المعرفة والتاريخ
يعقوب بن سفيان الفسوي
المجلد الأول
[المجلد الأول] [مقدمة التحقيق] حياة المؤلّف هو الحافظ الامام الحجة أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوّان الفارسيّ الفسوي [1] ، ولد في العقد الأخير من القرن الثاني الهجريّ [2] في مدينة فسا، وهي حاضرة مقاطعة درابجرد في إقليم فارس ومن أكثر مدن فارس عمارة وأوسعها أبنية [3] . وتوفي في مدينة البصرة في 13 رجب سنة 277 هـ[4] . وعمره بضع وثمانون سنة [5] ، وأرّخ ابن حبان- في كتاب الثقات- وفاته سنة ثمانين أو احدى وثمانين ومائتين [6] ، وتابعه حاجي خليفة [7] . رحلته في طلب العلم لم تكن مدينة فسا من المراكز العلمية المهمة في دراسة الحديث النبوي وعلومه خلال القرون الثلاثة الاولى، لذلك أهملها كل من محمد بن سعد
مكة
(ت 230 هـ) . وخليفة بن خياط (ت 240 هـ) في كتابيهما (الطبقات) وهما يمثلان دراسة شاملة لمراكز علوم الحديث في القرنين الأولين ومطلع القرن الثالث الهجريّ. بل أهملها أيضا كل من ابن حبان البستي (ت 354 هـ) في كتابه (مشاهير علماء الأمصار) وابن خلّاد الرامهرمزيّ (ت 360 هـ) في كتابه (المحدث الفاصل) عند ذكره للمدن والأقطار التي يكثر فيها العلماء ويقصدها الطلاب [1] . لا غرابة إذا في أن يرحل يعقوب بن سفيان منذ شبابه الى مراكز العلم المشهورة في عصره، وكانت الرحلة في طلب العلم شائعة في زمنه رغبة في سماع الحديث على أعلام المحدثين في المراكز المختلفة، وسعيا في تكثير طرقه، وطلبا للاسناد العالي، ورغبة في التحقق من صحة بعض الأحاديث، وحبا في التعرف على الشيوخ الكثيرين ومذاكرتهم [2] . وقد تغرب يعقوب بن سفيان عن بلدته «فسا» ثلاثين عاما [3] أمضاها في الرحلة الى المشرق والمغرب [4] زار خلالها عدة من وأقطار ذكرت المصادر بعضها وسجل هو في تأريخه معلومات أوسع عن رحلته اليها. مكّة وقد استأثرت مكة باكبر عدد من زياراته وبأطول وقت من إقامته، حيث ذكر يعقوب انه قدمها في أول شهر رمضان سنة 216 هـ ولعل هذه هي زيارته الاولى لها، وقد مكث فيها أربعة أشهر ثم غادرها بعد هلال المحرم
مصر
الى مصر [1] . وسجل يعقوب في كتابه انه حج ست عشرة حجة وذلك خلال سني 216- 241 هـ، ولم يحج في سني 226 و 237 و 238 و 239 و 240 هـ[2] . وقد تعرّف في مكة على عدد من العلماء الذين أفاد منهم كثيرا في تحمل الحديث، وروى عنهم في كتاب المعرفة والتأريخ. مصر وقد ذكر يعقوب بن سفيان انه زار مصر في أول سنة سبع عشرة ومائتين بعد حجه [3] ، وأنه كان فيها سنة 226 هـ[4] ، وانه وافى موسم الحج سنة 230 هـ من مصر [5] ، ولكن يبدو أنه لم يمكث في مصر طيلة الفترة بين سنتي 226- 230 هـ، لان ابن يونس [6] ذكر ان يعقوب بن سفيان «قدم مصر مرتين، الثانية سنة تسع وعشرين ومائتين وكتب عنه بها» [7] . فلا بد انه غادرها قبل سنة 229 هـ، وبذلك يكون قد دخل مصر ثلاث مرات وليس مرتين كما يذكر ابن يونس. وثمة احتمال ان «تسع» في عبارة ابن يونس تصحيف «ست» فيكون قد دخلها مرتين، ويكون قد مكث فيها ما بين سنتي 226- 230 هـ.
الشام
الشّام وذكر يعقوب انه دخل دمشق في آخر سنة 217 هـ، لكنه لم يمكث فيها طويلا حيث غادرها الى الحج [1] . وزار الشام ثانية سنة 219 هـ، حيث التقى ببعض الشيوخ في فلسطين ودمشق وحمص [2] . كما زارها أيضا سنة 241 هـ، حيث قدم فلسطين وعسقلان [3] . ودخل أيلة في احدى هذه القدمات [4] . وقد ذكر أبو زرعة الدمشقيّ- صاحب التأريخ- قدوم يعقوب الى دمشق فقال: «قدم علينا من نبلاء الرجال يعقوب بن سفيان، يعجز أهل العراق أن يروا مثله» [5] . العراق والمشرق وقد ذكر يعقوب زيارته للبصرة سنة 236 هـ، وثانية سنة 237 هـ[6] ، كما ذكر وجوده بالسيرجان [7] سنة 239 هـ[8] ، وببلخ سنة 240 هـ[9] ، وهذا يعني أنه زار المقاطعات الشرقية والشمالية الشرقية من إيران، وان لم يسجل ذلك في تاريخه حيث لم يستوعب أخبار رحلاته كلها فيه، فقد ذكر
إقامته بفارس
ابو عبد الله الحاكم النيسابورىّ [1] قدوم يعقوب بن سفيان الى نيسابور وسماع شيوخ الحاكم منه [2] . إقامته بفارس وهكذا طوّف يعقوب بن سفيان بمعظم مراكز الحديث المهمة في شرق العالم الإسلامي وغربة، لكنه كان يرجع الى موطنه ويقيم بين أهله حيث سجل وجوده في فارس خلال سنتي 237 و 238 هـ[3] . وكان في فارس في فترة استيلاء يعقوب بن الليث الصفار عليها [4] ، - وكان استيلاء الصفار عليها منذ سنة 262 هـ[5]- حيث جرت له حكاية معه [6] . ولكنه لم يستقر في موطنه حتى أواخر حياته حيث توفي في مدينة البصرة [7] . وثمة مراكز مهمة لا توجد اشارة الى أن يعقوب دخلها مثل بغداد والكوفة رغم ازدهار دراسات الحديث فيهما في القرن الثالث. ولا شك أن يعقوب بن سفيان كابد صعوبات وشدائد في رحلاته الكثيرة حيث سجل أن قطاع الطرق تعرضوا للقافلة التي كان يصحبها
شيوخه والرواة عنه
بالسويداء [1] . وقد حكى لأحد تلاميذه بعض ما كان يلقاه من عناء فقال: «كنت في رحلتي فقلّت نفقتي، فكنت أدمن الكتابة ليلا وأقرأ نهارا، فلما كان ذات ليلة كنت جالسا أنسخ في السراج، وكان شتاء، فنزل الماء في عيني فلم أبصر شيئا، فبكيت على نفسي لانقطاعي عن بلدي وعلى ما فاتني من العلم، فغلبتني عيناي فنمت، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فناداني: يا يعقوب لم أنت بكيت؟ فقلت: يا رسول الله ذهب بصري فتحسرت على ما فاتني. فقال لي: أدن مني، فدنوت منه فأمرّ يده على عيني كأنه يقرأ عليهما، ثم استيقظت فأبصرت فأخذت نسخي وقعدت أكتب» [2] . شيوخه والرّواة عنه قال يعقوب «رويت عن ألف شيخ كلهم ثقات» [3] ونقل كل من ابن حجر- عن يعقوب أيضا- وابن كثير أنهم أكثر من ألف شيخ كلهم ثقات [4] . وقد جمعت أسماء 402 شيخ منهم [5] ، وكثير منهم من الأعلام المشهورين بالعناية بالحديث وروايته مثل أبي بكر الحميدي صاحب المسند،
توثيقه
وأبي زرعة الدمشقيّ صاحب التأريخ، وعلي بن المديني صاحب كتاب العلل وغيره، وسعيد بن كثير بن عفير صاحب التأريخ، ونعيم بن حماد الخزاعي صاحب كتاب الفتن، وهشام بن عبد الملك أبي الوليد الطيالسي صاحب المسند، والأصمعي اللغوي المشهور. وقد خصصت المؤلفين منهم بالذكر لان أغلب شيوخه من الأعلام ومعظمهم يستحق الذكر. اما الرواة عنه فقد ذكرت مصادر ترجمته عددا منهم هم الحافظ الترمذي صاحب الجامع، والحافظ النسائي صاحب السنن، وابن أبي حاتم صاحب كتاب الجرح والتعديل، وابن خزيمة صاحب السنن، ومحمد بن إسحاق السراج صاحب التأريخ، وعبد الله بن جعفر بن درستويه صاحب المؤلفات الكثيرة في النحو واللغة، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، واحمد بن إبراهيم بن شاذان. والثلاثة الأخيرون هم رواة مؤلفاته. ومنهم أيضا محمد بن إسحاق الصاغاني وهو من شيوخه، وإبراهيم ابن أبي طالب، وحسين بن محمد القباني، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وابو عوانة الأسفراييني، وعبد الله بن أبي داود السجستاني، ومحمد بن يعقوب الصفار، ومحمد بن حمزة بن عمارة، وابو محمد أحمد بن السري ابن صالح بن أبان الشيرازي. توثيقه حظي يعقوب بن سفيان بتقدير العلماء وكبار النقاد من أعصر مختلفة وبيئات عديدة، فقال عنه ابو زرعة الدمشقيّ [1] : «كان نبيلا جليل
عقيدته
القدر» [1] ، ووصفه ابن حبان البستي [2] بالورع والنسك والصلابة في السنة [3] . وقال عنه ابو عبد الله الحاكم النيسابورىّ «هو امام أهل الحديث بفارس» [4] . وأطلق عليه الحافظ الذهبي «الحافظ الامام الحجة» [5] ، وقال عنه ابن العماد الحنبلي «أحد أركان الحديث ... وكان ثقة بارعا عارفا ماهرا» [6] . ومن ذلك يتضح اجماع القدامى والمتأخرين على توثيقه، ومما يبين مكانته في نفوس أصحابه ما حدّث به عبدان بن محمد المروزي من رؤيته إياه في المنام بعد وفاته وانه سأله ما فعل بك الله؟ قال: غفر لي وأمرني أن أحدث في السماء كما كنت أحدث في الأرض» [7] . عقيدته وصفه ابن حبان بالصلابة في السنة [8] ، وقال ابن الأثير «وكان
يتشيع» [1] وقال ابن كثير «وقد نسبه بعضهم الى التشيع» ونقل ابن كثير عن ابن عساكر «أن يعقوب بن الليث صاحب فارس بلغه أن يعقوب بن سفيان يتكلم في عثمان بن عفان، فأمر بإحضاره، فقال له وزيره: أيها الأمير انه لا يتكلم في شيخنا عثمان بن عفان السجزيّ، انما يتكلم في عثمان ابن عفان الصحابي، فقال: دعوه ما لي وللصحابي!! اني انما حسبته يتكلم في شيخنا عثمان بن عفان السجزيّ!» وعقب ابن كثير على ذلك بقوله: «وما أظن هذا صحيحا عن يعقوب بن سفيان فإنه امام محدث كبير القدر» [2] . وقال الحافظ الذهبي: «وقيل كان يتكلم في عثمان رضي الله عنه ولا يصح» [3] . ويدل استقراء القسم المتبقي من كتابه وما اقتبس عنه في بقية الكتب على أنه لا يتحامل على أحد من الخلفاء الراشدين، بل انه عقد فصلا في فضائل أبي بكر وفصلا في فضائل عمر رضي الله عنهما، كذلك فان مشيخة يعقوب حوت- فيما حوت- فضائل أبي بكر وعمر فقد ذكر الذهبي في ترجمة أحمد بن محمد الغزال الشيعي: «قال شجاع الذهلي: كتبت عنه مشيخة يعقوب الفسوي، فكان إذا مر به فضيلة لأبي بكر وعمر تركها» [4] . اما ما ذكره عن عثمان (رضي الله عنه) فكله في الثناء عليه مثل تخريجه حديث «اسْكُنْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أو صديق أو شهيد» وذكره ان
عثمان (رضي الله عنه) كان على حراء مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ [1] . وتخريجه حديث «لَا يَضُرُّ ابْنَ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليوم» وان النبي صلى الله عليه وسلم قاله في حقه عند تجهيزه جيش العسرة بألف دينار» [2] . وحديث «أصدقهم حياء عثمان» [3] وتخريجه قول ابن عياش عن عثمان: «كان والله صواما قواما من رجل يحب قومه» [4] . وقول عبد الله بن عكيم: «لَا أُعِينُ عَلَى وَاحِدٍ بَعْدَ عُثْمَانَ، فَقِيلَ له: يا أبا معبد وأعنت على دمه؟ قال: اني أعد ذكر مساوئه عونا على دمه» [5] . وقول الشعبي عن القرآن الكريم «لم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب النبي صلى الله عليه غير عثمان» [6] . وقد ذكر الفسوي عثمان ضمن الصحابة فترضى عنه وخرج له حديثا. وكل ذلك يشير الى عدم تحامله على عثمان رضي الله عنه، ولو بقي القسم الأول من تأريخه- وفيه حوادث خلافة عثمان- لامكنني التحقق بشكل أوفى عن تقويمه لشخصية الخليفة الثالث. وتشير بعض رواياته الى عدم تأييده التشيع كقوله في ترجمة زبيد بن الحارث «ثِقَةٌ ثِقَةٌ خِيَارٌ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَمِيلُ الى التشيع» [7] . كما تدل مروياته
ثقافته وسماعاته الكتب ومصنفاته
التي اقتبسها اللالكائي- واحسبها من كتاب السنة ليعقوب- على أنه يتابع في عقيدته السلف وأهل الحديث حيث خرّج أحاديث في ان القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وإثبات رؤية الله يوم القيامة، وذم أهل البدع والأهواء، والقول بأن الايمان قول وعمل وانه يزيد وينقص [1] . ثقافته وسماعاته الكتب ومصنّفاته اهتم يعقوب بن سفيان بالحديث النبوي اهتماما كبيرا، وكرس جهده لتحمله عن الشيوخ العديدين الموزعين بين مدن العالم الإسلامي شرقا وغربا فرحل اليهم وسمع منهم. واهتم بسماع الكتب المشهورة كالموطأ الّذي سمعه مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ تلميذ الامام مالك، وهمّ بسماعه من شيخ آخر لولا أن الحميدي أشار عليه أن لا يفعل لدقة رواية ابن قعنب وإمكان الاعتماد عليها [2] . كما سمع على الحميدي مسندة [3] ، ورحل الى أيلة وجهد كل الجهد- كما ذكر هو- ليسمع من محمد بن عزيز الأيلي كتب سلامة بن روح وحديثه، لكن محمد بن عزيز زعم انه لم يسمع من سلامة شيئا، ثم حدث عنه بعد بما ظهر من حديثه [4] . وقد أفاد يعقوب بن سفيان من المؤلفات والنسخ التي سمعها أو اطلع عليها دون أن يمتلك حق روايتها سماعا [5] في تصنيف مؤلفاته وهي:
1- كتاب المعرفة والتأريخ [1] . 2- مشيخته [2] . 3- كتاب السنة [3] . 4- كتاب البر والصلة [4] . 5- كتاب الزوال [5] . وقد وصل إلينا من مؤلفاته المجلدان الثاني والثالث من كتاب المعرفة والتأريخ وفقد المجلد الأول منه [6] ، كما وصل إلينا الجزءان الثاني والثالث من مشيخته [7] أما بقية أجزاء المشيخة فمفقودة. ويذكر كل من الردّاني
والكتاني أن المشيخة تقع في ستة أجزاء وأنها مرتبة على البلدان [1] . ولكن القسم الّذي وصل إلينا من المشيخة غير مرتب على أساس معين، وقد خرّج يعقوب فيها عن كل شيخ من شيوخه حديثا أو حديثين ولم يترجم لهم. اما الكتب الثلاثة الأخيرة فيبدو من عناوينها أن كتاب السنة يعالج موضوعات تتصل بالعقائد، ولعله كان يحتوي على أحاديث وآثار في موضوعات العقائد حيث عني المحدثون بتأليف كتب بهذا العنوان توضح عن طريق سرد الأحاديث والآثار والعقائد كما كانت عند السلف. وأما «كتاب البر والصلة» فلعل مادته تتعلق بالرقائق، ولعله ضم أحاديث وآثارا في البر والصلة. ولعل كتاب الزوال له علاقة بمواقيت الصلاة. وتدل مؤلفات يعقوب على انه كان معنيا بالحديث وعلم الرجال والتأريخ والعقائد والرقائق. وكان متفننا في علمه واسع الاطلاع حتى ذكر ابو زرعة الدمشقيّ أن يحيى بن معين كان ينتخب منه في التأريخ، وقال أبو زرعة أيضا: «بينا أنا قاعد في المسجد إذ جاءني رجل من أهل خراسان فقال لي: أنت أبو زرعة؟ قلت: نعم. فجعل يسألني عن هذه الرقائق. فقلت: من أين جمعت هذه؟ قال: هذه كتبناها عن يعقوب بن سفيان عنك» [2] .
رواة مؤلفاته عنه
رواة مؤلّفاته عنه وصل إلينا كتاب المعرفة والتأريخ من رواية عبد الله بن جعفر بن درستويه الفسوي (ت 346 هـ) الّذي سمعه من يعقوب بن سفيان، ومن طريق ابن درستويه اقتبس معظم المؤلفين من كتاب المعرفة والتأريخ. كذلك روى ابن درستويه مشيخة يعقوب عنه، ومن طريقه وصل إلينا الجزءان الثاني والثالث منها. وابن درستويه من اعلام النحويين والأدباء صنف عدة مؤلفات منها كتاب الإرشاد في النحو وتفسير كتاب الجرمي وكتاب الهجاء وكتاب شرح الفصيح [1] وكتاب الكتّاب [2] وغيرها [3] . وقد وثّقه ابو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي والحافظ ابو عبد الله ابن مندة وضعّفه هبة الله بن الحسن الطبري وقال: «بلغني أنه قيل له حدث عن عباس الدوري حديثا ونحن نعطيك درهما ففعل، ولم يكن سمع من عباس» . وقد رد الخطيب البغدادي ذلك فقال: «وهذه الحكاية باطلة لان أبا محمد بن درستويه كان أرفع من أن يكذب لأجل العوض الكثير فكيف لأجل التافه الحقير، وقد حدثنا عنه ابن رزقويه بأمالي أملاها في جامع المدينة [4] ، وفيها عن عباس الدوري أحاديث عدة» [5] . وقال الخطيب: «سألت البرقاني عن ابن درستويه فقال: ضعفوه لانه
لما روى كتاب التأريخ عن يعقوب بن سفيان أنكروا عليه ذلك، وقالوا له انما حدث يعقوب بهذا الكتاب قديما فمتى سمعه منه؟!» [1] . ورد الخطيب ذلك فقال: «وفي هذا القول نظر لأن جعفر بن درستويه من كبار المحدثين وفهمائهم، وعنده عن علي بن المديني وطبقته، فلا يستنكر أن يكون بكّر بابنه في السماع من يعقوب بن سفيان وغيره، مع أن أبا القاسم الأزهري قد حدثني قال: رأيت أصل كتاب ابن درستويه بتأريخ يعقوب بن سفيان لما بيع في ميراث ابن الابنوسي، فرأيته أصلا حسنا، ووجدت سماعه فيه صحيحا» [2] . وأحسب أن توثيق الخطيب والشيرازي وابن مندة له وشهادة أبي القاسم الأزهري له يقطع بصحة سماعه ويدفع ما قيل في تضعيفه لأن التضعيف ذكر مفسرا بقدم تحديث يعقوب بتأريخه وابن درستويه ولد سنة 258 هـ[3] فلا يلحق بالتحديث القديم. وأقول أن ابن درستويه ثقة بشهادة العلماء من معاصريه فلا يضعف بمجرد شبهة، ويعقوب توفي سنة 277 هـ، فلا تتعذر اللقيا بين ابن درستويه وبينه وهما ابنا بلدة واحدة، وليس من دليل على ان يعقوب لم يحدث بتأريخه في سني حياته الأخيرة بل الأولى أن يكثر الإقبال على سماع تأريخه منه بعد أن نال شهرة واسعة وأصبح من أعلام المحدثين الذين يقصدهم طلاب العلم لسماع مؤلفاتهم ومروياتهم. وما دام الأمر كذلك فان قول الثقة معتمد ما لم تقم الحجة على دحضه، ولا حجة في دحض سماع ابن درستويه كتاب المعرفة والتأريخ
كتاب المعرفة والتأريخ
بل ان الازهري رأى سماعه على أصله وشهد بصحة السماع وحسن الأصل. وكفى بشهادة مثل الازهري. أما الراويّ الآخر لمصنفات يعقوب فهو الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي «كان عنده أكثر مصنفات يعقوب بن سفيان وهو ثقة نبيل» [1] ، ويغلب على ظني ان النصوص التي اقتبسها عن يعقوب بن سفيان- بواسطة الحسن بن محمد بن عثمان- ابن عبد البر في كتابه (جامع بيان العلم وفضله) واللالكائي في مؤلفه (كتاب شرح السنة) والخطيب البغدادي في مؤلفه (كتاب الفقيه والمتفقه) وابن عساكر في (تأريخ مدينة دمشق) هي من كتاب السنة ليعقوب بن سفيان- وهو مفقود- لأنها تدور حول الاعتصام بالسنن. أما الراويّ الآخر لمصنفات يعقوب فهو أحمد بن إبراهيم بن شاذان حيث روى عن يعقوب بن سفيان كتاب الزوال [2] . كتاب المعرفة والتّأريخ تقريض العلماء له واهتمامهم بسماعه قال عنه ابن قيم الجوزية «هو كتاب جليل غزير العلم جم الفوائد» [3] وقال ابن كثير انه من الكتب المفيدة [4] . وقد اهتم العلماء بسماعه وممن سمعه من كبار المصنفين الخطيب البغدادي وعبد الرحمن بن الجوزي وابن عساكر، وكلهم من رواية ابن درستويه، ويدل على سماعهم للكتاب ألفاظ تحملهم للروايات التي اقتبسوها منه في مؤلفاتهم وهي «حدثنا» و «أخبرنا» .
نطاق مادته
كذلك قرأ السمعاني أكثره على أبي الفتوح عبد الله بن علي بن سهل بن العباس الخركوشي (ت 544 هـ) [1] . وقد استمر اهتمام العلماء بتأريخ يعقوب حتى الاعصر المتأخرة فحصل بعضهم على حق روايته بالإجازة وقد ذكر محمد بن سليمان المغربي الردّاني (ت 1094 هـ) أجازته بروايته ويرقى سنده الى الخطيب البغدادي عن محمد بن الحسين القطان عن عبد الله ابن جعفر بن درستويه عن يعقوب الفسوي [2] . مما يدل على اشتهار رواية ابن درستويه لكتاب المعرفة والتأريخ واعتماد العلماء عليها. نطاق مادّته نطاق مادّة القسم المفقود من كتابه فقد المجلد الأول من كتاب المعرفة والتأريخ، وهو يتناول التأريخ على السنين ويشتمل على السيرة النبويّة وعصر الراشدين والعصر الأموي وخلافة السفاح. وفيما يلي عرض لمادة المقتطفات التي اقتبستها الكتب الأخرى من هذا القسم المفقود مرتبة على أساس الزمن مما يوضح اطار القسم المفقود وبين أهميته. المبتدأ: فقد ذكر عمر الأرض [3] ، ومساحتها [4] ، وعدد الأيام التي خلقها الله تعالى فيها [5] ، وعدد السنين بين بعث الأنبياء [6] .
السيرة النبوية
السّيرة النّبويّة العهد المكّي حيث ذكر تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم [1] ، وأنساب أمهاته ومرضعاته [2] ، وأسماءه [3] ورعاية جده عبد المطلب له ووصيته أم أيمن حاضنته أن لا تغفل عنه ويحذرها من أهل الكتاب عليه [4] . وتحكيمه بين القبائل عند اختلافها حول رفع الحجر الأسود قبل البعثة [5] . وقصة زواجه من خديجة (رضي الله عنها) [6] ، واسبقية أبي بكر في الإسلام وشعر حسان في ذلك (4 أبيات) [7] ، وهجرة عثمان بن عفان الى الحبشة [8] . كما ذكر «تسمية أصحاب العقبة الثانية» [9] . العهد المدني اتخاذ الهجرة بداية للتأريخ الإسلامي [10] ، وتأريخ زواجه صلى الله عليه وسلم من عائشة (رضي الله عنها) [11] ، وزواج علي (رضي الله عنه) من فاطمة (رضي الله عنها)
وابناؤها منه [1] ، وعدد غزواته (ص) وأسماء بعضها [2] ، وذكر قائمة بأسماء من شهد بدرا [3] . وتواريخ بدر وأحد وبدر الموعد والخندق [4] . وتاريخ خروجه الى الحديبيّة [5] ، وإرساله حملة بقيادة عمرو بن العاص [6] ، وتأريخ فتح مكة [7] . وهزيمة المسلمين في بداية غزوة حنين [8] ، وقدوم وفد تميم الى المدينة [9] ، وقد اهتم الى جانب المغازي بموضوعات السيرة الأخرى فذكر أحاديث في بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم [10] ودلائل نبوته كخاتم النبوة [11] وصفته عند اليهود [12] وتنبؤ أحدهم بظهوره [13] وتبشير عيسى به [14] . وقصة إسلام سلمان الفارسيّ [15] ، وبعض معجزاته [16] وتبشيره
عصر الراشدين
الصحابة بالفتوح [1] . وسحر اليهود له [2] ، كما اهتم بذكر معلومات عن أزواجه [3] وبناته وأزواجهن [4] ، وسني وفيات عائشة ومارية وأم حبيبة وجويرية وميمونة [5] ، وتقديره صلى الله عليه لعمره حين يتوفى [6] ، ومرضه [7] ، ووصيته حين وفاته بالاهتمام بالصلاة [8] ، وصلاته خلف الصديق في مرضه [9] ووفاته واستخلاف الصديق [10] ، ثم إجمال تواريخ مولده ونبوته وعمره ووفاته [11] . عصر الرّاشدين أبو بكر الصديق: أسماؤه ونسبه [12] ، وأنه أول من آمن وشعر حسان في ذلك
(4 أبيات) [1] ، وإنفاقه وعتقه المستضعفين [2] ، وشهوده غزوة ذات السلاسل وصفته وقتها [3] ، وقول لابي قحافة حين وفاة الرسول (ص) وولاية أبي بكر [4] ، وتاريخ وفاة فاطمة [5] ، وقتاله المرتدين [6] ، وموقعة بزاخة [7] ، وتفاصيل عن ردة الأسود العنسيّ ومقتله [8] ، وقضاؤه على ردات اليمامة واليمن والبحرين وتوجيه الحملة على الشام سنة اثنتي عشرة [9] ، وتاريخ توجيه الحملة على الشام وأسماء قادتها [10] ، وتوجيهه خالدا الى العراق وتهيؤ المسلمين والروم لليرموك [11] ، وتوجيهه خالدا من العراق الى الشام وفتحه بصرى ولقاؤه بالمسلمين [12] ، وخبر قدوم خالد الى الشام مفصلا وفتحه عين التمر وعانات وفتح دمشق مفصلا ومواضع مسالح المسلمين [13] ، وتاريخ موقعة اليرموك [14] ، وقصة اليرموك [15] ،
عمر بن الخطاب:
وتفاصيل عنها [1] ، ثم ذكر حجه بالناس سنة ثنتي عشرة وقول البعض انه أحج [2] عمر بن الخطاب أو عبد الرحمن بن عوف بدله، ثم ذكر عمره حين وفاته [3] . وأهتم أيضا بذكر فضائله ولعله عقد فصلا في ذلك حيث ذكر حديث «ابو بكر عتيق الله من النار» [4] ونزول آية وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى 92: 17 في حقه [5] . وعرض أقوالا لصحابة وتابعين في الثناء عليه وبيان فضله [6] . عمر بن الخطاب: صفته [7] ، وتشبيه النبي (ص) إياه بجبريل وبنوح [8] ، وفتوح أبي عبيدة وخالد بالشام [9] ، وتأثر أحد الصحابة لعزل خالد [10] ، وذكر في حوادث سنة 14 هـ إقامته الحج، ووفاة المثنى، وفتح دمشق، ونزول هرقل أنطاكية ومعه بعض القبائل العربية والأرمن، وتوجيهه جرجه الى اليرموك وقيادة أبي عبيدة للمعركة [11] . وخبر فتح دمشق وتأريخه [12] . وتواريخ
ولاية عمر ومواقع اجنادين وفحل، واستبداله خالدا بابي عبيدة [1] . واستشهاد عكرمة بن أبي جهل بأجنادين [2] ، وأسماء قادة فحل وتاريخها [3] . وخبر فتح حمص وعانات [4] . وذكر في حوادث سنة 16 هـ تاريخ فتح الجابية المقدس (إيلياء) [5] . وذكر في حوادث سنة 17 هـ تاريخ وفاة عتبة بن غزوان [6] . وذكر في حوادث سنة 18 هـ الاختلاف في تأريخ الرمادة وطاعون عمواس [7] ، وصفة عمر وتأثير عام الرمادة على صحته [8] . وذكر في حوادث سنة 20 هـ أن عمر سأل الهرمزان عن سبب هزيمة الفرس أمام هرقل فحكى له الهرمزان خبر ذلك مفصلا وذكر له أيضا خبر ظهور الفرس على الروم وخبر الحرب بين الخزر والهند وموقف الفرس منها [9] . كما ذكر في هذه السنة وفيات عياض بن غنم وبلال الحبشي [10] .
عثمان بن عفان:
وذكر في حوادث سنة 21 هـ صلح أنطاكية [1] . وذكر في حوادث سنة 23 هـ غزوة عمّورية [2] وغزوة بسر بن أبي أرطاة لوبيه [3] . وجمعت احدى الروايات تواريخ استخلافه وفتح دمشق واليرموك والجابية وإيلياء وسرغ وقيسارية وموت هرقل ونهاوند والاسكندرية وفرض العطاء وإصطخر وطرابلس وعمّورية ولوبيه ومقتل عمر [4] . ورواية في دعائه على العراقيين لحصبهم أميرهم، وأخرى في مدحهم [5] ، كما اهتم الفسوي بذكر روايات في فضائله وأقوال الصحابة ومن بعدهم في الثناء عليه [6] كما ذكر تاريخ مقتله وعمره وكثرة شيبة [7] . عثمان بن عفان: نسبه وكنيته [8] ، وصفته وخشونة ملبسه وسابقته وتعففه [9] ، وتزويج النبي (ص) ابنته بوحي من السماء [10] ، وحديث يبشر بأنه في الجنة [11] .
علي بن أبي طالب:
وتاريخ استخلافه وسني إقامته الحج [1] ، وانه لم يجمع القرآن من الخلفاء سواه [2] ، وحجه بالناس طيلة خلافته سوى سنتين [3] . وتوسط العباس للمصالحة بين عثمان وعلي [4] ، وتقديم ابن مسعود عثمان على بقية الصحابة بعد مقتل عمر [5] وتقديم الزهري عثمان على علي [6] . وغزوة بسر بن أبي أرطاة ودّان سنة 26 هـ[7] ، وحادث الشغب على الوليد بن عقبة في الكوفة [8] ، وغزوة إصطخر بقيادة ابن عامر [9] ، ووفاة عبد الله بن مسعود سنة 32 هـ[10] . وتاريخ مقتل عثمان [11] . علي بن أبي طالب: عمره حين شهد بدرا [12] ودعوته الناس لبيعته بعد قتل عثمان ودعوة أبي الجهم بن حذيفة للقصاص من قتله عثمان [13] .
وتحذير عبد الله بن سلام عليا من قدوم العراق [1] . وحديث نبوي في تحذير الصحابة من الفتن [2] ، وقتل مروان لطلحة يوم الجمل [3] ، وكثرة تصدق الزبير ومقتله يوم الجمل [4] ، و «تسمية أمراء علي يوم الجمل» [5] ، وتأريخ موقعة صفين [6] ، وأخبارها [7] ، وبعض قتلاها [8] ، وعدد الجيشين فيها [9] ، و «تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفين» [10] ، وشهود عمار صفين وعمره [11] . ومقاطعة الخوارج عليا وهو يخطب وقول علي انه وهن منذ قتل عثمان [12] . وخبر النهروان ومقتل المخدج [13] ، وعدد الخوارج في النهروان ومقتلهم وعدد من قتل من
جيش علي [1] ، ودعاء علي على الكوفيين وملله منهم [2] ، ومن أقام الحج سنة 39 هـ[3] وسنة 40 هـ[4] . وتحذيره الناس من المبالغة في جبة وبغضه [5] . وأحاديث نبوية وأقوال الصحابة في فضائله [6] ، وزهده حتى باع سيفه [7] ، وتوقعه ان يستشهد [8] ، وتاريخ مقتله وعمره وشهوده بدرا وعمره، وفتح مكة وعمره [9] ، وعمره حين مقتله [10] ، وصلاة الحسن عليه [11] ، وذكر الحسن فضائل ليلة مقتله ففيها انزل القرآن واسري بعيسى [12] .. ومحاورة بين الزهري وعبد الملك عن وجود الدم تحت كل
العصر الأموي
حجر رفع بيت المقدس صباح مقتله [1] ، وذكر تواريخ قتل عثمان وبيعة علي وبيعة معاوية [2] . العصر الأمويّ معاوية بن أبي سفيان: نسبه [3] ، وحديث في فضائله [4] ، وتأميره على قيسارية سنة 19 هـ[5] وجمع الشام له في خلافة عثمان [6] ، وخبر منازعته مع علي وبيعة الشاميين له وموقعة صفين [7] . واخبار النبي صلى الله عليه بتحول الخلافة ملكا [8] . وخطبة للحسن بن علي [9] ، وأمر الحسن أصحابه ببيعة معاوية [10] . وقدوم معاوية الى الكوفة [11] . وخطبته بعد تسليم الحسن له [12] ، وطعن الحسن من قبل أصحابه ونهب سرادقه [13] أو خبر قحط دمشق واستسقاء معاوية [14] ، وغزوة بسر بن أبي أرطاة أدنه سنة 46 هـ[15] . وغزوة
يزيد بن معاوية [8] :
يزيد بن معاوية القسطنطينية [1] . وخبر مقتل حجر بن عدي [2] ، ومعاتبة عائشة لمعاوية فيه [3] ، وقضاؤه دينا لعائشة [4] ، ووفاة أبي قتادة الأنصاري سنة 54 هـ[5] ، وخبر قفول المسلمين من رودس في الشتاء مفصلا [6] . ومدة خلافته وحججه [7] . يزيد بن معاوية [8] : سبب خروج الحسين الى العراق [9] ، وتوجيه ابن زياد جيشا لقتاله وعدده [10] ، وتأريخ مقتل الحسين [11] . تنبؤ النبي صلى الله عليه وسلم بوقعة الحرة [12] ، و «تسمية قتلى الحرة» [13] ، وتاريخها وعدد من قتل فيها من القراء [14] ، وخبر قتل بسر بن أبي أرطاة ابنا لزينب بنت فاطمة
معاوية بن يزيد:
بنت الرسول (ص) ومبلغ تأثرها [1] . معاوية بن يزيد: تاريخ وفاته بالطاعون ومدة خلافته [2] . مروان بن الحكم: تطور الأوضاع في دمشق بعد وفاة يزيد [3] ، موقعة مرج راهط [4] ، رغبة أهل الشام في الوليد بن عقبة للخلافة ومقتله بعد موت معاوية بن يزيد [5] . وتاريخا بيعته واستخلافه عبد الملك [6] . عبد الملك بن مروان: حج عبد الملك سنة 75 هـ ثم حجه بعد الجماعة حججا [7] ، رفض بشير بن عقبة ان يخطب بمناسبة قتل عبد الملك لعمرو بن سعيد [8] . وادعاء المختار النبوة [9] ، ومقتل ابن زياد وجلب رأسه الى المختار [10] ،
الوليد بن عبد الملك:
ومقتل مصعب بن الزبير [1] ، وامارة بشر بن مروان على البصرة [2] . ونسب عبد الله بن الزبير وإقامته الحج بين سنتي 65- 71 هـ، وتاريخا بيعته ومقتله [3] . وتاريخ وفاة عبد العزيز بن مروان وعبد الملك بن مروان [4] . الوليد بن عبد الملك: تاريخ بيعته [5] ، وغزوة بلاد الروم وحجه سنة 78 هـ[6] ، وتاريخ ولاية موسى افريقية وفتوحاته [7] ، واقامة الحد من قبل القاضي على صاحب شرطة الوليد [8] . وهدم الوليد كنيسة الداخلة بعد مساومة النصارى عليها وتوسيعه بها مسجد دمشق [9] ، وقد سجل يعقوب بن سفيان ما قرأه على صفائح مذهبة بلازورد في قبلة مسجد دمشق وهو آيات قرآنية وتاريخ بناء المسجد وهدم الكنيسة التي كانت فيه زمن الوليد، ويذكر يعقوب بن سفيان انه قدم بعد ذلك فرأى الكتابات قد محيت وذلك قبل خلافة المأمون [10] . ويذكر أيضا قيام بشر بغزوة بحرية من مصر سنة 94 هـ[11] ، ويسمي
سليمان بن عبد الملك:
أمير موسم الحج سنة 95 هـ[1] ، ويذكر مدة خلافة وتأريخ وفاة الوليد [2] . سليمان بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ [3] : طلوع المغيرة بن أبي بردة بالجيش الى إفريقية سنة 100 هـ[4] ، وقدوم عباس بن أجيل من الأندلس الى افريقية سنة 100 هـ[5] وسنة وفاة عمر بن عبد العزيز [6] . يزيد بن عبد الملك: عزل عروة عن أهل اليمن وأمر مسعود بن غوث سنة 103 هـ[7] ، وأسماء أمراء إفريقية في الفترة 101- 106 هـ[8] . هشام بن عبد الملك: غلظته مع زيد بن علي [9] ، ووفاة بشر بن صفوان سنة 109 هـ[10] . ومقتل بلج بن بشر [11] . حج الوليد بن يزيد بالناس سنة 116 هـ وهو ولي
الوليد بن يزيد:
عهد [1] . تاريخ وفاة هشام واستخلافه [2] . الوليد بن يزيد: حديث في ذمه [3] ، تحريض الزهري هشاما على خلعه وهو سبب الخلاف بين الزهري والوليد [4] . إبراهيم بن الوليد: مروان بن محمد: تاريخا خلع إبراهيم بن الوليد وبيعة مروان [5] ، وهروب مروان الى مصر، وتاريخ مقتله في بوصير وإرسال رأسه الى السفاح بالحيرة [6] . وقد ذكر بعض الأحاديث في ذم الأمويين [7] . العصر العباسي: عبد الله بن عباس يتنبأ بملك بني العباس [8] . السفاح: تفصيل موقعة طلخ بين المسلمين والصينيين سنة 134 هـ[9] .
المنصور [1] :
المنصور [1] : حيوئيل يكسر صاع هشام في المسجد والمنصور يسأل قرة حفيد حيوئيل ان كان يستطيع ان يكسر للعباسيين صاعا [2] . الرشيد: غضبه على عمه وسجنه له لانه اعترض على حديث نبوي، فحسب انه متأثر بالزندقة [3] .
محتوى المجلدين اللذين وصلا إلينا
محتوى المجلدين اللذين وصلا إلينا وهما المجلدان الثاني والثالث ويتناول المجلد الثاني أواخر الحوليات التي تناولها سائر المجلد الأول المفقود، ويبدأ من خلال سنة 136 هـ وينتهي في حوادث سنة 242 هـ. ثم يبدأ القسم المتعلق بمعرفة الرجال ويتناول تراجم الصحابة والتابعين ويخص بعضهم بتراجم مسهبة. اما (المجلد الثالث) فقد ترجم فيه لمن بعد التابعين من رواة الحديث وبيّن أحوال الكثيرين من الرجال من رواة الحديث من حيث الجرح والتعديل، كما عقد عنوانا في «معرفة القضاة» [1] وسرد فيه أسماء قضاة البصرة، ثم رجع الى التعريف بالرجال وذكر أحوالهم، ثم ذكر فضائل مصر وبعض الصحابة ومن بعدهم من أهلها [2] ، ثم ذكر فضائل الشام [3] ، ثم ذكر التابعين من أهل الشام، وقد استغرق ذكرهم 73 ورقة، ثم ذكر (أول اخبار أهل الكوفة) [4] فذكر فضائلها، ثم ترجم لعبد الله بن مسعود وسلمان الفارسيّ، ثم التابعين ومن بعدهم من أهل الكوفة، وعقد فصلا خاصا في «مَا جَاءَ فِي الْكُوفَةِ وَأَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بن ثابت وأصحابه والأعمش وغيره» [5] . وذكر روايات في ذم الكوفة. ثم عقد فضلا عنوانه «باب من يرغب عن الرواية عنهم وَكُنْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يُضَعِّفُونَهُمْ مِنَ الْكُوفِيِّينَ وَمَنْ في عدادهم من سائر الآفاق» [6] ،
موارده
وأخيرا عقد فصلا في «الكنى والأسامي ومن يعرف بالكنية» [1] . وبه انتهى (كتاب المعرفة والتأريخ) . موارده [2] روى يعقوب بن سفيان في هذا القسم من كتابه عن 232 شيخا، فيهم عدد من المصنفين في الحديث وعلم الرجال، كما استفاد من مرويات مؤلفين من طبقة أعلى من طبقة شيوخه بأسانيده اليهم وبينه وبينهم راو أو أكثر. وقد عاش يعقوب في القرن الثالث الهجريّ، وألّف كتابه في النصف الأول من هذا القرن، وكانت المصنفات من علم الرجال التي سبقت كتابه في الظهور محدودة- نسبيا- وقد أفاد من عدد منها، ورغم انه لا يصرح بأسماء المصنفات التي يقتبس منها بل يكتفي بذكر أسماء مؤلفيها في أسانيده فيمكن الوصول الى معرفة عدد منها. لان يعقوب أسند معظم مروياته، وقلما أهمل ذلك، كقوله أحيانا «سمعت الثقة من أصحابنا» ، «وقد حدثني بعض المدنيين» ، «عَلَى مَا ذَكَرَ لِي بَعْضُ شُيُوخِ مَكَّةَ» ، «وقد قال قوم» ، «أخبرني شيخ» . وهو يوضح اعتماده على النسخ المكتوبة كما يدل قوله «قرأت» أو «حدثني أبو الطاهر من كتاب خالد» .
وفيما يلي تعريف وجيز بأهمّ موارد كتابه، وقد رتبت المؤلفين تبعا لسني وفياتهم. عروة بن الزبير (ت 91 هـ) : محدث وفقيه وصاحب أقدم مؤلف في السيرة النبويّة، وقد أورد له يعقوب حوالي 40 نصا بعضها في السيرة وبعضها أحاديث، وقد وردت من طرق مختلفة مما يدل على أن الفسوي لم يستخدم كتابا من مؤلفات عروة. محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ت 124 هـ) : علم كبير من اعلام المحدثين تنسب له أقدم محاولة شاملة لجمع الحديث النبوي الشريف، وقد روى عنه يعقوب حوالي 50 نصا- عدا ما أورد من روايات تتصل بحياته- وقد وردت معظم مرويات الزهري من ثلاثة طرق هي: 1- ابو اليمان الحكم بن نافع- شعيب بن أبي حمزة- الزهري (34 نصا) . 2- الحجاج بن أبي منيع- جده- الزهري (23 نصا) . 3- رواة عديدون- يونس بن يزيد الأيلي- الزهري (36 نصا) . وكثيرا ما يجمع يعقوب بين الاسنادين الأولين وسائر النقول بواسطتهما تتناول أحاديث نبوية، وتكرر السندين يدل على استعمال يعقوب لنسخة فيها حديث الزهري، ومن المعروف أن أبا اليمان أخذ الكتب عن شعيب بن أبي حمزة، وقد سأله الامام أحمد: كيف سمعت الكتب من شعيب؟ فأجابه: «قرأت عليه بعضه، وبعضه قرأ عليّ، وبعضه أجاز لي، وبعضه مناولة. فقال: قل في كله أخبرنا شعيب» [1] . وقد ذكرت عدة روايات
أن بين تلك الكتب كتاب فيه حديث الزهري [1] ، وشعيب كان كاتبا للزهري وقد ذكر يحيى بن معين أنه من أثبت الناس في الزهري، كما ذكر الامام أحمد بن حنبل أنه رأى كتب شعيب فرآها مضبوطة مقيدة [2] . وقد ذكر الخليلي (صاحب الإرشاد الى علماء البلاد) أن «نسخة شعيب رواها الأئمة عن الحكم» [3] . أما حجاج بن أبي منيع فقد ذكر ابن حجر العسقلاني انه «روى عن جده عن الزهري نسخة» [4] وقال عنه الذهلي: «أخرج اليّ جزءا من أحاديث الزهري فنظرت فيها فوجدتها صحاحا فلم اكتب منها الا يسيرا» [5] . وأما يونس بن يزيد الأيلي فهو من أشهر الرواة عن الزهري [6] ، ولكن يبدو أن نسخته لم تقع ليعقوب فأخذ مروياته عن شيوخ عديدين. وقد لجأ يعقوب الى الجمع بين هذه الطرق المختلفة في كثير من المواضع. وأخلص الى القول بأن يعقوب سمع نسخا فيها حديث الزهري، وانه حسن الانتقاء للنسخ الجيدة. يحيى بن سعيد الأنصاري (ت 143 هـ) : أحد أئمة المحدثين في المدينة يعدل عندهم الزهري، ورغم كثرة حديثه فإنه لم يكن له كتاب [7] . وقد أورد له يعقوب حوالي 30 نصا من طرق مختلفة.
عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت 150 هـ) : أحد أوائل المصنفين في الحديث بمكة [1] ، أورد له يعقوب 24 نصا من طرق مختلفة. محمد بن إسحاق (ت 151 هـ) : صاحب السيرة النبويّة، وله مصنفات في الحديث أيضا [2] . وقد أورد له يعقوب حوالي 20 نصا من طرق مختلفة، بعضها يتعلق بالسيرة ومنها نص أورده ابن هشام في السيرة [3] . معمر بن راشد (ت 153 هـ) : محدث له كتاب في السيرة النبويّة وكتاب المسند [4]- في الحديث-. وقد أورد له يعقوب حوالي 33 نصا من طرق مختلفة. سفيان بن سعيد الثوري (ت 161 هـ) : أحد أئمة الفقهاء والمحدثين، ومن أوائل المصنفين في الحديث، وقد ذكره يعقوب بن سفيان في 64 موضعا بعضها في اخباره وبعضها من مروياته التي وردت من طرق مختلفة. الليث بن سعد (ت 175 هـ) : أحد أئمة الفقهاء والمحدثين، صنف في الحديث، وله كتاب التأريخ [5]- وهو مفقود- وقد أورد له يعقوب حوالي 50 نصا معظمها بواسطة أبي صَالِحٍ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، ولابن بكير كتاب التأريخ أيضا- وهو
مفقود- لذلك فثمة احتمال أن النصوص المنقولة عن الليث بواسطة ابن بكير وردت في تاريخ ابن بكير واقتبسها يعقوب بن سفيان منه. حماد بن زيد (ت 179 هـ) : أحد أئمة الفقهاء والمحدثين، ذكره يعقوب في 49 موضعا، بعضها تتناول أخباره وبعضها تتناول مروياته، وينقل عنه يعقوب بواسطة عدد من الشيوخ أبرزهم سليمان بن حرب. مالك بن أنس (ت 179 هـ) : امام أهل المدينة وصاحب الموطأ، وقد ذكره يعقوب في 116 موضعا بعضها تناولت اخباره وبعضها مروياته وقد وردت من طرق مختلفة. عبد الله بن المبارك (ت 181 هـ) : له كتاب التأريخ [1] وصنف في الحديث، وقد وصل إلينا قسم من مسندة- وهو مخطوط في الظاهرية- كما طبع من مصنفاته كتاب الزهد والرقائق وكتاب الجهاد. وقد أورد عنه يعقوب حوالي 40 نصا ومعظم النصوص أوردها بواسطة شيخه عبد الله بن عثمان الأزدي (عبدان) . الوليد بن مسلم (ت 195 هـ) : عالم الشام، صنف سبعين كتابا في الحديث والفقه والملاحم والسيرة [2] ، وهو أشهر الرواة عن الامام الأوزاعي، وقد أورد له يعقوب 18 نصا باسناده اليه، بعضها أحاديث وبعضها يتعلق بالسيرة. عبد الله بن وهب بن مسلم (ت 197 هـ) : صاحب الجامع [3]- في الحديث- وهو من شيوخ يعقوب بن سفيان
روى عنه 120 نصا. سفيان بن عيينة (ت 198 هـ) : أحد أئمة المحدثين، اشتهر بالتصنيف في الحديث، وقد وصلت إلينا أوراق من حديثه [1] ، ذكره يعقوب في 90 موضعا بعضها يتناول أخباره وبعضها من مروياته، وأورد يعقوب معظمها بواسطة أبي بكر الحميدي تلميذ ابن عيينة وشيخ يعقوب. أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي (ت 204 هـ) : صاحب المسند- وهو مطبوع- ومن شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 20 نصا معظمها أحاديث نبوية. عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 هـ) : صاحب المصنف- في الحديث وهو مطبوع- ومن شيوخ يعقوب المباشرين وقد روى عنه 66 نصا. عبيد الله بن موسى العبسيّ (ت 213 هـ) : صنف مسندا في الحديث [2] ، وهو من شيوخ يعقوب المباشرين وقد أورد عنه 40 نصا. أبو نعيم الفضل بن دكين (ت 219 هـ) : صنف كتاب التاريخ [3] أو تاريخ الكوفة [4]- وهو مفقود- وهو من شيوخ يعقوب بن سفيان المباشرين أورد عنه 46 نصا معظمها بلفظ «قال» مما يدل على نقله من كتاب. لكنه صرح في بعضها بالسماع بلفظ (حدثنا
ابو نعيم) [1] ليبين سماعه من أبي نعيم. أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي (ت 219 هـ) : صاحب المسند- مطبوع- من شيوخ يعقوب المباشرين، روى عنه في 66 موضعا. محمد بن الفضل عارم السدوسي (ت 223 هـ) : من شيوخ يعقوب المباشرين، روى عنه 14 نصا. سليمان بن حرب الواشحي (ت 224 هـ) : من شيوخ يعقوب المباشرين، روى عنه 50 نصا. سعيد بن منصور (ت 229 هـ) : صاحب كتاب السنن- وهو مطبوع- ومن شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه في 17 موضعا بعضها أحاديث مرفوعة وبعضها موقوفة على صحابة أو تابعين. يحيى بن عبد الله بن بكير (ت 231 هـ) : محدث مصر امام حافظ له كتاب التأريخ [2]- وهو مفقود- وهو من شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 98 نصا. علي بن عبد الله بن المديني (ت 233 هـ) : محدث حافظ من أئمة علماء الجرح والتعديل صنف 29 مؤلفا في الحديث ورجاله فقد معظمها منذ فترة مبكرة كما يوضح الخطيب البغدادي [3] ، ووصل إلينا منها كتاب العلل- وهو مطبوع- و «تسمية أولاد العشرة وغيرهم من الصحابة» [4] . وهو من شيوخ يعقوب المباشرين
وقد اقتبس منه 35 نصا أحدها- على الأقل- من كتاب العلل [1] ، وعبر يعقوب في معظم النقول بلفظ «قال» مما يدل على نقله من كتب ابن المديني دون سماع. أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة (ت 235 هـ) : صاحب المصنّف- وهو مطبوع- ومن شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 13 نصا. إبراهيم بن المنذر (ت 236 هـ) : صاحب كتاب الطبقات [2]- وهو مفقود- ومن شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 33 نصا بألفاظ تدل على السماع، وأحيانا بلفظ «قال» مما يشير الى استخدامه نسخة مكتوبة أيضا. أحمد بن محمد بن حنبل (ت 241 هـ) : أحد أئمة المحدثين والفقهاء، وصاحب المسند- في الحديث وهو مطبوع-، وله في علم الرجال «كتاب العلل ومعرفة الرجال» - طبع المجلد الأول منه- وكتاب الأسماء والكنى [3]- وهو مفقود- وقد روى عنه يعقوب 52 نصا معظمها بواسطة سلمة بن شبيب الحجري النيسابورىّ والفضل بن زياد وأحد هذه النصوص من كتاب العلل ومعرفة الرجال [4] . أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقيّ دحيم (ت 245 هـ) : قال عنه ابن حبان «كان من المتقنين الّذي يحفظون علم بلدهم وشيوخهم وأنسابهم» [5] . وقال الخليلي في الإرشاد «كان أحد حفاظ
الائمة متفق عليه ويعتمد عليه في تعديل شيوخ الشام وجرحهم» [1] . له كتاب الطبقات [2]- وهو مفقود- وهو من شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 43 نصا. أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقيّ (ت 282 هـ) : صاحب كتاب التاريخ وكتاب الطبقات، وقد وصل إلينا تاريخه [3] . وأما كتاب الطبقات فمفقود. وهو من شيوخ يعقوب المباشرين روى عنه 24 نصا وتدل المقارنة على أنها من كتاب التأريخ [4] . ومن هذا العرض السريع لأهم موارد يعقوب بن سفيان يتبين انه انتقى مادته من كبار العلماء الذين صنفوا في الحديث وعلم الرجال والسيرة، كما يلاحظ انه استفاد من أهم مراكز الحركة الفكرية في عصره، حيث أخذ عن علماء كوفيين وبصريين وبغداديين وحجازيين وشاميين ومصريين ولا شك ان لرواياته عن الشاميين والمصريين أهمية خاصة لفقدان معظم مؤلفاتهم وقلة اقتباس المصادر عنها ولأنها تمثل وجهه نظر مغايرة أحيانا
أهميته ومنهجه ومقارنته بطبقات ابن سعد
للوجهة العامة للروايات العراقية وأحسب انه نجح الى حد كبير في اختيار مصادره وانتقاء مادته مما يعبر عن مستواه العلمي الرفيع. أهمّيته ومنهجه ومقارنته بطبقات ابن سعد ان اهمية كتاب المعرفة والتاريخ كبيرة، لانه من أقدم المصادر التي تناولت تاريخ القرون الثلاثة الاولى الهجرية، حيث لم يصل إلينا من كتب التأريخ المتقدمة الا عدد محدود جدا، لذلك فاضافة هذا المصدر اليها مهم في تكثير مصادر تلك الفترة. وكذلك فأن اهميته تتصل بمكانة مؤلفه العلمية وتضلعه في الحديث والرجال والتاريخ. وقد فقد المجلد الأول من الكتاب وهو يحتوي على مادة تأريخية مرتبة على السنين. ولا يمكن الحكم على قيمة القسم المفقود بصورة دقيقة، لكن المقتطفات المقتبسة منه تدل على اهميته حيث ينفرد أحيانا بمعلومات غنية كرواياته عن موقعة طلخ التي اعتمدتها المصادر العربية الأخرى ونقلتها عنه. وما بقي من القسم المرتب على الحوليات يتعلق بالعصر العباسي الأول وينتهي الى سنة 242 هـ، ويلاحظ فيه الاقتضاب الشديد، وهي ظاهرة بارزة عند اسلافه ومعاصريه من المؤرخين مثل خليفة بن خياط (ت 240 هـ) وابن سعد (ت 230 هـ) حيث أسهبا عند تناول الفترة المتقدمة واقتضبا عند تناول الفترة التي عاصراها. ومع الاقتضاب الّذي يطبع هذا القسم من كتاب المعرفة والتاريخ فأن فيه إضافات على المصادر الأخرى وخاصة فيما يتعلق باحداث مكة مثل انفراده بذكر النزاع بين أهل مكة والجلودي، والاضطرابات التي وقعت بمكة اثر اعلان المأمون البيعة لعلي الرضا، وتمرد الاعراب على عامل
صدقات محمد بن داود بن عيسى والي مكة. وقد اهتم كثيرا بذكر أمراء مواسم الحج بانتظام وتتابع، كذلك يلاحظ انه لم يسند معظم الروايات في هذا القسم من كتابه سوى ما يتعلق بالعلماء والمحدثين، ويختفي الاسناد في السنوات الاخيرة التي تناولها. ويلاحظ أنه اهتم في السنوات الاخيرة التي عاصرها بتسجيل بعض مشاهداته الخاصة مثل زيارته قبر ابن شهاب الزهري وتحديده موقعه، ومثل ذكر اخبار رحلاته الى الأقطار المختلفة. وقد سجل في نص أورده ابن عساكر ما قرأه على صفائح في قبلة مسجد دمشق من كتابات فيها تاريخ بناء المسجد في خلافة الوليد بن عبد الملك وبعض الآيات القرآنية الكريمة [1] . اما التراجم التي أوردها بعد الحوليات فهي تمثل كتابا مستقلا عن الحوليات ولكن المؤلف أراد الجمع بين الحوليات والتراجم وسمى كتابه (كتاب المعرفة والتاريخ) أي معرفة الرجال، والتاريخ على السنين. وفي قسم التراجم راعى في الترتيب العام لكتابه نظام الطبقات فقدم تراجم الصحابة ثم التابعين، وقسّم التابعين من أهل المدينة الى طبقات لكنه قدم فقهاء التابعين من أهل المدينة على سواهم من الحفاظ وصرح بأنه قدمهم لفقههم. ولكن التزامه بالترتيب على الطبقات لا يستمر بعد طبقات التابعين من أهل المدينة لأنه بدأ بتقديم تراجم مفصلة لمشاهير العلماء فقط. كذلك راعى الفسوي ترتيب التراجم على أساس الأسماء ضمن الطبقة فذكر من يسمى «عبد الله» في مكان واحد، ثم من يسمى «سلمان» ، ثم من يسمى «كعب» وهكذا، ولم يرتب الأسماء على حروف المعجم. وعند المقارنة بين «كتاب المعرفة والتاريخ» و «طبقات ابن سعد» يتبين:
ان بعض التراجم عند ابن سعد أطول: مثل ترجمة أبي بكر وعمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز. لكن هناك تراجم اخرى عند الفسوي أطول مثل تراجم قبيصة بْنُ ذُؤَيْبٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة بن مسعود. ويلاحظ من مقارنة تراجم التابعين من أهل المدينة ان معظم الروايات التي أوردها الفسوي لم يذكرها ابن سعد بل ذكر روايات اخرى أهملها الفسوي [1] . وهكذا فأن الكتابين يتكاملان ولا يسد أحدهما مكان الآخر. ويهتم ابن سعد كثيرا بملابس أصحاب التراجم واستعمالهم الخضاب الى جانب مكانتهم العلمية في حين لا يهتم الفسوي بذلك بل يركز على مكانتهم في العلم واخبارهم وأحيانا علاقتهم بالسلطة. ويختلف الفسوي عن ابن سعد من حيث اهتمامه بإيراد متون الحديث كاملة، وذكره أحيانا تعدد طرق الحديث. في حين يركز ابن سعد على الأخبار. كما أن كثيرا من الأحاديث التي أوردها الفسوي خلال التراجم ترقى الى درجة الحديث الصحيح والحسن، وقد خرجت الكتب الستة أو أحدها معظمها، مما يدل على انتقاء الفسوي لهذه الأحاديث، وأعانه على ذلك قدم سماعه وسعة مروياته عن شيوخه الكثيرين وتمكنه من الحديث رواية ودراية، وقد تعقب أسانيد بعض الأحاديث وحكم لها بالصحة، ومع ذلك فلا يخلو كتابه من أحاديث ضعيفة وبعض الأحاديث الموضوعة، لكن ذلك قليل إذا قورن بما في «تاريخ بغداد» للخطيب أو بما في «حلية الأولياء» لابي نعيم.
اقتباس المؤلفين منه:
ومما يزيد من أهمية كتاب الفسوي إيراده لتراجم بعض التابعين من أهل المدينة ممن سقطت تراجمهم في النسخة المطبوعة من طبقات ابن سعد مثل ترجمة ابن شهاب الزهري [1] . اقتباس المؤلفين منه: أكثر الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) الاقتباس من كتاب «المعرفة والتاريخ» في عدد من مؤلفاته وهي: تاريخ بغداد، والكفاية، والفقيه والمتفقه، واقتضاء العلم العمل، والرحلة في طلب العلم، والسابق واللاحق في تباعد ما بين وفاة الراويين عن شيخ واحد. لكن أوسع المقتطفات عنه وردت في تاريخ بغداد، وسند الخطيب هو (أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ حدثنا يعقوب بن سفيان) ، ويستخدم الخطيب اسنادا آخر في بعض اقتباساته عن يعقوب بن سفيان في كتابه الفقيه والمتفقه وهو (أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي أخبرنا يعقوب بن سفيان) ويرجح عندي ان هذه الاقتباسات من كتب الفسوي الأخرى وليست من كتابه «المعرفة والتأريخ» حيث لم أجد أيا منها في القسم الّذي وصل إلينا من كتاب المعرفة والتاريخ. كذلك اقتبس من كتاب «المعرفة والتاريخ» ابن الجوزي في كتابه (سيرة عمر بن عبد العزيز) بهذا الإسناد (قال ابن مخلد وحدثنا علي بن داود القنطري وحدثنا إسماعيل بن احمد، قال حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال حدثنا يعقوب بن سفيان) [2] . ولكن ابن الجوزي عمد الى
حذف بداية السند في كثير من الاقتباسات وبدأه باسم الشيخ الّذي يروي عنه الفسوي الى منتهاه كما هو في كتاب المعرفة والتاريخ [1] . كذلك اقتبس منه كثيرا ابن عساكر (ت 571 هـ) في تاريخ مدينة دمشق بهذه الطرق: 1- (أخبرنا ابو القاسم [إسماعيل بن احمد] بن السمرقندي انا الخطيب ابو بكر احمد بن علي بن ثابت انا ابو الحسن علي بن احمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز البصرة نا ابو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان) [2] . 2- (أخبرنا ابو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نا ابو بكر احمد بن علي بن ثابت الخطيب أنا ابو الحسين بن الفضل انا عبد الله بن جعفر نا يعقوب) [3] . 3- (أخبرنا) ابو السعادات احمد بن احمد المتوكلي أنبأنا ابو بكر الخطيب أنبأنا ابو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان) [4] . 4- (أخبرنا ابو القاسم إسماعيل بن احمد السمرقندي بقراءتي عليه ببغداد قال انا ابو بكر محمد بن هبة الله اللالكائي انا محمد بن الحسين القطان انا عبد الله بن جعفر ابن درستويه انا يعقوب بن سفيان) [5] .
5- (أخبرنا) أبو المعالي محمد بن إسماعيل الفارسيّ انا ابو بكر البيهقي انا ابو الحسين ابن الفضل نا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان) [1] . 6- (أخبرنا أبو القاسم الشحامي انا ابو بكر البيهقي انا ابو الحسين بن الفضل القطان انا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان) [2] . 7- (أخبرنا ابو القاسم زاهر بن طاهر انبأنا ابو بكر البيهقي أنبأ أبو الحسين ابن الفضل انا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان) [3] . ويبدو من ذلك أن ابن عساكر اعتمد على رواية ابن درستويه أيضا ويغلب على ظني أن النقول التي أوردها من طريق الحسن بن محمد بن عثمان هي من كتاب آخر للفسوي غير كتاب المعرفة والتاريخ. أما المؤلف الآخر الّذي أكثر الاقتباس منه فهو الحافظ الذهبي في كتبه تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء، وميزان الاعتدال، وهو ينقل عن نسخة من كتاب المعرفة والتاريخ دون سماع ولا إجازة لذلك لا يذكر سنده الى يعقوب الفسوي. كذلك أكثر الاقتباس منه الحافظ ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية في التاريخ) وهو ينقل من نسخة لا يمتلك اجازة بها ولا سماعا فلا يذكر سنده الى يعقوب. واقتبس ابن سيد الناس أربعة نصوص من كتاب المعرفة والتاريخ أحدها بهذا الاسناد: 1- (أخبرنا ابو محمد بن إسماعيل المكيّ قراءة عليه وأنا اسمع قال أنا ابو عبد الله بن أبي المعاملي بن محمد بن الحسين نزيل الاسكندرية
سماعا قال أنا احمد بن محمد الشافعيّ قراءة عليه وأنا اسمع قال انا احمد بن علي بن الحسين قال انا الحسن بن احمد قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه أنا يعقوب بن سفيان) [1] . 2- (قرأت على أحمد بن محمد المقدسي الزاهد أخبرك ابو إسحاق إبراهيم بن عثمان عن محمد بن عبد الباقي عن أحمد بن الحسن. قال أبو إسحاق: وانا احمد بن محمد بن علي بن صالح قال أنا ابو بكر أحمد بن الحسين قالا انا ابو علي بن شاذان قال انا ابن درستويه قال انا يعقوب بن سفيان) [2] . ونصان بلفظ (قال الفسوي) [3] . كذلك أكثر ابن حجر العسقلاني الاقتباس من كتاب المعرفة والتاريخ في مؤلفيه (تهذيب التهذيب) و (الإصابة) ولم يسند مروياته مما يدل على نقله عن نسخة لم يسمعها ولم يحصل على اجازة بروايتها. ومعظم اقتباسات ابن حجر عنه تتعلق بأقوال يعقوب في الجرح والتعديل مما يدل على أهمية نقده للرجال وأنه أحد أئمة هذا الشأن. كذلك اقتبس مؤلفون آخرون نصوصا قليلة من كتاب المعرفة والتأريخ كالسخاوي الّذي اقتبس نصا- على الأقل- في كتابه (فتح المغيث) [4] والقاضي عياض الّذي اقتبس نصا- على الأقل- في كتابه (ترتيب المدارك وتقريب المسالك) [5] ، والحميدي الّذي اقتبس ثلاثة نصوص في كتابه (جذوة
وصف النسخة الخطية
المقتبس) [1] والرامهرمزيّ الّذي اقتبس بضعة نصوص في كتابه (المحدث الفاصل) [2] . وذكر العسقلاني اقتباس كل من أبي موسى المديني عنه في (الذيل) [3] وأبي عوانة في (المسند) [4] ، وابن الجوزي في (الموضوعات) [5] والثعلبي في (التفسير) [6] ، والفاكهي [7] كما ذكر ابن حجر انه اقتبس منه في كتابه (تعليق التعليق) [8] . وصف النّسخة الخطّيّة اعتمدت في التحقيق على نسخة مصورة عن الأصل [9] المحفوظ في مكتبة ريفان كشك بتركيا تحت رقم 1445، ومن المحتمل أن ناسخها اعتمد على أكثر من نسخة حيث ثبت الاختلاف بين النسختين في موضع واحد فقط [10] . اما لأن التطابق تام بين النسختين أو لانه لم يقابلهما مقابلة كاملة أو لأن الاختلافات يسيرة ليست لها اهمية في نظر الناسخ. وعلى أية حال فان
النسخة التي اعتمدها تتميز بوجود سماعات كثيرة عليها، وقد نقل الناسخ هذه السماعات أيضا الى نسخته. ويبدو وقوع اضطراب في ترتيب بعض مادة الكتاب أشرت اليه في منهج التحقيق كما وقع سقط لا يمكن تحديد مقداره في نهاية قسم الصحابة. ويختلف عدد أجزاء الرقيقة التي وصلت إلينا عن تجزئة الأصل الّذي نقلت منه، وقد أثبت الناسخ اختلاف الاجزاء بين النسختين في بعض المواضع [1] . اما عن تملك النسخة فقد ورد في ورقة أن ما نصه «ملكه العبد الفقير الى الله تعالى سيف الدين بكتاش [2] .... [3] قتل في الغزاة في وقعة قارا [4] في شهر رمضان رضي الله عنا وعنه، وملكها ولداه من بعده» . فتكون النسخة ملكا لأحد الأمراء أو القادة في مصر في العصر المملوكي، وعن تاريخ النسخة فإنها قديمة، ويرى فؤاد السيد انها مكتوبة في القرن السادس الهجريّ [5] .
وقد حولت بعض السماعات التي على النسخة من نسخة أقدم عليها أيضا سماعات محولة وهذا يفيد في تأريخ النسخ المتتالية. فقد حولت سماعات سنة 517 هـ وسنة 526 هـ وسنة 527 هـ ثم نقلت سائر السماعات من قبل أحمد بن إسماعيل بن هبة الله بن يوسف بعد ذلك، ويبدو ان ذلك كان في العقد الثاني من القرن السابع فان السماع المسجل في سنة 614 هـ غير محول أما السماع المسجل سنة 609 هـ فهو محول. ونستدل من تحويل السماعات على ان النسخة التي وصلت إلينا منقولة عن نسخة أخرى كتبت خلال سنتي 526- 527 هـ، وهذه بدورها منقولة عن نسخة أقدم كتبت في سنة 517 هـ، وهذه أيضا منقولة عن نسخة أقدم عليها سماعات سنة 484 هـ وسنة 551 هـ وسنة 552 هـ. وهكذا فقد وجدت نسخ عديدة منقولة عن أصل واحد في فترات مختلفة وكانت النسخة متداولة في المشرق وعليها سماعات علماء في همذان وأصبهان، ثم انتقلت الى مصر في عصر المماليك وبقيت بمصر حتى وقعت لمحمود الأستادار (ت 799 هـ) حيث وقفها في خزانة بمدرسة المحمودية في القاهرة كما يدل على ذلك نص الوقف الّذي ورد في الورقة 1 ب وهو: «الحمد للَّه حق حمده، وقف وحبس وسد المقر الأشرف العالي الحماني محمود الاستادار [1] العالي الملكي الطاهري- أعز الله تعالى مقامه- جميع هذا المجلد وما قبله وما بعده من المجلدات من كتاب المعرفة والتأريخ لابي يوسف الفسوي، وعدة ذلك ثلاث مجلدات وقفا شرعيا على طلبة
العلم الذين ينتفعون به على.... [1] وجعل مقر ذلك في الخزانة العدة [2] المرصدة لذلك بمدرسته.... [3] بخط الموّازيين بالشارع الأعظم [4] بالقاهرة المحروسة. وشرط الواقف.... [5] أن لا يخرج ذلك ولا شيء منه من المدرسة المذكورة.... [6] ولا يغيره. فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم. .... [7] في خامس عشر من شعبان سنة سبع و....» [8] . لكن شرط الواقف لم يحافظ عليه بل أخرجت النسخة من الخزانة، وانتقلت أخيرا لتصبح في خزائن المكتبة السليمانية في إستانبول. أما عن سند النسخة التي بين أيدينا فهو:
السماعات [1]
يعقوب بن سفيان الفسوي عبد الله بن جعفر بن درستويه محمد بن الحسين بن الفضل القطان البغدادي القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي السّماعات [1] 1- سماع على الشيخ القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي سنة 484 هـ «سمع الجزء كله من أوله الى آخره من الشيخ الرئيس أبي عبد الله القاسم ابن الفضل بن احمد بن محمود الثقفي بروايته عن أبي الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان بقراءة أبي نعيم بن أبي علي الحداد صاحبه [2] : الشيخ المقرئ ابو الفتح عبد الرزاق بن محمد بن سهل الشرابي- نفع به- والسادة علي بن الحسن الأفطس وأخوه ناصر، وحيدرة بن حمزة الهروي العلويّ، والحسين بن المطهر السجزيّ، والامام أبو الحسن السمان وابنه محمد واخوه عمر، والفقيه ابو سعد محمد بن عبد الله المطرز، وابو العباس ابن بسروسه [3] الحافظ، وابو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، وأسباطه إسماعيل وعبد الجبار ومحمد حضر وابو علي الحداد [4] وابو علي الدقاق
وابو سعد محمد بن أبي سعد البغدادي، وإسماعيل بن محمد بن المفضل، وابو نصر أحمد بن عمر العبادي، والحسن بن محمد بن إبراهيم- والسماع بخطه- والجماعة المسمون في أصله، وصح ذلك في سنة اربع وثمانين وأربعمائة في محرمها» . ورد هذا السماع ق 60 أفي نهاية الجزء الحادي عشر، وتكرر ق 92 ألكنه يذكر «صاحب» بدل «صاحبه» ويضيف بعد «البغدادي» ما يلي «وأخوه ابو الرجاء وبنو خالهما طلحة ويضيف [1] ومحمد بنو علي ويضيف بعد «حضر» ما يلي «وعبد الخالق بن عزيز بن أحمد المصري وابنه محمد وابن أخيه حامد و.... [2] محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم والجماعة المذكورون في الأصل» . ويحذف «محمد بن أبي عبد الله المطرز واحمد بن عمر العبادي والحسن بن محمد» . ويؤرخ السماع «في محرم سنة أربع وثمانين واربعمائة، ونقله في سنة سبع عشرة وخمس مائة في جمادى الاولى، نقله كما وجده احمد بن إسماعيل» . وتكرر أيضا ق 123 أوهو نهاية الجزء الثالث عشر ويضيف «وعبد الخالق بن عزيز المصري وابنه أبو الغرر وابن ابنه أبي الفخر وابن أخته أبو مسعود ومحمد بن الحسن بن إبراهيم- والسماع بخطه- والجماعة المسمون. وصح في جمادى الآخرة سنة اربع وثمانين وأربعمائة والتحويل في جمادى الأولى سنة ست وعشرين وخمسمائة. نقله كما وجده أحمد بن إسماعيل- عفا الله عنه» . ويحذف «علي بن الحسن الأفطس والحسين بن المطهر السجزيّ وابو الحسن السمان وابنه محمد وأخوه عمر ومحمد بن أبي عبد الله الفقيه المطرز وابو العباس الحافظ وابو مسعود
سليمان بن إبراهيم الحافظ وأسباطه وابو علي الحداد وابو علي الدقاق وابو نصر احمد بن عمر العبادي» . وتكرر ورقة 151 ب وهو نهاية الجزء الرابع عشر لكنه يذكر «ابو علي بن نعيم بن علي الحداد» بدل «أبي نعيم بن أبي علي الحداد» ويحذف «علي بن الحسن الأفطس» ويضيف «وأبو الفتوح اللبان وابناه عبد السلام ومحمد، وابو الفضائل يونس وسبطه ذاكر بن فارس ومحمد بن الحسين بن.... [1] ومحمد بن إسماعيل بن محمد بن الفضل والحركاني والجصاص وعبد الخالق بن عزيز المصري وابنه محمد وابن أخيه حامد، واحمد بن مسعود بن الحسن بن محمد بن إبراهيم- كاتب السماع بخطه- والجماعة المذكورون في نسخته وصح ذلك في جمادى الاولى سنة أربع وثمانين وأربعمائة، والتحويل في جمادى الاولى سنة سبع وعشرين وخمسمائة» . وتكرر أيضا ورقة 182 ب لكنه يحذف «علي بن الحسن الأفطس وأخوه ناصر، وابو العباس بن بسرويه الحافظ، وابو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وأسباطه إسماعيل وعبد الجبار ومحمد، والحسين بن المطهر السجزيّ والامام ابو الحسن السمان وابنه محمد وأخوه عمر والفقير له» ويضيف «واحمد بن راعى [2] بن الحسن المديني، وابو القاسم بن خلف المحرز، وابو مصر الفارقيّ، وابو الحسن علي، وعبد الواحد القطان، والمرجاني [3] ، والصاحب [4] ، وعبد الخالق بن عزيز المصري وابنه محمد وابن أخيه حامد، وابن أخيه ابو مسعود» .
ويؤرخ السماع في «جمادى الاولى سنة اربع وثمانين واربعمائة، والتحويل في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وخمسمائة» وتكرر ق 210 ب ويضيف «وابو العلاء بن سد [1] ، وابنه احمد، وابو الفضائل بن يونس وسبطه ذاكر بن فارس، واحمد بن سهل المصري [2] ، وابو مضر الفارقيّ، وابن أخيه محمد بن علي» . وتاريخ السماع في «جمادى الأولى سنة اربع وثمانين [3] واربعمائة، ونقل في جمادى الاولى سنة سبع وعشرين وخمسمائة» . ويحذف «علي بن الحسن الأفطس، وأخوه ناصر، والحسين بن المطهر السجزيّ، وابو الحسن السمان، وابنه محمد، واخوه عمر، وابو العباس الحافظ، وابو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، وأسباطه إسماعيل وعبد الجبار ومحمد وابو علي الحداد وابو علي الدقاق وابو نصر أحمد بن عمر العبادي» . كذلك تكرر ورقة 246 أ، وقال في أوله «سمع الجزء كله على الوجه» ، ويضيف «واحمد بن داعي بن الحسين العلويّ إلهي [4] ، وابناه ابو الفضائل وأبو الرجاء، وابو الفضائل بن يونس، وسبطه ذاكر بن فارس، وعبد الخالق بن عزيز المصري، وابنه محمود، وابن أخيه حامد، وابن أخته محمد الخليل. ويحذف «الحسين بن المطهر السجزيّ، وابو الحسن السمان، وابنه محمد، وأخوه عمر، وابو العباس الحافظ» .
ويؤرخ السماع في جمادى الاولى سنة أربع وثمانين وأربعمائة، ويؤرخ النقل في جمادى الاولى سنة سبع وعشرين وخمسمائة. 2- سماع على الشيخ محمد بن أبي طاهر المستوفي سنة 551 هـ «سمع جميع هذا الجزء سوى ما على ظهره من الشيخ الجليل أمين الدين أبي شكر محمد بن أبي طاهر بن أبي نصر المستوفي- حرسه الله- بقراءة الشيخ الامام الحافظ أثير الدين أبي الخير عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن موسى: ابنه ابو الفضل محمد، والامام الأجل ركن الدين شمس الإسلام ابو عبد الله أحمد وابو محمد بن عبد البر ابنا الشيخ الامام الأجل الأوحد المقرئ الحافظ البارع قطب الدين شيخ الإسلام قدوة الأئمة أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن سهل العطار، وفتاه بلال بن عبد الله الحبشي، والامام الأجل أصيل الدين ابو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن مندة، وابنه ابو محمد سفيان، وشهاب الدين ابو الفتوح أحمد بن محمد بن عبد الوهاب يعرف بدولويه، ونجم الدين ابو عطاء هبة الله بن عبد الصمد بن حمدون الكرخيان، وشجاع الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن احمد الوراق، ونجم الدين ابو القاسم عبد الكريم بن شعيب بن طاهر الوطيسي، وسراج الدين ابو الفخر سعيد بن عباد القلانسي، وابو جعفر محمد بن أبي الفتح الحمامي، ومشرف بن أمير كان بندر التجار الهمذانيون، وابو الحسن علي بن أحمد بن خليفة الحراني، وابو الخير رمضان بن أبي الفتح بن بركة النهرواني، وابو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد بن سلمان القصار، وابو الحسن علي بن أبي سعيد بن حمه، وابو الحسن أحمد بن عبد الوهاب الكاتب الكرخيون، ومحمد بن إسماعيل بن أبي نصر يعرف بدانكفاد، وابنه أبو عبد الله محمد حضر، وأمه جوهر بنت محمد بن إسماعيل البناء الأصفهانيون، وحمد بن بندار
ابن منصور بن روزبه الروذراوريّ، ووشى أسماءهم أبو الرشيد راشد بن عبد الوهاب بن إسماعيل بن أبي بدر البقال. وصح ذلك في دار الشيخ بأصبهان- حماها الله- في ذي الحجة سنة احدى وخمسين وخمسمائة، وسمع معهم في الغائب برهان الدين ابو الفضل عبد الكريم هبة الله بن محمد الروذراوريّ بقراءة أبي الخير بن موسى. نقله كما وجده احمد بن إسماعيل بن هبة الله بن يوسف- عفا الله عنه- ورد هذا السماع ورقة 1 ب وتكرر ورقة 27 ب وهو نهاية الجزء العاشر من تجزئة الأصل وبدايته «سمع هذا الجزء كله» وأدخل «برهان الدين» مع السامعين. وفي الهامش مكتوب «وهو الجزء الثالث عشر» مما يدل على اختلاف الاجزاء بين النسخة الأصلية والنسخة التي استعملها احمد بن إسماعيل بن هبة الله ناسخ هذه النسخة التي استعملتها في تحقيق الكتاب. كذلك تكرر هذا السماع ورقة 60 ب، وهو نهاية الجزء الحادي عشر. كما تكرر ورقة 92 ب، وهو بداية الجزء الثالث عشر، وفي أوله «سمع الجزء وما قبله» . وتكرر أيضا ورقة 123 ب وهو نهاية الجزء الثالث عشر (وفي الهامش انه الجزء الرابع عشر) . كما تكرر ورقة 152 أ، وهو نهاية الجزء الرابع عشر، ويضيف قبل «حمد بن بندار» ما يلي «والامام شهاب الدين أبو الحسن علي بن أحمد ابن محمد بن الخياط، وأحمد بن عمر بن أحمد بن عمر المقرئ الباسعى [1] الأصفهانيّ» بنفس التاريخ. كما تكرر ورقة 182 أ، وهو نهاية الجزء الخامس عشر مع الإضافات المذكورة في ورقة 152 أ، ويضيف «وابو بكر محمد بن أبي الفرج بن
حمدان» لكنه قال «ابو بكر محمد بن أحمد بن سلمان القصار» بدل «ابو بكر عبد الله بن أحمد بن سلمان القصار» . كما تكرر ق 211 ب مع الإضافات المذكورة في ورقة 152 أ. 3- سماع على الحافظ أبي مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الشافعيّ [1] سنة 552 هـ. «سمع جميع هذا الجزء من الشيخ الامام الحافظ أبي مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بن محمد كوباه بقراءة الشيخ أبي الكرم سعيد بن الحسين بن شرف الدين: الشيخ ابو سعد عبد الرحيم بن أحمد بن سعد المؤدب، وابو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي سعيد الخرقي المعروف بالخياط، وابو محمد حمد بن عثمان بن سالار بن أبي الفوارس الصباغ، وأحمد بن عمر بن أحمد بن عثمان المقدمي النامي، وابو الحسن سعد بن أبي بدر بن رجاء بن أبي الفرج الثقفي. وصح لهم ذلك في الرابع والعشرين من جمادى الاولى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة في منزل الشيخ- نفعهم الله تعالى به وكل مسلم- بروايته عن القاسم بن الفضل. نقله كما وجده أحمد بن إسماعيل بن هبة الله بن يوسف- عفا الله عنه-» . ورد هذا السماع ورقة 27 ب، وتكرر ق 27 أ، وهو نهاية الجزء العاشر من تجزئة الأصل. وتكرر أيضا ق 91 ب، وهو نهاية الجزء الثاني عشر لكنه أضاف بعد «كوباه» عبارة «وفيه سماعه» وذكر أنه «بقراءة الشيخ أبي الحسن
علي بن أحمد بن أبي سعيد الحناط الخرقي» ويحذف «ابو الكرم سعيد ابن الحسين بن شرف الدين» ، ويحذف أيضا «ابو سعيد عبد الرحيم بن أبي سعد المؤدب» ، ويضيف آخره «وسمع من البلاغ الى آخره الشيخ الأديب أبو ثابت محمد بن عبيد الله بن أحمد المستملي. وصح لهم ذلك في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة» . وتكرر السماع أيضا ورقة 91 ب، لكنه يحذف «أحمد بن عمر بن أحمد بن عمر المقرئ» ويضيف «وابو بكر سعيد بن أحمد بن يحيى السهاري» [1] وسجل تاريخ السماع «في سلخ جمادى الاولى سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة» . كما تكرر هذا السماع ورقة 123 أ، ويضيف بعد «كوباه» وفيه سماعه عن الشيخ الرئيس أبي عبد الله الثقفي رحمه الله» وقال بعد «المؤدب» ، «وهذا خطه» . كذلك تكرر ورقة 210 ب، وهو نهاية الجزء السادس عشر، وأرخه «في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة» . وتكرر أيضا ورقة 245 ب، وهو نهاية الجزء السابع عشر، ويضيف «وبو بكر سعيد بن أحمد بن يحيى الساري» [2] ويؤرخ السماع «في الخامس من رجب سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة» . 4- سماع على الشيخ عبد السلام بن شعيب الوطيسي سنة 606 هـ. «سمع الجزء كله على الشيخ الامام العابد الزاهد نجم الدين شهاب الإسلام بقية المشايخ أبي القاسم عبد السلام بن شعيب بن طاهر الوطيسي بقراءة الامام العالم مجد الدين أحمد بن علي بن عبد الرحمن الاندلسي.
كاتب السماع: أبو المظفر عبيد الله بن محمد بن هارون بن عبد السلام بن إسماعيل القومساني في شهر الله المبارك رمضان- أعظم الله حرمته- سنة ست وستمائة في خانقاه الشيخ أبي الفتح المقرئ بروذبه. نقله كما وجده احمد بن إسماعيل بن هبة الله بن يوسف- عفا الله عنه-» . ورد هذا هذا السماع ورقة 28 ب، وتكرر ورقة 61 ب، وهو بداية الجزء الثاني عشر. وتكرر أيضا ورقة 92 أ. وتكرر ورقة 124 ب، وهو بداية الجزء الرابع عشر. وتكرر ورقة 152 ب، هو بداية الجزء الخامس عشر. وتكرر ورقة 183 ب، وهو بداية الجزء السادس عشر. كما تكرر ورقة 211 أ، وهو نهاية الجزء السادس عشر وأرخه في شوال سنة ست وستمائة. 5- سماع على الشيخ أبي محمد عبد الله بن الحسن بن أحمد العطار سنة 609 هـ. «سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الامام العالم الأصيل الكامل شرف الدين شيخ الإسلام قدوة الأئمة بقية السلف أبي محمد عبد الله بن الامام العلامة سيد الحفاظ قطب الدين أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن العطار بسماعه منه بقراءة عبد الرحيم بن النفيس بن هبة الله بن وهبان السلمي (عفا الله عنه) - وهذا خطه-: الفقيهان الأجلان العالمان رفيع الدين أبو محمد إسحاق بن محمد بن العيد المصري ثم الهمذاني، وبرهان الدين ابو الحسن علي بن علي بن زائد العزي الطائفي، وذلك يوم الثلاثاء سابع صفر من سنة تسع وستمائة بهمذان- حماها الله تعالى- الحمد للَّه وسلام على عباده الذين اصطفى» . ويوجد في هامش ورقة هذا السماع «نقل هاتين الطبقتين كما وجدهما
الفقير الى الله تعالى أحمد بن إسماعيل بن هبة الله بن يوسف بن عبد العزيز- عفا الله عنه-. وقد ورد هذا السماع ورقة 27 أ، وتكرر ورقة 60 أ، وهو نهاية الجزء الحادي عشر لكنه أضاف بعد «الطائفي» ما يلي «وسمع من ترجمة العبادلة الى آخر الجزء نجيب الدين أبو المجد محمد بن أبي بكر الكرابيسي» . وسجل تاريخ السماع في «يوم الثلاثاء تاسع صفر سنة تسع وستمائة بهمذان» . وتكرر هذا السماع ورقة 91 ب، وهو نهاية الجزء الثاني عشر، لكنه يضيف «وعبد الله ابو المجد محمد بن محمد بن أبي بكر الكرابيسي» قبل «برهان الدين» ويسجل تاريخ السماع في «شهر صفر سنة تسع وستمائة بهمذان» . وتكرر أيضا ق 123 أ، وهو نهاية الجزء الثالث عشر بنفس التأريخ وتكرر ق 151 ب، وهو نهاية الجزء الرابع عشر، لكنه يحذف «برهان الدين الطائفي» . ويسجل تاريخ السماع في «شهر صفر سنة تسع وستمائة بهمذان» . وتكرر في ورقة 246 أ، ويحذف أيضا «برهان الدين.. الطائفي» ويؤرخ السماع في «صفر سنة تسع وستمائة بهمذان» . 6- سماع آخر على الشيخ عبد الله بن الحسن بن أحمد العطار سنة 614 هـ. «سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الامام العالم الأصيل شرف الدين أبي محمد عبد الله بن الامام العلامة الأوحد سيد الحفاظ قطب الدين أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمذاني بحق سماعه منه: الولد الفاضل النجيب الموفق السعيد رفيع الدين ابو زرعة عبد الله بن الشيخ
منهج التحقيق
الامام العالم الحافظ قدوة المشايخ بقية السلف ناصر السنة وقامع البدعة تقي الدين أبي عبد الله محمد بن محمود بن إبراهيم بن الفرج بن الحماني، وذلك بقراءة يحيى بن علي بن أحمد بن محمد بن غالب الحضرميّ- وهذا خطه- وذلك في ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة بهمذان. والحمد للَّه حق حمده وصلى الله على محمد وآله» . وقد ورد هذا السماع ورقة 27 أ، وتكرر في ورقة 60 ب، وهو نهاية الجزء الحادي عشر لكنه يضيف بعد «الحضرميّ» «الاندلسي المالقي» . كما تكرر ورقة 92، وهو نهاية الجزء الثاني عشر بنفس التأريخ. وتكرر ق 122 ب، وهو نهاية الجزء الثالث عشر بنفس التأريخ. وتكرر ق 151 ب، وهو نهاية الجزء الرابع عشر بنفس التأريخ. وتكرر ق 181 ب، وهو نهاية الجزء الخامس عشر بنفس التأريخ. وتكرر ق 182 ب، ويضيف «ابو بكر سعيد بن أحمد بن يحي السماري ومحمد بن إسماعيل بن محمد الخياط» ، ويؤرخ السماع في «جمادى الآخرة من سنة اربع عشرة وستمائة» . وتكرر ورقة 211 أ، وهو نهاية الجزء السادس عشر بنفس التأريخ. وتكرر ورقة 246 أ، وهو نهاية الجزء السابع عشر بنفس التأريخ. منهج التّحقيق 1- قارنت الكتاب بما ورد من نقول عنه في الكتب الأخرى، وقد ذكرت مواضع هذه النقول وثبت الاختلافات في الحواشي. كما قارنته بالكتب التي نقل عنها وثبت ذلك في الحواشي. وحصرت الروايات المقتبسة عنه بين علامات الاقتباس «» .
2- قارنت القسم المرتب على السنين مع التواريخ الأخرى المرتبة على السنين كتواريخ خليفة بن خياط والطبري واليعقوبي وخاصة عند غموض رواية يعقوب بن سفيان، وقد وضحت الغموض- باقتضاب- من خلال التواريخ الأخرى في الحواشي. 3- قارنت معظم تراجم الصحابة فيه بتراجمهم في كتب معرفة الصحابة وخاصة كتاب الاستيعاب في معرفة الاصحاب لابن عبد البر وكتاب الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني وكتاب الطبقات الكبرى لابن سعد. كذلك قارنت تراجم التابعين بطبقات ابن سعد وغيره من كتب التراجم التي تناولتهم، وهي تورد روايات أوردها يعقوب بن سفيان في تاريخه، وتلتقي أسانيد الكتب الأخرى مع اسناد يعقوب في شيخه فقارنت بينها وبين الأصل واثبت الاختلافات في الحاشية أيضا، وهذا بمثابة التخريج للروايات أيضا. اما عند ما يكون متن الرواية فيها مختلفا بعض الشيء عن رواية يعقوب فأشير الى ذلك في الحواشي بعبارة «قارن» . 4- عرفت بالمواضع الجغرافية الغريبة وبأسماء الأعلام المذكورين بكناهم أو بألقابهم أو باسمهم الأول دون أسماء آبائهم تعريفا يميزهم عن غيرهم دون اطالة لئلا يتضاعف حجم الكتاب مع سهولة الحصول على المعلومات الأخرى عنهم من كتب التراجم المرتبة على حروف المعجم. فالمهم هو تمييزهم بما يزيل الاتفاق والتشابه واللبس وكثيرا ما اقتصر يعقوب على ذكر الاسم الأول للراوي أو ذكر كنيته أو نسبته أو لقبه مما يولد صعوبات كثيرة عند التعريف بهم لأن بعضهم مثل «سفيان» لا يسهل تعيينه لان هناك سفيان بن عيينة وسفيان الثوري وهما متعاصران ويشتركان في كثير من الشيوخ والتلاميذ. ونظرا لوجود
فهرس اعلام السند والمتن فاني لم الجأ الى تكرار التعريف بالمبهمات من الأسماء والكنى والألقاب دائما لان الفهرس يعين في تمييزهم. 5- شرحت المفردات اللغوية الصعبة. 6- خرجت عددا كبيرا من الأحاديث النبويّة- وخاصة في تراجم الصحابة- على الصحاح الستة وموطأ مالك ومسند أحمد، ولم أثبت- في الأغلب- سائر التخريجات بل اقتصرت على بعضها، إذ لم أقصد تخريجها على سبيل الحصر بل قصدت ضبط سند الحديث ومتنه من ناحية ومعرفة درجة قوته من ناحية اخرى وذلك للكشف عن منهج يعقوب في انتقاء الأحاديث. وقد ثبت الاختلافات المهمة في الحواشي. 7- خرجت الآيات القرآنية الكريمة والأبيات الشعرية. 8- ملأت مواضع السقط في الأصل إذا وقفت عليه في الكتب الأخرى كما أضفت ما يقتضيه السياق وبعض العناوين، وسائر الزيادات محصورة بين قوسين هكذا [] . 9- وقع اضطراب في ترتيب مادة الكتاب حيث وردت الرسالتان المتبادلتان بين الليث بن سعد ومالك بن انس في آخر قسم الصحابة فأعدتهما الى موضعهما الصحيح من ترجمة مالك ليسهل على الراغب الوقوف عليهما، كذلك وردت روايات بعد الرسالتين يتعلق معظمها برواة بصريين وليس من المناسب ورودها في ذلك الموضع وقد أبقيتها إذ لم أجد في الكتاب موضعا آخر يناسبها. ولعلها من المجلد الثالث. وقد وردت روايات في بعض التراجم لا صلة لها بصاحب الترجمة وقد أعدت بعضها الى موضعها الصحيح خاصة عند ما يتم ذلك بتقديم
رواية على أخرى في نفس الصفحة، لكن هذا نادر ولم أحاول التدخل في ترتيب مادة الكتاب الا نادرا وعند ما فعلت أشرت الى ذلك في الحاشية. شكر وفي الختام أتوجه بالشكر الجزيل الى استاذي الدكتور صالح أحمد العلي- وهو الخبير الّذي قوّم الكتاب- لما أبداه من توجيهات قيمة وآراء سديدة، وللصديق الفاضل صبحي البدري السامرائي الّذي أطلعني على النسخة الخطية من المجلد الثاني المصورة عن الأصل المحفوظ في ريفان كشك، ويرجع الفضل اليه في تعريفي بالكتاب للمرة الاولى. كما أعارني بعض المخطوطات المصورة التي أعانت على تحقيق النص. والله أسأل أن يسدد خطاي ويتقبل عملي، انه نعم المولى ونعم النصير. المحقق أكرم ضياء العمري
ملحق بالمقدمة أسماء شيوخ يعقوب بن سفيان [1]
ملحق بالمقدّمة أسماء شيوخ يعقوب بن سفيان [1] 1- إبراهيم بن إسماعيل بن يحي أبو إسحاق الحضرميّ الكوفي [2] . 2- إبراهيم بن أيوب [3] . 3- إبراهيم بن زكريا العجليّ (ابو إسحاق) [4] . 4- إبراهيم بن سليمان الخلال [5] . 5- إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي البصري [6] . 6- إبراهيم بن أبي عبلة الرمليّ وقيل الدمشقيّ [7] . 7- إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي الحمصي [8] . 8- إبراهيم بن محمد الشافعيّ [9] . 9- إبراهيم بن المنذر بن عبد الله الحزامي [10] .
10- إبراهيم بن موسى المؤدب المكتب [1] . 11- إبراهيم الهادي [2] . 12- إبراهيم بن هشام بن يحي الغساني (ابو إسحاق) [3] . 13- أحمد بن أسد البجلي [4] . 14- أحمد بن الحارث (أبو عبد الله) [5] . 15- أحمد بن أبي الحجاج الدارميّ [6] . 16- أحمد بن حفص [7] . 17- أحمد بن أبي الحواري (ابو الحسن) [8] . 18- أحمد بن الخليل أبو علي التاجر [9] . 19- أحمد بن داود الحداد (أبو سعيد) [10] 20- أحمد بن سعيد [11] .
21- أحمد بن شبيب بن سعيد المصري [1] . 22- أحمد بن صالح [2] . 23- أحمد بن عبد الله بن يونس [3] . 24- أحمد بن عبدة [4] . 25- أحمد بن عمر (أبو جعفر) [5] . 26- أحمد بن عمرو بن عبد الله الأموي (ابو الطاهر) [6] . 27- أحمد بن محمد الزرقيّ [7] . 28- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ القاسم بن أبي بردة [8] . 29- أحمد بن منيع [9] . 30- أحمد بن يحي الأودي [10] . 31- أحمد بن يحي التجيبي [11] المصري [11] . 32- أحمد بن يونس [12] .
33- آدم بن أبي إياس [1] . 34- إسحاق بن إبراهيم (أبو محمد) [2] . 35- إسحاق بن إبراهيم بن العلاء [3] . 36- إسحاق بن إبراهيم بن يزيد القرشي الدمشقيّ [4] . 37- إسحاق بن حاتم [5] . 38- إسحاق بن سالم أبو روح الصائغ [6] . 39- إسحاق بن سليمان [7] . 40- إسحاق بن أبي عبدة العنبري [8] . 41- إسحاق بن عمر القصير الغنوي [9] . 42- إسحاق بن قراب الأنماطي (ابو يعقوب) [10] . 43- إسماعيل بن إبراهيم ابن علية [11] . 44- إسماعيل بن أبي أويس [12] .
45- إسماعيل بن الخزاز [1] . 46- إسماعيل بن الخليل [2] . 47- إسماعيل بن عبد الملك [3] . 48- إسماعيل بن عياش [4] . 49- إسماعيل بن مسلمة بن قعنب [5] . 50- إسماعيل بن موسى الفزاري [6] . 51- إسماعيل بن يونس [7] . 52- أسيد بن زيد الحمال [8] . 53- أصبغ بن الفرج [9] . 54- أبو أمية الفارض [10] . 55- أيوب بن سليمان بن داود الأودي (أبو يزيد) [11] . 56- بحر بن منهال [12] .
57- بشر بن عبيد الدارسي [1] . 58- بكار بن خصيف [2] . 59- بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد [3] . 60- بكر بن الأسود (أبو عمرو) [4] . 61- ابو بكر بن خلاد الباهلي [5] . 62- بكر بن خلف (أبو بشر) [6] . 63- بكر بن عبد الرحمن القاضي [7] . 64- ابو بكر بن عبد الملك [8] . 65- ثابت بن محمد (ابو إسماعيل) [9] . 66- أبو ثمامة [10] . 67- جعفر بن حية [11] . 68- جعفر بن سعيد القرشي [12] .
69- جنادة بن محمد المزني الدمشقيّ [1] . 70- حاتم بن عبيد الله النميري [2] . 71- حازم بن محمد بن يونس [3] . 72- حامد بن يحي [4] . 73- حبان بن هلال [5] . 74- الحجاج بن محمد الخولانيّ [6] . 75- حجاج بن المنهال الأنماطي [7] . 76- حجاج بن أبي منيع [8] . 77- الحجاج بن نصير الفساطيطي [9] . 78- حرملة بن يحي بن عبد الله التجيبي [10] . 79- حسان بن عبد الله بن سهل الكندي [11] .
80- حسن الحلواني [1] . 81- الحسن بن الربيع [2] . 82- الحسن بن ربيعة [3] . 83- الحسن بن زياد المحاربي [4] . 84- الحسن بن عطية بن نجيح القرشي الكوفي [5] . 85- الحسن بن علي بن مسلم السكوني الحمصي ابو عتبة [6] . 86- الحسين بن الحسن المروزي [7] . 87- الحسين بن قزعة (أبو محمد) [8] . 88- حفص بن عمر بن الحارث الأزدي النمري [9] (ابو عمر) . 89- الحكم بن موسى [10] . 90- الحكم بن نافع الحمصي (أبو اليمان) [11] .
91- حماد بن إسماعيل بن علية البصري [1] . 92- حماد بن حفص [2] . 93- حماد بن حماد بن جوان (أبو نصر) [3] . 94- ابن الحماني [4] . 95- حمدة بنت محمد بن أعين المزنية [5] . 96- حميد بن مسعدة [6] . 97- حيوة بن شريح بن يزيد الحضرميّ [7] . 98- خالد بن يزيد بن زياد (ابو الهيثم الكاهلي) [8] . 99- خالد بن يزيد (أبو الهيثم الحبطي) [9] . 100- الخليل بن عمر بن إبراهيم العبديّ [10] . 101- داود بن المفضل الخياط [11] .
102- الربيع بن روح الحمصي [1] . 103- الربيع بن نافع (ابو توبة الحلبي) [2] . 104- الربيع بن يحي الأشناني المرئي [3] . 105- زكريا بن زياد (ابو يحي صاحب الأمشاط) [4] . 106- زهير بن معاوية الجعفي الكوفي [5] . 107- زياد بن أيوب (أبو هاشم) [6] . 108- زيد بن بشر الحضرميّ [7] . 109- زيد بن حريش [8] . 110- زيد بن المبارك [9] . 111- ابو زيد النحويّ [10] . 112- زيد بن نمير الصنعاني [11] .
113- سالم بن شبيب [1] . 114- سعد بن شعبة [2] . 115- سعد أبو مجاهد الطائي الكوفي [3] . 116- سعيد بن أسد [4] . 117- سعيد بن الربيع الحرشيّ العامري [5] . 118- سعيد بن سفيان [6] . 119- سعيد بن عبد الجبار القرشي أبو عثمان الكرابيسي [7] . 120- سعيد بن عقبة [8] . 121- سعيد بن كثير بن عفير بن مسلم بن يزيد بن الأسود الأنصاري [9] . 122- سعيد بن أبي مريم [10]
123- سعيد بن منصور [1] . 124- سعيد بن يحي بن سعيد الأموي [2] . 125- سعيد بن يعقوب أبو بكر الطالقانيّ [3] . 126- سفيان بن أويس [4] . 127- سفيان بن وكيع بن الجراح [5] . 128- سلمة بن شبيب النيسابورىّ الحجري المسمعي [6] . 129- سليمان بن حرب الواشحي الأزدي [7] . 130- سليمان بن داود ابو الربيع العتكيّ الزهراني [8] . 131- سليمان بن سلمة الخبائريّ الحمصي (ابو أيوب) [9] . 132- سليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ [10] . 133- سليمان بن عثمان بن الوليد [11] .
134- سوار بن عبد الله بن سوار [1] . 135- سهل بن وقاص بن سريع بن وقاص [2] . 136- شباب العصفري [3] . 137- شعيب بن إبراهيم [4] . 138- شهاب بن عباد ابو عمر العبديّ الكوفي القيسي [5] . 139- أبو صالح الحراني [6] . 140- صالح بن سليمان (ابو سليمان القراطيسي) [7] . 141- صالح بن عبد الله بن ذكوان الباهلي [8] . 142- صدقة بن الفضل (ابو الفضل الحافظ المروزي) [9] . 143- صفوان بن صالح بن صفوان بن دينار الثقفي مولاهم [10] . 144- الضحال بن مخلد (أبو عاصم النبيل) [11] .
145- أبو طالب زيد بن أخزم [1] . 146- طلحة [2] . 147- عاصم بن النضر بن المنتشر الأحول التميمي [3] . 148- عاصم بن يوسف اليربوعي التميمي (أبو عمرو الخياط) [4] . 149- عامر بن أبي أمية [5] . 150- ابو العباس الأعرج [6] . 151- العباس بن عبد العظيم [7] . 152- العباس بن الفضل الأزرق العبديّ [8] . 153- العباس بن محمد بن حاتم الدوري [9] . 154- العباس بن الوليد بن صبح الخلال السلمي [10] . 155- العباس بن الوليد بن مزيد العذري [11] .
156- العباس بن الوليد بن نصر النرسي [1] . 157- عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادِ بْنِ نَصْرٍ النُّرْسِيُّ (أبو يحي) [2] . 158- عبد الأعلى بن القاسم الهمدانيّ اللؤلؤي [3] . 159- عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقيّ ابو مسهر [4] . 160- عبد الأعلى بن واصل الاسدي الكوفي [5] . 161- عبد الله بن أحمد بن بشير البهراني [6] . 162- عبد الله بن أحمد بن ذكوان [7] . 163- أبو عبد الله التجيبي [8] . 164- عبد الله بن جعفر بن أبي جعفر الأرزكاني [9] . 165- عبد الله بن رجاء بن عمر الغداني البصري [10] . 166- عبد الله بن الزبير بن عيسى (ابو بكر الحميدي) [11] .
167- عبد الله بن سعيد الأشج (أبو سعيد) [1] . 168- عبد الله بن أبي شيبة (ابو بكر) [2] . 169- عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهنيّ مولاهم (أبو صالح المصري) [3] . 170- عبد الله بن عبد الجبار الخبائري [4] . 171- عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي [5] . 172- عبد الله بن عثمان الأزدي العتكيّ مولاهم (ابو عبد الرحمن المروزي) عبدان [6] . 173- أبو عبد الله الغنوي [7] . 174- عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي ابو عبد الرحمن البصري [8] . 175- عبد الله بن محمد بن أبي الأسود البصري (ابو بكر) [9] . 176- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَخِي جُوَيْرِيَةَ [10] . 177- عبد الله بن محمد المصري (أبو محمد) [11] .
178- عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي [1] . 179- عبد الله بن معاذ [2] . 180- عبد الله بن الوضاح بن سعيد (سعد) الأودي اللؤلؤي الوضاحي [3] . 181- عبد الله بن يحي ابو محمد بن الثقفي [4] . 182- عبد الله بن يزيد العدوي (أبو عبد الرحمن المقرئ) [5] . 183- عبد الله بن يوسف التنيسي (أبو محمد الكلاعي المصري) [6] . 184- عبد الله بن يونس [7] . 185- عبد الحميد بن بكار البيروتي [8] . 186- عبد الحميد بن صالح بن عجلان البرجمي (أبو صالح الكوفي) [9] . 187- عبد ربه بن خالد بن عبد الملك بن قدامة (أبو المغلس النميري البصري) [10] .
188- عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو القرشي الملقب دحيم (أبو سعيد) [1] . 189- عبد الرحمن بن بحر الخلال [2] . 190- عبد الرحمن بن حماد بن شعيب الشعيثي (أبو سلمة العنبري البصري) [3] . 191- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو (أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ الحراني) [4] . 192- عبد الرحمن بن أبي الغمر [5] . 193- عبد الرحمن بن المبارك العايشي [6] . 194- عبد الرحمن بن المتوكل (أبو سعيد) [7] . 195- عبد الرحمن بن مقاتل (أبو سهل) [8] . 196- عبد الرحمن بن هانئ بن سعيد (أبو نعيم النخعي الكوفي) [9] . 197- عبد الرحمن بن يحي بن إسماعيل المخزومي الدمشقيّ [10] . 198- عبد الرزاق [11] .
199- عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَضْرَمِيُّ الحمصي [1] . 200- عبد السلام بن مطهر بن حسام الأزدي البصري (أبو ظفر) [2] . 201- عبد العزيز بن عبد الله الأويسي [3] . 202- عبد العزيز بن عمران [4] . 203- عبد العزيز بن عمر الخطابي [5] . 204- عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير [6] . 205- عبد المجيد بن أيوب الواشحي (أبو قرة) [7] . 206- عبد الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ [8] . 207- عبد الملك بن قريب الأصمعي [9] . 208- عبد المنعم بن بشير (ابو الخير الأنصاري المصري) [10] . 209- عبد الواحد بن حمل [11] .
210- عبد الوهاب بن سعيد بن عطية السلمي المعروف ب «وهب» [1] . 211- عبد الوهاب بن الضحاك [2] . 212- عبيد الله بن إسحاق العطار [3] . 213- عبيد الله بن سعد [4] . 214- عبيد الله بن محمد بن حفص التميمي (ابو عبد الرحمن البصري) [5] . 215- عبيد الله بن معاذ بن معاذ [6] . 216- عبيد الله بن موسى العبسيّ مولاهم الكوفي (بو محمد) [7] . 217- عبيد بن عبيش [8] . 218- عثمان بن زفر بن مزاحم التميمي الكوفي [9] . 219- عثمان بن أبي شيبة [10] .
220- عثمان بن نهيك (ابو ابو نهيك الأزدي الفراهيدي) [1] . 221- عثمان بن الهيثم المؤذن [2] . 222- أبو عقبة الأزرق [3] . 223- عقبة بن مكرم [4] . 224- ابو العلاء [5] . 225- علي بن الحسن بن شقيق العسقلاني [6] . 226- علي بن حكيم بن ذبيان ابو الحسن الأودي الكوفي [7] . 227- علي بن سعيد بن مسروق الكندي [8] . 228- ابو علي الشافعيّ [9] . 229- علي بن أبي طالب [10] . 230- علي بن عبد الله بن جعفر [11] .
231- علي بن عبد الحميد بن مصعب الأزدي [1] . علي بن عبيد الله [2] . 232- علي بن عثمان بن محمد بن سعيد الحراني النفيلي [3] . 233- علي بن عياش [4] . 234- علي بن قادم أبو الحسن الخزاعي الكوفي [5] . 235- علي بن معبد بن شداد ابو الحسن العبديّ [6] . 236- علي بن المنذر [7] . 237- عمار بن الحسن بن بشير ابو الحسن الهمدانيّ الرازيّ [8] . 238- عمر بن حفص بن غياث ابو حفص النخعي الكوفي [9] . 239- عمر بن راشد الجاري [10] . 240- عمر بن محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي ابن التل [11] .
241- عمرو بن الحباب ابو عثمان العلاف البصري [1] . 242- عمرو بن حماد بن طلحة أبو محمد القناد الكوفي [2] . 243- عمرو بن خالد الحراني الأسدي [3] . 244- عمرو بن الربيع بن طارق أبو حفص الهلالي الكوفي [4] . 245- عمرو بن سهل [5] . 246- عمرو بن شعيب (ابو شعيب) [6] . 247- عمرو بن عاصم بن عبيد الله الكلابي القيسي [7] . 248- عمرو بن عبد الرحمن الدمشقيّ [8] . 249- عمرو بن علي بن بحر [9] . 250- عمرو بن عون [10] .
251- عمرو بن مرزوق ابو عثمان الباهلي البصري [1] 252- عمرو بن منصور القيسي البصري القداح [2] . 253- عمرو بن يزيد ابو حفص الشيبانيّ [3] . 254- عمير [4] . 255- عياش بن الوليد أبو الوليد الرقام القطان البصري [5] . 256- عيسى بن أبي عيسى هلال السليحي الطائي [6] . 257- عيسى بن محمد بن إسحاق النحاس الرمليّ [7] . 258- فروة بن أبي المغراء أبو القاسم الكندي [8] . 259- فضالة بن المفضل أبو ثوابة [9] . 260- الفضل بن دكين أبو نعيم [10] .
261- الفضل بن زياد [1] . 262- الفضيل بن عبد الوهاب أبو محمد [2] . 263- فهد بن حيان ابو بكر [3] . 264- فهد بن عوف [4] . 265- الفيض بن الفضل [5] . 266- القاسم بن سلام بن مسكين الأزدي [6] . 267- قبيصة بن ذؤيب [7] . 268- قبيصة بن عقبة السوائي العامري [8] . 269- قرة بن حبيب أبو علي القنوي الرماح البصري التستري [9] . 270- قطبة بن العلاء بن المنهال الغنوي ابو سفيان [10] . 271- قطن بن نسير أبو عباد الغبري الذارع البصري [11] . 272- قيس بن حفص أبو محمد التميمي الدارميّ البصري [12] .
273- أبو كامل [1] . 274- كامل بن طلحة ابو يحي الجحدري البصري [2] . 275- مالك بن إسماعيل ابو غسان النهدي [3] . 276- مالك بن يحي بن عمرو بن مالك النكري أبو غسان [4] . 277- محبوب بن محمد ابو بشر العبيدي [5] . 278- محمد بن أبي اسامة الحلبي [6] . 279- محمد بن إسماعيل بن سمرة [7] . 280- محمد بن إسماعيل بن أبي فديك [8] . 281- محمد بن بشار ابو بكر [9] . 282- محمد بن جعفر القطان ابو عبد الرحمن [10] . 283- محمد بن جهضم [11] .
284- محمد بن الحارث بن راشد الأموي القرشي [1] . 285- محمد بن الحسن بن تسنيم ابو الطاهر الوراق الكوفي [2] . 286- محمد بن حفص ابو عبد الرحمن القطان البصري [3] . 287- محمد بن حميد [4] . 288- محمد بن خالد بن العباس [5] . 289- محمد بن خلّاد [6] . 290- محمد بن رمح التجيبي [7] . 291- محمد بن أبي زكير [8] . 292- محمد بن أبي السري [9] . 293- محمد بن سعيد ابو حفص المقرئ [10] . 294- محمد بن سعيد بن زياد الكريزي الأثرم (جار عثمان المؤذن) [11] .
295- محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي ابن الأصفهاني (ابو جعفر) [1] . 296- محمد بن سعيد بن الوليد ابو عمرو الخزاعي [2] . 297- محمد بن سلمة المدني [العدني] [3] . 298- محمد بن سليمان [4] . 299- محمد بن سنان [5] . 300- محمد بن شجاع ابو عبد الله المروزي الباكندي [6] . 301- محمد بن الصلت بن الحجاج ابو جعفر الأسدي مولاهم الكوفي [7] . 302- محمد بن عائذ الدمشقيّ [8] . 303- محمد بن عباد بن الزبرقان المكيّ [9] . 304- محمد بن عبد الله الأنصاري [10] . 305- محمد بن عبد الله الخزاعي [11] .
306- محمد بن عبد الله بن عمار ابو جعفر الأزدي البغدادي المخرمي الموصلي [1] . 307- محمد بن عبد الله بن المبارك ابو جعفر المخرمي البغدادي [2] . 308- محمد بن عبد الله ابو نصر المعنوي [3] . 309- محمد بن عبد الله بن نمير الهمدانيّ الخارفي الكوفي [4] . 310- محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد أبو عبد الله العنبري البصري [5] . 311- محمد بن عبد الرحيم [6] . 312- محمد بن عبد العزيز الذهلي [7] . 313- محمد بن عبد العزيز الرمليّ [8] . 314- محمد بن عبيد بن حساب [9] . 315- محمد بن عبيد بن محمد بن واقد المحاربي الكندي [10] 316- محمد بن عثمان التنوخي الدمشقيّ [11] .
317- محمد بن عثمان بن عبد الله الرومي [1] . 318- محمد بن بن عزيز ابو عبد الله الأيلي العقيلي [2] . 319- محمد بن عقبة الشيبانيّ الطحان الكوفي [3] . 320- محمد بن عقيل [4] . 321- محمد بن العلاء ابو كريب [5] . 322- محمد بن علي [6] . 323- محمد بن عمار الشاماتي [7] . 324- محمد بن أبي عمر [8] . 325- محمد بن عمران بن أبي ليلى [9] . 326- محمد بن عمر ابو عبد الله الباهلي البصري [10] . 327- محمد بن الفضل السدوسي البصري المعروف ب «عارم» [11] .
328- محمد بن فضيل بن غزوان [1] . 329- محمد بن كثير [2] . 330- محمد بن المتوكل الهاشمي مولاهم الحافظ العسقلاني [3] . 331- محمد بن المثنى أبو موسى [4] . 332- محمد بن محبوب [5] . 333- محمد بن مسلمة المكيّ [6] . 334- محمد بن المصفى [7] . 335- محمد بن معاوية [8] . 336- محمد بن منصور ابو جعفر [9] . 337- محمد بن المنهال التميمي المجاشعي الضرير [10] . 338- محمد بن موسى الشيبانيّ [11] . 339- محمد بن وهب بن أبي كريمة [12] .
340- محمد بن يحي بن قيس الحجري [1] . 341- محمد بن يزيد الحزامي [2] . 342- محمد بن يعقوب بن أبي عبدة ابو عبد الرحمن الغبري [3] . 343- مخلد بن مالك ابو محمد القرشي وقيل السكسكي الحراني [4] . 344- مخلد بن يزيد القرشي الحراني [5] . 345- مسدد بن مسرهد البصري الأسدي [6] . 346- مسلم بن إبراهيم [7] . 347- مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري [8] . 348- مطرف بن عبد الله اليساري الهلالي [9] . 349- معاذ بن عوذ الله البصري (ابو عبد الرحمن) [10] . 350- معاذ بن فضالة الزمراني الأنصاري [11] . 351- معاوية بن عمرو الأزدي [12] .
352- معاوية بن يحيى [1] . 353- المعلّى بن أسد العمي [2] . 354- المغيرة بن عبد الرحمن بن عوف الأسدي [3] . 355- مكي بن إبراهيم بن بشير التميمي الحنظليّ [4] . 356- موسى بن إسماعيل ابو سلمة [5] . 357- موسى بن أيوب أبو سلمة الليثي [6] . 358- موسى بن عبد الرحمن بن زياد الحلبي الأنطاكي القلّا [7] . 359- مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيَّ [8] . 360- موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي البصري [9] . 361- مهدي بن جعفر الرمليّ [10] .
362- نصر بن عبد الرحمن الكوفي [1] . 363- نصر بن علي الجهضمي [2] . 364- نصر بن محمد بن سليمان السلمي الحمصي [3] . 365- النضر بن عبد الجبار بن نصير ابو الأسود المرادي المصري [4] . 366- نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي [5] . 367- نوح بن الهيثم العسقلاني [6] . 368- هارون بن عبد الله [7] . 369- هدبة بن عبد الوهاب المروزي الكتاني [8] . 370- هشام بن خالد السلامي [9] . 371- هشام بن عبد الملك الطيالسي ابو الوليد [10] . 372- هشام بن عبد الملك بن عمران أبو تقي اليزني الحمصي [11] .
373- هشام بن عمار بن نصير السلمي [1] . 374- الوضاح بن يحي النهشلي [2] . 375- الوليد بن عتبة [3] . 376- يحي بن إسماعيل الخواص [4] . 377- يحي بن أيوب [5] . 378- يحي بن حبيب بن عدي الحارثي ابو زكريا [6] . 379- يحي بن خلف ابو سلمة [7] . 380- يحي بن سليمان ابو سعيد [8] . 381- يحي بن صالح الوحاظي الشامي [9] . 382- يحي بن عبد الله بن بكير [10] .
383- يحي بن عبد الحميد الحماني [1] . 384- يحي بن كثير [2] . 385- يحي بن مصعب أبو زكريا الكلبي [3] . 386- يحي بن يحي بن بكير ابو زكريا التميمي الحنظليّ [4] . 387- يحي بن يحي بن قيس ابو عثمان الغساني الشامي [5] . 388- يحي بن يعلى أبو زكريا المحاربي الكوفي [6] . 389- يزيد بن بيان ابو خالد العقيلي البصري المعلم [7] . 390- يزيد بن عبد الله اليمامي [8] . 391- يزيد بن عبد ربه [9] . 392- يزيد بن قرة الذراع [10] . 393- يزيد بن مهران [11] .
394- اليمان بن نصر الكعبي [1] . 395- يعقوب بن ماهان ابو يوسف البناء البغدادي [2] . 396- يوسف بن حماد المعنى [3] . 397- يوسف بن عدي [4] . 398- يوسف بن كامل [5] . 399- يوسف بن محمد الصفار [6] . 400- يوسف بن يعقوب ابو يعقوب الصفار الكوفي [7] . 401- يونس بن عبد الأعلى [8] . 402- يونس بن عبيد الله العمري ابو عبد الرحمن [9] .
رموز التحقيق
رموز التّحقيق ق ورقة أالوجه الأول من ورقة المخطوطة. ب الوجه الثاني من ورقة المخطوطة. ق الثانية تتكرر رقم الصفحة في الصفحة التي تليها وذلك في صورة مخطوطة سير اعلام النبلاء للذهبي المحفوظة في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد.
كتاب المعرفة والتاريخ تأليف أبي يوسف يعقوب بن سفيان البسوي توفي سنة 277 هـ المجلد الأول
كتاب المعرفة والتّاريخ تأليف أبي يوسف يعقوب بن سفيان البسوي توفي سنة 277 هـ المجلّد الأول
[سنة خمس وثلاثين ومائة] [2]
بسم الله الرحمن الرحيم [1] أخبرنا ابو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد قال: قرئ على أبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه وأنا حاضر أسمع قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: [سَنَةُ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ] [2] وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ [3] قَفَلَ أَبُو مُسْلِمٍ مِنْ سَمَرْقَنْدَ وَقَدِمَ مَرْوَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَجَّهَ الْوُفُودَ إِلَى أَبِي الْعَبَّاسِ، فَلَمَّا كَانَ فِي شَوَّالٍ عَسْكَرَ بِبَابِ كُشْمَيْهَنَ [4] ، وَأَعْطَى الْجُنْدَ أَرْزَاقَهُمْ على ان يغزو الطِّرَازَ وَمَا وَالَاهَا، فَخَلَعَهُ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ الْخُزَاعِيُّ، وَكَتَبَ إِلَى سِبَاعِ بْنِ النُّعْمَانِ وَمُحَمَّدِ بْنِ زُرْعَةَ يَدْعُوهُمَا إِلَى أَنْ يَخْلَعَاهُ، فَأَبَيَا وَأَطْلَعَا أَبَا مُسْلِمٍ عَلَى ذَلِكَ، فَتَوَجَّهَ أَبُو مُسْلِمٍ مِنْ مُعَسْكَرِهِ مُتَوَجِّهًا إِلَى زِيَادٍ، فَقَتَلَ زيادا في هذه السنة. ومات يحي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أخو أبي العباس عبد الله
[سنة ست وثلاثين ومائة] [2]
ابن مُحَمَّدٍ بِفَارِسَ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَيْهَا. وَغَزَا الصَّائِفَةَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَشِيُّ. وَأَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ سُلَيْمَانُ بْنُ [عَلِيِّ بْنِ] [1] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. وَفِيهَا عُزِلَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ عَنْ مَكَّةَ وَحْدَهَا، وَوَلِيَ الْعَبَّاسُ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ الْعَبَّاسِ. [سَنَةُ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ] [2] وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، وَعَلَى مَكَّةَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [3] قَالَ أَحْمَدُ [4] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ [5] : تُوُفِّيَ أَبُو الْعَبَّاسِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ أَرْبَعَ سِنِينَ وَعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ جَدَّهُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ تُوُفِّيَ سَنَةَ اسْتُخْلِفَ ابو جعفر في ذي الحجة العشر الْأَوَّلَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَتْ خِلَافَةُ أَبِي الْعَبَّاسِ خَمْسَ سِنِينَ. «وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ المنذر وابن بكير [6] يقولان: مات ربيعة [7]
سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ» [1] . وَبُويِعَ لِأَبِي جَعْفَرٍ عبد الله بن [محمد بن] [2] علي بن عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ فِي الْمُحَرَّمِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ [3] وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَمِنْ بَعْدِهِ لِعِيسَى بن موسى بن محمد بن علي بن الْعَبَّاسِ، وَوَلِيَ الْبَيْعَةَ وَالْإِرْسَالَ إِلَى الْوُجُوهِ كُلِّهَا لِأَبِي جَعْفَرٍ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ. وَغَزَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِفَةَ. وَعَلَى مَكَّةَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ [4] : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي مُجَاهِدَ بْنَ سُلَيْمَانَ: أَنَّ أَسَدَ بْنَ وَدَاعَةَ قُتِلَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: كَانَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ قَاضِي الْجُنْدِ بِحِمْصَ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ وَكَانَ أَسَدٌ قَدِيمًا مَرْضِيًّا. قَالَ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ سلمة الخبائريّ الْحِمْصِيَّ يَقُولُ: أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ طَائِيٌّ نَبْهَانِيٌّ [5] . «ابو العلاء قَالَ: وَقُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ [6] حَدَّثَكُمْ بقية [7] عن
وفي سنة سبع وثلاثين ومائة
ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِي حِمْصَ: انْظُرْ إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ نَصَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْفِقْهِ، وَحَبَسُوهَا فِي الْمَسْجِدِ عَنْ طَلَبِ [1] الدُّنْيَا فَأَعْطِ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ يَسْتَعِينُونَ بِهَا عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ حِينَ يأتيك كتابي هذا فإن خير الخير أعجله، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ» [2] . سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قال: قتل يونس بن ميسرة [3] ها هنا. قَالَ: وَقُتِلَ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ يَوْمَ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ. وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: وَقَالَ أحمد بن حنبل عن سحق عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ: فَحَجَّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ أَبُو الشَّحْمَاءِ سَهْلُ بْنُ حَسَّانٍ الْكَلْبِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقَدْ قَالَ قَوْمٌ: كَانَ وَلِيَ الْعَهْدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بَعْدَ أَبِي جَعْفَرٍ، فَقَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْحِيرَةَ، وَقَدِمَ أَبُو مُسْلِمٍ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ بِالْحِيرَةِ، وَدَخَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفَةَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ وَخَطَبَهُمْ وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ سَائِرٌ، ثُمَّ شَخَصَ حَتَّى نَزَلَ الْأَنْبَارَ، فَأَقَامَ بِهَا، وَضَمَّ إِلَيْهِ أَطْرَافَهُ، وقد
كَانَ عِيسَى كَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ بِالْبَيْعَةِ لِأَبِي جَعْفَرٍ، فَوَرَدَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَهُوَ بِرَأْسِ الدُّرُوبِ [1] مُتَوَجِّهًا إِلَى الرُّومِ فِي أَهْلِ خُرَاسَانَ وَأَهْلِ الْجِزِيرَةِ وَالشَّامِ، فَرَجَعَ بِالنَّاسِ مُنْصَرِفًا حَتَّى نَزَلَ مَدِينَةَ حَرَّانَ، فَدَعَا جُنْدَ خُرَاسَانَ فَأَلْحَقَهُمْ فِي الثَّمَانِينَ، وَجَعَلَ لَهُمُ الْخَوَاصَّ، وَبَايَعَ لِنَفْسِهِ، وَشَخَصَ عَنْ حَرَّانَ يُرِيدُ الْعِرَاقَ، ثُمَّ وَثَبَ عَلَى أَهْلِ خُرَاسَانَ فَقَتَلَهُمْ. وَسَارَ أَبُو مُسْلِمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ بِبَابِ الْغَادِرِ [2] مِنْ أَرْضِ نَصِيبِينَ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، فَانْهَزَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ وَمَعَهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ فَلَحِقَا بِرَصَافَةِ هِشَامٍ، وَأَخَذَ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ فَوَجَّهَ بِهِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَأَمَّنَهُ وَعَفَا عَنْهُ، وَقَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْبَصْرَةَ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ فَأَكْرَمَهُ وَتَوَارَى عِنْدَهُ. وَبَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ بِيَقْطِينَ بْنِ مُوسَى إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ يَأْمُرُهُ بِإِحْصَاءِ مَا فِي عَسْكَرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، فَغَضِبَ أَبُو مُسْلِمٍ مِنْ ذَلِكَ وَأَجْمَعَ على الخلاف والكر، وَشَخَصَ أَبُو جَعْفَرٍ [إِلَى] الْمَدَائِنِ، وَشَخَصَ أَبُو مُسْلِمٍ فَأَخَذَ [عَلَى] طَرِيقِ خُرَاسَانَ يُرِيدُهَا مُخَالِفًا لِأَبِي جَعْفَرٍ. «وَقُتِلَ أَبُو مُسْلِمٍ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِسَبْعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ» [3] . وَعَلَى مَكَّةَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ فَمَاتَ عِنْدَ انْقِضَاءِ الْحَجِّ، فَضَمَّ إِسْمَاعِيلُ عَمَلَهُ إِلَى زِيَادِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَقَرَّهُ أَبُو جَعْفَرٍ. وَخَرَجَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَارِجِيٌّ بِنَيْسَابُورَ، وَسَارَ إِلَى الرَّيِّ فَغَلَبَ عَلَيْهَا وَعَلَى قُومَسَ، فَوَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ جُمْهُورَ بْنَ مرار العجليّ فقتله، وقتل زهاء خمسين ألف وسبى ذراريهم.
[سنة ثمان وثلاثين ومائة]
وَفِيهَا خَرَجَ حَرْمَلَةُ الشَّيْبَانِيُّ بِنَاحِيَةِ الْجَزِيرَةِ. [سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ] وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ قَالَ يحي بْنُ سَعِيدٍ: مَاتَ يُونُسُ [1] فِي ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. وَفِيهَا خُلِعَ جُمْهُورُ بْنُ مِرَارٍ الْعِجْلِيُّ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ فَقَتَلَهُ. وَفِيهَا أَغَارَ طَاغِيَةُ الرُّومِ عَلَى مَلْطِيَّةَ فَهَدَمَهَا وَعَفَا عَمَّنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُقَاتِلَةِ وَالذُّرِّيَّةِ. وَسَارَ خُزَيْمَةُ بْنُ خَازِمٍ إِلَى [2] حَرْمَلَةَ الشَّيْبَانِيِّ فَقَتَلَهُ. وَعَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ. وَهَدَمَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي هذه السنة بعض مسجد الْحَرَامِ وَزَادَ فِيهِ. [سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ] وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِالنَّاسِ. حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: «مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ» [3] قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ بِيَوْمٍ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْجُمَحِيُّ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ، وَكَانَ قد اقام عند عطاء سنة، فلزم الاسكندرية حتى مات.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَكَانَ اللَّيْثُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ رَضِيٌّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ فَطَالَ عَلَيْهِ فَضَجِرَ، فَقَالَ شُعْبَةُ: كُلُّهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ فَشَكَكْتُ فِي شَيْءٍ مِنْهَا ثَلَاثَةً أَوْ أَرْبَعَةً فَجِئْتُ إِلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ فَسَمِعْتُهَا كُلَّهَا مِنْهُ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ «قال أحمد: قال يحي [1] : قدمت مكة سنة اربع وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَقَدْ مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، وَقَدِمَ عَلَيْنَا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، وَرَأَيْتُ الْأَوْزَاعِيَّ وثورا [2] سنة خمسين ومائة» [3] . قال يحي: وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ- يَعْنِي مَاتَ-. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مات داود بن أبي هِنْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ، مَرَّ بِنَا هُوَ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَبْلَ ذَلِكَ فَسَمِعْتُ مِنْهُمَا. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ- وَسَأَلْتُهُ عَنْ تَارِيخِ مَوْتِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ- فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ مُهَاجِرٍ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. أَبُو يُوسُفَ قَالَ: وَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مهاجر قال: سويد رآه وروى عنه.
[سنة أربعين ومائة]
حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ [1] يَقُولُ: تُوُفِّيَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: ثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: مَاتَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. [سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ] وَفِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ: قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَاتَ أَبُو الْعَلَاءِ الْقَصَّابُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ يَذْكُرُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ. قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ: قَالَ لِي الْحَجَّاجُ: مَتَّى مَوْلِدُكَ يَا أَبَا ثَوْرٍ؟ قُلْتُ: عَامَ الْجَمَاعَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ. قَالَ: وَهُوَ مَوْلِدِي. قَالَ: فَتُوُفِّيَ الْحَجَّاجُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ ابا أيوب سليمان بن سلمة الخبائريّ الْحِمْصِيَّ يَقُولُ: تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ أَبُو ثَوْرٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ جبريل بن يحي الْبَجَلِيُّ. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: مَاتَ عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ بِذِي خَشَبٍ [2] ، وحمل الى المدينة فدفن بها.
قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: مَاتَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ. وَخَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ حَاجًّا، فَأَحْرَمَ مِنَ الْحِيرَةِ، وَأَقَامَ لِلنَّاسِ الْحَجَّ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ، وَصَدَرَ أَبُو جَعْفَرٍ مَصْدَرَهُ عَنِ الْحَجِّ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَتَوَجَّهَ مِنْهَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَوَفَدَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ. «وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ قَالَ يَقُولُ: قَالَ اللَّيْثُ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: تَلِي لِي مِصْرَ؟ قُلْتُ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَضْعُفُ عَنْ ذَلِكَ، إِنِّي رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي. فَقَالَ: مَا بِكَ ضَعْفٌ مَعِي، وَلَكِنْ ضَعْفُ نِيَّتِكَ عَنِ الْعَمَلِ فِي ذَلِكَ لِي» [1] ، أَتُرِيدُ قوة أقوى مني ومن عملي!! فاما إذ أَبَيْتَ فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُقَلِّدُهُ أَمْرَ مِصْرَ؟ قُلْتُ: عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ، رَجُلُ صَلَاحٍ وله عشيرة. قال: فبلغه ذلك، فعاهد اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُكَلِّمَ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ. وَكَانَ [2] أَبُو مُسْلِمٍ اسْتَخْلَفَهُ حِينَ شَخَصَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَقُتِلَ بِمَرْوَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَوَلِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ [3] بَعْدَ مَقْتَلِ أبي داود.
وفي سنة احدى وأربعين ومائة
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [1] عَنْ يَزِيدَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ سُفْيَانَ [3] سَنَةَ أَرْبَعِينَ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ «حَجَّ بِالنَّاسِ صَالِحُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ» [4] . قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ بِمِصْرَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ: وَعَاصِمٌ الْأَحْوَلُ في إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة، وخالد في إحدى وأربعين ومائة. حدثني محمد بن فضيل عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، وَخَالِدٌ حَيٌّ. قَالَ يَزِيدُ: وَسَمِعْتُ مِنْ سُفْيَانَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ: تُوُفِّيَ أَسْمَاءُ بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ عُزِلَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، وَاسْتُعْمِلَ عَلَى الْمَدِينَةِ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ، فَقَدِمَهَا فِي رَجَبٍ، وَوَلِيَ مَكَةَ وَالطَّائِفَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. [سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ] وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله ابن عباس، وعلى مكة الهيثم بن معاوية.
حدثنا سلمة قال احمد ثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: مَاتَ حُمَيْدٌ [1] فِي سَنَةِ اثنين وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَوْ فِي ثَلَاثٍ فِي آخِرِهَا قَبْلَ التَّيْمِيِّ [2] بِقَلِيلٍ. وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إسماعيل سنة اثنين وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَاسْتُعْمِلَ عَلَى خُرَاسَانَ أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ، وَعُمَّالُ خُرَاسَانَ يَوْمَئِذٍ مِنْ قِبَلِ الْمَهْدِيِّ، وَالْمَهْدِيُّ وَلِيُّ الْعَهْدِ، وَهُوَ مُقِيمٌ بِالرَّيِّ. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ نَقَضَ أَهْلُ طَبَرِسْتَانَ، وَقَتَلُوا مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ وَرَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، وَمَعَهُمْ أَبُو الْخَصِيبِ [3] ، فَحَاصَرُوا طَبَرِسْتَانَ وَطَالَ مُقَامُهُمْ، فَقَالَ أَبُو الْخَصِيبِ اجْلِدُوا ظَهْرِي وَاحْلِقُوا رَأْسِي وَلِحْيَتِي، فَفَعَلُوا بِهِ، وَلَحِقَ بِأَصْبَهَبْذَ، فَأَمَّنَهُ وَأَكْرَمَهُ وَوَكَّلَهُ بِحِفْظِ الْبَابِ، فَفَتَحَ لِلْمُسْلِمِينَ الْبَابَ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي، فَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ فَقَتَلُوا مَنْ بِهَا وَسَبَوُا الذُّرِّيَّةَ، وَمَصَّ الْإِصْبَهَبْذُ خَاتَمًا لَهُ فيه سم، فَمَاتَ إِلَى النَّارِ. «وَفِيهَا تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ» [4] بِالْبَصْرَةِ لَيْلَةَ السَّبْتِ لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَقَدْ شَارَفَ السِّتِّينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ. وَفِيهَا صَامَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالْبَصْرَةِ، وَصَلَّى بِهِمُ الْعِيدَ. وَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثَلَاثِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بن علي بن عبد الله بن عباس في جيش
بَعَثَهُ أَبُو جَعْفَرٍ مِنَ الْكُوفَةِ، فَقُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ للنصف مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وكان رياح بن عثمان ابن حَيَّانَ عَلَى الْمَدِينَةِ فَحَبَسَهُ، فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ دَخَلَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ عَلَى رِيَاحٍ السِّجْنَ فَقَتَلُوهُ. وَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بِالْبَصْرَةِ لَيْلَةَ هِلَالِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَقُتِلَ لِخَمْسِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَعَلَى مَكَّةَ عَامَئِذٍ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ بَيْنَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِ خُرَاسَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، فَانْهَزَمَ أَهْلُ خُرَاسَانَ، وَغَلَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَغَلَبَ عَلَى بَيْتِ مَالِهَا وَجَمِيعِ مَا فِيهَا، فَقَسَمَهُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ لِكُلِّ رَجُلٍ مِائَتَا دِرْهَمٍ، ثُمَّ فَرَضَ لِلنَّاسِ [1] . فَغَلَبَ عَلَى وَاسِطَ وَعَلَى الْأَهْوَازِ وَكُوَرِهَا. وَفِيهَا خَرَجَ يَعْقُوبُ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ فَغَلَبَ عَلَى فَارِسَ كُلِّهَا، وَدَعَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَتَحَصَّنَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَكَانَ وَالِيًا فِي مَدِينَةِ دَارَا بِجْرَدَ [2] . وَخَرَجَ بَنُو لَبِيدٍ الْيَشْكُرِيُّ، فَغَلَبُوا عَلَى كَسْكَرَ [3] ، وَدَعَوْا لِإِبْرَاهِيمَ. ثُمَّ تَوَجَّهَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الْكُوفَةِ، وَأَخَذَ عَلَى كَسْكَرَ وَاسْتُخْلِفَ عَلَى
وفي سنة ثلاث وأربعين ومائة
الْبَصْرَةِ نُمَيْلَةُ بْنُ مُرَّةَ السَّعْدِيُّ، وَقَدِمَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ جُنُودُهُ الَّذِينَ كَانَ وَجَّهَهُمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَوَجَّهَهُمْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَالْتَقَوْا بِقَرْيَةٍ مِنْ قُرَى السَّوَادِ يُقَالَ لَهَا بَاخِمْرَا [1] ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، وَانْهَزَمَ عِيسَى بْنُ مُوسَى، ثُمَّ انْهَزَمَ بَعْدَ ذَلِكَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ، وَثَبَتَ إِبْرَاهِيمُ فِي نَحْوٍ مِنْ أَرْبَعِ مِائَةٍ، فَقُتِلُوا جَمِيعًا، وَقُتِلَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بَشَرٌ كَثِيرٌ. وَفِيهَا خَرَجَتِ التُّرْكُ بِالْأَبْوَابِ [2] ، فَأَصَابُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَفِيهَا تَحَوَّلَ أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى بَغْدَادَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ خُرُوجُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ. وَفِيهَا وَلِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيُّ الْمَدِينَةَ. وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ محمد بن علي بن عبد الله بن عَبَّاسٍ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا: يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ- يَعْنِي مَاتَ-، وَالتَّيْمِيُّ فِي ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ قَالَ: مَاتَ كَهْمَسُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَوُجِّهَ أَبُو جَعْفَرٍ فِي هَذِهِ السَّنَةِ إِلَى الْبَصْرَةِ فَجَعَلَ عَلَى مَنْ كَانَ يَمْلِكُ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فَصَاعِدًا أَنْ يُوَجِّهَ رَجُلًا إِلَى قِتَالِ الدَّيْلَمِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ نالوا من المسلمين.
وفي سنة اربع وأربعين ومائة
وَعُزِلَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ، وَوَلِيَ مَكَانَهُ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ. «قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ» [1] . وَفِيهَا عُزِلَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَوَلِيَ مَكَانَهُ رِيَاحُ بْنُ عُثْمَانَ الْمُرِّيُّ [فَأَمَرَ بِأَخْذِ] [2] مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَكَاتِبِهِ وَعُمَّالِهِ وَاسْتِخْرَاجِ مَا قِبَلَهُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ، وَأَخَذَ فِي طَرِيقِهِ عَبْدَ [اللَّهِ] [3] بْنَ الْحَسَنِ وَأَصْحَابَهُ فِيمَا كَانَ اتَّهَمَهُمْ بِهِ مِنْ أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ، أَخَذَهُمْ مِنَ الرَّبَذَة [4] . وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. «قَالَ أَبُو [5] نُعَيْمٍ: مَاتَ هِشَامُ بْنُ عروة وعبد الملك بن أبي سليمان
فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [1] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ وقال أحمد حدثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: مَاتَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بَعْدَ الْهَزِيمَةِ، هَزِيمَةِ إِبْرَاهِيمَ- كَأَنَّهُ فِي السَّنَةِ الَّتِي بَعْدَهَا- وَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ إِسْمَاعِيلُ [2] سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَأَرَى عَبْدَ الْمَلِكِ فِيهَا مَاتَ. وَفِيهَا قُتِلَ مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ. وسمعت ابا أيوب سليمان بن سلمة الخبائريّ الْحِمْصِيَّ يَقُولُ: قُتِلَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، طَائِيٌّ نَبْهَانِيٌّ. أَبُو الْعَلَاءِ [قَالَ] [3] وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كان أسد بن وداعة قاضي الجند بحمص. قال: وقتل يونس- يعني ابن ميسرة- ها هنا، وَقُتِلَ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ يَوْمَ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ [4] . وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي مُجَاهِدَ بْنَ سُلَيْمَانَ: أَنَّ أَسَدَ بْنَ وَدَاعَةَ قُتِلَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. وَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: سُوَيْدٌ قَدْ رَآهُ وروى عنه.
وفي سنة ست وأربعين ومائة
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ وَسَأَلْتُهُ عَنْ تَارِيخِ مَوْتِ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ مَوْتِ أَبِيهِ فَقَالَ: بَعْدَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ وَعَوْفٌ [1] سَنَةَ سِتٍّ وأربعين ومائة. قال أحمد قال يحي بْنُ سَعِيدٍ: عَوْفٌ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَأَشْعَثُ [2] قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ فِي سَنَةِ سِتٍّ [3] . «وَفِيهَا فَرَغَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ بِنَاءِ مَدِينَةِ السَّلَامِ، وَنُزُولِهِ إِيَّاهَا، وَنَقَلَ الْخَزَائِنَ وَبُيُوتَ الْأَمْوَالِ وَالدَّوَاوِينَ إِلَيْهَا» [4] . وَغَزَا الصَّائِفَةَ جَعْفَرُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْبَهْرَانِيُّ. وَفِيهَا وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَصْرَةَ، فَطَلبَ كل من كان مع
وفي سنة سبع وأربعين ومائة
إِبْرَاهِيمَ [1] فَقَتَلَهُمْ، وَهَدَمَ مَنَازِلَهُمْ، وَعَقَرَ نَخْلَهُمْ. وَفِيهَا عُزِلَ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَكَّةَ، وَاسْتُعْمِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ. وَفِيهَا عُزِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيُّ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَوَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَتُوُفِّيَ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِمَكَّةَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. «وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: مات يحي بْنُ سَعِيدٍ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [2] . وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ ابو جعفر. قال أحمد: قال يحي بْنُ سَعِيدٍ: مَاتَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَسَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ضُرِبَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، ضَرَبَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: ضُرِبَ سَبْعِينَ سَوْطًا. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ سُلَيْمَانَ بْنَ سلمة الخبائريّ الْحِمْصِيَّ قَالَ: مَاتَ الزُّبَيْدِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. «قَالَ: وَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَوْتِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ أَوْ نَحْوِهِ» [3] . قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عَاتِكَةَ قَالَ: كَانَ مُعَلِّمَ أَهْلِ دِمَشْقَ وَقَاضِيَ الْجُنْدِ، وَمَاتَ سَنَةَ نيّف
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: مَاتَ الزُّبَيْدِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ- شَيْخٌ مِنَ أَهْلِ الْمَسْجِدِ- قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاتِكَةِ يَقُصُّ عَلَى النَّاسِ، مَاتَ وَعَلَيْنَا الْفَضْلُ بْنُ صَالِحٍ، وَلِيَنَا سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، تِسْعَ سِنِينَ [1] . وَفِيهَا خَرَجَ التُّرْكُ وَسَبَوْا سَبَايَا كَثِيرَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الذِّمَّةِ، وَدَخَلُوا تَفْلِيسَ [2] ، وَهَزَمُوا جِبْرِيلَ بن يحي الْبَجَلِيَّ، وَقَتَلُوا حَرْبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. «وَفِيهَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ، وَقَدْ نَيَّفَ عَلَى الْخَمْسِينَ» [3] . وَفِيهَا عُزِلَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْبَصْرَةِ، وَوُلِّيَ عَلَيْهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ. وَفِيهَا تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ [4] ، وَعَلَى مَكَّةَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بن سليمان.
وفي سنة ثمان وأربعين ومائة
وَبَايَعَ النَّاسُ الْمَهْدِيَّ، مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ (أَبِي) [1] جَعْفَرٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَوُلِّيَ عَهْدَهُمْ مِنْ بَعْدِ أَبِيهِ أَبِي جَعْفَرٍ بِمَكَّةَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مات الأعمش ومحمد بن عبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَزَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [2] . حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ [3] قَالَ: قَالَ ضَمْرَةُ: مَاتَ السيباني سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ- وَيُكَنَّى أَبَا أُمَيَّةَ- سَنَةَ اثْنَتَيْنِ أَوْ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان وأربعين ومائة. قال أحمد: قال يحي: مَاتَ الْأَعْمَشُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَحْمَدُ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: زَعَمُوا أَنَّ الْعَوَّامَ [4] مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَيُقَالَ: وُلِدَ الْأَعْمَشُ مَقْتَلَ الْحُسْيَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يحي قال: سمعت الأعمش يقول: ولدت
وفي سنة تسع وأربعين ومائة
قَبْلَ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بِيَسِيرٍ. سَمِعْتُ الْمَكِّيَّ [1] بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَاتَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ حَيًّا، ثُمَّ قَدِمْتُ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَقَدْ مَاتَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَبَلَغَنِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: مَوْلِدُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْأَعْمَشِ وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فِي سَنَةٍ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: مَاتَ الْأَعْمَشُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَكَتَبْنَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ قَبْلَ وَفَاةِ الْأَعْمَشِ بِسَنَةٍ، وَكَانَ يَوْمَ كَتَبْنَا عَنْهُ ابْنَ أَرْبَعِينَ. وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. «قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْجَمَاهِرِ قَالَ: رَأَيْتُ الْوَضِينَ بْنَ عَطَاءٍ، وَكُنْتُ أَمُرُّ عَلَيْهِ، مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [2] . وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّومَ. وَفِيهَا تَوَجَّهَ الْمَنْصُورُ إِلَى الْحَدِيثَةِ مِنْ أَرْضِ الْمَوْصِلِ. «وَفِيهَا اسْتَتَمَّ بِنَاءَ سور خندق مدينة السلام وجميع أمورها» [3] .
وفي سنة خمسين ومائة
وَعُزِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيّ عَنْ مَكَّةَ، وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، فَدَخَلَهَا فِي شَوَّالٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَعَلَى شُرْطَتِهِ أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ. وَأَقَامَ لِلنَّاسِ الْحَجَّ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. وَعَلَى الْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. وَفِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ. «قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ أَبُو حَنِيفَةَ فِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَكَانَ لَهُ يَوْمَ مَاتَ سَبْعُونَ سنة» [1] . قال أحمد سمعت يحي قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ [2] ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ قَبْلَ ذَلِكَ، وَحَنْظَلَةُ كَانَ حَيًّا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ، وَكَانَ سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَكِّيُّ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ [3] ، وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ قَبْلَ الطَّاعُونِ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ جُرَيْجٍ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَلَمْ يَقْرَأِ ابْنُ جُرَيْجٍ عَلَى النَّاسِ. قَالَ: وقدمت انا في سنة سبع وأربعين وَمِائَةٍ وَسَمِعْتُ لِلنَّاسِ مِنْهُ وَكَانَ يُحَدِّثُ بِعِشْرِينَ حَدِيثًا بِالْعَشِيِّ بِالشَّفَاعَةِ، وَسَمِعْتُ أَنَا [4] مِنْهُ أَيْضًا المناسك سنة تسع وأربعين ومائة.
وفي سنة احدى وخمسين ومائة
قَالَ: وَمَاتَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ عَوْنٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَخَرَجَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَهْلُ هَرَاةَ وَأَهْلُ بَاذْغِيسَ وَغَيْرُهُمْ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وكانوا في نحو من ثلاثمائة أَلْفِ مُقَاتِلٍ، فَغَلَبُوا عَلَى عَامَّةِ خُرَاسَانَ، وَغَلَبُوا على مروالروذ، وَقَتَلُوا فِيهَا قَتْلًا ذَرِيعًا، وَقَاتَلَهُمْ عِدَّةٌ مِنَ القواد منهم: جبريل بن يحي ومعاذ بن مسلم وحماد بن يحي وَأَبُو النَّجْمِ السِّجِسْتَانِيُّ، فَهُزِمُوا جَمِيعًا، فَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ أَبُو جَعْفَرٍ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ، فَقَتَلَهُمْ فَأَكْثَرَ فِيهِمُ الْقَتْلَ، وَبَلَغَ عِدَّةُ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ نَحْوَ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَلَجَأَ الْعِلْجُ إِلَى جَبَلٍ فِيمَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَقَدَّمَ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ الْأَسْرَى فَقَتَلَهُمْ، وَحَاصَرَ الْعِلْجَ، وَقَدَّمَ أَبُو عَوْنٍ مَدَدًا لِخَازِمٍ مِنْ قِبَلِ أَبِي جَعْفَرٍ، فَقَالَ لَهُ خَازِمٌ: مَكَانَكَ حَتَّى نَحْتَاجَ إِلَيْكَ، وَنَزَلَ الْعِلْجُ عَلَى حُكْمِ أَبِي عَوْنٍ، فَحَكَمَ بِإِطْلَاقِ جَمِيعِ مَنْ مَعَهُ، وَأَنْ يُوثَقَ الْعِلْجُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ بِالْحَدِيدِ، وَكَانُوا ثَلَاثِينَ أَلْفًا. «وَفِيهَا تُوُفِّيَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ وَدُفِنَ فِي مَقَابِرِ قُرَيْشٍ» [1] . وَفِيهَا عُزِلَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ المدينة، وولى عليها الحسن بن زيد ابن الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ. وَعَلَى مَكَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ عَلَى شُرْطَتِهِ. وَفِيهَا اسْتُعْمِلَ عَبْدَةُ بْنُ فَرْقَدٍ السَّعْدِيُّ ثُمَّ التَّيْمِيُّ عَلَى مَرْوَ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بالناس محمد بن إبراهيم.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ ومائة» [1] . قال أحمد حدثنا يحي قَالَ: مَاتَ ابْنُ عَوْنٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ ومائة أولها، وهو أكبر من التميمي. قَالَ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: مَاتَ ابْنُ عَوْنٍ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: جَلَسْتُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ فِي الصِّفَةِ، فَنَفَرْتُ مِنْهَا، فَلَمْ أَعُدْ إِلَيْهِ. «حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ خَالِدٍ الْوَهْبِيَّ يَقُولُ: مَاتَ ابْنُ إِسْحَاقَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [2] . «قَالَ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: أَعْقِلُ مَوْتَ ابْنِ عَوْنٍ، وَكُنْتُ لَا أَكْتُبُ عَنْ حَمَّادٍ [3] حَدِيثَ ابْنِ عَوْنٍ [4] ، كُنْتُ أَقُولُ رَجُلٌ قَدْ أَدْرَكْتُ مَوْتَهُ قَالَ: ثُمَّ كَتَبْتُ بَعْدُ» [5] . وَفِيهَا قَدِمَ الْمَهْدِيُّ من الري وذلك في شوال.
وفي سنة اثنتين وخمسين ومائة
وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَفِيهَا جَدَّدَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَيْعَةَ لِنَفْسِهِ وَابْنِهِ الْمَهْدِيِّ وَلِعِيسَى بْنِ مُوسَى بَعْدَ الْمَهْدِيِّ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ بِمَحْضِرٍ مِنْهُ فِي مَجْلِسِهِ، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ عَمَّهُمْ بِالْإِذْنِ. «وَفِيهَا تُوُفِّيَ جَعْفَرٌ الصَّغِيرُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي صَفَرٍ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ» [1] . وَفِيهَا وُلِّيَ حُمَيْدُ بن قحطبة على خراسان، وقدم الى عَمَلِهِ يَوْمَ السَّبْتِ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ شَعْبَانَ، وَأَقَامَ بِهَا حَتَّى مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. وَعَلَى مَكَّةَ وَعَلَى الْمَدِينَةِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو جَعْفَرٍ. وَحَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بن أبي عبلة سنة اثنين أَوْ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ سَعِيدٌ: سَنَةَ اثنين وَلَمْ يَشُكَّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ: مَاتَ هِشَامُ بْنُ (أَبِي) عَبْدِ اللَّهِ سنة اثنين وخمسين ومائة. وقال يحي: نَيِّفٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: دَخَلْتُ عَلَى هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: مَاتَ إبراهيم بن [أبي] [2] عبلة القرشي سنة اثنين وخمسين ومائة.
وفي سنة ثلاث وخمسين ومائة
وَسَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: مَاتَ مَعْمَرٌ سنة اثنين وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. وَفِيهَا تُوُفِّيَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ وَالِي حِمْصَ وَقِنَّسْرِينَ، وَوَلِيَ ابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ صَالِحٍ مَكَانَهُ. «وَفِيهَا قُتِلَ مَعْنُ بْنُ زَائِدَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِأَرْضِ خُرَاسَانَ» [1] . وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِفَةَ وَلَمْ يَدْرَبْ. وَفِيهَا تَوَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ حَاجًّا بَغْتَةً فقدم الكوفة، ولم يعلم به محمد ابن سُلَيْمَانَ- وَهُوَ وَالِي الْكُوفَةِ- وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَلَا عِيسَى بْنُ مُوسَى وَلَا مَنْ كَانَ بِهَا. وَحَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ بِالنَّاسِ، وَعَلَى مَكَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ الْحَسَنُ بْنُ زيد. [و] قسم أَبُو جَعْفَرٍ مَالًا أَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ دِرْهَمًا دِرْهَمًا. وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ الْمَهْدِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. قال: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ فِي بِضْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَصَدَرَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنَ الْحَجِّ إِلَى الْبَصْرَةِ فَبَنَى بِهَا قَصْرًا، وَنَزَلَ الْجِسْرَ الْأَكْبَرَ، وَجَهَّزَ جَيْشًا فِي الْبَحْرِ لِقِتَالِ السِّنْدِ. وَفِيهَا جَمَعَ أَبُو جَعْفَرٍ الْقُضَاةَ مِنَ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَمَدِينَةِ السَّلَامِ فِيمَا تَظَلَّمَ مِنْهُ عِيسَى بْنُ مُوسَى بِكَسْكَرَ. وَفِيهَا غزا معيوف بن يحي الجحدري [2] الصائفة ولم يدرب.
وفي سنة اربع وخمسين ومائة
«وَفِيهَا تُوُفِّيَ مُوسَى بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ» [1] . وَفِيهَا تُوُفِّيَ خَازِمُ [2] بْنُ خُزَيْمَةَ وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَرٍ. وَوَلِيَ مَكَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ. وَحَجَّ الْمَهْدِيُّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ إِلَى بِئْرِ ابن الْمُرْتَفِعِ، وَصَاحَ فِي أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ يَأْتُوهُ، وَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَأَتَاهُ أَهْلُ مَكَّةَ فَأَعْطَاهُمْ عَطَاءً شَيْئًا. وَزُلْزِلَتْ صَخْرَةٌ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ. وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَهُوَ وَالِي الْكُوفَةِ. وَعَلَى الْمَدِينَةِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ. «حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ [3] وَغَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أصحابنا يقولون: مَاتَ ابْنُ جَابِرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [4] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بن حي سنة أربع وخمسين ومائة، [و] [5] معمر [6] سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ. «وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: مات ابن جابر سنة اربع
وفي سنة خمس وخمسين ومائة
وخمسين ومائة. وسألت هشام بن عمار عَنْ سِنِّ ابْنِ جَابِرٍ؟ فَقَالَ: هُوَ مُسِنٌّ» [1] . حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ أَدْخُلُ أَنَا وَمَكْحُولٌ الْمَسْجِدَ وَقَدْ صلى الناس فيؤذن مكحول ويقيم ويتقدم فيصلي بِهِمْ، وَكُنْتُ أَجِيءُ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى وَقَدْ صَلَّوْا فَيُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ فَأَتَقَدَّمُ فَأُصَلِّي بِعِقَالٍ وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ. «حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ جابر قال: كنت ارتدف خَلْفَ أَبِي أَيَّامَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَدِمَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ فَدَعَا أَبِي إِلَى الْحَمَّامِ وَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا. قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: وَكُنْتُ أَلِي الْمَقَاسِمَ فِي أَيَّامِ هِشَامٍ. قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: وَصَلَّيْتُ بِسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى وَكُنْتُ أَسَنَّ مِنْهُ» [2] . وَيُقَالُ: مَاتَ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ. وَفِيهَا خَرَجَ أَبُو جعفر الى بيت المقدس. وانهدمت بيت زياد بِعَرَفَةَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِنَاسٍ مِنَ الْحَاجِّ وَذَلِكَ حِينَ صَلَّى الْإِمَامُ. وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ. حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامِ بْنِ ظَهِيرٍ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ. قَالَ: وَسَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عن موت محمد بن عبد الله
وفي سنة ست وخمسين ومائة
الشُّعَيْثِيِّ؟ قَالَ: كَانَ قَدِيمًا وَبَقِيَ وَرَوَى عَنْهُ الْأَوْزَاعِيُّ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سُفْيَانَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سِنَانٍ النَّصْرِيَّ عَنْ مَوْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعْثِيِّ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُهُ وَجَالَسْتُهُ مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ بِيَسِيرٍ [1] . وَفِيهَا خَرَجَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ فَفَتَحَهَا. وَفِيهَا وَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ ابْنَهُ الْمَهْدِيَّ لِبِنَاءِ الرَّافِقَةِ. وَغَزَا الصَّائِفَةَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ يَزِيدُ بْنُ أَسَدٍ السُّلَمِيُّ. وَفِيهَا عُزِلَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَاسْتُعْمِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ. وَعَلَى مَكَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَّمَدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ. وَزُلْزِلَتْ مَكَّةُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ لَيْلًا فِي آخِرِ ذِي الْقِعْدَةِ. وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: مَاتَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمْلَةَ [2] سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أحمد حدثنا عبد الصمد قال: مات ابن أبي عَرُوبَةَ [3] سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاذٍ قَالَ: مَاتَ سِوَارٌ سنة ست وخمسين ومائة.
وفي سنة سبع وخمسين ومائة
وَفِيهَا زَوَّجَ أَبُو جَعْفَرٍ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ قُثَمَ بْنِ الْعَبَّاسِ لُبَابَةَ بِنْتَ عَلِيٍّ. وَأَمِيرُ مَكَّةَ عَامَئِذٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ، وَابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ خَلِيفَتُهُ. وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ. وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْعَدَوِيُّ مِنْ أَهْلِ بَيْرُوتَ قَالَ: مَوْلِدُ الْأَوْزَاعِيِّ فِي سَنَةِ فَتْحِ الطُّوَانَةِ [1] ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ قَبَاثُ بْنُ رَزِينٍ اللَّخْمِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ عُرِضَ كِتَابِي عَلَى ابْنِ بُكَيْرٍ فَقَالَ: سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ مُحْتَلِمًا أَوْ شَبِيهًا بِالْمُحْتَلِمِ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَاتَ الْأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ: وَوُلِدَ الْأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: كَانَتْ وَفَاةُ الْأَوْزَاعِيِّ يوم الأحد لليلتين بقيتا من صفر سنة سبع وخمسين ومائة. وسمعت عبد الرحمن بن إبراهيم يَقُولُ: مَاتَ الْأَوْزَاعِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حدثنا ابو مسهر قال: حدثنا
وفي سنة ثمان وخمسين ومائة
هِقْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَجَابَ الْأَوْزَاعِيُّ فِي سَبْعِينَ أَلْفِ مَسْأَلَةٍ أَوْ نَحْوِهَا. «وَفِيهَا نَقَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْأَسْوَاقَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَمَدِينَةِ الشَّرْقِيَّةِ إِلَى بَابِ الْكَرْخِ وَبَابِ الشَّعِيرِ وَالْمِحْوَلِ وَهِيَ السُّوقُ الَّتِي تُعْرَفُ بِالْكَرْخِ وَأَمَرَ بِبِنَائِهَا مِنْ مَالِهِ عَلَى يَدَيِ الرَّبِيعِ مَوْلَاهُ. وَفِيهَا وَسَّعَ طُرُقَ الْمَدِينَةِ وَأَرْبَاضَهَا وَوَضَعَهَا عَلَى مِقْدَارِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَأَمَرَ بِهَدْمِ مَا شَخَصَ مِنَ الدُّورِ عَنْ ذَلِكَ الْقَدْرِ» [1] . «وَفِيهَا ابْتَنَى أَبُو جَعْفَرٍ قَصْرَهُ الَّتِي تُعْرَفُ بِالْخُلْدِ. وَفِيهَا عَقَدَ الْجِسْرَ عِنْدَ بَابِ الشَّعِيرِ» [2] . وَأَمِيرُ مَكَّةَ عَامَئِذٍ مُحَمَّدُ بن إبراهيم. وعلى شرطه خَلَفُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ. وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ومائة حج بالناس إبراهيم بن يحي بْنِ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ عَنْ إسحاق عن عِيسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: حَجَّ أَبُو جَعْفَرٍ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ قَبْلَ التَّرْوِيَةِ بِيَوْمٍ وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً غَيْرَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَبَايَعَ النَّاسُ مُحَمَّدَ بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: «تُوُفِّيَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْكِنْدِيُّ يُكَنَّى أَبَا زُرْعَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [1] . وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ التُّجِيبِيَّ قَالَ: كَانَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ يَمُرُّ بِنَا رَاكِبًا عَلَى فَرَسٍ عَرَى يَقُودُ فَرَسًا آخَرَ يَذْهَبُ لسقيهما. قال: وكانت لَهُ جُمَّةٌ، وَافِرَ الشَّعْرِ، خَفِيفَ اللِّحْيَةِ. قَالَ: رَأَيْتُهُ وَأَثْبَتُّهُ، مات سنة ثمان وخمسين ومائة وأنا ابن عشر سنين. قال ابن بكير: رأيت حيوة بن شريح على فرس أبيض اللحية أصهبا [2] ، ولم أسمع منه شيئا. «سمعت سليمان بن حرب يَقُولُ: طَلَبْتُ الْحَدِيثَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، فَاخْتَلَفْتُ إِلَى شُعْبَةَ، فَلَمَّا مَاتَ شُعْبَةُ جَالَسْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ وَلَزِمْتُهُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ: جَالَسْتُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً» [3] ، جَالَسْتُهُ سَنَةَ سِتِّينَ، وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَسَمِعْتُ أَبَا أَيُّوبَ سُلَيْمَانَ بْنَ سَلَمَةَ الخبائريّ الحمصي قال: صفوان ابن عَمْرٍو، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. «حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي فديك قال: مات
وفي سنة تسع وخمسين ومائة
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [1] . «وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: وُلِدَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ سَنَةَ الْجُحَافِ» [2] . قَالَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ: وَوُلِدَ أَبِي سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، وَمَالِكٌ أَكْبَرُ مِنْ أَبِي بِثَلَاثِ سِنِينَ، كَانَ مَوْلِدُ مَالِكٍ سَنَةَ تِسْعِينَ فَعَلَى هَذَا ابْنَ أبي ذئب أكبر من مَالِكٍ بِعَشْرِ سِنِينَ. وَفِيهَا نَزَلَ أَبُو جَعْفَرٍ قَصْرَهُ الَّذِي لَمْ يَخْلُدْ فِيهِ، وَحَجَّ مِنْ سَنَتِهِ، وَتُوُفِّيَ بِبِئْرِ مَيْمُونٍ مَعَ طُلُوعِ الْفَجْرِ يَوْمَ السَّبْتِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ. وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ. وَأَمِيرُ مَكَّةَ عَامَئِذٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بن علي بن عبد الله بن عباس. وعلى شرطه عامئذ يحي بْنُ مَيْمُونٍ الْحَذَّاءُ. وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَامَئِذٍ عَبْدُ الصَّمَدِ [3] . وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بالناس يزيد بن منصور خال المهدي. قال أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، «وَمَاتَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سنة تسع وخمسين ومائة» [4] .
وفي سنة ستين ومائة
«وَفِيهَا بَنَى الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ الَّذِي بِالرُّصَافَةِ» [1] . وَفِيهَا عُزِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَثِيرِيُّ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ الْجُمَحَيُّ. وَفِيهَا عَزَمَ الْمَهْدِيُّ بِالْبَيْعَةِ لِابْنِهِ مُوسَى وَخَلْعِ عِيسَى بْنِ مُوسَى. وَأَمِيرُ مَكَّةَ عَامَئِذٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ. وَصَدَرَ النَّاسُ عَنِ الْحَجِّ تِلْكَ السَّنَةَ. وَعُزِلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا الْكَثِيرِيُّ. وَفِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ المهدي محمد بن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: مَاتَ شُعْبَةُ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِ السَّنَةِ» [2] . قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: وَسَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَصُدُّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ. «قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ» [3] . قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُرَّانَ [4] التُّجِيبِيُّ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَتُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، يُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: مَاتَ الْحَسَنُ بن أبي جعفر سنة ستين ومائة
يَوْمَ الرُّوسِ. «وَمَاتَ الْمَسْعُودِيُّ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ» [1] . قال أحمد: قال يحي: مَاتَ شُعْبَةُ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. قال يحي: وَشُعْبَةُ أَكْبَرُ مِنْ سُفْيَانَ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَسُفْيَانُ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ مُقَارِبَانِ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ أَصْغَرُ مِنَ الثَّوْرِيِّ بِعَشْرِ سِنِينَ. وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: مَاتَ حَرْمَلَةُ فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي صَفَرٍ وَقَدْ رَأَيْتُهُ وَجَلَسْتُ فِي حِجْرِهِ ما لا أُحْصِي. قُلْتُ: كَانَ يَخْضِبُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ [2] : مِمَّنْ هُوَ؟ قَالَ [3] : مَوْلَى لِتُجِيبَ يُكَنَّى أَبَا حَفْصٍ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَمَاتَ ابْنُ شِمَاسَةَ [4] بَعْدَ الْمِائَةِ، وَحَرْمَلَةُ [5] وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ. قُلْتُ لِابْنِ بُكَيْرٍ: سَمِعَ مِنَ ابْنِ شِمَاسَةَ؟ قَالَ: لا أشك. قلت لابن بكير: تثبت خِضَابُ حَرْمَلَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: مَاتَ شُعْبَةُ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ [وَسِتِّينَ] [6] وَمِائَةٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ وَسَمِعْتُ وَلَدَ حَرْمَلَةَ يَقُولُونَ: حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ قُرَّانَ، قَالُوا: وَاسْتُشْهِدَ قُرَّانُ فِي فَتْحِ الْمَغْرِبِ سَنَةَ سِتِّينَ من الهجرة.
وفي سنة احدى وستين ومائة
وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ مُوسَى بْنُ الْمَهْدِيِّ وَهِوَ وَلِيُّ الْعَهْدِ. «قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ الثَّوْرِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ» [1] . حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ قَالَ: مَاتَ رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ سنة احدى أو اثنين وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَسَمِعَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مِنْ رجاء ابن أَبِي سَلَمَةَ فَقَالَ: رَجَاءٌ أَبُو الْمِقْدَامِ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ. قَالَ أَحْمَدُ: مَاتَ أَبُو الْمُهَاجِرِ الرَّقِّيُّ [2] سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أحمد بن الخليل قال: حدثني يحي بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: وُلِدَ سُفْيَانُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ كَأَنَّهُ عَاشَ أَرْبَعًا وَسِتِّينَ سَنَةً. وَفِيهَا فَرَغَ الْمَهْدِيُّ مِنْ مَقْصُورَةِ مَدِينَةِ الرَّسُولِ. وَفِيهَا خَرَجَ الْمُقَنَّعُ بِخُرَاسَانَ. وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِالزِّيَادَةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرسول صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ بِالْبَصْرَةِ فَزِيدَ فِيهَا وَعَلَيْهَا. وَعَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ [3] . وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ الْمَنْصُورُ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ سَعِيدُ بْنُ مِقْلَاصٍ- وَمِقْلَاصٌ يُكَنَّى أَبَا أَيُّوبَ- الْخُزَاعِيُّ سَنَةَ مِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةِ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ يكنى أبا يحي. وَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ [4] سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثنين وستين ومائة.
وفي سنة ثلاث وستين ومائة
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَاتَ هَمَّامُ بْنُ يحي العوذي [1] سنة اثنين وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الضَّرِيرُ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى هَمَّامٍ وَذَكَرَ قِصَّةً. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكَانَ الْمُقْرِئُ [2] يَقُولُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَسَمِعْتُ عبد العزيز بن عمران وهو ابن بنت سَعِيدِ بْنِ أَبي أَيُّوبَ يُنْكِرُ ذَلِكَ وَيَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ مَوْلَى خُزَاعَةَ، وَأَخْرَجَ إِلَيَّ كُتُبًا وَوَثَائِقَ لِأَسْلَافِهِمْ قَدِ انْتَسَبُوا فِي جَمِيعِ ذَلِكَ إِلَى خُزَاعَةَ. وَفِيهَا وَلِيَ ثُمَامَةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَبْسِيُّ الصَّائِفَةَ ثُمَّ عُزِلَ وَوَلِيَ الْحَسَنُ بْنُ قحطبة مكانه فساح في بلاد الروم وحرق وَخَرَّبَ وَفَتَحَ حِصْنًا. وَعَلَى مَكَّةَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، جَعْفَرٌ بِالْمَدِينَةِ وَعَامِلُهُ عَلَى مَكَّةَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [3] يَقُولُ: وُلِدَ شَرِيكٌ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ، «وَوُلِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عياش سنة ست وتسعين» [4] ، وَسُفْيَانُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ. وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ أَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ عَلِيُّ بْنُ الْمَهْدِيِّ. وَأَتَى الْمَهْدِيُّ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَصَلَّى فِيهِ.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحِ بْنِ قُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ بِالْمَغْرِبِ، سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ بالإسكندرية، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ سَعِيدٍ الْجَيْشَانِيُّ سَنَةَ مِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قَالَ ابن بكير: رأيت حميد صَاحِبَ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَقُتِلَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ ومائة. «حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حدثني سليمان البهراني قال: سمعت يحي بْنَ صَالِحٍ قَالَ: مَاتَ شُعَيْبٌ [1] وَحَرِيزٌ [2] وَأَبُو مهدي [3] سنة ثلاث وستين ومائة» [4] . ومات يحي بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، كُنْيَتُهُ أَبُو الْعَبَّاسِ. حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ أَبِي مريم قال: قال يحي بْنُ أَيُّوبَ: خَرَجْتُ فِي جِنَازَةٍ بِمَكَّةَ مَعَ ابْنِ جُرَيْجٍ [فِي] يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ فَقَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ: اسْتَعْبَدَكَ الْحَدِيثُ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ. وَعَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. وَعُزِلَ مُعَاذُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ خُرَاسَانَ وَوَلِيَ الْمُسَيَّبُ بن زهير، فقدم
وفي سنة أربع وستين ومائة
المسيب عمله في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين ومائة. وفي سنة أربع وستين ومائة حج بالناس صالح الفقير بن عبد الله بن محمد المنصور. حدثني أبو عتبة الحسن بن علي بن مسلم السكوني الحمصي في سوق البز قَالَ: غَزَوْتُ جَبَلَةَ [1] سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، «وَمَاتَ أَرْطَأَةُ- يَعْنِي ابْنَ الْمُنْذِرِ- قَبْلَ ذَلِكَ بِسَنَةٍ» [2] . وَمَاتَ الْأَحْمُوسِيُّ عُمَرُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ قَالَ: حدثنا «يحي بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى حِمْصَ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا شَيْخُكُمُ الصَّالِحُ، حَدَّثَنَا شَيْخُكُمُ الصَّالِحُ، فَلَمَّا كَثُرَ قُلْتُ لَهُ: وَمَنْ شَيْخُنَا الصَّالِحُ؟ سَمِّهِ لَنَا حَتَّى نَعْرِفَهُ. فَقَالَ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ. قُلْتُ: فِي أَيِّ سَنَةٍ لَقِيتَهُ؟ قَالَ: لَقِيتُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. قَالَ: قُلْتُ: وَأَيْنَ لَقِيتَهُ؟ قَالَ: لَقِيتُهُ فِي غَزَاةِ أَرْمِينِيَّةَ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَا شَيْخُ لَا تَكْذِبْ، مَاتَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ فَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ لَقِيتَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ، وَأَزِيدُكَ آخَرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَغْزُو أَرْمِينِيَّةَ» [3] كَانَ يَغْزُو الرُّومَ!! وَعَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَكَانَ عَامِلُهُ عَلَى مَكَّةَ هَذِهِ السَّنَةَ عُثْمَانَ بْنَ خَالِدٍ التَّيْمِيَّ. وعزل جعفر بن سليمان.
وفي سنة خمس وستين ومائة
وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ صالح الفقير بن عبد الله بن محمد. «حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: وُلِدَ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمَاتَ [سَنَةَ] خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ» [1] ، وَصَلَّى عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. «سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً» [2] ، رَوَى عَنْهُ أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَامِرٍ [3] يَقُولُ: [ابْنُ] [4] ثَوْبَانَ مِنْ صِنْفِ أَشْرَافٍ. قُلْتُ لَهُ: لَمْ يَرْوِ عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ. فَقَالَ: إِنَّمَا رَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ أَعْلَامٍ مِنْ شُيُوخِنَا وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ مِنْ أَشْرَافِ الْبَلَدِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَابْنِ زَبْرٍ فَنُعِيَ إِلَيْنَا ابْنُ ثَوْبَانَ [5] فَاسْتَرْجَعَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [6] . وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى مَكَّةَ عَامَئِذٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ. [وَفِيهَا] بَنَى هَارُونُ بأم جعفر زبيدة.
وفي سنة ست وستين ومائة
وَفِيهَا وَجَّهَ هَارُونُ ابْنَهُ غَازِيًا إِلَى بِلَادِ الرُّومِ، وَهَارُونُ وَلِيُّ عَهْدٍ، فَوَغَلَ فِي بِلَادِ الرُّومِ حَتَّى بَلَغَ الْخَلِيجَ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ، وَصَاحَبَ مَلِكَ [1] الرُّومِ يَوْمَئِذٍ امْرَأَةُ أَلْيُونَ [2] ، وَهَادَنَهَا هارون بعد جهد جَهْدِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ خَوْفٍ شَدِيدٍ. وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم بن محمد بن علي. وسمعت يحي بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ يَقُولُ: تُوُفِّيَ ابو شريح عبد الرحمن ابن شُرَيْحٍ الْمَعَافِرِيُّ سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَسِتِّينَ ومائة. وفيها عقد المهدي البيعة لهارون ولاية العهد بعد موسى. وفيها خلّى المهدي عن عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ. وَفِيهَا تَحَوَّلَ الْمَهْدِيُّ إِلَى عِيسَابَاذَ فَنَزَلَهَا. وَفِيهَا اعْتَمَرَ الْمَهْدِيُّ عُمْرَةَ شَهْرِ رَمَضَانَ. وَكَانَ أَمِيرُ مَكَّةَ أَحْمَدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ. وَفِيهَا وُلِّيَ الْفَضْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَلَى خراسان، وقدم على عمله لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَعُزِلَ الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ، وَأَقَامَ الْفَضْلُ إِلَى سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ حج بالناس إبراهيم بن يحي بْنِ مُحَمَّدٍ صَاحِبُ الْمَوْصِلِ، كَانَ وَالِيًا عَلَى الْمَدِينَةِ. وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: مَاتَ ابو هلال الراسبي [3] سنة سبع
وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَحَضَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ مَوْتَهُ فِي قدمته الثانية البصرة. وحدثني صفوان بن صالح قال: سمعت الوليد وَغَيْرَهُ يَقُولُونَ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. «قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَمَاتَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ وَحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَجَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ» [1] . سَمِعْتُ أَبَا أُمَيَّةَ الْفَارِضَ فِي مَجْلِسِ سُلَيْمَانَ بن حرب- بمكة- يَقُولُ: مَاتَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيِّ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. سَمِعْتُ أَبَا النُّعْمَانِ يَقُولُ: أَبُو هِلَالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سليم [2] مولى لبني سلمة وَلَكِنَّهُ كَانَ يَنْزِلُ فِي بَنِي رَاسِبٍ. وَفِيهَا تُوُفِّيَ عِيسَى بْنُ مُوسَى بِالْكُوفَةِ فَأَشْهَدَ النَّاسَ عَلَى وَفَاتِهِ رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ وَهُوَ وَالِيهَا، وَصَلَّى عَلَيْهِ رَوْحٌ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الشَّافِعِيَّ قَالَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى: فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ بَلَغْتُ سَبْعِينَ سَنَةً وَلَمْ يَبْلُغْهَا أَحَدٌ مِنْ آبَائِي. وَفِيهَا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بن يحي بِالْمَدِينَةِ- وَهُوَ وَالٍ عَلَيْهَا- صَلَّى عَلَيْهِ ابْنٌ لِعَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ كَانَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مجتازا فوافق ذلك، فصلى عليه،
وفي سنة ثمان وستين ومائة
وَكَانَتْ وَفَاتُهُ وَقْتَ انْصِرَافِهِ مِنَ الْمَوْسِمِ. وَفِيهَا تَوَجَّهَ الْمَهْدِيُّ إِلَى طَبَرِسْتَانَ. فِي هَذِهِ السَّنَةِ هُدِمَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ مِمَّا يَلِي الْوَادِي وَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِشِرَاءِ الدُّورِ الَّتِي مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي، فَصَيَّرَ طَرِيقًا لِلنَّاسِ، وَأَدْخَلَ الطَّرِيقَ وَالْوَادِيَ الَّذِي كَانَ طَرِيقًا وَمَسِيلًا لِلسَّيْلِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَوَلِيَ هَدْمَهُ وَبِنَاءَهُ يَقْطِينُ بْنُ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ بِأَمْرِ الْمَهْدِيِّ. فَسَمِعْتُ أَرْبَابَ تِلْكَ الدُّورِ قَالُوا: عُوِّضْنَا لِكُلِّ ذِرَاعٍ ذِرَاعًا مِنْ مَكَانٍ آخَرَ وَدُفِعَ إِلَيْنَا لِكُلِّ ذِرَاعٍ مِائَةُ دِينَارٍ. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِالزِّيَادَةِ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ مِمَّا يَلِي الْوَادِيَ وَوَلِيَ مَكَّةَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ. وَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يحي بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ مَكَّةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: قال سعيد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ: صَلَّى بِنَا الزُّهْرِيُّ وَهُوَ نَازِلٌ بِالرَّاهِبِ [1] عَلَى بِسَاطٍ حِيرِيٍّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: دُهِشْنَا عَنِ الْهَرْوَلَةِ فَسَأَلْنَا عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، فَقَالَ: لَا شَيْءَ عَلَيْكُمْ. قَالَ لَنَا أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ عَطَاءٍ غَيْرَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَهْدِيِّ. سَمِعْتُ يحي بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمَخْزُومِيَّ يَقُولُ. تُوُفِّيَ غَوْثُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَتُوُفِّيَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْقَيْسِيُّ مَوْلَى أُمِّ العيناء وهو مولى
وفي سنة تسع وستين ومائة
لِقَيْسٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. «وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بن سلمة الحمصي الخبائريّ قَالَ: مَاتَ حَرِيزٌ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ» [1] . وَفِيهَا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَسَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحي التَّنُوخِيِّ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَفِيهَا ارْتَدْتُ أَعْرَابَ بَادِيَةِ الْبَصْرَةِ فَتَرَكْتُ الصَّلَاةَ، وَقَطَعْتُ الطُّرُقَ، وَانْتَهَكْتُ الْمَحَارِمَ. وَفِيهَا انْتَقَضْتُ مِصْرَ لِتَعَسُّفِ مُوسَى بْنِ مُصْعَبٍ إِيَّاهُمْ، وَضَعَ الْخَرَاجَ عَلَى الدَّوَابِّ وَالْمَوَاشِي. وَفِيهَا خَرَجَ الْمَهْدِيُّ إِلَى مَاسَبَذَانَ [2] . وَأَمِيرُ مَكَّةَ أَحْمَدُ بْنُ إسماعيل بن علي. وعلى شرطه مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ. وَعَلَى الْمَدِينَةِ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى. وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الله أبي [3] جعفر بن محمد.
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: تُوُفِّيَ الْمَهْدِيُّ محمد بن عبد الله بن محمد بن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ بِمَاسَبَذَانَ، لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ، فَكَانَتْ خِلَافَتُهُ عَشْرَ سِنِينَ وَخَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلْيَلَةً. وَمَعَهُ ابْنُهُ هَارُونُ فَوَلِيَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، وَأَخَذَ الْبَيْعَةَ عَلَى مَنْ كَانَ حَاضِرًا لِمُوسَى أَخِيهِ وَلِنَفْسِهِ بِعْدَهُ، وَانْصَرَفَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ [1] ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَفِيهَا قُتِلَ حَسَنٌ [2] وَحُسَيْنٌ [3] بِفَخَّ. سَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ عَنْ مَوْتِ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنَا هِشَامٌ: وَسَمِعْتُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ مَجْلِسًا مَعَ أَصْحَابِنَا فَلَمْ أَكْتُبْهُ. قَالَ هِشَامٌ: وَرَأَيْتُ بُكَيْرَ بْنَ مَعْرُوفٍ وَسَمِعْتُ مِنْهُ الْكَثِيرَ وَلَمْ أَكْتُبْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ. قَالَ: وَكَتَبَ إِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ وَإِلَى ابْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى- يَعْنِي أَبَا مُسْهِرٍ- وَثَالِثٌ ذَكَرَهُ مِائَةَ حَدِيثٍ وَحَدِيثَيْنِ. قَالَ: وَقَدِمْتُ بَعْدَ ذَلِكَ قَدْمَتَيْنِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: أَرَادَ هِشَامٌ أَنْ يدلس عليّ. قلت لهشام: وقد مَاتَ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَأَتَى- يَعْنِي الْمَهْدِيَّ- أَهْلَ مَكَّةَ يَوْمَ السَّبْتِ لِسَبْعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ ومائة.
وَبَايَعَ أَهْلُ مَكَّةَ لِمُوسَى وَهَارُونَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى. وَأَمِيرُ مَكَّةَ عَامَئِذٍ [أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ. ثُمَّ عُزِلَ أَحْمَدُ وَاسْتُعْمِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ، فَدَخَلَ مَكَّةَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ تِسْعٍ. وَتُوُفِّيَ الْقَاضِي الْأَوْقَصُ قَاضِي مَكَّةَ، وَسَمِعْتُ شُيُوخَ مَكَّةَ يَقُولُونَ: لَمْ يَلِ مَكَّةَ مِثْلُ الْأَوْقَصِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ. وَكَانَ مَوْتُ الْأَوْقَصِ فِي جُمَادَى الْأُولَى فَوَلِيَ بَعْدَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّفْيَانِيُّ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ. وَخَرَجَ حُسَيْنُ بن علي بن حسين بن علي بن أَبِي طَالِبٍ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ السَّبْتِ صَبِيحَةَ سِتَّ عَشْرَةَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ الْعَبَّاسِيُّونَ مع سليمان ابن أَبِي جَعْفَرٍ حَتَّى لَقَوْهُ بِفَخَّ، وَخَلَّفُوا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ قُثَمَ عَلَى مَكَّةَ، فَقَتَلُوهُ فِي عِدَّةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِفَخَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَذَلِكَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ. وَكَانَ بَيْنَ خروجه وبين قتله أحد وعشرين يَوْمًا، وَقُتِلَ مَعَهُ يَوْمَئِذٍ جُبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ النَّوْفَلِيُّ، وَقُتِلَ فِيهِمُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَمَرَ بِهِ مُوسَى بْنُ عِيسَى فَقُتِلَ صبرا، ومضى يحي وَإِدْرِيسُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ، فَأَمَّا إِدْرِيسُ فَلَحِقَ بِالْمَغْرِبِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى مَاتَ، وَخَلَّفَ ابنا له يقال له إدريس. واما يحي فَقَدِمَ فَارِسَ وَمَرَّ بِفَسَا [1] فَأَقَامَ بِهَا وَذَلِكَ في عمل عمار ابن عَلِيٍّ عَلَى فَسَا. فَسَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ حَفْصٍ يقول: كان سبب خروج يحي مِنْ فَسَا وَلُحُوقِهِ بِالْجَبَلِ أَنَّ تَابِعًا لِعَدَوِيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ جَاءَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: أَخُو الأمير عدوية
يَدْعُوكَ، فَاسْتَخَفَّ بِكَلَامِهِ وَقَالَ: وَمَا عَدَوِيَّةُ. فَأَذَاهُ الرَّسُولُ، فَكَأَنَّهُ اسْتَعْظَمَ [ذَلِكَ] [1] فَكَانَ هَذَا سَبَبَ خُرُوجِهِ مِنْ فَسَا وَلُحُوقِهِ بِالْجِبَالِ، فَلَحِقَ بِجِبَالِ الدَّيْلَمِ- وَلَهُ حَدِيثٌ طَوِيلٌ- فَمَنَعَهُ الْعِلْجُ وَآوَاهُ حَتَّى بَعَثَ إِلَيْهِ هَارُونُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ الْقَاضِي فَامْتَنَعَ الْعِلْجُ حَتَّى جَعَلَ لَهُ الْأَمَانَ بِأَوْكَدِ مَا يَكُونُ وَقَدِمَ بِهِ إِلَى هَارُونَ. حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْقَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَالِدٍ [2] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: مَنْ يَصُولُ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ- يَعْنِي أَهْلَ الْكُوفَةِ- فَقَالَ: صَالَ بِالسَّهْمِ الْأَخْيَبِ. قَالَ شِهَابٌ: حَدَّثَنَا هَذَا سُفْيَانُ سَنَةَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بِفَخَّ مُنْذُ إِحْدَى وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَحَدَّثَنِي شِهَابٌ هَذَا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَكَانَ قَدْ وَلِيَ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ مَكَّةَ وَتَوَجَّهَ إِلَى عَمَلِهِ، وَشَخَصَ مَعَهُ عَدَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فِيهِمُ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعِيسَى بْنُ مُوسَى وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى وَمُحَمَّدٌ وَجَعْفَرٌ ابْنَا سُلَيْمَانَ، وخرج معهم عدة من الموالي فاجمعوا عند ما بلغهم من أمر الحسين الصغير فرأسوا عليهم سليمان ابن أَبِي جَعْفَرٍ حَتَّى لَقَوْهُ، وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ وَأَمْرِهِمُ الَّذِي كَانَ. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ زَحَفَ طَاغِيَةُ الرُّومِ فَهَدَمَ مَدِينَةَ الْحَدَثِ [3] . وَكَانَ عَلَى مكة عبيد الله بن قثم. وعلى شرطه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانٍ الْمَخْزُومِيُّ.
وفي سنة سبعين ومائة
وَعَلَى الْمَدِينَةِ الْعُمَرِيُّ [1] . وَفِي سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ: وَتُوُفِّيَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ فاستخلف هارون. قال أحمد: بلغني أَنَّ خِلَافَةَ مُوسَى كَانَتْ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَاسْتُخْلِفَ هَارُونُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ: كَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَةً وَشَهْرًا وَأَيَّامًا [2] . قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَاسْتُخْلِفَ هَارُونُ، وَوَلِيَ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَعُزِلَ الْعُمَرِيُّ. وَفِيهَا وُلِدَ الْمَأْمُونُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِلنِّصْفِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ لَيْلَةَ مَاتَ مُوسَى. وَفِيهَا وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسِتَّ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَوَّالٍ. وَعَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قثم. وعلى شرطه عِيسَى بْنُ عُمَرَ الرُّكَانِيُّ. ثُمَّ عُزِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا مُوسَى بْنُ عِيسَى وَعَلَى الْيَمَنِ. وَصَدَرَ هَارُونُ خَلْفَ مُوسَى بْنِ [3] عِيسَى.
وفي سنة احدى وسبعين ومائة
وَفِيهَا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ خُرَاسَانَ عَامِلًا بَعْدَ الْفَضْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، يَوْمَ الْخَمِيسِ لِلَيْلَةٍ خَلَتْ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ. وَأَخْرَجَ مَنْ كَانَ بِالْمَدِينَةِ مَدِينَةِ السَّلَامِ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيُقِيمُوا بِهَا. وَفِيهَا عُزِلَ مُوسَى بْنُ عِيسَى فِي صَفَرٍ، وَوَلِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ مَكَّةَ، وَكَانَ بِالطَّائِفِ. وَفِيهَا اعْتَمَرَتِ الْخَيْزُرَانُ أُمُّ هَارُونَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَجَاوَرَتْ إِلَى أَنْ حَجَّتْ. وَعَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ. وَعَلَى الْمَدِينَةِ إِسْحَاقُ بْنُ سليمان. وفي سنة اثنين وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَقَدْ قِيلَ بَلْ يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَقَامَ الْحَجَّ. وَفِيهَا عُزِلَ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَوَلِيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ صَالِحٍ. وَعَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ [1] اللَّهِ بْنُ قُثَمَ. وَفِيهَا قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ مِنْ مَرْوَ- وَهُوَ وَالِي خُرَاسَانَ- إِلَى بَلْخَ غَازِيًا في ذي القعدة سنة اثنين وسبعين ومائة [و] توجه ابنه العباس ابن جَعْفَرٍ إِلَى كَابُلَ حَتَّى دَخَلَهَا وَخَلِيفَتُهُ بِمَرْوَ شُعَيْبُ بْنُ حَازِمٍ. وَسَأَلْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ وَنَاجِيَةَ بْنِ بَكْرٍ وَعُثْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِمْ هُمْ أَهْلُ وَرَعٍ، وَعُثْمَانُ جُذَامِيٌّ وَهُوَ أَفْضَلُهُمْ، ثُمَّ عقبة،
في سنة ثلاث وسبعين ومائة
ثُمَّ نَاجِيَةُ. قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو النَّافِعِيُّ؟ قَالَ: هُوَ مِصْرِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ. قَالَ: وَقُلْتُ لَهُ: سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: بَخٍ هُوَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ مَا ذَكَرْتُ مُنْذُ الْيَوْمِ مِثْلَهُ، كَانَ هو أفضلهم وأفقهم، وَكَانَ مِنْ أَتْرَابِ ابْنِ وَهْبٍ وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَعُزِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ، وَاسْتُعْمِلَ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ. فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّشِيدُ وَهِيَ السَّنَةُ الَّتِي قَسَمَ فِيهَا لِلنَّاسِ عَامَّةً صَغِيرِهِمْ وَكَبِيرِهِمْ دِرْهَمًا دِرْهَمًا. وَعَلَى مكة سليمان بن جعفر، وعلى شرطه عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ شُعَيْبٍ الْحَجَبِيُّ، وَكَانَ ابْنُ شُعَيْبٍ- عَلَى مَا ذَكَرَ لِي بَعْضُ شُيُوخِ مَكَّةَ- يَسْكُنُ طَرَفًا مِنْ أَطْرَافِ مَكَّةَ، وَكَانَ فِيهِ أَعْرَابِيَّةٌ، وَكَانَ يَلْزَمُ الْمَسْجِدَ، فَرَآهُ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ فَأُعْجِبَ بِسَمْتِهِ، فَأَرَادَهُ عَلَى أَنْ يلي له ويكون على شرطه، فَامْتَنَعَ، وَقَالَ: نُجْرِي عَلَيْكَ كُلَّ شَهْرٍ خَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا وَأَنْتَ بِالْخِيَارِ إِنْ رَأَيْتَ مَا تُحِبُّ أَقَمْتَ وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ اعْتَزَلْتَ. فأجابه، وولاه شرطه، وَعَلَى سُوقِ مَكَّةَ عَامِلٌ، صَرَفَ الْخَصْمَ إِلَى صَاحِبِ السُّوقِ وَالتَّزْوِيجَ إِلَى ابْنِ شُعَيْبٍ، فَكَانَ يُزَوِّجُ [فِي] الْيَوْمِ عِدَّةً، وَكَذَلِكَ أَهْلُ مَكَّةَ الْكَبِيرُ مِنْهُمْ يَعْقِدُ نِكَاحَ ابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ بِمَحْضِرٍ مِنَ السُّلْطَانِ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ بَعْدَ أَيَّامٍ فَقَالَ: يَا ابْنَ شُعَيْبٍ كَيْفَ تَرَى مَا أَنْتَ فِيهِ؟ قَالَ: حَسَنٌ جَمِيلٌ أُجْرِيَ لِي خَمْسَةَ عَشَرَ دِينَارًا وَلَيْسَ لَنَا عَمَلٌ إِلَّا أَنْ نُزَوِّجَ. قَالَ: فَلَمَّا مَضَى نِصْفُ السَّنَةِ أَوْ نَحْوُهُ جَعَلَ يَأْتِي أُولَئِكَ الَّذِينَ زَوَّجَهُنَّ فَيَقُلْنَ: إِمَّا أَنْ تُزِيحَ الْعِلَّةَ فِي النَّفَقَةِ وَالْكِسْوَةِ وَإِمَّا أَنْ تُطَلِّقَ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ مكة لا يختلفون ان مَنْ عَجَزَ عَنْ نَفَقَةِ أَهْلِهِ إِمَّا أَنْ يُزِيحَ الْعِلَّةَ فِي النَّفَقَةِ وَإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، وَكَانَ يَحْكُمُ فِيهِمْ بِذَلِكَ، فَلَمَّا انْقَضَى الْمَوْسِمُ اسْتَعْفَى. قَالَ: فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: مَا بَدَا لك؟ قَالَ: صِرْتُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ أُزَوِّجُ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ أُفَرِّقُ، وَلَا حَاجَةَ لِي فِي هَذَا. وَكَانَ إِذَا أُتِيَ بِمَرِيبٍ أَوْ دَاعِرٍ- زَعَمُوا- يَقُولُ: ويحكم.
وفي سنة اربع وسبعين ومائة
مَا لَكُمْ وَلِهَؤُلَاءِ عَلَيْكُمْ بِالْعِرَاقِيِّينَ تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ، افْتَقِدُوا أُمُورَهُمْ، فَوَلِيَ بَعْدَهُ قَضَاءَ مَكَّةَ. فَقُلْتُ لِهَذَا الشَّيْخِ: عَلَى هَذَا وَلِيَ الْقَضَاءَ وَهُوَ يَحُثُّ عَلَى تَتَبُّعِ عَوْرَاتِ النَّاسِ! فَقَالَ: أُخْبِرُكَ، كَانَ قَدِمَ حَاجٌّ الْعِرَاقَ فَاكْتَرَى رَجُلٌ مِنَ الْحَاجٍ مِمَّنْ يَتَّجِرُ فِي الْمَوْسِمِ وَيُوَافِي لِلتِّجَارَةِ وَالْحَجِّ فَذَكَرَ لَهُ عَنْهُ رِيبَةً، فَخَلَطَ عَلَيْهِ وكاد يَهْتِكُهُ، وَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ مَكْرُوهٌ، فَلَمَّا حَضَرَ خُرُوجَهُ جَاءَتْهُ [1] بَعْضُ مَنْ فِي نَاحِيَتِهِ فَبَاتَتْ عِنْدَهُ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: زَعَمُوا أَنَّهَا أُخْتُهُ- وَهُوَ عَلَى الْخُرُوجِ- فَأَسْكَرَهَا وَعَرَّاهَا، وَتَرَكَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهَا بِقُفْلٍ، وَحَمَلَ الْقُفْلَ إِلَى ابن شعيب [و] قال: قَدْ خَلَّفْتُ فِي الْبَيْتِ الَّذِي أَنَا فِيهِ حَرْثًا [2] وَزَادًا فَضُلَ عَنَّا وَقُمَاشًا كَثِيرًا كَفَفْنَا وَتَرَكْنَاهُ، فَاحْتَسَبَ فِي ذَلِكَ، وَفَرَّقَ عَلَى الْمَحَاوِيجِ مِنَ الْجِيرَانِ وَغَيْرِهِمْ. قَالَ: فَذَهَبَ ابْنُ شُعَيْبٍ وفتح القفل فإذا امرأة عريانة متخلفة فِي الْبَيْتِ، فَكَانَ لِهَذَا السَّبَبِ يَقُولُ تَتَبَّعُوا عَثْرَاتِ هَؤُلَاءِ الْفُسَّاقِ الَّذِينَ يَقْدَمُونَ عَلَيْنَا فَيُفْسِدُونَ علينا حشمنا واماءها وَنَحْوَ هَذَا. وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ التُّجِيبِيُّ [3] : مَاتَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ فِي ذِي الْحِجَّةِ يَوْمَ عَرَفَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ: رَأَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ جَالِسًا عَلَى قَبْرِهِ-[وَهُوَ] [4] يَدْفِنُ- وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ بن عطية الحضرميّ سنة اربع
وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ الْحَضْرَمِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، صَلَّى عَلَيْهِ دَاوُدُ بْنُ مَزْيَدِ بْنِ حَاتِمٍ، وَيُكَنَّى ابْنُ لَهِيعَةَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ بَكْرُ بن مضر بن محمد بن حكيم بن سلمان سنة ثلاث وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ الْحَرَّانِيُّ. قَالَ: وَحَجَجْتُ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ- وَأَنَا مُدْرِكٌ-. «قَالَ وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُثَنَّى قَالَ: مَاتَ سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَعَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ وَدَاوُدُ الْعَطَّارُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] . وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيَّ قَالَ: وَسَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ الْمُبَارَكِ سَنَةَ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. «حدثنا أحمد بن الخليل قال: حدثني يحي بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ وَوَلِيَ سبعة عشر سَنَةً» [2] ، وَكَانَ قَاضِيًا لَهُمْ حِينَ اسْتُخْلِفَ. وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ عَلَى مَكَّةَ، فَعُزِلَ وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا مُوسَى بْنُ عِيسَى، وَكَانَ الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّفْيَانِيُّ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، حَتَّى أَرْسَلَ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى ابْنَهُ الْأَثْرَمَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى بْنِ عِيسَى أَمِيرًا على مكة، فدخلها في شهر رمضان.
وفي سنة خمس وسبعين ومائة
وَوَقَعَ الْوَبَاءُ بِمَكَّةَ، وَخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ حَاجًّا، فَلَمَّا بَلَغَهُ الْوَبَاءُ تَبَاطَأَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى أَنْ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، فَطَافَ وَسَعَى، وَتَوَجَّهَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَى مِنًى وَلَمْ يَتْرُكْ مَكَّةَ. وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ هَارُونُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ التُّجِيبِيُّ: مَاتَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ. «قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْفَهْمِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ [يَوْمَ الْجُمُعَةِ] سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَصَلَّى عليه موسى بن عيسى الهاشمي، ودفن بعد الْجُمُعَةِ، وَيُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ» [1] . «وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: حَجَّ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، فسمع من ابن شهاب بمكة، وسمع من ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وأبي الزبير ونافع [2] وعمران بن أبي أنس وَعِدَّةِ مَشَايِخَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ» [3] . قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَخْبَرَنِي حُبَيْشُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: جِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا كُتُبًا فَقُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ قَالَ: وَمِنْ غَيْرِهِ. قُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ اللَّيْثُ: دَخَلْتُ عَلَى نَافِعٍ فَسَأَلَنِي فَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ قَيْسٍ. قَالَ ابْنُ رِفَاعَةَ قَالَ أَوْ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ اللَّيْثُ: وَقَرَأَ رَجُلٌ على
وفي سنة ست وسبعين ومائة
نافع: مثل الذي نشرت في أبيه قصة. قَالَ: يُرِيدُ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ فِضَّةٍ. «قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ اللَّيْثَ يَقُولُ: كَتَبْتُ مِنْ عِلْمِ ابْنِ شِهَابٍ عِلْمًا كَثِيرًا وَطَلَبْتُ رُكُوبَ الْبَرِيدِ إِلَيْهِ إِلَى الرُّصَافَةِ فَخِفْتُ أَنْ لَا يَكُونَ ذَلِكَ للَّه عَزَّ وجل فَتَرَكْتُ ذَلِكَ» [1] . قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ عَنْ أَبِيهِ اللَّيْثِ قَالَ: كَانَ يَقُولُ لَنَا: قَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي: وُلِدْتُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَلَكِنَّ الَّذِي أُوقِنُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ: مَتَّى مَاتَ تَمِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ [2] . «قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: أَنَا أَكْبَرُ مِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ [3] فَالْحَمْدُ للَّه الَّذِي مَتَّعَنَا بِعَقْلِنَا. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَحَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَدَّعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: أَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ عَقْلِكَ وَالْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ فِي رَعِيَّتِي مِثْلَكَ. قَالَ شُعَيْبٌ: وَكَانَ يَقُولُ: لَا تُخْبِرُوا بِهَذَا مَا دُمْتُ حَيًّا» [4] . وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ سُلَيْمَانُ بن أبي جعفر.
وفي سنة وسبعين ومائة
«وَمَاتَ أَبُو عَوَانَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] . وفيها ولي الفضل بن يحي الجبال، وكاتب يحي بْنَ عَبْدِ اللَّهِ [2] الْعَلَوِيَّ، وَكَانَ عِلْجُ الْجِبَالِ قَدْ قَبِلَهُ عَلَى الْأَمَانِ أَنْ لَا يَخْذُلَهُ وَلَا يُسْلِمَهُ، فَوَفَّى لَهُ بِذَلِكَ، وَوَجَّهَ هَارُونُ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ إِلَى الْعِلْجِ: يَا هَذَا تَزْعُمُ أَنَّهُ ابْنُ نَبِيِّكُمْ أَفَصَادِقٌ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأَخْذُلَهُ. فَوَجَدَ هَارُونُ عَلَى أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوَ كَانَ يَجُوزُ أَنْ أَقُولَ غَيْرَ مَا قلت. ثم ان يحي بْنَ عَبْدِ اللَّهِ جَنَحَ إِلَى الصُّلْحِ، وَطَلَبَ الْأَمَانَ لِنَفْسِهِ وَلِعَدَدٍ غَيْرِ مُسَمَّيْنِ. سَمَّى الْعَدَدَ ولم يظهر. وفي سنة وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ. وَمَاتَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ. حَدَّثَنَا الْفَضْلُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: مَاتَ شَرِيكٌ [3] سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. قَالَ أَحْمَدُ: وَأَرَى سَلَّامَ بْنَ أَبِي مُطِيعٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ [4] . قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: شَرِيكٌ أَكْبَرُ مِنْ سُفْيَانَ بِسَنَتَيْنِ، وُلِدَ شَرِيكٌ سَنَةَ خمس وتسعين وسفيان [5] سنة ست وتسعين.
وفي سنة ثمان وسبعين ومائة
وَعُزِلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَوُلِّيَ الْمَدِينَةِ علي بن عيسى بن موسى، وولي مكة عبيد الله بن قثم. وعزل عبد الملك بن صالح عَنِ الصَّائِفَةِ. وَأَقَامَ الْحَجَّ لِلنَّاسِ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى، وَعَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ. وَعُزِلَ عَنْ خُرَاسَانَ الْغِطْرِيفُ. وَانْصَرَفَ خَلِيفَةُ دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ، وَقَدِمَ حَمْزَةُ بْنُ مَالِكٍ يَوْمَ السَّبْتِ لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ خَلِيفَةً لِلْفَضْلِ بْنِ يحي بْنِ بَرْمَكَ عَلَى خُرَاسَانَ وَسِجِسْتَانَ. وَفِيهَا ثَارَ أَهْلُ دَهْلَكَ [1] بِالْمُسْلِمِينَ، وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ بِدَهْلَكَ يَوْمَ عَاقِلٍ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فَقَتَلُوا الْوَالِيَ وَعَامَّةَ مَنْ كَانَ بِهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا مَنْ هَرَبَ، وَخَرَّبُوا الْمَسَاجِدَ [2] . وَفِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. مَاتَ فِيهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ وَكَانَ ثِقَةً، مُتْقِنًا، حَسَنَ الْأَخْذِ، حَسَنَ الْأَدَاءِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ مِنْ أَبِي بكر وعمر ابني علي بن المقدمي.
وفي سنة تسع وسبعين ومائة
وَفِيهَا عُزِلَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى عَنِ الْمَدِينَةِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ عَنْ مَكَّةَ. وَوَلِيَ مُحَمَّدٌ مَكَّةَ فَأَقَامَ بِهَا. وَوَجَّهَ عَلَى الْمَدِينَةِ الْعَبَّاسَ ابْنَهُ [1] ، فَأَقَامَ [الْحَجَّ] [2] لِلنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَامِلُ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالْيَمَنِ، وَعَلَى شُرْطَتِهِ عَبَّادٌ السَّهْمِيُّ. وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ. «قَالَ سُلَيْمَانُ بن حرب: جالست حماد بْنَ زَيْدٍ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، جَالَسْتُهُ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَطَلَبْتُ الْحَدِيثَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ ومائة، اختلفت إِلَى شُعْبَةَ فَمَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَلَزِمْتُ حَمَّادًا بَعْدَ مَوْتِ شُعْبَةَ. قَالَ سُلَيْمَانُ: إِذَا دَخَلَ صَفَرٌ قَدِ اسْتَكْمَلْتُ سَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَذَلِكَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ» [3] . قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: لَمْ أَرَ أَبَا الرَّبِيعِ [4] عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ. قَالَ سُلَيْمَانُ: صَدَقَ الْفَاسِقُ- يَعْنِي أَبَا الرَّبِيعِ- حِينَ قَالَ لَمْ أَرَ سُلَيْمَانَ عِنْدَ حَمَّادٍ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: مَاتَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ. «وَفِيهَا مَاتَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ» [5] ، وَمَاتَ مَالِكٌ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
وفي سنة ثمانين ومائة
«وَفِيهَا مَاتَ خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ» [1] وَأَبُو الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ: وُلِدَ أَبِي سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ، وَكَانَ مَالِكٌ أَكْبَرَ مِنْهُ بِثَلَاثِ سِنِينَ. وَفِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى. وَمَاتَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَيُكَنَّى أَبَا عُبَيْدَةَ مَوْلًى لِبَلْعَنْبَرَ. قَالَ: وَسَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ عَنْ مَوْتِ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن إبراهيم قال: مولد صدقة سنة ثمان عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ عَلِيٌّ: مَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ [2] سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو سَنَةَ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ هَارُونُ. «وَسَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: شَهِدْتُ مَوْتَ ابْنِ الْمُبَارَكِ، مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ فِي رَمَضَانَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْهُ، مات سحرا ودفناه بهيت [3] .
قَالَ الْحَسَنُ: وَسَأَلْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ- قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ- قَالَ: أَنَا ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ. سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ أَبِي الْأَزْهَرِ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: ذَاكَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ السِّنَّ فَقَالَ: ابْنُ كَمْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ الْعَجَمَ لَا يَكَادُونَ يَحْفَظُونَ ذَلِكَ وَلَكِنْ أَذْكُرُ أَنِّي ألبست السواد وأنا صغير عند ما خَرَجَ أَبُو مُسْلِمٍ. قَالَ: فَقَالَ لِي: وَقَدِ ابْتُلِيتَ بِلِبْسِ السَّوَادِ! قُلْتُ [1] : إِنِّي كُنْتُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ أَخَذَ النَّاسَ كُلَّهُمْ بِلِبْسِ السَّوَادِ الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ» [2] . وَمَاتَ أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ- صَنْعَاءُ الشَّامِ- سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ. وَفِيهَا مَاتَ مُصْعَبُ بْنُ مَاهَانَ صَاحِبُ الثَّوْرِيِّ. وَفِيهَا مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: جَاءَ ابْنُ الْمُبَارَكِ فَدَخَلَ عَلَى أَبِي الْمَلِيحِ الرَّقِّيِّ فَوَدَّعَهُ، ثُمَّ كَانَ بَيْنَهُمَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا- يَعْنِي بَيْنَ مَوْتِ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَأَبِي الْمَلِيحِ-. «سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْخَوْلَانِيَّ قال: مات إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِسِتٍّ مَضَتْ مِنْ جُمَادَى» [3] . وَعُزِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ مكة، واستعمل عبيد الله بن
وفي سنة اثنتين وثمانين ومائة
قُثَمَ، فَمَاتَ ابْنُ قُثَمَ وَهُوَ وَالٍ عَلَى مَكَّةَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ. وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ مُوسَى بْنُ عِيسَى. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ الفضل بن فضالة بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْيَرِيُّ- وُيَكَنَّى أَبَا مُعَاوِيَةَ- سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَكَأَنَّهُ ثَبَتَ عَلَى إِحْدَى. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَوُلِدَ أَبُو السَّمْحِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّمْحِ بْنِ أُسَامَةَ التُّجِيبِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ اللَّيْثُ بْنُ عَاصِمٍ- يُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ الْخَوْلَانِيَّ- سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ [1] وَحَسَنٌ [2] : تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. «وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ الْقَاضِي» [3] . وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ يَقْطِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. «وَفِيهَا مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ الشَّاعِرُ» [4] . وَكَانَ هَارُونُ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن علي على مكة،
وفي سنة ثلاث وثمانين ومائة
وَعَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ. وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بن موسى. حدثنا يعقوب قال: سمعت حسن [1] يَقُولُ: مَاتَ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ يَعْقُوبُ: وَسَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم قالا: مات يحي بْنُ حَمْزَةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ- أَيْ وَمِائَةٍ [2]-. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ قَالَ: ولد يحي بْنُ حَمْزَةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ. «وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيَّ قَالَ: مَاتَ عَفِيفٌ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ» [3] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، مَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ» [4] . وَاسْتُعْمِلَ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَعُزِلَ فِي الْمُحَرَّمِ. «وَوُلِّيَ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ فِي هَذِهِ السَّنَةِ الْمَدِينَةَ. وَشَخَصَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ أَبُوهُ إِلَى مَدِينَةِ السَّلَامِ فَأَقَامَ بِالْبَابِ» [5] . وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بالناس إبراهيم بن محمد المهدي.
قَالَ أَبُو بِشْرٍ: مَاتَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَعُزِلَ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السَّنَةِ فِي الْمُحَرَّمِ عَنْ مَكَّةَ، وَاسْتُعْمِلَ الْعُثْمَانِيُّ [1] عَلَيْهَا فِي شَهْرِ رَبِيعٍ. وَفِيهَا قَدِمَ هَارُونُ مَدِينَةَ السَّلَامِ، وَكَانَ مَسِيرُهُ مِنَ الرِّقَّةِ فِي السُّفُنِ فِي الْفُرَاتِ. وَفِيهَا أَخْرَجَ الْبَقَايَا عَلَى عُمَّالِهِ لَمَّا مَضَى مِنْ سِنِي خِلَافَتِهِ، وَأَلْزَمَ بَعْضَهُمُ الْعُشْرَ، وَبَعْضَهُمُ الْخُمْسَ وَتَرَكَ لِبَعْضٍ مَا عَلَيْهِ، وَكَانَ الْمُتَوَلِّي لِذَلِكَ والناظر محمد بن جميل ابو صَالِحٍ الْكَاتِبَ. وَعَلَى مَكَّةَ الْعُثْمَانِيُّ. وَعَلَى الْمَدِينَةِ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَوْ سَنَةِ خَمْسٍ حَدَّثَ وَكِيعُ بن الجراح بمكة عن عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ الْبَهِيِّ [2] : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَاتَ لَمْ يُدْفَنْ حَتَّى وَجَأَ بَطْنُهُ وَانْثَنَى خِنْصَرُهُ، وَذَكَرَ غَيْرَ هَذَا. فَرَفَعَ إِلَى الْعُثْمَانِيِّ فأرسل اليه فحبسه، وعزم على قَتْلَهُ وَصَلْبَهُ، وَأَمَرَ بِخَشَبَةٍ أَنْ تُنْصَبَ خَارِجًا مِنَ الْحَرَمِ، وَبَلَغَ وَكِيعًا وَهُوَ فِي الْحَبْسِ. قَالَ الْحَارِثُ بْنُ الصِّدِّيقِ: فَدَخَلْتُ عَلَى وَكِيعٍ لما بلغني- وقد سبق اليه الخير- قَالَ: وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سُفْيَانَ يَوْمَئِذٍ تَبَاعُدٌ، فقال: ما أرانا الا
وفي سنة خمس وثمانين ومائة
وَقَدِ اضْطُرِرْنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ وَاحْتَجْنَا إِلَيْهِ- يَعْنِي سُفْيَانَ-. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا سُفْيَانَ دَعْ هَذَا عَنْكَ، فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ يُدْرِكْكَ فَقَدْ قَالَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ وَفَزِعَ إِلَيْهِ، فَدَخَلَ سُفْيَانُ عَلَى الْعُثْمَانِيِّ فَكَلَّمَهُ فِيهِ وَالْعُثْمَانِيُّ يَأْبَى عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ: إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ، إِنَّ هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَهُ عَشِيرَةٌ، فَإِنْ أَنْتَ أَقْدَمْتَ عَلَيْهِ أَقَلُّ مَا يَكُونُ أَنْ تَقُومَ عَلَيْكَ عَشِيرَتُهُ وَوَلَدُهُ بِبَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَشْخَصُكَ لِمُنَاظَرَتِهِمْ. قَالَ: فَعَمِلَ فِيهِ كَلَامُ سُفْيَانَ، وَأَمَرَ بِإِطْلَاقِهِ مِنَ الْحَبْسِ. قَالَ الْحَارِثُ بْنُ الصِّدِّيقِ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ، ثُمَّ جَاءَ الْأَعْوَانُ فَأَخْرَجُوهُ مِنَ السِّجْنِ، وَرَكِبَ حِمَارًا، وَحَمَلْنَا مَتَاعَهُ، وَخَرَجَ. قَالَ الْحَارِثُ: فَدَخَلْتُ عَلَى الْعُثْمَانِيِّ مِنَ الْغَدِ فَقُلْتُ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ تُبْتَلَ بِهَذَا الرَّجُلِ سَلَّمَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ: يَا حَارِثُ مَا نَدِمْتُ عَلَى نِيَّتِي نَدَامَتِي عَلَى الَّذِي خَطَرَ بِبَالِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَوَّلْتُ أَبِي وَالشُّهَدَاءَ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَوَجَدْنَاهُمْ رِطَابًا يَنِشُّونَ [1] لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُمْ شَيْءٌ. فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ يَقُولُ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ، فَكَتَبَ أَهْلُ مَكَّةَ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِالَّذِي كَانَ مِنْ وَكِيعٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَالْعُثْمَانِيِّ. وَقَالُوا: إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَلَا تَتَّكِلُوا عَلَى الْوَالِي وَارْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَقْتُلُوهُ، فَعَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ، وَبَلَغَنَا الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ، فَبَعَثْنَا بَرِيدًا إِلَى وَكِيعٍ أَنْ لَا يَأْتِيَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَيَمْضِي مِنْ طَرِيقِ الرَّبَذَة- وَقَدْ كَانَ جَاوَزَ مِفْرَقَ الطَّرِيقَيْنِ إِلَى الْمَدِينَةِ-، فَلَمَّا أَتَاهُ الْبَرِيدُ رَجَعَ رَاجِعًا إِلَى الرَّبَذَة وَمَضَى إِلَى الْكُوفَةِ. وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ [2] .
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَالِكٍ الْمَعَافِرِيُّ- وُيَكَنَّى أَبَا إِسْمَاعِيلَ- سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. وَمَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ الْمُبَارَكِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، جَاءَ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَرَدَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: مَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُوَثِّقُهُ. سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: وُلِدَ خالد بن يزيد بْنِ أَبِي مَالِكٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. «سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيَّ قَالَ: مَاتَ الْمُعَافَى سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ» [1] ، وَوُلِدَ عَبْدُ الْوَهَّابِ [2] سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ حَاضِرٌ وصاحبه بين يدي هارون بالخيزرانية عَلَى رَأْيِهِمَا فِي التَّرَفُّضِ، وَوَلِيَ قَتْلَ حَاضِرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نَهِيكٍ، وَوَلِيَ قَتْلَ صَاحِبِهِ هَرْثَمَةُ بْنُ أَعْيَنَ. «وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ سنة، صلى عليه هارون أمير المؤمنين» [3] .
وفي سنة ست وثمانين ومائة
وَفِيهَا شَخَصَ هَارُونُ إِلَى الرِّقَّةِ عَلَى طَرِيقِ الْمَوْصِلِ. وَفِيهَا وَقَعَتْ صَاعِقَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَحَرَقَتْ ظُلَّةً وَقَتَلَتْ رَجُلَيْنِ. «وَفِيهَا تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ بِبَرْذَعَةَ» [1] . وَأَقَامَ الْحَجَّ مَنْصُورُ بْنُ الْمَهْدِيِّ. وَعَلَى مَكَّةَ الْعُثْمَانِيُّ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ. وَفِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ هَارُونُ. وَفِيهَا كَتَبَ الْكِتَابَيْنِ [2] . قَالَ أَبُو بِشْرٍ [3] : مَاتَ الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى [4] قَالَ: مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ [5] سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ مُعْتَمِرٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ يَوْمَ قُتِلَ رُمَانُ، صُلِبَ رُمَانُ بِالْغَدَاةِ وَذَهَبْنَا فِي جِنَازَةِ مُعْتَمِرٍ بِالْعَشِيِّ. وَمُعْتَمِرٌ أَسَنُّ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَكَذَلِكَ هُشَيْمٌ أَكْبَرُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ بِثَلَاثِ سِنِينَ. قَالَ هُشَيْمٌ: فَارَقَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وهشيم [6] ابن ست عشرة سنة.
وفي سنة سبع وثمانين ومائة
وَفِي سَنَةِ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَفِيهَا مَاتَ رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ وَهُوَ ابْنُ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سَنَةً كَمَا ذَكَرَ أَحْمَدُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيِّ مُؤَذِّنِ أَهْلِ صَنْعَاءَ. وَفِيهَا مَاتَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ أَبُو عَلِيٍّ فِي الْمُحَرَّمِ لِإِحْدَى عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْهُ كَمَا ذَكَرَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ. سَمِعْتُ عِيَاضًا سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ زَيْدٌ [1] : أَمْسَكَ رَبَاحٌ عَنِ الْحَدِيثِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَشْرِ سِنِينَ. قَالَ زَيْدٌ: وَذَهَبْتُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيِّ الصَّغِيرِ إِلَى رَبَاحٍ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَأَرَادَهُ إِبْرَاهِيمُ بِكُلِّ وَجْهٍ أَنْ يُحَدِّثَهُ بِشَيْءٍ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْكَ أَنَّ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ: إِنَّ لِلْعِلْمِ طُغْيَانًا كَطُغْيَانِ الْمَالِ. قَالَ: فَإِنْ كَانَ حَدَّثَكَ ابْنُ الْمُبَارَكِ بِشَيْءٍ فَلَمْ يُحَدِّثْكَ إِلَّا الْحَقَّ وَإِنْ كَانَ حَدَّثَكَ بِشَيْءٍ فَهُوَ كَمَا حَدَّثَ. فَلَمْ يَزِدْنَا عَلَى هَذَا. قَالَ زَيْدٌ: قَالَ ابْنُ ثَوْرٍ [2] : أَفْرَطَ رَبَاحٌ حِينَ حَدَّثَ وَحِينَ أَمْسَكَ. قَالَ: كَانَ يَكْتُبُ لَهُمْ فِي الرِّقَاعِ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ أَمْسَكَ فَلَمْ يَكُنْ يَطْمَعُ فِيهِ أَحَدٌ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: مَاتَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ بَعْدَ مُعْتَمِرٍ بِشَهْرَيْنِ وَنِصْفٍ. وَفِي سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حج بالناس هارون.
وفي سنة تسع وثمانين ومائة
وَفِيهَا مَاتَ رِشْدِينُ [1] بْنُ سَعْدٍ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمُهْرِيُّ. سَمِعْتُ أَبَا الطَّاهِرِ [2] يَقُولُ: مَاتَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. سَمِعْتُ محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: مَاتَ عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ [3] . وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ أَخُو يَعْلَى سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ وَهِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ قَالا: مَاتَ شُعَيْبٌ [4] سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فِي رَجَبٍ. وَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى قَالَ: مَاتَ عَبْدُ الْأَعْلَى [5] سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ يَوْمَ قَدِمَ عَلَيْنَا وَكِيعٌ عَبَادَانَ [6] قدمته الثانية.
وفي سنة تسعين ومائة
حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَّانِيُّ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: كَانَ صَدَقَةُ صَحِيحَ الْأَخْذِ، صَحِيحَ الْإِعْطَاءِ. وَفِي سَنَةِ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ «حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ قَالَ: كَتَبْنَا عَنْ حَكَّامٍ أَرَاهُ سَنَةَ تِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يَحُجَّ» [1] . وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَمَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْمِصْرِيُّ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ، وَمَاتَ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِتِسْعٍ مِنْ صَفَرٍ. وَمَاتَ مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ مُحَمَّدٌ [2] : مَاتَ مُعْتَمِرٌ الرَّقِّيُّ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ ومائة. وفي سنة اثنين وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ. وُلِدَ ابْنُ إِدْرِيسَ [3] سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ سنة اثنين وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ كَيْسَانَ الْمُرَادِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَمَاتَ ابْنُ عُلَيَّةَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ سَنَةَ ثلاث
وَتِسْعِينَ، وَوُلِدَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ. وَسَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ يَقُولُ: جَاءَنَا سُفْيَانُ بْنُ وُكِيعٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ مُغَرَّبًا. وَتُوُفِّيَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. «وَاسْتُخْلِفَ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] . وَمَاتَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ ومائة. «سمعت سعيد بن يحي بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ- وَجَاءَ إِلَى أَبِي يُعَزِّيهِ عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْهُ- فَقَالَ لِأَبِي: مَتَّى وُلِدَ؟ قَالَ: مَقْتَلَ الْجَرَّاحِ. فقال ابو بكر: ذاك محتلمي» [2] . وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ: وُلِدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ. «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُضْيَلٍ قَالَ: كُنَّا بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا رَاشِدٌ الْحَنَّاقُ فَقَالَ: دَفَنَّا إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُلَيَّةَ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِخَمْسٍ أَوْ سِتٍّ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ. وَقَالَ: سِرْنَا تِسْعَةَ أَيَّامٍ» [3] . قَالَ أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بن خلف: مات ابن عُلَيَّةَ وَغُنْدَرٌ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ وَالْحَقُّ فِي شهر واحد.
سنة اربع وتسعين ومائة
قَالَ مُحَمَّدٌ: أَتَيْتُ مَرْوَانَ [1] سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فَلَمْ يُحَدَّثَنِي، ثُمَّ قَدِمْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وقد توفي. قال: وكتبت من يحي بْنِ سُلَيْمَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، ثُمَّ وَافَيْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ وَقَدْ مَاتَ. قَالَ: وَحَجَجْتُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فَمَرَرْتُ بِالْكُوفَةِ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ حَيٌّ، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى الْكُوفَةِ وَقَدْ مَاتَ. «حَدَّثَنِي مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى قال: حدثنا يحي بْنُ آدَمَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ عَنِ اسْمِهِ فَقَالَ: هُوَ اسْمِي» [2] . سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ. قَالَ مُحَمَّدٌ [3] : كَتَبْنَا مِنَ الْوَلِيدِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ خَرَجَ، فَأَخْبَرَنِي مَنْ خَرَجَ مَعَهُ أَنَّهُ مَاتَ بِمَصْدَرِهِ بِذِي الْمَرْوَةِ [4] . سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: وُلِدَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. وَسَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولَانِ: مَاتَ سُوَيْدٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
سنة خمس وتسعين ومائة
«سمعت سعيد بن يحي الْأُمَوِيَّ قَالَ: مَاتَ أَبِي فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] . سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى. «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: مَاتَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي آخِرِ صَفَرٍ [أَوْ] فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ، وَوُلِدَ أَبُو مُعَاوِيَةَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ» [2] . سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ ابْنُ ابْنَتِهِ: وُلِدَ [سَنَةَ] تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ يَقُولُ: مَاتَ الْوَلِيدُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ: الْوَلِيدُ فِي الْمُحَرَّمِ مَاتَ بِذِي الْمَرْوَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ أَبُو سُفْيَانَ وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ الرُّؤَاسِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ [3] . سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بن عيسى.
سنة ثمان وتسعين ومائة
«وَوُلِدَ ابْنُ وَهْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمِصْرِيُّ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ فِي شَعْبَانَ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] . «مَاتَ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو يُحْمَدَ الْمَيْتَمِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ» [2] . قَالَ ابْنُ بُكْيَرٍ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: وُلِدْتُ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالَ: مَاتَ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ» [3] . فَأَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سعيد قال: مولد بقية سنة عشرة وَمِائَةٍ. فَأَخْبَرَنِي أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الخبائري قال: بقية ابو يحمد ابن الْوَلِيدِ بْنِ صَائِلٍ الْكَلَاعِيُّ الْمَيْتَمِيُّ. «وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: سَمِعْتُ بَقِيَّةَ يَقُولُ: وَلِدْتُ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ» [4] . سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ أَيْضًا. «قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ: مَاتَ أَبُو مُحَمَّدٍ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْهِلَالِيُّ- مَوْلًى لَهُمْ- سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، آخِرَ يَوْمٍ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ» [5] . قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي قاسم سنة عشرين ومائة
وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ. حَدَّثَنَا [1] الْجُعْفِيُّ [2] قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: وُلِدْتُ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ وَحَجَّ بِي أَبِي سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. قَالَ: وَقَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ شِهَابٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعَثَنَا مَعَ هذا الغلام ليقيم من أوده، ثم انتظرناه مِنْ قَابِلٍ فَجَاءَنَا نَعْيُهُ [3] ، وَحَجَّ ابْنُهُ ابْنٌ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [4] . قَالَ الْجُعْفِيُّ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ [5] مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ: حَدَّثَنَا صِلَةُ بْنُ زُفَرَ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ [6] فَجَاءَهُ رَجُلٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ. قَالَ: وَمَاتَ ابْنُ نُمَيْرٍ [7] سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ. «وَفِيهَا مَاتَ يحي بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ» [8] وَمَاتَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ، مَوْلِدُهُ سنة خمس وثلاثين ومائة. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: رُبَّمَا مَازَحَنِي هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ فَيَقُولُ يَا [أَبَا] عَبْدِ اللَّهِ أَيَّامًا حَفِظْتَ وَأَنْتَ غُلَامٌ وَالْغُلَامُ لَا نُجِيزُ شَهَادَتَهُ وَأَيَّامًا حَفِظْتَ وَأَنْتَ رَجُلٌ فَنُجِيزُ لَكَ. «سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يقول: مات يحي بْنُ سَعِيدٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَهُ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ» [1] . وَمَاتَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَدِمَ عَلَيْنَا الزُّهْرِيُّ مَكَّةَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَأَقَامَ إِلَى هِلَالِ الْمُحَرَّمِ ثُمَّ خَرَجَ فَاعْتَمَرَ مِنَ الْجِعِرَّانَةِ [2] ، وَقَالَ: لَا يَتْبَعْنِي أَحَدٌ. وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، وُلِدْتُ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ، وَمَاتَ الزُّهْرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: بَعَثَنَا هَذَا مَعَ ابْنِهِ فَنَحْنُ نُقِيمُ مِنْ أَوَدِهِ- يَعْنِي هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ-. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي مِسْعَرٌ: يَقُولُ فُلَانٌ يُحَدِّثُ مِسْعَرٌ فُلَانًا وَلَا يُحَدِّثُنَا، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يَخِفُّ عَلَيّ أَنْ أُكَلِّمَهُ وَرُبَّمَا قَالَ أَنْشَطُ لَهُ. قُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ جَارَنَا خَالِدًا قَدْ كَلَّمَنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ أَنْ يَأْتِيَكَ فتحدثه. قال: قال لَهُ يَجِيءُ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَأَنَا أَجِيءُ معه؟ قال: أما أنت فقد [3]
سنة تسع وتسعين ومائة
جِئْتَ عِنْدَنَا. «قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: حَجَّ سُفْيَانُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ حَجَّةً، مَاتَ عَطَاءٌ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَحَجَّ سُفْيَانُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ، فَلَمْ يَزَلْ يَحُجُّ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَعِشْرِينَ ومائة، ثم خرج الى الكوفة» [1] . ومات يحي بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، وَوُلِدَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ. «وَمَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، وَيُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ، وَلُدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ» [2] . قَالَ عَلِيٌّ: مَاتَ يحي بْنُ سَعِيدٍ وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ، وَمَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ فِي أَوَّلِهَا، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بَعْدَهُ بِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ بَعْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ [3] أَكْبَرُ مِنْ عَبْدِ الرحمن بثلاث سنين، وغندر أسن من يحي بْنِ سَعِيدٍ. سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ حَجَّ بِالنَّاسِ حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الطَّالِبِيُّ وَجَرَّدَ الْكَعْبَةَ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُوُفِّيَ شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ لِيَوْمٍ بَقِيَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى عَامِلَ مَكَّةَ، وَاسْتُعْمِلَ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ سَابِعٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ خَطَبَ النَّاسَ بِمَكَّةَ، وَأَخْبَرَهُمْ مَنَاسِكَهُمْ، ثُمَّ خَرَجَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ إِلَى منى، وأمسى
سنة مائتين
بِالْحَجِّ حَتَّى صَلَّى بِالنَّاسِ بِمِنًى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، وَلَمْ يُصَلِّ بِهِمُ الصُّبْحَ، وَخَرَجَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ حَتَّى لَقِيَهُ بِطَرَفِ الْحَرَمِ، ثُمَّ تَوَجَّهُوا فِي طَرِيقِ الْعِرَاقِ هَارِبِينَ، وَدَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ مَكَّةَ يَوْمَ عَرَفَةَ عِنْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ وَخَطَبَ النَّاسَ بِمَكَّةَ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَانْتَظَرَ النَّاسَ بِعَرَفَةَ حَتَّى كَادَتِ الْعَصْرُ أَنْ تَفُوتَ، ثُمَّ صَلَّى النَّاسُ [1] بِعَرَفَةَ بِغَيْرِ إِمَامٍ، ثُمَّ خَرَجُوا إِلَى الْمَوْقِفِ وَدُفِعُوا بِغَيْرِ إِمَامٍ حَتَّى أَتَى حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ اللَّيْلِ فَوَقَفَ بِهَا، ثُمَّ جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ مِنْ لَيْلَتِهِ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَوَقَفَ بِهِمْ بِقُزَحَ، ثُمَّ جَمَعَ ثُمَّ دَفَعَ بِهِمْ حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ، وَأَفَاضَ يَوْمَ النَّحْرِ. ثُمَّ اسْتَمَرَّ عَمَلُهُ عَلَى مَكَّةَ، وَنَزَعَ كِسْوَةَ الْبَيْتِ يَوْمَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ مِائَتَيْنِ، وَكَسَاهَا ثِيَابًا صفراء، وجعل فوق ذلك بياضا، فلم يَزَلْ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ. «وَبَايَعُوا مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْخِلَافَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ مِائَتَيْنِ، فَلَمْ يَزَلْ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِالْخِلَافَةِ حَتَّى كَانَ يَوْمُ الثُّلَاثَاءِ لِخَمْسٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ مِائَتَيْنِ. سَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: قَدْ أَخَذَ أَبُو شُعَيْبٍ الْمَكْفُوفُ بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَبَايَعْتُهُ، وَأَمَرَ لِي بِشُقَّةِ دَيْبَاجٍ مِمَّا كَانَ نَزَعَهُ عَنِ الْكَعْبَةِ. قَالَ: فَتَرَكْتُهُ عَلَى أَبِي شُعَيْبٍ، وَطَرَحَ مِنْ تِلْكَ الكسوة على الدواب دوابّه وَدَوَابِّ أَصْحَابِهِ» [2] . سَنَةَ مِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ هَارُونَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ [3] : سَمِعْتُ عبد الرحمن بن إبراهيم قال: سمعت
أَبَا ضَمْرَةَ [1] يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَمَاتَ سَنَةَ مِائَتَيْنِ. قَالَ: وَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ دِمَشْقَ. قَالَ: أَعْرِفُهَا وَاللَّهِ وَقَدْ دَخَلْتُهَا أَيَّامَ هِشَامٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَقَالَ إِنْسَانٌ لِأَبِي ضَمْرَةَ: قَرَأْتَ حَدِيثَ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ كَمَا قَرَأْتُ؟ قَالَ: مَا لِي وَلَكَ قَرَأَهُ عَلَيْهِ جَارٌ لَنَا ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ النَّصْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: ما يكذب الكذاب إِلَّا مِنْ مَهَانَةِ نَفْسِهِ. سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: مَاتَ ابْنُ شُعَيْبٍ [2] وَعُمَرُ [3] فِي سَنَةِ مِائَتَيْنِ، وَمَوْلِدُهُمَا قَرِيبٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، مَوْلِدُ ابْنِ شُعَيْبٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ ومائة، وعمر مولده سنة ثمان عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيَّ قَالَ: مَاتَ الْعَنْقَزِيُّ [4] سَنَةَ مِائَتَيْنِ [5] . وَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ يوم الثلاثاء لخمس خلون من
جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ مِائَتَيْنِ، فَخَرَجَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ وَدَخَلَ وَرْقَاءُ [1] مَكَّةَ بَعْدَ الظُّهْرِ. وَدَخَلَ إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى مَعَ الْعَصْرِ، - وَكَانَ عَامِلًا عَلَى صَنْعَاءَ- فَلَمَّا سَمِعَ بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ موسى بن جعفر بن محمد الطالبي مقبلا يُرِيدُ صَنْعَاءَ خَرَجَ مِنْهَا حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَدَخَلَ الْجُلُودِيُّ [2] مَعَهُ فِي آخِرِ جُمَادَى الْأُولَى، فَلَمْ يَزَلْ عَامِلًا عَلَيْهَا وَقَدِمَ نَخْلَةَ [3] جَيْشٌ مِنْ صَنْعَاءَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الْجُلُودِيُّ يَوْمَ سَابِعٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَهَزَمَهُمَا، وَفَرَّقَ جَمْعَهُمْ، وَدَخَلَ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَامِلًا عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ مِائَتَيْنِ وَاسْتَأْمَنَ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ... [4] ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْجُلُودِيُّ وَالْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَدِمُوا بِهِ مَكَّةَ لِعَشْرٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وأَلْبَسُوهُ سَوَادًا، وَرَقَى الْمِنْبَرَ فَخَلَعَ نَفْسَهُ وَبَايَعَ لِعَبْدِ اللَّهِ [5] . وَقَدِمَ الْمَدِينَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، الَّذِي كَانَ عَامِلًا عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، فَخَرَجَ بِهِمَا رَجَاءٌ [6] إِلَى بَغْدَادَ. وَخَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ الْجُلُودِيُّ بِمُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ لِيَوْمَيْنِ مَضَيَا مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَخَلَّفَ الْجُلُودِيُّ ابْنَهُ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ، وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ مُنَازَعَةٌ، فرموه بالحجارة حتى أدخلوه دار العجلة [7] ،
سنة احدى ومائتين [2]
وَأَخَذَ مِنْهُمْ أُنَاسًا فَجَلَدَهُمْ، وَقَطَعَ يَدَ اثْنَيْنِ، وَجَلَدَ عُثْمَانَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَخْزُومِيَّ. وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ قَدِ اسْتُعْمِلَ على صنعاء، وخرج ابنه الأحول عليها، وكان مقيما بمكة حتى جاءه الْعَمَلُ عَلَيْهَا. وَخَرَجَ ابْنُ الْجُلُودِيِّ إِلَى الْعِرَاقِ. وَاسْتَمَرَّ عَمَلُ حَمْدَوَيْهِ [1] بْنِ عَلِيٍّ عَلَى مَكَّةَ. سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ [2] حَجَّ بِالنَّاسِ إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْهَاشِمِيُّ. قَالَ [3] : سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْكِنْدِيَّ قَالَ: مَاتَ أَبُو أُسَامَةَ [4] سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ. وَكَانَ إسحاق بن موسى جاء معه ببيعة عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّالِبِيِّ وَلِيَّ عَهْدٍ، فَمَنَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِظْهَارَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلْ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ حَتَّى خَرَجَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ إِلَى صَنْعَاءَ، وَاسْتُعْمِلَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ عَلَى مَكَّةَ، فَكَانَ يَزِيدُ عَامِلًا عَلَيْهَا حَتَّى خَرَجَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ الْحَجَبِيُّ فِي شهر ربيع
الْأَوَّلِ يَوْمَ الْأَحَدِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ فِي جَمْعٍ جَمَعَهُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَاقْتَتَلُوا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَقُتِلَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّقَّارِ مَوْلَى جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ... [1] ، فَذَكَرَ لِي بَعْضُ شُيُوخِ مَكَّةَ قَالَ: خَافَ بَنُو مَخْزُومٍ أَنْ يَدْخُلَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ وَالْغَوْغَاءُ دُورَهُمْ، فَفَزِعُوا إِلَى الْعَائِذِيِّ، وَكَانَ مُطَاعًا فِي أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالُوا لَهُ: تَرْكَبُ فَإِنَّهُ إِذَا رَآكَ النَّاسُ كَفُّوا عَنَّا. فَرَكِبَ بَغْلَةً وَصَارَ إِلَى الْمَسْجِدِ لِيَكُفَّ النَّاسَ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ الْغَوْغَاءُ، وَأَسَاءُوا لَهُ الْقَوْلَ، وَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ فَصَاحَ بِمَنْ كَانَ مَعَهُ فَقَالَ: شُدُّوا عَلَى أَوْلَادِ كَذَا، فَحَمَلَ حَمْلَةً وَانْكَشَفَ الْغَوْغَاءُ وَالنَّاسُ، وَأَدْرَكُوا إِبْرَاهِيمَ عَلَى بَابِ شَيْبَةَ، فَضُرِبَ بِالسُّيُوفِ حَتَّى حُمِلَ إِلَى دَارِهِ بِقُعَيْقَعَانَ [2] فَجَاءَهُ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ فِي دَارِهِ فَأَخْرَجَهُ فِي شَرِّ مَحْمَلٍ ... [3] السُّوقَ حَتَّى أَدْخَلَهُ السِّجْنَ فَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ. وَاسْتَمَرَّ عَمَلُ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى مَكَّةَ حَتَّى كَانَ جُمَادَى، وَجَاءَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّالِبِيُّ مُقْبِلًا مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى مَكَّةَ، فَجَمَعُوا لَهُ وَفَرَّقُوا النَّاسَ لِمُحَارَبَةِ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا بلغهم قدومه أدام يزيد أخذ مكة [و] خندقوا مَكَّةَ مِنْ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلِهَا وَنَوَاحِيهَا، وَاسْتَخْفَى الْقَاضِي
سنة اثنتين ومائتين
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُهَيْلٌ مَوْلًى لِلْعَبَّاسِ وَكَثِيرٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُمْ، وَخَرَجُوا مِنْ مَكَّةَ، فَلَمْ يَزَلْ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ [1] بْنِ حَنْظَلَةَ فِي ذَلِكَ الْجَمْعِ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حَتَّى أَشْرَفَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَى مَكَّةَ. فَسَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ عَلَى مِنْبَرِ مَكَّةَ يَحُثُّ النَّاسَ عَلَى الِاسْتِشْهَادِ وَالْحَرَكَةِ مَعَهُ، فَقَالَ: أَلَا إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى الْمَأْمُونِ فَبَايَعَ لَهُ أَهْلُ الثَّغْرِ الْأَكْبَرِ- أَهْلُ خُرَاسَانَ- وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ فِي كتابه: انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا 9: 41 [2] ، فَقَدِمَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ مَكَّةَ مِنْ أَعْلَاهَا يَوْمَ هِلَالِ شَعْبَانَ وَمَعَهُ الْعُمَرِيُّ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَابْنُهُ، فَتَقَدَّمَ الْعُمَرِيُّ إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْظَلَةَ وَكَلَّمَهُمْ أَنْ يَرْجِعَ عَنْهُمْ، فَأَبَى وَأَمَرَ مَنْ مَعَهُ بِقِتَالِهِمْ، وَاقْتَحَمَ الْقِتَالَ، وَانْهَزَمَ أَصْحَابُ يَزِيدَ عَنْهُ، وَقُتِلَ يَزِيدُ، وَقَطَعَ رَأْسَهُ زِيَادٌ مَوْلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى أَهْلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ مَكَّةَ يَوْمًا مَطِيرًا وَأَخَذَهَا، وَعَفَا عَنْ كُلِّ مَنْ خَرَجَ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ، فَلَمْ يَزَلْ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ حَتَّى قَدِمَ الْجُلُودِيُّ يَوْمَ سَابِعٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ، وَجَاءَ بِعَمَلِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَى الْحَجِّ. سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّالِبِيُّ، وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ جَاءَ بِعَمَلِهِ [3] الْجُلُودِيُّ. وَوَلِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّالِبِيُّ الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأول سنة اربع ومائتين.
سنة ثلاث ومائتين
سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ. سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ: مَاتَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ أَوْ أَوَّلِ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ وَزَيْدُ بْنُ حُبَابٍ الْعُكْلِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وابو داود الحفري وأبو احمد الزبيري [1] ويحي بْنُ آدَمَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ. وَسَمَعْتُ مُوسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ أَبُو دَاوُدَ الحفري ومحمد بن بشر [2] والأحدب ويحي [3] سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَتَيْنِ. سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّالِبِيُّ. مَاتَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَهُوَ ابْنُ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ. وَمَاتَ أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْقَيْسِيُّ الْمِصْرِيُّ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَوُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ أَيْضًا. سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ أَيْضًا. مَاتَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، «وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ» [4] ، وَوُلِدَ يزيد بن هارون سنة ثمان عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. «قَالَ مُحَمَّدُ: مَاتَ يَزِيدُ أَوَّلَ سنة ست ومائتين، وولد سنة سبع
سنة سبع ومائتين
عَشْرَةَ وَمِائَةٍ» [1] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [2] وَمَاتَ الْمُؤَمَّلُ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ. قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: مَاتَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ. سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ أَبُو عِيسَى بْنُ هَارُونَ. سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ ثِقَةٌ مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ. «حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدٍ بَبَابِ الصَّغِيرِ [3] سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَتَيْنِ» [4] . سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ صَالِحُ بْنُ هارون بن أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، حَجَّ عَلَيْنَا فَسَمِعْتُ مِنْهُ، ثُمَّ صَدَرَ وَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ. قَالَ: وَكَانَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ قَدِمَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ فَصَدَرَ وَمَاتَ. وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَالِي مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَجَاءَهُ الْعَزْلُ فِي هذه الْمَوْسِمِ مَعَ صَالِحِ بْنِ هَارُونَ، وَاسْتَعْمَلَ صَالِحَ العباس بن محمد بن علي بن عبد الله
سنة تسع ومائتين
عَلَى مَكَّةَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَتَيْنِ، وَقَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَجْهَاجِ بِكِتَابٍ إِلَى عَمْرِو بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ السَّهْمِيِّ بِوِلَايَةِ مَكَّةَ، فَوَلِيَهَا عَمْرُو بْنُ عُمَرَ صَفَرَ وشهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر، ودخل صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَكَّةَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ وَاسْتُعْمِلَ عَمْرُو بْنُ عُمَرَ عَلَى قَضَاءِ مَكَّةَ. سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: مَاتَ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَتَيْنِ، وَوَلِيَ قُثَمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ عُزِلَ وَوَلِيَ بعده جعفر بن القاسم ابن جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَبَّاسِيُّ. سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ. وَفِيهَا مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ مَاتَ فِيهَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ أَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَحَجَّ بِنَا فِي هَذِهِ السَّنَةِ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ. وَاسْتُقْضِيَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّافِعِيُّ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ، جَاءَهُ الْقَضَاءُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. سَنَةَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن عبد الله ابن عباس. مات فيها محمد بن يوسف الفاريابي مَوْلًى لِبَنِي تَمِيمٍ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السَّنَةِ.
سنة ثلاث عشرة ومائتين
وسمعت الثقة من أصحابنا قال: قال الفاريابي: وُلِدْتُ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَفِيهَا مَاتَ أَبُو عبد الرحمن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ فِي آخِرِ السَّنَةِ [1] . وَفِيهَا مَاتَ أَبُو الْمُغِيرَةِ [2] . سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَيْضًا. وَمَاتَ فِيهَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيُّ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَاسْتُقْضِيَ عَلَى مَكَّةَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. وَفِيهَا مَاتَ بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ. «وَفِيهَا مَاتَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَطِيَّةَ الْمُفْتِي الدِّمَشْقِيُّ» [3] . وَاسْتُعْمِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ، وَكَانَ مَعَهُ النَّوْفَلِيُّ، فِي مُسْتَهَلِّ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَعُزِلَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ إِسْحَاقُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ. «مَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَبُو مُحَمَّدٍ فِي هَذِهِ السَّنَةِ» [4] ، «وَمُحَمَّدُ بن عبد الله بن المثنى بن أنس الْأَنْصَارِيُّ، [وَسَمِعْتُ الْأَنْصَارِيَّ] سَنَةَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ يَقُولُ قَدْ أَشْرَفْتُ عَلَى أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً» [5] .
سنة خمس عشرة ومائتين
وَفِيهَا مَاتَ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ. وَفِيهَا مَاتَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسِيُّ. وَمَاتَ سَوَّارُ بْنُ عُمَارَةَ الرَّمْلِيُّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَوْ فِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ. وَعُزِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ عَنْ مَكَّةَ. وَوَلِيَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبَّاسِيُّ، وَكَانَ ابْنُهُ مُحَمَّدُ عَلَى مَكَّةَ يَتَدَاوَلَانِ الْعَمَلَ مَرَّةً الْأَبُ عَلَى مَكَّةَ وَالِابْنُ عَلَى الْمَدِينَةِ. وَغَزَا الْمَأْمُونُ الرُّومَ وَفَتَحَ قُرَّةَ [1] ، وَدَخَلَ الْعَبَّاسُ ابْنُهُ مِنْ دَرْبِ الْحَدَثِ [2] . وَوَلِيَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، وَقَدِمَ مَعَهُ بَكُورٌ وَمَجَهْ ملكي الْحَبَشِ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ. «وَفِيهَا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ. وَقَالَ عَلِيٌّ: وُلِدْتُ قَبْلَ مَقْتَلِ أَبِي مُسْلِمٍ [3] » [4] وَفِيهَا مات محمد بن المبارك الصوري.
سنة ست عشرة ومائتين
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: صَلَّى عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ أَبُو مُسْهِرٍ بِبَابِ الْجَابِيَةِ [1] ، فَلَمَّا فَرَغَ أَثْنَى عَلَيْهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَوُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ [2] . حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ عَنْ مَرْوَانَ قَالَ: لَيْسَ فِينَا مِثْلُهُ. وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بن ذكوان قال: قال يحي بن معين: محمد ابن الْمُبَارَكِ شَيْخُ الْبَلَدِ بَعْدَ أَبِي مُسْهِرٍ. «وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ حَتَّى مَاتَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ» [3] . «قَالَ: وَكَانَ مَرْوَانُ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ كَذَّابٌ. سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ شُيُوخُنَا يُحَدِّثُونَ عَنْهُ. وَكَأَنَّهُ لَمْ يَشُكَّ أَنَّهُ كَانَ يَكْذِبُ» [4] . وَغَزَا الْمَأْمُونُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ. سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ أَبُو يُوسُفَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَسَمِعْتُ مُسْنَدَ الْحُمَيْدِيِّ ابْتَدَأَ فِيهِ فِي شَوَّالٍ. وَحَجَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَصَدَرْتُ وَأَقَمْتُ بِمَكَّةَ إِلَى هِلَالِ الْمُحَرَّمِ، وَخَرَجْتُ بَعْدَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ
سنة سبع عشرة ومائتين
إِلَى مِصْرَ، وَقَطَعَ بِنَا مَرَّةً بِالسُّوَيْدَاءِ [1] ، وَذَلِكَ فِي أَوَّلِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ. وَنُعِيَ إِلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْمِصِّيصِيُّ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ مِصْرَ، عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ مِصْرَ. سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ سَمِعْتُ مِنْ أَبِي صَالِحٍ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ وَأَبِي الْأَسْوَدِ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَغَيْرِهِمْ. وَخَرَجْتُ فِي آخِرِ السَّنَةِ إِلَى الشَّامِ. وَسَمِعْتُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَبَا مُسْهِرٍ بِدِمَشْقَ يَقُولُ: كَتَبَ إِلَيْنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ عَلْقَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ فِي الْحَامِلِ تَرَى الدَّمَ؟ قَالَتْ: لَا تُصَلِّي. وَكَانَ الْمَأْمُونُ قَدِمَ مِصْرَ فِي الْمُحَرَّمِ، فَأَقَامَ بِهَا شَهْرًا أَوْ بَعْضَ شَهْرٍ وَقَتَلَ الْبَيْضَاءَ [2] وَسَبَاهُمْ وَخَرَجَ مِنْهَا مُتَوَجِّهًا إِلَى طَرْسُوسَ، وَغَزَا أَرْضَ الرُّومِ، وَأَقَامَ عَلَى لُؤْلُؤَةَ [3] وَلَمْ يَفْتَحْهَا، ثُمَّ فَتَحَهَا عُجَيْفٌ بعده. وكتبت عَنْ أَبِي تَوْبَةَ [4] وَغَيْرِهِ، وَوَافَيْتُ الْحَجَّ فِي هذه السنة، وحج
سنة ثمان عشرة ومائتين
بِنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ وَالٍ على المدينة ومكة. سنة ثمان عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ وَغَزَا الْمَأْمُونُ الرُّومَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْبَذْنَدُونَ [1] تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ في رجب، سنة ثمان عشرة وَمِائَتَيْنِ، فَكَانَتْ خِلَافَتُهُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا أَيَّامًا. وَنَعَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِمَكَّةَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثِلَاثَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَبَايَعَ لِأَبِي إِسْحَاقَ بْنِ هَارُونَ. فَحُمِلَ إِلَى أَذْنَةَ [2] ، وَدُفِنَ بِهَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِثِلَاثٍ وَعِشْرِينَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. وَحَجَّ بِنَا صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَدِمَ عَامِلًا عَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. «وَمَاتَ أَبُو نعيم الفضل بن دكين سنة ثمان عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ» [3] . وَفِيهَا مَاتَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. «وَشَهِدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي الْمَخْزُومِيَّ جاء الى سليمان ابن حَرْبٍ- وَكَانَ قَدْ كَتَبَ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ أَنْ يَقِفَ مِنَ [4] الْقَضَاءِ [5]- يُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَيُوَدِّعُهُ وَيَخْرُجُ إِلَى بَغْدَادَ. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: ما يخرجك؟
سنة تسع عشرة ومائتين
قَالَ: أَذْهَبُ فَأُعَزِّي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقَاضِي [1] ، وَأُهَنِّيهِ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ وَضَحِكَ: إِنَّمَا تخرج لعل ابن أبي دؤاد [2] يَعْمَلُ لَكَ فِي قَضَاءِ مَكَّةَ وَهُوَ لَا يفعل، فأنه قد خَرَجَ ابْنُ الْحُرِّ فَسَيَقْضِيهِ فَيَتَّخِذَهُ فِي صَنِيعِهِ [3] يُذْكَرُ بِهِ، فَأَنْتَ لَا تَكُونُ صَنِيعَةً لَهُ أَنْتَ أَجَلُّ مِنْ ذَلِكَ. وَخَرَجَ فَكَانَ كَمَا قَالَ سُلَيْمَانُ» [4] . سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَوَافَى طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ- وَأَنَا مَعَهُ- بِقُفْلِ الْكَعْبَةِ. وَهُدِمَتْ زَمْزَمُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، وَعُمِلَتْ بِالذَّهَبِ وَالْفُسَيْفِسَاءِ وَعُمِلَتِ الْقُبَّةُ. وَفِيهَا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ [5] . «وَفِيهَا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ» [6] ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مَعَ طَاهِرٍ وَابْنِ فَرَجٍ الرَّخَّجِيِّ وَمَعَهُمُ الْقُفْلُ مِنْ ذَهَبٍ مُصْمَتٍ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الْحَجَبَةِ مُنَازَعَةٌ حَتَّى اصْطَلَحُوا عَلَى أَنْ يُقْفَلَ عَلَى الْبَيْتِ بِقُفْلَيْنِ، الْقَدِيمِ، وَالَّذِي قَدِمُوا بِهِ، وَخَرَجَتِ الْحَجَبَةُ إِلَى الْخَلِيفَةِ، فَطَلَبُوا إِلَيْهِ وقالوا: هذا قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فَأَمَرَ بِرَفْعِ الْقُفْلِ الَّذِي كَانَ بَعَثَ بِهِ وَأَنْ يُرَدَّ عَلَيْهَا الْقُفْلُ الْأَوَّلُ، وَوَهَبَ لَهُمُ القفل وأجازهم.
سنة عشرين ومائتين
وهدمت زمزم، وعملت بالذهب والفسيفساء، وعملت الْقُبَّةُ، وَفُرِغَ مِنْهَا لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: خرجت في هذه السنة سنة تِسْعَ عَشْرَةَ فَسَمِعْتُ مِنْ آدَمَ [1] وَمِنْ أَبِي الْيَمَانِ [2] وَالْوُحَاظِيِّ [3] وَمَشَايِخَ بِفِلَسْطِينَ وَدِمَشْقَ وَحِمْصَ. وَحَضَرْتُ سُلَيْمَانَ [4] جَاءَهُ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَمَعَهُ كُتَّابُهُ مِنْهُمْ: ابْنُ شُعَيْبٍ مَوْلَى أَبِيهِ فَقَالَ لِسُلَيْمَانَ [5] : تَحْمِلُ كُتُبَكَ وَتَجِيئُنَا فَتُحَدِّثُنَا. فَاغْتَمَّ سُلَيْمَانُ لِذَلِكَ، وَكَانَ ابْنُ خَاقَانَ مُجَاوِرًا بِمَكَّةَ فَقَالَ سُلَيْمَانُ: تَعْرِفُ مَنْزِلَ ابْنِ خَاقَانَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: اذْهَبْ فَقُلْ لَهُ أَنَّ سُلَيْمَانَ يَنْتَظِرُكَ فِي الْمَسْجِدِ. فَدَعُوا بِهِ. فَلَمَّا الْتَقَى مع سليمان، قال: أراك معتما؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ لِي هَذَا احْمِلْ كُتُبَكَ وَتَجِيئُنَا تُحَدِّثُنَا، وَلَا أَفْعَلُ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ خَاقَانَ: لَا تَغْتَمَّ فَإِنَّ هَذَا أَمْرٌ سَهْلٌ، وَمَكَانَكَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ. فَدَخَلَ عَلَى طَاهِرٍ، وَخَرَجَ، فَقَالَ: قَدْ كَفَاكَ اللَّهُ. قَالَ: غَيَّرَ رَأْيَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَرَى أَنْ تَأْتِيَ الْقَاضِيَ فِي مَجْلِسِهِ فَإِنَّ الْأَمِيرَ يُسَرُّ بِذَلِكَ وَتَرْتَفِعُ عِنْدَهُ بِإِتْيَانِكَ إِلَى الْعُلَمَاءِ. فَرَاحَ إِلَيْهِ مَعَ كَاتِبِهِ وَمَعَهُ ثُلُثٌ [6] مَكْتُوبٌ فَجَعَلَ الْكَاتِبَ يَسْأَلُهُ وَيُحَدِّثُهُ. سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ صالح بن العباس ووافى عجيف.
سنة احدى وعشرين ومائتين
«وَفِيهَا مَاتَ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ» [1] . وَفِيهَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ فِي آخِرِ السَّنَةِ قَبْلَ هِلَالِ الْمُحَرَّمِ، أَوْ بَعْدَ انْسِلَاخِ الْمُحَرَّمِ فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَوُلِّيَ عَلَى الْقَضَاءِ مُحَمَّدُ بن الحسين [2] ابن الْحُرِّ، وَقَدِمَ مَكَّةَ، وَإِذَا فِي عَهْدِهِ: رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُوَلِّيَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ [3] الْقَضَاءَ. فَقَالَ لَهُ صَالِحٌ: إِنَّمَا قَالَ تُوَلِّي فَإِنْ رَضِيتَ أَنْ أُوَلِّيَكَ وَتَكُونَ قَاضِيًا، وَإِلَّا فَأَوْرِدْ عَلَيَّ كِتَابًا بِبَيَانِ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ: - وَكَانَ مِنْهُ وَفِيهِ- بَلْ أَرْضَى أَنْ أَكُونَ قَاضِيَكَ. فَاسْتَمَرَّ لَهُ الْقَضَاءُ عَلَى هَذَا السَّبِيلِ. سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى. وَفِيهَا مَاتَ أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ. وَعُزِلَ صَالِحٌ، وَوُلِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى. وَقَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ عَلَى شَرْطِ مَكَّةَ مِنْ قِبَلِ محمد بن داود، ليومين خَلَتَا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَقَبَضَ الْعَمَلَ مِنْ صَالِحٍ، وَقَدِمَ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى لِسَبْعٍ مَضَيْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَقَدْ أَعْهَدَهُ عَلَى النَّاسِ وَحَضَرَ الْعَرَبُ قِرَاءَةَ عَهْدِهِ، وَفِي عَهْدِهِ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الذَّهَبِ الذَّهَبَ وَمِنَ الْفِضَّةِ الْفِضَّةَ وَمِنَ الْحَبِّ الْحَبَّ وَمِنَ الْغَنَمِ الْحَافِرَ وَمِنَ الْإِبِلِ الْخُفَّ، فَلَمَّا انْقَضَى الموسم فرّق عماله فِي عَمَلِهِ، وَوَلَّى رَجُلًا مِنْ بَنِي جُمَحٍ سقعا [4] في عمله من سكسك وعامر
سنة اثنتين وعشرين ومائتين
فَأَحْصَى مَاشِيَتَهُمْ وَقَالَ [1] : هَاتُوا لِكُلِّ فَرِيضَةٍ دِينَارًا، فَامْتَنَعُوا عَلَيْهِ وَقَالُوا: أَنْتَ عَاصٍ خَارِجِيٌّ تُرِيدُ أَنْ تَغْصِبَنَا أَمْوَالَنَا، إِنَّمَا فِي عَهْدِ صَاحِبِكَ أَنْ تَأْخُذَ مِنْ كُلِّ فَرِيضَةٍ شَاةً غَايَةُ ثَمَنِهَا وَقِيمَتِهَا سَبْعَةُ دَرَاهِمَ إِلَى ثَمَانِيَةِ دَرَاهِمَ، فَشَادَّهُمْ وَشَادُّوهُ، وَحَارَبَهُمْ وَحَارَبُوهُ حَتَّى كَانَ بَيْنَهُمْ قَتْلَى، وَقُتِلَ الْجُمَحِيُّ، وَدَعَا ابْنُ دَاوُدَ أَخَا الْجُمَحِيِّ فَوَلَّاهُ النَّاحِيَةَ، فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يُسَخِّرَ وَيَسْتَعِينَ بِالْأَعْرَابِ وَغَيْرِهِمْ، فَخَرَجَ وَاسْتَبَاحَ الْحَيَّيْنِ وَكَثُرَ فَسَادُ جَيْشِهِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: سَمِعْتُ بَعْضَ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَهُ قَالَ: افْتَضَضْنَا أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ عَذْرَاءَ. سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى. «وَفِيهَا مات ابو صالح يحي بن صالح الوحاظي، ومولده سنة سبع وأربعين وَمِائَةٍ» [2] . سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، وَخَرَجَ فِي الثَّمَانِ [3] مِنْ مَكَّةَ وَدَخَلَهَا بِعُمْرَةٍ، وَقَصَرَ الصَّلَاةَ فِي إِقْبَالِهِ وَبِمَكَّةَ يَخْرُجُ مِنْ دَارِهِ- دَارُ الْإِمَارَةِ- وَيُصَلِّي بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، وَوَقَعَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ فِي جَهْدٍ وَمَكْرُوهٍ، كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُنْكِرُونَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِهِ، وَأَنْشَأَ الْحَجَّ، وَحَجَّ بِنَا عَلَى هَذَا السَّبِيلِ. سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى. «وَفِيهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الجماهر، ومولده سنة احدى
سنة خمس وعشرين ومائتين
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [1] . وَفِيهَا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. «وَفِيهَا مَاتَ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ» [2] ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ. سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى. وَفِيهَا مَاتَ أَصْبَغُ بْنُ نُوحِ بْنِ سَعِيدٍ. سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ لَا أَدْرِي مَنْ حَجَّ بِالنَّاسِ لِأَنِّي كُنْتُ بِمِصْرَ [3] . سَنَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. وَفِيهَا مَاتَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ. وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو إِسْحَاقَ [4] فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ. وَفِيهَا خَرَجَ الْمُبَرْقَعُ بِفِلِسْطِينَ. وَقَاتَلَ رَجَاءُ الْحَضَارِيُّ أَهْلَ كفر بطنا [5] . وَكَانَتْ خِلَافَةُ أَبِي إِسْحَاقَ تِسْعَ سِنِينَ وَشَهْرَيْنِ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ. وَاسْتُخْلِفَ هَارُونُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بن داود بن عيسى.
سنة تسع وعشرين ومائتين
«حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ الْفَرَادِيسِيُّ قَالَ: وُلِدْتُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ» [1] . وَمَاتَ بَعْدَ أَخْذِ الْمُبَرْقَعِ، وَأَخْذُ الْمُبَرْقَعِ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي إِسْحَاقَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بن داود بن عيسى. سنة ثلاثين وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَوَافَيْتُ الْمَوْسِمَ مِنْ مِصْرَ، وَخَرَجَ ابْنُ دَاوُدَ فَتَلَقَّى إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، وَأَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ، وَرَجَعَ إِلَى مَكَّةَ- إِلَى دَارِهِ وَوَطَنِهِ- يَقْصِدُ الصَّلَاةَ يَخْرُجُ مِنَ الدَّارِ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عيسى. وفيها مات يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ لِلنِّصْفِ مِنْ صَفَرٍ، وَخَرَجَ ابْنُ دَاوُدَ فَأَحْرَمَ مِنْ خَارِجٍ [2] ، وَانْصَرَفَ إِلَى دَارِهِ يَقْصِدُ الصَّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ. سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى. وَتُوُفِّيَ هَارُونُ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ خمس سنين
وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين
وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ إِلَّا سِتَّةَ أَيَّامٍ، وَاسْتُخْلِفَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ لِسِتِّ لِيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ جَاءَ خَبَرُ مَرَضِ هَارُونَ قَبْلَ الْمَوْسِمِ، وَوَجَّهَ إِلَيْهِ بِمَاءِ زَمْزَمَ وَخَلُوقٍ مِنْ خَلُوقِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ جَاءَ نَعْيُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ لِسِتَّ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى، وَنَعَى لَنَا هَارُونَ لِسِتَّ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، نَعَاهُ عَلَى الْمِنْبَرِ عَنْ كتاب وكيله اليه، وبايع بجعفر، ثُمَّ جَاءَهُ الْخَرِيطَةُ بِمَوْتِ هَارُونَ. «وَفِيهَا تُوُفِّيَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ» [1] . «وَفِيهَا مَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، وَصَلَّى عَلَيْهِ مَالِكُ بن طوق، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [2] . سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى. وَفِيهَا مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ غُرَّةَ شَعْبَانَ وَأَبُو خَيْثَمَةَ [3] وَالْقَدْمِينِيُّ [4] وَابْنُ أَبِي عَبْدَةَ الْعَنْبَرِيُّ فِي أَوَّلِ السَّنَةِ صَدَرَ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ الْبَصْرَةَ بِلَيْلَةٍ، وَابْنُ عَبْدَةَ الْهَمْدَانِيُّ، وَابْنُ نُفَيْلٍ [5] ، «وَعَلِيُّ بن بحر البري ويحي بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ» [6] ، وَأَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أبي
سنة خمس وثلاثين ومائتين
الْغَمْرِ الْمِصْرِيُّ. وَحَجَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ إِيتَاخُ، وَصَدَرَ وَذَهَبَ أَثَرُهُ إِلَى الْيَوْمِ [1] . سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى. «وَفِيهَا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ» [2] . وَفِيهَا شَهَرَ أَصْحَابُ جَعْفَرٍ الْخَيَّاطِ السُّيُوفَ عَلَى الْحَاجِّ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى وَطِئَ النَّاسُ وَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَذَلِكَ يَوْمَ خَامِسٍ مِنَ الثَّمَانِ [3] يَوْمَ الْجُمُعَةِ. وَفِيهَا عُزِلَ ابْنُ حَنْظَلَةَ، قَدِمَ بِكِتَابٍ عَزَلَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، وَرَدَ عَلَى الْقَضَاءِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ. سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ «وَفِيهَا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ فِي الْمُحَرَّمِ صَدَرَ مِنَ الْحَجِّ فَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ» [4] . وَدَعَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ لِمُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَلَّاهُ الْعَهْدَ فِي صَفَرٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِعَشْرٍ مِنْ صَفَرٍ. وَقَدِمَ الشِّيعِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْبَصْرَةِ فَبُويِعَ لَهُمْ. وَتُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَلَّافُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ يَوْمَ الْخَمِيسِ غُرَّةَ الْهِلَالِ. وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ شَعْبَانَ. وَنُعِيَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، نَعَاهُ لَنَا العمّار الذين قدموا من
سنة ثمان وثلاثين ومائتين
الْبَصْرَةِ فِي جُمَادَى الْأُولَى. وَفِيهَا تُوُفِّيَ شَيْبَانُ الْأَيْلِيُّ نَعَاهُ الْحَاجُّ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَحَجَجْتُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، حَجَّ بِنَا الْمُنْتَصِرُ، وَصَدَرْتُ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَعُزِلَ ابْنُ دَاوُدَ عَنْ مَكَّةَ، وَوُلِّيَ عَلَيْهَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ خَرَجَ مِنَ الْبَصْرَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَذَلِكَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَأَنَا بِفَارِسَ، وَحَجَّ هُوَ بِالنَّاسِ، وَحَجَّ مَعَهُ ابْنُ دَاوُدَ، ثُمَّ صَدَرَ، وَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ. وَمَاتَ عَبْدُ الْأَعْلَى [1] وَأَنَا بِالْبَصْرَةِ. وَمَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، وَابْنُ حَسَّانٍ، وَعَبَّاسٌ النُّرْسِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ حَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، وَصَدَرَ، وَمَاتَ وَأَنَا بِفَارِسَ. «وَمَاتَ صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الثَّقَفِيُّ الدِّمَشْقِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ» [2] ، مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ أَوْ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ. سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَسَنَةَ أَرْبَعِينَ حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى، قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَأَنَا بِالسَّيْرَجَانِ [3] . وَحَجَّ بِالنَّاسِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَأَنَا بِبَلْخَ [4] ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى. وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خلف.
سنة احدى وأربعين ومائتين
«وَتُوُفِّيَ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ» [1] . «وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ [2] بْنُ سَعِيدٍ فِي شَعْبَانَ أَوْ رَمَضَانَ» [3] . وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ. سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ أَبُو يُوسُفَ: حَجَّ بِنَا سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ محمد بن داود ابن عِيسَى. «وَمَاتَ أَبُو تَوْبَةَ» [4] . وَمَاتَ أَبُو قُدَامَةَ [5] فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ. «وَمَاتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» [6] . وَسَارَ رَسُولٌ مِنَ الْكَرْخِ إِلَى نَيْسَابُورَ [7] ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ نَعَاهُ. وَصَدَرْتُ مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ إِلَى فِلِسْطِينَ، وَقَدِمْتُ عَسْقَلَانَ في عشرين ليلة.
وَسَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وأربعين وَمِائَتَيْنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ مَجْلِسًا مَعَ أَصْحَابِنَا فَلَمْ أَكْتُبْهُ. قَالَ هِشَامٌ: ورأيت بكير ابن مَعْرُوفٍ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ الْكَثِيرَ وَلَمْ أَكْتُبْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ يَخْضِبُ بِحُمْرَةٍ. قَالَ: وَكَتَبَ إِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ وَإِلَى ابْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى- يَعْنِي أَبَا مُسْهِرٍ- وَثَالِثًا ذَكَرَهُ مِائَةَ حَدِيثٍ وَحَدِيثَيْنِ. وقدمت مصر بعد ذاك قدمتين. قلت: وقد مات الليث بن سعيد وَابْنُ لَهِيعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَكَلْتُ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ وَكَلَّمْتُهُ وَكَلَّمَنِي بِمِصْرَ، وَمَوْلِدُ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ لَمَّا مات عبد الرحمن بن عوف يقول: وا جبلاه. حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي الْجَعْدُ [2] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ أَذِنَ بِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بن عمرو بْنِ نُفَيْلٍ- وَهَلَكَ بِالْعَقِيقِ- فَخَرَجَ إِلَيْهِ سَعْدٌ فَغَسَّلَهُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيْفُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: تُوُفِّيَ عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، فاصعد مَعَهُ ابْنُ عُمَرَ حَتَّى إِذَا جَاءَ الرَّدْمَ أَعْلَى مَكَّةَ قَالَ: رُدُّوا النِّسَاءَ. حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بن يحي المرئي [3] قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا
عُيَيْنَةُ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ كَانَ فِي جِنَازَةِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، وَخَرَجَ زِيَادٌ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْ سَرِيرِهِ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ لَقِيَنَا أَبُو بَكْرَةَ [1] . حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ قَالَ: رَأَيْتُ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَمْشِي فِي جِنَازَةِ الأحنف ابن قَيْسٍ بِغَيْرِ رِدَاءٍ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: زَعَمُوا مِنَ الْحَرِّ فَعَلَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ [2] عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَافِعٍ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ صَلَّوُا الصُّبْحَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ [3] : أَنَّ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ أَخْبَرَهُ قَالَ: وُضِعَتْ جِنَازَةُ أُمِّ كُلْثُومٍ امْرَأَةِ عُمَرَ وَابْنٍ لَهَا يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ، وَالْإِمَامُ يَوْمَئِذٍ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ، وَفِي النَّاسِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبُو قَتَادَةَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أبي عمار مولى بني هَاشِمٍ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ يَخْتَلِفُ بَيْنَ أُمِّ كلثوم وابنها زيد فصلى عليهما أمير المدينة وثم الحسن والحسين. حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن لهيعة قال:
حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ الزَّيَّاتِ [1] حَدَّثَهُ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ صَلَّى عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنِ [ابْنِ] [2] أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ الزَّيَّاتِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: أَكَانَ ابْنُ عُمَرَ بكرة أَنْ يُصَلِّيَ وَسْطَ الْقُبُورِ؟ قَالَ: لَقَدْ صَلَّيْنَا على عائشة وأم سلمة وسط البقيع، والإمام يوم صلينا على عائشة ابو هُرَيْرَةَ، وَحَضَرَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا أَمَرَتْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْهَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْمَسْجِدِ- حِينَ مَاتَ- لِتَدْعُوَ لَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الواحد ابن حَمْزَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا أَمَرَتْ بِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنْ يُمَرَّ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ لِتُصَلِّيَ عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى [عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مُوسَى] [3] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى أَبِي قَتَادَةَ [فَكَبَّرَ عَلَيْهِ سَبْعًا وكان بدريا] [4] .
حدثنا الحجاج قال: ثنا أبو عوانة [1] عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ: أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ سِتًّا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ شَقِيقَ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَحَكَمَ الْحَكَمَانِ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ يَقُولُ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ حِينَ مَاتَ الْحَسَنُ وَهُوَ يَقُولُ بِأُصْبُعِهِ هَكَذَا أَقْدِمْ فَلَوْلَا أَنَّهَا سُنَّةٌ مَا قَدِمْتُ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْأَشْجَعِيِّ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: أَقْدِمْ- يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ- فَلَوْلَا [3] أَنَّهَا سُنَّةٌ مَا قَدِمْتُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ [4] عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: مَاتَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ- أَظُنُّهَا مَيْمُونَةَ- فَأَوْصَتْ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ قَبِيصَةُ وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ جِنَازَةِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ [5] فَقَالَ: فُلَانٌ- لَمْ أَوْعَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ-. وَقَالَ قَبِيصَةُ: [فَقَالَ] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الخطميّ [6] : اكشطوا
الثَّوْبَ- قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: اكْشِفُوا- فَإِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [1] قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى الْحَارِثُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيُّ. فَقَالَ: اكْشُطُوا الثَّوْبَ عَنِ الْقَبْرِ [2] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ [3] أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ شُرَيْحٌ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [4] قَالَ: شُعْبَةُ: كُنَّا فِي جِنَازَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَعَلَيْهَا زِحَامٌ فَقُلْتُ لِمَنْصُورٍ [5] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: خَرَجْنَا فِي جِنَازَةِ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَمَا زَالَ مُحَمَّدٌ قَائِمًا «حَتَّى وُضِعَ فِي اللَّحْدِ» [6] . - هَذَا لَفْظُ ابْنِ عُثْمَانَ- وَلَفْظُ سُلَيْمَانَ قَالَ: خَرَجْنَا فِي جِنَازَةِ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمْ يُلَحَّدْ. قَالَ: فَقَامَ مُحَمَّدٌ حَتَّى وُضِعَ فِي اللَّحْدِ. قَالَ أَيُّوبُ: بَلَغَ مُحَمَّدًا حَدِيثٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَظُنُّهُ عَلَى غَيْرِ وَجْهِهِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، لَمَّا دُفِنَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، حثا عليه التراب.
حدثني أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ [1] قَالَ: أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ أَبُو بَرْزَةَ [2] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَوْصَى تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ مَنْصُورٌ، فَحَضَرَ الْأَمِيرُ، فَصَلَّى عَلَيْهِ الْأَمِيرُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ خُزَاعِيٍّ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ قَالَ: ليلني أصحابي ولا يصلي عَلَيَّ ابْنُ زِيَادٍ. قَالَ: فَوَلِيَهُ أَبُو بَرْزَةَ وَعَائِذُ بْنُ عَمْرٍو وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو زَيْدٍ [3] قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عبد الرحمن عن أبيه قال: رأيت عليا بْنَ حُسَيْنٍ يَحْمِلُ جِنَازَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرحمن عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا مَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ نمير حدثنا ابن إدريس عن أَبِيهِ وَأَشْعَثُ [4] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: شَهِدْتُ زِرَّ بْنَ عَبْدٍ السَّلُولِيَّ فَأَجَازَ شُرَيْحٌ شَهَادَتِي وَحْدِي. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قُتَيْبَةَ [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي
هِنْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ فِي جِنَازَةِ خَيْثَمَةَ [1] عَلَى حِمَارٍ وَاضِعًا [2] يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وهو يقول: وا عيناه [3] . حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ ابْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: أَوْصَى عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ. قَالَ: وَكَانَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَخَشِيَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُخْتَارُ، فَبَادَرَ فَصَلَّى عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ ابْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ [6] وَمَرُّوا عَلَيْهِ بِجِنَازَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا «ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ عَلَى حمار في جنازة خيثمة وهو يقول: وا حسرتاه أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا» [7] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ خُزَاعِيٍّ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ: أَوْصَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مغفل فقال:
ليلني أصحابي ولا يصلي عَلَيَّ ابْنُ زِيَادٍ [1] . قَالَ: فَوَلِيَهُ أَبُو بَرْزَةَ وعائذ ابن عَمْرٍو وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة عن يزيد بن أبي زياد قال: مَاتَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، فَمَرُّوا بِهِ عَلَى أَبِي جُحَيْفَةَ فَقَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ. حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ حَنَشٍ [2] قَالَ: مَاتَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، فَأُتِيَ بِهِ الرَّحْبَةُ [3] ، فَصَلَّى عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَكَبَّرَ سِتَّ تَكْبِيرَاتٍ، فَكَأَنَّ بَعْضَ الْقَوْمِ أَنْكَرَ ذَلِكَ، فَقُلْنَا لَهُ فَقَالَ: إِنَّهُ بَدْرِيٌّ. فَلَمَّا أَتَيْنَا الْجَبَّانَةَ [4] لَحِقَنَا قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ فِي نَاسٍ مِنْ قَوْمِهِ أَوْ فِي نَاسٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ نَشْهَدِ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: صَلُّوا عَلَيْهِ. فَصَلَّوْا عَلَيْهِ [5] فَكَانَ إِمَامُهُمْ قَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [6] عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَقَعَ النَّاسُ بأمر عثمان لقيت أبي بن كعب. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسِيرُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي النَّاسِ مِنَ الْقَتْلِ مَا كَانَ سَمِعْتُ بِأَبِي مَسْعُودٍ قَدْ سَارَ فَلَحِقْتُهُ بِالسَّيْلَحِينِ [7] فَقُلْتُ لَهُ: قد كان لك صاحبان
كَانَ مَنْزَعِي إِلَيْهِمَا حُذَيْفَةُ وَأَبُو مُوسَى، قَالَ: يَعْنِي قَدْ مَاتَا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ قَالَ: بَعَثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ قَالَ لِي [2] : إِنَّهُ سَيَسْأَلُكَ عَنِّي وَيَقُولُ: مَا خَلَّفَهُ عَنِّي؟ فَأَقْرِئْهُ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ يَقُولُ لَكَ وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ فِي شِدْقِ الْأَسَدِ لِأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ، وَلَكِنْ هَذَا أَمْرٌ لَمْ أَرَهُ. فَأَتَيْتُ عَلِيًّا فَأَخْبَرْتُهُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ عُمَرَ بَعْدَ وَفَاةِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ ثَلَاثًا، فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن رجاء قال: أخبرنا زائد عن أبي إسحاق عن علقمة ابن يَزِيدَ قَالَ: صَلَّى عَلِيٌّ عَلَى مَرْثَدِ بْنِ الْمُكَفِّفِ النَّخَعِيِّ فَجَاءَ قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ وَأَصْحَابُهُ بَعْدَ الدَّفْنِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [3] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الجملي عن عمرو بن مرّة عن خيثمة: أَنَّ أَبَا مُوسَى صَلَّى عَلَى الْحَارِثِ بْنِ قيس الجعفي بعد ما صُلِّيَ عَلَيْهِ أَدْرَكَهُمْ بِالْجَبَّانِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ: أَنَّ قَتَادَةَ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ بَشِيرَ بْنَ كَعْبٍ أَتَى قَبْرَ عبد الله بن عبد الرحمن بعد ما دُفِنَ فَكَبَّرَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ كَمَا يُصَلِّي عَلَى الجنائز.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ سَحْنُونَ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُتَوَارِيًا مِنَ الْحَجَّاجِ، فَمَاتَ فَدُفِنَ لَيْلًا، فَشَهِدْتُ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، ثُمَّ غَدَوْتُ إِلَى الشَّعْبِيِّ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ: لَقَدْ مَاتَ الْبَارِحَةَ رَجُلٌ مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ ابْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: أَتَى الصَّنَابِحِيُّ [1] دِمَشْقَ، فَحَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقَالَ لِيَزِيدَ بْنِ نَمِرَانَ: إِنْ أَنَا مَكَثْتُ فِي هَذَا الْبَيْتِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَالْتَمِسُوا لِي قَبْرًا سَلِيمًا [2] . حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ. [و] حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ نَحْوَهُ، يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا فَرَغَ مِنْ قَبْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، فقام الناس عليه قام ابْنُ عَبَّاسٍ فَوَقَفَ عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ فِي جِنَازَةِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ فَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعِجْلِيُّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي أَنْ لَا أَسْمَعَ فِي الْجِنَازَةِ صوتا. فقال: ان للخير أهلين. قَالَ: وَصَلَّى مُوسَى بْنُ أَنَسٍ يَوْمَئِذٍ فِي قَبْرِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ. حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدًا بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَاضِعَهُ عَلَى كَاهِلِهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أبي وقاص في جنازة عبد الرحمن ابن عوف.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ وَهُوَ آخِذٌ بِقَائِمَةِ سَرِيرِ أَبِي مَيْسَرَةَ [1] . حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بشر: أنه سمع يوسف ابن مَاهِكَ يَقُولُ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ وَابْنُ أَبِي الْغَمْرِ قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ يَحْمِلُ جِنَازَةَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن عتبة ابن مَسْعُودٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ: قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ] [2] نُعَيْمٍ الْأُرْدُنِيُّ قَالَ: خَرَجَتْ عَلَيْنَا جِنَازَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ آخِذٌ بِمُقَدَّمِ السَّرِيرِ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا مَعْنٌ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ مَوْلَى قُرَيْشٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْمُطَّلِبَ [4] بَيْنَ عَمُودَيْ سَرِيرِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ عِنْدَنَا خَارِجَهُ. فَقَالَ هِشَامٌ: جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ قَالَ: رَأَيْتُ مُصْعَبَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَمْشِي فِي جِنَازَةِ الْأَحْنَفِ بِغَيْرِ رِدَاءٍ، وكان سيد الناس يومئذ- يعني الأحنف-. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ الله بن جعفر بن أبي طالب
بِالْبَقِيعِ [1] فَاطَّلَعَ عَلَيْنَا جِنَازَةٌ. حَدَّثَنَا ابْنُ الْأَصْبَهَانِيِّ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَسْرِعُوا بِي الْمَشْيَ. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ قَالَ: حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جِنَازَةَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَرِفَ [3] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ [4] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنَّا مَعَ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو أَبِي مَسْعُودٍ عِنْدَ قَنْطَرَةِ السَّالِحِينِ فَلَحِقْنَا جِنَازَةً. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [5] قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [6] قَالَ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: وَجَاءَ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنْ يُدْفَعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَأَتَيْتُ بِهِ أَسْمَاءَ، فَغَسَّلَتْهُ وَكَفَّنَتْهُ وَحَنَّطَتْهُ، ثُمَّ دَفَنَتْهُ. قَالَ أَيُّوبُ: وَأَحْسَبُ قَالَ: فَمَا عَاشَتْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ مَاتَتْ. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْبَأَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي قَالَتْ: مَاتَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ بالعقيق، قال داود: وهو على
نحو عشر أَمْيَالٍ [1] قَالَتْ: فَرَأَيْتُهُ حُمِلَ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ حَتَّى أُتِيَ بِهِ، فَدُخِلَ بِهِ الْمَسْجِدَ مِنْ نَحْوِ بَابِ مَرْوَانَ، فَوُضِعَ عِنْدَ بُيُوتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِفِنَاءِ الْحِجْرِ، فَصَلَّى الإمام عليه، ثم وصليت عَلَيْهِ بِصَلَاةِ الْإِمَامِ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي الْجَبَّانِ صَلَّى عَلَى أَبِي نَضْرَةَ [2] . حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: صليت مع زيد بْنِ ثَابِتٍ عَلَى أُمِّهِ فَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى جِنَازَةٍ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَظُنُّهُ عَنْ سُلَيْمَانَ [3] : أَنَّ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ صَلَّى عَلَى شُرَحْبِيلَ بْنِ السَّمْطِ. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَوْصَى تَمِيمُ ابن سَلَمَةَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ مَنْصُورٌ، فَحَضَرَ الْأَمِيرُ فَصَلَّى عَلَيْهِ الْأَمِيرُ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَوْصَى أَبُو مَيْسَرَةَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ شُرَيْحٌ. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ: أَنَّ الْحَسَنَ دَخَلَ عَلَى أَبِي نَضْرَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ أَبُو نَضْرَةَ [4] : لِ الصلاة عليّ.
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ [1] وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ [2] قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ فَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنْ لَمْ تُصَلُّوا عَلَيْهِ حَتَّى تَطْفُلَ [3] الشَّمْسُ، فَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهِ حَتَّى تَغِيبَ. حَدَّثَنَا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ: أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ تُوُفِّيَتْ وَطَارِقٌ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ [4] . قَالَ ابْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ: فَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ لِأَهْلِهَا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ: أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَضَّأَ [5] الْأَشْعَثَ عِنْدَ مَوْتِهِ وُضُوءًا. «حدثنا أبو نعيم بن دكين قَالَ: ثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ وَنَحْنُ فِي مَسْجِدِهِمْ قَالَ: رَأَيْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفْلَةَ يَمُرُّ إِلَى امْرَأَةٍ [لَهُ] فِي بَنِي أَسَدٍ، وَهُوَ ابن سبع وعشرين ومائة» [6] . حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: أَخَذْتُ بيد مصدّق النبي
وَأَتَيْتُهُ بِنَاقَةٍ عَظِيمَةٍ فَقَالَ: أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلِّنِي إِذَا أَخَذْتُ خِيَارَ مَالِ الْمَرْءِ، فَأَتَيْتُهُ بِنَاقَةٍ مِنَ الْإِبِلِ فَقَبِلَهَا. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ عَنْ مَيْسَرَةَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: أَتَانَا [1] مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ فِي عَهْدِي أَنْ لَا نَأْخُذَ مِنْ رَاضِعِ لَبَنٍ، وَلَا نُفَرِّقَ بَيْنَ مُجْتَمَعٍ، وَلَا نَجْمَعَ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ كَوْمَةٍ [2] فَقَالَ: خُذْهَا. فَأَبَى. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ الْجُرْمِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفْلَةَ يَمُرُّ بِنَا مَاشِيًا إِلَى الْجُمُعَةِ، وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَتَزَوَّجَ بِكْرًا وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ [3] عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ خَمْسِينَ نَاقَةً نَاقَةً، فَأَتَيْتُهُ بِكَبْشٍ لِي، فَقُلْتُ: خُذْ صَدَقَةَ هَذَا. فَقَالَ: لَيْسَ فِي هَذَا صَدَقَةٌ. «حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ لِي شَقِيقٌ: يَا سُلَيْمَانَ [5] لَوْ رَأَيْتَنِي وَنَحْنُ هُرَّابٌ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَ بَزَاخَةَ فَوَقَعْتُ عَنِ الْبَعِيرِ فَكَادَتْ تندق عنقي فلو متّ يومئذ كانت
النَّارُ. وَسَمِعْتُ شَقِيقًا يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَئِذٍ ابْنَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً» [1] . وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً [2] . حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: جَاءَنَا كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ وَنَحْنُ بِالْقَادِسِيَّةِ، وَفِي أَسْفَلِهِ وَكَتَبَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَرْقَمَ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ يَقُولُ: عَبَدْتُ اللَّاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. «حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ يَسِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو وَكَانَ جَاهِلِيًّا قَالَ: أَحْرَمَ الْأَحْمَقُ» [3] . حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ [4] عَنْ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ عَلَى عَهْدِ نَبِيِّكُمُ ابْنَ احدى عشرة سنة. حدثنا بن أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ جَاهِلِيًّا. حَدَّثَنِي أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عُبَيْدَةُ [5] : أَسْلَمْتُ وَصَلَّيْتُ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بسنتين.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ عُبَيْدَةُ عَرِّيفَ قَوْمِهِ فَقَالَ لَهُ شَابٌّ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ [1] يَقُولُ: أَذْكُرُ أَنِّي سَمِعْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَرْعَى إِبِلًا لِأَهْلِي بكاظمة [2] . حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حدثنا يحي بن سعيد عن هشام ابن حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ قال: أسلمت قبل وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَامَيْنِ وَلَكِنِّي لَمْ أَرَهُ. حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: وَقَفَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ عَلَى أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: فَرَأَيْنَاهُ يَبْتَسِمُ. قَالَ: ثُمَّ أَتَانَا، فَقُلْنَا لَهُ: أَيُّ شَيْءٍ قَالَ لَكَ؟ قَالَ: إِنِّي عَبَدْتُ اللَّاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا «إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ- وَكَانَ قَدْ عَاشَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ- يَقُولُ: تَكَامَلَ شَبَابِي يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ وَكُنْتُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [4] قَالَ حَدَّثَنَا ثابت [5] قال: حدثنا عاصم قال
سَأَلْتُ أَبَا عُثْمَانَ: رَأَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: رَأَيْتَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُ عُمَرَ حِينَ قَامَ. قَالَ: وَقَدْ صَدَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَلٍّ. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْحُومٌ [1] قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا [2] يَقُولُ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ [3] : إِنَّ أَطْيَبَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ سَهْ [4] سَلْعٍ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [6] عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ زَمَنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِذْ أَخَذَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِيَدِي فَقَالَ: أَلَا أُبَشِّرُكَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: هَلْ تَذْكُرُ أَنْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ فَقُلْتُ أَنْتَ إِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَيَأْمُرُ بِالْخَيْرِ مَرَّتَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْأَحْنَفِ. وَكَانَ الْأَحْنَفُ يَقُولُ: مَا لِي عمل أرجا لي منه. حدثنا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي وَهْبٌ قَالَ: بلغني أن معاوية بن أبي سُفْيَانَ قَالَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ: بِمَ سُدْتَ
قومك وأنت ليس بِأَسَنِّهِمْ وَلَا أَشْرَفِهِمْ؟ قَالَ: لَا أَتَنَاوَلُ، أَوْ قَالَ أَتَنَكَّبُ [1] مَا كُفِيتُ وَلَا أَضَعُ مَا وُلِّيتُ. «حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: أَتَتْ عَلَيَّ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ وَمَا شَيْءٌ مِنِّي إِلَّا قَدْ أَنْكَرْتُهُ إِلَّا أَمَلِي فَإِنِّي أَجِدُهُ كَمَا هُوَ» [2] . «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالٌ الْوَزَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخُنَا الْقَدِيمُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ- وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ- أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، فَقَامَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَزْنِ قَطُّ، وَلَمْ أَسْرِقْ قَطُّ، وَلَمْ آكُلْ مَالَ يَتِيمٍ قَطُّ، وَلَمْ أَقْذِفْ مُحْصَنَةً قَطُّ، إِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَادْرَأْ عَنِّي شَرَّهُ» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ- وَكَانَ قَدْ عَاشَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ- يَقُولُ: تَكَامَلَ شَبَابِي يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، فَكُنْتُ ابْنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً [4] . حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا «ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [أَبِي] أَيُّوبَ عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: لَا أُعِينُ عَلَى وَاحِدٍ بَعْدَ عُثْمَانَ. فَقِيلَ لَهُ: يا أبا معبد وأعنت على دمه؟ فقال: اني أعدّ [5]
ذكر مساوئه عَوْنًا عَلَى دَمِهِ» [1] . حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قِيلَ لِهُشْيَمٍ: فَزِرُّ بْنُ حُبْيَشٍ؟ قَالَ: مِائَةً وَاثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً [2] . قِيلَ لَهُ: فَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ؟ قَالَ: ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةً [3] . قيل له: من ذكره؟ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ أَبُو إِسْرَائِيلَ: وُلِدْتُ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ، وَكَانَتِ الْجَمَاجِمُ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ، قَالَ: وَلِي ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ سَنَةً. حَدَّثَنَا عَلِيٌّ عَنْ أَبِي داود [4] عن «شعبة عن أبي إِسْحَاقَ عَنْ حَامِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُعْدًا يَقُولُ: قُتِلَ عَلِيٌّ شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ» [5] سُئِلَ أَبُو يُوسُفَ عَنْ حَامِدٍ هَذَا؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: قَلْبُ صِلَةَ مِنْ ذَهَبٍ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى [6] قَالَ: وَكَانَ يُحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ فَيُرْسِلُهُ لَا يَرْوِيهِ عَنْ أحد، فقلت
لَهُ: فَأَبُوكَ عَنْ مَنْ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: أَنْتَ لَا تَأْخُذُ عَنْ أَبِي وَأَدْرَكَ عُثْمَانَ وَأَدْرَكَ كَذَا!!. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ قَالَ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: قُلْتُ لِيُونُسَ: الْحَسَنُ سَمِعَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا، وَسَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: مَا شَافَهَ الْحَسَنُ أَحَدًا مِنَ الْبَدْرِيِّينَ بِالْحَدِيثِ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ وَحَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: كُلُّ شَيْءٍ قَالَ مُحَمَّدٌ [1] نُبِّئْتُ [2] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ انما سمعه من عكرمة لقيه أيام الْمُخْتَارُ بِالْكُوفَةِ. قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُمَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الطُّفَيْلِ: أَدْرَكْتُ ثَمَانِ سِنِينَ مِنْ حَيَّاةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوُلِدَ عَامَ أُحُدٍ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ قَالَ: أَنْبَأَ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رُدِدْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ مِنَ الطَّرِيقِ زَمَنَ الْجَمَلِ أُسْتُصْغِرْنَا. «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ [أَبِي] شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: سَأَلَ صُبَيْحٌ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ- وَأَنَا أَسْمَعُ- فَقَالَ لَهُ: أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ: نَعَمْ، أَسْلَمْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَدَّيْتُ إِلَيْهِ ثَلَاثَ صَدَقَاتٍ، وَلَمْ أَلْقَهُ، وَغَزَوْتُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ غَزَوَاتٍ، شَهِدْتُ الْقَادِسِيَّةَ وَجَلْولاء وَتُسْتَرَ وَنَهَاوَنْدَ وَالْيَرْمُوكَ وَأَذْرَبَيْجَانَ وَمِهْرَانَ وَرُسْتُمَ، وَكُنَّا نَأْكُلُ السمن، ونترك الودك. فسألته عن الطروف؟ فقال: لم نكن نسأل عنها- يعني طعام
الْمُشْرِكِينَ-» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ «شُعْبَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ أبي بكر وعمر ثلاثا وثلاثين أو ثلاثا وَأَرْبَعِينَ مَا بَيْنَ غَزْوَةٍ إِلَى سَرِيَّةٍ» [2] . حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عن عمرو ابن مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الْيَمَنَ [رَسُولُ] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا، قَالَ: فَسَمِعْتُ تَكْبِيرَةً مَعَ الْفَجْرِ لِرَجُلٍ أَجَشِّ الصَّوْتِ. قَالَ: فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ تَحِيَّتِي، قَالَ: فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى دَفَنْتُهُ بِالشَّامِ مَيِّتًا، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدَهُ فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَلَزِمْتُهُ حَتَّى مَاتَ. «حَدَّثَنِي محمد بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ- عَلَى بَابِ هُشَيْمٍ- عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: وُلِدْتُ عَامَ أُحُدٍ، أَدْرَكْتُ ثَمَانِ سِنِينَ مِنْ حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [3] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ عَنْبَسَةَ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: مَنْ أَدْرَكْتَ؟ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَرْعَى غَنَمًا لِأَهْلِي فَجَاءَ رَكْبٌ فَفَرَّقُوا غَنَمِي، فَوَقَفَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ: اجْمَعُوا لِهَذَا غَنَمَهُ كَمَا فَرَّقْتُمُوهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ اندفعوا فأتبعت رجلا منهم فقلت: من هذا؟
فَقَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [1] وَعَلِيٌّ [2] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَاشَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ، وَعَاشَ أَبُوهُ ثَابِتٌ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ، وَعَاشَ مُنْذِرٌ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ، وَعَاشَ حَرَامُ جَدُّ أَبِيهِ مِائَةَ سَنَةٍ وَأَرْبَعَ سِنِينَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانٍ إِذَا حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ اشْرَأَبَّ [3] لَنَا وَثَنَى رِجْلَيْهِ عَلَى مِثْلِهَا، فَمَاتَ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. حَدَّثَنَا عَلِيٌّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ «حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [4] عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ: يَا أَبَا الْأَسْوَدِ كَمْ أَتَى عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْعُزَّى تُعْبَدُ فِي قَرْيَةِ قَوْمِي» [5] . «حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكَرَّمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن إسحاق حدثنا مهدي ابن عِمْرَانَ الْحَنَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يَقُولُ: كُنْتُ يَوْمَ بَدْرٍ غُلَامًا قَدْ شَدَدْتُ عَلَيَّ الْإِزَارَ وَأَنْقِلُ اللَّحْمَ مِنَ الْجَبَلِ إِلَى السَّهْلِ» [6] . «حدثنا أحمد بن الخليل حدثنا يحي بن أبي بكير قال: حدثنا نعيم ابن مَيْسَرَةَ عَنْ بَعْضِهِمْ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قال: انا لدة لرسول
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وُلِدْتُ عَامَ الْفِيلِ» [1] . حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: كُنْتُ فِي بَطْنِ أُمِّي يَوْمَ بَدْرٍ. حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ [3] قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: أن حكيم ابن حِزَامٍ عَمَّرَ عِشْرِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ، فِي الْإِسْلَامِ سِتِّينَ، وَسِتِّينَ مُشْرِكًا. «حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زيد ابن أَسْلَمَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ أَسْلَمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ» [4] . حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ الضَّحَّاكِ الزُّبَيْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ شُرَحْبِيلَ وكان- فِيمَا زَعَمَ- ابْنُ سِتِّينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا «مُبَشِّرٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ اللَّجْلَاجِ [5] عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: مَا مَلَأْتُ بَطْنِي طَعَامًا مُنْذُ أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [6] ، آكُلُ حَسْبِي وَأَشْرَبُ حَسْبِي. قَالَ: وَكَانَ عَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةٍ، خمسين في الجاهلية،
وَسَبْعِينَ فِي الْإِسْلَامِ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [1]- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ-: أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ وُلِدَ فِي أَيَّامِ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ وَهَزِيمَةِ اللَّهِ هَوَازِنَ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أحمد قال يحي بْنُ سَعِيدٍ: مُطَرِّفٌ [2] أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعِشْرِينَ سَنَةً، وَكَانَ أَخُوهُ أَكْبَرَ مِنَ الْحَسَنِ بِعَشَرَةٍ، وَمَاتَ مُطَرِّفٌ بَعْدَ طَاعُونِ الْجَارِفِ. قَالَ أَحْمَدُ قال يحي: مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ سِتٍّ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَكَانُوا يُفَضِّلُونَ أَبَا عُبَيْدَةَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: أَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَذَا غَلَطًا. قَالَ أَحْمَدُ قَالَ يحي: وَلَمْ يَكُنْ إِبْرَاهِيمُ مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ. حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا شعبة عن يزيد بن أبي زياد قال: قلت لأبي وائل: أيكما أكبر أنت أم مَسْرُوقٌ؟ قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْ مَسَرُوقٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ [3] قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ [5] قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ بَعْدَ وَفَاةِ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم بعشر سنين.
تراجم الرجال
حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة [1] حدثنا الْمُحَارِبِيُّ قَالَ: زَعَمَ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ أَنَّ شُرَيْحًا مَاتَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةٍ، وَأَنَّ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ [2] مَاتَ وَهُوَ ابْنُ سبع وعشرين ومائة سنة. [تراجم الرجال] الْعَبَادِلَةُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِمَّنْ رَآهُ (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ) [3] أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَتِيقُ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَأَبُو قُحَافَةَ اسْمُهُ عُثْمَانُ بن عامر بن عمرو بن كعب بن سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِذَلِكَ. وَعَتِيقٌ لَقَبُهُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سُمِّيتُ بِاسْمِ جَدِّي أَبِي بَكْرٍ وَكُنِّيتُ بِكُنْيَتِهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنِ اسْمِ أَبِي بَكْرٍ؟ فَقَالَتْ: عَبْدُ اللَّهِ. فَقُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ عَتِيقٌ؟ قَالَتْ: إِنَّ أَبَا قُحَافَةَ كَانَ لَهُ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ فَسَمَّى وَاحِدًا عَتِيقًا وَمُعْتَقًا وَعُتَيْقًا. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ [4] عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: اسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عامر بن عمرو بن كعب بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سليمان حدثنا «إسحاق بن يحي بْنِ طَلْحَةَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أبيه قال:
قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْرٍ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَمِنْ يَوْمَئِذٍ سَمَّاهُ النَّاسُ عَتِيقًا [1] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْهُ إلى رحلي. فقال له عازب: لا حتى تُحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجْتُمَا وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ؟ قَالَ: أَدْلَجْنَا [2] مِنْ مَكَّةَ لَيْلًا فَأَحْيَيْنَا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا، فَلَمَّا قَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ نَأْوِي إِلَيْهِ فَإِذَا بِصَخْرَةٍ، فَانْتَهَيْتُ [3] إِلَيْهَا فَإِذَا بَقِيَّةُ ظل لها فسوّيته، ثم فرضت لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْوَةً، ثُمَّ قُلْتُ: اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَنْظُرُ [4] مَا حَوْلِي هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ، يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي أُرِيدُ [5]- يَعْنِي الظِّلَّ- فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِهِ [6] مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟ قال: نعم. قال: فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ وَأَمَرْتُهُ [7] أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنَ التُّرَابِ ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ فَقَالَ هَكَذَا فَضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيْهِ على الأخرى، فحلب لي كشبه مِنْ لَبَنٍ وَقَدْ رَوَيْتُ [8] مَعِي لِرَسُولِ اللَّهِ صلى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ فَصَبَبْتُ [1] عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرِدَ مِنْ أَسْفَلِهِ، وَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَقْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَضِيتُ، ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ أَتَى [2] الرحيل يا رسول الله. قَالَ: [بَلَى] [3] ، فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَا فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنَ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [4] ، فَلَمَّا أَنْ دَنَا مِنَّا وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَيْدُ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رسول الله وَبَكَيْتُ. فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ [5] ؟ فَقُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَيْكَ. فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ [6] فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهَا فَوَثَبَ عَنْهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ قد علمت أن هذا عملك فادع الله ينجيني مما أنا فيه فو الله لِأُعَمِّيَنَّ [عَلَى] [7] مَنْ وَرَائِي [مِنَ] [8] الطَّلَبِ وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ مِنْهَا حَاجَتَكَ [9] فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ بِإِبِلِي وغنمي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَا حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ [10] راجعا الى أصحابه، ومضى رسول الله
وأبو العباس عبد الله بن عباس
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا [1] . حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا عَطَّافُ [2] بْنُ خَالِدٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] [3] بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَهُوَ يَقُولُ: قلت: يا رسول الله الْعَمَلُ عَلَى مَا قَدْ فُرِغَ مِنْهُ أَمْ عَلَى أَمْرٍ يُؤْتَنَفُ؟ قَالَ: بَلْ عَلَى أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. قُلْتُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رسول الله؟ قال: كل ميسّر [4] لما خلق منه [5] . وأبو العباس عبد الله بن عباس ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ اسْمُهُ شَيْبَةُ بْنُ هاشم واسم هاشم عمرو ابن عَبْدِ مَنَافٍ وَاسْمُ عَبْدِ مَنَافٍ الْمُغِيرَةُ بْنُ قصي بن كلاب بن مرّة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. حدثنا الربيع بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ «عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ فِي الْقُرْآنِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ» [6] . وَهُوَ مَخْتُونٌ. فَسُئِلَ سَعِيدٌ: مَا الْمُحْكَمُ مِنَ القرآن؟ قال:
وأبو محمد [1] عبد الله بن جعفر
الْمُفَصَّلُ. وَأَبُو مُحَمَّدٍ [1] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ ابن أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ فَهْمٍ [2] قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: خَيْرُ اللَّحْمِ أَوْ أَطْيَبُ اللَّحْمِ لحم الظهر. قال: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانُوا يُلْقُونَهُ اللَّحْمَ [3] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ وَهُوَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَةَ، وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. حدثنا بذلك أبو اليمان الحكم بن نَافِعٌ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ [4] عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَحَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ فَرَّجَ يَدَيْهِ عَنْ إِبِطَيْهِ حَتَّى أَنِّي لَأَرَى بياض إبطيه [5] .
وأبو بكر عبد الله بن الزبير
وأبو بكر عبد الله بن الزبير ابن الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزّى بن قصي بن كلاب ابن مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. وَهُمْ أَصْهَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ مِنْ حِلْفِ الْفُضُولِ. حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَسْوَدِ عن عامر بن عبد الله ابن الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَعْلِنُوا النِّكَاحَ [2] . وَعَبْدُ الله بن زمعة بن الأسود ابن الْمُطَلَّبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى [3] حَدَّثَنَا «مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ قَالَ: لَمَّا اسْتُعِزَّ بِرَسُولِ اللَّهِ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: دَعَاهُ بِلَالٌ إِلَى الصَّلَاةِ، فَقَالَ: مُرُوا مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُمَرُ فِي النَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا، فَقُلْتُ: قُمْ يَا عُمَرُ فَصَلِّ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا كَبَّرَ عُمَرُ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ، وَكَانَ عُمَرُ رَجُلًا جَهِيرًا [4] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ أَبُو بَكْرٍ، يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ والمسلمون.
وعبد الله بن الأرقم الزهري
قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عُمَرُ تِلْكَ الصَّلَاةَ [فَصَلَّى بِالنَّاسِ] [1] . قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ: قَالَ لِي عُمَرُ: وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ بِي يَا ابْنَ زَمْعَةَ، وَاللَّهِ مَا ظَنَنْتُ حِينَ أَمَرْتَنِي إِلَّا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ، وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ. قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم بذلك، ولكني [حِينَ] [2] لَمْ أَرَ أَبَا بَكْرٍ حَضَرَ رَأَيْتُكَ أَحَقَّ مَنْ حَضَرَ بِالصَّلَاةِ لِلنَّاسِ» [3] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمَ كَانَ يَؤُمُّ أَصْحَابَهُ، فَحَضَرْتُ الصَّلَاةَ يَوْمًا فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمُ الْغَائِطَ فَلْيَبْدَأْ بِهِ قَبْلَ الصَّلَاةِ [4] . وَعَبْدُ الله بن عدي ابن الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ الزُّهْرِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وَاقِفٌ فِي سُوُقِ مَكَّةَ: إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنِّي أخرجت
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود
مِنْكِ مَا خَرَجْتُ [1] . وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ الله بن مسعود ابن الْحَارِثِ بْنِ شَمْخِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ صَاهِلَةَ بن كاهل بن الحارث ابن سعد ابن جذيمة ابن كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ [2] ، أَحَدُ بَنِي هُذَيْلٍ، حَلِيفٌ لَبَنِي زُهْرَةَ وَابْنُ أُخْتِهِمْ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَاصِمٍ [3] عَنْ زِرٍّ [4] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَأَنَا أَرْعَى غَنَمًا لِابْنِ أَبِي مُعَيْطٍ [5] . قال أبو يوسف: وهو من مهاجرة الْحَبَشَةِ وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي تَيْمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ الْقُرَشِيِّ ثم التيمي عن جده عبد الله ابن هِشَامٍ- وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَدَعَا لَهُ وَهُوَ صَغِيرٌ [6]- قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وهو آخذ
وعبد الله بن عبد الأسد بن هلال [2]
بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ. قَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ الْآنَ وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْآنَ يَا عُمَرُ [1] . وَعَبْدُ الله بن عبد الأسد بن هلال [2] ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَخْزُومٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ يُكَنَّى أَبَا سَلَمَةَ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ حَجَّاجٌ [3] عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: جَاءَنِي أَبُو سَلَمَةَ يَوْمًا فَقَالَ لِي: سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَامًا لَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ. قَالَ سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ تَنْزِلُ بِهِ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ الَّذِي أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ [4] ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهمّ آجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَعَوِّضْنِي عَنْهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ بمصيبته وأعاضه خيرا منها [5] .
وعبد الله بن عياش
وعبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة المخزومي. يقال أنه قد رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوُلِدَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ. حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أَبِي النَّضْرِ [1] عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَعَدَ عَلَى قَبْرِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، ثُمَّ اسْتَرْجَعَ فَقَالَ: لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ أَوْ أَلَمِهِ أَوْ ضَمِّهِ لَنَجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً، ثُمَّ رُوِّحَ عَنْهُ [2] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيُّ ثُمَّ الْعَائِذِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ يحي بْنِ عُبْيَدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ- يَعْنِي بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وهو يطوف-[3] .
وعبد الله بن أبي ربيعة المخزومي
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ وَهِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْلَفَهُ مَالًا بِضْعَةَ عشر الفا، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنَيْنٍ قَدِمَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: ادْعُ لِي ابْنَ أَبِي رَبِيعَةَ. فَقَالَ لَهُ: خُذْ ما أسلفت بارك الله لك فِي مَالِكَ وَوَلَدِكَ، إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْحَمْدُ وَالْوَفَاءُ. قَالَ هِشَامٌ: الْأَجْرُ وَالْوَفَاءُ [1] . وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا [2] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بن المغيرة ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [3] بْنِ مَخْزُومٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى- أَحْسَبُهُ يُقَالُ لَعَلَّهُ مِنْ فَارِسَ [4]- قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عن عروة
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر الخطاب
قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ [1] . وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ. وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقوم: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَاهُمُ [2] الْمَبِيتُ إِلَى غَارٍ وَدَخَلُوهُ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ وَاللَّهِ لَا يُنَجِّيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللَّهمّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ فَكُنْتُ لَا أُغْبِقُ [3] قَبْلَهُمَا أَهْلًا وَلَا مَالًا فَنَأَى بِي السَّحَرُ [4] ، فَلَمْ أَرُحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَجِئْتُهُمَا بِهِ [5] فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ فَتحَرَّجْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا [6] وَكَرِهْتُ أَنْ أُغْبِقَ قبلهما أهلا ولا [7] مالا
فقمت [1] والقدح على يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا حَتَّى يَبْدُوَ [2] الْفَجْرُ فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا. اللَّهمّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابتغاء وجهك فأفرج [3] عنا ما نحن فيه- قال حجاج: من هم هذه الصخرة- فانفرجت انْفِرَاجًا لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهمّ كَانَتْ لِي ابْنَةُ عَمٍّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ فَأَرَدْتُهَا عَلَى [4] نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ مِنَهَا [5] سَنَةٌ- قَالَ حَجَّاجٌ: جَهِدَتْ فِيهِ مِنَ السِّنِينِ- فَجَاءَتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا، فَفَعَلَتْ، حَتَّى إِذَا قَدِرْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ: لَا أَحِلُّ لك أن تفضّ الخاتم الا بِحَقِّهِ. فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا. اللَّهمّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه- قال حَجَّاجٌ: مِنْ هَمِّ هَذِهِ الصَّخْرَةِ- فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ [6] غير أنهم لا لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ الثَّالِثُ: اللَّهمّ اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ فَأَعْطَيْتُهُمْ أُجُورَهُمْ [7] إِلَّا رَجُلًا وَاحِدًا مِنْهُمْ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حتى كثرت
وعبد الله بن عامر بن ربيعة
الْأَمْوَالُ فَارْتَبَحْتُ [1] ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي. فَقُلْتُ لَهُ: كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أُجْرَتِكَ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ. فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَا تَسْتَهْزِئْ بِي. فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا لَا اسْتَهْزِئْ بِكَ. فَأَخَذَ ذَلِكَ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا. اللَّهمّ فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ- قَالَ حَجَّاجٌ: مِنْ هَمِّ هَذِهِ الصَّخْرَةِ- فَانْفَرَجَتْ، فَخَرَجُوا مِنَ الْغَارِ يَمْشُونَ [2] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ حَلِيفُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَهُوَ مِنَ الْيَمَنِ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أخبرني يحي بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَة أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّي وَأَنَا غُلَامٌ فَأَدْبَرْتُ خَارِجًا فَنَادَتْنِي أُمِّي: يَا عَبْدَ اللَّهِ تَعَالَ هَاكَ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا تُعْطِينَهُ؟ قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا. قَالَ: أَمَا أَنَّكِ لَوْ لَمْ تَفْعَلِي كُتِبَتْ عَلَيْكِ كَذْبَةً [3] . وَعَبْدُ اللَّهِ بن عمرو بن العاص ابن وائل بن هاشم بن سعد بن فهم. حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا محمد بن شعيب عن عمرو
وعبد الله بن حذافة السهمي
ابن يَزِيدَ الْبَصْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ عمر بن عبد العزيز عن يحي ابن الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَلَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ إِلَّا بِالشِّرْكِ باللَّه وَمَا كَانَ بَدْءُ شِرْكِهَا إِلَّا التَّكْذِيبَ بِالْقَدَرِ [1] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ [2] وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ يُحَدِّثَانِ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ امْرَأَةِ عَبَّاسٍ قَالَتْ [3] : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى [4] أَيَّامَ التَّشْرِيقِ، فَسَمِعَتْ مُنَادِيًا يَقُولُ: إِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ أَيَّامُ طَعَامٍ وَشَرَابٍ وَذِكْرِ اللَّهِ. قَالَتْ: فَأَرْسَلَتْ رَسُولًا مَنِ الرَّجُلُ؟ وَمَنْ أَمَرَهُ؟ فَجَاءَنِي الرَّسُولُ فَحَدَّثَنِي أَنَّهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ حُذَافَةَ يَقُولُ: أَمَرَنِي بِهَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم [5] .
وعبد الله بن ثعلبة بن صعير [1] العذري
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ [1] الْعُذْرِيُّ وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ يُقَالُ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْفَتْحِ ومسح وجهه. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنِي شَعَيْبٌ عَنِ الزهري قال: حدثني عبد الله بن ثعلبة ابن صعير [2] وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مسح وَجْهَهُ زَمَنَ الْفَتْحِ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ عن الزهري عن ابن صغير عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ: أَدُّوا صَاعًا مِنْ قَمْحٍ أَوْ بُرٍّ عَلَى كُلِّ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى أَوْ صَغِيرٍ أَوْ فَقِيرٍ حُرٍّ أَوْ مَمْلُوكٍ فَأَمَّا الْغَنِيُّ فَيُزَكِّيهِ اللَّهُ، وَأَمَّا الْفَقِيرُ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَاهُ [4] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيِّ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ شَفِيٍّ أَبِي الْحُصَيْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَشَرَةٌ من أصحابه
عبد الله بن أم مكتوم
مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَالزُّبَيْرُ وَغَيْرُهُمْ عَلَى جَبَلٍ إِذْ تَحَرَّكَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْكُنْ حِرَاءُ فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ [1] . وَأَبُو سَرْحِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ جُذَيْمَةَ [2] بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حسّل ابن عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. يُقَالُ: مَاتَ بِعَسْقَلَانَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ [3] . حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: أَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ بِعَسْقَلَانَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ، وَكَرِهَ أَنْ يَكُونَ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لِأُجَامِعَ رَجُلًا قَدْ عَرَفْتُهُ أَنَّهُ كَانَ يَهْوَى قَتْلَ عُثْمَانَ، فَكَانَ بِهَا حَتَّى مَاتَ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن عاصم [4]
عبد الله بن طهفة [4] الغفاري
عن أبي رزين [1] : أن ابن [أُمِّ] مَكْتُومٍ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ [2] حَدَّثَنَا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّعْدِيِّ من بني مالك ابن حَسْلٍ: أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أَبُو يُوسُفَ: لَا أَعْلَمُ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُسَمَّى عَبْدَ اللَّهِ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ غَيْرَ هَؤُلِاءٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَهْفَةَ [4] الْغِفَارِيُّ حَدَّثَنَا آدَمُ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَهْفَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَلْقِيًا عَلَى وَجْهِي فَقَالَ: هَذِهِ ضَجْعَةٌ يَكْرَهُهَا الله [5] .
عبد الله بن مغفل
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ [1] عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَغَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغَفَّلِ قَالَ: إِنِّي لَأَحَدُ الرَّهْطِ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ 9: 92 [2] . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ: إِنِّي لَآخُذُ بَعْضَ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ [3] الَّتِي بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَهَا أُظِلُّهُ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَرْجِسَ مُزَنِيٌّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن عَاصِمٍ [4] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدُرْتُ خَلْفَهُ فَعَلِمَ الَّذِي أُرِيدُ، فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ فَإِذَا الْخَاتَمُ عَلَى نُغْضِ [5] كَتِفِهِ مِثْلُ الجمع حوله خيلان كأنها الثّآليل [6] . وهو مزني.
عبد الله بن الشخير
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الشِّخِّيرِ أَبُو مُطَرِّفٍ عَامِرِيٌّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا كهمس عن أبي العلاء يزيد بن بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنَخَّعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَلَّكَهَا بِنَعْلَيْهِ [1] . وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الشِّخِّيرِ أَبُو مُطَرِّفٍ وَهُوَ عَامِرِيٌّ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَرَادٍ عَامِرِيٌّ [2] . حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حُبَابٍ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا يَعْلَى بن الأشدق حدثنا عبد الله ابن جَرَادٍ: أَنَّهُ خَرَجَ فِي وَقْعَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] : الْآمِرُ بِالْمَعْرُوفِ كَفَاعِلِهِ [4] . وَجَرَادٌ عَامِرِيٌّ خَفَاجِيٌّ، وَخَفَاجَةُ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِلَالٍ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [5] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأسود بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِلَالٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كِدْتُ أَنْ أُقْتَلَ بَعْدَكَ فِي عَنَاقٍ أَوْ شَاةٍ مِنَ الصَّدَقَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْلَا أَنَّهَا تُعْطَى
عبد الله بن بسر
فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ مَا أَخَذْتُهَا [1] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ مَازِنِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَازِنِيٌّ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْخًا؟ فَقَالَ: كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ [2] شَعَرَاتٌ بِيضٌ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو اليمان قال: حدثنا صفوان [4] عن سوادة وعبد الله بن الحجاج عن عبد الرحمن الجندي قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ابْنَ الْجَنَدِيِّ. فَقُلْتُ لَهُ لَبَّيْكَ يَا أَبَا صَفْوَانَ. قَالَ وَاللَّهِ لَيُمْسَخَنَّ قَوْمٌ وَإِنَّهُمْ لَفِي شُرْبِ الْخَمْرِ وَضَرْبِ الْمَعَازِفِ حَتَّى يَكُونُوا قِرَدَةً وخَنَازِيرَ [5] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ [6] النَّمِرِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي الحكم قال:
عبد الله بن رواحة
سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ أَوْ مَسِيرٍ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذَا لَرَاعِي غَنَمٍ أَوْ عَازِبٌ عَنْ أَهْلِهِ، فَلَمَّا هَبَطُوا الْوَادِيَ إِذَا هُوَ رَاعِي غَنَمٍ وَإِذَا شَاةٌ مَيِّتَةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ قَالُوا: أَيْ وَاللَّهِ يَا رسول الله. قال: فو الله لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الشَّاةِ عَلَى أَهْلِهَا [2] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: يُقَالَ لَهُ رُؤْيَةٌ وَصُحْبَةٌ وَهُوَ سُلَمِيٌّ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: لَا أَعْلَمُ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ مُضَرَ وَرَبِيعَةَ مِمَّنْ رآه يسمى عبد اللَّهِ غَيْرَ هَؤُلَاءِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ: نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرَأَ أَحَدٌ مِنَّا الْقُرْآنَ وَهُوَ جُنُبٌ [3] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: الْجَوَازُ مَنْقُولٌ [4] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَوَاحَةُ بْنُ مالك ابن امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ثُمَّ من بني امرئ القيس
عبد الله بن زيد
ابن ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ [1] ، نَقِيبُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ [بْنِ ثَعْلَبَةَ] [2] الْأَنْصَارِيُّ [بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ] [بْنِ زيد] بن الحارث ابن الْخَزْرَجِ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ) [3] . حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيَّ ثُمَّ أَحَدَ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ أُرِيَ فِي النَّوْمِ التَّأْذِينَ، فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا رَأَى مِنَ التَّأْذِينِ فِي النَّوْمِ، فَوَجَدَ رسول الله صلّى الله قَدْ أَمَرَ بِالتَّأْذِينِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ يَا بِلَالُ فَأَذِّنْ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ [4] حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ [5] عَنْ عَمْرِو بن يحي [6] عن
عبد الله بن عتيك [2] الأنصاري
عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ قِيلَ لَهُ زَمَنَ الْحَرَّةِ: هَا ذَاكَ حَنْظَلَةُ أَوِ ابْنُ حَنْظَلَةَ [1] يُبَايِعُ النَّاسَ. قَالَ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ. قَالَ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: عَلَى الْمَوْتِ. قَالَ: لَا أُبَايِعُ عَلَى هَذَا أَحَدًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ زَيْدُ بْنُ عَاصِمٍ الْمَازِنِيُّ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ [2] الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ قَالَ أَنْبَأَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ مُحَمَّدٍ عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ- ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بأصابعه الثلاث فَضَمَّهُنَّ وَأَيْنَ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَخَرَّ عَنْ دَابَّتِهِ فَمَاتَ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ لَدَغَتْهُ دَابَّةٌ فَمَاتَ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، أَوْ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ وقع أجره على الله، ومن قتل قعصا فَقَدِ اسْتَوْجَبَ الْمَآبَ [3] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ [4] حدثنا ابن نمير قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن ابن حصين [5]
عبد الله بن عدي الأنصاري [2]
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ زِيَادٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ فَجَعَلَ يُؤْتَى بِرُءُوسِ الْخَوَارِجِ. قَالَ وَكَانُوا إِذَا مَرُّوا بِرَأْسٍ قُلْتُ: إِلَى النَّارِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: لَا تَفْعَلْ يَا ابْنَ أَخِي فَإِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: يَكُونُ عَذَابُ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي دُنْيَاهَا [1] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ [2] حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالا: ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَنَّ عَبْدَ الله بن عدي الأنصاري حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ جَاءَهُ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُهُ وَأَنْ يُسَارَّ، فَأَذِنَ لَهُ فَسَارَّهُ فِي قَتْلِ رَجُلٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ- يَسْتَأْذِنُهُ فِيهِ-، فَجَهَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلَامِهِ فَقَالَ: أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَا شَهَادَةَ لَهُ. قَالَ: أَلَيْسَ يُصَلِّي؟ قَالَ: بَلَى وَلَا صَلَاهَ لَهُ. قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ نُهِيتُ عَنْ قَتْلِهِمْ [3] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يعقوب عن محمد ابن إِسْمَاعِيلَ عَنْ بَعْضِ كُبَرَاءِ أَهْلِهِ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الْأَنْصَارِيِّ: مَاذَا أَدْرَكْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِنَا يَوْمًا وَأَنَا غُلَامً حَدَثٌ، فَجِئْتُ حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ عَنْ يمينه، قال: وكان أبو بكر عن
عبد الله بن حارثة
يَسَارِهِ، فَأُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَنِيهِ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ [1] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَارِثَةَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بن عبد الرحمن ابن طلحة بن عبيد الله القرشي ثم التيمي قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [عَلَى] [2] مَنْ نَزَلْتَ يَا أَبَا وَهْبٍ؟ قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: نَزَلْتَ عَلَى أَشَدِّ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ حُبًّا [3] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عامر حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ الدمشقيّ قال: حدثنا سعيد بن يحي اللَّخْمِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بن يحي بْنِ حِبَّانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ توضأ ابْنِ عُمَرَ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا كَانَ أَوْ غير طاهر عم ذاك؟ قال: قال حدثنيه أَسْمَاءُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ حَدَّثَنَا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِالْوُضُوءِ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ، فَلَمَّا شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ أَمَرَ بِالسِّوَاكِ لكل صلاة.
عبد الله بن عبد بن هلال
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَى أَنَّ بِهِ قُوَّةً عَلَى ذَلِكَ [1] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ بْنِ هِلَالٍ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ [2] قَالَ: أخبرنا زيد بن الحباب عن بسر [3] ابن عِمْرَانَ الْعُتَّابِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَوْلَايَ عَبْدُ اللَّهِ بن هلال قال: ذهب بي أبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ادْعُ اللَّهَ وَبَارِكْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَمَا أَنْسَى وَضَعَ يَدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَافُوخِي حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا فَدَعَا لِي وَبَارَكَ عَلَيَّ. قَالَ: فَكَانَ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ، وَكَانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعْرِ مَا يَكَادُ يَفْرُقُهُ مِنْ كَثْرَتِهِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ عوذ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ عَنْ زُرَارَةَ ابن أَوْفَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا أَنْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَانْجَفَلَ النَّاسُ قَبْلَهُ. فَقَالُوا: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ، فَلَمَّا أَنْ رَأَيْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ أَنَّهُ قَالَ «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نيام تدخلوا الجنة بسلام [4] . انقضى الأنصار
عبد الله بن أبي أوفى أسلمي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى أَسْلَمِيٌّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بن زيد أبو آدم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّحْمَةَ لَا تَنْزِلُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ» [1] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَقْرَمَ [2] الْخُزَاعِيُّ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ أَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ حَدْرَدٍ أَسْلَمِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ: كُنْتُ فِي خَيْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَ هَوَازِنَ. حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا داود بن قيس عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أقرم الْخُزَاعِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِيهِ بِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ، فَمَرَّ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ، فَأَنَاخُوا بِنَاحِيَةِ الطَّرِيقِ فَقَالَ لِي أَبِي: كُنْ فِي بَهْمِكَ حَتَى أَدْنُوَ مِنْ هَؤُلَاءِ الرَّكْبِ أُسَائِلُهُ. قَالَ: فَدَنَا وَدَنَوْتُ حَتَّى أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ، فَكُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عَفْرَتَيْ [3] إِبِطَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا سَجَدَ [4] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: هَكَذَا قَالَ مِنْ نَمِرَةَ وَالصَّحِيحُ ثمرة أخطأ فيه
عبد الله بن حوالة
كما أَخْطَأَ فِيهِ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَيْضًا [1] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ «حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ أَنَّ ضَمْرَةَ بْنَ حَبِيبٍ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ زُغْبٍ الْإِيَادِيِّ قَالَ: نَزَلَ بِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ فَرَضَ لَهُ فِي الْمِائَتَيْنِ فَأَبَى إِلَّا مِائَةً. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَحَقٌّ مَا بَلَغَنَا أَنَّهُ فَرَضَ لَكَ فِي مِائَتَيْنِ فَأَبَيْتَ إِلَّا مِائَةً فو الله مَا مَنَعَهُ وَهُوَ نَازِلٌ عَلَيَّ أَنْ يَقُولَ: لَا أُمَّ لَكَ أَوَ لَا يَكْفِي ابْنَ حَوَالَةَ مِائَةٌ كُلَّ عَامٍ؟ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بَعَثَنَا عَلَى أَقْدَامِنَا حَوْلَ الْمَدِينَةِ لِنَغْنَمَ، فَقَدِمْنَا وَلَمْ نَغْنَمْ شَيْئًا. فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بِنَا مِنَ الْجَهْدِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ لَا تَكِلْهُمْ إِلَيَّ فَأَضْعُفُ عَنْهُمْ، وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى النَّاسِ فَيَهُونُوا عَلَيْهِمْ أَوْ يَسْتَأْثِرُوا عَلَيْهِمْ، وَلَا تَكِلْهُمْ إِلَى أَنْفُسِهِمْ فيعجزوا عنها، ولكن توحد بأرزاقهم، ثُمَّ قَالَ: لَتُفْتَحَنَّ لَكُمُ الشَّامُ، لَتُقْسَمَنَّ لَكُمْ كُنُوزُ فَارِسَ وَالرُّومِ، وَلَيَكُونَنَّ لِأَحَدِكُمْ مِنَ الْمَالِ كَذَا وَكَذَا، وَحَتَّى أَنَّ أَحَدَكُمْ لَيُعْطَى مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطُهَا. ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي فَقَالَ: يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ نَزَلَتِ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ، فَقَدْ أَتَتِ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَابِلُ والأمور
عبد الله بن حبشي
الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ» [1] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبَشِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أخبرنا ابن جريج عن عثمان ابن أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبَشِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ [2] . أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَخْبَرَنَا طلحة بن يحي عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: أَيَدْخُلُ الْأَشْعَرِيُّ؟ أَيَدْخُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ؟ أَيَدْخُلُ أَبُو مُوسَى؟ ثُمَّ انْصَرَفَ، فَبَعَثَ عُمَرُ عَلَى أَثَرِهِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لِيَسْتَأْذِنْ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلَّا فَلْيَرْجِعْ. قَالَ: لَئِنْ لَمْ تَأْتِنِي عَلَى ذِي بَيِّنَةٍ لَأُعَاقِبَنَّكَ وَلَأَفْعَلَنَّ بِكَ كَذَا وَكَذَا، فَجَاءَ بِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَقَالَ: يَا عُمَرُ أَبَعَثْتَ تُعَذِّبُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول ذلك [3] .
عبد الله بن الحارث بن جزء [1] الزبيدي
عبد الله بن الحارث بن جزء [1] الزبيدي حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ العزيز بن مليل: أن أباه أخبرنه: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ يَذْكُرُ: أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ زنيا وقد أحصنا، فأمر بهما رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ: فَكُنْتُ أَنَا فِيمَنْ رَجَمَهُمَا [2] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عبد الله بن كعب بن مالك عَنْ عَمِّهِ مَعْقِلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ عن أبيها قَالَ: قَالَتْ بَنُو سَلَمَةَ: مَنْ رَجُلٌ يُصَلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وَيَسْأَلُهُ عَنْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الَّتِي نَتَحَرَّى؟ قَالَ عبد الله بن أنيس: أَنَا: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ لَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ مَعَهُ إِلَى بَيْتِهِ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ قَلِيلٍ فِي الْعَيْنِ وَهُوَ كَثِيرٌ طَيِّبٌ. قَالَ: فَطَفِقْتُ أَحْطُطُ لِيَشْبَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلْ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ فَإِنِّي قَدْ أَرَى مَا تَصْنَعُ وَاللَّهُ جَاعِلٌ فِيهِ بَرَكَةً. قال: فقلت:
عبد الله بن معاوية الغاضري
يا رسول الله إِنَّ أَصْحَابِي مِنْ بَنِي سَلَمَةَ قَالُوا: مَنْ رَجُلٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَسْأَلُهُ عَنْ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الَّتِي نَتَحَرَّى فَأَخْبِرْنَا عَنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: اطْلُبُوهَا يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ. فَلَمَّا انْصَرَفْتُ قَالَ: اطْلُبُوهَا يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهُ لم يقل الّذي قَالَ إِلَّا أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَيْهَا. قَالَ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ إذا كانت ثلاثة وعشرين مِنْ رَمَضَانَ نَزَلَ مِنْ أَرْضِهِ مِنْ نَقْمٍ [1] فَيُحْيِيهَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى أَهْلِهِ [2] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْغَاضِرِيُّ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ [4] قال: حدثني يحي بْنُ جَابِرٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاوِيَةَ الْغَاضِرِيَّ حَدَّثَهُمْ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، مَنْ عَبَدَ اللَّهَ وَحْدَهُ فَإِنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ رَافِدَةً عليه في كل عام، ولم يعط
عبد الله بن قيس
الهرمة ولا الدرنة [1] ولا الشرط [2] الأيمة [3] ولا الربضة [4] ، وَلَكِنْ مِنْ أَوْسَطِ أَمْوَالِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَسْأَلْكُمْ خَيْرَهُ وَلَمْ يَأْمُرْكُمْ بِشَرِّهِ [5] ، وَزَكَّى عَبْدٌ نَفْسَهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: وَمَا تَزْكِيَةُ الْمَرْءِ نَفْسَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُمَا كَانَ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ أَيْضًا. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَجَّاجٌ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بن سلمة عن علي بن زيد عن عُمَارَةَ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَتَجَلَّى لَنَا رَبُّنَا ضَحِكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ [6] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادٍ قَبَّلَ الْحَجَرِ وَسَجَدَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ مَا هَذَا؟ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قبّله وسجد عليه وقال: رأيت عمر ابن الْخَطَّابِ قَبَّلَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلّى الله عليه
عبد الله بن كعب الحميري
وَسَلَّمَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ [1] . عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ الْحِمْيَرِيِّ عَنْ عمر بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ هَذِهِ لِأُمِّ سَلَمَةَ. فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ ذَلِكَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَتْقَاكُمْ للَّه، وَأَخْشَاكُمْ لَهُ، وَأَعْلَمُكُمْ بِحُدُودِهِ [2] . عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ابْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بن فهر. قال: كان يُكَنَّى بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ كُنِّيَ بِأَبِي عَمْرٍو. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عفان قال: سمعت رسول الله
وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَقُولُ] [1] مَنْ بَنَى للَّه مسجدا بنينا لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ [2] . وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ اسْمُ أَبِي طَلْحَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عبد الدار بن قصي ابن كلاب بن مرة [بن كعب] [3] بن لؤي بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: ثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْبَيْتَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ وِجَاهًا [4] . وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عُمَرَ [5] بْنِ حُسَيْنٍ أَيْضًا عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ عَنْ أَبِيهَا عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَجُلٌ يَشُقُّ عليّ هذه العزبة في المغازي
وعثمان بن أبي العاص الثقفي
فتأذن لي يا رسول الله فِي الْخِصَاءِ فَأَخْتَصِيَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ عَلَيْكَ يَا ابْنَ مَظْعُونٍ [بِالصِّيَامِ] فَإِنَّهُ مُحْصِنٌ [1] . وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عبد الرحمن ابن إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدِ اسْتَجَنَّ بِجُنَّةٍ كَثِيفَةٍ مِنَ النَّارِ مِنْ سَلَفٍ [2] بَيْنَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا مِنْ وَلَدِهِ فِي الْإِسْلَامِ [3] . وَذَكَرَ عِنْدَهُ الْجَبَّانَ فَقَالَ: مَنْ خَسَّ أَوْ ... فَلَيْسَ مِنَّا [4] . عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حدثني الحارث بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ: أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ هَانِئِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الصَّدَفِيِّ قَالَ: حَجَجْتُ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَجَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَجُلٌ يُحَدِّثُهُمْ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَأَقْبَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى إِلَى هَذَا الْعَمُودِ فَعَجَّلَ قَبْلَ أَنْ يُتِمَّ صَلَاتَهُ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذَا لَوْ مَاتَ مَاتَ وَلَيْسَ مِنَ الدِّينِ عَلَى شَيْءٍ. إِنَّ الرَّجُلَ لَيُخِفُّ صَلَاتَهُ وَيُتِمُّهَا فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ مَنْ هُوَ؟ فقيل: عثمان بن حنيف الأنصاري [5] .
