الملاحن

ابن دريد

كتاب الملاحن للإمام العلم العلامة، البحر الفهامة فريد عصره ووحيد دهره، لسان العرب وترجمان الأدب الإمام أبي بكر محمد بن الحسن ابن دريد الأزدي سقي الله عهده صبب الرحمة والرضوان وأسكنه بحبوحة الجنان بمنته وكرمه تحقيق وتعليق عبد الحفيظ فرغلي علي القرني

ابن دريد وهو محمد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري، وكنيته أبو بكر، أورد ابن خلكان في وفياته نسبته إلى يعرب بن قخطان .. كان إمام أهل عصره في اللغة والأدب والشعر بإجماع الرواة. ولد في خلافة المعتصم. سنة ثلاث وعشرين ومائتين بالبصرة، وفيها نشأ وتعلم، وأخذ عن كثير من العلماء المتقدمين، منهم أبو حاتم السجستاني، والرياشي، وعبد الرحمن بن عبد الله المعروف بابن أخي الأصمعي وغيرهم من الأئمة الأعلام. ثم انتقل عن البصرة حين حدثت ثورة الزنج سنة سبع وخمسين ومائتين من الهجرة، وقد راح ضحية هذه الثورة استشهاداً الإمام الرياشي، وأقام هو وعمه الحسن الذي كان يعنى بأمره منذ نشأته بعمان لفترة قدرت باثني عشر عاماً، عاد بعدها إلى البصرة حين استقرت الأحوال بها. ثم رحل إلى فارس، وصحب هناك ابني ميكال، وألف لهما كتابه المشهور "الجمهرة" في اللغة، وقلداه ديوان فارس، فكانت كتب فارس تصدر عن رأيه وتوقيعه، وحفظ لهما الجميل فمدحهما بمقصورته التي اشتهرت واذع صيتها، وتعرض لها الأدباء والعلماء بالشرح والتلعيق، وقد وصله ابنا الميكال بعشرة آلاف درهم. وقد استفاد إلى جانب ذلك من عمله بالديوان أموالاً طائلة، ولكنه أنفق ذلك كله لكرمه وسخائه ... وحين عزل ابنا الميكال عن عملها سنة ثمان وثلاثمائة تحول عن فارس إلى بغداد، وكانت شهرته قد سبقته إليها، وهناك عرف الناس فضله وقدره، فقربه إليه الإمام المقتدر وأجرى عليه رزقاً لم ينقطع عنه إلى حين وفاته سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.

منزلته العلمية: بلغ ابن دريد منزلة رفيعة في الأدب والعلم واللغة والشعر، قال عند بعض العلماء فيما يرويه الدميري في كتابه حياة الحيوان: ابن دريد أعلم الشعراء وأشهر العلماء. وحكى عنه ابن خلكان: أنه كان واسع الرواية، لم يرد أحفظ منه، كان يقرأ عليه دواوين العرب فيسابق إلى إتمامها من حفظه. وقال عنه المسعودي في مروج الذهب: كان ابن دريد ببغداد ممن برع في الشعر وانتهى في اللغة، وقام مقام الخليل بن أحمد، وأورد أشياء في اللغة لم توجد في كتب المتقدمين، وكان يذهب في الشعر كل مذهب. ويدل على براعته في الشعر مقصورته التي مدح بها ابني ميكال، وسميت بالمقصورة لأن أبياتها جميعاً تنتهي بألف مقصورة، وقد شرحت هذه القصيدة ونشرت عدة مرات. ومن شراحها ابن هشام اللخمي، والإمام أبو محمد عبد الله محمد بن جعفر القزاز، كما عارضها جماعة من الشعراء منهم أبو القاسم علي بن محمد بن داود التنوخي. ويدل على براعته في اللغة كتاب الجمهرة، وهو قاموس كبير، وكتاب الخيل الكبير وكتاب الخيل الصغير، وكتاب السلاح، وكتاب الأنواء، وله كتاب الاشتقاق الذي ألفه بدافع الغيرة القومية. كما تقول دائرة المعارف الإسلامية، فقد ألفه ضد الشعوبية. وله قصيدة في اللغة تدور حول المقصور والممدودة في اللغة تتكون من خمسة وخمسين بيتاً، يحتوي كل بيت على كلمتين إحداهما مقصورة والأخرى ممدودة. وقد شرح ابن هشام اللخمي هذه القصيدة شرحاً وافياً وقام بتحقيق هذا الشرح أخيراً ونشره في كتاب الأستاذ مهدي عبيد عباس. بكلية الآداب جامعة بغداد

راجع مجلة المورد العراقية، وتبرز أهمية هذه القصيدة. كما يقول المحقق. إلى أنها جمعت الكلمات المقصورة والممدودة المتشابهة والتي قد تكون بمعنى واحد أو بمعنى مختلف. كما تبين عن مقدرة ابن دريد اللغوية والشعرية. ولابن دريد مؤلفات أخرى تبنى عن علمه وفضله وأدبه مثل كتاب غريب القرآن، وكتاب المجتني، وكتاب الوشاح. وقد تلقى على يديه العديد من التلاميذ الذين أصبحوا أعلام عصرهم ونبهاء وقتهم فمن هؤلاء الذين استفادوا بعلمه السيرافي والمرزباني وأبو الفرج الأصبهاني .. وناهيك بهؤلاء الأعلام الذين قدموا للعربية أيادي بيضاء لا تنكر، وأبانوا بما ألفواه عن أستاذهم وفضله، ويعدون امتداداً لفضله وأثره. ومن غرر شعره قوله في الغزل: (غراء لو جلت الخدود شعاعها ... للشمس عند طلوعها لم تشرق) (غصن على غصن تأود فوقه ... قمر تألق تحت ليل مطبق) (لو قيل للحسن احتكم من بعدها ... أو قيل خاطب غيرها لم ينطق) (وكأنها من فرعها في مغرب ... وكأننا من وجهها من مشرق) (تبدو فيهتف للعيون ضياؤها ... والويل حل بمقلة لم تطبق) وكان كثيراً ما يتمثل بهذا البيت: (فوا حزني إلا حياة لذيذةً ... ولا عمل يرضى به الله صالح) وقيل إنه كان آخر كلامه قبل أن يقبض. وعسى الله أن يرحمه بسبب ذلك ويتجاوز عما كان النقاد يتحدثون به عنه من أنه كان ميالاً للشراب مفرطاً فيه. ولابن دريد إلى جانب براعته العلمية والأدبية ملكة في النقد، تدل عليها القصة الآتية التي وردت في غير مصدر بروايات مختلفة. قال المرزباني: قال لي ابن دريد: سهرت ليلة، فلما كان آخر الليل رأيت رجلاً دخل علي في المنام، فأخذ بغضادتي الباب، وقال: أنشدني أحسن ما قلت في الخمر. فقلت: ما ترك أبو نواس لأحد شيئاً.

