المنتقى من كتاب الطبقات لأبي عروبة الحراني

أبو عروبة الحراني

أم سنبلة الأسلمية

§أُمُّ سُنْبُلَةَ الْأَسْلَمِيَّةُ

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْعَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سُفْيَانُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الْخِرَقِيُّ وَأَخُوهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيٌّ، أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الرُّوَيْدَشْتِيُّ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُرَسَانِيُّ قَالَا: أَنْبَأَ أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِئِ، أَنْبَا أَبُو عَرُوبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: دَخَلَتْ أُمُّ سُنْبُلَةَ الْأَسْلَمِيَّةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَطْبَيْنِ مِنْ لَبَنٍ تُهْدِيهِمَا لَهُ، فَقَالَ: «مَرْحَبًا بِأُمِّ سُنْبُلَةَ، مَرْحَبًا بِأُمِّ سَلَمَةَ» . قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَبَنُ إِبِلٍ أَهْدَيْتُهُ لَكَ - وَفِي يَدِهَا قَعْبٌ - قَالَ: «§صُبِّي فِي هَذَا الْقَعْبِ فِي يَدِكِ» . -[22]- قَالَتْ عَائِشَةُ: قُلْتُ: أَوَلَمْ تَكُنْ قُلْتَ إِنَّكَ لَا تَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ؟ فَقَالَ: «أَوَأَعْرَابٌ أَسْلَمُ يَا عَائِشَةُ؟ إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ، وَلَكِنَّهُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا وَنَحْنُ حَاضِرَتُهُمْ، إِذَا دَعَوْنَاهُمْ أَجَابُونَا، وَإِذَا دَعَوْنَا أَجَبْنَاهُمْ»

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، أَنْبَأَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، نا عَمْرُو بْنُ قَيْظِيٍّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَزَيْدٌ، وَمُحَمَّدٌ، بَنُو حُصَيْنٍ , أَنَّ جَدَّتَهُمْ أُمَّ سُنْبُلَةَ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَدِيَّةٍ، فَأَبَيْنَ - نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَأْخُذْنَهَا، وَقُلْنَ: لَا نَأْخُذُ هَدِيَّةً. وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «§خُذُوا هَدِيَّةَ أُمِّ سُنْبُلَةَ، فَإِنَّهَا أَهْلُ بَادِيَتِنَا، وَنَحْنُ أَهْلُ حَضَرِهَا» وَأَعْطَاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَادِيَ كَذَا، فَاشْتَرَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ

عبد الله بن عمرو بن مسعود المزني قال الحنفي: هو أبو بكر عبد الله المزني

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ الْمُزَنِيُّ قَالَ الْحَنَفِيُّ: هُوَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ

قرة بن إياس بن هلال بن رئاب بن سواءة بن سارية بن ذبيان بن ثعلبة بن سليم بن أوس بن مزينة وأبوه نزل البصرة، وكان بها عقبه

§قُرَّةُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ هِلَالِ بْنِ رِئَابِ بْنِ سُوَاءَةَ بْنِ سَارِيَةَ بْنِ ذُبْيَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ أَوْسِ بْنِ مُزَيْنَةَ -[23]- وَأَبُوهُ نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَكَانَ بِهَا عَقِبُهُ

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَا: ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: «§غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَمَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ تِسْعَ غَزَوَاتٍ، أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا»

عمرو بن مرة الجهني نزل دمشق

§عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ نَزَلَ دِمِشْقَ

دحية بن خليفة الكلبي رسول النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيصر. وذكروا أنه بقي إلى زمن معاوية، وكان ينزل بدمشق

§دِحْيَةُ بْنُ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ رَسُولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَيْصَرَ. وَذَكَرُوا أَنَّهُ بَقِيَ إِلَى زَمَنِ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِدِمِشْقَ

عمرو بن الفغواء

§عَمْرُو بْنُ الْفَغْوَاءِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، ثنا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَغْوَاءِ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: -[24]- دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَنِي بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يَقْسِمُهُ فِي قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، فَقَالَ: «§الْتَمِسْ صَاحِبًا» فَجَاءَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ وَتَلْتَمِسُ صَاحِبًا؟ قُلْتُ: أَجَلْ. قَالَ: فَأَنَا لَكَ صَاحِبٌ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: قَدْ وَجَدْتُ صَاحِبًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا وَجَدْتَ صَاحِبًا فَآذِنِّي» فَقَالَ: «مَنْ؟» قُلْتُ: عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ. قَالَ: " فَإِذَا هَبَطْتَ بِلَادَ قَوْمِهِ فَاحْذَرْهُ، فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ الْقَائِلُ: أَخُوكَ الْبَكْرِيُّ فَلَا تَأْمَنْهُ ". قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى إِذَا جِئْتُ الْأَبْوَاءَ، قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ حَاجَةً إِلَى قَوْمِي بِوَدَّانَ، فَتَلَبَّثْ لِي. قَالَ: قُلْتُ: رَاشِدًا. فَلَمَّا وَلَّى ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَشَدَدْتُ عَلَى بَعِيرِي، ثُمَّ خَرَجْتُ أُوضِعُهُ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِالْأَصَافِرِ إِذَا هُوَ يُعَارِضُنِي فِي رَهْطٍ. قَالَ: فَأَوْضَعْتُ فَسَبَقْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي قَدْ فُتُّهُ انْصَرَفُوا، وَجَاءَنِي فَقَالَ: كَانَتْ لِي حَاجَةٌ إِلَى قَوْمِي. قُلْتُ: أَجَلْ، فَمَضَيْنَا، حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَدَفَعْتُ الْمَالَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ

ذو الأصابع

§ذُو الْأَصَابِعِ

حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، ثنا ضَمْرَةُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، -[25]- عَنْ ذِي الْأَصَابِعِ، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنِ ابْتُلِينَا بِالْبَقَاءِ بَعْدَكَ، أَيْنَ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: «§عَلَيْكَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ لَعَلَّهُ أَنْ تَنْشَأَ لَكَ ذُرِّيَّةٌ يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُونَ»

عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: §ثَارَتِ الْفِتَنُ وَدُهَاةُ النَّاسِ خَمْسَةٌ: يُعَدُّ مِنْ قُرَيْشٍ مُعَاوِيَةُ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَيُعَدُّ مِنَ الْأَنْصَارِ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَيُعَدُّ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ، وَيُعَدُّ مِنْ ثَقِيفٍ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ

حَدَّثَنَا الدِّرْهَمِيُّ، ثنا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي مِحْصَنٍ، عَنْ -[26]- حُصَيْنٍ، عَنْ يَسَارٍ، قَالَ: نَزَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فِي دَارِ يَسَارِ بْنِ عَوْفٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، فَقَالَ لَهُ: §اتَّقِ اللَّهَ يَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، اتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا تُرِيقَنَّ دَمَكَ فِي هَذِهِ الْفِتْنَةِ. قَالَ: وَأَنْتَ يَا ابْنَ بُدَيْلٍ فَاتَّقِ اللَّهَ تَعَالَى، وَلَا تُرِقْ دَمَكَ فِيهَا. قَالَ: أَنَا أَطْلُبُ بِدَمِ أَخِي، قُتِلَ مَظْلُومًا. قَالَ: وَأَنَا أَطْلُبُ بِدَمِ عُثْمَانَ، قُتِلَ مَظْلُومًا " قَالَ يَسَارُ بْنُ عَوْفٍ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمَا يَوْمَ صِفِّينَ قَتِيلَيْنِ، مَا بَيْنَهُمَا أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا

ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب قال أبو عروبة: هو عم الشافعي، وأمه العجلة بنت العجلان بن البياع من حديثه

§رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ أَبُو عَرُوبَةَ: هُوَ عَمُّ الشَّافِعِيِّ، وَأُمُّهُ الْعَجِلَةُ بِنْتُ الْعَجْلَانِ بْنِ الْبَيَّاعِ -[27]- مِنْ حَدِيثِهِ

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَعِيدٌ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: §قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرُكَانَةَ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ مِنَ الْكَتِيبَةِ خَمْسِينَ وَسْقًا، وَرُكَانَةُ هُوَ الَّذِي صَارَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَرَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِهِ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: «قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَتِيبَةِ لِعُجَيْرِ بْنِ عَبْدِ يَزِيدَ ثَلَاثِينَ وَسْقًا»

عجير بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب قال: أبو عروبة: وقال ابن إسحاق

§عُجَيْرُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: أَبُو عَرُوبَةَ: وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ

عثمان بن طلحة بن أبي طلحة واسم أبي طلحة: عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، وأمه: سلافة بنت سعد بن شهيد، من بني عمرو بن عوف

§عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَاسْمُ أَبِي طَلْحَةَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَأُمُّهُ: سُلَافَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ شُهَيْدٍ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ

عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا مَنْصُورٌ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: أَتَيْنَا عَائِشَةَ نُعَزِّيهَا بِأَخِيهَا، مَاتَ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ، فَنُقِلَ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَتْ: «§يَرْحَمُ اللَّهُ أَخِي، إِنَّ أَشَدَّ أَمْرِهِ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَمْ يُدْفَنْ فِي الْمَكَانِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ» قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَسَنَّ وَلَدِ أَبِيهِ "