أبو الحسن علي بن أبي طالب
أبو الحسن علي بن أبي طالب ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ [1] عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَلِيًّا. وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: كَانَ لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَانِي شَارِفًا مِنَ الْخُمْسِ يَوْمَئِذٍ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاعَدْتُ رَجُلًا صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ فَيَأْتِي [2] بِأَذْخِرٍ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ الصَّوَّاغِينَ فَأَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى وَلِيمَةِ عُرْسِي فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ بِشَارِفِي مَتَاعًا مِنَ الْأَقْتَابِ وَالْغَرَائِرِ وَالْحِبَالِ وَشَارِفَايَّ مُنَاخَانِ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، رَجَعْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ فَإِذَا شَارِفَايَّ قَدْ أُجِبَّتْ أَسْنِمَتُهُمَا وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنِي حِينَ رَأَيْتُ ذَلِكَ الْمَنْظَرَ مِنْهُمَا. فَقُلْتُ مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا: حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عِنْدَهُ قَيْنَةٌ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَتْ فِي غِنَائِهَا: أَلَا يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ [3] فَقَامَ حَمْزَةُ إِلَى السَّيْفِ فَاجْتَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَأَخَذَ أَكْبَادَهُمَا. قَالَ عَلِيٌّ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ على رسول الله صلّى الله عليه
وعلي بن شيبان الحنفي
وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِي الَّذِي لَقِيتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: ما لك؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ، فَاجْتَبَّ اسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ. فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِدَائِهِ فَارْتَدَاهُ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَأَتْبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ حَتَّى جِئْنَا الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فأستأذن فَأَذِنُوا لَهُ، فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلُومُ حَمْزَةَ فيما فعل، وإذا حمزة ثمل محمارة عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى سُرَّتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: وَهَلْ أَنْتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لِأَبِي. فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ثَمِلٌ فَنَكَصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ [1] . وَعَلِيُّ بْنُ شَيْبَانَ الْحَنَفِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي سُحَيْم. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو النُّعْمَانِ وَالْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالُوا: ثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ، وَكَانَ أَحَدَ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ بَنِي سُحَيْمٍ، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةً، فَلَمَحَ بِمُؤَخَّرِ عَيْنَيْهِ فَرَأَى رجلا لا يقيم صلبه في الركوع
أبو محمد طلحة بن عبيد الله
وَالسُّجُودِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ لَا صَلَاةَ لِامْرِئٍ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَصَلَّيْتُ مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا آخَرَ، فَلَمَّا سَلَّمَ إِذَا رَجُلٌ خَلْفَ الصَّفِّ فَصَلَّى وَحْدَهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: أَعِدْ صَلَاتَكَ، لَا صَلَاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ [1] . أَبُو مُحَمَّدٍ طَلْحَةُ بن عبيد الله ابن عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لؤيّ ابن غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن جريج قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ الْمُنَكَدِرِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كنا مع طلحة ابن عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُمْ حُرُمٌ، فَأُهْدِيَ لَهُ لَحْمُ طَيْرٍ وَطَلْحَةُ رَاقِدٌ. فَمِنَّا مَنْ أَكَلَ وَمِنَّا مَنْ تَوَرَّعَ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ قَالَ: فَوُفِّقَ مَنْ أَكَلَهُ وَقَالَ: أَكَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . وَطَلْحَةُ بْنُ مَالِكٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي قَالَتْ: كَانَتْ أُمُّ الْحَرِيرِ إِذَا مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ اشْتَدَّ عَلَيْهَا، فَقِيلَ لَهَا: يَا أُمَّ الْحَرِيرِ إِنَّا نَرَاكِ إِذَا مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ اشْتَدَّ عَلَيْكِ؟ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ مَوْلَايَ [3] يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وطلحة النصري [2]
وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنِ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ هَلَاكُ الْعَرَبِ [1] . وَطَلْحَةُ النَّصْرِيُّ [2] حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ ابن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الْأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ عَنْ طَلْحَةَ النَّصْرِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ كَانَ لَهُ عَرِّيفٌ نَزَلَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يكن له عريف نزل الصّفة، فقدمتها وليس لي بِهَا عَرِّيفٌ، فَنَزَلْتُ الصُّفَّةَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَافِقُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ، وَيَقْسِمُ بَيْنَهُمَا مُدًّا مِنْ تَمْرٍ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي صَلَاتِهِ إِذْ نَادَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رسول الله أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ [3] ، وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ. قَالَ وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَرَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَصَاحِبِي مكثنا بضع عشرة ليلة ما لنا طعام غَيْرُ الْبَرِيرِ- وَالْبَرِيرُ ثَمَرُ الْأَرَاكِ- حَتَّى أَتَيْنَا إِخْوَانَنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَآسَوْنَا مِنْ طَعَامِهِمْ، وَكَانَ جُلُّ طَعَامِهِمُ التَّمْرَ [4] ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَوْ قَدِرْتُ لَكُمْ عَلَى الْخُبْزِ وَاللَّحْمِ لَأَطْعَمْتُكُمُوهُ، وَسَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ أَوْ مَنْ أدركه منكم يلبسون أمثال أستار
الزبير بن العوام
الْكَعْبَةِ وَيُغْدَا وَيُرَاحُ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ. قَالُوا: يَا رسول الله أَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ أَمِ الْيَوْمَ؟ قَالَ بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ إِخْوَانٌ، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ [1] . الزُّبَيْرُ بْنُ العوام ابن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَضْرَمِيُّ الحمصي أخبرنا بقية ابن الوليد حدثني نُمَيْرِ بْنِ يَزِيدَ الْقُتْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ قُحَافَةَ بْنَ رَبِيعَةَ بْنِ قُحَافَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ حَوَارِيَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: نَظَرَ [2] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَظْمًا بِرَوْثَةٍ فَرَمَى بِهِ وَقَالَ: هَذَا طَعَامُ الْجِنِّ [3] . قَالَ الزُّبَيْرُ: فَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِعَظْمٍ أَوْ رَوْثَةٍ بَعْدَ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ عَبْدُ السَّلَامِ: وَجَدْتُهُ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ، مَوْضِعُ نَظَرِ [4] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عظما بروثة.
الزبير الكلابي
الزُّبَيْرُ الْكِلَابِيُّ «حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَيِّدٌ الْكِلَابِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ الْعَلَاءَ بْنَ الزُّبَيْرِ الْكِلَابِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ غَلَبَةَ فَارِسَ الروم ثم رأيت غلبة الروم فارسا، ثم رأيت غلبة المسلمين فارسا وَالرُّومَ، كُلُّ ذَلِكَ فِي خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً» [1] . باب سعد [سعد بن تميم السكونيّ] [2] حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ وَغَيْرُهُ: أنهما سمعا بلال بن سعد يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِلْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِكَ؟ قَالَ مِثْلُ الَّذِي لِي مَا عَدَلَ فِي الْحُكْمِ، وَقَصَدَ فِي الْبَسْطِ وَرَحِمَ ذَا الرَّحِمِ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ [3] . وَسَعْدُ بن أبي وقاص هو مَالِكِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زهرة بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ [4] عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ: قَالَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ أَنَّهُ من أهل
وسعد بن سهل الساعدي
الْجَنَّةِ إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ. قَالَ وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ 46: 10 [1] الآية [2] . وَسَعْدُ بْنُ سَهْلٍ السَّاعِدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي حُمَيْدٍ [3] عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ حَدَّثَنِي جَدِّي [4] : أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَئَنْ أُصَلِّيَ الصُّبْحَ ثُمَّ أَجْلِسُ مَجْلِسًا فَأَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ شَدٍّ عَلَى جِيَادِ الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ. وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابن وهب قال: أخبرني عمرو ابن الْحَارِثِ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَن ْرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ [5] . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ يَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا عِنْدَنَا مَنْسُوخٌ [6] . وَسَعْدُ بْنُ عَائِذٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عمار بن سعد ابن عَائِذٍ الْقَرَظُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن عمار، وعمار
سعد بن الربيع بن عمرو
وَعُمَرُ ابنا حفص بن عمر بن سعد عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ الْقَرَظِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْأَذَانَ أَذَانُ بِلَالٍ الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِقَامَتُهُ وَهُوَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله، أشهد أن مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ يُرَجِّعُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَالْإِقَامَةُ وَاحِدَةٌ وَاحِدَةٌ، وَيَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ مَرَّةً وَاحِدَةً. سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ عَمْرٍو أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. نَقِيبٌ شَهِدَ بَدْرًا، وَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الحميد قال: حدثنا سعد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ سَعْدٍ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَتْ: مَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهِي فَكَانَتْ تَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الْعَقِيقَ لَوَادٍ مُبَارَكٌ [1] . وَسَعْدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ نُعْمَانَ ابْنُ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ بْنِ جُشْمِ بن الحارث ابن الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ، بَدْرِيٌّ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَمْرٌو عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عن أبي الأسود عن عروة.
ورجل من الأنصار يقال له سعد بن [1] زيد
وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ سَعْدُ بْنُ [1] زَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَجَبِيُّ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ [2] قَالَ: حَدَّثَنِي رجل منا اسمه سليمان ابن محمد بن محمود بن مسلمة [3] عَنْ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْهَلِيِّ: أَنَّهُ أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفًا مِنْ نَجْرَانَ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ أَعْطَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ فَقَالَ: جَاهِدْ بِهَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِذَا اخْتَلَفَ أَعْنَاقُ النَّاسِ فَاضْرِبْ بِهِ الْحَجَرَ، ثُمَّ ادْخُلْ بَيْتَكَ، فَكُنْ جَيْشًا مُلْقًى حَتَّى تَقْتُلَكَ كَفٌّ خَاطِئَةٌ أَوْ تَأْتِيَكَ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ. أَبُو مُحَمَّدٍ [4] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ ابن الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، انْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ فحاصرهم تسع عشرة ليلة أو ثمان عَشْرَةَ، فَلَمْ يَفْتَحْهَا، ثُمَّ أَوْغَلَ غُدْوَةً أَوْ رَوْحَةً، ثُمَّ نَزَلَ، ثُمَّ هَجَرَ، فَقَالَ: أَيُّهَا الناس اني لكم فرط أوصيكم
عبد الرحمن بن سمرة
بِعِتْرَتِي خَيْرًا، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُقِيمُنَّ الصَّلَاةَ وَلَتُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ، أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا مِنِّي أَوْ كَنَفْسِي فَلَيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَ مُقَاتِلَتِكُمْ، وَلَيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَكُمْ. قَالَ: فَرَأَى النَّاسُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ- رَضِيَ الله عنهم أجمعين- فقال: هذا. عبد الرحمن بن سمرة ابن حَبِيبِ بْنِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قصي بن كلاب بن مرة ابن كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ. حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ [عن عبد الرحمن ابن سَمُرَةَ] [1] قَالَ: لَمَّا جَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِأَلْفِ دِينَارٍ يَحْمِلُهَا فِي ثَوْبِهِ فَنَثَرَهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَلِّبُ تِلْكَ الدَّنَانِيرَ بِيَدِهِ وَيَقُولُ: لَا يَضُرُّ ابْنَ عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ [2] . وعبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ، وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ، يَسْأَلُ عَنْ منزل خالد بن الوليد، فأتي بشارب،
عبد الرحمن بن حسنة
فَأَمَرَهُمْ فَضَرَبُوهُ بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَضْرِبُ بِالسَّوْطِ، وَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَ بِالْعَصَا، وَحَثَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ التُّرَابَ [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ: أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعَكُ أَوِ الْحُمَّى كَمَثَلِ حَدِيدَةٍ تَدْخُلُ النَّارَ فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا وَيَبْقَى طِيبُهَا. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنَةَ حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَنَةَ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَخَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه دَرَقَةٌ أَوْ شِبْهُ الدَّرَقَةِ [2] ، فَجَلَسَ فَاسْتَتَرَ بِهَا، فَبَالَ وَهُوَ جَالِسٍ. فَقُلْتُ أَنَا وَصَاحِبِي: انْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يَبُولُ، كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ، وَهُوَ جَالِسٌ، فَأَتَانَا فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتُمْ مَا لَقِيَ صَاحِبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَانَ إِذَا أَصَابَ أَحَدًا مِنْهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْبَوْلِ قَرَضَهُ بِالْمِقْرَاضِ، فَنَهَاهُمْ عَنْ ذلك فعذّب في قبره [3] .
وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مِنْ حِلْفِ الْفُضُولِ وَالْمُطَيِّبِينَ، وَلَهُمْ صِهْرٌ، وَفِيهِمْ كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدثني أَبُو سَعِيدٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَوْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا لِقَوِيٍّ ذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ [1] . وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ حدثنا أبو عصام الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ- رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمٍ- قَالَ: ذَكَرُوا الضُّفْدَعَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَهَى عَنْ قَتْلِهَا [2] . عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاذٍ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ثَنَا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ عن محمد بن إبراهيم التيمي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ التَّيْمِيِّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنَ بِمَنًى، قَالَ: فَفُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا حَتَّى إِنَّا كنا
وعبد الرحمن بن صفوان الجمحي
لنسمع ما يقول ونحن فِي مَنَازِلِنَا، قَالَ فَطَفِقَ يُعَلِّمُنَا مَنَاسِكَنَا حَتَّى بلغ الجمار فقال: بحصى الخذف، فوضع إصبعيه السَّبَّابَتَيْنِ أَحَدَهُمَا عَلَى الْأُخْرَى. قَالَ: فَأَمَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَنْزِلُوا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ، وَأَمَرَ الْأَنْصَارَ فَنَزَلُوا مِنْ وَرَاءِ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ نَزَلَ النَّاسُ بَعْدُ [1] . وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صُفْوَانَ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد [2] هشام بن عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [3] عَنْ مَنْصُورٍ [4] عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ لَبِسْتُ ثِيَابِي وَذَهَبْتُ فَصَادَفْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ [5] فَسَأَلْتُ عُمَرَ: مَا صَنَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: صَلَّى رَكْعَتَيْنِ [6] . وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْمُرَ الدَّيْلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو شَبَابَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمُرَ الدَّيْلِيِّ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم نهى عن الدّباء والمزفّت [7] .
وعبد الرحمن المزني
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُزَنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا أبو معشر حدثني يحي بْنُ شِبْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن أبيه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عن أصحاب الأعراف؟ فقال. قوم قتلوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي مَعْصِيَةِ آبَائِهِمْ، فَمَنَعَتْهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ مَعْصِيَةُ آبَائِهِمْ، وَمَنَعَتْهُمْ مِنَ النَّارِ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [1] . وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عُمَيْرَةَ الْمُزَنِيُّ [2] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عن بحير ابن سَعْدٍ [3] . عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ جُبَيْرِ بن نفير عن ابن أبي عميرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا فِي النَّاسِ نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ يَقْبِضُهَا رَبُّهَا تُحِبُّ أَنْ تَعُودَ إِلَيْكُمْ، وَأَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا غَيْرُ الشَّهِيدِ. وَقَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم: لئن أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي أَهْلُ الْمَدَرِ وَالْوَبَرِ [4] . وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَنْبَشٍ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو التَّيَّاحِ [5] قَالَ: قال رجل لعبد الرحمن بن خنبش:
وعبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي
حَدِّثْنَا كَيْفَ صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَرَادَتْهُ [1] الشَّيَاطِينُ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: إِنَّ الشَّيَاطِينَ تَحَدَّرَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجِبَالِ وَالْأَوْدِيَةِ، مَعَهُمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يَحْرِقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا، فَلَمَّا رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعَ مِنْهُمْ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ قُلْ. قَالَ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خلق ودرأ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَمِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ الْأَرْضَ وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَشَرِّ الطوارق الا طارقا يطرق بخير، يا رحمان. قَالَ: فَطُفِئَتْ نَارُ الشَّيَاطِينِ وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ زَيْدٌ الْأَسَدِيُّ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ [2] قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدٍ فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنَخْنَا بِالْبَابِ وَمَا فِي النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ دَخَلْنَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ؟ قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: فَلَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا أَعْطَاهُ دَعْوَةً فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَهَا دِينًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَأُعْطِيَهَا وَمِنْهُمْ من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها، وان الله
وعبد الرحمن بن خباب [2] السلمي
أَعْطَانِي دَعْوَةً فَاخْتَبَأْتُهَا عِنْدَ رَبِّي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] . وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَبَّابٍ [2] السُّلَمِيُّ حدثنا أبو يوسف الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ حَدَّثَنَا سَكَنُ بْنُ [3] الْمُغِيرَةِ الْقُرَشِيُّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ فَرْقَدٍ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَبَّابٍ السُّلَمِيِّ قَالَ: إِنِّي بِجَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَحَضَّضَ عَلَى جيش العسرة فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِائَةُ بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا [4] وَأَقْتَابِهَا [5] عَوْنًا فِي هَذَا الْجَيْشِ. قَالَ: ثُمَّ حَضَّضَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِائَتَا بَعِيرٍ بِأَحْلَاسِهَا وَأَقْتَابِهَا عَوْنًا فِي هَذَا الْجَيْشِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَبَّابٍ: فَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَذْهَبُ بِهَا وَيُحَرِّكُهَا وَهُوَ يَقُولُ: مَا على عثمان ما عمل بعد اليوم. [6]
وعبد الرحمن بن معقل السلمي
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَعْقِلٍ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَنْ عبد الرحمن بن معقل السلمي صاحب الدّثنية قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الضَّبْعِ؟ فَقَالَ: لَا آكُلُهُ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ. قُلْتُ: مَا لَمْ تَنْهَ عَنْهُ فَأَنَا آكُلُهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الضَّبِّ؟ قَالَ: لَا آكُلُهُ وَلَا أَنْهَى عَنْهُ. قَالَ: قُلْتُ: مَا لَمْ تَنْهَ عَنْهُ فَإِنِّي آكُلُهُ. قَالَ: قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الْأَرْنَبِ؟ قَالَ لَا آكُلُهَا وَلَا أُحَرِّمُهَا. قَالَ: قُلْتُ: مَا لَمْ تُحَرِّمُهُ فَإِنِّي آكُلُهُ. قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الذِّئْبِ؟ قَالَ: أَوَ يَأْكُلُ ذَلِكَ أَحَدٌ. فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الثَّعْلَبِ؟ قَالَ أَوَ يَأْكُلُ ذَلِكَ أَحَدٌ! [1] . وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ [حَبِيبٍ] [2] الْخَطْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَسْأَلُ أَبَاهُ [3] عَنِ الْمَيْسِرِ؟ فَقَالَ سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ لَعِبَ بِالْمَيْسِرِ فَقَامَ يُصَلِّي فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الّذي يَتَوَضَّأُ بِالْقَيْحِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي: فيقول: الله يقبل صلاته [4] ؟!.
وعبد الرحمن بن ابزى [1]
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى [1] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة [2] عن ابن شوذب عن عبد الله [3] عن هشيم قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى فَقَالَ: أَلَا أُرِيكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْنَا: نَعَمْ. فَقَامَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ سَجَدَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ صَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4] . وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ [5] عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ عن عبد الرحمن بن شبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل الضّب. أبو الأعور سعيد بن زيد ابن عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رَياحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ
وسعيد بن العاص
رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بن غالب بن فهر ابن مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ احْمِدُوا اللَّهَ الّذي رفع عنكم العثور [1] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ [2] حَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةُ فِي عِرْضِ [3] الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ فأن هذه الرحم شحنة مِنَ الرَّحْمَنِ فَمَنْ قَطَعَهَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجنة [4] . وسعيد بن العاص ابن أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْجُعْفِيُّ [5] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَجْلَحِ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ قَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من [6] خياركم في الإسلام خياركم في
وسعيد بن عامر بن حذيم الجمحي
الْجَاهِلِيَّةِ» [1] . وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ حُذَيْمٍ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حُذَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يُجْمَعُ النَّاسُ لِلْحِسَابِ فَيَجِيءُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ، فَيَدُفُّونَ [2] كَمَا يَدُفُّ الْحَمَامُ يَقُولُ لَهُمْ: قِفُوا لِلْحِسَابِ فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا مِنْ حِسَابٍ، وَلَا تَرَكْنَا مِنْ شَيْءٍ. قَالَ: فَيَقُولُ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: عِبَادِي [3] . فَتُفْتَحُ لَهُمُ الْجَنَّةُ، فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامًا. وَسَعِيدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ السَّاعِدِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ قَالَ: كَانَ بَيْنَ أبياتنا رجل مخدج [4]
وسعيد بن حريث المخزومي
ضَعِيفٌ، فَلَمْ نُرَعْ إِلَّا وَهُوَ عَلَى أَمَةٍ مِنْ إِمَاءِ الدَّارِ يَخْبُثُ بِهَا، فَرَفَعَ شَأْنَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اجْلِدُوهُ مِائَةَ سَوْطٍ. قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ هُوَ أَضْعَفُ مِنْ ذَاكَ لَوْ ضَرَبْنَاهُ مِائَةَ سَوْطٍ مَاتَ. قَالَ: فخذوا له عثكالا فيه مائة شراخ فَاضْرِبُوهُ بِوَاحِدٍ [1] . وَسَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ قَالَ: كَانَ لِي أَخٌ أَكْبَرُ مِنِّي يُقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ حُرَيْثٍ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: نِعْمَ الْأَخُ كَانَ- فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ بَاعَ مِنْكُمْ دَارًا أَوْ عَقَارًا [كَانَ] قَمِنًا أَنْ لَا يُبَارَكَ لَهُ فِيهِ إِلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ مِثْلِهِ [2] . عَامِرُ بن عبد الله بن الجراح ابن هلال بن أهيب [3] بن ضبة بن الحارث بْنِ فِهْرٍ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ غُنَيْمٍ الْبَعْلَبَكِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيِّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
عامر بن واثلة أبو الطفيل البكري
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ مُعْتَدِلًا قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ [1] . عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ أَبُو الطُّفَيْلِ الْبَكْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَنَفَرًا مِنْ أَصْحَابِهِ دَخَلُوا دَارًا بِمَكَّةَ فَإِذَا فِيهَا قطيفة مطروحة تحتها غلام أعور فَرَفَعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فَقَالَ الْغُلَامُ: إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَعَوَّذُوا باللَّه مِنْ شَرِّ هَذَا [2] . أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عبد الله بن الحارث بن نوفل عن الْعَبَّاسِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا الْتَقَوْا لَقِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالْبَشَاشَةِ، وإذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حتى يحكم للَّه وَلِرَسُولِهِ» [3] . عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد هشام بن عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ كِنَانَةَ [4] بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
قيس بن مخرمة
وَسَلَّمَ دَعَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ لِأُمَّتِهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَأَكْثَرَ الدُّعَاءَ، فَأَجَابَهُ اللَّهُ أَنِّي قَدْ فَعَلْتُ إِلَّا ظُلْمَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، فَأَمَّا ذُنُوبُهُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَقَدْ غَفَرْتُهَا. قَالَ أَيْ رَبِّ إِنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تُثِيبَ هَذَا الْمَظْلُومَ خَيْرًا مِنْ مَظْلَمَتِهِ وَتَغْفِرَ لِهَذَا الظَّالِمِ، فَلَمْ يُجِبْهُ تِلْكَ الْعَشِيَّةَ، فَلَمَّا كَانَ غَدَاةُ الْمُزْدَلِفَةِ، أَعَادَ الدُّعَاءَ، فَأَجَابَهُ اللَّهُ: أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، ثُمَّ تَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ الله تَبَسَّمْتَ فِي سَاعَةٍ لَمْ تَكُنْ تَبْتَسِمُ فِيهَا؟ فَقَالَ: تَبَسَّمْتُ مِنْ عَدُوِّ اللَّهِ إِبْلِيسَ أَنَّهُ لَمَّا عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ قَدِ اسْتَجَابَ لِي فِي أُمَّتِي أَهْوَى يَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ وَيَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ [1] . قَيْسُ بْنُ مَخْرَمَةَ حَدَّثَنَا أبو يوسف حدثنا حامد بن يحي حَدَّثَنَا صَدَقَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عام الفيل فنحن لدان [2] . قيس بن عاصم التميمي ثم أحد بني منقر. حدثنا أبو يوسف ثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سفيان عن الأغر عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ جده قيس بن عاصم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، فأمره أن يغتسل بماء وسدر [3] .
قيس التميمي
قَيْسٌ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ جَابِرٍ [1] عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شِبْلٍ عَنْ قَيْسٍ التَّمِيمِيِّ قَالَ: بَعَثَنِي جَرِيرٌ [2] وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ فَمَرَّ عَلَى خَمْسِ نِسْوَةٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ. وَقَيْسُ بْنُ النُّعْمَانِ الْعَبْدِيُّ ثُمَّ الرَّبْعِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ أَبِي الْقَمُوصِ [3] زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَحَدِ الْوَفْدِ الَّذِينَ وَفَدُوا إِلَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ وَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَيْسَ بْنَ النُّعْمَانِ فَإِنِّي نَسِيتُ اسْمَهُ قَالَ: وَأَهْدَيْنَا اليه فيما أهدينا خوطا [4] وَقِرْبَةً مِنْ تَعْضُوضٍ [5] فَوَضَعْنَاهَا بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: فَحَسِبْتُ أَنَّهُ تَنَاوَلَ تَمْرَةً مِنْهَا، ثُمَّ أَعَادَهَا إِلَى مَوْضِعِهَا فَقَالَ: بَلِّغُوهَا آلَ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَّا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ جَادَّةٍ وَبِيئَةٍ وَإِنَّهُ لَا يُوَافِقُنَا إِلَّا الشَّرَابُ فَمَا الَّذِي يَحِلُّ لَنَا مِنَ الْآنِيَةِ وَمَا الَّذِي يَحْرُمُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: لَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ [6] وَلَا النَّقِيرِ [7] وَالْمُزَفَّتِ [8] وَاشْرَبُوا فِي الحلال الموكى عليه، فأن اشتد متنه
وقيس بن أبي صعصعة
فَاكْسِرُوهُ [1] بِالْمَاءِ، فَإِنْ أَعْيَاكُمْ فَأَهْرِيقُوهُ. قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ مَا الدُّبَّاءُ وَالنَّقِيرُ وَالْمُزَفَّتُ؟ قَالَ: أَنَا لَا أَدْرِي! أَيُّ هجر أعز قال: قلت: المشقر [2] . قال: فو الله لَقَدْ دَخَلْتُهَا وَأَخَذْتُ إِقْلِيدَهَا وَقُمْتُ عَلَى عَيْنِ الزرارة عَلَى الْحَجَرِ مِنْ حَيْثُ يَخْرُجُ الْمَاءُ. قَالَ: ثُمَّ ابْتَهَلَ فِي الدُّعَاءِ لِعَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ وَوَجَّهَهُ عَنْ عَيْنِ الْقِبْلَةِ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ اللَّهمّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ رَافِعًا يَدَيْهِ وَهُوَ يَسْتَدِيرُ حَتَّى اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَهُوَ يَقُولُ اللَّهمّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ إِذْ [3] أَسْلَمُوا طَائِعِينَ وَغَيْرَ خَزَايَا وَغَيْرَ مَوْتُورِينَ إِذْ بَعْضُ قَوْمٍ لَمْ يُسْلِمُوا حَتَّى يُخْزَوْا وَيُوتَرُوا، خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ، خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ [4] . وَقَيْسُ بْنُ أَبِي صَعْصَعَةَ وَاسْمُ أَبِي صَعْصَعَةَ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولٍ مِنْ بَنِي مازن ابن النَّجَّارِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غُنْمِ بْنِ مَازِنٍ عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَمْرٌو عَنِ ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة. حدثنا أبو يوسف حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الله ابن لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي حِبَّانُ بْنُ وَاسِعٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ أبيه عن قيس بن أبي
وقيس بن سعد بن عبادة
صَعْصَعَةَ [1] أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَمْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: فِي خَمْسَ عَشْرَةَ. قَالَ: إِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: فِي كُلِّ جُمُعَةٍ. قَالَ: فَإِنِّي أَجِدُنِي أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: فَمَكَثَ كَذَلِكَ يَقْرَأُهُ زَمَانًا حَتَّى كَبُرَ أَوْ كَانَ يَعْصِبُ عَلَى عَيْنَيْهِ فَكَانَ يَقْرَأُهُ فِي كُلِّ خَمْسَ عَشْرَةَ. قَالَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأُولَى. وَقَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا [3] يُحَدِّثُ أَبَا تَمِيمٍ [4] أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ- وَهُوَ عَلَى مِصْرَ-[5] يَقُولُ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ كَذْبَةً فليتبوَّأ مَضْجَعَهُ مِنْ جَهَنَّمَ أَوْ بَيْتًا، أَلَا وَمَنْ شَرِبَ الخمر أتى عطشانا يوم القيامة، وكل مسكر حرام وإياكم والغبراء [6] . زيد بن حارثة ابن شَرَاحِيلَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ يزيد بن امرئ القيس
وزيد بن سهل
الْكَلْبِيُّ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شَهِدَ بَدْرًا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ أَخْبَرَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَوَّلِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ فَعَلَّمَهُ الْوُضُوءَ فَتَوَضَّأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا فَرَغَ، أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَأَنْضَحَ به فرجه [1] . وزيد بن سهل ابن الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ، يُكَنَّى أَبَا طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حدثني الليث عن يحي بْنِ سُلَيْمِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ بَشِيرٍ مَوْلَى بَنِي مَغَالَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ أَحَدٍ يَخْذُلُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يَنْتَقِصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وينتهك فيه من حرمته الا خذله الله فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يَنْتَقِصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيَنْتَهِكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ [2] . وزيد بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو ثُمَامَةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْحَرْبُ خُدْعَةٌ [3] .
وزيد بن خارجة الأنصاري
وَزَيْدُ بْنُ خَارِجَةَ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا مروان ابن مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ- يَعْنِي ابْنَ حَكِيمٍ- عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَارِجَةَ أَخٍ لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: صَلُّوا عَلَيَّ قُولُوا اللَّهمّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ [1] . وَزَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ [2] حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ: إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَرَادَ هُدَى زَيْدِ بْنِ سَعْنَةَ قَالَ زَيْدٌ: مَا مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُهَا فِي مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ إِلَّا اثْنَتَانِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ، يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا، فَكُنْتُ أَتَلَطَّفُ لَهُ لِأَنْ أُخَالِطَهُ فَأَعْرِفَ حِلْمَهُ مِنْ جَهْلِهِ، فَخَرَجَ يَوْمًا مِنَ الْحُجُرَاتِ وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أبي طالب، فأتاه رجل على رَاحِلَتَهُ كَالْبَدَوِيِّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بُصْرَى قَرْيَةَ بَنِي فُلَانٍ أَسْلَمُوا وَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ، وَكُنْتُ حَدَّثْتُهُمْ إِنْ أَسْلَمُوا أَتَاهُمُ الرِّزْقُ رَغَدًا، وَقَدْ أَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ وَشِدَّةٌ وَقَحْطٌ مِنَ الْغَيْثِ، وَأَنَا أَخْشَى يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْإِسْلَامِ طَمَعًا كَمَا دَخَلُوا فِيهِ طَمَعًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُرْسِلَ بِشَيْءٍ تُعِينُهُمْ بِهِ. فَقَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ فقلت:
يَا مُحَمَّدُ هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِي تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ وَمِنْ حَائِطِ [1] بَنِي فُلَانٍ؟ قَالَ: لَا يَا يَهُودِيُّ وَلَكِنِّي أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى كَذَا وَكَذَا مِنَ الْأَجَلِ، وَلَا أُسَمِّي مِنْ حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ. فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَبَايَعَنِي فَأَطْلَعْتُ هِمْيَانِي فَأَعْطَيْتُهُ ثَمَانِينَ دِينَارًا فِي تَمْرٍ مَعْلُومٍ إِلَى كَذَا وَكَذَا مِنَ الْأَجَلِ، فَأَعْطَاهَا الرَّجُلَ وَقَالَ: أَعْجِلْ عَلَيْهِمْ، وَأَغِثْهُمْ بِهَا. قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَلَمَّا كَانَ قَبْلَ مَحِلِّ الْأَجَلِ بِيَوْمَيْنِ أَوْ ثَلَاثٍ، خَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا صَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ، وَدَنَا مِنْ جِدَارٍ لِيَجْلِسَ إِلَيْهِ أَتَيْتُهُ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بِوَجْهٍ غَلِيظٍ، ثُمَّ أخذت مجامع قميصه وردائه فقلت: اقضني يا محمد حقي فو الله مَا عَلِمْتُكُمْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمُطْلًا، لَقَدْ كَانَ لِي بِمُخَالَطَتِكُمْ عِلْمٌ. فَنَظَرْتُ إِلَى عُمَرَ وَعَيْنَاهُ تَدُورَانِ فِي وَجْهِهِ، كَالْفُلْكِ الْمُسْتَدِيرِ ثُمَّ رَمَانِي بِبَصَرِهِ فَقَالَ: يَا يَهُودِيُّ أَتَفْعَلُ هَذَا برسول الله؟ فو الّذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لَضَرَبْتُ بِسَيْفِي رَأْسَكَ. قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى عُمَرَ فِي سُكُونٍ وَتُؤَدَةٍ وَتَبَسُّمٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أَنَا وَهُوَ كُنَّا إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ أَحْوَجَ، أَنْ تَأْمُرَنِي بِحُسْنِ الْأَدَاءِ وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ اتِّبَاعِهِ، اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَأَقْضِهِ حَقَّهُ وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ مَكَانَ مَا رُعْتَهُ. قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَذَهَبَ بِي عُمَرُ فَأَعْطَانِي حَقِّي وَزَادَنِي عِشْرِينَ صَاعًا. فَقُلْتُ: ما هذه الزيادة؟ قال: أمرني رسول
وزيد بن أرقم أبو عمرو
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَزِيدَكَ مَكَانَ مَا رُعْتُكَ. فَقُلْتُ: أَتَعْرِفُنِي؟ فَقَالَ: لَا فمن أنت؟ قال: أَنَا زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ. قَالَ: الْحَبْرُ؟ قُلْتُ الحبر. قال: وَقُلْتُ لَهُ مَا قُلْتُ. قَالَ: فَمَا دَعَاكَ إِلَى أَنْ فَعَلْتَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: مَا مِنْ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ شَيْءٌ إِلَّا وَقَدْ عَرَفْتُهُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ إِلَّا اثْنَتَانِ لَمْ أَخْبُرْهُمَا مِنْهُ، يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلَا يَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلَّا حِلْمًا فَقَدْ خَبَرْتُهُمَا، فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ باللَّه رَبًّا وبالإسلام دينا، ومحمد نبيا، وأشهدك أن شطر مالي- فأني أكثرها مَالًا- صَدَقَةٌ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ. فَقَالَ عُمَرُ: أَوَ عَلَى بَعْضِهِمْ فَإِنَّكَ لَا تَسَعُهُمْ كُلَّهُمْ. وَرَجَعَ عُمَرُ وَزَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ زَيْدٌ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَبَايَعَهُ، وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةً، ثُمَّ تُوُفِّيَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ مقبلا غير مدبر- رحم الله زيدا-. قال الْوَلِيدُ: حَدَّثَنِي بِهَذَا كُلِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ. وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ أَبُو عَمْرٍو حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ [1] عَنْ إِيَاسِ بْنِ أَبِي رَمْلَةَ الشَّامِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: أَشَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. [قَالَ] [2] : فَكَيْفَ صَنَعَ؟ قَالَ: صَلَّى الْعِيدَ، ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ فَقَالَ: مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ [3] .
أسامة بن زيد بن حارثة
أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَعَافِرِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: أَلَا هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ إِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا [1] ، هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ فِي حَبْرَةٍ وَنِعْمَةٍ. فِي مُقَامٍ أَبَدًا. فِي حَبْرَةٍ وَنِعْمَةٍ وَنَضْرَةٍ. فِي دَارٍ عَالِيَةٍ بَهِيَّةٍ سَلِيمَةٍ. قَالُوا: نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يا رسول الله. [قَالَ] قُولُوا [2] إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ [3] . أُسَامَةُ بْنُ عُمَيْرٍ [4] الْهُذَلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهْرٍ وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ [5] . أُسَامَةُ بن شريك العامري حدثنا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: خَرَجْتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حَاجًّا، فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ، فَمِنْ قَائِلٍ يَا رسول الله
معاوية بن أبي سفيان
سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ، أَوْ أَخَّرْتُ شَيْئًا، أَوْ قَدَّمْتُ، قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ: لَا حَرَجَ لَا حَرَجَ إِلَّا عَلَى رَجُلٍ اقْتَرَضَ عَرَضَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ وَهُوَ ظَالِمٌ، فَذَلِكَ حَرَجٌ وَهَلَكٌ [1] . معاوية بن أبي سفيان ابن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شَمْسٍ، وَكُنْيَةُ مُعَاوِيَةَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيُّ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن سَعْدٍ عَنِ الصَّنَابِحِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأُغْلُوطَاتِ [2] . وَمُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ السُّلَمِيُّ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثني يحي بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِمْتُ مِنْ أُمُورِ الْإِسْلَامِ فَكَانَ فِيمَا عَلِمْتُ: أَنْ قِيلَ إِذَا عَطَسْتَ فَاحْمِدِ اللَّهَ، وَإِذَا عَطَسَ الْعَاطِسُ فَحَمَدَ اللَّهَ فَقُلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ. وَمُعَاوِيَةُ بْنُ حَيِّدَةَ الْقُشَيْرِيُّ أَحَدُ بني عامر بن صعصعة من هوازن.
ومحمد بن عبد الله بن جحش
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ بَهْزٌ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟ فَإِنْ قَالُوا هَدِيَّةٌ بَسَطَ يَدَهُ، وَإِنْ قَالُوا صَدَقَةٌ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: كُلُوا. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ خُزَيْمَةَ، حَلِيفُ بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ عَنْ مَوْلَاهُ [1] مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فَمَرَّ عَلَى مَعْمَرٍ وَهُوَ جَالِسٌ عِنْدَ دَارِهِ بِالسُّوقِ وَفَخْذَاهُ مَكْشُوفَتَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مَعْمَرُ غَطِّ فَخْذَيْكَ فَإِنَّ الْفَخْذَيْنِ عَوْرَةٌ [2] . مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: دَنَوْتُ إِلَى قِدْرٍ لَنَا فَاحْتَرَقَتْ يَدِي مِنْهُ [3] ، فَذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى الْبَطْحَاءِ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي هَذَا قَدِ احْتَرَقَتْ يَدُهُ، فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ وَلَكِنَّهُ يَنْفُثُ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ فَقَالُوا: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم [4] .
ومحمد بن مسلمة
ومحمد بن مسلمة ابن [سَلَمَةَ] [1] بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مُجْدَعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، بَدْرِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي بِذَلِكَ عَمْرٌو عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ ربه ابن نافع عن الحجاج [2] عن ابن أبي ملكية عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنْ عَمِّهِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ يُطَارِدُ امْرَأَةً بِبَصَرِهِ عَلَى إِجَّارٍ يُقَالُ لَهَا بُثَيْنَةُ بِنْتُ الضَّحَّاكِ أخت أبي جبيرة. فقالت [3] : أَتَفْعَلُ هَذَا وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَلْقَى [4] اللَّهُ فِي قَلْبِ رَجُلٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا [5] . وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [6] أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ: سَمِعْتُ سيار أبا الحكم [7] يحدث عن شهر [8]
يعلى بن أمية التميمي
ابن حَوْشَبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ أَوْ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ خَيْرًا أَفَلَا تُخْبِرُونِي؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَجِدُ عَلَيْنَا مَكْتُوبًا فِي التَّوْرَاةِ الِاسْتِنْجَاءَ بِالْمَاءِ. قَالَ مَالِكٌ: يَعْنِي قَوْلَهُ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا [1] 9: 108 [2] . يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ التَّمِيمِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي حَنْظَلَةَ، حَلِيفٌ لَبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ حدثني محمد ابن حُيَيٍّ [3] عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى عَنْ يَعْلَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْبَحْرُ هُوَ جَهَنَّمُ ثُمَّ تَلَا [4] نَارًا أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها 18: 29 [5] . قَالَ يَعْلَى: وَاللَّهِ لَا أَدْخُلُهُ أَبَدًا وَاللَّهِ لَا تُصِيبُنِي مِنْهُ قَطْرَةٌ أَبَدًا [6] . يَعْلَى بْنُ مُرَّةَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَاشِدِ ابن سَعْدٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَدُعِينَا إِلَى طَعَامٍ- فَإِذَا الْحُسَيْنُ يَلْعَبُ فِي الطَّرِيقِ، فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَامَ الْقَوْمِ، ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ فَجَعَلَ الحسين يفرّ مرة
صفوان بن أمية
ها هنا ومرة ها هنا- وَهُوَ يُضَاحِكُهُ- حَتَّى أَخَذَهُ فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ في ذقنه والأخرى بين رأسه، ثم أعتقه فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ [حُسَيْنًا] [1] . الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سِبْطَانِ من الأسباط [2] . صفوان بن أمية ابن خَلَفِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جُمَحِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنَّ صَفْوَانَ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَانِي وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى أَنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ [3] . وَصَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا أبو يوسف حدثني أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله ابن جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْأَعْرَجِ [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ] [4] عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطِّلِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ صَلَّى الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ اسْتَيْقَظَ فَتَلَا هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ العشر الأواخر
معقل بن يسار
مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ أَخَذَ سِوَاكًا فَتَسَوَّكَ بِهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ لَا أَدْرِي أَقِيَامُهُ أَوْ رُكُوعُهُ أَوْ سُجُودُهُ أَطْوَلُ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَتَلَا الْآيَاتِ ثُمَّ تَسَوَّكَ ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَنَامُ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَيَفْعَلُ فِي كُلِّ ركعتين مثل ما فعل في الأولتين حتى صلى احدى عشر رَكْعَةً [1] . مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو عَزَّةَ الدَّبَّاغُ [2] حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبَابِ مَوْلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْنَا عَلَى مَكَانٍ فِيهِ الثَّوْمُ، فَأَصَابَ نَاسٌ مِنْهُ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى الْمُصَلَّى فَوَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِيحَهَا فَقَالَ: مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرَبْ مُصَلَّانَا» [3] . وَمَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ [4] حَدَّثَنِي مُوسَى الزَّمْعِيُّ [5] عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ [6] أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: جَاءَنِي مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ، فَقَامَ مِنْ عِنْدِي الْآنَ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: غِفَارٌ وَأَسْلَمُ وَجُهَيْنَةُ ومزينة موالي الله ورسوله.
قرة بن الأغر المزني [1]
قُرَّةُ بْنُ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيُّ [1] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ بِشْرٍ الْعُقَيْلِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي سَوَّارٍ حَدَّثَنِي إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فذكر عِنْدَهُ الْحَيَاءُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَيَاءُ مِنَ الدِّينِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْحَيَاءَ وَالْعَفَافَ وَالْعِيَّ عِيَّ اللِّسَانِ لَا عِيَّ الْقَلْبِ، وَالْعَقْلَ مِنَ الْإِيمَانِ، وَأَنَّهُنَّ يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ وَيُنْقِصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا يَزِدْنَ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ مِمَّا يُنْقِصْنَ مِنَ الدُّنْيَا، وَإِنَّ الشُّحَّ وَالْفُحْشَ وَالْبَذَاءَ مِنَ النِّفَاقِ، وَأَنَّهُنَّ يُنْقِصْنَ مِنَ الْآخِرَةِ، وَيَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا، وَمَا يُنْقِصْنَ مِنَ الْآخِرَةِ أَكْثَرَ مِمَّا يَزِدْنَ فِي الدُّنْيَا. قَالَ إِيَاسٌ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَمَرَنِي فَأَمْلَيْتُهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ كَتَبَهُ بِخَطِّهِ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ فَإِنَّهَا لَفِي كَفِّهِ مَا يَضَعُهَا [2] . وَقُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ النُّمَيْرِيُّ أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ صعصعة من هوازن. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا فِي مَكَانِ أَيُّوبَ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمَ يَتَحَدَّثُونَ [قَالَ] [3] حَدَّثَنِي مَوْلَايَ [4] قُرَّةُ بْنُ دَعْمُوصٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ، فَأَرَدْتُ أن أدنو اليه فلم أستطع،
خالد بن الوليد بن المغيرة
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِلْغُلَامِ النُّمَيْرِيِّ؟ فَقَالَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ. قَالَ: وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضَّحَّاكَ [1] سَاعِيًا. قَالَ: فَجَاءَ بِإِبِلٍ جُلَّةٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أتيت هِلَالَ بْنَ عَامِرٍ وَنُمَيْرَ بْنَ عَامِرٍ وَعَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ فَأَخَذْتَ جُلَّةَ أَمْوَالِهِمْ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي سَمِعْتُكَ تَذْكُرُ الْغَزْوَ فَأَتَيْتُكَ بِإِبِلٍ تَرْكَبُ عَلَيْهَا وَتَحْمِلُ عَلَيْهَا أَصْحَابَكَ. قَالَ وَاللَّهِ الَّذِي تَرَكْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي جِئْتَ بِهِ، اذْهَبْ فَرُدَّهَا [2] عَلَيْهِمْ، وَخُذْ صَدَقَاتِهِمْ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ [3] . خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ يُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ، سَيْفُ اللَّهِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [4] عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ صالح بن يحي بْنِ الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ [5] وَكُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ [6] . وَخَالِدُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ بْنُ كُلَيْبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، وهو أحد بني النجار بن مالك ابن عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ مِنْ بَنِي غُنْمِ بن مالك، ثم من بني ثعلبة
خالد بن عبد العزى
بن عبد عوف بن غم. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو عُتْبَةَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُسْلِمٍ السَّكُونِيُّ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنِي معاوية بن يحي عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَقِيَ مِنَ اللَّهِ وَصَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يُغْلَبَ لَمْ يُفْتَنْ فِي قَبْرِهِ. خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سَلَامَةَ أَحَدُ بَنِي حَبْتَرٍ الْكَعْبِيُّ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الوليد حدثني عمي أبو مصرف عن سعيد بن الوليد بن عبد الله بن مسعود بن خالد بن عبد العزى حدثني أبي عن أبيه عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى [1] بْنِ سَلَامَة أَنَّهُ أَجْزَرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً، وَكَانَ عِيَالُ خَالِدٍ كَثِيرًا، يَذْبَحُ الشَّاةَ ولا ينال [2] عياله عطفا عَطْفًا، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ: أَرِنِي دَلْوَكَ يَا أَبَا خِنَاسٍ فَصَنَعَ فِيهَا فَضْلَةَ الشَّاةِ، ثُمَّ قال: اللَّهمّ بارك لأبي
معاذ بن جبل
خِنَاسٍ. فَانْفَلَتَ بِهِ، فَبَدَرَهُ لَهُمْ، وَقَالَ: تَوَاسَوْا فِيهِ. فَأَكَلَ مِنْهُ عِيَالُهُ وَأَفْضَلُوا [1] . مُعَاذُ بْنُ جبل ابن عَمْرِو بْنِ [أَوْسِ بْنِ] [2] عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بن كعب بن [عمرو ابن] [3] أدى بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ [4] بْنِ تَزِيدَ بْنِ جُشْمٍ. عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ شُرَحْبِيلَ بْنَ مَعْشَرٍ الْعَبْسِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ. زَادَ حَيْوَةُ: عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَزَادَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ومن رايا بمسلم رايا اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [5] . وَمُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ ابن رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غُنْمٍ، وَعَفْرَاءُ أُمُّهُ، بَدْرِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ [6] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سعد بن
أبى بن كعب
إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ: أَنَّهُ كَانَ يَطُوفُ بِالَبَيْتِ فَطَافَ بَعْدَ الْعَصْرِ وَلَمْ يُصَلِّ. فَقَالَ لِمُعَاذٍ [1] رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُصَلِّيَ؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ينهى الصَّلَاةِ بَعْدَ صَلَاتَيْنِ: بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ نَحْوَهُ. أبىّ بن كعب ابن قَيْسِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ وَهُمْ بَنُو حُدَيْلَةَ، يَكَنَّى أَبَا الْمُنْذِرِ، بَدْرِيٌّ. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ العلاء حدثني عمرو ابن الْحَارِثِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بن نوفل [أن المغيرة بن نوفل] أخبره عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُحْسَرَ الْفُرَاتُ عَنْ تَلٍّ من ذهب، فيقتل [3] عليه الناس، فيقتل تسعة أعشارهم» [4] .
وأبي بن عمارة الأنصاري
وَأُبَيُّ بْنُ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيُّ وَيُقَالُ عِمَارَةُ- بِكَسْرِ الْعَيْنِ-. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عفير حدثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ [1] عَنْ عُبَادَةَ [2] عَنْ أُبَيِّ بْنِ عُمَارَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم صلى فِي بَيْتِهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ يَوْمًا؟ قَالَ: وَيَوْمَيْنِ. فَقُلْتُ: وَيَوْمَيْنِ؟ قَالَ: وَثَلَاثَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَا بَدَا لَكَ [3] . عبادة بن الصامت ابن قيس بن أصرم مِنْ بَنِي غُنْمِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ الْخَزْرَجِ وَهُمُ الْقَوَاقِلَةُ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَسَنُ بْنُ رَبِيعٍ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. [حَدَّثَنَا] أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ دَاوُدَ الْأَنْصَارِيِّ عن آل عبادة بن الصامت عن عَمِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أبيه عن جده: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُرَيْشٌ وَالْأَنْصَارُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارٌ وَجُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَشْجَعُ مَوَالِي مِنْ دُونِ الناس، ليس
وعبادة الزرقي
لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَوْلًى [1] . وَعُبَادَةُ الزُّرَقِيُّ قَالَ أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَادَةَ الزُّرَقِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يَصِيدُ الْعَصَافِيرَ فِي بِئْرِ إِهَابٍ- وَكَانَتْ لَهُمْ- فَرَآنِي عُبَادَةُ وَقَدْ أَخَذْتُ عُصْفُورًا، فَانْتَزَعَهُ مِنِّي فَأَرْسَلَهُ وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّمَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا [2] كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ. «وَكَانَ عُبَادَةُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] » [4] . رِفَاعَةُ بن رافع ابن مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ زُرَيْقٍ. ذَكَرَ ذَلِكَ عَمْرُو عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُجْمِرِ [5] ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يحي الزرقيّ عن أبيه عن رفاعة ابن رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي وَرَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. قَالَ رَجُلٌ مِنْ وَرَاءِ رَسُولِ اللَّهِ
رفاعة بن عرابة الجهني
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَكَ الْحَمْدُ: قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: من الْمُتَكَلِّمُ آنِفًا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلًا [1] . رِفَاعَةُ بْنُ عَرَابَةَ الْجُهَنِيُّ وَجُهَيْنَةُ مِنْ قُضَاعَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ حَدَّثَنَا يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ الْمَدَنِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ عَرَابَةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد- أو قال بِقَدِيدٍ- حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ عِنْدَ اللَّهِ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ رَجُلٌ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ، ثُمَّ سَدَّدَ إِلَّا سَلَكَ فِي الْجَنَّةِ، وَلَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا الْجَنَّةَ لا حساب عليه وَلَا عَذَابَ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا حَتَّى تَتَبَوَّءُوا أَنْتُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَذُرِّيَّاتِكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجَنَّةِ [2] . كَعْبُ بْنُ مَالِكِ ابن أَبِي [كَعْبِ بْنِ] [3] الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادِ بْنِ غُنْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ وعمه عبيد الله بن كعب
وكعب بن عجرة الأنصاري
عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا نَهَارًا، فَإِذَا قَدِمَ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ جَلَسَ [1] . وَكَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هلال حدثني سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَجْرَةَ عن أبيه عن كعب بن عجرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احْضُرُوا الْمِنْبَرَ. فَحَضَرْنَا فَلَمَّا ارْتَقَى دَرَجَةً قَالَ: آمِينَ، ثُمَّ لَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّانِيَةَ قَالَ: آمِينَ. ثُمَّ لَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّالِثَةَ قَالَ آمِينَ. فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ. قَالَ فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ الْيَوْمَ شَيْئًا مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ؟ قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ عَرَضَ لِي فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ. فَقُلْتُ: آمِينَ، فَلَمَّا رَقَيْتُ الثَّانِيَةَ قَالَ: بُعْدًا [لِمَنْ] ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ. فَقُلْتُ: آمِينَ. فَلَمَّا رَقَيْتُ الثَّالِثَةَ قَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ الْكِبَرُ عِنْدَهُ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ. وَكَعْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادٍ يُكَنَّى أَبَا الْيُسْرِ [2] ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ. حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ صَيْفِيٍّ مَوْلَى أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي الْيُسْرِ: أَنّ رَسُولَ الله صلّى الله عليه وسلم كان يَدْعُو بِهَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ مِنَ التِّسْعِ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَمِّ وَالْغَرَقِ وَالْحَرْقِ وَالْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَمُوتَ في
قتادة بن النعمان
سَبِيلِكَ مُدْبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا [1] . قتادة بن النعمان ابن زَيْدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَوَادِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ الظُّفَرِيُّ، وَظُفَرُ هُوَ كَعْبُ بْنُ الْخَزْرَجِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنِ ابن لهيعة عن [أبي] [2] الأسود عن عروة بِذَلِكَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَخِي قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: قَامَ رَجُلٌ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي السَّحَرِ، فجعل يقرأ بقل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ السُّورَةَ كُلَّهَا يُرَدِّدُهَا لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ رَجُلًا قَامَ اللَّيْلَةَ يَقْرَأُ فِي السَّحَرِ فَجَعَلَ يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 السُّورَةَ كُلَّهَا يُرَدِّدُهَا لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا كَأَنَّ الرَّجُلَ يَتَقَلَّلُهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ [3] . سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أبو يُوسُفُ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ زِيَادِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ قَرْثَعٍ عَنْ سَلْمَانَ
سلمان بن عامر الضبي
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَدْرُونَ مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: فَقُلْتُ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي جُمِعَ فِيهِ أَبُوكَ أَوْ أَبُوكُمْ. قَالَ: إِنِّي أُخْبِرُكَ عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الْمَسْجِدِ، ثُمَّ يَنْصِتُ حَتَّى يَقْضِيَ الْإِمَامُ صَلَاتَهُ إِلَّا كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةً مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا مَا اجْتُنِبَتِ الْمَقْتَلَةُ [1] . سَلْمَانُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبِّيُّ «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ الدَّارِمِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو نَعَامَةَ عَمْرُو بْنُ عِيسَى الْعَدَوِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ بَشِيرٍ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسَاءٍ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي كَانَ يُقْرِي الضَّيْفَ وَيَصِلُ الرحم ويفي بالذمة ويفعل ويفعل فهل ينفعه ذلك؟ قال: مات أبو كَافِرًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَا يَنْفَعُهُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ: عَلَيَّ بِالشَّيْخِ. قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ فِي وَلَدِهِ فَلَنْ يُذَلُّوا أَبَدًا وَلَنْ يَفْتَقِرُوا أَبَدًا وَلَنْ يُخْزَوْا أَبَدًا» [2] . ثَابِتُ بْنُ صَامِتٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي أويس حدثني إبراهيم بن
ثابت بن الضحاك الأنصاري
إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ صَامِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَامَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُلْتَفٌّ بِهِ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَيْهِ يَقِيهِ بَرْدَ الْحَصَى [1] . ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إبراهيم حدثنا أبان [2] حدثنا يحي ابن أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ [3] عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلَّةٍ غَيْرِ الْإِسْلَامِ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَلَيْسَ عَلَى رَجُلٍ نَذْرٌ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [4] . ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي دَاوُدُ بن عبد الرحمن المكيّ عن عمرو ابن يحي الْمَازِنِيِّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: اكْشِفِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ [5] عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شماس، ثم أخذ ترابا
ثابت بن وديعة الأنصاري [1]
مِنْ بَطْحَانَ، فَجَعَلَهُ فِي قَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ. ثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ الْأَنْصَارِيُّ [1] حَدَّثَنَا أبو يوسف حدثنا أبو الوليد هشام بن عَبْدِ الْمَلِكِ وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عن البراء عن ثابت ابن وَدِيعَةَ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الضَّبِّ؟ فَقَالَ أُمَّةٌ مُسِخَتْ، وَاللَّهُ أعلم. قال مُسْلِمٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِضَبٍّ فَقَالَ: أُمَّةٌ مُسِخَتْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ [2] . عمرو بن العاص ابن وَائِلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمِ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ مَوْلَى عمرو بن العاص أنه سمع عمرو ابن الْعَاصِ قَالَ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فَصْلَ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ. عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [3] حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ [4] عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ سَمِعْتُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الفجر: وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ 81: 17.
عمرو بن قيس
عمرو بن قيس ابن زَائِدَةَ بْنِ أُمُّ مَكْتُومٍ الْفِهْرِيُّ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ [2] عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ [3] عَنْ مُوسَى [4] . عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ الْبَدْرِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنِي شُعَيْبُ عَنِ الزُّهْرِيِّ حدثني عروة بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ الْأَنْصَارِيَّ- وَهُوَ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَقَدْ كَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ، فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ فَسَمِعَتِ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَوَافَتْ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْفَجْرَ، انْصَرَفَ، فَتَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ، ثُمَّ قَالَ: أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ جَاءَ وَجَاءَ بِشَيْءٍ. قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: فأبشروا وأمّلوا ما يسركم فو الله مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ مِنْ قَبْلِكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا فتهلككم كما
وعمرو بن عوف المزني
أَهْلَكَتْهُمْ [1] . وَعْمُرو بْنُ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ يَزِيدَ [2] بْنِ مِلْحَةَ [3] الْمُزَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحيى سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ بَعْدِي، فَإِنَّ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا فِي النَّاسِ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِ النَّاسِ شَيْئًا، وَمَنِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً لَا يَرْضَاهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَإِنَّ عَلَيْهِ مِثْلَ إِثْمِ مَنْ يَعْمَلُ [4] بِهَا مِنَ النَّاسِ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِ النَّاسِ شَيْئًا [5] . وَعَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يحي بن أيوب عن يحي بن سعيد عن جعفر بن عمرو ابن أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الصَّعْبَ بْنَ جثامة أهدى للنّبيّ صلى الله عليه وسلم عجز حمار وهم بالجحفة فأكل منه وأكل القوم [6] .
عمرو بن مالك الرؤاسي
عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرُّؤَاسِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ طارق عن عمرو بن مالك الرواسي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْضَ عَنِّي. قَالَ: فَأَعْرَضَ عَنِّي ثَلَاثًا، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنَّ الرَّبَّ لَيُرْتَضَى [1] فَيَرْضَى فَارْضَ عَنِّي قَالَ: فَرَضِيَ عَنِّي. عَمْرُو بْنُ أَرَاكَةَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْوَلِيدِ ابن أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَرَاكَةَ الثَّقَفِيَّ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَالِسًا مَعَ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى سَرِيرِهِ فَأُتِيَ بِشَاهِدٍ فَتَتَعْتَعَ فِي شَهَادَتِهِ، فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ: وَاللَّهِ لَأَقْطَعَنَّ لِسَانَكَ. فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أَرَاكَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ وَيَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ [2] . عَمْرُو بْنُ غَيْلَانَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أبي عبيد الله [3] عن عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ الثَّقَفِيِّ [4] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ مَنْ آمن بي وصدقني وعلم أن
وعمرو بن سفيان الثقفي
مَا جِئْتُ بِهِ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ وَأَطِلْ عُمْرَهُ [1] . وَعَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مسلم حدثني محمد- يعني ابن عَبْدِ اللَّهِ الشُّعَيْثِيُّ- عَنِ الْحَارِثِ بْنِ بَدَلٍ [2] الْبَصْرِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ شَهِدَ ذَاكَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَعَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ قَالَ: انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْضَةً مِنَ الْحَصَى فَرَمَى بِهَا وُجُوهَهُمْ قَالَ: فَانْهَزَمْنَا فَمَا خُيِّلَ إِلَيْنَا إِلَّا أَنَّ كُلَّ حَجَرٍ أَوْ شَجَرَةٍ فَارِسٌ يَطْلُبُنَا، قَالَ الثَّقَفِيُّ: فَأَعْجَرْتُ عَنْ فَرَسِي حَتَّى دَخَلْتُ الطَّائِفَ. وَعَمْرُو بْنُ عَبْسَةَ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا يحي بْنُ حَمْزَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْعَنْسِيِّ [3] مِنْ أَهْلِ حِمْصَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جبير
الحضرميّ وراشد بن سعد المقرئي وَشَبِيبٍ الْكَلَاعِيِّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ قَالَ: عَرَضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَيْلِ عُيَيْنَةَ بْنَ بَدْرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُيَيْنَةَ: أَنَا أَفْرَسُ بِالْخَيْلِ مِنْكَ. فَقَالَ عُيَيْنَةُ: إِنْ تَكُنْ أَفْرَسَ بِالْخَيْلِ مِنِّي فَأَنَا أَفْرَسُ بِالرِّجَالِ مِنْكَ. قَالَ: كَيْفَ؟ قَالَ: إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ رِجَالٌ لَبِسُوا الْبُرْدَ إِذَا وَضَعُوا السُّيُوفَ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَعَرَضُوا الرِّمَاحَ عَلَى مَنَاسِجِ خُيُولِهِمْ، رِجَالُ نَجْدٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَبْتَ بَلْ هُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ وَالْأَيْمَانُ يَمَانٌ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامَ وَعَامِلَةَ، وَمَأْكُولُ حِمْيَرَ خَيْرٌ مِنْ آكِلِهَا، وَحَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ وَسَمَّى الْأَقْيَالَ وَالْأَنْفَالَ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لا قائل وَلَا كَاهِنَ وَلَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: فَبَعَثَ السَّمْطَ [1] إِلَى عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ يَقُولُ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: حَضْرَمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ بَنِي [2] الْحَارِثِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ السَّمْطُ: آمَنْتُ باللَّه وَرَسُولِهِ. وَلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُلُوكَ الأربعة: جمداء ومخوساء وأبضعة ومشرخاء وَأُخْتَهُمُ الْعَمْرَدَةَ. قَالَ: وَكَانَتْ تَأْتِي بِالْمُؤْمِنِينَ فَتُنَكِّلُ بِهِمْ [3] ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَلْعَنَ قُرَيْشًا مَرَّتَيْنِ فَلَعَنْتُهُمْ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ، فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِمْ مَرَّتَيْنِ، أَكْثَرُ الْقَبَائِلِ فِي الْجَنَّةِ مَذْحِجُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَيْنَةُ، وَأَخْلَاطُهُمْ مِنْ جُهَيْنَةَ خَيْرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَتَمِيمٍ وَهَوَازِنَ وَغَطَفَانَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا أُبَالِي أَنْ تَهْلِكَ الْحَيَّانِ كِلَاهُمَا [4] ، وَأَمَرَنِي أَنْ ألعن قبيلتين، تميم بن مر سبعا،
عمرو العجلاني
فَلَعَنْتُهُمْ سَبْعًا، وَبَكْرَ بْنَ وَائِلٍ خَمْسًا فَلَعَنْتُهُمْ خمسا، وبنو عصية عصت عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، أَلَا عُصَيَّةُ وَقَيْسُ جُعْدَةَ قَبِيلَتَانِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْهُمْ أَحَدٌ أَبَدًا، مَعَاطِسُ وَمَلَامِسُ، وَبَشَرُ الْقَبَائِلِ نَجْرَانُ وَبَنُو تَغْلِبَ. قال يحي: وَأَخْبَرَنِي هَذَا الْحَدِيثَ ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ. وَقَالَ: مَعَادِسُ وَمَلَادِسُ، وَزَعَمَ أَنَّهُمَا قَبِيلَتَانِ تَاهَتَا ابْتَغْنَا الْبَرْقَ فِي عَامِ جَدْبٍ، فَانْقَطَعَتَا فِي أَخْبِيَةِ الْأَرْضِ لَا يُوصَلُ إِلَيْهِمَا، وَذَلِكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. عَمْرٌو الْعِجْلَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الرحمن ابن الْعِجْلَانِيِّ حَدَّثَ ابْنَ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أن يستقبل شيء من القبلتين في الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ [1] . وَعَمْرُو بْنُ شَاسٍ الْأَسْلَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ أَبُو جعفر حدثنا عبد الرحمن ابن مِغْرَاءٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ سِنَانٍ [2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَيَانٍ أَوْ نَيَارٍ [3] عَنْ خَالِهِ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ- قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي خَيْلِهِ الَّتِي بَعَثَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فجفاني بَعْضَ الْجَفَا فَوَجَدْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أَظْهَرْتُ لَهُ الشِّكَايَةَ فِي مَجَالِسِ الْمَسْجِدِ، فَأَقْبَلْتُ
عمرو بن تغلب
ذَاتَ غَدَاةٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا رَآنِي أَبْدَنِي عَيْنَيْهِ- يَعْنِي لَحَظَنِي- حَتَّى أَخَذْتُ حَظِّي مِنَ الْمَجْلِسِ، فَلَمَّا جَلَسْتُ قَالَ: يَا عَمْرُو بْنَ شَاسٍ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ آذَيْتَنِي. قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، 2: 156 أَعُوذُ باللَّه أن أوذي رسول الله قَالَ: بَلَى مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي [1] . عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنِ الْحَسَنِ [2] عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالٌ فَأَعْطَى قَوْمًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ عَتَبُوا، فَقَالَ: إِنِّي أُعْطِي الرَّجُلَ وَأَدَعُ الرَّجُلَ، وَالَّذِي أَدَعُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِيهِ، أُعْطِي أَقْوَامًا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ وَآكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَى وَالْخَيْرِ مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ. فَقَالَ عَمْرٌو: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمْرَ النَّعَمِ [3] . وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ الْمَعَافِرِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَيْرَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: تكون فتنة أسلم الناس فيها أو قَالَ خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا الْجُنْدُ الْغَرْبِيُّ. قَالَ ابن الحمق فلذلك
وعمرو بن أخطب
قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ مِصْرَ [1] . وَعَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن الحسن بن شقيق أخبرنا الحسين ابن وَاقِدٍ عَنْ أَبِي نَهِيكٍ الْأَزْدِيِّ [2] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَخْطَبَ يَقُولُ: نَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ [3] الَّذِي بَيْنَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحْتُهُ بِيَدِي قَالَ الْحُسَيْنُ [4] : وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عَمْرِو بْنِ أَخْطَبَ» [5] . وَعَمْرُو بْنُ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنِي قيس أبو عمارة مولى سودة بِنْتِ سَعِيدٍ مَوْلَاةُ بَنِي سَاعِدَةَ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: مَنْ عَادَ مَرِيضًا فَلَا يَزَالُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى إِذَا قَعَدَ عِنْدَهُ اسْتَنْقَعَ فِيهَا، ثُمَّ إِذَا قَامَ مِنْ عِنْدِهِ وَلَا يَزَالُ يَخُوضُ فِيهَا حَتَّى يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ، وَمَنْ عَزَّى أخاه المؤمن من مصيبة
وعمرو بن يثربي الضمري
كَسَاهُ اللَّهُ حُلَلَ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [1] . وَعَمْرُو بْنُ يَثْرِبِيٍّ الضَّمْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ [2] ثَنَا عبد الملك ابن حَسَنٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ حَارِثَةَ الضَّمْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ الضَّمْرِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ خُطْبَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى، وَكَانَ فِيمَا خَطَبَ بِهِ [أَنْ] [3] قَالَ: وَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ مِنْ مَالَ أَخِيهِ إِلَّا مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ، فَلَمَّا سَمِعَهُ قَالَ ذَلِكَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ لَقِيتُ غَنَمَ ابْنِ عَمِّي فَأَخَذْتُ مِنْهُ شَاةً فَاجْتَزَرْتُهَا فَعَلَيَّ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: إِنْ لَقِيتَهَا نَعْجَةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وَزِنَادًا بِخَبْتِ الْجَمِيشِ [4] فَلَا تمسها [5] . وعمرو بن معديكرب «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أويس حدثني أبي عن عمرو ابن شمر عن ابن أبي طوق عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ الْقَعْقَاعِ» [6] أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو ابن معديكرب يَقُولُ: - نَحْنُ الْيَوْمَ نَقُولُ كَمَا عَلَّمَنَا رَسُولُ الله صلى الله
عمرو بن مرة الجهني
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا ثَوْرٍ وَكَيْفَ عَلَّمَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: عَلَّمَنَا لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ. عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَنْبَأَ شُعَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَسَنٍ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ قَالَ: جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ قُضَاعَةَ فَقَالَ لَهُ: شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ وَصُمْتُ الشَّهْرَ وَقُمْتُ رَمَضَانَ وَآتَيْتُ الزَّكَاةَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ [1] . سَلَمَةُ بْنُ الْمُحَبِّقِ الْهُذَلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُعَاوِيَةَ [2] عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مَعَ رَجُلٍ بِبَدَنَتَيْنِ، فَقَالَ لِي: عَرِّضْ لَهُمَا فَانْحَرْهُمَا، ثُمَّ أَصْبِغْ نَعْلَهُمَا في دمهما وَاضْرِبْ بِهِ صَفْحَتَهُمَا حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّهُمَا بَدَنَتَانِ [3] .
وسلمة بن قيس الاشجعي
وَسَلَمَةُ بْنُ قَيْسٍ الْأَشْجَعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساق عن سلمة بن قيس قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إذا استنشقت فأثر، وَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ [1] . وَسَلَمَةُ بْنُ نُعَيْمٍ الْأَشْجَعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْأَشْجَعِيِّ- وَكَانَ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ. زَادَ حَامِدٌ [2] فِي الْحَدِيثِ: وَإِنْ زَنَا وَإِنْ سَرَقَ [3] . وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ أَحَدُ بَنِي أَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ مِنْ بَنِي زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَمْرٌو عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ جُبَيْرَةَ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ- مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ- عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرَةَ بْنِ مَحْمُودٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ آخِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْتًا لَا يكون أنس بن مالك
وسلمة بن صخر الأنصاري
فَإِنَّهُ بَقِيَ بَعْدَهُ- أَنَّهُمَا دَخَلَا [1] إِلَى وَلِيمَةٍ، وَسَلَمَةُ عَلَى وُضُوءٍ، فَأَكَلَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَكُنْ عَلَى وُضُوءٍ [2] ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنِّي وَرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجْنَا فِي دَعْوَةٍ دُعِينَا إِلَيْهَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى وُضُوءٍ فَأَكَلَ ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَكُنْ عَلَى وُضُوءٍ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّ الْأُمُورَ تُحْدِثُ وَهَذَا مِمَّا أُحْدِثَ. وَسَلَمَةُ بْنُ صَخْرٍ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ أَحَدُ بَنِي بَيَاضَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ سلمة بن صخر البياضي قال: كنت امرأ استكثر من النساء لا أرى كان رجلا يُصِيبُ مِنْ ذَلِكَ مَا أُصِيبُ، فَلَمَّا دَخَلَ رَمَضَانُ ظَاهَرْتُ مِنِ امْرَأَتِي حَتَّى يَنْسَلِخَ رَمَضَانُ، فَبَيْنَا هِيَ تُحَدِّثُنِي ذَاتَ لَيْلَةٍ فَتَكَشَّفَ لِي مِنْهَا شَيْءٌ، فَوَثَبْتُ عَلَيْهَا فَوَاقَعْتُهَا، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى قَوْمِي، فَأَخْبَرْتُهُمْ خَبَرِي، فَقُلْتُ لَهُمْ: سَلُوا لِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالُوا: مَا كُنَّا لِنَفْعَلَ إِذًا يَنْزِلُ فِينَا مِنَ اللَّهِ كِتَابٌ، أَوْ يَكُونُ فِينَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلٌ: فَيَبْقَى عَارُهُ عَلَيْنَا، وَلَكِنْ سَوْفَ نُسَلِّمُكَ بَجَرِيرَتِكَ، فَاذْهَبْ أَنْتَ فَاذْكُرْ شَأْنَكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُهُ فأخبرته الخبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَنْتَ بِذَاكَ. قَالَ: قُلْتُ: أَنَا بِذَلِكَ وَهَذَا أنا يا رسول الله صَابِرٌ لِحُكْمِ اللَّهِ عَلَيَّ. قَالَ: فَأَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ: وَقُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَصْبَحْتُ لَا أَمْلِكُ إِلَّا رَقَبَتِي هَذِهِ. قَالَ: فَصُمْ شَهْرَيْنِ متتابعين. قلت:
وسلمة بن الأكوع
يا رسول الله وهل دخل عَلَيَّ مَا دَخَلَ مِنَ الْبَلَاءِ إِلَّا الصَّوْمُ. قَالَ: فَتَصَدَّقْ أَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكينًا. قَالَ: قُلْتُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ بِتْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ مَا لَنَا مِنْ عَشَاءٍ. قَالَ فَاذْهَبْ إِلَى صَاحِبِ صَدَقَةِ زُرَيْقٍ فَقُلْ لَهُ فَلْيَدْفَعْهَا إِلَيْكَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا وَاسْتَنْفِعْ بِبَقِيَّتِهَا [1] . وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحارث القرشي [2]- مؤذن مسجد مصر- حدثنا يحي بْنُ رَاشِدٍ- بَصْرِيٌّ- عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً وَصَلَّى فَسَلَّمَ مَرَّةً. وَسَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ السَّكُونِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَفْطَسِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرَشِيِّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ بْنُ نُفَيْلٍ السَّكُونِيُّ قَالَ: دَنَوْتُ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كَادَتْ رُكْبَتَايَّ تَمَسَّانِ فَخْذَهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: بُهِيَ بِالْخَيْلِ وَأُلْقِيَ السِّلَاحُ، وَزَعَمَ أَقْوَامٌ ألا قتال. قَالَ: كَذَبُوا الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، لَا تَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرَةٌ عَلَى النَّاسِ، يُزِيغُ اللَّهُ قُلُوبَ قَوْمٍ قَاتَلُوهُمْ لينالوا منه. قَالَ- وَهُوَ مُوَلٍّ ظَهْرَهُ إِلَى الْيَمَنِ- إِنِّي أجد نفس الرحمن من ها هنا، ولقد أوحي الي أني مكفوف
وسلمة بن أمية التميمي
غَيْرُ مُلَبَّثٍ، وَيَتْبَعُونِي أَقْتَادًا، وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ [1] فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا. ابْنُ دَرَسْتُوَيْهِ: بُهِيَ إِذَا عُطِّلَتِ الْخَيْلُ فلم تستعمل. وسلمة بن أمية التميمي حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا مُحَمَّدُ بن إسحاق عن عطاء عن صفوان بن عبد الله بن صَفْوَانَ عَنْ عَمَّيْهِ سَلَمَةَ بْنِ أُمَيَّةَ وَيَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالا: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَمَعَنَا صَاحِبٌ لَنَا، فَاقْتَتَلَ هُوَ وَرَجُلٌ آخَرُ وَنَحْنُ بِالطَّرِيقِ. قَالَ: فَعَضَّ الرَّجُلُ يَدَهُ، قَالَ فَاجْتَذَبَ صَاحِبُنَا يَدَهُ مِنْ فِيهِ فَطَرَحَ ثَنِيَّتَهُ [2] ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَمِسُ عَقْلَ ثَنِيَّتِهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ فَيَعَضُّهُ عَضِيضَ الْفَحْلِ، ثُمَّ يَأْتِي فَيَلْتَمِسُ الْعَقْلَ لَا عَقْلَ لَهُ، فأطلقها رسول الله عليه السلام. سهل بن حنيف ابن وَاهِبِ بْنِ عُكَيْمِ [3] بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُجْدَعَةَ [4] بْنِ عَمْرٍو. وَزَعَمُوا أَنَّهُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ مُجْدَعُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بَدْرِيٌّ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَمْرٌو عَنِ ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي أبو شريح [5] أنه سمع سهل
وسهل بن سعد
ابن أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ يُحَدِّثُ عن أبيه عن جده: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِتَشْدِيدِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَسَتَجِدُونَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارَاتِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا مِنْ قَلْبِهِ بَلَّغَهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ. وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ السَّاعِدِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ. وَسَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ [1] حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: قَدِمَ أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ دِمَشْقَ فِي وِلَايَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ: مَا أَقْدَمَكَ؟ لَعَلَّكَ قَدِمْتَ تَسْأَلُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا؟ قَالَ: وَأَنَا أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا بَعْدَ الَّذِي حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ: وَمَا الَّذِي حَدَّثَكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُيَيْنَةُ بْنُ بَدْرٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَسَأَلَاهُ، فَدَعَا مُعَاوِيَةَ فَأَمَرَهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَانْطَلَقَ مُعَاوِيَةُ فَجَاءَ بِصَحِيفَتَيْنِ، فَأَلْقَى إِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ إِحْدَاهُمَا- وكان أحلم [2] الرجلين- فربطها فِي يَدِ عِمَامَتِهِ، وَأَلْقَى الْأُخْرَى إِلَى الْأَقْرَعِ بن حابس فقال لمعاوية:
وسهل بن معاذ بن أنس الجهني [3]
مَا فِيهَا؟ فَقَالَ: فِيهَا الَّذِي أَمَرَ بِهِ. قَالَ بِئْسَ وَافِدُ قَوْمِي إِنْ أَنَا أَتَيْتُهُمْ بِصَحِيفَةٍ أَحْمِلُهَا لَا أَعْلَمُ مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّسِ، قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلٌ عَلَى رَجُلٍ يُحَدِّثُهُ فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتَهُ أَخَذَ الصَّحِيفَةَ فَفَضَّهَا فَإِذَا فِيهَا الَّذِي أَمَرَ بِهِ فَأَلْقَاهَا، ثُمَّ قَامَ وَتَبِعَهُ حَتَّى مَرَّ بِبَابِ الْمَسْجِدِ فَإِذَا بَعِيرٌ مُنَاخٌ فَقَالَ: أَيْنَ صَاحِبُ الْبَعِيرِ؟ فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَقَالَ اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ ارْكَبُوهَا صِحَاحًا وَكُلُوهَا صِحَاحًا [1] ، ثُمَّ تَبِعْتُهُ حَتَّى دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَقَالَ كَالْمُتَسَخِّطِ آنِفًا: إِنَّهُ مَنْ يَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ الْغِنَى فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا ظَهْرُ الْغِنَى؟ قَالَ: أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ عِنْدَ أَهْلِكَ ما يغدّيهم أو يعشيهم [2] . قال: فأنا أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا بَعْدَ هَذَا! وَسَهْلُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيُّ [3] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن ابن أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا للَّه دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يُخَيِّرُهُ مِنْ حُلَلِ الْأَيْمَانِ يَلْبَسُ أَيَّهَا شَاءَ. عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ ابن جَابِرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ نُشَيْبِ بْنِ مَالِكِ بن الحارث بن مازن بن
وعتبة بن عبد السلمي
مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ، حَلِيفُ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّ نَوْفَلٍ وَاقِدَةُ بِنْتُ عَمْرٍو الْمَازِنِيَّةُ، مَازِنُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ عُمَيْرٍ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابَعَ سَبْعَةٍ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ السَّمُرِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، وَوَجَدْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا فَأَعْطَيْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ نِصْفَهَا، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ السَّبْعَةِ رَجُلٌ إِلَّا وَهُوَ عَلَى مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ. وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا عبد الرحمن بن يحي بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ: وَعُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ السُّلَمِيُّ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعِيدٍ [2] عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ أَنَّهُ قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا يَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرِمًا فِي مَرْضَاةِ اللَّهِ لَحَقَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [3] . عُتْبَةُ بْنُ النُّدَّرِ السُّلَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يحي بن إسماعيل بن عبد الله
فضالة الليثي [3]
المخزومي حدثنا يزيد بن يحي عَنْ أَبِي وَهْبٍ [1] عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ النُّدَّرِ السُّلَمِيِّ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا تَبَاطَأَ [2] غَزْوُكُمْ وَاسْتُحِلَّتِ الْمَعَافِرُ فَخَيْرُ جِهَادِكُمُ الرِّبَاطُ. فَضَالَةُ اللَّيْثِيُّ [3] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا عمرو بن عون أخبرنا خالد [4] عن دَاوُدَ [5] عَنْ أَبِي حَرْبٍ [6] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنِي أَنْ قَالَ حَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ. قُلْتُ: إِنَّ هَذِهِ سَاعَاتٍ لِي فِيهَا اشْتِغَالٌ فَمُرْنِي بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّي؟ قَالَ: حَافِظْ عَلَى الْعَصْرَيْنِ. - وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا- قُلْتُ: وَمَا الْعَصْرَانِ؟ قَالَ: صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا [7] . وَفَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْجَنَبِيِّ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَنِي فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
مالك بن الحويرث الليثي
أَنَّهُ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ [1] . مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ اللَّيْثِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا أُنَيْسُ بْنُ سَوَّارٍ الْجُرْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ خَلْقَ عَبْدٍ فَجَامَعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ، فَكَانَ مَاؤُهُ فِي كُلِّ عِرْقٍ وَعُضْوٍ مِنْهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ السَّابِعِ جَمَعَهُ اللَّهُ، ثُمَّ أَحْضَرَهُ كُلَّ عِرْقٍ لَهُ دُونَ آدَمَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شاءَ رَكَّبَكَ 82: 8 [2] . مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: ثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً فَهِيَ فِدَاؤُهُ فِي النَّارِ، عَظْمٌ مِنْ عِظَامِهِ يُحَرَّرُ بِعَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ ثُمَّ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُغْنِيَهُ اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ [3] . مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ السَّلُولِيُّ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَوْسُ بن عبد الله
مالك بن عمير الحنفي [2] .
السلولي حدثني عمي يزيد بن أبي مريم السلولي عن أبيه مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ. فَقَالَ رجل: يا رسول الله وَالْمُقَصِّرِينَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: وَالْمُقَصِّرِينَ قَالَ مَالِكٌ: وَرَأَيْتُنِي مَحْلُوقًا وَمَا يَسُرُّنِي بِهِ حُمْرُ النَّعَمِ أَوْ خَطَرٌ عَظِيمٌ [1] . مَالِكُ بْنُ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ- وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي لَقِيتُ الْعَدُوَّ وَلَقِيتُ أَبِي فِيهِمْ فَسَمِعْتُ لَكَ مِنْهُ مَقَالَةً قَبِيحَةً فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى طَعَنْتُهُ بِالرُّمْحِ أَوْ حَتَّى قَتَلْتُهُ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَهُ آخَرُ فَقَالَ: إِنِّي لقيت أبي فتركته وأحببت أن يلقه غَيْرِي. فَسَكَتَ عَنْهُ [3] . مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَسِيُّ [4] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ شِبْلِ بْنِ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأوسي عن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: الْوَلِيدَةُ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ. - والضفير الحبل [5]-.
ومالك بن ربيعة
ومالك بن ربيعة ابن الْبَدَنِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَوْفِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ، بَدْرِيٌّ، يُكَنَّى أَبَا أُسَيْدٍ السَّاعِدِيَّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ التَّنُوخِيُّ قَالا: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ [عَنْ] [1] شَدَّادِ بْنِ أبي عمرو ابن حَمَاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لِلنِّسَاءِ: اسْتَأْخِرْنَ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ [2] الطَّرِيقَ، عَلَيْكُنَّ بَحَافَّاتِ الطَّرِيقِ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ [3] . حَتَّى أَنَّ ثَوْبَهَا يَتَعَلَّقُ بِالشَّيْءِ فِي الْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ [4] . وَمَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ [5] حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ الْأَسَدِيُّ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِشْرٍ الْخُزَاعِيُّ عَنْ خَالِهِ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُصَلِّ خَلْفَ إِمَامٍ كَانَ أَخَفَّ صَلَاةً مِنْهُ فِي الْمَكْتُوبَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ الْحِمَّانِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الواحد عن منصور عن
عقبة بن مالك الليثي
سليمان بن بشر عن خاله بن عَبْدِ اللَّهِ [1] بِنَحْوِهِ. عُقْبَةُ بْنُ مَالِكٍ اللَّيْثِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هِلَالٍ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عَزَّ وَجَلَّ أَبَى عَلَيَّ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا- قالها ثلاثا [2] . وعقبة بن الحارث ابن عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَيُّوبَ [3] . آخِرُ تَرَاجِمِ الصَّحَابَةِ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ عَنْ وُهَيْبٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ وَهُوَ لَيِّنٌ «وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ صَالِحُ الْحَدِيثِ» [4] . «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بن معاذ قال: رأيت في كتاب أبي بِخَطِّهِ: حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ، أَبُو صَغِيرَةَ [5] أبو أمه، وهو حاتم بن
(فضل المدينة المنورة) [5]
مُسْلِمٍ» [1] . قَالَ عَلِيٌّ [2] : اسْمُ أَبِي الْعَلَانِيَةِ مُسْلِمٌ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى [3] قَالَ: أُمُّ الْحَسَنِ يُقَالُ لَهَا خَيْرَةُ. وَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ لِي عَامِرُ بْنُ صَالِحِ بن رستم: الحسن ابن مَنْ؟ قُلْتُ: ابْنُ أَبِي الْحَسَنِ. قَالَ: الْحَسَنُ بْنُ يَسَارٍ. قَالَ دَاوُدُ ابْنُ مَنْ؟ قُلْتُ: ابْنُ أَبِي هِنْدٍ. قَالَ: دَاوُدُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ؟ قُلْتُ: أَيُّوبُ بْنُ أَبِي تَمِيمَةَ. قَالَ: أَيُّوبُ بْنُ كَيْسَانَ. قَالَ: أَبَانٌ؟ قُلْتُ: ابْنُ أَبِي عَيَّاشٍ. قَالَ: أَبَانُ بْنُ فَيْرُوزَ. قَالَ أَبُو مُوسَى: وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ طَرَّخَانَ التَّيْمِيُّ [4] . (فَضْلُ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ) [5] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [6] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الْحُمَيْدِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزَُبَيْرِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ في طلب العلم فلا يوجد عالم
أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ الْمَدَنِيِّينَ عَنْ مَعْنٍ عَنْ زُهَيْرٍ التَّمِيمِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي موسى الأشعري عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَخْرُجُ طَالِبُ الْعِلْمِ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَلَا يُوجَدُ عَالِمٌ أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَوْ قَالَ: عَالِمِ الْمَدِينَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا عبد الله بن مسلمة ويحي بن عبد الله بن بكير عَنْ مَالِكٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. وَحَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأَصَابَ الْأَعْرَابِيَّ وَعَكُ [1] الْمَدِينَةِ فَأَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أَقِلْنِي بَيْعَتِي؟ فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أَقِلْنِي بَيْعَتِي. فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: أقلني فأبى، فخرج الأعرابي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّمَا الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا وَتَنْصَعُ طِيبَهَا [2] . وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مَالِكٍ وَهُوَ مِنْ أَجْوَدِ الْإِسْنَادِ. ابْنُ مَسْلَمَةَ وَابْنُ بُكَيْرٍ ثِقَتَانِ مَلِيَّانِ، وَمَالِكٌ وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ إِلَيْهِمْ تَنْتَهِي الْأَمَانَةُ فِي الْعِلْمِ وَالْإِتْقَانِ وَالْحِفْظِ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ الْغَايَةُ فِي الْإِتْقَانِ وَالْحِفْظِ وَالزُّهْدِ، وَلَيْسَ مِنْهُمْ واحد الا هو حجة [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ [1] يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ. وَحَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ: وَثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: جَمِيعًا عن يحي بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْحُبَابِ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى يَقُولُونَ يَثْرِبَ وَهِيَ الْمَدِينَةُ تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي صَالِحٍ: تَنْفِي شِرَارَ النَّاسِ، وَفِي حَدِيثِ حَمَّادٍ: تَنْفِي الْخَبَثَ. وَكُلُّ واحد من المسمين في هذا الحديث حجة على الانفراد يحي إِمَامٌ فِي الْعِلْمِ، وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ، وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صغيرهم وكبيرهم وأعلاهم وأدناهم و [2] ذي حُجَّةٍ. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْخَطَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ رَجَعَ نَاسٌ مِمَّنْ خَرَجُوا مَعَهُ، قَالَ: وَكَانَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة يَقُولُونَ نَقْتُلُهُمْ وَفِرْقَةٌ يَقُولُونَ لَا نَقْتُلُهُمْ فَنَزَلَتْ: «فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بما كسبوا» . فقال النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّهَا طَيِّبَةٌ تَنْفِي الْخَبَثَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خبث الفضة [3] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْمَكِّيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز بن محمد عن عبيد الله ابن عُمَرَ عَنْ [1] حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ [2] إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا [3] . وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ جَيِّدُ الْإِسْنَادِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ العزيز ابن مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى حُجْرِهَا. وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ جَيِّدُ الْإِسْنَادِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ العزيز ابن مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَدْعُو الرَّجُلُ ابْنَ عَمِّهِ وَقَرِيبَهُ هَلُمَّ إِلَى الرَّخَاءِ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَحَدٌ رَغْبَةً عَنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ فِيهَا خَيْرًا مِنْهُ، أَلَا إِنَّ الْمَدِينَةَ كَالْكِيرِ يُخْرِجُ الْخَبَثَ، لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَنْفِيَ الْمَدِينَةُ شِرَارَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ. وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ، عَبْدُ الْعَزِيزِ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِمَامٌ ثِقَةٌ، والعلاء ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى الْحُرْقِيِّينَ [4] ثِقَةٌ هُوَ وَأَبُوهُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَنَصَحَ نَفْسَهُ عَلِمَ أَنَّ كُلَّ مَنْ وَضَعَهُ مالك في موطإه وأظهر
اسْمَهُ ثِقَةٌ، تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أبيه عن جده: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الدِّينَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى حُجْرِهَا وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الْأَرْوِيَةِ [1] مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ، إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي [2] . وَقَدْ تَكَلَّمَ فِي كَثِيرٍ مَنْ لَوْ سَكَتَ عَنْهُ كَانَ أَنْفَعَ لَهُ، وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ فِيهِ الْجَاهِلُونَ بِهِ وَبِأَسْبَابِهِ، وَسَمِعْتُ ابْنَ أُوَيْسٍ قَالَ: سَأَلَنِي مَالِكٌ عَنْ حديثه، وقد روى عنه يحي بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، وَلَا أَشُكُّ أَنِّي سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُنْذِرِ- فَإِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ مِنْهُ فَقَدْ حَدَّثَنِي عَنْهُ ثِقَةٌ- قَالَ: كَانَ كَثِيرٌ يَدَّعِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعَ جَدَّهُ فَكَانَ يُنَازِعُ الَّذِينَ فِي ذَلِكَ الصَّقْعِ وَكَانَ كَثِيرَ الْخُصُومَةِ فَذَهَبَ إِلَى ابْنِ عِمْرَانَ يُخَاصِمُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عِمْرَانَ: يَا كَثِيرُ إِنَّكَ رَجُلٌ بَطَّالٌ كَثِيرُ الْخُصُومَةِ فِيمَا لَا تَعْرِفُ وَتَدَّعِي مَا لَيْسَ لَكَ، وَلَيْسَ عِنْدَكَ عَلَى مَا تَطْلُبُ ثَبْتٌ فَلَا تَقْرَبْنِي وَلَا أَرَيَنَّكَ إِلَّا أَنْ تَرَانِي قَدْ فَرَغْتُ لِأَهْلِ الْبَاطِلِ، فَإِذَا رَأَيْتَ ذَلِكَ فَتَعَالَ. فَبَيْنَا ابْنُ عِمْرَانَ يَوْمًا إِذَا هُوَ بِكَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ جَاءَهُ، فَقَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ لَا تَقْرَبْنِي إِلَّا أَنْ تَرَانِي قَدْ فَرَغْتُ لِأَهْلِ الْبَاطِلِ. فَقَالَ كَثِيرٌ: صَدَقْتَ أَصْلَحَ اللَّهُ الْقَاضِي، فَإِنَّمَا جِئْتُكَ حَيْثُ جَاءَكَ أَهْلُ الْبَاطِلِ، قَدْ جَاءَكَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَهُمَا مِنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ فَجِئْتُكَ مَعَهُمَا. فَكَانَ مِنْ أَمْرِ ابْنِ عِمْرَانَ إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: أَمَرَ أَنْ يُشَدَّ إِلَى أُسْطِوَانَةٍ حَتَّى قَامَ مِنَ الْقَضَاءِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَؤُلَاءِ كَانُوا
الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة
مُنْقَطِعِينَ إِلَى ابْنِ عِمْرَانَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد ابن أَخِي جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ مَالِكٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ الله بن عبد الله بن عتبة بن مَسْعُودٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ وَهُوَ بِمِنًى فَأَخْبَرَهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلَانًا. فَقَالَ عُمَرُ- حِينَ بَلَغَهُ ذلك-: اني لقائم العشية في الناس ومحذورهم مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَغْصِبُونَ الْأُمَّةَ أَمْرَهَا. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَفْعَلْ ذَلِكَ يَوْمَكَ فَإِنَّ الْمَوْسِمَ جَمَعَ رِعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ وَإِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى مَجْلِسِكَ فَأَخْشَى إِنْ قُلْتَ فِيهِمُ الْيَوْمَ مَقَالَةً أَنْ يَطِيرُوا بِهَا وَلَا يَعُوهَا وَلَا يَضَعُوهَا على مواضعها، فأمهل حتى تقدم الْمَدِينَةَ فَإِنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، وَتَخْلُصُ بِعُلَمَاءِ النَّاسِ وَأَشْرَافِهِمْ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعُوا مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا. قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَئِنْ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ صَالِحًا لَأُكَلِّمَنَّ بِهَا النَّاسَ فِي أَوَّلِ مَقَامٍ أَقُومُهُ. الطَّبَقَةُ الْأُولَى مِنْ تابعي أهل المدينة (فقهاء تابعي الْمَدِينَةِ) [1] حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صالح حدثني الليث ابن الهاد [2] عن المنذر ابن عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ: أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ خَطَبَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ فَتَشَاجَرُوا فِي بَعْضِ
الأمر «فقال الفتى: هي طالق إن نكحتها حَتَّى آكُلَ الْغَضِيضَ- وَالْغَضِيضُ طَلْعُ النَّخْلِ الذَّكَرِ- ثُمَّ نَدِمُوا عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْأَمْرِ» [1] . فَقَالَ الْمُنْذِرُ: أَنَا آتِيكُمْ مِنْ ذَلِكَ بِالْبَيَانِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِي خَطَبَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ، فَشَجَرَ بَيْنَهُمْ بَعْضُ الْأَمْرِ فَقَالَ هي طالق إن نكحتها حتى آكل الغضيض. قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ، طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ بِمَا لَا يَمْلِكُ ثُمَّ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بن عتبة ابن مَسْعُودٍ عَنْ ذَلِكَ: فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: هَلْ سَأَلْتَ أَحَدًا؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، فَسَمَّاهُمْ. قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى الْقَوْمِ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِمَا سَأَلْتُ عَنْهُ. حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ أخبرنا عبد الرحمن ابن أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَعُلَمَائِهِمْ مِمَّنْ يُرْضَى وَيُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِمْ: سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَأَبَا بَكْرِ بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وسليمان بْنُ يَسَارٍ فِي مَشْيَخَةِ سِوَاهُمْ مِنْ نُظُرَائِهِمْ أَهْلِ فِقْهٍ وَفَضْلٍ. «حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْعَسْقَلَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: كَانَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِمْ سَبْعَةً، فَذَكَرَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَبُو الزِّنَادِ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يذكر أبا بكر بن عبد الرحمن،
وَذَكَرَ فِيهِمْ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر» [1] . حدثني حرملة بن يحي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرْمَلَةَ التُّجِيبِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَإِنَّ ابن شهاب كان إذا ذكر قبيصة بن ذُؤَيْبٍ قَالَ: كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ. حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي أيوب [3] حدثني جعفر ابن رَبِيعَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعِنْدَهُمْ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ. «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ لَهُ أَصْحَابٌ حَفِظُوا عَنْهُ وَقَامُوا بِقَوْلِهِ فِي الْفِقْهِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: زَيْدٌ وَعَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ عَبَّاسٍ فَأَعْلَمُ النَّاسِ بِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَقَوْلِهِ الْعَشَرَةُ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدُ الله بن عبد الله بن عتبة بن مَسْعُودٍ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَذَكَرَ آخَرَ، وَكَانَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِقَوْلِهِمْ وَحَدِيثِهِمُ ابْنَ شِهَابٍ ثُمَّ بَعْدَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ثُمَّ بَعْدَ مَالِكٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ» [4] .
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالا: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ يُعَدُّ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَرْبَعَةً: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ. «حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ تُوشِكُوا أَنْ تَنْقَرِضُوا فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟ فَقَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابْنًا فَقِيهًا فَسَلُوهُ» [1] . وَقَالَ جَرِيرٌ [2] عَنْ مُغِيرَةَ [3] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْب مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِقَضَاءِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. «حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ عَامِرٍ- شَيْخٌ مِنْ عَامِلَةَ مِنْ أَهْلِ تَيْمَاءَ- حَدَّثَنِي شَيْخٌ كَانَ يُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَرَّ بِهِ يَوْمًا ابْنُ زِمْلٍ الْعُذْرِيُّ- وَنَحْنُ مَعَهُ- فَحَصَبَهُ سَعِيدٌ فَجَاءَهُ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: بَلَغَنِي أَنَّكَ مَدَحْتَ هَذَا- وَأَشَارَ نَحْوَ الشَّامِ يَعْنِي عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ- قَالَ: نَعَمْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ مَدَحْتُهُ أَفَتُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْقَصِيدَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، اجْلِسْ. قَالَ: فَأَنْشَدَهُ حَتَّى بَلَغَ: فَمَا عَاتَبَكَ فِي خُلُقٍ قُرَيْشٌ بِيَثْرِبَ حِينَ أَنْتَ بِهَا غُلَامُ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: صَدَقْتَ وَلَكِنَّهُ لَمَّا صَارَ إِلَى الشَّامِ بَدَّلَ» [4] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَمَّيْنَاهُمْ ثقات متقنون يقوم حديثهم
مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري
مَقَامَ الْحُجَّةِ، وَهُمْ فُقَهَاءُ تَابِعِي الْمَدِينَةِ وَقَدْ تَقَدَّمَهُمْ طَبَقَةٌ هُمْ رُوَاةُ الْعِلْمِ وَالْحِفْظِ وَالْإِتْقَانِ إِلَّا أَنَّ لَيْسَ عِنْدَهُمْ مِنَ الْفِقْهِ مَا عِنْدَ أُولَئِكَ، فَأَمَّا الرِّوَايَةُ وَالْحِفْظُ وَالْإِتْقَانُ فَمَا شِئْتَ وَلَهُمْ رِوَايَةٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ: مُجَمِّعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيُّ بِقَوْلِهِ لَهُ رُؤْيَةٌ. وَمَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ وَزَعَمَ أَنَّهُ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَقَلَ مَجَّةً مَجَّهَا مِنْ دَلْوٍ كَانَتْ فِي دَارِهِمْ. «حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [2] ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ وَزَعَمَ أَنَّهُ قَدْ عَقَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ» [3] . قَالَ ابْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الله بن الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّ ثُمَّ أَحَدَ بَنِي سَالِمٍ وَذَكَرَ حَدِيثَهُ. قَالَ مَحْمُودٌ: فَحَدَّثْتُ بِحَدِيثِهِ قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أيوب صاحب
ومحمود بن لبيد
رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدثنا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ وَعُقَيْلٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: سَأَلْتُ الْحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ- وَهُوَ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ وَهُوَ مِنْ سُرَاتِهِمْ- عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَحْمُودَ بْنَ الرَّبِيعِ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا صَلَاةَ لمن لم يَقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. وَمَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عن محمود ابن لَبِيدٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا نَعَايَا لِلْعَرَبِ يَا نَعَايَا لِلْعَرَبِ يَا نَعَايَا لِلْعَرَبِ [1] قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ قَالَ وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ كِلَمَةً [2] قَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ ما أخاف عليكم الرِّيَاءُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ [3] . وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ ابن عَبْدِ عَوْفٍ [4] الزُّهْرِيُّ، ابْنُ عَمِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، يَقُولُونَ تُوُفِّيَ قَبْلَ الْحَرَّةِ بِأَشْهُرٍ، وَتُوُفِّيَ أَزَهَرُ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وقد كان
نَيَّفَ عَلَى الْمِائَةِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ. وَرَوَى عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ الزُّهْرِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِشَارِبٍ وَهُوَ بِحُنَيْنٍ [1] . وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ: أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ حِينَ يُصِيبُهُ الْوَعَكُ أَوِ الْحُمَّى كَمَثَلِ حَدِيدَةٍ تَدْخُلُ النَّارَ فَيَذْهَبُ خَبَثُهَا وَيَبْقَى طِيبُهَا. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ [2] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ [3] حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ [4] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً وَكَانَ جَلْدًا معتدلا فقال: لقد علمت ما متعت به سمعي وَبَصَرِي إِلَّا بِدُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي [5] إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَ أُخْتِي شَاكٍ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ؟ قَالَ: فَدَعَا لِي.
المسور بن مخرمة الزهري
وَمِنْهُمْ: - الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيُّ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ، وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَخْبَرَهُ قَالَ: قَامَ رسول الله صلّى الله عليه فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ. وَالسَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَّةَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قال: سمعت الزهري قال: سمعت السائب ابن يَزِيدَ يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْقِلُ مَقْدِمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، خَرَجْتُ مَعَ الصِّبْيَانِ إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ نَتَلَقَّى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. وعبد الله بن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ حَلِيفُ بَنِي عَدِيٍّ. حَدَّثَنَا أبو صالح حدثني الليث عن يونس عن ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّ أَبَاهُ عَامِرَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي سُبْحَةِ اللَّيْلِ يُسَبِّحُ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ [1] . وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بن صعير العذري، حليف بني زهرة.
وأبو الطفيل عامر بن واثلة البكري
حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ: أَنَّهُ كَانَ يُجَالِسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ وَكَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْأَنْسَابَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ يَوْمًا عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ هَذَا فَعَلَيْكَ بِهَذَا الشَّيْخِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَجَالَسْتُهُ سَبْعَ حِجَجٍ وَأَنَا لَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا عِنْدَهُ عِلْمٌ غَيْرَهُ. قَالَ: إن فتيا ابن شهاب ووجهه ما كان يَأْخُذُ بِهِ إِلَى قَوْلِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله [1] عن [2] سعيد ابن الْمُسَيِّبِ. وَأَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ الْبَكْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعْبَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ تَيْمَاءَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ- وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ- فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ ابْنَ هُرْمُزَ ظَلَمَنِي وَاعْتَدَى عَلَيَّ. فَلَمْ يَرْدُدْ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ شَيْئًا، ثُمَّ عَادَ لَهُ فِي الشِّكَايَةِ لِابْنِ هُرْمُزَ فَلَمْ يُرْجِعْ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ شَيْئًا، فَقَالَ- وَغَضِبَ-: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا نَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى الْإِمَامِ مِنْ جَوْرِ الْعَالِمِ وَظُلْمِهِ شَيْءٌ مَا لَمْ يبلغه ذلك من ظلمه وجوهر، فَإِذَا بَلَغَهُ فَأَقَرَّهُ شَرِكَهُ فِي جَوْرِهِ وَظُلْمِهِ. فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ نَزَعَ ابْنَ هُرْمُزَ مِنْ عمله. - انقضى من كان له رؤية-
من تابعي المدينة
مِنْ تَابِعِي الْمَدِينَةِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ. وأبو جعفر محمد بن علي ابن حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّبَيْدِيُّ [1] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي فَيَحِلُّونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَعْقَابِهِمُ الْقَهْقَرَى [2] . وَمُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ يُكَلِّمُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى عَشَائِهِ وَنَحْنُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ أَبَانَ ابن عُثْمَانَ نَكَحَ ابْنَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ ضِرَارًا لِابْنَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ حِينَ أَبَتْ أَنْ تَبِيعَهُ مِيرَاثَهَا مِنْهُ فِي وَجَعِهِ حِينَ أَصَابَهُ الْفَالِجُ، ثُمَّ لَمْ يَنْتَهِ إِلَى ذلك
وكثير بن عباس بن عبد المطلب
حَتَّى طَلَّقَ أُمَّ كُلْثُومٍ فَحَلَّتْ فِي وَجَعِهِ، وهذا السائب بن يزيد ابن أُخْتِ النَّمِرِ حَيٌّ يَشْهَدُ عَلَى قَضَاءِ عُثْمَانَ في تُمَاضِرَ بِنْتِ الْأَصْبَغِ وَرِثَهَا مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عوف بعد ما حَلَّتْ، وَيَشْهَدُ عَلَى قَضَاءِ عُثْمَانَ فِي أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ قَارِظٍ وَرِثَهَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مكمل [1] بعد ما حَلَّتْ، فَادْعُهُ فَاسْأَلْهُ عَنْ شَهَادَتِهِ. فَقَالَ الْوَلِيدُ حِينَ قَضَى كَلَامَهُ: مَا أَظُنُّ عُثْمَانَ قَضَى بِهَا. قَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنْ لَمْ يَشْهَدْ عَلَى ذَلِكَ السَّائِبُ فَأَنَا مُبْطِلٌ حَاضِرَهُ وَغَائِبَهُ. وَكَثِيرُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ. وَأَبُو رُشْدٍ تَمَّامُ بْنُ عَبَّاسٍ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ تمام ابن الْعَبَّاسِ عَنْ أُمِّهِ [2] أَنَّهَا قَالَتْ: آخِرُ مَا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي صَلَاةِ الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو: وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ أُسَامَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. وَقَالَا: بِالْمُرْسَلَاتِ وَهَذَا أَشْبَهُ. وَمُحَمَّدُ بن عبد الله ابن عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عباس يحدث:
وعمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم [1] و: عبد الله بن عبد الله بن الحارث
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَلَ إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَعَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ الْمَلَكُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا وبين أَنْ تَكُونَ مَلَكًا نَبِيًّا. فَالْتَفَتَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ كَالْمُسْتَشِيرِ لَهُ، فَأَشَارَ جِبْرِيلُ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده: أَنْ تَوَاضَعْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَكُونُ عَبْدًا نَبِيًّا. فَقَالَ: فَمَا أَكَلَ بَعْدَ تِلْكَ الْكَلِمَةِ طَعَامًا مُتَّكِئًا حَتَّى لَقِيَ رَبَّهُ. وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مروان بن الحكم [1] و: عبد الله بن عبد الله بن الحارث ابن نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. [حَدَّثَنَا] أَبُو الْيَمَانِ وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالا: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ [عَنْ أَبِيهِ] [2]- وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ رَاقَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّهَا حَتَّى إِذَا كَانَ مَعَ الْفَجْرِ فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ جَاءَهُ خَبَّابٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ لَقَدْ رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ صَلَاةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ نَحْوَهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجَلْ إِنَّهَا صَلَاةُ رَغَبٍ وَرَهَبٍ سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَنَا بِمَا هَلَكَ بِهِ
ومحمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل
الْأُمَمُ قَبْلَنَا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِنَا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُلْبِسَنَا شِيَعًا فَمَنَعْنِيهَا [1] . وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وَابْنُ بُكَيْرٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَالضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ عَامَ حَجِّ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهُمَا يَذْكُرَانِ أَنَّ التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ. فَقَالَ الضَّحَّاكُ: لَا يَصْنَعُ ذَلِكَ إِلَّا مَنْ جَهِلَ أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى. فَقَالَ سَعْدٌ: بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أَخِي. فَقَالَ الضَّحَّاكُ: فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَنْهَى عَنْهَا. فَقَالَ سَعْدٌ: فَقَدْ صَنَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَنَعْنَاهَا مَعَهُ. وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ المغيرة بن نوفل ابن الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَسْتَفْتِي فِي تَحْلِيلِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ذَلِكَ السِّفَاحُ. وَمُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بن مطعم ابن عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَمِعَا الزُّهْرِيَّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أبيه: سمع النبي
ونافع بن جبير بن مطعم
صلى الله عليه وسلم قال: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ [1] . وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ حَدَّثَنَا الْأَصْبَغُ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ: أَنَّهُ اشْتَكَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ وَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ باللَّه وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ. وَعَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخَبَرَنِي عَمْرُو [2] بْنُ مُحَمَّدِ بن جبير ابن مُطْعِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ [قَالَ] أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ: أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أُنَاسٌ مُقْفِلَةٌ مِنْ حُنَيْنٍ، عَلَّقَتِ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُوهُ إِلَى شَجَرَةٍ فَخُطِفَ رِدَاؤُهُ [3] ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَعْطُونِي رِدَائِي فَلَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعَضَاةِ لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا [4] . وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ «حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ هِلَالٍ السَّلِيحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ قال: كنت غلاما لي ذؤابتان. قال: فَقُمْتُ أَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ، قَالَ: فَبَصُرَ بي عمر بن
وعباد بن عبد الله بن الزبير
الخطاب ومعه الدرة، فلما رَأَيْتُهُ فَرَرْتُ مِنْهُ، فَأَحْضَرَ فِي طَلَبِي حَتَّى تَعَلَّقَ بِذُؤَابَتَيَّ، قَالَ: فَنَهَانِي. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا أَعُودُ» [1] . وَعَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عن محمد بن شهاب عن يحي بْنِ عَبَّادٍ عَنْ عَبَّادٍ قَالَ: حَدَّثْتُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمَّا دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ: لَبَّيْكَ اللَّهمّ لَبَّيْكَ. وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عبد الله بن زمعة ابن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد الْعُزَّى. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ [2] بْنِ زَمْعَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى بُصْرَى قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ومعه نعيمان وسويط بْنُ حَرْمَلَةَ، وَكَانَا شَهِدَا بَدْرًا، وَكَانَ نُعَيْمَانُ على الزاد، فقال له سويط- وَكَانَ رَجُلًا مَزَّاحًا-: أَطْعِمْنِي؟ فَقَالَ: حَتَّى يَجِيءَ أَبُو بَكْرٍ. فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَأُغِيظَنَّكَ. قَالَ فمروا بقوم، فقال لهم سويط: أَتَشْتَرُونَ مِنِّي عَبْدًا لِي؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهُ عَبْدٌ وَلَهُ كَلَامٌ وَهُوَ قَائِلٌ لَكُمْ إِنِّي حُرٌّ، فَإِنْ كُنْتُمْ إِذَا قَالَ لَكُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ تَرَكْتُمُوهُ فَلَا تُفْسِدُوا عَلَيَّ عَبْدِي.
وعيسى بن طلحة بن عبيد الله
قالوا: بل نشتريه منك. قال: فاشتروه بعشرة قَلَائِصَ. قَالَ: فَجَاءُوا فَوَضَعُوا فِي عُنُقِهِ عِمَامَةً أَوْ حَبْلًا. فَقَالَ نُعَيْمَانُ: إِنَّ هَذَا يَسْتَهْزِئُ بِكُمْ وَإِنِّي حُرٌّ لَسْتُ بِعَبْدٍ. قَالُوا: قَدْ أُخْبِرْنَا بِخَبَرِكَ. قَالَ: فَانْهَضُوا بِهِ. قَالَ فَجَاءَ أبو بكر فأخبروه فأتبعهم فرد عليهم القلائص وأخذه، فلما قدموا على النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرُوهُ فَضَحِكَ النبي صلى الله عليه وسلم منها هو وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا [1] . وَعِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ مالك عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِمِنًى يَسْأَلُونَهُ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رسول الله لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ. فَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: يا رسول الله لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ فَقَالَ: ارْمِ وَلَا حَرَجَ. قَالَ: فَمَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلَا أُخِّرَ إِلَّا قَالَ: افْعَلْ وَلَا حَرَجَ. وَمُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ ح. وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا جَدِّي جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: صَاحَبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ إِلَى مَكَّةَ فَأَهْدَى لَهُ رَكْبٌ مِنْ ثَقِيفٍ سَطِيحَتَيْنِ مِنْ نَبِيذٍ- وَالسَّطِيحَةُ فَوْقَ الْإِداوَةِ وَدُونَ الْمَزَادَةِ- قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عثمان: فشرب عمر بن
وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
الخطاب إحداهما- قال حجاج: لِحِينِهِ- ثُمَّ أُهْدِيَ لَهُ لَبَنٌ فَعَدَلَهُ عَنْ شرب الأخرى حَتَّى اشْتَدَّ مَا فِيهَا فَذَهَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِيَشْرَبَ مِنْهَا فَوَجَدَهُ اشْتَدَّ فَقَالَ: اكْسِرُوهُ بِالْمَاءِ. وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ ح: وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنِي جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ قَالَ: غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي وجعه غشية ظنوا أنه قد فَاضَتْ نَفْسُهُ فِيهَا، وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا وَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ امْرَأَتُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ بِهِ أَنْ تَسْتَعِينَ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، فَلَبِثُوا سَاعَةً وَهُوَ فِي غَشْيَتِهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ كَبَّرَ، فَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَمَنْ يَلِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ: غُشِيَ عَلَيَّ آنِفًا؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: صَدَقْتُمْ فَإِنَّهُ انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِيِ رَجُلَانِ أَجِدُ مِنْهُمَا شِدَّةً وَفَظَاظَةً وَغِلَظًا فَقَالَا: انْطَلِقْ نحاكمك إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ. فَانْطَلَقَا بِي حَتَّى لَقِيَا رَجُلًا فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا؟ قَالا: نُحَاكِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ. قَالَ: ارْجِعَا فَإِنَّهُ مِنَ الَّذِينَ كُتِبَ لَهُمُ السَّعَادَةُ وَالْمَغْفِرَةُ وَهُمْ فِي بطون أمهاتهم، وانه سيمتع بِهِ بَنُوهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ. فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرًا ثُمَّ تُوُفِّيَ. وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ. وحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ أَخْبَرَنِي جَدِّي عَنِ الزهري عن حميد بن عبد الرحمن ابن عَوْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لِهَذَا الْيَوْمِ وَهَذَا الْيَوْمُ عَاشُورَاءُ
وزرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف
وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ صِيَامَهُ عَلَيْكُمْ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ. وَزُرَارَةُ بْنُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أسد البجلي حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: حَرَسْتُ مَعَ عُمَرَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَشَبَّ لَنَا سِرَاجٌ فَأَتَيْنَاهُ فَإِذَا بَابٌ مُجَافٍ [1] وَأَصْوَاتٌ وَلَغَطٌ: قَالَ فَقَالَ لِي: هَذَا بَيْتُ رَبِيعَةَ [2] بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَهُمُ الْآنَ شَرْبٌ فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْنَا الَّذِي نُهِينَا عَنْهُ: التَّجَسُّسَ. قَالَ: فَانْصَرَفَ وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ. وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَآدَمُ وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن عَوْفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ عَنْ جبير بن مطعم: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ لِلْقُرَشِيِّ مِثْلِي قُوَّةَ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ. قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: وَمَا أَرَادَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: نُبْلُ الرَّأْيِ. وَعَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ حَدَّثَنَا ابْنُ قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عامر بن سعد ابن أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، قَالَ وَبِي وَجَعٌ قَدِ اشْتَدَّ بِي فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَلَغَ مِنِّي الْوَجَعُ مَا تَرَى وَأَنَا ذُو مَالٍ وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ أَفَأَتَصَدَّقُ [3] بِثُلُثَيْ
وإسماعيل بن محمد
ما لي؟ قَالَ: لَا. قَالَ قُلْتُ فَبِالشَّطْرِ؟ قَالَ: [لَا] [1] . قلت: فبالثلث؟ قال: قَالَ: الثُّلُثُ كَبِيرٌ أَوْ كَثِيرٌ، إِنَّكَ إِنْ تَدَعْ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَدَعَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نفقة تبتغي بها وجه للَّه إِلَّا أُجِرْتَ فِيهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَأُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي؟ فَقَالَ: إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا صَالِحًا إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُونَ، اللَّهمّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ. يَرْثَى لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ. وإسماعيل بن محمد ابن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّهُ سَمِعَ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُخْبِرُ: أَنَّهُ سَارَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زْيَدٍ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ الزُّهْرِيِّ عَامَ أَذْرَحَ، فَوَقَعَ الْوَجَعُ بِالشَّامِ، فَأَقَمْنَا بِالسَّرْحِ [2] خَمْسِينَ لَيْلَةً،
ومنهم: عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله
وَدَخَلَ عَلَيْنَا رَمَضَانُ، فَصَامَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ وَأَفْطَرَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَأَبَى أَنْ يَصُومَ، فَقُلْتُ لِسَعْدٍ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدْتَ بَدْرًا وَالْمِسْوَرُ يَصُومُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَنْتَ تُفْطِرُ؟ قَالَ سَعْدٌ: إِنِّي أَنَا أَفْقَهُ مِنْهُمْ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بن عبيد الله بن عبد الله ابن شِهَابِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ. حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمير قَالَ: خَرَجْنَا إِلَى الشَّامِ نَسْأَلُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ قَالَ لَنَا ابْنُ عُمَرَ: أَتَيْتُمُ الشَّامَ تَسْأَلُونَ؟ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «مَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِالرَّجُلِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا فِي وَجْهِهِ مَزْعَةٌ مِنْ لَحْمٍ» [1] . وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمَّلٍ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمِّلٍ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَيَقْرَأُ الرَّجُلُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا وَهُوَ غَيْرُ طَاهِرٍ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ: الْآيَةَ وَالْآيَتَيْنِ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبد القاري [2] حليف بني زهرة.
ومنهم: عبد الله بن عبد القاري وأبو عبيدة
حَدَّثَنِي الْأَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ أَخْبَرَنِي [ابْنُ] [1] وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ [2] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِي أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَ بَعْضَكُمْ إِلَى مُلُوكِ الْأَعَاجِمِ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِي وَأَبُو عُبَيْدَةَ ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن زريع ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ المسح عن الْخُفَّيْنِ؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي ذَلِكَ السُّنَّةُ، وَسَأَلْتُهُ [3] عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْعِمَامَةِ؟ فَقَالَ لَا أَمَسُّ الشَّعْرَ بِالْمَاءِ. وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن الحارث ابن هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ حدثنا جدي عن الزهري أخبرني محمد ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فأستأذنت ورسول الله
ومنهم: عكرمة بن عبد الرحمن
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَائِشَةَ فِي مِرْطِهَا فَأَذِنَ لَهَا فَدَخَلَتْ. وَمِنْهُمْ: عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا عمرو بن الربيع أخبرني يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بن هشام قال: قال عمر ابن الْخَطَّابِ: لَا يَغُرَّنَّكُمْ ذَنْبُ [1] سَرْحَانَ هَذَا حَتَّى تروه يستطير عرضا، وأشار بإصبعه يُرِيدُ الْفَجْرَ فِي الْأُفُقِ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الْمَلِكِ بن أبي بكر ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ. حَدَّثَنَا الْأَصْبَغُ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمَيَّةَ بن عبد الله بن خالد ابن أُسَيْدٍ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ قَصْرَ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ إِنَّا لَا نَجِدُهَا فِي الْكِتَابِ إِنَّمَا نَجِدُ ذِكْرَ صَلَاةِ الْحَضَرِ؟ قَالَ أُمَيَّةُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَعْلَمُ شَيْئًا، فَإِنَّمَا نَفْعَلُ مَا رَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ، وَقَصْرُ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ سُنَّةٌ سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمِنْهُمْ: الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ- فِي الرَّجُلِ يَهَبُ امرأته
ومنهم: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله
لِأَهْلِهَا أَوْ يَجْعَلُ أَمْرَهَا بِيَدِهَا أَوْ بِيَدِ أَهْلِهَا- قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَضَى أَيُّمَا رَجُلٍ فَعَلَ ذَلِكَ فَطَلَّقَتْ نَفْسَهَا ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ. وَمِنْهُمْ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ عُمَرَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فِي خِلَافَتِهِ وَمَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ تَرَنَّمَ عُمَرُ بِبَيْتٍ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ- لَيْسَ مَعَهُ عِرَاقِيٌّ غَيْرُهُ- غَيْرُكَ فَلْيَقُلْهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَاسْتَحْيَا عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَضَرَبَ رَاحِلَتَهُ حَتَّى انْقَطَعَ مِنَ الرَّكْبِ. وَمِنْهُمْ: خَالِدُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بْنِ خَالِدٍ سَيْفُ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْمُهَاجِرِ بْنِ خَالِدٍ سَيْفُ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَاسْتَفْتَاهُ فِي الْمُتْعَةِ فَأَمَرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ بِهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ: مَهْلًا يَا ابْنَ [1] عَبَّاسٍ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا هِيَ وَاللَّهِ لَقَدْ فُعِلَ فِي عَهْدِ إِمَامِ الْمُتَّقِينَ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمْرَةَ: يَا ابْنَ [2] عَبَّاسٍ إِنَّمَا كَانَتْ رُخْصَةً فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ لمن اضطر اليها كالدم والميتة ولحم
ومنهم: المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي
الْخِنْزِيرِ، ثُمَّ أَحْكَمَ اللَّهُ الدِّينَ [1] وَنَهَى عَنْهَا. وَمِنْهُمْ: الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يونس عن ابن شهاب أخبرني المطلب ابن عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ يَسِيرُ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ بَيْضَاءَ فِي الْمَقَابِرِ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فحادت به بَغْلَتُهُ حَيْدَةً فَوَثَبَ إِلَيْهَا رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِيَأْخُذُوا بِلِجَامِهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهَا فَإِنَّمَا أَنْفَرَهَا عَذَابُ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ، وَكَانَ رَجُلًا مُنَافِقًا. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ بَعْضَ عُلَمَائِهِمْ يَقُولُ: كَانَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 96: 1 [2] إِلَى عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ 96: 5 [3] . فَقَالُوا: هَذَا صَدْرُهَا الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حِرَاءٍ: ثُمَّ أُنْزِلَ آخِرُهَا بَعْدَ ذَلِكَ بِمَا شَاءَ الله. ومنهم: سالم بن عبد الله وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بن الخطاب وحمزة بن عبد الله
وحفص بن عاصم بن عمر
وَحَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَوَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الخطاب وأبو بكر بن سليمان بن أَبِي حَثْمَةَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سراقة ويحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاطِبٍ حَلِيفُ بَنِي عدي و: التابعون [1] مِنْ بَنِي جُمَحَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ وَصَفْوَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ. وَمِنْ بَنِي فِهْرٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوَيْدٍ وَمِنْ بَنِي سَهْمٍ: عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَاعِزٍ الْعَامِرِيُّ وَمِنْ تَابِعِي الْأَنْصَارِ ممن روى عنهم الزهري منهم: أبو أمامة بن سهل بن حنيف
ومنهم: خارجة بن زيد
ابن وَاهِبِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مُجْدَعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْأَوْسِ بْنِ حَارِثَةَ. حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ َهِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لَوْنَيْنِ مِنَ التَّمْرِ: الْجَعْرُورِ [1] وَلَوْنِ الْحُبَيْقِ [2] ، وَكَانَ أُنَاسٌ يَتَيَمَّمُونَ شِرَارَ ثِمَارِهِمْ فَيُخْرِجُونَهَا فِي الصَّدَقَةِ فَنَزَلَتْ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ [3] 2: 267 [4] . ومنهم: خارجة بن زيد ابن ثَابِتِ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْخَزْرَجِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو ثُوَابَةَ فَضَالَةُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنِي أَبِي الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْقِتْبَانِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ خَارِجَةَ بن زيد ابن ثَابِتٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْحَرْبُ خُدْعَةٌ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَتَيْتُ عبد الله ابن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَئِمَّتِنَا هَؤُلَاءِ فَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكَلَامِ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الْحَقَّ غَيْرُهُ فنصدقهم، ويقضون
سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت
بِالْجَوْرِ فَنُقَوِّيهِمْ وَنُحَسِّنُهُ لَهُمْ فَكَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُدُّ هَذَا النِّفَاقَ فَلَا أَدْرِي كَيْفَ عِنْدَكُمْ. وَمِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن يحي عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ مِنْ كِتَابِ خَالِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ حَدَّثَنِي [1] سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنِيهِ عَنْ أَبِيه سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ جَدِّه زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ الْوَحْيَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ إِذَا أنزل عليه أخذته برجاء شَدِيدَةٌ، وَعَرِقَ عَرَقًا مِثْلَ الْجُمَانِ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ، فَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ بِقِطْعَةِ الْقَتْبِ أَوْ كِسْرَةٍ، فَأَكْتُبُ وَهُوَ يُمْلِي عَلَيَّ فَمَا أَبْرَحُ حَتَّى أَكَادُ تَنْكَسِرُ رِجْلِي مِنْ ثِقَلِ الْقُرْآنِ وَحَتَّى أَقُولَ لَا أَمْشِي عَلَى رِجْلِي أَبَدًا، فإذا فرغت قال اقرأه فأقرأه، فَإِنْ كَانَ فِيهِ سَقْطٌ أَقَامَهُ، ثُمَّ أَخْرُجُ بِهِ إِلَى النَّاسِ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كعب بن مالك ابن أَبِي [كَعْبِ بْنِ] [2] الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَادِ بْنِ غُنْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غُنْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَلَمَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عقيل،
عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب
وَثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ، وَحَدَّثَنَا الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي [1] ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بارئا. فأخذ بِيَدِهِ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ: أَلَا تَرَى [2] أَنَّكَ وَاللَّهِ بَعْدَ ثَلَاثٍ عَبْدُ الْعَصَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيُتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا إِنِّي أَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْتِ فَاذْهَبْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلْهُ فِيمَنْ هَذَا الْأَمْرُ، فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا كَلَّمْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا. قَالَ عَلِيٌّ وَاللَّهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَنَاهَا لَا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن عبد الله بن كعب بن مالك أخبره عن أبيه وعمه عبيد الله بن كعب بن مالك: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَقْدَمُ مِنْ سَفَرٍ إِلَّا نَهَارًا، فَإِذَا قَدِمَ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فصلى فيه ركعتين ثم يجلس. ومنهم:
بشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك
بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنِي جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ بَشِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كعب ابن مَالِكٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنَّمَا يَنْضَحُوهُمْ بالنبل فيما يقولون لهم من الشعر. ومنهم: أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَسِيلَ وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ الْحِجَازِ بِالنَّارِ تُضِيءُ لها أعناق الإبل بصرى. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمد ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ ح. وَحَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا جَدِّي جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُنِي، فَلَمْ أَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا فَأَخَذَتْهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ وَابْنَتَاهَا، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ البنات بشيء فأحسن إليهن كن سِتْرًا لَهُ مِنَ النَّارِ.
عمارة بن خزيمة بن ثابت
وَمِنْهُمْ: عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ ثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابن شهاب أخبرني عمارة ابن خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ- وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ- قَالَ عُمَارَةُ: أَخْبَرَهُ عَمُّهُ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ خُزَيْمَةَ بْنَ ثَابِتٍ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ كَانَ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى خُزَيْمَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحدثه، قال: فَاضْطَجَعَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: حَقِّقْ رُؤْيَاكَ. فَسَجَدَ عَلَى جبهته. و: نملة بْنُ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أخبرني شعيب. وحدثنا حجاج عن جده عن الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي نَمْلَةُ بْنُ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ أَبَاهُ أَبَا نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَتَكَلَّمُ [1] هَذِهِ الْجِنَازَةُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا أَعْلَمُ. قَالَ الْيَهُودِيُّ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهَا تَتَكَلَّمُ [2] ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا آمَنَّا باللَّه وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تَكْذِبُوا، وان كان باطلا لم تصدقوا به [3] . ومنهم:
أيوب بن بشير بن نعمان بن أكال
أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ نُعْمَانَ بْنِ أَكَّالٍ أَحَدُ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خَرَجَ تِلْكَ الْخَرْجَةَ اسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا قَضَى تَشَهُّدَهُ كَانَ أَوَّلُ كَلَامٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنِ اسْتَغْفَرَ لِلشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ أُحُدٍ. ومنهم: عباد بن تميم ابن زَيْدِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو المازني ثم النجاري. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا وُضُوءَ إِلَّا فِيمَا وَجَدْتَ الرِّيحَ أو سمعت الصوت. و: محمد بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ [1] حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أَنَّهُمَا سَمِعَا النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ نَحَلَنِي أَبِي بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ غُلَامًا لَهُ، ثُمَّ مَشَى بِي حَتَّى أَدْخَلَنِي عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إِنِّي نَحَلْتُ ابْنِي هَذَا غُلَامًا فَإِنْ رَأَيْتَ يا رسول الله أَنْ أُجِيزَهُ أَجَزْتُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكُلُّ بَنِيكَ قَدْ نَحَلْتَ؟ فَقَالَ بَشِيرٌ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم
ثابت بن قيس الزرقي
فأرجعها [1] . و: ثابت بْنُ قَيْسٍ الزُّرَقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَحَدِ بَنِي زُرَيْقٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَتِ النَّاسُ رِيحٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ خَارِجٌ فَاشْتَدَّتْ، فَقَالَ عُمَرُ لِمَنْ حَوْلَهُ: مَا الرِّيحُ؟ فَلَمْ يُرْجِعُوا إِلَيْهِ شَيْئًا، فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عنه عمر فاستحثيت رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيح، وَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ، فَلَا تَسُبُّوهَا وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا، وَعُوذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا. وَمِنْهُمْ: الْحُصَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأنصاري ثم السالمي مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. قَصَّهُ مَحْمُودُ بن الربيع [2] . وَمِنْهُمْ: فَضَالَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ مَنْ لَا يُتَّهَمُ من قومه: أن كعب
حفص بن عمر بن سعد القرظ
ابن عَجْرَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَصَابَهُ أَذًى فِي رَأْسِهِ فَحَلَقَ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. وَمِنْهُمْ: حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ الْقَرَظُ حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَفْصِ بْنِ سعد ابن قَرَظٍ: أَنَّ أَبَاهُ وَعُمُومَتَهُ أَخْبَرُوهُ عَنْ أَبِيهِمْ سَعْدِ بْنِ قَرَظٍ أَنَّ السُّنَّةَ فِي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ أَنْ يُكَبِّرَ الْإِمَامُ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، وَيُكَبِّرَ فِي الرَّكْعَةِ الثانية خمس تكبيرات قبل القراءة. و: حرام بْنُ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ حَرَامِ بْنِ مُحَيِّصَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ؟ فَنَهَانِي عَنْهُ، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَقَالَ: أعلفه ناضحك. و: عمر بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلنَّاسِ- وَهُوَ يحذرهم فتنة الدجال-: تعلمن أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ، وَأَنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَأُهُ مَنْ كَرِهَ عَمَلَهُ. وَمِنْهُمْ: يَزِيدُ بْنُ وَدِيعَةَ بْنِ حُذَافَةَ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ وَدِيعَةَ بن
إسماعيل بن محمد بن ثابت
حُذَافَةَ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ الْأَنْصَارَ أَعِفَّةٌ صُبْرٌ، وَإِنَّ النَّاسَ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، مُؤْمِنُهُمْ تَبَعُ مُؤْمِنِهِمْ، وَفَاجِرُهُمْ تَبَعُ فَاجِرِهِمْ. وَمِنْهُمْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بن ثابت ابن قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيُّ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مسلم أن إسماعيل ابن مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لقد خشيت أن أكون قد هلكت. قال: لم؟ قال: نهى الله المرء أَنْ يُحْمَدَ مِمَّا لَمْ يُفْعَلْ وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْحَمْدَ، وَيُنْهَى عَنِ الْخُيَلَاءِ وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الْجَمَالَ، وَيُنْهَى أَنْ نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ وَأَنَا امْرُؤٌ جَهِيرُ الصَّوْتِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ثَابِتُ أَلَا تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، أَوْ تُقْتَلَ شَهِيدًا وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ. وَعُقْبَةُ بْنُ سُوَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أخبرني شعيب وحدثنا حجاج عن جده عن الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ سُوَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا بَدَا لَنَا أُحُدٌ قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم: جبل يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ. وَمِنْهُمْ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ صَدَقَةَ الْبَقَرِ كَصَدَقَةِ الْإِبِلِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا أَسْنَانَ فِيهَا.
محرر [2] بن أبي هريرة
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَهْلُ الْحِجَازِ [بِهِ] [1] يَعْمَلُونَ الْيَوْمَ. وَمِنْهُمْ: مُحَرَّرُ [2] بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى عَنِ ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَزْلِ الْحُرَّةِ إِلَّا بِإِذْنِهَا. و: الحسين بْنُ أَبِي السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ وَأَبُو لبابة رفاعة بن المنذر رواسي. حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ [أَبِي] [3] السَّائِبِ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ أَنَّ جَدَّهُ حدَّثَهُ أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ حِينَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي تَخَلُّفِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيمَا كَانَ سَلَفَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ أُمُورٍ وَجَدَ عَلَيْهِ فِيهَا رسول الله صلّى الله عليه فَزَعَمَ حُسَيْنٌ أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ قَالَ حِينَ تَابَ [اللَّهُ] [4] عَلَيْهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَهْجُرُ دَارَ قَوْمِي الَّتِي أَصَبْتُ فِيهَا الذَّنْبَ وَأَنْتَقِلُ وَأُسَاكِنُكَ وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَعَمَ حُسَيْنٌ: يُجْزِي عنك الثلث [5] .
محمد بن عبادة بن الصامت
وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ حَدَّثَنِي يُوسُفُ [1] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ معاوية بن يحي عن الزهري عن محمد بن بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي رَمَضَانَ مَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَهِيَ لَيْلَةُ وَتْرٍ لِثَالِثَةٍ أَوْ خَامِسَةٍ أَوْ سَابِعَةٍ أَوْ تَاسِعَةٍ، وَمِنْ أَمَارَتِهَا أَنَّهَا لَيْلَةٌ بلجة صافة سَاكِنَةٌ لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قصر، وَلَا يَحِلُّ لِنَجْمٍ أَنْ يُرْمَى بِهِ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ حَتَّى الصَّبَاحِ. وَمِنْ أَمَارَتِهَا- يَعْنِي عَلَامَتِهَا- أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ صَبِيحَتَهَا مُسْتَوِيَةً لَا شُعَاعَ لَهَا، كَأَنَّهَا الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الشَّيْطَانِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا [2] . وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ [3] حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قال عبد الرحمن ابن يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الْفَجْرِ بِغَلَسٍ. وَمِنْهُمْ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِيُّ يَرْوِي [4] هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن يزيد بن جارية.
حمزة بن أبي أسيد [1]
وَمِنْهُمْ: حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ [1] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ حدثنا محمد بن سلمة عن محمد ابن إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ بِالْبَقِيعِ فَإِذَا الذِّئْبُ مُفْتَرِشًا ذِرَاعَيْهِ عَلَى الطَّرِيقِ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أويس يستفرضني فافرضوا لَهُ. قَالُوا: تَرَى رَأْيَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ سَائِمَةٍ شَاةٌ فِي كُلِّ عَامٍ. قَالُوا: كَثِيرٌ. قَالَ: فَأَشَارَ إِلَى الذِّئْبِ أن خالسهم فانطلق الذئب [2] . و: أسيد بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ «حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شِهَابٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُتَكَارَى الْأَرْضُ بِبَعْضِ مَا فِيهَا» [3] . وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طارق عن رشدين ابن سَعْدٍ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يُضَحِّي عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِشَاةٍ.
سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة [1]
ومنهم: سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ [1] وَمِنْهُمْ: خَلَّادٌ [2] قَالَ [3] الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي خَلَّادٌ أَنَّ أَبَاهُ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِذَا تَغَوَّطَ أَحَدُكُمْ فَلْيَمْسَحْ ثلاث مرات. ومنهم: يحي بْنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن يحي بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ الْمَازِنِيِّ: بَلَغَهُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوَسْوَسَةِ الَّتِي يُوَسْوِسُ بِهَا الشَّيْطَانُ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْيَاءُ نَجِدُهَا فِي أَنْفُسِنَا يَسْقُطُ أَحَدُنَا مِنْ عِنْدِ الثُّرَيَّا أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يتكلم به، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَجَدْتُمْ ذَلِكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ إِنَّ الشَّيْطَانَ يُرِيدُ الْعَبْدَ فِيمَا دُونَ ذَلِكَ فَإِذَا عُصِمَ مِنْهُ رُفِعَ فيما هنالك. و: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ أنه سمع عبد الرحمن بن يزيد بن جارية يقول: سمعت
محمد بن يحي بن حبان الأنصاري
عمي مجمع بن جارية يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر الدجال فقال: «والّذي نفسي بيده ليقتلنه ابن مريم بباب لدّ [1] » [2] . ومنهم: محمد بن يحي بن حبان الأنصاري حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ عن عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يحي بْنَ حِبَّانَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَجْعَلَ صَلَاتِي كُلَّهَا لَكَ. قَالَ: إِذًا يَكْفِيكَ اللَّهُ أَمْرَ دُنْيَاكَ وآخرتك. و: أبو سُفْيَانَ بْنُ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن يحي حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ أَنَّ حَفْصَةَ بِنْتِ مُبَشِّرٍ الْأَنْصَارِيَّةَ عَطِشَتْ فَلَمْ تَسْتَطِعْ صَوْمًا مَعَ الْعَطَشِ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَسَأَلْتُ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: تُطْعِمُ ثلاثين مسكينا مدا مُدًّا تَطْحَنُهُ وَتَخْبِزُهُ وَتَأْدِمُهُ. قَالَ: فَانْصَرَفْتُ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلْتُهُ. فَقَالَ: بِئْسَ مَا قَالَ عِكْرِمَةُ بَلْ تُطْعِمُ ثَلَاثِينَ مِسْكِينًا مُدًّا مُدًّا وَلَا تَطْحَنُهُ وَلَا تَخْبِزُهُ وَلَا تَأْدِمُهُ. وَمِنْهُمْ: نَصْرٌ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ [3] الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي نَصْرٌ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ قَالَ:
عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور
وَأَخْبَرَنِي أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِذَا أَحَدُكُمْ قَضَى صَلَاتَهُ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ حِينَئِذٍ فَلْيُصَلِّ وَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نصيبا من صلاته. و: عبيد اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثَوْرٍ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَأَلْتُ عُمَرَ عَنْ.... [1] مَرَّتَيْنِ. وَمِنْ تَابِعِي الْمَدِينَةِ مِنْ مُضَرَ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيِّ وَمِنْهُمْ: سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ أخبرهم: أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً قَبْلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَفَلَ مَعَهُ فَأَدْرَكَتْهُمُ الْقَائِلَةُ يَوْمًا فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعَضَاةِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ فِي الْعَضَاهِ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَعَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا سَيْفَهُ. قَالَ جَابِرٌ: فَنِمْنَا نَوْمَةً فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَا، فَأَجَبْنَاهُ، فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ جَالِسٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: الله.
الهيثم بن أبي سنان الدؤلي
فَقَالَ ثَانِيَةً: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ. فَشَامَ السَّيْفَ وَجَلَسَ، فَلَمْ يُعَاقِبْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ فَعَلَ ذَلِكَ [1] . وَمِنْهُمْ: الْهَيْثَمُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ «حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي الْهَيْثَمُ بن أبي سِنَانٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ- وَهُوَ يَقُصُّ- وَهُوَ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ وَهُوَ يَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَخَاكُمْ لَا يَقُولُ الزُّورَ [2]- يَعْنِي بِذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ- قَالَ: وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ... إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ مِنَ الْفَجْرِ سَاطِعُ أَتَانَا [3] الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا ... بِهِ مُوقِنَاتٌ أن ما قال واقع بيت يجافي جنبه عَنْ فِرَاشِهِ ... إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْكَافِرِينَ [4] الْمَضَاجِعُ» [5] وَمِنْهُمْ: عِكْرِمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّؤَلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ. وَثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّؤَلِيُّ: أَنَّ أُخْتَهُ أَرْسَلَتْهُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ تَسْأَلُهُ عَنْ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ. فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ: كُلَّمَا قَالَهَا أَحَدُكُمْ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَهِيَ عَدْلُ رَقَبَةٍ فَلَا
السائب بن مالك [1] الدؤلي
تعجزن أن تستكثروا من الرقاب. و: السائب بْنُ مَالِكٍ [1] الدُّؤَلِيُّ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ مَالِكٍ الدُّؤَلِيُّ: أَنَّ ابْنَ أَبِي عُرْوَةَ الدُّؤَلِيَّ كَانَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ يَخْتَلِعُ بَعْضَ نِسَائِهِ اللَّائِي يَتَزَوَّجُ، فَكَانَ لَهُ فِي النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ أُحْدَوثَةٌ يَكْرَهُهَا، فَلَمَّا عَلِمَ ذَلِكَ قَامَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ حَتَّى أَدْخَلَهُ بَيْتَهُ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ وَابْنُ الْأَرْقَمِ يَسْمَعُ: أَنْشُدُكِ اللَّهَ هَلْ تَبْغَضِينِي؟ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: لَا تَنْشُدْنِي. قَالَ: بَلَى أَنْشُدُكِ اللَّهَ. قَالَتْ: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُرْوَةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ: اسْمَعْ. ثُمَّ انْطَلَقَ ابْنُ أَبِي عُرْوَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكُمْ تَتَحَدَّثُونَ أَنِّي أَظْلِمُ النِّسَاءَ وَأَخْتَلِعُهُنَّ فَسَلْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ عَمَّا سَمِعَ مِنِ امْرَأَتِي، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى امْرَأَةِ ابْنِ أَبِي عُرْوَةَ، فَجَاءَتْهُ هِيَ وَعَمَّتُهَا. فَقَالَ: أَأَنْتِ الَّتِي يُحَدِّثُنِي زَوْجُكِ أنك تبغضينه؟ قالت: يا أمير المؤمنين أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَابَ وَرَاجَعَ أَمْرَ اللَّهِ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَشَدَنِي فَتَحَرَّجْتُ أَنْ أَكْذِبَ، فأكذب يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم فاكذبنا، وَإِنْ كَانَتْ إِحْدَاكُنّ لَا تُحِبُّ أَحَدَنَا فَلَا تُحَدِّثْهُ بِذَلِكَ فَإِنَّهُ أَقَلُّ الْبُيُوتِ الَّذِي بُنِيَ عَلَى الْحُبِّ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَتَعَاشَرُونَ بِالْإِسْلَامِ وَالْأَنْسَابِ وَالْإِحْسَانِ. وَمِنْهُمْ: النَّحَّامُ الْكِنَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَنْبَأَ شُعَيْبٌ. وَثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ
عطاء بن يزيد الليثي
كِنَانَةَ مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْفِقْهَ يُقَالُ لَهُ النَّحَّامُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ وَهُوَ يُحَدِّثُهُمْ: أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَ صَلَاتِكُمْ هَذِهِ إِذَا اجْتَنَبْتُمُ الْكَبَائِرَ، نصلي الظهر ثم نخرق على أنفسنا، فَإِذَا صَلَّيْنَا الْعِشَاءَ نُرِيدُ الْعَتْمَةَ كَفَّرَتْ مَا بينهما ثم نخرق على أنفسنا، فَإِذَا صَلَّيْنَا الْفَجْرَ كَفَّرَتْ مَا بَيْنَهُمَا إِذَا اجتنبتم الكبائر. و: عطاء بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ سَكَنَ فِلِسْطِينَ. حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْوَتْرُ حَقٌّ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ لِخَمْسٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِثَلَاثٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوتِرَ بِوَاحِدَةٍ فَلْيَفْعَلْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطْعِ فَلْيُومِئْ إِيمَاءً. عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقُلْتُ: لَا حَدَّثَنِي سعيد بن المسيب وعروة ابن الزُّبَيْرِ وَعَلْقَمَةُ بْنُ [1] وَقَّاصٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُمْ [2] سَمِعُوا عَائِشَةَ تَقُولُ: الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُبَيِّ بن سلول. عامر بن أكيمة الليثي و: حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن ابن اكيمة
ابن أخي أبي رهم الغفاري
اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةٍ جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ: هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازِعُ الْقُرْآنَ. قَالَ: فَانْتَهَى [النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا جَهَرَ فِيهِ] [1] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. و: ابن أَخِي أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ «حَّدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أخبرني شعيب. وحدثنا حجاج عن جده عن الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي أَبِي رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا رُهْمٍ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ بَايَعُوهُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ- يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ» [2] ، فَلَمَّا قَفَلَ أَسْرَى لَيْلَةً- وَقَالَ حَجَّاجٌ: سَرَى لَيْلَةً- بِالْأَخْصَرِ، فَسِرْتُ قَرِيبًا مِنْهُ، وَأُلْقِيَ عَلَيْنَا النُّعَاسُ فَطَفِقْتُ أَسْتَيْقِظُ، وَقَدْ دَنَتْ رَاحِلَتِي مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَيُفْزِعُنِي دُنُوُّهَا خَشْيَةَ أَنْ أُصِيبَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَأُؤَخِّرُ رَاحِلَتِي حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَزَاحَمَتْ رَاحِلَتِي رَاحِلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلُهُ فِي الْغَرْزِ فَأَصَبْتُ رِجْلَهُ، فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِقَوْلِهِ: حس. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي فَقَالَ: سِرْ. فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُنِي عَنْ مَنْ تَخَلَّفَ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ- إِذْ هُوَ يَسْأَلُنِي-: مَا فِعْلُ النَّفَرِ [3] الْبِيضِ؟ - وَقَالَ حَجَّاجٌ: الْحُمْرُ الطِّوَالُ الشُّطَاطُ- فَحَدَّثْتُهُ بِتَخَلُّفِهِمْ، فَقَالَ: مَا فِعْلُ السُّودِ
عبد الرحمن بن مالك بن جعشم المدلجي
الْجُعْدِ الْقُطُطِ- وَقَالَ حَجَّاجٌ الْقِصَارُ- الَّذِينَ لَهُمْ نَعَمٌ بِشَبَكَةِ شَرْخٍ [1] » [2] . وَقَالَ حَجَّاجٌ: بِشَبَكَةِ شَارِحٍ- فَذَكَرْتُ فِي بَنِي غِفَارٍ فَلَمْ أَذْكُرْهُمْ حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّهُمْ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُولَئِكَ رَهْطٌ مِنْ أَسْلَمَ وَقَدْ تَخَلَّفُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَمَا يَمْنَعُ أَحَدٌ أُولَئِكَ حِينَ يَتَخَلَّفُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَى بعير من ابله امرأ نَشِيطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّ أَعَزَّ أَهْلِي عَلَيَّ أَنْ يَتَخَلَّفَ عَنِّي الْمُهَاجِرُونَ مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارُ وَغِفَارٌ وَأَسْلَمُ» [3] . وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيُّ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ حَدَّثَنِي جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ قَالَ: جَاءَتْنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِمَنْ قَتَلَهُمَا أَوْ أَسَرَهُمَا. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَخَاهُ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ قَالَ: دَنَوْتُ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عَلَى نَاقَةٍ أَنْظُرُ إِلَى سَاقَيْهِ كَأَنَّهُمَا جُمَارَةٌ. ومنهم:
جعفر بن عمرو بن أمية الضمري
جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ [جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو] [1] بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ لَحْمًا مِنْ كَتِفٍ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. ومنهم: يزيد بن الأصم الهلالي من هَوَازِنُ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الشَّعْثَاءِ [2] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكَحَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ حلال وهي خالته [3] ، فقلت لابن شهاب: أتجعل أَعْرَابِيًّا بَوَّالًا عَلَى عَقِبَيْهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وهي خالة ابن عباس أيضا!. و: عراك بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ أَجْرَى فَرَسًا فَوَطِئَ عَلَى إِصْبَعِ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ فَرِقَ مِنْهَا فَمَاتَ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلَّذِي ادَّعَى الدِّيَةَ عَلَيْهِمْ: يَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا ما مات منها. فأبوا وتحرجوا
عمر بن محرز الاشجعي
مِنَ الْأَيْمَانِ فَقَالَ لِلْآخَرِينَ: احْلِفُوا أَنْتُمْ. فَأَبَوْا، فَقَضَى عُمَرُ بِشَطْرِ الدِّيَةِ عَلَى السَّعْدِيِّينَ. وَمِنْهُمْ: عُمَرُ بْنُ مُحْرِزٍ الْأَشْجَعِيُّ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ، غَطَفَانِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُحْرِزٍ الْأَشْجَعِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ بَعْضِ مَنْ يُحَدِّثُ أَنَّ جِبْرِيلَ قال: ما مِنَ الْإِنْسِ أَهْلُ عَشَرَةِ أَبْيَاتٍ إِلَّا قَدْ قَلَّبْتُهُمْ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِمْ أَحَدًا أَشَدَّ إِنْفَاقًا لِلْمَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمِنْهُمْ: مَالِكُ بْنُ الْأَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ مِنْ هَوَازِنَ ثُمَّ مِنْ قَيْسِ عَيْلَانَ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا أَبِي أخبرنا ابن شهاب الزهري مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ أَخْبَرَهُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ. وَمِنْهُمْ: مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرِ بن قيس:
عباد بن زياد بن المغيرة بن شعبة
أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَبُو شُرَيْحِ بْنِ عَمْرٍو الْخُزَاعِيُّ [1]- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلُوا رَجُلًا مِنْ هُذَيْلٍ كَانُوا يَطْلُبُونَهُ بِذَحْلِ [2] الْجَاهِلِيَّةِ فِي الْحَرَمِ يَؤُمُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُبَايِعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَقَتَلُوهُ، فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلُهُ غَضِبَ أَشَدَّ غَضَبٍ، فَسَعَتْ بَنُو بَكْرٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَشْفِعُونَ بِهِمْ [3] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ قَامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ مَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ، وَإِنَّمَا أَحَلَّهَا لِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ ثُمَّ هِيَ حَرَامٌ كَمَا حَرَّمَهَا اللَّهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ، رَجُلٌ قَتَلَ فِيهَا، وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ وَرَجُلٌ طَلَبَ بِذَحْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَدِيَنَّ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي أَصَبْتُمْ [4] . و: عباد بْنُ زِيَادِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَرُوقٍ وَحَمْزَةَ ابْنَيِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يُخْبِرُ: أَنَّهُ سَارَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا دَنَا الْفَجْرُ عَدَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فَعَدَلْتُ مَعَهُ فَأَنَاخَ فَتَبَرَّزَ وَمَعِي إِدَاوَةٌ فِيهَا مَاءٌ، فَلَمَّا جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أمرني
سالم بن أبي عاصم الثقفي
فسكبت على يده مِنَ الْإِدَاوَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسُرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كُمَّا جُبَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي جَيْبِهِ فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ، فَغَسَلَهُمَا إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، وَتَوَضَّأَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْبَلَ مَعَهُ الْمُغِيرَةُ، فَوَجَدُوا النَّاسَ قَدْ أَقَامُوا الصَّلَاةَ، وَقَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يُصَلِّي لَهُمْ، فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَكْعَةً مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَفَّ مَعَ النَّاسِ وَرَاءَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُتِمُّ صَلَاتَهُ، فَفَزِعَ النَّاسُ لِذَلِكَ وَأَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قال للناس: قد أصبتم أو أحسنتم. و: سالم بن أبي عاصم الثقفي حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مَعْنٌ [1] حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بن يحي بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الله ابن مَسْعُودٍ يَقُولُ: يُقَالُ مَنْ أَنْكَرَ وَلَدًا هُوَ له عقد بين طرفيه يوم يوم القيامة. عمرو بن الشريد و: حدثنا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو الْوَلِيدِ عَنْ مالك عن ابن شهاب عن عمرو ابن الشَّرِيدِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عن رجل كانت له امرأتان فأرضعت
عمرو بن عبد الرحمن بن يعلى بن أمية [1]
إِحْدَاهُمَا غُلَامًا وَأَرْضَعَتِ الْأُخْرَى جَارِيَةً فَقِيلَ أَيَتَزَوَّجُ الغلام الجارية؟ فقال: لا اللقاح وأخذ. و: عمرو بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ [1] حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحي بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى قَالَ: كَلَّمْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أَبِي أُمَيَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْ أَبِي عَلَى الْهِجْرَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أُبَايِعُهُ عَلَى الْجِهَادِ فَقَدِ انْقَطَعَتِ الْهِجْرَةُ. وَمِنْهُمْ: عَمْرُو بن أبي سفيان ابن أُسَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ [أبي] [2] سفيان ابن أُسَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ فَأُرِيدُ دَعْوَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي [3] . و: يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأخنس حدثنا حرملة بن يحي أخبرنا ابن وهب أخبرني يحي بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن المغيرة بن عبد الله
عثمان بن محمد بن أبي سويد [3]
ابن الْأَخْنَسِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: دَخَلَ إِبْلِيسُ الْعِرَاقَ فَقَضَى مِنْهَا حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الشَّامَ فَطَرَدُوهُ، حَتَّى دَخَلَ بُسَاقَ [1] ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيهَا وَفَرَّخَ وَبَسَطَ عَبْقَرِيَّهُ [2] . وَمِنْهُمْ. عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ [3] وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ عَنْ يوسف ابن الْحَكَمِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ أَهَانَهُ الله. و: داود بن أبي عاصم الثقفي حدثني سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: هِيَ تَطْلِيقَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُ عَلَيْهَا الرَّجْعَةُ. وَكَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يَقُولُ مثل
عبد الله بن عوف القاري
مَا يَقُولُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. أَخْبَرَنِي ذَلِكَ عَنْهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ ابن مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْ أَبِي بكر ولم أسل عنه. و: عبد اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِي «حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِي عَامِلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى دِيوَانِ فِلَسْطِينَ» [1] أَنَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْأَرْضَ أَنْ تُطِيعَ مُوسَى فِي قَارُونَ، فَلَمَّا لَقِيَهُ مُوسَى قَالَ لِلْأَرْضِ: أَطِيعِي. فَأَخَذَتْهُ إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَطِيعِي. فَأَخَذَتْهُ إِلَى الْحَقَوَيْنِ [2] وهو يستغيث بموسى، ثم قَالَ: أَطِيعِي فَوَارَتْهُ فِي جَوْفِهَا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى: مَا أَشَدَّ قَلْبَكَ أَوْ مَا أَغْلَظَ قَلْبَكَ يَا مُوسَى أَمَا وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَوِ اسْتَغَاثَ بِي لَأَغَثْتُهُ. قَالَ: رَبِّ غَضَبًا لَكَ فَعَلْتُ. وَمِنْهُمْ: عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْأَزْدِيُّ [3] حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ. وحدثنا حجاج عن جده عن الزهري حدثني عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ طُفَيْلٍ- وَهُوَ أَخُو عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لِأُمِّهَا- أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ: وَاللَّهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوْ لَأَحْجِزَنَّ عَلَيْهَا. فَقَالَتْ: أَهُوَ قَالَ هَذَا؟ فَقَالُوا: نَعَمْ.
المعلى بن رؤية التميمي
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: هُوَ للَّه نَذْرٌ عَلَيَّ أَلَّا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا. فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ اليها حين طالت هجرتها إِيَّاهُ. فَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا أُشَفِّعُ فِيهِ أَحَدًا أَبَدًا وَلَا الْحَنِثَ فِي نَذْرِي الَّذِي نَذَرْتُهُ. فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، فَقَالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا اللَّهَ لِمَا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ فَإِنَّهَا لَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي، فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ عَلَيْهِ بِأَرْدِيَتِهِمَا حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته أتدخل؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا. فَقَالُوا كُلُّنَا؟ قَالَتْ: نَعَمِ ادْخُلُوا كُلُّكُمْ، وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا رَجَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ، فَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِي، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا إِلَّا مَا كَلَّمَتْهُ وَقَبِلَتْ مِنْهُ وَيَقُولَانِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَأَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَلَمَّا أَكْثَرَا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا وَتَبْكِي وتقول اني قد نذرت والنذر شديد. فلم يَزَالَا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ أَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً. ثُمَّ كانت تذكر نذرها ذلك بعد ما أَعْتَقَتْ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً، ثُمَّ تَبْكِي حَتَّى تَبِلَّ دموعها خمارها. ومنهم: المعلى بن رؤية التميمي حدثني الْأَصْبَغُ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي الْمُعَلَّى بْنُ رُؤْبَةَ عَنْ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَنِي: أن عمر بن ابن الْخَطَّابِ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَى إِلَيْهِ
سعيد بن مرجانة
ذَلِكَ أَنْ يَأْمُرَ لَهُ بِوَسَقٍ [1] مِنْ تَمْرٍ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ شِئْتَ أَمَرْتُ لَكَ بِوَسَقٍ وَإِنْ شِئْتَ عَلَّمْتُكَ كَلِمَاتٍ هِيَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ. قَالَ: عَلِّمْنِيهِنَّ وَمُرْ لِي بَوَسَقٍ فَإِنِّي ذُو حَاجَةٍ إِلَيْهِ. فَقَالَ: أَفْعَلُ. وَقَالَ: قُلْ اللَّهمّ احْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ قَاعِدًا وَاحْفَظْنِي بِالْإِسْلَامِ رَاقِدًا وَلَا تُطِعْ فِيَّ عَدُوًّا وَحَاسِدًا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الخير الّذي هو بيدك كله. و: سعيد بْنُ مَرْجَانَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: لِلَّهِ مَا فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ 2: 284 [2] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَبَكَى حَتَّى سَمِعْتُ نَشِيجَهُ، فَقُمْتُ حَتَّى أَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا تَلَا ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ وَجَدَ الْمُسْلِمُونَ مِنْهَا حِينَ نَزَلَتْ مَا وَجَدَ عَبْدُ اللَّهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها 2: 286 [3] الآية، فكانت الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بِهِ، وَصَارَ الْأَمْرُ بَعْدُ إِلَى قَضَاءِ اللَّهِ أَنَّ لِلنَّفْسِ مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ. وَمِنْ تَابِعِي الْمَدِينَةِ مِنَ الْيَمَنِ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أخبرني قبيصة
عثمان بن إسحاق بن خرشة
ابن ذُؤَيْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يُجْمَعَ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَخَالَتِهَا وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَعَمَّتِهَا [1] فَنَرَى خَالَةَ أَبِيهَا وَعَمَّةَ أُمِّهَا وَمَا ذَكَرْتُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَنَرَاهُ يَكُونُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ. وَمِنْهُمْ: عُثْمَانُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خَرَشَةَ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْهُ عَنْ قَبِيصَةَ قِصَّةَ الْجَدَّةِ [2] . حَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ ومُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ عَنِ اللَّيْثِ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ حَنْظَلَةَ بْنَ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيَّ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ليسهلنّ ابن مريم
أبو عثمان بن سنة [3]
بِفَجِّ [1] الرَّوْحَاءِ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ لَيُثَنِّيهِمَا [2] . وَمِنْهُمْ: أَبُو عُثْمَانَ بْنُ سُنَّةَ [3] وَهُوَ دِمَشْقِيٌّ. وَمِنْهُمْ: ابْنُ أَبِي أَنَسٍ [4] حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ رَمَضَانُ، فُتِحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ. و: ابن أَبِي حَدْرَدٍ [5] الْأَسْلَمِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي حَدْرَدٍ قَالَ: كُنْتُ يَوْمَئِذٍ فِي خَيْلِ خَالِدٍ، فَقَالَ فَتًى مِنْهُمْ [6] ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِسِنِّي، وَقَدْ جُمِعَتْ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ بِرُمَّةٍ [7] ، وَنِسْوَةٌ مُجْتَمِعَاتٌ غَيْرُ بَعِيدٍ: يَا فَتَى. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: هَلْ أَنْتَ [8] آخِذٌ بِهَذِهِ الرُّمَّةِ، فَقَائِدِي
إِلَى هَذِهِ النِّسْوَةِ، فَأَقْضِي إِلَيْهِنَّ حَاجَةً، ثُمَّ تَرُدُّنِي بَعْدُ فَتَصْنَعَ بِي مَا بَدَا لَكَ؟ قَالَ قُلْتُ: لَيَسِيرٌ مَا سَأَلْتَ. قَالَ: فَأَخَذْتُ بِرُمَّتِهِ حَتَّى وَقَفْتُهُ عَلَيْهِنَّ فَقَالَ: اسْلَمِي حُبَيْشُ على نفذ الْعَيْشِ: أَرَأَيْتُكُمْ إِنْ [1] طَالَبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكُمْ ... بِحِلْيَةٍ أَوْ أَلْفَيْتُكُمْ بِالْخَوَانِقِ أَلَمْ يَكُ حَقًّا [2] أَنْ يَنُولَ عَاشِقٌ ... تَكَلَّفَ إِدْلَاجَ السُّرَى وَالْوَدَائِقِ فَلَا ذَنْبَ لِي قَدْ قُلْتُ إِذْ مِلْنَا [3] مَعًا ... أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ إِحْدَى الصَّفَائِقِ أَثِيبِي بِوُدٍّ قَبْلَ أَنْ يَشْحَطَ النَّوَى ... وَيَنْأَى الْأَمِيرُ بِالْحَبِيبِ الْمُفَارِقِ قالت: وأنت فحييت عشرا وسعا وِتْرًا وَثَمَانِيًا تَتْرَى. ثُمَّ انْصَرَفْتُ بِهِ فَضُرِبَتْ عنقه [4] . ومنهم:
ثعلبة بن مالك القرظي
ثَعْلَبَةُ بْنُ مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ- وَقَدْ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ حِينَ يَجْلِسُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى يَقْضِيَ الْمُؤَذِّنُ تَأْذِينَهُ وَيَتَكَلَّمُ عُمَرُ، فَإِذَا تَكَلَّمَ عُمَرُ انْقَطَعَ حَدِيثُنَا فَصَمَتْنَا فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ مِنَّا حَتَّى يَقْضِيَ الْإِمَامُ خُطْبَتَهُ. وَمِنْهُمْ: ضَمْرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ الْجُهَنِيُّ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِضَمْرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ: مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِيكَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ قَالَ: كَانَ أَبِي صَاحِبَ بَادِيَةٍ قَالَ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِلَيْلَةٍ أَنْزِلُ فيها؟ قال: انزل ليلة ثلاث وعشرين [1] . قال: فَلَمَّا تَوَلَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ. وَمِنْهُمْ: عِيَاضُ بْنُ صَيْرِي [2] الْكَلْبِيُّ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عياض ابن صيري الكلبي- وهو ابن عم أسامة وَخِتْنُهُ، وَكَانَ أُسَامَةُ أَنْكَحَهُ ابْنَةً لَهُ- أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ: أَنَّهُ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَعْضِ الْأَرْيَافِ فَأَصَابَهُ الْوَجَعُ حِينَ دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ النَّاسَ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه ذلك:
عياض بن خليفة
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَطْلُعَ إِلَيْنَا نِقَابَهَا. - يَعْنِي [1] نِقَابَ الْمَدِينَةِ [2] . وَمِنْهُمْ: عِيَاضُ بْنُ خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ وَهُوَ بِصِفِّينَ: أَنَّ الْعَقْلَ فِي الْقَلْبِ، وَإِنَّ الرَّحْمَةَ فِي الْكَبِدِ، وَإِنَّ الرَّأْفَةَ فِي الطُّحَالِ، وان النفس في الرئة. و: عبيد اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْهُرْمُزَانَ بِعَرَفَةَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَافِعًا يديه يهل أَوْ يُكَبِّرُ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُنَيْسٍ السُّلَمِيُّ قِصَّةُ إِسْلَامِ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ [3] . وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُسَيَّبِ فِي شَأْنِ الْأَخْلَافِ [4] . وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ الْمُقْعَدُ
عبيد بن السباق
حدثني أَبُو الْأَسْوَدِ [1] أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَصَفْوَانَ بن سليم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَجَدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ 84: 1 [2] واقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ 96: 1 [3] سجدتين. و: عُبَيْدُ بْنُ السَّبَّاقِ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي ابْنُ سَبَّاقٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ- وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قد استحر [4] يوم اليمامة بقرّاء القرآن، واني أخشى أن يستحر [5] القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من الْقُرْآنِ إِلَّا أَنْ تَجْمَعُوهُ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم [6] . و: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عن ابن شهاب عن عروة عن
يحي بن عبد الرحمن
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وَحَاطِبٌ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ كَانَ حَلِيفًا للزبير بن العوام. ومنهم: يحي بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَرْوِي عَنْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ. ومنهم: عبيد الله بن عدي بن الخيار النوفلي و: سعد بن إبراهيم حدثني الفضل بن زياد قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [1] وَقِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقَالَ: كَانَ لَهُ مَعَ سَعْدٍ قِصَّةٌ [2] . ثُمّ قَالَ: لَا يُبَالِي سَعْدٌ إِنْ لَمْ يَرْوِ عنها مَالِكٌ. وَمِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن ابْنِ عُبَيْد بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدٍ: أَنَّ جُوَيْرِيَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تُحَدِّثُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ مِنْ طَعَامٍ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله، والله ما عندنا طعام الا عظم مِنْ لَحْمِ شَاةٍ أَعْطَيْتُهَا مَوْلَاتَنَا مِنَ الصَّدَقَةِ. قال: قد
[أبو] خزامة بن يعمر [1] السعدي
بَلَغَتْ مَحَلَّهَا. وَمِنْهُمْ: [أَبُو] خُزَامَةَ بْنُ يَعْمُرَ [1] السَّعْدِيُّ سَعْدُ هُذَيْمٍ قُضَاعِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو خُزَامَةَ أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رسول الله: أرأيت رقى نَسْتَرْقِيهَا، وَدَوَاءً [2] نَتَدَاوَى بِهِ، وَاتِّقَاءً نَتَّقِيهِ [3] هَلْ يَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه من قدر الله. و: طارق بن محاسن حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ طَارِقٍ وَهُوَ ابْنُ مَحَاسِنَ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَدِيغٍ لَدَغَتْهُ عَقْرَبٌ، فَقَالَ لَهُ: لَوْ قَالَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يلدغ أو لم يضره.
طارق بن سعد
وَمِنْهُمْ: طَارِقُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَعْرَجُ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بن يحي حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ. وَمِنْهُمْ: خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [1] وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالا: ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ عَنِ الزهري أخبرني خالد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ السُّلَمِيُّ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ مُعَاوِيَةَ يَوْمَ طُعِنَ بِإِيلْيَاءَ رَكْعَةً وَطُعِنَ معاوية حين قضاها فما زاد أن يرفع رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِلنَّاسِ: أَتِمُّوا صلاتكم. فقام كُلُّ امْرِئٍ فَأَتَمَّ صَلَاتَهُ وَلَمْ يُقَدِّمْ أَحَدًا وَلَمْ يُقَدِّمْهُ النَّاسُ. وَمِنْهُمْ: فَرَافِصَةُ الْحَنَفِيُّ وَمِنَ الْمَوَالِي مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيُّ. وَمِنْهُمْ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَعَطَاءٌ مَوْلَى بني سباع.
نافع مولى أبي قتادة
و: نافع مولى أبي قتادة و: عبد الرَّحْمَنِ بْنُ هُنَيْدَةَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. حَدَّثَنِي أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُنَيْدَةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ النَّسْمَةَ. وَمِنْهُمْ: أَبُو عُبَيْدَةَ سَعْدٌ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ. حَدَّثَنَا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ: شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ، وَشَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُثْمَانَ، وَشَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عَلِيٍّ وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ. وَمِنْهُمْ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَلْمَانُ الْأَغَرُّ مَوْلَى جُهَيْنَةَ. حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فأغفر له [1] .
أبو الأحوص مولى غفار
و: أَبُو الْأَحْوَصِ مَوْلَى غِفَارٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ يَقُولُ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ فَلَا يَمْسَحِ الْحَصَى [1] . قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ لِلزُّهْرِيِّ: مَنْ أَبُو الْأَحْوَصِ؟ فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَمَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ الَّذِي يُصَلِّي فِي الرَّوْضَةِ. فَجَعَلَ الزُّهْرِيُّ يَنْعِتُهُ وَسَعْدٌ لَا يَعْرِفُهُ. وَمِنْهُمْ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الربيع بن طارق. حدثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: الَّذِي يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ بِالْبَطْنِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ غَرَقًا شَهِيدٌ وَالنُّفَسَاءُ شَهِيدٌ [2] . وَمِنْهُمْ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى آلِ الْعَبَّاسِ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَالْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ اخْتَلَفَا فِي الْمُحَرَّمِ يَغْسِلُ رأسه الماء من غير جنابة، قال:
نبهان مولى أم سلمة
فَأَرْسَلَنِي إِلَى أَبِي أَيُّوبَ وَهُوَ فِي بَعْضِ مِيَاهِ مَكَّةَ أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَجِئْتُهُ فَوَجَدْتُ أَبَا أَيُّوبَ بَيْنَ الْعِرْنِينِ يَغْتَسِلُ وَإِنْسَانٌ قَدْ سَتَرَهُ بِثَوْبِهِ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ، قَالَ: فَطَأَطَأَ الثَّوْبَ بِيَدِهِ حَتَّى بَدَا لِي رَأْسُهُ، ثُمَّ حَرَّكَ بِيَدَيْهِ رَأْسَهُ وَشَعْرَهُ فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ فِي شَعْرِهِ وَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلّى الله عليه يَغْتَسِلُ وَهُوَ مُحْرِمٌ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ. وَمِنْهُمْ: نَبْهَانُ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ نَبْهَانَ مَوْلَى أم سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا وَمَيْمُونَةُ جَالِسَتَانِ فَجَلَسَ، وَاسْتَأْذَنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى. فَقَالَ احْتَجِبَا منه فقلنا: يا رسول الله أَلَيْسَ بِأَعْمَى لَا يُبْصِرُ؟ قَالَ فَأَنْتُمَا لَا تبصرانه. ومنهم: يزيد بن هرمز ابن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج. و: إسحاق مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ مَوْلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ أَنَّ المغيرة بن نوفل أخبره عن أبي بن كَعْبٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يحسر الفرات على تل من ذهب فيقتل الناس عليه، فيقتل تسعة أعشارهم.
سحيم مولى زهرة
و: سحيم مَوْلَى زُهْرَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [1] أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ [2] وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ قُرَّةَ [3] عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سُحَيْمٌ مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ وَسَمِعَ أَبَا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَغْزُو هَذَا الْبَيْتَ جَيْشٌ فَيُخْسَفَ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ [4] . وَمِنْهُمْ: كُرَيْبٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحَمْنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن بشر عن محمد ابن إِسْحَاقَ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا أَهْلَلْتَ بِالْحَجِّ. قال: انما هي عمرة. ومنهم:
أبو حسن [1] مولى ابن عباس
أَبُو حَسَنٍ [1] مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ حَدَّثَنَا أَبُو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث حدثني عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي أَبُو حَسَنٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ وَكَانَ مِنْ قُدَمَاءِ مَوَالِي قُرَيْشٍ وَأَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالصَّلَاحِ أَنَّهُ سَمِعَ امْرَأَةً تَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ تَسْتَفْتِيهِ فِي غُلَامٍ لَهَا ابْنِ زَنْيَةٍ فِي رَقَبَةٍ كَانَتْ عَلَيْهَا. قَالَ لَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ: لَا أَرَاهُ يَقْضِي الرَّقَبَةَ الَّتِي عَلَيْكِ عِتْقُ ابْنِ زَنْيَةٍ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَوْفَلٍ سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: لَئَنْ أُحْمَلَ عَلَى نَعْلَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَحَبُّ إليّ من أعتق ابن زنية. و: كثير بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ عن الزهري عن كثير ابن أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ- وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ- قَالَ كَانَ ابْنُ سَلَّامٍ يَدْخُلُ عَلَى رُءُوسِ قُرَيْشٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلُ مِصْرَ فَيَقُولُ لَهُمْ: لَا تَقْتُلُوا هَذَا الرَّجُلَ. فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ مَا نُرِيدُ قَتْلَهُ. قَالَ أَفْلَحُ: فَيَخْرُجُ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدَيَّ فَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَيَقْتُلُنَّهُ. وَقَالَ ابْنُ سَلَامِ حِينَ حَضَرَ: اتركوا هذا الرجل أربعين ليلة فو الله إِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيَمُوتَنَّ إِلَيْهَا، فَأَبَوْا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيَّامٍ فَقَالَ: اتْرُكُوهُ خَمْسَ عَشْرَةَ ليلة فو الله لئن تركتموه ليموتن اليها. ومنهم:
عبيد الله بن أبي رافع
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ. وَحَدَّثَنَا الْمُعَلَّى عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ الله ابن أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ وَيُحِبُّ أَنْ يَقْرَأَ خَلْفَ الْإِمَامِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةً سُورَةً، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. وَمِنْهُمْ: صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [1] وَعِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ [2] قَالا: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ أَزْهَرَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَمِّهِ أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص أخبرنا أنه سمع أبان ابن عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ بِفِنَاءِ أَحَدِكُمْ نَهْرٌ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ مَاذَا كَانَ مُبْقِيًا مِنْ دَرَنِهِ؟ قَالُوا لَا شَيْءَ. قَالَ فَإِنَّ الصَّلَوَاتِ تُذْهِبُ الذُّنُوبَ كَمَا يُذْهِبُ الْمَاءُ الدَّرَنَ [3] . وَمِنْهُمْ: مُزَاحِمٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن مزاحم قال: خرجت مع
حرملة مولى أسامة
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، قَالَ: فَأَمَرَ بِشَاةٍ فَذُبِحَتْ، قَالَ: فَجَاءَ كَلْبٌ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا، قَالَ عُمَرُ: يَا مُزَاحِمُ أَلْقِ لَهُ بَعْضَهُ فَإِنَّهُ الْمَحْرُومُ. وَمِنْهُمْ: حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبُو سَعِيدٍ [1] وَصَفْوَانُ [2] قَالُوا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر دخل الحجاج ابن أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الأنصار وكان أيمن أخا لأسامة ابن زَيْدٍ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ أُسَامَةَ، قَالَ حَرْمَلَةُ: فَصَلَّى الْحَجَّاجُ صَلَاةً لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ، فَدَعَاهُ ابْنُ عُمَرَ حِينَ سَلَّمَ: أَيِ ابْنَ أَخِي أَتَحْسَبُ أَنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ؟ إِنَّكَ لم تصل فعد صَلَاتَكَ. فَلَمَّا وَلَّى الْحَجَّاجُ قَالَ لِي عَبْدُ الله ابن عُمَرَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ بْنِ أُمِّ أَيْمَنَ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ رَأَى هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ لَأَحَبَّهُ فَذَكَرَ فِيهِ مَا وَلَدَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، وَكَانَتْ حَاضِنَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن ابن ثَوْبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ أنه قال: طلق رجل
حبيب مولى عروة بن الزبير
امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَنْكِحَهَا، فَجَاءَ يَسْتَفْتِي، فَذَهَبْتُ مَعَهُ أَسْأَلُ لَهُ، فَسَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ فَقَالَا: لَا نَرَى أَنَّهَا [1] وَاحِدَةً. فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَ من يدك ما كان لك مِنْ فَضْلٍ. وَمِنْهُمْ: حَبِيبٌ مَوْلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ رُمْحٍ وَأَحْمَدُ بن يونس وابن بكير عن الليث ابن سعد حدثني ابن شهاب عن حبيب مَوْلَى عُرْوَةَ عَنْ نَدْبَةَ [2] مَوْلَى مَيْمُونَةَ عَنْ ميمونة زوج النبي عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُبَاشِرُ الْمَرْأَةَ مِنْ نِسَائِهِ وَهِيَ حَائِضٌ إِذَا كَانَ عَلَيْهَا إِزَارٌ يَبْلُغُ أَنْصَافَ الْفَخْذَيْنِ أو الركبتين محتجزة به [3] . و: جرير بْنُ أَبِي عَطَاءٍ مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي عَطَاءٍ مَوْلًى لِبَنِي زُهْرَةَ أَنَّهُ صَاحَبَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فِي الْحَجِّ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ أَصْبَحَ ابْنُ أَبِي عَطَاءٍ صَائِمًا، وَأَصْبَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُفْطِرًا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: تَرَى مَالَكَ عَنِ الْغَدَاءِ؟ قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فسكت عبد الله ابن عُمَرَ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَطَاءٍ: كَيْفَ تَرَى يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي صِيَامِ هَذَا الْيَوْمِ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَصُومُهُ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أبي عطاء:
بسر بن سعيد
فَأُفْطِرُ [1] ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: أَتُرِيدُ أَنْ تَقُولَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَمَرَنِي بِالْفِطْرِ! قَالَ ابْنُ أَبِي عَطَاءٍ: فَأَفْطَرْتُ فَلَمْ يَنْهَنِي وَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ. وَمِنْهُمْ: بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ مَوْلَى الْحَضْرَمِيِّينَ. حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُرَاقَةَ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَخْبَرَهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ خَلَّفَهُ فِي أَهْلِهِ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِهَا بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ. وَمِنْهُمْ: أَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بْنُ كعب القرظي و: عاصم بن عمر [2] بن قتادة الظفري [3]
وهذه [1] أسامي التابعين من الطبقة الثالثة
وَهَذِهِ [1] أَسَامِي التَّابِعِينَ مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُمْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ. وَمِنْهُمْ: إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيُّ [2] ثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَفِي مُدِّهِمْ- يَعْنِي أهل المدينة-. و: سهيل بْنُ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانُ السَّمَّانُ مَوْلَى غَطَفَانَ. حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرَةِ جَاءُوا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا أَخَذَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري
اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا، اللَّهمّ ان إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وَإِنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَأَنَّهُ دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَأَنَا أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ بِمِثْلِ مَا دَعَاكَ بِهِ لِمَكَّةَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ، ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ يَرَاهُ فيعطيه ذلك الثمر. و: مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ ابْنُ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ. حَدَّثَنِي ابْنُ عُفَيْرٍ [1] عَنْ عَطَّافٍ [2] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى [3] [عَنِ ابْنِ شِهَابٍ] [4] قَالَ: [قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكُ] [5] أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَكَ لَأَبٌ تعارّ في الفتنة مؤذ لنا فيها. قلت: يا أمير المؤمنين قال كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ 12: 92 [6] . نَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَلُوا نَافِعًا فَإِنَّهُ أَعْلَمُنَا بِحَدِيثِ ابن عمر.
عبد الله بن دينار مولى ابن عمر
و: عبد اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ حَدَّثَنَا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث بن سعد قال: قال ربيعة ابن أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ- وَكَانَ مِنْ صَالِحِي الْمُسْلِمِينَ صِدْقًا وَدِينًا- قال: غابت الشمس وَنَحْنُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَسِرْنَا فَلَمَّا رَأَيْنَا قَدْ أَمْسَى قُلْنَا لَهُ: الصَّلَاةُ. فَسَكَتَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ وَتَصَوَّبَتِ النُّجُومُ تَوَلَّى فصلى الصَّلَاتَيْنِ جَمِيعًا ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَخَذَ بِهِ السير صلى صلاتي هذه يقول جمع بينهما بَعْدَ لَيْلَةٍ. [شَرْطُ مَالِكٍ فِي الْمُوَطَّأِ] قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَقَدْ تَحَقَّقْتُ مِنَ الِاسْتِقْصَاءِ وَذِكْرِ الْأَسَامِي اسْمًا فَاسْمًا لِأَنَّ جُمْلَةَ الْأَمْرِ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ لَمْ يَضَعْ فِي الْمُوَطَّأِ إِسْنَادًا وَأَظْهَرَ اسْمًا يُحَدِّثُ عَنْهُ إِلَّا وَهُوَ ثِقَةٌ خَلَا عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أُمَيَّةَ فَإِنَّهُ ضَعِيفٌ وَكَانَ لَهُ رَأْيُ سُوءٍ، وَقَدْ كَتَبْتُ مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ مَنَاقِبِهِمْ وَشَمَائِلِهِمْ فِي الْجُزْءِ الرَّابِعِ [1] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا [2] : مَنْ رَوَى مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَطَاءٌ وَطَاوُسٌ وُمَجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ، وَرَوَى عن أبي هريرة الفقهاء
أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن
العشرة: سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَسُلَيْمَانُ [3] وَالْقَاسِمُ. قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَ خَارِجَةُ [4] وَأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَلَا أَحْفَظُ مِنْهُمْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا وَلَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: وَسَأَلْتُ عَلِيًّا: لَقِيَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَرَأَى ابْنَ عُمَرَ. فَقُلْتُ لَهُ: جَابِرٌ؟ قَالَ: لَا، وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ مُسْتَقِيمُ الرِّوَايَةِ ثِقَةٌ إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ، رَأَيْتُ عَلَى حَدِيثِهِ النُّورَ، وَأَمَّا رِوَايَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَنِ ابْنِهِ عَنْهُ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، ابْنُهُ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. أَبُو طُوَالَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيُّ. سَمِعَ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ. رَوَى عَنْهُ الدراوَرْديّ وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، «وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ سَمِعَ مِنْ وُهَيْبٍ أَحَادِيثَ لَهُ، وَكَفَاهُ وُهَيْبٌ، وَجَهِلَهُ سُلَيْمَانُ فَكَانَ لَا يُحَدِّثُ عَنْهُ بِالْبَصْرَةِ، فَلَمَّا اسْتُقْضِيَ عَلَى مَكَّةَ وَالْتَقَى مَعَ الْمَدَنِيِّينَ أَثْنَوْا عَلَيْهِ وَعَرَّفُوهُ حَالَهُ وَقَالُوا: كَانَ هَذَا مِنْ خِيَارِنَا وَمِنْ زُهَّادِنَا صَاحِبُ غَزْوٍ وَجِهَادٍ فَحَدَّثَ عَنْهُ بِمَكَّةَ» [1] .
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عبد الله أو سئل عن مصعب ابن مُحَمَّدٍ فَقَالَ لَا أَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ. وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَحْلُ الْحَدِيثِ، وَسُئِلَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ فَقَالَ: قَالَ يحي: كَانَ سُفْيَانُ يُضَعِّفُ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ جَعْفَرٍ وَمَا لِعَبْدِ الْحَمِيدِ مَا أَقْرَبَ حَدِيثَهُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ حَمَّادٌ مِنَ الثِّقَاتِ. «وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ عَبَّادَ بْنَ الْعَوَّامِ فَقَالَ: كَانَ يُشْبِهُ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ» [2] . وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: بَلَغَ عَبَّادًا أَنَّ إِسْمَاعِيلَ خَطَّأَهُ فِي حَدِيثٍ فَقَالَ: قُولُوا لَهُ ضَعِ الْقَلَمَ عَنْ أُذُنِكَ. وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: شَهِدْتُ هُشَيْمًا يَوْمًا وَذَكَرَ عَبَّادًا فَقَالَ: ادْعُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِأَخِينَا عَبَّادٍ فَإِنَّهُ مَرِيضٌ. وَشَهِدْتُ عَبَّادًا يَوْمًا يَقُولُ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: أَخْطَأَ هُشَيْمٌ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَانْظُرْ هُشَيْمٌ يَدْعُو لَهُ وَهُوَ يُخَطِّئُهُ. قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [1] عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّوْفَلِيِّ؟ فَقَالَ: شَيْخٌ مِنْ أهل المدينة ليس به بأس.
سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَبَدَأْتُ بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدراوَرْديّ فَجَاءَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ «يَلُومُونَنِي يَقُولُونَ تَرَكْتَ شَيْخَنَا أَنْ تَبْدَأَ بِهِ وَتَأْتِيَهُ. قَالَ: يَلُومُونَنِي فِيمَا فَعَلْتُ إِنَّمَا أَتَيْتُ الدراوَرْديّ» [2] لِأُسَلِّمَ عَلَيْهِ وَأَكْتُبُ عَنْهُ شَيْئًا، وَيَكُونُ اعْتِمَادِي عَلَى ابْنِ أَبِي حَازِمٍ [3] إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَبَلَغَ الدراوَرْديّ اجْتِمَاعُ مَنِ اجْتَمَعَ إِلَيَّ فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَيْهِ قَالَ: يَا قُرَشِيُّ قَدْ بَلَغَنِي الَّذِي كَانَ وَقَدْ عَزَمْتُ أَنْ أُخْرِجَ إِلَيْكَ كُتُبِي وَأُصُولِي لِتَكْتُبَهَا وَأَقْرَأُهَا عَلَيْكَ. قَالَ: فَأَخْرَجَ إِلَيَّ أُصُولَهُ وَإِذَا هو كُتُبٌ صِحَاحٌ وَأَحَادِيثُ مُسْتَقِيمَةٌ. قَالَ: وَقَدْ كَانَ يُؤْتَى بِالْأَحَادِيثِ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ فَإِنْ كَانَ مِنْ حديثه الّذي حملوا عنه خللا فَإِنَّمَا جَاءَ مِمَّا أَعْلَمْتُكُمْ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ مِنْ كُتُبِهِ النَّاسُ، وَقَدْ كَانَ يُذَاكِرُ بِالْحَدِيثِ مما ليس عنده فيتهانون بِهِ وَيَقُولُ: هَذَا مِمَّا لَمْ يَكُنْ فِي كُتُبِهِ، وَيُذَاكِرُ بِالشَّيْءِ الْمَرْفُوعِ فَيَقُولُ هَذَا فِي أصل كتابه منقطع. وَحَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ سُلَيْمَانَ بْنَ بِلَالٍ فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً وكان كاتب يحي بْنِ سَعِيدٍ وَقَدْ كَانَ عَلَى سُوقِ الْمَدِينَةِ. وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ الدراوَرْديّ كتابه أصبح مِنْ حِفْظِهِ، وَكَانَ مَعْرُوفًا بِطَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ. وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ لَهُ هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ: كَانَ يَسْتَعْذِبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاءَ مِنْ بُيُوتِ السُّقْيَا. فَقَالَ: مَا رَوَاهُ إِلَّا الدراوَرْديّ وَلَمْ يكن في أصل كتابه.
حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَسُئِلَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ [أَبِي] [1] حَازِمٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ؟ فَقَالَ: الدراوَرْديّ مَعْرُوفٌ بِالْحَدِيثِ وَالطَّلَبِ وَإِذَا مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ أَوْهَمَ، وَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى النَّاسِ مِنْ كُتُبِهِمْ فَكَانَ يُخْطِئُ، وَرُبَّمَا قَلَبَ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ يَرْوِيهَا عَنْ عبيد الله بن عمر، قيل له: لعل قد رَوَاهَا عُبَيْدُ اللَّهِ؟ قَالَ: عُبَيْدُ اللَّهِ كَانَ أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ. وَإِذَا قَرَأَ فِي كِتَابِهِ كَانَ صَحِيحًا. وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ بِطَلَبِ الْحَدِيثِ إِلَّا كُتُبَ أَبِيهِ وَكَانَ رَجُلًا يَتَفَقَّهُ، يُقَالُ لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مَالِكٍ أَفْقَهُ مِنْهُ. وَيُقَالُ إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ بِلَالٍ أَوْصَى إِلَيْهِ فَوَقَعَتْ كُتُبُ سُلَيْمَانَ إِلَيْهِ وَلَمْ يَسْمَعْهَا، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَقْوَامٍ لَمْ يُعْرَفْ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُمْ وَلَا كَادَ يَعْرِفُ بِطَلَبِ الْحَدِيثِ إِلَّا كُتُبَ أَبِيهِ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ سَمِعَهَا. والدراوَرْديّ هُوَ مِنْ قَرْيَةٍ بِالْأَهْوَازِ. وَكَانَ يَعْقُوبُ الْمَاجِشُونُ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ وَكَانَ إِذَا سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ قَالَ: شُونِي شُونِي فَسُمِّيَ الْمَاجِشُونَ [2] . قَالَ [3] : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، هُوَ يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَهَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ أَخُوهُ. وَعَبْدُ الْعَزِيزِ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ لَهُ لِسَانٌ عَلَى مَالِكٍ. قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ كَانَ يُعْمَلُ بِمَالِكٍ وَكَانَ فَقِيهًا وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ قَالَ: إِنَّمَا نَحْنُ نُفْتِي!!. قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؟ فَقَالَ: أَخُوهُ أَثْبَتُ. يَعْنِي عبد الله بن زيد بن أسلم.
قَالَ أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [1] قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ أسلم؟ فقال: أسامة بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ هُمْ ثَلَاثَةٌ بَنُو زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، فَأُسَامَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُتَقَارِبَانِ ضَعِيفَانِ وَعَبْدُ اللَّهِ ثِقَةٌ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظُ قَالَ: كُنْتُ فِي أَوَّلِ سَبْيِ فَارِسَ الَّذِينَ سُبُوا فِي زَمَنِ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ شِبْلِ بْنِ خَالِدٍ [2] الْمُزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْأَوْسِيِّ [3] عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: الْوَلِيدَةُ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ. وَالضَّفِيرُ الْحَبْلُ [4] . حَدَّثَنِي حَيْوَةُ وَابْنُ الْمُصَفَّى [5] قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [6] عَنِ الزبيدي عن
الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن شِبْلًا- قَالَ حَيْوَةُ: ابْنُ خَالِدٍ، وَقَالَ ابْنُ الْمُصَفَّى: ابْنُ خُلَيْدٍ الْمُزَنِيُّ- أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِكٍ الْأَوْسِيَّ أَخْبَرَهُ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْوَلِيدَةُ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ مِنْ شَعْرٍ. في الثالثة أو في الرَّابِعَةِ [1] . وَأَخْبَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ مِثْلَ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنِ الْأَمَةِ إِذَا زَنَتْ وَلَمْ تُحْصِنْ؟ قَالَ: إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لَا أَدْرِي أَبَعْدَ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، وَالضَّفِيرُ هُوَ الْحَبْلُ [2] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ وَسُئِلَ قَالُوا: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسُئِلَ عَنِ الْأَمَةِ تَزْنِي بِنَحْوِهِ. وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ وَمَعْمَرٌ يَقُولُ: عَنْ زَيْدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَابْنِ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: شِبْلُ بْنُ مَعْبَدٍ وهو وهم.
حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قال: حدثنا الزهري عن عبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُمَا قَالا: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَامَ خَصْمُهُ فَقَالَ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وجل. فقال الْأَعْرَابِيُّ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا [1] عَلَى هَذَا فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ، فَقَالُوا عَلَى ابْنِكَ الرَّجْمُ، فَافْتَدَيْتُ [2] مِنْهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْغَنَمِ وَوَلِيدَةٍ، ثُمَّ سَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ فَقَالُوا: إِنَّمَا عَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَقْضِيَنَّ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَمَّا الْغَنَمُ وَالْوَلِيدَةُ فَرَدٌّ عَلَيْكَ، وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ. وَأَمَّا أَنْتَ يَا أُنَيْسُ- لِرَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ- فَاغْدُ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا فَارْجُمْهَا. فَغَدَا أُنَيْسٌ فَرَجَمَهَا [3] . حَدَّثَنَا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله عن أبي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهنِيِّ أَنَّهُمَا أَخْبَرَاهُ أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَالَ الْأَخَرُ- وَكَانَ أَفْقَهَهُمَا-: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ وَائْذَنْ لِي فِي أَنْ أَتَكَلَّمَ؟ قَالَ: تَكَلَّمْ. قَالَ: إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا. وَالْعَسِيفُ الْأَجِيرُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ وَابْنُ رُمْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ خَلَّادٍ أَنَّ اللَّيْثَ حدثهم قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ أنهما قَالا: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ الله صلّى الله عليه وسلم فذكر
نَحْوَهُ. وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ خَالِدٍ وَسُئِلَ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكًا وَمَعْمَرًا يَقُولَانِ فيه شك. قَالَ: لَكِنِّي أَقُولُهُ قَدْ أَتْقَنْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ في الحديثين كلاهما. وَرَوَاهُ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ شُعَيْبٍ، وَحَجَّاجٍ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحْدَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو غَسَّانَ [1] عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجِشُونِ فَقَالَ: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا هُرَيْرَةَ [2] ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الرحمن ابن خَالِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحْدَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو صالح وابن بكير وابن رمح قَالُوا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا زَنَتِ الْأَمَةُ فَاجْلِدُوهَا وَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا وَإِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ بِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ. وَالضَّفِيرُ الْحَبْلُ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ. وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ [3] حَزْنُ بْنُ جَابِرٍ. وَقَالَ حَجَّاجٌ: جَزِيُّ بْنُ جَابِرٍ الْخَثْعَمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ كَعْبَ الْأَحْبَارِ يَقُولُ: لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِالْأَلْسِنَةِ كُلِّهَا قَبْلَ لِسَانِهِ طَفِقَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: يَا رَبِّ لَا أَفْقَهُ هَذَا. حَتَّى إِذَا كَلَّمَهُ الثَّانِيَةَ بِلِسَانِهِ مِثْلَ صَوْتِهِ قَالَ: يا رب وهل من خلقك شيء يشبه كلامك؟ فقال: لا وأقرب شبها بكلامي
أَشَدُّ مَا سُمِعَ مِنَ الصَّوَاعِقِ. حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ فقال: أخبره جز بْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ عَنْ أبيه عن يونس وقال: أخبره جز بْنُ جَابِرٍ. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابن ثور عن معمر فقال: أخبره جز بْنُ جَابِرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَالصَّحِيحُ جَزُّ بْنُ جَابِرٍ هَكَذَا يَقُولُ أَهْلُ فِلِسْطِينَ وَهُمْ أَعْلَمُ مِنْ غَيْرِهِمْ لِأَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فلسطين. حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ جَزَّ بن جابر كان قاضيا على فلسطين لم يترك الا نصف درهم وكان من البكاءين، وَكَانَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِجَزِّ بْنِ جابر. يقول: لصلاحه وفضله. و «وهيب بْنُ الْوَرْدِ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ مَكِّيَّانِ ثِقَتَانِ» [1] . وَيَقُولُ أَهْلُ مَكَّةَ: كَانَ وُهَيْبٌ مِنَ الْأَبْدَالِ ثِقَةً مُثْبِتًا مُتَفَقِّدًا لَطُعْمَتِهِ يَجْتَنِبُ أَكْلَ طَعَامِ صَوَافِي مَكَّةَ وَثِمَارَهَا. وَسَمِعْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ يقول: بلغني أن عباد ابن كَثِيرٍ قَالَ لِوُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ: عِنْدِي أَحَادِيثُ فِي الرَّغَائِبِ لَيْسَ يَكْتُبُ عَنِّي أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ولا يسمعون مني فخذها أنت وحدثهم ليعلموا بِهَا وَتُؤْجَرَ. فَقَالَ لَهُ: قَدْ فَعَلْتَ بِنَفْسِكَ مَا فَعَلْتَ وَتُرِيدُ أَنْ تَفْضَحَنِي. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [2] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، أَحَدُ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ حَسَنُ الْحَدِيثِ. «وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ جَزَرِيٌّ حَسَنُ الْحَدِيثِ» [3] . وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ بَصْرِيٌّ وَقَعَ بِالْيَمَنِ لَيْسَ بَيْنَهُمَا قرابة.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بن حبيب مكي ثقة. «وعمر بن حبيب البصري [1] القاضي ضعيف لا يكتب حديثه» [2] . «وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ أَبُو هَاشِمٍ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ» [3] ، روى عنه ابن جريج ويحي بْنُ سُلَيْمٍ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ. وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ وَهُوَ ثِقَةٌ أَصْلُهُ خُرَاسَانِيٌّ سَكَنَ مَكَّةَ. وَشِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ وَابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ عَنْ عبد الله بن سعيد بن أبي هند مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ مَكِّيّ لَا بَأْسَ بِهِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ وَإِنْ كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَثْبَتَ مِنْهُ فَهُوَ أَيْضًا «ثِقَةٌ لَا بَأْسَ بِهِ» [4] . حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ صَدِّيقِ بْنِ مُوسَى وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مَدِينِيٌّ. وَسَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ مَكِّيٌّ وروى عنه أيوب السختياني.
أَبُو بَكْرِ بْنُ كَيْسَانَ [1] . قَالَ كَيْسَانُ: تَمَتَّعْتُ وَأَنَا عَبْدٌ فَسَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ وَمَخْرَمَةَ بْنَ بُكَيْرٍ، كَانَ مَالِكٌ يُحْسِنُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ ثِقَةٌ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ثَبْتٌ وَهُوَ مُعَلِّمٌ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ضَعِيفٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَرِيكٍ أَبُو عُثْمَانَ مَكِّيّ «لَا بَأْسَ بِهِ» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نَيَّاقٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَمْرٍو وَرَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ لَا يُرِيدُ إِلَّا الْمَخِيلَةَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَلَمْ يَسْمَعْ شُعْبَةُ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَكَانَ الْحَسَنُ مَاتَ قَبْلَ أَبِيهِ مُسْلِمِ بْنِ نَيَّاقٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ عِمَامَةً. وَعَبْدُ الْوَاحِدِ مَكِّيٌّ. حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قال: حدثنا همام بن يحي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ قال: [و] [3] حدثني أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجِدِّيُّ مِنْ أَهْلِ جِدَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّائِفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عن
عائشة قالت: فَخَرْتُ بِمَالِ أَبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ قَدْرَ ألف أَلْفِ أَوْقِيَةٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْكُتِي يَا عَائِشَةُ فَإِنِّي كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ [أَبِي] [1] عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى بَنِيهِ عَنْ لَعِبِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ [2] . أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ 2: 184 [3] كَانَ مَنْ أَرَادَ مِنَّا أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ فَعَلَ حَتَّى نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا. وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْتُ لِصَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ: يَزْعُمُونَ أَنَّكَ مِنَ الْخَوَارِجِ. قَالَ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ: مَا أَنَا مِنْهُمْ وَقَدْ كُنْتُ مِنْهُمْ. وَصَدَقَةُ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ. وَعَمْرُو بْنُ عَطَاءِ بْنِ وَرَازٍ [4] مَكِّيٌّ لَيِّنُ الْجَانِبِ. وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ اسْمُهُ فَرُّوخٌ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أُمِّهِ عَنِ امْرَأَةِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أنها قالت:
مَا اضْطَجَعَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى فِرَاشِهِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً بِاللَّيْلِ. وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ نَافِعٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي مِكْتَلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى شَيْءٍ فَاعْلَمْ أَنَّهُ السُّنَّةُ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رَكِبَ عَلْقَمَةُ إِلَى عُمَرَ فَقَالُوا: تَحْفَظُ لَنَا مِنْهُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: كَانَ مِمَّا حَفِظْتُ أَنَّهُ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ. وَقَالَ عَلِيٌّ: أَبُو فَرْوَةَ [2] نَهْدِيٌّ يُنْسَبُ إِلَى الْجُهَنِيِّ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] [3] زُكَيْرٍ الصَّدَفِيُّ [4] قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: يُبْعَثُ مِنَ الْمَدِينَةِ أشراف الناس محمد وحزبه والشهداء أَهْلُ بَدْرٍ وَأَهْلُ أُحُدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: قُلْتُ لِجُنْدُبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ أَيُّهُمْ أَعْنَى بِالسُّنَّةِ أَهْلُ الْحِجَازِ أَمْ أَهْلُ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: بَلْ أَهْلُ الْحِجَازِ [5] . «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أخبرنا
الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي شَمْخٍ مِنْ فَزَارَةَ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، ثُمَّ رَأَى أُمَّهَا فَأَعْجَبَتْهُ فَاسْتَفْتَى ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ ذَلِكَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُفَارِقَهَا وَيَتَزَوَّجَ أُمَّهَا. فَتَزَوَّجَهَا فَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا ثُمَّ أَتَى ابْنُ مَسْعُودٍ الْمَدِينَةَ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ فَأُخْبِرَ أَنَّهَا لَا تَحِلُّ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ قَالَ لِلرَّجُلِ: إِنَّهَا عَلَيْكَ حَرَامٌ إِنَّهَا لَا تَنْبَغِي لَكَ. فَفَارِقْهَا» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو فَرْوَةَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: تَزَوَّجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا فَرَخَّصَ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُمَّهَا، وَرَخَّصَ في الصرف. فلما أتى المدينة فرجع أخذ بِيَدِي فَأَتَى أَهْلَ الْبَيْتِ الَّذِينَ أَمَرَهُمْ فَنَهَاهُمْ، وَأَتَى الصَّيَارِفَةَ فَنَهَاهُمْ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قال: حدثنا حديج بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي شَمْخٍ، فَرَأَى بَعْدُ أُمَّهَا فَأَعْجَبَتْهُ، فَذَهَبَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً لَمْ أَدْخُلْ بِهَا ثُمَّ أَعْجَبَتْنِي أُمُّهَا، فَأُطَلِّقُ الْمَرْأَةَ وَأَتَزَوَّجُ أُمَّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَطَلَّقَهَا وَتَزَوَّجَ أُمَّهَا، فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: لَا يَصْلُحُ. ثُمَّ قَدِمَ، فَأَتَى بَنِي شَمْخٍ فَقَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ الَّذِي تَزَوَّجَ أُمَّ الْمَرْأَةِ الَّتِي كانت تحته؟ قالوا: ها هنا. قَالَ فَلْيُفَارِقْهَا. قَالُوا: وَقَدْ نَثَرَتْ لَهُ بَطْنَهَا [2] . قَالَ فَلْيُفَارِقْهَا فَإِنَّهَا حَرَامٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجل.
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ [1] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا أَيَتَزَوَّجُ أُمَّهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَتَزَوَّجَهَا، فَوَلَدَتْ لَهُ، فَقَدِمَ عَلَى عُمَرَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: فَرِّقْ بَيْنَهُمَا. قَالَ: إِنَّهَا قَدْ وَلَدَتْ. قَالَ: وَإِنْ وَلَدَتْ عَشَرَةً فَفَرِّقْ بَيْنَهُمَا. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَبِيعُ نُفَايَةَ [2] بَيْتِ الْمَالِ حَتَّى لَقِيَ أَصْحَابَهُ فَنَهَوْهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: مَا أَرَى به بأسا وما أنا بفاعل. وحدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ باع نفاية بيت المال زيوفا [3] وملسانا [4] بدراهم دُونَ وَزْنِهَا، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ: أَوْقِدْ عَلَيْهَا حَتَّى يَذْهَبَ مَا فِيهَا مِنَ النُّحَاسِ أَوْ حَدِيدٍ تَخْلُصُ الْفِضَّةُ، ثُمَّ بِعِ الْفِضَّةَ بِوَزْنِهَا. «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ الْهَمْدَانِيُّ وَكَانَ خَيْرًا مِنِ ابْنَيْهِ عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَكَانَ عَلِيٌّ خَيْرَهُمَا- يَرِيدُ مِنَ الْآخَرِ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الشَّعْبِيِّ وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو إِنَّ نَاسًا عِنْدَنَا يَقُولُونَ إِذَا أَعْتَقَ الرَّجُلُ أَمَتَهُ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا فَهُوَ كَالرَّاكِبِ بَدَنَتَهُ. قَالَ الشَّعْبِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ كَانَ مُؤْمِنًا قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فله أجران، ورجل
كَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ فَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا وَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ، وَعَبْدٌ أَطَاعَ اللَّهَ وَأَدَّى حَقَّ سَيِّدِهِ فَلَهُ أَجْرَانِ. خُذْهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ فَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَرْحَلُ فِي أَدْنَى مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَةِ» [1] . وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي شَمْخِ بْنِ فَزَارَةَ سَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَرَأَى أُمَّهَا فَأَعْجَبَتْهُ فَطَلَّقَ امْرَأَتَهُ أَيَتَزَوَّجُ أُمَّهَا؟ قَالَ: لَا بَأْسَ. فَتَزَوَّجَهَا الرَّجُلُ. وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فَكَانَ يَبِيعُ نُفَايَةَ بَيْتِ الْمَالِ، يُعْطِي الْكَثِيرَ وَيَأْخُذُ الْقَلِيلَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَسَأَلَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالُوا: لَا يَحِلُّ لِهَذَا الرَّجُلِ هَذِهِ الْمَرْأَةُ، وَلَا تَصْلُحُ الْفِضَّةُ إِلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ، فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ انْطَلَقَ إِلَى الرَّجُلِ فَلَمْ يَجِدْهُ وَوَجَدَ قَوْمَهُ فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي أَفْتَيْتُ بِهِ صَاحِبَكُمْ لَا يَحِلُّ. فَقَالُوا: إِنَّهَا قَدْ نَثَرَتْ لَهُ بَطْنَهَا. قَالَ: وَإِنْ كَانَ. وَأَتَى الصَّيَارِفَةَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الصَّيَارِفَةِ إِنَّ الَّذِي كُنْتُ أُبَايِعُكُمْ [لَا يَحِلُّ] [2] ، لَا تَحِلُّ الْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ إِلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ. «حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أبي قطن [3] عن أبي خلدة [4] عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ بِالرِّوَايَةِ عن أصحاب رسول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ فَمَا نَرْضَى حَتَّى أَتَيْنَاهُمْ فَسَمِعْنَا مِنْهُمْ» [1] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا اسْتَوْحَشَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَلَا غَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِقَوْلِ قَائِلٍ مِنَ النَّاسِ، وَلَوْ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَذَ هَذَا الْعِلْمَ بِالْمَدِينَةِ لَشَكَّكَهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ. «حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ قَالَ: ثَنَا أَنَسُ بن عياض عن يحي بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ: انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ سُنَّةٍ أَوْ حَدِيثِ عَمْرَةَ [2] فَاكْتُبْهُ فَإِنِّي خَشِيتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ [3] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ [4] وَقَدْ كَانَ عَمِيَ بَصَرُهُ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي مَتَّعَنِي بِبَصَرِي حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْظُرُ بِهِمَا إِلَيْهِ حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللَّهُ نَبِيَّهُ وَأَرَادَ الْفِتْنَةَ بِعِبَادِهِ كَفَّ عَنِّي بَصَرِي. «حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: اجْتَمَعَ رَأْيِي وَرَأْيُ عُمَرَ عَلَى أَنَّ أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ لَا يُبَعْنَ، قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُ بَعْدُ أَنْ تُبَاعَ فِي دَيْنِ سَيِّدِهَا وَأَنْ تُعْتَقَ مِنْ نَصِيبِ وَلَدِهَا. فَقُلْتُ: رَأْيُكَ وَرَأْيُ عُمَرَ فِي الْجَمَاعَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِكَ في
الْفُرْقَةِ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بن المفضل قال: حدثت محمد ابن عَلِيٍّ قُلْتُ: زَعَمَ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَنَّ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: رَأْيُكَ وَرَأْيُ عُمَرَ إِذَا اجْتَمَعْتُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رَأْيِكَ إِذَا انْفَرَدْتَ بِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ: أَوَ كَانَ ذَاكَ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ: نَعَمْ قَدْ كَانَ ذَاكَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ مكة: لم يزل شأننا متشابها متناظرين حَتَّى خَرَجَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْنَا اسْتَبَانَ فَضْلُهُ عَلَيْنَا. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ وَزَيْدُ بْنُ حُرَيْشٍ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَكْتُبُ إِلَى الْأَمْصَارِ يُعَلِّمُهُمُ السُّنَنَ وَالْفِقْهَ، وَيَكْتُبُ إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَسْأَلُهُمْ عَمَّا مَضَى وَيَعْمَلُونَ بِمَا عِنْدَهُمْ، وَيَكْتُبُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ أَنْ يَجْمَعَ لَهُ السُّنَنَ وَيَكْتُبَ إِلَيْهِ بِهَا فَتُوُفِّيَ عُمَرُ وَقَدْ كَتَبَ ابْنُ حَزْمٍ كُتُبًا قَبْلَ أَنْ يَبْعَثَ بِهَا إِلَيْهِ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ وَزَيْدٌ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يَقُولُ: يَغْشَانِي عُلَمَاءُ [أَهْلِ] [2] الْمَدِينَةِ وَيَبْلُغُنِي عِلْمُ ابْنُ الْمُسَيِّبِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ وَزَيْدٌ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ حزم على قضاء المدينة وولي المدينة أميرا قَالَ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَدْرِي كَيْفَ اصنع بالاختلاف. فقال
أَبُو بَكْرٍ: يَا ابْنَ أَخِي إِذَا وَجَدْتَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَمْرٍ مُسْتَجْمِعِينَ عَلَيْهِ فَلَا تشك فِيهِ أَنَّهُ الْحَقُّ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: لَمْ يَأْخُذْ أَوَّلُونَا عَنْ أَوَّلِيكُمْ قَدْ كَانَ عَلْقَمَةُ وَالْأَسْوَدُ وَمَسْرُوقٌ فَلَمْ يَأْخُذْ عَنْهُمْ أَحَدٌ مِنَّا، فَكَذَلِكَ آخِرُونَا لَا يَأْخُذُونَ عَنْ آخِرِيكُمْ. قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ سُفْيَانَ وَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ فَارَقَنِي عَلَى أَنْ لَا يَشْرَبَ النَّبِيذَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَبِيعَةَ: فَإِنَّ النَّخَعِيَّ قَالَ كَذَا. فَقَالَ رَبِيعَةُ: لَوْ كَانَ النَّخَعِيُّ هَاهُنَا أَمَرْنَا إِنْسَانًا يَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيُقِيمَهُ. حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: انْتَهَى الْعِلْمُ إِلَى ثَلَاثَةٍ عَالِمٍ بِالْمَدِينَةِ وَعَالِمٍ بِالشَّامِ وَعَالِمٍ بِالْعِرَاقِ: فَعَالِمُ الْمَدِينَةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعَالِمُ الْكُوفَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَعَالِمُ الشَّامِ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَإِذَا الْتَقَوْا سَأَلَ عَالِمُ الشَّامِ وَعَالِمُ الْعِرَاقِ عَالِمَ المدينة ولم يسألهم. حدثنا أبو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ قَالَ: انْتَهَى عِلْمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سِتَّةِ نَفَرٍ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: ثَنَا زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: تَشَامَمْتُ [1] أَصْحَابَ رسول الله صلّى الله عليه
وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ إِلَّا أَنَّهُ [ذَكَرَ] [1] أَبِي وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا مُوسَى. قَالَ: ثُمَّ تَشَامَمْتُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةَ فَوَجَدْتُ عِلْمَهُمُ انْتَهَى إِلَى عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] قَالَ حَدَّثَنِي أُمَيٌّ الصَّيْرَفِيُّ [3] قَالَ: قَالَ أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ لِعَبْدِ اللَّهِ: لَا تَخْتَلِفُوا عَلَيْنَا يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَنَخْتَلِفَ مِنْ بَعْدِكُمْ. فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَبَا الْعُبَيْدَيْنِ إِنَّمَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ دُفِنُوا مَعَهُ فِي الْبُرُدِ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ أَوْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: وَصِرْفُ عِلْمِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى إِلَى سِتَّةٍ: عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأُبَيٍّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، ثُمَّ انْتَهَى عِلْمُ هَؤُلَاءِ السِّتَّةِ إِلَى اثْنَيْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ [5] . حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بن محمد الدوري قال: حدثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ «عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ أَلْتَمِسُ الْعِلْمَ وَالشَّرَفَ فَرَأَيْتُ رَجُلًا عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ وَهُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى مِنْكَبِ رَجُلٍ وَلَهُ غَدَائِرُ قَالَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عَلِيٌّ وَعُمَرُ وَاضِعٌ يَدَهُ عَلَى مِنْكَبِ علي» [6] .
فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
فَضَائِلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ. سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ [1] أَخْبَرَنَا عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عن نبيط بن شريط [2] عن سالم بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] فِي مَرَضِهِ فَقَالَ: أَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَوْ لِلنَّاسِ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ: أَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ: أَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبِي رَجُلٌ أَسِيفٌ [4] إِذَا قَامَ ذَلِكَ الْمَقَامَ يَبْكِي فَلَا يَسْتَطِيعُ. ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ: مُرُوا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ أَوْ صَاحِبَاتُ يُوسُفَ. قَالَ: فَأُمِرَ بِلَالٌ فَأَذَّنَ وَأُمِرَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ خِفَّةً فَقَالَ: انْظُرُوا لِي مَنْ أَتَّكِئُ عَلَيْهِ فَجَاءَ بُرَيْرَةُ [5] وَرَجُلٌ آخَرُ فَاتَّكَأَ عَلَيْهِمَا، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ لِيَنْكُصَ فأومأ
بِيَدِهِ أَنْ يَثْبُتَ مَكَانَهُ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى قَضَى أَبُو بَكْرٍ الصَّلَاةَ [1] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: هَلْ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ؟ قَالَتْ: فَقُلْنَا لَا، أَوْ فَقُلْتُ: لَا. قَالَ مُرِي بِلَالًا فَلْيُنَادِ بِالصَّلَاةِ وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ. قَالَتْ [2] : فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ وَإِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ مَقَامَكَ. قَالَتْ: فَنَظَرَ إِلَيَّ حِينَ فَرَغْتُ مِنْ كَلَامِي، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: هَلْ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: لَا. قَالَ مُرِي بِلَالًا فَلْيُنَادِ بِالصَّلَاةِ وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ أَفَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَتْ: فَأَوْمَأَتْ إِلَيَّ حَفْصَةُ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقْرَأَ يَبْكِي. قَالَتْ: فَنَظَرَ إِلَيْهَا حِينَ فَرَغَتْ مِنْ كَلَامِهَا، ثُمَّ أُغْمِيَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: هَلْ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَتْ: فَقُلْتُ لَا. قَالَ: مُرِي بِلَالًا فَلْيُنَادِ بِالصَّلَاةِ وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ: فَأَقَامَ بِلَالٌ الصَّلَاةَ وَصَلَّى بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ «أَفَاقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ نَوْبَةُ وَبُرَيْرَةُ فاحتملاه» [3] قالت عائشة: فكأني انظر الى
أَصَابِعِ قَدَمَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يخطان في الأرض أو تمشق في الْأَرْضِ-. قَالَتْ [1] : فَلَمَّا أَحَسَّ أَبُو بَكْرٍ بِجِيئَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَسْتَأْخِرَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنْ يَثْبُتَ قَالَتْ: وَجِيءَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوُضِعَ بِحِذَاءِ أَبِي بَكْرٍ- أَوْ قَالَتْ فِي الصَّفِّ-. حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ [2] عَنْ أَبِي صَخْرٍ عَنِ ابْنِ قُسَيْطٍ [3] عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ مَا مَرَّ عَلَى عَيْنِي لَيْلَةٌ مِثْلُ لَيْلَةٍ بَاتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يَا عَائِشَةُ هَلْ طَلَعَ الْفَجْرُ؟ وَأَقُولُ لَا يا رسول الله، حَتَّى إِذَا أَذَّنَ بِلَالٌ بِالصُّبْحِ ثُمَّ جَاءَ بِلَالٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرِي أَبَاكِ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ فَكَانَ بِلَالٌ يُسَلِّمُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سِنَانٌ قال حدثنا شعبة عن سعد ابن إِبْرَاهِيمَ عَنْ [4] عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رسول الله إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ وَمَتَى يَقُمْ مَقَامَكَ تُدْرِكْهُ الرِّقَّةُ. قَالَ: مُرُوهُ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَأَعَادَتْ عَلَيْهِ مِثْلَ قَوْلِهَا وَأَعَادَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ قَوْلِهِ، فَلَمَّا كان في الرابعة أعادت عليه.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيِّ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ عن أبي مسعود الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حفظناه عَنِ الأعمش وَلَمْ نَجِدْهُ هَاهُنَا بِمَكَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ رَجَاءٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَوْسُ بْنُ ضَمْعَجٍ عَنْ أبي مسعود الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فأن كانوا سواء فأعلمهم بالسنة. حدثنا محمد بن فضيل قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شعبة عن إسماعيل بن رجاء عَنْ أَوْسِ [2] بْنِ ضَمْعَجٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَقْدَمُهُمْ قِرَاءَةً فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بالسنة.
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا الحسين بن يزيد القرشي قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ رَجَاءٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ [1] عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمٌ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا؟ قَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَخْلِفُ عَلَيْكُمْ إِلَّا اللَّهَ وَلَكِنْ لِيُصَلِّ بِكُمْ أَبُو بَكْرٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثَنَا زَائِدَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ فَقُلْنَا: لَا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ [2] . قَالَتْ فَفَعَلْنَا، فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ ثَلَاثًا قَالَتْ: وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ. قَالَ: فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِأَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ [3] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا فَكَانَ إِذَا وَجَدَ خِفَّةً صَلَّى وَإِذَا رقد صلّى أبو بكر.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رسول الله إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ. فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رسول الله إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ. فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ. فَأَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَرْقَمَ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الشَّامِ فَسَأَلْتُهُ: رسول الله صلى الله عليه وسلم [2] . فقال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَّا [مَرِضَ] [3] مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ كُنَّا في بيت عائشة، فقال فليصل للناس أَبُو بَكْرٍ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ حَصِرٌ [4] . فَقَالَ: ابْعَثُوا إِلَى عُمَرَ. فَقَالَ عُمَرُ: مَا كُنْتُ لِأَتَقَدَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ حَيٌّ. فَقَدِمَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى بالناس [5] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا قَيْسٌ [2] عَنِ ابْنِ أَبِي السِّفْرِ [3] عَنِ ابْنِ شُرَحْبِيلَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسَاؤُهُ فَاسْتَتَرْنَ مِنِّي إِلَّا مَيْمُونَةَ قد وسعها ذلك. فقال: لا يبقى في البيت أحد شهد اللد الألد [إِلَّا] أَنَّ يَمِينِي لَمْ تُصِبِ الْعَبَّاسَ، ثُمَّ قَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِحَفْصَةَ [4] : قُولِي لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ إِذَا قَامَ ذَلِكَ الْمَقَامَ بَكَى. قَالَ: قُولِي لِأَبِي بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ [5] . حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم صلّى خلف أبي بَكْرٍ [6] . حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جَاءَهُ بِلَالٌ يُؤَذِّنُهُ بِالصَّلَاةِ. فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فليصل بالناس.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ [1] قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ قَاعِدًا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ [2] عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ قَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي منيع قال: ثنا جدي عن الزهري قال: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَكَاتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا قَالَ: لِيُصَلِّ لِلنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ. حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى [3] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الرحمن بن الحارث ابن هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زمعة قال: لما استعز [4] بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: وَدَعَاهُ بِلَالٌ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ: مُرُوا مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَقَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُمَرُ فِي النَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا، فَقُلْتُ قُمْ يَا عُمَرُ فَصَلِّ بِالنَّاسِ. فَلَمَّا كَبَّرَ عُمَرُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عُمَرُ رَجُلًا جَهِيرًا، قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون يأبى
اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَجَاءَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عُمَرُ [1] . حَدَّثَنَا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ حَدَّثَنِي مُوسَى الزَّمْعِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَمْعَةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ عَادَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي هَلَكَ فِيهِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرِ النَّاسَ فَلْيُصَلُّوا. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَلَقِيتُ نَاسًا لَا أُكَلِّمُهُمْ. فما لَقِيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمْ أَبْغِ مَنْ وَرَاءَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: صَلِّ لِلنَّاسِ. فَخَرَجَ لِيُصَلِّيَ لِلنَّاسِ فَلَمَّا سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ عُمَرَ، قَالَ ابْنُ زَمْعَهَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَطْلَعَ رَأْسَهُ مِنْ حُجْرَتِهِ ثُمَّ قَالَ: لَا لَا لِيُصَلِّ لَهُمُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، يَقُولُ ذَلِكَ مُغْضَبًا. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْبَدَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ عَنْ زائدة عن عاصم عن زر عن عبد اللَّهِ [2] قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمُ أَمِيرٌ. فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّ النَّاسَ، فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ يَتَقَدَّمُ أَبَا بَكْرٍ. قَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَعُوذُ باللَّه أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ [3] . حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أخبرني يحي بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَيْطٍ الْأَشْجَعِيِّ عن نعيم [4]
باب في عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عَنْ نُبَيْطٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَكَانَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ [1] ، قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ فَأَفَاقَ، فَقَالَ: أَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ؟ قَالُوا نَعَمْ. قَالَ: مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بِالنَّاسِ. ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ. فَقَالَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ مُرُوا بِلَالًا فَلْيُؤَذِّنْ وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ [2] . عَنْ أَبِي حَازِمٍ [3] عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: كَانَ قِتَالٌ بين بني عمرو ابن عَوْفٍ، فبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فصلّى الظهر، ثم أتاهم يصلح بَيْنَهُمْ فَقَالَ: يَا بِلَالُ إِنْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ وَلَمْ آتِكَ فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ صَلَاةُ الْعَصْرِ أَذَّنَ وَأَقَامَ ثُمَّ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ فَتَقَدَّمَ. بَابٌ فِي عمر بن الخطاب رضي الله عنه حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَظَافِرِي قَالَ: ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. فَقَالَ من حوله:
وما أوّلت ذلك يا رسول الله؟ قَالَ: الْعِلْمُ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا أنا نائم فذكر نحوه. حدثني سَعِيدُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِيَاسٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَخِيهِ الْفَضْلِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعِي حَيْثُ أُحِبُّ وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يُحِبُّ وَالْحَقُّ بَعْدِي مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَيْثُ كَانَ. «حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ مَلَكٍ» [2] . «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أَيُّوبَ قَالَ: إِذَا بَلَغَكَ اخْتِلَافٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتَ فِي ذَلِكَ الِاخْتِلَافِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَشُدَّ يَدَكَ بِهِ فأنه الحق وهو السنة» [3] .
حدثنا سليمان قال: ثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَجْلَانِ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [1] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ رِجَالٌ مُحَدِّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ فَهُوَ عُمَرُ [2] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ صَالِحٍ- يَعْنِي ابْنَ حَيٍّ- قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَأْخُذَ بِالْوَثِيقَةِ مِنَ الْقَضَاءِ فَلْيَأْخُذْ بِقَضَاءِ عُمَرَ فَإِنَّهُ كَانَ يَسْتَشِيرُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ قَبِيصَةَ بْنَ جَابِرٍ يَقُولُ: صَحِبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَقْرَأَ لِكِتَابِ اللَّهِ وَلَا أَفْقَهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَلَا أَحْسَنَ لِدَارِسِهِ مِنْهُ. «وَصَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْطَى لِجَزِيلِ مَالٍ عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْهِ [3] . قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ يُسَمَّى الْفَيَّاضَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مولى لطلحة بن عبيد الله قال: كَانَتْ غَلَّةُ طَلْحَةَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ وَافٍ» [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] قَالَ: حدثني طلحة بن يحي قَالَ: حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي سُعْدَى بِنْتُ عَوْفٍ الْمُرِّيَّةُ قَالَتْ: دَخَلْتُ [3] عَلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمًا حَائِرًا فَقُلْتُ لَهُ: مَا لِي أَرَاكَ حَائِرًا أَرَابَكَ شَيْءٌ مِنْ أَهْلِكَ [4] فَنُعْتِبُكَ؟ فَقَالَ: مَا رَابَنِي مِنْكِ رَيْبٌ وَلَنِعْمَ حَلِيلَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْتِ، إِلَّا أَنَّهُ اجْتَمَعَ فِي بَيْتِ المال مال كثير غمني [5] . قالت: فقلت: وَمَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ. أَرْسِلْ إِلَى قَوْمِكَ وَاقْسِمْهُ بَيْنَهُمْ. قَالَتْ: فَأَرْسَلَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَسَمَهُ بَيْنَهُمْ. قَالَتْ سُعْدَى: فَسَأَلْتُ الْخَازِنَ: كَمْ كَانَ؟ قَالَ أَرْبَعُ مِائَةِ أَلْفٍ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ «قبيصة بن جابر قال: وصحت مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أثقل حلما ولا أبطأ جهلا ولا أبعده أَنَاةً مِنْهُ. وَصَحِبْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَنْصَعَ- أَوْ قَالَ: أَبْيَنَ- طَرَفًا وَلَا أَحْلَمَ جَلِيسًا مِنْهُ، وَصَحِبْتُ زِيَادًا فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخْصَبَ رَفِيقًا وَلَا أَكْرَمَ جَلِيسًا وَلَا أَشْبَهَ سَرِيرَةً بِعَلَانِيَةٍ مِنْهُ. وَصَحِبْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ فَلَوْ أَنَّ مَدِينَةً لَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ لَا يُخْرَجُ مِنْ بَابٍ مِنْهَا إِلَّا بمكر لخرج من أبوابها كلها» [6] .
«قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَسْأَلُ عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ هَذَا: أَسَمِعْتَهُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ كُلَّهُ. ثُمَّ سَمِعْتُ سُفْيَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: صَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْطَى لِجَزِيلِ مَالٍ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْهُ [1] وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ فَظَنَنْتُ أَنْ لَمْ يَكْنُ سَمِعَهُ كُلَّهُ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ حَمْزَةَ [2] عَنْ كَثِيرٍ [3] عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَشَا فِي الْإِسْلَامِ، كُنْتُ آتِي فَأَجْلِسُ بِالْبَابِ فَأَنْتَظِرُ الدُّخُولَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقُلْتُ لِيَرْفَأَ حَاجِبُهُ: خُذْ هَذِهِ الْعِمَامَةَ فَإِنَّ عِنْدِي أُخْتًا لَهَا لِتَلْبِسَهَا، فَكَانَ يُدْخِلُنِي حَتَّى أَجْلِسَ وَرَاءَ الْبَابِ فَمَنْ رَآنِي قَالَ إِنَّهُ لَيَدْخُلُ عَلَى عُمَرَ فِي سَاعَةٍ مَا يَدْخُلُ عَلَيْهِ فِيهَا أَحَدٌ. حَدَّثَنِي أَبُو جعفر أحمد بن يحي الْأَوْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ إِنَّ آذِنَكَ يَعْرِفُ رِجَالًا فَيُؤْثِرُهُمْ بِالْإِذْنِ. قَالَ: عَذَرَهُ اللَّهُ وَاللَّهِ إِنَّ الْمَعْرِفَةَ لَتَنْفَعُ عِنْدَ الْكَلْبِ الْعَقُورِ وَالْجَمَلِ الصَّئُولِ. قَالَ: بَلْهَ [4] مِنَ الرَّجُلِ الْحُرِّ ذِي الْحَسَبِ وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنُصَانِعُ فِي إِذْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ نُمَيْرٍ الصَّنَعَانِيُّ- وَكَانَ مِنَ الْخِيَارِ- قال: حدثنا
وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ [1] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ لَمَّا أَتَى أَرْضَ الْحَبَشَةِ أَخَذَ بِشَيْءٍ فَتُعِلِّقَ بِهِ، فَأَعْطَى دِينَارَيْنِ حَتَّى خُلِّيَ سَبِيلُهُ. وحَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ عُثْمَانَ [3] عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: اجْعَلْ مَالَكَ جُنَّةً [4] دُونَ دِينِكَ. حَدَّثَنَا زَيْدٌ ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: لَيْسَتِ الرِّشْوَةُ الَّتِي يَأْثَمُ فِيهَا صَاحِبُهَا بِأَنْ يَرْشُوَ فَيَدْفَعَ عَنْ مَالِهِ وَدَمِهِ إنما الرشوة التي يأثم فيها أَنْ تَرْشُوَ لِتُعْطَى مَا لَيْسَ لَكَ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بن بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ إِذَا بَعَثَنِي إِلَى بَعْضِ وَلَدِهِ قَالَ لَا تُعْلِمْهُ لَمْ أَبْعَثْ إِلَيْهِ مَخَافَةَ أَنْ يُلَقِّنَهُ الشيطان كذبة. قال: فجاءت امرأة لعبد الله بن عمر ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا عِيسَى لَا يُنْفِقُ عَلَيَّ وَلَا يَكْسُونِي. فَقَالَ: وَيْحَكَ مَنْ أَبُو عِيسَى؟ قَالَتْ: ابْنُكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. قَالَ: وَهَلْ لِعِيسَى مِنْ أَبٍ! فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ: لا تخبره. قل فَأَتَيْتُهُ وَعِنْدَهُ دِيكٌ وَدَجَاجَةٌ هِنْدِيَّانِ، فَقُلْتُ: أَجِبْ أَبَاكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: وَمَا يُرِيدُ مِنِّي؟ قُلْتُ: إِنَّهُ نَهَانِي أَنْ أُخْبِرَكَ، لَا أَدْرِي قَالَ: فَإِنِّي أُعْطِيكَ الدِّيكَ وَالدَّجَاجَةَ عَلَى أَنْ تخبرني. قال: فاشترطت
عَلَيْهِ أَنْ لَا يُخْبِرَ عُمَرَ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَأَعْطَانِي الدِّيكَ وَالدَّجَاجَةَ. فَلَمَّا جِئْتُ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرْتَهُ؟ فو الله مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَقُولَ لَا، فَقُلْتُ نَعَمْ. قَالَ: أَرَشَاكَ؟ قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ: وَمَا أَرْشَاكَ؟ قُلْتُ: دِيكًا وَدَجَاجَةً. فَقَبَضَ عَلَى يَدِي بِيَسَارِهِ وَجَعَلَ يَصَعُنِي [1] بُالدُرَّةِ وجَعَلْتُ أَنْزُو [2] . فَقَالَ: إِنَّكَ لَجَلِيدٌ. ثُمَّ قَالَ: أَيُكَنَّى بِأَبِي عِيسَى وَهَلْ لِعِيسَى مِنْ أَبٍ [3] !! حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ [4] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، كُوفِيٌّ حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، كُوفِيٌّ، حَدَّثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ مُحَمَّدِ ابن عَجْلَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ مُحَدِّثُونَ فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ مِنْهُمْ فَعُمَرُ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أن
عَلِيًّا قَالَ: مَا كُنَّا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ. «حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ، كُوفِيٌّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَلِيٍّ قال: ما كنا ننكر ونحن متوافرون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ [3] عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ [4] الْمَعَافِرِيُّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ ابن الْخَطَّابِ [5] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ [6] يَخْطُبُ وَيَقُولُ إِنِّي لَأَحْسَبُ عُمَرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَلَكٌ يُسَدِّدُهُ وَيُقَوِّمُهُ وَإِنِّي لَأَحْسَبُ الشَّيْطَانَ يَفْرَقُ مِنْ عُمَرَ أَنْ يُحْدِثَ حَدَثًا فَيَرُدَّهُ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ عِلْمَ عُمَرَ وُضِعَ فِي كِفَّةِ مِيزَانٍ وجعل علم أحياء أهل
الْأَرْضِ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى لَتَرَجَّحَ عِلْمُ عُمَرَ مُذْ ذَهَبَ- يَعْنِي يَوْمَ ذَهَبَ بِتِسْعَةِ أَعْشَارِ الْعِلْمِ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ النَّاسَ بِالْجَابِيَةِ فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْقُرْآنِ فَلْيَأْتِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفَرَائِضِ فَلْيَأْتِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْفِقْهِ فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الْمَالِ فَلْيَأْتِنِي، فَإِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي لَهُ خَازِنًا وَقَاسِمًا وَإِنِّي بَادِئٌ بِأَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمُعْطِيهِمْ، وَالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنَا وَأَصْحَابِي أُخْرِجْنَا مِنْ مَكَّةَ مِنْ دِيَارِنَا وَأَمْوَالِنَا، ثُمَّ الْأَنْصَارَ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: فَمَنْ أَسْرَعَ إِلَى الْهِجْرَةِ أَسْرَعَ بِهِ الْعِطَاءُ، وَمَنْ أَبْطَأَ عَنِ الْهِجْرَةِ أَبْطَأَ بِهِ الْعَطَاءُ فَلَا يَؤُمُّنِي رَجُلٌ إِلَّا مُنَاخٌ رَاحِلَتُهُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بن رباح عن ناشرة ابن سَمِيٍّ الْيَزَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يقول يوم الجابية وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي خَازِنًا لهذا المال وقاسما له، ثم قَالَ: بَلِ اللَّهُ يَقْسِمُهُ وَإِنِّي بَادِئٌ بِأَهْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَشْرَفِهِمْ فَفَرَضَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةَ آلَافٍ إِلَّا جُوَيْرِيَةَ وَصَفِيَّةَ وَمَيْمُونَةَ وَقَالَتْ عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ كَانَ يَعْدِلُ بَيْنَنَا فَعَدَلَ بَيْنَهُنَّ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي بَادِئٌ بِأَصْحَابِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فَإِنَّا أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا ظُلْمًا وَعُدْوَانًا ثُمَّ أَشْرَفِهِمْ فَفَرَضَ لِأَصْحَابِ بَدْرٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ آلَافٍ وَلِمَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَفَرَضَ لِمَنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَقَالَ: مَنْ أَسْرَعَ فِي الْهِجْرَةِ أَسْرَعَ بِهِ الْعَطَاءُ، ومن أبطأ
فِي الْهِجْرَةِ أَبْطَأَ بِهِ الْعَطَاءُ فَلَا يَؤُمُّنِي رَجُلٌ إِلَّا مُنَاخٌ رَاحِلَتُهُ، وَإِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِنِّي أَمَرْتُهُ أَنْ يحبس هَذَا الْمَالَ عَلَى ضَعَفَةِ الْمُهَاجِرِينَ فَأَعْطَى ذَا الْبَأْسِ وَذَا الشَّرَفِ وَذَا اللِّسَانِ فَنَزَعْتُهُ وَأَمَّرْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. فَقَامَ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا اعْتَذَرْتَ يَا عُمَرُ بْنَ الْخَطَّابِ، لَقَدْ نَزَعْتَ غُلَامًا اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَمَدْتَ سَيْفًا سَلَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَوَضَعْتَ لِوَاءً نَصَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَطَعْتَ الرَّحِمَ، وَحَسَدْتَ ابْنَ الْعَمِّ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّكَ قَرِيبُ الْقَرَابَةِ حَدِيثُ السِّنِّ تَغْضَبُ فِي ابْنِ عَمِّكَ. «حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَاهُ أَبَا الْخَيْرِ حَدَّثَهُ: إِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ لِكُرَيْبِ بْنِ أَبْرَهَةَ: أَحَضَرْتَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَمَنْ [1] يُحَدِّثُنَا عَنْهَا؟ قَالَ كُرَيْبٌ: إِنْ بَعَثْتَ إِلَى سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيّ حَدَّثَكَ عَنْهَا. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: حَدِّثْنِي عَنْ خُطْبَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْجَابِيَةِ؟ قَالَ سُفْيَانُ: إِنَّهُ لَمَّا اجْتَمَعَ الْفَيْءُ أَرْسَلَ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنْ يَقْدَمَ بِنَفْسِهِ، فَقَدِمَ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فَإِنَّ هَذَا الْمَالَ نَقْسِمُهُ عَلَى مَنْ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْعَدْلِ إِلَّا هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ فَلَا حَقَّ لَهُمْ فِيهِ. فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو حَدِيدَةَ [2] الْأَجْذَمِيُّ فَقَالَ: نَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عُمَرُ فِي الْعَدْلِ. فَقَالَ عُمَرُ: الْعَدْلَ أُرِيدُ، أَنَا أَجْعَلُ أَقْوَامًا أَنْفَقُوا فِي الظَّهْرِ وشدوا العرض وساحوا في البلاد مثل
قَوْمٍ مُقِيمِينَ فِي بِلَادِهِمْ؟ وَلَوْ أَنَّ الْهِجْرَةَ كَانَتْ بِصَنْعَاءَ أَوْ بِعَدَنَ مَا هَاجَرَ إِلَيْهَا مِنْ لَخْمٍ وَلَا جُذَامَ أَحَدٌ. فَقَامَ أَبُو حَدِيدَةَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَنَا فِي بِلَادِهِ حَيْثُ شَاءَ وَسَاقَ إِلَيْنَا الْهِجْرَةَ فِي بِلَادِنَا فَقَبِلْنَاهَا وَنَصَرْنَاهَا، أَفَذَلِكَ يَقْطَعُ حَقَّنَا يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: لَكُمْ حَقُّكُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ. ثُمَّ قَسَمَ فَكَانَ لِلرَّجُلِ نِصْفُ دِينَارٍ فَإِذَا كَانَتْ مَعَهُ امرأته أعطاه دينارا، ثم دعا ابن قاطورا ٍصَاحِبَ الْأَرْضِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي مَا يَكْفِي الرَّجُلَ مِنَ الْقُوتِ فِي الشَّهْرِ وَفِي الْيَوْمِ؟ فَأُتِيَ بالمدي والقسط فقال: يكفيه هذا المديان فِي الشَّهْرِ وَقِسْطُ زَيْتٍ وَقِسْطُ خَلٍّ. فَأَمَرَ عُمَرُ بِمُدَّيْنِ مِنْ قَمْحٍ فَطُحِنَا ثُمَّ عُجِنَا ثُمَّ خُبِزَا ثُمَّ أَدَمَهُمَا بِقِسْطَيْنِ زَيْتٍ ثُمَّ أَجْلَسَ عَلَيْهِمَا ثَلَاثِينَ رَجُلًا فَكَانَ كَفَافَ شَبَعِهِمْ، ثُمَّ أَخَذَ عُمَرُ الْمُدَّيْنِ بِيَمِينِهِ وَالْقِسْطَ بِيَسَارِهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ لَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَنْقُصَهَا بَعْدِي، اللَّهمّ فَمَنْ نَقَصَهَا فَانْقُصْ مِنْ عُمْرِهِ» [1] فَغَضِبَ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَقَالَ إِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ. قَالَ سُفْيَانُ: قَدِ اعْتَذَرَ اللَّهُ اليّ في العمر، ثم قال عمر ابن الْخَطَّابِ: هَلْ مِنْ شَرَابٍ؟ فَقَالَ: عِنْدَنَا الْعَسَلُ وَعِنْدَنَا شَرَابٌ نَشْرَبُهُ مِنَ الْعِنَبِ، فَدَعَا بِهِ عُمَرُ فَأُتِيَ بِهِ وَهُوَ مِثْلُ الطِّلَاءِ- طِلَاءُ [2] الْإِبِلِ- فَأَدْخَلَ عُمَرُ فِيهِ إِصْبَعَهُ ثُمّ قَالَ: مَا أَرَى بِهَذَا بَأْسًا. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوهَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ عِنْدِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ بِثَمَانِ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَقَالَ لِي: بِمَاذَا قَدِمْتَ؟
قُلْتُ: قَدِمْتُ بِثَمَانِ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ تِهَامِيٌّ أَحْمَقُ، إِنَّمَا قَدِمْتَ بِثَمَانِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَكَمْ ثَمَانِ مِائَةِ أَلْفِ درهم! فعددت مائة ألف حتى عددت ثمان مائة. فَقَالَ: أَطَيِّبٌ وَيْلُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَبَاتَ عُمَرُ لَيْلَتَهُ أَرِقًا، حَتَّى إِذَا نُودِيَ بِصَلَاةِ الصُّبْحِ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا نِمْتَ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: كَيْفَ يَنَامُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَقَدْ جَاءَ النَّاسُ مَا لَمْ يَكُنْ يَأْتِيهِمْ مِثْلُهُ مُنْذُ كَانَ الْإِسْلَامُ، فَمَا يُؤَمِّنُ عُمَرَ لَوْ هَلَكَ وَذَلِكَ الْمَالُ عِنْدَهُ فَلَمْ يَضَعْهُ فِي حَقِّهِ. فَلَمَّا صَلَّى الصُّبْحَ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّهُ قَدْ جَاءَ النَّاسُ اللَّيْلَةَ مَا لَمْ يَأْتِهِمْ مِثْلُهُ مُنْذُ كَانَ الْإِسْلَامُ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا فَأَشِيرُوا عَلَيَّ، رَأَيْتُ أَنْ أَكِيلَ لِلنَّاسِ بِالْمِكْيَالِ. فَقَالُوا: لَا تَفْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي الْإِسْلَامِ وَيَكْثُرُ الْمَالُ وَلَكِنْ أَعْطِهِمْ عَلَى كِتَابٍ، فَكُلَّمَا كَثُرَ النَّاسُ وَكَثُرَ الْمَالُ أَعْطَيْتَهُمْ عَلَيْهِ. قَالَ فَأَشِيرُوا عَلَيَّ بِمَنْ أَبْدَأُ مِنْهُمْ؟ قَالُوا: بِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ وَلِيُّ ذَلِكَ. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ. قَالَ: لَا. وَلَكِنِّي أَبْدَأُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ الْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ إِلَيْهِ فَوَضَعَ الدِّيوَانَ عَلَى ذَلِكَ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: بَدَأَ بِهَاشِمٍ وَالْمُطَّلِبِ فَأَعْطَاهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ أَعْطَى بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ ثُمَّ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَإِنَّمَا بَدَأَ بِبَنِي عَبْدِ شَمْسٍ لِأَنَّهُ كَانَ أَخَا هَاشِمٍ لِأُمِّهِ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَأَوَّلُ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ بَنِي هَاشِمٍ وَالْمُطَّلِبِ فِي الدَّعْوَةِ عَبْدُ الْمَلِكِ، قَدِمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَخُو بَنِي الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: أَقَدْ رَضِيتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنْ تُدْعَى بِغَيْرِ أَبِيكَ فَتُجِيبُ؟ قَالَ: وَمَنْ يَدْعُونِي بِغَيْرِ أَبِي؟ قَالَ: أَلَيْسَ يُدْعَى بَنُو هَاشِمٍ وَلَا يُدْعَى بَنُو الْمُطَّلِبِ فَتُجِيبُ. فَقَالَ: أَمْرٌ صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ: تَسْأَلُنِي أَنْ أُفَرِّقَكُمْ عَلَى عَرِّيفٍ فَأَفْعَلُ.
فَلَمَّا أَذِنَ لِلنَّاسِ قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّا أَصْبَحْنَا لَيْسَ لَنَا عَرِّيفٌ إِنَّمَا يُدْعَى بَنُو هَاشِمٍ فَنُجِيبُ، فَاجْعَلْ لَنَا عَرِّيفًا؟ فَكَتَبَ لَهُ أَنْ يُفَرَّقُوا عَلَى عَرِّيفٍ وَيَكُونَ ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ يَلِيهَا وَيُوَلِّيهَا مَنْ أَحَبَّ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَاشِمٌ وَالْمُطَّلِبُ كَهَاتَيْنِ، وَضَمَّ أَصَابِعَهُ وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ فَرَّقَ بينهما ربونا صغارا وجعلناهم كِبَارًا. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَنْ قَدِمَ عَلِيًّا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَدْ زَرَى [1] عَلَى الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَخَافُ أَنْ لَا يَنْفَعَهُ مَعَ ذَلِكَ عَمَلٌ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سُئِلَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ؟ قَالَ: مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا أَقْتَدِي بِهِ إِلَّا وَهُوَ يُقَدِّمُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَيُمْسِكُ عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ. حدثنا إبراهيم بن المنذر قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى قَلْبِ عُمَرَ وَعَلَى لِسَانِهِ، وَمَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أَمْرٌ قَطُّ فَقَالُوا فِيهِ بِالرَّأْيِ فَقَالَ فِيهِ عُمَرُ إِلَّا جَاءَ الْقُرْآنُ بِمَا قَالَ فِيهِ عُمَرُ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يزيد عن
[أخبار سعيد بن المسيب] [2]
أَبِي أُوَيْسٍ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرَةَ الزُّبَيْدِيِّ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ الْمَوْتُ قِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَوْصِنَا؟ قَالَ: أَجْلِسُونِي، قَالَ إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مكانهما فمن ابتغاهما وجدهما، إِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا فَمَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا، فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةِ رَهْطٍ: عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ [1] . [أَخْبَارُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ] [2] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا وَسُئِلَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ هَلْ أَدْرَكَ عُمَرَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنَّهُ وُلِدَ فِي زَمَانِ عُمَرَ فَلَمَّا كَبُرَ أَكَبَّ عَلَى الْمَسْأَلَةِ عَنْ شَأْنِهِ وَأَمْرِهِ حَتَّى كَأَنَّهُ رَآهُ. قَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُرْسِلُ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ يَسْأَلُهُ عَنْ بَعْضِ شَأْنِ عُمَرَ وَأَمْرِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [عَنْ أَبِيهِ] [3] عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنِّي. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الاويسي قال: حدثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَأَسِيرُ فِي طلب الحديث
الْوَاحِدِ مَسِيرَةَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ [1] . قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ بِالشَّجَرَةِ» [2] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ ابن وهب وأخبرني مالك أن القاسم ابن مُحَمَّدٍ كَانَ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ فَيَقُولُ لِلَّذِي يَسْأَلُهُ: مَنْ سَأَلْتَ؟ فَيَقُولُ الرَّجُلُ: سَأَلْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَأَلْتُ فُلَانًا وَسَأَلْتُ فُلَانًا فَيَقُولُ لَهُ الْقَاسِمُ: هَلْ سَأَلْتَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: مَا قَالَ؟ فَيَقُولُ: قَالَ كَذَا وَكَذَا. فيقول له القاسم: فأطعه فذلك سيدنا وأعلمنا. ثم ذكر مالك فضل القاسم فقال: وكان القاسم من فقهاء هذه الأمة. حدثنا سعيد بن منصور حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي معبد قال: حثت القاسم وسالم أَسْأَلُهُمَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَا لِي: اذْهَبْ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَلْهُ ثُمَّ ائْتِنَا فَأَخْبِرْنَا. فذهبت الى سعيد، ثم أتيت القاسم وسالم فَأَخْبَرْتُهُمَا فَقَالَا: ذَاكَ رَأْيُنَا. «حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ: أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا، فَأُخْبِرَ ابْنُ عُمَرَ بِجَوَابِهِ، فَعَجِبَ ابْنُ عُمَرَ مِنْ فُتْيَا ابْنِ الْمُسَيِّبِ، ثُمّ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَلَيْسَ قَدْ أَخْبَرْتُكُمْ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ- يُرِيدُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ- وَهُوَ وَاللَّهِ أَحَدُ الْمُفْتِينَ» [3] . حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ وَزَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالا: أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ له أبو
إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ أَرَى الرَّجُلَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ وَإِنَّهُ لَيَدْخُلُ الْمَسْجِدَ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ مِنْ فِقْهٍ، قَالَ زَيْدٌ: فَيَدْفَعُهُ النَّاسُ مِنْ [1] مَجْلِسٍ إِلَى مَجْلِسٍ حَتَّى يُرْفَعَ- قَالَ زَيْدٌ: حَتَّى يُدْفَعَ- إِلَى مَجْلِسِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ. حَدَّثَنَا محمد بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ سَعِيدًا كَانَ يَلْزَمُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ. قَالَ ابْنُ [2] وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ لِسَعِيدٍ رَاوِيَةُ ابْنِ عُمَرَ [3] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا يَصُومُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ وَهُوَ يَأْكُلُ خُبْزًا وَسَلْقًا فَقَالَ لَهُ: تَعَالَ فَكُلْ. قَالَ: فَسَأَلَهُ الرَّجُلُ عَنْ شَيْءٍ، قَالَ مَالِكٌ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ أَمْرِ الْقَضَاءِ. فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: أَرَاكَ أَحْمَقَ، اذْهَبْ إِلَى الْقَاضِي الَّذِي أُجْلِسَ لِهَذَا أَتَرَانِي كُنْتُ أَشْغَلُ نَفْسِي بِهَذَا، أَوْ قَالَ: بِكَ. حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ يَقُولُ: أَقْعِدُونِي فَإِنِّي أُعَظِّمُ أَنْ أُحَدِّثَ حَدِيثَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع، فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يقول: حدثني يحي بن سعيد. [و] حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ يحي بن سعيد أن ابن
المسيب يسمى رواية عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لِأَنَّهُ كَانَ أَحْفَظَ النَّاسِ لِأَحْكَامِهِ وَأَقْضِيَتِهِ [1] . حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَمَّا أَعْلَمُهُمْ بِقَضَايَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَضَايَا أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأَفْقَهُهُمْ فِقْهًا. وَأَعْلَمُهُمْ بِمَا مَضَى مِنْ أَمْرِ النَّاسِ فَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَمَّا أَغْزَرُهُمْ حَدِيثًا فَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَلَا يَنْسَى أَنْ يَفْخَرَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَخْرًا إِلَّا فَخَرَ بِهِ. قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ لَكَ عِرَاكٌ: وَأَعْلَمُهُمْ عِنْدِي جَمِيعًا ابْنُ شِهَابٍ فَإِنَّهُ جَمَعَ عِلْمَهُمْ إِلَى عِلْمِهِ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ [2] الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: كَانَ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِمْ سَبْعَةً: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. قَالَ: وَكَانُوا إِذَا جَاءَتْهُمُ الْمَسْأَلَةُ دَخَلُوا جَمِيعًا فَنَظَرُوا فِيهَا، وَلَا يَقْضِي الْقَاضِي حَتَّى تُرْفَعَ إِلَيْهِمْ فَيَنْظُرُونَ فِيهَا فَيَصْدُرُونَ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَا صَبَرَ أَحَدٌ عَلَى الْعِلْمِ صَبْرِي وَلَا نَشَرَهُ أَحَدٌ نَشْرِي، فَأَمَّا عُرْوَةُ فَكَانَ بِئْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ، وَأَمَّا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فَنَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ فَذَهَبَ ذِكْرُهُ كُلَّ مَذْهَبٍ. حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ قَالَ: كَانَ أَبْنَاءُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَالِسُونَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَلَا يَسْأَلُ [3] أَحَدٌ مِنْهُمْ
عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْ يَسْأَلَ [1] عَنْ شَيْءٍ فَيُحَدِّثُهُمْ بِهِ. حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ الْحَسَنَ قَالَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا فقال: احتوشه نساجو أهل العراق فأفسدوه. حدثني ابن بكير قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَلَى طَارِقٍ [2] فَقَالَ طَارِقٌ: لَأُرْسِلَنَّ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَإِمَّا أَنْ يُبَايِعَ وَإِمَّا أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ. قَالَ فَانْصَرَفَ وَمَرَّ بِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرحمن فأخبره، فذهبا الى سعيد بن المسيب فقالا لَهُ: تُبَايِعُ؟ قَالَ: لَا أَلْعَبُ بِدِينِي كَمَا [3] لَعِبْتُمَا بِدِينِكُمَا. قَالا لَهُ: فَاخْرُجْ إِلَى الْبَادِيَةِ لَعَلَّهُ يَنْسَاكَ. فَقَالَ: لَا. فَقَالَا: فَتَجْلِسُ فِي بيتك. فقال: أسمع المنادي يدعو الى الفلاح فَمَا أُجِيبُهُ! قَالُوا: فَتَحَوَّلْ عَنْ مَوْضِعِكَ فَإِنَّهُ مُقَابِلٌ لَهُ فَإِذَا خَرَجَ رَآكَ. قَالَ: أَتَحَوَّلُ لِمَكَانٍ غَيْرِهِ [4] هَذَا مَوْضِعٌ نَحْنُ نَجْلِسُ فِيهِ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. فَلَمَّا خَرَجَ طَارِقٌ تَبِعَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ فَقَالَ لَهُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فِيمَا فَعَلْتَ وَخَاصَّةً فِي شَيْخِنَا سَعِيدٍ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُهُ وَقَالَ: [وَمَا] [5] انْفَلَتَ مِنِّي إِلَّا لِنِسْيَانٍ. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو الطَّاهِرِ وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالُوا: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك عن ابْنِ شِهَابٍ أنَّهُ كَانَ يُجَالِسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ وَكَانَ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْأَنْسَابَ وَغَيْرَ ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ يَوْمًا عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ هَذَا فعليك بهذا الشيخ سعيد بن المسيب.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَجَالَسْتُهُ سَبْعَ حِجَجٍ وَأَنَا لَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا عِنْدَهُ عِلْمٌ غَيْرَهُ. وَقَالَ: إِنَّ فُتْيَا ابْنِ شِهَابٍ وَوِجْهَةَ مَا كَانَ يَأْخُذُ بِهِ إِلَى قَوْلِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا ضَمَّامٌ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ بَيْعَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَعَ بَيْعَةِ الْوَلِيدِ كَرِهَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَنْ يُبَايِعَ بَيْعَتَيْنِ، فَكَتَبَ صَاحِبُ الْمَدِينَةِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ كَرِهَ أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا جَمِيعًا. فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى صَاحِبِ الْمَدِينَةِ: وَمَا كَانَ حَاجَتُكَ إِلَى رَفْعِ هَذَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، مَا كُنَّا نَخَافُ مِنْهُ. فَأَمَّا إِذَا ظَهَرَ ذَلِكَ وَانْتَشَرَ فِي النَّاسِ فَادْعُهُ إِلَى مَا دَخَلَ فِيهِ مَنْ دَخَلَ فِي هَذِهِ الْبَيْعَةِ، فَإِنْ أَبَى فَاجْلِدْهُ مِائَةَ سَوْطٍ، وَاحْلِقْ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ، وَأَلْبِسْهُ ثِيَابًا مِنْ شَعْرٍ، وَأَوْقِفْهُ عَلَى النَّاسِ فِي سُوُقِ الْمُسْلِمِينَ لِئَلَّا يَجْتَرِئَ عَلَيْنَا غَيْرُهُ فَلَمَّا عَلِمَ مَنْ [1] كَانَ مِنْ قُرَيْشٍ سَأَلُوا الْوَالِيَ أَنْ لَا يَعْجَلَ عَلَيْهِ حَتَّى يُخَوِّفُوهُ بِالْقَتْلِ فَعَسَى أَنْ يُجِيبَ، فَأَرْسَلُوا مَوْلًى لَهُ كَانَ فِي الْحَرَسِ فَقَالُوا: اذْهَبْ فَأَخِفْهُ بِالْقَتْلِ وَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ مَقْتُولٌ لَعَلَّ ذَلِكَ يُخِيفُهُ حَتَّى يَدْخُلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ. فَجَاءَهُ مَوْلَاهُ- وَهُوَ على مسجده يُصَلِّي- فَبَكَى الْمَوْلَى، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: مَا يُبْكِيكَ وَيْحَكَ؟ قَالَ: يُبْكِينِي مَا يُرَادُ بِكَ قَدْ جَاءَ كِتَابٌ فِيكَ إِنْ لَمْ تُبَايِعْ قُتِلْتَ فَجِئْتُكَ لِتَتَطَهَّرَ وَتَلْبَسَ ثِيَابًا طَاهِرَةً وَتَفْرُغَ مِنْ عَهْدِكِ. قَالَ: وَيْحَكَ قَدْ وَجَدْتَنِي أُصَلِّي عَلَى مَسْجِدِي فَتَرَانِي كُنْتُ أُصَلِّي وَلَسْتُ بِطَاهِرٍ وَثِيَابِي غَيْرُ طَاهِرَةٍ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْعَهْدِ فَإِنِّي أَضَلُّ مِمَّنْ أَرْسَلَكَ إِنْ كُنْتُ بِتُّ لَيْلَةً وَلَمْ أَفْرُغْ مِنْ عَهْدِي، فَإِذَا شِئْتَ فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأُبَايِعَ بَيْعَتَيْنِ فِي الْإِسْلَامِ بَعْدَ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ عَن ْرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا كانتا بيعتين فأقيلوا الحدثى منهما.
فَانْطَلَقَ مَعَهُ [1] . فَلَمَّا أَتَى الْوَالِيَ دَعَوْهُ فَأَبَى أَنْ يُجِيبَ. فَأَمَرَهُ بِلِبْسِ ثِيَابٍ مِنْ شَعْرٍ، وَأَمَرَهُ بِالتَّجْرِيدِ فَجُلِدَ مِائَةَ سَوْطٍ وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ وَوُقِفَ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ إِلَّا هَذَا مَا نَزَعْتُ ثِيَابِي طَائِعًا وَلَا أَجَبْتُ إِلَى ذَلِكَ. فَقَالَ ضَمَّامٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّ هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ كَانَ إِذَا خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُحَوِّلُ إِلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَجْهَهُ مَا دَامَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى إِذَا رَفَعَ يَمْدَحُ عَبْدَ الْمَلِكِ وَيَقُولُ فِيهِ مَا يَقُولُ أَعْرَضَ عَنْهُ سَعِيدٌ بِوَجْهِهِ فَلَمَّا فَطِنَ لَهُ هِشَامٌ أَمَرَ حَرَسِيًّا أَنْ يَخْضِبَ وَجْهَهُ إِذَا تَحَوَّلَ عَنْهُ، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِ، فَقَالَ سَعِيدٌ لِهِشَامٍ- وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ فَقَالَ- هِيَ ثَلَاثٌ. فَمَا تَمُرُّ بِهِ إِلَّا ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ حَتَّى عُزِلَ هِشَامٌ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: ضُرِبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِائَةً وَأُدْخِلَ فِي ثِيَابٍ مِنْ شَعْرٍ. قَالَ مَالِكٌ: وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَغْبِطُ رَجُلًا لَمْ يُصِبْهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَذًى. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ الْمُسَيِّبِ لَمَّا جَلَسَ بَعَثَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ بِطَعَامٍ صَنَعُوهُ لَهُ قَلَّمَا أُتِيَ بِهِ قَالَ سَعِيدٌ: لَا أَذُوقُهُ، انْظُرُوا الْأَقْرَاصَ الأربعة التي كنت آكلهم بِالزَّيْتِ فِي الْبَيْتِ فَابْعَثُوا بِهِنَّ إِلَيَّ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ مَعَهُ رَجُلٌ فِي السِّجْنِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ بِأَلْوَانٍ مِنَ الطَّعَامِ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: أَرَأَيْتَ تُرِيدُ أَنْ تَجْلِسَ هَاهُنَا كُفَّ هَذَا عَنْكَ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ المسيب يزعم قومك أنه انما مَنَعَكَ مِنَ الْحَجِّ أَنَّكَ جَعَلْتَ للَّه عَلَيْكَ إِذَا رَأَيْتَ الْكَعْبَةَ أَنْ تَدْعُوَ عَلَى بَنِي مَرْوَانَ؟ قَالَ: مَا فَعَلْتُ وَمَا أُصَلِّي للَّه صلاة الا دعوت الله عليهم، واني قد حَجَجْتُ وَاعْتَمَرْتُ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالكا يَحْدُثُ: أَنَّ غُلَامًا مِنَ الْعُمَّالِ بَعَثَ إِلَى سعيد بن المسيب بخمسة آلاف درهم،
فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ: بُعِثَ بِهَذَا إِلَيْكَ- أَصْلَحَكَ الله- لتنفقها وتجعلها فِي حَاجَتِكَ. قَالَ وَسَعِيدٌ جَادٌّ مُجِدٌّ يُحَاسِبُ غُلَامًا لَهُ فِي نِصْفِ دِرْهَمٍ يَدَّعِيهِ قَبْلَهُ وَالْغُلَامُ يَقُولُ: لَيْسَ لَكَ عِنْدِي شَيْءٌ. قَالَ سَعِيدٌ لِلرَّسُولِ: اذْهَبْ إِلَى عَمَلِكَ، ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَيْهِ الرَّسُولُ أَيْضًا، فَقَالَ: اغْرُبْ عَنِّي، وَأَبَى أن يأخذها منه. [و] وَكَلَهُ إِنْسَانٌ فِي تَرِكَةٍ أَنْ يَأْخُذَهَا، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: هَذَا النِّصْفُ دِرْهَمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَدِمَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَدِينَةَ فَأَقَامَ، فَأَرْسَلَ رَسُولًا إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَجَاءَهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُوكَ فَأَجِبْ. فَقَالَ لَهُ: قُلْ لَهُ لَيْسَ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ وَحَاجَتُكَ عِنْدِي غَيْرُ مَقْضِيَّةٍ. فَرَجَعَ الرَّسُولُ، فَقَالَ: اذهب فقل لَهُ: إِنَّمَا أُكَلِّمُكَ فِي حَاجَةٍ. فَجَاءَ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّمَا يُرِيدُكَ فِي حَاجَةٍ. فَقَالَ: لَيْسَ لي اليه حاجة، وحاجته عندي غير مقضة. فَقَالَ: يُرْسِلُ إِلَيْكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَتَقُولُ هَذَا القول فلو أنه قد تقدم اليّ فيك لَحَمَلْتُ إِلَيْهِ رَأْسَكَ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إِنَّ ابْنَ شِهَابٍ قَالَ: وَجَدْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ بَحْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ، وَأَمَّا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فَكَانَ يَنْصِبُ نَفْسَهُ للناس. فقال يحي: أَمَّا أَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَنِ وَأَقْضِيَةِ عُمَرَ فَابْنُ الْمُسَيِّبِ وَأَمَّا أَكْثَرُهُمْ حَدِيثًا فَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ. «حَدَّثَنَا أبو صالح قال: حدثني الليث عن يحي بن سعيد قال: كان
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ يُشْكِلُ عَلَيْهِ قَالَ: سَلُوا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَإِنَّهُ قَدْ جَالَسَ الصَّالِحِينَ» [1] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أبي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ فَجَلَسَ فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ لَهُ الرجل: وددت أنك لم تتعنّ. فقال: اني كرهت أَنْ أُحَدِّثَكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُضْطَجِعٌ. قَالَ: وَكَانَ سَعِيدٌ لَا يُبَالِي مَنْ خَالَفَهُ فِي النَّاسِ لِعِلْمِهِ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ جَمِيلٍ الْأَيْلِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِي لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ حِينَ قَدِمَ لِلْبَيْعَةِ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ الْمَدِينَةَ مِنْ بَعْدِ أَبِيهِمَا: إِنِّي مُشِيرٌ عَلَيْكَ بِخِصَالٍ ثَلَاثٍ. قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ [قَالَ] [2] : يُغَيَّرُ لَكَ مَقَامُكَ فَإِنَّكَ تَقُومُ حَيْثُ يَرَاكَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ. قَالَ: مَا كُنْتُ لِأَتْرُكَ مَقَامًا أَقُومُهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: أَوْ تَخْرُجُ مُعْتَمِرًا. قَالَ: مَا كُنْتُ لِأُنْفِقَ مَالِي وَأُجْهِدُ بَدَنِي فِي شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ نِيَّةٌ. قَالَ: فَمَا الثالثة؟ فقال: تبايع. قال: أرأيت إِنْ كَانَ اللَّهُ أَعْمَى قَلْبَكَ كَمَا أَعْمَى بَصَرَكَ فَمَا عَلَيَّ. قَالَ: وَكَانَ أَعْمَى. قَالَ رَجَاءٌ: فَدَعَاهُ هِشَامٌ إِلَى الْبَيْعَةِ فَأَبَى، فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الملك: مالك وَلِسَعِيدٍ، مَا كَانَ عَلَيْنَا مِنْهُ شَيْءٌ نَكْرَهُهُ، فأما إذا فعلت فأضربه ثَلَاثِينَ سَوْطًا وَأَلْبَسَهُ ثِيَابًا مِنْ شَعْرٍ وَأَوْقَفَهُ لِلنَّاسِ لِئَلَّا يَقْتَدِيَ بِهِ النَّاسُ. فَدَعَاهُ هِشَامٌ، فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَالَ: لَا أُبَايِعُ لِاثْنَيْنِ. فَضَرَبَهُ ثَلَاثِينَ سَوْطًا وَأَلْبَسَهُ ثِيَابًا مِنْ شَعْرٍ وَأَوْقَفَهُ لِلنَّاسِ. قَالَ رَجَاءٌ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ الْأَيْلِيِّينَ الَّذِينَ كانوا
فِي الشَّرْطِ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: عَلِمْنَا أَنَّهُ لَا يَلْبَسُ الثِّيَابَ طَائِعًا قَالَ فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ الْقَتْلُ فَاسْتُرْ بِهِ عَوْرَتَكَ. قَالَ فَلَبِسَهُ. قَالَ: فَلَمَّا ضُرِبَ ثَلَاثِينَ عَلِمَ أَنَّا خَدَعْنَاهُ. قَالَ فَقَالَ: يَا نَصَحَةُ أَهْلًا ثَلَاثًا لَوْلَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ الْقَتْلُ لَمَا لَبِسْتُهُ. حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ [2] عَنْ مَالِكٍ قَالَ: دَخَلَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ وَلَمْ يَطْعَمْ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. قَالَ: فَكَلَّمَهُ. فَقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: وَكَيْفَ يَأْكُلُ إِنْسَانٌ وَهُوَ عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحَالِ. قَالَ: إِنَّهُ لَا بُدَّ لِصَاحِبِ الدُّنْيَا مَا كَانَ فِيهَا أَنْ يَطْعَمَ. قَالَ: فَمَا ذَاكَ حَتَّى حَسَا حَسْوًا، ثُمَّ قَالَ لَهُ: سَلِ الْعَافِيَةَ، فَإِنِّي أَظُنُّ الشَّيْطَانَ قَدْ كَانَ يَغِيظُهُ مَجْلِسُكَ مِنَ الْمَسْجِدِ. فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: اللَّهمّ سَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مِنِّي [3] . حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْهَبُ صَاحِبُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَالِمًا بِالْبُيُوعِ، فَقِيلَ له: فسليمان ابن يَسَارٍ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ. وَسُلَيْمَانُ فِيمَا يَعْلَمُ، وقد كان علم وسمع.
قَالَ مَالِكٌ: وَمَاتَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمُ وَلَمْ يَتْرُكُوا كِتَابًا. وَمَاتَ أَبُو قِلَابَةَ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ ترك حمل بغل كتب. حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [1] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ، فَقَالَ لِي، إِنَّهُ قَدْ نُهِيَ عَنْ مُجَالَسَتِي. قُلْتُ: إِنِّي رَجُلٌ غَرِيبٌ. قَالَ: إِنَّمَا أَخْبَرْتُكَ لِئَلَّا تُصِيبَكَ مَعَرَّةٌ لِأَنْ يَعْرَاكَ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ الْحِمْصِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ جَاءَتْ بَيْعَةُ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ هِشَامَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ [فَدَعَا] [2] سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَعَ قَوْمِهِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ إِلَى أَنْ يُبَايِعَ لَهُمَا، فَأَبَى أَنْ يَفْعَلَ، فَجَلَدَهُ، وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ شَعْرٍ. فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ تَذْهَبُونَ بِي؟ قَالُوا: نَقْتُلُكَ. فَقَالَ: أَنَا إِذًا لَسَعِيدٌ كَمَا سمعتني أُمِّي. فَلَمَّا خَلَّوْا سَبِيلَهُ قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ إِنَّمَا أَلْبَسْتُمُونِي ثِيَابًا لِتَضْرِبُونِي [3] مَا لَبِسْتُهُ، وَلَكِنْ ظَنَنْتُ أَنَّكُمْ تَقْتُلُونِي فَأَجَبْتُ أَنْ أُوَارِيَ عَوْرَتِي. قَالَ عُمَرُ: وَلَمْ يَأْخُذْ سَعِيدٌ لِآلِ مروان عطاء حتى مضى لسبيله، كان يأخذه بَعْضُ أَهْلِهِ يَجْمَعُهُ فَلَمَّا تُوُفِّيَ اقْتَسَمُوهُ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا خالد بن عبد الله [4] عن دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ مَحَا اسْمَهُ مِنَ الدِّيوَانِ فِي الْفِتْنَةِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَهْلُ بن هاشم [5] عن الأوزاعي
فضل أبي بكر وعمر [3]
قَالَ: سئل الزهري وَمَكْحُولٌ: من أفقه من أدركتما؟ فقالا: سعيد بن المسيب. حدثني أبو بكر بن عبد الملك قال: حدثنا عبد الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَقِيتُ مِنْ قُرَيْشٍ أَرْبَعَةَ بُحُورٍ: سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَأَبَا سَلَمَةَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ مَعْمَرٌ: كُنَّا نَرَى أنا قَدْ أَكْثَرْنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ فَأُخْرِجَتْ دَفَاتِرُ الزُّهْرِيِّ عَلَى الدَّوَابِّ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بن سعيد بن كثير بن دينار حدثنا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ الْفَزَارِيُّ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّهُ مَكَثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَا لَقِيَ النَّاسَ خَارِجِينَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ دَاخِلٌ. قَالَ: وكان يدخل بغلس. حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مَعْنٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: مَا لَقِيتُ الْمُنْصَرِفِينَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ قَالَ: ثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَهُ جُمَيْمَةٌ شَيْئًا [1] قَدْ لسعتها [2] السياط. فضل أبي بكر وعمر [3] حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ خَالِدٍ [5] وعاصم عَنْ أَبِي قِلَابَةٍ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْحَمُ أُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عثمان، وأقرؤهم أبيّ، وأقرضهم زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بن جبل، ولكل
أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ [1] عن رجل أظنه نجيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَمْرُهُمَا سُنَّةٌ. «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: إِذَا بَلَغَكَ اخْتِلَافٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتَ فِي ذَلِكَ الْخِلَافِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فَشُدَّ يَدَاكَ وَهُوَ الْحَقُّ وَهُوَ السُّنَّةُ» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ وقبيصة عن سفيان عن عبد الملك ابن عمير عن مولى لربعي عَنْ رِبْعِيٍّ [3] عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: اقتدوا باللذين مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ هِلَالٍ مَوْلَى رِبْعِيٍّ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَدُوا باللذين مِنْ بَعْدِي- يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ-. «حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ قَالَ: إِنَّا لَنَرَى أَنَّ النَّاسِخَ مِنْ قَوْلِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان عليه أبو بكر وعمر» [4] .
[فقهاء الصحابة]
[فُقَهَاءُ الصَّحَابَةِ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ [1] عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَانَ الْقَضَاءُ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِتَّةٍ: عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَكَانَ نِصْفُهُمْ لِأَهْلِ الْكُوفَةِ عَلِيٌّ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّهُ عَدَّ مَنْ يُؤْخَذُ عَنْهُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّةً. قُلْتُ: فَأَيْنَ مُعَاذٌ؟ قَالَ: هَلَكَ قَبْلَ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرَ: عَلِيٌّ أَقْضَانَا وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا وَإِنَّا لَنَدَعُ بَعْضَ مَا يَقُولُ أُبَيٌّ. زَادَ قَبِيصَةُ: وَأُبَيٌّ يَقُولُ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَدَعُهُ لِشَيْءٍ، وَاللَّهُ يَقُولُ: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها [2] نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها 2: 106 [3] . حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ رَبَاحٍ يقول: حدثني ناشرة ابن سَمِيٍّ الْيَزَنِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَتْبَعُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ الْقُرْآنَ، وَآخُذُ مِنْهُ، فَلَمَّا كنت بالمدينة وصليت في مسجد الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ، فَمَرَّ بِي رَجُلٌ فَضَرَبَ كَتِفِي قَالَ لِي: لَيْسَ كما تقرأ
فَلَمَّا فَرَغْتُ أَتَيْتُ مُعَاذًا فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ الرَّجُلِ. فقال معاذ بن جبل: أنعرفه؟ قُلْتُ: نَعَمْ. وَأَرَيْتُهُ إِيَّاهُ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ مُعَاذٌ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي هَذَا أَنَّكَ رَدَدْتَ عَلَيْهِ مَا قَرَأَ. قَالَ: نَعَمْ- وَهُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ- نَعَمْ يَا مُعَاذُ بَعَثَكَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ فَأُنْزِلَ بَعْدَكَ قُرْآنٌ وَنُسِخَ بَعْدَكَ قُرْآنٌ، فَأْتِنِي بِأَصْحَابِكَ يَعْرِضُونَ عَلَيَّ الْقُرْآنَ. فَقَالَ مُعَاذٌ: يَا نَاشِرَةُ إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِفَاتِحَةِ آيَةٍ وَخَاتِمَتِهَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَإِنَّ أَقْدَرَ النَّاسِ عَلَى كَلِمَةِ حِكْمَةٍ أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِفَرِيضَةٍ وَأَقْسِمَةٍ لَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ: كَانَتِ ابْنَتُهُ تَحْتَ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ عَلَى ابْنَتِهِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ يَا ابْنَ أَخِي إِنِّي لَهُ لَحَايِدٌ [1] . قُلْتُ: وَحَيْدُكَ ذَاكَ مَا هُوَ؟ قَالَ: كَانَ رَجُلًا تِلْعَابَةً وَكَانَ إِذَا شَاءَ أَنْ يَقْطَعَ وَلَهُ ضِرْسٌ قَاطِعٌ قَطَعَ. قُلْتُ: وَضِرْسُهُ ذَاكَ مَا هُوَ؟ قَالَ: قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَعِلْمٌ بِالْقَضَاءِ وَبَأْسُ وُجُودٍ لَا يُنْكَثُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ التَّنُوخِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ [2] عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يحي بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمِّي طَلْحَةُ [3] قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَيَّاشٍ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ أَخْبِرْنِي عَنْ سَلَفِنَا حَتَّى كَأَنِّي عَايَنْتُهُمْ؟ قَالَ: تَسْأَلُنِي عَنْ أَبِي بَكْرٍ كَانَ وَاللَّهِ يَا ابْنَ أَخِي تَقِيًّا نَقِيًّا سَرِيًّا، الْخَيْرُ كُلُّهُ
[زيد بن ثابت]
فِيهِ، مَنْ رَجُلٌ تُصَادِي [1] مِنْهُ عَرَقًا- يَعْنِي الْحِدَّةَ-. تَسْأَلُنِي عَنْ عُمَرَ، كَانَ وَاللَّهِ فِي عِلْمِي قَوِيًّا نَقِيًّا قَدْ وُضِعَتْ لَهُ الْحَبَائِلُ بِكُلِّ مَرْصَدٍ فَهُوَ لَهَا حَذِرٌ مَنْ رَجُلٌ فِي سُوقِهِ عُنْفٌ. تَسْأَلُنِي عَنْ عُثْمَانَ كَانَ وَاللَّهِ فِي عِلْمِي صَوَّامًا قَوَّامًا مَنْ رَجُلٌ يُحِبُّ قَوْمَهُ، تَسْأَلُنِي عَنْ عَلِيٍّ كَانَ وَاللَّهِ فِي عِلْمِي حَلِيمًا عَلِيمًا مَا رَأَيْتُهُ يَقُولَ قولا الا أحسنه من رجل مَا اتَّكَلَ عَلَى مَوْضِعِهِ، وَلَمْ أَرَهُ أَشْرَفَ عَلَى شَيْءٍ يَقُولُ أَنَا آخِذُهُ إِلَّا أُصْرِفَ عَنْهُ. قَالَ: كُنْتُمْ تَعُدُّونَهُ مَحْدُودًا [2] . قَالَ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ: وَقُلْتُ لَهُ: مَا تِلْعَابَةٌ؟ قَالَ: فِيهِ مُضَاحَكَةٌ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن طلحة بن إسحاق ابن يحي بْنِ طَلْحَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عِذَارُ عَامٍ وَاحِدٍ- يَعْنِي وُلِدُوا فِي عَامٍ وَاحِدٍ-. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَحْلِفُ باللَّه لَقَدْ دَخَلَ عَلِيٌّ [3] وَمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ. [زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ] حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ [4] عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم:
تَأْتِينِي كُتُبٌ لَا أُحِبُّ أَنْ يَقْرَأَهَا أَحَدٌ فَتُحْسِنُ السُّرْيَانِيَّةَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَتَعَلَّمْهَا. فَتَعَلَّمْتُهَا فِي سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عن مسروق قال: أتيت المدينة فسألت عن أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا زَيْدٌ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ [2] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنِ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ فَوَجَدْتُ مِنْهُمْ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَوَجَدْتُهُ مِنَ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ. «حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالا: حَدَّثَنَا رَزِينٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: ذَهَبَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ لِيَرْكَبَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ فَأَمْسَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالرِّكَابِ فَقَالَ تَنَحَّ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: لَا هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْعُلَمَاءِ وَالْكُبَرَاءِ» [4] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وزيد بدفن! ألا من سره أن يعلم كيف يذهب العلم، ألا
فَهَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ. قَالَ: وَقَالَ لَقَدْ فُقِدَ بِكَ الْيَوْمَ عِلْمٌ كَبِيرٌ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا دُفِنَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ حَثَا عَلَيْهِ التُّرَابَ. ثُمّ قَالَ: هَكَذَا يُدْفَنُ الْعِلْمُ. فَحَدَّثْتُ بِهِ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ فَقَالَ: وَابْنُ عَبَّاسٍ وَاللَّهِ قَدْ دُفِنَ بِهِ عِلْمٌ كَثِيرٌ [1] . وَحَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ. وَحَدَّثَنَا طَلْحَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي. جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ السَّبَّاقِ [2] أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا نَتَّهِمُكَ وكنت تكتب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فأجمعه. حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَعَدْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ظِلِّ قَصْرٍ فَقَالَ: هَكَذَا ذَهَابُ الْعِلْمِ، لَقَدْ دُفِنَ الْيَوْمَ عِلْمٌ كَثِيرٌ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وزيد يدفن! ألا سره أن يعلم كيف يذهب العلم ألا فَهَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ. قَالَ: وَقَالَ: لَيُدْفَنُ الْيَوْمَ بك عِلْمٌ كَثِيرٌ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي إسحاق عن مسروق قال: أتيت المدينة فسألت عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ فَأَخْبَرُونِي أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثابت كان من الراسخين في العلم [4] .
[أبو هريرة]
حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ إِمَامُ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ عُمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَكَانَ إِمَامُ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ زَيْدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: لَوْلَا أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَتَبَ الْفَرَائِضَ لَرَأَيْتُ أَنَّهَا سَتَذْهَبُ مِنَ النَّاسِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ عَنْ مَنْ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ. قَالَ ابْنُ جُدْعَانَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ: وَأَنَا أَقُولُ الَّذِي قَالَ ذَلِكَ- يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ- هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ. قَالَ ابْنُ جُدْعَانَ: وَأَنَا أَقُولُ كَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: هَكَذَا يَذْهَبُ الْعِلْمُ. [أَبُو هُرَيْرَةَ] «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ حَدَّثْتُكُمْ كُلَّ مَا فِي كِيسِي هَذَا لَرَمَيْتُمُونِي بِالْبَعْرِ. قَالَ الْحَسَنُ: صَدَقَ وَاللَّهِ لَوْ حَدَّثَهُمْ أَنَّ بَيْتَ اللَّهِ يُهْدَمُ أَوْ يُحْرَقُ مَا صَدَّقَهُ النَّاسُ. حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: لَوْ كُنْتُ عَلَى شَاطِئِ نَهْرٍ وَقَدْ مَدَدْتُ يَدِي لِأَغْرِفَ فَحَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ مَا وَصَلَتْ يَدِي إِلَى فَمِي حَتَّى أُقْتَلَ» [1] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّرَقِيُّ قال: سمعت عمرو بن يحي السَّعِيدِيَّ عَنْ جَدِّهِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّكَ تُحَدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بِأَشْيَاءَ مَا سَمِعْتُهَا مِنْهُ. فَقَالَ لَهَا: إِنَّهُ
[من جمع القرآن من الصحابة]
كَانَ يَشْغَلُكِ عَنْ تِلْكَ الْأَحَادِيثِ الْمِرْآةُ وَالْمِكْحَلَةُ. [مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ مِنَ الصَّحَابَةِ] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سِتَّةُ نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو الدرداء وسعد ابن عُبَيْدٍ [1] وَأَبُو زَيْدٍ، وَمُجَمِّعُ بْنُ جَارِيَةَ قَدْ أَخَذَهُ إِلَّا سُورَتَيْنِ أَوْ [2] ثَلَاثَةً. قَالَ: وَلَمْ يَجْمَعْهُ أَحَدٌ مِنَ الْخُلَفَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ عُثْمَانَ. «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ وَهِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ لَا يُخْتَلَفُ فِيهِمْ: مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وأبيّ بن كعب وزيد وَأَبُو زَيْدٍ [3] ، وَاخْتَلَفُوا فِي رَجُلَيْنِ مِنْ ثَلَاثَةٍ، قَالُوا: عُثْمَانُ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، وَقَالُوا عُثْمَانُ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ» [4] . [أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حْرَبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثابت [5] عن
أَنَسٍ [1] : أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلًا يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ. فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَأَرْسَلَهُ مَعَهُمْ وَقَالَ: هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ [2] . حَدَّثَنَا عَلِيٌّ وَحَجَّاجٌ قَالا: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ [3] . حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ زِيَادٍ الْأَعْلَمِ عَنِ الْحَسَنِ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي إِلَّا لَوْ شِئْتُ آخُذُ عَلَيْهِ فِي خُلُقِهِ لَيْسَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرزاق ابن عمر [4] عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَا تَعَرَّضْتُ لِإِمَارَةٍ قَطُّ أَحَبُّ إِلَيّ أَنْ أَكُونَ عَلَيْهَا إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فَإِنَّ قَوْمًا أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ فَقَالَ: لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقٌّ أَمِينٌ. قَالَ: فَتَعَرَّضْتُ أَنْ تُدْرِكَنِي دَعْوَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ أَبَا عُبَيْدَةَ وَتَرَكَنِي. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَهَذَا أَمِينُنَا، وَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إسحاق عن صلة عن ابن مسعود:
[عائشة]
أَنَّ الْعَاقِبَ وَالسَّيِّدَ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم فأراد أَنْ يُلَاعِنَهُمَا فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا تُلَاعِنْهُ فو الله لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا فَلَاعَنَّاهُ لَا نُفْلِحُ نَحْنُ وَلَا عَقِبُنَا مِنْ بَعْدِنَا، قَالُوا: نُعْطِيكَ مَا سألت فأبعث معنا رجلا أمينا، ولا نبعث مَعَنَا إِلَّا أَمِينًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَبْعَثَنَّ مَعَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقٌّ أَمِينٌ. فَاسْتَشْرَفَ لَهَا أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: قُمْ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. فَلَمَّا أَنْ قَفَا، قَالَ: هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ [1] . [عَائِشَةُ] حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان [2] عن سُلَيْمَانَ [3] عَنْ مُسْلِمٍ [4] عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ يَحْلِفُ [5] : لَقَدْ رَأَيْتُ الْأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَائِشَةَ عَنِ الْفَرَائِضِ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصٍ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عَائِشَةَ كَانَتْ تُحْسِنُ الْفَرَائِضَ؟ فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَكَابِرَ يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ [6] . حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: أَنَّ أَبَاهُ ذَكَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ: كَانَتْ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْحَدِيثِ، وَأَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقُرْآنِ، وَأَعْلَمَ النَّاسِ بِالشِّعْرِ. قَالَ: وَلَقَدْ قُلْتُ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ بِأَرْبَعِ سِنِينَ: لَوْ مَاتَتْ عَائِشَةُ لَمَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ أَلَّا كُنْتُ سألتها عنه.
[عبد الله بن عمر بن الخطاب]
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ] «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَمْرٍ فَقَالَ: لَا أَعْلَمُهُ» [1] . ثُمَّ قَالَ: نِعْمَ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ سُئِلَ عَنْ أَمْرٍ لَا يَعْلَمُهُ فَقَالَ لَا أَعْلَمُهُ [2] . «حَدَّثَنَا ابن [3] عثمان حدثنا عبد الله ابنا حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي، ثُمَّ أَتْبَعَهَا فَقَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا ظُهُورَنَا لَكُمْ جُسُورًا فِي جَهَنَّمَ أَنْ تَقُولُوا أَفْتَانَا ابْنُ عُمَرَ بِهَذَا» [4] . حَدَّثَنَا ابْنُ عثمان حدثنا عبد الله أخبرنا المعتمر بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي مَخْزُومٍ النَّهْشَلِيِّ عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ [5] قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّكُمْ تَسْتَفْتُونَا اسْتِفْتَاءَ قَوْمٍ كَأَنَّنَا لَا نُسْأَلُ عما نُفْتِيكُمْ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا وَمَا رَأَيْنَا أَحَدًا إِلَّا قَدْ مالت به الدنيا، ومال بهذا إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا علي بن زيد
عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الْأَنْصَارِيِّ فِي الْحِجْرِ فَعَبَرَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ. قَالَ فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ مَضَوْا قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ وَلَمْ يُغَيِّرُوا وَلَمْ يُبَدِّلُوا- أَوْ كِلَمَةٌ شَبِيهَةٌ بِهَذِهِ- فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا- يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ- قَالَ جَابِرٌ: مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ. وَأَوْمَأَ يَرْنُو عَبْدَ اللَّهِ بِيَدِهِ- أَيْ تَنَاوَلَ-. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَالِكٌ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَتَّبِعُ أَمْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآثَارَهُ وَحَالَهُ وَيَهْتَمُّ بِهِ، وَكَانَ لَهُ حَيْفٌ عَلَى عَقْلِهِ مِنَ اهْتِمَامِهِ بِذَلِكَ. أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مالك عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَالِمٍ [1] أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يقول كذا وكذا؟ فقال: ربما سمعته يَقُولُ فِي الشَّيْءِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ. قُلْتُ لِمَالِكٍ: مِائَةُ مَرَّةٍ! قَالَ: نَعَمْ وَأَلْفُ مَرَّةٍ لِكَثْرَةِ السِّنِينَ قَدْ «أَقَامَ ابْنُ عُمَرَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتِّينَ سَنَةً يُفْتِي النَّاسَ فِي الْمَوْسِمِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ» [2] . «حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَوْرَعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ» [3] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ «بْنُ زَيْدٍ» [4] عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ عَنْ حَفْصٍ عَنْ عَامِرٍ الْعَتَكِيِّ قال: سألت سعيد بن المسيب عَنْ
الْعِلْمِ فِي الْعِمَامَةِ؟ فَقَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَكْرَهُهُ، وَلَوْ كُنْتُ شَاهِدًا لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَشَهِدْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [1] عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَعَثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا دَعَا مُعَاوِيَةُ إِلَى بَيْعَةِ يَزِيدَ ابن مُعَاوِيَةَ [قَالَ] : أَتَرَوْنَ هَذَا أَرَادَ. [إِنَّ] دِينِي إِذًا عِنْدِي لَرَخِيصٌ [2] [3] . حَدَّثَنِي [4] سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ يُرِيدُ هَذَا الْأَمْرَ وَفِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَصْلُحْنَ فِي خَلِيفَةٍ، هُوَ رَجُلٌ غَيُورٌ، وَهُوَ رَجُلٌ عَيِيٌّ، وَهُوَ رَجُلٌ بَخِيلٌ. قَالَ: فَذَهَبَ ابْنُ جَعْفَرٍ فَأَخْبَرَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّي رَجُلٌ غَيُورٌ فَإِنِّي كُنْتُ أُغْلِقُ بِابِي عَلَى أَهْلِي فَمَا حَاجَةُ النَّاسِ إِلَى مَا وَرَاءَ ذَلِكَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ إِنِّي رَجُلٌ عَيِيٌّ فَإِنِّي كُنْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا كَلَامَ أَبْلَغُ مِنْهُ، وَأَمَّا قَوْلُهُ إِنِّي رَجُلٌ بَخِيلٌ فَإِنِّي كُنْتُ أَقْسِمُ عَلَى النَّاسِ فِيهِمْ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَمَا حَاجَةُ النَّاسِ إِلَى مَا أَوْرَثَنِي ابْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: فَأَخْبَرَ ابْنُ جَعْفَرٍ مُعَاوِيَةَ بِهَا. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: عَزَمْتُ عليك أن يسمع هذا منك أحد.
[أخبار عبد الله بن عباس وأخبار أبيه العباس بن عبد المطلب]
«حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ يَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ. قَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهَا، ثُمَّ الْتَفَتَ بَعْدَ أَنْ قَفَا الرَّجُلُ فَقَالَ: نِعْمَ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ فَقَالَ لَا أَعْلَمُ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حيوة ابن شُرَيْحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ أَوْ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ سئل عن شيء فقال: لا أدري. ثم قَالَ: أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا ظُهُورَنَا جُسُورًا لَكُمْ فِي نَارِ جَهَنَّمَ أَنْ تَقُولُوا أَفْتَانَا ابْنُ عُمَرَ بِهَذَا! حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَذْكُرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بَكَى. حدثنا أبو بكر قال: ثنا سفيان [3] قال: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمَذَانِيِّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى فِي بَيْتِهِ وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فَجَاءَهُ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: عُمَرُ [4] كَانَ عِنْدَكُمْ أَفْضَلَ أَمِ ابْنُهُ؟ فَقَالُوا: لَا بَلْ عُمَرُ. فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: إِنَّ عُمَرَ كَانَ فِي زَمَانٍ لَهُ فِيهِ نَظِيرٌ، وَإِنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ فِي زَمَانٍ لَيْسَ لَهُ فِيهِ نَظِيرٌ. [أَخْبَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَأَخْبَارُ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ] حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عثمان
ابن خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ فَوَضَعَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ وَضَعَ هَذَا؟ فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: وَضَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ. فَقَالَ: اللَّهمّ عَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ وَفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ [1] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَأَبُو غَسَّانَ قَالا: ثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ يَقُولُ: أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يَدَهُ فَوْقَ كَتِفِي أَوْ عَلَى مِنْكَبِي أَوْ مِنْكَبِي- قَالَ أَحْمَدُ: شَكَّ سَعِيدٌ- فَقَالَ: اللَّهمّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَعْنِي الْمُفَصَّلَ-. قَالَ: وهو يومئذ ابن اثني عَشْرَةَ سَنَةً. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: سَلُونِي عَنْ سورة البقرة وسورة يوسف فأني قَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَأَنَا صَغِيرٌ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي أَصْبَحْتُ طَيِّبَ النَّفْسِ فَسَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَسُورَةِ يُوسُفَ. يَخُصُّهُمَا مِنْ بَيْنِ السُّوَرِ قَالَ: فَوَلَّيْنَا الْمَسْأَلَةَ رَجُلًا فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ شَيْءٌ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بن بشر قال: حدثنا إسماعيل [3]
عَنْ شُعَيْبِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَجْلَسَهُ فِي حِجْرِهِ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ وَدَعَا لَهُ بِالْعِلْمِ. «حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ سُورَةَ النُّورِ، ثُمَّ يُفَسِّرُهَا. فَقَالَ رَجُلٌ: لَوْ سَمِعْتُ هَذَا الدَّيْلَمَ لَأَسْلَمْتُ» [2] . حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ قَالَ قَالَ: عِكْرِمَةُ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمَ بِالْقُرْآنِ مِنْ عَلِيٍّ وَكَانَ عَلِيٌّ أَعْلَمَ بِالْمُبْهَمَاتِ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ [3] . حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَيْفٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَنْ جُعِلَ عَلَى الْمَوْسِمِ الْعَامَ؟ قَالُوا: ابْنُ عَبَّاسٍ. قَالَتْ: هُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَجِّ [4] . حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: ثَنَا مُسْلِمٌ [5] عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوْ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَدْرَكَ أَسْنَانَنَا ما عثّره منا رَجُلٍ. «حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عثّره مِنَّا رَجُلٌ. قَالَ الْأَعْمَشُ: وَسَمِعْتُهُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: وَلَنِعْمَ تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عباس» [6] .
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قال عبد الله: نعم ترجمان القرآن ابن عَبَّاسٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَوْ أَدْرَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ أسناننا ما عثره مِنَّا رَجُلٌ، نِعْمَ التُّرْجُمَانُ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلْقُرْآنِ. «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُسَمَّى الْبَحْرَ مِنْ كَثْرَةِ عِلْمِهِ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ؟ قَالَ: أَيْنَ ذَلِكَ الْبَحْرُ- يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ-، وَقَرَأَ: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً ... 6: 145 الآية [2] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَوْرَعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ وَلَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: أَرْسَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى عَلْقَمَةَ وَأَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ فَجَعَلَ يُسْأَلُ فَيُخْطِئُ وَيُصِيبُ فَتَفَحَّشَ فِي أَنْفُسِنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ وَنَحْنُ عَلَى طَعَامِهِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عن يزيد بن
[أَبِي] [1] زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قُرَيْشًا إِذَا الْتَقَوْا لَقِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِالْبَشَاشَةِ، وَإِذَا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها. فغضب رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ للَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [2] . حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: ثنا يحي [3] قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ قَاضِي صَنْعَاء عن محمد بن علي ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحِبُّوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِمَا يَغْذُوكُمْ بِهِ مِنْ نِعْمَةٍ وَأَحِبُّونِي لِحُبِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي. «حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: قُلْتُ يَا رسول الله إِنَّ قُرَيْشًا جَلَسُوا فَتَذَاكَرُوا أَحْسَابَهُمْ فَجَعَلُوا مَثَلَكَ مَثَلَ نَخْلَةٍ فِي كَبْوَةٍ مِنَ الْأَرْضِ. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ خَلَقَ الْخَلْقَ جَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ، ثُمَّ حِينَ فَرَّقَهُمْ جَعَلَنِي فِي خَيْرِ الْفَرِيقَيْنِ، ثُمَّ حِينَ جَعَلَ الْقَبَائِلَ جَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ، ثُمَّ حِينَ جَعَلَ الْبُيُوتَ جَعَلَنِي فِي خَيْرِ بُيُوتِهِمْ فَأَنَا خَيْرُهُمْ نَفْسًا وَخَيْرُهُمْ بَيْتًا» [4] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالُوا:
حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اخْتَارَ الْعَرَبَ فَاخْتَارَ مِنْهُمْ كِنَانَةَ أَوْ قَالَ النَّضْرَ بْنَ كِنَانَةَ- شَكَّ حَمَّادٌ- ثُمَّ اخْتَارَ مِنْهُمْ قُرَيْشًا ثُمَّ اخْتَارَ منهم بني هاشم. حدثني يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ [2] عَنِ الأعمش عن عباية بن ربعي الاسدي عن ابن عباس: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجل خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قِسْمًا وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَصْحابُ الْيَمِينِ 56: 27 وأَصْحابُ الشِّمالِ 56: 41 [3] فَأَنَا مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، وَأَنَا خَيْرُ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، ثُمَّ جَعَلَ الْقِسْمَيْنِ أَثْلَاثًا فَجَعَلَنِي فِي خيرها ثلثا فذلك قوله فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ 56: 8 [4] وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ 56: 10 [5] فَأَنَا خَيْرُ السَّابِقِينَ، ثُمَّ جَعَلَ الْأَثْلَاثَ قَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا قَبِيلَةً وَذَلِكَ قَوْلُهُ وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ، إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ 49: 13 [6] ، وَأَنَا أَتْقَى وَلَدِ آدَمَ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. ثُمَّ جَعَلَ الْقَبَائِلَ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا بَيْتًا وَذَلِكَ قَوْلُهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 33: 33 [7] ، وأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب.
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَبَلَغَهُ بَعْضُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ- قَالَ: مَنْ أَنَا؟ قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. قال: أنا محمد بن عبد الله ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً، وَجَعَلَهُمْ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِكُمْ بَيْتًا، وَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن ابن أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: أَنَّ الْعَبَّاسَ دَخَلَ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ: مَا أَغْضَبَكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا وَلِقُرَيْشٍ، إِذَا تَلَاقَوْا تَلَاقَوْا بِوُجُوهٍ مُبْشِرَةٍ، وَإِذَا لَقَوْنَا بِغَيْرِ ذَلِكَ، فَغَضِبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احْمَرَّ وَجْهُهُ وَحَتَّى اسْتَدَرَّ عَرَقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ- كَانَ إِذَا غَضِبَ اسْتَدَرَّ- فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ الْإِيمَانُ حَتَّى يُحِبَّكُمْ للَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ أَذَى الْعَبَّاسَ فَقَدْ آذَانِي إِنَّمَا عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ. وَهَكَذَا رَوَاهُ خَالِدٌ الطَّحَّانُ وَجَرِيرٌ الرَّازِيُّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى [1] أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَجُلًا وَقَعَ فِي أَبٍ كَانَ لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَطَمَهُ الْعَبَّاسُ، فَجَاءَ قَوْمُهُ فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَنَلْطِمَنَّهُ كَمَا لَطَمَهُ، وَلَبِسُوا السِّلَاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ النَّاسِ تَعْلَمُونَ أكرم على الله
عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالُوا: أَنْتَ. قَالَ: فَإِنَّ الْعَبَّاسَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ لَا تَسُبُّوا أَمْوَاتَنَا فَتُؤْذُوا أَحْيَاءَنَا. قَالَ فَجَاءَ الْقَوْمُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَعُوذُ باللَّه مِنْ غَضَبِكَ اسْتَغْفِرْ لَنَا [1] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ ثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عن الحكم قال: استعمل رسول الله صلّى الله عليه وسلم عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى السِّعَايَةِ، فَأَتَى الْعَبَّاسَ يَطْلُبُ صَدَقَتَهُ، فَأَغْلَظَ لَهُ الْعَبَّاسُ، فَأَتَى عُمَرُ عَلِيًّا وَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ لِيَذْكُرَهَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ عَلِيٌّ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: تَرِبَتْ يَدَاكَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ، إِنَّ الْعَبَّاسَ أَسْلَفَنَا زَكَاةَ الْعَامِ عَامَ الْأَوَّلِ [2] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ عُمَرَ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَمَنَعَهُ الْعَبَّاسُ. فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْعَبَّاسَ مَنَعَ الصَّدَقَةَ. فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ. قَالَ: صَدَقْتَ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ عُمَرَ اسْتَشَارَ النَّاسَ فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ فِي فَضْلٍ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا الْمَالِ؟ قَالُوا: يَا أمير المؤمنين قد شغلنك أو شَغَلْنَاكَ عَنْ أَهْلِكَ وَضَيْعَتِكَ وَتِجَارَتِكَ فَهُوَ لَكَ. قَالَ: لِي! مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ أشاروا عليك. قال: قل. قَالَ: قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِمَ تَجْعَلُ يَقِينَكَ ظَنًّا وَحِلْمَكَ جَهْلًا. قَالَ: لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ أَوْ لَأُعَاقِبَنَّكَ. قُلْتُ: أَجَلْ إِذًا وَاللَّهِ لَأَخْرُجَنَّ مِنْهُ، أَمَا تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعِيًا، فَأَتَيْتَ
الْعَبَّاسَ فَمَنَعَكَ صَدَقَتَهُ، فَكَانَ بَيْنَكُمَا فَأَتَيْتَنِي فَقُلْتَ انْطَلِقْ مَعِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أُخْبِرَهُ بِمَا صَنَعَ الْعَبَّاسُ، فَأَتَيْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ خَاثِرًا [1] ، فَرَجَعْنَا ثُمَّ أَتَيْنَاهُ الْغَدَ فَوَجَدْنَاهُ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي صَنَعَ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ يَا عُمَرُ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ، وَقَالَ إِنَّا كُنَّا احْتَجْنَا فَاسْتَسْلَفْنَا الْعَبَّاسَ صَدَقَةَ عَامَيْنِ. قَالَ: وَذَكَرْنَا الَّذِي رَأَيْنَا مِنْ خُثُورِهِ فِي الْيَوْمِ وَالَّذِي رَأَيْنَا مِنْ طِيبِ نَفْسِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي. فَقَالَ: إِنَّكُمَا أَتَيْتُمَانِي فِي الْيَوْمِ الْأَوَّلِ وَقَدْ بَقِيَ عِنْدِي مِنَ الصَّدَقَةِ دِينَارَانِ، فَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ خُثُورِي لِذَلِكَ ثُمَّ أَتَيْتُمَانِي الْيَوْمَ وَقَدْ وَجَّهْتُهُمَا وَكَانَ الَّذِي رَأَيْتُمَا مِنْ طِيبِ نَفْسِي لذلك. قال عمر: صدقت والله، أما وَاللَّهِ لَأَشْكُرَنَّ لَكَ الْأُولَى وَالْآخِرَةَ. قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَلِمَ تُعَجِّلُ الْعُقُوبَةَ وَتُؤَخِّرُ الشُّكْرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ، فَقِيلَ مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا نَقِمَ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنْ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ، وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا إِنَّ خَالِدًا قَدْ حَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْبُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [وَأَمَّا] الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِيَ عَلَيْهِ وَمِثْلُهَا معها. حدثنا يحي [2] قَالَ ثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةٍ، فَقَالَ بعض من
يَلْمِزُ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يَتَصَدَّقُوا، فَخَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَفَفَ عَنِ اثْنَيْنِ عَنِ الْعَبَّاسِ وَعَنْ خَالِدٍ، وَتَصَدَّقَ عَنِ ابْنِ جَمِيلٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا نَقِمَ ابْنُ جَمِيلٍ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ، وَأَمَّا خَالِدُ بْنُ الوليد فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا إِنَّ خَالِدًا قَدْ حَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْبُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [وَأَمَّا] الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهِيَ عَلَيْهِ وَمِثْلُهَا مَعَهَا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُهَيْلِ بْنُ مَالِكٍ [1] أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَهِّزُ بَعْثًا فِي سُوقِ الْخَيْلِ بِالْمَدِينَةِ إِذْ طَلَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا الْعَبَّاسُ بن عبد المطلب عن نَبِيِّكُمْ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا وَأَوْصَلُهَا. قَالَ إِبْرَاهِيمُ فِي حَدِيثِهِ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُوقِ الْخَيْلِ فَطَلَعَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: أَوْصَلُهَا لَهَا. وَقَالَ نُعَيْمٌ: قُلْتُ لِمُحَمَّدٍ: وَأَخَاهَا. قَالَ وَأَخَاهَا وَأَوْصَلُهَا سَوَاءٌ، وَرُبَّمَا قُلْتُ وَأَخَاهَا. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ ثُمَّ التيمي قال: حدثني إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ صَفْوَانُ بْنُ أمية بن خلف الجمحيّ قال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم: على مَنْ نَزَلْتَ يَا أَبَا وَهْبٍ؟ قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ: نَزَلْتَ عَلَى أَشَدِّ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ حُبًّا [1] . حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: بَعَثَ ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ [2] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْبَحْرَيْنِ بِثَمَانِينَ أَلْفًا مَا أَتَاهُ مَالٌ أَكْثَرُ مِنْهُ لَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ. قَالَ: قَالَ: فَنُثِرَتْ عَلَى حَصِيرٍ وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ، قَالَ: وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فَشَدَّ قَائِمًا عَلَى الْمَالِ. قَالَ: وَجَاءَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَمَا كَانَ يَوْمَئِذٍ عَدَدٌ وَلَا وَزْنٌ مَا كَانَ إِلَّا قَبْضًا. قَالَ: فَجَاءَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَجَاءَ بِخَمِيصَةٍ عَلَيْهِ، فَذَهَبَ يَقُومُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ. قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله أرفع عليّ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَرَجَ ضَاحِكُهُ أَوْ نَابُهُ، فَقَالَ لَهُ: أَعِدْ فِي الْمَالِ طَائِفَةً وَقُمْ بِمَا تُطِيقُ. قَالَ: فَفَعَلَ، قَالَ: فَجَعَلَ الْعَبَّاسُ يَقُولُ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ أَمَّا إِحْدَى اللَّتَيْنِ وَعَدَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ أَنْجَزَنَا، وَمَا نَدْرِي مَا يَصْنَعُ في الأخرى يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ الله في قُلُوبِكُمْ خَيْراً 8: 70 [3] الآية. قَالَ: فَهَذَا خَيْرُ مَا أَخَذَ مِنِّي وَلَا أَدْرِي مَا يَصْنَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الآخرة [4] . فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم مائلا عَلَى ذَلِكَ الْمَالِ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُ درهم، وما يعث إِلَى أَهْلِهِ بِدِرْهَمٍ. قَالَ: ثُمَّ أَتَى الصَّلَاةَ فصلى [5] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ إِذَا قَحَطُوا خَرَجَ فَاسْتَسْقَى وَأَخْرَجَ مَعَهُ الْعَبَّاسَ وَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّا قَدْ قَحَطْنَا نَتَوَسَّلُ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا. قَالَ: فَيُسْقَوْنَ [1] . حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: إِذَا كَانَ غَدَاةُ الِاثْنَيْنِ فَأْتِنِي أَنْتَ وَوَلَدُكَ. قَالَ: فَغَدَا وَغَدَوْنَا فَأَلْبَسَنَا كِسَاءً لَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْعَبَّاسِ وَوَلَدِهِ مَغْفِرَةً ظَاهِرَةً بَاطِنَةً لَا تُغَادِرُ ذَنْبًا، اللَّهمّ أَخْلِفْهُ فِي وَلَدِهِ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلٍ قَالَ: كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَامَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَسَتَرَهُ. قَالَ: فرآه النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهمّ اسْتُرِ الْعَبَّاسَ وَوَلَدَهُ مِنَ النَّارِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عبد الحميد عن مغيرة [2] عن أَبِي رَزِينٍ [3] قَالَ: سُئِلَ الْعَبَّاسُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ. حَدَّثَنَا عبيد الله بن موسى وعبد الله بن رجاء عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حَارِثَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يوم
بَدْرٍ: انْظُرُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْسِرُوا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَإِنَّمَا أُخْرِجُوا كُرْهًا. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ مَوْلَى بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَكُمْ ثَلَاثًا، أَنْ يُثَبِّتَ قَائِمَكُمْ، وَأَنْ يَهْدِيَ ضَالَّكُمْ، وَأَنْ يُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ، وَسَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَكُمْ جُودًا رُحْمًا نُجْدًا وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ فَصَلَّى وَصَامَ ثُمَّ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ مُبْغِضٌ لِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ النَّارَ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَحَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: مَنْ لَقِيَ مِنْكُمُ الْعَبَّاسَ فَلْيَكُفَّ فَإِنَّهُ أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا. قَالَ: فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ: أَيُقْتَلُ آبَاؤُنَا وَأَبْنَاؤُنَا وَإِخْوَانُنَا وَنَتْرُكُ الْعَبَّاسَ وَاللَّهِ إِنْ لَقِيتُهُ لَأَلْجِمَنَّهُ السَّيْفَ- قَالَ عَمَّارٌ: لَأَلْحِمَنَّهُ بِالْحَاءِ. وَقَالَ الْحَسَنُ بِالْجِيمِ- فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِعُمَرَ: يَا أَبَا حَفْصٍ- قَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ أَوَّلُ يَوْمٍ كَنَّانِي فِيهِ بِأَبِي حَفْصٍ- أَيُضْرَبُ وَجْهُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ [1] ؟ حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ قال: حدثني محمد [2] عن
العباس بن عبد الله بن معبد عن بَعْضِ أَهْلِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عن محمد ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا أَمْسَى الْقَوْمُ مِنْ يَوْمِ بَدْرٍ وَالْأُسَارَى مَحْبُوسُونَ- قَالَ عَمَّارٌ: مَحْبُوسُونَ فِي الْوِثَاقِ- بَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاهِرًا أَوَّلَ لَيْلَةٍ فقال له أصحابه: يا رسول الله ما لك لَا تَنَامُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ حِسَّ [1] الْعَبَّاسِ فِي وِثَاقِهِ، فَقَامُوا إِلَى الْعَبَّاسِ فَأَطْلَقُوهُ، فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَنَسٍ [3] : أَنَّهُ لَمَّا أُسِرَ الْأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ أُسِرَ الْعَبَّاسُ، أَسَرَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ أَوْعَدُوهُ أَنْ يَقْتُلُوهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَمْ أَنَمِ اللَّيْلَ مِنْ أَجْلِ الْعَبَّاسِ، وَقَدْ زَعَمَتِ الْأَنْصَارُ أَنَّهُمْ قَاتِلُوهُ فَقَالَ عُمَرُ: آتِهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَأَتَى الْأَنْصَارَ فَقَالَ: أَرْسِلُوا الْعَبَّاسَ. قَالُوا: إِنْ كَانَ لرسول الله صلّى الله عليه وسلم رضى فَخُذْهُ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: يَا عَبَّاسُ افْدِ نَفْسَكَ وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَنَوْفَلَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ جَحْدَمٍ أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ فَإِنَّكَ ذُو مَالٍ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ كُنْتُ مُسْلِمًا ولكن القوم استكرهوني. قال: الله
أَعْلَمُ بِإِسْلَامِكَ، إِنْ يَكُ كَمَا تَذْكُرُ فاللَّه يَجْزِيكَ بِذَلِكَ، فَافْدِ نَفْسَكَ [1] . حَدَّثَنَا الْحَسَنُ قَالَ: فَحَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلَ وَاحِدٌ عَشَرَةً وَذَكَرَ الْقِصَّةَ إِلَى فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ 8: 68 [2] . وقال: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ 8: 70 [3] . قَالَ: فَكَانَ الْعَبَّاسُ يَقُولُ: فِيَّ وَاللَّهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ حِينَ أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَأَلَنِي وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُحَاسِبَنِي بِالْعِشْرِينَ أَوْقِيَةً الَّذِي أَخَذَ مِنِّي، فَأَبَى أَنْ يُحَاسِبَنِي بِهَا. فَأَعْطَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعِشْرِينَ أَوْقِيَةً عِشْرِينَ عَبْدًا كُلُّهُمْ تَاجَرَ بِمَالٍ فِي يَدِهِ مَعَ مَا أَرْجُو مِنْ مَغْفِرَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. حَدَّثَنِي عَمَّارٌ قَالَ: ثَنَا سَلَمَةُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ [4] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُولُ: فِيَّ وَاللَّهِ نزلت حين ذكرت لرسول الله صلّى الله عليه وسلم إِسْلَامِي وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُقَاضِيَنِي، ذَكَرَ الْقِصَّةَ [5] . حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثور عن معمر قال: سمعت ثابت الْبُنَانِيَّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ قَالَ الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لي بمكة مالا وان لي
بِهَا أَهْلًا وَأَنَا أُرِيدُ إِتْيَانَهُمْ فَأَنَا فِي حل إِنْ أَنَا نِلْتُ مِنْكَ وَقُلْتُ شَيْئًا. فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُولَ مَا شَاءَ. فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ حِينَ قَدِمَ: أَخْفِي عَلَيَّ وَاجْمَعِي مَا كَانَ عِنْدَكِ لِي فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ فَإِنَّهُمْ قَدِ اسْتُبِيحُوا وَأُصِيبَتْ أَمْوَالُهُمْ، فَفَشَا ذَلِكَ بِمَكَّةَ، فَاشْتَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَأَبْلَغَ، وَأَظْهَرَ الْمُشْرِكُونَ فَرَحًا وَسُرُورًا وَبَلَغَ الْخَبَرُ الْعَبَّاسَ فَعُقِرَ وَجُهِدَ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُومَ. قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ عَنْ مِقْسَمٍ قَالَ: فَأَخَذَ الْعَبَّاسُ ابْنًا لَهُ يُقَالُ لَهُ قُثَمُ وَاسْتَلْقَى وَوَضَعَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: قُثَمُ شِبْهُ ذِي الْأَنْفِ الْأَشَمِّ ... فَبَادِرْ بِالنِّعَمِ رَغْمَ مَنْ رَغِمْ [1] قَالَ: مَعْمَرٌ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ: فَأَرْسَلَ الْعَبَّاسُ غُلَامًا لَهُ إِلَى الْحَجَّاجِ: أَنَّ وَيْلَكَ مَا جِئْتَ بِهِ وَمَا تَقُولُ فَالَّذِي وَعَدَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتَ بِهِ. فَقَالَ الحجاج: يا غلام أقر أبا الفضل السلام، وقال لَهُ فَلْيُخَلِّ لِي فِي بَعْضِ بُيُوتِهِ فَآتِيهِ فَإِنَّ الْخَبَرَ عَلَى مَا يَسُرُّهُ. فَلَمَّا بَلَغَ الْعَبْدُ بَابَ الدَّارِ قَالَ: انْشَرِحْ يَا أَبَا الْفَضْلِ، فَوَثَبَ الْعَبَّاسُ فَرَحًا حَتَّى قَبَّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ الْحَجَّاجِ، فَأَعْتَقَهُ، ثُمَّ جَاءَ الْحَجَّاجُ فَأَخْبَرَهُ بِافْتِتَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ وَغُنْمِ أَمْوَالِهِمْ وَأَنَّ سِهَامَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ جَرَتْ فِيهَا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم اصْطَفَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ لِنَفْسِهِ وَخَيَّرَهَا أَنْ يُعْتِقَهَا فَتَكُونَ زَوْجَتَهُ أَوْ يُلْحِقَهَا بِأَهْلِهَا. فَاخْتَارَتْ أَنْ يُعْتِقَهَا وَتَكُونَ زَوْجَتَهُ، وَلَكِنْ جِئْتُ لِمَالٍ لِي كَانَ هَاهُنَا أَنْ أَجْمَعَهُ فَأَذْهَبَ بِهِ وَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقُولَ فَأَذِنَ لِي أَنْ أَقُولَ مَا شِئْتُ فَأَخْفِ عَلَيَّ يَا أَبَا الْفَضْلِ ثلاثا، ثم اذكر ما شئت. قال:
فَجَمَعَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ مَتَاعَهُ، ثُمَّ اسْتَمَرَّ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثٍ أَتَى الْعَبَّاسُ امْرَأَةَ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ زَوْجُكِ؟ قَالَتْ: ذَهَبَ. وَقَالَتْ: لَا يَحْزُنُكَ اللَّهُ تَعَالَى يَا أَبَا الْفَضْلِ، لَقَدْ شَقَّ عَلَيْنَا الَّذِي بَلَغَكَ. فَقَالَ: أَجَلْ فَلَا يَحْزُنُنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَكُنْ بِحَمْدِ اللَّهِ إِلَّا مَا أُحِبُّ، فَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ وَجَرَتْ سِهَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي خَيْبَرَ وَاصْطَفَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفِيَّةَ لِنَفْسِهِ فَإِنْ كَانَ لَكِ فِي زَوْجِكِ حَاجَةٌ فَالْحَقِي بِهِ- قَالَتْ: أَظُنُّكَ وَاللَّهِ صَادِقًا. قَالَ: فَإِنَّنِي وَاللَّهِ صَادِقٌ وَالْأَمْرُ عَلَى مَا أَقُولُ لَكِ. ثُمَّ ذَهَبَ حَتَّى أَتَى مَجَالِسَ قُرَيْشٍ وَهُمْ يَقُولُونَ: أما وربّك لا يصيبك الأخير يَا أَبَا الْفَضْلِ. قَالَ: لَمْ يُصِبْنِي إِلَّا خير والحمد للَّه خبرني الْحَجَّاجُ بِكَذَا وَكَذَا وَقَدْ سَأَلَنِي أَنْ أَكْتُمَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا لِحَاجَتِهِ، فَرَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا كَانَ بِالْمُسْلِمِينَ مِنْ كَآبَةٍ وَجَزَعٍ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ مَوَاضِعِهِمْ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى الْعَبَّاسِ حِينَ أَخْبَرَهُمْ بِالْخَبَرِ [1] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّهُ بَقِيَ فِي بَيْتِ الْمَالِ بَقِيَّةٌ فَقَالَ الْعَبَّاسُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَالنَّاسِ: أَرَأَيْتُمْ أَنْ لَوْ كَانَ فِيكُمْ عَمُّ مُوسَى أَكُنْتُمْ تُكْرِمُونَهُ وَتَعْرِفُونَ حَقَّهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَأَنَا عَمُّ نَبِيِّكُمْ أَحَقُّ أَنْ تُكْرِمُونِي، فَكَلَّمَ عُمَرُ النَّاسَ، فَأَعْطَوْهُ [3] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ ابْنِ أَبِي السِّفْرِ عَنِ ابْنِ شُرَحْبِيلَ وَهُوَ أَرْقَمُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسَاؤُهُ فَاسْتَتَرْنَ مِنِّي إِلَّا مَيْمُونَةَ قَدْ
وسعها ذلك، فقال: لا يبقى في البيت أحد شهد اللد [1] الألد، ان يميني لم تصب العباس. حدثنا أبو اليمان قال أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري. وحدثنا الحجاج حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [2] قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ وَيُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَحَدَّثَنَا أبو صالح ويحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَكَى أَوَّلَ شَكْوَتِهِ الّذي توفي فيه وَهُوَ فِي بَيْتِ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ وَجَعُهُ حَتَّى غُمِرَ مِنْ شِدَّةِ الْوَجَعِ، فَاجْتَمَعَ عِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ أَزْوَاجِهِ مِنْهُنَّ أُمُّ سَلَمَةَ وَعَمُّهُ الْعَبَّاسُ وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ [3] ، فَتَشَاوَرُوا فِي لُدِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ غُمِرَ فَلَدُّوهُ وَهُوَ مَغْمُورٌ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا بِي هَذَا عَمَلُ نِسَاءٍ جِئْنَ مِنْ هاهنا، وأشار الى أَرْضَ الْحَبَشَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَبْقَى فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ إِلَّا لُدَّ- كَالْعُقُوبَةِ لَهُمْ- إِلَّا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَالْتُدَّتْ مَيْمُونَةُ يَوْمَئِذٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ مِنْ أجل قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا حماد بن سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الخطاب يقول: ان
قُرَيْشًا رُءُوسُ النَّاسِ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَدْخُلُ مِنْ بَابٍ إِلَّا دَخَلَ مَعَهُ طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ، فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ أَمَرَ صُهَيْبًا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ وَيُطْعِمَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى يَجْتَمِعُوا عَلَى رَجُلٍ، فَلَمَّا وُضِعَتِ الْمَوَائِدُ كَفَّ النَّاسَ عَنِ الطَّعَامِ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ فَأَكَلْنَا بَعْدَهُ وَشَرِبْنَا، وَمَاتَ أَبُو بكر فأكلنا، وانه لا بد لِلنَّاسِ مِنَ الْأَكْلِ [1] ، فَمَدَّ يَدَهُ فَأَكَلَ وَأَكَلَ الناس، فعرفت قول عمر [2] . حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ خَرَجَ فِي يَوْمِ جُمَعَةٍ فَقَطَرَ عَلَيْهِ مَيْزَابُ الْعَبَّاسِ، فَأَمَرَ بِهِ فَقُلِعَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: قَلَعْتَ مَيْزَابِي مَا وَضَعَهُ حَيْثُ كَانَ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَا يَضَعُهُ إِلَّا أَنْتَ بِيَدِكَ ثُمَّ لَا يَكُونُ لَكَ سُلَّمٌ إِلَّا عُمَرَ. قَالَ: فَوَضَعَ الْعَبَّاسُ رِجْلَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْ عُمَرَ، ثُمَّ أَعَادَهُ حَيْثُ كَانَ [3] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بن عبد الله [بن عبيد الله] [4] ابن عَبَّاسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قال أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: كُنْتُ غُلَامًا لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ الْإِسْلَامُ قَدْ دَخَلَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ وَأُمُّ الْفَضْلِ وَأَسْلَمْتُ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يَهَابُ قَوْمَهُ ويكره خلافهم، فكان يكتم إسلامه [5] .