فقال: أنا أشهر منه. قلت: من أنت؟ قال: أبو ناجية من أهل الشام، ثم أنشدني: (وحمراء قبل المزج صفراء بعده ... أتت بين ثوبي نجرس وشقائق) (حكت وجنة المعشوق صرفاً فسلطوا ... عليها مزاجاً فاكتست لون عاشق) فقلت له: أسأت. فقال: ولم؟ فقلت: لأنك قلت وحمراء، فقدمت الحمرة، ثم قلت: بين ثوبي نرجس وشاقئق فقدمت الصفرة. فقال: ما هذا الاستقصاء في هذا الوقت يا يغيض؟ وهي وجهة نظر يمكن مناقشتها والرد عليها وباب التذوق واسع لم يغلق بعد. هذا وكتاب الملاحن الذي بين أيدينا الآن يشهد للرجل بعلو الباع والتبحر في اللغة والرواية. وقد أصيب ابن دريد بالفالج في آخر حياته، وحين توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة عن عمر يقارب القرن من الزمان رثاه تلميذه الأديب جحظة البرمكي بقوله: (فقدت بابن دريد كل فائدة ... لما عدا ثالث الاحجار والترب) (وكنت أبكي لفقد الجود منفرداً ... فصرت أبكي لفقد الجود والأدب)

كتاب الملاحن تأليف الإمام العالم العلامة البحر الفهامة فريد عصره ووحيد دهره لسان العرب وترجمان الأدب الإمام أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي سقى الله عهد صبب الرحمة والرضوان وأسكنه بحبوحة الجنان بمنه وكرمه

المقدمة

المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، يا رب العالمين. قال أبو بكر محمد بن دريد: الحمد لله الأول في ديمومته، الآخر في أزليته، الواحد في ملكه، الفرد في سلطانه، العالي في دنوّه، القريب في علوّه، وصلى الله على محمد بشيري الرحمة ومصباح الهدى، والمنقذ من الضلالة والعمى. هذا كتاب الفناه ليفزع إليه المجبر [المضطهد] على اليمين المكره عليها، فيعارض بما رسمناه ويضمر خلاف ما يظهره، ليسلم من عادية الظالم ويتخلص من جنف الغاشم، وسميناه كتاب "الملاحن" واشتققنا له هذا الاسم من العربية الصحيحة التي لا يشوبها الكدر ولا يستولي عليها التكلف، وما توفيقنا إلا بالله. ومعنى قولنا الملاحن لأن اللحن عند العرب الفطنة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم "لعل أحدكم ألحن بحجته" أي أفطن لها وأغوص عليها، وذلك أن أصل اللحن

أن تريد الشيء فتورِّي عنه بقول آخر، كقول الأسير في بكربن وايل حين سألهم رسولاً إلى قومه فقالوا: لا ترسل إلا بحضرتنا لأنهم كانوا أزمعوا غزو قومه، فخافوا أن ينذر عليهم، فجيء بعبد أسود، فقال له: أتعقل؟ قال: نعم إني لعاقل، قال: ما أراك عاقلاً، [قال: بلى] قال ما هذا؟ وأشار بيده إلى الليل. قال: هذا الليل. قال: أراك عاقلاً. ثم ملأ كفه من الرمل. فقال: كم هذا؟ فقال: لا أدري وإنه لكثير. فقال: أيما أكثر النجوم أو النيران؟ فقال كل كثير. قال: أبلغ قومي التحية، وقل لهم: ليكرموا "فلاناً". يعني أسير كان في أيديهم من بكر. فإن قومه لي مكرمون، وقل لهم: إن العرفج قد أدبي، وقد شكت النساء، ومرهم أن يُعَرُّوا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها وأن يركبوا جملي الأصهب بآية ما أكلت لكم حيساً واسألوا "الحارث" عن خبري. فلما أدى العبد إليهم الرسالة قالوا: قد جن الأعور، والله ما نعرف له ناقة

حمراء ولا جملاً أصهب، ثم سرَّحوا العبد، ودعوا "الحرث" فقصوا عليه القصة، فقال: قد أنذركم. أما قوله: أدبي العرفج، يريد أن الرجال قد اسلَمُّوا ولبسوا السلاح، وقوله: شكت النساء، أي اتخذت الشكا للسفر، وقوله: الناقة الحمراء. أي ارتحلوا عن الدهناء واركبوا الصمان وهو الجمل الأصهب، وقوله: أكلت معكم حيساً، يريد أخلاطاً من الناس قد غزوكم، لأن الحيس يجمع التمر والسمن والأقط فامتثلوا ما قال، وعرفوا لحن كلامه. فأخذ هذا المعنى أيضاً رجل كان أسيراً في بني تميم فكتب إلى قومه شعراً: (حلوا عن الناقة الحمراء ارحلكم ... والبازل الأصهب المعقول فاصطنعوا) (إن الذئاب قد أحضرت برائنها ... والناس كلهم بكر إذا شبعوا) يريد أن الناس كلهم إذا أخصبوا أعداء لكم كبكر بن وايل. وقيل لمعاوية إن عبد الله بن زياد يلحن في كلامه فقال: أو ليس بظريف؟ ابن أخي يتكلم بالفارسية.

فظن معاوية أن الكلام بالفارسية لحن إذا كان معدولاً عن جهة العربية، وقال "الفزاري": (وحديث ألذه هو مما ... ينعت الناعتون يوزن وزنا) (منطق صائب ويلحن أحياناً ... وخير الحديث ما كان لحنا) يريد أنها تعرض حديثها فتزيله عن جهته، فجعل ذلك لحناً، فأما اللحن في العربية فهو راجع إلى هذا لأنك إذا قلت: ضرب عبد الله زيد، لم يدر أيهما الضارب ولا المضروب، فكأنك قد عدلته عن جهته، فإذا أعربت عن معناك فهم عنك فسمي لحناً لأنه يخرج على نحوين وتحته معنيان، وسمي الإعراب نحواً لأن أصل النحو قصدك الشيء، تقول: نحو كذا وكذا أي قصدتهن فالمتكلم بالإعراب ينحو الصواب أي يقصده.

[سرد الملاحن]

1 - فمن الملاحن قولك والله ما سألت فلاناً حاجة قط، والحاجة ضرب من الشجر له شوك والجمع حاج. قال الراجز:

(خلت القذى الحايل من حجاجها ... من حسك التلعة أو من حاجها) 2 - وتقول: والله ما رأيت فلاناً قط ولا كلمته. فمعنى رأيته: ضربت رئته، ومعنى كلمته: جرحته قال الشاعر: (يفدي بأمَّيه العرادة بعدما ... نجا وضواحي جلده لم تكلم) أي لم تجرح. العرادة اسم فرسه، وضواحي جلده: ما ظهر منه، ولم تكلم: لم تجرح [ويعني بأميه: أمه وخالته]: [وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يرثي النبي صلى الله عليه وسلم: (أجدك ما لعينك لا تنام ... كأن جفونها فيها كلام)] 3 - وتقول: [والله] ما بطنت فلاناً، أي ما ضربت بطنه. قال الراجز: إذا ضربت موقراً فابطن له [فوق قصيراء ودون الجلة] أي اضرب بطنه. 4 - وتقول: والله ما أعلمت فلاناً ولا أعلمني، أي ما جعلته أعلم: ما شققت شفته العليا.