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ، فَحَمَلَتْهُ رِجَالُ قُرَيْشٍ عَلَى عَوَاتِقِهَا، فَقَدِمَتْ عَائِشَةُ فَقَالَتْ: «§أَرُونِي قَبْرَ أَخِي، فَأَرَوْهَا، فَصَلَّتْ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، ثنا مُعَاذٌ، وَأَزْهَرُ، قَالَا: ثنا ابْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، قَالَ: قَدِمَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ذَا طُوًى، حِينَ رَفَعُوا أَيْدِيهِمْ عَنْ أَخِيهَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَعَمِلَتْ يَوْمَئِذٍ وَتَرَكَتْ، فَقَالَتْ لَهَا امْرَأَةٌ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنْتِ تَفْعَلِينَ هَذَا؟ قَالَتْ: «§وَمَا رَأَيْتِنِي فَعَلْتُ؟ إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا أَكْبَادٌ كَأَكْبَادِ الْإِبِلِ» ، وَأَمَرَتْ بِفُسْطَاطٍ فَضُرِبَ عَلَى قَبْرِهِ، وَوَكَّلَتْ بِهِ إِنْسَانًا، وَارْتَحَلَتْ فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ، فَرَأَى الْفُسْطَاطَ عَلَى الْقَبْرِ، فَأَمَرَ بِهِ فَنُزِعَ، فَقَالَ -[29]- الرَّجُلُ: إِنَّهُمْ وَكَّلُونِي بِهِ. فَقَالَ: انْزِعْهُ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لَكَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُظِلُّهُ عَمَلُهُ»

عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة وأمه هند بنت عمير بن جدعان أخي عبد الله بن جدعان حدث عنه: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن وهو ابن أخي طلحة بن عبيد الله

§عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ هُنْدُ بِنْتُ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ حَدَّثَ عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ أَخِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ

حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ وَأَبُو مُوسَى وَمَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ، قَالُوا: ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: «§أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَنْ نَرْمِيَ الْجِمَارَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ»

وخالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم كنيته أبو سليمان، وأمه لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال، وهي أخت ميمونة وأم الفضل أم بني العباس، شهد الحديبية مع المشركين، ثم أسلم بعد ذلك، وشهد مؤتة

§وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ كُنْيَتُهُ أَبُو سُلَيْمَانَ، وَأُمُّهُ لُبَابَةُ الصُّغْرَى بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ بُجَيْرِ بْنِ الْهُزَمِ بْنِ رُوَيْبَةَ بْنِ -[30]- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ، وَهِيَ أُخْتُ مَيْمُونَةَ وَأُمُّ الْفَضْلِ أُمُّ بَنِي الْعَبَّاسِ، شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَشَهِدَ مُؤْتَةَ وَالْفَتْحَ وَحُنَيْنٍ، وَمَاتَ بِحِمْصَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: إِنَّهُ مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ

حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ - ثُمَّ شَكَّ حَمَّادٌ فِي أَبِي وَائِلٍ - قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ الْوَفَاةُ قَالَ: «لَقَدْ §طَلَبْتُ الْقَتْلَ فِي مَظَانِّهِ فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَرْجَا عِنْدِي بَعْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ لَيْلَةٍ بِتُّهَا وَأَنَا مُتَرَّسٌ بِتُرْسِي، وَالسَّمَاءُ تُهِلُّنِي، نَنْتَظِرُ الصُّبْحَ حَتَّى نُغِيرَ عَلَى الْكُفَّارِ» ، ثُمَّ قَالَ: «إِذَا أَنَا مُتُّ فَانْظُرُوا فَرَسِي وَسِلَاحِي فَاجْعَلُوهُ عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» فَلَمَّا تُوُفِّيَ خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي جَنَازَتِهِ، فَذَكَرَ قَوْلَهُ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: «مَا عَلَى نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ أَنْ يَسْفَحْنَ عَلَى خَالِدٍ مِنْ دُمُوعِهِنَّ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقَةٌ» قَالَ الْمُخْتَارُ: النَّقْعُ: التُّرَابُ عَلَى الرَّأْسِ، اللَّقْلَقَةُ: الصَّوْتُ

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ - وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ تُفَقِّهُهُ - فَغَشِيَهُ النَّاسُ، فَقَالَ: ثنا أَبُو قَتَادَةَ، قَالَ: -[31]- قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ الْأُمَرَاءِ: «§أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ» وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْأُمَرَاءِ وَهُوَ أَمَّرَ نَفْسَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ فَأَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ» قَالَ: فَمُذْ يَوْمَئِذٍ سُمَيِّ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ سَيْفَ اللَّهِ

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ جَمِيلٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ، وَحَدَّثَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا وَجَّهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ لِقِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ، كُلِّمَ فِي رَدِّهِ، فَأَبَى أَنْ يَرُدَّهُ، وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§نِعْمَ الْفَتَى خَالِدٌ، وَنِعْمَ أَخُو الْعَشِيرَةِ، وَسَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ»

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ كِنَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا تَحْتَ ثَنِيَّةٍ طَلَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذَا؟» قُلْتُ: خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. قَالَ: «§نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ هَذَا»

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، ثنا أَبُو مَعْمَرٍ، أنبا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ مُتَدَلِّيًا مِنْ عَقَبَةِ هَرْشَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§نِعْمَ الرَّجُلُ خَالِدٌ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: -[32]- قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: «§لَقَدْ دُقَّ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، وَصَبَرَتْ فِي يَدِي صَفِيحَةٌ لِي يَمَانِيَّةٌ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: طَلَّقَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ امْرَأَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، لِمَ طَلَّقْتَهَا؟ قَالَ: «§مَا طَلَّقْتُهَا لِأَمْرٍ رَابَنِي مِنْهَا وَلَا سَاءَنِي، وَلَكِنْ لَمْ يُصِبْهَا عِنْدِي بَلَاءٌ»

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا يَحْيَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§لَا تَسُبُّوا خَالِدًا، فَإِنَّمَا هُوَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ صَبَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ»

عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب وأم عمرو النابغة، سبية من عنزة، كان إسلامه قبيل الفتح

§عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ وَأُمُّ عَمْرٍو النَّابِغَةُ، سَبِيَّةٌ مِنْ عَنَزَةَ، كَانَ إِسْلَامُهُ قُبَيْلَ الْفَتْحِ

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: لَا أُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «§إِنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِ قُرَيْشٍ، وَنِعْمَ أَهْلُ الْبَيْتِ عَبْدُ اللَّهِ وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ»

أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، واسمه المغيرة وأمه غزية بنت قيس بن ظريف بن عبد العزى

§أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، وَاسْمُهُ الْمُغِيرَةُ وَأُمُّهُ غَزِيَّةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ ظَرِيفِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا سُفْيَانَ الْوَفَاةُ، قَالَ لِأَهْلِهِ: «§لَا تَبْكُوا عَلَيَّ فَإِنِّي لَمْ أَتَنَطَّفَ بِخَطِيئَةٍ مُنْذُ أَسْلَمْتُ»

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ، ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي حَبَّةَ الْبَدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَا نَظَرْتُ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا رَأَيْتُ أَبَا سُفْيَانَ»

وابنه جعفر بن أبي سفيان وكان معه يوم أسلم. وأمه جمانة بنت أبي طالب بن عبد المطلب، وأمها فاطمة بنت أسد بن هاشم ومات فيما ذكروا في أيام معاوية

§وَابْنُهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَكَانَ مَعَهُ يَوْمَ أَسْلَمَ. وَأُمُّهُ جُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأُمُّهَا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ وَمَاتَ فِيمَا ذَكَرُوا فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ

أبو سفيان صخر بن حرب ومات أبو سفيان يعني صخر بن حرب، في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد ذهب بصره، يقال: سنة إحدى وثلاثين.