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ، فذكر مثله سواء. حدثنا يحي بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَرْدٍ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مَجْلِسًا قَطُّ أَكْرَمَ مِنْ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَكْثَرَ فِقْهًا وَأَعْظَمَ جَفْنَةً مِنْهُ إِنَّ أَصْحَابَ الْقُرْآنِ يَسْأَلُونَهُ، وَعِنْدَهُ أَصْحَابُ الشِّعْرِ يَسْأَلُونَهُ وَعِنْدَهُ أَصْحَابُ النَّحْوِ يَسْأَلُونَهُ، كُلُّهُمْ يَصْدُرُ فِي وَادٍ وَاسِعٍ [1] . حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا حماد [2] قال: ثنا علي ابن زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ لِلْعَبَّاسِ دَارٌ إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ فِي الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: بِعْنِيهَا أَوْ هَبْهَا لِي حَتَّى أُدْخِلَهَا فِي الْمَسْجِدِ فَأَبَى. فَقَالَ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فجعلا بينهما أبي بن كعب، فقضى للعباس على عمر. فقال عمر: ما أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْرًا عَلَيَّ مِنْكَ. فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: أَوَ أَنْصَحُ لَكَ مِنِّي، ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا بَلَغَكَ حَدِيثُ دَاوُدَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَهُ بِبِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَدْخَلَ فِيهِ بَيْتَ امْرَأَةٍ بِغَيْرِ إِذْنِهَا، فَلَمَّا بَلَغَ حُجَرَ الرِّجَالِ مَنَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِنَاءَهُ، قَالَ دَاوُدُ: أَيْ رَبِّ إِنْ مَنَعْتَنِي بِنَاءَهُ فَاجْعَلْهُ فِي خَلَفِي. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: أَلَيْسَ قَدْ قَضَيْتَ لِي بِهَا وَصَارَتْ لِي. قَالَ: بَلَى. فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُهَا للَّه عز وجل [3] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي العباس بن عبد الله بن معبد عن بَعْضُ أَهْلِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرَهِمْ قَدْ خَرَجُوا كُرْهًا لَا حَاجَةَ لَهُمْ فِي قِتَالِنَا، فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ منكم أبا البختري بن هشام ابن الْحَارِثِ بْنِ أَسَدٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَا يَقْتُلْهُ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا. فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ: أَيُقْتَلُ آبَاؤُنَا وَأَبْنَاؤُنَا وَإِخْوَانُنَا وَعَشَائِرُنَا وَنَتْرُكُ الْعَبَّاسَ! وَاللَّهِ لَئِنْ لَقِيتُهُ لَأُلْحِمَنَّهُ السَّيْفَ. فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَبَا حَفْصٍ- فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّهُ لَأَوَّلُ يَوْمٍ كَنَّانِي فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَبِي حَفْصٍ- أَيُضْرَبُ وَجْهُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ. قَالَ عُمَرُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ دَعْنِي فَأَضْرِبُ عُنُقَهُ بِالسَّيْفِ فو الله لَقَدْ نَافَقَ. فَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ يَقُولُ: مَا أَنَا بِآمِنٍ مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قُلْتَ يَوْمَئِذٍ، وَلَا أَزَالُ مِنْهَا خَائِفًا إِلَّا أَنْ يُكَفِّرَهَا اللَّهُ عَنِّي بِشَهَادَةٍ، فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا [1] . حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، مَنْزِلَتِي وَمَنْزِلَةُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تِجَاهَانِ وَالْعَبَّاسُ بَيْنَنَا مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيلَيْنِ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عن عبيد الله [2] عن
نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ الْعَبَّاسَ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ [1] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي رَزِينٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعْمُلُنَا عَلَى الصَّدَقَةِ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأَسْتَعْمِلَكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ. وَقَالَ: قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: سَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحِجَابَةَ؟ فَقَالَ: أُعْطِيكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ منها السقاية بِرِوَائِكُمْ وَلَا تُزَرُوا بِهَا [2] . حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ ابن مسلم أن عبد الله بن عبد اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ صُهَيْبٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا يُقَبِّلُ يَدَ الْعَبَّاسِ وَيَقُولُ: يَا عَمِّ ارْضَ عَنِّي. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ [4] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ: عَلَيْكَ بِالْعِيرِ لَيْسَ دُونَهَا شَيْءٌ، فَنَادَاهُ الْعَبَّاسُ: أَلَا إِنَّهُ لا يصلح لك. قال: لمه؟ قَالَ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وَعَدَكَ احدى الطائفتين وقد
أَعْطَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا وَعَدَكَ [1] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عن أبي بشر عن سعيد ابن جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَحْكَمْتُ الْمُحْكَمَ على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. قَالَ: فَقُلْتُ فَمَا الْمُحْكَمُ؟ قَالَ: الْمُفَصَّلُ. وَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن عشر. حدثنا الربيع بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ مِنَ الْقُرْآنِ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ- وَهُوَ مَخْتُونٌ- فَسُئِلَ سَعِيدٌ مَا الْمُحْكَمُ مِنَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: الْمُفَصَّلُ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ [عَنْ] [2] سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: تُوُفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابْنُ خَمَسَ عَشْرَةَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ [3] عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَأْذَنُ لِأَهْلِ بَدْرٍ وَيَأْذَنُ لِي مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَتَأْذَنُ لِهَذَا الْفَتَى وَمِنْ أَبْنَائِنَا مَنْ هُوَ مِثْلُهُ؟ فَقَالَ: فِيهِ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ. فَأَذِنَ لَهُمْ يَوْمًا وَأَذِنَ لِي مَعَهُمْ، فَسَأَلَهُمْ عَنْ هَذِهِ السُّورَةِ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ الله أَفْواجاً 110: 1- 2 [4] فَقَالُوا: أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ صَلَّى الله عليه وسلم إذا فتح الله عز وجل عليه
أن يستغفر، وأن يتوب عليه. فَقَالَ لِي: مَا تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقُلْتُ: لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنَّهُ أَخْبَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُضُورِ أَجَلِهِ. فَقَالَ إِذا جاءَ نَصْرُ الله وَالْفَتْحُ 110: 1 فَتْحُ مَكَّةَ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْواجاً 110: 2 أَيْ فَعِنْدَ ذَلِكَ عَلَامَةُ مَوْتِكَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً 110: 3 فَقَالَ لَهُمْ: كَيْفَ تَلُومُونِي عَلَيْهِ بَعْدَ مَا تَرَوْنَ [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ عَلِيًّا أُتِيَ بِقَوْمٍ مِنَ الزَّنَادِقَةِ أَوْ مُرْتَدِّينَ، فَأَمَرَ بِهِمْ، فَحُرِقُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَقَتَلْتُهُمْ لِقَوْلِ رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولما حرقتهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ، وَقَالَ: لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَخْبَرَنَا جَرِيرٌ [2] عَنْ أَيُّوبَ بِمِثْلِ ذَلِكَ، وَزَادَ فِيهِ: فَبَلَغَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلِيًّا فَقَالَ: وَيْحَ ابْنِ أُمِّ الْفَضْلِ إِنَّهُ لَغَوَّاصٌ عَلَى الْهَنَاتِ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: وَأَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْبَأَ مَعْمَرٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ الْجَزَرِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عن يزيد بْنِ الْأَصَمِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَجُلٌ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَسْأَلُهُ عَنِ النَّاسِ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَرَأَ مِنْهُمُ الْقُرْآنَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ يُسَارِعُوا يَوْمَهُمْ هَذَا فِي الْقُرْآنِ هَذِهِ الْمُسَارَعَةَ. قَالَ: فَزَبَرَنِي عمر
ثُمَّ قَالَ: مَهْ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى مَنْزِلِي مُكْتَئِبًا حَزِينًا. فَقُلْتُ: قَدْ كُنْتُ نَزَلْتُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ بِمَنْزِلَةٍ مَا أَرَى إِلَّا أَنِّي قَدْ سَقَطْتُ مِنْ نَفْسِهِ. قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى منزلي فاضطجعت على فراشي حتى عادني نِسْوَةُ أَهْلِي وَمَا بِي مِنْ وَجَعٍ وَمَا هُوَ إِلَّا الَّذِي نَقَلَنِي بِهِ عُمَرُ. قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ إِذْ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ قَرِيبًا يَنْتَظِرُنيِ فَأَخَذَ بِيَدِي ثُمَّ خَلَا بِي فَقَالَ: مَا كَرِهْتَ مِمَّا قَالَ الرَّجُلُ. قَالَ: قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ كُنْتُ أَسَأْتُ فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فانزل حيث أحببت. قَالَ: لَتُحَدِّثْنِي مَا الَّذِي كَرِهْتَ مِمَّا قَالَ الرَّجُلُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُمْ مَتَى مَا يُسَارِعُوا هَذِهِ الْمُسَارَعَةَ تَحَنَّفُوا وَمَتَى تَحَنَّفُوا اخْتَلَفُوا وَمَتَى اخْتَلَفُوا يَفْشَلُوا. قَالَ: للَّه أَبُوكَ! وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أُكَاتِمُهَا النَّاسَ حَتَّى جِئْتَ بِهَا. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ [1] عَنْ مُنْذِرٍ [2] قَالَ: لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ [3] . حَدَّثَنَا حَسَّانٌ وَابْنُ قَعْنَبٍ وابن بكير عن مالك عن ابن شهاب عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَا- قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ فِي الْحَدِيثِ: إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ- فَجِئْتُ إِلَى حِمَارٍ لِي وَقَدْ نَاهَزْتُ الْحُلُمَ- وَفِي مَوْضِعٍ: نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ- فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصُّفُوفِ فَنَزَلْتُ فَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ يَرْتَعُ، وَدَخَلْتُ في الصف
فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَحَدَّثَنَاهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جِئْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ عَلَى أَتَانٍ، وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ: جِئْتُ أَنَا وَالْفَضْلُ مُرْتَدِفَيْنِ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أنبأ أبو حمزة عمران ابن أَبِي عَطَاءٍ الْقَصَّابُ قَالَ: شَهِدْتُ مَوْتَ ابْنِ عباس بالطائف، فوليه محمد ابن الْحَنَفِيَّةِ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَمَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ. حَدَّثَنَا هدية بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَرْوَزِيُّ الْكِتَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَجْلَسَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرِيبًا مِنْهُ وَمَسَحَ بِرَأْسِي وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي وَقَالَ: اللَّهمّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ [1] . حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليه وقال: اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلَهُ بِنَحْوِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ عَنْ عَمْرِو بن دينار أن كريا أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَزِيدَنِي الله عَزَّ وَجَلَّ فَهْمًا وَعِلْمًا. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ [2] عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار عن
كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَعَا لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يَزِيدَنِي اللَّهُ عِلْمًا وَفَهْمًا. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثٍ [1] عَنْ أَبِي الْجَهْضَمِ [2] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ، وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ مَرَّتَيْنِ [3] . أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَعَانِي عُمَرُ وَكَانَ يَدْعُونِي مَعَ أَشْيَاخٍ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ حَتَّى كَانَ بَعْضُهُمْ يَجِدُ مِنْ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ، وَقَدْ كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ لَا أَتَكَلَّمَ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا، قَالَ فَدَعَانِي وَهُمْ عِنْدَهُ، قَالَ: فَقَالَ إِنَّكُمْ قَدْ عَلِمْتُمْ مَا قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم في ليلة الْقَدْرِ اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وِتْرًا فَفِي أَيِّ الْعَشْرِ تَرَوْنَهَا؟ قَالَ: فَلَمْ يَتْرُكُوا شَيْئًا فِي وِتْرِ الْعَشْرِ إِلَّا ذَكَرُوهُ، فَقَالَ لِي: مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ قُلْتُ: إِنْ شِئْتَ تَكَلَّمْتُ. قَالَ: مَا دَعَوْتُكَ إِلَّا لِتَتَكَلَّمَ. قَالَ: قُلْتُ إِنِّي أَقُولُ برأيي. قَالَ: عَنْ رَأْيِكَ أَسْأَلُكَ. قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكْثَرَ السَّبْعَ فِي القرآن قال: فعدّ السموات وَالْأَرْضَ وَالطَّوَافَ وَأَشْيَاءَ كُلَّهَا أَعْرِفُ حَتَّى قَالَ وَجَعَلَ مَا بَيْنَ الْأَرْضِ سَبْعًا. «حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا دَعَا الْأَشْيَاخَ مِنْ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دعاني
مَعَهُمْ وَقَالَ: لَا تَتَكَلَّمْ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا. قَالَ فَدَعَانِي ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ قَالَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مَا قَدْ عَلِمْتُمْ (الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وِتْرًا) فَفِي أَيِّ الْوِتْرِ تَرَوْنَهَا؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ تَاسِعَةٌ، سَابِعَةٌ، خَامِسَةٌ ثَالِثَةٌ، فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ما لك لَا تَتَكَلَّمُ؟ فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتَ تَكَلَّمْتُ. قَالَ: مَا دَعَوْتُكَ إِلَّا لِتَتَكَلَّمَ. فَقُلْتُ: أَقُولُ فِيهَا برأيي؟ قَالَ: عَنْ رَأْيِكَ أَسْأَلُكَ. فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكْثَرَ ذِكْرَ السَّبْعِ، فَقَالَ السموات سبع وَالْأَرَضِينُ سَبْعٌ حَتَّى قَالَ: ثُمَّ [1] شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا. فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا. وَعِنَباً وَقَضْباً. وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا. وَحَدائِقَ غُلْباً. وَفاكِهَةً وَأَبًّا 80: 26- 31 [2] فَالْحَدَائِقُ كُلُّ مُلْتَفٍّ وَكُلُّ مُلْتَفٍّ حَدِيقَةٌ، وَالْأَبُّ مَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِمَّا لَا يَأْكُلُ النَّاسُ. فَقَالَ عُمَرُ: أَعَجِزْتُمْ أَنْ تَقُولُوا مِثْلَ مَا قَالَ هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي لَمْ تَسْتَوِ شُئُونُ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكَ أَنْ تتكلم فإذا دعوتك معهم فتكلم» [3] . حدثنا يحي بْنُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ الْمَكِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مَجْلِسًا قَطُّ أَكْرَمَ مِنْ مَجْلِسِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَكْثَرَ فِقْهًا وَأَعْظَمَ جَفْنَةً مِنْهُ، إِنَّ عِنْدَهُ أَصْحَابَ الْقُرْآنِ يَسْأَلُونَهُ وَعِنْدَهُ أَصْحَابُ الشِّعْرِ يَسْأَلُونَهُ وَعِنْدَهُ أَصْحَابُ النَّحْوِ يَسْأَلُونَهُ كُلُّهُمْ يَصْدُرُ فِي وَادٍ وَاسِعٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ فِي بَيْتِ خالتي ميمونة، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي اللَّيْلِ فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى، ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ نَفْخَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ
أيوب: وبلغني أنه دعا له تلك الليلة: اللَّهمّ أنه الْحِكْمَةَ، أَوْ قَالَ: اللَّهمّ زِدْهُ عِلْمًا [1] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ، وَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي، فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ. فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكِ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي. قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَهْ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ. قَالَ: وَكَانَ عِنْدَهُ أَحَدٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَرَجَعْنَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لِي كَذَا وَكَذَا وَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: وَرَأَيْتُهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ قُلْتُ [2] : نَعَمْ. قَالَ: ذَاكَ جِبْرِيلُ هُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ. حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ فَمَنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ كَلَّمَهُ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لِأَحَدٍ حَاجَةٌ قَامَ ودَخَلَ فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لَا يَجْلِسُ لِلنَّاسِ فِيهِنَّ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَحَضَرْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ يَا يَرْفُأُ أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَكَاةٌ؟ فَقَالَ: مَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ شَكَاةٍ، قَالَ: فَجَلَسْتُ فَجَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَجَلَسَ، فَخَرَجَ يَرْفُأُ فَقَالَ: قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى عُمَرَ فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صُبَرٌ مِنْ مَالٍ عَلَى كُلِّ صَبْرَةٍ مِنْهَا كَرْفَةٌ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي نَظَرْتُ فِي أهل المدينة فوجدتكما مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِهَا عَشِيرَةً فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَاقْسِمَاهُ فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ فَرُدَّا. قَالَ: فأما
عُثْمَانُ فَحَثَا، وَأَمَّا أَنَا فَحَبَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَقُلْتُ: وَإِنْ كَانَ نُقْصَانًا رَدَدْتَ عَلَيْنَا. فَقَالَ عُمَرُ: شَنْشَنَةٌ [1] أَعْرِفُهَا مِنْ أَخْشَنَ- قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي حَجَرًا مِنْ جَبَلٍ- أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ وَمُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقَدَّ. فَقُلْتُ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمُحَمَّدٌ حَيٌّ وَلَوْ عَلَيْهِ فُتِحَ صَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ. قَالَ: فَغَضِبَ عُمَرُ وَقَالَ: إِذًا صَنَعَ مَاذَا؟ قَالَ قُلْتُ. إِذًا أَكَلَ وَأَطْعَمَنَا. قَالَ: فَنَشَجَ عُمَرُ حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ منها كفافا لا عليّ ولا لي. حدثني مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ سِمَاكٍ أَبِي زُمَيْلٍ الدُّؤَلِيِّ- وَقَدْ كَانَ هَوَى نَجْدَةَ [2]- قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّهُ لَمَّا اعْتَزَلَتِ الْخَوَارِجُ دَخَلُوا رَأْيًا وَهُمْ ستة ألف وَأَجْمَعُوا أَنْ يَخْرُجُوا عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُ. قَالَ: وَكَانَ لَا يَزَالُ يَجِيءُ إِنْسَانٌ فَيَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْقَوْمَ خَارِجُونَ عَلَيْكَ- يَعْنِي عَلِيًّا- فَيَقُولُ: دَعُوهُمْ فَإِنِّي لَا أُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يُقَاتِلُونِي وَسَوْفَ يَفْعَلُونَ. فَلَمَّا كَانَ ذات يوم، أتيته قبل صلاة الظهر فقلت لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبْرِدْنَا بِصَلَاةٍ لَعَلِّي أَدْخُلُ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأُكَلِّمَهُمْ. فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُهُمْ عَلَيْكَ. فَقُلْتُ: كَلَّا وَكُنْتُ رَجُلًا حَسَنَ الخلق لا أوذي أَحَدًا، فَأَذِنَ لِي، فَلَبِسْتُ حُلَّةً مِنْ أَحْسَنِ مَا يَكُونُ مِنَ الْيَمَنِ، وَتَرَجَّلْتُ، وَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ نِصْفَ النَّهَارِ، فَدَخَلْتُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ أَرَ قَوْمًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْهُمُ اجْتِهَادًا، جِبَاهُهُمْ قَرِحَتْ مِنَ السُّجُودِ، وَأَيْدِيهِمْ كَأَنَّهَا بَقَرُ الْإِبِلِ، وَعَلَيْهِمْ قمص مرحضة، مشمرين، مسهمة وجوههم مِنَ السَّهَرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ. فَقَالُوا: مَرْحَبًا يَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: أتيتكم من عند
الْمَهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمِنْ عِنْدِ صِهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلِيَّ وَعَلَيْهِمْ نَزَلَ الْقُرْآنُ، وَهُمْ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِهِ. فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ: لَا تُخَاصِمُوا قُرَيْشًا فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ 43: 58 [1] فَقَالَ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ: لَوْ كَلَّمْتَهُمْ [2] ، فَقُلْتُ لهم [3] : ترى ما نقمتهم عَلَى صِهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَعَلَيْهِمْ نَزَلَ الْقُرْآنُ وَلَيْسَ فِيكُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَهُمْ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِهِ مِنْكُمْ؟ قَالُوا: ثَلَاثًا. قُلْتُ: مَاذَا؟ قَالُوا: أَمَّا إِحْدَاهُنَّ فَإِنَّهُ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِي أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ 6: 57 [4] فَمَا شَأْنُ الرِّجَالِ وَالْحُكْمِ بَعْدَ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ وَمَاذَا؟ قَالُوا: وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَإِنَّهُ قَاتَلَ وَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ فَلَئِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ مَا حَلَّ لَنَا قِتَالُهُمْ وَسِبَاهُمْ. وَمَاذَا الثَّالِثَةُ؟ قَالُوا: إِنَّهُ مَحَى نَفْسَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ لَمْ يَكُنْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ لَأَمِيرُ الْكَافِرِينَ قُلْتُ: هَلْ عِنْدَكُمْ غَيْرُ هَذَا؟ قَالُوا: كَفَانَا هَذَا. قُلْتُ لَهُمْ: أَمَّا قَوْلُكُمْ حَكَّمَ الرِّجَالَ فِي أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَنْقُضُ قَوْلَكُمْ أَفَتَرْجِعُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قُلْتُ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ صَيَّرَ مِنْ حُكْمِهِ إِلَى الرِّجَالِ فِي رُبْعِ دِرْهَمٍ ثَمَنِ أَرْنَبٍ وَتَلَا هَذِهِ الآية لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ 5: 95 [5] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَفِي الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً من أَهْلِها 4: 35 [6] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فَنَشَدْتُكُمْ باللَّه هَلْ تَعْلَمُونَ حُكْمُ الرِّجَالِ فِي إِصْلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ وَحَقْنِ دمائهم أفضل أم
حُكْمُهُمْ فِي أَرْنَبٍ وَبِضْعِ امْرَأَةٍ. فَأَيُّهُمَا تَرَوْنَ أَفْضَلُ؟ قَالُوا: بَلْ هَذِهِ. قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قُلْتُ: وَأَمَّا قَوْلُكُمْ قَاتَلَ ولم يسب ولم يغنم فتسبون امّكم عائشة، فو الله لَئِنْ قُلْتُمْ لَيْسَتْ بِأُمِّنَا لَقَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الإسلام وو الله لَئِنْ قُلْتُمْ نَسْبِيهَا نَسْتَحِلُّ مِنْهَا مَا نَسْتَحِلُّ مِنْ غَيْرِهَا لَقَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ، فَأَنْتُمْ بَيْنَ الضَّلَالَتَيْنِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ 33: 6 [1] ، فَإِنْ قُلْتُمْ لَيْسَتْ بِأُمِّنَا لَقَدْ خَرَجْتُمْ مِنَ الْإِسْلَامِ. أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. وَأَمَّا قَوْلُكُمْ مَحَا نَفْسَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَنَا آتِيكُمْ بِمَنْ تَرْضَوْنَ، يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، كَاتِبُ الْمُشْرِكِينَ أبا سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ: يَا عَلِيُّ اكْتُبْ هَذَا مَا اصْطَلَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: وَاللَّهِ لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا قَاتَلْنَاكَ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُكَ. امْحُ يَا عليّ اكتب: هَذَا مَا كَاتَبَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله. فو الله لَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ، فَقَدْ مَحَا نَفْسَهُ. قَالَ: فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَلْفَانِ وَخَرَجَ سَائِرُهُمْ فَقُتِلُوا. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ سِنَانٍ أَوْ إِلْيَاسُ ابْنُ بِنْتِ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ طَافَ بِالْبَيْتِ حين أصبح أسبوعا. قال وهب: وأنا [و] [2] طاووس مَعَهُ وَعِكْرِمَةُ مَوْلَاهُ، وَكَانَ قَدْ رَقَّ بَصَرُهُ فَكَانَ يَتَوَكَّأُ عَلَى الْعَصَا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ انْصَرَفَ إِلَى الْحَطِيمِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَهَضَ فَنَهَضْنَا مَعَهُ، فَدَفَعَ عَصَاهُ إِلَى عِكْرِمَةَ مولاه، وتوكأ عليّ وعلى
طاووس، ثُمَّ انْطَلَقَ بِنَا إِلَى غَرْبِيِّ الْكَعْبَةِ بَيْنَ بَابِ بَنِي سَهْمٍ وَبَابِ بَنِي جُمَحَ، فَوَقَفْنَا عَلَى قَوْمٍ بَلَغَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُمْ يَخُوضُونَ فِي حَدِيثِ الْقَدَرِ وَغَيْرِهِ مِمَّا يَخْتَلِفُ النَّاسُ فِيهِ، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَأَجَابُوهُ فَرَحَّبُوا بِهِ وَأَوْسَعُوا لَهُ، فَكَرِهَ أَنْ يَجْلِسَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ الْمُتَكَلِّمِينَ فِيمَا لا يعنيهم ولا يزد عَلَيْهِمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ للَّه عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا قَدْ أَسْكَنَتْهُمْ خَشْيَتُهُ مِنْ غَيْرِ عَيٍّ وَلَا بَكَمٍ وَإِنَّهُمْ لَهُمُ الْفُصَحَاءُ النُّطَقَاءُ النُّبَلَاءُ الْأَلِبَّاءُ وَالْعَالِمُونَ باللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَبِآيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمْ إذا ذكروا عظمة الله عز وجل انقطعت أَلْسِنَتُهُمْ وَكُسِرَتْ قُلُوبُهُمْ وَطَاشَتْ عُقُولُهُمْ إِعْظَامًا للَّه عَزَّ وَجَلَّ وَإِعْزَازًا وَإِجْلَالًا فَإِذَا اسْتَفَاقُوا مِنْ ذَلِكَ اسْتَبَقُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْأَعْمَالِ الزَّكِيَّةِ يَعُدُّونَ أَنْفُسَهُمْ مَعَ الظَّالِمِينَ الْخَاطِئِينَ وَأَنَّهُمْ لَأَنْزَاهٌ أَبْرَارٌ، أَوْ مَعَ الْمُقَصِّرِينَ وَالْمُفَرِّطِينَ وَإِنَّهُمْ لَأَكْيَاسٌ أَقْوِيَاءُ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَرْضَوْنَ للَّه عَزَّ وَجَلَّ بِالْقَلِيلِ، وَلَا يَسْتَكْثِرُونَ لَهُ الْكَثِيرَ وَلَا يُدِلُّونَ عَلَيْهِ بِالْأَعْمَالِ، مَتَّى مَا لَقِيتَهُمْ فَهُمْ مَهْتَمُّونَ مَخُوفُونَ مُرَوَّعُونَ خَائِفُونَ مُشْفِقُونَ وَجِلُونَ، فَأَيْنَ أَنْتُمْ مِنْهُمْ، يَا مَعْشَرَ الْمُبْتَدِعِينَ اعْلَمُوا أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَدَرِ أَسْكَتُهُمْ عَنْهُ، وَأَنَّ أَجْهَلَ النَّاسِ بِالْقَدَرِ أَنْطَقُهُمْ فِيهِ. قَالَ وَهْبٌ: ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُمْ وَتَرَكَهُمْ، فَبَلَغَ ابْنَ عَبَّاسٍ أَنَّهُمْ تفرقوا عَنْ مَجْلِسِهِمْ ذَلِكَ، ثُمَّ لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ حَتَّى هَلَكَ ابْنُ عَبَّاسٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادِ بْنِ نَصْرٍ النُّرْسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَبُو الْحَكَمِ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي دَرْمٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: بُلِّغَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ مَجْلِسٍ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ يَجْلِسُ
فِيهِ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَخْتَصِمُونَ تَرْتَفِعُ أَصْوَاتُهُمْ. فقال ابن عباس: انطلق بِنَا إِلَيْهِمْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى وَقَفْنَا عَلَيْهِمْ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَخْبِرْهُمْ بِمَا كَلَّمَ بِهِ الْفَتَى أَيُّوبَ وَهُوَ فِي بَلَائِهِ قَالَ الْفَتَى يَا أَيُّوبُ أَمَا كَانَ فِي عَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَذَكْرِ الْمَوْتِ مَا يُكِلُّ لِسَانَكَ وَيَكْسِرُ قَلْبَكَ وَيَقْطَعُ حُجَّتَكَ، يَا أَيُّوبُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ للَّه عَزَّ وَجَلَّ عِبَادًا أَسْكَنَتْهُمْ خَشْيَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ غَيْرِ عَيٍّ وَلَا بَكَمٍ وَأَنَّهُمُ النُّطَقَاءُ الْفُصَحَاءُ الْأَلِبَّاءُ الطُّلَقَاءُ، الْعَالِمُونَ باللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَآيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمْ إِذَا ذَكَرُوا عَظَمَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَلَّتْ أَلْسِنَتُهُمْ وَطَاشَتْ عُقُولُهُمْ وَأَحْلَامُهُمْ، فَإِذَا اسْتَفَاقُوا مِنْ ذَلِكَ اسْتَبَقُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ لَا يَسْتَكْثِرُونَ للَّه عَزَّ وَجَلَّ الْكَثِيرَ، وَلَا يَرْضَوْنَ لَهُ بِالْقَلِيلِ يَعُدُّونَ أَنْفُسَهُمْ مِنَ الظَّالِمِينَ وَالْخَاطِئِينَ وَأَنَّهُمْ لَأَنْزَاهٌ أَبْرَارٌ، وَمَعَ الْمُضَيَّعِينَ وَالْمُفَرِّطِينَ وَأَنَّهُمْ لَأَكْيَاسٌ أَقْوِيَاءُ نَاحِلُونَ دَائِبُونَ، يَرَاهُمُ الجاهل يقول من مرض رقد خَالَطَ الْقَوْمَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قَالَ مَرْوَانُ: فَكَتَبَ إِلَيَّ رَجُلٌ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ عَلَى أَثَرِ كَلَامِ وَهْبٍ: وَكَفَى بِكَ ظَالِمًا أَنْ لَا تَزَالَ مُخَاصِمًا، وَكَفَى بِكَ آثِمًا أَنْ لَا تَزَالَ مُمَارِيًا [1] ، وَكَفَى بِكَ كَاذِبًا أَنْ لَا تَزَالَ مُحَدِّثًا فِي غَيْرِ ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ الشُّعَيْثِيُّ عَنْ كَهْمَسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: شَتَمَ رَجُلٌ ابْنَ عَبَّاسٍ. فَقَالَ: إِنَّكَ تَشْتُمُنِي فِي ثَلَاثِ خِصَالٍ: إِنِّي لَآتِي الْآيَةَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فلوددت أن جميع الناس علموا منه مِثْلَ الَّذِي أَعْلَمُ، وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْحَكَمِ مِنْ حكام الْمُسْلِمِينَ يَقْضِي بِالْعَدْلِ فَأَفْرَحُ بِهِ وَلَعَلِّي لَا أُقَاضِي إِلَيْهِ أَبَدًا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْغَيْثِ يُصِيبُ الْأَرْضَ مِنْ أَرْضِ الْمُسْلِمِينَ فَأَفْرَحُ بِهِ وَمَا لي بها من سائمة.
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَعْلَمَهُمَا بِالْقُرْآنِ وَكَانَ علي أعلمهما بالمبهمات [1] . حدثنا يحي بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أبي يحدث عن طاووس قَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَكْتُبُ، قَالَ: فَقِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّهُمْ يَكْتُبُونَ. قَالَ: أَيَكْتُبُونَ! ثُمَّ قَامَ، وكان حسن الخلق، قال ولولا حَسُنَ خُلُقُهُ لَغَيَّرَ بِأَشَدَّ مِنَ الْقِيَامِ. «حَدَّثَنَا أبو النعمان ويحي بن يحي عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ خِرِّيتٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَجْعَلُ الْكَبْلَ فِي رِجْلِي عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَالْفِقْهِ. قَالَ أَبُو النُّعْمَانِ: عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ» [2] . حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَنِيسَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ سَعِيدٌ: جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ فَقَدْ وَقَعَ ذَلِكَ فِي صَدْرِي. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتَكْذِيبٌ؟ فَقَالَ: مَا تَكْذِيبٌ وَلَكِنِ اخْتِلَافٌ. قَالَ فَهَلُمَّ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ. قَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَسْمَعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلّ يَقُولُ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ 23: 101 [3] وقال فِي آيَةٍ أُخْرَى وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ 37: 27 [4] وقال في آية أخرى
وَلا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثاً 4: 42 [1] ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى وَالله رَبِّنا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ 6: 23 [2] فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَفِي قَوْلِهِ أَمِ السَّماءُ بَناها. رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها. وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها. وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها 79: 27- 30 [3] فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْأُخْرَى أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ 41: 9 [4] وَقَالَ وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ 41: 10 الى آخر الآية قوله طائِعِينَ 41: 11 [5] فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَلْقَ الْأَرْضِ قَبْلَ السماء. وقوله وَكانَ الله غَفُوراً رَحِيماً 4: 96 [6] وَكانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً 4: 158 [7] وَكانَ الله سَمِيعاً بَصِيراً 4: 134 [8] فكأنه كان ثم مضى؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَاتِ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ مِنْ هَذَا. قَالَ السَّائِلُ: إِذَا أَنْتَ أَنْبَأْتَنِي بِهَذَا فَحَسْبِي. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَوْلُهُ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ 23: 101 فَهَذَا فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ من في السَّماواتِ وَمن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ 39: 68 [9] فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ. ثُمَّ إِذَا كَانَ فِي النَّفْخَةِ الْأُخْرَى قَامُوا فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ عز وجل رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ 6: 23 وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً 4: 42 فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لأهل الإخلاص
ذُنُوبَهُمْ، وَلَا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ وَلَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ، فَلَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا إِنَّ رَبَّنَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلَا يَغْفِرُ الشرك، فتعالوا نقول انما كنا أهل ذنوب ولم تكن مُشْرِكِينَ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا كَتَمْتُمُ الشِّرْكَ فَاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَيُخْتَمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [1] . فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا فَعِنْدَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً 4: 42 وَأَمَّا قَوْلُهُ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها 79: 27- 30 فَإِنَّهُ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ قَبْلَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ فَدَحَاهَا، وَدَحْيُهَا أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى وَشَقَّ فِيهَا الْأَنْهَارَ وَجَعَلَ السُّبُلَ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالرِّمَالَ وَالْأَكْوَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها 79: 30 وقوله أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ 41: 9- 10 فَجَعَلَ الْأَرْضَ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أربعة أيام، وجعلت السموات فِي يَوْمَيْنِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً 4: 96 وَكانَ الله عَزِيزاً حَكِيماً 4: 158 وَكانَ الله سَمِيعاً بَصِيراً 4: 134 فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَلِكَ، سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ غَيْرُهُ، فَذَلِكَ قوله وَكانَ الله 4: 17 أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلرَّجُلِ: احْفَظْ عَنِّي مَا حَدَّثْتُكَ وَاعْلَمْ أَنَّ مَا اخْتَلَفَ عَلَيْكَ فِي الْقُرْآنِ أَشْبَاهُ مَا حَدَّثْتُكَ، وَأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابَ الَّذِي أَرَادَ بِهِ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَا يَعْلَمُونَ فَلَا يَخْتَلِفَنَّ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ، فأن
كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. حَدَّثَنِي الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَتَبَ قَيْصَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ: فَأْتِنِي بِأَحَبِّ كَلِمَةٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالثَّانِي وَالثَّالِثِ وَالرَّابِعِ وَالْخَامِسِ وَبِأَكْرَمِ عِبَادِهِ عَلَيْهِ، وَأَكْرَمِ إِمَائِهِ عَلَيْهِ، وَبِأَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ فِيهِمُ الرُّوحُ لَمْ يَرْكُضُوا فِي رَحِمٍ، وَبِقَبْرٍ يَسِيرُ بِصَاحِبِهِ، وَبِمَكَانٍ لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ إِلَّا مَرَّةً وَبِالْمَجَرَّةِ مَا مَوْضِعُهَا مِنَ السَّمَاءِ، وَبِقَوْسِ قُزَحَ وَمَا بَدْءُ أَمْرِهِ. فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهُ قَالَ: اللَّهمّ الْعَنْهُ وَمَا يُدْرِينِي مَا هَذَا. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيَّ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: أَمَّا أَحَبُّ كَلِمَةٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا يُقْبَلُ عَمَلٌ إِلَّا بِهَا، وَالثَّانِيَةُ التَّحِيَّةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَصَلَاةُ الْخَلْقِ، وَالثَّالِثَةُ الْحَمْدُ كَلِمَةُ الشُّكْرِ، وَالرَّابِعَةُ الله أكبر فواتح الصَّلَاةِ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ، وَالْخَامِسَةُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه فَاكْتُبْ إِلَيْهِ بِذَلِكَ فَإِنَّهُمْ سَيَعْرِفُونَ. فَأَمَّا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِذَا قَالَهَا الْعَبْدُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَخْلَصَ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ، قَالَ عَبَدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ الْحَمْدُ للَّه، قَالَ: شَكَرَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ صَدَقَ عَبْدِي أَنَا أَكْبَرُ، وَإِذَا قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه، قَالَ أَلْقَى إِلَيَّ عبدي السلم. فَأَمَّا أَكْرَمُ عِبَادِهِ عَلَيْهِ فَآدَمُ الَّذِي خَلَقَهُ بِيَدِهِ وَعَلَّمَهُ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، وَأَمَّا أَكْرَمُ إِمَائِهِ عَلَيْهِ فَمَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا، وَأَمَّا الْأَرْبَعَةُ الَّذِينَ فِيهِمُ الرُّوحُ لَمْ يَرْكُضُوا فِي رَحِمٍ فَآدَمُ وَحَوَّاءُ وَعَصَا مُوسَى حِينَ ألقاها وَكَانَتْ ثُعْبَانًا مُبِينًا، وَالْكَبْشُ الَّذِي ذُبِحَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ [1] وَأَمَّا مَكَانٌ لَمْ تُصِبْهُ الشَّمْسُ إِلَّا مَرَّةً فَالْبَحْرُ حِينَ انْفَلَقَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَمَّا الْقَبْرُ الَّذِي يَسِيرُ بِصَاحِبِهِ فَبَطْنُ الْحُوتِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يُونُسُ، وَأَمَّا الْمَجَرَّةُ فَبَابٌ من أبواب
السَّمَاءِ، وَأَمَّا قَوْسُ قُزَحَ فَأَمَانٌ مِنَ الْغَرَقِ بَعْدَ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا قَرَأَ قَيْصَرُ كِتَابَهُ قال: أيم الله ما علمتها وما كنت تعلمها الا من رجل من أهل بيت نبي. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ثَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَدَعَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِلَى بَيْعَتِهِ، فَامْتَنَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَظَنَّ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنَّ امْتِنَاعَ ابْنِ عَبَّاسٍ تَمَسُّكًا مِنْهُ بِبَيْعَتِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الْمُلْحِدَ ابْنَ الزُّبَيْرِ دَعَاكَ إِلَى بَيْعَتِهِ، وَالدُّخُولِ فِي طَاعَتِهِ، لِتَكُونَ لَهُ عَلَى الْبَاطِلِ ظَهِيرًا، وفي المآثم شريكا، وانك اعتصمت ببيعتنا وَفَاءً مِنْكَ لَنَا وَطَاعَةً للَّه عَزَّ وَجَلَّ لِمَا عَرَّفَكَ مِنْ حَقِّنَا فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنْ ذِي رَحِمٍ خَيْرَ مَا يَجْزِي الْوَاصِلِينَ أَرْحَامَهُمُ الموفين بعهودهم فما أنس مِنَ الْأَشْيَاءِ فَلَسْتُ بِنَاسٍ بِرَّكَ وَتَعْجِيلَ صَلَتِكَ بِالَّذِي أَنْتَ لَهُ أَهْلٌ مِنَ الْقَرَابَةِ مِنَ الرَّسُولِ فَانْظُرْ مَنْ طَلَعَ عَلَيْكَ مِنَ الْآفَاقِ مِمَّنْ سَحَرَهُمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِلِسَانِهِ وَزُخْرُفِ قَوْلِهِ فَأَعْلِمْهُمْ رَأْيَكَ فَإِنَّهُمْ مِنْكَ أَسْمَعُ وَلَكَ أَطْوَعُ مِنْهُمْ لِلْمُخِلِّ الْمُجْرِمِ الْمَارِقِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَاءَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ دُعَاءَ ابْنِ الزُّبَيْرِ إِيَّايَ إِلَى بَيْعَتِهِ وَالدُّخُولِ فِي طَاعَتِهِ فَإِنْ يَكُ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَرْجُو بِذَلِكَ بِرَّكَ وَلَا حَمْدَكَ، ولكن الله عز وجل بالذي أنوي بِهِ عَلِيمٌ، وَزَعَمْتَ أَنَّكَ غَيْرُ نَاسٍ بِرِّي وَتعْجِيلَ صِلَتِي، فَاحْبِسْ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ بِرَّكَ وَتَعْجِيلَ صِلَتِكَ فَإِنِّي حَابِسٌ عَنْكَ وُدِّي فَلَعَمْرِي مَا تُؤْتِينَا مِمَّا لَنَا قِبَلَكَ مِنْ حَقِّنَا إِلَّا اليسير، وانك لتحبس منه الْعَرِيضَ الطَّوِيلَ، وَسَأَلْتَ أَنْ أَحُثَّ النَّاسَ عَلَيْكَ وأن أخذ لهم عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَلَا وَلَا سُرُورًا وَلَا حُبًّا، إِنَّكَ تَسْأَلُنِي نُصْرَتَكَ وَتَحُثُّنِي عَلَى وُدِّكَ وَقَدْ قَتَلْتَ حُسَيْنًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَفِتْيَانَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَصَابِيحَ الْهُدَى وَنُجُومَ الْأَعْلَامِ غَادَرَتْهُمْ خيولك
بِأَمْرِكَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ مُزَمَّلِينَ بِالدِّمَاءِ مَسْلُوبِينَ بالعراء، لا مكفيين وَلَا مُوَسَّدِينَ، تَسِفُّوا عَلَيْهِمُ الرِّيَاحُ وَتَنْتَابُهُمْ عُرْجُ الضِّبَاعِ، حَتَّى أَتَاحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ بِقَوْمٍ لَمْ يَشْرِكُوا فِي دِمَائِهِمْ، كَفَّنُوهُمْ وَأَجَنُّوهُمْ، وَبِي وَبِهِمْ وَاللَّهِ غَرَّرْتَ وَجَلَسْتَ مَجْلِسَكَ الَّذِي جلست فما أَنْسَى مِنَ الْأَشْيَاءِ فَلَسْتُ بِنَاسٍ اطِّرَادَكَ حُسَيْنًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَرَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَسْيِيرَكَ إِلَيْهِ الرِّجَالَ لِتَقْتُلَهُ فِي الْحَرَمِ فَمَا زِلْتَ بِذَلِكَ وَعَلَى ذَلِكَ حَتَّى أَشْخَصْتَهُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَخَرَجَ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ، فَتَزَلْزَلَتْ بِهِ خَيْلُكَ عَدَاوَةً مِنْكَ للَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيرًا أُولَئِكَ لَا كَآبَائِكَ الْجِلَافِ [1] الْحُفَاةِ أَكْبَادِ الْحَمِيرِ، فَطَلَبَ إِلَيْكُمُ الْمُوَادَعَةَ وَسَأَلَكُمُ الرَّجْعَةَ، فَاغْتَنَمْتُمْ قِلَّةَ أَنْصَارِهِ وَاسْتِئْصَالَ أَهْلِ بَيْتِهِ فَتَعَاوَنْتُمْ عَلَيْهِ كَأَنَّكُمْ قَتَلْتُمْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ التُّرْكِ، فَلَا شَيْءَ أَعْجَبُ عِنْدِي من طلبتك ودى وقد قتلت ولداي وَسَيْفُكَ يَقْطُرُ مِنْ دَمِي وَأَنْتَ آخِذٌ ثَأْرِي، فأن شاء الله لا يطل لَدَيْكَ دَمِي وَلَا تَسْبِقُنِي بِثَأْرِي، وَإِنْ سَبَقْتَنِي فِي الدُّنْيَا فَقَبْلَ ذَلِكَ مَا قُتِلَ النَّبِيُّونَ، وَإِنَّ النَّبِيِّينَ فَيَطْلُبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِدِمَائِهِمْ، فَكَفَى باللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِلْمَظْلُومِينَ نَاصِرًا وَمِنَ الظَّالِمِينَ مُنْتَقِمًا فَلَا يُعْجِبَنَّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِنَا الْيَوْمَ فَلَنَظْفَرَنَّ بِكَ يَوْمًا، وَذَكَرْتَ وَفَائِي وَمَا عَرَّفْتَنِي مِنْ حَقِّكَ فَإِنْ يَكُ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَقَدْ وَاللَّهِ بَايَعْتُكَ وَمَنْ قَبْلَكَ، وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَبِي وَوَلَدَ أَبِي أَحَقَّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ مَعْشَرَ قُرَيْشٍ كَاثَرْتُمُونَا حَتَّى دَفَعْتُمُونَا عَنْ حَقِّنَا، وَوَلِيتُمُ الْأَمْرَ دُونَنَا، فَبُعْدًا لِمَنْ تَجَرَّأَ ظُلْمًا وَاسْتَغْوَى السُّفَهَاءَ عَلَيْنَا كَمَا بَعُدَتْ ثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ، أَلَا وَإِنَّ مِنْ أَعْجَبِ الْأَعَاجِيبِ- وَمَا عَسَى أَنْ أَعْجَبَ- حَمْلُكَ بَنَاتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَطْفَالًا صِغَارًا مِنْ وَلَدِهِ إِلَيْكَ بِالشَّامِ كَالسَّبْيِ الْمَجْلُوبِينَ تُرِي النَّاسَ أَنَّكَ
قَدْ قَهَرْتَنَا، وَأَنَّكَ تَمُنُّ عَلَيْنَا، وَبِنَا مَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ، وَلَعَمْرُ اللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ تُصْبِحُ آمِنًا مِنْ جِرَاحَةِ يَدِي إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُعْظِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جُرْحَكَ مِنْ لِسَانِي وَنَقْضِي وَإِبْرَامِي. وَاللَّهِ مَا أَنَا بِآيِسٍ مِنْ بَعْدِ قَتْلِكَ وَلَدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْخُذَكَ أَخْذًا أَلِيمًا، وَيُخْرِجَكَ مِنَ الدُّنْيَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا. فَعِشْ لا أبا لك ما اسْتَطَعْتَ فَقَدْ وَاللَّهِ ازْدَدْتَ عِنْدَ اللَّهِ أَضْعَافًا وَاقْتَرَفْتَ مَأْثَمًا وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أبي سليمان بن جبير ابن مُطْعِمٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَخْطُبُ النَّاسَ بِمَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ: ان ها هنا رَجُلًا أَعْمَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ كَمَا أَعْمَى بَصَرَهُ يُفْتِي النَّاسَ بِالْمُتْعَةِ وَأَيْمُ اللَّهِ لَا أُوتَى بِرَجُلٍ عَمِلَ بِهَا إِلَّا رَجَمْتُهُمَا بِالْحِجَارَةِ، فَأَشْخَصَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ صَدْرَهُ فَقَالَ: إِنَّكَ تُخَرِّفُ إِنَّمَا أَمَرَكُمْ بِهَذَا الْأَمْرِ ابْنُ صَفْوَانَ [1] ، لَعَلِّي بِعَمَّةِ الْجُعَيْدِ حِينَ جِيءَ بِامْرَأَتِهِ وَبَطْنُهَا إِلَى فِيهَا وَأَنْفِهَا. فَسَكَتَ ابْنُ الزُّبَيْرِ. قَالَ نَافِعٌ: فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: لَعَمْرُكَ إِنْ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَعَرَبِيًّا. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلَوْ يَأْذَنُ لِي لَقَبَّلْتُ رأسه [2] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ الْعَبَّاسَ قَالَ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: إِنِّي أَرَى هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَكْرَمَكَ- يَعْنِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- وَأَدْنَى مَجْلِسَكَ وَأَلْحَقَكَ بِقَوْمٍ لَسْتَ مِثْلَهُمْ، فَاحْفَظْ
عليّ ثلاثا: لا يجربنّ عَلَيْكَ كَذِبًا، وَلَا تَفْشِيَنَّ عَلَيْهِ سِرًّا، وَلَا تغتابنّ عنده أحدا. «حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ النَّخَعِيُّ قال: حدثنا عبد الله ابن الْمُؤَمِّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ عَلَيْكَ؟ قَالَ: جَلِيسِي الَّذِي يَتَخَطَّى النَّاسَ حَتَّى يَجْلِسَ إِلَيّ لَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ لَا يَقَعَ الذُّبَابُ عَلَى وَجْهِهِ لَفَعَلْتُ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ- أَوْ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ- فَكَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَإِذَا نَزَلَ قَامَ شَطْرَ اللَّيْلِ وَيُرَتِّلُ الْقُرْآنَ يَقْرَأُ حَرْفًا حَرْفًا، وَيُكْثِرُ فِي ذَلِكُمْ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالنَّحِيبِ وَيَقْرَأُ وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ 50: 19 [2] . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ الْأَوْزَاعِيِّ وَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ: وَاللَّهِ إِنَّكَ لَأَصْبَحُ فِتْيَانِنَا وَجْهًا، وَأَحْسَنُهُمْ عَقْلًا وَأَفْقَهُهُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. «حَدَّثَنَا مُحَدِّثٌ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَبْدِ الْقُدُّوسِ [3] عَنِ ابْنِ عَيَّاشٍ عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: تَظْهَرُ رَايَاتٌ سُودٌ لِبَنِي الْعَبَّاسِ حَتَّى يَنْزِلُوا الشَّامَ وَيَقْتُلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَيْدِيهِمْ كُلَّ جَبَّارٍ وَعَدُوٍّ لَهُمْ» [4] .
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ العلاء الحضرميّ قال: حدثني مع سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي آخِرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ لَهُمْ مِثْلُ أَجْرِ أَوَّلِهِمْ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقَاتِلُونَ أَهْلَ الْفِتَنِ. «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ الْمُعَيْطِيِّ عَنْ أَبَانِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ- وَأَنَا حَاضِرٌ- فَأَجَازَهُ فَأَحْسَنَ جَائِزَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ هَلْ تَكُونُ لَكُمْ دَوْلَةٌ؟ قَالَ: أَعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: لِتُخْبِرْنِي. قَالَ: نعم. قال: فيمن أَنْصَارُكُمْ؟ قَالَ: أَهْلُ خُرَاسَانَ، وَلِبَنِي أُمَيَّةَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ نَطَحَاتٌ» [1] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَايَةً هَاشِمِيَّةً فَلَا تَعْرِضْ لَهَا فَإِنَّ دَوْلَتَهَا طَوِيلَةٌ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو صَدَقَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُمَحِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ ذِي يَمَنٍ مِنْ ذِي عِصْيَانَ أَنَّهُ قال له مقدم ابن دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ بِمَكَّةَ: يَا أَبَا عَمْرٍو وَاللَّهِ لَإِزَالَةُ جَبَلٍ مِنْ مَكَانِهِ أَهْوَنُ مِنْ إِزَالَةِ مُلْكٍ مُؤَجَّلٍ مِنْ مُلْكِ بَنِي الْعَبَّاسِ. «حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَيُّوبَ قَالَ ثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غُنْيَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَمِعَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عباس ونحن نقول: اثني عشر أميرا ثم لا أمير واثني عَشَرَ أَمِيرًا ثُمَّ هِيَ السَّاعَةُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَا أَحْمَقَكُمْ إِنَّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ بعد ذلك
الْمَنْصُورُ وَالسَّفَّاحُ وَالْمَهْدِيُّ يَدْفَعُهَا إِلَى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي حَيَّانَ [2] عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ عُقْبَةَ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَقَالَ زَيْدٌ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي أَنْتَظِرُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبُ، وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: أَحَدُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ النُّورُ وَالْهُدَى فَاسْتَمْسِكُوا بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَحَثَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَهْلِ بَيْتِي. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَقَالَ له يزيد وحصين: من أهل بيته أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: ان نساؤه مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنَّ أَهْلَ بَيْتِهِ مَنْ حَرَّمَ الصَّدَقَةَ عَلَيْهِمْ بَعْدَهُ. قَالَ حُصَيْنٌ: فَمَنْ هُمْ يَا يَزِيدُ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْعَبَّاسِ وَآلُ عَلِيٍّ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَقِيلٍ. حَدَّثَنَا يحي [3] قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [4] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض. حدثني أحمد بن يحي [5] قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريك
قال: ثنا أبي عن الأعمش عن حبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ زيد بن أرقم [1] عن نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي. فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا، فَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ. حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إِسْرَائِيلُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: لَقِيتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ وَهُوَ يُرِيدُ الدُّخُولَ عَلَى الْمُخْتَارِ فَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ. قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِتْرَتِي؟ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْبَأَ فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ طَرَفٌ فِي يَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَطَرَفٌ فِي أَيْدِيكُمْ فَاسْتَمْسِكُوا بِهِ، أَلَا وَعِتْرَتِي. قَالَ فُضَيْلٌ: سَأَلْتُ عَطِيَّةَ عَنْ عِتْرَتِهِ؟ قَالَ: أَهْلُ بَيْتِهِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ عَنْ قَاسِمِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتِي كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يتفرقا حتى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وجل سبب موصول من السماء الى
الأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَبْدِ الله بن عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَانُ الْأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ الْقَوْسُ، وَأَمَانُ أَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الِاخْتِلَافِ الْمُوَالَاةُ لِقُرَيْشٍ فَإِذَا خَالَفَتْهُمْ قَبِيلَةٌ صَارُوا حِزْبَ إِبْلِيسَ. حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَ فِيهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ، وَمَنْ قَاتَلَنَا فِي آخِرِ الزَّمَانِ فَإِنَّمَا قَاتَلَ مَعَ الدَّجَّالِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ حَنَشٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ آخِذًا بِحَلَقَةِ بَابِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنَا أَبُو ذَرٍّ فَمَنْ عَرَفَنِي أَلَا وَأَنَا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ لَا أُحَدِّثُكُمْ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَأَحَدُهُمَا أَفْضَلُ مِنَ الْآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ وَإِنَّ مَثَلَهُمَا كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَرَكَهَا غَرِقَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عن سالم [1] عن سعيد [2] في قوله قُلْ 42: 23
لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى 42: 23 [1] قَالَ: أَنْ تَصِلُوا قَرَابَةَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ [3] عَنْ جابر [4] عن محمد ابن عَلِيٍّ [5] عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: لَوْ صَلَّيْتُ صَلَاةً لَا أُصَلِّي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ لَرَأَيْتُ أَنَّ صَلَاتِي لَا تَتِمُّ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَدَقَةَ «عَنِ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قال: سألت أبي عن عبد الله بن عباس وَعَنْ فِقْهِهِ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ قَطُّ» [6] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ بُجَيْرٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَّا احْتُمِلَتْ جِنَازَتُهُ جَاءَ طَيْرٌ عَظِيمٌ حَتَّى خَالَطَ أَكْفَانَهُ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَامِينَ: أَنَّ طَيْرًا دَخَلَ فِي ثِيَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ عَلَى سريره منعوش، فلم يُزَحْزَحُ حَتَّى دُفِنَ. قَالَ: لَا أَدْرِي عَبْدُ اللَّهِ رَآهُ أَوْ يَامِينُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثَنَا بَسَّامٌ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي «عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَامِينَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي: أَنَّهُ لما مر بجنازة ابن عباس بالجيرة- وَهُوَ وَادٍ- جَاءَ طَيْرٌ أَبْيَضُ يُقَالُ لَهُ الغرنوق فدخل في النعش فلم ير
بعد» [1] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى بْنِ أَنَسٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَجَدْتُ عَامَّةَ عِلْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ هَذَا الْحَيِّ مِنَ الْأَنْصَارِ وَإِنِّي كُنْتُ لَآتِي بَابَ أَحَدِهِمْ فَأَقِيلُ بِبَابِهِ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي عَلَيْهِ لَأَذِنَ لِقَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنِّي كُنْتُ أَبْتَغِي بِذَلِكَ طِيبَ نَفْسِهِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ [3] قَالَ: ثَنَا سَالِمٌ [4] عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ: الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ [5] . حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَلَوْ يَأْذَنُ لِي لَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ [6] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ [7] : لَمْ يُفَقِّهْ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى أَتَاهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ. «حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: قَالَ رَسُولُ الله صلّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ مَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَإِنَّهُ لَحَبْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ ميسرة قال: سمعت طاووسا يقول: سمعت ابن عباس يقول: استشارتي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي الْخُرُوجِ. فَقُلْتُ: لَوْلَا أَنْ يَزْرِيَ ذَلِكَ بِي أَوْ بِكَ لَنَشَبْتُ يَدِي فِي رَأْسِكَ، فَكَانَ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ أن قال: لَئِنْ أُقْتَلُ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَنْجِدَنِي- يَعْنِي مَكَّةَ- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَذَلِكَ الَّذِي سَلَا بِنَفْسِي عَنْهُ. ثُمّ يقول طاووس: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَعْظِيمًا لِلْمَحَارِمِ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَوْ شَاءَ أَنِّي أَبْكِي لَبَكَيْتُ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: عَامَّةُ عِلْمِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ ثَلَاثَةٍ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ لِأَخٍ لَهُ مِنَ الْأَنْصَارِ: اذْهَبْ بِنَا إِلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَحْتَاجَ إِلَيْنَا. قَالَ: وَكَانَ إِذَا صلّى جلس غِلْمَانُهُ خَلْفَهُ فَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ لَمْ يَسْمَعْ فِيهَا شَيْئًا رَدَّدَهَا فَكَتَبُوهَا فَإِذَا خَرَجَ سَأَلَ عَنْهَا. حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمَّ الْفَضْلِ لَحَامِلٌ. قَالَ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَسَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَيِّضَ وُجُوهَنَا بِغُلَامٍ. فَوُلِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ. حَدَّثَنَا قُطْبَةُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ [2] قَالَ: حدثنا سفيان [3] عن
[سمرة]
سَالِمٍ [1] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ مَاتَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْيَوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ قُرَيْشٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ: ثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: نُبِّئْتُ عن طاووس قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَعْظِيمًا لِحُرُمَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ لَوْ شَاءَ إِذَا ذَكَرْتُهُ أَنْ أَبْكِي لَبَكَيْتُ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فإنهم اليوم كثير. فقال: وا عجبا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فِيهِمْ؟ قَالَ: فَتَرَكَ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ فَآتِي بَابَهُ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ تَسْفِي عَلَيَّ الرِّيَاحُ مِنَ التُّرَابِ، فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ، فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ. فَعَاشَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلِي يَسْأَلُونِي. قَالَ: هَذَا الْفَتَى كَانَ أَعْقَلَ مِنِّي [2] . [سَمُرَةُ] حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قَالَ: كَانَ سَمُرَةُ مَا عَلِمْتُ عَظِيمَ الْأَمَانَةِ صدوق الحديث محبّ للإسلام وأهله.
عبد الله بن الزبير
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أبي مَرْيَمَ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ [2] عَنِ ابْنِ كُمَيْلٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: أَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِغَلَسٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ؟ قُلْتُ: سُنَّةَ أَبِيكَ عُمَرَ. قَالَ: إِنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ لَمْ يَكُنْ لِلصَّلَاةِ لَهُ غِشًّا، لَمْ نَرَ رَجُلًا أَطْوَلَ قِيَامًا وَأَطْوَلَ رُكُوعًا وَأَطْوَلَ سُجُودًا وَأَتَمَّ جَلْسَةً وَأَقَلَّ الْتِفَاتًا وَأَكْمَلَ صَلَاةً مِنَ ابن الزبير ولم نر من الناس اكبس خَطِيبًا وَأَكْيَسَ [3] مُخَاصِمًا حَتَّى إِذَا وُلِّيَ أَنْكَرَ مِنْهُ مَا كَانُوا يَعْرِفُونَ. عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيَّ يَقُصُّ حِينَ يُصَلِّي الصُّبْحَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَحِينَ يُصَلِّي الْعَصْرَ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، وَكَانَتْ لَهُ جُمَّةٌ إِلَى قَفَاهُ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، وَرَأَيْتُ لِحْيَتَهُ صَفْرَاءَ. الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ وَاحِدًا أَعْلَمَ بِمَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهِ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ [4] مَا كَانَ زُهْرِيُّكُمْ هَذَا إِلَّا غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِهِ- يَعْنِي ابْنَ شِهَابٍ-. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قال: سمعت عمرو بْنَ دِينَارٍ قَالَ: خَرَجْتُ عَامِدًا إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الواحد بن
محمد بن علي بن أبي طالب
أَيْمَنَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ يَنْزِلُ عَلَيْنَا فَكُنَّا نُنْفِقُ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِذَا مَضَتْ ثَلَاثَةٌ لَمْ يَقْبَلْ مِنَّا شَيْئًا. مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَبَعَثَنِي [1] أَبِي إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَرَأَيْتُهُ مَكْحُولَ الْعَيْنَيْنِ فَجِئْتُ فَقُلْتُ لِأَبِي بَعَثْتَنِي إِلَى رَجُلٍ كَذَا وَكَذَا- وَقَعْتُ فِيهِ- فَقَالَ: يَا بُنَيَّ ذَاكَ خَيْرُ النَّاسِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: جِئْتُ إِلَى محمد ابن الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ مَكْحُولُ الْعَيْنَيْنِ مَصْبُوغُ اللِّحْيَةِ بِحُمْرَةٍ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةً مُلْصَقَةً بِرَأْسِهِ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ [3] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: أُعْطِيكَ أَلْفَ دِينَارٍ وَتَعْمَلُ فِيهَا؟ قُلْتُ: لَيْسَ لِي بِهَا حَاجَةٌ. عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا كَانَ أَكْثَرَ مَجَالِسَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أفقه منه، ولكنه كَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ قُرَشِيًّا أَفْضَلَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ عَلِيِّ بن الحسين منهم قط.
القاسم بن محمد [2]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] [1] زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: قَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ إِنَّكَ تُجَالِسُ أَقْوَامًا دُونًا. فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: إِنِّي أُجَالِسُ مَنْ أَنْتَفِعُ بِمُجَالَسَتِهِ فِي دِينِي. قَالَ: وَكَانَ نَافِعٌ يَجِدُ فِي نَفْسِهِ وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ رَجُلًا لَهُ فَضْلٌ فِي الدِّينِ، قَالَ مَالِكٌ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عبد الله بن عتبة بن مسعود مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ فِي صَلَاتِهِ فَقَعَدَ إِلَيْهِ إِنْسَانٌ لَمْ يُقْبِلْ عَلَيْهِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ نَحْوَ مَا كَانَ يُرَى مِنْ طُولِهَا، قَالَ مَالِكٌ وَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ، وَكَانَ يَأْتِيهِ فَيَجْلِسُ إِلَيْهِ، وَيُطَوِّلُ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي صَلَاتِهِ وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَهُوَ مِمَّنْ هُوَ مِنْهُ، فَقَالَ: لَا بُدَّ لِمَنْ طَلَبَ هَذَا الْأَمْرَ تَعَنَّى بِهِ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَصْحَبُ عبيد الله بن عبد الله ابن عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ حَتَّى أَنَّهُ كَانَ يَنْتَزِعُ لَهُ الْمَاءَ. الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ [2] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ قَلَنْسُوَةَ خزّ ورداء سابريّ معلم ملون قَدْ صُبِغَ بِشَيْءٍ مِنْ زَعْفَرَانٍ، وَيَدَعُ مِائَةَ أَلْفٍ يَتَخَلَّجُ فِي نَفْسِهِ مِنْهُ [3] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ وَذَكَرَ الْقَاسِمَ بن محمد قَالَ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةَ خَزٍّ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَفْضَلَ مِنْهُ، وَلَقَدْ ترك مائة ألف وهو له حلال.
حدثنا محمد بن [أبي] [1] زكير قال: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: ذَكَرَ فَضْلَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: وَكَانَ الْقَاسِمُ مِنْ فُقَهَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ قَدْ ثَقُلَ وَتَخَلَّفَ عَنِ الْحَجِّ، فَكَانَ يَأْمُرُ مَنْ يَحُجّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ الْقَاسِمِ وَلُبُوسِهِ وَنَاحِيَتِهِ فَيُبَلِّغُوهُ ذَلِكَ فَيَقْتَدِيَ بِالْقَاسِمِ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَوْ كَانَ لِي مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ لَوَلَّيْتُ الْقَاسِمَ الْخِلَافَةَ. قَالَ «وَكَانَ الْقَاسِمُ قليل الحديث قليل الفتيا» [2] . حدثني علي بن الحسن العسقلاني قَالَ: ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ الله ابن موهب قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ مَسَائِلَ، فَلَمَّا قَدِمَ الرَّجُلُ قَالَ لَهُ الْقَاسِمُ: لَا تَذْهَبَنَّ فَتَقُولَ إِنَّ الْقَاسِمَ قَالَ هَذَا هُوَ الْحَقُّ وَلَكِنْ إِذَا اضْطُرِرْتَ إِلَيْهِ عَمِلْتَ بِهِ. حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الليث عن يحي بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ إِنَّا وَاللَّهِ لَا نعلم كثيرا مما تسألونا عنه، ولئن يعيش الرَّجُلُ جَاهِلًا إِلَّا أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فَرَضَ الله عز وجل عليه خير له من أَنْ يَقُولَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولِهِ مَا لَا يَعْلَمُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مالكا وذكر قول القاسم لئن يعيش المرء جاهلا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَا يَعْلَمُ. فَقَالَ مَالِكٌ: هَذَا كَلَامٌ يُقْبَلُ، ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَمَا خَصَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنَ الْفَضْلِ وَآتَاهُ إِيَّاهُ. قَالَ مَالِكٌ: يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ: لَا أَدْرِي. قال مالك: ولا يقول هذا
لَا أَدْرِي. حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا وَغَيْرَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُحَدِّثُونَ عَنْ يحي بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ إِنَّا وَاللَّهِ مَا نعلم كل الّذي تسألونا عنه، ولئن يعيش الْمَرْءُ جَاهِلًا إِلَّا أَنَّهُ يَعْرِفُ مَا افْتَرَضَ الله عز وجل عليه خير له من أَنْ يَقُولَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا لَا يَعْلَمُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] [1] زُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا عَصَبْتُهُ إِلَّا بِالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدْ وُلِّيَ الْعَهْدَ قَبْلَ ذَلِكَ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حِينَ الْتَقَى الْقَاسِمُ وَعُمَرُ وَكَانَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ عُمَرُ لِلْقَاسِمِ: إِنَّ مَعَنَا فُضُولًا مِنْ طَعَامٍ وَمَتَاعٍ فَخُذْ ذَلِكَ. فَقَالَ الْقَاسِمُ: إِنِّي لَا أَرْزَأُ أَحَدًا شَيْئًا. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ [2] : أَكَانَ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ أَمِيرًا؟ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زكير قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا مالك عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ لَا يَكَادُ يَرُدُّ عَلَى أَحَدٍ شَيْئًا فِي مَجْلِسِهِ، وَلَا يَعِيبُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ رَبِيعَةُ يَوْمًا فِي مَجْلِسِ الْقَاسِمِ فَأَكْثَرَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْقَاسِمُ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيَّ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: لَا أَبَا لِغَيْرِكَ أَتَرَى النَّاسَ كَانُوا غَافِلِينَ عَمَّا يَقُولُ صَاحِبُنَا هَذَا. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الليث عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ رُبَّمَا تَكَلَّمَ بِشَيْءٍ مِنَ الْفُتْيَا في مجلس القاسم
ابن مُحَمَّدٍ. قَالَ: فَيَلْتَفِتُ إِلَيَّ الْقَاسِمُ فَيَقُولُ لِي: أَفْضَلُ النَّاسِ إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ رَبِيعَةُ حَقًّا. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: مَا لَقِيتُ أَكْفَأَ مِنْ ثلاثة رجاء بن حيوة بالشام، والقاسم بن محمد بالحجاز، وابن سيرين بالعراق، يقول: لم يُجَاوِزُوا مَا عَلِمُوا، وَلَمْ يَتَكَلَّفُوا أَنْ يَقُولُوا بِرَأْيِهِمْ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ قَالَ: مَا حَدَّثَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِائَةَ حَدِيثٍ. حَدَّثَنِي سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن يحي ابن سَعِيدٍ قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا بِالْمَدِينَةِ أَحَدًا نَفُضِّلُهُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ كَانَ يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّجُلِ الْمُدَارَاةُ فِي الشَّيْءِ فَيَقُولُ لَهُ الْقَاسِمُ: هَذَا الَّذِي تُرِيدُ أَنْ تُخَاصِمَنِي فِيهِ هُوَ لَكَ، فَإِنْ كَانَ حَقًّا هُوَ لَكَ فَخُذْهُ وَلَا تُحَدِّثْنِي فِيهِ، وَإِنْ كَانَ لِي فَأَنْتَ مِنْهُ فِي حِلٍّ وَهُوَ لَكَ. «حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سُئِلَ الْقَاسِمُ يَوْمًا. فَقَالَ: لا أعلم. ثم قال: والله لئن يعيش الْمَرْءُ جَاهِلًا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ حَقَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ [1] . وَعَنْ أَيُّوبَ [2] قَالَ: سُئِلَ الْقَاسِمُ يَوْمًا عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي. ثُمَّ قَالَ: مَا كُلُّ مَا تَسْأَلُونَا عَنْهُ نَعْلَمُ، وَلَوْ عَلِمْنَا مَا كَتَمْنَاكُمْ وَلَا
سليمان بن يسار
حُلَّ لَنَا أَنْ نَكْتُمَكُمْ» [1] . سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ حدثنا محمد بن [أبي] [2] زكير قال: أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَعْلَمِ هَذِهِ الْبَلْدَةِ بِالسُّنَنِ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي مَجْلِسِهِ فَإِذَا كَثُرَ فِيهِ الْكَلَامُ وَسَمِعَ اللَّغَطَ أَخَذَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ قَامَ عَنْهُمْ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ رَجُلًا شَدِيدًا يَحْصِبُ النَّاسَ بالحصى. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يِسَارٍ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ بَعْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَكَانَ كَثِيرًا مَا يُوَافِقُ سعيدا. قال: وكان سعيد لا يجترأ عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَفْهَمُ عِنْدَنَا مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [3] وَلَمْ يَقُلْ أَفْقَهَ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنْ شَيْءٍ. فَقَالَ: سَأَلْتَ أَحَدًا غَيْرِي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ. قَالَ: فَمَا قَالَ لَكَ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا. قال: فأذهب الى سليمان بن يسار فَسَلْهُ ثُمَّ أَخْبِرْنِي مَا قَالَ لَكَ. قَالَ: فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: الْأَمْرُ فِيهِ كَذَا وَكَذَا، وَأَخْبَرْتُ ابْنَ الْمُسَيِّبِ. فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: عَطَاءٌ قَاضٍ وسليمان مفت.
عروة بن الزبير
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحي بن سعيد عن بكير بن عبد الله بْنِ الْأَشَجِّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عن عطاء بن يسار قال: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إِنَّمَا أَنْتَ قَاضٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حدثنا يحي بن سعيد عن بكير بن عبد الله بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ لِي: إِنَّمَا أَنْتَ قَاضٍ وَلَسْتَ بِمُفْتٍ. عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ الْخُزَاعِيُّ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: مَا سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ فِي شَيْءٍ قَطُّ بِرَأْيِهِ. قَالَ: وَرُبَّمَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ هَذَا مِنْ خَالِصِ السُّلْطَانِ. قَالَ: وَقَالَ [1] أَبِي: مَا حَدَّثْتُ- وَقَالَ زَيْدٌ: مَا أَخْبَرْتُ- أَحَدًا بِشَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ قَطّ لَا يَبْلُغُهُ عَقْلُهُ إِلَّا كَانَ ذَلِكَ ضَلَالَةً عَلَيْهِ. حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ وَيُونُسُ قَالُوا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قال: أخبرني يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ: أَنَّ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدِّثْنِي عَنْ أَبِيكَ؟ قَالَ: فَذَهَبْتُ أُحَدِّثُهُ عَنِ السُّنَنِ. فَقَالَ لَا غَرَائِبَ حَدِيثِهِ، فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُرْوَةَ حَدَّثَنِي عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَتَبَتْ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ: إِنَّكَ إِنِ اتَّقَيْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَفَاكَ، وَإِنِ اتَّقَيْتَ النَّاسَ لَمْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا فَاتَّقِ اللَّهَ. قَالَ هِشَامٌ: حدثني عتبة ابن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حُبِسْتُ مَعَ أَبِيكَ فَضَحِكَ فقال: ما يضحكك؟ فقال:
إِنَّكَ تُحِيلُنَا عَلَى الْأُمَلْيَاءِ. قَالَ هِشَامٌ: فَإِنَّمَا كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ. «قَالَ هِشَامٌ: وَكَانَ أَبِي يَقُولُ: إِنَّا كُنَّا أَصَاغِرَ قَوْمٍ، ثُمَّ نحن اليوم كبار، وانكم اليوم أصاغر وَسَتَكُونُونَ كِبَارًا، فَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ تَسُودُوا بِهِ قَوْمَكُمْ ويحتاجوا إليكم» [1] . فو الله مَا يَسْأَلُنِي النَّاسُ حَتَّى لَقَدْ نَسِيتُ. «قَالَ هِشَامٌ. وَكَانَ أَبِي يَدْعُونِي وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُرْوَةَ وَعُثْمَانَ وَإِسْمَاعِيلَ إِخْوَتِي- وَآخَرَ قَدْ سَمَّاهُ هِشَامٌ- فَيَقُولُ: لَا تَعْنِتُونِي مَعَ النَّاسِ إِذَا خَلَوْتُ فَسَلُونِي، فَكَانَ يُحَدِّثُنَا يَأْخُذُ فِي الطَّلَاقِ ثُمَّ الْخُلْعِ ثُمَّ الْحَجِّ ثُمَّ الْهَدْيِ ثُمَّ كَذَا ثُمَّ يَقُولُ: كُرُّوا عَلَيَّ فَكَانَ يَعْجَبُ من حفظي. قال هشام: فو الله مَا تَعَلَّمْنَا مِنْهُ جُزْءًا مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ مِنْ أَحَادِيثِهِ» [2] . حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُقَيْلِ ابن خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: قَدِمْتُ مِصْرَ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَنَا أُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: فَقَالَ لي إبراهيم ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ: مَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ إِلَّا عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ؟ فَقُلْتُ: أَجَلْ. فَقَالَ: لَقَدْ تَرَكْتَ رَجُلَيْنِ مِنْ قَوْمِكَ لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُمَا: عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَجَدْتُ عُرْوَةَ بِئْرًا لَا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ. حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: أَتَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَجَعَلَ عُرْوَةُ يُحَدِّثُهُ وَجَعَلَ عُبَيْدُ اللَّهِ يَضْحَكُ، فَظَنَّ عُرْوَةُ أَنَّمَا ذَلِكَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ اسْتِهْزَاءً، فَقَالَ: مَا يُضْحِكُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ تُحَدِّثُنِي عَنْ عَائِشَةَ وَتَحْمِلُنِي عَلَى الْمَلَأِ، وَإِنَّ غَيْرَكَ يُحِيلُنَا على المفاليس.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: كُنْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ مِنْ ثَلَاثَةٍ: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَكَانَ أَفْقَهَ النَّاسِ وَعُرْوَةَ بن الزبير وكان بحرا لا تُكَدِّرُهُ الدِّلَاءُ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وكنت لا أشاء أن أقع منه على علم ما لا أَجِدُ عِنْدَ غَيْرِهِ إِلَّا وَقَعْتُ. حَدَّثَنِي حَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَدْرَكْتُ مِنْ بُحُورِ قُرَيْشٍ أَرْبَعَةً: عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فَأَمَّا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَكَانَ يُمَارِي ابْنَ عَبَّاسٍ فجرب بِذَلِكَ عِلْمًا كَثِيرًا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ يَتَآلَفُ النَّاسُ عَلَى حَدِيثِهِ. قَالَ سُفْيَانُ: فَأَمَّا عُمَرُ فَحَدَّثَنَا قَالَ: أَتَيْنَا عُرْوَةَ فَقَالَ: أتيتوني فتلقوا مني. حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزبير إذا كان أيام الرطب ثم حائط فَيَدْخُلُ النَّاسُ فَيَأْكُلُونَ وَيَحْمِلُونَ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَهُ رَدَّدَ هَذِهِ الْآيَةَ فِيهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شاءَ الله لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ 18: 39 [1] حَتَّى يَخْرُجَ. وَكَانَ عُرْوَةُ يَقْرَأُ رُبْعَ الْقُرْآنِ كُلَّ يَوْمٍ نَظَرًا فِي الْمُصْحَفِ وَيَقُومُ بِهِ اللَّيْلَ فَمَا تَرَكَهُ إِلَّا لَيْلَةَ قُطِعَتْ رِجْلُهُ، ثم عاوده مِنَ اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: يَا بَنِيَّ سَلُونِي فَلَقَدْ تُرِكْتُ حَتَّى كِدْتُ أَنْ أَنْسَى وَإِنِّي لَأُسْأَلُ عَنِ الْحَدِيثِ فَيُقِيمُ لِي حَدِيثَ يَوْمِي [2] .
حدثني العباس بن الوليد بن مزيد قال: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو [1] : خَرَجَتْ فِي بَطْنِ قَدَمِهِ- يَعْنِي عُرْوَةَ- بَثْرَةُ فَتَأَخَّرَ مَا بِهِ ذَلِكَ إِلَى أَنْ نُشِرَتْ سَاقُهُ. قَالَ: وَقَالَ عُرْوَةُ لَمَّا نُشِرَتْ سَاقُهُ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَمْشِ بِهَا إِلَى سُوءٍ قَطُّ. حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْعَسْقَلَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ [2] بْنِ دُرَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَخَرَجَتْ بِرِجْلِهِ قُرْحَةُ الْأَكَلَةِ، فَاجْتَمَعَ رَأْيُ الْأَطِبَّاءِ عَلَى نَشْرِهَا وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ قَتَلَتْهُ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى الْوَلِيدِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ الْأَطِبَّاءَ. قَالَ: فَأَرْسَلَنِي بِهِمْ إِلَيْهِ، فَقَالُوا: نُسْقِيكَ مُرْقِدًا. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالُوا: لِئَلَّا تَحُسَّ بِمَا نَصْنَعُ بِكَ. قَالَ: بَلْ شَأْنُكُمْ بِهَا. قَالَ: فَنَشَرُوا سَاقَهُ بِالْمِنْشَارِ. قَالَ: فَمَا زَالَ عُضْوًا عَنْ عُضْوٍ حَتَّى فَرَغُوا مِنْهَا، ثُمَّ حَسَمُوهَا. قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا فِي أَيْدِيهِمْ تَنَاوَلَهَا وَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه، أَمَا وَالَّذِي حَمَلَنِي عليك انه ليعلم أني ما مشيت بك إِلَى حَرَامٍ قَطُّ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعِ [بْنِ] [3] دُرَيْدٍ أَوْ غَيْرُهُ مِنْ شُيُوخِنَا: أَنَّ عُرْوَةَ أَمَرَ بِهَا فَغُسِّلَتْ وَحُنِّطَتْ وَكُفِّنَتْ وَلُفَّتْ بِقَطِيفَةٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ بِهَا إِلَى الْمَقَابِرِ. حَدَّثَنِي ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ، قَالَ: وَقُتِلَ مَعَهُ ابْنُ صَفْوَانَ وَابْنُ مُطِيعِ بْنِ الْأَسْوَدِ. قِيلَ لَهُ: فَأَيْنَ كَانَ عُرْوَةُ؟ قَالَ: بِمَكَّةَ فَلَمَّا قُتِلَ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ بِالْأَمْوَالِ فَاسْتَوْدَعَهَا وَخَرَجَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَدِمَ عَلَيْهِ قَبْلَ الْبَرِيدِ وقبل أن يصل اليه الخبر، فما انتهى الى الباب قال للبواب: قل
سالم بن عبد الله بن عمر
لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْبَابِ. فَقَالَ: مَنْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ فَقَالَ قُلْ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. فَدَخَلَ، فَقَالَ: هَا هُنَا رَجُلٌ عَلَيْهِ أَثَرُ سَفَرٍ يَقُولُ قُلْ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْبَابِ، فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ قُلْ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ: ذَاكَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَأَذِنَ لَهُ فَلَمَّا رَآهُ زَالَ لَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ فَقَالَ: كَيْفَ أَبُو بَكْرٍ- يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ-؟ فَقَالَ: قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ: فَنَزَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ عَنِ السَّرِيرِ فَسَجَدَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ أَنَّ عُرْوَةَ قَدْ خَرَجَ وَالْأَمْوَالُ عِنْدَهُ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: مَا تَدَعُونَ الرَّجُلَ حَتَّى يَأْخُذَ سَيْفَهُ فَيَمُوتَ كَرِيمًا. قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ: أَنْ أَعْرِضْ عَنْ ذَلِكَ. سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وهب قال: حدثني مالك عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فِي شَيْءٍ سَمِعْتُ مِنْهُ: أَسَمِعْتَهُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ: مَرَّةً وَاحِدَةً نَعَمْ وَأَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ [1] قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَتَبَ إِلَى زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ يَسْأَلُهُ أَنْ يُبَايِعَ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْوَلِيدِ وَيَخْلَعَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَفَرِقَ زَيْدُ بْنُ حَسَنٍ مِنَ الْوَلِيدِ فَأَجَابَهُ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ وجد كتاب زيد ابن حَسَنٍ إِلَى الْوَلِيدِ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ- وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ-: ادْعُ زَيْدَ بْنَ حَسَنٍ فَأَخْبِرْهُ بِهَذَا الْكِتَابِ، فَإِنْ عَرَفَهُ اكْتُبْ إِلَيَّ بِذَلِكَ، وَإِنْ هُوَ نَكَلَ فَقَدِّمْهُ فَأَظْهَرَ يَمِينَهُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَتَبَ بِهَذَا الْكِتَابِ وَلَا أَمَرَ بِهِ. قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ
أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ فَأَقْرَأَهُ الْكِتَابَ. فَقَالَ: أَنْظِرْنِي مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الْعِشَاءِ أَسْتَخِيرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَيُرْسِلُ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله يستشيرها. قَالَ: فَأَقَامَا رَبِيعَةَ مَعَهُمْ فَذَكَرَ لَهُمَا ذَلِكَ وَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ آمَنُ مِنَ الْوَلِيدِ عَلَى دَمِي لَوْ لَمْ أُجِبْهُ، فَقَدْ كَتَبْتُ هَذَا الْكِتَابَ فَتَرَوْنَ أَنْ أَحْلِفَ. قَالُوا: لَا تَحْلِفْ وَلَا تُبَادِرِ [1] اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّا نَرْجُو أَنْ يُنَجِّيَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالصِّدْقِ. فَأَقَرَّ بِالْكِتَابِ وَلَمْ يَحْلِفْ، فَكَتَبَ بِذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ. فَكَتَبَ سُلَيْمَانُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَضْرِبَهُ مِائَةَ سَوْطٍ، وَيُدِرْ عَنْهُ عَبَاءَةً وَيُمْشِيهِ حَافِيًا. قَالَ: فَحَبَسَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّسُولَ مِنْ عَسْكَرِ سُلَيْمَانَ وَقَالَ: لَا تَخْرُجْ حَتَّى أُكَلِّمَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا كَتَبَ فِي زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ لَعَلِّي اسْتَطِيبُ نَفْسَهُ فَيَتْرُكَ هَذَا الْكِتَابَ. قَالَ: فَجَلَسَ الرَّسُولُ، وَمَرِضَ سُلَيْمَانُ. فَقَالَ لِلرَّسُولِ: لَا تَخْرُجْ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَرِيضٌ. قَالَ: إِنْ رُمِيَ بِجِنَازَةِ سُلَيْمَانَ، وَأَفْضَى الْأَمْرُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فدعا بالكتاب فخرقه [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن يحي ابن سَعِيدٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللَّهِ [3] بْنِ عُمَرَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهُ شَيْءٌ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنِّي لَأُعَظِّمُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَكَ ابْنَ إِمَامِ هُدًى تُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَكُونُ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ. قَالَ: أَعْظَمُ [مِنْ] [4] ذَلِكَ وَاللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ مَنْ تَحَمَّلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أَقُولَ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ أُحَدِّثَ عَنْ غَيْرِ ثقة.
عمر بن خلدة الزرقي
حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ أَخْبَرَنِي أَشْهَبُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَشْبَهَ ولد عمر به، وكان سالم ابن عَبْدِ اللَّهِ أَشْبَهَ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بِهِ [1] قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي زَمَانِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَشْبَهَ بِمَنْ مَضَى مِنَ الصَّالِحِينَ فِي الزُّهْدِ وَالْقَصْدِ فِي الْعَيْشِ مِنْهُ، كَانَ يَلْبَسُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمَيْنِ وَيَشْتَرِي الشِّمَالَ بِحِمْلِهَا. وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِسَالِمٍ، وَرَآهُ حَسَنَ السِّحْنَةِ، أَيُّ شَيْءٍ تَأْكُلُ؟ قَالَ: الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ، وَإِذَا وَجَدْتُ اللَّحْمَ أَكَلْتُهُ. فَقَالَ له: أتشتهيه؟ قال: ان لم أشته تَرَكْتُهُ حَتَّى أَشْتَهِيَهُ [2] . حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد العزيز العمري قَالَ: كَانَ سَالِمٌ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ فَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ قَضَاهُ، ثُمَّ يُنِيلُ مِنْهُ وَيَتَصَدَّقُ مِنْهُ ثُمَّ يَحْبِسُ لِعِيَالِهِ نَفَقَتَهُمْ، وَيُمْسِكُ عَلَى مَا بَقِيَ لِلْحَجِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَلِلْعُمْرَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمُدَيِنةَ قَالَ: قَالَ سَالِمٌ: لَوْ لَمْ أَجِدْ لِلْحَجِّ إِلَّا حِمَارًا أَبْتَرَ لَحَجَجْتُ عَلَيْهِ. عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ الزُّرَقِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ السُّلَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ خَلْدَةَ [3]- وَكَانَ نِعْمَ الْقَاضِي-: يَا رَبِيعَةُ أَرَاكَ تُفْتِي النَّاسَ فَإِذَا جَاءَكَ الرَّجُلُ يَسْأَلُكَ فَلَا تَكُنْ هِمَّتُكَ أَنْ تُخْرِجَهُ مِمَّا وَقَعَ فِيهِ وَلْتَكُنْ همتك أن
قبيصة بن ذؤيب
تَتَخَلَّصَ مِمَّا سَأَلَكَ عَنْهُ» [1] . قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ وَعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ قَالا: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: قَدِمْتُ الشَّامَ فَإِذَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ [2] قَدْ جَاءَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَحَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ لَا يُنَاشَدُ. قَالَ: فَكُسِيَ وَأُعْطِيَ وَحُبِيَ. قَالَ فَحَكَّ فِي نَفْسِي شَيْءٌ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَلَقِيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، فحدثته فضرب يده بيدي ثُمَّ قَالَ: قَاتَلَ اللَّهُ قَبِيصَةَ كَيْفَ بَاعَ دِينَهُ بِدُنْيَا فَانِيَةٍ! وَاللَّهِ مَا مِنِ امْرَأَةٍ مِنْ خُزَاعَةَ قَعِيدَةٍ فِي بَيْتِهَا إِلَّا قَدْ حَفِظَتْ قَوْلَ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ الْخُزَاعِيِّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدًا ... حِلْفَ أَبَيِنَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا [3] أَفَيُنَاشَدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يُنَاشَدُ الْخَلِيفَةُ! قَاتَلَ اللَّهُ قَبِيصَةَ كَيْفَ بَاعَ دِينَهُ بِدُنْيَا فَانِيَةٍ!. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ
أبو سلمة بن عبد الرحمن [1]
ابن رَبِيعَةَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعِنْدَهَا قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ فَقُلْتُ لَهُ: يا أبا سعيد. حدثني حرملة بن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ وُلِدَ عَامَ الْفِيلِ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَإِنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ إِذَا ذكر قبيصة بن ذؤيب قال: كان من عُلَمَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ. أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بن سعيد قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ: أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ خَطَبَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ، فَتَشَاجَرُوا فِي بَعْضِ الأمر، فقال الفتى: هي طالق إن نكحتها حَتَّى آكُلَ الْغَضِيضَ- وَالْغَضِيضُ طَلْعُ النَّخْلِ الذَّكَرِ- ثُمَّ نَدِمُوا عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْأَمْرِ فَقَالَ الْمُنْذِرُ أَنَا آتِيكُمْ مِنْ ذَلِكَ بِالْبَيَانِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا خَطَبَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ فشجر بينهم بعض الأمر فقال: هي طالق إِنْ نَكَحْتُهَا حَتَّى آكُلَ الْغَضِيضَ؟ قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ سَأَلْتُ أَبَا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هِشَامٍ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ [2] . ثُمَّ سَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: ليس عليه شيء طلق طَلَّقَ مَا لَا يَمْلِكُ. ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى القوم فأخبرتهم بما سألت عنه.
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: قَالَ أَبُو الزِّنَادِ: أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَعُلَمَائِهِمْ مِمَّنْ نَرْضَى وَيَنْتَهُونَ إِلَى قَوْلِهِمْ مِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو بَكْرِ بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وعبيد الله ابن عبد الله بن عتبة وسليمان بن يسار فِي مَشْيَخَةِ سِوَاهُمْ مِنْ نُظُرَائِهِمْ أَهْلُ فِقْهٍ وَفَضْلٍ. حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ أَنَّ عُمَارَةَ بْنَ غَزِيَّةَ حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ حَدِيثَ عَائِشَةَ فَعَلَيْكَ بِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فإنها من أعلم الناس بحديث عائشة كانت فِي حِجْرِهَا [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: لَوْ وَقَفْتُ بِابْنِ عَبَّاسٍ لَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهُ عِلْمًا كَثِيرًا. وَقَالَ سُفْيَانُ، مَرَّةً: علما جما. حدثني أبو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: مَشَى أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْمًا بَيْنِي وَبَيْنَ الشَّعْبِيِّ فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: مَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: رَجُلٌ يَمْشِي بَيْنَكُمَا [2] . حدثنا أبو بكر قال ثنا سفيان قال حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَا أَفْقَهُ مَنْ بَالَ. فَقَالَ ابن عباس: في المبارك [1] . حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ أَبُو سَلَمَةَ مَعَ قَوْمٍ فَرَأَوْا قَطِيعًا مِنْ غَنَمٍ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنْ كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِكَ أَنْ أَكُونَ خَلِيفَةً فَاسْقِنَا مِنْ لَبَنِهَا، فَانْتَهَى إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ تُيُوسٌ كُلُّهَا [2] . عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لما رَوَيْتُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَكْثَرُ مِمَّا رَوَيْتُ عَنْ جَمِيعِ النَّاسِ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا مَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ لِي يَوْمًا مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بِكَذَا وَكَذَا [3] . حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ حَدِيثًا قط فأشار أَنْ أَعِيَهُ إِلَّا وَعَيْتُهُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ قَالَ: كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ كَثِيرَ الْعِلْمِ، وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَخْدُمُهُ حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُنَاوِلُهُ الشَّيْءَ، وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَصْحَبُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ حَتَّى إِنْ كان لينزع له الماء.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: لَمَّا جَالَسْتُ عُبَيْدَ الله بن عبد الله بن عتبة صِرْتُ كَأَنِّي أَصْحَبُ بَحْرًا. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: جَاءَ أَخٌ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى الزُّهْرِيِّ وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَتَذَاكَرُوا أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ فَقَالَ الزُّهْرِيَّ: إِنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ فَهَلْ يَسْتَطِيعُ الَّذِي بِهِ الصَّدْرُ أَنْ لَا يَنْفُثَ. قَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ ذَكَرَ الزُّهْرِيُّ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ من قول عبيد الله: ألا أبلغا عَنِّي عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ [1] ... فَإِنْ أَنْتُمَا لَمْ تَفْعَلَا فَأَبَا بَكْرِ [2] فَمَاذَا تُرِيدَانِ ابْنَ سِتِّينَ [3] حُجَّةً ... عَلَى مَا أَتَى وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ أَوْ عَشْرِ وَلَوْ شِئْتُ أَدْلَى فِيكُمَا غَيْرُ وَاحِدٍ ... عَلَانِيَةً أَوْ قَالَ عِنْدِي فِي السِّرِّ [4]
فَإِنْ أَنَا لَمْ آمُرْ وَلَمْ أَنْهَ عَنْكُمَا ... ضحكت له حتى يلج ويستشري فَمِسَّا تُرَابَ الْأَرْضِ مِنْهَا خُلِقْتُمَا ... فَمَا خَشِيَ الْأَقْوَامُ [1] شَرًّا مِنَ الْكِبْرِ [2] فَلَوْلَا اتِّقَاءُ اللَّهِ بَقْيًا عَلَيْكُمَا [3] ... لَلُمْتُكُمَا لَوْمًا أَمَرَّ مِنَ الْجَمْرِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- وَهُوَ أَمِيرٌ الْمَدِينَةِ- فَسَلَّمَ وَعُمَرُ مُقْبِلٌ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، فَلَمْ يَرُدَّا عَلَيْهِ فَقَالَ: فَمِسَّا تُرَابَ الْأَرْضِ مِنْهَا خُلِقْتُمَا ... وَفِيهَا [4] الْمَعَادُ وَالْمَصِيرُ إِلَى الْحَشْرِ وَلَا تعجبا أن تؤتيا فتكلما ... فما مليء الْأَقْوَامُ شَرٌ مِنَ الْكِبْرِ فَلَوْ شِئْتُ أَدْلَى فِيكُمَا غَيْرُ وَاحِدٍ ... عَلَانِيَةً أَوْ قَالَ عِنْدِي فِي السِّرِّ فَإِنْ أَنَا لَمْ آمُرْ وَلَمْ أَنْهَ عَنْكُمَا ... ضَحِكْتُ لَهُ حَتَّى يَلِجَ وَيَسْتَشْرِي
[عبد الملك بن مروان]
فَأَقْبَلَا عَلَيْهِ وَاعْتَذَرَا إِلَيْهِ. حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا لَمَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ. حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ يَوْمًا: وَدِدْتُ أَنَّ لِي مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمًا بِكَذَا وَبِكَذَا، وَلَوْ كَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَيًّا لَمَا صَدَرْتُ إِلَّا عَنْ رَأْيِهِ. وَبِهِ [1] : أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ أَوْ مَا رَوَيْتُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَحْدَهُ أَكْثَرَ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ. [عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ [3] قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: ثَنَا أَبُو الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ يُعَدُّ فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَرْبَعًا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَعُرْوَةُ من الزُّبَيْرِ وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أسد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ إِنَّكُمْ مَعَاشِرَ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ تُوشِكُوا أَنْ تَنْقَرِضُوا فَمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكُمْ؟ قَالَ: إِنَّ لِمَرْوَانَ ابْنًا فَقِيهًا فَسَلُوهُ. [مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ] «حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعْتِبٍ أو مغيث بن أبي بردة عن أبيه عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول:
[عطاء بن يسار] [3]
سَيَخْرُجُ مِنْ أَحَدِ الْكَاهِنَيْنِ رَجُلٌ يَدْرُسُ الْقُرْآنَ لَا يَدْرُسُهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ مِنَ الْقُرَظِيِّ. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: كَانَ أَبِي يَقُولُ: لَيْتَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَرْفُقُ قَلِيلًا يُخَفِّفُ عَنْ نَفْسِهِ [2] . سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلٍ يَقُولُ: كَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ جُلَسَاءُ كَانُوا مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِتَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، وَكَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِي مَسْجِدِ الرَّبَذَة، فَأَصَابَتْهُمْ زَلْزَلَةٌ، فَسَقَطَ عَلَيْهِمُ الْمَسْجِدُ فَمَاتُوا جَمِيعًا تَحْتَهُ. [عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ] [3] حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ، فَقَالَ أَبِي وَأَبُو حَازِمٍ مَا رَأَيْنَا رَجُلًا قَطُّ كَانَ أَزْيَنَ لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. وَكَانَ أَبِي يَقُولُ: لَوْ قِيلَ لِي مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ أَنْ يحي لَكَ مِمَّنْ أَدْرَكْتَ؟ - قَالَ: وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَغَيْرَهُ- قُلْتُ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: وَكَانَ أَبِي يَقُولُ: لَمْ أَرَ إِنْسَانًا قَطُّ أَحْسَنَ رُؤْيًا مِنْهُ. قَالَ لِي: يَا أَبَا أُسَامَةَ قِيلِ لِي إِنَّا جَابِذُوكَ بِثَلَاثِ جَبَذَاتٍ، فَجَاعِلُوكَ فِي الْفِرْقَةِ الْعُلْيَا. قال: فأخذته الخاصرة بالإسكندرية، ثم
[نافع بن جبير] [3]
أَخَذَتْهُ مَرَّةً أُخْرَى، ثُمَّ أَخَذَتْهُ الثَّالِثَةَ، وَكَانَ فِيهَا مَوْتُهُ. حَدَّثَنَا زَيْدٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَجْلِسٍ قَطُّ وَلِي حَاجَةٌ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا إِلَّا آثَرْتُ مُجَالَسَتَهُ عَلَى حَاجَتِي. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ [1] يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ كَانَ أَلْزَمَ لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَكَانَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ لَا يَلُونَ النَّفَقَاتِ عَلَى [شَيْءٍ] ، كُلُّ شَيْءٍ يُرِيدُونَهُ يَطْرَحُونَهُ فِي أَيْدِي نِسَائِهِمْ، وَيَقُولَانِ: اتَّقِ اللَّهَ وَأَصْلِحْ مَعَاشَكَ وَأَهْلَ بَيْتِكَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَعْرُوفِينَ [2] . [نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ] [3] حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي قال: حدثنا سفيان عن مِسْعَرٍ قَالَ: ذُكِرَ سُوِّيَ لِنَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ دَجَاجَةٌ، فَجَاءَ سَائِلٌ فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ. فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنِّي أَبْتَغِي مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ قَالَ: قَالَ الْحَجَّاجُ لِنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ وَذَكَرَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ: أَهُوَ الَّذِي قَالَ كَذَا وَكَذَا إِلَّا أَنْ أَكُونَ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ. فَقَالَ لَهُ نَافِعٌ: أراد الله بك خيرا من الّذي
[نعيم المجمر]
أَرَدْتَ بِنَفْسِكَ قَالَ الْحَجَّاجُ: صَدَقْتَ. قَالَ الْحَجَّاجُ: وعمر الّذي يقول أنه سيكون للناس نَفْرَةٌ مِنْ سُلْطَانِهِمْ فَأَعُوذُ باللَّه أَنْ لَا يُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ ذَلِكَ أَهُوَ [1] وَمَا كَانَ عَلَيْهِ لَوْ أَدْرَكَ ذَلِكَ قَالَ بِالسَّيْفِ هَكَذَا وَهَكَذَا، وَأَشَارَ سُفْيَانُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، فَقَالَ نَافِعٌ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ مِنْ خَيْرِ أُمَرَائِكُمْ. قَالَ: صَدَقْتَ. [نُعَيْمٌ الْمُجْمِرُ] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ قَالَ: جَالَسَ نُعَيْمٌ الْمُجْمِرُ [2] أَبَا هُرَيْرَةَ عِشْرِينَ سَنَةً. حَدَّثَنَا ابْنُ بكير قال: حدثنا الليث عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: إِذَا وَجَدْتَ الْمَدَنِيَّ مُجْتَهِدًا وَالْعِرَاقِيَّ مُقْتَصِدًا لَمْ يَتَقَدَّمْهُمَا رَجُلَانِ. [يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ] [3] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ وَأَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالا: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ: أَنَّ ابْنَ قُسَيْطٍ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مِائَةَ نَاقَةٍ كلهم سُودُ الْحَدَقِ- يَعْنِي الْإِبِلَ- وَأَنِّي أَتْرُكُ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. - وَهَذَا لَفْظُ عَبْدِ الْعَزِيزِ-. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ [4] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْقَلَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ قُسَيْطٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ الصَّلَاةَ لَا يَقْطَعُهَا شَيْءٌ وَادْرَءُوا عَنْهَا. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حيوة
[خارجة بن زيد بن ثابت]
ابن شريح قال: أخبرني أَبُو صَخْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ قُسَيْطٍ يَقُولُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَيْسَ عَلَى الْمُحْتَبِي النَّائِمِ وَلَا عَلَى الْقَائِمِ النَّائِمِ وَلَا عَلَى السَّاجِدِ النَّائِمِ وُضُوءٌ حَتَّى يَضْطَجِعَ، فَإِذَا اضْطَجَعَ تَوَضَّأَ. [خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حدثني يحي بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ خَارِجَةَ بْنَ زْيَدِ بْنِ ثَابِتٍ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَنَحْنُ غِلْمَانٌ شَبَابٌ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. [الْعَبَّاسُ بْنُ سْهَلِ بْنِ سَعْدٍ] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ [1] حَدَّثَنَا عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابن إسحاق قال: حدثني الْعَبَّاسُ بْنُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَخُو بَنِي سَاعِدَةَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ رَجُلًا فِي زَمَانِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. [هَرَمِي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِفِيُّ] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثَنَا عَمِّي حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: وُلِدَ هَرَمِي ابن عَبْدِ اللَّهِ الْوَاقِفِيُّ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَدْرَكَ الصَّحَابَةَ مُتَوَافِرِينَ. [رَيْحَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَامِرِيُّ] [2] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ شُعْبَةُ عن سعد ابن إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا بَدَوِيًّا مَا رَأَيْتُ أعرابيا له شبيه يُقَالُ لَهُ رَيْحَانٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو.
أخبار عمر بن عبد العزيز
أَخْبَارُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَيْفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ؟ قَالَ- وَكَأَنَّهُ لَمْ يَحْمِدْهُ ذَلِكَ الْحَمْدَ- قَالَ: هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَأَنَا أُحِبُّ الصَّالِحِينَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ ابْنَهُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْمَدِينَةِ يَتَأَدَّبُ بِهَا فَكَتَبَ إِلَى صالح ابن كَيْسَانَ يَتَعَاهَدُهُ [1] ، «فَكَانَ عُمَرُ يَخْتَلِفُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَسْمَعُ مِنْهُ الْعِلْمَ، فَبَلَغَ عُبَيْدَ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ يَنْتَقِصُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَأَتَاهُ عُمَرُ فَقَامَ يُصَلِّي، فَجَلَسَ [2] عُمَرُ فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى سَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: مَتَّى بَلَغَكَ أَنَّ اللَّهَ سَخِطَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ بَعْدَ أَنْ رَضِيَ عَنْهُمْ؟ قَالَ: فَعَرَفَ عُمَرُ مَا أَرَادَ، فَقَالَ: مَعْذِرَةً إِلَيْكَ وَاللَّهِ لَا أَعُودُ. قَالَ: فَمَا سُمِعَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعْدَ ذَلِكَ ذَاكِرًا عَلِيًّا إِلَّا بِخَيْرٍ» [3] . «حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ ابْنَهُ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَتَأَدَّبُ بِهَا، وَكَتَبَ إِلَى صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ يَتَعَاهَدُهُ فَكَانَ يَلْزَمُهُ الصَّلَوَاتِ، فَأَبْطَأَ يَوْمًا عَنِ الصَّلَاةِ. فَقَالَ: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: كَانَتْ مُرَجِّلَتِي تُسَكِّنُ شَعْرِي. قَالَ: بَلَغَ مِنْكَ حُبُّكَ تَسْكِينَ شَعْرِكَ أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى الصَّلَاةِ! فَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ العزيز يذكر ذلك.
فَبَعَثَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ رَسُولًا فَلَمْ يُكَلِّمْهُ حَتَّى حَلَقَ شَعْرَهُ» [1] . «حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا كَانَ عُمَرُ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ يُذَيِّلُ ثِيَابَهُ وَيُسْرِفُ فِي عِطْرِهِ، فَلَقَدْ كَانَ يَدْخُلُ فِي طِيبِهِ حَمْلُ الْقَرَنْفُلِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الْعَنْبَرَ عَلَى لِحْيَتِهِ كَالْمِلْحِ، فَلَمَّا أَفْضَتْ إِلَيْهِ الْخِلَافَةُ تَرَكَ ذَلِكَ وَتَبَذَّلَ. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي رِيَاحُ بْنُ عُبَيْدَةَ- وَكَانَ تَاجِرًا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُعَامِلُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ- فَأَمَرَهُ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ أَنْ يَشْتَرِيَ لَهُ جُبَّةَ خَزٍّ مَنْصُوبٍ. قَالَ: فَاشْتَرَيْتُهَا بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِهَا فَمَسَّهَا فَقَالَ: إِنِّي لَأَسْتَخْشِنُهَا، فَلَمَّا وَلِيَ الْخِلَافَةَ، أَمَرَنِي فَاشْتَرَيْتُ لَهُ جُبَّةَ صُوفٍ بدينار، ففعلت وأتيته بها، فجعل يدخل يَدَهُ فِيهَا وَيَقُولُ: مَا أَلْيَنَهَا! فَقُلْتُ: عَجَبًا تَسْتَخْشِنُ الْخَزَّ الْمَنْصُوبَ أَمْسَ وَتَسْتَلِينُ الصُّوفَ الْيَوْمَ! قَالَ: تِلْكَ حَالٌ وَهَذِهِ حَالٌ» [2] . حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: أَخْبَرَنِي أَشْهَبُ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى فَاطِمَةَ امْرَأَتِهِ فِي كَنِيسَةٍ بِالشَّامِ، فَطَرَحَ عَلَيْهَا خِلَقَ سَاجٍ عَلَيْهِ، ثُمَّ ضَرَبَ عَلَى فَخْذِهَا فَقَالَ: يَا فَاطِمُ لَنَحْنُ لَيَالِيَ دَابِقَ أَنْعَمُ مِنَّا الْيَوْمَ- فَذَكَّرَهَا مَا قَدْ نَسِيَتْ مِنْ عَيْشِهَا- فَضَرَبَتْ يَدَهُ ضَرْبَةً فِيهَا عُنْفٌ تُنَحِّيهَا عَنْهَا وَقَالَتْ: لَعَمْرِي لِأَنَّكَ الْيَوْمَ أَقْدَرُ مِنْكَ يَوْمَئِذٍ. فَاكْتَنَفَهُ ذَلِكَ- أَيْ عَبَسَ- وَتَحَرَّى مَقَامَ يَزِيدَ آخِرَ الْكَنِيسَةِ وَهُوَ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ: يَا فَاطِمُ إِنِّي أَخَافُ النَّارَ يَا فَاطِمُ إِنِّي أَخَافُ النَّارَ يَا فَاطِمُ إِنِّي أَخافُ 6: 15
إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ 6: 15 [1] بِصَوْتٍ حَزِينٍ، فَبَكَتْ فَاطِمَةُ فَقَالَتْ: اللَّهمّ أَعِذْهُ مِنَ النَّارِ [2] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لقد أصبحت وما لي فِي هَذِهِ الْأُمُورِ سِوَى مَوَاقِعَ قَضَى اللَّهُ لِي فِيهَا [3] . وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ لَمَّا وُلِّيَ جَاءَهُ النَّاسُ فَلَمَّا رَأَوْهُ لَا يُعْطِيهِمْ إِلَّا مَا يُعْطِي الْعَامَّةَ تَفَرَّقُوا عَنْهُ، ثُمَّ قَرَّبَ إِلَيْهِ الْعُلَمَاءَ الَّذِينَ ارْتَضَاهُمْ. «حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلَافَةَ خَرَجَ مِمَّا كَانَ فِي يَدِهِ مِنَ الْقَطَائِعِ، وَكَانَ فِي يَدَيْهِ الْمُكَيْدِسُ وَجَبَلُ الْوَرْسِ بِالْيَمَنِ، وَفَدَكُ وَقَطَائِعُ بِالْيَمَامَةِ، فَخَرَجَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ وَرَدَّهُ إِلَى الْمُسْلِمِينَ إِلَّا أَنَّهُ تَرَكَ عَيْنًا بِالسُّوَيْدَاءِ كَانَ اسْتَنْبَطَهَا بِعَطَائِهِ، فَكَانَتْ تَأْتِيهِ غَلَّتُهَا كُلَّ سَنَةٍ مِائَةً وَخَمْسِينَ دِينَارًا وَأَقَلَّ وَأَكْثَرَ، فَذَكَرَ لَهُ يَوْمًا مُزَاحِمٌ أَنَّ نَفَقَةَ أَهْلِهِ قَدْ فَنِيَتْ. فَقَالَ: حَتَّى تَأْتِيَنَا غَلَّتُنَا. قَالَ: فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ قَدَّمَ قِيمَةَ بَغْلَتِهِ وَبِجِرَابِ تَمْرٍ صَيْحَانِيٍّ وَبِجِرَابِ تَمْرٍ عَجْوَةً فَنَثَرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَسَمِعَ أَهْلَهُ بِذَلِكَ، فَأَرْسَلُوا ابْنًا لَهُ صَغِيرًا فَحَفَنَ لَهُ مِنَ التَّمْرِ فَانْصَرَفَ، وَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ سَمِعْنَا بُكَاءَهُ قَدْ ضَرَبَ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَؤُمُّ الدَّنَانِيرَ، فَقَالَ أَمْسِكُوا يَدَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهمّ بَغِّضْهَا إِلَيْهِ كَمَا حَبَّبْتَهَا إِلَى مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ. ثُمَّ قَالَ: خَلُّوهُ. فكأنما رأى بها عقاربا. ثم قَالَ: انْظُرُوا الشَّيْخَ الْجَزَرِيَّ الْمَكْفُوفَ الَّذِي يَعْدُو
إِلَى الْمَسْجِدِ بِالْأَسْحَارِ فَخُذُوا لَهُ ثَمَنَ قَائِدٍ لَا كَبِيرَ فَيَقْهَرُهُ وَلَا صَغِيرَ يَضْعُفُ عَنْهُ. فَفَعَلُوا، ثُمَّ قَالَ لِمُزَاحِمٍ: شَأْنُكَ بِمَا بَقِيَ فَأَنْفِقْهُ عَلَى أَهْلِكَ» [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ ابْنَةُ عَبْدِ الْمَلِكِ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا مُغِيرَةُ إِنَّهُ يَكُونُ فِي النَّاسِ مَا هُوَ أَكْثَرُ صَلَاةً وَصِيَامًا مِنْ عُمَرَ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَشَدَّ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عُمَرَ، كَانَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ قَعَدَ فِي مَسْجِدِهِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنَاهُ ثُمَّ يَنْتَبِهُ فَلَمْ يَزَلْ رَافِعًا يَدَيْهِ يَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنَاهُ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ عَنْ أَبِي الْأَخْنَسِ [2] قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا مَعَ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِذْ جَاءَ فَتًى شَابٌّ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، وَقَالَ الْفَتَى لِخَالِدٍ: هَلْ عَلَيْنَا مِنْ عَيْنٍ؟ قَالَ فَقُلْتُ أَنَا: نَعَمْ عليكما مِنَ اللَّهِ عَيْنٌ. قَالَ: فَتَرَقْرَقَتْ عَيْنَا الْفَتَى وَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِ خَالِدٍ ثُمَّ وَلَّى. قَالَ: قُلْتُ لِخَالِدٍ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنُ أَخِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنْ طَالَ بِكَ حياة لترينه إِمَامَ هُدًى. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَبِي الْأَخْنَسِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فِي صَحْنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ فَأَخَذَ بِيَدِ خَالِدٍ فَقَالَ: يا خالد هل علينا من
عَيْنٍ؟ قَالَ: فَاسْتَكْثَرْتُ مِنْ قَوْلِهِ يَا خَالِدُ، فقلت: نعم، عليكما مِنَ اللَّهِ أُذُنٌ سَمِيعَةٌ وَعَيْنٌ بَصِيرَةٌ. قَالَ: فَاسْتَلَّ يَدَهُ مِنْ يَدِ خَالِدٍ وَأَرْعَدَ. فَقُلْتُ: يَا خَالِدُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُوشِكُ أَنْ طَالَ بِكَ عُمْرٌ أَنْ تَرَاهُ إِمَامًا عَدْلًا أَوْ إِمَامًا مُهْتَدِيًا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: حَدَّثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ. فَقَالَ: مَا كَذَبْتُ مُنْذُ عَلِمْتُ أَنَّ الْكَذِبَ يَضُرُّ أَهْلَهُ [1] . حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لَقِيتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ خَارِجًا مِنْ عِنْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقُلْتُ لَهُ: مِنْ عِنْدِ عُمَرَ خَرَجْتَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ تَعْلَمُونَهُ؟ قال: نعم. قال: قُلْتُ: هُوَ وَاللَّهِ أَعْلَمُكُمْ [2] . حَدَّثَنَا زَيْدٌ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ لِابْنِ شِهَابٍ: مَا أَعْلَمُكَ تَعْرِضُ عَلَيَّ شَيْئًا إِلَّا شَيْئًا قَدْ مَرَّ عَلَى مَسَامِعِي إِلَّا أَنَّكَ أَوْعَى لَهُ مِنِّي [3] . «حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سعد عن عبد العزيز ابن أَبِي سَلَمَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَيْلِيِّ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ خليفة، وعنده أيوب ابنه
وَهُوَ [1] وَلِيُّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ عَقَدَ لَهُ من بعده، فجاءه إنسان يطلب ميرانا مِنْ بَعْضِ نِسَاءِ الْخُلَفَاءِ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: مَا أَخَالُ النِّسَاءَ يَرِثْنَ فِي الْعَقَارِ شَيْئًا. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سُبْحَانَ اللَّهِ فَأَيْنَ كِتَابُ اللَّهِ! قَالَ: يَا غُلَامُ اذْهَبْ فَأْتِنِي بِسِجِلِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الَّذِي كُتِبَ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَكَأَنَّكَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ بِالْمُصْحَفِ فَقَالَ أَيُّوبُ: وَاللَّهِ لَيُوشِكَنَّ الرَّجُلُ يَتَكَلَّمُ بِمِثْلِ هَذَا عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ لَا يَشْعُرُ حَتَّى يُفَارِقَهُ رَأْسُهُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِذَا كَانَ [2] ذَلِكَ إِلَيْكَ أَوْ أَفْضَى ذلك إليك والى مثلك فيما يَدْخُلُ عَلَى أُولَئِكَ أَشَدُّ مِمَّا خَشِيتَ أَنْ يُصِيبَهُمْ مِنْ هَذَا. قَالَ [سُلَيْمَانُ لِأَيُّوبَ] [3] : سُبْحَانَ اللَّهِ مَنْ لِأَبِي حَفْصٍ يَقُولُ هَذَا! فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَئِنْ كَانَ جهل هذا علينا ما حِلْمِنَا عَنْهُ [4] . حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عن عبيد الله بن عمر بن حفص بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عبد الله ابن أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قُلْتُ لِأَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي بَعْضِ مَا رَأَيْتُهُ يَتَرَدَّدُ عَنْهُ مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ بَيْتِهِ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَهْ امْضِ لِمَا تُرِيدُ، فو الله ما أبالي أن يَغْلِي بِي وَبِكَ الْقِدْرُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَرُوضُ النَّاسَ إِلَّا رِيَاضَةَ الصَّعْبِ إِنِّي لَأُرِيدُ أَبْدَأُ بِخُطَّةٍ مِنَ الْحَقِّ فَأَخْشَى أَنْ تُرَدَّ عَلَيَّ حَتَّى أُظْهِرَ مَعَهَا طَمَعًا فِي الدُّنْيَا، فَإِنْ تَغَيَّرُوا عَنْ هَذِهِ لَا يَنُوا فِي هَذِهِ، فَإِنْ أَعِشْ أمضي
لِمَا أُرِيدُ وَإِنْ أَمُتْ فَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ نِيَّتِي [1] . حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمٍ خَالِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ اسْتُخْلِفَ، قَالَ: وَجَاءَهُ النَّاسُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ، قَالَ: فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَمَّا بَعْدُ ايها الناس فالحقوا ببلادكم، فأني أنساكم ها هنا وَأَذْكُرُكُمْ فِي بِلَادِكُمْ. فَإِنِّي قَدِ اسْتَعْمَلْتُ عَلَيْكُمْ عُمَّالًا لَا أَقُولُ هُمْ خِيَارُكُمْ، فَمَنْ ظَلَمَهُ عَامِلُهُ بِمَظْلَمَةٍ لَا إِذْنَ لَهُ عَلَيَّ، [وَمَنْ لَا] [2] فَلَا أَرَيَنَّهُ، وَأَيْمُ اللَّهِ لَئِنْ كُنْتُ مَنَعْتُ نَفْسِي وَأَهْلَ بَيْتِي هَذَا الْمَالَ ثُمَّ ضَنَنْتُ بِهِ عَلَيْكُمْ إِنِّي إِذًا لَضَنِينٌ، وَاللَّهِ لَوْلَا أَنْ أنُعْشَ [3] سِنَةً وَأَسِيرَ بِحَقِّ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ أَعِيشَ فُوَاقًا [4] . حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ يُقَالُ لَهُ شَيْبَةُ بْنُ مُسَاوِرٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُحَدِّثُنَا، لَمَّا [5] اسْتُخْلِفَ، وَجَلَسَ عَلَى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يرسل
رَسُولًا بَعْدَ رَسُولِكُمْ، وَلَمْ يُنْزِلْ بَعْدَ الْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْهِ كِتَابًا، فَمَا أَحَلَّ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ فَهُوَ حَلَالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَلَا وَإِنِّي لست بمبتدع ولكني متبع، ولست بقاضي وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ولكني أثقكم حملا [1] ، الا أَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُطَاعَ فِي مَعَاصِي اللَّهِ، أَلَا هَلْ أَسْمَعْتُ أَلَا هَلْ أَسْمَعْتُ [2] . حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ وَابْنِ شَوْذَبٍ قَالا: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ [الْوَلِيدِ بْنِ] [3] عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كِتَابًا يُغْلِظُ فِيهِ [4] ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنَّ أَظْلَمَ مِنِّي وَأَجْوَرَ مَنْ وَلَّى عَبْدَ ثَقِيفٍ الْعِرَاقَ [5] فَحَكَمَ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، إِنَّ أَظْلَمَ مِنِّي وَأَجْوَرَ وَأَتْرَكَ لِعَهْدِ اللَّهِ مَنْ وَلَّى قُرَّةَ [6] مِصْرَ جلفا جافيا. إِنَّ أَظْلَمَ مِنِّي وَأَجْوَرَ وَأَتْرَكَ لِعَهْدِ اللَّهِ مَنْ وَلَّى عُثْمَانَ بْنَ حَيَّانَ الْحِجَازَ يُنْشِدُ
الأشعار عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وَإِنَّمَا أُمُّكَ كَانَتْ تَخْتَلِفُ إِلَى حَوَانِيتِ حِمْصَ فاشتراها دينار بْنُ دِينَارٍ [1] فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَبِيكَ فَحَمَلَتْ، فَبِئْسَ الْجَنِينُ وَبِئْسَ الْمَوْلُودُ، ثُمَّ وَضَعَتْكَ جَبَّارًا شَقِيًّا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْكَ مَنْ يَحْلِقُ جُمَّتَكَ فَبِئْسَ الْجُمَّةُ [2] . حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قَالَ: قَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- حِينَ قَطَعَ الرِّزْقَ عَنِ الصَّحَابَةِ صَحَابَةِ بَنِي أُمَيَّةَ-: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَرَى أَمْرًا لَا يُصْلِحُهُ إِلَّا النَّظَرُ فِي الضَّيْعَةِ. قَالَ: عَلَى الرَّشَادِ يَا أَبَا خَالِدٍ وَلَكِنْ أَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ فَإِنَّكَ لَنْ تَجْعَلَهُ فِي كَثِيرٍ إِلَّا قَلَّ وَلَا فِي قَلِيلٍ إِلَّا كَثُرَ، عَلَى الرَّشَادِ يَا أَبَا خَالِدٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَرَفَعَ إِلَيْهِ دَيْنًا عليه أربعة ألف دِينَارٍ، فَوَعَدَهُ بِقَضَاءِ ذَلِكَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: وكّل أخاك الْوَلِيدَ بْنَ هِشَامٍ وَانْصَرِفْ إِلَى أَهْلِكَ. قَالَ الْوَلِيدُ: فَتَقَاضَيْتُهُ ذَلِكَ. قَالَ: فَقَالَ لِي: قَدْ بَدَا لِي أَنْ أَقْضِيَ عَنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَرْبَعَةَ آلَفِ دِينَارٍ، وَلَئِنْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ إِنَّمَا أَنْفَقَهَا فِي خَيْرٍ. قَالَ: قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ مَا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُنْجِزَ مَا وَعَدَ. فَقَالَ لِي: وَيْحَكَ يَا ابْنَ هِشَامٍ وَقَدْ وَضَعْتَنِي بِهَذَا الْمَوْضِعِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الذُّهَلِيُّ «حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابن أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بن عبد العزيز قال: قال لي
رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ أَبِيكَ، سَمَرْتُ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَعَشَى السِّرَاجُ، فَقَالَ لِي: مَا تَرَى السِّرَاجَ قَدْ عَشَى. قُلْتُ: بَلَى. قَالَ- وَإِلَى جَانِبِهِ وَصِيفٌ رَاقِدٌ- قَالَ قُلْتُ: أُنَبِّهُهُ؟ قَالَ: لَا، دَعْهُ يَرْقُدُ. قُلْتُ: أَفَلَا أَقُومُ أَنَا؟ قَالَ: لَا، لَيْسَ مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ اسْتِخْدَامُ ضَيْفِهِ. قَالَ: فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى بَطَّةِ زَيْتٍ مُعَلَّقَةٍ فَأَخَذَهَا فَأَصْلَحَ السِّرَاجَ، ثُمَّ رَدَّهَا فَوَضَعَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيَّ، قَالَ: قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَرَجَعْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ» [1] . «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة عن السري بن يحي عَنْ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يُمَاشِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ جَافٍ. قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلَاةِ قُلْتُ: مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدِكَ آنِفًا؟ قَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا رِيَاحُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. مَا أَحْسَبُكَ إِلَّا رَجُلًا صَالِحًا. قَالَ: ذَاكَ أَخِي الْخَضِرُ بَشَّرَنِي أَنِّي سَأَلِي وَأَعْدِلُ» [2] . حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْرٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ لِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَكْمَلَ مُرُوءَةً مِنْ أَبِيكَ، سَمَرْتُ مَعَهُ ذات ليلة
وَالسِّرَاجُ يُزْهِرُ فَعَشَى السِّرَاجُ. فَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ إِنَّ السِّرَاجَ قَدْ عَشِيَ وَوَصِيفٌ إِلَى جَانِبِنَا نَائِمٌ قَالَ: فَقُلْتُ أُنَبِّهُ الْوَصِيفَ؟ قَالَ: قَدْ نَامَ. فَقُلْتُ: فَأَقُومُ أَنَا فَأُصْلِحُ. قَالَ: لَيْسَ مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ اسْتِخْدَامُهُ ضَيْفَهُ. فَوَضَعَ سَاجًا عَلَيْهِ وَقَامَ إِلَى بَطَّةٍ فِيهَا زَيْتٌ فَصَبَّ فِي السِّرَاجِ وَأَصْلَحَهُ ثُمَّ عَادَ. قَالَ: قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَرَجَعْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ ضَمْرَةُ: الْمُرُوءَةُ التَّنَزُّهُ عَنْ كُلِّ خُلُقٍ دَنِيءٍ. «حَدَّثَنِي أبو عمير حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْلَةَ عَنْ أَبِي الْأَخْنَسِ [1] قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ فِي صَحْنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَقْبَلَ شَابٌّ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ فَأَخَذَ بِيَدِ خَالِدٍ فَقَالَ: هَلْ مِنْ عَيْنٍ؟ فَقَالَ أَبُو الْأَخْنَسِ: فَبَدَرْتُ أَنَا فَقُلْتُ عَلَيْكُمَا مِنَ اللَّهِ عَيْنٌ سَمِيعَةٌ بَصِيرَةٌ. قَالَ: فَتَرَقْرَقَتْ عَيْنَا الْفَتَى فَأَرْسَلَ يَدَهُ مِنْ يَدِ خَالِدٍ وَوَلَّى. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قال: هذا عمر بن الْعَزِيزِ ابْنُ أَخِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ وَبِهِ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّهُ إِمَامَ هُدًى» [2] . حَدَّثَنِي هشام بن عمار حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِبَنِيهِ: أَتُحِبُّونَ أَنْ أُوَلِّي كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ جُنْدًا فَيَنْطَلِقُ تُصَلْصِلُ بِهِ جَلَاجِلُ الْبَرِيدِ؟ قَالَ لَهُ ابْنُهُ ابْنُ الْحَارِثِيَّةِ: لم تعرض علينا أما لَسْتَ صَانِعَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ بِسَاطِي هَذَا يَصِيرُ إِلَى الْبَلَاءِ، وَإِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ تُدَنِّسُوهُ بِخَفَافِكُمْ فَكَيْفَ أُقَلِّدُكُمْ دِينِي تُدَنِّسُوهُ
في كل جند!!. حدثني هشام بن عمار حدثنا يحي بن حمزة حدثنا عمرو بْنُ مُهَاجِرٍ أَنَّ عُمَرَ كَانَ تُسْرَجُ لَهُ الشَّمْعَةُ مَا كَانَ فِي حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَوَائِجِهِمْ أَطْفَأَهَا، ثُمَّ أَسْرَجَ عَلَيْهِ سِرَاجَهُ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا ابن وهب قال: أخبرني ابن ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَمِّي وَاللَّهِ لَقَدْ هَلَكَ وَمَا بَلَغَ مَا نَالَهُ قَطُّ شَرَفُ الْعَطَاءِ، إِنَّهُ وَاللَّهِ عَضَّ عَلَى مُقَدَّمِ قَمِيصِهِ، ثُمَّ شَقِيَ فِي الدُّنْيَا حَتَّى خَرَجَ مِنْهَا. ثُمّ قَالَ رَافِعًا صَوْتَهُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 28: 83 [1] . «حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَسْخِنُوا لِي مَا أَغْتَسِلُ بِهِ لِلْجُمُعَةِ. قَالَ: قِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا عُودُ حَطَبٍ نُوقِدُ بِهِ. قَالَ: فَذَهَبُوا بِالْقُمْقُمِ إِلَى الْمَطْبَخِ- مَطْبَخِ الْمُسْلِمِينَ- قَالَ: ثُمَّ جَاءُوهُ بِالْقُمْقُمِ، وَقَالُوا هَذَا الْقُمْقُمُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ يَفُورُ. قَالَ: أَلَمْ تُخْبِرُونِي أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَكُمْ عُودُ حَطَبٍ لَعَلَّكُمْ ذَهَبْتُمْ بِهِ إِلَى مَطْبَخِ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: ادعوا لي صَاحِبَ الْمَطْبَخِ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ لَهُ: قِيلَ لَكَ هَذَا قُمْقُمُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَوْقَدْتَ تَحْتَهُ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا أَوْقَدْتُ عَلَيْهِ عُودًا وَاحِدًا وَإِنْ هُوَ إِلَّا جَمْرٌ لَوْ تَرَكْتُهُ لَخَمَدَ حَتَّى يَصِيرَ رَمَادًا. قَالَ: بِكَمْ أَخَذْتَ الْحَطَبَ؟ قَالَ: بِكَذَا وَكَذَا. قال: أدّوا اليه ثمنه» [2] .
حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا: وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدِي عَسَلًا مِنْ غسل سِينِينَ [1] أَوْ لِبْنَانَ. قَالَ: فَسَمِعَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ امْرَأَتُهُ، فَحَمَلَتْ بَعْضَ غِلْمَانِهَا أَوْ بعض مواليها الى ابن معديكرب- وَهُوَ عَامِلُ ذَلِكَ الْمَكَانِ- أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ تَشَهَّى مِنْ عَسَلِ سِينِينَ أَوْ لِبْنَانَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِعَسَلٍ كَثِيرٍ، فَلَمَّا انْتَهَى بِالْعَسَلِ إِلَيْهَا أَرْسَلَتْ بِهِ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَتْ: هَذَا الَّذِي تَشَهَّيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْأَوَّلِ. قَالَ: كَأَنِّي بِكِ يَا فَاطِمَةُ لَمَّا بَلَغَكِ مَا تَشَهَّيْتُ هَذَا الْعَسَلَ فَبَعَثْتِ بَعْضَ مَوَالِيكِ أو بعض غلمانك الى ابن معديكرب. فَأَمَرَ بِذَلِكَ الْعَسَلِ فَأُخْرِجَ إِلَى السُّوقِ فَبِيعَ وَأُدْخِلَ ثَمَنُهُ بَيْتَ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ كَتَبَ الى ابن معديكرب أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعَثَتْ إِلَيْكَ تُخْبِرُكَ بِأَنِّي تَشَهَّيْتُ عَسَلًا مِنْ عَسَلِ سِينِينَ أو لبنان فبعثت إِلَيْهَا، وَأَيْمُ اللَّهِ لَئِنْ عُدْتَ لِمِثْلِهَا لَا تَعْمَلُ لِي عَمَلًا أَبَدًا وَلَا أَنْظُرُ إِلَى وَجْهِكَ» [2] . حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو زَيْدٍ نَحْوَهُ، قَالا: «حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَتَى إِلَى أَبِيهِ- وَهُوَ خَلِيفَةٌ- يَسْتَكْسِي أَبَاهُ فَقَالَ: يَا أَبَهْ اكْسُنِي. فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى الْخِيَارِ بْنِ رِيَاحٍ الْبَصْرِيِّ فَإِنَّ لِي عِنْدَهُ ثِيَابًا فَخُذْ مِنْهَا مَا بَدَا لَكَ. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى الْخِيَارِ بْنِ رِيَاحٍ، فَقَالَ: إِنِّي اسْتَكْسَيْتُ أَبِي فَأَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَقَالَ إِنَّ لِي عِنْدَ الْخِيَارِ بْنِ رِيَاحٍ ثِيَابًا سُنْبُلَانِيَّةً أَوْ قَطَرِيَّةً. فَقَالَ: هَذَا مَا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدِي فَخُذْ مِنْهَا، فَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: يَا أَبَتَاهُ اسْتَكْسَيْتُكَ فَأَرْسَلْتَنِي إِلَى الْخِيَارِ بْنِ رِيَاحٍ، فَأَخْرَجَ لِي ثِيَابًا لَيْسَتْ مِنْ ثِيَابِي وَلَا من
ثِيَابِ [قَوْمِي] [1] . قَالَ: فَذَاكَ مَا لَنَا عِنْدَ الرَّجُلِ. فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَخْرُجَ نَادَاهُ فَقَالَ: مَا لَكَ أَنْ أُسْلِفَكَ مِنْ عَطَائِكَ مِائَةَ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أَبَتَاهُ. فَأَسْلَفَهُ مِائَةَ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا خَرَجَ عَطَاؤُهُ حُوسِبَ بِهَا فَأُخِذَتْ مِنْهُ» [2] . حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عن يحي ابن سَعِيدٍ وَغَيْرِهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدِمَ عَلَيْهِ بَعْضُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلَ يُسَائِلُهُ عَنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَقَالَ: مَا فَعَلَ الْمَسَاكِينُ الَّذِينَ كَانُوا يَجْلِسُونَ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ قَدْ قَامُوا مِنْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: فَمَا فَعَلَ الْمَسَاكِينُ الَّذِينَ كَانُوا يَجْلِسُونَ مكان كذا وكذا؟ قال: قد قاموا منه وَأَغْنَاهُمُ اللَّهُ. قَالَ: وَكَانَ مِنْ أُولَئِكَ الْمَسَاكِينِ مَنْ يَبِيعُ كُبَبَ الْخَيْطِ لِلْمُسَافِرِينَ، فَالْتَمِسْ ذَلِكَ مِنْهُمْ بَعْدُ، فَقَالُوا: قَدْ أَغْنَانَا اللَّهُ عَنْ بيعه بما يعطينا عمر. قال يحي بْنُ سَعِيدٍ: فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا فَعَلَ بُسْرُ ابن سَعِيدٍ؟ فَقَالَ: صَلَحَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ عُمَرُ: أَفِي ثَوْبَيْهِ الَّذِينَ كُنْتُ أَعْرِفُ. قَالَ: نَعَمْ فِي ثَوْبَيْهِ. فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي الْجَنَّةِ فِي دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ لان أعيش بعيش عبد الله ابن عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَكُونُ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَعِيشَ بِعَيْشِ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وَأَكُونُ مَعَهُ فِي دَرَجَتِهِ. حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ «أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ: أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ قَالَ: دَسَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنَ عبد العزيز بعض أهله أن قل لَهُ إِنَّ فِيكَ كِبْرًا وَأَنَّهُ يَتَكَبَّرُ. فَقِيلَ ذَلِكَ. فَقَالَ عُمَرُ: قُلْ لَهُ لَبِئْسَ مَا ظَنَنْتَ إِنْ كُنْتَ تَرَانِي أَتَوَقَّى الدِّينَارَ [3] وَالدِّرْهَمَ مراقبة الله فانطلق الى أعظم
الذُّنُوبِ فَأَرْكَبُهُ، الْكِبْرِيَاءُ إِنَّمَا هُوَ رِدَاءُ الرَّحْمَنِ فأنازعه إِيَّاهُ، وَلَكِنْ كُنْتُ غُلَامًا بَيْنَ ظَهْرَيْ قَوْمِي يَدْخُلُونَ عَلَيَّ بِغَيْرِ إِذْنٍ، وَيَتَوَطَّؤُنَ فَرْشِي وَيَتَنَاوَلُونَ مِنِّي مَا يَتَنَاوَلُ الْقَوْمُ مِنْ أَخِيهِمُ الَّذِي لَا سُلْطَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَنْ وُلِّيتُ خَيَّرْتُ نَفْسِي فِي أَنْ أُمَكِّنَهُمْ مِنِّي حَالَتَهُمُ الَّتِي كُنْتُ لَهُمْ عَلَيْهَا، وَأُخَالِفُهُمْ فِيمَا خَالَفَ الْحَقَّ، أَوْ أَتَمَنَّعُ عَنْهُمْ فِي بَابِي وَوَجْهِي لِيَكُفُّوا عَنِّي أَنْفُسَهُمْ وَعَنِ الَّذِي أَحْذَرُ عَلَيْهِمْ لَوْ كُنْتُ جَرَّأْتُهُمْ عَلَى نَفْسِي مِنَ الْعُقُوبَةِ وَالْأَدَبِ، فَهُوَ الَّذِي دَعَانِي إِلَى هَذَا» [1] . حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: «أَخْبَرَنِي شَيْخٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- وَقَدْ تَوَجَّعَ لَهُ مِمَّا بَلَغَهُ بِمَا خَلُصَ إِلَى أَهْلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنَ الْحَاجَةِ- فَتَحَدَّثَا، ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَأَيْتُكَ شَيْئًا تَعْمَلُ بِأَيِّ شَيْءٍ اسْتَحْلَلْتَهُ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تَرْزُقُ الرَّجُلَ مِنْ عُمَّالِكَ مِائَةَ دِينَارٍ فِي الشَّهْرِ وَمِائَتَيْ دِينَارٍ فِي الشَّهْرِ وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: أَرَاهُ لَهُمْ يَسِيرًا إِنْ عَمِلُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ وَأُحِبُّ أَنْ أُفَرِّغَ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْهَمِّ بِمَعَاشِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ. قَالَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: فَإِنَّكَ قَدْ أَصَبْتَ وَقَدْ ذَكَرَ لِي أَنَّهُ قَدْ خَلَصَ إِلَى أَهْلِكَ حَاجَةٌ وَأَنْتَ أَعْظَمُهُمْ عَمَلًا فَانْظُرْ مَا قَدْ رَأَيْتَهُ حَلَالًا لِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَارْتَزِقْ مِثْلَهُ، فَوَسِّعْ بِهِ عَلَى أَهْلِكَ. قَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ لَمْ تَرِدْ إِلَّا خَيْرًا وَأَنَّكَ تَوَجَّعْتَ مِنْ بَعْضِ مَا يَبْلُغُكَ مِنْ حَالِنَا، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الْعَظْمَ إِنَّمَا نَبَتَ مِنْ مَالِ اللَّهِ وَإِنِّي وَاللَّهِ إِنِ اسْتَطَعْتُ لَا أُعِيدُ فِيهِ منه شيئا أبدا [2] .
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَاصِّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمًا مُزَاحِمٌ فَقَالَ: لَقَدِ احْتَاجَ أَهْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى نَفَقَةٍ وَلَا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ آخُذُهَا ولا أدري ممن أسفلها. قَالَ: قُلْتُ لَوْلَا قِلَّةُ مَا عِنْدِي لَعَرَضْتُهُ عَلَيْكَ. قَالَ: وَكَمْ عِنْدَكَ؟ قُلْتُ: خَمْسَةُ دَنَانِيرَ. قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ فِي خَمْسَةِ دَنَانِيرَ لَبَلَاغًا، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ، ثُمَّ أَتَاهُ رِجَالٌ مِنْ أَرْضِ عُمَرَ بِالتَّمْرِ. قَالَ: فَمَرَّ عَلَيَّ مُزَاحِمٌ مَسْرُورًا، قَالَ: جَاءَنَا مَالٌ مِنْ أَرْضٍ لَنَا نَقْضِيكَ الْآنَ تِلْكَ الْخَمْسَةَ دَنَانِيرَ. قَالَ: دَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ وَإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى رَأْسِهِ أَعْظَمَ اللَّهُ أجر أمير المؤمنين أَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَعْظَمَ اللَّهُ أجر أمير المؤمنين قال: قلنا: أجل فأعظم اللَّهُ أَجْرَهُ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَمَرَ بِهَذَا الْمَالِ الَّذِي جَاءَ مِنْ أَرْضِهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ الْمَالِ. فَلَا أَدْرِي كَيْفَ تَحَيَّلَ لِي فِي الْخَمْسَةِ حَتَّى قَضَانِي» [1] . حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَدَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي لَيْلَةٍ شَاتِيَةٍ وَفِي بَيْتِهِ كَانُونٌ وَعُمَرُ عَلَى كِتَابِهِ، فَجَلَسْتُ أَصْطَلِي عَلَى الْكَانُونِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ كِتَابِهِ مَشَى إِلَيَّ عُمَرُ حَتَّى جَلَسَ مَعِي عَلَى الكانون- وهو خليفة- فقال: زياد بْنُ أَبِي زِيَادٍ. قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: قُصَّ عَلَيَّ. قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَنَا بِقَاصٍّ. قَالَ: فَتَكَلَّمْ. قُلْتُ: زياد. قال: وما له؟ قُلْتُ: لَا يَنْفَعُهُ مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ غَدًا إِذَا دَخَلَ النَّارَ، وَلَا يَضُرُّهُ مَنْ دَخَلَ غَدًا النَّارَ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. قَالَ: صَدَقْتَ وَاللَّهِ مَا يَنْفَعُكَ مَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ إِذَا دَخَلْتَ النَّارَ، وَلَا يَضُرُّكَ مَنْ دَخَلَ النَّارَ إِذَا أَنْتَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ. قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ يَبْكِي حَتَّى طُفِئَ بَعْضُ ذَلِكَ الْجَمْرِ
الَّذِي عَلَى الْكَانُونِ [1] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [2] ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العزيز ومحمد ابن قَيْسٍ يُحَدِّثُهُ، فَرَأَيْتُ عُمَرَ يَبْكِي حَتَّى اخْتَلَفَتْ أَضْلَاعُهُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو الصَّبَّاحِ حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ صَدَقَةَ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ قَدْ حَدَّثَنِي بَعْضُ خَاصَّةِ آلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ قَالَ: - حِينَ أَفْضَتْ إِلَيْهِ الْخِلَافَةُ سَمِعُوا فِي مَنْزِلِهِ بُكَاءً عَالِيًا فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ الْبُكَاءِ، فَقِيلَ إِنَّ عُمَرَ قَدْ خَيَّرَ جَوَارِيهِ- قَالَ: قَدْ نَزَلَ بِي أَمْرٌ قَدْ شَغَلَنِي عَنْكُنَّ، فَمَنْ أَحَبَّتْ أَنْ أُعْتِقَهَا أَعْتَقْتُهَا، وَمَنْ أَمْسَكْتُهَا لَمْ يكن [لها] منه شَيْءٌ، فَبَكَوْا إِيَاسًا مِنْهُ [3] . حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [4] قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ الْقُرَشِيِّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الملك وخال لَهَا: أَلَا تُخْبِرِينِي عَنْ عُمَرَ؟ فَقَالَتْ: مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ وَلَا مِنَ احتلام منذ استخلفه الله حتى قبضه [5] .
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أُتِيَ بِسَلْقٍ وَأَقْرَاصٍ فَأَكَلَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى فِرَاشِهِ وَغَطَّى وَجْهَهُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ وَجَعَلَ يَبْكِي وَيَقُولُ: عَبْدٌ بَطِيءٌ بَطِينٌ يَتَبَاطَأُ وَيَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ مَنَازِلَ الصَّالِحِينَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن رمح حدثني الليث بن سعد أنه بَلَغَهُ: أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا رَأَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ اشْتَدَّ وَجَعُهُ وَظُنَّ أَنَّهُ مَيِّتٌ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ قَدْ تَرَكْتَ بَنِيكَ عَالَةً لَا شَيْءَ لَهُمْ وَلَا بُدَّ لَهُمْ مِمَّا لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْهُ، فَلَوْ أَوْصَيْتَ بِهِمْ إِلَيَّ وَإِلَى ضُرَبَائِي مِنْ قَوْمِي فَكَفَوْكَ مَئُونَتَهُمْ؟ فَقَالَ: أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسُوهُ فَقَالَ: مَا ذَكَرْتَ مِنْ فَاقَةِ وَلَدِي وحاجتهم فو الله مَا مَنَعْتُهُمْ حَقًّا هُوَ لَهُمْ، وَمَا كُنْتُ لِأُعْطِيَهُمْ حَقَّ غَيْرِهِمْ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ اسْتِخْلَافِكَ وَنُظَرَائِكَ عَلَيْهِمْ لِيَكْفُونِي مَئُونَتَهُمْ فَإِنَّ خَلِيفَتِي عَلَيْهِمْ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ 7: 196 [1] ادعهم لي. قال: فَدَعَوْتُهُمْ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ، فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَقَالَ: بأيّ نفس تركتهم عالة [2] ، وانما هم أَحَدُ رَجُلَيْنٍ، إِمَّا رَجُلٌ يَتَّقِي اللَّهَ وَيُرَاقِبُهُ فَسَيَرْزُقُهُ اللَّهُ، وَإِمَّا رَجُلٌ وَقَعَ فِي غَيْرِ ذَلِكَ فَلَسْتُ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ قَوَّيْتُهُ عَلَى خِلَافِ أَمْرِ اللَّهِ، وَقَدْ تَرَكْتُهُمْ بِخَيْرٍ لَنْ يَلْقَوْا أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا أَهْلَ الذِّمَّةِ إِلَّا سَيَرَى لَكُمْ حَقًّا انْصَرِفُوا عَصَمَكُمُ اللَّهُ وَأَحْسَنَ الْخِلَافَةَ عَلَيْكُمْ [3]- رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَى عُمَرَ-. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَنَّ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ: مَنْ تُوَصِّي بِأَهْلِكَ؟ قَالَ: إذا نسيت الله فذكرني.
قَالَ: فَعَادَ فَقَالَ: مَنْ تُوَصِّي بِأَهْلِكَ؟ فَقَالَ: ان وليّ فِيهِمُ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ [1] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عبد الله قال: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِمُزَاحِمٍ مَوْلَاهُ- وَكَانَ فَاضِلًا- قَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ- يَعْنِي أَهْلَهُ- أَقْطَعُونِي مَا لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ آخُذَهُ، وَلَا لَهُمْ أَنْ يُعْطُونِي، وَإِنِّي قَدْ هَمَمْتُ بِرَدِّهَا عَلَى أَرْبَابِهَا. قَالَ: فَقَالَ مُزَاحِمٌ: فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِوَلَدِكَ؟ قَالَ: فَخَرَّتْ دُمُوعُهُ عَلَى وَجْنَتَيْهِ. قَالَ فَجَعَلَ يَمْسَحُهَا بِإِصْبَعِهِ الْوُسْطَى وَيَقُولُ: أَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَيُعْرَفُ أَنَّهُ كَانَ يَجِدُ بِوَلَدِهِ مَا يَجِدُ الْقَوْمُ بِأَوْلَادِهِمْ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكَأَنَّ مُزَاحِمَ مَعَ فَضْلِهِ لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِهِ، فَخَرَجَ مُزَاحِمٌ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ هَمَّ بِأَمْرٍ لَهُوَ أَضَرُّ عَلَيْكَ وَعَلَى وَلَدِ أَبِيكَ مِنْ كَذَا وَكَذَا إِنَّهُ قَدْ هَمَّ بِرَدِّ الْبَسِيطَةَ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَهِيَ بِالْيَمَامَةِ وَهِيَ أَمْرٌ عَظِيمٌ. قَالَ [2] : وَكَانَ عَيْشُ وَلَدِهِ مِنْهَا- قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَمَاذَا قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: كَذَا وَكَذَا. لَبِئْسَ لَعَمْرُ اللَّهِ وَزِيرُ الْخَلِيفَةِ أَنْتَ. قَالَ: ثُمَّ قَامَ لِيَدْخُلَ عَلَى عُمَرَ وَقَدْ تَبَوَّأَ مَقِيلَهُ. قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْبَوَّابُ إِنَّهُ قَدْ تَبَوَّأَ مَقِيلَهُ. قَالَ: مَا مِنْهُ بُدٌّ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَلَا تَرْحَمُوهُ إِنَّمَا هِيَ سَاعَتُهُ. قَالَ: فَسَمِعَ عُمَرُ صَوْتَهُ فَقَالَ: أَعَبْدَ الْمَلِكِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ادْخُلْ. قَالَ: فَدَخَلَ. قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: إِنَّ مُزَاحِمًا أَخْبَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا وَقَالَ: فَمَا رَأْيُكَ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقُومَ بِهِ الْعَشِيَّةَ. قَالَ: أَرَى أَنْ تُعَجِّلَهُ فَمَا يَأْمَنُكَ أَنْ يَحْدُثَ بِكَ حَدَثٌ أَوْ يَحْدُثَ بِقَلْبِكَ حَدَثٌ. قَالَ فَرَفَعَ يديه فقال: الحمد للَّه الّذي
جَعَلَ لِي مِنْ ذُرِّيَّتِي مَنْ يُعِينُنِي عَلَى دِينِي. قَالَ: ثُمَّ قَامَ مِنْ سَاعَتِهِ فَجَمَعَ النَّاسَ وَأَمَرَ بِرَدِّهَا [1] . «حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ: أَنَّ عُمَرَ نَظَرَ فِي مَزَارِعِهِ فَخَرَقَ سِجِلَّاتِهَا غَيْرَ مَزْرَعَتَيْ خَيْبَرَ وَالسُّوَيْدَاءِ. فَسَأَلَ عُمَرُ: خَيْبَرُ مِنْ أَيْنَ كَانَتْ لِأَبِيهِ؟ قِيلَ: كَانَتْ فَيْئًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيْئًا عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَعْطَاهَا [2] مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، وَأَعْطَاهَا مَرْوَانُ عَبْدَ الْعَزِيزِ أَبَا عُمَرَ، وَأَعْطَاهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عُمَرَ، فَخَرَقَ سِجِلَّهَا وَقَالَ: أَنَا أَتْرُكُهَا حَيْثُ تَرَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] . وَبَلَغَنِي أَنَّهَا فَدَكُ» [4] . حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلَانِيُّ: أَنَّ رَجُلًا بَايَعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ العزيز فمد يده اليه، ثم قال: بايعني بِلَا عَهْدٍ وَلَا مِيَثَاقٍ تُطِيعُنِي مَا أَطَعْتُ اللَّهَ فَإِنْ عَصَيْتُ اللَّهَ فَلَا طَاعَةَ لِي عليك فبايعه. حدثني هشام قال: ثنا يحي عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ: أَنَّ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ بَعَثَ مَعَهُ الْخَمْسِينَ وَمِائَةً يُفَرِّقُهَا فِي فُقَرَاءِ الْأَمْصَارِ، فَأَتَيْتُ الْمَاجِشُونَ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمُ الْيَوْمَ مُحْتَاجٌ، لَقَدْ أَغْنَاهُمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَدَفَعَ إِلَيْهِمْ فلم يترك منهم أحدا الا الجند.
حدثنا هشام حدثنا يحي حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ كَثِيرًا مَا يُرَدِّدُ هَذَا الْقَوْلَ مَا يَرِدُّ عَلَيَّ نَفْسِي مِنْ نَفْسٍ إِنْ أَنَا قَتَلْتُهَا، وَإِنَّمَا هِيَ فِي كِتَابِ اللَّهِ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ، مَنْ قَتَلَ نَفْسًا فَقَدْ أَغْلَقَ رَهْنَهُ، فلو كان لي نفسان فأعذر بأحدهما وَأَمْسِكُ الْأُخْرَى [1] . حَدَّثَنِي هِشَامٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ قَالَ: حَدَّثَنِي: مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَوْمًا- وَهُوَ لَائِمٌ لِنَفْسِهِ-: - أَيَقْظَانُ أَنْتَ الْيَوْمَ أَمْ أَنْتَ نَائِمُ ... وَكَيْفَ يُطِيقُ النَّوْمَ حَيْرَانُ هَائِمُ فَلَوْ كُنْتَ يَقْظَانَ الْغَدَاةَ لَحَرَّقَتْ ... مَدَامِعَ عَيْنَيْكَ الدُّمُوعُ السَّوَاجِمُ نَهَارُكَ يَا مَغْرُورُ لَهْوٌ [2] وَغَفْلَةٌ ... وَلَيْلُكَ نَوْمٌ وَالرَّدَى لَكَ لَازِمُ وَتُشْغَلُ فِيمَا سَوْفَ تَكْرَهُ غِبَّهُ ... كَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا تَعِيشُ الْبَهَائِمُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا مَرْجِعَنَا مِنْ دَابِقَ، فَلَمَّا ارْتَحَلْنَا مَضَى مَكْحُولٌ وَلَمْ يُعْلِمْنَا أَيْنَ ذَهَبَ، فَسِرْنَا كَثِيرًا حَتَّى رَأَيْنَاهُ فَقُلْتُ: أَيْنَ ذَهَبْتَ؟ فقال: أتيت قبر عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ- وَهُوَ عَلَى خَمْسَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَنْزِلِ- فَدَعَوْتُ لَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ حَلَفْتُ مَا اسْتَثْنَيْتُ مَا كَانَ فِي زَمَانِهِ أَحَدٌ أَخْوَفُ للَّه مِنْ عُمَرَ، وَلَوْ حَلَفْتُ مَا اسْتَثْنَيْتُ مَا كَانَ فِي زَمَانِهِ أَحَدٌ أَزْهَدُ في الدنيا من عمر [3] .
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ مُجَاهِدٍ: أَنَّهُ شَهِدَ وَفَاةَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَمَرَّ بِعِبَادِيٍّ أَوْ نِبْطِيٍّ- وَهُوَ يُثِيرُ عَلَى ثَوْرَيْنِ لَهُ- فَقَامَ حِينَ مَرَرْتُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ الْعِبَادِيُّ أَوِ النِّبْطِيُّ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ أَشَهِدْتَ وَفَاةَ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: قُلْتُ نَعَمْ. فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ وَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: تَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ وَلَيْسَ عَلَى دِينِكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَا أَبْكِي مَلِيكَكُمْ [1] وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى نُورٍ كَانَ فِي الْأَرْضِ فَطُفِئَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ «أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ [2] : أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَغَازِي الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ. قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ بُكَاءً شَدِيدًا. قَالَ: فَقَالَ مالك: ان عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَمَعَهُ مُزَاحِمٌ وَرَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ مَافِنَةَ. قَالَ: فَدَخَلَ عُمَرُ بَيْتَهُ، ثُمَّ قَالَ لِمُزَاحِمٍ: ائْذَنْ لِابْنِ مَافِنَةَ. قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا بِمَائِدَةٍ عَلَيْهَا صَحْفَةٌ مُخَمَّرَةٌ بِمِنْدِيلٍ وَعُمَرُ قَائِمٌ يَرْكَعُ. قَالَ: فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ فَجَلَسَ، فَاجْتَبَذَ الْمَائِدَةَ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: كل، أين عيشنا اليوم من عيشنا إذا كُنَّا بِمِصْرَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ عُمَرُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَكُنَّا لَوْ ضَافَنِي أَهْلُ قَرْيَةٍ لَوَجَدْتُ مَا يَعُمُّهُمْ. ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ عَيْشُنَا هَذَا مِنْ عَيْشِنَا بِالْمَدِينَةِ. ثُمَّ اسْتَبْكَى. قَالَ: فَنَادَاهُ مُزَاحِمٌ أَنْ قُمْ. قَالَ: فَقُمْتُ. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي مِنَ الْغَدِ أَنَّهُ إِذَا أَصَابَهُ مِثْلُ هَذَا لَمْ يَعُدْ إِلَى طَعَامِهِ. قَالَ مَالَكَ وَهَذَا يُعْجِبُنِي مِنْ فعل عمر أن يخدم الإنسان نفسه» [3] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ [1] حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ حَزْمٍ يَوْمَئِذٍ قَاضِيًا، قَالَ: فَعَزَلَ عُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ بَعْدَ ذَلِكَ، وَوَلَّى أَبَا بَكْرِ بْنَ حَزْمٍ بَعْدَهُ. قَالَ: وَكَانَ رِيَاحُ بْنُ حَيَّانَ عَلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ مَالِكٌ: فَحَدَّثَنِي رِيَاحٌ قَالَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا بَرِيدٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالشَّامِ إِلَّا بِإِحْيَاءِ سُنَّةٍ أَوْ قَسْمِ مَالٍ أَوْ أَمْرٍ فِيهِ خَيْرٌ [2] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ رُشْدُهُ وَصَلَاحُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ رُشْدِكَ وَصَلَاحِكَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ وَالِيَ عِصَابَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ، يَكُونُ لَهُمْ فِي صَلَاحِهِ مَا لَا يَكُونُ لَهُمْ فِي غَيْرِهِ، أَوْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ مِنْ فَسَادِهِ مَا لَا يَكُونُ عَلَيْهِمْ فِي غَيْرِهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ [3] عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُمَرَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: اللَّهمّ أَخْفِ عَلَيْهِمْ مَوْتِي وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ. قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا أَخْرُجُ عَنْكَ عَسَى ان تغفي شَيْئًا فَإِنَّكَ لَمْ تَنَمْ. قَالَتْ: فَخَرَجْتُ عَنْهُ إِلَى بَيْتٍ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ الَّذِي هُوَ فِيهِ. قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 28: 83 [4] يرددها مرارا. ثم أطرق فلبث
طَوِيلًا لَا أَسْمَعُ لَهُ حِسًّا فَقُلْتُ لِوَصِيفٍ لَهُ كَانَ يَخْدُمُهُ: وَيْحَكَ ادْخُلْ فَانْظُرْ. فَلَمَّا دَخَلَ صَاحَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَوَجَدْتُهُ مَيِّتًا قَدْ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَى الْقِبْلَةِ وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى فِيهِ وَالْأُخْرَى عَلَى عَيْنَيْهِ [1] . «حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي فَكَّرْتُ فِي أَمْرِي وَأَمْرِ النَّاسِ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا خَيْرًا مِنَ الْمَوْتِ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَعْنِي لِفَسَادِ النَّاسِ وَمَا دَخَلَهُمْ- فَقَالَ لِقَاصِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ: ادْعُ لِي بِالْمَوْتِ فَأَبَيْتُ وَأَبَى عَلَيَّ. قَالَ: فَدَعَوْتُ لَهُ وَعُمَرُ رَافِعٌ يديه يؤمن على دعائي وهو يبكي. قَالَ: وَحَضَرَ ابْنٌ لَهُ صَغِيرٌ فَلَمَّا رَأَى عُمَرَ يَبْكِي بَكَى، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: وَهَذَا مَعَنَا. قَالَ: فَدَعَوْتُ بِذَلِكَ أَيْضًا. يَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ: وَاسْتَحَيْتُ فَدَعَوْتُ لِنَفْسِي أَيْضًا مَعَهُمْ. قَالَ: فَعَرَفَ اللَّهُ الصِّدْقَ مِنْ عُمَرَ، فَلَمْ يَلْبَثْ قَلِيلًا حَتَّى مَاتَ، ومات ابنه ذلك، وَبَقِيَ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ حَتَّى كَانَ بَعْدُ» [2] . «حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنِي أَشْهَبُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: اقْتَتَلَ غِلْمَانٌ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَغِلْمَانٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فضرب [3] غلمان سليمان فحمّل سليمان وقيل: هذا ما صنعت سيرته وفعلت به، فدخل عليه عمر فقال له سُلَيْمَانُ: مَا هَذَا ضَرَبَ غِلْمَانُكَ غِلْمَانِي. فَقَالَ عُمَرُ: مَا عَلِمْتُ هَذَا قَبْلَ مَقَالَتِكَ الْآنَ. فَقَالَ لَهُ: كَذَبْتَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: تَقُولُ لِي كَذَبْتَ! مَا كَذَبْتُ مُنْذُ شَدَدْتُ عَلَيَّ إِزَارِي، وَإِنَّ فِي الْأَرْضِ عَنْ مَجْلِسِكَ هَذَا لَسَعَةً. ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمْ يَأْتِهِ وَتَجَهَّزَ يُرِيدُ الْخُرُوجَ يُرِيدُ مِصْرَ، فَسَأَلَ عَنْهُ سليمان [حين استبطأه، فقالوا:
إِنَّهُ يُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى مِصْرَ وَقَدْ تَجَهَّزَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ] [1] : أَنِ ارْجِعْ وَادْخُلْ عَلَيَّ، فقال للرسول إذا جاءني لَا يُعَاتِبُنِي فَإِنَّ فِي الْمُعَاتَبَةِ [حِقْدًا] [2] فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: مَا هَمَّنِي أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا خَطَرْتَ فِيهِ عَلَى بَالِي» [3] . وَقَالَ: قَامَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ مَجْلِسِهِ إِلَى مُصَلَّاهُ، فَذَكَرَ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وعبد الملك ومزاحم، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ مَا كَانَ مِنْ عَوْنِهِمْ أَوْ مَعُونَتِهِمْ إِيَّايَ فَاحْدُ بِهِمْ، فَلَمْ تَزِدْنِي مِنْ ذَلِكَ إِلَّا حُبًّا وَلَا إِلَى مَا عِنْدَكَ إِلَّا شَوْقًا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَجْلِسِهِ. حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنِي أَشْهَبُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ بن عبد العزيز رجلا عن أمر الناس وعن القاضي. ثم قال: انه ينبغي أن تؤدي الرَّعِيَّةُ إِلَى الرَّاعِي حَقَّهُ، وَيَنْبَغِي لِلرَّاعِي أَنْ يؤدي الى الرعية حقهم عليه غير مسول لِذَلِكَ وَلَا مَسْرُورٌ بِهِ. حَدَّثَنِي يُونُسُ ثَنَا أَشْهَبُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْخِلَافَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ وُلَاتِهِ: إِنَّ النَّاسَ لَمَّا سَمِعُوا بِوِلَايَتِكَ تَسَارَعُوا إِلَى أَدَاءِ زَكَاةِ الْفِطْرِ، فَقَدِ اجْتَمَعَ مِنْ ذلك شيء كثير، ولم أحب أَنْ أُحْدِثَ فِيهَا شَيْئًا حَتَّى تَكْتُبَ إِلَيَّ بِرَأْيِكَ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بِقَبْضِ كِتَابِهِ وَيَقُولُ: لَعَمْرِي مَا وَجْدِي وَلَا أُبَالِي عَلَى مَا ظَنُّوهُ، وَمَا حَبْسُكَ إِيَّاهَا إِلَى الْيَوْمِ! فَأَخْرِجْهَا حين تنظر في كتابي [4] .
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ شَافِعٍ يَقُولُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُدْخِلَ اللَّهُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ الْجَنَّةَ بِاسْتِعْمَالِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] . حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ الزُّرَقِيُّ عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ عِنْدَ الْجَرَّاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَامِلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى خُرَاسَانَ كُلِّهَا حَرْبِهَا وَصَلَاتِهَا وَمَالِهَا- قَالَ: فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى ابْنِ الْجَرَّاحِ: أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ اسْتَعْمَلْتَ عَبْدَ اللَّهِ بن الأهتم وان الله لمّا يبارك لعبد الله بن الأهتم في العمل فاعزته وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَذُو قَرَابَةٍ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. وَبَلَغَنِي أَنَّكَ اسْتَعْمَلْتَ عُمَارَةَ وَلَا حَاجَةَ لِي بِعُمَارَةَ وَلَا بِضَرْبِ عُمَارَةَ، وَلَا بِرَجُلٍ قَدْ صَبَغَ يَدَهُ فِي دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَاعْزِلْهُ [2] . حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ الْجَرَّاحَ كَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّكَ [3] كَتَبْتَ إِلَيَّ فِي عَهْدِكَ الَّذِي عَهِدْتَ إِلَيَّ تَأْمُرُنِي أَنْ لَا أَبْسُطَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَذَابًا، وَلَا أُوثِقَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَثَاقًا يَمْنَعُ صَلَاةً وَذَلِكَ فِي مُعَاتَبَةٍ عَاتَبَهُ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحَمْنِ بْنُ حَسَنٍ حَدَّثَنِي أَبِي: أن عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ إِلَى الْيَمَنِ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ: إِنِّي أَكْتُبُ إِلَيْكَ آمُرُكَ أَنْ تَرُدَّ إِلَى الْمُسْلِمِينَ مَظَالِمَهُمْ، فَتَكْتُبُ إِلَيَّ تُرَاجِعُنِي وَلَا تَعْرِفُ مَسَافَةَ مَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ، وَلَا تَعْرِفُ أَخَذَاتِ الْمَوْتِ، حَتَّى لَوْ كَتَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَى رَجُلٍ مَظْلَمَةَ شَاةٍ لَكَتَبْتَ إِلَيَّ أَرُدُّهَا عَفْرَاءَ أَمْ
سَوْدَاءَ فَارْدُدْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَظَالِمَهُمْ وَلَا تُرَاجِعْنِي وَالسَّلَامُ [1] . حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَنٍ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ اسْتَعْمَلَ عُمَرَ بْنَ عبد العزيز على الحجاز، المدينة وَمَكَّةَ وَالطَّائِفِ، فَأَبْطَأَ عَنِ الْخُرُوجِ، فَقَالَ الْوَلِيدُ لِحَاجِبِهِ: وَيْلُكَ مَا بَالُ عُمَرَ لَا يَخْرُجُ إِلَى عَمَلِهِ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّ لَهُ إِلَيْكَ ثَلَاثَ حَوَائِجَ. قَالَ: فَعَجِّلْهُ عَلَيَّ. فَجَاءَ بِهِ الْوَلِيدُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنَّكَ قَدِ اسْتَعْمَلْتَ مَنْ كَانَ قَبْلِي فَأَنَا لَا أُحِبُّ أَنْ تأخذني بعمل أهل الْعَدَاءَ وَالظُّلْمَ وَالْجَوْرَ. فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: اعْمَلْ بِالْحَقِّ وَإِنْ لَمْ تَرْفَعْ إِلَيْنَا دِرْهَمًا وَاحِدًا. قَالَ: وَالْحَجُّ قَدْ بَلَغْتُ مَا تَرَى مِنَ السِّنِّ وَالْحَالِ. وَأَشُكُّ فِي الْعَطَاءِ أَنْ يَكُونَ سَأَلَهُ إِيَّاهُ فَخَرَّجَهُ لِلنَّاسِ [2] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَوْنٌ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: حدثني إسماعيل ابن [3] قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى بَعْضِ أَهْلِ الشَّامِ- قَالَ: فَلَمْ يَحْفَظْهُ غَيْرُ مَكْحُولٍ وَالْأَوْزَاعِيِّ-: أَمَّا بَعْدُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ كَفَاهُ الْقَلِيلُ، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلَامَهُ عَمَلٌ قَلَّ كَلَامُهُ إِلَّا فِيمَا يَنْفَعُهُ [4] . حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَوْنٌ عَنْ مَعْمَرٍ [5] قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أما بعد فكان مَنْ كَانَ آخِرُ عِلَّتِهِ الْمَوْتَ قَدْ مَاتَ. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ فَكَأَنَّكَ بِالدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ، وَكَأَنَّكَ بالآخرة لم تزل، والسلام عليك [6] .
حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ رَبِّ بْنُ هِلَالِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ قَالَ: أَنْبَأَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: اني لعند عمر بن عبد العزيز إذ فُتِحَ لَهُ مَنْطِقٌ حَسَنٌ حَتَّى رَقَّ لَهُ أَصْحَابُهُ. قَالَ: فَفَطِنَ لِرَجُلٍ مِنْهُمْ وَهُوَ يَجْرُفُ دَمْعَتَهُ. قَالَ: فَقَطَعَ مَنْطِقَهُ. قَالَ مَيْمُونٌ: فَقُلْتُ امْضِ فِي مَنْطِقِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَمُنَّ اللَّهُ بِكَ عَلَى مَنْ سمعه وانتهى اليه. فقال بيده: إليك عني فَإِنَّ فِي الْقَوْلِ فِتْنَةً وَالْفِعْلُ أَوْلَى بِالْمَرْءِ مِنَ الْقَوْلِ [1] . «حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو زَيْدٍ قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَاءَهُ ثَلَاثُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ مِنْ مَالِ الْبَحْرَيْنِ، فَجَاءَهُ الَّذِي كَانَ يَقُومُ عَلَى طَعَامِ أَهْلِهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ جَاءَكَ اللَّهُ بِنَفَقَةٍ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنْ مَالِكَ الَّذِي بِالْبَحْرَيْنِ جَاءَتْكَ ثَلَاثُونَ أَلْفًا. قَالَ: فَاسْتَرْجَعَ عُمَرُ وَقَالَ: ادْعُ لِي مُزَاحِمًا، فَلَمَّا جَاءَهُ مُزَاحِمٌ قَالَ: أَيْ مُزَاحِمُ مَا زِدْتَ ذَلِكَ الْمَالَ الَّذِي جَاءَنَا مِنَ الْبَحْرَيْنِ فِي مَالِ اللَّهِ فِيمَا أَحْسَبُ- شَكَّ ابْنُ بُكَيْرٍ- قَالَ مُزَاحِمٌ: سُقِطَ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ: فَارْدُدْهُ وَصِلْ بِهَذَا الْمَالِ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ. قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَيِّمُ ذَلِكَ الْمَالِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ الرِّقِّ أَعْتَقَكَ اللَّهُ مِنَ النَّارِ. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّمَا أَنْتَ وَذَاكَ الْمَالُ من مال الله فلا سَبِيلَ إِلَى عِتْقِكَ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جرّة زنجبيل مربت كُنْتُ أُهْدِيهَا لَكَ كُلَّ عَامٍ وَقَدْ جِئْتُ بِهَا. قَالَ: ائْتِ بِهَا. فَأَخْرَجَ مِنْهَا عُودًا فَوَضَعَهُ عَلَى شَفَتَيْهِ ثُمَّ قَالَ: مَهْ إِذَا شَكَكْتَ فِي الشَّيْءِ فَدَعْهُ. لَا حَاجَةَ لِي بجرتك» [2] .
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ أَرَاهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَذِنَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِزِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، وَالْأُمَوِيُّونَ هُنَاكَ يَنْتَظِرُونَ الدُّخُولَ عَلَيْهِ، قَالَ هِشَامٌ: أَمَا رَضِيَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يَصْنَعَ ما صنع حتى أذن لعبد [عبد] [1] اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ يَتَخَطَّى رِقَابَنَا! فَقَالَ لِلْفَرَزْدَقِ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَبْدٌ مَمْلُوكٌ. فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَيُّهَا الْقَارِئُ الْمَقْضِيُّ حَاجَتِهِ ... هَذَا زَمَانُكَ إِنِّي قَدْ خَلَا زَمَنِي [2] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ شَيْخٌ جَلِيلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي دَخَلْتُ مِصْرَ مَعَ مَرْوَانَ وَغَزَوْتُ دَيْرَ الْجَمَاجِمِ وَغَزْوَةَ كَذَا وَكَذَا فَتَأْمُرُ لِي [3] بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ: اجْلِسْ أَيُّهَا الشَّيْخُ. قَالَ: وَ [4] عِنْدَ الشَّيْخِ. فَكَلَّمَهُ غُلَامٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ أَبِي ممن شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَشَهِدَ بَدْرًا وَشَهِدَ أُحُدًا حَتَّى ذَكَرَ مَغَازِيًا. فَقَالَ عُمَرُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي مَا ذَكَرَ. قَالَ: فَجَثَا الشَّيْخُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ أَوْ قَامَ. فَقَالَ: هَا هُوَ ذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: هَذِهِ الْمَكَارِمُ لَا مَا تعدّد ايها الشيخ منذ اليوم:
تلك المكارم [1] لا قعبان من لبن ... شيئا بماء فصارا بَعْدُ أَبْوَالَا [2] . خُذُوا حَاجَةَ الْفَتَى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن أبي زكير [3] أخبرنا ابن وهب حدثنا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَرْثَدٍ [4] حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّهُ كَانَ رُبَّمَا خَرَجَ بِالصَّكِّ الصَّغِيرِ مِثْلَ هَذَا- وَأَشَارَ مَالِكٌ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ- فِيهِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ جَائِزَةً لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَمَا يَدْرِي أَحَدٌ حَيْثُ مَسْلَكِهَا. حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ وَزَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ وُلِّيَ جَاءَهُ النَّاسُ فَلَمْ يَقْبَلْ إِلَّا رَجُلًا فِيهِ خَيْرٌ أَوْ تَقْوَى، فَإِنَّهُ كُلِّمَ فِي صَدِيقٍ لَهُ فَقَالَ: تَرَكْنَاهُ كَمَا تَرَكْنَا الْخَزَّ وَالْمُوَشَّى [5] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قال: سمعت مالكا يحدث: أن صالح ابن عَلِيٍّ حِينَ قَدِمَ الشَّامَ سَأَلَ عَنْ قَبْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يخبره حتى دلّ على راهب، فأتى فسأل عَنْهُ. فَقَالَ: قَبْرَ الصِّدِّيقِ تُرِيدُونَ هُوَ فِي تِلْكَ الْمَزْرَعَةِ. «قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ذَكَرَ يَوْمًا
مَا مَضَى مِنَ الْعَدْلِ وَالْجَوْرِ وَعِنْدَهُ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ هِشَامٌ: إِنَّا وَاللَّهِ لَا نَعِيبُ آبَاءَنَا، وَلَا نَضَعُ شَرَفَنَا فِي قَوْمِنَا. فَقَالَ عُمَرُ: وَأَيُّ الْعَيْبِ أَعِيبُ مِمَّنْ عابه القرآن» [1] . قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَامَ فِي النَّاسِ- وَهُوَ خَلِيفَةٌ- عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ: يَا أيها الناس اني انساكم ها هنا وَأَذْكُرُكُمْ فِي بِلَادِكُمْ، فَمَنْ أَصَابَهُ مَظْلَمَةٌ مِنْ عَامِلِهِ فَلَا إِذْنَ لَهُ عَلَيَّ وَمَنْ لَا فَلَا أَرَيَنَّهُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتُ نَفْسِي وَأَهْلَ بَيْتِي هَذَا الْمَالَ وَضَنَنْتُ بِهِ عَنْكُمْ اني إذا لضنين، ولولا أن انعش [2] سِنَةً أَوْ أَعْمَلَ بِحَقٍّ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ أَعِيشَ فُوَاقًا. حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ [3] قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ عن يحي بْنِ سَعِيدٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالا: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: مَا مِنْ طِينَةٍ أَهْوَنَ عَلَيَّ فَتًّا، وَلَا مِنْ كِتَابٍ أَيْسَرَ عَلَيَّ رَدًّا مِنْ كِتَابٍ قَضَيْتُ ثُمَّ أَبْصَرْتُ أَنَّ الْحَقَّ فِي غَيْرِهِ فَفَتَتُهَا [4] . «حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ عِنْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ بِمَنْزِلِهِ- وَكَانَ سُلَيْمَانُ يَقُولُ: مَا هُوَ إِلَّا أَنْ يَغِيبَ عَنِّي هَذَا الرَّجُلُ فَمَا أَجِدُ أَحَدًا يَفْقَهُ عَنِّي- فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا حَقُّ هَذِهِ الْمَرْأَةِ أَلَا تَدْفَعُهُ إِلَيْهَا؟ قَالَ: وَأَيُّ امْرَأَةٍ؟ قَالَ: فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: أَوَ مَا علمت
وَصِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ. قُمْ يَا فُلَانُ فَأْتِنِي بِكِتَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ- وَكَانَ كَتَبَ أَنَّهُ لَيْسَ لِلْبَنَاتِ شَيْءٌ- فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِلَى الْمُصْحَفِ أَرْسَلْتَهُ. فَقَالَ ابْنٌ لِسُلَيْمَانَ عِنْدَهُ: مَا يَزَالُ مِنْ رِجَالٍ يَعِيبُونَ كُتُبَ الْخُلَفَاءِ وَأَمِيرِهِمْ حَتَّى تُضْرَبَ وُجُوهُهُمْ. فَقَالَ عُمَرُ: إِذَا كَانَ هَذَا الْأَمْرُ إِلَيْكَ وَإِلَى ضُرَبَائِكَ كَانَ مَا يَدْخُلُ عَلَى الْعَامَّةِ مِنْ ضَرَرِ ذَلِكَ أَشَدُّ مِمَّا يَدْخُلُ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ مِنْ ضَرْبِ وَجْهِهِ. فَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ سُلَيْمَانُ [1] ، فَسَبَّ ابْنَهُ ذَلِكَ. قَالَ: أَتَسْتَقْبِلُ أَبَا حَفْصٍ بِهَذَا! فقال عمر: ان كَانَ عَجِلَ عَلَيْنَا فَقَدِ اسْتَوْفَيْنَا» [2] . حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن زيد عن عمر ابن أَسِيلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: إِنَّمَا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَنَتَيْنِ وَنِصْفًا ثَلَاثِينَ شَهْرًا. لَا وَاللَّهِ مَا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلَ يِأْتِينَا بِالْمَالِ الْعَظِيمِ فَيَقُولُ: اجْعَلُوا هَذَا حَيْثُ تَرَوْنَ مِنَ الْفُقَرَاءِ، فَمَا يَبْرَحُ حتى يرجع بماله، يتذكر مَنْ يَضَعُهُ فِيهِمْ فَلَا يَجِدُهُ، فَيَرْجِعُ بِمَالِهِ. قَدْ أَغْنَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّاسَ [3] . حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يحي الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: دَخَلَ جَعُونَةُ بْنُ الْحَارِثِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: يَا جَعُونَةُ إِنِّي قَدْ وَمِقْتُكَ فإياك أَنْ أَمْقُتَكَ أَتَدْرِي مَا يُحِبُّ أَهْلُكَ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، يُحِبُّونَ صَلَاحِي. قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُمْ يُحِبُّونَ مَا قَامَ لَهُمْ سَوَادُكَ وَأَكَلُوا فِي غِمَادِكَ وَتَزَوَّدُوا عَلَى ظَهْرِكَ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَلَا تطعمهم الا طيبا.
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: سَمَرْنَا لَيْلَةً مَعَ عُمَرَ فَتَنَاوَلَ قلنسوة عن رأسه بيضاء مضربة. فقال: كم تَرَوْنَهَا تَسْوَى؟ قُلْنَا: دِرْهَمٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَظُنُّهَا مِنْ حَلَالٍ. «حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حَدَّثَنِي. قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثًا بَكَى مِنْهُ بُكَاءً شَدِيدًا. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَبْكِي هَذَا الْبُكَاءَ لَحَدَّثْتُكَ حَدِيثًا أَلْيَنَ مِنْ هَذَا. قَالَ: يَا مَيْمُونُ إِنَّا نَأْكُلُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ الْعَدْسَ وَهِيَ مَا علمت مرقة للقلب مغزرة للدمع مُذِلَّةٌ لِلْجَسَدِ» [1] . «وَعَنْ جَدِّي عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ، فَإِذَا عَلَيْهِ قميص وسخ، فقلت لِامْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ [2] : اغْسِلُوا قَمِيصَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَتْ: نفعل ذلك ان شاء للَّه، ثُمَّ عُدْتُ فَإِذَا الْقَمِيصُ عَلَيْهِ عَلَى حَالَتِهِ. فَقُلْتُ: يَا فَاطِمَةُ أَلَمْ آمُرُكُمْ أَنْ تَغْسِلُوا قَمِيصَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لَهُ قَمِيصٌ غَيْرُهُ» [3] . حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا بِأَبْيَاتِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَسَمِعْنَا بُكَاءً فِي دَارِهِ فَسَأَلْنَا عَنْهُ، فَقَالُوا: خَيَّرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ امْرَأَتَهُ أَنْ تُقِيمَ فِي مَنْزِلِهَا عَلَى حَالِهَا وَأَعْلَمَهَا أَنَّهُ قَدْ شُغِلَ بِمَا فِي عُنُقِهِ عَنِ النِّسَاءِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْحَقَ بِمَنْزِلِ أبيها. فبكت وبكى جواريها لبكائها.
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حدثني الليث عَنْ بَعْضِ إِخْوَانِهِ عَنْ حَرِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ رَيَّانَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ رَكِبْتَ فَتَرَوَّحْتَ. قَالَ عُمَرُ: فَمَنْ يَجْزِي عَمَلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ قَالَ: تَجْزِيهِ مِنَ الْغَدِ. قَالَ: لَقَدْ فَدَحَنِي عَمَلُ يَوْمٍ وَاحِدٍ فَكَيْفَ إِذَا اجْتَمَعَ عَلَيَّ عَمَلُ يَوْمَيْنِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ زِيَادٌ: فَإِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَانَ يَرْكَبُ وَيَعِيشُ وَيَجْزِي عَمَلَهُ. قَالَ عُمَرُ: وَلَا يَوْمًا وَاحِدًا مِنَ الدُّنْيَا مَا أَجْزَاهُ سُلَيْمَانُ [1] . «حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يحي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: كَانَتْ لِفَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ جَارِيَةٌ تُعْجِبُ عُمَرَ، فَلَمَّا صَارَ عَلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ، زَيَّنَتْهَا وَطَيَّبَتْهَا وَبَعَثَتْ بِهَا إِلَى عُمَرَ وَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهَا تُعْجِبُكَ وَقَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ، فَتَنَالَ مِنْهَا حَاجَتَكَ. فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قال لها عمر: اجلسي يا جارية فو الله مَا شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا كَانَ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْكِ أَنْ أَنَالَهُ حَدِّثِينِي بِقِصَّتِكِ وَمَا سَبْيُكِ؟ قَالَتْ: كُنْتُ جَارِيَةً مِنَ الْبَرْبَرِ فَجَنَى أَبِي جِنَايَةً، فَهَرَبَ مِنْ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ عَامِلِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى أَفْرِيقِيَّةَ، فَأَخَذَنِي مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ فَبَعَثَ بِي إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَوَهَبَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ لِفَاطِمَةَ فَبَعَثَتْ بِي فَاطِمَةُ إِلَيْكَ. فَقَالَ: كِدْنَا نَفْتَضِحُ فَجَهَّزَهَا وَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَهْلِهَا» [2] حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَنْهَى سُلَيْمَانَ عَنْ قَتْلِ الْحَرُورِيَّةِ، وَيَقُولُ: ضَمِّنْهُمُ الْحُبُوسَ حتى
يُحْدِثُوا تَوْبَةً، فَأُتِيَ سُلَيْمَانُ بَحَرُورِيٍّ مُسْتَقْتِلٍ فَقَالَ لِسُلَيْمَانَ [1] : إِيهٍ نُزِعَ لِحْيَتُكَ يَا فَاسِقُ ابْنَ الْفَاسِقِ؟ قَالَ سُلَيْمَانُ: عَلَيَّ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. فَلَمَّا أَتَاهُ عُمَرُ عَاوَدَ سُلَيْمَانُ الْحَرُورِيَّ فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: وَمَاذَا أَقُولُ يَا فَاسِقُ ابْنَ الْفَاسِقِ. قَالَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ: يا أبا حفص ماذا نرى عَلَيْهِ؟ فَسَكَتَ عُمَرُ، فَقَالَ: عَزَمْتُ عَلَيْكَ لِتُخْبِرَنِي مَاذَا تَرَى عَلَيْهِ قَالَ: أَرَى أَنْ تَشْتُمَهُ كَمَا شَتَمَكَ. قَالَ سُلَيْمَانُ: لَيْسَ إِلَّا! [2] فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَقَامَ سُلَيْمَانُ وَخَرَجَ عُمَرُ [3] [4] ، فَتَبِعَهُ خَالِدُ بْنُ الرَّيَّانِ صَاحِبُ حَرَسِ سُلَيْمَانَ فَقَالَ: يَا أَبَا حَفْصٍ تَقُولُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَرَى إِلَّا أَنْ تَشْتُمَهُ كَمَا شَتَمَكَ، وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ مُتَوَقِّعًا أَنْ يَأْمُرَنِي بِضَرْبِ عُنُقِكَ. قَالَ لَوْ أَمَرَكَ لَفَعَلْتَ؟ قَالَ: أَيْ وَاللَّهِ لَوْ أَمَرَنِي لَفَعَلْتُ، فَلَمَّا «أَفْضَتِ الْخِلَافَةُ إِلَى عُمَرَ جَاءَ خَالِدُ بْنُ الرَّيَّانِ وَقَامَ مَقَامَ الْحَرَسِ- وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ عَلَى حَرَسِ الوليد وعبد الْمَلِكِ- فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا خَالِدُ ضَعْ هَذَا السَّيْفَ عَنْكَ اللَّهمّ إِنِّي قَدْ وَضَعْتُ لَكَ خَالِدَ بْنَ الرَّيَّانِ اللَّهمّ لَا تَرْفَعْهُ أَبَدًا. ثُمَّ نَظَرَ عُمَرُ فِي وُجُوهِ الْحَرَسِ فَدَعَا عَمْرَو بْنَ الْمُهَاجِرِ الْأَنْصَارِيَّ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ يَا عَمْرُو أَنَّهُ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَرَابَةٌ إِلَّا الْإِسْلَامُ وَلَكِنِّي قَدْ سَمِعْتُكَ تُكْثِرُ تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ وَرَأَيْتُكَ تُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ تَظُنُّ أَنْ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ فَرَأَيْتُكَ تُحْسِنُ الصلاة، خذ هذا السيف قد وليتك
حَرَسِي» [1] . حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ بِالظَّهِيرَةِ فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يُرْسِلُ إِلَيْهِ فِي مِثْلِهَا، فَوَجَدَهُ فِي قَيْطُونٍ [2] صَغِيرٍ لَهُ بَابَانِ، بَابٌ يُدْخَلُ عَلَيْهِ مِنْهُ، وَبَابٌ خَلْفَهُ يَنْحَرِفُ [3] مِنْهُ إِلَى أَهْلِهِ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا هو قاطب بن عَيْنَيْهِ، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنْ أَجْلِسَ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ مَجْلِسَ الْخَصْمِ وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلَّا ابْنُ الرَّيَّانِ قَائِمًا بِسَيْفِهِ. فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَسُبُّ الْخُلَفَاءَ أَتَرَى أَنْ يُقْتَلَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ. قال: فانتهرني وقال: ما لك لَا تَتَكَلَّمُ؟ فَسَكَتَ. فَعَادَ لِمِثْلِهَا. فَقُلْتُ أَقَتَلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ سَبَّ الْخُلَفَاءَ. قَالَ: فَقُلْتُ فَإِنِّي أَرَى أَنْ يُنَكَّلَ [بِهِ] [4] فِيمَا انْتَهَكَ مِنْ جِهَةِ الْخُلَفَاءِ قَالَ: فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى ابْنِ الرَّيَّانِ قَالَ: وَمَا أَظُنُّ إِلَّا أَنَّهُ يَقُولُ اضْرِبُوا رَقَبَتَهُ. فَقَالَ: انه فيهم لتائه، نم حَوَّلَ وِرْكَهُ فَدَخَلَ إِلَى أَهْلِهِ. فَقَالَ لِي ابْنُ الرَّيَّانِ بِيَدِهِ انْقَلِبْ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الرَّيَّانِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَافِظًا. قَالَ: فَانْقَلَبْتُ وَمَا تَهُبُّ رِيحٌ مِنْ وَرَائِي إِلَّا وأنا أظنه رسولا يردني اليه [5] .
حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي الليث: أن خالد ابن الرَّيَّانِ حِينَ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَزَلَهُ عَنْ مَوْضِعِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ- وَكَانَ سَيَّافًا يَقُومُ عَلَى رُءُوسِ الْخُلَفَاءِ- وَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أَذْكُرُ بَأْوَهُ [1] وَهَيْئَتَهُ، اللَّهمّ إِنِّي أَضَعُهُ لَكَ فَلَا تَرْفَعْهُ أَبَدًا. قَالَ: فحَدَّثَنِي نَوْفَلُ بْنُ الفُّرَاتِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَرِيفًا خَمَدَ ذِكْرُهُ حَتَّى لَا يُذْكَرَ مِثْلُهُ، حَتَّى أَنْ كَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ: مَا فِعْلُ خَالِدٌ أَحَيٌّ هُوَ أَوْ قَدْ مَاتَ» [2] . حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هشام بن يحي الْغَسَّانِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَامِلٍ لَهُ يَشْتَرِي لَهُ عَسَلًا وَقَالَ: لَا تَخْسَرْ فِيهِ شَيْئًا، وَأَنَّ الْعَامِلَ حَمَلَهُ عَلَى مَرْكَبِهِ مِنَ البريد، فلما أتى عمر قال: غلام حَمَلَهُ؟ قَالَ: عَلَى الْبَرِيدِ. فَأَمَرَ بِذَلِكَ الْعَسَلِ فَبِيعَ، وَجَعَلَ ثَمَنَهُ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَالَ: أَفْسَدْتَ عَلَيْنَا عَسَلَكَ» [3] . وَعَنْ جَدِّي قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَيَّ أَنْ قَدْ وَقَعَ الْبَرْدُ فارفع السوط. وعن جدي قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ جَالِسًا فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ أَقْطَعَ جَدِّي قَطِيعَةً فَأَقَرَّهَا الْوَلِيدُ وَسُلَيْمَانُ حَتَّى إِذَا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ- رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ- نَزَعَهَا. قَالَ لَهُ هِشَامٌ: أَعِدْ مَقَالَتَكَ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ أَقْطَعَ جَدِّي قَطِيعَةً فَأَقَرَّهَا الْوَلِيدُ وَسُلَيْمَانُ حَتَّى إِذَا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ- رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ- نَزَعَهَا. قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ فِيكَ لَعَجَبًا إِنَّكَ تذكر من أقطع جدك ومن أقرها
في يده فلا ترحّم عَلَيْهِ، وَتَذْكُرُ مَنْ نَزَعَهَا فَتَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ فَأَنَا قَدْ أَمْضَيْنَا مَا صَنَعَ عُمَرُ- رَحِمَ اللَّهُ عُمَرُ- قُمْ. «حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قَالَ: دَعَانِي أَبُو جَعْفَرٍ فَقَالَ: كَمْ كَانَتْ غَلَّةُ عُمَرَ حِينَ أَفْضَتْ إِلَيْهِ الْخِلَافَةُ؟ قُلْتُ: مَا زَالَ يَرُدُّهَا حَتَّى كَانَتْ غَلَّتُهُ مِائَةَ دِينَارٍ» [1] وَلَوْ بَقِيَ لَرَدَّهَا. «حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِعَرَفَاتٍ مَعَ سُلَيْمَانَ أَبْرَقَتِ وَأَرْعَدَتْ رَعْدًا شَدِيدًا أَفْزَعَ سُلَيْمَانَ، فَنَظَرَ إِلَى عُمَرَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ: يَا عُمَرُ أَتَضْحَكُ وَأَنْتَ تَسْمَعُ مَا تَسْمَعُ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ رَحْمَةُ اللَّهِ قَدْ أَفْزَعَتْكَ فَكَيْفَ لَوْ جَاءَ عَذَابُهُ!» [2] حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْلَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: لَقِيَنِي يَهُودِيٌّ فَقَالَ لِي: إِنَّ صَاحِبَكَ سَيَلِي هَذَا الْأَمْرَ وَيَعْدِلُ فِيهِ، فَلَمَّا وَلِيَ لَقِيتُهُ فَقَالَ: أَلَيْسَ أَعْلَمْتُكَ مَرَّةً فَلْيَتَدَارَكْ نَفْسَهُ فَإِنَّهُ قَدْ سُقِيَ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْيَهُودِيَّ الَّذِي أَخْبَرَنِي أَنَّكَ سَتَلِي وَتَعْدِلُ أَخْبَرَنِي أَنَّكَ قَدْ سُقِيتَ فِيهَا. فَقَالَ قَاتَلَهُ اللَّهُ مَا أَعْلَمَهُ! لَقَدْ عَلِمْتُ السَّاعَةَ الَّتِي سُقِيتُ فِيهَا لَوْ [3] أَنَّ شِفَائِي فِي أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِي مَا فَعَلْتُ، أَوْ أُوتَى بِطِيبٍ [4] فأرفعه الى أنفي ما فعلت [5] .
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَتَبَ صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَصَاحِبُهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُعَرِّضَانِ لَهُ بِدِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَكَانَا عَامِلَيْهِ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْعِرَاقِ، فَكَتَبَا: إِنَّ النَّاسَ لَا يُصْلِحُهُمْ إِلَّا السَّيْفُ: فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا عُمَرُ: خَبِيثَيْنِ مِنَ الْخَبَثِ رِبْذَتَيْنِ مِنَ الرِّبَذِ يُعَرِّضَانِ لِي بِدِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ! مَا أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا وَدَمُكُمَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ دَمِهِ [1] . قَالَ: وَأَرَادَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى أَنْ يَخْلَعَ سُلَيْمَانَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّمَا بَايَعْنَا لَكُمَا فِي عُقْدَةٍ وَاحِدَةٍ فَكَيْفَ نَخْلَعُهُ وَنَتْرُكُكَ! وَقَالَ: «عَرَضَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَوَارٍ، وَعِنْدَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: فَجَعَلَ كُلَّمَا مَرَّتْ بِهِ جَارِيَةٌ تُعْجِبُهُ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اتَّخِذْ هَذِهِ. قَالَ: فَلَمَّا أَكْثَرَ قَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَتَأْمُرُنِي بِالزِّنَا! قَالَ: فَخَرَجَ الْعَبَّاسُ فَمَرَّ بِأُنَاسٍ مِنْ أهل بيته، فقال: مَا يُجْلِسُكُمْ بِبَابِ رَجُلٍ يَزْعُمُ أَنَّ آبَاءَكُمْ كَانُوا زُنَاةً» [2] . حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [3] ابن يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ: أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ فِي بَعْثِ الصَّائِفَةِ عَلَى دِيوَانِهِ، قَالَ: وَخَرَجْتُ مَعَهُ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بِمَرْجِ اللَّاجِ [4] لَقِيَهُ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ انْصَرِفْ مِنْ حَيْثُ يَلْقَاكَ كِتَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ
اللَّهَ لَا يَنْصُرُ جَيْشًا أَنْتَ فِيهِمْ. قَالَ الْوَلِيدُ: فَذَكَرْتُهُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ فَحَدَّثَنِي عَنْ مَعْمَرٍ أَوْ غَيْرِهِ: أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى صَاحِبِ الصَّائِفَةِ: أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ أَبِي مُسْلِمٍ اكْتَتَبَ فِي بَعْضِ الصَّائِفَةِ، فَارْدُدْهُ خَاسِئًا فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَدْعُو لِلْقَوْمِ [1] فِي أَمْرٍ [2] وَفِيهِمُ ابْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، قَالَ: فَرَدَّهُ مِنَ الدَّرْبِ [3] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ [5] قَالَ: كَانَتِ الْعُلَمَاءُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ تَلَامِذَةً [6] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ كُرَيْزِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ القاري: أَنِ ارْكَبْ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي بِرَفَحَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بَيْتُ الْمُكْسِ [7] فَاهْدِمْهُ، ثُمَّ احْمِلْهُ إِلَى الْبَحْرِ ثُمَّ انْسِفْهُ نَسْفًا [8] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ الرمليّ قال: حدثني زكري بْنُ شَدَّادٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العزيز الى عبد الله بن
عَوْفٍ الْقَارِئِ: إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَارْكَبْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ إِلَى الْبَيْتِ النَّجِسِ الَّذِي برفح فأقلعه من أساسه، ثم اذره فِي الْبَحْرِ. «حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَتَيْتَ الْمَدِينَةَ فَإِنْ قَضَى اللَّهُ مَوْتًا دُفِنْتَ مَوْضِعَ الْقَبْرِ الرَّابِعِ مَعَ َرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. قَالَ: وَاللَّهِ لَئَنْ يُعَذِّبَنِي اللَّهُ بِكُلِّ عَذَابٍ إِلَّا النَّارَ- فَإِنَّهُ لَا صَبْرَ عَلَيْهَا- أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِي أَنِّي أَرَى أَنِّي لِذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَهْلًا» [1] . حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [2] حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَقُولُ: لَوْلَا سُنَّةٌ أُحْيِيهَا أَوْ بدعة أمتها لَمَا بَالَيْتُ أَنْ أَعِيشَ فَوَاقًا. حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ثنا علي بن سعد حدثنا رباح بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: أُخْرِجَ مِسْكٌ مِنَ الْخَزَائِنِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَمْسَكَ بِأَنْفِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَجِدَ رِيحَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا ضَرَّكَ إِنْ وَجَدْتَ رِيحَهُ؟ قَالَ: وَهَلْ يُنْتَفَعُ مِنْ هَذَا إِلَّا بِرِيحِهِ [3] . حَدَّثَنِي سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رَجَاءٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلًا، فَبَلَغَهُ أَنَّهُ كَانَ عَامِلًا لِلْحَجَّاجِ فَعَزَلَهُ، فَجَاءَهُ يَعْتَذِرُ إِلَيْهِ وَيُعَلِّلُ مَا عَمِلَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: حَسْبُكَ مِنْ صُحْبَةِ هَذَا شَرٌّ [4]
وَشُؤْمٌ يَوْمٌ أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: سَأَلَ [1] عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ خَلِيفَةِ الْحَجَّاجِ مَا فَعَلَ؟ قِيلَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ غَزَا الصَّائِفَةَ. فَكَتَبَ بِرَدِّهِ، وَقَالَ: لَا أَنْتَصِرُ بِجَيْشٍ هُوَ فِيهِمْ. قَالَ: فَرَدَّهُ مِنَ الدَّرْبِ. وَعَنْ رَجَاءٍ قَالَ: اخْتَصَمَ رَجُلَانِ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ جَالِسٌ فَقَالَ لِأَحَدِ الْخَصْمَيْنِ: أَصَدَقَ أَمِيرُ المؤمنين. فغضب عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَالَ: عِنْدِي يُزَوَّرُ قُمْ لَقَدْ أَنْكَرْتُ هَذَا وَمَا اتَّصَلَتْ هَذِهِ- وَأَشَارَ إِلَى لِحْيَتِهِ-. وَبِهِ [2] عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الله بن الحسن- وهو إذ ذاك فَتًى شَابٌّ- عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عُمَرَ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى سُلَيْمَانَ فِي حَوَائِجِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ لَا تَقِفَ بِبَابِي إِلَّا فِي السَّاعَةِ الَّتِي تَرَى أَنَّهُ يُؤْذَنُ لَكَ فِيهَا عَلَيَّ، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تَقِفَ بِبَابِي فَلَا يُؤْذَنُ لَكَ عَلَيَّ. قَالَ فَجَاءَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ بَلَغَهُ أَنَّ فِي الْعَسْكَرِ مَطْعُونًا فَالْحَقْ بِأَهْلِكَ فَإِنِّي أَضِنُّ بِكَ [3] . «حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [4] حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شوذب قال: قال عمر بن عمر بن عبد العزيز: الوليد بن عبد الملك بالشام والحجاج بالعراق ومحمد ابن يُوسُفَ بِالْيَمَنِ وَعُثْمَانُ بْنُ حَيَّانَ بِالْحِجَازِ وَقُرَّةُ بن شريك بمصر،
امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ وَاللَّهِ جُورًا» [1] . حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- وَقَدْ هَلَكَ ابْنُهُ وَأَخُوهُ وَمَوْلَاهُ مُزَاحِمٌ فِي أَيَّامٍ-[يَا] أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أُصِيبَ فِي أَيَّامٍ مُتَوَالِيَةٍ بأعظم من مصيبتك، ما رَأَيْتُ مِثْلَ ابْنِكَ ابْنًا، وَلَا مِثْلَ أَخِيكَ أَخًا، وَلَا مِثْلَ مَوْلَاكَ [مَوْلًى] . قَالَ: فَنَكَسَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ لِي: كَيْفَ قُلْتَ يَا رَبِيعُ؟ فَأَعَدْتُهَا عَلَيْهِ. فَقَالَ: لَا وَالَّذِي قَضَى عَلَيْهِمُ الْمَوْتَ مَا أُحِبُّ أَنَّ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ كَانَ لَمْ يَكُنْ مِنَ الَّذِي أَرْجُو مِنَ اللَّهِ فِيهِمْ. حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ حِينَ اشْتَكَى شَكْوَاهُ الَّذِي هَلَكَ فِيهِ: اشْتَرُوا مِنَ الرَّاهِبِ مَوْضِعَ قَبْرِي، فَاشْتَرَى مِنْهُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ بِسِتَّةِ دَنَانِيرَ [2] . فَقَالَ [3] الشَّاعِرُ- وَهُوَ يَذْكُرُ عُمَرَ-: قَدْ غَادَرَ الْقَوْمُ فِي اللَّحْدِ الَّذِي لُحِدُوا ... بِدَيْرِ سَمْعَانَ جَرْيَانَ الْمَوَازِينِ
أقول لما نعى لي ناعيا عُمَرَا ... لَا يَبْعُدَنَّ قَضَاءُ الْعَدْلِ وَالدِّينِ [1] حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْدَةَ عَنْ حَمَّادٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ صَوْتًا عِنْدَ وَفَاةِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُ: الْيَوْمَ حَلَّتْ وَاسْتَقَرَّ قَرَارُهَا ... عَلَى عُمَرَ الْمَهْدِيِّ قَامَ عَمُودُهَا حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَغِيرٌ فَغُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أفاق قُلْنَا لَهُ: عَلَى مِثْلِ هَذَا! قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ بِي، وَلَكِنَّهُ بِضْعَةٌ مِنِّي فَأُوشِكُ أَنْ أَتْبَعَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن يزيد الدمشقيّ حدثنا معاوية ابن يحي قَالَ: حَدَّثَنَا أَرْطَأَةُ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ جَعَلْتَ عَلَى طَعَامِكَ أَمِينًا لَا تُغْتَالُ، وَحَرَسًا إِذَا صَلَّيْتَ لَا تُغْتَالُ، وَتَنَحَّ عَنِ الطَّاعُونِ. قَالَ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أَخَافُ يَوْمًا دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُؤَمِّنْ خَوْفِي. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ «ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي الْأَخْثَمِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ أُخْتِي فَاطِمَةَ امْرَأَةِ عمر بن عبد العزيز، فلما أَمْسَيْنَا دَخَلَ الْبَيْتَ وَإِنَّ فِي الْبَيْتِ تَابُوتًا، قَالَ: فَفَتَحَهُ فَأَخْرَجَ ثَوْبَيْ شَعْرٍ وَوَضَعَ ثِيَابَهُ، ثُمَّ لَبِسَهُمَا ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي» [2] . حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ هَذِهِ الْخُطْبَةَ- وكانت
آخِرَ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا- فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا عَبَثًا، وَلَنْ تُتْرَكُوا سُدًى، وَإِنَّ لَكُمْ مَعَادًا يَنْزِلُ اللَّهُ لِيَحْكُمَ فِيكُمْ، وَيَفْصِلَ بَيْنَكُمْ، وَخَابَ وَخَسِرَ مَنْ خَرَجَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَحُرِمَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنْ لَا يُؤَمَّنَ غَدًا إِلَّا مَنْ حَذَرَ اللَّهَ الْيَوْمَ وَخَافَهُ، وَبَاعَ نَافِدًا بِبَاقٍ، وَقَلِيلًا بِكَثِيرٍ، وَخَوْفًا بِأَمَانٍ، أَلَا تَرَوْنَ أَنَّكُمْ فِي أَسْلَابِ [1] الْهَالِكِينَ وَسَتَصِيرُ مِنْ بَعْدِكُمْ لِلْبَاقِينَ، وَكَذَلِكَ حَتَّى تُرَدُّونَ إِلَى خَيْرِ الْوَارِثِينَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ تُشَيِّعُونَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى اللَّهِ غَادِيًا وَرَائِحًا [2] قَدِ انْقَضَى [3] نَحْبُهُ وَانْقَضَى أَجَلُهُ حَتَّى تُغَيِّبُوهُ فِي صَدْعٍ مِنَ الْأَرْضِ فِي شِقِّ صَدْعٍ، ثُمَّ تَتْرُكُوهُ غَيْرَ مُمَهَّدٍ وَلَا مُوَسَّدٍ، قَدْ فَارَقَ الْأَحْبَابَ، وَبَاشَرَ التُّرَابَ وَوُجِّهَ لِلْحِسَابِ، مُرْتَهَنًا بِمَا عَمِلَ [غَنِيًّا] [4] عَمَّا تَرَكَ، فَقِيرًا إِلَى مَا قَدِمَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ قَبْلَ مُوَافَاتِهِ وَحُلُولِ الْمَوْتِ بِكُمْ، وَأَيْمُ [5] اللَّهِ إِنِّي لَأَقُولُ هَذَا وَمَا أَعْلَمُ أَنَّ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ الذُّنُوبِ أَكْثَرَ مِمَّا عِنْدِي، فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ. وَمَا مِنْكُمْ أَحَدٌ يُبَلِّغُنَا حَاجَةً لَا يَسَعُ لَهُ مَا عِنْدَنَا إِلَّا حَرَصْنَا أَنْ نَسُدَّ مِنْ حَاجَتِهِ مَا اسْتَطَعْنَا، وَمَا منكم من أحد يعنّى حَاجَةً لَا يَسَعُ لَهُ مَا عِنْدَنَا إِلَّا تَمَنَّيْتُ أَنْ يَبْدَأَ بِي وَبِخَاصَّتِي [6] حَتَّى يَكُونَ عَيْشُنَا وَعَيْشُهُ عَيْشًا وَاحِدًا وَأَيْمُ [7] اللَّهِ لَوْ أَرَدْتُ غَيْرَ هَذَا مِنْ غَضَارَةِ عَيْشٍ لَكَانَ اللسان به ذلولا
وَكُنْتُ بِأَسْبَابِهِ عَالِمًا، وَلَكِنْ سَبَقَ مِنَ اللَّهِ كِتَابٌ نَاطِقٌ وَسُنَّةٌ عَادِلَةٌ، دَلَّ فِيهَا عَلَى طَاعَتِهِ، وَنَهَى فِيهَا عَنْ مَعْصِيَتِهِ. ثُمَّ رَفَعَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَكَى، وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ [1] . حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا عمر بن علي بْنِ مُقَدَّمٍ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ بِاللَّيْلِ فِي سَمَرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَوَعَظَ، فَفَطِنَ لِرَجُلٍ قَدْ أَحْسَرَ بِدَمْعَتِهِ. قَالَ فَسَكَتَ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُدْ لِمَنْطِقِكَ لَعَلَّ اللَّهَ يَنْفَعُ به مَنْ سَمِعَهُ وَمَنْ بَلَغَهُ. فَقَالَ: يَا مَيْمُونُ إِنَّ الْكَلَامَ فِتْنَةٌ وَإِنَّ الْفِعَالَ أَوْلَى بِالْمَرْءِ مِنَ الْقَوْلِ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ وَهْبٌ: إِنْ كَانَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَهْدِيٌّ فَهُوَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] . حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- حِينَ قَطَعَ الرِّزْقَ عَنْ أَصْحَابِهِ-: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَرَى أَمْرًا لَا يُصْلِحُهُ إِلَّا النَّظَرُ فِي الضَّيْعَةِ. قَالَ: عَلَى الرَّشَادِ يَا أَبَا خَالِدٍ، وَلَكِنْ أَكْثِرْ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ فَإِنَّكَ لَنْ تَجْعَلَهُ فِي كَثِيرٍ إِلَّا قَلَّ، وَلَا فِي قليل الا كثير، عَلَى الرَّشَادِ يَا أَبَا خَالِدٍ. «حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ جدي أسماء
ابن عُبَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المؤمنين ان من كان قبلك مِنَ الْخُلَفَاءِ كَانُوا يُعْطُونَا عَطَايَا وَإِنَّكَ قَدْ منعتناها، وان لي عيالا وضيعة وَقَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَعَاهَدَ ضَيْعَتِي وَمَا يُصْلِحُ عِيَالِي. فَقَالَ عُمَرُ: أَحَبُّكُمْ إِلَيْنَا مَنْ فَعَلَ ذَاكَ. قَالَ: فَلَمَّا وُلِّيَ قَالَ عُمَرُ: أَبَا خَالِدٍ أَبَا خَالِدٍ، فَأَقْبَلَ، فَقَالَ: أَكْثِرْ ذِكْرَ الموت فإنك لا تذكره وأنت في ضيق من العيش الا وسعه عليك، ولا تَذْكُرُهُ فِي سَعَةٍ مِنَ الْعَيْشِ إِلَّا ضَيَّقَهُ عَلَيْكَ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن عامر قال: حدثني جويرية ابن أَسْمَاءَ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَلَغَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ فِي جَيْشٍ من مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ فَكَتَبَ إِلَى عَامِلِ الْجَيْشِ أَنْ يَرُدَّهُ وَقَالَ: لَأَكْرَهُ أَنْ أَسْتَنْصِرَ بِجَيْشٍ هُوَ فِيهِمْ. وَعَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ قَلَّمَا يَدَعُ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ بِالْغَدَاةِ وَلَا يُطِيلُ [2] . قَالَ جُوَيْرِيَةُ: وَلَا أَدْرِي مَنْ حَدَّثَ إِسْمَاعِيلَ أَوْ غَيْرَهُ قَالَ: قَالَ لِمُزَاحِمٍ: أَبْغِنِي رَجُلًا لِمُصْحَفِي. قَالَ: فَأَتَاهُ بِرَجُلٍ فَأَعْجَبَهُ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ دَخَلْتُ بَعْضَ الْخَزَائِنِ فَأَصَبْتُ هَذِهِ الْخَشَبَةَ فَاتَّخَذْتُ مِنْهَا رَجُلًا. قَالَ: وَيَحْكَ انْطَلِقْ فَأَقِمْهُ فِي السُّوقِ. قَالَ: وَجَاءَ بِهِ قَوْمَهُ فِي السُّوقِ فَقَوِّمْهُ نِصْفَ دِينَارٍ فَرَجَعَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَوَّمُوهُ نِصْفَ دِينَارٍ. قَالَ: تَرَى أَنْ تَضَعَ فِي بَيْتِ الْمَالِ دِينَارًا أَتَسْلَمُ مِنْهُ. قَالَ مُزَاحِمٌ: إِنَّمَا قَوَّمُوا نِصْفَ دينار. قال: ضع في
بَيْتِ الْمَالِ دِينَارَيْنِ. «وَعَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ- فِيمَا أَعْلَمُ- قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِآذِنِهِ: لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ الْيَوْمَ إِلَّا مَرْوَانِيٌّ. قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعُوا عِنْدَهُ تَكَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكُمْ يَا بَنِي مَرْوَانَ قَدْ أُعْطِيتُمْ فِي الدُّنْيَا حَظًّا وَشَرَفًا وَأَمْوَالًا إِنِّي لَأَحْسَبُ شَطْرَ مَالِ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ ثُلُثَيْهِ فِي أَيْدِيكُمْ، فَرُدُّوا مَا فِي أَيْدِيكُمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ. قَالَ: فَسَكَتُوا. قَالَ: أَلَا تُجِيبُونِي؟ فَسَكَتُوا. قَالَ: أَلَا تُجِيبُونِي؟ فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ قَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا يَكُونَنَّ ذَلِكَ أَبَدًا حَتَّى يُحَالَ بَيْنَ رُءُوسِنَا وَأَجْسَادِنَا، وَاللَّهِ لَا نُكَفِّرُ آبَاءَنَا وَنُفْقِرُ أَبْنَاءَنَا. قَالَ عُمَرُ: أَمَا لَوْلَا أَنْ تَسْتَعِينُوا عليّ بمن أطلب هَذَا الْحَقَّ لَهُ لَأَضْرَعْتُ خُدُودَكُمْ قُومُوا عَنِّي» [1] . حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [2] عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى تَفَرَّقَ النَّاسُ وَدَخَلَ أَهْلُهُ لِلْقَائِلَةِ. قَالَ: فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ. قَالَ: فَفَزِعْنَا فَزَعًا شَدِيدًا مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ قَدْ جَاءَ فَتْقٌ مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ أَوْ حَدَثَ حَدَثٌ. قَالَ جُوَيْرِيَةُ: وَإِنَّمَا كَانَ دَعَا مُزَاحِمًا فَقَالَ: يَا مُزَاحِمُ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ أَعْطَوْنَا عَطَايَا وَاللَّهِ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نَقْبَلَهَا، وَإِنَّ ذَاكَ قَدْ صَارَ إِلَيَّ فَلَيْسَ عَلَيَّ فِيهِ دُونَ اللَّهِ مُحَاسِبٌ. فَقَالَ لَهُ مُزَاحِمٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَلْ تَدْرِي كَمْ وَلَدُكَ؟ هُمْ كَذَا وَكَذَا. فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَجَعَلَ يَسْتَدْمِعُ وَيَقُولُ: أَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ. ثُمَّ انْطَلَقَ مزاحم من وجهه ذَلِكَ حَتَّى اسْتَأْذَنَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ. فَأَذِنَ لَهُ وَقَدِ اضْطَجَعَ لِلْقَائِلَةِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الملك ما جاء بك يا مزاحم
هَذِهِ السَّاعَةَ هَلْ حَدَثَ مِنْ حَدَثٍ؟ قَالَ: نَعَمْ أَشَدُّ الْحَدَثِ عَلَيْكَ وَعَلَى أَبِيكَ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: دَعَانِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَذَكَرَ لَهُ مَا قَالَ عُمَرُ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: فَمَا قُلْتَ لَهُ؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَدْرِي كَمْ وَلَدُكَ؟ هُمْ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَمَا قَالَ لَكَ: قَالَ: جَعَلَ يَسْتَدْمِعُ وَيَقُولُ: أَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ أَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: بِئْسَ وَزِيرُ الدِّينِ أَنْتَ يَا مُزَاحِمُ. ثُمَّ وَثَبَ فَانْطَلَقَ إِلَى بَابِ عُمَرَ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْآذِنُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ وَضَعَ رَأْسَهُ لِلْقَائِلَةِ. قَالَ: اسْتَأْذِنْ لِي. قَالَ الْآذِنُ: أَمَا تَرْحَمُونَهُ لَيْسَ لَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِلَّا هَذِهِ الْوَقْعَةُ. قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: اسْتَأْذِنْ لِي لَا أُمَّ لَكَ. فَسَمِعَ عُمَرُ الْكَلَامَ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عَبْدُ الْمَلِكِ. قَالَ: ائْذَنْ لَهُ. فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَقَدِ اضْطَجَعَ عُمَرُ لِلْقَائِلَةِ. فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ تَأْتِي هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالَ: حَدِيثٌ حَدَّثَنِيهِ مُزَاحِمٌ. قَالَ: فَأَيْنَ وَقَعَ رَأْيُكَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَقَعَ رَأْيِي عَلَى إِنْفَاذِهِ. قَالَ: فَرَفَعَ عُمَرُ يَدَهُ وَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَ لِي مِنْ ذُرِّيَّتِي مَنْ يُعِينُنِي عَلَى أَمْرِ دِينِي. نَعَمْ يَا بُنَيَّ أُصَلِّي الظُّهْرَ ثُمَّ أَصْعَدُ الْمِنْبَرَ فَأَرُدُّهَا عَلَانِيَةً عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَكَ بِالظُّهْرِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ لَكَ إِنْ بَقِيتَ إِلَى الظُّهْرِ أَنْ تَسْلَمَ لَكَ نِيَّتُكَ إِلَى الظُّهْرِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَرَجَعُوا لِلْقَائِلَةِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: تَأْمُرُ مُنَادِيَكَ فَيُنَادِي الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ فَتَجَمَّعَ النَّاسُ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ: فَخَرَجْتُ فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ، وَجَاءَ عُمَرُ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ قَدْ كَانُوا أَعْطَوْنَا عَطَايَا، وَاللَّهِ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يُعْطُونَاهَا، وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نقبلها، وأرى الَّذِي قد صار إلي ليس علي فيه دون الله محاسب، ألا وإني قد رددتها وبدأت بنفسي وأهل بيتي،
اقرأ يا مزاحم. قال: وفد جِيءَ بِسَفَطٍ قَبْلَ ذَلِكَ- أَوْ قَالَ جَوْنَةٌ- فِيهَا تِلْكَ الْكُتُبُ قَالَ: وَقَرَأَ مُزَاحِمٌ كِتَابًا مِنْهَا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ نَاوَلَهُ عُمَرُ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى الْمِنْبَرِ وَفِي يَدِهِ جَامٌ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُصُّهُ بِالْجَامِ [1] وَاسْتَأْنَفَ مُزَاحِمٌ كِتَابًا آخر فجعل يقرأه، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ دَفَعَهُ إِلَى عُمَرَ فَقَصَّهُ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ كِتَابًا آخَرَ فَمَا زَالَ كَذَلِكَ حَتَّى نُودِيَ بِصَلَاةِ الظُّهْرِ [2] . حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُنْفِذَ رَأْيَكَ فِي هذا الأمر، فو الله مَا كُنْتُ أُبَالِي أَنْ تَغْلِيَ بِي وَبِكَ الْقُدُورُ في نفاذ هذا الأمر. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرُوضُ النَّاسَ رِيَاضَةَ الصَّعْبِ، فَإِنِ اللَّهُ أَبْقَانِي مَضَيْتُ لِنِيَّتِي ورأيي، وان عجلت على منيتي فقد عِلْمُ اللَّهِ نِيَّتِي، إِنِّي أَخَافُ إِنْ بَادَهْتُ النَّاسَ بِالَّتِي تَقُولُ أَنْ يُلْجِئُونِي إِلَى السَّيْفِ، وَلَا خَيْرَ فِي خَيْرٍ لَا يَجِيءُ إِلَّا بِالسَّيْفِ، وَلَا خَيْرَ فِي خَيْرٍ لَا يَجِيءُ إِلَّا بِالسَّيْفِ. وَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا مِرَارًا [3] . حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ صَفَّقَ أَهْلُ الشَّامِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَمُزَاحِمٌ إِلَى نَفَقَةٍ كَانَتْ لِعُمَرَ فِي رَحْلِهِ فَحَمَلْتُهَا [4] ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ أُرِيدُ الْمَسْجِدَ. قَالَ: فَلَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: هَذَا صَاحِبُكَ يَخْطُبُ النَّاسَ. فَقُلْتُ: خَلِيفَةٌ؟ قَالَ: خَلِيفَةٌ. فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهَا اللَّهَ فِي سِرٍّ وَلَا عَلَانِيَةٍ قَطُّ، فَمَنْ
كَرِهَ مِنْكُمْ فَأَمْرُهُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَاكَ وَاللَّهِ أسرع مما نكره ابسط يديك فَلْنُبَايِعْكَ. قَالَ: فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَهُ الْأَنْصَارِيُّ هَذَا. وَلَا أَدْرِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ هُوَ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ. قَالَ: وَأَظُنُّهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: وَمَشَى عُمَرُ فِي جِنَازَةِ سُلَيْمَانَ. قَالَ: وَدَخَلَ قَبْرَهُ فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ دَفْنِهِ قَالَ: وَقَدْ جِيءَ بِمَرَاكِبِ الْخُلَفَاءِ فَلَمْ يَرْكَبْ شَيْئًا مِنْهَا، وَقَالَ: بَغْلَتِي. فَرَكَضَ إِنْسَانٌ إِلَى الْعَسْكَرِ وَقَعَدَ حَتَّى جِيءَ بِبَغْلَتِهِ. قَالَ: وَقَدْ ضُرِبَتْ أَبْنِيَةُ الْخُلَفَاءِ قَالَ: فَأَحْسَبُهُ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَظِلَّ فِي شَيْءٍ مِنْهَا حَتَّى جِيءَ بِبَغْلَتِهِ فَرَكِبَهَا ثُمَّ رَجَعَ. قَالَ: وَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ أَمَرَ أهل مملكته أن يقودوا الخيل سبق سَهْمٍ فَمَا مِنْ قَدَمَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا كَانَ قَدْ أَخَذَهُمْ لِيَعُودُوا إِلَيْهِ بِالْخَيْلِ، فَمَاتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَجْرِيَ الْحَلَبَةُ. قَالَ: فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ أَبَى أَنْ يُجْرِيَهَا [1] . فَقِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: تُكَلِّفُ النَّاسَ مَئُونَاتٍ عِظَامًا، وَقَادُوهَا مِنْ بِلَادٍ بَعِيدَةٍ وَفِي ذَلِكَ غَيْظٌ للعدو. قال: فلم يزالوا يُكَلِّمُونَهُ حَتَّى أَجْرَى الْحَلَبَةَ، وَأَعْطَى الَّذِينَ سَبَقُوا، وَلَمْ يُخَيِّبِ الَّذِينَ لَمْ يَسْبِقُوا أَعْطَاهُمْ دُونَ ذَلِكَ. قَالَ: وَقَدْ كَانَ النَّاسُ لَقُوا جَهْدًا شَدِيدًا مِنَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ مِنَ الْجُوعِ وَأَقْفَلَ النَّاسُ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ بِالطَّعَامِ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِآلِ أَبِي عَقِيلٍ- أَهْلِ بَيْتِ الْحُجَّاجِ- إِلَى صَاحِبِ الْيَمَنِ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي قَدْ بَعَثْتُ بِآلِ أَبِي عَقِيلٍ وَهُمْ شَرُّ بَيْتٍ في العرب
ففرقهم في عملك على قدر هوائهم على الله. وعلينا وعليكم السَّلَامُ- وَإِنَّمَا نَفَاهُمْ-» [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ عن ميمون ابن مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ فِي سَمَرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا بَقَاؤُكَ عَلَى مَا أَرَى؟ أَنْتَ بِالنَّهَارِ مَشْغُولٌ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ، وَبِاللَّيْلِ أَنْتَ مَعَنَا هَا هُنَا ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَخْلُو بِهِ. قَالَ: فَعَدَلَ عَنْ جَوَابِي، ثُمّ قَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا مَيْمُونُ فَإِنِّي وَجَدْتُ لِقَاءَ الرِّجَالِ تَلْقِيحًا لِأَلْبَابِهِمْ [2] . حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ- يَعْنِي ابْنَ سُوَيْدٍ- عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ أَبِي يَعْدِلُ بِعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ. حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: قَالَ لَهُ رَجُلٌ: رَأَيْتُ فُلَانًا لَمْ يُقَبِّلِ الْحَجَرَ. فَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ يُقَبِّلُهُ. قِيلَ لَهُ: مَنْ يَا أَبَا النَّضْرِ؟ قَتَادَةُ؟ قَالَ: خَيْرٌ مِنْهُ. قِيلَ: الْحَسَنُ؟ قَالَ: خَيْرٌ مِنْهُ. قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقَبِّلُ الْحَجَرَ [3] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ «حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ العزيز ابن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا آخِرُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَبُوكَ عِنْدَ مَوْتِهِ؟ قَالَ: كَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَعَبْدُ اللَّهِ وعاصم وإبراهيم. قال عبد العزيز:
[أول أخبار الزهري]
وَكُنَّا أُغَيْلِمَةً فَجِئْنَا لَهُ كَالْمُسَلِّمِينَ عَلَيْهِ وَالْمُوَدِّعِينَ لَهُ، وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ ذَلِكَ مِنْهُ مَوْلًى لَهُ. فَقِيلَ لَهُ: تَرَكْتَ وَلَدَكَ هَؤُلَاءِ لَيْسَ لَهُمْ مَالٌ، وَلَمْ تُوَلِّهِمْ إِلَى أَحَدٍ. فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأُعْطِيَهُمْ شَيْئًا لَيْسَ لَهُمْ، وَمَا كنت لآخذ منهم حقا لهم، أو لي فِيهِمُ الَّذِي يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، إِنَّمَا هَؤُلَاءِ أَحَدُ رَجُلَيْنِ، أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ تَرَكَ أَمْرَ اللَّهِ وَضَيَّعَهُ» [1] . آخِرُ أَخْبَارِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [أَوَّلُ أَخْبَارِ الزُّهْرِيِّ] ابْنُ شِهَابٍ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَفِي حُمْرَتِهَا انْكِفَاءٌ [2] قَلِيلٌ كَأَنَّهُ يَجْعَلُ فِيهِ كَتْمًا [3] . قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الزُّهْرِيُّ أعيمش وَعَلَيْهِ جُمَيْمَةٌ. قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ ابْنَ جُدْعَانَ جَلَسَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ ابْنُ جُدْعَانَ يُعْجِبُهُ الطِّيبُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا أَمَرْتَ بِثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ فَأُجْمِرَا. وَكَانَ الزُّهْرِيُّ قَدْ غَسَلَهُمَا فَوَجَدَ ابْنُ جُدْعَانَ رِيحَ الْغُسَالَةِ- وَرُبَّمَا قَالَ رِيحُ الْحَوْضِ- قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ إِذَا حَدَّثَ عَنِ الرَّجُلِ قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَكَانَ وَاعِيًا، وَحَدَّثَنِي فُلَانٌ وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ- ولا يقول كان عالما-[4] .
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ مَرَّ بِنَا ابْنُ شِهَابٍ عَلَى بِرْذَوْنٍ. قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَحَادِيثَ فَحَدَّثَنِي بِهَا. قَالَ: فَقَالَ لِي: قَدْ حَدَّثْتُكَ إِنْ حَفِظْتَ. قَالَ: قُلْتُ: أُعِيدُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: هَاتِ. قَالَ: فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ. قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ: طَلَبْتَ الْعِلْمَ حَتَّى إِذَا كُنْتَ وِعَاءً مِنْ أَوْعِيَتِهِ تَرَكْتَ الْمَدِينَةَ وَخَرَجْتَ عَنْهَا. قَالَ: إِنَّمَا كنت أنزل المدينة والناس إذ ذاك نَاسٌ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ هَؤُلَاءِ السِّتَّةُ مِمَّنِ اعْتَمَدَ عَلَيْهِمُ النَّاسُ فِي الْحَدِيثِ: الزُّهْرِيُّ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ لِأَهْلِ مكة وأبو إسحاق والأعمش لأهل الكوفة ويحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ وَقَتَادَةُ لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ. وقَالَ عَلِيٌّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ قَالَ أَيُّوبُ: ما أجد بعد الزهري ابن شهاب أعلم بحديث المدينة والحجازيين من يحي بن أبي كثير. قال: يحي مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ سَكَنَ الْيَمَامَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْهُذَلِيِّ قَالَ: جَالَسْتُ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ فَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا الرَّجُلِ بِقَوْلِ الزُّهْرِيِّ. قَالَ الْهُذَلِيُّ: لَا يَزَالُ بِالْمَدِينَةِ عِلْمٌ [1] مَا بَقِيَ هَذَا الرَّجُلُ- يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ وَهُوَ صَاحِبُ السِّيرَةِ-. «حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كان يرون الزهري مات يَوْمَ مَاتَ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنْهُ» [2] . «حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ بِحَدِيثٍ فِيهِ طُولٌ، وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ، فَقُلْتُ له: أعد
عَلَيَّ. فَقَالَ: لَا قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ أَنْتَ أَمَا كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ يُعَادَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: لَا. فَقُلْتُ لَهُ: كُنْتَ تَكْتُبَ؟ قَالَ: لَا» [1] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: لَقَدْ أَخَذْتُ بِلِجَامِ ابْنِ شِهَابٍ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ. فَقَالَ الَّذِي أَعْجَبَنِي مِنْهُ: قَدْ حدثتكه. قُلْتُ: أَجَلْ. قَالَ مَالِكٌ: وَأَعْجَبَنِي مِنْهُ مَا قَالَ [2] . قُلْتُ لَهُ: فَأَعِدْهُ عَلَيَّ. قَالَ: لَا. فَقُلْتُ- وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْصِمَهُ-: أَمَا كُنْتَ تَكْتُبُ؟ قَالَ: لَا. فَقُلْتُ: وَلَا تَسْأَلُ أَنْ يُعَادَ عَلَيْكَ الْحَدِيثُ [3] ؟ فَقَالَ: لَا فَأَرْسَلْتُ [4] الْحَدِيدَةَ» [5] . «حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو صَالِحٍ قَالا: أَنَا اللَّيْثُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ: مَنْ أَفْقَهُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَمَّا أَعْلَمُهُمْ بِقَضَايَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَضَايَا أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأَفْقَهُهُمْ فِقْهًا وَأَعْلَمُهُمْ بِمَا مَضَى مِنْ أَمْرِ النَّاسِ فَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَمَّا أَغْزَرُهُمْ حَدِيثًا فَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَلَا تَشَأْ أَنْ تُفَجِّرَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بَحْرًا إِلَّا فَجَّرْتَهُ، قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ لِي عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: وأعلمهم عندي
جَمِيعًا ابْنُ شِهَابٍ فَإِنَّهُ جَمَعَ عِلْمَهُمْ جَمِيعًا إِلَى عِلْمِهِ» [1] . «حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَا صَبَرَ أَحَدٌ عَلَى الْعِلْمِ صَبْرِي، وَلَا نَشَرَهُ أَحَدٌ نَشْرِي» [2] . قَالَ أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: وسمعت الليث بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ عَالِمًا قَطُّ أَجْمَعَ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ، وَلَا أَكْثَرَ عِلْمًا مِنْهُ، وَلَوْ سَمِعْتَ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ يُحَدِّثُ فِي التَّرْغِيبِ [فَتَقُولَ لَا يُحْسِنُ إِلَّا هَذَا، وان حدث عن العرب] [3] والأنساب قُلْتَ: لَا يُحْسِنُ إِلَّا هَذَا فَإِنْ حَدَّثَ عن الأنبياء وأهل الكتاب قُلْتَ لَا يُحْسِنُ إِلَّا هَذَا. قَالَ: وَإِنْ حدث عن القرآن وَالسُّنَّةِ كَانَ حَدِيثُهُ، ثُمَّ يَتْلُوهُ بِدُعَاءٍ جَامِعٍ [4] يَقُولُ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ في الدنيا والآخرة.
قَالَ اللَّيْثُ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ مِنْ أَسْخَى مَنْ رَأَيْتُ، كَانَ يُعْطِي كُلَّ مَنْ جَاءَ وَسَأَلَهُ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مَعَهُ شَيْءٌ فَيَسْتَلِفُ مِنْ عَبِيدِهِ، فَيَقُولُ لِأَحَدِهِمْ: يَا فُلَانُ أسلفني كما تعرف، وأضعف لك كما تَعْلَمُ، فَيُسْلِفُونَهُ وَلَا يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا. قَالَ: وَرُبَّمَا جَاءَهُ سَائِلٌ فَلَا يَجِدُ مَا يُعْطِيهِ فَيَتَغَيَّرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَجْهُهُ وَيَقُولُ لِلسَّائِلِ أَبْشِرْ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِخَيْرٍ. قَالَ: فَقَضَى اللَّهُ لِابْنِ شِهَابٍ عَلَى قَدْرِ صَبْرِهِ وَاحْتِمَالِهِ رَجُلًا يَهْدِي لَهُ مَا يَسَعُهُمْ وَإِمَّا رَجُلًا يَبِيعُهُ فَيُنْظِرُهُ. قَالَ: وَكَانَ يُطْعِمُ النَّاسَ بِالثَّرِيدِ فِي الْخَصْبِ وَغَيْرِهِ، وَيُسْقِيهِمُ الْعَسَلَ، وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَسْهَرُ عَلَى الْعَسَلِ كَمَا يَسْهَرُ أَصْحَابُ الشَّرَابِ عَلَى شَرَابِهِمْ وَيَقُولُ: اسْقُونَا وَحَدِّثُونَا، فَإِذَا رَأَى بَعْضَ أَصْحَابِهِ قَدْ نَعَسَ قَالَ لَهُ: مَا أَنْتَ مِنْ سُمَّارِ قُرَيْشٍ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ سامِراً تَهْجُرُونَ 23: 67 [1] . قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ قُبَّةٌ مُعَصْفَرَةٌ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ وَتَحْتَهُ مَجْلِسٌ مُعَصْفَرٌ [2] . قَالَ: سَمِعْتُهُ يَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ بِلِسَانِهِ وَيَقُولُ: يَذْهَبُ الْعِلْمُ وَكَثِيرٌ مِمَّنْ كَانَ يَعْمَلُ بِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: وَوَضَعْتَ مِنْ عِلْمِكَ عِنْدَ مَنْ تَرْجُو أَنْ يَكُونَ خَلَفًا فِي النَّاسِ بَعْدَكَ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا نَشَرَ أَحَدٌ الْعِلْمَ نَشْرِي، وَلَا صَبَرَ عَلَيْهِ صَبْرِي، وَلَقَدْ كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ فما يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ الا أن يبتدى [3] الْحَدِيثَ أَوْ يَأْتِيَ رَجُلٌ فَيَسْأَلُهُ عَنْ أَمْرٍ قد
نَزَلَ بِهِ، قَدْ طَالَتْ مُجَالَسَتُنَا إِيَّاهُ حَتَّى مَا كُنَّا نَسْمَعُ مِنْهُ إِلَّا الْجَوَابَ. قَالَ اللَّيْثُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قط فنسيته [1] . قال: وكره التفاح وسؤر النار، وَقَالَ إِنَّهُ يُنْسِي، وَكَانَ يَشْرَبُ الْعَسَلَ وَيَقُولُ إِنَّهُ يُذَكِّرُ» [2] . حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: جِئْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَوْمًا بِشَيْءٍ من الرأي، فقبض وجهه [و] قال: الرَّأْيُ! - كَالْكَارِهِ لَهُ- ثُمَّ جِئْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمًا آخَرَ بِأَحَادِيثَ مِنَ السُّنَنِ فَتَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَقَالَ: إِذَا جِئْتَنِي فَأْتِنِي بِمِثْلِ هَذَا. «حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَنَسِيتُهُ. قال: وكان يكره التفاح وسؤر النار وَيَقُولُ إِنَّهُ يُنْسِي. قَالَ: وَقَدْ كَانَ يَشْرَبُ الْعَسَلَ وَيَقُولُ إِنَّهُ يُذَكِّرُ» [3] . «وَحَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: جِئْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَوْمًا بِشَيْءٍ مِنَ الرَّأْيِ فَقَبَضَ وَجْهَهُ وَقَالَ: الرَّأْيُ! - كَالْكَارِهِ لَهُ-، ثُمَّ جِئْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمًا آخَرَ بِأَحَادِيثَ مِنَ السُّنَنِ فَتَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَقَالَ: إِذَا جِئْتَنِي فَأْتِنِي بِمِثْلِ هَذَا» [4] . «حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ كَانَ يَكُونُ مَعَهُ فِي السَّفَرِ قَالَ: فَكَانَ يُعْطِي مَنْ جَاءَهُ وَسَأَلَهُ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مَعَهُ شَيْءٌ [تَسَلَّفَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَا يَزَالُونَ يُسَلِّفُونَهُ حَتَّى لَا يَبْقَى مَعَهُمْ شَيْءٌ] ، فَيَحْلِفُونَ أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مَعَهُمْ شَيْءٌ فيستسلف من عبيده،
فيقول: أي فلان اسلفني فأضعف لك كما تَعْلَمُ، فَيُسْلِفُونَهُ وَلَا يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، فَرُبَّمَا جَاءَهُ السَّائِلُ فَلَا يَجِدُ لَهُ شَيْئًا يُعْطِيهِ فَيَتَغَيَّرُ وَجْهُهُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَقُولُ لِلسَّائِلِ: أَبْشِرْ فَسَيَأْتِي اللَّهُ بِخَيْرٍ، فَيَقْضِي [1] اللَّهُ لِابْنِ شِهَابٍ أَحَدَ رَجُلَيْنِ، إِمَّا رَجُلٌ يُهْدِي لَهُ مَا يَسَعُهُمْ، وَإِمَّا رَجُلٌ يَبِيعُهُ وَيُنْظِرُهُ. قَالَ: وَكَانَ يُطْعِمُهُمُ الثَّرِيدَ وَيَسْقِيهِمُ الْعَسَلَ مَعَ ذَلِكَ قَالَ: وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يَسْهَرُ عَلَى الْعَسَلِ كَمَا يَسْهَرُ أَهْلُ الْخَمْرِ. قَالَ: فَكَانَ يُحَدِّثُنَا ثُمَّ يَقُولُ اسْقُونَا حَدِّثُونَا. قَالَ عُقَيْلٌ: وَكَانَ إِذَا رَآنِي قَدْ نَعِسْتُ قَالَ: مَا أَنْتَ مِنْ سُمَّارِ قُرَيْشٍ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ سامِراً تَهْجُرُونَ 23: 67 [2] ، وكانت له قبة معصفرة، وعليه ملحفة معصفرة، وَتَحْتَهُ مَجْلِسٌ مُعَصْفَرٌ» [3] . حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ الليث: قال ابن شهاب: ذانك العجلين أَفْسَدَا أَهْلَ تِلْكَ النَّجْدَةِ- يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ- كَأَنَّهُ يَقُولُ مَنْ قَبِلَ الرَّأْيَ. «حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ عن عبد الأعلى ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: أَصَابَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَاجَةٌ زَمَانَ فِتْنَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فَعَمَّتْ أَهْلَ الْبَلَدِ، فَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ قَدْ أَصَابَنَا مِنْ ذَلِكَ- أَهْلَ الْبَيْتِ- مَا لَمْ يُصِبْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لِخِبْرَتِي بِأَهْلِي، فَتَذَكَّرْتُ هَلْ مِنْ أَحَدٍ أَمُتُّ إِلَيْهِ بِرَحِمٍ أَوْ مَوَدَّةٍ أَرْجُو أَنْ خَرَجْتُ إِلَيْهِ أَنْ أُصِيبَ مِنْهُ شَيْئًا، فَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا أَخْرُجُ إِلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّمَا الرِّزْقُ بِيَدِ اللَّهِ، ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ دِمَشْقَ، فَوَضَعْتُ رَحْلِي، ثُمَّ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَاعْتَمَدْتُ إِلَى أَعْظَمِ مجلس رأيته في المسجد وأكثره
أهلا، فجلست اليهم فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، كَأَحْشَمِ [1] الرِّجَالِ وَأَجْمَلِهِ وأحسنه هَيْئَةً، فَأَقْبَلَ إِلَى الْمَجْلِسِ الَّذِي أَنَا فِيهِ فَتَحَثْحَثُوا [2] لَهُ حَتَّى أَوْسَعُوا لَهُ، فَجَلَسَ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ جَاءَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ كِتَابٌ مَا جَاءَهُ مِثْلُهُ مُنْذُ اسْتَخْلَفَهُ اللَّهُ. قَالُوا: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ عَامِلُهُ بِالْمَدِينَةِ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يَذْكُرُ أَنَّ ابْنًا لِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِنْ أُمٍّ وُلِدَ مَاتَ، فَأَرَادَتْ أُمُّهُ أَنْ تَأْخُذَ مِيرَاثَهَا مِنْهُ فَمَنَعَهَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَزَعَمَ أَنْ لَا مِيرَاثَ لَهَا، فَتَوَهَّمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ [فِي ذَلِكَ] [3] حَدِيثًا سَمِعَهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ يُذْكَرُ [4] عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ، لَا يَحْفَظُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ذَلِكَ الْحَدِيثَ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فقلت [5] : أنا احدثكه. فقام إِلَيَّ قَبِيصَةُ [6] حَتَّى أَخَذَ بِيَدِي، ثُمَّ خَرَجَ بِي مَعَهُ حَتَّى دَخَلَ بِي الدَّارَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ جَاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ عَبْدُ الْمَلِكِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ مُجِيبًا: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ. فَقَالَ: أَدْخُلُ؟ قَالَ ادْخُلْ. فَدَخَلَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِي. فَقَالَ: [هَذَا] [7] يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُحَدِّثُكَ الْحَدِيثَ الَّذِي سَمِعْتَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ. قَالَ: إِيهٍ. قَالَ: قُلْتُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بن المسيب يذكر: أن
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَمَرَ بِأُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ أَنْ يقوّمن فِي أَمْوَالِ أَبْنَائِهِنَّ بِقِيمَةِ عَدْلٍ ثُمَّ يُعْتَقْنَ، فَمَكَثَ [1] بِذَلِكَ صَدْرًا مِنْ خِلَافَتِهِ، ثُمَّ تُوُفِّيَ رجل من قريش كان له ابن لأم وَلَدٌ، قَدْ كَانَ [عُمَرُ] [2] يُعْجَبُ بِذَلِكَ الْغُلَامِ، فَمَرَّ ذَلِكَ الْغُلَامُ عَلَى عُمَرَ فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهِ بِلَيَالٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا فَعَلْتَ يَا ابْنَ أَخِي فِي أُمِّكَ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ خَيْرًا، خيّرني إخوتي أن يسترقوا أُمِّي أَوْ يُخْرِجُونِي مِنْ مِيرَاثِي مِنْ أَبِي، وَكَانَ مِيرَاثِي مِنْ أَبِي أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ أن تسترق أمي. قال عمر: أو لست إِنَّمَا أَمَرْتُ فِي ذَلِكَ بِقِيمَةِ عَدْلٍ؟ مَا أَرَى رَأْيًا أَوْ آمُرُ بِشْيءٍ إِلَّا قُلْتُمْ بِهِ، ثُمَّ قَامَ فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى إِذَا رَضِيَ جَمَاعَتَهُمْ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ بِأَمْرٍ قَدْ عَلِمْتُمُوهُ، ثُمَّ قَدْ حَدَثَ لِي رَأْيٌ غَيْرُ ذَلِكَ، فَأَيُّمَا امْرِئٍ كَانَتْ عِنْدَهُ أُمُّ وَلَدٍ فَمَلَكَهَا بِيَمِينِهِ مَا عَاشَ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ لَا سَبِيلَ [لَهُ] [3] عَلَيْهَا. ثُمَّ قَالَ [4] : مَنْ أَنْتَ؟ قلت: أبا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كَانَ لَكَ لَأَبٌ نَعَّارٌ فِي الْفِتْنَةِ مُؤْذٍ لَنَا فِيهَا. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قُلْ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ. قَالَ: أَجَلْ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ 12: 92 [5] . قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ افْرِضْ لِي فَإِنِّي مُنْقَطِعٌ مِنَ الدِّيوَانِ. قَالَ: إِنَّ بَلَدَكَ لَبَلَدٌ مَا فَرَضْتُ لِأَحَدٍ فِيهَا مُنْذُ كَانَ الْأَمْرُ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى قَبِيصَةَ وَأَنَا وَهُوَ قَائِمَانِ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَكَأَنَّهُ أَوْمَأَ إِلَيْهِ أَنِ افْرِضْ لَهُ. قَالَ: قَدْ فَرَضَ لَكَ أَمِيرُ المؤمنين.
قُلْتُ: وَصِلَةٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَصَلَكَ اللَّهُ تَصِلُنَا بِهَا، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ خَرَجْتُ مِنْ أهلي وأن فِيهِمْ لِحَاجَةٍ مَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ، وَلَقَدْ عَمَّتِ [1] الْحَاجَةُ أَهْلَ الْبَلَدِ، قَالَ: وَقَدْ وَصَلَكَ أمير المؤمنين. قلت: وخادم يا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَخْدُمُنَا فَإِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ تَرَكْتُ أهلي وما لهم مِنْ خَادِمٍ إِلَّا أُخْتِي إِنَّهَا الَّتِي تَخْبِزُ لَهُمْ وَتَعْجِنُ وَتَطْبُخُ لَهُمْ. قَالَ: وَقَدْ أَخْدَمَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: ثُمَّ كَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ: أَنِ ابْعَثْ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَلْهُ عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي سَمِعَهُ يُحَدِّثُ فِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ هِشَامٌ مِثْلَ حَدِيثِي مَا زَادَ حَرْفًا وَلَا نَقَصَ حَرْفًا» [2] . «حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ مِصْرِيٌّ [3] حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ يُونُسَ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: قَدِمْتُ دِمَشْقَ زَمَانَ تجري [4] ابْنُ الْأَشْعَثِ. قَالَ: وَعَبْدُ الْمَلِكِ يومئذ مشغول بشأنه، فجلست في مجلس لَا أَعْرِفُهُمْ، وَذَكَرَ نَحْوًا مِنْ قِصَّةِ أُمِّ الْوَلَدِ. فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: مَا مَاتَ رَجُلٌ تَرَكَ مِثْلَكَ» . «حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عمران بن الوسام عن السري بن يحي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَدِمْتُ دِمَشْقَ وَأَنَا أريد الغزو، فأتيت
عَبْدَ الْمَلِكِ لِأُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ فِي قُبَّةٍ عَلَى فَرْشٍ تَفُوتُ الْقَائِمَ وَالنَّاسَ تَحْتَهُ سِمَاطَانِ فَسَلَّمْتُ وَجَلَسْتُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ شِهَابٍ أَتَعْلَمُ مَا كَانَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ صَبَاحَ قُتِلَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: هَلُمَّ. فَقُمْتُ مِنْ وَرَاءِ النَّاسِ حَتَّى أَتَيْتُ خَلْفَ الْقُبَّةِ، وَحَوْلَ وَجْهِهِ فَأَحْنَى عَلَيَّ فَقَالَ: مَا كان؟ قال فقلت: لم ترفع حجر فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِلَّا وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ. قَالَ: لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ يَعْلَمُ هَذَا غَيْرِي وَغَيْرُكَ وَلَا يَسْمَعَنَّ مِنْكَ. قَالَ: فَمَا تَحَدَّثْتُ بِهِ حَتَّى تُوُفِّيَ» [1] . حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عبد الله الأويسي ثنا إبراهيم بن سعد عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَضَى دَيْنَ ابْنِ شِهَابٍ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. وَسَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ يُعَاتِبُ ابْنَ شِهَابٍ فِي الدَّيْنِ وَيَقُولُ: قَدْ قَضَى عَنْكَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَمَانِينَ أَلْفًا، وَقَدْ عَرَفْتَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدين. فقال ابن شهاب لِأَبِي: إِنِّي أَعْتَمِدُ عَلَى مَالِ اللَّهِ لَوْ بقيت لي هذه المشربة ثم ملئت لي أَسْفَلِهَا ذَهَبًا أَوْ وَرَقًا- قَالَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا أَشُكُّ أَيْ ذَلِكَ قَالَ- مَا رَأَيْتُهُ عِوَضًا من مالي. قال إبراهيم: وهو إذ ذاك فِي مَشْرَبَةٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَضَى هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ ثُمَّ قَالَ: لعلك عائدا لِلدَّيْنِ يَا ابْنَ شِهَابٍ؟ قَالَ: لَا يَا أمير المؤمنين سمعت سعيد ابن الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنِ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ. قَالَ رَجَاءٌ: فَحَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّهُ عَادَ إِلَى الدَّيْنِ، وَلَكِنْ كَانَتْ لَهُ عقدة وفاء
لِدَيْنِهِ [1] . حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْكِرَامِ الْجَعْفَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ شِهَابٍ مِنْ أَسْخَى النَّاسِ، فَلَمَّا أَصَابَ تِلْكَ الْأَمْوَالَ قَالَ لَهُ مَوْلًى لَهُ- وَهُوَ يَعِظُهُ-: قَدْ رَأَيْتَ مَا مَرَّ عَلَيْكَ مِنَ الضِّيقِ وَالشِّدَّةِ فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ مَالَكَ. فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَيْحَكَ إِنِّي لَمْ أَرَ الْكَرِيمَ تَحْكُمُهُ التَّجَارِبُ [2] . «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ [3] أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّهُ كَانَ يَشُقُّ الزِّقَّ الَّذِي فِيهِ الْعَسَلُ فَيَلْعَقُ النَّاسُ. «قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ يَكُنِ ابْنُ الْمُسَيِّبِ وَلَا غَيْرُهُ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا» [4] . «حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ حدثنا سعيد بن عامر عن سلام ابن أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: لَوْ كُنْتُ كَاتِبًا عَنْ أَحَدٍ لَكَتَبْتُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ» [5] . حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَةَ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ثَمَانِ سِنِينَ. «حَدَّثَنَا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قال: قال يحي بْنُ سَعِيدٍ: مَا بَقِيَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ العلم ما بقي عند ابن شهاب» [6] .
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ أَبِي قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: أَنْ أَكْتُبَ لِبَنِيَّ بَعْضَ أَحَادِيثِكَ. فَقُلْتُ: لَوْ سَأَلْتَنِي عَنْ حَدِيثَيْنِ مَا تَابَعْتُ بَيْنَهُمَا، وَلَكِنْ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُهُ فَادْعُ كَاتِبًا فَإِذَا اجْتَمَعَ إِلَيَّ النَّاسُ يَسْأَلُونِي كَتَبْتُ لَهُمْ مَا تُرِيدُ. قَالَ: فَأَرْسَلَ كَاتِبًا وَمَكَثَ سَنَةً، مَا يَأْتِي يَوْمٌ إِلَّا مَلَأْتُهُ. قَالَ: فَلَقِيَنِي بَعْضُ بَنِي هِشَامٍ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَرَانَا إِلَّا قَدْ أَنْقَصْنَاكَ [1] . قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا كُنْتُ فِي عِزَازِ [2] الْأَرْضِ إِنَّمَا هَبَطْتُ بُطُونَ الْأَوْدِيَةِ الْيَوْمَ» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ [4] ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابن أبي سلمة. قال: قضى هشام ابن عَبْدِ الْمَلِكِ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ، ثم قال له: ويحك يا ابْنَ شِهَابٍ أَتَرَاكَ عَائِدًا فِي الدَّيْنِ؟ قَالَ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ «لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنِ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ» . قَالَ رَجَاءٌ [5] : حَدَّثَنِي يُونُسُ: أَنَّ الزُّهْرِيَّ عَادَ. قَالَ: فَكَانَ فِي ضِيَاعِهِ مَا قَضَى دَيْنَهُ قَالَ ضَمْرَةُ: كَانَ يَشْتَرِي تَمْرَ الصَّدَقَةِ، ثُمَّ يَدْعُوا إِلَيْهِ الْأَعْرَابَ فَيَقْسِمُهُ بَيْنَهُمْ. قَالَ ضمرة: أصحب هشام عقلا ابن شهاب
أَرْبَعَ سِنِينَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن عِكْرِمَةَ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي الْأَعْرَجَ وَيَأْتِيهِ ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: فَنَكْتُبُ وَلَا يَكْتُبُ ابْنُ شِهَابٍ. قَالَ: فَرُبَّمَا كَانَ الْحَدِيثُ فِيهِ طُولٌ. قَالَ: فَيَأْخُذُ ابْنُ شِهَابٍ وَرَقَةً مِنْ وَرَقِ الْأَعْرَجِ- وَكَانَ الْأَعْرَجُ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ، فَيَكْتُبُ ابْنُ شِهَابٍ ذلك الحديث في تلك القطعة، ثم يقرأه ثُمَّ يَمْحُو [1] مَكَانَهُ، وَرُبَّمَا قَامَ بِهَا مَعَهُ فيقرأها ثُمَّ يَمْحُوهَا» [2] . حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مَعْنٌ عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: جَمَعَ ابْنُ شِهَابٍ الْقُرْآنَ فِي ثَمَانِينَ يَوْمًا. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: كُنَّا لَا نَرَى الْكِتَابَ شَيْئًا فَأَكْرَهَتْنَا عَلَيْهِ الْأُمَرَاءُ فَأَحْبَبْنَا أَنْ نُوَاسِيَ بَيْنَ النَّاسِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: أَنَّ أَوَّلَ مَنْ وَضَعَ لِلنَّاسِ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ ابْنُ شِهَابٍ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثابت عن محمد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: مَا أَكَلْتُ تُفَّاحًا وَلَا أَكَلْتُ الْخَلَّ مُنْذُ عَالَجْتُ الْحِفْظَ. «حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وهب حدثني يعقوب ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ رَجُلًا فَقِرًا قَلِيلَ اللِّحْيَةِ لَهُ شُعَيْرَاتٌ طِوَالٌ خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ [3] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ [4]
قَالَ: كُنَّا نَأْتِيهِ فِي بَيْتِهِ مِنْ بَنِي الدَّيْلِ وَكَانَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ نَاسٌ يَأْتُونَهُ بِأَكْحَالٍ فِي أَصْدَافٍ. قَالَ وَيُحَدِّثُونَهُ عَنْ تِلْكَ الْأَكْحَالِ. قَالَ: فَكَانَ يَشْتَهِي الْحَدِيثَ وَيَرْبُكُ مِنْهُ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ. «حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ: أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: مَا سَمِعْتُ فِيهِ بِشَيْءٍ وَمَا نَزَلَ بِنَا فَقُلْتُ: إِنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِبَعْضِ إِخْوَانِكَ. فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ فِيهِ بِشَيْءٍ وَمَا نَزَلَ بِنَا وَمَا أَنَا بِقَائِلٍ فِيهِ شَيْئًا» [1] . حَدَّثَنَا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: قَالَ لِي رَبِيعَةُ قُلْتُ لِابْنِ شِهَابٍ: اجْلِسْ لِلنَّاسِ فِي الْمَسْجِدِ- كَأَنَّهُ يَقُولُ: لِتُفْتِيَهُمْ-. «قَالَ: وَقَالَ رَبِيعَةُ لِابْنِ شِهَابٍ: إِذَا أَخْبَرْتَ النَّاسَ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُ مِنْ رَأْيِكَ» [2] . «حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا هَذَا الْعِلْمُ خَزَائِنُ وَتَفْتَحُهَا الْمَسْأَلَةُ» [3] . «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو [4] قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَنِسَ [5] لِلْحَدِيثِ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ، وَمَا رَأَيْتُ الدِّينَارَ وَالدِّرْهَمَ
أَهْوَنَ مِنْهُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ» [1] . «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن يحي عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ لِلزُّهْرِيِّ فِي آخِرِ زَمَانِهِ: لَوْ أَنَّكَ سَكَنْتَ الْمَدِينَةَ وَجَلَسْتَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَفْتَيْتَ النَّاسَ. فَقَالَ: إِنِّي لَوْ فَعَلْتُ ذلك لَوَطِئَ النَّاسُ عَقِبِي، وَلَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبَ فِي الْآخِرَةِ» . «قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ: مَاتَ الزُّهْرِيُّ يَوْمَ مَاتَ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنْهُ» [2] . قَالَ: وَسُئِلَ الزُّهْرِيُّ عَنِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَ: هُوَ مَنْ لَمْ يَمْنَعِ الْحَلَالَ شُكْرَهُ، وَلَمْ يَغْلِبِ الْحَرَامُ صَبْرَهُ. قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ: قَالُوا لِلزُّهْرِيِّ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: أَعِدْهُ عَلَيْنَا. قَالَ: إِعَادَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ نَقْلِ الصَّخْرِ. «حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يُحَدِّثُ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَقُولُ: مَا اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَنَسِيتُهُ» [3] . قَالَ: وَكَانَ يَكْرَهُ أَكْلَ التُّفَّاحِ وَسُؤْرَ الْفَأْرِ وَيَقُولُ: إِنَّهُ يُنْسِي. قَالَ: وَكَانَ يَشْرَبُ الْعَسَلَ وَيَقُولُ إِنَّهُ يُذَكِّرُ. وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ عَنِ الْجُمَحِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَقْرَبَ شَيْئًا من ابن شهاب من يحي بْنِ سَعِيدٍ وَلَوْلَا ابْنُ شِهَابٍ لَذَهَبَ كَثِيرٌ مِنَ السُّنَنِ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حماد عن رجل عن الزهري قال:
كَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: هَاتُوا مِنْ أَشْعَارِكُمْ هَاتُوا مِنْ حَدِيثِكُمْ فَإِنَّ الْأُذُنَ مَجَّتْ وَالْقَلْبَ حَمَضَ. «حدثني حيوة بن شريح حدثنا بقية عن شُعَيْبِ [1] بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: قِيلَ لِمَكْحُولٍ: مَنْ أَعْلَمُ مَنْ لَقِيتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ. قِيلَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ابْنُ شِهَابٍ. قِيلَ: ثُمَّ مَنْ؟ فَقَالَ: ابْنُ شِهَابٍ» [2] . «حَدَّثَنَا [3] حَيْوَةُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: مَكَثْتُ خَمْسًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَخْتَلِفُ مِنَ الْحِجَازِ إِلَى الشَّامِ وَمِنَ الشَّامِ إِلَى الْحِجَازِ فَمَا كُنْتُ أَسْمَعُ حَدِيثًا أَسْتَطْرِفُهُ» [4] . قَالَ: وَسِمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ أَبِي مَنِيعٍ الرُّصَافِيّ يَقُولُ: أَقَامَ الزُّهْرِيُّ بِالرُّصَافَةِ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ خِلَافَةَ هِشَامٍ كُلَّهَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ حَجَّ فَاسْتَمْكَنُوا مِنْهُ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ لَمْ تَرْوِ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الْمَوَالِي. قَالَ: بَلَى قَدْ رويت عنهم، ثم ذَكَرَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ وأبا عبيدة مولى
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَنُدْبَةَ مَوْلَاةً لِمَيْمُونَةَ وَعَطَاءَ مَوْلَى سِبَاعٍ. ثُمَّ قَالَ: لَمْ أَرْوِ عَنْهُمْ وَأَنَا أَجِدُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ أَتَّكِئُ عَلَى أَيِّهِمْ شِئْتُ فَمَا حَاجَتِي إِلَى غَيْرِهِمْ. حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُنْذِرٍ عَنْ وُهَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ. قَالَ: فَقَالَ صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ: يَا أَبَا بَكْرٍ وَلَا الْحَسَنَ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ مِنَ الزُّهْرِيِّ [1] . حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: اجْتَمَعْتُ أَنَا وَالزُّهْرِيُّ- وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ- فَقُلْنَا: نَكْتُبُ السُّنَنَ، فَكَتَبْتُ مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: نَكْتُبُ مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَإِنَّهُ سُنَّةٌ. قَالَ: قُلْتُ أَنَا: لَيْسَ بِسُنَّةٍ فَلَا نَكْتُبُهُ. قَالَ: فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: لَمْ أَرَ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ فِي الْوَجْهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ- يَعْنِي فِي الْحَدِيثِ- وَلَمْ أَرَ مِثْلَ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ فِي وَجْهِهِ- يَعْنِي فِي الْفُتْيَا-. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ الْهَاشِمِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ- يَعْنِي الزُّهْرِيَّ- يَقُولُ: لَوْلَا أَحَادِيثُ تَأْتِينَا مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ نُنْكِرُهَا لَا نَعْرِفُهَا مَا كَتَبْتُ حَرْفًا، وَلَا أَذِنْتُ فِي كِتَابَتِهِ. حَدَّثَنِي أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق قال: قال معمر: كنا
نرى انا قَدْ أُكْثِرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ، فَأُخْرِجَتْ دَفَاتِرُ الزُّهْرِيِّ قَدْ حُمِلَتْ عَلَى الدَّوَابِّ [1] . حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ [2] قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ لَهُ: نَشَأْتُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَطْلُبَ الْعِلْمَ جَعَلْتُ آتِي أَشْيَاخَ آلِ عُمَرَ رَجُلًا رَجُلًا فَأَقُولُ: مَا سَمِعْتُ مِنْ سَالِمٍ، فَكُلَّمَا أَتَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ قَالَ: عَلَيْكَ بِابْنِ شِهَابٍ فَإِنَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ يَلْزَمُهُ، وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ بِالشَّامِ حِينَئِذٍ، فَلَزِمْتُ نَافِعًا فَجَعَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ خَيْرًا كَثِيرًا. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لَآتِي بَابَ عُرْوَةَ فَأَرْجِعُ إِعْظَامًا لَهُ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَدْخُلَ عَلَيْهِ لَدَخَلْتُ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ [3] قَالَ: وَقَالَ- يَعْنِي أَبَاهُ قَالَ- قَالَ لِي أَبِي: مَا سَبَقَنَا ابْنُ شِهَابٍ مِنَ الْعِلْمِ [إِلَّا] [4] أَنَّا كُنَّا نَأْتِي [الْمَجْلِسَ] [5] فَيَسْتَقْبِلُ وَيَشُدُّ ثَوْبَهُ عِنْدَ صَدْرِهِ ويسأل عما يريد وكنا تمنعنا الحداثة [6] .
«حدثنا العباس بن عبد العظيم حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ مِثْلَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ فِي أَصْحَابِهِ يَنْقِلُ حَدِيثَ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ» [1] . وَقَالَ مَعْمَرٌ: أَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرُّصَافَةِ، قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ. قَالَ: فَكَانَ يُلْقِي عَلَيَّ. «حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قَالَ لَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَتَأْتُونَ الزُّهْرِيَّ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: فَأْتُوهُ فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنْهُ. قال معمر: والحسن ونظراءه يَوْمَئِذٍ أَحْيَاءٌ» [2] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا هَا هُنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: كُنْتُ أَطُوفُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ وَمَعَ ابْنِ شِهَابٍ الْأَلْوَاحُ وَالصُّحُفُ. قَالَ فَكُنَّا نَضْحَكُ بِهِ. حَدَّثَنَا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: ما ادهن ابْنُ شِهَابٍ لِمَلِكٍ قَطُّ دَخَلَ عَلَيْهِ، وَلَا أَدْرَكَ أَحَدٌ خِلَافَةَ هِشَامٍ مِنَ التَّابِعِينَ أَفْقَهُ مِنْهُ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَشِيرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ بِحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم «نضّر الله امرأ» فَوَضَعَ عَنِّي بِهِ مِائَةَ أَلْفٍ وَأَيْمُ اللَّهِ مَا هُوَ الْمَعْنِيَّ بِهِ. «حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ السُّلَامِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ما ابن شهاب الا بحر. قَالَ سَعِيدٌ: وَسَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: ابْنُ شِهَابٍ أعلم الناس بسنة
مَاضِيَةٍ» [1] . حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ: وَسَمِعْتُ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدٍ: أَنَّ مَكْحُولًا أَفْقَهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ مَكْحُولُ أَفْقَهَ أَهْلِ الشَّامِ. «حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدٍ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ سَأَلَ الزُّهْرِيّ أَنْ يُمْلِيَ عَلَى بَعْضِ ولده، فدعا بكاتب فأملى عَلَيْهِ أَرْبَعَ مِائَةِ حَدِيثٍ، ثُمَّ خَرَجَ الزُّهْرِيُّ مِنْ عِنْدِ هِشَامٍ قَالَ: أَيْنَ أَنْتُمْ يَا أَصْحَابَ الْحَدِيثِ: فَحَدَّثَهُمْ بِتِلْكَ الْأَرْبَعِ مِائَةِ حَدِيثٍ، ثُمَّ أَقَامَ هِشَامٌ شَهْرًا أَوْ نَحْوَهُ، ثُمَّ قَالَ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ ذَلِكَ الْكِتَابَ الَّذِي أَمْلَيْتَ عَلَيْنَا قَدْ ضَاعَ. قَالَ: فَلَا عَلَيْكَ ادْعُ بِكَاتِبٍ. فَدَعَا بِكَاتِبٍ فَحَدَّثَهُ بِالْأَرْبَعِ مِائَةِ حَدِيثٍ، ثُمَّ قَابَلَ هِشَامٌ بِالْكِتَابِ الْأَوَّلِ فَإِذَا هُوَ لَا يُغَادِرُ حَرْفًا وَاحِدًا» [2] . حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن إبراهيم حدثنا أبو حفص [3] عن سعيد بْنِ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِالسُّنَّةِ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَرَجُلٍ آخَرَ- يَعْنِي نَفْسَهُ-. «حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حدثنا الوليد حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ هَزَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: لَا يُوثَقُ لِلنَّاسِ عَمَلُ عَامِلٍ لَا يَعْلَمُ، وَلَا يَرْضَى بِقَوْلِ عَالِمٍ لَا يَعْمَلُ» [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: كُنَّا نَكْرَهُ الْكِتَابَ حَتَّى أَكْرَهَنَا عَلَيْهِ الْأُمَرَاءُ، فَرَأَيْتُ أَنْ لَا أَمْنَعَهُ مُسْلِمًا [1] . وَأَخْبَرَنِي [2] صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: كُنْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ أنا والزهري فقال لي: تعالى حتى نكتب السنن. فكتبنا كلما جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قال: تعال حتى نَكْتُبْ كُلَّ مَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ. قَالَ: فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ. قَالَ: فَأَنْجَحَ وَضَيَّعْتُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، وَقِيلَ لَهُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ أَنَّكَ لَمْ تُحَدِّثْ عَنِ الْمَوَالِي؟ قَالَ وَمَا أَصْنَعُ بِالْمَوَالِي وَأَنَا أَجِدُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَتَّكِئُ عَلَى أَيِّهِمْ شِئْتُ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَرَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ وَعَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى ابْنِ سِبَاعٍ وَعَنِ الْأَعْرَجِ وَعَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ وَعَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ وَنَبْهَانَ وَنُدْبَةَ. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الصُّبْحِ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ السَّمْطِ قَالَ: سَمِعْتُ قُرَّةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَيْوَئِيلَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِلزُّهْرِيِّ كِتَابٌ إِلَّا كِتَابٌ فِيهِ نَسَبُ قَوْمِهِ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ السَّمْطِ وَكَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يَقُولُ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالزُّهْرِيِّ مِنَ ابْنِ حَيْوَئِيلَ. «حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بسنة ماضية من ابن شهاب
الزُّهْرِيِّ [1] . قَالَ مَرْوَانُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ، فَقَالَ سَعِيدٌ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ وَرَجُلٍ آخَرَ. قَالَ سَعِيدٌ: كُنَّا نَرَى أَنَّهُ يَعْنِي نَفْسَهُ» [2] . «حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ حَدَّثَنَا زيد بن يحي حدثنا علي بن حوشب الفزاري قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا وَذَكَرَ الزُّهْرِيَّ فقال: كل كليلة- وكانت به نكتة- فقال يزيد: قُلْ قَلِيلَةً أَيُّ رَجُلٍ هُوَ لَوْلَا أَفْسَدَ نَفْسَهُ بِصُحْبَةِ الْمُلُوكِ» [3] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ مُؤَدِّبَ ابْنِ شِهَابٍ، فَرُبَّمَا ذَكَرَ صَالِحٌ الشَّيْءَ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ ابْنُ شِهَابٍ وَلَا يَقُولُ حَدَّثَنَا فلان وحدثنا فُلَانٌ يُخَالِفُ مَا قَالَ. قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ صَالِحٌ: تُكَلِّمُنِي وَأَنَا أَقَمْتُ أَوَدَ لِسَانِكَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مَطَرٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَعْلَمَ مَنْ بَقِيَ بِالْقُرْآنِ مُجَاهِدٌ- يَعْنِي التَّفْسِيرَ-. «حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: لَوْلَا أَنَّكَ الْآنَ فِي آخِرِ عُمْرِكَ أَقَمْتَ بِالْمَدِينَةِ، وَلَزِمْتَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَعَدْتَ إِلَى عَمُودٍ مِنْ عُمُدِهِ، وَعَلَّمْتَ النَّاسَ. فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: إِنِّي لَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبَ فِي الْآخِرَةِ إِنِّي ان فعلت ذلك وطئ الناس عقبي» [4] .
[أخبار أبي بكر بن [4] محمد بن عمرو بن حزم]
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُولُ: [قَالَ] [1] زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ لِلزُّهْرِيِّ: إِنَّ حَدِيثَكَ لَيُعْجِبُنِي وَلَكِنْ لَيْسَتْ مَعِي نفقة فأنبعك. قَالَ: اتْبَعْنِي أُحَدِّثْكَ وَأُنْفِقْ عَلَيْكَ [2] . حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي ابْنُ سَعْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: عِنْدِي ثَلَاثُونَ حَدِيثًا فِي الْخُلْعِ مَا حَدَّثْتُ بِهِ وَلَا سُئِلْتُ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ. قَالَ وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُثْمَانَ يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ قَالَ: لِلزُّهْرِيِّ: أَخْرِجْ إِلَيَّ كُتُبَكَ. فَقَالَ: يَا جارية هات ذَاكَ السِّفْطَ. قَالَ: فَجَاءَتْ بِسِفْطٍ فَإِذَا فِيهِ شَيْءٌ مِنْ نَسَبِ قَوْمِهِ وَشِعْرٌ. وَقَالَ: لَيْسَ عِنْدِي مَكْتُوبٌ أَوْ نَحْوُ هَذَا» [3] . [أَخْبَارُ أَبِي بكر بن [4] محمد بن عمرو بن حزم] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ [5] أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ بِالْمَدِينَةِ مِنْ عِلْمِ الْقَضَاءِ مَا كَانَ عند أبي بكر. ان أبا بكر ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ كَانَ يَتَعَلَّمُ الْقَضَاءَ مِنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ. قَالَ مَالِكٌ وَكَانَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ قَدْ عَلِمَ أَشْيَاءَ مِنَ الْقَضَاءِ مِنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرِ [بْنُ مُحَمَّدِ] [6] بْنِ عمرو بن حزم قاضيا لعمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذْ كَانَ عُمَرُ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ في خلافة سليمان بن عبد الملك
وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اسْتَقْضَى ابْنَ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيَّ [1] ، وَكَانَ إِذَا اخْتَصَمَ إِلَيْهِ الرَّجُلَانِ فَقَضَى عَلَى أَحَدِهِمَا بِالْيَمِينِ فَأَبَى أَنْ يَحْلِفَ غَرِمَ ذَلِكَ الْحَقَّ عَنْهُ فَعَزَلَهُ عُمَرُ عَنِ الْقَضَاءِ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: قَالُوا لِعُمَرَ: اسْتَعْمَلْتَ أَبَا بَكْرِ بْنَ حزم عدل بصلاته كامل [2] ، إذا لَمْ يَقْتَدِ بِهِ الْمُصَلُّونَ فَمَنْ يُقْتَدَى؟ قَالَ: وَكَانَتْ سَجْدَتُهُ قَدْ أَخَذَتْ جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ. حَدَّثَنِي محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثنا مالك: أن محمد ابن هشام استقضى محمد بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَكَانَ أَيِّمًا قَاضِيًا زَكِيًّا. حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا شِهَابٌ عَنْ مَالِكٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ غَزِيَّةَ [3] قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ: مَنْ بِالْمَدِينَةِ؟ فَأَجَابَهُ: حَبِيبٌ [4] . فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ ما ثم مِثْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يَمْنَعُهُ أَنْ يَرْتَفِعَ ذِكْرُهُ مَكَانَ أَبِيهِ حَيٍّ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عمرو بن حزم وكان عمر قد
[أخبار نافع مولى ابن عمر]
أَمَّرَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ أَنْ كَانَ قَاضِيًا. قال ما لك: وَقَدْ وَلِيَ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ الْمَدِينَةَ مَرَّتَيْنِ أَمِيرًا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ الْعِلْمَ مِنْ عِنْدِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: السُّنَنُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَتَبَهَا لَهُ. قَالَ مَالِكٌ: فسألت [1] ابنه عبد الله بن أبي بكر عَنْ تِلْكَ الْكُتُبِ فَقَالَ: ضَاعَتْ [2] . وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ عُزِلَ عَزْلًا قَبِيحًا. حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عُمَارَةَ بْنَ غَزِيَّةَ حَدَّثَهُ: أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ حَدِيثَ عَائِشَةَ فَعَلَيْكَ بِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرحمن، فإنها من أعلم الناس بحديث عائشة كَانَتْ فِي حِجْرِهَا [3] . حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالا: أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ على المدينة أنصاري أميرا غير أبي بكر ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ [4] وَكَانَ قَاضِيًا [5] . [أَخْبَارُ نَافِعٍ مولى ابن عمر] حدثنا أصبغ بْنُ فَرَجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ: نَافِعٌ مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ زُهْرِيِّكُمْ هَذَا- يَعْنِي ابْنَ شِهَابٍ- يَأْتِينِي وَأُحَدِّثُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ثُمَّ يَذْهَبُ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَيَقُولُ هَلْ سَمِعْتَ هَذَا مِنِ ابْنِ عُمَرَ فَيَقُولُ لَهُ نَعَمْ، فَيُحَدِّثُ عَنْ سَالِمٍ وَيَدَعُنِي وَالسِّيَاقُ من عندي [6] .
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ أَبَا بكر بن حفص بن سعد بن أبي وَقَّاصٍ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَأَلَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: مِنْ أَيْنَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُشْعِرُ الْبُدْنَ؟ قَالَ: مِنَ الشِّقِّ الْأَيْمَنِ. قَالَ: ثُمَّ سَأَلْتُ نَافِعًا فَقَالَ: مِنَ الشِّقِّ الْأَيْسَرِ. فَقُلْتُ لِنَافِعٍ: إِنَّ سَالِمًا أَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ يُشْعِرُ من الشق اليمن. فَقَالَ: وَهَلْ [1] سَالِمٌ إِنَّمَا رَأَى ابْنَ عُمَرَ يَوْمًا وَأُتِيَ بِبَدَنَتَيْنِ [2] مُعَرَّدَتَيْنِ طَعِينَتَيْنِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَقُومَ بَيْنَهُمَا، فَأَشْعَرَ هَذِهِ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْمَنَ وَهَذِهِ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْسَرَ. قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى سَالِمٍ، فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: صَدَقَ نَافِعٌ هُوَ كَمَا قَالَ. قَالَ: وَقَالَ: سَلُوهُ فَإِنَّهُ أَعْلَمُنَا بحديث ابن عمر. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَمَعَ ابْنِ عُمَرَ نَافِعٌ مَوْلَاهُ قال له: يعني هَذَا. قَالَ: فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا جَاءَهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ لِنَافِعٍ: لَا تَأْتِ مَعِي. قَالَ مَالِكٌ: يَخَافُ أَنْ يَفْتِنَهُ بِمَا يُعْطِيهِ بِهِ فَيَبِيعَهُ مِنْهُ. قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: فَكُنْتُ آتِي نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ حَدِيثُ السِّنِّ وَمَعِي غُلَامٌ لِي فَيَنْزِلُ إِلَيَّ فَيَقْعُدُ مَعِي وَيُحَدِّثُنِي. قَالَ: وَكَانَ يَجْلِسُ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ فِي الْمَسْجِدِ لَا يَكَادُ يَأْتِيهِ أَحَدٌ. قَالَ: وَكَانَ يَلْبَسُ كِسَاءَهُ، وَكَانَ قَالَ: فَرُبَّمَا يَضَعُهُ عَلَى فَمِهِ لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا. قَالَ: وَكَانَ يَجْلِسُ حَتَّى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ قَبْلَ أَنْ يَرْكَعَ [3] . قَالَ: وَإِنَّمَا يحدث نافع بعد ما مَاتَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ فِي حَيَاةِ سَالِمٍ لَا يُفْتِي أَحَدًا شَيْئًا. قَالَ ابن وهب: وسمعت مالكا يقول: كان
[أخبار زياد بن سعد الخراساني]
سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَمُوسَى بْنُ مَيْسَرَةَ يَجْلِسُونَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ حَتَّى يَرْتَفِعَ النَّهَارُ، ثُمَّ يَتَفَرَّقُونَ فَمَا يكلم بعضهم بعضا، فقلنا له: اشتغالا يذكر الله؟ قال: كل ذلك. قال: وسمعت مالك يَقُولُ: كُنْتُ أَرَى نَافِعًا بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ يَلْتَفُّ بِكِسَاءٍ لَهُ أَسْوَدَ فَيَضَعُهُ عَلَى فِيهِ وَمَا يُكَلِّمُ أَحَدًا، وَكَانَ صَغِيرَ السِّنِّ. قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ: كُنَّا نَخْتَلِفُ إِلَيْهِ- يَعْنِي نَافِعًا- وَكَانَ سَيِّئَ الْخُلُقِ. فَقُلْتُ: مَا أَصْنَعُ بِهَذَا الْعَبْدِ؟ قَالَ: فَتَرَكْتُهُ وَلَزِمَهُ [غَيْرِي] فَانْتَفَعَ بِهِ [1] . [أَخْبَارُ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ الْخُرَاسَانِيِّ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ: هَذَا أَحْفَظُ مِنْ نَافِعٍ- يَعْنِي عُمَرَ بْنَ نَافِعٍ-. قَالَ: وَكَانَ خَرَجَ زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ الْخُرَاسَانِيُّ قَبْلِي إِلَى الْمَدِينَةِ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى نَافِعٍ أَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ [2] فِي الْجَرَّاحِ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّ: إِنِّي لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ فِيهَا بِشَيْءٍ. حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ لَمْ يَرْتَضِ بِرِضًا إِلَّا بِحَدِيثٍ قَصِيرٍ يُحْفَظُ أَوْ بِحَدِيثٍ يُمْلَى عَلَيْهِ. قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: شَهِدْتُ زَمْعَةَ يَعْرِضُ كُتُبَ زِيَادٍ عَلَى مَعْمَرٍ بِجُعْلٍ. قَالَ عَلِيّ سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: حَدَّثَ زياد بن سعد عن هلال بن أبي
[أخبار يحي بن سعيد الأنصاري]
مَيْمُونَةَ، فَقَالَ لَهُ أَيُّوبُ [1] : مَا كُنْتُ أَرَى انك جالست هذا، هذا يروي عنه يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ. قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ قد جالسته [2] . [أخبار يحي بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ] حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ. وَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنِ اللَّيْثِ عَنْ عبيد الله بن عمر قال: كان يحي بْنُ سَعِيدٍ يُحَدِّثُنَا فَيَسِيحُ عَلَيْنَا مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ- وَيُشِيرُ عُبَيْدُ اللَّهِ بِيَدِهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى-. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ قَطَعَ يحي حَدِيثَهُ إِجْلَالًا لِرَبِيعَةَ وَإِعْظَامًا لَهُ [3] . قَالَ عَبْدُ الله: فتلا يحي بْنُ سَعِيدٍ هَذِهِ الْآيَةَ يَوْمًا وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ 15: 21 [4] فَقَالَ جَمِيلُ بْنُ نُبَاتَةَ الْعِرَاقِيُّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَرَأَيْتَ السِّحْرَ مِنْ خَزَائِنِ اللَّهِ الَّتِي تنزل؟ فقال يحي: مَهْ مَا هَذَا مِنْ مَسَائِلِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَفْحَمَ الْقَوْمَ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ لَيْسَ مِنْ أَصْحَابِ الْخُصُومَةِ إِنَّمَا هُوَ إِمَامٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَكِنْ عَلَيَّ فَأَقْبِلْ، أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ: إِنَّ السِّحْرَ لَا يَضُرُّ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، فَتَقُولُ أَنْتَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكَأَنَّمَا كَانَ عَلَيْنَا جَبَلٌ فَوُضِعَ عَنَّا. وَزَادَ ابْنُ بُكَيْرٍ فِيهِ كَلَامًا أكثر من هذا لم
أُتْقِنْ حِفْظَهُ-. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قالا: حدثنا الليث بن سعد عن يحي بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ يَعِيبُونَ الْكُتُبَ حَتَّى [لَوْ] كَانَ حَدِيثًا، وَلَوْ كُنَّا نَكْتُبُ يَوْمَئِذٍ لَكَتَبْنَا مِنْ عِلْمِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَرَأْيِهِ شَيْئًا كَثِيرًا. قَالَ أَبُو صَالِحٍ: حَدَّثَنِي الليث قال: ان أول ما أتي يحي بْنُ سَعِيدٍ بِكُتُبِ عِلْمِهِ يَعْرِضُ عَلَيْهِ، اسْتَكْثَرَ [1] كَثْرَتَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ يَجْحَدُهُ، حَتَّى قِيلَ لَهُ: نَعْرِضُهُ عَلَيْكَ فَمَا عَرَفْتَ أَجَزْتَهُ وَمَا لَمْ تَعْرِفْ رَدَدْتَهُ. قَالَ: فعرفه كله. حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عمران حدثنا ابن وهب قال: قال مالك: سمعت يحي بن سعيد يقول: لئن أكون كتبت ما كنت اسمع أحبّ اليّ من أن يكون لي مثل مالي. حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ [2] سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: كَتَبَ رَبِيعَةُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ إِنَّ رِجَالًا [3] مِنْ أَهْلِ أَفْرِيقِيَّةَ أَمَرُونِي أَنْ أسألك وأسأل يحي بن سعيد وأبا الزناد. قال: إذا يحي بْنُ سَعِيدٍ خَارِجٌ مِنْ خَوْخَةَ عُمَرَ. فَقَالَ: هذا يحي بْنُ سَعِيدٍ فَدُونَكَ فَسَلْهُ عَمَّ شِئْتَ [4] ، وَأَمَّا أَبُو الزِّنَادِ فَهُوَ غَيْرُ رَضِيٍّ وَلَا فَقِيهٍ. قَالَ اللَّيْثُ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا عَرَّضَ بِهِ لِكَيْ [5] لَا آتِيهِ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: فَلَمْ يُكْثِرْ مِنْهُ. «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَيُّوبُ
[عبيد الله بن عمر بن حفص]
مَرَّةً مِنَ الْمَدِينَةِ فَقُلْنَا: يَا أَبَا بَكْرٍ من تركت بها أفقه؟ قال: ما تركت بها أفقه من يحي بْنِ سَعِيدٍ» [1] . «وَسَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ: إِنَّ عَبْدَ الوهاب بن عبد المجيد كتب عن يحي بْنِ سَعِيدٍ، فَذَهَبَتْ كُتُبُهُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ قَاصِدًا فَكَتَبَ عَنْهُ. قَالَ: عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لَيْسَ في الدنيا كتاب عن يحي أَصَحَّ مِنْ كِتَابِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، وَكُلُّ كِتَابٍ عن يحي هُوَ عَلَيْهِ كَلٌّ- يَعْنِي كِتَابَ عَبْدِ الْوَهَّابِ-» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ حَدَّثَنِي الْعَدْلُ الرَّضِيُّ الأمين على ما نعت عليه يحي بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي- وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَبِي- قَالَ: يُقْطَعُ الَّذِي يَسْرِقُ فِي أَمَانَةٍ. [عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرَ بْنِ حَفْصٍ] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ [3] قَالَ: أَرْسَلَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ- مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ وَكَانَ أَبُو الْعَبَّاسِ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ- فَأَرْسَلَ إِلَى عُبَيْدِ [4] اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِهِ فَأَبَى عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَكْرَهَهُ. فَقَالَ: إِذْ أَكْرَهْتَنِي عَلَى عَمَلِكَ فَخَيِّرْنِي. قَالَ: فَاخْتَرْ. قَالَ: فَاخْتَارَ الرَّاغِبَةَ. قَالَ: فَقِيلَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ اخْتَرْتَ شَرَّ أَعْمَالِهِ وَأَقَلَّهَا إِصَابَةً. قَالَ: هُوَ أَمِيرٌ وَأَكْرَهَنِي فَاخْتَرْتُ أَخَفَّهَا وأقلها تعبا.
[أخبار عبد الله بن يزيد بن هرمز]
قَالَ أَبُو ضَمْرَةَ: قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَخَرَجْتُ حَتَّى نَزَلْتُ قَدِيدًا، فَآمُرُ صَائِحًا فَقَالَ: مَنْ كَانَ للَّه عِنْدَهُ حَقٌّ فَلْيَأْتِنَا بِهِ. قَالَ: فَقَالَ شَيْخٌ كَبِيرٌ مِنْ خُزَاعَةَ: مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا رَسُولُ الْعَامِلِ يَقُولُ: مَنْ كَانَ للَّه عِنْدَهُ حَقٌّ فَلْيَأْتِنَا بِهِ. قَالَ: فَقَالَ الشَّيْخُ: مَا سَمِعْتُ هَذَا الْكَلَامَ بَعْدَ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ إِلَيْنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى الْيَوْمِ. [أَخْبَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلَانَ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلِ ابْنُ هُرْمُزَ يُخْبِرُهُ حَتَّى فَهِمَ. قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ ابْنُ عَجْلَانَ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ [1] . قَالَ مَالِكٌ: وَبَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ قَالَ لِابْنِ هُرْمُزَ وَهُوَ يُكَلِّمُهُ فَقَالَ له ابن شهاب: نشدتك باللَّه ما علمت أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يُصَلُّونَ فِيمَا مَضَى وَلَمْ يَكُونُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ؟ قَالَ: فَصَمَتَ ابْنُ هُرْمُزَ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَلِمَ صَمَتَ عَنْهُ؟ قَالَ: لَمْ يُحِبَّ أَنْ يَقُولَ لَهُ نَعَمْ وَهُوَ أَمْرٌ قَدْ تُرِكَ فَتَرَكَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ [2] . حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ وَيُونُسُ [3] قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ بَكْرُ بْنُ مُضَرَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ: مَا تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ يَوْمَ تَعَلَّمْتُهُ إِلَّا لِنَفْسِي [4] . حَدَّثَنَا يُونُسُ وَحَرْمَلَةُ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن دينار، أن عبد الله بن يزيد بْنِ هُرْمُزَ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي لَأُحِبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ لَا يَحُوطَ رَأْيَ نَفْسِهِ كَمَا يَحُوطُ السنة.
«حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وَهْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ ابْنُ هُرْمُزَ رَجُلًا كُنْتُ أُحِبّ أَنْ أَقْتَدِيَ بِهِ، وَكَانَ قَلِيلَ الْكَلَامِ قَلِيلَ الْفُتْيَا، شَدِيدَ التَّحَفُّظِ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يُفْتِي الرَّجُلَ، ثُمَّ يَبْعَثُ فِي أَثَرِهِ مَنْ يَرُدُّهُ إِلَيْهِ حَتَّى يُخْبِرَهُ بِغَيْرِ مَا أَفْتَاهُ [1] . قَالَ: وَكَانَ بَصِيرًا بِالْكَلَامِ، وَكَانَ يَرُدُّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ» [2] . قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: فحَدَّثَنَا مَالِكٌ: أَنَّهُ دَخَلَ يَوْمًا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ، فَوَجَدَهُ جَالِسًا عَلَى سَرِيرٍ لَهُ وَهُوَ مُخَلَّى لَيْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ، فَذَكَرَ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وما انتقض منه وما يَخَافُ مِنْ ضَيْعَتِهِ وَإِنَّ دُمُوعَهُ لَتَنْسَكِبُ. وَقَالَ: وَقُتِلَ أَبُوهُ يَوْمَ الْحَرَّةِ [3] وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ. حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابن دِينَارٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي لَأَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَحُوطَ رَأْيَ نَفْسِهِ كَمَا تُحَاطُ السُّنَّةُ [4] . حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ: أَنَّهُ كَانَ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ فَيَقُولُ: إِنَّ فِي هَذَا نَظَرًا وَتَفَكُّرًا. فَيُقَالُ: أَجَلْ فَأَفْعَلُ. فَيَقُولُ: إِنَّ لَهُ فِيهِ شُغْلًا وَتَفَكُّرًا- قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَشْغَلَ نَفْسِي فِي ذَلِكَ- قَالا جَمِيعًا: مَتَى أُصَلِّي؟ مَتَى أَذْكُرُ [5] ؟ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ: إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَقَايَا الْعَالِمِ بَعْدَهُ «لَا أَدْرِي» ليأخذ بذلك من بعده [6] .
«حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ: أَنَّهُ كَانَ يَأْتِيهِ الرَّجُلُ فَيَسْأَلُهُ عَنِ الشَّيْءِ، فَيُخْبِرُهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ فِي أَثَرِهِ مَنْ يَرُدُّهُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ لَهُ: إِنِّي قَدْ عَجِلْتُ فَلَا تَقْبَلْ شَيْئًا مِمَّا قُلْتُ لَكَ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ. قَالَ: وَكَانَ قَلِيلًا مَنْ يُفْتِي مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. قَالَ مَالِكٌ: وَلَيْسَ مَنْ يَخْشَى اللَّهُ كَمَنْ لَا يَخْشَاهُ» [1] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك عن ابْنِ هُرْمُزَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ الرَّجُلُ يَسْأَلُهُ أَيَرَى لَهُ أَنْ يَطْلُبَ الْعِلْمَ؟ فَيَقُولُ لَهُ: إِنْ كُنْتَ تَرَى نَفْسَكَ لِذَلِكَ أَهْلًا فَاطْلُبْهُ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ هُرْمُزَ إِذَا جَاءَهُ الرَّجُلُ فَسَأَلَهُ عَنِ الْأَمْرِ يَقُولُ: هَلْ سَأَلْتَ أَحَدًا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ مَنْ هُوَ؟ فَإِنْ سَمَّى لَهُ مَنْ لَا يَرْضَاهُ قَالَ قَالَ لَا أَعْرِفُهُ، وَلَا يَسْأَلُهُ أَنْ يُخْبِرَهُ مَا قَالَ، وَإِنْ أَخْبَرَهُ بِرَجُلٍ يَرْضَاهُ سَأَلَهُ مَا قَالَ لَهُ فَيُخْبِرُهُ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ لَهُ شَرَفٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ إِذَا حَزَبَهُ الْأَمْرُ إِلَّا وَهُوَ يَرْجِعُ إِلَى ابْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ [2] . قَالَ ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ إِذَا قَدِمَتِ الْمَدِينَةُ غَنَمُ الصَّدَقَةِ وَإِبِلُهَا تَرَكَ اللَّحْمَ فَلَمْ يَشْتَرِهِ وَلَمْ يَأْكُلْهُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَقْدَمُونَ بِهَا إِلَى الْأُمَرَاءِ فَلَا يَضَعُونَهَا فِي حَقِّهَا [3] . قَالَ: وَسَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْجَبُ لِلْإِنْسَانِ يُرْزَقُ الرِّزْقَ الْحَلَالَ فَيَرْغَبُ فِي الرِّبْحِ فَيُدْخِلُ فِيهِ الشَّيْءَ الْيَسِيرَ مِنَ الْحَرَامِ فَيَفْسَدُ المال كله» [4] .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ [1] أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ قَالَ: مَا طَلَبْتُ هَذَا الْأَمْرَ حَقَّ طَلَبِهِ- إِذَا اسْتُفْتِيَ- قَالَ مَالِكٌ: وَهَذَا يُفْتِي وَهُوَ لَا يَعْلَمُ وَلَمْ يَطْلُبْهُ حَقَّ طَلَبِهِ وَلَمْ يَطْلُبْ هَذَا الْأَمْرَ مِمَّنْ يَعْرِفُهُ- فَأُنْكِرُ عَلَى مِثْلَ هَؤُلَاءِ أَنْ يُفْتُوا-. حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدِ بْنِ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا زَيْدٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ أَنَّهُ قَالَ- حِينَ كَفَّ عَنِ الْكَلَامِ-: مَا كُنَّا إِلَّا [2] قُضَاةً، وَلَكِنْ لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُ مَا نَحْنُ فِيهِ، فَكَانَتِ الْفُرُوجُ تُسْتَحَلُّ بِكَلَامِنَا وَتُقْطَعُ [3] الْأَمْوَالُ بِكَلَامِنَا، فَمَا كُنَّا إِلَّا قُضَاةً. وَقَالَ ابْنُ هُرْمُزَ: أَدْرَكْنَا مَنْ كَانَ قَبْلَنَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِذَا سُئِلُوا عَنِ الشَّيْءِ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا فِيمَا يَقُولُ صَاحِبُكُمْ. فَيَقُولُونَ: كَأَنَّا نُشَبِّهُ هَذَا الْأَمْرَ بِالْأَمْرِ الَّذِي كَانَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَأَنَّهُ الَّذِي كَانَ فِي زَمَانِ أَبِي بَكْرٍ فِي فُلَانٍ، وَفِي زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِثْلُ ذَلِكَ فَقَالُوا مِثْلَهُ. [و] [4] قالوا: لا ليس عندنا شيء غير هذا. ثم قَالَ: اجْتَمَعْنَا أَنَا وَرَبِيعَةُ وَأَبُو الزِّنَادِ فَقُلْنَا: أَيُّ شَيْءٍ يَلْبِسُ عَلَى النَّاسِ فَكَأَنَّهُ وَشَبَّهَهُ! قَالَ: فَاجْتَرَأْنَا وَأَبَى الْقَوْمُ. فَقُلْنَا نَحْنُ: هُوَ مِثْلُهُ. قَالَ: سُئِلْنَا عَنْ أَشْيَاءَ فَقُلْنَا نَكْرَهُهَا، فَجَاءَ آخَرُونَ كَانُوا مَعَنَا وَتَحْتَنَا فَقَالُوا: لَا لِأَيِّ شَيْءٍ نَكْرَهُهَا. فَجَاءَ آخَرُونَ كَانُوا مَعَنَا وَتَحْتَنَا فَقَالُوا: لِأَيِّ شَيْءٍ نَكْرَهُهَا مَا هُوَ إِلَّا حَلَالٌ وَحَرَامٌ فَاجْتَرَءُوا عَلَى الَّتِي هِبْنَاهَا أنا وأصحابي كما
اجْتَرَأْنَا عَلَى الَّتِي هَابَهَا مَنْ كَانَ قَبْلَنَا [1] . «حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ يَقُولُ: يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يُورِثَ جُلَسَاءَهُ مِنْ بَعْدِهِ «لَا أَدْرِي» ، حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ أَصْلًا فِي أَيْدِيهِمْ يَفْزَعُونَ إِلَيْهِ إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَمَّا لَا يَدْرِي قَالَ: لَا أَدْرِي» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ [3] عَنْ مَالِكٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى ابْنِ هُرْمُزَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ: وَكُنْتُ فِي الشِّتَاءِ قَدِ اتَّخَذْتُ سَرَاوِيلَ مَحْشُوًّا كُنَّا نَجْلِسُ مَعَهُ فِي الصَّحْنِ فِي الشِّتَاءِ. قَالَ: فَاسْتَحْلَفَنِي أَنْ لَا أَذْكُرَ اسْمَهُ فِي الْحَدِيثِ [4] . حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ [5] عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قال يزيد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُرْمُزَ: يَا مَالِكُ لَا تُمْسِكْ بِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الرَّأْيِ الَّذِي أَخَذْتَ عني فَإِنِّي وَاللَّهِ فَجَّرْتُ ذَلِكَ وَرَبِيعَةَ. قَالَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ [6] لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ هرمز: الرجل يستفتيني فأفتيه برأيي وَأَقُولُ هَذَا رَأْيِي يَسَعُنِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَعْلَمَ لَوْ كَانَ جَازَ هَذَا لك لجاز للسقائين الذين على ظهورهم القرب [7] .
[أخبار محمد بن المنكدر]
[أَخْبَارُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ] حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْمُنْكَدِرِ [1] : مَا أَفْضَلُ الْأَشْيَاءِ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ، قِيلَ: فَمَا بَقِيَ مِمَّا يُسْتَلَذُّ بِهِ. قَالَ: الْإِفْضَالُ عَلَى الْإِخْوَانِ [2] . حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَتَى صَفْوَانُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَمَا زَالَ يُهَوِّنُ عَلَيْهِ وَيَتَجَلَّى عَنْهُ حَتَّى لَكَأَنَّ فِي وَجْهِهِ الْمَصَابِيحُ. ثُمَّ قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: لَوْ تَرَى مَا أَنَا فِيهِ لَقَرَّتْ عَيْنُكَ. ثُمَّ قَضَى. حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ زيد- وذكر محمد وَأَبَا بَكْرٍ ابْنَيِ الْمُنْكَدِرِ- قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَحَدَهُمَا الْوَفَاةُ بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ إِنَّا كُنَّا لَنَغْبِطُكَ لِهَذَا الْيَوْمِ. قَالَ: أَمَا والله ما يبكيني أَنْ أَكُونَ أَتَيْتُ شَيْئًا تَرَكْتُهُ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ اجْتِرَاءً عَلَى اللَّهً، وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ أَكُونَ أَتَيْتُ شَيْئًا أَحْسَبُهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ. قَالَ: وَبَكَى الْآخَرُ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقِيلَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَبَدا لَهُمْ مِنَ الله ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ 39: 47 [3] فَأَنَا أَنْتَظِرُ مَا تَرَوْنَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَبْدُو لِي. قَالَ: كَانَ يُقَالُ مُحَمَّدٌ أَخُوهُمْ أَدْنَاهُمْ فِي الْعِبَادَةِ وَأَيُّ شَيْءٍ كَانَ مُحَمَّدٌ فِي زَمَانِهِ!. «حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: خرج
نَاسٌ فِي غَزَاةٍ فِيهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ فِي الصَّائِفَةِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَسِيرُونَ فِي السَّاقَةِ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَشْتَهِي جِبْنًا رَطْبًا. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: فَاسْتَطْعِمْهُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُطْعِمَكُمُوهُ. فَدَعَا الْقَوْمُ، فَلَمْ يَسِيرُوا إِلَّا شَيْئًا حَتَّى وَجَدُوا مَكْتَلًا مَخِيطًا كَأَنَّمَا أُتِيَ بِهِ مِنَ السَّيَّالَةِ أَوِ الرَّوْحَاءِ، فَإِذَا هُوَ جُبْنٌ رَطْبٌ. قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: لَوْ كَانَ لِهَذَا عَسَلٌ. فَقَالَ: الَّذِي أَطْعَمَكُمُوهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُطْعِمَكُمُ الْعَسَلَ فَاسْتَطْعِمُوهُ يُطْعِمْكُمُ الْعَسَلَ. فَدَعَوُا اللَّهَ، فَسَارُوا قَلِيلًا فَوَجَدُوا قاقرة [1] عَسَلٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَنَزَلُوا فَأَكَلُوا الْجُبْنَ وَالْعَسَلَ، ثُمَّ رَكِبُوا» [2] . حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: اسْتَوْدَعَنِي رَجُلٌ مِائَةَ دِينَارٍ فَقُلْتُ: أَيْ أَخِي إِنِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا أَنْفَقْنَاهَا حَتَّى نَقْضِيَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَاحْتَجْنَا إِلَيْهَا فَأَنْفَقْنَاهَا، فَأَتَى رَسُولُهُ: إِنَّا قَدِ احْتَجْنَا إِلَيْهَا. قَالَ: وَلَيْسَ فِي بَيْتِي شَيْءٌ. قَالَ: فَكَانَ ذلك اليوم يدعو: اللَّهمّ لَا تُخْرِبْ أَمَانَتِي وَأَدِّهَا. قَالَ: فَخَرَجْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ لِأَدْخُلَ إِذَا رَجُلٌ يَأْخُذُ بِمِنْكَبِي لَا أَعْرِفُهُ، فَدَفَعَ إِلَيَّ صُرَّةً فَإِذَا فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ لَا يَدْرُونَ مِنْ أَيْنَ ذَلِكَ، فَمَا عَلِمُوا مِنْ أَيْنَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ عَامِرٌ وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، فَإِذَا رَجُلٌ يُخْبِرُهُ قَالَ: بَعَثَنِي بِهَا عَامِرٌ. ادْفَعْهَا إِلَيْهِ وَلَا تَذْكُرْنِي حَتَّى أَمُوتَ أَنَا أَوْ يَمُوتَ ابن المنكدر.
قَالَ: فَمَا ذَكَرَهَا حَتَّى مَاتَا جَمِيعًا [1] . حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ [2] : قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: مَا بَقِيَ مِنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا؟ قَالَ: مُوَاسَاةُ الْإِخْوَانِ وَالْإِفْضَالُ عَلَيْهِمْ. حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زيد قال: كان الذئب الخبيث يتبدّا لِابْنِ الْمُنْكَدِرِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمِنْبَرِ فِي الْمَسْجِدِ وَيُرْعِبُهُ. قَالَ: فَأَصْبَحَ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَتَى إِلَى أَبِي فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَامَةَ أَلَا أُخْبِرُكَ خَبَرًا، إِنِّي رَأَيْتُ الْخَبِيثَ أَتَانِي فِي النَّوْمِ فَقَاتَلَنِي فَقَاتَلْتُهُ، ثُمَّ إِنِّي أَخَذْتُ [3] فَشَقَّهَا اللَّهُ شِقَّيْنِ فَرَمَيْتُ شِقَّةً هَاهُنَا وَشِقَّةً هَاهُنَا فأرجو أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ. قَالَ فَمَا رَآهُ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ بَعْدَ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: أُغْمِيَ عَلَى امْرَأَةٍ فَجَعَلَتْ تَتَكَلَّمُ وَهِيَ مُغْمًى عَلَيْهَا، فَقِيلَ لَهَا إِنَّ زَيْدَ بْنَ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ وَأَبَا حَازِمٍ وَرَبِيعَةَ [4] بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهُمْ مُخَلَّدُونَ فِيهَا بِأُلْفَتِهِمْ. حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: يَا رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ الدُّنْيَا عِنْدَكَ حَتَّى أَعْرِفَهَا؟ قَالَ: فَأُتِيَ فِي مَنَامِهِ، فَقِيلَ لَهُ: ابْنَ الْمُنْكَدِرِ سَأَلْتَ اللَّهَ أَنْ يُرِيَكَ الدُّنْيَا كَيْفَ هِيَ عِنْدَهُ، وَإِنَّ هَذَا شيء لا يكون أبدا.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: مَرَّ عُثْمَانُ [1] بِقَاصٍّ يَقُصُّ بَعْدَ الْعِشَاءِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ: وَيْحَكَ لَا تَحْبِسْ هَؤُلَاءِ عَنْ عَشِيِّهِمْ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ بِالْمَدِينَةِ غُلَامًا عَلَيْهِ أَوْضَاحٌ. حَدَّثَنِي [2] أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنَكَدِرِ: بَاتَ عُمَرُ- أَخُوهُ- يُصَلِّي وَبِتُّ أَغْمِزُ رِجْلِي أُمِّي وَمَا أُحِبّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: جَمَعَ أَبُو حَازِمٍ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ، فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ يُكَلِّمُونَهُ فِي أَنْ يُخَفِّفَ عَنْ نَفْسِهِ مِمَّا حَمَلَ عَلَيْهَا مِنَ الْعِبَادَةِ. قَالَ: فَلَمَّا كَلَّمُوهُ قَالَ: إِنِّي لَأَسْتَقْبِلُ [3] اللَّيْلَ فَيَهُولُنِي، فَإِذَا دَخَلْتُ الصَّلَاةَ وَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ إِنَّهُ لَيَنْقَضِي وَمَا بَلَغْتُ حَاجَتِي [4] . حَدَّثَنِي محمد بن يحي وحرملة قالا: أنا ابن وهب حدثنا مالك
[عَنِ] [1] ابْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيِّ [2] إِذْ كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدِينَةِ: وَعَظَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ نَفَرًا فِي شَيْءٍ بَلَغَهُمْ مِنْ أَمْرِ الْحَمَّامَاتِ، وَكَانَ فِيهِمْ مَوْلًى لِابْنِ حَيَّانَ، فَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ حَيَّانَ، فَبَعَثَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابِهِ فَضَرَبَهُمْ لِمَا كَانَ مِنْ كَلَامِهِمْ بالمعروف ونهيهم عن المنكدر وَقَالَ: تَتَكَلَّمُونَ فِي مِثْلِ هَذَا! فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَضُرِبَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ؟ فَقَالَ [3] أَيْ وَاللَّهِ وَرَبِيعَةُ أَيْضًا، وَكَانَ أَحَدَ الْمُقَنِّتِينَ [4] ، ضُرِبَ وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ وَلَكِنْ فِي شَيْءٍ غَيْرِ هَذَا. قَالَ: وَضُرِبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ مِائَةً وَأُدْخِلَ فِي تُبَّانٍ. وَقَالَ مَالِكٌ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَغْبِطُ رَجُلًا لَمْ يُصِبْهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَذًى. وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُنْذِرِ يَقُولُ: كَانَ سَبَبُ جَلْدِ رَبِيعَةَ سِعَايَةُ [أَبِي الزِّنَادِ [5]] فَوُلِّيَ بَعْدَ فُلَانٍ التَّيْمِيِّ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي الزِّنَادِ فَأَدْخَلَهُ بَيْتًا وَسَدَّ بَابَ الْبَيْتِ لِيَقْتُلَهُ جُوعًا وَعَطَشًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَبِيعَةَ فَجَاءَ إِلَى الْوَالِي فَكَلَّمَهُ وَأَنْكَرَ مَا فَعَلَ، فَقَالَ: وَهَلْ فَعَلْتُ بِهِ إِلَّا لِمَا كَانَ مِنْهُ إِلَيْكَ، دَعْهُ يَمُوتُ. فَأَبَى عَلَيْهِ حَتَّى أَخْرَجَهُ وَقَالَ: سَأُحَاكِمُهُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ- هَذَا أو نحوه-.
[أخبار صفوان بن سليم]
[أَخْبَارُ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ] سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَجَّ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، فذهبت أما فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ، فَقِيلَ لِي: إِذَا دَخَلْتَ مَسْجِدَ خيف، فأت المنارة الْمَنَارَةَ فَانْظُرْ أَمَامَهَا قَلِيلًا شَيْخًا إِذَا رَأَيْتَهُ عَلِمْتَ بِأَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ فَهُوَ صَفْوَانُ. فَمَا سَأَلْتُ عَنْهُ أَحَدًا حَتَّى جِئْتُ كَمَا قِيلَ لِي، فَإِذَا أَنَا بِشَيْخٍ لَمَّا رَأَيْتُهُ عَلِمْتُ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: أَنْتَ صَفْوَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ فَسَأَلْتُهُ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَجَّ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلَّا سَبْعَةُ دَنَانِيرَ، فَاشْتَرَى بِهَا بَدَنَةً، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ الله لَكُمْ فِيها خَيْرٌ 22: 36 [2] . [مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ] سَمِعْتُ ابْنَ قَعْنَبٍ قال: ذكر مالك بن أنس سليم بْنَ أَبِي مَرْيَمَ فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ [3] . [يَعْقُوبُ بن عبد الله الْأَشَجُّ وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشَجُّ وَمَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ] حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا شعيب بن يحي قال: قدم يعقوب بن
الْأَشَجِّ [1] فَدَخَلَ عَلَى عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، - وَكَانَ عَلَى مِصْرَ وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ- فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ أَبِي عطاء: هنيئا لم تغزون وترابطون، ولا تقدر نغزو وَلَا نُرَابِطُ. فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ بْنُ الْأَشَجِّ: وَأَنْتَ فِي خَيْرٍ. فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ: مَا صَنَعْتُ! لَقَدْ تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ مَا أَرَاهَا يُكَفِّرُهَا إِلَّا الشَّهَادَةُ، فَتَجَهَّزَ وَخَرَجَ إِلَى الْعَدُوِّ، فَقَعَدَ لَهُ رَجُلٌ عَلَى سَرِيَّةٍ فَلَبِسَ سِلَاحَهُ وَرَبَطَ وَسَطَهُ وَجَلَسَ يَنْتَظِرُ خُرُوجَ الْقَوْمِ. فَقَالَ لَهُمْ: مَنْ وُلِّيَ عَلَيْنَا؟ قَالُوا: فُلَانٌ الْبَرِّيُّ. فَقَالَ: الْبَرِّيُّ يَطِيرُ فَلَا يَرْجِعُ، - وَكَأَنَّهُ تَطَيَّرَ بِاسْمِهِ- قَالَ: وَمَا عَلَيَّ مِنْ وُلِّيَ عَلَيْنَا. فَنَامَ- وَهُوَ جَالِسٌ يَنْتَظِرُهُمْ- ثُمَّ انْتَبَهَ فَقَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ: رَأَيْتُ وَاللَّهِ السَّاعَةَ كَأَنِّي أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ وَشَرِبْتُ فِيهَا لَبَنًا، قَالُوا: فَإِنَّا نَعْزِمُ عَلَيْكَ الا استقيت فَاسْتَقَاءَ فَقَاءَ لَبَنًا [2] . ثُمَّ خَرَجَ مَعَ السَّرِيَّةِ، فَأُصِيبَتِ السَّرِيَّةُ بِمَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ بُحَيْرَةُ الطَّيْرِ، فَقَدِمَ بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ بَعْدَهُ فِقِيلَ لَهُ: أَلَا تَدْخُلُ نُسَلِّمُ عَلَى عِيسَى بْنِ أَبِي عَطَاءٍ فَقَالَ: إِنَّهُ لَرَجُلٌ لَا نَظَرْتَ إِلَى وَجْهِهِ أَبَدًا، أَخَافُ أَنْ أَزِلَّ كَمَا زَلَّ أَخِي. حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ بَعْضُ مَنْ أَدْرَكَ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ: مَا تَرَكَ بُكَيْرٌ مِنْ سَمْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا. فَقَالَ اللَّيْثُ: وَذَلِكَ لِلَبْثِهِ وَقَصْدِهِ. قَالَ: وَكَانَ بُكَيْرٌ يُشَبَّهُ بِهِمْ مِنْ حُسْنِ سَمْتِهِ وَحَالِهِ. حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ زَيْدٍ: وَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: انْقَلَبَ مَعَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الله ليلة فتخلف عنا لسائل وحده،
فَإِذَا هُوَ قَدْ سُئِلَ إِزَارَهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَتَلَفَّفَ بِكِسَائِهِ، وَانْقَلَبَ إِلَى أَهْلِهِ مُتَلَفِّفًا بِكِسَائِهِ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الضَّحَّاكِ الْجُذَامِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مَخْرَمَةَ بْنَ بُكَيْرٍ قَالَ: قُتِلَ عَمِّي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ فِي غَزْوِ الْبَحْرِ. قَالَ عِيسَى: وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ وَهُوَ أَخُو بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَكَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ يُقَالُ لَهَا أُمُّ عَمْرٍو وَكَانَتْ تَصْرَعُ، فَلَمَّا قُتِلَ قَالَتْ أُمُّ عَمْرٍو: رَأَيْتُ أَبِي فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَتَانِي فَقَالَ يَا بُنَيَّةُ مَا يُصِيبُكِ فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفِينَهُ إِذَا أَتَيْتُهُ. قُلْتُ نَعَمْ. فَجَاءَ كَلْبٌ أَسْوَدُ فَقَالَ: هَذَا هُوَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَأَخَذَهُ فَذَبَحَهُ. فَقَالَتْ أُمُّ عَمْرٍو: أَنَا رَأَيْتُ أُمَّ عَمْرٍو بِنْتَ يَعْقُوبَ وَهِيَ عَجُوزٌ بِنْتُ بِضْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً مِنْ أَعْقَلِ النِّسَاءِ وَأَجْزَلِهِنَّ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ بِخَطِّ مَالِكٍ قَالَ: وَصَلْتُ الصُّفُوفَ حَتَّى قُمْتُ إِلَى جَنْبِ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ فِي الرَّوْضَةِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ هَذِهِ الأحاديث التي نروي عَنْ أَبِيكَ مِنْ أَبِيكَ. فَقَالَ: وَرَبِّ هَذَا الْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ أَبِي وَرَبِّ هَذَا الْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ أَبِي- ثَلَاثًا-. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ [1] مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: وَدَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَلَى مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ- قَالَ: وَكَانَ مَخْرَمَةُ تِرْبًا لِجَدِّي وَكَانَ جَارَنَا وَكَانَ صَدِيقَ جَدِّي- فَدَخَلَ عَلَيْهِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَأَرَادَهُ عَلَى الْعَمَلِ، فَلَمَّا خَرَجَ وَقَفَ عَلَى جَدِّي وَأَبِي- وَكَانَ أَبِي صَدِيقًا لِجَعْفَرٍ- فَقَالَ: مَا بُدٌّ لَهِذَا الشيخ أن يلي لنا. ثم
[سالم أبو النضر] [1]
مَضَى. قَالَ: فَجَاءَ مَخْرَمَةُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى جَدِّي وَأَبِي فَقَالَ: يَا مُنْذِرُ قَدْ عَرَفْتَ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ هَذَا الرَّجُلِ، وَاللَّهِ إِنْ لم يعفني من عمله وَكَلَّفَنِي أَنْ أَلِيَهُ لَمْ أُكَلِّمْ أَبَاكَ حَتَّى أَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا. فَقَالَ جَدِّي لِأَبِي: إِنَّ هَذَا مَجْنُونٌ فَخَلِّصْنِي مِنْهُ. وَذَهَبَ أَبِي إِلَى جَعْفَرٍ فَقَالَ: إِنَّ مَخْرَمَةَ لَنَا جَارٌ فَظَنَّ أَنِّي أَنَا الَّذِي كَلَّمْتُكَ فِيهِ، وَقَالَ لِأَبِي كَذَا وَكَذَا فَأُحِبُّ أَنْ تُعْفِيَهُ. قَالَ: فَضَحِكَ وقال: قد أَعْفَيْنَاهُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَشْيَاخُنَا. [سَالِمٌ أبو النضر] [1] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ النَّاسُ الَّذِينَ مَضَوْا يُحِبُّونَ الْعُزْلَةَ وَالِانْفِرَادَ عَنِ النَّاسِ، وَلَقَدْ كَانَ سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ يَفْعَلُ ذَلِكَ، وَكَانَ يَأْتِي إِلَى مَجْلِسِ رَبِيعَةَ فَيَجْلِسُ فِيهِ، فَكَانُوا يُحِبُّونَ ذَلِكَ مِنْهُ، فَكَانَ أَبُو النَّضْرِ إِذَا كَثُرَ فِيهِ الْكَلَامُ- كَثُرَ فِيهِ النَّاسُ- قَامَ عَنْهُمْ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ النَّاسُ أَصْحَابَ عُزْلَةٍ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَتِيمُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ صَاحِبَ عُزْلَةٍ وغزو وحج. [عمر بن حسين] [2] حدثني يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ مالكا يقول: ان عمر ابن حُسَيْنٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ: لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عُمَرَ
[أخبار عامر بن عبد الله بن الزبير]
ابن حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْعِفَّةِ وَالْمَشُورَةِ فِي الْأُمُورِ وَالْعِبَادَةِ. قَالَ: كَانَ أَشَدَّ ابْتِذَالًا لِنَفْسِهِ يَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ وَمَعَهُ الثَّوْبُ يَحْمِلُهُ يَبِيعُهُ أَوْ يَكُونُ قَدِ اشْتَرَاهُ. قَالَ: وَكَانَتِ الْقُضَاةُ تَسْتَشِيرُهُ. قَالَ مَالِكٌ: وَلَقَدْ أَخْبَرَنَيِ مَنْ حَضَرَهُ عِنْدَ الْمَوْتِ فَسَمِعَهُ يَقُولُ: لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ [1] . قَالَ: فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: أَتَرَى هَذَا الْقَوْلَ لِشَيْءٍ عَايَنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ فِي رَأْيِي. قِيلَ لِمَالِكٍ: الرَّجُلُ [2] يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ؟ قَالَ: مَا أَجْوَدَ ذَلِكَ إِنَّ الْقُرْآنَ إِمَامٌ لِكُلِّ خَيْرٍ. قَالَ مَالِكٌ: وَلَقَدْ أَخْبَرَنِي مَنْ كَانَ يُصَلِّي إِلَى جَنْبِ عُمَرَ بْنِ حُسَيْنٍ فِي رَمَضَانَ قَالَ: فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يَسْتَفْتِحُ القرآن في كل ليلة. فقلت لمالك: أفي ليلة؟ قال: بل نسمعه في الليل حتى إذا كان من الليلة الأخرى يستفتح في أول الْقُرْآنَ. قَالَ مَالِكٌ: يَخْتِمُهُ فِي لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ [3] . قَالَ مَالِكٌ: كَانَ عُمَرُ بْنُ حُسَيْنٍ يُصَلِّي الْعَتْمَةَ ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى مَنْزِلِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ، فَإِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ صَلَّى الْعَتْمَةَ فَقَامَ الْقِيَامَ مَعَ النَّاسِ، ثُمَّ قَامَ لَيْلَتَهُ. [أَخْبَارُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّهُ دَعَا لِأَبِيهِ سَنَةً. قَالَ: وَكُنْتُ أَرَاهُ فِي الشِّتَاءِ يَأْتِي الْمَسْجِدَ عَلَيْهِ قَطِيفَةُ رَجُلٍ وَإِزَارٌ، فَكَانَ يَدْعُو حَتَّى تسقط عن ظهره القطيفة.
قَالَ: وَكَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُوَاصِلُ لَيْلَهُ سَبْعَ لَيَالٍ مِنْ رَمَضَانَ وَلَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَلَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَكَانَ وِصَالُهُ ذَلِكَ يَوْمَيْنِ وَلَيْلَةً؟ فَقَالَ: نَعَمْ [1] . قَالَ: وَكَانَ رَبِيعَةُ وَغَيْرُهُ إِذَا أَصْبَحَ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي يَأْتُونَ إِلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ عَنْ حَالِهِ وَكَيْفَ أَصْبَحَ. قَالَ: فَيُخْبِرُهُمْ. قَالَ: كَانَتِ ابْنَتُهُ قَدْ صَنَعَتْ لَهُ سُوَيْقًا مِنْ لَوْزٍ، فَكَانَ يَشْرَبُهُ فَأَعْجَبَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ بَعْدَ ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنِّي وَجَدْتُهُ يُحَرِّكُ عَلَيَّ الْبَوْلَ. قَالَ: فَكَانَ قَدْ ذَهَبَ لَهُ [2] قَالَ: فَلَمْ يَطْلُبْهُ وَلَمْ يُرْسِلْ فِيهِ رَسُولًا حَتَّى جَاءَهُ اللَّهُ بِهِ، وَكَانَ لَا يَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاتِهِ لِلنَّافِلَةِ لِأَحَدٍ يَجْلِسُ إِلَيْهِ حَتَّى يَفْرَغَ مِمَّا أَرَادَ مِنْ صَلَاتِهِ. قَالَ: وَلَقَدْ جَاءَ إِنْسَانٌ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ الله ابن الزبير [يحمل] [3] كتابا ودراهما، فَجَلَسَ إِلَيْهِ لِيَدْفَعَ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَطَوَّلَ عَامِرٌ فِي دُعَائِهِ. فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَامِرٌ أَخَذَهَا مِنَ الرَّجُلِ فَجَعَلَهَا تَحْتَ رِجْلِهِ أَوْ فَخْذِهِ وَأَقْبَلَ كَمَا هُوَ عَلَى صَلَاتِهِ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ لَهُ الرَّجُلُ: لَوْ كُنْتَ انْصَرَفْتَ إِلَيَّ فَفَرَغْتَ ثُمَّ أَقْبَلْتَ عَلَى دُعَائِكَ. فَقَالَ لَهُ عَامِرٌ: إِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ هَذَا، إِنَّ هَذَا آخِرُهُ مِنَ الشَّيْطَانِ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ وَهُوَ فِي دُعَائِهِ فَيُكَلِّمُهُ حَتَّى يَقْطَعَ عَلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ. قَالَ: وَلَوْ فَعَلْتُ هَذَا بِكَ لَجَاءَ غَيْرُكَ- أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ-. فَقِيلَ لَهُ: أَيُسْتَحَبُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُ الرَّجُلُ لِلْحَاجَةِ الْخَفِيفَةِ تَكُونُ لَهُ إِلَيْهِ، ثُمَّ يَقُومُ عَنْهُ، أَوِ الرَّجُلُ يَسْأَلُ الرَّجُلَ عن المسألة تنزل به فهذا وما أشبهه أَرَى أَنْ يَنْصَرِفَ بِهِ وَأَمَّا غَيْرُهُ وَلَيْسَ هذا مثل المطول.
أخبار زياد مولى ابن عياش [2]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ سفيان: اشترى عامر بن عبد الله ابن الزُّبَيْرِ نَفْسَهُ مِنَ اللَّهِ سِتَّ مَرَّاتٍ [1] . وَقَالَ: مَا سَأَلْتُ اللَّهَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي بِسَنَةٍ إِلَّا شَيْئًا وَاحِدًا مَا سَأَلْتُهُ غَيْرَهُ: أَنْ يَغْفِرَ لِأَبِي. أَخْبَارُ زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ [2] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ قَالَ: وَكَانَ زِيَادٌ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ يَمُرُّ بِي وَأَنَا جَالِسٌ، فَرُبَّمَا أَفْزَعَنِي حِسُّهُ مِنْ خَلْفِي، فَيَضَعُ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَيَقُولُ: إِنَّ عَلَيْكَ بِالْحَذَرِ، فَإِنْ كَانَ مَا يَقُولُ أَصْحَابُكَ هَؤُلَاءِ مِنَ الرُّخَصِ حَقًّا لَمْ يَضُرَّ، وَإِنْ كَانَ الْأَمْرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ بِالْحَذَرِ [3]- يُرِيدُ مَا يَقُولُ رَبِيعَةُ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ-. قال مالك: وكان زياد قد أعانه الناس على فكاك رقبته، وأسرع إليه في ذلك، ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير، فرده زياد إلى من كان أعانه بالحصص، وكتبهم زياد عنده فلم يزل يدعو لهم حتى مات [4] . قال: وكان زياد رجلا معتزلا لَا يَكَادُ يَجْلِسُ مَعَهُ أَحَدٌ إِنَّمَا هُوَ أَبَدًا يَخْلُو لِوَحْدِهِ بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَعْدَ الصُّبْحِ. وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ: أن زياد مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ خَلِيفَةٌ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَزِيَادٌ يَوْمَئِذٍ عَبْدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَعَرَضَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يَشْتَرِيَهُ مِنَ الْفَيْءِ فيعتقه، فأبى ذلك زياد. قال
[عراك بن مالك] [1]
مَالِكٌ: فَلَا أَدْرِي لِأَيِّ شَيْءٍ تَرَكَ ذَلِكَ زِيَادٌ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ. [عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ] [1] حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَنَسٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رجاء بن أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَكْثَرَ صَلَاةً مِنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ يَرْكَعُ فِي كُلِّ عَشْرٍ وَيَسْجُدُ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَمِّهَا مَعْنِ بْنِ نَضْلَةَ قَالَتْ: قال لي: وا عجبا لِبُنَيِّ مَالِكٍ مَا الْتَفَتَ إِلَى حَلَقَةٍ مِنْ حَلَقَاتِ الْمَسْجِدِ فِيهَا مَشْيَخَةٌ إِلَّا رَأَيْتُهُ مَعَ ذَوِي الْأَسْنَانِ مِنْهُمْ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ: يَعْنِي عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ. أَخْبَارُ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ «حَدَّثَنَا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عن يحي بن سعيد قَالَ: قَالَ لِي: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْطَنَ مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ اللَّيْثُ: وَقَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فِي رَبِيعَةَ: هُوَ صَاحِبُ مُعْضِلَاتِنَا وَأَفْضَلُنَا» [2] . حَدَّثَنِي محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وهب حدثني مالك قال: كان يحي بْنُ سَعِيدٍ أَعْرَفَ شَيْءٍ بِحَقِّ رَبِيعَةَ. قَالَ: وَكَانَ رَبِيعَةُ يَقُولُ لَهُ وَهُوَ يُمَازِحُهُ فِي الشيء من الفتيا- فسمع ذلك يحي بن سعيد- هذا خير
لَكَ مِمَّا تَحُوزُ مِنَ الدُّنْيَا. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَكَثَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ دَهْرًا طَوِيلًا عَابِدًا يُصَلِّي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، صَاحِبَ عِبَادَةٍ، ثُمَّ نَزَعَ ذَلِكَ إِلَى أَنْ جَالَسَ الْقَوْمَ، فَجَالَسَ الْقَاسِمَ فَنَطَقَ بِلُبٍّ وَعَقْلٍ، وكان القاسم إذا سأل عَنْ شَيْءٍ قَالَ: سَلُوا هَذَا- لِرَبِيعَةَ-، قَالَ: فَإِنْ كَانَ شَيْئًا فِي كِتَابِ اللَّهِ أَخْبَرَهُمْ بِهِ الْقَاسِمُ، أَوْ فِي سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِلَّا قَالَ: سَلُوا هَذَا- لِرَبِيعَةَ أَوْ سَالِمٍ-. قَالَ: وَصَارَ رَبِيعَةُ إِلَى فِقْهٍ وَفَضْلٍ وَعَفَافٍ، وَمَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ وَاحِدٌ كَانَ أَسْخَى نَفْسًا بِمَا فِي يَدِهِ لِصَدِيقٍ أَوْ لِابْنِ صَدِيقٍ [أَوْ] لِبَاغٍ يَبْتَغِيهِ مِنْهُ، كَانَ يَسْتَصْحِبُهُ الْقَوْمُ فَيَأْبَى صُحْبَةَ أَحَدٍ الا أحد لَا يَتَزَوَّدُ مَعَهُ، وَلَمْ يَكُنْ فِي يَدِهِ مَا يَحْمِلُ ذَلِكَ» [1] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا النَّاسُ مَعَ عُلَمَائِهِمْ مِثْلُ الصِّبْيَانِ فِي حُجُورِ مَنْ يُرَبِّيهِمْ. قال: يريد آبائهم [2] . «قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: لَمَّا قَدِمَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي الْعَبَّاسِ أَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ يَشْتَرِي بِهَا جَارِيَةً حِينَ أَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا [3] .
قال ابن وهب وحدثني مَالِكٌ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: قَالَ لِي حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْعِرَاقِ إِنْ سَمِعْتَ أَنِّي حدثهم شَيْئًا أَوْ أَفْتَيْتُهُمْ فَلَا تَعُدَّنِي شَيْئًا. قَالَ: فَكَانَ كَمَا قَالَ لَمَّا قَدِمَهَا لَزِمَ بَيْتَهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ وَلَمْ يُحَدِّثْهُمْ بِشَيْءٍ حَتَّى رجع» [1] . قال ابن وهب وحدثني مَالِكٌ: أَنَّ رَبِيعَةَ قَالَ لِابْنِ شِهَابٍ- وَكَلَّمَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ- فَقَالَ: يَا ابْنَ شِهَابٍ تُحَدِّثُ النَّاسَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم وأنا أخبرهم برأيي فَإِنْ شَاءُوا أَخَذُوهُ وَإِنْ شَاءُوا تَرَكُوهُ، فَانْظُرْ مَا تُحَدِّثُ النَّاسَ بِهِ [2] . حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ قَالَ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ لِرَبِيعَةَ: لِمَ تَرَكْتَ الرِّوَايَةَ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَقَادَمَ الزَّمَانُ وَقَلَّ أَهْلُ الْقَنَاعَةِ. «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَبِيعَةَ فَوَجَدَهُ يَبْكِي فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ؟ - وَارْتَاعَ لِبُكَائِهِ- فَقَالَ لَهُ: أَدَخَلَتْ عَلَيْكَ مُصِيبَةٌ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنِ أَسْتَفْتِي مَنْ لَا عِلْمَ لَهُ وَظَهَرَ فِي الْإِسْلَامِ أَمْرٌ عَظِيمٌ» [3] . قَالَ: وَسَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى رَبِيعَةَ وَغَيْرِهِ فَإِذَا أَتَى ذُو السِّنِّ وَالْفَضْلِ قَالُوا لَهُ: هَاهُنَا حَتَّى يَجْلِسَ قَرِيبًا مِنْهُمْ. قَالَ: وَكَانَ رَبِيعَةُ رُبَّمَا أَتَاهُ الرَّجُلُ لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ السِّنُّ فَنَقُولُ لَهُ: هَاهُنَا. فَلَا يرضى
ربيعة حتى يجلسه إِلَى جَنْبِهِ كَأَنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لِفَضْلِهِ عِنْدَهُ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: كَانَ ابْنُ خَلْدَةَ [1] الْأَنْصَارِيُّ قَاضِيًا- وَكَانَ يَجْلِسُ مَعَهُ رَبِيعَةُ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ- يَأْتُونَهُ الْخُصَمَاءُ يَخْتَصِمُونَ إِلَيْهِ، فَيَقُولُونَ [2] لَهُ: قَدْ آذَيْتَنَا بِخُصَمَائِكَ هَؤُلَاءِ فَيَقُولُ لَهُمْ: دَعُونِي أَتَحَدَّثُ مَعَكُمْ، فَإِذَا جَاءَنِي الْخَصْمُ حَوَّلْتُ وَجْهِي إِلَيْهِ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ إِذَا جَاءَهُ الْخَصْمُ- وَهُوَ مَعَهُمْ في المجلس- حول وجهه عنهم حَتَى يَفْرَغَ. قَالَ مَالِكٌ: وَكَانَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ أَيْسَرَ شَأْنًا. قَالَ مَالِكٌ: وَمَنْ كَانَ فِي مَجْلِسِ رَبِيعَةَ يَوْمَئِذٍ وَمَنْ حَوْلَهُ!! كَأَنَّهُ يَرْفَعُ بِهِ وَمَنْ يَجْلِسُ فِيهِ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حدثني الليث عن يحي بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسَدَّ عَقْلًا مِنْ رَبِيعَةَ» [3] . وَقَالَ اللَّيْثُ: وَكَانَ صَاحِبَ مُعْضِلَاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَرَئِيسَهُمْ فِي الْفُتْيَا. أَخْبَرَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَتَبَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: حَضَرْتُهُمْ بِالْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا وَرَأْسُهُمْ فِي الْفُتْيَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ شِهَابٍ وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَنَسٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أبي سلمة عن ابن عون قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ مَنْ لَا يَعْرِفُ الْقَاسِمَ يَظُنّ أَنَّ رَبِيعَةَ صَاحِبُ الْمَجْلِسِ يَغْلِبُ عَلَيْهِ الْكَلَامُ، فَجَاءَ ذَاتَ يوم فقال:
لِي وَقُلْتُ لَهُ- يَعْنِي قَتَادَةَ- فَقَالَ الْقَاسِمُ: يَكْفِيكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا إِلَى مَا انْتَهَى اللَّهُ إِلَيْهِ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن هُرْمُزَ قَالَ: رَأَيْتُ رَبِيعَةَ جُلِدَ وَحُلِقَ رَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ، فَنَبَتَتْ لِحْيَتُهُ مُخْتَلِفًا بِشِقٍّ أَطْوَلَ مِنَ الْآخَرِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا عُثْمَانَ لَوْ سَوَّيْتَهُ. قَالَ: لَا حَتَّى أَلْتَقِيَ مَعَهُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [1] . حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ: جَاءَ ابْنَ هُرْمُزَ رَجُلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ بَوْلِ الْحِمَارِ؟ فَقَالَ ابْنُ هُرْمُزَ: نَجِسٌ. قَالَ: فَإِنَّ رَبِيعَةَ [لَا يَرَى بِهِ بَأْسًا] [2]- أَوْ هَذَا مِنْ رَبِيعَةَ-[قَالَ: لَا عَلَيْكَ أَنْ لَا تَذْكُرَ مَسَاوِئَ رَبِيعَةَ] [3] ، فَلَرُبَّمَا تَكَلَّمْنَا فِي الْمَسْأَلَةِ فَخَالَفْنَا فِيهَا رَبِيعَةَ، ثُمَّ لَعَلَّنَا نَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ بَعْدَ سَنَةٍ. «حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا جِئْتُ الْعِرَاقَ جَاءَنِي أَهْلُ الْعِرَاقِ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ رَبِيعَةَ الرَّأْيِ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَقُولُونَ رَبِيعَةَ الرَّأْيِ! لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْوَطَ لِسُنَّةٍ مِنْهُ» [4] . قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِذَا بَشِعَ الْقِيَاسُ فدعه- يعني إذا شنع-.
[ابن أبي هردة]
قَالَ وَكِيعٌ: قَالَ أَصْحَابُنَا: قَرَأْتُ عَلَى سُفْيَانَ: قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِذَا بشع القياس فدعه- يعني إذا شنع-. قال وَكِيعٌ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: مِنَ الْقِيَاسِ قِيَاسٌ أَقْبَحُ مِنَ الْبَوْلِ فِي الْمَسْجِدِ. [ابْنُ أَبِي هَرْدَةَ] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابن وهب حدثني مالك: أن ابن أبي هَرْدَةَ [1] حَدَّثَهُ: أَنَّ أَبَاهُ كَانَ رَجُلًا قَدْ سَرَدَ الصِّيَامَ، وَكَانَ يُؤْتَى بَسَحُورٍ فِي سُكُرُّجَةٍ صَغِيرَةٍ، فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ رُبَّمَا كَلَّمَتْهُ فِي ذَلِكَ فَيَقُولُ: اللَّهمّ أَرِحْنِي مِنْهَا. - قَالَ: يُرِيدُ أَنْ يَسْتَرِيحَ مِنَ الدُّنْيَا، قَالَ: وَيُرِيدُ الْمَوْتَ، وكان من العباد-. أخبار عبد الوهاب بن بخت [2] حدثنا محمد بن أبي زكير أخبرنا ابن وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ هُوَ أَحَقَّ بِمَا فِي رَحْلِهِ فِي السَّفَرِ مِنْ رُفَقَائِهِ. قَالَ: وَكَانَ كَثِيرَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَالْغَزْوِ حَتَّى اسْتُشْهِدَ [3] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ: عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ قَالَ: وَقَدْ كَانَ تَزَوَّجَ عِنْدَنَا بِالْمَدِينَةِ وَأَقَامَ بِهَا. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَلَمَّا رَكِبَ رَاحِلَتَهُ مِنَ السِّقَايَةِ وَالْحَرْبِ تَوَجَّهَ قَالَ: عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ. قَالَ مالك: فلا أَرَاهُ أَخَذَ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ مُوسَى حِينَ تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ 28: 22
[عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري] [4]
السَّبِيلِ 28: 22 [1] . وَقَدْ قَالَ مَالِكٌ: وَأَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ بُخْتٍ مَرَّ بِالسَّعْيَا [2] وَهُوَ يُرِيدُ الْغَزْوَ، فَرَأَى الرِّمَاحَ فِي حَدِيدِهَا. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَهُ ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ يَجْعَلْكَ لِي. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي أَبُو هَارُونَ الْمِسْكِينُ [3] عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ أَنَّهُ كَانَ يَغْلِبُ أَهْلَ الْمَسْجِدِ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الْأَنْصَارِيُّ] [4] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ [حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْهُ قَالَ: وَكَانَ قَاضِيًا] [5] ، وَكَانَ يَسْرُدُ الصَّوْمَ، وَكَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا حَسَنًا [6] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ [7] أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا يَدْخُلُ عَلَى الْوَالِي فَيُكَلِّمُهُ فِي الْأَمْرِ وَيَنْصَحُهُ فِي الْمَشُورَةِ، وَلَا يَرْفَقُ لَهُ وَلَا يَكُفُّ عَنْهُ شَيْئًا مِنَ الْحَقِّ يُكَلِّمُهُ. قَالَ مَالِكٌ: وَغَيْرُهُ مِنَ الناس يفرق أن يضرب.