وتقول: والله ما أخذت من فلان خفاً ولا نعلاً، فالخف من أخفاف الإبل والنعل القطعة من الحرة. قال الشاعر: (فدى لا مرى والنعل بيني وبينه ... شفى غيم نفسي من رؤوس الحوائر) بطون من عبد القيس: 6 - وتقول: والله ما لفلان عندي جارية ولا اغتصبته إياها. تعني سفينه. 7 - وتقول: والله ما أملك كلباً ولا فهداً، ولا أعرف لهما موضعاً، فالكلب المسمار من قائم السيف. قال الشاعر: (توسمت كلبيه فقلت لصاحبي ... هما شاهداً عدل له فتوسما) والفهد مسمار في وسط الرجل. قال الراجز: (كأن نابيه من التغرير ... صرير فهد واسط جديد) 8 - وتقول: والله ما أخذت منه شعيرة فما فوقها، والشعيرة: رأس المسمار من الفضة أو الحديد في قائم السيف. قال الراجز:

(كأن وكت عينه الضريرة ... شعيرة في قايم مسمورة) [الوكت الأثر في الشيء، وكت في الأرض ونكت]، وقال آخر: (كأن نكت عينه المكوكبة ... شعيرة في قايم مركبة) 9 - وتقول: والله ما عندي صقر ولا أملكه، والصقر: دبس الرطب [والصقر لبن حامض أشد حموضته تكون]. 10 - وتقول: والله ما كسرت لفلان سناً ولا ضرساً، فالس قطعة من العشب تتفرق في الأرض، والضرس: قطعة من المطر تقع متفرقة في الأرض، والجمع الضروس، والسن عند بعض العرب: الثور الوحشي. قال الراجز: (يخور فيها كخوار السن) 11 - وتقول: والله ما خربت لفلان ر حى ولا طاحناً، فالرحى من رحى الأضراس. والرحى أيضاً: ككرة البعير قال الشاعر: (رحى حيزومها كرحى الطحين)

12 - وتقول: والله ما أخذت من فلان جبة ولا لبستها، فالجبة (1) جبة السنان، وهو الموضع الذي يدخل فيه رأس الرمح، والجبة أيضًا مدخل رأس الرسغ في الحافز. 13 - وتقول: والله ما كنت عاملًا قط ولا أصلح لذلك، فالعامل قدر الذراعين من أعلى الرمح [قال الراجز: واطعن النجلاء تهرى وتهر ... لها من الجوف رشاش منهمر وثعلب العامل فيها منكسر] 14 - وتقول: والله ما كنت ساعيا قط ولا أصلح لذلك، فالساعي الذي يلي الصدقات. قال الشاعر: يأيها الساعي على غير قدم ... تعلما أن الدواة والقلم تبقى وتودي ما كتبت بالغنم [أي ما كتبت في الصحيفة]. 15 - وتقول: والله ما كتبت له ولا عرفت له كاتبها من قولهم: كتبت

الإدارة وغيرها إذا أخرزتها، وكتبت البغلة إذا ضممت أشعريها بحلقة. قال الشاعر: لا تأمن فزاريا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار [وقال ذو الرمة: ونزا عرفيه اثأى حوارزها ... مشلشل ضيعته بينها الكتب] 16 - وتقول: والله ما دخلت لفلان بيتًا ولا رأيت له بيتًا، فالبيت القبر. قال الشاعر: [وصاحب ملحوب فجعنا بيومه] وعند الرداع بيت آخر كوثر.

والبيت أيضاً المرأة قال الراجز: (مالي إذا أجد بها صأمت ... أكبرٌ قد غالني أم بيت) 17 - وتقول: والله ما نصح فلان فلاناً ولا يحسن أن ينصح، والنصح: الخياطة، والمنصحة: الإبرة، والنصاح: الخيط الذي يخاط به. 18 - وتقول: والله ما أخذت لفلان رداء ولا أملك رداء، والرداء: السيف قال الشاعر: (ويوم يبيل النساء الدما ... جعلت رداءك فيه خماراً) [يبيل النساء أي تسقط من هول ذلك اليوم حملها]. 19 - وتقول: والله ما أخذت لفلان بزاً وماله عندي بز، ولا أملكه، فالبر: السلاح. قال الشاعر: (ولا بكهام بزُّه عن عدوه ... إذا هو لاقى حاسراً ومقنعاً)

20 - وتقول: والله ما ظلمت فلاناً ولا غيره، أي ما سقيته ظلماً، وهو اللبن قبل أن يروب. قال الشاعر: (وأهون مظلوم سقاء مروب) 21 - وتقول: والله ما أخذت من فلان حلياً ولا رأيته، والحلي: ضرب من النبت وهو يبيس النصي [ضرب من النبت ما دام رطباً فهو نصي، فإذا يبس فهو حلي]. 22 - وتقول: والله ما أعرف لفلان ليلاً ولا نهاراً، فالليل ولد الكروان، والنهار ولد الحبارى. 23 - وتقول: والله ما أملك حماراً ولا أخذت من فلان حماراً قط والحمار أحد الحجرين اللذين تنصب عليهما العلاء، وهي صخرة رقيقة يجفف عليها الاقط. قال الراجز: (لا تنفع الشاوي فيها شاته ... ولا حماراه ولا علاته)

[إذا إعلاه اقتربت وفاته] 24 - وتقول: والله ما رأيت له أتاناً قط ولا أخذتها منه، والأتان: صخرة تكون في بطن الوادي تسمى أتان الضحل [والضحل: الماء الذي تبين فيه الأرض]. 25 - وتقول: والله ما عندي جحشة، ولا أملكها، فالجحشة الصوف الملتف كالحلقة يضعها الرجل في ذراعه يغزلها. 26 - وتقول: والله ما أخذت له دجاجة ولا فروجاً. فالدجاجة: الكبة من الغزل والفروجة: الدراعة. 27 - وتقول: [والله] ما أعرف لفلان طلعة ولا وجهاً، فالطلعة من طلع النخل، والوجه الناحية التي يقصدها .. 28 - وتقول: [والله] ما أخذت لفلان بقرة ولا ثوراً، فالبقرة: العيال الكثيرة، يقولون: جاء يسوق بقرة أي عيالاً [كثيراً] والثور القطعة العظيمة من الأقط. 29 - وتقول: والله ما أخذت من فلان حملاً ولا عنزاً، فالحمل: السحاب الكثير الماء. قال الشاعر:

[(سح نجاء الحمل الأسول) والأسول: السحاب الكثير الماء، والعنز: الأكمه الأسوداء: قال الراجز: (وارم أخرس فوق عنز) قال أبو بكر: احرس. رواية أهل البصرة، وهو الذي مضى عليه الحرس والحرس: الدهر ورواية البغداديين: أخرس، وهو الذي لا يتكلم، والآرام: اعلام تنصب من حجارة يهتدى بها]. 30 - وتقول: والله ما ضربت له بطناً ولا ظهراً، فالباطن: الغامض من الأرض، والظهر المرتفع من الأرض. 31 - وتقول: والله ما كسرت لفلان قناة ولا أخربتها، فالقناة قناة الظهر، والقناة الواحدة من القنا. 32 - وتقول: والله ما سببت له أماً ولا جداً ولا خالاً. فالأم أم الدماغ، والجد: الحظ، والخال: الأكمة الصغيرة.