§أَبُو سُفْيَانَ صَخْرُ بْنُ حَرْبٍ -[34]- وَمَاتَ أَبُو سُفْيَانَ يَعْنِي صَخْرَ بْنَ حَرْبٍ، فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، يُقَالُ: سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْبَصْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: حَضَرَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَأَذِنَ لَهُمْ قَبْلَهُ ثُمَّ أَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كِدْتَ تَأْذَنُ لِحِجَارَةِ الْجُلْهُمَتَيْنِ قَبْلِي فَقَالَ: " إِنَّمَا أَنْتَ يَا أَبَا سُفْيَانَ وَذَاكَ كَمَا قَالَ الْأُوَلُ: §كُلُّ الصَّيْدِ فِي بَطْنِ الْفَرَا "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْدَانَ، ثنا أَبُو ثَابِتٍ الْمَدَنِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: " فَقَدْتُ الْأَصْوَاتَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، وَالْمُسْلِمُونَ يَقْتَتِلُونَ وَالرُّومُ، إِلَّا رَجُلٌ يَقُولُ: §يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ. فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ مَنْ هُوَ، فَإِذَا هُوَ أَبُو سُفْيَانَ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ يَزِيدَ "

المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة

§الْمُهَاجِرُ بْنُ قُنْفُذِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، أَنَّهُ هَاجَرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَهُ الْمُشْرِكُونَ، فَأَوْثَقُوهُ عَلَى بَعِيرٍ، فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ الْبَعِيرَ سَوْطًا وَيَضْرِبُونَهُ سَوْطًا، فَأَفْلَتَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «§هَذَا الْمُهَاجِرُ حَقًّا» . وَلَمْ يَكُنِ اسْمُهُ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ الْمُهَاجِرَ

أبو الأعور السلمي , عمرو بن سفيان بن عبد شمس من بني ذكوان نزل طبرية، له رواية، شهد صفين، ومات في أيام معاوية

§أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ , عَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ مِنْ بَنِي ذَكْوَانَ نَزَلَ طَبَرِيَّةَ، لَهُ رِوَايَةٌ، شَهِدَ صِفِّينَ، وَمَاتَ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو هُبَيْرَةَ، عَنْ عَمْرٍو الْبِكَالِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّمَا §أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي ثَلَاثًا: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِمَامٌ ضَالٌّ "

عبد الله وعطية والصماء، بنو بسر المازني، وأخوة نزلوا حمص، ولهم رواية، وأخبارهم مع أهل الشام

§عَبْدُ اللَّهِ وَعَطِيَّةُ وَالصَّمَّاءُ، بَنُو بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، -[36]- وَأُخْوَةٌ نَزَلُوا حِمْصَ، وَلَهُمْ رِوَايَةٌ، وَأَخْبَارُهُمْ مَعَ أَهْلِ الشَّامِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ ابْنَيْ بُسْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، فَقُلْتُ: رَحِمَكُمَا اللَّهُ، الرَّجُلُ مِنَّا يَرْكَبُ دَابَّتَهُ، فَيَضْرِبُهَا بِالسَّوْطِ، وَيَكْبَحُهَا بِاللِّجَامِ، هَلْ سَمِعْتُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ قَالَا: §مَا سَمِعْنَا مِنْهُ فِي ذَلِكَ شَيْئًا، وَنَادَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ جَوْفِ الْبَيْتِ، فَقَالَتْ: يَا هَذَا، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} [الأنعام: 38] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَالَا لِي: هَذِهِ أُخْتُنَا، وَهَى أَكْبَرُ مِنَّا، فَقَدْ أَدْرَكَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو صَفْوَانَ

شداد بن أسيد السلمي

§شَدَّادُ بْنُ أُسَيْدٍ السُّلَمِيُّ

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، أنبا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْظِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ أُسَيْدٍ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّهِ شَدَّادٍ، أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَكَى، فَقَالَ لَهُ: «§مَا لَكَ يَا شَدَّادُ؟» . قَالَ: اشْتَكَيْتُ، وَلَوْ شَرِبْتُ مِنْ مَاءِ بُطْحَانَ لَبَرَأْتُ. قَالَ: «فَمَا يَمْنَعُكَ؟» قَالَ: هِجْرَتِي. قَالَ: «اذْهَبْ، فَأَنْتَ مُهَاجِرٌ حَيْثُمَا كُنْتَ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - , أَنَّهُ خَرَجَ يَزُورُ صَدِيقًا لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، فَبَلَغَهُ شَكَاتُهُ، فَقَالَ: أَجْعَلُهَا عِيَادَةً، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ: جِئْتُكَ زَائِرًا وَعَائِدًا وَمُبَشِّرًا. قَالَ: وَكَيْفَ جَمَعْتَ هَذَا كُلَّهُ؟ قَالَ: خَرَجْتُ أُرِيدُ زِيَارَتَكَ، فَبَلَغَتْنِي شَكَاتُكَ، فَقُلْتُ: أَجْعَلُهَا عِيَادَةً، وَأُبَشِّرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِذَا سَبَقَتْ لِلْعَبْدِ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يُدْرِكْهَا بِعَمَلِهِ، ابْتَلَاهُ فِي جَسَدِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ أَصْبَرَهُ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى يَنَالَ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

أبو مالك الأشجعي

§أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ

حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: يَا أَبَهْ، إِنَّكَ صَلَّيْتَ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قَرِيبًا مِنْ خَمْسِ سِنِينَ، أَكَانُوا يَقْنُتُونَ؟ قَالَ: «§أَيْ بُنَيَّ بِدْعَةٌ»

زاهر بن حرام الأشجعي

§زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ الْأَشْجَعِيُّ

حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ، ثنا شَاذُّ بْنُ فَيَّاضٍ، ثنا رَافِعُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَشْجَعَ يُقَالُ لَهُ: زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ. قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا بَدَوِيًّا، وَكَانَ لَا يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ إِلَّا بِطُرْفَةٍ أَوْ هَدِيَّةٍ يُهْدِيهَا لَهُ. فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ يَبِيعُ سِلْعَةً، وَلَمْ يَكُنْ أَتَاهُ، فَأَتَاهُ فَاحْتَضَنَهُ مِنْ وَرَاءِ كَتِفِهِ، فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبَّلَ كَفَّيْهِ، وَقَالَ: «§مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ؟» قَالَ: إِذًا تَجِدُنِي كَاسِدًا. قَالَ: «وَلَكِنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَبِيحٌ»

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ لِكُلِّ بَادِيَةٍ حَاضِرَةٌ، وَبَادِي آلِ مُحَمَّدٍ زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ»

أبو هريرة

§أَبُو هُرَيْرَةَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: " تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، وَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلَاثًا، يَقُومُ هَذَا وَيَنَامُ هَذَا، وَيَنَامُ هَذَا وَيَقُومُ هَذَا، وَيَنَامُ هَذَا وَيَقُومُ هَذَا، فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ تَصُومُ الدَّهْرَ؟ قَالَ: «§أَصُومُ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ثَلَاثًا، فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ كَانَ لِي آخِرُ شَهْرِي»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ،: أَنَّ مَرْوَانَ، كَانَ يَسْتَخْلِفُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَرْكَبُ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ قُرْطَاطٌ، قَدْ شَدَّهُ عَلَيْهِ، وَخِطَامُهُ مِنْ لِيفٍ، وَكَانَ يَقُولُ: §الطَّرِيقَ، قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، الطَّرِيقَ، قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ، وَكَانَ رُبَّمَا أَتَى الصِّبْيَانَ بِاللَّيْلِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لُعْبَةَ الْحِرَابِ، فَيَجِيءُ حَتَّى يَقَعَ بَيْنَهُمْ، وَيَضْرِبُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ الْأَرْضَ، فَيُذْعَرُونَ، وَيَذْهَبُونَ، وَرُبَّمَا دَعَانِي إِلَى الْعَشَاءِ، فَيَقُولُ: تَعَالَ وَدَعْ -[40]- لِلْأَمِيرِ الْعُرَاقَ، فَأَذْهَبُ فَأَطْلُبُ، فَلَا أَجِدُ شَيْئًا، إِنَّمَا هِيَ ثَرِيدَةٌ بِزَيْتٍ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، وَمُعَاذٌ، قَالَا: ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: §سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ هَاهُنَا سُمِعَ ثَمَّةَ وَكَانَ يَلْبَسُ ثَوْبَيْنِ مِثْلَ ثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ. قَالَ: وَعَلَيَّ ثَوْبَانِ مَصْبُوغَانِ بِطِينٍ

معاوية بن أبي سفيان

§مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحَذَّاءُ، ثنا بَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ كَانَ قَائِلًا يَوْمًا فِي دَارِ يُحَنَّا، وَقَالَ ابْنُ حَرْبٍ: فِي كَنِيسَةِ يُحَنَّا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مَسْجِدٌ يُصَلَّى فِيهِ، فَتَنَبَّهَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ نَوْمَتِهِ، فَإِذَا مَعَهُ أَسَدٌ فِي الْبَيْتِ يَمْشِي نَحْوَهُ، فَوَثَبَ إِلَى سِلَاحِهِ؟ فَقَالَ الْأَسَدُ: مَهْ، إِنَّمَا أُرْسِلْتُ إِلَيْكَ بِرِسَالَةٍ لِتُبَلِّغَهَا. قَالَ: وَمَنْ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: §اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَلَنِي لِتُعْلِمَ مُعَاوِيَةَ الرَّحَّالَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. فَقُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ: مَنْ مُعَاوِيَةُ الرَّحَّالُ؟ قَالَ: مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ -[41]- سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «§مُعَاوِيَةُ مِنْ أَحْلَمِ النَّاسِ» . قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: «أَبُو بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ، وَمُعَاوِيَةُ مِنْ أَحْلَمِ النَّاسِ» . قَالُوا: عُمَرُ؟ قَالَ: «عُمَرُ خَيْرٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ، وَمُعَاوِيَةُ مِنْ أَحْلَمِ النَّاسِ»

حَدَّثَنَا فَتْحُ بْنُ سَلُّومَةَ الرَّقِّيُّ، ثنا مُبَشِّرٌ الْحَلَبِيُّ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ، ثُمَّ قَالَ: «§خُذْ هَذَا يَا مُعَاوِيَةُ حَتَّى تَلْقَانِي بِهِ فِي الْجَنَّةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " §لَوْ رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ قُلْتُمْ: هَذَا الْمَهْدِيُّ "