[زيد بن أسلم]
[زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: سَمِعْتُهُ وَسُئِلَ هَلْ كُنْتُمْ تُقَايِسُونَ فِي مَجْلِسِ ربيعة ويحي بن سعيد ويكثر بَعْضٌ عَلَى بَعْضٍ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ. قَالَ مَالِكٌ: وَأَمَّا مَجْلِسُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَلَمْ يَكُنْ مِنْهُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ يَبْتَدِئُ هُوَ شَيْئًا يَذْكُرُهُ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: قَالَ [زَيْدُ بْنُ أسلم] [1] لمحمد ابن عَجْلَانَ: اذْهَبْ فَتَعَلَّمْ كَيْفَ يُسْأَلُ ثُمَّ تَعَالَ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَجْلَانَ يَقُولُ: مَا هِبْتُ أَحَدًا هَيْبَتِي زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ [2] . قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: أَدْرَكْتُ بِهَذَا الْبَلَدِ رِجَالًا بَنِي الْمِائَةَ وَنَحْوًا مِنْهَا يُحَدِّثُونَ الْأَحَادِيثَ لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ لَيْسُوا بِأَئِمَّةٍ. فَقُلْتُ لِمَالِكٍ: وَغَيْرُهُمْ دُونَهُمْ فِي السِّنِّ يُؤْخَذُ ذَلِكَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ [3] . أَخْبَارُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَارِئِ [4] حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْقَارِئَ كَانَ مَعَ ابْنِ عَيَّاشٍ مَوْلَاهُ فِي الدَّرْبِ [5] ، وَأَنَّهُ إِذَا أَتَى أَبَا جَعْفَرٍ بَعْضُ النَّاسِ، فَأَتَوْا إِلَى مَوْلَاهُ يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: لَا يَرْضَى حتى يرض ذَلِكَ رَبُّنَا وَسَيِّدُنَا. وَبِهِ قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: وَكَانَ صَفْوَانُ يَقُولُ: اللَّهمّ رَبِّ إِنِّي أحببت
أبو حازم [5] وأخباره
لقاءك فَأَحِبَّ لِقَائِي [1] . حَدَّثَنَا زَيْدٌ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَصْرِيِّ [2] قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْقَارِئَ عَلَى الْكَعْبَةِ فَقُلْتُ لَهُ: أَبُو جَعْفَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَقْرِئْ إِخْوَانِي مِنِّي السَّلَامَ «وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي مَعَ الشُّهَدَاءِ الْأَحْيَاءِ الْمَرْزُوقِينَ، وَأَقْرِئْ أَبَا حازم السلام [3] ، وقال يَقُولُ لَكَ أَبُو جَعْفَرٍ الْكَيْسَ الْكَيْسَ فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يَتَرَاءَوْنَ مَجْلِسَكَ بِالْعَشِيَّاتِ [4] . أَبُو حَازِمٍ [5] وَأَخْبَارُهُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُقَرْقِرُ الدُّنْيَا قَرْقَرَةَ هَذَا الْأَعْرَجِ- يَعْنِي أَبَا حَازِمٍ-. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كُلُّ عَمَلٍ تَكْرَهُ الْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ فَاتْرُكْهُ، ثُمَّ لَا يَضُرُّكَ مَتَى مِتَّ. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو حَازِمٍ: لقد رأيتنا في مجلس أبيك أربعين حبرا فقيها أَدْنَى خَصْلَةً فِينَا التَّوَاسِي بِمَا فِي أَيْدِينَا، فَمَا رُئِيَ فِيهَا مُتَمَادِيَيْنِ وَلَا مُتَنَازِعَيْنِ فِي حديث
لَا يَنْفَعُهُمَا قَطُّ. قَالَ أَبُو حَازِمٍ: كَمْ بَيْنَ قَوْمٍ كَانُوا يَفْتَحُونِي وَأَنَا مُنْغَلِقٌ، وَبَيْنَ قَوْمٍ يُغْلِقُونِي وَأَنَا مُنْفَتِحٌ. حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَجْلٌ: رَأَيْتُ النَّاسَ فِي أَزِقَّةٍ ضَيِّقَةٍ وَغُبَارٍ، ورأيت قصرا مرشوشا حوله، ولا يَقْرَبُهُ مِنَ الْعِبَادِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ، فَقُلْتُ: مَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يَمُرُّوا فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ؟ فَقِيلَ لِي: لَيْسَتْ لَهُمْ. فَقُلْتُ: لِمَنْ هِيَ؟ فَقَالُوا: لِذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي يُصَلِّي إِلَى جَانِبِ الْقَصْرِ. قُلْتُ: مَنْ ذَاكَ؟ قَالُوا [1] : زَيْدُ بن أسلم. قلت: بأي شيء عطي ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ النَّاسَ سَلِمُوا مِنْهُ وَسَلِمَ مِنْهُمْ. حَدَّثَنِي زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ لَهُمْ: لَا يُرِينِي اللَّهُ يَوْمَ زَيْدٍ [2] وَقَدِّمْنِي بَيْنَ يَدَيْ زَيْدِ [بْنِ] أَسْلَمَ، اللَّهمّ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ أَرْضَى لِنَفْسِي وَدِينِي غَيْرُ ذلك. قال: فأتاه- يعني زيد- فَعُقِرَ، فَمَا قَامَ وَمَا شَهِدَهُ فِيمَنْ شَهِدَهُ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أَنْظُرُ إِلَى زَيْدٍ، وَأَذْكُرُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ الْقُوَّةَ عَلَى عِبَادَتِكَ فَكَيْفَ بِمُلَاقَاتِهِ وَمُحَادَثَتِهِ. حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ [3] قَالَ: كَانَ أَبِي لَهُ جُلَسَاءُ، فَرُبَّمَا أَرْسَلَنِي إِلَى الرَّجُلِ مِنْهُمْ. قَالَ: فَيُقَبِّلُ رَأْسِي وَيَمْسَحُ وَيَقُولُ: وَاللَّهِ لَأَبُوكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَأَهْلِي، وَاللَّهِ لَوْ خَيَّرَنِي اللَّهُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ أَوْ بِهِمْ لَاخْتَرْتُ أَنْ يَذْهَبَ بِهِمْ وَيَبْقَى لِي زَيْدٌ. حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أبو حازم:
أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ لِي: إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ خَرَجُوا مِنْ هَذَا الْبَابِ. فَقَالُوا إِلَى أَيْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِلَى أَبِي حَازِمٍ نَذْهَبُ بِهِ مَعَنَا. قَالَ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو حَازِمٍ: اللَّهمّ حَقِّقْ وَعَجِّلْ. حَدَّثَنَا زَيْدٌ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ زَيْدٍ أَنَّ أَبَا حَازِمٍ حَدَّثَهُ قَالَ: وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا فِي مَجْلِسِ أَبِيكَ لَأَرْبَعِينَ حَبْرًا فَقِيهًا مَا مِنْهُمْ إِلَّا مَعْدُودٌ، وَاللَّهِ إِنَّ أَدْنَى خَصْلَةً فِينَا التَّوَاسِي بِمَا فِي أَيْدِينَا لَئِنْ أَفَادَ الرَّجُلُ فَائِدَةً لَيْلًا لَيَغْدُوَنَّ بِهَا، وَلَئِنْ أَفَادَهَا بِكْرًا لَيُرَوِّحَنَّ بِهَا. حَدَّثَنَا سعَيِدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: يَسِيرُ الدُّنْيَا يَشْغَلُ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْآخِرَةِ. وَقَالَ: إِنَّكَ لَتَجِدُ الرَّجُلَ يَهْتَمُّ بِهَمِّ غَيْرِهِ حَتَّى أَنَّهُ أَشَدُّ هَمًّا مِنْ صَاحِبِ الْهَمِّ بِهَمِّ نَفْسِهُ. وَقَالَ: مَا أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي الْآخِرَةِ فَقَدِّمْهُ الْيَوْمَ، وَمَا كَرِهْتَ أَنْ يَكُونَ مَعَكَ فِي الْآخِرَةِ فَاتْرُكْهُ الْيَوْمَ. وَقَالَ: كُلُّ عَمَلٍ تَكْرَهُ الْمَوْتَ من أجله فاتركه ثم لا يضرك متى مِتَّ [1] ، وَذَلِكَ أَنَّكَ لَتَجِدُ الرَّجُلَ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي، فَإِذَا قِيلَ لَهُ: أَتُحِبُّ أَنْ تَمُوتَ؟ قَالَ يَقُولُ: وَكَيْفَ وَعِنْدِي مَا عِنْدِي؟ فَيُقَالُ لَهُ: أَفَلَا تَتْرُكُ مَا تَعْمَلُ مِنَ الْمَعَاصِي؟ فَيَقُولُ: مَا أُرِيدُ تَرْكَهُ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ حَتَّى أَتْرُكَهُ [2] . وَقَالَ: شَيْئَانِ إِذَا عَمِلْتَ بِهِمَا أَصَبْتَ بِهِمَا خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَا أُطَوِّلُ عَلَيْكَ. قِيلَ وَمَا هُمَا يَا أَبَا حَازِمٍ؟ قَالَ: تَعْمَلُ مَا تَكْرَهُ إِذَا أَحَبَّهُ اللَّهُ وتترك ما تحب إذا كرهه الله [3] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنِّي لَأَعِظُ وَمَا أَرَى مَوْضِعًا وَمَا أُرِيدُ إِلَّا نَفْسِي [1] . وَقَالَ: اكتم حسناتك أفد مِمَّا تَكْتُمُ سَيِّئَاتِكَ. وَقَالَ سُفْيَانُ: قِيلَ لِأَبِي حَازِمٍ: مَا مَالُكَ؟ قَالَ: خَيْرُ مَالِي ثِقَتِي باللَّه، وَإِيَاسِي مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: يَكُونُ لِي عَدُوٌّ صَالِحٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي صَدِيقٌ فَاسِدٌ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ لِأُنَاسٍ: أَنْ أُمْنَعَ الدُّعَاءَ أَخْوَفُ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُمْنَعَ الْإِجَابَةَ [2] . قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِأَبِي حَازِمٍ: يَا أَبَا حَازِمٍ مَا النَّجَاةُ مِنَ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: يَسِيرٌ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: لَا تَأْخُذَنَّ شَيْئًا إِلَّا مِنْ حِلِّهِ، وَلَا تَضَعَنَّ شَيْئًا إِلَّا فِي حَقِّهِ. قَالَ: وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا أَبَا حَازِمٍ؟ قَالَ: مَنْ طَلَبَ الْجَنَّةَ وَهَرَبَ مِنَ النَّارِ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ لِأَبِي حازم: ارفع اليّ حاجتك. قال: هيهات هيهات رفعتها رَفَعْتُهَا إِلَى مَنْ لَا تُخْتَزَلُ الْحَوَائِجُ دُونَهُ. فَمَا أَعْطَانِي مِنْهَا قَنَعْتُ، وَمَا زَوَى عَنِّي مِنْهَا رَضِيتُ. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: إِنَّهُ لَجَارِي وَمَا عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا عِنْدَهُ [3] . قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَقُلْتُ لَوْ كُنْتُ غَنِيًّا لَعَرَفْتَنِي ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي لَا يَنْجُو مِنِّي. فَقُلْتُ: كَانَ الْعُلَمَاءُ فِيمَا مَضَى يَطْلُبُهُمُ السُّلْطَانُ وهم يفرون منهم، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ الْيَوْمَ طَلَبُوا الْعِلْمَ حَتَّى إِذَا جَمَعُوهُ بِحَذَافِيرِهِ أَتَوْا بِهِ أَبْوَابَ السَّلَاطِينَ وَالسَّلَاطِينُ يَفِرُّونَ مِنْهُمْ وَهُمْ يَطْلُبُونَهُمْ. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: وَجَدْتُ الدُّنْيَا شَيْئَيْنِ شَيْءٌ هُوَ لي وشيء هو لغيري، فأما الّذي هو لِي فَلَوْ طَلَبْتُهُ قَبْلَ حِلِّهِ بِحِيلَةِ السَّمَوَاتِ والأرض لم أقدر عليه،
[عمارة بن اكيمة الليثي]
وأما الّذي هو لغيري فَلَمْ أُصِبْهُ فِيمَا مَضَى وَلَا أَرْجُوهُ فِيمَا بَقِيَ، وَيُمْنَعُ رِزْقِي [1] مِنْ غَيْرِي كَمَا يُمْنَعُ رِزْقُ غَيْرِي مِنِّي، فَفِي أَيِّ هَذَيْنِ أُفْنِي عُمْرِي!!. [عُمَارَةُ بْنُ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابن أُكَيْمَةَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ أَوْ أُخْبِرْتُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلَيْنَا حَدَّثَنَا عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ فَقَالَ عَنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ [2] . وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمر حدثنا عمر ابن مُسْلِمِ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أُكَيْمَةَ اللَّيْثِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أُمَّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ ذَبَحَ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أَهَلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ ولا من أظفاره شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ. حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسْلِمٍ الْجَنْدَعِيِّ أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يُقَلِّمْ أَظْفَارَهُ وَلَا يَحْلِقْ شَيْئًا مِنْ شَعْرِهِ فِي الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ» . [أَبُو صَالِحٍ] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَأَحْمَدُ بن إشكاب [3] قالا: حدثنا
[سعد بن إبراهيم] [1]
يحي بْنُ الْيَمَانِ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: مَا كُنْتُ أَتَمَنَّى مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ أُجَالِسُ فِيهِمَا أَبَا هُرَيْرَةَ. [سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ] [1] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: مَنْ أَبُو الْأَحْوَصِ؟ فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَمَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ الَّذِي، فَجَعَلَ الزُّهْرِيُّ يَنْعِتُهُ وَسَعْدٌ لَا يَعْرِفُهُ. وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً أُخْرَى: فَقَالَ سَعْدٌ: مَنْ أَبُو الْأَحْوَصِ؟ - كَالْمُغْضَبِ حِينَ حَدَّثَ الزُّهْرِيُّ عَنْ رَجُلٍ مَجْهُولٍ لَا نَعْرِفُهُ- فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: أَمَا رَأَيْتَ الشَّيْخَ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِي الرَّوْضَةِ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ، فَجَعَلَ الزُّهْرِيُّ يَنْعِتُهُ لَهُ. قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ سَعْدًا أَثْبَتَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: لَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الثِّقَاتُ. ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ سَعْدٌ شَدِيدَ الْأَخْذِ وَمَنْ يَأْخُذُ عَنْهُ، وَكُنْتُ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ يَوْمًا وَأَتَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ كِتَابًا. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنَّ سَعْدًا قَدْ كَلَّمَنِي فِي ابْنَيْهِ وَهُوَ سَعْدٌ- وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَسَعْدُ بن سعد [3]-، فلما خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَمَا رَأَيْتَهُ يَفْرَقُ مِنْ سَعْدٍ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مَعَ سَعْدٍ يَوْمَئِذٍ ابْنَاهُ. قَالَ سُفْيَانُ: فلما لقيت
أخبار مالك
إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ قُلْتُ لَهُ: رَأَيْتُكَ وَأَخًا لَكَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ وَأَخْبَرْتُهُ بِكَلَامِ الزُّهْرِيِّ لِابْنِ جُرَيْجٍ. فَقَالَ: مَاتَ أَخِي ذَاكَ الَّذِي كَانَ مَعِي. قَالَ سُفْيَانُ: وَأَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ يَوْمًا وَعِنْدَهُ سَعْدٌ، فَسَأَلْتُهُ فَكَأَنَّهُ. فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: أَجِبِ الْغُلَامَ وَفَرِقَ سَعْدٌ أَنْ يَكُونَ الزُّهْرِيُّ حَقَرَنِي حِينَ لَمْ يُجِبْنِي. فَقَالَ الزُّهْرِيُّ إِنِّي لَأُعْطِيهِ حَقَّهُ. فَقَالَ: أَجَلْ. فَاشْتَهَى ذَلِكَ الزُّهْرِيُّ. أَخْبَارُ مَالِكٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ مَوْتِ نَافِعٍ بِسَنَةٍ وَالْحَلَقَةُ لِمَالِكٍ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: فَسَأَلْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: كَانَتْ لِنَافِعٍ ثُمَّ بَعْدَهُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ ثُمَّ بَعْدَهُ لِمَالِكٍ. فَقَالَ عَلِيٌّ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا عَنِ الْأَصْمَعِيِّ عَنْ شُعْبَةَ، فَلَمَّا سَأَلْتُ الْأَصْمَعِيَّ عَنْهُ قُلْتُ: سَمِعْتَ مِنْ شُعْبَةَ؟ قَالَ: لَا أدري. حدثني يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ- وَكَانَ ثِقَةً- عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو الْأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ سَنَةً- قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ أَظُنُّهُ- أَرْبَعَ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ أَوْ نَحْوَ ذلك، فقلنا له: هذا يحي بْنُ سَعِيدٍ بِالْعِرَاقِ فَمَنْ يَعُدُّونَهُ لِلْفُتْيَا بَعْدَ رَبِيعَةَ؟ قَالُوا: شَابٌّ مِنْ ذِي أَصْبَحَ يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ [1] . حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: قِيلَ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ: أَمَالِكٌ كَانَ أَحْفَظَ أَمْ سُفْيَانُ [2] ؟ قَالَ: مَالِكٌ، مَا سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ أَنْظُرُ. قَالَ: وَقَدْ كُنْتُ أَسْأَلُ سُفْيَانَ فَيَقُولُ حتى انظر.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وهب حدثني مالك قال: قال لي يحي بْنُ سَعِيدٍ: اكْتُبْ لِي مِائَةَ حَدِيثٍ مِنْ حديث ابن شهاب أنقاها له، وَأَعْطَانِي رَقًّا قَدِيمًا قَدِ اصْفَرَّ. قَالَ: أَرَاهُ كان عنده وهو شاب. قال: فكتبت لَهُ تِلْكَ الْأَحَادِيثَ حَتَّى مَلَأْتُهُ وَبَيَّنْتُهُ لَهُ. قَالَ مَالِكٌ [1] : رَجُلٌ كُنْتُ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ مَا مَاتَ حَتَّى كَانَ يَجِيئُنِي فَيَسْتَفْتِينِي. حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: كَانَ طَلَبَةُ هَذَا الشَّأْنِ بِبَلَدِنَا أَرْبَعَةً، كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ عَاجَلَتْهُ الْمَنَايَا، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَطَاءٍ غَرَّرَ بِنَفْسِهِ وآخر وقع فِي الْأَغَالِيطِ- قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ يُرِيدُ الْمَاجِشُونَ- وَسَكَتَ عَنْ نَفْسِهِ [2] . سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ شُيُوخِنَا مِنْ أَهْلِ الْقَنَاعَةِ وَالرِّضَا وَالْفَضْلِ وَالْمَعْرِفَةِ وَالْغَايَةِ فِي الثِّقَةِ يَذْكُرُ عَنِ ابْنِ الْمَاجِشُونِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُ رَبِيعَةَ، فَلَمَّا اعْتَزَلَ مَالِكٌ وَلَزِمَ بَيْتَهُ بَلَغَنِي أنه يضع شيئا من الكتب، فكتب إذا لقيته امزح معه فأقول: قد خلال لك الجو. قال: فو الله مَا زَالَ يَوْمًا بِيَوْمٍ يَعْلُو وَيَعْلُو أَمْرُهُ وذكر حَتَّى سَادَ وَرَأَسَ. ثُمَّ يَقُولُ: وَمَنْ سَادَهُ وَمَنْ رَأَسَهُ! - يُرِيدُ أَنَّهُ سَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرَهُمْ وَالْأَنْصَارَ-. حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الدراوَرْديّ عَنْ فِقْهِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سُهَيْلِ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ: إِنَّا قَوْمٌ مِنْ ذِي أَصْبَحَ [3] ، قَدِمَ جَدُّنَا الْمَدِينَةَ وَحَالُهُ خَفِيفٌ فَتَزَوَّجَ مَوْلَاةً لِلتَّيْمِيِّينَ، فَكَانَ يَحْفَظُهُ وَيَكُونُ مَعَهُمْ، فَنُسِبْنَا إِلَيْهِمْ وَلَيْسَ لَهُمْ عَلَيْنَا نِعَمٌ وَلَا غَيْرُهَا. [4]
«حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي مَعْنُ بْنُ عِيسَى: كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ: لَا تَأْخُذِ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ، وَخُذْ مِمَّنْ سِوَى ذَلِكَ، لَا تَأْخُذْ مِنْ سَفِيهٍ مُعْلِنٍ بِالسَّفَهِ وَإِنْ كَانَ أَرْوَى النَّاسِ، وَلَا تَأْخُذْ مِنْ كَذَّابٍ يَكْذِبُ فِي أَحَادِيثِ النَّاسِ إِذَا جُرِّبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ لَا يُتَّهَمُ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ولا من صاحب هو يَدْعُو النَّاسَ إِلَى هَوَاهُ، وَلَا مِنْ شَيْخٍ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ إِذَا كَانَ لَا يَعْرِفُ مَا يُحَدِّثُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِمُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيِّ» [1] مَوْلَى زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا هَذَا، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ بِهَذَا الْبَلَدِ- يَعْنِي الْمَدِينَةَ- مَشْيَخَةً لَهُمْ فَضْلٌ وَصَلَاحٌ وَعِبَادَةٌ يُحَدِّثُونَ مَا سَمِعْتُ مِنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حَدِيثًا قَطُّ. قِيلَ: وَلِمَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مَا يُحَدِّثُونَ [2] . قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: مَالِكُ بْنُ أَنَسِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَصْبَحِيُّ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قال: قال محمد بن فليح: انْتَقَلَ مَالِكٌ عَنْ حَلَقَةِ رَبِيعَةَ، فَأَمَرَنِي أَبِي فانتقلت معه [3] . حدثني إبراهيم حدثني يحي بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ لِي مَالِكٌ: اعْتَزَلْتَ أَنْتَ [4] وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: عَجِلْتُمْ لَيْسَ هَذَا أَوَانَهُ. قَالَ: ثُمَّ لَقِيتُ مَالِكًا بَعْدَ عِشْرِينَ سَنَةً فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ اعْتَزَلْتُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قال: هذا أوانه. قال:
فَلَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَهُ وَاعْتَزَلَ [1] . حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ قَالَ كَانَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ مِنْ جُلَسَاءِ ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَكَانَ مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ أَبِي سَلَمَةَ فَرَفَعَ إِلَى الْعِرَاقِ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قُلْتُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ: قَدْ عَلِمْتَ وُدِّي لَكَ وَانْقِطَاعِي إِلَى نَاحِيَتِكَ، وَأَنَا أُحِبّ أَنْ تَأْمُرَنِي بِرَجُلٍ أَتَعَلَّمُ منه وألزمه وأنت شاخص خارج من المدينة. قَالَ لِي: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا آمُرُكَ بِهِ تعلم منه الا هذا الاصبحي مالك ابن أَنَسٍ. قُلْتُ: كَيْفَ تَأْمُرُنِي بِهِ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَهُ مَا قَدْ عَلِمْتَ مِنَ التَّبَاعُدِ وَإِنَّمَا ذَلِكَ قَبْلُ؟ قَالَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ: إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تَلْزَمُهُ لِنَفْسِهِ فَلَا وَلَا كَرَامَةَ، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا تَلْزَمُهُ لِنَفْسِكَ لِتَنْتَفِعَ بِهِ فِي دِينِكَ وَتَعْلَمُ مِنْهُ فَالْزَمْهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ: فَلَمَّا خَرَجَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَدَّعْتُهُ [و] شهدت الصُّبْحَ وَصَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ مَالِكٍ، فَلَمَّا أَنْ أَسْفَرَ- وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ- نَظَرَ فِي وَجْهِي فَرَآنِي فَقَالَ: خَرَجَ صَاحِبُكَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: فَسَكَتَ مَا زَادَنِي. «حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني معن عن مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ لِي: يَا مَالِكُ مَنْ بَقِيَ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الْمَشْيَخَةِ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَابْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ [2] » [3] . حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني مطرف عن مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي عَبْدَ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ فَيُلْقِي بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ وَنَتَكَلَّمُ، وَمَعَنَا رَبِيعَةُ وَابْنُ أَبِي سَلَمَةَ، فَجِئْنَا يَوْمًا فَكَثُرَ كَلَامُنَا- وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ صَامِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ- فَقُلْتُ لِابْنِ هُرْمُزَ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي ما يقولون
أَمَّا أَنَا فَأُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا- وَأَشَارَ إِلَى دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ صمته-. «قال: قال ابن المديني: سمعت يحي بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: مُرْسَلُ مَالِكٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُرْسَلِ سُفْيَانَ» [1] . «وَسَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيَّ يَقُولُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ: قَالَ يحي بْنُ سَعِيدٍ: مُرْسَلُ الزُّهْرِيِّ يُشْبِهُ لَا شَيْءَ. فَغَضِبَ أَحْمَدُ وَقَالَ: مَا لِيَحْيَى وَمَعْرِفَةِ عِلْمِ الزهري، ليس كما قال يحي» [2] . حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: بَلَغَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ أَنَّ مَالِكًا لَمْ يَأْخُذْ بِحَدِيثِ «الْبَيْعَيْنِ بِالْخِيَارِ» فَقَالَ: يُسْتَتَابُ وَإِلَّا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ- وَمَالِكٌ لَمْ يَرُدَّ الْحَدِيثَ وَلَكِنْ تَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ- فَقَالَ لَهُ...... [3] «مَنْ أَعْلَمُ مَالِكٌ أَوِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ؟ قَالَ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ فِي هَذَا أَكْثَرُ مِنْ مَالِكٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ أَصْلَحُ فِي بَدَنِهِ وَأَوْرَعُ وَرَعًا وَأَقْوَمُ بِالْحَقِّ مِنْ مَالِكٍ عِنْدَ السَّلَاطِينِ. وَقَدْ دَخَلَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَلَمْ يَهُولُهُ أَنْ قَالَ لَهُ الْحَقَّ. قَالَ: الظُّلْمُ فَاشٍ بِبَابِكَ وَأَبُو جَعْفَرٍ أَبُو جَعْفَرٍ!!» [4] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ: كَانَ يُشْبِهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فِي زَمَانِهِ، وَمَا كَانَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَمَالِكٌ فِي مَوْضِعٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ إِلَّا تَكَلَّمَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بِالْحَقِّ وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَمَالِكٌ سَاكِتٌ، وَإِنَّمَا كَانَ يُقَالُ ابْنُ
رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس [2] رحمهما الله [3]
أَبِي ذِئْبٍ وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَصْحَابُ أَمْرٍ وَنَهْيٍ «فَقِيلَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي حَدِيثِهِ؟ قَالَ: كَانَ ثِقَةً فِي حَدِيثِهِ صَدُوقًا رَجُلًا صَالِحًا وَرِعًا» [1] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قُرَشِيٌّ، وَمَالِكٌ عُمَانِيٌّ. رِسَالَةُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ [2] رَحِمَهُمَا اللَّهُ [3] حدثنا أبو يوسف حدثني يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: هَذِهِ رِسَالَةُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ [4] . «سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ- عَافَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ، وَأَحْسَنَ لَنَا الْعَاقِبَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ- فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ مِنْ صَلَاحِ حَالِكُمُ الَّذِي يَسُرُّنِي، فَأَدَامَ اللَّهُ ذَلِكَ لَكُمْ وَأَتَمَّهُ بِالْعَوْنِ عَلَى شُكْرِهِ وَالزِّيَادَةِ مِنْ إِحْسَانِهِ، وَذَكَرْتَ نَظَرَكَ فِي الْكُتُبِ الَّتِي بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ وَإِقَامَتَكَ إِيَّاهَا وَخَتْمَكَ عَلَيْهَا بِخَاتَمِكَ، وَقَدْ أَتَتْنَا فَجَزَاكَ اللَّهُ عَمَّا قَدَّمْتَ مِنْهَا خَيْرًا، فَإِنَّهَا كُتُبٌ انْتَهَتْ إِلَيْنَا عَنْكَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَبْلُغَ حَقِيقَتَهَا بِنَظَرِكَ فِيهَا، وَذَكَرْتُ أَنَّهُ قَدْ أَنْشَطَكَ مَا كَتَبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ مِنْ تَقْوِيمِ مَا أَتَانِي عَنْكَ إِلَى ابْتِدَائِي بِالنَّصِيحَةِ، وَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ لَهَا مَوْضِعٌ،
وَأَنَّهُ لَمْ يَمْنَعْكَ مِنْ ذَلِكَ فِيمَا خَلَا إِلَّا أَنْ [1] يَكُونَ رَأْيُكَ فِينَا جَمِيلًا، إِلَّا لِأَنِّي لَمْ أُذَاكِرْكَ مِثْلَ هَذَا، وَأَنَّهُ بَلَغَكَ أَنِّي أُفْتِي بِأَشْيَاءَ مُخَالِفَةً [2] لِمَا عَلَيْهِ جَمَاعَةُ النَّاسِ عِنْدَكُمْ، وَإِنِّي يَحِقُّ عَلَيَّ الْخَوْفُ عَلَى نَفْسِي لِاعْتِمَادِ مَنْ قِبَلِي عَلَى مَا أَفْتَيْتُهُمْ بِهِ، وَأَنَّ النَّاسَ تَبَعٌ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ [الَّتِي] [3] إِلَيْهَا كَانَتِ الْهِجْرَةُ وَبِهَا نَزَلَ الْقُرْآنُ، وَقَدْ أَصَبْتَ بِالَّذِي كَتَبْتَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَوَقَعَ مِنِّي بِالْمَوْقِعِ الَّذِي تُحِبُّ، وَمَا أَعُدُّ [4] أَحَدًا [5] قَدْ [6] يُنْسَبُ إِلَيْهِ الْعِلْمُ أَكْرَهَ لِشَوَاذِّ الْفُتْيَا وَلَا أَشَدَّ تَفْضِيلًا [7] لِعُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ مَضَوْا وَلَا آخِذَ لِفُتْيَاهُمْ فِيمَا اتَّفَقُوا عَلَيْهِ مِنِّي وَالْحَمْدُ للَّه رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَا شَرِيكَ لَهُ. وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ مَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ وَنُزُولِ الْقُرْآنِ [بِهَا] [8] عَلَيْهِ بَيْنَ ظَهْرَيْ أَصْحَابِهِ وَمَا عَلَّمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ وَأَنَّ النَّاسَ صَارُوا بِهِ تَبَعًا لَهُمْ فِيهِ فَكَمَا ذَكَرْتَ وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي 9: 100
تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 9: 100 [1] . فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ أُولَئِكَ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ خَرَجُوا إِلَى الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ابْتَغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَجَنَّدُوا الْأَجْنَادَ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِمُ النَّاسُ فَأَظْهَرُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ وَلَمْ يَكْتُمُوهُمْ شَيْئًا عَلِمُوهُ، وَكَانَ فِي كُلِّ جُنْدٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ يُعَلِّمُونَ- للَّه [2]- كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ وَيَجْتَهِدُونَ بِرَأْيِهِمْ فِيمَا لَمْ يُفَسِّرْهُ لَهُمُ القرآن والسنة، ويقوموهم [3] عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ الَّذِينَ اخْتَارَهُمُ الْمُسْلِمُونَ لِأَنْفُسِهِمْ، وَلَمْ يَكُنْ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ مُضَيِّعِينَ لِأَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ وَلَا غَافِلِينَ عَنْهُمْ، بَلْ كَانُوا يَكْتُبُونَ فِي الْأَمْرِ الْيَسِيرِ لِإِقَامَةِ الدِّينِ وَالْحَذَرِ مِنَ الِاخْتِلَافِ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَتْرُكُوا أَمْرًا فَسَّرَهُ الْقُرْآنُ أَوْ عَمِلَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوِ ائْتَمَرُوا فِيهِ بَعْدَهُ إِلَّا أعلموهموه، فإذا جاء أمر عملوا [4] بِهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِصْرَ وَالشَّامِ وَالْعِرَاقِ عَلَى عَهْدِ أَبِي بكر وعمر وعثمان [و] لم يَزَالُوا عَلَيْهِ حَتَّى قُبِضُوا لَمْ يَأْمُرُوهُمْ بِغَيْرِهِ، فَلَا نَرَاهُ يَجُوزُ لِلْأَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُحْدِثُوا الْيَوْمَ أَمْرًا لَمْ يَعْمَلْ بِهِ سَلَفُهُمْ مِنْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لَهُمْ حِينَ ذَهَبَ الْعُلَمَاءُ وَبَقِيَ مِنْهُمْ مَنْ لَا يُشْبِهُ مَنْ مَضَى [5] ، مَعَ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَفُوا بَعْدَهُ فِي الْفُتْيَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ، وَلَوْلَا أَنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنْ قَدْ عَلِمْتَهَا لَكَتَبْتُ بِهَا إِلَيْكَ، ثُمَّ اخْتَلَفَ التَّابِعُونَ فِي أَشْيَاءَ بَعْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَنُظَرَاؤُهُ أَشَدَّ الِاخْتِلَافِ، ثُمَّ اخْتَلَفَ الَّذِينَ كَانُوا بَعْدَهُمْ فَحَضَرْتَهُمْ بِالْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا وَرَايَتُهُمْ [1] يَوْمَئِذٍ فِي الْفُتْيَا ابْنُ شِهَابٍ وَرَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] ، فَكَانَ مِنْ خِلَافِ [3] رَبِيعَةَ لِبَعْضِ مَا مَضَى مَا عَرَفْتَ وَحَضَرْتَ، وَسَمِعْتُ قَوْلَكَ فِيهِ وَقَوْلَ ذَوِي الرَّأْيِ من أهل المدينة يحي بْنِ سَعِيدٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَكَثِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ وَغَيْرِ كَثِيرٍ مِمَّنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ حَتَّى اضْطَرَكَ مَا كَرِهْتَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى فِرَاقِ مَجْلِسِهِ. وَذَاكَرْتُكَ أَنْتَ وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَعْضَ مَا نَعِيبُ عَلَى رَبِيعَةَ مِنْ ذَلِكَ فَكُنْتُمَا لِي مُوَافِقَيْنِ [4] فِيمَا أَنْكَرْتُ، تَكْرَهَانِ مِنْهُ مَا أَكْرَهُ، وَمَعَ ذَلِكَ بِحَمْدِ اللَّهِ عِنْدَ رَبِيعَةَ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَعَقْلٌ أَصِيلٌ، وَلِسَانٌ بَلِيغٌ، وَفَضْلٌ مُسْتَبِينٌ، وَطَرِيقَةٌ حَسَنَةٌ فِي الْإِسْلَامِ، وَمَوَدَّةٌ صَادِقَةٌ لِإِخْوَانِهِ عَامَّةً وَلَنَا خَاصَّةً، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَغَفَرَ لَهُ وَجَزَاهُ بِأَحْسَنَ مِنْ عَمَلِهِ. وَكَانَ يَكُونُ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ اخْتِلَافٌ كَثِيرٌ إِذَا لَقِينَاهُ، وَإِذَا كَاتَبَهُ بَعْضُنَا فَرُبَّمَا كَتَبَ إِلَيْهِ فِي الشَّيْءِ الْوَاحِدِ عَلَى فَضْلِ رَأْيِهِ وَعِلْمِهِ- بِثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ يَنْقُضُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَلَا يَشْعُرُ بِالَّذِي مَضَى مِنْ رَأْيِهِ فِي ذَلِكَ، فَهَذَا الَّذِي يَدْعُونِي إِلَى ترك ما أنكرت تَرْكِي [5] إِيَّاهُ. وَقَدْ عَرَفْتَ مِمَّا عِبْتَ [6] إِنْكَارِي إِيَّاهُ أَنْ يَجْمَعَ أَحَدٌ مِنْ [7] أَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ لَيْلَةَ الْمَطَرِ، وَمَطَرُ الشَّامِ أَكْثَرُ مِنْ مَطَرِ الْمَدِينَةِ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا الله
لَمْ يَجْمَعْ [1] مِنْهُمْ إِمَامٌ قَطُّ فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ، وَفِيهِمْ أَبُو عُبَيْدَةُ بْنُ الْجَرَّاحِ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَقَدْ بَلَغَنَا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَعْلَمُهُمْ [2] بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ» . وَقَالَ [3] «يَأْتِي مُعَاذٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ العلماء برتوة» [4] . وشرحبيل بن حسنة وأبو الدرداء وَبِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ بِمِصْرَ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَبِحِمْصَ سَبْعُونَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ وَبِأَجْنَادِ الْمُسْلِمِينَ كُلِّهَا وَالْعِرَاقِ ابْنُ مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَعِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَنَزَلَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [5] سِنِينَ بِمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَجْمَعُوا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ قَطُّ. وَمِنْ ذَلِكَ الْقَضَاءُ بِشَهَادَةِ الشَّاهِدِ وَيَمِينِ صَاحِبِ الْحَقِّ، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ يُقْضَى بِالْمَدِينَةِ [بِهِ] [6] ، وَلَمْ يَقْضِ بِهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشَّامِ وَبِحِمْصَ وَلَا مِصْرَ ولا العراق، وَلَمْ يَكْتُبْ بِهِ إِلَيْهِمُ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ، ثُمَّ [وُلِّيَ] [7] عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَكَانَ كَمَا عَلِمْتَ فِي احياء السنن، وقطع اليد [8] ، والجدّ
فِي إِقَامَةِ الدِّينِ، وَالْإِصَابَةِ فِي الرَّأْيِ، وَالْعِلْمِ بما مضى من أمر الناس، فكتب إِلَيْهِ زُرَيْقُ بْنُ الْحَكَمِ: إِنَّكَ كُنْتَ تَقْضِي بِالْمَدِينَةِ بِشَهَادَةِ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ وَيَمِينِ صَاحِبِ الْحَقِّ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّا كُنَّا نَقْضِي بِذَلِكَ بِالْمَدِينَةِ، فَوَجَدْنَا أَهْلَ الشَّامِ على غير ذلك، فلا نقض إِلَّا بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ عَدْلَيْنِ أَوْ رَجُلٍ وَامْرَأَتَيْنِ، وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ قَطُّ لَيْلَةَ الْمَطَرِ، وَالسَّمَاءُ تَسْكُبُ عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ الَّذِي كَانَ فِيهِ بِخُنَاصِرَةَ [1] سَاكِنًا. وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَقْضُونَ فِي صَدُقَاتِ النِّسَاءِ أَنَّهَا مَتَى شَاءَتْ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي مُؤَخَّرِ صَدَاقِهَا تَكَلَّمَتْ فَدُفِعَ إِلَيْهَا، وَقَدْ وَافَقَ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَهْلَ الْمَدِينَةِ عَلَى ذَلِكَ وَأَهْلَ الشَّامِ وَأَهْلَ مِصْرَ، وَلَمْ يَقْضِ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ولا من بَعْدَهُمْ لِامْرَأَةٍ بِصَدَاقِهَا إِلَّا أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ طَلَاقٌ فَتَقُومُ عَلَى حَقِّهَا. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ فِي الْإِيلَاءِ أَنَّهُ لَا يَكُونُ عَلَيْهِ طَلَاقٌ حَتَّى يُوقَفَ وَإِنْ مَرَّتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ، وَقَدْ حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ- وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الَّذِي كَانَ يُرْوَى عَنْهُ ذَلِكَ التَّوْقِيفُ بَعْدَ الْأَشْهُرِ- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي الْإِيلَاءِ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: لَا يَحِلُّ لِلْمُوَلِّي إِذَا بَلَغَ الْأَجَلَ إِلَّا أَنْ يَفِيءَ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ أَوْ يَعْزِمَ الطَّلَاقَ. وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: إِنْ لَبِثَ بَعَدَ الْأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ الَّتِي سُمِّيَ فِي كِتَابِهِ وَلَمْ يُوقِفْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ طَلَاقٌ، وَقَدْ بَلَغَنَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَقَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُمْ قَالُوا فِي الْإِيلَاءِ: إِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فَهِيَ تطليقة ثانية [2] ، وقال سعيد بن
الْمُسَيِّبِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ وَابْنُ شِهَابٍ: إِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ وَلَهُ الرَّجْعَةُ فِي الْعِدَّةِ. وَمِنْ ذلك ان زيد بن ثابت كان كَانَ يَقُولُ: إِذَا مَلَّكَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ أَمَرَهُ فَاخْتَارَتْ زَوْجَهَا فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ، وَإِنْ طَلَّقَتْ نَفْسَهَا ثَلَاثًا فَهِيَ تَطْلِيقَةٌ، وَقَضَى بِذَلِكَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَكَانَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُهُ، وَقَدْ كَادَ النَّاسُ يَجْتَمِعُونَ عَلَى أَنَّهَا اخْتَارَتْ زَوْجَهَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ طَلَاقٌ، وَإِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا وَاحِدَةً أَوِ اثْنَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ عَلَيْهَا رَجْعَةٌ، وَإِنْ طَلَّقَتْ نَفْسَهَا ثَلَاثًا بَانَتْ فِيهِ، وَلَمْ تَحِلَّ لَهُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَيَدْخُلُ بِهَا ثُمَّ يَمُوتُ أَوْ يُطَلِّقُهَا، إِلَّا أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا فِي مَجْلِسِهِ فيقول: انما ملكتك واحدة، فيستحلف وَيُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ. وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: أَيُّمَا رجل تزوج امة ثم اشتراها زَوْجُهَا فَاشْتِرَاؤُهُ إِيَّاهَا ثَلَاثَ تَطْلِيقَاتٍ، وَكَانَ رَبِيعَةُ يَقُولُ ذَلِكَ وَإِنْ تَزَوَّجَتِ الْمَرْأَةُ الْحُرَّةُ عَبْدًا فَاشْتَرَتْهُ فَمِثْلُ ذَلِكَ. وَقَدْ بَلَغَنَا عَنْكُمْ أَشْيَاءُ مِنَ الْفُتْيَا مُسْتَكْرَهًا [1] ، وَقَدْ كُنْتُ كَتَبْتُ إِلَيْكَ فِي بَعْضِهَا فَلَمْ تُجِبْنِي فِي كِتَابِي، فَتَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ اسْتَثْقَلْتَ ذَلِكَ، فَتَرَكْتُ الْكِتَابَ إِلَيْكَ فِي شَيْءٍ مِمَّا أَنْكَرْتُ [2] وَفِيمَا أَوْرَدْتُ [3] فِيهِ عَلَى رَأْيِكَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ أَمَرْتَ زُفَرَ بْنَ عَاصِمٍ الْهِلَالِيَّ- حِينَ أَرَادَ أَنْ يستسقي- أن يقدم الصلاة قبل الخطبة، فاعظمت ذلك، لان الخطبة والاستسقاء كهيئة يوم الجمعة الا أن الامام إذا دنا فراغه من الْخُطْبَةِ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ فَدَعَا، وَحَوَّلَ رداءه ثم نزل فصلى، [و] قد استسقى
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَغَيْرُهُمَا، فَكُلُّهُمْ يقدم الخطبة و [1] الدعاء قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَأَشْهَرُ [2] النَّاسِ فَعَلَ زُفَرُ بْنُ عَاصِمٍ مِنْ ذَلِكَ وَاسْتَنْكَرُوهُ. وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ فِي الْخَلِيطَيْنِ فِي الْمَالِ: أَنَّهُ لَا تَجِبْ عَلَيْهِمَا الصَّدَقَةُ حَتَّى يَكُونَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا تَجِبُ فِيهِ الصَّدَقَةُ، وَفِي كِتَابِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِمَا الصَّدَقَةُ وَيَتَرَدَّانِ بِالسَّوِيَّةِ، وَقَدْ كَانَ ذَلِكَ يُعْمَلُ بِهِ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَبْلَكُمْ وَغَيْرِهِ، وَالَّذِي حَدَّثَنَا بِهِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَلَمْ يَكُنْ بِدُونِ أَفَاضِلِ الْعُلَمَاءِ فِي زَمَانِهِ فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ وَجَعَلَ الْجَنَّةَ مَصِيرَهُ. وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ وَقَدْ بَاعَهُ رَجُلٌ سِلْعَةً فَتَقَاضَى طَائِفَةً مِنْ ثَمَنِهَا أَوْ أَنْفَقَ الْمُشْتَرِي طَائِفَةً مِنْهَا أَنَّهُ يَأْخُذُ مَا وَجَدَ مِنْ مَتَاعِهِ، وَكَانَ النَّاسُ عَلَى أَنَّ الْبَائِعَ إِذَا تَقَاضَى مِنْ ثَمَنِهَا شَيْئًا أَوْ أَنْفَقَ الْمُشْتَرِي مِنْهَا شَيْئًا فَلَيْسَتْ بِعَيْنِهَا. وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّكَ تَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لم يعط الزبير ابن الْعَوَّامِ إِلَّا لِفَرَسٍ وَاحِدٍ، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَنَّهُ أَعْطَاهُ أَرْبَعَةَ أَسْهُمٍ بِفَرَسَيْنِ [3] وَمَنَعَهُ الْفَرَسَ الثَّالِثَ، وَالْأُمَّةُ كُلُّهُمْ «عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ مِصْرَ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ إِفْرِيقِيَّةَ، لَا يَخْتَلِفُ فِيهِ اثْنَانِ، فَلَمْ يَكْنُ يَنْبَغِي لَكَ- وَإِنْ كُنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَجُلٍ مَرْضِيٍّ- أَنْ تُخَالِفَ الْأُمَّةَ أَجْمَعِينَ. وَقَدْ تَرَكْتُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً مِنْ أَشْبَاهِ هَذَا، وَأَنَا أُحِبُّ تَوْفِيقَ اللَّهِ إِيَّاكَ وَطُولَ بَقَائِكَ، لِمَا أَرْجُو لِلنَّاسِ في ذلك من المنفعة، وما
رسالة مالك [1]
أخاف من الضيعة إذا ذهب ملك مَعَ اسْتِئْنَاسٍ بِمَكَانِكَ، وَإِنْ نَأَتِ الدَّارُ، فَهَذِهِ منزلتك عندي ورأيي فيه فَاسْتَيْقِنْهُ، وَلَا تَتْرُكِ الْكِتَابَ إِلَيَّ بِخَبَرِكَ وَحَالِكَ وحال ولدك وأهلك وحاجة أن كانت له أَوْ لِأَحَدٍ يُوصَلُ بِكَ، فَإِنِّي أُسَرُّ بِذَلِكَ، كَتَبْتُ إِلَيْكَ وَنَحْنُ صَالِحُونَ مُعَافَوْنَ وَالْحَمْدُ للَّه، نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنَا وَإِيَّاكُمْ شُكْرَ مَا أَوْلَانَا وَتَمَامَ مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَا، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. رِسَالَةُ مَالِكٍ [1] بِسْمِ اللَّهِ الرحمن الرحيم حدثنا أبو يوسف حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: هَذِهِ رِسَالَةُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ إِلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ: سَلَامٌ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ، عَصَمَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ بِطَاعَتِهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَعَافَانَا وَإِيَّاكَ [2] مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ: كَتَبْتُ إِلَيْكَ وأنا من قِبَلِي مِنَ الْوِلْدَانِ وَالْأَهْلِ عَلَى مَا تُحِبُّ وَاللَّهُ مَحْمُودٌ. جَاءَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ مِنْ حَالِكَ وَنِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكَ الَّذِي أَنَا بِهِ مَسْرُورٌ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَسْتَمِرَّ عَلَيْنَا وَعَلَيْكَ صَالِحُ مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَا وَعَلَيْكَ وَأَنْ يَجْعَلَنَا لَهُ شَاكِرِينَ. وَفَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ فِي كُتُبٍ بَعَثْتَ بِهَا لِأَعْرِضَهَا لَكَ وَأَبْعَثَ بِهَا إِلَيْكَ، فَقَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ وَغَيَّرْتُ مِنْهَا حَتَّى صَحَّ أَمْرُهَا عَلَى مَا تُحِبُّ، وَخَتَمْتُ عَلَى كُلِّ فُنْدَاقٍ مِنْهَا بِخَاتَمِي وَنَقْشُهُ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. وَكَانَ حَبِيبٌ إِلَيَّ حِفْظَكَ وَقَضَاءَ حَاجَتِكَ وَأَنْتَ لِذَلِكَ أَهْلٌ، وَصَبَرْتُ لَكَ نَفْسِي فِي سَاعَاتٍ لَمْ أَكُنْ أَعْرِضُ فِيهَا لِأَنَّ الْحَجَّ فيها فتأتيك مع الّذي جاءني
بِهَا حَيْثُ [1] دَفَعْتُهَا إِلَيْهِ وَبَلَغْتُ مِنْ ذَلِكَ الَّذِي رَأَيْتُ أَنَّهُ يَلْزَمُنِي فِي حَقِّكَ وَحُرْمَتِكَ وَقَدْ نَشَطَنِي مَا اسْتَطْلَعْتُ مِمَّا قِبَلِي مِنْ ذلك في ابتدائك بالنصيحة لك، ورجوت لك أن يَكُونَ لَهَا عِنْدَكَ مَوْضِعٌ، وَلَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ ذَلِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ أَنْ لَا يَكُونَ رأيي لَمْ يَزَلْ فِيكَ جَمِيلًا إِلَّا أَنَّكَ لَمْ تَكُنْ تُذَاكِرُنِي شَيْئًا مِنْ هَذَا الْأَمْرِ وَلَا تَكْتُبُ فِيهِ إِلَيَّ. وَاعْلَمْ- رَحِمَكَ اللَّهُ- أَنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُفْتِي بِأَشْيَاءَ مُخَالِفَةٍ لِمَا عَلَيْهِ جماعة الناس عندنا، وببلدنا الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، وَأَنْتَ فِي أَمَانَتِكَ وَفَضْلِكَ، وَمَنْزِلَتِكَ مِنْ أَهْلِ بَلَدِكَ، وَحَاجَةِ مَنْ قِبَلِكَ إِلَيْكَ، وَاعْتِمَادِهِمْ عَلَى مَا جَاءَهُمْ مِنْكَ حَقِيقٌ بِأَنْ تَخَافَ عَلَى نَفْسِكَ، وَتَتَّبِعَ مَا تَرْجُو [2] النَّجَاةَ بِاتِّبَاعِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 9: 100 [3] . وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ 39: 18 [4] . وَإِنَّمَا النَّاسُ تَبَعٌ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ: إِلَيْهَا كَانَتِ الْهِجْرَةُ، وَبِهَا تَنَزَّلَ الْقُرْآنُ، وَأُحِلَّ الْحَلَالُ وَحُرِّمَ الْحَرَامُ، إِذْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، يَحْضُرُونَ الْوَحْيَ وَالتَّنْزِيلَ، وَيَأْمُرُهُمْ فَيُطِيعُونَهُ، وَيُبَيِّنُ لَهُمْ فَيَتَّبِعُونَهُ، حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، واختار له ما عنده، صلوات الله وسلامه
عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ، ثُمَّ قَامَ مَنْ بَعْدَهُ أَتْبَعُ النَّاسِ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ، فَمَا [1] نَزَلَ بِهِمْ مِمَّا عَلِمُوا أَنْفَذُوهُ وَمَا [2] لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ فِيهِ عِلْمٌ سَأَلُوا عَنْهُ، ثُمَّ أَخَذُوا بِأَقْوَى مَا وَجَدُوا فِي ذَلِكَ، فِي [3] اجْتِهَادِهِمْ، وَحَدَاثَةِ عَهْدِهِمْ، فَإِنْ خَالَفَهُمْ مُخَالِفٌ، أَوْ قَالَ امْرُؤٌ غَيْرَهُ مَا [هُوَ] [4] أَقْوَى مِنْهُ وَأَوْلَى، تُرِكَ قَوْلُهُ، وَعُمِلَ بِغَيْرِهِ. ثُمَّ كَانَ التَّابِعُونَ مِنْ بَعْدِهِمْ يَسْلُكُونَ ذَلِكَ السَّبِيلَ وَيَتَّبِعُونَ تِلْكَ [5] السُّنَنِ، فَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ بِالْمَدِينَةِ ظَاهِرًا مَعْمُولًا بِهِ، لَمْ أَرَ لِأَحَدٍ خِلَافَهُ، لِلَّذِي فِي أَيْدِيهِمْ مِنْ تِلْكَ [6] الْوِرَاثَةِ الَّتِي لَا يَجُوزُ انْتِحَالُهَا وَلَا ادِّعَاؤُهَا، وَلَوْ ذَهَبَ كُلُّ أَهْلِ الْأَمْصَارِ يَقُولُونَ: هَذَا الْعَمَلُ بِبَلَدِنَا، وَهُوَ الَّذِي مَضَى [عَلَيْهِ] [7] مَنْ مَضَى مِنَّا لَمْ يَكُونُوا فِيهِ مِنْ ذَلِكَ عَلَى ثِقَةٍ، وَلَمْ يَجُزْ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ مِثْلُ الَّذِي جَازَ لَهُمْ. فَانْظُرْ- رَحِمَكَ اللَّهُ- فِيمَا كَتَبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ لِنَفْسِكَ، وَاعْلَمْ أَنِّي أَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ دَعَانِي إِلَى مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ إِلَّا النَّصِيحَةُ للَّه وَحْدَهُ وَالنَّظَرُ لَكَ وَالضَّنُّ بِكَ، فَأَنْزِلْ كِتَابِي مِنْكَ مَنْزِلَهُ، فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ تَعْلَمْ [8] أَنِّي لَمْ آلُكَ نُصْحًا، وَفَّقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ لِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ فِي كُلِّ أَمْرٍ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ. وَكُتِبَ يَوْمَ الْأَحَدِ لِسَبْعٍ مَضَيْنَ مِنْ صَفَرٍ.
[عبيد الله بن عمر]
[عبيد الله بن عمر] حدثنا يحي بن عبد الله بن بكير قال: قال الليث بن سعد: لما أخرج يحي بْنُ سَعِيدٍ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى أَبِي الْعَبَّاسِ، كتبت الى عبد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَسْأَلُهُ. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيَّ عُبَيْدُ اللَّهِ: إِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي فِيمَا لَا يَبْلُغُهُ رَأْيِي وَلَا يَسَعُهُ عَقْلِي. قَالَ: فَكَفَفْتُ عَنْهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ أَتَيَا الزُّهْرِيَّ بِمَكَّةَ وَكَلَّمَاهُ. فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْمَدِينَةَ وَطَرِيقِي عَلَيْكُمَا، فَأْتِيَانِي بِالْمَدِينَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ سُفْيَانُ: فَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْمُتَكَلِّمُ وَمَالِكٌ مَعَهُ لَمْ يَسْمَعَا بِمَكَّةَ مِنْهُ شَيْئًا. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ لنا عبيد الله ابن عُمَرَ وَجِئْنَاهُ نَطْلُبُ الْحَدِيثَ مِنْهُ-: قَدْ أَشْنَنْتُمُ الْحَدِيثَ وَأَذْهَبْتُمْ نُورَهُ، لَوْ رَآنِي عُمَرُ وَإِيَّاكُمْ لأوجعنا بالدرة [1] . حدثنا محمد بن يحي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا عَالِمًا بِالْحَدِيثِ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنِ أَخِي رُزَيْقِ بْنِ حَكِيمٍ الْأَيْلِيُّ قَالَ: مَرَّ بِنَا رَبِيعَةُ وَأَبُو الزِّنَادِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنَكَدِرِ فِي أَشْيَاخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ يَسْأَلُهُمْ عَنْ يَمِينٍ حَلَفَ بِهَا. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ كَثِيرٍ الْأَيْلِيُّ قَالَ: أَوَّلُ مَا عرفت أبا حازم، رأيت رجاء بن بْنَ حَيْوَةَ قَامَ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ مَنْ هَذَا الّذي قام
خبر ابن سمعان ويزيد بن عياض وغيرهم من الكذابين
إِلَيْهِ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو حَازِمٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ قَالَ: سمعت حسين ابن رُسْتُمَ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ حِيسَ [1] أَوَّلُهَا عَلَى آخِرِهَا وَنُودِيَ فِيهَا بِالرَّحِيلِ. خَبَرُ ابْنِ سَمْعَانَ وَيَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْكَذَّابِينَ «حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا أَبُو زيد عبد الحميد بن الوليد ابن الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنِي ابْنُ [2] الْقَاسِمِ: قَالَ سَأَلْتُ مَالِكًا عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ [3] . قَالَ: كَذَّابٌ [4] . قُلْتُ: فَيَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ؟ قَالَ أَكْذَبُ وَأَكْذَبُ [5] . «حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَسَأَلْتُهَا عَنْ بَعْضِ الْحَدِيثِ فَلَمْ أَرْضَ أَنْ آخُذَ عَنْهَا شَيْئًا لِضَعْفِهَا. قَالَ مَالِكٌ: وَقَدْ أَدْرَكْتُ رِجَالًا كَثِيرًا مِنْهُمْ مَنْ قَدْ أَدْرَكَ الصَّحَابَةَ فَلَمْ أَسْأَلْهُمْ عَنْ شَيْءٍ. - كَأَنَّهُ يُضَعِّفُ أَمْرَهُمْ-» [6] . حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُؤَمَّلَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: سَمِعْتُ يحي بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بن أبي يحي أنه
يَكْذِبُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ حَفْصٍ قَالَ: شَهِدْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ وَجَاءَ إِلَيْهِ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَتَذَاكَرَا الْحَدِيثَ فَقَالَ الشَّيْخُ لِيَحْيَى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ بِكَذَا وَكَذَا. فقال يحي: عرف [1] عليه كذاب. فقال: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ سَاعَةٍ قَالَ: الْأَبُ حَدَّثَكَ أَوِ الِابْنُ؟ فَقَالَ: لَا بَلِ الْأَبُ. فَقَالَ: الْأَبُ لَا بَأْسَ بِهِ، إِنَّمَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تَعْنِي الِابْنَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَزْرَقُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ إِنِّي لَأَسْمَعُ الْكَلِمَةَ الْحَسَنَةَ فَلَا أَرَى بَأْسًا أَنْ أَجْعَلَ لَهَا إِسْنَادًا. حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الْمَوْصِلِيَّ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ [2] عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ مَوْلَى عُقَيْلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ فَسَأَلْتُ عَنْهُ وَكِيعًا فَقَالَ: كَانَ كَذَّابًا فَلَمَّا عَرَفْنَاهُ بِالْكَذِبِ تَحَوَّلَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ، حَدَّثَ يَعْنِي عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ صَلَّى بِهِمْ وَهُوَ عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، فَأَعَادَ وَأَمَرَهُمْ بِالْإِعَادَةِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثَّوْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ حَبِيبَ بْنَ أَبِي ثَابِتٍ لَمْ يَرْوِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ شَيْئًا قَطُّ. «حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بن صبح حدثنا يحي بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ الْكَلَاعِيُّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى حِمْصَ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ فَجَعَلَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا شَيْخُكُمُ الصَّالِحُ حَدَّثَنَا شَيْخُكُمُ الصَّالِحُ. فَلَمَّا أَكْثَرَ قُلْتُ: مَنْ شَيْخُنَا هَذَا الصَّالِحُ؟ سَمِّهِ لَنَا حَتَّى نَعْرِفَهُ. قَالَ: فَقَالَ: خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ. قُلْتُ لَهُ: فِي أَيِّ سَنَةٍ لَقِيتَهُ؟ قَالَ: لَقِيتُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. قَالَ: قُلْتُ: وَأَيْنَ لَقِيتَهُ؟ قَالَ: لَقِيتُهُ فِي غَزَاةِ أَرْمِينِيَّةَ. قَالَ: قلت له:
[الوليد بن كثير]
اتَّقِ اللَّهَ يَا شَيْخُ وَلَا تَكْذِبْ، مَاتَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ، وَأَنْتَ تزعم أنه لَقِيتَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ. وَأَزِيدُكَ أُخْرَى لَمْ يَغْزُ أَرْمِينِيَّةَ قَطُّ. كَانَ يَغْزُو الرُّومَ» [1] . حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ حَدَّثَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بن عبد الواحد قال: قلت لمالك ابن أَنَسٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سَمْعَانُ تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ أَعْرِفُهُ كَانَ كَذَّابًا. [الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ] حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ وَكَانَ مُثْبِتًا فِي الْحَدِيثِ. [عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ] حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَطَاءً وَكَانَ أَشَلَّ أَفْزَرَ [2] . حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: الْعِلْمُ خَزَائِنُ يَقْسِمُ اللَّهُ لِمَنْ أَحَبَّ، لَوْ كَانَ يَخُصُّ بِالْعِلْمِ أَحَدًا كَانَ أَهْلُ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْلَى، كَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ- وَاسْمُ أَبِي رَبَاحٍ أَسْلَمُ- حَبَشِيًّا، وكان يزيد بن أبي حبيب نوبيا أسودا، وَكَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ مَوْلَى لِلْأَنْصَارِ، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ مَوْلًى لِلْأَنْصَارِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا سَلَّامٌ [3] قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ الْحَسَنُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْمَنَاسِكِ عطاء بن
أَبِي رَبَاحٍ [1] ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالتَّفْسِيرِ عِكْرِمَةُ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: أَذْكُرُهُمْ فِي زَمَانِ بَنِي أُمَيَّةَ يَأْمُرُونَ فِي الْحَاجِّ صَائِحًا يَصِيحُ: لَا يُفْتِ النَّاسَ إِلَّا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ [2] ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عطاء فعبد الله ابن أَبِي نَجِيحٍ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَمِّي وَهْبُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَذْكُرُ وِسَادَةً تُثْنَى لِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فِي مَسْجِدِ الْحَرَامِ يُفْتِي النَّاسَ، كَانَ ذَلِكَ أَمْرًا مِنَ الْوَالِي. حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُ حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا: أَنَّ مُفْتِيَ مَكَّةَ بَعْدَ عَطَاءٍ كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ. قَالَ يُوسُفُ: وَكَانَ أَفْقَهَ أَصْحَابِنَا فِي زَمَانِهِ، وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ لَمْ يَكُنْ فِقْهُ بَدَنِهِ عَلَى قَدْرِ كُتُبِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْحَجِّ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: مَاتَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ يَوْمَ مَاتَ وَهُوَ أَرْضَى أَهْلِ الْأَرْضِ عِنْدَ النَّاسِ [3] ، وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مَنْ يَتَهَدَّى إِلَيْهِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُرِيدُ بِهَذَا الْعِلْمِ وَجْهَ اللَّهِ الا هؤلاء الثلاث عطاء وطاووس ومجاهد.
[عبد الله بن أبي نجيح] [5]
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِالْحَجِّ مِنْ عَطَاءٍ [1] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أُمِّهِ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ عُمَرَ مَكَّةَ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: أَتَجْمَعُونَ لِي يَا أَهْلَ مَكَّةَ الْمَسَائِلَ وَفِيكُمُ ابْنُ أَبِي رَبَاحٍ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَسَأَلَ، فَأَشَارُوا إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَجَعَلَ الْأَعْرَابِيُّ يَقُولُ: أَيْنَ أَبُو مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ: مَا لَنَا هَاهُنَا مَعَ عَطَاءٍ شَيْءٌ [2] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ يُفْتِي النَّاسَ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: اجْتَمَعَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَابْنُ شُبْرُمَةَ [4] عِنْدَ بَعْضِ الْأُمَرَاءِ، فَسَأَلَهُمَا عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ فِيهَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ بِقَوْلِهِ، وَقَالَ فِيهَا ابْنُ شُبْرُمَةَ بِقَوْلِهِ، فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ لِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ: قُدْ قَوْلَكَ يَا أَبَا بَشَّارٍ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: أَنَا لَا أَقُودُ وَلَا أَسُوقُ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عبد الرزاق عن ابن جريح قَالَ: كَانَ عَطَاءٌ بَعْدَ مَا كَبُرَ وَضَعُفَ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ فَيَقْرَأُ مِائَتَيْ آيَةٍ مِنَ الْبَقَرَةِ وَهُوَ قَائِمٌ مَا يَزُولُ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَا يَتَحَرَّكُ. [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ] [5] حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَدَّتِي أُمَّ أَبِي أُمَّ يَعْلَى بِنْتِ مُطَهَّرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَاذَانَ تقول:
سَمِعْتُ أَبِي مُطَهَّرَ بْنَ عَلِيٍّ وَهُوَ يَقُولُ لِأُمِّي قَسْمَةَ بِنْتِ يَعْلَى بْنِ مُوسَى بْنِ بَاذَانَ- وَهِيَ بِنْتُ عَمِّ عُثْمَانَ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَاذَانَ- قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَمْرٍو جَمَعْتَ الْقُرْآنَ مَعَ..... [1] . فَقَالَ لِي: لَا وَاللَّهِ. قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ أَرَكَ مَعَ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ؟ قَالَ: بَلَى كُنْتُ أَنَا وَهُوَ نَتَطَارَحُ شَيْئًا وَلَسْتُ أُجَالِسُهُ بَعْدُ. ثُمَّ قَالَ: قَالَ أَبِي: كَانَ وَاللَّهِ بَعِيدًا مِنَ الْقَدَرِيَّةِ- يَعْنِي عَمْرًو- لِأَنَّهُ قَدْ كَانَ صَدِيقًا لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنِي أَبِي: أَنَّ أَبَا بَرْزَةَ وَاسْمُهُ ابْنُ بِشَّارٍ قَالَ أَبِي وَقَدْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِنَا: هُوَ بَشَّارٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ السَّائِبِ بْنِ صَيْفِيِّ بْنِ [أَبِي] [3] رِفَاعَةَ الْمَخْزُومِيُّ وَابْنُهُ نَافِعُ بْنُ أَبِي بَرْزَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمِ بْنِ مَرَاحِ بْنِ مرة بن عبد مناف ابن كِنَانَةَ اشْتَرَاهُ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ وَأَعْتَقَهُ فِي الْحَجَّةِ، وَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى مِصْرَ وَكَانَتْ مَسَاكِنُ بَنِي مُدْلِجٍ. قال أحمد: وكان عَبْدَ اللَّهِ بْنَ السَّائِبِ قَدْ أَعْتَقَ أَبَا برزة قبل أن يبيع نافع. قال أحمد: وولاء باذان فِي بَنِي جُمَحَ قَالَ: وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي نَجِيحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن القاسم: وهو مولى الثقيف، وَكَانَ مَسْكَنُهُ عَلَى الصَّفَا، وَوَرَّثَ جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ أُمَّهُ حِصَّتَهَا مِنْ أَبِيهَا أَبِي نَجِيحٍ، وَوَهَبَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ حِصَّتَهُ الْبَاقِيَةَ فَتُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا صِبْيَةً هَلَكَتْ فَصَارَتْ مَسْكَنُهُ لِعَبْدِ اللَّهِ وَنَافِعٍ ابْنَيِ
أخبار طاوس
القاسم بن نافع من أخته، وكانا في حجر عثمان بن الأسود تيتما فِي حِجْرِ الْقَاسِمِ. أَخْبَارُ طَاوُسٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ [1] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الشَّرِيفُ عِنْدَهُ والوضيع بمنزلة واحدة الا طاوس [3] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمَكِيِّ [4] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ مَعْمَرٍ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَا طَاوُسٌ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُفْتِي الْمَرْأَةَ إِذَا حَاضَتْ وَقَدْ زَارَتْ أَنْ لَا تَنْفِرَ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهَا بِالْبَيْتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: - قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِعَامٍ أَوِ اثْنَيْنِ وَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ- أَمَّا النِّسَاءُ فَقَدْ رُخِّصَ لَهُنَّ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَحَدَّثْتُ بِهِ سَالِمًا. فَقَالَ: مَا عَلِمْنَا ذَلِكَ. وَقَالَ الزُّهْرِيّ: لَوْ رَأَيْتُ طَاوُسًا لَعَلِمْتُ أنه لم يكذب. [5] حدثنا محمد ابن أَبِي زُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِي عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ بَعَثَ مُصَدِّقًا وَأَنَّهُ أُعْطِيَ دَنَانِيرَ نَفَقَةٍ لَيَتَجَهَّزَ بِهَا لِخُرُوجِهِ- وكان ذلك مما يفعل أن يعط مَنْ خَرَجَ عَلَى الصَّدَقَاتِ مَا يَتَجَهَّزُونَ بِهِ- فَأَخَذَهَا طَاوُسٌ فَوَضَعَهَا فِي كُوَّةٍ لَهُ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَسَمَ كُلَّ شَيْءٍ أَخَذَهُ هُنَاكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ مِنْهُ بِشَيْءٍ، فَلَمَّا رَجَعَ سَأَلُوهُ عَمَّا جَاءَ بِهِ فَقَالَ لَهُمْ: إِنِّي قَسَمْتُهَا عَلَيْهِمْ. فَكَأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا صَنَعَ، فَقَالُوا لَهُ: أُرْدُدْ علينا الدنانير التي أعطينا.
قَالَ: هِيَ فِي الْكُوَّةِ وَلَمْ آخُذْ مِنْهَا شَيْئًا. قَالَ: فَوَجَدُوهَا فَأَخَذُوهَا. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا تَعَلَّمْتَ فَتَعَلَّمْ لِنَفْسِكَ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الْأَمَانَةَ. قَالَ: وَكَمْ كَانَ يَعُدُّ الْحَدِيثَ حَرْفًا حَرْفًا [1] . حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [2] عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: شَهِدْتُ جِنَازَةَ طَاوُسٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ فَسَمِعْتُهُمْ يَقُولُونَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَجَّ أَرْبَعِينَ حَجَّةً. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ: إِذَا حَدَّثْتُكَ حَدِيثًا قَدْ أَثْبَتُّهُ لَكَ فَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ أَحَدًا [3] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يُحَدِّثُ عَنْكَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتُكَ شَيْئًا فَاخْتِمْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ سُفْيَانُ: لَا يُشْبِهُ هَذَا كَلَامَ طَاوُسٍ. حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ: إِذَا حَدَّثْتُكَ شَيْئًا فَشُدَّ بِهِ يَدَيْكَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَنَزُّهًا عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ مِنْ طَاوُسٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن يحي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ طَاوُسٌ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ وَكُنْتُ فِي الْكَعْبَةِ. فَقَالَ: اكْشِفْ قِنَاعَكَ وَبَيِّنْ قِرَاءَتَكَ. قال: فقال طاوس: دع هذا هذا
حُلْمٌ. قَالَ: فَخُيِّلَ إِلَيْنَا أَنَّهُ انْبَسَطَ فِي حَدِيثِهِ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَقَنَّعُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ أَوْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ- قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ كَذَا قَالَ- قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ طَاوُسٍ: اللَّهمّ امْنَعْنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ، وَارْزُقْنِي الْإِيمَانَ وَالْعَمَلَ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سَابُورَ قَالَ: قِيلَ لِطَاوُسٍ: ادْعُ لَنَا بِدَعَوَاتٍ. قَالَ: مَا أَجِدُ بِقَلْبِي خَشْيَةً [2] الْآنَ [3] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ سَابُورَ قَالَ: قُلْنَا لِطَاوُسٍ: - أَوْ قِيلَ لِطَاوُسٍ-: ادْعُ لَنَا بِدَعَوَاتٍ. قال: لا أجد لِذَلِكَ حِسْبَةً [4] . حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ لِلَّيْثِ: انْظُرْ مَا سَمِعْتُ مِنْ هَذَيْنِ الرجلين فاشدد يديك- يريد به طاوس وَمُجَاهِدًا-. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ وَهْبٌ [5] : لَا يزال في صنعاء حلم مَا دَامَ سِمَاكُ بْنُ الْفَضْلِ [6] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قال: سمعت النعمان بن
الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ [1]- أَوْ أيوب بن يحي [2]- بعث الى طاوس بخمسمائة [3] دِينَارٍ وَقَالَ لِلرَّسُولِ: إِنْ أَخَذَهَا مِنْكَ فَإِنَّ الْأَمِيرَ سَيَكْسُوكَ وَيُحْسِنُ إِلَيْكَ. فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى قَدِمَ عَلَى طَاوُسٍ الْجُنْدُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ نَفَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْكَ الْأَمِيرُ. قَالَ: مَا لِي بِهَا حَاجَةٌ. قَالَ: فَأَرَادَهُ [4] عَلَى قَبْضِهَا فَأَبَى، فَغَفَلَ طَاوُسٌ فَرَمَى بِهَا فِي كُوَّةِ الْبَيْتِ ثُمَّ ذَهَبَ، فَقَالَ لَهُمْ: أَخَذَهَا، فَلَبِثُوا حِينًا، ثُمَّ بَلَغَهُمْ عَنْ طَاوُسٍ شَيْءٌ كَرِهُوهُ. قَالَ [5] : ابْعَثُوا إِلَيْهِ فَلْيَبْعَثْ إِلَيْنَا بمالنا. فجاءه الرَّسُولُ فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي بَعَثَ بِهِ إِلَيْكَ الْأَمِيرُ. قَالَ مَا قَبَضْتُ مِنْهُ شَيْئًا. فَرَجَعَ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُمْ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ صَادِقٌ. فَقِيلَ: [انْظُرُوا] [6] الرَّجُلَ الَّذِي ذَهَبَ بِهَا فَابْعَثُوهُ إِلَيْهِ. [فَجَاءَهُ] [7] فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي جِئْتُكَ بِهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: هَلْ قَبَضْتُ مِنْكَ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهَلْ تَدْرِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ فِي تِلْكَ الْكُوَّةِ. قَالَ: فَأَبْصِرْهُ حَيْثُ وَضَعْتَهُ. قَالَ: فَمَدَّ يَدَهُ فَإِذَا هُوَ بالبصرة قَدْ نَبَتَ عَلَيْهَا الْعَنْكَبُوتِ. قَالَ: فَأَخَذَهَا فَذَهَبَ بها اليهم [8] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ سُفْيَانُ لَا يعدل من أصحاب ابن عباس
أخبار عبد الله بن طاوس
بِطَاوُسٍ أَحَدًا. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ يُصَلِّي فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مُعْتِمَةٍ، فَمَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَخُو الْحَجَّاجِ أَوْ أَيُّوبُ بْنُ يحي- وَهُوَ سَاجِدٌ- فِي مَوْكِبِهِ، فَأَمَرَ بِسَاجٍ أَوْ طيلسان فطرح عليه، فلم يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ نَظَرَ فَإِذَا السَّاجُ عَلَيْهِ فَانْتَفَضَ [وَأَلْقَاهُ عَنْهُ] وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهِ وَمَضَى إِلَى مَنْزِلِهِ [1] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أخبرنا معمر: أن طاوس أَقَامَ عَلَى رَفِيقٍ لَهُ مَرِيضٍ حَتَّى فَاتَهُ الْحَجُّ- وَقَالَ مَرَّةً عَلَى رَجُلٍ-. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عن أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد ابن زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَدَقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: كَانَ طَاوُسٌ فينا مثل ابن سيرين فيكم [2] . حدثنا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ مَا أُفَضِّلُ عَلَيْهِ أحدا من أصحابي- يعني طاوس-. أَخْبَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ عَبْدُ الله بن عيسى بن جبير رَيْسَانُ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ إِلَى هَمْدَانَ. فَقَالَ: لَا وَلَكِنْ إِلَى خَوْلَانَ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ طَاوُسٍ فِي دَيْنِ أَبِيهِ: لَوِ اسْتَظْهَرْتَ الْغُرَمَاءَ. قَالَ: فَقَالَ أَسْتَظْهِرُهُمْ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَنْزِلِهِ
محبوس. قال: فباع مالا ثمن ألف وخمسمائة. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: إِنْ كُنْتَ رَاحِلًا إِلَى أَحَدٍ فَعَلَيْكَ بِابْنِ طَاوُسٍ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ نُعْمَانَ [1] قَالَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ فَقِيهٍ قَطُّ مِثْلَ ابْنِ طَاوُسٍ. قلت: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ؟ قَالَ: مَا كَانَ أَفْضَلَهُ، وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذِّمَّارِيُّ قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ يَنْزِلُ الْجُنْدَ وَطَاوُسُ بْنُ كَيْسَانَ. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ فَارِسَ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَيْنَا عَقْدُ ولاء إِلَّا أَنَّ كَيْسَانَ وَلَاؤُهُ لِآلِ هود [2] الحميري فَهِيَ لِأُمِّ طَاوُسٍ. حَدَّثَنَا [3] عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سمعت معمر يَقُولُ: مَا ذَكَرْتُ ابْنَ فَقِيهٍ مِثْلَ ابْنِ طَاوُسٍ. قُلْتُ: وَلَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ؟ قَالَ: حَسْبُكَ بِهِ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ لِي أَيُّوبُ: إِنْ كُنْتَ رَاحِلًا إِلَى أَحَدٍ فَارْحَلْ إِلَى ابْنِ طَاوُسٍ، وَإِلَّا فَالْزَمْ تِجَارَتَكَ.
أخبار مجاهد بن جبر
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [1] حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَا أُفَضِّلُ عليه أحدا من أصحابي- يعني طاووس. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَيْسَ فِي الْأَبْنَاءِ مثل ابن طاووس. قَالَ لَنَا سُفْيَانُ [2] : كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ يُفَرِّقُنَا يقول: ان قدم عليكم تجدونه شيخنا خَشِنًا. قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ جَالِسٌ مع إبراهيم ابن مَيْسَرَةَ، فَجَعَلْتُ أَسْأَلُهُ. فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ: هَذَا أَشَدُّ عَلَيْكَ مِنْ يُوسُفَ بْنِ عِمْرَانَ هَذَا يَلْزَمُكَ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ إِلَى مِنًى فَنَزَلَ قَرْنَ الثَّعَالِبِ، وَضَرَبَ حِبَالَهُ، فَعَلِمْتُ مَوْضِعَهُ بِصَخْرَةٍ فِي الْجَبَلِ، فَغَدَوْتُ عليه وعنده سفيان بن سعيد وَقَدْ سَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ وَعُثْمَانَ قصة طويلة حدثت رد في فَلَمْ يَضْبِطْهُ. فَقَالَ سُفْيَانُ: رُدَّهُ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا رَدَدْتُهُ أَبَدًا. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أُمَيَّةَ بن شبل قال: قدم علينا ابن طاووس فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: أَلَا تُحَدِّثُنَا؟ فَقَالَ: إِنْ سَأَلْتُمُونِي عَنْ شَيْءٍ ذَكَرْتُهُ، وَإِلَّا فَأُهْدِي عَلَيْكُمْ. أَخْبَارُ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: شَهِدَ مُجَاهِدٌ الْجَمَاجِمَ فَقَالُوا لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ:..... [3] مِنَ الْخَيْرِ تَخَلَّفْتُ عَنْهَا. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مُجَاهِدًا ظَنَنْتُ أَنَّهُ خَرْبَنْدَجٌ ضَلَّ حماره فهو مهتم [4] .
خبر سعيد والحجاج
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رأيت مجاهدا ازدريته متبذل وَذَكَرَ كَأَنَّهُ خَرْبَنْدَجٌ، فَإِذَا تَكَلَّمَ رَجُلٌ عَرَبِيٌّ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَجْلَحِ الْكِنْدِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: طَلَبْنَا هَذَا العلم وما لنا فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَ اللَّهُ بَعْدُ النِّيَّةَ. قَالَ: وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ مَوْلَى قَيْسِ بْنِ السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: اسْتَفْرَغَ عِلْمِي الْقُرْآنَ. خَبَرُ سَعِيدٍ وَالْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: إِنَّكَ قَادِمٌ عَلَى الْحَجَّاجِ فَانْظُرْ مَا تَقُولُ لَهُ، لَا تَقُلْ مَا يَسْتَحِلُّ بِهِ دَمَكَ. قَالَ: ان سألني أكافر أنا أو مؤمن فو الله مَا أَشْهَدُ عَلَى نَفْسِي بِالْكُفْرِ وَأَنَا لَا أَدْرِي أَنْجُو مِنْهُ أَمْ لَا. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ [1] عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: مَا يَأْتِينِي أَحَدٌ يَسْأَلُنِي [2] . حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ مَاتَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَمَا عَلَى الْأَرْضِ أَحَدٌ إِلَّا
[سفيان الثوري]
وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى عِلْمِهِ [1] . قَالَ: أَرَى فِي التَّفْسِيرِ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ [2] قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ كَأَنَّهُ وَتَدٌ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سُوَيْدٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: مَاتَ أَبِي فَأَوْصَى إِلَى الْحَجَّاجِ، وَكُنْتُ فِي حِجْرِهِ، فَإِذَا قَدْ جِيءَ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ- وَأَنَا شَاهِدٌ- فَأَقْبَلَ الْحَجَّاجُ يُعَاتِبُهُ كَمَا يُعَاتِبُ الرَّجُلُ وَلَدَهُ، قَالَ: أَلَمْ أُشْرِكْكَ فِي أَمَانَتِي؟ أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ؟ أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ؟ قَالَ: فَانْفَلَتَتْ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ كَلِمَةٌ. فَقَالَ: إِنَّهُ عَزَمَ عَلَيَّ فَغَضِبَ وَقَالَ: رَأَيْتَ بِعَزْمَةِ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلَمْ تَرَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا لِي عَلَيْكَ حَقًّا، اضربا عُنُقَهُ [3] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حدثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا مُفَضَّلٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: مَا كَانَ مُفْتِي النَّاسِ بِالْكُوفَةِ قَبْلَ الْجَمَاجِمِ إِلَّا سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ كَانَ قَبْلَ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنَا زَيْدٌ وَابْنُ حِسَابٍ [4] قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ وَكَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَلُونِي يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ فَإِنِّي قَدْ أَوْشَكْتُ أَنْ أَذْهَبَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ. [سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ] قَالَ: وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاسٍ سِتَّةً: عطاء
وَطَاوُسٌ وَمُجَاهِدٌ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ وَعِكْرِمَةُ، فَكَانَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَؤُلَاءِ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ وَلَقِيَهُمْ كُلَّهُمْ، وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِعَمْرٍو وَهَؤُلَاءِ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ جُرَيْجٍ [1] . وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ لَهُ أَصْحَابٌ حَفِظُوا مِنْهُ وَقَامُوا بِقَوْلِهِ فِي الْفِقْهِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ [2] ، واعلم الناس يزيد بن ثابت وقوله العشرة سعيد بن المسيب، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزبير، وأبو بكر بن عبد الرحمن. وقال علي: قال معن بن عيسى عن عبد الملك بن سمي قال: اسم أبي بكر ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو بَكْرٍ وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرحمن. قال علي: وخارجة ابن زَيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ- وَذَكَرَ مَرْوَانُ آخَرَ-، فَكَانَ أعلم الناس بقولهم وحديثهم ابن شهاب ثم بَعْدَهُ مَالِكٌ، ثُمَّ بَعْدَ مَالِكٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. قَالَ: وَأَعْلَمُ النَّاسِ بِعَبْدِ اللَّهِ علقمة [3] والأسود [4] وعبيدة [5] والحارث بن قيس وعمرو بْنُ شُرَحْبِيلَ وَآخَرُ ذَكَرَهُ [6] ، فَكَانَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ وَحَدِيثُهُمُ انْتَهَى إِلَى سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ، وَكَانَ يحي بْنُ سَعِيدِ بْنِ سُفْيَانَ يُعْجِبُهُ هَذَا الطَّرِيقُ وَيَسْلُكُهُ [7] . قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّ شيء تحفظ في الشرب في
الطَّوَافِ؟ فَقُلْتُ لَهُ: عَبْدُ الْمُؤْمِنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. قَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَا شَيْءٌ. فَقُلْتُ لَهُ: بَلْ حَدَّثَنِي بِهِ ثِقَةٌ. قَالَ: مَنْ هُوَ؟ فَكَرِهْتُ أَنْ أُخْبِرَهُ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْبَيْتِ نَظَرْتُ فَإِذَا قَبْلَهُ حَدِيثٌ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ وَبَعْدَهُ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ رَأَيْتُ سَعِيدًا يَتَكَلَّمُ فِي الطَّوَافِ. قَالَ عَلِيٌّ: وَحَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ يَوْمًا عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ حَدِيثَيْنِ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُرَيْحٍ فِي الْمُوَضَّحَةِ وَشَيْءٍ آخَرَ، فَأَنْكَرْنَاهُمَا عَلَى رَوْحٍ وَقُلْتُ فِيهَا، فَانْصَرَفْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَذَكَرْتُهَا لَهُ فَقَالَ لأنسان: مسه المحموم هُوَ؟ فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَا شَيْءٌ. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَوْحٍ قَالَ: اضْرِبْ عَلَى الْحَدِيثَيْنِ اللَّذَيْنِ حَدَّثْتُكَ فَإِنَّهُمَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُمَا عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ. وَقُلْتُ لَهُ حِينَ رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ جَرِيرٍ: لَيْسَ أَحَدٌ يَفِيدُنَا عَنِ الْأَعْمَشِ؟ فَقَالَ: لَا تَقُلْ ذَا. قَالَ: فَاتَّكَأَ فَحَدَّثَنِي بِثَلَاثِينَ حَدِيثًا مَا عَرَفْتُ مِنْهَا شَيْئًا على الناس تتبعها. قال علي: وحدث عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَوْمًا وَأَنَا عِنْدَهُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ 13: 7 [1] فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَهُ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ أُمَيَّةَ. فسمع عبد الرحمن فقال: أي شيء يقوله؟ فأخبرته. فقال: من حدثك؟ فقلت يحي [2] حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ سُفْيَانَ [3] عَنْ أُمَيَّةَ [4] عَنْ أَبِي الضُّحَى. فَقَالَ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. فَقُلْتُ: وَوَكِيعٌ. فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ. قَالَ عَلِيٌّ: فرجعت الى البيت فأخرجت حديث يحي فَكَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الضُّحَى، وَأَخْرَجْتُ حَدِيثَ وَكِيعٍ فَكَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي
الضُّحَى، وَكَأَنَّهُ بِأَسْفَلَ مِنْهُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الضُّحَى. مُهْطِعِينَ [1] إِلَى الدَّاعِ 54: 8 [2] فذهب وهمي اليه، فأتيت يحيى فذكرت ذلك له فقال: لولا أَنَّهُ مَسَاءٌ أَخْرَجْتُ الْكِتَابَ وَلَكِنْ غُدْوَةً، فَغَدَوْتُ عَلَيْهِ فَأَخْرَجَ الْأَصْلَ. فَقَالَ: ظَفِرَ بِنَا الرَّجُلُ. وَهُوَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي الضُّحَى. وَسَمِعْتُ حُسَيْنَ بْنَ حَسَنٍ الْمَرْوَزِيَّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: خَرَجْتُ فِي جِنَازَةٍ وَفِيهَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ- وَهُوَ قَاضٍ يَوْمَئِذٍ- فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَخْطَأَ فِيهَا، فَقُلْتُ: هَذَا خَطَأٌ وَلَمْ أَرِدْ لِهَذَا إِنَّمَا أَرَدْتُ أَرْفَعَكَ إِلَى مَا بَعْدُ. قَالَ: فَأَطْرَقَ سَاعَةً فَقَالَ: كَيْفَ هُوَ؟ فَقُلْتُ: كَذَا وَكَذَا. فَأَطْرَقَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: صَدَقْتَ أَخْطَأْتُ وَالصَّوَابُ مَا قُلْتَ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَوْ أَرَادَ أَنْ يَتَمَادَى فِي الْخَطَأِ وَيُخَطِّئُنِي لَأَمْكَنَهُ وَأَعَانَهُ مَنْ حَوْلَهُ فَصَوَّبُوهُ وَخَطَّئُونِي. قَالَ عَلِيٌّ: أَصْحَابُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ يَحْيَى [3] وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] وَوَكِيعٌ [5] وَأَبُو نُعَيْمٍ [6] وَالْأَشْجَعِيُّ [7] وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ. قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا يقول: ما كتبت عن
الثَّوْرِيِّ حَدِيثًا قَطُّ. كُنْتُ أَحْفَظُهُ فَإِذَا رَجَعْتُ إِلَى الْمَنْزِلِ كَتَبْتُهُ. قَالَ: وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ الثوري يشبه هو الا ابن المبارك ويحي بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو نُعَيْمٍ. فَقِيلَ لَهُ: الْأَشْجَعِيُّ؟ قَالَ: الْأَشْجَعِيُّ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ وَلَكِنْ هَاتُوا مَنْ يَرْوِي عنه. قال يحي [1] وبعد هؤلاء في سفيان يحي بْنُ آدَمَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَأَبُو حُذَيْفَةَ [2] وَقَبِيصَةُ وَمُعَاوِيَةُ الْقَصَّارُ وَالْفِرْيَابِيُّ. قِيلَ لِيَحْيَى: فَأَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ؟ قَالَ: أبو داود الحفري رجل صالح. «وقال يَحْيَى: قَبِيصَةُ أَكْبَرُ مِنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ بِشَهْرَيْنِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ قَبِيصَةَ يَقُولُ: شَهِدْتُ عِنْدَ شَرِيكٍ، فَامْتَحَنَنِي فِي شَهَادَتِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسُفْيَانَ، فَأَنْكَرَ عَلَى شَرِيكٍ مَا فَعَلَ وَقَالَ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَنْ يَمْتَحِنَهُ. قَالَ: وَصَلَّيْتُ بِسُفْيَانَ الْفَرِيضَةَ- ذَكَرَ أَيَّ صَلَاةٍ كَانَتْ فَذَهَبَ عَلِيٌّ-» [3] . «قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيَّ صَاحِبَ الرَّأْيِ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ تَابِعًا لِأَبِي، وَسَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ مَعَ أَبِي، وَأَخَذَ سَمَاعَهُ مني بعد
موت أبي» [1] قال: وبلغني عن يحي بْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ لَا يُمْلِي الْحَدِيثَ إِنَّمَا أَمْلَى عَلَيْهِمْ حَدِيثَيْنِ حَدِيثَ الدَّجَّالِ وَحَدِيثَ خُطْبَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ. قِيلَ لَهُ فَأَهْلُ الْيَمَنِ؟ قَالَ: قَدْ أَمْلَى عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ كَانُوا عِنْدَهُ ضِعَافًا- أَوْ قَالَ ضَعْفَى- فَأَمْلَى عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَسَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: لَمْ يَكْتُبْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ بِذَلِكَ وَلَكِنَّهُ كَتَبَ عَنْ سُفْيَانَ أَمْلَى عَلَيْهِ إِمْلَاءً. فَلَا أَدْرِي حَكَى أَبُو بِشْرٍ عَنِ الْعَدَنِيِّ أَوْ مِنْ كَلَامِهِ. قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ أَقَامَ بِمَكَّةَ هَارِبًا شَيَّبَهُ التَّوَارِي، فَأَنْزَلَهُ الْمَخْزُومِيُّ دَارًا لَهُ كَثِيرَ الْغَلَّةِ أَنْزَلَهُ بِلَا كِرَاءٍ، فَكَلَّمَ سُفْيَانَ أَنْ يُحَدِّثَهُ وَأَنَّهُ لَا يَقْوَى عَلَى الْحِفْظِ وَالضَّبْطِ إِلَّا أَنْ يَكْتُبَ إِمْلَاءً، فَقَالَ لَهُ: الْتَمِسْ رَجُلًا خَفِيفَ الْيَدِ أُمْلِي عليه ثم أقرأه عَلَيْكَ. قَالَ: وَكَانَ الْعَدَنِيُّ مُعَلِّمًا يُعَلِّمُ بِمَكَّةَ جَيِّدَ الْخَطِّ خَفِيفَ الْيَدِ، فَاسْتَعَانَ بِهِ الْمَخْزُومِيُّ وَذَهَبَ بِهِ إِلَى سُفْيَانَ، فَأَمْلَى عَلَيْهِ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ الَّتِي يُسَمُّونَهَا الْجَامِعَ، ثُمَّ قَرَأَهُ سُفْيَانُ عَلَى الْمَخْزُومِيِّ وَجَمَاعَةٍ حَضَرُوا قِرَاءَتَهُ وَسَمِعُوهُ، مِنْهُمْ عُثْمَانَ بْنُ الْيَمَانِ بَصْرِيُّ الْأَصْلِ تَحَوَّلَ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ إِلَى مَكَّةَ، يَرَوْنَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَثِيرٍ الْعَبْدِيَّ الْبَصْرِيَّ قَدْ حَضَرَ قِرَاءَةَ بَعْضِ ذَلِكَ وَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ سُفْيَانَ، وَكَذَلِكَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ مَكَّةَ فَسَأَلَنِي سَمَاعِي مِنْ سُفْيَانَ، فَكَانَ هُوَ مِمَّنْ حَضَرَ قِرَاءَةَ سُفْيَانَ عَلَى الْمَخْزُومِيِّ. قَالَ: فَكَرِهْتُ أَنْ يَطَّلِعَ على كتبي فاستعرت كتب عبيد الله ابن الْوَلِيدِ وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ قال: فنظرت فيه
فَمَا رَأَيْتُ سَمَاعًا سُمِعَ مِنْ سُفْيَانَ أَقَلَّ خَطَأً وَسَقْطًا مِنْهُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عِيسَى بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ الْفِرْيَابِيُّ: كُنْتُ بِمَكَّةَ فَجِئْتُ إِلَى سُفْيَانَ أَسْتَشِيرُهُ فِي أَمْرِي- وَكَانَ يُعْنَى بأمري للولاء- فَقَدْ ضَاقَتْ بِي مَكَّةُ وَعَزَمْتُ أَنْ أَرْجِعَ إِلَى فِرْيَابَ. قَالَ: وَيْحَكَ لَا تَفْعَلْ وَتَعَالَ نَشْتَرِي لَكَ سَفَطًا وَفَارِزَيْنِ وَنَتَوَجَّهُ إِلَى الشَّامَاتِ. فقلت: يا أبا عبد الله لَوْ رَأَيْتَ أَنْ أَخْرُجَ مَعَكَ إِلَى الْكُوفَةِ عَلَى أَنَّكَ تُحَدِّثُنِي كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ. قَالَ لِي فَاخْرُجْ. قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُ وَنَزَلْتُ مَعَهُ أَوْ بِقُرْبِهِ، فَكَانَ يُمْلِي عَلَيَّ، وَرُبَّمَا قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى شَيْخٍ فَتَعَالَ مَعِي. فَأَقُولُ لَهُ: اذْهَبْ فَاسْمَعْ وَإِذَا رَجَعْتَ فَحَدِّثْنِي أَنْتَ عَنْهُ. قَالَ: فَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ: وقال لي عيسى: فكان الفريابي يرى أن سماعه أصح من سماع أصحاب سفيان. قال: وقال عِيسَى: وَكَانَ قُدُومِي عَلَيْهِ أَيَّامَ الْفِتَنِ قَبْلَ خروج عبد الله ابن طاهر الى الشام ومصر، فلما قَدِمْتُ عَلَيْهِ جَعَلَ يَتَعَجَّبُ وَيَقُولُ: غَرَّرْتَ بِنَفْسِكَ. قال ورأيت هيأته لَا تُشْبِهُ هَيْئَةَ الْمُحَدِّثِينَ فَنَدِمْتُ عَلَى خُرُوجِي إِلَيْهِ، فَلَمَّا خَبَرْتُهُ [1] وَخُضْتُ مَعَهُ وَفَاتَحْتُهُ وَجَدْتُ الخبر غير النظر. حدثني محمد بن بن عبد الرحيم صاعقة قال: سمعت علي: قال لي يحي: كَتَبَ لِي شُعْبَةُ إِلَى سُفْيَانَ حِينَ خَرَجْتُ إِلَى الْكُوفَةِ. قَالَ: فَاحْتَبَسْتُ نَحْوًا مِنْ شَهْرٍ وَأَكْثَرَ لَمْ أَذْهَبْ إِلَيْهِ حِينَ قَدِمْتُ إِلَّا بَعْدُ، فَلَمَّا قَرَأَهُ قَالَ: أَنْتَ هَاهُنَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: اكْتُبْ إِلَيَّ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ فِي الدُّعَاءِ، فَأَمْلَاهُ عَلَيَّ. فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا الْبَصْرَةَ سَكَتَ فِي حَرْفٍ منه فسألت عَنْهُ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ أَمْلَيْتُهُ عَلَيْكَ. قَالَ يحي: لَمَّا قَدِمَ نَزَلَ بِجَنْبِي وَبَعَثَ إِلَيَّ فَلَمَّا رَآنِي قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ قَالَ: كُنْتَ
تَطْمَعُ أَنْ تَرَانِي هَاهُنَا. قَالَ: فَسَأَلَنِي عَنِ الشيوخ ابن الأشهب وسليمان ابن الْمُغِيرَةِ وَغَيْرِهِمَا. قَالَ: ثُمَّ تَحَوَّلَ فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَدْخُلُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَمَا شَاهَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَحْيَى عِنْدَهُ قَطُّ إِلَّا مَجْلِسًا، ثُمَّ حُجِبَ بَعْدَ يَحْيَى فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ. قَالَ: وَأَدْخَلَ عَلَيْهِ يَحْيَى مُعَاذَ بْنَ مُعَاذَ وَخَالِدَ بْنَ الْحَارِثِ. قَالَ وَقَالَ عَلِيٌّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَقِيتُ سُفْيَانَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ الْبَصْرَةَ. حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ محمد من أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: تَحَوَّلَ فَنَزَلَ بِالْقُرْبِ مِنَّا عَلَى عَجُوزٍ، فَكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ- وَهُوَ مُضْطَجِعٌ- فَأُذَاكِرُهُ وَيُحَدِّثُنِي، فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تُخَالِفُنَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ. فَيَجْلِسُ فَزِعًا فَيَقُولُ: مَنْ يخالفني؟ فأقول فلان. فيقول يحي حَتَّى قُلْتُ لَهُ مِرَارًا فَقَالَ لِي يَوْمًا: انظر ما خالفني فِيهِ مِسْعَرٌ أَوْ شُعْبَةُ فَأَخْبِرْنِي وَأَمَّا سِوَاهُمَا فَلَا تُخْبِرْنِي. قَالَ: وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: أَشْتَهِي أَنْ أُطَالِعَ كَثِيرًا. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ فَقُلْتُ لَهُ: أَمَا تَخَافُ أَنْ تَمُوتَ وَلَيْسَ عَلَيْكَ إِمَامٌ؟ أَمَا تَخَافُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْكَ الْجَاهِلُ فَيَقْتَدِيَ بِكَ. فَقَالَ لَمْ يكن لي ناصح جهزوني حتى أخرج. حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ فَمَا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ. حَدَّثَنِي عِيسَى عَنِ الْفِرْيَابِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَزَادَ قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَى المهدي- أو سماه- فلم أُسَلِّمْ عَلَيْهِ. قَالَ الْفِرْيَابِيُّ قَالَ سُفْيَانُ: وَجَاءَتْ جَارِيَةٌ فَوَقَفَتْ عَلَى رَأْسِي فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ نَنْغَوِيَ بِهَا يَا مُحَمَّدُ فَلَوْ رَأَيْتَهَا! فلو رأيتها!.
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: وَحَجَجْتُ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ وَسَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ وَسَنَةَ ثَلَاثٍ، وَتَزَوَّجْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَحَجَجْتُ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتٍّ وَسَبْعٍ وَثَمَانٍ وَتِسْعٍ، كُلُّهَا أَلْقَى سُفْيَانَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ بِالْكُوفَةِ ثلاثمائة حَدِيثٍ فِي الْيَوْمِ مِنْ حِفْظِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، فَكَانَ الْحُفَّاظُ يَحْفَظُونَ ثُمَّ يَقُومُونَ فَيَكْتُبُونَ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ يَأْخُذُ حِفْظًا، فإذا حدث بحديث عَقَدَ فِي الْخَيْطِ عُقْدَةً، فَإِذَا قَامَ مِنْ عِنْدِ سُفْيَانَ حَلَّ عُقَّدَةً وَكَتَبَ حَدِيثًا، وَحَلَّ عُقْدَةً وَكَتَبَ حَدِيثًا. وَكَانَ أَبُو نُعَيْمٍ يَكْتُبُ فِي الْأَلْوَاحِ، فَكَانَ يَحْمِلُ عَنْهُ مَا وَقَعَ فِي أَلْوَاحِهِ. وَكَانَ الْأَشْجَعِيُّ لَا يَحْمِلُ عَنْهُ إِلَّا أَنْ يَكْتُبَ كِتَابًا فَهُوَ أَصَحُّ مَا يَكُونُ. «حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: وَسَمِعْتُ أبا عبد الله يقول: قال عبد الرزاق: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا سُفْيَانُ قَالَ لَنَا: ائْتُونِي بِرَجُلٍ يَكْتُبُ خَفِيفَ الْكِتَابِ. فَأَتَيْنَاهُ بِهِشَامِ بْنِ يُوسُفَ فَكَانَ هُوَ يَكْتُبُ وَنَحْنُ نَنْظُرُ فِي الْكِتَابِ، فَإِذَا فَرَغَ خَتَمْنَا الْكِتَابِ حَتَّى نَنْسَخَهُ» [1] . حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: قِيلَ [2] لِأَبِي ثَوْرٍ [3] : ابْنُ هَمَّامٍ [4] يَقُولُ: كُنَّا نَخْتِمُ عَلَى إِمْلَاءِ سُفْيَانَ حَتَّى كَتَبْنَاهُ. قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: ما رأيته عند سفيان ولقد رأيته بعد ما خَرَجَ سُفْيَانُ وَرَأَيْتُهُ مَحْلُوقًا. فَقُلْتُ: مَا لِابْنِ همام
مَحْلُوقٍ؟ فَقَالُوا: كَانَ مَرِيضًا فَنَقِهَ مِنْ مَرَضِهِ فَلِذَلِكَ حَلَقَ رَأْسَهُ. وَهَكَذَا يَفْعَلُ أَهْلُ تِلْكَ الناحية إذا مرض الرجل فيرى حَلَقَ رَأْسَهُ ثُمَّ يَخْرُجُ. «وَسَأَلْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ أن يخرج اليّ حديث يحي بْنِ الْيَمَانِ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ أَجْزَاءَ ثُمَّ رَأَيْتُهُ يَتَثَاقَلُ فَقُلْتُ لَهُ مَا هَذَا؟ قَالَ: تَخَفَّفْ، فَإِنَّ حَدِيثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ أَصْحَابِنَا يَتَوَهَّمُ الشَّيْءَ فَيُحَدِّثُ بِهِ وَخَاصَّةً لَمَّا أَفْلَجَ، فَامْتَنَعَ عَلَى أَنْ يُخْرِجَ إِلَيَّ بَقِيَّةَ سَمَاعِهِ مِنْهُ. قال: وبلغني عن يحي بْنِ مَعِينٍ قَالَ: قَالَ لِي وَكِيعٌ: إِنْ كان سفيان الّذي يُحَدِّثُ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ الَّذِي لَقِينَاهُ نَحْنُ فَلَيْسَ هُوَ ذَاكَ» [1] . قَالَ: وَسَمِعْتُ قَبِيصَةَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لِمَالِكٍ وَسُفْيَانَ: مَا يَقْدَمُ عَلَيْنَا أَحَدٌ مِنَ الْمَشْرِقِ وَنُشَبِّهُهُ لِمَالِكٍ وَسُفْيَانَ. حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ: إِنَّ سُفْيَانَ يُفْتِي. قال: أو يفعل! فبلغ قول مالك ابن أبي ذِئْبٍ فَقَالَ: مَا لَهُ وَلَهُ وَاللَّهِ مَا قدم علينا مشرقي قط خيرا مِنْهُ [2] . قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ صَدِيقًا لَهُ. قَالَ: ودخل سُفْيَانُ وَالْأَوْزَاعِيُّ عَلَى مَالِكٍ، فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ: أَحَدُهُمَا أَكْثَرُ عِلْمًا مِنْ صَاحِبِهِ وَلَا يَصْلُحُ لِلْإِمَامَةِ، وَالْآخَرُ يَصْلُحُ لِلْإِمَامَةِ- يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ لِلْإِمَامَةِ وَلَا يَصْلُحُ سُفْيَانُ-. قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ لِمَالِكٍ فِي سُفْيَانَ رَأْيٌ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: وَدَّعْتُ سُفْيَانَ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ فَارَقَنِي عَلَى أَنْ لَا يشرب
النَّبِيذَ. فَسَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: النَّاسُ يَقُولُونَ: كَانَ سُفْيَانُ يُرَخِّصُ فِي شُرْبِ النَّبِيذِ وَأَشْهَدُ لَهُ لَقَدْ رَأَيْتُهُ [لَا] يَأْخُذُهُ [1] وَوُصِفَ لَهُ دَوَاءٌ فَقِيلَ لَهُ: نَعْمَلُ لَكَ نَبِيذًا قَالَ: لَا ائْتُونِي بِعَسَلٍ. وَمَا [2] قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ أَسْأَلُ سُفْيَانَ فَيَقُولُ: أَخِّرْ هَذَا أَخِّرْ هَذَا لَمْ أُطَالِعْ كُتُبِي مُنْذُ أَرْبَعَ سِنِينَ جَهِّزْنِي فَجَهَّزْتُهُ وَطَمِعْتُ أَنْ يُمَكِّنِّي مِنْ كُتُبِهِ فَمَاتَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: لَوْ رَأَى إِنْسَانٌ سُفْيَانَ يُحَدِّثُ فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُقَدِّمُ وَيُؤَخِّرُ وَيُصِحُّ لَوْ جَهَدْتَ جَهْدَكَ أَنْ تُزِيلَهُ عَنِ الْمَعْنَى لَمْ يَفْعَلْ. قَالَ: وَذَهَبْتُ مَعَ سُفْيَانَ إِلَى عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ فَإِذَا هُوَ ثَقِيلُ الْكِتَابِ رَدِيءٌ، فَقَالَ: أَكْتُبُهُ لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا، أُحِبّ أَنْ يَكُونَ بِخَطِّي. وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ: يَقُولُ النَّاسُ كَانَ سُفْيَانُ يُحِبُّ تَأْخِيرَ الْعَصْرِ، وَأَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُ تَأَخُّرَهُ عِنْدَنَا تَتْبَعُ الْمَسْجِدَ [3] الَّذِي تُعَجَّلُ فِيهِ الْعَصْرُ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ. قَالَ: أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ عَلَى السَّلَامَةِ مِنْ هَؤُلَاءِ. قَالَ: فَلَمَّا مَرِضَ إِذَا هُوَ قَدْ كَرِهَ مَا كَانَ يَتَمَنَّى. قَالَ: فَكَانَ يَقُولُ لِي: كَيْفَ تَرَانِي الْيَوْمَ؟ فَأَقُولُ: صَالِحًا. فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، ذَهَبْتُ لِأَخْرُجَ لِصَلَاةِ الْعَصْرِ. فَقَالَ: تَدَعُنِي عَلَى هَذِهِ الْحَالِ وَتَخْرُجُ. قَالَ: فَصَلَّيْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ، فقال لي: اقرأ عليّ
يس فَإِنَّهُ يُقَالُ تُخَفِّفُ عَنِ الْمَرِيضِ. قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَمَا فَرَغْتُ حَتَّى طُفِئَ [1] . حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ الْهَيْثَمَ بْنَ جَمِيلٍ قَالَ سَمِعْتُ مُهَلْهَلًا يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ إِلَى مَكَّةَ. قَالَ: وَحَجَّ الْأَوْزَاعِيُّ، فترافقنا في بيت، فبينما نحن ذات يوم جلوس دخل خصي فقال: الأمير جاء [2] إليكم، وعلى الناس عبد الصمد بن علي. قَالَ: فَأَمَّا أَنَا وَالْأَوْزَاعِيُّ فَثَبَتْنَا، وَأَمَّا سُفْيَانُ فَدَخَلَ.... [3] ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ جَاءَ عَبْدُ الصَّمَدِ فَدَخَلَ، فَأَمَّا الْأَوْزَاعِيُّ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ: أَيْنَ عَبْدُ اللَّهِ؟ قَالَ مُهَلْهَلٌ: فَقُلْنَا: دَخَلَ لِحَاجَتِهِ. فقمت اليه فقلت: ان الرجل ليس يبارح أَنْ تَخْرُجَ. قَالَ: فَأَلْقَى رِدَاءَهُ وَخَرَجَ فِي إِزَارٍ وَلَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاءٌ وَلَا قَمِيصٌ. وَكَانَ عَظِيمَ الْبَطْنِ فَسَلَّمَ وَرَمَى بِنَفْسِهِ وَسْطَ الْبَيْتِ. فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ انك رجل أهل المشرق وعالمهم بَلَغَنِي قُدُومُكَ فَأَحْبَبْتُ الِاقْتِدَاءَ بِكَ. قَالَ: فَأَطْرَقَ سُفْيَانُ ثُمَّ قَالَ: أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتَ لَهُ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: تعتزل ما أنت فيه. قال: فقلت إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156 تَسْتَقْبِلُ عَبْدَ الصَّمَدِ بِهَذَا؟ قَالَ: فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ لَا يَرْضَى حَتَّى بِهَذَا. وَقَامَ فَخَرَجَ مُغْضَبًا. قَالَ: فَقُلْنَا: الْآنَ يُرْسِلُ إِلَيْنَا مَنْ يُقْرِنُنَا فِي الْقِرَانِ. قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ [4] . حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ: سَمِعْتُ مُؤَمَّلَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ فَأَقْبَلَ بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ فَقَالَ سُفْيَانُ: إِنْ جَلَسَ إِلَيْنَا قُمْتُ، فَقَامَ إِلَيْهِ بَعْضُ
مَنْ كَانَ مَعَنَا، فَأَخْبَرَهُ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةٍ، فَقَالَ مُؤَمَّلٌ: وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُكْرِمُهُ وَيُدْنِيهِ. قَالَ: فَلَمَّا قَامَ سُفْيَانُ قُمْتُ إِلَيْهِ، فسألني فقلت: نعم. قال: ان جَلَسَ إِلَيْنَا قُمْتُ. قَالَ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَمْضِيَ مَعِي إِلَيْهِ فَعَلْتُ. قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ. قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ وَأَعْرَضَ عَنْهُ وَجَعَلَ يُكَلِّمُنِي وَهُوَ مُعْرِضٌ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَيُّ شَيْءٍ رَأَيْتَ مني؟ ما بلغني عني؟. قال: فقال ولم يكلمه، قل لَهُ: أَلَيْسَ مَرَرْتُ بِكَ أَمْسَ وَأَنْتَ قَاعِدٌ مَعَ الْقَدَّاحِ؟ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ مَا جَلَسْتُ إِلَيْهِ لِأَسْأَلَهُ وَلَا لِأَتَعَلَّمَ مِنْهُ وَلَا لِأَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا إِنَّمَا كَلَّمَنِي رَجُلٌ فِي حَاجَةٍ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ لِأُكَلِّمَهُ فِي حَاجَةِ الرَّجُلِ. قَالَ الْمُؤَمَّلُ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ للَّه بَيْتًا قَدْ أَمَرَ النَّاسَ بِالصَّلَاةِ إِلَيْهِ فَلَا أَدْرِي هَذَا بِمَكَّةَ أَوْ غَيْرَهَ؟ قَالَ: هُوَ مُؤْمِنٌ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَتَرَوْنَ أَيُّ النَّاسِ أَحْرَصُ عَلَى الْعِلْمِ؟ فَسَكَتُوا. فَقَالَ: أَعْلَمُهُمْ. ثُمّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْرَصَ عَلَى الْعِلْمِ مِنْ سُفْيَانَ، لَوْ سُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ لَقَالُوا: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: وَقَعَ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْءٌ- يَعْنِي الْعِلْمَ- وَدَدْنَا أَنَّا وَجَدْنَا مَنْ يَدْخُلُ فَنَرْمِيَ بِهِ إِلَيْهِ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: قَدِمَ الثَّوْرِيُّ مَكَّةَ، فَلَقِيتُهُ فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عُيَيْنَةَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ يُفْتِي!. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: أَقَامَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي اخْتِفَائِهِ بِالْبَصْرَةِ سَنَةً أَوْ نَحْوًا مِنْ سنة. قال يحي: أَوْصَلْتُ إِلَيْهِ مُعْتَمِرًا، فَقَالَ لِي سُفْيَانُ: يَا يحي صَاحِبُكَ مُسْلِمٌ أَيْ بِذَا السَّبَبِ. قَالَ: وَبَلَغَنِي عن غير علي قال قال يحي: كَلَّمَنِي الْمُعْتَمِرُ أَنْ أُكَلِّمَ لَهُ سُفْيَانَ يُحَدِّثُهُ فَفَعَلَ وَإِذَا هُوَ قَدْ أَخْرَجَ أَحَادِيثَ اللَّيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ يَسْأَلُهُ عَنْهَا. قَالَ: فَقَدَهُ [1] سفيان عن سماعة فإذا
الْمُعْتَمِرُ أَرْوَى عَنِ اللَّيْثِ مِنْ سُفْيَانَ، فَإِنَّمَا قَالَ لِيَحْيَى صَاحِبُكَ مُسْلِمٌ- أَيْ بِهَذَا السَّبَبِ-. قَالَ عَلِيٌّ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ قَالَ: مَكَثَ سفيان يمي عَلَيْنَا ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا. حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ عَنِ ابْنِ أَخِي سُفْيَانَ قَالَ: لَمَّا تَعَبَّدَ سُفْيَانُ سَقِمَ، فَكُنَّا نَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى الْمُتَطَبِّبِينَ فَلَا يَعْرِفُونَ مَا بِهِ، حَتَّى جِئْنَا إِلَى رَاهِبٍ مِنْ نَاحِيَةِ الْحِيرَةِ. قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى تَعَسُّرَتِهِ [1] قَالَ: لَيْسَ بِصَاحِبِكُمْ مَرَضٌ إِنَّمَا الَّذِي بِهِ لِمَا دَاخَلَهُ مِنَ الْخَوْفِ أَوْ نَحْوِ هَذَا [2] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثْتُ عَنْ عَامِرِ بْنِ صالح ابن رُسْتُمَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ فَأَتَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيثَ. قَالَ: ثُمَّ قَامَ، فَقَالَ يُونُسُ: مَا رَأَيْتُ كُوفِيًّا أَفْضَلَ مِنْهُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَكَرِيَّا عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: مَا تَقُولُ فِي الْمَهْدِيِّ فَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ؟ قَالَ: إِنْ مَرَّ عَلَى بَابِكَ فَلَا تَكُنْ مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ. وَقِيلَ لِعَلِيٍّ تُقَدِّمُ عَلَى سُفْيَانَ أَحَدًا وَمَنْصُورٍ وَالْأَعْمَشِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ: دَخَلَ سُفْيَانُ وَالْأَوْزَاعِيُّ عَلَى مَالِكٍ، فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ مَالِكٌ: أَحَدُهُمَا أَكْثَرُ عِلْمًا مِنْ صَاحِبِهِ وَلَا يَصْلُحُ لِلْإِمَامَةِ- يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ وَلَا يَصْلُحُ سُفْيَانُ، لَمْ يَكُنْ لِمَالِكٍ فِي سُفْيَانَ رَأْيٌ.
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ صَاحِبُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِي طَالِبٍ قَالَ أَحْمَدُ: وَلَقِيَ سُفْيَانُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ بِالْمَوْسِمِ فَقَالَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ كَتَبْتَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ شَيْخٌ كَيِّسٌ. قُلْتُ: حَمَّادٌ قَالَ شَيْخٌ كَيِّسٌ؟ قَالَ: لَا، لَيْسَ هذا من كلام حماد كان حَمَّادٌ أَوْقَرُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِمِثْلِ هَذَا، وَلَكِنْ سُفْيَانُ قَالَ لِحَمَّادٍ هُوَ شَيْخٌ كَيِّسٌ. «حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا ابْنُ يمان قال: سمعت سفيان يَقُولُ: فِتْنَةُ الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ» [1] . «حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ قَالَ: أَكَلَ سُفْيَانُ لَيْلَةً، فَشَبِعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْحِمَارَ إِذَا زِيدَ فِي عَلَفِهِ زِيدَ فِي عَمَلِهِ فَقَامَ حَتَّى أَصْبَحَ» [2] . حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: لَوَدِدْتُ أَنْجُو مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ كَفَافًا لَا أَجْرَ وَلَا وِزْرَ. حدثني أحمد بن الخليل حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ لِلشَّعْبِيِّ: وَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْ عَمَلِي كَفَافًا. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ حَدَّثَنِي مَسْعُودُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ يَقُولُ قَالَ لِي شُعْبَةُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ. قَالَ: اجْلِسْ حَتَّى أُخْبِرَكَ بِمَا هُوَ خَيْرٌ لك. فحلف باللَّه ايمانا يجتهد فيها أن الّذي تطلب شرب، وَأَنَّهُ يَشْغَلُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ.
بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ يَوْمًا [1] : يُقَدِّمُونَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ عَلَى وَكِيعٍ. فَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَنْ قَدَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ عَلَى وَكِيعٍ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكَانَ غَيْرُ هَذَا أَشْبَهَ بِكَلَامِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَمَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ وَعَلِمَ أَنَّ كَلَامَهُ مِنْ عمَلِهِ لَمْ يَقُلْ مِثْلَ هَذَا، وَكِيعٌ خَيْرُ فَاضِلٍ حَافِظٍ. «وَقَدْ سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: إِذَا اخْتَلَفَ وَكِيعٌ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ بِقَوْلِ مَنْ تَأْخُذُ؟ فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُوَافِقُ أَكْثَرَ وَخَاصَّةً سُفْيَانَ، كَانَ مَعْنِيًّا بِحَدِيثِ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ السَّلَفُ وَيَجْتَنِبُ شُرْبَ الْمُسْكِرِ» [2] وَكَانَ لَا يَرَى أَنْ يُزْرَعَ فِي أَرْضِ الْفُرَاتِ. «حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: يَا أَبَا قَطَنٍ إِنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ سَادَ النَّاسَ فِي الْوَرَعِ وَالْعِلْمِ» [3] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: جَالَسْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، جَالَسْتُهُ ثَمَانِيَ سِنِينَ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَلَا وَاللَّهِ مَا عَادَ إِلَى الْكُوفَةِ حَتَّى مَاتَ، مَا سَمِعْتُهُ قَائِلًا فِي عُثْمَانَ حَسَنَةً وَلَا سَيِّئَةً. «حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: سَمِعْتُ أبا نوح قرادا يقول: قال شعبة: نعم الرجل سفيان لولا أنه يقمش- يعني يأخذ من الناس
كلهم» [1] [2] .
المجلد الثاني
[المجلد الثاني] [تتمة تراجم الرجال] [تتمة أهل المدينة] [تتمة الطبقة الثالثة] [عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ [1] عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ الْكَبْلَ فِي رِجْلِي عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ [2] . حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة [3] عن رَجَاءٍ [4] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: مَا تَرَكُوا أَيُّوبَ حَتَّى اسْتَخْرَجُوا مِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ يُرِيدُ- يَعْنِي الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ-. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لِبُرْدٍ مَوْلَاهُ: يَا بُرْدُ لَا تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ [5] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يحي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [6] عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ قَالَ: قَالَ لَنَا عِكْرِمَةُ أَوَّلَ مَا جَالَسْنَاهُ: أَيُحْسِنُ حَسَنُكُمْ [7] مِثْلَ هَذَا [8] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [9] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حدثنا عمرو [10] قال: كنت إذا سمعت
عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنْهُمْ كَأَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَيْهِمْ يَنَظُرُ إِلَيْهِمْ [1] . حَدَّثَني سَلَمَةُ [2] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ حَدَّثَنِي «رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ [3] قَالَ: مَاتَ عِكْرِمَةُ وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ فِي يَوْمٍ، فَأُخْرِجَتْ جِنَازَتَهُمَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَقَالَ النَّاسُ- أَهْلُ الْمَدِينَةِ- مَاتَ أَفْقَهُ النَّاسِ وأشعر الناس» [4] . (ق 2 أ) «قَالَ [5] عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَاتَ عِكْرِمَةُ سَنَةَ اربع ومائة فما حمله أحد أكثروا له أربعة- فيما بلغني-، مات بالمدينة» [6] .
«وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ مِصْرَ وَهُوَ يُرِيدُ الْمَغْرِبَ وَتَرَكَ هَذِهِ الدَّارَ- وَأَوْمَأَ إِلَى دَارٍ إِلَى جَانِبِ دَارِ ابْنِ بُكَيْرٍ-، وَخَرَجَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَالْخَوَارِجُ الَّذِينَ هُمْ بِالْمَغْرِبِ عَنْهُ أَخَذُوا» [1] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ: كَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ نَجْدَةَ الْحَرُورِيِّ. حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ [2] قَالَ: اجْتَمَعَ حُفَّاظُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِمْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَطَاوُسٌ وَعَطَاءٌ عَلَى عِكْرِمَةَ فَأَقْعَدُوهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَكُلَّمَا حَدَّثَهُمْ حَدِيثًا قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ بِيَدِهِ هَكَذَا- فَعَقَدَ ثَلَاثِينَ-، حَتَّى سُئِلَ عَنِ الْحُوتِ [3] فَقَالَ عِكْرِمَةُ: كَانَ يُسَايِرُهُمَا فِي ضَحْضَاحٍ [4] مِنَ الْمَاءِ. قَالَ فَقَالَ سَعِيدٌ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كَانَا يَحْمِلَانِهِ فِي مِكْتَلٍ [5] . فَقَالَ أَيُّوبُ: كَانَ يَقُولُ الْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ الصَّنْعَانِيُّ الْمُؤَذِّنُ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ عَنْ مَعْمَرٍ [6] عَنْ أَيُّوبَ قال: قدم علينا عكرمة فاجتمع
النَّاسُ عَلَيْهِ حَتَّى أُصْعِدَ فَوْقَ ظَهْرِ الْبَيْتِ [1] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ على طاوس، فحمله على نجيب ثمن سِتِّينَ دِينَارًا فَقَالَ: أَلَا أَشْتَرِي عِلْمَ هَذَا العبد ستين دِينَارًا [2] . حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو مسهر [3] حدثنا سعيد بن عبد العزيز (2 ب) قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فِي عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: نِعْمَ صَاحِبُ رَجُلٍ عَالِمٌ، وَبِئْسَ صَاحِبُ رَجُلٍ جَاهِلٌ، أَمَّا الْعَالِمُ فَيَأْخُذُ مَا يَعْرِفُ، وَأَمَّا الْجَاهِلُ فَيَأْخُذُ كُلَّ مَا سَمِعَ. قَالَ سَعِيدٌ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ، ثُمَّ قَالَ فِي نَفْسِهِ: إِنْ كَانَ كَذَاكَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قِيلَ لِأَيُّوبَ: أَكُنْتُمْ أَوْ كَانُوا يَتَّهِمُونَ عِكْرِمَةَ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَكُنْ أَتَّهِمُهُ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ [5] ثَنَا ضَمْرَةُ [6] قَالَ: قِيلَ لِدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ: تَرْوِي عَنْ عِكْرِمَةَ؟ قَالَ: هَذَا عَمَلُ أَيُّوبَ قال عكرمة فقلنا عكرمة.
حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان [1] ثنا عَمْرٌو [2] قَالَ: دَفَعَ إِلَيَّ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ صَحِيفَةً فِيهَا مَسَائِلُ أَسْأَلُ عَنْهَا عِكْرِمَةَ، فَكَأَنِّي توقفت، فأخذها مني فقال عمرو و [قال] جَابِرٌ: وَهَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ هَذَا علم النَّاسِ [3] . حَدَّثَنِي سَلَمَةُ [4] عَنْ أَحْمَدَ [5] ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ [6] قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَرْحَلَ إِلَى عِكْرِمَةَ إِلَى أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ، قَالَ: فَإِنِّي لَفِي السُّوقِ فِي الْبَصْرَةِ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى حِمَارٍ. قَالَ: فَقَالُوا عِكْرِمَةُ. وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَمَا قَدَرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَسْأَلُهُ، ذَهَبَتِ الْمَسَائِلُ مِنِّي، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِ حِمَارِهِ. قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ وَأَنَا أَحْفَظُ [7] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا حَجَّاجٌ [8] قَالَ: سَمِعْتُ شعبة يحدث عن
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ لِرَجُلٍ وَهُوَ يسأله: مالك أَجَبُلْتَ [1] ؟ قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ قَالَ: كَانَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ يَسْأَلُ عِكْرِمَةَ، فَسَكَتَ خَالِدٌ. فَقَالَ عِكْرِمَةُ: مَالَكَ أَجَبُلْتَ أَيْ أَكْدَيْتَ [2] . حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان حدثنا عمرو عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ [3] أَخْبَرَنِي عَيْنٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِذَا ذَبَحَ الْمُسْلِمُ، وَنَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فَلْيَأْكُلْ فَإِنَّ الْمُسْلِمَ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ. - يَعْنِي بِعَيْنِ عِكْرِمَةَ [4]-. (3 أ) حدثنا أبو بكر ثنا سفيان ثنا عمرو قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ يَسْأَلُ عِكْرِمَةَ وَهُوَ يَقُولُ: هَذَا مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا أَعْلَمُ النَّاسِ [5] ، قَالَ عَمْرٌو: وَدَفَعَ إِلَيَّ صَحِيفَةً فَجَعَلْتُ أَسْأَلُهُ، فَكَأَنِّي تَلَكَّأَتُ [6] ، فَجَبَذَ الصَّحِيفَةَ مِنْ يَدِي وَجَعَلَ يَسْأَلُهُ. حَدَّثَني سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حماد [7] عن أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ عِكْرِمَةُ: مَا قُلْتُ بِرَأْيِي الا في ثنتين: سُئِلْتُ عَنْ دَجَاجَةٍ وَقَعَتْ فِي قِدْرٍ فَمَاتَتْ؟ فقلت: بهرقون الْمَرَقَ وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ. وَقُلْتُ فِي رَجُلٍ قَضَى المناسك الا الطَّوَافِ فَوَقَعَ عَلَى أَهْلِهِ، قَالَ فَقُلْتُ: لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ يَخْرُجُ إِلَى
الْحَرَمِ فَيُهِلُّ بِعُمْرَةٍ فَيَجِيءُ فَيَكُونُ طَوَافٌ مَكَانَ طَوَافٍ وَإِحْرَامٌ مَكَانَ إِحْرَامٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مَنْ مَشَى بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ فِي رَجُلٍ نَذَرَ نَذْرًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ. فَقَالَ سَعِيدٌ: يُوَفِّي بِهِ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: لَا يُوَفِّي بِهِ. قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى سَعِيدٍ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ عِكْرِمَةَ. فَقَالَ سَعِيدٌ: لَا يَنْتَهِي عَبْدُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَتَّى يُلْقَى فِي عُنُقِهِ حَبْلٌ وَيُطَافُ بِهِ. قَالَ: فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَى عِكْرِمَةَ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِ سَعِيدٍ، قَالَ فَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَنْتَ رَجُلُ شَرٍّ كَمَا أَبْلَغْتَنِي عَنْهُ فَأَبْلِغْهُ عَنِّي قُلْ لَهُ هَذَا النَّذْرُ للَّه أَمْ لِلشَّيْطَانِ؟ وَاللَّهِ لَئِنْ قَالَ للَّه لَيَكْذِبَنَّ، وَإِنْ قَالَ لِلشَّيْطَانِ لَيَكْفُرَنَّ [1] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يذكر قال: لما قدم عكرمة الجد حَمَلَهُ طَاوُسٌ عَلَى نَجِيبٍ. فَقِيلَ لَهُ: أَعْطَيْتَهُ جملا وانما كان يكفيه الشيء الْيَسِيرَ. فَقَالَ: إِنِّي ابْتَعْتُ عِلْمَ هَذَا الْعَبْدِ بِهَذَا الْجَمَلِ [2] . وَقَالَ مُحَمَّدٌ [3] : سَمِعْتُ عَلِيًّا [4] وَحَكَى عن يعقوب الحضرميّ [5] عن
[جابر بن زيد] [3]
جَدِّهِ قَالَ: وَقَفَ عِكْرِمَةُ [1] عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: مَا فِيهِ إِلَّا كَافِرٌ. قَالَ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ يَرَى رَأْيَ الْإِبَاضِيَّةِ [2] . قَالَ: وَقَالَ قَتَادَةُ: لا تسألوا العبد الا عن القرآن. (3 ب) [جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ] [3] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: ذُكِرَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ فَجَعَلَ يَتَعَجَّبُ مِنْ فِقْهِهِ [4] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قِيلَ لِأَيُّوبَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ كَانَ لَبِيبًا لَبِيبًا [5] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو [6] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَوْ تُرِكَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ عَلَى قَوْلِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ لَأَوْسَعْهُمْ عَمَّا فِي كِتَابِ اللَّهِ عِلْمًا [7] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عمرو: أن أيوب السختياني
أَخْبَرَهُ قَالَ: ذُكِرَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ عِنْدَ ابْنِ سِيرِينَ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: كَانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ مُسْلِمًا عِنْدَ الدِّرْهَمِ [1] . حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قَالَ: مَا عَلِمْتُ مِنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ رَأْيَ الْإِبَاضِيَّةِ قَطُّ وَلَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، لَقَدْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ رِسَالَةَ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ [2] فَقَالَ: مَا أَحْبَبْتُ شَيْئًا كَرِهَهُ، وَلَا كَرِهْتُ شَيْئًا أَحَبَّهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الشَّعْثَاءِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَدَعَا لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى قُلْتُ: أَتَعْرِفُ هَذَا يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ [3] ؟ قَالَ: لَا إِلَّا أَنِّي أَظُنُّهُ مِنْ صِفْرِيَّتِكُمْ هَذِهِ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْفُتْيَا مِنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ.
قَالَ عَمْرٌو: وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ قُلْتُ لَا يُحْسِنُ شَيْئًا، لَمْ تَكُنْ لَهُ تِلْكَ الْهَيْئَةُ. وَبِهِ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ لِي جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ: أَيْ عَمْرٌو كَتَبَ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ نَفَرًا لِلْقَضَاءِ وَكُنْتُ فِيهِمْ، أَيْ عَمْرٌو فَلَوْ كَانَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ لَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي ثُمَّ هَرَبْتُ فِي الْأَرْضِ [1] . حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن يحي بْنِ عَتِيقٍ قَالَ: ذُكِرَ جَابِرٌ عِنْدَ مُحَمَّدٍ [2] فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ جَابِرًا كَانَ مُسْلِمًا عِنْدَ الدِّرْهَمِ [3] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامٍ [4] عَنْ محمد قال: كان يقال المسلم الْمُسْلِمُ عِنْدَ الدِّرْهَمِ. حَدَّثَنَا أَبُو النَّعْمَانِ [5] حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ فَذَكَرَهُ- يَعْنِي جَابِرَ بْنَ زيد- قال: كان والله لبيبا لبيبا لَبِيبًا مِنْ رَجُلٍ فِيهِ حَدٌّ [6] إِلَى اللَّهِ [7] . (4 أ) حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ وَسُلَيْمَانُ نَحْوَهُ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قِيلَ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ إِنَّهُمْ يَكْتُبُونَ عَنْكَ؟ قَالَ: إِنَّا للَّه يَكْتُبُونَ عَنِّي رأيي أرجع عنه غدا [8] .
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد [1] عن حَبِيبٍ [2] عَنْ [3] ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ: مَا تَشْتَهِي؟ قَالَ: نَظْرَةٌ مِنَ الْحَسَنِ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَجَاءَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْنَا عَمْرًا يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الشَّعْثَاءِ: أَيْ عَمْرٌو لِي نَاقَةٌ أَقِفُ عَلَيْهَا بِعَرَفَةَ اسْمُهَا جَزَّةُ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا بَعِيرًا أَقِفُ عَلَيْهِ بِعَرَفَةَ أُعْطِيتُ بِهَا مِائَتَيْ دِينَارٍ [5] . قَالَ عَمْرٌو: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الشَّعْثَاءِ لَوْ كُنْتُ عِنْدَكَ لَبِعْتُهَا عَلَيْكَ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيَحْمَدِيُّ حَدَّثَنَا صَالِحٌ- يَعْنِي الدَّهَّانُ- قَالَ: مَا سَمِعْتُ جَابِرًا- يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ- قَطُّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وصبيان هاهنا يَقُولُونَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّاعَةِ عِشْرِينَ مَرَّةٍ، وَمَا عَلِمْتُ جَابِرًا رَوَى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ خَمْسَةَ عَشْرَ أَوْ سِتَّةَ عَشْرَ حَدِيثًا أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ [6] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ وَكَانَ مِنْ اصدق موالي ابن عباس.
«وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ عَنْ مسلم البطين قال: رأيت ابا يحي الْأَعْرَجَ- وَكَانَ عَالِمًا بِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ- اجْتَمَعَ [1] هُوَ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فِي مَسْجِدٍ بِالْكُوفَةِ فَتَذَاكَرَا حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ» [2] . وَقَالَ سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ يَذْكُرُ أَنَّهُ شَهِدَ مَشْهَدًا- ثُمَّ تَنَفَّسَ عَطَاءٌ يَبْكِي- فِيهِ فُلَانٌ وفلان ومقسم [3] [و] ذكر نَاسًا فَقَالَ فِيهِمْ [4] سَعيدُ بْنُ جُبَيْرٍ. قَالَ علي [5] : أبو معبد اسمه نافذ، وأبو يحي اسْمُهُ مِصْدَعٌ مَوْلَى مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا حدثنا سعيد بن أبي عروبة (4 ب) . حدثني قَتَادَةُ قَالَ: كَانَ أَعْلَمَ التَّابِعِينَ أَرْبَعَةٌ قَالَ: عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ أَعْلَمُهُمْ بِالْمَنَاسِكِ، وَكَانَ عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَعْلَمَهُمْ بِسِيرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جبير أعلمهم بتفسير القرآن، وكان الحسن ابن أَبِي الْحَسَنِ أَعْلَمَهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ [6] قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ وَحَمَّادٍ فقال: كان أكثرهما حديثا الحكم،
وَكَانَ حَمَّادٌ أَجْوَدَهُمَا رَأْيًا. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَبِقَوْلِ أَبِي بُسْطَامٍ [1] الْحَكَمِ [2] أَعْلَى مِنْ حَمَّادٍ [3] فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ. قَالَ: وَقَالَ حَجَّاجٌ: وَرَآنِي شعبة عند الحسن بن نيار [4] ، فَجَعَلْتُ أَتَوَارَى مِنْهُ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ قَالَ لِي: أَمَا إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ لي: اما على ذلك فقد جالس الأشياخ. قال: قال حجاج: وحثني شُعْبَةُ عَلَى الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ وَعَلَى أَبِي عَوَانَةَ [5] وَقَالَ لِيَ: الْزَمْ أَبَا عَوَانَةَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ مَكْحُولٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَ قُلْ كَانَ يَقُولُ كُلْ. قَالَ: وَمَا قَالَ مَكْحُولٌ بِالشَّامِ قُبِلَ مِنْهُ. وَكَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ أَسْوَدَ شَدِيدَ السَّوَادِ لَيْسَ فِي رَأْسِهِ شَعْرٌ إِلَّا شُعَيْرَاتٍ فِي مُقَدِّمِ رأسه فيصيح
[عمرو بن دينار]
إِذَا تَكَلَّمَ فَمَا قَالَ شَيْئًا بِالْحِجَازِ [إِلَّا] [1] قُبِلَ مِنْهُ. قَالَ ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ إِنْسَانًا يَقُولُ: أُمُّ عَطَاءٍ بَرَكَةُ [2] وَأَبُوهُ أَبُو رَبَاحٍ أَسْوَدَانِ. قال ضمرة: يزيد أَبِي حَبِيبٍ أَسْوَدُ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حدثنا إِسْحَاقُ [3] ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ [4] أَخْبَرَنَا هَمَّامُ ابن يحي [5] قَالَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى قَتَادَةَ فَحَدَّثَ قَتَادَةُ بِحَدِيثٍ فَقَالَ شُعْبَةُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ قَتَادَةُ: وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنَهَابُهُمْ أَنْ نَسْأَلَهُمْ مِمَّنْ سَمِعْتَ، فَذَكَرَ الْحَسَنَ وَسَعِيدًا، فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى حَدَّثَ شُعْبَةُ بِحَدِيثٍ فَقَالَ لَهُ قَتَادَةُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ شُعْبَةُ: أَسْأَلُكَ فَلَا تجيبني وتسألني! (5 أ) حَدَّثَني أَحْمَدُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى [6] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ [7] قَالَ: سُئِلَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ ارتفع ببيعته. وَسُئِلَ عَنْ شُرَيْحٍ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْأُمَرَاءَ، أَمَا إِنِّي رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا أَعْجَبَنِي قَالَ لِابْنٍ لَهُ: يَا غُلَامُ قُمْ فَأَذِّنْ، فَأَذَّنَ لَهُ. [عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ عَمْرًا يقول: لما مات
عَطَاءٌ قَالَ لِي ابْنُ هِشَامٍ [1] : لَوْ جَلَسْتَ لِلنَّاسِ فَأَفْتَيْتَهُمْ وَجَعَلْتَ لَكَ رِزْقًا؟ فَقُلْتُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَاجَتِي وَأَبَيْتُ عَلَيْهِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا وَالزُّهْرِيَّ يَتَمَثَّلَانِ بِالشِّعْرِ فِي مَجَالِسِهِمَا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَرَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَسْمُرُ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ رُبُعِ اللَّيْلِ، وَرَأَيْتُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ يَسْمُرُ مَعَهُ إِلَى قَرِيبٍ مِنْ رُبُعِ اللَّيْلِ، فَإِذَا ذَهَبُوا دَخَلَ أَيُّوبُ الطَّوَافَ فَرُبَّمَا دَخَلْتُ مَعَهُ فَيَقُولُ: لَوْلَا أَنَا أَكُنْتَ تَطُوفُ؟ فَأَقُولُ: لَا تَجِدْنِي. ثُمَّ يَقُولُ لِيَ: اذْهَبْ. «قَالَ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ عَلَى المعنى، وكان إبراهيم بن ميسرة لا يحدثه إِلَّا عَلَى مَا سَمِعَ» [3] ، وَرَأَيْتُ عَمْرًا يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَمْرًا قَالَ لَهُ رَجُلٌ من أهل مكة: ان سفيان بن عُيَيْنَةَ إِذَا ذَهَبَ الْبَيْتَ يَكْتُبُ عَنْكَ. فَاسْتَلْقَى عَمْرٌو عَلَى فِرَاشِهِ فِي الْمَسْجِدِ فَبَكَى فَقَالَ: أُحَرِّجُ باللَّه عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَكْتُبُ عَنِّي شَيْئًا. وَقَالَ لِي عَمْرٌو: يَا غُلَامُ أَنَا حِينَ كُنْتُ مِثْلَكَ لَا أَنْسَى شَيْئًا أَسْمَعُهُ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّ عَمْرًا قَالَ [5] يَكْتُبُونَ عَنِّي خَطَايَا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قال: جئت الى محمد بن
عَلِيٍّ أَبِي جَعْفَرٍ [1] فَقَالَ لِأَخَوَيْهِ زَيْدٍ وَعُمَرَ: قُومَا إِلَى عَمِّكُمَا فَأَنْزِلَاهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَرَأَيْتُ عَمْرًا يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ. قَالَ عَمْرٌو: جَمَعْتُ بَيْنَ الْجَعْدِ وَبَيْنَ الْهَيْصَمِ ابْنَيْ بِشْرٍ فَتَكَلَّمَا عِنْدِي في شيء. (5 ب) حَدَّثَني مُحَمَّدٌ [2] قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: مَا كُنْتُ أَجْلِسُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَا كُنْتُ عِنْدَهُ إِلَّا قَائِمًا. قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [3] قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتَ أَثْبَتَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَظَنَّ أَنِّي أَعْنِي الْمَشْيَخَةَ فَقَالَ: وَلَا الْحَكَمَ وَلَا قَتَادَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: خَرَجَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَسْمَعْ بِهَا شَيْئًا. وَقَالَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ: يَا سُفْيَانُ مَا صَنَعَ عَمْرٌو بِالْمَدِينَةِ أَلْهَاهُ قَضْمُ الْعَجْوَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: رَأَيْتَ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: حَفِظْتَ مِنْهُ؟ قَالَ: لَا. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قال سفيان: قال ابن أبي نَجِيحٍ [4] : لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَعْلَمَ مِنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: مَاتَ حَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ قَبْلَ طَاوُسٍ.
قَالَ وَقَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ سَمِعَهُ يَقْرَأُ «وَالْمُخْلَصِينَ» [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَالْحُمَيْدِيُّ قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا ابْنُ جريج قال: سمعت مجاهد يَقْرَأُ «فَطَلِّقُوهُنَّ لِقُبْلِ عِدَّتِهِنَّ» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مَا سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ فِي شَيْءٍ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا إِلَّا فِي هَذَا. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قال: سمعت أبا عبد الله [3] وقيل له: مَنْ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي عَطَاءٍ؟ قَالَ: عَمْرُو وَابْنُ جُرَيْجٍ. قِيلَ لَهُ: فَمَنْ تَقَدَّمَ مِنْهُمَا؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَلَا الْحَكَمَ [4] وَلَا قَتَادَةَ [5] . وَقِيلَ لَهُ: مَنْ أَثْبَتُ النَّاسِ في عمرو بن دينار؟
[ابو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس وآخرون]
قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ أَثْبَتَ مِنْ سُفْيَانَ بْنِ عيينة. قيل له: فحماد بن يزيد؟ قَالَ: لَا وَكَمْ رَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ لَعَلَّهَا أَنْ تَبْلُغَ خَمْسِينَ وَمِائَةً. [أَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تَدْرُسَ وَآخَرُونَ] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ثَنَا هُشَيْمٌ أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى [1] وَالْحَجَّاجُ [2] عَنْ عَطَاءٍ [3] قَالَ: كُنَّا إِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ تَذَاكَرْنَا حَدِيثَهُ، فَكَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ مِنْ أَحْفَظِنَا لِلْحَدِيثِ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا (6 أ) سُفْيَانُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْأَحْوَلُ خَالُ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ وَكَانَ ثِقَةً. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو وَأَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ الْمُصَبِّحُ، قَالَ عَمْرٌو: وَكَانَ مُسْلِمٌ رَجُلًا صَالِحًا يُصَبِّحُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَذَكَرَ عَنْهُ خَيْرًا. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: تَدْرُسُ [5] بْنُ مُوسَى، وَأَبُو الزُّبَيْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ تدرس. حدثني محمد بن يحي حدثنا سفيان [6] عن داود بن
شَابُورٍ [1] عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: نَفْخَرُ عَلَى النَّاسِ بِأَرْبَعَةٍ: بِفَقِيهِنَا ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُؤَذِّنِنَا أَبِي مَحْذُورَةَ وَقَارِئِنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ وَقَاصِّنَا [2] عُبَيْدِ [3] بن عمير [4] . حدثني محمد بن يحي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ إِذَا ذَكَرَ أبا الزبير يقول: ابو الزبير ابو الزبير ابو الزبير وقال يكفه فقيهنا. قال محمد: أبي يوثقه. حدثني محمد بن يحي حدثنا سفيان قال: سمعت أَبَا الزُّبَيْرِ يَقُولُ: كَانَ عَطَاءٌ يُقَدِّمُنِي إِلَى جَابِرٍ أَحْفَظُ لَهُمُ الْحَدِيثَ [5] . حَدَّثَني مُحَمَّدٌ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا نَازَعَ أَبُو الزُّبَيْرِ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ إِلَّا زَادَ عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ثَنَا حَجَّاجٌ [6] وَابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَيُحَدِّثُنَا، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ تَذَاكَرْنَا حَدِيثَهُ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ أَحْفَظَنَا لِلْحَدِيثِ [7] .
[عبيد بن عمير]
[عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَنْبَأَ عَمْرٌو قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ ابن عُمَيْرٍ يَقُصُّ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَأَنْبَأَ عَمْرٌو قَالَ: حَمَلَنَا حُبُّ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَالْإِعْجَابُ بِهِ أَنْ تَبِعْنَاهُ حَتَّى فَاتَتْنَا رَكْعَةٌ مِنَ الْمَغْرِبِ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِلَى عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، فَقَالَ: مَا جاء بكم؟ قالوا: بعثنا إخوانك نسألك عن (6 ب) علي وعثمان. قال ابن نمير: ابو [1] راشد اسمه سعد وهو مولى عبيد بن عمير. [هشام بن حجير] حدثني محمد بن يحي ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: مَا بِمَكَّةَ أَفْضَلُ مِنْ هِشَامِ بْنِ حُجَيْرٍ [2] . [طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ] [3] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ يَلْقَانَا فَقَلَّمَا نَفْتَرِقُ حَتَّى نَقُولَ اللَّهمّ اسْمُ لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرًا رَشَدًا يُعَزُّ فِيهِ وَلِيُّكَ، وَيُذَلُّ فِيهِ عَدُوُّكَ، وَيُعْمَلُ فِيهِ لِطَاعَتِكَ، وَيُتَنَاهَى عَنْ سَخَطِكَ [4] .
[ابن جريج] [3]
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ إِذَا لَقِيَنَا يَقُولُ: إِنَّ نِعَمَ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى، وَإِنَّ حُقُوقَهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَقُومَ بِهَا الْعِبَادُ لَكِنْ أَمْسُوا تَائِبِينَ وَأَصْبِحُوا تَائِبِينَ [1] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: مَا رَأَيْنَا بِبَلَدِنَا أَشَدَّ مُدَارَاةً عَلَى صَلَاتِهِ مِنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ. [ابْنُ جُرَيْجٍ] [3] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُ: مَا دَوَّنَ الْعِلْمَ تَدْوِينِي أَحَدٌ» [4] . «وَقَالَ: جَالَسْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ بَعْدَ مَا فَرَغْتُ مِنْ عَطَاءٍ سَبْعَ سِنِينَ» [5] . سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ [6] أَفْقَهَ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وَلَمْ يَكُنْ فِقْهُهُ عَلَى قَدْرِ تَصْنِيفِهِ، وكَانَ [7] مُفْتِيَ مَكَّةَ بعد عطاء وابن أبي نجيح. «قال: وسمعت يوسف أو غيره من المكيين قال: خرج ابن جريج
إِلَى بَادِيَتِهِمْ طَرَفَ مَكَّةَ [1] ، فَصَنَّفَ كُتُبَهُ عَلَى وَرَقِ الْعُشَرِ ثُمَّ حَوَّلَهَا فِي الْبَيَاضِ، فَكَانَ إِذَا قَدِمَ مُحَدِّثٌ حَمَلَ إِلَيْهِ كِتَابَهُ فَيَقُولُ اقدني مَا كَانَ فِي هَذِهِ الْأَبْوَابِ» [2] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ أَبِي: أَلِمَّ ... [3] بِابْنِ إِسْحَاقَ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ عِنْدَ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ بِمَكَانٍ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَدْ نَسِيَ، وَقَالَ ائْتِنِي بِالْبَادِيَةِ، فَبَلَغَنِي أَنَّ الْمُبَارَكَ [4] أَتَاهُ فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ كِتَابَهُ. وقال (7 أ) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: إِذَا قُلْتُ لَكُمْ «قُلْتُ» فَإِنَّمَا أَعْنِي عَطَاءً. قَالَ سَنْدَلٌ: لَوْ كَانَ عَطَاءُ ابْنُ جَارِيَةَ ابْنَ جُرَيْجٍ مَا حُمِلَ لَهُ. وَسَنْدَلٌ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ أَخُو حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: كُنْتُ إِذَا رَدَدْتُ [5] عَلَى عَطَاءٍ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ثُمّ قَالَ: نَعَمْ- مَدَّ بِهَا صَوْتَهُ-. قَالَ: وَسَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: قَدِمَ ابْنُ جُرَيْجٍ ضَيْفًا تَعَرَّضَ لِمَعْنِ بْنِ زَائِدَةَ الشَّيْبَانِيِّ- وَكَانَ وَعَدَهُ حِينَ مَرَّ بِهِ أَنْ يَقْضِيَ دَيْنَهُ- فلم بصل إِلَى شَيْءٍ حَتَّى جَمَعُوا لَهُ مِنَ النَّاسِ الدينار والدينارين فرحل به.
[عبد الله بن باباه]
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَابَاهْ] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ مَوْلَى آلِ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ. [مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ] [1] حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ سَمِعْتُ سُفْيَانَ [2] يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ [3] وَابْنَ إِسْحَاقٍ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ- قَبْلَ أَنْ يَقْدُمَ عَلَيْنَا ابْنُ شِهَابٍ بِسَنَةٍ- فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمَا، فَجَلَسَا يَتَذَاكَرَانِ، فَلَمَّا قَامَ ابْنُ إِسْحَاقَ تَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: لَا يَزَالُ بِالْمَدِينَةِ عِلْمٌ مَا كَانَ بِهَا مَوْلَى مَخْرَمَةَ [4] . قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَحْمِلْ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي الْحَدِيثِ إِنَّمَا كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَمَلُوا عَلَيْهِ مِنْ أَجْلِ الْقَدَرِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ وَلَدِ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ وَكَانَ ملازما لعلي [5] قال: سمعت عَلِيًّا يَقُولُ: دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إسحاق ستين فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ إِلَّا أَرْبَعةَ أَحَادِيثَ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَهُ مِنْهُ وَبَعْضَهُ لَيْسَ مِنْهُ. «قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَجِدْ لِابْنِ إِسْحَاقَ إِلَّا حديثين منكرين: نافع
[خلاد بن عبد الرحمن]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ فَرْجَهُ، هَذَيْنِ لَمْ يَرْوِهِمَا عَنْ أَحَدٍ وَالْبَاقِينَ [1] يَقُولُ: ذَكَرَ فُلَانٌ وَلَكِنَّ هَذَا فِيهِ حَدَّثَنَا» [2] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] قَالَ: قَالَ الْهُذَلِيُّ [4] : لَا يَزَالُ بِالْمَدِينَةِ عِلْمٌ مَا بَقِيَ هَذَا الرَّجُلُ- يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ-. [خَلَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا عبد الرزاق قال (7 ب) طَلَبَ دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلَّادًا- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدَةَ. قَالَ أَحْمَدُ: وَكَانَ مِنَ الْأَبْنَاءِ- أَنْ يَسْتَعْمِلَهُ عَلَى الْيَمَنِ فَذَهَبَ عَقْلُهُ أَيَّامًا. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمٍ وَخَلَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنَ الْأَبْنَاءِ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ مَعْمَرٌ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا بِصَنْعَاءَ إِلا وَهُوَ يثج [5] الحديث الا خلاد بن عبد الرحمن [6] .
[المغيرة بن حكيم]
[الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمِ] [1] حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ [2] حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ الْبَيْتَ بِغَيْرِ طَائِفِينَ إِلَّا يَوْمَ مَاتَ الْمُغِيرَةُ بْنُ حَكِيمِ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ بَقِيَ بِغَيْرِ طَائِفِينَ. [وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ] [3] حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: حَجَّ عَامَهُ عَامَ الْمِائَةِ وَحَجَّ وَهْبٌ، فَلَمَّا صَلَّوُا الْعِشَاءَ، أَتَاهُمْ نَفَرٌ فِيهِمْ عَطَاءٌ [4] وَالْحَسَنُ [5] وَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُذَاكِرُوهُ [6] الْقَدَرَ، قَالَ: فَافْتَنَّ فِي بَابٍ مِنَ الْجِدِّ فَلَمْ يَزَلْ فِيهِ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ فَانْصَرَفُوا وَلَمْ يَسْأَلُوهُ عَنْ شَيْءٍ. قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي تَقُولُ: سَمِعْتُ النِّسَاءَ يَقُلْنَهُ أَنَّ أُمَّ وَهْبٍ قَالَتْ رَأَيْتُ [فِي] الْحُلْمِ: وَلَدُكِ ابْنٌ مِنْ طِيبٍ، وَالطِّيبُ: الذَّهَبُ بِالْحِمْيَرِيَّةِ. قَالَ أَحْمَدُ: قَالَتْ: رَأَيْتُ كَأَنِّي وَلَدْتُ ابْنًا مِنْ ذَهَبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ أَحْمَدُ ثَنَا غَوْثُ بْنُ جَابِرِ بْنِ غَيْلَانَ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: كَانُوا إِخْوَةً أَرْبَعَةً أَكْبَرُهُمْ وَهْبٌ وَمَعْقِلٌ أَبُو عَقِيلٌ وَهَمَّامٌ وَغَيْلَانٌ وَكَانَ أَصْغَرَهُمْ وَهُوَ جَدُّ غَوْثٍ. وَهُوَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهِ بْنِ كَامِلِ بن سيج وهو الأسوار.
[عروة بن محمد السعدي]
قَالَ غَوثٌ: وَمَاتَ وَهْبٌ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ [1] . قَالَ غَوثٌ: وَمَاتَ هَمَّامٌ آخِرَهُمْ قَبْلَ مَوْتِ أَبِي جَعْفَرٍ [2] بِقَلِيلٍ [3] . مَاتَ وَهْبٌ ثُمَّ مَعْقِلٌ ثُمَّ غَيْلَانُ ثُمَّ هَمَّامٌ. [عُرْوَةُ بنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ] قَالَ عَلِيٌّ: وَلِيَ عُرْوَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ [4] الْيَمَنَ عِشْرِينَ سَنَةً وَخَرَجَ حِينَ خَرَجَ وَمَعَهُ سَيْفٌ وَمُصْحَفٌ. [الْبَصْرَةُ] حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْمُجَالِدُ [5] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ الْأَحْنَفَ [6] فَأُفَاخِرُ جُلَسَاءَهُ مِنْ أَهْلِ البصرة بأهل الكوفة (8 أ) فَقَالَ لَنَا: أَنْتُمْ خَوَلٌ لَنَا اسْتَنْقَذْنَاكُمْ مِنْ عبيدكم فذكرته كلمة قالها أعشى همدان:
أَفَخَرْتُمْ أَنْ قَتَلْتُمْ أَعْبُدًا ... أَوْ هَزَمْتُمْ مَرَّةً آلَ رِغَلْ ثُمَّ قُدْنَاكُمْ إِلَيْهِمْ عَنْوَةً ... وَجَمَعْنَا أَمْرَكُمْ بَعْدَ الْفَشَلْ فَإِذَا فَاخَرْتُمُونَا فَاذْكُرُوا ... مَا فَعَلْنَا بِكُمُ يَوْمَ الْجَمَلْ بَيْنَ شَيْخٍ خَاضِبٍ عُثْنُونَهُ ... أَوْ فَتًى وَضَّاحٍ رَفَلْ جَاءَنَا يَهْدِرُ فِي سَابِغِهِ ... فَذَبَحْنَاهُ كَمَا ذَبْحِ الْحَمَلْ وَعَفَوْنَا فَنَسِيتُمْ عَفْوَنَا ... وَكَفَرْتُمْ نِعْمَةَ اللَّهِ الْأَجَلْ وَقَالَ الأحنف: يا جارية هات تِلْكَ الصَّحِيفَةَ الصَّفْرَاءَ. حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أبي حدثنا مُجَالِدٌ عَنْ عَامِرٍ [1] قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ فَأُفَاخِرُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ، فَبَلَغَ مِنْهُ كَلَامِي ذَاتَ يَوْمٍ وَأَنَا لَا أَدْرِي، فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ هَاتِ ذَلِكَ الْكِتَابَ. فجاءت به، فقال: اقرأوا- وَمَا يَدْرِي أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ مَا فِيهِ-، قَالَ: فَقَرَأَتْهُ فَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنَ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ إِلَى الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ وَمَنْ قِبَلِهِ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ أَسِلْمٌ أَنْتُمْ؟ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ: فَوَيْلٌ لِأُمِّ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ، وَإِنَّ الْأَحْنَفَ مُورِدُ قَوْمِهِ سَقَرَ حَيْثُ لَا يَسْتَطِيعُ بِهِمُ الْصَدْرَ، وَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مَا خُطَّ فِي الْقَدَرِ، وَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونِي وَتُؤْذُونَ رُسُلِي، وَقَدْ كُذِّبَتِ الْأَنْبِيَاءُ وَأُوذُوا مِنْ قَبْلِي وَلَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ كَثِيرٍ مِنْهُمْ وَالسَّلَامُ. فَلَمَّا قَرَأَتْهُ، قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَوْ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ قُلْتُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ أَبَا بَحْرٍ إِنَّمَا كُنَّا نَمْزَحُ وَنَضْحَكُ. قَالَ: لَتُخْبِرَنِّي مِمَّنْ هُوَ قُلْتَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لك. قال: لتخبرني. قلت: من أهل (8 ب) الكوفة.
[الحسن البصري]
قَالَ: فَكَيْفَ تُفَاخِرُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ وَهَذَا مِنْكُمْ. «حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان عن مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: فَاخَرْتُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَغَلَبْتُهُمْ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ وَالْأَحْنَفُ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَلَمَّا رَآنِي غَلَبْتُهُمْ أَرْسَلَ غُلَامًا لَهُ فَجَاءَ بِكِتَابٍ، فَقَالَ: هَاكِ اقْرَأْ. فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِيهِ مِنَ الْمُخْتَارِ إِلَيْهِ يَذْكُرُ أَنَّهُ نَبِيٌّ. قَالَ فَيَقُولُ الْأَحْنَفُ: أَنَّى فِينَا مِثْلُ هَذَا [1] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: أَيُّهُمَا خَيْرٌ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: كَانَ يَبْدَأُ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ. حَدَّثَنِي الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا حَلْقَةٌ، فَدَنَوْتُ مِنْهُمْ فَإِذَا ابْنُ عُمَرَ فِيهِمْ فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قَالَ: أَهْلُ الْبَصَرَةِ خَيْرٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عامر قال: قال يونس ابن عُبَيْدٍ: إِنِّي لَأَعُدُّهَا مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنِّي لَمْ أَنْشَأْ بِالْكُوفَةِ. قِيلَ لِسَعِيدٍ: سَمِعْتُ مِنْ يُونُسَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي عَنْهُ رَجُلٌ. [الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ] حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ويحي بْنَ جَعْدَةَ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَسَالِمَ [2] فِي آخَرِينَ فَلَمْ أَرَ مِثْلَ الْحَسَنِ. وَلَوْ أَنَّ الحسن أدرك
أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَجُلٌ لَاحْتَاجُوا إِلَى رَأْيِهِ [1] . حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: مَا أُحِبّ [2] أَنْ أُؤَمِّنَ عَلَى دُعَاءِ أَحَدٍ حَتَّى أَسْمَعَ مَا يَقُولُ غَيْرَ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ [3] . حَدَّثَنَا عَمْرٌو ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قال: قال ابن الحسن ابن أَبِي الْحَسَنِ لِأَبِيهِ الْحَسَنِ: يَا أَبَهْ بَيْتُنَا يَكِفُ فَلَوْ طَيَّنَّاهُ. قَالَ: اطْرَحْ ثَمَّ شَيْئًا مِنْ رَمَادٍ، ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ [4] عَنْ مَنْصُورٍ [5] قَالَ: كان ابن سيرين يضحك (9 أ) حَتَّى تَدْمَعُ عَيْنَاهُ، وَكَانَ الْحَسَنُ يُحدِّثُنَا وَيَبْكِي. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ أَنَّ الْعَلَاءَ بْنَ أَبِي هِلَالٍ الْبَاهِلِيَّ قَالَ لِلْحَسَنِ يَوْمًا: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّكَ حدثتني بحديث فَنَسِيتُهُ فَأَعِدْ عَلَيَّ فَقَالَ الْحَسَنُ: لَوْلَا [6] النِّسْيَانُ لَكَانَ الْفُقَهَاءُ كَثِيرًا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ وَسَعِيدٌ [7] قَالا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ لِأَصْحَابِهِ مرحبا بالمدرفشين [8] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [1] عَنْ جَابِرِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: وَصَفَ يُونُسُ بْنَ عُبَيْدٍ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ قَالَ: أَمَّا الْحَسَنُ فَلَمْ أَرَ رَجُلًا أَقْرَبَ قَوْلًا مِنْ فِعْلٍ مِنْهُ، وَأَمَّا ابْنُ سِيرِينَ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْرَضْ لَهُ أَمْرَانِ فِي دِينِهِ إِلَّا أَخَذَ بِأَوْثَقِهِمَا. حَدَّثَنَا أبو النعمان [2] حدثنا حماد بن زيد عن أَيُّوبَ [3] قَالَ: كَذَبَ عَلَى الْحَسَنِ ضَرْبَانِ مِنَ النَّاسِ، قَوْمٌ الْقَدَرُ رَأْيُهُمْ فَيَنْحِلُونَهُ الْحَسَنَ لَيُنَفِّقُوهُ في الناس، وقوم في صدورهم شنئان مِنْ بُغْضِ الْحَسَنِ فَيَقُولُونَ أَلَيْسَ يَقُولُ كَذَا أَلَيْسَ يَقُولُ كَذَا. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْأَشْعَثِ: إِنْ سَرَّكَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جَمَلِ عَائِشَةَ فَأَخْرِجِ الْحَسَنَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَكْرَهَهُ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَنَا نَازَلْتُ الْحَسَنَ فِي الْقَدَرِ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّى خَوَّفْتُهُ بِالسُّلْطَانِ. فَقَالَ: لَا أَعُودُ فِيهِ بَعْدَ اليوم [5] . قال أيوب: ولا أَعْلَمُ أَحَدًا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَسَنَ إِلَّا به، وأدركت
الْحَسَنَ وَاللَّهِ مَا يَقُولُهُ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الْحَسَنِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ وَكَّلَ هَذَا الْأَمْرَ إِلَى الْعِبَادِ أَوْ إِلَى النَّاسِ فقال من اجتهد لِي جَزَيْتُهُ، وَلَكِنْ أَمْرٌ بِأَمْرٍ وَنَهْيٌ عَنْ أَمْرٍ ثُمّ قَالَ اجْتَهِدُوا لِي فِيمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: أَلَا تَعْجَبُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ دخل عليّ (9 ب) الْبَيْضَاءَ فِي الطَّاعُونِ [وَهُوَ يُشَاوِرُنِي فِي قِتَالِ هَؤُلَاءِ] [2] . ثُمَّ [3] قَالَ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ أَنَّهُ [مَا] [4] لَقِيَ أَحَدًا مِنَ الْبَدْرِيِّينَ [5] شَافَهَهُ بِالْحَدِيثِ وَلَا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَلَا [6] سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ. «حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [7] عَنْ [8] شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قَالَ: ثَلَاثَةٌ كَانُوا يَصَدُقُونَ مَنْ حَدَّثَهُمْ أَنَسٌ وابو العالية [9] والحسن البصري» [10] .
«حَدَّثَنَا عُثْمَانُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَا تُحَدِّثْنِي عَنِ الْحَسَنِ وَلَا عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُمَا لَا يُبَالِيَانِ عَمَّنْ أَخَذَا الْحَدِيثَ» [1] . حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [2] حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثْتُ الْحَسَنَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ عِنْدِي مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِي فَاسْتَعَادَهُ سِتَّ مَرَّاتٍ فَلَمَّا أَنْ ظَهَرَ جَعَلَ يُحَدِّثُ بِذَاكَ الْحَدِيثِ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: دَعْنَا مِنْكَ. فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ: أَنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن حرب حدثنا أَبُو هِلَالٍ [3] قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَنَصْرٌ أَبُو خزيمة على الحسن وذلك يوم جمعة ولم يكن جمع. فقلت يَا أَبَا سَعِيدٍ أَمَا جَمَعْتَ؟ فَقَالَ: أَرَدْتُ ذَلِكَ وَلَكِنْ مَنَعَنِي قَضَاءُ اللَّهِ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ «الْحَسَنِ: أَنَّ عُمَرَ لَقِيَ عَلْقَمَةَ بْنَ عَلَاثَةَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَكَانَ عُمَرُ يُشْبِهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ. قَالَ فَقَالَ لَهُ عَلْقَمَةُ: يَا خَالِدُ أُعِزَّ لَكَ هَذَا الرَّجُلُ أَبَى هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ إِلَّا شُحًّا، قَدْ جئت وأنا أريد ان أسأله حاجتين هاهنا لنا [4] هلكت فأردت أن
أسأله، وابن عَمٍّ لِي أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ أَنْ يَفْرِضَ له، فأما إِذَا فَعَلَ بِكَ هَذَا فَلَنْ أَسْأَلَهُ شَيْئًا. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: قَلِيلًا قَلِيلًا هِيهِ فَمَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَوْمٌ لَهُمْ عَلَيْنَا حَقٌ فَنُؤَدِّي حَقَّهُمْ وَأَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ. قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحُوا دَخَلَ النَّاسُ عَلَى عُمَرَ وَدَخَلَ عَلَيْهِ عَلْقَمَةُ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ. قَالَ: فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى خَالِدٍ فَقَالَ: هِيهِ مَا يَقُولُ لَكَ عَلْقَمَةُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ؟ قَالَ مَا قَالَ لِي شيئا. قال: (10 أ) هِيهِ مَا يَقُولُ لَكَ عَلْقَمَةُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا قَالَ لِي شَيْئًا. قَالَ: وَتَحْلِفُ أَيْضًا!» [1] قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: فَمَا كَانَ يَقُولُ عَلْقَمَةُ؟ قَالَ: كَانَ وَاللَّهِ يَفْرَقُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ [2] بِمِثْلِهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ: جَعَلَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ لِخَالِدٍ: خَلِّ يَا خَالِدُ خَلِّ يَا خَالِدُ. قَالَ قَالَ عُمَرُ: أما انه قد قال كلمة لئن تَكُونَ فِي كُلِّ مُسْلِمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حمر النعم. قال: قَالَ: هُمْ قَوْمٌ لَهُمْ عَلَيْنَا حَقٌّ فَنُؤَدِّي حَقَّهُمْ وَأَجْرُنَا عَلَى اللَّهِ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ الْحَسَنِ إِلَى أَبِي نَضْرَةَ فَحَدَّثَنَا هَذَا الْحَدِيثَ. قَالَ: وَمَا سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَبْلَ ذَلِكَ. قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بَعْدَ ذَلِكَ يُحَدِّثُهُ. قال: فكان الحسن أحسن سياقا له من أبي نضرة.
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ابْنِ عَوْنٍ [1] قَالَ: ذَكَرْتُ رِجَالًا لِابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ لِي ذَاتَ يَوْمٍ: يَا أَبَا عَوْنٍ أَشَعُرْتَ أَنَّ فُلَانًا أَتَانَا؟ قَالَ: قُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا يرى أنه يعلم مالا نَعْلَمُ. قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ، فَاثْنَانِ يَعْلَمَانِ وَوَاحِدٌ لَا يَعْلَمُ، رَجُلٌ عَالِمٌ يَعْلَمُ أَنَّهُ عَالِمٌ هَذَا يَعْلَمُ، وَرَجُلٌ عَالِمٌ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ عَالِمٌ فهَذَا يَعْلَمُ، وَرَجُلٌ لَا يَعْلَمُ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ يَعْلَمُ فَهَذَا لَا يَعْلَمُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب حدثنا حماد عن ابن عون قال: لو علمنا أنهم ينتحلوا بِهَا الْحَسَنَ لَقُلْنَا فِيهِمْ قَوْلًا قَلَّدَهُمْ بِقِلَادَةٍ وَلَا يَفُكُّونَهَا. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَانَ يَقْدُمُ الْبَصْرَةَ، فَكَانَ لَا يَأْتِي الْحَسَنَ مِنْ أَجْلِ الْقَدَرِ، فَلَقِيَهُ يَوْمًا فِي الطَّرِيقِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ «وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلا مَنْ رحم ربك» [2] . قَالَ: نَعَمْ أَهْلُ رَحْمَتِهِ لَا يَخْتَلِفُونَ. قَالَ فقوله: «ولذلك خلقهم» [3] ؟ قَالَ: خُلِقَ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ. قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: لَا أَسْأَلُ عَنِ الْحَسَنِ بَعْدَ اليوم. (10 ب) حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: غِبْتُ غَيْبَةً لِي فَقَدِمْتُ فَأَخْبَرُونِيَ أَنَّ الْحَسَنَ تَكَلَّمَ فِي الْقَدَرِ. فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ آدَمُ خُلِقَ لِلْجَنَّةِ أَمْ لِلْأَرْضِ؟ قَالَ: فَقَالَ يَا أَبَا مُنَازِلٍ مَا كَانَ هَذَا مِنْ مَسَائِلِكَ. قَالَ قُلْتُ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أَعْلَمَ. قَالَ: لَا بَلْ لِلْأَرْضِ. قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِيَعْتَصِمَ فَلَا يأكل من الشجرة
إِنَّمَا خُلِقَ لِلْأَرْضِ. أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ «مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ. إِلا مَنْ هو صال الجحيم» [1] . قَالَ: الشَّيَاطِينُ لَمْ يَكُونُوا يَفْتِنُونَ بِضَلَالَتِهِمْ إِلَّا مَنْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ [أَنْ] [2] يَصْلَى الْجَحِيمَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَالْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالا: [ثَنَا] [3] أَبُو الْأَشْهَبِ عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ «وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ» 34: 54 [4] . قَالَ: الْإِيمَانُ [5] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حماد عن حبيب بن الشهيد ومنصور ابن زَاذَانَ قَالَ: سَأَلْنَا الْحَسَنَ عَمَّا بَيْنَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 1: 2 [6] الى قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 114: 1 [7] ففسره على الإثبات [8] . (20 ب) [9] ... [10] .. الفسطاط ومعه فلان يذاكر أمر القتال
وَمَعَهُ فُلَانٌ. قَالَ أَبُو النُّعْمَانِ: هَذَا حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ الْأَشْعَثِ فَأَكْرَهَهُ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ [1] عَنْ حُمَيْدٍ [2] قَالَ: قَدِمَ الْحَسَنُ مَكَّةَ فَكَلَّمَنِي فُقَهَاءُ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ أُكَلِّمَهُ، فَجَلَسَ لَهُمْ يَوْمًا فَكَلَّمْتُهُ. فَقَالَ: نَعَمْ. فَاجْتَمَعُوا وهو على سرير فخطب يومئذ. فو الله مَا رَأَيْتُهُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ مَا بَلَغَ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، فَسَأَلُوهُ عَنْ صَحِيفَةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ هُنَا إِلَى ثَمَّ. قَالَ: فَمَا أَخْطَأَ يَوْمَئِذٍ إِلَّا فِي شَيْءٍ واحد أربعين مشاه [3] بين رجلين فقال فيها مشاه [4] . قَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ خَلَقَ الشَّيْطَانَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَهَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ خَلَقَ الشَّيْطَانَ وَخَلَقَ الْخَيْرَ وَخَلَقَ الشَّرَّ. قَالَ الرَّجُلُ: مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ كَيْفَ يَكْذِبُونَ عَلَى هَذَا الشَّيْخِ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: ثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذِهِ الآية وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ 34: 54 [5] . قَالَ: حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْإِيمَانِ. حدثنا الحجاج ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ عَلَى الْحَسَنِ فِي بَيْتِ أَبِي خَلِيفَةَ، فَفَسَّرَهُ لِي أَجْمَعَ عَلَى الْإِثْبَاتِ. فَسَأَلْتُهُ عَنْ قوله كَذلِكَ سَلَكْناهُ في قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ 26: 200 [6] . قال: الشرك سلكه الله في
قُلُوبِهِمْ. وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ 23: 63 [1] . قَالَ: أَعْمَالٌ سَيَعْمَلُونَهَا لَمْ يَعْمَلُوهَا. قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ. إِلَّا من هُوَ صالِ الْجَحِيمِ 37: 162- 163 [2] ... [3] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ فَقَالَ وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ 11: 118- 119 [4] . قَالَ: أَهْلُ رَحْمَتِهِ [لَا] يَخْتَلِفُونَ. وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ 11: 119 [5] . قَالَ: خَلَقَ هَؤُلَاءِ لِجَنَّتِهِ وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِنَارِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ قال: قلت لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرْنِي عَنْ آدَمَ خُلِقَ لِلسَّمَاءِ أَمْ لِلْأَرْضِ؟ قَالَ: لِلْأَرْضِ خُلِقَ. (21 أ) قَالَ قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلَ مِنَ الشَّجَرَةِ. قَالَ: لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا لِأَنَّهُ لِلْأَرْضِ خُلِقَ. قَالَ: وَسَأَلْتُ الْحَسَنَ قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ. إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ 37: 162- 163 [6] . قَالَ: نَعَمِ الشَّيَاطِينُ لَا يُضِلُّونَ بِضَلَالِهِمْ إِلَّا مَنْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ آدَمُ خلق للأرض أم لِلسَّمَاءِ؟ قَالَ: لِلْأَرْضِ. قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَكَانَ لَهُ أَنْ يَسْتَعْصِمَ؟ قَالَ: لَا. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدٍ قال: قلت
لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ آدَمُ خُلِقَ لِلْأَرْضِ أَمْ لِلسَّمَاءِ؟ قَالَ: مَا هَذَا يَا أَبَا مُنَازِلٍ؟ قَالَ فَقَالَ: خُلِقَ لِلْأَرْضِ. قَالَ فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّهُ اسْتَعْصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا لِأَنَّهُ خُلِقَ لِلْأَرْضِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ مُحَمَّدِ بن الزبير قال: قيل للحسن: لو صليت ان أَهْلَ السُّوقِ قَدْ صَلُّوا؟ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ السُّوقِ لَا خَيْرَ فِيهِمْ، بَلَغَنِي أَنَّ أَحَدَهُمْ يَرُدُّ أَخَاهُ مِنْ أَجْلِ الدِّرْهَمِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ الْحَسَنِ زِيَادَةَ دَانِقٍ أَوْ نُقْصَانَ دَانِقٍ. فَقَالَ الْحَسَنُ: لَا دِينَ إِلَّا بِالْمُرُوَّةِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ [2] عَنْ صَالِحِ بْنِ حي ابن مُسْلِمٍ [3] عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى وَكَانَ سِمْسَارًا قَالَ: قَالَ لِيَ الْحَسَنُ: أَيُولِي أَحَدُكُمْ أَخَاهُ الثَّوْبَ فِيهِ رِخَصُ دِرْهَمَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ وَلَا دَانِقٍ. قَالَ فَقَالَ الْحَسَنُ: أُفٍّ أُفٍّ فَمَاذَا بَقِيَ مِنَ الْمُرُوَّةِ إِذًا [4] !! حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا ضمرة عن السري بن يحي قَالَ: مَا رَأَيْتُ الْحَسَنَ مُبْتَسِمًا قَطُّ إِلَّا مرة، فأنه شكى إِلَيْنَا طَعَامًا أَكَلَهُ. فَقَالَ رَجُلٌ فِي الْمَجْلِسِ: مَا آذَانِي طَعَامٌ قَطُّ. فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ: أَنْتَ لَوْ كَانَتْ فِي مَعِدَتِكَ الْحِجَارَةُ لَطَحَنْتَهَا. فَتَبَسَّمَ الْحَسَنُ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ قَالَ:
قُلْتُ لِلْحَسَنِ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: لَا ... [1] . وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَيْسَ مِنَ الْعَرَبِ أَشْبَهَ بِالْعَرَبِ مِنَ الْحَسَنِ. حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ مَطَرٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ صَاحِبَ لَيْلٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الحسن جالسا (11 أ) إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ عَمَّنْ تُحَدِّثُ؟ قَالَ: عِنْكَ وَعَنْ هَذَا وَعَنْ هَذَا [2] . حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ [3] قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ إِلَى حَاجَةٍ فَأَتَيْنَا عَلَى السُّوقِ. قَالَ فَقَالَ: مَا مِنْ بُقْعَةٍ أَبْغَضَ إِلَى اللَّهِ مِنْهَا. قَالَ: ثُمَّ ذَهَبْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى قَصْرِ أَوْسٍ. فَقَالَ الْحَسَنُ: قَصْرُ أَوْسٍ قَصْرُ أَوْسٍ قَصْرُ أَوْسٍ مَنْ يُعْطِي رَجُلًا مِسْكِينًا كَفًّا مِنْ تَمْرٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَدَعَ مِثْلَ هَذَا. «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنِ ابْنِ عون عن محمد قال: كان ها هنا ثَلَاثَةٌ يُصَدِّقُونَ كُلَّ مَنْ حَدَّثَهُمْ. قَالَ سُلَيْمَانُ: كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِكَ لَهُمْ» [4] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حدثنا
حماد بن سلمة عن علي بن زيد قَالَ: كَانَ ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا إِذَا سَمِعُوا الْحَدِيثَ رَفَعُوهُ: الْحَسَنُ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَآخَرُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ [1] عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْتَبِيلٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بن سيرين كره أن يعلم القدر وكنا فِي بَيْتِ أَبِي مَخْلَدٍ، فَدَخَلَ عَلَيْنَا مُحَمَّدٌ فسألوه فقال: ما قلت وكذب من قَالَ ذَاكَ. قَالَ: فَجِئْنَا إِلَى سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ فَقُلْتُ لَهُ. فَقَالَ: حَدَّثَنِي مُؤَذِّنُنَا هَذَا وَلَمْ أَرَ أَنَّهُ يَكْذِبُ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [3]- صَاحِبُ لَيْلٍ-[4]- عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ خَرَجَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ بِشَيْءٍ. قَالَ: فَغَضِبَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ فَقَالَ: يَا أَعْمَشُ لَقَدْ أَدْرَكْنَا أَقْوَامًا مَا مُجَالَسَتُكَ مَعَهُمْ إِلَّا ذَا الْقَدْرَ لَيْتَنَا نَنْتَظِرُ الْحَسَنَ يَخْرُجُ إِلَيْنَا، فَيَخْرُجُ إِلَيْنَا كَأَنَّمَا عَايَنَ الْآخِرَةَ ثُمَّ جَاءَنَا يُخْبِرُنَا عَنْهَا. وَبِهِ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ الشِّخِّيرِ لَا أُؤَمِّنُ عَلَى دُعَاءٍ لَا أَعْرِفُهُ إِلَّا دُعَاءَ الْحَسَنِ فَإِنِّي أَثِقُ بِهِ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَفَرَ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: رَأَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ابْنَ سِيرِينَ فِي الْجَنَّةِ فِي منامه فقال له: ما فعل الحسن؟ (11 ب)
قَالَ: هُوَ فِيهَا. قَالَ: فَبِأَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: بِتَوَسُّعِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا الأعمش قال: ما زال الحسن يعي ِالْحِكْمَةِ حَتَّى نَطَقَ بِهَا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا قَالَ: ذَكَرْتُ لِطَاوُسٍ الْحَسَنَ أَوْ ذَكَرَهُ فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ جَرِيءٌ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ الْحَسَنُ القضاء كلمني رجل أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي مَالِ يَتِيمٍ يُدْفَعُ إِلَيْهِ وَيَضْمَنُهُ. قَالَ: فَكَلَّمْتُهُ فَقَالَ: أَتَعْرِفُهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: وَكَذَا أَنْتَ جَرِيءٌ عَلَى رَأْيِكَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا مُسَاوِرٌ- يَعْنِي الْوَرَّاقَ- عَنْ أَخِيهِ سَيَّارٍ [1] قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ عَمَّنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي تُحَدِّثُنَا؟ قَالَ: صَحِيفَةٌ وَجَدْنَاهَا [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ [4] عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: دخلت عليّ فَاغْتَمَمْتُ فَخَرَجْتُ فَلَمْ أَزْدَدْ إِلَا غَمًّا، اللَّهمّ فَإِلَيْكَ هَذَا الْفَتَى الَّذِي كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْهُ مَا لِي أَسْمَعُ صَوْتًا وَلَا أَرَى أَنِيسًا أُغَيْلِمَةٌ حَيَارَى مَا لَهُمْ تَفَاقَدُوا إِنْ أَنْبَأْنَاهُمْ لَمْ يَفْقَهُوا، وَإِنْ سَكَتْنَا عَنْهُمْ وَكَلْنَاهُمْ إِلَى غَيٍّ شَدِيدٍ، وَاللَّهِ لَوْلَا مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ فِي عِلْمِهِمْ مَا أَنْبَأْنَاهُمْ بشيء [5] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ سِيرِينَ فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ الْجَوْزَاءَ تَقَدَّمَتِ الثُّرَيَّا فَقَالَ: هَذَا الْحَسَنُ يَمُوتُ قَبْلِي، ثُمَّ أَتْبَعُهُ وَهُوَ أَرْفَعُ مِنِّي. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: أَبُو الشَّعْثَاءِ أَعْلَمُ عِنْدَكُمْ أَوِ الْحَسَنُ؟ قَالَ قُلْتُ: مَا تَقُولُ إِنَّ بَعْضَ مَنْ عِنْدَنَا لَيَزْعُمُ أَنَّ الْحَسَنَ أَعْلَمُ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ! فَقَالَ لِي: وَهَلْ كَانَ الْحَسَنُ إِلَّا مِنْ صِبْيَانِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ كَانَ أَبُو الشَّعْثَاءِ إِلَّا مِنْ صِبْيَانِ الْحَسَنِ؟ قَالَ: مَا هُوَ عِنْدَنَا بِأَعْلَمَ مِنْهُ. فَقُلْتُ لِمَعْمَرٍ: يَا أَبَا عُرْوَةَ أَفْرَطْتَ. قَالَ: إِنَّهُ أَفْرَطَ. حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عامر (12 أ) قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي أَسْمَاءَ يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ الحسن: ان المؤمن يموت بكل ميتة. فليس ثِيَابَهُ وَتَعَلَّقَ سَوْطَهُ وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي ركَابِهِ وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَرْبُوسِ سَرْجِهِ فَمَاتَ. حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ وَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بن أبي جعفر وذكر عنده الْحَسَنُ وَمُحَمَّدٌ فَقَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ كَانَ مَا جَرَى بَيْنَهُ [1] وَبَيْنَ أَبِي الْعَالِيَةِ [2] أَنَّهُ جَاءَ الى السوق يطلب ثوبا [3] ، فَأَتَانِي فَأَخْرَجْتُ لَهُ ثَوْبًا صَالِحًا وَأَخَذْتُ الدَّرَاهِمَ، فَذَهَبَ فَأَرَاهُ فَقَالُوا: هَذَا خَيْرٌ مِنْ دَرَاهِمِكَ. قال: فَجَاءَ فَقَالَ: رُدَّ عَلَيْنَا دَرَاهِمَنَا بَارَكَ اللَّهُ فيك فرددت عليه الدراهم وأخذت الثوب.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: جَالَسْتُ الْحَسَنَ فِي مَجْلِسِهِ، وَجَالَسْتُهُ خَالِيًا، وَجَالَسْتُهُ فِي الْجَمَاعَةِ، فَمَا رَأَيْتُهُ يَرْغَبُ فِي الدُّنْيَا قَطُّ، وَمَا رَأَيْتُهُ ضَاحِكًا قَطُّ إِلَّا مُتَبَسِّمًا غَيْرَ يَوْمٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّ امْرَأَتِي طَلَبَتْ أَنْ أَكْسُوَهَا خِمَارًا مِنْ قَزٍّ، وَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَكْسُوَهَا الْقَزَّ، فَأَعْطَيْتُهَا ثَمَنَهُ. فَقَالَ الْحَسَنُ: تَكْرَهُ أَنْ تَكْسُوَهَا وَتُعْطِيهَا ثَمَنَهُ! وَضَحِكَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ قِيلَ لَهُ فِي الْحَسَنِ وَمَا كَانَ يَنْحَلُ إِلَيْهِ أَهْلُ الْقَدَرِ؟ فَقَالَ: كَانُوا يَأْتُونَ الشَّيْخَ بِكَلَامٍ مُجْمَلٍ لَوْ فَسَّرُوهُ لَهُ [1] لَسَاءَهُمْ. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ [2] حَدَّثَنَا الْخَزَّازُ أَبُو عَامِرٍ [3] عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَنْ كَفَرَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَفَرَ بِالْإِسْلَامِ، إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ قَدَرًا، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ بِقَدَرٍ، وَقَسَّمَ الْآجَالَ بِقَدَرٍ، وَقَسَّمَ الْأَرْزَاقَ بِقَدَرٍ، وَقَسَّمَ الْعَافِيَةَ بِقَدَرٍ، وَأَمَرَ وَنَهَى. حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ عَوْفٍ [4] عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَ هَذَا سَوَاءً إِلَّا أنه قال: وأمر الله ونهى. حدثني أَبُو بِشْرٍ ثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثَنَا أبي قال: سمعت حميد بن
هلال (12 ب) قَالَ قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الشَّيْخِ- يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ- فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَشْبَهَ رَأْيًا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْهُ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: كلمت مطر الْوَرَّاقَ فِي بَيْعِ الْمَصَاحِفِ فَقَالَ: أَتَنْهَوْنِي عَنْ بَيْعِ الْمَصَاحِفِ وَقَدْ كَانَ حَبْرَا هَذِهِ الْأُمَّةِ- أَوْ قَالَ فَقِيهَا هَذِهِ الْأُمَّةِ- لَا يَرَيَانِ بِهِ بَأْسًا: الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ. حَدَّثَني أَبُو بِشْرٍ حدثنا سعيد قال: سمعت هما ما يُحَدِّثُ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ قَالَ: كَانَ رَجُلُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، فَلَمَّا ظَهَرَ الْحَسَنُ جَاءَ رَجُلٌ [2] كَأَنَّمَا كَانَ فِي الْآخِرَةِ فَهُوَ يُخْبِرُ عَمَّا رَأَى أَوْ عَايَنَ [3] . حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ مَطَرٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ نَعُودُهُ فَمَا كَانَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ لَا فراش وَلَا بِسَاطٌ وَلَا وِسَادَةٌ وَلَا حَصِيرَ إِلَّا سرير مرمول [4] هو عليه. حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ لِيَ الْحَسَنُ: أَلَا تَعْجَبُ مِنْ رَأْيِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ دَخَلَ عَلَيَّ فُسْطَاطِي مَعَ فُلَانٍ وَهُوَ يُشَاوِرُنِي فِي قِتَالِ هَؤُلَاءِ! حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنِ ابْنِ عون قال: سألت محمدا: عن
شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الطَّعَامِ فِي الْغَزْوِ. فَقَالَ: سَلِ الْحَسَنَ فَإِنَّهُ كَانَ يَغْزُو. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ أَظُنُّهُ عَنْ عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد قال سمعت يحي بْنَ عَتِيقٍ يَقُولُ لِأَيُّوبَ وَذَكَرَ الْحَسَنَ قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ هَلْ تَجِدُ شَيْئًا كُنَّا نَجِدُهُ إِنِ ازْدَرَانَا عُلَمَاءُ النَّاسِ ازْدَرَيْنَاهُمْ [1] بِالْحَسَنِ [2] . حدثني أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قُلْتُ لِمَعْمَرٍ: إِنَّ أَبِي أَخْبَرَنِي أَنَّ وَهْبًا وَلِيَ الْقَضَاءَ في زمن عمر بن عبد العزيز قال فلم بحمد فهمه. فتبسم، ثم قال لي قولا كَأَنَّهُ لا يَرْفَعُ صَوْتَهُ: فَإِنَّ الْحَسَنَ وَلِيَ الْقَضَاءَ فِي زَمَنِ عُمَرَ فَلَمْ يَحْمَدْ فَهْمَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ إِذَا حَضَرَ النَّاسُ، وَكَانَ أَجْمَلَ النَّاسِ وَأَرْوَى النَّاسِ وَأَسْخَى النَّاسِ وَأَفْصَحَ النَّاسِ. (13 أ) قَالَ: وَكَانَ الْمُهَلِّبُ إِذَا قَاتَلَ الْمُشْرِكِينَ فَكَانَ الْحَسَنُ مِنَ الْفُرْسَانِ الَّذِينَ يُقَدَّمُونَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا تَلْحَنُ؟ قَالَ: سَبَقْتُ اللَّحْنَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ منصور الطوسي حدثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنِ الشَّيْءِ فيقول برأسه
كَأَنَّهُ نَعَمْ وَلَيْسَ يَقُولُهُ. حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ [1] عَنْ عَوْفٍ [2] قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ [3] حَسَنَ الْعِلْمِ حَسَنَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الْعِلْمِ بِالْفَرَائِضِ حَسَنَ الْعِلْمِ بِالتِّجَارَةِ غَيْرَ أَنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا كَانَ أَدَلَّ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ مِنَ الْحَسَنِ. حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: إِنَّمَا بَزَّ النَّاسَ الْحَسَنُ بِالزَّهَادَةِ فِي الدُّنْيَا، فَأَمَّا الْعِلْمُ فَقَدْ شَارَكَهُ فِيهِ النَّاسُ. حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مُعْتَمِرِ بن سليمان عن يُونُسَ [4] قَالَ: أَمَرَنِي الْحَسَنُ أَنَّ أَشْتَرِيَ لَهُ إِزَارًا فَدَخَلْتُ السُّوقَ فَرَأَيْتُ إِزَارًا مَعَ رَجُلٍ فَقُلْتُ: بِكَمْ؟ قَالَ: بِثَمَانِيَةِ دَرَاهِمَ. قُلْتُ: لَا سَبْعَةُ دَرَاهِمَ. قَالَ: ثَمَانِيَةٌ. قُلْتُ: لَا سَبْعَةٌ [قَالَ: سَبْعَةٌ] [5] وَنِصْفٌ. قُلْتُ: لَا سَبْعَةٌ. فَأَبَى أَنْ يَبِيعَنِي، فَدَخَلْتُ السُّوقَ فَلَمْ أَرَ شَيْئًا كَانَ أَمْثَلَ مِنْهُ عِنْدِي فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ وَقُلْتُ: هَاتِ مِيزَانَكَ. قَالَ: فَوَضَعْتُ لَهُ ثَمَانِيَةً. فَقَالَ: سَبْعَةٌ وَنِصْفٌ. فَقُلْتُ: إِنَّ الَّذِي أَمَرَنَا أَنْ نَشْتَرِي لَهُ هَذَا الْإِزَارِ قَالَ: إِنِ اشْتَرَيْتُمْ لِي شَيْئًا مِنَ السُّوقِ فَكَانَ فِيهِ كَسْرٌ فَاجْبُرُوهُ لِصَاحِبِهِ. قَالَ الرَّجُلُ: هُوَ الْحَسَنُ إِذًا.
حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ صَاحِبٍ لَهُ قَالَ: حُبِسَ عَطَاءُ الْحَسَنِ فَجَاءَهُ رَجُلٌ بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَرَدَّهَا عَلَيْهِ وَقَالَ: لَيْسَ عِنْدِي مُكَافَأَتُهَا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: مَنْ قَعَدَ مَقْعَدِي هَذَا ثُمَّ أَصَابَ مِنَ النَّاسِ مَا يَعْلَمُونَ لَمْ يرجو من الله وقارا. (13 ب) ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: مَا سَمِعَ كَلَامَ الْحَسَنِ أَحَدٌ إِلَّا ثَقُلَ عَلَيْهِ كَلَامُ الرِّجَالِ بَعْدَهُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ عن سليم ابن أَخْضَرَ عَنِ [1] ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كُنْتُ أُشَبِّهُ لُغَةَ الْحَسَنِ أَوْ كَلَامَ الْحَسَنِ لُغَةَ أَوْ كَلَامَ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ- يَعْنِي فِي الْفَصَاحَةِ [2]-. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ثَنَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو قَتَادَةَ: الْزَمْ هَذَا الشَّيْخَ وَخُذْ عَنْهُ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ رَأْيًا بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْهُ- يَعْنِي الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ-. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ السَّهْمِيُّ حدثني محمد بن ذكوان عن خالد ابن صَفْوَانَ قَالَ: لَقِيتُ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بِالْحِيرَةِ بَعْدَ هَلَاكِ ابْنِ الْمُهَلَّبِ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ أَخْبِرْنِي عَنْ حَسَنِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا جَارُهُ إِلَى جَنْبِهِ، وَجَلِيسُهُ فِي حَلْقَتِهِ وَحَدِيثِهِ، وَأَعْلَمُ مَنْ قِبَلِي بِهِ [3] ، كَانَ أشبه
النَّاسِ سَرِيرَةً بِعَلَانِيَةٍ، وَأَشْبَهَ قَوْلًا بِفِعْلٍ، إِنْ قَعَدَ عَلَى أَمْرٍ قَامَ بِهِ، وَإِنْ قَامَ بِأَمْرٍ قَعَدَ عَلَيْهِ، وَإِنْ أَمَرَ بِأَمْرٍ كَانَ أَعْمَلَ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ نَهَى عَنْ شَيْءٍ كَانَ أَتْرَكَ النَّاسِ لَهُ، وَجَدْتُهُ مُسْتَغْنِيًا عَنِ النَّاسِ، وَوَجَدَتُ النَّاسَ محتاجين إليه. قَالَ حَسْبُكَ حَسْبُكَ كَيْفَ ضَلَّ قَوْمٌ كَانَ هَذَا فِيهِمْ [1]- يَعْنِي اتِّبَاعَهَمُ ابْنَ الْمُهَلَّبِ-. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ [2] قَالَ: ذُكِرَ لِأَبِي الْعَالِيَةِ [3] الْحَسَنُ، فَقَالَ: رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عن المنكر، وأدركنا الخير ونعلمنا قبل أَنْ يُولَدَ الْحَسَنُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو خُلْدَةَ [4] قَالَ: أَهْدَى أَنَسٌ لِأَبِي الْعَالِيَةِ مُسْحَتَجًا فَكَانَ يُقَطِّعُهُ بِالسِّكِّينِ يَأْكُلُهُ بِالْخُبْزِ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ مُجَاشِعِ بْنِ مَسْعُودٍ السُّلَمِيِّ وَلَيْسَ عَنِ الْحَسَنِ مَرْوِيَّةٌ صَحِيحَةٌ [5] عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ أَمَّا أَحَادِيثُ سَمُرَةَ فَهِيَ صَحِاحٌ، وَقَدْ سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغَفَّلِ وَلَمْ (14 أ) يَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ [6] علي [7] : ولا من أحد في المدينة الا من عثمان بن عفان،
ولم يسمع من جابر. قال علي: كان يحدثني عَنِ الشَّيْخِ فَيَقُولُ: قَالَ حَدَّثَنِي قَالَ أَخْبَرَنِي فَأَفْرَحُ بِهِ فَيَقُولُ: تَفْرَحُ بِهَذَا لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فِي هَذَا قُرَّةُ [1] . سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ: سَمِعْتُ صَعْصَعَةَ يَقُولُ هَكَذَا هُوَ. قَالَ عَلِيٌّ: أَصْحَابُ الْحَسَنِ حَفْصٌ الْمَنْقَرِيُّ ثُمَّ قَتَادَةُ، وَحَفْصٌ فَوْقَهُ ثُمَّ قَتَادَةُ بَعْدَهُ، وَيُونُسُ [2] وَزِيَادٌ الْأَعْلَمُ. قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَ حَفْصٌ فِي الْحَسَنِ مِثْلَ ابْنِ جُرَيجٍ فِي عَطَاءٍ [3] ، وَكَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي عَطَاءٍ مِثْلَ زِيَادٍ الْأَعْلَمِ فِي الْحَسَنِ، وَبَعْدَ هَؤُلَاءِ أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَقُرَّةُ طَبَقَةٌ مَا أَقْرَبَهُمَا، وَأَبُو الْأَشْهَبِ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ طَبَقَةٌ. وَأَبُو حُرَّةَ [4] وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ فِي الْحَسَنِ طَبَقَةٌ، وَسَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ وَالسَّرِيُّ بْنُ يحي طبقة، ابو هِلَالٍ فَوْقَ مُبَارَكٍ وَمُبَارَكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الرَّبِيعِ [5] . قَالَ عَلِيٌّ: ضَرَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى حَدِيثِ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ بَعْضُهُمْ: كُتُبُ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ أَخَذَهَا مِنْ حَوْشَبٍ، وَأَحَادِيثُ عَطَاءٍ فِي الْمَنَاسِكِ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ. قَالَ عَلِيٌّ: وَهُوَ عِنْدِي فِي ابْنِ سِيرِينَ ثَبْتٌ كَانَ أَصْحَابُنَا لَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ فِي ابْنِ سِيرِينَ. وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ يروي عنه- يعني عن هشام-
[محمد بن سيرين]
عَنِ الْحَسَنِ حَدِيثَيْنِ. وَعَوْفٌ [1] سَمِعَ مِنَ الْحَسَنِ مِنْ قَبْلِ فِتْنَةِ ابْنِ الْأَشْعَثِ [2] . قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ فِيهَا. قَالَ عَلِيٌّ: الْأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ قَبْلَ أَيَّامِ الْجَمَلِ، وَإِنَّمَا قَدِمَ الْحَسَنُ الْبَصْرَةَ بَعْدَ ذَلِكَ. وَمَاتَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ قَبْلَ الْحَسَنِ بِنَحْوٍ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عامر الضبعي عن يونس ابن عُبَيْدٍ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَهُ الْحَسَنُ وَابْنَ سِيرِينَ فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَ يُونُسَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ. فَقَالَ يُونُسَ: كَانَ وَاللَّهِ الْحَسَنُ أَفْضَلَهُمَا فِي كُلِّ شَيْءٍ. [مُحَمَّدُ بْنُ سيرين] [3] قال علي بن المديني: (14 ب) أَتَانِي رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِكِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فكانت هذه الأحاديث بحدث بِهَا هِشَامٌ مَرْفُوعَةً كَانَتْ عِنْدَهُ مَرْفُوعَةً كَانَ أَوَّلُهَا: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ كَذَا، وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ كَذَا، وَكَانَ فِيهِ. قَالَ: كَانَ كِتَابٌ فِي رَقٍّ عتيق، وكان عند يحي بْنِ سِيرِينَ، كَانَ مُحَمَّدٌ لَا يَرَى أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ فِي أَسْفَلِ حَدِيثِ النبي صلى الله عليه وسلم
حِينَ فَرَغَ مِنْهُ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ، بَيْنَهُمَا فَصْلٌ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ كَذَا، وَقَالَ: فِي فَصْلِ كُلِّ حَدِيثٍ عَاشِرَةٍ [1] حَوْلَهُ نَقْطٌ كَمَا تَدُورُ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ لَا يُدَلِّسُ. قَالَ سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ بِكِتَابٍ فَقُلْتُ: انْظُرْ فِيهِ، فَقُلْتُ: يَبِيتُ عِنْدَكَ؟ فَأَبَى، كَأَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ كِتَابٌ. قَالَ عَلِيٌّ: وَأَخْبَرَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الَّتِي يَرْوِيهَا مُحَمَّدٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إنَّمَا لَقِيَ عِكْرِمَةَ بِالْكُوفَةِ أَيَّامَ الْمُخْتَارِ [2] . حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَسْمَاءَ [3] عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا وُلِدْتُ انْطُلِقَ بِي إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فسماني باسمه وكناني بكنيته [4] .
وَبِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ: مَكَثَتْ حَفْصَةُ ثَلَاثِينَ سَنَةٍ لَا تَخْرُجُ مِنْ مُصَلَّاهَا إِلَّا الْقَائِلَةَ أَوْ قَضَاءَ الْحَاجَةِ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ شَعَيْبٍ قَالَ لِيَ الشَّعْبِيُّ: عَلَيْكَ بِذَاكَ الْأَصَمِّ [1] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابن زَيْدٍ عَنْ يُونُسَ [2] قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ احْتِسَابًا، وَسَكَتَ مُحَمَّدٌ احْتِسَابًا [3] . وَبِهِ عَنْ عَفَّانَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْولُ قَالَ: سَمِعْتُ مُوَرِّقًا الْعِجْلِيَّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَفْقَهَ فِي وَرَعِهِ، وَلَا أَوْرَعَ فِي فِقْهِهِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ [4] . قَالَ: وَقَالَ أَبُو قلابة: اصرفوه حيث شئتم فلتجدنه أشدكم (15 أ) ورعا وأملككم لنفسه [5] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ- وَجَعَلَ يَتَعَجَّبَ مِنْ فِقْهِ ابْنِ سِيرِينَ- قَالَ: الْيَوْمَ الشُّفْعَةُ لَا تُوَرَّثُ. حدثنا سلمة عن أحمد حدثنا عفان حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ [1] قَالَ. سَمِعْتُ مُحَمَّدًا يَقُولُ: مَا حَسَدْتُ أَحَدًا شَيْئًا قَطُّ بَرًّا وَلَا فَاجِرًا [2] . «حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [3] حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: وَأَيُّنَا يُطِيقُ مَا يُطِيقُ مُحَمَّدٌ يَرْكَبُ مِثْلَ حَدِّ السِّنَانِ» [4] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حدثنا حماد عن ابن عَوْنٍ حَدَّثَني أَبِي عَنْ جَدِّي أَرْطِبَانَ قَالَ: اعتقت [و] اكتسبت مَالًا فَأَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِزَكَاتِهِ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قُلْتُ: زَكَاةُ مَالِي. فَقَالَ: أَوَ لَكَ مَالٌ! قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لك مَالِكَ. قَالَ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَوَلَدِي. قَالَ: وَلَكَ وَلَدٌ؟ قُلْتُ: يَكُونُ. قَالَ: بَارَكَ الله لك فِي مَالِكَ وَوَلَدِكَ. «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حدثنا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: هَذِهِ مُكَاتَبَةُ سِيرِينَ عِنْدَنَا: هَذَا مَا كَاتَبَ عَلَيْهِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ فَتَاهُ سِيرِينَ عَلَى كَذَا وكذا ألفا وعلى غلامين يعملان عمله» [5] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ. - قَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ فِي ابْنِ عَوْنٍ كَحَمَّادٍ فِي أَيُّوبَ- قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ بِالْبَصْرَةِ وَاحِدٌ مِنَ الْمَوَالِي لَهُ حَظٌّ إِلَّا أَرْطَاةُ وَسِيرِينَ. قَالَ سُلَيْمَانُ: فَذَهَبْتُ أَسْتَفْهِمُهُ. فَقَالَ: يَا سُلَيْمَانُ تَتَعَصَّبُ لِلْمَوَالِي! حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ [1] قَالَ: قَالَ إِسْمَاعِيلُ الْمِعْوَلِيُّ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَأَنَا شَاهِدٌ يَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ وَلَا يُصَلِّي فِي جَمَاعَةٍ. قَالَ فَقَالَ: مَا كل امرئ [2] أَحْمَدُهُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: كُنَّا فِي جِنَازَةِ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ فَوُضِعَتِ الْجِنَازَةُ وَدَخَلَ مُحَمَّدٌ صِهْرِيجَ ابْنِ بُرْثُمٍ يَتَوَضَّأُ [3] . فَقَالَ الْحَسَنُ: أَيْنَ هُوَ؟ قالوا: يتوضأ (15 ب) قَالَ: صَبًّا صَبًّا دَلْكًا دَلْكًا عَذَابٌ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى أَهْلِهِ. «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَجَّ بِنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَنَحْنُ سَبْعَةٌ وَلَدُ سِيرِينَ، فَمَرَّ بِنَا عَلَى الْمَدِينَةِ، فَأَدْخَلَنَا عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَقَالَ لَهُ: هَؤُلَاءِ بَنُو سِيرِينَ. قَالَ: فَقَالَ زَيْدٌ: هَذَانِ لام، وهذان لِأُمٍّ، وَهَذَانِ لِأُمٍّ، وَهَذَانِ لِأُمٍّ. قَالَ: فَمَا أخطأ [4] . وكان يحي بن سيرين أخا محمد لامه» [5] .
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ وَابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَوْصَى يَعلَى بْنُ خَالِدِ بْنِ سِيرِينَ إِلَى مُحَمَّدٍ وَتَرَكَ أُمَّ وَلَدٍ حَامِلًا، فَأَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَعْلَى يَسْأَلُهُ عَنْ نَفَقَتِهَا. فَقَالَ: مِنْ نَصِيبِ وَلَدِهَا. وَكَانَ رَأْيُ مُحَمَّدٍ مِنْ جَمِيعِ الْمَالِ. «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا يَقُولُ: أَرَدْتُ أَنْ أَضَعَ عِنْدَ ابْنِ سِيرِينَ كِتَابًا مِنْ كُتُبِ الْعِلْمِ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ وَقَالَ لَا يَبِيتُ عِنْدِي كِتَابٌ» [1] . حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا أُخْبِرَ بِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ كَأَنَّهُ سَقَطَ مِنْهُ عُضْوٌ مِنْ أَعْضَائِهِ وَرُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِهِ أَوْ نَحْوُ ذَا. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ زُهَيْرٌ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَهُ الْمَوْتُ مَاتَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عَلَى حِيَالِهِ أَوْ عَلَى حِدَتِهِ [2] . حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا اتَّبَعَهُ الرَّجُلُ قَامَ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ ثُمَّ يَمْشِي. «حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ حَدَّثَنِي أَصْدَقُ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنَ الْبَشَرِ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ» [3] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا: مَنْ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؟ فَقَالَ: أَيُّوبُ ثُمَّ ابْنُ عَوْنٍ ثُمَّ سَلَمَةُ بْنُ علقمة ثم
حبيب بن الشهيد ثم يحي بْنُ عَتِيقٍ ثُمَّ هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، وَمَا قَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ «سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بن سيرين» أثبت عندي من خالد (16 أ) الْحَذَّاءِ، أَلْفَاظُ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ فِي محمد واحدة لا تشبه ألفاظهما ألفاظ أصحابهم. قَالَ: وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يُقَوِّي يَزِيدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ [1] وَيُثَبِّتُ حَدِيثَهُ وَيُقِرِّبَهُ بِأَيُّوبَ. قَالَ عَلِيّ: سَمِعَ ابْنَ سِيرِينَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عُمَرَ وَجُنْدُبٍ [2] وَأَنَسٍ. فَقُلْتُ لَهُ: رَافِعٌ؟ فَقَالَ: لَا وَلَا مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سماع شيء- إِلَّا أَنَّهُ قَدْ رَآهُ حِينَ دَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ هَذَا وَهَذَا لِأُمٍّ [3]- قَطُّ وَلَمْ يَحْفَظْ عنه شيئا. «حدثني الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ ثَنَا أَبُو سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَتَبَدَّلَ كَأَنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ» [4] . قَالَ أَحْمَدُ ثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: لَوْ كُنْتُ مُتَمَنِّيًا لَتَمَنَّيْتُ فِقْهَ الْحَسَنِ وورع ابن
سِيرِينَ وَصَوَابَ مُطَرِّفٍ وَصَلَاةَ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ الْأَسْوَدُ قَالَ: تَمَنَّى رَجُلٌ فَقَالَ: لَيْتَنِي بِزُهْدِ الْحَسَنِ وَوَرَعِ ابْنِ سِيرِينَ وَعِبَادَةِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ وَفِقْهِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَذَكَرَ مُطَرِّفًا بِشَيْءٍ- قَالَ رَوْحٌ: لَا أَدْرِي مَا هُوَ- قَالَ: فَنَظَرُوا فِي ذَلِكَ وَوَجَدُوهُ كَامِلًا كُلَّهُ فِي الْحَسَنِ [1] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْفُسَايِيقِيُّ [2] قَالَ: سَمِعْتُ إسماعيل بن عُلَيَّةَ يَقُولُ: كُنَّا نَرَى أَنَّ يُونُسَ [3] سَمِعَهَا مِنْ أَشْعَثَ [4] وَأَشْعَثَ مِنْ حَفْصٍ [5] . حَدَّثَني أَحْمَدُ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ [6] قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ مُجَالَسَتِكُمْ إِلَّا مَخَافَةُ الشُّهْرَةِ فَلَمْ يَزَلْ بِيَ الْبَلَاءُ حَتَّى أُخِذَ بِلِحْيَتِي فَأُقِمْتُ عَلَى الْمَصْطَبَةِ فَقِيلَ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَكَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ، وَكَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ كَثِيرٌ [7] . حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا طوق [8] بن
وَهْبٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَقَدِ اشْتَكَيْتُ فَقَالَ: كَأَنِّي أَرَاكَ شَاكِيًا؟ قَالَ قلت: أجل. قال اذهب الى (16 ب) فُلَانٍ الطَّبِيبِ فَاسْتَوْصِفْهُ. ثُمَّ قَالَ لِيَ: اذْهَبْ إِلَى فُلَانٍ فَإِنَّهُ أَطَبَّ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: استغفر الله أراني قد اغتته [1] . حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: شَهِدْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَطْلُبُ ثَوبًا فَسَافَرْتُ سَفَرًا ثُمَّ رَجَعْتُ وما اشتراه كان ينظر في العقدة والشيء، وَلَمْ يَكُنِ الْحَسَنُ هَكَذَا كَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى الثَّوْبِ ثُمَّ يَقُولُ: مَا أَحْسَنَ هَذَا. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَرْسَلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ [2] إِلَى ابْنِ سِيرِينَ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ أَهْلَ مَصْرِكَ؟ قَالَ: تَرَكْتُهُمْ وَالظُّلْمُ فِيهِمْ فَاشٍ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَأَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى أَنَّهَا شَهَادَةٌ يُسْأَلُ عَنْهَا فَكَرِهَ أَنْ يَكْتُمْهَا [3] . حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي اغْتَبْتُكَ فَاجْعَلْنِي فِي حِلٍّ؟ قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُحِلَّ ما حرم [4] .
«حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ مَرَّ فِي السُّوقِ عِنْدَ أَصْحَابِ السُّكَّرِ، فَجَعَلَ لَا يَمُرُّ بِقَوْمٍ إِلَّا سَبَّحُوا اللَّهَ وَذَكَرُوا اللَّهَ» [1] . حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ خَرَجَ يَوْمَ عَرَفَةَ مِنَ الْمَقْصُورَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَقَعَدَ فَعُرِفَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ: أَرَى أَقْوَامًا يَجْتَرِئُونَ عَلَى أَنْ يُفْتُوا بِرَأْيِهِمْ إِنِّي لَأَحْسَبُ الْقُرْآنَ لَوْ كَانَ يَنْزِلُ نَزَلَ بِخِلَافِ مَا يُفْتُونَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّرِيِّ بن يحي قال: كان ابن سيرين يضحك حتى يستلقي [2] . حدثنا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: تَزَوَّجَ ابْنُ سِيرِينَ عَرَبِيَّةً وَكَرِهَ الْمَوَالِيَ لِمَا يَدْخُلُهُمْ مِنَ السَّبْيِ. قَالَ: فَذَهَبَ ابْنُ عَوْنٍ يَتَشَبَّهُ بِهِ فَلَمْ يَحْمِلْ لَهُ الْعَرَبُ ذَلِكَ، فَرَفَعُوهُ إِلَى بِلَالِ بْنِ أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري فضربه وفرق (17 أ) بَيْنَهُمَا، قَالَ لَهُ: طَلِّقْهَا. قَالَ: هِيَ طَالِقٌ. قَالَ: ثَلَاثًا قَالَ: وَاحِدَةٌ تَبُتُّهَا. قَالَ: أَقُولُ لَهُ ثَلَاثًا وَهُوَ يَبُتُّهَا. وَقَالَ لَهُ: طَلِّقْهَا. قَالَ: هِيَ طَالِقٌ ثَلَاثًا. قَالَ: وَاحِدَةٌ. قَالَ: أقول له ثلاثا وهو يفتيني بطلاقها.
حدثنا سعيد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان ابن سيرين يضحك حتى يستلقي [1] . حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الدِّيلِيُّ ثَنَا ضَمْرَةُ حَدَّثَنَا السَّرِيُّ [2] قَالَ: تَرَكَ ابْنُ سِيرِينَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمِ رِبْحٍ شَكَّ فِيهَا فَتَرَكَهَا. قَالَ: فَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ شَكَّ فِيهَا [3] . حَدَّثَنَا سلمة حدثنا أحمد حدثنا عبد الرزاق عن مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَشْرَةٍ الْمَعْنَى وَاحِدٌ وَاللَّفْظُ مُخْتَلِفٌ [4] . حَدَّثَني أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَتْ لِمُحَمَّدٍ سَوْمَةٌ وَاحِدَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ يَقُولُ: تَرَكَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فِي شَيْءٍ مَا يَرَوْنَ بِهِ الْيَوْمَ بَأْسًا [5] . حَدَّثَنَا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَجِيءُ إِلَى السُّلْطَانِ وَيَعِيبُهُمْ، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ لا يَجِيءُ إِلَى السُّلْطَانِ ولا يعيبهم.
[ابو قلابة الجرمي]
[أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ] [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَوْ كَانَ أَبُو قِلَابَةَ مِنَ الْعَجَمِ لَكَانَ مُوبِذَ مُوبِذَانِ [3] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو قِلَابَةَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسَأَلَهُمْ عَنِ الْقِسَامَةِ، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا. قَالَ فَقَالَ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ. قَالَ فَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ: أَتَتَّهِمُنِي يَا عَنْبَسَةُ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنَّ هَذَا الْجُنْدَ لَا يَزَالُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ [4] . حَدَّثَني سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ دِمَشْقَ فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ بِالْعِرَاقِ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْكَ لَأَتَانَا بِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: كَيْفَ لَوْ رَأَيْتُمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ الْجَرْمِيَّ أبا قلابة، فما ذهبت (17 ب) الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى أَتَانَا اللَّهُ بِأَبِي قِلَابَةَ. حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: مَثَلُ الْقَاضِي كَمَثَلِ رَجُلٍ يَسْبَحُ في البحر فكم عسى يسبح حتى
يَغْرَقَ. وَقَالَ: فَطُلِبَ أَبُو قِلَابَةَ لِلْقَضَاءِ فَهَرَبَ [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: أَقَمْتُ بِالْمَدِينَةِ ثَلَاثَةً وَمَا لِي بِهَا حَاجَةٌ إِلَّا رَجُلٌ كَانَ فِي ضَيْعَةٍ لَهُ وَبَلَغَنِي عَنْهُ حَدِيثٌ انْتَظَرْتُهُ أَنْ يَقْدُمَ فَأَسْأَلُهُ عَنْهُ. حدثنا سليمان ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ: بَعُدَ مِنَّا شَبَابٌ قَبْلَ الطَّاعُونِ فَقَالَ لِي أَهَالِيهُمْ: لَوْ كَلَّمْتَهُمْ. قَالَ: فَقُلْتُ: دَعْهُمْ عَسَى أَنْ يَمُوتُوا بِخَلَاتِهِمْ [2] ، فَجَاءَ الطَّاعُونُ فَمَاتُوا جَمِيعًا. قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: اسْمُ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَمْرُو بْنُ مُعَاوِيَةَ. «حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [3] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ لِأَيُّوبَ إذَا أَحْدَثَ اللَّهُ لَكَ عِلْمًا فَأَحْدِثْ للَّه عِبَادَةً، وَلَا تَكُونَنَّ إِنَّمَا هَمُّكَ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ النَّاسَ» [4] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادٌ [5] عَنْ أَيُّوبَ [6] عَنْ أَبِي قِلَابَةَ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدرداء أن أبا الدرداء كان يجيء بعد ما يُصْبِحُ فَيَقُولُ أَعِنْدَكُمْ غَدَاءٌ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ قَالَ فَأَنَا إِذًا صَائِمٌ. وَبِهِ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كَانَ أَبُو قِلَابَةَ يَعْتَكِفُ فِي مَسْجِدِ قومه، وكان
[حميد بن عبد الرحمن الحميري]
لَا يُلْقَى لَهُ فِيهِ حَصِيرٌ وَلَا شَيْءٌ، وَكَانَ يَجْلِسُ نَاحِيَةٍ، وَكَانَ يَبِيتُ لَيْلَةَ الْفِطْرِ حَتَّى يَغْدُوَ إِلَى مُصَلَّاهُ مِنْ مَوْضِعِ اعْتِكَافِهِ. قَالَ أَيُّوبُ: وَغَدَوْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ أَفْطَرَ وَفِي حِجْرِهِ جُوَيْرِيَةٌ مُزَيَّنَةٌ ظَنَنْتُ أَنَّهَا ابْنَتُهُ فَاعْتَنَقَهَا ثُمَّ مَضَى إِلَى الْمُصَلَّى. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ أَيُّوبُ: وَجَدْتُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْقَضَاءِ أَشَدَّ النَّاسِ مِنْهُ فِرَارًا وَأَشَدَّهُمْ مِنْهُ فَرَقًا، ثُمّ قَالَ: وَمَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا كَانَ أَعْلَمَ بِالْقَضَاءِ مِنْ أَبِي قِلَابَةَ لَا أَدْرِي مَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ [1] . فَكَانَ يُرَادُ عَلَى الْقَضَاءِ فَيَفِرُّ إِلَى الشَّامِ مَرَّةً وَيَفِرُّ إِلَى الْيَمَامَةِ مَرَّةً، وَكَانَ إذَا قَدِمَ الْبَصْرَةَ كَانَ كَالْمُسْتَخْفِي حَتَّى يَخْرُجَ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: زَعَمَ أَيُّوبُ قَالَ: مَرِضَ ابو قلابة بالشام فأتاه (18 ب) عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَعُودُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا قِلَابَةَ تَشَدَّدْ لَا تُشْمِتْ بِنَا الْمُنَافِقِينَ [3] . [حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ] [4] حَدَّثَنَا عُمَرُو بْنُ مَرْزُوقٍ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عِنْدَ الْحَسَنِ، فَسُئِلَ الْحَسَنُ عَنْ قَوْلِهِ «قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تحتك
[حسان بن أبي سنان]
سريا» [1] قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: سَرِيًّا نَبِيًّا. فَقَالَ حُمَيْدٌ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّمَا هُوَ الْجَدْوَلُ. فَقَالَ الحسن: تغلبنا عليك الأمراء. حدثنا (18 أ) سَعِيدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَرَأَ «قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سريا» قَالَ قَدْ كَانَ سَرِيًّا وَكَانَ وَكَانَ. فَقَالَ لَهُ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّمَا هُوَ جَدْوَلٌ. قَالَ غَلَبَنَا عَلَيْكَ الْأُمَرَاءُ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ [2] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ [3] قَالَ: قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: ارْدُدْهُ بِعِيِّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَكَلَّفَ لَهُ مَا لَا أَعْلَمُ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [4] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ [5] زَاذَانَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ أَفْقَهَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِعَشْرِ سِنِينَ [6] . [حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ] حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِحَسَّانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ: أَمَا تُحَدِّثُ نَفْسَكَ بِالْفَاقَةِ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَأَقُولُ لَهَا يَا نَفْسُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَخَذْتِ الْمِسْحَاةَ فَجَلَسْتِ مع الفعلة فأصبت
[عامر بن عبد الله بن عبد قيس العنبري]
دَانِقًا أَوْ دَانِقَيْنِ فَتَعِيشِينَ بِهِ فَتَسْكُنُ. قَالَ ابن شَوْذَبٍ: كَانَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ رَجُلًا مِنْ تُجَّارِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ لَهُ شَرِيكٌ بِالْبَصْرَةِ وَهُوَ مُقِيمٌ بِالْأَهْوَازِ يُجَهِّزُ عَلَى شَرِيكِهِ بِالْبَصْرَةِ، ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ سَنَةٍ يَتَحَاسَبَانِ، ثُمَّ يَقْتَسِمَانِ الرِّبْحَ فَكَانَ يَأْخُذُ قُوتَهُ مِنْ رِبْحِهِ وَيَتَصَدَّقُ بِمَا بَقِيَ، وَكَانَ صَاحِبُهُ يَبْنِي الدَّارَ وَيَتَّخِذُ الْأَرَضِينَ. قَالَ: فَقَدِمَ حَسَّانٌ قَدْمَةً الْبَصْرَةَ فَفَرَّقَ مَا أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ، فَذُكِرَ لَهُ أَهْلُ بَيْتٍ لَمْ تَكُنْ حَاجَتُهُمْ ظَهَرَتْ. فَقَالَ: أَمَا كُنْتُمْ تُخْبِرُونَا. قَالَ: فَاسْتَقْرَضَ لَهُمْ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ [1] . [عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ] [2] . «حَدَّثَنَا سعيد ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابْنِ عَوْنٍ وَابْنِ سِيرِينَ قَالَ: حَمَلَ حُمْرَانُ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ ابْنُ عَبْدِ قَيْسٍ إِلَى زِيَادٍ فَقَالَ: إِنَّهُ لَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا يَنْكِحُ النِّسَاءَ، وَقِيلَ لَهُ يَا شَبِيهَ إِبْرَاهِيمَ فَسَكَتَ، فَنَازَعَهُ حُمْرَانُ بَيْنَ يَدَيْ زِيَادٍ، فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ: لَا أَكْثَرَ اللَّهُ فِينَا ضَرْبَكَ. فَقَالَ لَهُ عَامِرٌ: بَلْ أَكْثَرَ اللَّهُ فينا ضربك حتى تكونوا خياطين ودباغين واساكفين. قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: وَذَاكَ ضَرْبٌ إِذَا تَكَلَّمُوا جاء منهم هذا- يعني إذا غضبوا-» [3] .
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ [1] حَدَّثَنَا هَمَّامٌ [2] عَنْ قتادة قال: سأل عامر ابن عَبْدِ اللَّهِ رَبَّهُ أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِ الطَّهُورَ فِي الشِّتَاءِ، فَكَانَ يُؤْتَى بِالْمَاءِ لَهُ بُخَارٌ [3] ، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَنْزِعَ شَهْوَةَ النِّسَاءِ مِنْ قَلْبِهِ، فَكَانَ لَا يُبَالِي رَجُلًا لَقِيَ أَمْ أُنْثَى، وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَحُولَ بَيْنَ الشَّيْطَانِ وَبَيْنَ قَلْبِهِ فِي الصَّلَاةِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ إِذَا غَزَا فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ الْأَجَمَةُ يُخَافُ عَلَيْكَ فِيهَا الْأَسَدُ. قَالَ: إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَخْشَى غَيْرَهُ [4] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ طَرِيفِ ابن شهاب قال: ذكرت للحسن قول عامر: لئن تَخْتَلِفَ فِيَّ الْأَسِنَّةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ [أَنْ] [5] أَجِدَ مَا تَذْكُرُونَ- أَيْ فِي الصَّلَاةِ-[6] . فَقَالَ الْحَسَنُ: مَا اصْطَنَعَ اللَّهُ ذَلِكَ عِنْدَنَا. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ [7] عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَا عَرَفْتُ بِهِ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيَّ أَنِّي
رأيته- فوصف قَرِيبًا مِنْ رَحْبَةِ سُلَيْمٍ- وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ يُظْلَمُ، فَنَهَى [1] عَنْهُ فَلَمَّا أَبَوْا قَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ لَا تُكْلَمُ ذمة الله اليوم وأنا شاهد فنزل (19 أ) فَخَلَّصَهُ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أَتَيْتُهُ فِي مَنْزِلِهِ وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ إِنَّ عَامِرًا لَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَلَا يَمَسُّ بَشَرَةَ أَحَدٍ وَيَقُولُ إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْبُرْنُسِ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِي، فَقُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ. فَلَمَّا تَحَدَّثْنَا قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّكَ لَا تَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا تَأْكُلُ السَّمْنَ، وَلَا تَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَتَقُولُ إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا آكُلُ اللَّحْمَ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ قَدْ صَنَعُوا فِي الذَّبَائِحِ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَإِذَا اشْتَهَيْتُ اللَّحْمَ أَخَذْنَا شَاةً فَاشْتُرِيَتْ لَنَا فَذَبَحْنَاهَا فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا آكُلُ السَّمْنَ فَإِنِّي لا آكل ما يجيء من هاهنا [2] وآكل ما يجيء من هاهنا [3] . وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَإِنَّمَا هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَقَدْ كَادَتْ تَغْلِبُنِي. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ أَنِّي قُلْتُ إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ، فَإِنِّي قَدْ قُلْتُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين [4] .
حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ [1] عَنِ ابن عون عن محمد عن معقل بن يَسَارٍ قَالَ: أَوَّلُ مَا عُرِفَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ لَقِيتُهُ عِنْدَ نَصَارَى الذِّمَّةِ، وَقَدْ جَلَسَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُكَلِّمُهُمْ فِيهِ أَنْ يُخَلُّوا عَنْهُ فَمَالَ بِرَحْلِهِ فَنَزَلَ فَقَالَ: كَذَبْتُمْ وَاللَّهِ لَا تُظْلَمُ ذِمَّةُ اللَّهِ الْيَوْمَ وَأَنَا شَاهِدٌ. قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ بِهِمْ حَتَّى أَفْلَتَهُ. وَرَمَاهُ النَّاسُ بِتِلْكَ الْخِصَالِ فَقَالُوا إِنَّهُ لَا يَأْكُلُ السَّمْنَ وَلَا يَأْكُلُ اللَّحْمَ وَلَا يَمَسُّ بَشَرَتَهُ أَحَدٌ، وَلَا يُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ وَلَا يَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ وَيَقُولُ إِنِّي مِثْلُ إِبْرَاهِيمَ. فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي الْمَسْجِدِ فَأَخَذَ بِيَدِي وَصَافَحَنِي، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَزَادَ: وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنِّي لَا أُصَلِّي فِي الْمَسَاجِدِ فَإِنِّي إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ انْطَلَقْتُ وَصَلَّيْتُ مَعَ النَّاسِ الْجُمُعَةَ، ثُمَّ أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ بَعْدُ هاهنا. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بن المبارك أخبرنا عبد الرحمن ابن يَزِيدَ [2] حَدَّثَنِي بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ عَامِرَ (19 ب) بن عبد قيس وشيء بِهِ إِلَى زِيَادٍ- وَقَالَ غَيْرُهُ: ابْنُ عَامِرٍ- فقالوا: ان هاهنا رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: مَا إِبْرَاهِيمُ خَيْرٌ مِنْكَ فَيَسْكُتُ، وَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءَ، فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَنِ انْفِهِ إِلَى الشَّامِ على قتب، فلما جاءه الكتاب أرسل إِلَى عَامِرٍ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي قِيلَ لَكَ: مَا إِبْرَاهِيمُ خَيْرٌ مِنْكَ فَسَكَتَّ؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا سُكُوتِي إِلَّا تَعَجُّبًا [3] لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ غُبَارًا عَلَى قَدَمَيْهِ يَدْخُلُ بِيَ الْجَنَّةَ. قَالَ: وَلِمَ تَرَكْتَ النِّسَاءَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ إِلَّا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ
مَتَى تَكُنِ امْرَأَةٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ وَلَدٌ، وَمَتَى يَكُونُ وَلَدٌ تُشَعِّبُ الدُّنْيَا قَلْبِي، فَأَحْبَبْتُ التَّخَلِّيَ مِنْ ذَلِكَ. فَأَجْلَاهُ عَلَى قَتَبٍ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمَ أَنْزَلَهُ مُعَاوِيَةُ مَعَهُ الْخَضْرَاءَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ جَارِيَةً فَأَمَرَهَا أَنْ تُعْلِمَهُ مَا حَالَهُ، فَكَانَ يَخْرُجُ فِي السَّحَرِ فَلَا تَرَاهُ إِلَّا بَعْدَ الْعَتَمَةِ، وَيَبْعَثُ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ [بِطَعَامِهِ] فَلَا يَعْرِضُ لِشَيْءٍ مِنْهُ وَيَجِيءُ مَعَهُ بِكِسَرٍ فَيَجْعَلُهَا فِي مَاءٍ، ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهَا وَيَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ يَقُومُ فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ مَقَامُهُ حَتَّى يَسْمَعَ النِّدَاءَ، فَيَخْرُجُ فَلَا تَرَاهُ إِلَى مِثْلِهَا. فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُثْمَانَ يَذْكُرُ لَهُ حَالَهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنِ اجْعَلْهُ أَوَّلَ داخل وآخر خارج، ومر لَهُ بِعَشْرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ وَعَشْرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. فَلَمَّا أُتِيَ مُعَاوِيَةُ بِالْكِتَابِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِليَّ آمُرُ لَكَ بِعَشْرَةٍ مِنَ الرَّقِيقِ. فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ شَيْطَانًا فَقَدْ غَلَبَنِي فَكَيْفَ أَجْمَعُ عَلَيَّ عَشْرَةً! قَالَ: وَأَمَرَ لَكَ بِعَشْرَةٍ مِنَ الظَّهْرِ. قَالَ: إِنَّ مَعِي لَبَغْلَةً وَاحِدَةً وَإِنِّي لَمُشْفِقٌ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَضْلَ ظَهْرِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. [قَالَ] : وَأَمَرَنِي أَنْ أَجْعَلَكَ أَوَّلَ دَاخِلٍ وَآخِرَ خَارِجٍ قَالَ: لَا أَرَبَ لِي فِي ذَلِكَ. قَالَ: فَحَدَّثَنَا بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ عَمَّنْ رَأَى عَامِرًا بِأَرْضِ الرُّومِ عَلَى بَغْلَتِهِ تِلْكَ يَرْكَبُهَا عُقْبَةُ وَيَحْمِلُ الْمُهَاجِرِينَ عُقْبَةُ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَفَلَ غَازِيًا يَتَوَسَّمُ الرِّفَاقَ فَإِذَا رَأَى رِفْقَةً تُوَافِقُهُ قَالَ: يَا هَؤُلَاءِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَصْحَبَكُمْ عَلَى أَنْ تُعْطُونِي مِنْ أَنْفُسِكُمْ ثَلَاثَ خِلَالٍ. فَيَقُولُونَ: ما هن؟ قال: أكون لكم خادما (20 أ) لَا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الْخِدْمَةَ، وَأَكُونُ مُؤَذِّنًا لَا يُنَازِعُنِي أَحَدٌ مِنْكُمُ الْأَذَانَ، وَأُنْفِقُ عَلَيْكُمْ بِقَدْرِ طَاقَتِي. فَإِذَا قَالُوا نَعَمَ انْضَمَّ إِلَيْهِمْ، فَإِنْ نَازَعَهُ أَحَدٌ
مِنْهُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ رَحَلَ عَنْهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقالُ لَهُ إِسْحَاقُ عَنْ عَنْبَسَةَ الْخَوَّاصِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَلَى الْبَصْرَةِ أَمِيرًا قَالَ: يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ اكْتُبُوا لِي فِي كُلِّ خَمْسَةٍ رَجُلًا مِنَ الْقُرَّاءِ أُشَاوِرُهُمْ فِي أَمْرِي، وَأَسْتَعِينُ بِهِمْ عَلَى مَا وَلَّانِي اللَّهُ، وَأُطْلِعُهُمْ عَلَى سِرِّي. فَكُتِبَ لَهُ أَبَانُ بْنُ مَطَرٍ الْعَدَوِيُّ وَكَانَ قَدْ بَكَى حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ، وَكُتِبَ لَهُ غَزْوَانُ- رَجُلٌ مِنْ بَنِي رَقَاشٍ- وَكَانَ قَدْ حَلَفَ أَنْ لَا يَضْحَكَ [حَتَّى يَعْلَمَ] [2] حَيْثُ يُصَيِّرَهُ اللَّهُ، وَكُتِبَ لَهُ جَابِرُ بْنُ أُسَيْدٍ مِنْ غَطَفَانَ، وَكُتِبَ لَهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَكُتِبَ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ شَوَّالٍ الْعَبْدِيُّ. فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: أَنْتُمُ الْقُرَّاءُ قَدْ أَمَرْتُ لَكُمْ بِأَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ وَكَذَا وَكَذَا مِنْ جَرِيبٍ. فَأَجَابَهُ النُّعْمَانُ بْنُ شَوَّالٍ- وَخَلَّوْهُ وَالْجَوَابَ وَكَانَ مِنْ أَسَنِّ الْقَوْمِ- فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الْأَمِيرُ أَلَنَا خَاصَّةً أَمْ لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ عَامَّةً؟ قَالَ: بَلْ لَكُمْ خَاصَّةً لَا يَسَعُ هَذَا الْمَالُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ. قَالَ: فَتَقُولُ صَدَقَةٌ فَإِنْ كانت صدقة لا تدخل لنا بطوننا ولا تعلو لنا جُلُودَنَا، وَإِنَّمَا يَأْخُذُ الْعَامِلُ ثَمَنَ عَمَلِهِ، وَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهَا. قَالَ: أَلَا أُرَانِي طَعَّانًا أُخْرِجُ مَنْ عِنْدِي. فَقَالَ لَهُ: إِنَّكَ مَا عَهِدْتَنِي لِلْأُمَرَاءِ زَوَّارًا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَامِرٍ فَقَالَ: قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِأَلْفَيْنِ وَكَذَا وَكَذَا مِنْ جَرِيبٍ. فَقَالَ: انْظُرْ إِلَى الْكَاتِبِينَ الَّذِينَ على باب المسجد فهم أفقر مني. قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَخَذْتُ أَلَّا يُحْجَبَ لِي عَنْ بَابٍ قَالَ: عَلَيْكَ بِسَعْدِ بْنِ قَرْحَاءَ فَإِنَّهُ أَغْشَى لِلْأُمَرَاءِ بِهِ مِنِّي. قَالَ: انْظُرْ أي
امرأة شيئت حَتَّى أُزَوِّجَكَهَا. قَالَ: أيُّها الأَمِيرُ الرَّجُلُ إِذَا كَانَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَ شَغَلَ ذَلِكَ قَلْبَهُ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَلا حَاجَةَ لِي فِيهَا أَجْعَلُ الْهَمَّ هَمًا وَاحِدًا حَتَّى أَلْقَى رَبِّي. (27 ب) [1] [حَدَّثَنَا] [2] سَعِيدٌ [3] حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ [4] ثَنَا أَبُو هَاشِمٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ: وَجَدْتُ أَمْرَ الدُّنْيَا يَصِيرُ إِلَى أَرْبَعٍ، إِلَى الْمَالِ وَالنِّسَاءِ وَلَا حَاجَةَ بِالْمَالِ وَالنِّسَاءِ، وَالنَّوْمِ وَالْأَكْلِ وَايْمُ اللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْتُ لَأَضُرَّنَّ بِهِمَا [5] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عبد الله أنبا السري بن يحي عَنِ الْحَسَنِ [6] قَالَ: قَالَ عَامِرٌ لِقَوْمٍ ذَكَرُوا الدُّنْيَا قَالَ: وَإِنَّكُمْ لَتَهْتَمُّونَ أَمَا وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَجْعَلَنَّهَا هَمًّا وَاحِدًا. قَالَ: فَفَعَلَ ذَلِكَ وَاللَّهِ حَتَّى لَحِقَ باللَّه [7] . قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَخْبَرَنِي ابْنُ [8] عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قيس أن عامرا
كَانَ يَأْخُذُ الْعَطَاءَ فَيَجْعَلُهُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ وَلَا يَلْقَاهُ أَحَدٌ مِنَ الْمَسَاكِينِ إِلَّا أَعْطَاهُ، فَإِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ رَمَى بِهِ إِلَيْهِمْ فَيَعُدُّونَهَا فَيَجِدُونَهَا سَوَاءً كَمَا أُعْطَاهَا [1] . حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ [2] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ [3] قَالَ: كَتَبَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى عامر بن عبد قَيْسٍ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي يُدْعَى عَبْدَ قَيْسٍ. أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي عَهِدْتُكَ عَلَى أَمْرٍ فَإِنْ كُنْتَ عَلَى الَّذِي عَهْدِتُ فَاتَّقِ اللَّهَ وَدُمْ، وَإِنْ كُنْتَ تَغَيَّرْتَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَعُدْ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ [4] قَالَ: أَتَى رَجُلٌ إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ لِي؟ فَقَالَ: أَتَيْتَ رَجُلًا قَدْ عَجَزَ عَنْ نَفْسِهِ، ولكن أطع الله يا ابن أَخِي يَغْفِرِ اللَّهُ لَكَ [5] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامٍ [6] عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَجَدْتُ الدُّنْيَا أَرْبَعَ خِصَالٍ، النِّسَاءَ وَاللِّبَاسَ وَالطَّعَامَ وَالنَّوْمَ، فأما النساء فو الله مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَوْ جِدَارًا، وَأَمَّا اللباس فو الله مَا أُبَالِي مَا وَارَيْتُ بِهِ عَوْرَتِي، وَأَمَّا الطَّعَامُ وَالنَّوْمُ فَقَدْ غَلَبَانِي إِلَّا أَنْ أُصِيبَ مِنْهُمَا وَاللَّهِ لَأَضُرَّنَّ بِهِمَا مَا اسْتَطَعْتُ. قَالَ: قال الحسن: ففعل
[ابو داود الأعمى]
والله [1] . [ابو داود الْأَعْمَى] حَدَّثَنَا عُمَرُو بْنُ عَاصِمٍ ثَنَا هَمَّامٌ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ قَتَادَةَ، فَدَخَلَ نُفَيْعٌ أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَهُ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ لَقِيَ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَكَذَا وَكَذَا بَدْرِيًا. قَالَ: فَقَالَ قَتَادَةُ: أدركت هذا وهو لغلام يسأل عبد (21 ب) بْنَ عَامِرٍ، وَكَانَ يُجَالِسُهُ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَلَّا لَكِنَّهُ الْتَمَسَ هَذِهِ الْآيَةَ وَمن النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله وَالله رَؤُفٌ بِالْعِبادِ 2: 207 [2] . [صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ] [3] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن يزيد ابن جَابِرٍ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: يَكُونُ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ كَذَا وَكَذَا [4] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ثَنَا حُمَيدُ بْنُ هِلَالِ عن صِلَةَ بْنِ أَشْيَمَ الْعَدَوِيُّ قَالَ: خَرَجْتُ فِي بَعْضِ قُرَى نَهْرِ تِيرِي أَسِيرُ عَلَى دَابَّتِي فِي زَمَانِ فُيُوضِ الْمَاءِ، فَأَنَا أَسِيرُ عَلَى مُسَنَّاةِ الْمَاءِ عَلَى حَيٍّ [5] ، فَسِرْتُ يَوْمًا لَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ فَاشْتَدَّ جُوعِي. قَالَ: فَلَقِيَنِي
علج يحمل على عنقه شَيْئًا. فَقُلْتُ: ضَعْهُ. فَوَضَعَهُ فَإِذَا خُبْزٌ، فَقُلْتُ: أَطْعِمْنِي مِنْهُ. قَالَ: نَعَمْ إِنْ شِئْتَ وَلَكِنَّهُ شَحْمُ [1] خِنْزِيرٍ. قَالَ: فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ تَرَكْتُهُ وَمَضَيْتُ، ثُمَّ لَقِيتُ آخَرَ يَحْمِلُ عَلَى عُنُقِهِ طَعَامًا فَقُلْتُ: أَطْعِمْنِي؟ قَالَ: تَزَوَّدْتُ هَذَا لِكَذَا وَكَذَا مِنْ يَوْمٍ فَإِنْ أَخَذْتَ مِنْهُ شَيْئًا أضررت بي وأجعتني. فتركته، ثم مضيت فو الله إِنِّي لَأَسِيرُ إِذْ سَمِعْتُ خَلْفِي وَجْبَةً كَخَوَاتَةِ الطَّيْرِ- يَعْنِي صَوْتَ طَيَرَانِهِ [2]- فَالْتَفَتُّ فَإِذَا شَيْءٌ مَلْفُوفٌ فِي سِبٍّ أَبْيَضَ- أَيْ خِمَارٍ- فَنَزَلْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا دَوْخَلَةٌ [3] مِنْ رُطَبٍ فِي زَمَانٍ لَيْسَ فِي الْأَرْضِ رُطَبَةٍ. فَأَكَلْتُ مِنْهُ فَلَمْ آكُلُ رُطَبًا أَطْيَبَ مِنْهُ، وَشَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ ثُمَّ لَفَفْتُ مَا بَقِيَ مِنْهُ وَرَكِبْتُ الْفَرَسَ وَحَمَلْتُ نَوَاهُنَّ مَعِيَ [4] . قَالَ: حَدَّثَنِي أَوْفَى بْنُ دُلْهَمٍ قَالَ: رَأَيْتُ ذَلِكَ السِّبَّ مَعَ امْرَأَتِهِ مَلْفُوفًا فِيهِ مُصْحَفُهَا. ثُمَّ فُقِدَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا يُدْرَى أَسُرِقَ أَوْ ذَهَبَ [أَوْ] مَا صُنِعَ [بِهِ] [5] . فَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ صِلَةُ ابن أَشْيَمَ يَخْرُجُ بِالنَّهَارِ إِلَى الْجَبَّانَةِ يُصَلِّي فِيهَا، وَكَانَ يَمُرُّ بِأَهْلِ مَجْلِسٍ يَنْتَقِلُونَ مِنْ فَيْءٍ إِلَى فَيْءٍ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ بِهِ وَبِهِمْ (22 أ) وَقَفَ عَلَيْهِمْ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: مَا تَقُولُونَ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فِي قَوْمٍ سَفَرٍ جَازُوا بالنهار وناموا
بالليل متى يبلغ هؤلاء؟ قالوا: لَا، مَتَى! ثُمَّ مَضَى، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: وَيْحَكُمْ مَا عَنَى بِهَذَا أَحَدًا غَيْرَنَا لَا يرانا الله في هذا المجلس ابدا [1] . حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: قَالَتْ مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ: مَا كَانَ صِلَةُ يَجِيءُ مِنْ مَسْجِدِ بَيْتِهِ [2] إِلَى فِرَاشِهِ إِلَّا حَبْوًا يَقُومُ حَتَّى [مَا] [3] يَقِرَّ في الصلاة. (28 أ) [4] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ الْعَبْدِيُّ: أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: خَرَجْنَا فِي غَزْوَةٍ إِلَى كَابُلَ وَفِي الْجَيْشِ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ، قَالَ: فَتَرَكَ النَّاسُ عِنْدَ الْعَتَمَةِ، فَقُلْتُ: لَأَرْمُقَنَّ عَمَلَهُ فَأَنْظُرَ مَا يَذْكُرُ النَّاسُ مِنْ عِبَادَتِهِ، فَصَلَّى الْعَتَمَةَ ثُمَّ اضْطَجَعَ فَالْتَمَسَ غَفْلَةَ النَّاسِ حَتَّى إِذَا قَلَّتْ- هَدَأَتِ- الْعُيُونُ وَثَبَ فَدَخَلَ غَيْضَةً قَرِيبًا مِنْهُ، وَدَخَلْتُ فِي أَثَرِهِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي فَافْتَتَحَ [الصَّلَاةَ] [5] . قَالَ: وَجَاءَ أَسَدٌ حَتَّى دَنَا مِنْهُ فَصَعِدْتُ إِلَى شَجَرَةٍ قَالَ: فَتَرَاهُ الْتَفَتَ [إِلَيْهِ] [6] أَوْ عَدَلَ بِهِ جُرْذًا [7] حَتَّى سَجَدَ، فَقُلْتُ: الْآنَ يَفْتَرِسُهُ. فَلَا شَيْءَ. فَجَلَسَ، ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: أَيُّهَا السَّبُعُ اطْلُبِ الرزق
مطرف بن عبد الله بن الشخير
مِنْ مَكَانٍ آخَرَ. فَوَلَّى وَإِنَّ لَهُ زَئِيرًا أَقُولُ تَصَدَّعُ الْجِبَالُ مِنْهُ. فَمَا زَالَ كَذَلِكَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا كَانَ الصُّبْحُ جَلَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ بِمَحَامِدَ لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: ثُمّ قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ أَوَ مِثْلِي يَجْتَرِئُ أَنْ يَسْأَلَكَ الْجَنَّةَ. ثُمَّ رَجَعَ، فَأَصْبَحَ كَأَنَّهُ بَاتَ عَلَى الْحَشَايَا، وَأَصْبَحَتْ فِيَّ مِنَ الْفَتْرَةِ شَيْءٌ اللَّهُ بِهِ عَلِيمٌ [1] . قَالَ: فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْ أَرْضِ الْعَدُوِّ قَالَ الْأَمِيرُ [2] : لَا يَشِذَّنَّ أَحَدٌ مِنَ الْعَسْكَرِ. قَالَ: فَذَهَبَتْ بَغْلَتُهُ بِثُقْلِهَا، فَأَخَذَ يُصَلِّي، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ النِّاسَ قَدْ ذَهَبُوا، فَمَضَى ثُمَّ قَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي ركعتين. قالوا: إِنَّ النِّاسَ قَدْ ذَهَبُوا، فَمَضَى ثُمَّ قَالَ: دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. قَالُوا: إِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبُوا. قَالَ: إِنَّمَا هِيَ خَفِيفَتَانِ. قَالَ: فَدَعَا ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ بَغْلَتِي وَثِقَلَهَا. قَالَ: فَجَاءَتْ حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا لَقِينَا الْعَدُوَّ حمل هو وهشام ابن عَامِرٍ فَشَقَّا بِهِمْ طَعْنًا وَضَرْبًا وَقَتْلًا. قَالَ: فَكُسِرَ ذَلِكَ الْعَدُوُّ وَقَالُوا: إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ صَنَعَا بِنَا هَذَا فَكَيْفَ لَوْ قَاتَلُونَا! فَأَعْطَوُا الْمُسْلِمِينَ حَاجَتَهُمْ. فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّ هِشَامَ ... [3] . مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ [4] حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: ثنا مهدي بن ميمون حدثنا غيلان قال: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ: كَأَنَّ الْقُلُوبَ لَيْسَتْ مَعَنَا وكأن الحديث
يُعْنَى بِهِ غَيْرُنَا [1] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانُ ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيمُونٍ حَدَّثَنَا غَيْلَانُ قَالَ: كَانَ مُطَرِّفُ يَلْبَسُ الْبَرَانِسَ [2] وَيَلْبَسُ الْمَطَارِفَ وَيَرْكَبُ الْخَيْلَ وَيَغْشَى السُّلْطَانَ، غَيْرَ أَنَّكَ كُنْتَ إِذَا أَفْضَيْتَ إِلَيْهِ أَفْضَيْتَ إِلَى قُرَّةِ الْعَيْنِ [3] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ حَدَّثَنَا غَيْلَانُ قَالَ مُطَرِّفٌ: لَقَدْ كَادَ خَوْفُ النَّارِ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَسْأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ وَسَعِيدٌ [5] قَالا: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ [6] حَدَّثَنَا غَيْلَانُ [7] قَالَ: كَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ: صَلَاحُ قَلْبٍ وَصَلَاحُ عمل وصلاح نية [8] . حدثنا ابو النعمان ثَنَا مَهْدِيٌّ حَدَّثَنَا غَيْلَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفًا يَقُولُ: إِنِّي إِنَّمَا وَجَدْتُ ابْنَ آدَمَ كَالشَّيْءِ الْمُلْقَى بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُنْعِشَهُ احْتَزَّهُ [9] إِلَيْهِ وَإِنْ أَرَادَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ خَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَدُوِّهِ [10] .
وَبِهِ عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ: لَوْ أَتَانِي آتٍ من ربي فخيرني بين أن يخبرني في الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ وَبَيْنَ أَنْ أَصِيرَ تُرَابًا لَاخْتَرْتُ أَنْ أَصِيرَ تُرَابًا [1] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا مَهْدِيٌّ ثَنَا غَيْلَانُ عَنْ مُطَرِّفٍ قال: سمعته يقول: لئن أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ [2] . قَالَ: نَظَرْتُ فِي الْعَافِيَةِ فَوَجَدْتُ فِيهَا خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال قال: قال مطرف: ما خير (22 ب) لَا شَرَّ فِيهِ وَلَا آفَةَ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ، فَإِذَا هُوَ أَنْ يُعَافَى عَبْدٌ فَيَشْكُرَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: أَتَى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وَأَفْضَلُهُمُ الْمُسَارِعُ وَإِنَّ أفضل أهل زمانكم هذا المتئدين [3] . وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ وَحَدَّثَنِي صَاحِبٌ لِي قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: النَّاسُ كُلُّهُمْ أَحْمَقٌ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ وَلَكِنْ بَعْضُ الْحُمْقِ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ. قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا صَاحِبٌ لَنَا قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: لَوْ أَنَّ لِي نَفْسَيْنِ فَأَعْتَبِرَ بِإِحْدَاهُمَا وَلَكِنَّهَا [4] نَفْسٌ وَاحِدَةٌ [5] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مطرف بن
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْعَقِيلِيُّ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَلَاءِ [2] يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [3] عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَلَاءِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ، قَالَ: فَكَانَ مُطَرِّفٌ يَقُولُ أَحْيَانًا: أَغْنِ [4] غَنَاءَ مُصْحَفِكَ هَذَا سَائِرَ الْيَوْمِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ ابا النعمان يقول: كان مطرف يقول لئن أعافى فأشكر أحبّ الي أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ [5] . قَالَ: وَكَانَ أَبُو الْعَلَاءِ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنْ كَانَ شَيْءٌ فَعَجِّلْ. قَالَ أَبُو النُّعْمَانِ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: خَرَجْتُ مُعْتَمِرًا حتى إذا كنت بالدثنومة [6] ، وقعت عن راحلتي
[صفوان بن محرز]
فكسرت فبعثت لي ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ فَسَئَلَا فَقَالَا: لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ كَوَقْتِ الْحَجِّ، يَكُونُ عَلَى إِحْرَامِهِ حَتَّى يَصِلَ إِلَى الْبَيْتِ. قَالَ: فَبَقِيتُ بِتِلْكَ الهيئة [1] سِتَّةَ أَشْهُرٍ أَوْ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى وَصَلْتُ إِلَى الْبَيْتِ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ: لَمَّا كُسِرْتُ بَعَثْتُ مُطَرِّفًا إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي أَخِي؟ قَالَ: مَا أَقُولُ إِنَّهُ إِنْ مَاتَ مِنْ وَجْههِ هَذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. [صَفْوانُ بْنُ مُحْرِزٍ] [2] حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هشام [3] عن الحسن [4] قال: قال (23 أ) . صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ: إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي فَأُتِيتُ بِرَغِيفٍ فَأَكَلْتُهُ فَقَارَبَ شِبَعِي ثُمَّ شَرِبْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى أَرْوَى فَجَزَى اللَّهُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا شَرًّا [5] . حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ثَنَا جَعْفَرٌ [6] ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ صَفْوَانَ قَالَ: إِذَا أَكَلْتُ رَغِيفًا أَشُدُّ بِهِ صُلْبِي وَشَرِبْتُ كُوزَ مَاءٍ فعلى الدنيا
[مسلم بن يسار]
وَأَهْلِهَا الْعَفَاءُ [1] . حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى ابن زِيَادٍ الْفِرْدَوْسِيُّ قَالَ: كَانَ لِصَفْوَانَ سِرْبٌ يَبْكِي فِيهِ، وَكَانَ صَفْوَانُ يَقُولُ: قَدْ أَرَى مَكَانَ الشَّهَادَةِ لَوْ تُشَايِعُنِي نَفْسِي [2] . [مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ] حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ عَنِ ابن عون قال: كان مسلم ابن يَسَارٍ لَا يُفَضَّلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ [3] حَتَّى فَعَلَ تِلْكَ الْفَعْلَةِ، فَلَقِيَهُ أَبُو قِلَابَةَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَعُودُ أَبَدًا. فَقَالَ ابو قلابة: ان شاء الله. قتلا أَبُو قِلَابَةَ إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها من تَشاءُ 7: 155 [4] . فَأَرْسَلَ مُسْلِمٌ عَيْنَيْهِ. حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ [5] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ أَبَاهُ كان إذا صلى كأنه ود لَا يَقُولُ هَكَذَا أَوْ هَكَذَا [6] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ إِذَا قَامَ يُصَلِّي كَأَنَّهُ ثَوْبٌ مُلْقًى [7] .
حدثنا سعيد بن أسد وَأَبُو عُمَيْرٍ [1] وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [2] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ وَسَمِعَ رَجُلًا يَدْعُو عَلَى رَجُلٍ ظَلَمَهُ، فَقَالَ لَهُ مُسْلِمٌ: خَلِّ الظَّالِمَ إِلَى ظُلْمِهِ فَإِنَّهُ أَسْرَعُ إِلَيْهِ مِنْ دُعَائِكَ عَلَيْهِ، إِلَّا أَنْ يَتَدَارَكَهُ بعمل وقمين الا بفعل. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حُمَيدٌ أَبُو الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ هَذَا الْمَسْجِدَ وَمَا فِيهِ حَلْقَةٌ يُذْكَرُ فِيهَا الْفِقْهُ إِلَّا حَلْقَةُ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ. قَالَ: إِنَّ فِي الْحَلْقَةِ مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْهُ غَيْرَ أَنَّهَا كَانَتْ تُنْسَبُ إِلَيْهِ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [3] عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لِابْنِ الْأَشْعَثِ [4] : إِنْ سَرَّكَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ جمل عائشة (23 ب) فَأَخْرِجْ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ مَعَكَ. قَالَ: فَأَخْرَجَهُ مُكْرَهًا: قَالَ: حَدَّثَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: ذكر أيوب الفقراء الَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ ابْنِ الْأَشْعَثِ فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْهُمْ قُتِلَ إِلَّا قَدْ- رَغِبَ له عن مصرعه، ولا أحد مِنْهُمْ نَجَا إِلَّا قَدْ نَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ. قَالَ: فَصَحِبَ [5] أَبُو قِلَابَةَ مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ قَالَ: فَقَالَ: يَا أَبَا قِلَابَةَ إِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ أَنِّي لَمْ أَطْعَنْ
فِيهَا بِرُمْحٍ، وَلَمْ أَضْرِبْ فِيهَا بِسَيْفٍ وَلَمْ أرم فيهم بِسَهْمٍ. فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ بِمَنْ رَآكَ وَاقِفًا [1] فَقَالَ هَذَا أَبُو عبد الله والله مَا وَقَفَ هَذَا الْمَوْقِفَ إِلَّا وَهُوَ عَلَى الحق، فتقدم فقاتل حتى قتل؟ قال: فَبَكَى حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَقُلْ شَيْئًا [2] . حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ قُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ بِالْعِرَاقِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ جَاءَنَا بِهِ. قَالَ: فكيف لو رأيتم عبد الله بن زيد أَبَا قِلَابَةَ الْجَرْمِيَّ؟ قَالَ: فَمَا ذَهَبَتِ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِيَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو قِلَابَةَ. قَالَ عَلِيٌّ [3] قَالَ ابْنُ [أَبِي] [4] إِدْرِيسَ لِأَبِيهِ: يَا أَبَهْ مَا يُعْجِبُكَ طُولُ صَمْتِ أَبِي [5] عَبْدِ اللَّهِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ تَكَلُّمٌ بِالْحَقِّ خَيْرٌ مِنْ سُكُوتٍ عَنْهُ. قَالَ: فَذَهَبَ إِلَى مُسْلِمٍ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ سُكُوتٌ عَنِ الْبَاطِلِ خَيْرٌ مِنَ الْتَّكَلُّمِ بِهِ [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي [1] عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يُعَدُّ خَامِسَ خَمْسَةٍ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [2] أَخْبَرَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ قَالَ: ذَكَرَ أَبُو قِلَابَةَ [3] عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ قَالَ: أَيُّ رَجُلٍ هُوَ إِلَّا أَنَّهُ تَعَرَّبَ. «حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ [4] قَالَ: قُلْتُ لِعُبَيْدَةَ [5] : أَكْتُبُ مِنْكَ مَا أَسْمَعُ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: وَجَدْتُ كِتَابًا أَنْظُرُ فِيهِ؟ قَالَ: لَا» [6] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أبي قلابة عن أنس قال: إذا نعس أَحَدُكُمْ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَنَمْ حَتَّى يَعْقِلَ مَا يَقُولُ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَفِي مَوْضِعٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ [7] : قَرَأَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَلَى أَيُّوبَ كِتَابًا لأبي قلابة. فقال: قد سمعت هذا كله من أبي قلابة وفيه ما أحفظه وفيه مَا لَا أَحْفَظُهُ. قَالَ فَكَانَ حَمَّادٌ رُبَّمَا حَدَّثَنَا بِالشَّيْءِ فَيَقُولُ: هَذَا مَا كَانَ فِي الْكِتَابِ. «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: مَاتَ أَبُو قِلَابَةَ بِالشَّامِ فَأَوْصَى بِكُتُبِهِ لِأَيُّوبَ، فَأَرْسَلَ أَيُّوبُ فَجِيءَ بِهِ عَدْلَ رَاحِلَةٍ. قال أيوب:
فلما جاءني قلت لمحمد [1] : جاءني كتاب أَبِي قِلَابَةَ فَأُحَدِثُ مِنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. ثُمَّ قَالَ: لَا آمُرُكَ وَلَا أَنْهَاكَ» [2] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [3] ثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: أَوْصَى أَبُو قِلَابَةَ إِلَيَّ بِكُتُبِهِ فَأَتَيْتُ بِهَا مِنَ الشَّامِ فَأُعْطِيتُ كَرَاهَا بِضْعَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا [4] . «حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: أوصى ابو قِلَابَةُ قَالَ: ادْفَعُوا كُتُبِي إِلَى أَيُّوبَ إِنْ كَانَ حَيًّا وَإِلَّا فَأَحْرِقُوهَا» [5] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ منصور حدثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ [6] أَنَّهُ أَخَذَ كُتُبَ الْحَسَنِ فَنَسَخَهَا ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كتب الي يعلى ابن حُكَيْمٍ أَنْ سَلْ قَتَادَةَ عَنْ حَدِيثٍ ثُمَّ اكتب الي، فأتيته، فقال: ائت سعيد ابن أَبِي عَرُوبَةَ فَقَدْ أَخَذَ حَدِيثِي يُمْلِي عَلَيْكَ، ثُمَّ ائْتِنِي بِهَا، فَأَتَيْتُ سَعِيدًا فَأَمْلَاهَا عَليَّ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ قَتَادَةَ فَمَا غَيَّرَ مِنْهَا إِلَّا حَرْفَيْنِ. قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ يَجِيءُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَهُ رُسُلٌ عِنْدَ قَتَادَةَ، فَكَانَ رسل سعيد مطر [7] ورسل هشام الدستوائي أبي عمرو بن عامر.
[مذعور ومطرف]
قال علي: قال يحي [1] : أَوَّلُ مَنْ أَتَانِي فِي هَذَا الشَّأْنِ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ [2] وَقَبْلَهُ حَسَنُ الْجُفْرِيُّ [3] فِي حَيَاةِ ابن أَبِي جُرَيْجٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ يَذْكُرُ عَنْ بَعْضِ شُيُوخِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَظُنُّهُ بِهَذَا قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ الْقُصَّاصُ لَا يَحْفَظُونَ حَدِيثَهُمْ، فَأَتَيْتُ ثابت (24 ب) الْبُنَانِيَّ فَقَلَبْتُ عَلَيْهِ حَدِيثَهُ، فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ: كَيْفَ حَدِيثُ أَنَسٍ فِي كَذَا وَكَذَا لِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى؟ فَيَقُولُ لَا هَذَا حَدِيثُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. فَأَقُولُ لِحَدِيثِ أَنَسٍ كَيْفَ حَدِيثُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ هَذَا حَدِيثُ أَنَسٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُوسَى [4] قَالَ: يُقَالُ حُمَيْدُ بْنُ تِيرَوَيْهِ [5] وَهُمْ يَغْضَبُونَ مِنْهُ. [مَذْعُورٌ وَمُطَرِّفٌ] حَدَّثَنَا عَمْرُو بن عاصم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا غيلان بن جرير [6] قال: قَالَ مُطَرِّفٌ [7] : مَا كَانَ اثْنَانِ فِي اللَّهِ إِلَّا كَانَ أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ أَفْضَلَهُمَا، قَالَ: فذكرت ذلك للحسن فقال: صدق مطرف.
قال: وقال غيلان [1] : قال مطرف: أنا لمذعور أَشَدُّ حُبًّا وَهُوَ أَفْضَلُ مِنِّي فَكَيْفَ هَذَا؟ فَلَمَّا أُمِرَ بِالرَّهْطِ أَنْ يَخْرُجُوا إِلَى الشَّامِ أُمِرَ بِمَذْعُورٍ فِيهِمْ. قَالَ: فَلَقِيَنِي فَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِي. قَالَ: فَجَعَلْتُ كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ حَبَسَنِي. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ الْمَكَانَ بَعِيدٌ. قَالَ فَجَعَلَ يَحْبِسَنِي. قَالَ فَقُلْتُ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ أَلَا تَرَكْتَنِي فَلَمْ تَحْبِسَنِي. قَالَ: فَلَمَّا نَاشَدْتُهُ قَالَ كَلِمَةً يُخْفِيهَا جُهْدَهُ مِنِّي: اللَّهمّ فِيكَ. قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قِيلَ لَهُ هَلْ شَعُرْتَ كَأَنَّهُ خُرِجَ بِأَخِيكَ؟ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ أَشَدُّ حُبًّا لِي مِنِّي لَهُ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مَذْعُورٌ يَأْتِينَا فَيَقُولُ: هَلُمَّ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ: أَكُلَّ يَوْمٍ لَنَا مِنْ مَذْعُورٍ جُمُعَةٌ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِثَابِتٍ [2] . قَالَ: فَأَعْجَبَهُ. حَدَّثَنَا عَمْرٌو ثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ أُخْتَانِ لِلْمَذْعُورِ أُمُّ صَفِيَّةَ وَهُنَيْدَةُ، فأما أُمُّ صَفِيَّةَ فَكَانَتْ تُقِيمُ الْأَيْتَامَ وَالْمَسَاكِينَ وَأَمَّا هُنَيْدَةُ فَكَانَتِ امْرَأَةٌ عَابِدَةٌ. قَالَ: فَقَالَتْ لَهُ..... [3] حِينَ يُخْرَجُ بِهِ أَوْصِنَا؟ قَالَ: فَقَالَ اعْمَلَا فَكَأَنَّكُمَا قَدْ..... [4] . حَدَّثَنَا عَمْرٌو [5] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ [6] حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ: إِنْ كَانَ مَذْعُورٌ ليزورنا فيفرح به أهلنا.
حدثنا عمرو ثنا سليمان (25 أ) حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: إِنْ كَانَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحَدٌ مُمْتَحَنَ الْقَلْبِ فَإِنَّ مَذْعُورًا مُمْتَحَنُ الْقَلْبِ. حَدَّثَنَا عَمْرٌو ثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ قَالَ: لَمَّا سُيِّرَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ إِلَى الشَّامِ كَانَ فِيهِمْ مَذْعُورٌ وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ. فَلَمَّا عَرَفُوا بَرَاءَتَهُمْ أُمِرُوا بِالِانْصِرَافِ فانصرف بعضهم [و] كان فِيمَنْ أَقَامَ مَذْعُورٌ وَعَامِرٌ، وَكَانَ فِيمَنِ انْحَدَرَ [1] صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ [2] . حَدَّثَنَا عُمَرٌو ثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: قَالَ لِي ثَابِتٌ: إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِحُبِّ مَذْعُورٍ أَوْ لَقَدْ آتِيكَ مِنْ مَذْعُورٍ. حَدَّثَنَا عَمْرٌو ثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفٌ: بَيْنَا أَنَا مَعَ مَذْعُورٍ يَوْمًا إِذَا رَجُلٌ يَقُولُ: هَذَانِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ مَذْعُورٌ فَعَرَفْتُ الْكَرَاهِيَةَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: اللَّهمّ يعلمنا وَلَا يَعْلَمُنَا اللَّهمّ تَعْلَمُنَا وَلَا يَعْلَمُنَا- ثَلَاثًا-. حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: لَمَّا دُخِلَ عَلَى الْبَصْرَةِ يَوْمَ الجمل جلست الى عمار ابن يَاسِرٍ فَجَعَلَ يَقْطَعُ فِي عُثْمَانَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ سَبَقْتُمُونَا صُحْبَهً [3] ثُمَّ أَدْرَكْنَاكُمْ فَأَعْلَمْتُمُونَا أَلَّا ذَنْبَ فِي الْإِسْلَامِ أَعْظَمُ مِنَ الذَّمِّ، ثُمَّ أَنْتُمُ الْيَوْمَ تُحِلُّونَهُ. قَالَ: فَجَاءَهُ رَسُولُ عَلِيٍّ فَقَالَ: أَجِبْ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَهُوَ يَقُولُ إِنَّهُ بَدَّلَ- يَعْنِي عثمان-.
[العلاء بن زياد وبشير بن كعب]
[الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ وَبُشِيرُ بْنُ كَعْبٍ] حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ [ابْنِ] أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عِرَاقِيًّا أَفْضَلَ مِنَ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادِ بْنِ مَطَرٍ الْعَدَوِيِّ. «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو [1] قَالَ: قَالَ لِي طَاوُسٌ: اذْهَبْ [بِنَا] نُجَالِسِ النَّاسَ. قَالَ: فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ الْعَدَوِيُّ، فَقَالَ طَاوُسٌ: رَأَيْتُ هَذَا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَأَنِّي أَسْمَعُ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ» [2] حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا وَهْبٌ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ حميد ابن هلال [يحدث] عن العلاء بن زياد (25 ب) قَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ فِي النَّوْمِ يَتَّبِعُونَ شَيْئًا فَتَبِعْتُهُ فَإِذَا عَجُوزٌ عَوْرَاءٌ هَتْمَاءٌ عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ وَحِلْيَةٍ فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الدُّنْيَا. فَقُلْتُ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُبَغِّضَكَ إِلَيَّ. قَالَتْ: نَعَمْ إِنْ أَبْغَضْتَ الدَّرَاهِمَ [3] . [إِيَّاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ] [4] حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شُوذَبٍ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: يُولَدُ فِي كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ رَجُلٌ تَامُّ العقل، وكانوا يرون [5] أن اياس بن
مُعَاوِيَةَ مِنْهُمْ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بن يحي قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ قَالَ: قَالُوا لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: إِنَّكَ مُعْجَبٌ بِرَأْيِكَ. قَالَ: لَوْ لَمْ أُعْجَبْ بِرَأْيِي لَمْ أقض به. حدثني سعيد بن أسد ثنا ضمرة عن رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْأَهْتَمِ لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: لَوْلَا خِصَالٌ فِيكَ كُنْتَ أَنْتَ الرَّجُلَ. قَالَ: وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: تَقْضِي قَبْلَ أَنْ تَفْهَمْ، وَلَا تُبَالِي مَنْ جَالَسْتَ، وَلَا تُبَالِي مَا لَبِسْتَ. قَالَ: أَمَّا قولك أقصي قَبْلَ أَنْ أَفْهَمَ، فَأَيُّهُمْ أَكْثَرُ ثَلَاثَةٌ أَوِ اثنين؟ قَالَ: لَا بَلْ ثَلَاثَةٌ. قَالَ: مَا أَسْرَعَ مَا فَهِمْتَ! قَالَ: وَمَنْ لَا يَفْهَمُ هَذَا. قَالَ: كَذَلِكَ أَنَا لَا أَقْضِي حَتَّى أَفْهَمَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنِّي لَا أُبَالِي مَعَ مَنْ جَلَسْتُ فَإِنِّي أَجْلِسُ مَعَ مَنْ يَرَى لِي أَحَبُّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ مَعَ مَنْ أَرَى لَهُ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنِّي لَا أُبَالِي مَا لَبِسْتُ فَإِنِّي أَلْبَسُ ثَوْبًا يَقِي نَفْسِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْبَسَ ثَوْبًا أَقِيهِ بِنَفْسِي. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ إِيَّاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَالصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ فِي مَجْلِسِ أَيُّوبَ فَكُلَّمَا حَدَّثَ بِشَيْءٍ لَمْ يَدَعْهُ حَتَّى قَطَعَ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ ذَهَبَ الصَّلْتُ يُحَدِّثُ فَيَقُولُ لَهُ إِيَاسٌ: اسْكُتْ. وَحَدَّثَ. قَالَ: فَقَالَ الصَّلْتُ: مَا تَدَعُنِي أَبْلَعُ رِيقِيَ أَتَنَفَّسُ. قَالَ فَقَالَ إِيَّاسٌ: إِنَّ هَذَا لَهُ امْرَأَةٌ تُسِيئُهُ الْخُلُقَ. قَالَ: فَقَالَ: صَدَقْتَ. فَقَالَ إِيَّاسٌ: إِنَّمَا سُوءُ خُلُقِكَ مِنْ ذَاكَ لِأَنَّكَ خَرَجْتَ ضَجِرًا مُغْتَمًّا فَسُوءُ خلقك من ذلك.
حدثنا سليمان مرة أخرى (26 أ) بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كُنَّا فِي مَكَانِ أَيُّوبَ وَثَمَّ إِيَّاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَالصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ. قَالَ: فَجَعَلَ إِيَاسٌ يُحَدِّثُ وجعل الصلت يتعذر له إذ افرغ يُحَدِّثُ. قَالَ: فَضَرَبَ إِيَّاسٌ فَخِذَهُ بِيَدِهِ وَقَالَ: اسْكُتْ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ الصَّلْتُ: ابْلَعْ [1] رِيقَكَ دَعْنِي أَتَنَفَّسْ. قَالَ: فَقَالَ إِيَّاسٌ: أَتَرَوْنَ هَذَا فَإِنَّ امْرَأَةَ هَذَا سَيِّئَةُ الْخُلُقِ. قَالَ: فَقَالَ الصَّلْتُ: صَدَقْتَ وَاللَّهِ إِنَّهَا سَيِّئَةُ الْخُلُقِ فَمِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ؟ قَالَ: إِنَّكَ خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِهَا وَقَدْ سَاءَ خُلُقُهَا عَلَيْكَ فَسُوءُ خُلُقِكَ هَذَا مِنْ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ علي بن مقدم عن سفيان بن حسين قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ إِيَّاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ تَخَوَّفْتُ إِنْ قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ أَنْ يَقَعَ فِيَّ: قَالَ: فَجَلَسْتُ حَتَّى قَامَ، فَلَمَّا قام ذكرته لا ياس. قَالَ: فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِي وَجْهِي فَلَا يَقُولُ لِي شَيْئًا حَتَّى فَرَغْتُ. فَقَالَ لِي: أَغَزَوْتَ الدَّيْلَمَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ غَزَوْتَ السِّنْدَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: غَزَوْتَ الرُّومَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَسَلِمَ مِنْكَ الدَّيْلَمُ وَالسِّنْدُ وَالْهِنْدُ وَالرُّومُ وَلَيْسَ يَسْلَمُ عَلَيْكَ أَخُوكَ هَذَا؟ فَلَمْ يَعُدْ سُفْيَانُ إِلَى ذَلِكَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ علي بن مقدم عن سفيان بن حسين قَالَ: قِيلَ لِإِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: الْعَالِمُ أَفْضَلُ أَمِ الْعَابِدُ؟ قَالُوا فَقُلْ لَنَا حَتَّى نَعْرِفَهُ. قَالَ: فَقَالَ: أَمَا تَرَوْنَ كَذَا، وَذَكَرَ سُلَيْمَانُ شَيْئًا لَمْ أَفْهَمُ يَجِيءُ هَذَا يَتَعَلَّمُ الْجَصَّ وَهَذَا يَنْقِلُ الْآجُرَّ وَهَذَا مَهِينٌ فَإِذَا كَانَ نصف النهار أتي بشرب مِنْ سَوِيقٍ فَشُرِبَ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ أُعْطِيَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ دِرْهَمًا فَأُعْطِيَ هَذَا أَرْبَعَةُ دراهم خمسة دراهم.
[عقبة بن عبد الغافر]
حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن ابْنِ شُوذَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِيَّاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: النَّاسُ لَا يَعْرِفُونَ عُيُوبَ أَنْفُسِهِمْ وَأَنَا أَعْرِفُ عَيْبَ نَفْسِي أَنَا رَجُلٌ مِكْثَارٌ [1] ، وَكَانَ كذلك لا يجلس مجلسا الأغلب عَلَيْهِ. قَالَ ضَمْرَةُ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: كَانَ ابو اياس يقول: ان الناس ولدوا ابنا وولدت أبا. (29 أ) حدثنا [2] سليمان بن حرب حدثنا حماد [3] عن ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدٌ [4] إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: إِنَّهُ لَفَهِمٌ إِنَّهُ لَفَهِمٌ [5] . [عُقْبَةُ بن عبد الغافر] [6] (26 ب) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ فِي مِسْلَاخِهِ [7] إِلَّا عُقْبَةَ بْنَ عَبْدِ الْغَافَّرِ. فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ أَتَيْنَاهُ فَقَالَ: مَا أَعْرِفُكُمْ [8] . [مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ] حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ [9] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ
[شهر بن حوشب]
التَّيْمِيَّ [1] يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ أَحَدًا كَانَ أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا مِنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ [2] عَنْ مَالِكٍ [3] قَالَ: مَرِضْتُ حَتَّى بَرْسَمْتُ [4] ، قَالَ: وَكُنْتُ فِي ذَلِكَ عَاقِلًا. قَالَ فَدَخَلَ عَلَيَّ الْحَسَنُ يَعُودُنِي وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ، قَالَ: فَقُلْتُ يَا أَبَا سَعِيدٍ لَوْلَا أَخْشَى أَنْ يَكُونَ بِدْعَةٌ لَأَمَرْتُ أَهْلِي إِذَا أَنَا مِتُّ أَنْ يُوَارُونِي بِشَرِيطٍ كَمَا يُصْنَعُ بِالْعَبْدِ الْآبِقِ. قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: صَاحِبُكُمْ يَهْجُرُ. قَالَ قَالَ مَالِكٌ: فَعَافَى اللَّهُ. قَالَ: فَكُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ فِي أَهْلِهِ جَالِسًا قَالَ فَقَالَ لِي: يَا صَاحِبَ الشَّرِيطِ فِي ظُلَّةٍ مِنْ ظُلَّةِ الْأَرْضِ. قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيَّ يَعِظُنِي وَكَانَ مُعَلِّمًا [5] . [شَهْرُ بْنُ حَوْشَبَ] [6] حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مَرْوَانُ بْنُ هِبَةَ [7] قَالَ سَمِعَتُ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَوْنٍ لَا يَذْكُرُ أَحَدًا إِلَّا شَهْرَ بْنَ حوشب فأنه كان يقول: ان شهرا
[ثابت البناني]
قد تركوه تركوه [1] . حدثني العباس بن محمد [2] حدثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ [3] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شَهْرٌ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فَأَخَذْتُ خَرِيطَةً فِيهَا دَرَاهِمُ. قَالَ فَقَالَ الْقَائِلُ: لَقَدْ بَاعَ شَهْرٌ دِينَهُ بِخَرِيطَةٍ ... فَمَنْ يَأْمَنُ الْقُرَّاءُ بَعْدَكَ يَا شَهْرُ [4] حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا: حَدَّثَ ابْنُ عَوْنٍ حَدِيثَ هِلَالِ بْنِ أَبِي زَيْنَبَ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ذُكِرَ الشُّهَدَاءُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَسَارَّهُ شُعْبَةُ فَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ عَوْنٍ [5] . حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ [6] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بُهْرَامٍ [7] قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ شَهْرِ بْنِ حَوشَبٍ بِخَوْلَانَ فِي سَنَةِ مِائَةٍ. [ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ] [8] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: اسْتَعَانَ نَاسٌ بِثَابِتٍ عَلَى سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ. قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى الأبلة. قال: فلما جاء
قَالُوا لَهُ: مَا رَأَيْتَ مِنَ الْبَسَاتِينِ؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا يُعْجِبُنِي إِلَّا أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ امْرَأَةً تُصَلِّي. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: سمعت ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ أَعْطَيْتَ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ يُصَلِّي لَكَ فِي قَبْرِهِ فَأَعْطِنِيهِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ أَقْلِبُ عَلَى ثَابِتٍ الْإِسْنَادَ، فَيَقُولُ: لَا هَذَا عَنْ فُلَانٍ هَذَا عَنْ فُلَانٍ [1] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ عَنْ بَعْضِ مَنْ ذَكَرَهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ ذَكَرَ يُوسُفَ بْنَ مِهْرَانَ فَقَالَ: كَانَ يُشَبَّهُ بحفظ عمرو ابن دينار. (29 ب) حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ ثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: مَا كَانُوا يُفَضِّلُونَ أَحَدًا عَلَى حُمَيدِ بْنِ هِلَالٍ [2] فِي الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ البصرة [3] . حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ بَلَغَنَا أَنَّ شُعْبَةَ تَكَلَّمَ فِي أَيُّوبَ وَخَالِدٍ [4] . قال: فأتيته أنا وحماد ابن زَيْدٍ، فَقُلْنَا لَهُ مَا شَيْءٌ بَلَغَنَا عَنْكَ إياك أن تتكلم فيهما بشيء فتهلك
[إبراهيم النخعي]
نفسك؟ قال: فكف. قال يحي بْنُ أَيُّوبَ: وَسَمِعَ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ عَبَّادٍ إِنْسَانٌ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ أَكْرَهُ أَنْ أُسَمِّيَهُ وَذَاكَرَنِي هَكَذَا، ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْهُ بأخرة أنه زاد فيه. قال: ثم إن شُعْبَةَ عَادَ فِي الْكَلَامِ فِيهِمَا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَكَلَّمْنَاهُ فِي ذَلِكَ. فَقَالَ: إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لي الا ذلك. قال يحي بْنُ أَيُّوبَ: وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْكَلَامُ فِيهِ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا فِي قِصَّةِ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ [1] ، فَنَسِيَ فَجَعَلَهُ فِي قِصَّةِ هَذَيْنِ وَهُوَ رَجُلٌ مَقْبُولُ الْقَوْلِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ عليه، ورأيت يحي بْنَ أَيُّوبَ كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِابْنِ مَعِينٍ. [إِبْرَاهِيمُ النخعي] [2] حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أبي عدي أخبرنا شعبة عن هشيم عن الْمُغِيرَةِ [3] عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِأَكْلِ مَا جَعَلَ لَهُ الْحَظَّارُ مِنَ السَّمَكِ فَمَاتَ فِيهِ. وَبِهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِيمَا أَعْلَمُ فِي الرَّجُلِ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: لَسْتِ لِي بِامْرَأَةٍ. قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ: وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا يُعَدُّ طَلَاقًا. حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِامْرَأَتِهِ اذْهَبِي فتزوجي.
قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا لَيُعَدُّ طَلَاقًا. وَبِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَاسْجُدْ على (30 أ) ظهر رجل- يعني الجمعة-. حدثنا يحي [1] عَنْ حَمَّادٍ [2] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عُقْبَةَ- وَهُوَ ابن أبي ثبيت الرَّاسِبِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ [3] : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَهَى النِّسَاءَ أَنْ يَبِتْنَ عَنِ الْعِشَاءِ مَخَافَةَ أَنْ يَحِضْنَ- يُرِيدُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ-. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ قَالَ أَبُو دَاوُدَ [4] : الْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْقَلَانِيُّ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي الْفَيْضِ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا قِرْصَافَةَ [5]- رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلْتُهُ يَعْنِي عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ، وَكَانَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قال: من صام رَمَضَانَ فِي السَّفَرِ فَلْيَقْضِ فِي الْحَضَرِ. فَقَالَ أَبُو قِرْصَافَةَ: صُمْتُ فِي السَّفَرِ ثُمَّ صُمْتُ فَمَا قَضَيْتُ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنَ حُمَيْدٍ قَالَ: سمعت
سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ [1] يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى جُهَيْنَةَ وَهُوَ مُوسَى الْجُهَنِيُّ [2] . حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثنا محمد حدثنا شُعْبَةَ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبا الحلال العتكي [3] قال: بعثني ابن عامر إِلَى عُثْمَانَ فِي حَاجَةٍ، فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ: أَلَكَ حَاجَةٌ [4] ؟ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَْيمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَاشِدِ بْنِ يَسَارٍ وَكَانَ مَمْلُوكًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَاشْتَرَاهُ الْبَرَاءُ بْنُ عازب فأعتقه. حدثني بندار [5] حدثنا يحي [6] وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ. سَمِعْتُ طَلْحَةَ [7] [قَالَ] : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عوسجة [8] : كنت نسيت
«زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» حَتَّى ذَكَّرَنِيهِ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ. «حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بَلَجٍ [1] عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: ليأتين على جهنم زمان تخفق أَبْوَابُهَا لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سألت الحسن (30 ب) عَنْ هَذَا الْحَدِيثَ فَأَنْكَرَهُ» [2] . وَعَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقِ بْنِ جَمْرَةَ. قَالَ شُعْبَةُ: فَأَخْبَرَنِي سُفْيَانُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: هَكَذَا فَافْعَلُوا بِاللُّقَطَةِ. حَدَّثَنَا الْأُشْنَانِيُّ الرَّبِيعُ الْمَرْئِيُّ [3] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي الْحَسَنِ [4] عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ وَالْإِقَامَةُ مَرَّةً مَرَّةً، غَيْرَ أَنَّهُ يَقُولُ قَدْ قَامَتِ الصّلَاةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ غير هذا الحديث.
حدثنا ابو موسى ثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: كُنَّا في حنازة طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو مِعْشَرٍ وَقَالَ: مَا تَرَكَ مِثْلَهُ. «حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ وَابْنُ مُعَاذٍ [1] عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْأَشْعَثَ الْأَثْرَمَ [2] قَبْلَ أَنْ يَخْلِطَ» [3] . حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعَتُ عُثْمَانَ مَوْلَى ابْنِ عُقَيْلٍ الثَّقَفِيُّ وَهُوَ عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ عُثْمَانُ الْأَعْمَشُ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ يُحَدِّثُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ رَجُلًا عِنْدَهُ فَقَالَ: بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ أَخُو العشيرة. ثم دخل عليه فأقبل عليه بوجهه حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً. قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ حَتَّى كَأَنَّ لَهُ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً. حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى عَنْ عَبْدِ الْوهَّابِ [4] وَعَبْدِ الْأَعْلَى [5] ، عَنْ دَاوُدَ [6] قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ قشير بن عمر وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ قُشَيْرِ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ وَعَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُمَرَ قَالَ، وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سلمة عن
دَاوُدَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ فُلَانٍ قَالَ، وَقَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: عَنْ دَاوُدَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ حُجَيْرٍ قَالَ، وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَبِي قَزْعَةَ حُجَيْرِ [1] بْنِ بَيَانٍ، وَقَالَ دَاوُدُ: عَنْ أَبِي هُنَيْدَةَ حُرَيْثِ بْنِ مَالِكٍ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ دَاوُدَ عَنْ عمار رجل من أهل الشام (31 أ) قَالَ: أَدْرَبْنَا وَفِينَا شَيْخٌ. قَالَ أَبُو مُوسَى [3] : هُوَ عمَّارُ بْنُ عُبَيْدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُمَيْدٍ [4] عَنْ أَبِي عُثْمَانَ [5] النَّهْدِيِّ قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: فَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ فَقُلْتُ: مَا شَأْنُهُمْ؟ قَالُوا: لَسْتَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ؟ قَالَ قُلْتُ: لَا. قَالُوا: صَدَقْتَ لَوْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ لَعَلِمْتَ مَاتَ أَبُو سَعِيدٍ [6] . حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي حَمْزَةُ الْأَعْوَرَ أَبُو عُمَارَةَ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب عن أبي البختري عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ فِي الْحَرَامِ [7] وَالْبَتَّةِ [8] والبائنة [9] والخلية [10]
وَالْبَرِيَّةِ [1] ثَلَاثًا ثَلَاثًا [2] . قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ لِي وَرْقَاءُ [3] أَنَّهُ يُحَدِّثُهُ عَنْ زَاذَانَ [4] . فَلَقِيتُ عَطَاءً فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ عَنْ عَلِيٍّ؟ قَالَ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ. حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى وبُنْدَارٌ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْهَيْثَمِ [6] كَانَ مُرَّةُ [7] يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ مِائَتَيْ رَكْعَةٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ حَبِيبٍ [8] قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ [9] فَلَقِيتُهُ سَنَةَ تِسْعِينَ فَسَأَلْتُهُ. فَقَالَ: أَقَمْنَا مَعَ سَعْدٍ بِقَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الشَّامِ يُقَالُ لَهَا نُعْمَانُ، أُصَلِّي أَرْبَعًا
وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: نَحْنُ أَعْلَمُ. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ [1] قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الجماجم أرادوا أن يؤمزوا عَلَيْهِمْ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ. فَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيُّ: إِنِّي رَجُلٌ مَوْلًى فَأَمِّرُوا رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ. فَفَعَلُوا. حَدَّثَنِي بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَأَلْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ قُلْتُ: أَخْبَرَنِي أُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ تَعْرِفُونَهُ فِيكُمْ؟ قَالَ: لَا. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ فُرَاتٍ [2] عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ [3] قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: لَمَّا مَاتَ سَعْدٌ وَجِيءَ بِسَرِيرِهِ فَأُدْخِلَ عَلَيْهَا، جَعَلَتْ تَبْكِي وَتَقُولُ: رَمِيَّةُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. (31 ب) وَعَنْ شُعْبَةَ عَنْ فُرَاتٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ. وَعَنْ شُعْبَةَ عَنْ زَيدِ بْنِ [4] الْحَوَارِيِّ الْعَمِيِّ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عِمْرَانَ شَيْخًا كَخَيْرِ الشُّيُوخِ عَنْ أَبِي الْعَشِيرِ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: قَدِمْتُ بَرِيدًا مِنْ سِجِسْتَانَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلَيَّ مُسْتَقَةُ [5] فِرَاءٍ فَإِمَّا ضَرَبَهُ واما نهاه.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] وَمُحَمَّدٍ عَنْ شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بْنِ زُرَارَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ وَمَا رأَيَتُ رَجُلًا مِنَّا يُشْبِهَهُ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ عَبْدِ الرحمن [2] عن شعبة عن محمد عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ: لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: اكْتُبْ لِي حَدِيثَ عَمْرَةَ، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَسْأَلُهَا. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ مُحَمَّدٍ [3] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ- وَهُوَ أَبُو الْيَمَانِ- قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ رَفَعَ السَّوْطَ عَلَى غُلَامِهِ وَقَالَ: هَذَا أَشَدُّ ضَرْبٍ ضَرَبْتُهُ غُلَامًا لِي. وَعَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ ابْنِ أَخِي مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَانِئٍ [4] عَنْ مُطَرِّفٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ أَبِي دَاوُدَ [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُشَاشٍ [6] قَالَ: لَمْ يَسْمَعِ الضَّحَّاكُ [7] مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ شَيْئًا. وعن أبي داود عن شعبة عن عبد الملك (32 أ) بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: إِنَّمَا لَقِيَ الضَّحَّاكُ سَعِيدَ بن جبير بالري فسمع منه التفسير.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ [1] مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ شَيْئًا. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ شُعْبَةَ يَقُولُ إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ شَيْئًا. قَالَ: صَدَقَ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَوْضِعُوا [2] فَإِنَّا وَجَدْنَا الْإِقَامَةَ الْإِيضَاعَ. قَالَ بُنْدَارٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَسَأَلَهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ شُعْبَةَ وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُحَمَّدٌ [3] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَنَعَ طَعَامًا فَدَعَا نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم فيهم أبيّ ابن كَعْبٍ فَجَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ سَيِّدُ الْفُقَهَاءِ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ وَكَانَ رفاعا. حدثنا بندار عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ يَقُولُ: كُلَّمَا نَعِقَ نَاعِقٌ اتبعوه.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ عِمَامَةً سَوْدَاءَ. وَعَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ [1] قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ [2] بْنَ عَبَايَةٍ أَبَا نَعَامَةَ [3] الْقَيْسِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِسَعْدٍ عَنِ ابْنٍ لسعد حديث الدعاء. حدثنا بندار يحي [4] وَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةٍ [5] عَنِ ابْنٍ لِسَعْدٍ [6] عَنْ سَعْدٍ. فَقُلْتُ لِيَحْيَى: يَا أَبَا سَعِيدٍ قَدْ خَالَفُوكَ في اسناد هذا الحديث. قال يحي: لَيْسَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدِي فِي كِتَابٍ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَسَالِمٌ قَالا: ثَنَا (32 ب) شعبة عن أبي إسحاق قال: قال حذيفة: قَلْبُ صِلَةَ مِنْ ذَهَبٍ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ «سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بأس شديد» [7] قال: هوازن وبني حنيفة.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ [1] حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [2] عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ [3] عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَرِهَ نَهَّابَ السُّكَّرِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَي أَبِي [4] ثَنَا قُرَّةُ قَالَ: عُرِجَ بِرُوحِ امْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِنَا أَيَّامًا لَا يَمْنَعُهُمْ مِنْ دَفْنِهَا إِلَّا عِرْقٌ يَتَحَرَّكُ، ثُمَّ إِنَّهَا تَكَلَّمَتْ فَقَالَتْ: مَا فَعَلَ جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ؟ وَكَانَ جَعْفَرٌ قَدْ مَاتَ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ الَّتِي لَا تَعْقِلُ فِيهَا. فَقُلْنَا: مَاتَ. قَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ كُنْتُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ جَاءَ الْمُجَشَّرُ [5] جَاءَ الْمُجَشَّرُ، فَإِذَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرٍ فِي أَكْفَانِهِ. «حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُحَمَّدٌ [6] وَأَبُو عَامِرٍ [7] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي صَدَقَةَ وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ كِنْدِيرٍ» [8] . قَالَ بُنْدَارٌ قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَسُلَيْمَانُ بْنُ كِنْدِيرٍ أَبُو صَدَقَةَ الْعِجْلِيُّ؟ قَالَ: نعم.
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الزَّرَّادِ [1] عَنْ كُرْدُوسٍ [2] وَكَانَ يَقُصُّ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا أَزْهَرُ [3] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ كُرْدُوسًا وَكَانَ قَاصَّ أَهْلِ الْكُوفَةِ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أبي الأزهر صالح بن درهم. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: أَوْصَى عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ وَكَانَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَخَشِيَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُخْتَارُ فَبَادَرَ فَصَلَّى عَلَيْهِ. «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بشَّارٍ ثَنَا مُحَمَّدٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مِعْشَرٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيِّ قَالَ: مَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَفِيهَا مَنْ يُدْفَعُ عَنْ أَهْلِهَا بِهِ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَبُو وَائِلٍ [5] مِنْهُمْ» [6] . حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [7] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُغِيرَةَ [8] قِيلَ لإبراهيم: ان أبا وائل (33 أ) يُصَلِّي عَلَى طَنْفَسَةٍ. قَالَ: أَبُو وَائِلٍ خَيْرٌ مِنْ ذَاكَ. حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنِي وَهْبٌ [9] حَدَّثَنَا شعبة عن زياد بن علاقة عن
أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ أَخِي بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ سَعْدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى [1] ثَنَا أَبُو عَامِرٍ علي بن المبارك عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي قَيْلُوَيْهِ [2] يُكَنَى أَبَا صَالِحٍ قَالَ: كَانَتْ لِي عَلَى رَجُلٍ مِنَ الصَّيَّادِينَ عِشْرُونَ دِرْهَمًا، فَجَعَلَ يُهْدِي إِلَيَّ فَجَعَلْتُ إِذَا أَهْدَى إِلَيَّ ... [3] حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ هَدِيَّتُهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: احْسِبْ لَهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ وَخُذْ سَبْعَةً. حُمَيدٌ الطَّوِيلُ هُوَ ابْنُ تِيرَوَيْهِ كُنْيَتُهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، وأبو عبيدة النَّاجِيُّ صَاحِبُ الْمَوَاعِظِ بَكْرُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ. حَدَّثَني سِوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ بَصْرِيٍّ ثِقَةٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْكَلْبِيُّ وَهُوَ شَيْخٌ ثِقَةٌ. وَأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَصْرِيُّ ثِقَةٌ. وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ ضَعِيفٌ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ [4] أَنَّهُ تَكَلَّمَ فِيهِ وَضَعَّفَهُ وَرَغِبَ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْهُ. حَدَّثَنَا آدَمُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ أَبِي الربيع السمان وحديثه ليس
شيء [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عقيل- وكنيته أبو دحية، وقد روى عنه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ- سَمِعْتُ صَدَقَةَ بْنَ الْفَضْلِ وَذَكَرَ لَهُ حَدِيثَ حَوْشَبِ بْنِ عَقِيلٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ. فَأَثْنَى عَلَى حوشب وقال: هذا حديث مَنْ حَدَّثَكُمْ؟ قَالُوا: سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. قَالَ: عَمَّنْ حَدَّثَكُمْ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْهُ؟ قَالُوا: لَا. سَمِعَهُ سُلَيْمَانُ مِنْ حَوْشَبٍ. فَقَالَ: هَذَا شَيْخٌ قَدِيمٌ. حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ حَدَّثَنَا جَهِيرُ بْنُ زَيْدٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا هُوَ وَسُلَيْمَانُ ابن حَرْبٍ وَهُوَ ثِقَةٌ رَاجِحٌ. حَدَّثَنَا آدَمُ وَسُلَيْمَانُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو مُعَاذٍ ثِقَةٌ. «حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بن واصل وهو ثقة» [2] . (33 ب) وَعَبْدُ الْمُؤْمِنِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عُبَيْدٍ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ حَدَّثَنَا إسماعيل بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ حَدِيثَ الصَّرْفِ. وَإِسْمَاعِيلُ ثِقَةٌ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ [3] فِيهِ لِينٌ كَانَ شَيْخًا مُغَفَّلًا سَلِيمًا. وَكَانَ ابْنُ ابْنَةِ الْأَزْهَرُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ أَحَادِيثَ. وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ ضَعِيفٌ، وإسماعيل أصله بصري الا انه كان
يَسْكُنُ مَكَّةَ، وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْبَصْرَةِ وَيُوَافِي الْحَجَّ. حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْجَرِيرِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ أَخَذُوا عَنْهُ، مَنْ سَمِعَ عَنْهُ فِي الصِّحَّةِ لِأَنَّهُ كَانَ عَمِلَ فِيهِ السِّنُّ فَتَغَيَّرَ، وَكَانَ أَهْلُ الْعِلْمِ يَسْمَعُونَ، وَسَمَاعُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بِأَخَرَةٍ فِيهِ وَفِيهِ. وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عروبة حدثني عنه يحي بن حماد [1] ، قال يحي: وَكَانَ النَّاسُ يَقُولُونَ هُوَ مُتَغَيِّرٌ فَأَنْتَ أَعْلَمُ، وَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ التَّغَيُّرِ فَحَدِيثُهُ حُجَّةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ وَهُوَ مُزَنِيٌّ حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ [2] قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَعَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ صَحِبْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا صَالِحٌ حَدَّثَني حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ حَدَّثَنِي الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَهَا فَبَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ آدَمُ طِوَالٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مَحْلُوقٌ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا. قَالَ: فَخَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو ذَرٍّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ مُؤَذِّنُ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: كُنَّا فِي جِنَازَةِ حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ فَقَالَ الحسن: اين صاحبهم- يعني محمد بن
سِيرِينَ- فَقَالُوا: يَتَوَضَّأُ. فَقَالَ: الْحَرُّ [1] مِنْ مَاءٍ. قَالَ: وَقَالَ حُرَيْثٌ فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ طَافَ حَوْلَ هَذَا الْبَيْتِ أُسْبُوعًا لَا يَلْغُو فِيهِ كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ يَعْتِقُهَا. وَحُرَيْثٌ شَيْخٌ ثَبْتٌ لَا بَأْسَ به. (34 أ) حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ [2] وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ. حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَصْرِيُّ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَقَفَ عَلَيْهِمْ بِعَرَفَاتٍ فَقَالَ: لِمَنْ هَذِهِ الْأَخْبِيَةُ؟ فَقَالُوا: لِعَبْدِ الْقَيْسِ، فَدَعَاهُمْ وَاسْتَغَفَرَ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فَلَا يَصُومَنَّهُ مِنْكُمْ أَحَدٌ، فَحَجَجْتُ بَعْدَ أَبِي فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْضَلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. قَالَ: فَرَأَيْتُ شَيْخًا جَِلًيلاً مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَدَخَلَ الى أبي نعيم يوم مَجْلِسَهُ وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ لِيُحَدِّثَهُمْ وَهُوَ عَلَى دَرَجَةٍ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ. وَسَأَلَهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ حَدَّثْتَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُدْخِلَ قَبْرَهُ قَطِيفَةٌ؟ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: نَعَمْ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَكَانَ شَيْخًا كَتَبْنَا عَنْ أَبِي حَمْزَةَ [3] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أُدْخِلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ. «حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حدثنا هشام الدستوائي- وهو ابن سنبر-» [4] .
حدثنا ابو نعيم حدثنا هشام عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [1] عَنْ [2] عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي الظُّهْرَ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ أَوْ مَا هَذِهِ؟ قَالَ: إِنَّهَا مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ. قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ كَانَ يَقُولُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِّيِّ. فَاقْتَصَرَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَلَمْ يَنْسِبَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو نعيم حدثنا هشام [3] عن يحي [4] عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: يُجْزِئُ طَعَامُ الْمَسَاكِينِ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ مُدَّ حِنْطَةٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ، وَمَعْمَرُ يُخَالِفُ هِشَامًا فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، وَأَخْطَأَ فِيهِ، وَالْمَحْفُوظُ حَدِيثُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حدثنا هشام [5] عن يحي بن أبي كثير عن المهاجر ابن عِكْرِمَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ يُؤْمِنُ باللَّه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَجْلِدَ فَوْقَ عَشْرَةِ أَسْوَاطٍ إِلَّا في حد. ورواه (34 ب) بَعْضُ مَنْ لَا يُوثَقُ بِرِوَايَتِهِ فَقَالَ: إِنَّ عبد الله ابن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ حَدَّثَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَكُونُ عِنْدَهُ مَالُ الْيَتِيمِ فَيُزَكِّيهِ وَيُعْطِيهِ مُضَارِبَةً وَيَسْتَقْرِضُ مِنْهُ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ [1] وَسُلَيْمَانُ [2] وَأَبُو النَّعْمَانِ [3] وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ عُثْمَانَ قَالُوا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْأَزْرَقُ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي الْحَلَّالِ رَبِيعَةَ بْنِ زُرَارَةَ [4] الْعَتَكِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ فِي وَفْدٍ مِنَ الْبَصْرَةِ فَرَفَعْنَا إِلَيْهِ حَوَائِجَنَا، فَقَالَ: إِذَا شِئْتُمْ. ثُمَّ قَالَ: أَجَلَّكَ اللَّهُ أَجَلَّكَ اللَّهُ. قُلْتُ: رَجُلٌ مِنَّا جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِهِ بِيَدِهَا. قَالَ فَأَمْرُهَا فِي يَدِهَا [5] . وَهَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ. غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ مِعْوَلِيٌّ رَوَى عَنْهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ وَقَتَادَةُ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ. وَأَبُو الْحَلَّالِ شَرِيفٌ مِنْ أَشْرَافِ الْأَزْدِ يَجْمَعُ شَرَفًا وَسِتْرًا وَصَلَاحًا. زَادَ ابْنُ عُثْمَانَ [6] : قَالَ حَمَّادٌ: وَكَانَ هِشَامٌ [7] يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: وَالْقَضَاءُ مَا قَضَيْتُ. قَالَ حَمَّادٌ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِأَيُّوبَ فَقَالَ: هَكَذَا ذَكَرَ غَيْلَانُ كَمَا حَفِظْتَهُ أَنْتَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ الصَّيْدَلَانِيُّ عَنْ مكحول الأزدي
«وعمارة ثقة» [1] ، ومكحول بصري ليس هو مكحول الشَّامِيَّ، وَحَدِيثُهُ مُسْتَقِيمٌ قَدْ سَمِعَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ [2] وَهُوَ ثِقَةٌ، وَقَدْ رَوَى عَنِ النَّضْرِ بْنِ شَيْبَانَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَهَذَا خَطَأٌ لَمْ يَسْمَعْ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ مَعْبَدٍ الْوَاسِطِيُّ مَوْلَى الْحَجَّاجِ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. وَرَاشِدٌ شيخ مستور. حدثنا موسى بن (35 أ) إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُبَارَكِ بْنِ حَسَّانٍ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حمَّادٍ الشَّعِيثِيُّ حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ ثِقَةٌ. حدثنا ابو بشر بكر بْنِ خَلَفٍ وَابْنُ الْمُثَنَّى قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأعلى ابن عَبْدِ الْأَعْلَى السَّامِيُّ [3] أَبُو هَمَّامٍ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَحَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ [4] الدروقي ثِقَةٌ. وَأَبُو عَقِيلٍ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ ثِقَةٌ، وَاسْمُهُ هَاشِمُ بْنُ بِلَالٍ. حَدَّثَنَا خالد بن يزيد [5] حدثنا ابو عقيل يحي بن المتوكل عن أبيه
وَهُوَ ضَعِيفٌ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النِّمْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَزّمٍ الرَّمَّامُ [1] الشَّعَّابُ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ثَنَا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَحَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [2] حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ [3] الْغَنَوِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَحَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ ثَنَا مُرْجِئُ بْنُ رَجَاءٍ وَهُوَ لَا بأس به. وحدثنا ابو عمر [4] النمري حدثنا الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ [5] وَهُوَ ضَعِيفٌ. حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عن الثلب- وانما هو بالتاء التلب [6] . قَالَ شُعْبَةُ: بِالثَّاءِ-. وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبي بكرة وهو ضعيف.
وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ وَهُوَ ضَعِيفٌ. «وَحَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدُ ثنا محمد بن جابر ثنا أيوب بن عتبة ضَعِيفَانِ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِمَا» [1] . وَكَذَلِكَ أَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ [2] وَأَيُّوبُ أَمْثَلُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ. قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: أَفَادَنِي ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَابِرٍ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهَا عَنْ غَيْرِ الَّذِي أَفَادَنِي عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فَرَجَعْتُ إِلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ غَلِطَ فِيهَا. قَالَ: فَمَحَوْتُهُ. حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ [3] حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بشيء. (35 ب) أَخْبَرَنَا مُسْلِمٌ ثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ. «حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ وهو ضعيف، ليس حديثه بشيء» [4] .
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ ضَعِيفٌ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ [1] وَهُوَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ. حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ [2] ضَعِيفٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. وَعُقْبَةُ الْأَصَمُّ ضَعِيفٌ. وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ [3] حَدَّثَنَا عَنْهُ [4] ابْنُ حَسَّابٍ [5] وَهُوَ ضَعِيفٌ أَمْسَكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ حَدِيثِهِ. حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَدَى وَلَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ يَعْلَى وَحَدِيثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ. حَدَّثَنَا آدَمُ عَنْ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ [6] عن القاسم [7] وحديثه ليس بشيء [8] .
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ سَعِيدٍ السَّمَّاكِ أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ. وَهُوَ ضَعِيفٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا أَبُو جَزِيٍّ [1] وَهُوَ نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ ضعيف ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ. وَعُثْمَانُ الْبُرِّيُّ [2] ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ، تَرَكَهُ ابن المبارك ويحي بْنُ سَعِيدٍ وَالنَّاسُ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يَقُولُ فِيهِ غَيْرَ مَا قَالَ غَيْرُهُ، زَعَمَ أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ. حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ [3] عَنِ «الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ حَدِيثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ» [4] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَنْ حَمَّادٍ [5] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فَضَاءٍ [6] وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَقَدْ رَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ عُبَيْدِ الله بن عمر وعن هشام ابن عُرْوَةَ وَعَنْ أَبِي بِشْرٍ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ، إِنَّمَا دَلَّسَ عَنْهُمْ، وَلَعَمْرِي إِنَّمَا رَوَى عَنْهُمْ مَنَاكِيرُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا سعيد بن بشير عن قتادة
عَنِ الْحَسَنِ [1] عَنْ سَمُرَةَ [2] : أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَرِدَ عَلَى الْإِمَامِ وَأَنْ نَتَحَابَّ وَأَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ. «قال: وسألت أبا مسهر (36 أ) عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِي جُنْدِنَا أَحْفَظُ مِنْهُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ» [3] . حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ وجد رائحة طيبة. فقال: ما هذه الريح الطَّيِّبَةُ؟ فَقَالَ: هَذَا رِيحُ قَبْرِ الْمَاشِطَةِ وَابْنِهَا وَزَوْجِهَا. وَلَمْ يَسْمَعْ قَتَادَةُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَلَا مِنَ الشَّعْبِيِّ وَلَا مِنَ النَّخْعِيِّ وَلَا مِنْ مُجَاهِدٍ شَيْئًا، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي قِلَابَةَ شَيْئًا، إِنَّمَا أَرْسَلَ عَنْهُمْ. حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ مُكَسِّرٍ [4] وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ. حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ [5] وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ. وَأَمَّا زِيَادٌ أَبُو عَمَّارٍ فَلَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. وَسَعِيدٌ [6] أَبُو مَسْعُودٍ الْجَرِيرِيُّ رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
وَعَبَّاسٌ الْجَرِيرِيُّ [1] رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَسَعِيدٌ كَانَ عَمِلَ فِيهِ السِّنُّ وَتَغَيَّرَ وَكِلَاهُمَا ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [2] النَّخْعِيُّ ثَنَا «أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ» [3] . وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي حَكِيمٍ أَبِي سَعِيدٍ الْوَاسِطِيِّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ [4] وَهُوَ شِامِيٌّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَعَنْ مِسْكَينٍ الْكُوفِيِّ وَعَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَلَمْ يُحَدِّثْ أَحَدٌ [فِيمَا] عَلِمْنَا عَنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَّا ابْنُ عَوْنٍ. حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْقَسْمَلِيُّ وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلَاءِ أَخُو أَبِي عَمْرِو بْنِ الَعَلَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ [5] عَلَى رَاحِلَةٍ عَلَيْهَا قَطِيفَةٌ مِنْ حَرَائِرَ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ جُبَّةً مِنْ خَزٍّ خَضْرَاءَ وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ رِدَاءً مُمَصَّرًا، وَلَهُمَا [6] أخ
(36 ب) يُكْنَى أَبَا سُفْيَانَ. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ العظيم حدثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ [1] وَأَخْضَرُ بْنُ عَجْلَانَ [2] وهو ثقة. وأما عطاء بن عجلان فضعيف ليس حديثه بشيء. وروى ابن عون عَنْ عُبَيْدِ بْنِ باب وليس هو بأبي عمرو بن عبيد القدري هو آخر. وعبيد ابو عمرو كان نساجا، ثم تحول فكان شرطيا للحجاج» [3] ، وهو من سبي سجستان [4] . حدثنا الحجاج حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عمرو الفزاري ولا نعلم أَحَدًا رَوَى عَنْهُ غيَرَ حَمَّادٍ وَهُوَ ثِقَةٌ. عَيَّاضُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَهُوَ مِصْرِيٌّ. وَعَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ فِي حَدِيثِهِمْ ضَعْفٌ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ عَمِلَ فِيهِ السِّنُّ وَتَغَيَّرَ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ الصَّائِغُ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ زَيْدٍ التَّمِيمِيُّ وَهُوَ بَصْرِيٌّ. قال: وحدثونا عن يحي بْنِ سَعِيدٍ وَعِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْقَصِيرِ وهو ثقة.
وحدثنا عبيد الله بن معاذ قَالَ: رَأَيْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّهِ: حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ أَبُو صَغِيرَةَ أَبُو أُمِّهِ وَهُوَ حَاتِمُ بْنُ مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافِ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ حَجَّاجٍ الْأَسْوَدِ الْبَاهِلِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ [1] عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهَ وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ، وَكَذَلِكَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ وَزِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ. وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ ثِقَةٌ قَدْ ذَكَرْتُهُ قَبْلَ هَذَا. حَدَثَّنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ ابن سَيْفٍ وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ. ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ بْنُ أَسْلَمَ. وَزَيْدُ بْنُ الْحَوَارِيِّ وَهُوَ الْعَمِيُّ روى عنه الأعمش. «حدثنا محمد بن (37 أ) عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، والحسن هو ابن واصل، وَدِينَارٌ زَوْجُ أمه، وهو ضعيف» [2] . حدثنا أبو الوليد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْعَبْدِيِّ. قَالَ يَعْقُوبُ: وَرَأَيْتُ أَبَا الْوَلِيدِ كَأَنَّهُ يُضَعِّفُهُ. وَمُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ ضَعِيفٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ أخو عزرة بن ثابت وهو عزرة [3] .
حدثنا الحجاج حدثنا همام بن يحي وَقَدْ رَوَى [عَنْهُ] [1] ابْنُ عُلَيَّةَ [2] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ [3]- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَكَذَلِكَ حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ ثِقَةٌ. عُقْبَةُ بن أوس وعقبة بن عبد الغافر عقبة بْنُ وَسَّاجٍ [4] يُعْتَبَرُونَ ثِقَاتٍ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ [5] عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عن عبد الله ابن الْمُغَفَّلِ، وَقَدْ سَمِعَ حُمَيْدٌ مِنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ أَحَدُ الثِّقَاتِ عَدَوِيٌّ، وَفِي [6] بَنِي عَدِيٍّ رِجَالٌ ثِقَاتٌ مِنْهُمْ: يَزِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ. حَدَّثَنَا عبد الله [7] ثنا أبي ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ [8] أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ أبي مجلز، وعمران أحد الثقات. وقال يحي بن سعيد: أول ما طلبت الحديث نظرت في كتاب عمران فلم أر فيه إلا آراء الرجال فلم أكتب. أو كلام نحو هذا. حدثني محمد بن عبد الرحيم قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شقيق
رأى ابن عمر؟ قال: لا، ولكنه قَدْ رَأَى أَبَا ذَرٍّ وَأَبَا هُرَيْرَةَ. قَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ عَلِيًّا وَقِيلَ لَهُ: رَوَى يُونُسُ [1] عَنْ نَافِعٍ [2] ؟ قَالَ: قَدْ رَوَى عَنْهُ لَا أَدْرِي سَمِعَ مِنْهَ أَوْ لَا، وَلَا أَحْسَبُهُ سَمِعَ مِنْهُ. قَالَ مُحَمَّدٌ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: لَمْ يَلْقَ أَبُو مَخْلَدٍ [3] سَمُرَةَ وَلَا عِمْرَانَ. قِيلَ لِعَلِيٍّ: إِنَّ وُهَيْبًا [4] رَوَى عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ [5] عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا مُوسَى فَذَكَرَ لَهُ الْفِتْنَةَ. فَقَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَا شَيْءٍ لَمْ يَلْقَ أَبَا مُوسَى وَلَا سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ. قَالَ عَلِيٌّ: أَبُو يَزِيدَ الْمَدَنِيُّ [6] لَمْ يَسْمَعْ مِنْ جَابِرٍ وَلَكِنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ علي: قال (37 ب) عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ [7] : أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ وَإِذَا اكْتَحَلَ الرَّجُلُ بِالنَّهَارِ وَحَلَقَ قَفَاهُ عَابُوهُ. قَالَ: وَقَالَ يحي بْنُ سَعِيدٍ: مَا اكْتَحَلْتُ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا.
قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَمْرُو بْنُ معاوية، أبي قِلَابَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَالْأَوْزَاعِيُّ أَخْطَأَ فِي اسْمِ أَبِي الْمُهَلَّبِ. قَالَ عَلِيٌّ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مُرِّيٌّ لَيْسَ هُوَ تَيْمِيًّا كَانَ نَازِلًا فِي تَيْمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ أَبُو زَيْدٍ قَالَ: وَأَيُّ شَيْخٍ كَانَ وَأَيُّ خُشُوعٍ! «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عليا قال: سمعت حاتم ابن وردان قال: كان يحي [1] وَإِسْمَاعِيلُ وَوُهَيْبٌ وَعَبْدُ الوَهَّابِ [2] يَجْلِسُونَ إِلَى أَيُّوبَ [3] ، وَإِذَا قَامُوا جَلَسُوا كُلُّهُمْ حَوْلَ إِسْمَاعِيلَ يَسْأَلُونَهُ كيف قال؟ قال: و [ابن] عُلَيَّةَ يَرُدُّ [4] » [5] . قَالَ عَلِيٌّ: وَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَعْلَمَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ بِأَيُّوبَ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَثْبَتُ فِيمَا رَوَى مِنْ إِسْمَاعِيلَ [6] وَوُهَيْبٍ وَعَبْدِ الْوَارِثِ [7] . قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ [8] : إِنِّي لَمْ أَكْتُبْ عَنْ أَيُّوبَ بِمِدَادٍ- يَعْنِي بِالْحِبْرِ- حَتَّى مَاتَ إِنَّهُ كَانَ يَلْفَظُ بِأَلْفَاظٍ فَلَمَّا مَاتَ كَتَبْتُهَا بِمِدَادٍ- يعني حبر-.
حَدَّثَني مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ فِيمَا أَعْلَمُ قَالَ: مَا أَتَيْنَا أَيُّوبَ إِلَّا وَقَدْ فَرَغَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. «قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الملك قال: قال حماد بن زيد: إِذَا خَالَفْنَا شُعْبَةَ- كَأَنَّهُ قَالَ: الصَّوَابُ مَا قَالَ- فَإِنَّا كُنَّا نَسْمَعُ وَنَذْهَبُ وَكَانَ شُعْبَةُ يَرْجِعُ وَيَسْمَعُ وَيُسَمِّعُ. قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: ذَكَرْتُ لَهُ شَيْئًا خَالَفَهُ فِيهِ شُعْبَةُ فِي حَيَاةِ شُعْبَةَ. قَالَ: وَقُلْتُ لَهُ فِي شَيْءٍ بَعْدَ مَوْتِ شُعْبَةَ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ» [1] . قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ يُنْكِرُ هَذَا. «وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فِي أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مَنْ رَوَى عَنْ أَيُّوبَ. قَالَ: أَمَّا عَبْدُ الْوَارِثِ فَقَدْ قَالَ: كَتَبْتُ حَدِيثَ أَيُّوبَ بَعْدَ مَوْتِهِ بِحِفْظِي ومثل هذا يجيء فيه [2] ما يجيء. (38 أ) وَكَانَ يُثْنِي عَلَى وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ إِلَّا أَنَّهُ يُعَرِّضُ بِهِ أَنَّهُ كَانَ تَاجِرًا قَدْ شَغَلَهُ سُوقُهُ. وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَكَانَ يُعَرِّضُ بِهِ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ، فَحَضَرْتُهُ يَوْمًا وَكَهْلٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ يُكَلِّمُهُ وَيُفَخِّمُ أَمْرَ إِسْمَاعِيلَ وَيُعَظِّمُهُ وَسُلَيْمَانُ يَأْبَى عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ: صَارَ إِلَيْكُمْ فَرَخَّصَ لَكُمْ فِي شُرْبِ الْمُسْكِرِ وَعَنْ منْ أَخَذَ أَلَا كأنَّهُ أَرَادَ الْمُدَاهَنَةَ [3] فَقَالَ الْبَغْدَادِيُّ: يَا أَبَا أَيُّوبَ كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ فِي وَجْهِهِ رَأَيْتُ ذَاكَ الْوَقَارَ وَإِذَا نَظَرْتُ فِي قفاه رأيت الخشوع. فقال سليمان:
وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَنْسَلِخَ مِنْ مُجَالَسَةِ أَيُّوبَ وَيُونُسَ [1] وَابْنِ عَوْنٍ» [2] . «حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ وُهَيْبٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عُلَيَّةَ [3] قُلْتُ: أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ إِذَا اخْتَلَفَا؟ فَقَالَ: وُهَيْبٌ. كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يَخْتَارُ وُهَيْبًا عَلَى إِسْمَاعِيلَ. قُلْتُ فِي حِفْظِهِ؟ قَالَ: فِي كُلِّ شَيْءٍ مَا زَالَ إِسْمَاعِيلُ وَضِيعًا مِنَ الْكَلَامِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ إلَى أَنْ مَاتَ. قُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ رَجَعَ وَتَابَ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ؟ فَقَالَ: بَلَى وَلَكِنْ مَا زَالَ مُتَعَرِّضًا [4] لِأَهْلِ الْحَدِيثِ بَعْدَ كَلَامِهِ ذَاكَ إِلَى أَنْ مَاتَ. وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ أُدْخِلَ عَلَى مُحَمَّدِ [5] بْنِ هَارُونَ- ثُمَّ قَالَ لِيَ: ابْنُ هَارُونَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ أَعْرِفُهُ- فَلَمَّا رَآهُ زَحَفَ إِلَيْهِ، وَجَعَلَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ ... يَا ابْنَ تَتَكَلَّمُ فِي الْقُرْآنِ! قَالَ: وَجَعَلَ إِسْمَاعِيلُ يَقُولُ: جَعَلَهُ اللَّهُ فِدَاءَهُ زَلَّةٌ مِنْ عَالِمٍ [6] جَعَلَهُ اللَّهُ فِدَاءَهُ زَلَّةٌ مِنْ عَالِمٍ. رَدَّدَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ غَيْرَ مَرَّةٍ وَفَخَّمَ كَلَامَهُ- كَأَنَّهُ يَحْكِي إِسْمَاعِيلَ- ثُمَّ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَعَلَّ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ لِإِنْكَارِهِ عَلَى إِسْمَاعِيلَ. ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: هُوَ ثَبْتٌ- يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ-. قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ [7] قَالَ: لَا يُحِبُّ قَلْبِيَ إِسْمَاعِيلَ أَبَدًا لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي المنام كأن وجهه أسود. (38 ب) فقال ابو
عَبْدِ اللَّهِ: عَافَى اللَّهُ عَبْدَ الْوَهَّابِ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ مَعَنَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَخْتَلِفُ فَأَدْخَلَنِي عَلَى إِسْمَاعِيلَ فَلَمَّا رَآنِي غَضِبَ وَقَالَ: مَنْ أَدْخَلَ هَذَا عَلَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ مُبْغِضًا لِأَهْلِ الْحَدِيثِ بَعْدَ ذَاكَ الْكَلَامِ لَقَدْ لَزِمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ إِلَّا أَنْ أَغِيبَ، ثُمَّ جَعَلَ يحرك رأسه كأن يَتَلَهَّفُ، ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ لَا يُنْصِفُ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ لَا يُنْصِفُ؟ قَالَ: كَانَ يُحَدِّثُ بِالشَّفَاعَاتِ مَا أَحْسَنَ الْإِنْصَافَ فِي كُلِّ شَيْءٍ» [1] . وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ لَهُ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ إِذَا اجْتَمَعَا فِي حَدِيثٍ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: مَا فِيهِمَا إِلَّا ثِقَةٌ إِلَّا أَنَّ حماد ابن سَلَمةَ أَقْدَمُ سَمَاعًا كَتَبَ عَنْ أَيُّوبَ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَشَدُّ لَهُ مَعْرِفَةً لِأَنَّهُ كَانَ يُكْثِرُ مُجَالَسَتَهُ، وَمَاتَ أَيُّوبُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ [2] ، وَكَانَ حَمَّادٌ كَثِيرُ الْمُجَالَسَةِ لِأَيُّوبَ وَكَانَ أَلْزَمَ النَّاسِ لَهُ وَأَطْوَلَهُمْ مُجَالَسَةً. حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ [3] قَالَ: سَمِعْتُ عليا قيل له: تكلم يحي فِي حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ يحي: كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ أَطْرَافًا مِنْ فُلَانٍ- سَمَّاهُ عَلِيٌّ- ثُمَّ أَجِيءُ إِلَى حَمَّادٍ فَيُمْلِي عَلَيَّ. قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِحَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ: كُنْتَ ترى حماد بن زيد؟ قال:
كَانَ قَدِ اكْتَفَى- يَعْنِي عِنْدَ أَيُّوبَ-. «سَمِعْتُ [1] عَلِيًّا- وَذَكَرَ مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ- فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ طَلَبَهُ وَعُنِيَ بِهِ وَحَفِظَهُ وَأَقَامَ عَلَيْهِ حَتَّى حَدَّثَ وَلَمْ يَزَلْ فيه الا ثلاثة: يحي بْنُ سَعِيدٍ وَسُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، هَؤُلَاءِ لَمْ يَدَعُوهُ مُنْذُ طَلَبُوهُ لَمْ يَشْتَغِلُوا وَلَمْ يَزَالُوا فِيهِ إِلَى أَنْ حَدَّثُوا» [2] ، وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَفِظَهُ ثُمَّ نَسِيَ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَعْطَانِي إِسْمَاعِيلُ أَطْرَافًا لِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فَلَقِيتُهُ وَهُوَ جَاءٍ مِنْ عِنْدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَأَلْتُهُ فَمَا حَفِظَ مِنْهَا إِلَّا حَدِيثًا أَوْ حَدِيثَيْنِ، ثم حفظها بعد. (39 أ) «قَالَ عَلِيٌّ: مَا أَقُولُ إِنَّ أَحَدًا أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ مِنْ إِسْمَاعِيلَ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ يحي [3] : أَنَا لَمْ أَرَ إِسْمَاعِيلَ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ، وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ وَتَرَكَ. قَالَ عَلِيٌّ: مَا رَأَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِإِسْمَاعِيلَ كِتَابًا قَطُّ» [4] . حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ قَالَ: جَاءَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ: جِئْنَاكَ يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ [نُسَلِّمُ عَلَيْكَ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: مَا] [5] جئنا لذلك ولكن بلغنا عنك حديث فجئناك
نَسْمَعُ مِنْكَ. «قَالَ عَلِيٌّ: ضَرَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى حَدِيثِ الْمُبَارَكِ [1] . حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [2] وَسَأَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: مُبَارَكٌ حب إِلَيْكَ أَمِ الرَّبِيعُ؟ قَالَ: رَبِيعٌ [3] . وَأَمَا عَفَّانُ وهؤلاء فيقدمون مباركا عليه، ولكن الرَّبِيعَ صَاحِبُ غَزْوٍ وَفَضْلٍ» [4] . فَقِيلَ لَهُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يقول: كنت اترك حديث وكيع حديث الرَّبِيعِ [5] فَنَدِمْتُ. قِيلَ لَهُ: فَكُنْتَ تَكْتُبُ حَدِيثَ مُبَارَكٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ: اسْمُ أَبِي الْعَلَانِيَةِ مُسْلِمٌ. «قَالَ عَلِيٌّ: لَمَّا وَدَّعْتُ سُفْيَانَ [6] قَالَ: أَمَا إِنَّكَ سَتُبْتَلَى بِهَذَا الْأَمْرِ وَإِنَّ النَّاسَ سَيَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلْتُحْسِنْ نِيَّتَكَ فِيهِ» [7] . قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ الْقَلْزَمِيَّ- وَكَانَ
مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ- قَالَ: جَاءَنَا عَلُيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ يَوْمًا فَقَالَ: رَأَيْتُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ كَأَنِّي مَدَدْتُ يَدِي فَتَنَاوَلْتُ نَجْمًا مِنْ نُجُومِ الثُّرَيَّا. قَالَ: فَمَضَيْنَا مَعَهُ إِلَى بَعْضِ الْمُعَبِّرِينَ يَقُصُّ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا هَذَا سَتَنَالُ عِلْمًا فَانْظُرْ كَيْفَ تَكُونُ. فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: لَوْ نَظَرْتَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْفِقْهِ- كَأَنَّهُ يريد الرأي- فقال: ان اشتغلت بذاك انْسَلَخْتُ مِمَّا أَنَا فِيهِ. «حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرِ [1] بن خلف قال: قدمت مكة وبه شَابٌّ حَافِظٌ وَاسِعُ الْحِفْظِ فَكَانَ يُذَاكِرُ فِي المسند وطرقها فقلت له: (39 ب) مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ. قَالَ: طَلَبْتُ عَلَى أَيَّامِ سُفْيَانَ [2] أَنْ يُحَدِّثَنِي بِالْمُسْنَدِ. فقال: قد عرفت [انك] انما تُرِيدُ بِمَا تَطْلُبُ الْمُذَاكَرَةَ فَإِنْ ضَمِنْتَ لِي أَنَّكَ تُذَاكِرُ وَلَا تُسَمِّينِي فَعَلْتُ. قَالَ: فَضَمِنْتُ له واختلف اليه، فجعل يحدثني بهذا الّذي إذا كرك بِهِ حِفْظًا. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَذَكَرْتُ هَذَا لِبَعْضِ وَلَدِ جُوَيْرِيَةَ [3] مِمَّنْ كَانَ يَلْزَمُ عَلِيًّا فقال: سمعت عليا يقول غبت عَنِ الْبَصْرَةِ [فِي] مَخْرَجِي إِلَى الْيَمَنِ- أَظُنُّهُ ذَكَرَ ثَلَاثَ سِنِينَ- وَأُمِّي حَيَّةٌ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهَا جَعَلَتْ تَقُولُ: يَا بُنَيَّ فُلَانٌ لَكَ صَدِيقٌ وَفُلَانٌ لَكَ عَدُوٌ. وَقَالَ: فَقُلْتُ لَهَا: مِنْ أَيْنَ عَلِمْتِ يَا أُمَّهْ؟ [قَالَتْ] : كان فلان وفلان- فذكرت فيهم يحي ابن سعيد- يجيئون مسلمين فيزوني يَقُولُونَ اصْبِرِي، فَلَوْ قَدِمَ عَلَيْكِ سَرَّكِ اللَّهُ بِمَا تَرَيْنَ، فَعَلِمْتُ أَنَّ هَؤُلَاءِ مُحِبُّوكَ وَأَصْدِقَاؤُكَ، وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ إِذَا جَاءُوا يَقُولُونَ اكْتُبِي إِلَيْهِ وَضَيِّقِي عَلَيْهِ وَحَرِّجِي عَلَيْهِ لِيَقْدُمَ عَلَيْكِ. هَذَا ونحوه.
فَأَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ- أَوْ هَذَا الَّذِي مِنْ وَلَدِ جُوَيْرِيَةَ- قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ صَنَعْتُ الْمُسْنَدَ عَلَى الطُّرُقِ مُسْتَقْصٍ وَكَتَبْتُهُ فِي قَرَاطِيسَ وَصَيَّرْتُهُ فِي قِمَطْرٍ كَبِيرَةٍ وَخَلَّفْتُهُ فِي الْمَنْزِلِ، وَغِبْتُ هَذِهِ الْغَيْبَةَ، فَلَمَّا قَدِمْتُ ذهبت يَوْمًا لِأُطَالِعَ مَا كُنْتُ كَتَبْتُ. قَالَ: فَحَرَّكْتُ الْقِمَطْرَ فَإِذَا هِيَ ثَقِيلَةٌ رَزِينَةٌ [1] بِخِلَافِ مَا كانت، ففتحتها فإذا الأرضة قد خَالَطَتِ الْكُتُبَ فَصَارَتْ طِينًا، فَلَمْ أَنْشَطْ بَعْدُ لجمعه» [2] . «وسمعت عليا وقوم يَخْتَلِفُونَ إِلَيْهِ فِي أَبْوَابٍ قَدْ كَانَ صَنَّفَ، فَرَأَيْتُهُ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ حِفْظًا أَبْوَابَ السَّجْدَةِ، فَكَانَ قد كتب طرف حديث فيمر على الصفح وَالْوَرَقَةِ فَإِذَا تَعَايَا فِي شَيْءٍ لَقَّنُوهُ الْحَرْفَ وَالشَيْءَ مِنْهُ ثُمَّ يَمُرُّ عَلَى الْوَرَقَةِ وَالصُّفَحِ فَإِذَا تَعَايَا وَاحْتَاجَ أَنْ يُلَقَّنَ الْحَرْفَ وَالشَيْءَ يَقُولُ: اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ هَذِهِ الْأَبْوَابُ كُنَّا أَيَّامَ نَطْلُبُ نَتَلَاقَى بِهِ الْمَشَايِخَ وَنُذَاكِرُهُمْ بِهَا وَنَسْتَفِيدُ مَا يَذْهَبُ عَلَيْنَا مِنْهُ وَكُنَّا نَحْفَظُهَا وَقَدِ [40 أ] احْتَجْنَا الْيَوْمَ أَنْ نُلَقَّنَ فِي بَعْضِهَا» [3] . قَالَ وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يُقَدِّمُ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ عَلَى جَمِيعِ مَنْ رَوَى عَنْ نَافِعٍ. فَقَيلَ لَهُ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُقَدِّمُ مَالِكًا. فَقَالَ: إِنَّمَا يَقُولُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ فَيُرِيدُ أَنْ يَسْتَوِيَ مَعَ حَمَّادٍ وَإِنَّ مَالِكًا لَأَهْلٌ
لِذَلِكَ، وَلَكِنَّ أَيُّوبَ يُؤَدِّي الْحَدِيثَ بِطُولِهِ كَمَا يَسْمَعُ وَمَالِكٌ يَخْتَصِرُ وَيَتْرُكُ مِنَ الْحَدِيثِ مَا لَا يَقُولُ بِهِ فَأَيُّوبُ أَرْجَحُ مِنْ غَيْرِهِ. قالوا لسليمان: ويحي بْنُ سَعِيدٍ [1] كَانَ يَقُولُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ: إِنَّهُ قَدْ كَتَبَ وَسَمِعَ مِنْ عُبَيْدِ اللَّهِ فَإِنَّمَا حَاوَلَ أَنْ يَسْتَوِيَ مَعَ حَمَّادٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ثِقَةٌ مُتْقِنٌ وَكَذَلِكَ مَالِكٌ وَلَكِنَّ أَيُّوبَ يَتَقَدَّمُهُمْ. «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ صَاعِقَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهْرِيِّ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَزِيَادُ بْنُ سَعْدٍ ثُمَّ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ [2] وَيُونُسُ [3] مِنْ كِتَابِهِ» [4] . وَقَالَ: الْأَوْزَاعِيُّ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ: لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ إِنَّمَا أَخَذَ كِتَابَهُ. وَقَالَ علي: أصحاب الزهري صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَعَامَّتُهُمْ إِنَّمَا عَرَضُوا عَلَيْهِ. قال علي: كان يحي [5] يَقُولُ: أَصْحَابُ الزُّهْرِي مَالِكٌ وَسُفْيَانُ وَمَعْمَرٌ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا يُقَدِّمُ عَلَى مَالِكٍ أَحَدًا. قال علي: واخبرني يحي بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ ابْنُ الْمُبارَكِ مِنْ عِنْدِ مَعْمَرٍ قُلْتُ لَهُ: اكْتُبْ لِي حَدِيثَ الْإِفْكِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: مَا تَصْنَعُ بِهِ إِنَّمَا عَرَضَ مَعْمَرٌ عَلَى الزُّهْرِيِّ أَكْتُبْهُ لَكَ حَدِيثَ يُونُسَ. قَالَ: لَا أُرِيدُهُ. قَالَ علي وحدثني يحي بْنُ سَعِيدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ يَقُولُ: عَرَضْتُ عَلَى الزهري.
قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [1] الْعُمَرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكًا يَعْرِضُ عَلَى الزُّهْرِيِّ. قَالَ: وقف عبد الرحمن مالكا فقال: أقله الْعَرْضَ. «قَالَ عَلِيٌّ: ابْنُ جُرَيْجٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ شَيْئًا إِنَّمَا عُرِضَ لَهُ عليه» [2] . وقال يحي قَالَ لِي سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ: بَلَى قَدْ سَمِعَ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ. فَقَالَ: مَا أَدْرِي سَمِعْتُهُ أَوْ قَرَأْتُهُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ. فَقَالَ: مَا أَدْرِي سمعته أو قرأته. (40 ب) «قَالَ الْفَضْلُ قَالَ أَحْمَدُ: لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ كَثِيرُ الْعِلْمِ صَحِيحُ الْحَدِيثِ» [3] . وَقَالَ: يُونُسَ [4] أَكْثَرُ حَدِيثًا عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ عَقِيلٍ [5] وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ. «وَقَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ: أَيْنَ كَتَبَ هُشَيْمٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: بِمَكَّةَ. ثُمَّ رَجَعَ الزُّهْرِيُّ فَمَاتَ بَعْدَ قَلِيلٍ» [6] . قَالَ أَحْمَدُ: يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ مَا أَتْقَنَهُ وَأَحْفَظَهُ، يَا لَكَ مِنْ صِحَةِ الْحَدِيثِ، صَدُوقٌ مُتْقِنٌ [7] ، كَانَ يَعْمَلُ الْخُوصَ وَيَأْكُلُ، وكان أبوه
زُرَيْعٌ وَالِيَ الْبَصْرَةِ، فَلَمْ يَكُنْ يَأْكُلُ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، وَكَانَ يُحَدِّثُ بِعَدَدِهِ لِلْحِفْظِ، وَلَكِنْ كَانَ فِيهِ عَجَلَةٌ وَكَثْرَةُ كَلَامٍ، شَكَّ يَوْمًا فِي حَدِيثِهِ فَقِيلَ لَهُ: أَشَكَكْتَ؟ قَالَ: أَنَا أَشُكُّ فَلَا أَخْتَلِفُ إِلَى صَاحِبِهِ كَذَا وَكَذَا حَتَّى أُتْقِنَهُ! وَكُلُّ شَيْءٍ رَوَى عَنْ سَعِيدٍ [1] فَلَا تُبَالِي سَمِعْتَهُ مِنْ أَحَدٍ سَمَاعُهُ مِنْ سَعِيدٍ قَدِيمٌ، وَكَانَ يَأْخُذُ الْحَدِيثَ بِتَثَبُّتٍ. «قَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وذكر يحي بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرَكْنَا مِثْلَهُ [2] . ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مهدي وذكر يحي بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ فَقَالَ: لَمْ تَرَ عَيْنَاكَ مِثْلَهُ» [3] . قَالَ الْفَضْلُ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ يقول: كان يحي بْنُ سَعِيدٍ يُشَكِّلُ الْحَرْفَ إِذَا كَانَ شَدِيدًا وَغَيْرَ ذَلِكَ فَلَا. قَالَ: وَقَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرٍ- شَكَّ فِيهِ-: سَلْ بَهْزًا [4] . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَكَانَ بَهْزٌ صَحِيحَ الْكِتَابَةِ. «حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: أصحاب قتادة ثلاثة
سَعِيدٌ [1] وَهِشَامٌ [2] وَشُعْبَةُ، فَأَمَّا سَعِيدٌ فَأَتْقَنُهُمْ، وَأَمَّا هِشَامٌ فَأَكْثَرُهُمْ، وَأَمَّا شُعْبَةُ فَأَعْلَمُهُمْ بِمَا سَمِعَ» [3] . وَقَالَ: لَيْسَ بَعْدَ هَؤُلَاءِ أَحَدٌ مِثْلُ هَمَّامٍ [4] مِنْ كِتَابِهِ. حَدَّثَنَا الْفَضْلُ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَصَحَّ حَدِيثَ هَمَّامٍ عِنْدِي. قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ الْغُرَبَاءُ إِذَا قَدِمُوا أَتَيْنَاهُمْ فَيَقُولُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ: هَاتُوا مَا دَامَتْ حَارَّةً. قَالَ: وَكَانَ أَحْفَظَنَا (41 أ) جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. قَالَ: وَلَمْ يَسْمَعْ قَتَادَةُ من يحي بْنِ يَعْمُرَ شَيْئًا وَلَا مِنْ أَبِي قِلَابَةَ شَيْئًا، بَلَغَهُ أَنَّهُ يُنْبَذُ لَهُ فِي جَرَّةٍ لَهُ فَقَالَ: ذَلِكَ أَعْرَابِيٌّ مِنْ جَرْمٍ. وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي قِلَابَةَ إِنَّمَا بَلَغَتْهُ أَشْيَاءُ بَعْدُ وَكَانَ يَشْتَهِي الْحَدِيثَ فَرَوَاهَا، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي رَافِعٍ، وَسَمِعَ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ أَشْيَاءَ أَسْنَدَهَا حَسَّانٌ. «وَقَالَ إِذَا رَفَعْتَ أَبَا نُعَيْمٍ مِنَ الْحَدِيثِ فَلَيْسَ ثَمَّ شَيْءٌ» [5] . حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ [6] قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يَقُولُ: جَالَسْتُ قَتَادَةَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَمَا مِنْ شَيْءٍ
سَمِعْتُهُ مِنْ تِلْكَ السِّنِينَ إِلَّا كَأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي صَدْرِي. حَدَّثَني مُحَمَّدٌ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي نَافِعٍ [1] أَيُّوبُ ثُمَّ عُبَيْدُ اللَّهِ. فَقُلْتُ لَهُ: صَخْرٌ [2] ؟ قَالَ: قَالَ يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] : ذَهَبَ كِتَابُهُ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ مِنَ الْمَدِينَةِ وَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ غَيْرِهِ. قَالَ عَلِيٌّ: إِنَّمَا قَرَأَهُ عَلَى نَافِعٍ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ قَالَ: حَجَّ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ سنة ثلاث عشرة فسمع من ابن شهاب بِمَكَّةَ [4] وَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُلَيْكَةَ وَعَطَاءٍ [5] وَأَبِي الزبير ونافع وعمران بن أبي أنس [6] وعدة مَشَايِخَ. «قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ وَأَخْبَرَنِي حُبَيْشُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: جِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ كُتُبًا فَقُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ [قَالَ: وَمِنْ غَيْرِهِ. قُلْتُ سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ] . فاخرج الي هذه الصحيفة» [7] . فقال الليث:
وَقَدْ دَخَلْتُ عَلَى نَافِعٍ [1] فَسَأَلَنِي فَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. قَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ قْيَسٍ. قَالَ: ابْنِ رِفَاعَةَ؟ قُلْتُ: أَوْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ. قَالَ اللَّيْثُ: وَقَرَأَ عَلَيَّ نَافِعٌ فَقَالَ: مِثْلَ الَّذِي نَشَرْتُ فِي أَبِيهِ قِصَّةً. يُرِيدُ مِثْلَ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ. قَالَ عَلِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ [2] يَقُولُ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ الْأَعْمَشِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: جَلَسَ الْيَوْمَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، فَقُلْتُ: أَيَّ شَيْءٍ يُحَدِّثُ؟ قَالَ: عَنْ عَمْرِو بن دينار (41 ب) عَنِ ابْنِ عُمَيْرٍ «السَّائِحُونَ: الصَّائِمُونَ» . قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: دَخَلْتُ عَدَنَ فَلَمْ يَسْأَلْنِي أَحَدٌ عَنْ شَيْءٍ. فَقُلْتُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ جُهَّالٌ وَلَيْسَ يَحْتَاجُونَ يَسْأَلُونَ عَنْ شَيْءٍ. «قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ: وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا إِنَّمَا نَظَرَ فِي كِتَابِهِ حَدِيثَ الْوَلِيمَةِ» [3] . قَالَ عَلِيّ: قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِمُشَاشٍ [4] : سَمِعَ الضحاك عن ابى عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لَا، وَلَا رَآهُ قَطُّ. قَالَ عَلِيٌّ: الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ وَالْعَلَاءُ بْنُ زُهَيْرٍ أَخَوَانِ. وَأَبُو الْمُعَلَّى يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ، وَأَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ. قَالَ عَلِيٌّ: أعياني أَنْ أَجِدَ مَنْ يُسَمَّي أَبَا الْأَشْعَثِ وَأَبَا أسماء الرحبيّ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ: اسْمُ أَبِي سَوَّارٍ الْعَدَوِيِّ حَسَّانُ بْنُ حُرَيْثٍ. وَسَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ يحي [1] : قَدِمْتُ الْكُوفَةَ مَرَّةً وَقَدْ حَلَفَ الْأَعَمْشُ لَا يُحَدِّثُ فَقُلْتُ لَوْ مَرَرْتَ بِهِ، فَمَرَرْتُ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الزُّقَاقِ، فَقُلْتُ: مَنْ يَجْتَرِئُ أَنْ يُكَلِّمَ هَذَا فَجِئْتُ فَجَاءَ أَبُو مُعَاوِيَةَ فَجَلَسَ وَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَسْأَلُهُ غَيْرَ أَبِي مُعَاوِيَةَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ: جِئْتُ مِنْ عِنْدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ. قَالَ: أَيَّ شَيْءٍ حَدَّثَكُمْ؟ قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ [2] فِي التَّفْسِيرِ. فَقَالَ لَهُ: أَيَّ شَيْءٍ حَدَّثَكُمْ أَيْضًا؟ فَقَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ كَانَ يَطْلُبُ الْمَشْيَخَةَ. قَالَ الْأَعْمَشُ: إِنَّهَا تَنْفُذُ فِي صَدْرِي. ثُمّ قال يحي لِابْنِهِ: أَمَا كُنْتُ أسْتَثْبِتُكَ؟ قَالَ: بَلَى. حَدَّثَنَا شَقِيقٌ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [4] . فَحَدَّثَ يَوْمَئِذٍ بِحَدِيثَيْنِ فَكَتَبْتُهُمَا. «وَاسْمُ أَبِي قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عوف بن عبد الحارث» . [5] . قال يحي: كَانَ الْأَعْمَشُ يُشْبِهُ النُّسَّاكِ. قَالَ: كَانَ لَهُ فضل وصاحب قرآن. قال علي سمعت يحي يَقُولُ: لَمْ أَحْمِلْ عَنْ سَعِيدٍ [6] مِنْ رَأْيِ قتادة شيئا قط.