33 - وتقول: والله ما أخذت لفلان قلوصاً ولا رأيتها. فالقلوص: فرخ الحبارى: قال الشاعر: (قلوص حبارى ريشها قد تمورا) 34 - وتقول: والله ما ضربت لفلان يداً ولا رجلاً، فاليد واحد الأيادي المصطنعة، والرجل القطعة من الجراد. قال الشاعر: (فإن لم أصبحكم بها مسيطرة ... كما زهت النكباء رجل جراد) 35 - وتقول: والله ما رأيت لدابتك سواداً ولا بلقا، فالسواد: الخيال تراه بالليل والبلق: الفسطاس. 36 - وتقول: والله ما رأيت لفلان حصيراً ولا جلست عليه، فالحصيرة: اللحمة المعترضة في جنب الفرس، ترى حجمها إذا هزل، والحصير أيضاً الملك. قال الشاعر: (ومقامة غلب الرقاق كأنهم ... جن لدى باب الحصير قيام) 37 - وتقول: والله ما أخبرت فلاناً بشيء [معنى أخبرت]: اي ما فعل بي ذلك.

38 - وتقول: والله ما أمليت هذا الكتاب ولا قرأته. قوله: أمليت من قوله عز وجل: {إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً} وقوله: قرأت أي جمعت. قال الشاعر: (هجان اللون لم تقرأ جنيناً) أي لم تجمع في رحمها ماء الفحل. 39 - وتقول: والله ما أخليت فلاناً في منزله ولا غيره أي لم أعط الخلا، والخلا: الرطب، وهو حشيش تعلفه الإبل. 40 - وتقول: والله ما أفسدت لفلان كرماً ولا دخلته، فالكرم القلادة. قال الشاعر جرير: (عروس السرى لا يقبل الكرم جيدها) 41 - وتقول: والله ما كنت قايداً قط ولا أصلح لذلك: فالقايد: الجدول يسقي الأرض. 42 - وتقول: والله ما رأيت سعداً ولا سعيداً. فالسعد من سعود النجوم، والسعيد: النهر الذي يسقي الأرض منفرداً بها، تقول: هذا سعيد هذه الأرض أي نهرها ..

43 - وتقول: والله ما رأيت جعفراً ولا كلمت سرياً. فالجعفر: النهر، والسري: النهر الصغير وكذلك فسر في التنزيل. 44 - وتقول: والله ما رأيت ربيعاً ولا كلمته. الربيع حظٌ الأرض من الماء في كل ربع ليلة أو ربع يوم .. 45 - وتقول: والله ما كلمت عمراً. فالعمر واحد عمور الأسنان. 46 - وتقول: والله ما رأيت قطناً ولا أبانا، وهما جبلان معروفان. 47 - وتقول: والله ما حضرت لفلان جفنة قط ولا رأيتها، فالجفنة أصل الكرم. 48 - وتقول: والله ما وطئت لفلان أرضاً ولا دخلتها، فالأرض باطن حافر الفرس. قال الشاعر: (إذا ما استحت أرضه من سمائه ... تبوع بوع الشادن المتطلق) 49 - وتقول: والله ما أخذت من فلان جراباً لا صغيراً ولا كبيراً، الجراب جراب البئر وهو ما حولها من باطنها. 50 - وتقول: والله ما أخذت له بيضة ولا فرخاً، فالفرخ فرخ الهامة، وهو

مستقر الدماغ والبيضة الحديد. 51 - وتقول: والله ما رأيت من هؤلاء القوم كافراً ولا فاسقاً، فالكافر الذي قد تغطى بثيابه أو سلاحه، والفاسق الذي قد تجرد من ثيابه. من قولهم: انفسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها. 52 - وتقول: والله ما أخذت من فلان عسلاً ولا خلاً فالعسل: عدو من عدو الذئب، والخل الطريق من الرمل. قال الراجز: (والله لولا وجع العرقوب ... لكنت أبقى عسلاً من ذئب) 53 - وتقول: والله ما عرفت لفلان طريقاً ولا سلكته، فالطريق النخل الذي ينال باليد. قال الشاعر: (وكل كميتٍ كجذع الطريق ... يردى على سلطات رثم) سلطات: حوافر صلاب، رثم: التي قد أثرت فيها الحجارة. 54 - وتقول: والله ما أمرت ولا أحببت فأمرت صرت أميراً، وأحببت من قولهم: أحب البعير إذا برك ولم يثر. قال الراجز [وهو حارثة بن بدر]:

(كرنبوا ودولبوا ... وحيث شئتم فاذهبوا) (قد أمر المهلب) وقال من أحببت: (حلت عليه بالقطيع ضرباً ... ضرب بعير السوء إذا أحبا) 55 - وتقول: والله ما بعت ولا أكريت. قوله: بعت أي اشتريته. قال الراجز: (إذا الثريا طلعت عشاء ... فبع لراعي الغنم كساء) أي اشتره. وقوله: أكريت: تأخرت. قال الشاعر: (وتواهقت أخفافها طبقاً ... والظل لم يفضل ولم يكر) أي لم يتأخر ولم ينقص. 56 - وتقول: والله ما عصى فلاناً ولا خلع. قوله: ما عصا أي لم يضرب بالعصا وخلع: لم يخلع ثوبه. 57 - وتقول: والله ما عرفت لفلان نخلاً ولا شجراً. فالنخل مصدر نخلت الشيء أنخله نخلاً، ولا شجر من قولهم: تشاجر القوم إذا اختلفوا، وفي التنزيل {حتى يحكموك فيما شجر بينهم}. 58 - وتقول: والله ما زرت فلاناً راكعاً ولا ساجداً ولا مصلياً. فالراكع العاثر الذي قد كبا لوجهه. قال الشاعر:

(وأفلت حاجب فوق العوالي ... على شقَّاء تركع في الضراب) شقاء: فرس طويلة بعيدة بين الفرج، والظراب: جمع ظرب وهو غلظ في الأرض لا يبلغ أن يكون جبلاً، والساجد: المدمن الناظر في الأرض، يقال: سجد وأسجد إذا أدمن النظر إلى الأرض. قال الشاعر: (أغرك منا أن ذلك عندنا ... وإسجاد عينيك القتولين رابح) وقال آخر: (تظل ساجدة والعين خاشعة ... كأنها راعف أو مقتف أثراً) والمصلي: الذي يجيء بعد السابق من الخيل. قال الشاعر: (فآب مصلوه بعين جلبة ... وغودر بالجولان حزم ونايل) الجولان: موضع بالشام دفن فيه: "النعمان بن الحارث الغساني". 59 - وتقول: والله ما ملكت قطيعاً قط. فالقطيع: السوط من القد. قال الشاعر: (تكاد تطير من رأى القطيع) 60 - وتقول: والله ما رأيت مجنوناً قط، وهو الذي قد جنه الليل، وإن شئت: جن عليه الليل.