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، وَهِلَالُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§مَا زَالَ بِي مَا رَأَيْتُ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ فِي الْفِتْنَةِ، حَتَّى إِنِّي لَأَتَمَنَّى أَنْ يَزِيدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُعَاوِيَةَ مِنْ عُمْرِي فِي عُمْرِهِ»

سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية أبي أحيحة، كنيته أبو عثمان

§سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ أَبِي -[42]- أُحَيْحَةَ، كُنْيَتُهُ أَبُو عُثْمَانَ

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَزِيغٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،: §أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَتَلَ أَبَاهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ، وَلَمْ يُحْفَظْ لَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِوَايَةٌ وَلَا مَعَهُ مَشْهَدٌ "

حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ الْأُمَوِيُّ، بِالْبَصْرَةِ، ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَالِيًا عَلَى الْمَدِينَةِ لِمُعَاوِيَةَ، فَأَصَابَ النَّاسَ سِنَةٌ فَأَقْحَطُوا، فَأَطْعَمَهُمْ سَعِيدٌ حَتَّى أَنْفَقَ مَا فِي بَيْتِ الْمَالِ، وَادَّانَ، فَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَغَضِبَ، وَقَالَ: §لَمْ يَرْضَ أَنْ يُنْفَقَ مَا فِي بَيْتِ مَالِنَا حَتَّى ادَّانَ مَعَهُ فَعَزَلَهُ، فَلَمَّا حُضِرَ سَعِيدٌ دَعَا ابْنَهُ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ رَضِيتُ غَيْبَتَكَ وَشَهَادَتَكَ، فَانْظُرْ دَيْنِي فَاقْضِهِ عَنِّي، وَاكْسِرْ فِيهِ أَمْوَالِي، وَلَا يَقْضِيَنَّهُ عَنِّي مُعَاوِيَةُ، وَانْظُرْ بَنَاتِي فَلْتَكُنْ بُيُوتُهُنَّ قُبُورَهُنَّ إِلَّا مِنَ الْأَكْفَاءِ، وَانْظُرْ إِخْوَانِي فَلَا يَفْقِدُونِي، احْفَظْ مِنْهُمْ مَا كُنْتُ أَحْفَظُ. فَلَمَّا بَلَغَ مُعَاوِيَةَ مَوْتُهُ، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا عُثْمَانَ، مَاتَ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَمَنْ هُوَ أَصْغَرُ مِنِّي، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ:

[البحر الطويل] إِذَا سَارَ مَنْ دُونَ امْرِئٍ وَأَمَامَهُ ... وَأَوْحَشَ مِنْ جِيرَانِهِ فَهُوَ سَائِرُ

ومن بني عبد الدار بن قصي

§وَمِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ

شيبة بن عثمان بن أبي طلحة واسمه عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي وهو أبو حجبة الكعبة شهد حنينا مع النبي صلى الله عليه وسلم. سمعت أبا موسى يذكر أنه مات سنة تسع وخمسين. وقال غيره: أدرك يزيد بن معاوية.

§شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ وَهُوَ أَبُو حَجَبَةِ الْكَعْبَةِ شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَذْكُرُ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَدْرَكَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ.

وأبو السنابل بن بعكك بن الحارث بن السباق بن عبد الدار

§وَأَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بَعْكَكَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ السَّبَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ

عكرمة بن أبي جهل

§عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ

حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنبا -[44]- إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ، لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ قَالَ: لَا أُسَاكِنُ قَوْمًا قَتَلُوا أَبَا الْحَكَمِ، فَتَحَمَّلَ لِيَرْكَبَ الْبَحْرَ، وَحَمَلَ ثَقَلَهُ فِي السَّفِينَةِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ صِهْرٌ لَهُ، أَمَرَ أُخْتَهُ فَتَصَنَّعَتْ لَهُ ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْهُ، فَقَالَتْ: أَنْتَ سَيِّدُنَا، وَأَنْتَ سَيِّدُ أَهْلِ الْبَلَدِ، تَأْتِي بَلَدًا لَا تُعْرَفُ بِهِ، فَأَبَى، فَلَمَّا أَتَى السَّفِينَةَ قَالَ لَهُ صَاحِبُ السَّفِينَةِ: أَخْلِصْ. قَالَ: مَا أَخْلِصْ؟ قَالَ: لَا يَصْلُحُ أَنْ يَرْكَبَ أَحَدٌ الْبَحْرَ حَتَّى يُخْلِصْ، مَا يَصْلُحُ فِي الْبَرِّ وَلَا يَصْلُحُ فِي الْبَحْرِ، فَأَخْرَجَ مَتَاعَهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، لَا تَسْأَلِ الْيَوْمَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَيْتُكَهُ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا - وَاللَّهِ - مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ مَالًا، وَلَكِنْ أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي بِكُلِّ قِتَالٍ قَاتَلْتُ لِأَصُدَّ بِهَا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ طَالَتْ بِي حَيَاةٌ لَأُضْعِفَنَّ ذَلِكَ

المطلب بن أبي وداعة الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص نسبه لنا أبو داود، عن سعيد بن بزيع، عن محمد بن إسحاق، قال: وكان أبوه في أسارى بدر، له رواية، وكان عقبه بمكة

§الْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ الْحَارِثُ بْنُ صُبَيْرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ نَسَبَهُ لَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَزِيعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: وَكَانَ أَبُوهُ فِي أُسَارَى بَدْرٍ، لَهُ رِوَايَةٌ، وَكَانَ عَقِبُهُ بِمَكَّةَ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ عَنْ جَدِّهِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: «§رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِمَّا يَلِي بَابَهُمْ بَابَ بَنِي سَهْمٍ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الظِّرَابِ أَحَدٌ» - وَقَالَ مَرَّةً: «سُتْرَةٌ - وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ»

الأسود بن خلف

§الْأَسْوَدُ بْنُ خَلَفٍ

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ الْأَسْوَدَ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُ النَّاسَ يَوْمَ الْفَتْحِ، قَالَ: جَلَسَ عِنْدَ قَرْنِ مَسْقَلَةَ، وَقَرْنُ مَسْقَلَةَ الَّذِي يُهْرِيقُ إِلَيْهِ بُيُوتُ أَبِي ثُمَامَةَ، وَهِيَ دَارُ ابْنِ سَمُرَةَ وَمَا حَوْلَهَا، وَالَّذِي يُهْرِيقُ مَا أُدِيرَ عَلَى دَارِ ابْنِ عَامِرٍ وَمَا أَقْبَلَ مِنْهَا عَلَى دَارِ ابْنِ سَمُرَةَ وَمَا حَوْلَهَا، قَالَ الْأَسْوَدُ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ، فَجَاءَهُ النَّاسُ - الصِّغَارُ وَالْكِبَارُ وَالنِّسَاءُ - §فَبَايَعُوهُ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالشَّهَادَةِ، قُلْتُ: وَمَا الشَّهَادَةُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ الْأَسْوَدِ أَنَّهُ بَايَعَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ وَالشَّهَادَةِ. قُلْتُ: وَمَا الشَّهَادَةُ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، أَنَّهُ بَايَعَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ، وَشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

سهيل بن عمرو

§سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو

حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اجْتَمَعَ النَّاسُ بِبَابِهِ، فِيهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَتِلْكَ الشُّيُوخُ مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَمَّا خَرَجَ آذِنُهُ، قَالَ: أَيْنَ بِلَالٌ وَصُهَيْبٌ وَسَلْمَانُ؟ قَالَ: وَكَانَ يُحِبُّهُمْ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: تَالَلَّهِ إِنْ رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ قَطُّ بِهَذَا الْبَابِ، لَا يُؤْذَنُ لَنَا وَيُؤْذَنُ لِهَؤُلَاءِ الْعَبِيدِ فَقَامَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَيَا لَهُ مِنْ رَجُلٍ مَا كَانَ أَعْقَلَهُ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §إِنِّي قَدْ أَرَى مَا فِي وُجُوهِكُمْ، إِنْ كُنْتُمْ غِضَابًا فَاغْضَبُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، دُعِيَ الْقَوْمُ وَدُعِيتُمْ فَسَبَقُوا وَأَبْطَأْتُمْ، إِنَّهُمْ وَاللَّهِ مَا قَدْ سَبَقُوكُمْ بِهِ مِنْ فَضْلٍ فِيمَا لَا تَرَوْنَ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ الَّذِي تُنَافِسُونَهُمْ عَلَيْهِ» . قَالَ الْحَسَنُ: صَدَقَ وَاللَّهِ، لَا يُجْعَلُ عَبْدٌ دُعِيَ إِلَيْهِ فَأَسْرَعَ كَعَبْدٍ دُعِيَ عَلَيْهِ فَأَبْطَأَ. قَالَ: فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: «هَؤُلَاءِ قَدْ سَبَقُوكُمْ بِمَا لَا سَبِيلَ لَكُمْ إِلَيْهِ، فَلْيَنْظُرْ كُلُّ امْرِئٍ لِنَفْسِهِ» ثُمَّ أَمَرَ بِثَقَلِهِ، فَلَحِقَ بِالشَّامِ يَطْلُبُ الْجِهَادَ

ومن بني فهر بن مالك بن النضر

§وَمِنْ بَنِي فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ

ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كبير بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر كان فارسا شاعرا

§ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ مِرْدَاسِ بْنِ كَبِيرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شَيْبَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ -[47]- كَانَ فَارِسًا شَاعِرًا

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ عَاصِمٍ، " يُحَدِّثُ أَنَّ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ شَرِبُوا الْخَمْرَ بِالشَّامِ عَبْدُ بْنُ الْأَزْوَرِ الْأَسَدِيُّ، أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ، وَضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ أَحَدُ بَنِي فِهْرٍ، وَنَسِيَ جَرِيرٌ الرَّابِعَ، فَأَرَادَ أَبُوعُبَيْدَةَ أَنْ يَحُدَّهُمْ، فَقَالُوا: §مَا تَصْنَعُ بِأَنْ تَحُدَّنَا، نَحْنُ نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا، فَإِنْ قُتِلْنَا وَإِلَّا فَنَحْنُ فِي يَدِكَ، قَالَ: فَتَرَكَهُمْ، فَقُتِلُوا جَمِيعًا "

عبادة بن قرص الليثي

§عُبَادَةُ بْنُ قُرْصٍ اللَّيْثِيُّ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، ثنا ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ قُرْصٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ أَقْبَلَ مِنَ الْغَزْوِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْأَهْوَازِ سَمِعَ أَذَانًا، فَأَقْبَلَ نَحْوَهُ، فَإِذَا هُمُ الْحَرُورِيَّةُ، قَالُوا لَهُ: مَا أَنْتَ؟ قَالَ: «§أَلَسْتُمْ إِخْوَتِي؟» قَالُوا: أَنْتَ أَخُو الشَّيْطَانِ، -[48]- فَلَمَّا قَدَّمُوهُ لِيَقْتُلُوهُ قَالَ: «أَمَا تَرْضَوْنَ مِنِّي بِمَا رَضِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي؟ إِنِّي أَتَيْتُهُ وَأَنَا مُشْرِكٌ، فَشَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَخَلَّى عَنِّي» ، فَقَدَّمُوهُ فَقَتَلُوهُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ

وحميد بن ثور الهلالي ذكروا أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنشده

§وَحُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ ذَكَرُوا أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنْشَدَهُ

حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا يَعْلَى بْنُ الْأَشْدَقِ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ، أَنَّهُ حِينَ أَسْلَمَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: [البحر الرجز] §أَصْبَحَ قَلْبِي مِنْ سُلَيْمَى مُقْصَدَا إِنْ خَطَأً مِنْهَا وَإِنْ تَعَمُّدَا مِنْ سَاعَةٍ لَمْ تَكُ إِلَّا مُقْعَدَا وَذَكَرَ فِي الشَّعْرِ: حَتَّى أَرَانَا رَبُّنَا مُحَمَّدَا يَتْلُو مِنَ اللَّهِ كِتَابًا مُرْشِدَا فَلَمْ نُكَذِّبْ وَخَرَرْنَا سُجَّدًا نُعْطِي الزَّكَاةَ وَنُقِيمُ الْمَسْجِدَا

مزيدة العصري

§مَزِيدَةُ الْعَصَرِيُّ

حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ، ثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ، ثنا هُودٌ، عَنْ جَدِّهِ مَزِيدَةَ الْعَصَرِيِّ، وَكَانَ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ كَثِيرُ الْحَجِّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ: مَعْبَدُ بْنُ وَهْبٍ الْعَبْدِيُّ، وَإِنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهَا: هُرَيْرَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَكَانَتْ أُخْتَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّهُ قَاتَلَ يَوْمَ بَدْرٍ بِسَيْفَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ هَذَا الْأَضْبَطُ؟» قَالُوا: مَعْبَدُ بْنُ وَهْبٍ الْعَبْدِيُّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى فِتْيَانِ عَبْدِ الْقَيْسِ أَلَّا يَحْضُرُونَا فِي هَذَا الْيَوْمِ، أَمَا إِنَّهُمْ أُسْدُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ» . وَمَزِيدَةُ الْعَصَرِيُّ، جَدُّ هُودٍ، كَانَ فِي وَفْدِهِمْ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، ثنا طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا هُودٌ الْعَصَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي مَزِيدَةَ، قَالَ: «§وَفَدْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلْتُ فَقَبَّلْتُ يَدَهُ»

أبو اليسع أسند عنه البصريون

§أَبُو الْيَسَعِ أَسْنَدَ عَنْهُ الْبَصْرِيُّونَ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْيَسَعِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنُعِتَ لِي حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَطَلَبْتُهُ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَإِذَا هُوَ قَدْ أَقْبَلَ، فَعَرَفْتُهُ بِالنَّعْتِ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: تَنَحَّ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُ» . فَوَقَفْتُ مَعَهُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَعْنَاقُ -[50]- رَاحِلَتَيْنَا، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا الَّذِي يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَمَا الَّذِي يُخْرِجُنِي مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: «§صَلِّ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَأَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ وَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَاكْرَهْ لِلنَّاسِ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ؛ خَلِّ سَبِيلَ الرَّاحِلَةِ»

المنقع

§الْمُنْقَعُ

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثنا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ الْفَزَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُنْقَعَ، يَقُولُ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §هَذِهِ صَدَقَةُ إِبِلِنَا. فَأَمَرَ بِهَا فَقُبِضَتْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فِيهَا نَاقَةٌ هَدِيَّةٌ. قَالَ: «فَاعْزِلِ الْهَدِيَّةَ مِنَ الصَّدَقَةِ» . قَالَ: فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، وَخَاضَ النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مُضَرَ فَمُصَدِّقُهُمْ، قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّ لَنَا لَعَنَاءً، وَمَا عِنْدَ أَهْلِنَا مِنْ مَالٍ، فَلَأَصَّدَّقَنَّ هَاهُنَا قَبْلَ أَنْ آتِيَ أَهْلِي، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ، وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسُهُ رَأْسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاكِبٌ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ كَأَنَّهُ أَهْوَى إِلَيَّ الْأَسْوَدُ، فَكَفَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا أَنَّكَ بَاعِثٌ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى رَقِيقِ مُضَرَ فَمُصَدِّقُهُمْ. فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ» يَقُولُهَا ثَلَاثًا. قَالَ الْمُنْقَعُ: فَلَا أُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِحَدِيثٍ يَنْطِقُ بِهِ كِتَابٌ، أَوْ جَرَتْ بِهِ سُنَّةٌ، نَكْذِبُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ، فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ

جدار

§جِدَارٌ

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَجَرَةَ، عَنْ جِدَارٍ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §أَوَّلُ قَطْرَةٍ تَقَعُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ، يُكَفِّرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عَنْهُ كُلَّ خَطِيئَةٍ لَهُ، وَتَجِيئَانِ - يَعْنِي الْحُورُ الْعِينُ - تَجْلِسَانِ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَتَمْسَحَانِ عَنْ وَجْهِهِ، وَتَقُولَانِ: مَرْحَبًا، قَدْ آنَ لَكَ، وَيَقُولُ هُوَ: مَرْحَبًا، قَدْ آنَ لَكُمَا "

ابن الشياب

§ابْنُ الشَّيَّابِ

حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، وَابْنُ الْمُصَفَّى، قَالَا: ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ الشَّيَّابِ: «§كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الشِّعْبِ آخِرَ أَصْحَابِهِ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ غَيْرُ حَمْزَةَ يُقَاتِلُ الْعَدُوَّ، فَرَصَدَهُ وَحْشِيٌّ فَقَتَلَهُ، وَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ بِيَدِ حَمْزَةَ مِنَ الْكُفَّارِ وَاحِدًا وَثَلَاثِينَ رَجُلًا، وَكَانَ يُدْعَى أَسَدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

أبو نخيلة

§أَبُو نُخَيْلَةَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَالْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ -[52]- مَهْدِيٍّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْنَى أَبَا نُخَيْلَةَ، رُمِيَ بِسَهْمٍ، فَقِيلَ لَهُ: ادْعُ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ، §انْقُصْ مِنَ الْوَجَعِ وَلَا تَنْقُصْ مِنَ الْأَجْرِ. فَقِيلَ لَهُ: ادْعُ اللَّهَ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَاجْعَلِ ابْنَتِي مِنَ الْحُورِ الْعِينِ "