وقال يحي: رَأَيْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُدَيْرٍ أَوَّلَ مَا طَلَبْتُ الْحَدِيثَ فَكَانَتْ كُلُّهَا رَأْيَ أَبِي مِجْلَزٍ وَلَمْ اكتب منها شيئا. وسئل علي عن سيار [1] الّذي يروي أحاديث (42 أ) جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ فِي الزُّهْدِ. فَقَالَ: لَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يُؤْخَذُ عَنْهُ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَحَدًا يُحَدِّثُ عَنْ ذَا. وَقَالَ رَجُلٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ لَيْسَ يَسْقُطُ أَحَدٌ. قال: صدقت. وقال يحي: لَيْسَ يَضُرُّ أَحَدًا شَيْءٌ لِأَنَّ كُلَّ قَوْمٍ يَجِدُونَ مَنْ يَحْمِلُ عَنْهُمْ. قَالَ عَلِيّ: سَمِعْتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [2] غَيْرَ مَرَّةٍ إِذَا حَدَّثَ يَقُولُ: كَمْ رَجُلٌ قَدْ حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ أَكَلَ التُّرَابُ لِسَانَهُ. قَالَ عَلِيٌّ: بَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ لَا يَنَامُ أَبَدًا إِلَّا وَعِنْدَهُ سِرَاجٌ، فَقِيلَ له فقال: إذا ذكر ظُلْمَةَ الْقَبْرِ فَلَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ. قَالَ عَلِيٌّ: أَخْرَجَ لَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ كِتَابَ هِشَامٍ الدَّسْتُوائِيُّ. فَقَالَ: أَخْرَجَ لَنَا كِتَابَ شُعْبَةَ قَالَ: كَأَنَّكُمْ فَجَعَلَ يَذْكُرُ مِنْ فَضْلِهِ. قَالَ: كَانَتْ كنية هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ أَبُو بَكْرٍ وَاسْمُ أَبِيهِ سَنْبَرٌ. قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: إِنَّ أَبَا عَامِرٍ [3] حَدَّثَنَا عَنْ هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدٍ «إِذَا قَبَّلَ الْمُحْرِمُ فَعَلَيْهِ دَمٌ» فَأَنْكَرَهُ ودفعه. قال: ليس
مِنْ ذَا شَيْءٌ فَإِذَا مُسْلُمٌ وَالْحَوْضِيُّ وَهَؤُلَاءِ الصِّغَارُ جَاءُوا بِهِ كَمَا قَالَ أَبُو عَامِرٍ. قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِمُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ فِي حَدِيثِ رِفَاعَةَ الْجُهَنِيُّ أَنَّهُ عُرَابَةٌ. قَالَ: لَا، هُوَ فِي كِتَابِ أَبِي: عُرَادَةَ. فَأَخْرَجَ الْكِتَابَ فَرَأَيْتُهُ وَالنَّاسُ يَقُولُونَ عُرَابَةَ [1] الْجُهَنِيُّ. قَالَ عَلِيٌّ: ثَنَا الْحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ [2] عَنْ أَبِي مَالِكٍ [3] ؟ قَالَ: كان من الفقهاء. قال علي: كنية سليمان بن دينار ابو أيوب. قال علي: قال يحي بْنُ سَعِيدٍ [4] : شَكَّ عَوْفٌ [5] فِي حَدِيثِ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا أَدْرِي عُبَيْدَ اللَّهِ أَوِ الْفَضْلَ أَوْ عَبْدَ اللَّهِ [6] . قَالَ عَلِيٌّ: حُجْرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَدَرِيُّ [7] ، وَأَبُو مَوْدُودٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْحَسَنِ [8] فِي التَّفْسِيرِ بَحْرُ بْنُ مُوسَى. وَقَالَ: خالد الحذاء عن أبي يحي هو عمير (42 ب) بن سعيد
النخعي. فقلت له: لقيه؟ قَالَ: نَعَمْ، رَوَى عَنْهُ غَيْرَ شَيْءٍ. قَالَ عَلِيٌّ: لَيْسَ فِي أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِثْلُ سعيد بن جبير. قيل له: ولا طاووس؟ قال: ولا طاووس وَلَا أَحَدٌ. قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الزِّنْبَاعِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو حَيَّانَ [1] التَّيْمِيُّ صَدَقَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَبُو سَلِيطٍ الْبَدْرِيُّ أَسِيرَةُ بْنُ عمرو. ابو حيان الَّذِي رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ اسْمُهُ مُنْذِرٌ الْأَشْجَعِيُّ، وَاسْمُ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ هُرْمُزُ، أَبُو الْعَنْبَسِ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ [2] ، وَعُبَيْدٌ أبو سعيد رضيع عائشة روي عنه [3] ابن عَوْنٍ [4] وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ [5] . قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الْجَلْدِ جَيْلَانُ بْنُ فَرْوَةَ وَاسْمُ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ هَرَمُ بْنُ نَسِيبٍ. قَالَ عَلِيٌّ: عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ مَهْدِيٍّ سَمَّاهُ هَرَمًا وَنَسَبَهُ الى رجل من قومه، يحي بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُسَيَّرِ الطَّائِيُّ يُكَنَّى بِأَبِي الزَّعْرَاءِ. وَاسْمُ أَبِي مِسْكِينٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ [6] الْحُرُّ [7] . وَاسْمُ أَبِي بُكَيْرٍ مَرْزُوقٌ التَّيْمِيُّ. وابو جعفر الّذي يروي عنه يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عُثْمَانُ الْبِرِّيُّ لَيْسَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ [8] هُوَ أنصاري، والّذي
رَوَى عَنْهُ ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ لَيْسَ هُوَ صَاحِبَ يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ هُوَ غَيْرُ ذَاكَ هَذَا رَأَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ. وَاسْمُ أَبِي قَيْسِ بن أبي حازم عوف بن عبد الحارث. حدثنا [1] يحي بْنُ سَعِيدٍ [2] عَنْ سُفْيَانَ [3] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَسْتَسْقِي فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ. قَالَ عَلِيٌّ: قال يحي بْنُ سَعِيدٍ قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ قَتَادَةُ مِنْ أَبِي الْعَالِيَةِ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيَثَ فَذَكَرَ حَدِيثَ الْعَضَاةِ، وَحَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ، وَحَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ لَا يَقُولُ أَحَدٌ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ. قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ جُرْهَمُ بْنُ نَاشِمٍ. قَالَ عَلِيٌّ: الَّذِينَ أَفْتَوْا الْحَكَمُ [4] وَحَمَّادٌ [5] ، وَقَتَادَةُ فِي الزُّهْرِيِّ أَفْقَهُهُمْ عِنْدِي. قَالَ عَلِيٌّ: عَنْ أبي قتيبة [6] عن شعبة (43 أ) قَالَ: قُلْتُ لِمُشَاشٍ: سَمِعَ الضَّحَّاكُ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لَا، وَلَا رَآهُ. قَالَ أَبُو قُتَيْبَةُ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: إِنَّ الْبُرِّيَّ [7] يَقُولُ حَدَّثَنَا ابو إسحاق قال
سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ [1] سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ. قَالَ: أَوَّهْ كَانَ ابْنَ سِتِّ سِنِينَ [2] ! قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَحَدٍ سَمِعَ مِنْ عَلْقَمَةَ إِلَّا أَبُو قَيْسٍ. قَالَ عَلِيٌّ: وَأَبُو إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ إِنَّمَا رَآهُ يُصَلِّي وَعَلَيْهِ مُسْتُقَةٌ [3] . «قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ يحي يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ» [4] . قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الْأَسْوَدِ ظَالِمُ بْنُ عَمْرٍو وَأَبُو حَرْبٍ هُوَ ابْنُهُ. «قَالَ عَلِيٌّ: قُلْتُ لِيَحْيَى [5] : سُفْيَانُ [6] فِي عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَثْبَتُ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ [7] ؟ فَقَالَ: بَلِ ابْنُ جُرَيْجٍ أَثْبَتُ. قَالَ عَلِيٌّ: فَذَاكَرْتُ سُفْيَانَ أَمْرَ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي عَمْرٍو [8] فَقَالَ: كَانَ يَمُرُّ بِي فَيَقُولُ: لَقَدْ غَلَبْتَنَا عَلَى وسادة عمرو.
قَالَ: وَلَمْ أَرَهُ سَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ، قَدْ كَانَ فَرَغَ قَبْلِي» [1] . قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ يحي: كَانَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ لَا يُمْلِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي أَكْتُبُ عِنْدَهُ إِلَّا حَدِيثَيْنِ، حَدِيثَ الْحَجِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ، وَحَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ» . قال يحي: جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَ مَالِكٍ فِي حَدِيثِ نَافِعٍ [2] شَيْءٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ فَلَمَّا جِئْتُ، قَالَ: هِيهِ يَا عِرَاقِيُّ بِأَيِّ شَيْءٍ وَقَعَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَالِكٍ؟ وَكَانَ [مَا] بَيْنَهُمَا لَيْسَ بِذَاكَ، فَقُلْتُ: مَا وَقَعَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ لِي تُرِيدُ بِهِ [3] قَالَ: شَبِعَ الْكِلَابُ مِنَ الْحَلَالِ وَمَا شَبِعْنَا مِنْهُ الْعَامَ. قَالَ عَلِيٌّ: وَغَسَلَ ثِيَابَهُ فَلَبِسَ مِسْحَ [4] الْبَابِ وَجَلَسَ خَلْفَ الْبَابِ. قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الْجَوْزَاءِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو حَبْرَةَ شَيْحهُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ علي: قال يحي: كَانَ مَعِي فِي الْأَطْرَافِ عَنْ سَعِيدٍ [5] عَنْ قَتَادَةَ [6] عَنْ نَصْرِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ هِلَالِ بن حصن حديث أبي سعيد [7] .
(43 ب) فَقُلْتُ لَهُ: قَتَادَةُ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ هِلَالِ بْنِ حِصْنٍ؟ قَالَ: لَا، وَقَدْ سَمِعَهُ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَمْرَةَ [1] . قَالَ عَلِيٌّ: أَيُّوبُ عَنِ الْقَاسِمِ التَّيْمِيِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ زَهْدَمِ بْنِ مُضَرِّبٍ الْجَرْمِيِّ. قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ عِمْرَانُ بْنُ تَيْمٍ، وَقَالُوا: مِلْحَانُ [2] . قَالَ علي: قال يحي: كَانَ مَعِي فِي الْأَطْرَافِ حَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ مَوْقُوفًا عَلَى نَافِعٍ حَدِيثُ ذِي الْيَدَيْنِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: وَسَأَلْتُ عَلِيًّا: سَمِعَ نَافِعٌ مِنْ عَائِشَةَ؟ فَقَالَ: مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ فَلَا. قَالَ: وَسَأَلْتُ عَلِيًّا عَنِ اسْمِ أَبِي الْمَلِيحِ؟ فَقَالَ: عَامِرُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ الْهُذَلِيُّ. قَالَ عَلِيٌّ: طَلْحَةُ بن يحي [3] سِنُّهُ وَسِنُّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَاحِدٌ، وُلِدَ أَيَّامَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَيَّامَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وَالْأَعْمَشُ وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ وُلِدَا فِي سَنَةِ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيَنِ وَسِتِّينَ. قَالَ: وَسَأَلْتُ عَلِيًّا عَنِ اسْمِ أَبِي تَمِيمَةَ؟ فَقَالَ: طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ، وَاسْمُ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ. قَالَ علي: نافع ونفيع وزياد هم بنو سمية هم اخوة.
قَالَ عَلِيٌّ: اسْمُ أَبِي الْعُشَرَاءِ أُسَامَةُ بْنُ مالك بن قهطم، وقالوا: عطارد ابن برز [1] . وقالوا: سيار [2] أو أَبُو سَيَّارِ بْنِ بِلِزٍ. وَغَالِبٌ أَبُو الْهُذَيْلُ هُوَ ابْنُ هُذَيْلٍ [3] . قَالَ عَلِيّ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ [4] إِلَّا عَنْ أَبِيهِ فَكَتَبْتُ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ عَنْ أَبِيهِ وَكَتَبْتُ بَعْدَهُ وَقَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ» فَقَالَ مَعْمَرٌ: هَذَا ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ يحي [5] : قَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ فِي قِصَّةِ أَيْمَنَ بْنِ مُحَيْرِيضٍ أَنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَمْ أَسْمَعْ مِنَ الشَّعْبِيُّ مِنْ عَامِرٍ. قَالَ عَلِيٌّ: مِسْعَرٌ أَكْبَرُ مِنْ شُعْبَةَ، وَلَمْ يَسْمَعِ الشَّعْبِيُّ مِنْ عَائِشَةَ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ شعبة: عن عمرو بن مرة عن عبد اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ [6] . قَالَ عَمْرٌو: وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ [7] . ويقول شعبة لألقينه (44 أ) مِنْ عُنُقِي وَأُلْقِيهِ فِي أَعْنَاقِكُمْ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ [8] : لَمْ يَسْمَعِ الْأَعْمَشُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ [9] حديث
الْأَعْمَى الَّذِي وَقَعَ فِي الْبِئْرِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ ضَحِكَ أَنْ يَتَوَضَّأَ. قَالَ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: رَوَاهُ هِشَامٌ عَنِ الْحَسَنِ. فَقَالَ: حَدَّثَنَا بِهِ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامٍ، قَالَ حَمَّادٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِحَفْصٍ فَقَالَ: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ الْحَسَنَ عَنْ حَفْصَةَ. فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَإِنَّ الزُّهْرِيّ رَوَاهُ. فَقَالَ: رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ الْحَسَنِ [1] فَلَيْسَ يَدْرُونَ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا عَلَى أَبِي الْعَالِيَةِ. قَالَ عَلِيّ: قال شريك: قال أبو هاشم: أَنَا حَدَّثْتُ بِهِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ: مَا تَرَكَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَحَدًا رَوَى عَنْ عَطَاءٍ [2] إِلَّا عَمْرَةَ. قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ عَطَاءٌ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ فَتَرَكَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ. وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ضَاعَ كِتَابُهُ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ وَكَتَبَهَا بحفظه. قال علي: لم أسمع يحي [3] يَبُوحُ لِأَحَدٍ بِحِفْظٍ إِلَّا لِثَلَاثَةٍ أَشْعَثَ [4] وَمِسْعَرٍ وَآخَرَ ذَكَرَهُ. قَالَ مُحَمَّدٌ [5] صَاعِقَةُ: نَسِيتُهُ أَنَا. قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ أَبِي حُرَّةَ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي الْحَسَنَ، وَكَانَ يَجِيءُ أَشْعَثُ [6] فَيَجْلِسُ قَرِيبًا مِنْهُ فَيَقُولُ الْحَسَنُ: هات زكاتك
وَبَزَّكَ [1] وَمِيرَاثَكَ فَيَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ لَا يَعْقِلُهَا [2] . قَالَ عَلِيٌّ: فُرَاتُ بْنُ الْأَحْنَفِ الْهِلَالِيُّ، أَحْنَفُ يُكْنَى بِأَبِي بَحْرٍ [3] . قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ جَرْمِيٌّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: هُوَ أَبُو عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ. وَسُئِلَ عَلِيٌّ: سَمِعَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ التَّفْسِيرَ مِنْ مُجَاهِدٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ سُفْيَانُ [4] : لَمْ يَسْمَعْهُ أَحَدٌ مِنْ مُجَاهِدٍ إِلَّا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ [5] أَمْلَاهُ عَلَيْهِ، وَأَخَذَ كِتَابَهُ الْحَكَمُ وَلَيْثٌ وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ. قَالَ عَلِيّ: قَالَ سُفْيَانُ [6] قَالَ لِي فُلَانُ بْنُ مُسْلِمٍ- سَمَّاهُ-: قُلْ لِلَّيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ يَتَّقِ اللَّهَ وَيَرُدَّ كِتَابَ الْقَاسِمِ بْنِ أبي بَزَّةَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي التَّفْسِيرِ فَإِنَّهُ لَا يَنَامُ [7] فَقُلْتُ لَهُ: ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ لَمْ يَسْمَعِ التَّفْسِيرَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ إِنَّمَا يَدُورُ تَفْسِيرُ (44 ب) مُجَاهِدٍ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ. قَالَ عَلِيٌّ: ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ مُعْتَزِلِيٌّ، قَالَ لِي أَيُّوبُ: أَيُّ رَجُلٍ أَفْسَدُوا. قَالَ: كَانَ يَقُولُ قولا خبيثا رديئا.
«قَالَ عَلِيٌّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ- أَخُو عَبْدِ الرَّزَّاقِ- عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَتْيَتُ عَطَاءً وَأَنَا أُرِيدُ هَذَا الشَّأْنَ وَعِنْدَهُ عبد الله بن عبيد ابن عُمَيْرٍ [1] ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ: قَرَأْتَ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَاذْهَبْ فَاقْرَأِ الْقُرْآنَ ثُمَّ اطْلُبِ الْعِلْمَ. قَالَ [2] : فَذَهَبْتُ فَغَبَرْتُ [3] زَمَانًا حَتَّى قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى عَطَاءٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ فَقَالَ: تَعَلَّمْتَ الْقُرْآنَ-؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: تَعَلَّمْتَ الْفَرِيضَةَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَتَعَلَّمِ الْفَرِيضَةَ ثُمَّ اطْلُبِ الْعِلْمَ. قَالَ: فَطَلَبْتُ الْفَرِيضَةَ ثُمَّ جِئْتُ. فَقَالَ: تَعَلَّمْتَ الْفَرِيضَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: الْآنَ فَاطْلُبِ الْعِلْمَ. قَالَ: فَلَزِمْتُ عَطَاءً سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً» [4] . قَالَ عَلِيٌّ [5] : وَحَكَى ابْنُ جُرَيْجٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُبَيْدٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِيهِ شَيْئًا وَلَا يَذْكُرُهُ. قَالَ: وَمَاتَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ [6] قَبْلَ ابْنِ عُمَرٍ. قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ: قَالَ أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّارُ [7] : سِنِّي وَسِنُّ الْحَسَنِ الْعَرَنِيِّ [8] وَاحِدٌ. قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَسْمَعْ زكريا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ مِنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند
إِنَّمَا سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ حَدِيثَ «مَا كَانَ مِنْ مِيرَاثٍ حَتَّى يَكُونَ قَبْلَهُ صَدَاقٌ» . قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ يحي [1] : أخرج الي زكريا ثَلَاثَ صَحَائِفَ صَحِيفَةً عَنْ مَشْيَخَتِهِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَصَحِيفَةً عَنْ جَابِرٍ، وَصَحِيفَةً عَنْ عَامِرٍ [2] ، فَرَدَدْتُهَا عَلَيْهِ وَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِمَا تَحْفَظُ. فَقَالَ: فِي حَدِيِثِ «الرَّهْنُ مَرْكُوبٌ» [3] حَدَّثَنَا عَامِرٌ [4] . قَالَ عَلِيّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ شُعْبَةَ فِي أَوَّلِ مَا أَتَيْتُهُ فَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ فَتَطَاوَلَ غُنْدَرٌ [5] فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: فَقَدْتُكَ قَدْ سَمِعَ حَدِيثِي كُلَّهُ وَهُوَ يَتَطَاوَلُ لهذا. قال: وسمعت بعض أصحاب الحديث يقول لِسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ فِي حَدِيثٍ لِشُعْبَةَ اخْتَلَفُوا فِيهِ: كَيْفَ قال غندر؟ (45 أ) قَالَ سُلَيْمَانُ: يَا مُغَفَّلُ كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنْكَدَ مِنْ أَنْ يَقُولُ هَذَا إِنَّمَا قَالَ كيف في كتاب غندر. قال سليمان: ان غندرا كان يقول: سمعت
حديث شعبة وقرأت عليه. قَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ حَدِيثُ كِتَابِهِ صَحِيحًا فَأَمَّا هُوَ فَكَانَ كَأَنَّهُ أَوْمَأَ بِهِ [1] كَانَ لَا يَعْقِلُ هَذَا الْأَمْرَ. قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى: كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ كُتُبَ غُنْدَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَلَى الْوَجْهِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا يُوسُفَ كَانَ غُنْدَرٌ مُغفَّلًا فَكُنْتُ أَطْلُبُ مِنْهُ الْكِتَابَ فَيَقُولُ لِي إِنَّكَ قَدْ سَمِعْتَ هَذَا الْكِتَابَ وَلَكِنَّكَ لَيْسَ تَدْرِي. قَالَ: فَكُنْتُ أَكْرَهُ أَنْ أُمَارِيَهُ لِحَالِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يُقَالَ [2] لِي بَعْدُ قَدْ قَالَ غُنْدَرٌ إِنَّكَ لَا تَعْقِلُ. قَالَ: فَفَاتَنِي لِهَذَا الْمَعْنَى. قَالَ عَلِيٌّ: هُمْ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ عُبَيْدُ اللَّهِ وَعَوْنٌ وَنَاجِيَةُ بني عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ: سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنْ سعيد بن جبير؟ قال: قيل وَهُوَ ابْنُ ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ عَلِيٌّ: اجتمع سفيان الثوري وابن جريج فتذاكرا مَسَّ الذَّكَرِ، فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: يُتَوَضَّأُ مِنْهُ. وَقَالَ سُفْيَانُ: لَا يُتَوَضَّأُ مِنْهُ. فَقَالَ سُفْيَانُ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَمْسَكَ بِيَدِهِ مَنِيًا مَا كَانَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: يَغْسِلُ يَدَهُ. قَالَ: فَأَيُّهُمَا أَكْبَرُ الْمَنِيُّ أَوْ مَسُّ الذَّكَرِ؟ فَقَالَ: مَا أَلْقَاهَا عَلَى لِسَانِكَ إِلَّا الشَّيْطَانُ. قُلْتُ لِعَلِيٍّ: الْمُسَيِّبُ بْنُ دَارِمٍ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ عَلِيٌّ: أول من عرض عليه نافع [3] والزهري.
قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ سُفْيَانُ [1] إِذَا عَرَضَ عَلَيْهِ لم يغير شيئا لانه كان لا يعده شَيْئًا. قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَيْءِ يَقُولُ: لَا أُحْسِنُ. فَيُقَالُ: مَنْ نَسْأَلُ؟ فَيَقُولُ: سَلِ الْعُلَمَاءَ وَسَلِ اللَّهَ التَّوْفِيقَ. قَالَ عَلِيٌّ: الصَّبَّاحُ بْنُ مُجَاهِدٍ ثِقَةٌ أَخُو عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ. قَالَ عَلِيٌّ: وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ اسْمُ أَبِي رَبَاحٍ أَسْلَمُ مَوْلَى حَبِيبَةَ بِنْتِ مَيْسَرَةَ بْنِ خَيْثَمٍ. قَالَ عَلِيٌّ: عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْهَجَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَرَى مُجَاهِدًا يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي عِيَاضٍ وَهُوَ فتى يتعلم منه (45 ب) ثُمَّ بَلَغَنِي بَعْدُ أَنَّهُ- يَعْنِي أَبَا عِيَاضٍ- صَاحِبَ عُمَرَ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كُنَّا أَعَزَّ شَيْءٍ، كَانَتْ لَنَا إِبِلٌ نسقي عليها حتى قيل هَذَا- يَعْنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ-. سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ حَفْصٍ يَقُولُ: كَانَ عِمْرَانُ صَيْرَفِيًّا يُقَالُ لَهُ عِمْرَانُ الْخَاقَانِيُّ كَانَ يُعْرَفُ بِالدَّنَانِيرِ الْخَاقَانِيُّ فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ. «حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَذَكَرَ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ فَقَالَ: أَخْرَجَهُ أَبُوهُ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ صَغِيرٌ فَسَمِعَ مِنَ النَّاسِ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ فِي الْفِقْهِ، لَيْسَ تَضُمُّهُ إِلَى أَحَدٍ- يَعْنِي أَقْرَانَهُ- إِلَّا وَجَدْتَهُ مُقَدَّمًا» [2] . «حَدَّثَنَا الْفَضْلُ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ لَهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ لَهُ
فِقْهٌ؟ قَالَ: نَعَمْ مَا كَانَ أَفْطَنَهُ وَأَذْكَاهُ وأفهمه! قيل له: فأبن عُلَيَّةُ؟ فَقَالَ: كَانَ لَهُ فِقْهٌ إِلَّا أَنِّي لَمْ أُخْبِرْهُ خَبَرِي يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ مَا كَانَ أَجْمَعَ أَمْرَ يَزِيدَ! صَاحِبُ صَلَاةٍ، حَافِظٌ، مُتْقِنٌ لِلْحَدِيثِ صَرَامَةً وَحُسْنَ مَذْهَبٍ» [1] . قِيلَ لَهُ: لَوْ صَبَرَ مَكَانَهُ. قَالَ: لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يجمع له الشيء لا بد مِنْ شَيْءٍ وَصَحَّفَ فِي حَرْفَيْنِ فِي حَدِيثِ هَمَّامٍ [2] عَنْ مَطَرٍ عَنْ دُخَيْلٍ قَالَ: هُوَ دُفَيْلٌ وَقَالَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ حَنْطًا وَإِنَّمَا هُوَ حَبْطًا. أَبُو يَعْفُورٍ الْكَبِيرُ وَقْدَانُ الْكُوفِيُّ وَابْنُهُ يُونُسُ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ سَمِعَ مِنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى. وَمُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ سَمِعَ مِنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَابنُ عُيَيْنَةَ. وَأَبُو يَعْفُورٍ الصَّغِيرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نِسْطَاسٍ عَامِرِيٌّ كُوفِيٌّ. سَعِيدُ بْنُ أَبِي صَدَقَةَ أَبُو قُرَّةَ. «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَآدَمُ قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عاصم ابن بَهْدَلَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ سَيَّابَةَ، وَهُوَ يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ الثقفي ابو المرازم، ويقولون سيابة أمه» [3] .
«قال: وَسَمِعْتُ ابْنَ قَعْنَبٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: يَعْلَى بْنُ أُمَيَّةَ [1] هُوَ يَعْلَى بْنُ مُنَيَّةَ، أُمَيَّةُ أَبُوهُ، وَمُنَيَّةُ أُمُّهُ» [2] . حَدَّثَنَا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان [3] عن منصور (46 أ) عن الشعبي عن المقداد [4]- قال ابو نعيم: أبي كَرِيمَةَ الشَّامِيُّ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْلَةُ الضَّيْفِ حَقٌّ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ فَهُوَ دين عليه ان شاء أقضاه وَإِنْ شَاءَ تَرَكَهُ. ثَنَا آدَمُ [5] حَدَّثَنَا شَيْبَانُ [6] عَنْ مَنْصُورٍ [7] عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْمِقْدَادِ أَبِي كَرِيمَةَ الشَّامِيِّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ وَسَمِعَ الشعبي عن المقدام أَبِي كَرِيمَةَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ- يَعْنِي ابن سنان ابو فروة الجزري- حدثني ابو يحي سليم [8] الكلاعي حدثني المقدام بن معديكرب قَالَ وَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا كَرِيمَةَ إِنَّ الناس يزعمون
أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَلَقَدْ أَخَذَ بِشَحْمَةِ أُذُنِي وَإِنِّي لَأَمْشِي مَعَ عَمِّي. قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِعَمِّي: «تَرَى أَنَّهُ يَذْكُرُهُ» . قَالَ: فَقُلْنَا: فَحَدِّثْنَا شَيْئًا سَمِعْتَهُ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: يُحْشَرُ مَاءُ السَّقْطِ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ فِي خَلْقِ آدَمَ [1] وَحُسْنِ يُوسُفَ وقلب أيوب، مردا مكحّلين أولي أفافي. قَالَ: فَقُلْنَا: فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ: يُعَظَّمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ بَاعًا وَحَتَّى يَصِيرَ نَابٌ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلَ أُحُدٍ. قَالَ: وَالصَّحِيحُ: هُوَ الْمِقْدَامُ فَأَمَّا فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ فَقَدْ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ: الْمِقْدَادُ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَرَوَى خَلَّادُ بْنُ يحي عن سفيان [2] عن المقدام ابن معديكرب الْكِنْدِيِّ. وَأَمَّا الْمِقْدَادُ فَهُو ابْنُ عَمْرٍو فَارِسُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو [مِنْ] [3] بَهْرَاءَ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ [4] ، وَكَانَ فِي حِجْرِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ فَبِهَذَا قَالَ مَنْ قَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ عَنِ المهلب بن حجر البهراني (46 ب) عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ عَنْ أَبِيهَا قَالَ: رأيت رسول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى إِلَى سُتْرَةٍ جَعَلَهَا عَلَى جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ أَوْ جَانِبِهِ الْأَيْسَرِ لَمْ يَتَوَسَّطْهَا. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ حُجْرٍ عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ الْبَهْرَانِيِّ عَنْ أَبِيهَا سَمِعَتْهُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَكَرَ نَحْوَهُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ثَنَا بَقِيَّةُ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ حُجْرٍ عَنْ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ عَنْ أَبِيهَا نَحْوَهُ. «وَأَبُو نُعَيْمٍ الدَّارِيُّ وَأَبُو هِنْدٍ الدَّارِيُّ يُقَالُ هُمَا أَخَوَانِ. وَتَمِيمٌ [1] يُكَنَى أَبَا رُقَيَّةَ. أَخْبَرَنِي أَبُو عُمَيْرٍ [2] الرَّمْلِيُّ قَالَ: لَمْ يَكُنْ لِتَمِيمٍ ذِكْرٌ إِنَّمَا كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ تُسَمَّى رُقَيَّةَ يُكَنَّى بِهَا» [3] . حَدَّثَنِي خَلَّادُ بْنُ أَسْلمَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ [4] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [5] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يُحَدِّثُ عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رَجُلًا ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يبدلها.
«حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شُعْبَةُ أَحَبُّ إِلَيْكَ حَدِيثًا أَوْ سُفْيَانُ؟ فَقَالَ: شُعْبَةُ أَنْبَلُ رِجَالًا وَأَنْسَقُ حَدِيثًا» [1] . «وَسُئِلَ عَنِ: الْمَسْعُودِيِّ [2] أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ أَبُو عُمَيْسٍ [3] فَقَالَ: مَا فِيهِمَا إِلَّا ثِقَةٌ. فَقَالَ لَهُ الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ: أَيُّهُمَا أَكْثَرُ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: كَانَ الْمَسْعُودِيُّ أَكْثَرَهُمَا حَدِيثًا» [4] . «وَقِيلَ لَهُ: ابْنُ عَجْلَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ؟ فَقَالَ: كِلَا الرَّجُلَيْنِ ثِقَةٌ، مَا فِيهِمَا إِلَّا ثِقَةٌ» [5] . وَسَأَلَهُ [6] الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ فَقَالَ: أَبُو دَاوُدَ أحبّ إليك أم أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ؟ قَالَ: أَبُو دَاوُدَ أَحْفَظُهُمَا، وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ قَلِيلَ الْغَلَطِ كَثِيرَ الْكِتَابِ» [7] . «وَقِيلَ لَهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ كَانَ أَحْفَظَ أَوِ ابْنُ عُيَيْنَةَ؟ فَقَالَ: كَانَ الثَّوْرِيُّ أَحْفَظَ وَأَقَلَّ النَّاسِ غَلَطًا، وَأَمَّا ابْنُ عُيَيْنَةَ فَكَانَ حَافِظًا إِلَّا أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَارَ فِي حَدِيثِ (74 أ) الْكُوفِيِّينَ كَانَ لَهُ غَلَطٌ كَثِيرٌ، وَقَدْ غَلِطَ فِي حَدِيثِ الْحِجَازِيِّينَ فِي أَشْيَاءَ. قِيلَ لَهُ: فَإِنَّ فُلَانًا يَزْعُمُ أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ
كَانَ أَحْفَظَهُمَا. فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: فُلَانٌ حَسَنُ الرَّأْيِ فِي ابْنِ عُيَيْنَةَ فَمَنْ ثَمَّ!» [1] . وَسُئِلَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ [2] فَقَالَ: جَابِرٌ أَقْوَاهُمَا حَدِيثًا وَلَيْثٌ أَحْسَنُهُمَا رَأْيًا، وَإِنَّمَا تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَ جَابِرٍ لِسُوءِ رَأْيِهِ كَانَ لَهُ رَأْيُ سُوءٍ، وَأَمَّا لَيْثٌ فَحَدِيثُهُ مُضْطَرِبٌ وَهُوَ حَسَنُ الرَّأْيِ. قِيلَ: الْحَجَّاجُ؟ قَالَ: حَجَّاجٌ أَقْوَاهُمْ حَدِيثًا وَهُوَ عِنْدِي صَالِحُ الْحَدِيثِ. قيل له: فهل روى عنه يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] ؟ فَقَالَ: مَا رَوَى عَنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَقَدْ رَأَى الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ. قِيلَ لَهُ: رَأَى اللَّيْثَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنْ لَمْ يَرْوِ عَنْ سُفْيَانَ [4] وَغَيْرِهِ عَنْهُ. وَسُئِلَ عَنْ جَابِرٍ وَحَجَّاجٍ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟، فَأَطْرَقَ ثُمَّ قَالَ: لَا أَدْرِي [مَا] [5] أُخْبِرُكَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: فَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ؟ قَالَ: هُوَ دُونَهُمْ إِلَّا أَنَّهُ مُضْطَرِبٌ. ثُمَّ قَالَ: قَدْ رَوَى شُعْبَةُ عَنْ جَابِرٍ نَحْوَ سَبْعِينَ حَدِيثًا وَحَدِيثُ جَابِرٍ لَيْسَ فِيهَا الْمَرْفُوعَةُ الْكَثِيرَةُ وَكَانَ لَهُ رَأْيُ سُوءٍ. فَقِيلَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهديٍّ أَلَيْسَ قَدْ تَرَكَ حَدِيثَ جَابِرٍ مِنْ كِتَابِهِ. قَالَ: بَلْ أَخِيرًا حَدَّثَنَا عَنْهُ أَوَّلًا وَقَعَ إِلَيْنَا نَحْوًا مِنْ خَمْسِينَ ثُمَّ تركه.
وَقِيلَ لَهُ: إِذَا اجْتَمَعَ رَأْيُ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: رَأْيُ الزُّهْرِيِّ أَعْجَبُ إِلَيَّ. وَذَكَرَ الْمُثَنَّى بْنَ الصَّبَاحِ فَقَالَ: سَمِعَ من عطاء [1] وطاووس الا أنه ليس مِثْلَ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَسُئِلَ عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ [2] ؟ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ، فَقِيلَ لَهُ: فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ أَبُو ضَمْرَةَ [3] ؟ قَالَ لَا أَدْرِي. وَقَالَ: أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَثْبَتُ مِنْ أَشْعثَ بْنِ سَوَّارٍ [4] ، وَكَانَ صَاحِبُ سُنَّةٍ- يَعْنِي أَشْعَثَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ-. وَقَالَ: مَا أَحَدٌ فِي أَصْحَابِ الْحَسَنِ أَثْبَتُ مِنْ يُونُسَ [5] وَلَا أَحَدٌ أَسْنَدُ عَنِ الْحَسَنِ [6] مِنْ قتادة. [47 ب] قَالَ: وَكَانَ عَوْفٌ [7] أَقْدَمَ مُجَالَسَةً لِلْحَسَنِ مِنْ يُونُسَ. «وَقَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ أَرْوَى لِحَدِيثِ الشَّامِيِّينَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ» [8] . فَقِيلَ لَهُ: مَنْ يُقَدَّمُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّعْبِيِّ؟ فَقَالَ: لَيْسَ فِي الْقَوْمِ مِثْلُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ثُمَّ مُطَرِّفٍ إِلَّا مَا كَانَ من مجالد فإنه كان يكثر
وَيَضْطَرِبُ. وَسُئِلَ: مَنْ أَرْوَى عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ التَّيْمِيُّ [1] أَوْ عَاصِمٌ [2] ؟ فَقَالَ: كَانَ عِنْدَ مُعْتَمِرٍ [3] عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ مِائَةٌ، وكتبت انا عن يحي بْنِ سَعِيدٍ مِنْهَا خَمْسِينَ. وَسُئِلَ: أَيُّهُمَا أَصَحُّ حَدِيثًا حَمَّادٌ أَوْ أَبُو مَعْشَرٍ [4] ؟ قَالَ: حَمَّادٌ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ أَبِي مَعْشَرٍ. وَسَمِعْتُ أَبَا عبد الله يقول: حكى فلان عن يحي [5] أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو [6] أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ سُهَيْلٍ [7] . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي هَكَذَا. وَسُئِلَ عَمَّا رَوَى مَعْمَرٌ [8] عَنْ ثابت [9] ؟ فقال: ما أحسن حديثه. ثم قال: حماد بن سلمة أحب إلي ليس أحد فِي ثَابِتٍ مِثْلَ [10] حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. قَالَ: كُنْتُ آتِيهِ فَأَقُولُ هَذَا قَاصٌّ فَأَقْلِبُ عَلَيْهِ الحديث فأقول كيف
هَذَا؟ فَيَقُولُ: لَا هُوَ عَنْ فُلَانٍ. وَسُئِلَ عَنْ هَمَّامٍ وَحَمَّادٍ فَقَالَ: كِلَاهُمَا ثِقَةٌ. قِيلَ لَهُ: فَأَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: جَمِيعًا. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: هَمَّامٌ فِي الصِّدْقِ مِثْلُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ. وَسُئِلَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَأَبِي هِلَالٍ [1] . فَقَالَ: لَا جَرِيرٌ صَاحِبُ سُنَّةٍ وَأَكْثَرُ حَدِيثًا وَأَمَّا أَبُو هِلَالٍ فَإِنَّهُ لَا يَحْفَظُهَا. وَقَالَ: إِنَّ جَرِيرَ وَهِمَ فِي أَحَادِيثَ قَتَادَةَ. «وَسُئِلَ عَنْ جَرِيرٍ الرَّازِيِّ وَأَبِي عَوَانَةَ [2] أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَبُو عَوَانَةَ مِنْ كِتَابِهِ» [3] . وَسُئِلَ عَنْ عَبْدَةَ [4] وَحَفْصٍ [5] ؟ فَقَالَ: عَبْدَةُ أَثْبَتُ، وَأَمَّا حَفْصٌ فَكَانَ يَخْلِطُ فِي حَدِيثِهِ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدَةُ رَجُلًا صَالِحًا ثِقَةً كَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ وَيُحَدِّثُ، فَجِئْنَا إِلَيْهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ غُلَامٌ يُمْلِي عَلَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: اقْرَأْ. فَلَا يُحْسِنُ الْغُلَامُ يَقْرَأُ، فَيَقُولُ: امْحُهْ. فَيَمْحُوهُ، وَيُمْلِي عَلَيْهِ فَلَيْسَ هذا إلا ممن أَرَادَهُ اللَّهُ. وَكَانَ فَقِيرًا صَبُورًا وَكَانَ عَلَيْهِ فَرْوَةٌ خَلِقَةٌ لَا تَسْوَى كَبِيرَ شَيْءٍ. وَسُئِلَ عن زهير [6] وعن زائدة [7] ؟ فقال: [48 أ] هؤلاء ثقات
شعبة وَزَائِدَةُ وَسُفْيَانُ [1] وَزُهَيْرٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ صَدَقَةَ بن الفضل يقول: كان يحي بْنُ سَعِيدٍ [2] يُسِيءُ الرَّأْيَ فِي زُهَيْرٍ وَكَانَ يَقُولُ: ذَاكَ الْمُرَائِي. قَالَ الْفَضْلُ: وَسُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. قِيلَ لَهُ: خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ؟ قَالَ: خَالِدٌ فَوْقُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يقول: يحي قَبْلَ إِسْمَاعِيلَ [3] دَرَجَاتٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ. «وَسُئِلَ عَنْ شَرِيكٍ وَإِسْرَائِيلَ [4] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ [لِأَنَّ شَرِيكًا أَقْدَمُ سَمَاعًا مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ] ، وَأَمَّا الْمَشَايِخُ فَإِسْرَائِيلُ» [5] . «وَسُئِلَ أَبُو عَوَانَةَ [6] أَثْبَتُ أَوْ شَرِيكٌ؟ فَقَالَ: إِذَا حَدَّثَ أَبُو عَوَانَةَ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ أَثْبَتُ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ غَيْرِ كِتَابِهِ رُبَّمَا وَهِمَ. قَالَ عَفَّانُ: كَانَ أَبُو عَوَانَةَ صَحِيحَ الْكِتَابِ كَثِيرَ الْعَجْمِ وَالنَّقْطِ كَانَ لبتا» [7] . «قيل فَشَرِيكٌ أَوْ [8] إِسْرَائِيلُ؟ قَالَ: إِسْرَائِيلُ كَانَ يُؤَدِّي عَلَى مَا سَمِعَ كَانَ أَثْبَتَ مِنْ شَرِيكٍ، لَيْسَ عَلَى شَرِيكٍ قِيَاسٌ كَانَ يُحَدِّثُ الْحَدِيثَ بالتوهم» [9] . «قال: وشريك أكبر من سفيان [10] » [11] .
قَالَ: وَأَبُو عَوَانَةَ أَكْثَرُ رِوَايَةً عَنْ أَبِي بِشْرٍ مِنْ شُعْبَةَ وَهُشَيْمٍ فِي جَمِيعِ الْحَدِيثِ. أَبُو عَوَانَةَ كِتَابُهُ صَحِيحٌ وَأَخْبَارُ يَحْيَى بِهَا وطول الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَهُشَيْمٌ أَحْفَظُ وَإِنَّمَا يَخْتَصِرُ الْحَدِيثَ، وَأَبُو عَوَانَةَ يُطَوِّلُهُ فَفِي جَمِيعِ حَالِهِ أَصَحُّ حَدِيثًا عِنْدَنَا مِنْ هُشَيْمٍ إِلَّا أَنَّهُ بِأَخَرَةٍ كَانَ يَقْرَأُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ فَيَقْرَأُ الْخَطَأَ، فَأَمَّا إِذَا كَانَ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ ثَبْتٌ» [1] . وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَسَأَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: أيما أَحَبُّ إِلَيْكَ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ أَوْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ؟ قَالَ: لَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. قُلْتُ لَهُ: رَوَى شُعْبَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ [2] ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: يَقُولُ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّبَذيّ. قَالَ: نَعَمْ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ [3] شُعْبَةُ حَدِيثًا مُنْكَرًا [4] . فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ أَيْضًا؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: الْفَارِيَابِيُّ [5] كَثِيرُ الْخَطَأِ وَمَا أَصَحَّ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ كثير [6] وكان الفاريابي رجلا صالحا. قال ومحمد بن كثير سمع منه بمكة. (48 ب)
«قال: وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي شِهَابٍ [1] وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا [2] ؟ فَقَالَ: كِلَاهُمَا ثِقَةٌ. وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ أَقْدَمَ رِوَايَةً مِنْ مُغِيرَةَ [3] وَأَبِي فَرْوَةَ إِلَّا أَنَّ أَبَا شِهَابٍ كَأَنَّهُ» [4] . وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ: إِذَا اخْتَلَفَ وَكِيعٌ [5] وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ [6] بِقَولٍ مَنْ تَأْخُذُ؟ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُوَافِقُ أَكْثَرَ وَبِخَاصَّةٍ فِي سُفْيَانَ، كَانَ مَعْنِيًّا بِحَدِيثِ سُفْيَانَ» [7] . قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ حَدِيثَ مَنْصُورٍ [8] عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِحَادِيهِ: لَا تُعَرِّضَنَّ بِذِكْرِ النِّسَاءِ. فَقَالَ اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَقَالَ وَكِيعٌ إِنَّ عُمَرَ قَالَ لِحَادِيهِ. وَبَلَغَنِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ [9] أَنَّهُ وَافَقَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [10] عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كان
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِذَا سَمِعَ الْحَادِيَ. قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَنْهَى أَنْ يُعَرِّضَ الْحَادِي بِذِكْرِ النِّسَاءِ وَهُوَ مُحْرِمٌ. حَدَّثَنَا ابْنُ بشار [1] ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مجاهد قال: كان ابن عمر يَنْهَى أَنْ يُعَرِّضَ الْحَادِي بِذِكْرِ النِّسَاءِ وَهُوَ محرم. حدثنا بندار ثنا يحي بن سعيد [3] عن سُفْيَانُ [4] عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مِثْلَهُ. «حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: كَيْفَ كَانَ عَبْيدَةُ [5] ؟ قَالَ: مَا أَحْسَنَ حَدِيثَهُ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ زِيَادِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ البَكَّائِيِّ» [6] . «وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ الْمَغَازِيَ [7] [8] . حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ قُلْتُ: هَلْ كَانَ بِالْيَمَامَةِ أَحَدٌ يُقَدَّمُ عَلَى عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ مِثْلَ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ وَمُلَازِمِ بْنِ عَمْرٍو وَهَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: عِكْرِمَةُ فَوْقَ هَؤُلَاءِ- أَوْ نَحْوَ هَذَا- ثم قال: روى عنه شعبة
أَحَادِيثَ» [1] . حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ [2] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ إِلَى عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ فَإِذَا هُوَ ثَقِيلُ الْكِتَابِ رَدِيءٌ، فَقُلْتُ: أَكْتُبُهُ لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ: لَا، أُحِبُّ أَنْ يكون بخطّي. «حدثني الفضل [49 أ] قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ: الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ هِشَامٍ [3] عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ تُحْبَسْ- أَوْ تُرَدَّ- الشَّمْسُ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا يُوشَعَ بْنَ نُونٍ. قَالَ: نَعَمْ هَكَذَا أَوْ نَحْوَ هَذَا. قُلْتُ: رَوَاهُ غَيْرُ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ [4] ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ إِلَّا مِنَ الْأَسْوَدِ [5] . «ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَبُو بَكْرٍ يَضْطَرِبُ فِي حَدِيثِ هَؤُلَاءِ الصِّغَارِ، فأما حديثه عن أولئك الكبار وما أقربه عن أبي حصين [6] وعاصم [7] وأنه ليضطرب عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَوْ نَحْوَ ذَا. ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ هُوَ مِثْلَ زَائِدَةَ [8] وَزُهَيْرٍ [9] وَسُفْيَانَ، وكان سفيان فوق هؤلاء وأحفظ» [10] .
قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قُلْتُ: يَجْرِي عِنْدَكَ ابْنُ فُضَيْلٍ [1] مَجْرَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى؟ قَالَ: لَا، كَانَ ابْنُ فُضَيْلٍ أَسْتَرَ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ صَاحِبَ تَخْلِيطٍ وَرَوَى أَحَادِيثَ سُوءٍ. قُلْتُ: فَأَبُو نُعَيْمٍ [2] يَجْرِي مَجْرَاهُمَا؟ قَالَ: لَا، كَانَ أَبُو نُعَيْمٍ يَقْظَانَ فِي الْحَدِيثِ، وَقَامَ فِي الْأَمْرِ- يَعْنِي الِامْتِحَانَ» [3] . وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ مِثْلُ ابْنِ عَجْلَانَ [4] فِي الثِّقَةِ، وَأَبُو الْخَيْرِ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ [5] . قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى؟ قَالَ: أَيُّوبُ مَكِّيٌّ قُرَشِيٌّ ابْنُ عَمِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، وَمَالِكٌ روى عَنْ أَيُّوبَ وَلَمْ يَرْوِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ شَيْئًا. وَإِسْمَاعِيلُ أَكْبَرُ مِنْهُ وَأَحَبُّ إِلَيَّ. وَقَالَ: يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ حَدِيثُهُ فِيهِ زِيَادَةٌ عَلَى النَّاسِ. قُلْتُ لَهُ: يَقُولُونَ إِنَّمَا سَمِعُوا مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ حِفْظًا وَيُونُسُ ابْنُهُ سَمِعَ فِي الْكُتُبِ فَهِيَ أَتَمُّ. قَالَ: مِنْ أَيْنَ قَدْ سَمِعَ إِسْرَائِيلُ [6] ابْنُهُ مِنْ أبي إسحاق وكتب
وَهُوَ وَحْدَهُ فَلَمْ تَكُنْ فِيهِ زِيَادَةٌ مِثْلُ يُونُسَ. «قُلْتُ: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ يُونُسُ أَوْ إِسْرَائِيلُ فِي أَبِي إِسْحَاقَ؟ قَالَ: إِسْرَائِيلُ. قُلْتُ: إِسَرْائِيلُ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ يُونُسَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِسْرَائِيلُ صَاحِبُ كِتَابٍ» [1] . قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله يقول: الأعمش ويحي بن وثاب موالي، وابو حصين [2] رجل من العرب (49 ب) لولا ذلك لم يصنع بالأعمش ما صنع، وكان قليل الحديث وكان صحيح الحديث. قيل له: أيهما أصح حديثا هو أو أبو إسحاق؟ قَالَ: أَبُو حُصَيْنٍ أَصَحُّ حَدِيثًا لِقِلَّةِ حَدِيثِهِ، وَكَذا مَنْصُورٌ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنَ الْأَعْمَشِ لِقِلَّةِ حَدِيثِهِ. وَقَالَ: نَافِعُ [3] ابْنُ عُمَرَ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنِ ابْنِ خُثَيْمٍ [4] وَابْنُ خُثَيْمٍ يُحْتَمَلُ. وَقَالَ عَنِ ابْنِ الْقَطَّانِ وَأَبي هِلَالٍ [5] مَا أَقْرَبَهُمَا. قُلْتُ: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ جُوَيْبِرُ [6] أَوْ كَثِيرٌ [7] ؟ قَالَ جُوَيْبِرٌ أَكْثَرُ قَدْ رَوَى عَنِ الضَّحَّاكِ فِي التَّفْسِيرِ أَحَادِيثَ حِسَانًا، مَا لَمْ يُسْنَدْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا بَأْسَ بِحَدِيثِهِ. وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ أَوْ أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ [8] ؟ قَالَ: بِشْرُ بْنُ حَرْبٍ.
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ قال: سمعت أحمد ابن حَنْبَلٍ يَقُولُ: عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ [1] أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ [2] . قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: حَدِيثُ خُصَيْفٍ [3] . قَالَ: عِنْدَ أْصَحَابِ الْحَدِيثِ عَبْدُ الْكَرِيمِ [4] أَحْمَدُ مِنْهُ عندهم، وهو اثبت من حصيف فِي الْحَدِيثِ، وَسَالِمٌ الْأَفْطَسُ أَقْوَى فِي الْحَدِيثِ من خصيف، وعبد الكريم صاحب سنة، وليس هو فوق سالم. قال: خصيف أضعفهم- وشنج [5] بين عيينة- يضعفه [6] . وسئل عن فطر [7] ومحل [8] ؟ قل: فِطْرٌ كَانَ يُغْلِي فِي التَّشَيُّعِ، وَمُحِلٌّ قَلِيلُ الْحَدِيثِ، فِطْرٌ أَكْثَرُ حَدِيثًا، وَمُحِلٌّ كَانَ مَكْفُوفًا ثِقَةً. وَقَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ أَوْثَقُ مِنْ عبد الله بن بريدة.
قَالَ: وَقَالَ وَكِيعٌ: كَانَ سُلَيْمَانُ عِنْدَهُمْ أَصَحَّ حَدِيثًا [1] . قَالَ: وَكَتَبْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ أَسْأَلُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَالشَّعْبِيِّ أَيُّهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ إِذَا اخْتَلَفَا وَأَيُّهُمَا أَعْلَمُ؟ فَأَتَانِي الْجَوَابُ: كِلَاهُمَا عَالِمٌ فَيَكُونُ الزُّهْرِيُّ قَدْ سَمِعَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ فَيُذْهَبُ إِلَيْهِ فَهُوَ أَعْجَبُ إِلَيْنَا، وَيَكُونُ الشَّعْبِيُّ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ وَلَمْ يَسْمَعْهُ الزُّهْرِيُّ فَهُوَ أَعْجَبُ إِلَيْنَا. قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: الْحَكَمُ [2] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] أَحَبُّ إِليَّ مِنَ الْأَعْمَشِ [4] عن إبراهيم «وقال: شريك [50 أ] أَقْدَمُ مِنْ إِسْرَائِيلَ [5] وَزُهَيْرٍ وَذَلِكَ أَنَّهُ أَسَنُّهُمْ» [6] . «وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَدْ كَانَ عَفَّانُ [7] يَسْمَعُ بِالْغَدَاءِ وَيَعْرِضُ بِالْعَشِيِّ» [8] . وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُطَرِّفٍ [9] فَقَالَ: كَانُوا يُقَدِّمُونَهُ على أصحاب مالك.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَقَدْ كَانَ قَدِمَ مُطَرِّفٌ مَكَّةَ مُعْتَمِرًا، وَكَانَ مَنْزِلُهُ قَرِيبًا مِنْ مَنْزِلِ الْحُمَيْدِيِّ فَمَضَيْتُ إِلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَنِي الْحُمَيْدِيُّ فَقَالَ لِيَ: إِلَى أَيْنَ؟ قُلْتُ: إِلَى مُطَرِّفٍ أَقْرَأُ كِتَابَ الْمُوَطَّأِ. فَقَالَ: وَلَمْ تَسْمَعِ الْمُوَطَّأَ مِنْ عَبْدِ الله ابن مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ؟ قُلْتُ: بَلَى قَدْ سَمِعْتُهُ. فَقَالَ: انْصَرِفْ إِلَى الطَّوَافِ وَلَا تَشْتَغِلْ بِهِ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ مُنْصَرِفًا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: ابْنُ قَعْنَبٍ كَانَ يَخْتَارُ السَّمَاعَ عَلَى الْقِرَاءَةَ فَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهُ وَلَمْ يَتَهَيَّأْ لَهُ فَأَقَلُّ أَحْوَالِهِ أن يثبت فِي الْعَرْضِ عَلَى مَالِكٍ. وَقُلْتُ أَوْ قَالَ لِي: وَهُوَ الَّذِي قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ، وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَرَوْنَ الْعَرْضَ مِثْلَ السَّمَاعِ وَيَتَهَاوَنُونَ بِالْعَرْضِ أَيْضًا. قُلْتُ لَهُ: قَدْ سَمِعْتُ مِنْ وَقَفِ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ [1] . فَقَالَ لَهُ [2] : أَرَأَيْتَ مَا تقول فيه «حَدَّثَنِي مَالِكٌ» سَمِعْتُهُ مِنْهُ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ كَانَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، لَقَدْ كُنْتُ أَحْيَانًا أَكُونُ دَاخِلَ الْحُجْرَةِ وَيَقْرَأُ عَلَى مَالِكٍ خَارِجًا مِنَ الْحُجْرَةِ فَكَانَ ذَلِكَ يُجْزِئُ. فَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: هَذَا بِذَلِكَ عَلَى مَا قُلْتُ لَكَ، فَمَنَعَنِي سَمَاعُ الْمُوَطَّأِ مِنْ مُطَرِّفٍ لِهَذَا الَّذِي ذَكَرْتُ. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقِيلَ لَهُ: مَنْ بِالْمَدِينَةِ الْيَوْمَ؟ قَالَ: ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ [3] هُوَ عَالِمٌ كَثِيرُ الْعِلْمِ أَوْ نَحْوَ هَذَا. قَالَ: وَسَمِعْتُ سَلَمَةَ [4] قَالَ: حَضَرْتُ ابْنَ أَبِي أُوَيْسٍ تُعْرَضُ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مَالِكٍ فَقُرِئَ عَلَيْهِ شَكَّ ابْنُ وَهْبٍ أَوْ كَلَامٌ نَحْوُهُ فذكرت ذلك لأحمد ابن حَنْبَلٍ فَقَالَ: لَا يُحْتَاجُ إِلَى هَذَا، ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ثِقَةٌ وَقَدْ قَامَ فِي أَمْرِ
الْمِحْنَةِ مَقَامًا مَحْمُودًا مِنْهُ. قَالَ سَلَمَةُ: وَقُلْتُ لأحمد: طلبت عفان في منزلك فقالوا خَرَجَ، فَخَرَجْتُ أَسْأَلُ عَنْهُ الْجِيرَانَ فَقَالُوا تَوَجَّهَ فِي هَذَا الْوَجْهِ. فَقُلْتُ أَمْضِي وَأَسْأَلُ عَنْهُ فَأُدَلُّ عَلَيْهِ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مَقْبَرَةٍ وَإِذَا هو جالس يقرأ على قبر (50 ب) ابْنَةِ أَخِي ذِي الرِّئَاسَتَيْنِ. فَنَزَلْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: سَوْءَةٌ لَكَ. فَقَالَ: يَا هَذَا الْخُبْزَ الْخُبْزَ. فَقُلْتُ: لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَكَ. قَالَ: فَقَالَ لِي أَحْمَدُ: لَا يُحْتَاجُ إِلَى هَذَا لَا تَذْكُرَنَّ هَذَا فَإِنَّهُ قَدْ قَامَ فِي الْمِحْنَةِ [1] مَقَامًا مَحْمُودًا عَلَيْهِ، أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ. «قَالَ سَلَمةُ: وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيِّ. فَقَالَ لِي: نعم الرجل يحي بن يحي النَّيْسَابُورِيُّ» [2] . قَالَ: وَذَكَرْتُ لَهُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ وَفَخَّمَ أَمْرَهُ، وَقَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ- وَهُوَ بِمَكَّةَ- يُنْكِرُ عَلَيْهِ الشَيْءَ بَعْدَ الشَيْءِ، وَكَذَلِكَ كَانَ الْحُمَيْدِيُّ [لَمْ] [3] يَكُنِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحُمَيْدِيِّ حَسَنًا فَكَانَ الْحُمَيْدِيُّ يُخَطِّئُهُ فِي الشَيْءِ بَعْدَ الشَيْءِ مِنْ رِوَايَةِ مَا يَرْوِي عَنْ سُفْيَانَ. «فَسَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ: لَا تَسْأَلُونِي عَنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ فَإِنَّ أَبَا أَيُّوبَ [4] يَجْعَلُنَا عَلَى طَبَقٍ، وَلَا تَسْأَلُونًي عَنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ [5] فَإِنَّ هذا
الْحُمَيْدِيَّ يَجْعَلُنَا عَلَى طَبَقٍ» [1] . قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِسَمَاعِ الْمُتَقَدِّمِ الَّذِي سَمِعْتُمْ مِنِّي. قَالَ: وَسَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ بِمِصْرَ وَكَانَ لِسَعِيدِ بْنِ منصور حلفة فِي مَسْجِدِ مِصْرَ، وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَهْلُ خُرَاسَانَ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ، فَذَكَرُوا شَيْخًا لِسُفْيَانَ فَقَالُوا: كَمْ يَكُونُ حَدِيثُهُ؟ فَقُلْتُ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَشَنَّجَ [2] سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ، وَأَنْكَرَ ابْنُ دَيْسَمٍ أَشَدَّ عَلَيَّ. فَأَقْبَلْتُ عَلَى سَعِيدٍ فَقُلْتُ: كَمْ تَحْفَظُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ؟ فَذَكَرَ النِّصْفَ مِمَّا قُلْتُ، وَأَقْبَلْتُ عَلَى ابْنِ دَيْسَمٍ فَقُلْتُ: كَمْ تَحْفَظُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ؟ فَذَكَرَ زِيَادَةً عَلَى مَا قَالَ سَعِيدٌ نَحْوَ الثُّلُثَيْنِ مِمَّا قُلْتُ أَنَا. فَقُلْتُ لِسَعِيدٍ: تَحْفَظُ مَا كَتَبْتَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: قَدْ قَالَ فَعَدَّهُ. ثُمَّ قُلْتُ لِابْنِ دَيْسَمٍ: عُدَّ مَا كَتَبْتَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ. فَإِذَا سَعِيدٌ يُغْرِبُ عَلَى ابْنِ دَيْسَمٍ بِأَحَادِيثَ وَابْنُ دَيْسَمٍ يُغْرِبُ عَلَى سَعِيدٍ بِأَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ. فَإِذَا قَدْ ذَهَبَ عَلَيْهِمَا أَحَادِيثُ نَسِيَاهَا [3] . قَالَ: فَذَكَرْتُ مَا قَدْ ذَهَبَ عَلَيْهِمْ. قَالَ فَرَأَيْتُ الْحَيَاءَ وَالْخَجَلَ فِي وَجْهَيْهِمَا. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سمعت ابا عبد الله (51 أ) فَقِيلَ لَهُ: مَنْ بِمَكَّةَ؟ قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ له: من بالكوفة ممن يكتب عنه؟
فَقَالَ: شَيْخُهُمُ الْيَوْمَ ابْنُ يُونُسَ- يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ [1]-. «قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ وَقَالَ لَهُ رجل: عمن ترى نكتب الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ فَإِنَّهُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ» [2] ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَبُو الْوَلِيدِ [3] وَمُسَدَّدٌ [4] يُقْرِئَانِكَ السَّلَامَ. فَقَالَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ: عَافَى اللَّهُ مُسَدَّدًا عَافَى اللَّهُ مُسَدَّدًا. فَقَالَ الرَّجُلُ أُقْرِئُهُمَا مِنْكَ السَّلَامَ. فَقَالَ ابو عبد الله: أقر مُسدَّدًا السَّلَامَ. فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَبُو الْوَلِيدِ أَبُو الْوَلِيدِ! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَيْ لَعَمْرِي إِنَّهُ لَشَيْخُ الْإِسْلَامِ وَلَكِنْ أُحِبُّ أَنْ يَبْلُغَهُ، وَكَانَ بَلَغَهُ أَنَّهُ حَدَّثَ ابْنَ رِيَاحٍ وَكَتَبَ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ. قَالَ: سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ ثِقَةٌ، وَابْنُ شَوْذَبٍ [5] مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ نَزَلَ الْبَصَرَةَ يَسْمَعُ بِهَا وَيَكْتُبُ، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى الشَّامِ، وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ. «قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: لَمْ يَكُنْ [بِبَغْدَادَ] مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ- وَلَا يَحْمِلُونَ عَنْ كُلِّ إِنَسْانٍ، وَلَهُمْ بَصَرٌ بِالْحَدِيثِ وَالرِّجَالِ، وَلَمْ يَكُونُوا يَكْتُبُونَ إِلَّا عَنِ الثِّقَاتِ، وَلَا يَكْتُبُونَ عَمَّنْ لَا يَرْضَوْنَهُ- إِلَّا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ [6] وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ وَأَبُو كامل [7] . وكان ابو كامل بصيرا
بِالْحَدِيثِ مُتَّقِيًا لِشُبَهِ النَّاسِ لَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا أَنْ يُسْأَلَ فَيُجِيبَ وَيَسْكُتَ، لَهُ عَقْلٌ سَدِيدٌ. وَالْهَيْثَمُ كَانَ أَحْفَظَهُمْ، وَأَبُو سَلَمَةَ كَانَ مِنْ أَبْصَرِ النَّاسِ بِأَيَّامِ النَّاسِ لَا تَسْأَلُهُ عَنْ أَحَدٍ إِلَّا جَاءَكَ بِمَعْرِفَتِهِ وَكَانَ يَتَفَقَّهُ» [1] . «سَمِعْتُ علي بن المديني يقول: قال محمد بن خازم [2] : كُنْتُ أَقْرَأُ حَدِيثَ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ [3] عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ فَكُلَّمَا قُلْتُ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عَلَى سَيِّدِي وَمَوْلَايَ. حَتَّى ذَكَرْتُ «التَقَى آدَمُ وَمُوسَى» قَالَ: وَقَالَ عَمُّهُ- سَمَاهُ عَلِيٌّ فَذَهَبَ عَلِيٌّ- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ التَقَيَا؟ قَالَ: فَغَضِبَ هَارُونُ وَقَالَ: مَنْ طَرَحَ إِلَيْكَ هَذَا، وأمر به. قال: فحبس، وَوَكَّلَ بِي مِنْ حَشَمِهِ مَنْ أَدْخَلَنِي عَلَيْهِ فِي مَحْبِسِهِ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا شَيْءٌ خَطَرَ بِبَالِي، وَحَلَفَ لِي بالعتق وصدقة المال وغير ذلك (51 ب) مِنْ مُغَلَّظَاتِ الْأَيْمَانِ، مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ وَلَا جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ فِي هَذَا كَلَامٌ، وَمَا هُوَ إِلَّا شَيْءٌ خَطَرَ عَلَى بَالِي. قَالَ: فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ كَلَّمْتُهُ، قَالَ: لِيَدُلَّنِي عَلَى مَنْ طَرَحَ إِلَيْهِ هَذَا الْكَلَامَ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ حلف بالعتق وبمغلظات الْأَيْمَانِ إِنَّهُ إِنَّمَا شَيْءٌ خَطَرَ عَلَى بَالِي لَمْ يَجْرِ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحَدٍ فِيهِ كَلَامٌ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ فَأُطْلِقَ مِنَ الْحَبْسِ. وَقَالَ لي: يا محمد ويحك
إِنَّمَا تَوَهَّمْتُ أَنَّهُ طَرَحَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْمُلْحِدِينَ هَذَا الْكَلَامَ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ فَيَدُلَّنِي عَلَيْهِمْ فَأَسْتَبِيحُهُمْ وَإِلَّا فَأَنَا عَلَى يَقِينٍ أَنَّ الْقُرَشِيَّ لَا يَتَزَنْدَقُ. قَالَ هَذَا أَوْ نَحْوَهُ مِنَ الْكَلَامِ» [1] . وَسَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: كُنْتُ وَأَنَا بِمَكَّةَ أَيَّامَ سُفْيَانَ إِذَا وَرَدَ عَلَيَّ شَيْءٌ خَفِيَ عَلَيَّ لَمْ يَكُنْ لِي مَفْزَعٌ إِلَّا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ [2] مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَكُنْتُ إِذَا فزعت اليه في الشيء وجدت عنه عِلْمًا وَبَيَانًا. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَوُهَيْبٌ [3] كَانَ صَاحِبَ حَدِيثٍ حَافِظًا وَهُوَ قَدِيمُ الْمَوْتِ. «قَالَ: وَلَيْثُ بْنُ سَعْدٍ كَثِيرُ الْعِلْمِ صَحِيحُ الْحَدِيثِ» [4] . «قَالَ: وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ مَعَ مُوَافَاةِ الْحَاجِّ، وَهِيَ كَثِيرَةُ الرَّوْثِ وَالسَّرْجِينِ [5] فَكُنْتُ أَلْبَسُ خُفَّيْنِ، فَإِذَا بَلَغْتُ بَابَ الْمَسْجِدِ نزعت إحداهما وَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ. فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: لا تفعل فإنك امام منظور إليك» [6] .
[عبد الله بن وهب]
[عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ] حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ صَحِيحُ الْكُتُبِ عَنْ مَشَايِخِهِ الَّذِينَ رَوَى عَنْهُمْ، يُفَصِّلُ السَّمَاعَ مِنَ الْعَرْضِ، مَا أَصَحَّ حَدِيثَهُ وَأَثْبَتَهُ! قِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ كَانَ يُسِيءُ الْأَخْذَ. قَالَ: كَانَ سَيِّئَ الْأَخْذِ الْحَقِّ، وَلَكِنْ إِذَا نَظَرْتَ فِي حَدِيثِهِ وَمَا رَوَى عَنْ مَشَايِخِهِ وَجَدْتَهُ صَحِيحًا. «سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ أَرَى ابْنَ وَهْبٍ يَجِيءُ إِلَى سُفْيَانَ، وَكَانَ يَسْكُنُ سُفْيَانُ فِي دَارٍ كِرَاءً وَلَهُ دَرَجَةٌ طَوِيلَةٌ، فَكُنْتُ أَرَى ابْنَ وَهْبٍ يَقِفُ عِنْدَ الدَّرَجَةِ فَيَقُولُ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَذَا مَا سَمِعَ ابْنُ أَخِي مِنْكَ فَأَجِزْهُ لِي؟ فَيَقُولُ سُفْيَانُ: نَعَمْ» [1] . قَالَ: وَرَأَيْتُ ابْنَ وَهْبٍ عِنْدَ جَرِيرٍ الرَّازِيِّ وَجَرِيرٌ يَحْتَبِي نَائِمٌ مُثْقَلٌ، وَابْنُ وَهْبٍ نَائِمٌ مُثْقِلٌ، وَكَاتِبُهُ الْأَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ يَقْرَأُ عَلَى جَرِيرٍ وَيَمُرُّ مَرَّ السَّهْمِ فِي الْقِرَاءَةِ وَجَرِيرٌ نَائِمٌ وَابْنُ وَهْبٍ نَائِمٌ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ وَهْبٍ يُوَافِي كُلَّ سَنَةٍ. فَقَالَ لَهُ الْحُوَيْطِيُّ: تَحْمِلُ مَعَكَ كِتَابَ يُونُسَ [2] وَعَمْرِو ابن الْحَارِثِ [3] لِنَنْظُرَ فِيهِمَا. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ لِلْحُوَيْطِيِّ: يَا قُرَشِيُّ قَدْ حَمَلْتُ كِتَابَ يُونُسَ وَكِتَابَ عَمْرٍو. قَالَ فَأَقَامَ إِلَى الْعُمْرَةِ، فَكُنْتُ أَقُولُ لِلْحُوَيْطِيِّ: مُرَّ بِنَا إِلَيْهِ. فَيَقُولُ: دَعْنِي مِنْ هَذَا الْحَرَجِ، وَلَمْ يَنْظُرْ فِيهِ. ثُمَّ قَدِمَ مِنْ قَابِلٍ فَقَالَ: قَدْ حَمَلْتُ الْكِتَابَيْنِ. قال: فلم ينظر فيه حتى كمل
[عبد الله بن لهيعة]
ثَلَاثُ سِنِينَ. فَقَالَ: يَا قُرَشِيُّ قَدْ غَرَّرْتَ بِهَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ ثَلَاثَ سِنِينَ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَنْظُرْ فِيهِ وَتَكْتُبْ لَمْ أُغَرِّرْ بِهِ أَكْثَرَ مِمَّا غَرَّرْتَ. قَالَ: فَنَظَرْنَا فِيهِمَا وَكَتَبْنَا الشَيْءَ مِنْهُ بَعْدَ الشَيْءِ. [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ] «قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ: كَتَبْتُ حديث ابن لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ [1] فِي الرَّقِّ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ عَنْ أَصْحَابِنَا فِي الْقَرَاطِيسِ وَأَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِيهِ، فَكَتَبْتُ حَدِيثَ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ النَّضْرِ فِي الرَّقِّ، فَذَكَرْتُ لَهُ سَمَاعَ الْحَدِيثِ. فَقَالَ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ طَلَّابًا لِلْعِلْمِ صَحِيحَ الْكِتَابِ وَكَانَ أَمْلَى عَلَيْهِمْ حَدِيثَهُ مِنْ كِتَابِهِ قديما فكتب عنه قوم يعقلون الحديث وآخرون لا يضبطون، وقوم حَضَرُوا فَلَمْ يَكْتُبُوا وَكَتَبُوا بَعْدَ سَمَاعَهِمْ فَوَقَعَ عِلْمُهُ عَلَى هَذَا إِلَى النَّاسِ، ثُمَّ لَمْ تَخْرُجْ كُتُبُهُ وَكَانَ يَقْرَأُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ فَوَقَعَ فِي حَدِيثِهِ إِلَى النَّاسِ عَلَى هَذَا، فَمَنْ كَتَبَ بِأَخَرَهٍ مِنْ كِتَابٍ صَحِيحٍ قَرَأَ عَلَيْهِ عَلَى الصِّحَّةِ وَمَنْ كَتَبَ مِنْ كِتَابِ مَنْ كَانَ لَا يَضْبِطُ وَلَا يُصَحِّحُ كِتَابَهُ وَقَعَ عِنْدَهُ عَلَى فَسَادِ الْأَصْلِ. قَالَ: وَكَانَ قد (52 ب) سَمِعَ مِنْ عَطَاءٍ [2] مِنْ رَجُلٍ عَنْهُ وَمِنْ رَجُلَيْنِ عَنْهُ، فَكَانُوا يَدَعُونَ الرَّجُلَ وَالرَّجُلَيْنِ وَيَجْعَلُونَهُ عَنْ عَطَاءٍ نَفْسِهِ فَيَقْرَأُ [3] عَلَيْهِمْ عَلَى مَا يَأْتُونَ [4] . قَالَ: وَظَنَنْتُ أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ [5] كَتَبَ مِنْ كِتَابٍ صَحِيحٍ فَحَدِيثُهُ صَحِيحٌ يُشْبِهُ حَدِيثَ أهل
الْعِلْمِ» [1] . وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ [2] يَقُولُ: كَانَتْ كُتُبُ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ [3] عِنْدَ وَصِيٍّ لَهُ قَدْ كَانَ أَوْصَى إِلَيْهِ وَكَانَتْ كُتُبُهُ عِنْدَهُ، فَكَانَ قَوْمٌ يَذْهَبُونَ فَيَنْسَخُونَ تِلْكَ الْكُتُبَ فَيَأْتُونَ بِهِ ابْنَ لَهِيعَةَ فَيَقْرَأُ [4] عَلَيْهِمْ. «قَالَ: وَحَضَرْتُ ابْنَ لَهِيعَةَ وَقَدْ جَاءَهُ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِنَا كَانُوا حَجُّوا وَقَدِمُوا، فَأَتَوُا ابْنَ لَهِيعَةَ مُسَلِّمِينَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَلْ كَتَبْتُمْ حَدِيثًا طَرِيفًا؟ قَالَ: فَجَعَلُوا يُذَاكِرُونَهُ مَا كَتَبُوا حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الْعُمَرِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: هَذَا حَدِيثٌ طَرِيفٌ كيف حدثكم؟ قال: فحدثه. قال: فوضعوا في حديث عمرو بن شعيب فكان كلما مروا به قالوا حدثنا بِهِ صَاحِبُنَا فُلَانٌ. قَالَ: فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ نَسِيَ الشَّيْخُ فَكَانَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ فَيُجِيزُهُ وَيُحَدِّثُ بِهِ فِي جُمْلَةِ حَدِيثِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ» [5] . حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَسُئِلَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ فَقَالَ: مَنْ كَتَبَ عَنْهُ قَدِيمًا فَسَمَاعُهُ صَحِيحٌ. قَالَ: وَبَلَغَنِي عن ابن المبارك انه قال هاهنا بِبَغْدَادَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ [6] : مَنْ كَتَبَ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةٍ لَيْسَ بشيء.
[رشدين بن سعد]
[رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ] قَالَ: وَسَمِعْتُ مَشَايِخَ مِصْرَ يَقُولُونَ: كَانَ رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمَهْرِيُّ عِنْدَنَا مِنَ الْأَبْدَالِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ قَالَ: كُنْتُ أَخَذْتُ مِنْهُ بَعْضَ كُتُبِهِ لِأَكْتُبَهُ وَأَسْمَعَ مِنْهُ ثُمَّ كَسِلْتُ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ: فكان يجيء الى القيسارية فيقول لِأَصْحَابِنَا: إِنْسَانٌ مِنْكُمْ أَخَذَ لَنَا كِتَابًا وَلَيْسَ يرده علينا وذكر عنه سلامة وعقل. وَذَاكَرْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ فَقَالَ: كَانَ عِنْدَ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ فَضْلٌ وَاجْتِهَادٌ- فَأُحْسِنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءُ- إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَتَسَاهَلُ فِي الْمَشَايِخِ فَقُلْتُ لَهُ- أَوْ قَالَ لَهُ غَيْرِي-: أنتم تفعلون (53 أ) ذَلِكَ. فَقَالَ: وَلَا كُلَّ مَا يَأْتِي فَإِنِّي رَأَيْتُهُ وَقَدْ جَاءَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يحي وَقَدْ حَمَلَ فِي رِدَائِهِ فُنَادِيقَ [1]- ذُكِرَ مِنْ كَثْرَتِهِ- فَقَالَ: يَا هَذَا أَجِزْ لِي هَذَا فَإِنَّ هَذَا مِنْ حَدِيثِكَ. قَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ: فَقَالَ لَهُ: يَا شَيْخُ وَمَا يُدْرِينِي مَا فِي هَذِهِ الْفُنَادِيقِ. قَالَ سَعِيدٌ: فَتَعَجَّبْتُ- يريد من ابن أبي يحي وَرَدَاءَتِهِ وَخُبْثِهِ وَاسْتِخْفَافِهِ حِينَ امْتَنَعَ عَلَى رِشْدِينَ- فَقُلْتُ: وَمَا ظَهَرَ لَكَ مِنْ رَدَاءَةِ إِبْرَاهِيمَ وَاسْتِخْفَافِهِ؟ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ- وَكَانَ لَنَا صَاحِبًا وَكَانَ مِنَ الْعِلْمِ بِمَكَانٍ- قَالَ: كلمت ابن أبي يحي فِي تَفْضِيلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ. فَقَالَ: دَعْنِي مِنْ هَذَا فَأَنْتَ وَاللَّهِ يَا غُلَامُ أَفْضَلَ من أبي بكر وعمر.
[إسماعيل بن أبي خالد]
وَرَوَى ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ [1] عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عمرو وهو ابن عَيَّاشُ [2] بْنُ أَبِي لَهَبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ» [3] . حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ. وَحَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَنِ الدراوَرْديّ عَنْ «يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ [بْنِ] الْهَادِ وَهُوَ مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ يَرْوِي عَنِ الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ» [4] ، يَرْوِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ تِسْعَةَ أَحَادِيثَ، وَلِسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِثْلُهُ. [إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنِ النُّعْمَانِ [5] قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ إِذَا دُعِيَ إِلَى جنازة فَقَالَ: إِنَّا لَقَائِمُونَ وَمَا يُصَلِّي عَلَى الْمَرْءِ إِلا عَمَلُهُ. وَقَالَ [6] : حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ [7] عَنْ إسماعيل عن أشعث [8] عن أبي
عُبَيْدَةَ [1] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ اين يجعل كنزه في السماء حيث لا يناله اللصوص وَلَا يَأْكُلُهُ السُّوسُ وَإِنْ قُلِبَ كُلُّ أَمْرِهِ. حدثني ابن نمير وَقَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَائِدَةَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا أَخِي نُعْمَانُ قَالَ: كَانَ يَمُرُّ بِنَا حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَنَحْنُ فِي الصُّفُوفِ فَيَقُولُ لِيَكُنْ شِعَارُكُمْ «لَا يُنْصَرُونَ» دَعْوَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثنا سفيان [2] عن إسماعيل بن أبي خالد عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ أَوِ الْحُسَيْنَ خَرَجَ مِنَ الْحَمَّامِ وَدَخَلَ يَأْخُذُ مِنْ أَظْفَارِهِ أثر الحناء. (53 ب) حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي أَخِي نُعْمَانُ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ أَنَّهَا قَالَتْ لِأَبِيهَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا عَلَيْكَ لَوْ لَبِسْتَ أَلْيَنَ مِنْ ثَوْبِكَ هَذَا، أَوْ أَكَلْتَ أَطْيَبَ مِنْ طَعَامِكَ هَذَا، لَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْأَرْضَ وَأَوْسَعَ الرِّزْقَ؟ قَالَ: سَأُخَاصِمُكِ إِلَى نَفْسِكِ، أَمَا تَعْلَمِينَ مَا كَانَ يَلْقَى رسول الله صلى الله عليه وسلم من شِدَّةِ الْعَيْشِ، وَجَعَلَ يُذَكِّرُهَا مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْقَى حَتَّى أَبْكَاهَا. قَالَ: إِنِّي قَدْ قُلْتُ لَكِ كَانَ لِي صَاحِبَانِ سَلَكَا طَرِيقًا، وَإِنِّي إِنْ سَلَكْتُ غَيْرَ طَرِيقِهِمَا سُلِكَ بِي عَنْ طَرِيقِهِمَا، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأُشَارِكَنَّهُمَا فِي مِثْلِ عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ لَعَلِّي أُدْرِكُ معهما عيشهما الرخي.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ: يَعْنِي بِصَاحِبَيْهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَضَعَ كَنْزَهُ حَيْثُ لَا يَنَالُهُ السَّرَقُ وَلَا يَأْكُلُهُ السُّوسُ فَلْيَفْعَلْ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَسَمَّى لَنَا الْفَزَارِيُّ [2] أَخَاهُ الْأَشْعَثَ [3] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ الشَّعْبِيَّ وَأَسْمَعُ مِنْهُ، فَإِذَا رَأَى حِرْصِي قَالَ: وَيُهِيلُ [4] ابْنُ أَبِي خَالِدٍ وَأُشْرِبَ الْعِلْمَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ عَلَى أبي هريرة، وكان بينه وبين موالي قَرَابَةٌ، فَكَانَ يَؤُمُّ النَّاسَ فَيُخَفِّفُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ هَكَذَا كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَأَوْجَزَ. وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَفَى أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ. وَعَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْحَمَّامِ وَجَارِيَةٌ لَهُ تَحِلُّ أَثَرَ الْحِنَّاءِ وَأَظْفَارَهُ بِقَارُورَةٍ، وَأَتَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَتَقَاضَاهُ. قَالَ: فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ هَلُمِّ. فاتته بدراهم في قعب، فقال:
أعددها. فاعتددت حتى أخذت حقي. (54 أ) قَالَ: فَبَقِيَتْ فِي يَدِي ثَمَانُونَ دِرْهَمًا فَقَالَ: هِيَ لَكَ. قُلْتُ ادْعُ لِي بِالْبَرَكَةِ. فَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ فِي مَالِي وَوَلَدِي وَأَهْلِي. قَالَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ: فَإِنَّا لَنَعْرِفُ تِلْكَ الدَّعْوَةَ بَعْدُ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أُمِّهِ وَأُخْتِهِ قَالَتَا: كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ فِي نِسْوَةٍ كُوفِيَّاتٍ وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ تَخِيطُ فِرَاشًا، فقالت: أَذَكَرْتِ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهِ؟ فَقَالَتْ: لَا. فَقَالَتْ عائشة: انقضيه حتى تذكرين عَلَيْهِ اسْمَ اللَّهِ. وَبِهِ عَنْ أُمِّهِ وَأُخْتِهِ قَالَتَا: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ فَسَأَلَتْهَا امْرَأَةٌ: الْخِمَارُ لِلْمُحْرِمَةِ وَجْهَهَا، فَأَخَذَتْ بِحَاشِيَةِ ثَوْبِهَا مِنْ أَعْلَى صَدْرِهَا فَخَمَّرَتْ بِهِ وَجْهَهَا، - وَأَشَارَ سُفْيَانُ فَخَمَّرَ وَجْهَهُ إِلَى أَطْرَافِ شَعْرِهِ-. وَبِهِ عَنْ أُمِّهِ وَأُخْتِهِ قَالَتَا: دَخَلْنَا عَلَى عَائِشَةَ فَرَأَيْنَا عَلَيْهَا دِرْعًا مُوَرَّدًا وَخِمَارًا خَيْشَانًا [1] . حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَثْبَتَ مِنَ الْحَكَمِ [2] إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: يُحَدِّثُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْأَوْدِيِّ؟ فَقَالَ: قَدْ رَوَى عنه شعبة. فقال ابو جعفر: فالهجري [3] .
يُحَدِّثُ عَنْهُ؟ قَالَ: قَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ. «قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ وَذَكَرَ مَسْلَمَةَ بْنَ عَلِيٍّ. قَالَ: لَا يُتْرَكُ حَدِيثُ رَجُلٍ حَتَّى يَجْتَمِعَ الْجَمِيعُ عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ. قَدْ يُقَالُ «فُلَانٌ ضَعِيفٌ» . قَالَ «قَالَ: [فَأَمَّا أَنْ] [1] نَقُولُ «فُلَانٌ مَتْرُوكٌ» فَلَا [إِلَّا] [2] أَنْ يَجْتَمِعَ الْجَمِيعُ عَلَى تَرْكِ حَدِيثِهِ» [3] . وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ [4] ؟ فَقَالَ: مِنَ الثِّقَاتِ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَرْوَى عَنْهُ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَلَا أَحْسَنَ حَدِيثًا، وَرَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ. قَالَ أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنِي عَفَّانُ حدثنا شعبة وحدثنا بحديث عن محمد ابن زِيَادٍ. فَقَالَ ابْنُ أُخْتِ حُمَيْدٍ: جُزِيَ خَيْرًا كَانَ يُفِيدُنِي عَنْهُ. قَالَ أَحْمَدُ: يَعْنِي حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قَالَ أَحْمَدُ: مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ثِقَةٌ ثَبْتُ الْحَدِيثِ. قَالَ: وَهَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ لَا بَأْسَ بِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مِسْعَرٌ [5] أشرف في كل شيء الا في
ايماني [1] وكان مسعر [2] ثقة خيارا. (54 ب) . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: شَرُّ ذَا خَالَطَ قَلْبَهُ [3] الْهَوَى. قَالَ الْفَضْلُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَ حَدِيثُ الْمُقْرِئِ [4] حَسَنًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ وَعَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ [5] وَلَكِنْ كَانَ يُحَدِّثُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ، وَكَانَ يَحْفَظُ حَدِيثَ مُوسَى بْنِ أَيُّوبَ الْغَافِقِيِّ وحرملة بن عمران وحبان [6] ، وَمَا أَصَحَّ حَدِيثَهُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ. وَسَمِعْتُ صدقة [7] ذكر عن المقرئ عن أبي لَهِيعَةَ حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ رَجُلًا دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ صَدَقَةُ: كَتَبْنَا حَدِيثَ ابْنَ لَهِيعَةَ عَنِ الْمُقْرِئِ مِنْ كتابه، ورايته يحمد حديثه وكتابه.
[حماد بن سلمة]
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ ثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ ابْنِ جُرَيْجٍ فَأَبْصَرَهُ وَهُوَ يَطُوفُ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا الشَّيْخَ كَانَ يَجِيءُ إِلَى عَطَاءٍ [1] فَيُحَدِّثُهُ فَاذْهَبْ فَسَلْهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَجَاءَ فِي عُمْرَةٍ فَذَهَبْتُ إِلَى الطَّوَافِ فَسَأَلْتُ فَقَالَ: هَذَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ [2] . قَالَ أَحْمَدُ: ثَنَا سُفْيَانُ [3] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ ثقة خيار. وعن عمرو بن يحي بْنِ قَمْطَةَ وَكَانَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ مَكَّةَ [4] . قال ابو يوسف: كان ابو رُومِيًّا وَكَانَتْ أُمُّهُ قُرَشِيَّةً. [حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ] «حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ قَالَ: جِئْنَا إِلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ فِي يَوْمٍ حَارٍّ شَدِيدِ الْحَرِّ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ الظُّهْرَ، وَكَانَ حَمَّادٌ صَاحِبَ لَيْلٍ، وَظَنَنَّا أَنَّهُ صَائِمٌ قَالَ: فَرَحِمْنَاهُ مِمَّا بِهِ مِنَ الْجُهْدِ وَأَجْمَعْنَا عَلَى أَنْ نَنْصَرِفَ عَنْهُ لَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ فَتَفَرَّقْنَا وَبَقِيَ مَنْ بَقِيَ. قَالَ: فَرَكَعَ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، وَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَصَارَ فِي الطَّرِيقِ فِي الشَّمْسِ، فَانْبَرَى لَهُ غُلَامٌ حَدَثٌ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ مَعَهُ، فَوَقَفَ فِي الشَّمْسِ مَعَهُ يُسَائِلُهُ وَيُحَدِّثُهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَشْيَخَةِ الْمَسْجِدِ: يَا أَبَا سَلَمَةَ انْصَرَفَ أَصْحَابُنَا عَنْكَ لَمَّا رَأَوْا بِكَ مِنَ الضَّعْفِ، وَوَقَفْتَ مَعَ هذا الغلام في الشمس تحدثه. قال:
رَأَيْتُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ كَأَنِّي أَسْقِي فَسِيلَةً أَصُبُّ الْمَاءَ فِي أَصْلِهَا فَتَأَوَّلْتُ رُؤْيَايَ عَلَى هذا الغلام حين سألني» [1] . (55 أ) قَالَ: وَكَانَ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخْوَالِ وَلَدِهِ نِزَاعٌ فَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ، وَمَشَى إِلَيْهِ قَوْمٌ كُنْتُ فِيهِمْ، فَكَلَّمُوهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ فَلَا يَكُونُ مَسَبَّةً عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمْ فَقَالَ فِيمَا قَالَ، وَقَالُوا إِنَّكَ بَخِيلٌ، وَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ شَيْخٌ بَخِيلٌ رَأْسُ مَالِهِ ثَلَاثُمِائَةِ دِرْهَمٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ هَدِيَّةَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ [2] يَذْكُرُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَعْيَانِي حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. قُلْتُ لِأَبِي عُمَرَ [3] الضَّرِيرِ: حَفِظْتَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: انْتَهَيْنَا مَعَ أَنَسٍ فَمَرَّ بِحَوْضٍ فَنَامَ عَلَى بَطْنِهِ فَكَرَعَ فِيهِ؟ فَقَالَ لِي: هَذَا بَاطِلٌ، لَيْسَ مِنْ ذَا شَيْءٍ. فَقُلْتُ: بَلَى حَدِّثُونَا عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ حَمَّادٍ. فَقَالَ: لَا أَدْرِي مَا هَذَا. ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ أَتْعَبَكُمُ ابْنُ الْمُبَارَكِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا شَرِيكِ بْنِ خَلَفٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَدْمَةً فَقَالَ: مُرَّ بِنَا إِلَى أَبِي عُمَرَ، فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ وَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ بابي عمر؟ قال: هو راوي عَنْهُ وَيَذْكُرُ عَلَيْنَا مِنْ حَدِيثِ حَمَّادٍ الشَيْءَ الْكَثِيرَ مِمَّا لَا نَعْرِفُهُ وَلَمْ نَكْتُبْهُ عَنْ أَصْحَابِ حَمَّادٍ، فَمُرَّ بِنَا إِلَيْهِ نَطْرَحُ عَلَيْهِ لعلنا نجده عنده [4] (ق 57 أ) .
حدثني الفضل قال: سمعت أبا عبد الله وقيل له: ما تقول في حماد ابن سلمة؟ قال: خيارا [1] . قَالَ الْفَضْلُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ [2] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. فَقَالَ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، وَمَنْ جَمَعَ مِنَ السُّنَّةِ مَا جَمَعَ! وَقَالَ أَيُّوبُ: هَاتُوا مِثْلَ فَتَانَا حَمَّادٍ. وَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ يَوْمًا: الْعِلْمُ عِنْدَ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ وحماد، فأنكرت عليه حماد أَنْ يَكُونَ مِثْلَ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ وَلَمْ أَكُنْ بِحَدِيثِهِ عَالِمًا، فَلَمَّا كَتَبْتُ حَدِيثَهُ عَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ، فَإِنَّ حَمَّادًا عَالِمٌ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: زُرْزُرٌ [3] رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ صَالِحٌ. قَالَ سُفْيَانُ [4] : دَلَّنِي عَلَى زُرْزُرٍ سَنْدَلٌ [5] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا سفيان عن زرزر. فقال شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سبحان الله تحدث عن زرزر! قال: زُرْزُرٍ! قَالَ فَقَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثْنَا عَنْهُ حَدِيثَيْنِ فَمَهْ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المنذر حدثنا عبد الله بن ميمون [6]
فَقَالَ لَهُ النَّاسُ [1] : يَا أَبَا إِسْحَاقَ [2] سُبْحَانَ الله! حدث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ نَعُوذُ باللَّه مِنْ غَرَضٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ [4] يَقُولُ: مَا مِنْ كَلَامٍ أَتَكَلَّمُ بِهِ عِنْدَ ذِي سُلْطَانٍ يَدْرَأُ عَنِّي سَوْطَيْنِ إِلَّا تَكَلَّمْتُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حيان عن أبي الزنباع [5] عن أبي الدِّهْقَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ «لا يَأْكُلُهُ إِلا الخاطئون.» [6] . حدثنا ابو يوسف حدثني الْفَضْلُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَبُو حَيَّانَ يحي بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ التَّيْمِيُّ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ، وَزِنْبَاعٌ لَمْ يَكُنْ فِي زَمَانِهِ مثله، وابو يونس الّذي روى عنه يحي بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ يُقَالُ لَهُ أَبُو يُونُسَ الطَّوَّافُ [7] مِنْ كَثْرَةِ طَوَافِهِ كَانَ يُسَمَّى [8] الطَّوَّافَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ. وَالْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ [9] ثقة من أصحاب أيوب، «لم يكن في
زَمَانِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَطْلَبُ لِلْعِلْمِ مِنْهُ، رَحَلَ إِلَى الْيَمَنِ وَإِلَى مِصْرَ وَإِلَى الشَّامِ وَالْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ، وَكَانَ مِنْ رُوَاةِ الْعِلْمِ وَأَهْلِ ذَلِكَ، كَتَبَ عَنِ الصِّغَارِ وَالْكِبَارِ، كتب عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ وَعَنِ الْفَزَارِيِّ [1] ، وَجَمَعَ أَمْرًا عَظِيمًا» [2] ، «مَا كَانَ أَقَلَّ سَقْطًا مِنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، كَانَ رَجُلًا يُحَدِّثُ مِنْ كِتَابِهِ، وَمَنْ حَدَّثَ مِنْ كِتَابٍ لَا يَكَادُ يَكُونُ لَهُ سَقْطٌ كَثِيرَ شَيْءٍ وَكَانَ وَكِيعٌ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ، وَلَمْ يَكُنْ يَنْظُرُ فِي كِتَابٍ، وَكَانَ لَهُ سَقْطٌ، كَمْ يَكُونُ حِفْظُ الرَّجُلِ» ! [3] قَالَ: وَكَذَلِكَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ [4] يَقُولُ هُوَ غَيْرُ حَدِيِثِ النَّاسِ كَانَ رَجُلًا صَاحِبَ حَدِيثٍ وكان حافظا، فكان يذاكر الإنسان فَيُحَدِّثُهُمْ. وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ فَأَتَيْتُهُ وَلَمْ أَسْمَعَ مِنْهُ. قَالَ: وَطَلَبْتُ الْحَدِيثَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: وُلِدْتُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي أَوَّلِهَا فِي رَبِيعٍ. وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ضَحْوَةً لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعيِنَ وَمِائَتَيْنِ، وَقَدْ أَتَى لَهُ سَبْعٌ وَسِتُّونَ سَنَةً. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنِي يحي بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ شُعْبَةَ تَكَلَّمَ فِي [5] أَيُّوبَ وخالد [6] فأتيته
أَنَا وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فَقُلْنَا لَهُ: مَا شيء بلغنا؟ إِيَّاكَ أَنْ تَكَلَّمَ فَيِهِمَا [1] بِشَيْءٍ فَتُهْلِكَ نَفْسَكَ. قال: فكف. - قال يحي بْنُ أَيُّوبَ: وَسَمِعَ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ عَبَّادٍ إِنْسَانٌ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ أَكْرَهُ أَنْ اسميه، وذاكرني به هَكَذَا- ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْهُ بِأَخَرَةٍ أَنَّهُ زَادَ فِيهِ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ شُعْبَةَ عَادَ فِي الْكَلَامِ فِيهِمَا، فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَكَلَّمْنَاهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي إِلَّا ذلك. قال يحي بْنُ أَيُّوبَ: وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْكَلَامُ فِيهِ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا فِي قِصَّةِ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، فَنَسِيَ فَجَعَلَهُ فِي قِصَّةِ هَذَيْنِ. وَهُوَ رَجُلٌ مَقْبُولُ الْقَوْلِ فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّ عليه. ورأيت يحي بْنَ أَيُّوبَ كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِابْنِ مَعِينٍ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ [3] حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ [4] عَنِ الْمُعَلَّى [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلضَّحَّاكِ [6] : سَمِعْتَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ شَيْئًا؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَهَذَا الَّذِي تَرْوِيهِ عَمَّنْ أُحَدِّثُهُ؟ قَالَ: عنك وعن ذا وعن ذا. حدثنا ابو يوسف حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ ثَنَا إسماعيل
ابن مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ [1] حَدَّثَنَا ابْنُ [أَبِي] [2] الْحُرِّ عَنْ يُونُسَ الْأَزْدِيِّ [3] أَبِي الْجَهْمِ عَنِ ابْنِ عِمْرَانَ «أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً» . وَحَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: هُوَ أُمَيُّ بْنُ رَبِيعَةَ الصَّيْرَفِيُّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَبُو سَاسَانَ عَنْ سُدَيْرِ بْنِ حَكَيمِ بْنِ صُهَيْبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ [4] سَمِعَ مِنْ مَعْمَرٍ؟ قَالَ: سَمِعَ مِنْهُ بِمَكَّةَ. قِيلَ لَهُ. فَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ بِالْبَصْرَةِ شيئًا؟ قَالَ: لَا، لَمْ يَكْتُبْ عَنْ مَعْمَرٍ بِالْبَصْرَةِ إِلَّا الْغُرَبَاءُ مِثْلُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُليَّةَ وَيَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ. سَمِعْتُ [أَبَا] [5] عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ ابن الْمُبَارَكِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ عُقَيْلٍ [6] إِلَّا مَا كَانَ مِنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ فَإِنَّهُ كَتَبَ كُلَّ [شَيْءٍ] [7] . قَالَ: وَسَمِعْتُ عُثْمَانَ [8] يَقُولُ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ يزيد يقول: ما
أَحَدٌ أَرْوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنْ عُقَيْلٍ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ أَخْبَرَنِي عَلِيٌّ [2] عَنْ سُفْيَانَ [3] قَالَ: قُلْتُ لِزِيَادِ بن سعد: أخبرني عن عقيل فاني أراده. قَالَ: كَانَ حَافِظًا. وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ [4] يَقُولُ: يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ [5] مَنْ [6] كَتَبَ مِنْ كُتُبِهِ [7] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَقِيلَ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ في حديث الزهري؟ فقال: (58 ب) مَا أَدْرِي. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: فَأَيُّهُمْ أحبّ إليك في حديث الزهري؟ فقال: مَالِكٌ فِي قِلَّةِ رِوَايَتِهِ [8] ، ثُمَّ مَعْمَرٌ «وَلَسْتَ تَضُمُّ إِلَى مَعْمَرٍ أَحَدًا إِلَّا وَجَدْتَهُ فَوْقَهُ، رحل فِي الْحَدِيثِ إِلَى الْيَمَنِ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَحَلَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: وَالشَّامِ؟ فَقَالَ: لَا الْجَزِيرَةِ» [9] . قَالَ: وَيُونُسُ [10] وَهَؤُلَاءِ يَجِيئُونَ بِأَلْفَاظِ الاخبار أصحاب كتب [11] ،
وَكَانَ مَعْمَرٌ يُحَدِّثُ حِفْظًا فَيُحَرِّفُ، وَكَانَ أَطْلَبَهُمْ لِلْعِلْمِ. قِيلَ لَهُ: فَمَا رَوَى عَنْ ثَابِتٍ [1] ؟ فقال: ما أحسن حديثه! ثم قال: حماد بْنُ سَلَمَةَ أَحَبُّ إِليَّ، لَيْسَ أَحَدٌ أَثْبَتَ فِي ثَابِتٍ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ آتِيهِ فَأَقُولُ هَذَا قَاصٌّ فَأَقْلِبُ عَلَيْهِ الْحَدِيثَ، فَأَقُولُ: كَيْفَ هُوَ هَذَا. فَيَقُولُ: لَا هو عَنْ فُلَانٍ. قَالَ أَبُو طَالِبٍ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَمَالِكٌ أثبت في حديث الزهري من جميع من روى عنه في قلة ما روى سفيان [2] فخطئ في خمسة عشر حديثا من حديث الزهري، ومعمر أثبت من سفيان. وَقَالَ: ما صَحَّ مِنْ سَمَاعِ هُشَيْمٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ يَقُولُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، وَالْحَدِيثُ الطَّوِيلُ حديث الرحم وحديث صفية وحديث المجادلة [3] وحديث ابن عمر «مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ» وَمَا كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ يَقُولُ لَا أَدْرِي مِنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ سَمِعْتُهُ أَوِ الزُّهْرِيِّ. قُلْتُ: يَقُولُونَ إِنَّ شُعْبَةَ رَضِيَ بِكِتَابِهِ؟ قَالَ: لَا، لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ إِنَّمَا سَمِعَ بِالْمَوْسِمِ فَنَسِيَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قال: سمعت ابا عبد الله يقول: يَقُولُ: سَمِعْتُ غُنْدَرٍ يَقُولُ: لَزِمْتُ شُعْبَةَ عِشْرِينَ سنة لم اكتب فيها عن حد غيره.
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْهُ الْحَدِيثَ فَأَكْتُبُهُ ثُمَّ آتِيهِ بِهِ فَأَعْرِضُهُ عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَلَا أَظُنُّ هَذَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا مِنْ بَلَادَتِهِ. قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ تُقَدِّمَ مِنْ أَصْحَابِ شُعْبَةَ؟ فَقَالَ: أَمَّا فِي الْعَدَدِ وَالْكَثْرَةِ فَغُنْدَرٌ قَالَ صحبته عشرين سنة، ولكن كان يحي بْنُ سَعِيدٍ أَثْبَتَ، وَكَانَ غُنْدَرٌ صَحِيحَ الْكِتَابِ ولم يكن في كتبه (59 أ) تلك الاخبار الا أن بهزا [1] ويحي وَعَفَّانَ هَؤُلَاءِ كَانُوا يَكْتُبُونَ الْأَلْفَاظَ وَالْأَخْبَارَ. قَالَ عفان: كنت انظر في حديث أبي إسحاق فِي كِتَابٍ كَانَ مَعِي. قِيلَ لَهُ: شُعْبَةُ كَانَ يَدْعُهُمْ يَكْتُبُونَ عِنْدَهُ؟ فَقَالَ: كَانُوا يَكْتُبُونَ الشيء. ثم قال: كان يحي وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَمُعَاذٌ [2] يَجْتَمِعُونَ ثَلَاثَتُهُمْ عِنْدَهُ، فَإِذَا قَامَ شُعْبَةُ تَنَحَّى خَالِدٌ فِي رِوَايَةٍ وَمُعَاذٌ فِي رِوَايَةٍ يَكْتُبَانِ مَا سَمِعَا وَيَخْرُجُ يحي فَيَذْهَبُ. قُلْتُ: إِنَّ أَبَا الْوَلِيدِ قَالَ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: كَمِ اخْتَلَفْتَ إِلَى شُعْبَةَ؟ قَالَ: عِشْرِينَ سَنَةً وَمَا حَمَلْتُ عَنْ شُعْبَةَ فِي مَجْلِسٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ أَحَادِيثَ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: نَعَمْ كَانَ يَحْفَظُ. وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ حَدِيثَ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، فَقَالَ ابو عبد الله: الحديث حديث اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَسُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ مَنْ هَذَا؟ مَعْرُوفٌ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَذَكَرَ خَطَأَ شعبة فقال: انما وهم شعبة في
الْأَسْمَاءِ جَعَلَ حَدِيثَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ [1] . فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: حَدِيثُ الشِّكَالِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. وَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ أَثْبَتُ النَّاسِ عِنْدَكَ فِي أَبِي إِسْحَاقَ [2] ؟ قَالَ: سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ. قُلْتُ: فَالأَعْمَشُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؟ فَقَالَ: سُفْيَانُ أَكْثَرُ، وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ هُمَا أَثْبَتُ عِنْدَنَا مِنَ الْأَعْمَشِ عَنْ كُلِّ مَنْ رَوَى عَنْهُ مِمَّنْ رَوَى عَنْهُمُ الْأَعْمَشُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سمعت عليا قال لي يحي [3] : قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ: فَضَحْتَ شُعْبَةَ فِي هذه الأحاديث لرديئة. قال علي قال يحي: كَلَّمَنِي أَبُو أُسَامَةَ [4] فِي صَاحِبٍ لَهُ أَنِ اذْهَبْ مَعَهُ إِلَى شُعْبَةَ حَتَّى يُحَدِّثَهُ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَحَدَّثَهُ بِنَحْوٍ مِنْ سِتِّينَ حَدِيثًا أَحَادِيثَ سُوءٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَائِذٍ الْأَسَدِيُّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ أشربة (59 ب) مُخْتَلِفَةٍ فَقَالَ: الْخَمْرُ لَا تَشْرَبْهَا وَلَا تَسْقِهَا وَلَا تَشْتَرِهَا وَلَا تَبِعْهَا. وَقَدْ رَوَى شُعْبَةُ عَنْ أَبِي هِشَامٍ عَائِذِ بْنِ نَصِيبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا أزهر [5] حدثني المثنى
ابن سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ياس الْمَكِّيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ [1] عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: خَالِطُوا النَّاسَ وَزَايِلُوهُمْ وَصَافِحُوهُمْ بِمَا يشتهون ودينكم لا تكلمونه. وحبيب [2] ابو يحي هُوَ أَحَدُ الثِّقَاتِ، سَمِعَ مِنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ، ورَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بن أبي ثابت عن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو والقاسم بن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ يُخْبِرُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ أَخْبَرَتْهُمْ أَنَّهَا ابْنَةُ أَبِي أُمَيَّةَ [3] بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَلَمْ يُصَدِّقُوهَا وَيَقُولُونَ مَا أَكْذَبَ الْغَرَائِبَ حَتَّى أَتَانَا نَاسٌ مِنْهُمْ بِالْحَجِّ، فَقَالُوا: تَكْتُبِينَ إِلَى أَهْلِكِ. فَكَتَبْتُ مَعَهُمْ، وَرَجَعُوا وَهُمْ يُصَدِّقُونَهَا فَازْدَادَتْ عَلَيْهِمْ كَرَامَةً. وَذَكَرَ الْقِصَّةَ أَبُو يُوسُفَ، حَدَّثَنِي بِذَلِكَ عُتْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ [4] عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّقَبَةِ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَلَقِيتُ حَبِيبًا فَحَدَّثَنِي، وَأَنْكَرَ حَبِيبٌ أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا.
[حديث عبد الله بن باباه]
[حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا [أَبُو] [1] عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ [2] عَنْ بَعْضِ وَلَدِ يَعْلَى عَنْ يَعْلَى قَالَ: طُفْتُ مَعَ عُمَرَ، فَلَمَّا بَلَغْنَا الركنين الغربيين قلت: الا نسلم. وضرب بينه وبين الحائط (60 أ) فَقَالَ: أَلَمْ تَطُفْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ أَفَرَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُسْوَةً حَسَنَةً. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عن عبد الرحمن ابن أَبِي عَمَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ [3] عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ [4] قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ ابن الْخَطَّابِ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: «أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا» 4: 101 [5] قَدْ أَمِنَ النَّاسُ [فَمَا بَالُ الْقَصْرِ] ؟ قَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: صَدَقَةُ اللَّهِ عليكم فاقبلوها» [6] .
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ قَعْنَبٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَابَاهْ يُحَدِّثُ عَنْ جبير بن مطعم أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَوْ يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ إِنْ وُلِّيتُمْ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ شَيْئًا فَلَا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى أَيَةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ» [1] . «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا زُهَيْرٌ عن محمد بن سحق عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنّ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أَعْرِفَنَّ [2] مَا مَنَعْتُمْ طَائِفًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَسَعِيدٌ [4] قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَأَنِّي أَرَاكُمْ بِالْقَوْمِ جَاثِينَ دُونَ جَهَنَّمَ.
[حديث عمرو بن دينار]
«وَابْنُ بَابَيْهَ وَابْنُ بَابَاهْ وَابْنُ بَابِيٍّ وَاحِدٌ، وَهُوَ مَكِّيٌّ» [1] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَسَيفُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَزَكَرِيَّا ابن إِسْحَاقَ مُتَّهَمُونَ بِالْقَدَرِ. [حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرُونِي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرٍو أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى الظُّهْرَ بِمَكَّةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ، ثُمَّ رَاحَ. قَالَ سُفْيَانُ: وَلَعَلَّهُ مِنْ عِلَّةٍ. حدثنا ابو يوسف حدثنا (60 ب) الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي عَمْرٌو [2] عَنْ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَنْحَرُ بَدَنَةً قِيَامًا مُعَلَّقَةً وَهُوَ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ، وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَإِذَا ذَكَرَ فِيهِ بِرْذَوْنًا أَبْلَقَ ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ أَخِي عَمْرٍو، وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْ عَلَى بِرْذَوْنٍ ذَكَرَهُ عَنْ عَمْرٍو، فَلَعَلَّهُ سَمِعَ ذَاكَ مِنْ عَمْرٍو وَلَمْ يَسْمَعْ «بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ» . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو [3] أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ [4] أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَبْصَرَ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ بِعَرَفَةَ عَلَيْهِمُ الْقُمُصُ وَالْعَمَائِمُ فَأَمَرَ أَنْ تُقَادَ عَلَيْهِمُ الْجِزْيَةُ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ رَوَاهُ فَقَالَ فيه: قِيلَ لِعَمْرٍو: مَنْ هُمْ؟ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. فَقَالَ سُفْيَانُ: لَكِنَّ عَمْرًا أَخْبَرَنَا أَنَّهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ وَإِنَّ عُمَرَ رَآهُمْ بعرفة، ولكن أظن عمر [5] ...
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو عَوْدًا أَوْ بَدْءًا قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ [1] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: قَدْ ظَلَمَ من منع بني الامام نَصِيبَهُمْ مِنَ الدِّيَةِ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ [2] يَقُولُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ [3] . فَقَالَ: لَمْ يَحْفَظْهُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا بِغَيْرِ حَقِّهِ سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قِيلَ وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ يَذْبَحُهُ وَلَا يَقْطَعُ رَأْسَهُ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: وَحَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ صُهَيْبٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا بِغَيْرِ حَقِّهِ سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قِيلَ: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: أَنْ يَذْبَحَهُ وَلَا يَأْخُذَ بِعُنُقِهِ فَيَقْطَعَ رَأْسَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي صُهَيْبٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ حَمَّادًا يَقُولُ فِيهِ أَخْبَرَنِي صُهَيْبٌ الْحَذَّاءُ. فَقَالَ سُفْيَانُ: مَا سَمِعْتُ عَمْرًا يَقُولُ فيه مَا قَالَ إِلَّا صُهَيْبٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ [4] (61 أ) حدثنا حماد بن زيد عن عمرو ابن دِينَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَنْحَرُ بَدَنَةً وَهِيَ قَائِمَةٌ وَهُوَ عَلَى بِرْذَوْنٍ لَهُ أَبْيَضَ فِي يَدِهِ حَرْبَةٌ. وَعَنْ عَمْرِو أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ صَلَّى يَوْمَ التَّرْوِيَةِ الظُّهْرَ بِمَكَّةَ، ثُمَّ قال:
أَيُّهَا النَّاسُ أَهِلُّوا وَكَبِّرُوا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ [1] حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ [2] أَنَّهُ قَالَ: في عدة الأمة التي تحيض شهرين. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُ عَنْ عطاء: خمس وأربعين، فقال: اشهد على عطاء انه قال شهرين. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ثَنَا حَمَّادُ بن زيد عن عمرو بن دينار عن يَزِيدَ الْفَقِيرِ [3] قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِذَا كُنْتَ فِي قَرْيَةٍ يُؤَذَّنُ فِيهِمْ وَيُقَامُ أَجْزَأَكَ ذَاكَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ بن خالد انه سمع يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ [4] أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يُقِيمُ الصَّلَاةَ بِأَرْضٍ تُقَامُ بِهَا الصَّلَاةُ. وَكَانَ لَا يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فِي السَّفَرِ، وَكَانَ لَا يَدَعُهُمَا فِي الْحَضَرِ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَوْ فِي بَعْضِهِ: عَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ [5] . فَقَالَ سُفْيَانُ: مَا سَمِعْتُ عَمْرًا ذَاكِرًا يَزِيدَ الْفَقِيرَ قَطُّ، مَا قَالَ لَنَا إِلَّا أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عبد الله بن واقد.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنا عَمْرُو بْنُ دينار أخبرني يحي بْنُ جَعْدَةَ: أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ. وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن عيينة باسناد عجب، وَالصَّحِيحُ مَا ذَكَرْنَا عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا قَدْ غَلِطَ فِيمَا ذَكَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] حَدَّثَنَا عَمْرٌو مَا لَا أُحْصِي أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بن شيبان الازدي رَجُلٌ مِنْ أَخْوَالِهِ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا بِعَرَفَةَ خلف الموقف، فكان (61 ب) يُبَاعِدُهُ عَمْرٌو مِنْ مَوْقِفِ الْإِمَامِ، فَأَتَانَا ابْنُ مُرْبِعٍ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: أَمَرَ [2] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ يَقُولُ: كُونُوا عَلَى مشاعركم هذه على إرث من أثر إِبْرَاهِيمَ قَدِيمًا [3] . وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: «اثْبُتُوا» مَكَانَ «كُونُوا» ، وَرُبَّمَا قَالَ: إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ. «وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِصَدَقَةَ بْنِ الْفَضْلِ فَقَالَ: هَذَا مِنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ غَلِطَ فِيهِ. فَقُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ عَلِيَّ بن الحسن بن شقيق قال:
سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ مِثْلَهُ. فَقَالَ صَدَقَةُ: اتَّكِلْ عَلَى سَمَاعِ غَيْرِهِ» [1] . «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو جَعْفَرٍ، فَمَرَرْنَا بِإِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ لِي: أَنْظِرْنِي حَتَّى أَسْأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ يُحَدِّثُهُ. قَالَ: قَالَ عَمْرٌو: فذهب إِلَيْهِ ثُمَّ جَاءَنِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَليًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعِنْدَهُ نَاسٌ فَدَخَلَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلِيٌّ خَرَجُوا، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَالُوا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمّ خَرَجْنَا؟ فَرَجَعُوا فَدَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخْرَجْتُكُمْ وَأَدْخَلْتُهُ، وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ أَدْخَلَهُ وَأَخْرَجَكُمْ» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي جُمَحَ يُكَنَّى أَبَا الثَّوْرَيْنِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَنَهَانِي. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنا الْحَجَّاجُ [3] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيِّ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ لَهُ: لَا تَصُمْ يَوْمَ عَرَفَةَ. وَهُوَ أَبُو الثَّوْرَيْنِ «فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَقَبٌ فَقَدْ اخطأ شعبة [4] الا أن
يَكُونَ كَانَ يُكَّنَى بِكُنْيَتَيْنِ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ قَالَ لِي أَبُو الشَّعْثَاءِ [2] قَالَ: كَانَ زِيَادٌ اقتل لأهل بلده [3] ممن يخالفه هواه من الحجاج، وكان أعم بالقتل هاهنا وهاهنا. (62 أ) «أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ [4] قَالَ: الرَّجُلُ أَحَقُّ أَنْ يَغْسِلَ الْمَرْأَةَ مِنْ أَخِيهَا. قَالَ سُفْيَانُ: كُنْتُ قَدْ نَسِيتُ هَذَا حَتَّى وَجَدْتُهُ مَكْتُوبًا عِنْدِي بِخَطِّي» [5] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر ثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ- يُشِيرُ الى أذانه- يَقُولُ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَاتَيْنِ يَقُولُ: إِنَّ أُنَاسًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ [6] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن عمرو بن
دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ قَوْمٌ بِالشَّفَاعَةِ فَيَنْبُتُونَ كَأَنَّهُمُ الشعارير [1] . قيل ما الشعارير؟ قال: الصغابيس [2] . قَالَ: وَكَانَ فَمُهُ قَدْ سَقَطَ. فَقُلْتُ: نَعَمْ. وَسَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّ اللَّهَ يُخْرِجُ قَوْمًا بِالشَّفَاعَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُف حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَأَبُو صَالِحٍ [4] قَالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ عَنْ أَبِيهِ: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بِرَجُلٍ وَقَدْ أُقِيمَتْ صَلَاةُ الصُّبْحِ فَكَلَّمَهُ بِشَيْءٍ لَا يَدْرِي مَا هُوَ. قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفْنَا أَحَطْنَا بِهِ: مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: قَالَ: يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبعًا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ [5] أَنْبَأَ شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ قَالَ: أَبْصَرَ رَسُولُ الله صلى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصُّبْحُ أَرْبَعًا! الصُّبْحُ أَرْبعًا!!. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَالصَّحِيحُ هَذَا وَإِبْرَاهِيمُ أَخْطَأَ، وَرَوَاهُ حماد بن ابن سلمة (62 ب) عَنْ سَعْدٍ كَمَا رَوَاهُ شُعْبَةُ، وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيُّ وشيبان [1] عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوبْانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَيْهِ. أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابن قعنب وابر [2] نَصْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْخَصَ لِرُعَاةِ الْإِبِلِ فِي الْبَيْتُوتَةِ يَرْمُونَ يَوْمَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَرْمُونَ الْغَدَ وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ لِيَوْمَيْنِ ثُمَّ يَرْمُونَ يَوْمَ النَّحْرِ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْبَدَّاحِ عَنْ أَبِيهِ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخص للرعاة أن يرموا ويدعوا يوما [4] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ [1] أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ [2] أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْخَصَ لِلرُّعَاةِ أَنْ يَتَعَاقَبُوا فَيَرْمُوا يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ يَدَعُوا يَوْمًا وَلَيْلَةً، ثُمَّ يَرْمُوا الْغَدَ. وَلَمْ يُذْكَرْ عَنْ أَحَدٍ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَنَّهُ قَالَ رَخَّصَ لِلرُّعَاةِ أَنْ يَرْمُوا الْجِمَارَ لَيْلًا. حدثنا أبو يوسف حدثني عبد الله بن سَعِيدٍ [3] ثَنَا عَمِّي أَنْبَأَ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمِّهِ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ- وَكَانَ مِنْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَلْ قَرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ [4] الْقُرْآنَ. فَانْتَهَى النَّاسُ عَنِ الْقِرَاءَةِ حين قال ذلك [5] . وهذا حطأ لَا شَكَّ فِيهِ وَلَا ارْتِيَابَ رَوَاهُ مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ والليث بن سعد ويونس بن يزيد وزبير [6] كلهم عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابن
[63 أ] أُكَيْمَةَ [1] ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ. «وَلَا أَعْلَمُ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ كِتَابًا أَصَحَّ مِنْ كِتَابِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَقَالَ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ» [2] وَيَدَعُونَ آرَاءَهُمْ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [3] حدثني الليث حدثني خالد ابن يزيد [4] عن سعيد بن أبي هلال عن أَبِي أُمَيَّةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ قدر تفور بلحم فاعجبتني لحمة فازدرتها فَاشْتَكَيْتُ عَلَيْهَا سَنَةً، ثُمَّ إِنِّي ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ فِيهَا أَنْفُسُ سَبْعةِ أَنَاسِيَّ، ثُمَّ مسح بطني فألقيتها غضراء، فو الّذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا اشْتَكَيْتُ بَطْنِي حَتَّى السَّاعَةِ. حَضَرْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ [5] وَقَرَأَ هَذَا الْحَدِيثَ وَجَعْفَرُ بن عبد الواحد [6]
حَاضِرٌ، وَلَا أَدْرِي كَانَ يَقْرَأُ لَهُ كِتَابَ اللَّيْثِ عَنْ خَالِدٍ [1] أَوْ غَيْرِهِ وَانْتَهَى إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ وَإِذَا عِنْدَهُ: عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَرَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ [2] : عَنْ أَبِيهِ. وَهُوَ بَاطِلٌ. وَقَدْ قَالَ وَكَذَبَ فَآذَيْتُهُ وَآذَانِي، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: مَوْعِدُكَ غَدًا بِالْغَدَاةِ حَتَّى أُحْضِرَ أَصْلَ اللَّيْثِ فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي أَصْلِ كِتَابِ اللَّيْثِ إِلَّا كَمَا أَقُولُ: عن عبيد ابن رِفَاعَةَ. وَعَادَ فَآذَانِي وَآذَيْتُهُ حَتَّى قَالَ لَهُ [3] بَعْضُ مَنْ حَضَرَ: يَا أَبَا زَكَرِيَّا إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ قَدْ كَتَبُوا عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فَإِذَا عَرَّضْتَ عَلَى أَبِي صَالِحٍ آذَوْكَ. فَقَالَ: الْمَوْعِدُ غَدًا وَانْصَرَفْتُ وَلَقِيتُ حَرْمَلَةَ [4] فَإِذَا هُوَ قَدْ بَلَغَهُ الَّذِي كَانَ، فَقَالَ لِي: قَدْ كان في هذا الكلام أَيَّامِ أَبِي صَالِحٍ لِأَنَّهُ [5] فِي كِتَابِ اللَّيْثِ فِي الرَّقِّ وَلَيْسَ فِي الْأَصْلِ، إِنَّمَا الْأَصْلُ فِي قَرَاطِيسَ وَكَانَ اللَّيْثُ حَوَّلَ كُتُبَهُ فِي الرَّقِّ وَجَعَلَهُ حَبْسًا أَوْ وَقْفًا وَصِيَّةً ذَلِكَ إِلَى وَلَدِهِ وَبَقِيَ الْأَصْلُ سَمَاعُهُ فِي الْقَرَاطِيسِ وَجَعَلَهُ لِابْنِهِ الْكَبِيرِ، وَكَانَ الْكَبِيرُ يَكُونُ مَعَ أَبِي صَالِحٍ فَبَقِيَ الْأَصْلُ عِنْدَ أَبِي صَالِحٍ وَإِنَّمَا الرَّقُّ نُسْخَةٌ فَغَدَوْتُ إِلَى ابْنِ بُكَيْرٍ وَأَظُنُّ حَضَرَ جَعْفَرٌ وَقَدْ أَرْسَلَ إِلَى كِتَابِ الرَّقِّ وَأَحْضَرَهُ وَأَخْرَجَ مَوْضِعَ الْحَدِيثِ فَقَالَ: هَذَا هو أصل الليث وليس فِيهِ عَنْ أَبِيهِ. فَقُلْتُ لَهُ: أَرْسِلْ إِلَى أَصْلِ كِتَابِ الْقَرَاطِيسِ الَّذِي فِي مَنْزِلِ أَبِي صالح وما أظنهم
يُرْسِلُونَ وَلَا يُقِرَّانِكَ. فَقَالَ: هَذَا حَرْمَلَةُ [1] أَخْبَرَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ هُوَ أَخْبَرَنِي وَكِتَابُ الْأَصْلِ عِنْدَ أَبِي صَالِحٍ فِي قِرْطَاسٍ: عَنْ أَبِيهِ، وَعُبَيْدٌ لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ وَلَا رِوَايَةٌ، وَلَا مَعْنًى يَغْلَطُ فِيهِ إِنْسَانٌ، وَأَظُنُّ أَنَّ الْمَدَائِنِيَّ كَانَ صَيَّرَهُ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَكَانَ كَمَا شَاءَ اللَّهُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو كريب [2] حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [3] عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الْمُسْتَورِدِ [4] قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بُعِثْتُ فِي نَفَسِ السَّاعَةِ سَبَقْتُهَا كَمَا سَبَقَتْ هَذِهِ هَذِهِ- وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ [5]- وَهَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ عِنْدِي خَطَأٌ. أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ. وحدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ [6] أَخْبَرَنِي أَبُو جُبَيْرَةَ [7] عَنْ أَشْيَاخٍ [مِنَ] الْأَنْصَارِ [8]
قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةِ هَكَذَا [1]- وَأَلْزَقَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى- فِي نَفَسِ السَّاعَةِ أَوْ نسم الساعة [2] قال ابن نمير: عن أبي جبيرة بن الضحاك عن أشياخ الْأَنْصَارِيِّ قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم (64 أ) : بُعِثْتُ وَالسَّاعَةِ هَكَذَا- وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ- سَبَقْتُهَا كَمَا سَبَقَتْ هَذِهِ هَذِهِ ... [3] فِي نَفَسِ السَّاعَةِ أَوْ فِي نَفَسٍ مِنَ السَّاعَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ [4] عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الصُّنَابِحِيّ [5] قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَنَا فَرَطُكُمْ [6] عَلَى الحوض، واني مكاثر بكم الأمم فلا تفتن بَعْدِي. هَكَذَا رَوَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ: الصُّنَابِحِيُّ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [1] عَنْ مَرْوَانَ [2] . وَحَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ [3] . وَثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ [4] عَنْ قَيْسٍ [5] عَنِ الصُّنَابِحِيِّ [6] . قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَهُوَ ابْنُ أَعْسَرَ الْأَحْمَسِيُّ. وَأَحْمَسُ مِنْ بَجِيلَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيُّ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ [7] عَنِ الزُّبَيْدِيِّ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوْنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [8] أَنَّ قَيْسَ بْنَ الْحَارِثِ الْغَامِدِيَّ [9] حَدَّثَنَا ابْنُ الصُّنَابِحِيِّ [10] قال: ان رجلا
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْعَنْ حِمْيَرًا. فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ حِمْيَرًا. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْعَنْ حِمْيَرًا. قَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ حِمْيَرًا. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قُلْتُ الْعَنْ حِمْيَرًا. فَقَالَ: نِعْمَ الْقَوْمُ حِمْيَرٌ بِأَفْوَاهِهِمُ السَّلَامُ وَبِأَيْدِيهِمُ الطَّعَامُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [1] الصُّنَابِحِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ رَفَعَهَا قَرْنُ الشيطان فإذا ارتفعت فارقها، ثم إذا اسْتَوَتْ قَارَنَهَا، ثُمَّ إِذَا زَالَتْ فَارَقَهَا، فَإِذَا دَنَتْ لِلْغُرُوبِ قَارَنَهَا فَإِذَا غَرَبَتْ فَارَقَهَا. وَنَهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الَصَّلَاةِ فِي تِلْكَ السَّاعَاتِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ [3] مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ نَسِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سمع
قَيْسَ بْنَ الْحَارِثِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ أَنَّهُ قَدْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فَصَلَّى وَرَاءَ أَبِي بَكْرٍ الْمَغْرِبَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ [1] عَنِ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ بِلَالٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حبيب عن مرثد ابن عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَمْسَحُ عَلَى الْخِمَارِ. قال: ابن عثيلة قَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ هَكَذَا. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَغَيْرُهُ يَقُولُ ابْنُ عُسَيْلَةَ [2] وَهُوَ الصَّحِيحُ. «وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ إِذَا رَأَى فِي كِتَابِهِ خَطَأً لَمْ يَرْجِعْ عَنْهُ» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو يوسف حدثنا الربيع بن يحي [4] حدثنا سعيد [5] ثنا محمد ابن الْمُنْكَدِرِ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجِنَازَةِ وَقُمْنَا مَعَهُ.
«حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا [1] عبد الله حدثنا موسى بن عقبة أخبرني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَةً بِالْكُوفَةِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَرَأَى النَّاسَ قِيَامًا يَنْتَظِرُونَ أَنْ تُوضَعَ الْجِنَازَةَ فَيَجْلِسُوا، قَالَ: فَرَأَيْتُ عَلِيًّا وَهُوَ يُشِيرُ بِدِرَّةٍ مَعَهُ- أَوْ بِسَوْطٍ- إِلَى النَّاسِ [أَنِ] اقْعُدُوا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْلِسُ بَعْدَ أن كان يقوم» [2] . [65 أ] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ الزُّرَقِيُّ، وَالَّذِي رَوَى عَنْهُ وهب ابن مُنَبِّهٍ إِنَّمَا هُوَ الْحَكَمُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بن الفضل حدثنا عبد الله ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ [3] عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ- خَوْلَانِيٌّ- عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَشْرَكَ بَيْنَ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ مَعَ الْإِخْوَةِ مِنَ الْأُمِّ فِي الثُّلُثِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: قَضَيْتَ فِي هَذَا عَامَ أَوَّلٍ بِغَيْرِ هَذَا. قَالَ: كَيْفَ قَضَيْتُ؟ قَالَ: جعلته للاخوة من الأم ولم نجعل لِلْإِخْوَةِ مِنَ الْأَبِ وَالْأُمِّ شَيْئًا. قَالَ: تِلْكَ على مَا قَضَيْنَا وَهَذِهِ عَلَى مَا قَضَيْنَا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ [4] عَنِ ابن ثور [5] عن
مَعْمَرٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ وَهْبٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ عُمَرَ بِنَحْوِهِ. أَبُو يوسف حدثني يحي بْنُ عِيسَى عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ بِنَحْوِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ: أَنْ أتي في فريضة. قال أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا خَطَأٌ إِنَّمَا هُوَ الْحَكَمُ بْنُ مَسْعُودٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدَّثَنِي الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ فَائِدٍ [1] أَبِي الْوَرْقَاءِ عَنْ عبد الله بن [أبي] [2] اوفى قال: اعتمرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَفَائِدٌ ضَعِيفٌ. وَفَائِدٌ مَوْلَى عبادل [3] مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [4] حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ بِيَدِ عَبْدِ الله بن أبي أَوْفَى ضَرْبَةً، قَالَ ضُرِبْتُهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ: شَهِدْتَ حنين؟ فَقَالَ: وَقَبْلَ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ [5] حَدَّثَنَا إسماعيل
قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى لَهُ ضَفِيرَتَانِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ موسى أخبرنا ابن أبي ليلي وأتاه ذو ضفرتين فَقَالَ: يَا أَبَا عِيسَى حَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ من أمك في الفراء حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُصَلِّي فِي الْفِرَاءِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ الذَّبَائِحُ؟ قَالَ ثَابِتٌ: فَلَمَّا وَلَّي قُلْتُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ سُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسًا يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابن نمير حدثنا يحي بن اليمان حدثنا إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ يَقُولُ: ذَهَبْتُ وَأَخِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي وَدَعَا لِي بِالرِّزْقِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا كَاهِلٍ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: فَحَدَّثَنِي أَخِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ عَلَى نَاقَةٍ وَحَبَشِيٌّ آخِذٌ بِخُطَامِهَا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ [1] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَائِذٍ [2] قَالَ: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة وحبشي آخذ بخطامها [3] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَقَيْسُ بْنُ عَائِذٍ أَبُو كَاهِلٍ وَهُوَ بَجَلِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَطَافَ فِي الْبَيْتِ وَمَعَهُ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَأَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ الْحِجْرَ فَزَحَمَهُ سَالِمٌ هَكَذَا- وَأَشَارَ سُفْيَانُ بِمَنْكِبِهِ- فَطَافَ مِنْ وَرَاءِ الْحِجْرِ. قَالَ سُفْيَانُ: شَهِدَهُ أَبِي. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا أَبِي قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ [2] عِمَامَةً سوداء. (66 أ) حَدَّثَنَا ابْنُ يُونُسَ [3] حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعَتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ يَقُولُ: كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَنْهَى عَنْ كَذَا أَوْ عَنِ الظُّرُوفِ الْمُزَفَّتَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا أبي قال: سمعت مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَنَا وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَنْتَهِي إِلَى الزَّرْعِ فَيُقْحِمُ عُمَرُ فَرَسَهُ وَأَكُفُّ فَرَسِي. قَالَ: وَسَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُ: إِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا هَمًّا أَقَلُّهُمْ فِي الآخرة هما.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] أَخْبَرَنِي مُزَاحِمٌ [2] قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ: مَا تَرَكْتُ لِأَحَدٍ مِنْ رَأْيِي مَا تَرَكْتُ لَكَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي عَامِرٍ يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي شَيْءٍ فُلَانٌ: إِنَّمَا هُمْ مِنْ مُحَمَّدٍ.... [3] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ وَرَاءَى شِيعَةُ الْحَارِثِ بن أبي ربيعة [4] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: شَيَّعْتُ أُمِّي إِلَى الْقَادِسِيَّةِ فَلَمْ أَرَ مُحَامَلًا إِلَّا حَمَّلْتُهُ الْجَمَلَ. قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَكُونُوا يَحُجُّونَ إِلَّا عَلَى الرَّوَاحِلِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا حَدَّثَ عَنْ عُيَيْنَةَ إِلَّا سُفْيَانُ، وَكَانَ عُيَيْنَةُ صَيْرَفِيًّا بِالْكُوفَةِ، وَبَلَغَنِي [5] أَنَّهُ كَانَ فَرَّ مِنْ طارق [6] ولحق بمكة [7] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ [2] عَنْ إِسْمَاعِيلَ [3] عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عُمَارَةَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهُوَ خَطَأٌ لِأَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى حَدَّثَنَا عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عُمَارَةَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَأَخْطَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ أَيْضًا فَقَالَ عن إسماعيل عن حخبار [4] وانما هو عَنْ حَجَّاجٍ، وَأَخْطَأَ أَيْضًا فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ عَنِ الشعبي عن شمر وانما هو عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: أَبُو إِسْمَاعِيلَ اسْمُهُ هَرَمٌ مَوْلَى بَجِيلَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْلَى [5] وَأَبِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ وَاسْمُهُ نَبْتَلٌ وَهُوَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ [6] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ يَعْلَى وَأَبِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ [7] عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَحْسَنُوا الْقَوْلَ فِيمَنْ وَافَقَ قَوْلَهُ فِعْلُهُ فَذَاكَ الَّذِي أَصَابَ حَظَّهُ، وَمَنْ خَالَفَ قَوْلَهُ فِعْلُهُ فَذَاكَ يُوَبِّخُ نَفْسَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَالصَّحِيحُ مَا قال ابن نمير.
وَإِسْمَاعِيلُ عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ فِي الْفَجْرِ هُوَ سَعْدُ [1] بْنُ عُبَيْدَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْلَى وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سُكَيْنَةَ أُخْتِهِ قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَعَلَيْهَا خِمَارٌ أَسْوَدُ وَدِرْعٌ مُوَرَّدٌ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خُنَيْسٍ [2] تَقُولُ: ذَهَبْتُ مَعَ مَوْلَاتِي عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَّاحَةَ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَّاحَةَ أَمِّ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ إِلَى عُمَرَ نُسَلِّمُ عَلَيْهِ حِينَ طُعِنَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنِّي قَدْ أَقَمْتُ لَكُمُ الطُّرُقَ فَلَا تُعَوِّجُوهَا بَعْدِي. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ الْفَزَارِيُّ [3] : قَالَ قالت: ذَهَبْتُ بِاللَّيْلِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَأُمُّ خُنَيْسٍ عَمَّةُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، وَكَانَ يَعْقُوبُ وَلَاؤُهُ فِي الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَكِبَ الْبَغْلَ تَوَلَّى عَنْ مَوَالِيهِ وَادَّعَى أَنَّ وَلَاءَهُ فِي قُرَيْشٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ شِبْلِ [4] بْنِ عَوفٍ- كَذَا قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ [5] : شِبْلٌ- قَالَ: مَا اغْبَرَّتْ
قَدَمِي فِي مَطْلَبِ الدُّنْيَا قَطُّ، وَلَا جَلَسْتُ فِي مَجْلِسٍ إِلَّا انْتِظَارَ جِنَازَةٍ أَوْ حَاجَةٍ [1] ، وَلَا فَتَحْتُ رَحْلًا إِلَّا مِثْلَ كَسْبِ رَبِّ بَيْتٍ [2] . أَبُو يُوسُفَ قَالَ: مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ المكيّ، ومجاهد بن رومي وأظنه مكي رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ، وَمُجَاهِدٌ [3] الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْأَصْبَهَانِيُّ [4] هُوَ ثَالِثٌ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا (67 أ) إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أَبِي حَازِمٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: لَمَّا أُخْبِرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِقَتْلِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ وَقِيلَ أُصِيبَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَآخَرُونَ لَا نَعْرِفُهُمْ. قَالَ: وَلَكِنَّ اللَّهَ يَعْرِفُهُمْ. قَالَ: وَرَجُلٌ شَرَى نَفْسَهُ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَحْمَسَ يقال له مالك بن عوف: ذَاكَ خَالِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، زَعَمَ أُنَاسٌ أَنَّهُ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ. فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبَ أُولَئِكَ بَلْ هُوَ مِنَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْآخِرَةَ بِالدُّنْيَا. قَالَ قَيْسٌ: وَالْمَنْقُولُ هُوَ عَوْفُ بن أبي حية [5] وهو ابو شبل.
[أيوب السختياني]
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: كَانَ مُدْرَكُ بْنُ عَوْفٍ الْأَحْمَسِيُّ، وَمَالِكٌ أَشْبَهَ. «قَالَ أَبُو يُوسُفَ: يُوسُفُ بْنُ مَاهِكَ وَيُوسُفُ بْنُ مِهْرَانَ وَاحِدٌ. شُعْبَةُ يَقُولُ: ابْنُ مَاهِكَ [1] ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يَقُولُ ابْنُ مِهْرَانَ، يَرْوِيَانِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْهُ، وَهُوَ مَكِّيٌّ» [2] . [أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ] [3] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ محمد بن الفضل حدثنا حماد ابن زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ- وَذَكَرَهَا هَارُونُ بْنُ رِئَابٍ الْأَسَدِيُّ- قَالَ: كَانَ مِنَ الَّذِينَ يُسِرُّونَ الزُّهْدَ. وقال أيوب: لئن يُسِرَّ الرَّجُلُ زُهْدَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يُظْهِرَهُ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الحميدي حدثنا سليمان ثنا هارون ابن رِئَابٍ وَكَانَ مَا عَلِمْتُ يُخْفِي الزُّهْدَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا مَيْمُونٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [5] قَالَ: شَهِدْتُ الْحَسَنَ وَأَتَاهُ أَيُّوبُ فَكَلَّمَهُ بشيء فيما
بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَلَمَّا قَامَ أَيُّوبُ فَذَهَبَ قَالَ الْحَسَنُ: هَذَا سَيِّدُ الْفِتْيَانِ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي خُشَيْنَةَ [قَالَ] : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَوْمًا فِي شَأْنِ كَذَا. فَقَالُوا: عَمَّنْ ذَا يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَمْ أَكْتُبْ عَنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا حَدِيثَ الْبِرْذَوْنِ [3] فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ. (67 ب) حدثنا أبو يوسف حدثنا سليمان حدثنا حماد قَالَ: اخْتَلَفُوا فِي مَجْلِسِ أَيُّوبَ فِي حَدِيثٍ فصاروا الي إِلَى حِفْظِ أَيُّوبَ. فَقَالَ أَيُّوبُ: الْمَجْلِسُ يَحْفَظُونَ. قَالَ: وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُعْجَبَ بِكَلَامِ غَيْرِهِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ حَمَّادٌ: قِيلَ لِأَيُّوبَ: الْعِلْمُ الْيَوْمَ أَكْثَرُ أَمْ قَلَّ الْيَوْمَ؟ قَالَ: الْكَلَامُ الْيَوْمَ أَكْثَرُ وَالْعِلْمُ كَانَ قَبْلَ الْيَومِ أَكْثَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ مِنْ أَدَلِّ النَّاسِ بِالْمَصْرِ. وَقَالَ: وَكَانَ يَتَوَخَّى الطُّرُقَ الَّتِي [4] لَيْسَ فِيهَا المجالس يخشى ذكر [5] الناس عليه [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: قُلْتُ مَرَّةً لِأَيُّوبَ أَشْرَبُ نبيذ السقاية؟ قال: ما اضطررت إِلَيْهِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ أَيُّوبُ: إِذَا لَمْ يَكُنْ مَا تُرِيدُ فَأَرِدْ مَا يَكُونُ. قَالَ سُلَيْمَانُ: هَذَا فِي كُلِّ شَيْءٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ ثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَهْلِي يَحْتَاجُونَ إِلَى دَسْتَجَةِ بَقْلٍ مَا قَعَدْتُ مُعَلِّمًا [1] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: الْغِنَى مِنَ الْعَافِيَةِ [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ فَاسْتَقْبَلَنِي أَيُّوبُ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَيْنَ؟ فَقَالَ: جِنَازَةٌ. فَأَرَدْتُ أَنْ أَتْبَعَهُ فَقَالَ: سُوقَكَ سُوقَكَ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ذَكَرَ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ وَذَكَرَ مِنْهُ فَضْلًا وَقَالَ: كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ تثبتا. حدثنا أبو يوسف حدثنا يونس حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي يَعْنِي ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْبَصْرَةِ مِثْلَ أَيُّوبَ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابو النعمان حدثنا (68 أ) حماد بن زيد قال:
سُئِلَ أَيُّوبُ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لَمْ يَبْلُغْنِي فِيهِ شَيْءٌ. قَالَ: قُلْ فِيهِ بِرَأْيِكَ. قَالَ: لَا يَبْلُغُهُ رَأْيِي [1] . قَالَ أَبُو النُّعْمَانِ: وَهَؤُلَاءِ يَشْتَرُونَ كُتُبًا مِنَ الْقَنْطَرَةِ، وَيَقُولُونَ مَنْ قَالَ خِلَافَ هَذَا فَهُوَ خَطَأٌ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: كَانَ إِذَا سَأَلَ السَّائِلُ أَيُّوبَ عَنْ شَيْءٍ قَالَ لَهُ أَعِدْهُ [2] فَإِنْ أَجَابَهُ [3] كَمَا سَأَلَ أَجَابَهُ وَإِلَّا لم يُجِبْهُ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كَانَ أَيُّوبُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَيْءٍ لَيْسَ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٌ قَالَ: سَلْ أَهْلَ الْعِلْمِ [5] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [6] عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ [7] قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَعْتَمِرُ فِي رَجَبٍ ثُمَّ يَرْجِعُ يَحُجُّ مِنْ عَامِهِ. قَالَ: وَكَانَ يَعْتَمِرُ مِنَ الْجِعِرِّانَةَ. قَالَ: وَكَانَ لَا يَصُومُ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ شَيْئًا فِي السَّفَرِ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَيَتَقَدَّمُ لَهُ فِي السُّحُورِ، وَكَانَ لَا يعجبه هذه الأحاديث التي في السحور.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ لَا يَنْصَرِفُ عَنِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ إِلَى الْمَنْزِلِ حَتَّى تُصَوَّبَ النُّجُومُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ وَالدُّعَاءِ. قَالَ: وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ فِي الْحَجِّ عَلِمْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ لَهُ، وَكَانَ لَا يَشْتَرِي وَلَا يَبِيعُ فِي الْحَجِّ، وَكَانَ رُبَّمَا نَزَلَ فَسَاقَ بِنَا وَاحِدًا. قَالَ: وَكَانَ إِذَا قَدِمَ أُهْدِيَ لَهُ مِنَ الْمَسَالِيخِ [1] شَيْءٌ كَثِيرٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَلْبَسُ الطَّيْلَسَانِ وَكُمُّهُ بِيَدِهِ إذا رأيته لم تحلئة الْقِرَاءَة حَتَّى يَتَكَلَّمَ أَوْ يُسْأَلَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ [2] حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَؤُمُّ أَهْلَ مَسْجِدِهِ فِي رَمَضَانَ. قَالَ: وَكَانَ يُصلِّي بِهِمْ قَدْرَ ثَلَاثِينَ آيَةً فِي الرَّكْعَةِ، وَكَانَ يُصَلِّي لِنَفْسِهِ فِيمَا بَيْنَ السَّرُوطَتَيْنِ بِقَدْرِ ثَلَاثِينَ آيَةٍ، وَكَانَ يَقُولُ هُوَ لِلنَّاسِ بِنَفْسِهِ: الصَّلَاةَ. قَالَ: وَكَانَ يُؤْثِرُهُمْ فَيَدْعُو بِدُعَاءِ الْقُرْآنِ وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ، وَكَانَ آخِرُ مَا يَقُولُ يُصلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهمّ اسْتَعْمِلْنَا لِسُنَّتِهِ وَأَوْزِعْنَا هَدْيَهُ، اللَّهمّ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَسْجُدُ. وَكَانَ يَدْعُو بَعْدَ الرُّكُوعِ. قَالَ: وَكَانَ يَدْعُو إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَوَاتِ بِدَعَوَاتٍ. قَالَ: فَاجْتَمَعَ هُوَ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، فَقَالَ حُمَيْدٌ لِيُونُسَ: عَلِمْتُ أَنَّ أَيُّوبَ قَدْ صَارَ يُقْصِرُ. وَقَالَ ابْنُ شوذب: وما أدركت أولئك الذين مِنَ الْبَصْرَةِ الَّذِي بَيْنَهُمَا حَسَنٌ إِلَّا أَيُّوبَ ويونس.
وَقَالَ أَيُّوبُ: لَوْلَا أَنْ تَسُبَّنِي الْقُصَّاصُ فِي قَصَصِهِمْ لَحَدَّثْتُ فِيهِمْ بِحَدِيثٍ يَسُوءُهُمْ. قَالَ: وَكَنَا فِي مَجْلِسِ أَيُّوبَ فَذَكَرَ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ فَنَالَ مِنْهُمْ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَجْلِسِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ هَذَا عَلَى هَوَاهُ. قَالَ: إِنَّا للَّه يَظُنُّ أَنَّمَا عَرَضْنَا لَهُ. قَالَ: فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: لَوْ أَعْلَمُ أَنَّ أَهْلِي يَحْتَاجُونَ إِلَى حِزْمَةٍ أَوْ دَسْتَجَةٍ مِنْ بَقْلٍ مَا جَلَسْتُ مَعَكُمْ [1] . قَالَ: وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ: الْزَمْ سُوقَكَ فَإِنَّ الْغِنَى مِنَ الْعَافِيَةِ [2] . قَالَ: وَقَالَ أَيُّوبُ: لَا تَعْرِفُ خَطَأَ مُعَلِّمَكَ حَتَّى تُجَالِسَ غَيْرَهُ [3] . قَالَ: وَسُئِلَ أَيُّوبُ عَنِ الْمَمْلُوكِ يَتَصَدَّقُ؟ فَقَالَ: لَا أَدْرِي. ثُمَّ قَالَ: مَا لَكُمْ رَجُلٌ يَسْأَلُ عَنِ الْخَوْفِ فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: سُئِلَ أَيُّوبُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَسَكَتَ. فَقَالَ. الرَّجُلُ: يَا أَبَا بَكْرٍ لَمْ تَفْهَمْ أُعِيدُ عَلَيْكَ [4] ؟ قَالَ: فَقَالَ أَيُّوبُ: قَدْ فَهِمْتُ وَلَكِنِّي أُفَكِّرُ كَيْفَ أُجِيبُكَ» [5] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ ثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: دعا بعض الأمراء (69 أ) أَيُّوبَ فَشَاوَرَهُ فِي شَيْءٍ فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ فيه شيئا أحدثك به. فقال:
فَرَأْيُكَ؟ قَالَ: لَيْسَ لِي فِيهِ رَأْيٌ. قَالَ: فَاذْهَبْ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ: إِنَّهُ لَيَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ لِمُحَمَّدٍ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَإِنَّهُ لَيَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ لِأَيُّوبَ حَدِيثًا لَمْ أَسْمَعْ مِنْ أَيُّوبَ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [1] قَالَ: قال شعبة: قال يونس ابن عُبَيْدٍ: مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ. قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: مَا كَتَبْتُ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا حَدِيثًا طَوِيلًا كُلَّمَا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ. قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ أَيُّوبُ: ذَكَرْتُ وَمَا أُحِبّ أَنْ أَذْكُرَ. قَالَ حَجَّاجٌ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: رُبَّمَا ذَهَبَ أَيُّوبُ فِي الْحَاجَةِ فَأُرِيدُ أَنْ أَمْشِيَ معه فلا يدعني ويخرج فيأخذ [2] هاهنا وهاهنا لِكَيْ لَا يُفْطَنَ لَهُ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ زِيَدٍ: مَا أَخَافُ عَلَى أَيُّوبَ وَابْنِ عَوْنٍ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا الْحَدِيثَ، ثُمَّ ذَكَرَ سُلَيْمَانُ حَدِيثَ عَطِيَّةَ السَّرَّاجِ وَلَا أَشُكُّ أَنَّهُ سَاقَ الْحَدِيثَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ وَقَدْ حَدَّثَنَا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
عَنْ عَطِيَّةَ السَّرَّاجِ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ الشَّعْبِيُّ عَلَى مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ جُهَيْنَةَ فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى كَذَا وَكَذَا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْمَسْجِدِ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أَرَاهُ قَالَ ثَلَاثُمِائَةٍ يَشْرَبُونَ نَبِيذَ الدِّنَانِ فِي الْعَرَاصِينِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَيُّوبُ فِي فَضْلِهِ وَمَذْهَبِهِ فِي الْمُسْكِرِ مَا كَانَ يَصْنَعُ بِهَذَا لَوْلَا أن شهوة الحديث حمله على ذكر ذلك. (69 ب) . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا أَبُو قُطْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهُ كَفَافًا- يَعْنِي من العلم [1]-. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مُحَمَّدٌ [2] قُلْنَا [3] : مَنْ؟ قَالَ: فَقُلْنَا أَيُّوبُ [4] . «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو بِشْرٍ [5] ثَنَا مُعَاذٌ [6] حدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَيُّوبَ يُقَوِّمُ لَهُمْ كتبهم بيده» [7] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حدثنا حماد عن هشام قال:
ثم أَكْتُبْ عَنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا حَدِيثَ الْأَعْنَاقِ، فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: كَانَ مُوسَى الْأَسْوَارِيُّ يَجِيءُ فِي رَمَضَانَ فَيُصَلِّي خَلْفَ أَيُّوبَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: شَهِدَ أَيُّوبُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ- يَعْنِي حَدِيثَ عَائِشَةَ فِي شَأْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حبيش- فقال لي: ويحدثني حفظا هَذَا الْحَدِيثَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ أَيُّوبُ: إذا رأيت الرجل يصنع شيئا فلا تحكي عَنْهُ حَتَّى تَسْأَلَهُ لِأَيِّ شَيْءٍ صَنَعَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ [1] قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ إِذَا قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ مَكَّةَ قَالَ يَقُولُ لَنَا: احْفَظُوا الْإِسْنَادَ فَإِنِّي أَنْسَاهُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ إذا قَدِمَ- يَعْنِي مِنْ مَكَّةَ- يَقُولُ: قَدْ أَتَيْتُكُمْ بِأَرْبَعَةِ أَحَادِيثَ خَمْسَةِ أَحَادِيثَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: مَرَّ أَيُّوبُ بِمَسْجِدِ بَنِي ضُبَيْعَةَ فَرَدُّوا عَلَيْهِ، فَعَلِمَ أَنَّهُمْ قَدْ زَادُوهُ فَجَعَلَ يَقُولُ- فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ-: يَعْلَمُ اللَّهُ أَنِّي لهذا كاره. (70 أ) حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ أَبِي بَكْرٍ صَاحِبِ الْكَرَابِيسِ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: إِذَا ذكر
الصَّالِحُونَ كُنْتُ عَنْهُمْ بِمَعْزِلٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ: إِنَّ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدٍ يَحْفَظُهُ قَالَ: إِنَّهُ لَيَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ أَسْمَعَ عَنْ مُحَمَّدٍ حَدِيثًا لَا أَحْفَظُهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا أَيُّوبُ- وَكَانَ أَوْثَقَ مَنْ رَأَيْتُ فِي زَمَانِهِ- عَنْ أَبِي بِشْرٍ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: كَانَ سُلَيْمَانُ يُنْكِرُ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ وَيَقُولُ: هذه بركت وكان أيوب لَا يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى [1] قَالَ: رَأَيْتُ أَيُّوبَ يُبْلِغُ مَعْمَرًا إِلَى الْعِرَاقِ. فَقُلْتُ لِعَبْدِ الْأَعْلَى: فَمَا مَنَعَكَ مِنْ أَيُّوبَ؟ قَالَ: كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ حَوْشَبٍ [2] وَكَانَ يَتَصَوَّفُ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: فِي مَنْزِلِ أَيُّوبَ الضَّبْعِ، فَتَرَكْنَاهُ، ثُمَّ نَدِمْنَا بَعْدُ. قَالَ عَلِيٌّ: بَلَغَنَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قال: قدم أيوب من مَكَّةَ فَرَأَيْتُ عَلَى فِرَاشِهِ مَجْلِسًا مُعَصْفَرًا فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَرَفَعْتُ الْمَجْلِسَ فَإِذَا تَحْتَهُ خَيْشٌ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَا أَعْلَمُ الْقَدَرَ مِنَ الدِّينِ [3] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَشَدَّ تَبَسُّمًا فِي وُجُوهِ الرِّجَالِ مِنْ أَيُّوبَ إِذَا لقيهم، وهارون بن رئاب كان شيئا
عَجَبًا [1] . قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ [2] يَقُولُ: كُلِّمَ أَيُّوبُ فِي إِحْسَانٍ يُعْطِيهِ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الْكِيسِ فَأَعْطَاهُ حِفْنَةً بِلَا عَدَدٍ وَلَا وَزْنٍ. قَالَ عَلِيٌّ: بَلَغَنِي أَنَّ أَيُّوبَ كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ فَإِذَا أَصْبَحَ تَنَحْنَحَ وَتَكَلَّمَ- يَرَى أَنَّهُ قَامَ تِلْكَ [السَّاعَةَ] [3] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: نَعَمْ، أَلْفٌ وَأَلْفٌ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا سليمان بن أخضر وكان في ابن عون كَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ فِي أَيُّوبَ. قَالَ عَلِيُّ بن المديني: كان يحي [4] يُقَدِّمُ أَزْهَرَ [5] عَلَى سُلَيْمَانَ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [6] يَقُولُ مِثْلُهُمْ، فَكُنْتُ أَقُولُ لِيَحْيَى فَقَالَ: اسْكُتْ أَزْهَرُ لَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ أَحَدٌ أَلْزَمَ مِنْهُ وَلَا أَصَحَّ. «قَالَ عَلِيّ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ- وذكر من طلب الحديث-
[فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنْ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ طَلَبَهُ] [1] وَعُنِيَ بِهِ وَحَفِظَ وَأَقَامَ عَلَيْهِ حَتَّى لَمْ يزل فيه الا ثلاثة: يحي بْنُ سَعِيدٍ وَسُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، لَمْ يَدَعُوهُ مُنْذُ طَلَبُوهُ وَلَمْ يَشْتَغِلُوا عَنْهُ لَمْ يَزَالُوا فِيهِ [إِلَى أَنْ] حَدَّثُوا» [2] . وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [3] حَفِظَ ثُمَّ نَسِيَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَعْطَانِي ابْنُ إِسْمَاعِيلَ أَطْرَافًا لِابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، فَلَقِيتُهُ وَهُوَ جَاءٍ مِنْ عِنْدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَسَأَلْتُهُ فَمَا حَفِظَ مِنْهَا إِلَّا حَدِيثًا أَوْ حَدِيثَيْنِ، ثُمَّ حَفِظَهَا بَعْدُ. قَالَ عَلِيٌّ: وَمَا رَأَى عَبْدُ الرحمن لإسماعيل كتابا قط. [قال] [4] علي: ما اقدر أَنْ أَقُولَ إِنَّ أَحَدًا أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ من إسماعيل. قال علي: قال يحي [5] : أَنَا لَمْ أَرَ إِسْمَاعِيلَ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ وَكُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ سَمِعَ وَتَرَكَ. أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: قُدِّمَ عَلَيْنَا إِسْمَاعِيلُ عَلَى الصَّدَقَةِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَجُعِلَ لَهُ الثمن، قدم بالأمانة فَكَانَ لَا يُفَتِّشُ أَحَدًا فَجَاءَ يُسَلِّمُ عَلَى عَبْدِ الْوَارِثِ [6] . فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بِشْرٍ ما هذا الّذي يعد أيوب
[معرفة القضاة]
وَيُونُسُ؟ فَقُلْنَا: يَا أَبَا عُبَيْدَةَ الدَّيْنُ وَالْعِيَالُ. فَقَالَ: أَتَرَى الَّذِي يَرْزُقُ الذَّرَّ فِي الصَّفَا كَانَ يَغْفَلُكَ!؟ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ: كِسْرَةً وملح وَمُتْ كَرِيمًا. قَالَ عَلِيٌّ: كَأَنَّ عَبْدَ الْوَارِثِ خشي منه هو شَابٌّ. قَالَ عَلِيٌّ: فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ [1] قَالَ: دَخَلَ عَلَى أُمِّي فَقَالَ: أَنَا مَيِّتٌ فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ يَقِيكَ اللَّهُ. فَقَالَ: أَنَا مَيِّتٌ قد انقطع رزقي (71 أ) سمعت [2] الرزق قد انْقَطَعَ. قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ غِلْمَانٍ فَجَعَلُوا يَمُوتُونَ حَتَّى بَقِيَ آخِرُهُمْ وَاحِدٌ يَعْمَلُ فَلَمَّا مَاتَ قَبْلَهُ بِسَبْعَةِ أَيَّامٍ دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ فَقَالَ لَهَا هَذِهِ الْمَقَالَةَ: قَدْ مَاتَ هَذَا الْغُلَامُ وَأَنَا لَا أَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا فَقَدِ انْقَطَعَ رِزْقِي فَمَرِضَ فَمَاتَ بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ أَسْمَعْهُ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ مِمَّا يَرْمُونَهُ بِهِ قَطُّ، وَلَا سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ أَحَدًا يَذْكُرُ شَيْئًا مِنْ ذَا. عَبْدُ الْوَارِثِ مَوْلَى بَلْعَنْبَرِ بْنِ تَمِيمٍ، وَابْنُ عُلَيَّةَ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَسَأَلْتُ ابْنَهُ فَذَكَرَ أَنَّ وَلَاءَهُمْ لِبَنِي أَسَدٍ. [مَعْرِفَةُ الْقُضَاةِ] أَوَّلُ قَاضٍ قَضَى عَلَى الْبَصْرَةِ أَبُو مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ [3] أَمَّرَهُ أَبُو مُوسَى [4] أَنْ يَقْضِيَ.
ومن الأنصار
وَسَمِعْتُ ابْنَ الرَّهَطِيِّ يَقُولُ: هُوَ الَّذِي شَهِدَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ لِزِيَادِ بْنِ سُمَيَّةَ، ثُمَّ كَعْبِ بْنِ سَعْدٍ، ثُمَّ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، ثُمَّ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ. وَمِنْ بَعْدِهِ [1] زُرَارَةُ قَضَى عَلَى الْبَصْرَةِ قَبْلَ عِمْرَانَ وَبَعْدَ عِمْرَانَ مَرَّتَيْنِ. ثُمَّ عُمَيْرَةُ بْنُ يَثْرِبِيٍّ بَعْدَهُ وَسَيِّدٌ الْجَمَلُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَعْلَى وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ فَضَالَةَ، وَهِشَامُ بْنُ هُبَيْرَةَ مَوْلَى اللَّيْثِيِّينَ. وَمِنَ الْأَنْصَارِ ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ وَالْحَسَنُ [2] مَوْلَى الْأَنْصَارِ. لَمْ يَقْضِ عَلَيْهِمْ مَوْلًى إِلَّا الْحَسَنُ، وَكَانَ يَقْضِي عَلَيْهِمُ الْعَرَبُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: وَكَانَ الْحَجَّاجُ بن أرطأة يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِ: هَلْ عِنْدَكَ حُجَّةٌ؟ هَلْ لَكَ قَوْلٌ؟ هَلْ ... هَلْ ... كَأَنَّهُ كَانَ قَاضِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ. وَسِوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَعُبَيْدُ [3] اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ وَخَالِدُ بْنُ طُلَيْقٍ الأنصاري وابن أبي حنيفة [4] (71 ب) وَابْنُ أَكْثَمَ [5] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارٍ [6] قَالَ: تُوُفِّيَ سَوَّارٌ فِي ذِي الْحِجَّةِ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وخمسين قاضيا على البصرة.
«وَبِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ مَاتَ أَمِيرًا بِالْبَصْرَةِ» [1] وَالثَّالِثُ [2] مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [3] . وَاسْتُقْضِيَ بَعْدَ سَوَّارٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ [4] عَزَلَهُ الْمَهْدِيُّ وَاسْتَقْضَى حَمَّادَ بْنَ طَلِيقٍ فَعُزِلَ وَلَقِيَ شِدَّةً، وَاسْتَقْضَى بَعْدَهُ عُمَرَ بْنَ عُثْمَانَ التَّيْمِيَّ [5] وَاسْتُعْفِيَ وَاسْتَقْضَى [6] مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [7] مُعَاذَ بْنَ مُعَاذِ بْنِ نَضْرِ [8] بْنِ حَسَّانِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ. قَالَ: وَالْمَخْزُومِيُّ [9] أَرَاهُ قَبْلَ مُعَاذٍ. ثُمَّ عزلهم هارون ولى عمر بن حبيب. وبعد عمر معاذ، وَبَعْدَ مُعَاذٍ الْأَنْصَارِيَّ [10] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَسَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاذٍ فِي خَلْوَةٍ فَقُلْتُ: يا أبا
عَمْرٍو مَا الَّذِي وَقَعَ بَيْنَ أَبِيكَ وَالْأَنْصَارِيِّ؟ فَفَزِعَ وَقَالَ: مَالَكَ وَلِهَذَا، فغضب ثم نظر في وجهي فقال: الفارسي؟ فقلت: نعم. فقال: دع هذا عنا. فقلت: يا أبا عمرو الناس يحدثون بأراجيف ولعله كذب. فقال: أجمل لك. فقال: أخاف والله أبي وأمي وإخوتي وصبيانك الصغار والكبير بعدنا، وكلما قُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو وَمَا كَانَ سَبَبُ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: كَانَ ذَاكَ الْكَسَّاءُ الَّذِي عِنَدَكُمْ وَقَّفَ هاهنا وَقْفًا وَسَبَّلَهُ عَلَى قَوْمٍ فَإِنِ انْقَرَضُوا رَجَعَ الْوَقْفُ إِلَى الْأَنْصَارِيِّ وَغَيْرِهِ مِنْ بَنِي أَبِيهِ، وَاحْتَاجَ الْوَقْفُ أَيَّامَ كَانَ أَبِي عَلَى الْقَضَاءِ أَنْ يُثْبِتَ ذَلِكَ عِنْدَ أَبِي فَأَحْضَرَ الْأَنْصَارِيَّ وَآخَرَ فَشَهِدَا عِنْدَ أَبِي فَلَمْ يَقْبَلْ أَبِي شَهَادَتَهُ لِرُجُوعِهِ إِلَيْهِ، فَوَقَعَ فِي الْمَسْجِدِ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ مُعَاذٍ رَدَّ شَهَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ. فَقَصَدَنَا بِكُلِّ مَكْرُوهٍ وَآذَانَا أَشَدَّ الْأَذَى حَتَّى خِفْنَا فِي مَنَازِلِنَا أَبِي وَأُمِّي وَالصَّغِيرُ مِنَّا وَالْكَبِيرُ. قَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَوَلِيَ بَعْدَ الأنصاري أبي رضي الله عنه، والأنصاري (72 أ) وَلَّاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوِلَايَةَ الثَّانِيَةَ أَيَّامَ الْفِتْنَةِ بَعْدَ أَمْرِكُمْ [1] . قَالَ سَوَّارٌ وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن الخليل قال: شهدت سوار وعمر ابن عَامِرٍ: وَمَا يُرْجَى مِنْ ذَاكَ، ذَاكَ [2] أَلْطَفُ وَخَيْرٌ، وَمَا أَرَى هَذَا عَيْبًا. قَالَ: فَقَالَ: كُلُّ مَا يُخَالِفُ أَمْرَ الْعَامَّةِ فَإِنِّي أَرَاهُ عَيْبًا أُرَدُّ بِهِ. فَرَجَعَ إِلَى قَوْلِ سَوَّارٍ.
قَالَ سَوَّارٌ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَكَمَ فِينَا سَوَّارٌ بِعِلْمِهِ. قَالَ مُعَاذٌ: وَأَقَادَ سليمان بن علي رجلا بكتاب يحي بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ بِقَسَامَةٍ ثَبَتَتْ عِنْدَهُ. فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ بِالْقَسَامَةِ بِكِتَابِ قَاضٍ إِلَى قَاضٍ. سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيَّ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ: قَدْ أَشْرَفْتُ عَلَى أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةٍ وَمُنَايَ أَنْ يَكُونَ لِي سُلْطَانٌ سَاعَةً بِالْبَصْرَةِ فَأُخْرِجَ هَذَا الْأَعْمَى الْبَصَرُ الْأَعْمَى الْقَلْبُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَأَرُدَّهُ إِلَى الْأُبَلَّةِ لِيُحَدِّثَ بَنِي عَمِّهِ هُنَاكَ- يَعْنِي أَبَا عُمَرَ الضَّرِيرَ-. فقال له أبو الربيع الزهراني: ماله يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: يُحَدِّثُ وَيُمْلِي الْأَحَادِيثَ ثم يَقُولُ قَالَ أَبُو عُمَرَ كَذَا خلاف ما يحدث عن السلف. وبلغني انه حدث أن النبي عليه السلام أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَتَزَوَّجَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَلَوْ سَمَّى لَهَا صَدَاقًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى أَبِي عُمَرَ. وَقَالَ أَبُو الرَّبِيعِ: يُحَرِّفُونَ عَلَيْهِ لَمْ يَقُلْ هَكَذَا إِنَّمَا قَالَ لَوْ أَنَّ إِنْسَانًا فَعَلَ هَذَا الْيَوْمَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يُسَمِّيَ لَهُ صَدَاقًا. فَقَالَ: هَذَا شَرٌّ وَأَشَرُّ رَغْبَةً عَمَّا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُنَّتِهِ. هَلْ رَأَى أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِنَا فِعْلَ فِعْلَهُ وَقَالَ قوله (72 ب) يُحَدِثُ بِالْحَدِيثِ وَيَقُولُ قَالَ أَبُو عُمَرَ بِخِلَافِهِ!! «قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَسَمِعْتُ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ من داود ابن أَبِي هِنْدٍ أَحَادِيثَ- ذَكَرَ كَثْرَةً- وَسَمِعَ مَعِيَ إِنْسَانٌ فَأَخَذَ لِيَنْسَخَ فَطَالَتْ غَيْبَتُهُ عَنِّي فَتَرَكْتُهُ ولم أروه» [1] .
[عبد الله بن عون] .
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَرِضْتُ مَرْضَةً فَقَدْتُ فَهْمِي وَعَقْلِي، فَلَمَّا فَقِهْتُ قَالَ لِي أَبِي: يَا بُنَيَّ قد جاءك يحي بْنُ سَعِيدٍ [1] عَائِدًا فِي مَرَضِكَ. فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَلَمْ أَفْهَمْهُ مِنْ غَلَبَةِ الْمَرَضِ. [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بن حرب حدثنا حماد [عن] [2] ابن عون قَالَ: قُلْتُ [3] عِنْدَ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ فَكِلَاهُمَا لَمْ يَزَالَا قَائِمَيْنِ حَتَّى فَرَشَا [4] . قَالَ: وَرَأَيْتُ الْحَسَنَ نَفَضَ لِيَ الْفِرَاشَ بِيَدِهِ. وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَقُولُ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: لَمَّا وُلِدَ لِي إِسْمَاعِيلُ وَتَحَرَّكَ ذَهَبْتُ بِهِ إِلَى حَلْقَةِ ابْنِ عَوْنٍ قُلْتُ لَعَلَّ ابْنَ عَوْنٍ يَدْعُو لَهُ. قَالَ: فَلَمَّا قُمْنَا قَالَ لَنَا الصبي: يا ابنه مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ- يُرِيدُ ابْنَ عَوْنٍ [5]-؟ ذَاكَ كأنه من الملائكة أو كلام نَحْوَ هَذَا. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابْنَ عَوْنٍ عَنِ الْوِتْرِ أَيْ مَتَى يُوتِرُ؟ قَالَ: فَحَدَّثَهُ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ. قَالَ فَقَالَ: حَدِّثْنِي كَيْفَ تَفْعَلُ أَنْتَ؟ قَالَ: فَلَمَّا قَالَ فَقُلْنَا يَا أَبَا عَوْنٍ أَخْبِرْهُ. قَالَ فَقَالَ: كَفَى بِالرَّجُلِ مَا يُخْطِئُ فِي نَفْسِهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى عِكْرِمَةَ وَمَعِيَ رَجُلَانِ. قَالَ: فَلَقِينَاهُ فسألناه عنها يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ 5: 101 [1] . قَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ قَامَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا حَدَّثْتُكُمْ. قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ فَكِرَهَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ مَقَامَتَهُ. قَالَ: فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبِي؟ قَالَ: أَبُوكَ حُذَافَةُ. قَالَ ابن عون: فلم أسأل (73 أ) عِكْرِمَةَ عَنْ شَيْءٍ قَبْلَ هَذِهِ الْآيَةِ وَلَا بَعْدَهَا. قَالَ: وَسَأَلْتُ نَافِعًا [2] عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ وقد كنت خبأتها لغير واحد يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ 5: 101 [3] قَالَ نَافِعٌ: مَا زَالَ كَثْرَةُ السُّؤَالِ مُنْذُ قَطٍّ يُكْرَهُ. قَالَ: فَكَانَ فِيمَا يَقُولُ إِذَا سُئِلَ لَا أَدْرِي. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ [4] حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ وَغَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ يَأْتِيَانِ أَبَا بُرْدَةَ [5] ، فَتَوَجَّهْتُ إِلَى أَبِي بردة فلقيتهما جائيين مِنْ عِنْدِهِ فَذَكَرَا أَنَّ أَبَا بُرْدَةَ حَدَّثَهُمَا عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: قَالَ لِي مُعَاذٌ وَحَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ: جِئْتُ يَوْمًا إِلَى أَهْلِي فَإِذَا أَبِي يَقُولُ: جَاءَنَا ابن
عَوْنٍ يَسْأَلُنِي عَنْكَ، فَأْتِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ جِئْتَ تَسْأَلُنِي. قَالَ: نَعَمِ الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتُكَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَيْفَ هُوَ؟ قُلْتُ: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: نَعَمْ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ لَا أَكُونَ حَدَّثْتُكَ كَمَا هُوَ عِنْدِي. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ ثَنَا يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ [1] قَالَ شُعْبَةُ يَقُولُ: سَمِعْتُهُ يُرِيدُ أَنْ يَأْتِي سَيِّدَنَا عَلِيَّ بْنَ عَلِيٍّ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا تَرَكَ مِنَ التَّابِعِينَ مَا تَرَكَ ابْنُ عَوْنٍ تَرَكَهُمْ لِلرَّأْيِ. قَالَ عَلِيٌّ: عَطَاءٌ [3] وَطَاوُسٌ لِلصَّرْفِ، وَرَوَى مُجَاهِدٌ أَنَّهُ كَرِهَ الصَّرْفَ وَأَخَذَ هَذَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ. وَكَانَ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ يَنْظُرُ فِي هَذَا مَالِكٌ وَأَخَذَ هَذَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ وَأَخَذَهُ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ فِقْهًا مِنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ وَعِنْدَهُ أَيُّوبُ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، فَلَمَّا قام
(73 ب) حُمَيْدٌ مُتَوَجِّهًا إِلَى أَهْلِهِ تَبِعَهُ أَيُّوبُ وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: فَعَرَفْتُ الْمَسَاءَةَ فِي وَجْهِ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ. قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أَرَى أَنَّ هَذَيْنِ الشَّيْخَيْنِ إِنْ حدث منهما حدث أن هذين يستخلفانهما- يَعْنِي الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ وَيَعْنِي أَيُّوبَ وَيُونُسَ- قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا لَنُؤَمِّلُ ذَلِكَ فِيهِمَا. قَالَ: فَقَالَ: أَفَمَا رَأَيْتَهُمَا اتَّبَعَانِي وَكَرِهَ ذَلِكَ شَدِيدًا [1] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: اجْتَمَعَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ فَتَذَاكَرَا الْحَلَالَ وَكِلَاهُمَا يَقُولُ: مَا أَرَى فِي بَيْتِيَ دِرْهَمًا حَلَالًا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا رَبِيعٌ الْخَزَّازُ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةُ شَوْذَبٍ بِثَوْبٍ أَغَرَّ فَأَلْقَتْهُ عَلَى يُونُسَ فَقَالَتْ: اشْتَرِ هَذَا يَا هَذَا. قَالَ: بِكَمْ: قَالَتْ: بِمِائَةٍ. قَالَ: ثَوْبُكِ خَيْرٌ مِنْ ذَاكَ. قَالَتْ: بِمِائَتَيْنِ. قَالَ: ثَوْبُكِ خَيْرٌ مِنْ ذَاكَ قَالَتْ: بِثَلَاثِمِائَةٍ. قَالَ: ثوبك خير من ذلك. قالت: بأربعمائة. قَالَ أَبُو بِشْرٍ: فَأَنَا أَسْأَلُ حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعَ أَوْ خَمْسَ مِائَةٍ. قَالَ: هَذَا عِنْدَنَا إِنِ اشْتَرَاهُ رَجُلٌ فَوَضَعَهُ عِنْدَهُ حَتَّى جَاءَهُ طَالِبٌ يَرْبَحُ فِيهِ مِائَةً فَآخُذُهُ؟ قَالَتْ: خُذْهُ. قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبَتْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا كَانَ عَلَيْكَ لَوْ أَخَذْتَهُ بِمِائَةٍ. قَالَ: لَا شَيْءٌ إِلَّا أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّهَا امْرَأَةٌ مَغْرُوقَةٌ [2] فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْصَحَهَا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا عُمَارَةُ الصَّيْدَلَانِيُّ [3] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَأَخْبَرَنِي عَنْهُ أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أيوب
[محمد بن واسع]
فجاء يحي بن عيتق. فَلَمَّا قَامَ قَالَ أَيُّوبُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ ينظر الى سيرتي خالص فلينظر الى يحي. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ الشَّنِّيِّ [1] عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ [2] قَالَ: إِنِّي لَقَلِيلُ الْغَضَبِ، وربما لم اغضب في سنة مرة (74 أ) وَرُبَّمَا تَكَلَّمْتُ بِكَلِمَةٍ فِي غَضَبٍ أَنْدَمُ عَلَيْهَا إِذَا رَضِيتُ [3] . [مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ] [4] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: جَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ إِلَى مالك بن دينار فقال: يا ابا يحي إِنْ كُنْتَ مِنْ سُكَّانِ الْجَنَّةِ فَطُوبَى لَكَ. قَالَ: فَقَالَ مَالِكٌ: يَنْبَغِي لَنَا إِذَا ذَكَرْنَا الْجَنَّةَ أَنْ.... [5] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قَالَ: كَانَ إِذَا قِيلَ بِالْبَصْرَةِ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؟ قَالُوا: مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ، وَلَمْ يَكُنْ يُرَى كَثِيرَ عِبَادَةٍ [6] ، وَكَانَ يَلْبَسُ قَمِيصًا
[منصور بن زاذان]
بَصْرِيًا وَسَاجًا [1] . وَبِهِ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: حَضَرَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ، فَلَمَّا فَرَغُوا أَمَرُوا بِطَعَامٍ، فَتَنَحَّى مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ نَاحِيَةً. فَقَالُوا: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا تَدْنُو إِلَى هَذَا الطَّعَامِ؟ قَالَ: إِنَّمَا يَأْكُلُ مَنْ بَكَى [2] . وَبِهِ قَالَ: اجْتَمَعَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ فَتَذَاكَرُوا الْعَيْشَ. فَقَالَ مَالَكٌ: مَا مِنْ شَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِلرَّجُلِ غَلَّةٌ يَعِيشُ مِنْهَا. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ غَدَاءً وَلَمْ يَجِدْ عَشَاءً، وَوَجَدَ عَشَاءً وَلَمْ يَجِدْ غَدَاءً وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ: يَكْفِي مِنَ الدُّعَاءِ مَعَ الْوَرَعِ الْيَسِيرُ [3] ، كَمَا يَكْفِي الْقِدْرَ مِنَ الْمِلْحِ. وَكَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ عِلِّيَّةٌ فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ دَخَلَ ثُمَّ أَغْلَقَهَا عَلَيْهِ. وَبِهِ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ. [مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ يَزِيدُ- يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ-: زَعَمُوا أَنَّ مَنْصُورًا كَانَ- يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ- كَانَ يَخْتِمُ فِي الضُّحَى. وَإِنَّمَا كَانَ يُعْرَفُ ذَلِكَ مِنْهُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ، وَكَانَ سَرِيعَ الْقِرَاءَةِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يترسل فكان لا يستطيع فأرسل
[الأسود بن شيبان]
الْمُصْحَفَ إِلَى فُلَانٍ فَقَطَّهُ، وَذَكَرَ يَزِيدُ [1] الْعَوَّامُ قَالَ: كَانَ صَاحِبَ أَمْرِ مَعْرُوفٍ وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ. وَكَانَ الْفَضْلُ بن دلهم [2] عندنا قصابا، ورأيت لينا أبا المشرفي [3] ، (74 ب) وكان حسن الهيئة، وكان أبو عقيل قاضيا علينا، ورأيت أبا بلج [4] وكان جارا لنا ولم يكن له حاجة في النساء فكان يتخذ الحمام. قَالَ أَبُو بَلْجٍ- وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَجَعَلَ يَذْكُرُ اللَّهَ- قَالَ: لَوْ قَامَتِ الْقِيَامَةُ وَدَخَلْنَا الْجَنَّةَ. يَقُولُ: لَذَكَرْنَا اللَّهَ [5] . [الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ] حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ وَثَنَا عَفَّانُ [6] قَالَ: وَاتَّبَعْتُهُ مَرَّةً فَقُلْتُ لَهُ- يَعْنِي الْأَسْوَدَ بْنَ شَيْبَانَ-: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى السُّوقِ وَقَدْ حَبَسْتَنِي عَنْ صَنْعَتِي. قَالَ: وَأَنَا لِي حَاجَةٌ أَوْ صَنعَةٌ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا حَاجَتُكَ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أُصَلِّي. ثُمَّ أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَقَالَ: رَأَيْتُنِي أَمْسِ بِالْعَشِيِّ وَاحْتَوَشَنِي كَأَنِّي أَمِيرٌ. وَبَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَهُ أَرَادُوا أَنْ يُزَوِّجُوهُ فَجَعَلَ يَأْبَى، فَقَالَ لَهُمْ: وَتَنَامُ مَعِي عَلَى الْفِرَاشِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَلَا حَاجَةَ لِي بها.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ [1] قَالَ: حَجَّ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ وَلَيْسَ مَعَهُ زَادٌ لِنَفْسِهِ وَلَا عَلَفٌ لِنَاقَتِهِ. قَالَ فَجَعَلَتْ نَاقَتُهُ تَهُشُّ الْأَرْضَ وَهُوَ يَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا حَتَّى حَجَّ وَرَجَعَ. قَالَ: وَكَانَ كُلُّ يَوْمٍ إِلَّا ذَهَبَ إِلَى الْجَبَّانَةِ يُصَلِّي عَلَى الْجَنَائِزِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا يزيد ابن زُرَيْعٍ قَالَ: كَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ إِذَا حج يشتري ناقة حلوب فَيَحُجُّ عَلَيْهَا وَلَا يَتَزَوَّدُ وَيَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا حَتَّى يَرْجِعَ. «أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: فَاخَرْتُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَغَلَبْتُهُمْ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ وَالْأَحْنَفُ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَلَمَّا رَآنِي قَدْ غَلَبْتُهُمْ أَرْسَلَ غُلَامًا لَهُ فَجَاءَهُ بِكِتَابٍ. فَقَالَ لِي: هَاكَ اقْرَأْ. فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِيهِ: مِنَ الْمُخْتَارِ إِلَيْهِ يَذْكُرُ أَنَّهُ نَبِيٌّ. قَالَ: يَقُولُ الْأَحْنَفُ أَنَّى فِينَا مِثْلُ هَذَا» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سمعت عمار ابن رُزَيْقٍ يَقُولُ: قِيلَ لَنَا أَنَّ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ يزعم انه نبي. قال: فذهبت اليه (75 أ) فَإِذَا نَحْنُ بِنَسَّاجٍ يَنْسِجُ، فَكَلَّمْنَاهُ فَقَالَ: إِنِّي نَبِيٌّ. فَقُلْنَا لَهُ: نَبِيٌّ حَائِكٌ؟ فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تُرِيدُونَهُ صَرَّافٌ؟. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: أَيُّهُمَا خَيْرٌ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ؟ فَقَالَ الحسن: كان يبدأ بأهل
الْكُوفَةِ. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنِ الْحُوَيْطِيِّ وَآخَرَ، أحدهما عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَالْآخَرُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ أَحَدُهُمَا: قِرَاءَةُ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ [1] بِدْعَةٌ، وَقَالَ الْآخَرُ: لَوْ صَلَّى بِي رَجُلٌ فَقَرَأَ بِقِرَاءَةِ حَمْزَةَ لَأَعَدْتُ صَلَاتِي» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سلمة عن أحمد بن حنبل حدثنا عفان بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ [3] قَالَ: قَالَ الْأَشْعَثُ [4] : ما رأيت هشاما [5] عند الحسن قط. قال فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ عَمْرًا [6] يَقُولُ هَذَا فَأَنْتَ إِنْ قُلْتَهُ قَوَّيْتَهُ عَلَيْهِ أَوْ صُدِّقَ أَوْ نَحْوَ هَذَا. قَالَ: لَا أَقُولُ هَذَا وَلَا أعود لهذا. وقال: حدثنا عفان ثنا وهب قَالَ: رَأَيْتُ مُبَارَكَ بْنَ فَضَالَةَ يُحَدِّثُ عَنْ يُونُسَ فِي حَلْقَةِ يُونُسَ [7] وَيُونُسُ شَيْئًا هَذَا [8] . قال حماد [9] :
كَانَ مُبَارَكٌ يُجَالِسُنَا عِنْدَ الْأَعْلَمِ [1] فَإِذَا جَاءَتِ الْمُسْنَدَةُ الْمَرْفُوعَةُ قَالَ مُبَارَكٌ، فَإِذَا جَاءَتِ الْفُتْيَا فَإِلَى الْأَعْلَمِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ بِالْكُوفَةِ ثُمَّ قَدِمْتُ وَاسِطَ فَحَدَّثَنِي شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ- يَعْنِي وَهُوَ حَيٌّ-. وَسَمِعْتُ يَزِيدَ يَقُولُ: بَقِيَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ بَعْدَ قَتَادَةَ زَمَانًا، وَرَوَى عَنْ قَتَادَةَ قِصَّةَ الْحُلَّةِ «اشْتَرَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً» . وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: أَوْصَى قَتَادَةُ إِلَى مَطَرٍ [2] وَأَوْصَى مَطَرٌ إِلَى فَرْقَدٍ [3] ، وَرُبَّمَا سَمِعْتُ مَطَرًا وَهُوَ يَقُولُ لِسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ: أَيُّ شَيْءٍ تَلْقَى أَنْتَ مِنَ النَّاسِ بَعْدِي يَعْنِي الفتيا-. (75 ب) . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ من قال لا إله إلا الله وكان فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إلا الله وكان في قلبه من الخير مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ من قال لا إله إلا الله وكان فِي قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً. قَالَ يَزِيدُ: فَلَقِيتُ شُعْبَةَ فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ شعبة حدثنا
بِهِ قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ إِلَّا أَنَّ شُعْبَةَ جَعَلَ مَوْضِعَ الذَّرَّةِ دَرَّةً. قَالَ يَزِيدُ: صَحَّفَ فِيهَا أَبُو بِسْطَامٍ. قَالَ يَزِيدُ: فَلَقِيتُ عِمْرَانَ [1] أَبَا الْعَوَّامِ الْقَطَّانَ فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ فَقَالَ حَدَّثَنَا بِهِ قَتَادَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَدِيثِ. قَالَ يَزِيدُ: أَخْطَأَ عِمْرَانُ وَهِمَ فِيهِ. قَالَ وَكَانَ عِمْرَانُ حَرُورِيًّا، وَكَانَ يَرَى السَّيْفَ عَلَى أَهْلِ الْقِبْلَةِ [2] . قَالَ: وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ [3] وَلَّاهُ حِينَ خَرَجَ بِالْبَصْرَةِ الْغَزَاةَ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ أَبُو دَاوُدَ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: أَيْنَ كُنْتُمْ عَنِّي وَأَنَا خَالٍ زَمَنَ كَانَ يَأْتِينِي يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ ثَنَا يَزِيدُ قَالَ: كُنْتُ آتِي شُعْبَةَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَخْرُجَ إِبْرَاهِيمُ فَأَجِيءُ وَهُوَ نَائِمٌ وَالذُّبَابُ عَلَى وَجْهِهِ فَأُقِيمُهُ فَحَدَّثَنِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ عِنْدِي أَطْرَافٌ يُحَدِّثُنِي [5] مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ صِرْنَا اثْنَيْنِ أَنَا وَابْنُ عُلَيَّةَ [6] ، ثُمَّ صِرْنَا ثَلَاثَةً أَنَا وابن علية وابو عوانة [7] ،
[عمرو بن عبيد]
ثُمَّ صِرْنَا أَرَبْعَةً بَعْدَ ذَلِكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ، فَكُنَّا أَرْبَعَةً حَتَّى أَخَذْنَا مَا عِنْدَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ثَنَا يزيد قال: كان شعبة (76 أ) وَمَا قَالَ لِي شَيْئًا يَسُوءُنِي قَطُّ إِلَّا مَرَّةً حَدَّثَنِي حَدِيثًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ «أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ «فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ دُونَ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: أَنَا أَنَا. وَضَرَبَ صَدْرِي وَصَاحَ فِي وَجْهِي. فَتَرَكْتُهُ سَاعَةً لَا أُكَلِّمُهُ. فَقَالَ لِي: مَالَكَ أَلَا تَسْأَلُ؟ قُلْتُ: مَا فِي نَفْسِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ حَدِيثِ الْعَشِيَّةِ الْبَتَّةَ. فَلَمَّا كَانَ [1] مِنْ قَبْلِ الْغَدَاةِ جَاءَ إِلَى الْبَيْتِ فَدَقَّ عَلَى الْبَابِ فَقَالَ: لَا يَسُوءُكَ، كَفّ عَلَيَّ عَنْ [2] . فَقُلْتُ: عَلَيَّ يَا أَبَا بِسْطَامٍ لَا يَسُوءُكَ اللَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْكَ إِلَّا خَيْرٌ [3] . [عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ] [4] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ: أَمَا نَهَاكَ أَبُوكَ عَنْ مُجَالَسَتِي. قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: كُنْتَ غُلَامًا حَدَثًا فَآنَ أَنْ تَسْمَعَ. وَقَالَ عَمْرٌو: عَرَضْنَا قَوْلَنَا عَلَى فُلَانٍ فَقَبِلَهُ [5] . قَالَ: وَكَذَبَ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى [6] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ قَبْلَ أَنْ يُحَدِّثَ.
«وَقَالَ سُفْيَانُ: رَأَى الْحَسَنُ أَيُّوبَ فَقَالَ: هَذَا سَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قَالَ: وَرَأَى عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَوْمًا فَقَالَ: هَذَا مِنْ سَيِّدِي شَبَابِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِنْ لَمْ يُحَدِّثْ» [1] . «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قِيلَ لِأيُّوبَ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ رَوَى عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ لَا يُجْلَدُ السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ؟ قَالَ: كَذَبَ عَمْرٌو، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: السَّكْرَانُ مِنَ النَّبِيذِ يُجْلَدُ» [2] . «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: قَالَ لِي أَيُّوبُ: كَيْفَ تَثِقُ بِحَدِيثِ رجل لا تثق بدينه- يعني عمرو ابن عُبَيْدٍ-[3] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: يَا عَجَبًا لِصَبِيٍّ مِنَ الصِّبْيَانِ يَغْتَرُّ غَارًا [4] مَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ جَهَارًا جَهَارًا يَدْعُو النَّاسَ إِلَيْهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قال: أرسل (76 ب) عَمْرٌو إِلَى أَيُّوبَ أُحِبُّ لِقَاءَكَ فَإِنَّ النَّاسَ يَكْذِبُونَ عَلَيَّ. قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا فِي مَسْجِدِ كَذَا- سَمَّاهُ سُلَيْمَانُ- قَالَ: فَلَمَّا سَلَّمَ أَيُّوبُ أَقْبَلَ على عمرو ليسائله. قال: وجاء إنسان
يُكَلِّمُ أَيُّوبَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَيُّوبُ وَتَرَكَ عَمْرًا. قَالَ فَقَامَ عَمْرٌو وَذَهَبَ. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: مَا عَدَدْتُ عَمْرًا عَاقِلًا قَطُّ» [1] . «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا بَكْرٌ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فِي أَصْحَابِ الْبَصْرِيِّ فَقَالَ: لَا يُعْفَى عَنِ السَّارِقِ. قَالَ: فَقُلْتُ: أَيْنَ حَدِيثُ صَفْوَانَ [2] ؟ فَقَالَ لِي: تَحْلِفُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَذَا؟ قَالَ فَقُلْتُ: أَتَحْلِفُ باللَّه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقُلْ هَذَا؟ [فَحَلَفَ باللَّه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقُلْ] . قَالَ: فَحَدَّثْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَوْنٍ. قَالَ: فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: يَا بُنَيَّ حَدِّثِ الْقَوْمَ» [3] . «قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: جَلَسَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَشَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ لَيْلَةً يَتَخَاصَمُونَ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ، قَالَ: فَمَا صَلَّوْا لَيْلَتَئِذٍ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ: وَجَعَلَ عَمْرٌو يَقُولُ: هِيهِ أَبَا مَعْمَرٍ، هِيهِ أَبَا مَعْمَرٍ» [4] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قُلْتُ لِمَعْمَرٍ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ التي عن الحسن كلها عن عمرو؟
قَالَ: لَا: إِنَّمَا طَلَبْتُ الْعِلْمَ حِينَ مَاتَ الْحَسَنُ [1] ، قَالَ: فَكُنْتُ.... [2] وَحَدَّثَ شَيْئًا يُحَدَّثُ عَنْهُ. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كُنْتُ أُلِحُّ عَلَيْهِ بِالْإِسْنَادِ فَيَقُولُ: قَالَ بَعْضٌ. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [3] حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عُثْمَانُ أَخُو السَّمُرِيِّ فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ سَمِعْتُ وَاللَّهِ الْيَوْمَ بِالْكُفْرِ. فَقَالَ: لَا تَعْجَلْ وَمَا سَمِعْتَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ هَاشِمًا الْأَوْقَصَ يَقُولُ: إِنَّ تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ 111: 1 [4] وقوله [5] ذَرْنِي وَمن خَلَقْتُ وَحِيداً 74: 11 [6] وسَأُصْلِيهِ سَقَرَ 74: 26 [7] ان هذا ليس في أم الكتاب. (77 أ) وَاللَّهُ يَقُولُ: حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ 43: 1- 4 [8] فَمَا الْكُفْرُ إِلَّا هَذَا يَا أَبَا عُثْمَانَ؟ فَسَكَتَ عَمْرٌو هُنَيَّةً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ كَانَ الْقَوْلُ كَمَا يَقُولُ مَا كَانَ عَلَى أَبِي لَهَبٍ مِنْ لَوْمٍ وَلَا عَلَى الْوَلِيدِ [9] مِنْ لَوْمٍ. قَالَ: يَقُولُ عُثْمَانُ ذَلِكَ؟ هَذَا وَاللَّهِ الدِّينُ يَا أَبَا عُثْمَانَ. قال معاذ:
فَدَخَلَ [1] بِالْإِسْلَامِ وَخَرَجَ بِالْكُفْرِ [أَوْ] كَمَا قَالَ» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَفَّانٌ حَدَّثَنِي هَمَّامٌ [3] ثَنَا مَطَرٌ [4] قَالَ: لَقِيَنِي عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي وَإِيَّاكَ لَعَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وَكَذَبَ وَاللَّهِ إِنَّمَا عَنَى عَلَى الْأَرْضِ. قَالَ: وَقَالَ مَطَرٌ: وَاللَّهِ مَا أُصَدِّقُهُ فِي شَيْءٍ. سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: كُنَّا نَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ [5] فَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ذَهَبْنَا فَلَمْ نُصَلِّ خَلْفَهُ. قَالَ: وَقِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: كَيْفَ رَوَيْتَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ وَتَرَكْتَ عمرو ابن عُبَيْدٍ؟ قَالَ: إِنَّ عَمْرًا كَانَ دَاعِيًا. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: كَانَ حميد [6] من أكفهم عنه. قال: فجاء ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى حُمَيْدٍ قَالَ فَحَدَّثَنَا حُمْيدٌ بِحَدِيثٍ. قَالَ: فَقَالَ عَمرٌو: كَانَ الْحَسَنُ [7] يَقُولُهُ. فَقَالَ لِي حُمَيْدٌ: لَا تَأْخُذْ عَنْ هَذَا شَيْئًا فَإِنَّ هَذَا يَكْذِبُ عَلَى الْحَسَنِ، كَانَ يَأْتِي الْحَسَنَ مِنْ بَعْدِ مَا أَسَنَّ فَيَقُولُ يَا أَبَا سَعِيدٍ أَلَيْسَ تَقُولُ كَذَا وَكَذَا للشيء
سعيد بن عامر الضبعي
الَّذِي لَيْسَ مِنْ قَوْلِهِ قَالَ فَيَقُولُ الشَّيْخُ بِرَأْسِهِ هَكَذَا» [1] . «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ حَدَّثَنَا هَارُونُ الْأَعْوَرُ [2] وَكَانَ شَدِيدَ الْقَوْلِ فِي الْقَدَرِ» [3] . سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ [4] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: كنا (77 ب) عِنْدَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ فَحَضَرَتِ الْعَصْرُ فَقَامَ يَتَوَضَّأُ. فَقَالَ ابْنُ وَاسِعٍ [5] : نِعْمَ الرَّجُلُ مَالِكٌ نِعْمَ الرَّجُلُ مَالِكٌ، خُذُوا عَنْ مَالِكٍ خُذُوا عَنْ مَالِكٍ وَثَابِتٍ وَإِنَّ أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ لَحَسَنُ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ [6] عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: قُلْتُ لِيُونُسَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُفَضَّلِ. وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى الْهِنْدِ قال قلت للحسن: أوصني. قال: اغز نصر الله أينما كنت بعمل الله.
وَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَ: أَتَيْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ فَخَرَجَ إِلَيَّ فَقَعَدَ عَلَى بَابِ الدَّارِ فَإِذَا هُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ قَالَ قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ قَالَ: فَسَكَتَ مَلِيًا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: ذَاكَ وَاللَّهِ مَا أَرَى فِي الْعَامَّةِ. وَعَنْ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: لَمَّا هُزِمَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ مِنَ الْبَصْرَةِ وَحَضَرَتِ الْجُمُعَةُ قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: مِصْرٌ مِثْلُ هَذَا لَا يُجْمَعُ فِيهِ. قَالَ: فَأَرْسَلُوا إِلَى الحسن فلم يجيء، فَذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو نَضْرَةَ حَتَّى جَاءَ بِهِ قَالَ: وَكَانَتْ مَقْصُورَتَانِ وَكَانَ الْمِنْبَرُ في الخارجة منهما، فصعد المنبر فخطبنا وجمع بنا، وكان يتم التكبير وكان بنو مروان لَا يُتِمُّونَ التَّكْبِيرَ. فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ قَدِمَ أَهْلُ الشَّامِ وَلَمْ يَقْدِمْ أَمِيرُهُمُ ابْنُ سُلَيْمٍ [1] . قَالُوا: مَنْ جَمَعَ بِكُمْ تِلْكَ الْجُمُعَةِ فَلْيَجْمَعْ بِكُمُ الْيَوْمَ. قَالَ: فَبَعَثُوا إِلَى الْحَسَنِ فَجَاءَ فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ تِلْكَ الْجُمُعَةَ. وَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ بِشْرٍ عَنِ ابْنِ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَتَيْتُ سَالِمًا الْعَدَوِيَّ فَقُلْتُ [2] : أُنْبِئْتُ أَنَّكَ رَأَيْتَ الْهِلَالَ الْبَارِحَةَ. قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ [3] : فَأَمْضِي مِنْ وَجْهِي إِلَى ابْنِ سِيرِينَ. قُلْتُ: هَذَا سَالِمٌ زَعَمَ أَنَّهُ رَأَى الْهِلَالَ الْبَارِحَةَ. قَالَ: لَا أَدْرِي مَا سَالِمٌ. وَعَنْ سَعِيدٍ [4] عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: قال مالك بن أنس: كان
إِمَامُ النَّاسِ عِنْدَنَا بَعْدَ عُمَرَ زَيْدَ بْنَ ثابت، وكان إمام الناس عندنا بعد زيد ابن ثابت ابن عمر. (178 أ) وعن سعيد عن حميد بن الأسود عن ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ بِمَعْرُوفَةٍ هِيَ الْمَعْرُوفَةُ الْيَوْمَ. وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ هَذَا الْمَسْجِدَ وَمَا حَلْقَةٌ يُذْكَرُ فِيهَا الْفِقْهُ غَيْرَ حَلْقَةِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ وَسَائِرُ الْحِلَقِ قَصَصٌ. وَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَمْلَكَ لنفسه عند سمع مِنْ أَيُّوبَ. وَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيدِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ [1] عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَخْطُبُ فَذَكَرَهُ. وَعَنْ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ إِخْوَانِهِ غَدَا عَلَى أَهْلهِ فَقَعَدَ عِنْدَهُمْ، وَذَكَرَ يَعْلَى بْنَ حكيم قال: لم يكن له هاهنا أَهْلٌ إِلَّا أُمُّهُ فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ فَقَعَدَ عَلَى الْبَابِ [2] . قَالَ: وَكَانَ أَيُّوبُ إِذَا ثَقُلَ الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِهِ قَضَى حَوَائِجَهُ فِي أَهْلِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَبَاتَ عِنْدَ الْمَرِيضِ يُسَاهِرُهُ. وَإِنَّ أَيُّوبَ اعْتُقِلَ لِسَانُهُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ، فَدَخَلَ أَبُو حَمْزَةَ [3] فَجَعَلَ يُشِيرُ بِإِصْبُعِهِ إِلَى ظَهْرِهِ، وَكَانَ أَبُو حَمْزَةَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَوْ بَلَغَنِي أَنَّ أَحَدَهُمْ لَمْ يَكُنْ يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَغْسِلَ ظَهْرَهُ مَا غسلت كفي التمس الفضل.
وعن سعيد عن سعيد بن سليمان قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَخِي عَلَى أَيُّوبَ نَعُودُهُ وَقَدْ طُعِنَ، وَكَانَ أَخِي أَسَنَّ مِنِّي وَقَدِ اعْتُقِلَ لِسَانُهُ فَقَالَ لَهُ أَخِي: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَبْشِرْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي بِإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إِمَّا حَيَاةُ الطَّاعَةِ وَإِمَّا وَفَاةٌ فَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ. قَالَ: فَكَأَنَّهُ سَرَّهُ ذَلِكَ. قَالَ: ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ فَكَأَنَّهُ سَرَّهُ ذَلِكَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: رَأَيْتُ يزيد الرشك قال: وكانت أُمُّهُ مَوْلَاةٌ لِبَنِي ضُبَيْعَةَ وَأَبُوهُ مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ. وَعَنْ سَعِيدٍ قَالَ: وُلِدَ عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَعْرَابِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ أَوْ ثَمَانٍ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ. وَعَنْ سعيد عن هشام قال: كان يحي بن سيرين يقدم على محمد بن سيرين. وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا (78 ب) مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ [1] سَنَةَ سَبْعٍ أَوْ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ مَعَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ. وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: مَاتَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ، وَمَاتَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَعَنْ سَعِيدٍ: أَنَّ الْحَجَّاجَ أَمَرَ يَزِيدَ الرِّشْكَ [2] فَمَسَحَ الْبَصْرَةَ فَوَجَدَهَا فَرْسَخَيْنِ طُولًا فِي عَرْضِ خَمْسَةِ دَوَانِيقَ. وَوَجَدَ وَسَطَهَا مَقْبَرَةَ بَنِي يَشْكُرَ [3] أَوْ بَنِي ضُبَيْعَةَ- شك سعيد-.
وَعَنْ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ يُسَبِّحُ فِي كُلِّ سَجْدَةٍ وَرَكْعَةٍ سَبْعِينَ تَسْبِيحَةً. قَالَ: وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: لَمْ تَرَ بِعَيْنَيْكَ كُوفِيًّا وَلَا بَصْرِيًّا مِثْلَ ابْنِ عون. وعن سعيد عن سَلَّامٍ [1] عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَمَّا أَنْ آخُذَ سودح [2] فَمَا أَيْسَرَهُ- يَعْنِي نَاقِصًا- وَلَكِنْ أَعْيَانِي أَنْ أُعْطِيَ رَاجِحًا. وَعَنْ سَعِيدٍ [3] قَالَ صَاحِبٌ لَنَا: دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى أَبِي رَجَاءٍ [4] . قَالَ: فَنَظَرُوا فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَتْ لَهُمُ امْرَأَتُهُ: هُوَ تَحْتَ الْكِسَاءِ وَالْقَطِيفَةِ. قَالَ: فَرَفَعُوا طَرَفَهَا فَإِذَا عَيْنَاهُ تَبُصَّانِ فَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ اسْتَهْوَى لَهُ الْمَوْتَ قَالُوا: لَا أَبَا لَكَ مَا تَنَفَّسَ [عَلِيٌّ] بِحُبِّ الْحَيَاةِ؟ أَنْ أُصَلِّي وَأَنْ أَذْكُرَ رَبِّي وَلَوْ مِتُّ انْقَطَعَ ذَلِكَ عَنِّي. وَعَنْ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي سَلَّامُ [5] بْنُ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ: كان أيوب يقوم الليل يخفي ذَاكَ فَإِذَا كَانَ قَبْلَ الصُّبْحِ رَفَعَ صَوْتَهُ كَأَنَّهُ إِنَّمَا قَامَ تِلْكَ السَّاعَةَ. وَعَنْ سَعِيدٍ قَالَ: مَاتَ الْحَسَنُ وَهُوَ ابْنُ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ، وولد
لسنتين [1] بقينا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ. قَالَ عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ [2] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى [3] قَالَ: قُلْتُ لِيُونُسَ [4] : ابْنُ كَمْ كَانَ الْحَسَنُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ؟ قَالَ: ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وُلِدَ فِي سَنَةٍ بَقِيَتْ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ: زَعَمَ ابْنُ أَبِي رَوَّادٍ [5] أَنَّهُ رَأَى الْحَسَنَ يُصلِّي قَبْلَهَا- يعني قبل العيد-. (79 أ) حدثنا أبو يوسف حدثني إسحاق بن إبراهيم بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ [6] عَنْ جعفر بن محمد عَنْ أَبِي [7] لَيْلَى [بْنِ] [8] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الرحمن عن محمود بن أسد أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ قَوْمِي مِنَ الْأَنْصَارِ قَالُوا: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فينا فلان- سماه- فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فُلَانٍ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَيَطْلُبُ الْإِمَارَةَ يَوْمًا، فإذا فعل فافعلوا به كذا.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ [1] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ [2] قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعَمِّي عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاق أَنْبَأَ مَرْوَانُ [3] حدثنا يحي بْنُ مَيْسَرَةَ شَيْخٌ يُكَنَى أَبَا يَزِيدَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدَةَ [4] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يومئذ قاضي مطر بن ناحية [5] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ حَدَّثَنَا نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطِ بْنِ أَنَسٍ الْأَشْجَعِيُّ أَبُو سَلَمَةَ. أَخْبَرَنَا [6] مَرْوَانُ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَمِيعٍ [7] عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيِّ [8] قَالَ: كَانَ عَمٌّ يُسَمَّى عَبَّارُ بْنُ سَلَمَةَ عَبَّارٌ الشَّيْخُ الصَّدُوقُ، وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ عَلَى قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ. أَخْبَرَنَا [9] مَرْوَانُ حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ طَرِيفٌ الْعُطَارِدِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ أَنْبَأَ عمران بن حريث
قَالَ: رَأَيْتُ عَزَّةَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الشِّخِّيرِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَخِيهِ النُّعْمَانِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عن العلاء ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ أَبِي. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُف حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنِي هُشَيْمٌ أَنْبَأَ يَعْلَى ابن عَطَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: يا ابا هرّ (79 ب) كُنْتَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْلَمَنَا بِحَدِيثِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو بَلَجٍ [1] حَدَّثَنَا ثُوَيْرٌ [2] مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ بْنِ نَجِيحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أْهَلِ الْمَدِينَةِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجهني حَدِيثَ اللُّقَطَةِ. قَالَ رَبِيعَةُ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ أَنَّ ذَلِكَ الشَّيْخَ الَّذِي حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ الْمُنْبَعِثِ [3] . أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَني إِسْحَاقُ أَخْبَرَنِي عَبَّادُ [4] أَخْبَرَنَا سعيد [5] عن أبي
مَعْشَرٍ [1] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [2] أَنَّهُ كَانَ يُسَافِرُ مَعَ عَلْقَمَةَ وَالْأَسْوَدِ [3] ، فَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فَيَرَاهِنُ فِي اللُّحُفِ الْحُمْرِ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثني إسحاق حدثنا أبو بكر بن عياش قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ [5] [وَهُوَ] يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ يَصْدُقُ عَلَى عَلِيٍّ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُ إِلَّا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ثَنَا سَعِيدٌ [6] قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ وَأَنَا إِلَى جَنْبِهِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ تَرَبَّعَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا بَكْرٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ [7] عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: أَتَى عَلِيُّ بْنُ نَافِعٍ فَقَالَ: قَدِمَ صَدِيقُكَ عِكْرِمَةُ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُحَدِّثُكَ. فَقُلْتُ: فَأَمْشِي مَعَكَ. قَالَ: نَعَمْ. فَلَقَدْ حَدَّثَنِي بِأَحَادِيثَ كَانَتْ أَحْسَنَ فِي عَيْنَيَّ مِنَ الدُّرِّ. قَالَ: فَجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: الرَّجُلُ مَنْ يُزَوِّجُ ابْنَتَهُ لِمَهْرِ الْمَهْرِ. فَقَالَ: الَّذِي يَفْعَلُ بها ولم يكن. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ الْعَدْلِيِّ أَوْ قَالَ الْعَنْدَلِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثابت
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: العمرى [1] ؟ قال: قَالَ: هِيَ لِلْوَارِثِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عقبة بن مكرم حدثنا (80 أ) محمد ابن جعفر حدثنا شعبة عن عَمْرِو بْن دِينَارٍ سَمِعْتُ طَاوُسًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي مَنْ غَشِيَ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ يَوْمَ النَّحْرِ: عَلَيْهِ بَدَنَةٌ. قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَثْتُ بِهِ أَيُّوبَ فَقَالَ لعمرو بن دينار: عمن هو؟ قال: سَمِعْتُ طَاوُسًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَيُّوبُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ طَاوُسًا. وَتَرَكَ ابْنَ عَبَّاسٍ. أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ [3] حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: قَالَ لِي أَيُّوبُ: لَا تَرَوِ عَنْ خِلَاسٍ [4] فَإِنَّهُ صُحُفِيٌّ [5] . قَالَ: ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: فَإِنِّي أَرَاهُ صُحُفِيًّا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ فُرَاتٍ [6] عَنْ مَوْلًى لِأُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: لَمَّا مات سعد جيء به على سرير فادخل على أم
سَلَمَةَ فَجَعَلَتْ تَبْكِي وَتَقُولُ: بَقِيَّةُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شعبة عن فرات قال: سمعت أبا حازم [1] قَالَ: قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا عُقْبَةُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عامر عن شعبة عن إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ عَمَّارًا قَالَ: ادْفِنُونِي فِي ثِيَابِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي وَائِلٍ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوْ مَسْرُوقٌ؟ قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِنْ مَسَرُوقٍ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [2] : لَمْ يَسْمَعْ سُفْيَانُ مِنْ أَبِي عَوْنٍ [3] غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ: قَالَ مَرْوَانُ كَيْفَ نَسْأَلُ أَحَدًا وَفِينَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ غَيْلَانَ بن جرير [4] قال: سمعت أبا الحلال العتكي قَالَ: بَعَثَنِي ابْنُ عَامِرٍ [5] إِلَى عُثْمَانَ فِي حَاجَةٍ، فَمَا فَرَغْتُ قَالَ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قُلْتُ: لا الا
أَنَّ رَجُلًا أَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ رَجُلٍ (80 ب) جَعَلَ أَمْرَ امْرَأَتِهِ بِيَدِهَا؟ قَالَ: فَأَمْرُهَا بِيَدِهَا [1] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله الشقري سلمة [2] بن نمام. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا بُنْدَارٌ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ بْنُ مُعْتَبٍ وَكَانَ مِنْ قَدِيمِ حَدِيثِهِ حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [3] وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ مُبَشِّرَ بْنَ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أُمَيَّةَ [4] عَنْ جَدِّهِ: أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ رَدِيفُهُ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ مَسِيرَةَ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي هَذَا مُبَشِّرُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ وَأَبُوهُ شَاهِدٌ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَدِيٍّ [5] وَقَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي رَجَاءٍ [6] ولم أسمع منه شيئا.
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ [1] قَالَ: عَرَضْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ كِتَابًا فِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تُزَوَّجُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا. وَعَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ [2] عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فِي رَجُلٍ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ. قَالَ: يَصُومُ شَهْرًا. وَعَنْ شُعْبَةَ عنِ عَاصِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُعْدِي الْمَمْلُوكَ عَلَى سَيِّدِهِ إِذَا اسْتَعْدَى عَلَيْهِ، وَاسْتَعْدَى أَبِي عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ. «أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي حَاجِبٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو [3] وَهُوَ الْأَقْرَعُ: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أَنْ يَتَوَضَّأَ الرَّجُلُ بِفَضْلِ وَضُوءِ الْمَرْأَةِ» [4] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ [5] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بَابَيْهِ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلٍ، وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ يَقُولُ: أَمَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى نافع بن عبد الحارث (81 أ) أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عُمَرَ- وَأَنَا جَالِسٌ بَيْنَهُمَا-: أَسَمِعْتَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الّذي يجر إزاره من الخيلاء؟
[قتادة]
قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ يَذْكُرُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: إِذَا سُئِلْتَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَبِنْ عِنْدَكَ فَانْظُرْ مَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ فَخَالِفْهُ فَإِنَّكَ تُصِيبُ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُقْبَةُ [2] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ [3] حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ أَنَّ ثَابِتًا مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ وَهُوَ ثَابِتٌ الْأَحْنَفُ [4] . [قَتَادَةُ] أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ثَنَا أَبُو الْخَيْرِ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: وَافَقْتُ قَتَادَةَ [5] عَلَى الْحَدِيثِ إِلَّا أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ. أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [6] عَنْ مُغِيرَةَ [7] قَالَ: قِيلَ لِلشَّعْبِيِّ: رَأَيْتَ قَتَادَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ رَأَيْتُهُ حَاطِبَ لَيْلٍ [8] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: خَرَجَ قَتَادَةُ إِلَى وَاسِطَ يؤذي الناس ويسعى بهم
فقالوا: سيّر. حدثنا ابو يوسف حدثني ابو بشر ثنا معاذ بن معاذ عن أشعث قال: لما سير قتادة للحسن فقال: ان الموفين تبتلى. حدثنا ابو يوسف ثنا سلمة قال احمد: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال: قيل للزهري: قتادة اعلم عندكم أو مكحول؟ فقال: لا بل قتادة، ما كان عند [1] مكحول الا شيء يسير [2] . قال: لم يدرى كان مكحول اعلم منه أو نحوه. حدثنا سلمة أخبرنا أَحْمَدُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: كنا نجالس قتادة ونحن احداث فنسأله عن السند فيقول مشيخة حوله: مه ان أبا الخطاب سند [3] فيكسرونا عن ذلك [4] . حدثنا ابو يوسف حدثنا ابو بشر [5] ثنا عبد الرزاق عن معمر قال: قيل للزهري: أيهما أعلم مكحول أم قتادة؟ قال: قتادة. قال: وأي شيء كان عند [6] مكحول الا شيء يسير. (81 ب) . حدثنا ابو يوسف ثنا سلمة أخبرنا أَحْمَدُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قال قتادة لسعيد [7] : يا ابا النضر خذ المصحف. قال: فعرضت عليه
سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَلَمْ يُخْطِئْ [1] فِيهَا حَرْفًا وَاحِدًا. قَالَ: يَا أَبَا النَّضْرِ أَحْكَمْتَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَأَنَا لِصَحِيفَةِ [2] جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَحْفَظُ مِنِّي لِسُورَةِ الْبَقَرَةِ. قَالَ: وَكَانَتْ قُرِئَتْ عَلَيْهِ [3] . سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ [4] الْيَشْكَرِيُّ جَاوَرَ بِمَكَّةَ سَنَةً، جَاوَرَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَتَبَ عَنْهُ صَحِيفَةً، وَمَاتَ قَدِيمًا، وَبَقِيَتِ الصَّحِيفَةُ عِنْدَ أُمِّهِ، فَطَلَبَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ إِلَيْهَا أَنْ تُعِيرَهُمْ فَلَمْ تَفْعَلْ. فَقَالُوا: فَأَمْكِنِينَا مِنْهَا حَتَّى نَقْرَأَهُ. فَقَالَتْ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ. قَالَ: فَحَضَرَ قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ فَقَرَءُوهُ فَهُوَ هَذَا الَّذِي يَقُولُ أَصْحَابُنَا حَدَّثَ سُلَيْمَانُ الْيَشْكَرِيُّ أَوْ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قال قَالَ قَتَادَةُ: جَالَسْتُ الْحَسَنَ [5] اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً أُصَلِّي مَعَهُ الصُّبْحَ ثَلَاثَ سِنِينَ. قَالَ: وَمِثْلِي أَخَذَ عَنْ مِثْلِهِ [6] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عُمَيْرٌ [7]
قال: سمعت طاوسا يقول: أخروا [1] معبد الْجُهَنِيَّ وَكَانَ قَدَرِيًّا [2] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ قَتَادَةُ يَغْضَبُ إِذَا وَقَفْتُهُ عَلَى الْإِسْنَادِ. قَالَ: فَحَدَّثْتُهُ يوما بحديث فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَقُلْتُ: فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ. قَالَ: فَكَانَ بَعْدُ [3] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ [4] ثَنَا أَبُو هِلَالٍ [5] قَالَ: سَأَلْتُ قَتَادَةَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: لَا أَدْرِي. فَقُلْتُ: بِرَأْيِكَ. قَالَ: مَا قُلْتُ بِرَأْيِي مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: ابْنُ كَمْ هُوَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: كَانَ ابْنَ نَحْوٍ مِنْ خَمْسِينَ [6] . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ [7] قَالَ: مَا كَانَ قَتَادَةُ يَرْضَى حَتَّى يَصِيحَ بِهِ صِيَاحًا- يَعْنِي الْقَدَرَ-. وَسَمِعْتُ أَبَا عُمَرَ حَفْصَ [8] بْنَ عمر الضرير يذكر (82 أ) عن أبي
عوانة [1] قال: دخلت على همام بن يحي وَهُوَ مَرِيضٌ أَعُودُهُ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَوَانَةَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا يُمِيتَنِي حَتَّى تبلغ ولدي الصغار. قال: قفلت: إِنَّ الْأَجَلَ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ. قَالَ: فَقَالَ لِي: أَنْتَ بَعْدُ فِي ضَلَالِكَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ يعذب معبد الْجُهَنِيَّ بِأَصْنَافِ الْعَذَابِ فَلَا يَجْزَعُ وَلَا يَسْتَغِيثُ. قَالَ: فَكَانَ إِذَا تُرِكَ مِنَ الْعَذَابِ يَرَى الذُّبَابَ مُقْبِلَةً تَقَعُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَيَصِيحُ وَيَضِجُّ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ، قَالَ: أَمَا إِنَّ هَذَا مِنْ عَذَابِ بَنِي آدَمَ فَأَنَا أَصْبِرُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الذُّبَابَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ فَلَسْتُ أَصْبِرَ عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو ابن دِينَارٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ دَارَهُ بِصَنْعَاءَ فَأَطْعَمَنِي جَوْزًا مِنْ جَوْزَةٍ فِي دَارِهِ. فَقُلْتُ لَهُ: وَدِدْتُ أَنَّكَ لَمْ تَكُنْ كتبت في القدر كتابا. فقال: أَنَا وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ [2] قَالَ سَمِعْتُ ضَمْرَةَ يَقُولُ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَصِيحُ بِالْقَدَرِ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ صِيَاحًا. [حَدَّثَنَا] [3] أَبُو يوسف حدثني محمد بن أحمد بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق قال سمعت مالك يَقُولُ- وَسَأَلْتُهُ [4] عَنْ مَعْمَرٍ فَقَالَ-: إِنَّهُ لَوْلَا. قَالَ: قُلْتُ: لَوْلَا مَاذَا؟ قَالَ: لَوْلَا رِوَايَتُهُ عَنْ قَتَادَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ رَوْحِ بْنِ القَاسِمِ عَنْ مَطَرٍ [1] قَالَ: كَانَ قَتَادَةُ إِذَا سَمِعَ الحديث يحتطفه اخْتِطَافًا. قَالَ: وَكَانَ إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ لَمْ يَحْفَظْهُ أَخَذَهُ الْعَوِيلُ وَالزَّوِيلُ [2] حَتَّى يَحْفَظَهُ [3] . قَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قال: كان قتادة يحدثنا فيقول (82 ب) بَلَغَنَا [4] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، وَبَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ، لَا يُسْنِدَهُ. حَتَّى عَلَيْنَا حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ. قَالَ: فَأَتَيْنَاهُ. قَالَ فَقُلْنَا: حُدِّثْنَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ [5] بِكَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ [6] وَثَنَا أَنَسٌ [7] وَحَدَّثَنَا زُرَارَةُ [8] ، وَسَأَلْتُ سَعِيدًا. قَالَ: فَصَبَّ عَلَيْنَا الْإِسْنَادَ [9] . قَالَ: فَكُنَّا لَا نَسْتَطِيعُ أن نحفظها. قال: فكنت أحفظ سبعة عن ثَمَانِيةَ عَشَرَ [10] . قَالَ: فَكُنْتُ أَجِيءُ فَأَكْتُبُ الْحَدِيثَ على
[شعبة بن الحجاج]
الْبَابِ فَإِذَا جِئْتُ حَفِظْتُهُ مِنَ الْبَابِ، فَإِذَا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ. [شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ] «سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: لَوْ نَظَرْتَ إِلَى ثِيَابِ شُعْبَةَ لَمْ تَكُنْ تَسْوَى عَشْرَةَ دَرَاهِمَ، إِزَارُهُ وَقَمِيصُهُ وَرِدَاؤُهُ وَكَانَ شَيْخًا كَثِيرَ الصَّدَقَةِ» [1] . قَالَ سُلَيْمَانُ: حَضَرْتُ شُعْبَةَ وَسُئِلَ عَشْرَةَ صَحْنَاتٍ [2] وَقَعَتْ فِيهِ فَأْرَةٌ فَمَاتَتْ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ، وَلَمْ يُحْسِنْ يُجِيبُهُ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَبَلَغَنِي أَنَّ مَسَائِلَ الْحَكَمِ [3] وَحَمَّادٍ [4] كُتِبَتْ لَهُ فَسَأَلَهُمَا عَنْهَا وَهِيَ مَكْتُوبَةٌ مَعَهُ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَحَدَّثَنَا يَوْمًا بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ وَأَحَادِيثَ نَحْوَهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ لَا تُحَدِّثْنَا نَحْنُ أَيْضًا نَنْسَى. قَالَ: فَذَكَرَ حَدِيثَ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ [5] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ» . حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ثنا حجاج [6] قال قال شعبة:
سَأَلْتُ عَاصِمًا الْأَحْوَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ تَحِدُّ؟ قَالَ: فَقَالَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ: كَتَبَ حُمَيْدُ بْنُ نافع يقال له حميد صغير [1] إِلَى حُمَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ [2] ، فَذَكَرَ حَدِيثَ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِعَاصِمٍ: قَدْ سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ. قَالَ: أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. وَهُوَ ذَاكَ حَيٌّ. قَالَ شُعْبَةُ: وَكَانَ عَاصِمٌ يَرَى أَنَّهُ قَدْ مَاتَ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ. سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ يَصُدُّ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثنا (83 أ) أَحْمَدُ ثَنَا أَبُو قَطَنٍ [3] قَالَ قَالَ شُعْبَةُ: مَا أَنَا بِمُقِيمٍ عَلَى شَيْءٍ أَخَافُ أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ غَيْرَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ حَمَّادًا يَقُولُ: مَا أَخَافُ عَلَى أَيُّوبَ وَابْنِ عَوْنٍ فِي الْآخِرَةِ شَيْئًا إِلَّا الْحَدِيثَ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ قَالَ: شُعْبَةُ مَوْلَى الْأَزْدِ عَامَّةً. «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ثَنَا أَبُو كَامِلٍ مُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ قَالَ: ذَكَرُوا لِشْعُبَةَ حديثا لم يسمعه، فجعل يقول: وا حزناه» [4] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ يَا أَبَا بِسْطَامٍ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أحدث من قال: يا أبا
بِسْطَامٍ يَا أَبَا بِسْطَامٍ ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ عَوْفٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: الْمُنَافِقُ يُحِبُّ الْحَمْدَ وَيَكْرَهُ الذَّمَّ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ ثَنَا قُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: حَلَفَ لِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ أَنَّهُ مَا كَتَبَ عَنْ قَتَادَةَ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَنَّ أَبَا مَعْشَرٍ [1] كَتَبَ إِلَيَّ أن أَكْتُبُ لَهُ تَفْسِيرَ قَتَادَةَ. قَالَ: يُرِيدُ يَكْتُبُ عَلَيَّ التَّفْسِيرَ فَلَمْ أَزَلْ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا قُرَيْشٌ قَالَ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: مَا يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَمْرٍو فِي الْكِتَابِ؟ فَقَالَ وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ: حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: لَمْ يَكْتُبْ أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ [2] : إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يُذْكَرْ عَنْهُمْ ... [3] وَقَالَ غَيْرُهُ: خَيْرٌ لَكُمْ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ قَالَ ابْنُ عْوَنٍ: قَدْ رَأَيْتُ عطاء وطاوس. حدثنا أحمد ثنا قُرَيْشٌ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ [4] قَالَ: جَعَلَ حَمَّادٌ يَسْأَلُ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: أَصْلَحَكَ الله انما هي أطراف [5] .
قَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ قَالَ حَمَّادُ بن زيد: كان الغرباء إذا قدموا (83 ب) أَتَيْنَاهُمْ فَيَقُولُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ: هَاتُوا مَا دَامَتْ حَارَّةً. قَالَ: فَكَانَ أَحْفَظَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ عَنْ هَمَّامٍ [1] قَالَ قَالَ قَتَادَةُ: أَرْوَاهُمْ عَنِّي حَدِيثًا مَطَرٌ [2] وَأَرْوَاهُمْ لِلْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ. حَدَّثَنَا ابو يوسف حدثنا محمد بن مصفى حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [3] قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْعِرَاقِ مِثْلَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ. بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَلَا أَعْلَمَ بِحَدِيثٍ يَدْخُلُ فِيهَا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [4] عَنِ الأوزاعي قال: كان نصر بن يحي [5] بْنِ أَبِي كَثِيرٍ يَتَصَدَّقُ بِالْعِلْمِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كُنْتُ عند يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فَقُلْتُ: يَا أَبَا نَصْرٍ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ مَعْمَرٌ: أُرِيدَ يحي بْنَ أَبِي كَثِيرٍ عَلَى الْبَيْعَةِ لِبَعْضِ بَنِي أمية فأبى، حتى
[الشام]
ضُرِبَ وَفُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِابْنِ الْمُسَيِّبِ. وَأَبُو يُوسُفَ حَدَّثَني أَبُو بِشْرٍ [1] حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ [2] عَنْ عَطَاءٍ [3] قَالَ: الْوَالِدُ يَأْكُلُ مِنْ مَالِ وَلَدِهِ وَيَكْتَسِي وَيُنْفِقُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يُسْرِفُ فِي مَالِهِ وَلَا يَعْتِقُ، وَالْوَلَدُ كَذَلِكَ. قَالَ يَزِيدُ: جَاءَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ وَابْنُ عُلَيَّةَ [4] فَأَمَّا ابْنُ عُلَيَّةَ فَقَالَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ جِئْنَا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ. فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: مَا جِئْنَا لِذَلِكَ إِنَّا جِئْنَا لِنَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: سَأَلَ رَبَاحًا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّفْسِيرِ فَقَالَ: إِنَّ مَعْمَرًا أَخْبَرَنِي بِكَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: إِنَّ مَعْمرًا شَرِبَ مِنَ الْعِلْمِ مَا نَفَعَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حدثني أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق. (84 أ) أَخْبَرَنَا رَبَاحٌ قَالَ: سَأَلَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّفْسِيرِ فَقُلْتُ: إِنَّ مَعْمَرًا قَالَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: إِنَّ مَعْمَرًا شَرِبَ مِنَ العلم ما نفع [5] . [الشام] (87 أ) [6] «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قال:
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ [1] عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ» [2] . «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حدثني معاوية بن صالح عن أبي بحي أَنَّ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَكُونُونَ أَجْنَادًا مُجَنَّدَةً، جُنْدًا بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ. فَعَلَيْكَ بِالشَّامِ فَإِنَّهَا صَفْوَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بِلَادِهِ، وَفِيهَا خِيرَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عِبَادِهِ وَفِيهَا مَرْبَطُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نُورُهُ، فَمَنْ أَبِي فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيُسْقَ مِنْ غُدُرِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ» [3] . «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن يوسف قال: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ يَرُدُّ الْحَدِيثَ إِلَى جُبَيْرِ بْنِ نفير قال: قال عبد الله ابن حَوَالَةَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ الْعِرْيَ وَالْفَقْرَ وَقِلَّةَ الشَيْءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أبشروا فو الله لَأَنَا مِنْ كَثْرَةِ الشَيْءِ أَخْوَفُ [4] عَلَيْكُمْ مِنْ قلته، والله لا يزال هذا الأمر
فِيكُمْ حَتَّى يَفْتَحِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْضَ فَارِسٍ وَأَرْضَ الرُّومِ وَأَرْضَ حِمْيَرَ وَحَتَّى تَكُونُوا أَجْنَادًا ثَلَاثَةً، جُنْدًا بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ وَحَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ الْمِائَةَ فَيَسْخَطَهَا [1] . قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الشَّامَ وَبِهِ الرُّومُ ذَوَاتُ الْقُرُونِ؟ قَالَ: والله ليفتحنها الله عز وجل عليكم وليستخلفنكم فيها حتى تظل العصابة البيض (87 ب) مِنْهُمْ [2] قُمُصُهُمُ الْمُلَحَّمَةُ أَقْفَاؤُهُمْ قِيَامًا عَلَى الرُّوَيْجِلِ الْأُسَيْوِدِ مِنْكُمُ الْمَحْلُوقِ مَا أَمَرَهُمْ مِنْ شَيْءٍ فَعَلُوهُ وَإِنَّ بِهَا الْيَوْمَ رِجَالًا لَأَنْتُمْ أَحْقَرُ فِي أَعْيُنِهِمْ مِنَ الْقُرْدَانِ فِي أَعْجَازِ الْإِبِلِ. قَالَ [3] ابْنُ حَوَالَةَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اخْتَرْ لِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَخْتَارُ لَكَ الشَّامَ، فَإِنَّهُ صَفْوَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بِلَادِهِ وَإِلَيْهِ يُحْشَرُ صَفْوَتُهُ مِنْ عِبَادِهِ. يَا أَهْلَ الْيَمَنِ عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ فَإِنَّ صَفْوَةَ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ الشَّامُ أَلَا فَمَنْ أَبَى فَلْيُسْقَ مِنْ غُدُرِ الْيَمَنِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَكَفَّلَ بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ. قَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: يَعْرِفُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْتَ هَذَا الْحَدِيثِ فِي جُزْءِ بْنِ سُهَيْلٍ السُّلَمِيِّ وَكَانَ عَلَى الْأَعَاجِمِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، فَكَانَ إِذَا رَاحُوا إِلَى مَسْجِدٍ نظروا اليه واليهم قياما حوله فَعَجِبُوا لِنَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ وَفِيهِمْ. قَالَ أَبُو عَلْقَمَةَ: أَقْسَمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ثلاث
مَرَّاتٍ لَا نَعْلَمُ أَنَّهُ أَقْسَمَ فِي حَدِيثٍ مثله» [1] . «حدثنا [2] يحي بْنُ حَمْزَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتْنَةُ بِالشَّامِ» [4] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْطَأَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغَوْطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقَ من خير مدائن الشام. (88 أ) «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن مهاجر
عن العباس بن سالم عن مدرك بن عَبْدِ اللَّهِ- أَوِ ابْنِ مُدْرِكٍ- قَالَ: غَزَوْنَا مع معاوية مصر فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَقُومَ فِي النَّاسِ؟ فَأَذِنَ لَهُ، فقام على قوسه فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنَّ عَمُودَ الْكِتَابِ حُمِلَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ كَالْعَمُودِ مِنَ النُّورِ فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ. أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ بِالشَّامِ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُهَا ثَلَاثًا-» [1] . «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِذَا وَقَعَتِ الْمَلَاحِمُ خَرَجَ بَعْثٌ مِنْ دِمَشْقَ مِنَ الْوَالِي هُمْ أَكْرَمُ الْعَرَبِ فَرَسًا وَأَجْوَدُهُ سِلَاحًا يُؤَيِّدُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمُ الدِّينَ» [2] . «حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صالح [4] عن ربيعة بن يريد عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ [5] قَالَ: بَلَغَنِي حَدِيثٌ عَنْ عبد الله بن عمرو بن
الْعَاصِ فَرَكِبْتُ إِلَيْهِ [1] أَسْأَلُهُ عَنْهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي حَدِيقَةٍ لَهُ [2] فَقُلْتُ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تَذْكُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ أَنَّ صَلَاةً فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ. فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَقُولُوا عَلَيَّ إِلَّا مَا سَمِعُوا مِنِّي- يُرَدِّدُهَا ثَلَاثًا- قَالَ: لَيْسَ هَكَذَا قلت، ولكني سمعت رسول الله صلى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ ثَلَاثًا سأله ملكا (88 ب) لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ، وَسَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِقُ حِكْمَةً فَأَعْطَاهُ، وَسَأَلَهُ مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ» [3] . «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ- الَّذِي يَسْكُنُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ- أَنَّهُ رَكِبَ فِي طَلَبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا قَدْ سَارَ إِلَى مَكَّةَ فَاتَّبَعَهُ فَوَجَدَهُ فِي زَرْعِهِ الَّذِي يُسَمَّى الوهط. قال ابن الديلميّ: فدخلت
عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي بَلَغَنَا عَنْكَ؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قُلْتُ: إِنَّكَ تَقُولُ صَلَاةٌ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ مِنْ أْلَفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ إِلَّا الْكَعْبَةَ. قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَتَقَوَّلُوا عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ. إِنَّ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامَ حِينَ فَرَغَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَرَّبَ قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْهُ، فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِدَعَوَاتٍ مِنْهَا: اللَّهمّ أَيُّمَا عَبْدٍ مُؤْمِنٍ زَارَكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ تَائِبًا إِلَيْكَ إِنَّمَا جَاءَ يَتَنَصَّلُ عَنْ خَطَايَاهُ وَذُنُوبِهِ أَنْ تَتَقَبَّلَ مِنْهُ وَتَنْزِعَهُ مِنْ خَطَايَاهُ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» [1] . حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مزيد العذري قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حدثني ربيعة بن يزيد ويحي بن [أبي] [2] عمرو السيباني قالا: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيُّ قَالَ: دَخَلَتْ على عبد الله ابن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ فِي حَائِطٍ لَهُ بِالطَّائِفِ يُقَالُ لَهُ الْوَهْطُ. فَقَالَ: سَمِعْتُهُ- يُرِيدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول: إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ سَأَلَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثًا فَأَعْطَاهُ اثْنَتَيْنِ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ، سَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِفُ حِكْمَةً فَأَعْطَاهُ، وَسَأَلَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَسَأَلَهُ أَيُّمَا رَجُلٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ ما ولدته امه. (89 أ) ونحن يرجو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يزيد بهذا الحديث فيما بين
الْمِقْسِلَاطِ- يُرِيدُ بَابُ الصَّغِيرِ-. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ [1] . وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ الْهَادِ. وَحَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ قَالَ: أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ الْهَادِ وعمارة ابن غَزِيَّةَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي حازم عن ابن الهادح جَمِيعًا قَالُوا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ بَصْرَةَ بْنِ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدٍ، إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ- أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ شَكَّ أَيُّهُمَا قَالَ- وَهَذَا سِيَاقُ حَدِيثِ مَالِكٍ وَالْآخَرُونَ لَا يَشُكُّونَ وَقَالُوا بَيْتَ الْمَقْدِسِ. حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عبد الملك وسليمان بن حرب والحجاج ابن الْمِنْهَالِ قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ قَزْعَةَ [2] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدٍ، الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَمَسْجِدِ إِيلِيَاءَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قال: اخبرني زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ الطُّورَ فَلَقِيَنِي حُمَيْلُ بْنُ بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ صَاحِبُ النبي صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تُضْرَبُ أَكْبَادُ الْمَطَايَا إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدٍ، الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَمَسْجِدِ إِيلِيَاءَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ قَزْعَةَ عَنْ عبد الله بن عمرو عن رسول (89 ب) اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدٍ، إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا. «حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: حدثنا الأعمش عن عبد الله ابن ضِرَارٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَسَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْخَيْرَ فَجَعَلَهُ عَشْرَةَ أَعْشَارٍ، فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَعْشَارِهِ بِالشَّامِ وَبَقِيَّتَهُ في سائر الأرضين وقسم الشر فجعله عَشْرَةَ أَعْشَارٍ، فَجَعَلَ جُزْءًا مِنْهُ بِالشَّامِ وَبَقِيَّتَهُ فِي سَائِرِ الْأَرَضِينَ» [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِي النَّاسِ. «حدثنا الربيع بن يحي قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ- وَقَدْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْسِهِ- فَقَالَ: إِذَا فَسَدَ أهل الشام فلا خير فيكم» [3] .
حدثنا ابو بشر قال: حدثنا غندر قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِيَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ. حدثنا ابو عمير [1] حدثنا ضمرة عن أبي شعبة [2] عن معاوية بن قرة عن أبيه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ» [3] . «حدثنا مكي بن إبراهيم قال بهز [4] أخبرنا عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رسول الله اين تأمرني؟ خر لي. قال: هاهنا- وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ [5]- إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ رِجَالًا وَرُكْبَانًا وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ» [6] . «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن يوسف قال: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلْقَمَةَ نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْحَضْرَمِيُّ مِنْ أَهْلِ حِمْصَ أَنَّ عمير [7] بن
الْأَسْوَدِ وَكَثِيرَ بْنَ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيَّ قَالا: إِنَّ أبا (90 أ) هُرَيْرَةَ وَابْنَ السِّمْطِ [1] كَانَا يَقُولَانِ: لَا يَزَالُ الْمُسْلِمُونَ فِي الْأَرْضِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَذَلِكَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا تَزَالُ مِنْ أُمَّتِي عِصَابَةٌ قَوَّامَةٌ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَضُرُّهَا مَنْ خَالَفَهَا تُقَاتِلُ أَعْدَاءَهَا، كُلَّمَا ذَهَبَ حَرْبٌ نَشَبَ حَرْبُ قَوْمٍ [آخَرِينَ] ، يُزِيغُ اللَّهُ قُلُوبَ قَوْمٍ لِيَرْزُقَهُمْ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ كَأَنَّهَا قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَيَفْزَعُونَ لِذَلِكَ حَتَّى يَلْبَسُوا لَهُ أَبْدَانَ الدُّرُوعِ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمْ أَهْلُ الشَّامِ- وَنَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُصْبُعِهِ يُومِئُ بِهَا إِلَى الشَّامِ حَتَّى أَوْجَعَهَا» [2] . «حَدَّثَنَا عبد الله بن يوسف قال: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَنَّ عُمَيْرَ بْنَ هَانِئٍ حَدَّثَ قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ» [3] . فَقَامَ مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ سَمِعْتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يَقُولُ: وَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ. فَرَفَعَ مُعَاوِيَةُ صَوْتَهُ فَقَالَ: هَذَا مَالِكُ بْنُ يُخَامِرَ وَبِهِ الْقَسَمَةُ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ جَبَلٍ يَقُولُ: وَهُمْ أَهْلُ الشَّامِ.
حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ [1] عَنْ أَبِي أُمَامَةَ [2] أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ النُّبُوَّةُ فِي ثَلَاثَةِ أَمْكِنَةٍ: بِمَكَّةَ وَبِالْمَدِينَةِ وَبِالشَّامِ» [3] . حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيُّ أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: عقر دار (90 ب) الإسلام بالشام. «حدثنا ابو يحي زَكَرِيَّا بْنُ نَافِعٍ الْأُرْسُوفِيُّ [4] وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو عُتْبَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ- شَيْخٌ مِنْ عَكَّ- قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا كُرَيْبٌ [5] مِنْ مِصْرَ يُرِيدُ مُعَاوِيَةَ، فَزُرْنَاهُ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي عَدَدَ مَا حَدَّثَنِي مُرَّةُ الْبَهْزِيُّ [6] فِي خَلَاءٍ وَفِي جَمَاعَةٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، وَهُمْ كَالْإِنَاءِ بَيْنَ الْأَكَلَةِ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ كَذَلِكَ. قَالَ: فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هم؟ واين هم؟ قال: بأكتاف بيت المقدس.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَنَّ الرَّمْلَةَ هِيَ الرَّبْوَةُ، وَذَلِكَ أَنَّهَا تَسِيلُ مُغَرِّبَةً وَمُشَرِّقَةً» [1] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ الْقَارِّيِّ [3] عَنْ مُطَاعِ بْنِ الْأَجْثَمِ الْعَنَزِيِّ عَنْ كَعْبٍ [4] قَالَ: إِنَّ الرَّمْلَةَ لَتُجَادِلُ عَنْ أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَقُولُ: أَيْ رَبِّ لعذبهم وَقَدْ دَفَنْتَهُمْ فِيَّ. «حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَّاسٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ [5] عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَدِينِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي أُرِيدُ الْغَزْوَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ، ثُمَّ الْزَمْ مِنَ الشَّامِ عَسْقَلَانَ فَإِنَّهُ إِذَا دَارَتِ الرَّحَا فِي أُمَّتِي كَانَ أَهْلُ عَسْقَلَانَ فِي رَاحَةٍ وَعَافِيَةٍ» [6] .
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْعَنَزِيِّ [1] أَبُو الْأَخْثَمِ عَنِ الْمُطَاعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنَزِيِّ [2] قَالَ: سَمِعْتُ كَعبًا يَقُولُ: إِنَّ الرَّمْلَةَ لَتُجَادِلُ عَنْ أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَقُولُ: يَا رَبِّ دَفَنْتَهُمْ فِيَّ وَتُعَذِّبُهُمْ. حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خالد المخزومي عن أخيه المسور ابن خالد (91 أ) عَنْ مَكِّيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَّى اللَّهُ عليه أَهْلِ تِلْكَ الْمَقْبَرَةِ- ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-، فَانْطَلَقَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلَمْ يُسَمِّ لَنَا أَيَّ مَقْبَرَةٍ هِيَ فَسَلِيهِ إِذَا دخل عليك. فلما دخل عليها قالت له: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَقْبَرَةُ الَّتِي صَلَّيْتَ عَلَيْهَا أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيَ أَهْلُ مَقْبَرَةٍ بِعَسْقَلَانَ. «حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ. أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتَنُ بِالشَّامِ» [3] . حَدَّثَنَا صَفْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي رَأَيْتُ عمود الكتاب انتزع من تحت
وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، وَإِنِّي أَوَّلْتُ أَنَّ الْفِتَنَ إِذَا وَقَعَتْ أَنَّ الْإِيمَانَ بِالشَّامِ. «قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ أَنَّهُ سَمِعَ سليم ابن عَامِرٍ [1] يُحَدِّثُ عَنْ [أَبِي] [2] أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ» [3] . حدثني أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو وَمُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] [4] زُكَيِّرٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ [5] عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبَ عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ [6] حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم (91 ب) يَوْمًا وَنَحْنُ عِنْدَهُ قَالَ: طُوبَى لِلشَّامِ. فَقُلْنَا: ما باله يا رسول الله؟ قَالَ: إِنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ لَبَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهِ. إِلَّا أَنَّ ابْنَ لَهِيعَةَ قَالَ: سَمِعَ زَيْدًا أَوْ حَدَّثَهُ مَنْ سَمِعَهُ. «حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمرو [7] عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْوِيهِ قال: لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، لَا يُبَالُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ حتى ينزل عيسى
ابن مَرْيَمَ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: فَحَدَّثْتُ هَذَا الْحَدِيثَ قَتَادَةَ فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ أُولَئِكَ إِلَّا أَهْلَ الشَّامِ» [1] . « «حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: ثَنَا محمد بن أيوب وهو ابن ميسرة ابن حَلْبَسٍ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَهُ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَرْضِهِ فَيَنْتَقِمُ بِهِمْ مِنْ سائر عباده، وحرام عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَنْ يُمِيتَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَّا هَمًّا وَغَمًّا. حَدَّثَنِي صَفْوانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِيهِ أَيُّوبَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَهُ يَقُولُ ذَلِكَ» [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مكحول وربيعة ابن يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْحَوَالِيِّ وَهُوَ مِنَ الْأَزْدِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَتُجَنَّدُونَ أَجْنَادًا [مُجَنَّدَةً جُنْدًا] [3] بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَقُلْتُ: اخْتَرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيُسْقَ مِنْ غُدُرِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ. قَالَ سَعِيدٌ: قَالَ رَبِيعَةُ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَوَالَةَ مِمَّنْ يَنْزِلُ الْأُرْدُنَّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن يوسف قال: حدثنا يحي بن حمزة عن الأوزاعي
عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ [1] الْجَرْمِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَتَخْرُجُ نَارٌ بِحَضْرَمَوْتَ أَوْ مِنْ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ. حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قال: حدثنا يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ [2] الْجِرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَتَخْرُجُ نَارٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ مِنْ حَضْرَمَوْتَ أَوْ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ تَحْشُرُ النَّاسَ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ. حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَسْتَفْتِيهِ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ فَقَالَ: فَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ حِمْصَ. قَالَ: تَرَكْتَ الْجُنْدَ الْمُقَدَّمَ نَاصِيهِ! أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَارُوا يَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى حَلُّوا بِهَا ما أنا بمفتيكم. حدثني ابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كَانَ بِالشَّامِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَيُقَالُ يَأْتِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسْنَةَ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ وَبِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ. وَبِحِمْصَ سبعون من أهل بدر. وذكر ابن
بُكَيْرٍ: هَذَا فِي كِتَابِ اللَّيْثِ إِلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ [1] . «حَدَّثَنِي أَبُو عُتْبَةَ عَلِيُّ بْنُ الحسن بْنُ مُسْلِمٍ السَّكُونِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ بْنُ الوليد عن يزيد (92 ب) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُ قَالَ: خَمْسُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ الْجَنَّةِ: بَيْتُ الْمَقْدِسِ وَحِمْصُ وَدِمَشْقُ وَبَيْتُ جَبْرِينَ وَظِفَارُ الْيَمَنِ، وَخَمْسُ مَدَائِنَ مِنْ مَدَائِنِ النَّارِ: الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ وَالطُّوَانَةُ وَأَنْطَاكِيَّةُ وَتَدْمُرُ وَصَنْعَاءُ- صَنْعَاءَ الْيَمَنِ-» [2] . «حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ وهشام بن عمار الدمشقيان قالا: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: - قَالَ أَبُو النَّضْرِ: عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ نَافِعٍ- عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَيُهَاجِرُ أَهْلُ الْأَرْضِ هِجْرَةً بَعْدَ هِجْرَةٍ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ حَتَّى لا يبقى الأشرار أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمُ الْأَرَضُونَ، وَتَقْذَرُهُمْ رُوحُ الرَّحْمَنِ، وَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ، تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتَقِيلُ [3] حَيْثُ قَالُوا، وَلَهَا مَا سَقَطَ مِنْهُمْ» [4] . «حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ وَمُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا لَحِقَ بِالشَّامِ [5] .
«حدثني يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ [1] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ [2] عَنْ أَبِي صَادِقٍ قَالَ: سَمِعَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلًا وهو بلعن [أَهْلَ] الشَّامِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: لَا تَعُمَّ فَإِنَّ فِيهِمُ الْأَبْدَالَ» [3] . «حَدَّثَنَا قَبِيصَةَ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [5] قَالَ: شَكَوْا إِلَيْهِ الْفُرَاتَ وَقِلَّةَ الْمَاءِ فَقَالَ: يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَا تَجِدُونَ مِنْهُ طَسْتًا مِنْ مَاءٍ، وَيَرْجِعُ كُلُّ مَاءٍ إِلَى عُنْصُرِهِ، وَيَبْقَى الْمَاءُ وَالْمُؤْمِنُونَ بِالشَّامِ» [6] . حَدَّثَنِي سَعِيدٌ [7] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [8] عَنْ زِيَادٍ [9] عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ بْنِ سَنَّةَ [10] قَالَ: سَبَّ رَجُلٌ أَهْلَ الشَّامِ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ جما غفيرا فأن فيهم (93 أ) - أو منهم- أبدال» [11] .
وهؤلاء الطبقة العليا من تابعي أهل الشام
«حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بن أبي شملة عن موسى ابن يَعْقُوبَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَزَلَ الشَّيْطَانُ بِالْمَشْرِقِ فَقَضَى قَضَاءَهُ، ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ الْأَرْضَ المقدسة الشام فمنع، فخرج على بساق حَتَّى جَاءَ الْمَغْرِبَ فَبَاضَ بَيْضَهُ وَبَسَطَ بِهَا عَبْقَرِيَّهُ» [1] . وَهَؤُلَاءِ الطَّبَقَةُ الْعُلْيَا مِنْ تَابِعِي أَهْلِ الشَّامِ وَمِنْهُمْ: الصُّنَابِحِيُّ «حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمِغْرَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانٍ عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ غَانِمٍ [2] الرَّبَضِيِّ- وَهُوَ حَيٌّ مِنْ مِذْحَجٍ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدَ اللَّهِ الصُّنَابِحِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا بكر الصديق بقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ دَعْوَتَهُ وَيُفَرِّجَ كُرْبَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا [3] وَلْيَدْعُ لَهُ. وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُظِلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ مِنْ فَوْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَجْعَلَهُ فِي ظِلِّهِ فَلَا يَكُونَنَّ عَلَى المؤمنين غليظا وليكن بهم رحيما» [4] .
ومنهم: سليم ابو عامر
وَمِنْهُمْ: سُلَيْمٌ أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ سُلَيْمٍ أَبِي عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصديق يقول: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أخرج فناد في الناس (93 ب) مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. فَقَالَ عُمَرُ: ارْجِعْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهَا. فَجِئْتُ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مَا رَدَّكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ عُمَرَ. فَقَالَ عُمَرُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ اتْرُكِ النَّاسَ فَلْيَعْمَلُوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق عُمَرُ. وَمِنْهُمْ جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ [2] حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْمُحَرَّمِيِّ [3] عَنْ ثَابِتِ بْنِ سَعْدٍ [4] عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بِالْمَدِينَةِ إِلَى جَانِبِ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
ومنهم: حابس الطائي اليماني
قَامَ فِي مَقَامِي هَذَا عَامَ أَوَّلٍ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ سَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْعَافِيَةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ مِثْلَ الْعَافِيَةِ بَعْدَ الْيَقِينِ. وَمِنْهُمْ: حَابِسٌ الطَّائِيُّ الْيَمَانِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن خالد الوهبي عن عبد الواحد بْنِ أَبِي عَوْنٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَابِسٍ الْيَمَانِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ فِي عَهْدِهِ فَمَنْ قَتَلَهُ طَلَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُكِبَّهُ فِي النَّارِ على وجهه. ومنهم: ابو مسلم [1] الخولانيّ (94 أ) حدثني كثير بن عبيد بن نمير الْحَذَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ [2] عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ [3] عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِحْيَتِي- وَأَنَا أَعْرِفُ الْحُزْنَ فِي وَجْهِهِ- فَقَالَ: إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أَتَانِي جِبْرِيلُ آنِفًا فَقَالَ: إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. فَقُلْتُ: أَجَلْ إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ مِمَّ ذَاكَ يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ مُفْتَتَنَةٌ بَعْدَكَ بِقَلِيلٍ مِنَ الدَّهْرِ غَيْرِ كَثِيرٍ. فَقُلْتُ: فِتْنَةُ كُفْرٍ أَوْ فتنة ضلالة؟
ومنهم: عبد الرحمن بن غنم
قَالَ: كُلٌّ سَيَكُونُ. فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيهِمْ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُضِلُّونَ فَأَوَّلُ ذَلِكَ مِنْ أُمَرَائِهِمْ وَقُرَّائِهِمْ، تَمْنَعُ الْأُمَرَاءُ الْحُقُوقَ وَيَسْأَلُ النَّاسُ حُقُوقَهُمْ فَلَا يُعْطَوْهَا فَيُغْشَوْا وَيَقْتَتِلُوا، وَيَتَّبِعُ الْقُرَّاءُ أَهْوَاءَ الْأُمَرَاءِ فَيَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ. فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ فَبِمَ يَسْأَلُ مَنْ سَلِمَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: بِالْكَفِّ وَالصَّبْرِ إِنْ أُعْطَوُا الَّذِي لَهُمْ أَخَذُوهُ وَإِنْ مُنِعُوا تَرَكُوهُ. وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ هَذَا حِمْصِيٌّ «لَيْسَ بِالْقَوِيِّ» [1] ، «وَمَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ دِمَشْقِيٌّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» [2] ، وعمر بن ذر هذا أَظُنُّ غَيْرَ الْهَمَذَانِيُّ وَهُوَ عِنْدِي شَيْخٌ مَجْهُولٌ وَلَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ [3] حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ [4] عَنْ شهر (94 ب) بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ- وَهُوَ الَّذِي بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الشَّامِ يُفَقِّهُ النَّاسَ- أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حدثه.
ومنهم: عروة بن معتب الأنصاري
وَحَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ [1] عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَكَمِ عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قَالَ: قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِصْرَ مَعَ مَرْوَانَ [2] فَكَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ يَبْعَثُوا إِلَيْهِ بِقُرَّائِهِمْ وَأَمَرَهُمْ إِذَا بَلَغُوا الْمَرْوَةَ أَنْ يَحْبِسُوا أَوَّلَهُمْ عَلَى آخِرِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُوا جَمِيعًا. قَالَ: فَلَمَّا بَلَغْنَا ذَا المروة مكئنا حَتَّى اجْتَمَعْنَا، فَلَمَّا دَخَلْنَا أُخْبِرَ بِنَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَتَلَقَّانَا فَقَالَ: أَنِيخُوا. فَأَنَخْنَا. قَالَ: اكْشِفُوا عَنْ وُجُوهِكُمْ وَرُءُوسِكُمْ. فَكَشَفْنَا فَوَجَدَ مِنَّا ذَا الضَّفِيرَتَيْنِ وَالْغَدِيرَتَيْنِ وَمَادًّا الْجُمَّةَ وَالْمُوَفِّرَ وَالْمَحْلُوقَ. قَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ وَجَدْتُكُمْ مُحَلِّقِينَ لَفَعَلْتُ بِكُمْ فِعْلَةً تَسْمَعُ بِهَا الْأَخْبَارُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَيَخْرُجُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يقرءون القرآن بألسنتهم لا يجاوز تراقيهم بمرقون مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ وَأَمَارَةُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ مُحَلِّقُونَ. ثُمَّ أَمَرَنَا فَتَفَرَّقْنَا وَنَزَلْنَا بِالْمَدِينَةِ. وَمِنْهُمْ: عُرْوَةُ بْنُ مُعْتِبٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش عن أبي سبإ عتبة ابن تَمِيمٍ- قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: مَا كَانَ أَفْضَلَ هَذَا يَعْنِي عُتْبَةَ- عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ الْيَزَنِيِّ «عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُعْتِبٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن صاحب الدابة أحق بصدرها» [3] .
ومنهم: السائب بن مهجان
ومنهم: السائب بن مهجان (95 أ) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وهب أخبرني سعيد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعَمْيَاءِ عَنِ السَّائِبِ بْنِ مِهْجَانٍ- مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ان عمر بن الخطاب حطب بِالشَّامِ خُطْبَةً يَأْثُرُهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَأَجْمِلُوا فِي طَلَبِ الدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ تَكَفَّلَ بأرزاقكم، وكل ميسر به عمله الّذي كان عاملا. استعينوا الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أَعْمَالِكُمْ فَإِنَّهُ يَمْحُو مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَيْسٍ «حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا [أَبِي] أَبُو ضَمْرَةَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ السُّلَمِيُّ قَالَ: حدثني عبد الله بن أبي قيس [1] قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ عَمُودًا مِنْ نُورٍ خَرَجَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي سَاطِعًا حَتَّى اسْتَقَرَّ بِالشَّامِ» [2] . وَمِنْهُمْ: ابْنُ السِّمْطِ حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [3] قَالَ: حدثنا عبد الرحمن [4] قال: حدثنا شعبة
ومالك بن يخامر
عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنِ ابْنِ السِّمْطِ [1] قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُصَلِّي بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَفْعَلُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يفعل. ومالك بن يخامر [2] (95 ب) حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [3] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سليمان بن موسى أن مالك ابن يُخَامِرَ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ حَدَّثَهُ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَوَاقَ [4] نَاقَةٍ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ [5] . وَمِنْهُمْ: كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ [6] حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي عَرِيبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. وَمِنْهُمْ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ [7] رَوَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
ومنهم: عاصم بن عبيد السكوني
لَيْسَ يَحْسَرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ إِلَّا عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا. حَدَّثَنِي بِذَلِكَ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو خَالِدٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ. وَمِنْهُمْ: عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدٍ السَّكُونِيُّ حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا حريز بن عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدٍ السَّكُونِيِّ صَاحِبِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: بَغَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَلَاةِ الْعَتَمَةِ لَيْلَةً فَتَأَخَّرَ بِهَا حَتَّى ظَنَّ الظَّانُّ أَنْ قَدْ صَلَّى أَوْ لَيْسَ بِخَارِجٍ، ثُمَّ إِنَّهُ خَرَجَ بعد (96 أ) فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَقَدْ ظَنَنَّا أَنَّكَ قَدْ صَلَّيْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوْ لَسْتَ بِخَارِجٍ. فَقَالَ لَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْتِمُوا بِهَذِهِ الصَّلَاةِ فَإِنَّكُمْ قَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّةٌ قَبْلَكُمْ. وَمِنْهُمْ: أَبُو بَحْرِيَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يوسف وسليمان بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [1] قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ [2] عَنِ الْوَلِيدِ ابن سُفْيَانَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيِّ عَنْ يَزِيدَ بن قطب السكونيّ عن أبي
ومنهم: عمرو بن الأسود العنسي
بحرية صَاحِبِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى وَفَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَخُرُوجُ الدَّجَّالُ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ. وَمِنْهُمْ: عَمْرُو بْنُ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَيَّاشٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ [3] عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى عُمَرَ سَائِرًا إِلَى الشَّامِ فدخلت على عمر، فلما خرج مِنْ عِنْدِ عُمَرَ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيَنْظُرَ إِلَى هَدْيِ عَمْرِو بْنِ الأسود. ومنهم: عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي [4] «حدثنا ابن قَعْنَبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ [5] عَنِ الصُّنَابِحِيِّ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَتَى هَاجَرْتَ؟ فَقَالَ: متوفى النبي صلى الله عليه وسلم لقيني رجل عند الجحفة فقلت: الخبر يا عبد الله. قال: أي (96 ب) وَاللَّهِ الْخَبَرُ طَوِيلٌ- أَوْ [6] جَلِيلٌ- دَفَنَّا رَسُولَ الله
ومنهم: - الحارث بن معاوية الكندي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ» [1] . وَمِنْهُمْ: - الْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا حَرِيزٌ [2] عَنْ «سُلَيْمٍ» [3] عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ أَهْلَ الشَّامِ» [4] ؟ فَأَخْبَرَهُ عَنْ حَالِهِمْ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّكُمْ تُجَالِسُونَ أَهْلَ الشِّرْكِ؟ فَقَالَ: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: إِنَّكُمْ إِنْ جَالَسْتُمُوهُمْ أَكَلْتُمْ وَشَرِبْتُمْ مَعَهُمْ، وَلَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ. وَمِنْهُمْ: أَبُو عُثْمَانَ شَرَاحِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ الصَّنْعَانِيُّ حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الملك [5] قال: حدثنا راشد ابن دَاوُدَ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيُّ شَرَاحِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ قَالَ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَامَةِ، وَبَعَثَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الشَّامِ، فَكُنْتُ مِمَّنْ سَارَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى الْيَمَامَةِ، فَلَمَّا قَدِمْنَاهَا قَاتَلُونَا قِتَالًا شَدِيدًا فَظَفَرْنَا بِهِمْ. وَهَلَكَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى خالد: أن سر الى أبي عبيدة
ومنهم: جنادة بن أبي أمية الازدي [2] ويزيد بن الأسود الجرشي وسليم ابو عامر [3]
بِالشَّامِ، فَدعَا خَالِدٌ، وَقَدْ ذَكَرْتُ حَدِيثَهُ فِي الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ هَذَا الْكِتَابِ [1] . وَمِنْهُمْ: جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ الْأَزْدِيُّ [2] وَيَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ وَسُلَيْمٌ أَبُو عَامِرٍ [3] حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا ثابت (97 أ) بْنُ الْعَجْلَانِ عَنْ سُلَيْمٍ أَبِي عَامِرٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَرَأَيْتُ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمَا عَلَيْهِمْ إِلَّا شَمْلَةٌ وَاحِدَةٌ. وَأَبُو سَعْدٍ الْحَبْرَانِيُّ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ صَفْوانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْهَوْزَنِيِّ [6] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [7] الخير الحبراني قال:
وكريب بن أبرهة
كُنْتُ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ قَامَ فِيهِمْ كَعْبٌ [1] حِينَ قَحَطَ النَّاسُ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْيَمَنِ دَعُوا النَّاسَ مَا وَدَعُوكُمْ، فِي الْقَلْبِ مِنْكُمْ زَحْمَةٌ، وَفِي اللِّسَانِ مِنْكُمْ عِيٌّ، وَفِي الْبَطْشِ مِنْكُمْ ضَعْفٌ. يَا مَعْشَرَ أَهْلِ الْيَمَنِ لَا تُعِينُوا عَلَى عُثْمَانَ فَإِنَّمَا أَرَادَ عُثْمَانُ أَنْ لَا تُقَطَّعَ بُرُدُكُمْ أَنْ تَمُرُّوا إِلَى غَيْرِ شَيْءٍ. تَزْعُمُونَ أَنَّ عُثْمَانَ يريد أن يمنع الهجرة فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ [2] أَنَّ عُثْمَانَ بَنَى قَصْرًا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَ بُرُوجَ السَّمَاءِ لَتَسَوَّرَ أَهْلُ الْيَمَنِ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَامَ عَلَى جَبَلِ طُورِ سَيْنَاءَ فَنَادَى يَا يَمَنُ أَقْبِلْ إِلَيَّ فَأَنَا بَغَيْتُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَبْغُونِي وَأَعْطَيْتُهُمْ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلُونِي وَصُفْرَةٌ صُفْرَةٌ دَخَلَتْ قَلْبَ كُلِّ يَمَانِيٍّ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ «وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون» [3] . وَكُرَيْبُ بْنُ أَبْرَهَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [4] وَعَلِيُّ بن عياش الحمصيان قالا: حدثنا حريز ابن عُثْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْثَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عبد الرحمن بن حوشب يحدث
ومنهم: ابو راشد الحبراني
97 ب) عَنْ ثَوْبَانَ بْنِ شَهْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبَ بْنَ أَبْرَهَةَ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بِدَيْرِ الْمُرَّانِ فِي سَطْحٍ وَذَكَرُوا الْكِبْرَ. فَقَالَ كُرَيْبٌ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ الْجَنَّةَ» . فَقَالَ قَائِلٌ: يا رسول الله اني أَنْ أَتَجَمَّلَ بِعِلَاقِ [1] سَوْطِي وَشِسْعِ [2] نَعْلِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِالْكِبْرِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيلٌ يحب الجمال «إنما الكبر من سفه الحق وَغَمَصَ [3] النَّاسَ بِعَيْنَيْهِ» [4] وَاللَّفْظُ لِأَبِي الْيَمَانِ [5] . وَمِنْهُمْ: أَبُو رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن شبل: «أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ» . وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الْأَزْدِيُّ وَرَبِيعَةُ بْنُ عمرو الجرشي ومسلم بن قرة الاشجعي
ومنهم: أبو إدريس الخولاني
يروي عن عوف بن مالك [1] «خياركم وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ» وَرَوَاهُ مُعَاوِيَةُ [2] عَنْ رَبِيعَةَ. وَمِنْهُمْ: أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ وَسَمِعْتُهُ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ» . قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى أَتَيْتُ الشَّامَ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْ أَحَدٍ من علمائنا بالمدينة. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قال: أخبرنا (98 أ) يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ وَهُوَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ انه سمع ابا ثعلبة الخشنيّ يَقُولُ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السباع» . قال محمد [4] : ولم اسمع ذلك مِنْ عُلَمَائِنَا بِالْحِجَازِ حَتَّى حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ وَكَانَ رَجُلًا مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الشَّامِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ شِهَابٍ عن الِاسْتِنْشَاقِ، فَقَالَ: اخبرني
أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ- وَكَانَ قَاصَّ أَهْلِ الشَّامِ وَقَاضِيَهُمْ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ- أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ» . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ [1]- نَيْسَابُورِيٌّ يَسْكُنُ مَكَّةَ- قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَلِكَ تَكَلَّمَ بِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ [2] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ- وَهُوَ يَقُصُّ- فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ مَنْ كَانَ أَطْيَبَ النَّاسِ طَعَامًا؟ فَلَمَّا رَأَى النَّاسَ قَدْ نظروا اليه قال: يحي بْنُ زَكَرِيَّا كَانَ أَطْيَبَ النَّاسِ طَعَامًا. إِنَّمَا كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الْوَحْشِ كَرَاهِيَةَ أَنْ يُخَالِطَ النَّاسَ فِي مَعَايِشِهِمْ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: هَذَا الَّذِي حَفِظْنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَوَعَيْتُ مِنْهُ وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَوَعَيْتُ مِنْهُ وَشَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَوَعَيْتُ منه (98 ب) وَفَاتَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَأَخْبَرَنِي فُلَانٌ عَنْهُ- قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمَّاهُ الزُّهْرِيُّ فَنَسِيتُهُ- أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ لَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا إِلَّا قَالَ: اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَكَمٌ قِسْطٌ تَبَارَكَ اسمه هلك المرتابون. قال سفيان: وطال لحديث فلم احفظ الا هذا.
وَسَمِعَ أَبُو إِدْرِيسَ مِنْ حُذَيْفَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنِي شَعَيْبٌ [1] عَنِ الزُّهْرِيِّ ح. وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [2] قَالَ جَدِّي: عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرَةَ صَاحِبُ مُعَاذٍ أَنَّ مُعَاذًا كَانَ يَقُولُ كُلَّمَا جلس الله ذكر اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَكَمٌ عَدْلٌ. قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: قِسْطٌ تَبَارَكَ اسْمُهُ هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ. فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَوْمًا فِي مَجْلِسٍ جَلَسَهُ: إِنَّ وَرَاءَكُمْ فِتَنًا يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ وَالْحُرُّ وَالْعَبْدُ وَالرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَبِيرُ وَالصَّغِيرُ، يُوشِكُ قَائِلٌ يَقُولُ فَمَا لِلنَّاسِ لَا يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ القرآن! والله ما هو بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ، وَاحْذَرُوا أَرْبَعَةً، الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة عَلَى فَمِ الْحَكِيمِ، وَقَدْ يَقُولُ الْمُنَافِقُ كَلِمَةَ الْحَقِّ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: وَمَا يُدْرِينِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَّ الْحَكِيمَ يَقُولُ كَلِمَةَ الضَّلَالَةِ وَأَنَّ الْمُنَافِقَ يَقُولُ كَلِمَةَ الْحَقِّ؟ قَالَ: اجْتَنِبْ مِنْ كَلَامِ الْحَكِيمِ الشُّبُهَاتِ الَّتِي تَقُولُ مَا هَذِهِ، وَلَا يُرِيبَنَّكَ [3] ذَلِكَ مِنْهُ [4] فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ أَنْ يُرَاجَعَ وَيَلْقَى الْحَقَّ إِذَا سَمِعْتَهُ فَإِنَّ عَلَى الحق نورا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ [3] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ فَذَكَرَ مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلُ [4] عَنِ ابْنِ شهاب أن ابا إدريس الخولانيّ (99 أ) أَخْبَرَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عُمَيْرَةَ- كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ- أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ لَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا لِلذِّكْرِ إِلَّا قَالَ حِينَ يَجْلِسُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ. قَالَ يَزِيدُ: فَلَبِثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَطَفِقَ قُرَّاءٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَقُولُونَ: يَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ أَتَشْهَدُ أَنَّكَ مُؤْمِنٌ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُونَ: أَتَشْهَدُ أَنَّكَ فِي الْجَنَّةِ؟ فَأَقُولُ: إِنِّي أَخْشَى الذُّنُوبَ. فَيَقُولُونَ: فَنَحْنُ نَشْهَدُ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ. فَبَلَغَ الْأَمْرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَمَرَرْتُ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالُوا: هَذَا الشَّامِيُّ الَّذِي ذَكَرْنَا لَكَ. فَأَرْسَلَ إِلَيَّ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: أَتَشْهَدُ أَنَّكَ مُؤْمِنٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَتَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْتُ: إِنِّي أَخَافُ الذُّنُوبَ. فَتَبَسَّمَ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: لَو شَهِدْتُ أَنِّي مُؤْمِنٌ مَا بَالَيْتُ ان أشهد أني في الجنة. قال: قُلْتُ: يَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ هَذَا مَا كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُحَذِّرُنَا مِنْ أَمْثَالِكَ. قَالَ: وَمَا حَذَّرَكُمُوهُ؟ قَالَ: حَذَّرَنَا زَيْغَةَ الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة عَلَى فَمِ الْحَكِيمِ، وَيَقُولُ الْمُنَافِقُ كَلِمَةَ الْحَقِّ، ثم قال له: اذمم نفسك فو الله مَا أَنْتَ إِلَّا أَحَدُ الثَّلَاثَةِ، مُؤْمِنٌ أَوْ كافر أو منافق. قال:
يَرْحَمُ اللَّهُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ مَا زَالَ يُعَدُّ لَيِّنًا مُقَرَّبًا فِي الْمَجْلِسِ. وَرَوَى مَالِكٌ عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ [1] عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَإِذَا أَنَا بِفَتًى بَرَّاقِ الثَّنَايَا طَوِيلِ الصَّمْتِ وَإِذَا النَّاسُ مَعَهُ فَإِذَا اخْتَلَفُوا فِي الشَيْءِ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقِيلَ هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. وَرَوَى شَهْرٌ [2] حَدَّثَنِي عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [3] أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمًا وَأَصْحَابُ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْفَرُ مَا كَانُوا أَوَّلَ عِمَارَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَجَلَسْتُ مَجْلِسًا فِيهِ بِضْعَةٌ وثلاثون، وفي الحلقة شاب آدم شديد (99 ب) الْأُدْمَةِ حُلْوُ الْمَنْظَرِ وَضِيءٌ وَهُوَ أَشَبُّ الْقَوْمِ سِنًّا وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَنْ أنت يا ابا عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. وَالْحَدِيثُ الَّذِي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ الْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ الْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ» . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قال: «حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ» .
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: ثَنَا أَبِي قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْعَيْذِيِّ أَوِ الْخَوْلَانِيِّ. وَحَدَّثَنَا ابْنُ شَمْرٍ [2] قَالَ: أَخْبَرَنِي [3] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَعْلَى بن عطاء عن الوليد بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْعَيْذِيِّ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى مَجْلِسٍ فِيهِ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِمْ رَجُلٌ شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ أَدْعَجُ الْعَيْنَيْنِ أَغَرُّ الثَّنَايَا فَإِذَا امْتَرَوْا فِي شَيْءٍ فَقَالَ قَوْلًا انْتَهَوْا إِلَى قَوْلِهِ وَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ جِئْتُ فَإِذَا هُوَ يُصَلِّي فَلَمَّا رَآنِي حَذَفَ مِنْ صَلَاتِهِ ثُمَّ جَلَسَ فَسَكَتَ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي جَلَالِ اللَّهِ عز وجل. قال: اللَّهُ قُلْتَ؟ وَاللَّهِ فَإِنَّ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ- أَحْسَبُهُ قَالَ- فِي ظِلِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ- وهذا لأشك فِيهِ- وَإِنَّهُ لَيُوضَعُ لَهُمْ كَرَاسِيُّ فِي نُورِ يَغْبِطُهُمْ بِمَقْعَدِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ [4] . قَالَ أَبُو إِدْرِيسَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَقُولُ: حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ أَوْ لِلْمُتَصَافِينَ فِيَّ. (100 أ) .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ [1] قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ [2] عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَائِذُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمُ الْيَمَنَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ [5] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَجَلَسْنَا فِي حَلْقَةٍ كُلُّهُمْ يُحَدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وَفِيهِمْ شَابٌّ إِذَا تَكَلَّمَ أَنْصَتَ الْقَوْمُ لَهُ، وَإِذَا حَدَّثَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْصَتَ، فَتَفَرَّقُوا وَلَمْ أَعْلَمْ مَنْ ذَلِكَ الْفَتَى، فَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَمَا أَقَرَّتْنِي نَفْسِي حَتَّى رَجَعْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فإذا أنابه فَقُمْتُ فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى أَتَى عَمُودًا فَرَكَعَ ركعات حسانا ثم جلس واستقبله فَطَالَ سُكُوتُهُ لَا يَتَكَلَّمُ. فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي رَحِمَكَ الله فو الله اني لأحبك وأحبّ حديثك. فقال: الله؟ فقلت: الله. فجبذ بحبوي حَتَّى أُلْصِقَتْ رُكْبَتُهُ بِرُكْبَتِي، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظِلِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ. فَقَالَ لِي عُبَادَةُ: تَعَالَ أُحَدِّثُكَ بِمَا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ:
فَأَتَيْتُهُ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول قال الله عز وجل: حَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حدثنا أبو مسهر [1] قال: حدثنا سعيد [2] عن رَبِيعَةَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي ذر عن النبي صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا. يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا الَّذِي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلَا أُبَالِي فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فاستطعموني (100 ب) أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ لبسته فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ منكم لم ينقص [3] ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمُ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَا سَأَلَ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْبَحْرُ إِنْ يُغْمَسْ فِيهِ [4] الْمِخْيَطُ غَمْسَةً وَاحِدَةً. يَا عِبَادِي إِنَّمَا هي أعمالكم
ومنهم: أم الدرداء
أَحْفَظُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ. قَالَ: وَكَانَ أَبُو إِدْرِيسَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ [1] . وَمِنْهُمْ: أُمُّ الدَّرْدَاءِ حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بن صبح قال: سمعت أبا مسهر [2] يقول: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: اسْمُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ جُهَيْمَةُ بِنْتُ لُحَيٍّ الْوَصَّابِيَّةُ. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [3] وَحَجَّاجٌ [4] وَأَبُو عُمَرَ [5] قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْكَيْخَارَانِي [6] عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: ليس بشيء في الميزان انقل من خلق حسن [7] .
ومنهم: بلال بن أبي الدرداء
وَمِنْهُمْ: بِلَالُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: «حُبُّكَ الشَيْءَ يُعْمِي وَيُصِمُّ» . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ عَنْ بِلَالِ بْنِ أَبِي الدرداء (101 أ) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ. وَمِنْهُمْ: مَعْدَانُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثَنَا زَائِدَةُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ بِقَرْيَةٍ دُونَ حِمْصَ. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ ولا يؤذن فيه بِالصَّلَاةِ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ [3] . قَالَ زَائِدَةُ: قَالَ السَّائِبُ: يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ: الصَّلَاةَ فِي الْجَمَاعَةِ.
ومنهم: أبو عبيد الله [1] مسلم بن مشكم [2]
وَمِنْهُمْ: أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ [1] مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ [2] حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا يحي بن حمزة قال: حدثني يزيد ابن أَبِي مَرْيَمَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَأَلْفَيَنَّ مَا نُوزِعْتُ أَحَدَكُمْ فَأَقُولُ هَذَا [مِنْ] أُمَّتِي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ [3] . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: لَسْتَ مِنْهُمْ [4] . وَمِنْهُمْ: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ الْكِنْدِيُّ سَيِّدُ أَهْلِ فِلَسْطِينَ. وَعَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ سَيِّدُ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ. وَعُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ الكندي سيد أهل الأردن. ويحي بن يحي الْغَسَّانِيُّ مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ دِمَشْقَ. وَعَمْرُو بْنُ قيس من سادات أهل الجزيرة.
وكثير بن قيس وسليمان بن مرثد وعبد الله بن [أبي] [2] زكريا الخزاعي والقاسم ابو عبد الرحمن مولى آل معاوية ويزيد بن خمير الرحبي
«وَبِلَالُ بْنُ سَعْدِ بْنِ تَمِيمٍ السَّكُونِيُّ كَانَ امام الناس في خلافة (101 ب) هِشَامٍ» [1] . وَكَثِيرُ بْنُ قَيْسٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ مَرْثَدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ [أَبِي] [2] زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيُّ وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ الرَّحَبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ الرَّحَبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَقَالُوا: وَكَيْفَ تَعْرِفُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي كَثْرَةِ الْخَلَائِقِ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ دَخَلْتَ صَبْرَةً فِيهَا خَيْلٌ دُهْمٌ بُهْمٌ وَفِيهَا فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ مَا كُنْتَ تَعْرِفُهُ مِنْهَا؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّ أُمَّتِي يَوْمَئِذٍ غُرٌّ مِنَ السُّجُودِ مُحَجَّلُونَ مِنَ الْوُضُوءِ [4] . وَمِنْهُمْ: شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوانُ عَنْ شُرَيحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجَزَنَّ مِنْ أَرْبَعِ رَكْعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ» . وَعَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي ذر عن النبي صلى الله عليه
ومنهم: سليم بن عامر الكلاعي
وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا صَلَّيْتَ مَعَ إِمَامِكَ وَانْصَرَفْتَ كُتِبَ لَكَ قُنُوتُ لَيْلَتِكَ» . وَمِنْهُمْ: سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ الْكَلَاعِيُّ [1] حَدَّثَنَا أَبُو اليمان قال: حدثنا صفوان [2] عن سليم بن عَامِرٍ الْكَلَاعِيِّ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمَرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ لَا يَتْرُكُ بَيْتَ صَدْرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا دَخَلَهُ هَذَا الدِّينُ بِعِزِّ عَزِيزٍ يُعَزُّ بِهِ الْإِسْلَامُ وَذُلِّ ذَلِيلٍ يُذِلُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ الْكُفْرَ» . وَمِنْهُمْ: أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لُحَيٍّ (102 أ) حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا صفوان عن الأزهر بن عبد الله عن أبي عامر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا قَدِمْنَا أَخْبَرَنَا بِقَاصٍّ يَقُصُّ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ مَوْلًى لِبَنِي مَخْزُومٍ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ معاوية، فقال معاوية: لو كنت تقدمت إليك قبل مَرَّتِي هَذِهِ لَقَطَعْتُ مِنْكَ طَابِقًا. ثُمَّ قَامَ حَتَّى صَلَّى صَلَاةَ الظُّهْرِ بِمَكَّةَ فَقَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً- يَعْنِي الْأَهْوَاءَ- كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. وَقَالَ: «إِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَتَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ، فَلَا يبقى منه عرق ولا مفصل
ومنهم: عثمان بن جابر
إِلَّا دَخَلَهُ» . وَاللَّهِ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَئِنْ لَمْ تَقُومُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ، لَغَيْرُكُمْ مِنَ النَّاسِ أَحْرَى أَنْ لَا يَقُومَ بِهِ. وَمِنْهُمْ: عُثْمَانُ بْنُ جَابِرٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جَابِرٍ عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: الحرب خُدْعَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: ثَنَا صَفْوانُ عَنْ مَاعِزٍ التَّمِيمِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ. وَمِنْهُمْ: عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكَلَاعِيُّ وَمَكْحُولٌ وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ وراشد بن سعد المقرئي [1] ثم الحميري وعطاء بن يزيد الليثي ثم الجندعي ويحي بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ وَعَمْرُو بْنُ رُؤْبَةَ يَرْوِى عَنْ وَاثِلَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: المرأة تحرز ثلاثة، مواريث (102 ب) لقيطها وعتيقها وولدها الّذي [2] تلاعن عليه.
ومنهم: يعلى بن شداد بن أوس
وَمِنْهُمْ: يَعْلَى بْنُ شَدَّادِ بْنُ أَوْسٍ يَرْوِي عن أبيه أنه كان يجهر بسم الله الرحمن الرحيم. وَعُبَيْدَةُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا» . وَأَبُو عَبْدِ رَبٍّ [1] سَمِعَ مُعَاوِيَةَ [2] يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بَلَاءٌ وَفِتْنَةٌ» . الْوَلِيدُ [3] عَنِ ابْنِ جَابِرٍ عَنْهُ. وَمُسْلِمُ بْنُ قَرَظَةَ [4] سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ [5] قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خَيْرُ [6] أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ» .
وابو سلام الأسود
ابْنُ جَابِرٍ [1] يُحَدِّثُ [2] عَنْ زُرَيْقٍ [3] عَنْ مُسْلِمٍ [4] ، وَبُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [5] قَالَ: سَمِعَتُ وَاثِلَةَ [6] . وَأَبُو سَلَّامٍ الْأَسْوَدُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا عَلَيْهِ ثَوْبٌ مُعَصْفَرٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ يَزَلْ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوَرِّثُهُ. وَالْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ فِي صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رمضان. ويزيد بن [أبي] [7] مالك الهمذاني
ونمير بن أوس الأشعري القاضي
وَنُمَيْرُ بْنُ أَوْسٍ الْأَشْعَرِيُّ الْقَاضِي وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ الْيَحْصِبِيُّ يَرْوِي عَنْ أَبِي أُمَامَةَ [1] : حَبِّبُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى النَّاسِ. وَعَبْدُ الله بن محيريز (103 أ) حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْرَقُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ الْوَلِيدِ الذِّمَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: إِنْ يَفْخَرْ عَلَيْنَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ [2] بِعَابِدِهِمْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَإِنَّا نَفْخَرُ عَلَيْهِمْ بِعَابِدِنَا عَبْدِ اللَّهِ بن محيريز. حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: ثَنَا أَبُو مسهر [3] قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: خَرَجَتْ أم الدرداء تخطب عن ابنة أبي محجز اللَّيْثِيُّ فَلَقِيَتْ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ فَقَالَ: أَنَا عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ- يُرِيدُ الْفَأْلَ-. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن إبراهيم قال: حدثنا أبو مسهر قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [4] قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ الْغَدَوَاتِ مَعَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وَبَعْدَ الظُّهْرِ مَعَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ [5] ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ مَعَ مكحول.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو [1] قَالَ: حَدَّثَنَا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد الْعَزِيزِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَضَى عَنِّي سَبْعِينَ دِينَارًا، وَحَمَلَنِي عَلَى بَغْلَةٍ، وَفَرَضَ لِي خَمْسِينَ. قَالَ قُلْتُ: أَغْنَيْتَنِي عَنِ التِّجَارَةِ [2] . حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَفَلْنَا مِنَ الْغَزْوِ وَأَتَيْنَا عَلَى طَرِيقٍ تَأْخُذُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، فَقَالَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: لَئِنْ لَمْ آتِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ لَا آتِيهِ، وَكَانَتْ فِيهِ لَجَاجَةٌ. فَأَتَيْنَا عُمَرَ فَاسْتَأْذَنَّا، فَأَذِنَ لَنَا، فَأَجْلَسَ ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا مَعَهُ. قَالَ رَبِيعَةُ: فَجَعَلْتُ أَمِيلُ بَيْنَهُمَا أيهما أقصد. قال: ومعنا [ابن] ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَيْهِ عِمَامَةٌ قَدْ صَفَّفَهَا. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هَذَا ابْنِي. فَقَالَ عُمَرُ: كَيْفَ تَجِدُهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَأُنْفِسُ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مما هو. قال: فقال عمر: الشباب، وإنما يصلح الله عز وجل. قال: (103 ب) فَأَجَازَنَا بِعِشْرِينَ دِينَارًا غَيْرَ دِينَارٍ مَا [3] فَضَلَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَيْنَا. «حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: لَقِيَ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ عَبْدَ الواحد النصري [4] في خلافة الوليد،
وهؤلاء رواة عوف بن مالك
وَكَانَ بَشِيرٌ عَلَى شُرُطَةِ الْوَلِيدِ، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ زُرْعَةَ بْنَ ثُوَبٍ الْمُقْرِي وَكَانَ قَاضِيًا فَجُلِدَ الْحَدَّ» [1] وَكَانَ زُرْعَةُ بْنُ ثُوَبٍ لَا يَأْخُذُ عَلَى الْقَضَاءِ أَجْرًا، وَكَانَ فِي خَاتَمِ زُرْعَةَ بْنِ ثُوَبٍ «لِكُلِّ عَمَلٍ ثَوَابٌ» . وَهَؤُلَاءِ رُوَاةُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ [2] أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ» . وَيَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ عَنْ عَوْفٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ان شئتم انبأتكم عن الإمارة. ومعديكرب بْنُ عَبْدِ كُلَالٍ. حَدَّثَنَا الْوُحَاظِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ غَانِمٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ [3] عن معديكرب بْنِ عَبْدِ كَلَالٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَإِنَّ رَبِّي خَيَّرَنِي بَيْنَ خَصْلَتَيْنِ أَنْ يُدْخِلَ نِصْفَ أُمَّتِيَ الْجَنَّةَ وبين الشفاعة لأمتي فاخترت الشفاعة [4] .
ومالك بن هدم
وَمَالِكُ بْنُ هَدْمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أبي أَيُّوبَ قَالَ: «وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ [3] قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ أَخْبَرَهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ هَدْمٍ قَالَ: غَزَوْنَا وَعَلَيْنَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَفِينَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَأَصَابَتْنَا مَخْمَصَةٌ شَدِيدَةٌ، فَانْطَلَقْتُ أَلْتَمِسُ الْمَعِيشَةَ فَأَلْفَيْتُ قَوْمًا يُرِيدُونَ يَنْحَرُونَ جَزُورًا لَهُمْ» [4] ، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمْ كَفَيْتُكُمْ نَحْرَهَا وَعَمَلَهَا وأعطوني منها، فقفلت فأعطوني منها شيئا (104 أ) فَصَنَعْتُهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَسَأَلَنِي مِنْ أَيْنَ هُوَ؟ فَأَخْبِرْتُهُ فَقَالَ: أَسْمَعُكَ قَدْ تَعَجَّلْتَ أَجْرَكَ وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ، ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ فَأَخْبَرْتُه فَقَالَ لِي مِثْلَهَا وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَرَكْتُهَا. قَالَ: ثُمَّ أَبْرَدُونِي [5] فِي فَتْحٍ لَنَا فَقَدِمْتُ عَلَى رسول
ومنهم: قيس بن مرثد الجذامي
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: صَاحِبُ الْجَزُورِ. وَلَمْ يَزِدْ عَلَيَّ شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ سَعِيدٍ: لَمْ يَزِدْنِي عَلَى ذَلِكَ. وَمِنْهُمْ: قَيْسُ بْنُ مَرْثَدٍ الْجُذَامِيُّ [1] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بن موسى عن مكحول عن كثير ابن مُرَّةَ عَنْ قَيْسٍ وَهُوَ ابْنُ مَرْثَدٍ الْجُذَامِيُّ عن نعيم بن هبار الْغَطَفَانِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قال: يَا ابْنَ آدَمَ صَلِّ أَرْبَعَ رَكْعَاتٍ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ أكفك آخره. ومنهم: يحي بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ قَاضِي حِمْصَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ يحي بْنِ جَابِرٍ عَنْ نَوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا الْبِرُّ؟ قَالَ: حُسْنُ الْخُلُقِ. قَالَ: فَمَا الْإِثْمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَعْلَمَهُ النَّاسُ. وَمِنْهُمْ: حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مثنى وجوف الليل الآخر أجوبه دعوة.
ومنهم: عبادة بن اوفى النميري
فَقُلْتُ: أَوْجَبُهُ. فَقَالَ: لَا بَلْ أَجْوَبُهُ. يَعْنِي بذلك الاجابة. (104 ب) وَمِنْهُمْ: عُبَادَةُ بْنُ أَوْفَى النُّمَيْرِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْخَبَائِرِيُّ الْحِمْصِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي يزيد بن أبي مريم [1] عن الوليد ابن هِشَامٍ الْمُعَيْطِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ أَوْفَى النُّمَيْرِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْرِدُوا بِصَلَاةِ الظُّهْرِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ. وَمِنْهُمْ: عُبَادَةُ بْنُ أَوْفَى عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ [2] : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَوِ امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً فَإِنَّهُ يَقِي كُلَّ عُضْوٍ مِنْ صَاحِبِهِ الَّذِي أَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو تَوْبَةَ [3] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ [4] أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ اوفى أخبره.
ومنهم: عامر بن زيد البكائي
ومنهم: عامر بن زيد البكائي حَدَّثَنِي أَبُو تَوْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ زَيْدٍ الْبِكَالِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ عَبْدِ السَّلَمِيِّ [1] يَقُولُ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: مَا حَوْضُكَ الَّذِي تُحَدِّثُ عَنْهُ؟ قَالَ: هُوَ كَمَا بَيْنَ الْبَيْضَاءِ إِلَى بُصْرَى، ثُمَّ يُمِدُّني اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ بِكُرَاعٍ فَلَا يَدْرِي بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ أَيْنَ طَرَفَاهُ. قَالَ: فَكَبَّرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَقَالَ: أَمَّا الْحَوْضُ فَيَزْدَحِمُ عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الذين يقتلون في سبيل الله، ويموتون فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَرْجُو أَنْ يُورِدَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْكُرَاعَ فَأَشْرَبَ مِنْهُ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الجنة (105 أ) أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، ثُمَّ يَشْفَعُ كل ألف بسبعين ألف، ثُمَّ يُحْثِي لِي بِكَفَّيْهِ ثَلَاثَ حَثْيَاتٍ، وَكَبَّرَ عُمَرُ فَقَالَ: إِنَّ السَّبْعِينَ الْأَلْفَ الْأَوَّلِينَ يُشَفِعُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي آبَائِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ، وَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَحَدِ الْحَثْيَاتِ الْأَوَاخِرِ. وَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِيهَا فَاكِهَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ إِنَّ فِيهَا شجرة تدعى طوبا هِي تُطَابِقُ الْفِرْدَوْسَ. قَالَ: أَيُّ شَجَرِ أَرْضِنَا تُشْبِهُ؟ قَالَ: لَيْسَ شِبْهَ شَيْءٍ مِنْ شَجَرِ أَرْضِكُمْ، وَلَكِنْ أَتَيْتَ الشَّامَ؟ فقَالَ: لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَإِنَّهَا تُشْبِهُ شَجَرَةً بِالشَّامِ تُدْعَى جَوْزَ تَنْبُتُ عَلَى سَاقٍ وَاحِدٍ وَيَنْتَشِرُ أَعْلَاهَا. قَالَ: مَا عِظَمُ أَصْلِهَا؟ قَالَ: لَوِ ارْتَحَلْتَ جَدَعَةً مِنْ إِبِلِ أَهْلِكَ مَا أَحَطْتَ بأصلها حتى
ومنهم: أبو المثنى المليكي [2]
يَنْكَسِرَ تِرْقُوَاهَا هَرَمًا. قَالَ: فِيهَا عِنَبٌ؟ قَالَ: نعم. قال: وما عظم العنقود فيها؟ قل: مَسِيرَةَ شَهْرٍ لِلْغُرَابِ لَا يَقَعُ وَلَا يَنِي ولا يقر. قال: ما عظم الجنة مِنْهَا؟ قَالَ: هَلْ ذَبَحَ أَبُوكُمْ تَيْسًا مِنْ غَنَمِهِ قَطُّ عَظِيمًا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَسَلَخَ إِهَابَهَا فَأَعْطَاهَا أُمَّكَ فَقَالَ ادْبَغِي لَنَا هَذِهِ، ثُمَّ أَخِّرِّي لَنَا مِنْهُ، وَلَوِ انْزَوَى [1] مِنْهَا شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ تِلْكَ تَسَعُنِي وَأَهْلَ بَيْتِيَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَعَامَّةُ عَشِيرَتِكَ. وَمِنْهُمْ: أَبُو الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيُّ [2] حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي صفوان بن عمرو. [و] حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيِّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ [4]- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُحَدِّثُ بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْقَتْلَى ثَلَاثَةُ رجال، رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله (105 ب) فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى لَقِيَ الْعَدُوَّ وَقَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ ذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَحْتَ عَرْشِهِ لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِدَرَجَةٍ النُّبُوَّةِ، وَرَجُلٌ مؤمن قذف على نفسه من الذنوب والخطايا [5] جاهد
ومنهم: شرحبيل بن شفعة
بنفسه وماله في سبيل الله حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوُّ وَقَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ ذلك الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَحْتَ عَرْشِهِ لَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِدَرَجَةٍ النُّبُوَّةِ، وَرَجُلٌ [فِيهِ] مَصْمَصَةٌ تَحْتَ ذُنُوبِهِ وَخَطَايَاهُ إِنَّ السَّيْفَ مَحَا الْخَطَايَا وَأُدْخِلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ فَإِنَّ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ، وَلِجَهَنَّمَ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ وَبَعْضُهَا أَبْغَضُ مِنْ بَعْضٍ، وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوُّ وَقَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ إِنَّ السَّيْفَ لَا يَمْحَقُ النِّفَاقَ [1] . وَمِنْهُمْ: شُرَحْبِيلُ بْنُ شُفْعَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزُ بن عثمان عن شُرَحْبِيلَ بْنِ شُفْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ [2] قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِدثَ إِلَّا تَلَقَّوْهُ مِنْ أَبْوابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي وعبد [4] الله بن
ومنهم: عبد الرحمن بن عمرو السلمي
بُسْرٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثُّمَالِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم «لو أقسمت لبررت لا يدخل (106 أ) الْجَنَّةَ قَبْلَ سَابِقِ أُمَّتِي إِلَّا بِضْعَ عَشْرَةَ رَجُلًا مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ وَإِسْحَاقُ وَيَعْقُوبُ وَالْأَسْبَاطِ اثني عشر وموسى وعيسى بن مَرْيَمَ بِنْتِ [1] عِمْرَانَ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عمرو السُّلَمِيَّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرحمن ابن عَمْرٍو السُّلَمِيِّ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: صلى بنا رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ لَهَا الْقُلُوبُ- أَوْ كَمَا قَالَ- فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا. قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ سَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ. وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكَلَاعِيُّ رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ ثَوْرٍ [2] عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ وَحُجْرِ بْنِ حُجْرٍ الكلاعي قالا: حدثنا [3] عرباض فذكر الحديث.
ومنهم: يحيى بن أبي المطاع
ومنهم: يحيى بن أبي المطاع سمع عرباض يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ. وَمِنْهُمْ: أَبُو رُهْمٍ السَّمَعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صالح [2] عن الحارث ابن زِيَادٍ عَنْ أَبِي رُهْمٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بن سارية صاحب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: دَعَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّحُورِ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ: هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ. فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهمّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ. وَمِنْهُمْ: عبد الأعلى بن هلال السلمي (106 ب) «حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سارية صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَةٍ، وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى بِي، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ، وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ، وَإِنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت منه قصور الشام» [3] .
ومنهم: سعيد بن هانئ
وَمِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ هَانِئٍ حَدَّثَنِي [1] مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ هَانِئٍ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ: بِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُكْرًا فَجِئْتُ أَتَقَاضَاهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِنِي ثَمَنَ بُكْرِي. فَقَضَانِي فَأَحْسَنَ قَضَائِي. ثُمَّ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اقْضِنِي ثَمَنَ بُكْرِي. فَقَضَاهُ بعيرا مسببا [2] . فقال: يا رسول الله هذا أَفْضَلُ مِنْ بُكْرِي. فَقَالَ: هُوَ لَكَ إِنَّ خَيْرَ الْقَوْمِ خَيْرُهُمْ قَضَاءً. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ [3] وَأَبُو الطَّاهِرِ [4] عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قُلْتُ: اقْضِنِي ثَمَنَ بَكْرِي. قَالَ: نَعَمْ. لا أقضيكما إِلَّا بِحَسَنَةٍ فَقَضَانِي فَأَحْسَنَ قَضَائِي. وَمِنْهُمْ: ابْنُ أَبِي بِلَالٍ حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَأَبُو عتبة الحسن بن علي السكونيّ والوليد ابن عُتْبَةَ قَالُوا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [5] عَنْ بُحَيْرِ بْنِ سعيد [6] عن خالد بن معدان
ومنهم: عبد الرحمن بن ميسرة
عَنِ ابْنِ أَبِي بِلَالٍ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سارية أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنَ الطَّاعُونِ. فَيَقُولُ الشُّهَدَاءُ: إِخْوَانُنَا قُتِلُوا كَمَا قُتِلْنَا. وَيَقُولُ الْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ: مَاتُوا كَمَا مِتْنَا. فيقول ربنا: انظروا الى (107 أ) جِرَاحِهِمْ فَإِنْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَ الْمَقْتُولِينَ فَإِنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ، وَإِذَا جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَهُمْ. زَادَ الْحَسَنُ قَالَ: فَيُلْحَقُونَ بِهِمْ. حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ [1] وَابْنُ الْمُصَفَّى [2] قَالُوا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي بُحَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ خَالِدِ بن معدان عن ابن أبي بلال [3] عن عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ «الْمُسَبِّحَاتِ» قَبْلَ ان يرقد ويقول: ان فيه أية أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ آيَةٍ [4] . وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن ميسرة روى العرباض سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابين
ومنهم: كثير بن مرة وعمرو بن الأسود
بِجَلَالِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي. وَمِنْهُمْ: كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ وَعَمْرُو بْنُ الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْحِمْصِيُّ فِي سُوقِ الْبَزِّ- وَكَانَ كَخَيْرِ الرِّجَالِ- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُطِيعٍ معاوية بن يحي الْأَطْرَابُلُسِيُّ عَنْ بُحَيرِ بْنِ سَعِيدٍ [1] عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَكَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ وَعَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ عَمَلٍ يَنْقَطِعُ عَنْ صَاحِبِهِ إِذَا مَاتَ إِلَّا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّهُ يُنَمَّى عَمَلُهُ وَيَجْرِي عَلَيْهِ رِزْقُهُ إِلَى يَوْمِ الْحِسَابِ. وَمِنْهُمْ: حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ زَمْلٍ السَّكْسَكِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ بن الوليد قال: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا قَبَضْتُ من عبدي كريمته (107 ب) وَهُوَ بِهَا ضَنِينٌ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ إِذَا حَمَدَنِي عَلَيْهَا. وَمِنْهُمْ: سُوَيْدُ بْنُ جَبَلَةَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ العلاء بن رزيق قال: حدثني عمرو ابن الْحَارِثِ بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن سالم [2] عن
ومنهم: يحي بن عتبة بن عبد
الزُّبَيْدِيِّ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ جَبَلَةَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ عِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ حَدَّثَهُمْ يَرُدُّهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا سَأَلْتُمُ فَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهَا سُرُّ الْجَنَّةِ، يَقُولُ الرَّجُلُ مِنْكُمْ لِرَاعِيهِ: عَلَيْكَ بِسُرِّ الْوَادِي فَإِنَّهُ أَعْشَبُهُ وَأَمْرَعُهُ. وَمِنْهُمْ: يحي بن عتبة بن عبد عَبْدٍ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَسُلَيْمَانُ [2] قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَعَيْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ القاسم الطائي قال: سمعت يحي بْنَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنِّي فِي أُنَاسٍ يُرِيدُونَ أَنْ يُغِيرُوا. قَالَ: فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَانِي وَأَنَا غُلَامٌ حَدَثٌ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: عَتَلَةُ بْنُ عَبْدٍ. قَالَ: بَلْ إِنَّهُ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ. قَالَ: أَرِنِي سَيْفَكَ. فَسَلَّهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى فِيهِ رِقَّةً وَضَعْفًا قَالَ: لَا تَضْرِبَنَّ بِهَذَا وَلَكِنِ اطْعَنْ بِهِ طَعْنًا. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بن ناسح الْحَضْرَمِيُّ [3] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَسُلَيْمَانُ قَالا: ثَنَا ابْنُ شُعَيْبٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ناسح عن عتبة بن عبد
ومنهم: لقمان بن عامر
السُّلَمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: قُومُوا فَقَاتِلُوا. فَرَمَى رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أوجب هذا [1] . (108 أ) قَالَ: نَعَمْ وَلَا نَقُولُ كَمَا قَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فقاتلا انا هاهنا قَاعِدُونَ، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ. وَمِنْهُمْ: لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَآدَمُ [2] وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ [3] عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ [4] السُّلَمِيِّ قَالَ: اسْتَكْسَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَسَانِي خَيْشَتَيْنِ [5] فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَلْبَسُهَا وَأَنَا أَكْسَى أَصْحَابِي. وَمِنْهُمْ: عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَمْرِو بن قيس
ومنهم: محمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي
الْكِنْدِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيَّانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلَانِهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَسُولَ الله ان شرائع الإسلام قد كثرت عني فَأَخْبِرْنِي بِأَمْرٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. قَالَ: لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ الْيَحْصُبِيُّ [1] . حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ مَشَى مَعَ الْجِدَارِ وَلَمْ يَسْتَقْبِلَ الْبَابَ، وَلَكِنْ يَقُومُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَيَسْتَأْذِنُ، فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلَّا رَجَعَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَكُنْ لِأَبْوَابِهِمْ سُتُورٌ. وَسَمِعْتُ عبد الله بن بسر يقول: (108 ب) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ إِلَى عَذَابِكُمْ بِسَرِيعٍ وَسَيَأْتِي قَوْمٌ لَا حُجَّةَ لَهُمْ. وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: طُوبَى لِمَنْ رَآنِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي، وَطُوبَى لَهُ وَحُسْنُ مَآبٍ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ قَالَ: أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةً. فَقَالَ لِأَهْلِهِ: اطْبُخُوا هَذِهِ الشاة وانظروا الى
ومنهم: الأزهر بن عبد الله الحرازي [2]
هَذَا الدَّقِيقِ فَاخْبِزُوهُ وَاطْبُخُوهُ وَاثْرِدُوا عَلَيْهِ، وَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ. وَسَلَّمَ قَصْعَةٌ يُقَالُ لها الفراء، والفراء يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَسَجَدَ الضُّحَى أَتَى بِتِلْكَ الْقَصْعَةَ، وَالْتَقَوْا عَلَيْهَا، فَلَمَا كَثُرَ النَّاسُ جَثَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهِ، وَذَرُوا ذروتها يبارك فيها [1] . ثم قال: كلوا فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُفْتَحَنَّ عَلَيْكُمْ أَرْضُ فَارِسٍ وَالرُّومِ حَتَّى يَكْثُرَ الطَّعَامُ فَلَا يُذْكَرُ عَلَيْهِ اسْمُ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ. وَمِنْهُمُ: الْأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيُّ [2] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [3] عَنْ صَفْوانَ [4] قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيُّ قَالَ: قَالَتْ أُمِّي لِأَبِي: لَو صَنَعْنَا طَعَامًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَوْتُهُ. قَالَ: فَفَعَلْنَا ثَرِيدَةً بِسَمْنٍ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَوَضَعَتْ لَهُ أُمِّي قَطِيفَةً لَنَا وَجَمَعَتْهَا لَهُ لِيَكُونَ أَوْثَرَ لَهَا، فَقَعَدَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (109 أ) قَالَ: فَوَضَعْنَاهَا لَهُ فَقَالَ: كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ
ومنهم: محمد بن زياد الألهاني
وَأَشَارَ إِلَى ذِرْوَتِهَا بِأَصَابِعِهِ الثَّلَاثِ. فَلَمَّا فَرَغَ قُلْنَا: ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: اللَّهمّ ارْحَمْهُمْ وَاغْفِرْ لَهُمْ وبارك لهم فِي رِزْقِهِمْ. وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ وَاسْمُهُ صَدِيُّ بْنُ عَجْلَانَ أَنَّهُ قَالَ: وَرَأَى [2] سِكَّةً وَشَيْئًا مِنْ آلَةِ الْحَارِثِ- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَدْخُلْ هَذِهِ بَيْتَ قَوْمٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ الذُّلَّ [3] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى بْنِ بُهْلُولٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ أَنَّهُ أَدْرَكَ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مِمَّنْ أَسْلَمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ. وَأَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَمِمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِقْدَامَ بن معديكرب وَأَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ. وَأَمَّا أَصْحَابُ مُعَاذٍ فَأَبُو عِنَبَةَ [5] الْخَوْلَانِيُّ وابو صالح [6] الأنصاري.
ومنهم: ابو حي [2] المؤذن
حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ السَّلَفَ وَإِنَّ الْقَوْمَ ليكونون في المنزل الواحد بأهليهم. قَالَ: فَرُبَّمَا نَزَلَ عَلَى بَعْضِهِمُ الضَّيْفُ وَقِدْرُ بَعْضِهِمْ عَلَى النَّارِ فَيَأُخُذُهَا صَاحِبُ الضَّيْفِ لِضَيْفِهِ، فَتُفْتَقَدُ الْقِدْرُ فَيَقُولُ صَاحِبُهَا: مَنْ أَخَذَ الْقِدْرَ؟ فَيَقُولُ صَاحِبُ الضَّيْفِ: نَحْنُ أَخَذْنَاهَا لِضَيْفِنَا. قَالَ: فَيَقُولُ صَاحِبُ الْقِدْرِ: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِيهَا، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَ هَذَا. قَالَ: وَالْخُبْزَ إِذَا خَبَزُوا مِثْلَ ذَلِكَ وَيَسْتَحْسِنُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ. وَلَيْسَ بَيْنَهُمُ إلا جِدَارُ الْقَصَبِ. قَالَ بَقِيَّةُ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَنَا ذَلِكَ لِمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ وَأَصْحَابِهِ. وَحَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: قَعَدَ وَقَّاصُ بْنُ ربيعة ورجل من أصحاب (109 ب) النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَمَّاهُ- قَالَ بَقِيَّةُ: فَتَرَكْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لِأَنَّهُ غِيبَةٌ- قَالَ: فَذَكَرْنَا النِّسَاءَ قَالَ وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ: إِنَّ امْرَأَتِي لَمِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ وَإِنِّي لَأَمْكُثُ الشهر والشهرين والثلاث لا أقربها ولئن أَكُونَ فِي بَيْتٍ مَعَ أَحَدٍ يُهَارِنِي [1] وَأُهَارِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَكَانَهُ امْرَأَةٌ شَابَّةٌ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا مَحْرَمٌ. قَالَ صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَكِنِّي لَا أقول ذلك. قال: فَابْتُلِيَ بِيَتِيمَةٍ كَانَتْ فِي حِجْرِهِ ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بعد ذلك. ومنهم: ابو حيّ [2] المؤذن [3]
ومنهم: عياش بن مؤنس
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ- وَهُوَ حَسَنُ الْحَدِيثِ- عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ- وَهُوَ مِنْ صَالِحِي أَهْلِ الشَّامِ» [2] حَضْرَمِيٌّ- عَنْ أَبِي حَيٍّ الْمُؤَذِّنِ عَنْ ثَوْبَانَ [3] عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَحِلُّ لِامْرِئٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَنْظُرَ فِي جَوْفِ بَيْتِ امْرِئٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُ، فَإِنْ يَنْظُرْ فَقَدْ دَخَلَ، وَلَا يَؤُمُّ قَوْمًا فَيَخُصَّ نَفْسَهُ بِدَعْوَةٍ دُونَهُمْ فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ، وَلَا يَقُومُ الى الصلاة وهو حقن [4] حتى يتخفف [5] . ومنهم: عَيَّاشُ بْنُ مُؤْنِسٍ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالا حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: ثَنَا حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ [6] قَالَ: حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ مُؤْنِسٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: مَهْمَا نَسِيتُ مِنْ شَيْءٍ فَلَمْ أَنْسَ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يُصَلِّي وَيَدُهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى قابضا عليها. ومنهم: وقاص بن ربيعة
ومنهم: عبد الرحمن بن قتادة النصري
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ [1] عَنْ أَبِيهِ] عَنْ (110 أ) مَكْحُولٍ عَنْ وَقَّاصِ بْنِ رَبِيعَةَ أَنَّ الْمُسْتَوْرِدَ [2] حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ كُسِيَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَكْسُوهُ مِثْلَهُ مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ أَوْ رِيَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ وَرِيَاءٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [3] . وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَتَادَةَ الْنَصْرِيِّ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ الْمُصَفَّى قَالا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [4] قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ [5] قَالَ: حَدَّثَنِي رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ النَّصْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أنبذ الْأَعْمَالَ أَنَّهُ قَدْ قُضِيَ الْقَضَاءُ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عَزَّ وَجَلَّ أَخَذَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ثُمَّ أَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ مِنْ كَفِّهِ فَقَالَ هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ.
ومنهم: يحي بن المقدام
ومنهم: يحي بْنُ الْمِقْدَامِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عن صالح بن يحي بْنِ الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْخَيْلِ والبغال والحمير وكل دي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ. وَمِنْهُمْ: حَبِيبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيِّ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالُوا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ الْأَنْمَارِيُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الله ابن أَبِي كَبْشَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ النَّظَرُ إِلَى الْأُتْرُجِّ وَيُعْجِبُهُ النَّظَرَ إِلَى الْحَمَامِ الأحمر [1] . ومنهم: يزيد بن مرثد (110 ب) حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا يحي بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءِ عَنْ يَزِيدِ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَحَسَنَ فِيمَا بَقِيَ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى، وَمَنْ أَسَاءَ فِيمَا بَقِيَ أُخِذَ بِمَا بَقِيَ وَمَا مَضَى. وَمِنْهُمْ: أُسَامَةُ بن سلمان العنسيّ
ومنهم: معديكرب
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَكَّارٍ السُّلَمِيُّ الْبَيْرُوتِيُّ [1] وَصَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ [2] عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ سَلْمَانَ الْعَنْسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَغْفِرُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَقَعِ الْحِجَابُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا وُقُوعُ الْحِجَابِ؟ قال: ان تموت وهي مشركة. ومنهم: معديكرب حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي اسامة الحلبي وابو عمير [3] ابن النَّحَّاسِ قَالُوا: ثَنَا ضَمْرَةُ [4] عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ [5] عن مطر [6] عن شهر ابن حوشب عن معديكرب عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ ثَلَاثًا، رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى رُئِيَتْ عَلَيْهِ بَهْجَتُهُ وَكَانَ رِدْءًا لِلْإِيمَانِ، أَعَارَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُ مَا شَاءَ اللَّهُ، اخْتَرَطَ سَيْفَهُ، وَرَمَى جَارَهُ بِالشِّرْكِ فَضَرَبَهُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الرَّامِي أَوِ الْمَرْمِيُّ؟ قَالَ: الرَّامِي. وَخَلِيفَةٌ مِثْلُكُمْ آتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سُلْطَانًا فَقَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَذَبَ ليس لمخلوق ان يكون حقه
ومنهم: قيس بن الحارث المذحجي
[إِلَّا] [1] دُونَ الْخَالِقِ، وَرَجُلٌ اسْتَخَفَّتْهُ الْأَحَادِيثُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أُحْدُوثَةٍ وَصَلَهَا بِأَطْوَلَ مِنْهَا، أَنْ يُدْرِكَ الدَّجَّالَ يَتْبَعُهُ. وَمِنْهُمْ: قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ المذحجي (111 أ) حدثنا صفوان [2] قال: حدثني الْوَلِيدُ [3] قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ مُوسَى [4] وَغَيْرُهُ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ قَيْسَ بْنَ الْحَارِثِ الْمَذْحِجِيَّ حَدَّثهُ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَالصُّنَابِحِيُّ فَقَالَ حِينَ نْظَرَ إِلَى الصُّنَابِحِيِّ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ كَأَنَّمَا صَعَدَ إِلَى السَّمَاءِ فَهُوَ يَعْمَلُ مَا يَرَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا. وَمِنْهُمْ: الْحَارِثُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَني [5] مَنْصُورٌ [6] عَنْ أَبِي [7] يَزِيدَ غَيْلَانُ [8] مَوْلَى كِنَانَةَ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ [9] الْحَبَشِيِّ عَنِ المقدام بن معديكرب عن الحارث بن معاوية
ومنهم: يعلى بن شداد بن أوس
قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ وَعِنْدَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى بَعِيرٍ مِنَ الْمَقَاسِمِ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ أَخَذَ مِنْهُ قَرَدَةً بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ- وَهِيَ وَبَرَةٌ- فَقَالَ: أَلَا إِنَّ هَذَا مِنْ غَنَائِمِكُمْ وَلَيْسَ لِي مِنْهُ إِلَّا الْخُمُسُ، «وَالْخُمُسُ» [1] مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ، فَأَدُّوا الْخَيْطَ [2] وَالْمِخْيَطَ، وَأَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَأَكْبَرَ، فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ عَلَى أَهْلِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ [3] ، وَجَاهِدُوا النَّاسَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْقَرِيبَ مِنْهُمْ وَالْبَعِيدَ، وَلَا تَأْخُذْكُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَأَقِيمُوا حُدُودَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ عَظِيمٌ، يُنَجِّي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ. حَدَّثَنِي صَفْوَانُ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [5] قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عِيسَى بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَذْحِجِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ فَلْيُحَدِّثِ الْحَاضِرُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ. وَمِنْهُمْ: يَعْلَى بُنُ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ مُخَلَّدٍ الصَّفَّارُ الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ [6]
ومنهم: ابو أمية الشعباني [2]
عن أبي سنان (111 ب) عِيسَى بْنِ سِنَانٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: صَلَّى بِنَا النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين إِلَى جَنْبِ بَعِيرٍ مِنَ الْمَقَاسِمِ، ثُمَّ تَنَاوَلَ سَنَامَ الْبَعِيرِ فَأَخَذَ مِنْهُ قَرَدَةً فَجَعَلَهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا مِنْ غَنَائِمِكُمْ أَدُّوا الْخَيْطَ وَالْمِخْيَطَ وَمَا دُونَ ذَلِكَ وَمَا فَوْقَ ذَلِكَ، فَإِنَّ الْغُلُولَ عَارٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَنَارٌ وَشَنَارٌ [1] . وَمِنْهُمْ: أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ [2] وَكَانَ جَاهِلِيًّا. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ قَالَ: ثَنَا مَطَرُ بْنُ الْعَلَاءِ الْفَزَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَسَارٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيُّ- وَكَانَ جَاهِلِيًّا- قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثُونَ خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ، وَثَلَاثُونَ نُبُوَّةٌ وَمُلْكٌ، وَثَلَاثُونَ مُلْكٌ وَتَجَبُّرٌ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ فَلَا خَيْرَ فِيهِ. [الصُّنَابِحِيُّ] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [3] قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ [4] عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الربيع قال: كنا عند عبادة بن
الصَّامِتِ وَاشْتَكَى فَأَقْبَلَ الصُّنَابِحِيُّ فَقَالَ عُبَادَةُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ كَأَنَّمَا رُقِيَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ فَعَمِلَ بِمَا عَمِلَ عَلَى مَا رَأَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا. فَلَمَّا انْتَهَى الصُّنَابِحِيُّ قَالَ عُبَادَةُ: لَئِنِ اسْتُشْهِدْتُ لَأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لَأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ عَنْ أَبِي مُحَيْرِيزٍ [2] عَنِ الصُّنَابِحِيِّ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: مهلا لم تبكي فو الله لئن استشهدت لأشهدن لك، ولئن شفعت لا شفعن لَكَ، وَلَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَنْفَعَنَّكَ. «حَدَّثَنَي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ حَدَّثَنَا أبي [3] عبد الله ابن الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: الْعُلَمَاءُ أربعة، (112 أ) سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بِالْمَدِينَةِ، وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بِالْبَصْرَةِ، وَمَكْحُولٌ بِالشَّامِ» [4] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ [5] عن برا [6] قال: قال
مَكْحُولٌ: مَا عَلِمْتُ بَعْدَ أَنْ سُئِلْتُ أَكْثَرَ مِمَّا عَلِمْتُ قَبْلَ أَنْ أُسْأَلَ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُسَيْلَةَ الصُّنَابِحِيِّ قَالَ: مَا فَاتَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِخَمْسِ لَيَالٍ، تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِالْجُحْفَةِ، فقدمت على أصحابه وهم متوافرون، فسألت بلال عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَقَالَ: لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ لم يقم. حدثني سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رَجَاءٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الدِّمَشْقِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ [2] يُحَدِّثُ الْوَاحِدَ وَالِاثْنَيْنِ فإذا نظر إلى الثالث قَالَ: لَا سَبِيلَ إِلَى الْحَدِيثِ سَائِرَ الْيَوْمِ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ [3] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: كَانَتِ الْخُلَفَاءُ بِالشَّامِ فَإِذَا كَانَتْ بَلِيَّةٌ سَأَلُوا عَنْهَا عُلَمَاءَ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ أَحَادِيثُ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا تُجَاوِزُ جِدَارَ بُيُوتِهِمْ، فَمِنِّي كَانَ عُلَمَاءُ أَهْلِ الشَّامِ يَحْمِلُونَ عَنْ خَوَارِجِ أَهْلِ الْعِرَاقِ [4] ! «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أَبِي الْخَيْرِ عَنِ الصُّنَابِحِيِّ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَتَى هَاجَرْتَ؟ قَالَ: مُتَوَّفَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَقِيَنِي رَجُلٌ عِنْدَ الْجُحْفَةِ، فَقُلْتُ: الخبر
[عبد الله بن محيريز]
يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: إِي وَاللَّهِ لَخَبَرٌ طَوِيلٌ أَوْ جَلِيلٌ دَفَنَّا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ» [1] . [عَبْدُ الله بْنُ مُحَيْرِيزٍ] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الحلبي قال: حدثنا ضمرة [2] عن بشير ابن صَالِحٍ قَالَ: دَخَلَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ [3] حَانُوتًا بِدَابِقٍ وهو يريد أن يشتري نوبا. فَقَالَ رَجُلٌ لِصَاحِبِ الْحَانُوتِ: هَذَا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ فَأَحْسِنْ بَيْعَهُ. فَغَضِبَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ وَخَرَجَ وَقَالَ: انما نشتري (112 ب) بِأَمْوَالِنَا لَسْنَا نَشْتَرِي بِدِينِنَا [4] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَشِّرٌ [5] عَنْ سَلْمِ بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ وَاقِفًا بِدَابِقٍ، قَالَ: فَسَمِعَ رَجُلًا يُسَاوِمُ رَجُلًا وَهُوَ يقول لا والله وبلى والله. فقال: يا هذا لَا يَكُونَنَّ اللَّهُ أَهْوَنُ بِضَاعَتَكَ عَلَيْكَ. حَدَّثَنِي سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة عن رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ مُقْبِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنَانِيِّ [6] قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَحْرَى مِنْ أَنْ يَشِينَ مِنْ نَفْسِهِ خَيْرًا مِنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، وَلَا أَقْوَلَ بحق إذا رآه من
[ابْنِ] [1] مُحَيْرِيزٍ، وَلَقَدْ رَأَى عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ جُبَّةَ خَزٍّ وَهُوَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ لَهُ: أَتَلْبَسُ الْخَزَّ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا لَبِسْتُهَا لِهَؤُلَاءِ. وَأَشَارَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ. فَغَضِبَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ وَقَالَ: مَا يَنْبَغِي أَنْ يَعْدِلَ خَوْفُكَ مِنَ اللَّهِ خَوْفَكَ مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: وَلَّانِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الصَّائِفَةَ. فَقُلْتُ لِابْنِ مُحَيْرِيزٍ: قَدْ تَرَى الَّذِي ابْتُلِيتُ بِهِ وَلَا غِنَى بِي عَنْ رَأْيِكَ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ قَلِيلًا [2] . حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ [3] وَالسَّيْبَانِيِّ قَالا: لَبِسَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ ثَوْبَيْنِ مِنْ نَسْجِ أْهَلِهِ. قَالَ: فَلَقِيَهُ خَالِدُ بْنُ دُرَيْكٍ [4] عِنْدَ الْمِيضَأَةِ، فَقَالَ لَهُ خَالِدٌ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُزَهِّدُكَ النَّاسُ أَوْ يُبَخِّلُوكَ. قَالَ: أَعُوذُ باللَّه أَنْ أُزَكِّيَ نَفْسِي أَوْ أُزَكِّيَ أَحَدًا اخْرُجْ إِلَى السُّوقِ فَاشْتَرِ لِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَاشْتَرَيْتُ لَهُ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ مِصْرِيَّيْنِ. قال: فاتخذ أحدهما قميصا والآخر رداء [5] .
«حَدَّثَنِي سَعِيدٌ [1] حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أبي سلمة عن رجاء ابن حَيْوَةَ: أَتَانَا نَعْيُ ابْنِ عُمَرَ وَنَحْنُ فِي مجلس ابن محيريز فقال ابن محيريز: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَعُدُّ بَقَاءَ ابْنِ عُمَرَ أَمَانًا لِأَهْلِ الْأَرْضِ» [2] «فَقَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ بَعْدَ نَعْتِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ: وَأَنَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَعُدُّ بَقَاءَ ابْنِ مُحَيْرِيزَ أَمَانًا لِأَهْلِ الْأَرْضِ» [3] . حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ يَجِيءُ بِالْكِتَابِ إِلَى عبد الملك (113 أ) فِيهِ النَّصِيحَةُ، فَيُقَرِّبَهُ إِيَّاهُ ثُمَّ لَا يُقِرُّهُ فِي يَدِهِ [4] . حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِابْنِ مُحَيْرِيزٍ: مَا بَالُ الْحَجَّاجِ كَتَبَ يَشْكُوكَ؟ قَالَ: لَقَدْ ذَكَرْتُ فِيهِ قَوْلًا مَا أُحِبُّ أَنِّي لَمْ أَقُلْهُ. قَالَ رَجَاءٌ: وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمًا وَابْنُ مُحَيْرِيزٍ جَالِسٌ يَسْأَلُهُ أَهْلُ الْعِرَاقِ عَزْلَ الْحَجَّاجِ. فَقَالَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ: مَا سَأَلُوهُ إِلَّا يَسِيرًا. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ القارئ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا بِرُودِسَ مَا فِي الْجَيْشِ أَحَدٌ أَكْثَرَ صَلَاةً مِنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ- يَعْنِي [فِي] الْعَلَانِيَةِ- وَرَجُلٌ مَقْطُوعٌ من أهل مكة.
قَالَ: ثُمَّ رَأَيْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ قَدْ قَصَّرَ عَنْ ذَلِكَ حِينَ شُهِرَ وَعُرِفَ [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: كَانَتْ لِابْنِ مُحَيْرِيزٍ حَاجَةٌ إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، فَقِيلَ لَهُ: تَلْقَاهُ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُرَى أَنِّي مِمَّنْ أَشْهَدُ الْعِشَاءَ فِي الْمَسْجِدِ. حَدَّثَني سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بِالشَّامِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَجَّاجَ [2] بِمَلَامَةٍ إِلَّا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ وَأَبُو الْأَبْيَضِ الْعَنْسِيِّ. فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِأَبِي الْأَبْيَضِ: مَا لِلْحَجَّاجِ كَتَبَ يَشْكُوكَ لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لَأَبْعَثَنَّكَ إِلَيْهِ [3] . حَدَّثَنِي سَعِيدٌ عَنْ ضَمْرَةَ عَنِ السَّيْبَانِيِّ [4] قَالَ: كَانَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ أَنْصَرَ النَّاسِ لِإِخْوَانِهِ. قَالَ: فَذُكِرَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ فِي مَجْلِسِهِ [5] ، فَقَالَ رَجُلٌ: كَانَ بَخِيلًا. قَالَ: فَغَضِبَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ. قَالَ: كَانَ جَوَادًا حيث يحب الله بخيلا حيث تحبون [6] . [7]
[رجاء بن حيوة]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة حدثنا عباد بن عباد [2] (113 ب) عن يحي بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ: إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ فَلَا تَقُولُوا حَدَّثَنَا ابْنُ مُحَيْرِيزٍ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَصْرَعَنِي ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَصْرَعًا يَسُوءُنِي [3] . [رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ] حَدَّثَنِي سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء عَنِ ابْنِ عَوْنٍ [4] قَالَ: مَا لَقِيتُ أَكَفَّ من ثلاثة، رجاء بن حيوة بالشام، والقاسم بن محمد بالحجاز وابن سيرين بالعراق. يقول: لم يجاوزا مَا عَلِمُوا أَوْ لَمْ يَتَكَلَّفُوا أَنْ يَقُولُوا بِرَأْيِهِمْ. «حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَصْمَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: أَدْرَكْتُ سِتَّةً، مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ يُشَدِّدُونَ فِي الْحُرُوفِ، وَثَلَاثَةٌ يُرَخِّصُونَ فِي الْمَعَانِي، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُرُوفِ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْمَعَانِيَ الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ وَالنَّخْعِيُّ» [5] . حَدَّثَنَا سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن رجاء قَالَ: قَالَ مَكْحُولٌ: مَا زِلْتُ مُشْتَغِلًا عَنْ مَعَانِي حَتَّى أَعَانَهُمْ عَلَيَّ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ دَخَلَ الشَّامَ فِي أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ رَجَاءٌ قَدِمَ الْكُوفَةَ مَعَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ فسمع
مِنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ وَقَتَادَةُ فِي هَذِهِ القدمة. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ، وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ، بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: جَاءَ مَكْحُولٌ إِلَى أَبِي يَشْتَكِي فَقَالَ: يَا أَبَا الْمِقْدَامِ إِنَّهُمْ يُرِيدُونَ دَمِي. قَالَ: وَقَدْ حَذَّرْتُكَ القرشيين ومجالستهم ولكنهم آذوك وخانوك وَحَدَّثْتَهُمْ بِأَحَادِيثَ، فَلَمَّا أَفْشَوْهَا عَلَيْكَ كَرِهْتَهَا، قَالَ: زَادَ عَلِيٌّ إِذْ رَاحَ فَجَاءَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانُوا يَعِيبُونَ مَكْحُولًا فَذَكَرُوهُ فَقَالَ أَبِي: دَعُوا عَلَيْكُمْ مَكْحُولًا فَقَدْ كُنْتُمْ حَدِيثًا وَأَنْتُمْ تُحْسِنُونَ ذِكْرَهُ. قَالَ: فَكَفُّوا. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [1] عن رجاء [2] قال: حدثني المعلى [3] ابن رُؤْبَةَ التَّمِيمِيُّ قَالَ: كَانَتْ لِي حَاجَةٌ إِلَى رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَكَانَ عِنْدَ سُلَيْمَانَ [4] ، فَلَقِيتُهُ [5] فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ: وَلَّى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْيَوْمَ [6] عبد الله ابن موهب [7] القضاء، ولو (114 أ) خُيِّرْتُ بَيْنَ أَنْ أُحْمَلَ إِلَى حُفْرَتِي وَبَيْنَ مَا وُلِّيَ ابْنُ مُوهَبٍ لَاخْتَرْتُ أَنْ أُحْمَلَ إِلَى حُفْرَتِي. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ الَّذِي أَشَرْتَ بِهِ. قَالَ: صَدَقُوا اني انما نظرت للعامة
وَلَمْ أَنْظُرْ لَهُ [1] . حَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ النَّصْرِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بحلل بعث بها صاحب اليمن عروة ابن مُحَمَّدٍ [2] ، فَعَزَلَ مِنْهَا حُلَّةً وَقَالَ: هَذِهِ لِخَلِيلِيِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ. وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: قَدِمَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَرَادَ [3] رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ عَلَى أَنْ يَصْحَبَهُ فَأَبَى وَاسْتَعْفَى. فَقَالَ لَهُ عُقْبَةُ بْنُ وساج [4] : انّ الله ينفع بِمَكَانِكَ. قَالَ: إِنَّ أُولَئِكَ الَّذِينَ تُرِيدُونَ قَدْ ذهبوا [5] . فقال له عقبة: ان هؤلاء قوما قَلَّمَا بَاعَدَهُمْ رَجُلٌ بَعْدَ مُقَارَبَةٍ إِلَّا رَكِبُوهُ. قَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكْفِنِيهِمُ الَّذِي أَدْعُهُمْ لَهُ [6] . حَدَّثَني سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: كَانَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ يُجْرِي عَلَى رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ثَلَاثِينَ دِينَارًا فِي كُلِّ شَهْرٍ، فَلَمَّا وَلِيَ هِشَامٌ قَالَ: مَا كَانَ هَذَا بِرَأْيٍ، فَقَطَعَهَا عَنْهُ، فَرَأَى هِشَامٌ أَبَاهُ فِي الْمَنَامِ يُعَاتِبُهُ فِي ذَلِكَ فَأَجْرَى عَلَيْهِ مَا كَانَ قَطَعَ. وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ وَسَّاجٍ لِرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ: لولا خصال
فِيكَ كُنْتَ أَنْتَ الرَّجُلَ. قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: إِخْوَانُكَ يَمْشُونَ إِلَيْكَ وَأَنْتَ لَا تَمْشِي إِلَيْهِمْ، وَوَسِمْتَ فِي أَفْخَاذِ دَوَابِّكَ لِرَجَاءٍ وَكَانَتْ سمة القبيل نكفيك. قَالَ: أَمَّا قَوْلُكَ أَنَّ إِخْوَانِي يَمْشُونَ إِلَيَّ وَأَنَا لَا أَمْشِي إِلَيْهِمْ فَرُبَّمَا عَجَّلُونِي عَنْ صَلَاتِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ وَسَمْتُ اسْمِي فِي أَعْجَازِ دوابي وَأَنَّ سِمَةَ الْقَبِيلِ تَكْفِينِي فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَرَى بَأْسًا أَنْ يَكْتُبَ الرَّجُلُ اسْمَهُ عَلَى فَخِذِ دَابَّتِهِ [1] . وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: نَظَرَ رجاء بن حيوة إِلَى رَجُلٍ يَنْعَسُ بَعْدَ الصُّبْحِ فَقَالَ: انْتَبِهْ لَا يَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ ذَا عَنْ سَهَرٍ. حدثني سعيد (114 ب) بن أسد حدثنا ضمرة عن ابن شوذب [2] عَنْ مَطَرٍ [3] قَالَ: مَا لَقِيتُ شَامِيًّا أَفْقَهَ مِنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ [4] إِلَّا أَنَّهُ إِذَا حَرَّكْتَهُ وَجَدْتَهُ شَامِيًّا، وَرُبَّمَا جَرَى الشَيْءُ فَيَقُولُ: فَعَلَ عَبْدُ الْملِكِ بْنُ مَرْوَانَ. قَالَ مَطَرٌ: ما نعلم أحدا جازت شَهَادَتُهُ وَحْدَهُ إِلَّا رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ- يَعْنِي أَنَّهُ صُدِّقَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَحْدَهُ-. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ سلامة
قَالَ: مَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَقْتَدِيَ بِهِ مِنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ. وَبِهِ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ: كَلَّمْتُ رَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ وَعَدِيَّ بْنَ عَدِيَّ فِي شَيْءٍ، فَكَأَنَّهُمَا وَجَدَا فِي أَنْفُسِهِمَا. فَقُلْتُ لَهُمَا: إِنَّهُ لَيْسَ يَحْسُنُ مِنْ رَأْيِكُمَا ان تنزلا رأيكما بِمَنْزِلَةِ مَنْ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُرَدَّ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ. فَقَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: يَا أَبَا عَبْدِ [1] الْحَمِيدِ مَنْ عَدِمْنَا ذَاكَ مِنْهُ فَلَا نَعْدِمُ مِنْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الْحَمِيدِ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَثِيرَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ ابْنَ شَوْذَبٍ ذَكَرْتُ الْمَلَائِكَةَ. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرْتُ ابْنَ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سعد يقول: حدثني يحي بْنُ سَعِيدٍ [2] أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ قَالَ لَهُ: لَوْ أُنْزِلَ أَخَوَانِ مِنْ حِصْنٍ فَسَكَنَ أَحَدُهُمَا الشَّامَ وَسَكَنَ الْآخَرُ الْعِرَاقَ، ثُمَّ لَقِيتَ الشَّامِيَّ لَوَجَدْتَهُ يَذْكُرُ الطَّاعَةَ وَأَمْرَ الطَّاعَةِ وَالْجِهَادَ، وَلَوْ لَقِيتَ الْآخَرَ لَوَجَدْتَهُ يَسْأَلُ عَنِ الشُّبَهِ يَقُولُ كَيْفَ شَيْءٌ كَذَا وَكَذَا، وَكَيْفَ الْأَمْرُ فِي كَذَا وَكَذَا. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قال حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة:
بَلَغَنِي أَنَّ جَزْءَ [1] بْنَ جَابِرٍ كَانَ قَاضِيًا على فلسطين لم يترك إلا نصف درهم، وكان من البكاءين، وَكَانَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِجَزْءِ بْنِ جَابِرٍ. يَقُولُ: لِصَلَاحِهِ وَفَضْلِهِ. سَمِعْتُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَزَامٍ كَانَ يَسِيرُ بِالْمَقَابِرِ فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْقُبُورِ ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَانْظُرُوا مَنْ ولي (115 أ) لِلْقَضَاءِ بَعْدَكُمْ. وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: مَرَّ بِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِئُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ جِئْتُ مِنْ عِنْدِ ابْنِ موَهْبٍ بَلَغَهُ عَنِّي شَيْءٌ جِئْتُ أَعْتَذِرُ إِلَيْهِ وَأَنَا أُحِبُّ الْعُذْرَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ صَالِحِ إِخْوَانِي. وَبِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ خَبَّابٍ قَالَ: مرض خارجة بن الوليد ابن بُجَيْرٍ الْأَزْدِيُّ، فَدَعَوْتُ لَهُ طَبِيبًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهُ [2] قَالَ: مَا بِصَاحِبِكَ هَذَا إِلَّا الْحُزْنُ. فَلَمَّا عُدْتُ، أَخْبَرْتُهُ أَنَّ الطَّبِيبَ قَالَ لِي مَا بِصَاحِبِكَ إِلَّا الْحُزْنُ. قَالَ: صَدَقَ إِنِّي ذَكَرْتُ مَوَاقِفَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَفَزِعَ لِذَلِكَ قَلْبِي. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: كَانَ مَكْحُولٌ يَقُولُ: رُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْعُو عَلَى رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ- وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ عَلَيْهِ- فَأَذْكُرُ تَهْجِيرَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَأَكُفُّ عَنْهُ. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: ثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ بِفِلَسْطِينَ رَجُلًا أَكْمَلَ مِنْ نعيم بن سلامة.