61 - وتقول: والله ما رأيت صليباً قط، ولا مسمسة. فالصليب: العظم السايل الودك، والجلد الذي قد سال ودكه، وبه سمي المصلوب. قال الشاعر: (بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض وأما جلدها فصليب) 62 - وتقول: والله ما أعرف من آلا فلان ذكراً ولا أنثى. فالذكر ذكر الرجل والأنثى: الخصية. 63 - وتقول: والله ما عندي نبيذ ولا أملكه. فالنبيذ: الصبي المنبوذ، وكل شيء ألقيته من يدك فقد نبذته. 64 - وتقول: والله ما رأيت علياً ولا كلمت بكراً. فالعلي الفرس الشديد الخلق. قال الشاعر وهو ابن مقبل: (وكل عليٍ قص أسفل ذيله ... فتسمَّر عن ساق وأوظفةٍ عجزٍ) قص أسفل ذيله: قد لحم قوائمه وكثر لحم أعلاه، والبكر: الفتى من الإبل. 65 - وتقول: والله ما سمعت فلاناً ولا سببته، فأسمعته من قولهم: أسمعت الدلو، إذا جعلت في أسفله عروة ثم شددتها بخيط إلى العراقي. وقال قوم: بل أسمعتها إذا شددت وسطها خيطاً ليقل اخذها من الماء فتخف، وسببته: قطعته قال الشاعر: (فما كان ذنب بني مالك ... بأن سب منهم غلام فسب)

سب الأول: شتم، وسب الثاني: قطع، يدل على ذلك قوله بعد: (بأبيض ذي شطبٍ صارم ... يقد العظام ويبري العصب) 66 - وتقول: والله ما انتبذت في جر قط ولا ملكته. الجر: الفسخ الغليظ من الأرض. قال الشاعر: (كم ترى بالجر من جمجمة ... أكفٍّ قد أثيرت وجزل) أثرت: قطعت، وجزل: قطع. 67 - وتقول: والله ما خربت لفلان قرية ولا أتلفت له ثمرة. فالقرية: قرى النمل. قال الراجز: وأقبل النمل قطاراً ينقله ... بين القرى مدبره ومقبله) والثمرة: طرف السوط من القد. 68 - وتقول: والله ما عندي عنبر ولا ملكته، فالعنبر: الترس، و [به سمي "العنبر بن عمرو بن تميم" أبو هذه القبيلة. 69 - وتقول: والله إن هذا الحديث ما رويته ولا دريته. فرويته: شددته بالرواء وهو الحبل. قال الراجز:

(أتى على ما في من تخدُّد ... ودقةٍ في عظم ساقي ويدي) (أزوي على ذي العكس الضفندد) أي أشد علي الرواء. وقوله: در يته أي ختلته. قال الشاعر: (فإن كنت لا أدري الظباء فإنني ... أدس لها تحت التراب الدواهيا) 70 - وتقول: والله ما قتلت ولا جرحت ولا طعنت، فالقتل: المزج، يقال: قتلت الخمر إذا مزجتها. قال الشاعر: (إن التي ناولتني فرددتها ... قتلت قتلت فهاتها لم تقتل) والجرح: الكسب، وكذلك فسر في التنزيل {ومن الجوارح مكلبين} أي الكواسب. {ويعلم ما جرحتم بالنهار} مثله، والطعن من قولهم: ما طعنت في عرضه. 71 - وتقول: والله ما أخذت لفلان جوزاً ولا بعته ولا أمرت بإتلافه. الجوز: الوسط. 72 - وتقول: والله ما نسب فلان إلى السرق، ولا عرف به. فالسرق: الحرير فارسي معرب. قال الشاعر: (بنات الروم في سرق الحرير)

73 - وتقول: والله ما مسست لفلان خداً ولا كسرت له ظفراً. الخد: الشق في الأرض، وهو الأخدود، والظفر: ما قدام معقد الوتر من القوس العربية، وهو طرف السيَّة. 74 - وتقول: والله ما أخذت من فلان حشفة ولا دونها. فالحشفة: حشفة الذكر، والحشفة: صخرة رخوة تنفرد في فضاء من الأرض. 75 - وتقول: والله ما كسرت ساق فلان ولا مسستها. الساق: ساق الشجر، والساق: الذكر من الحمام. 76 - وتقول: والله ما مست إليه فلان، فالإلية أصل الإبهام. 77 - وتقول: والله ما رأيت فلاناً عسافاً. العاسف: البعير الذي تتروا حنجرته عند الموت. 78 - وتقول: والله ما أنا بصاحب مكر. فالمكر ضرب من النبت. 79 - وتقول: والله ما أخذت فروة فلان ولا أمرت بأخذها، فالفروة: جلدة الرأس. 80 - وتقول: والله ما كشفت لها قناعاً ولا عرفت وجهاً. فالقناع: الطبق والوجه: القصد. 81 - وتقول: والله ما لي مركوب ولا أملكه. فمركوب: ثنية معروفة

بالحجاز. قال الشاعر: (والقوم من دونهم سعياً ومركوب) 82 - وتقول: والله ما لي في هذا الكتاب خط. والخط: سيف البحر. 83 - وتقول: والله ما لي فرش ولا أملكه. فالفرش الصغار من الإبل، وفي التنزيل {حمولة وفرشاً}. 84 - وتقول: والله ما رأيت لفلان بطناً ولا فخذاً. والبطن: بطن من العرب، والفخذ أيضاً مثله. 85 - وتقول: والله لقد دخلت دار فلان فما رأيت فيها سرباً ولا رأيت لذلك أثراً. والسرب: الماء يخرج من خرز السقاء الجديد إذا صب فيه. قال الراجز: [(ينضحن ماء البدن المسيرا] ... نضح البديع السرب المصغرا) [البديع السقا الجديد أول ما يعمل]. 86 - وتقول: والله لقد ستر عني مصير فلان. فما أدري أين هو. والمصير واحد المصارين.

87 - وتقول: والله ما عندي تبن ولا يحويه ملكي، والتبن: العش العظيم من الخشب الذي تحكم صنعته. 88 - وتقول: والله ما مشيت في صحن فلان ولا دخلته. والصحن القدح القصير الجدار مثل الجام وأشبهه. 89 - وتقول: [والله] كل راعية لي فهي صدقة إلا ما أطلعت عليه، من قولهم: فلان كثر راعية الرأس أي ما دب فيه. 90 - وتقول: والله ما عرفت لفلان رجزاً ولا قصيداً، فالرجز داء يصيب البعير في عجزه فيضعف عن القيام. قال الشاعر: (تدع القيام كأنما هو نجدة ... حتى يقوم تكلف الرجز) والقصيدة: [المكتنز]. [قال الشاعر: (وأصبح بعد الاين رارا قصيدها) الرار: المح الرقيق]. 91 - وتقول: والله ما نالني في هذا الأمر شك ولا امتراء. فالشك أن ي ظلع البعير من وجع يصيبه في جنبه، والامتراء: مصدر المرتيت الناقة إذا مسحت خلفها لتدر.