أبو هريرة

§أَبُو هُرَيْرَةَ

حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، ثنا يَزِيدُ، أنبا جَرِيرٌ، ثنا شَبِيبُ بْنُ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا، أَتَاهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدِّثْنَا عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَكَتَ، وَهُوَ يَنْكُتُ بِعُودٍ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ إِنَّ الْأَعْرَابِيَّ ثَنَّى، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدِّثْنَا عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَكَتَ، وَهُوَ يَنْكُتُ بِعُودٍ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ ثَلَّثَ، وَهُوَ يَنْكُتُ بِعُودٍ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ إِنَّ الْأَعْرَابِيَّ قَامَ حِينَ لَمْ يُجِبْهُ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: عَلَيَّ بِالْأَعْرَابِيِّ، فَرَجَعَ حَتَّى جَلَسَ مَجْلِسَهُ الَّذِي قَامَ مِنْهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ الْآخَرِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ بِعُودٍ، كَمَا رَأَيْتَنِي أَنْكُتُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، الْعَنْ أَهْلَ الْيَمَنِ. فَسَكَتَ عَنْهُ، وَهُوَ يَنْكُتُ بِعُودٍ كَمَا رَأَيْتَنِي، ثُمَّ ثَنَّى، ثُمَّ ثَلَّثَ، كَمَا رَأَيْتَنِي صَنَعْتُ، ثُمَّ إِنَّهُ سَكَتَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي سَأَلَنِي أَنْ ألْعَنَ أَهْلَ الْيَمَنِ؟» فَقَامَ، فَقَالَ: أَنَا ذَا. فَقَالَ: «§إِنَّ الْإِيمَانَ يَمَانٍ، وَإِنَّ الْحِكْمَةَ يَمَانِيَةٌ، أَجِدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ، أَلَا إِنَّ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَقَسْوَةَ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَصْحَابِ الشَّعْرِ وَالْوَبَرِ، الَّذِينَ - يَعْنِي - تَغْتَالُهُمُ الشَّيَاطِينُ عَلَى أَعْجَافِ الْإِبِلِ» . قَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ سُئِلَ: مَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ: «أَجِدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ» قَالَ: نُصْرَةَ الْأَنْصَارِ إِيَّاهُ، إِنَّهُمْ آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ، فَنَفَّسُوا -[53]- عَنْهُ

علي بن عبد الله بن عباس

§عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ هزَّانَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنَ الرَّهَا، قَالَ: مَرْحَبًا بِرَجُلٍ مِنْ حَيٍّ أَوْصَى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§اسْتَوْصُوا بِالرَّهَاوِيِّينَ وَالدَّوْسِيِّينَ خَيْرًا»

أبو مريم من الأزد نزل فلسطين

§أَبُو مَرْيَمَ مِنَ الْأَزْدِ نَزَلَ فِلَسْطِينَ

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زَيْدٍ الْخَطَّابِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ يُكْنَى أَبَا مَرْيَمَ، مِنَ الْأَرْذِ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا أَنْعَمَنَا بِكَ عَيْنًا؟ قَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ مَوْضِعَكَ جِئْتُ أُخْبِرُكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ -[54]- النَّاسِ، فَاحْتَجَبَ دُونَ حَاجَتِهِمْ وَفَاقَتِهِمْ وَخَلَّتِهِمْ، احْتَجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ دُونَ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَفَاقَتِهِ»

أبو ريحانة نزل ببيت المقدس له رواية.

§أَبُو رَيْحَانَةَ نَزَلَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ لَهُ رِوَايَةٌ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا مُفَضَّلٌ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ الْهَيْثَمِ بْنِ شُفَيٍّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو عَامِرٍ الْمَعَافِرِيُّ لِنُصَلِّيَ بَإِيلْيَا، فَجَلَسْنَا إِلَى قَاصِّهِمْ وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ، يُقَالُ لَهُ أَبُو رَيْحَانَةَ، مِنَ الصَّحَابَةِ، فَأَخْبَرَنِي أَبُو عَامِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رَيْحَانَةَ قَبْلَ أَنْ أَجْلِسَ إِلَيْهِ يَقُولُ: «§نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوَشْرِ وَالْوَشْمِ وَمُكَامَعَةِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ بِغَيْرِ شِعَارٍ، وَمُكَامَعَةِ الْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ بِغَيْرِ شِعَارٍ وَلِبَاسِ الْخَاتَمِ إِلَّا لِذِي سُلْطَانٍ»

أبو مريم الغساني

§أَبُو مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ

حَدَّثَنَا الْخَبَائِرِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " §غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَفَعَ إِلَيَّ اللِّوَاءَ، وَرَمَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِالْجَنْدَلِ، -[55]- فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ مِنِّي، وَدَعَا لِي

جرير بن عبد الله البجلي

§جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ، حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ أَنَخْتُ رَاحِلَتِي، وَحَلَلْتُ عَيْبَتِي، وَلَبِسَتْ حُلَّتِي، ثُمَّ رُحْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ، فَقُلْتُ لِبَعْضِ مَنْ يَلِينِي: مَا لِلنَّاسِ يَنْظُرُونَ إِلَيَّ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَكَ قُبَيْلُ، فَقَالَ: «§يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ، أَوْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ، مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ، أَلَا وَإِنَّ عَلَى وَجْهِهِ مَسْحَةُ مَلَكٍ» قَالَ: فَحَمَدْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَا أَبْلَانِي

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ شَاهِينَ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ،: وَثناه أَبُو الْحُسَيْنِ الرُّهَاوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: «§مَا حَجَبَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ»

سلمى بنت جابر

§سَلْمَى بِنْتُ جَابِرٍ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَا: أنبا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، -[56]- ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ كَرِيمِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى بِنْتِ جَابِرٍ، قَالَتِ: اسْتُشْهِدَ زَوْجِي، فَخَطَبَنِي الرِّجَالُ، فَأَبَيْتُ فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَقُلْتُ: إِنِّي اسْتُشْهِدَ زَوْجِي، وَخَطَبَنِي الرِّجَالُ، فَأَبَيْتُ، فَتَرْجُو أَنْ يَجْمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ فِي الْجَنَّةِ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَزْوَاجِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالُوا: مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ هَذَا بِامْرَأَةٍ غَيْرِ هَذِهِ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§إِنَّ أَوَّلَ أُمَّتِي لُحُوقًا بِي امْرَأَةٌ مِنْ أَحْمَسَ» . زَادَ ابْنُ مَعْمَرٍ فِي حَدِيثِهِ: «فِي الْجَنَّةِ»

المقدام بن معدي كرب

§الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِي كَرِبَ

حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْكَلَاعِيِّ سُلَيْمٍ، قَالَ: قُلْنَا لِلْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ: يَا أَبَا كَرِيمَةَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ، وَلَقَدْ أَخَذَ بِأُذُنِي، وَإِنِّي لَأَمْشِي مَعَ عَمِّي، ثُمَّ قَالَ: «أَتَرَى أُمَّهُ تَذْكُرُهُ؟» ، قُلْنَا: يَا أَبَا كَرِيمَةَ، حَدِّثْنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§يُحْشَرُ مَا بَيْنَ السِّقْطِ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَبْنَاءُ ثَلَاثٍ -[57]- وَثَلَاثِينَ سَنَةً، الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ فِي خَلْقِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَحُسْنِ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَلْبِ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، جُرْدٌ مُرْدٌ مُكَحَّلُونَ، أُولُوا أَفَانِينَ» ، قُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ؟، قَالَ: «يُعَظَّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ غِلَظُ جِلْدِهِ أَرْبَعِينَ بَاعًا، حَتَّى يَصِيرَ النَّابُ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلَ أُحُدٍ»

مالك بن هبيرة السكوني نزل حمص، وأدرك بيعة مروان، ومات في أيامه

§مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ السَّكُونِيُّ نَزَلَ حِمْصَ، وَأَدْرَكَ بَيْعَةَ مَرْوَانَ، وَمَاتَ فِي أَيَّامِهِ

حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَزَرِيُّ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ إِذَا أُتِيَ بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَيَقِلَّ أَهْلَهَا، جَزَّأَهُمْ صُفُوفًا ثَلَاثَةً ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا، وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَا صُفَّتْ صُفُوفٌ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى جَنَازَةٍ إِلَّا وَجَبَتْ»

تميم الداري

§تَمِيمٌ الدَّارِيُّ

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا جُنَادَةُ، ثنا أَبُو مَهْدِيٍّ، ثنا ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، قَالَ: -[58]- قَالَ لِي يَوْمًا، وَهُوَ إِذْ ذَاكَ وَالٍ عَلَى فِلَسْطِينَ: هَلْ لَكُمْ إِلَى أَبِي رُقْيَةَ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وَكَانَ أَحَدَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نُسَلِّمُ عَلَيْهِ، وَنُحْدِثُ بِهِ عَهْدًا؟ فَدَفَعَ رَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ بِرَهْطٍ مِمَّنْ مَعَهُ إِلَى مَنْزِلِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، §فَإِذَا هُمْ بِهِ قَاعِدًا فِي فَنَاءِ دَارِهِ، بَيْنَ يَدَيْهِ غِرْبَالٌ فِيهِ شَعِيرٌ يُنَقِّيهِ لِفَرَسِهِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ ح قَالَ مُحَمَّدٌ، وثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، أنبا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزٌّ يُعِزُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْإِسْلَامَ، أَوْ ذُلٌّ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ» . فَكَانَ تَمِيمٌ يَقُولُ: لَقَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرَ وَالشَّرَفَ وَالْعِزَّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ كَافِرًا الذُّلَّ وَالصَّغَارَ وَالْجِزْيَةَ