وَبِهِ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ [1] : أَتُرَاكَ غَازِيًا الْعَامَ؟ قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنْ لَا أَغْزُوَ الْعَامَ وَإِنَّ لِي مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحْسَنُ سَمْتًا فِي الْعِبَادَةِ مِنْ مَكْحُولٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: مَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ إِلَّا وَأَنَا فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا أَنْ أَكُونَ مَرِيضًا أَوْ مُسَافِرًا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالَ: حدثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءِ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ [2] عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّتَاهُ إِنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ [3] . فَقَالَتْ: أَخْطَأَ، جَابِرٌ أَعْلَمَ بِرَسُولِ اللَّهِ مِنِّي، سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جاوز الختان فقد وجب الغسل [4] ، (115 ب) أَيُوجِبُ الرَّجْمَ وَلَا يُوجِبُ الْغُسْلَ! حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ معن التنوخي بقول: مَا رَأَيْتُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةَ زَاهِدًا غَيْرَ اثنين عمر بن عبد العزيز وإسماعيل
ابن عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ وَكَانَ خَالًا لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. فَقَالَ رَجَاءٌ: كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ إِذَا قَفَلَ مِنَ الصَّائِفَةِ افْتَرَشَ بَرَاذِعَهُ، وَكَانَ هُوَ وَأُمُّ وَلَدِهِ وَدَوَابُّهُ فِي بَيْتٍ فِي نَاحِيَةٍ وَهُوَ وَأُمُّ وَلَدِهِ فِي نَاحِيَةٍ [1] . قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ هَذِهِ الْجِرَارَ تَعْجَزُ عَنْ مَدِّ يَوْمٍ أَرْغَبُ بِهِ يَعْنِي الْقِرْبَةَ الطَّبِيخَ [2] . قَالَ ضَمْرَةُ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَدَّمَ إِلَى رَجُلٍ زَبِيبًا فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَيَطْرَحُ حَبَّهُ. فَقَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ شَبِعْتَ فَاتْرُكْهُ. وَحَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ قَالَ: مَرِضَ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ خَالُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِدَابِقٍ فَعَادَهُ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِي إِلَّا وَقَدْ عَادَنِي إِلَّا مَا كَانَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ [3] وَكَانَ رَفِيقًا لِعَطَاءٍ، فَلَمَّا انْصَرَفَ عَطَاءٌ إِلَى الرَّجُلِ قَالَ لِعُثْمَانَ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَالَ مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِي إِلَّا وَقَدْ عَادَنِي إِلَّا مَا كان من عثمان ابن أبي سودة. قال عثمان: ان ذلك لممش لَا يَرَانِي اللَّهُ فِيهِ أَبَدًا. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ قَالَ: كَانَ بَيْنَ رَجُلٍ وَبَيْنَ عُبَادَةَ بْنِ نَسِيٍّ [4] مُنَازَعَةٌ فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ، فَلَقِيَ رَجَاءُ بن
[عطاء الخراساني]
حَيْوَةَ عُبَادَةَ بْنَ نَسِيٍّ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ فُلَانًا كَانَ مِنْهُ إِلَيْكَ فَأَخْبِرْنِي. قَالَ: لَوْلَا أَنْ تَكُونَ غِيبَةٌ مِنِّي لَأَخْبَرْتُكَ بِمَا كَانَ مِنْهُ. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءٍ عَنْ مُقْبِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنَانِيِّ قَالَ: لَسْتُ أَخَافُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَتَعَمَّدَ الْكَذِبَ إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي فِي تَرْدَادِي الْحَدِيثَ. [عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيّ] وَحَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبُي عَبْلَةَ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى عَطَاءٍ [1] الْخُرَاسَانِيِّ. قَالَ فَكَانَ يَدْعُو بَعْدَ الصُّبْحِ بدعوات. قال: فغاب (116 أ) فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤَذِّنِينَ، فَأَنْكَرَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ صَوْتَهُ، فَقَالَ لَهُ رَجَاءٌ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا يَا أَبَا الْمِقْدَامِ فَقَالَ: اسْكُتْ فإنا نكره أن نسمع الخير إلا من أَهْلِهِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى بْنُ النَّحَّاسِ الرَّمْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ: كُنْتُ أَجْلِسُ لِعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ بَعْدَ الصُّبْحِ فَيَدْعُو بِدَعَوَاتٍ، فَغَابَ، فَتَكَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤَذِّنِينَ، فَأَنْكَرَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ صَوْتَهُ فَقَالَ لَهُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَنَا يَا أَبَا المقدام. فقال: اسكت فإنا نكره أن نسمع الْخَيْرَ إِلَّا مِنْ أَهْلِهِ [3] . وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حدثنا
ابْنُ جَابِرٍ [1] قَالَ: كُنَّا نُغَازِي [2] مَعَ [3] عَطَاءٍ- الخراساني، فكان يحي اللَّيْلَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى نَوْمَةِ السَّحَرِ، فَكَانَ كَثِيرًا مَا إِذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ أَكْثَرُهُ- أَوْ قَالَ نِصْفُهُ- أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَآذَنَنَا وَنَحْنُ فِي فُسْطَاطِنَا: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ [4] وَيَا يَزِيدُ بْنَ يَزِيدَ [5] وَيَا هِشَامُ بْنَ الْغَازِ وَيَا فُلَانُ وَيَا فُلَانُ قُومُوا فَتَوَضَّئُوا وَصَلُّوا قُومُوا وَصُومُوا وَصَلُّوا، فَقِيَامُ هَذَا اللَّيْلِ وَصِيَامُ هَذَا النَّهَارِ أَيْسَرُ مِنْ شَرَابِ الصَّدِيدِ وَمُقَطَّعَاتِ الْحَدِيدِ ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى صَلَاتِهِ [6] . حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو قُدَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: كنا نغازي عطاء الخراساني وكان يحي اللَّيْلَ، فَإِذَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ نِصْفُهُ أَوْ ثُلُثُهُ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ فِي فُسْطَاطِنَا، فَنَادَانَا يَا يَزِيدُ وَيَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ وَيَا هِشَامُ بْنَ الْغَازِ [7] قُومُوا فَتَوَضَّئُوا فَصَلُّوا، صَلَاةُ هَذَا اللَّيْلِ وَصِيَامُ هَذَا النَّهَارِ أَهْوَنُ مِنْ مُقَطَّعَاتِ الْحَدِيدِ وَشَرَابِ الصَّدِيدِ، الرَّجَا الرَّجَا ثُمَّ النَّجَا النَّجَا، ثُمَّ يُقْبِلُ عَلَى صَلَاتِهِ [8] .
[يزيد بن مرثد]
[يَزِيدُ بْنُ مَرْثَدٍ] حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ: قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ لِيَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ: مَا لِي أَرَى عينيك لا تجف؟ قال: (116 ب) وَمَا سُؤَالُكَ عَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ. قَالَ: يَا أَخِي لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدَنِي اللَّهُ إِنْ أَنَا عَصَيْتُهُ إِلَّا أَنْ يُجْلِسَنِي فِي حَمَّامٍ لَكَانَ حَرِيًّا أَلَّا تَجِفَّ لِي عَيْنٌ، فَكَيْفَ وَقَدْ تَوَعَّدَنِي بِنَارِ جَهَنَّمَ! قَالَ قُلْتُ: عَلَى كُلِّ حَالٍ تَكُونُ هَكَذَا؟ قَالَ: وَمَا سُؤَالُكَ عَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ. قَالَ: إِنِّي رُبَّمَا دَنَوْتُ مِنْ أَهْلِي كَمَا يَأْتِي الرَّجُلُ أَهْلَهُ فَيَخْطُرُ عَلَى قَلْبِي فَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَا أُرِيدُ. وَرُبَّمَا وُضِعَ الطَّعَامُ فَيَخْطُرُ عَلَى قَلْبِي فَأَبْكِي فَيَبْكِي أَهْلِي لِبُكَائِي وَصِبْيَانٌ لِبُكَائِنَا لَا يَدْرُونَ مَا الَّذِي أَبْكَانِي، وَحَتَّى رُبَّمَا أَضْجَرْتُ امْرَأَتِي تَقُولُ: يَا وَيْحَهَا مَاذَا خُصَّتْ بِهِ مِنْ بَيْنِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ بِطُولُ الْحُزْنِ مَعَكَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [1] . [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي زكريا] وَقَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الدِّمَشْقِيِّ فَذُكِرَ مِشْكَانُ الدِّمَشْقِيُّ وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي الدَّرْدَاءِ فقَالُوا: إِنَّهُ لَرَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ رَجُلٍ يُحِبُّ السُّلْطَانَ. فَقَالَ: اللَّهمّ عُذْرًا! لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَهُ فِي الْقَوَارِسِ في البحر واشتد [2] علينا، فنقلد مُصْحَفَهُ، ثُمَّ جَاءَنِي فَضَرَبَ فَخِذِي فَقَالَ: يَا ابن أبي زكريا اي شيء
تَخَافُ وَدِدْتُ أَنَّهَا تُجَلْجِلُ بِي وَبِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ [1] وَقَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ وَأَبُو عُمَيْرٍ [2] قَالا: ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي زَكَرِيَّا قَالَ: عَالَجْتُ الصَّمْتَ عِشْرِينَ سَنَةٌ قَبْلَ أَنْ أَقْدِرَ مِنْهُ عَلَى مَا أُرِيدُ. قَالَ: وَكَانَ لَا يُغْتَابَ فِي مَجْلِسِهِ أَحَدٌ وَيَقُولُ: إِنْ ذَكَرْتُمُ اللَّهَ أَعَنَّاكُمْ، وَإِنْ ذَكَرْتُمُ النَّاسَ تَرَكْنَاكُمْ [3] . وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ [4] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَجْلَسَ ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا مَعَهُ عَلَى السرير قال: (117 ب) فَجَعَلْتُ أَمِيلُ بَيْنَهُمَا أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ: وَأَمَرَ لنا بعشرين دينارا عشرين دِينَارًا مَا فَضَلَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَيْنَا. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ- قَالَ يَعْقُوبُ: لَا أَشُكُّ- عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ [5] حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ رَبِيعَةَ قَالَ: لَمَّا قَفَلْنَا مِنَ الْغَزْوِ وَأَتَيْنَا عَلَى طَرِيقٍ تَأْخُذُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا. فَقَالَ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: إِنِّي إِنْ لَمْ آتِ عُمَرَ فِي هَذَا الطَّرِيقِ لَا آتِيهِ. وكانت فيه لجاجة،
[مالك بن عبد الله الخثعمي]
فَأَتَيْنَا عُمَرَ فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَنَا، فَأَجْلَسَ ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا مَعَهُ. قَالَ رَبِيعَةُ: فَجَعَلْتُ أَمِيلُ بَيْنَهُمَا أَيُّهُمَا أَفْضَلُ. قَالَ: وَكَانَ مَعَنَا [ابْنُ] [1] ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا عَلَيْهِ عِمَامَةٌ صَفَّفَهَا. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِي. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: كَيْفَ تَجِدُهُ؟ قَالَ: إِنِّي لَأُنْفِسُهُ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مما هو. قال: فقال عمر: الشباب، وإنما يُصْلِحُ اللَّهُ. قَالَ: فَأَجَازَنَا بِعِشْرِينَ دِينَارًا عِشْرِينَ دِينَارًا مَا فَضَلَ عَلَيْنَا ابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا [2] . [مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيُّ] وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: مَا ضُرِبَ النَّاقُوسُ قط ببلد- قال: وكانوا يَضْرِبُونَ بِنِصْفِ اللَّيْلِ- إِلَّا وَقَدْ جَمَعَ مَالِكٌ- يعني بن عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيِّ- ثِيَابَهُ عَلَيْهِ وَدَخَلَ مَسْجِدَ بْيَتِهِ يُصَلِّي [3] . [يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ] حَدَّثَنَا ابو اليمان قال: حدثنا (117 أ) صَفْوانُ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيِّ: أَنَّ السَّمَاءَ قَحَطَتْ، فَخَرَجَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وأهل دمشق يستسقون، فَلَمَّا قَعَدَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ: أَيْنَ يزيد بن الأسود
[علي بن عبد الله بن عباس]
الْجُرَشِيِّ [1] ؟ فَنَادَاهُ النَّاسُ، فَأَقْبَلَ يَتَخَطَّى النَّاسَ فَأَمَرَ مُعَاوِيَةُ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَقَعَدَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اللَّهمّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ الْيَوْمَ بِخَيْرِنَا وَأَفْضَلِنَا، اللَّهمّ إِنَّا نَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِيَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيِّ. يَا يَزِيدُ ارْفَعْ يَدَيْكَ إِلَى اللَّهِ، فَرَفَعَ يَزِيدُ يَدَيْهِ وَرَفَعَ النَّاسُ أَيْدِيَهُمْ، فما كان أو شك أَنْ فَارَتْ سَحَابَةٌ فِي الْغَرْبِ كَأَنَّهَا تِرْسٌ وَهَبَّتْ لَهَا رِيحٌ فَسُقِينَا حَتَّى كَادَ النَّاسُ أَنْ لَا يَبْلُغُوا مَنَازِلَهُمْ [2] . وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ بِدِمَشْقَ وَعَلَى النَّاسِ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ فَخَرَجَ بِالنَّاسِ يسَتَسَقَّى فَقَالَ: أَيْنَ يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ؟ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ. ثُمّ قَالَ: أَيْنَ يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ؟ عَزَمْتُ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ كَلَامِي إِلَّا قَامَ. فَقَامَ عَلَيْهِ بُرْنُسٌ وَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِوَجْهِهِ وَرَفَعَ جَانِبَيْ بُرْنُسِهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيْ رَبِّ إِنَّ عِبَادَكَ قَدْ تَقَرَّبُوا بِي إِلَيْكَ فأسقهم. قال: فانصرف الناس وَهُمْ يَخُوضُونَ الْمَاءَ. فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّهُ قَدْ شهرني فأرحني منه. قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جُمُعَةٌ حَتَّى قَتَلَهُ الضَّحَّاكُ. [عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ] وَحَدَّثَنِي سَعِيدٌ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ وَالْأَوْزَاعِيِّ قَالا: كَانَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ [يُصَلِّي فِي] كل يوم ألف سجدة [3] .
[ابو مسلم الخولاني]
[أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ] وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ [1] حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ [2] قَالَ: قِيلَ لِأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ حِينَ كَبِرَ: إِنَّكَ قَدْ كَبِرْتَ وَرَقَقْتَ فَلَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ. قَالَ: إِذَا أُرْسِلَتِ الْحَلْبَةُ [3] قِيلَ لِفُرْسَانِهَا ارْفَعُوا بِهَا وَسَدِّدُوا بِهَا، فَإِذَا دَنَوْتُمْ مِنَ الْغَايَةِ فَلَا تَسْتَبْقُوا مِنْهَا شَيْئًا، فَقَدْ رَأَيْتُ الْغَايَةَ فَدَعُونِي. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أُبَالِي مَنْ رَآهُ إِلَّا أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِأَهْلِهِ أَوْ يَقْضِيَ حَاجَةَ غَائِطٍ. حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: اسم أبي مسلم الخولاني عبد اللَّهِ بْنُ ثُوَبٍ. قُلْتُ لِهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ: اسْمُ أَبِي مُسْلِمٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثُوَبٍ؟ قَالَ: حَقًا ابْنُ ثُوَبٍ. قُلْتُ: كَانَ يَقُولُ دَارِيَا. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ هِشَامٌ: قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ: وَسَمِعَ النَّاسَ يَقُولُونَ سَبَقَ فُلَانٌ سَبَقَ فُلَانٌ. قَالَ فَقَالَ: بَلْ سَبَقَ أَبُو مُسْلِمٍ (118 أ) غَدَوْتُ مِنْ دَارِيَا بِكُتُبِ مَنْ فَتَحَ لَهُ بَابَ الْمَسْجِدِ. قَالَ: وَبَيْنَ دَارِيَا وَالْمَسْجِدِ أَرْبَعَةُ لَيَالٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ سَمِعْتُهُ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: اسْمُهُ عبد الله بن ثوب، وقومه يقولون: ابن أَيُّوبَ. [عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الْأَزْدِيُّ] حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حدثني سعيد بن عبد الله
الْأَغْطَشُ- قَدْ رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَهُوَ مِنْ رِجَالِ الشَّامِيِّينَ لَا بَأْسَ بِهِ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ [1] عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ من امرأته وهو حَائِضٌ، وَعَنِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ وَمَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَحِلُّ لَكَ مِنَ الْحَائِضِ مَا فَوْقَ الْإِزَارِ وَالتَّعَفُّفُ عَنْ ذَلِكَ أَفْضَلُ وَالصَّلَاةُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ تَوَشَّحْ بِهِ، وَإِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ. قَالَ وَقَالَ الْوَلِيدُ: وَحَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ أَهْلُ حِمْصَ يَأْخُذُونَ كُتُبَ ابْنِ عَائِذٍ فَمَا وَجَدُوهُ فِيهَا مِنَ الْأَحْكَامِ عَمَدُوا بِهَا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ قَنَاعَةً بِهَا وَرِضًى بِحَدِيثِهِ [2] . قَالَ وَحَدَّثَنِي أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: اقْتَسَمَ رِجَالٌ مِنَ الْجُنْدِ كُتُبَ ابْنِ عَائِذٍ..... [3] بَيْنَهُمْ بِالْمِيزَانِ لِقَنَاعَتِهِ فِيهِمْ. وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّيْبَانِيِّ [4] قَالَ: لَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ قَالَ النَّاسُ: نَنْظُرُ إِلَى هَؤُلَاءِ النَّفَرِ فَمَا صَنَعُوا اقْتَدَيْنَا، يَزِيدَ بْنِ الأسود
الْجُرَشِيِّ وَرَبِيعَةَ بْنِ عَمْرٍو الْجُرَشِيِّ وَابْنِ نِمْرَانَ [1] . قَالَ: فَاخْتَلَفَ رَأْيُ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ، فَأَمَّا يَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَلَحِقَ بِالسَّاحِلِ، وَأَمَّا رَبِيعَةُ بْنُ عَمْرٍو فَكَانَ مَعَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ الْفِهْرِيِّ فقتل، وأما ابن نمران فكان مع مروان [2] فسلم [3] . حدثني سَلَمَةُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَكَأَنَّهُ تَنَاوَلَ مِنْ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ كَانَ قَدْ أُرِيَ حِكْمَةً. قَالَ: من هو؟ (118 ب) قُلْتُ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّيْبَانِيِّ قَالَ: قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ لِابْنِ نِمْرَانَ [4] : أَوْصِنِي. قَالَ: وَفَاعِلٌ أَنْتَ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا.... [5] فِيمَا يُعْطُوكَ فَافْعَلْ. وَذَلِكَ فِي زَمَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الزُّبَيْدِيِّ حَدَّثَكُمْ بَقِيَّةُ عَنِ ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى وَالِي حِمْصَ: أَنِ انْظُرْ إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ نَصَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْفِقْهِ وَحَبَسُوهَا فِي الْمَسْجِدِ عَنْ طَلَبِ الدُّنْيَا فَأَعْطِ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ، فَيَسْتَعِينُونَ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ من بيت مال المسلمين حين يأتيك كتابي هَذَا، فَإِنَّ خَيْرَ الْخَيْرِ أَعْجَلُهُ، وَالسَّلَامُ. وَكَانَ عمرو بن قيس
وَأَسَدُ بْنُ وَدَاعَةٍ مِمَّنْ أَخَذَهَا. حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ثَنَا عُثْمَانُ- يَعْنِي ابْنَ مِقْسَمٍ- قَالَ: كَانَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ إِذَا قَعَدَ لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أن يذكر الدنيا عده هَيْبَةً. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ خُلَيْدٌ السُّلَامِيُّ: مَا بَقِيَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ فَلَا أُبَالِي الْفِتْنَةَ: - قَالَ: يَعْنِي يَقْتَدِي بِهِمْ- رَبِيعَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُرَشِيُّ [2] وَيَزِيدُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْجُرَشِيُّ وَعُشُورٌ السَّكْسَكِيُّ [3] ، فَلَمْا كَانَ يَوْمُ رَاهِطٍ اخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ فَكَانَ رَبِيعَةُ زُبَيْرِيًّا، وَكَانَ عُشُورٌ مَرْوَانِيًّا وَأَمْسَكَ يَزِيدُ وَكَانَ أَفْضَلَهُمْ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] : وَكَانَ أَسَدُ بْنُ وَدَاعَةَ قَاضِيَ الْجُنْدِ بِحِمْصَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بن عياش قال: خلد بْنُ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي كَرْبٍ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَأُمِّ الضَّحَّاكِ مَوْلَاتِهِ قَالَتَا: أَدْرَكَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ سَمِعْتُ صَفْوَانَ قَالَ: ذَهَبَتْ عين راشد بن سعد يوم صفين.
«حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مسلم (119 أ) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: إِنْ كُنْتُ لأركب إِلَى الْمِصْرَ مِنَ الْأَمْصَارِ فِي الْحَدِيثِ لِأَسْمَعَهُ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [2] ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ وَكَانَ أَسَدٌ قَدِيمًا مَرْضِيًّا. «سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ- وَذَكَرَ رِجَالَ الشَّامِ- فَقَالَ: الْأَوْزَاعِيُّ، وَذَكَرَ ابْنَ جَابِرٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ بْنَ جَابِرٍ، وَثَوْرَ بْنَ يَزِيدَ ثِقَةً إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَرَى الْقَدَرَ» [3] ، وَصَفْوَانَ بْنَ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ، وَحَرِيزَ بْنَ عثمان الرحبيّ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الْغَسَّانِيَّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَلَاءِ بْنِ زُبرٍ، وَسَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيَّ. سَأَلْتُ أَبَا سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم قلت له: صَفْوَانُ فِي أَصْحَابِهِ يُقَرِّبَهُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: هُوَ ثِقَةٌ. قُلْتُ: فَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ؟ قَالَ: ثَوْرٌ وَحَرِيزٌ كُلُّ هَؤُلَاءِ ثِقَةٌ، وَكَانَ ثَوْرٌ عِنْدَ الناس أكبرهم» [4] . قلت: كان أبو بكر
ابن أَبِي مَرْيَمَ تَخَلَّفَ عَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: أَخَذْتُ بِيَدِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فَأَدْخَلْتُهُ عَلَى صَفْوانَ وَأَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِمَا قَالَ لِي: يَا بَقِيَّةُ عَلَيْكَ بِشَيْخَيْكَ هَذَيْنِ. قَالَ: وَإِنَّمَا تَغَيَّرَ أَبُو بَكْرٍ بِأَخَرَةٍ. حَدَّثَنَا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ عَائِذُ اللَّهِ وُلِدَ فِي أَيَّامِ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ وَهَزِيمَةِ اللَّهِ هوازن [1] . (122 أ) حَدَّثَنَا [2] أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنُ أَبِي السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: مَا أَدْرَكْتُ مِثْلَ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ. حَدَّثَنِي علي بن عثمان بن نفيل قال حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: وُلِدَ أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ عَامَ حُنَيْنٍ وَيُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى قَالَ عَنْ بَقِيَّةَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُهُ حَدِيثَ بَحِيرٍ [3] عَنِ ابْنِ مَعْدَانَ [4] . «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [5] قَالَ سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يذكر عن
يريد بْنِ هَارُونَ قَالَ قَالَ حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ: أَنَا لَا أُحِبُّ مَنْ قَتَلَ لِي جَدَّيْنِ» [1] . «حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ الشَّامِيُّ- قَالَ مُعَاذٌ: وَلَا أَعْلَمُنِي رَأَيْتُ شَامِيًّا أَفْضَلَ مِنْهُ- وَبَلَغَنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنِي حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ [وَسَمِعْتُهُ] يَقُولُ لِرَجُلٍ: وَيْحَكَ تَزْعُمُ أَنِّي أَشْتُمُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَاللَّهِ مَا شَتَمْتُ عَلِيًّا قَطُّ» [2] . حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ [3] عَنِ [ابْنِ] [4] عَوْنٍ عَنْ نافع عن ابن عمر عن النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا» . قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا. قَالَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا. فَقَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا. قَالَ: فَأَظُنُّهُ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ: هُنَالِكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانُ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ [5] قَالَ: سَمِعْتُ ضَمْرَةَ عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ فِلَسْطِينَ لَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ عَيْشُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ غِلْمَانٌ لِي فِي هَذَا السُّوقِ. قَالَ: فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ مِفْتَاحٍ مِنْ مَفَاتِيحِ بَيْتِ الْمَالِ؟ (122 ب) قال قلت: وكيف لي بذلك؟ قال: ولو قُلْتُ لَهُ إِنَّ ذَلِكَ مَكْرُوهٌ قَالَ يَا حروري يا خارجي.
[مكحول] [5]
قَالَ ابْنُ [1] شَوْذَبٍ: لَمَّا قَدِمْتُ فِلَسْطِينَ فَرَأَيْتُ السَّيْبَانِيَّ [2] وَابْنَ أَبِي عَبْلَةَ [3] وَابْنَ أَبِي حَمْلَةَ [4] حَدَّثَتْنِي نَفْسِي بِطُولِ الْبَقَاءِ. قَالَ ضَمْرَةُ: وَكَانَ هَؤُلَاءِ أُمَّةٌ عَلَى حِدَةٍ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَثِيرَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: سَمِعَ ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ يَقُولُ لِلسَّيْبَانِيِّ وَابْنِ أَبِي حملة: أنا أكبر منكما. حدثني أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ السَّيْبَانِيَّ قَالَ: كُنْتُ أُغَازِي الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ إِلَى خُرَاسَانَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بن مهران أن عمر بن عبد العزيز سأله: من مواليك؟ فقال: كانت أُمِّي مَوْلَاةٌ لِلْأَزْدِ وَكَانَ أَبِي مُكَاتِبًا لِبَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَوُلِدْتُ وَأَبِي مُكَاتِبٌ. فَقَالَ عُمَرُ: مَوَالِيكَ مَوَالِي أُمِّكَ. قَالَ كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ: وَكَانَتِ ابْنَةُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرِ امْرَأَةُ مَيْمُونٍ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا بَقِيَ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ إِلَّا اثْنَانِ أَحَدُهُمَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ. [مَكْحُولٌ] [5] حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سُلَيْمَانَ قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَجَاءَ بن حيوة يلعن أحدا الا رجلين
[الأوزاعي] [2]
يُرِيدُ بْنَ الْمُهَلَّبِ وَمَكْحُولًا [1] . حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ قَالَ: كُنَّا عَلَى سَاقِيَةٍ بِأَرْضِ الرُّومِ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ وَذَلِكَ فِي الْغَلَسِ، وَفِينَا رَجُلٌ يَقُصُّ يُكْنَى أَبَا شَيْبَةَ، فَدَعَا فَقَالَ فِيمَا يَقُولُ: اللَّهمّ ارْزُقْنَا طَيِّبًا وَاسْتَطْعِمْنَا صَالِحًا. فَقَالَ مَكْحُولٌ- وَهُوَ فِي الْقَوْمِ-: إِنَّ اللَّهَ لا يَرْزُقُ إِلا طَيِّبًا. وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ وَعَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ نَاحِيَةً لا يَعْلَمُ بِهِمَا مَكْحُولٌ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَسَمِعْتَ الْكَلِمَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقِيلَ لِمَكْحُولٍ: إِنَّ رَجَاءَ (123 أ) وَعَدِيِّ بْنَ عَدِيٍّ قَدْ سَمِعَا قَوْلَكَ. فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ: أَنَا أَكْفِيكَ رَجَاءً. فَلَمَّا نَزَلَ الْعَسْكَرَ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَتَّى دَنَا مِنْ مَنْزِلِ رَجَاءٍ كَأَنَّهُ يَطْلُبُ أَصْحَابَهُ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَجَاءٌ وَكَانَ يَعْرِفُهُ، فَعَدَلَ إِلَيْنَا فَقَالَ: أَيْنَ أَطْلُبُ أَصْحَابِي؟ قَالَ: نَحْنُ أَصْحَابُكَ. فَجَاءَ حَتَّى نَزَلَ فَأَجْرَى ذِكْرَ مَكْحُولٍ. فَقَالَ لَهُ رَجَاءٌ: دَعْ عَنْكَ مَكْحُولًا أَلَيْسَ هُوَ صَاحِبُ الْكَلِمَةِ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زيد: مَا تَقُولُ رَحِمَكَ اللَّهُ فِي رَجُلٍ قَتَلَ يَهُودِيًّا وَأَخَذَ مِنْهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَكَانَ يَأْكُلُ مِنْهُ حَتَّى مَاتَ أَرِزْقٌ رَزَقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ؟ قَالَ رَجَاءٌ: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. قَالَ علي: وأنا شهدتهما حين تكلما. [الأوزاعي] [2] «حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ السَّيْبَانِيِّ قَالَ قال لي الأوزاعي:
يَا أَبَا زُرْعَةَ هَلَكَ عُبَّادُنَا وَخِيَارُنَا فِي هَذَا الرَّأْيِ- يَعْنِي الْقَدَرَ-» [1] . حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ [2] : أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ كُنْتُ بِحَالِ أَبِيكَ لِي وَخَاصَّةِ سَرِيرَتِهِ، فَرَأَيْتُ أَنَّ صلتي إياه تعاهدي إِيَّاكَ بِالنَّصِيحَةِ فِي أَوَّلِ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ من تخلفك عن الجمعة والصلوات فجددت وَلَجَجْتَ. ثُمَّ بَرَرْتُكَ فَوَعَظْتُكَ وَأَجَبْتَنِي بِمَا لَيْسَ لك فيه حجة ولا عذر، وقد أحببت أَنْ أَقْرِنَ بِنَصِيحَتِي إِيَّاكَ عَهْدًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يُحْدِثَ خَيْرًا، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ خَمْسًا كَانَ عَلَيْهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ: اتِّبَاعُ السُّنَّةِ وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ وَعِمَارَةُ الْمَسَاجِدِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ كَانَ يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ أن يعلم أصابته الفتنة أولا فَلْيَنْظُرْ، فَإِنْ رَأَى حَلَالًا كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا، أَوْ يَرَى حَرَامًا كَانَ يَرَاهُ حَلَالًا، فَلْيَعْلَمْ أَنْ قَدْ أَصَابَتْهُ. وَقَدْ كُنْتَ قَبْلَ وَفَاةِ أَبِيكَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَرَى تَرْكَ الْجُمُعَةِ وَالصَّلَوَاتِ في الجماعة حراما فأصبحت نراه حَلَالًا، وَكُنْتَ تَرَى عِمَارَةَ الْمَسَاجِدِ مِنْ شَرَفِ (123 ب) الْأَعْمَالِ فَأَصْبَحْتَ لَهَا هَاجِرًا، وَكُنْتَ تَرَى أَنَّ تَرْكَ عِصَابَتِكَ مِنَ الْحَرَسِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حرجا فأصبحت تراه جميلا.
وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ مُنْقَطِعًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ أَرْبَعًا مُتَوَالِيَاتٍ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ نَبَذَ الْإِسْلَامَ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ. وَحَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ. وَقَدْ خَاطَرْتَ بِنَفْسِكَ مِنْ هذين الحديثين عظيما فإنهم رأيك فإنه سر مَا أَخَذْتَ بِهِ وَارْضَ بِأَسْلَافِكَ. وَقَدْ كُنْتَ فِي ثَلَاثِ سَنَوَاتٍ مَرَرْنَ- وَالْمَسَاجِدُ وَالدِّيَارُ تُحَرَّقُ وَالدِّمَاءُ تُسْفَكُ وَالْأَمْوَالُ تُنْتَهَبُ- مَعَ أَبِيكَ لَا تُخَالِفُهُ فِي تَرْكِ جُمُعَةٍ وَلَا حُضُورِ صَلَاةِ مَسْجِدٍ، وَلَا تَرْغَبُ عَنْهُ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ، وَأَنْتَ تَرَى أَنَّكَ بِوَجْهِ هَذَا الْحَدِيثِ: «كُنْ جَلِيسَ بَيْتِكَ» وَمِثْلِهِ مِنَ الْأَحَادِيثَ أَعْلَمُ بِهَا مِنْ أَبِيكَ وَمِمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَأُعِيذُكَ باللَّه وَأُنْشِدُكَ بِهِ أَنْ تَعْتَصِمَ بِرَأْيِكَ شَاذًّا بِهِ دُونَ أَبِيكَ وَأَهْلِ الْعِلْمِ قَبْلَهُ، وَأَنْ تَكُونَ لِأَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ قُوَّةً وَلِلسُّفَهَاءِ فِي تَرْكِهِمُ الْجُمُعَةَ فِتْنَةً يَحْتَجُّونَ بِكَ إِذَا عُويِرُوا عَلَى تَرْكِهَا. أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ لَا يَجْعَلَ مُصِيبَتَكَ فِي دِينِكَ، وَلَا يُغَلِّبَ عَلْيَكَ شَقَاءً وَلَا اتِّبَاعَ هَوًى بِغَيْرِ هُدًى مِنْهُ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ [1] عَنْ أَبِيهِ قال: لما كانت السنة التي تئاثرت فِيهَا الْكَوَاكِبُ خَرَجَنْا لَيْلًا إِلَى الصَّحْرَاءِ مَعَ الْأَوْزَاعِيِّ وَأَصْحَابِنَا وَمَعَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ. قَالَ: فَسَلَّ سَيْفَهُ فَقَالَ: إِنَّ الله قد جد فجدوا. قال: فَجَعَلُوا يَسُبُّونَهُ وَيُؤْذُونَهُ وَيَنْسِبُونَهُ إِلَى الضَّعْفِ. قَالَ: فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: إِنِّي أَقُولُ أَحْسَنَ مِنْ قَوْلِكُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ رُفِعَ عَنْهُ الْقَلَمُ- أَيْ أنه مجنون-.
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ السُّلَمِيُّ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ [1] [حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ] [2] : [وَأَبُو بَكْرٍ] [3] حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ فَكَانَ يَقُولُ: هُوَ قَدَرِيٌّ. قَالَ مَرْوَانُ: فَبَلَغَ الْأَوْزَاعِيَّ كَلَامُ سَعِيدٍ فِي حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، فَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: مَا غَرَّ سَعِيدَ بْنَ عبد العزيز باللَّه ما أدركت أحدا (124 أ) أَشَدَّ اجْتِهَادًا وَلَا أَعْمَلَ مِنْهُ. قَالَ مَرْوَانُ: مولد حسان بن عطية بالبصرة ومنشأه هاهنا. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُسْهِرٌ قَالَ: لَمَّا مَاتَ مَكْحُولٌ أَحْدَقُوا بَيْنَ يَدَيْ يَزِيدَ [4] . قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا سَكِينًا. قَالَ: فَتَحَوَّلُوا إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى [5] فَأَوْسَعَهُمْ، فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَانُ أَحْدَقُوا بِالْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ [6] ، فَلَمَّا مات العلاء كان على دمشق ابن سُرَاقَةَ [7] قَالَ: مَنْ فَقِيهُ هَذَا الْجُنْدِ الْيَوْمَ؟ قَالُوا: قَيْسٌ الْأَعْمَرُ. قَالَ: فَقَالَ: الْيَوْمَ هَلَكَ هَذَا الْجُنْدُ. قَالَ: فَبَعَثَ إِلَى الْأَوْزَاعِيِّ فَجَاءَ بِهِ مِنَ السَّاحِلِ. قَالَ: وَكَتَبَ نُمَيْرُ بْنُ أَوْسٍ إِلَى هِشَامٍ يَسْتَعْفِيهِ مِنَ الْقَضَاءِ، وَكَانَ قد
كَبِرَ وَضَعُفَ بَصَرُهُ. قَالَ: فَقَالَ هِشَامٌ: ابْغُونِي قَاضِيًا لِأَهْلِ دِمَشْقَ. قَالُوا: يَزِيدَ بْنَ يَزِيدَ [1] . قَالَ: ذَلِكَ مَشْغُولٌ، وَكَانَ هِشَامٌ قَدْ جَعَلَهُ مع معاوية ابنه. قالوا: يحي بن يحي الْغَسَّانِيَّ. قَالَ: ذَلِكَ صَاحِبُ مِنْبَرٍ. قَالُوا: يَزِيدَ بْنَ أَبِي مَالِكٍ. فَوَلَّاهُ الْقَضَاءَ. فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ: مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ؟ قَالَ: ثِقَةٌ. «قُلْتُ: هشام ابن الْغَازِ؟ قَالَ: مَا أَحْسَنَ اسْتِقَامَتَهُ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ: وَكَانَ الْوَلِيدُ [2] يُثْنِي عَلَيْهِ» [3] وَعَلَى ابْنِ جَابِرٍ [4] . قَالَ: وَذَكَرَ ابْنُ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «احْضُرُوا مَوْتَاكُمْ بِخَيْرٍ» . وَقَالَ هِشَامٌ عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ عُمَرَ قَالَ، فَقُلْتُ: ابْنُ جَابِرٍ ثِقَةٌ وَهِشَامٌ ثِقَةٌ فَكَيْفَ اخْتَلَفُوا؟ قَالَ: فَحَدَّثَنِي الْغَضُورُ [5] قَالَ سَمِعْتُ مَكْحُولًا يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ لَمْ يغلطوا. «فسألت أبا سعيد عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أَيُّ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ أَعْلَى» [6] ؟ قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى وَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَالْعَلَاءُ بْنُ الْحَارِثِ. قُلْتُ لَهُ: الْأَوْزَاعِيُّ كَانَ قَلِيلَ الْمُجَالَسَةِ لِمَكْحُولٍ؟ قَالَ: أَجَلْ. قُلْتُ: فَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ قَالَ: نعم.
قُلْتُ لَهُ: أَبُو مَعْبَدٍ؟ قَالَ: هُوَ دُونَ هَؤُلَاءِ، «وَلَكِنْ زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وَبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ مِنْ كِبَارِهِمْ» [1] . قُلْتُ لَهُ: الْهَيْثَمُ بْنُ حُمْيَدٍ- وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِمَكْحُولٍ-؟ قَالَ: أَعْلَمُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ بِمَكْحُولٍ. قُلْتُ: فَعَلِيُّ بْنُ حَوْشَبٍ؟ «قَالَ: شَيْخٌ كَانَ يُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَزَارِيٌّ» [2] ، وَكَانَ حَدَّادًا. قُلْتُ لَهُ: الضَّحَّاكُ (124 ب) بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي حَوْشَبٍ النَّصْرِيُّ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ بَيْتٍ شَرِيفٍ وَلَهُمْ حَالٌ. قُلْتُ لَهُ: فَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ أَيْنَ هُوَ مِنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُتَّهَمُ بِالْقَدَرِ وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عِنْدَهُ كتاب كتبه للزهري، وَكَانَ عِنْدَ ابْنِهِ، لَمْ يُقْضَ لَنَا أَنْ نَكْتُبَ عَنْهُ ذَلِكَ الْكِتَابَ. قُلْتُ لَهُ: فَالْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ؟ قَالَ: كَانَ قَلِيلَ الرِّوَايَةِ عَنْ مَكْحُولٍ إِنَّمَا كَانَ يُجَالِسُ قَوْمًا آخَرِينَ. قُلْتُ لَهُ: عِيسَى بْنُ أَيُّوبَ الْقَيْنِيُّ؟ قَالَ: كَانَ لَهُ فَضْلٌ وَوَرَعٌ وَإِسْلَامٌ أَبُو هَاشِمٍ [3] الْقَيْنِيُّ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: بَلَغَ مِنْ وَرَعِ أَبِي هَاشِمٍ أَنَّهُ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا، فَذَكَرَ شَيْئًا لَمْ أَفْهَمْهُ. «قُلْتُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ؟ قَالَ: كَانَ يُذْكَرُ بِالْقَدَرِ الا أنه مستقيم
الْحَدِيثِ» [1] . قُلْتُ لَهُ: عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ؟ قَالَ: كَانَ كَاتِبَهُمْ، وَكَانَ ثِقَةً فَقِيهًا، وَكَانَ ابْنُ شُعَيْبٍ يُجَالِسُهُ. «قُلْتُ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَفْطَسُ؟ قَالَ: بَخٍ بَخٍ ثِقَةٌ» [2] . سَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ قُلْتُ لَهُ أَيُّ أَصْحَابِ مَكْحُولٍ أَرْفَعُ؟ قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى. قُلْتُ فَمَنْ يَلِيهِ؟ قَالَ: الْعَلَاءُ بْنُ الْحَارِثِ» [3] . قُلْتُ لَهُ: فَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ أَعْلَى أَصْحَابِ مَكْحُولٍ. «قُلْتُ لَهُ: فَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ أَيْنَ هُوَ مِنْ هَؤُلَاءِ؟ قال: ذاك أَفْسَدَ نَفْسَهُ خَرَجَ مَعَ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ فَأَعَانَ عَلَى قَتْلِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، وَأَخَذَ مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ» [4] . قُلْتُ: فَالنُّعْمَانُ [5] ؟ قَالَ: ذَاكَ يَرَى الْقَدَرَ. قُلْتُ: فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ [6] ؟ قَالَ: بَخٍ ثِقَةٌ قَدْ سَمِعَ مِنَ الْقَاسِمِ أبي
[عطية بن قيس الكلابي]
عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] وَمِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، هُوَ قَدِيمٌ. قُلْتُ: فَأَيْنَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ؟ قَالَ: هُوَ حَسَنٌ [2] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كُنْتُ أَدْخُلُ أَنَا وَمَكْحُولٌ الْمَسْجِدَ وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ فَيُؤَذِّنُ مَكْحُولٌ وَيُقيِمُ وَيتَقَدَّمُ فَيُصَلِّي، وَكُنْتُ أَجِيءُ مَعَ سليمان بن موسى وقد صلوا فيؤذن ويقيم وَأُقَدَّمُ فَأُصَلِّي بِهِ. قَالَ: وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ. «سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الله (125 أ) بْنِ الْعَلَاءِ فَوَثَّقَهُ» [3] . قُلْتُ لَهُ: إِنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ. قَالَ: ابْنُ الْمُبَارَكِ إِنَّمَا حَمَلَ عَنِ الْأَعْلَامِ الْمُتَنَاهِيَةِ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ السَّلَامِيُّ [4] قَالَ: رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ وَاقِدٍ وَبُرْدَ بْنَ سِنَانٍ يَحْمِلَانِ رَأْسَ الْوَلِيدَ بْنَ يَزِيدَ عَلَى تُرْسٍ. [عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلَابِيُّ] «سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَطِيَّةَ بن قيس [5] ؟ قال: كان
أَسَنَّهُمْ [1] وَكَانَ غَزَا مَعَ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ وَكَانَ هُوَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَارِئَيِ الْجُنْدِ» [2] . حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ قَيْسٍ السُّلَمِيَّ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يُصْلِحُونَ مَصَاحِفَهُمْ عَلَى قِرَاءَةِ عَطِيَّةَ [3] وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى دَرَجِ الْكَنِيسَةِ مِنْ مَسْجِدِ دِمَشْقَ قَبْلَ أَنْ بهدم. وقال: حدثنا الهيثم بن عمران قال: وحدثني ابْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ مَعَ مَشْيَخَةِ الْمَسْجِدِ عَلَى مُعَاوِيَةَ. حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: رَأَيْتُ عَطِيَّةَ بْنَ قَيْسٍ عَلَى شَذَرِ دَيْبَاجٍ مَحْشُوٍّ بِرِيشٍ جَالِسًا عَلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ [4] قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلَابِيِّ [5] قَالَ: غَزَوْتُ الرُّومَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ فَارِسًا وَعَلَيْنَا عبيدة بن قيس العقيلي ففتحنا شماسة فَبَلَغَ نَفْلِي مِائَتَيْ دِينَارٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن إبراهيم قال: حدثنا أبو مسهر [6] قال:
[مكحول]
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ عَطِيَّةَ قَالَ: غَزَوْتُ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بِأَرْضِ الرُّومِ، قَالَ: فَخَرَجْتُ فِي سَرِيَّةٍ وَنَحْنُ بِضْعَةٌ وَأَرْبَعُونَ رَجُلًا عَلَيْنَا عُبَيْدَةُ بْنُ قَيْسٍ الْعُقَيْلِيُّ فَأَغَرْنَا عَلَى فُلَانَةٍ، - حِصْنًا سَمَّاهُ سَعِيدٌ فَأُنْسِيتُهَا- قَالَ: وَكُنْتَ فَارِسًا فَبَلَغَ نَفْلِي مِائَتَيْ دِينَارٍ. سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَوْتِ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ؟ قَالَ: بَقِيَ حَتَّى سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُسْهِرٍ وَذَكَرَ عِدَّةً. قُلْتُ لَهُ: فَعُمَرُ بْنُ مُهَاجِرٍ؟ قَالَ: سُوَيْدٌ [1] قَبْلَهُ وَرَوَى عَنْهُ. [مَكْحُول] حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بن نفيل (125 ب) قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: رُبَّ عِلْمٍ قَدْ أَفَادَ اللَّهُ هَذَا الْجُنْدَ لَا يَدْرُونَ أَنَّى أَتَاهُمْ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ ثَنَا سَعِيدٌ عَنْ مَكْحُولٍ: أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ وَهُوَ عَلَى بَعْلَبَكَّ: مِنْ مَكْحُولِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ. ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي رَفَعَ مَكْحُولًا. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ مَكْحُولٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ لَا يُجِيبُ حَتَّى يَقُولَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه، هَذَا رَأْيٌ فَالرَّأْيُ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العزيز قال: حضرت مكحولا وخالدا [2] يسألان وهما يَتَذَاكَرَانِ، فَخَالَفَهُ خَالِدٌ، فَرَأَيْتُ مَكْحُولًا تَرْتَعِدُ شَفَتَاهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ قال عبد الرزاق: وكان مكحول يَقُولُهُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ [1] وَبَكَّارٌ الْيَمَامِيُّ- يَعْنِي الْقَدَرَ-. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيُّ قَالَ حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد قال: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي زَمَنِ مَكْحُولٍ أَبْصَرَ بِالْفُتْيَا مِنْهُ. قَالَ: وَكَانَ لَا يُفْتِي حَتَّى يَقُولَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه، ويقول: هذا رأي والرأي يخطئ ويصيب. وقال: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا أَحْسَنَ سَمْتًا فِي الْعِبَادَةِ مِنْ مَكْحُولٍ وَرَبِيعَةَ وَيَزِيدَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ [2] قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجَرَّارِ قَالَ حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ ثَوْبَانَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَقَدْ سَأَلُوهُ حَتَّى أَغْضَبُوهُ، فَسَأَلْتُهُ فَأَجَابَنِي، ثُمّ قَالَ: هَكَذَا فَلْتَكُنِ الْمَسَائِلُ. ثُمَّ قَالَ سَعِيدٌ: تَجِدُ الْمُؤْمِنَ بَيْنَ خُلَّتَيْنِ مِثْلَ الْحَمَامَةِ لَيِّنٌ مَسُّهَا لَا يُنْسَى صَوْتُهَا، وَمِثْلَ النَّحْلَةِ الشَّدِيدَةِ لَدْغَتُهَا الطَّيِّبِ مَذَاقُهَا. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانُوا يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ فِي أَيَّامِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَيَسْتَحْلِفُونَ النَّاسَ أَنَّهُمْ مَا صَلُّوا، فَأَتَي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زكريا فاستحلف (126 أ) أَنَّهُ مَا صَلَّى وَقَدْ صَلَّى، وَأَتَي مَكْحُولٌ فَقَالَ: لِمَ جِئْنَا إِذًا! فَتُرِكَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [3] قَالَ وَثَنَا [أَبُو] [4] مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَنِي إبراهيم ابن أَبِي شَيْبَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ- وكان جليسا لابن أبي زكريا-
قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا: أَيْنَ تَكُونُ؟ قُلْتُ: مَعَ هَذَا الرَّجُلِ وَلِيِّ حِمْصَ- وَكَانَ يَصْحَبُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الملك- فقال: هيهات كنت حرا قصرت عَبْدًا. قَالَ: حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ: حَمَلْتُ أُمِّي وَعِيَالِي، فَمَاتَتْ أُمِّي بِمَكَّةَ، وَأَرَدْتُ الْمُقَامَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَإِنَّمَا أَخْرَجَنِي شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى مَنْ عَرَفَهُ السُّلْطَانُ بِبَلَدٍ فَهُوَ عَبْدٌ. حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الْوَلِيدُ ثَنَا ... [1] عَنِ الزُّبَيْرِ الشَّجَعِيِّ [2] قَالَ سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ إِذَ دَخَلَ عَلَيْنَا الْمِقْدَادُ فَرَكَعَ ثُمَّ خَرَجَ، فَاتَّبَعْتُهُ فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَابِ الْجَابِيَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافَعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: قُمْتُ إِلَى أَنَسٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْوُضُوءِ مِنَ الْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا كُنَّا فِي صَلَاةٍ، وَرَجَعْنَا إِلَى صَلَاةٍ، فَلَا وُضُوءَ [3] . حَدَّثَنَي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا مَسْعُودٌ [4] قَالَ حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ [5] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشّعيِثيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَكْحُولًا يَشْتَدُّ خلف مولاه بالصفة.
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَنْسِبُ ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَاسِ بْنِ يَزِيدَ: فِي العرب من خزاعة وهو يكنى أبا يحي. حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَيْدٍ الْفَزَارِيِّ: مِنْ أْيَنَ تَعِيشُ؟ قَالَ: وَكَبَّرَ اللَّهَ وَحَمِدَ اللَّهَ ثم قَالَ: اللَّهُ يَرْزُقُ الْكَلْبَ وَالْخِنْزِيرَ وَلَا يَرْزُقُ أَبَا أُسَيْدٍ. وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: مَرَّ أَبُو أُسَيْدٍ الْفَزَارِيِّ بِسُوقِ الرُّءُوسِ فَذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ «وهم فيها كالحون» [1] ، فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (126 ب) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ الْكِنَانِيِّ: أَنَّ أَبَا عُبَيْدٍ كَانَ يَحْجُبُ سُلَيْمَانَ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَيْنَ أَبُو عُبَيْدٍ؟ فَدَنَا مِنْهُ، فَقَالَ: هَذِهِ الطَّرِيقُ إِلَى فِلَسْطِينَ وَأَنْتَ مِنْ أَهْلِهَا فَالْحَقْ بِهَا. قَالَ: فَقَالُوا بَعْدُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ رَأَيْتَ أَبَا عُبَيْدٍ وَتَشْمِيرَهُ لِلْخَيْرِ وَالْعِبَادَةِ. قَالَ: ذَاكَ أَحْرَى أَنْ لَا يَفْتِنَهُ كَانَتْ فِيهِ أُبَّهَةُ الْعَامَّةِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيِّ ضَرَبَ خَالِدَ بْنَ اللَّجْلَاجِ وَالْعَلَاءَ بْنَ أَبِي الزُّبْيَرِ حِينَ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فِي الْعِلْمِ فِي الْمَسْجِدِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيُّ: قَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: عَلَى أخيك قرأت القرآن. فقال لي إسماعيل
أخوك أَكْبَرُ مِنِّي بِخَمْسِ سِنِينَ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عامر ضرب عطية ابن قَيْسٍ حِينَ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن عبد العزيز قال: قَالَ عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ: قَصَعَنِي بِعَصَاةٍ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: «حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ عَنْ عِمْرَانَ قَالَ: كَانَ رَأْسُ الْمَسْجِدِ بِدِمَشْقَ فِي زَمَانِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَبَعْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيُّ، وَكَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ حِمْيَرَ، وَكَانَ يُغْمَزُ فِي نَسَبِهِ» [1] ، فَحَضَرَ فِي رَمَضَانَ، قَالُوا: مَنْ يَؤُمُّنَا؟ فَذَكَرُوا رَجُلًا وَذَكَرُوا الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي الْمُهَاجِرِ. فَقَالَ: ذَاكَ مَولًى وَلَسْنَا نُرِيدُ أَنْ يَؤُمُّنَا مَوْلًى. فَبَلَغَتْ سُلَيْمَانَ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ بَعَثَ إِلَى الْمُهَاجِرِ فَقَالَ: إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقِفْ خَلْفَ الْإِمَامِ، فَإِذَا تَقَدَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ فَخُذْ بِثِيَابِهِ مِنْ خَلْفِهِ ثُمَّ اجْذِبْهُ وَقُلْ تَأَخَّرْ فَلَنْ يَتَقَدَّمَنَا دَعِيٌّ، وَصَلِّ أَنْتَ بِالنَّاسِ. فَفَعَلَ. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنُ زَبْرٍ (127 أ) قال: حدثنا عمرو بن بْنُ مُهَاجِرٍ قَالَ: جَاءَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ يَسْأَلُنِي أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَهُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَاسْتَأْذَنْتُ لَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ: الَّذِي جَلَدَ أَخَاهُ أَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ! إِنْ كُنَّا لَنُؤَدَّبُ عَلَيْهَا وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ قَالا: ثَنَا أَبُو مسهر
قال: سمعت عبد الحليم بن محمد بن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [1] يُحَدِّثُ عَنْ عَمِّهِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: يَا إِسْمَاعِيلَ كَيْفَ نَامَ رَجُلٌ تَحْتَ وِسَادَتِهِ عَشْرَةُ أَلْفٍ؟ قَالَ قُلْتُ لَهَا: بَلْ كَيْفَ يَنَامُ إِنْ لَمْ يَكُنْ تَحْتَ رَأْسِهِ عَشْرَةُ أَلْفٍ؟ فَقَالَتْ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَرَاكَ إِلَّا سَتُبْلَى بِالدُّنْيَا. قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: فَابْتُلِيَ بِالدُّنْيَا. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ قَالا: ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ كَامِلَ بْنَ سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ فِلَسْطِينَ؟ قَالُوا: رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ. قَالَ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْأُرْدُنِّ؟ قَالُوا: عُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ. قَالَ: مَنْ سَيِّدُ أهل دمشق؟ قالوا: يحي بن يحي الْغَسَّانِيُّ قَالَ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ حِمْصَ؟ قَالُوا: عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ السَّكُونِيُّ. قَالَ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ؟ قَالُوا: عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ. قَالَ: فَقَالَ هِشَامٌ: يَا آلَ كِنْدَةَ!. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ عُلَمَاءُ الْأُمَّةِ فِي زَمَانِ هِشَامٍ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةَ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ ابن موسى [3] : ابن جاءنا الْعِلْمُ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا مِنَ الشَّامِ عَنْ مَكْحُولٍ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا الْعِلْمُ مِنَ الْجَزِيرَةِ عَنْ مَيْمُونِ ابن مِهْرَانَ قَبِلْنَاهُ، وَإِنْ جَاءَنَا الْعِلْمُ مِنَ الْعِرَاقِ عن الحسن [4] قبلناه.
[بلال بن سعد]
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ ثَنَا مَرْوَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ إِذَا جَاءَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى يَقُولُ: كُفُّوا عَنِ الْمَسْأَلَةِ فَقَدْ جَاءَكُمْ مَنْ يَكْفِيكُمُ الْمَسْأَلَةَ. وَقَالَ [1] : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ قَالَ: دَخَلْتُ المسجد أول ما جالست سعيد (127 ب) بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: وَذِكْرُ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] مُنْتَشِرٌ فِي الْمَسْجِدِ. وَقَدْ كَانَ مَاتَ فِي حَيَاةِ سَعِيدٍ. قَالَ مَرْوَانُ: وَلَمْ أُدْرِكْهُ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ عِلْمِ الشَّامِ، وَلَوْ كُنْتُ أَدْرَكْتُهُ لَفَتَّشْتُ عَنْهُ. «سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: صَدَقَةُ مِنْ شُيُوخِنَا لَا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ رَوَى مَنَاكِيرَ!. قَالَ: أُفٍّ نحن لم يحمل عَنْهُ وَعَنْ أَمْثَالِهِ عَنْ صَدَقَةَ- وَعَرَّضَ بِغَيْرِهِ- إِنَّمَا حَمَلْنَا عَنْ أَبِي حَفْصٍ التِّنِّيسِيِّ وَأَصْحَابِنَا عَنْهُ» [3] . حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ حدثنا ابو مسهر قال حدثنا سعيد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قال: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُكْرِمُكَ فَأَكْرِمْهُ. [بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ] «سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ بلال بن سعد فقال: هو بلال ابن سَعْدِ بْنِ تَمِيمٍ كَانَ يَؤُمُّ النَّاسَ فِي خِلَافَةِ هِشَامٍ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ» [4] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ أخبرنا عبد الله [5] قال أنبا الأوزاعي
قَالَ سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: لَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ وَلَكِنِ انْظُرْ مَنْ عَصَيْتَ [1] . قَالَ: وَكَفَى بِهِ ذَنْبًا أَنَّ اللَّهَ يُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ نَرْغَبُ فِيهَا [2] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: زَاهِدُكُمْ رَاغِبٌ، وَمُجْتَهِدُكُمْ مُقَصِّرٌ، عالمكم جَاهِلٌ، وَجَاهِلُكُمْ مُغْتَرٌّ [3] . سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ سَمِعْتُ حَدِيثَ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لِلْخَلِيفَةِ مِنْ بَعْدِكَ؟» مِنَ الْوَلِيدِ في ربعه، ولكني لَا أُحَدِّثُ بِهِ. «قَالَ: وَكَانَ سُلَيْمَانُ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ [بِنْتِ] [4] شُرَحْبِيلَ- صَحِيحَ الْكِتَابِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُحَوِّلُ، فَإِنْ وَقَعَ فِيهِ شَيْءٌ فَمِنَ النَّقْلِ» [5] . «حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ لِي رجاء بن حيوة: إذ أتيت بلال بن سعد فقل له
إِنَّ رَجَاءَ بَعَثَنِي إِلَيْكَ وَقَدْ كَرِهَ أَنْ يقرأ عليك السلام ويقول لك انه (128 أ) بَلَغَنِي أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ بِكَلَامٍ مِنْ كَلَامِ الْمُكَذِّبِينَ بِمَقَادِيرِ اللَّهِ، فإِنْ كَانَ وَقَعَ ذَلِكَ فِي نَفْسِكَ فَقَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِكَ شَرٌّ، وَإِنْ يَكُ ذَلِكَ زَيْغًا [1] أَوْ خَطَأً فَرَاجِعْ مِنْ قَرِيبٍ حَتَّى يَعْلَمَ الْمُكَذِّبُونَ بِمَقَادِيرِ اللَّهِ أَنْ قَدْ فَارَقْتَهُمْ وَتَرَكْتَ مَا هُمْ عَلَيْهِ» [2] . «حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: رُمِيَ بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ بِالْقَدَرِ فَأَصْبَحَ فَتَكَلَّمَ فِي قَصَصِهِ فَقَالَ: رُبَّ مَسْرُورٍ مَغْبُونٌ، وَالْوَيْلُ لِمَنْ لَهُ الْوَيْلُ وَلَا يَشْعُرُ، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَقَدْ حَقَّ عَلَيْهِ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ- أَوْ نَحْوَهُ-[3] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ كُوفِيٌّ سَكَنَ الشام وكذلك عبدة ابن أَبِي لُبَابَةَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ نَزَلَ الشَّامَ. سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ أَظُنُّهُ ذَكَرَهُ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ لِعَبْدَةَ شَرِيكٌ يُجَهِّزُ عَلَيْهِ، وَكَانَ يُحَاسِبُهُ كُلَّ سنة ويتصدق بربح ما يزيد. فحاسبه سنة وَقَدْ حَجَّ فَقَالَ لِبَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ: اكْتُبْ لِي أَسْامي قَوْمٍ. قَالَ: فَكَتَبَ لَهُ، وَتَسَامَعَ النَّاسُ وَكَثُرُوا عَلَيْهِ وَانْقَطَعَ بِهِمْ. فَرَمَوُا الدَّارَ الَّتِي كَانَ يَسْكُنُهَا وَرَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ وَقَالُوا دُفِعَ إِلَيْهِ مَالٌ لِيَتَصَدَّقَ بِهِ فَخَانَ وَسَرَقَ- هَذَا أو نحوه-.
[الأوزاعي]
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُقْبِلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ يَسْأَلُونَهُ فَقَالَ: إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ عَلَيَّ فِي أَرَأَيْتَ أرأيت. لا تعملوا لغير الله ترجوا الثَّوَابَ مِنَ اللَّهِ، وَلَا يُعْجِبَنَّ أَحَدُكُمْ عَمَلُهُ وَإِنْ كَثُرَ، فَإِنَّهُ لَا يَبْلُغُ عَبْدٌ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ كَقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ ذُبَابَةٍ. [الْأَوْزَاعِيُّ] حدثنا العباس بن الوليد بن صبح قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: انْقَلَبَ النَّاسُ مِنْ غَزَاةِ النَّدْوَةِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فَسَمِعْتُهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: الْأَوْزَاعِيُّ الْيَوْمَ عَالِمُ الْأُمَّةِ. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ قَالَ: ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: يَا بُنَيَّ لَوْ كُنَّا نقبل من الناس (128 ب) كُلَّ مَا يَعْرِضُونَ عَلَيْنَا لَأَوْشَكَ بِنَا أَنْ نَهُونَ عَلَيْهِمْ. حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: أَنَا الْمُمْتَحِنُ النَّاسَ بِالْأَوْزَاعِيِّ فَمَنْ ذَكَرَهُ بِخَيْرٍ عَرَفْنَا أَنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ، وَمَنْ طَعَنَ عَلَيْهِ عَرَفْنَا أَنَّهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو قال: حدثنا أبو مسهر حدثنا هقل [1] ابن زياد قال: أجاب الأوزاعي في سبعين ألف مَسْأَلَةٍ أَوْ نَحْوِهَا. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة
عَنْ أَبِي رَزِينٍ قَالَ: أَوَّلَ مَا سُئِلَ الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الْفِقْهِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. «حدثني سعيد قال: حدثنا ضمرة عن رجاء بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَفْقَهَ- إِذَا وَجَدْتُهُ- مِنْ شَامِيٍّ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ ضَمْرَةَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسَدَّ أَمْرًا مِنْهُ يَعْنِي فُلَانًا وَالْأَوْزَاعِيَّ. سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ يَذْكُرُ عَنْ شُيُوخِهِمْ قَالُوا: قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: مَاتَ أَبِي وَأَنَا صَغِيرٌ فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، فَمَرَّ بِنَا فُلَانٌ- وَذَكَرَ شَيْخًا من العرب جليلا-، قال: ففر الصبيان حين رأوه ووثبت أَنَا، فَقَالَ: ابْنُ مَنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: ابْنُ أَخِي يَرْحَمُ [اللَّهُ] أَبَاكَ، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَيْتِهِ فَكُنْتُ مَعَهُ حَتَّى بَلَغْتُ فَأَلْحَقَنِي فِي الدِّيوَانِ، وَضَرَبَ عَلَيْنَا بَعْثًا إِلَى الْيَمَامَةِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ الْيَمَامَةَ دَخَلْنَا مَسْجِدَ الْجَامِعِ، فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا: رَأَيْتُ يحي بْنَ أَبِي كَثِيرٍ مُعْجَبًا بِكَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ فِي هَذَا الْبَعْثِ أَهْيَأَ مِنْ هَذَا الشَّابِّ. قَالَ: فَجَالَسْتُهُ وَكَتَبْتُ عَنْهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ كتابا أو ثلاثة عَشَرَ فَاحْتَرَقَ كُلُّهُ. حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: ثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: مَا كَتَبْتُ قَطُّ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ مَخْرَمَةَ بن عبد الرحمن انه كان
[مكحول]
يَمْكُثُ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ لَا يَتَكَلَّمُ فَإِذَا أَرَادَ حَاجَةً كَتَبَهَا. [مَكْحُولٌ] حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ قَالَ: ثنا (129 أ) أَبُو مُسْهِرٍ ثَنَا سَعِيدٌ [1] قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ بِالْغَدَوَاتِ مَعَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، وَبَعْدَ الظُّهْرِ مَعَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ مَعَ مَكْحُولٍ فِيهِ. قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى يَقُولُ: إِذَا جَاءَنَا الْعِلْمُ مِنَ الْحِجَازِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَبِلْنَاهُ، وَإِذَا جَاءَنَا مِنَ الْعِرَاقِ عَنِ الْحَسَنِ قَبِلْنَاهُ، وَإِذَا جَاءَنَا مِنَ الْجَزِيرَةِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَبِلْنَاهُ، وَإِذَا جَاءَنَا مِنَ الشَّامِ عَنْ مَكْحُولٍ قَبِلْنَاهُ. قَالَ سَعِيدٌ: فَكَانَ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةُ عُلَمَاءَ النَّاسِ فِي خِلَافَةِ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ قال: ثنا أبو مسهر قال: ثنا سعيد قَالَ: سَأَلَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ [2] مَكْحُولًا عَنِ الدِّيَةِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ، فَقَالَ: دِيَةٌ وَثُلُثٌ. فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: هَلْ يُؤْخَذُ بِهَذَا؟ قَالَ: لَا. فَتَنَاوَلَهُ بِلِسَانِهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ فَقَالَ: هَذَا لَكُمْ عَلَيْنَا إِذَا سَأَلْتُمُونَا عَنِ الشَّيْءِ فَأَخْبَرْنَاكُمْ بِهِ. فَأَرْسَلَ إِلَى مَكْحُولٍ فَأَرْضَاهُ. وَبِهُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَضَى عَنْ عَائِشَةَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ. «حَدَّثَنَي أَبُو سَعِيدٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قال: حدثنا سعيد عن
سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ: إذا وَجَدْتُ الرَّجُلَ علمه علم حجازي، وسخاءه سخاء عِرَاقِيٌّ، وَاسْتِقَامَتُهُ استقامة شَامِيَّةٌ فَهُوَ رَجُلٌ» [1] . «حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا رِشْدِينُ [2] عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ [3] عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ قَالَ: سُئِلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَالَ: هُمْ أَطَوَعُ النَّاسِ لِمَخْلُوقٍ وَأَعْصَاهُمْ لِخَالِقٍ. قَالُوا: فَأَهْلُ الْمَدِينَةِ؟ قَالَ: أَطْلَبُ النَّاسِ لِفِتْنَةٍ وَأَعْجَزُهُمْ عَنْهَا. قَالُوا: فَأَهْلُ العراق؟ قال: أخصب الناس ألسنة وأجدب قُلُوبًا. قَالُوا: فَأَهْلُ مِصْرَ؟ قَالَ أَكْيَسُ النَّاسِ صِغَارًا وَأَحْمَقُهُمْ كِبَارًا» [4] . فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِشَيْخٍ مِنْ وَلَدِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَزَادَنِي، قَالَ: وسأل عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ؟ فَقَالَ: أَعْظَمُ النَّاسِ فِي أَنْفُسِهِمْ وَأَحْقُرُهُمْ عِنْدَ النَّاسِ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [5] قال حدثنا الوليد قال حدثني سعيد عن سليمان قال: طلب الناس الاسناد بعد ما مَاتَ أَصْحَابُنَا، وَلَوْ طَلَبُوهُ مِنَّا وَهُمْ أَحْيَاءٌ ثم التمسناه منهم لوجدناه عندهم قائما. (129 ب) حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [6] قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى [7] قال حدثنا
سَعِيدٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ [1] قَالَ: لَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَا تَذْهَبْ بِشَرٍّ وَتَتْرُكَ أَهْلَكَ بِخَيْرٍ. قَالَ سَعِيدٌ: فَأُرَاهُ قَدْ خَرَجَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ ألف [2] حتى ربما قال لنا: انا لثمانية ما لنا شَيْءٌ إِلَّا عَشْرَةً [3]- يَعْنِي عِيَلا-. «حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [4] حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [5] وَسُوَيْدٌ [6] عَنْ سَعِيدٍ عَنْ سليمان قال: لا تقرءوا القرآن على المصحفين، وَلَا تَأْخُذُوا الْعِلْمَ عَنِ الصُّحُفِيِّينَ» [7] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ ثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ الزُّبَيْرُ لَقِيَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: كَمْ تَرَكَ أَخِي مِنَ الدَّيْنِ؟ قَالَ: أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ: عَلَيَّ خَمْسُ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ. قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أخي محمد [8] عن عبد الله بن
عُثْمَانَ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: بَلَغَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةَ سَنَةٍ وَهُوَ فِي ذَاكَ يَحُجُّ، وَلَكِنْ يُنْعَشُ عَلَى سَرِيرٍ وَتَحْمِلُهُ الرِّجَالُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يَسْتَعِينُهُ عَلَى قَضَاءِ دَيْنِ الزُّبَيْرِ. قَالَ: فَقَالَ حَكِيمٌ: إِنَّ الزُّبَيْرَ كَانَ يُبَارِي الرِّيحَ وَإِنَّهُ لَا طَاقَةَ لِي بِذَاكَ. قَالَ: لَكَ مِائَةُ ألف. قال: لا تقع مني موقعا. قال: لَكَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ: لَا تَقَعُ مِنِّي مَوْقِعًا. قَالَ: إِنِّي لَا أُطِيقُ لَكَ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ مِنْكَ هَذَا، ولكن تنطلق معي الى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ [2] فَتُكَلِّمُهُ. قَالَ: نَعَمْ. فَانْطَلَقَ مَعَهُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ يَسْتَشْفِعُ بِهِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ. قَالَ: فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: لِمَ جِئْتَ بِهَؤُلَاءِ تَسْتَشْفِعْ بِهِمْ عَلَيَّ هِيَ لَكَ. قَالَ: لَا أُرِيدُ ذَاكَ. قَالَ: فَأَعْطِنِي بِهَا نَعْلَيْكَ هَاتَيْنِ أَوْ نَحْوَ هَذَا. قَالَ: لَا أُرِيدُ ذَلِكَ. قَالَ: فَهِيَ عَلَيْكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: لَا أُرِيدُ ذَلِكَ. قَالَ: فَحُكْمُكَ. قَالَ: أُعْطِيكَ بِهَا أَرْضًا. «قَالَ: نَعَمْ. فَخَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ.... يَقُولُ هَذِهِ» [3] كَذَا وَيُكَاسِبُهُ [4] . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ: اصْنَعْ مَا شِئْتَ. قَالَ: فَأَعْطَاهُ أَرْضًا بِذَلِكَ الْمَالِ. قَالَ: فَرَغِبَ مُعَاوِيَةُ بَعْدُ فَاشْتَرَاهَا مِنْهُ بِأَكْثَرَ من ذلك. قال عبد الله: وكان مال عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَرْبَعُ مِائَةِ أَلْفٍ.
حدثنا ابو النعمان وسليمان (130 أ) بْنُ حَرْبٍ- وهذا لفظ أبي النعمان- قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنيِ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ دَمٌ أَوْ دِمَاءٌ فِي مِصْرَ فَتَوَاعَدَ الْقَوْمُ يَجْتَمِعُونَ فِيهِ فَأَمَرَهُمْ فِيهِ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُحْشَرُوا فِيهِ. قَالَ: فَبَعَثَنِي أَبِي إِلَى ضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ فَقَالَ: قُلْ إِنَّ قَوْمَكَ قَدِ اجْتَمَعُوا فِي دَمِ فُلَانٍ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ. فَقَالَ: نَعَمْ، انْتَظِرْ حَتَّى يَتَغَدَّى. قَالَ: فَدَعَا بِغَدَائِهِ، فَجِيءَ بِسُفْرَةٍ فَبَسَطَهَا وَجِيءَ بِأَرْبَعَةِ أَرْغِفَةٍ وَقَصْعَةٍ فِيهَا مَرِيسٌ، ثُمَّ دَعَا بِزَيْتٍ فَصُبَّ عَلَيْهِ. فَقَالَ: ادْنُهْ فَقُلْتُ: مَا تَرْجُو مِنْ هَذَا؟ قَالَ: آكُلُ ذَاكَ حَتَّى آتَيَ عَلَيْهِ فَبَقِيَ عَنْهُ شَيْءٌ فَرَفَعَ الْقَصْعَةَ فَحَسَاهَا، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه لُبَابَ الْبُرِّ وَجَنَاءَ النَّحْلِ وَزَيْتَ الشَّامِ وَمَاءَ الْفُرَاتِ. الْحَمْدُ للَّه هَذَا وَاللَّهِ مِنَ الطَّيِّبَاتِ. ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ، وَجَاءَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وذاك في الشتاة وَالنَّاسُ فِي الصِّفَافِ، فَنَظَرَ إِلَى الشَّمْسِ وَسْطَ المسجد فجلس، فو الله مَا زَالُوا يَقُومُونَ إِلَيْهِ حَتَّى اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ فَمَا زَالُوا يَتَهَاتَرُونَ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنَ الظُّهْرِ وَهُوَ سَاكِتٌ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا الْقَعْقَاعِ أَلَا تَرَى إِلَى قَوْمِكَ. قَالَ: وَقَدِ احْتَجْتُمْ إِلَيَّ فِي ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: أَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الْمَطْلُوبُونَ فَقَدْ بَرِئْتُمْ، وَأَمَّا أَنْتُمْ أَيُّهَا الطَّالِبُونَ فَحَقُّكُمْ عَلَيَّ. فَحَدَرَ إِبِلًا له فَأَدَّاهَا مَا سَأَلَ فِيهَا أَحَدًا. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [2] حَدَّثَنَا سَعِيدٌ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ- قَالَ: كَانَ لِلزُّبَيْرِ أَلْفُ غُلَامٍ يُؤَدُّونَ إِلَيْهِ الْخَرَاجَ، وَكَانَ لَا يُدْخِلُ بيته منه شيئا يتصدق به كله.
حدثني سعيد بن أسد قال: حدثنا ضمرة [1] عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ [2] عَنِ الْحَسَنِ [3] قَالَ: بَاعَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَرْضًا لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ فَتَصَدَّقَ بِهَا. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا عُثَّامُ بْنُ عَلِيٍّ الْكِلَابِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ لِي أَبِي يَوْمَ الْجَمَلِ: يَا بُنَيَّ انْظُرْ دَيْنِي وَهُوَ أَلْفُ أَلْفٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ قَالَ: أَحْسَبُهُ عَنْ نَافِعٍ [5] قَالَ: قُطِعَ بِرَجُلٍ من المدينة (130 ب) فقيل له: عليك بحكيم ابن حِزَامٍ. قَالَ: فَأَتَاهُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَذَكَرَ لَهُ حَاجَتَهُ، فَقَامَ مَعَهُ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى أَهْلِهِ، فَمَرَّ بِكُنَاسَةٍ فِيهَا قِطْعَةُ كَنِيفٍ أَوْ قَالَ خِرْقَةٌ فَأَخَذَهَا فَنَفَضَهَا ثُمَّ تَعَلَّقَهَا بِيَدِهِ. فَقَالَ الرَّجُلُ فِي نَفْسِهِ: مَا أَرَى عِنْدَ هَذَا خَيْرًا، فَلَمَّا دَخَلَ دَارَهُ إِذَا غِلْمَانٌ لَهُ يُعَالِجُونَ أَدَوَاتِ الْإِبِلِ، فَرَمَى بِهَا إِلَيْهِ قال: انتفعوا بهذه فيما يعالجون. ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِرَاحِلَةٍ مُقَتَّبَةٍ مُحَضِّنَةِ [6] أَجِنَّةٍ [7] . قَالَ: وَزَادَ أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهُوَ ابْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ قَالَ: بَاعَ الزُّبَيْرُ دَارًا بِسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ. قَالَ: فَقَالُوا: غُبِنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّهِ كلا، والله
تَعْلَمُونَ أَنِّي لَمْ أُغْبَنْ هُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفِ سعيد بن عامر قال: حدثنا جويرية ابن أَسْمَاءَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كُنْتُ مَمْلُوكًا لِعُثْمَانَ، قَالَ: بعَثنِي عُثْمَانُ فِي تِجَارَةٍ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ فَأَحْمَدَ وِلَايَتِي. قَالَ: فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَسْأَلُكَ الْكِتَابَةَ. قَالَ: فَقَطَّبَ وَقَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلَا أَنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ أُكَاتِبُكَ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ عَلَى أَنْ تَعُدَّهَا فِي عَدَّتَيْنِ وَاللَّهِ لَا أَنْقُصُكَ مِنْهَا دِرْهَمًا. قَالَ: فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فَقَالَ: مَا الَّذِي أَرَى بِكَ؟ قُلْتُ: كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بَعَثَنِي فِي تِجَارَةٍ فَقَدِمْتُ فَأَحْمَدَ وِلَايَتِي. فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَسْأَلُكَ الْكِتَابَةَ. قَالَ: فَقَطَّبَ. قَالَ: فَقَالَ نَعَمْ لَوْلَا أَنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ أُكَاتِبُكَ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ على أن تعدها لي في عدتين، والله لا نقصتك مِنْهَا دِرْهَمًا. قَالَ: فَقَالَ: فَانْطَلَقَ فَرَدَّنِي إِلَيْهِ، فَقَالَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فُلَانٌ كَاتَبْتَهُ؟ قَالَ: فَقَطَّبَ فَقَالَ: نَعَمْ وَلَوْلَا أَنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ، أُكَاتِبُهُ عَلَى مِائَةِ أَلْفٍ عَلَى أَنْ يَعُدَّهَا فِي عَدَّتَيْنِ، وَاللَّهِ لَا أَعْصِبُهُ مِنْهَا دِرْهَمًا. قَالَ: فَغَضِبَ الزُّبَيْرُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا مَثُلْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَإِنَّمَا أَطْلُبُ إِلَيْكَ حَاجَةً تَحُولُ دُونَهُا بيمين. قال: فضرب (131 أ) مَا أَدْرِي قَالَ كَتِفِي أَمْ قَالَ عَضُدِي. قَالَ ثُمَّ قَالَ: كَاتِبْهُ. قَالَ: فَكَاتَبْتُهُ فَانْطَلَقَ بِيَ الزُّبَيْرُ إِلَى أَهْلِهِ فَأَعْطَانِي مِائَةَ أَلْفٍ، ثُمَّ قَالَ: انْطَلِقْ فَاطْلُبْ فِيهَا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَأَدِّ إِلَى عُثْمَانَ ماله منها. قال: فانطلقت فَطَلَبْتُ فِيهَا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، فَأَدَّيْتُ إِلَى عُثْمَانَ مَالَهُ وَإِلَى الزُّبَيْرِ مَالَهُ وَفَضُلَ فِي يدي ثمانون ألفا.
[ابو عبد رب]
[ابو عبد رب] حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد [1] عن أَبِي عَبْدِ رَبٍّ [2] قَالَ: لَقِيَنِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَا تَذْهَبْ بِشَرٍّ وَتَتْرُكَ أَهْلَكَ بِخَيْرٍ. قَالَ سَعِيدٌ: فَأُرَاهُ قَدْ خَرَجَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ عَشْرَةِ آلَافٍ. قَالَ: فُرَبَّمَا قَالَ لَنَا: إِنَّا ثَمَانِيَةٌ مِنَ الْعِيَالِ مَا لَنَا إِلَّا مَا يَخْرُجُ مِنْ بيت المال. حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بْنِ دِينَارٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ أَنَّ أَبَا عَبْدِ رَبٍّ كَانَ مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ دِمَشْقَ مَالًا. قَالَ: فَخَرَجَ إِلَى أَذْرَبَيْجَانَ فِي تِجَارَةٍ فَأَمْسَى إِلَى جَانِبِ نَهْرٍ وَمَرْعًى فَنَزَلَ بِهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ: فَسَمِعْتُ صَوْتَ تَكْبِيرٍ حَمِدَ اللَّهَ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ المرج فأتبعته فوافيت رجلا في نجم من الْأَرْضِ مَلْفُوفًا فِي حَصِيرٍ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: مَا أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. قُلْتُ: فَمَا حَالُكَ هَذِهِ؟ قَالَ: حَالُ نِعْمَةٍ يَجِبُ عَلَيَّ حَمْدُ اللَّهِ عَلَيْهَا. قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ وَإِنَّمَا أَنْتَ فِي حَصِيرٍ؟! قال: وما لي لا أحمد الله أن خلقني فأحسن خلقني، وَجَعَلَ مَوْلِدِي وَمَنْشَئِي فِي الْإِسْلَامِ، وَأَلَبْسَنِيَ الْعَافِيَةَ فِي أَرْكَانِي، وَسَتَرَ عَنِّي مَا أَكْرَهُ ذِكْرَهُ أَوْ نَشْرَهُ. فَمَنْ أَعْظَمُ نِعْمَةً مِمَّنْ أَمْسَى فِي مِثْلِ مَا أَنَا فِيهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنْ رَأَيْتَ- رَحِمَكَ اللَّهُ- أَنْ تَقُومَ مَعِي الى المنزل فأنا نازل على النهر هاهنا. قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: قُلْتُ: لِتُصِيبَ مِنَ الطَّعَامِ وَنُعْطِيَكَ مَا يُغْنِيكَ عَنْ لُبْسِ الْحَصِيرِ. قَالَ: مَا لِي فِيهِ حَاجَةٌ. - قَالَ الْوَلِيدُ: حَسِبْتُ أنه قال لي: ان
لي في الشعب كِفَايَةً وَغِنًى-. قَالَ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ: فَأَرَدْتُهُ أن يتبعني فأبى. قال: فانصرفت (131 ب) وَقَدْ تَقَاصَرْتُ إِلَى نَفْسِي وَمَقَتُّهَا أَنِّي لَمْ أُخَلِّفْ بِدِمَشْقَ رَجُلًا فِي الْغِنَاءِ يُكَاثِرُنِي، وَأَنَا أَلْتَمِسُ الزِّيَادَةَ فِي ذَلِكَ، اللَّهمّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ مِنْ سُوءِ مَا أَنَا فِيهِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ: فَتُبْتُ وَلَا يَعْلَمُ إِخْوَانِي مَا الَّذِي قَدْ أَجْمَعْتُ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْفَجْرِ رَحَلُوا كَنَحْوِ رِحْلَتِهِمْ فِيمَا مَضَى، وقدموا دابتي فصرفتها الى دمشق وقلت: ما لنا ... [1] النوبة إِنْ أَنَا مَضَيْتُ إِلَى شَيْءٍ، فَسَأَلَنِي الْقَوْمُ فَأَخْبَرْتُهُمْ، وَعَاتَبُونِي عَلَى الْمُضِيِّ فَأَبَيْتُ. قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَلَمَّا قَدِمَ تَصَدَّقَ بِصَامِتِ مَالِهِ [2] وَجَهَّزَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَحَدَّثَنِي بعض إخواني قال: ما كست صَاحِبَ عَبَاءٍ بِدَابِقٍ فِي شِرَاءِ عَبَاءَةٍ قَالَ: أَعْطَيْتُهُ سِتَّةً وَهُوَ يَسْأَلُ سَبْعَةً، فَلَمَّا أَكْثَرْتُ، قَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ. قَالَ: مَا تُشْبِهُ شَيْخًا وَقَفَ عَلَيَّ أَمْسِ يُقَالُ لَهُ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ اشْتَرَى مِنِّي سَبْعَ مِائَةِ كِسَاءٍ بِسَبْعَةِ سَبْعَةٍ، مَا سَأَلَنِي أَنْ أَضَعَ لَهُ دِرْهَمًا، وَسَأَلَنِي أَنْ أَحْمِلَهَا فَبَعَثْتُ أَعْوَانِي فَمَا زَالَ يُفَرِّقُهَا بَيْنَ فُقَرَاءِ الْجَيْشِ فَمَا وَصَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ إِلَّا بكساء. قال ابن جَابِرٍ: كَانَ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ قَدْ تَصَدَّقَ بِصَامِتِ مَالِهِ وَبَاعَ عَقَارَهُ فَتَصَدَّقَ بِهِ إِلَّا دَارًا لَهُ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ نَهْرَكُمْ هَذَا سَالَ [3] ذَهَبًا وَفِضَّةً مَنْ شَاءَ خَرَجَ إِلَيْهِ فَأَخَذَ مِنْهُ مَا خَرَجْتُ إِلَيْهِ، وَلَوْ قِيلَ: مَنْ مَسَّ هَذَا الْعَمُودَ مَاتَ لَسَرَّنِي أَنْ أُقَرَّبَ إِلَيْهِ وَأَمُوتَ شَوْقًا إِلَى الله ورسوله [4] .
قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: فَوَافَيْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى مَطْهَرَةِ دِمَشْقَ يَتَوَضَّأُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا طَوِيلُ لَا تَعْجَلْ. فَانْتَظَرْتُهُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ وُضُوئِهِ قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْتَشِيرُكَ. قُلْتُ: اذْكُرْ. قَالَ: حُرِمْتُ مِنْ صَامِتِ مَالِي وَعَقَارِي فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا دَارِي هَذِهِ وَقَدْ أُعْطِيتُ بِهَا كَذَا وَكَذَا أَلْفًا فَمَا تَرَى؟ قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِكَ وَأَخَافُ أَنْ تَحْتَاجَ إِلَى النَّاسِ، وَفِي غَلَّتِهَا قوام لمعيشتك، وتسكن (132 أ) فِي طَائِفَةٍ مِنَهْا فَيَسْتُرُكَ وَيُغْنِيكَ عَنْ مَنَازِلِ النَّاسِ. قَالَ: وَإِنَّ هَذَا لَرَأْيُكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قال: أصابك والله المثل. قلت: وما داك؟ قَالَ: لَا يُحْظِيكَ مِنْ طَوِيلٍ أَحْمَقَ وَقِرْطُهُ فِي رَحْلِهِ. أَو َبِالْفَقْرِ تُخَوِّفُنِي!. قَالَ ابْنُ جابر: فباعها بِمَالٍ عَظِيمٍ وَفَرَّقَهُ، فَكَانَ ذَلِكَ مَعَ مَوْتِهِ، فَمَا وَجَدْنَا مِنْ ثَمَنِهَا إِلَّا قَدْرَ ثَمَنِ الْكَفَنِ. قَالَ ابْنُ جَابِرٍ: وَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ يَأْلَفُهُ. قَالَ: فُلَانٌ. قَالَ: نَعَمْ أَصْلَحَكَ اللَّهُ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنْكَ تَمْلِكُ أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ. قَالَ: نَعَمْ وَأَرْبَعِينَ أَلْفًا. قَالَ: حُمْقٌ لَا عَقْلٌ وَلَا مَالٌ. «حدثني سعيد بن أسد قال حدثنا ضمرة عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ يَزِيدَ الْجُزَامِيِّ قَالَ قَالَ لِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: يَا أَبَا عمرو هاهنا قبر أخيك عبادة ابن الصَّامِتِ إِلَى جَانِبِ الْحَائِطِ الشَّرْقِيِّ. قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ: وَشَهِدْتُ جَنَازَةً بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مَعَ رَجَاءِ بن حيوة فقال: يا أبا عمرو هاهنا قبر أخيك عبادة بن الصامت» [1] .
[صالح بن مسمار]
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو [1] قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا أَحَدٌ أَزْهَدَ مِنْ أَبِي عَبْدِ رَبِّ بْنِ عَبَّادٍ مَوْلًى لِبَنِي عُذْرَةَ. [صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ] حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ صَالِحُ بْنُ مِسْمَارٍ: مَا بَارَكَ اللَّهُ فِي رَجُلٍ فِي دُنْيَا صَارَ بَعْدَهَا إِلَى النَّارِ. قُلْتُ: صَدَقَتَ. قَالَ: وَلَقَدْ بَارَكَ اللَّهُ لِرَجُلٍ فِي دُنْيَا صَارَ بَعْدَهَا إِلَى الْجَنَّةِ. قُلْتُ: صَدَقْتَ. وَسَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مِسْمَارٍ يَقُولُ: عَجِبْتُ لِلنَّاسِ. قُلْتُ: وَمَا لَهُمْ؟ قَالَ: خَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا مَفَالِيسَ وَتَرَكُوا خَزَائِنَهُمْ. وَسَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ مِسْمَارٍ [يَقُولُ] نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا فِيمَا زَوَى مِنَ الدُّنْيَا أَعْظَمَ مِنْ نِعْمَتِهِ عَلَيْنَا فِيمَا بَسَطَ مِنْهَا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ قَالَ: مَاتَ صَالِحٌ فَتَرَكَ دِرْهَمًا وَأَرْبَعَةَ دَوَانِقَ. وَقِيلَ لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ: أَوْصِ بِأُمِّكَ (132 ب) وأختك الى من شئت. قال: اني لأستحيي مِنَ اللَّهِ أَنْ أُوصِيَ بِهِمَا إِلَى غَيْرِهِ. [الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ] سَمِعْتُ أَبَا الْفَضْلِ صَدَقَةُ بن الفضل المروزي- وكان كخير الرجال
قَالَ أَبُو يُوسُفَ وَسَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيِّ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِالْعِرَاقِ، وَصَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ بِخُرَاسَانَ، وَزَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ بِالْيَمَنِ- قَالَ: حَجَّ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ [1]- وَأَنَا بِمَكَّةَ-، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَحْفَظَ لِلْحَدِيثِ الطَّوِيلِ وَأَحَادِيثِ الْمَلَاحِمِ مِنْهُ، وَكَانَ أَصْحَابُنَا فِي هَذَا الْوَقْتِ يَكْتُبُونَ وَيَطْلُبُونَ الْآرَاءَ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَ الْوَلِيدَ عَنِ الرَّأْيِ وَلَمْ يَكُنْ يَحْفَظُ. قَالَ: ثُمَّ حَجَّ عَلَيْنَا- وَأَنَا بِمَكَّةَ- وَإِذَا هُوَ قَدْ حَفِظَ الْأَبْوَابَ، وَإِذَا الرَّجُلُ حَافِظٌ مُتْقِنٌ قَدْ حَفِظَ. قَالَ: وَكَانَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ أَنْكَرَ طَلَبَ الْآرَاءِ وَتَرْكَهُمُ الْإِسْنَادَ وَالْأَحَادِيثَ الْعَالِيَةَ. قَالَ: فَجَعَلَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَسْأَلُونَهُ [2] عَنِ الْإِسْنَادِ وَالْأَحَادِيثِ الْعَالِيَةِ، فقال: ما أعجب أمركم كلما سألتمونا عَنْ نَوْعٍ مِنَ الْعِلْمِ وَنَظَرْنَا فِيهِ نَقَلْتُمُونَا إِلَى نَوْعٍ غَيْرِهِ! إِنْ بَقِينَا وَحَجَجْنَا أَتَيْتُكُمْ مِنْ هَذَا بِمَا تَبْغُونَ- مِثْلَ هَذَا أَوْ نَحْوَهُ-. قَالَ: فَصَدَرَ وَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَبْلَ أَنْ يَصِيرَ إِلَى دِمَشْقَ. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ قَالَ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ لَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: إِنْ تَرَكْتُمُونِي حَدَّثْتُكُمْ عَنْ ثِقَاتِ شُيُوخِنَا، وَإِنْ أَبَيْتُمْ فَسَلُوا نُحَدِّثْكُمْ بِمَا تَسْأَلُونَ [3] . وَسَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: جِئْتُ فِي يَوْمِ الصُّدُورِ وَالْوَلِيدُ فِي مَسْجِدِ
مِنًى وَعَلَيَهِ زِحَامٌ كَثِيرٌ، وَجِئْتُ فِي آخِرِ النَّاسِ، وَدَفَعْتُ بِالْبَعِيرِ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ يُجِيبُهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَ وَيُحَدِّثُهُمْ وَلَا أَفْهَمُ. قَالَ: فَجَمَعْتُ جَمَاعَةً مِنَ الْكَثِيرِ وَقُلْتُ لَهُمْ جَلِّبُوا [1] وَأَفْسِدُوا عَلَى مَنْ بِالْقُرْبِ مِنْهُ. قَالَ: فَجَعَلُوا يَصِيحُونُ وَيُجَلِّبُونَ وَيَقُولُونَ: أَلَا نَسْمَعُ؟. وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَقُولُ: اسْكُتُوا نُسْمِعْكُمْ. قَالَ: فَاعْتَرَضْتُ وَصِحْتُ، وَلَمْ أَكُنْ حلقت بعد من الشعر (133 أ) . قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ عَلِيٌّ وَلَمْ يُثْبِتْنِي قَالَ [2] : لَوْ كَانَ فِيكَ خَيْرٌ لَمْ يَكُنْ شَعْرُكَ عَلَى مَا أَرَى. قَالَ: فَتَفَرَّقُوا وَلَمْ يُحَدِّثْهُمْ بِشَيْءٍ. وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُنْذِرِ قَالَ: قَدِمْتُ الْبَصْرَةَ فَجَاءَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فَقَالَ: أَوَّلَ شَيْءٍ أَطْلُبُ أَخْرُجُ إِلَى حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ أُمٍّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَأَيْنَ سَمَاعِي مِنْ سَمَاعِكَ؟ فَجَعَلْتُ آبَى وَيُلِحُّ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي إِلْحَاحَكَ هَذَا مَا هُوَ؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ الْوَلِيدُ رَجُلُ الشَّامِ، وَعِنْدَهُ عِلْمٌ كَثِيرٌ، وَلَمْ أَسْتَمْكِنْ مِنْهُ، وَقَدْ حَدَّثَكُمْ بِالْمَدِينَةِ فِي الْمَوَاسِمِ، وَتَقَعُ عِنْدَكُمُ الْفَوَائِدُ لِأَنَّ الْحُجَّاجَ يَجْتَمِعُونَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ آفَاقٍ شَتَّى، فَيَكُونُ مَعَ هَذَا بَعْضُ فَوَائِدِهِ وَمَعَ هَذَا بَعْضٌ. قَالَ: فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ فَتَعَجَّبَ مِنْ كِتَابَتِهِ، كَادَ أَنْ يَكْتُبَ عَلَى الْوَجْهِ [3] . «وَسَأَلْتُ هِشَامَ بْنَ عَمَّارٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ؟ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا الْعَبَّاسِ كَانَ وَكَانَ، وَجَعَلَ يَذْكُرُ فَضْلَهُ وَعِلْمَهُ وورعه وتواضعه» [4] .
[إسماعيل بن عياش]
قَالَ: وَكَانَ مُسْلِمٌ أَبُوهُ مِنْ رَقِيقِ الْإِمَارَةِ، وَتَفَرَّقُوا عَلَى أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ، وَكَانَ لِلْوَلِيدِ أَخٌ صَلِفٌ، يَرْكَبُ [1] الْخَيْلَ وَيَرْكَبُ مَعَهُ غِلْمَانٌ لَهُ كَثِيرٌ، وَكَانَ صَاحِبَ صَيْدٍ وَتَنَزُّهٍ، وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّيْدِ فِي فَوَارِسَ وَمَطَابِخَ، وَحَمَلَ الْوَلِيدُ دِيَةً فَأَدَّاهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ أَخْرَجَ عَنْ نَفْسِهِ إِذِ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ أَمْرُ أَبِيهِ. قَالَ: فَوَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ فِي ذَلِكَ شَغَبٌ وَجَفَاءٌ وَقَطِيعَةٌ، وَقَالَ: فَضَحْتَنَا وَمَا كَانَ حَاجَتُكَ إِلَى مَا فَعَلْتَ. [إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ] قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكُنْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ: عِلْمُ الشَّامِ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَالْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ. سَمِعْتُ أَبَا الْيَمَانِ يَقُولُ: كَتَبْتُ كُتُبَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ، وَلَمْ أَدَعْ شَيْئًا مِنْهَا [2] فِي الْقَرَاطِيسِ، وَقَدِمَ خُرَاسَانِيٌّ وَكَلَّمَ إِسْمَاعِيلَ أَنْ يَحْتَالَ لَهُ فِي نُسْخَةٍ تُشْتَرَى وَيَقْرَأُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَدَعَانِي إِسْمَاعِيلُ فَقَالَ: يَا حَكَمُ إِنَّكَ لَمْ تَحُجَّ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَ الْكُتُبَ من هذا الخراساني وتحج وترجع فتكتب (133 ب) وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ؟ فَقُلْتُ: فَلَعَلَّكَ تَمُوتُ. فَقَالَ: اسْتَخِرِ اللَّهَ، وَإِنْ قَبِلْتَ مِنِّي فَعَلْتَ مَا أَقُولُ لك. قال: فبعت الكتب منه- وكانت فِي قَرَاطِيسَ- بِثَلَاثِينَ دِينَارًا، وَحَجَجْنَا وَرَجَعْتُ وَكَتَبْتُ الْكُتُبَ بِدُرَيْهِمَاتٍ وَقَرَأَهَا عَلَيَّ. قَالَ: وَكَانَ أَصْحَابُنَا لَهُمْ رَغْبَةٌ فِي الْعِلْمِ وَطَلَبٌ شَدِيدٌ بِالشَّامِ وَالْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: نَجْهَدُ فِي الطَّلَبِ ونستعب أَبْدَانَنَا وَنَغِيبُ، فَإِذَا جِئْنَا وَجَدْنَا كُلَّ مَا كتبنا عند إسماعيل» [3] .
[بقية بن الوليد]
«فَأَمَّا الْوَلِيدُ فَمَضَى عَلَى سُنَّتِهِ مَحْمُودًا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مُتْقِنًا صَحِيحًا صَحِيحَ الْعِلْمِ» [1] ، وَتَكَلَّمِ قَوْمٌ فِي إِسْمَاعِيلَ، وَإِسْمَاعِيلُ ثِقَةٌ عَدْلٌ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ الشَّامِ، وَلَا يَدْفَعُهُ دَافِعٌ، وَأَكْثَرُ مَا تَكَلَّمُوا قَالُوا: يُغْرِبُ عَنْ ثِقَاتِ الْمَدَنِيِّينَ وَالْمَكِّيِّينَ» [2] . [بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ] وَبَقِيَّةُ يُقَارِبُ إِسْمَاعِيلَ وَالْوَلِيدَ، فَإِنْ كَانَ مِنَ الْوَلِيدِ فِي حَدِيثِ الشَّامِيِّينَ، وَهُوَ ثِقَةٌ، إِذَا حَدَّثَ عَنْ ثِقَةٍ فحديثه يقوم مَقَامَ الْحُجَّةِ، «يُذْكَرُ بِحِفْظٍ إِلَّا أَنَّهُ يَشْتَهِيَ الْمُلَحَ وَالطَّرَائِفَ مِنَ الْحَدِيثِ، وَيَرْوِي عَنْ شُيُوخٍ فِيهِمْ ضَعْفٌ، وَكَانَ يَشْتَهِي الْحَدِيثَ، فَيُكَنِّي الضَّعِيفَ الْمَعْرُوفَ بِالِاسْمِ، وَيُسَمِّي الْمَعْرُوفَ بِالْكُنْيَةِ بِاسْمِهِ. وَسَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهَوَيْهِ قَالَ قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَعْيَانِي بَقِيَّةُ كَانَ يُكَنِّي الْأَسَامِيَ وَيُسَمِّي الْكُنَى [قَالَ] : حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْوُحَاظِيُّ. إِنّمَا [3] هُوَ عَبْدُ الْقُدُّوسِ. وَقَدْ قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ: بَقِيَّةُ إِذَا لَمْ يُسَمِّ الَّذِي يَرْوِي عنه وكناه فلا
بسوى حَدِيثُهُ شَيْئًا» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حُمَيْرٍ الرَّحَبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ. وَحَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [2] وَسُلَيْمَانُ [3] وَأَبُو عُمَرَ [4] قَالُوا ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم الى أَبِي فَنَزَلَ عَلَيْهِ. وَيَزِيدُ شَامِيٌّ قَدِمَ وَاسِطَ، وَسَمِعَ مِنْهُ شُعْبَةُ بِوَاسِطَ، وَهُوَ مُسَتْقَيِمُ الْحَدِيثِ. (134 أ) حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ وَأَبُو عُمَرَ قَالا ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي الْفَيْضِ قَالَ سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ رَجُلًا مِنْ حِمْيَرَ. أَبُو الْفَيْضِ شَامِيٌّ لَهُ أَحَادِيثُ حِسَانٌ، «وَسُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ» [5] كَلَاعِيٌّ خَبَائِرِيٌّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ [6] قَالَ ثَنَا شعبة قال سمعت
أَبَا إِسْحَاقَ [1] يَقُولُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَاءٍ [2] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، فَقَدِمْتُ الْبَصْرَةَ فَسَأَلْتُ زِيَادًا فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وشهر ابن حَوْشَبٍ وَإِنْ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ أَنَّ شَهْرًا قَدْ تَرَكُوهُ فَهُوَ ثِقَةٌ، وَالْحَدِيثُ حَدِيثٌ شَامِيٌّ- وَقَدْ رَوَى أَبُو قِلَابَةَ وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ عَنْ أَهْلِ الشَّامِ أَحَادِيثَ كِثَارًا- رواه الثِّقَاتُ مِنَ الشَّامِيِّينَ بِسَنَدِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طُرُقٍ صَالِحَةٍ [3] ، وَأَرْسَلَهُ أَبُو قِلَابَةَ وَشَهْرٌ وَمَطَرٌ، قَدْ كَانَ يَجِبُ عَلَى أَصْحَابِنَا أَنْ يَقْبَلُوهُ بِشُكْرٍ. فَأَمَّا حَدِيثُ شَهْرٍ فَإِنَّ أَبَا صَالِحٍ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَخْبَرَنَا [4] قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ- قَاضٍ أَنْدَلُسِيٌّ- عَنْ أَبِي عُثْمَانَ [5] عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سُلَيْمٍ الْجُهَنِيِّ كُلُّهُمْ يُحَدِّثُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ عُقْبَةُ: كُنَّا خُدَّامَ أَنْفُسِنَا، وَكُنَّا نَتَدَاوَلُ رَعْيَةَ الْإِبِلِ بَيْنَنَا، وَأَصَابَنِي رَعْيَةُ الْإِبِلِ، فَرُحْتُ بِهَا بِعَشِيٍّ، فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ حَدِيثِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يقوم فيركع ركعتين، يقبل
عليهما بقلبه ووجهه (134 ب) إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَغُفِرَ لَهُ» . قَالَ: فقلت: ما أجود هذا. قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ: مِنْ بَيْنِ يَدَيِ الَّتِي قَبِلَهَا يَا عُقْبَةُ أَجْوَدُ. قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. قَالَ: فَقُلْتُ: وَمَا هِيَ يَا أَبَا حَفْصٍ؟ قَالَ: إِنَّهُ قَالَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ الْوُضُوءَ فَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» . حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ ثَنَا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ [1] عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْفٍ [2] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَيٍّ قَالَ: حَضَرْتُ مَعَ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ جِنَازَةَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا حَبِيبٌ بِوَجْهِهِ كَالْمُشْرِفِ عَلَيْنَا- يَقُولُ لِطُولِهِ-. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [3] قَالَ حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ قَالَ: كَانَ أَبُو قَبِيلَةَ مَرْثَدُ بْنُ وَدَاعَةَ الْعَمِيُّ قَائِمًا يَقُصُّ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ يَرُدُّهُ إِلَى أَبِي بِشْرٍ، وَأَبُو بِشْرٍ يَرُدُّهُ إِلَى عَثَّامَةَ بْنِ قَيْسٍ، وَعَثَّامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانِ الْأَزْدِيُّ، وَكِلَاهُمَا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. «حدثنا أَبُو الْيَمَانِ عَنْ حُرَيْزٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عِمْرَانَ بْنِ نِمْرَانَ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ كَانَ يَسِيرُ فِي الْعَسْكَرِ فَيَقُولُ: أَلَا رُبَّ مُبَيِّضٍ لِثِيَابِهِ مُدَنِّسٍ لِدِينِهِ، أَلَا رُبَّ مُكْرِمٍ لِنَفْسِهِ وَهُوَ لَهَا غَدًا مُهِينٌ، فَادْرَءُوا السيئات
الْقَدِيمَاتِ بِالْحَسَنَاتِ الْحَدِيثَاتِ» [1] ، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ عَمِلَ مِنَ السَّيِّئَاتِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ، ثُمَّ عَمِلَ حَسَنَةً لَعَلَتْ فَوْقَ سَيِّئَاتِهِ حَتَّى تَقْهَرَهُنَّ. ثَورُ بْنُ يَزِيدَ رَحَبِيٌّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ عَنْ حُرَيْزٍ بِذَلِكَ. أَبُو حَبِيبٍ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا سعيد عن مكحول قال: قمت الى أنس ابن مَالِكٍ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ فَسَأَلْتُهُ. وَعَنْ سَعِيدِ بن عبد العزيز (135 أ) قال: كان اسم عبد الله بن سلام الْحُصَيْنُ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ. وَكَانَ اسْمُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَبْدَ عَمْرٍو فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ اسْمُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ الْحُبَابَ فَسَمَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ اللَّهِ. مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ الْأَلْهَانِيُّ كُنْيَتُهُ أَبُو سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ صَفْوَانَ. وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ كَلَاعِيٌّ. أَبُو الْيَمَانِ عَامِرُ بْنُ لُحَيٍّ الْهَوْزَنِيُّ. أَبُو الصَّلْتِ [2] شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ. أَبُو حَسَنَةٍ مُسْلِمُ بْنُ أَكْيَسَ مَوْلَى عَبْدِ الدَّارِ. عَامِرُ بْنُ كُرَيْزٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ.
وَأُمِّ صَفْوَانَ أُمُّ الْهَجْرَسِ. أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَمِيعٍ الْحَرَازِيُّ. حِبَّانُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو خِدَاشٍ الشَّرْعَبِيُّ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ حُرَيزٍ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ الْهُذَلِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعَنْ حُرَيْزٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ الْخَبَائِرِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْكِنْدِيِّ سَمِعَهُ يَقُولُ: رَكِبْتُ إِلَى عُمَرَ. وَعَنْ سُلَيْمٍ قَالَ: قَدِمَ عِيَاضٌ [1] أَوْ غَطِيفُ بْنُ عِيَاضٍ الْكِنْدِيُّ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مَعَ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ حَضْرَمِيٌّ سَمِعَ مِنْ أَبِي أُمَامَةَ [2] . وَعَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ سَكُونِيٌّ صَاحِبُ مُعَاذٍ، رَوَى عَنْهُ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُعَاذٍ، وَقَدْ ذَكَرَ بَقِيَّةُ أَنَّ رَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ صِفِّينَ. وَفُقِئَتْ يَوْمَ صِفِّينَ عَيْنُ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حدثنا سعيد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قال: لما قتل عثمان قال عدي ابن حَاتِمٍ لَا يَنْتَطِحُ فِي قَتْلِهِ عَنْزَانِ [3] . فَلَمَّا كان يوم صفين فقئت عينه،
فَقِيلَ لَهُ: لَا يَنْتَطِحُ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ؟ قَالَ: بَلَى وَتُفْقَأُ عُيُونٌ كَثِيرَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ميسرة عن جبير ابن نفير (135 ب) عَنْ بِشْرِ بْنِ جِحَاشٍ الْقُرَشِيِّ. قُلْتُ لِأَبِي اليمان: بشر ابن جِحَاشٍ؟ قَالَ: نَعَمْ بِشْرُ بْنُ جِحَاشٍ، أَشْكَلَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالا حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْثَدٍ- وَكَانَ قَدْ شَهِدَ صِفِّينَ- قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَوْشَبٍ يُحَدِّثُ عَنْ ثَوْبَانَ بْنِ شَهْرٍ قَالَ سَمِعْتُ كُرَيْبَ بْنَ أَبْرَهَةَ وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي سَطْحِ بَيْتِ الْمَالِ وَذَكَرُوا الْكِبْرَ فَقَالَ كُرَيْبٌ: سَمِعْتُ أَبَا رَيْحَانَةَ يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ الْجَنَّةَ» . فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُحِبُّ أَنْ أَتَجَمَّلَ بِعِلَاقِ سَوْطِي وَشِسْعِ نَعْلِي. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ ذَاكَ لَيْسَ بِالْكِبْرِ، إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجمال، انما الكبر من سفه الحق وغمض النَّاسَ بِعَيْنَيْهِ» [1]- وَهَذَا لَفْظُ أَبِي الْيَمَانِ-[2] . وَسَلْمَانُ هُوَ ابْنُ سُمَيَّةَ الْأَلْهَانِيُّ يَرْوِي عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ [3] وَابْنِ أَبِي عَوْفٍ [4] الْجُرَشِيُّ عَنِ الْمِقْدَامِ بن معديكرب وشرحبيل بن شفعة الرحبيّ
عَنِ ابْنِ نَاسِحٍ [1] الْحَضْرَمِيِّ، وَعَنْ أَبِي الْوَلِيدِ أَزْهَرَ الْهَوْزِيِّ عَنْ عُقْبَةَ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ فِي صَلَاتِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَغْرِبِ. ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أبو بحرية عبد الله بن قيس التراغمي. الْهَيْثَمُ بْنُ مَالِكٍ الطَّائِيُّ. وَضَمْرَةُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ صُهَيْبٍ الْحِمْصِيُّ. الْعَلَاءُ بْنُ سُفْيَانَ غَسَّانِيُّ. وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ [2] . أَبُو ذَرٍّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَضَالَةَ. الْعَلَاءُ بْنُ سُفْيَانَ الْغَسَّانِيُّ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: لَمْ يَسْمَعْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ وَلَا مِنْ نَافِعٍ، وَلَمْ يَسْمَعِ الْأَوْزَاعِيُّ مِنْ نَافِعٍ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا بقية قال أخبرني يوسف ابن السَّفْرِ [3] عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُلِّحِينَ في الدعاء. ويوسف بيروتى (136 أ) لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ. عُبَادَةُ بْنُ أَوْفَى نُمَيْرِيٌّ شَامِيٌّ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ الحمصي قال ثنا بقية قال حدثنا سلامة بن
عُمَيْرَةَ الْمُنَابِجِيُّ- حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ- عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الْوَصَابِيُّ- حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ- عَنْ [أَبِي] [1] أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ سَارِحَةٍ وَرَائِحَةٍ عَلَى قوم حرام على غيرهم. وقال حدثنا بَقِيَّةُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو خَالِدٍ السَّكُونِيُّ [2] بُحَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ [3] وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ رِجَالِ حِمْصٍ. وَقَالَ حَدَّثَنَا مَنِيعُ بْنُ السَّرِيِّ الْحَرَازِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ مَسْرُوقٍ الْهَوْزِيِّ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا [4] عَنْ أَبِي أُمَامَةَ [5] قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْمَعْرُوفَ لَا يصلح الا لذي دين أبو لِذِي حَسَبٍ أَوْ لِذِي حِلْمٍ. وَقَالَ حَدَّثَنَا المؤمل بن عمر أو قَعْنَبٌ الْعَتَبِيُّ حَدَّثَنَا يُوسُفُ أَبُو عَنْبَسَةَ خَادِمُ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ [6] يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَقْرَأْ خَلْفَ الْإِمَامِ فَصَلَاتُهُ خِدَاجٌ» [7] .
وَقَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ نَاشِرَةَ الْأَلْهَانِيُّ [1] قَالَ: سَمِعْتُ عُمَيْرَ بْنَ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيَّ يَقُولُ: كَانَ ثَوْبَانُ جَارًا لَنَا وَكَانَ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ، فَقُلْتُ لَهُ. فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ الْحَمَّامَ. فَقَالَ: وَيَتَنَوَّرَ. قَالَ: وَكَانَ ثَوْبَانُ يُسَمَّى ابْنَ بَجْدَدٍ [2] . حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ الْقُرَشِيِّ مَوْلَى أُمِّ الْبَنِينِ- دِمَشْقِيٌّ ثِقَةٌ- عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ وَكَانَ قَاصَّ دِمَشْقَ، «وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ وَهُوَ فِي عِدَادِ الْمِصْرِيِّينَ «لَا بَأْسَ بِهِ» [4] ، وَفِي حَدِيثِهِ ضَعْفٌ. وَقَالَ [5] : حَدَّثَنَا سعيد بن أبي أَيُّوبَ، وَأَبُو أَيُّوبَ مِقْلَاصٌ، وَكَانَ الْمُقْرِئُ يَقُولُ: مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَنْكَرَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ- وَهُوَ ابْنُ بِنْتِ سَعِيدٍ- وَقَالَ: نَحْنُ موالي خزاعة وأراني أسر به [6] لِأَجْدَادِهِ وَكُتُبًا لَهُمْ، يُنْسَبُونَ إِلَى خُزَاعَةَ. وَهُوَ مصري ثقة. (136 ب) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن عياش عن
[عبد الله بن لهيعة]
مُطَرَّحِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ- وَهُوَ ضَعِيفٌ- عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ [1] وَهُوَ ضَعِيفٌ. [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ] حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمُرَادِيُّ كَاتِبُ ابْنُ لَهِيعَةَ- وَكَانَ ثِقَةً- «وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ أَبَا جَعْفَرٍ- وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الْمُتْقِنِينَ- يُثْنِي عَلَيْهِ، وَقَالَ لِي: كَتَبْتُ حَدِيثَ أَبِي الْأَسْوَدِ فِي الرَّقِّ فَاسْتَفْهَمْتُهُ فَقَالَ لِي: كُنْتُ أَكْتُبُ عَنِ الْمِصْرِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ يُخَالِجُنِي أَمْرُهُ، فَإِذَا ثبت لي حولته في الرق. وكتبت حَدِيثًا لِأَبِي الْأَسْوَدِ فِي الرَّقِّ، وَمَا أَحْسَنَ حَدِيثَهُ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَقُولُونَ سَمَاعٌ قَدِيمٌ وَسَمَاعٌ حَدِيثٌ؟ فَقَالَ لِي: لَيْسَ مِنْ هَذَا شَيْءٌ، ابْنُ لَهِيعَةَ صَحِيحُ الْكِتَابَةِ، كَانَ أَخْرَجَ كُتُبَهُ فَأَمْلَى عَلَى النَّاسِ حَتَّى كَتَبُوا حَدِيثَهُ إِمْلَاءً، فَمَنْ ضَبَطَ كَانَ حَدِيثُهُ حَسَنًا صَحِيحًا، إِلَّا أَنَّهُ [كَانَ] يَحْضُرُ مَنْ يَضْبِطُ وَيُحْسِنُ، وَيَحْضُرُ قَوْمٌ يَكْتُبُونَ وَلَا يَضْبِطُونَ وَلَا يُصَحِّحُونَ، وَآخَرُونَ نَظَّارَةٌ، وَآخَرُونَ سَمِعُوا مَعَ آخَرِينَ، ثُمَّ لَمْ يُخْرِجَ ابْنُ لَهِيعَةَ بَعْدَ ذَلِكَ كِتَابًا وَلَمْ يُرَ لَهُ كِتَابٌ، وَكَانَ مَنْ أَرَادَ السَّمَاعَ مِنْهُ ذَهَبَ فَانْتَسَخَ مِمَّنْ كَتَبَ عَنْهُ وَجَاءَ بِهِ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِ، فَمَنْ وَقَعَ عَلَى نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ فَحَدِيثُهُ صَحِيحٌ، وَمَنْ كَتَبَ مِنْ نُسْخَةٍ مَا لَمْ تُضْبَطْ جَاءَ فِيهِ خَلَلٌ كَثِيرٌ. ثُمَّ ذَهَبَ قَوْمٌ، فَكُلُّ مَنْ رَوَى عَنْهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ فَإِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عَطَاءٍ، وَرَوَى عَنْ رَجُلٍ وَعَنْ رَجُلَيْنِ وَعَنْ ثَلَاثَةٍ [عَنْ عَطَاءٍ] فَتَرَكُوا مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَطَاءٍ وَجَعَلُوهُ [2] عَنْ عطاء» [3] .
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكُنْتُ كَتَبْتُ عَنِ ابْنِ رُمْحٍ [1] كِتَابًا عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَكَانَ فِيهِ نَحْوَ مَا وَصَفَ أَحْمَدُ [2] ، فَقَالَ: هَذَا وَقَعَ عَلَى رَجُلٍ ضَبَطَ إِمْلَاءَ ابْنَ لَهِيعَةَ. فَقُلْتُ لَهُ فِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ. قَالَ: لَمْ يَعْرِفْ «مَذْهَبِي فِي الرِّجَالِ، إِنِّي أَذْهَبُ إِلَى أَنَّهُ لَا يُتْرَكُ حَدِيثُ مُحَدِّثٍ حَتَّى يُجْمِعَ أهل مصره على ترك (137 أ) حَدِيثِهِ» [3] . «سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ لَهِيعَةَ يَقْرَأُ مِنْ كُتُبِ النَّاسِ، وَلَقَدْ حَجَّ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَقَدِمُوا وَصَارُوا إِلَى ابْنِ لَهِيعَةَ وَذَاكَرَهُمْ فَقَالَ: هَلْ كَتَبْتُمْ حَدِيثًا طَرِيفًا؟ فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: حَدِيثُ الْقَاسِمِ العمري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عَنْ جَدِّهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا رَأَيْتُمُ الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا) فَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: هَذَا حَدِيثٌ طَرِيفٌ. قَالَ فَرَأَيْتُ بَعْدُ يَجِيءُ الرَّجُلُ فَيَسْأَلُهُ حَدَّثَكَ عَمْرُو بْنُ شعيب؟ فيقول: لا انما حدثنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا- يُسَمِّيهِ-. قَالَ: ثُمَّ وَضَعُوا فِي حَدِيثَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فَكَانَ يَقُولُ كَمْ شَاءَ اللَّهُ إِذَا مَرُّوا بِهَذَا الْحَدِيثِ: هَذَا حَدِيثُ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَمْرٍو. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ، فَكَانُوا يَضَعُونَ عَلَيْهِ فِي جُمْلَةِ حديث عمرو بن شعيب فغيروها.
قَالَ سَعِيدٌ [1] : وَشَيْءٌ آخَرُ، كَانَ حَيْوَةُ [2] أَوْصَى إِلَى وَصِيٍّ، وَكَانَتْ كُتُبُهُ عِنْدَ الْوَصِيِّ، فَكَانَ مَنْ لَا يَتَّقِي اللَّهَ يَذْهَبُ فَيَكْتُبُ مِنْ كُتُبِ حَيْوَةَ [حَدِيثَ] [3] الشُّيُوخِ الَّذِينَ قَدْ شَارَكَهُ ابْنُ لَهِيعَةَ فِيهِمْ، ثُمَّ يَحْمِلُ إِلَيْهِ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِمْ» [4] . فَحَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَاجِ بْنِ السَّمْحِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ [5] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [6] . وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ: كَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ قَاصَّ الْجَمَاعَةِ بِمِصْرَ أَيَّامَ بني أمية، فلما جاء عمال بني العباس عزلوه عَنِ الْقَصَصِ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَقَالَ: مَا لَكُمْ تَعْزِلُونِي إِنَّمَا أَنَا قَاصٌّ، فَإِنْ قُلْتُمْ لِي زِدْ فِي قَصَصِكَ زِدْتُ، وَإِنْ قُلْتُمْ قَصِّرْ قَصَّرْتُ. فَمَا لَكُمْ تَعْزِلُونَنِي!. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَبُو الْهَيْثَمِ مَدَنِيٌّ وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو ثِقَةٌ، قَدِمَ مِصْرَ فَأَقَامَ بِهَا يَلْتَمِسُ الرِّزْقَ وَالْمَعَاشَ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ الْكُوفِيُّ وَقَصَّرْتُ فِي الْكِتَابَةِ عَنْهُ لِلتَّشَيُّعِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ، ثُمَّ وَجَدْتُ عَامَّةَ كُهُولِنَا قد كتبوا عنه وقالوا: هو ثقة.
حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ الْعُقَيْلِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ (137 ب) وَلَا يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الْعِلْمِ، إِنَّمَا يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الْغَفْلَةِ، فَأَمَّا عُقَلَاءُ أَهْلِ الْعِلْمِ فلا يعبأون بِحَدِيثِهِ. «وَقَدْ رَوَى شَيْخٌ كُوفِيٌّ مُغَفَّلٌ أَنْبَارِيٌّ يُقَالُ لَهُ وَضَّاحُ بْنُ حَسَّانٍ [1] قَالَ حَدَّثَنَا وَزِيرُ [2] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ غَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى مُعَاوِيَةَ سَهْمًا وَقَالَ: هَاكَ هذا يا معاوية حتى توافني به الْجَنَّةِ» [3] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ- «وَكَانَ حَافِظًا» [4]- قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو عُتْبَةَ الْخَوَّاصُ الْفِلَسْطِينِيُّ- «وَكَانَ مِنَ الزُّهَّادِ والعباد ثقة» [5] عن «السيباني يحي بن أبي عمرو شامي ثقة» [6] ، ويروي يحي عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ- شَامِيٌّ ثقة- عن أبي أمامة [7] ، ويروي
السيباني عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ [1] قَالَ قِيلَ لِعُمَرَ: لَوْ عهدت؟ قال: لو أدركت خالد ابن الْوَلِيدِ ثُمَّ وَلَّيْتُهُ. وَهَذَا هُوَ الْبَاطِلُ، وَأَبُو الْعَجْفَاءِ مَجْهُولٌ لَا يُدْرَى مَنْ هُوَ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خالد القرشي وهو دمشقي ثقة. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنْ «صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ دِمَشْقِيٌّ حَسَنُ الْحَدِيثِ» [2] . حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ السَّمِينُ وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يُحَسِّنُ أَمْرَهُ وَيَمِيلُ إِلَى عَدَالَتِهِ، وَلِذَلِكَ ذَكَرَ لِي عَنْ مَرْوَانَ الطَّاطَرِيِّ- وَهُوَ عِنْدِي ضَعِيفُ الْحَدِيثِ-: َكَانَ شَيْخًا يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ [3] يُجَالِسُ هِشَامًا، وَكَانَ عِنْدَهُ كُتُبُ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَحَدِيثُهُ، فَلَمْ يَخْفَ عَلَيَّ إِذَا نَظَرَ فِيهَا وَلَا أَكْتُبُ عَنْهُ. «حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [4] قَالَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي نَهِيكُ بْنُ يَرِيمَ الْأَوْزَاعِيُّ- لَا بَأْسَ بِهِ- عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ الْأَوْزَاعِيِّ- وَهَؤُلَاءِ رِجَالُ الشَّامِ لَيْسَ فِيهِمْ إِلَّا ثِقَةٌ- قَالَ: صَلَّى بِنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْغَدَاةَ بِغِلْسٍ» [5] ، فَالْتَفَتُّ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ: ما هذه
الصَّلَاةُ؟ قَالَ: هَذِهِ صَلَاتُنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فلما قتل عمر أسفر (138 أ) بِهَا عُثْمَانُ. «حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ- وَهُوَ هَمَذَانِيٌّ ثِقَةٌ- قَالَ سَمِعْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ [1] . وَهَذَا خَطَأٌ، ابْنُ مَوْهِبٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ تَمِيمٍ ولا لحقه» [2] . وحدثنا ابن ابنه يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الله بن موهب ثقة. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيَّ وَيَزِيدُ بن خالد بن عبد الله بن موهب قالا: حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ: سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا السُّنَّةُ فِي الرَّجُلِ يُسْلِمُ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ عَلَى يَدَيِ الرَّجُلِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَحْيَاهُ وَمَمَاتِهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى [3] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ [4] قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ [5] عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ: سألت
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَدِيثُ حديث يحي بْنِ حَمْزَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ عِيسَى [1] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّحَّاسِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَوْحٍ الدَّارِيُّ- رَجُلٌ مِنْ آلِ تَمِيمٍ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الْقَاضِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَتَيْنَا تَمِيمَ الدَّارِيَّ وَهُوَ يُعَالِجُ شَعِيرًا لِفَرَسِهِ. فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا رُقَيَّةَ أَمَا لَكَ مَنْ يَكْفِيكَ؟ قَالَ: بَلَى. وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَالَجَ عَلْفَهُ بِيَدِهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ حَبَّةٍ حَسَنَةٌ. قَالَ أَبُو عُمَيْرٍ: لَمْ يَكُنْ لِتَمِيمٍ ذِكْرٌ إِنَّمَا كَانَ لَهُ بِنْتٌ يُقَالُ لَهَا رُقَيَّةُ، فَتَكَنَّى بِهَا. حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْمُرَادِيُّ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي صَخْرٍ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هِنْدٍ الدَّارِيَّ يَقُولُ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ رَاءَى اللَّهُ بِهِ وَسَمَّعَ» . يَقُولُونَ: تَمِيمٌ وَأَبُو هِنْدٍ أَخَوَانِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو أَيُّوبَ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَلَاءِ الْغَسَّانِيُّ مِنْ آلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ جَارِيَةٌ. فَقَالَ: اللَّيْلَةَ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَةٌ مَرْيَمَ فَسَمِّهَا مَرْيَمَ. فَكَانَ يُكَنَّى بِأَبِي مَرْيَمَ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ قَالَ حَدَّثَنِي بُكَيْرٌ [2] عن
[الليث بن سعد]
بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ [1] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ- وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ مَيْمُونَةَ [2] قَالَ: رَأَيْتُ مَيْمُونَةَ تُصَلِّي فِي دِرْعٍ وَسَابِغٍ وَخِمَارٍ لَيْسَ عَلَيْهَا إِزَارَةٌ. وبُكَيْرٌ وَبُسْرٌ ثِقَتَانِ تَقُومُ رِوَايَتُهُمَا مَقَامَ الْحُجَّةِ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: هُوَ عُبَيْدُ الله بن الأسد [3] ، ولكن مرقوم بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ صَغِيرٌ فَخَلَّفُوهُ عِنْدَ مَيْمُونَةَ فَرَبَّتْهُ. [اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ] قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ. قُلْتُ لِابْنِ بُكَيْرٍ: كَانَ يَسْمَعُ مَعَكُمْ؟ قَالَ: لَا. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ قَالَ قَالَ أَبِي: وَدَّعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ: أَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ عَقْلِكَ وَلَقَدْ فَرِحْتُ إِذْ بَقَّى اللَّهُ في الرعية مثلك. قال شعيب: وقال لِي أَبِي: لَا تُحَدِّثْ بِهَذَا عَنِّي مَا دُمْتُ حَيًا. قَالَ وَقَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ: أَلَا تَنْظُرُ لِي رَجُلًا أَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مِصْرَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: فُلَانٌ وَالِيكَ كَانَ عَلَيْهَا. قَالَ: لَا ذَاكَ ضَعِيفٌ. قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ قَوِيٌّ. قَالَ: لَا ذَاكَ ضَعِيفٌ. قُلْتُ: أمير المؤمنين أبصر لرعيته. فَقَالَ لِي: انْظُرْ لِي رَجُلًا أَسْتَعْمِلُهُ عَلَيْهَا. فقلت: أفعل قال: فما
بمنعك أَنْتَ؟ قَالَ قُلْتُ: أَنَا لَا أَقْوَى وَأَنَا ضَعِيفٌ. قَالَ فَقَالَ لِي: أَنْتَ قَوِيٌّ إِلَّا أَنْ تَضْعُفَ نِيَّتُكَ فِينَا. وَاللَّيْثُ يُكَنَى أَبَا الْحَارِثِ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَكَانَ يَقُولُ أَصْلُنَا مِنْ أَصْبَهَانَ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَهُمْ مِنَ الطبنة [1] . حدثني ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ لَهِيعَةَ: كَيْفَ سَمِعْتَ مِنَ الْأَعْرَجِ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ اللَّيْثُ؟ قَالَ: قَدِمَ الْأَعْرَجُ فَنَزَلَ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ. قَالَ: وَكُنْتُ أَكِفُ لَهُ حَتَّى أَشْتَرِيَ لَهُ الشَّعِيرَ لِفَرَسِهِ بِالدَّرَاهِمِ. قَالَ وَكَانَ يُشَنِّفُ [2] اللَّيْثَ وَعَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ [3] فَقَالَ لِي: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْمَعَ شَيْئًا. وَقَالَ: حَتَّى تَسْمَعَهُ وَلَا تُخْبِرَ به أحدا. قال: فسمعنا من الأعرج [4] (139 أ) وخرج الى الاسكندرية، وَتَحَدَّثَ النَّاسُ بِذَلِكَ فَقَالُوا الْأَعْرَجُ بْنُ هُرْمُزَ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: فَسَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: رَأَيْتُهُ بِمِصْرَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ سُئِلَ عَنْ حُرُوفِ الْقُرْآنِ وَلَا أَعْرِفُهُ وَلَا أَدْرِي مَنْ هُوَ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَسَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ بِمَكَّةَ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَخَبْرَنِي مَنْ أَثِقُ بِهِ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: رَأَيْتُ
أَبَا الْخَيْرِ [1] مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقْضِي لِأَهْلِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ [2] . قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَحَجَّ اللَّيْثُ بن سعد سنة ثلاث عشرة، فسمع من ابْنِ شِهَابٍ بِمَكَّةَ، وَمِنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ [3] وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ وَنَافِعٍ [4] وَعِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ وَعِدَّةِ مَشَايِخَ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَخْبَرَنِي مُبَشِّرُ [5] بْنُ سَعِيدٍ عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: جِئْتُ أَبَا الزُّبَيْرِ فَأَخْرَجَ إِلَيَّ كُتُبًا، فَقُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ قَالَ: وَمِنْ غَيْرِهِ. قُلْتُ: سَمَاعُكَ مِنْ جَابِرٍ؟ قَالَ: فَأَخْرَجَ إِلَيَّ هَذِهِ الصَّحِيفَةَ. قُلْتُ لِابْنِ بُكَيْرٍ: وَاللَّيْثُ يَوْمَئِذٍ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً؟ قَالَ: ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، «قَالَ اللَّيْثُ: وَدَخَلْتُ عَلَى نَافِعٍ فَسَأَلَنِي، فَقُلْتُ: أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ. قَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَ قُلْتُ: مِنْ قَيْسٍ. قَالَ: ابْنُ رفاعة؟ فقلت: أنا ابن رجل من فومه. وَقَالَ لِي: ابْنُ كَمْ؟ قُلْتُ: ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً. قَالَ: أَمَّا لِحْيَتُكَ فَلِحْيَةُ ابْنِ أَرْبَعِينَ» [6] قال الليث: وقرأ رجل على نافع (مثل الّذي نشرت
فِي أَبِيهِ قِصَّةٌ) [1] يُرِيدُ (الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ فِضَّةٍ) . «قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ اللَّيْثَ يَقُولُ: كَتَبْتُ مِنْ عِلْمِ ابْنِ شِهَابٍ عِلْمًا كَثِيرًا، وَطَلَبْتُ رُكُوبَ الْبَرِيدِ إِلَيْهِ إِلَى الرُّصَافَةِ، فَخِفْتُ أَلَّا يَكُونَ ذَلِكَ للَّه فَتَرَكْتُ ذَلِكَ» [2] . «قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ عَنْ أَبِيهِ اللَّيْثِ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا قَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي وُلِدْتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، وَلَكِنَّ الَّذِي أُوقِنُ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ» [3] . قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَتُوُفِّيَ يَوْمَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَنَةَ خمس وسبعين ومائة، (139 ب) وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمي، ودفن بَعْدَ الْجُمُعَةِ، يُكَنَى أَبَا الْحَارِثِ. حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ ثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَجَجْتُ فَلَمَّا كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ كَانَ قَدْ وَافَى الْحُجَّاجُ مِنَ النَّوَاحِي، وَكَانَتِ الطُّرُقُ كَثِيرَةُ الرَّوْثِ، فَكُنْتُ إِذَا غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ لَبِسْتُ زَوْجَيْ خِفَافٍ، فَإِذَا دخلت المسجد نزعت إحداهما وصليت في الأخرى. فقال لي يحي بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ: إِنَّكَ مَنْظُورٌ إِلَيْكَ. وَأَظُنُّهُ قَدْ قَالَ: إِنَّكَ إِمَامٌ مَنْظُورٌ إِلَيْكَ فَلَا تفعل هذا، وأمسح خفك وصل فيه.
«حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الرَّجُلُ الصَّالِحُ» [1] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ مِنْ سُكَّانِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، «وَكَانَ كَخَيْرِ الرِّجَالِ» [2] . مَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَثْعَمِيِّ صاحب الصوائف. حدثني عبد الرحمن بن يحي بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ الْحِمْصِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ الْخَوْلَانِيُّ عَنْ أبي عنبة الْخَوْلَانِيِّ- وَكَانَ مِمَّنْ أَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَصَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلْهُمْ فِيهِ لِطَاعَتِهِ- أَوْ يَسْتَعْمِلْهُمْ بِطَاعَتِهِ-) . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أبي مريم ابو محمد القرشي- مولى لبني أمية- أخبرنا يحي بْنُ أَيُّوبَ- وَهُوَ ثِقَةٌ- أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ [3]- وَهُوَ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ ثِقَةٌ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْرُوحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بن نُورَا [4] عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أَرَادَ كَنْزَ الْحَدِيثِ فَعَلَيْهِ بِلَا حَوْلَ وَلَا قوة الا باللَّه» . وحدثني بعض آل أبي مريم عن يحي [5] قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ فَخَرَجْتُ مَعَ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي جِنَازَةٍ فِي يَوْمٍ حَرُورٍ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الْعَبَّاسِ قَدِ اسْتَعْبَدَكَ الْحَدِيثُ. وَكَانَ لَهُ حَلْقَةٌ فِي مَسْجِدِ مِصْرَ، فَمَرَّ بِهِ الليث بن سعد يوما
فوقف عليه، فقام اليه يحي وَمَضَى مَعَهُ إِلَى حَلْقَةِ اللَّيْثِ، فَكَانَ اللَّيْثُ يسأله عن النوازل وكان حافظا للحديث (140 أ) فَيُحَدِّثُهُ بِمَا عِنْدَهُ. قَالَ: وَبَعَثَ إِلَيْهِ اللَّيْثُ بِدَنَانِيرَ فَكَانَ يَلْزَمُ اللَّيْثَ حَتَّى مَاتَ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْحِمْيَرِيُّ ثُمَّ الْقَتَبَانِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ [1] عَنْ بَكْرِ بن مضر بن محمد بن حكيم بن سَلْمَانَ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ ثِقَةٌ. قَالَ ابْنُ رُمْحٍ [2] : رَأَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ جَالِسًا عَلَى قبر يدفن ودموعه يسيل عَلَى لِحْيَتِهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ [3] ثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْقَيْسِيَّ مَوْلَى أُمِّ الْمَضَاءِ حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ ثَنَا عَوْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ مِصْرِيٌّ أَظُنُّ سَمِعَ مِنْهُ بِمَكَّةَ وَلَا بَأْسَ بِهِ. «حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [4] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي رَوَاحَةَ يَزِيدَ ابن أيهم عن الهيثم بن مالك الطائي قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ لِلشَّيْطَانِ مَصَالِيَ [5] وَفُخُوخًا، وَإِنَّ مِنْ مَصَالِيهِ وَفُخُوخِهِ الْبَطَرَ بِنِعَمِ اللَّهِ، وَالْفَخْرَ بِعَطَاءِ اللَّهِ، وَالْبَطَرَ عَلَى عِبَادِ اللَّهِ، واتباع الهوى في غير ذات الله» [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [1] عَنْ أَبِي سَبَأٍ عُتْبَةَ بْنِ تَمِيمٍ [2] قَالَ: مَا كَانَ أَفْضَلَ هَذَا عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ الْيَزَنِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُغِيثٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ صَاحِبَ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِهَا. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح [3] عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحَبْرَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن شبل: أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ [4] عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزيِدَ الْأَنْصَارِيَّةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ سِرًا، فَإِنَّ قَتْلَ الْغَيْلَ يُدْرِكُ الْفَارِسَ فَيُدَعْنهُ عن ظهر فرسه) [5] .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَتْنِي أَسْمَاءُ بنت يزيد (140 ب) قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا وضع السرير تقدم نبي الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ فَقَالَ: عَلَى صَاحِبِكُمْ دَيْنٌ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ دِينَارَانِ. قَالَ: قَالَ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ. قَالَ أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ: هُمَا إِلَيَّ يَا نَبِيَّ اللَّهِ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ. «قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا أَخُو عمرو بن مهاجر صاحب حرس عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُمَا فِي رِجَالِ الشَّامِ ثِقَتَانِ، وَلَهُمَا أَحَادِيثُ كِبَارٌ حِسَانٌ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حدثنا صفوان عن أبي الزاهرية حُدَيْرِ بْنِ كُرَيْبٍ ثِقَةٌ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْمِصْرِيُّونَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ [2] عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الْجَزَرِيِّ مِنْ نَصِيبِينَ ضَعِيفٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ. عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَرْوِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ حَدِيثَ عُثْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْفُرَاتِ بْنِ السَّائِبِ. وَأَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيِّ، يُحَدِّثُ عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، اسْمُهُ الجراح ابن المنهال.
وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ. وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ. وَالْمُوَقَّرِيُّ [1] . وَوَزِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَغَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ الله الجزري العقيلي. ويحي بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ [2] . وَمَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ [3] ، حَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ [4] عَنْهُ. وَرُكْنٌ الشَّامِيُّ. هَؤُلَاءِ لَا يَنْبَغِي لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَشْغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِحَدِيثِ هَؤُلَاءِ. «سَمِعْتُ أَبَا بِشْرٍ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: لَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يَشْغَلَ نَفْسَهُ بِكِتَابَةِ أَحَادِيثِ الضِّعَافِ، فَإِنَّ أَقَلَّ مَا فِيهِ أَنْ يَفُوتَهُ بِقَدْرِ مَا يَكْتُبُ مِنْ حَدِيثِ أَهْلِ الضَّعْفِ أَنْ يَفُوتُهُ مِنْ حَدِيثِ الثِّقَاتِ» [5] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن سنان ابو المهدي ضعيف الحديث.
وَغُضَيْرُ بْنُ مَعْلَانَ [1] ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَقَدْ كَانَ أَبُو الْيَمَانِ يَقْرَأُ حَدِيثَهُ فَكُنْتُ لَا أَسْمَعُ وَأَنَا فَارِغٌ جَالِسٌ إِلَّا أَنِّي كَتَبْتُ أَسَانِيدَ حَدِيثِهِ فَقَطْ [2] . وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْوَجِيهِيِّ يَرْوِي عَنْهُ بَقِيَّةُ وَلَيْسَ هُوَ بشَيْءٍ. وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ حَدَّثَنَا عَنْهُ سُلَيْمَانُ بن عبد الرحمن (141 أ) وهو ضعيف الحديث [3] . ابو عصام العسقلاني ضَعِيفُ الْحَدِيثِ. «كَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ شَامِيٌّ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ» [4] . الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الرُّعَيْنِيُّ شَامِيٌّ ضَعِيفٌ. وَالْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَاجٍ ضَعِيفٌ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ، وَحُمَيْدُ بْنُ مَالِكٍ اللَّخْمِيُّ حَدَّثَنَا آدَمُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْهُمَا وَهُمَا ضَعِيفَانِ. عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ [5] يُحَدِّثُ عَنْهُ مُبَارَكٌ [6] وَغَيْرُهُ، لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. عِيسَى بْنُ سنان لين الحديث.
«مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ» [1] . وَعِمْرَانُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ، يُحَدِّثُ عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ [2] ، لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. «إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ الْمَلْطِيُّ [3] لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ» [4] . يَزِيدُ بْنُ بَزِيعٍ الرَّمْلِيُّ ضَعِيفٌ. سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ قَاضِيًا عَلَى دِمَشْقَ «ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» [5] . أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الْجَزَرِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ. حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعَافَى مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ [6] َمَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ بِكَفْرِ جَدَا [7] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْقَيْسِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعَافَى- وَهُوَ ابْنُ عَمِّ جَدِّي عُمَرَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ- حدثني زيد بن أبي أنيسة الجزري.
وَخَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ لَا بَأْسَ بِهِ، «وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ثِقَةٌ» [1] حَسَنُ الْحَدِيثِ. «ويحي بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ أَخُو زَيْدٍ ضَعِيفٌ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ» [2] . «وَمَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ جَزَرِيٌّ حَدَّثَنِي عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبَغْدَادِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ» [3] . «وَعَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ الْمَوْصِلِيُّ ثِقَةٌ» [4] ، حدثني عنه محمد بن عبد الله ابن عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ. «وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ ثِقَةٌ» [5] ، حَدَّثَنِي عَنْهُ أَيُّوبُ [6] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْوَزَّانُ الْبَرْقِيِّ وَهُوَ شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ. «وَالْمُغِيرَةُ بن زياد الموصلي ثقة» [7] حدثني عند ابو عاصم الضحاك ابن مَخْلَدٍ. «وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ زَبْرٍ أَبُو زَبْرٍ ثِقَةٌ دِمَشْقِيٌّ أَثْنَى عَلَيْهِ عَبْدُ الرحمن ابن إبراهيم وذكر أنه ثقة» [8] .
وَالنَّضْرُ بْنُ عَدِيٍّ ثِقَةٌ حَدَّثَنِي عَنْهُ أَبُو صالح [1] الحراني ويحي بن صالح. وعمران بن (141 ب) أَبِي قَيْسٍ ثِقَةٌ. وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ لَا بَأْسَ بِهِ. «سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَسْتُورٌ، وَفِي حَدِيثِهِ لِينٌ» [2] ، حَدَّثَنَا عَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ، وَسُلَيْمَانُ ثِقَةٌ. وَعُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ حَدَّثَنَا عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَفِي حديثه لين. «ويحي بن يحي الْغَسَّانِيُّ ثِقَةٌ» [3] حَدَّثَنَا عَنْهُ إِبْرَاهِيمُ [4] ثَبْتٌ. أَمَّا عن [5] يحي وَهِشَامٍ [6] سَمِعَ مِنْهُمَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَسَمِعَ سُفْيَانُ أَيْضًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، «وَيَزِيدُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ثقتان أزديون كانوا نزلوا البصرة، ثم تحولوا إلى دمشق» [7] ، وقد روى عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر عن يزيد بن يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ مَكْحُولٍ [8] عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ فِي سُتْرَةِ الْمُصَلِّي. حَدَّثَنِي بِذَلِكَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ. وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَكْبَرُ مِنْ يَزِيدَ، وَيَزِيدُ بْنُ جَابِرٍ بَقِيَ بَعْدَهُ وَهُوَ أَكْبَرُهُمَا. «وَمُحَمَّدُ بْنُ [1] مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ كَانَ مُؤَدِّبَ مُوسَى قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ وَهُوَ ثِقَةٌ» [2] . وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ [3] قَدْ رَوَى عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ [4] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ستر المصلي مثل مؤخرة الرَّحْلِ [5] فِي مِثْلِ جِلْدِ السَّوْطِ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو نُعَيْمٍ [6] عَنْ مِسْعَرٍ عَنِ الْوَلِيدِ، وَالْوَلِيدُ شامي ثقة. و «يزيد بن أبي مالك شامي كان قاضيا وابنه خالد بن يزيد بن أبي مالك في حديثهما لين» [7] .
«وابو عبيد الله [1] بن مشكم صَاحِبُ مُعَاذٍ [2] ثِقَةٌ» [3] . وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ مَدَنِيٌّ دِمَشْقِيٌّ يروي عنه الوليد بن مسلم. إبراهيم بْنُ أَدْهَمَ عَرَبِيٌّ كَانَ يَنْزِلُ بِخُرَاسَانَ فَتَحَوَّلَ إِلَى اللَّيْثِ. وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: ذَكَرَ لِي أَبُو عَدِيٍّ الْعَسْقَلَانِيُّ أَنَّهُ غَزَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ «وَهُوَ مِنَ الْخِيَارِ الْأَفَاضِلِ» [4] . «حَدَّثَنَا [الْمُقْرِئُ] [5] ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَهُوَ كِنْدِيٌّ شَرِيفٌ ثِقَةٌ عَدْلٌ رَضِيٌّ، يُكَنَى أَبَا زُرْعَةَ، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ» [6] . قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ خَوْلَانِيٌّ أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ وَهَذَا مِصْرِيٌّ لَيْسَ لَهُ سَمَاعٌ وَلَا رِوَايَةٌ وَلَا صُحْبَةٌ، وَهُوَ لَيْسَ بِعَمْرِو بن حريث المخزومي كوفي له رواية. (142 أ) . «حَدَّثَنَا أَبُو نُعْيَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ برقان وهو جزري ثقة، وبلعني أَنَّهُ كَانَ أُمِّيًّا لَا يَقْرَأُ وَلَا يَكْتُبُ، وكان من الخيار» [7] .
وَأَبُو مَرْحُومٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ مَصْريٌّ يروي عن سهل بن معاذ ابن أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا للَّه دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ حُلَلِ الْإِيمَانِ يَلْبَسُ أَثْيَابًا» . حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ نَوْفَلِ بْنِ فُرَاتٍ. وَأَبُو سَلَمَةَ سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ حِمْصِيٌّ «ثِقَةٌ» [1] حَسَنُ الْحَدِيثِ. أَبُو مَعْبَدٍ حَفْصُ بْنُ غَيْلَانَ الرُّعَيْنِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ مَكْحُولٍ. وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ مُعَاوِيَةَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا آدَمُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: حدثني شرحبيل ابن مُسْلِمٍ وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الشَّامِ حَسَنُ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [3] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا هِشَامٌ [4] ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ [5] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زياد الألهاني وهو ثقة.
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا موسى بن أيوب الغافقي ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَرْقِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ كُوفِيٌّ تَحَوَّلَ إِلَى الْجَزِيرَةِ. وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَرْزُوقٌ [2] شَامِيٌّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ رَوَى عَنْهُ شُيُوخُ الْبَصْرَةِ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دِرْهَمٍ شَامِيٌّ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. «حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طلحة شامي، وروى شعبة وحماد بن زيد عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ [4] عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طلحة شامي [5] وهو (142 ب) يُكْنَى أَبَا طَلْحَةَ وَهُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُنْكَرٌ لَيْسَ بِمَحْمُودِ الْمَذْهَبِ» [6] . «خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ بَصْرِيُّ الْأَصْلِ تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ وَهُوَ أَمْثَلُ مِنْ سعيد [7] بن بشير» [8] .
حَدَّثَنَا ابْنُ [1] عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ مَرْوَانَ وَهُوَ الَّذِي قُتِلَ بِنَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍ. « [قَالَ] : أَبُو الْعَبَّاسِ هِشَامُ بْنُ الْغَازِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ [2] وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعِيثِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ. مِنْهُمْ مَنْ حَمَلَ وَمِنْهُمْ مَنْ قَدِمَ إِلَى بَغْدَادَ وَكَتَبَ أَصْحَابُنَا عَنْهُ بِبَغْدَادَ» [3] . حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يحي بْنِ أَيُّوبَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أُبَيٍّ الْوَلِيدُ مِصْرِيٌّ ثِقَةٌ. «حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [4] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ ثِقَةٌ» [5] . حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ حَكِيمٍ وَهُوَ شَامِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ مَدَنِيٌّ أَنْصَارِيٌّ ثِقَةٌ وَإِنْ تَكَلَّمَ فِيهِ سُفْيَانُ فَهُوَ ثِقَةٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ فَاضِلٌ خَيِّرٌ لَهُ حال في جنده زاهد
عَابِدٌ ثِقَةٌ [1] . وَمُوسَى بْنُ وَرْدَانَ. «حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ [2]- مِصْرِيٌّ- عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ وَكَانَ فَاضِلًا لَا بَأْسَ بِهِ» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْودِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي عُقَيْلٍ زَهْرَةَ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ الْقُرَشِيِّ ثُمَّ التَّيْمِيِّ عَنْ جده قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيُّ ثِقَةٌ عَنْ «مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ» [4] . حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [5] قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي شُجَاعٍ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ ثِقَةٌ. «حَدَّثَنَا هِشَامٌ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ هِشَامُ بْنُ الْغَازِ الْجُرَشِيُّ وهو ثقة» [7] . حدثنا هشام قال: حدثني يحي بن حمزة وكان قاضيا على دمشق
ثِقَةٌ. وَرَوَى خَصِيفٌ [1] عَنْ أَبِي هِشَامٍ سَعْدٍ السنجاري. (143 أ) . «حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنِي الْهِقْلُ بْنُ زِيَادٍ الْبَيْرُوتِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ مِنَ الثِّقَاتِ وَهُوَ أَعْلَى أَصْحَابِ الْأَوْزَاعِيِّ» [3] . حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ عُلَاثَةَ وَهُمْ إِخْوَةٌ ثَلَاثَةٌ رَوَى مَعْمَرٌ عَنْ أَكْبَرِهِمْ، وَرَوَى حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْقَاضِي مِنْهُمْ بِبَغْدَادَ. حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ بَشِيرِ بْنِ طَلْحَةَ. قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ وَكَانَ يَسْكُنُ الْحَلْبَةَ مِنْ كَوْرَةِ عَسْقَلَانَ. وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ شَامِيٌّ نَزَلَ الْمَدِينَةَ «ثِقَةٌ» [4] . وَقُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَيْوِيلَ فِي عِدَادِ الْمِصْرِيِّينَ مَعَافِرِيٌّ ثِقَةٌ. «سَمِعْتُ شُيُوخَ مِصْرَ قَالُوا: لَمَّا عَمِلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ صَاعَهُ وَمُدَّهُ أَرْسَلَ بِهِمَا [5] إِلَى مِصْرَ، فَأُدْخِلَ الصَّاعُ الْمَسْجِدَ وداروا به على حلق
الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا انْتَهَوْا بِهِ إِلَى حَلْقَةِ حَيْوِيلَ [1] أَخَذَهُ فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ فَكَسَرَهُ، وَرُفِعَ الْخَبَرُ الى هشام. فقال: اسكتوا ولا تَتَكَلَّمُوا فِيهِ. قَالُوا: فَلَمَّا كَانَ فِي خِلَافَةِ بَنِي هَاشِمٍ خَرَجَ وَفْدٌ مِنْ مِصْرَ كَانَ فيهم قرة. فقالوا: هذا فُلَانٌ وَهَذَا ابْنُ حَيْوِيلَ كَاسِرُ الصَّاعِ. قَالُوا: فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: هَلْ لَكَ أَنْ تَكْسِرَ لَنَا مُدًّا؟ قَالَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ بُعِثَ مَوْتَانَا كَسَرْتُ الْمَخْتُومَ وَالصَّاعَ» [2] . أَبُو الْمُؤَمِّلِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ شَامِيٌّ. حدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ الْمَوْصِليُّ ثِقَةٌ. الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ يَرْوِي عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ وَكَانَ زَعَمُوا رَجُلًا «عَابِدًا مُجْتَهِدًا وَحَدِيثُهُ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ» [3] . ويحي بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ وهو شامي «ليس به بأس» [4] .
«وَحَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ رَقِّيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ» [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ مَيْمُونٍ مُؤَذِّنُ مَسْجِدِ الرَّمْلَةِ وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ، وَقَدْ سَمِعْنَا نَحْنُ مِنِ ابْنِهِ وَكَانَ لَا بَأْسَ بِهِ. «حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ [2] وَعَمْرُو بْنُ طَارِقٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يزيد ابن أبي (143 ب) حَبِيبٍ عَنْ يَحْنَسَ بْنِ ظَبْيَانَ أَخْبَرَ أَنَّهُ سمع عبد الرحمن ابن حَسَّانٍ [3] يَقُولُ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ جُذَامَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَتَاهِيَةَ وَاسْمُهُ مَالِكٌ يَقُولُ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم [إذا رَأَيْتُمْ عَاشِرًا فَاقْتُلُوهُ] » [4] . حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ [5] قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ عَتَاهِيَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُونَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَّقَ حَلْقَةً بِالسَّبَّابَةِ وَالْإِبْهَامِ وَنَفَخَ. فَقَالَ [ابْنُ] [6] رُمْحٍ: لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن سالم الأفطس وهو ابن عجلان وهو بغيض.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ هِشَامٍ ثَقَفِيٌّ مِنْ آلِ أَبِي عُقَيْلٍ شَامِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ مُسْلِمُ بْنُ بَشَّارٍ، هَذَا مِصْرِيٌّ، وَمُسْلِمُ بْنُ بَشَّارٍ الْبَصْرِيُّ. جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ مَوْصِلِيٌّ حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] عَنْهُ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ شَدَّادٍ كَانَ يَسْكُنُ مِصْرَ مِنَ الْأَبْنَاءِ الْقُدَمَاءِ. أَبُو ظَبْيَةَ [2] كَلَاعِيٌّ شَامِيّ يُحَدِّثُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ. أَبُو سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ مِصْرِيٌّ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ [3] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ سالم ابن أبي سالم الجيشانيّ عن أبيه عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ لَا تَوَلَّيَنَّ مال يتيم [4] .
وَأَبُو سَالِمٍ سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ. سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ [1] يَقُولُ: كَانَ حَيْوَةُ [2] عِنْدَنَا بِمَنْزِلَةِ ابْنِ عَوْنٍ [3] عِنْدَكُمْ، وَكَانَ بَارًّا بِوَالِدَيْهِ. قَالَ: جَالَسَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ وَطَبَقَتَهُ، وَكَانَ لَا يَنْبَسِطُ فِي الْعِلْمِ حَتَّى مَاتَ أَبَوَاهُ فَانْبَسَطَ. «سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمًا حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [4] قَالَ: كَانَ الْأَوْزَاعِيُّ إِذَا حَدَّثَنَا يَقُولُ: حدثنا يحي [5] قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَانٌ ثَنَا فُلَانٌ حَتَّى يَنْتَهِيَ. قَالَ الْوَلِيدُ فَرُبَّمَا حَدَّثْتُ [6] كَمَا حَدَّثَنِي وَرُبَّمَا قلت عن عن عن نخففنا من الأخبار» [7] . «حدثنا دحيم (144 أ) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ- دِمَشْقِيٌّ قَاضِيهُمْ- حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ المعيطي- وهو ثقة عدل-» [8] .
حَدَّثَنِي مَعْدَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيُّ قَالَ: لَقِيتُ ثَوْبَانَ- وَأَهْلَ الْبَصْرَةِ مُخْتَلِفُونَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ مَعْدَانُ بْنُ طَلْحَةَ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ. وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ- قَالَ مَعْدَانُ: فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ لِي مِثْلَهُ- يَعْنِي حَدِيثَ ثوبان-. وقال: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ [1] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ. وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ وَرِجَالٌ ثِقَاتٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: ثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي «عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ أَبُو الْوَلِيدُ، وَعُمَيْرٌ لَا بَأْسَ بِهِ» [2] . حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَطَرِيقُ حَدِيثِ مَعْدَانَ أَرْجَحُ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ وَهَذَا أَيْضًا لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ جُمَحِيٌّ ثِقَةٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بِالْيَمَنِ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا. قَالَ: فَسَمِعْتُ تَكْبِيرَةً مَعَ الْفَجْرِ لِرَجُلٍ أَجَشِّ الصَّوْتِ فَأَلْقَيْتُ عَلَيْهِ تَحِيَّتِي فَمَا فَارَقْتُهُ حَتَّى دَفَنْتُهُ بِالشَّامِ مَيْتًا. ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى أَفْقَهِ النَّاسِ بَعْدُ فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ فَلَزِمْتُهُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا أَجْوَدُ مَا يَكُونُ مِنَ الاسناد وأوضحه.
قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: وَحَدَّثَنِي أَبُو النَّجَاشِيِّ [1] وَهُوَ مَولَى نَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ثِقَةٌ. وَالْأَوْزَاعِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ سَمِعَ مِنْهُ الْأَوْزَاعِيُّ بِالْيَمَامَةِ كَانَ وَالِيًا على الصوافي والضياع. والأوزاعي عن يحي بن أبي كثير، ويحي ثِقَةٌ جَمَعَ أَحَادِيثَهُ بَصْرِيُّ الْأَصْلِ تَحَوَّلَ مِنْهَا لِمَكَانِ قَتَادَةَ كَانَ يُؤْذِيهِ فَتَحَوَّلَ، وَكَانَ عَطَّارًا بِالْيَمَامَةِ بِهَجَرَ، جَمِيلُ الْأَمْرِ ثِقَةٌ، يَرْوِي عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ (144 ب) وأبي هريرة، ويروي يحي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ وَهُوَ ثِقَةٌ يَقُومُ حَدِيثُهُ وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَقَامَ الْحُجَّةِ، وَقَدْ سَمِعَ أَبُو سَلَمَةُ مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيِّ صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع يَحْيَى [2] مِنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيَّ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسَمِعَ أَبُو سَلَمَةَ مِنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، وَقَدْ رَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ هِلَالٍ، وَكَذَلِكَ فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَهِلَالٌ ثِقَةٌ حَسَنُ الْحَدِيثِ يَرْوِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَحَادِيثَ حِسَانًا، وحديثه يقام مقام الحجة، ويروي يحي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ أَحَادِيثَ حِسَانًا أُصُولًا وَحَدِيثُهُ يَقُومُ مَقَامَ الْحُجَّةِ، وَقَدْ روى يحي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنِي شَقِيقُ بن سلمة قال: حدثني
حُمْرَانُ. هَكَذَا رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَقَالَ الْهِقْلُ [1] وَابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ [2] كاتب الأوزاعي والوليد بن مزيد: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ [4] قَالَ: حَدَّثَنِي حُمْرَانُ مَوْلَى عُثْمَانَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: يُخَالِفُ الْوَلِيدُ فِي شَقِيقٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: فَأَيُّهُمْ تُرَاهُ أَصْوَبَ؟ قَالَ: الَّذِينَ قَالُوا عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، وَيَرْوِي ابْنُ سَلَمَةَ: حَدَّثَنِي مُعَيْقِيبٌ [5] وَلَهُ صُحْبَهٌ، وَقَالَ يحي: وَحَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ [6] حَدَّثَهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَقُرَّةُ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُهَاجِرِ وَهُوَ عَمُّهُ. وَهَذَا خَطَأٌ يُرْوَى أَنَّهُ مِنَ الْأَوْزَاعِيُّ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ. هَكَذَا رواه أهل العراق وهو الصواب.
ويروي يحي قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَيَّةَ [1] أَوْ رَجُلٌ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ- وَقَدِ اضْطَرَبَتِ الرِّوَايَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ- قَالَ: قَدِمْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم (145 أ) مِنْ سَفَرٍ، فَقَالَ: أَلَا تَنْتَظِرِ الْغَدَاءَ يَا أَبَا أُمَيَّةَ؟ فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ: هَلُمَّ أخبرك عن المسافر إن الله وضع عنه الصِّيَامَ وَنِصْفَ الصَّلَاةِ [2] . حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ [3] قال: حدثنا أبان [4] قال: حدثنا يحي [5] عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ أن عصام بن يحي حدثه عن أبي قلابة [7] عن عبيد اللَّهِ بْنِ زِيَادَةَ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ أَخِي بَنِي جَعْدَةَ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَغَدَّى فِي سَفَرٍ وأنا قريب جالس، فقال هلم الى الغداء. فقلت: اني صائم. فَقَالَ: هَلُمَّ أُحَدِّثُكَ مَا لِلْمُسَافِرِ إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي نِصْفَ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامَ فِي السَّفَرِ. حَدَّثَنَا آدَمُ [8] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم وهو يأكل
- أو قال يتغدى- فقال: ادْنُ أَوِ انْزِلْ فَاطْعَمْ. فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَشَطْرَ الصَّلَاةِ عَنِ الْحُبْلَى. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ: تَعَالَ أُحَدِّثُكَ إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ وَالْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلَاةِ [1] . حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ: ثَنَا وُهَيْبٌ [2] عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ. قَالَ أُيُّوبُ: فَلَقِيتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ أَتَى الْمَدِينَةَ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُ فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَقَهُ وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ لَهُ: هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الصِّيَامَ قَدْ وُضِعَ عن المسافر وشطر الصلاة. وعن الحبلى أو الْمُرْضِعِ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنِ الْجَرِيرِيِّ [3] عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ [4] عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَطْعَمُ فَقَالَ لَهُ: هَلُمَّ فَكُلْ. قَالَ: اني (145 ب) صَائِمٌ. فَقَالَ: ادْنُ حَتَّى أُخْبِرَكَ عَنِ الصَّوْمِ إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ شَطْرَ الصَّلَاةِ عَنِ الْمُسَافِرِ وَالصَّوْمَ عَنِ الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن ذلك الرجل
مِنْ بَنِي عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ [1] عَنْ أَبِي قِلَابَةَ وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشخير عن رجل من بَنِي عَامِرٍ أَنًّ رجلًا مِنْهُمْ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى بَكْرٍ لَهُ- فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَقَهُ يَتَغَدَّى، فَقَالَ: هَلُمَّ. فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ: هَلُمَّ أُحَدِّثُكَ عَنِ الصَّوْمِ. قَالَ أَبُو قِلَابَةَ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ: إِنَّهُ وُضِعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمُ وَشَطْرُ الصَّلَاةِ وَعَنِ الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قال: حدثنا الأوزاعي] [2] قال: حدثني يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَيَّةَ أَوْ أَبُو الْمُهَاجِرِ عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ [3] قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أَلَا تَنْتَظِرُ الْغَدَاءَ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: تعالى أخبرك عن المسافر إن الله وضع عنه الصيام ونصف
الصَّلَاةِ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [2]- رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ- قَالَ: أَغَارَتْ عَلَيْنَا خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَأْكُلُ فَقَالَ: ادْنُ فَأَصِبْ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ. وَقَالَ: اجْلِسْ أُحَدِّثْكَ عَنِ الصَّلَاةِ أَوِ الصَّوْمِ، إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ نصف الصلاة (146 أ) وَوَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ أَوِ الصِّيَامَ وَعَنِ الحبلى والمرضع. قال: فو الله لَقَدْ قَالَهُمَا جَمِيعًا أَوْ أَحَدَهُمَا فَيَا لَهْفَ نَفْسِي أَلَّا أَكُونَ أَكَلْتُ مِنْ طَعَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَالْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالا: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَادَةَ الْقُشَيْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- لِرَجُلٍ مِنْهُمْ- أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَغَدَّى فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلُمَّ الْغَدَاءَ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلَاةِ وَعَنِ الْحُبْلَى أَوِ الْمُرْضِعِ [3] . هَذَا لَفْظُ مُسْلِمٍ، وَلَفْظُ الْمُعَلَّى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَالَ: أُصِيبَ إِبِلٌ لَهُ فَأَتَى الْمَدِينَةَ فِي طَلَبِ إِبِلِهِ، فَدَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَقَهُ وَهُوَ يتغدى، فقال له:
هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ. فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. فَقَالَ: إِنَّ الصِّيَامَ وُضِعَ عَنِ الْمُسَافِرِ وَشَطْرَ الصَّلَاةِ وعن الحبلى أو المرضع. والأوزاعي عن يحي عَنْ «عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ» [1] . وَيَرْوِي الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ هِنْدٍ [2] عَنْ بَرِيمَ شَامِيٌّ. وَالْأَوْزَاعِيُّ عَنْ «مُغِيثِ بْنِ سُمَيٍّ الْأَوْزَاعِيُّ شَامِيٌّ ثِقَةٌ» [3] . وَيَرْوِي الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ «الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بن حنطب المخزومي ثقة» [4] . [و] يحي [5] عَنْ عِيَاضِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ [6] مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ. وَرَوَى الْأَوَزَاعِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْحَاجِبِ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ «عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ وَهُوَ ثِقَةٌ» [7] . وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ «عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ ثِقَةٌ» [8] . وَرَوَى عَنْ «شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ ثِقَةٌ» [9] ، قَدْ رَوَى عَنْهُ النَّهَّاسُ بن
فهم. وروى يحي عَنْ «رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ شَامِيٌّ ثِقَةٌ» [1] . وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ [2] اللَّهِ بْنِ أبي المهاجر (146 ب) مَخْزُومِيٌّ شَامِيٌّ ثِقَةٌ. وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ شَيْخٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ حِصْنٌ [3] «لَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ إِلَّا الْأَوْزَاعِيَّ» [4] . وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَاطِمَةَ [5] حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ. وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ «هَارُونَ بْنِ رياب الْأَسَدِيِّ الْبَصْرِيِّ ثِقَةٌ» [6] . وَرَوَى عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ «أُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَامِيٌّ ثِقَةٌ» [7] . وَقَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ ثِقَةٌ. وَرَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ [8] عَنِ السَّائِبِ بْنِ يزيد ثقة.
قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: قَالَ حَدَّثَنِي قَتَادَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ. الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ ابْنِ سُرَاقَةَ شَامِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي بِالْهَاجِرَةِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ يَرْفَأُ حَاجِبُ عُمَرَ فَتَقَدَّمَ عُمَرُ وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ. هَكَذَا الرِّوَايَةُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ. هِقْلُ وَالْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ قَالُوا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ. حَدَّثَنَا ابْنُ قعنب وابن بكير عن مالك عن ابن شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالْهَاجِرَةِ، فَوَجَدْتُهُ يُسَبِّحُ [1] ، فَقُمْتُ وَرَاءَهُ فَقَرَّبَنِي حَتَّى جَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَلَمَّا جَاءَ يَرْفَأُ تَأَخَّرْتُ، فَصَفَفْنَا وَرَاءَهُ. وَتَابَعَ ابْنُ عيينة وشعيب [2] ومعمر ومحمد ابن أَبِي حَفْصَةَ وَيُونُسُ [3] وَعُقَيْلٌ [4] مَالِكًا قَالُوا: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ. وَهَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. حَدَّثَنِي العباس بن الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي كَثِيرٍ [5] حَدَّثَنِي أَبُو سلمة بن عبد الرحمن حدثنا
عبد الرحمن بن عبد القاري قال: (147 أ) دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُصَلِّي بِالْهَاجِرَةِ، فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ أَوْ مِثْلَ صَلَاةِ اللَّيْلِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حدثنا هشام عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ. وَقَالُوا: إِنَّ أَبَا نُعَيْمٍ كَانَ يَقُولُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ، فقيل له: إنما هو عبد الرحمن بن عبد القارئ. فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَلَمْ يَنْسِبْهُ بَعْدُ. حدثنا ابن قعنب وابن بكير عن مالك عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِّيِّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: مَنْ فَاتَهُ حِزْبُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَقَرَأَ بِهِ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَفُتْهُ أَوْ كَأَنَّهُ أَدْرَكَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: من نام حِزْبِهِ أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ. حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن
فَأَتَانَا ابْنٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَهْفَةَ [1] الْغِفَارِيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سَلَمَةَ: حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اجْتَمَعَ عِنْدَهُ الضِّيفَانُ قَالَ: لِيَنْقَلِبْ كُلُّ رَجُلٍ بِجَلِيسِهِ، فكنت أنا ممن انْقَلَبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فلما دخل قال: أيا عائشة هل من شيء؟ فقالت: نعم خويسة كُنْتُ أَعْدَدْتُهَا لِإِفْطَارِكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْتِنِي بِهَا. فَجَاءَتْ بِهَا، وَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (147 ب) كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ. فَأَكَلْنَا مِنْهُا وَاللَّهِ حَتَّى مَا يُنْظَرُ إِلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: عِنْدَكِ شَرَابٌ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ لُبَيْنَةٌ أَعْدَدْتُهَا لِإِفْطَارِكَ. فَقَالَ: ائْتِنِي بِهَا. فَجَاءَتْ بِهَا. فَقَالَ: اشْرَبُوا بِسْمِ اللَّهِ. فَشَرِبْنَا وَاللَّهِ حَتَّى مَا يُنْظَرُ إِلَيْهَا. ثُمَّ خَرَجْتُ فَاضْطَجَعْتُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى وَجْهِي، فَخَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صَلَاةِ الْفَجْرِ فَأَيْقَظَ أَهْلَهُ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ يُوقِظُ أَهْلَهُ يَقُولُ الصَّلَاةَ. فَرَآنِي مُنْكَبًّا عَلَى وَجْهِي فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَهْفَةَ فَقَالَ: إِنَّ هذه ضجعة يكرهها الله [2] . واللفظ لآدم. حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَصَفْوَانُ [3] قَالا: حَدَّثَنَا الوليد قال: ثنا الأوزاعي قال: حدثني يحي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ قَيْسِ بن
طَهْفَةَ الْغِفَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي قال: حدثني ابن لقيس بن طخفة الْغِفَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ- قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِينَا بَعْدَ الْمَغْرِبِ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ انْطَلِقْ مَعَ فُلَانٍ. حَدَّثَنَا [ابْنُ] [1] عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [2] عَنْ يَعِيشَ بْنِ طَغفَةَ [3] الْغِفَارِيِّ [4] قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، فَأَمَرَ بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ بِالرَّجُلَيْنِ. حدثني سعيد بن يحي الأموي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد ابن إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ [بْنِ] [5] عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ طَهْفَةَ الْغِفَارِيِّ وَعَنْ نُعَيْمٍ الْمُجَمِّرِ [6] قَالَ: حدثاني جميعا عن طغفة قَالَ: ضِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَنْ يَضِيفُهُ مِنَ الْمَسَاكِينَ فَلَمَّا كَانَ من جوف الليل.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ [2] عَنْ عَبْدِ السلام بن حفص (148 أ) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدِّئَلِيِّ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُجَمِّرِ عَنْ أَبِي [3] طَخْفَةَ الدِّئَلِيِّ عَنْ أَبِيه قَالَ: خَرَجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مُنْبَطِحٌ عَلَى بَطْنِي فَقَالَ: هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ [4] . وَرَوَى الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ أَنَسٍ شَامِيٌّ كَلْبِيٌّ قَدْ رَأَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ [5] بِأَرْضِ الرُّومِ فِي حَمْلَةِ بُسْرٍ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ. فَقَالَ لِبُسْرِ بْنِ أَرْطَأَةَ- وَكَانَ رَجُلُ سُوءٍ وَيَزْعُمُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لَهُ صُحْبَةٌ وَهُوَ بَاطِلٌ-: أَمِّرْنِي عَلَى مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَاجْعَلْ قَبْرِي أَقْصَى الْقُبُورِ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَجِيءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِوَائِهِمْ. وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ: حَدَّثَنِي «سالم
ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ شَامِيٌّ ثِقَةٌ» [1] . قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ: كان أبو عروة القاسم بن مخيمرة يقول: إِذَا أُغْلَقْتُ بَابِي لَمْ يُجَاوِزْهُ هَمِّي [2] . قَالَ: وَسَمِعْتُهُ وَأَنَا غُلَامٌ لَمْ أَبْلُغْ وَإِذَا جِنَازَةٌ قد تبعتها نساء، فقال: ما أحبّ أَنَّ لِي أُجُورَهُنَّ بِقِبَالِ نَعْلِي. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَّهُ سَمِع الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ يَقُولُ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أقبل شاوش [3] من سمن، فجعل الناس يقومون اليها حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلَّا قَلِيلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ تَتَابَعْتُمْ لَتَأَجَّجَ الْوَادِي عَلَيْكُمْ نَارًا. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَوَّلَ مَا اعْتَذَرَ إِلَى النَّاسِ فِي الْجُلُوسِ فِي الْخُطْبَةِ الْأُولَى فِي الجمعة، وَلَمْ يَصْنَعْ ذَلِكَ إِلَّا لِكِبَرِ سِنِّهِ وَضَعْفِهِ. قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَوَّلَ مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الْجُمُعَةِ وَقَنَتَ فِيهَا. قَالَ: وَكَانَ الْمُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ التَّكْبِيرَ الثَّلَاثَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ والصبح، وكان هشام بن (148 ب) إسماعيل أول من جمع
النَّاسَ فِي الدّرَاسمَةِ. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَجْلِسُ فِي الْخُطْبَةِ الْأُولَى. حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [1] قَالا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي حِصْنُ بْنُ مَالِكٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُكَنَى أَبَا مُحَمَّدٍ- وَكَانَ قَدِيمًا- يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم انه قال: اقرأوا الْقُرْآنَ بِلُحُونِ الْعَرَبِ وَأَصْوَاتِهَا وَإِيَّاكُمْ وَلَحْنَ أَهْلِ الْفِسْقِ وَأَهْلِ الْمَكَايِسِ فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ مِنْ بَعْدِي قَوْمٌ يُرَجِّعُونَ بِالْقُرْآنِ تَرْجِيعَ الْغِنَاءِ وَالرَّهْبَانِيَّةِ وَالنَّوْحِ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ مَفْتُونَةٌ قُلُوبُهُمْ وَقُلُوبُ الَّذِينَ يُعْجِبُهُمْ شَأْنُهُمْ. قَالَ بَقِيَّةُ: لَيْسَ لَهُ إِلَّا حَدِيثٌ وَاحِدٌ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْإِفْرِيقِيَّةِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ مَوْلَى بَنِي يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَزْهَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِمْصِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَهِيَ تُحَدِّثُ: لَيَكْفُرَنَّ أَقْوَامٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ عَامِلًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى مَكَّةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِوِلَايَتِهِ عَلَى الْعِرَاقِ. قَالَ: فَخَرَجَ وَخَرَجْتُ مَعَهُ فِي نَفَرٍ ثَمَانِيَةٍ أَوْ تسعة على الجانب، فلما كنا على قريب من الكوفة
نزل فَاخْتَضَبَ وَتَهَيَّأَ وَذَاكَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، ثُمَّ رَاحَ- مُعْتَمًّا قَدْ أَلْقَى عَذَبَةَ الْعِمَامَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ حَتَّى نَزَلَ عِنْدَ دَارِ الْإِمَارَةِ عِنْدَ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَقَدْ أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ الْأَذَانَ الْأَوَّلَ لِصَلَاةِ الْجُمُعَةِ، وَخَرَجَ عَلَيْهِمُ الْحَجَّاجُ وَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، فَجَمَعَ بِهِمْ، ثُمَّ صَعَدَ الْمِنْبَرَ فَجَلَسَ عَلَيْهِ فَسَكَتَ وَقَدِ اشْرَأَبُّوا إِلَيهِ وَجَثَوْا عَلَى الرُّكَبِ وَتَنَاوَلُوا الْحَصَاةَ لِيَقْذِفُوهُ بِهَا وَيُخْرِجُوهُ عَنْهُمْ. قَالَ: وَقَدْ كَانُوا أَحْصَبُوا عَامِلًا قَبْلَهُ فَخَرَجَ عَنْهُمْ. قَالَ: فَسَكَتَ سَكْتَةً أَبْهَتَهُمْ بِهَا وَأَحَبُّوا أَنْ يَسْمَعُوا كَلَامَهُ فَكَانَ أَوَّلُ بَدْءِ كَلَامِهِ أَنْ قَالَ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ يا أهل الشقاق ويا أهل (149 أ) النِّفَاقِ أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كَانَ أَمْرُكُمْ لَيَهُمُّنِي قَبْلَ أَنْ آتِيَكُمْ وَلَكِنْ كُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَبْتَلِيَكُمْ بِي وَأَنْ يَبْتَلِيَنْيِ بِكُمْ، فَأَجَابَ دَعْوَتِي. أَلَا إِنِّي أَسْرَيْتُ الْبَارِحَةَ فَسَقَطَ مِنِّي سَوْطِي فَاتَّخَذْتُ هَذَا- وَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِسَيْفِهِ- مَكَانَهُ، فو الله لَأَجُرَّنَّهُ فِيكُمْ جَرَّ الْمَرْأَةِ ذَيْلَهَا وَلَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ. قَالَ يَزِيدُ: حَتَّى رَأَيْتُ الْحَصَا يَتَسَاقَطُ مِنْ أَيْدِيهِمْ. قَالَ: قُومُوا إِلَى بَيْعَتِكُمْ. فَقَامَتِ الْقَبَائِلُ قَبِيلَةً قَبِيلَةً تُبَايِعُ. فَيَقُولُ: مَنْ؟ تَقُولُ: بَنُو فُلَانٍ. حَتَّى جَاءَتْهُ قَبِيلَةٌ قَالَ: وَمَنْ؟ قَالُوا: النَّخَعُ. قَالَ: مِنْكُمْ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ. قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: مَا فَعَلْ؟ قَالُوا: أَيُّهَا الْأَمِيرُ شَيْخٌ كَبِيرٌ. قَالَ: لَا بَيْعَةَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تثه حَتَّى تَأْتُونِي بِهِ. قَالَ: فَأَتَوْهُ بِهِ مَنْعُوشًا فِي سَرِيرٍ حَتَّى وَضَعُوهُ إِلَى جَانِبِ الْمِنْبَرِ. فَقَالَ: أَلَا إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ الدَّارَ غَيْرَ هَذَا. فَدَعَا بِنَطْعٍ فَضَرَبَ عُنُقَهُ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَجَّاجِ فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقُلْتُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ. قَالَ: قَدْ فَرَضْنَا لَكَ فِي كَذَا وَكَذَا. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَلَمَّا مَاتَ الْحَجَّاجُ فِي بقية
خلافة الوليد، تولى [1] يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ عَلَى الْعِرَاقِ أرَبْعَةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا هَلَكَ الْوَلِيدُ، وَوَلِيَ سُلَيْمَانُ، عَزَلَهُ وَوَلَّى يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ الْعِرَاقَ، فَأَشْخَصَهُ إِلَى سُلَيْمَانَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَهُوَ بِالْبَلْقَاءِ، فَأَوْقَفَهُ لِلنَّاسِ فَمَا أَتَى أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ فِيهِ بِشَيْءٍ إِلَّا أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَدْلَى بِأَنَّ يزيدا قَدْ نَالَ مِنْهُ بِالْعِرَاقِ لَطْمَةً، فَسَأَلَهُ الْقَوَدَ مِنْهُ، فَأَقَادَهُ، فَلَطَمَهُ لَطْمَةً اخْضَرَّتْ [مِنْهَا] عَيْنُهُ، فَلَمَّا رَأَى سُلَيْمَانُ أَنَّ أَحَدًا لَا يَتْبَعُهُ بمظلمة أدخله عَلَيْهِ وَجَعَلَ يُسَائِلُهُ عَنْ أُمُورِ النَّاسِ وَعَنْ سِيرَةِ الْحَجَّاجِ وَأَعْمَالِهِ، فَكُلَّمَا أَخْبَرَهُ بِبَعْضِ مَا يكره بقول: وَيْحَكَ يَا يَزِيدُ مَا تَرَى اللَّهَ صَانِعًا بِالْحَجَّاجِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَسَكَتَ يَزِيدُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ قَالَ: أَقُولُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ سَيَجْعَلُهُ ثَالِثًا لِأَبِيكَ وَأَخِيكَ وَبَيْنَهُمَا فَإِنْ دَخَلَا الْجَنَّةَ فَعَامِلُهُمَا وَالْمُنَفِّذُ لِأَمْرِهِمَا، وَإِنْ دَخَلَا النَّارَ فَمَا سُؤَالُكَ عَنْهُ. قَالَ: قَالَ سليمان: ويحك يا (149 ب) فُلَانُ اكْتُبْ إِلَى الْيَمَامَةِ أَنْ يَكُفُّوا عَنْ لَعْنِ الْحَجَّاجِ فَلَا يَذْكُرُوهُ بِلَعْنَةِ وَلَا بِصَلَاةٍ. قَالَ: وَقَدْ كَانَ كَتَبَ إِلَى الْيَمَامَةِ أَلَّا يَذْكُرُوهُ إِلَّا بِلَعْنَةٍ، فَكَانُوا يَفْعَلُونَ. قَالَ: وَأَذِنَ لَهُ بِالِانْصِرَافِ إِلَى أَهْلِهِ فَقَدِمَ دِمَشْقَ، فَتَهَيَّأَ للرواح إِلَى الْمَسْجِدِ [فَتَكَّلَمَ] الَّذِينَ يَلُونَهُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالُوا: هَذَا ابْنُ أَبِي مُسْلِمٍ قَدْ صَلَّى وَهُوَ الْآنَ يَأْتِيكُمْ لِلْمُجَالَسَةِ وَالْأُلْفَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ فَقُومُوا إِلَيْهِ فَازْجُرُوهُ عَنْكُمْ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمْ فَإِنَّهُ إِنْ أَتَاكُمْ فَزَجَرْتُمُوهُ كَانَتْ عَلَيْكُمْ شُهْرَةً وَأُحْدُوثَةً. قَالَ: فَقَامُوا إِلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُمْ ظَنَّ أَنَّهُمْ أَتَوْهُ لِيُسَلِّمُوا وَرَحَّبَ بِهِمْ، فَقَالُوا: يَا هَذَا إِلَيْكَ عَنَّا كُنْتَ تُجَالِسُنَا وَقَدْ فَعَلْتَ بِالْعِرَاقِ وَفَعَلْتَ فَلَا تُجَالِسْنَا وَلَا تَقْرَبْنَا. قَالَ: فَقَالَ بِيَدِهِ فَحَرَّكَهَا وَقَالَ: فعلت وفعلت، أم
[مصر] [6]
والله ما أجدني آسى على شيء إلا على نفوس كثيرة تركتها في سجون العراق أَنْ لَا أَكُونَ أَتَيْتُ عَلَيْهَا. حَدَّثَنِي أَبُو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا أبو حَفْصٍ [1] عَنْ سَعِيدٍ [2] عَنْ إِسْمَاعِيلَ [3] قَالَ: مَرِضْتُ فَعَادَنِي أَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ [4] فَحَدَّثَنِي عَنْ كَعْبٍ [5] قَالَ: الْحُمَّى كِيرٌ مِنَ النَّارِ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا فَيَكُونُ حَطةً مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ. [مِصْرُ] [6] حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا ابْنُ شُرَيْحٍ [7] أَنَّهُ سَمِعَ عُمَيْرَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي [8] أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ الْحَمِقِ [9] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تكون فتنة أسلم الناس- فيها- أو قال خير الناس- فيها- الجند العربيّ» .
قَالَ ابْنُ الْحَمِقِ: فَلِذَلِكَ قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ مِصْرَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنَا الليث عن يحي بْنِ سَعِيدٍ [1] أَنَّهُ قَالَ: مَا أَعْلَمُ الْوَرَعَ اليوم إِلَّا فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِ مِصْرَ. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حدثنا سفيان عن زيد ابن أَسْلَمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ قَالَ: قلت لابن عباس: انا لنغزو الْمَشْرِقَ فَنُؤْتَي بِالْأَسْقِيَةِ لَا نَدْرِي مَا هِيَ. قَالَ: إِنِّي لَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: «أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فقد طهر. حدثنا ابو يوسف حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [2] عَنْ يحي بن سعيد [3] عن الحارث بْنِ يَزِيدَ الْصَنْعَانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِمَارَةَ. فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا. حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ [4] عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [سُئِلَ] : مَاذَا يُتَّقَى مِنَ الضَّحَايَا؟ فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ: أَرْبعًا، - وَكَانَ الْبَرَاءُ يُشِيرُ بِيَدِهِ فَيَقُولُ: وَيَدِي أَقْصَرُ مِنْ يَدِ رسول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْعَرَجَاءُ الْبَيِّنُ ظَلْعُهَا [1] وَالْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، والعجفاء التي لا تنقي [2] . ابو يوسف (84 ب) حدثنا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ يَقُولُ: لا يزال بذاك المغرب فِقْهٌ مَا دَامَ فِيهِ ذَاكَ الْقَصِيرُ- يُرِيدُ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثَ. «سَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ [3] يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ [4] : رَأَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ عِنْدَ رَبِيعَةَ يُنَاظِرُهُمْ فِي الْمَسَائِلِ وَقَدْ فَاقَ [5] أَهْلَ الْحَلْقَةِ» [6] . قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ اللَّيْثُ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ بِمِصْرَ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، «وَإِنَّ عبد الله بن عمر قَدِمَ مِصْرَ وَاخْتَطَّ دَارَ [7] الْبَرَكَةِ [8] ، فَسَأَلَهُ إِيَّاهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ، فَوَهَبَهَا لَهُ، فَلَمْ يثبه [9] منها شيئا» [10] .
قال: وحدثني يحي بْنُ سُلَيْمَانَ [1] الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي مُدْرِكٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: بَيْنَمَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي سَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ [2] قَالَ: وَمَعَنَا الْمُقَوْقِسُ فَقَالَ لَهُ: يَا مُقَوْقِسُ مَا بَالُ جَبَلِكُمْ هَذَا أَقْرَعَ لَيْسَ عَلَيْهِ نَبَاتٌ وَلَا شَجَرٌ عَلَى نَحْوٍ مِنْ جِبَالِ الشَّامِ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي وَلَكِنَّ اللَّهَ أَغْنَى أَهْلَهُ بِهَذَا النِّيلِ عَنْ ذَلِكَ، وَلَكَنَّا نَجِدُ تَحْتَهُ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: لَيُدْفَنَنَّ تَحْتَهُ- أَوْ لَيُقْبَرَنَّ- قَوْمٌ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ عَمْرٌو: اللَّهمّ اجْعَلْنِي مِنْهُمْ. قَالَ حَرْمَلَةُ: فَرَأَيْتُ أَنَا قَبْرَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِيهِ وَفِيهِ قَبْرُ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. وَسَمِعْتُ ابْنَ بُكَيْرٍ قَالَ: وَلِيَ اللَّيْثُ بن سعد لهم ثلاث ولايات لصالح ابن عَلِيٍّ. قَالَ: قَالَ صَالِحٌ لِعَمْرٍو [3] : لَا أَدَعُهُ حَتَّى يَتَوَلَّى لِي. فَقَالَ عَمْرٌو: لَا تَفْعَلْ. قَالَ: لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ. قَالَ: فَجَاءَ عَمْرٌو فَحَذَّرَهُ فَوَلِيَ دِيوَانَ الْعَطَاءِ وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ أَيَّامَ أَبِي جَعْفَرٍ وَوَلِيَ أَيَّامَ الْمَهْدِيِّ الدِّيوَانَ [4] . قَالَ: وَوَلِيَ لَهُمُ ابْنُ لَهِيعَةَ بَيْتَ الْمَالِ، وَوَلِيَ الْقَلْزَمَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ عَشْرَ سَنَوَاتٍ فِي أَيَّامِ أَبِي جعفر، والقلزم وبيت (85 أ) المال في أيام المهدي.
وهؤلاء ثقات التابعين من أهل مصر
قَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ: كُنْتُ أَرَى عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ [1] عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ أَثْوَابٍ بِدِينَارٍ، قَمِيصُهُ وَرِدَاؤُهُ وَإِزَارُهُ، ثُمَّ لَمْ تَمْضِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامَ حَتَّى رَأَيْتُهُ يَجُرُّ الْوَشْيَ وَالْخَزَّ، فَإِنَّا للَّه وَإِنَّا اليه راجعون [2] . (153 أ) أَخْبَرَنَا [3] أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ قَالَ: وَهَؤُلَاءِ ثِقَاتُ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مِنْهُمْ: سُفْيَانُ بْنُ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيُّ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَرَوَى أَحَادِيثَ حِسَانًا. وَأَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ [4] وَأَبُو ثَوْرٍ الْفَهِمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [5] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْإِفْرِيقِيِّ حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ سُفْيَانِ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيُّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِالشَّامِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ [1] أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو [2] أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هُبَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ من عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَقُولُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَوْ انكم تتوكلون عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطير تغدو أخماصا وتروح بطانا. «حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو [3] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرٍ الْفَهْمِيُّ يَقُولُ: قَدِمْتُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ، فَبَيْنَا [4] أَنَا عِنْدَهُ [5] قَالَ: لَقَدِ اختبأت عند [6] ربي عشرا، اني لرابع
ومنهم: ابو قيس [6] مولى عمرو بن العاص
أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ [1] وَلَا تَعَنَّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ وَلَا وَضَعْتُ يَمِينِي عَلَى فَرْجِي [2] مُنْذُ بَايَعْتُ بِهَا حِبِّي [3] وَلَا مَرَّتْ بِي جُمُعَةٌ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إِلَّا وَأَنَا أُعْتِقُ فِيهَا رَقَبَةً إِلَّا أَنْ [لَا] يَكُونَ [4] فَأُعْتِقُهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَلَا كَذَبْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ قَطُّ» [5] . وَمِنْهُمْ: ابو قيس [6] مولى عمرو بن العاص (153 ب) حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [7] حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي قَيْسٍ [8] مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانٍ انه قال:
ومنهم: «علي بن رباح بن قصير [2] اللخمي
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: الْخُبْثُ سَبْعُونَ [1] جُزْءًا فَجُزْءٌ فِي الْإِنْسِ وَتِسْعَةٌ وَسِتُّونَ جُزْءًا فِي الْبَرِّ. وَمِنْهُمْ: «عَلِيُّ بْنُ رَبَاحِ بْنِ قصَيرَ [2] اللَّخْمِيُّ وُلِدَ بِالْمَغْرِبِ» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ [4] عَبْدِ الْجَبَّارِ ويحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ الندر [5] السلمي- وكان من أصحاب النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَجَلَيْنِ أَوْفَى مُوسَى؟ قَالَ: أَبَرَّهُمَا وَأَوْفَاهُمَا [6] . وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مُوسَى لَمَّا أَرَادَ فِرَاقَ شُعَيْبٍ أَمَرَ امْرَأَتَهُ أَنْ تَسْأَلَ أَبَاهَا مِنْ غَنَمِهِ مَا يَتَعَيَّشُونَ بِهِ، فَأَعْطَاهَا [ما]
ومنهم: ابو الخير مرثد بن عبد الله اليزني
تنتج مِنْ قَالَبِ لَوْنٍ، فَلَمَّا وَرَدَتِ الْحَوْضَ وَقَفَ مُوسَى بِإِزَاءِ الْحَوْضِ فَلَمْ تَصْدُرْ مِنْهَا شَاةٌ إِلَّا ضَرَبَ عَلَى جَنْبِهَا بِعَصَاهُ فَتُنْجِبُ قَالِبَ أَلْوَانٍ كُلُّهَا وَتُنْجِبُ اثْنَيْنِ وَثَلَاثَةً لَيْسَ مِنْهُمْ فَشُوشٌ [1] وَلَا ضَبُوبٌ [2] وَلَا كَمْشَةٌ [3] وَلَا ثَعُولٌ [4] فَإِذَا فَتَحْتُمُ الشَّامَ وَجَدْتُمْ بَقَايَا مِنْهَا وَهِيَ السَّامِرِيَّةُ [5] . وَمِنْهُمْ: أَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [6] عَنْ عَبْدِ الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ الله اليزني عن أبي بَصْرَةَ [7] الْغِفَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا مَرَرْتُمْ بِالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَلَا تُسَلِّمُوا عَلَيْهِمْ، وَإِذَا سَلَّمُوا عَلَيْكُمْ فَقُولُوا وعليكم [8] .
ومنهم: محمد بن عبيد بن جبر [1]
ومنهم: محمد بن عبيد بن جبر [1] (154 أ) حدثنا ابو صالح ويحي بن بكير قالا: حدثنا الليث حدثني يريد بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ ذُهْلٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَبْرٍ [2] أَنَّهُ سَافَرَ مع أبي بصرة الغفاريّ في رمضان للاسكندرية فَلَمَّا دَفَعُوا مِنَ الْفِسْطَاطِ [دَعَا بِطَعَامٍ] فَقُلْتُ لَهُ: تَأْكُلُ وَلَنْ نَزِدْ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى الْفِسْطَاطِ نَظَرْنَا!! فَقَالَ: أَتَرْغَبُ عَنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ. فَأَفْطِرْ [3] . وَأَبُو تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ [4] حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ [5] السَّبَائِيِّ عَنْ أَبِي تَمِيمٍ [6] الْجَيْشَانِيِّ أَنَّ أَبَا بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ بِالْمُخُمَّصِ [7] . فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ فُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا فَتَرَكُوهَا، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا مِنْكُمْ أُتِيَ أجرها مرتين، ولا صلاة بعدها
ومنهم: ابو الهيثم سليمان بن عمرو [5]
حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنِ الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن خَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ ح. وَحَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ وَأبو الْأَسْوَدِ [2] وَقُتَيْبَةُ [3] بْنُ سَعِيدٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ أَنَّ أَبَا تَمِيمٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ يَقُولُ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعَصْرِ بِمُخَمَّصٍ- وَادٍ مِنْ بَعْضِ أرديتهم- فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَوَانَوْا عَنْهَا وَتَرَكُوهَا، أَلَا فَمَنْ صَلَّاهَا ضُوعِفَ لَهُ أَجْرُهَا مَرَّتَيْنِ وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَزُولَ الشَّاهِدُ- وَهُوَ النَّجْمُ-[4] . وَمِنْهُمْ: أَبُو الْهَيْثَمُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو [5] مَدِينِيُّ الْأَصْلِ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ عَنْ إِسْلَامِ غِفَارٍ- وَذَكَرَ قِصَّةً- فَقَالَ: يَا أَبَا بصرة (154 ب) إِنَّ الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ وَالْمُؤْمِنَ يأكل
ومنهم: ابو عمران أسلم التجيبي
فِي مِعَاءٍ وَاحِدٍ [1] . وَمِنْهُمْ: أَبُو عِمْرَانَ أَسْلَمُ التُّجِيبِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ أَسْلَمَ أَبَا عِمْرَانَ التُّجِيبِيَّ أَخْبَرَهُ قَالَ: بَعَثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ إِلَى صَاحِبِ الْحَبَشَةِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ حَضَرْتُ بِالْبَابِ فَوَجَدْتُ هُبَيْبَ بْنَ مُغْفِلٍ الْغِفَارِيَّ صاحب النبي عليه السلام، ومحمد ابن عُلْبَةَ [2] الْقُرَشِيَّ، فَأَذِنَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عُلْبَةَ [3] فَقَامَ يَجُرُّ إِزَارَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ هُبَيْبُ بْنُ مُغْفِلٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ وَطِئَ وَطْأَةَ خُيَلَاءَ، وَطِئَ وطأة في النار [4] . ومنهم: موسى بن وردان [5] حدثنا محمد بن الْمُصَفَّى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ موسى ابن وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وُضِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عليه.
وزياد بن نعيم الحضرمي
وَزِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنُ أَنْعَمَ ثَنَا زِيَادُ بْنُ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيُّ- مِنْ أَهْلِ مِصْرَ- قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأَتَاهُ إِنْسَانٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَرْضَ فِيهَا- يَعْنِي الصَّدَقَةَ- بِحُكْمِ نَبِيٍّ أَوْ غَيْرِهِ في الصَّدَقَاتِ حَتَّى حَكَمَ هُوَ فِيهَا فَجَزَّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ- أَوْ أَعْطَيْتُكَ حَقَّكَ- قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَشَى مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَلَزِمْتُهُ وَكُنْتُ قَوِيًّا (155 أ) وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَنْقَطِعُونَ عَنْهُ وَيَسْتَأْخِرُونَ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي، فلما كَانَ أَوَانَ صَلَاةِ الصُّبْحِ أَمَرَنِي فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أُقِيمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَيَنْظُرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ إِلَى الْفَجْرِ فَيَقُولُ: لَا. حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَرَّزَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ وَقَدْ تَلَاحَقَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ؟ فَقُلْتُ: لَا إِلَّا شَيْءٌ قَلِيلٌ لَا يَكْفِيكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْهُ فِي إِنَاءٍ ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ. فَفَعَلْتُ، فَوَضَعَ كَفَّهُ فِي الْإِنَاءِ. قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ إِصْبَعَيْنِ [1] مِنْ أَصَابِعِهِ عَيْنًا تَفُورُ، فَقَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا أَخَا صُدَاءٍ لَوْلَا أَنِّي أَسْتَحِيِي مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا، وَنَادِ بِأَصْحَابِي مَنْ لَهُ حَاجَةٌ بِالْمَاءِ. فَنَادَيْتُ فِيهِمْ، فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ
ومنهم: سليمان بن زياد الحضرمي [2]
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَرَادَ بِلَالٌ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ، وَمَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ، قَالَ الصُّدَائِيُّ: فَأَقَمْتُ الصَّلَاةَ [1] . وَمِنْهُمْ: سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيُّ [2] حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنِي غوث بن سليمان ابن زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: دخلنا على عبد الله بن الحارث ابن جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَدَعَا بِطَسْتٍ فَقَالَ: اسْتُرْنِي بَيْنِي وَبَيْنَ الْقَوْمِ، فَبَالَ فِيهَا، وَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَمْ أَجِدْ مُنْتَحَيًا إِلَّا مُنْتَحَيًا إِلَى الْقِبْلَةِ وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْقِبْلَةَ [3] . وَمِنْهُمْ: عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ [4] حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [5] وَابْنُ بُكَيْرٍ [6] قَالا: ثنا الليث بن سعد عن حيوة
ومنهم: عبيد الله بن المغيرة [4]
ابن شُرَيْحٍ [1] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [2] بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ (155 ب) : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ وَبُطُونِ الْأَقْدَامِ مِنَ النَّارِ [3] . وَمِنْهُمْ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ [4] حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالا: ثَنَا ابن لهيعة عن عبيد الله ابن الْمُغِيرَةَ عَنِ ابْنِ جَزْءٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] . وَمِنْهُمْ: أَبُو زُرْعَةَ عَمْرو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [6] الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَمْرِو ابن جابر الحضرميّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَخْرُجُ نَاسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ فَيُوَطِّئُونَ للمهدي سلطانه.
ومنهم: عبد العزيز بن مليل السليحي
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَلِيلٍ السَّلِيحِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَعَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ [1] قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مليل: أن أباه أخبره أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يَذْكُرُ: أَنَّ الْيَهُودَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ زَنَيَا وَقَدْ أحصنا، فأمر بهما رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا [2] فَكُنْتُ مِمَّنْ رَجَمَهُمَا. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: هَؤُلَاءِ عِنْدِي أَوْثَقُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا وُثْقٌ فَلَا يَقِلُّونَ عنهم. ومنهم: مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ الصَّدَفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَنْبَأَ ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يزيد الصَّدَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جزء الزبيدي أن رسول الله (156 أ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا صَعِدَ أَوَّلَ دَرَجَةٍ قَالَ آمِينَ، ثم لما صعد الثانية قال آمين، ثم لما صَعِدَ الثَّالِثَةَ قَالَ آمِينَ. فَلَمَّا نَزَلَ قِيلَ لَهُ: قَدْ صَنَعْتَ شَيْئًا مَا كُنْتَ تَصْنَعُهُ. قال: ان جبريل عليه السلام تبدى لِي فِي أَوَّلِ دَرَجَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَبْعَدَ. فَقُلْتُ آمِينَ. ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ وَمَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَبْعَدَ فَقُلْتُ آمِينَ، ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ثم أبعد، فقلت آمين.
ومنهم: عباس بن جليد [1] الحجري [2]
وَمِنْهُمْ: عَبَّاسُ بْنُ جُلَيْدٍ [1] الْحَجْرِيُّ [2] حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ سَلَامَةَ الْحَجْرِيِّ عَنْ عَبَّاسِ [3] بْنِ جُلَيْدٍ الْحَجْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ: كَيْفَ تَرَى فِي الطِّلَاءِ؟ فَقَالَ: هَلْ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ؟ «قُلْتُ: لَا إِلَّا أَنَا وَأَنْتَ، فَلَمْ يُصَدِّقْنِي حَتَّى نَادَى امْرَأَتَهُ وَجَارِيَتَهُ فَقَالَ لَهُمَا: هَلْ فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ» [4] قَالَتَا: لَا إِلَّا عَبَّاسٌ وَاللَّهُ. فَقَالَ: هُوَ حَرَامٌ إِنَّا لَمْ نَسْتَنْكِرْ وَلَمْ نُظْهِرَ هَذَا الشَّرَابَ حَتَّى كَانَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَلَا يُحِلُّهُ وَلَا يُحَرِّمُهُ، فَإِنَّكَ إِنْ أَحْلَلْتَهُ أَحْلَلْتَ الْحَرَامَ وَإِنْ حَرَّمْتَهُ فَسَمِعُوكَ ضَرَبُوا عُنُقَكَ، فَإِنْ كُنْتَ عِنْدَ بَعْضِ أُولَئِكَ فَنَاوَّلُوكَ فَقُلْ لَا أَسْتَطِيعُ شُرْبَهُ إِنِّي أَجِدُ فِي بَطْنِي مغصا. وَمِنْهُمْ: أَبُو الْخَيْرِ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيُّ [5] حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حَبِيبٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَزَنِيِّ عن عقبة بن عامر الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: ان
ومنهم: مشرح بن هاعان المعافري
أَحَقَّ الشُّرُوطِ أَنْ يُوَفَّى بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ مِنْ فُرُوجِ النِّسَاءِ. وَمِنْهُمْ: مِشْرَحُ بْنُ هَاعَانَ المعافري (156 ب) حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ [1] . وَمِنْهُمْ: أَبُو عُشَانَةَ [2] الْمَعَافِرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [3] حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ عَنْ أَبِي عُشَانَةَ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَانَتْ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ فَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ [4] كُنَّ له حجابا من النار [5] . ومنهم: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيُّ [6] حَدَّثَنَا أَبُو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث حدثني يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ يقول: قال رسول الله
ومنهم: ابو علي الهمداني ثمامة بن شفي الاسكندراني
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ، وَلَا يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَبْتَاعَ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ حَتَّى يَذَرَ، وَلَا يَخْطِبَ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَذَرَ [1] . وَمِنْهُمْ: أَبُو عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ ثُمَامَةُ بْنُ شُفَيٍّ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أبي مريم أخبرنا يحي بن أيوب عن عبد الرحمن ابن حَرْمَلَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ- سَكَنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ- قَالَ: خَرَجْتُ فِي سَفَرٍ وَمَعَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ فَقُلْنَا لَهُ: أُمَّنَا. فَقَالَ: لَسْتُ بِفَاعِلٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ أَمَّ النَّاسَ فَأَصَابَ الْوَقْتَ وَأَتَمَّ الصَّلَاةَ فَلَهُ وَلَهُمْ، وَمَنْ نَقَصَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعَلَيْهِ وَلَا عَلَيْهِمْ. وَخَالِدُ بْنُ زَيْدٍ [2] «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ وَسَعِيدُ بن منصور قالا: ثنا عبد الله (157 أ) ابن الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [3] بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَّامٍ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ. وَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا ابن جَابِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ [4] الْأَسْوَدَ بْنَ كَرْبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا رَامِيًا فَكَانَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَمُرُّ بِي فَيَقُولُ: يَا خَالِدُ اخْرُجْ بِنَا نَرْمِي، فلما كان ذات يَوْمٌ أَبْطَأْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: يَا خَالِدُ تَعَالَ أحدثك ما حدثني رسول
ومنهم: اياس بن عامر الغافقي
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ، وَالرَّامِيَ بِهِ، وَمُنَبِّلَهُ، فَارْمُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا، وَلَيْسَ مِنَ اللَّهْوِ إِلَّا ثَلَاثٌ، تَأْدِيبُ الرَّجُلِ فَرَسَهُ، وَمُلَاعَبَتُهُ امْرَأَتَهُ، وَرَمْيُهُ بِقَوْسِهِ وَنَبْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ الرَّمْيَ بَعْدَ مَا عَلِمَهُ رَغْبَةً عَنْهُ فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ كَفَرَهَا- أَوْ تَرَكَهَا-[1] . حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ [2] حَدَّثَنَا ابو عامر [3] حدثنا هشام [4] عن يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَزْرَقِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَمِنْهُمْ: إِيَّاسُ بْنُ عَامِرٍ الْغَافِقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ عَنْ عَمِّهِ إِيَّاسِ بْنِ عَامِرٍ الْغَافِقِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ «فَسَبِّحْ باسم ربك العظيم» قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ. فَلَمَّا نَزَلَتْ «سَبِّحِ اسم ربك الأعلى» قال لنا: اجعلوها في
ومنهم: دخين [1] ابو الهيثم الحجري
سجودكم. ومنهم: دخين [1] ابو الهيثم الحجري كاتب عقبة. (157 ب) حَدَّثَنَا [أَبُو] [2] الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْوَعْلَانِيُّ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ دُخَيْنٍ أَبِي الْهَيْثَمِ [3] كَاتِبِ عُقْبَةَ قَالَ: قُلْتُ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: إِنَّ لَنَا جِيرَانًا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَأَنَا دَاعٍ لَهُمُ الشُّرُطَ فَيَأْخُذُوهُمْ. قَالَ: لَا تَفْعَلْ وَلَكِنْ وعظهم وَتَهَدَّدْهُمْ. قَالَ: فَفَعَلَ، فَلَمْ يَنْتَهُوا، فَجَاءَ دُخَيْنٌ الى عقبة فقال: اني
ومنهم: مالك بن قيس
نَهَيْتُهُمْ فَلَمْ يَنْتَهُوا وَأَنَا دَاعٍ لَهُمُ الشُّرُطَ. فقال عقبة: ويحك لَا تَفْعَلْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ سَتَرَ عَوْرَةً فَكَأَنَّمَا اسْتَحْيَا مَوْءُودَةً مِنْ قَبْرِهَا [1] . وَمِنْهُمْ: مَالِكُ بْنُ قَيْسٍ حَدَّثَنَا ابْنُ قَعْنَبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَانِمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ بِإِيلِيَاءَ فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أَسْفَارِهِ فَقَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ رَكَعَ للَّه رَكْعَتَيْنِ يُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنْ ذَنْبٍ. وَأَبُو سَلْمَى الْقِتْبَانِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ أَنَّ أَبَا سَلْمَى الْقِتْبَانِيَّ أَخْبَرَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجُوا يَرْتَادُونَ فَأَصَابَهُمُ الْمَطَرُ فَآوَوْا تَحْتَ صَخْرَةٍ فَجَرَتِ الصَّخْرَةُ فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ فَقَالَ: إِنَّهُ لَا يُنْجِّيكُمْ مِنْ هَذَا إِلَّا الصِّدْقُ فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلَهُ. فَقَالَ أَحَدُهُمُ: اللَّهمّ إِنَّهُ كَانَ لِي بنت عم حسناء جميلة (158 أ) فَأَرَدْتُهَا عَلَى نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ عَلَيَّ، ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَتْنَا سَنَةٌ فَعَرَضْتُ عَلَيْهَا بِأَنِّي أُعْطِيهَا مِائَةَ دِينَارٍ وَتُمَكِّنِّي نَفْسَهَا. فَفَعَلَتْ ذَلِكَ، فَلَمَّا كُنْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا أَخَذَتْهَا رِعْدَةٌ، فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكِ؟ قالت: اني أخاف الله.
ومنهم: عبد الله بن مالك
فَتَرَكْتُهَا وَتَرَكْتُ لَهَا الْمِائَةَ، اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا ابْتِغَاءَ رِضَاكَ وَاتِّقَاءَ سَخَطِكَ فَأَفْرِجْ عَنَّا. فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ حَتَّى رَأَوْا مِنْهَا الضَّوْءَ، ثُمَّ قَالَ الْآخَرُ: كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكَانَتْ لِي غَنَمٌ أَرْعَاهَا عَلَيْهِمَا، فَكُنْتُ إِذَا رُحْتُ عَلَيْهِمَا بَدَأْتُ بِهِمَا قَبْلَ أَهْلِي، فَنَأَى بِيَ الشَّجَرُ يَوْمًا، فَجِئْتُ وَقَدْ نَامَا فَجَلَسْتُ لَهُمَا، ثُمَّ أَتَيْتُ بِالْإِنَاءِ إلِيَهْمِا، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِمَا وَهُمَا نَائِمَانِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَكَرِهْتُ أَنْ أَبْدَأَ بِصِبْيَتِي قَبْلَهُمَا، فَلَمْ أَزَلْ وَاقِفًا عَلَيْهِمَا حَتَّى انْفَجَرَ الْفَجْرُ، اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ وَاتِّقَاءَ سَخَطِكَ فَأَفْرِجْ عَنَّا. فَانْصَدَعَتِ الصَّخْرَةُ صَدْعَةً أُخْرَى. ثُمَّ قَالَ الثَّالِثُ: كُنْتُ فِي غَنَمٍ أَرْعَاهَا فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقُمْتُ أُصَلِّي، فَجَاءَ الذِّئْبُ فَدَخَلَ فِي الْغَنَمِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَ صَلَاتِي، فَصَبَرْتُ حَتَّى فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِي، اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ وَاتِّقَاءَ سَخَطِكَ فَأَفْرِجْ عَنَّا. قَالَ: فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ. قَالَ عُقْبَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِيهَا حِينَ انفرجت قَالَ: طَاقٍ فَخَرَجُوا مِنْهَا [1] . وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بن مالك حدثنا الحجاج ثنا حماد عن يحي بْنِ سَعِيدٍ [2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُكَيْرٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [3] الْيَحْصُبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مالك [4] عن عقبة بن عامر
ومنهم: هشام بن أبي رقية اللخمي
الْجُهَنِيِّ: أَنَّ امْرَأَةً نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ سَنَةً غَيْرَ مُخْتَمِرَةٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِتَرْكَبْ وَلْتَخْتَمِرْ وَلْتَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ [1] . ومنهم: هشام بن أبي رقية اللخمي (158 ب) حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا يحي بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ ثَوْبَانَ وَعَمَرُو بن الحارث [2] عن هشام بن أبي رقية قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ يَقُولُ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: قُمْ فَأَخْبِرِ النَّاسَ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ. وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْحَرِيرُ وَالذَّهَبُ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي حَلَالٌ لِإِنَاثِهِمْ. حَدَّثَنِي عَمْرُو بن الربيع بن طارق أنبأ يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي رُقَيَّةَ وَحَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ هِشَامَ بْنَ أَبِي رُقَيَّةَ اللَّخْمِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ- وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ جَالِسٌ- يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى لُبْسِ الْحَرِيرِ وَفِي الْكِتَّانِ وَالْعَصْبِ مَا يُغْنِيكُمْ عَنْهُ؟ وَهَذَا رَجُلٌ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ سَيُخْبِرُكُمْ بِمَا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُمْ يَا عُقْبَةُ فَأَخْبِرْهُمْ. فَقَامَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ في الدنيا
ومنهم: ابو قبيل [3] المعافري
حَرَمَهُ اللَّهُ أَنْ يَلْبَسَهُ فِي الْآخِرَةِ [1] . وَسَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ كِذْبَةً مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ [2] . - كِذْبَةً لِعَمْرِو بْنِ الرَّبِيعِ وَحْدَهُ-. وَمِنْهُمْ: أَبُو قَبِيلٍ [3] الْمَعَافِرِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ عَنْ عُقْبَةَ ح. وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ. فَقِيلَ: يَا رسول الله ما الكتاب (159 أ) وَاللَّبَنُ؟ قَالَ: يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ وَيَدَعُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيُبْدُونَ [4] . قَالَ أَبُو قَبِيلٍ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الْخَيْرِ مَرْثَدٍ [5] عَنْ عُقْبَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ- وَلَفْظُ الْحَدِيثِ لِلْمُقْرِئِ-. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ مَلِيلٍ السُّلَيْحِيُّ [6] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا «عَبْدُ اللَّهِ أنبأ حرملة بن عمران حدثني
ومنهم: عبد الرحمن بن حجيرة
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَلِيلٍ السُّلَيْحِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: وَكُنْتُ مَعَ عُقْبَةَ ابن عَامِرٍ جَالِسًا قَرِيبًا مِنَ الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَخَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ، فَاسْتَوَى عَلَى الْمِنْبَرِ، فَخَطَبَ النَّاسَ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ- وَكَانَ مِنْ أَقْرَأِ النَّاسِ- قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَإِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ رِجَالٌ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ. فَسَمِعَنَا ابْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ فَقَالَ وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا- وَأَرَى مَا عَلِمْتُ لَكَذُوبٌ- إِنَّكَ مِنْهُمْ» [1] . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَمْلُ هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُمْ يَجْمَعُونَ مَعَهُمْ وَيَقُولُونَ لَهُمْ هَذِهِ الْمَقَالَةَ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُجَيْرَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [2] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْحَضْرَمِيَّ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ حُجَيْرَةَ الْأَكْبَرَ قَائِمًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَمْسٌ مَنْ قُبِضَ فِي شَيْءٍ مِنْهُنَّ فَهُو شَهِيدٌ: الْقَتِيلُ في سبيل الله (159 ب) شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ، «وَالْمَطْعُونُ في سبيل [3]
ومنهم: شعيب بن زرعة.
اللَّهِ شَهِيدٌ» ، وَالْمَبْطُونُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ، والنفساء في سبيل الله شهيد. وَمِنْهُمْ: شُعَيْبُ بْنُ زُرْعَةَ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنِي شَعَيْبُ بْنُ زُرْعَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أَلَا تُخِيفُوا الْأَنْفُسَ بِسَوْطٍ مِنْهَا؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: الدِّينُ [1] . حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ [2] وأَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ جَعْفَرِ [3] بْنِ رَبِيعَةَ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: الدَّيْنُ يُرِقُّ الْحُرَّ. وَمِنْهُمْ: الْمُغِيرَةُ بْنُ نَهِيكٍ رَوَى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: من تعلم
ومنهم: ابو عمرو السيباني [2]
الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَقَدْ عَصَانِي [1] . وَمِنْهُمْ: أَبُو عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ [2] «فِي عِدَادِ أَهْلِ فِلَسْطِينَ» [3] . حَدَّثَنِي حرملة بن محمد عن يحي بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ [4] عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلُّوا فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ وَلَا تُصَلُّوا فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ. وَمِنْهُمْ: وَاهِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ [5] حَدَّثَنَا أَبُو صالح [6] ثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ واهب ابن عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ فَأَلْفَاهُ نَائِمًا فَقَالَ: أَيْقِظُوهُ. قَالُوا: بَلْ نَتْرُكُهُ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ. قَالَ: لَسْتُ فَاعِلًا. فَأَيْقَظُوا مَسْلَمَةَ، فَرَحَّبَ وَقَالَ: انْزِلْ. قَالَ: لَا حَتَّى تُرْسِلَ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ لِحَاجَةٍ لِي إِلَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُقْبَةَ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول
ومنهم: معاذ بن أنس الجهني
مَنْ وَجَدَ مُسْلِمًا عَلَى عَوْرَةٍ فَسَتَرَهُ فَكَأَنَّمَا أحيا موءودة [1] من قبرها؟ (160 أ) فَقَالَ عُقْبَةُ: أَنَا أَبُو حَمَّادٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ. وَمِنْهُمْ: مُعَاذُ بْنُ أَنَسٍ الْجُهَنِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي مَرْحُومٍ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ تَرَكَ اللِّبَاسَ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ تَوَاضُعًا للَّه دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يُخَيِّرُهُ مِنْ حُلَلِ الْإِيمَانِ يَلْبَسُ أَيَّهَا شَاءَ. وَمِنْهُمْ: سَعِيدُ بْنُ أبي شمر السبائي حدثني محمد بن يحي بْنِ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيحٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي شَمْرٍ السِّبَائِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تَأْتِي الْمِائَةُ وَعَلَى ظَهْرِهَا أَحَدٌ بَاقٍ. قَالَ: فَحَدَّثْتُ بِهَا ابْنَ حُجَيْرَةَ فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُجَيْرَةَ فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: فَعُجِّلَ سُفْيَانُ مَحْمُولًا وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَسَأَلَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنِ الْحَدِيثِ، فَحَدَّثَهُ، قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَلَعَلَّهُ يَعْنِي لَا يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ إِلَى رَأْسِ الْمِائَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
ومنهم: زهير بن قيس البلوي
بقول [1] . وَمِنْهُمْ: زُهَيْرُ بْنُ قَيْسٍ الْبَلَوِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ [قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ] [2] حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ التُّجِيبِيِّ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ قَيْسٍ الْبَلَوِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ رَمْثَةَ الْبَلَوِيِّ أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ إِلَى البحرين، ثم خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَنَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا. قَالُوا فَتَذَاكَرْنَا كُلَّ إِنْسَانٍ اسْمُهُ عَمْرٌو، ثُمَّ نَعَسَ ثَانِيَةً [فَاسْتَيْقَظَ] فَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ عَمْرًا، ثُمَّ نَعَسَ الثَّالِثَةَ فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ رَحِمَ الله عمرا. فقلنا: من عمرو (160 ب) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. قَالُوا: مَا بَالُهُ؟ قَالَ: ذَكَرْتُهُ أَنِّي كُنْتُ إِذَا نَدَبْتُ النَّاسَ لِلصَّدَقَةِ جَاءَ مِنَ الصَّدَقَةِ فَأَجْزَلَ، فَأَقُولُ لَهُ مِنْ أَيْنَ لَكَ يَا عَمْرُو فَيَقُولُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَصَدَقَ عَمْرٌو إِنَّ لِعَمْرٍو عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا كَثِيرًا [3] . قَالَ زُهَيْرٌ: فَلَمَّا كَانَتِ الْفِتْنَةُ قُلْتُ اتَّبِعْ هَذَا الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ما قال، فلم أفارقه.
وشفي [1] الاصبحي
وَشُفَيٌّ [1] الْأَصْبَحِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عنُ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ التُّجِيبِيُّ عَنِ ابْنِ [2] شُفَيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لِلْغَازِي أَجْرُهُ وَلِلْجَاعِلِ [3] أَجْرُهُ [4] وَأَجْرُ الْغَازِي وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ [5] . وَمِنْهُمْ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْحُبُلِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي هَانِئٍ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْأَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ ويحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ وَالْحَجَّاجُ الْأَزْرَقُ- مدني- قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ- مصري- عن أبي
ويزيد بن رباح [4]
هَانِئٍ [1] الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن الحبلي [2] عن عبد الله ابن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَدَّرَ اللَّهُ الْمَقَادِيرَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، قَالَ: كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ [3] . وَيَزِيدُ بْنُ رَبَاحٍ [4] حَدَّثَنِي ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ رَبَاحٍ حَدَّثَهُ عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن يحي بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَأَبُو سَعِيدٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ [5] أَنَّ بَكْرَ بن سوادة (161 أ) حَدَّثَهُ: أَنَّ يَزِيدَ بْنَ رَبَاحٍ حَدَّثَهُ عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ خَزَائِنُ فَارِسٍ وَالرُّومِ أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ تَنَافَسُونَ ثُمَّ تحاسدون
ومنهم: ابو فراس [2] وعبد الرحمن بن جبير [3]
ثُمَّ تَدَابَرُونَ أَوْ تَبَاغَضُونَ- أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ- ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ إِلَى مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ فَتَحْمِلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ [1] . وَمِنْهُمْ: أَبُو فِرَاسٍ [2] وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ [3] مَوْلَى نَافِعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا كَمَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صلاة، صلى الله عليه به عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا لِيَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هو، فمن سأله لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ. وَمِنْهُمْ: عِيسَى بْنُ هِلَالٍ الصَّدَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ [4] عَنْ سَعِيدِ ابن أَبِي هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ عَنْ
ومنهم: ابو الحصين الهيثم بن شفي [1] وابو عامر المعافري ثم الحجري
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ يَلْبَثُ مُؤْمِنًا أَحْقَابًا، ثُمَّ أَحْقَابًا، ثُمَّ يَمُوتُ وَاللَّهُ عَنْهُ سَاخِطٌ، وَإِنَّ الْعَبْدَ يَلْبَثُ كَافِرًا أَحْقَابًا ثُمَّ أَحْقَابًا، وَيَمُوتُ وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ وَمَنْ مَاتَ هَمَّازًا لَمَّازًا طَاعِنًا لِلنَّاسِ كَانَ عَلَانِيَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَسِمَهُ اللَّهُ على (161 ب) الخرطوم من كلي الشَّفَتَيْنِ. وَمِنْهُمْ: أَبُو الْحُصَيْنُ الْهَيْثَمُ بْنُ شُفَيٍّ [1] وَأَبُو عَامِرٍ الْمَعَافِرِيُّ ثُمَّ الْحَجْرِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ وَأَبُو الْأَسْوَدِ [2] وَأَبُو زَيْدٍ [3] وَيَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالُوا: أَخْبَرَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنِي عياش ابن عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي الْحُصَيْنِ الْهَيْثَمِ بْنِ شُفَيٍّ سَمِعَهُ يَقُولُ: خَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو عَامِرٍ الْمَعَافِرِيُّ لِنُصَلِّيَ بِإِيلِيَاءَ وَكَانَ قَاصُّهُمْ رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ أَبُو رَيْحَانَةَ [4] ، مِنَ الصَّحَابَةِ، قَالَ أَبُو الْحُصَيْنِ: فَسَبَقَنِي صَاحِبِي إِلَى الْمَسْجِدِ، ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَسَأَلَنِي: هَلْ أَدْرَكْتَ قَصَصَ أَبِي رَيْحَانَةَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: لَا. فَقَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم
ومنهم: سفيان بن عوف القاري
عَنْ عَشْرَةٍ [1] : عَنِ الْوَشْرِ [2] وَالْوَشْمِ وَالنَّتْفِ وَعَنْ مكامعة [3] الرجل بغير شعار، ومكامعة المرأة الْمَرْأَةِ بِغَيْرِ شِعَارٍ، وَأَنْ يُجَمِّلَ الرَّجُلُ أَسْفَلَ ثِيَابِهِ حَرِيرًا مِثْلَ الْأَعَاجِمِ، وَعَنِ النُّهْبَى وَرُكُوبِ النَّمِرِ وَلُبُوسِ الْخَاتَمِ إِلَّا لِذِي سُلْطَانٍ [4] . وَمِنْهُمْ: سُفْيَانُ بْنُ عَوْفٍ الْقَارِّيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ ويحي بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ سُفْيَانَ بْنَ عَوْفٍ الْقَارِّيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ. قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَاسٌ صَالِحُونَ قَلِيلٌ فِي نَاسٍ [سُوءٍ] كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ. وَقَالَ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَأْتِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَوْمٌ نُورُهُمْ كَالشَّمْسِ. فقال ابو بكر: نحن هم يا (162 أ) رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا وَلَكُمْ خَيْرٌ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّهُمْ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ. زَادَ ابْنُ بُكَيْرٍ: تُتَّقَى
ومنهم: سويد بن قيس [2]
بِهِمُ الْمَكَارِهُ يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ. قالا جميعا: يحشرون من إفطار الْأَرْضِ [1] . وَمِنْهُمْ: سُوَيْدُ بْنُ قَيْسٍ [2] حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ [3] أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ قَيْسٍ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ. وَمِنْهُمْ: الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدَةَ [4] حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عن محمد بن إسحاق عن يزيد ابن أَبِي حَبِيبٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْكُوبَةِ [5] وَالْغُبَيْرَاءِ [6] وَكُلِّ مُسْكِرٍ حرام [7] .
وعمرو بن الوليد السهمي [5]
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] حَدَّثَنَا سَعْدَانُ [2] عن عبد الحميد ابن جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ عَنْ عَبْدِ الله ابن عَمْرٍو أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: مَنْ [قَالَ] [3] عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ. وَإِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَالْمَيْسِرَ وَالْكُوبَةَ وَالْغُبَيْرَاءَ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ [4] . وَعَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ السَّهْمِيِّ [5] حَدَّثَنَا هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ السهمي عن عبد الله بن عمرو ابن الْعَاصِ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: هل تحس بالوحي مني يَغْشَاكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ أَسْمَعُ صَلْصَلَةً ثُمَّ أَسْبَتُ عَنْ ذلك فما يوحى (162 ب) إِلَيَّ مَرَّةً إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّ نَفْسِي تُقْبَضُ عِنْدَ ذَلِكَ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَحْذَمٍ حَدَّثَنَا أبو صالح وابن بكير قالا: ثنا الليث حدثني يزيد بن أبي
ومنهم: ناعم [4] مولى أم سلمة
حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ [1] : أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ قَحْذَمٍ- قَالَ أَبُو صَالِحٍ: عَبْدُ [2] الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَرَّمٍ- أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنًا لِلْعَاصِ بْنِ عُقْبَةَ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَاشْتَدَّ وَجْدُهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ له رجل من الصدف: يا أبا يحي أَلَا أُبَشِّرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ أو يوم الجمعة الا بريء مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ [3] . وَمِنْهُمْ: نَاعِمٌ [4] مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ [5] عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ نَاعِمَ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو ابن الْعَاصِ قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ أَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنَ اللَّهِ. قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ كِلَاهُمَا. قَالَ: فَتَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فأحسن صحبتهما.
ومالك بن عبد الله
وَمَالِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ اسْتَعَاذَ مِنْ سَبْعِ مَوْتَاتٍ، مَوْتِ الْفُجَاءَةِ وَمِنْ لَدْغِ الْحَيَّةِ وَمِنَ السَّبُعِ وَمِنَ [الْحَرْقِ وَمِنَ] الْغَرَقِ وَمِنْ أَنْ يَخِرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ وَمِنَ الْقَتْلِ عِنْدَ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ [1] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدَّيْلَمِيِّ [2] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يزيد عن ابن [163 أ] الدَّيْلَمِيِّ قَالَ: بَلَغَنِي حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. فَرَكِبْتُ إِلَيْهِ أَسْأَلُهُ عَنْهُ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي حَدِيقَةٍ لَهُ مُخْتَصِرًا بِيَدِ رَجُلٍ كُنَّا نُحَدِّثُ عَنْهُ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلِ مِنْ شَرَبَةِ الْخَمْرِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي شَارِبِ الْخَمْرِ شَيْئًا. فَأَصْلَحَ الرَّجُلُ يَدَهُ مِنْ يَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا [3] . فَقُلْتُ لَهُ: مَا حَدِيثٌ بَلَغَنَا عَنْكَ أَنَّكَ تَذْكُرُهُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: صَلَاةٌ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ، وَأَنَّ الْعِلْمَ قَدْ جَفَّ. فَقَالَ: اللَّهمّ إِنِّي لا أحل
ومنهم: ابو كبشة السلولي [1]
لهم ان يقولوا عَلَيَّ مَا لَمْ يَسْمَعُوا مِنِّي- يُرَدِّدُهَا ثَلاثًا- قَالَ: لَيْسَ هَكَذَا قُلْتُ وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ سليمان ابن دَاوُدَ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا، سَأَلَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، وسأله حكما لا يُصَادِفُ حِكْمَةً فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَسَأَلَهُ مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتِ لَا يُرِيدُ بِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ. وَمِنْهُمْ: أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ [1] «حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيَّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ» [2] . وَحِبَّانُ بْنُ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ حِبَّانَ بْنِ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيِّ عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ارْحَمُوا ترحموا واغفروا (163 ب) يَغْفِرِ اللَّهُ لَكُمْ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يعلمون [3] .
وعبد الرحمن بن سلمة الجمحي
وعبد الرحمن بن سلمة الجمحيّ حدثنا يحي بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَلَمَةَ الْجُمَحِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فَكَتَبْتُهُ، فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا وَصَبَرَ عَلَى ذَلِكَ. وَيُونُسُ بْنُ مَيْسَرَةَ بن حلبس «حدثنا يحي بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ ابْنِ حَلْبَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُ أَنَّ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ فَعُمِدَ بِهِ الى الشام. أن وَإِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ بِالشَّامِ» [1] . وَمِنْهُمْ: مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن يوسف حدثنا محمد بن مهاجر عن العباس بن سالم عن مدرك بن عبد اللَّهِ- أَوْ عَنْ أَبِي مُدْرِكٍ- قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرٍو مِصْرَ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقَالَ عَمْرُو لِمُعَاوِيَةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِيِنَ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَقُومَ فِي النَّاسِ؟ فَأَذِنَ لَهُ، فَقَامَ عَلَى فَرَسِهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنَّ عَمُودَ الْكِتَابِ حُمِلَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ كَالْعَمُودِ مِنَ النُّورِ فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ بِالشَّامِ- مَرَّاتٍ-. وَمُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خالد ثنا زيد بن واقد حدثني
منهم: ابو سعد المهري [4]
(164 أ) مُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: ذُو الْقَلْبِ الْمَخْمُومِ [1] وَاللِّسَانِ الصَّادِقِ. قُلْنَا: قَدْ عَرَفْنَا اللِّسَانَ الصَّادِقَ فَمَا الْقَلْبُ الْمَخْمُومُ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا حَسَدٌ [2] . قُلْنَا: فَمَنْ عَلَى أثْرِهِ؟ قَالَ: الَّذِي يَسْتَاءُ الدُّنْيَا وَيُحِبُّ الْآخِرَةَ. قَالُوا: مَا يَعْرِفُ هَذَا فِينَا إِلَّا [أَبُو] [3] رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ عَلَى أثْرِهِ؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ فِي خُلُقٍ حَسَنٍ. قَالُوا: أَمَّا هذه فأنها فينا. منهم: ابو سعد المهري [4] حدثنا ابو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ [5] حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ [6] أَنَّ أَبَا السُّمَيْطِ سَعِيدَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْمَهْرِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَرَادَ سَفَرًا فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللِّهِ أَوْصِنِي؟ قَالَ اعْبُدِ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا. قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ زِدْنِي؟ قَالَ: إِذَا أَسَأْتَ فَأَحْسِنْ. قَالَ: يَا نَبِيَّ الله زدني؟ قال: استقم وأحسن حلقك للناس.
ومنهم: ابو غطيف الحضرمي
وَمِنْهُمْ: أَبُو غُطَيْفٍ الْحَضْرَمِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غُرَابٍ الْيَحْصُبِيُّ عَنْ أَبِي غُطَيْفٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَبَصَرَنِي فَنَادَانِي ثُمّ قَالَ: هَلُمَّ أُحَدِّثْكَ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قَوْمِكَ: إِنَّهُ خَرَجَ إِلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ أَوْسَعْنَا لَهُ، فَجَلَسَ بَيْنَنَا، ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَصْحَابِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، وَأَدْخُلُ وَيَدْخُلُونَهَا مَعِي؟ فَسَكَتْنَا، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ، فَمَكَثَ قَلِيلًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَجَلَسَ جِلْسَتَهُ الْأُولَى، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ. فَقُلْنَا: فَهَلَّا سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ هُمْ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ مِثْلَهَا. فَقُلْنَا: أَخْبِرْنَا يا نبي للَّه؟ قال: نعم أهل اليمن المصرحون في اطراف الأرض المدفوعون (164 ب) عَنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي نَفْسِهِ لَمْ يَقْضِهَا. وَمِنْهُمْ: عِمْرَانُ بْنُ عَبْدٍ الْمَعَافِرِيُّ [2] حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ عَبْدٍ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ثَلَاثَةٌ مَنْ يُدَانُ فِيهِنَّ ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يَقْضِ قَضَى اللَّهُ عَنْهُ، رَجُلٌ يَكُونُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَضْعُفُ قُوَّتُهُ، فَيَتَقَوَّى بِدَيْنٍ، فيموت ولم يقض، «ورجل
ومنهم: زيد بن قاصد السكسكي [4]
خَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْفِتْنَةَ فِي الْغُرْبَةِ فَأَسْعَفَ بنكاح امرأة بدين فمات قبل أن يفضي. قَالَ: يَقْضِي اللَّهُ عَنْهُ» [1] ، وَرَجُلٌ مَاتَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ وَلَمْ يَجِدْ مَا يُكَفِّنُهُ وَلَا مَا يُوَارِيهِ إِلَّا بِدَيْنٍ فَيَمُوتُ وَلَمْ يَقْضِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْضِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [2] ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُمْ صَلَاةً، مَنْ تَقَدَّمَ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، وَرَجُلٌ أتى الصلاة دبارا- وقال: والدبار أَنْ يَأْتِيَ بَعْدَ فَوْتِ الْوَقْتِ- وَرَجُلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّرًا [3] . وَمِنْهُمْ: زَيْدُ بْنُ قَاصِدٍ السَّكْسَكِيُّ [4] حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ ثَنَا زَيْدُ بْنُ قَاصِدٍ السَّكْسَكِيُّ- مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مِمَّنْ فَتَحَ الْأَنْدَلُسَ- قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ [5] عَنِ الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ، فَقَالَ: نَعَمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ وَيُفْطِرُ، فَأَنَا أَصُومُ وَأُفْطِرُ. وَمِنْهُمْ: حُدَيْجُ بْنُ صَوْمِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ [6] حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زياد بن أنعم قال:
ومنهم: عبد الله بن منين [1]
حَدَّثَنِي حُدَيْجُ بْنُ صَوْمِيٍّ الْحِمْيَرِيُّ- مِنْ أَهْلِ مِصْرَ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الَغَفْلَةُ فِي ثَلَاثَةٍ، الْغَفْلَةُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ، ومن حين يُصَلَّى الصُّبْحُ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَأَنْ يَغْفُلَ الرَّجُلُ فِي نَفْسِهِ عَنِ الدَّيْنِ حَتَّى يَرْكَبَهُ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنَيْنٍ [1] مِنْ بَنِي عَبْدِ كَلَالٍ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ سعيد العتقيّ (165 أ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنَيْنٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ كَلَالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَجْدَةَ فِي الْقُرْآنِ مِنْهَا ثَلَاثٌ في المفصل وسورة الْحَجِّ سَجْدَتَيْنِ [2] . وَمِنْهُمْ: وَاهِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا إدريس بن يحي أَبُو عُمَرَ- السَّاكِنُ بِخَوْلَانَ- حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ وَاهِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكَعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ خُبْزًا حَتَّى يُشْبِعَهُ، وَسَقَاهُ مِنَ الْمَاءِ حَتَّى يَرْوِيَهِ بَعَدَّهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ سَبْعَ خَنَادِقَ، كُلُّ خندق مسيرة خمس مائة عام.
ومنهم: عبد الرحمن بن رافع
وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ فَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْلٌ، آيَةٌ مُحْكَمَةٌ وَسُنَّةٌ قَائِمَةٌ وَفَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ. وَمِنْهُمْ: مُحَمَّدُ بْنُ هَدِيَّةَ [1] وَمُعَاوِيَةُ بْنُ خَدِيجٍ التُّجِيبِيُّ يَقُولُونَ لَهُ رِوَايَةٌ [2] . حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [3] ثَنَا عَبْدُ الله [4] ح. وحدثني محمد بن يحي أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ [5] جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَاحِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَدِيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْثَرُ مُنَافِقِي أمتي قراءها. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن وهب حدثني ابو هانئ
ومنهم: ابو عذبة
الْخَوْلَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: كُنَّا جَمِيعًا فِي الْمَسْجِدِ وَمَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ وَذَكَرُوا السَّبْقَ، فَهُمْ على ذلك دخل عبد الله ابن عمرو قبل صلاة الصبح بِغِلْسٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِمَسْلَمَةَ: فَصَلُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ من رسول الله [165 ب] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَنِ الْمُهَاجِرِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ سَبَقُوا النَّاسَ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا يَتَنَعَّمُونَ فيها والناس محبسون بِالْحِسَابِ، ثُمَّ تَكُونُ الزُّمْرَةُ الثَّانِيَةُ مِائَةَ خَرِيفٍ. ومنهم: ابو عذبة حمصي. «حدثنا أَبُو صَالِحٍ [1] حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَذْبَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَأَخْبَرَهُ أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ قَدْ حصبوا أميرهم، فخرج غضبانا، فَصَلَّى لَنَا صَلَاةً فَسَهَا فِيهَا حَتَّى جَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: مِنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَامَ رَجُلٌ ثُمَّ آخَرُ ثُمَّ قُمْتُ أَنَا ثَالِثًا أَوْ رَابِعًا فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ اسْتَعِدُّوا لِأَهْلِ الْعِرَاقِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ، اللَّهمّ إِنَّهُمْ قَدْ لَبَّسُوا عَلَيَّ فَأَلْبِسْ عَلَيْهِمْ، وَعَجِّلْ عَلَيْهِمْ بِالْغُلَامِ الثَّقَفِيِّ، يَحْكُمُ فِيهَا بِحُكْمِ الْجَاهِلِيَّةِ، لَا يَقْبَلُ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلَا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ» [2] .
ومنهم: حنش بن عبد الله
وَمِنْهُمْ: حَنَشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبُو صَدَقَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْمِصْرِيُّ عَنْ نَافِعِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَخْبَرَنِي قَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ [1] أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا غُلَامُ إِنِّي مُحَدِّثُكَ بِكَلَامٍ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تِجَاهَكَ، فَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللَّه، وَإِذَا سَأَلْتَ فَسَلِ اللَّهَ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ، وَالَّذِي نفس محمد بيده لو جاءت الأمة لننفعك مَا نَفَعَتْكَ إِلَّا بِشَيْءٍ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ أَرَادَتِ الْأُمَّةُ أَنْ تَضُرَّكَ مَا ضَرَّتْكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَعْلَةَ [2] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [3] ثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَعْلَةَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّا نَغْزُو الْمَشْرِقَ فَنُؤْتَي بِالْأَسْقِيَةِ لَا ندري ما هي. (166 أ) قَالَ: إِنِّي لَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ. وَمَالِكُ بْنُ سَعِيدٍ التُّجِيبِيُّ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ [4] قَالا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وهب حدثني
ومنهم: عبد الله بن هبيرة السبائي [2]
مالك بن الخير الزبادي [1] أَنَّ مَالِكَ بْنَ سَعِيدٍ التُّجِيبِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَشَارِبَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَسَاقِيَهَا وُمُسْقَاهَا. وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ السِّبَائِيُّ [2] حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ [3] أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ عَنِ ابْنِ عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ غَزَا فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَأَصَابُوا غَنَمًا فجعل يعصي فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ. فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: مَا كان هؤلاء يستطيعون بيننا نحن أَمَتْنَا وَأَصَبْنَا فَقَالَ هَذَا وَبَعْضَهُ. فَقَالَ لَهُمْ رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تُنْصَرُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ [4] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ 3: 92 [5] أَوْ قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً 2: 245 [6] قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حَائِطِي الَّذِي بمَكَانَ كَذَا وَكَذا يُجْزِئُ؟ وَلَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّهُ لَمْ أُعْلِنْهُ. قَالَ: اجْعَلْهُ فِي فقراء أهل
بَيْتِكَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المثنى حدثنا حميد الطويل عن أنس ابن مَالِكٍ قَالَ: لَطَمَتِ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ عَمَّةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ جَارِيَةً فَكَسَرَتْ ثَنِيَّتَهَا، فَطَلَبُوا إِلَيْهِمُ الْعَفْوَ فَأَبَوْا، وَعَرَضُوا عَلَيْهِمُ الْأَرْشَ فَأَبَوْا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ بِالْقِصَاصِ، فَجَاءَ أَخُوهَا أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لا تكسر ثنيتها (166 ب) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتاب اللَّهِ الْقِصَاصُ. فَقَالَ: فَعَفَا الْقَوْمُ وَرَضُوا. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا حُمَيدٌ الطَّوِيلُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ [1] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خُوَيْدِمُكَ ابْنُ أَنَسٍ تَدْعُو لَهُ. قَالَ: فَدَعَا لِي فِي أَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ مِمَّا لَمْ يَخْطُرْ لِي عَلَى بَالٍ، قَالَ: اللَّهمّ ارْزُقْهُ الْمَالَ وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ أَظُنُّهُ قَالَ: وَأَطِلْ عُمُرَهُ. قَالَ: فَحَدَّثَتْنِي أَمِينَةُ [2] ابْنَتُهُ انه دون [3] في مقدم الحجاج تسعة
أول أخبار أهل الكوفة
وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وإِنِّي لَأَكْثَرُ قَوْمِي مَالًا. أَوَّلُ أَخْبَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ «حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُمَرَ قَالَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ كَنْزُ الْإِيمَانِ، وَجُمْجُمَةُ الْعَرَبِ، وَهُمْ رُمْحُ اللَّهِ، يجزون ثُغُورَهُمْ وَيَمُدُّونَ الْأَنْصَارَ» [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: ذَكَرُوا أَهْلَ الْكُوفَةِ عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ: بِالْكُوفَةِ وُجُوهُ الْعَرَبِ [3] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [4] قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أَهْلُ الْكُوفَةِ كَنْزِي. قِيلَ لَهُ: يَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَا بَالُهُمْ كَنْزُكَ مِنْ بَيْنِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ؟ قَالَ: انهم يجزون ثُغُورَهُمْ وَيَمُدُّونَ مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَلَا يَمُدُّهُمْ مَنْ فَوْقَهُمْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. مَا جَاءَ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [5] وَقَبِيصَةُ قَالا: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة ابن مُضَرِّبٍ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ- فَقَالَ قَبِيصَةُ: جَاءَنَا كِتَابُ عُمَرَ-: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ أَمِيرًا وَعَبْدَ الله بن مسعود معلما ووزيرا (167 أ) وَهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم
مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ فَاقْتَدُوا بِهِمَا وَاسْمَعُوا مِنْ قَوْلِهِمَا، وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي [1] . حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [2] وَقَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيٍّ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بن موسى وعبد الله بن رجاء عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [3] عَنِ الْحَارِثِ [4] عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كُنْتُ أُأَمِّرُ أَحَدًا دُونَ شُورَى الْمُؤْمِنِينَ لَأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ [5] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ [6] ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كُنْتُ أأمر أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لَأَمَّرْتُ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حدثنا شعبة عن المغيرة [7] عن إبراهيم بن عَلْقَمَةَ قَالَ: أَتَيْنَا الشَّامَ فَقُلْتُ: اللَّهمّ ارْزُقْنِي جليسا صالحا، فجلست الى أبي الدرداء فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟. فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. فقال: اليس
أسماء حواريي رسول الله صلى الله عليه وسلم [6]
كَانَ مِنْكُمْ صَاحِبُ السِّوَاكِ وَالْوِسَادِ؟ - يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ-، أَوَ لَيْسَ كَانَ مِنْكُمُ الَّذِي أَعَاذَهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؟ - يَعْنِي عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ-، أَوَ لَيْسَ كان منكم صاحب السبق الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ حُذَيْفَةُ؟ ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقْرَأُ «وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى، وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى» 92: 1- 2 [1] ؟ قُلْتُ:؟ «وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى» 92: 3؟ [2] . قَالَ: كَادَ هَؤُلَاءِ أَنْ يُشْكِلُونِي، وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْمَسْعُودِيُّ [3] عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ [4] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يُوقِظُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَامَ، وَيَسْتُرُهُ إِذَا اغْتَسَلَ، وَيَمْشِي مَعَهُ فِي الْأَرْضِ وَحِشًا [5] . أَسْمَاءُ حَوَارِيِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم [6] (167 ب) حَمْزَةُ، جَعْفَرٌ، عَلِيٌّ، أَبُو بَكْرٍ، عُمَرُ، أَبُو عبيدة بن
الجراح، عثمان بن عفان، عثمان بْنُ مَظْعُونٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ [1] أَخْبَرَنَا خَالِدٌ [2] عَنِ ابْنِ عون [3] عن عمرو ابن شُعَيْبٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [4] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ لَا أُحْجَبُ عَنْ نحري وَلَا عَنْ كَذَا وَلَا عَنْ كَذَا. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [5] وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [6] . عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [7] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ [8] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [9] قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ يُرْفَعَ الْحِجَابُ وَأَنْ تسمع سوادي [10] حتى أنهاك [11] .
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: خَطَبَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حِينَ نَهَاهُ عُثْمَانُ فَقَالَ: عَلَيَّ قَرَأَهُ مَنْ يَأْمُرُنِي أَنْ أَقْرَأَ [عَلَيْهِ] [1] وَاللَّهِ لَقَدْ أَخَذْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَسَبْعِينَ سُورَةً، وَلَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي مِنْ أَعْلَمِهِمْ بِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ. قَالَ شَقِيقٌ: فَجَلَسْتُ فِي الْحِلَقِ أَسْمَعُ مَا يَقُولُونَ فَمَا سَمِعْتُ رَدًّا عَلَيْهِ وَلَا أَحَدًا يَقُولُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ عَاصِمٍ [3] عَنْ زِرٍّ [4] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: جَاءَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ فَرَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَأَنَا أَرْعَى غنما لابن أبي معيط بجياد. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ. فَقَالَ: إِنَّكَ غُلَامٌ مُعَلَّمٌ. قَالَ: فَأَخَذْتُ مِنْ فِيهِ سَبْعِينَ سُورَةً لَا يُنَازِعُنِي فِيهَا أَحَدٌ [5] . حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمِرِيُّ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [6] عَنْ مَسْرُوقٍ [7] قَالَ: ذُكِرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ إِذْ سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: استقروا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ، مِنْ عَبْدِ اللَّهِ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَمُعَاذٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. (168 أ) حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ [1] ثَنَا فُضَيْلٌ [2] عَنْ سُليَمانَ [3] عَنْ خَيْثَمَةَ [4] قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَذَكَرُوا ابْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ: إِنَّ ذَاكَ رَجُلٌ أُحِبُّهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ، مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ- فَبَدَأَ بِهِ- وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ. حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ رَجُلٍ يُمْلِي الْمَصَاحِفَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ. فَفَزِعَ عُمَرُ قَالَ: وَيْحَكَ انْظُرْ مَا تَقُولُ. وَغَضِبَ حَتَّى ارْتَفَعَ- يَعْنِي عَنِ الرَّجُلِ- قَالَ: انْظُرْ مَا تَقُولُ. قَالَ: مَا جِئْتُكَ إِلَّا بِحَقٍ. قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. قَالَ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَحَقَّ بِذَلِكَ مِنْهُ، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّا سَمِرْنَا لَيْلَةً فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي بَعْضِ مَا يَكُونُ مِنْ حَاجَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجْنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي بَيْنَي وَبَيْنَ أَبُي بَكْرٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ إِذَا رَجُلٌ يَقْرَأُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْتَمْتَ. فَغَمَزَنِي بيده أن سكت. قَالَ: فَقَرَأَ وَرَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو ويستغفر الله. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل تُعْطَهْ. ثُمَّ قَالَ مَرَّةً: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَطْبًا كَمَا نَزَلَ فَلْيَقْرَأْهُ كَمَا قَرَأَهُ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. قَالَ: فَعَلِمْتُ أَنَا وَصَاحِبِي أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَيْهِ لِأُبَشِّرَهُ، فَقَالَ: قَدْ سَبَقَكَ أَبُو بَكْرٍ. وما سابقته إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ [1] . قَالَ يحي الْقَطَّانُ لِلْأَعْمَشِ: أَلَيْسَ قَالَ أَبُو خَيْثَمَةَ [2] إِنَّ اسْمَ الرَّجُلِ قَيْسُ بْنُ مَرْوَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [3] عَنْ عَاصِمٍ [4] عَنْ زِرٍّ قَالَ: سَأَلَهُ أَبُو بَكْرٍ مَا سَأَلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لَا يَنْفَدْ، وَمُرَافَقَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَمْزَةَ [5] بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَقَدْ قَرَأْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سورة (168 ب) وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ لَهُ ذُؤَابَتَانِ يَلْعَبُ مَعَ الصبيان [6] .
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ [1] قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عَنْ أَيِّهِمْ تَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قال: علم القرآن وَعَلِمَ السُّنَّةَ ثُمَّ انْتَهَى وَكَفَى بِهِ عِلْمًا. فقالوا: أَخْبَرَنَا عَنْ أَبِي مُوسَى؟ قَالَ: صُبِغَ فِي الْعِلْمِ صَبْغًا. قَالُوا: أَخْبَرْنَا عَنْ حُذَيْفَةَ؟ قَالَ: أَعْلَمُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُنَافِقِينَ. قَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ عَمَّارٍ؟ قَالَ: مُؤْمِنٌ نَسِيٌّ وَإِذَا ذَكَّرْتَهُ ذَكَرَ. قَالُوا: حَدِّثَنَا عَنْ أَبِي ذَرٍّ؟ قَالَ: وَعَى عِلْمًا عَجَزَ عَنْهُ. قَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ سَلْمَانَ؟ قَالَ: عَنْ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ تَسْأَلُونِي عَلِمَ عِلْمَ الْأُولَى وَعِلْمَ الْآخِرَةِ، بَحْرًا لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَهُوَ مِنْا أَهْلِ الْبَيْتِ. قَالُوا: حَدَّثَنَا عَنْ نَفْسِكَ؟ قَالَ: كُنْتُ إِذَا سُئِلْتُ أَعْطَيْتُ وَإِذَا سَكَتُّ ابْتَدَيْتُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو عُمَرَ [2] نَحْوَهُ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [3] عَنْ عبد الرحمن بن يزيد [4] قال: سألنا حذيفة عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ، فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَلَا دَلًّا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ- وَهَذَا لَفْظُ سُلَيْمَانَ-. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْنَا حُذَيْفَةَ فَقُلْنَا: أخبرنا برجل قريب السمت
وَالدَّلِّ وَالْهَدْيِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَأْخُذُ عَنْهُ؟ قَالَ: مَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَدَلًّا وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ حَتَّى يَتَوَارَى جِدَارَ بَيْتٍ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ أقَرْبُهُمْ إِلَى اللَّهِ وَسِيلَةً [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة حدثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا قُطْبَةُ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ [3] عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ [4] قَالَ: كنا في دار أبي موسى (169 أ) مَعَ بَعْضٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ فِي مُصْحَفٍ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ: ابْنُ مَسْعُودٍ مَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ بَعْدَهُ أَعْلَمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذَا الْقَائِمِ. قَالَ أَبُو مُوسَى: لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ كَانَ يَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا وَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ [5] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو [6] الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا مُوسَى فَذَكَرْتُ لَهُ قَوْلَ ابن مسعود فقال:
لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مَا دَامَ هَذَا الخبر بين أظهركم، فو الله لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَمَا أَرَاهُ إِلَّا عَبْدًا لِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. «حَدَّثَنَا ابْنُ نمير حدثنا يحي بْنُ عِيسَى عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ فِيمَا أُنْزِلَتْ وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنِّي تَبْلُغُهُ الْإِبِلُ وَالْمَطَايَا لَأَتَيْتُهُ» [1] . حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبِي ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ [2] عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: لَقَدْ جَالَسْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُهُمْ كَالْإِخَاذِ، وَالْإِخَاذُ يَرْوِي الرَّجُلَ، وَالْإِخَاذُ يَرْوِي الرَّجُلَيْنِ وَالْإِخَاذُ يَرْوِي الْعَشْرَةَ، وَالْإِخَاذُ يَرْوِي الْمِائَةَ، وَالْإِخَاذُ لَوْ نَزَلَ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ لَأَصْدَرَهُمْ، فَوَجَدْتُ عَبْدَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ الْإِخَاذِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بن موسى وعبد الله بن رجاء قَالا: أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [3] عَنْ حَارِثَةَ [4] قَالَ: قُرِئَ عَلَيْنَا كِتَابُ عُمَرَ: إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ بِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ أَمِيرًا، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مُعَلِّمًا وَوَزِيرًا، وَإِنَّهُمَا مِنَ النُّجَبَاءِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ- زَادَ ابْنُ رَجَاءٍ: وَقَدْ جَعَلْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ عَلَى بَيْتِ مَالِكُمْ فَتَعَلَّمُوا مِنْهُمْا وَاقْتَدُوا بِهِمَا- قَالا جَمِيعًا: وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ [5] أخبرنا الثوري
عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ مَعَ عُمَرَ إِذْ جَاءَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَكَادَ الْجُلُوسُ يُوَارُونَهُ مِنْ قِصَرِهِ فَضَحِكَ عمر حين (169 ب) رَآهُ، فَجَعَلَ يُكَلِّمُ عُمَرَ وَيُضَاحِكُهُ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِ، ثُمَّ وَلَّى، فَأَتْبَعَهُ عُمَرُ بَصَرَهُ حَتَّى توارى فقال: كيف مليء علماء [1] . حدثني يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ عَنِ الرُّكَيْنِ [2] عن نعيم ابن حَنْظَلَةَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ أُتِيتَ مِنَ الْعِلْمِ غَيْرَ قَلِيلٍ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مِسْعَرٍ [3] عَنْ عمرو بن مرة عن أبي عبيدة [4] قَالَ: سَافَرَ عَبْدُ اللَّهِ سَفَرًا، فَذَكَرُوا أَنَّ الْعَطَشَ قَتَلَهُ هُوَ وَأَصْحَابَهُ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِعُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَهُوَ أَنْ يُفَجِّرَ اللَّهُ لَهُ عَيْنًا يَسْقِيهِ مِنْهَا هُوَ وَأَصْحَابَهُ أَحَقُّ عِنْدِي مِنْ أَنْ يَقْتُلَهُ عَطَشًا. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ [5] قَالَ: أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ فَقُلْنَا له: حدثنا بأقرب النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيًا وَسَمْتًا وَدَلًّا فَنَأْخُذُ عَنْهُ وَنَسْمَعُ مِنْهُ؟ قَالَ: كَانَ أَقْرَبَ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدْيًا وَسَمْتًا وَدَلًّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى تَوَارَى عَنَّا فِي بَيْتِهِ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ أَقْرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ مَطَرٌ [1] عَنْ شَقِيقٍ [2] قَالَ: كُنْتُ مَعَ حُذَيْفَةَ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ أَقْرَبُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَسِيلَةً. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثَنَا شَيْبَانُ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ [4] قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ وَأَبَا مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيَّ وَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَى مُصْحَفٍ، فَتَحَدَّثْنَا سَاعَةً، ثُمَّ خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ فَذَهَبَ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ أَحَدًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ هَذَا الْقَائِمِ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا شُعْبَةُ أَنْبَأَ أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعَتُ أَبَا الْأَحْوَصِ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ أَبِي مُوسَى [5] وَأَبِي مَسْعُودٍ [6] فذكر عبد الله فقال (170 أ) أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تُرَاهُ تَرَكَ مِثْلَهُ. قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ لَقَدْ كَانَ يَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا وَيَدْخُلُ إِذَا حُجِبْنَا. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ: قَرَأَ الْقُرْآنَ ثم أقام عنده،
وكفى به [1] . حدثنا ابن نمير حدثنا أبو معاوية [2] عن الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ مِنْ أَقْرَبِهِمْ وَسِيلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ علقمة قال: كان عبد الله يشبه بالنبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ. وَكَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ [4] . وَقَالَ: حدثنا يَعْلَى [5] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ [6] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى يَقُولُ: مَجْلِسٌ كُنْتُ أُجَالِسُهُ ابْنَ مَسْعُودٍ أَوْثَقُ فِي نَفْسِي مِنْ عَمَلِ سَنَةٍ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا حَمَّادٌ [7] أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ أَجْتَنِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وَسَلَّمَ سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ وَكَانَتِ الرِّيحُ تَكْفُوهُ- وَكَانَ فِي سَاقَيْهِ دِقَّةٌ- فَضَحِكَ الْقَوْمُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُضْحِكُكُمْ؟ فَقَالُوا: مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بُنْدَارٌ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صَعِدَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَجَرَةً يَجْتَنِي مِنْهَا، قَالَ: فَرَفَعَتِ الرِّيحُ عَنْ سَاقِهِ، قَالَ: فَضَحِكُوا مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَضْحَكُونَ مِنْ حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ لَهُوَ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [2] عَنْ مُغِيرَةَ [3] عَنْ أُمِّ مُوسَى [4] قَالَتْ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بْنَ مَسْعُودٍ أَنْ يَصْعَدَ شَجَرَةً فَيَأْتِيَهُ بِشَيْءٍ منها، (170 ب) فنظر صحابه إِلَى حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ فَضَحِكُوا مِنْهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ عليه السلام: مَا تَضْحَكُونَ لَرِجْلٍ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ حدثنا ابو عوانة [5] عن المغيرة
عَنْ أُمِّ مُوسَى قَالَتْ: ذُكِرَ ابْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَ عَلِيٍّ فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَهُوَ يَجْتَنِي مِنْ شَجَرَةٍ، فَضَحِكَ بَعْضُ الْقَوْمِ مِنْ دِقَّةِ ساقيه، فقال النبي عليه السلام: مَا يُضْحِكُكُمْ مِنْهُمْا لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُحُدٍ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ [1] عَنْ حُذَيْفَةَ [2] قَالَ: لَقَدْ عَلِمَ الْمَحْفُوظُونَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ مِنْ أَقَرَبِهِمْ إِلَى اللَّهِ وَسِيلَةً. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْعَلَاءِ [3] عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ قَالَ: كَانَ عُمَرُ عَلَى دَارٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بِالْمَدِينَةِ يَنْظُرُ إِلَى بِنَائِهَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ تَكْفِي هَذَا. فَأَخَذَ لَبِنَةً فَرَمَى بِهَا فَقَالَ: أَتَرْغَبُ بِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. «حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا محمد بن أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ الْعَلَاءِ- يَعْنِي ابْنَ بَدْرٍ- عَنْ تَمِيمِ بْنِ حذلم قال: جالست أصحاب النبي عليه السلام أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَزْهَدَ في الدنيا ولا أرعب فِي الْآخِرَةِ وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلَاخِهِ مِنْكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ» [4] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [5] وَآدَمُ [6] قَالا: ثَنَا المسعودي [7] حدثني مسلم
الْبَطِينُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ- قَالَ آدَمُ: سَنَةً- مَا سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ فِيهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ يَوْمًا فَجَرَى عَلَى لِسَانِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فعلاه الكرب [1] حتى رأيت العرق يتحدر عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِمَّا فَوْقَ ذَا وَإِمَّا قَرِيبٌ مِنْ ذَا وَإِمَّا دُونَ ذَا [2] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: صَحِبْتُ عَبْدَ اللَّهِ ثَمَانِيَةَ عَشْرَ شَهْرًا فَمَا سَمِعْتُهُ يحدث عن رسول (171 أ) اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا، فَرَأَيْتُهُ يَعْرَقُ، ثُمَّ غَشِيَهُ بُهْرٌ ثُمَّ قَالَ نَحْوَهُ أَوْ شِبْهَهُ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ منصور حدثنا أبو معاوية [3] حدثنا الأعمش عن مسلم ابن صُبَيْحٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا تَدَعُونَ خَصْلَةً مِمَّا أُمِرْتُمْ بِهِ إِلَّا أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ مَا هُوَ أَشَدُّ عَلَيْكُمْ مِنْهَا. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ منصور حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ غَفَرَ لِي ذَنْبًا مِنْ ذُنُوبِي وَأَنِّي سُمِّيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوْثَةٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ سَيَّارٍ [4] عَنْ أَبِي وَائِلٍ [5] قال: قال
عَبْدُ اللَّهِ: وَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ غَفَرَ لِي ذُنُوبِي وَأَنْ لَا يُعْرَفَ نَسَبِي. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] عَنْ يُونُسَ بن عبيد عن حميد ابن هِلَالٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَوَدِدْتُ أَنِّي نُسِبْتُ إِلَى رَوْثَةٍ وَأَنَّ اللَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّي حَسَنَةً وَاحِدَةً مِنْ عَمَلِي. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ثَنَا خَالِدٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ حُمَيدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسعود: لئن أَكُونُ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ تَقَبَّلَ مِنِّي عَمَلًا أحب اليّ من أن يكون لي مليء الأرض ذهبا. حدثنا سعيد ثنا أَبُو مُعَاوِيَةُ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: أَكْثَرُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمِي لَحَثَيْتُمُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِي. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ [2] قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ وَتَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ سَاكِتٌ. فَقَالَ عبد الله: يا تميم ان استطعت أَنْ تَكُونَ أَنْتَ الْمُحَدَّثَ فَافْعَلْ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ يَقُولُ: ذَاكَ رَجُلٌ مَا أَعْدِلُ بِهِ أَحَدًا- يَعْني عَبْدَ اللَّهِ-. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْسٍ [3] عَنِ الْقَاسِمِ [4] قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَبْدِ اللَّهِ: قُمْ فَتَكَلَّمْ. فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ وَشَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ الا الله وأن (171) محمدا عبده ورسوله
[معاذ بن جبل]
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السلام: اللَّهمّ إِنِّي قَدْ رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيُّ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ صَاحِبَ الْوِسَادِ وَالسِّوَاكِ وَالنَّعْلَيْنِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] ثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: أَيُّهُمَا خَيْرٌ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: كَانَ يَبْدَأُ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ. [مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [4] عَنْ أَيُّوبَ [5] عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ رَجُلٍ كَانَ يَخْدِمُ معاذ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ مُعَاذٌ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، كَانَ يُغْشَى عَلَيْهِ أَحْيَانًا وَيُفِيقُ أَحْيَانًا، فَغُشِيَ عَلَيْهِ غِشْيَةً ظَنَنَّاهُ لِمَا بِهِ قَالَ: فَأَفَاقَ وَأَنَا قُبَالَتَهُ أَبْكِي، قَالَ لِي: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: قُلْتُ أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أَنَالُهَا مِنْكَ وَلَا عَلَى نَسَبٍ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ وَالْحِكَمِ الَّذِي كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْكَ تَذْهَبُ. قَالَ: قَالَ: لَا تَبْكِ فَإِنَّ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ مَكَانَهُمَا مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا وَابْتَغِهِ حَيْثُ ابْتَغَاهُ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ سَأَلَ اللَّهُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، ثُمَّ تلا «اني ذاهب الى ربي سيهدين» [6] وابتغه بعدي أربعة نفر
فَإِنْ وَجَدْتَهُ عِنْدَهُمْ وَإِلَّا فَسَائِرُ النَّاسِ أَعْقَابُهُ، عبد الله بن مسعود وعبد الله ابن سَلَامٍ وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَعُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَإِيَّاكَ وَزَيْغَةَ الْحَكِيمِ وَحِكَمَ الْمُنَافِقِ. قُلْتُ لَهُ: وَكَيْفَ أَعْلَمُ زَيْغَةَ الْحَكِيمِ وَحِكَمَ الْمُنَافِقِ؟ قَالَ: كَلِمَةُ الضلالة يُلْقِيهَا الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِ الْحَكِيمِ فَلَا يَحْمِلُهَا وَلَا ... [1] مَنْهُ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ قَدْ يَقُولُ الْحِكْمَةَ. وَخُذِ الْعِلْمَ إِذَا جَاءَكَ فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا، وَإِيَّاكَ وَمُغَمَّضَاتِ الْأُمُورِ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: فَسَأَلْنَا خَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ عَنْ مُغَمَّضَاتِ الأمور فقال:.... [2] (172 أ) الَّذِي يُنْظَرُ فِيهِ فَلَا يَنْفَرِجُ عَنْكَ بِوَجْهِهِ مِثْلَ الْعَيْنِ الْمُغْمَضَةِ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَ مَعْمَرٌ [3] قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: مَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عِنْدَنَا بِأَعْلَمَ مِنْ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ وَلَكِنَّهُ مَاتَ سَرِيعًا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قال: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: مَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ بِأَقْدَمَ هِجْرَةٍ مِنْ أَخِيهِ عُتْبَةَ وَلَكِنَّ عُتْبَةَ مَاتَ قَبْلَهُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ: [4] هَلْ رَأَيْتَ أَبَاكَ؟ قَالَ: لَا. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بشار حدثنا محمد بن جعفر حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ: أَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم
سلمان الفارسي [3]
ليلة الجن؟ قال: لا. وسألت إبراهيم قَالَ: لَيْتَ صَاحِبَنَا كَانَ ذَاكَ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثنا يحي بن سليمان عن ابن خثيم [1] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أَخَّرَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ الصَّلَاةَ بِالْكُوفَةِ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَثَوَّبَ بِالصَّلَاةِ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ، ثُمَّ انْكَفَأَ إِلَى مَجْلِسِهِ وَأَنَا مَعَ أَبِي، فَجَاءَ رَسُولُ الْوَلِيدِ بن عقبة (172 ب) فَقَالَ: يَقُولُ لَكَ الْوَلِيدُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ. سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ [3] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا- يَعْنِي الدُّهْنِيَّ- يَقُولُ: كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَكَارَةٌ مِنْ ثِيَابٍ، فَيَتَصَدَّقُ بِهَا وَيَعْمَلُ الْخُوصَ. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: ثَنَا عَوْفٌ [4] عَنْ أَبِي عُثْمَانَ [5] قَالَ: قَالَ لِي سَلْمَانُ: يَا أَبَا عُثْمَانَ هَلْ رَأَيْتَ رَامَهُرْمُزَ، قَالَ: فَإِنِّي مِنْ أَهْلِهَا [6] . مَا جَاءَ فِي عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ [7] وأصحابه حدثنا ابو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ
مَنْصُورٍ [1] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [2] قَالَ: انْتَهَى عِلْمُ أَهْلِ الكوفة الى ستة مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [3] ، فَهُمُ الَّذِينَ كَانُوا يُفْتُونَ النَّاسَ وَيُعَلِّمُونَهُمْ وَيُفْتُونَهُمْ، عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ، وَالْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيَّ وَمَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ الْهَمْدَانِيُّ، وَعُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ، وَالْحَارِثُ بن قيس الجعفي، وعمرو بْنُ شُرَحْبِيلَ الْهَمْدَانِيُّ [4] . «حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم [5] قال: كَانَ عَلْقَمَةُ يُشَبَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ» [6] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ [7] حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ [8] عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ [9] قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِنَا إِلَى أَشْبَهِ النَّاسِ هَدْيًا وسمتا..... [10] بعبد الله. فلم يبد من
هُوَ حَتَّى انْطَلَقْنَا إِلَى عَلْقَمَةَ [1] . «حَدَّثَنَا عَمْرُو بن حفص بن غياث حدثنا أبي ثنا الْأَعْمَشُ ثَنَا عُمَارَةُ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: انْطَلِقُوا بْنَا إِلَى أَشْبَهِ النَّاسِ هَدْيًا وَدَلًّا وَأَمْرًا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. فَقُمْنَا مَعَهُ مَا يُبْدِي أَيْنَ يُرِيدُ حَتَّى دَخَلَ بِنَا عَلَى عَلْقَمَةَ» [2] . حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ حُذَيْفَةَ وَأَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا فَسَأَلَهُمَا عَنْ فَرِيضَةٍ، فَجَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَنْظُرُ إِلَى صَاحِبِهِ، وَلَمْ يَرُدَّا عَلَيْهِ شَيْئًا، فقال لهما الرجل: أَلَا تُجِيبَانِي عَمَّا سَأَلْتُكُمَا عَنْهُ، فَسَكَتَا عَنْهُ فَلَمْ يَرُدَّا عَلَيْهِ شَيْئًا. فَقُلْتُ لَهُمَا: إِنْ شِئْتُمَا أَنْبَأْتُكُمَا مَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ فِيهَا. قَالا: وَإِنَّ فِيكُمْ مَنْ يَحْفَظُ قَوْلَهُ؟ قلت: نعم، (173 أ) كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَا: لقد روينا انها كذلك ولكنا خشينا ان تكون قَدْ نَسِينَا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عن إبراهيم قال: قال علقمة [4] :
مَا حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ أَوْ وَرَقَةٍ [1] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ غَالِبٍ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: عَلْقَمَةُ كَانَ أَفْضَلَ أَوِ الْأَسْوَدُ [2] . قَالَ: عَلْقَمَةُ وَقَدْ شَهِدَ صِفِّينَ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قِيلَ لِعَلَقْمَةَ: أَلَا تَخْرُجُ فَتُحَدِّثَ النَّاسَ؟ قَالَ: أَخْرُجُ فَيَتَّبِعُونَ عَقِبِي فَيَقُولُونَ هَذَا عَلْقَمَةُ [3] . قَالُوا: أَفَلَا تَدْخُلُ عَلَى السُّلْطَانِ فَتَنْتَفِعَ؟ قَالَ: إِنِّي لَا أُصِيبُ مِنْ دُنْيَاهُمْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابُوا مِنْ دِينِي مِثْلَهُ [4] . حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عَلْقَمَةُ لِمَسْرُوقٍ: اكْتُبْ لِيَ النَّظَائِرَ. قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْكِتَابَ يُكْرَهُ؟ قَالَ: إِنَّمَا أَنْظُرُ فِيهِ ثُمَّ أَمْحُوهُ. قَالَ: لَا بَأْسَ [5] . حَدَّثَنَا ابن نمير حدثنا أبي ثنا الأعمش عن إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَةُ إِذَا خَطَبَ فِي نِكَاحٍ قَصَّرَ دُونَ أَهْلِهِ [6] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ أَبَا بردة كتب
عَلْقَمَةَ فِي الْوَفْدِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلْقَمَةُ: امْحُنِي امْحُنِي [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى الْعَطَّارِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُبَيْدَةَ [2] فَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْجَدِّ، فَقَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُوَرِّثُهُ إِلَى السُّدُسِ لَا يَنْقُصُهُ شيئا فاخرني مَا قَدَّمَ وَمَا حَدَّثَ. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ إِنْ كَانَ حَدِيثُ عَلْقَمَةَ كُلُّهُ هَذَا مَا أَدْرِي مَا أَحْسَبُ حَدِيثَ عَلْقَمَةَ، وَمَا عُبَيْدَةُ عِنْدِي بِمُتَّهَمٍ، فَمَرَرْتُ بِعُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ [3] وَهُوَ عَلَى بابه فقال: يا أعور ما لي أراك مكتئبا؟ قال: قلت لا والله ألا إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ عُبَيْدَةَ فَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْجَدِّ فَقَالَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُوَرِّثُهُ إِلَى السُّدُسِ لَا يَنْقُصُهُ شَيْئًا فاخرني ما قدم وما حدث، (173 ب) فَقُلْتُ وَاللَّهِ إِنْ كَانَ حَدِيثُ عَلْقَمَةَ هَكَذَا كُلُّهُ مَا أَدْرِي مَا أَحْسَبُ حَدِيثَ عَلْقَمَةَ وَمَا عُبَيْدَةُ عِنْدِي بِمُتَّهَمٍ، وَكَانَ قَالَ عَلْقَمَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ يُوَرِّثَهُ إِلَى الثُّلُثِ. قَالَ: فَقَالَ لِي: قَدْ صَدَقَا جَمِيعًا. قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: إِنَّ عُبَيْدَةَ كَانَ نَائِيَ الدَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ إِلَى السُّدُسِ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ أَلْزَمَهُمَا إِلَيْهِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بَعْدُ إِلَى الثُّلُثِ، فَأَخْبَرَ عَلْقَمَةَ بِقَوْلِهِ الْآخِرِ وَعُبَيْدَةَ بِقَوْلِهِ الْأَوَّلِ. حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان عن أبي إسحاق قال: كان علقمة
مِنَ الرَّبَّانِيِّينَ [1] . «حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [2] عَنْ عَمِّهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَهُمْ بِالْقَضَاءِ، وَكَانَ عُبَيْدَةُ يُوَازِي شُرَيْحًا فِي الْقَضَاءِ» [3] ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ انْتَهَى إِلَى قَوْلِ عبد الله، وكان ربيع بن خثيم أَشَدَّ الْقَوْمِ وَرَعًا وَأَقَلَّهُمْ عِلْمًا. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْكُوفَةَ وَبِهَا أَرْبَعَةٌ مِمَّنْ يُعَدُّ بِالْفِقْهِ فَمَنْ بَدَأَ بِالْحَارِثِ ثَنَّى بِعُبَيْدَةَ، وَمَنْ بَدَأَ بِعُبَيْدَةَ ثَنَّى بِالْحَارِثِ وَعَلَقْمَةُ الثَّالِثُ وَشُرَيْحٌ الرَّابِعُ. ثُمَّ يَقُولُ ابْنُ سِيرِينَ: وان أربعة أخسهم شريحا لَخِيَارٌ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ [4] عَنْ أَشْعَثَ [5] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْكُوفَةَ وَبِهَا أَرْبَعَ مِائَةٍ مِمَّنْ يَطْلُبُ الْعِلْمَ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَفِطْرٌ [6] إلى عبد الله بن أبي الهذيل نسأله عَنْ حَدِيثٍ، فَقَالَ: يُقْتَلُ عُثْمَانُ وَتَسْأَلُونَ عَنِ الْأَحَادِيثِ!. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَخْبَرَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: كان ابو
صَالِحٍ [1] إِذَا ذُكِرَ عُثْمَانُ يَبْكِي حَتَّي يَقُولَ هَاهْ هَاهْ. حدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قال: أبى قلبي الا حب عثمان. «حدثنا آدَمُ [2] ثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْمُغِيرَةِ [3] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] قَالَ: كَنَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ أَبَا شِبْلٍ، وَكَانَ عَلْقَمَةُ عَقِيمًا لَا يُولَدُ لَهُ» [5] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحيم حدثنا عَلِيٌّ [6] قَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَقَمَةُ والأسود [7] ، وعبيدة [8] (174 أ) وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ وَآخَرُ ذَكَرَهُ، فَكَانَ عِلْمُ هَؤُلَاءِ وَحَدِيثُهُمُ انْتَهَى إِلَى سفيان بن سعيد، وكان يحي بْنُ سَعِيدٍ [9] بَعْدَ سُفْيَانَ يُعْجِبُهُ هَذَا الطَّرِيقُ وَيَسْلُكُهُ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ [10] قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ [11] قَالَ: سَمِعْتُ زُبَيْرًا [12] يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ:
[الأسود بن يزيد]
كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ شُيُوخَ هَذِهِ الْأُمَّةِ. [الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ [1] قَالَ: رَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ [2] وَقَدْ ذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ مِنَ الصَّوْمِ [3] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَنَشٌ عَنْ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: كَانَ الْأَسْوَدُ يَصُومُ فِي السَّفَرِ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ مِنَ الْعَطَشِ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ، وَنَحْنُ يشرب أحدنا مرارا قبل ان يفرغ من راحلته فِي غَيْرِ رَمَضَانَ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا حَنَشٌ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ [5] أَنَّ عَلْقَمَةَ كَانَ يَقُولُ لِلْأَسْوَدِ: مَا تُعَذِّبُ هَذَا. فَيَقُولُ: إِنَّمَا أُرِيدُ بِهِ الرَّاحَةَ [6] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا حَنْشٌ عَنْ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: سَافَرْتُ مَعَ الْأَسْوَدِ إِلَى مَكَّةَ، فَكَانَ إِذَا حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ نَزَلَ عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ عليه، وان
[مسروق بن الأجدع]
كَانَ عَلَى حَزُونَةٍ [1] نَزَلَ فَصَلَّى، وَإِنْ كَانَ يَدُ نَاقَتِهِ فِي صُعُودٍ أَوْ هُبُوطٍ أَنَاخَ وَلَمْ يَنْتَظِرْ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ [3] يَأْتِي الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ فَيَقُولُ: مَا جِئْتُكَ من مرة الا تمنيت ان الناس ينعوك إِلَيَّ. قَالَ: فَقَالَ الْأَسْوَدُ: آسَى عَلَى شَهْرٍ أعيشه فيكتب الله لِي فِيهِ خَمْسِينَ صَلَاةً. قَالَ مِسْعَرٌ: فَكَانَ قَوْلُ الْأَسْوَدِ أَعْجَبَ إِلَيْهِمْ. حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ وَهُوَ يَمْشِي بِجَنْبِ الحائط، قال: فقلت له: مالك؟ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَنِي إِنْسَانٌ فَيَسْأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ. قَالَ: قُلْتُ لَهُ: لَكِنَّ عُمَرَ كَانَ شديد الوطيء عَلَى الْأَرْضِ لَهُ صَوْتٌ جَهُورِيٌّ. [مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ] حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالا: ثَنَا سَعِيدٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَجَّ مَسْرُوقٌ [4] فَمَا نَامَ إِلَّا سَاجِدًا عَلَى وَجْهِهِ [5] . حَدَّثَنَا أَبُو النعمان حدثنا حماد بن زيد (174 ب) عن أنس بن سيرين
قَالَ: بَلَغَنَا بِالْكُوفَةِ أَنَّ مَسْرُوقًا كَانَ يَفِرُّ مِنَ الطَّاعُونِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ. قَالَ: وَقَالَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى امْرَأَتِهِ نَسْأَلُهَا. قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا فَسَأَلْنَاهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: كَلَّا وَاللَّهِ مَا كَانَ يَفِرُّ وَلَكِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: أَيَّامُ تَشَاغُلٍ فَأُحِبُّ أَنْ أَخْلُوَ لِلْعِبَادَةِ. وَكَانَ شَيْخاً يَخْلُو لِلْعِبَادَةِ، قَالَتْ: فَرُبَّمَا جَلَسْتُ خَلْفَهُ أَبْكِي مِمَّا أَرَاهُ يَصْنَعُ بِنَفْسِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ. قَالَتْ [1] : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الطَّاعُونُ وَالْبَطْنُ وَالنُّفَسَاءُ وَالْغَرَقُ مَنْ مَاتَ فِيهِنَّ مُسْلِمًا فَهِيَ لَهُ شَهَادَةٌ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الطَّائِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: رَجُلٌ نَذَرَ أَنْ يَنْحَرَ ابْنَهُ. قَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ النَّخَّاسِينَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ كَانَ أَطْلَبَ لِعِلْمٍ فِيِ أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ مِنْ مَسْرُوقٍ [4] ، قَالَ: لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ. حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُسْلِمٍ [5] قَالَ: كَانَ مَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ رَجُلًا مَأْمُومًا [6] فكان يقول: ما يسرني ان لي بها كَذَا وَكَذَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَوْلَا هِيَ مَا أَمِنْتُ أَنْ يَسْتَخِفَّنِي بَعْضُ هَذِهِ الْفِتَنِ [7] . وَكَانَ عَلَى السِّلْسِلَةِ فَقَدِمَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَاشْتَرَى كَبْشًا
باثنين وعشرين درهما، لم يكن عنده نقد فاستقرضها مِنْ بَعْضِ جِيرَتِهِ، فَدَخَلَ الْقَصْرَ وَأَنَا مَعَهُ، فَلَقِيَهُ قَوْمٌ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ فَقَالُوا: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ عَدَلْتَ وَأَحْسَنْتَ، فَلَمْ يَزِدْهُمْ عَلَى أَنْ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ «أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حسنا» [1] حَتَّى بَلَغَ «ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ المحضرين» [2] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا زُهَيْرٌ [3] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ [4] يَقُولُ: كَانَ أَبُو مَيْسَرَةَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ يَقُولُ: لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي. فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: لِمَ يَا أَبَا ميسرة؟ قال لأني أوعدت اني وَارِدٌ [5] وَلَمْ أُوعَدْ أَنِّي صَادِرٌ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَشَّارٍ [6] ثَنَا أَبُو دَاوُدَ [7] وَسَالِمٌ [8] قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: قَلْبُ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ مِنْ ذهب. (175 أ) . حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ شُعْبَةَ يَقُولُ إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ شَيْئًا. قَالَ: صَدَقَ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عن أبي إسحاق قال: كان
اخبار الربيع بن خثيم
عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرُئِيَ ذُكِرَ اللَّهُ [1] . أَخْبَارُ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ حَدَّثَنَا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ فُلَانٌ: مَا أَرَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا بِكَلِمَةٍ تَصْعَدُ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بن ذعلوق عن إبراهيم التيمي اخبرني مَنْ صَحِبَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ عِشْرِينَ عَامًا مَا سَمِعَ مِنْهُ كَلِمَةً تُعَابُ [3] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَالَسْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ سَنَتَيْنِ فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ مِمَّا فِيهِ النَّاسُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لِي مَرَّةً: أُمُّكَ حَيَّةٌ؟ كَمْ لَكُمْ مِنْ مَسْجِدٍ [5] ؟. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ لَمْ يُرَ جَالِسًا فِي مَجْلِسٍ مُنْذُ اتَّزَرَ بِإِزَارِهِ [6] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ قَالَ: قَالَ لِي الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ حين قتل الحسين: «اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ 39: 46
وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ في ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [1] » 39: 46 [2] . حَدَّثَنَا [3] سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ إِذَا قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ قَالَ: أصبحنا ضعفاء مذنبين، نأكل أرزاقنا، وننتظر آجالنا [4] . «حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ: إِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثًا لَهُ ضَوْءٌ كَضَوْءِ النَّهَارِ تَعْرِفُهُ، وَإِنَّ مِنَ الْحَدِيثِ حَدِيثًا لَهُ ظُلْمَةٌ كَظُلْمَةِ اللَّيْلِ تُنْكِرُهُ» [5] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عن سعيد [6] (175 ب) عن مدر الثَّوْرِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: كَانَ إِذَا جَاءَهُ الرَّجُلُ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ فِيمَا عَلِمْتَ، وَمَا [7] اسْتُؤْثِرَ عَلَيْكَ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ، لَأَنَا فِي الْعَمْدِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي الْخَطَأِ، وَمَا أَخْيَارُكُمُ الْيَوْمَ بِخَيْرٍ وَلَكِنْ خَيْرٌ مَنْ آخِرِهِمْ شَرٌّ مِنْهُمْ [8] ، لَا يَتَّبِعُونَ الْحَقَّ حَقَّ اتِّبَاعِهِ، وَلَا يَفِرُّونَ من الشر
حَقَّ فِرَارِهِ، وَمَا كُلُّ مَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَكَ ثُمَّ [مَا] كُلُّ مَا تَقْرَءُونَ تَدْرُونَ مَا هُوَ. ثُمّ قَالَ: السَّرَائِرَ- ثَلَاثًا- اللَّاتِي تَخْفَى عَلَى النَّاسِ وَهُنَّ للَّه [1] بَوَادٍ، فَالْتَمِسُوا دَوَاءَهُنَّ. ثُمَّ يَقُولُ: وَمَا دَوَاؤُهُنَّ؟ تَتُوبُ ثُمَّ لَا تَعُودُ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ الْمُنْذِرِ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَقُولُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. ثُمَّ يَقُولُ: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ضَاقَ عَلَى النَّاسِ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ [3] عَنْ يَسَارٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ [4] قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَأَخِي حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَسْجِدِهِ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْنَا السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ لَنَا: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قُلْنَا لَهُ: تَذْكُرُ اللَّهَ وَنَذْكُرُهُ، وَتَحْمَدُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ مَعَكَ. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ للَّه إِذْ [5] لَمْ تَقُولَا جِئْنَاكَ لِتَشْرَبَ وَنَشْرَبَ مَعَكَ وَلَا لِتَزْنِيَ وَنَزْنِيَ مَعَكَ [6] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سَعِيدٍ [7] عن أبي وائل
قَالَ: أَتَيْنَا رَبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ فِي دَارِهِ. قَالَ رَجُلٌ: إِنَّكُمْ لَتَلْقَوْنَ رَجُلًا إِنْ حَدَّثَكُمْ صَدَقَكُمْ، وَإِنِ ائْتَمَنْتُمُوهُ لَمْ يَخُنْكُمْ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ تَأْتُونِي لِأَزْنِي فتزنون معي، ولا لأسرق فتسرقون، وَلَا لِأَشْرَبَ فَتَشْرَبُونَ مَعِي [1] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ مُنْذِرٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: كَانَ يَقُولُ: قُولُوا خَيْرًا، وَافْعَلُوا خَيْرًا، وَدُومُوا عَلَى صَالِحِ ذَلِكَ، وَاسْتَكْثِرُوا مِنَ الْخَيْرِ، وَاسْتَقِلُّوا مِنَ الشر، لا تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، وَلَا يَطُولُ عَلَيْكُمُ الْأَمَدُ، وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ 8: 21 [2] » [3] . (176 أ) . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عن سعيد عن منذر حدثنا بكر ابن مَاعِزٍ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ [4] : أَخْزِنْ عَلَيْكَ لسانك الا ممالك ولا عليك فاني اتهمت الناس على دِينِي [5] . وَبِهِ عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَجَدَ فِي سُورَةِ الرَّعْدِ قَالَ: بل
طوعا يا ربنا. حدثنا عثمان بن زفر حَدَّثَنَا رَبِيعٌ [1] عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ ابن خُثَيْمٍ قَالَ: كُلُّ مَا لَا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ يضمحل [2] . حدثنا عبيد الله بن موسى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ يَكْنِسُ حُشَّهُ [3] . قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ: إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ آخُذَ مِنْهُ نَصِيبًا [4] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [5] قَالَ: مَرَتُ امْرَأَةٍ عَلَى الرَّبِيعِ فَقَالَ هَكَذَا وَغَضَ بَصَرَهُ وَلَمْ يُغْمِضْ عَيْنَيْهِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله ابنا الْأَعْمَشُ عَنْ مُنْذِرٍ أَنَّ الرَّبِيعَ قَالَ لِأَهْلِهِ: اصنعوا لي خبيصا- قال: وَكَانَ لَا يَكَادُ يَشْتَهِي عَلَيْهِمْ شَيْئًا- قَالَ: فَصَنَعُوهُ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَى جَارٍ لَهُ مُصَابٍ فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَلُعَابُهُ يَسِيلُ. قَالَ: فَقَالَ أَهْلُهُ: مَا يَدْرِي مَا أَكَلَ. قَالَ الرَّبِيعُ: لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي [6] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَرِيَّةِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَتْ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُعْجِبُهُ الْحُلْوُ فَيَقُولُ: اصْنَعُوا لي طعاما. وصنع له طعام
كَثِيرٌ، فَيَدْعُو فَرُّوخًا وَفُلَانًا فَيُطْعِمُهُمُ الرَّبِيعُ بِيَدِهِ وَيَسْقِيهِمْ، وَيَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِمْ. قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: مَا يَدْرِيَانِ مَا هَذَا وَمَا تُطْعِمُهُمَا. قَالَ: فَيَقُولُ: لَكِنَّ اللَّهَ يَدْرِي. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ [1] عَنْ حَرَّابِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ السَّائِلُ إِذَا أَتَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ قَالَ: أَطْعِمُوهُ سُكَّرًا فَإِنِّي أُحِبُّ السُّكَّرَ [2] . حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ [3] ثَنَا الرَّبِيعُ [4] عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ: جَاءَ سَائِلٌ إِلَى الرَّبِيعِ فَقَالَ: يَا جَارِيَةُ أَطْعِمِيهِ سُكَّرًا. قَالَتْ: وَمَا يَرْجُو بِالسُّكَّرِ هُوَ إِلَى غَيْرِهِ أَحْوَجُ. قَالَ: الرَّبِيعُ يُعْجِبُهُ فَأَطْعِمِيهِ مِمَّا يُعْجِبُ الرَّبِيعَ [5] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثنا سفيان عن سعيد (176 ب) بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي يَعْلَى قَالَ: رَآنِي رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ وَأَنَا يُعْجِبُنِي الصُّحُفُ، فَقَالَ: يَا أَبَا يَعْلَى لَمْ أَطْرُقْكَ بِصَحِيفَةٍ عَلَيْهَا خَاتَمٌ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَرَأَ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ 6: 151 ... الْآيَةَ [6] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [7] أَنْبَأَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلَ حَدَّثَنَا
شعبي قَالَ: مَا جَلَسَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ عَلَى مجلس ولا على ظهر طريق كذا كذا قَالَ أَخَافُ أَنْ يُظْلَمَ رَجُلٌ فَلَا أَنْصُرُهُ، وَأَنْ يَفْتَرِيَ رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ فَأُكَلَّفُ عَلَيْهِ الشهادة، أو يسلم عليّ فلم أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، أَوْ يَقَعَ عَنْ حَامِلَةٍ حِمْلَهَا فَلَا أَحْمِلُ عَلَيْهَا. قَالَ: فَأَنْشَأَ يَذْكُرُ مِنْ هَذَا. قَالَ: وَكَنَّا نَدْخُلُ عَلَيْهِ سَنَةً [1] . حدثنا ابن عثمان ثنا عبد الله أخبرنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ [2] قَالَ: كَأَنَّهُمْ ذَكَرُوا عِنْدَ الرَّبِيعِ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: ذِكْرُ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ ذِكْرِ الرِّجَالِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَيْضًا عِيسَى بْنُ عُمَرَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: مَا سَمِعْنَا [مِنِ] ابْنِ خُثَيْمٍ كَلِمَةً يُرَى أَنَّهُ عَصَى اللَّهَ فِيهَا مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ثَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: مَرَّ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ [3] لِجَلِيسِ رَبِيعٍ: فِي أَيِّ وَادٍ يَهِيمُ هَذَا. قَالَ: وَاللَّهِ مَا نَدْرِي مَا نَحْنُ حِينَ نَقُومُ مِنْ عِنْدِهِ إِلَّا كَهَيْئَتِنَا حِينَ نَجْلِسُ. قَالَ: أَدْخِلْنِي عَلَيْهِ فَإِنِّي قَلَّمَا كَلَّمْتُ رَجُلًا إِلَّا كِدْتُ أَعْرِفُ بَحْرَهُ الَّذِي يَأْخُذُ مِنْهُ. قَالَ: فَدَخَلَا عَلَيْهِ، فَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ، وَكَانَ صَاحِبَ كَلَامٍ، فَذَكَرُوا اخْتِلَافَ النَّاسِ وَذَكَرَ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَسَكَتَ، ثُمَّ تَكَلَّمَ رَبِيعٌ فَذَكَرَ الْأَمْرَ الْجَامِعَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَنَحْوَ هَذَا، ثم استغفر فسكت، فلما
خَرَجْنَا قَالَ الرَّجُلُ: لُمْتُمْ مَنْ قَالَ مِنْكُمْ مَا أَنَا حِينَ قُمْتُ إِلَّا كَهَيْئَتِي حِينَ جَلَسْتُ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَرِيَّةِ الربيع بن خثيم قالت: كان الربيع (177 أ) بْنُ خُثَيْمٍ يَدْخُلُ عَلَيْهِ الدَّاخِلُ وَفِي حِجْرِهِ الْمُصْحَفُ يَقْرَأُ فِيهِ فَيُغَطِّيهِ [1] . وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الربيع ابن خُثَيْمٍ عَنْ عَمَّتِهِ قَالَتْ: كُنْتُ أَقُولُ لِأَبِي: يَا أَبَتَاهُ أَلَا تَنَامُ؟ فَيَقُولُ: يَا بُنَيَّةُ كَيْفَ يَنَامُ مَنْ يَخَافُ الْبَيَاتَ [2] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ يُونُسُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ بَكْرِ بْنِ ماعز ابن الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ أَتَتْهُ ابْنَةٌ لَهُ فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ أَأَذْهَبُ أَلْعَبُ؟ فَلَمَّا أَكْثَرَتْ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ بَعْضُ جُلَسَائِهِ: لَوْ أَمَرْتَهَا فَذَهَبَتْ. فَقَالَ: لَا يُكْتَبُ عَنِّي الْيَوْمَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنِّي آمُرُهَا بِلَعِبٍ [3] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ ابْنُ عَوْنٍ [4] عَنْ مُسْلِمٍ [5] أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كان ان مَسْعُودٍ إِذَا رَأَى الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ قَالَ «بَشِّرِ 22: 34
الْمُخْبِتِينَ» 22: 34 [1] [2] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ [3] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يُقَادُ إِلَى الصَّلَاةِ وَكَانَ بِهِ الْفَالِجُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا يَزِيدَ قَدْ رُخِّصَ لَكَ فِي ذَلِكَ. قَالَ إِنِّي أَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْتُوهَا وَلَوْ حَبْوًا [4] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بكر ابن مَاعِزٍ قَالَ: كَانَ فِي وَجْهِ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ شَيْءٌ فَكَانَ قَيْحُهُ يَسِيلُ، فَرَأَى مِنْ وجهي المساءة، فقال: يا بكر [5] ما يسرني [6] أَنَّ هَذَا الَّذِي بِي بِأَعْتَى الدَّيْلَمِ عَلَى اللَّهِ [7] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَنْبَأَ سُفْيَانُ قَالَ: قِيلَ لِلرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ: - وَكَانَ أَصَابَهُ الْفَالِجُ- لَوْ تَدَاوَيْتَ؟ قال: لقد هممت ثم ذكرت «عاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً» 25: 38 [8] كانت فيهم
أَوْجَاعٌ وَكَانَتْ لَهُمْ أَطِبَّاءُ فَمَا بَقِيَ الْمُدَاوِي وَلَا الْمُدَاوَى إِلَّا وَقَدْ فَنِيَ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ يُحَدِّثُ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا جَلَسَ رَبِيعٌ فِي مَجْلِسٍ مُنْذُ اتَّزَرَ بِإِزَارٍ يَقُولُ أَخَافُ أَنْ أَرَى حَامِلًا أَخَافُ أَنْ لا أرد السلام أخاف أن لا (177 ب) أَغُضَّ بَصَرِي [2] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ وَغَيْرِهِ أَرَاهُ عَنْ مُنْذِرٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إذا رَأَى الرَّبِيعَ بن خثيم قال: «وبشر المخبتين» ، وَلَوْ رَآكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَحَبَّكَ [3] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمٍ أَوْ غَيْرِهِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ مُنْذِرٌ أَوْ غَيْرُهُ: أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ أَصَابَهُ فَالِجٌ، وَكَانَ بَعْضُ وَلَدِهِ أَوْ أَهْلِهِ إِذَا رَآهُ كَأَّنَهُ [4] . قال: فقال ربيع: ما أُحِبُّ أَنَّهُ بِأَعْتَى الدَّيْلَمِ عَلَى اللَّهِ [5] . وَحَدَّثَنَا سَعِيدٌ [6] ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: مَا أَرَى مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِ الْحَيِّ قَطُّ غَيْرَ مَرَّةٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا مِسْعَرٌ عن عمرو بن مرة قال: سمعت
الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ عِنْدَ هَذِهِ السَّارِيَةِ، وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحَدُ بَنِي الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: كَانَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِذَا أَخَذَ عَطَاءَهُ قَسَّمَهُ وترك لنفسه قدر ما يكفيه. حدثنا يحي بن أبي عمر ثَنَا سُفْيَانُ [1] عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة قال: سمعت الشعبي يقول: ثنا الربيع بْنُ خُثَيْمٍ وَكَانَ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الدَّيْنِ فِي الْآخِرَةِ هُمْ أَشَدُّ لَهُ تَقَاضِيًا مِنْهُ فِي الدُّنْيَا يُحْبَسُ لَهُمْ فَيَأْخُذُونَهُ فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَلَسْتَ تَرَانِي حَافِيًا عَارِيًا؟ فَيَقُولُ خُذُوا مِنْ حَسَنَاتِهِ بِقَدْرِ الَّذِي لَهُمْ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ [لَهُ] حَسَنَاتٌ فَزِيدُوا مِنْ سَيّئِاتِهِمْ عَلَى سَيِّئَاتِهِ. قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: وَكَانَ الشَّعْبِيُّ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ مِسْعَرٌ: وَكَانَ عَمْرُو مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مِسْعَرٌ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: وَكَانَ سُفْيَانُ مِنْ مَعَادِنِ الصِّدْقِ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يَلْبَسُ الرِّدَاءَ تَبْلُغُ مِنْ خلفه اليته ومن بين يده رُكْبَتَهُ فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ لَوِ اتَّخَذْتَ رِدَاءً أوسع من هذا. فقال: لم تقل لي يا بني هذا فو الله ما (178 أ) عَلَى الْأَرْضِ مِنْ لُقْمَةٍ لُقِمْتُهَا طَيِّبَةٍ إِلَّا وَدِدَتُ لَوْ كَانَتْ فِي فَمِ أَبْغَضِ النَّاسِ إِلَيَّ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ الْكُوفِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: رُبَّمَا مَكَثْتُ شَهْرًا لَا أَذُوقُ شَيْئًا، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلِي أَكْرَهُونِي عَلَى حَبَّةِ عِنَبٍ فَأَكَلْتُهَا فَوَجَدْتُ وَجَعَهَا فِي بَطْنِي وَأَنَا أَشْتَرِي لهم حوائجهم.
[عبد الرحمن بن أبي نعم]
[عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ] حَدَّثَنَا يَزِيدُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ مُغِيرَةَ [1] قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ [2] يُوَاصِلُ خَمْسَةَ عَشَرَ [يَوْمًا] لَا يَأْكُلُ شَيْئًا [3] . قَالَ: وَكَانَ يُعَادُ كَأَنَّهُ مَرِيضٌ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ يُحْرِمُ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ. قَالَ سَالِمٌ: وَكَانُوا يَقُولُونَ إِنَّهُ كَانَ يُرَائِي. فَسَمِعْتُهُ يُلَبِّي فِي السُّوقِ وَيَقُولُ لَبَّيْكَ [وَلَو] [4] كَانَ رِيَاءً لَاضْمَحَلَّ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ أَنَّهُ قَامَ إِلَى الْحَجَّاجِ فَقَالَ: لَا تُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا. فقال الحجاج: أمكني اللَّهُ مِنْ دَمِكَ. فَقَالَ: إِنَّ مَنْ فِي بطنها أكثر ممن على ظهرها. و [ابو] [5] وَائِلٌ شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ [6] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [7] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قِيلَ لِأَبِي وَائِلٍ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَوِ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ؟ قَالَ: انا كنت
أَكْبَرُ مِنْهُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي عَقْلًا [1] . حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ: وَكَانَ أَبُو وَائِلٍ يَمُرُّ فِي السُّوقِ فَيَسْمَعُ قِيرَاطَ دَانِقٍ فَلَا يَدْرِي كَمْ هِيَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَبْطَأْتُ عَلَى أَبِي وَائِلٍ قَالَ: أَيْ سُلَيْمَانُ أَيْنَ كُنْتَ أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِأَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ أَنْ [لا] تجئني. حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعَمْشِ قَالَ: قَالَ لِي شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْتِيَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَأْتِينَا. قَالَ: وَكَرِهَ أَنْ يَقُولَ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنَا أَكْثَرَ مِمَّا تَأْتِينَا فَيَكْذِبُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ [2] حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ [3] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ، فقال: ممن أنت؟ فقلت: (178 ب) من بني نور. فقال: رب خليل لِي مِنْ بَنِي ثَوْرٍ. فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَبِيعُ بْنُ خثيم؟ قَالَ: أَنَا أَكْبَرُ مِيلَادًا وَهُوَ أَكْبَرُ مِنِّي عَقْلًا. «حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ صُبَيْحٍ الرَّمْلِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ [4] عَنْ عَاصِمٍ [5] قَالَ: كَانَ زِرٌّ أَكْبَرَ مِنْ أَبِي وَائِلٍ، فَكَانَا إِذَا جَلَسَا جميعا لم يحدث ابو وائل
مع زرّ» [1] . «حدثني يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُصَفَّى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ إِذَا خَلَا نَشَجَ، وَلَوْ جُعِلَ لَهُ الدُّنْيَا عَلَى أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ وَأَحَدٌ يَرَاهُ لَمْ يَفْعَلْ» [2] . حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [3] عَنِ الْأَعَمْشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] قَالَ: أَصْبَحَ هَمَّامٌ [5] مُتوجِّلًا فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ إِنَّ لحُمَّةَ هَمَّامٍ لتخبركم أنه لم يتوسدها الليلة. حدثنا يحي بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: كَانَ فِينَا سِتُّونَ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي يَعْلَى قَالَ: كَانَ فِي بَنِي ثَوْرٍ ثَلَاثُونَ رَجُلًا مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ دُونَ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ [6] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شَيْخٌ لَنَا يُقَالُ لَهُ عَزْرَةَ [7] يَسْتَرْجِعُ، فيقال له: مالك؟ فيقول: لَقَدْ أَدْرَكْتُ مَشْيَخَةً لَنَا كُنَّا فِي جُنُوبِهِمْ لصوصا.
قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ مَرَّةً: لَئِنْ كَانَتْ فِتْنَةٌ لَقَدْ رَأَيْنَا وَجَرَّبْنَا، فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ فَقَالَ: مَا يَقُولُ ابْنُ أَبِي عَزْرَةَ، لَئِنْ كَانَتْ فِتْنَةٌ لَقَدْ رَأَيْنَا وَجَرَّبْنَا، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ اللَّهُ بِهَا صَمَّاءَ خَرْسَاءَ!. حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان عن مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو حُصَيْنٍ [1] : لَوْ رَأَيْتَ الَّذِي أَدْرَكْنَا لَاحْتَرَقَتْ كَبِدُكَ. حدثنا أبو بكر ثنا سفيان قال: سمعت مَالِكًا يَقُولُ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا قَطُّ أَكْثَرَ عِلْمًا وَلَا أَعْظَمَ حِلْمًا وَلَا أَعَفّ عَنِ الدُّنْيَا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ لَوْلَا مَا سَبَقَهُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدَّمْنَا عَلَيْهِمْ أَحَدًا. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَدِمَ أَسِيرُ بن جابر [2] البصرة، فلما سمعوا كلامه (179 أ) قَالُوا: هَذَا هَكَذَا فَكَيْفَ بِالَّذِي اقْتَبَسَ مِنْهُ أَوْ بِالْبَحْرِ الَّذِي اقْتَبَسَ مِنْهُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَمَّنْ ذَكَرَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا سُودَ الرُّءُوسِ أَفْقَهَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنْ قَوْمٍ فِيهِمْ جُرْأَةٌ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ [4] قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: مَا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم أفقه صاحبا
مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [1] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعَقَاعِ قَالَ: سمعت بن شُبْرُمَةَ [2] يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ حَيًّا بِالْكُوفَةِ أَكْثَرَ شَيْخًا فَقِيهًا مُتَعَبِّدًا مِنْ بَنِي ثَوْرٍ [3] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الزُّبَيْدِيِّ [4] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ حَيًّا أَكْثَرَ جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ مِنَ الثَّوْرِيِّينَ وَالْعَرَنِيِّينَ [5] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ قَالَ: رَأَيْتُ [6] مُصَلَّى مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ. وَقَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ عَطَاءٌ أَوْ غَيْرُهُ: كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ سِتَّمِائَةِ رَكْعَةٍ [7] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً قَالَ: كَانَ زَاذَانُ إِذَا نَشَرَ الثَّوْبَ نَاوَلَ الْمُشْتَرِيَ أَرَدَأَ الشِّقَّيْنِ فَيُسَاوِمُ سَوْمَةً وَاحِدَةً. قَالَ سُفْيَانُ: وَأَحْسَبُ عَطَاءً قَدْ ذَكَرَهُ عَنْ مَيْسَرَةَ [8] وسالم البراد
أو أحدهما. «وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ يَقُولُ: الْتَقَى ابْنُ أَبِي لَيْلَى وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، فَتَذَاكَرَا الْحَدِيثَ، فَسَمِعْتُ أَحَدَهُمَا يَقُولُ لِلْآخَرِ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَرُبَّ حَدِيثٍ أَحْيَيْتَهُ فِي صَدْرِي كان مات [1] » [2] . (182 أ) [3] «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ [4] : اجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، فَجَمَعْتُ بَيْنَهُمَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ: مَا شَعُرْتُ أَنَّ النِّسَاءَ وَلَدَتْ مِثْلَ هَذَا» [5] . حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حدثني يحي الْجَابِرُ [6] أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَاجِدٍ. قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِيَحْيَى: مَنْ أَبُو مَاجِدٍ؟ قَالَ: طَارِئٌ طرأ علينا.
حَدَّثَنِي صَاعِقَةُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ علي بن المديني قال: يحي الْجَابِرُ فِيمَا رَوَوْا عَنْ غَيْرِ أَبِي مَاجِدٍ لِأَنَّ أَبَا مَاجِدٍ مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ، فَأَمَّا حَدِيثُهُ عَنْ غَيْرِهِ فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي قال: ثنا سفيان [1] قال: حَدَّثَنَا ابْنُ سُوقَةَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ مُنْذِرًا [3] يَقُولُ: غَلَبَنَا هَذَا النَّبَطِيُّ عَلَى أَبِي. قَالَ سُفْيَانُ: بحر [4] منذرا بِمَا قِيلَ لَهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ مَسْرُوقِ ابن مَعْقِلَ فِي اجْتِهَادِهِ فَقَالَ مَسْرُوقٌ: أَيْنَ اجْتِهَادُهُ مِنِ اجْتِهَادِ أَبِيهِ، حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ الْفِرَاشَ، فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ فَسَأَلَهُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ عَبْدُ الله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ مَا أَحَلَّ الله لَكُمْ 5: 87 [5] قَالَ: إِنِّي قَرَأْتُهَا الْبَارِحَةَ فَمِنْ ثَمَّ جِئْتُكَ. قال: أنت موسر فَأَعْتِقْ رَقَبَةً. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَوَدِيُّ قال: أخرج إلينا سعيد بن أبي بُرْدَةَ رِسَالَةَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ: هَذِهِ رِسَالَةُ عُمَرَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ. قَالَ: وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ أبي بردة وصيّ أبيه. (182 ب) .
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ قال: تكارينا مع ميمون ابن مِهْرَانَ دَوَابًّا إِلَى مَكَانِ كَذَا. فَقَالَ مَيْمُونٌ: لَوْلَا أَنَّ الدَّوَابَّ بِكِرًى لَمَرَرْنَا عَلَى آلِ فُلَانٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفٌ قَالَ: كَانَ جَوَّابٌ [1] يَرْتَعِدُ عِنْدَ الذِّكْرِ إِذَا سَمِعَهُ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: لَئِنْ كُنْتَ تَمْلِكُهُ مَا أُبَالِي أَنْ لَا أَعْتَدَّ بِكَ، وَلَئِنْ كُنْتَ لَا تَمْلِكُهُ لَقَدْ خَالَفْتَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ [2] . حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا مُجَالِدٌ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يقول للمغيرة بن سعيد: ايا مُغِيرَةَ عَمَّنْ تَرْوِي هَذِهِ الْأَحَادِيثَ؟ قَالَ: أَرْوِي عَنْ فُلَانٍ. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: كَانَ ذَاكَ كَذَّابًا. قَالَ: وَأَرْوِي عَنْ فُلَانٍ. قَالَ: كَانَ ذَاكَ كَذَّابًا. قَالَ: أَرْوِي عَنِ الْحَارِثِ. قَالَ: فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: ذَاكَ عَلَّمَنِي الْفَرَائِضَ وَالْحِسَابَ. قَالَ: وَأَرْوِي عَنْ صَعْصَعَةَ [3] . فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُ مِنْ صَعْصَعَةَ، أَرْسَلْ إِلَيْهِ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ عُثْمَانَ، فَذَكَرَ صَعْصَعَةُُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَزَّرَهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْمُصْحَفَ وَوَرَّثَ الْكَلَالَةَ. ثُمَّ ذَكِرَ عُمَرَ فَقَالَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ وَمَصَّرَ الْأَمْصَارَ وَخَلَطَ الشِّدَّةَ بِاللِّينِ، ثُمَّ ذَكَرَ عُثْمَانَ فقال: كانت إمارته قدرا وكان قتله
صررا، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرةُ: اسْكُتْ كَانَتْ إِمَارَتُهُ قَدَرًا وَكَانَ قَتْلُهُ قَدَرًا. فَقَالَ لَهُ صَعْصَعَةُ بْنُ صَوْحَانَ: دَعَوْتَنِي فَأَجَبْتُ وَاسْتَنْطَقْتَنِي فَنَطَقْتُ وَأَسْكَتَّنِي فَسَكَتُّ. حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [1] قَالَ: أَمَّنَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ كَذَا وَكَذَا، فَمَا رَأَيْتُهُ مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِنَا الَّذِي كَانَ يَؤُمُّنَا فِيهِ قَطُّ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُهُ مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِ الْحَسَنِ. «حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سفيان عن النعمان بن قيس (183 أ) قَالَ: دَعَا عُبَيْدَةُ بِكُتُبِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَمَحَاهَا، وَقَالَ: أَخْشَى أَنْ يَكْتُبَهَا أَحَدٌ بَعْدِي فَيَضَعَهَا فيِ غَيْرِ مَوْضِعِهَا» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [3] قَالَ: لَقِيَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلٍ فَقَالَ: شَغَلَتْكَ التِّجَارَةُ. فَقُلْتُ: وَأَنْتَ شَغَلَتْكَ الْإِمَارَةُ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ ثُمَامَةَ بْنَ عُقْبَةَ الْمَلْحَمِيُّ. وَذَكَرَ الْأَعَمْشُ انه أعرابي ليس صاحب حديث [4] .
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [1] عَنْ أَشْعَثٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ: إِنِّي لَأَعْرِفُ.... [2] النَّخَعَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عَمِّهِ عَنْ كُرْدُوسٍ أَنَّهُ كَانَ فِي زَمَانِ الْحَجَّاجِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: سُئِلَ مُرَّةُ الْهَمْدَانِيُّ وَكَانَ قَدْ كَبُرَ: مَا بَقِيَ عَلَيْكَ مِنْ صَلَاتِكَ؟ قَالَ الشِّطْرُ خَمْسُونَ وَمِائَتَيْ رَكْعَةٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [3] عَنْ [4] مُغِيرَةَ [5] قَالَ: كَانَ الْحَكَمُ [6] صَاحِبَ مُصْحَفٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا مَالِكٌ- يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ- قَالَ أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ [7] قَالَ: قَالَ لِي خَيْثَمَةُ [8] : اني لا علم رجلا يجب أَنْ يَمُوتَ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ. قَالَ طَلْحَةُ: فظننا انه يعني نفسه. قال طلحة: ولم يَكُنْ بِالْكُوفَةِ رَجُلَانِ أَحَبَّ إِليَّ مِنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَخَيْثَمَةَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ: اتَّقِ اللَّهَ. فَوَضَعَ خده على الأرض.
[القاسم بن عبد الرحمن]
قَالَ: وَحَدَّثَنِي صَاعِقَةُ مُحَمَّدٌ [1] قَالَ عَلِيُّ بْنُ المديني: قال يحي [2] : قَالَ شُعْبَةُ: سَمِعَ الْحَكَمُ [3] مِنْ مِقْسَمٍ [4] أَرْبَعَ أحاديث عزم [5] الطَّلَاقِ وَالْوِتْرِ وَالصَّيْدِ وَحَدِيثَ الْقُنُوتِ قنوت عمر السورتين، وحديث الحائض [6] عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ [7] وَالْبَاقِي كِتَابٌ. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جابر بن نوح الحماني عن العلاء ابن عَبْدِ الْكَرِيمِ الْيَامِيِّ. قَالَ: ضَحِكْتُ فَقَالَ لِي طَلْحَةُ: إِنَّكَ لَتَضْحَكُ ضَحِكَ رَجُلٍ لَمْ يَشْهَدِ الْجَمَاجِمَ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَشَهِدْتَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ وَرَمَيْتُ فِيهَا بِأَسْهُمٍ مَا بلغت لوددت أن يدي قطعت من هاهنا- وأشار (183 ب) إِلَى الْمِنْكَبِ- وَلَمْ أَشْهَدْهَا. [الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ مُحَارِبٍ [8] قَالَ: صَحِبْنَا الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [9] فَغَلَبَنَا بِثَلَاثٍ، كَثْرَةِ الصَّلَاةِ وَطُولِ الصَّمْتِ وَسَخَاءِ النَّفْسِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْتُ لِمِسْعَرٍ: أشد من رأيت
[عمرو بن عتبة بن فرقد]
اتِّقَاءً لِلْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ مُزَاحِمٍ [1] قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَسَأَلَنِي: مَنْ عَلَى قَضَائِكُمْ؟ قُلْتُ: الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: كَيْفَ عِلْمُهُ؟ قُلْتُ: فِيمَا فَهِمَ. قَالَ: فَمَنْ أَعْلَمُ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ قُلْتُ: أَتْقَاهُمْ للَّه عَزَّ وَجَلَّ. [عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [2] قال: أخبرنا عيسى ابن عُمَرَ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي حَوْطُ بْنُ رَافِعٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ كَانَ يَشْتَرِطُ عَلَى أَصْحَابِهِ أَنْ يَكُونَ خَادِمَهُمْ. قَالَ: فَخَرَجَ فِي الرَّعْيِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ، فَأَتَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَإِذَا هُوَ بِالْغَمَامَةِ تُظِلُّهُ وَهُوَ قَائِمٌ. فَقَالَ لَهُ: أَبْشِرْ يَا عَمْرُو. فَأَخَذَ عَلَيْهِ عَمْرٌو أَنْ لَا يُخْبِرَ بِهِ [4] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [5] قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبِيعَةَ- قَالَ: كَانَ جَالِسًا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ- فَقَالَ عُتْبَةُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَلَا تُعِينَنِي عَلَى ابْنِ أَخِيكَ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ- يَعْنِي عَلَى مَا أَنَا فِيهِ مِنْ عَمَلِي- فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ: أَطِعْ أباك. فنظر عمرو
[شريح بن الحارث القاضي]
إِلَى مُعَضَّدٍ الْعِجْلِيِّ [1] . قَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: لا نطعهم وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ. قَالَ عَمْرٌو: يَا أَبَهْ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ أَعْمَلُ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِي. فَبَكَى عُتْبَةُ فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ، حُبَّ الْوَالِدِ وَلَدَهُ، وَحُبًّا للَّه عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ: يَا أَبَهَ إِنَّكَ كُنْتَ أَتَيْتَنِي بِمَالٍ بَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا فَإِنْ كُنْتَ [2] سَائِلِي عَنْهُ فها هو ذا فخذه لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ. قَالَ: يَا بُنَيَّ أمضه فأمضاه حتى ما بَقِيَ مِنْهُ دِرْهَمٌ [3] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ يَخْرُجُ عَلَى فَرَسِهِ لَيْلًا فَيَقِفُ عَلَى الْقُبُورِ فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْقُبُورِ قَدْ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَقَدْ رُفِعَتِ الْأَعْمَالُ. ثُمَّ يبكي ثم يصف بين قدميه (184 أ) حَتَّى يُصْبِحَ فَيَرْجِعُ فَيَشْهَدُ صَلَاةَ الصُّبْحِ [4] . [شُرَيحُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَاضِي] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [5] قَالَ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ دَاوُدَ الْوَابِشِيَّةُ قَالَتْ: مَاتَ زَوْجِي فَخَاصَمْتُهُمْ إِلَى شُرَيحٍ [6] . قَالَتْ: وَكَانَ شُرَيحٌ لَيْسَ له لحية [7] .
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ [2] عَنْ مُحَمَّدٍ [3] قَالَ: كَانَ شُرَيحٌ كَوْسَجًا [4] . حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [6] عَنْ [7] عَاصِمٍ [8] عَنْ أَبِي وَائِلٍ [9] قَالَ: مَا رَأَيْتُ شُرَيْحًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ قَطُّ. قَالَ: وَمَا كَانَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَأْتِيَهُ إِلَّا اسْتِغْنَاءٌ عَنْهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [10] قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: أَتَانَا زِيَادٌ [11] بِشُرَيْحٍ فَقَضَى فِينَا سَنَةً، فَمَا قَضَى فِينَا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ [12] . حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: ثَنَا سفيان عن أبي إسحاق عن هبيرة [13]
قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: اجْمَعُوا لِيَ الْقُرَّاءَ، فَاجْتَمَعُوا فِي رَحْبَةِ الْمَسْجِدِ. قَالَ: إِنِّي أُوشِكُ أَنْ أُفَارِقَكُمْ، فَجَعَلَ يُسَائِلُهُمْ مَا تَقُولُونَ فِي كَذَا مَا تَقُولُونَ فِي كَذَا حَتَّى نَفِدُوا وَبَقِيَ شريح، فجعل يسائله، فلما فَرَغَ قَالَ: اذْهَبْ فَأَنْتَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ أَوْ مِنْ أَفْضَلِ الْعَرَبِ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ وَسَأَلْتُهُ عَنِ الولاء قلت: يا أبا عمرو كَيْفَ يَرِثُ فِي الْوَلَاءِ؟ قَالَ: كَانَ شُرَيحٌ يُنْزِلُهُ بِمَنْزِلَةِ الْمَالِ. قُلْتُ: فَإِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَا يَقُولُونَ ذَلِكَ. قَالَ: أَجَلْ إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يُنْزِلُونَهُ بِمَنْزِلَةِ النَّسَبِ. قُلْتُ: فَعَمَّنْ كَانَ يَرْوِي شُرَيْحٌ؟ قَالَ: كَانَ هُوَ أَعْظَمَ فِي أَنْفُسِنَا مِنْ أَنْ نَسْأَلَهُ عَمَّنْ يَرْوِي. حَدَّثَنَا قبيصة [2] قال: ثنا سفيان عن عبد الله بْنِ أَعْيَنَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ مَسْرُوقٌ أَعْلَمَ بِالْفَتْوَى مِنْ شُرَيْحٍ، وَكَانَ شُرَيْحٌ أَعْلَمَ بِالْقَضَاءِ مِنْ مَسْرُوقٍ، وَكَانَ شُرَيْحٌ يَسْتَشِيرُ مَسْرُوقًا، وَكَانَ مَسْرُوقٌ لَا يَسْتَشِيرُ شُرَيْحًا. حَدَّثَنَا أَبُو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن أبي حَيَّانَ [3] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ شُرَيْحٌ لَا يَتَّخِذُ مَثْعَبًا إِلَّا فِي دَارِهِ، وَلَا يَدْفِنُ سنورا الا في داره- إذا ماتت-[4] .
[ابو عبد الرحمن السلمي]
حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا إسماعيل بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَنَا أَبُو حَيَّانِ التَّيْمِيُّ عن أبيه قال: كان (184 ب) شُرَيحٌ لَيْسَ لَهُ مَثْعَبٌ [1] إِلَّا شَارِعٌ فِي دَارِهِ، وَكَانَ يَمُوتُ السِّنَّوْرُ لِأَهْلِهِ فَيَأْمُرُ بِهِ فَيُدْفَنُ فِي دَارِهِ اتِّقَاءَ أَذَى الْمُسْلِمِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عطاء بن السائب قال: أتيت شريح فِي زَمَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] بْنِ مَرْوَانَ- وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضٍ- فَقُلْتُ: يَا أَبَتِي أَفْتِنِي؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّمَا أَنَا قَاضٍ وَلَسْتُ بِمُفْتٍ. فَقُلْتُ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا جِئْتُ أُرِيدُ خصومة أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْحَيِّ جَعَلَ دَارَهُ حَبْسًا. قَالَ عَطَاءٌ: فَدَخَلَ مِنَ الْبَابِ الَّذِي فِي الْمَسْجِدِ فِي الْمَقْصُورَةِ سَمِعْتُهُ حِينَ دَخَلَ. وَتَبِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ لِحَبِيبٍ- الَّذِي يُقَدِّمُ الْخُصُومَ إِلَيْهِ- أحسن الرجل، أمنزلا يتخذ حبس عن من ارض اللَّهِ [4] . [أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ [5]- وَكَانَ عُثْمَانِيًّا-: كَأَنَّكَ أَزْهَدُ فِيمَا سَمِعْتَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لَمَا سَمِعْتُ مِنْ عَلِيٍّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ يَقُولُ: رَأَيْتُ أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَكَانَ يُقْرِئُ النَّاسَ إِذَا أَقْرَأَهُمْ يبدأ بأهل السوق.
[تميم بن حذلم]
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنَّا إِذَا تَعَلَّمْنَا عَشْرَ آيات نجزها الى غيراه حَتَّى نَعْلَمَ مَا أُمِرْنَا بِهِ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: ثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: ذَهَبْنَا نُرَجِّي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي عند موته فقال: أنا لأرجو وقد صمت له ثمانين رمضانا [3] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ [4] وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ [5] وَأَبُو عُمَرَ [6] وَآدَمُ [7] قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ خَيْرَكُمْ مَنْ عَلِمَ الْقُرْآنَ أَوْ تَعَلَّمَهُ [8] . قَالَ: وَأَقْرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ حَتَّى كَانَ الْحَجَّاجُ. قَالَ: ذَاكَ أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا. [تَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ] حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قال: حدثنا ابن شبرمة [9] (185 أ)
وَغَيْرُهُ قَالَ: قَرَأَ تَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ [1] عَلَى عبد الله فلم يأخذ عليه من الْقُرْآنَ إِلَّا حَرْفَيْنِ قَرَأَ «حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا» 12: 110 [2] ، قَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: كُذِبُوا [3] . وَقَرَأَ عَلَيْهِ «وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ» 27: 87 [4] ، قال عبد الله: ؟ «كل آتوه [5] داخرين» 27: 87؟ [6] .
[عامر الشعبي]
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَحْشِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ قَالَ: أَخَذَ عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ حَرْفَيْنِ: «حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا» 12: 110 وأخذ علي «وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ» . 27: 87 [عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ صَالِحٍ [1] قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَوَدِدْتُ أَنِّي أَنْجُو مِنْهُ كَفَافًا [2] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثنا سفيان عن عبد الله بن أبي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا مِنْ مَجْلِسٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ، وَلَكُنَاسَةٍ الْيَوْمَ أَجْلِسُ عَلَيْهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ. قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ إِذَا مَرَّ عَلَيْهِمْ: مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ الْمُعَانِقَةِ أو قال بنوا اسْتِهَا- شَكَّ قَبِيصَةُ-؟ مَا قَالُوا لَكَ بِرَأْيِهِمْ قبل عَلَيْهِ، وَمَا حَدَّثُوكَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخُذْ بِهِ [3] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ وَمَا أَتْرُكُ عَالِمًا وَإِنَّ أَبَا حُصَيْنٍ [4] رجل صالح [5] .
حدثنا ابو نعيم قال: حدثنا عيسى ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ مِلْحَفَةً حَمْرَاءَ وَإِزَارًا أَصْفَرَ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ لِشِبَاكٍ [3] : أَرُدُّ عَلَيْكَ [4] . مَا قُلْتُ لِأَحَدٍ قَطُّ رُدَّ عَلَيَّ [5] . حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحدَّادُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [6] عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: وَلَّى ابْنُ هُبَيْرَةَ [7] الشَّعْبِيَّ الْقَضَاءَ وَكَلَّفَهُ أَنْ يَسْمَرَ مَعَهُ بِاللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ الشَّعْبِيُّ: لَا أَسْتَطِيعُ الْقَضَاءَ وَسَمَرَ اللَّيْلِ. وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِيهَا ذَمٌّ قَالَ: إِنَّمَا نحن في العبور ولسنا في النوق. (185 ب) وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ شَدِيدَةٍ قَالَ: زِيَادَاتُ وَبَرٍ لَا تَنْقَادُ وَلَا تنساق
لو سُئِلَ عَنْهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَضَلَتْ بِهِمْ [1] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حدثنا ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي بقول: اسْقِنِي أَهْوَنَ مَوْجُودٍ وَأَعْظَمَ مَفْقُودٍ- يَعْنِي الْمَاءَ-[2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: إِذَا عَظَّمْتَ الْحَلْقَةُ فَإِنَّمَا هُوَ نِجَاءٌ أَوْ نِدَاءٌ [3] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ قَالَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْ عَنْهُ. فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: أَبُو عَمْرٍو يَقُولُ عَنْهُ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: هَذَا فِي الْمَحْيَا فَأَنْتَ علي في الممات أكذب. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ لِأَبِي الزِّنَادِ [4] . يَا ابْنَ ذَكْوَانَ إِنْ جِئْتَ بِهَا وَاللَّهِ زُيُوفًا وَتَذْهَبُ بِهَا جِيَادًا [5] . وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَتَرْجِعُ بِهَا طِيَابًا- يَعْنِي فُتْيَا أَهْلِ الْمَدِينَةِ-. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: مر الشعبي في
طَرِيقٍ وَأَنَا مَعَهُ بِإِنْسَانٍ وَهُوَ يَقُولُ: فُتى الشعبي لما، فلما رأى الشعبي كأنه [1] . فقال الشَّعْبِيُّ: رَفَعَ الطَّرْفَ إِلَيْهَا. ثُمّ قَالَ سُفْيَانُ: فَقَضَى جَوْرًا عَلَى الْخَصْمِ وَلَمْ يَقْضِ عَلَيْهَا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا [2] يَقُولُ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا رَآنِي قَالَ: يَا شُرْطَةَ اللَّهِ قِفِي وَطِيرِي ... كَمَا تَطِيرُ حَبَّةُ الشَّعِيرِ. قَالَ سَالِمٌ: يَسْخَرُ مِنِّي. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا مَالِكٌ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ بِالْكُوفَةِ لَهُ بَقَرَةٌ [3] ، - قَالَ أَبُو يُوسُفَ: ذَكَرَ شَيْئًا سَقَطَ عَلَيَّ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْحَدِيثِ- وَكَانَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ فِي أَهْلِ زَمَانٍ أَغْلَظَ رِقَابًا وَلَا أَرَقَّ ثِيَابًا مِنْهُمْ [4] وَكَانَ يُجَالِسُ الشَّعْبِيَّ، وَكَانَ الرَّجُلُ [5] يَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فِي الْحَاجَةِ، فَيَمُرُّ بِالْمَسْجِدِ فَيَقُولُ الرَّجُلُ أَدْخُلُ فَأُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَخْرُجُ فَأَقْضِيَ حَاجَتِي، فَيَرَى الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ فَيَجْلِسُ إِلَيْهِ حتى تفوته (186 أ) حَاجَتُهُ وَيُفَرَّقُ السُّوقُ، وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ يَقُولُ لِلشَّعْبِيِّ: أَيْ مُبْطِلَ الْحَاجَاتِ!. وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ يَقُولُ: نِصْفُ عَقْلِكَ مَعَ أَخِيكَ. حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن موهب الفلسطيني قال: حدثنا يحي بْنُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مجالد [6] عن الشعبي
قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى الْحَجَّاجِ: ابْعَثْ إِلَيَّ بِرَجُلٍ مِنْ قِبَلِكَ عَلَّامَةٍ. قَالَ: فَدَعَانِي الْحَجَّاجُ فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ، فَقَدِمْتُ الشَّامَ زَمَنَ حَجِّ عَبْدِ الْمَلِكِ وَاسْتَخْلَفَ أَخَاهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: أَنْتَ الشَّعْبِيُّ؟ قُلْتُ نَعَمْ. قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ بِكَ وَأَنَا مِنَ الْغِلْمَانِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ ألقاك. قال: فكنت أَدْخُلُ عَلَيْهِ أَنَا وَمُحَرَّرُ بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ، فكان يقول: حدثنا يا شعبي فو الله مَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ إِلَّا قَدْ أَخَذْنَاهُ إِلَّا حَدِيثٌ حَسَنٌ. قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْأَخْطَلُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَقْبَلَ يُنْشِدُهُ مَا قَالَ فِيهِمْ من الشعر. قال: فالتفت إِلَى مُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ: قَاتَلَ اللَّهُ النَّابِغَةَ حِينَ يَقُولُ: هَذَا غُلَامٌ حَسَنٌ وَجْهُهُ ... مُسْتَقْبِلُ الْخَيْرَ سَرِيعُ التِّمَامْ فَالْحَارِثُ الْأَكْبَرُ والحارث ... الأصغر وَالْحَارِثُ خَيْرُ الْأَنَامْ [1] ثُمَّ لِهِنْدٍ وَلِهِنْدٍ وَقَدْ ... أَسْرَعَ فِي الْخَيْرَاتِ مِنْهُمْ [2] إِمَامْ سِتَّةُ آبَاءٍ لَهُمْ [3] مَا هُمُ ... هُمُ خَيْرُ مَنْ يَشْرَبُ سرب [4] الْغَمَامْ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ فَقَالَ: كَيْفَ؟ فَأَنْشَدْتُهُ، فَقَالَ: يَا أَخْطَلُ لِمَ لَا تَقُولُ مِثْلَ هَذَا. فَقَالَ الْأَخْطَلُ: أَعُوذُ باللَّه مِنْ شِرْكٍ يَا شَعْبِيُّ، وَاللَّهِ مَا تَعَوَّذْتُ مِنْ شرك اليوم حتى أتيت البيعة أتقرب.