92 - وتقول: والله ما عبثت ولا لعبت ولا صحبت عابساً ولا لاعباً. فقولك لعبت: سال لعابي، وقولك: عبثت من العبيثة وهو أقط يلت بسمن. قال الشاعر [في لعبت]: (لعبت على أكتافهم وصدورهم ... وليداً وسموني مفيداً وعاصماً) وقال قوم: لعبت بفتح العين، وقال الراجز: (طاحت الألبان والعبايث) 93 - وتقول: والله ما ذرعت هذه الأرض ولا مسحتها، فالزرع أن تضع قدمك على ذراع البعير البارك ليركبه صاحبك، والمسح تمسح الشيء بيدك. 94 - وتقول: والله ما أخذت لفلان حشيشاً ولا استهلكته قط، ولا عرفت مكانه. فالحشيش ولد الناقة [أو الشاة] يبقى في بطنها ثم تطرحه في العام المقبل. 95 - وتقول: والله ما جلست مذ دخلت إلى أن خرجت، من قولهم: جلس فلان إذا دخل "نجداً" وما والاه، ونجد هو الجلس. قال الشاعر: (إذا ما جلسنا لا تزال ترومنا ... سليمٌ لدى أسيافنا وهوازن)

96 - وتقول: والله ما ذكرت فلاناً، اي ما ضربت ذكره. 97 - وتقول: والله مع عرفت لفلان بعلاً ولا زوجاً، ولا رأيته. فالبعل: النخل المستبعل الذي يشرب بماء السماء، والزوج: النمط الذي يطرح على الهودج. قال الشاعر: (زوج عليه كلة وقرامها) 98 - وتقول: والله ما قدمت في هذا الأمر رجلاً ولا أخرتها [ولا قبضت يداً ولا بسطتها] فالرجل: القطعة العظيمة من الجراد، واليد: الفضل من قولهم: ما له علي يد. 99 - وتقول: والله ما ضربت لفلان صبياً ولا مسسته. والصبي ملتقى طرفي الفكين من الذقن. قال الراجز [يصف البعير إذا ساق: أنته فجعل على أكفالها ذقنه]: مستحملاً أكفالها الصبيَّا. 100 - وتقول: والله ما عرفت من فلان قبيحاً، فالقبيح: مغرز العضد من المرفق. قال الشاعر: (حيث تلاقي الإبرة القبيحا)

101 - وتقول: والله ما أبصرته أي ما قشرت بصره، والبصر أعلى الجلد. 102 - وتقول: والله ما لي جمل ولا ملكته، فالجمل سمكة من سمك البحر. 103 - وتقول: والله ما صدت ظبية ولا ظبياً، فالظبية حياء الفرس الأنثى، والظبي كثيب معروف. قال الشاعر: أساريع ظبي أو مساويك أسحل. 104 - وتقول: والله ما كلمت الحسن ولا رأيته فالحسن: كثيب معروف. قال الشاعر: (لأم الأرض ويلي ما أجنت ... غداة أضر بالحسن السبيل) 105 - وتقول: والله ما كلمت سهلاً ولا سهيلاً. فالسهل ضد الحزن، وسهيل نجم معروف. 106 - وتقول: والله ما رأيت في البلد عجماً ولا عرباً، فالعرب مصدر عربت معدته إذا فسدت، والعجم من كل شيء نواه وحبه. قال الشاعر: (وجذعانها كلقيط العجم) [ويرى كلفيظ]

107 - وتقول: والله ما ذقت لفلان لبناً ولا أخذته، واللبن مصدر لبنت عقنه تلبن لبناً، إذا اشتكت من تغير الوسادة. قال الراجز: (حسبه من اللبن ... أن رآه قد مل ورن) حسبه: وضع تحت رأسه المحسبة وهي وساطة من أدم [ويقال: رن عصبه إذا اشتكى، وأما زمن بالزاي المعجمة، فمن الزنين، يقال: رجل زناء إذا حبس البول، وأنشد الأصمعي: (دعيت ميموناً لها فأنا ... وقام يشكو عصباً قد زنَّا)] 108 - وتقول: والله ما طرقت فلاناً ليلاً ولا زرته نهاراً، وطرقته أي لم أضربه بالمطرقة وهي العصا التي يضرب بها الصوف، وزرته: لم أضرب زوره. 109 - وتقول: والله ما رأيت سعدان ولا صحبته ولا كلمته، فالسعدان ضرب من النبت معروف. 110 - وتقول: والله من أخذت لفلان قوساً [ولا أملك قوساً]. فالقوس باقي الثمر في أسفل الجلة، والقوس قوس الغيم [أيضا].

111 - وتقول: والله ما رأيت فلاناً قط متعففاً ولا متجملاً، فالمتعفف: الذي يشرب العفافة وهي باقي اللبن في الضرع، والمتجمل الذي يأكل الجميل وهو الشحم المذاب. 112 - وتقول: والله ما أكلت ثومة ولا مضغتها، فالثومة قبيعة السيف. 113 - وتقول: والله ما ضرب فلان ولا جُلد، أي لم يصبه الضريب ولا الجليد، وهو الندى الجامد الذي يسقط من السماء كالثلج [وكذلك الضريب]. 114 - وتقول: والله ما لقي فلان في هذا الأمر، أي ما أصابته لقوة. 115 - وتقول: والله ما لفلان عندي ذهب ولا أخذت منه. فالذهب مكيال يكال به باليمن وجمعه أذهاب. 116 - وتقول: والله ما لي أرض فيها آسٌ ولا أملك آساً، والآس: باقي العسل في موضع النحل [قال الشاعر: (بها الظيان والآس)]

117 - وتقول: والله ما عند فلان خرقة يلبسها، فالخرقة قطعة من الجراد. قال الراجز: (صب على مزرعة ابن واسل ... خزقة رجلٍ من جرادٍ نازل) 118 - وكل ما كان في الفرس من أسماء الطير فلك أن تحلف عليه، نحو الحمامة والقطاة وما أشبه ذلك. فالقطاة مقعد الردف، والحمامة الموضع الذي يصيب الأرض من صدر الفرس إذا ربض [والفرخ وهو الدماغ، والهامة وسط الرأس فيها الدماغ، والصلصل: ناصيته البيضاء، واليعسوب: غرة دقيقة، والفراس: ما يحجب الدماغ، والسماني: بياض العين، والذباب: الناظر الذي في سواد العين، والصرد، عرق في الساق، والخطاف: موضع عقب الفارس، والرخمة: اللحمة التي في باطن الفخذين، والفرايان: عظما الوركين الناتئان]. 119 - وتقول: والله ما أخذت لفلان عباء ولا أعرف [له] آخذاً، فالعباء: الرجل الثقيل مثل العبام سواء. 120 - وتقول: والله ما أخفيت هذا الأمر، أي لم ألق عليه الخفاء، والخفاء كساء يطرح على السقاء حتى يروب. 121 - وتقول: [والله] ما كلمت صفوان ولا هماماً، فالصفوان: اليوم البارد والهمام الشديد المطر. (وعنس أمون تقدمتها ... ليأكلها فتية جوع)

123 - وتقول: والله ما عندي نورٌ ولا أملكه، فالتور: الرسول بين القوم في السر. قال الشاعر: (والتور فيما بيننا معمل ... يرضى به المأتيُّ والمرسل) 124 - وتقول: والله ما لفلان عندي خُرجٌ ولا أخذته منه، فالخرج: الوادي الذي لا منفذ له. قال الشاعر: (فلما أوغلوا في الخرج ردت ... صدور مطيهم تلك الرماح) 125 - وتقول: والله ما أخذت لفلانة خلخالاً ولا سواراً، فالخلخال: الرمل الجريش. قال الشاعر: (من ساهكات دقُقٍ وخلخال) [دقق بالفتح والضم] والسوار: الفارس من فرسان العجم. 126 - وتقول: والله ما أجللت فلاناً ولا أكرمته: فأما أجللته أي لم أعطه الجلة وهي البعرة. [وأنشد:

(عربت قضاعة عنكم وتكرمت ... عن أن تناسب جلة وتماما) (كانوا الذلى فسموا إلى قلل الندى ... وتجنبوا أن ينزلوا الاهضاما)] [وقوله]: أكرمته أي لم أعطها لكرم وهو قلادة. 127 - وتقول: والله ما عندي عسل ولا أملكه. فالعسل ضرب من عدو الذئب. قال الراجز: (والله لولا وجع بالعرقوب ... لكنت أبقي عسلاً من الذيب) 128 - وتقول: والله ما شتمت فلاناً ولا شتمني، أي لم أقل له: إنك شتيم الوجه، والشتيم: القبيح. 129 - وتقول: والله ما أخلفت فلاناً، أي لم أستق له الماء، والمخلف: المستقي. 130 - وتقول: والله ما أنعم علي فلان أي ما أعطاني نعماً. 131 - وتقول: والله ما أملك تيناً ولا لي أرض فيها تين. فالتين: جبل معروف قال الشاعر: (صهب الظلال أتين التين عن عُرض ... يزجين غيماً قليلاً ماؤه شبما)

132 - وتقول: والله ما أخذت بيدي قضيباً قط ولا حملته، فالقضيب واد معروف. 133 - وتقول: والله ما أخذت لفلان شيباً ولا أمرت بأخذه، فالشيب جبل معروف. 134 - وتقول: والله ما أخذت من أرض فلان عسيباً، فعسيب جبل معروف. قال الشاعر: (وإني مقيم ما أقام عسيب) وعسيب الفرس عظم ذنبه. 135 - وتقول: والله ما لفلان عندي مال ولا عرفت له مالاً، من قولهم: رجلٌ مالٌ إذا كان كثير المال. 136 - وتقول: والله ما ملكت زنبقاً ولا أخذته من فلان ولا اغتصبته، فالزنبق: الزمر.

قال الشاعر: (وحنت بقاع الشام حتى كأنما ... لأصواتها في منزل القوم زنبق) 137 - ونقول: والله ما كان لفلان من هذه الأرض خليج ولا رأيت له قط خليجاً، فالخليج: الحبل: قال الشاعر [يصف وتداً]. (وبات يغني في الخليج كأنه ... كميتٌ مدمَّى ناصع اللون أقرح) 138 - وتقول: والله ما خرطت من هذه الشجرة ورقاً ولا أمرت به، فالورق: نضح الدم على ثوب أو غيره إذا لم يكن كثيراً فاحشاً. قال الشاعر: (ترى به كل مرشاش الورق ... كتامر الحماض من هفت العلق) 139 - وتقول: والله ما أخذت لفلان ألواحاً ولا أمرت بأخذها، والألواح كل عظم عريض فهو لوح من الدابة والإنسان نحو عظمي الكتفين وما أشبههما، قال الشاعر: (ولوح ذراع ين في بركة ... إلى جؤجؤ رهل المنكب) وتقول: والله ما أملك قصباً ولا عندي له أصل. فاقصب كل عظم فيه مخ

فهو قصبة. 140 - وتقول: والله ما أملك قصباً ولا عندي. 141 - وتقول: والله ما أخذت من فلان تابوتاً ولا أودعني إياه، والتابوت: ما اشتملت عليه ضلوع الصدر. قال الشاعر: (بهو تابوت جفا حصيراه) [يصف فرساً عريض الصدر، والبهو السعة وحصيراه: العصبتان اللتان في جنب الفرسٍ]. 142 - وتقول: والله ما كنت حداداً قط [ولا ملك عبداً حداداً] فالحداد: السجان في موضع، والحاظر على الشيء في موضع آخر. قال الشاعر: (ويقول لي الحداد وهو يسوقني ... إلى السجن لا تجزع فما بك من باس) وقال الأعشى: [(فقمنا ولم يصح ديكنا] ... إلى جونةٍ عند حدادها) أي الذي يمنع منها ويحظها يعني الخمرة.

143 - وتقول: والله ما حجبت فلاناً ولا أمرت من يحجبه، أي ما صرت حاجبه. 144 - وتقول: والله ما رأيت فلاناً فقيراً ولا عرفته بذلك، والفقير بئر معروفة، قال الراجز: (ما ليلة الفقير إلا شيطان ... يدعي بها القوم دعاء الضمّان) والفقير [أيضاً] ثقاب تحفر في الأرض ينفذ بعضها إلى بعض حتى ت جتمع ماؤها في بئر واحدة أو تسيح على الأرض وهي الكواظم. قال الراجز: (إن الفقير بيننا قاض حكم ... أن يزد الماء إذا غاب النجم) يريد النجم وقال قوم: يريد النجوم. 145 - وتقول: والله ما رأيت فلاناً بعين ولا كلمته بلسان، فالعين من الماء، واللسان الأمر تبلغه. قال الشاعر: (إن أتتني لسان لا أشر بها ... من علو لا كذب فيها ولا سخر) 146 - وتقول: والله ما أخذت لفلان مُدهناً ولا اغتصبته عليه. فالمدهن:

النقير في الحجر يجتمع فيه ماء السماء. 147 - وتقول: والله ما أذعت لفلان سراً ولا أفشيته. من قولهم: فلان في سر صدق أي في أصل صدق. 148 - وتقول: والله ما عرفت لفلان خليقة مذمومة ولا محمودة. الخليقة منقعٌ في الصفا. 149 - وتقول: والله ما تنجمت قط ولا عرفت وقت طلوع النجم والتنجيم أن تحفر عن أصول النجم فتأكله، والنجم كل ما نجم من الأرض من النبات مما لم يكن له ساق. 150 - وتقول: والله ما هجرت فلاناً قط أي ما شددته بالهجار، وهو حبل يشد من حقو البعير إلى رسغ يده. قال الشاعر: [(فكعكعوهن في شيق وفي دهن ... ينزون ما بين مأبوض ومهجور) 151 - وتقول: والله ما أمرك عبداً ولا ملكته. عبداً: جبل [معروف] من جبال طيّئ. قال الشاعر: (محالف أسود الرنقاء عبد ... يسير المخفرون ولا يسير) [يصف جبلاً، والرنقاء أكمة معروفة].

152 - وتقول: والله ما رأيت في الدار إنساناً ولا كلمته، فإنسان ماء من مياه العرب. 153 - وتقول: والله ما عرفت لفلان خدماً ولا سمعت بذلك، فالخدم: جمع خدمة ولا سيور تشدُّ في أرساغ الإبل ثم تشد [بها] النعال. 154 - وتقول: والله ما رأيت الأبلة ولا دملتها، فالأبلة: تمر يمرس بلبن حليب قال الهذلي: (فيأكل ما رض من تمرها ... ويأبي الأبلة لم ترضض) 155 - وتقول: والله ما أخذت من فلان ألواحاً ولا رأيتها، والألواح من قول الشاعر: (تمس كألواح السلاح وتضحي ... كالمهاة صبيحة المطر) أو يكون جمع لوح، وهو كل عظم في الدابة والإنسان نحو الكتفين وما أشبههما. 156 - وتقول: والله ما أفرحني ولا سرني. أفرحني: أثقلني، وسرني: أصاب سرتي.