حوشب نزل حمص، أسندوا عنه حديثا في ثواب الولد

§حَوْشَبٌ نَزَلَ حِمْصَ، أَسْنَدُوا عَنْهُ حَدِيثًا فِي ثَوَابِ الْوَلَدِ

حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُقْرِئِ، ثنا أَبِي، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، أَخْبَرَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ كُرَيْبٍ، أَنَّ غُلَامًا مِنْهُمْ تُوُفِّيَ بِحِمْصَ، فَوَجِدَ عَلَيْهِ أَبُوهُ أَشَدَّ الْوَجْدِ، فَقَالَ لَهُ حَوْشَبٌ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي مِثْلِ ابْنِكَ؟ إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ كَانَ لَهُ ابْنٌ، فَأَدْرَكَ فَكَانَ يَأْتِي مَعَ أَبِيهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ إِنَّهُ تُوُفِّيَ، فَوَجَدَ عَلَيْهِ قَرِيبًا مِنْ سِتَّةِ أَيَّامٍ، لَا يَأْتِي نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَرَى فُلَانًا» . قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ ابْنَهُ تُوُفِّيَ فَوَجَدَ عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَآهُ: " §أَتُحِبُّ لَوْ أَنَّ ابْنَكَ عِنْدَكَ الْآنَ كَأَنْشَطِ الصِّبْيَانِ نَشَاطًا وَأَكْيَسِهِ؟ أَتُحِبُّ لَوْ أَنَّ ابْنَكَ عِنْدَكَ الْآنَ كَأَجْرَئِ الْفِتْيَانِ؟ أَتُحِبُّ لَوْ أَنَّ ابْنَكَ عِنْدَكَ الْآنَ كَهْلًا كَأَفْضَلِ الْكُهُولِ وَأَسْرَاهُ؟ أَمْ يُقَالُ لَكَ: ادْخُلْ أَنْتَ الْجَنَّةَ بِثَوَابِ مَا أَخَذْنَا مِنْكَ؟ "

سعيد بن يزيد أسند عنه المصريون حديثا

§سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَسْنَدَ عَنْهُ الْمِصْرِيُّونَ حَدِيثًا

حَدَّثَنَاهُ زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ يَزِيدَ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: «§أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ اللَّهَ تَعَالَى كَمَا تَسْتَحِي رَجُلًا صَالِحًا مِنْ قَوْمَكَ»

ومن الإخوة من الصحابة رضي الله عنهم من المهاجرين ربيعة، ونوفل، وأبو سفيان، بنو الحارث، زيد بن حارثة، وأخوه جبلة بن حارثة عبيدة، والطفيل، والحصين بنو الحارث بن المطلب ركانة، وعجير، ابنا عبد يزيد أبو حذيفة، وأبو هاشم، ابنا عتبة بن ربيعة عكاشة،

§وَمِنَ الْإَخْوَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَبِيعَةُ، وَنَوْفَلٌ، وَأَبُو سُفْيَانَ، بَنُو الْحَارِثِ،

زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَأَخُوهُ جَبَلَةُ بْنُ حَارِثَةَ عُبَيْدَةُ، وَالطُّفَيْلُ، وَالْحُصَيْنُ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ رُكَانَةُ، وَعُجَيْرٌ، ابْنَا عَبْدِ يَزِيدَ أَبُو حُذَيْفَةَ، وَأَبُو هَاشِمٍ، ابْنَا عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ عُكَّاشَةُ، وَأَبُو سِنَانٍ ابْنَا مُحَصِّنٍ شُجَاعٌ، وَأَخُوهُ عُقْبَةُ، ابْنَا وَهْبٍ ثَقِفٌ، وَمَالِكٌ وَمِدْلَاجٌ، بَنُو عَمْرٍو مِنْ بَنِي سُلَيْمِ بْنِ مَنْصُورٍ، شَهِدُوا بَدْرًا مُصْعَبُ، وَأَبُو الرُّومِ، ابْنَا عُمَيْرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَالْأَسْوَدُ بَنُو عَوْفٍ وَسَعْدٌ، وَعُمَيْرٌ، وَعَامِرٌ، بَنُو أَبِي وَقَّاصٍ

بِلَالٌ، وَخَالِدٌ، ابْنَا رَبَاحٍ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَمَّارٌ، ابْنَا يَاسِرٍ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَيَّاشٌ، ابْنَا أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ سَلَمَةُ، وَالْحَارِثُ، ابْنَا هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمُهَاجِرُ، وعَبْدُ اللَّهِ، ابْنَا أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ. عَاقِلٌ، وَخَالِدٌ، وَإِيَاسٌ، وَعَامِرٌ بَنُو الْبُكَيْرِ بَدْرِيُّونَ خَوْلِيٌّ، وَمَالِكٌ ابْنَا أَبِي خَوْلِيٍّ، مِنْ جُعْفِيٍّ، حُلَفَاءُ بَنِي عَدِيٍّ، بَدْرِيَّانِ خُنَيْسٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، ابْنَا حُذَافَةَ عُثْمَانُ، وَقُدَامَةُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بَنُو مَظْعُونٍ حَاطِبٌ، وَسَلِيطٌ، وَالسَّكْرَانُ، وَأَبُو حَاطِبٍ، بَنُو عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ عَمْرٌو، وَخَالِدٌ، وَأَبَانُ، وَالْحَكَمُ، بَنُو سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ

عَتَّابٌ، وَخَالِدٌ ابْنَا أَسِيدٍ عُمَارَةُ، وَالْوَلِيدُ ابْنَا عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مَالِكٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا زَمْعَةَ بْنِ قَيْسٍ وَالْمُطَّلِبُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ هَبَّارٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ وَالْحَجَّاجُ، وَمَعْمَرٌ، وَبِشْرٌ، وَسَعِيدٌ، وَالسَّائِبُ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ، سَهْمِيُّونَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَبُو الْعَاصِ وَكِنَانَةُ ابْنَا الرَّبِيعِ نَافِعٌ، وَهَاشِمٌ ابْنَا عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَالْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ، وَوَدَاعَةُ، وَالسَّائِبُ ابْنَا أَبِي وَدَاعَةَ

أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَإِخْوَتُهُ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو رُهْمِ بْنُ قَيْسٍ، وَأَبُو عَامِرِ بْنُ قَيْسٍ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، وَسَلَمَةُ بْنُ أُمَيَّةَ وَمِنَ الْأَنْصَارِ سَعْدٌ، وَعَمْرٌو ابْنَا مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ أَبُو الْهَيْثَمِ، وَعُبَيْدٌ ابْنَا التَّيِّهَانِ مُبَشِّرٌ، وَرِفَاعَةُ، وَبَشِيرٌ، وَهَوْلٌ، وَلُبَابَةُ بَنُو عَبْدِ الْمُنْذِرِ مَعْنٌ، وَعَاصِمٌ ابْنَا عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ سَهْلٌ، وَعُثْمَانُ، وَعَبَّادٌ بَنُو حُنَيْفٍ جَبْرٌ، وَجَابِرٌ ابْنَا عَتِيكٍ وَعَبْدُ اللَّهِ، وَخَوَّاتٌ ابْنَا جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ الْمُنْذِرُ، وَمَالِكٌ ابْنَا قُدَامَةَ بْنِ الْحَارِثِ، بَدْرِيَّانِ عُمَارَةُ، وَعَمْرٌو ابْنَا حَزْمِ بْنِ زَيْدٍ

مَسْعُودٌ، وَأَبُو خُزَيْمَةَ ابْنَا أَوْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَصْرَمَ مُعَاذٌ، وَمُعَوِّذٌ، وَعَوْفٌ بَنُو عَفْرَاءَ حَسَّانٌ، وَأَوْسٌ، وَأَبُو شَيْخٍ وَاسْمُهُ أُبَيٌّ، بَنُو ثَابِتِ بْنِ الْمُنْذِرِ بْنِ حَرَامٍ ثَعْلَبَةُ، وَحَبِيبٌ، وَبَشِيرٌ أَبُو عَمْرَةَ بَنُو عَمْرِو بْنِ مِحْصَنٍ أَبُو الْجُهَيْمِ، وَسَعْدٌ ابْنَا الْحَارِثِ بْنِ الصُّمَّةِ قَيْسٌ، وَالْحَارِثُ، وَأَبُو كِلَابٍ، وَجَابِرٌ بَنُو أَبِي صَعْصَعَةَ النُّعْمَانُ، وَالضَّحَّاكُ، ابْنَا عَبْدِ عَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ، بَدْرِيَّانِ بَشِيرٌ أَبُو النُّعْمَانِ، وَسِمَاكٌ ابْنَا سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ سُبَيْعٌ، وَعُبَادَةُ، ابْنَا قَيْسِ بْنِ عَنْبَسَةَ عَبْدُ اللَّهِ، وَحُرَيْثٌ، ابْنَا زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الرَّبِيعُ، وَوَدَفَةُ، ابْنَا إِيَاسٍ بُحَاثٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، ابْنَا ثَعْلَبَةَ بْنِ خَزَمَةَ

مَعْبَدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، ابْنَا قَيْسِ بْنِ صَيْفِيٍّ أَبُو عُبَادَةَ سَعْدٌ، وَعُقْبَةُ، ابْنَا عُثْمَانَ مُعَاذٌ، وَعَائِذٌ، ابْنَا مَاعِصِ بْنِ قَيْسٍ رِفَاعَةُ، وَخَلَّادٌ، ابْنَا رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ رَافِعٌ، وَهِلَالٌ، ابْنَا الْمُعَلَّى بْنِ لَوْذَانَ مُعَاذٌ، وَمُعَوِّذٌ، وَخَلَّادٌ بَنُو عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ مُجَمِّعٌ، وَيَزِيدُ، ابْنَا جَارَيَةَ عَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ، وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ رَافِعٌ، وَجُنْدُبٌ، ابْنَا مَكِيثٍ عُثْمَانُ، وَالْحَكَمُ، وَحَفْصٌ بَنُو أَبِي الْعَاصِ مِنْ ثَقِيفٍ