157 - وتقول: والله ما أضررت بفلان قط، أي ما دنوت منه، وقال الهذلي: (غداة المليح يوم نحن كأننا ... غواش مضر تحت ريح ووابل) وقال آخر: (غداة أضر بالحسن السبيل) 158 - وتقول: والله ما عندي سرير ولا ملكته، فالسرير الماء المجتمع أو النهر قال الأعشى: (إذا خالط الماء منها السريرا .. ) والسرير أيضاً مركب الرأي في العنق. قال الراجز: (ضرباً يزيل الهام عن سريره ... إزالة السنبل عن شعيره) 159 - وتقول: والله ما مسست إصبع فلان [ولا كسرتها، فالإصبع الأثر الحسن يقال: لفلان] على بني فلان إصبع أي أثر [حسن] قال الراجز:

(من يجعل الله عليه إصبعاً ... في الخير أو في الشر يلقه معاً) وقال آخر: (حدثت نفسك بالوفاء ولم تكن ... للغدر خائنة مغل الإصبع) 160 - وتقول: والله ما أعرجت فلاناً أي ما أعطيته عرجاً وهي القطعة العظيمة من الإبل نحو أربعمائة. قال الشاعر: (وتلف الخيل أعراج النعم) وقال آخر: (الم تر أن الغزو يعرج أهله .. ) أي يكسبهم الأعراج. 161 - وتقول: والله ما لقيت أبا سلمان ولا كلمته، وأبو سلمان: ضرب من الجعلان. 162 - وتقول: والله ما عندي عجلة ولا أملكها، وهي ضرب من الشجر. 163 - وتقول: والله ما عندي حبل ولا ملكت حبالاً قط تعني حبال الرمل. 164 - تقول: والله ما أملك سلسلة تريد سلاسل الرمل وسلاسل البرق.

165 - وتقول: والله ما عندي ملح ولا ملكت ضيعة فيها ملح، فالملح: الشحم واللبن أيضاً، يقال: جزور مملح فيها باقي شحم [قال الشاعر: (وإني لأرجو ملحها في بطونكم ... وما بسطت من جلد أشعث أغبرا)] 166 - وتقول: والله ما زنأ فلان قط ولا رأيته زانئاً مهموز من قولهم: زنأ في الجبل إذا صعد فيه. قال الراجز: (وارق إلى الخيرات زنأً في الجبل) 167 - وتقول: والله ما رأيت في الدار إنساناً. إنسان مياه بنجد معروفة]. 168 - وتقول: والله ما عندي أوز ولا أملكه، فالأوز: الرجل القصير الضخم، والأوزة: المرأة [الضخمة] القصيرة أيضاً [والعرب تسمى صغار البط وكبارها أوزاً وأنشد: (قد ثعثوني راعي الأوز ... لكل علج مضرغط شكز)

(ليس إذا جئت بمزمئز) المزمئز: الضاحك والمستبشر وهو المتحرك في موضعه]. 169 - وتقول: والله ما لي قينة ولا أملكها. والقينة: فقرة من فقار الظهر قال الراجز: (وقينة معقودة لم تعسم) [أي لم يصبها العسم وهو العوج]. 170 - وقتلو: والله ما رأيت في الدار وحشياً ولا إنساً، فالإنسي ما أقبل على جسدك من أعضائك، والوحشي ما خالف ذلك. 171 - وتقول: والله ما رأيت فلاناً شاكياً، أي لم يتخذ شكوة وهي سقاء صغير للبن. 172 - وتقول: والله ما أملك خنجراً ولا مسست بيدي خنجراً، فالخنجر: الناقة الغزيرة قال الراجز: (أنت وهبت الجلة الجراجرا ... كوماً مهاريس معاً خناجرا) 173 - وتقول: والله ما أخذت دلواً من فلان ولا استعرت ذلك. الدلو: السير السهل. قال الراجز: (لا تقلواها وادلواها دلوا ... [إن مع اليوم أخاه غدوا])

174 - وتقول: والله ما لي دار ولا أملك موضع دار. ودار وادٍ من أودية هجر معروف. 175 - وتقول: والله ما عندي دبس، والدبس: الكثير من كل شيء ذكره الخليل في باب الباء والسين. 176 - وتقول: والله ما رأيت عجوزاً ولا شيخاً. العجوز: الجعبة، والشيخ: الرذاذ من المطر أول ما يقع يصيب الأرض. يقال: أصاب شيخ من رذاذ. والشيخ: المخ عند أبي الأعرابي. 177 - وتقول: والله ما اقتريت على فلان، أي ما لبست له فرواً. 178 - وتقول: والله ما أوجب عليَّ فلان أي ما غلبني على الواجب وهو الخصل في رمي أو رهان. 179 - وتقول: والله ما بنيت مستمطراً ولا ملكته. المستمطر: السحاب. قال الشاعر: (سقى دارها مستمطر ذو عفارة ... أجشن تحدى منشأ العين رايح) 180 - وتقول: والله ما أفرحني هذا الأمر ولا سرني. أفرحني أي فرحني من قولهم: لا يترك في الإسلام مفرح أي مثقل بالدين. قال الشاعر: [وهو أبو سفيان بن حرب]: (فقلت له لما أتيت ولم أكن ... فأفرحه أبشر بنصر ومغنم)

(سقاني فرواني كميتاً مدامة ... على ظمأ مني سلام بن مشكم) 181 - وتقول: والله ما كلمت سكناً ولا كلمني. والسكن: النار. قال الراجز: (قومن بالدهن وبالإسكان) 182 - وتقول: والله ما صحبت أوساً أو أويساً ولا كلمتهما، وهما اسمان من أسماء الذئب. قال الشاعر: (كما خامرت في حضنها أم عامر ... لدى الحبل حين غال أوس عيالها) وقال آخر: (ما فعل اليوم أويس في الغنم) 183 - وتقول: والله ما كسرت لفلان ضاحكاً، والضاحك: فرجة في الجبل كأنها تضحك. 184 - وتقول: والله ما كسرت لفلان ضاحكاً، والضاحك: فرجة في الجبل كأنها تضحك. 184 - وتقول: ما نال فلاناً مني عقابٌ والعقاب: الخيط الذي ينشد في طرف حلقة القرط ثم يشد في الطرف الآخر لئلا يسقط. قال الراجز:

(كأن مهوى قرطها [المعقوب]) 185 - وتقول: والله ما أشهدت فلاناً [قط ولا أشهدني] أي لم يصادف عندي شهداً. 186 - وتقول: والله ما كان خلفي ولا قدامي. فالخلف: المربد وراء البيت. قال الشاعر: (وجيئا من الباب المجاف تواترا ... وإن تقعدا بالخف فالخلق أوسع) والقدام: السيد. قال الشاعر: (إنا لنصرب بالسيوف رءوسهم ... ضرب القدار نقيعة القدام) 187 - وتقول: والله ما رأيت شيخاً ولا عجوزاً، فالشيخ أول المطر الذي

يسمى الرذاذ. والعجوز: الكنانة العظيمة. 188 - وتقول: والله ما أوجب عليَّ فلان، أي ما غلبني على الوجب وهو السبق. تم الكتاب وكان تمام نسخه في 7 شوال 1322

§1/1