عبد الله بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، كنيته أبو العباس. ولد وبنو هاشم وبنو المطلب محاصرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات

§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، -[66]- كُنْيَتُهُ أَبُو الْعَبَّاسِ. وُلِدَ وَبَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ مُحَاصَرُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّعْبِ، وَذَلِكَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سَنَوَاتٍ

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَمَلَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فِي الشِّعْبِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ §يُبَيِضَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وُجُوهَنَا بِغُلَامٍ» قَالَ: فَوَلَدَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَنَمْ هَذِهِ اللَّيْلَةَ. قُلْنَا: وَلِمَ؟ قَالَ: §طَلَعَ الْكَوْكَبُ ذُو الذَّنَبِ، فَخَشِيتُ أَنْ يَطْرُقَ الرِّجَالَ، فَسَلُونِي عَنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَسُورَةِ يُوسُفَ، فَإِنِّي قَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَأَنَا صَغِيرٌ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: §جَالَسْتُ سَبْعِينَ أَوْ سِتِّينَ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَكَّ ابْنُ دَاوُدَ - مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ يُخَالِفُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَيَفْتَرِقَانِ، إِلَّا قَالَ: صَدَقْتَ، أَوْ: كَمَا قُلْتَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: -[67]- §كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَرُدُّ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ ابْنُ دَاوُدَ: لِإِعْجَابِ الْأَعْمَشِ بِابْنِ عَبَّاسٍ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: قِيلَ: «أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ انْقَطَعْتُ إِلَى هَذَا الْفَتَى، لِابْنِ عَبَّاسٍ» ، قَالَ: «§أَدْرَكْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَدَارَءُوا فِي شَيْءٍ انْتَهَوْا فِيهِ إِلَى قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ»

حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ خَالَفَ أَحَدًا فَتَرَكَهُ، حَتَّى يُقَرِّرَهُ، فَخَالَفَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي §الْمَرْأَةِ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ طَوَافَ الْوَاجِبِ يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ تَحِيضُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: تَنْفِرُ فَأَرْسَلُوا إِلَى امْرَأَةٍ كَانَ أَصَابَهَا ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَافَقَتِ ابْنَ عَبَّاسٍ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ لِطَاوُسٍ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لَوْ تَرَكْتَ الْمُخَابَرَةَ؟ فَإِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهَا. قَالَ: يَا عَمْرُو، إِنِّي أُعْطِيهِمْ وَأُغْنِيهِمْ. -[68]- أَخْبَرَنِي أَعْلَمُهُمْ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنْهَ عَنْهَا، وَلَكِنْ قَالَ: «§لَأَنٍ يَمْنَحَ أَحَدُكُمْ أَرْضَهُ أَخَاهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ عَلَيْهَا خَرْجًا مَعْلُومًا» . وَأَنَا أُعِينُهُمْ وَأُقَوِّيهِمْ

حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا سَرَّارُ بْنُ الْمُجَشِّرِ أَبُو عُبَيْدَةَ الْعَنَزِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: " §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَشَدَّ تَعْظِيمًا لِمَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَمَا ذَكَرْتُهُ قَطُّ فَشِئْتُ أَنْ أَبْكِيَ إِلَّا بَكَيْتُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى خَدَّيْهِ مِثْلَ الشِّرَاكَيْنِ مِنْ بُكَائِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §لَوْ أَدْرَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَسْنَانَنَا مَا عَاشَرَهُ مِنَّا أَحَدٌ. وَقَالَ: نِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ

حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَيْفِ ابْنِ أَخِي الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: §مَنِ اسْتُعْمِلَ عَلَى الْمَوْسِمِ؟ قَالُوا: ابْنُ عَبَّاسٍ. قَالَتْ: هُوَ أَعْلَمُ بِالسُّنَّةِ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَائِدُ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: أُتِيَ عُثْمَانُ بِامْرَأَةٍ وَلَدَتْ فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ، فَأَمَرَ بِرَجْمِهَا، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَدْنُونِي مِنْهُ، فَأَدْنَوْهُ، فَقَالَ: إِنَّهَا إِنْ §تُخَاصِمْكَ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَصَمَتْكَ، -[69]- يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} [البقرة: 233] وَيَقُولُ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15] فَقَدْ حَمَلَتْهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، وَهِيَ تُرْضِعُهُ لَكُمْ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ، قَالَ: فَرَدَّهَا عُثْمَانُ وَخَلَّى سَبِيلَهَا

حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، يَقُولُ: «§كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا فَسَّرَ الشَّيْءَ رَأَيْتَ عَلَيْهِ نُورًا»

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يَقُولُ: §كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَيُحَدِّثُنِي بِالْحَدِيثِ لَوْ يَأْذَنُ لِي أَنْ أَقُومَ فَأُقَبِّلَ رَأْسَهُ لَفَعَلْتُ

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ الْقِصَصَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَكَانَ رَجُلًا مُفَوَّهًا، وَكَانَ يَقْدِرُ عَلَى الْكَلَامِ، فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَفَسَّرَهَا حَرْفًا بِحَرْفٍ»

حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ بْنُ الصَّيْدَلَانِيِّ، ثنا مُطَرِّفٌ، عَنِ ابْنِ جَرِيرٍ، أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ بَعْضِ أُمَرَائِهِمْ أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَى الْحَسَنِ لَيْلَةَ عَرَفَةَ يَسْأَلُهُ بِأَيِّ ذَلِكَ يَأْمُرُهُ أَنْ يَجْلِسَ بِالْأَرْضِ يَوْمَ عَرَفَةَ هُنَالِكَ بِالْبَصْرَةِ أَمْ عَلَى الْمِنْبَرِ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا عَرَفَةُ حَيْثُ جَعَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَوَّلُ مَنْ دَعَا بِأَرْضِنَا أَوْ فَعَلَ -[70]- ذَلِكَ ابْنُ عَبَّاسٍ، كَانَ رَجُلًا مَا تَنِي عَلَيْهِ فِي عِلْمِهِ، فِي لَفْظِهِ، فِي لِسَانِهِ، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ §يَضَعُ الْمِنْبَرَ ثُمَّ يَجْلِسُ عَلَيْهِ، فَيَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةَ، فَيُفَسِّرُهَا آيَةً آيَةً، حَتَّى إِذَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ وَظَنَّ أَنَّ أَهْلَ عَرَفَةَ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ رَفَعَ يَدَهُ، وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ حَتَّى اللَّيْلِ، وَتَرَكَ الْقِرَاءَةَ وَتَعْلِيمَ النَّاسِ السُّنَنَ، وَكَانَ الدُّعَاءُ حَتَّى اللَّيْلِ يُحِبُّ أَنْ يَأْخُذَ بِمَا يَأْخُذُ بِهِ أَهْلُ عَرَفَةَ

حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا حَفْصٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: §قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ سُورَةَ النُّورِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِعَرَفَةَ، فَفَسَّرَهَا، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ. فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ سَمِعَهُ أَهْلُ فَارِسَ وَالرُّومِ لَأَسْلَمُوا، مَا رَأَيْتُ كَلَامًا مِثْلَهُ يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِ رَجُلٍ

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «§كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُسَمَّى الْبَحْرَ، لِكَثْرَةِ عِلْمِهِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: §كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا رَأَيْتَهُ قُلْتَ: أَجْمَلُ النَّاسِ، فَإِذَا تَكَلَّمَ قُلْتَ: أَفْصَحُ النَّاسِ، فَإِذَا حَدَّثَ قُلْتَ: أَعْلَمُ النَّاسِ

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: -[71]- " مَا رَأَيْتُ رَجُلًا كَانَ أَجْلَدَ رَأَيًا وَلَا أَثْقَبَ نَظَرًا مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: §يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنَّهَا قَدْ طَرَأَتْ عَلَيْنَا عُضْلٌ، اقْضِهِ وَأَنْتَ لَهَا وَلِأَمْثَالِهَا، ثُمَّ يَرْضَى بِقَوْلِهِ. ثُمَّ يَقُولُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي حُبِّهِ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَنَظَرِهِ لِلْمُسْلِمِينَ "

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْدَانَ، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ،. " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا جَاءَتْهُ الْأَقْضِيَةُ الْمُعْضِلَةُ، قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: §إِنَّهَا قَدْ طَرَأَتْ عَلَيْنَا أَقْضِيَةٌ وَعُضْلٌ، فَأَنْتَ لَهَا وَلِأَمْثَالِهَا، ثُمَّ يَأْخُذُ بِقَوْلِهِ، وَمَا كَانَ يَدْعُو لِذَلِكَ سِوَاهُ إِذَا كَانَتِ الْعُضْلُ، ثُمَّ يَعْمَلُ بِقَوْلِهِ. قَالَ: يَقُولُ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَعُمَرُ عُمَرُ، يَعْنِي فِي جِدِّهِ وَاجْتِهَادِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِلْمُسْلِمِينَ

§1/1