قال يحي [1] : فَحَدَّثَنِي إِمَّا مُجَالِدٌ وَإِمَّا غَيْرُهُ قَالَ [2] : فَلَمَّا قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ كُنْتُ أُجَالِسُهُ وَأُحَدِّثُهُ، فَرُبَّمَا حَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ وَقَدْ رَفَعَ اللُّقْمَةَ إِلَى فِيهِ فمسكه بيده ويقبل علي فيسمع فأقول: أَجِزْهَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَإِنَّ الْحَدِيثَ مِنْ وَرَائِكَ. فَيَقُولُ وَاللَّهِ لَحَدِيثُكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا. قَالَ يحي فأخبرني (186 ب) عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: لَمَّا قَدِمْتُ الشَّامَ نَزَلْتُ بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ يَوْمٍ دَخَلَ شَيْخٌ قَصِيرٌ أَحْمَرُ أَصْلَعُ أقرع، فاشرأبوا له فقالوا: هذا علام الْعُلَمَاءِ، فَجَعَلَ يَجْلِسُ فِي الْحِلَقِ وَيَنْتَقِلُ فِيهَا، فَقُلْتُ اللَّهمّ جِئْنِي بِهِ. فَجَاءَ فَجَلَسَ فِي الْحَلْقَةِ الَّتِي أَنَا فِيهَا، فَقَالَ: حَدَّثَنَا ذُو الْكِتَابَيْنِ أَنَّ السَّمَاءَ عَلَى مِنْكَبِ مَلَكٍ. قُلْتُ: أكَذَّبَكَ كِتَابُ اللَّهِ. فَكَادُوا أَنْ يَثُورُوا أَوْ ثاروا، ثم قالوا: ما تريد الى ضيف أمير المؤمنين؟ قال فترادوا. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا ذُو الْكِتَابَيْنِ أَنَّ صُورًا بالمشرق وصورا بالمغرب فينفخ في حدهما فَيَمُوتُ النَّاسُ، وَيُنْفَخُ فِي الْآخَرِ فَيَحْيَوْنَ. فَقُلْتُ: أكَذَّبَكَ كِتَابُ اللَّهِ. فَكَادُوا أَنْ يَثُورُوا أَوْ ثَارُوا، ثُمَّ تَرَادُّوا وَقَالُوا: مَا تُرِيدُونَ إِلَى ضَيْفِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: ما تعجبون من ان أكذب من أكذبه اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَزَعَمَ هَذَا أَنَّ السَّمَاءَ عَلَى مِنْكَبِ مَلَكٍ وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها 13: 2 [3] ، وزعم هذا أن صورا
بِالْمَشْرِقِ وَصُورًا بِالْمَغْرِبِ يُنْفَخُ فِي أَحَدِهِمَا فَيَمُوتُ النَّاسُ، وَيُنْفَخُ فِي الْآخَرِ فَيَحْيَوْنَ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ في السَّماواتِ وَمن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى 39: 68 [1] ، إِنَّمَا هُوَ وَاحِدٌ. قَالَ: فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّ ذَا الْكِتَابَيْنِ حدثنا أَنَّ نِسَاءَكُمْ شَرٌّ فَيُؤْتَى بِهِنَّ حَتَّى يُوقَفْنَ عَلَى الدَّرَجِ وَيُكْشَفُ عَنْ سُوقِهِنَّ. قَالَ: أَمَا إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونَ الْأُخْرَى مِثْلَ الْأُولَيَيْنِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّهُ أَتَى بِهِ الْحَجَّاجُ مُوثَقًا، فلما انتهى به الى باب القصر لقيسي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ فَقَالَ: إِنّا للَّه يَا شَعْبِيُّ لِمَا بَيْنَ دَفَّتَيْكَ مِنَ الْعِلْمِ، وليس بيوم شفاعة بوء لِلْأَمِيرِ بِالشِّرْكِ وَبِالنِّفَاقِ عَلَى نَفْسِكَ، فَبِالْحَرِيِّ أَنْ تَنْجُوَ. ثُمَّ لَقِيَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ فَقَالَ لي مثال مقالة يزيد، فلما دخلت (187 أ) عَلَى الْحَجَّاجِ قَالَ: وَأَنْتَ يَا شَعْبِيُّ مِمَّنْ خَرَجَ عَلَيْنَا وَكَثَّرَ! فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ أَحْزَنَ بِنَا الْمَنْزِلُ، وَأَجْدَبَ الْجَنَابُ، وَضَاقَ الْمَسْلَكُ، وَاكْتَحَلْنَا السَّهَرَ، وَاسْتَحْلَسْنَا الْخَوْفَ، وَوَقَعْنَا فِي خَرِبَةٍ، لَمْ نَكُنْ فِيهَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلَا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ. قَالَ: صَدَقْتَ وَاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا برروا بِخُرُوجِهِمْ عَلَيْنَا، وَلَا قَدَرُوا عَلَيْنَا حَيْثُ فَجَرُوا، أَطْلِقَا عَنْهُ. ثُمَّ احْتَاجَ إِلَيَّ فِي فَرِيضَةٍ، فَأَتَيْتُهُ فَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي أُخْتٍ وَأُمٍّ وَجَدٍّ؟ قُلْتُ: قَدِ اخْتَلَفَ فِيهَا خَمْسَةٌ مِنْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَزَيدٌ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. فَقَالَ: مَا قَالَ فيها ابن عباس ان
كَانَ لَمُفْتِيًا؟ قُلْتُ: جَعَلَ الْجَدَّ أَبًا وَلَمْ يُعْطِ الْأُخْتَ شَيْئًا وَأَعْطَى الْأُمَّ الثُّلُثَ. قَالَ: فَمَا قَالَ فِيهَا زَيْدٌ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا مِنْ تِسْعَةٍ أَعْطَى الْأُمَّ ثَلَاثَةً وَأَعْطَى الْجَدَّ أَرْبَعَةً وَأَعْطَى الْأُخْتَ سَهْمَيْنِ. قَالَ: فَمَا قَالَ فِيهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ- يَعْنِي عُثْمَانَ-؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا ثَلَاثًا. قال: فما قال فيها ابن مسعود؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ أَعْطَى الْأُخْتَ ثَلَاثَةً وَالْجَدَّ سَهْمَيْنِ وَالْأُمَّ سَهْمَا. قَالَ: فَمَا قَالَ فِيهَا أَبُو تُرَابٍ [1] ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ أَعْطَى الْأُخْتَ ثَلَاثَةً وَأَعْطَى الْأُمَّ سَهْمَيْنِ وَأَعْطَى الجد سهما [2] . إذ جَاءَ الْحَاجِبُ فَقَالَ: إِنَّ بِالْبَابِ رُسُلًا. قَالَ: ائذن لهم. قال: فَدَخَلُوا عَمَائِمُهُمْ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ وَسُيُوفُهُمْ عَلَى عَوَاتِقِهِمْ، وَكُتُبُهُمْ بِأَيْمَانِهِمْ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهُ سَيَّابَةُ بْنُ عَاصِمٍ [3] . فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنَ الشَّامِ. قَالَ: كَيْفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ كَيْفَ حَشَمُهُ؟ فَأَخْبَرَهُ. فَقَالَ هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قَالَ: نَعَمْ أَصَابَتْنِي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ثَلَاثُ سَحَائِبَ. قَالَ: فَانْعَتْ لِي كَيْفَ كَانَ وَقْعُ الْمَطَرِ، وَكَيْفَ كَانَ أَثَرُهُ وَتَبَاشِيرُهُ؟ قَالَ: أَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِحَوْرَانَ، فَوَقَعَ قَطْرٌ صِغَارٌ وَقَطْرٌ كِبَارٌ، فَكَانَ الْكِبَارُ لُحْمَةً لِلصِّغَارِ، وَوَقَعَ بَسِيطٌ [4] مُتَدَارِكٌ وَهُوَ السَّحُّ الَّذِي سَمِعْتُ بِهِ، فَوَادٍ سَائِلٌ، وَوَادٍ سَائِحٌ [5] ،
وَأَرْضٌ مُقْبِلَةٌ، وَأَرْضٌ مُدْبِرَةٌ. وَأَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِسُوَا أَوِ الْقَرْنَيْنِ [1] مَا أَدْرِي أَيَّ الْمَزَارَيْنِ- شَكَّ عيسى- فلبدت الدماث [2] ، (ق 187 ب) وَأَسَالَتِ الْعِزَازَ [3] وَأَدْحَضَتِ التِّلَاعَ وَصَدَعَتْ عَنِ الْكَمْأَةِ أَمَاكِنَهَا. وَأَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِسُوَا أَوِ الْقَرْنَيْنِ- شَكَّ عيسى- فثأت [4] الْأَرْضُ بَعْدَ الرِّيِّ وَامْتَلَأَ الْإِخَاذُ [5] وَأَفْعَمَتِ الْأَوْدِيَةُ، وَجِئْتُكَ فِي مِثْلِ وَجَارٍ [6] أَوْ جُحْرِ الضَّبْعِ. ثُمَّ قَالَ: ائْذَنْ [7] . فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَقَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قال: نعم سمعت [8] الرواد تدعوا الى ريادتها، وسمعت قائلا يقول: هلم [9] أضعنكم إِلَى مَحِلَّةٍ تُطْفَأُ فِيهَا النِّيرَانُ، وَتَشْتَكِي فِيهَا النساء، وتنافس فِيهَا الْمِعْزَى. قَالَ الشَّعْبِيُّ: فَلَمْ يَدْرِ الْحَجَّاجُ مَا قَالَ: فَقَالَ: وَيْحَكَ إِنَّمَا تُحَدِّثُ أَهْلَ الشَّامِ فَأَفْهِمْهُمْ. قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ أَخْصَبَ النَّاسُ فَكَانَ التَّمْرُ وَالسَّمْنُ وَالزُّبْدُ وَاللَّبَنُ فَلَا توقد نار يختبز بها،
وأما تشكي النساء فأن المرأة تظل تريق [1] بِهَمِّهَا وَتُمَخِّضُ لَبَنَهَا [فَتَبِيتُ] [2] وَلَهَا أَنِينٌ مِنْ عَضُدَيْهَا كَأَنَّهُمَا لَيْسَتَا مِنْهَا [3] ، وَأَمَّا تَنَافُسُ الْمَعْزَى فَإِنَّهَا تَرَى مِنْ أَنْوَاعِ الشَّجَرِ وَأَلْوَانِ الثَّمَرِ وَنَوْرِ النَّبَاتِ مَا يُشْبِعُ بُطُونَهَا وَلَا يُشْبِعُ عُيُونَهَا [4] ، فَتَبِيتُ وَقَدِ امْتَلَأَتْ أَكْرَاشُهَا [5] ، لَهَا مِنَ الْكِظَّةِ حُرْقَةُ [6] مَاءِ الْحَرَّةِ حَتَّى تَسْتَنْزِلَ بِهَا الدَّرَّةُ. قَالَ: ائْذَنْ. فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي، كَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، فَقَالَ: هَلْ كَانَ وَرَاءَكَ مِنْ غَيْثٍ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلَكِنِّي لَا أُحْسِنُ أَنْ أَقُولَ كَمَا قَالَ هَؤُلَاءِ. قَالَ: قُلْ كَمَا تُحْسِنُ. قَالَ: أَصَابَتْنِي سَحَابَةٌ بِحُلْوَانَ فَلَمْ أَزَلْ أَطَأُ فِي أَثَرِهَا حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى الْأَمِيرِ. قَالَ: لَئِنْ كُنْتَ أَقْصَرَهُمْ فِي الْمَطَرِ خُطْبَةً إِنَّكَ لَأَطْوَلُهُمْ بالسيف خطوة [7] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي من سمع الشعبي
يقَولَ: لَيْتَنِي أَنْفَلِتُ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لَا لِيَ وَلَا عَلَيَّ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَظُنُّهُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا سُئِلَ قَالَ وَقَالَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا ضَرَبْتُ مَمْلُوكًا لِي قَطُّ وَلَا أَخَذْتُ لَهُ ضَرِيبَةً. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ [2] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْرَجَ ذِرَاعًا له شعرا فقال (188 أ) لَا حَتَّى يَهُزُّهَا بِهِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمْيَرٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ إدريس [3] عن مالك ابن مِغْوَلٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ إِيَاسٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: كَانَ مِنْ كَلَامِهِ: نِصْفُ عَقْلِكَ لِأَخِيكَ، وَكَانَ يَقُولُ: لَمْ أَرَ قُرَّاءً أَعْظَمَ رِقَابًا [4] وَلَا أَرَقَّ ثِيَابًا وَلَا آكَلَ لِمُخِّ طَعَامٍ مِنْ قراء هذا الزمان. وكان إذا مر بالشعبي قَالَ: يَا مُبْطِلَ الْحَاجَاتِ!. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [5] عَنْ أَحْمَدَ [6] : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن يزيد [7] عن مكحول قال:
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنَ الشَّعْبِيِّ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي تَمِيمٌ [1] قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ، فَاخْتَلَفْتُ إِلَى شريح ستة أشهر مَا أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ أَكْتَفِي بِمَا يَقْضِي بِهِ. حَدَّثَنَا ابنُ نُمَيْرٍ [2] قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: أَتَى الشَّعْبِيَّ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيسَ؟ فَقَالَ: إِنَّ ذَاكَ لَعُرْسٌ مَا شَهِدْتُهُ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قال: ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ وَكَانَ عَرَبِيًّا فَصِيحًا. حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ [4] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعَمْشَ يَقُولُ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الْأَعْوَرِ يَأْتِينِي بِاللَّيْلِ فَيَسْأَلُنِي وَحَتَّى [5] بِالنَّهَارِ- يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ-. حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ [6] قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: ثنا شعبة عن عبد الله ابن أَبِي السَّفَرِ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَاللَّهِ مَا مِنْ آيَةٍ إِلَّا قَدْ سَأَلْتُ عَنْهَا وَلَكِنَّهَا لَرِوَايَةٌ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ- أَوْ قَالَ على الله عز وجل-.
[إبراهيم النخعي] [7]
«حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال: ثنا ابو مسهر [1] قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: مَا لَقِيتُ مِثْلَ الشَّعْبِيِّ» [2] . وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: حَدِيثُ تَمِيمِ بْنِ عَطِيَّةَ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ لِأَنَّ مَكْحُولًا لو اختلف الى شريح (188 ب) لَمْ يَقُلْ مَا لَقِيتُ مِثْلَ الشَّعْبِيِّ. «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ [3] عَنْ [4] سُفْيَانَ عَنْ دَاوُدَ [5] قَالَ: مَا جَالَسْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ» [6] . [إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ] [7] حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ وابو نعيم قالا: ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا خَاصَمْتُ رَجُلًا قَطُّ [8] . «وَقَالَا: ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيرَةَ [9] : كُنَّا نَهَابُ إِبْرَاهِيمَ كما نهاب الأمير» [10] .
وقالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رُبَّمَا سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يُعْجَبُ بِقَوْلِ احْتِيجَ إِلَيَّ احْتِيجَ إِلَيَّ [1] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ عَنْ زُبَيْدٍ قَالَ: مَا سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا عَرَفْتُ فِيهِ الْكَرَاهِيَةَ [2] . «وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [3] قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: أَمَا وَجَدْتَ أَحَدًا تَسْأَلُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ غَيْرِي» [4] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: رُبَّمَا رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يُصَلِّي ثُمَّ يَأْتِينَا فَيَمْكُثُ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ كَأَنَّهُ مَرِيضٌ» [5] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ: ثَنَا مُحِلُّ بْنُ مُحْرِزِ بْنِ خَلِيفَةَ [6] الضَّبِيُّ الضَّرِيرُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ- يعني النخعي- انا ومغيرة [7] ومعنا رجل
مُرْجِئٌ، فَذَكَرْنَا لَهُ مِنْ قَوْلِهِمْ فَقَالَ: لَا تكلموهم ولا تجالسوهم. وقال: لا عرفن إِذَا قُمْتَ مِنْ عِنْدِي فَلَا تَرْجِعَنَّ إِلَيَّ [1] . حدثنا أبو بكر الحميدي قال: ثنا سفيان قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: جَهِدْنَا بِإِبْرَاهِيمَ أَنْ نُجْلِسَهُ إِلَى سَارِيَةٍ فَأَبَى [2] . حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قُلْتُ لإبراهيم: اني اخرج الى ماءة فِي شَرْيٍ مِنْ زَعْفَرَانَ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: مَا كَانُوا يَطْلُبُونَ الدُّنْيَا هَكَذَا [3] . حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيمَ مَرَرْتُ بِفُلَانٍ فَذَكَرَكَ بِكَذَا وَكَذَا. قَالَ الْأَعْمَشُ: قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ إِلَيْهِ مِنْكَ [4] . فَلَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ غَضَبِي قَالَ: لَعَلَّ الَّذِي قِيلَ فِيهِ لَوْ سَمِعَهُ لَمْ يَرُدَّ عَنْ نَفْسِهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: اسْتَأَذْنَ رَجُلٌ على إبراهيم وهو يقرأ في المصحف (189 أ) فَغَطَّاهُ وَقَالَ: لَا يَرَى هَذَا أَنِّي أَقْرَأُ فِيهِ كُلَّ سَاعَةٍ [5] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: مَا حَدَّثْتُ إِبْرَاهِيمَ
حَدِيثًا قَطُّ إِلا زَادَنِي فِيهِ [1] . حَدَّثَنَا ابْنُ نمير قال: حدثنا يحي بْنُ عِيسَى عَنِ الْأَعْمَشِ وَذُكِرَ عِنْدَهُ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ: مَا كَانَ عِنْدَهُ مَا يَقُولُونَ- يَعْنِي الْفِقْهَ-. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ: وَسَمِعْتُ الْأَعْمَشَ قَالَ: لَوْ كُنْتُ أَرَى رَأْيَ إبراهيم لكنت جئتكم بوقر. «حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالا: ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعَمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: إِنِّي لَأَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَآخُذُ مَا يُؤْخَذُ بِهِ وَأَدَعُ سَائِرَهُ» [2] . حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ وَبَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالا: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ صَيْرَفِيًّا فِي الْحَدِيثِ [4] . وَبِهِ عَنِ الْأَعَمْشِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَتَوَقَّى الشُّهْرَةَ وَكَانَ لَا يَجْلِسُ إِلَى أسْطُوَانَةٍ [5] ، وكان يجلس مع القوم فيجيء الرَّجُلُ فَيُوسِعُ لَهُ، فَإِذَا اضْطَرَهُ الْمَجْلِسُ إِلَى الْأُسْطُوَانَةِ قَامَ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْأَعَمْشِ قَالَ: قَالَ لِي خيثمة:
لِمَ تَجْلِسُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ فِي الْمَجْلِسِ الَّذِي يجلس فِيهِ مَعَ الْعُرَفَاءِ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ: تَأْمُرُنِي أَنْ أَعْتَزِلَ النَّاسَ هُمْ يَتَحَدَّثُونَ بِمَا شاءوا ويتحدث بِمَا شِئْنَا [1] . حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [2] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: أَشَهِدْتَ مَوْتَ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ مِثْلَهُ. [قُلْتُ] : بِالْكُوفَةِ؟ قَالَ: [لا] بالكوفة وَلَا بِكَذَا وَلَا بِكَذَا [3] . قِيلَ لِأَبِي عَاصِمٍ: روى فلان عَنِ ابْنِ عَوْنٍ أَنَّهُ قَالَ: لَا بِالْكُوفَةِ وَلَا بِالْبَصْرَةِ [4] . قَالَ: غَلَطٌ لَمْ يَكُنِ ابْنُ عَوْنٍ يُسَمِّي الْبَصْرَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ [5] قَالَ: لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ جَعَلُوا يَقُولُونَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: هُوَ مَيِّتًا أَفْقَهُ مِنْهُ حَيًّا [6] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ شِبَاكٍ [7] قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَمَاتَ الرَّجُلُ؟ - يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ- قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا تَرَكَ مثله. (189 ب) . «حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بن عياش عن الحسن بن
عُبَيْدِ اللَّهِ [1] قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: كُلُّ مَا تُفْتِي بِهِ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ سَمِعْتُ فَقِسْتُ مَا لَمْ أَسْمَعْ بِمَا قَدْ سَمِعْتُهُ» [2] . حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل قال: حَدَّثَنَا حجَّاجٌ [3] قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ منصور [4] قال: قال إبراهيم: ما كتبت شَيْئًا قَطُّ. قَالَ مَنْصُورٌ: وَدِدْتُ أَنِّي كَتَبْتُ وَأَنَّ عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا، قَدْ ذَهَبَ مِثْلُ عِلْمِي [5] . حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ قَالَ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ شُعْبَةُ: ثَنَا عَنْ سُلَيْمَانَ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: اسْنِدْ فَهُوَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ. حَدَّثَني سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: ثَنَا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة عن ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: ذَكَرْتُ لِابْنِ سِيرِينَ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَيْنِهِ وَلَمْ يَقُلِ الْأَعْوَرَ. فَقُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: قَدْ كُنْتُ أَرَاهُ يَحْضُرُ تِلْكَ الْمَحَاضِرَ [6] . حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ [7] قَالَ: ثَنَا شَاذَانُ [8] قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بن
[ابن شبرمة]
عَيَّاشٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفَقِيمِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي أَنَّهُ كَانَ يَشْتَرِي الْوِزَّ وَيُسَمِّنُهُ وَيُهْدِيهِ إِلَى الْأُمَرَاءِ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ: أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي صِبْيَانَ الْكُتَّابِ فَيَجْمَعُهُمْ فَيُحَدِّثُهُمْ كَيْ لَا يَنْسَى حَدِيثَهُ. «حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ هُشَيْمٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ [1] عَنْ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِأَكْلِ مَا جَعَلَ لَهُ الْحَظَّارُ مِنَ السَّمَكِ فَمَاتَ فِيهِ. وَبِهِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِيمَا أَعْلَمُ فِي رَجُلٍ قَالَ لِامْرَأَتِهِ لَسْتِ لِي بِامْرَأَةٍ. قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ: وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: إِنَّ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا يُعَدُّ طَلَاقًا. حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ أَخْبَرَنَا شعبة عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِامْرَأَتِهِ اذْهَبِي فَتَزَوَّجِي. قال: ليس بشيء. وقال الشعبي: ان هون مِنْ هَذَا لَيُعَدُّ طَلَاقًا. وَبِهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَاسْجُدْ على (30 أ) ظَهْرِ رَجُلٍ- يَعْنِي الْجُمُعَةَ-» [2] . [ابْنُ شُبْرُمَةَ] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ كُوفِيًّا أَفْقَهَ مِنِ ابن شبرمة [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قال: ثنا ابن شبرمة قال: رأيت الشعبي وَهُوَ دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ يُرِيدُ إِلَى جَرِيرٍ، فَأَعْطَيْتُهُ يَدِي فَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنِّي أُصِيبُ مِنْكَ أَفْضَلَ مِمَّا تُصِيبُ مِنِّي مَا أَعْطَيْتُكَ يدي. وبه قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابن هبيرة [1] : مالك عَمِلْتَ ليُوسُفَ [2] وَلَمْ تَعْمَلْ لِي؟ قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا أَنَا بِالَّذِي أَعْمَلُ لَكَ حَتَّى تُرَدِّدَ ظَهْرِي وَتُطِيلَ حَبْسِي. وَبِهِ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: قَالَ عِيسَى بْنُ مُوسَى: لَتَلِيَنَّ لِي شُرْطَةَ الْكُوفَةِ. فَقُلْتُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّ شُرْطَةَ الْكُوَفَةِ كَذَا وَإِنَّ زِيَادًا قال: اني لست أقدر على الغثيثة [3] حتى أبط اللحم الحي. (190 أ) وَبِهِ قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: لَقِيَنِي جَابِرٌ فَقَالَ لِي: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسْتَشِيرَ؟ فَقُلْتُ: فِيمَا اعلم أو فِيمَا لَا أَعْلَمُ. فَلَوْ قَالَ لِي فِيمَا تَعْلَمُ قُلْتُ: وَلِمَ أَسْتَشِيرُ فِيمَا أَعْلَمُ، وَلَوْ قَالَ لِي فِيمَا لَا تَعْلَمُ. لَقُلْتُ: وَلِمَ اقضي فِيمَا لَا أَعْلَمُ. «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ: إِنَّ مِنَ الْمَسَائِلِ مَسَائِلَ لَا يجمل بالسائل أن يسأل ولا بالمسئول
أَنْ يُجِيبَ» [1] . «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ شُبْرُمَةَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَفْتَى فِيهَا فَلَمْ يُصِبْ. فَقَالَ لَهُ نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ: انْظُرْ فِيهَا وَتَثَبَّتَ يَا أَبَا شُبْرُمَةَ. فَعَرَفَ أَنَّهُ لَمْ يُصِبْ، فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: كَادَتْ تَزِلُّ بِهِ مِنْ حَالِقٍ قَدَمُ ... لَوْلَا تَدَارَكَهَا نُوحُ بْنُ دَرَّاجِ» [2] حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الدَّمِ حَلَفَ مَا يَعْرِفُهُ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ أُرْسِلَ مَعَ إِنْسَانٍ إِلَى الْيَمَنِ عَامِلًا يَكُونُ مَعَهُ مِثْلَ الْوَزِيرِ، فَدَعَوْا إِنْسَانًا لِلْقَضَاءِ قَدْ كَانَ يُسْتَعْمَلُ. قَالَ: وَكَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ يُعَظِّمُ أَمْرَ الْقَضَاءِ جِدًّا فَقَالَ لِلرَّجُلِ: إِنَّا دَعَوْنَاكَ لِأَمْرٍ عَظِيمٍ. فَقَالَ: وَمَا هُوَ؟ فَقَالَ: الْقَضَاءُ. فَقَالَ: مَا مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا أَنَا أُحْسِنُهُ. فَقَالَ لَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ: لَوْ سُئِلْتَ عَنْ ثُمُنِ دِرْهَمٍ مَا أُحْسِنُهُ، مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ ضَرَبَ بَطْنَ شَاةٍ فَأَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا؟ فَلَمْ يَدْرِ. «وَبِهِ قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: اقْضِ بِمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ مُفْتَرِضًا ... وَبِالنَّظَائِرِ فَاقْضِ وَالْمَقَايِيسِ» [3] . حَدَّثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ بِحَدِيثِ صَاحِبِ أَيْلَةَ فَلَمْ يُعْجِبْهُ وَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَنَا لَقُلْتُ للابن: أنت كما قال أبوك. فان قَالَ نَعَمْ حَدَدْتُ الِابْنَ وَإِنْ قَالَ لَا حددت الأب.
قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: وَأَيُّ شَيْءٍ أَحْسَنُ مِنْ رَايَةٍ تَخْفِقُ فَوْقَ رَأْسِكَ. وَبِهِ قَالَ: لَحِقَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ بِسَرْفٍ وَهُوَ عَلَى ظَهْرِ فَرَسٍ فَذَكَرَ أَنَّهُ يُرِيدُ الْخُرُوجَ إِلَى مكة فقال له أبي: ان معنا اثني عَشَرَ بَعِيرًا. فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَحُجَّ قَطُّ ومعي فضل وسعة وأنا اكره (190 ب) أَنْ آخُذَ وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أُنْفِقَ مِنْ عِنْدِي. فَتَكَارَيْنَا لَهُ مِنْ أَعْرَابِيٍّ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ [1] قَالَ: لَمَّا عَزَلُوهُ شَيَّعْتُهُ- يَعْنِي ابْنَ شُبْرُمَةَ- وَكَانَ وَلِيَ الْقَضَاءَ [2] . قَالَ: فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّاسُ وَأَفْرَدَنِي وَإِيَّاهُ الْمَسِيرُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَنَا أَحَدٌ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عُرْوَةَ أَحْمَدُ اللَّهَ أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَبْدِلْ بِقَمِيصِي هَذَا قَمِيصًا مُنْذُ دَخَلْتُهَا. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عُرْوَةَ إِنَّمَا أَقُولُ لَكَ الْحَلَالَ فَأَمَّا الْحَرَامُ فَلَا سَبِيلَ إِلَيْهِ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. قَالَ: قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: فَأَنَا نَهَيْتُ الشَّعْبِيَّ، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: رُدُّوا عَلَيَّ الرَّجُلَ [فَقَالَ لَهُ] نَذْرُكَ فِي عُنُقِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ قال: رأيت الشعبي وَهُوَ دَاخِلٌ الْمَسْجِدَ يُرِيدُ إِلَى جَرِيرٍ فَأَعْطَيْتُهُ يدي قُلْتُ لَهُ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَنِّي أُصِيبُ مِنْكَ أَفْضَلَ مِمَّا تُصِيبُ مِنِّي مَا أَعْطَيْتُكَ يَدِي، ما تقول في قوم محرمين أشار
بَعْضُهُمْ إِلَى صَيْدٍ وَصَادَ [1] بَعْضُهُمْ؟ فَقَالَ: عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عِدْلُهُ. قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ حَمَّادًا يَقُولُ عَلَيْهِمْ جَزَاءٌ وَاحِدٌ. فَقَامَ الشَّعْبِيُّ وَكُنَّا نَمْشِي فَقَالَ: باللَّه يَقُولُهُ!؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: إِنْ كَانَ يَقُولُهُ فَقَدْ جُنَّ. قَالَ: ابْنُ شُبْرُمَةَ: ثُمَّ أَتَيْتُ مَجْلِسًا كُنَّا نَجْلِسُهُ فِيهِ هُبَيْرَةُ [2] وَشِبَاكٌ [3] وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي أَشَدَّ عَلَيَّ خِلَافًا مِنْهُ، وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ الشَّعْبِيُّ وَبِمَا قَالَ حَمَّادٌ. فَقَالَ: الْقَوْلُ مَا قَالَ حَمَّادٌ عَلَيْهِمْ جَزَاءٌ وَاحِدٌ، أَلَا تَرَى أَنَّ قَوْمًا لَوْ قَتَلُوا رَجُلًا خَطَأً لَمْ يَكُنْ عليهم الادية وَاحِدَةٌ. فَقُلْتُ أَنَا: بَلِ الْقَوْلُ مَا قَالَ الشَّعْبِيُّ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جَزَاءٌ، أَلَا تَرَى أَنَّ قَوْمًا لَوْ قَتَلُوا رَجُلًا خَطَأً كَانَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ كَفَّارَةٌ عِتْقُ رَقَبَةٍ. قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: فَقَاسَ الشَّعْبِيُّ عَلَى الْكَفَّارَةِ وَقَاسَ حَمَّادٌ وَالْحَارِثُ عَلَى الدِّيَةِ. «حَدَّثَنَا ابو العباس (191 أ) الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ [نَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَالْمُغِيَرةُ [4] وَالْحَارِثُ الْعُكْلِيُّ وَالْقَعْقَاعُ بْنُ يَزِيدَ وَغَيْرُهُمْ يَسْمَرُونَ بِالْفِقْهِ، فَرُبَّمَا لَمْ يَقُومُوا إِلَى النِّدَاءِ بِالْفَجْرِ» [5] . حَدَّثَنَا الفَضْلُ قَالَ: ثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فضيل قال: سمعت
[عمرو بن مرة]
ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا اجْتَمَعْنَا أَنَا وَالْحَارِثُ عَلَى مَسْأَلَةٍ لَمْ نُبَالِ مَنْ خَالَفَنَا فِيهَا. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى مَاهَانَ [1] حِينَ صُلِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيهِ، قَالَ: فَقَالَ لِي: يَا عَمَّارُ وَأَنْتَ أَيْضًا مِمَّنْ يَنْظُرُ وَلَا تُغَيِّرُ!. حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: مَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ شَيْخًا أَفْضَلَ مِنْ زُبَيْدٍ [2] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [3] عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الْهَيْثَمِ [4] قَالَ: كَانَ مُرَّةُ [5] يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ مِائَتَيْ رَكْعَةٍ. [عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ] حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ أَبُو نُوحٍ [7] عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا بِالْكُوفَةِ شَيْخًا خَيْرًا مِنْ زُبَيْدٍ اليامي،
وَمَا رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ فِي صَلَاةٍ إِلَّا ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَنْفَتِلُ حَتَّى يُسْتَجَابَ لَهُ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُجَاهِدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قراد أبو نوح قال: ثنا شعبة قال: ما رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ فِي صَلَاةٍ قَطُّ إِلَّا خِلْتُ لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُسْتَجَابَ لَهُ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: ثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ عَوْنٍ [3] قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ إِذَا رَفَعَ إصبعه لِلدُّعَاءِ رَجَوْنَا الِاسْتِجَابَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عمرو ابن مُرَّةَ قَالَ: لَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ قلك أَيُّهُمَا أَصْنَعُ أُحَدِّثُ النَّاسَ أَوْ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ، فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى الْمَسْجِدَ وَمَعَهُ حُلَّةٌ، فَبَلَغَ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ فَجَاوَزَهُمْ حَتَّى أَتَى أَصْحَابَ الْقُرْآنِ فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا، فَأَخَذْتُ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ. قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِمِسْعَرٍ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتَ؟ قَالَ: مَا كَانَ أَفْضَلُ من عمرو (191 ب) بْنِ مُرَّةَ، وَمَا رَأَيْتُهُ يَقُولُ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا يدعو الا ظننت أنه مستجاب له.
باب [عبد الرحمن بن أبي ليلى]
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [1] قَالَ: ثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2] قَالَ: وَعَرَّسْتُ فَدَعَوْتُ أَصْحَابَ عَلِيٍّ وَأَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ، مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ مِنْهُمْ عمارة بن عبد وهبيرة بن يريم والحارث الْأَعْوَرُ، وَمِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ [3] وَعَبْدُ اللَّهِ بن دئب [4] فَنَبَذْتُ لَهُمْ فِي الْخَوَالِي، فَكَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْهَا. قُلْتُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ يَرَوْنَهَا؟ قَالَ: نَعَمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا يُسْتَقَى مِنْهَا بِالدَّوَارِيقِ [5] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَعْجَبَ هَذَا الْأَمْرَ لعله كان شيئا حلوا. بَابُ [عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَدْ أَقَامَهُ الْحَجَّاجُ وَضَرَبَهُ وَهُوَ يَقُولُ: سُبَّ الْكَذَّابِينَ. [فَيَقُولُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ] : لَعَنَ اللَّهُ الْكَذَّابِينَ. ثُمَّ يَسْكُتُ، ثُمَّ يَقُولُ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزبير المختار بن أبي عبيد [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ [2] وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَقَدْ ضَرَبَهُ الْحَجَّاجُ وَكَانَ يَحْضُرُهُ شَيْخًا وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى ابْنِهِ وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُ الْعَنِ الْكَذَّابِينَ، فَيَقُولُ لَعَنَ اللَّهُ الْكَذَّابِينَ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عبد الله ابن الزُّبَيْرِ، الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ. قَالَ الْأَعْمَشُ: وَأَهْلُ الشَّامِ حَوْلَهُ كَأَنَّهُمْ حَمِيرٌ لَا يَدْرُونَ مَا يَقُولُ وَهُوَ يُخْرِجُهُمْ مِنَ اللَّعْنِ. حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فَإِذَا دَخَلَ الدَّاخِلُ أَتَى فِرَاشَهُ فَاتَّكَأَ عَلَيْهِ [4] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَصْحَابُهُ يُعَظِّمُونَهُ كَأَنَّهُ أَمِيرٌ، فَذَكَرُوا آخِرَ الْأَجَلَيْنِ، فَذَكَرْتُ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة في سبيعة بنت الحارث (192 أ) ، قَالَ: فَغَمَزَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَطَبْتُ، فَقُلْتُ: إِنِّي لَحَرِيصٌ عَلَى الْكَذِبِ إِنْ كَذَبْتَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَهُوَ بِنَاحِيَةِ الْكُوفَةِ. قَالَ: فَاسْتَحْيَا وَقَالَ: لَكِنَّ عَمَّهُ لَمْ يَكُنْ يَقُولُ ذَاكَ. قَالَ: وَلَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ مِنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا. قَالَ: فَقُمْتُ فَلَقِيتُ أَبَا عطية مالك بن الحارث فسألته،
فَذَهَبَ يُحَدِّثُنِي حَدِيثَ سُبَيْعَةَ. قُلْتُ: لَيْسَ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ وَلَكِنْ هَلْ سَمِعْتَ فِيهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلْنَاهُ عَنْهَا فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ وَضَعَتْ قَبْلَ الْأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا؟ قُلْنَا: حَتَّى تَمْضِيَ. قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ نَقَصَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وعشرا؟ قلنا: حتى تمضي. قال: أرأيتم إن انْقَضَتِ الْأَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا قَبْلَ أَنْ تَضَعَ؟ قَالَ: قُلْنَا: حَتَّى تَضَعَ. قَالَ: فَقَالَ: تَجْعَلُونَ لَهَا التَّغْلِيظَ وَلَا تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَةَ، فَنَزَلَتْ سورة النساء القصري قبل الطوال «وأولت الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن» [1] الآية. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ، وَحَدِيثَ جَرِيرٍ [2] بَايَعْتُ، وَحَدِيثَ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، وَحَدِيثَ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْنَا هَذِهِ الْأَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ مِنْ زِيَادٍ فِي مَجْلِسٍ لَمْ نَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَهَا. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ [3] وَكَانَ ابْنَ مِائَةِ سَنَةٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا أَبُو الزَّعْرَاءِ [4] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْأَحْوَصِ [5] يَقُولُ: كَانَ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ قُتِلَ أَحَدُهُمْ يَوْمَ الْجَمَلِ وَقُتِلَ آخَرُ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا وَالْآخَرُ لَا يَدْرِي مَا يُفْعَلُ به. فخرج ابو الأحوص الى
الْأَزَارِقَةِ فَقُتِلَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ أَبُو الزَّعْرَاءِ يَتَخَيَّرُ الْأَجْنَادَ فِي الْفِتْنَةِ. قَالَ سُفْيَانُ [1] : كَانَ عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ [2] حَدَّثَنِي عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ [3] حَدِيثَ اللَّقْطَةِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَلَمْ يُنْفِذْهُ لِي فَأَنَا أَرْوِيهِ عَنْ عُمَرَ، كُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَيْهِ يَسْتَخْبِرُنَا عَنِ الْفِتْنَةِ. حَدَّثَنَا ابو بكر الحميدي (192 ب) قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا- يَعْنِي ابْنَ عُقْبَةَ الْبَكَّائِيَّ-[4] يَقُولُ: وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ إِمَارَةِ عُثْمَانَ. حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ الْحَنَفِيُّ- مُنْذُ سِتٍّ وَسِتِّينَ سَنَةً- قَالَ: وَسَمَاعِيَ اللَّفْظَ مِنْهُ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَتِسْعِينَ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُوهُ أَكْبَرَ مِنْ عَمِّهِمَا، وَكَانَا يَفْصِلَانِ عَلَى عَمِّهِمَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ شَقِيقِ بْنِ جَمْرَةَ [5] وَبَحْرُ بْنُ بَالِهٍ [6] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الملك بن الحسين- شيعيا كان
[ابو إسحاق السبيعي]
عِنْدَنَا رَافِضِيًّا صَاحِبَ رَأْيٍ- سَمِعَهُ مِنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَقَدْ أَدْخَلْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: الْعِرَاقَ. قَالَ: أَمَا إِنَّكَ إِنْ جِئْتَهَا لَيُصِيبَنَّكَ بِهَا ذُبَابُ [1] السَّيْفِ. ثُمَّ قَالَ: وَايْمِ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَهُ يَقُولُ. قَالَ أَبُو حَرْبٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: فَتَعَجَّبْتُ مِنْهُ وَقُلْتُ: رَجُلٌ مُحَارِبٌ يُحَدِّثُ بِمِثْلِ هذا عن نفسه. [ابو إسحاق السبيعي] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: ثنا سفيان بن إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2] الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِنِصْفِ النَّهَارِ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: أَوْ ذَكَرَ أَحَدَهُمَا. وَقَالَ ابْنُ بَشَّارٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ لِي أَبِي: أَيْ بُنَيَّ أَتُرِيدُ أَنْ تَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: فَقُمْتُ قَائِمًا فَرَأَيْتُ عَلِيًّا يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَيْهِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، أَقْرَعَ [3] ، ضَخْمَ الْبَطْنِ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ كَمَا يَرْفَعُونَ وَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى نَزَلَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: ثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ [4] قَالَ: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ قَالَ: لَمْ يَتْرُكْ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا سِلَاحًا، وَأَرْضًا [1] جَعَلَهَا صَدَقَةً، وَبَغْلَةً بَيْضَاءَ [2] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ (193 أ) قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مَطَرِ بْنِ عُكَامِسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنِيَّةَ عَبْدٍ بِأَرْضٍ جَعَلَ لَهُ إِلَيْهَا حَاجَةً [3] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: الآن نغروهم [4] وَلَا يَغْزُونَنَا [5] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا رَجُلٌ يُوضَعُ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ. وَبِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: تُوُفِّيَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ، فَلَمَّا حُرِّمَتْ قَالُوا: أَصْحَابُنَا مَاتُوا وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ. فَنَزَلَتْ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا 5: 93
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا 5: 93 [1] ، إِلَى قَوْلِهِ: وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 5: 93 [2] . قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: سَمِعْتُهُ مِنْهُ؟ قَالَ: لَا. وَبِهِ عَنِ البَرَاءِ- وَلَمْ نَسْمَعْهُ مِنَ الْبَرَاءِ- أَنَّهُمْ أَصَابُوا يَوْمَ حُنَيْنٍ أَوْ خَيْبَرَ حُمُرًا فَنَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكْفِئُوا الْقُدُورَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ [3] قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عمرو ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ [4] الْهَمْدَانِيُّ السَّبِيعِيُّ أَنَّ جَدَّهُ الْخَيَّارَ مَرَّ عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: كَمْ مَعَكَ مِنْ عِيَالِكَ يَا شَيْخُ؟ قَالَ: إِنَّ مَعِي سِتِّينَ. فَقَالَ: أَمَّا أَنْتَ يَا شَيْخُ فَقَدْ فَرَضْنَا لَكَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَلِعِيَالِكَ مِائَةَ مِائَةٍ [5] . حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا أَبُو [7] إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ كَثِيرَ الْمُجَالَسَةِ لِرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ. وَبِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ نَعْلَيْنِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شِسْعَانِ. وَبِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ. وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ- بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ- رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ انك الأعز الأكرم.
وبه قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ [1] : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي- قَالَ زُهَيْرٌ: حَسِبْتُهُ قَالَ فِي أمري- اللَّهمّ اغفر لي هز لي وَجِدِّي وَخَطَئِي وَعَمْدِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي. حَدَّثَنَا (193 ب) أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلَانِ وشرا كان مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ، مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ عَذَابًا مِنْهُ، وَإِنَّهُ لَأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عن أبي إسحاق قال: عرست فَدَعَوْتُ أَصْحَابَ عَلِيٍّ وَأَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ، مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ: عِمَارَةُ بْنُ عَبْدٍ وَهُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ وَالْحَارِثُ الْأَعْوَرُ. وَمِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ: عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ [3] وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذِئْبٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ [4] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِلْمُقَصِّرِينَ. قَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ الله وللمقصرين. قال: وللمقصرين- في الثالثة-.
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ أَبِي الْجَنُوبِ- قَالَ شَرِيكٌ: قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: أَيْنَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: وَقَفَ عَلَيْنَا فِي مَجْلِسِنَا- فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه سلم يَقُولُ: عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ لَا يُؤَدِّي عني الا علي. حدثني احمد بن يحي [1] قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ حَبَشِيَّ بْنَ جُنَادَةَ يَقُولُ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ مَشَاهِدَ، وَشَهِدْتُ مَعَ عَلِيٍّ ثَلَاثَةَ مَشَاهِدَ مَا هِيَ عِنْدِي بِدُونِ ذَلِكَ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: صَدَقَ أَبُو الْجَنُوبِ إِنَّهَا لَمِثْلُهَا. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَاهِلِيُّ وَأَبُو عُمَرَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمِرِيُّ قَالا: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبُ بن عمير وابن أم مكتوم، فكانا يقرئان الْقُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَبِلَالٌ وَسَعْدٌ ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه (194 أ) وَسَلَّمَ، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ قَطُّ فَرَحَهُمْ بِهِ، حَتَّى رَأَيْتُ الْوَلَائِدَ وَالصِّبْيَانَ يَسْعَوْنَ فِي الطَّرِيقِ يَقُولُونَ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَمَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ حَتَّى قَرَأْتُ «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى» [2] فِي سُورَةٍ مِثْلِهَا مِنَ الْمُفَصَّلِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بن موسى وعبد الله بن رجاء ابو عمرو الغداني عن
إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ الْبَرَاءَ فَلْيَحْمِلْ [1] إِلَيَّ رَحْلِي. فَقَالَ لَهُ عَازِبٌ: لَا حَتَّى تُحَدِّثَنَا كَيْفَ صَنَعْتَ [2] [أَنْتَ] [3] وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجْتُمَا وَالْمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ. قَالَ: أَدْلَجْنَا مِنْ مَكَّةَ لَيْلًا فأحيينا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، فَرَمَيْتُ بَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ نَأْوِي إِلَيْهِ، فَإِذَا بِصَخْرَةٍ، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهَا، فَإِذَا بَقِيَّةُ ظِلٍّ لَهَا فَنَظَرْتُ بَقِيَّةَ ظَلٍّ لَهَا فَسَوَّيْتُهُ، ثُمَّ فَرَشْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْوَةً، ثُمَّ قُلْتُ: اضْطَجِعْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاضْطَجَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَخْفِضُ مَا حَوْلِي هَلْ أَرَى مِنَ الطُّلَبِ أَحَدًا، فَإِذَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي أُرِيدُ- يَعْنِي الظِّلَّ- فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلَامُ؟ قَالَ: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَسَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: هَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لِي؟ قَالَ: نَعَمْ. فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا من التراب، ثم أمرته اين يَنْفُضَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ هَكَذَا فَضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، فَحَلَبَ كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ وَقَالَ: رَوَيْتُ مَعِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ [4] أَسْفَلُهُ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَضِيتُ ثُمَّ قُلْتُ قَدْ آنَ الرَّحِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَارْتَحَلْنَا وَالْقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ [1] عَلَى فَرَسٍ لَهُ. فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يا رسول الله. فقال: لا تحزن (194 ب) إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [2] . فَلَمَّا أَنْ دَنَا مِنَّا وَكَانَ بَيْنَنَا قَيْدُ رُمْحَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ. فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وبكيت. قال: ما يبكيك؟ فقلت: أم وَاللَّهِ مَا عَلَى نَفْسِي أَبْكِي وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَبْكِي عَلَيْكَ. قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللَّهمّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ. قَالَ: فَسَاخَتْ بِهِ فَرَسُهُ فِي الْأَرْضِ إِلَى بَطْنِهَا فَوَثَبَ عَنْهَا، ثُمَّ قَالَ: يا محمد قد علمت أن هذا عملك، فَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُنْجِيَنِي مِمَّا أنا فيه فو الله لَأُعَمِّيَنَّ عَلَى مَنْ وَرَائِي الطَّلَبِ، وَهَذِهِ كِنَانَتِي فَخُذْ مِنْهَا سَهْمًا، فَإِنَّكَ سَتَمُرُّ بِإِبِلِي وَغَنَمِي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حَاجَةَ لَنَا فِي إِبِلِكَ، وَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ رَاجِعًا إِلَى أَصْحَابِهِ، وَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لَيْلًا، فَتَنَازَعَهُ الْقَوْمُ أَيُّهُمْ يَنْزِلُ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا نَنْزِلُ عَلَى بَنِي النَّجَّارِ أَخْوَالِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أُكْرِمُهُمْ بِذَلِكَ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، وَكَانَ النَّاسُ في الطرق وعلى البيوت، والغلمان والخدم
[يَصِيحُونَ] جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ، جَاءَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ أَكْبَرُ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ فَنَزَلَ حَيْثُ أَمَرَ. زَادَ ابْنُ رَجَاءٍ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم صلى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يُوَجِّهَ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ 2: 144 [1] ، فَوَجَّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ. وَقَالَ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ وَهُمُ الْيَهُودُ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها 2: 142 [2] فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ 2: 142 [3] . قَالَ: وَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رجل ثم خرج بعد ما صَلَّى فَمَرَّ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (195 أ) فَقَالَ هُوَ يَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ وُجِّهَ نَحْوَ الْكَعْبَةِ، فَتَحَرَّفَ الْقَوْمُ حَتَّى تَوَجَّهُوا نَحْوَ الْكَعْبَةِ. قَالَ الْبَرَاءُ: وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ أَخُو بَنِي عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: هُوَ مَكَانَهُ وَأَصْحَابُهُ عَلَى أَثَرِي، ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أَخُو بَنِي مُضَرٍ. فَقُلْنَا: مَا فَعَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ فَقَالَ: هُمْ عَلَى أَثَرِي. ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَبِلَالٌ، ثُمَّ أَتَانَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ رَاكِبًا، ثُمَّ أَتَانَا بَعْدَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [1] وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قالا: حدثنا سفيان بن سعيد ابن مَسْرُوقِ بْنِ حَمْزَةَ الثَّوْرِيُّ- ثَوْرُ هَمْدَانَ- عَنْ أبي إسحاق [2] عمرو ابن عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيِّ قَالَ أَعْطَيْتُ الْجُعْلَ [3] فِي زمن معاوية أربعين درهما. وبه عن أبي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ قَالَ: آئبون تَائِبُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَنْبَأَ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ أَوَلَّيْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَمْ يُوَلِّ وَلَكِنْ عَجَّلَ سَرَعَانُ الْقَوْمِ فَرَشَقَتْهُمْ هَوَازِنُ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِرَأْسِ بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ ... أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ [4] حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: خَرَجَ النَّاسُ يَسْتَسْقُونَ وَفِيهِمْ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا رَجُلٌ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو كَمْ غَزَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: كَمْ غَزَوْتُ مَعَهُ.؟ قَالَ سَبْعَ عَشْرَةَ [5] ، وَصَلَّى بِنَا عَبْدُ اللَّهِ بن يزيد [6] ركعتين.
حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قالا: حدثنا ابو عوانة [1] عن أبي (195 ب) إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ بخطب يَوْمَ الْجُمُعَةِ. قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: فَسَأَلْتُهُ: أَيُّ سَاعَةٍ كَانَ يُصَلِّي؟ قَالَ: نَحْوٌ مِنْ صَلَاتِنَا، وَكَانَ ذَلكَ فِي عَمَلِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ [2] ، وَكَانَ لَا يُصَلِّي حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ [3] . وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَإِزَارُهُ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ [4] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بْنِ وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه سلم بِمِنًى أَكْثَرَ مَا كَانَ النَّاسُ وَآمَنُهُ رَكْعَتَيْنِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ [5] . وَبِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ [6] قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلُّونَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ: أَنِ اسْتَسْقِ بِالنَّاسِ. فَخَرَجَ وَخَرَجَ النَّاسُ مَعَهُ وَفِيهِمْ زَيْدُ بن أرقم والبراء بن عازب. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ قَالَ: حدثنا إسحاق بن سليمان [7]
قَالَ: ثنا أَبُو سِنَانٍ [1] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّزِرُونَ عَلَى أَنْصَافِ سُوقِهِمْ مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ [2] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ رَجُلًا جَسِيمًا أَعْوَرَ، فَرَأَيْتُهُ يَسْجُدُ عَلَى جِدَارٍ ارْتِفَاعُهُ عَنِ الْأَرْضِ ذِرَاعٌ أَوْ قَرِيبٌ مِنْ ذِرَاعٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ: أَنَّهُ صَلَّى خلف علي الجمعة، فصلاها بالهاجرة بعد ما زَالَتِ الشَّمْسُ، وَأَنَّهُ رَآهُ قَائِمًا أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ أَجْلَحَ [4] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ: أَنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطَحِ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَقِيلَ لَهُ: مِثْلُ مَنْ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ أَبْرِي النَّبْلَ وَأَرِيشُهَا. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ: أنه رأى رسول الله (196 أ) صلى الله عليه وسلم وهذه منه
بَيْضَاءُ- وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عَنْفَقَتِهِ [1] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ وَقَرَأَ «صَادْ وَالْقُرْآنِ» عَلَى الْمِنْبَرِ فَنَزَلَ وَسَجَدَ ثُمَّ صَعَدَ. وَبِهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَبَشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ السَّلُولِيِّ- وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَأَلَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ فَكَأَنَّمَا يَأْكُلُ الْجَمْرَ. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [2] قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَعْظَمَ سَجْدَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ من عبد الله ابن الزُّبَيْرِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: فَرَضَ لِي مُعَاوِيَةُ في ثلاثمائة، وَسَأَلَنِي مُعَاوِيَةُ: كَمْ كَانَ عَطَاءُ أَبِيكَ؟ قَالَ: قلت ثلاثمائة. قال: ففرض لي معاوية في ثلاثمائة. قَالَ: وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْرِضُونَ لِلرَّجُلِ فِي مِثْلِ عَطَاءِ أَبِيهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَأَدْرَكْتُ أَبَا إِسْحَاقَ وَعَطَاؤُهُ أَلْفُ دِرْهَمٍ مِنَ الزِّيَادَاتِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: غَزَوْتُ فِي زَمَنِ زِيَادٍ [3] سِتًّا أَوْ سَبْعَ غَزَوَاتٍ قَالَ أَبُو بكر: وقد مات زياد قبل معاوية [4] .
حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ [1] قَالَ: كَانَ مُبَارَكٌ [2] يُرْسِلُ إِلَى الْحَسَنِ [3] . قِيلَ: تَدَلَّسَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: وَحَدَّثَ يَوْمًا عَنِ الْحَسَنِ بِحَدِيثٍ فَوَقَفَ عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنِيهِ بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي حَرْبٍ عَنْ يُونُسَ. قُلْتُ لَهُ: فَأَبُو الْأَشْهَبِ [4] . قَالَ: ثَمَّ شَيْءٌ؟ قُلْتُ: أَلَيْسَ قَالَ بَهْزٌ [5] : وَقَفْنَاهُ فَوَقَفَ لَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ كَانَ إِذَا وَقَفَ. ثُمَّ قَالَ: قَدْ دَلَّسَ قَوْمٌ. ثُمَّ ذَكَرَ الْأَعْمَشَ. قَالَ: كَانَ هُشَيْمٌ يُكْثِرُ- يَعْنِي التَّدْلِيسَ- وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَيْضًا ثُمَّ كَانَ أَبُو حَرَّةَ [6] صَاحِبَ تَدْلِيسٍ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ أَبُو أَشْهَبَ يُدَلِّسُ إِلَّا أَنَّهُ فِي كِتَابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ يُبِينُ إِذَا كَانَ سَمَاعًا قَالَ: حَدَّثَنِي، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ [قَالَ] قَالَ أَبُو الزِّنَادِ، ذَكَرَ أَبُو الزِّنَادِ، قَالَ فُلَانٌ. «قَالَ أَبُو يُوسُفَ: أَجْمَعَ أَصْحَابُنَا أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ غَايَةٌ فِي الْإِتْقَانِ وَالْحِفْظِ وَأَنَّهُ حُجَّةٌ» [7] ، وَكَذَلِكَ كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فِي زَمَانِهِ. وَأَبُو إِسْحَاقَ رَجُلٌ مِنَ التَّابِعِينَ وهو ممن يعتمد عليه (ق 196 ب) الناس في الحديث هو والأعمش إِلَّا أَنَّهُمَا وَسُفْيَانُ يُدَلِّسُونَ، وَالتَّدْلِيسُ مِنْ قَدِيمٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بن مالك وذكر قصة. فقال
[سليمان بن مهران الأعمش] [3]
رَجُلٌ لِقَتَادَةَ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ أَنَسٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ رَجُلٌ لِأَنَسٍ أَسَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ وَحَدَّثَنِي مَنْ لَمْ يَكْذِبْ. وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَكْذِبُ وَلَا نَدْرِي مَا الْكَذِبُ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَبَلَغَنِي عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [1] بِحَدِيثٍ، فَقَالَ شُعْبَةُ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مِنَ الدُّنْيَا [2] وَأَنْ أَقُولَ عَنْهُ: قَالَ مَنْصُورٌ، وَلَا أَذْكُرُ سُفْيَانَ. وَقَدْ قَالَ مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ فِي التَّدْلِيسِ: هُوَ حُلْوٌ دَنِيٌّ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ: هُوَ ذُلٌّ. [سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ] [3] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ قال: ما كل مَا نُحَدِّثُكُمْ سَمِعْنَاهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّا سَمِعْنَا وَحَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا، وَلَكِنَّا لَا نَكْذِبُ. سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَهْدَى مَرَّةً غَنَمًا. «حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ عَلْقَمَةُ: حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ أَوْ وَرَقَةٍ» [5] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ سُفْيَانَ [6] عَنْ سَلَمَةَ [7]
قال: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعَلَى عِبَادِهِ، وَعَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ السَّلَامُ، وَعَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ السَّلَامُ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ للَّه وَالصَّلَوَاتُ والطيبات، السلام عليك أيها النبي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصالحين. فإنكم (197 أ) إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ للَّه عَزَّ وَجَلَّ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] قَالَ: عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ [2] وَغَيْرُهُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: أَتَيْتُ الشَّعْبِيَّ فِي شَيْءٍ يَسِيرٍ، فَقَالَ: مِثْلُكَ يَأْتِي فِي مِثْلِ هَذَا؟ ثم قال لي الشعبي: كيف تقرأ وَالله رَبِّنا 6: 23 [3] وأ «ربّنا» . قَالَ: وَكَيْفَ تَقْرَأُ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي من يُضِلُّ 16: 37 [4] أو «لا يَهْدِي من يُضِلُّ» 16: 37 [5] ؟ فقلت: «ان لا يهدي من يضل» [6]
فقال الشعبي: سمعت علقمة يقرأها كَذَلِكَ «وَالله رَبِّنا» 6: 23 وَ «لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ» . 16: 37 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: كُنْتُ إِذَا خَلَوْتُ بِأَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا بِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ [1] غَضًّا [2] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: لَوْلَا الْقُرْآنُ لَكُنْتُ بَقَّالًا. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ عَاصِمٌ [3] لِلْأَعْمَشِ: أَلَيْسَ قَدْ قَرَأْتَ عَلَيَّ؟ قَالَ: بَلَى وَلَكِنِّي انْتَجَعْتُ وَتَرَكْتُكَ. حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: سُفْيَانُ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: عَرَفَ أَبِي رَجُلًا بِالشَّبَهِ فَقَالُوا إِنَّهُ أَخُوهُ. فَاخْتَصَمُوا إِلَى مَسْرُوقِ بْنِ الْأَجْدَعِ فَحَدَّثَهُ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ [5] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: عَرَفَ أَبِي أخًا لَهُ فَتُوُفِّيَ أَخُوهُ وَتَرَكَ مَالًا فَقَالَ مَوَالِي أَخِي لِأَبِي لَيْسَ لَكَ مِنْ مِيرَاثِهِ شَيْءٌ، فأخبرني اياس بن عَيَّاشٍ الْكَاهِلِيِّ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُوكَ إِلَى مَسْرُوقٍ وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ فَقَالَ مَسْرُوقٌ: تَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ يَحْرُمُ مِنْهُ مَا يَحْرُمُ لِلْأَخِ مِنْ أَخِيهِ وَيَصِلُ مَا يَصِلُ الْأَخُ مِنْ أَخِيهِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. فَأَعْطَاهُ مَالَهُ أَجْمَعَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِيهِ مِهْرَانَ أَنَّ مَسْرُوقًا وَرَّثَهُ مَنْ أَخٍ له وكان
[منصور بن المعتمر]
حميلا [1] [2] . وَحَدِيثُ سُفْيَانَ وَأَبِي إِسْحَاقَ وَالْأَعْمَشِ مَا لَمْ يُعْلَمْ أَنَّهُ مُدَلِّسٌ يَقُومُ مَقَامَ الْحُجَّةِ. وَأَبُو إِسْحَاقَ وَالْأَعْمَشُ مَائِلَانِ إِلَى التَّشَيُّعِ، وَالْأَعْمَشُ وَلَاؤُهُ لِبَنِي كَاهِلٍ، وَكَاهِلٌ فَخِذٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَوَلَاؤُهُ وَلَاءُ عَتَاقَةَ. [مَنصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ] حَدَّثَنَا قبيصة (197 ب) قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: اخْتُلِفَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ شَهْرًا فِي امْرَأَةٍ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقًا فَقَالَ: لَهَا مِثْلُ صَدَاقِ نِسَائِهَا، وَعَلَيْهَا الْعِدَّةُ وَلَهَا الْمِيرَاثُ. قَالَ مَعْقِلُ بْنُ سِنَانٍ الْأَشْجَعِيُّ: قَضَى رسول الله صلى الله عليه وسلم في امْرَأَةٍ مِنَّا يُقَالُ لَهَا بَرْوَعُ بِنْتُ وَاشِقٍ مِنْ بَنِي رَوَاسِ بْنِ كَعْبٍ مِثْلَ الَّذِي قَضَيْتُ. فَفَرِحَ عَبْدُ اللَّهِ بَذَلِكَ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم مِنَ الْإِنَاءِ الْوَاحِدِ كِلَانَا جُنُبٌ، وَيُخْرِجُ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ وَأَنَا حَائِضٌ فَأَغْسِلُهُ، ويأمرني فأتزر ثم يباشرني وأنا حائض.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ مَنْصُورًا وَسَمِعَ وَقْعَ الْأَلْوَاحِ قَامَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ مَنْصُورٌ فِي الدِّيوَانِ وَكَانَ إِذَا أَتَتْهُ النَّوْبَةُ لَبِسَ ثِيَابَهُ وَحَرَسَ. قَالَ مَنْصُورُ لِأُمِّهِ: إِنْ أَرَدْتِ الْأَزْوَاجَ وَكَانَ لَكِ حاجة بالأزواج فَلَا يَمْنَعْكِ مَكَانِي. قَالَ سُفْيَانُ: مُرَادُهُ بِرُّهَا. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ أَبُو عَتَّابٍ السُّلَمِيُّ مِنَ الْفَرَاقِدِ مِنْ آلِ عُتْبَةَ بْنِ فَيْرُوزَ. حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: قَالَ لِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُ مَنْصُورًا بِمَكَّةَ، فَكَانَ فِيهِ خَشْيَةٌ، وَمَا أَرَاهُ كَانَ يَكْذِبُ [1] . قَالَ عَلِيٌّ قَالَ: كَانَ مَنْصُورٌ أَثْبَتَ النَّاسِ فِي مُجَاهِدٍ. وَقَالَ: هَذَا أَثْبَتُ مِنَ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سَلَمَةُ [2] مُتْقِنُ الْحَدِيثِ وَقَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ [3] مُتْقِنٌ لِلْحَدِيثِ أَيْضًا لَا تُبَالِي إِذَا أَخَذْتَ عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا. قُلْتُ: حَدِيثُ سِمَاكٍ [4] مُضْطَرِبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. «قَالَ أَحْمَدُ ثنا الْمُؤَمِّلُ [5] قَالَ: حدثنا سفيان [6] (198 أ) قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ- قال سفيان: وكان شيخ صدق- وواقد [7]
- قَالَ أَحْمَدُ: يَعْنِي مَوْلَى زَيْدِ بْنِ خُلَيْدَةَ- وَالْحَكِيمَ بْنَ الدَّيْلَمِ [1] كَانَا شَيْخَيْ صِدْقٍ.» [2] حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [3] الْأَشَجُّ قَالَ حَفْصٌ [4] سَأَلْتُ الْأَعْمَشَ عَنِ اسْمِ أَبِي رَزِينٍ؟ قَالَ: مَسْعُودُ بْنُ مَالِكٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سفيان عن سلمة بن كهيل أبي يحي قَالَ سَمِعْتُ جُنْدَبًا [5] يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ الله عز وجل به، ومن يرائي يرائي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَفَرٍ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ يَقُولُ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الأدلّ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْمُنَافِقِينَ كُلُّهَا، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عُذْرِي وَتَصْدِيقِي. حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ [6] قَالَ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جُنْدَبِ بن أبي ثابت أبي يحي قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَأْتُونَا بِالْمُعْضِلَاتِ. وَسَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ وَسُئِلَ عَنِ اللُّقَطَةِ قَالَ: ادْفَعْهَا إِلَى الْأَمِيرِ. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [1] وَحَجَّاجٌ قَالا ثنا شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبٍ [2] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي أَكُونُ بِالسَّوَادِ فَأَتَقَيَّلُ [3] وَلَا أُرِيدُ أن أَنْ أَزْدَادَ إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أَدْفَعَ عَنْ نَفْسِي؟ فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ 9: 29 [4] لَا تَنْزِعِ الصَّغَارَ مِنْ أَعْنَاقِهِمْ وَتَجْعَلْهُ فِي عُنُقِكَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ يَقُولُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي زياد أكبر من إبراهيم (198 ب) النخعي بنحو من عشرين سنة. حدثني أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ [5] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى خُرَاسَانَ وَمَا يُذْكَرُ إِبْرَاهِيمُ وَرَجَعْتُ وَقَدْ أَفْتَى وَمَاتَ. «وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ [أَبِي] [6] خَالِدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الْكِنْدِيِّ وَهُوَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ أبو يحي» [7] .
- حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ [1] قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أبي بصير عن أبي ابن كَعْبٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ فَقَالَ: أَشَاهِدٌ فُلَانٌ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: أَشَاهِدٌ فُلَانٌ؟ قَالَ: إِنَّ هاتين الصلاتين من أثقل الصلوات عَلَى الْمُنَافِقِينَ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَالصَّفُّ الْأَوَّلُ عَلَى مِثْلِ صَفِّ الْمَلَائِكَةِ، وَلَوْ تَعْلَمُونَ فَضِيلَتَهُ لَابْتَدَرْتُمُوهَا. صَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ وَحْدَهُ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مَعَ الرَّجُلَيْنِ أَزْكَى مِنْ صَلَاتِهِ مَعَ الرَّجُلِ، مَا كَانُوا أَكْثَرَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ [4] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قال: ثنا إبراهيم قال: حدثنا شعبة
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِيهِ- قَالَ شُعْبَةُ: قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: قَدْ سَمِعَهُ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ- قَالَ سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديث سعيد بن الربيع. (199 أ) حدثنا أبو نعيم [1] وقبيصة [2] قالا: ثنا سفيان عَنْ أَبِي نُهَيْكٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَدْوَمَ سِوَاكًا وَهُوَ صَائِمٌ مِنْ عُمَرَ. وَأَبُو نُهَيْكٍ اسْمُهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَمَّاهُ غَيْرُ سُفْيَانَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ وَهُوَ أَسْلَمِيٌّ أَبُو مُصْعَبٍ رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ [3] وَحَجَّاجٌ [4] وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْجَهْمِ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَسَأَلَهُ مُكَاتِبٌ عَلَى زَكَاةٍ. قَالَ: لَا. قَالَ: إِنَّ أَهْلِي اشْتَرَطُوا عَلَيَّ أَنْ لَا أَخْرُجَ. قَالَ: اخْرُجْ أَوْ أَمَرَهُ بِذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أثقلتم ظَهْرَهُ ثُمَّ جَعَلْتُمُ الْأَرْضَ عَلَيْهِ حَيْصَ بَيْصَ لِيَخْرُجْ إِنْ شَاءَ. وَاسْمُهُ [5] صُبَيْحُ بْنُ الْقَاسِمِ. وَأَبُو الْجَهْمِ صَاحِبُ مُطَرِّفٍ [6] سُلَيْمَانُ بْنُ الْجَهْمِ الْجَوْزَجَانِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ مُسْلِمِ بْنِ سَالِمٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: مَاتَتْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَتَقَدَّمَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ فكان
وأبو المقدام ثابت بن هرمز الحداد
إِمَامَهُمْ. وَأَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ. وَأَبُو الْأَحْوَصِ عَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ. حدثنا الحميدي قال: ثنا سفيان قال حدثنا أَبُو الزَّعْرَاءِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو [1] عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ الْجَشْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ. وَأَبُو عَطِيَّةَ الْوَادِعِيُّ مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ. وَأَبُو الشَّعْثَاءِ سَلِيمُ بْنُ أَسْوَدَ الْمُحَارِبِيُّ. وَأَبُو فَاخِتَةَ سَعِيدُ بْنُ عِلَاقَةَ. وَأَبُو الْقَعْقَاعِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نعيم وقبيصة قالا ثنا سفيان عن أبي السَّوْدَاءِ عَمْرِو بْنِ عِمْرَانَ النَّهْدِيِّ وَأَبِي الرَّوَاعِ مجمع الأرحبي ثقتين. وأبو الْمِقْدَامِ ثَابِتُ بْنُ هُرمُزٍ الْحَدَّادُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ ح. قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ جَمِيعًا عَنْ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: دِيَةُ الْيَهُودِيِّ وَالنَّصْرَانِيِّ أَرْبَعَةُ أَلْفِ أَرْبَعَةِ أَلْفٍ، وَدِيَةُ الْمَجُوسِيِّ ثَمَانِ مِائَةٍ. قَالَ أَبُو نعيم: عن سعيد (199 ب) . قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: عَنْ سُفْيَانَ قَالَ عَنْ عُمَرَ [2] . عُمَرُ ثِقَةٌ رَوَى الْأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ عنه.
وابن أبي نعم
وَابْنُ أَبِي نُعْمٍ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: ثنا ابن أبي نُعْمٍ الْبُجَلِيُّ- وَهُوَ الْحَكَمُ [1] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أَبِي نُعْمٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُكَنَّى أَبَا الْحَكَمِ- قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحي بْنَ زَكَرِيَّا [2] . أَبُو الْحُوَيْرِثِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا ثنا سفيان عن أبي الحويرث عن علي ابن الحسين [3] قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَأَسْمَعُ صَوْتَ الصَّبِيِّ خَلْفِي فَأُخَفِّفُ شَفَقَةَ أَنْ تَفْتَتِنَ بِهِ أُمُّهُ. وَقَدْ قَالَ شُعْبَةُ: أَبُو الْحُوَيْرِثَةَ. «حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا الْأَعْمَشُ وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ الْأَعْمَشُ مَوْلَى بَنِي كَاهِلِ بْنِ أَسَدٍ- قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَمَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ-» [4] عن إبراهيم بن يزيد بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ذُهْلِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو. وَأُمُّ إِبْرَاهِيمَ مُلَيْكَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ
وإبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي
بَكْرِ بْنِ الْمُبَشِّرِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو وَهِيَ أُخْتُ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ وَهِيَ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ- قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ النَّخَعِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ- عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ علقمة بن سلامان بن كهيل ابن بَكْرِ بْنِ الْمُبَشِّرِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو. سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ [1] يَذْكُرُ أَنَّهُ وَجَدَ هَذِهِ النِّسْبَةَ فِي كِتَابِ طَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ. وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنَ شَرِيكٍ التَّيْمِيُّ وَقَدْ رَوَى الشَّيْبَانِيُّ [2] عَنْ جَوَّابٍ [3] التَّيْمِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ أَبِي إِبْرَاهِيمَ. قَالَ علي [4] : قال يحي بن سعيد: شهدت الْأَعْمَشُ سُئِلَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي وَائِلٍ [5] الَّذِي يَرْوِيهِ ابْنُ عَوْنٍ [6] عَنْهُ. فَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ. قال علي قال يحي: حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن عَبْدِ اللَّهِ كُنَّا عِنْدَهُ حَدِيثُ الصَّوْمِ الَّذِي قَدْ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ قَيْسٍ لَمْ يَسْمَعْهُ إِسْمَاعِيلُ مِنْ قَيْسٍ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ أبي إسحاق. حدثنا (200 أ) أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ قَالَ ثنا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ لِشَهَادَةٍ فَأَتَيْنَا بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَقَالَ: اشْرَبْ. فَقُلْتُ: مَا آكُلُ شَيْئًا. فَقَالَ قَيْسٌ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ: إِذَا دعي
أَحَدُكُمْ إِلَى طَعَامٍ وَهُوَ صَائِمٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي صائم. حدثني محمد بن عبد الرحيم قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنْ أَبِي عِيَاضٍ [1] الَّذِي يَرْوِي عَنْ مُجَاهِدٍ وَالْهَجَرِيِّ [2] وَعَبْدِ رَبِّهِ [3] عَنْ أَبِي عِيَاضٍ؟ قَالَ: هُوَ وَاحِدٌ. فقلت: ما اسمه؟ قَالَ: لا أدري. قال علي: قال يحي: مَا حَدَّثَنِي سُفْيَانُ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ أَثْبَتُ عِنْدِي مما سمعت أنا عن الأعمش. «قال علي: وكان يحي [5] يَقُولُ: حَفْصٌ [6] ثَبْتٌ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ يَهِمُ؟ فقال: كتابه صحيح. قال يحي: لَمْ أَرَ بِالْكُوفَةِ مِثْلَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ حَرَامٌ [7] وحفص وابن أبي زائدة [8] . كان هؤلاء أصحاب حديث. قال علي [9] : فلما أخرج حفص كتبه كان كما قال يحي إذا فيها
ألفاظ وأخبار كما قال يحي» [1] . قال علي: كان في كتاب يحي [2] عَنِ الْأَعْمَشِ [3] : ثنا إِبْرَاهِيمُ [4] ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ، وَثنا شَقِيقٌ [5] ، وَقَالَ شَقِيقٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ [6] : هَذَا الصِّرَاطُ يَحْتَضِرُ. فَسَأَلْتُ عَنْهُ سُفْيَانَ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُ مَنْصُورٍ [7] . قَالَ: وَسَمِعْتُ عَليًّا قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ [8] عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ [9] قَالَ شُعْبَةُ: جَانَبْتُ قَتَادَةَ فِي أَرْبَعَةِ أَحَادِيثَ عَنْ أَنَسٍ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ لِي أَيُّوبُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ: مَرَّ سُلْطَانٌ فَقَامَ لَهُ قَوْمٌ فِيهِمْ أَبَانُ بن تغلب فلم يقم، فقيل: مالك لَمْ تَقُمْ؟ قَالَ كَرِهْتُ أَنْ أُذِلَّ الْقُرْآنَ. قال: قَالَ سُفْيَانُ [10] : سَمِعْتُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ كَلِمَةً لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ يَقُولُ: إِنِّي لَأُسَرُّ بِالْغُلَامِ فِي الْكِتَابِ يَقْرَأُ الْآيَةَ فَمَا أُحِبُّ أَنْ أُجِيزَهَا حَتَّى أَعْلَمَ مَا هِيَ.
[سلمة بن كهيل]
[سلمة بن كهيل] حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [1] الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَجْلَحِ قَالَ: رَأَيْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ لَا يَخْضِبُ. سَمِعْتُ (200 ب) إبراهيم بن إسماعيل بن يحي بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي إسماعيل بن يحي عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: من يرائي يرائي الله عز وجل به، ومن يُسَمِّعْ يُسَمِّعِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَمَنْ كان ذا لسانين ودا وَجْهَيْنِ كَانَ فِي النَّارِ ذَا لِسَانَيْنِ وَوَجْهَيْنِ. قَالَ سَلَمَةُ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ. قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ كُهَيْلِ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ تَمَارِحِ بْنِ هَانِئِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ شِهَابِ بْنِ حَسَنَيْنِ بْنِ نَمِرِ بْنِ كُلَيْبِ بْنِ نَمِرِ بْنِ عُمَرَ بن حولي ابن يَزِيدَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ قَحْطَانَ بْنِ عَلَمٍ وَهُوَ هُودٌ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَالِجٍ. قَالَ: وَوَلَدُ سَلَمَةَ ثلاثة، يحي وَمُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ: أَخْبَرَنِي أَبُو نُعَيْمٍ عن يحي بن سلمة قال: مات سلمة ابن كُهَيْلٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَجِيءَ بِهِ فِي مَحْمَلٍ، مَاتَ فِي طَرِيقِ مكة. قال إبراهيم: وتوفي يحي بْنُ سَلَمَةَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ،
وَتُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وأربعين ومائة. وتوفي أبي إسماعيل بن يحي فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِي شَعْبَانَ لِثَمَانِ عَشْرَةَ لَيْلَةً يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ الزَّوَالِ. قَالَ: وَقَدْ قَارَبْتُ أَنَا السَّبْعِينَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ أَوْ تِسْعٌ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْمُرْهِبِيِّ [1] عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجَبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ رَبَاحٍ الْفَزَارِيِّ قَتَلَهُ خَصْفَةُ بْنُ ثَقْفَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَيْمِ الله بن ثَعْلَبَةَ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ حَدَّثَنَا عبد الله بن الأجلح قال: رأيت أبا إسحاق يخضب بِالْحِنَّاءِ، وَرَأَيْتُ عَمَّارَ [2] بْنَ أَبِي مُعَاوِيَةَ الدُّهْنِيَّ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ، وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَرِيكٍ العامري يخضب بالحناء، ورأيت منصور ابن الْمُعْتَمِرِ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ، وَكَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ قِيَامًا فِي صَلَاتِهِ، وَرَأَيْتُ مُغِيرَةَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ، وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ [3] وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ [4] بخضبان بالحناء خفيفا رقيقا، ورأيت عطاء بن السائب (201 أ) أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ، وَرَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ يخضب بالحناء، ورأيت ابن أَبِي لَيْلَى وَالْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ يَخْضِبَانِ بِالْوَسِمَةِ، ورأيت الشيبانيّ يخضب بالحناء،
وَرَأَيْتُ خَصِيفًا [1] أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، وَرَأَيْتُ الْمُخْتَارَ بْنَ فُلْفُلٍ [2] يَخْضِبُ بِالْوَرْسِ، وَرَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ قَيْسٍ الْمَاصِرَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَأَلْتُ أَبَا نُعَيْمٍ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا، وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ قَالَ الْفَضْلُ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ رَوَى عَنْهُ الْحَكَمُ [3] وَالْأَعْمَشُ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى [4] وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ وَالْحَجَّاجُ [5] وَفِطْرٌ [6] ، وَكَانَتْ جَدَّتُهُ سَرِيَّةً لِعَلِيٍّ، وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى الرَّيِّ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ ثنا سُفْيَانُ [6] عَنْ عُبَيْدٍ اللَّحَّامِ [7] بْنِ [أَبِي] أُمَيَّةَ وَهُوَ أَبُو يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ [8] عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّهُمْ يَنْقُصُونَ مِنْ كَثِيرٍ وَأَنْتُمْ تَنْقُصُونَ مِنْ قَلِيلٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ ثنا زُهَيْرٌ [9] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حكيم يقال له
الْأَحْلَافِيُّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ الْحَدَّادِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: فَسَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُ: قَدْ كَتَبْنَا عَنْهُ وَنُحَدِّثُ عَنْهُ. فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: ابْنُ الْمُبَارَكِ تَكَلَّمَ فِيهِ. قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: كَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ الزَّيْدِيَّةِ وَلَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأقمر قال أخبرني ابو جحيفة [1] قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا آكُلُ مُتَّكِئًا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ [2] : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. قَالَ: رَضَخَ. سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ فُضَيْلٍ قَالَ: وَافَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْتَقَيَا فِي الْمَسْجِدِ- الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ- فَذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ هَذَا الْحَدِيثَ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَلَيْسَ يَعْرِفُ واحد منها صَاحِبَهُ. قَالَ: فَقَامَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْهُ شَبَهُ الْغَضْبَانِ، وَلَقِيَهُ بَعْضُ الْكُوفِيِّينَ مِنْ عِلْيَةِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ [مَا] أَرَى فِي وَجْهِكَ؟ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ عَلَيْهِ ثِيَابُ النِّسَاءِ، فَذَكَرْتُ لَهُ حَدِيثَ عَلِيِّ بن الأقمر [3] عن أبي الأحوص فأنكر. (201 ب) قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمَهْدِيِّ. وَعَلِيٌّ ثِقَةٌ قَدْ روى عنه مسعر [4] ومنصور [5] ومالك بن مغول
أسباط بن محمد [2] أبي عمرو
وَالْأَعْمَشُ، وَهُوَ ثِقَةٌ، «وَلَا أَعْلَمُ بَيْنَ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ وَكُلْثُومِ بْنِ الْأَقْمَرِ قَرَابَةً» [1] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَسْوَدَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ كُلْثُومِ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ: لَا أُجِيزُ شَهَادَةَ مُحْتَبٍ. أَسْبَاطُ بْنُ محمد [2] أبي عمرو حدثنا يحي بْنُ خَلَفٍ الْجَوْبَارِيُّ عَنْ مُعْتَمِرٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْقَاصِ عَنْ عِكْرِمَةَ وَهُوَ مُحَمَّدُ أَبُو أَسْبَاطٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ حَمَّادِ بْنِ [أَبِي] [4] سُلَيْمَانَ وَهُوَ مَوْلًى لِآلِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ. وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إبراهيم [5] عن يحي بْنِ آدَمَ عَنْ شَرِيكٍ قَالَ قِيلَ لِشَرِيكٍ لِمَ تُكْثِرْ عَنْ حَمَّادٍ؟ قَالَ: كُنْتُ أُجَاوِزُهُ إِلَى غَيْرِهِ كَانَ بِهِ لَمَمٌ، وَكُنْتُ أَقُولُ لَا أَكْتُبُ عَنِ الْمَجَانِينَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَهُوَ فَزَارِيٌّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ ثِقَةٌ سَمِعْتُ الْأَنْصَارِيَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ يَقُولُ: قَدْ أَشْرَفْتُ عَلَى أَرْبَعَةٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً وَمُنَايَ أَنْ يَكُونَ لِي سُلْطَانٌ سَاعَةً فَأُخْرِجُ هَذَا الْأَعْمَى الْبَصَرِ الْأَعْمَى الْقَلْبِ من مسجدنا وأرده الى الأبلة
لِيُحَدِّثَ هُنَاكَ بَنِي عَمِّهِ. قَالَ لَهُ أَبُو الرَّبِيعِ [1] : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا لَهُ؟ قَالَ: يَرْوِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتَقَ صَفِيَّةَ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا. ثُمَّ يَقُولُ: قَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَلَوْ أَمْهَرَهَا شَيْئًَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ. فَقَالَ لَهُ أَبُو الرَّبِيعِ: يُحَرِّفُ عَلَيْهِ إِنَّمَا قَالَ: لَوْ أَنَّ الْيَوْمَ أَعْتَقَ إِنْسَانٌ امْرَأَتَهُ لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَجْعَلَ لَهَا مَهْرًا. فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَهَذَا رَغْبَةٌ عَنْ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ [2] عَنِ الْحَسَنِ عَنْ رَجُلٍ أَعْتَقَ جَارِيَتَهُ وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا. قَالَ: يَرْجِعُ عَلَيْهَا بِنِصْفِ قِيمَتِهَا. قَالَ الْأَنْصَارِيُّ: كَتَبْتُ عَنْ داود بن أبي هند أحاديث كثيرة وسمع مني بعض أصحابنا وأخذ كتابي (ق 202 أ) وَغَابَ عَنِّي غَيْبَةً طَوِيلَةً، فَلَمْ أَرَ أَنْ أُحَدِّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ. قَالَ: وَمَرِضْتُ مَرَضَةً شَدِيدَةً أُغْمِيَ عَلَيَّ، فَلَمَّا نَقِهْتُ وَأَفَقْتُ أَخْبَرَنِي أَبِي أن يحي بْنَ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيَّ عَادَنِي، وَلَمْ أَعْقِلْ أَنَا ذَاكَ، وَكَانَ دَاوُدُ خَرَجَ إِلَى الْكُوفَةِ فَسَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ إِدْرِيسَ بِالْكُوفَةِ. وَذَكَرَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ [3] يُقَالُ لَهُ الْقَارِئُ، وَكَانَ فِي بَعْضِ قُرَى السَّوَادِ يَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَرَوَى أَبُو سِنَانٍ عن ثابت بن جابان [4]
- هَكَذَا قَالَ جَمَاعَةٌ، كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: ابْنُ عَجْلَانَ-. أَبُو سِنَانٍ هُوَ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ [1] ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ ضِرَارِ بْنِ الْأَزْوَرِ قَالَ: حَلَبْتُ أَوْ حَلَبَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دَعَا دَاعِيَ اللبن. وحدثنا أَبِي قَالَ ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بن يحي [3] عن ضرار ابن الْأَزْوَرِ قَالَ: بَعَثَ مَعِي أَهْلِي نَاقَةً إِلَى رسول الله صلى الله عليه فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَأَمَرَنِي أَنْ أَحْلُبَهَا فَحَلَبْتُهَا. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغْتُ وَذَهَبْتُ لِأُجَهِّزَهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعَا دَاعِيَ اللَّبَنِ [4] . وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ وَكِيعٍ وَعُثْمَانَ [5] عَنْ جَرِيرٍ [6] وَابْنِ عُثْمَانَ [7] عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَبُنْدَارِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ دَاوُدَ وَوَكِيعٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عن يعقوب ابن يحي [8] عَنْ ضِرَارٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا هشام الدستوائي عن يحي بن أبي كثير عن
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ فَوَجَدَهُ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ. فَقَالَ: مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ أَوْ مَا هَذِهِ؟ قَالَ: إِنَّهَا مِنْ صَلَاةِ اللَّيْلِ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابن عَبْدِ الْقَارِي، فَلَمْ يَنْسِبْهُ بَعْدَ مَا قِيلَ لَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ [1] عَنْ أَبِي الزَّنْبَاعِ صَدَقَةَ بْنِ صَالِحٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنِ الْقَاسِمِ [2] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَئَنْ أَتَصَدَّقَ بِخَاتَمِي هَذَا أَحَبُّ الي من أن أهدى ألفا. (202 ب) حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ النَّخَعِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَنْبَسِ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ. وَحَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عُمَيْسٍ وَاسْمُهُ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ أَخُو الْمَسْعُودِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ، وَتَغَيَّرَ بِآخِرَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ مُخْتَارَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ حُذيْفَةَ قَالَ: مَا مِنْ أَخْبِيَةٍ يُدْفَعُ عَنْهَا مِنَ الْبَلَاءِ مَا يُدْفَعُ عَنْ هَذِهِ الْأَخْبِيَةِ- يَعْنِي الْكُوفَةَ-. حَدَّثَنَا الْفَضْلُ قَالَ ثنا يُوسُفُ عَنْ مُوسَى بْنِ بِلَالٍ عَنْ حُذَيْفَةَ [3] قَالَ: إِنَّ النَّاسَ تَفَرَّقُوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ زَكَرِيَّا بن أبي زائدة ناروق.
وممن سمع منه شعبة ولم يسمع منه سفيان:
ثنا ابْنُ رَجَاءٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَزَكَرِيَّا أَكْبَرُ مِنْ عُمَرَ، «وَزَكَرِيَّا [ثِقَةٌ] وَعُمَرُ لَا بَأْسَ بِهِ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَجْلَانَ الْبُرْجُمِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ عَمْرٍو- دُكَيْنٌ اسْمُهُ عَمْرٌو- وَقَبِيصَةُ قَالا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَهُوَ أَبُو الصَّبَّاحِ، رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ وَهُشَيْمٌ، وَهُوَ مُرْجِئٌ، وَكَانَ أَحَدَ مَنْ وَفَدَ [2] إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَعَ ذَرٍّ وَغَيْرِهِ. حَدَّثَنِي أحمد بن الخليل قال ثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ قَالَ ثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، فَأَتَاهُ شُعْبَةُ فَقَالَ: يَا أَبَا عُبَيْدٍ حَدِيثُ كَذَا وَكَذَا تَشُكُّ فِيهِ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ لَيَعْرِضُ لِيَ الشَّكُّ أَحْيَانًا. قَالَ: فَحَدَّثْتُ كَذَا وَكَذَا- شك فيه-. قَالَ: فَأَخَذَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ أَنَّ الشَّكَّ لَيَعْرِضُ لِي أَحْيَانًا، فَانْصَرَفَ شُعْبَةُ. فَقَالَ حُمَيْدٌ: مَا أَشُكُّ فِي شَيْءٍ مِنْهَا وَلَكِنَّهُ غُلَامٌ صَلِفٌ أَحْبَبْتُ أَنْ أُفْسِدَهَا عَلَيْهِ. وَمِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ شُعْبَةُ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ سُفْيَانُ: الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ [3] وَهُوَ مَوْلَى كِنْدَةَ ثِقَةٌ فَقِيهٌ. وَسَمِعْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ [4] يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: لَوْ كُنْتَ لحقت عطاء بن أبي رباح والحكم (203 أ) فقال: أما الحكم
فَأَخْبَرَنِي فِطْرٌ [1] وَهُوَ صَدُوقٌ قَالَ: رَأَيْتُكَ عِنْدَ الْحَكَمِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَلَا أَذْكُرُهُ. قَالَ: ظَنَنْتُ أَنَّ أَبِي أَرْسَلَنِي إِلَيْهِ فِي حَاجَةٍ وَأَنَا صَغِيرٌ. وَأَمَّا عَطَاءٌ فَقَدْ كَفَيْتُكُمْ بِابْنِ جُرَيْجٍ. وَعَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ. وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ الْيَامِيُّ. وَالْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو. وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ. وعديّ بن ثابت الْأَنْصَارِيِّ شِيعِيٌّ. وَالْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو الْمُحَارِبِيُّ. وَالْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ. وَسَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْمُجَالِدِ. وَمُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ. وَأَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ [2] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الله بن جبير أنصاري. ويحي بن الحصين البجلي الأحمسي. ونعيم ابن أَبِي هِنْدٍ. وَخُبَيْبُ بْنُ الزُّبَيْرِ. وَعَمَّارٌ الْعَبْسِيُّ. وَعَائِذُ بْنُ نُصَيْبٍ. وَالْعَلَاءُ بْنُ بَدْرٍ [3] . وَأَبُو السَّفَرِ سَعِيدُ بْنُ يَحْمُدَ. وَعُقْبَةُ بْنُ حُرَيْثٍ. وَحَيَّانُ الْبَارِقِيُّ. وَزَائِدَةُ بْنُ عُمَيْرٍ طَائِيٌّ. وَنَاجِيَةُ [4] . ويحي بْنُ عُبَيْدٍ الْبَهْرَانِيُّ. وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ. وَعَارِمُ بْنُ عَمْرٍو ... [5] الْبَجَلِيُّ. وَأَبُو زِيَادٍ الطَّحَّانُ. وَأَبُو الْمُخْتَارِ. وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ الزَّبِيدِيُّ. وَالْحُرُّ ابن الصَّبَّاحِ. وَعُبَيْدُ بْنُ جَبْرٍ [6] . وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي يريم. وأبو معشر.
[مسعر بن كدام]
وَسِمَاكٌ أَبُو زَمِيلٍ الْحَنَفِيُّ. وَأَبُو بَحْرٍ الْهِلَالِيُّ. وَيَزِيدُ بْنُ زَاذِيٍّ [1] . وَمَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ- وَإِنَّمَا هُوَ خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ-. وَحَيَّانُ الْأَزْدِيُّ. وَشُمَيْسَةُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي هِشَامٌ [2] قَالَ حَدَّثَنَا «شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ [3] يُحَدِّثُنَا فَيَعْرِفُ وَيُنْكِرُ» [4] . [مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامِ بْنِ ظُهَيْرِ بْنِ عُبَيْدَةَ [5] بْنِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيُّ قَالَ: رأيت مسلم البطين ونحن في المسجد ها هنا وهو يَهْجُو الْمُرْجِئَةَ فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا مِسْعَرٌ [6] عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سعيد أبي يخي النَّخَعِيِّ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عَمَّارٌ [7] ، فَذَكَرُوا مَسَّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا بُضْعَةٌ مِنْكَ وَإِنَّ لِكَفِّهِ مَوْضِعَ غَيْرِهِ. وصليت خلف علي بن أبي صالب عَلَى ابْنِ الْمُكَفِّفِ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا، ثُمَّ أتى قبره (203 ب) فقال:
اللَّهمّ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ نَزَلَ بِكَ وَأَنْتَ خير منزول به، اللَّهمّ وسع له مداخلة، وَاغْفِرْ لَهُ ذَنْبَهُ، فَإِنَّا لَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ. وَصَلَّيْتُ خَلْفَ أَبِي مُوسَى فِي الْجُمُعَةِ فَقَرَأَ بِ «سَبِّحِ اسْمَ ربك الأعلى» [1] فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى وَ «هَلْ أتاك حديث الغاشية» [2] . وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ [3] وَعَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ [4] بْنِ الْقِبْطِيَّةِ وَعَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ مِسْعَرٌ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ أَوْ بَلَغَنِي عَنْهُ، وَعَنِ الْقَاسِمِ [5] وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ وَعَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ ح. وَحَدَّثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَطَرٍ رَأَى عَلِيًّا، وَعَنْ يزيد الفقير سمع بن عُمَرَ وَسَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ الْعُقَيْلِيِّ عَنْ عَمِّهِ قَرَأَ عَلَيْنَا كِتَابَ عَمْرَةَ [6] وَعَنْ أَبِي مَعْشَرٍ. قَالَ مِسْعَرٌ: وَسَمِعْتُ الْعَلَاءَ الْغَنَوِيَّ [7] ، وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، وَعَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عمارة [8] ، وعن موسى بن عبد الله ابن يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، وَعَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسٍ [9] ، وَعَنِ النضر بن قيس.
وهؤلاء شيوخ البصريين [5]
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامِ بْنِ ظَهِيرٍ عَنْ سُوَيْدٍ مَوْلَى عَمْرِو ابن حُرَيْثٍ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ [1] ، وَعَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاثِلَةَ، وَعَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سَرِيعٍ، وَعَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ [2] ، وَعَنْ جَوَّابٍ التَّيْمِيِّ، وَعَنْ قَتَادَةَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَطَاءَ وَسُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ أَوْ بَعْضَ صَلَاتِهِ؟ قَالَ: يُجْزِئُهُ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ [3] قَالَ حَدَّثَنِي مِسْعَرٌ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ جُنْدَبٍ الْعَلَقِيِّ [4] قَالَ سَمِعَ أراه قال بْنِ سُفْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ» . وَجُنْدَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَجُنْدَبُ بْنُ سُفْيَانَ واحد. روى عنه عبد الملك ابن عُمَيْرٍ وَالْأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَؤُلَاءِ شُيُوخُ الْبَصْرِيِّينَ [5] سَعِيدُ بْنُ زَرْبِي، ضعيف. (204 أ) . حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سعيد السماك وهو ضعيف.
سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ثِقَةٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَلَا مِنْ هشام ابن عُرْوَةَ وَلَا مِنْ أَبِي التَّيَّاحِ [1] وَلَا مِنْ أَبِي بِشْرٍ [2] . وَقَتَادَةُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُجَاهِدٍ وَلَا مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَلَا مِنْ أَبِي قِلَابَةَ [3] وَلَا مِنَ الشَّعْبِيِّ وَلَا مِنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَلَا مِنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ إِنَّمَا حَدِيثُ سُلَيْمَانَ [4] الْيَشْكُرِيِّ صَحِيفَةٌ، كَانَ كَتَبَ عَنْ جابر [5] وتوفي قديما وبقيت الصحيفة عند أُمِّهِ فِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ. «أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بن عمرو حدثنا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ النَّخَعِيُّ [6] وَهُوَ ضَعِيفٌ» [7] . «وَأَبُو ظِلَالٍ الْقَسْمَلِيُّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ» [8] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ ثنا حماد بن سلمة وهو ثقة.
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنِ «الصَّعِقِ بْنِ حَزَنٍ وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ» [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ حَنْظَلَةَ [2] السَّدُوسِيِّ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ حَنْظَلَةَ تَغَيَّرَ وَعَمِلَ فِيهِ السِّنُّ. وَمَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ [3] ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبَانٍ الرَّقَاشِيُّ [4] ، وَزِيَادُ النُّمَيْرِيُّ بَعْضُهُمْ قَرِيبٌ مِنْ بَعْضٍ وَفِيهِمْ ضَعْفٌ. «وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: تَعْرِفُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: مَنْ شَهِدَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ حِينَ يَسْتَفْتِحُ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ فَتْحًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ شَهِدَهَا حِينَ يَخْتِمُ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ الْغَنَائِمَ حِينَ تُقْسَمُ؟ قَالَ: فَأَنْكَرَ حَمَّادٌ إِنْكَارًا شَدِيدًا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ لَهُ بَعْدُ: مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: صَالِحٌ الْمُرِّيُّ. قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مَا أَخْلَقَهُ أَنْ يَكُونَ حَفَا، فَإِنَّ صَالِحًا كَانَ هَذَا وَنَحْوَهُ مِنْ بَالِهٍ ويَعَنْيِ وَيَطْلُبُ هَذَا النحو، ما أخلقه أن يكون صحيحا» [5] .
«وَحَدَّثَنِي بَعْضُ الشُّيُوخِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ قَالَ سُفْيَانُ: أَمَا لَكُمْ مُذَكِّرٌ؟ قَالَ قُلْتُ: بَلَى لَنَا قَاصٌّ. [قَالَ] : فَمُرَّ بنا اليه. قال: فذهبت مَعَهُ مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: يَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَقُولُ قَاصٌّ! هَذَا نذير قوم- يعني صالح الْمُرِّيَّ [1]-» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ محمد بن فضاء (204 ب) وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا آدَمُ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمَّازٍ [3] وَهُوَ ضَعِيفٌ. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [4] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [5] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بن المثنى [6] وهو بصري وروى عنه يحي بْنُ سَعِيدٍ [7] ، وَأَبُو الْوَلِيدِ [8] وَشُعْبَةُ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ مُسْلِمِ بْنِ الْمُثَنَّى، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ يَرْوِي عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى وَهُوَ هَذَا. حَدَّثَنَا هُدْبَةُ [9] عَنْ حَمَّادِ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ قتادة، وحماد بصري وهو ضعيف.
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ [1] قَالَ ثنا أَبَانٌ [2] قَالَ حَدَّثَنَا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ. قَالَ مُسْلِمٌ: وَثَنَا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السَّمِيطِ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَة عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ طَلْحَةَ. قَالَ مُسْلِمٌ: بُكَيْرٌ يَقُولُ: ابْنُ طَلْحَةَ [3] ، وَهَكَذَا يَقُولُ أَهْلُ الشَّامِ [4] : مَعْدَانُ بْنُ طَلْحَةَ. وَشُعْبَةُ وَسَعْدٌ [5] وَهَمَّامٌ [6] وَالْحَجَّاجُ الْأَسْوَدُ [7] وَهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ وَشَيْبَانُ [8] وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ يَقُولُونَ: عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيِّ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ [9] يُضَعِّفُهُ. «وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ» [10] .
ومحمد بن ثابت و «عزرة بْنُ ثَابِتٍ أَخَوَانِ وَلَا بَأْسَ بِهِمَا» [1] ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ عَلَى قَضَاءِ مَرْوَ. الْبَرَاءُ بْنُ يَزِيدَ الْغَنَوِيُّ لَيِّنٌ بَصْرِيٌّ. وَالْبَرَاءُ بْنُ يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي غَالِبٍ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي غَالِبٍ صَاحِبِ الْمِحْجَنِ بَلَغَنِي أَنَّ اسْمَهُ حَزُورٌ. أَبُو جَزْيٍ [2]- حَدَّثَنَا عَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى- نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ مَتْرُوكٌ. وَسَمِعْتُ إِنْسَانًا يَقُولُ لِسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ: أَبُو أُمَيَّةَ [3] بْنُ يَعْلَى ضَعِيفٌ [4] ؟ [قَالَ سَمِعْتُ إِنْسَانًا يَقُولُ لِأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ: عَبْدُ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ ضَعِيفٌ؟] قَالَ: إِنَّمَا يُضَعِّفُهُ رَافِضِيٌّ مُبْغِضٌ لآبائه، لو رَأَيْتُ لِحْيَتَهُ وَخِضَابَهُ وَهَيْئَتَهُ لَعَرَفْتُ أَنَّهُ ثِقَةٌ» [5] . «وَيُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْتِيُّ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، ولا يروي عنه أهل
الدِّيَانَةِ وَالْعَقْلِ وَالْمَعْرِفَةِ» [1] . وَسَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ صُهَيْبٍ يَذْكُرُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خُوطٍ، وَعَبَّادٌ وَابْنُ حوط لا يكتب حديثهما. (205 أ) وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ أَوْ حَدَّثَنِي عَنْهُ ابْنُ فُضَيْلٍ [2] قَالَ: جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ إِلَى هُشَيْمٍ [3] فَسَأَلَهُ عَنْ أَحَادِيثَ، وَجَعَلَ يَتَحَفَّظُ أَلَّا يُدَلِّسَ وَيَسْمَعُ وَيَتَحَفَّظُ وَلَا يَكْتُبُ، ثُمَّ تَنَحَّى وَجَعَلَ يَكْتُبُ مَا سَأَلَهُ بِاخْتِيَارٍ. وَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ: مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ عَنِ الْحَسَنِ شَيْءٌ فِي الْقَوَارِيرِ. قَالَ: فَكَتَبَ بِاخْتِيَارٍ. فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ هَذَا لَمْ تَسْمَعْهُ مِنْ مَنْصُورٍ وَلَيْسَ عَلَيْكَ. قَالَ: فَقَالَ لِيَ الْمَدَائِنِيُّ الْأَحْوَلُ [4] : فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَفَعَلَ أَلَا تَرَكْتَ الْحَصْيَةَ تَتَهَوَّرُ. سَأَلْتُ سُلَيْمَانَ [5] : أَيْنَ سَمِعَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ مِنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ؟ قَالَ: كَانَ أَهْلُ أَرْمِينِيَّةَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ. فَجَمَعَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ مِيرَةً وَوَجَّهُوا إِلَيْهِمْ، وَخَرَجَ فِي ذَلِكَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ فَسَمِعَ مِنْ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ فِي هَذَا الْوَجْهِ. وَخَرَجَ الى مصر الى فُلَانُ بْنُ الْمُهَلَّبِ فَسَمِعَ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ وَكَتَبُوا عَنْهُ. قُلْتُ لَهُ: أَكَانَ جَرِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ؟ فَحَادَ عَنِ الْجَوَابِ ثُمَّ قَالَ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ فَجَاءَنَا أَعْرَابِيٌّ وَنَحْنُ نخوض في شيء من
النَّسَبِ. فَقَالَ: أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ أَنَا وَاللَّهِ الشَّرِيفُ. فَأَنْكَرَ بَعْضُ مَنْ فِي الْمَجْلِسِ كَلَامَهُ. فَقَالَ: أَزِيدُكَ، أَمَّا أَنْتَ فَلَسْتَ بِعَرَبِيٍّ، وَهَذَا عَرَبِيٌّ، وَهَذَا لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ، وَهَذَا لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ. قَالَ: فَحَمَلْنَا عَلَيْهِ وَأَسْكَتْنَاهُ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ حِبَّانَ عَنِ ابْنِ عباس بن أريد الْجَعْفَرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِذَا أَسْلَمَ الْحَجَرُ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ- وَوَضَعَ سُفْيَانُ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ- وَقَالَ حَبَّانُ- بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالْبَاءِ-. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا مَرْوَانُ [1] قال حدثنا إسماعيل [2] عن قيس [3] قال قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ أَنْتَ عَدُوِّي فَقَدْ كَفَرَ. قَالَ قَيْسٌ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو جُحَيْفَةَ [4] مِنْ بَعْدُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَالَ: إِلَّا مَنْ تَابَ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ ثنا إِسْمَاعِيلُ قَالَ سَمِعْتُ شَيْخًا- قَالُوا لِي: هَذَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ- قَالَ سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ يقول: ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. (ق 205 ب) حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بن عدي [5]
عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قُلْتُ لِإِسْمَاعِيلَ [1] : سَمِعْتَ مِنْ زِرٍّ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَ: لَا. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ [2] قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ [3] أَتَاهُمُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَأَمَرَهُمْ أن يوضوه بِالْكَافُورِ وُضُوءًا. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [4] قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بن بي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ آخِذًا بِقَائِمِ سَرِيرِ أَبِي مَيْسَرَةَ وَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا أَبَا مَيْسَرَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [5] قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ [6] حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ امْرَأَتَهُ زَنَتْ فَأَقِمْ عَلَيْهَا الْحَدَّ. قَالَ: فَبَعَثَ عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ فَقَالَ: ائْتِ امْرَأَةَ هَذَا فَقُلْ لَهَا إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ هَذَا قَدْ رَمَاكِ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ فَأَكْذِبِي عَدُوَّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَأَتَاهَا وَقَدْ لَبِسَتْ كَفَنَهَا وَتَحَنَّطَتْ وَحَفَرَتْ حُفْرَتَهَا، وَعِنْدَهَا أَهْلُهَا، فَبَلَّغَهَا الَّذِي قَالَ عُمَرُ. فَقَالَتْ: لَا أَبُوءُ بِالْفَاحِشَةِ وَبِغَضَبِ اللَّهِ، فَمَضَتْ عَلَى قَوْلِهَا ذَلِكَ فَرُجِمَتْ. فَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ لِعَمِّي حِرْزِ بْنِ زَيْدٍ: يَا أَبَا سَلَمَةَ امرأة من قومك من بني سلامان.
وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ وَقَالَ لَهُ بَعْضُ البصريين بمكة: أن عارم ذكر أَنَّكَ سَمِعْتَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ مَعِي؟ فَاخْتَلَطَ سُلَيْمَانُ فَقَالَ: أَنَا أَسْمَعُ مَعَ أَبِي النُّعْمَانِ ثُمَّ سَكَتَ. ثُمَّ قَالَ: وَأَبُو النُّعْمَانِ أَهْلٌ أَنْ أَسْمَعَ مَعَهُ. وَلَكِنَّ الْحَقَّ أَحَقُّ مَا قِيلَ إِنَّمَا كَانَ كَلَّمَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ أَنْ يُحَدِّثَ وَهْبًا [1] فَاجْتَمَعْنَا وَانْتَخَبْنَا هَذِهِ الْأَحَادِيثَ وَاخْتَلَفْنَا، وَكَانَ الْكِتَابُ بِيَدِي أُغَيِّرُ فِيهِ وَأُصَحِّحُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ مَعِي. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [2] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ الزَّعْفَرَانِيُّ وَهُوَ عَمَّارُ بْنُ عِمَارَةَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ وَبَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ يَصْنَعُ الْأَحَادِيثَ وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ. «وَدَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ ضَعِيفٌ» [3] . وَمُحَمَّدُ بن الحارث لا يكتب حديثه (ق 206 أ) . «وَعُلَيْلَةُ الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ» [4] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: أَنَا رَأَيْتُ خَاتَمَ جَدِّي مِنْ قِبَلِ أُمِّي أَبِي الْمَسَايِدِ مِنْ حَدِيدٍ مُلَوَّنًا عَلَيْهِ فِضَّةٌ، وَقَدْ كَانَ أَوَّلَ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ الْوَرْسَ عاد رمادا.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْجَحَّافِ وَكَانَ مِنَ الشِّيعَةِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاسْمُهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ: لَا تَقْتُلُوا صَاحِبَ الْبُرْنُسِ الْأَسْوَدِ- يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ- فَإِنَّهُ أُخْرِجَ كَرْهًا. وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ فِيهِ سَمِعْتُ عَمَّارًا. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ. جَالَسْتُ عَمَّارًا سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2] قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ [3] ، وَرَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ- وَحَدَّثَ وَلَا مَعِي وَلَا معه أحد- قَالَ حَدَّثَنِي صِلَةُ بْنُ زُفَرَ مُنْذُ سَبْعِينَ سنة. حدثنا يحي بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ حَدَّثَنَا صِلَةُ بْنُ زُفَرَ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [4] قَالَ ثنا أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: أَجَازَ شُرَيْحٌ شَهَادَتِي وَحْدِي. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: هل رأيت
عَلِيًّا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ سُفْيَانُ: وَمَاتَ أَبُو إِسْحَاقَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: أَبُو إِسْحَاقَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَبُو حُصَيْنٍ [1] اسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ عَاصِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قِيلَ لِلشَّعْبِيِّ: مَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: مَا أَنَا (206 ب) بِعَالِمٍ، وَمَا أَتْرُكُ عَالِمًا، وَإِنَّ أَبَا حُصَيْنٍ لَرَجُلٌ صَالِحٌ [2] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ أَبُو حُصَيْنٍ إِذَا سُئِلَ عَنْ مسألة قال: ليس لي بها علم وو الله أَعْلَمُ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ثنا أَبُو يَعْفُورَ [3] الْعَبْدِيُّ قَالَ سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ خُزَاعَةَ مَصْرِفَ الْحَجَّاجِ مِنْ مَكَّةَ حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَانَ أَمِيرًا عَلَيْهَا يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ: يَا أَبَا حَفْصٍ إِنَّكَ رَجُلٌ قَوِيٌّ. قَالَ سُفْيَانُ: فَقُلْتُ لِأَبِي يَعْفُورَ: هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ. قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مكة منصرفه منها حِينَ قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: اسْمُ أَبِي يَعْفُورَ وَقْدَانُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: وَأَبُو يَعْفُورَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ نَسْطَاسٍ يَرْوِي عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ قَالَ ابن السماك [4] : أردت الحج
فَقَالَ لِي زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ: إِذَا لَقِيتَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ [1] فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ وَقُلْ لَهُ: أَخْبِرْنِي فِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: فَلَقِيتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَتَعْرِفُ زُرَارَةَ بْنَ أَعْيَنَ؟ قَالَ: نَعَمْ رَافِضِيٌّ خَبِيثٌ. قَالَ: قُلْتُ: إِنَّهُ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ: أَخْبِرْنِي فِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: فَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ فِي النَّارِ. ثُمَّ قَالَ: وَتَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ عَلِمْتَ أَنَّهُ رَافِضِيٌّ إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنِّي أَعْلَمُ الْغَيْبَ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ أَحَدًا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ كَافِرٌ، وَالْكَافِرُ فِي النَّارِ. قَالَ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ جَاءَنِي مَعَ النَّاسِ يُسَلِّمُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ مَا فَعَلْتَ فِي حَاجَتِي؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ. فَقَالَ: فَإِنَّ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اتَّقَى [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ ثنا سُفْيَانُ [3] قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ وَكَانَ «ثِقَةً» [4] . قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [5] قَالَ: أَتَيْتُ مُوسَى بْنَ أَبِي عَائِشَةَ، وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ قُلْتُ كَمَا قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَوْ رَأَيْتَ طاووسا عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَكْذِبُ. فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ بَيْنَ الظهر والعصر فلم أزل به حتى خرج الي [6] (207 أ) [7] (208 أ) أَخِي [8] . قَالَ سُفْيَانُ [9] : فَقُلْتُ لَهُ ابْنُ كَمْ أنت؟ قال: ابن ست
عَشْرَةَ وَمِائَةٍ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكُنَّا اسْتَوْدَعْنَاهُ طَعَامًا لَنَا وَمَتَاعًا، فَلَمَّا رَجَعْنَا طَلَبْنَاهُ مِنْهُ فَقَالَ: إِنْ كَانَ طَعَامٌ فَلَعَلَّ الْحَيَّ قَدْ أَكَلُوهُ. فقلنا: انا للَّه ذهب طعامنا. فاذ هُوَ يَمْزَحُ مَعِي فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا مَتَاعَنَا وَطَعَامَنَا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي لِبْطَةُ بْنُ الْفَرَزْدَقِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَلَمَّا كُنَّا بِالصِّفَاحِ إِذَا عَمَّ الرَّكْبُ عَلَيْهِمُ الْقَلَاصُ وَمَعَهُمُ الدَّرْقُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُمْ إِذَا أَنَا بِالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فَقُلْتُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. وَيْحَكَ يَا فَرَزْدَقُ مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ فَقُلْتُ: أَنْتَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى النَّاسِ، وَالْقَضَاءُ فِي السَّمَاءِ، وَالسُّيُوفُ مَعَ بَنِي أُمَيَّةَ. ثُمَّ خَرَجْنَا. فَلَمَّا قَضَيْنَا حَجَّنَا وَكُنَّا بِمِنًى قُلْنَا: لَوْ أَتَيْنَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حسين وعن مخرجه. فأتيا مَنْزِلَهُ فَإِذَا نَحْنُ بِصِبْيَةٍ لَهُ سُودٌ مُوَلَّدِينَ، فَقُلْنَا: أَيْنَ أَبُوكُمْ؟ فَقَالُوا: فِي الْفُسْطَاطِ يَتَوَضَّأُ. فَلَمْ يَلْبِثْ أَنْ خَرَجَ إِلَيْنَا فَسَأَلْنَاهُ عَنْ حُسَيْنٍ وَعَنْ مَخْرَجِهِ؟ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَا يَحِيكُ فِيهِ السِّلَاحُ. فَقُلْتُ لَهُ: تَقُولُ هَذَا فِيهِ وَأَنْتَ بِالْأَمْسِ تُقَاتِلُهُ وَأَبَاهُ. فَسَبَّنِي فَسَبَبْتُهُ، ثم خرجنا من عده فَأَتَيْنَا مَاءً لَنَا يُقَالُ لَهُ تِعْشَارُ، فَجَعَلْنَا لَا يَمُرُّ بِنَا أَحَدٌ إِلَّا سَأَلْنَاهُ عَنْ حُسَيْنٍ حَتَّى مَرَّ بِنَا رَكْبُهُ، فَسَأَلْنَاهُمْ مَا فَعَلَ حُسَيْنٌ؟ قَالُوا: قُتِلَ. فَقُلْتُ: فَعَلَ اللَّهُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَفَعَلَ اللَّهُ [1] . قَالَ سُفْيَانُ: أَخْطَأَ الْفَرَزْدَقُ التَّأْوِيلَ، إِنَّمَا أَرَادَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو «لَا يَحِيكُ فِيهِ السِّلَاحُ» أَيْ لَا يَضُرُّهُ السِّلَاحُ مَعَ مَا قَدْ سَبَقَ لَهُ أَنَّهُ لَا يُقْتَلُ. كَقَوْلِكَ: حَاكَ فِي فُلَانٍ مَا قِيلَ عَنْهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فِي حُسَيْنٍ: لَا يَحِيكُ فيه السلاح.
[محارب بن دثار]
حدثنا ابو بكر قال ثنا (208 ب) سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ جَاءَ إِلَى أَبِي طَلْحَةَ الْكَحَّالِ يَسْتَعِينُهُ فِي شَيْءٍ يُعِينُهُ- وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ- فَرَأَيْتُهُ أَشْهَبَ اللِّحْيَةِ. [مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ] قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ فِي زَاوِيَةٍ لِمَسْجِدٍ يَقْضِي بَيْنَ النَّاسِ. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ [1] ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُصْعَبٍ أَبُو يَزِيدَ الْمَعْنِيُّ [2] قَالَ ثنا سُفْيَانُ [3] عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ: اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْقَضَاءِ فَبَكَيْتُ وَبَكَى أَهْلِي، وَنُزِعْتُ عَنِ الْقَضَاءِ فَبَكَيْتُ وَبَكَى أَهْلِي [4] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ التَّيْمِيِّ قَالَ: جِئْتُ فَإِذَا مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا رَآنِي أَخَفَّ الصَّلَاةَ، ثُمَّ جَلَسَ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ أَمُخَاصِمٌ أَوْ مُسْلِمٌ أَوْ حَاجَةٌ؟ قُلْتُ: لَا بَلْ مُسْلِمٌ. فَذَهَبَ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُ ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ لِي قُمْ. قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَجْلِسْ هَذَا الْمَجْلِسَ الَّذِي ابْتَلَيْتَنِي بِهِ وَقَدَّرْتَهُ عَلَيَّ إِلَّا وَأَنَا أَكْرَهُهُ وَأُبْغِضُهُ فَاكْفِنِي شَرَّ عَوَاقِبِهِ. قَالَ: ثُمَّ أَخْرَجَ خِرْقَةً نَظِيفَةً فَوَضَعَهَا عَلَى وَجْهِهِ فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى قُمْتُ. قَالَ: فَبَكَيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ. ثُمَّ وَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُ شُبْرُمَةَ [5] قَالَ: فَجِئْتُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي. فَلَمَّا
فَلَمَّا رَآنِي أَخَفَّ الصَّلَاةَ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ أَمُخَاصِمٌ أَوْ مُسْلِمٌ أَوْ حَاجَةٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا بَلْ مُسْلِمٌ. وَذَهَبَ الرَّسُولُ فَأَخْبَرَهُ، ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ: قُمْ. فَقُمْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: حَدِّثْنِي [عَنْ] [1] أَخِي مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ. فَحَدَّثْتُهُ بِالْحَدِيثِ. فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَجْلِسْ هَذَا الْمَجْلِسَ الَّذِي ابْتَلَيْتَنِي بِهِ إِلَّا وَأَنَا أُحِبُّهُ وَأَشْتَهِيهِ فَاكْفِنِي شَرَّ عَوَاقِبِهِ فِيهِ، ثُمَّ أَخْرَجَ خِرْقَةً فَوَضَعَهَا عَلَى وَجْهِهِ فَمَا زَالَ يَبْكِي حَتَّى قُمْتُ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عروة العطار (209 أ) وَكَانَ ثِقَةً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَدَّثَ سفيان يوما حديث أبي عروة فقال [؟] ليل الْمَكِّيّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُرْوَةَ الْعَطَّارُ، وَكَانَ مِنْ إِخْوَانِكَ الْمُرْجِئَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا قُعْنُبُ التَّمِيمِيُّ وَكَانَ ثِقَةً رِضَا خِيَارٍ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ قُعْنُبُ قَدْ دَعَاهُ وَالٍ فَوَلَّاهُ الْقَضَاءَ فَأَبَى عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى قَبِلَ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ بِعَهْدِهِ رَمَى بِهِ وَتَوَارَى. قَالَ: فَأَرْسَلَ الْوَالِي فِي طَلَبِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَهُ إِذْ سَقَطَ عَلَيْهِ الْبَيْتُ الَّذِي كَانَ فِيهِ مُتَوَارِيًا، فَلَمْ يشعروا الا وقد خرج عليهم بجنازته [2] . (212 أ) حَدَّثَنَا [3] أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عُمَيْرُ بن
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُبَرَاءُ أَهْلِ الْكُوفَةِ زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ مُسْهِرٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا: سُفْيَانُ قَالَ: أَتَانِي رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ فِي شَيْءٍ، وَكَانَ طَرِيقُهُ إِذَا أَرَادَ مُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ عَلَيْنَا فَقَالَ لِي: اذْهَبْ بِنَا إِلَى محمد ابن سُوقَةَ فَإِنِّي سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ مُصَرِّفٍ يَقُولُ: بِالْكُوفَةِ رَجُلَانِ يُزَارَانِ [1] مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ وَائِلٍ [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ، وَأَبُوهُ يَوْمَئِذٍ حَيٌّ أَرَاهُ يُقْبِلُ عَلَيْنَا وَيُدْبِرُ، فَكُنْتُ أُرِيدُ أَنْ نَأْتِيَهُ فَكُنْتُ أَسْتَحِي مِنَ ابْنَيْهِ، فَلَمْ أَزَلْ أَتَوَانَى حَتَّى مَاتَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ [3] وَغَيْرُهُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: أَتَيْتُ الشَّعْبِيَّ فِي شَيْءٍ يَسِيرٍ فَقَالَ لِي: مِثْلُكَ يَأْتِي فِي مِثْلِ هَذَا؟ ثُمَّ قَالَ لِي الشَّعْبِيُّ: كَيْفَ تَقْرَأُ «وَاللَّهِ رَبِّنَا» أو «ربّنا» فَقُلْتُ: وَاللَّهِ رَبَّنَا» . قَالَ: فَكَيْفَ تَقْرَأُ «فَإِنَّ الله لا يهدي من يضل» أَوْ يُهْدِي مَنْ يُضِلُّ» فَقَالَ: «فَإِنَّ اللَّهَ لا يهدي من يضل» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [4] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْنَا الْأَعْمَشَ يَوْمًا فَقُلْتُ: عَافَى اللَّهُ أَبَا مُحَمَّدٍ، لَقَلَّمَا جِئْتُهُ فِي حَدِيثٍ إِلَّا حَدَّثَنِي بِهِ. فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ أَخُو أَبِي بَكْرِ بن عياش ذكر ما قلت أخبره أنه حدث بعد أمر [5] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ أَنَّهُ سَمِعَ جُنْدَبًا [1] . يَقُولُ أَشْرَفَ سَلْمَانُ عَلَى الْكُوفَةِ فَقَالَ: قُبَّةُ الْإِسْلَامِ مَرَّتَيْنِ، مَسْجِدُ نوح ومصلّاه، وما أعلم (212 ب) أَهْلَ قَرْيَةٍ يُدْفَعُ عَنْهُمْ مَا يُدْفَعُ عَنْهُمْ إِلَّا أَهْلُ أَبْيَاتٍ أَوْ أَهْلُ أَبْنِيَةٍ أَوْ أَهْلُ أَخْصَاصٍ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُوشِكُ أَنْ لَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا كَانَ هَوَاهُ بِهَا وَحَتَّى يَكْثُرَ أَهْلُهَا فَيَمْلَئُوا مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ حَتَّى يَغْدُوَ الرَّجُلُ عَلَى الْبَغْلَةِ الشَّهْبَاءِ فَلَا يُدْرِكُ الْجُمُعَةَ. «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَعُودُ مُغِيرَةَ، فَقُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ سَعْدٍ: مَنْ هَذَا الشَّابُّ؟ فَقَالَ لِي عُمَرُ: هَذَا الشَّابّ لَا بَأْسَ بِهِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ عَلَى صَدَقَةِ السَّهْمَانِ فَقُلْتُ لِجَرِيرٍ: تَعَالَى حَتَّى أُوَلِّيَكَ رَبْعًا مِنَ الْأَرْبَاعِ وَأَرْزُقُكَ مِائَةَ دِرْهَمٍ. فقلت له: فتأخذ مِنْهَا مَا تَرَى أَنَّهُ يَجُوزُ لَكَ وَتَصَدَّقْ بِمَا بَقِيَ. فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا تَطِيبَ نَفْسِي إِنْ أَخَذْتُهَا وَأَبَى عَلَيَّ» [2] . وَقَالَ: حدثنا سفيان حدثنا أَبُو فَرْوَةَ [3] قَالَ: غَسَّلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سالم [4] الجهنيّ قال: ماتت أم
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَقَدِمَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ، وَكَانَ إِمَامَهُمْ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَيْلَةُ الَّتِي أَدْرَكَتِ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أبا عبد [1] الله يقول: كان طلحة وزبيد [2] [مُصَلَّاهُمَا وَاحِدٌ، وَكَانَ طَلْحَةُ عُثْمَانِيًّا وَزُبَيْدٌ عَلَوِيًّا، وَكَانَ طَلْحَةُ مِنَ الْخِيَارِ، وَلَا يَدْفَعُ زُبَيْدٌ عَنْ حُجَّتِهِ، وَكَانَ طَلْحَةُ يُحَرِّمُ السُّكْرَ، وَزُبَيْدٌ لَا يُحَرِّمُهُ] [3] . بَلَغَنِي عَنْ جَرِيرٍ [4] أَنَّهُ ذَكَرَ أَحَادِيثَ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ فَقَالَ: اخْتَلَطَتْ عَلَيَّ فَلَمْ أَفْصِلْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَدِيثِ أَشْعَثَ [5] حَتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا بَهْزٌ [6] الْبَصْرِيُّ فَخَلَّصَهَا لِي فَحَدَّثْتُ بِهَا [7] . «حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْأَزْهَرِ [8] قَالَ: كَانَ جَرِيرٌ [9] إِذَا حَدَّثَ حَدِيثَ الْأَعْمَشِ يَقُولُ: دِيبَاجُ الْأَعْمَشِ إِلَّا أَنَّهَا مُرَقَّعٌ [10] ، ثُمَّ كُنَّا نَتَذَاكَرُ بَيْنَنَا
وَيُصَحِّحُ بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ أَوْ نَحْوُ هَذَا» [1] . «قَالَ: وَقَالَ جَرِيرٌ: عُرِضَتْ عَلَيَّ بِالْكُوفَةِ أَلْفَا درهم يعطوني مع القراء فأبيت (213 أ) ، ثُمَّ جِئْتُ الْيَوْمَ أَطْلُبُ مَا عِنْدَهُمْ- أَوْ مَا فِي أَيْدِيهِمْ-» [2] . وَقَالَ جَرِيرٌ: مَا كَتَبْتُ عِنْدَ مَنْصُورٍ شَيْئًا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ ثنا مُغِيرَةُ [3] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَى. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَقُلْ كَذَا وَلَكِنْ قل مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوَى. قَالَ سُفْيَانُ لِلْمُغِيرَةِ أَسَمِعْتَ ذَا مِنْ إِبْرَاهِيمَ؟ فَقَالَ: مَا تُرِيدُ إِلَى ذَا. وَحَادَ عَنْهُ وَلَمْ يَقُلْ لِي سَمِعْتُهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَلَا لَمْ أَسْمَعْهُ فَلَمْ أُجَالِسْهُ بَعْدُ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [5] قَالَ قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ [6] قَالَ مُغِيرَةُ [7] : وَكُنْتُ سَمِعْتُ من إبراهيم [8] .
[مسعر بن كدام]
قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَكَانَ ابْنُ فُضَيْلٍ يَرَى إِنَّمَا سَمِعَ مُغِيرَةُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ مَا حَمَلَ عَنْهُ ابْنُ فُضَيْلٍ وَهُوَ أَقَلُّ مِنْ مِائَتَيْ حَدِيثٍ أَظُنُّهُ ذَكَرَ نَحْوَ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ أَوْ أقل. حدثني أحمد بن الخليل ثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ [1] حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ [2] ثنا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ [3] قَالَ: كَانَ مُغِيرَةُ يَسْأَلُنِي عَنْ قَوْلِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى [4] فَلَا أُخْبِرُهُ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ وَإِسْحَاقُ [5] قَالَ: حَضَرْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْنَا كِتَابَ مَنْصُورٍ [6] ، فقال له يحي بْنُ مُعِينٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبَانٍ يَزْعُمُ أَنَّكَ إِنَّمَا قَرَأْتَ هَذِهِ عَلَى مَنْصُورٍ قِرَاءَةً؟ قَالَ جَرِيرٌ: إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاسْتَدْرِكْهُ اللَّهَ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَحْفَظُهَا عِنْدَهُ إِلَّا خَمْسَةَ أَحَادِيثَ [لَمْ] [7] يُحَدِّثْنِي بِهَا إِلَّا مَرَّةً، وَإِنِّي حَفِظْتُ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا فِي مَجْلِسٍ حَدَّثَنِي بِهَا. [مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ] «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ مسعر [8] : ليس أحد أعلم بحديث
ابْنِ مَسْعُودٍ مِنَ الْمَسْعُودِيِّ [1] » [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن مسعر أنه كان إِذَا سُئِلَ عَنِ الْحَدِيثِ لَا يَقُولُ ثُمَّ أَسْمَعُهُ وَيَقُولُ لَا أَحْفَظُهُ، وَيَقُولُ: لَعَلَّكَ سَمِعْتَهُ وَلَا تَحْفَظُهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ قَالَ مِسْعَرٌ لِابْنِهِ كِدَامٍ: إِنِّي نَحَلْتُكَ [3] يَا كِدَامُ نَصِيحَةً ... فَاسْمَعْ لِقَوْلِ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيقِ أَمَّا الْمِزَاحَةُ وَالْمِرَاءُ فَدَعْهُمَا ... خُلُقَانِ لَا أَرْضَاهُمَا لِصَدِيقِ إِنِّي بَلَوْتُهُمَا فَلَمْ أَحْمَدْهُمَا ... لِمُجَاوِرٍ جَارًا [4] وَلَا لِرَفِيقِ [5] «حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ ثنا سُفْيَانُ [6] عَنْ عَاصِمٍ [7] عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [8] قَالَ: لَيْسَ بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ عَبْدِ الله من
سُلَيْمَانَ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ صَمْغَانَ [2] عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ، وَقَالَ مُرَّةُ الْيَامِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا أَخْرَجَ سَيْفًا لَهُ فَقَالَ: مَنْ يَبْتَاعُ مِنِّي سَيْفِي هَذَا، فَلَوْ كَانَ عِنْدِي ثَمَنُ إِزَارٍ مَا بِعْتُهُ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ أَبْجَرَ [3] ابْنًا لَهُ يَقُولُ لِغُلَامِهِ: يَا حَائِكُ. فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّمَا تُعَيِّرُ أَبَاكَ [4] . قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ إِنْ كَانَ ذَلِكَ عَيْبًا فَإِنَّمَا دَفَعَهُ [إِلَى] [5] ذَلِكَ أَبُوكَ. بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ إِدْرِيسَ كَانَ لَهُ غلمة حاكة لا أدري كرى أو أجراء بنسجون لَهُ، وَخَاصَمَ ابْنُ إِدْرِيسَ إِلَى شَرِيكٍ فَقَضَى عَلَى ابْنِ إِدْرِيسَ، فَقَالَ: لَيْسَ الْقَضَاءُ عَلَى مَا قَضَيْتَ. فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ حَتَّى يُفْتِيَ حَاكَةُ الدَّعَافِرَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى مُوسَى الْجُهَنِيِّ نَعُودُهُ، فَرَأَيْتُ مُصَلَّاهُ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ رجلا صالحا خيارا.
وَقَالَ مُوسَى: غَسَّلْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ حِينَ مَاتَ. «وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ [1] عن مجمع التيمي قال: حرج عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِسَيْفِهِ إِلَى السُّوقِ فَقَالَ: مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي سَيْفِي هَذَا، فَلَوْ كَانَ عِنْدِي أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ أَشْتَرِي بِهَا إِزَارًا مَا بِعْتُهُ» [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَلَفَ لي أبو حيان [3]- وما سألته- ان أَوْثَقِ عَمَلٍ [4] عِنْدِي حُبِّي مُجَمِّعًا [5]- عُدْ أُنَاسًا جَالَسَهُمْ-. قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ مُجَمِّعٌ التَّيْمِيُّ: مَا حَجَجْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ. فَقِيلَ لَهُ: وَلِمَ؟ قَالَ: فَرْضٌ وُضِعَ عَنِّي فَلَا أَدْرِي إِنْ وُجِبَ عَلَيَّ أَقُومُ بِأَدَائِهِ أَمْ لا. قال سفيان: قال مسعر (214 أ) : جاء مجمع بشاة الى السوق بيعها فَقَالَ: يُخَيَّلُ إِلَيّ أَنَّ فِي لَبَنِهَا مُلُوحَةً. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنِ الْحَسَنِ [6] قَالَ: قَدَّمَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمن ذا الّذي يؤخرهما [7] .
وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ وَائِلٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ثلاثة لَا يُرَبِّعُهُمْ أَحَدٌ أَبَدًا، النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ سَمِعْتُهُمَا مِنْ سُفْيَانَ وَوَجَدْتُهُ فِي كِتَابِ سَمَاعِي الْأَوَّلِ الَّذِي كُنَّا نُسَمِّيهِ الرَّاشِدِيَّةَ، كُنَّا نَقُومُ فَيُمْلِي عَلَيْنَا الْمُسْتَمْلِي إِذَا قَامَ سُفْيَانُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ الطَّائِيُّ وَكَانَ شَيْخًا قَدِيمًا، وَكَانَ شَاعِرًا. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ جَدِّي أَوْ جَدَّتِي، أَرْسَلَهَا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ مُزَاحِمٍ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمِ بِحَجٍ. قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ جَدَّتِي: وَكَانَتْ أُمِّي مَوْلَاةً لِزِرٍّ [1] فَكُنْتُ أَرَى زُرَارَةَ [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ حَرْبٍ الصَّدُوقُ الْأَمِينُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «كُلَّمَا أَصَابَ فِيهِنَّ الْحَقُّ» قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ لِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ: حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْمَهْدِيُّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ [4] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ يَرْحَمْكَ اللَّهُ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ. فَأَتَيْتُ عَمْرًا فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي لَيْلَى. فَأَتَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ إِنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» بَعْدَ الصُّبْحِ عَشْرَ مَرَّاتٍ كُنَّ كَعِتْقِ أَرْبَعِ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ الشَّعْبِيَّ وَأَسْمَعُ مِنْهُ، فَإِذَا رَأَى حِرْصِي قَالَ: وَيْهًا ابن أبي خالد وأشرب العلم. وقال: حدثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ مَرَّ بِأَبِي صَالِحٍ [1]- أَوْ أَتَى أَبَا صَالِحٍ- فَأَخَذَ أُذُنَهُ فَعَرَكَهَا ثُمّ قَالَ: يَا مَخْبَثَانُ تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ وَأَنْتَ لَا تَقْرَأُهُ [2] . قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ أَوْ مَالِكَ بْنَ مِغْوَلٍ- شَكَّ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ يَقُولُ: مَا بِمَكَّةَ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ عَلَّمْتُهُ الْقُرْآنَ أَوْ عَلَّمْتُ أَبَاهُ. قَالَ سُفْيَانُ: فَسَأَلْتُ عَمرَو بْنَ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ثنا ابْنُ أَبِي خَلَفٍ [3] قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْأَلَ كَمَا سَأَلَ إِبْرَاهِيمُ [4] ؟ فَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ يُقَالُ
«جَرِّدُوا الْقُرْآنَ» . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: مَا سَأَلْتُ أَبَا صَالِحٍ [1] عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا أَخْبَرَنِي بِهِ. وَقَالَ: حدثنا سفيان قال: كان يحي [2] بْنُ أَبِي خَلَفٍ يُحَدِّثُ ثُمَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي فلان كما أنك جالس. وقال: حدثنا سفيان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ [3] عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: مَا كُنَّا نُسَمِّي أَبَا صَالِحٍ إِلَّا بَأدَرْوَزِذَ [4] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ [5] بْنُ لُوطٍ مِنْ وَلَدِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ- وَكَانَ مِنْ أَسْنَانِي أَوْ فَوْقِي شَيْئًا-. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُسَاوِرٌ- يَعْنِي الْوَرَّاقَ- رَجُلًا صَالِحًا لَا بَأْسَ بِهِ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لَهُ رَأْيٌ فِي أَبِي حَنِيفَةَ، وَكَانَ يَقُولُ الشِّعْرَ، فَقَالَ فِيهِ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ، وَلَيْتَهُ لَمْ يَقُلْهَا [6]- أَوْ قَالَ سُفْيَانُ: لَوْ لَمْ يَقُلْهَا كَانَ خَيْرًا لَهُ-: إِذَا مَا النَّاسُ يَوْمًا قَايَسُونَا ... بِمُعْضِلَةٍ مِنَ الْفُتْيَا ظَرِيفَةْ رَمَيْنَاهُمْ بِمِقْيَاسٍ صَلِيبٍ ... مُصِيبٍ مِنْ طِرَازِ أَبِي حَنِيفَةْ
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُسَاوِرُ يَتَزَهَّدُ، وَكَانَ فِي لِبَاسِهِ شَيْءٌ، وَدُعِيَ إِلَى دَعْوَةٍ فَرَدَّهُ الَّذِينَ عَلَى الْبَابِ أَنْ زَرَوْهُ، فَخَرَجَ فَأَتَى مَنْزِلَهُ فلبس ثوبين نظفين، ثُمَّ جَاءَ فَلَمْ يُمْنَعْ، وَدَخَلَ فَلَمَّا رَأَوْهُ أَوْسَعُوا لَهُ وَأَكْرَمُوهُ، فَلَمَّا وُضِعَ الطَّعَامُ أَخَذَ بِطَرْفِ ثِيَابِهِ ثُمَّ قَالَ: كُلْ. فَقَالُوا: مَا هَذَا؟! فَأَخْبَرَهُمْ. وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ وَتَرَكَ عَلَيْهِمْ. (215 أ) قَالَ سُفْيَانُ: أَرَاهُ أَرَادَ أَنْ يَعِظَهُمْ بِذَلِكَ أَنْ لَا يُرَدَّ أَحَدٌ يُزْدَرَى. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْتُ مُجَمَّعًا [1] لِأَسْأَلَهُ عَنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ وَكُنْتُ أَظُنُّهُ يَمْتَنِعُ فحدثته بحديث الزهري فِي الدَّجَّالِ حَدِيثَ مُجَمِّعٍ. فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَشْيَاخِي. ثُمّ قَالَ: أَخْرِجْ أَلْوَاحَكَ. فَقُلْتُ: لَيْسَتْ مَعِي أَلْوَاحٌ. فَحَدَّثَنِي بِهَا. ثُمّ قَالَ: مَا هِيَ عند أحد بالكوفة، ولقد جَاءَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ فَسَأَلَنِي عَنْهَا. وَقَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ [2]- وَكَانَ ثِقَةً- سَمِعَهُ مِنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ طَارِقَ بْنَ شِهَابٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ.. وَذَكَرَ حَدِيثَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا أُمَيُّ [3]- وَكَانَ ثِقَةً- سَمِعَهُ مِنْ رَجُلٍ من
بُجَيْلَةَ رَضِيعًا لِلْقَسْرِيِّ سَمِعَهُ مِنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ مِثْلَهُ وَزَادَ فِيهِ: قَالَ عَلِيٌّ: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ ضَرَبْتُ فِي هَذَا الْأَمْرِ رَأْسَهُ وَعَيْنَيْهِ فَلَمْ أَجِدْ إِلَّا الْقِتَالَ أَوِ الْكُفْرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. وقال: حدثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَيًّا يَقُولُ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ [1] يَأْمُرُ بِمُجَالَسَةِ الْعَلَاءِ بْنِ بَدْرٍ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: ذَكَرْتُ لِإِبْرَاهِيمَ الْعَلَاءَ بْنَ بَدْرٍ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ مِنْ أَهْلِ زَمَانِهِ أَجْرَأَ عَلَى تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ مِنْهُ، وَلَا أَجْدَرَ أَنْ يُصِيبَ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُونَ مِنْهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ [2] عَنْ مَعْنٍ [3] مِنْ كِتَابِ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [4] أَنَّهُ قَالَ: الصَّلَاةُ نُورٌ. قَالَ مِسْعَرٌ: وَحَلَفَ لِي مَعْنٌ بِأَنَّهُ خَطُّ أَبِيهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا مسعر عن عمرو بن مرة قال: جَلَسْنَا إِلَى الزُّهْرِيِّ وَمَعَنَا ذَرٌّ الْهَمْدَانِيُّ، فَجَعَلَ الزُّهْرِيُّ يُحَدِّثُ وَيَقُولُ لَنَا ذَرٌّ: احْفَظُوا احْفَظُوا. وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْتُ الْأَعْمَشَ يَوْمًا فَقُلْتُ: عَافَى اللَّهُ أَبَا مُحَمَّدٍ لَقَلَّمَا جِئْتُ فِي حَدِيثٍ إِلَّا حَدَّثَنِي بِهِ. حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: أَمْلَى عَلَيْنَا ابْنُ وَهْبٍ [5] قال:
حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ قَالَ مَعْنٌ [1] : مَا رَأَيْتُ مِسْعَرًا يَوْمًا قَطُّ إِلَّا وَهُوَ خَيْرٌ منه من اليوم الّذي بالأمس. (215 ب) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي- يَعْنِي ابن عيينة- عن هشام بن عروة قال: مَا رَأَيْتُ بِالْبَصْرَةِ مِثْلَ أَيُّوبَ [2] ، وَلَا رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ مِثْلَ مِسْعَرٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داود [3] قال: حدثني الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ عَنْ نَفْسِي عن الأعمش عن إبراهيم [4] قَالَ: يُغْسَلُ الْمَاءُ بِالْمَاءِ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ أَحْفَظُ هَذَا. فَقَالَ لِي: أَنْتَ حَدَّثْتَنِي بِهِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ثَبْتٌ، وَمِسْعَرٌ أَثْبَتُ مِنْهُ وَهُوَ ثِقَةٌ صَحِيحُ الْحَدِيثِ مُتَثَبِّتٌ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [5] ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [6] قَالَ: خَرَجَتْ خَوَارِجٌ، فَخَرَجَ أَبُو الْأَحْوَصِ [7] إِلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مسعر قال: سمعت أبا
الصَّبَّاحِ [1] يَقُولُ: الْقِدْرُ أَبٌ جَادَ بِالزَّنْدَقَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ أَبُو الصَّبَّاحِ أَحَدَ النَّفَرِ الَّذِينَ وَفَدُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَالَ: حدثنا سفيان قال: حدثني إبراهيم بن يحي بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ- قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مِنْ أَسْنَانِي وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا- عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سَأَلْتُ جِبْرِيلَ أَيُّ الْأَجَلَيْنِ قَضَى مُوسَى؟ قَالَ: أَتَمَّهُمَا وَأَكْمَلَهُمَا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ [2] عَنْ عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ في قوله «صياصيهم» [3] . قَالَ: حُصُونُهُمْ. فَذَكَرْنَاهُ لِسُفْيَانَ فَأَنْكَرَهُ. وَقَالَ: لَا أَحْفَظُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عِكْرِمَةَ لَا أَحْفَظُهُ الا عن الناس «صياصيهم: حُصُونُهُمْ» ، فَلَعَلَّهُ ذَهَبَ إِلَى قَوْلِهِ «وَأَرْضًا لَمْ تطؤوها» [4] حدثنا عمرو عن عكرمة: «وأرضا لم تطؤوها» . قَالَ: هُوَ مَا ظَهَرَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حدثنا سفيان [5] قال قيل له: ان حميد [6] الرُّؤَاسِيَّ يُحَدِّثُ عَنْكَ عَنْ حُصَيْنٍ [7] عَنْ أَبِي مالك [8] «انفروا
حفافا وثقالا» [1] فَأَمَّا التَّفْسِيرُ فَظَنَّ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ. (216 أ) «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ [2] الضَّرِيرُ حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: «يوم تمور السماء مورا» [3] قال: تدور دورا. فسألنا سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ [عَنْهُ] ؟ فَقَالَ: لَا أَحْفَظُهُ» [4] . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنَ طَاوُسَ [5] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَيْسَ فِي الْقَلْسِ [6] وُضُوءٌ. وَهَذَا مِمَّا أَنْكَرَ سُفْيَانُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: أَظُنُّ أَنَّ هَذَا وَهْمًا مِنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَهَمَ فِيهِ، وَذَلِكَ أَنِّي حَضَرْتُ بِشْرَ بْنَ السَّرِيِّ كَلَّمَ سُفْيَانَ فِي أَنْ يَعْرِضَ عَلَيْهِ شَيْئًا سَمِعَهُ قَدِيمًا- قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ سُفْيَانُ لَا يُمَكَّنُ مِنَ السَّمَاعِ قَدِيمًا- قَالَ: فَمَرَّ فيما عرض عليه ابن طاووس وَآخَرُ- قَدْ سَمَّاهُ الْحُمَيْدِيُّ فَنَسِيَ أَبُو يُوسُفَ اسمه- عن طاووس: لَيْسَ فِي الْقَلْسِ وُضُوءٌ. قَالَ: فَقَالَ سُفْيَانُ: اضرب على ابن طاووس. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَظَنَنْتُ أَنَّمَا كَانَ سُفْيَانُ روى عنه قديما.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ [1] ثنا سُفْيَانُ [2] عَنِ ابن طاووس [3] أو هشام ابن حجير عن طاووس قَالَ: لَيْسَ فِي الْقَلْسِ وُضُوءٌ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ أَبِي عَائِشَةَ [4]- وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ- يَقُولُ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ قَتَّهْ [5] رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَسْأَلُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ فَقَالَ زَيْدٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ عُمَرُ: حُمِلْتُ عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي حَدِيثِ «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّ مُتَابَعَةً بَيْنَهُمَا يَزِيدَانِ فِي الْأَجَلِ» قَالَ قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ أَوَّلًا عَنْ عَبْدَةَ [6] عَنْ عَاصِمٍ [7] ، فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدَةُ أَتَيْنَاهُ لِنَسْأَلَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا حَدَّثَنِيهِ عَاصِمٌ وَهَذَا عَاصِمٌ حَاضِرٌ، فَذَهَبْنَا إِلَى عَاصِمٍ فسألناه فحدثنا بِهِ هَكَذَا، ثُمَّ سَمِعَهُ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَمَرَّةً يَقِفُهُ عَلَى عُمَرَ وَلَا يَذْكُرُ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ، وَأَكْثَرُ ذَلِكَ كَانَ يُحَدِّثُهُ عَنْ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ عن النبي صلى الله عليه وسلم. (216 ب) قَالَ سُفْيَانُ: وَرُبَّمَا سَكَتْنَا عَنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ «زيد في الأجل»
فَلَمْ نُحَدِّثْ بِهَا مَخَافَةَ أَنْ يَحْتَجَّ بِهَا هَؤُلَاءِ- يَعْنِي الْقَدَرِيَّةَ- وَلَيْسَ لَهُمْ فِيهَا حُجَّةٌ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا عَبْدَةُ- وَحَفِظْنَاهُ مِنْهُ غَيْرَ مَرَّةٍ- قَالَ سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ: كَثِيرًا مَا ذَهَبْتُ أَنَا وَمَسْرُوقُ بْنُ الْأَجْدَعِ إِلَى الصَّبِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ نَسْتَذْكِرُهُ هَذَا الْحَدِيثَ. قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ مَعَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَجَازَهُ، وَلَيْسَ أَنَّهُ فَعَلَهُ هُوَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ [1] عَنْ مَعْمَرٍ [2] وَغَيْرِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّعْدِيِّ: أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ مِنَ الشَّامِ فَقَالَ: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَلِي أَعْمَالَهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ أَبِي الْعَجْفَاءِ عَنْ عُمَرَ «قُتِلَ فُلَانٌ شَهِيدًا، وَمَاتَ فُلَانٌ شَهِيدًا، وَلَعَلَّهُ أَوْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ أَوْقَرَ دُفَّ رَاحِلَتِهِ وَعَجُزَهَا ذَهَبًا» قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ أَيُّوبُ يَسْأَلُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ كَذَا أَوْ آخَرِ، فَإِنْ كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَ بِهَا هَكَذَا وَإِلَّا فَلَمْ يَحْفَظْهُ. سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَتَعَجَّبُ مِنْ سُفْيَانَ وَيَقُولُ: أَلَا [3] تَعْجَبُونَ مِنْ سُفْيَانَ وَكَلَامِهِ وَهُوَ لَمْ يُقِمِ الْحَدِيثَ، أَرَأَيْتُمْ حِينَ يَقُولُ: قَدْ أَوْقَرَ دُفَّ رَاحِلَتِهِ وَالْعَجُزَ مَا أَدْخَلَهَا بِمَا قَالَ؟ أَوْقَرَ دُفَّيْ رَاحِلَتِهِ. وَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: أَيُّوبُ سمع
مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ سَمِعَ أَبَا الْعَجْفَاءِ [1] سَمِعَ عُمَرَ [2] ثُمَّ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ. سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يَذْكُرُ هَذَا وَيَقُولُ: أَبُو العجفاء لم يرو عنه غير هَذَا الْحَدِيثُ، فَمَا عَلَيْهِ أَنَّ مُحَمَّدًا سَمِعَ مِنْهُ وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ!؟ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [3] ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ [4] قَالَ: أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ وَأَيُّوبُ [5] وَابْنُ عَوْنٍ [6] وهشام [7] عَنْ محمد بن سيرين. أما سلمة فقال: نبئت عن أبي العجفاء، (217 أ) وَأَمَّا غَيْرُهُ فَقَالَ: عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَلَا لَا تَغْلُوا. حَدَّثَنَا سعيد حدثنا هشيم أَنْبَأَ مَنْصُورٌ [8] عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: ثنا أَبُو الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ وَهُوَ يخطب للناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا لا تغالوا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلِ اللَّهَ الْهُدَى» كَانَ يقول: عن أبي بكر بن
أَبِي مُوسَى [1] . فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا يُحَدِّثُونَهُ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ [2] ؟ فَقَالَ لِي: أَمَّا الَّذِي حَفِظْتُ أَنَا فَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنْ خَالَفْتُمُونِي فَاجْعَلُوهُ عَنْ أَبِي مُوسَى. وَكَانَ سُفْيَانُ بَعْدَ ذَلِكَ رُبَّمَا قَالَ: عَنِ ابْنِ أَبِي مُوسَى، وَرُبَّمَا نَسِيَ فَحَدَّثَ بِهِ كَمَا سَمِعَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدٍ فَإِنَّهُ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» . ثُمَّ تَرَكَ سُفْيَانُ حَدِيثَ مِسْعَرٍ بَعْدُ، وَصَارَ يُحَدِّثُ بحديث يحي بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عَلِيٍّ قَالَ: مَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: تَرَكَ الصَّحِيحَ وَيُحَدِّثُ بِالْغَلَطِ، وقد كان أولا حدثنا عن يحي بْنِ سَعِيدٍ [3] عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: «ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» . قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وحول البيت ثلاثمائة وستون نَصَبًا» ، وَحَدِيثُ «انْشَقَّ الْقَمَرُ» قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: أَثْبَتَ لَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ عن أبي معمر [4] ،
وَكَانَ فِي حَدِيثِ «اجْتَمَعَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ قُرَشِيَّانِ وَثَقَفِيٌّ» قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ أَوَّلًا يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ [1] أَوِ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ أَوْ حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ آخِرُهُمْ أَوِ اثْنَانِ منهم، ثم ثبت على منصور في (217 ب) هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى غَيْرِ مَا حَدَّثَنَا بِهِ الزُّهْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبِي حَازِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا» . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ» . وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثٍ «قِيلَ لِابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلًا فِي الْمَسْجِدِ يَقُولُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَصَابَ النَّاسَ دُخَانٌ» . قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ أَوْ أُخْبِرْتُ عَنْهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ حَسَّانِ بْنِ بِلَالٍ الْمَدَنِيِّ: أَنَّهُ رأى عمار بن ياسر يتوضأ فخلّل لِحْيَتَهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَتُخَلِّلُ لِحْيَتَكَ؟ قَالَ: وَمَا يمنعني وقد رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخلّل لحيته.
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ حَسَّانِ بْنِ بِلَالٍ عَنْ عَمَّارٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِثْلَهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَسَمِعْتُ مِنْ سُفْيَانَ مَرَّةً- يَعْنِي حَدِيثَ سَعِيدٍ-. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي لُبَيْدٍ، وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ يَرَى الْقَدَرَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ عن أَبِي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن (218 أ) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَإِنْ كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع حتى يقوم إِلَى الصَّلَاةِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ثنا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ الْخُرَاسَانِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي عَتَّابٍ [1] عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي صَلَاتَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَأَنَا مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ حَرَّكَنِي بِرِجْلِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حدثني وإلا اضطجع حتى يقوم إلى الصلاة. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَشُكُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَيَضْطَرِبُ فِيهِ وَرُبَّمَا شَكَّ فِي حَدِيثِ زِيَادٍ ثُمَّ يَقُولُ: يَخْتَلِطُ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ غَيْرَ مَرَّةٍ: حَدِيثُ أَبِي النَّضْرِ كَذَا وَحَدِيثُ زِيَادٍ كَذَا وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو كذا
عَلَى مَا ذَكَرْتُ كُلَّ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ حَفْصَةَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ [1] يُحَدِّثُهُ عَنْ أُمَيَّةَ [2] وَكُنْتُ لَا أَجْتَرِئُ أَنْ أَسْأَلَهُ فِيهِ، وَكَانَ يُجَالِسُ خَالِدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيَّ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَيْبَةَ، وَكَانُوا مِنْ كِبَارِ قُرَيْشٍ يَوْمَئِذٍ، وَكَانُوا يَتَجَالَسُونَ فِي سُوقِ اللَّيْلِ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ- وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ-، فَاسْتَعَانَنِي أُمَيَّةُ أَنْظُرُ لَهُ خَالِدَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَلَا أَدْرِي وَجَدْتُهُ أَمْ لَا، فَلَمَّا اسْتَعَانَنِي اجْتَرَأْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال: أَخْبَرَنِي أَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَخْبَرَتْنِي مَيْمُونَةُ: أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ. قَالَ سُفْيَانُ: هذا الاسناد كان يعجب شعبة (218 ب) أَخْبَرَنِي سَمِعْتُ كَأَنَّهُ اشْتَهَى تَوْصِيلَهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ رَبِيعٍ فِي الوضوء قال: كان ابن عجلان حدثناه أَوَّلًا عَنْ عُقَيْلٍ [3] عَنِ الرَّبِيعِ فَزَادَ فِي الْمَسْحِ قَالَ: «ثُمَّ مَسَحَ مِنْ قَرْنِهِ عَلَى عَارِضَيْهِ حَتَّى بَلَغَ طَرَفَ لِحْيَتِهِ» ، فَلَمَّا سَأَلْنَا مَنْ عُقَيْلٌ لَمْ يَصِفْ لَنَا فِي مَسْحِ الْعَارِضَيْنِ، وَكَانَ فِي خَطِّهِ شَيْءٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أُلْقِنَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ ثنا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَدِمَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ الْكُوفَةَ عَلَى أَخِيهَا الضَّحَّاكِ بْنِ قيس، وكان عاملا عليها، فأتيناها فسألناها.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُنَا بِحَدِيثِ الْخِضْرِ فَنَكْتُبُ بَعْضَهُ وَيَذْهَبُ عَلَيْنَا بَعْضُهُ، ثُمَّ حدثنا فَنَكْتُبُ مِنْهُ مَا سَقَطَ عَلَيْنَا، فَلَمَّا تَمَّ كلمتاه فِيهِ فَحَدَّثَنَا بِهِ وَنَحْنُ نَنْظُرُ فِي الْكِتَابِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ [1] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] عَنْ مَرْوَانَ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَغَيْرُهُ يَقُولُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَأَظُنُّ رِوَايَةَ إِبْرَاهِيمَ أَصَحَّ لِأَنَّهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار عن عبد العزيز بن رفيع عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمُ الْبُشْرى في الْحَياةِ الدُّنْيا 10: 64 [5] . قَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. قَالَ سفيان: وكان عمرو ويحي بن سعيد [6] يحدثان بحديث خمسة وسق عن عمرو بن يحي [7] ، ثم لقيت عمرو بن يحي فحدثنيه، وكان
عَمْرٌو يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ حَدِيثَ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ: «أَنَّ عَلِيًّا دَعَا بِرَجُلٍ بِحَسَبٍ مِنَ النَّاسِ» . سَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عبد العزيز بسنده عن موسى بن طريف (219 أ) عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ عَمْرٌو يُحَدِّثُ حَدِيثَ أَبِي أَسْمَاءَ [1] فِي شَكْوَى حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مُرْسَلًا مختصرا، ثم سمعته أنا من يحي مُسْنَدًا تَامًّا، وَكَانَ عَمْرٌو يُحَدِّثُ حَدِيثَ صَالِحِ بْنِ كِيسَانَ فِي نُزُولِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَبْطَحَ، ثُمَّ قَدِمَ صَالِحٌ، فَقَالَ لَنَا عَمْرٌو: اذْهَبُوا فَسَلُوهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فذهبنا اليه فسألناه عن، وَكَانَ عَمْرٌو يُحَدِّثُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ [2] حَدِيثَ السَّنَدِ [3] وَقَالَ لَنَا: اذْهَبُوا إِلَى عُثْمَانَ فَاسْمَعُوهَا مِنْهُ، فَذَهَبْنَا إِلَى عُثْمَانَ فَسَمِعْنَاهَا مِنْهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ إِبْرَاهِيمَ أن طاووسا كَانَ يَقُولُ. مَا مَسَكْتُ [4] الْوَرَقَ. وَكَانَ عَمْرٌو يقول فيه: بلغني عن طاووس. قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ: عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ. قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ فِي زَمَنِ بَنِي أُمَيَّةَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا الشَّيْبَانِيُّ [5] قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: هَلْ تَرَى أَحَدًا مِنْ أصحابنا نجلس اليه؟ هل ترى
أَبَا حُصَيْنٍ [1] ؟ قُلْتُ: لَا. ثُمَّ نَظَرَ فَرَأَى يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ نَجْلِسَ إِلَيْهِ فَإِنَّ خَالَتَهُ مَيْمُونَةُ. فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ: قَالَ سُفْيَانُ [2] : أَفَادَنِيهِ زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ [3] قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ. فَقُلْتُ: أَقْرِئْ سُلَيْمَانَ السَّلَامَ؟ فقال: نعم. فلما قدمنا المدينة أقرأته السَّلَامَ وَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو [4] عَنْ عَطَاءٍ- قَالَ: وَحَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ. قَالَ: وَكَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَأَدْرَجَهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَمْرٍو وَابْنِ جُرَيْجٍ مَا لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الْخَبَرَ، فَإِذَا قَالَ فِيهِ: حَدَّثَنَا أَوْ سَمِعْتُ أَوْ أَخْبَرَنَا بِهَذَا عَلَى هَذَا وَهَذَا عَلَى هَذَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ سُفْيَانُ [5] : لَمَّا قَدِمَ مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن المنكدر قلت: لأنظرن حفظه (219 ب) ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: كَيْفَ تَحْفَظُ حَدِيثَ أَبِيكَ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَاقِفًا عَلَى قُزَحٍ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَابِرٍ [6] . فَقُلْتُ: هَذَا كَانَ أَهْوَنَ عَلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ ابْنِ عباس «هل لهذا حج» ؟: كان ابن
الْمُنْكَدِرِ حَدَّثَنَاهُ أَوَّلًا مُرْسَلًا. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا سَمِعْتَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ [1] ، فَأَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ، وَقَالَ: حَدَّثْتُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ فَحَجَّ بِأَهْلِهِ كُلِّهِمْ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سفيان ثنا سُلَيْمَانُ الْأَحْوَلُ، وَكَانَ ثِقَةً. «قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ [2] فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ سَمِعْتُ كَرْزَ بْنَ عَلْقَمَةَ. أَخْبَرَنِي أَوْ حَدَّثَنِي؟ فَقَالَ: لَا أَعْرِفُ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي إِلَّا فِي حَدِيثَيْنِ هَذَا وَحَدِيثِ الْوَسْقِ. قَالَ: ولم يَكُنْ مِنْ سُفْيَانَ هَذَا تَعَمُّدًا، كَانَ يَرَى حَدَّثَنِي وَأَخْبَرَنِي سَوَاءً» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرٌ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ الْمُطَّلِبَ بْنَ أَبِي وَدَاعَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ وَالنَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّوَافِ سترة. قال سفيان: وكان ابن جريج حدثناه أَوَّلًا عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ. فَلَمَّا سَأَلْنَاهُ عنه قال ليس هو عَنْ أَبِي، إِنَّمَا أَخْبَرَنَاهُ بَعْضُ أَهْلِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الْمُطَّلِبِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ: مَا اسْمُ جَدِّكَ؟ قَالَ: السَّائِبُ بْنُ فَرُوخٍ، وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاسِ الشَّاعِرُ الْأَعْمَى. حَدَّثَنَا آدَمُ [4] عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قال: سألت أبا
الْعَبَّاسِ الْمَكِّيَّ، وَكَانَ شَاعِرًا، وَكَانَ لَا يُتَّهَمُ فِي حَدِيثِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ ثنا ابن أبي نجيح أخبرنا عبيد اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا. قَالَ سُفْيَانُ: كان بنو عامر (220 أ) ثَلَاثَةً بِمَكَّةَ، فَحَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، وَسَمِعْتُ أَنَا مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَامِرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عَمْرٌو قَالَ: أَخْبَرَنِي صُهَيْبٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَتَلَ عصفورا فما فوقها غير حَقِّهَا سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْ قَتْلِهَا. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَقُّهَا؟ قَالَ: يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا وَلَا يَقْطَعُ رَأْسَهَا فَيَرْمِي بِهَا» . فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ حَمَّادًا يَقُولُ فِيهِ: أَخْبَرَنِي صُهَيْبٌ الْحَذَّاءُ. فَقَالَ سُفْيَانُ: مَا سَمِعْتُ عَمْرًا يَقُولُ فِيهِ صُهَيْبٌ الْحَذَّاءُ، مَا قَالَ إِلَّا صُهَيْبٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ فِي دَارِهِ بِصَنْعَاءَ، وَأَطْعَمَنِي مِنْ جَوْزَةٍ فِي دَارِهِ. قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الزُّهْرِيُّ أَبَدًا يَشُكُّ يَقُولُ: زَيْدٌ [1] أَوْ أَبُو لُبَابَةَ [2] . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ شُعْبَةَ استحلف عبد الله بن دينار
عَلَى حَدِيثِ «نُهِيَ عَنْ بَيْعِ الْوَلَاءِ وَعَنْ هبته» . فقال سفيان: لكنا لم يستخلفه، وقد سمعناه منه مِرَارًا. ثُمَّ ضَحِكَ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ- وَكَانَ مِنْ صَالِحِي المسلمين صدقا ودينا- قال: غابت الشمس وَنَحْنُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَسِرْنَا، فلما رأينا أَنَّهُ قَدْ أَمْسَيْنَا قُلْنَا لَهُ: الصَّلَاةَ. فَسَكَتَ. فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ وَتَصَوَّبَتِ النُّجُومُ نَزَلَ وَصَلَّى الصَّلَاتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَدَّ به السير صلى صلاتي هذه- يقول جمع بَيْنَهُمَا بَعْدَ لَيْلٍ-. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ [1] مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً عَنْ نَافِعٍ عن ابن عمر (220 ب) قَالَ: جَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ مَالًا لَمْ أُصِبْ مِثْلَهُ قَطُّ. تَخَلَّصْتُ المائة سهم التي بخيبر، واني أَرَدْتُ أَنْ أَتَقَرَّبَ بِهَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرَ احْبِسِ الْأَصْلَ وَسَبِّلِ الثَّمَرَ [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٌ قَالَ: أَتَيْتُ نَافِعًا فَطَرَحَ لِي حَقِيبَتَهُ، فَجَلَسْتُ عَلَيْهَا، فَأَمْلَى عَلَيَّ فِي أَلْوَاحِي، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بن
عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا تَبَايَعَ الْمُتَبَايِعَانِ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ مِنْ بَيْعِهِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ يَكُونُ بَيْعُهُمْ عَنْ خِيَارٍ» . قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا تَبَايَعَ الْبَيْعَ فَأَرَادَ أَنْ يَجِبَ [1] مَشَى [2] قَلِيلًا ثُمَّ رَجَعَ [3] . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ [4] «يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الرَّجُلِ» وَحَدِيثِهِ الْآخَرِ «لَا يَسْمَعُهُ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ» : كان يحي بْنُ سَعِيدٍ [5] حَدَّثَنِي عَنْهُ، فَلَقِيتُهُ فَحَدَّثَنِي. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ عِيَاضٍ [6] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [7] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مَا يُخْرِجُ اللَّهُ مِنْ نَبَاتِ الْأَرْضِ. قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الْأَعْمَشُ كَثِيرًا مَا يَسْتَعِيدُنِي هَذَا الحديث كلما جئته.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ شُعْبَةُ [1]- وَكَانَ ثِقَةً- قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى. وَقَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ مِنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ أَرْبَعَةَ أَحَادِيثَ عَنْ أَرْبَعَةٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ غَيْرَهَا. «وَقَالَ سُفْيَانُ [2] فِي حَدِيثِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ) قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَا أَوَّلًا عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ [3] مُرْسَلًا، فَلَقِيتُ سُهَيْلًا [4] فَقُلْتُ: لَوْ سَأَلْتُهُ عَنْهُ لَعَلَّهُ يُحَدِّثَنِيهِ عَنْ أَبِيهِ فَأَكُونَ أَنَا وَعَمْرٌو فِيهِ سَوَاءً. فَسَأَلْتُهُ (221) ، فَقَالَ سُهَيْلٌ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنَ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ أَبِي أَخْبَرَنِيهِ [5] عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ صَدِيقٌ كَانَ لِأَبِي مِنْ أَهْلِ الشَّامِ» [6] . قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا أُنَيْسَةُ عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ مُرَّةَ الْفِهْرِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ- وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ-. قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: ان سفيان أصوب
فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ مَالِكٍ. قَالَ سُفْيَانُ: وَمَا يُدْرِيهِ أَدْرَكَ صَفْوَانَ؟ فَقَالُوا: لَا. وَلَكِنَّهُ قَالَ: إِنَّ مَالِكًا قَالَهُ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَقَالَ سُفْيَانُ: عَنْ أُنَيْسَةَ عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ مُرَّةَ عَنْ أَبِيهَا فَمِنْ أَيْنَ جَاءَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ؟ قَالَ سُفْيَانُ: مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ لَوْ قَالَ لَنَا صفوا إِزَارُ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، وَكَانَ أَهْوَنَ عَلَيْنَا مِنْ أَنْ نَجِيءَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ الشَّدِيدِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي بِهِ أُضْحِيَةً» قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ [1] سَمِعْنَاهُ يُحَدِّثُنَا فَقَالَ فِيهِ: سَمِعْتُ شَبِيبًا [2] يَقُولُ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ. فلما سَأَلَ شَبِيبًا قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ عُرْوَةَ حَدَّثَنِيهِ الْحَسَنُ عَنْ عُرْوَةَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحَدِيثُ السَّائِبِ بْنِ خَلَّادٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: مُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالْإِهْلَالِ وَالتَّلْبِيَةِ. قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ كَتَمَنِي حَدِيثًا، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ لَمْ أُخْبِرْهُ. فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَدَّثْتُهُ. قَالَ: يَا عَوْذُ تُخْفِي عَنَّا الْأَحَادِيثَ فَإِذَا ذَهَبَ أَهْلُهَا أَخْبَرْتَنَا بِهَا؟ لَا أَرْوِيهِ عَنْكَ، أَوَ تُرِيدُ أَنْ أَرْوِيهِ عَنْكَ؟ فَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فِيهِ. «قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ ابْنُ أَبِي خَالِدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ المستورد [3] أخي بني فهر (221 ب) - يَلْحَنُ فِيهِ-. فَقُلْتُ أَنَا: أَخَا بَنِي فِهْرٍ» [4] .
[سالم بن أبي حفصة]
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ [1] يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ فِيهِ: لَا أدري ذكر فيه عن أبيه أو لا، قَالَ: قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ: مَا لَنَا لَا نَرَاكَ تَسْتَلِمُ إِلَّا هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ؟ فَقَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اسْتِلَامَ الرُّكْنَيْنِ يَحُطُّ الْخَطَايَا كَمَا تَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ) . قَالَ سَفِيانٌ. حَدَّثَنِي بِهَذَا عَطَاءٌ وَأَنَا وَهُوَ فِي الطَّوَافِ. قَالَ: فَكَأَنَّهُ لَمْ يرني أعجبت به، فقال: أتزهد في هذا يا ابن عُيَيْنَةَ؟ فَقَالَ: حَدَّثْتُ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ: لَوْ رَحَلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ كَذَا وَكَذَا لَكَانَ أَهْلًا لَهُ» [2] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُكْثِرُ التَّلْبِيَةَ فِي الطَّوَافِ، وَكَانَ يُحْرِمُ مِنَ الْكُوفَةِ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ قَدِيمًا، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا قَدْمَةً فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ بَعْضَ مَا كُنْتُ سَمِعْتُ مِنْهُ فَيَخْلِطُ فِيهِ، فَاتَّقَيْتُهُ وَاعْتَزَلْتُهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عمارة بن القعقاع بن شبرمة وكان أكبر مِنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، وَكَانَ عُمَارَةُ أَفْضَلَ مِنْهُ أَيْضًا. [سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ] حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا سَالِمٌ [3] قال: أول ما عرفت سعيد ابن جبير بمكة صلت لَيْلَةً وَرَاءَ الْمَقَامِ، فَكُنْتُ قَرِيبًا مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَنَا لَا أَعْرِفُهُ، فَقُلْتُ: اللَّهمّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ
[كرز الحارثي]
عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. فَحَصَبَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ ذَلِكَ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَسَرَّهُ ذَلِكَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمًا يَقُولُ: كَانَ [1] الشَّعْبِيُّ إِذَا رَآنِي قَالَ: يَا شُرْطَةَ اللَّهِ قِفِي وَطِيرِي- كَمَا تَطِيرُ حَبَّةُ الشَّعِيرِ. قَالَ سَالِمٌ: يَسْخَرُ مِنِّي. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا سَالِمٌ قَالَ: كَلَّمْتُ إبراهيم بن يزيد بن شريك (222 أ) التَّيْمِيَّ بِمِثْلِ مَا كُنْتُ أُكَلِّمُ بِهِ الشَّعْبِيَّ، فَقَصَّ لِي فِي قَصَصِهِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا سَالِمٌ قَالَ: قَرَأَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ فِي قَصَصِهِ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ 22: 19 [2] . فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: سُبْحَانَ مَنْ قَطَّعَ مِنَ النِّيرَانِ ثِيَابًا. [كَرْزٌ الْحَارِثِيُّ] حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ [3] الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [4] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ مَسْجِدَ كَرْزٍ الضَّبِّيِّ فِيهَا حُفْرَةٌ وَفِيهَا تِبْنٌ، وَجَعَلَ فَوْقَهُ كِسَاءً يَقُومُ عَلَيْهِ، وَرَأَيْتُ فِي مَسْجِدِ كَرْزٍ وَدًّا يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [5] عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ [6] قال: صحبنا
[مطرف بن طريف]
كَرْزٌ [1] الْحَارِثِيُّ فَكُنَّا إِذَا نَزَلْنَا فَإِنَّمَا هُوَ قَائِلٌ بِبَصَرِهِ هَكَذَا يَنْظُرُ، فَإِذَا رَأَى بُقْعَةً تُعْجِبُهُ ذَهَبَ فَصَلَّى فِيهَا حَتَّى يَرْتَحِلَ [2] . [مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ- وَأَخْبَرْتُهُ عَنْهُ- قَالَ: مَا أُحِبُّ أَنِّي تَحَدَّثْتُ وَإِنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ: مَا أُحِبُّ أَنِّي تَعَرَّضْتُ سَخَطَ اللَّهِ تَعَالَى. [أَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ أَبُو سِنَانٍ يَشْتَرِي الشَّيْءَ مِنَ السُّوقِ فَيَحْمِلُهُ فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ فَيَقُولُ: يَا أَبَا سِنَانٍ أَنَا أَحْمِلُهُ لَكَ فَيَأْبَى ثُمَّ يَقُولُ: (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) . 16: 23 قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ شَيْخًا مِنَ الْعَرَبِ لَهُ نَاحِيَةٌ حَسَنَةٌ. قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ أَبَا سِنَانٍ يَقُولُ: حَلَبْتُ الشَّاهَ مُنْذُ الْيَوْمِ وَاسْتَقَيْتُ لِأَهْلِي راوية مِنْ مَاءٍ، وَكَانَ يُقَالُ: خَيْرُكُمْ أَنْفَعُكُمْ لِأَهْلِهِ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ أَبُو سِنَانٍ: إِنَّ مَائِدَةً بِالْكُوفَةِ يُؤْكَلُ عَلَيْهَا دِرْهَمٌ حَلَالٌ لَغَرِيبَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَحْلَجِ قَالَ: كان ضرار ابن مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ يَقُولُ: لَا تَجِيئُونِي جَمَاعَةً، وَلَكِنْ يَجِيءُ رَجُلٌ وَحْدَهُ، فَإِنَّهُ إِذَا اجْتَمَعْتُمْ تَحَدَّثْتُمْ، وَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ وَحْدَهُ لَمْ يَخْلُ من أن يدرس
جُزْءَهُ أَوْ يَذْكُرَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ [2] ثنا الْمُحَارِبِيُّ [3] قَالَ: كَانَ ضِرَارٌ (222 ب) ومحمد ابن سُوقَةَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ طَلَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا جَلَسَا يَبْكِيَانِ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ- بِمَكَّةَ- أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ» ، ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَلَقِيتُهُ بِهَا فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ، فَزَادَ فِيهِ: ثُمَّ لَا يَعُودُ. فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ لَقَّنُوهُ، وَكَانَ بِمَكَّةَ حِينَ لَقِيتُهُ أَحْفَظَ منه حين لقيته بالكوفة إذ حَفِظَهُ قَدْ سَاءَ، أَوْ قَالَ: قَدْ تَغَيَّرَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الْهَجَرِيُّ رَفَّاعًا، وَكَانَ يَرْفَعُ عَامَّةَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، فَلَمَّا حَدَّثَ بِحَدِيثِ «أَنْ يَعْبُدَ الْأَصْنَامَ» ، وَقُلْتُ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ، وَقُلْتُ لَهُ: لَا تَرْفَعْ هَذِهِ الْأَحَادِيثَ. قَالَ سُفْيَانُ: جِئْتُ يَوْمًا أَطْلُبُهُ فَقَالُوا: هُوَ فِي الدَّارِ، فَوَجَدْتُهُ يَلْعَبُ بِالشِّطْرَنْجِ، وَوَجَدْتُهُ قَدْ أَقَامُوهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، وَكَانَ خَيْرًا مِنَ ابْنَيْهِ، وَكَانَ عَلِيٌّ خَيْرَهُمَا.
[عبد الملك بن سعيد بن أبجر]
[عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبْجَرَ] وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ [1] : لَيْسَ لَنَا عَلَى النَّهَارِ سُلْطَانٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: ذَهَبَ مِنْ عُمْرِنَا سَاعَةٌ فِي الْحَمَّامِ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ أَبْجَرَ ابْنًا لَهُ يَقُولُ لِغُلَامِهِ: يَا حَائِكُ. قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّمَا تُعَيِّرُ أَبَاكَ. قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ هُوَ الَّذِي أَسْلَمَهُ فِي الْحَوْكِ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ عَيْبًا فَإِنَّمَا دَفَعَهُ فِي ذَلِكَ أَبُوكَ [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبْجَرَ يَقُولُ: نِعْمَ مَالٌ أَوْ مَاشِيَةٌ السَّكِّينَةُ الدَّجَاجُ. وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبْجَرَ إِذَا بَعَثَ إِلَيْهِ الشَّيْءَ يَقُولُ لَهُ: افْعَلْ كَذَا وَكَذَا وَاسْتَشْفِ اللَّهَ. قَالَ: وَأَتَيْتُ ابْنَ أَبْجَرَ يَوْمًا فَقَالَ: إِنَّ هَذَا لَوَجْهٌ سَقِيمٌ. فَكَرِهْتُ مَا قَالَ، فَقُلْتُ: إِنِّي لَفِي عَافِيَةٍ. فَقَالَ ابْنُ أَبْجَرَ: أَوَلَا أَدْرِي أَوَلَا أَدْرِي. قَالَ: وَجَاءَ ابْنُ الْخُرَاسَانِيِّ بِغُلَامٍ لَهُ فَمَسَّ عُنُقَهُ، فَبَعَثَ لَهُ دَوَاءً [3] ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أتراه خنازير؟ فقال ابن أبجر: (223 أ) نَفْحَةٌ مِنْ نَفَحَاتِ رَبِّكَ. وَأَبَى أَنْ يَقُولَ خَنَازِيرُ. قَالَ: وَأَتَى بِغُلَامٍ فَمَسَّ بَطْنَهُ فَقَالَ: أجد حذرا. فقال له: أتراه
[ليث بن أبي سليم]
فَتْقًا؟ قَالَ: أَجِدُ حَذْرًا. وَلَمْ يَقُلْ فَتْقًا. وَكَانَ ابْنُ أَبْجَرَ يَبْدَأُ بِالَّذِينَ يَأْتُونَ يَسْتَفْتُونَهُ الْأَوَّلَ فَالْأَوَّلَ ... [1] [لَيْثُ بْنُ أَبِي سَلِيمٍ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْقَدَّاحُ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَمَةُ اللَّهِ مَوْلَاةُ طَاووُسَ قَالَتْ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَكْتُبُ عِنْدَ طَاووُسٍ إِلَّا لَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ فِي الْأَلْوَاحِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الحميدي حدثنا سُفْيَانُ قَالَ: قُلْتُ لِأَيُّوبَ [2] : يَا أَبَا بَكْرٍ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْمَعَ مِنْ طَاووُسٍ- يَعْنِي تكثر عَنْ طَاووُسٍ-؟ قَالَ: جِئْتُ إِلَيْهِ فَرَأَيْتُهُ بَيْنَ اثْنَيْنِ [3] ، لَيْثِ بْنِ أَبِي سَلِيمٍ وَعَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي أُمَيَّةَ، فَرَجَعْتُ وَتَرَكْتُهُ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ قَالَ: كَانَ عُبَّادِ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَرْبَعَةً، كَانَ بَعْضُهُمْ صَاحِبَ لَيْلٍ وَنَهَارٍ، وَبَعْضُهُمْ صَاحِبَ نَهَارٍ وَلَيْسَ بِصَاحِبِ لَيْلٍ، وَبَعْضُهُمْ لَيْسَ بِصَاحِبِ لَيْلٍ وَلَا صَاحِبَ نَهَارٍ. فَكَانَ ليث بن أبي سليم صاحب ليل ونهار، وكان خلف ابن حَوْشَبٍ صَاحِبَ لَيْلٍ، وَكَانَ مُغِيرَةُ بْنُ أَيُّوبَ صَاحِبَ نَهَارٍ، وَنَسِيتُ الْآخَرَ. حدثنا أبو بكر الحميدي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ سُوقَةَ [4] قَالَ: أوصى
إِلَيَّ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ قَالَ: قَالَ لِي مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ: جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ أَعْجَبُ إِلَيَّ مِنَ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ لِمَعُونَةِ إِخْوَانِهِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عثمان أخبرنا عبد الله [1] أخبرنا مالك- يعني ابن مُعَوِّلَ- قَالَ: قِيلَ لِرَبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ: أَلَا تَجْلِسْ فَتُحَدِّثْ؟ قَالَ: إِنَّ ذِكْرَ الْمَوْتِ إِذَا فَارَقَ قَلْبِي سَاعَةً فَسَدَ عَلَيَّ قَلْبِي. قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ أَرَ رَجُلًا أَظْهَرَ حُزْنًا مِنْهُ. «حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنَا بِهِ سُفْيَانُ عَنْ زُبَيْدٍ [2] قَالَ: يَسُرُّنِي أَنْ يَكُونَ فِي كُلِّ شَيْءٍ نِيَّةٌ حَتَّى الْأَكْلِ وَالنَّوْمِ» [3] . حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ أَبَا أمية يقول: (223 ب) لا يجيء شيء مِنَ الْعِلْمِ وَلَا يَخْرُجُ مِنَ الْعِلْمِ حَتَّى أَغْضَبَ ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: سَلْ عَمَّا شِئْتَ وَغَضِبَ فَقَالَ: لَا أَقُولُ لَا أَدْرِي وَلَا أَقُولُ لَمْ أَسْمَعْهُ وَلَا أَقُولُ لَا عِلْمَ لِي بِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبْجَرَ وَهُوَ [4] ابْنُ حَيَّانَ بْنِ أَبْجَرَ.
[جابر بن يزيد الجعفي]
وحدثناه أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرَّزَّاقِ [1] عَنْ مَعْمَرٍ [2] عَنْ أَيُّوبَ [3] قَالَ: ذَكَرَ عَبْدُ الْكَرِيمِ فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ غَيْرَ ثِقَةٍ. قُلْتُ: لِمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: سَأَلَنِي عَنْ حَدِيثٍ لِعِكْرِمَةَ فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ لِي حَمَّادٌ: أَخْبِرْنِي عَنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؟ قَالَ: فَذَكَرْتُ وَلَمْ أَذْكُرْ عَبْدَ الْكَرِيمِ. قال: فضحك وقال: أمسك عَنْ أَفْقَهِهِمْ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ثنا سُفْيَانُ [4] قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ يَشْتَكِي بِالْكُوفَةِ، فَكَانَتْ كَلِمَتُهُ لِمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ: «رَضِيتُ باللَّه» كُلَّمَا دَخَلْنَا عَلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَلَوْ طَلَبْتُ بِالْكُوفَةِ رَجُلًا يَتَحَفَّظُ مَا وَجَدْتُهُ. [جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ [5] الْجُعْفِيَّ يَقُولُ: عِنْدِي ثَلَاثُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ بَعْدُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ جَابِرًا عَنْ قَوْلِهِ (فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ: [6] )
فقال جابر: لم يجيء تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ بَعْدُ. قَالَ سُفْيَانُ: فَكَذَبَ. قلنا سفيان: وَمَا أَرَادَ بِهَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ الرَّافِضَةَ تَقُولُ إِنَّ عَلِيًّا فِي السَّحَابِ فَلَا يَخْرُجْ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنْ وَلَدِهِ حَتَّى يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ- يُرِيدُ عَلِيًّا إِنَّهُ يُنَادِي: اخْرُجُوا مَعَ فُلَانٍ-. يَقُولُ: جَابِرٌ قَرَأَ تَأْوِيلَ الْآيَةِ وَكَذَبَ كَانَتْ فِي إِخْوَةِ يُوسُفَ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يُحَدِّثُ بِنَحْوٍ مِنْ ثَلَاثِينَ حَدِيثًا مَا أَسْتَحِلُّ أَنْ أَذْكُرَ مِنْهَا شَيْئًا. وَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنِّي ذكرت منه (224 أ) شَيْئًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا. قَالَ أَبُو بكر: وسمعت ابْنَ أَكْثَمَ [2] الْخُرَاسَانِيَّ قَالَ لِسُفْيَانَ: أَرَأَيْتَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الَّذِينَ عَابُوا عَلَى جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ قوله حدثني وُصِّيَ الْأَوْصِيَاءُ. قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا أَهْوَنُهُ [3] [4] . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَحْمِلُونَ عَلَى جَابِرٍ قَبْلَ أَنْ يُظْهِرَ مَا أَظْهَرَ، فَلَمَّا أَظْهَرَ مَا أَظْهَرَ اتَّهَمَهُ النَّاسُ فِي حَدِيثِهِ، وَتَرَكَهُ بَعْضُ النَّاسِ، فَقِيلَ لَهُ: وما أظهر؟ قال: الايمان بالرجعة.
حدثنا أبو بكر ثنا سفيان قال: سمعت جابر الجعفي عن [1] حديث [و] [2] حدثنيه عنه ابن حي [3] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: أَنَّهُ شرب نبيد الْجَرِّ عِنْدَ الْبَدْرِيِّينَ. فَقَالَ لِي جَابِرٌ: وَمَا يَصْنَعُ بِهَا؟ وَمَا تَرَى جَوَابَهُ؟ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرَ [4] يَقُولُ: مَا غَلَا لَنَا نَبِيذٌ قَطُّ. حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ [5] قَالَ: حَدَّثَنِي مُنَخَّلٌ مِنْ وَلَدِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَسْأَلُنِي مَتَى يَخْرُجُ فُلَانٌ؟ وَمَتَى يَخْرُجُ فُلَانٌ. قَالَ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي جَابِرَ الْجُعْفِيَّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا عبد الرحمن [6] ويحي عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ [7] عَنْ عِكْرِمَةَ «ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ» [8] نَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ. قَالَ مُحَمَّدٌ: قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ [9] : وَكِيعٌ يَقُولُ عَنْ لَيْثٍ [10] . فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَنَا أَقُولُ لِسُفْيَانَ لَا تُحَدِّثْنِي عن
جَابِرٍ وَأَنْتَ تَقُولُ عَنْ لَيْثٍ؟ قَالَ مُحَمَّدٌ: ذَكَرْتُ لِوَكِيعٍ، قَالَ وَكِيعٌ: مَنْصُورٌ [1] كَانَ أَحَبَّ إِلَيْنَا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ. قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ الزُّهْرِيِّ جَلَسَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مسلم (224 ب) وَأَشْعَثُ بْنُ سِوَارٍ الْهُذَلِيُّ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ، فَقَالُوا: تَعَالَوْا نَتَذَاكَرُ مَا سَمِعْنَا مِنَ الزُّهْرِيِّ، فَجَلَسُوا وَجَلَسْتُ مَعَهُمْ. فَقَالَ أَيُّوبُ: بِأَهْلِي أَنْتُمْ مَا سَمِعْتُمُوهُ يَقُولُ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَدُورُ عَلَى وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ كَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ ذَلِكَ. ثُمَّ تَذَاكَرُوا مَا سَمِعُوهُ فَذَكَرُوا هَذَا الْحَدِيثَ «إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ» فَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ عَنْ سُلَيْمَانَ ابن يَسَارٍ. فَلَمَّا أَكْثَرُوا قُلْتُ- وَأَنَا صَغِيرٌ-: هُوَ عَنْ كِلَاهُمَا. فَضَجُّوا مِنْ لَحْنِي، ثُمَّ قَالَ إِسْمَاعِيلُ: هُوَ كَمَا قَالَ الصَّغِيرُ أَحْفَظُكُمْ هُوَ عَنْ كِلَاهُمَا [2] . وَقَالَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَشْعَثُ بْنُ سِوَارٍ: مَا جَاءَ الزُّهْرِيَّ شَيْءٌ إِلَّا قَدْ سَمِعْنَاهُ مِنْ أَصْحَابِنَا بِالْكُوفَةِ. فَمَقَتَهُ الْقَوْمُ حَتَّى اسْتَبَانَ لِي ذَلِكَ، فَمِنْ يَوْمِئِذٍ مَقَتُّهُ فَلَمْ أَرْوِ عَنْهُ شَيْئًا، وَنَظَرْتُ فِي الْعَرَبِيَّةِ بَعْدَ ذَلِكَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ: كنا عند النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ فَقَالَ: بَايِعُونِي. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الزُّهْرِيُّ قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ: احْفَظْ لِي هَذَا، فَلَمَّا قُمْتُ أَمْلَيْتُهُ عَلَيْهِ- أَوْ قَالَ: أَخْبَرْتُهُ بِهِ-. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَلَمْ أَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى أَتَيْتُ الشَّامَ. - يَعْنِي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ-. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: هَذَا الَّذِي حَفِظْنَا مِنَ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ وَوَعَيْتُ عَنْهُ، وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ وَوَعَيْتُ مِنْهُ، وَشَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَوَعَيْتُ عَنْهُ، وَفَاتَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. فَأَخْبَرَنِي فُلَانٌ- قَالَ سُفْيَانُ-: وَسَمَّاهُ الزهري فنسيته-، - وقال (225 أ) مَعْمَرٌ فِي حَدِيثِهِ: فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرَةَ-[1] أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ لَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا إِلَّا قَالَ: اللَّهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ، هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ. قَالَ سُفْيَانُ: فَطَالَ الْحَدِيثُ فَلَمْ أَحْفَظْ إِلَّا هَذَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ: فَطَالَ الْحَدِيثُ فَلَمْ أَحْفَظْ إِلَّا هَذَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ يُحَدِّثُهُ فَلَمْ أَحْفَظْهُ- يَعْنِي حَدِيثَ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِيهِ-. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ لَفْظُ الزُّهْرِيِّ إِذَا حَدَّثَنَا عَنْ أَنَسٍ «سَمِعْتُ» . قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] قَالَ: ثنا الزهري لا يحتاج منه الى
أَحَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه جَالِسٌ، فَقَامَ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: اللَّهمّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ عَنْ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ أبي هريرة قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ. فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْأَغَرِّ. فَقَالَ: مَا سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ ذَكَرَ الْأَغَرَّ قَطُّ مَا يَقُولُهُ إِلَّا عَنْ سَعِيدٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَسْتَجْلِسُ النَّاسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. أَنَّ عُمَرَ اسْتَتَابَ أَبَا بَكْرَةَ [1] قَالَ: فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ الزُّهْرِيِّ قَالَ لَنَا أَصْحَابُنَا عَمْرٌو وَغَيْرُهُ قَالَهُ عَنْ سَعِيدٍ، وَلَمْ أَكُنْ حَفِظْتُهُ، فَلَمَّا أَخْبَرُونِي أَنَّهُ قَالَهُ عَنْ سَعِيدٍ خُيِّلَ إِلَيَّ أَنِّي ذَكَرْتُ ذَاكَ وَأَنَا أَقُولُ فِيهِ أَبَدًا عَنْ سَعِيدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: هُوَ أَحَقُّ بِرَجْعَتِهَا مَا لَمْ تَغْتَسِلْ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ. سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: وَجَدْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابِ أَبِي عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْكَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ عَلِيٍّ. فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ فِيهِ وللعاهر
الْحِجْرُ- يَعْنِي فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ. (225 ب) فَقَالَ سُفْيَانُ: لَكِنَّا لَمْ نَحْفَظْ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وَقِيلَ لِسُفْيَانَ فِي حَدِيثِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: فَإِنَّهَا تَحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا. فَقَالَ: لَمْ يَقُلْ لَنَا هَذَا الزُّهْرِيُّ فِي حَدِيثِهِ، قَالَ لَنَا أيوب ابن مُوسَى فِي حَدِيثِهِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: وَعَلَيْكُمْ فَإِذَا وَقَفَ قَالَ عَلَيْكُمْ- يَعْنِي إِذَا سَلَّمَ الْيَهُودِيُّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ سُفْيَانُ [1] : وَسَمِعْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ [2] حَدَّثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مُحْرِزٍ الْمُدَّلِجِيِّ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ إِنَّمَا هُوَ مُجْزِزٌ فَانْكَسَرَ وَرَجَعَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ سُفْيَانُ زَمَانًا لَا يَثْبُتُ فِي حَدِيثِ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى [3] لَا يَثْبُتُ مِنْهُ عَنْ عُرْوَةَ [4] ، وَيَضْطَرِبُ فِيهِ يَقُولُ أَوْ عُمْرَةَ [5] وَلَا يَذْكُرُ الْخَبَرَ، ثُمَّ ذَكَرَ فِيهِ الْخَبَرَ وَأَثْبَتَ فِيهِ عُرْوَةَ وَتَرَكَ الشَّكَّ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «مَا نَفَعَنَا مَالُ أَحَدٍ مَا نَفَعَنَا مَالُ أَبِي بَكْرٍ» عَنْ سَعِيدٍ [6] . فَقَالَ: مَا سَمِعْنَاهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ إِلَّا عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ.
سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قِيلَ لَهُ: عَنْ عُرْوَةَ؟ قَالَ: أَحْسَبُ. قِيلَ لَهُ: عَنْ عَائِشَةَ؟ قَالَ: أَظُنُّ. ثُمّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نَفَعَنَا مَالٌ مَا نَفَعَنَا مَالُ أَبِي بَكْرٍ. حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان عن الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ هَاتَيْنِ لِحَرَمِهِ حِينَ أَحْرَمَ وَلِحِلِّهِ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: نَعَمْ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ- لَا يُحْتَاجُ فِيهِ إِلَى أَحَدٍ- قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أُمِّ حَبِيبَةَ عَنْ أُمِّهَا أَوْ حَبِيبَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ- وَهُوَ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ للعرب من شرّ قد اقترب، (226 أ) فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ. - وَعَقَدَ سُفْيَانُ عَشْرَةً- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلَكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ. قَالَ سُفْيَانُ: أَحْفَظُ فِي هَذَا الحديث أربع نسوة من الزهري وقد رأين النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ثِنْتَيْنِ مِنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّ حَبِيبَةَ وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ وَثِنْتَيْنِ رَبِيبَتَيْهِ زَيْنَبَ بنت أم سلمة وحبيبة بنت أم حبيبة أَبُوهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ مَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ
الزُّبَيْرِ عَنْ مِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أنهما قَالا: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ في بضع عشرة مِائَةٍ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي حُلَيْفَةَ قَلَّدَ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَهُ وَأَحْرَمَ مِنْهَا بِالْعُمْرَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: فَهَذَا الَّذِي حَفِظْتُ مِنْهُ وَأَتْقَنْتُهُ وَثَبَّتَنِي مِنْ هَاهُنَا مَعْمَرٌ. وَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ عَنْ عُرْوَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِيِّ [1] فِي حَدِيثِ النَّحْلِ عَنْ عُمَرَ. قَالَ سُفْيَانُ: مَا سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ ذَكَرَ فِيهِ الْمِسْوَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عبد القاري قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ عَلَى الْمِنْبَرِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَذَكَرَا فِي حَدِيثِهِمَا تَشَهُّدَ عُمَرَ فَلَمْ أَحْفَظْهُ. قَالَ سُفْيَانُ: لِأَنِّي كُنْتُ أَتَشَهَّدُ تَشَهُّدَ ابْنِ مَسْعُودٍ. وَقَالَ: حدثنا سفيان قال: حفظناه من الزهري، وحدثناه الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَارِيِّ قَالَ: طَافَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَعْدَ الصُّبْحِ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَلَمَّا كَانَ بِذِي طُوَى وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ. فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكًا وَمَعْمَرًا وَالْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُونَهُ عَنْ حُمَيْدٍ [2] لَيْسَ عَنْ عُرْوَةَ؟ قَالَ سُفْيَانُ: أَمَّا أَنَا فَأَحْفَظُهُ عَنْ عُرْوَةَ. حدثنا ابو بكر الحميدي (226 ب) قال: ثنا سفيان ثنا الزهري
وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أحدهما عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ: أَنّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً. وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: الزُّهْرِيُّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ مَرْوَانَ، وَهِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ لَيْسَ فِيهِ مَرْوَانُ. وَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكًا يَقُولُ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْبِتْعِ [1] . فَقَالَ سُفْيَانُ: مَا سَمِعْتُ ذَكَرَ فِيهِ الْبِتْعَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، وعبد ربه ويحي [2] ابنا سَعِيدٍ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُونَ أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ أَوَّلَ الْحَدِيثِ: «كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا» ، إِنَّمَا حَدِيثُهُمْ مِنْ هَذَا الْمَوْضِعِ: «الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ» إِلَى آخِرِهِ، قَالَ سُفْيَانُ: وَالزُّهْرِيُّ أَحْفَظُهُمْ وَأَسَدُّهُمُ اقْتِصَاصًا لِلْحَدِيثِ سَمِعْنَاهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ بِحَسَبِهِ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا الزُّهْرِيُّ أَتْقَنْتُهُ لَكَ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكًا لَا يَقُولُ فِي حَدِيثِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِنَّمَا يَقُولُهُ فِي حَدِيثِ حُمَيْدٍ [3] . فَقَالَ سُفْيَانُ: لَكِنْ أَنَا أَقُولُهُ قَدْ أَتْقَنْتُهُ لك عن أبي سلمة
عن أبي هريرة، ما سمعت أنا مِنْهُ حَدِيثَ حُمَيْدٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ النَّجَاشِيُّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَغْفِرْ لَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَدْ حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ، فَأَمَّا حَدِيثُ سَعِيدٍ [1] أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ فَلَمْ أَسْمَعْهُ ذَكَرَ فِيهِ أَبَا هُرَيْرَةَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ هَكَذَا لَمْ يَزِدْنَا عَلَى هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ قَالَ: أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [2] وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا هريرة يقول: سألت (227 أ) عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ تَطْلِيقَةً، أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ، ثُمَّ انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ غَيْرُهُ، ثُمَّ طَلَّقَهَا أَوْ مَاتَ عَنْهَا، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا الزَّوْجُ الْأَوَّلُ. قَالَ: هِيَ عِنْدَهُ عَلَى مَا بَقِيَ مِنْ طَلَاقِهَا. وَكَانَ سُفْيَانُ قِيلَ لَهُ: مِنْهُمْ سَعِيدُ ابن الْمُسَيِّبِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ هَكَذَا لَمْ يَزِدْنَا على هؤلاء الثلاثة، فلما فرع مِنْهُ قَالَ: لَا أَحْفَظُ فِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ سعيدا ولكن يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] حَدَّثَنَاهُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَ ذَلِكَ. وَقَالَ: حَسْبُكَ بِهِ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ مَالِكًا وَمَعْمَرًا لَا يَقُولُونَ.... [4] . قَالَ: لَكِنِّي أَقُولُهُ قَدْ أَتْقَنْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ فِي الْحَدِيثَيْنِ كِلَيْهِمَا. قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ مَعْمَرًا يَقُولُ في حديث اجتناب الاسقية عن عطاء
ابن يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ. فَقَالَ: لَمْ يَحْفَظْ. قَالَ: لَمْ يحفظ قال أخبرني عبيد الله ابن عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: أَخْطَأَ مَعْمَرٌ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنِ الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عَبْدِ اللَّهِ وَعَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ [1] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [2] . قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ وَحَفِظْتُهُ مِنْهُ وَكَانَ طَوِيلًا فَحَفِظْتُ هَذَا قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ؟ فَقَالَتْ: عَلِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَنْفُثُ كَمَا يَنْفُثُ آكِلُ الزَّبِيبِ- وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: فَجَعَلْنَا نُشَبِّهُ نَفْثَهُ- فَكَانَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ، فَلَمَّا ثَقُلَ وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَهُنَّ فِي أَنْ يَكُونَ عِنْدِي، فَأُذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَهُوَ مُتَوَكِّئٌ عَلَى رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَمْ تُخْبِرْكَ بِالْآخَرِ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَإِنَّ الْآخَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ-. قَالَ سُفْيَانُ: النَّاسُ يَقُولُونَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِمِنًى وَالَّذِي حَفِظْتُ أنا نعرفه. (227 ب) قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَقَدْ أَخْطَأَ فِي حَدِيثِ الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس. قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَاهُ أَوَّلًا عَنِ الزُّهْرِيِّ قَبْلَ أَنْ يَلْقَاهُ فَقَالَ فِيهِ «هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ» ، فَلَمَّا حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ تفقدته فلم يقل
«هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ» ، قَالَ: «هُمْ مِنْهُمْ» . فِي حَدِيثِ الصَّعْبِ بْنِ جُثَّامَةَ، وَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ: «أَهْدَيْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَحْمَ حِمَارٍ وَحْشِيٍّ» [1] ، - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ يَقْطُرُ دَمًا وَرُبَّمَا لَمْ يَقُلْ- وَكَانَ سُفْيَانُ فِيمَا خَلَا رُبَّمَا قَالَ: حِمَارٌ ثُمَّ صَارَ [2] إِلَى لَحْمٍ حَتَّى مَاتَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَاةٍ» : قَالَ سُفْيَانُ: رُبَّمَا قَالَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ مَيْمُونَةَ، فَإِذَا وَقَفَ قَالَ هُوَ عَنْ مَيْمُونَةَ. وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ مَعْمَرًا لَا يَقُولُ فِيهِ «فَدَبَغُوهُ» وَيَقُولُ كَانَ الزُّهْرِيُّ يُنْكِرُ الدِّبَاغَ. فَقَالَ سفيان: لكني أنا أَحْفَظُ فِيهِ وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ حَدِيثِ عَمْرٍو [3] عَنْ عَطَاءٍ [4] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَنَحْنُ لَمْ نُرِدْ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا هَذِهِ الْكَلِمَةَ: إِنَّمَا حُرِّمَ أَكْلُهَا. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ [5] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: كُنَّا نَقْرَأُ «لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كفر بكم ان ترغبوا عن آبائكم» [6] .
قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَحَدَّثَنَاهُ عَنْ عُبَيْدِ الله عن ابن عباس قال: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَلَا إِنَّ الرَّجْمَ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِنْ أُحْصِنَ وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الْحَمْلُ أَوِ الاعْتِرَافُ. وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِهِ، فَلَمَّا سَكَتَ قَامَ عُمَرُ فَتَكَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. فَكَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: وَثَبَّتَنِي مَعْمَرٌ، فَإِذَا وَقَفَ عَلَيْهِ قَالَ: أَمَّا [1] هَذَا الْكَلَامُ فَأَحْفَظُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ مِمَّا وَقَعَ فِي أَلْوَاحِي، وَرُبَّمَا كَانَ يَقُولُ: وَثَبَّتَنِي، إِذَا زَادَ عَلَى هذا الكلام من حديث (228 أ) السَّقِيفَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ آيَةُ الرَّجْمِ، فَرَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ. قَالَ سُفْيَانُ [2] : وَقَدْ سَمِعْتُ مِنَ الزُّهْرِيِّ بِطُولِهِ فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَشْيَاءَ يَوْمَئِذٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْنَا الزُّهْرِيَّ فِي دَارِ ابْنِ الْخَرَّارِ فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ حَدَّثْتُكُمْ بِعِشْرِينَ حَدِيثًا، وَإِنْ شِئْتُمْ حَدَّثْتُكُمْ بِحَدِيثِ السَّقِيفَةِ [3]- وَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ فَاشْتَهَيْتُ أَنْ لَا يحدث به لطوله- فقال
الْقَوْمُ: حَدِّثْنَا بِحَدِيثِ السَّقِيفَةِ. فَحَدَّثَنَا بِهِ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ [1] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعْتُ عُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-. فَحَفِظْتُ مِنْهُ أَشْيَاءَ يَوْمَئِذٍ ثُمّ حَدَّثَنِي بَقِيَّتَهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَعْمَرٌ. قال ابو بكر: وسمعت يحي بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ يَسْأَلُ سُفْيَانَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ: تَيَمَّمْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَنَاكِبِ، فَقَالَ سُفْيَانُ: حَضَرْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ أَتَى الزُّهْرِيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ النَّاسَ يُنْكِرُونَ عَلَيْكَ حَدِيثَيْنِ. قَالَ: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: تَيَمَّمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَنَاكِبِ. قَالَ إِسْمَاعِيلَ: وَحَدِيثُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي مَسِّ الْإِبِطِ. فَكَانَ الزُّهْرِيُّ عَنْهُ كَالْمُنْكِرِ لَهُ وَأَنْكَرَهُ. فَأَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ فَأَخْبَرْتُهُ وَقَدْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَقَالَ عَمْرُو: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ عُمَرَ أَمَرَ رَجُلًا أَنْ يَتَوَضَّأَ مِنْ مَسِّ الْإِبِطِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ثُمَّ سَمِعْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ إِنَّهُ دَخَلَ عَلَى سُفْيَانَ فِي شَفَاعَةٍ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ التَّيَمُّمِ فَحَدَّثَهُ بِهِ عَنْ عَمْرٍو. فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَنِي: مَا أَرَاهُ ذَهَبَ إِلَّا إِلَى مَسِّ الْإِبِطِ، وَأَخْبَرْتُهُ بَعْضَ هَذِهِ الْقِصَّةِ أَوْ بِنَحْوٍ مِنْهَا. ثُمَّ لَمْ يَزَلْ فِي نَفْسِي حَتَّى سَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ عَنِ الزُّهْرِيِّ لَيْسَ عَنْ عَمْرٍو، وَلَكِنَّ الَّذِي حَدَّثَنَا عَمْرٌو حَدِيثُ الْإِبِطِ. وَأَخْبَرْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي حَكَى عَنْهُ، فَقَالَ سُفْيَانُ: إِمَّا لَمْ يَحْفَظْ عَلَيَّ وَإِمَّا أَنْ أَكُونَ أَنَا وهمت. حدثنا ابو بكر ثنا (228 ب) سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ غَيْرَ مَرَّةٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عباس يقول: ان امرأة
مِنْ خَثْعَمٍ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ النَّحْرِ وَالْفَضْلُ [1] رِدْفَهُ فَقَالَتْ: إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَمْسِكَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ تَرَى أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ عَمْرٌو حَدَّثَنَاهُ أَوَّلًا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ سُفْيَانُ: هَكَذَا حِفْظِي: هَلْ تَرَى أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ، وَغَيْرِي يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فَهَلْ تَرَى أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ» . فَقَالَتْ: أَوَ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ كَمَا لَوْ كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ دَيْنٌ فَقَضَاهُ» . فَلَمَّا جَاءَنَا الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنَاهُ فَتَفَقَّدْتُهُ فَلَمْ يَقُلْ هَذَا الْكَلَامَ الَّذِي رَوَاهُ عَمْرٌو. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَوَّلًا قَبْلَ أَنْ نَلْقَى الزُّهْرِيَّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ [2] عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ قَالَ: أَتَيْتُ بِمِائَةِ دِينَارٍ أَبْتَغِي بِهَا صَرْفًا، فَقَالَ لِي طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: عِنْدَنَا صَرْفٌ انْتَظِرْنَا مَتَى يَأْتِي خَازِنُنَا مِنَ الْغَابَةِ، وأخذ مِنِّي الْمِائَةَ دِينَارٍ، فَسَأَلْتُ عُمَرَ فَقَالَ لِي عُمَرُ: لَا تُفَارِقْهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الذَّهَبُ بِالْوَرَقِ رِبًا إِلَّا هَا وَهَا وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ إِلَّا ها وها والشعير بالشعير ربا الا ها وهأ، والنمر بِالتَّمْرِ رِبًا إِلَّا هَا وَهَا، قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا جَاءَنَا الزُّهْرِيُّ تَفَقَّدْتُهُ فَلَمْ يَذْكُرْ هَذَا الْكَلَامَ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَوْسِ ابن الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الذَّهَبُ بِالْوَرَقِ رِبًا إِلَّا هَا وَهَا» . فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءٌ. قَالَ سُفْيَانُ: هَذَا أَصَحُّ حَدِيثٍ رَوَى فِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا. - يَعْنِي فِي الصَّرْفِ-، وفَسَّرَ سُفْيَانُ قَوْلَهُ «هَا وَهَا» نَصًّا: إِلَّا مثل بِمِثْلٍ، قَالَ سُفْيَانُ فِيهِ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثَنَا سُفْيَانُ ثنا الزهري غير مرة أشهد (229 أ) لَكَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَمْشُونَ أَمَامَ الْجِنَازَةِ. فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فِيهِ عُثْمَانُ؟ قَالَ: لَا أَحْفَظُهُ. قِيلَ لَهُ: فَإِنَّ [1] بَعْضَ النَّاسِ لَا يَقُولُونَ إِلَّا عَنْ سَالِمٍ. فَقَالَ حِينَئِذٍ: حَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِيُّ غَيْرَ مَرَّةٍ أَشْهَدُ لَكَ عَلَيْهِ. وَقِيلَ لَهُ: فَإِنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُهُ كَمَا تَقُولُ وَيَزِيدُ فِيهِ عُثْمَانَ. قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَسْمَعْهُ ذَكَرَ عُثْمَانَ. قَالَ سُفْيَانُ فِي حَدِيثِ الشُّؤْمِ [2] . قُلْتُ: مَا سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَذْكُرُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ حَمْزَةَ قَطُّ، إِنَّمَا ذَكَرَ حَمْزَةَ [3] فِي حَدِيثٍ آخَرَ فِي حَدِيثِ الْقِيَامِ [4] . قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي حَدِيثِ «إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ» . قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ وَكَانَ بَصِيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَلَا أَثَرًا أَثَرَهُ عن غيري أخبر عنه انه حلف بها.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَوَّلُ مَا رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يُحَدِّثُ النَّاسَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ عَنِ الْحَيَّةِ يَقْتُلُهَا الْمُحْرِمُ؟ قَالَ: هِيَ عَدُوٌّ فَاقْتُلُوهَا حَيْثُ وَجَدْتُمُوهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِي حَدِيثٍ قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ عَنْ عُرْوَةَ. فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَحِفْظِي عَنْ سَالِمٍ، وَمَا أَخْلَقَهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ لِأَنَّ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ أَمَةً لِبَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَلَوْ كَانَ عَنْ سَالِمٍ قَالَ أَمَةٌ لَنَا لِأَنَّهُ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبَّاسٍ [1] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ الَّتِي أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ [2] الْجُذَامِيُّ، فَلَمَّا وَلَّى الْمُسْلِمُونَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَبَّاسُ نَادِ يَا أَصْحَابَ الشَّجَرَةِ [3] يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا، فَقُلْتُ: يَا أَصْحَابَ الشَّجَرَةِ [4] يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فَرَجَعُوا عَطَفَةً كَعَطَفَةِ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ الأنصار وهم يقولون: يا معشر الأنصار (229 ب) - مَرَّتَيْنِ-، ثُمَّ قَصَرَتِ الدَّعْوَةُ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ ابن الْخَزْرَجِ، قَالَ: وَتَطَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وهو على بغلته
فَقَالَ: «هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ» [1] وَهُوَ يَقُولُ: قَدَمًا قَدَمًا يَا عَبْسُ وَأَنَا آخُذُ بِلِجَامِهِ، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصَيَاتٍ فَرَمَاهُمْ [2] بِهِنَّ ثُمَّ قَالَ: انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: وَرَبِّ مُحَمَّدٍ [3] . قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِيُّ بِطُولِهِ فَهَذَا الَّذِي حَفِظْتُ مِنْهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَسَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [4] عَنْ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضُّمَرِيُّ عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحَدُهُمَا: أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُبْزًا وَلَحْمًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. وَقَالَ الْآخَرُ: احْتَزَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فَأَكَلَ مِنْهَا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. وَقَالَ سُفْيَانُ: وَلَا أَشُكُّ أَنَّ الزُّهْرِيَّ حَدَّثَنَا عنهما بهذا الاسناد، انما أَشُكُّ فِي أَيِّهِمَا قَالَ هَذَا، - يَعْنِي احْتَزَّ- وَأَيِّهِمَا قَالَ هَذَا- يَعْنِي أَكَلَ-. قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ» قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: قَالَ الزُّهْرِيُّ حِينَ حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثَ لِمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ولمخول [5]- كُوفِيٌّ-: أَتُرَاكُمَا [6] وَافِدِي أَهْلِ الْعِرَاقِ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
وَضَرَبَ مَنَاكِبَهُمَا، وَكَانَا إِلَى جَنْبِهِ. قَالَ سُفْيَانُ: ولم يقله الزهري لهما وأنا أسمعه قاله لَهُمَا [1] فِي مَجْلِسٍ لَمْ أَحْضُرْهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أبيه ان شاء الله قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلَاءِ السَّبْيِ أَوْ فِي هَؤُلَاءِ الأسرى لا طلقتهم لَهُ- يَعْنَي أُسَارَى بَدْرٍ-. وَكَانَ سُفْيَانُ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَذَكَرَ فِيهِ الْخَبَرَ قَالَ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، - وَرُبَّمَا لَمْ يَقُلْ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ- وَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ الْخَبَرَ فَرُبَّمَا لَمْ يَقُلْ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَرُبَّمَا قَالَهُ. قَالَ ابو بكر: قيل (230 أ) لِسُفْيَانَ فِي حَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ «لَا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ» [2] فَإِنَّ نَافِعَ الْجُمَحِيَّ لَا يَسْنِدُهُ. فَقَالَ: لَكِنِّي أَسْنِدُهُ وَأَحْفَظُهُ. قَالَ سُفْيَانُ: إِنَّمَا كَانَ الْمَكِّيُّونَ وَجَدُوا كِتَابًا كَانَ عِنْدَ حُمَيْدٍ [3] الْأَعْرَجِ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِالشَّامِ، فَوَقَعَ إِلَى ابْنِ كَرِيمَةَ [4] ، فَعَرَضُوهُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ، فَإِنَّمَا نَحْنُ [5] كُنَّا نَسْمَعُ مِنْ فِيهِ. وَقَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ طَلْحَةَ بْنِ عبيد الله
يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو [1] بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ فَقَالَ: ارْمِ وَلَا حَرَجَ. قَالَ آخَرُ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَذْبَحَ؟ قَالَ: اذْبَحْ وَلَا حَرَجَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَسْأَلُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ لَهُ بُدَيْلٌ [2] : هَذَا مَا حَفِظْتُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ. قَالَ: نَعَمْ كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْهُ الا انه كان يطليه، فَهَذَا الَّذِي حَفِظْتُ مِنْهُ هُوَ. سَمِعْتُ بُدَيْلًا يَقُولُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ قَالَ إِنَّكَ قُلْتُ لَمْ أَحْفَظْهُ. فَقَالَ سُفْيَانُ: صَدَقَ ابْنُ مَهْدِيٍّ لَمْ أَحْفَظْهُ بِطُولِهِ فَأَمَّا هَذَا فَقَدْ أَتْقَنْتُهُ. قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ- أو حُدِّثْتُ عَنْهُ- عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ- وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ أَرَاهُ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، وربما لم يذكر سفيان عيسى ابن طَلْحَةَ أَصْلًا- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا حَدَّثَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عُرْوَةَ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. فَقَالَ مَعْمَرٌ: إِنَّ هَذَا مِمَّا عَرَضْنَا. ثُمَّ صَارَ سُفْيَانُ بَعْدُ رُبَّمَا قَالَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ: فَقَالَ لِي مَعْمَرٌ إِنَّا عَرَضْنَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي حَدِيثِ «يُقْطَعُ السَّارِقُ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا» :
قِيلَ لِسُفْيَانَ [1] : إِنَّ الزُّهْرِيَّ رَفَعَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ غيره. قال سفيان: حدثناه يحي [2] وَعَبْدُ رَبِّهِ ابْنَا سَعِيدٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي بكر، ورزيق بن حكيم الأيلي (230 ب) عن عمرة [3] عَنْ عُمْرَةَ [3] عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: الْقَطْعُ في ربع دينار فصاعدا. الا أن يحي قَالَ كَلِمَةً تَدُلُّ عَلَى الرُّبُعِ مَا نَسِيتُ وَلَا طَالَ عَلَيَّ «الْقَطْعُ فِي رُبُعِ دِينَارٍ فَصَاعِدًا» ، وَالزُّهْرِيُّ أَحْفَظُهُمْ كُلِّهِمْ. «قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ اسْتَحْيَضَتْ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ سُفْيَانُ: الَّذِي حَفِظْتُ أَنَا حَبِيبَةُ بِنْتُ جَحْشٍ وَالنَّاسُ يَقُولُونَ أُمَّ حَبِيبَةَ» [4] . قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ عُمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: الْأَقْرَاءُ: الْأَطْهَارُ [5] . وَكَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا قَالَ فِيهِ أَرَاهُ عَنْ عُمْرَةَ أَوْ عُرْوَةَ، وَرُبَّمَا قَالَ أَرَاهُ عَنْ عُمْرَةَ وَلَا يَذْكُرُ عُرْوَةَ، ثُمَّ أَثْبَتَ عُمْرَةَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَتَرَكَ الشَّكَّ. قَالَ الزُّهْرِيُّ: أَرَاهُ عَنْ عُمْرَةَ أَنَّ عَائِشَةَ فَصَلَتْ أُخْتَهَا فِي عِدَّتِهَا. وَحَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ: أَنَّ عَائِشَةَ فَصَلَتْ أُخْتَهَا حِينَ طَعَنَتْ فِي الدَّمِ مِنَ الْحَيْضَةِ الثَّالِثَةِ [6] . وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ فِي هَذَا أَرَاهُ عَنْ عمرة وأكثر ذلك
لَا يَقُولُ فِيهِ عُمْرَةَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ أَرْبَعَةٍ، عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ حَدِيثَ الدجال، وعبد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ حَدِيثَ زِيرِ النِّسَاءِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ حَدِيثَ «دَخَلْنَا هَذِهِ الدَّارَ» فَإِنْ كَانَ [ابْنُ] أَبِي [1] ذِئْبٍ قَالَ فِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله فقد اخطأ، انما هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثعلبة، لم يُحَدِّثْنَا الزُّهْرِيُّ عَنْ أَحَدٍ اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَّا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ. قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حسن وعبد الله ابنا محمد [2] ابن عَلِيٍّ- وَكَانَ حَسَنٌ أَرْضَى مِنْ عَبْدِ اللَّهِ، وكان عبد الله جمع أحاديث السبئية عَنْ أَبِيهِمَا- أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّكَ امْرُؤٌ تَائِهٌ، إِنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نِكَاحِ الْمُتْعَةِ وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ- لَفْظٌ [3] حَسَنٌ-. قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِلزُّهْرِيِّ: يَا أَبَا بَكْرٍ كَيْفَ حَدِيثُكَ «شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْأَغْنِيَاءِ» ؟ فَضَحِكَ وَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ «شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ» . قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ أَبِي غَنِيًّا فَأَفْزَعَنِي هذا (231 أ) الْحَدِيثُ حِينَ سَمِعْتُ بِهِ، فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي الْأَعْرَجُ [4] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَة يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شر الطعام طعام
الْوَلِيمَةِ يُدْعَى إِلَيْهَا الْأَغْنِيَاءُ وَيُمْنَعُهَا الْمَسَاكِينُ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ» ، وَكَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا رَفَعَ هَذَا الْحَدِيثَ وَرُبَّمَا لَمْ يَرْفَعْهُ إِلَّا فِي آخِرِهِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمْتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه خيبرا بعد ما فَتَحُوهَا، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أن بسهم لِي مِنَ الْغَنِيمَةِ. فَقَالَ بَعْضُ بَنِي سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ: لَا تُسْهِمْ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا قَاتِلُ ابْنِ قَوْقَلٍ. فَقَالَ ابْنُ سعد: وا عجباه لوبر [1] تدلى علينا من قدوم ضال [2] ، يعبرني بِقَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْرَمَهُ اللَّهُ عَلَى يَدَيَّ ولم يهني عَلَى يَدَيْهِ [3] . قَالَ سُفْيَانُ: فَلَا أَحْفَظُ أَنَّهُ قَالَ أَسْهَمَ لَهُ أَوْ لَمْ يُسْهِمْ لَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَيَّةَ سَأَلَ الزُّهْرِيَّ عَنْهُ وَأَنَا حَاضِرٌ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد عن عمار ابن أَبِي عَمَّارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَغْنَمًا. إِلَّا قَسَمَ لِي، إِلَّا بِخَيْبَرَ فَإِنَّهَا كَانَتْ لِأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ فَأَتَيْتُهُ- وَكَانَ أَبُو مُوسَى وَأَبُو هُرَيْرَةَ جَاءَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَبَيْنَ خيبر-.
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا الدراوَرْديّ [1] قال: حدثني خيثم ابن عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَخْلَفَ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا، فَصَلَّيْتُ الصُّبْحَ وَرَاءَ سِبَاعٍ، فَقَرَأَ فِي السَّجْدَةِ الْأُولَى سُورَةَ مَرْيَمَ، وَفِي الْآخِرَةِ (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) 83: 1 [2] ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: وَيْلٌ لِأَبِي فِيلٍ رَجُلٌ كَانَ مَاتَ مِنَ الْأَزْدِ، وَكَانَ لَهُ مِكْيَالَانِ مِكْيَالٌ يُكَالُ بِهِ لِنَفْسِهِ، وَمِكْيَالٌ يَبْخَسُ بِهِ النَّاسَ [3] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ [4] ثنا دَاوُدُ بْنُ عبد الله [5] أن حميد [6] الْحِمْيَرِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَحِبَهُ أَرْبَعَ سِنِينَ كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَرْبَعَ سِنِينَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ [7] عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَرْبَعَ سِنِينَ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا
يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ لَمْ يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ أَحْرَصَ مِنِّي أَنْ أَحْفَظَهُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ [1] فِي تِلْكَ السِّنِينِ. «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا الْفَزَارِيُّ [2] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [3] عَنْ قَيْسٍ [4] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَيْنَاهُ حِينَ قَدِمَ الْكُوفَةَ فَقَالَ لَنَا: مَرْحَبًا بِكُمْ وَأَهْلًا» [5] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ يَؤُمُّ النَّاسَ. وَقَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يقول: سمعت الزهري يقول: سمعت هذيل الْأَعْمَى صَاحِبَ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَنْ كَذَا- قَالَ سُفْيَانُ: نَسِيتُهُ- فَقِيلَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ سَأَلَهُ رَجُلٌ: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ سُفْيَانُ: لَعَلَّنَا لَمْ نُتْقِنْهُ لِأَنَّا سَمِعْنَا هَذَا مِنْ مُخَارِقٍ يُحَدِّثُهُ عَنْ طَارِقٍ [6] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَصْبَحْتُ أنا وحفصة صائمتين، فاهدي لنا طعاما، فَأَكَلْنَا مِنْهُ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَدَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْتَدَرَتْنِي حَفْصَةُ- وَكَانَتْ بِنْتَ أَبِيهَا- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أصبحت انا وعائشة صائمتين
فَأُهْدِيَ لَنَا طَعَامٌ فَأَكَلْنَا مِنْهُ؟ قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صُومَا يَوْمًا مَكَانَهُ. قَالَ سُفْيَانُ: فَقِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: هو عن عروة؟ (232 أ) قَالَ: لَا. وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ قِيَامِهِ مِنَ الْمَجْلِسِ وَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكُنْتُ سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ أَبِي الْأَخْضَرِ حَدَّثَنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ [فَلَمَّا] قَالَ الزُّهْرِيُّ لَيْسَ هُوَ عن عُرْوَةَ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَالِحًا أُتِيَ مِنْ قِبَلِ الْعَرْضِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مَعْمَرٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: كَانَ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ مَا نَسِيتُهُ. وَقَالَ: أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ عَمَّنْ هُوَ فَقَالَ: هُوَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، حَدَّثَنِيهِ عَلَى بَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ جُدْعَانَ [1] جَلَسَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ، وَكَانَ ابْنُ جُدْعَانَ يُعْجَبُ بِالطِّيبِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَا أَمَرْتَ بِثَوْبَيْكَ هَذَيْنِ فَأُجْمِرَا. وَكَانَ ابْنُ شِهَابٍ قَدْ غَسَلَهُمَا، فَوَجَدَ ابْنُ جُدْعَانَ ريح الغسالة. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: قَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ مَعَ الزُّهْرِيِّ عَلَى الْفِرَاشِ، وَرَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ عَلَى الْفِرَاشِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَتَيْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَأَكْرَمَنِي، وَأَتَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ فَأَكْرَمَنِي. «عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جدعان اختلط في كبره» [2] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ الزُّهْرِيَّ أَتَى عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ عَمْرٌو بِالْعِلَّةِ الَّتِي كَانَتْ بِهِ. وَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أَقْدِرُ لَأَتَيْتُكَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَلَا أَعْلَمُ إِلَّا قَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ وَجَاءَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ أَيْنَ كُنْتَ لَمْ أَرَكَ. قَالَ: لَا أَقْدِرُ عَلَيْكَ مَعَ بَوَّابِكَ هَذَا. فَدَعَا الزُّهْرِيُّ بَوَّابَهُ فَقَالَ: إِذَا جَاءَ فَلَا تَمْنَعْهُ. قَالَ سُفْيَانُ: بَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ أَتَى الزُّهْرِيَّ وَلَمْ أَكُنْ حَاضِرًا، فَلَمَّا ذَهَبَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَا يَزَالُ بِالْمَدِينَةِ عِلْمٌ مَا بَقِيَ هَذَا. «قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ مَوْلًى فَارِسِيٌّ صَاحِبُ السِّيَرِ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا أَبُو الزَّعْرَاءِ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْأَحْوَصِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْجَشْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ: أَتَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم (232 ب) . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ- وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا مُحَمَّدِ [2] بْنِ عَلِيٍّ، وَكَانَ حَسَنٌ أَرْضَى مِنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَجْمَعُ أَحَادِيثَ السّبيئَةِ- عَنْ أَبِيهِمَا: أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّكَ امْرُؤٌ تَائِهٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ زَمَنَ خَيْبَرَ، لَا تُفْتِ بِنِكَاحِ المتعة [3] .
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى [1] عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ [2] عَنْ يحي بْنِ سَعِيدٍ [3] عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، وَأَصْحَابُ الزُّهْرِيِّ كُلُّهُمْ يَقُولُونَ خَيْبَرَ، وكذلك قَالَ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ يَوْمَ خَيْبَرَ. سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ وَذَكَرَ حَدِيثَ «مَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةِ» [4] قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّ فُلَانًا قَالَ: مَجَامِرُهُمُ الْأَلُوَّةِ. فَقَالَ: إِنَّمَا هَذَا رَجُلٌ قَرَأَ فِي كِتَابٍ، كَأَنَّهُ يَقُولُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَخِي إِنَّمَا قَرَأَهُ فَلَمْ يَدْرِ مَا هُوَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ لَيَأَمُّ وَإِنَّهُ. وَسَمِعْتُ غَيْرَ عَلِيٍّ يَقُولُ: هُوَ يحي بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ. قَالَ عَلِيٌّ: فَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَيْحَكَ سَلِ الْعَطَّارِينَ يُخْبِرُوكَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا حَدَّثَنَا عن أنس وسهل ابن سعد: سمعت سَمِعْتُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: رَوَى سُفْيَانُ عَنْ مَالِكٍ سَبَعَةَ أَحَادِيثَ أَوْ ثَمَانِيَةً. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قَالَ سُفْيَانُ: وَكُلُّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عَمْرٍو قَالَ لَنَا فِيهِ سَمِعْتُ جَابِرًا [5] ، إِلَّا هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ- يَعْنِي لُحُومَ الْخَيْلِ وَالْمُخَابَرَةَ- وَلَا أَدْرِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَابِرٍ فِيهِمَا أَحَدٌ أَمْ لَا، وَأَمَّا حَدِيثُ الْأَسْهُمِ فَإِنِّي أَنَا قُلْتُ لو سمعت جابرا على ما حدثكم.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثُونِي عن ورقاء [1] عن عمرو ابن دِينَارٍ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ كَانَ يُسَلِّمُ وَاحِدَةً. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي عَمْرٍو عَنْ عَمْرٍو أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَقَادَ مِنَ الْمُسْلِمِ [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرُونِي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ بِمَكَّةَ يوم التروية، (233 أ) ثُمَّ رَاحَ. قَالَ سُفْيَانُ: لَعَلَّهُ مِنْ عِلَّةٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي عَمْرٌو عَنْ عَمْرٍو قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ نَحَرَ بَدَنَةً قِيَامًا مُعَلَّقَةً وَهُوَ عَلَى بِرْذَوْنٍ أَبْلَقَ. وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَإِذَا ذَكَرَ فِيهِ «بِرْذَوْنٌ أَبْلَقُ» ذَكَرَهُ عَنِ ابْنِ أَخِي عَمْرٍو، وَإِنْ لَمْ يَذْكُرْ «عَلَى بِرْذَوْنٍ» ذَكَرَهُ عَنْ عَمْرٍو، وَلَعَلَّهُ سَمِعَ ذَاكَ عَنْ عمرو ولم يسمع «برذون أبلق» . حدثنا أبو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَوْدًا وَبَدْءًا قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ [3] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: قَدْ ظَلَمَ مَنْ مَنَعَ بَنِي الْأُمِّ نَصِيبَهُمْ مِنَ الدِّيَةِ. قِيلَ لِسُفْيَانَ فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ [4] يَقُولُهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قَالَ: لَمْ يَحْفَظْ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَوْدًا وَبَدْءًا وَقَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ يحي بْنِ جَعْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ زَاذَانَ فَرُوخٍ يَقُولُ: مَسْجِدُ الْحَرَامِ سَبْعَةُ أَجْرِبَةٍ وَنِصْفٌ، وَمَسْجِدُ الْكُوفَةِ تِسْعَةُ أَجْرِبَةٍ وَنِصْفٌ. قَالَ سُفْيَانُ: أَظُنُّهُ أَسَاسَ ابْنِ الزُّبَيْرِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ [1] عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى عُمَرَ وَهُوَ مُسَجًّى فَقَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ [مَا] [2] مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمَا فِي صَحِيفَتِهِ مِنْ هَذَا الْمُسَجَّى عَلَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ بِشْرُ بن الصيرفي- وكان معنا-: لم فو الله لما في صحيفته- يعني جعفر- أَكْبَرُ مِمَّا فِي صَحِيفَتِهِ. - يَعْنِي عُمَرَ-. قَالَ سُفْيَانُ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ يَدِي فَأَضْرِبَ أَنْفَهُ، فقال لي الحسن بن عمارة: لا عرف أَنَّ هَذَا ضَالٌّ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ مُرَّةُ: سَمِعْتُ عَطَاءً، وَقَالَ مُرَّةُ سَمِعْتُ طَاوُسًا يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. قَالَ سُفْيَانُ: فَلَا أَدْرِي رَوَاهُ عَمْرٌو عَنْهُمَا أَوْ كَانَتْ وَاحِدَةً مِنَ الْمَرَّتَيْنِ- وهم-. قال سفيان: وقد ذكر (233 ب) لِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُمَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ ابْنِ أَخِي عَمْرَو بْنَ دينار وهذا الحديث عنهما.
ما جاء في الكوفة
مَا جَاءَ فِي الْكُوفَةِ وَأَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ [1] وَأَصْحَابِهِ وَالْأَعْمَشِ وَغَيْرِهِ «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ ابْنِ شَوْذَبَ [2] عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، وَفِي صَاعِنَا، وَفِي مُدِّنَا وَفِي يَمَنِنَا وَفِي شَامِنَا. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِي عِرَاقِنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِهَا الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ، وَمِنْهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ» [1] . حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ ثنا ابْنُ شَوْذَبَ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا وَمُدِّنَا وَصَاعِنَا وَيَمَنِنَا وَشَامِنَا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وفي عراقنا؟ فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا وَمُدِّنَا وَصَاعِنَا وَيَمَنِنَا وَشَامِنَا. فَقَالَ رجل: يا رسول الله وعراقنا؟ فقال النبي عليه السلام: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا وَمُدِّنَا وَصَاعِنَا وَيَمَنِنَا وَشَامِنَا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وعراقنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: منها الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ، وَمِنْهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ. قَالَ ابْنُ شَوْذَبَ: تَرَوْنَ أَنَّ مَكَّةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ يَمَانِيَّةٌ. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ [2] أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا (234 أ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن القاسم [3] ومطر [4] وكثير [5]
أَبُو سهل عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فَقَالَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَكَّتِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا، اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا. فَقَالَ الرَّجُلُ: وَفِي عِرَاقِنَا. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَرَدَّدَ هَذَا ثَلَاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ الرَّجُلُ وَفِي عِرَاقِنَا فَيُعْرِضُ عَنْهُ، فَقَالَ: بِهَا الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ وَمِنْهَا يَطْلُعُ قرن الشيطان. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ [1] ح. أَنْبَأَ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ-: أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا- يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ- وَحَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشيطان. حدثنا ابو بشر [2] حدثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عِنْدَ بَابِ حَفْصَةَ فَقَالَ: إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا- أَوْ مِنْ هَاهُنَا- مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ- مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا-. «حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وهب [4]
قال: اخبرني يحي بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُقَيْلٍ [1] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دَخَلَ إِبْلِيسُ الْعِرَاقَ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الشام فطردوه حتى بلغ بساق، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ بِهَا وَفَرَّخَ وَبَسَطَ عَبْقَرِيَّةً» [2] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى [234 ب] اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَشَارَ إِلَى الْمَشْرِقِ-: إِنَّ الْفِتْنَةَ مِنْ هَاهُنَا، إِنَّ الْفِتْنَةَ مِنْ هَاهُنَا حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قُعْنُبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ إِلَى الْمَشْرِقِ يَقُولُ: هَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَاهُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ. وَبِهِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ [3] عَنِ الْأَعْرَجِ [4] عَنْ أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رَأْسُ الْكُفْرِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ.
«حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ [1] ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ [2] قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ [3] يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي مَدِينَتِنَا، اللَّهمّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا. فَقَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ: وَالْعِرَاقُ؟ فَإِنَّ مِنْهَا مِيرَتَنَا وَفِيهَا حَاجَتَنَا. قَالَ: فَسَكَتَ ثُمَّ أعاد فقال: هنا يطلع قرن الشيطان وهنالكم الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ» [4] . «حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ [5] بْنُ عُقْبَةَ ثنا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِنَّكُمْ بِحَيْثُ تَبَلْبَلَتِ الْأَلْسُنُ بَيْنَ بَابِلٍ وَالْحِيرَةِ. وَإِنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الْخَيْرِ بِالشَّامِ وَعُشُرًا بِغَيْرِهَا. وَإِنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الشَّرِّ بِغَيْرِهَا وَعُشُرَ الشَّرِّ بِهَا، وَسَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَكُونُ أَحَبُّ مَالِ الرَّجُلِ فِيهِ أَحْمِرَةٌ يَنْتَقِلُ عَلَيْهَا إِلَى الشَّامِ» [6] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثنا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ سَمِعْتُ ابْنَ
مِينَاءَ الْيَمَامِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا وَاسْتَبْطَأَهُمْ فِي شَيْءٍ فَقَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ حَذَّرْتُكُمْ وَخَوَّفْتُكُمْ وَقِيلَ لِي تَقَدَّمْ عَلَى تِسْعَةِ أَعْشَارِ الشَّرِّ وَشَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَمَرَدَةِ الْجِنِّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ فُرَاتٍ [1] الْقَزَّازِ عَنْ كَعْبٍ [2] قَالَ: أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَأْتِيَ الْعِرَاقَ فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: إِنَّ بِهَا عُصَاةَ الْحَقِّ وَكُلَّ دَاءٍ عُضَالٍ. (235 أ) فَقِيلَ لَهُ: مَا الدَّاءُ الْعُضَالُ؟ قَالَ: أَهْوَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ لَيْسَ لَهَا شِفَاءٌ. «حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن عبد الله الأويسي ثنا إبراهيم بن سَعْدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي عَوْنٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ [3] قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخَذَ الْمُصْحَفَ [فَوَضَعَهُ] عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى لَأَرَى وَرَقَهُ يَتَقَعْقَعُ ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّهُمْ مَنَعُونِي [أَنْ أَقُومَ فِي الْأُمَّةِ] بِمَا فِيهِ فَأَعْطِنِي [ثَوَابَ] مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي قَدْ مَلَلْتُهُمْ وَمَلُّونِي، وَأَبْغَضْتُهُمْ وَأَبْغَضُونِي، وَحَمَلُونِي عَلَى غَيْرِ طَبِيعَتِي وَخُلُقِي وَأَخْلَاقٍ لَمْ تَكُنْ تُعْرَفْ لِي، فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْرًا مِنْهُمْ وَأَبْدِلْهُمْ بِي شَرًّا مِنِّي، اللَّهمّ أَمِتْ قُلُوبَهُمْ مَيْتَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ- قَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَعْنِي أَهْلَ الْكُوفَةِ-» [4] .
(ق 239 أ) [1] «ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ ثنا زائدة [2] عَنِ الْأَعْمَشِ أَنَّ [أَبَا] [3] سَعِيدٍ التَّيْمِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ بِمَسْكَنٍ فَقَالَ: «انْفِرُوا إِلَى عَدُوٍّ كَبِيرٍ» ، قَالَ: فَجَعَلُوا يَنْكُلُونَ وَقَالُوا الشِّتَاءَ، قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِمْ فَقَالَ: اللَّهمّ أَدْخِلْ بُيُوتَهُمُ الذُّلَّ وَامْلَأْ صُدُورَهُمْ رُعْبًا وَأَمِتْ قُلُوبَهُمْ كَمَا تُمِيتُ الْمِلْحَ بِالْمَاءِ» [4] . حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْقَيْسِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: مَنْ يَصُولُ بِهَؤُلَاءِ الْقَوْمِ- يَعْنِي أَهْلَ الكوفة- فقد صَالَ بِالسَّهْمِ الْأَخْيَبِ. قَالَ شِهَابٌ: حَدَّثَنَا هَذَا سَنَةَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بِفَخٍّ [5] ، وَهَذَا إِحْدَى وَخَمْسِينَ [6] . قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابٌ بِهَذَا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا تَلِيدُ بْنُ الْخَشَّابِ حَدَّثَنِي شَرِيكٌ مَوْلَى
عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ مِنْ دَارِهِ، فَرَأَى عَلِيًّا خَارِجًا مِنَ الْقَصْرِ بِيَدِهِ دُرَّةٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَمْرٌو، فَقَالَ: يَا عَمْرُو كُنْتُ أَرَى أَنَّ الْوَالِيَ يَظْلِمُ النَّاسَ فَإِذَا النَّاسُ يَظْلِمُونَ الْوَالِيَ، اللَّهمّ فَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ شَرًّا مِنِّي. «حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ موسى قال: سمعت هلال ابن خَبَّابٍ يَقُولُ: قَالَ فُلَانٌ: جَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رُءُوسَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِي هَذَا الْقَصْرِ- وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى قَصْرِ الْمَدَائِنِ- فَقَالَ [1] : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ لَوْ لَمْ تَذْهَلْ نَفْسِي عَنْكُمْ إِلَّا لِثَلَاثٍ [2] لَذَهَلْتُ: بِقَتْلِكُمْ أَبِي وَمَطْعَنِكُمْ بَطْنِي وَاسْتِلَابِكُمْ نَعْلِي وَرِدَائِي عَنْ عَاتِقِي- شَكَّ عَوْنٌ-» [3] . «حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن الزبير (239 ب) لِحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ: أَيْنَ تَذْهَبُ إِلَى قَوْمٍ قَتَلُوا أَبَاكَ وَطَعَنُوا أَخَاكَ! فَقَالَ لَهُ حُسَيْنٌ: لَئِنْ أُقْتَلُ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ من ان تستحل بي- يعني مكة-» [4] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ بِشْرُ بْنُ غَالِبٍ مَعَ حُسَيْنٍ وَكَانَ فِيمَنْ خَذَلَهُ، فَكَانَ يَأْتِي قَبْرَهُ فَيَتَمَرَّغُ عَلَيْهِ وَيَبْكِي. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [1] حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: أَعْيَانِي وَأَعْضَلَ بِي أَهْلُ الْكُوفَةِ مَا يُرْضُونَ أَحَدًا وَلَا يُرْضَى بِهِمْ، وَلَا يُصْلِحُونَ وَلَا يَصْلُحُ عَلَيْهِمْ. حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ [2] عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ [3] عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ فَأَتَاهُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَوَقَعُوا فِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِمُ الْوَقْعُ حَتَّى قَالُوا مَا يَحْسُنُ يُصَلِّي بِنَا. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ عَهْدِي بِهِ وَهُوَ يُحْسِنُ الصَّلَاةَ. وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: مَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: [4] يَقُولُونَ إِنَّكَ لَا تُحْسِنُ الصَّلَاةَ. قَالَ: أَمَّا أَنَا وَاللَّهِ فَأُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَخْرِمُ مِنْهَا شَيْئًا، أُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فَأَرْكَنُ [5] فِي الْأَوَّلَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: كَذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ. «حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَذْبَةَ قَالَ: جَاءَ [رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الخطاب- رضي الله عنه- فأخبره
أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ قَدْ حَصَبُوا] [1] أَمِيرَهُمْ، فَخَرَجَ غَضْبَانًا، فَصَلَّى بِهِمُ الصَّلَاةَ فَسَهَا فِيهَا حَتَّى جعل الناس يقولون سبحان الله، فلم سَلَّمَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: مِنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ؟ فَقَامَ رَجُلٌ ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقُمْتُ أَنَا ثَالِثًا أَوْ رَابِعًا. فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ اسْتَعِدُّوا لِأَهْلِ الْعِرَاقِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ، اللَّهمّ إِنَّهُمْ قَدْ لَبَّسُوا عَلَيَّ فَلَبِّسْ عَلَيْهِمْ، وَعَجِّلْ عَلَيْهِمْ بالغلام (240 أ) الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلَا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ» [2] . «حَدَّثَنَا أبو اليمان ثنا حريز بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي عَذْبَةَ الْحِمْصِيِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ مِنَ الشَّامِ وَنَحْنُ حُجَّاجٌ، فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَتَاهُ آتٍ مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُمْ قَدْ حَصَبُوا إِمَامَهُمْ، وَقَدْ كَانَ عُمَرُ عَوَّضَهُمْ مِنْهُ مَكَانَ إِمَامٍ كَانَ قَبْلَهُ، فَحَصَبُوهُ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ مُغْضَبًا فَسَهَا فِي صَلَاتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الناس فقال: من هاهنا من أهل الشام؟ فَقُمْتُ أَنَا وَأَصْحَابِي فَقَالَ: يَا أَهْلَ الشَّامِ تَجَهَّزُوا لِأَهْلِ الْعِرَاقِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّهُمْ قَدْ لَبَّسُوا عَلَيَّ فَلَبِّسْ عَلَيْهِمْ، وَعَجِّلْ لَهُمُ الْغُلَامَ الثقفي يحكم فيهم بحكم الجاهلية، لا يقبل مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَلَا يَتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِهِمْ» [3] . «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارٍ الدهني قال: نزل
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنَ، وَكَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ [1] عَلَى مُقَدِّمَتِهِ، وَنَزَلَ الْأَنْبَارَ فَطَعَنُوا حَسَنًا وانتهبوا سرادقه» [2] . حدثنا ابو بكر ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَخِي يَزِيدَ عَنْ يَزِيدَ الْأَصَمِّ قَالَ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَأُتِيَ بِضَارَّةِ [3] كُتُبٍ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَمَا فَضَّ مِنْهَا خَاتَمًا وَلَا نَظَرَ فِي عُنْوَانِهِ حَتَّى قَالَ: يَا جَارِيَةُ هَاتِ الْمِخْضَبَ. قَالَ: فجاءت المخضب فِيهِ مَاءٌ، فَأَخَذَ تِلْكَ الْكُتُبَ فَغَسَلَهَا فِي الْمَاءِ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كُتُبُ مَنْ هَذِهِ؟ قَالَ: هَذِهِ كُتُبُ قَوْمٍ لَا يَرْجِعُونَ إِلَى حَقٍّ، وَلَا يَقْصُرُونَ عَنْ بَاطِلٍ، كُتُبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ- وَرُبَّمَا قَالَ لَا يَنْزِعُونَ عَنْ بَاطِلٍ-. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ [4] عَنْ نُبَيْهِ بْنِ وَهْبٍ [5] قَالَ: خَطَبَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَوْسِمِ، فَقَالَ: أَلَا أَرَاهُ عِرَاقِيًا جَافِيًا إِنَّ الْمُحْرِمَ لَا يَنْكِحُ وَلَا يُنْكَحُ، أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ عُثْمَانُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. «حدثنا ابو بكر الحميدي حدثنا (240 ب) يحي بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ أَهْلُ الشَّامِ خَيْرٌ مِنْكُمْ، خَرَجَ إِلَيْهِمْ نَفَرٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ كَثِيرٌ، فَحَدَّثُونَا بِمَا نَعْرِفُ، وَخَرَجَ إِلَيْكُمْ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قليل فحدثتمونا بما
نعرف ومالا نَعْرِفُ» [1] . قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِذَا سَمِعْتُ بِالْحَدِيثِ الْعِرَاقِيِّ فَأَرْدُدُ بِهِ ثُمَّ أَرْدُدُ. حَدَّثَنَا أَبُو بكر الحميدي ثنا يحي بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ: سمعت طاووسا يَقُولُ: إِذَا حَدَّثَكَ [2] الْعِرَاقِيُّ مِائَةَ حَدِيثٍ فَاطْرَحْ منها تسعة وتسعين. قال: ورأيت طاووسا عَقَدَهَا. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ [3] ثنا زُهَيْرٌ [4] قَالَ: قَالَ: قَالَ لِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: يَا زُهَيْرُ إِذَا حَدَّثَكَ الْعِرَاقِيُّ أَلْفَ حَدِيثٍ فَاطْرَحْ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ حَدِيثًا وَكُنْ مِنَ الْبَاقِي فِي شَكٍّ. «وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: كَانَتِ الْخُلَفَاءُ بِالشَّامِ فَإِذَا كَانَتْ بَلِيَّةٌ سَأَلُوا عَنْهَا عُلَمَاءَ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَتْ أَحَادِيثُ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا تُجَاوِزُ جُدُرَ بُيُوتِهِمْ، فَمَتَى كَانَ عُلَمَاءُ أَهْلِ الشَّامِ يَحْمِلُونَ عَنْ خَوَارِجِ أَهْلِ الْعِرَاقِ!» . [5] «سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يقول: ما رحلت
إِلَى الشَّامِ إِلَّا لِأَسْتَغْنِيَ عَنْ حَدِيثِ أَهْلِ الْكُوفَةِ» [1] . حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ: كُنْتُ بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَإِذَا حَلَقَةٌ، فَدَنَوْتُ مِنْهُمْ فَإِذَا ابْنُ عُمَرَ فِيهِمْ، فَقَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قَالَ: أَهْلُ الْبَصْرَةِ خَيْرٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ [2] ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ أَبُو جعفر حدثنا مالك ابن مِغْوَلٍ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ سَالِمِ بْنِ عبد الله بن عمر (241 أ) قَالَ: سَأَلَنِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. فَقَالَ: بِئْسَ الْقَوْمُ بَيْنَ سِبَائِي وحروري. حدثنا ابو بكر الحميدي حدثنا يحي بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَكْتُبَ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ إِلَّا مَخَافَةَ تَزَيُّدِ أَهْلِ الْعِرَاقِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ رُزَيْقٍ يَقُولُ: قِيلَ لَنَا أَنَّ بِالْكُوفَةِ رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ. قَالَ: فَذَهَبْنَا إِلَيْهِ فَإِذَا نَحْنُ بِنَسَّاجٍ يَنْسِجُ، فَكَلَّمْنَاهُ، فَقَالَ: إِنِّي نَبِيٌّ. فَقُلْنَا: أَنَبِيٌّ حَائِكٌ؟ قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ تُرِيدُونَ صِرَافًا!. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يوسف الفاريابي حدثنا
فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنِي جَبَلَةُ بْنُ الْمُصَفِّحِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ سَلُونَا عَمَّا قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَإِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنْتُمْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَعْلَمُ بِالْكَذِبِ عَلَيْهِمَا. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قُرَّةَ الْعِجْلِيِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابْنِ أَخِي الْقَعْقَاعِ [1] أَبِي ثَوْرٍ قَالَ: حَجَجْتُ فَلَقِيتُ عبد الله ابن عُمَرَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَزَبَرَنِي [2] وَزَجَرَنِي. فَلَمَّا قَضَيْتُ نُسُكَ حَجَّتِي قُلْتُ: لَآتِيَنَّهُ فَلَأُسَلِّمَنَّ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ جِئْتُ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ وَأُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ فَزَبَرْتَنِي وَزَجَرْتَنِي، وَلَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ أَنْمَيْتَ [3] فِي جَنْبِي. فَقَالَ: إِنَّكُمْ معشر أهل العراق تروون عنا مالا نَقُولُ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعد عَنْ خَالَتِهِ ابْنَةِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَتْ: سَأَلْتُ سعد بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ شَيْءٍ فَاسْتَعْجَبَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثًا فَتَجْعَلُونَهُ مِائَةَ حَدِيثٍ. حَدَّثَنَا (241 ب) قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: يَا أهل العراق تأتونا بالمعضلات. حدثني أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ [4] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ المسيب عن مشكلة فقال: أعراقي أنت؟
حدثني محمد بن يحي [1] ثنا سُفْيَانُ [2] عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إِذَا أَوْغَلَ الْحَدِيثُ هُنَاكَ- يَعْنِي الْعِرَاقَ- فَارْدُدْ بِهِ. حَدَّثَنِي سعيد بن أسد حدثنا ضمرة عن [3] رجاء بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَا يَزَالُ يُعْرَفُ الْحَدِيثُ مَا لَمْ يُقَلْ هَاهُنَا- وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْعِرَاقِ-. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ والنعمان ابن رَاشِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ حَدِيثَ الْمَجْذُومِ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: أَنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ مِمَّنْ سَمعْتُهُ؟ قُلْتُ: مِنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ. قَالَ: أَفْسَدْتُهُ إِنَّ فِي حديث أهل الْكُوفَةِ دُعَاءً [4] كَثِيرًا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ [5] بْنُ دُكَيْنٍ ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ: لَمَّا جَاءَتْ بَيْعَةُ عُثْمَانَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا أَلَوْنَا عَنْ أَعْلَى لِهَذِي فَوْقَ [6] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالا: ثنا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبُرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ حِينَ بَيْعَةِ عُثْمَانَ: أَمْرُنَا خَيْرُ مَنْ بَقِيَ وَلَمْ نأله [7] .
باب
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ جَارِيَةٍ [1] . قَالَ: سَمِعْتُ ابن مسعود يقول حين قدم علينا بيعة عُثْمَانُ: حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: مَا آلَوْنَا عَنْ أَعْلَى هَذِي فَوْقَ إِنْ بَايَعْنَاهُ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ سَارَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْكُوفَةِ ثَمَانَ لَيَالٍ حِينَ قُتِلَ عُمَرُ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ مَاتَ عُمَرُ بْنُ الخطاب (242 أ) فَلَمْ يُرَ يَوْمًا أَكْثَرَ نَشِيجًا مِنْ يَوْمِئِذٍ، إِنَّا اجْتَمَعْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَلَمْ نَأْلُ مِنْ خَيْرِنَا ذِي فَوْقَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَبَايَعُوهُ [2] . باب حدثني ابو سعيد يحي بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَشْكِيبَ حَدَّثَنِي ابو يحي التَّيْمِيُّ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْمُرَادِيِّ [3] عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ: قَالَ: هَجَمْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ فِي دِهْلِيزِهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْقَائِمُ بَعْدِي فِي الْجَنَّةِ وَالَّذِي يَقُومُ بَعْدَهُ فِي الْجَنَّةِ وَالثَّالِثُ وَالرَّابِعُ فِي الْجَنَّةِ. وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ أَيْضًا. حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الزهري يقول: يخرج الحديث عندنا شبرا فيرجع ذِرَاعًا- يَعْنِي مِنَ الْعِرَاقِ-. قَالَ: - وَأَشَارَ بِيَدِهِ- إِذَا وَغَّلَ الْحَدِيثُ هُنَالِكَ بَدَا وَبَدَا بِهِ [4] .
حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ الْهَاشِمِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: لَوْلَا أَحَادِيثُ تَأْتِينَا مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ نُنْكِرُهَا، مَا كَتَبْتُ حديثا ولا أذنت في كتابته. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [1] عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ جُنْدَبٍ [2] أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى حُذَيْفَةَ فَقَالَ: قَدْ سَارُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ- يَعْنِي عُثْمَانَ-. قَالَ: يَقْتُلُونَهُ وَاللَّهِ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: فِي النَّارِ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن بي يَعْقُوبَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ [3] أَبِي بِشْرٍ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ نَالَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَقِيتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ سَيَقْتُلُونَهُ. قَالَ: قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ. قُلْتُ: فَأَيْنَ قَاتِلُهُ؟ قَالَ فِي النَّارِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [4] عن يزيد بن (242 ب) يَثِيعَ [5] قَالَ: تَجَهَّزَ نَاسٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ إِلَى عُثْمَانَ يُقَاتِلُونَهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَا سَعَى قَوْمٌ لِيُذِلُّوا سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا أَذَلَّهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يَمُوتُوا.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [1] حَدَّثَنَا أَبِي ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزَّبِيدِيِّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ صَخْرٍ الْفَزَارِيِّ عَنْ جَزِيِّ بْنِ بُكَيْرٍ الْعَبْسِيِّ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، أَتَيْنَا حُذَيْفَةَ فَدَخَلْنَا صُفَّةً لَهُ. قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا بَالُ عُثْمَانَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا حَالُ مَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ إِنْ هُوَ إِلَّا كَافِرٌ قَتَلَ الْآخَرَ، أَوْ مُؤْمِنٌ خَاضَ إِلَيْهِ الْفِتْنَةَ حَتَّى قَتَلَهُ فَهُوَ أَكْمَلُ النَّاسِ إِيمَانًا. حَدَّثَنِي مَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ حَدَّثَنِي أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ صَخْرِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ جَزِيِّ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، فَزِعْنَا إِلَى حُذَيْفَةَ فِي صُفَّةٍ لَهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي كَافِرًا أَوْ مُؤْمِنًا خَاضَ الْفِتْنَةَ إِلَى كَافِرٍ يَقْتُلُهُ [2] . حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَشَجُّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ يقول: كان الأعمش به ذيلة مِنْ خَشْيَةٍ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مَعْمَرٍ أَبُو صَالِحٍ الْعَنْزِيُّ قَالَ: صَلَّيْتُ الصُّبْحَ، ثُمَّ نِمْتُ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ زَوْرَقًا يَصْعَدُ فِي الْفُرَاتِ وَكَانَ الناس يقولون هذا عيسى بن مَرْيَمَ عَابِرٌ قَادِمٌ [3] عِنْدِي، فَأَخَذْتُ جُبَّةً مِنْ صُوفٍ فَطَرَحْتُهَا عَلَيَّ ثُمّ قُلْتُ: الْآنَ طَابَ الزُّهْدُ، أَنْتَ الْيَسَعُ بْنُ نُونٍ خَلِيفَةُ مُوسَى عَلَى قَوْمِهِ؟ قَالَ: لَا، أَنَا يُونُسُ بْنُ مَتَّي. قُلْتُ: أَخْبِرْنِي بِمَا يَتَحَدَّثُ بِهِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَحَقٌّ هُوَ؟ قَالَ: إِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَيْهِمْ كَمَا كَذَبَ الْأَعْمَشُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عفان.
«حدثنا يحي بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ حَدَّثَنَا [1] عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ عَنْ عَبَايَةَ [2] عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَنَا قَسِيمُ النَّارِ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قُلْتُ هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي» [3] . وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ (243 أ) حَدِيثَ عَلِيٍّ: «أَنَا قَسِيمُ النَّارِ» . فَقُلْتُ لِمُوسَى: مَا كَانَ عَبَايَةُ عِنْدَكُمْ؟ فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَمِنْ صَلَاتِهِ وَمِنْ صِيَامِهِ وَصِدْقِهِ. سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ [4] : قُلْنَا لِلْأَعْمَشِ: لَا تُحَدِّثْ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ. قَالَ: يَسْأَلُونِي فَمَا أَصْنَعُ رُبَّمَا سَهَوْتُ، فَإِذَا سَأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مِنْ هَذَا فَسَهَوْتُ فَذَكِّرُونِي. قَالَ: فَكُنَّا يَوْمًا عِنْدَهُ فَجَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثِ: «أَنَا قَسِيمُ النَّارِ» . قَالَ: فَتَنَحْنَحْتُ. قَالَ: فَقَالَ الْأَعْمَشُ هَؤُلَاءِ الْمُرْجِئَةُ لَا يَدَعُونِي أُحَدِّثُ بِفَضَائِلِ عَلِيٍّ أَخْرِجُوهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى أُحَدِّثَكُمْ. حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن عمار ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ [5] حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ [6] قَالَ: قَالَ الْأَعْمَشُ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنْ أَعِيشَ فِي زَمَانٍ أَسْمَعُهُمْ يُفَضِّلُونَ فِيهِ عَلِيًّا عَلَى أبي بكر وعمر.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ حَدَّثْنَاهُمْ بِغَضَبِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّخَذُوهُ دِينًا. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا الأعمش حدثنا زيد ابن وَهْبٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ عُمَرَ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ وَالنَّاسُ صِيَامٌ، فَتَغَشَّى السَّمَاءَ سَحَابٌ، وَأَتَى بِعَسَاسٍ مِنْ لَبَنٍ مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ، فَشَرِبَ النَّاسُ ثُمَّ لَمْ يَلْبَثُوا أَنْ تَجَلَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَإِذَا هُمْ بِالشَّمْسِ، فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ صَوْمُهُ مَكَانَ يَوْمٍ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ مَكَانَ يَوْمٍ لَا نَقْضِيهِ وَلَا نَصُومُهُ، مَا تَجَانَفْنَا لِإِثْمٍ أَوْ مِنْ إِثْمٍ، وَاللَّهِ لَا نَقْضِيهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [2] نا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: أُخْرِجَتْ عَلَيْنَا عَسَاسٌ مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ قُرْبَ الْمَسَاءِ فِي رَمَضَانَ، وَقَدْ غَشِيَ السَّمَاءَ سَحَابٌ فَظَنُّوا أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ غَابَتْ، فَأَفْطَرُوا، ثُمَّ لَمْ يَلْبَثِ السَّحَابُ أَنْ تَجَلَّى فَإِذَا الشَّمْسُ طَالِعَةٌ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا نَقْضِيهِ مَا تَجَانَفْنَا لِإِثْمٍ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عن (243 ب) شَيْبَانَ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ وَالسَّمَاءُ مُتَغَيِّمَةٌ فَرَأَيْنَا أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ غَابَتْ وَأَنَّا قَدْ أَمْسَيْنَا، فَأُخْرِجَتْ لَنَا عَسَاسٌ مِنْ لَبَنٍ مِنْ بَيْتِ حَفْصَةَ، فَشَرِبَ عُمَرُ وَشَرِبْنَا، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ ذهب السحاب وبدت الشمس، فجعل بعضنا يَقُولُ لِبَعْضٍ نَقْضِي يَوْمَنَا هَذَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا نَقْضِيهِ وَمَا تَجَانَفْنَا لإثم.
باب
بَابٌ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [1] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَأَتَى بِجَفْنَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ الْمُؤَذِّنُ: وَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ! فَقَالَ: أَعْذُ عَنَّا شَرَّكَ إِنَّا لَمْ نُرْسِلْكَ نَاعِيًا لِلشَّمْسِ إِنَّمَا أَرْسَلْنَاكَ دَاعِيًا لِلصَّلَاةِ، يَا هَؤُلَاءِ مَنْ كَانَ أَفْطَرَ مِنْكُمْ فَقَضَاءُ يَوْمٍ يَسِيرٍ، وَإِلَّا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ. حَدَّثَنَا آدَمُ بن أبي اياس حدثنا شعبة حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَنْظَلَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ أَبُوهُ صَدِيقًا لِعُمَرَ- قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ فِي رَمَضَانَ، فَأَفْطَرَ وَأَفْطَرَ النَّاسُ، فَصَعَدَ الْمُؤَذِّنُ لِيُؤَذِّنَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ هَذِهِ الشَّمْسُ لَمْ تَغْرُبْ. فَقَالَ عُمَرُ: كَفَانَا اللَّهُ شَرَّكَ إِنَّا لَمْ نَبْعَثْكَ دَاعِيًا. قَالَ عُمَرُ: مَنْ كَانَ أَفْطَرَ فَلْيَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ. حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ [2] حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ [3] عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَمَرَ عُمَرُ مَنْ كَانَ أَفْطَرَ أَنْ يَقْضِيَ يَوْمًا مَكَانَهُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ زِيَادٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَهُ عَشِيَّةً فَظَنَّ أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ غَابَتْ، فَشَرِبَ عُمَرُ وَسَقَانِي ثم نظروا اليها على سفح (244 أ) الْجَبَلِ فَقَالَ عُمَرُ: لَا نُبَالِي وَاللَّهِ نَقْضِي يوما مكانه.
حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [1] ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ [2] الْهَمْدَانِيُّ عَنْ [3] زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ بِشْرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ عَشِيَّةً في شهر رَمَضَانَ، وَكَانَ يَوْمُ غَيْمٍ، فَجَاءَنَا بِسُوَيْقٍ فَشَرِبَ وَقَالَ لِي اشْرَبْ، فَشَرِبْتُ، فَأَبْصَرْنَا بَعْدَ ذَلِكَ الشَّمْسَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا نُبَالِي نَقْضِي يَوْمًا مَكَانَهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ فِيمَا يَرَوْنَ، أَفْطَرَ بَعْضُ النَّاسِ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذِهِ الشَّمْسُ بَادِيَةٌ. فَقَالَ: أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْ شِرْكٍ مَا بَعَثْنَاكَ دَاعِيًا لِلشَّمْسِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَفْطَرَ فَلْيَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثنا حَمَّادٌ عَنِ الْحَجَّاجِ [4] عَنْ زِيَادِ بن علاقة عن قطبة ابن مَالِكٍ قَالَ: كَانُوا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَفْطَرُوا يَوْمَ غَيْمٍ، فَكَشَفَ السَّحَابُ فَإِذَا الشَّمْسُ عَلَى الْجِبَالِ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا نُبَالِي نَقْضِي يَوْمًا آخَرَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا خَطَأٌ مِنْ حَجَّاجٍ، وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ عَلَى ضَعْفِ الْحَجَّاجِ هَذَا وَنَحْوُهُ مِنَ الرِّوَايَةِ لِأَنَّ الْحُفَّاظَ قَالُوا عَنْ بِشْرِ بْنِ قَيْسٍ وَقَدْ رَوَى زِيَادٌ عَنْ قُطْبَةَ شَيْئًا غَيْرَ هَذَا، فَجَعَلَ الْحَجَّاجُ الِاثْنَيْنِ شَيْئًا وَاحِدًا، وَوَجَدَ هَذَا أَخَفَّ عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ
باب
أَبِيهِ- قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: عَنْ زَيْدٍ عَنْ أَخِيهِ-: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَفْطَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي رَمَضَانَ فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ، وَرَأَى أَنَّهُ قَدْ أَمْسَى وَغَابَتِ الشَّمْسُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَسِيرٌ وَقَدِ اجْتَهَدْنَا. - قَالَ مَالِكٌ: يُرِيدُ بِذَلِكَ عُمَرُ الْقَضَاءَ ويساره: مؤنته وخفته فيما يَرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ-. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ (244 ب) أَفْطَرَ، فَقَالُوا إِنَّهُ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ: خَطْبٌ يَسِيرٌ وَقَدْ كُنَّا جَاهِلِينَ. بَابٌ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: مَنْ كَانَ يُحِبُّ [2] مَخْرَجَ الدَّجَّالِ تَبِعَهُ، فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ آمَنَ بِهِ فِي قَبْرِهِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ عَلَى كَذِبِ هَذَا الْحَدِيثِ الرِّوَايَةُ الصَّحِيحَةُ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ فِي عُثْمَانَ: إِنْ قُتِلَ فَأَيْنَ هُوَ؟ قال: في الجنة. وقوله: ما مشى قول إِلَى سُلْطَانٍ لِيُذِلُّوهُ إِلَّا أَذَلَّهُمُ اللَّهُ حِينَمَا [3] قِيلَ لَهُ سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ. وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ عَلَى ضَعْفِ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ هَذَا وَمَا رَوَاهُ عَنْ عُمَرَ فِي الْفِطْرِ قَبْلَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ فَقَالَ لَا نَقْضِي وَخَالَفَهُ الْكُوفِيُّونَ والحجازيون، ثم ما رَوَى عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ لِحُذَيْفَةَ: أَنَا من المنافقين.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [1] حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ حُذَيْفَةُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مِنَ الْقَوْمِ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: باللَّه أَنَا مِنْهُمْ. قَالَ: لَا وَلَنْ أُخْبِرَ أَحَدًا بَعْدَكَ. وَهَذَا الْمَحَّالُ وَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ كَذَبَ، وَكَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَهُوَ مِمَّنْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، وَهُوَ مِمَّنْ يَقُولُ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لكان عمر» و «قد كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ مُحَدَّثُونَ وَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي فَهُوَ عُمَرُ» ، مَعَ مَا لَا يُحْصَى مِنْ هَذَا الضَّرْبِ، فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَقُولَ لِحُذَيْفَةَ «وَأَنَا مِنَ الْمُنَافِقِينَ» «وَلَكِنَّ حَدِيثَ زيد فيه خلل كثير» [2] .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحي بن آدم حدثنا عمار بن زريق عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ يَوْمَ الدَّارِ، كَانَتْ فِتْنَةٌ يَوْمَ عُثْمَانَ فَإِنَّهَا أَوَّلُ الْفِتَنِ وَآخِرُهَا الدَّجَّالُ. وهذا مما يستدل على ضعف (245 أ) حَدِيثِ زَيْدٍ كَيْفَ يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ: إِنْ أُخْرِجَ الدَّجَّالُ تَبِعَهُ مَنْ كَانَ يُحِبُّ عُثْمَانَ، وَإِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ آمَنَ بِهِ فِي قَبْرِهِ، ثُمَّ جَعَلَ قَتْلَهُ أَوَّلَ الْفِتَنِ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَمِنْ خَلَلِ رِوَايَةِ زَيْدٍ ما حدثنا به عمر بن حفص ابن غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِي ثنا الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنَا- وَاللَّهِ- أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبْذَةِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْشِي فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءً فَلَمَّا اسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا أحب أن أحدا ذلك لي ذهبا يَأْتِي عَلَيْهِ لَيْلَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا دِينَارًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا- وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ-، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ إِلَّا مَنْ قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا، ثُمَّ قَالَ: مَكَانَكَ لَا تَبْرَحْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ. وَانْطَلَقَ حَتَّى غَابَ عَنِّي فَسَمِعْتُ صَوْتًا فَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ، ثُمَّ تَذَكَّرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا تَبْرَحْ» فَمَكَثْتُ، فَأَقْبَلَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْتُ صَوْتًا فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَرَضَ لَكَ، فَأَرَدْتُ أَنْ آتِيَكَ، ذَكَرْتُ قَوْلَكَ «لَا تَبْرَحْ» فَقُمْتُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَلِكَ جِبْرِيلُ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكْ باللَّه شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ. قَالَ الْأَعْمَشُ: قُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ: بَلَغَنِي أَنَّهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ. قَالَ:
باب
أَشْهَدُ لَحَدَّثَنِيهِ أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبْذَةِ. «حَدَّثَنَا أَبُو بكر [1] حدثنا يحي بن آدم حدثنا زُهَيْرٌ [2] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ [قَالَ] : كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ حَدِيثَكَ لَمْ يَضُرُّكَ أَنْ لَا تَسْمَعَهُ مِنْ صَاحِبِهِ» [3] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَحَدَّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ داود الحزيبي عن عباد ابن مُوسَى الْحِمْصِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ فِي حَوَائِجِ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ فَكَانَ الْأَعْمَشُ يلزمه. باب (245 ب) حدثني ابن نمير حدثني أبي عن الأعمش عن شقيق قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ جُلُوسًا، فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ [4] وَأَبُو مُوسَى [5] الْمَسْجِدَ فَقَالَ: أَحَدُهُمَا مُنَافِقٌ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ هَدْيًا وَدِلًّا وَسَمْتًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ [6] حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: ذَكَرَ أَبُو وَائِلٍ [7] أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَذَكَرَ فَضْلَهُمَا وَسَابِقَتَهُمَا. فَقُلْتُ: فَعَبْدُ اللَّهِ فَلَا تُنْسِيهِ؟ قَالَ: ذَلِكَ رَجُلٌ لَا أَعُدُّ مَعَهُ أَحَدًا. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ ابن أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: رَأَيْتُ هَدَايَا الْمُخْتَارِ تَدْخُلُ على ابن عباس وابن عمر
باب
فَقَبِلَا مِنْهُ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَمَا يُدْرِيهِ فَلَعَلَّ كَانَ صِفَتَهُ الَّتِي تُقْبَلُ بِغَيْرِ عِلْمٍ مِنَ ابْنِ عُمَرَ أَوْ نَحْوِ هَذَا الْكَلَامِ. ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: مَا رَادَ [1] ابْنُ عُمَرَ عَلَى أَحَدٍ وَصِيَّةً، وَلَا هَدِيَّةً، إِلَّا عَلَى الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ. بَابٌ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُفَيْلٍ ثنا [أَبُو] [2] مُسْهِرٍ ثنا سعيد قال: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَسْأَلَ عَنْ عِلْمٍ، وَلَا أَتْرَكَ لَهُ مِنْكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ. وَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَسْأَلَ عَنْ صَغِيرَةٍ، وَلَا أَرْكَبَ لكبيرة منكم يا أهل العراق. حدثني أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [3] حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ أَبُو خُزَيْمٍ قَالَ: شَهِدْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَشِيَّةَ النَّحْرِ فَقَالَ: إِنِّي لَأَظُنُّكُمْ عِرَاقِيِّينَ، وَكَانُوا يَسْأَلُونَهُ عَنْ أَشْيَاءَ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا قَطُّ أَتْرَكَ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَلَا أَشَدَّ مَسْأَلَةً عَنْ سُنَّةٍ أَوْ فَرِيضَةٍ، ولا ترك لِذَلِكَ كُلِّهِ مِنْهُمْ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حدثنا حماد بن زيد عن يحي بْنِ سَعِيدٍ [4] عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَسَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ أَوْ حَدَّثَا: أَنَّ عبد الله بن سهل ومحيصة بن (246 أ) مسعود
أتينا خَيْبَرَ، فَتَفَرَّقَا فِي النَّخْلِ، فَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ فَاتَّهَمُوا فِيهِ الْيَهُودَ، قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ وَحُوَيِّصَةُ وَمُحَيِّصَةُ [1] إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَدَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَتَكَلَّمَ، فَكَانَ أَقْرَبَ الْقَوْمِ إِلَيْهِ فَتَكَلَّمَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكبر- قل يحي: يَعْنِي أَنْ يَلِيَ الْكَلَامُ الْأَكْبَرُ- قَالَ: فَتَكَلَّمُوا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: تستحقون صاحبكم- أَوْ قَتِيلِكُمْ- بِأَيْمَانٍ خَمْسِينَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ نَرَهُ. قَالَ: فَتُبَرِّئُكُمْ يَهُودُ بِأَيْمَانٍ خمسين منهم. قَالُوا: قَوْمٌ كُفَّارٌ. قَالَ: فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قِبَلِهِ. قَالَ سَهْلٌ: فَأَدْرَكْتُ نَاقَةً مِنْ تِلْكَ الْإِبِلِ دَخَلَتْ مِرْبَدًا لَهُمْ فَرَكَضَتْنِي بِرِجْلِهَا. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أويس حدثني أبي عن يحي بن سعيد [2] أن بشير ابن يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا فَقِيهًا، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِ دَارِهِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجَالًا مِنْهُمْ رافع بن خديج وسهل [3] بن أبي حثمة وَسُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثُوهُ: أَنَّ الْقَسَامَةَ كَانَتْ فِيهِمْ فِي بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ فِي رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُدْعَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ قُتِلَ بِخَيْبَرَ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ: تَحْلِفُونَ خَمْسِينَ فَتَسْتَحْقُونَ قَتِيلَكُمْ [4]- أَوْ قَالَ صَاحِبَكُمْ-. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَهِدْنَا وَلَا حَضَرْنَا. فَزَعَمَ بشير ان
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ: فَتُبَرِّئُكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ وَنَحْوِهِ. حَدَّثَنَا ابن قعنب [1] وابن بكير عن مالك عن أَبِي لَيْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ رِجَالٍ مِنْ كِبَارِ قَوْمِهِ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تَحْلِفُونَ وَتَسْتَحْقُونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ. فَقَالُوا: لَا. قَالَ: فَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودُ. قَالُوا: لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ. فَوَدَاهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده. حدثنا عمار [2] النسائي ثنا سلمة [3] (246 ب) عن محمد بن إسحاق حدثني الزهري ابن شِهَابٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِيهِ أَيْضًا بَشِيرٌ مَوْلَى بَنِي حارثة عن سهل ابن أَبِي حَثْمَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تُسَمُّونَ صَاحِبَكُمْ ثُمَّ تَحْلِفُونَ عَلَيْهِ خَمْسِينَ يَمِينًا [4] فَنُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كُنَّا لِنَحْلِفَ إِلَّا عَلَى مَا نَعْلَمُ. قَالَ: فَيَحْلِفُونَ باللَّه خَمْسِينَ يَمِينًا ما قتلوه ولا يعلمون له قاتلا ثُمَّ يَبْرَءُونَ مِنْ دَمِهِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كُنَّا لِنَقْبَلَ أَيْمَانَ يَهُودَ، مَا فِيهِمْ مِنَ الْكُفْرِ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَحْلِفُوا عَلَى إِثْمٍ. فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [5] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ [6] عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ، زَعَمَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ نفرا مِنْ
باب
قَوْمِهِ انْطَلَقُوا إِلَى خَيْبَرَ، فَتَفَرَّقُوا فِيهَا، فَوَجَدُوا أَحَدَهُمْ قَتِيلًا، فَقَالُوا لِلَّذِينَ وَجَدُوهُ عِنْدَهُمْ: قَتَلْتُمْ صَاحِبَنَا. قَالُوا: مَا قَتَلْنَا وَلَا عَلِمْنَا قَاتِلًا. قال: فانطلقوا الى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ انْطَلَقْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَوَجَدْنَا أَحَدَنَا قَتِيلًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْكِبَرُ الْكِبَرُ، فَقَالَ لَهُمْ: تَأْتُونَ بِالْبَيِّنَةِ عَلَى مَنْ قَتَلَ. قَالُوا: مَا لَنَا بَيِّنَةٌ. قَالَ: فَيَحْلِفُونَ لَكُمْ. قَالُوا: لَا نَرْضَى بِأَيْمَانِ الْيَهُودِ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُطَلَّ دَمُهُ فَوَدَاهُ بِمِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ. بَابٌ حَدَّثَنَا آدَمُ [1] حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ [2] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْجَدْلِيَّ وَكَانَ يَسْتَخْلِفُهُ الْمُخْتَارُ. وَاسْمُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ-. حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ [3] وَنَحْنُ غِلْمَةُ أَيْفَاعٌ، فَكَانَ يَقُولُ: لَا تُجَالِسُوا الْقُصَّاصَ غَيْرَ أَبِي الْأَحْوَصِ، وإياكم وشقيقا [4] وسعد بن (247 أ) عُبَيْدَةَ [5] . قَالَ حَمَّادٌ: وَلَيْسَ شَقِيقَ أَبِي وَائِلٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [6] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عياش عن مغيرة [7] قال: لم
يَكُنْ يُصَدِّقُ عَلَى عَلِيٍّ إِلَّا أَصْحَابَ عَبْدِ الله. حدثني محمد بن يحي ثنا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ [1] قَالَ: قَالَ شُرَيْحٌ: سَمِعْنَا قَبْلَ أَنْ تُلَطَّخَ الْأَحَادِيثُ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ [2] حَدَّثَنَا هَمَّامٌ [3] قَالَ: كُنَّا عِنْدَ قَتَادَةَ فَدَخَلَ نُفَيْعٌ [4] أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَهُ: إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَدْ لَقِيَ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَكَذَا وَكَذَا بَدْرِيًّا. قَالَ: فَقَالَ قَتَادَةُ: أَنَا أَدْرَكْتُ هذا وهو غلام يسأل عند امرضى فِي الطَّاعُونِ، ثُمَّ قَالَ قَتَادَةُ: مَا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ أَنَّهُ لَقِيَ أَحَدًا مِنَ الْبَدْرِيِّينَ مُشَافَهَةً بِالْحَدِيثِ وَلَا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ إِلَّا سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ: قَالَ شَرِيكٌ: لَوْ أردت ان تجعل أبا داود يقول عَلِيًّا وَعَبْدَ اللَّهِ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حدثنا ضمرة [5] عن رجاء بن أبي سلمة عن ابن عون قال: قال لي الشعبي: إِيَّاكَ وَهَؤُلَاءِ الْكَذَّابِينَ- يَعْنِي مُغِيرَةَ بْنَ سَعِيدٍ وبيان-[6] .
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي معشر قال: كان علقمة يصحب عبد الله، وكان الأسود يصحب عمر، ثم يلتقيان فلا يختلفان. حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ [1] قَالَ: أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانُوا يَتَّخِذُونَ هَذَا اللَّيْلَ جَمَلًا يَلْبَسُونَ الْمُعَصْفَرَ، وَيَشْرَبُونَ نَبِيذَ الْجَرِّ لَا يَرَوْنَ بِهِ بَأْسًا مِنْهُمْ: زِرٌّ [2] وَأَبُو وَائِلٍ [3] . قَالَ عَاصِمٌ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ يَسْقِينَا نَبِيذَ الْجَرِّ فِي السَّوِيقِ. حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عَنْ أَبِي مُصْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: كَانَ أَبِي يُرْسِلُنِي فأسأل عائشة (247 ب) ، ثم أجيء فأخبره، فَلَمَّا احْتَلَمْتُ أَتَيْتُهَا فَنَادَيْتُهَا مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ، فَعَرَفَتْ صَوْتِي فَقَالَتْ: يَا لُكَعُ أَفَعَلْتَ. قُلْتُ: مَا يُوجِبُ الْغُسْلَ؟ قَالَتْ: إِذَا الْتَقَى الْمَوَاسِي. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَلَا أَشُكُّ أَنِّي سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: أَيْنَ هَذَا السَّمَاعُ سَمَاعُ صَبِيٍّ أَوْ سَمَاعٌ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ مِنْ سَمَاعِ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمِ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حنبل حدثنا يحي بْنُ آدَمَ قَالَ: قَالَ لِي «حَمَّادُ بْنُ يُونُسَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ يُحَدِّثَنِي عِيسَى الْحَنَّاطُ [4] بِكُلِّ مَا يَصْنَعُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَدَّثَنِي بِهِ» [5] .
وقال احمد: ثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا مَعْلَى بْنُ خَالِدٍ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: لَوْ شِئْتُ حَدَّثَنِي أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ بِكُلِّ شَيْءٍ أرى أهل واسط يصنعونه لفعل- أو لفعلت-. حدثنا عبد الله بن عثمان عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: كُنْتُ لَوْ قِيلَ لِي تَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَوْ تَلْقَى أَبَا هَارُونَ ثُمَّ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ، لَقُلْتُ بَلْ أَلْقَى أَبَا هَارُونَ. قَالَ: فَلَقِيتُهُ فَإِذَا هُوَ لَا شَيْءَ. حَدَّثَنِي سلمة عن أحمد حدثنا يحي بن آدم قال: قَالَ زُهَيْرٌ [1] : رَأَيْتُ أَشْعَثَ بْنَ سِوَارٍ عِنْدَ أَبِي الزُّبَيْرِ قَائِمًا دُونَهُ النَّاسُ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ يَقُولُ أَشْعَثُ كَيْفَ قَالَ وَأَيُّ شَيْءٍ قَالَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ [2] قَالَ: كَانَ أَبُو وَائِلٍ يَقُولُ لِشَقِيقٍ الضَّبِّيِّ: أَيَا شَقِيقُ هَلْ وَجَدْتَ دِينَكَ مُنْذُ أَضْلَلْتَهُ- وَكَانَ شَقِيقٌ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الشَّعْبِيِّ فَرَأَى عَجُوزًا فَقَالَ: لَئِنْ أُعْطِي هَذِهِ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُضَحِّيَ، سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ. فَقُلْتُ لِسُفْيَانَ: إِنَّمَا هُوَ ابْنُ أُسَيْدٍ. فَقَالَ: حُذَيْفَةُ وَلَا نَنْسِبُهُ مَا كُنْتُ أَظُنُّهُ إِلَّا حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ. حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَفَّانُ [3] قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ لَوْ قِيلَ لَهُ من بنى مسجد البصرة لقال فلان (248 أ) عَنْ فُلَانٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ فِي سِمَاكٍ شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ.
باب
بَابٌ ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رُؤْبَةَ [1] ، فَأَبْصَرَ النَّاسَ وَقَدِ انجفلوا فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ أَبِي حَنِيفَةَ. قَالَ: هِيهْ يُمْكِنُهُمْ مِنْ رَأْيِ مَا مَضَغُوا وَيَنْقَلِبُوا إِلَى أَهَالِيهِمْ بِغَيْرِ ثِقَةٍ [2] . حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [3] قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَرَرْتُ بِجَوَابِ [4] مَا عَرَضْتُ له [5] . حدثني يوسف بن محمد الصفار ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [6] قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ [7] نلقى شقيق الضَّبِّيَّ، فَقَالَ: أَنْتَ يَا عَمُّ تَنْهَى النَّاسَ عَنْ مُجَالَسَتِي. فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْنَا: شَقِيقٌ. قَالَ: إِنِّي لَمْ أَرَكَ إِلَّا مُضِلًّا دِينَكَ تطلبه تَقُولُ رَأَيْتُكَ رَأَيْتُكَ. وَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ [8] قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِذَا ابْتَدَأَ مَجْلِسَهُ قَالَ: لَا يُجَالِسُنَا رَجُلٌ يجالس شقيق الضَّبِّيَّ لَا يُجَالِسُنَا حَرُورِيٌّ. حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ [9] قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ جَرِيرٍ قَالَ: سمعت
شعبة وقيل له في أبي مريم فقال: إِنَّهُ يَحْفَظُ. قَالَ: وَأَتَيْتُ الْمِنْهَالَ بْنَ عَمْرٍو فَسَمِعْتُ فِي دَارِهِ شَيْئًا، وَأَتَيْتُ الْحَارِثَ الْعُكْلِيَّ، فَقُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِذَا تَبِعَ أَحَدُكُمْ جِنَازَةً فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ عَنْ مَنَاكِبِ الرِّجَالِ أَوْ تُوضَعَ فِي اللَّحْدِ أَوِ الْقَبْرِ» . قَالَ: فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْنَا وَلَمْ يُحْفَرْ لَهُ يَنْبَغِي لنا أَنْ نَقُومَ قِيَامًا. قَالَ: فَتَرَكْتُهُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ [1] عن مزاحم ابن زَيْدٍ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، فَقَالَ: دَعْنِي لَا أَقِيءُ. وَقَالَ سُوَيْدٌ [2] : قدمت مكة وابو الزبير [3] حي، فأرددت أَنْ آتِيَهُ فَقَالَ لِي شُعْبَةُ: أَمَا تَرَى إِلَى صَلَاتِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [4] ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَأَلَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: لِمَ [لَا] تَحْمِلُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ؟ قَالَ: خَدَعَنِي شُعْبَةُ فَقَالَ لي (248 ب) لَا تَحْمِلْ عَنْهُ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُسِيءُ صَلَاتَهُ. لَيْتَنِي لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُ شُعْبَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُعَافَى يَقُولُ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ لَئِنْ أَزْنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُدَلِّسَ [5] . قُلْتُ لَهُ: يا أبا مسعود
مَا تَقُولُ أَنْتَ فِي التَّدْلِيسِ؟ قَالَ: أَرَى مَا فِيهِ التَّزْيِينُ. حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ثنا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَأَلْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ وَأَبَا إِسْحَاقَ [1] عَنْ أُوَيْسٍ [2] فَلَمْ يَعْرِفَاهُ. قَالَ: حَدَّثَنَا مجاهد حدثنا يحي بْنُ آدَمَ ثنا أَبُو شِهَابٍ [3] قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِالْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَاكْتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ فِي خَالِدٍ [4] وَهِشَامٍ [5] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ [6] عَنْ شُعْبَةَ قال: سألت ابا اليقظان [7] عَنْ حَدِيثٍ، فَحَدَّثَنِي بِهِ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدُ عَنْ مَوْلِدِهِ، فَأَخْبَرَنِي، فَإِذَا هُوَ قَدْ سَمِعَ الحديث وهو ابن أقل من سنتين.
«حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبُو مُسْهِرٍ عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زُفَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي حَنِيفَةَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ هَذَا الَّذِي [تُفْتِي وَالَّذِي وَضَعْتَ فِي كُتُبِكَ] هُوَ الْحَقُّ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي لَعَلَّهُ الْبَاطِلُ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ» [1] . حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: قَالَ شعبة: كنت آتي ابا سُفْيَانَ فِي الشِّعْرِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي يُوسُفَ: أَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ جَهْمِيًّا؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَكَانَ مُرْجِئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: وَلَقَدْ قُلْتُ لَهُ أَرَأَيْتَ امْرَأَةً تَزَوَّجَتْ سِنْدِيًّا فَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا مُفَلْفَلِي الرُّءُوسِ ثُمَّ تَزَوَّجَتْ بَعْدَهُ تُرْكِيًّا فَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا صِغَارَ الْأَعْيُنِ، عِرَاضَ الْوُجُوهِ. قَالَ هُمْ لِلزَّوْجِ الْأَوَّلِ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ فَعَلَامَ كُنْتُمْ تُجَالِسُونَهُ؟ قَالَ: عَلَى مُدَارَسَةِ الْعِلْمِ [2] . حدثنا سلمة ثنا أحمد [3] ثنا يحي بْنُ آدَمَ ثنا مُفَضَّلٌ [4] عَنْ مُغِيرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّمَا أَبُو صَالِحٍ [5] صَاحِبُ الْكَلْبِيِّ [6] يعلم الصبيان ويضعف
[249 أ] تَفْسِيرُهُ. قَالَ كَتَبَ أَحَدٌ لَهَا!! قَالَ: يَعْجَبُ مِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ. «حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ [1] قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ- وَذَكَرَ أَبَا حَنِيفَةَ- فَقَالَ رَجُلٌ: هَلْ كَانَ فِيهِ مِنَ الْهَوَى شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْأَرْجَاءُ» [2] . «حَدَّثَنَا أَبُو جُزْءٍ [3] عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي يُوسُفَ: أَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ مُرْجِئًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَكَانَ جَهْمِيًّا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: قُلْتُ: فأين أنت منه؟ قال: انما كان ابو حَنِيفَةُ مُدَرِّسًا فَمَا كَانَ مِنْ قَوْلِهِ حَسَنًا قَبِلْنَاهُ وَمَا كَانَ قَبِيحًا تَرَكْنَاهُ عَلَيْهِ» [4] . «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ [5] : مَا وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ مَوْلُودٌ أَضَرَّ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ» [6] . «حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: سَمِعْتُ نُعَيْمًا [7] يَقُولُ: قَالَ سفيان:
مَا وُضِعَ فِي الْإِسْلَامِ مِنَ الشَّرِّ مَا وَضَعَ أَبُو حَنِيفَةَ إِلَّا فُلَانٌ- قَالَ: لَرَجُلٌ صُلْبٌ-» [1] . «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: بَيْنَ أَبِي حَنِيفَةَ وَبَيْنَ الْحَقِّ حِجَابٌ» [2] . «حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نفيل حدثنا ابو مسهر [3] حدثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ [4]- وَسَعِيدٌ [5] يسمع-: أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَبَدَ هَذِهِ النَّعْلَ يَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللَّهِ لَمْ أَرَ بِذَلِكَ بَأْسًا. فَقَالَ سَعِيدٌ: هَذَا الْكُفْرُ صَرَاحًا» [6] . «حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ قال: قال لي بشر ابن أَبِي الْأَزْهَرِ النَّيْسَابُورِيُّ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ جِنَازَةً، عَلَيْهَا ثَوْبٌ أَسْوَدُ، وَحَوْلَهَا قِسِّيسُونَ، فَقُلْتُ: جِنَازَةُ مَنْ هَذِهِ؟ فَقَالُوا جِنَازَةُ أَبِي حَنِيفَةَ فَحَدَّثْتُ بِهَا أَبَا يُوسُفَ فَقَالَ: لَا تُحَدِّثْ بِهِ أحدا» [7] .
«حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ [1] قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: وَذَكَرَ أبا حنيفة- فقال: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ 9: 32 [2] » [3] . حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إدريس عن زكريا [4] قال: رأيت الشعبي (249 ب) مَرَّ عَلَى أَبِي صَالِحٍ [5] فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ فَقَالَ: تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ وَلَا تَقْرَأُهُ. «حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثنا بعض أصحابنا عن عمار بن رزيق قَالَ: إِذَا سُئِلْتَ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ شَيْءٌ، فَانْظُرْ مَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ فَخَالِفْهُ، فَإِنَّكَ تُصِيبُ» [6] . «حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ إِذْ جَاءَهُ نَعْيُ أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي أَرَاحَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ، لَقَدْ كَانَ يَنْقُضُ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عروة، ما ولد في الإسلام مولود
أَشْأَمَ عَلَى الْإِسْلَامِ مِنْهُ» [1] . «حَدَّثَنَا نُعَيْمٌ قَالَ: سمعت معاذ بن معاذ ويحي بْنَ سَعِيدٍ [2] يَقُولَانِ: سَمِعْنَا سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: اسْتُتِيبَ أَبُو حَنِيفَةَ مِنَ الْكُفْرِ مَرَّتَيْنِ» [3] . «حَدَّثَنَا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد قَالَ: قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: نُبِّئْتُ أَنَّ فِيكُمْ صدادين يصدون عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ مِمَّنْ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» [4] . «حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمَشْقِيُّ- وَكَانَ مِمَّنْ قَهَرَ نَفْسَهُ- حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ثنا يحي بْنُ حَمْزَةَ- وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ جالس- حَدَّثَنِي شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَاضِي الْكُوفَةَ أن ابا حنيفة استتيب مِنَ الزَّنْدَقَةِ مَرَّتَيْنِ» [5] . «حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ حَدَّثَنِي أَبُو مُسْهِرٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ الْمَدِينِيُّ عَنْ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ- وَكَانَ عَلَّامَةً بِالنَّاسِ-: إِنَّ الَّذِي اسْتَتَابَ أَبَا حَنِيفَةَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَخَذَ فِي الرَّأْيِ لِيَعْصِيَ بِهِ» [6] .
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْحَيِّ لَهَا غُلَامٌ فَجَامَعَهَا دُونَ الْفَرْجِ، فَضَاعَ الْمَاءُ فِي فَرْجِهَا فَحَمَلَتْ مَا حِيلَتُهُ؟ قَالَ: لَهَا عَمَّةٌ؟ قَالُوا نَعَمْ. قَالَ: فَلْتَهَبْهُ لِعَمَّتِهَا ثُمَّ تُزَوِّجْهَا مِنْهُ، فَإِذًا أُلِمَّ عَنْ مُجَالَسَتِهِ. قَالَ حَمَّادٌ: فجلست الى أبي حنيفة في مسجد الحرام فقال: قدم أبواب الْمَدِينَةَ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ أَتُعَلِّقْ عَلَيْهِ سقطة. قال: فجاء (250 أ) حَتَّى قَامَ بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِ. قَالَ: فَمَا ذَكَرْتُ مَقَامَهُ إِلَّا اقْشَعَرَّ جِلْدِي- قَالَ سُلَيْمَانُ: وَمَا أَرَاهُ إِلَّا كَذَبَ-. ثُمّ قَالَ سُلَيْمَانُ: تَرَوْنَ كَانَ فِي قَلْبِهِ إِيمَانٌ حَيْثُ هَمّ أَنْ يَتَعَلَّقَ لِأَيُّوبَ بِسَقْطَةٍ! هَلْ رَأَيْتُمْ أَسْوَأَ أَدَبًا مِنْهُ حِينَ يَعْلَمُ أَنَّ حَمَّادًا جَلِيسٌ لِأَيُّوبَ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ هَذَا الْقَوْلَ!؟ حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ [1] عَنْ أَبِي حنيفة قَالَ: جَاءَ أَيُّوبُ فَدَنَا مِنْ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَدْبَرَ الْقِبْلَةَ وَاقْتَبَلَ بِوَجْهِهِ الْقَبْرَ فَبَكَى بُكَاءً غَيْرَ مُتَبَاكٍ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ [2] ثنا حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ أَبَا حَنِيفَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ الْكَعْبَةَ حَقٌّ وَلَكِنْ لَا أَدْرِي هِيَ هَذِهِ أَمْ لَا، فَقَالَ: مُؤْمِنٌ حَقًّا. وَسَأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا بْنَ عَبْدِ اللَّهِ نَبِيٌّ وَلَكِنْ لَا أَدْرِي
هُوَ الَّذِي قَبْرُهُ بِالْمَدِينَةِ أَمْ لَا. قَالَ: مُؤْمِنٌ حَقًّا- قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: وَمَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ كَفَرَ-. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْحَارِثِ حدثنا مؤمل ابن إِسْمَاعِيلَ عَنِ الثَّوْرِيِّ بِمِثْلِ مَعْنَى حَدِيثِ حَمْزَةَ. حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيَّ يُحَدِّثُ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: قُتِلَ أَخِي مَعَ إِبْرَاهِيمَ الْفَاطِمِيِّ بِالْبَصْرَةِ، فَرَكِبْتُ لِأَتَعَدّ فِي تِرْكَتِهِ، فَلَقِيتُ أَبَا حَنِيفَةَ قَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ وَأَيْنَ أَرَدْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَقْبَلْتُ مِنَ الْمَصِّيصَةِ وَأَرَدْتُ أَخًا لِي قُتِلَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: لَوْ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَعَ أَخِيكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ مِنَ الْمَكَانِ الَّذِي جِئْتَ مِنْهُ. قُلْتُ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْتَ مِنْ ذَاكَ؟ قَالَ: لَوْلَا وَدَائِعُ كَانَتْ عِنْدِي وَأَشْيَاءُ للناس ما تلثت [1] فِي ذَلِكَ. «حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: أَتَانِي شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ أَبِي مَالِكٍ وَابْنُ عَلَّاقٍ وَابْنُ نَاصِحٍ فَقَالُوا: قَدْ أَخَذْنَا عَنْ أَبِي حنيفة شيئا (250 ب) فانظر فيه. فلم يبرح بي وبهم حتى أريتهم فيما جاءوني به عنه أَنَّهُ قَدْ أُحِلَّ لَهُمُ [2] الْخُرُوجُ عَلَى الْأَئِمَّةِ» [3] . حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْفَرَّاءِ عَنِ الْفَزَارِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِيمَانُ آدَمَ وَإِيمَانُ إِبْلِيسَ وَاحِدٌ، قَالَ إِبْلِيسُ رَبِّ بما أغويتني،
وَقَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، وَقَالَ آدم ربنا ظلمنا أنفسنا. «حدثني الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ [1] حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ شَرِيكٍ: إِنَّمَا كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ جَرِبًا» [2] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: لئن يكون في قبيلة خمارا خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهَا رَجُلٌ يَقُولُ بقول أبي حنيفة. حدثني احمد بن يحي بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ أَبَا حَنِيفَةَ فَسَمِعْتُهُ يَنْتَقِلُ فِي مَسْأَلَةٍ وَاحِدَةٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ بِخَمْسَةِ أَقَاوِيلَ فَقُمْتُ فَتَرَكْتُهُ وَطَلَبْتُ الْحَدِيثَ. «حَدَّثَنِي أَحْمَدُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ بْنَ عُمَرَ الْبُزَيْعِيَّ [3] قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ. قَالَ: فَأَفْتَاهُ فِيهَا، فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتَ أَبَا يُوسُفَ فَخَالَفَكَ. فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ قَدْ صَلَّيْتَ خَلْفَ أَبِي يُوسُفَ صَلَوَاتٍ تَحْفَظُهَا فَأَعِدْهَا» [4] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ فِي مَجْلِسٍ يُذْكَرُ فِيهِ يَعْقُوبُ. «حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ مَا وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ مَوْلُودٌ أَضَرَّ عَلَى أهل الإسلام من أبي حنيفة،
وَكَانَ يَعِيبُ الرَّأْيَ وَيَقُولُ: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَمَّ هَذَا الْأَمْرُ وَاسْتُكْمِلَ، فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَّبِعَ آثَارَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وَلَا نَتَّبِعَ الرَّأْيَ [وَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ الرَّأْيَ] جَاءَ رَجُلٌ أَقْوَى مِنْكَ فِي الرَّأْيِ فَاتَّبَعْتَهُ، فَأَنْتَ كُلَّمَا جَاءَ رَجُلٌ غَلَبَكَ اتَّبَعْتَهُ، أَرَى هَذَا الْأَمْرَ لَا يَتِمُّ» [1] . «سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِأَبِي يُوسُفَ: رَجُلٌ صَلَّى مَعَ الْإِمَامِ فِي مَسْجِدِ عَرَفَةَ ثُمَّ وقف حتى (251 أ) دُفِعَ بِدَفْعِ الْإِمَامِ قَالَ: مَا لَهُ؟ قَالَ: لا بأس به. قال فقال: سبحان اللَّهِ قَدْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَنْ أَفَاضَ مِنْ عَرَنةَ [2] فَلَا حَجَّ لَهُ مَسْجِدُ عَرَفَةَ فِي بَطْنِ عَرْنَةَ [3] . فَقَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِالْإِعْلَامِ وَنَحْنُ بِالْفِقْهِ. قَالَ: إِذَا لَمْ تَعْرِفِ الْأَصْلَ فَكَيْفَ تَكُونُ فَقِيهًا» [4] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ [5] : قَالَ رَقَبَةُ [6] لِلْقَاسِمِ ابن مَعْنٍ: أَيْنَ تَذْهَبُ؟ قَالَ: إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ. قَالَ: يُمَكِّنُكَ مِنْ رَأْيِ مَا مَضَغْتَ وَتَرْجِعُ الى أهلك بغير فقه.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثنا سَعِيدُ بن عامر [1] عن [2] سلام بن أبي مطيع قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، قَالَ: فَرَآهُ أَبُو حَنِيفَةَ فَأَقْبَلَ نَحْوَهُ، قَالَ: فَلَمَّا رَآهُ قَدْ أَقْبَلَ نَحْوَهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: قُومُوا لَا يُعْدِنَا بِالْجَرْبَةِ، قُومُوا لَا يُعْدِنَا بِالْجَرْبَةِ. سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ يَقُولُ: قَالَ غُلَامٌ بِالْمَدِينَةِ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ: مَا تَقُولُ فِي تَمْرَةٍ بِرُطَبَتَيْنِ؟ قَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ. قَالَ: يَا عَمُّ تَجْهَلُ السُّنَنَ وَتَتَكَلَّمُ فِي الْمُعْضِلَاتِ. حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ [3] بْنُ مُوسَى قَالَ: ذَكَرَ أَبُو يُوسُفَ وَأَبُو حَنِيفَةَ عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَقَالَ: وَمَنْ هَؤُلَاءِ ثُمَّ وَمَا هَؤُلَاءِ. قَالَ سُفْيَانُ: مَا كُنَّا نَأْتِي حَمَّادًا إِلَّا سِرًّا مِنْ أَصْحَابِنَا كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ أَتَأْتِيهِ! أتجالسه! فما كُنَّا نَأْتِيهِ إِلَّا سِرًّا. سَمِعْتُ أَبَا حُذَيْفَةَ مُوسَى بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: كُنْتُ ألقى حمادا بعد ما أُحَدِّثُ فَمَا كُنْتُ أُسَلِّمُ عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَدِمَ حَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ فَلَمْ يَأْتِهِ أَيُّوبُ [4] وَقَلَّمَا كَانَ يَقْدَمُ عَالِمٌ إِلَّا أَتَاهُ أَيُّوبُ. قَالَ: فَلَمْ نَأْتِهِ لِأَنَّ أَيُّوبَ لَمْ يَأْتِهِ. قَالَ: وَأَتَاهُ الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: صَلْتٌ. فَسَأَلَهُ عَنِ النَّبِيذِ. فَقَالَ لَهُ أَيُّوبُ: أرأيت أتانك حَمَّادًا وَكَلَامَهُ. قَالَ: وَلَامَهُ أَوْ نَحْوُ هَذَا.
حدثنا ابن نمير [1] قال: سمعت أبا بكر بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ لَنَا كُرِهَ أَنْ يُخْلَطَ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ مِنْ أَجْلِ السَّرَفِ كَمَا كُرِهَ أَنْ يُخْلَطَ السَّمْنُ وَاللَّحْمُ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَمِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ: مِنْ حَمَّادٍ وَمَا كُنَّا نُصَدِّقُهُ. حَدَّثَنَا إسماعيل (251 ب) بْنُ الْخَلِيلِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ [2] وَالْأَعْمَشُ قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْقَصَّارِ. قَالَ: يُضْمَنُ. فَبَلَغَنِي عَنْ حَمَّادٍ أَنَّهُ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِمْ أَنَّهُ قَالَ لَا يُضْمَنُ. قَالَ: فَلَقِينَاهُ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَرَأَيْتُكَ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ قَطُّ أَمْ لَا؟ فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ [3] فَإِنَّ هَذَا يَشُقُّ عَلَيَّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] قال: كله أشعر أو لم يشعر ان لَمْ تَقِذْ [5] بِهِ- يَعْنِي الْجَنِينَ-. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قال: ذكاته ذكاة أُمِّهِ. حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْمُغِيرَةِ عن إبراهيم قال: الجنين ذكاته ذكاة أمه.
قال ابو يوسف: وقد رُوِيَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: لَا تكون ذكاة نفس ذكاة نفسين. قال: وحدثنا بعض أصحابنا حدثنا عثمان بن عُثْمَانُ [1] أَخْبَرَنَا الْبَتِّيُّ [2] قَالَ: كَانَ حَمَّادُ إِذَا قَالَ [3] بِرَأْيِهِ أَصَابَ، وَإِذَا قَالَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ أَخْطَأَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: شَهِدْتُ أَبَا حَنِيفَةَ وَسُئِلَ عَنِ الْوِتْرِ فَقَالَ: فَرِيضَةٌ. قُلْتُ: كَمِ الصَّلَوَاتُ؟ قَالَ: خَمْسٌ. قُلْتُ: فَالْوِتْرُ؟ قَالَ: فَرِيضَةٌ [4] . «وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَذَكَرَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَانْتَحَلَهُ لِلْأَرْجَاءِ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ مَنْ مُحَدِّثُكَ؟ قَالَ: سَالِمٌ الْأَفْطَسُ. فَقُلْتُ: إِنَّ سَالِمًا كَانَ مُرْجِئًا، وَلَكِنْ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ: رَآنِي سَعِيدٌ جَلَسْتُ إِلَى طَلْقٍ [5] فَقَالَ: ألَمْ أَرَكَ جَلَسْتَ إِلَى طَلْقٍ! لَا تُجَالِسْهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ فَمَا كَانَ رأي طلق؟ قال: فسكت، ثم سأله فَسَكَتَ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَسَكَتَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ كَانَ يَرَى الْعَدْلَ» [6] . ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَيُّوبَ لَقَدْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَأَنَا بِهَا،
فَقُلْتُ لَأَجْلِسَنَّ إِلَيْهِ لَعَلِّي أَتَعَلَّقُ عَلَيْهِ بِسَقْطَةٍ. قَالَ: فَجَاءَ فَقَامَ مِنَ الْقَبْرِ مَقَامًا لَا أَذْكُرُ ذَلِكَ الْمَقَامَ إِلَّا اقْشَعَرَّ جِلْدِي. قَالَ سليمان بن حرب: كلمت يحي بن أكثم فقال: (252 أ) إِنِّي لَسْتُ بِصَاحِبِ رَأْيٍ. قَالَ: وَذَكَرَ أَبَا حَنِيفَةَ فَقُلْتُ لَهُ دَعِ التَّنَازُعَ وَلَكِنْ قَدْ كَانَ فِي زَمَانِهِ أَئِمَّةٌ بِالْكُوفَةِ وَغَيْرِ الْكُوفَةِ فَأَخْبَرَنِي بِرَجُلٍ وَاحِدٍ حَمِدَ أَمْرَهُ وَرَأْيَهُ؟ قَالَ سُلَيْمَانُ: فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمّ قَالَ: قَالَ جَرِيرٌ [1] عَنْ مُغِيرَةَ [2] فِي رَجُلٍ دَفَعَ ثَوْبًا إِلَى خَيَّاطٍ إِنْ فَرَغْتَ مِنْهُ الْيَوْمَ جَعَلْتُ لَكَ دِرْهَمَيْنِ وَإِنْ أَخَّرْتَهُ إِلَى غَدٍ فَدِرْهَمٌ، قَالَ فُلَانٌ كَذَا، وَقَالَ فُلَانٌ كَذَا، وَقَالَ فُلَانٌ كَذَا، وَقَالَ هَؤُلَاءِ لَهُ أُجْرَةُ مِثْلِهِ. قَالَ: فَقُلْتُ: كَفَاهُ بِهَذَا ضَعَةً أَنْ لَا يَقْدِرَ عَلَى أَحَدٍ وَيُضْطَرَّ فِيهِ إِلَى مُغِيرَةَ. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ [3] عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَجَجْتُ فَلَقِيتُ عَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ بِمِنًى، فَقَالَ لِي: هَلْ لَقِيتَ الْحَكَمَ [4] ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: فَاذْهَبْ فَأَلْقِهْ فَمَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا أَفْقَهُ مِنْهُ. قَالَ: فَلَقِيتُهُ فَإِذَا بِرَجُلٍ حَسَنِ السَّمْتِ مُقْنِعٍ. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ ثنا ضَمْرَةُ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كُنَّا نَعُودُ ابْنَ سِيرِينَ قِيَامًا وَكَانَ بِهِ الْبَطْنُ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: كان الأوزاعي من اليمامة.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِيَاسٍ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ [1] : مَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: حَمَّادٌ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: وَسَمِعْتُ أَبِي وَعَمِّي يَقُولَانِ: إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ إِيَاسٍ مِمَّنْ سَمِعَ وَسَكَتَ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ [2] : كُنْتَ فِي أَصْحَابِكَ عَلَمًا ثُمَّ صِرْتَ تَابِعًا فِي شَيْءٍ خَالَفَكَ النَّاسُ فِيهِ. قَالَ: إِنِّي أَكُونُ تَابِعًا فِي الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ أَكُونَ رَأْسًا فِي الشَّرِّ. حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَكَمَ [3] عَنْ زَاذَانَ [4] فَقَالَ: أَكْثَرُ. قَالَ: وَسَأَلْتُ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ فَقَالَ: أَبُو الْبَخْتَرِيِّ [5] الطَّائِيُّ أَعْجَبُ إِلَيَّ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ [6] حدثنا ابو اسامة [7] عن سفيان عن
الْأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ لِي ذَرُّ بْنُ عَبْدِ (252 ب) اللَّهِ: قَدْ أَسْرَعْتَ شَيْئًا أَخْشَى أَنْ يَتَحَدَّدَ بِنَا- قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: يَعْنِي رَأْيَ الْمُحَدِّثِ-. حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [1] عن مغيرة عن سماك ابن سَلَمَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى كُدَيْرٍ الضَّبِّيِّ أَعُودُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لِامْرَأَتِهِ: أَيْنَ هُوَ؟ فَقَالَتْ: قَائِمٌ يُصَلِّي. قَالَ: فَانْتَهَتْ إِلَيْهِ فَاعْتَمَدَ عَلَيَّ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: السَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْوَصِيِّ. قَالَ: فقلت: لاعدتك بَعْدَ يَوْمِي هَذَا [2] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: كَانَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ قَوْلًا فِي نَهْيِ عَلِيٍّ- يَنْهَاهُ عن الخروج-. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ قَالَ: أَبُو الشَّعْثَاءِ: سُلَيْمُ بْنُ أَسْوَدَ الْمُحَارِبِيُّ، وَأَبُو الشَّعْثَاءِ الْكِنْدِيُّ: يَزِيدُ بْنُ الْمُهَاصِرِ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ أَكْبَرُ مِنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ [3] ، وَسَلَمَةُ [4] أَكْبَرُ مِنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَأَبُو قَيْسٍ وَائِلٌ وَهُوَ دُونَ هَؤُلَاءِ فِي الْحِفْظِ، وَزُبَيْدٌ [5] قَرِيبٌ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ حَسَنُ الْحَدِيثِ، وَالْحَكَمُ نَحْوَ سَلَمَةَ، وَالْأَعْمَشُ أَحْفَظُ مِنْ مَنْصُورٍ، وَمَنْصُورٌ أَقْوَمُ حَدِيثًا، وَأَقَلُّ اخْتِلَافًا فِي الرِّوَايَةِ، وَالْحَكَمُ مَوْلًى لِكِنْدَةَ، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ مِنْ مُرَادٍ مِنْ أَنْفَسِهِمْ، ومحمد بن
سَالِمٍ [1] يُرْوَى أَنَّهُ أَخَذَ كِتَابَ الشَّعْبِيِّ مِنَ الدِّيوَانِ. وَسُئِلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ [2] فَقَالَ: تَبَاعَدْ منه. قال: وابو يحي الْقَتَّاتُ [3] حَسَنُ الْحَدِيثِ. وَمُسْلِمٌ ضَعِيفٌ لَمْ أَسْمَعْ حَدِيثَهُ مِنْ أَبِي بُغْضًا لَهُ. قَالَ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةً مُرْجِئًا، وَكَانَ قَيْسٌ مُرْجِئًا وكان يُخَاصِمُ فِيهِ، وَهُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ سَعَى فِي الْفِتْنَةِ- أَيْ خَرَجَ-، وَعَبْدُ خَيْرٍ خَيْوَانِيٌّ سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ: بَخٍ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَقَالَ زُهَيْرُ بْنُ [مُعَاوِيَةَ] [4] : لَقِيَنِي عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ [5] فَقَالَ: وَجَدْتُ رُقْعَةً فِيهَا أَحَادِيثٌ حِسَانٌ [6] فَخُذْهَا وَحَدِّثِ النَّاسَ إِذَا أَتَوْكَ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: اسم أبي سفيان صاحب الأعمش طَلْحَةُ بْنُ رَافِعٍ وَاسِطِيٌّ، وَأَبُو سُفْيَانَ الْآخَرُ طريف السعدي ضعيف. (253 أ) قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَأَبُو الزُّبَيْرِ [7] كَانَ يُفَقِّعُ [8] في المسجد الحرام، وابو
رَزِينٍ صَاحِبُ الْأَعْمَشِ اسْمُهُ مَسْعُودٌ. قَالَ ابْنُ نمير: حدثنا يحي بْنُ آدَمَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهَلٍ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: كَانَ أَبُو رَزِينٍ مِنَ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ يُقْرَأُ عَلَيْهِمْ وَتُؤْخَذُ عَنْهُمُ الْقِرَاءَةُ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابن مسعود، لم يسمع عبد الله ابن الْحَارِثِ هَذَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ شيئا، وهو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمُكْتَبُ. قُلْتُ لَهُ: تُنْكِرُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ شَيْئًا. قَالَ: لَا. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَحُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ هَذَا ضَعِيفٌ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي أَحَادِيثُ فِي رُقْعَةٍ فَلَمْ يُحَدِّثْنِي بِهَا. وَقَالَ: مَا تَصْنَعُ بِهِ إِنَّهُ كَانَ ضَعِيفًا، وَهُوَ حُمَيْدُ بْنُ عَطَاءٍ. «قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ فَطْرٌ حَافِظٌ كَيِّسٌ» [1] . سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ حَفْصٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ: فِطْرٌ [2] أَوْثَقُ أَهْلِ الْكُوفَةِ. حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قال: قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُ مَنْصُورًا [3] بِمَكَّةَ. وَكَانَ فِيهِ خَشْيَةٌ، وَمَا أَرَاهُ كَانَ يَكْذِبُ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: أَبُو حِزَامٍ مولى ابن عباس نبتل [4] ، وَأَبُو حَازِمٍ الْمَدَنِيُّ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ، وَأَبُو حَازِمٍ مَوْلَى أَشْجَعَ كَيْسَانَ، وَبَلَغَنِي عَنْ عَلِيٍّ قال: اسمه سلمان مولى عزة الأشجعية.
وَأَبُو صَالِحٍ ذَكْوَانُ مَوْلَى غَطَفَانَ وَهُوَ السَّمَّانُ وَهُوَ الزَّيَّاتُ، وَأَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ مَاهَانُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ أَخُو طلق بن قيس. حدثنا سعيد بن يحي [1] حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [2] قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بن مرة أسكت الرجلين. حدثنا بكر بن خَلَفٍ حَدَّثَنَا الْعَقَدِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ عن يحي بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: أَبُو صَالِحٍ: قَيْلَوَةٌ، وَأَبُو صَالِحٍ الْمَدَنِيُّ يَرْوِي عَنْهُ الْمِصْرِيُّونَ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغِفَارِيُّ، وَالَّذِي يَرْوِي عَنْهُ أَهْلُ فِلَسْطِينَ يَرْوِي عَنْهُ التَّيْمِيُّ [3] اسْمُهُ دُرَيْحٌ، (253 ب) وابو صالح الّذي يروي عنه يحي بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ اسْمُهُ قَيْلَوَةٌ. وَأَبُو صَالِحٍ الْبَصْرِيُّ الَّذِي يَرْوِي عنه التيمي وخالد الحذاء وابو حلدة اسْمُهُ مِيزَارٌ. وَأَبُو صَالِحٍ الَّذِي يَرْوِي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ اسْمُهُ سَمِيعٌ. وَأَبُو صَالِحٍ [4] مَوْلَى ضُبَاعَةَ. وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى السَّعْدِيِّينَ. وَأَبُو صَالِحٍ [5] الغفاريّ. وابو صالح ميسرة.
وَأَبُو صَالِحٍ عُبَيْدٌ مَوْلَى السَّفَّاحِ رَوَى عَنْهُ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ. وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَسْهَرَ لَهُ ثَلَاثَةً. وَأَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ رَوَى عَنْهُ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ. وَأَبُو صَالِحٍ [1] صَاحِبُ الْأَعْمَشِ أَبُو سُهَيْلٍ. وَأَبُو صَالِحٍ صَاحِبُ الْكَلْبِيِّ بَاذَانَ وَيُقَالُ باذام مولى أُمِّ هَانِئٍ. وَأَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ رَوَى عَنْهُ كَامِلٌ [2] لَيْسَ يَرْوِي عَنْهُ غَيْرُهُ. حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: هُبَيْرَةُ بْنُ يَرِيمَ وَسَعِيدُ بْنُ ذِي حَدَّانَ، وسعيد بن ذي لعوة ويزيد بن يريم وعمرو الأصم همذانيون. ومطر بن عكامس سَمِعْتُ الْقَاسِمَ الْعَقْرِيَّ يَقُولُ: هُوَ سَلَمِيٌّ [3] . وَعَمْرُو ذُو مَرَ وَسَعِيدُ بْنُ نِمْرَانَ هَمَذَانِيَّانِ. وَمَسْرُوقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَشَدَّادُ بْنُ الْأَزْمَعِ وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ هُمْ مِنْ وَدَاعَةِ هَمْدَانَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ذَكَرَ لِسُفْيَانَ [4] ثُوَيْرَ بْنَ أبي فاختة
فَغَمَزَهُ. «حَدَّثَنَا عُمَرُ [1] بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ أَبِي [2] خَالِدٍ الْأَحْمَرِ قَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو هِشَامٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ» [3] . حَدَّثَنَا عُمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، فَجَاءَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ وَلَهُ جُمَّةٌ، فَجَلَسَ مَعَنَا عِنْدَهُ، فَتَغَامَزَ بِهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، فَقَامَ فَجَزَّ جُمَّتَهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَخْتَلِفُ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ مَعَنَا، فَلَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِالْبَصْرَةِ بَعَثَ اليه (254 أ) الْجُنْدَ، فَكَانَ أَبُو خَالِدٍ فِيهِمْ، ثُمَّ صَارَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا قَدِمُوا جَاءَ حَتَّى دَخَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَبَعَثَ بِرْذَوْنَهُ فَبَاعَهُ فِي الْكُنَاسَةِ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ حَلَقَ رَأْسَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ خَرَجَ مَعَهُمْ كَأَنَّهُ كَانَ بِمَكَّةَ. قَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ أَبُو أُسَامَةَ [4] إِذَا رَأَى عَائِشَةَ فِي الْكِتَابِ حَكَّهَا فَلَيْتَهُ لَا يَكُونُ إِفْرَاطٌ فِي الْوَجْهِ الْآخَرِ. سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ يُوهِنُ أَبَا أُسَامَةَ، ثُمَّ قَالَ يُعْجَبُ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمَعْرِفَتِهِ بِأَبِي أُسَامَةَ ثُمَّ هُوَ يُحَدِّثُ عَنْهُ. «قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن جابر وَنَرَى أَنَّهُ لَيْسَ بِابْنِ جَابِرٍ الْمَعْرُوفِ، ذُكِرَ [لِي] أَنَّهُ رَجُلٌ يُسَمَّى بِابْنِ جَابِرٍ، فَدَخَلَ فِيهِ، وَإِنَّمَا هُوَ إِنْسَانٌ يُسَمَّى بِابْنِ جَابِرٍ.
[قَالَ يَعْقُوبُ: صَدَقَ هُوَ ابْنُ تَمِيمٍ] . قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكَأَنِّي رَأَيْتُ ابْنَ نُمَيْرٍ يَتَّهِمُ أَبَا أُسَامَةَ أَنَّهُ عَلِمَ ذَلِكَ وَعَرَفَ وَلَكِنْ تَغَافَلَ عَنْ ذَلِكَ. قَالَ لِي ابْنُ نُمَيْرٍ: أَمَا تَرَى رِوَايَتَهُ لَا تُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ حَدِيثِهِ الصِّحَاحِ» [1] الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ وَأَصْحَابُهُ الثِّقَاتُ. وَذَكَرَهُ الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ أَبِي أُسَامَةَ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ كَبِيرَ النَّاسِ وَيُنْظَرُ فِيهِ لِكَيْ يُصَحَّحَ وَيُعْرَفُ حَدِيثُهُ بِذَلِكَ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ قَالَ وَكِيعٌ: يَدِيمُ أَبُو الْعَلَاءِ هُوَ ابْنُ هُبَيْرَةَ، قَالَ وَكِيعٌ: [2] وَكَانَتْ مِنْ هُبَيْرَةَ حِدَّةٌ يَوْمَ الْمُخْتَارِ [3] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ المخرمي حدثنا يحي بن آدم عن أبي بكر ابن عَيَّاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بسماك بن حرب وعبد الملك ابن عُمَيْرٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُغِيرَةَ فَقَالَ: مَا أَظُنُّ وَاحِدًا مِنْ هَذَيْنِ طَلَبَ شَيْئًا مِنْ هَذَا الْأَمْرِ يَتَفَقَّهُ بِهِ. حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: إِنَّا كُنَّا نَبْعُدُ بُعْدًا وَأَنْتُمُ الْيَوْمَ تَتَلَطُّونَ تَلَطِّيًا فَأَتْبِعُوا الحجارة الماء.
باب
قَالَ مِسْعَرٌ: لَيْسَ هَذَا مِنْ قَدِيمِ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ، إِنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ يَرْوِي عَنِ الشباب (254 ب) . بَابُ [حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ] «حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نَجِيحٍ يَقُولُ: مَا جَاءَنَا مِنْكُمْ مِثْلُهُ- يَعْنِي الْحَجَّاجَ بْنَ أَبِي أَرْطَأَةَ-» [1] . حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ موسى حدثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ [2] قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ. وَقَالَ: حدثنا يحي بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَجَّاجُ أَسَدُّ حَدِيثًا مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ. قَالَ مُجَاهِدٌ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ [3] وَهُوَ يَقُولُ: قَالَ لَنَا الْحَجَّاجُ: لَا تَقُولُوا مَنْ حَدَّثَكَ. قَالَ: فَكَانَ يَسْرُدُهَا عَلَيْنَا سَرْدًا. «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: مَا تَأْتُونَ أَحَدًا أَحْفَظَ مِنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ. قَالَ حَفْصٌ: وَسَمِعْتُ حَجَّاجًا يَقُولُ: مَا خَاصَمْتُ أَحَدًا قَطُّ، وَلَا جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ يَخْتَصِمُونَ» [4] . حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار حدثنا ابن إدريس قال: كان حجاج ابن أَرْطَأَةَ عَلَى الْعَسِّ، فَضَرَبَ جَارًا لَنَا حَائِكًا فَاسْتَغَاثَ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ بَعْدَ الْعِلْمِ وَالْقُرْآنِ! فَقَالَ: اسْكُتْ يَا صَبِيُّ ما يدريك أنت. فقلت:
لَكَ عَلَيَّ أَنْ لَا أُكَلِّمَكَ أَبَدًا وَلَا أَرْوِي عَنْكَ. فَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ [1] قَالَ لِي حَجَّاجٌ: حَدَّثَنَا أَبِي وَثنا جَدِّي حَتَّى أحدثك. حدثنا احمد بن الخليل حدثنا يحي بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَوَارِيَّ قَالَ: حَدَّثَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ يَوْمًا فَقَالَ: سَأَلْتُ عَمًّا عَنِ الضَّحِيَّةِ. قَالَ: وَكَانَ يُحِبُّ النَّبْلَ وَيُفَخِّمُ كَلَامَهُ، فَنَادَاهُ دَاوُدُ [2] الطَّائِيُّ- قَالَ: وَأَرَادَ دَاوُدُ أَنْ يَقْصُرَ إِلَيْهِ نَفْسَهُ- فَقَالَ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ إِنَّهَا لَيْسَتِ بِالضَّحِيَّةِ إِنَّمَا هِيَ الْأُضْحِيَةُ. فَتَطَاوَلَ لَهُ الْحَجَّاجُ حَتَّى رَأَى وَجْهَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللِّسَانُ لِسَانُ عَرَبِيِّ وَالْوَجْهُ وجه نبطي. وبه قال: حدثني ابو عيس [3] قَالَ: جَاءَ الثَّوْرِيُّ- يَعْنِي سُفْيَانَ- إِلَى الْحَجَّاجِ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ أَوْ حَدِيثَيْنِ. فَقَالَ الْحَجَّاجُ: مَا نَظُنُّ أَبَا ثَوْرٍ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ أَجَازَنَا بِجَائِزَةٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ثنا يحي بن أيوب قال: سمعت (255 أ) أبا عيس يَقُولُ: جَاءَ الْحَجَّاجُ يَوْمًا فَجَلَسَ فِي جَانِبِ الْحَلْقَةِ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ [4] لَوِ ارْتَفَعْتَ. قَالَ: أَنَا حَيْثُ كُنْتُ صَدْرًا. وَبِهِ سَمِعْتُ أَبَا عِيسَى يَقُولُ: كَانَ الْحَجَّاجُ كَثِيرًا مَا يَقُولُ: قَتَلَنَا حُبُّ الشَّرَفِ إِنَّا وَإِنْ كُنَّا قَدْ دَخَلْنَا فِيمَا دَخَلْنَا فِيهِ فَإِنَّا لَا نَكْذِبُ. قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: لا تقولوا من حدثك ولكن
[الحسن بن صالح]
قُولُوا مَنْ ذَكَرَهُ، قَالَ: مَخَافَةَ أَنْ يَسْهُوَ. [الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ] حَدَّثَنَا عُمَرُ [1] بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنِي طَلْقٌ [2] قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ زَائِدَةَ [3] فَذَكَرَ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ فَقَالَ: إِنَّهُ لَيَسْتَصْلِبُ لَوْ وَجَدَ مَنْ يَصْلِبُهُ. قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ بِحَدِيثٍ، فَقَالَ لِي: مَنْ حدثك؟ قال: فقلت: أما أَكْرَهُ أَنْ أُخْبِرَكَ بِهِ فَأَعْرِضُهُ لَكَ. قَالَ، وَكُنْتُ سَمِعْتُهُ مِنْ حَسَنٍ. وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ يَقُولُ: تَرَكَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ الْجُمُعَةَ، وَجَلَسَ عَنْهَا. قَالَ: فَجَاءَ إِلَيْهِ فُلَانٌ- سَمَّاهُ الْحَسَنُ وَنَسِيتُ اسْمَهُ- قَالَ: فَجَعَلَ يُنَاظِرُهُ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ، يَذْهَبُ الْحَسَنُ إِلَى تَرْكِ الْجُمُعَةِ مَعَهُمْ، وَالْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ بِالسَّيْفِ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِ الْآخَرُ، فَأَبَى إِلَّا ذَلِكَ. وَسَمِعْتُ الْحَسَنَ أَوْ غَيْرَهُ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: كَانَ مُصَلَّى الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ فِي مَسْجِدٍ وَاحِدٍ، فَغَابَ ابْنُ دَاوُدَ، فَانْهَدَمَ شَيْءٌ مِنْ مَنَارَةِ الْمَسْجِدِ، فَهَدَمَهَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَبَنَاهَا، وَقَدِمَ ابْنُ دَاوُدَ فَقَالَ لِلْحَسَنِ: مَا دَعَاكَ إِلَى هَدْمِ الْمَنَارَةِ وَبِنَائِهَا وَأَنَا أَقْعُدُ بِنَاءً لِمَسْجِدٍ مِنْكَ؟ فَقَالَ الْحَسَنُ: وَأَنْتَ هُنَاكَ أَنْ تُكَلِّمَنِي بِهَذَا. إِمَّا أَنْ أَتَحَوَّلَ عَنْكَ أَوْ تَتَحَوَّلَ عَنِّي، وَكَانَ دَارُ ابْنِ دَاوُدَ فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ. قَالَ: فَقَالَ ابْنُ دَاوُدَ: أَتَحَوَّلُ عَنْكَ. فَقَالَ الْحَسَنُ: بَلْ أَتَحَوَّلُ عَنْكَ. فَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَجْعَلَنِي شُهْرَةً فِي النَّاسِ يَقُولُونَ تَحَوَّلَ الْحَسَنُ لِحَالِ ابْنِ دَاوُدَ، وَلَكِنِّي
أَتَحَوَّلُ عَنْكَ. فَتَحَوَّلَ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَنَزَلَ الْحَرْبِينَ [1] وَتَرَكَ دَارَهُ حَتَّى صَارَتْ خَرَابًا إِلَى الْيَوْمِ. وَسَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ- وَكَانَ عِنْدَنَا أَفْضَلَ مِنْ أَبِيهِ، وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ- قَالَ: دخلت على وكيع (255 ب) لِيَقْرَأَ عَلَيَّ شَيْئًا مِنْ كُتُبِهِ، فَجَرَى شَيْءٌ من ذكر الحسن ابن صَالِحٍ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا تَدَعُ حَدِيثَهُ؟ قَالَ: وَلِمَ أَدَعُ حَدِيثَهُ هُوَ عِنْدِي إِمَامٌ. قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّهُ كَانَ لَا يَتَرَحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ. قال: فقال لي وكيع: أفترحم أَنْتَ عَلَى الْحَجَّاجِ؟ أَتَتَرَحَّمُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ؟. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ عَنْ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ أيهما أفضل؟ فقال: الدم الدم عثمان أفضلهما. قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَيَسْكُتُ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ فقلت لعبد الرزاق: ما رأيك أنت. فأبى أَنْ يُخْبِرَنِي. وَقَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ ثم يسكت. قال عبد الرزاق: قَالَ لَنَا سُفْيَانُ: أُحِبُّ أَنْ أَخْلُوَ اللَّيْلَةَ بِأَبِي عُرْوَةَ. قَالَ: فَقُلْنَا لِمَعْمَرٍ: اشْتَهَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَنْ يَخْلُوَ بِكَ لَيْلَةً. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَخَلَا بِهِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قُلْتُ: يَا أَبَا عُرْوَةَ كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: هُوَ رَجُلٌ إِلَّا أَنَّكَ قَلَّمَا تُكَاشِفُ كُوفِيًّا إِلَّا وَجَدْتَ فِيهِ. - كَأَنَّهُ يُرِيدُ التَّشَيُّعَ-. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ ثم يسكت.
قال: وكان هشام بن حسان يَقُولُ: أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ ثم يسكت. قال ابن أبي السري: وكان حفص بن غياث ورجل من أصحاب ابن إدريس يكلمه في ذلك، فقال: كان عثمان ست سنين، ثم قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: فَعُثْمَانُ كَانَ أَفْضَلَ قَبْلَ ان يقتل أم بعد ما قتل؟ قال: فسكت. حدثنا سعيد بن يحي [1] قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ [2] وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو أَسْكَتَ الرَّجُلَيْنِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مَنْصُورُ بن لمغيرة يَخْتَلِفُ إِلَى زُبَيْدٍ [3] فَذَكَرَ أَنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ يُقْتَلُونَ. يُرِيدُهُ عَلَى الْخُرُوجِ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ [4] . فَقَالَ زُبَيْدٌ: مَا أَنَا بِخَارِجٍ إِلَّا مَعَ نَبِيٍّ وَمَا أَرَانِي أَجِدُهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا ابن إدريس عن القاسم بن معن (256 أ) قَالَ: خَرَجَ أَبُو حُصَيْنٍ [5] وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي سَارَ بِي تَحْتَ رَايَاتِ الْهُدَى. حدثني الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله [6] يقول: كان طلحة [7] وزبيد مصلاهما وَاحِدٌ، وَكَانَ طَلْحَةُ عُثْمَانِيًّا وَزُبَيْدٌ عَلَوِيًّا، وَكَانَ طَلْحَةُ مِنَ الْخِيَارِ وَلَا يَدْفَعُ زُبَيْدٌ عَنْ حجته، وكان طلحة يحرم السكر
وَزُبَيْدٌ لَا يُحَرِّمُهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ: خلفت على امْرَأَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ كَانَ يَعْزِلُ عَنْهَا مِنْ أَجْلِ قُرُوحٍ كَانَتْ بِهَا لِئَلَّا تَغْتَسِلَ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ فِيهِ كَانَ لَا يَعْزِلُ عَنْهَا؟ قَالَ سُفْيَانُ: مَا حَفِظْتُهُ إِلَّا يَعْزِلُ. وَلَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ جَانِبٍ آخَرَ. ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ أَنَّهُ سَمِعَ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ وَيَقُولُ: أَنْتَ أَعْلَمُ. قَالَ سفيان: انما جالس حماد عمر بعد ما ذهبت قَوْمُهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرٌو قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ مَوْلَى أَسْمَاءَ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصُّبْحَ فِي مَنْزِلِهَا بِمِنًى يَوْمَ النَّحْرِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُ ابْنَ أَبِيهِ [1] فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ. «قَالَ: «وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ: يُقَالُ لَهُ ابْنُ سَكْرَةَ- يَعْنِي مُسْلِمَ بْنَ يَسَارٍ-» [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا عَمْرٌو قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ أَبِي بِزَّةَ: تَقُولُ ابْنَةُ طَارِقٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ فِي أَوْلَادِ الزِّنَا: أَعْتِقُوهُمْ وَأَحْسِنُوا إِلَيْهِمْ. فَقِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ يَقُولُ عَنْ فلانة- لامرأة سموها
لسفيان غير أم حكيم بنت طارق-، (256 ب) فَقَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَحْفَظْهُ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى غَيْرِ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ، هُوَ كَمَا قُلْتُ لَكَ. - قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى مِنْ أَسْنَانِ عَمْرٍو إِلَّا أَنَّهُ مَاتَ قَدِيمًا. قِيلَ لِسُفْيَانَ فِي حَدِيثِ: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ» إِنَّهُمْ يَرْوُونَهُ مَرْفُوعًا. فَقَالَ: اسْكُتْ قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ يَرَى عَمْرٌو أَنَّهُ مَرْفُوعٌ، وَرُبَّمَا لَمْ يَقُلْهُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا [1] يَقُولُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ: مَا فَعَلَ مَوْلَاكُمْ ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ [2] ، فَجَعَلَ يَنْعَتُهُ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَمَالِكٌ لَا يَعْرِفَانِهِ حِينَئِذٍ، وَثَابِتٌ حَيٌّ. قَالَ سُفْيَانُ: فَسَمِعْتُ عَمْرًا يَقُولُ: حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ قَالَ: تَزَوَّجْتُ أُمَّ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، فَدَعَانِي إِلَيْهِ وَدَعَا غُلَامَيْنِ لَهُ فَرَبَطُونِي وَضَرَبُونِي بِالسِّيَاطِ، وَقَالَ: لَتُطَلِّقَنَّهَا أَوْ لَنَفْعَلَنَّ، فَطَلَّقْتُهَا، ثُمَّ سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ وَابْنَ الزُّبَيْرِ فَلَمْ يَرَيَا شَيْئًا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَكَانَ سُفْيَانُ يَرَى أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ وَمَالِكَ سَمِعَا مِنْهُ مَا رَجَعَا [3] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَمْرٌو قَالَ: كُنَّا فِي حَلَقَةٍ مَعَنَا نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ فَسَمِعَ الزُّهْرِيُّ كَلَامَهُ فَقَالَ: ان هذا ليقلع العربية
لقليعا. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ طَلْقٍ [1] قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: أَرَأَيْتَ الْحَرِيرَ حِينَ تُنْهَى عَنْهُ أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ رَأَيْتُ أَهْلَ الْإِسْلَامِ يَكْرَهُونَهُ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَاخِتَةَ سَعِيدَ بْنَ عِلَاقَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: يَصُومُ الْمُجَاوِرُ الْمُعْتَكِفُ. فَحَكَى سُفْيَانُ أَنَّ هُشَيْمًا يَقُولُهُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ. فَقَالَ سُفْيَانُ: أَخْطَأَ هُشَيْمٌ هُوَ كَمَا قُلْتُ لَكَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: ثنا سفيان (257 أ) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: يَصُومُ الْمُجَاوِرُ. حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بْنُ زَيْدٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ كَيْفَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى الْمُجَاوِرِ؟ فَقَالَ عَمْرٌو: لَيْسَ كَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، إِنَّمَا قَالَ الْمُجَاوِرُ يَصُومُ. وَأَبُو فَاخِتَةَ مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيِّ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ عَجَلٍ يَجُرُّ بِهِ جَرًّا يُشْرِفُ عَلَى النَّاسِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَهُوَ يَقُولُ لِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَقِمِ الصَّفَّ مُقَصَّ [2] الشَّارِبِ فَإِنَّ هؤلاء أحطوا خَطِيئَةً بَلَغَتِ السَّمَاءَ. ثُمَّ قَالَ: عَلَيَّ بِالسِّلَاحِ. فَأُتِيَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ الْحَيَّةِ السَّوْدَاءِ. ثُمَّ قال: خذ يا فلان، خذ
يَا فُلَانُ عَلَيْكُمْ بِالدَّجَّالِ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ [1] . قَالَ سُفْيَانُ [2] : وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ الَّذِي رَأَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى مِنْبَرٍ مِنْ عَجَلٍ قَمَطَهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَمِّي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: اشفعوا الي فلتؤجروا وليقضي للَّه عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَسْأَلُنِي الْأَمْرَ فَأَمْنَعُهُ كَيْ تَشْفَعُوا إِلَيَّ فَتُؤْجَرُوا. قِيلَ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يُحَدِّثُ عَنْكَ عَنْ عَمْرٍو [3] وَعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ [4] . قَالَ: إِنَّمَا ذَاكَ «لَا تُلْحِفُوا فِي الْمَسْأَلَةِ» ، فَأَمَّا هَذَا «إِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَسْأَلُنِي الْأَمْرَ فَأَمْنَعُهُ» فَإِنَّمَا هُوَ مُرْسَلٌ كَذَلِكَ حَفِظْنَا مِنْ عَمْرٍو. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَمْرٌو حَفِظْتُهُ مِنْهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَوْصَى إِلَى حَسَنٍ فلم يكن فيها الا شاهدين شَهِدَا: أَبُو الْهَيَاجِ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ وَكَتَبَ. قَالَ سُفْيَانُ: إِنَّمَا هُوَ ابْنُ أَبِي الْهَيَاجِ وَلَكِنْ غَلَطِ عَمْرٌو. وَقَالَ: حدثنا سفيان حدثنا (257 ب) عَمْرٌو قَالَ: شَهِدَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَابْنُ عُمَرَ الْحُكْمَيْنِ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ سعد [5] رجلا
ضَخْمًا جَسِيمًا صَغِيرَ الرَّأْسِ، لَهُ لِحْيَةٌ، - وَأَشَارَ سُفْيَانُ إِلَى رَقَبَتِهِ- قَالَ: وَكَانَ إِذَا رَكِبَ الْحِمَارَ خَطَتْ رِجْلَاهُ فِي الْأَرْضِ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْنَا خَالِدَ بْنَ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيَّ فَقَالَ: يَا غُلَامُ هَاتِ لنا من ذَلِكَ الْمَعْدُودِ، فَجَاءَنَا بِتَمْرٍ كِبَارٍ يُقَالُ لَهُ الْمَعْدُودُ. فَقَالَ عَمْرٌو: وَأَتَيْنَا عَبْدَ رَبِّهِ [2] بِمِنًى فَأَطْعَمَنَا فَالُوذًا. قَالَ سُفْيَانُ: وَبَلَغَنِي عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: الْأَوَّاهُ الْحَفِيظُ الَّذِي لَا يَقْوُمُ مِنْ مَجْلِسٍ إِلَّا اسْتَغْفَرَ الله. وقال: سئل سفيان عَنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ «مَا أُبَالِي عَلَى مَا أَصْبَحْتُ عَلَى مَا أُحِبُّ أَوْ عَلَى مَا أَكْرَهُ» أَسَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي السَّوْدَاءِ [3] ؟ فَقَالَ: لَا حَدَّثَنِيهِ حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ سُوقَةَ [4] قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو السَّوْدَاءِ عَنْ أَبِي مُجَلِّزٍ [5] قَالَ قَالَ عُمَرُ [6] . قَالَ عُثْمَانُ: وَزَادَنِي مِسْعَرٌ عَنْ عَامِرِ ابْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [7] قَالَ: هَكَذَا نفعل بِاللُّقَطَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَلَا أَدْرِي حَدَّثَنِيهِ عَامِرٌ فأغفلتها أو سكت عنها.
قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُهُ ابْنَ شُبْرُمَةَ فِي الطَّوَافِ قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: حُبُّ أبي بكر وعمر [و] معرفة فَضْلِهِمَا مِنَ السُّنَّةِ. قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنِي أَبُو الْوَسْمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ الْمَسْجِدَ لَيَنْزَوِي مِنَ النُّخَامَةِ كَمَا تَنْزَوِي الْبِضْعَةُ أَوِ الْجِلْدَةُ مِنَ النَّارِ- أَوْ فِي النَّارِ-. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِيهِ مِسْعَرٌ عَنْ أَبِي الْوَسْمِيِّ قَالَ: اسم الفزاري زباد بْنُ مُلْقِطٍ [1] ، فَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَحْفَظِ اسْمَهُ إِلَّا مِنْ مِسْعَرٍ. قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ سَعِيدٍ ثُمّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ [2] قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ يَفُتُّ الْخُبْزَ لِلنَّمْلِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ سَعِيدٌ عالما بالعربية، سمعني (258 أ) وَأَنَا أَقُولُ «نَعَلَّقَ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ» فَقَالَ قُلْ: تَعَلَّقَ. قُلْتُ تَعَلَّقَ. وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ: أَوَّلُ رَأْسٍ نُقِلَ فِي الْإِسْلَامِ رَأْسُ عَمْرِو بْنِ الْحُمْقِ الْخُزَاعِيِّ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لُدِغَ فَمَاتَ، فَخَشِيَتِ الرُّسُلُ أَنْ تُنْهَمَ فَقَطَعُوا رأسه فحملوه. قال سُفْيَانُ: أَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ [3] عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ رَجُلًا أَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مَرَرْتُ بِجَنُوبِ بَدْرٍ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ أَبْيَضَ رَضْرَاضٍ، يَتْبَعُهُ رَجُلٌ أَسْوَدُ، بِيَدِهِ مِرْزَبَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ، فَيَضْرِبُهُ بِهَا الضَّرْبَةَ فيغيب في الأرض، ثم يبدو
رُشْوُهُ، وَيَضْرِبُهُ الضَّرْبَةَ فَيَغِيبُ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يَبْدُو رُشْوُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ: وَقَدْ رَأَيْتُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: ذاك ابو جهل ابن هِشَامٍ يُفْعَلُ بِهِ ذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ سُفْيَانُ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ ابْنَ الْأَصْبَهَانِيِّ فَلَمْ يُنْفِذْهُ، وَلَكِنْ أَنْفَذَ لَنَا حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ عَلِيًّا صَلَّى عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ ثنا إِبْرَاهِيمُ [1] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ لِمَسْرُوقٍ قَمِيصَانِ، قَمِيصُ قُطْنٍ وَقَمِيصٌ مِنْ كِتَّانٍ، فَكَانَ يَلْبَسُ أَحَدَهُمَا تَحْتَ الْآخَرِ. قَالَ سُفْيَانُ: زَادَنِي مِسْعَرٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَسْرُوقٍ فَكَانَ الَّذِي عَلَى جِلْدِهِ الْكِتَّانَ. وَقَالَ سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِيهِ رَقَبَةُ [2] عَنْ بَيَانٍ [3] عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَانَ لَا يُجِيزُ شِهَادَةَ مُحْتَبٍ ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْ بَيَانٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي طُعْمَةَ: رَأَيْتُ ابْنَ عمر يؤذن على ظهر بعير [4] .
(261 أ) [1] ثنا أبو بكر الحميدي قال: قال سفيان: حدثني عمرو ابن سَعِيدٍ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ [2] الْجَرْمِيِّ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنِ اللُّقَطَةِ فَقَالَ: أَنْشِدْ بِهَا، وَأَكْثِرْ ذِكْرَهَا، وَأَعْلِنْ بِهَا. قَالَ سُفْيَانُ: فَسَأَلْتُ أَبَا الْجُوَيْرِيَةِ عَنْهُ فَلَمْ يُنْكِرْهُ. قِيلَ لِسُفْيَانَ: إِنَّ ابْنَ مَهْدِيٍّ رَوَاهُ عَنْكَ عَنْ رَقَبَةَ [3] عَنْ بَيَانٍ [4] عَنِ الشَّعْبِيِّ. قَالَ: صَدَقَ ابْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنِيهِ رَقَبَةُ عَنْ بَيَانٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، ثُمَّ سمعته من بيان فربما حُدِّثْتُ بِهِ كَذَا وَرُبَّمَا حُدِّثْتُ بِهِ كَذَا. - يَعْنِي وَشِهَادَةَ الْمُحْتَبِي-. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْكَرِيمِ عَنْ عَاصِمٍ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْ عَاصِمٍ- يَعْنِي ابْنَ كُلَيْبٍ [5]- حَدَّثَنَا عَاصِمٌ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بِلْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: وَغُلَامٌ يَرْعَى عَلَيْنَا سَنَةً ثُمَّ هُوَ حر. قال سفيان: أتيت يحي الْجَابِرَ- وَكَانَ يَجْبُرُ بِالْكُوفَةِ- فَقَالَ لِي: أَخْرِجْ أَلْوَاحَكَ. فَقُلْتُ: لَيْسَ مَعِي أَلْوَاحٌ، فَحَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ، حَدِيثَ ابْنِ مَسْعُودٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ شَارِبٌ، فَلَمْ أَحْفَظْهُ حَتَّى أَتَيْتُهُ مَرَّةً أُخْرَى فَحَدَّثَنِي فَحَفِظْتُهُ. فَقُلْتُ لِيَحْيَى: مَنْ أَبُو مَاجِدٍ؟ قَالَ: طارئ طرأ علينا.
قال علي: يحي الْجَابِرُ ثِقَةٌ فِيمَا رَوَى عَنْ غَيْرِ أَبِي مَاجِدٍ، لِأَنَّ أَبَا مَاجِدٍ مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ، فَأَمَّا حَدِيثُهُ عَنْ غَيْرِهِ فَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا كُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ لِي حِينَ جِئْتُهُ: أَخْرِجْ أَلْوَاحَكَ. فَقُلْتُ: لَيْسَ مَعِي أَلْوَاحٌ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ أَبِي خُلْدَةَ الْحَنَفِيُّ [1] قَالَ: اخْتَلَفْتُ أَنَا وَذَرٌّ أَيُّهُمَا أَفْضَلُ الْحَجُّ عَلَى الرِّجْلِ أَوِ الْمَحْمَلِ، فَسَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ [2] قَالَ: الرِّجْلُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ حَدِيثُهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ثُمَّ سَأَلْتُ عَنْهُ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي سُنْبُلَةُ مَوْلَاةُ الوحيديين (261 ب) - قَالَ سُفْيَانُ: وَقَدْ رَأَيْتُ سُنْبُلَةَ كَانَتْ تَأْتِينَا عَنْ مَوْلَاتِنَا الْوَحِيدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ تَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ- قَالَتْ: اسْتَأْذَنَ ابْنُ جُرْمُوزٍ قَاتِلُ الزُّبَيْرِ [3] عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. فَقَالَ عَلِيٌّ: ائْذَنُوا لَهُ وَبَشِّرُوهُ بِالنَّارِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى الْعَنْزِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ أَبِي الْمُغِيرَةِ [4] قَالَ: أَرَدْتُ الْخُرُوجَ فَعَلِمَ بِي أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَجَمَعُوا مَسَائِلَ ثُمَّ أَتَوْنِي بِهَا فِي صَحِيفَةٍ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ خَرَجَ فقعد للناس، عما زال يَسْأَلُونَهُ حَتَّى مَا بَقِيَ فِي صَحِيفَتِي شَيْءٌ الا سألوه عنه.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَهُ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْمُغِيرَةِ. «حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عِشْرِينَ وَمِائَةً مِنَ الْأَنْصَارِ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ مَا أَحَدٌ مِنْهُمْ يُحَدِّثُ حَدِيثًا إِلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْحَدِيثَ، وَلَا يَسْأَلُ عَنْ فُتْيَا إِلَّا وَدَّ أَنَّ أَخَاهُ كَفَاهُ الْفُتْيَا» [1] . «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: أَدْرَكْتُ عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُ أَحَدُهُمُ الْمَسْأَلَةَ فَيَرُدُّهَا [2] هَذَا إِلَى هَذَا، وَهَذَا إِلَى هَذَا، حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى الْأَوَّلِ» [3] . «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ فَيَتَكَلَّمُ وَإِنَّهُ لَيُرْعَدُ» [4] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: أدركت عشرين ومائة من الأنصار
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ إِذَا سُئِلَ أَحَدُهُمْ عَنِ الشَّيْءِ أَحَبَّ أَنْ يَكْفِيَهُ صَاحِبُهُ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: ثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ [1] عَنْ نُعَيْمِ بْنِ مَيْسَرَةَ- قَالَ: كَانَ يَسْكُنُ الرَّيَّ- قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: لَوْ خُيِّرْتُ عَبْدًا أَلْقَى اللَّهُ عز وجل في مسلاخه لأخترت زبيد اليامي. وقال: حدثنا احمد: قال: حدثنا (262 أ) يحي بْنُ (أَبِي) [2] بُكَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: كُنْتُ فِي جِنَازَةِ طَلْحَةَ [3] . قَالَ: فَقَالَ أَبُو مِعْشَرٍ- وَأَثْنَى [4] عَلَيْهِ-: مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَ سُفْيَانُ [5] بِحَدِيثِ عَبْدِ الْأَعْلَى [6] فَقَالَ: كُنَّا نَرَى أَنَّهَا مِنْ كِتَابٍ. قال احمد: بعني حَدِيثَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ عَلِيٍّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [7] قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو السَّفَرِ [8] عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ فَقَالَ: أَرَاكُمَا شيخين ليس
بِكُمَا بَأْسٌ. قَالَ فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي الرَّجُلِ يُخَيِّرُ امْرَأَتَهُ فَتَخْتَارُ زَوْجَهَا. فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَإِنِ اخْتَارَتْ نَفْسَهَا فَوَاحِدَةٌ، وَزَوْجُهَا أَحَقُّ بِهَا. قَالَ: قُلْنَا: إِنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ عَنْ عَلِيٍّ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَ: ذَلِكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي الصُّحُفِ. حَدَّثَنِي مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا قراد أبو نوح قال: ثنا شعبة قال: ما رَأَيْتُ بِالْكُوفَةِ شَيْخًا أَفْضَلَ مِنْ زُبَيْدٍ [1] ، وَمَا رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ فِي صَلَاتِهِ قَطُّ إِلَّا قُلْتُ لَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُسْتَجَابَ لَهُ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ [2] قَالَ: ثنا أَحْمَدُ [3] قَالَ: ثنا يحي بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَمْ يَسْمَعْ هِشَامٌ- يَعْنِي ابْنُ عُرْوَةَ- حَدِيثَ أَبِيهِ في مس الذكر. قال يحي: فَسَأَلْتُ هِشَامًا فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي. وَبِهِ قَالَ: حدثنا يحي عَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَطَاءً [4] وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الِإيلَاءِ- يَعْنِي أَنَّهَا بَائِنٌ- وَلَا إِذَا حَلَفَ عَلَى أَقَلِّ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرزاق قال: سأل رباح [5] ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ شَيْءٍ مِنَ التَّفْسِيرِ. فَقَالَ: إِنَّ مَعْمَرًا أَخْبَرَنِي كَذَا وَكَذَا. فقال: إن معمرا قد شرب من العلم ما نفع.
قال عبد الرزاق: فكان معمر [يتوضأ] [1] مما غيرت النار. فقال له ابن جريج: أنت شهاب يا أبا عروة. وقال أحمد: قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْمَرُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو- يَعْنَي ابْنَ رَاشِدٍ- قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ لِغَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَأْبَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ حَتَّى يَكُونَ للَّه عَزَّ وَجَلَّ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قال: حدثنا احمد قال (262 ب) حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ مَالِكٌ: نِعْمَ الرَّجُلُ كَانَ مَعْمَرٌ لَوْلَا رِوَايَتُهُ التَّفْسِيرَ عَنْ قَتَادَةَ. حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ [2] قَالَ: حَدَّثَنِي أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُبَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَسَمَ زُبَيْدٌ [3] عَلَيَّ وَعَلَى أَخِي اللَّيْلَةَ أَثْلَاثًا، يَقُومُ فَإِذَا وَجَدَنِي نَائِمًا ضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ، فَإِذَا رَأَى مِنِّي كَسَلًا قَالَ: يَا بُنَيَّ أَنَا أَقُومُ عَنْكَ. قَالَ: فَيَقُومُ يُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ. وَيَقُولُ لِأَخِي إِذَا رَأَى مِنْهُ كَسَلًا يَقُولُ أَنَا أَقُومُ عَنْكَ، فَيَقُومُ يُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ وَأَبُو الطَّاهِرِ [4] وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالُوا: أنبا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ عَنِ ابن سعيد عن عبد الرحمن ابن الْقَاسِمِ [5] : أَنَّ ابْنَ الضَّحَّاكِ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ بَعَثَ إِلَيْهِمْ فِي الْمَسْجِدِ بِكِتَابٍ يُشْهِدُهُمْ عَلَى مَا فِيهِ، قَضَاءٌ قَضَى بِهِ. فَقَامَ إِلَيْهِ الْقَاسِمُ فدخلت معه المقصورة،
فَصَلَّى مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَنْتَ كَتَبْتَ هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي أَرْسَلْتَ بِهِ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ لِلْقَاسِمِ: أَلَمْ تَرَ مَا أَحْسَنُهُ؟ قَالَ الْآخِرُ: أَفَهَذَا أَنْتَ كَتَبْتَهُ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ مَا أَحْسَنَهُ. قَالَ: قُلْتُ بَلَى. قَالَ: فَأَنَا كَتَبْتُهُ فَاشْهَدْ عَلَى مَا فِيهِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ وَأَبُو الطَّاهِرِ وَيُونُسُ قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ [1] عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أراد سفر كَتَبَ وَصِيَّتَهُ ثُمَّ طَبَعَ عَلَيْهَا ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وقال: اشْهَدْ عَلَى مَا فِيهَا إِنْ حَدَثَ عَلَيَّ حدث فإذا قدم قبضها منه. قال: وقال ابْنُ وَهْبٍ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ فِي رَجُلٍ كَتَبَ وَصِيَّتَهُ فَطَبَعَ عَلَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى نَفَرٍ وَأَشْهَدَهُمْ أَنَّ مَا فِيهَا مِنْهُ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لَا يَفُضُّوا خَاتَمَهُ حَتَّى يَمُوتَ. قَالَ: ذَلِكَ جَائِزٌ [2] إِذَا أَشْهَدَهُمْ أَنَّ مَا فِيهَا مِنْهُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ: أَنَّ أَبَا قُلَابَةَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَشْهَدَ عَلَى الصَّحِيفَةِ الْمَخْتُومَةِ. وَقَالَ: لَعَلَّ فِيهَا جَوْرٌ. حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا (263 أ) خَالِدٌ [3] عَنْ يُونُسَ [4] عَنِ الْحَسَنِ [5] أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ شَهَادَةَ الرَّجُلِ عَلَى الْوَصِيَّةِ فِي صَحِيفَةٍ مختومة
باب
حَتَّى يَعْلَمَ مَا فِيهَا. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ هِشَامٍ [1] عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَا تَشْهَدْ عَلَى صَحِيفَةٍ حَتَّى تَعْلَمَ مَا فِيهَا، فَإِنْ كَانَ عَدْلًا شَهِدْتَ، وَإِنْ كَانَ جَوْرًا لَمْ تَشْهَدْ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا جَرِيرٌ [2] عَنْ مُغِيرَةَ [3] عَنْ حَمَّادٍ [4] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [5] فِي الرَّجُلِ يَخْتِمُ عَلَى وَصِيَّتِهِ وَقَالَ اشْهَدُوا عَلَى مَا فِيهَا. قَالَ: لَا يَجُوزُ حَتَّى يَقْرَأَهَا أَوْ تُقْرَأَ عَلَيْهِ فَيُقِرُّ بِمَا فِيهَا. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ [6] عَنْ رَجُلٍ كَتَبَ وَصِيَّتَهُ فَخَتَمَ عَلَيْهَا فَقَالَ اشْهَدُوا عَلَى مَا فِيهَا. كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى يُبْطِلُهَا. قَالَ سُفْيَانُ: وَالْقُضَاةُ لَا يُجِيزُونَهَا. بَابٌ «حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المنذر قال: حدثنا يحي بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: طَلَبْتُ مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَحَادِيثَ أَبِيهِ. قَالَ: فَأَخْرَجَ إِلَيَّ فَقَالَ: فِي هَذَا أَحَادِيثُ أَبِي صَحَّحْتُهُ وَعَرَفْتُ مَا فِيهِ فَخُذْهُ [عَنِّي] وَلَا تَقُلْ كما يقول هؤلاء حتى
أَعْرِضَهُ» [1] . «حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ- يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَكِيمٍ الْهَمْدَانِيَّ- قال: حدثني هبيرة ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانُوا إِذَا أَكْثَرُوا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَتَاهُمْ بِمَجَالٍ فَقَالَ: هَذِهِ كَتَبْتُهَا ثُمَّ قَرَأْتُهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» [2] . «حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا [أَبُو] [3] ضَمْرَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ كَانَ يُؤْتَى بِالْكِتَابِ مِنْ كُتُبِهِ، فَيَتَصَفَّحُهُ وَيَنْظُرُ فِيهِ ثُمَّ يَقُولُ: هَذَا حَدِيثِي أَعْرِفُهُ خُذْهُ عَنِّي» [4] . «قَالَ [5] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَمُطَرِّفٌ [6] قَالا: ثنا مَالِكُ بن أنس قال: قال لي يحي بْنُ سَعِيدٍ [7] : اكْتُبْ لِيَ أَحَادِيثَ الْأَقْضِيَةِ مِنْ أَحَادِيثِ ابْنِ شِهَابٍ؟ قَالَ: فَكَتَبْتُ ذَلِكَ لَهُ. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي صَحِيفَةٍ صَفْرَاءَ، فَقِيلَ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَعَرَضَ ذَلِكَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: هُوَ أَفْقَهُ مِنْ ذَلِكَ» [8] (263 ب) .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ قَالَ: قَالَ لي يحي بْنُ سَعِيدٍ: اكْتُبْ لِي مِائَةَ حَدِيثٍ مِنْ حديث ابن شهاب، انتفاها لَهُ، قَالَ: وَأَعْطَانِي رَقًّا قَدِيمًا قَدِ اصْفَرَّ، قال: أراه كان عنده وهو شباب. قال: فكتبت لَهُ تِلْكَ الْأَحَادِيثَ حَتَّى مَلَأْتُهُ، وَتَثَبَّتُّهُ لَهُ. قَالَ مَالِكٌ: وَقَلَّ رَجُلٌ كُنْتُ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ مَاتَ حَتَّى كَانَ يَجِيئُنِي فَيَسْتَفْتِينِي. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ [1] بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ: جَاءَ ابْنُ جُرَيْجٍ بِصَحِيفَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ هَذِهِ أَحَادِيثُ أَرْوِيهَا عَنْكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَذَهَبَ، فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ غَيْرَهَا» [2] . «حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ قَالَ: أَخَذْتُ مِنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ [3] كُتُبًا لَمْ أَعْرِضْهَا عَلَيْهِ، وَأَنَا أُحَدِّثُ بِهَا عَنْهُ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: ولقد كان يحي بْنُ سَعِيدٍ [4] يَكْتُبُ إِلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، [فيقول] حدثني يحي بْنُ سَعِيدٍ، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ يَكْتُبُ اليه فيقول
حَدَّثَنِي هِشَامٌ» [1] . «حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ: كَتَبَ ابْنُ جُرَيْجٍ إِلَى [ابْنِ] أَبِي سَبُرَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِأَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِ وَخَتَمَ عَلَيْهَا» [2] . «حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رأى ابن جريج أبان ابن [3] أَبِي عَيَّاشٍ بِكِتَابٍ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُكَ فَأَجِزْهُ لِي. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَخَذَ الْكِتَابَ وَذَهَبَ» [4] . حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال: ثنا أَبُو مِسْهَرٍ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [6] قَالَ: رَأَيْتُ يَزِيدَ بْنَ يَزِيدَ بْنَ جَابِرٍ يَعْرِضُ عَلَى الزُّهْرِيِّ. «حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ الْحَرَّانِيُ قَالَ: ثنا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ [7] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ مَنْصُورٌ [8] بحديث، فلقيته،
فقلت: أحدث به عنك؟ قال: أو ليس إِذَا كَتَبْتُ إِلَيْكَ فَقَدْ حَدَّثْتُكَ. [قَالَ] : وَسَأَلْتُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ. حدثنا محمد بن المصفى (264 أ) قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَيُّوبَ وَغَيْرِهِ قَالَ: إِذَا كَتَبَ الْعَالِمُ إِلَيْكَ فَقَدْ حدثك» [1] . حدثنا يحي بن يحي [2] حَدَّثَنَا أَبُو مِعْشَرٍ الْعَطَّارُ [3] عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ أَخْبَرَنِي أَبُو مُجَلِّزٍ [4] أَنَّ بَشِيرَ بْنَ نُهَيْكٍ كَانَ يَكْتُبُ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ مِمَّا يَسْمَعُ مِنْهُ، فَلَمَّا أَرَادَ بَشِيرٌ أَنْ يَرْتَحِلَ مِنْ عِنْدِهِ أَتَاهُ بِمَا كَتَبَ عَنْهُ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: نَعَمْ. «حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَطَاءٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ [6] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَرْضُ الْكِتَابِ وَالْحَدِيثِ سَوَاءٌ» [7] . «حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ: عَرَضْنَا عَلَى الشَّعْبِيِّ أَحَادِيثَ الْفِقْهِ فأجازها» [8] . حدثنا سليمان بن محمد بن يحي بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: ثنا هِشَامُ
ابن عُرْوَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي يَسْتَعْرِضُنَا الْحَدِيثَ كَمَا يَسْتَعْرِضُ الْكِتَابَ. «حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَنْصُورٍ، قُلْتُ لَهُ: أَقُولُ حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ؟ قَالَ: نَعَمْ» [1] . «حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ [2] قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُقْرَأُ عَلَيْهِ الْعِلْمُ» [3] . «حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: قِرَاءَتُكَ عَلَى الْعَالِمِ وَقِرَاءَتُهُ عَلَيْكَ سَوَاءٌ. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِشَرِيكٍ [4]- أَوْ سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ شَرِيكًا- فَقَالَ: وَهَلْ هُوَ إِلَّا سَوَاءٌ» [5] . «حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [6] قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ [7] : قَرَأْتُ الْعِلْمَ عَلَى الزُّهْرِيِّ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْهُ قُلْتُ: أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ؟ قَالَ: وَمَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا غَيْرِي» [8] . حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ مَعْمَرٌ: رَأَيْتُ أَيُّوبَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ العلم فيجيزه. وكان منصور ابن المعتمر لا يرى بالعرض بأسا.
وَأَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ- رَجُلًا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ- يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ وَعَرَضَ عَلَيْهِ كِتَابًا مِنْ عِلْمٍ فَقَالَ: أُحَدِّثُ بِهَذَا عنك يا ابا بكر؟ فقال: نعم (264 ب) مَنْ حَدَّثَكُمُوهُ غَيْرِي. «حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: لَمَّا عَرَضْنَا الْمُوَطَّأَ عَلَى مَالِكٍ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ [1] . قَالَ: وَأَقُولُ حَدَّثَنِي مَالِكٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا رَأَيْتَنِي فَرَّغْتُ نَفْسِي لَكُمْ وَسَمِعْتُ إِلَى عَرْضِكُمْ وَأَقَمْتُ سَقْطَةُ وَزَلَلَهُ؟ فَمَنْ حَدَّثَكُمْ غَيْرِي؟ نَعَمْ حَدِّثْ بِهَا عَنِّي، وَقُلْ حَدَّثَنِي مَالِكٌ» [2] . حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قال: ثنا أحمد قال: ثنا يحي عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: سَأَلْتُ مَنْصُورًا وَأَيُّوبَ عَنِ الْقِرَاءَةِ فَقَالَا جَيِّدٌ- يَعْنِي قِرَاءَةَ الْحَدِيثِ-. قَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَوْفٌ [3] : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ الْحَسَنَ [4] فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ إِنَّ مَنْزِلِي نَاءٍ، وَالِاخْتِلَافُ شَقَّ عَلَيَّ وَمَعِي أَحَادِيثُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عُرِضَتَ بِالْقِرَاءَةِ فَإِنَّهَا قُرِأَتْ عَلَيْكَ. فَقَالَ: مَا أُبَالِي قُرِأَتْ عَلَيَّ فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ حَدَّثَنِي أَوْ حَدَّثْتُكَ بِهِ. قَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ فَأَقُولُ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ؟ قَالَ: نَعَمْ فَقُلْ حَدَّثَنِي الْحَسَنُ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أنبأ مَعْمَرٌ عَنْ منصور ويوب والزهري أنهم كانوا يرون العرض. حدثني علي بن عثمان بن نفيل قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن
عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ أَبِي السَّائِبِ يَعْرِضُ عَلَى مَكْحُولٍ. حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أخبرني مالك ابن أَنَسٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: قَالَ أَبِي: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ حَدِيثُ السِّنِّ، وَإِنَّكَ تُجَالِسُ النَّاسَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يَسْأَلُ النَّاسُ عَنْهُ وَلَا تَسْأَلْ. فَإِنْ فَاتَكَ شَيْءٌ مِنْ أَوَّلِ الْحَدِيثِ فَإِنَّكَ تَسْتَدِلُّ عَلَى أَوَّلِهِ بِآخِرِهِ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ: كُنَّا نَأْتِي الْأَعْمَشَ فَيُحَدِّثُنَا، فَإِذَا قَامَ الْأَعْمَشُ اجْتَمَعْنَا إِلَى فُلَانٍ- قَالَ: إنسانا مكفوفا أَظُنُّهُ قَدْ سَمَّاهُ ابْنُ نُمَيْرٍ-، قَالَ: فَأَمْلَى عَلَيْنَا عَلَى مَا حَدَّثَنَا بِهِ الْأَعْمَشُ. «وَسَمِعْتُ بِشرَ بْنَ الْأَزْهَرِ النَّيْسَابُورِيَّ يَقُولُ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ إِذَا ذَكَرَ سَمَاعَهُ مِنَ الْأَعْمَشِ قَالَ: دِيبَاجُ الْأَعْمَشِ لَوْلَا أَنَّهُ مَرْقُوعٌ كُنَّا إِذَا قُمْنَا مِنْ عِنْدِ الْأَعْمَشِ رَقَّعْنَاهُ بَعْضُنَا مِنْ بَعْضٍ نُصَحِّحُهَا» [2] . «وَسَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حرب (265 أ) قال: قدم يحي بْنُ سَعِيدٍ [3] عِنْدَنَا، فَكَانَ يُحَدِّثُهُمْ، وَكَانَ أَصْحَابُنَا لَا يَكْتُبُونَ، فَلَمَّا كَانَ [4] بَعْدُ كَتَبُوا. قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ: قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وغيره: انا همنا ان نكتب حديث يحي بْنِ سَعِيدٍ فَلَوْ حَضَرْتَنَا. قَالَ حَمَّادٌ: فَحَضَرْتُهُمْ، وتذاكرنا حديثه
باب
[بَعْدُ] فَكَتَبُوا» [1] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ أَبُو مُعَاوِيَةَ الْعَائِشِيُّ قال: كان يحي بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ لَا يُمْلِي، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا الْبَصْرَةَ أَتَيْنَاهُ، فَكَانَ لَا يُمْلِي عَلَيْنَا، وَكَانَ يُحَدِّثُ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قَعَدْنَا على باب الدار فتذاكرنا بيننا ذا عَنْ ذَا وَذَا عَنْ ذَا. قَالَ: قُلْتُ: أَرَانِي آخُذُ دِينِي عَنْكُمْ، فَتَرَكْتُهَا فَلَمْ آخُذْ مِنْهَا شَيْئًا، فَرَوَاهُ أَصْحَابُنَا كُلُّهُمْ. قَالَ يَزِيدُ: قَالَ لِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: سَمِعْتُ حَدِيثَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ بَيْنَنَا مُرَاجَعَةً. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: ثنا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى الزُّهْرِيِّ وَإِلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، فَيَقُولُ الزُّهْرِيُّ قَالَ ابْنُ عُمَرَ كَذَا وَكَذَا. فَإِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ، جَلَسْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: الَّذِي ذَكَرْتَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَنْ أَخْبَرَكَ بِهِ؟ قَالَ: ابْنُهُ سَالِمٌ. بَابٌ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حنبل قال: حدثنا يحي بْنُ سَعِيدٍ [2] قَالَ: سَأَلْتُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ فِي الْإِنْسَانِ لَا يُجْنِبُ. فلم يعرفه. قال يحي: أردناه- يَعْنِي ابْنَ أَبِي خَالِدٍ- عَنْ أَبِيهِ فَأَبِي. قَالَ: يَعْنِي فِي حَدِيثِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الشهر تسعة وعشرون. قال يحي [3] قَالَ: شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَكَمُ [4] حَدِيثَ مِقْسَمٍ [5] في
الحجامة والصيام من مقسم. قال يحي: حدثنا شعبة عن الحكم قال: كان يحي بْنُ الْجَزَّارِ [1] يَغْلُو- يَعْنِي فِي التَّشَيُّعِ. قَالَ يحي: تَرَكَ شُعْبَةُ [2] حَدِيثَ الْحَكَمِ فِي «الْجُنُبِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ تَوَضَّأَ» تَرَكَ مِنَ الْحَدِيثِ «يأكل» . قال يحي: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بِالْكُوفَةِ فِي حَيَاةِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ عُمَرَ فِي بَيْضِ النَّعَامِ. قَالَ أنس: (265 ب) هَذَا مِنْ حَدِيثِهِ الْعَتِيقِ- يُضَعِّفُهُ-. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ [4] يَقُولُ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ قَالَ عُمَرُ فِي بَيْضِ النَّعَامِ تُمْنِهِ [5] ؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: مِمَّنْ سَمِعْتَهُ؟ قَالَ لَا أَدْرِي. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أحمد بن حنبل قال: حدثنا حجاج [6] قال: سَمِعْتُ أَبَا إِسْرَائِيلَ [7] قَالَ: أَوَّلُ يَوْمٍ عَرَفْتُ فِيهِ الْحَكَمَ يَوْمَ مَاتَ الشَّعْبِيُّ. قَالَ: جَاءَ إِنْسَانٌ يَسْأَلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالُوا عَلَيْكَ بِالْحَكَمِ بن عتيبة.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا حَجَّاجٌ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ أَدْرَكَ رَفِيعٌ- يَعْنِي أَبَا الْعَالِيَةِ- عَلِيًّا وَلَكِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا. حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثنا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [1] قَالَ: كَانَ فِيمَا جَاءَ بِهِ عُرْوَةُ [2] الْبَارِقِيُّ إِلَى شُرَيْحٍ مِنْ عِنْدِ عُمَرَ [3] أَنَّ الْأَصَابِعَ سَوَاءٌ الْخِنْصَرُ وَالْإِبْهَامُ، وَإِنَّ جُرْحَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ سَوَاءٌ فِي السِّنِّ وَالْمُوضِحَةِ، وَمَا خَلَا ذَلِكَ فَعَلَى النِّصْفِ، وَإِنَّ فِي عَيْنِ الدَّابَّةِ رُبُعَ ثَمَنِهَا، وَإِنَّ أَحَقَّ أَحْوَالِ الرِّجَالِ يَصْدُقُ عَلَيْهَا عِنْدَ مَوْتِهِ فِي وَلَدِهِ إِذَا أَقَرَّ بِهِ. قَالَ مُغِيرَةُ: وَنَسِيتُ الْخَامِسَةَ حَتَّى ذَكَّرَنِي عِنْدَهُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا وَرِثَتْهُ مَا دَامَتْ فِي الْعِدَّةِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [4] وَقَبِيصَةُ [5] قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ [6] عَنْ عَطَاءٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَأْخُذَ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَاهَا. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: قَالَ وَكِيعٌ: سَأَلْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ عَنْهُ فَلَمْ يَعْرِفْهُ وَأَنْكَرَهُ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ يَبْلُغُ [بِهِ] النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا يَأْخُذُ مِنَ المختلعة أكثر مما
أَعْطَاهَا [1] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ (266 أ) إِنِّي أُبْغِضُ زَوْجِي وَأُحِبُّ فِرَاقَهُ. قَالَ: أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ الَّتِي أَصْدَقَكِ؟ - قَالَ: وَكَانَ أَصْدَقَهَا حَدِيقَةً- قَالَتْ: نَعَمْ وَزِيَادَةٌ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا زِيَادَةٌ مِنْ مَالِكِ فَلَا، وَلَكِنِ الْحَدِيقَةُ. قَالَتْ: نَعَمْ. فَقَضَى بِذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّجُلِ، فَأُخْبِرَ بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: قَدْ قَبِلْتُ قَضَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [2] . حدثني بكر بن خلف أخبرنا ابو عاصم [3] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: اشْتَرَيْتُ ثَوْبًا مِنْ رَجُلٍ بِدِينَارٍ إِلَّا دِرْهَمًا فَقُلْتُ أَعْطِنِي دِرْهَمًا وَلَكَ عِنْدِي دِينَارٌ؟ قَالَ: لَا يَصْلُحُ. قَالَ بَكْرٌ: وَحَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: وَأَمَّا سُفْيَانُ فَحَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَشْتَرِيَ الثَّوْبَ بِدِينَارٍ إِلَّا دِرْهَمًا. حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَهْدِيٍّ [4] قَالَ: حدثنا هشام بن يوسف [5] عن
ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سُئِلَ عَطَاءٌ: رَجُلٌ ابْتَاعَ ثَوْبًا بِدِينَارٍ إِلَّا دِرْهَمًا فَقَالَ أُعْطِيكَ دِرْهَمًا لِيَكُونَ لِي عَلَيْكَ دِينَارٌ حَتَّى أَقْبِضَهُ مِنْكَ بَعْدُ؟ قَالَ: لَا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: ابْتَعْتُ مِنْ أَمِيرٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ صَدَقَةَ بَطْنٍ مِنْ بُطُونِ الْعَرَبِ بَعْدَ مَا قَبَضَ الْمُصَدِّقُ ذَلِكَ الْبَطْنَ وَحَازَهَا إِلَيْهِ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ، وَلَمْ أَقْبِضْهَا أَنَا، فَقَالَ وَلِّنِيهَا بِالثَّمَنِ وَلَا تُسْرِفْ عَلَيَّ فِيهَا شَيْئًا؟ قَالَ: لَا حَتَّى تَقْبِضَ ذَلِكَ بَيْعٌ، قَالَ: فَلَا بَيْعَ حَتَّى تَقْبِضَ. قُلْتُ: إِنِّي لَمْ أَرْبَحْ عليه. قال: ولا توليها حَتَّى تَقْبِضَهَا فَإِنَّ ذَلِكَ بَيْعٌ. قُلْتُ لَهُ: أَشْرِكْهُ فِيهَا بِثُلُثِهَا وَلَمْ أَقْبَضْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ لَيْسَ بِهَذَا بَأْسٌ. قُلْتُ: فَلِمَ يَخْتَلِفَانِ؟ قَالَ: لأنه إذا أعطاها إياه بالثمن فَقَدْ بَاعَهَا وَذَهَبَتْ مِنْهُ، وَإِذَا أَدْخَلَهُ مَعَهُ بشرك (266 ب) فَإِنَّمَا هُوَ شَرِيكٌ حِينَئِذٍ أَشْرَكَهُ وَأَدْخَلَهُ مَعَهُ، وَلَمْ يَهَبْهُ إِيَّاهَا فَسَمَّاهَا شِرْكًا فَذَلِكَ كَذَلِكَ.
المجلد الثالث
[المجلد الثالث] [تتمة تراجم الرجال] بَابٌ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ [2] عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ» [3] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ» . حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [5] فِي آخِرِ كِتَابِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ [6] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَتْهُ عَائِشَةُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ الْيَمِينِ» . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ فِي كِتَابِ يُونُسَ فِي الْأَصْلِ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ الله عز وجل وكفارته كفارة يمين» .
حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْأُمَوِيُّ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ خَالِدٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَت: لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَأَعْطَانِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ [2] كِتَابًا فَكَتَبْتُ مِنْهُ: حَدَّثَنِي أَخِي عن سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ- الَّذِي يَسْكُنُ الْيَمَامَةَ- حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ يُخْبِرُ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَفَّارَتُهَا كَفَّارَةُ يَمِينٍ» . فَلَمْ يَقْضِ لِي سَمَاعُهُ مِنَ ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ فَقَالَ لِي: هَذَا سَمَاعِي مِنْ أَخِي أَبِي بَكْرٍ فاحمله عني. فذكرت هذا الحديث (267 أ) لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ وَقُلْتُ لَهُ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ سُلَيْمَانَ [3] بْنَ بِلَالٍ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ [4] بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ. قَالَ أَحْمَدُ: إِنَّمَا قِيلَ لَهُ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ فَجَعَلَهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَإِلَّا فَلَيْسَ فِي أَصْلِ كِتَابِ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، وَلَكِنَّا نَظُنُّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَسْقَطَ الزُّهْرِيَّ. حَدَّثَنِي مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا أَبَانٌ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا يحيى [6] عن
باب
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَعْصِهِ» . حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ قَالَ: حدثنا محمد بن حرب [1] قال: حدثنا.... [2] عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنُ مُحَمَّدٍ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ وَابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَيْلِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَعْصِهِ» . حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عُمَرُ [3] عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَلَا يَعْصِهِ» . بَابٌ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ [4] عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ أَبِي ربيعة [5] عن
الأعرج [1] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجَزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقَدْ قَدَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، وإياك واللو (267 ب) فَإِنَّ اللَّوَّ يَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ رَبِيعَةَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: - وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَبِيعَةَ فَلَمْ أُتْقِنْهُ- قَالَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَفْضَلُ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَكُلٌّ إِلَى خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجَزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ قَدَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوَّ فَإِنَّ اللَّوَّ يَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ رَبِيعَةَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَكُلٌّ فِي خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَلَا تَعْجَزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ قَدَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا شَاءَ صَنَعَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوِّ، فَإِنَّ اللَّوَّ يَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. ثُمَّ قَالَ: سَمعْتُهُ مِنْ رَبِيعَةَ وَحَفِظْتُهُ عَنْ مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنِي محمد بن عبد الله بن نمير قال: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [3] قَالَ: أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ التَّيْمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: المؤمن القوي
باب
خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِذَا أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَّرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، وَإِيَّاكَ وَاللَّوَّ فَإِنَّ اللَّوَّ يَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. بَابٌ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [1] عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَسْتَبْرِئُ الْإِمَاءَ بِحَيْضَةٍ. قَالَ حَمَّادٌ: وَكَانَ أَيُّوبُ قَبْلَ ذَلِكَ قَالَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ حَيْضَةٌ. قَالَ حَمَّادٌ: فَسَأَلْتُ عَنْهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ الرحمن السراج فحدثاني عن نافع (268 أ) أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ حَيْضَةٌ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن سُلَيْمَانَ بْنِ يَعْقُوبَ الرِّيَاحِيِّ. قَالَ: فَلَقِيتُ سُلَيْمَانَ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَوْصَى إِلَي رَجُلٍ وَأَوْصَى بِبَدَنِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا أَوْصَى إِلَيَّ وَأَوْصَى بِبَدَنِهِ فَهَلْ تَجْزِئُ عَنِّي بَقَرَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمّ قَالَ: مَنْ صَاحِبُكُمْ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي رَيَاحٍ. قَالَ: وَمَتَى اقْتَنَى بَنُو رَيَاحٍ الْبَقَرَ إِلَى الْإِبِلِ، وَهُمْ صَاحِبُكُمْ إِنَّمَا الْبَقَرُ لِلْأَزْدِ وَعَبْدِ الْقَيْسِ. قَالَ حَمَّادٌ: وَكَانَ أَيُّوبُ وَأَصْحَابُنَا يُعْجِبُهُمْ هَذَا الْحَدِيثُ. «سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ حَدِيثِ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ. قَالَ: لَيْسَ مِنْ ذَاكَ شَيْءٌ إِنَّمَا أراد حديث حبيب عن ميمون
باب
عَنْ يَزِيدَ [1] بْنِ الْأَصَمِّ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ مُحْرِمًا» [2] . بَابٌ «حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: قَالَ لِي يَحْيَى [4] : مَا بَقِيَ مِنْ مُعَلِّمِيَّ الَّذِينَ كُنْتُ تَعَلَّمْتُ مِنْهُمْ غَيْرُ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ سُفْيَانُ إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ. قَالَ: سُفْيَانُ إِمَامُ الْقَوْمِ [5] مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ عَلِيّ: وَسَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ يَقُولُ- وَقَالَ [6] بِيَدِهِ إِلَى الْأَرْضِ-: مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ يُشْبِهُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنَ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَأَقُومُ فَأَسْمَعُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ بِهِ فَلَا أَكْتُبُهُ» [7] . حَدَّثَنَا رَجُلٌ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ: عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [8] عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن [9] في المغنيات. فقيل لِي أَنَّ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي حُصَيْنٍ، فَقَدِمْتُ مَكَّةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا محمد شيئا حدثناه شعبة عن
غَيْلَانَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [1] ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: أَلَا أحدثك. فتركته يومئذ تواضعا. حدثني الْعَبَّاسُ [2] قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ الثِّقَةُ عَنْ مَنْصُورٍ [3] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: هَذَا سَنَدٌ عَرَبِيٌّ. قَالَ الْعَبَّاسُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى [5] : قُلْتُ لِحَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ: هَذَا الَّذِي تَقُولُ فِي نَسَبِ إِبْرَاهِيمَ؟ فَأَنْكَرَهُ قَالَ: هُوَ مِنَّا. وَسَمِعْتُ ابْنَ دَاوُدَ يُنْكِرُ ذَلِكَ إِنْكَارًا شَدِيدًا. قَالَ الْعَبَّاسُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ دَاوُدَ يَوْمًا وَهُمْ يَذْكُرُونَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ. قَالَ: فَإِذَا ابْنُ دَاوُدَ يَقُولُ هُوَ مِنَّا. قَالَ: مَحْلُوتٌ [6] وَهُوَ فِي ذَلِكَ. قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ عِنْدَنَا فِي هَذَا علم. قَالَ: اسْكُتُوا. فَقُلْتُ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ فَقُلْتُ: مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ فَقَالَ: يُخْتَلَفُ فِينَا قَوْمٌ يَقُولُونَ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَقَوْمٌ يَقُولُونَ إِخْوَةُ تَمِيمٍ. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابٌ [7] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا سِنَانٍ الشَّيْبَانِيَّ فَقَالَ لِي: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي ثَوْرٍ. قَالَ: مِنْ بَنِي ثَوْرِ أَطْحَلَ [8] أو ثور همدان؟ قلت: بل ثور
هَمْدَانَ. قَالَ: إِنَّ طَرِيقَكَ لَشَاسِعٌ فَاقْطَعْ طَرِيقَكَ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ [1] يَقُولُ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ فِي الْعَرَبِ والموالي. فقال: ذاكرتك من ذا شيء قَطُّ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ [2] عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَّامٍ قَالَ: أَخَذَ مِنِّي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ كُتُبَ أَخِي زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَرْبِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ: كُلُّ شَيْءٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ فَإِنَّمَا هُوَ كِتَابٌ. وَاسْمُ أبي سلام ممطور الحبشي قيل من اليمن. قال أحمد: وحدثنا عبد الرحمن بن مهدي عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ أَيُّوبُ لِمَطَرٍ [3] : عَمَّنْ كَانَ يُحَدِّثُ أَبُو الْخَطَّابِ عَنْ عَلِيٍّ؟ قَالَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. قَالَ: هَاتِ. قَالَ: فَمَا جَاءَ إِلَّا بِبَابٍ أَوِ اثْنَيْنِ. قَالَ: فَقَالَ أَيُّوبُ: عَنْ جُلَاسٍ [4] . قَالَ أَيُّوبُ: قَدْ رَأَيْتُ جُلَاسًا فَرَأَيْتُ مَعَهُ صُحُفًا. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ يَحْيَى بْنُ سعيد (269 أ) قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو بِشْرٍ [5] مِنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ [6] . وَكَانَ شُعْبَةُ يُضَعِّفُ حَدِيثَ أبي
بِشْرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ. قَالَ يَحْيَى: مُطَرِّفٌ [1] أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ. قَالَ أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ يَسْمَعِ الأعمش حديث إبراهيم في الضحك. قال: قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِلْأَعْمَشِ: حَدِيثُ الْبُنْدُقَةِ لَيْسَ مِنْ حَدِيثِكَ؟ قَالَ: مَا أَصْنَعُ لَمْ يَتْرُكُونِي. قَالُوا إِنَّ شُعْبَةَ حَدَّثَ بِهِ عَنْكَ. قَالَ يَحْيَى: فِي أَحَادِيثِ سَمُرَةَ [2] الَّتِي يَرْوِيهَا الْحَسَنُ [3] سَمِعْنَا أَنَّهَا مِنْ كِتَابٍ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ صَحِيفَةِ جَابِرٍ [4] . قَالَ يَحْيَى [5] : وَسَمِعْتُ التَّيْمِيَّ [6] قَالَ: أَخَذَهَا فُلَانٌ وَفُلَانٌ قَالُوا لِي خُذْهَا قُلْتُ لَا. قَالَ يَحْيَى: قُلْتُ لِمَالِكٍ: مَا تَقُولُ فِي شُعْبَةَ- يَعْنِي مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ- قَالَ: لَمْ يَكُنْ شَبِيهَ الْقُرَّاءِ [7] . قَالَ يَحْيَى: قَالَ شُعْبَةُ: أَتَانِي سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ وَابْنُ عَوْنٍ [8] يَعُودَانِي وَأُمِّيَ، فَقَالَ التَّيْمِيّ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ [9] قَالَ يَقُولُ ابْنُ عَوْنٍ قَدْ رأيت
أَبَا نَضْرَةَ. فَقَالَ التَّيْمِيُّ فَمَا رَأَيْتُ. «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ مِنَ الْأَعْمَشِ» [1] . قَالَ مُحَمَّدٌ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: وَلَا بَأْسَ أَنْ يَتَزَوَّجَ الْمُحْرِمُ: لَيْسَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ جَرِيرٍ [2] إِلَّا مَنْ يُرِيدُ شَيْنَ جَرِيرٍ، إِنَّمَا هُوَ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ [أَبِي] [3] كَثِيرٍ لِكَتْبِ الْحَدِيثِ عَنْهُ، فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ لِي: اكْتُبْ لِي حَدِيثَ كَذَا وَحَدِيثَ كَذَا. قُلْتُ: يَا أَبَا نصر وَمَا تَصْنَعُ بِالْكِتَابِ؟ قَالَ: اكْتُبْ أَيُّهَا الرَّجُلُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ كَتَبْتَ فَقَدْ عَجَزْتَ، أَوْ قَالَ ضَيَّعْتَ. قَالَ عَلِيٌّ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي إِبْرَاهِيمَ [4] مَنْصُورٌ [5] وَالْحَكَمُ [6] ، كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يَقُولُ: هُمَا سَوَاءٌ لَا نُفَضِّلُ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ فُضَيْلُ بن عمرو [7] عن [8] سليمان الأعمش.
وَحَدَّثَنِي الْفَضْلُ [1] قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [2] وقيل له: إذا اختلف (269 ب) مَنْصُورٌ وَالْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فَبِقَوْلِ مَنْ تَأْخُذُ؟ قَالَ: بِقَوْلِ مَنْصُورٍ، فَإِنَّهُ أَقَلُّ سَقْطًا. قَالَ أَحْمَدُ وَعَلِيٌّ: قَالَ يَحْيَى [3] : قَالَ سُفْيَانُ: كُنْتُ إِذَا حَدَّثْتُ الْأَعْمَشَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: فَإِذَا قُلْتُ «مَنْصُورٌ» سَكَتَ. قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: قَالَ لِي كَهْمَسٌ [4] : أَنْكَرْنَاهُ- يَعْنِي الجريريّ- أيام الطاعون. قال: وقال هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: هُوَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَتِي- يَعْنِي ابْنَ إِسْحَاقَ وَيَعْنِي فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ امْرَأَةَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ-. قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [5] قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ: كَانَ غَيْلَانُ [6] وَالْهَيْثَمُ [7] يَكْتُبَانِ عِنْدَ جَابِرٍ [8] ، فَقَالَ جَابِرٌ: أَتَكْتُبَانِ؟! وَقَامَ فَدَخَلَ. فَقَالَ الْهَيْثَمُ: مَا نَكْتُبُ. فَقَالَ غَيْلَانُ: لَمْ يَقُلْ مَا كَتَبْتُ، قَالَ مَنْ يَكْتُبُ مَنْ يَكْتُبُ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْهَيْثَمِ قَالَ: تَزَوَّجَ بَقَّالٌ عندنا امرأة على درهم فاشتروا بدانقين روسا
وَاشْتَرَوْا بَقْلًا وَشَيْئًا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ [1] فِي الْخَضِرِ لَيْسَ فِيهِ زَكَاةٌ. فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ. سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ الضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ يَذْكُرُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمٍ [2] عَنْ أَبِي رَزِينٍ [3] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمُرْتَدَّةِ. قَالَ: تُسْتَحْيَا [4] . قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُقْتَلُ. قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: بَلَغَنِي أَنَّ سُفْيَانَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَوْ بَلَغَهُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ سُفْيَانَ عَنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ فِي الْمُرْتَدَّةِ. قَالَ: أَمَّا مِنْ ثِقَةٍ فَلَا. وَالْحَدِيثُ كَانَ يَرْوِيهِ أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْمَرْأَةِ إِذَا ارْتَدَّتْ قَالَ: تُحْبَسُ وَلَا تُقْتَلُ. قَالَ عَلِيٌّ: لَا أَعْلَمُ أَحَدًا يَرْوِي في المسند (270 أ) عَنْ إِبْرَاهِيمَ [5] مَا رَوَى الْأَعْمَشُ، وَمُغِيرَةُ [6] كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ مَا سَمِعَ مِنْهُ وَمَا لَمْ يَسْمَعْ، لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِهِ مِنْهُ حَمَلَ عَنْهُ وَعَنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ كَانَ أبو
مِعْشَرٍ [1] وَحَمَّادٌ [2] ، وَحَمَّادٌ فَوْقَ أَبِي مِعْشَرٍ، وَلَمْ أر ليحيى [3] في أبي معشر فيه رأي. قَالَ يَحْيَى: مَنْصُورٌ [4] أَثْبَتُ النَّاسِ عَنْ مُجَاهِدٍ، هُوَ أَثْبَتُ مِنَ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ. قَالَ عَلِيٌّ: سَأَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سُفْيَانَ [5] عَنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ [6] عَنْ أَبِي رَزِينٍ فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ ثِقَةٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ قَالَ: مَا حَدَّثَنِي سُفْيَانُ [7] عَنْ أَحَدٍ بِحَدِيثٍ، فَلَقِيتُهُ، فَسَأَلْتُهُ، إِلَّا كَانَ كَمَا حَدَّثَنِي بِهِ. وَحَدَّثَنِي سعيد بن أسد [8] قال: حدثنا ضمرة [9] عن ابْنِ شَوْذَبَ [10] قَالَ: سَمِعْتُ صِهْرًا لِأَيُّوبَ يَقُولُ: قَالَ أَيُّوبُ: مَا لَقِيتُ كُوفِيًّا أُفَضِّلُهُ عَلَى سُفْيَانَ. حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ: ثنا ضَمْرَةُ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي أَنْفَلِتُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ بِلَا لِي وَلَا عَلَيَّ، أَنَا أَطْلُبُ الْعِلْمَ الْيَوْمَ فَهَذَا لِأَيِّ شَيْءٍ هُوَ.
سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيَّ قَالَ: قَدِمَ سُفْيَانُ صَنْعَاءَ فِي تِجَارَةٍ. فَاشْتَرَى فِضَّةً، فَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً. قَالَ زَيْدٌ: قِيلَ لِابْنِ ثَوْرٍ [1] : إِنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُولُ: خَتَمْتُ عَلَى سَمَاعِي مِنْ سُفْيَانَ، سَمِعْتُهُ مَعَ هِشَامِ [بن] [2] يوسف فحتمت عَلَيْهِ حَتَّى نَسَخْتُهُ. فَقَالَ ابْنُ ثَوْرٍ: مَا رَأَيْتُهُ عِنْدَ سُفْيَانَ [3] ، وَلَقَدِ افْتَقَدْتُهُ أَيَّامًا قَدِمَ عَلَيْنَا سُفْيَانُ مَحْلُوقَ الرَّأْسِ ضَعِيفًا، فَقَالَ لِإِنْسَانٍ: مَا لَهُ؟ قَالَ: كَانَ مَرِيضًا. «حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ [4] يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا خَيْرًا مِنْ سُفْيَانَ [5] وَخَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ» [6] . قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: أَصْحَابُ الشَّعْبِيِّ أَبُو حُصَيْنٍ [7] ثُمَّ إِسْمَاعِيلُ [8] ثُمَّ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ثُمَّ الشَّيْبَانِيُّ [9] وَمُطَرِّفٌ [10] وَبَيَانٌ [11] ، طَبَقَةُ الشَّيْبَانِيِّ أَعْلَاهُمْ، وَمُغِيرَةُ [12] كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّعْبِيِّ رَوَى عَنْهُ فأجاد،
وزكريا بن أبي زائدة (270 ب) وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ طَبَقَةٌ، وَمَالِكُ بْنُ مَغْوَلٍ وَأَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ [1] وَابْنُ أَبْجَرَ [2] طَبَقَةٌ، وَأَشْعَثُ بْنُ سِوَارٍ [3] فَوْقَ جَابِرٍ [4] وَابْنُ سَالِمٍ [5] ، وَمُجَالِدٌ [6] فَوْقَ أَشْعَثَ بْنِ سِوَارٍ وَفَوْقَ أَجْلَحَ الْكِنْدِيِّ. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ قال: سمعت علي بن المديني يقول: كان الشعبي وَعُرْوَةُ [7] وعبيد الله بن عبد الله والزهري أمرهم واحد، أمرهم قريب بعضهم من بعض يخوضون في علم الناس قريب بعضهم من بعض، وكان قتادة يخوض في شيء من هذا ولا يبلغ ذاك، وكان الأعمش ان شئت قُلْتَ كَانَ أَقْرَبَ أَمْرًا مِنَ الزُّهْرِيِّ مِنْ قَتَادَةَ. سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ الْخَطَّابِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَوْلَانَا [8] إِسْحَاقُ بْنُ رَاشِدٍ قال: قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ عِنْدَهُ عِلْمٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ. قَالَ: هَاتِ حَدِّثْنِي عَنْهُ. قَالَ: قُلْتُ لَا أَحْفَظُ وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ جِئْتُكَ بِكِتَابٍ عِنْدِي. قَالَ: هَاتِهِ. قَالَ: فَجِئْتُهُ بِكِتَابٍ فَقَرَأَهُ فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا كُنْتُ أَرَى بَقِيَ أَحَدٌ يُحْسِنُ هَذَا. حدثني سعيد بن أسد قال: ثنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال:
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ يُكْثِرُ يَقُولُ: لَا نَفِدُ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له سليمان بْنُ مُوسَى: أَشْغَلَكَ أَكْلُ الزَّبِيبِ بِالطَّائِفِ. حَدَّثَنَا [1] مَكْحُولٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ جَارِيَةَ اللَّخْمِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَّلَ فِي الْبَدْأَةِ الرُّبُعَ بَعْدَ الْخُمُسِ، وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ بَعْدَ الْخُمُسِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ [3] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ قَالَ: سَمِعْتُ الْمَعْرُورَ بْنَ سُوَيْدٍ وَكَانَ يَقُولُ لِبَنِي أَخِيهِ: تَعَلَّمُوا مِنِّي شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَأُتِيَ بِجَارِيَةٍ. حدثني أبو بكر بن عبد الملك قال: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ لِلَّيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ: انْظُرْ ما سمعت من هذين الرجلين فاشدد يديك به- يعني طاووس ومجاهد- وإياك وجوالقيك [4] (271 أ) - يَعْنِي عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ إِذَا قَعَدَ إِلَى عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَنَّعَ رَأْسَهُ. «قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: كُنَّا عِنْدَ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ فَمَرَّ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فقام الناس عنه فاستحييت فجلست عنده.
وَقَالَ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: إِنَّكَ تُحَدِّثُ عَنِ الضَّحَّاكِ [1] وَهُمْ يَقُولُونَ إِنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ مِنْهُ؟ فَقَالَ: لَقَدْ كَانَ يُغْلِقُ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ بَابًا. قَالَ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي أَجَلْ بَابُ الْمَدِينَةِ» [2] . «حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ مِسْعَرًا يَقُولُ لِحَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو: كَيْفَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ؟ - يَعْنِي مُقَاتِلًا- قَالَ: إِنْ كَانَ مَا يَجِيءُ بِهِ عِلْمًا فَمَا أَعْلَمَهُ» [3] . «قَالَ أَبُو يُوسُفَ: يَقُولُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَمْ يَسْمَعْ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَبُسْرُ بْنُ أَرْطَأَةَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا وَلَا صَحْبَةُ لَهُمْ، وَأَهْلُ الشَّامِ يَقُولُونَ قَدْ سَمِعُوا وَلَهُمْ صُحْبَةٌ» [4] ، وَيَشُكُّونَ فِي سَمَاعِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: أَدْرَكْتُ سِتًّا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَعَا الْمُخْتَارُ أَرْبَاعَ الْكُوفَةِ إِلَى صَحِيفَةٍ مَخْتُومَةٍ لِيُقِرُّوا بِمَا فِيهَا وَيُبَايِعُوهُ. قَالَ: فَلَمَّا دَعَا التَّيْمَ قُلْتُ لَأَنْظُرَنَّ إِلَى مَا يَفْعَلُ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ [5] ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: أَتُقِرُّ بِصَحِيفَةٍ مَخْتُومَةٍ لَا تَدْرِي مَا فِيهَا؟ فَقَالَ: دَعْنِي مِنْكَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ [6] يَقُولُ: مَا كَانَ لِيَرُدَّنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ تَرُدُّ عَنِّي سوطين الا تكلمت فيه.
قَالَ حَمَّادٌ: ثُمَّ سَمِعْتُ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ يُونُسَ [1] عَنْ مُحَمَّدٍ [2] أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ بَيْعَ الثِّمَارِ قَبْلَ أَنْ تُصْرَمَ. وَقَالَ سُلَيْمَانُ: هَذَا خَطَأٌ، الْحَدِيثُ حَدِيثُ أَيُّوبَ، قَالَ حَمَّادٌ عَنْ [3] أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِشَرْيِ التَّمْرَةِ عَلَى رُءُوسِ النَّخِيلِ بَأْسًا. وَقَالَ: لَا أَدْرِي ما بيعه قبل أن يصرم. (271 ب) وَقَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ أَيُّوبُ يَرْغَبُ عَنْ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ: رَبِيعَةَ [4] وَالْبَتِّيِّ [5] وَأَبِي حَنِيفَةَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ [6] بِالْمَدِينَةِ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَقَالَ: سَلْ هَذَا- يَعْنِي رَبِيعَةَ-. قَالَ: فَنَهَيْتُهُ وَقُلْتُ له: ترشده الى هذا يفته برأيه. قال: وَقَالَ يَحْيَى يَوْمًا: لَوْ جَلَسْتَ إِلَيْهِ. قَالَ: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَسَمِعْتُ كَلَامَهُ فَقُمْتُ وَقُلْتُ: مُعَلِّمٌ هَذَا عِنْدَنَا- يَعْنِي الْبَتِّيَّ-. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ- وَقَدْ ذَكَرَ إِسْنَادًا فَلَمْ أَحْفَظْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُعْتَدِلًا مُسْتَقِيمًا حَتَّى نشأ فيهم أبناء سبايا الأمم فقالوا
بِالرَّأْيِ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا [1] . قَالَ سُفْيَانُ: فَنَظَرْنَا فَإِذَا أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بِالرَّأْيِ بِالْمَدِينَةِ رَبِيعَةُ، وَبِالْكُوفَةِ أَبُو حَنِيفَةَ، وَبِالْبَصْرَةِ الْبَتِّيُّ، فَوَجَدْنَاهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ سَبَايَا الْأُمَمِ [2] . قُلْتُ لِسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ عَنْ وُهَيْبٍ [3] عَنْ أَيُّوبَ أَعْطَى] عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ. قَالَ: هَذَا خَطَأٌ، وَمِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى خَطَأِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو النُّعْمَانِ السَّدُوسِيُّ عَارِمٌ عَنْ أَبِي زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ [4]- قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَظُنُّهُ عَنْ حَفْصَةَ [5]- قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يعطي في صدقة الفطر صاعا مِنْ طَعَامٍ، فَلَمَّا جَاءَ كِتَابُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِنِصْفِ صَاعٍ مِنْ بُرٍّ تَرَكَ وكَانَ يُعْطِي التَّمْرَةَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: كَانَ أَيُّوبَ لَا يُرَخِّصُ لَنَا أَنْ نَقْسِمَ الزَّكَاةَ دُونَ السُّلْطَانِ.
قَالَ حَمَّادٌ: فَذَكَرْتُ لِلْحَجَّاجِ الصَّوَّافَ فَقَالَ: قَالَ أَيُّوبُ: إِذَا وَضَعَهَا مَوَاضِعَهَا أَجْزَأَهُ. قَالَ سُلَيْمَانُ فِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ [1] : مَخْرَفَةُ الْجَنَّةِ. قَالَ: فَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ: خَرْفَةُ الْجَنَّةِ. قَالَ: وَهُوَ خَطَأٌ. الْمَخْرَفَةُ: الطَّرِيقُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا (272 أ) سُلَيْمَانُ بْنُ أَخْضَرَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدٌ لَا يَرْفَعُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم صلى أحد صَلَاتي الْعِشَاءِ، وَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فقال: أو كلكم يجد ثوبين، و «افتخر الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ فِي الْجَنَّةِ» . قَالَ سُلَيْمَانُ فِي هَذَا: لَا يَجِيءُ إِلَّا بِالرَّفْعِ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ [2] قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ خَالِدٍ [3] قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: كُلُّ شَيْءٍ حَدَّثْتُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَهُوَ مَرْفُوعٌ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أبي قلابة [4] عن أنس قال: إذا نعس أَحَدُكُمْ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَنَمْ حَتَّى يَعْقِلَ مَا يَقُولُ. قَالَ سُلَيْمَانُ: وَفِي مَوْضِعٍ: عَنْ أيوب عن أبي قلابة عن أنس. «قال سُلَيْمَانُ: قَرَأَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَلَى أَيُّوبَ كتابا لأبي قلابة
فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ هَذَا كُلَّهُ مِنْ أَبِي قلابة وفيه ما أحفظه وفيه ما لا أَحْفَظُهُ. قَالَ: فَكَانَ حَمَّادٌ رُبَّمَا حَدَّثَنَا بِالشَّيْءِ فَيَقُولُ: هَذَا مِمَّا كَانَ فِي الْكِتَابِ» [1] . حَدَّثَنَا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد عن أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قُلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ. قَالَ أَنَسٌ: وَسَمِعْتُهُمْ يُصَرِّحُونَ بِهِمَا جَمِيعًا. قَالَ سُلَيْمَانُ: سَمِعَ أَبُو قُلَابَةَ هَذَا مِنْ أَنَسٍ وَهُوَ فَقِيهٌ، وَرَوَى حُمَيْدٌ [2] وَيَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُلَبِّي بِعُمْرَةَ. قَالَ: وَلَمْ يَحْفَظْ أَيَّهُمَا الصَّحِيحَ مَا قَالَ أَبُو قُلَابَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَدَ الْحَجَّ. وَقَدْ جَمَعَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ هَذَا الْكَلَامُ أَوْ نَحْوُهُ. سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ وَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي الْعَالِيَةِ [3] : أَنَّ رَجُلًا ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ، فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يعيد الوضوء والصلاة. فضعّفه. (272 ب) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بن أخضر- وكان في ابن عون كحماد بْنِ زَيْدٍ فِي أَيُّوبَ-. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ قَالَ: أَوَّلُ مَا جَرَى بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي الْعَالِيَةِ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى السُّوقِ فَطَلَبَ ثَوْبًا- بِضَاعَةً كَانَتْ عِنْدَهُ- فَأَتَانِي فَأَخْرَجْتُ لَهُ ثَوْبًا صَالِحًا وَأَخَذْتُ الدَّرَاهِمَ. قَالَ: فَذَهَبَ، فَأَرَاهُ فَقَالُوا: هُوَ خَيْرٌ مِنْ دَرَاهِمِكَ. فَجَاءَ فَقَالَ: رُدَّ عَلَيْنَا
دَرَاهِمَنَا بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ. فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ الدَّرَاهِمَ، وَأَخَذْتُ الثَّوْبَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ شُعَيْبٍ قَالَ: كَانَ أَبُو الْعَالِيَةِ يَجِيئُنَا فِي الْبَيْتِ فَيَقُولُ: لَا تَتَكَلَّفُوا لَنَا أَطْعِمُونَا مِنْ طَعَامِ الْبَيْتِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صَهْبَانَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ فِي قَوْلِهِ ثُلَّةٌ من الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ من الْآخِرِينَ 56: 39- 40 [1] قَالَ: كُلٌّ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ. قَالَ: قُلْتُ: عَمَّنْ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قُلْتُ: مَا اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْأَلَهُ. فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ لَوْ علمت انه لا يغضب لسألته. حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَدَقَةَ [2] عَنْ مُحَمَّدٍ [3] عَنْ [4] أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهِمَا، ثُمَّ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَرِيضَةِ أَوْ بَعْدَهَا. قال حماد: وذكرت لأيوب [5] أن هشام يقول: ركعتين خفيفتين. وَأَنْكَرَهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا تَكْرَهُونَ مِنْ..... [6] إِلَّا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ جَعَلَهَا رُخْصَةً لَوْ جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْبُرَّ فِي شَرْبَةِ مَاءٍ لَكَانَ بِرًّا. قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ سَمِعْتُ هَذَا مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْبَأَنِيهِ أَبُو حَمْزَةَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ خَطَبَ فَقَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَبِسَ الحرير في الدنيا لم
يَمَسَّهُ فِي الْآخِرَةِ. وَبِهِ عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم (273 أ) عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ؟ فَقَالَ: زَعَمُوا ذَلِكَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ [1] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ لِعَمِّي جَرِيرِ بْنِ زَيْدٍ: يَا أَبَا سَلَمَةَ امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِكَ مِنْ بَنِي سُلَامَانَ. وَبِهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ سَدَلَ نَاصِيَتَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. وَبِهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ [2] : جئت قُتِلَ عُثْمَانُ. وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ [3] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ [4] هِشَامٍ [5] عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: غَنِمَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو [6] بِخُرَاسَانَ غَنَائِمَ فِيهَا ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، فَكَتَبَ زِيَادٌ [7] أَوِ ابْنُ زِيَادٍ [8] أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ أَنِ اسْتَصْفِي كُلَّ صَفْرَاءَ بَيْضَاءَ. قال: فقال الحكم: لو ان السموات وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا عَلَى رَجُلٍ فَاتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، لَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ من ذلك مخرجا. قال: فدعا القوم فقسم بَيْنَهُمْ غَنَائِمُهُمْ. قَالَ الْحَسَنُ: فَمَاتَ الْحَكَمُ فِي الطريق ولم يلتق معه.
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو النُّعْمَانِ [1] قَالَ: قَالَ حَمَّادٌ: إِنِّي أَكْرَهُ إِذَا كُنْتُ لَمْ أَسْمَعْ مِنْ أَيُّوبَ حَدِيثًا أَنْ أَقُولَ قَالَ أَيُّوبُ كَذَا وَكَذَا فَيَظُنُّ النَّاسُ أَنِّي قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ» [2] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى [3] عَنْ مُحَمَّدٍ [4] قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ شُرَيْحًا كَانَ يُدْنِي مَجْلِسِي. قَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ أَصَمَّ- يَعْنِي مُحَمَّدًا-. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ عَبَايَةَ قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: لَقِيتُ السَّرِيَّ بْنَ يَحْيَى؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: ائْتِهِ فَإِنَّهُ أَصْدَقُ النَّاسِ. قَالَ سَلَمَةُ: وَأَتَيْتُ السَّرِيَّ فَقَرَّبَ إِلَيْنَا خِوَانَ فَالُوذٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: قَرَأْنَا الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَقْتُلُوا صَاحِبَهُمْ وَيَفْعَلُوا مَا فَعَلُوا بِاثْنَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. - يَعْنِي قبل أَنْ يَقْتُلُوا عُثْمَانَ-. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يقول: عدة (273 ب) أُمِّ الْوَلَدِ حَيْضَةٌ. قَالَ حَمَّادٌ: ثُمَّ إِنَّ أَيُّوبَ قَالَ بَعْدُ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَسْتَبْرِئُ الْأَمَةَ بِحَيْضَةٍ. قَالَ حَمَّادٌ: فَسَأَلْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجَ فَحَدَّثَانِي عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: عِدَّةُ أُمِّ الْوَلَدِ حَيْضَةٌ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن المثنى بن
سَعِيدٍ عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنَ الصَّرْفِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: أَبُو الشَّعْثَاءِ هَذَا قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ هُوَ مَوْلَى ابْنِ مَعْمَرٍ لَيْسَ بِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ. حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَفَّانَ الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَوْلًى لِابْنِ مَعْمَرٍ يُكْنَى أَبَا الشَّعْثَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الصَّرْفِ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ رَأْيٌ رَأَيْتُهُ، وَهَذَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْهُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثنا وُهَيْبٌ [1] عَنْ أَيُّوبَ [2] عَنْ [3] مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي حَفْصٌ أَنَّ سِيرِينَ عَرَّسَ بِالْمَدِينَةِ، فَأَدَمَ، فَدَعَا النَّاسَ سَبْعًا، وَكَانَ فِيمَنْ دَعَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَجَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَدَعَا لَهُمْ بِخَيْرٍ وَانْصَرَفَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَبَاهُ عَرَّسَ بِالْمَدِينَةِ فَدَعَا النَّاسَ سَبْعًا. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: مَاتَ يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ بِالشَّامِ وَكَانَ مَوْلًى لِثَقِيفٍ، وَكَانَ يَنْزِلُ ها هنا فِي الْجَهَاضِمَةِ فَلَمْ يَدَعْ إِلَّا أُمًّا، فَكَانَ أَيُّوبُ يَخْتَلِفُ إِلَيْهَا فَيَجْلِسُ عَلَى بَابِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ الَّذِي يروي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
حدثنا أبو عمير [1] قال: ثنا ضمرة [2] (274 أ) عَنِ ابْنِ شَوْذَبَ [3] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، فَذَكَرَ الْأَذَانَ وَالْإِقَامَةَ فِي الْعِيدَيْنِ فَعَابَهُ وَقَالَ: هُوَ بِدْعَةٌ. قُلْتُ: هَكَذَا أَدْرَكْنَا النَّاسَ. قَالَ: أَي بُنَيَّ وَمَتَى أَدْرَكَنَا النَّاسُ. حَدَّثَنَا أبو عمير قال: قال ضمرة: صحب عقيل [4] وهشام [5] ابن شِهَابٍ أَرْبَعَ سِنِينَ. قَالَ أَبُو [6] عُمَيْرٍ: لَمْ يَكُنْ لِتَمِيمٍ ذِكْرٌ، إِنَّمَا كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ تُسَمَّى رُقَيَّةُ وَبِهَا كَانَ يُكْنَى. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ بِلَالِ بْنِ كعب العتكيّ قَالَ: زُرْنَا يَحْيَى بْنَ حَسَّانٍ الْبَكْرِيَّ [7] مِنْ عَسْقَلَانَ إِلَى سَنَاجِيَةَ، قَالَ: أَنَا وَابْنُ قَرِينٍ وابن ادهم [8] وَمُوسَى بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: فَأَتَانَا بِطَعَامٍ فَأَمْسَكَ مُوسَى بِيَدِهِ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى: كُلْ فَقَدْ أَمَّنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ عِشْرِينَ سَنَةً يُكْنَى بِأَبِي قُرْصَافَةَ [9] ، وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا، فَوُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ فَدَعَوْتُهُ فِي الْيَوْمِ الَّذِي كَانَ يَصُومُ فِيهِ فَأَفْطَرَ. قَالَ: فَمَدَّ مُوسَى يَدَهُ فَأَكَلَ، وَقَامَ ابْنُ ادهم الى المسجد يكنسه بردائه.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْلَةَ [1] قَالَ: كُنَّا مُعَسْكِرِينَ بِغُفَيْرَيَاءَ وَمَعَنَا نَافِعٌ [2] ، وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا كَوْكَبُ الصُّبْحِ، وَكَانَتْ جَارِيَتُهُ تَقَرُّ إِلَى جَارِيَتِي مِنْ كَثْرَةِ الْغُسْلِ. حدثنا سلمة عن أحمد بن حنبل قال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: يَقُولُونَ إِنَّ سُلَيْمَانَ كَانَ أَصَحَّهُمَا حَدِيثًا وَأَوْثَقَهُمَا- يَعْنِي ابْنَيْ بُرَيْدَةَ-[3] . حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو أبو الوازع. سمعت زيد بْنَ الْمُبَارَكِ يَذْكُرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: سَقَطَتْ مِنِّي صَحِيفَةُ الْأَعْمَشِ فَإِنَّمَا أَتَذَكَّرُ حَدِيثَهُ وَأُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِي. حَدَّثَنَا سلمة عن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: اسْتَعَارَ مِنِّي حَجَّاجٌ الْأَحْوَلُ كِتَابَ قَيْسٍ فَذَهَبَ إِلَى مكة وقال ضاع. (274 ب) قَالَ: وَقَالَ هِشَامٌ: كَتَبْتُ عَنْ عَطَاءٍ كُرَّاسَةً. قَالَ: وَقَعَتْ مِنِّي. «حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ [4] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ [5] ، وَهُوَ رَدِيفُهُ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ، مَسِيرَةَ أَرْبَعِ فَرَاسِخَ فَصَلَّى الظهر ركعتين والعصر ركعتين.
قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنِي قَيْسٌ [1] وَأَبُوهُ شَاهِدٌ» [2] . حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قُلْتُ لِمَعْمَرٍ: مَالَكَ لَمْ يَكْثُرْ عَنِ ابْنِ شَرْوَسٍ. قَالَ: كَانَ يَثْبِجُ [3] الْحَدِيثَ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ شَرْوَسٍ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْمِقْدَامِ [4] . قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: جَالَسْتُ مَعْمَرًا مَا بَيْنَ الثَّمَانِ إِلَى التِّسْعِ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا للَّه عَزَّ وجل. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ [5] قَالَ: ذَكَرَ رَجُلٌ لِشُعْبَةَ: الْحَكَمَ [6] عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ بِلَالٍ يَأْمُرُنِي أَنْ أُثَوِّبَ فِي الْفَجْرِ وَنَهَانِي عَنِ الْعِشَاءِ. قَالَ شُعْبَةُ: لَا وَاللَّهِ مَا ذَكَرَ ابْنَ أَبِي لَيْلَى وَلَا ذَكَرَ إِلَّا إِسْنَادًا ضَعِيفًا. قَالَ: أَظُنُّ شُعْبَةَ قَالَ: كُنْتُ أَرَاهُ رَوَاهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ قَالَ: قَالَ الْمَسْعُودِيُّ: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا كَانَ أَقْوَلَ بِقَوْلِ الشِّيعَةِ مِنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: تَحَرَّرْتُ عَنْ قَتَادَةَ بِأَرْبَعَةٍ. فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي فِي الْحَدِيثِ فَقَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ [7] : هذا أحدها- يَعْنِي: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ» -. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: كان أبي
يَقُولُ لِي: احْفَظْ، وَإِيَّاكَ وَالْكِتَابَ، فَإِذَا جِئْتَ فَاكْتُبْ، فَإِنِ احْتَجْتَ يَوْمًا أَوْ شَغَلَكَ قَلْبُكَ وَجَدْتَ كِتَابَكَ. وَمَا كَتَبْتُ عَنْ لَيْثٍ [1] وَلَا عن أشعث ولا الأعمش حديثا قط. (275 أ) حدثني سلمة قَالَ: ثنا أَحْمَدُ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: رَأَيْتُ الْحَكَمَ وَحَمَّادًا، وَمُحَارِبًا بَيْنَهُمَا وَهُوَ عَلَى الْقَضَاءِ وَالْخُصُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُقْبِلُ إِلَى هَذَا مَرَّةً وَإِلَى هَذَا مَرَّةً. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ثنا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: جَاءَ شُعْبَةُ إِلَى حُمَيْدٍ [2] فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ يُحَدِّثُهُ بِهِ قَالَ: أَسَمِعْتَهُ؟ قَالَ: أَحْسَبُ. قَالَ: فَقَالَ شُعْبَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا- أَيْ لَا أُرِيدُهُ-. قَالَ: فَلَمَّا قَامَ وَذَهَبَ قَالَ: قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ عَنْ أَبِي جَابِرٍ الْبَيَاضِيِّ، قَالَ: دَعْهُ. وَسَأَلْتُهُ عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ مِنَ الْقُرَّاءِ، وَذَهَبْتُ أَسْأَلُهُ، فَلَمَّا رَآنِي أَسْأَلُهُ قَالَ: لَا تَسَلْنِي وَلَكِنِ انْظُرْ فِي كِتَابِي، فَمَا كَانَ فِيهِ فَهُوَ الَّذِي أَرْوِي عَنْهُ، وَمَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ دَعْهُ. حَدَّثَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ [3] اللَّهِ قِيلَ لَهُ: لِمَ لَمْ يَرْوِ مالك عن سعد بْنِ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: كَانَ لَهُ مَعَ سَعْدٍ قصة، ثم قال: لا يبالي سعد إن لَمْ يَرْوِ عَنْهُ مَالِكٌ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْرَمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَوْقَعَ فِي رِجَالِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مَا كُنْتُ أَرْفَعُ لَهُ رَجُلًا مِنْهُمْ إِلَّا كَذَّبَهُ. فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ المدينة قتلوا عثمان.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ [1] قَالَ: أَنْبَأَ يَحْيَى [2] قَالَ: قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: كنا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بِالرِّيِّ وَذَكَرَ كُتُبَكَ عِنْدَهُ فَقَالَ: اعْرِضْهَا عَلَيَّ فأني أنا بيطارها. فقال مالك: (275 ب) دَجَّالٌ مِنَ الدَّجَاجِلَةِ تَعْرِضُ كُتُبِي عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَذْكُرُ [3] جَمْعَ الدَّجَّالِ الدَّجَاجِلَةَ غَيْرَهُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيّ: قَالَ لِي الدراوَرْديّ: قُلْ لِيُوسُفَ السَّمْتِيِّ يَتَّقِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَرُدُّ كِتَابَ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ. قَالَ عَلِيّ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ: أَتَيْتُ مُوسَى بْنَ عُقْبَةَ فَقُلْتُ حَدِّثْنِي. فَقَالَتِ امْرَأَةٌ عِنْدَهُ: اصْنَعُوا كَمَا صَنَعَ اثْنَانِ مَرَّا بِنَا فَأَخَذَا كِتَابَهُ، فَقَالَا لَا نَرْوِي عَنْكَ وَمَضَيَا. فقلت: من هما؟ قَالَ: فُضَيْلُ بْنُ سليمان ويوسف ابن خَالِدٍ. قال علي: وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَ يَسْأَلُ مَالِكًا وَيَقْرَأُ عَلَيْهِ قَالَ: جَعَلَ لِي الدراوَرْديّ وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ وابن كنانة دينارا على أَنْ أَسْأَلَ مَالِكًا عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَمْ يَرْوِ عَنْهُمْ. فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي قَدْ تَزَوَّجْتُ وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ مِنْ دَقِيقٍ وَلَا سَوِيقٍ، وَقَدْ جَعَلَ لِي قَوْمِي دِينَارًا عَلَى أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ شَيْءٍ. فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه- وَكَانَ يَقُولُ ذَلِكَ كَثِيرًا- فَقَالَ: مَا أَحَبَّ إِلَيَّ مَا سَاقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْكَ مِنْ خَيْرٍ، سَلْ. فَقُلْتُ: فُلَانٌ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ لَمْ تَرْوِ عَنْهُمْ مَا حَالُهُمْ؟ قَالَ: واستأذنت عليه
وَعِنْدَهُ الدراوَرْديّ وابن أبي حازم وابن أبي كنانة [1] ، فقال لِي: لَيْسَ هَذَا سَاعَتَكَ. فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي جِئْتُكَ فِي أَمْرٍ. قَالَ: فَأَطْرَقَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا باللَّه، أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ سَبْعِينَ شَيْخًا كُلُّهُمْ قَدْ سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ دُونِهِمْ، فَمَا أَخَذْنَا هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ. قَالَ عَلِيٌّ: وَأَخْبَرَنِي بِشْرُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَأَلْتُ مَالِكًا عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يُشْبِهُ الْقُرَّاءَ. قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ صَالِحٍ [2] مَوْلَى التَّوْأَمَةِ وَأَبِي الْحَارِثِ [3] وَأَبِي حابر الْبَيَاضِيِّ [4] . فَقَالَ: لَيْسَ هُمْ بِمَوْضِعٍ. قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عن ابن أبي يحيى الاسلمي [5] فقال: (276 أ) لَيْسَ بِرِضًى فِي دِينِهِ. قَالَ: وَسَأَلْتُ عَنْ رَجُلٍ فَقَالَ: أَتَرَى فِي كُتُبِي عَنْهُ شَيْئًا، لَوْ كُنْتُ أَرْضَاهُ رَأَيْتُ فِي كُتُبِي عَنْهُ. قُلْتُ لَهُ: فَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ مُعْتَزِلِيٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ أَيُّوبُ أَيَّ رَجُلٍ أَفْسَدُوا. قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ قَوْلًا خَبِيثًا رَدِيئًا قَالَ حُرَيْثُ بْنُ السَّلْمَانِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قتل مسلما بمعاهد. انما يروى على ابْنِ أَبِي يَحْيَى لَيْسَ بِوَجْهِ حَجَّاجٍ إِنَّمَا أَخَذَهُ عَنْهُ. قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: حدثنا داود بن فراهيج وكان ضعيفا.
باب من يرغب عن الرواية عنهم
قَالَ عَلِيٌّ: لَمْ يَحْمِلْ يَحْيَى [1] عَنْ حَجَّاجٍ [2] شَيْئًا رَآهُ بِمَكَّةَ، كَانَ عِنْدَهُ مُضْطَرِبَ الْحَدِيثِ لَمْ يَحْمِلْ عَنْهُ، فُلَانٌ حَمَلَ عَنْهُ. قَالَ عَلِيّ: قَالَ يَحْيَى [3] فِي شَيْءٍ قَالَ: إِذًا هُوَ مَهْدِيُّ بْنُ هِلَالٍ يَجْتَمِعُ عَلَيْهِ. قَالَ: وَرُبَّمَا رَأَيْتُ يَحْيَى وَخَدُّهُ عَلَى الْبَابِ مَا مَعَهُ أَحَدٌ. قَالَ عَلِيٌّ: وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَدْرَكْتُ الْبَصْرَةَ وَمُحَدِّثُوهَا أَرْبَعَةٌ، فَكَانَ أَحْمَلَهُمْ وَأَقَلَّهُمْ جَمَاعَةً هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ، وَالْجَمَاعَةُ عَلَى عُثْمَانَ الْبَرِّيِّ وَالْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ وَأَبِي جَزْءٍ [4] . قَالَ عَلِيٌّ: فَقُلْتُ لَهُ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَتَاهُ النَّاسُ بَعْدُ. قَالَ: وَلَقَدْ قَدِمَ أَبُو جَزْءٍ [5] مَرَّةً، فَجَلَسَ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ، فَلَمْ يَسَعْهُ الْمَسْجِدُ وَلَمْ يَقْدِرْ يَجْلِسُ. قَالَ عَلِيٌّ: هِشَامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ أَبُو بَكْرٍ، وَاسْمُ أَبِيهِ سَنْبَرٌ. بَابُ مَنْ يُرْغَبُ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْهُمْ قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَكُنْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يُضَعِّفُونَهُمْ. مِنَ الْكُوفِيِّينَ وَمَنْ فِي عِدَادِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْآفَاقِ: مِنْهُمُ: «الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ» [6] . وَأَبُو مَرْيَمَ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَنْصَارِيُّ. وَالْحَكَمُ بن ظهير.
و «سليمان بْنُ أَرْقَمَ» [1] . وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. وَالْمُعَلَّى بْنُ غَزْوَانَ، كَانَ عَرَّافًا فِي طَرِيقِ مَكَّةَ. [و] سليمان بْنُ يَسِيرٍ [2] . وَدَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ. وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ [3] . وَبَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ [4] . وَجُوَيْبِرٌ [5] . (276 ب) . وَالْكَلْبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ. وَعُبَيْدَةُ الضَّبِّيُّ [6] . وَمُوسَى بْنُ عُثْمَانَ، الَّذِي يَرْوِي عَنِ الْحَكَمِ [7] . وَعَمْرُو بْنُ أَبِي الْمِقْدَامِ. وَحَمَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الْحُمَّانِيُّ.
«وَتَلِيدُ بْنُ أَفْصَى، خَبِيثٌ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ [1] اللَّهِ بْنَ مُوسَى يَقُولُ لِابْنِهِ مُحَمَّدٍ: أَلَيْسَ قَدْ قُلْتُ لَكَ لَا تَكْتُبْ حَدِيثَ تَلِيدٍ هَذَا» [2] . وَأَبُو مَالِكٍ النَّخَعِيُّ [3] . وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ. وَأَبُو مِخْنَفٍ [4] . وَالْوَقَّاصِيُّ [5] . وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ. وَأَبُو إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ، الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ هُشَيْمٌ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بن ميسرة. و «قيس بْنُ الرَّبِيعِ» [6] . وَعُبَيْدُ [7] اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الهذلي. و «إسماعيل الْأَزْرَقُ وَهُوَ ابْنُ سَلْمَانَ» [8] . وَيَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بن كهيل [9] . وعمرو بن خالد.
« [و] حارثة بْنُ أَبِي الرِّجَالِ» [1] . «وَدَهْثَمُ بْنُ قَرَانٍ» [2] . «وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُجَاهِدٍ، مَكِّيٌّ» [3] . «وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ» [4] . «وَأَبُو سُفْيَانَ طَرِيفٌ السَّعْدِيُّ» [5] . «وَأَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ» [6] . «وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَمْعَانَ الْمَدِينِيُّ» [7] . «وَيَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ، مَدِينِيٌّ» [8] . «وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ السَّرَخْسِيُّ» [9] . «وَالْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ» [10] . «وَمُقَاتِلُ بْنُ سليمان» [11] .
«وعمر [1] بن شبيب الكوفي» [2] . أظنه أحمسي. وَيَاسِينُ الزَّيَّاتُ. وَسَعْدٌ الْإِسْكَافُ. وَأَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ. وَسَيْفُ [3] بْنُ هَارُونَ. وَسِوَارُ بْنُ مُصْعَبٍ. وَعَمْرُو بْنُ شَيْمٍ [4] . وَسُلَيْمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ الْخَشَّابُ [5] ، مَوْلَى بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، وَابْنٌ لَهُ قَدْ رَأَيْتُهُ لَمْ يَكُنْ مَوْضِعًا لِلْحَدِيثِ وَلَا يُكْتَبُ عَنْهُ، مَرِضَ مَرْضَةً فَدَخَلَ عَلَيْهِ الناس وأقرانه، كَانَ يُحَدِّثُ مَا لَمْ يَسْمَعْ، ثُمَّ صَحَّ، فَعَادَ يُحَدِّثُ تِلْكَ الْأَحَادِيثَ الَّتِي قَالَ فِي مَرَضِهِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ. وَأَبُو الْجَارُودِ زِيَادُ بن المنذر.
«وَسَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ» [1] . «وَأَبُو سَعْدٍ الصَّنْعَانِيُّ» [2] . وَسُلَيْمٌ مَوْلَى الشَّعْبِيِّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ [3] . وَالسَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ. وَسَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ. وَالْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ. وَأَبُو الْيَقْظَانِ عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ. وَسَيْفُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ. وَسَيْفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أُخْتِ سُفْيَانَ. «وَعَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ كَانَ قَاضِي حُلْوَانَ» [4] . «وَعِيسَى بْنُ أَبِي عِيسَى كُوفِيٌّ» [5] ، سَكَنَ الْمَدِينَةَ يُقَالُ لَهُ الْحَنَّاطُ، وَالْحَنَّاطُ يُعَالِجُ الْحِنْطَةَ وَالْحَنَطَ. ومحمد بن أبان. «والمنهال بن خليفة» [6] .
وأبو قيس (277 أ) الدِّمَشْقِيُّ. «وَجَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونٍ، بَصْرِيٌّ» [1] . «وَعَلِيُّ بْنُ نِزَارٍ» [2] . وَسَلَامُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ [3] . وَعِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ [4] ، يَرْوِي عَنِ الْقَاسِمِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، مَدِينِيٌّ. وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيُّ. وَصَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ. وَطَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو [5] . وَأَبُو بَكْرٍ [6] السَّبَرِيُّ، مَدِينِيٌّ. وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ [7] . «وإسماعيل بن رافع المكيّ» [8] .
«وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ شَامِيٌّ» [1] . «وَابْنُ أَبِي لَبِيبَةَ» [2] يَرْوِي عَنْهُ وَكِيعٌ. وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ [3] . وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ. وَبَكْرُ بْنُ الشَّرُودِ، صَنْعَانِيٌّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ [4] . وَزَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ. «وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بن أبان» [5] . وميناء [6] مولى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٌ، يَرْوِي عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَيْنَاءٍ. وَعُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، وَهُوَ [7] سِنْدَلٌ أَخُو حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ. «وحميد ثقة» [8] .
«وَعُمَرُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ وَرَازٍ [1] ، يَرْوِي عَنْهُ ابن جريج، ويروي عن عمر [2] بن عطاء بن أبي الخوار وَهَذَا ثِقَةٌ» [3] . «وَيَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ» [4] . «وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يزيد الخوزي» [5] . وزنفل العرفي [6] . قال: وَسَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ قَالَ يُذَكِّرُ أَصْحَابَنَا عَنْهُ فَقَالَ: كَانَ يَلْعَبُ بِالْخَرَزِ لِلصِّبْيَانِ فِي الطَّرِيقِ. وَزَرْزَرٌ، مَكِّيٌ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ. قَالَ: حَدَّثَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَرْزَرٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَزَرْزَرٌ! أَنْكَرُوا رِوَايَتَهُ عَنْهُ، فَقَالَ: رَوَيْنَا عَنْهُ حَرْفَيْنِ فَمَهَّ!! وَصَالِحٌ الطَّلْحِيُّ [7] كُوفِيٌّ. «وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ» [8] لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ، وَلَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ. وَمَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ مِنْ أَهْلِ قَرْقَيْسِيَاءَ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الْمَجِيدِ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، لَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ وَلَا يَكْتُبُ أَهْلُ العلم حديثه الا للمعرفة.
وَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ [1] مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَأَخُوهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: ثنا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْكَلْبِيُّ [2] عَنْ أَبِي صَالِحٍ [3] عَنِ ابْنِ عباس أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ جَعَلَ يَوْمَ حُنَيْنٍ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّجُلِ سَهْمًا. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: وثنا هشيم قال: وعبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ذلك. قال أحمد: لولا حديث عبيد الله ما رويت الحديث [4] . (277 ب) وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ هُمْ إِخْوَةٌ. وَأَمَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ فَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَمْسَكَ عَنْ حَدِيثِهِ، وَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَصْحَابُنَا ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. وَمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. «وَزَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ مَدِينِيٌّ» [5] . وَالْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وَالْحَسَنُ بْنُ ضُمَيْرَةَ بْنِ أَبِي ضُمَيْرَةَ. «وَعَبْدُ الحميد بن سليمان [6] أخو فليح بن
سُلَيْمَانَ [1] » . وَأَيُّوبُ بْنُ يَسَارٍ. وَرِشْدَيْنُ بْنُ كُرَيْبٍ. وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُجَبِّرِ [2] . وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ. «وخالد بن الياس [3] » كتبنا حديثه فَلَمْ يَقْرَأْهُ عَلَيْنَا. [وَ] أَبُو نُعَيْمٍ [4] . وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ [5] الْقَاضِي. وَالْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَيْلِيُّ [6] . وَفَايِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ. وَعَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ [7] الأيلي.
وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ. وَمُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ صَنْعَانِيُّ. وَعَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ. وَغَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ [اللَّهِ] [1] الْجَزْرِيُّ. وَأَبُو الْعَطُوفِ [2] . وَمَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ [3] . وَنَاصِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَجَمِيُّ [4] صَاحِبُ سِمَاكٍ. وَنَاصِحٌ الْبَصْرِيُّ. «وَسَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ بَغْدَادِيٌّ» [5] . «سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ [6] قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَعْيَانِي بَقِيَّةُ كَانَ يُحَدِّثُنَا فَيَقُولُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْوُحَاظِيُّ فَإِذَا هُوَ عَبْدُ الْقُدُّوسِ» [7] . حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيٌّ [8] قال: قال
عَبْدُ الرَّحْمَنِ [1] : أَعْيَانِي هُشَيْمُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيُّ حَتَّى قَالَ فِي شَيْءٍ عَنْ عِكْرِمَةَ. قَالَ عَلِيٌّ: كُنَّا نَظُنُّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَيْسَرَةَ أَبُو لَيْلَى كَنَّاهُ بِبَعْضِ بَنِيهِ. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الْمُهَزَّمِ [3] فِي مَجْلِسِ ثَابِتٍ لَوْ أَعْطَاهُ إِنْسَانٌ فِلْسًا حَدَّثَهُ تِسْعِينَ حَدِيثًا. قَالَ عَلِيٌّ: قَدْ تَرَكْتُ حَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ لَا أُحَدِّثُ عَنْهُ. «قَالَ عَلِيٌّ: ضَرَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلَى حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَعَلَى حديث المبارك بن فضالة» [4] . «سمعت (278 أ) سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ قَالَ: كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَى مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُحَدِّثُنَا وَأَكْتُبُ، وكان الحسن بن أبي جعفر الجعفري يَجْلِسُ إِلَيْهِ، وَكَانَ يَقُولُ لِي: يَا غُلَامُ انْظُرْ مَا تَكْتُبُ مِنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ فَاجْمَعْهُ وَاكْتُبْهُ لِي. قَالَ: فَكُنْتُ أَجْمَعُ مَا يَحْدُثُ كَآيَةٍ فِي الْجَمْعِ فَأَكْتُبُهُ وَأَحْمِلُهُ إِلَيْهِ» [5] . حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْجَلَدِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قَرَّةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قُرْءُ الْمُسْتَحَاضَةِ ثَلَاثًا خَمْسًا سَبْعًا عَشْرًا. قَالَ سُلَيْمَانُ: كَانَ حَمَّادٌ يُضَعِّفُ الْجَلَدَ وَيَقُولُ: لم يكن يعقل
[عبد الله بن سلمة الأفطس]
الْحَدِيثَ. حدثنا سَعِيد بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أيوب عن معاوية بن قرة قال: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قُرْءُ الْحَائِضِ خَمْسٌ سِتٌّ سَبْعٌ ثَمَانٍ عَشْرٌ، ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتَصُومُ وَتُصَلِّي. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: ثنا الْجَلْدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قَرَّةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: المستحاضة تنتظر ثلاثا خَمْسًا سَبْعًا تِسْعًا عَشْرًا. وَرَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ قَالَ: الْحَيْضُ عَشْرٌ فَمَا زَادَ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [1] قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ [2] : أَهْلُ الْبَصْرَةِ يُنْكِرُونَ حَدِيثَ الْجَلْدِ بْنِ أَيُّوبَ وَيَقُولُونَ شَيْخٌ لَيْسَ بِصَاحِبِ حَدِيثٍ. قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: وَأَهْلُ مِصْرِهِ أَعْلَمُ بِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ. سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ وَصَدَقَةَ بْنَ الْفَضْلِ وَإِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ [3] ، وَبَلَغَنِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يُضَعِّفُونَ الْجَلْدَ بْنَ أَيُّوبٍ وَلَا يَرَوْنَهُ فِي مَوْضِعِ الْحُجَّةِ. قَالَ عَلِيٌّ: بَلَغَنِي أَنَّ حماد بن زيد قال: كان ها هنا شَيْخٌ لَا يَدْرِي قُرْءَ الْحَيْضِ أَوِ الْمُسْتَحَاضَةِ. قَالَ: فَمَا زَالُوا بِهِ حَتَّى- يَعْنِي الْجَلْدَ بْنَ أَيُّوبَ-. قَالَ عَلِيٌّ: مُرْسَلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالشَّعْبِيِّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْأَفْطَسُ] وَسَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إبراهيم الحنظليّ [4] يقول: دخلت أنا وأحمد
الْمَرْوَزِيُّ [1] عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْأَفْطَسِ وَفَاتَحْنَاهُ فَقَالَ: يَكُونُ بِخُرَاسَانَ مَنْ يَسْمَعُ هَذَا الشَّأْنَ! وَانْبَسَطَ مَعَنَا فِي الْكَلَامِ فَقَالَ: اكْتُبَا هذه المسألة (278 ب) هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ الَّتِي كَذَبَ فِيهَا سُفْيَانُ وَفُلَانٌ لَنَظِيرٌ لِسُفْيَانَ. قَالَ إِسْحَاقُ: مَسْأَلَةٌ لِابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ [2] مُسَلْسَلٍ اخْتَصَرَهُ سُفْيَانُ، وَإِنَّمَا ذَكَرَ إِسْحَاقُ هَذَا لِيُبَيِّنَ بَلَاءَهُ وَقِلَّةَ وَرَعِهِ [3] . سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: قَدِمَ عَلَيْنَا غُنْدَرٌ [4] وَالْأَفْطَسُ، وَنَزَلَ أحدهما قَرِيبًا مِنَ الْآخَرِ، فَذَهَبْتُ أَنَا وَالْحُوَيْطِيُّ وَأَصْحَابُنَا وإذا غندر حوله لفيف مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ فِي مَنْزِلِهِ الَّذِي نَزَلَ، وَالْأَفْطَسُ جَالِسٌ عَلَى دُكَّانٍ فِي الطَّرِيقِ مُقَابِلَ مَنْزِلِ غُنْدَرٍ وَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ، فَجَعَلَ يَتَغَامَزُ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ إِذَا نَحْنُ بِغُنْدَرٍ مَعَهُ كِتَابٌ وَقَدْ وَثَبَ وَحَوْلَهُ أُولَئِكَ اللَّفِيفُ، وَكَانَ قرأ عليهم في كتابه فقال هذا يعطني الْكِتَابَ حَتَّى نَنْسَخَ، وَقَالَ آخَرُ لَا بَلْ يدفع اليّ، فاختلفوا فوثب وَالْكِتَابُ فِي يَدِهِ، وَقَدْ رَفَعَ الْكِتَابَ بِيَدِهِ وَأُولَئِكَ حَوْلَهُ يَصِيحُونَ وَقَدْ رَفَعَ غُنْدَرٌ يَدَهُ وَالْكِتَابُ بِيَدِهِ. قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْأَفْطَسُ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَوْنٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: هَذَا الْعِلْمُ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ- يُعَرِّضُ بِغُنْدَرٍ-. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: فَسُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي رَفَعَ غُنْدَرًا وَذَهَبَ بِذِكْرِ الْأَفْطَسِ. وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَقَالَ فِيمَا يُخَاطِبُ بِهِ الْحُوَيْطِيَّ: يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ لَمْ تَجِدْ إِنْسَانًا آخَرَ غَيْرَ [5] أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ تَضْرِبُ به الأمثال وتستخف به من
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: وَانْثَنَى [1] عَلَيْهِ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ، قَالَ: فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنَّمَا قُلْتُ أُبَيَّ بن خلف. وجعل الخويطي يَقُولُ: كَذَبْتَ بَلْ قُلْتَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. قال الْحُمَيْدِيُّ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لِرُفَقَائِهِ قُومُوا تَهَيَّئُوا لِلْخُرُوجِ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ لَنَا بِدَارٍ. سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْعَنْبَرِيَّ قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: جَاءَنِي الْأَفْطَسُ فَقَالَ: ادْفَعْ إِلَيَّ كِتَابَ فُلَانٍ- بَعْضِ شُيُوخِ يَحْيَى [2]-. قَالَ: فَامْتَنَعْتُ عَلَيْهِ، فَهَدَّدَنِي. فَقُلْتُ- حَتَّى أَتَلَطَّفَ فِي ذَلِكَ-: قَدْ وَعَدْتُ قَوْمًا أَنْ أُحَدِّثَهُمْ وَهُمْ يَنْتَظِرُونِي. فَقَالَ: لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ. فَقُلْتُ: اجْلِسْ، وَجِئْتُ أَبِي فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ادْفَعْ إِلَيْهِ لَا يَجِيئُنَا مِنْهُ مَكْرُوهٌ، وَأَظُنُّ قَالَ إِلَّا تَفْعَلْ يكون ما كان. قال مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ: دَعَا يَحْيَى جَمَاعَةً مِنْ إِخْوَانِهِ وَدَعَا الْأَفْطَسَ مَعَهُمْ، فَلَمَّا خَرَجُوا اسْتَقْبَلَهُ إِنْسَانٌ فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَ: دَعَانَا هَذَا الْأَحْوَلُ فَجَاءَ بِكُلَيْبٍ أَوْ هِرَّةٍ قَدْ شَوَاهُ فأطعمنا. (279 أ) وَقَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ: اسْتَقْبَلَنِي الْأَفْطَسُ يَوْمًا فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قُلْتُ: مِنْ عِنْدِ ابْنِ دَاوُدَ [3] . فَقَالَ لِي: إِذَا ذَهَبْتَ إِلَيْهِ فَاحْمِلْ كِسْرَةَ خُبْزٍ فِي كُمِّكَ فَأَرِهِ، ثُمَّ حَرِّكْهُ وَأَرِهِ فَإِنَّهُ يَتْبَعُكَ إِلَى حَيْثُ ذَهَبْتَ. «وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ- من ولد سعد بن أبي وقاص- يقال لَهُ الْوَقَّاصِيُّ، لَا يَكْتُبُ أَهْلُ الْعِلْمِ حَدِيثَهُ الا للمعرفة ولا يحتج
بِرِوَايَتِهِ» [1] . وَمَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ مِنْ أَهْلِ قَرْقَيْسِيَاءَ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الْمَجِيدِ [2] ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَا يُحْتَجُّ بِرِوَايَتِهِ وَلَا يَكْتُبُ أَهْلُ الْعِلْمِ حَدِيثَهُ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ. وَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَأَخُوهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْكَلْبِيُّ [3] عَنْ أَبِي صَالِحٍ [4] عن ابن عباس: أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَوْمَ حُنَيْنٍ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّاجِلِ سَهْمًا. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أحمد بن حنبل: وحدثنا هشيم قال: وعبيد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ذلك. قال أحمد: لولا حديث عبيد [5] اللَّهِ مَا رَوَيْتُ حَدِيثَ الْكَلْبِيِّ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [7] قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: قُلْتُ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ سَعِيدٍ: أَتُحْيِي الْمَوْتَى؟ قَالَ: لَا. فَقُلْتُ: فَعَلِيٌّ؟ قَالَ: وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ لَوْ شَاءَ أَحْيَى عَادًا وَثَمُودًا وَقُرُونًا بَيْنَ ذلك كثيرا.
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ [1] عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ رَشِيدٍ الْهَجَرِيِّ مَذْهَبَ سُوءٍ. وَمُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، وَلَقَبُهُ زِنْجِيٌّ، مَكِّيٌّ، «سَمِعْتُ مَشَايِخَ مَكَّةَ يَقُولُونَ كَانَ لَهُ حَلْقَةٌ أَيَّامَ ابْنِ جُرَيْجٍ [2] وَكَانَ يَطْلُبُ وَيَسْمَعُ وَلَا يَكْتُبُ، وَجَعَلَ سَمَاعَهُ سُفْتَجَةُ، فَلَمَّا احْتِيجَ إِلَيْهِ وَحَدَّثَ كَانَ يَأْخُذُ سَمَاعَهُ الَّذِي قَدْ غَابَ عَنْهُ» [3] ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ يُضَعِّفُهُ. وَخَرَجَ يَوْمًا مِنْ مَنْزِلِهِ وَصَارَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ قَوْمٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَتَذَاكَرُونَ حَدِيثَهُ فَقَالَ: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَشْتَغِلُوا (279 ب) بِغَيْرِهِ، أَوْ كَلَامٌ نَحْوَ هَذَا. وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ بَصْرِيٌّ، يَرْوِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَهُوَ لَيِّنٌ إِلَّا أَنَّهُ فَوْقَ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ. «وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ سُنِّيٌّ رَجُلٌ صَالِحٌ وَكِتَابُهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَإِذَا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ فَحَدِيثُهُ حَسَنٌ، وَإِذَا حَدَّثَ حِفْظًا فَيُعْرَفُ وَيُنْكَرُ» [4] ، وَكَانَ شَهِدَ هُوَ وَالْقَدَّاحُ [5] عَلَى سليم الخشاب [6] مولى الشيبين، ونزل
بِسُلَيْمٍ مَكْرُوهٌ وَشِدَّةٌ. فَقَالَ سُلَيْمٌ: أَمَّا يَحْيَى فَرَجُلٌ سَلِيمٌ لَمْ يَدْرِ مَا قُلْتُ وَلَا مَا شَهِدَ بِهِ فَهُوَ فِي حِلٍّ، وَلَكِنَّ الْقَدَّاحَ شَهِدَ عَلَيَّ بِالْبَاطِلِ، عَلَى عِلْمٍ وَمَعْرِفَةٍ فَحَكَمَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. «وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ الْمُزَنِيُّ ثِقَةٌ. سَمِعْتُ صَدَقَةَ يُحْسِنُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ وَيُوَثِّقُهُ» [1] . وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ مُبْتَدِعًا عَنِيدًا دَاعِيَةً، سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ حَفْصٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ يَقُولُ: كَذَّابٌ- يَعْنِي عَبْدَ الْمَجِيدِ-. «وَمُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ [2] سُنِّيٌّ شَيْخٌ جَلِيلٌ، سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ يُحْسِنُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ يَقُولُ: كَانَ مَشْيَخَتُنَا يَعْرِفُونَ لَهُ وَيُوصُونَ بِهِ، إِلَّا أَنَّ حَدِيثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدِيثَ أَصْحَابِهِ، حَتَّى رُبَّمَا قَالَ: كَانَ لَا يَسَعُهُ أَنْ يُحَدِّثَ وَقَدْ يَجِبُ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يَقِفُوا [عَنْ] حَدِيثِهِ، وَيَتَخَفَّفُوا مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْهُ، فَإِنَّهُ مُنْكَرٌ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ عَنْ ثِقَاتِ شُيُوخِنَا، وَهَذَا أَشَدُّ فَلَوْ كَانَتْ هَذِهِ الْمَنَاكِيرُ عَنْ ضِعَافٍ لَكُنَّا نَجْعَلُ لَهُ عُذْرًا» [3] . وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ مَكِّيٌّ. «وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ مَدِينِيٌّ» [4] . «وَصَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ بَصْرِيٌّ. وَطَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو مَكِّيٌّ.
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ. فِيهِمْ ضَعْفٌ لَيْسُوا بِمَتْرُوكِينَ وَلَا يَقُومُ حَدِيثُهُمْ مَقَامَ الْحُجَّةِ» [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [2] عَنْ سُفْيَانَ [3] عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعِيدٍ مَكِّيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ. سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ [4] قَدْ كَتَبَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَضَاعَ كِتَابُهُ، فَجَمَعَ حديث الزهري من ها هنا وها هنا، وَلَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ، قَالَ فُلَانٌ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَدْ جَمَعْتُ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ. قَالَ: وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ مُنْكَرُ الحديث عن الزهري. قال: وكان (280 أ) عِنْدَ أَبِيهِ كِتَابٌ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ فلم ينظر فيه. وابن أبي لبيبة [5] ، رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ. وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ [6] ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. «وَدَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَظُنُّهُ كُوفِيًّا مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُكْتَبَ حَدِيثُهُ [7] . وبكر بن الشروس صنعاني ضعيف. [و] «عبد اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزٍ مَكِّيٌ ضَعِيفٌ» [8] . [و] «عبد الله بن سعيد المقبري ضعيف» [9] .
«وَيَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ وَسَمَهُ مَالِكٌ بِالْكَذِبِ» [1] . وَكَذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ. «وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ لَا يَخْتَلِفُونَ فِي ضَعْفِهِ» [2] . وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زِنْجَوَيْهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَيْنَا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ «وَهُوَ غَيْرُ ثِقَةٍ وَلَا مَأْمُونٌ» [3] يَجِبُ أَنْ لَا يُكْتَبَ حَدِيثُهُ. «وَعُمَرُ بْنُ قَيْسٍ سَنْدَلٌ مَكِّيٌّ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ» [4] ، سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ شُيُوخِ مَكَّةَ ثِقَةً يَقُولُ: كَتَبْتُ عَنْهُ مَسَائِلَ عَنْ عَطَاءٍ، فَذَهَبَ إِنْسَانٌ فَحَمَلَهَا إِلَيْهِ فَقَالَ: هَذِهِ رَوَاهَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ وَقَدْ كَانَ تَبَاعُدٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا الْبَاطِلُ لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ. «وَكَانَ بَطَّالًا يَحْكُونَ عَنْهُ حِكَايَاتٍ قَبِيحَةٍ فَاحِشَةٍ» [5] كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ. «وَسَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ، وَكَانَ لَهُ رَأْيُ سُوءٍ، وَكَانَ دَاعِيَةً مَرْغُوبٌ عَنْ حَدِيثِهِ وَرِوَايَتِهِ» [6] . وَيَاسِينُ الزَّيَّاتُ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [7] عَنْهُ وَهُوَ ضَعِيفٌ، لَا يكتب حديثه الا للمعرفة وكان ينزل الْيَمَامَةَ. ويَاسِينُ الْعَجْلِيُّ حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ [8] ولا بأس به.
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى [1] ، وَسَحْبَلٌ، وَأُنَيْسٌ ثِقَاتٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى أَخُوهُمْ، جَهْمِيٌّ، قَدَرِيٌّ، مُعْتَزِلِيٌّ، رَافِضِيٌّ يُنْسَبُ إِلَى الْكَذِبِ. «وَآلُ [2] أَبِي فَرْوَةَ كُلٌّ مَنْ حُدِّثَ عَنْهُ ثِقَةٌ إِلَّا إِسْحَاقَ بْنَ أَبِي فَرْوَةَ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ» [3] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ «أَبِي الْمِقْدَامِ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ» [4] . وَسَعِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي سَعِيدِ [بْنِ] [5] الْمُعَلَّى الْأَنْصَارِيُّ يَرْوِي عَنْهُ فُلَيْحٌ [6] . قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْمُعَلَّى اسْمُهُ رَافِعُ بْنُ الْمُعَلَّى وَهُوَ ثِقَةٌ إِلَّا أَنِّي أغفلته وكتبته ها هنا «وهو ثقة» [7] . عبد الله وعبد الحكم (280 ب) وَعَبْدُ الْأَعْلَى بَنُو أَبِي فَرْوَةَ ثِقَاتٌ. وَأَبُو عَلْقَمَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ثِقَةٌ. «النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيُّ ضَعِيفٌ» [8] . أبو حفص الغنوي ضعيف.
«الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ وَأَبُو حَمْزَةَ الثَّمَالِيُّ ضَعِيفَانِ» [1] . «وَنُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ وَعَلِيُّ بْنُ ظَبْيَانَ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُمَا» [2] . «مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْهَمْدَانِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ ضَعِيفَانِ» [3] . عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ضَعِيفٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. «بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ كَذَّابٌ خَبِيثٌ قَضَى سَنَتَيْنِ وَهُوَ أَعْمَى» [4] . «الْحَسَنُ اللُّؤْلُؤِيُّ كَذَّابٌ» [5] . «الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ كَذَّابٌ» . «سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ قَالَ: قَالَ ابن المبارك: المعلى بن هلال هو [6]
إِلَّا أَنَّهُ إِذَا جَاءَ الْحَدِيثُ يَكْذِبُ. قَالَ بَعْضُ الصُّوفِيَّةِ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَغْتَابُ! قَالَ: أَسْكُتُ إِذَا لَمْ نُبَيِّنْ كَيْفَ يُعْرَفُ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ، أَوْ نَحْوَ هَذَا الْكَلَامِ» [1] . حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ أَبُو مُعَاذٍ، بَلَغَنِي عن يحيى [2] قال: لا يسوي فِلْسًا. «أَبُو دَاوُدَ النَّخَعِيُّ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، قَدَرِيٌّ، رَجُلُ سُوءٍ، كَذَّابٍ كَانَ يُكَذِّبُ مُجَاوِبَهُ [3] . قَالَ إِسْحَاقُ [4] : أَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا لَهُ: إِيشْ تَعْرِفُ فِي أَقَلِّ الْحَيْضِ وَأَكْثَرِهِ وَمَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ مِنَ الطُّهْرِ؟ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ حَدَّثَنِي [5] يحيى بن سعيد [6] عن سعيد بن المسيب عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَدَّثَنَا أَبُو طُوَالَةَ [7] عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَقَلُّ الْحَيْضِ ثَلَاثَةٌ وَأَكْثَرُهُ عَشْرٌ، وَأَقَلُّ مَا بَيْنَ الْحَيْضَتَيْنِ مِنَ الطُّهْرِ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَكَانَ هو وأبو البختري [8] يضعون [9] الحديث [10] » .
«وَعَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ كُوفِيٌّ [1] ضَعِيفٌ لَا يَسْوِي حَدِيثُهُ شَيْئًا» [2] . حَدَّثَنِي الْفَيْضُ بْنُ الْعَبَّاسِ مَوْلَى بُجَيْلَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْأَوْدِيُّ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا بَعَثَنِي فِي حَاجَةٍ أَمَرَنِي أَنْ أَرْبِطَ فِي يَدِي- فِي إِصْبَعِي- تَذْكِرَةَ الْحَاجَةِ. وَقَدْ رَوَى ابْنُ إِدْرِيسَ [4] عَنْ سَالِمٍ هَذَا (281 أ) وَكَنَّاهُ أَبَا الْفَيْضِ، وَقَدْ رَوَى بَعْضُ النَّاسِ عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ وَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانَ إِذَا أَشْفَقَ مِنَ الْحَاجَةِ رَبَطَ فِي يَدِهِ خَيْطًا. وَالْفَيْضُ وَسَالِمٌ ضَعِيفَانِ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِمَا. حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ [5] قَالَ: ثنا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ [6] فَجَاءَهُ ابْنُهُ يَبْكِي قَالَ: ضَرَبَنِي الْمُعَلِّمُ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَأُخْزِيَنَّهُمْ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مُعَلِّمُو [7] صبيانكم شراركم، أقلهم رَحْمَةٌ لِلْيَتِيمِ وَأَغْلَظُهُمْ عَلَى الْمِسْكِينِ. وَسَيْفٌ [8] وَسَعْدٌ الإسكاف حديثهما وروايتهما ليس بشيء.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْبَقَّالُ سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ [1] عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ. عَبْدُ الْقَاهِرِ السُّلَمِيُّ [2] مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْوَلِيدِ [3] ، وَبَلَغَنِي أنَّ أَبَا نُعَيْمٍ [4] قَدْ حَدَّثَ عَنْهُ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ عَنْهُ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ [5] عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ [6] وَهُوَ ضَعِيفٌ. «وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ضَعِيفٌ» [7] . وَالْمَدِينِيُّ [8] لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَحَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [9] عَنْ حُسَامِ بْنِ مِصَكِّ بْنِ شَيْطَانَ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا: كَيْفَ هُوَ يَا أَبَا عَاصِمٍ؟ قَالَ: اذْهَبْ بِي إِلَى بَنِي شيطان فنسألهم عنه. وهو ضعيف.
سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ خَلَفٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حِينَ طَلَبُوا الْمُسْنَدَ: مَا أَحْسَنَ هَذَا إِلَّا أَنِّي أَخَافُ أَنْ يَحْمِلَهُمْ هَذَا أَنْ يَكْتُبُوا عَنْ غَيْرِ الثِّقَاتِ. يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ. وَأَبُو عُقَيْلٍ [1] الدَّوْرَقِيُّ ثقة. وأبو عقيل هاشم بْنُ بِلَالٍ قَاضِي وَاسِطٍ ثِقَةٌ [2] . «وَالْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ بَصْرِيٌّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ.» [3] . «وَبَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ حَدَّثَنَا عَنْهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَهُوَ ضَعِيفٌ» [4] . «وَيُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ لَيِّنُ الْحَدِيثِ» [5] . وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ ضَعِيفٌ. «وَأَيُّوبُ بْنُ جَابِرٍ ضَعِيفٌ» [6] . «وَمُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ضعيف» [7] . «وروح بن مسافر متروك الحديث ضعيف» [8] .
«وَالرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ» [1] . وَالضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ بَصْرِيٌّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ حَدَّثَنَا عَنْهُ مُسْلِمٌ [2] . وعباد بن منصور (281 ب) لَيِّنُ الْحَدِيثِ. «وَأَيُّوبُ بْنُ مُدْرِكٍ ضَعِيفٌ» [3] . «وَعِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كَانَ قَاضِيًا مُنْكَرَ الْحَدِيثِ» [4] . وَعَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ وَالْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ضَعِيفَانِ، وَكَذَلِكَ عُقْبَةُ بْنُ الْأَصَمِّ [5] . وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ أمسك عبد الرحمن بن مهدي عنه. حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [6] : أَنْكَرْنَا ابْنَ أَبِي عَرُوبَةَ [7] قَبْلَ هَزِيمَةَ إِبْرَاهِيمَ [8] ، وَكَانَتِ الْهَزِيمَةُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ يَحْيَى: أَوَّلُ مَا أَنْكَرْنَاهُ قَالَ: قَتَادَةُ [9] عَنْ مُعَاذَةَ [10] أَوْ مُعَاذَةُ
عَنْ قَتَادَةَ. قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: أَتَيْتُ سَعِيدًا، فَقُلْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ لَا يَخْتَلِطُ فِيهِ فَقُلْتُ لَهُ: وَحَجَجْتُ مَعَ قَتَادَةَ؟ قَالَ: أَنَا حَجَجْتُ مَعَ قَتَادَةَ! فَلَمْ يَدْرِ، وَقَالَ: بَقِيَ بَعْدَ الِاخْتِلَاطِ دَهْرًا إِلَى سَنَةِ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. قَالَ: لَمَّا مَرِضَ أَبُو جَزْءٍ [1] رَجَعَ عَنْ أَحَادِيثَ قَالَ: حَدِيثُ سِمَاكٍ [2] عَنْ تَمِيمِ بْنِ طُرْفَةَ حَدِيثُ النَّاقَةِ لَمْ أَسْمَعْهُ. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ: دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِي هَذَا وَغَيْرَهُ. قَالَ فَحَدَّثْتُ النَّاسَ بِذَلِكَ، فَلَمَّا صَحَّ أَنْكَرَ ذَلِكَ وَشَكَانِي إِلَى أَبِي. قَالَ علي: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ أَثْبَتُ مِنَ الْعُمَرِيِّ [3] . قُلْتُ لَهُ: فَمَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْهُ؟ قَالَ: ضَعْفُكُمْ. وَاجْتَمَعَ جَمَاعَةٌ عِنْدَ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَزَاحَمَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَمَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَحَادِيثُ مِنْ أَحَادِيثِ أَبَانٍ الْعَطَّارِ [4] ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَكْثَرُ مَا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ أَبَانٍ إِذَا طُرِدْنَا، كُنْتُ إِذَا طَرَدَنِي البري قلت اين
أَذْهَبُ؟ فَمَضَيْتُ إِلَى أَبَانٍ الْعَطَّارِ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قَالَ أَبُو أُسَامَةَ [1] : قَالَ لِيَ الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ: سَمِعْتُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ سِتَّةَ عَشَرَ حَدِيثًا. قَالَ عَلِيٌّ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ [2] قَالَ: كَتَبْتُ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدٍ [3] أَلْفًا، فَقُلْتُ لَهُ: لَعَلَّهُ يُرْسِلُهَا. قَالَ: لَا يَقُولُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ. قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ أَثْبَتَ النَّاسِ فِي أَرْبَعَةٍ لَوِ اقْتَصَرَ عَلَيْهِمْ، وَأَعْلَمُهُ بِهِمْ كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِمُعَاوِيَةَ بْنِ قَرَّةَ أَسْنَدَ عَنْهُ عَنْ عائذ (282 أ) ابن عَمْرٍو وَعَنْ مَعْقِلِ بْنِ يِسَارٍ عَنْ أَبِيهِ، وَأَعْلَمَ النَّاسِ بحميد بن هلال لقد بلغني أَنَّهُ كَانَ يَأْتِي إِلَى مَسْجِدِ بَنِي عَدِيٍّ فَيَقُولُ: أَيَّ شَيْءٍ تَكَلَّمَ الْيَوْمَ؟ فَيَقُولُونَ: بِكَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ: قَدْ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ بِهِ. وَكَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالْجُرَيْرِيِّ [4] وَإِسحَاقَ بْنِ سُوَيْدٍ [5] . وَالْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ لَيْسَ ابْنُ دِينَارٍ [6] هُوَ ابْنُ وَاصِلٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ يَرْوِي عَنْ قَتَادَةَ ضَعِيفٌ. «وَالصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ مُرْجِئٌ ضَعِيفٌ» [7] .
وَحَبِيبُ بْنُ حَسَّانٍ كُوفِيٌّ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. وعلي بن الحزور [1] وسعد بن طريف [2] «وَعَبْسُ بْنُ قِرْطَاسٍ» [3] وَنَصْرٌ أَبُو عَمْرٍو الْخَزَّازُ لَا يُذْكَرُ حَدِيثُهُمْ وَلَا يُكْتَبُ إِلَّا لِلْمَعْرِفَةِ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] قَالَ: قَالَ لِي كَهْمَسٌ [5] : أَنْكَرْنَاهُ- يَعْنِي الْجُرَيْرِيَّ- أَيَّامَ الطَّاعُونِ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: كَانَ الْأَعْمَشُ يَقَعُ فِي الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، فَأُهْدَى اليه، فأصبح يثني عليه، فقال له أبو عَاصِمٌ الثَّقَفِيُّ [6] : كُنْتَ تَقَعُ فِيهِ بِالْأَمْسِ وَتُثْنِي عَلَيْهِ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ الْأَعْمَشُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «جُبِلَتِ القلوب على اثنتين حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا وَذَمِّ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا. وَسَمِعْتُ أَصْحَابِي يَقُولُونَ: قِيلَ لِلْأَعْمَشِ وَلِيَ الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ الْمَظَالِمَ. فَقَالَ: نَعُوذُ باللَّه مِنْ زَمَانٍ يُسْتَعْمَلُ ظَالِمٌ عَلَى الْمَظَالِمِ. قَالَ: فَبَلَغَ الْحَسَنَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ بِبُرٍّ، فَأَصْبَحَ فَقَالَ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا وَلَّوْا أَمْرَهُمْ أَهْلَ الشَّرَفِ وَالْأَقْدَارِ، وَمَنْ يَعْرِفُ أَقْدَارَ النَّاسِ- وَذَكَرَ نَحْوَ كَلَامِ الْأَوَّلِ-. قَالَ عَلِيٌّ: حَكَى أَبُو دَاوُدَ [7] عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بن عمارة
عَنِ الْحَكَمِ [1] عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَذَا وَكَذَا. فَسَأَلْتُ الْحَكَمَ فَقَالَ: عَنْ مُجَاهِدٍ ثُمَّ عَدَّدَ أَشْيَاءَ ذَكَرَهَا. «أَبُو حَمْزَةَ الْأَعْوَرُ لَيْسَ بِمَتْرُوكٍ وَلَا هُوَ حُجَّةٌ» [2] . وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ أَبُو الْيَقْظَانِ كُوفِيٌّ رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ. «وَعَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَامِرٍ الثَّعْلَبِيُّ عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ يُضَعَّفُ يَقُولُونَ: إِنَّمَا هُوَ صَحِيفَةٌ» [3] . «عِسْلُ بْنُ سُفْيَانَ لَيْسَ بِمَتْرُوكٍ وَلَا هو حجة» [4] . (282 ب) «ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ أَبُو الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ شَامِيٌّ لَيْسَ هُوَ بِمَتْرُوكٍ وَلَا هُوَ حُجَّةً» [5] . عُبَيْدُ [6] اللَّهِ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ أَبُو الْخَطَّابِ الْهُذَلِيُّ ضَعِيفٌ ضَعِيفٌ. سُلَيْمَانُ بْنُ قُسَيْمٍ [7] أَبُو الصَّبَّاحِ ضَعِيفٌ، وَكَانَ سُفْيَانُ [8] يَكْنِيهِ لِكَيّ يُدَلِّسَهُ قَالَ حدثني أبو الصباح بْنُ قُسَيْمٍ. «وَمُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ ضَعِيفٌ لَا يفرح بحديثه» [9] .
وَرَوَى سُفْيَانُ [1] عَنْ بُكَيْرٍ الضَّبِّيِّ قَالَ: جَرِيرٌ الضَّبِّيُّ رَأَيْتُهُ، وَكَانَ عَرِيفًا مَذْمُومًا لَا يُلْتَفَتُ إِلَى حَدِيثِهِ. وَعَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ شَامِيٌّ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ. وَرُشْدَيْنُ بْنُ كُرَيْبٍ وَمُحمَّدُ بْنُ كُرَيْبٍ ضَعِيفَا الْحَدِيثِ. «وَرُشْدَيْنُ [2] بْنُ سَعْدٍ الْمَصْرِيُّ أَضْعَفُ وَأَضْعَفُ» [3] . وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو حَمْزَةَ يَرْوِي عَنْ عُرْوَةَ يُعْرَفُ حَدِيثُهُ وَيُنْكَرُ. سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ [4] وَأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ وَسَعْدٌ الإسكاف [5] «وإسماعيل ابن مسلم المكيّ» [6] يعرف حديثهم وينكر.
الكنى والأسامي ومن يعرف بالكنى!
الْكُنَى وَالْأَسَامِي وَمَنْ يُعْرَفُ بِالْكُنَى! حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ صَاعِقَةُ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: اسْمُ أَبِي الْعَوَّامِ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: فَائِدُ بْنُ كَيْسَانَ. وَأَبُو الْعَوَّامِ السَّدُوسِيُّ اسْمُهُ شَيْبَانُ رَوَى عَنْهُ قَتَادَةُ. وَأَبُو الْعَوَّامِ الْبَاهِلِيُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَبِيعٍ رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ. اسْمُ أَبِي شَيْخٍ خَيْوَانُ [1] بْنُ خَالِدٍ الْهَنَائِيُّ. وَقَالُوا: حَيَّانُ اسْمُ أَبِي مَدِينَةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، زَعَمَ عَلِيٌّ أَنَّهُ غَيْرُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ قَتَادَةُ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ [2] : قُلْتُ لِأَبِي الزِّنَادِ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ عَلِيٌّ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَانَ يَغْضَبُ مِنْ أَبِي الزِّنَادِ. اسْمُ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِي بَكْرٌ [3] . وَاسْمُ أَبِي صَادِقٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِدٍ وَهُوَ أَخُو رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِدٍ. أَبُو الْجُوَيْرِيَةَ الْجَرْمِيُّ حَطَّانُ بْنُ خُفَافٍ. اسْمُ أَبِي مَرْيَمَ صَاحِبِ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ: عُبَيْدَةُ. اسْمُ أبي مريم الأنصاري (283 أ) عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بن سعيد الْأَنْصَارِيُّ وَشُعْبَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ نُمَيْرٍ يَقُولُ: لَمَّا تُرِكَ حَدِيثُ أَبِي مَرْيَمَ ذَهَبَ عَلَيْنَا وَكَادَ أَنْ يَكُونَ رَافِضِيًّا.
حَدَّثَنِي ابْنُ فُضَيْلٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ سِمَاكَ [2] الْحَنَفِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: الْخُمُسُ لَنَا وَلَكِنْ ظَلَمَنَا. قَالَ: فَقَالَ أَبُو مَرْيَمَ- وَهُوَ مَعِي-: صَدَقَ. فَقَالَ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ: كَذَبْتَ وَكَذَبَ فُلَانٌ مَعَكَ. وَظَنَنْتُ أَنَّ ابْنَ الْمُبَارَكِ قَدْ رَوَى عَنْهُ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَظْهَرِ اسْمُهُ فَهُوَ شَبِيهٌ بِالْمَتْرُوكِ. إِيَاسُ بْنُ صُبَيْحٍ أَبُو مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ كَانَ قَاضِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ وَاسْتَقْضَاهُ أَبُو مُوسَى [3] . أَبُو مَرْيَمَ السَّلُولِيُّ اسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ، صَحَابِيٌّ. اسْمُ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ عَبْدُ رَبِّهِ. أَبُو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ عَمْرُو بْنُ عِيسَى بْنِ سُوَيْدِ بْنِ هُبَيْرَةَ. اسْمُ أَبِي نَعَامَةَ الْحَنَفِيِّ قَيْسُ بْنُ عَبَايَةَ. اسْمُ أَبِي نَعَامَةَ الضَّبِّيِّ شَيْبَةُ بْنُ نَعَامَةَ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ [4] وَجَرِيرٌ [5] . اسْمُ أَبِي صَدَقَةَ الْعَجْلِيِّ سُلَيْمَانُ بْنُ كِنْدِيرَ. وَاسْمُ أَبِي الْمُحَجَّلِ الرُّدَيْنِيُّ: مُرَّةُ [6] . أَبُو وَائِلٍ سُفْيَانُ بْنُ سَلَمَةَ أَعْتَقَ أَبَا رَزِينٍ. اسْمُ أَبِي رَزِينٍ مَسْعُودٌ [7] كَانَ أَعْجَمِيًّا.
وأبو رزين لقيط بن عامر بن الْمُنْتَفِقُ. أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِي اسْمُهُ بَكْرٌ [1] . اسْمُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَامِرُ [2] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ. أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي اسْمُهُ عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ. أَبُو الْأَسْوَدِ الدِّئْلِيُّ ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ، الْغَالِبُ عَلَيْهِ الْكُنْيَةُ. أَبُو حَرْبٍ [3] هُوَ اسْمُهُ. أَبُو نَضْرَةَ مُنْذِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قُطْعَةَ. أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَبُرَةَ بْنِ حُصَيْنٍ النُّمَيْرِيُّ. أَبُو عَيَّاشٍ الزُّرَقِيُّ زَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَقَدْ قِيلَ زَيْدُ بْنُ صَامِتٍ [4] . أَبُو رِفَاعَةَ تَمِيمُ بْنُ أَسَدٍ [5] . أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ تَمِيمُ بْنُ نذير. صرمة المازني مالك بن قيس. فُرَاتُ الْقَزَّازُ فُرَاتُ بْنُ [أَبِي] [6] عَبْدِ الرَّحْمَنِ. سُوَيْدُ بْنُ هُبَيْرَةَ لَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. إِسْحَاقُ بن سويد بن هبيرة [7] .
وَحُمَيْدُ بْنُ هِلَالِ بْنِ هُبَيْرَةَ [1] . وَسِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو جُبَيْرٍ [2] . جَبْلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ أَبُو سُرَيْرَةَ. أَبُو شُرَيْحٍ عَمْرُو بْنُ خُوَيْلِدٍ. اسْمُ أبي خلدة الحنفي سليط بن عطية. (283 ب) اسْمُ أَبِي السِّوَارِ الْعَدَوِيِّ حَسَّانُ بْنُ حُرَيْثٍ. أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ اسْمُهُ، وَقَدْ قِيلَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ. اسْمُ أَبِي الْجُودِيِّ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ شَامِيٌّ. إِسْمَاعِيلُ [3] عَنْ [4] قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَاسْمُ أَبِي حَازِمٍ عَوْفُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ. حُجْرُ بْنُ قَيْسٍ الْمَدْرِيُّ [5] . اسْمُ أَبِي الزِّنْبَاعِ صَدَقَةُ بْنُ صَالِحٍ. أَبُو سَلِيطٍ الْبَدْرِيُّ أَسِيرَةُ بْنُ عَمْرٍو. أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ. أَبُو حَيَّانَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ اسْمُهُ مُنْذِرٌ الاشجعي. أبو خالد الوالبي اسمه هرم.
أَبُو الْعَنْبَسِ سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَعُبَيْدٌ هُوَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيعُ عَائِشَةَ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عَوْنٍ [1] وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ. أَبُو الْجَلْدِ جِيلَانُ بْنُ فَرْوَةَ. أَبُو الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيُّ هَرَمُ بْنُ نُسَيْبٍ. أَبُو مَعْبَدَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسِ نَافِذٌ [2] . أَبُو الزَّعْرَاءِ يَحْيَى بْنُ الْوَلِيدِ بن مسير الطَّائِيُّ. أَيُّوبُ بْنُ كَيْسَانَ أَبُو بَكْرٍ السَّخْتِيَانِيُّ، وَكَيْسَانُ أَبُو تَمِيمَةَ مَوْلَى عَنْزَةَ. دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ. دِينَارُ بْنُ الْعُذَافِرِ مَوْلَى بَنِي قُشَيْرٍ. وَدِينَارٌ مَوْلَى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ. وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ بْنُ مِهْرَانَ أَبُو مبارك. «قال علي بن المديني: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمَهْدِيِّ: يَزِيدُ الْفَارِسِيُّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَوْفُ [3] يَزِيدُ بْنُ هُرْمُزٍ. قَالَ: فَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] سَلْهُ مِمَّنْ سَمِعَهُ؟ قَالَ: فَسَأَلْتُهُ. فَقَالَ: مَا زِلْنَا نَسْمَعُهُ. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [5] قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ وَكَانَ كَاتِبًا لِابْنِ عَبَّاسٍ» [6] . قال أحمد: وهو يزيد بن
هُرْمُزٍ [1] . أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشْنِيُّ جُرْهُمُ بْنُ نَاشِمٍ. إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ رَاشِدُ بْنُ كَيْسَانَ. أَبُو عِمْرَانَ الْجُونِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حبيب بن خنيس. أَبُو الْجَوْزَاءِ أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. أَبُو حَبْرَةَ شِيحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. أَبُو رَجَاءَ الْعُطَارَدِيُّ عِمْرَانُ بْنُ تَيْمٍ، وَقَدْ قَالُوا: مِلْحَانُ. أَبُو الْمُلَيْحِ الْهُذَلِيُّ عَامِرُ بْنُ أُسَامَةَ بْنِ عُمَيْرٍ الْهُذَلِيُّ. نُبَيْحٌ الْعَنْزِيُّ أَبُو عَمْرٍو. أَبُو العشراء أسامة بن مالك بن قهطم. وقالوا: عطارد بن برز. وقالوا: سيار أو ابْنِ سَيَّارِ بْنِ بِلْزٍ. وَأَبُو تَمِيمَةَ طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ. أَبُو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ. (284 أ) وَنَافِعٌ وَنُفَيْعٌ وَزِيَادٌ هُمْ بَنُو سُمَيَّةَ، وَهُمْ إِخْوَةٌ. عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ. اسْمُ أَبِي رباح أسلم مولى حبيبة بنت ميسرة بن [أَبِي] [2] خَيْثَمَ. أَبُو إِسْحَاقَ [3] عَنِ التَّمِيمِيِّ اسْمُهُ أربدة [4] .
أَبُو حُرَيْزٍ قَاضِي سَجِسْتَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنٍ. أَبُو بُلْجٍ اسْمُهُ جَارِيَةُ بْنُ بُلْجٍ، رَوَى عَنِ الْحَارِثِ لَنَا. أَبُو بُلْجٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ هُشَيْمٌ يَحْيَى بْنُ أَبِي سَلِيمٍ. أَبُو الْمُهَلَّبِ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ مُعَاوِيَةَ. اسْمُ أَبِي رَمْثَةَ رِفَاعَةُ بْنُ يَثْرِبِيِّ. وَأَبُو تَمِيمٍ الجيشانيّ عيسى بن هاني. أَبُو الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ اسْمُهُ عَدِيٌّ. أَبُو مُرَّةَ مَوْلَى عُقَيْلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَزِيدُ. أَبُو هياج الأسدي حيان بن حصين. أبو العدبس مَنِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ. أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ. عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. حَبِيبُ بْنُ صُهْبَانَ أَبُو مَالِكٍ. نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ أَبُو مُحَمَّدٍ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْأَسْوَدِ أَبُو حَفْصٍ. أَبُو عَاصِمٍ رِفَاعَةُ بْنُ شَدَّادٍ. أَبُو عَاصِمٍ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيُّ. أَبُو عَاصِمٍ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بِزَّةَ [1] . أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفِّلٍ. عَائِذُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو هُبَيْرَةَ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ أبو داود.
عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو يَحْيَى. أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ أَبُو يَحْيَى. حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، اسْمُ أَبِي ثَابِتٍ هِنْدٌ [1] . أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ أَخُو الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ. أَبُو بَحْرٍ مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ. أَبُو بَحْرٍ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ. أَبُو بَحْرٍ الْفُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ، أَبُو بَحْرٍ الْهِلَالِيُّ. إِسْمَاعِيلُ بْنُ شَرْوَسَ أَبُو الْمِقْدَامِ الصَّنْعَانِيُّ. سَدِيرُ بْنُ حُكَيْمٍ الصَّيْرَفِيُّ كُوفِيٌّ. غَالِبُ بْنُ خُطَّافٍ الْقَطَّانُ. حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنِ [2] الْعَرَبِيُّ. مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ [3] ، وَرَوَى [4] عَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ ثِقَةٌ. «وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْمُرْهِبِيُّ وَهُوَ لَيِّنٌ» [5] . «وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْقَاصُ قَاصُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَدِينِيٌّ ثِقَةٌ» [6] . وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الزَّيَّاتُ مَدِينِيٌّ، يَرْوِي عَنْهُ أَبُو عامر [7] وعثمان بن
عُمَرَ [1] . وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ. مُسْلِمُ بْنُ مَحْبُوقٍ، رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ، وَكَنَاهُ شُعْبَةُ وَقَالَ: أَبُو مَيْمُونَةَ. مُسْلِمُ بْنُ كَيْسَانَ الْأَعْوَرُ أَبُو الْهَيْثَمِ. عَمَّارٌ صَاحِبُ الْقَصَبِ. أَبُو يَحْيَى زِيَادٌ الَّذِي يَرْوِي عنه عطاء بن السائب وحصين [2] (284 ب) اسْمُهُ زِيَادٌ الْمَكِّيُّ [3] . أَبُو مَاوِيَةَ عَنْتَرَةُ [4] ، يَرْوِي عَنْهُ الشَّيْبَانِيُّ، وَالَّذِي يَرْوِي عَنْهُ دَاوُدُ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ أَبُو مَاوِيَةَ لَيْسَ هُوَ هَذَا هُوَ آخَرُ. أَبُو الْعُبَيْدَيْنِ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَبُرَةَ. أَبُو إِسْحَاقَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّبِيعِيُّ، بَقِيَ إِلَى وِلَايَةِ يُوسُفَ بْنِ عُمَرَ [5] ، ذَهَبَ بِهِ بَنُوهُ إِلَى الْحِيرَةِ وَقَدْ كَبِرَ فَأَحْدَثَ عَلَى الدَّابَّةِ فِي الطَّرِيقِ. «وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ فِي مَسْجِدِهِ- لَيْسَ مَعَنَا ثَالِثٌ- فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: كَانَ قَدِ اخْتَلَطَ فَإِنَّمَا تَرَكُوهُ مَعَ ابْنِ عُيَيْنَةَ لِاخْتِلَاطِهِ» [6] ، وَيُوسُفُ بْنُ عُمَرَ هُوَ الَّذِي صَلَبَ زيد بن علي، ولم
يَسْمَعْ أَبُو إِسْحَاقَ مِنْ عَلْقَمَةَ شَيْئًا، وَقَدْ رَأَى زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ. قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: اسْمُ أَبِي الْمِحْجَلِ الرُّدَيْنِيِّ مُرَّةُ، وَاسْمُ أَبِي عروبة أبي [1] سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مِهْرَانُ. أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ حُمَيْدُ [2] بْنُ هَانِئٍ. أُمُّ الدَّرْدَاءِ الْكُبْرَى خَيْرَةُ [3] ، وَأُمُّ الدَّرْدَاءِ الصُّغْرَى هُجَيْمَةُ، وَحَكَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ أَبِي مِسْهَرٍ [4] خِلَافَ هَذَا. إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ أَبُو أَسْمَاءَ. وَأَبُو الْوَازِعِ زُهَيْرُ بْنُ مَالِكٍ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ وَإِسْرَائِيلُ. وَأَبُو الْوَازِعِ الْبَصْرِيُّ الرَّاسِبِيُّ جَابِرُ بْنُ عَمْرٍو. أَبُو الْكُنُودِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ. أَبُو عَطِيَّةَ الْوَادِعِيُّ مَالِكُ بْنُ عَامِرٍ هَمْدَانِيٌّ. أَبُو إِيَاسٍ عَامِرُ بْنُ عَبْدَةَ بَجَلِيٌّ. أَبُو ثَابِتٍ أَيْمَنُ بْنُ ثَابِتٍ. مَرْثَدُ بْنُ غِفَارَةَ أَبُو الْمُثَنَّى كُوفِيٌّ [5] . رَوَى سُفْيَانُ وَمِسْعَرٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ رَيَاحٍ كُوفِيٌّ. وَعِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجُعْفِيُّ كُوفِيّ صَاحِبُ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ. وَعِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَصِيرُ بَصْرِيٌّ رَوَى عَنْهُ مُعَاذُ بن معاذ. ومحمد بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ أَخُو مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ لأمه.
حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ. أَبُو عَمْرٍو مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ وَاسِطِيٌّ ثِقَةٌ ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ هُشَيْمٌ وَشُعْبَةُ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ الثَّوْرِيُّ. سمعت (285 أ) أَبَا الصَّلْتِ [1] الْهَرْوِيَّ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: قُلْتُ لِهُشَيْمٍ: مَنْ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ؟ قَالَ: كَانَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا حَتَّى تَطْلَعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ فَصَلَّى إِلَى نَحْوِ الزَّوَالِ، وَيَدْخُلُ مَنْزِلَهُ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الظُّهْرِ، وَيُصَلِّي مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، ثُمَّ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَيُسَلِّمُ عَلَيْنَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مَرِيضٍ، هَلْ مِنْ جِنَازَةٍ، فَإِنْ كَانَ، قَامَ فَتَبِعَ أَوْ عَادَ، ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ، فَصَلَّى مَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ يَدْخُلُ مَنْزِلَهُ. قُلْتُ: كَمْ كَانَ هَذَا حَالَهُ؟ قَالَ: أَرْبَعِينَ سَنَةً. قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ كَانَ مَعِيشَتُهُ؟ قَالَ: كَانَ لَهُ ... [2] . حَدَّثَنِي [3] الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ فِيمَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ، وَبَلَغَ فِي الثَّانِيَةِ إِلَى النَّحْلِ [5] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِسَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ: يَا أبا عمرو [6] ما بال
ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ [1] لَا يُرَى. وَقَالَ حَمَّادٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ فَنَادَى يَسْتَأْذِنُ أَبَا عِيسَى عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ عُمَرُ: مَنْ أَبُو عِيسَى؟ قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: أَنَا. فَقَالَ عُمَرُ: وَهَلْ لِعِيسَى مِنْ أَبٍ! فَكَنَاهُ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُهْمَانَ عَنْ سَفِينَةَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: أَبُو كُرَيْزٍ الزَّبِيدِيُّ بْنُ الْحَارِثِ بن جمهان. قِيلَ لِعَلِيٍّ: اسْمُ أَبِي رَافِعٍ الصَّائِغُ؟ قَالَ: لَا أَعْرِفُ لَهُ اسْمًا. قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بن حفص قال: ثنا أبي قال: حدثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: ثنا أَبُو السَّفَرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَرَّ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُصْلِحُ خُصًّا لَنَا، قَالَ: مَا تَصْنَعُ؟ قُلْتُ: أُصُلِحُ خصا لنا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: الْأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا السَّفَرِ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْبَرَاءِ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ. اسْمُ أَبِي السَّفَرِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ، وَلُغَةُ أَهْلِ الْيَمَنِ إِذَا قَالُوا أَحْمَدُ إِنَّمَا يَقُولُ يُحْمَدُ يَجْعَلُونَ الْأَلِفْ يَاءً، وَامْرَأَتُهُ أُمُّ حَيَّةَ وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَفَرٍ. رَوَى يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ [2] وَمَالِكُ بْنُ مُغَوِّلٍ عَنْ أَبِي السَّفَرِ، وَرَوَى سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ عَنِ ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، وَهُوَ مِنْ هَمْدَانِ ثَوْرٍ وَهُمْ أَهْلُ بَيْتِ عِلْمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو النعمان [3] قال: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب [4]
وَهِشَامٍ [1] وَيَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنْ مُحَمَّدٍ [2] أَنَّ شُرَيْحًا كَانَ لَا يَبْرَأُ مِنَ الدَّاءِ حَتَّى نُرِيَهُ إِيَّاهُ. قَالَ يَحْيَى: يَقُولُ بَرِئْتُ مِنْ كذا وكذا فادخل ذا بين (288 ب) ظَهْرَانَيْ ذَلِكَ لَمْ يَبْرَأْ حَتَّى نُرِيَهُ ذَلِكَ الْعَيْبَ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ أَصَحُّ مَا يَكُونُ وَحُكْمٌ لَا يَجُوزُ خِلَافُهُ، وَهَذَا شُرَيْحٌ الْقَاضِي وَهُوَ ابْنُ شُرَحْبِيلَ وَيَقُولُونَ شَرَاحيِلَ وَهُوَ وَاحِدٌ. وَشُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا [3] عَنْ عَامِرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَرِهَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِقَاءَهُ، وَالْمَوْتُ قَبْلَ لِقَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَشُرَيْحُ بْنُ أَرْطَأَةَ وَكَانَ ثِقَةً. وَشُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ الصَّائِدِيُّ رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَلِيٍّ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [5] عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ أَغْيَظَ إِلَيْهِ مِنَ التَّعَوُّذِ- يَعْنِي إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ-. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَبَّرَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى تُرَى إِبْهَامَاهُ قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ. حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يُحَدِّثُ قَوْمًا فِيهِمْ كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ [1] قَالَ: ثنا خَالِدٌ [2] قَالَ: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [3] قَالَ: ثنا خَالِدٌ [4] بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ الْبَرَاءِ مِثْلَهُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ عَنِ ابن فضيل [5] عن يزيد مثله (289 أ) قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَانَتَا عِنْدَ مَنْكِبَيْهِ وَحَاذَى بِإِبْهَامَيْهِ أُذُنَيْهِ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى كَادَتَا أَنْ تُحَاذِيَا أُذُنَيْهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شيبة عن هشيم باسناده مثله.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ قُعْنُبٍ [1] وَسَعِيدٌ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ- بِمَكَّةَ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عن البراء ابن عَازِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ. قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا قَدِمْتُ الْكُوفَةَ سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ وَزَادَ فِيهِ: «ثُمَّ لَا يَعُودُ» ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ لَقَّنُوهُ، وَكَانَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحْفَظَ مِنْهُ يَوْمَ رَأَيْتُهُ فِي الْكُوفَةِ، وَقَالُوا لِي أَنَّهُ قَدْ تَغَيَّرَ حِفْظُهُ- هَذَا لَفْظُ الْحُمَيْدِيِّ-. وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: حَدِيثُ الْبَرَاءِ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَرْفَعُ يَدَيْهِ لَيْسَ هُوَ بِصَحِيحِ الْإِسْنَادِ. وَظَنَنْتُ أَنَّ الَّذِي حَكَى لَمْ يَضْبِطْ كَلَامَ يَحْيَى «لِأَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ وَإِنْ كَانَ قَدْ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ لِتَغَيُّرِهِ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، فَهُوَ عَلَى الْعَدَالَةِ وَالثِّقَةِ وَإِنْ لَمْ يكن مثل منصور والحكم [2] » و [3] الأعمش فَهُوَ مَقْبُولُ الْقَوْلِ ثِقَةٌ. «حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ يَرِيمَ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ أَسْعَدَ الْهَمْدَانِيِّ- قَالَ زُهَيْرُ [4] بْنُ مُعَاوِيَةَ: وَكَانَ إِمَامًا فِي مَسْجِدِهِمْ- قَالَ: رَأَيْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ وَنَحْنُ بِمَسْكَنٍ فَرَأَيْتُهُ بَالَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْنِ لَهُ مِنْ أَزِيدَجَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ أَصَابِعِهِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَأَمَّنَا وَنَحْنُ عَشْرَةُ آلاف» [5] .
وَزُهَيْرٌ [1] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2]- قَالَ: وَكَانَ إِمَامَ مَسْجِدِهِمْ- قَالَ: كُنْتُ مَعَ قَيْسِ بْنِ سَعد بْنِ عُبَادَةَ فِي شَرَطِهِ وَهُمْ عَشْرَةُ آلَافٍ بَعَثَهُ عَلِيٌّ، وَكَانَ خَادِمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: وَعِنْدِي أَبُو مَيْسَرَةَ فَقَالَ أَبُو مَيْسَرَةَ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ يَا أَبَا الْعَلَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ. إِبْرَاهِيمُ مَوْلَى بني هاشم وهو إبراهيم قعيس. حدثني (289 ب) أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ عَنْ عُبَيْدَةَ [3] عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عِنْدِي مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ: أَوَّلُ مَا طَلَبْتُ الْحَدِيثَ رَأَيْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ يُنْكِرُونَ حَدِيثَهُ، وَكَذَلِكَ حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ كُنْتُ أَرَى لَهَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ يَتَّقُونَ حَدِيثَهُمَا وَيَسْتَخْفُونَ بِحَدِيثِهِمَا. وَكَذَلِكَ رَأَيْتُهُمْ يَسْتَثْقِلُونَ أَبَا يَحْيَى [4] الْحُمَّانِيَّ وَيَتَحَفَّظُونَ مِنْ حَدِيثِهِ. «وَأَمَّا الْحُمَّانِيَّ فأن أحمد بن حنبل سيّئ الرَّأْيِ فِيهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُتَحَرٍّ فِي مذهبه، مذهبه أحمد من مذهب غيره» [5] .
وَأَمَّا مُجَالِدٌ وَالْأَجْلَحُ [1] فَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِمَا، وَمُجَالِدٌ عَلَى حَالٍ أَمْثَلَ مِنَ الْأَجْلَحِ. بَدْرٌ أَبُو شُجَاعٍ كُنْتُ أَرَى الْكُهُولَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ يَتَحَفَّظُونَ مِنْ حَدِيثِهِ. «حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ [2] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ» [3] ، وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى الرِّيِّ، قَدْ رَوَى عَنْهُ حَكَّامُ بْنُ سَالِمٍ [4] الرَّازِيُّ «وَحَكَّامٌ ثِقَةٌ» [5] . حَدَّثَنَا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن أَبِي رَبَاحٍ كُوفِيٍّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ وَاسْمُهُ سَعْدُ بْنُ إِيَاسٍ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِي كِبْرَانَ الْحَسَنِ بْنِ عُقْبَةَ الْمُرَادِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِذَا سَمِعْتَ مِنِّي شَيْئًا فَاكْتُبْهُ وَلَوْ عَلَى جِدَارٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ كُوفِيٌّ أَسْلَمِيٌّ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا أَبُو سِنَانٍ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَنْتَرَةَ [6] قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ لِلنَّاسِ إِيَّايَ وَهَذَا السَّوَادَ. وهذا الصَّغِيرُ «ثِقَةٌ» [7] ، وَالْكَبِيرُ حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ عن سفيان عن أبي سنان
ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ «وَهُوَ خِيَارٌ ثِقَةٌ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنِي حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: ما أجدني آسى عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ. وَابْنُهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرْوِي عَنِ الْأَعْمَشِ وَهُوَ «ثِقَةٌ» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بن السائب ح. وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَعَطَاءٌ ثقة، حديثه حجة، ما روى عنه سفيان وشعبة وحماد بن سلمة، وسماع هؤلاء سماع قديم، وكان عطاء تغير بأخرة فرواية جرير [4] وابن فضيل وطبقتهم ضعيفة. حدثنا أبو نعيم قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ «أَبِي حُذَيْفَةَ وَاسْمُهُ يَزِيدُ بْنُ صُهَيْبَةَ» [5] . وَعَلِيٌّ وَأَبُو حُذَيْفَةَ ثِقَتَانِ» [6] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ «أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ سَلَمَةُ بْنُ صُهَيْبَةَ» [7]- هَكَذَا قَالَ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ [8] . قَالَ: كَانَ مَعَنَا فِي سَفَرٍ، فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى انصرفنا.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان [1] عن عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَجَرِيرٌ [2] قَدْ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّيْبَانِيُّ [3] عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا مَحْذُورَةَ جَاءَ وَقَدْ أذَّنَ إنسان قَبْلَهُ، فَأَذَّنَ ثُمَّ أَقَامَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ فِي عِدَادِ الْمَكِّيِّينَ وَهُوَ ثِقَةٌ يَقُومُ حَدِيثُهُ مَقَامَ الْحُجَّةِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ثُمَّ السَّبِيعِيِّ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ [4] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ السُّلَمِيِّ. وَقَالَ سُفْيَانُ: عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ سُلَيْمَانَ [5] بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ أَبِي يَحْيَى الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ أَبِي يَحْيَى. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ كِنْدِيِّ وَهُوَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ جَمَلِيٌّ ثِقَةٌ [6] إِلَّا أَنَّهُ كَانَ مُرْجِئًا. قَالَ أَحْمَدُ: خَبِيثٌ. وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ «زُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ الْيَامِيِّ ثقة ثقة خيار الا أنه كان
يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ» [1] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حدثنا سفيان عن (290 ب) وَاصِلٍ الْأَحْدَبِ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن عمران بن مسلم الجعفي ثقة كوفي. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «زِيَادِ بْنِ الْفَيَّاضِ ثِقَةٌ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ [3] ثِقَةٌ ثِقَةٌ وَكَانَ مُرْجِئًا كُوفِيًّا» [4] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ يَرْوِي عَنْهُ مَنْصُورٌ [5] وَشُعْبَةُ وَهُوَ ثِقَةٌ كوفي. حدثني قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ زَهْدَمٍ الْحَنْظَلِيِّ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ. قَالَ: انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا، ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلَاءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعَ الَّذِينَ أَصَابُوا فُلَانًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَهَتَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا إِنَّهَا لَا تَجْنِي نَفْسٌ عَلَى أخرى [6] . حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عمران قال: سمعت
أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ يَقُولُ: ائْتُوا سِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ وَعَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ فَإِنَّهُمَا قَدِيمَانِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [1] وَأَبُو عَاصِمٍ [2] وَقَبِيصَةُ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ لَخْمِيٌّ حَافِظٌ سَرَّادٌ، قَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ، ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [3] عَنِ «الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [4] . قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ «الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [5] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عن أبي معاوية البجلي بياع السابري [6] كوفي لَا بَأْسَ بِهِ، وَابْنُهُ مُعَاوِيَةُ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ أَبِي طُعْمَةَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ إسماعيل عن عبد الرحمن ابن أبي كريمة مولى بني هاشم. وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَقَدْ روى سماك عن حنش الكناني وهو ابن المعتمر. وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقِ بن حمزة الثوري، ومسروق شهد (291 أ) الجمل مع علي رضي الله عنه.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النجود، وأبو النجود بَهْدَلَةُ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ أَبِي مَرْيَمَ كُوفِيٌّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «أَبِي حُصَيْنٍ [1] عُثْمَانِ بْنِ عَاصِمٍ أَسَدِيٌّ شَرِيفٌ ثِقَةٌ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [2] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حُصَيْنٍ يَذْكُرُ أَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ فِي السِّنِينَ سَنَةً. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «أَبِي سِنَانٍ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيِّ- وَهُوَ الْكَبِيرُ- ثِقَةٌ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [3] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ مُرْجِئٌ مَوْلًى لِبَنِي أُمَيَّةَ أَصْلُهُ كُوفِيٌّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ [4] وَهُوَ لا بأس به. وقال: حدثنا سفيان عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى لَا بَأْسَ بِهِ. «وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُكَيْمِ بْنِ الدَّيْلَمِ [5] وَهُوَ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ» [6] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلْقَمَةَ الْعَمِيِّ وَهُوَ لَا بأس به.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ، وَهَكَذَا رَوَاهُ قَبِيصَةُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى جَنَائِزَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ [1] عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَرَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ صَلَّى عَلَى جَنَائِزَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يَذْكُرُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ: أَنَّ أَعْرَابِيَّا عَرَضَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِنْبَرٍ لَهُ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي مَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ [2] قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثِقَةٌ كُوفِيٌّ [3] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ كُوفِيٌّ «ثِقَةٌ» [4] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن ثابت أبي المقدام الحداد وقد (291 ب) رَوَى عَنْهُ الْحَكَمُ [5] وَالْأَعْمَشُ وَشُعْبَةُ، «ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [6] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَكَانَ وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ، وَهُوَ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ صِلَةَ عَنْ سُحَيْمٍ تَابِعِيُّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ بْنِ سُلَيْمٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ أَبِي كُلَيْبٍ كُوفِيٌّ مِنْ صَالِحِيهِمْ وَخِيَارِهِمْ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ «الرَّكِينِ بْنِ الرَّبِيعِ الْفَزَارِيِّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [1] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «أَسْلَمَ الْمُنَقِّرِيِّ شَرِيفٌ ثِقَةٌ» [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ [3] كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. «وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ كَانَ يَنْزِلُ الْمَدَائِنَ ثِقَةٌ إِلَّا أَنَّهُ تَغَيَّرَ، عَمِلَ فِيهِ السِّنُّ» [4] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ صَالِحٍ الثَّوْرِيِّ [5] لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ [6] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ [7] وَكَانَ من ثقات أهل الكوفة وخيارهم.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، وَمُوسَى هُوَ ابْنُ [1] عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ كُوفِيٌّ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَثِقَاتِهِمْ» [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [3] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: أَتَيْتُ مُوسَى وَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ كَمَا قَالَ الزُّهْرِيُّ لَوْ رَأَيْتَ طَاوُسًا لَعَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يَكْذِبُ، وَذَكَرَهُ سُفْيَانُ فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بن عبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُفَضَّلُ عَلَى عَمِّهِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى [4] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، وَأَبُو السَّفَرِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ وَالْأَعْمَشُ، «وَهُوَ وَابْنُهُ ثِقَتَانِ» [5] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادٍ أَبُو عُثْمَانَ الْمُصَفِّرِ [6] مَوْلَى مصعب [7]
وهو كوفي ثقة. وقال: (292 أ) حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ فِرَاسٍ [1] وَهُوَ ابْنُ ابْنِ يحيى خارفي، وَكَانَ مَكِّيًّا، وَفِي حَدِيثِهِ لِينٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَهُوَ نَخْعِيٌّ ثِقَةٌ «مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ» [2] . حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارٌ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الحسن بن عمر عن غالب بن عباد عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرَ النَّهْشَلِيِّ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ [4] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ غَالِبٍ [5] عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرَ النَّهْشَلِيِّ [6] وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ دَارِيٌّ مِنْ دَارِ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرَ. حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قال: ثنا سفيان عن الحسن بن عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ [7] عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ- قَالَ وَكِيعٌ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ أَصْوَبُ فِي هَذَا-. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ غَالِبٍ أَبِي الْهُذَيْلِ ثِقَةٌ، روى عنه مسعر [8] وشعبة.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «عُبَيْدٍ الْمُكْتَبِ بْنِ مِهْرَانَ ثِقَةٌ» [1] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، لَهُ شَرَفٌ وَنَبَالَةٌ، حَدِيثُهُ لَيِّنٌ، كُوفِيٌّ» [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ [3] كُوفِيٌّ ثِقَةٌ فِي عِدَادِ الْفُقَهَاءِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُتْقِنٌ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ، كَانَ يَكُونُ بِوَاسِطٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ «الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ثِقَةٌ، كُوفِيٌّ» [4] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَأَبُو سُلَيْمَانَ اسْمُهُ مُسْلِمٌ، وَوَلَاءُهُ لِلْأَشْعَرِيِّينَ، سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ: قَالَ شَرِيكٌ: كُنْتُ أَتَخَطَّاهُ إِلَى غَيْرِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ أَبِي هِشَامٍ [5] ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «بَيَانٍ، ثِقَةٌ» [6] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ سُلَيْمَانَ بْنِ خَاقَانَ الشَّيْبَانِيِّ [7] ثِقَةٌ، ذَكَرَ أَنَّهُ خَرَجَ فِي الْبَعْثِ وَإِبْرَاهِيمُ [8] لَا يُذْكَرُ.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو زَيْدٍ. قَالَ أَبُو يُوسُفَ: حَدَّثَنِي بِهِ عُثْمَانُ [1] عَنْ جَرِيرٍ [2] ، «وَحَدِيثُهُ إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ قَامَ مَقَامَ الْحُجَّةِ» [3] . حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَشَرِيكٌ، داعية أهل الكوفة (292 ب) ، وَهُوَ ثِقَةٌ إِلَّا أَنَّهُ كَبِرَ وَتَغَيَّرَ حِفْظُهُ. حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ شَيْخٌ نَبِيلٌ «وَفِي حَدِيثِهِ لِينٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [4] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَاسْمُ أَبِي خَالِدٍ هُرْمُزٌ، «وَكَانَ أُمِّيًّا حَافِظًا ثِقَةً» [5] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن أبي حَيَّانَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ التَّيْمِيِّ، رَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ الْكُوفَةِ «وَهُوَ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ» [6] ، كُوفِيٌّ، رَوَى عَنْ أَيُّوبَ بْنِ كَيْسَانَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ الْمَلَائِيِّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي فَقِيهٌ، ثِقَةٌ، عَدْلٌ، وَفِي حَدِيثِهِ بَعْضُ الْمَقَالَةِ، لَيِّنُ الْحَدِيثِ. «وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ العرزميّ ثقة،
مُتْقِنٌ، فَقِيهٌ» [1] . وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ [2] لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ الْمَاصِرِ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «مُخَوِّلِ بْنِ رَاشِدٍ ثقة» [3] . وقال: حدثنا سفيان عن «معاوية بن إسحاق لا بأس به» [4] . وقال: حدثنا سفيان عن «أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ثِقَةٌ مُتْقِنٌ» [5] ، رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ صَمْغَانَ [6] التَّيْمِيِّ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ «الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئِ بْنِ يَزِيدَ، رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [7] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ، «ثِقَةٌ» [8] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبِ الْجَرْمِيِّ، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَزَائِدَةُ [9] وَالْأَئِمَّةُ، كوفي ثقة.
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن سَلْمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعِيِّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْرَهُ الشَّكَالَ فِي الْخَيْلِ [1] . وَأَخْطَأَ شُعْبَةُ فِي إِسْنَادِهِ: حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَالْمَحْفُوظُ مَا قَالَ سُفْيَانُ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْمَعْمَرِ بْنِ قَيْسٍ الْمُرَادِيِّ شَيْخٌ جَلِيلٌ، ثِقَةٌ كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الله بن (293 أ) السَّائِبِ شَيْخٌ قَدِيمٌ ثِقَةٌ، قَدْ رَوَى عَنْهُ الْأَعْمَشُ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، رَوَى عَنْهُ الْأَئِمَّةُ مِنَ الْكُوفِيِّينَ، وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ قَاضِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَهُوَ ثِقَةٌ مُتْقِنٌ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْأَسَدِيِّ [3] ، رَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ الْكُوفِيِّينَ، وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْمُرْهِبِيِّ، وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْهُ شريك وغيره.
حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن مَنْصُورَ بْنِ حَيَّانِ [1] ، ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمَرْوَانُ [2] ، كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَيْسَرَةَ النَّهْدِيِّ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ فُرَاتِ بْنِ [أَبِي] [3] عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَزَّازِ. وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقِ بْنِ جَمْرَةَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي نَهِيكٍ وَاسْمُهُ الْقَاسِمُ بن محمد، وقد روى عنه أيضا مسعر وجرير [4] ، كوفي. وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَرْزُوقٍ [5] ، وَلَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ وَاقِدٍ [6] لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، ثِقَةٌ. حدثنا قبيصة قال: ثنا سفيان عن سرية الرَّبِيعِ، لَا بَأْسَ بِهَا. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن أبي الجحاف [7] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَزْهَرَ [1] عَنِ ابْنِ عَوْنٍ [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يُونُسَ بْنِ خباب، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَسَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْ أَهْلِ مَرْوٍ قَالَ: قَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ خَبَّابٍ يَقُولُ: قَتَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ابْنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. «وَمَشْهُورٌ عَنْهُ مُسْتَفَاضٌ أَنَّهُ كَانَ يَتَنَاوَلُ عُثْمَانَ» [3] ، وَهُوَ رَجُلُ سُوءٍ. حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن «إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ- شَرِيفٌ، ثِقَةٌ، كُوفِيٌّ-» [4] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ «عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، ثِقَةٌ، هُوَ مِنْ كُبَرَاءِ أَهْلِ الْكُوفَةِ، يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ» [5] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ «عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ، ثِقَةٌ، مِنْ كُبَرَاءِ أَهْلِ الكوفة (293 ب) يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ» [6] . حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [7] وَقَبِيصَةُ [8] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ [عَنْ أَبِيهِ] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَأَلَ النَّاسَ وَلَهُ مَا يُغْنِيهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِخُدُوشٍ أَوْ خُمُوشٍ أَوْ كُدُوحٍ فِي وَجْهِهِ» . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا غِنَاؤُهُ؟ قَالَ: «خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَوْ وَزْنَهَا مِنَ الذَّهَبِ» [1] أَوْ مُشَابِهًا- وَهَذَا لَفْظُ أَبِي عَاصِمٍ- وَقَدْ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ وذمّه، وكان مغال فِي التَّشَيُّعِ، وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْهُ إِلَّا إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ [2] الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمِسْعَرٌ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة، وقد سمع عابس بْنُ رَبِيعَةَ مِنْ عُثْمَانَ: «إِذَا وَضَعْتُمُ السُّرُوجَ» . حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان [3] عن ابْنِ عُمَرَ [4] عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ [5] . قَالَ مِسْعَرٌ [6] : رَأَيْتُ مُسْلِمَ الْبَطِينَ [7] يَهْجُو الْمُرْجِئَةَ فِي الْمَسْجِدِ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْأَغَرِّ- شيخ له- عن وهب بن
مُنَبِّهٍ، رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ [1] الزَّبِيدِيِّ، ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [2] الْفَرَّاءِ، ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنَشٍ، ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْهُ وَأَثْنَى وَأَطْرَى عَلَيْهِ، وَكَانَ مُؤَدِّبًا وَنِعْمَ الشَّيْخُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ [3] ، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، «وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِيهِ وَبِخَاصَّةٍ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] ، وَهُوَ ثِقَةٌ» [5] . حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن الْجَعْدِ بْنِ ذَكْرَانَ، كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا عَلِيٌّ الشَّقِيقِيُّ [6] عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي عون الثقفي محمد بن عبيد الله، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ أَبِي وَكِيعٍ، وهو كوفي
الْأَصْلِ، لَا بَأْسَ بِهِ» [1] وَابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ضعيف ذاهب. وقال: (214 أ) حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن «وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ [2] وَهُوَ ابْنُ أَخِي الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ» [3] ، لَا بأس به، كوفي. وقال: حدثنا سفيان عن القعقاع بن يزيد بن سبرة [4] ، والقعقاع ابن شُبْرُمَةَ قد روى سفيان [5] عنهما. وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، ثِقَةٌ، تَحَوَّلَ إِلَى الشَّامِ، رَوَى عَنْهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ وَالْأَعْمَشُ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَالنَّاسُ «وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الْكُوفَةِ» [6] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، كوفي لا بأس به» [7] . وقال: حدثنا سفيان عَنْ مَرْزُوقٍ أَبِي بُكَيْرٍ [8] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زُفَرَ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ،
كُوفِيٌّ، «ثِقَةٌ» [1] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُفَرَ الْعَجْلِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ، قَالَ: ذَكَرَ لَهُ الَّذِينَ يُصْعَقُونَ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهَا مِنَ الشَّيْطَانِ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَمِيلِ بْنِ يَزِيدَ [2] ، لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ، مُرْجِئٌ» [3] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ «مُوسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ لَا بَأْسَ بِهِ» [4] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ جَحْشٍ شَيْخٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ لَا بَأْسَ بِهِ» [5] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ [ابْنِ] شُبْرُمَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ شُبْرُمَةَ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، وَكَانَ عُمَارَةُ أَفْضَلَ مِنْهُ أَيْضًا. وَقَالَ: حَدَّثَنَا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن أبي يحيى القتات [6] ، لا بأس به.
وَقَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ «وَهُوَ ثِقَةٌ» [1] ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ، ثِقَةٌ، وَكَانَ عَرِيفَ قَوْمِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ، وَابْنُ مَعْنٍ الْقَاسِمُ [2] ، «كَانَ قَاضِيًا عَلَى الْكُوفَةِ» [3] . «وَقَالَ: حدثنا سفيان عن يزيد بن حيان وهو من قدماء (294 ب) أهل الْكُوفَةِ» [4] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَشْوَعَ سَمِعَ شُرَيْحَ بْنَ النُّعْمَانِ الصَّائِدِيَّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ غَسَّانَ أَبُو غسان قال: سمعت عمرو بْنِ مَيْمُونٍ [5] قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ الْفَجْرَ، فَلَمْ يَقْنُتْ، وَرَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزِّبْرِقَانِ [6] شَيْخٌ لا بأس به. «وقال: حدثنا سفيان [7] عن عبد الرحمن [بن] الأصم،
ثِقَةٌ» [1] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ [3] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ [5] ، لَا بَأْسَ بِهِ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْعَرَبِ بْنِ كَعْبٍ الْأَزْدِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ وَاقِفًا عَلَى بِرْذَوْنَ أَبْيَضَ وَقَدْ خَضَبَ لِحْيَتَهُ وَرَأْسَهُ بِالْوَسْمَةِ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ، «ثِقَةٌ لَا بَأْسَ بِهِ» [6] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ- وَقَالَ غَيْرُهُ: سَهْمِيٌّ-، وَزِيَادٌ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ وَهُوَ مَكِّيٌّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُرَيْشٍ [7] الْكَاتِبِ، كُوفِيٌّ، شَيْخٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَجْلَحَ، كُوفِيٌّ «ثِقَةٌ، فِي حَدِيثِهِ لَيِّنٌ» [8] .
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو عَامِرٍ السُّوَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ الْعَنْسِيِّ، ثِقَةٌ، مَشْهُورٌ بالكوفة، كوفي، روى الأعمش عنه عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ [2] : أَنَّ عَلِيًّا قَنَتَ يَلْعَنُ [3] فُلَانًا وَفُلَانًا. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ دِثَارِ بْنِ شَبِيبٍ الْقَطَّانِ، كوفي لا بأس به. وقال: حدثنا سفيان عَنِ ابْنِ يَسِيرِ [4] بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ: أنه أتى أويس الْقُرَنِيَّ فَوَجَدَهُ لَا يَتَوَارَى مِنَ الْعُرْيِ، فَكَسَاهُ. قَالَ وَكِيعٌ: عَنْ قَيْسِ بْنِ بَشِيرٍ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ قُلَامَةَ بْنِ حَمَاطَةَ شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِيسَى بْنِ وَهْبٍ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ. وقال: حدثنا سفيان عن (295 أ) خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ [5] ، لَا بَأْسَ بِهِ» [6] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ [7] عَنْ يَعْلَى بْنِ نُعْمَانَ الأسدي عن
أبي [1] محمد وهو ابن شفي، قد روى عنه أيضا العلاء بن المسيب [2] . وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بَلْجٍ [3] كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْحَضْرَمِيِّ، كُوفِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ «الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيِّ، لا بأس به» [4] . وقال: حدثنا سفيان عن حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي رَوْقٍ [5] ، لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْمِحْجَلِ الرُّدَيْنِيِّ [6] وَاسْمُهُ مُرَّةُ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ، لَا بَأْسَ بِهِ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدٍ اللَّحَّامِ وَهُوَ أَبُو يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ. وَحَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ أَبُو عَامِرٍ السُّوَائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «نُوحِ بْنِ أَبِي بِلَالٍ، مَدِينِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ» [7] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن أبي شهاب [8] ، لا بأس به.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحَسَنِ لا بأس به. وقال: حدثنا سفيان عن طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى [1] ، شَرِيفٌ، لَا بَأْسَ بِهِ، فِي حَدِيثِهِ لِينٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ غَيْلَانَ [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو [3] بْنِ أَخِي [أَبِي] [4] الْأَحْوَصِ: أَنَّ أَبَا الْأَحْوَصِ [5] اعْتَكَفَ فِي مَسْجِدٍ فَوْقَهُ. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [7] قَالَ: خَرَجَ خَوَارِجُ فَخَرَجَ أَبُو الْأَحْوَصِ فِيمَنْ خَرَجَ، فَقَتَلُوهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ وَسُئِلَ عَنِ اسْمِ أَخِي [8] رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ فَقَالَ: الرَّبِيعُ بْنُ حِرَاشٍ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ [9] عَنْ رِبْعِيٍّ عن
حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ: أَنَّ عَبْدًا من طيّ (295 ب) اعْتَرَفَ أَوْ أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ بِالزِّنَى أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَأَقَامَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ الْحَدَّ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي جُنَابٍ يَحْيَى بن أبي حية الكلبي، وهو «ضعيف كان يدلس» [1] ، كوفي. وقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيِّ، كُوفِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي هَمَّامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، وَأَبُو هَمَّامٍ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ، ثِقَةٌ، كُوفِيٌّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ وَقَّاءٍ أبي يزيد [2] بْنِ إِيَاسٍ، كُوفِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ، وَقَالَ: هُوَ وَأَبُوهُ مَعَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ [3] أَبِي إِسْحَاقَ، وَكَانَ رَفَّاعًا، لَا بَأْسَ بِهِ، كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَارَةَ [4] ، شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [5] عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يُقَالُ ابْنُ أَبِي الصفيراء [6] .
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [1] وَعُبَيْدُ اللَّهِ [2] عَنْ رَقَبَةَ، لَيِّنٌ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ «زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، ثِقَةٌ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأَخُوهُ عُمَرُ ثِقَاتٌ» [3] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْيَامِيِّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَقَدْ سَمِعَ أَبُو نُعَيْمٍ مِنَ [4] الْعَلَاءِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ وَسَأَلَهُ مُحَاضِرٌ [5] قَالَ: الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ إِنِّي أَتَيْتُ فِي جَوْرَبِي أَمْسَحُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ نَاجِيَةَ الْمُحَارِبِيِّ، وَهُوَ شَيْخٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَرْبٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ عُبَيْدٍ الْعَبْسِيِّ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ الْأَشْجَعِيُّ، وَرَوَى لَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ، ثِقَةٌ، كُوفِيٌّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ فُضَيْلٍ [6] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [7] : خَالَفَ ابْنُ عَبَّاسٍ جَمِيعَ أَهْلِ الصَّلَاةِ فِي زَوْجٍ وَأَبَوَيْنِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ شَيْخٌ للحي، قال قبيصة: اسمه صلوات.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ، شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ» [1] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عُمَرَ الْهِلَالِيِّ، شَيْخٌ، ثِقَةٌ، قَدِيمٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُلْوَانَ الْكُوفِيِّ [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الرَّبِيعِ أَبِي صَالِحٍ الْأَسْلَمِيِّ. حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ سَمَعًا (296 أ) مِنْهُ، لَا بَأْسَ بِهِ، كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [3] عَنْ هِشَامِ بْنِ عَائِذِ بْنِ نُصَيْبٍ الْأَسَدِيِّ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ عَائِذٍ [4] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ وَهْبِ بْنِ عُقْبَةَ الْخَارِفِيِّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَدِيرٍ [5] ، صَيْرَفِيُّ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا [سُفْيَانُ] عَنْ رَزِينَ [6] بَيَّاعِ الرُّمَّانِ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ، «لَا بَأْسَ بِهِ، كُوفِيٌّ» [7] . قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، كُوفِيٌّ. وَقَالَ: [حَدَّثَنَا] سُفْيَانُ عَنْ «عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ [8] ، كوفي، ثقة» [9] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَخِي يَزِيدَ الْأَحْمَرِ، لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُقْبَةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ. قَالَ قَبِيصَةُ: عُقْبَةُ الْأَسَدِيُّ [1] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [2] عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، كُوفِيٌّ، ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُغِيثٍ الْبَجَلِيِّ، كُوفِيٌّ. وَقَالَ: سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ [4] بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سِنَانٍ [5] : كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَأْخُذُ الْجِزْيَةَ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ [6] : أَوْصَى الضَّحَّاكُ: لَا تَكُبُّونِي عَلَى وَجْهِي. قَالَ قَبِيصَةُ: عَنْ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ يَزِيدَ: أَوْصَى الضَّحَّاكُ. قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدٍ- شَيْخُ يَكُونُ فِي مُحَارِبٍ-: سَمِعْتُ إبراهيم [7] يسب الحجاج.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، سُنِّيٌ، ثِقَةٌ» [1] ، وَهُوَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلِ بن غزوان، و «محمد ثِقَةٌ شِيعِيٌّ» [2] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ وَكَانَ خَزَّازًا كُوفِيًّا، مَوْلًى لِبَنِي جُمَانٍ «لَا بَأْسَ بِهِ» [3] . حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ [4] قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي جَهْضَمٍ، لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن [5] سفيان عن نوير [6] الْهَمْدَانِيِّ، كُوفِيٌّ، «وَثُوَيْرُ [7] بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ وَهُوَ شِيعِيٌّ لَيِّنُ الْحَدِيثِ» [8] . «وَقَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ [9] قَالَ: أَخْبَرَنِي شَبَابَةُ بْنُ سِوَارٍ قَالَ: قُلْتُ لِيُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ: ثُوَيْرٌ لِأَيِّ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ رَافِضِيٌّ. قُلْتُ: إِنَّ أَبَاكَ رَوَى عَنْهُ. قَالَ: هُوَ أَعْلَمُ» [10] . وَقَالَ [أَبُو] يُوسُفَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن
ابن مهدي عن سفيان عن حكيم بن (296 ب) الدَّيْلَمِ، كُوفِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ. وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَتِيقٍ، لَا بَأْسَ بِهِ. وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ رَافِعٍ، كُوفِيٌّ، لَا بَأْسَ بِهِ. وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ شَيْبَةَ، كُوفِيٌّ، لا بأس به. وبه عن سفيان عن الْعَلَاءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ، لَا بَأْسَ بِهِ، يَتَشَيَّعُ. وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْحَارِثِ وَهُوَ أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ. وَأَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ: مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ [1] عَنْ سُفْيَانَ بْنِ خَالِدٍ النَّخَعِيِّ، كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [2] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ لِي بُنْدَارٌ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ- رَجُلٌ مِنْ بَنِي نَصْرٍ- عَنِ ابْنِ عُمَرَ: مَنْ رَقَّ وَجْهُهُ رَقَّ عِلْمُهُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَدُوسٍ- رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ- عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ كَانَ يَقُولُ لِمُؤَذِّنِهِ: تُؤَذِّنُونَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ. عَنْ سُفْيَانَ عَنْ رَكِينٍ [3] ، ثِقَةٌ، وَلَيْسَ هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ تَمِيمُ بْنُ حَذْلَمٍ: - وَكَانَ من أصحاب عبد الله- لمؤذنه: تؤذنون. وبه عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ الدالاني [4] ، منكر الحديث.
وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي نُبَاتَةَ. وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ الْمُنْذِرِ. وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ [1] عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ [2] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَا نِكَاحَ إِلَّا بِأَرْبَعَةٍ: بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْنِ وَخَاطِبٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ خَالِدٍ الْأَسَدِيِّ، كُوفِيٌّ، ثقة. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ، كُوفِيٌّ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو عُمَرَ [3] النَّمِرِيُّ وَآدَمُ [4] قَالُوا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: ثنا الْحَكَمُ [5] قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْجَزَّارَ [6] يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعُمَرَ ... حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أُذَيْنَةَ بِوَاسِطِ الْقَصَبِ، حِينَ قدم الحجاج واسط وَابْتَنَى الْخَضْرَاءَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنِ الْحَسَنِ الْمَدَنِيِّ عَنِ ابْنِ أذينة العبديّ: أتيت عمر.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ: وَمَا أَظُنُّ لَحِقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عُمَرَ، وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِيهِ أُذَيْنَةَ، وَهُوَ فِي عِدَادِ الْكُوفِيِّينَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُذَيْنَةَ بَصْرِيٌّ، كَانَ قَاضِيًا عَلَيْهَا. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وابن قعنب [1] وسعيد [2] (297 أ) قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أُذَيْنَةَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: لَيْسَ الْعَنْبَرُ بِرَيْحَانَ، إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ دَسَرَهُ [4] الْبَحْرُ. وَحَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَحَدَّثَنَا صَفْوَانُ عَنِ الْوَلِيدِ [5] ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرٍو [6] عَنْ أُذَيْنَةَ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ. وَحَدَّثَنَا ابْنُ قُعْنُبٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ [7] عَنْ مَالِكٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ أُذَيْنَةَ اللَّيْثِيِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ جَدَّةٍ لِي عَلَيْهَا شَيْءٌ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ عَجَزَتْ، فَأَرْسَلَتْ مَوْلًى لَهَا يَسْأَلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مُرُوهَا فَلْتَرْكَبْ، ثُمَّ لْتَمْشِ مِنْ حَيْثُ عَجَزَتْ. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ [8] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ [9] عَنْ عَاصِمٍ [10] عَنْ شَقِيقٍ [11] عَنْ عُرْوَةَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أمير
المؤمنين حين ألقى الشام بوابته بثنية [1] وَعَسَلًا: أَنْ سِرْ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ، وَالْهِنْدُ يَوْمَئِذٍ فِي أَنْفُسِنَا الْبَصْرَةُ، وَأَنَا لِذَلِكَ كَارِهٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: اتَّقِ اللَّهَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ فَإِنَّ الْفِتَنَ قَدْ ظَهَرَتْ. فَقَالَ أَمَّا وَابْنُ الْخَطَّابِ حَيٌّ فَلَا، إِنَّهَا إنما تَكُونُ بَعْدَهُ والناس بذي بليان أو في ذي بَلْيَانَ- مَكَانُ كَذَا وَكَذَا- فَلْيَنْظُرِ الرَّجُلُ هَلْ يَجِدُ مَكَانًا لَمْ يَزَلْ بِهِ مَا تَرَكَ بمكانه الَّذِي هُوَ فِيهِ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالشَّرِّ فَلَا يَجِدُ أُولَئِكَ الْأَيَّامَ الَّتِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامَ الْهَرَجِ، فَنَعُوذُ باللَّه أَنْ تُدْرِكَنِي وَإِيَّاكُمْ أُولَئِكَ الْأَيَّامُ. وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [2] قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: خَطَبَنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِالشَّامِ فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ بَعَثَنِي إِلَى الشام وهي بهمة، فلما لقي الشام بوابته وكان بثنية وعسلا. وحدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَبْرٍ عَنْ أَبِيهِ، وَهُوَ أَبُو جَبْرِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقْرَأُ: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا 12: 110 [6] . قَالَ زُهَيْرٌ. كَانَ زُهَيْرٌ يُخَفِّفُهَا. وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ؟ وَكُلٌّ آتُوهُ دَاخِرِينَ 27: 87؟ [7] جَزْمٌ. «وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ:
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [1] عَنْ مُغِيرَةَ [2] عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حدثني الحارث [3] (297 ب) وَكَانَ كَذَّابًا» [4] . وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْخُزَاعِيُّ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ [6] قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ [7] وَسُئِلَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرَكْتَ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ [8] وَأَصْحَابَ عَلِيٍّ فَكَيْفَ أَخَذْتَ عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ وَتَرَكْتَ أَصْحَابَ عَلِيٍّ؟ قَالَ: أَتَّهِمُ أَصْحَابَ عَلِيٍّ. أَبُو عَطِيَّةَ الْوَادِعِيُّ مَالِكُ بْنُ عَامِرٍ، كُوفِيٌّ، هَمْدَانِيٌّ. أَبُو الْكُنُودِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ، كُوفِيٌّ. أَبُو إِيَاسٍ الْبَجَلِيُّ عَامِرُ بْنُ عَبْدَةَ [9] ، رَوَى الْأَعْمَشُ عَنْ رَجُلٍ عَنْهُ. أَبُو ثَابِتٍ أَيْمَنُ بْنُ ثابت: من على شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ. أَبُو الشَّعْثَاءِ سُلَيْمُ بْنُ أَسْوَدَ الْمُحَارِبِيُّ. أَبُو نُعَامَةَ الْكُوفِيُّ شَيْبَةُ بْنُ نُعَامَةَ، رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ. أَبُو يَعْفُورَ الْعَبْدِيُّ وَقْدَانُ. أَبُو يَعْفُورَ الصَّغِيرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عبيد بن نسطاس [10] .
أَبُو سُلَيْمَانَ زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ. حَدَّثَنَا الحميدي قال: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ كُوفِيٌّ تَحَوَّلَ إِلَى دِمَشْقَ. وَأَبُو الْمُثَنَّى مُوثِرُ بْنُ غَفَارَةَ عَبْدِيٌّ كُوفِيٌّ. وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ النَّهْدِيُّ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَبَّادٍ أَبُو هُبَيْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ كُوفِيٌّ. «وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُجَالِدٍ [1] عَنْ عُمَيْرِ بْنِ رَوْذِيٍّ أَبِي كبير قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ فَقَطَعُوا عَلَيْهِ خُطْبَتَهُ فَنَزَلَ فَدَخَلَ، فَقَالَ: إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ عُثْمَانَ مَثَلُ ثلاثة أثوار كنّ في غيضة، أبيض وأحمر وَأَسْوَدَ، مَعَهُمْ فِيهَا كَانَ أَسَدٌ، كُلَّمَا أَرَادَ وَاحِدًا مِنْهَا اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ فَلَمْ يُطِقْهُمْ فَقَالَ لِلْأَسْوَدِ وَلِلْأَحْمَرِ: إِنَّ هَذَا الْأَبْيَضَ يَفْضَحُنَا فِي غَيْضَتِنَا يُرَى بَيَاضُهُ خَلِّيَا عَنْهُ كَيْمَا آكُلُهُ، ثُمَّ أَكُونُ أَنَا وَأَنْتُمَا فَلَوْنِي عَلَى أَلْوَانِكُمَا، وَأَلْوَانُكُمَا عَلَى لَوْنِي. قَالَ: فَخَلَّيَا عَنْهُ فَلَمْ يُلْبِثْهُ أَنْ أَكَلَهُ. قَالَ: ثُمَّ كَانَ كُلَّمَا أَرَادَ وَاحِدًا مِنْهُمَا اجْتَمَعَا عَلَيْهِ فَلَمْ يُطِقْهُمَا، فَقَالَ لِلْأَحْمَرِ: إِنَّ هَذَا الْأَسْوَدَ يَفْضَحُنَا فِي غَيْضَتِنَا يُرَى سَوَادُهُ، فَخَلِّ عَنِّي كَيْمَا آكُلُهُ، ثُمَّ أَكُونُ أَنَا وَأَنْتَ فَلَوْنِي عَلَى لَوْنِكَ وَلَوْنُكَ عَلَى لَوْنِي. قَالَ: فَتَرَكَهُ فَلَمْ يُلْبِثْهُ أَنْ أَكَلَهُ. فَقَالَ: فَلَبِثَ ثُمَّ قَالَ: يَا أَحْمَرُ إِنِّي آكُلُكَ. قَالَ: تَأْكُلُنِي؟! قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَخَلِّ عَنِّي أُصَوِّتُ ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ. قَالَ: ثم قال ألا [298 أ] إِنَّمَا أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الْأَبْيَضُ- ثَلَاثًا-. قَالَ: وَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّمَا وَهَنْتُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ- قال ذلك ثلاثا- ألا
وَإِنِّي وَهَنْتُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ، أَلَا وَإِنِّي وَهَنْتُ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ» [1] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ ثنا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ مُعَاوِيَةُ بن حديج [2] قال: رأيت طاووسا يُقْعِي. فَقُلْتُ لَهُ: رَأَيْتُكَ تُقْعِي. فَقَالَ: مَا رَأَيْتُنِي وَلَكِنَّهَا الصَّلَاةُ، رَأَيْتُ الْعَبَادِلَةَ الثَّلَاثَةَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَفْعَلُونَهُ. قَالَ أَبُو زُهَيْرٍ: وَقَدْ رَأَيْتُهُ يُقْعِي. وَحَدَّثَنَا الحميدي قال حدثنا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا أَبَا حُسَيْنٍ الْجُعْفِيَّ قَالَ سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: إِذَا رَكِبَ إِنْسَانٌ الدَّابَّةَ فَلَمْ يُسَمِّ رَدِفَهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ لَهُ: تَغَنَّ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ يُحْسِنْ قَالَ لَهُ تَمَنَّ. قَالَ سُفْيَانُ: وَقَالَ لَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [4] فَأَمَّا مَنْصُورٌ فَقَالَ لَنَا عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَاسْمُ أبي معمر عبد الله بن سخبرة. وحدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا خلف بن خليفة [5] عن حفص ابن أَخِي أَنَسٍ، وَقَدْ تَفَرَّدَ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ بِهَذَا الشَّيْخِ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ الْيَشْكَرِيُّ أَبُو منين كوفي ثقة.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ شَيْبَانَ [1] ، وَأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ عَنْ زُهَيْرٍ [2] وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ زَائِدَةَ [3] ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ [4] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا عَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا قَطُّ إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِنْ كَرِهَهُ تَرَكَهُ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ [5] قَالَ: ثنا جَرِيرٌ [6] مِثْلَهُ. وَأَبُو حَازِمٍ مَوْلَى جَعْدَةَ [7] بْنِ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيِّ، وَرَوَى أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ ثنا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ النَّهْدِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ النَّهْدِيِّ قَالَ: اشْتَرَيْتُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي تِبْنًا فَاسْتَثْنَى بَعْضَهُ، فَجِئْنَا لِقَبْضِهِ فَجَاءَ فَجَلَسَ. قَالَ: فَأَتَاهُ أَحَدُنَا قَالَ: قُمْ مِنْ هَذَا الغبار يا أبا عبد الرحمن (298 ب) . قَالَ: لَا أُبَالِي. فَلَمَّا حَرَّكْنَاهُ كَثِيرًا قَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: مَا جَلَسَ إِلَّا لِيَحْفَظَنَا أَنْ نُصِيبَ مِنَ الَّذِي لَهُ شَيْئًا. قَالَ: فَأَتَاهُ أَحَدُنَا فَقَالَ: قُمْ مِنْ هَذَا الْغُبَارِ فَإِنَّا نَرْجُو الَّذِي تَرْجُو. قَالَ: إِنِّي لَمْ أَجْلِسْ لِأَحْفَظَكُمْ إِنَّمَا أَجْلِسُ لِأَحْفَظَ نَفْسِي، وَهَذَا أَشْجَعِيٌّ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أبي قال: حدثنا الأعمش قال
حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ: اشْتَرَيْتُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ تِبْنًا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُجَالِدٍ زَوْجِ بِنْتِ مُجَاهِدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرٌ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الْجَلْدِ جَيْلَانَ بْنِ فَرْوَةَ. قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: نُبِّئْتُ عَنْ أَبِي الْجَلْدِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَشِيرٌ قَالَ: كُنْتُ فِي كُتَّابِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَذَكَرْتُهُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا فَقَالَ: هُوَ أَبُو لِينَةَ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: لَا تُخْرِجْ رِكَابَكَ مِنْ قَرْيَةٍ الى قرية. قوله «يَتُوبُونَ من قَرِيبٍ» 4: 17 [1] قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ دُونَ الْمَوْتِ فَهُوَ قَرِيبٌ. وَأَبُو لِينَةَ قَدْ رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ وَاسْمُهُ النَّضْرُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو مَرْيَمَ اسْمُهُ طَهْمَانُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ الزَّرَّادِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو زَيْدٍ. قَالَ الْحُمَيْدِيّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ: مَا الزَّرَّادُ؟ قَالَ: يَعْمَلُ الدُّرُوعَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ الْهَمْدَانِيُّ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلْقَمَةُ ابن وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ قَبَضَ عَلَى شِمَالِهِ بِيَمِينِهِ، وَرَأَيْتُ عَلْقَمَةَ يَفْعَلُهُ. وَمُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ كَعْبٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَيْرٍ لَيْسَ هو هذا العنبري، «وهو
ضَعِيفٌ» [1] . حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ- بَصْرِيٌّ عَمِيٌّ- قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ الْعَبْدِيُّ- ثِقَةٌ- عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي [2] مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قال: كان خصبهم [3] في بيوتهم وفي الثياب تجوّز [4] . (299 أ) وأبو منصور هذا كوفي جهني. حدثني أَبُو سَعِيدٍ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْثَرُ [5] أَبُو زُبَيْدٍ- وَهُوَ شِيعِيٌّ ثِقَةٌ- عَنْ بُرْدِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ [6] عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ يَقُولُ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صَلَّى عَلَى جِنَازَةِ مُسْلِمٍ وَشَهِدَهَا حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ. وَيُقَالُ لَمْ يَسْمَعِ الْمُسَيَّبُ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مِنَ الْبَرَاءِ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ سعير بن الخمس [7] وهو
كُوفِيٌّ ثِقَةٌ، وَلَهُ ابْنٌ يُقَالُ لَهُ قَطَنٌ لَا يَسْوِي حَدِيثُهُ شَيْئًا. وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْغَنَوِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. وَقَدْ رَأَى جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَيَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَحَادِيثَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] الْمَقَرِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو أَيُّوبَ، كَنَاهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وَغَيْرُهُ مِنَ الْكُوفِيِّينَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عُقَيْلٍ وَكُنْيَتُهُ [أَبُو دحية] [2] ، وقد روى عنه عبد الرحمن بن مَهْدِيٍّ، وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا ابْنُ قُعْنُبٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا جُهَيْرُ بْنُ يَزِيدَ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ وَكُنْيَتُهُ أَبُو مُعَاذٍ بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ [4] . «وَعَبْدُ الْمُؤْمِنِ أَبُو [5] عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ ثِقَةٌ» [6] . «وَأَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بن واصل ثقة» [7] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ جُلَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ شَمَّاسٍ قَالَ: بَعَثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكُنْتُ مَعَ مَرْوَانَ، فَمَرَّ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ: بَعْضُ حَدِيثِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. فَمَضَى، ثُمَّ أَقْبَلَ فَقُلْنَا: الْآنَ يَقَعُ بِهِ. فَسَأَلَهُ: كَيْفَ سَمِعْتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عَلَى الْجِنَازَةِ؟ فَقَالَ: أَنْتَ خَلَقْتَهَا أَوْ خَلَقْتَهُ، وَأَنْتَ هَدَيْتَهَا إِلَى الْإِسْلَامِ، وَأَنْتَ قَبَضْتَ رُوحَهَا، تَعْلَمُ سِرَّهَا وَعَلَانِيَتَهَا، جِئْنَا شُفَعَاءَ فَاغْفِرْ لَهَا. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوارث [2] (299 ب) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجُلَّاسِ عُقْبَةُ بْنُ سَيَّارٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ شَمَّاخٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَرْوَانَ [4] سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ. حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ [6] قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُلَّاسَ يُحَدِّثُ قَالَ: سَأَلَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ: كَيْفَ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَلْجٍ الْفَزَارِيُّ [7] قَالَ: حَدَّثَنِي جُلَّاسٌ الشَّامِيُّ قَالَ: مَرَّ مَرْوَانُ بِأَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ مَرْوَانُ: بَعْضُ حَدِيثِكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. ثُمَّ لَمْ يُجَاوِزْ غَيْرَ بَعِيدٍ حَتَّى رَجَعَ عَوْدُهُ عَلَى بَدْئِهِ فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْمَيِّتِ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: هَذَا مَعَ قَوْلِكَ آنفا!!
ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهمّ أَنْتَ خَلَقْتَهَا. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ- هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ- قَالَ: أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ سَيَّارٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَامَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا تَزَالُ تُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ لَا نَعْرِفُهَا. ثُمَّ انْطَلَقَ، ثم رجع اليهم فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَى الْمَيِّتِ؟ قَالَ: مَعَ قَوْلِكَ آنِفًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كُنَّا نَقُولُ: أَنْتَ رَبُّهَا. وَحَدَّثَ [1] عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ذَهَبْتُ بِشُعْبَةَ إِلَى أَبِي الْجُلَّاسِ، وَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَقِيرٌ فِيهِ نَبِيذٌ، وَلَهُ جُمَّةٌ، كَانَ مِنَ الْجُنْدِ شَامِيٌّ، وَجَعَلَ شُعْبَةُ أَبَا الْجُلَّاسِ جُلَّاسًا. قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: قَالَ أَبِي: أَنَا ذَهَبْتُ بِهِ إِلَيْهِ وَقَلَبَ إِسْنَادَهُ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الرَّبِيعَةِ بْنِ النَّابِغَةِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ مِنَ الْآخِرَةِ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ [3] قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ [4] قَالَ: ثنا عَلِيُّ بن زيد
قَالَ حَدَّثَنِي النَّابِغَةُ بْنُ الْمُخَارِقِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم (300 أ) : كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ.. نَحْوَهُ. وَهَذَا الصَّحِيحُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فَقَالَ: أَلَا إِنَّ دِيَةَ الْخَطَأِ شِبْهِ الْعَمْدِ مَا كَانَ بِالسَّوْطِ وَالْعَصَا مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [1] قَالَ: ثنا حَمَّادٌ قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ جَوْشَنَ عَنْ عقبة [2] أو يعقوب السدوسي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. حَدَّثَنَا النَّمِرِيُّ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جَوْشَنٍ [3] عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ السَّدُوسِيِّ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو. قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَلِيٍّ [4] سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ رَبِيعَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَمْرٍو. الْمَحْفُوظُ حَدِيثُ سُلَيْمَانَ بْنِ حرب عن عبد الله [5] بن عمرو.
وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [1] قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ [2] عَنْ فِرَاسٍ [3] عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات يوم ثم قال: ها هنا أَحَدٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ؟. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ [4] عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ سَمْعَانَ [5] عَنْ سَمُرَةَ [6] . حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْمُشَنِّجِ [7] بْنِ سَمْعَانَ عَنْ سَمُرَةَ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ سَمْعَانَ بْنِ مُشَنِّجٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عن عامر بن مسعود القرشي قال: قال- يعني النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ، أَمَّا نَهَارُهُ فَقَصِيرٌ، وَأَمَّا لَيْلُهُ فطويل. «وليس
لِعَامِرٍ صُحْبَةٌ» [1] . وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ ثنا زَائِدَةُ [2] عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عن عامر بن مسعود القرشي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ مَا صَفُّوا فِيهِ إِلَّا بِقَرْعَةٍ. وَكَانَ ابن معاوية يحدث (300 ب) عَنْ جَرِيرٍ [3] عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْطَأَ فِيهِ، وَقَدْ قَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: زَاحَمَنِي رَجُلٌ بمكة يقال له عامر بن مسعود فقلت لَهُ فَقَالَ لِي، وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَامِرٍ هَذَا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ قابوس بن أبي طبيان حُصَيْنُ بْنُ جُنْدَبٍ [4] . وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَسَافٍ يُحَدِّثُ عن الربيع بن خشيم قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ كُنَّ كَعَدْلِ أَرْبَعَةٍ محررين من ولد إسماعيل. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ الا الله فذكر نحوه.
حَدَّثَنَا آدَمُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ هِلَالَ بْنَ يَسَافٍ يُحَدِّثُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ [2] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قال: لئن أَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ دَاوُدَ [3] عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ كَانَتْ لَهُ كَعَدْلِ مُحَرَّرٍ أَوْ مُحَرَّرَيْنِ» - شَكَّ دَاوُدُ-. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ. فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ يَرْحَمْكَ اللَّهُ؟ قَالَ: عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيُّ. فَأَتَيْتُ عَمْرًا فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، فَقُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شريك له، له الملك وله الحمد (301 أ) وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ بَعْدَ الصُّبْحِ عَشْرَ مَرَّاتٍ كُنَّ كَعِتْقِ أَرْبَعِ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ [4] قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ [5] عَنْ سُفْيَانَ الْعُصْفُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عن حَبِيبِ بْنِ النُّعْمَانَ الْأَسَدِيِّ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ: صلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: عدلت شهادة الزور
بالاشراك باللَّه عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ تَلَا فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ 22: 30 [1] . وَقَدْ خَالَفَ مَرْوَانُ مُحَمَّدًا وَالصَّحِيحُ رِوَايَةُ مُحَمَّدٍ. وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ [2] عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَلَا أَشُكُّ أَنَا مُؤْمِنٌ. سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ يَقُولُ: وَقَعَ بَيْنَ الْحُوَيْطِيِّ وَمَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ [3] كَلَامٌ، فَتَفَاخَرَا فَقَالَ مَرْوَانُ: لَوْ كَانَ الْعِزُّ فِي السَّحَابِ لَنِلْتُهُ بِجَدِّي عُيَيْنَةَ [4] . فَشَنَّعَ عَلَى الْحُوَيْطِيِّ وَآذَاهُ وَجَفَاهُ النَّاسُ. سَمِعْتُ زُهْدُمَ بْنَ الْحَارِثِ قَالَ: أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنِي. فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُكَ حَتَّى تَجْمَعَ جَمَاعَةً يَجْتَمِعُوا إِلَيَّ وَأُحَدِّثُكُمْ. وَأَظُنُّهُ قَدْ قال له سمّى عَدَدًا مَعْلُومًا يَجْتَمِعُوا إِلَيَّ. «سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بْنَ أَبِي مَهْدِيٍّ [5] قَالَ: كَانَ فِي خُلُقِ الْفَزَارِيِّ شَرَاسَةٌ، وَكَانَ لَهُ حُفَّاظٌ، وَكَانَ مُعِيلًا شَدِيدَ الْحَاجَةِ، وَكَانَ النَّاسُ يَبَرُّونَهُ، فَإِذَا بَرَّهُ الْإِنْسَانُ كان ما دام ذَلِكَ الْبِرُّ عِنْدَهُ فِي مَنْزِلِهِ يُعْرَفُ فِيهِ الْبِرُّ وَالِانْبِسَاطُ إِلَى الرَّجُلِ. قَالَ: فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا أَبْقَى فِي مَنْزِلِ الرَّجُلِ مِنَ الْخَلِّ وَلَا أَرْخَصَ بِمَكَّةَ مِنْهُ. قَالَ: فَكُنْتُ أَشْتَرِي جَرَّةً مِنْ خَلٍّ فَأُهْدِي لَهُ فَأَرَى مَوْقِعَ ذَلِكَ مِنْهُ، فَإِذَا فَنِيَ أَرَى مِنْهُ، فأسأل
جَارِيَتَهُ: أَفَنِيَ خَلُّكُمْ؟ فَتَقُولُ: نَعَمْ. فَأَشْتَرِي جَرَّةً فَيَعُودُ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ» [1] . «قَالَ: [كَانَ عِنْدَهُ] [2] عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: فَأَخَذَ إِنْسَانٌ كُتُبًا فَمَزَّقَهَا وَرَمَى بِهَا إِلَى مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُكَ. فَقَالَ: هَيْهَاتَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَمَزِّقْ حَدِيثِي، هَذَا لَيْسَ حَدِيثِي، قَنَاتِي أَصْلَبُ مِنْ ذَلِكَ» [3] . قَالَ عَلِيٌّ: وَكَلَّمْتُهُ أَنَا وَبِلَالٌ فِي وَكِيعٍ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ فِيهِ، فَقُلْتُ لَهُ: انه يقول انك كنت (301 ب) تَطْلُبُ الشُّيُوخَ وَيُحْسَنُ فِيكَ الْقَوْلُ. فَقَالَ: تَعْرِفُنِي أَنَا أَعْلَمُ بِابْنِ عَمِّي هُوَ صَاحِبُ سَيْفٍ. بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِنْدَ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ لَوْحًا فِيهِ أَحَادِيثُ مَكْتُوبَةٌ وَفِيهِ أَسَامِي الشُّيُوخِ فُلَانٌ رَافِضِيٌّ وَفُلَانٌ كَذَا، فَمَرَّ بِاسْمِ وَكِيعِ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ: وَكِيعٌ رَافِضِيٌّ. فَقُلْتُ لِمَرْوَانَ: وَكِيعٌ خَيْرٌ مِنْكَ. فَقَالَ لِي مَرْوَانُ: خَيْرٌ مِنِّي! قُلْتُ: نَعَمْ. فَقِيلَ لِي: فَمَا قَالَ لَكَ شَيْئًا. قَالَ: لَوْ قَالَ لِي شَيْئًا وَثَبَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَضَرَبُوهُ. «حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو وَكِيعٍ الْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ وَهُوَ ثِقَةٌ» [4] . حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي زائدة أخو زكريا بن أبي
زَائِدَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ [1] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَقِيقِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ. وَلَيْسَ هَذَا بِمُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَبْدِيِّ، وَالْعَبْدِيُّ أَيْضًا كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الْحَسَنِ [2] وَعَلِيٍّ ابني [3] صالح وهما ثقتان. حدثنا عبد الله بن رجاء عَنْ كَامِلٍ [4] أَبِي الْعَلَاءِ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ «أَبِي كُدَيْنَةَ [5] يَحْيَى بْنِ الْمُهَلَّبِ وَهُوَ ثِقَةٌ» [6] . حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ [7] عَنْ أُبَيٍّ الْجَوَّابِ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ يَتَشَيَّعُ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ صَالِحٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ [8] عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ أَنْصَارِيٌّ كُوفِيٌّ شِيعِيٌّ قَالَ: ثنا أَبُو راشد [9] قال: لما
انْتَهَى إِلَى حُذَيْفَةَ بَيْعَةُ عَلِيٍّ قَالَ: بَايَعَ يديه إحداهما عَلَى الْأُخْرَى ثُمَّ قَالَ: لَا أُبَايِعُ بَعْدَهُ أَحَدًا مِنْ قُرَيْشٍ مَا بَعْدَهُ إِلَّا أَصْغَرُ أَوْ أَبْتَرُ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ الْمَلَائِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ وَاسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. «وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ قَالَ: ثنا أَبِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [1] . وَهُمَا ثِقَتَانِ الْأَبُ وَالِابْنُ دَارُهُمْ بِبَغْدَادَ» [2] . «حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ جَعْفَرٍ الأحمر كوفي ثقة» [3] . (302 أ) «حدثنا ابن عثمان [4] قال: ثنا عبد الله [5] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ قاضي موضع» [6] . «حدثنا أبو عاصم عن عمر بن ذر كوفي مرجئ ثقة» [7] . حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ [8] عَنْ سَعْدِ بْنِ
عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ وَحِبَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ السُّلَمِيِّ أَنَّهُمَا كَانَا يَتَنَازَعَانِ فِي عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، وَكَانَ حِبَّانُ يُحِبُّ عَلِيًّا وَكَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحِبُّ عُثْمَانَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى الْجُهَنِيُّ [1] عَنْ أَبِي الْجَهْمِ [2] قَالَ: صَحِبْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُكَيْمٍ عِشْرِينَ سَنَةً هَذَا عَلَوِيٌّ وَهَذَا عُثْمَانِيٌّ، فَكَانَ هَذَا يَدْخُلُ بَيْتَ هَذَا فِي الْيَوْمِ كَذَا وَكَذَا، وَيَدْخُلُ هَذَا فِي الْيَوْمِ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً. وَمَاتَتْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَقَامَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ، وَكَانَ صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ مُسْلِمٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: مَاتَتْ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، فَقَامَ عَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُكَيْمٍ، وَكَانَ إِمَامَهُمْ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الرَّمْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَارْيَابِيُّ، جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] قَالَ: كَانُوا يَتَزَاوَرُونَ وَهُمْ مُخْتَلِفُونَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَرِّفٍ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَشْيَاخًا زِرًّا [4] وَأَبَا وَائِلٍ [5] مِنْهُمْ من عثمان أحب
إِلَيْهِمْ مِنْ عَلِيٍّ وَمِنْهُمْ مَنْ عَلِيٌّ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ عُثْمَانَ، وَكَانُوا أَشَدَّ شَيْءٍ تَحَابًّا وَأَشَدَّ شَيْءٍ تَوَادًّا. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قُلْتُ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ: مَنْ أَفْضَلُ مَنْ رَأَيْتَ بِالْكُوفَةِ؟ فَلَمْ يخبرني وقال: يرحم الله طلحة. وطلحة هو ابْنُ مُصَرِّفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبٍ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ صَاعِقَةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ يَحْيَى [2] : ذَهَبَ عَوْفٌ [3] إِلَى الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ يَعُودُهُ وَاكْتَرَى لَهُ حِمَارًا مِنْ بَنِي جَمَّانَ [4] ، وَكَانَ عَوْفٌ شِيعِيًّا وَالصَّلْتُ عُثْمَانِيًّا (302 ب) ، فذكروا شيئا، فقال له عوف: لا رُفِعَ جَنْبُكَ يَا أَبَا شُعَيْبٍ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا مَعْقِلٍ، عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ عُبَيْدٍ [5] أَبِي الْحَسَنِ سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَعْقِلٍ يَقُولُ: شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَنَتَ فِي صَلَاةِ الْعَتْمَةِ بَعْدَ الرُّكُوعِ يَدْعُو فِي قُنُوتِهِ عَلَى خَمْسَةِ رَهْطٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَأَبِي الْأَعْوَرِ. وَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن عبد الكريم [6] عن زياد بن أبي
مَرْيَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ [1] قَالَ: سَأَلَ أَبِي عَبْدَ اللَّهِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ» ؟ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [2] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ [3] عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ زِيَادٍ [4] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ [5] قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى عَبْدِ اللَّهِ [6] فَقَالَ لَهُ أَبِي. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قُرَّةَ الْعَجْلِيِّ، وَلَا يَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ وَلَا ذَكَرَهُ فِي الْعِلْمِ غَيْرَ إِسْمَاعِيلَ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي غَنْيَةَ عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ الْهَجَرِيِّ، «وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، وَلَا ذَكَرَهُ فِي الْعِلْمِ غَيْرَ [ابْنِ] أَبِي غَنْيَةَ» [7] ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ كُرَيْبَ بْنَ أَبِي غَنْيَةَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَنَا فِيمَا كَتَبْنَا وَلَا حُدِّثْنَا بِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ [8] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [9] عَنْ عُبَيْدَةَ [10] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ اليهود أو من أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.
حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [2] عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ وَسُلَيْمَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [3] : أَنَّ يَهُودِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ عُبَيْدَةَ وَلَيْسَ حَدِيثَ الْأَعْمَشِ عَنْ عَلْقَمَةَ الْمَحْفُوظُ عِنْدِي. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَكِّيُّ عَنِ [ابْنِ] [4] الْمُبَارَكِ عَنْ «يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْبَجَلِيِّ وَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ» [5] . حَدَّثَنَا ابْنُ رَجَاءٍ [6] عَنْ جَرِيرٍ عَنْ أيوب (303 أ) وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ الثَّقَفِيِّ- ثِقَةٌ- قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُقْرِنٍ، قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: قَالَ فُلَانُ لِعَبْدِ الله ابن مَعْقِلٍ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ- وَأَنَا أَسْمَعُ- يُكْرَهُ الالتفات في الصلاة؟ قال: بلى. قال: فَإِنَّكَ تَلْتَفِتُ. قَالَ: أَجَلْ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَفْعَلُ. سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: الْمُعَلَّى بْنُ هِلَالٍ لَا بَأْسَ بِهِ ما لم يجيء الْحَدِيثُ، فَإِنَّهُ يَكْذِبُ فِي الْحَدِيثِ. وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ كَذَلِكَ كَانَ لَا بَأْسَ بِهِ مَا لَمْ يُحَدِّثْ، فَإِذَا حَدَّثَ كَانَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ «مَرْحُومِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ العطار وهو ثقة» [7] .
حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ بِشْرِ بْنِ رَافِعٍ وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا ابْنُ ظَهِيرَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ مَدِينِيُّ أَنْصَارِيٌّ ضَعِيفٌ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. «وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1] كَانَ قَاضِيًا عَلَى بَغْدَادَ، وَهُوَ لَيِّنُ الْحَدِيثِ» [2] . «وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ مَدِينِيٌّ، يُعْرَفُ حَدِيثُهُ وَيُنْكَرُ» [3] . «حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنِ الدراوَرْديّ عَنْ حِرَامِ بْنِ عُثْمَانَ مَدِينِيٌّ أَنْصَارِيٌّ مَتْرُوكٌ، سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ [4] قَالَ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: الرِّوَايَةُ عَنْ حِرَامٍ حَرَامٌ» [5] . حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ [6] عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يزيد [7] عن سعيد بن أبي هلال عن عَمْرِو بْنِ صَهْبَانَ وَهُوَ خَالُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ [أَبِي] [8] يَحْيَى، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ، وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَمَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ. وَعِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ مَدِينِيٌّ منكر الحديث.
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ [1] عَنْ قَيْسِ بْنِ عمارة مولى سودة مديني ليّن الحديث. «والقاسم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ مَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ» [2] . وَالْفَضْلُ بْنُ عِيسَى الرَّقَاشِيُّ بَصْرِيٌّ خَالُ الْمُعْتَمِرِ [3] «مُعْتَزِلِيٌّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» [4] . وَعِيسَى بْنُ [أَبِي] [5] عِيسَى حَدَّثَنَا [عَنْهُ] [6] عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، كُوفِيٌّ سَكَنَ الْمَدِينَةَ، رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ قَدْ رَآهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ فَلَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُ وَضَعَّفَهُ. وَهُوَ عِيسَى بْنُ مَيْسَرَةَ الْحَنَّاطُ، كَانَ يُقَالُ لَهُ الْخَبَّاطُ، كَانَ يُعَالِجُ الْحِنْطَةَ وَالْخَبْطَ. وَجَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ سُلَمِيٌّ سَكَنَ الْبَصْرَةَ، كَانَ مُصَلَّاهُ فِي مَسْجِدِ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ. «وَبِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ قُشَيْرِيٌّ بَصْرِيٌّ ضَعِيفٌ» [7] ، تَرَكَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ الرواية عنه. ومحمد بن غنيم رَوَى عَنْهُ مُعْتَمِرٌ، وَهُوَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيِّ.
وَزِيَادُ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو عُمَارَةَ، يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَمَطَرُ بْنُ مَيْمُونٍ، يَرْوِي عَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، «وَهُوَ ضَعِيفٌ» [1] جَلْدٌ [2] الْأَوْدِيُّ، «حَدَّثَنَا عَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَهُوَ شِيعِيٌّ وَإِنْ قَالَ قَائِلٌ رَافِضِيٌّ لَمْ أُنْكِرْ عَلَيْهِ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ» [3] . حَبِيبُ بْنُ حَسَّانٍ كُوفِيٌّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ. وَسُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، يُحَدِّثُ عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَنْكَرَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] عَلَى يَزِيدَ رِوَايَتَهُ عَنْهُ. عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ بَصْرِيُّ الْأَصْلِ نَزَلَ مَكَّةَ، «وَيُذْكَرُ بِزُهْدٍ وَتَقَشُّفٍ وَعِبَادَةٍ، وَحَدِيثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ» [5] . رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ الْمُزَنِيُّ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ أَزْوَرِ بْنِ رَجَاءٍ عَنِ التَّيْمِيِّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْأَحْمُوسِيِّ شَامِيٌّ ضَعِيفٌ ضَعِيفٌ. عُمَرُ بْنُ مُوسَى بْنِ وجيه [6] يعرف وينكر.
[خيثمة بن عبد الرحمن]
«يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ الرَّازِيُّ يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ» [1] . فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ جَزْرِيٌّ مَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ. فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ، يَرْوِي عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ مَهْجُورٌ. كُرَيْزُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَرَوَى عَنْهُ هُشَيْمٌ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. «وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ» [2] . وَازِعُ بْنُ نَافِعٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرِّرٍ الْعَامِرِيُّ جَزْرِيٌّ مَتْرُوكٌ ضَعِيفٌ. الْحَارِثُ بْنُ شِبْلٍ [3] مَهْجُورٌ لَا يُعْرَفُ. الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ بَصْرِيٌّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، إِنَّمَا هُوَ الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ، وَدِينَارٌ زَوْجُ أُمِّهِ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [4] قَالَ: ثنا (304 أ) هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي سَهْلٍ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ لَا يَسْوِي حَدِيثُهُ شَيْئًا. «وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ ثِقَةٌ لَا بَأْسَ بِهِ كُوفِيٌّ» [5] . [خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ
عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ يَجْلِسُ إِلَيْهِ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ فَيُحَدِّثُهُمْ فَإِذَا كَثُرُوا قَامَ وَتَرَكَهُمْ، وَهُوَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْكُوفَةِ. حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [أَبِي] [1] سَبُرَةَ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ خَيْثَمَةُ وَإِلَى إِبْرَاهِيمَ [2] . قَالَ: فَجِئْتُ أَنَا فَلَا أَدْرِي مَا شَغَلَ إِبْرَاهِيمَ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الدَّارِ سَمِعْتُ أصواتا ظننت أنهم بنو أَبِي سَبُرَةَ، فَرَجَعْتُ. فَقَالَ لِي: مَا شَأْنُكَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ جِئْتُ فَسَمِعْتُ أَصْوَاتًا ظَنَنْتُ أَنَّهُمْ بنو أَبِي سَبُرَةَ فَرَجَعْتُ. فَقَالَ: أَنَا أَدْعُوهُمْ، لَأَنَا أَهْوَنُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْكَلْبِ الْأَبْقَعِ. قُلْتُ: وَلِمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لَا يُحِبُّ مُؤْمِنٌ مُنَافِقًا [3] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عن خيثمة قال: قال عيسى بن مَرْيَمَ- إِذَا صُنِعَ الطَّعَامُ فَدَعَا الْقُرَّاءَ فَأَجْرِي [4] عَلَيْهِمْ- ثُمّ قَالَ: هَكَذَا فَافْعَلُوا بِالْقُرَّاءِ. حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أَبُو خَالِدٍ [5] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: دَعَانِي فَلَمَّا جِئْتُ إِذَا أَصْحَابُ الْعَمَائِمِ وَالْمَطَارِفِ عَلَى الْخَيْلِ، فَحَقَرْتُ نَفْسِي فَرَجَعْتُ. قَالَ: فَلَقِينَيِ بعد ذلك فقال لي: لم تجيء؟
قُلْتُ: قَدْ جِئْتُ وَلَكِنْ قَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ الْعَمَائِمِ وَالْمَطَارِفِ عَلَى الْخَيْلِ فَحَقَرْتُ نَفْسِي. قَالَ: فَأَنْتَ وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ. وَكُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَيْهِ قَالَ [1] بِالسَّلَّةِ مِنْ تَحْتِ السَّرِيرِ فقال: كلوا والله ما أشتهيه وَلَا أَصْنَعُهُ إِلَّا لَكُمْ [2] . حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: دخلت على خيثمة [4] فقرّب إلينا خبيصا فَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَصْنَعْهُ لِنَفْسِي إِنَّمَا أَصْنَعُهُ لَكُمْ [5] . حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [6] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: قَالَ لِامْرَأَتِهِ حِينَ حَضَرَهُ الموت (304 ب) : أُنْشِدُكِ اللَّهَ أَنْ تُدْخِلِي بَيْتِي مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْخَمْرِ بَعْدَ أَنْ كَانَ يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ فِي ثَلَاثٍ. قَالَ: فَمَا لَبِثَتْ أَنْ تَزَوَّجَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ [7] . حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [8] قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ: أَنَّهُ أَهْدَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ [9] خَادِمًا. فَمَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ جَاءَتْنِي وَلَا قَالَ خَيْثَمَةُ بَعَثْتُ بها.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ: أَنَّهُ كَانَ يَصُرُّ الدَّرَاهِمَ، فَإِذَا رَأَى إِنْسَانًا مِنْ أَصْحَابِهِ قَدْ تَخَرَّقَ إِزَارُهُ دَسَّهَا فَقَالَ: اشْتَرِ بِهَا كَذَا [1] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: كَانَ أَهْلُهُ إِذَا بَعَثُوا بِالدَّلْوِ إِلَى الْخَرَّازِ يَقُولُ: كَمْ تُعْطُونَ عَلَيْهِ؟ فَيَقُولُونَ: دَانِقٌ وَدَانِقٌ ونصف فيقول: أنا أعمله وَابْعَثُوا هَذَا إِلَى فُلَانٍ وَإِلَى فُلَانٍ [3] . حَدَّثَنَا موسى بن مسعود قال: ثنا سفيان عن الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ: يَا حَارِثُ لم ترهم يَسْأَلُونَ عَمَّا يَسْأَلُونَ عَنْهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: لِتَعْلَمُوهُ ثُمَّ تَتْرُكُوهُ. قَالَ: صَدَقَ وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ [4] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ [5] وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ [6] يَقُولُ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يَقْبَلُ الْقَذْفَ وَلَا يُصَدِّقُ أَحَدًا عَلَى أَحَدٍ. وَمُحَمَّدٌ كُوفِيٌّ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَهُوَ أوديّ.
«حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ الْبَغْدَادِيُّ عَنْ أَبِي زُبَيْدٍ عَبْثَرٌ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [1] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ، وَإِيَادٌ ثِقَةٌ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ وَغَيْرُهُ. حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُحَيَّاةِ [3] وَهُوَ ثِقَةٌ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن «قابوس بن أبي ظبيان (305 أ) وَهُوَ ثِقَةٌ» [4] . وَحَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [5] عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ وَهُوَ أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ، وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ [6] قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ [7]- قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: وَلَيْسَ بِأَبِي مِخْنَفٍ وَهُوَ قُرَشِيٌّ- أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ: كَمْ عَطَاؤُكَ؟ فَقَالَ: أربعة آلاف. قال: اتخذ ما لا أَعْتَقِدُ سَائِبًا فَتُوشِكُوا أَنْ تُمْنَعُوا الْعَطَاءَ. وَحَدَّثْتُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ «عُبَيْدَةَ بْنِ مُعْتِبٍ الضَّبِّيِّ وحديثه لا يسوى
شَيْئًا، وَكَانَ الثَّوْرِيُّ إِذَا حَدَّثَ عَنْهُ كَنَّاهُ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الْكَرِيمِ [1] : وَلَا يَكَادُ سُفْيَانُ يُكَنِّي رَجُلًا إِلَّا وَفِيهِ ضَعْفٌ» [2] يَكْرَهُ أَنْ يُظْهِرَ اسْمَهُ فيَنَفِرَ مِنْهُ النَّاسُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [3] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُسْتَغْفِرٍ الْبَجَلِيِّ كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ. وَبِهِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ أَبِي وَكِيعٍ، وَأَبُو وَكِيعٍ عَنْتَرَةُ، وَهَارُونُ يُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو [4] وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. وَابْنُ هَارُونَ حَدِيثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ [5] عَنْ شَيْبَانَ [6] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ التَّيْمِيُّ كُنْيَتُهُ أَبُو أَسْمَاءَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ أَبِي الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ [7] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سَيَّارٍ أَبِي حَمْزَةَ [8] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ عَرَبِيٌّ، وَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قَوْمٌ يَتَقَفُّونَهُ لَيْسُوا بِخِيَارِكُمْ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ، وأبو ضمرة هو
سَعْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ طُهْوِيٌّ [1] ، وَكَانَتْ بِنْتُ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عِنْدَهُ. حَدَّثَنِي أَبُو الْوَلِيدِ [2] وَسُلَيْمَانُ [3] قَالا: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ [4] يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزَّبِيدِيِّ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِي غَسَّانَ [5] . حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [6] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سمعت مجاهدا يقول (305 ب) : اتَّقُوا الله الَّذِي تَسائَلُونَ به وَالْأَرْحامَ 4: 1 [7] وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقْرَأُهَا بِالْيَاءِ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: اغْتَسِلْ مِنَ الْجِمَاعِ وَالْجُمُعَةِ وَالْجَنَابَةِ وَالْحِجَامَةِ وَالْمُوسَى. وَبِهِ قَالَ: يَقُولُ الرَّجُلُ: اللَّهمّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ ثُمَّ يَسْكُتُ، فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ: إِلَّا بَلَاءً فِيهِ عَافِيَةٌ. وَبِهِ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ 55: 29 [8] قَالَ: مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَفُكَّ عَانِيًا [9] ، وَيُجِيبَ عبدا، ويشفي
مَرِيضًا، أَوْ يُعْطِيَ سَائِلًا. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ: أَنَّ قَوْمَ نُوحٍ لَمَّا أَصَابَهُمُ الْغَرَقُ وَقَدْ كَانَتْ فِيهِمِ امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيٌّ فَرَفَعَتْهُ إِلَى حِقْوِهَا [1] ، فَلَمَّا بَلَغَهُ الْمَاءُ رَفَعَتْهُ إِلَى صَدْرِهَا، فَلَمَّا بَلَغَهُ الْمَاءُ رَفَعَتْهُ إِلَى رَأْسِهَا، فَلَمَّا بَلَغَهُ الْمَاءُ رَفَعَتْ يَدَيْهَا، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ كُنْتُ رَاحِمًا مِنْهُمْ أَحَدًا رَحِمْتُهَا. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ ثنا أَبُو عَوَانَةَ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ الصِّرَاطَ مِثْلُ حَدِّ السَّيْفِ دَحْضٌ [3] مَزَلَّةٌ وَالْمَلَائِكَةُ وَالْأَنْبِيَاءُ قِيَامٌ يَقُولُونَ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ. وَالْمَلَائِكَةُ يَخْطَفُونَ بِكَلَالِيبَ [4] . حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجَمَلٍ قَدِ اشْتَرَاهُ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَارِكَ فِيهِ. فَقَالَ: اللَّهمّ بَارِكْ لَهُ فِيهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَفَقَ، ثُمَّ اشْتَرَى آخَرَ فَأَتَاهُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ. فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى نَفَقَ، ثُمَّ أَتَاهُ بِآخَرَ ثَالِثَةً فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قَدْ دَعَوْتَ لِي أَنْ يُبَارِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي جَمَلِيَّ الَذَيْنِ اشْتَرَيْتُ، فَبَارَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِي فِيهِمَا فَلَمْ يَلْبَثَا إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى نَفَقَا، فَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَحْمِلَنِي، فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: اللَّهمّ احْمِلْهُ فَلَبِثَ عِنْدَهُ عشرين سنة.
حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: حدثنا الأعمش قال: سمعت مجاهدا يقول (306 أ) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللَّهِ مَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يحدث عن طاووس عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ، فَدَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ، ثُمَّ غَرَزَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا وَقَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا [2] . وَبِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سمعتهم يذكرون عن مجاهد: يَوْمَ يَحْشُرُهُمْ 6: 128 [3] قَالَ: الْحَشْرُ: الْمَوْتُ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: كُنْتُ آتِي مُجَاهِدًا فَقَالَ: لَوْ كُنْتُ أُطِيقُ الْمَشْيَ لَجِئْتُ إِلَيْكَ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، وَحَدَّثَنِي ابْنُ طَيْرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أبي عبد الرحمن
عن أبي موسى قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَحَدٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يُشْرِكُ بِهِ وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ!. وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: صلى بنا ابن عياش عَلَى طَنْفَسَةٍ قَدْ طَبَّقَتِ الْبَيْتَ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْوِتْرُ سَبْعٌ أَوْ خَمْسٌ وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ ثَلَاثًا بَتْرًا. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: ذَكَرْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلَ عَلْقَمَةَ فِي الْمُحْصَنِ. قَالَ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمِرِيُّ [3] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنِ الصَّلَاةِ عَلَى الطَّنْفَسَةِ. فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَصَلَّى بِنَا عَلَى طَنْفَسَةٍ مُطَبِّقَةٍ الْبَيْتَ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ 21: 105 [4] (306 ب) قَالَ: الْقُرْآنُ وَالتَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ. مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ 21: 105 [5] قَالَ: الذِّكْرُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ. أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ 21: 105 [6] . قَالَ: أَرْضُ الْجَنَّةِ. حَدَّثَنَا عُمَرُ قَالَ. حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَبِيهِ ذَكَرَ فِيهَا الروية؟ قال: روضة خضراء من الجنة.
حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان [1] عن «مُهَاجِرِ أَبِي الْحَسَنِ وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [2] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مُعَاذٍ التَّيَّاسِ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عُثْمَانَ الثَّقَفِيِّ وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا شَرِيكٌ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ وَهُوَ غَيْرُ الْمَدَنِيِّ عَنْ رَابِطَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ. «قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ وَهُوَ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْجَهْمِ [4] وَهُوَ ثِقَةٌ. وَسُفْيَانُ عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ ضَعِيفٌ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ أَبِي هَاشِمٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ «لَا بَأْسَ بِهِ» [5] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي هِلَالٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيٍّ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ جَدَّتِهِ سُرَيَّةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ كُوفِيٌّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَسْعُودِ بن مالك [6] وهو ثقة كوفي.
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمِنْهَالِ وَهُوَ كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الْغَطَفَانِيِّ وَاسْمُهُ عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ إِدْرِيسَ [1] وَهُوَ كُوفِيٌّ. وَأَبُو عَاصِمٍ [2] الْغَنَوِيُّ يَرْوِي عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. وَأَبُو عَاصِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الثَّقَفِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [3] قَالَ ثنا سُفْيَانُ [4] عَنْ مُصْعَبِ بْنِ الْمُثَنَّى وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ كُوفِيٌّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ. وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ إِذَا رَوَى عَنْ ثِقَةٍ» [5] . وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَأَبُو نَصْرٍ كَانَ فِي كِتَابِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [6] وَقَدْ ضَرَبْتُ عَلَيْهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ (307 أ) عن إبراهيم بن عامر وهو قرشي. و [7] عامر بْنُ مَسْعُودٍ، رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ [8] عَنْ نُمَيْرِ بْنِ عَرِيبٍ عَنْ «عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ هَذَا وليس له صحبة» [9] .
وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُرْوَةَ أَبِي مَهَلٍ [1] كُوفِيٌّ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْمُعْتَمِرِ [2] كوفي لا بأس به. وقال: حدثنا سفيان عَنْ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو [3] الشَّيْبَانِيِّ لا بأس به. وقال: حدثنا سفيان عن صَاعِدٍ [4] كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ «نَهْشَلٍ الضَّبِّيِّ لَا بَأْسَ بِهِ كُوفِيٌّ» [5] . قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثٍ الْمَشْرَفِيِّ كوفي. وقال: حدثنا سفيان عن أبي موسى [6] سمعت الشعبي يقول: كان المهاجرون يكرهونه وأنا لنفعله- يعني بيع الاعراب-. وَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ جُهَنِيُّ. وقال: حدثنا سفيان عن أبي سعاد كوفي لا بأس به. أَبُو نُعَيْمٍ [7] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُمَرَ بن راشد السلمي كوفي. «وقال قَبِيصَةُ: عَمْرُو بْنُ رَاشِدٍ. وَأَخْطَأَ» [8] وَهُوَ كَمَا قال أبو
نُعَيْمٍ، وَقَدْ رَوَى عَنْ أَخِيهِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَاشِدٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ [1] : هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هَارُونُ بْنُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْبَرْبَرِيُّ. وَسَمِعْتُ بَعْضَ وَلَدِهِ يُنْكِرُ مَا قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ وَقَالَ: مَا كُنَّا مِنَ الْبَرْبَرِ وَإِنَّا لَمِنْ مَوَالِي ثَقِيفٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُبَيْسٌ- وَهُوَ شَيْخٌ لَا بَأْسَ بِهِ- قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُصَلِّي الضُّحَى فِي الْمَحْمَلِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَلْمَانَ: الصَّلَاةُ مِكْيَالٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ أَبِي كَرْبَةَ أَوْ كَرْمَةَ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ سُفْيَانُ [3] عَنْ زَاذَانَ: وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ 52: 47 [4] قَالَ: عَذَابُ الْقَبْرِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ [5] أَحَادِيثَ، وَسَمِعَ أَبُو نُعَيْمٍ مِنَ [الْعَلَاءِ بْنِ] عَبْدِ الْكَرِيمِ وَكَذَا عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْعَلَاءِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: حدثنا (307 ب) سُفْيَانُ عَنْ خُصَيْفٍ [6] جَزْرِيٍّ يُكَنَّى أَبَا عَوْنٍ لا بأس به.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [1] عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ حُمَيْدِ [2] بْنِ هِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بن عامر [3] قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَتْلَى أُحُدٍ: أَعْمِقُوا وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اشْتَدَّتِ الْجِرَاحُ يَوْمَ أُحُدٍ فَشُكِيَ ذَلِكَ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا فِي الْقَبْرِ الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدَانُ [4] قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ [5] يَقُولُ: ذَكَرُوا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَعْمِقُوا» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَيُعْجِبُنِي ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ عُثْمَانَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: أَصَابَ الْأَنْصَارَ يَوْمَ أُحُدٍ قَرْحٌ وَجَهْدٌ. فَكَيْفَ [6] تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَأَرَاهُ «وَأَعْمِقُوا» . ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: بَلْ هُوَ هَكَذَا. وَحَضَرْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ وَأَجْرَى فِي ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ فقال لي:
كَيْفَ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ كَتَبْتَهُ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: أَصَابَ الْأَنْصَارَ فِي أُحُدٍ قَرْحٌ وَجَهْدٌ، فأتت الأنصار رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَاجْعَلُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ» . وَذَكَرْتُ لَهُ رِوَايَةَ قَبِيصَةَ فَإِذَا هُوَ يُفَخِّمُ أَمْرَ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ [1] عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قال (308 أ) النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وأحسنوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر» . حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا قَالَ بَهْزُ [3] سَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ عَنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ. فَقَالَ [4] : هَذَا إِنَّمَا هُوَ [عَنْ] ثَابِتٍ مُرْسَلٌ. فَقُلْتُ: إِنَّهُ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ. فَقَالَ: قَدْ كَانَ يَسْأَلُنِي عَنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي طَالِبٍ [5] عَنْ أبي عبد الله [6] قال:
سُئِلَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ. فَقَالَ: أَلَيْسَ كَانَ سُلَيْمَانُ ثَبَتًا. قِيلَ لَهُ: مَتَى كَتَبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ هَذِهِ؟ قَالَ: كَثْرَةُ الذِّهَابِ إِلَيْهِ فِي الرَّوْغَاتِ. قَالَ أَبُو طَالِبٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. قَالَ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، وَمَنْ جَمَعَ مِنَ السُّنَّةِ مَا جَمَعَ؟! وَقَالَ أَيُّوبُ: هَاتُوا مِثْلَ فَتَانَا حَمَّادٍ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: قَالَ رَجُلٌ يَوْمًا: الْعِلْمُ عِنْدَ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ وَحَمَّادٍ، فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ حَمَّادًا أَنْ يَكُونَ مِثْلَ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ، وَلَمْ أَكُنْ بِحَدِيثِهِ عَالِمًا، فَلَمَّا كَتَبْتُ حَدِيثَهُ عَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فَإِذَا حَمَّادٌ عَالِمٌ. حَدَّثَنِي هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ [1] عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: أَعْيَانِي حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ قَالَ: سَمِعْتُ أبا عبد الله وقيل له: ما تقول فِي حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ؟ قَالَ: حَبَّذَا [2] . قَالَ عَلِيٌّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: اثْنَانِ إِذَا كَتَبْتُ حَدِيثَهُمَا هَكَذَا رَأَيْتُ فِيهِ، وإذا انتقيتها كانت حسانا: معمر وحماد ابن سَلَمَةَ. قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ سُفْيَانُ: أَدْرَكْنَا عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ وَقَدْ سَقَطَتْ أَسْنَانُهُ مَا بَقِيَ لَهُ إِلَّا نَابُهُ، فَلَوْلَا أَنَّا أَطَلْنَا مُجَالَسَتَهُ لَمْ نَفْهَمْ كَلَامَهُ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ يَقُولُ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [3] قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: لَمَّا قَدِمَ ابْنُ شِهَابٍ أَتَيْتُهُ فَلَمْ يُجِبْنِي فَقُلْتُ: مَا كَانَ آبَائِي يَصْنَعُونَ بك هكذا. فقال: من أنت؟ فانتسبت
لَهُ. فَقَالَ: نَعَمْ. فَأَتَيْتُ مَالِكًا فَأَخَذْتُ كِتَابَهُ (308 ب) فَقَالَ: لَا بُدَّ مِنْ سَمْعِهِ فَسَمِعْنَا بَعْضًا وَبَقِيَ بَعْضٌ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: رَأَيْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ أَتَيَا الزُّهْرِيَّ بِمَكَّةَ فَكَلَّمَاهُ. فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ الْمَدِينَةَ وَطَرِيقِي عَلَيْكُمَا فَأْتِيَانِي بِالْمَدِينَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْمُتَكَلِّمَ وَمَالِكٌ مَعَهُ وَلَمْ يَسْمَعَا مِنْهُ بِمَكَّةَ شَيْئًا. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيٌّ [1] قَالَ: ثنا الْأَصْمَعِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكًا يَعْرِضُ عَلَى الزُّهْرِيِّ، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ بَلِيدٌ هَاتُوا غَيْرَهُ. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: قَالَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: مَا أَخَذْنَا وَيَحْيَى وَمَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ إِلَّا عِرَاضَةً، وَكَانَ مَالِكٌ يَقْرَأُ لَنَا وَكَانَ حَسَنَ الْقِرَاءَةِ. قَالَ الْعَبَّاسُ [2] : وَحَدَّثَنِي عَلِيٌّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكٍ- أَيْ فِي سَمَاعِهِ مِنَ الزُّهْرِيِّ- قَالَ: أَقَلَّهُ الْعَرْضُ. قَالَ الْعَبَّاسُ: وَأَخْبَرَنِي عَلِيٌّ عَنْ يَحْيَى قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: اكْتُبْ لِي حَدِيثَ الْإِفْكِ عَنْ مَعْمَرٍ. قَالَ: فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ كَتَبْتُهُ لَكَ عَنْ مَعْمَرٍ [3] قِرَاءَةً، وَإِنْ شِئْتَ كَتَبْتُهُ لَكَ عَنْ يُونُسَ [4] إملاء. قال: قلت: لا أريده.
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يزيد بْنِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ [1] عَنْ أَبِيهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ رُقَيَّةَ امْرَأَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: الْحَمْدُ للَّه دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: تُوُفِّيَتْ رُقَيَّةُ زَمَنَ بَدْرٍ، فَتَخَلَّفَ عُثْمَانُ عَلَى دَفْنِهَا، فَذَلِكَ مَنَعَهُ أَنْ يَشْهَدَ بَدْرًا، وَتُوُفِّيَتْ رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَوْمَ قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِيرًا بِفَتْحِ بَدْرٍ. وَأَمَّا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ رَسُولِ الله صلّى الله عليه وسلم وزوجها أَيْضًا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بَعْدَ أُخْتِهَا رُقَيَّةَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ فَلَمْ تَلِدْ شَيْئًا. وَحَدَّثَنِي هاني بن المتوكل الاسكندراني قال: حدثني (309 أ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بن المسيب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُثْمَانُ هَذَا جِبْرِيلُ يَأْمُرُنِي عَنْ أَمْرِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أُزَوِّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ عَلَى مِثْلِ صَدَاقِهَا- يَعْنِي صَدَاقَ رُقَيَّةَ- وَمِثْلِ عِشْرَتِهَا فَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. «حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مَرْحُومٍ الْعَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُرِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أَبُو أَيِّمٍ أَلَا أَخُو أَيِّمٍ يُزَوِّجُ عثمان فاني زوّجته بنتيّ فماتتا،
وَلَوْ كَانَتْ عِنْدِي ثَالِثَةٌ لَزَوَّجْتُهُ، وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلَّا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ» [1] . حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ [2] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أهل مصر الى ابن عمر فقال: تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ فَلَمْ يشهدها. قال: نعم كان تحته ابنة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَتْ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: لَكَ أجْرُ رَجُلٍ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمُهُ. حَدَّثَنَا الحسن بن الربيع قال: ثنا ابن إدريس [3] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْفَتْحِ إِلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ بشيرا بالفتح وزيد بن حارثة الى أَهْلِ السَّافِلَةِ. قَالَ أُسَامَةُ: فَأَتَانَا الْخَبَرُ حِينَ سَوَّيْنَا عَلَى بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُقَيَّةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَنِي عَلَيْهَا مَعَ عُثْمَانَ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ خَيْبَرَ بعد ما افْتَتَحُوهَا. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: أخبرنا الدراوَرْديّ قال: حدثني خشيم بْنُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ اسْتَخْلَفَ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا فَصَلَّيْتُ الصُّبْحَ وَرَاءَ سِبَاعٍ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد (309 ب) عن
عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: مَا شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَغْنَمًا إِلَّا قَسَمَ لِي إِلَّا خَيْبَرَ فَإِنَّهَا كَانَتْ لِأَهْلِ الْحُدَيْبِيَةِ خَاصَّةً، وَكَانَ أَبُو مُوسَى وَأَبُو هُرَيْرَةَ جَاءَا بَيْنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَخَيْبَرَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ [1] ح. وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ [2] جَمِيعًا عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ حَدَّثَهُمْ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ صَحِبَهُ أَرْبَعَ سِنِينَ كَمَا صَحِبَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ [3] قَالَ: سَمِعْتُ قَيْسًا [4] يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم ثلاث سنين. حدثني ابن نمير [5] قال: حدثنا أبي قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سِنِينَ، مَا كُنْتُ سَنَوَاتٍ قَطُّ أعقل منهن وَلَا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَعِيَ مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي فِيهِنَّ، وَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِيَدِهِ: قَرِيبًا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، تُقَاتِلُونَ قَوْمًا حُمْرَ الْوُجُوهِ صِغَارَ الْأَعْيُنِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، وَاللَّهِ لَئِنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهُ وَيَسْتَعِينَ بِهِ أَوْ يَتَصَدَّقَ خَيْرٌ له من أن يأتي رجلا
فَيَسْأَلَهُ فَيَمْنَعَهُ أَوْ يُؤْتِيَهُ، ذَلِكَ أَنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ [2] عَنْ بَيَانٍ [3] عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ أَعْقَلَ مَا كُنْتُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَقَالَ: أَطْيَبُ. وَكَذَلِكَ قَالَ فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ [4] . وَكَذَلِكَ حَدَّثَنِي الْخَلِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْكَرْخِيُّ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ [6] عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْمُطَّلِبِ [7] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة عثمان (310 أ) وَفِي يَدِهَا مُشْطٌ فَقَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدِي آنِفًا رَجَّلْتُ رَأْسِي [8] . فَقَالَ لِي: كَيْفَ تَرَيْ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقُلْتُ: كَخَيْرٍ. فَقَالَ: أَكْرِمِيهِ فَإِنَّهُ من أشبه أصحابي بي خلقا.
حَدَّثَنِي مَحْفُوظُ بْنُ أَبِي تَوْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ [2] عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَدْخُلَنَّ الْقَبْرَ أَحَدٌ قَارَفَ أَهْلَهُ الْبَارِحَةَ. قَالَ: فَتَنَحَّى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ [3] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: ثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ مِنْ رَجُلٍ [لَمْ] يُقَارِفِ اللَّيْلَةَ. قَالَ أَبُو ذَرٍّ وَأَبُو طَلْحَةَ- قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حِفْظِي أبو طلحة-: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ: فَانْزِلْ فِي قَبْرِهَا. قَالَ فُلَيْحٌ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَعْنِي الذَنْبَ [4] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ [5] عَنِ الزُّهْرِيِّ ح. وَحَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي مَهْدِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ [6] عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ ح. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدًا سِيَرَاءَ [1] مِنْ حَرِيرٍ [2] . حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [3] قَالَ: أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ [4] ح. وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [5] قَالَ: ثنا جَدِّي جَمِيعًا عَنِ الزُّهْرِيِّ ح. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُ رَأَى عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثَوْبًا سِيَرَاءَ مِنْ حَرِيرٍ [6] . أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ، وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَتِيقٌ، وَاسْمُ أَبِي قُحَافَةَ عُثْمَانُ. أَبُو حَفْصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بن عبد العزى بن رياح بن عبد اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فهر.
«وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَانَ يُكَنَّى بِعَبْدِ اللَّهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ حَتَّى كُنِيَ بَعْدَ ذَلِكَ بِعَمْرٍو، وَبِكُلٍّ قَدْ كَانَ يُكَنَّى. وَعَفَّانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر» [1] بن مالك بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ، وَاسْمُ مُدْرِكَةَ عَامِرُ بْنُ إِلْيَاسَ بْنِ مضر بن نزار بن سعد بْنِ عَدْنَانَ بْنِ أَدِدَ بْنِ مُقَوِّمِ بْنِ نَاحُورَ بْنِ يَفْرَحَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ يَشْجُبَ بن ثابت بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ. وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَبُو الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاسْمُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَاسْمُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ شَيْبَةُ بْنُ هَاشِمٍ، وَاسْمُ هَاشِمٍ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَاسْمُ عبد مناف المغيرة بن قصي بن كلاب بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ. وطلحة بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ، يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. حَدَّثَنِي بِذَلِكَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حَفْصٍ [2] قَالَ: حدثنا عبد الرحمن بن حماد [3] عن عِمْرَانَ [4] بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ سَفَرْجَلَةٌ، فَرَمَى بِهَا إِلَيَّ- أَوْ قَالَ: أَلْقَى إِلَيَّ- وَقَالَ: دُونَكَ يَا أبا محمد فإنها تجمّ الفؤاد.
وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ (311 أ) بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ. وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جَدْعَانَ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ: جَاءَ سَعْدٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَنَا؟ قَالَ: أَنْتَ سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ. قَالَ سُفْيَانُ مُرَّةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أَرَاهُ ابْنَ سَعْدٍ [1] . وَزُهْرَةُ بْنُ كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ. وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك. وَأَبُو الْأَعْوَرِ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكٍ. «وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضَبَّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ» [2] لَا عَقِبَ لَهُ. وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ. وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يُكَنَّى أَبَا الْفَضْلِ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يُكَنَّى أَبَا الْعَبَّاسِ. وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يُكَنَّى أَبَا [عَبْدِ اللَّهِ] [1] . وَعُقَيْلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يُكَنَّى أَبَا يَزِيدَ. أَبُو مَرْثَدٍ كَنَّازُ بْنُ حِصْنٍ الْغَنَوِيُّ حَلِيفُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، بَدْرِيٌّ. وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ الَّذِي يُكَنَّى أَبَا الْأَسْقَعِ. وَأَبُو سُفْيَانَ صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَبُو سُفْيَانَ صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. وَاسْمُ أُمِّ حَبِيبَةَ رَمْلَةُ. وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدٍ يُكَنَّى أَبَا خَالِدٍ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ هُذَيْلٍ، حَلِيفٌ لِبَنِي زُهْرَةَ وَابْنُ أُخْتِهِمْ. وَخَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ بْنِ جندل بن سعد بن خزيمة بن كعب بْنِ سُفْيَانَ، مُهَاجِرِيٌّ بَدْرِيٌّ، مَوْلًى لِبَنِي زُهْرَةَ. (311 ب) وَالْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الْبَهْرَانِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ. وَذُو الشِّمَالَيْنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ بْنِ عَبْشَانَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَفْصَى الْخُزَاعِيُّ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، بَدْرِيٌ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وشرحبيل ابنا حسنة، حليف بني زهرة.
قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ [1] : هُمْ مِنْ غَوْثٍ. وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ، يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى، مَوْلَى ابْنِ جَدْعَانَ [2] ، وَيُقَالُ لَهُ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ أصابه سببا. أَبُو سَلَمَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو ابن مخزوم بَدْرِيٌّ مِنْ مُهَاجِرِي الْحَبَشَةِ. وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ، يُكَنَّى أَبَا سُلَيْمَانَ. وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، يُكَنَّى أَبَا الْيَقْظَانِ، مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيِّ يُقَالُ أَنَّهُ عَبْسِيٌّ أَصَابَهُ سَبْيٌ. وَسَفِينَةُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَاسْمُهُ أَحْمَرُ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ. صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفِ بن عمرو بن حذافة بن جمح، يكنى أبا وهب. أبو مَحْذُورَةَ سَمُرَةَ بْنُ مُغِيرَةَ الْحَبْشَمِيُّ. وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمٍ، يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ. وَعَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الْأَعْمَى أَحَدُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ. وَأَبُو ذَرٍّ جُنْدَبُ بْنُ جُنَادَةَ الْغِفَارِيُّ ثُمَّ الْكِنَانِيُّ. وَحُذَيْفَةُ بْنُ أُسَيْدٍ، يُكَنَّى أَبَا سَرِيحَةَ، غِفَارِيٌّ. وَأَبُو قُرْصَافَةَ وَاسْمُهُ جَنْدَرَةُ بْنُ خَيْشَنَةَ بْنِ نَقِيرِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ عَرْيَةَ بْنِ دَايَةَ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كنانة، صحابي ممن سكن فلسطين.
وَنُقَادَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ الْأَسَدِيُّ. وَمُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ بْنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيُّ. وَأَبُو جُحَيْفَةَ وَهْبٌ السُّوَائِيُّ ثُمَّ الْعَامِرِيُّ. أَبُو حَاجِزٍ يَزِيدُ بْنُ عَامِرٍ السُّوَائِيُّ. أَبُو زِرٍّ لَقِيطُ بْنُ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ الْعَامِرِيُّ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي عَقِيلٍ. وَبَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ. وَأَبُو هُرَيْرَةَ عَبْدُ شَمْسٍ، وَيُقَالُ: بَلْ عَبْدُ فَهْمِ بْنُ عَامِرٍ، وَيُقَالُ: عَبْدُ غَنَمٍ، وَيُقَالُ: سُكَيْنٌ. وَأَبُو عَيَّاشٍ الزُّرَقِيُّ، اسْمُهُ زَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَيُقَالُ: ابْنُ الصَّامِتِ. وَأَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ الْبَكْرِيُّ. وَأَبُو بَكْرَةَ نفيع بن الحارث. وأبو برزة (312 أ) نَضْلَةُ بْنُ عُبَيْدٍ [1] . أَبُو الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرُ بْنُ عَامِرٍ [2] . أَبُو أُمَامَةَ الصُّدَيُّ بْنُ عَجْلَانَ الْبَاهِلِيُّ مِنْ سَهْمِ بَاهِلَةَ. أَبُو حُمَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُنْذِرِ. أَبُو رُهْمٍ الْغِفَارِيُّ كُلْثُومُ بْنُ الْحُصَيْنِ. حَدَّثَنِي بِذَلِكَ حَامِدٌ [3] عَنْ صَدَقَةَ [4] عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ شِهَابِ بْنِ ابْنِ أُكَيْمَةَ عَنِ ابْنِ أَخِي أَبِي
وهم عَنْ أَبِي رُهْمٍ كُلْثُومِ بْنِ الْحُصَيْنِ. أَبُو صرمة مالك بن قيس الْمَازِنِيُّ. يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو مَرْيَمَ اسْمُهُ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ. أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخَشْنِيُّ جُرْهُمُ بْنُ نَاشِجٍ. وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ [1] : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ [2] قَالَ: أَبُو ثَعْلَبَةَ اسْمُهُ جُرْثُومٌ [3] . ابْنُ مِرْبَعٍ [4] اسْمُهُ زَيْدُ بْنُ مِرْبَعٍ. حَدَّثَنِي أَبُو الْيَمَانِ [5]- أَوْ قُرِئَ عَلَيْهِ- عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: كَانَ اسم عبد الله بن سلام الحصين فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّهِ. وَكَانَ اسْمُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَبْدَ عَمْرٍو فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ. وَكَانَ اسْمُ عَبْدِ الله بن أبي بن سلول الحباب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّهِ. حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ [6] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ زَمَنُ الْجَمَاجِمِ أَرَادَ الْقُرَّاءُ يَوْمَ الْجَمَاجِمِ أَنْ يُؤَمِّرُوا عَلَيْهِمْ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ [7] ، فَقَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي فَأَمِّرُوا عَلَيْكُمْ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ. فأمّروا عليهم رجلا من
الْعَرَبِ [1] . أَبُو وَهْبٍ الْجَيْشَانِيُّ هُوَ الدَّيْلَمُ بْنُ الهويشع. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ [2] وَحَمَّادٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لِأَبِي: يَا أَبَا خَالِدٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ [3] وَأَبُو الطَّاهِرِ [4] قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: يَا أَبَا خَالِدٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ [5] : اسْمُ أَبِي مَرْيَمَ الْحَنَفِيُّ إِيَاسُ بْنُ صُبَيْحٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [6] قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ: كَمْ سَمِعْتَ مِنْ أَبِي مَعْشَرٍ؟ قَالَ: أَرْبَعَةٌ بُتْرٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: جَاءَنَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ [7] بِالْكُوفَةِ وَأَنَا ابْنُ ثَلَاثَ عشرة (312 ب) ، واستعمل يوسف ابن أَبِي لَيْلَى [8] عَلَى الْقَضَاءِ، وَكَانَ وَلَّى ابْنَ شُبْرُمَةَ [9] أَوَّلًا ثُمَّ نَزَعَهُ وَطَرَحَهُ فِي سَجِسْتَانَ على بيت المال.
حَدَّثَنِي سَلَمَةُ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: جَالَسْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ، وَكَانَ يَقُولُ لِي: اقْرَأْ عَلَيَّ حَتَّى أُفَسِّرَ لَكَ. حُدِّثْتُ عَنْ عَفَّانَ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ وَسُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ وَمَالِكَ بْنَ أَنَسٍ عَنِ الرَّجُلِ لَا يَحْفَظُ أَوْ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ. قَالَ: قَالُوا جَمِيعًا: بَيِّنٌ أَمْرُهُ. حَدَّثَنَا سَلَمَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: ثنا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ حَبِيبَ بْنَ سَالِمٍ. وَرَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْتَشِرِ. وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَخِيهِ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَخَاهُ- يَعْنِي عِيسَى بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ-. أَبُو الْوَدَّاكِ جَبْرُ بْنُ نَوْفٍ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ أَبَا الْوَدَّاكِ جَبْرَ بْنَ نَوْفٍ أَخْبَرَهُ. وَاثِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ أَبُو الْأَسْقَعِ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو صَالِحٍ [5] قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو الْأَزْهَرِ [6] عَلَى وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْأَسْقَعِ.
أَبُو طَلْحَةَ الْأَنْمَارِيُّ نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو صَالِحٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو طَلْحَةَ نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ رَوَى حَدِيثَ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فِي قِيَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ. وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، يُكَنَّى أَبَا لَيْلَى كَلَاعِيٌّ. أَبُو عَامِرٍ الْهَوْزَنِيُّ [رَوَى] [2] الْأَزْهَرُ بْنُ عبد الله [3] عن أبي عامر عبد الله بْنِ لَحْيٍ. وَعُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ أَبُو عَائِذٍ الْمُؤَذِّنُ الْيَحْسَبِيُّ، نَسَبَهُ لَنَا أَبُو الْيَمَانِ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ [5] أَنَّ عُتْبَةَ بن عبد السلمي [6] كان اسمه (313 أ) نَشْبَةَ، فَغَيَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهُ فَسَمَّاهُ عُتْبَةَ. حَدَّثَنَا [أَبُو] [7] الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَحْيٍ الْهَوْزَنِيِّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ [8] يُكَنَّى أَبَا صَفْوَانَ، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ عَنْ سَوَادَةَ وعبد الله بن الحجاج عن عبد الرحمن الجندي قال: قال لي عبد الله بن بُسْرٍ: يَا ابْنَ الْجِنْدِيِّ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا أبا
صفوان [1] . (316 أ) وَأَبُو [2] حَبِيبٍ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْيَمَانِ عَنْ صَفْوَانَ. وَأَبُو إِدْرِيسَ عائذ الله بن عبد الله الخولاني، حدثنا بِذَلِكَ الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: ثنا الزَّبِيدِيُّ [3] عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ الْكَلَاعِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلَابِيِّ. وَأَبُو بَحَرِيَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ صَاحِبُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، رَوَى عَنْهُ أَحَادِيثَ حِسَانًا. الْهَيْثَمُ بْنُ مَالِكٍ طَائِيٌّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ فَضَالَةَ أَبُو ذَرٍّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: ثنا حُرَيْزٌ [4] . حِبَّانُ بْنُ زَيْدٍ، يُكَنَّى أَبَا خِرَاشٍ. وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ميسرة حضرمي. وسعيد بن مرثد الرحبيّ.
وَسُلَيْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ أَلْهَانِيٌّ. وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، رحبي. حدثنا أبو اليمان قال: وثنا حريز قال: رأيت مرثد بن بسر وكان ممن أدرك علي بن أبي طالب. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [1] قَالَ: ثنا مِسْعَرٌ، وَهُوَ ابْنُ كِدَامِ بْنِ ظَهِيرِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ الحارث. حدثنا أبو نعيم قال: ثنا مسعر قال: رأيت مسلم [2] البطين يهجو المرجئة، فقلت له: سبحان الله! حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْهِرٌ قَالَ: كَانَ لِخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَلَّةٌ مِنْ خَبِيصٍ، فَكَانَ إِذَا جَاءَ الْقُرَّاءُ- أَوْ قَالَ: أَصْحَابُهُ- أَخْرَجَهَا إِلَيْهِمْ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عيسى بن محمد أبو هَمَّامٌ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَكَانَ سُفْيَانُ يُعَظِّمُ هَذَا الشَّيْخَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا أَبُو حُرَيْزٍ الْخَبَّازُ- وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا-. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَلَيْسَ هَذَا أَبُو حُرَيْزٍ ذَاكَ- يَعْنِي شَيْخَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى. حَدَّثَنَا أبو نعيم قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْهَزْهَازِ بْنِ يَزَنَ الرَّوَاسِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْيَامِيُّ. وَسَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْأَسَدِيُّ. وَقَيْسُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيُّ. وَأَبُو رِفَاعَةَ [3] العامري. وعمرو بن حسان المسلي.
وعمران بن أبي مسلم (316 ب) ، شَيْخٌ يَكُونُ فِي جُهَيْنَةَ. وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ [1] ، شَيْخٌ يَكُونُ فِي بَنِي الْوَصَّافِ. وَأَبُو سَلَامٍ [2] الْحَنَفِيُّ. وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ الْأَنْصَارِيُّ. وَسَعْدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ. وَمُجَمِّعُ بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ. وَعِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ قَالَ: دَعَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ بِلَبَنِ لَقْحَةٍ. قُلْتُ لِعِيسَى: سَمِعْتَ هَذَا مِنْ قَيْسِ؟ قَالَ: أتراني أكذب عليه. وسويد بْنُ نَجِيحٍ أَبُو قُطْبَةَ. وَيُوسُفُ بْنُ مُهَاجِرٍ الْحَدَّادُ. حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ [4] عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُهَاجِرٍ الْحَدَّادِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ ثقة. حدثنا عبيد الله بن موسى عن حَشْرَجِ بْنِ نُبَاتَةَ- كُوفِيٌّ ثِقَةٌ- عَنْ «سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ- بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ-» [5] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا رَزِينُ بَيَّاعُ الرُّمَّانِ عَنِ الشَّعْبِيِّ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ كَبَّرَ عَلَى أُمِّهِ أَرْبَعًا. قَالَ: ثُمَّ أُتِيَ بِدَابَّةٍ فَأَخَذَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالرِّكَابِ. فَقَالَ زَيْدٌ: دَعْهُ- أَوْ ذَرْهُ-. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْعُلَمَاءِ الْكُبَرَاءِ. - وَرَزِينُ هُوَ بَيَّاعُ الْأَنْمَاطِ وَهُوَ ثقة قد روى عنه الثوري-.
حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان [1] عَنْ زُبَيْدٍ [2] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ. - وَزُبَيْدٌ ثِقَةٌ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ، وَلَمْ يَسْمَعْ سُفْيَانُ مِنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ-. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ وَمَنْصُورٌ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الْأُوَلِ. وَزَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ. حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ [4] عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مَنَحَ مَنِيحَةَ وَرِقٍ أَوْ هَدَى طَرِيقًا أَوْ سَقَى لَبَنًا فَهُوَ يَعْدِلُ رَقَبَةً [5] . وَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فَهُوَ لَهُ بِعَدْلِ رَقَبَةٍ. وَكُنَّا إِذَا قمنا في الصلاة نسوّي عراقفنا وَنَقُولُ: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ لَا تَخْتَلِفُ قُلُوبُكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الْأَوَّلِ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بن حازم عن زبيد [7] (317 أ) عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوسجة عن البراء بن
عَازِبٍ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ مَنَحَ وَرِقًا.. فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ شُعْبَةَ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ عَنْ طَلْحَةَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَزَادَ: وَزَيِّنُوا القرآن بأصواتكم. وقال معاذ بن معاذ وغندر عَنْ شُعْبَةَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ: كُنْتُ نَسِيتُ «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» حَتَّى ذَكَّرَنِيهِ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ. وَكَانَ مُصَلَّى طَلْحَةَ وَزُبَيْدٍ [1] في مسجد، وزبيد يميل الى التَّشَيُّعِ وَطَلْحَةُ عُثْمَانِيًّا صُلْبًا، وَكَانَ زُبَيْدٌ يُرَخِّصُ فِي شُرْبِ النَّبِيذِ وَطَلْحَةُ يُحَرِّمُ النَّبِيذَ الشَّدِيدَ ويقول: هو حمر. حَتَّى مَاتَا عَلَى هَذَا، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا وَحْشَةٌ وَلَا تَبَاعُدٌ. مَاتَ طَلْحَةُ قَبْلَ زُبَيْدٍ بِعَشْرِ سِنِينَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ مَاتَ أَبُوهُ وَهُوَ صَغِيرٌ جِدًّا، وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاسُ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ إِلَّا أَنَّهُ فِي الْجُمْلَةِ رَجُلٌ صَالِحٌ رَاجِحٌ. رَوَى سُفْيَانُ عَنِ الرَّكِينِ الضَّبِّيِّ [2] وَهُوَ ثِقَةٌ قَدِيمٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [4] عَنْ عاصم ابن ضَمْرَةَ. عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الْإِبِلِ خُمُسٌ- يَعْنِي شَاةً-. حَدَّثَنَا ابْنُ عُثْمَانَ [5] قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ [6] قال: أخبرنا سفيان عن
أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مِثْلَهُ وَزَادَ: وَإِذَا زَادَتْ عَلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ قَالَ: فَرَدُّوا الْفَرَائِضَ إِلَى أَوَّلِهَا، فَإِذَا كَثُرَتِ الْإِبِلُ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حُقَّةٌ- وَهَذَا أَحَبُّ إِلَى سُفْيَانَ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْحِجَازِ-. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [1] عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِي الْإِبِلِ إِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَبِحِسَابِ ذَلِكَ يُسْتَأْنَفُ بِهَا الْفَرَائِضُ. وَعَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ [2] عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] مِثْلَ ذَلِكَ. وَبَلَغَنِي عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [4] يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ يَغْلَطُ فِيهِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [5] عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: إِذَا زَادَتِ الْإِبِلُ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ تُسْتَأْنَفُ الْفَرِيضَةُ. وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لَمْ يَغْلَطْ فِي هَذَا وَقَدْ تَابَعَهُ ابن المبارك (317 ب) وَهَذَا مَشْهُورٌ مِنْ رِوَايَةِ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَلِيٍّ، وَقَدْ أَنْكَرَ أَهْلُ الْعِلْمِ هَذَا عَلَى عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ لِأَنَّ رِوَايَةَ عَاصِمٍ عَنْ عَلِيٍّ خِلَافُ كِتَابِهِ إِلَى عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَخِلَافُ كِتَابِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أيّ
الْكَسْبِ أَطْيَبُ؟ قَالَ: عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٌ. وَسَعِيدُ بْنُ عُمَيْرٍ هُوَ ابْنُ أَخِي الْبَرَاءِ بْنِ عَازبٍ. قَالَ: وَالْمَسْعُودِيُّ يُخَالِفُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَيَغْلَطُ فِيهِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا أُمَيُّ الصَّيْرَفِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَرَوَى عَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ سَدُوسِيٌّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَكَانَ عَرِيفَ قَوْمِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ مِسْعَرٍ وَسُفْيَانُ عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ- وَهُوَ ثِقَةٌ- ثنا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَهُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو الْوَلِيدِ [1] عَنْ أَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلِيِّ [2] وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَخَتَّمَ بِالذَّهَبِ وَأَنْ أَلْبَسَ الْمُعَصْفَرَ، وَلَا أَقُولُ: نَهَاكُمْ. وَقَالَ: أَخْبَرَنَا أُسَامَةُ [4] عَنْ عَطَاءٍ [5] عَنْ جَابِرٍ [6] : أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمَى، ثُمَّ جَلَسَ، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله
إِنِّي حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ؟ قَالَ: «لَا حَرَجَ» . ثُمَّ جَاءَهُ آخَرٌ فَقَالَ: حَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ قَالَ: «لَا حَرَجَ» . «قَالَ: فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا قَالَ: لَا حَرَجَ» [1] . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ، وَكُلُّ مُزْدَلِفَةَ مَوْقِفٌ، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ» . وَكَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ أَنْكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ، فَتَكَلَّمَ فِي أُسَامَةَ لِهَذَا الْحَدِيثِ. وَأُسَامَةُ عِنْدَ أَهْلِ بَلَدِهِ بِالْمَدِينَةِ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. وَكَانَ يَجِبُ على يحيى (318 أ) غَيْرُ مَا قَالَ لِأَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ [2] قَدْ رَوَى بَعْضَ هَذَا عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ بْنُ السَّرْحِ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: لَا رِبًا إِلَّا فِيمَا كِيلَ أَوْ وُزِنَ، فِيمَا أُكِلَ أَوْ شُرِبَ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: لَمْ يَسْمَعْ أُسَامَةُ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ وَحْدَهُ مِنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ [3] أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ [4] عَبْدِ اللَّهِ بْنَ حُنَيْنٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- سَمِعَهُ يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عن لبس المعصفر. قال أسامة: فدخلت على عبد الله بن حنين في بيته وهو يومئذ شيخ كبير وعليه ملحفة كثيرة العصفر، فسألته عن هذا الحديث. فقال عبد الله:
سمعت عليا يَقُولُ: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَقُولُ نَهَاكُمْ عَنْ لِبْسِ الْمُعَصْفَرِ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ قَالَ: قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: قُلْتُ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ [أَبِي] [1] خَالِدٍ: سَمِعْتُ مِنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ حَدِيثَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ قَالَ: لَا. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ التَّجِيبِيُّ قَالَ: ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سَأَلَهُ جَارُهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ فَلَا يَمْنَعُهُ» . قَالَ ابن رمح قال: سمعت الليث حين يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: هَذَا أَوَّلُ مَا لِمَالِكٍ عِنْدَنَا وَآخِرُهُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ [2] قَالَ: قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ [3] إِلَّا حَدِيثَيْنِ. حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَالَ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ: أَسَمِعْتَ مِنْ أَبِي معشر [4] قال: أربعة بتر [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ مَخْرَمَةَ [1] عَنْ كُتُبِ أَبِيهِ. فَقَالَ لِي: لَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ وَذَكَرَ عَلِيُّ بن المبارك (318 ب) فَقَالَ: كَانَ لَهُ كِتَابَانِ أَحَدُهُمَا سَمِعَهُ وَالْآخَرُ لَمْ يَسْمَعْهُ، فَأَمَّا مَا رَوَيْنَا نَحْنُ عَنْهُ فَمِمَّا سَمِعَ، وَأَمَّا مَا رَوَاهُ الْكُوفِيُّونَ عَنْهُ فَالْكِتَابُ الَّذِي لَمْ يَسْمَعْ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَمْ يَكُونُوا يُؤَمِّنُونَ عَلَى عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- شُرَيْحٌ وَمُرَّةُ [2] وَمَسْرُوقٌ، وَمُرَّةُ هَذَا يُقَالُ لَهُ مُرَّةُ الطَّيِّبُ وَهُوَ مُرَّةُ بْنُ شَرَاحِيلَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُرَّةَ يَنْتَقِصُ عَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَقُلْتُ لَهُ: تَقُولُ هَذَا لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ لَهُ خَيْرٌ. فَقَالَ: مَا ذَنْبِي إِنْ كَانَ خَيْرُهُ سَبَقَنِي وَأَدْرَكَنِي شَرُّهُ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [3] عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ وَلَدِ الزِّنَا أَيَؤُمُّ النَّاسَ؟ قَالَ: إِنَّ إِمَامَنَا لَيُقَالُ لَهُ ذَلِكَ. حدثنا سليمان بن حرب قال: ثنا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنِ الصَّلَاةِ خَلْفَ وَلَدِ الزِّنَى؟ قال: ذلك
مُؤَذِّنُنَا وَإِمَامُنَا. قَالَ: وَأَقَامَ الصَّلَاةَ فَصَلَّيْنَا خَلْفَهُ. «حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى الْحُمَيْدِيِّ أَبُو بَكْرٍ- وَمَا لَقِيتُ أَنْصَحَ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِ الْإِسْلَامِ مِنْهُ» [1]- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْهِلَالِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ صَالِحٍ الْهَمْدَانِيُّ وَكَانَ خَيْرًا مِنَ ابْنَيْهِ، وَكَانَ عَلِيٌّ خَيْرَهُمَا- يُرِيدُ مِنَ الْحَسَنِ- قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الشَّعْبِيِّ وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ ابني صالح وهما ثقتان، وكانا يميلان إلى التشيع. قال: وَسَمِعْتُ عِيسَى بْنَ مُحَمَّدٍ [2]- وَكَانَ شَدِيدَ الْمَيْلِ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَهْلٌ لِذَاكَ سُفْيَانُ- قَالَ: أَجْرَيْتُ مَعَ أَبِي نُعَيْمٍ [3] فَذَكَرَ سُفْيَانَ وَالْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ قَالَ: فَجَعَلَ يَمِيلُ إِلَى الْحَسَنِ وَأُمَانِعُهُ. فَقَالَ: وَيْلَكَ اسْكُتْ يَا صَبِيُّ قَدْ جَالَسْتُهُمَا وعرفتهما وما أقدر أقول (319 أ) رَأَيْتُ الْحَسَنَ مُبْتَسِمًا قَطُّ. وَلَقَدْ كُنْتُ رُبَّمَا رَأَيْتُ سُفْيَانَ يَضْحَكُ حَتَّى يَسْتَلْقِي وَيَمُدَّ رِجْلَيْهِ عَلَى الْحَائِطِ ضَحِكًا. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ وَرَّاقَ أبي نعيم جاء الى أَبِي نُعَيْمٍ فَقَالَ: يَا أَبَا نُعَيْمٍ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَلَمْ نَجِدْ عُبَيْدَ اللَّهِ [4] ، وَكَانَ عُبَيْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُهُ. فَقَالَ: يَا أبا نعيم لَوْ رَأَيْتَهُ قُلْتَ لَيْسَ بِهِ مُصِيبَةٌ. قَالَ: نَفْقِدُ مُجَالَسَةَ الْحَسَنِ. وَأَخْبَرَنِي بَعْضُ شُيُوخِ الْكُوفَةِ قال: كان لهم خادم تخدمهم فاحتاجوا
إِلَى بَيْعِهَا فَبَاعُوهَا. فَلَمَّا كَانَ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ ذَهَبَتْ فَأَلَحَّتْ عَلَى مَوَالِيهَا تُقِيمُهُ وَتَقُولُ: ذَهَبَ اللَّيْلُ، مَرَّهً بَعْدَ مَرَّةٍ حَتَّى أَضْجَرَتْهُ فَصَاحَ بِهَا. قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحَتْ ذَهَبَتْ إِلَى عِنْدِ الْحَسَنِ فَقَالَتْ: يَا سُبْحَانَ اللَّهِ أَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكُمْ فِيمَا خَدَمْتُكُمْ أَنْ تَبِيعُونِي مِنْ مُسْلِمٍ. فَقَالَ لَهَا الْحَسَنُ: سُبْحَانَ اللَّهِ وما له؟! فقالت: انْتَظَرْتُ أَنْ يَقُومَ لِلتَّهَجُّدِ فَلَمْ يَفْعَلْ وَأَلَحَّيْتُ عَلَيْهِ فَزَبَرَنِي وَشَتَمَنِي. قَالَ: فَصَاحَ بِعَلِيٍّ وَقَالَ: أَمَا تَعْجَبُ مِنْ هَذِهِ! اذْهَبْ فَتَسَلَّفْ ثَمَنَهَا مِنْ بَعْضِ إِخْوَانِنَا وَأَعْتِقْهَا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ عَنْ سُفْيَانَ [1] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ [2] عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: لَيْسَ فِي الْخُضَرِ شَيْءٌ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ. فَقَالَ لِي سُفْيَانُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ. قَالَ مُحَمَّدٌ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ [3] يَقُولُ: كَانَ سُفْيَانُ أَعْلَمَ بِحَدِيثِ الْأَعْمَشِ مِنَ الْأَعْمَشِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ [4] قَالَ: ثنا مِسْكِينُ [5] عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عمرو بن مرة عن عبد الله بن سَلَمَةَ [6] كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا طَوِيلًا عَنِ ابْنِ مسعود أنه
كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أَتَتْهُ الْجِنُّ. قَالَ: فَكَأَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ عَمْرٌو: فَذَكَرْتُ ذلك (319 ب) لِأَبِي عُبَيْدَةَ [1] : أَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ لَيْلَةَ الْجِنِّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عُرْوَةَ أَبِي مَهَلٍ. قَالَ قَبِيصَةَ: أَبُو مُهَيْلٍ الْجُعْفِيُّ وَهُوَ كُوفِيٌّ. وَنَسَبُهُ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ عَنْ زُهَيْرٍ [2] عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُشَيْرٍ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْخَمْرِ تُجْعَلُ خَلًّا فَكَرِهَهُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا إِسْرَائِيلُ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ وَهُوَ أَبُو هُبَيْرَةَ، وَاسْمُ السُّدِّيِّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ، و «محمد بن مروان السدي مولى للخطابين وَهُوَ يُقَالُ لَهُ السُّدِّيُّ الصَّغِيرُ وَهُوَ ضَعِيفٌ غَيْرُ ثِقَةٍ» [3] ، وَأَمَّا الْكَبِيرُ فَقَدْ قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: كَانَ فَقِيهًا. وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عُرَيْبِ ابن حُمَيْدٍ قَالَ: وَقَعَ رَجُلٌ فِي عَائِشَةَ يَوْمَ الْجَمَلِ فَأَتَاهُ عَمَّارٌ فَقَالَ: اسْكُتْ مَقْبُوحًا أَتَقَعُ فِي حَبِيبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! إِنَّهَا لَزَوْجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ. وَعُرَيْبُ بْنُ حُمَيْدٍ هُوَ أَبُو عَمَّارٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ الأعمش سمعت ابن
عَبَّاسٍ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَشَهِدْتَ الْخُرُوجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعِيدَيْنِ؟ قَالَ: نَعَمْ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ [1] عَنْ عَلِيٍّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كُلُّ الطَّلَاقِ جَائِزٌ إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ. قَالَ: وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ عَابِسٍ هَذَا. قَالَ قَبِيصَةُ: عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْأَغَرِّ وَهُوَ ابْنُ الصَّبَاحِ وَهُوَ مَوْلَى بَنِي مِنْقَرٍ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ: أن جده قيس بن عاصم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فَأَمَرَهُ أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ سُفْيَانُ الثوري وغيره (320 أ) . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ نَهْشَلٍ الضَّبِّيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ وَهُوَ كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَمَّا زائدة عن عاصم [2] عن زر [3] عن عبد اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أبي.
وَزَائِدَةُ [1] ثِقَةٌ كُوفِيٌّ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الصَّلْتِ ثَقَفِيٌّ، وَالرَّافِضَةُ تَدَّعِي أَنَّ زَائِدَةَ دَعِيٌّ وَلَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ. «حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَذَكَرَ زَائِدَةَ فَقَالَ: كَانَ لَا يُحَدِّثُ الرَّافِضَةَ. قَالَ: وَعُبَيْدُ اللَّهِ هَذَا الْأَعْوَرُ الْكِنْدِيُّ احْتَالَ وَجَاءَ وَذَهَبَ حَتَّى يَسْمَعَ مِنْهُ حَدِيثَيْنِ. وَلَقَدْ ذَهَبْتُ مَعَ الْمَشَايِخِ إِلَيْهِ وَأَظُنُّ قَدْ ذَكَرَ أَبَا أُسَامَةَ [2] وَغَيْرَهُ. قَالَ: فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُمْتُ لِأَنْصَرِفَ فَأَخَذَ [3] بِأَسْفَلِ قَمِيصِي فَقَالَ: اجْلِسْ حَتَّى تَسْمَعَ هَذَا الَّذِي أُرِيدُ أَنْ أَقْرَأَهُ عَلَيْهِمْ» [4] . وَقَدْ قَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ [5] إِلَّا [6] عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [7] عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَهْشَلٍ [8] فَضَعَّفَهُ ابْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا قبيصة قال: ثنا سفيان عن عبد الله بْنِ جَابِرٍ وَهُوَ عِنْدِي كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَطِيَّةَ بن عبد الرحمن الثقفي
- وَهُوَ ثِقَةٌ- قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: أُتِيَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِسَارِقٍ وَقَدْ سَرَقَ ثَوْبًا. فَقَالَ لِعُثْمَانَ: قَوِّمْهُ. فَقَوَّمَهُ ثَمَانِيَةَ دَرَاهِمَ فَلَمْ يَقْطَعْهُ. حَدَّثَنَا أَبُو نعيم قال: حدثنا سفيان عن منصور [1] بن حَيَّانَ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ مَرْوَانُ [2] ويزيد بن هارون. وقال [3] : حدثنا سفيان عن يزيد بْنِ حَيَّانَ [4] عَنْ عَنْبَسِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: مَا شَيْءٌ أَحَقُّ بِسَجْنٍ مِنْ طُولِ لِسَانٍ. وَيَزِيدُ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْصُورِ بْنِ حَيَّانَ قَرَابَةٌ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [5] بْنُ رَجَاءٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عبد الله بن يونس عن معروف ابن وَاصِلٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا (320 ب) سُفْيَانُ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ- وَهُوَ بَطْنٌ مِنْ بُجَيْلَةَ-. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا بَدْرُ بْنُ الْخَلِيلِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ يَوْمَ جُمْعَةٍ وَهُوَ يُسَخِّنُ قُمْقُمًا، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْتَ شَيْخٌ لَا تَأْتِ الْجُمُعَةَ. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ فِي الشَّيْءِ يَقُولُ: أَنَا أَعْجَزُ وَأَحْمَقُ من الّذي لا يغتسل يوم الجمعة.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا بَدْرُ بْنُ عثمان وهو ثقة، وكذلك بدر ابن الْخَلِيلِ صَالِحُ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: ثنا الْحَكَمُ [1] عَنْ سَيْفٍ بَيَّاعِ السَّابِرِيِّ عَنْ رَشِيدٍ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعْنَا مِمَّا وَجَدْتَ فِي وَسْقَيْكَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» . وَقَدْ رَأَى الشَّعْبِيُّ رُشَيْدًا [2] وَحُبَّةَ الْعَرْنِيَّ وَالْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ وَلَيْسَ حديثهم بشيء. وكذلك أبو سعيد عُقَيْصًا [3] هَؤُلَاءِ كَادُوا أَنْ يَكُونُوا رَوَافِضَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَطِيَّةَ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُمِّهِ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ شُرَيْحٍ. وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ. وَحَدَّثَنَا ابْنُ مُوسَى [4] عَنْ عِيسَى بْنِ قِرْطَاسٍ وَفِيهِمَا [5] ضَعْفٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ رَيَاحٍ [6] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قال: قَالَ عَلِيٌّ: الْوَلَاءُ شُعْبَةُ مِنَ الرِّقِّ، أَحْرِزِ الْوَلَاءَ وَأَحْرِزِ الْمِيرَاثَ. وَرَوَى مِسْعَرٌ أَيْضًا عَنْ عِمْرَانَ- وَهُوَ كُوفِيُّ- بْنُ ظَبْيَانَ لَا بَأْسَ به.
وَصَاحِبُ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ إِنَّمَا هُوَ حَيَّانُ وَلَيْسَ هُوَ بِعِمْرَانَ. حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ [1] عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ حَيَّانَ بَيَّاعِ الْأَنْمَاطِ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ. وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْسٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ سُفْيَانَ [2] عَنْ حَيَّانَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ، فَأُتِيَ فِي ابْنَةٍ وَامْرَأَةٍ وَمَوْلًى، فَقَالَ: كَانَ عَلِيٌّ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يُعْطِي الِابْنَةَ النِّصْفَ وَالْمَرْأَةَ الثُمُنَ (321 أ) وَيَرُدُّ مَا بَقِيَ عَلَى الِابْنَةِ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضحى مسلم بن صبيح الْعَطَّارِ مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. «حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الْوَازِعِ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ لَهُمْ. فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنِّي لَأَحْسَبُكَ عِرَاقِيًّا وَمَا يُدْرِيكَ عَلَامَ يُغْلِقُ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّكَ بَابَهُ» [3] . وَأَبُو الْوَازِعِ اسْمُهُ زُهَيْرُ بْنُ مَالِكٍ نَهْدِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ- وَكَانَ رَافِضِيًّا إِلَّا أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ رَوَوْا عَنْهُ، وَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ وَيَشْتِمُ وَيَنْتَقِصُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ سَعِيدٍ الطَّائِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيُّ [4] سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: ثلاثة أقسم عليهنّ.
«قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحُمَّانِيُّ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَنَا قَسِيمُ النَّارِ» [2] . قَالَ: وَقَرَأْتُ فِي كِتَابِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قُلْتُ لِمُوسَى: مَا كَانَ عَبَايَةُ عِنْدَكُمْ؟ فَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ وَصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَصِدْقِهِ، «وَمُوسَى ضَعِيفٌ يَحْتَاجُ إِلَى مَنْ يُعَدِّلُهُ وَلَيْسَ هُوَ بِثِقَةٍ، وَعَبَايَةُ أَقَلُّ مِنْهُ لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ» [3] . حَدَّثَنَا آدَمُ [4] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي إِدْرِيسُ الْأَوْدِيُّ- وَهُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ثِقَةٌ- عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَا يُصَلِّي أَحَدُكُمْ وَهُوَ يَجِدُ الْخَبَثَ. وَقَدْ رَفَعَهُ غَيْرُ آدَمَ عَنْ شُعْبَةَ، أَظُنُّ مُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ شُعْبَةَ وَرَفَعَهُ، وَكَانَ إِدْرِيسُ مُؤَذِّنًا لِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيِّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ يَزِيدَ الأودي عن عبد الله بن إدريس وليس هو بالقوي. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ الْأَسَدِيُّ عَنِ السُّدِّيِّ [5] عَنْ رِفَاعَةَ الْفِتْيَانِيِّ [6] قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمُخْتَارِ ذَاتَ يوم فقال:
يا جارية (321 ب) هَاتِ لِرِفَاعَةَ نُمْرُقَةً. قَالَ: قُلْتُ: أَلَيْسَ هَذِهِ نَمَارِقَ؟ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّمَا قَامَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ هَذِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ هَذِهِ. قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ الثَّانِي وَهُوَ يَعْمَلُ الْكُوسَ. فَقَالَ: أَلَا تُعِينُنَا نَتَّخِذُهُ ثُمَّ نَحْرِقُهُ ثُمَّ نَنْسِفُهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا. قَالَ: فَأَرَدْتُ قَتْلَهُ فَذَكَرْتُ حَدِيثَ أَخِي عَمْرُو بْنُ الْحَمْقِ: حدثني أَخِي عَمْرِو بْنِ الْحَمْقِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ آمَنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا. قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَأَخْبَرَنَا زَائِدَةُ [1] عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ رِفَاعَةَ الْفِتْيَانِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمْقِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ آمَنَ أَوْ أَمَّنَ رَجُلًا عَلَى دَمِهِ فَقَتَلَهُ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا. وَهَذَا هُوَ الْكُوفِيُّ. وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ النَّحْوِيُّ بَصْرِيٌّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ كُوفِيٌّ شِيعِيٌّ. حَدَّثَنَا شَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ هَاشِمٍ، وَيُقَالُ لَهُ هَاشِمُ الْبُرَيْدُ وَهُوَ ضَعِيفٌ. وَأَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ. وَأَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ. وَأَبُو فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ [2] وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَابْنُهُ ضَعِيفٌ أَضْعَفُ مِنَ الْأَبِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرِ بن
حَرْمَلَ [1] ثِقَةٌ كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ كُوفِيٌّ كَانَ شُعْبَةُ [2] رَوَى عَنْهُ ثُمَّ أَمْسَكَ عَنْ حَدِيثِهِ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ زَيْدٍ قَرَابَةٌ. «حَدَّثَنَا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِ [3] كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [4] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُفَرَ الْعَجْلِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرَ وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ [5] قال: ماتت أمي (322 أ) نَصْرَانِيَّةً. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: مَاتَتْ أُمُّ ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَهِيَ نَصْرَانِيَّةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: أَنْبَأَ «حَنَشُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ لَقِيطٍ النَّخَعِيُّ- وهو كوفي ثقة-» [6] .
قَالَ: رَأَيْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفْلَةَ مَرَّ إِلَى امْرَأَةٍ لَهُ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةً. قَالَ: وَرَأَيْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ وَقَدْ ذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ مِنَ الصَّوْمِ. قَالَ: وَكَانَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ [1] يُسَلِّمُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ صِبْيَانٌ فَيَقُومُ فَيُسَلِّمُ عَلَيْنَا. الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَمْرٍو. عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ أَبُو مُسْلِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّبِيدِيِّ وَهُوَ كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي صَخْرَةَ- وَهُوَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ- عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ الْمَازِنِيِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: أَتَى نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ. قَالُوا: قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا. فَرُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ. قَالَ: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ: اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ. فَقَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. حَدَّثَنِي عُمَرُ [2] بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: ثنا جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَزَادَ: قَالُوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ. فَقَالَ: كَانَ اللَّهُ عزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَكُ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شيء وخلق السموات والأرض.
وَقَدْ رَوَاهُ بَعْضُ شُيُوخِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَأَخْطَأَ فِيهِ فَقَالَ: وَخَلَقَ الذِّكْرَ. وَخَالَفَهُ أَصْحَابِ الْأَعْمَشِ كُلُّهُمْ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: أَبُو يحيى ثوير بن أبي فاختة (322 ب) ، وَجَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيُّ بْنُ أُمِّ هَانِئِ ابْنِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ. أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ خَاقَانَ. لَمْ يَسْمَعْ مِنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَسُلَيْمَانُ بِخُرَاسَانَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [2] عَنْ «عِمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ يَزِيدَ وَهُوَ ثِقَةٌ» [3] وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ شُبْرُمَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [5] عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ فِي الَّذِي يُلَاعِنُ ثُمَّ يُكَذِّبُ نَفْسَهُ قَالَ: وَرُبَّ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ لَا يُضْرَبُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ عَنِ [6] الْحَارِثِ الْعَكْلِيِّ قَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ حَدٌّ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمَجْنُونِ الْحَنَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِرَجُلٍ: يَا فَاعِلَ بِأُمِّهِ. فَقَدَّمَنِي إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَضَرَبَنِي الْحَدَّ. وَسَلَمَةَ يُكَنَّى بِأَبِي عُثَيْمَةَ وهو من بني شيبان.
وَقَالَ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ. وَقَالَ ابْنُ رَجَاءٍ [1] : قَالَ شَرِيكٌ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمَجْنُونِ قَالَ: فَانْطَلَقُوا بِي إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ قَاضِي الْمَدِينَةِ فَأَقَامَ عَلَيَّ حَدًّا. وَقَالَ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي شَيْبَانَ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُثَيْمَةَ. قال: فرفعني الى أبي هريرة بالبحرين. حدثني أَبُو سَعِيدٍ الْجُعْفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَشْكِيبَ الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْقَائِمُ بَعْدِي فِي الْجَنَّةِ وَالَّذِي يَقُومُ بَعْدَهُ فِي الْجَنَّةِ وَالثَّالِثُ وَالرَّابِعُ فِي الجنة. واسم أبي يحيى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [2] ، وَبَلَغَنِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: هُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ وَهُوَ ثِقَةٌ. قَالَ: وثنا سُفْيَانُ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ وَهُوَ ثِقَةٌ. قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ «عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ بَهْدَلَةَ فِي حَدِيثِهِ اضْطِرَابٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ» [3] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [4] عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ [5] ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَعَنْ أَبِي سِنَانٍ ضرار بن مرة الشيبانيّ عن (323 أ)
عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ [1] ، وَعَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، وَعَنْ ثَابِتِ أَبِي الْمِقْدَامِ، وَعَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، وعن عبد الملك بن أبي بشير، و «عن الرَّكِينِ بْنِ الرَّبِيعِ الْفَزَارِيِّ» [2] ، وَعَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، وَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: أَبُو ثَعْلَبَةَ جُرْثُومٌ، وَاسْمُ أبي غادية المزني يسار بن سبع [3] . حدثنا مجاهد بن موسى [4] قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ [5] قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزٍ أَبِي الضَّحَّاكِ الشَّيْبَانِيِّ. ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ قال: ثنا أبو مسهر [6] قال: سمعت سعيد بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: اسْمُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشْنِيِّ جُرْثُومٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: اسْمُ أُمِّ الدَّرْدَاءِ هُجَيْمَةُ بِنْتُ حُيَيٍّ الْأَوْصَابِيَّةُ. حَدَّثَنَا العباس بن الوليد بن صبح قال: سمعت أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: اسْمُ أَبِي أُمَيَّةَ الشَّعْبَانِيِّ يَحْمُدَ [7] . قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ سَمِعْتُ [8] رَجُلًا مِنْ وَلَدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ اسْمُهُ
أَرْقَمُ. «قَالَ: قُلْتُ لِهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ: مَا اسْمُ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشْنِيِّ؟ قَالَ: جُرْثُومُ بْنُ عمرو» [1] . فقيل له: يقول قوم ها هنا نَحْنُ مِنْ وَلَدِهِ أَنَّهُمْ فُلَانٌ. قَالَ: كَذَبُوا لَيْسَ هَؤُلَاءِ مِنْ وَلَدِهِ. قُلْتُ: فَاسْمُ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ. قَالَ: حَقًّا ابْنُ ثَوْبٍ. وَأَبُو الْوَلِيدِ عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ. حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: ثنا صدقة بن خالد القرشي مولى أم البنين أَبُو الْعَبَّاسِ [2] حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ أَنَّهُ كَانَ يَضْحَكُ فَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا الْوَلِيدِ مَا هَذَا؟ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: إِنِّي أَسْتَجِمُّ بِبَعْضِ الْبَاطِلِ لِيَكُونَ أَنْشَطَ لِي فِي الْحَقِّ. حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوْزَاءِ يُونُسُ بْنُ جَابِرٍ الرَّبْعِيُّ. حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ [5] قَالا: ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ [6] عَنْ أَبِي رَوْقٍ عَطِيَّةَ بْنِ الْحَارِثِ- وهو ثقة-[7] قال: ثنا أبو الغريف
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ قَالَ: ثنا أَبُو مُسْهِرٍ قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز (323 ب) يقول: اسم أبي مسلم الخولاني عبد الله بْنُ ثَوْبٍ. أَبُو رِفَاعَةَ الْعَدَوِيُّ تَمِيمُ بْنُ أَسَدٍ. وَأَبُو الزَّعْرَاءِ صَاحِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَبْدُ اللَّهِ [1] بْنُ هَانِئٍ. وَأَبُو الزَّعْرَاءِ ابْنُ أَخِي أَبِي الْأَحْوَصِ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا أَبُو الزَّعْرَاءِ وَهُوَ عَمْرُو بْنُ عَمْرٍو [2] . أَبُو لُبَابَةَ صَاحِبُ عَائِشَةَ مَرْوَانَ. أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ تَمِيمُ بْنُ نُذَيْرٍ. أَبُو حَاجِبٍ سَوَادَةُ بْنُ عَاصِمٍ. أَبُو الْعُشَرَاءِ أُسَامَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قُهْطُمٍ الدَّارِمِيُّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عُطَارِدُ بْنُ بُزرٍ. وَأَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ طريف بن مجالد. أبو الْمِنْهَالِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُطْعِمٍ. أَبُو الْأَسْوَدَ الدِّئْلِيُّ ظَالِمُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُفْيَانَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا غَسَّانُ بْنُ مضر عن أبي سلمة [3] ابن يَزِيدَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَمَّانَ، وَكَانَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى عُثْمَانَ أَنْ سر بأهل البحرين
إِلَى شَهْرَكٍ [1] . قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ لِأَهْلِ عَمَّانَ: ابْغُوا لِي رَجُلًا أَسْتَخْلِفُهُ. قَالَ: فَجَاءُوهُ بِأَبِي صُفْرَةَ. فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: ظَالِمُ بْنُ سُرَاقٍ. قَالَ: إِنِّي أَرْسَلْتُ إليك، واني أريد أن أستخلفك فأمّا إذ كَانَ اسْمُكَ هَذَا فَلَا. قَالَ: فَلَا تَمْنَعْنِي الْغَزْوَ. قَالَ: أَمَّا هَذَا فَنَعَمْ. قَالَ: فَخَرَجَ مَعَهُمْ. حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، وَأَبُو السَّفَرِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الثوري- ثور همدان- قال: سمعت صالح بن سهيل مولى فاطمة امرأة ابن أَبِي زَائِدَةَ يَقُولُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ يَتَمَثَّلُ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ: مَا بَالُ سَلْمَى قَدْ أَصْبَحَتْ ... تَرْمِيكَ مِنْهَا بِطَرْفٍ غَضِيضَا تَقُولُ مَرِضْتُ فَمَا عُدْتَنِي ... وَكَيْفَ يَعُودُ مَرِيضٌ مَرِيضَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وَزَعَمَ ابْنُ بِشْرٍ [2] أَنَّهُ سمع سفيان [3] وهو يقول (324 أ) : أَصْبَحْتُ لَا أَدْعُو طَبِيبًا لِطِبِّهِ ... وَلَكِنَّنِي أَدْعُوكَ يا منزل القطر
«وَزَعَمَ شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ سُفْيَانَ كَانَ يَتَمَثَّلُ بِأَبْيَاتِ الْأَعْشَى: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى ... وَلَاقَيْتَ بَعْدَ الْمَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لَا تَكُونَ كَمِثْلِهِ ... وَأَنَّكَ لَمْ تَرْصَدْ بِمَا كَانَ أَرْصَدَا» [1] وَبَلَغَنِي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الصَّبَّاحِ الكندي أنه كان يتمثل بأبيات السموأل: ضَيِّقُ الصَّدْرِ بِالْخِيَانَةِ لَا يُنْقِصُ ... فَقْرِي أَمَانَتِي ما حييت [2] ربّ شتم سمعته فتصاممت ... وَغَيًّا [3] تَرَكْتُهُ فَكُفِيتُ لَيْسَ يُعْطَى الْحَرِيصُ [4] فَضْلًا مِنَ ... الرِّزْقِ وَلَا يَنْقُصُ الضَّعِيفُ الشَّخِيتُ [5] بَلْ لِكُلٍّ مِنْ رِزْقِهِ مَا قَضَى اللَّهُ ... وَإِنْ حكّ [6] أنفه مستميت
يَنْفَعُ الطَّيِّبُ الْقَلِيلُ مِنَ الرِّزْ ... قِ وَلَا يَنْفَعُ الْكَثِيرُ الْخَبِيثُ [1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ: أَبُو الْأَسْوَدِ النَّهْدِيُّ عَمْرُو بْنُ عِمْرَانَ. أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِي بَكْرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ. أَبُو الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بْنُ كُرَيْبٍ. أَبُو إِدْرِيسَ الْأَزْدِيُّ الْمَدَنِيُّ، رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، اسْمُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي حَدْيَةَ. حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهْيَعَةَ قَالَ: ثنا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ [3]- رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ- عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ وَاسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو [4] مَدِينِيٌّ. حَدَّثَنَا [5] عبد الله بن لهيعة عن أبي قبيل حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ الْمُعَافِرِيِّ عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَمَنْ قَالَ شُفَيُّ بن عبيد أخطأ انما ذهب إِلَى كُنْيَتِهِ. وَحَدَّثَنِي [6] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قُبَيْلٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْأَشْعَرِيَّ قَدِمَ مِصْرَ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: قَدِمَ مع مروان [7] سنة خمس وستين [8] .
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قُبَيْلٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عُشَّانَةَ حَيَّ بْنَ يُؤْمِنَ [1] وَكَانَ مِنْ أَخْيَارِ الْيَمَنِ. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: وَسَمِعْتُ اللَّيْثَ حَدَّثَنِي أَبُو عُشَّانَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ [2] يَصْبَغُ بالسواد (324 ب) يَقُولُ: نُسَوِّدُ أَعْلَاهَا وَتَأْبَى أُصُولُهَا. قَالَ: وَكَانَ شَاعِرًا. وَأَبُو وَجْزَةَ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ السَّعْدِيُّ. وَأَبُو كَبِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَأَبُو فَرْوَةَ مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ الْجُهَنِيُّ. أَبُو فَرْوَةَ الْهَمْدَانِيُّ عُرْوَةُ بْنُ الْحَارِثِ. أَبُو حَدْرَدٍ [3] اسْمُهُ عَبْدٌ. أَبُو هُنَيْدَةَ الْبَرَاءُ بْنُ نَوْفَلٍ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَسَنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عِيسَى أَبُو نُعَامَةَ الْعَدَوِيُّ عَنْ أَبِي هُنَيْدَةَ الْبَرَاءِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنْ وَالَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. أَبُو الدَّهْمَاءِ قِرْفَةُ بْنُ بُهَيْسٍ [4] . أَبُو نُعَامَةَ السَّعْدِيُّ عَبْدُ رَبِّهِ. أَبُو نَعَامَةَ الْحَنَفِيُّ قَيْسُ بْنُ عَبَايَةَ. أَبُو الزِّنْبَاعِ صَدَقةُ بْنُ صَالِحٍ. أبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية.
وأبو نُعَامَةَ الْكُوفِيُّ شَيْبَةُ بْنُ نُعَامَةَ، رَوَى عَنْهُ سفيان وجرير [1] وهشيم. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ [2] قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ (أَبِي) [3] مَرْيَمَ قَالَ: أَبُو بَحَرِيَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ التَّرَاغَمِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قال: حدثنا حريز بن عثمان الرحبي عن حِبَّانَ بْنِ زَيْدٍ. وَيُكَنَّى أَبَا خِدَاشٍ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ نِمْرَانَ بْنِ عُتْبَةَ [4] . حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ مَعْشَرٍ الْفَزَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قُتَيْلَةَ مَرْثَدِ بْنِ وَدَاعَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: ثنا حُرَيْزٌ عَنْ أَبِي حَبِيبٍ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي. ثنا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: ثنا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ مَرْثَدَ بْنَ سُمَرٍ وَكَانَ فِيمَنْ أَدْرَكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. حَدَّثَنَا حُرَيْزٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَرْيَمَ خَادِمَ مَسْجِدِ حِمْصٍ وَقَدْ أَدْرَكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَكَانَ مِمَّنْ أَمَرَ بِهِ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ [5] بِمَسْجِدِ حِمْصٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ يكونون يوم الجمعة على أبواب
الْمَسَاجِدِ. أَبُو الْأَحْوَصِ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ، وَأَبُوهُ مَالِكُ بْنُ نَضْلَةَ. أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْقُرَشِيُّ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ. أَبُو عُقَيْلٍ الدَّوْرَقِيُّ بَشِيرُ بْنُ عقبة (325 أ) . حدثنا بذلك مسلم ابن إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: أَبُو عَقِيلٍ صَاحِبُ بُهَيَّةَ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ. أَبُو عَقِيلٍ الشَّامِيُّ هَاشِمُ بْنُ بِلَالٍ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ شُعْبَةَ، وَكَانَ هَاشِمُ عَلَى قَضَاءِ وَاسِطٍ. أَبُو عَقِيلٍ الْكُوفِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ. أَبُو مَعْشَرٍ صَاحِبُ إِبْرَاهِيمَ [1] زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ. أَبُو مَعْشَرٍ صَاحِبُ الْمَغَازِي نَجِيحٌ السِّنْدِيُّ الْعَجَمِيُّ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ. أَبُو الْعَبَّاسِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ مِسْعَرٌ اسْمُهُ الْحَارِثُ. «قَالَ أَحْمَدُ [2] : قَالَ حَجَّاجٌ [3] : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: قَدْ كَانَ جُنْدَبُ [4] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَقِيُّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ شِئْتَ قلت قد صحبه» [5] .
وَقَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ [1] قُلْتُ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمِ الشَّعْبِيُّ؟ فَقَالَ: الشَّعْبِيُّ أَكْبَرُ مِنِّي بِسَنَةٍ أَوْ سَنَتَيْنِ، وَقَدْ رَأَى أَبُو إِسْحَاقَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ يَصِفُهُ لَنَا عَظِيمَ الْبَطْنِ أَجْلَحَ. وَقَالَ شُعْبَةُ: لَمْ يَسْمَعْ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ [2] مِنْ عُثْمَانَ وَلَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ [3] وَلَكِنْ قَدْ سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَقَالَ وَكِيعٌ: أَبُو بَحْرٍ الْهِلَالِيُّ اسْمُهُ أَحْنَفُ. وَأَبُو بَحْرٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ حسن- هو ابْنُ أُخْتٍ لَنَا كَانَ مَعَنَا- وَقَدْ رَأَيْتُهُ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ مُؤَمِّلٍ [4] عَنْ سُفْيَانَ [5] عَنْ أَبِي سِنَانٍ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ الشَّيْبَانِيِّ. وَأَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ سَعْدُ بْنُ إِيَاسٍ. وَأَبُو مَعْمَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَخْبَرَةَ الْأَزْدِيُّ. أَبُو عَطِيَّةَ مَالِكُ بْنُ عَامِرٍ. حَدَّثَنَا أبو نعيم قال: ثنا أبو سِنَانٌ سَعْدُ بْنُ سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ [6] قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: حدثنا أبو سنان
وَاسْمُهُ عِيسَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ. وَسَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ أبو مهدي، شامي، حَدَّثَنَا عَنْهُ رَوْحُ بْنُ الرَّبِيعِ. حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ هَاشِمٍ الْعَدَوِيُّ أَبُو عُثْمَانَ الْأَعْوَرُ قَالَ: أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخُو أَبِي حُرَّةَ [2] قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو حُرَيْزٍ [3] قَاضِي سَجِسْتَانَ. قَالَ أَحْمَدُ (325 ب) حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ يَقُولُ: قَالَ سُلَيْمَانُ [4] : قَدِمَ عُمَارَةُ بْنُ عُمَيْرٍ مِنْ سَفَرٍ فَقَالَ لِجَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ: لَا تُخْبِرْ سُلَيْمَانَ أَنِّي قَدِمْتُ. وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: وَكَانَ أَبُو إِسْحَاقَ [5] أَكْبَرَ مِنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ [6] ، وَلَمْ يُدْرِكْ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ يَرَهُ. قَالَ: وَسَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: قَالَ مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: وَهَؤُلَاءِ يُحْسِنُونَ يُحَدِّثُونَ. حدثنا أبو التياح [7] عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ [8] . قَالَ أَحْمَدُ: ثنا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ لِي أَيُّوبُ: أَنْتَ تحت
الْإِسْنَادِ وَهَذَا إِسْنَادٌ. قَالَ قُلْتُ: أَبُو الْمُهَلِّبِ [1] لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أُبَيٍّ؟ قَالَ: سَمِعَهُ [2] . لَمْ يُدْرِكْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ شُعْبَةُ حَدَّثَنِي سِمَاكٌ [3] أَكْثَرَ مِنْ كَذَا وَكَذَا مَرَّةً يَعْنِي حَدِيثَ عِكَرِمَةَ: إِذَا بَنَى أَحَدُكُمْ فَلْيَدْعَمْ عَلَى حَائِطِ جَارِهِ، وَإِذَا اخْتَلَفَ فِي الطَّرِيقِ. وَكَانَ النَّاسُ رُبَّمَا لَقَّنُوهُ، قَالُوا: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. فَيَقُولُ نَعَمْ. وَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَكُنْ أُلَقِّنُهُ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: أَنْبَأَ شُعْبَةُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي إِسْحَاقَ: كَيْفَ كَانَ أَبُو الْأَحْوَصِ [4] يُحَدِّثُ؟ قَالَ: كَانَ يَسْكُبُهَا عَلَيْنَا فِي الْمَسْجِدِ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ [5] . قَالَ شُعْبَةُ: كُنْتُ أَعْرِفُ إِذَا جَاءَ مَا سَمِعَ قَتَادَةُ مِمَّا لَمْ يَسْمَعْ، إِذَا جَاءَ مَا سمع يقول «حدثنا أنس بن مالك» و «حدثنا الحسن» و «ثنا سعيد» [6] و «حدثنا مطرف» [7] ، وإذا جاء ما لَمْ يَسْمَعْ يَقُولُ: «قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ» ، «قَالَ أَبُو قُلَابَةَ» . حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ [8] قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: الضَّحَّاكُ لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّمَا لَقِيَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِالرَّيِّ فَأَخَذَ عَنْهُ
التَّفْسِيرَ. قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِلْحَكَمِ [1] : مَا شَهِدَ أَبُو أَيُّوبَ مِنْ حَرْبِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: شَهِدَ مَعَهُ حَرَوْرَاءَ. خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ابن مِهْرَانَ. أَبُو الْمُنَازِلِ غَالِبٌ التَّمَّارُ بْنُ مِهْرَانَ. سُلَيْمَانُ بْنُ طَرْخَانَ التَّيْمِيُّ. الْأَعْمَشُ سُلَيْمَانُ بْنُ مِهْرَانَ. غَالِبٌ الْقَطَّانُ بْنُ خَطَّافٍ [2] . حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ حَبِيبُ بْنُ قَيْسٍ هُوَ أَبُو ثَابِتِ بْنُ دِينَارٍ. حَرَامٌ كَأَنَّهُ الَّذِي رَوَى عنه (326 أ) شُعْبَةُ. أَبُو الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيُّ حَطَّانُ بْنُ خِفَافٍ الْجَرْمِيُّ. حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَهُوَ عبد الرحمن بن ملّ. أبو نضرة الْمُنْذِرِ بْنِ قَطْعَةَ. أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِي عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ. أَبُو هَارُونَ عُمَارَةُ بْنُ جُوَيْنٍ. أَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ. أَبُو حَبْرَةَ شِيحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا آدَمُ [3] قَالَ شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بن
حَبِيبٍ الْأَزْدِيِّ. قَالَ عَلِيُّ: بْنُ حَبِيبِ بْنِ حبيش. قيل لعلي: عبد [1] الرحمن بينه وبين أبي عمران قرابة؟ قَالَ: لَا هَذَا تَمِيمِيٌّ. حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ بْنِ أَخِي مَسْرُوقٍ. أَبُو الْمُلَيْحِ زَيْدُ بْنُ أُسَامَةَ. أَبُو مُجَلِّزٍ لَاحِقُ بْنُ حُمَيْدٍ. أَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ. أَبُو السَّلِيلِ ضُرَيْبُ بْنُ نُقَيْرٍ. حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ [2] وَعَمْرُو بْنُ عاصم قال: ثنا همام [3] قال: ثنا قَتَادَةُ قَالَ: ثنا أَبُو غَلَّابٍ يُونُسُ بْنُ جبير. حدثني بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ [4] عن همام عن قتادة عن يحيى بن مالك المراغي وَهُوَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَزْدِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ و [أبو] [5] النعمان قَالا: حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي الْحَلَالِ زُرَارَةَ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَتْكِيِّ قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى عُثْمَانَ فِي وَفْدٍ مِنَ الْبَصْرَةِ فَرَفَعْنَا إِلَيْهِ حَوَائِجَنَا. فَقَالَ: إِذَا شِئْتُمْ. ثُمَّ قَالَ: الله عز وجل أملك، الله عَزَّ وَجَلَّ أَمْلَكُ. أَبُو الْمُهَزَّمِ يَزِيدُ بْنُ سفيان.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ فُلَانٍ قَالَ: صَحِبْتُ أَبَا هريرة فسمعته يَقُولُ: مَنْ تَبِعَ جِنَازَةً ثُمَّ حَمَلَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ مِنْ حَقِّهَا. قَالَ: أَبُو رَجَاءٍ عِمْرَانُ بْنُ خُيَثْمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ بِلَالٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حسن بن علي أن ذكوان أَبَا صَالِحٍ السَّمَّانَ مَوْلَى غَطَفَانَ أَخْبَرَهُ. حَدَّثَنِي العباس بن (326 ب) الْوَلِيدِ بْنِ مِزْيَدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ قَالَ: كَانَ أَبُو عُرْوَةَ القاسم بن مخيمرة يقول إذا أغلقت بابي لَمْ يُجَاوِزْهُ هَمِّي [1] . قَالَ: وَسَمِعْتُهُ وَأَنَا غُلَامٌ لَمْ أَبْلُغْ وَإِذَا جِنَازَةٌ قَدْ تَبِعَهَا نِسَاءٌ، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّ وُجُوهَهُنَّ بِقِبَالِ نَعْلِي. أَبُو صَالِحٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ اسْمُهُ قَيْلُوِيَّةُ. أَبُو حُرَيْزٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنٍ قَاضِي سَجِسْتَانَ. أَبُو حَازِمٍ الْأَشْجَعِيُّ سُلَيْمَانُ مَوْلَى عَزَّةَ الْأَشْجَعِيَّةَ. أَبُو خُلْدَةَ مِيزَانٌ [2] . قَالَ أَحْمَدُ [3] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [4] عَنْ عبد الواحد [5] عن وقاء [6]
قَالَ: رَأَيْتُ عَزْرَةَ [1] يَخْتَلِفُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مَعَهُ التَّفْسِيرُ فِي كِتَابٍ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ يُغَيِّرُ. قَالَ: وَقَالَ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَفَّانُ [2] قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَذَكَرَ يُوسُفَ بْنَ مِهْرَانَ. قَالَ: كَانَ يشبّه حفظه بحفظ عمرو ابن دِينَارٍ. أَبُو سَعِيدٍ الرَّقَاشِيُّ اسْمُهُ قَيْسٌ مَوْلَى حُضَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ. أَبُو الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيُّ هَرَمٌ. أَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبِي عَقْرَبَ اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَقْرَبَ. أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ اسْمُهُ سَعِيدٌ. أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ. أَبُو دَالَانِ حِبَّانُ بْنُ يَزِيدَ. قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ [4] قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسًا يَخْضُبُ بِصُفْرَةَ وَالْحَسَنَ [5] وَسَعِيدَ بْنَ أبي الحسن [6] وجابر بن زيد ومطرف [7] وزرارة بن اوفى وأبا السوار [8] وأبا
رَجَاءٍ [1] وَأَبَا الْعَلَاءِ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرَ. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ عَنْ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ [2] قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: كَانَتْ أُمِّي تُرْسِلُنِي إِلَى حَجَرِ الْمَدَرِيِّ بِطَعَامِهِ وَهُوَ فِي السَّجْنِ فَيَمْسَحُ عَلَى رَأْسِي وَيَدْعُو لِي [3] . سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ قَالَ: أَبُو الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو مَدِينِيٌّ، وَدَرَّاجُ [4] كَانَ قَاصًّا أَظُنُّهُ فِي زَمَنِ هِشَامٍ [5] مَاتَ وَكَانَ قَدِيمًا. قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ: أَبُو سَلَمَةَ [6] وَالشَّعْبِيُّ قَدِمَا عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ [7] صَاعِقَةُ قال: سمعت عليا يقول (327 أ) : نِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ جريج هو أخو أيوب ابن مُوسَى. وَقَالَ عَلِيٌّ: طَاوُسُ مَوْلًى لِخَوْلَانَ لَيْسَ هُوَ فَارِسِيٌّ. قَالَ عَلِيٌّ: أَبُو يَحْيَى الْأَسْلَمِيُّ اسْمُهُ سَمْعَانُ. قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ عَبْدُ الرَّحِيمِ [8] يقول: كتب محمد بن مسلم
الطائفي صِحَاحًا. وَأَبُو صَالِحٍ الْحَنَفِيُّ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ. وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ أَبُو صَالِحٍ. وَاسْمُ أَبِي الْخَيْرِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ حُذْلَمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ. قَالَ عَلِيٌّ: حَيَّانُ بْنُ مُخَارِقٍ رَوَى عَنْهُ عَوْفٌ [1] ، وَحَيَّانُ الْأَعْرَجُ رَوَى عَنْهُ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، وَأَبُو هِلَالٍ قَدْ أَعْيَانِي أَنْ أَصُيِبَ مَنْ يَنْسُبُهُ. قَالَ مُحَمَّدٌ: سَأَلْتُ عَلِيًّا عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُصَيْنٍ الَّذِي رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: عَلِيُّ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْخَشْخَاشِ الْعَنْبَرِيُّ، وَقَاضِينَا عُبَيْدُ الله بن الحسن بن الحصين. قال: قَالَ عَلِيٌّ وَقَالَ سُفْيَانُ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُصَيْنِ [2] مَصْلُوبًا، كَانَ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ. قَالَ عَلِيٌّ: بَلَغَنِي أَنَّهُ خَرَجَ بِمَكَّةَ بِسَيْفِ حَكَمٍ. وَحُصَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ هُوَ مَالِكُ بْنُ الْخَشْخَاشِ. «وَتَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ بْنُ كَيْسَانَ أَبُو الْمُوَرِّعِ [3] وَهُوَ ابْنُ أَبِي أَسَدٍ» [4] . قَالَ عَلِيٌّ: عَوْفُ بْنُ أَبِي حُمَيْلَةَ أَبُو سَهْلٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ أَبُو النَّضْرِ. قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ شُعْبَةُ يقول: حدثنا داود بن فراهيج وكان ضعيفا.
حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [2] قال: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [3] عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كناني عبد الله بأبي شبيل. سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ طَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ هَذِهِ الأنساب: علقمة بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ البشر بن النخع بن عمرو. والأسود بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ الْمُبَشِّرِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ قَالَ لِلْأَسْوَدِ يَا أَبَا عَمْرٍو. سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ طَلْقِ بْنِ غَنَّامٍ هَذِهِ الْأَنْسَابَ قَالَ: وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بن بكر بن المبشر (327 ب) بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو. وَأُبَيُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ مَبَشِّرِ بْنِ النخع بن عمرو. وإبراهيم بن يزيد بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ ذهل بن ربيعة بن جارية بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو. وَمُلَيْكَةُ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ وَهِيَ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلْقَمَةَ بْنِ سُلَامَانَ ابن كُهَيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ الْمُبَشِّرِ بْنِ النَّخْعِ بن عمرو، وهي أخت علقمة بن
قَيْسٍ، وَهِيَ أُمُّ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَأُمُّ الْأَسْوَدِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا يَزِيدَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ عَمَّةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ. وَقَيْسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ الْمُكَفِّفِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّيْطَانِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ: هَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ربيعة بن ذهل بن ربيعة بن خلدثة بْنِ مِسْوَرٍ. قَالَ: مُغَلِّسُ بْنُ بُجَيْلَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ. قَالَ: أَصَابَتْ قَيْسٌ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ ثَلَاثِينَ ضَرْبَةً مَا بَيْنَ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ، ثُمَّ شَهِدَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صِفِّينَ. وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَوْفِ بْنِ سُلَامَانَ بْنِ كُهَيْلِ بْنِ بَكْرِ بْنِ الْمُبَشِّرِ بْنِ النَّخْعِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ مِنْ رَهْطِ عَلْقَمَةَ. وَالْأَسْوَدُ بْنُ بَنِي بَكْرٍ. وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ أَبُو عِمْرَانَ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ وَهُوَ أَبُو مَيْسَرَةَ. حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا صَالِحُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الشَّعْبِيِّ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو اسْمُهُ عَامِرُ بْنُ شُرَاحِيلَ هَمْدَانِيٌّ. وَشُرَيْحُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَاضِي أَبُو أُمَيَّةَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِيَاسٍ وَهُوَ أبو عمرو الشيبانيّ.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عِمْرَانَ الْبَطِينِ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ عَنْ خَرْشَةَ بْنِ الْحُرِّ وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ عُمَرَ [2] . قَالَ: وحدثنا الأعمش حدثني صالح (328 أ) بْنُ حَيَّانَ الْكَيْسَمِيُّ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عقبة الفزاري ح. وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ مَوْلَى جَعْدَةَ- قَالَ: أَبُو جَعْدَةَ [4]- قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ: اشْتَرَيْتُ مِنَ ابْنِ عُمَرَ تِبْنًا. وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي حُصَيْنُ بْنُ جُنْدَبٍ الْخَنْسِيُّ وَهُوَ أَبُو ظَبْيَانَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ [5] شَيْبَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عن تميم بْنِ سَلَمَةَ السُّلَمِيِّ [6] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ الْعَبْسِيِّ عَنْ جَرِيرٍ [7] عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ يُحْرَمُ الرِّفْقَ يُحْرَمُ الْخَيْرَ. حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ: ثنا شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [أبي] [1] سبرة. حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى وَهُوَ مُسْلِمُ بْنُ صُبَيْحٍ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ الْهَمْذَانِيِّ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَنِ أَبِي صَالِحٍ [2] أَلْفَ حَدِيثٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى [4] عَنْ زَائِدَةَ [5] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُنْذِرٍ [6] عَنْ عَاصِمٍ [7] عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسُ فِتَنٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ [8] عن الأعمش عن منذر عن ابن الحنيفة عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَكُونُ في هذه الأمة خمس فتن.
حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُنْذِرٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عنه قال قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَضَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسَ فِتَنٍ، فِتْنَةٌ عَامَّةٌ ثُمَّ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ ثُمَّ فِتْنَةٌ عَامَّةٌ ثُمَّ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ ثُمَّ فِتْنَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ يُصْبِحُ النَّاسُ فِيهَا كَالْبَهَائِمِ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ: جُعِلَ في هذه الأمة خمس (328 ب) فِتَنٍ، فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، وَفِتْنَةٌ عَامَّةٌ، وَفِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، وَفِتْنَةٌ عَامَّةٌ، وَالسَّوْدَاءُ الْمُظْلِمَةُ الَّتِي يَكُونُ النَّاسُ فِيهَا كَالْبَهَائِمِ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزَّبِيدِيِّ. «وَعَنْ شَيْبَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيِّ وَكَانَ ثِقَةً [لَا بَأْسَ بِهِ] قَاضِي الرَّيَّ» [3] . حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قال: سمعت نمامة ابن عُقْبَةَ الْمُحَلِّمِيَّ وَذَكَرَ الْأَعْمَشَ أَنَّهُ أَعْرَابِيٌّ لَيْسَ صَاحِبَ الْحَدِيثِ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ [4] قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ أَهْلِ الْيَمَنِ أَجْدَرُ قَوْمٍ أَنْ يَمُوتَ أَحَدُكُمْ وَلَا يَدَعُ عَصَبَهُ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلشَّعْبِيِّ فَقَالَ: مَتَى سَمِعَهُ إِبْرَاهِيمُ؟ فأتيت إبراهيم
فقلت له. فقال: حَدَّثَنِي هَمَّامٌ [1] عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: أدركنا أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ يَغْزُونَ فِي إِمَارَةِ الْحَجَّاجِ [3] . وَأَبُو جُحَيْفَةَ وَهْبٌ السُّوَائِيُّ. عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَشَّارٍ أَسَدِيٌّ. عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ نَخْعِيٌّ. وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ الْحُصَيْنِ أَبُو جَهْمَةَ [4] عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ رَفِيعٌ. حَدَّثَنَا [5] الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَارَةَ الْهَمْدَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضِرَارٍ الْأَسَدِيِّ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ رَجَاءٍ الْأَنْصَارِيِّ. وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ هُرْمُزٍ وَهُوَ أَبُو الْمِقْدَامِ. أَبُو عَمْرِو بن أبي المقدام.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ شَيْبَانَ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَهْلٍ وَيُكَنَّى أَبَا الأَسَدِ عَنْ بُكَيْرٍ [2] الْجَزَرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ. «حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [3] قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ: جَالَسْتُ إِيَاسَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بِحَدِيثٍ، فَقُلْتُ: عَمَّنْ تَذْكُرُ [هَذَا] ؟ فَضَرَبَ لِي مَثَلًا مِنَ الْخَوَارِجِ. فَقُلْتُ: أَنَّى تضرب (329 أ) هَذَا الْمَثَلَ! أَتُرِيدُ أَنْ أَكْنُسَ الطَّرِيقَ بِثَوْبِي فَلَا أَدَعُ بَعْرَةً وَلَا خُنْفَسَاءَ إِلَّا حَمَلْتُهَا!» [4] . حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: حَدَّثَنِي زُبَيْدُ بْنُ الْحَارِثِ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ ابْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي الْيَقْظَانَ وَاسْمُهُ عُثْمَانُ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَحَدًا أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ «قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ ابْنُ هُبَيْرَةَ» [5] . أَبُو يَحْيَى ثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ، وَجَعْدَةُ بن [هبيرة] [6] هو ابن أم
هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حفص قال: ثنا أبي قال: حدثنا الأعمش عَنْ أَبِي الْحَسَنِ وَاسْمُهُ عُبَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى [1] . حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ «قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي دَاوُدَ وَاسْمُهُ نُفَيْعٌ. قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ» [2] : ثنا طَلْقٌ [3] : قَالَ شَرِيكٌ: لَوْ أَرَدْتُ أَنْ يُجْعَلَ (أَبُو دَاوُدَ سَمِعْتُ عَلِيًّا وَعَبْدَ اللَّهِ) لقال. حدثني ابن نمير قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ عَاصِمٍ وَهُوَ ابْنُ بَهْدَلَةَ أَبُو النَّجُودِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ وَيُكَنَّي أَبَا صَخْرَةَ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ بَدْرٍ الْغَنَوِيِّ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ حَمِيلًا فَوَرَّثَنِي مَسْرُوقُ مِنْ أَخِي. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ، وَالْأَعْمَشُ عَنْ عَامِرٍ الْبَارِقِيِّ عَنِ الْحَسَنِ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: ثنا أَبُو
سُرَّةَ [1] النَّخَعِيُّ. حَدَّثَنِي يَحْيَى الْحُمَّانِيُّ [2] عَنْ قَيْسٍ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَسَدِيِّ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنِي مُعَلَّى الْكِنْدِيُّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ يَعْلَى [4] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ [5] عَنْ أَبِي الْكُنُودِ [6] قَالَ: مَرَّ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى قَاصٍ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: أَبُو سَعْدٍ. حَدَّثَنِي [ابْنُ] [7] أَبِي شَيْبَةَ: وَهُوَ [8] الَّذِي رَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي صالح [9] الحنفي (329 ب) . حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنِ وكيع عن الأعمش عن زهير
الْعَنْسِيِّ [1] . وَقَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ حَيَّانَ التَّيْمِيِّ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ وَهُوَ جَعْفِيٌّ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ [2] وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ [3] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْحَكَمِ الْأَسَدِيِّ عَنْ نَوْفٍ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: وَلَيْسَ بِابْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ نَوْفٍ قَالَ: كَانَ النَّمْلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ كَالذُّبَابِ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ ابن نَوْفٍ. حَدَّثَنِي ابْنُ الْحُمَّانِيِّ [4] عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مَنْصُورٍ وَهُوَ ابْنُ الْمُعْتَمِرِ السُّلَمِيُّ. قال أبو نعيم: وليس الحكم بن عتيبة عَنْ نَوْفٍ: كَانَ النَّمْلُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ كَالذُّبَابِ. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حُصَيْنٍ وهو ابن عبد الرحمن السلمي.
حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَنْدَلٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِيدٍ الطَّائِيِّ. حَدَّثَنِي عُمَرُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ أَبُو عُمَارَةَ عَنْ شَهْرٍ [1] . وَعَنِ الْأَعْمَشِ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَهُوَ الْحَنْظَلِيُّ. حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [2] عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ [3] وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ فِي حَرْفٍ مِنَ الْقِرَاءَاتِ: جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ 38: 50 [4]- بالنصب- فسألاني فقلت: (مفتحة لهم) - بِالنَّصْبِ- فَأَقْبَلَ مَعْبَدُ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: أَنْتَ حَمَّالٌ [5] . «حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ [6] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الضَّحَّاكِ الْمَشْرِقِيِّ وَهُوَ ابْنُ مُزَاحِمٍ الْهِلَالِيِّ» [7] . حَدَّثَنِي عُمَرُ [8] عَنْ أَبِيهِ عن الأعمش قال: حدثني أبو مالك
- وَسَمُّوهُ حَبِيبَ بْنَ صُهْبَانَ الْكَاهِلِيَّ-. عَنِ الْأَعْمَشِ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ. وَعَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حُبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سُفْيَانَ [1] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَحْيَى- وَهُوَ ابْنُ عُمَارَةَ [2]- عَنْ سَعِيدٍ [3] عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: اشْتَكَى أَبُو طَالِبٍ. حدثني ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا حَفْصٌ عَنِ الْأَعْمَشِ (330 أ) حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ بِشْرٍ فَحَدَّثَنِي قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ الْوَلِيدِ- وَكَانَ مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الشَّامِ- قَالَ: مَشَيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ؟ قَالَ: الْمَوْتُ. قُلْتُ: فَإِنْ لم يمت. قال: يقل ماله وَوَلَدِهِ. «حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [5] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْحَسَنِ [6] قَالَ: إِنَّ لَنَا لَكُتُبًا نَتَعَاهَدُهَا» [7] . حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبُو الْجَوَّابِ [8] عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ الله عنهما فلم يجهروا ببسم الله
الرحمن الرحيم. حدثني ابن نمير قال: ثنا وكيع عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك فما عَرَضْتُ لَهُ اسْتِغْنَاءً بِأَصْحَابِي. حَدَّثَنِي ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ يَقُولُ: أَنَا مِنَ الْقَرْنِ الَّذِينَ دَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم. حدثني إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَذَكَرْنَا ذَرًّا [1] . فِي حَدِيثِنَا فَنَالَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّهُ لَوَادٌّ لَكَ حُسْنَ الثَّنَاءِ. قَالَ: لَا يَزَالُ ضَالًّا كُلَّ يَوْمٍ يَطْلُبُ دِينَهُ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: ثنا أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ [2] قَالَ: نَعَمِ الْمَرءانِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَإِنِّي لَأَجِدُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ اللَّبْطِ [3] مَا لَا أَجِدُ لَهُمَا. فَعَدَدْنَاهُ مِنْهُ ارْتِفَاعٌ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سَيَّارٍ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَارِيَةَ بْنِ عَبْدِ الله قال: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَنْ غَسَلَ رَأْسَهُ بِخِطْمِيٍّ وَهُوَ جُنُبٌ فَقَدْ أَجْزَأَهُ، وَلْيَغْسِلْ سَائِرَ جَسَدِهِ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ [1] عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا غَسَلَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَهُوَ جُنُبٌ بِخِطْمِيٍّ فَحَسْبُهُ بَعْدُ أَنْ يَغْسِلَ سَائِرَ جَسَدِهِ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ وَمَنْصُورُ بن أبي الأسود (330 ب) عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ لِي مَنْصُورٌ [2] : سَمِعْتُ أَنَا وَأَبُو عَوَانَةَ. قَالَ عَلِيٌّ: وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ سُفْيَانَ [3] . حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [4] عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَارِيَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِذَا غَسَلَ الْجُنُبُ رَأْسَهُ بِالْخِطْمِيِّ فَقَدْ أَبْلَغَ- أَوْ قَالَ: فَقَدْ أَجْزَأَ عَنْهُ-. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ [5] قَالَ: كُنَّا نَأْتِي جَابِرًا [6] وَهُوَ مُجَاوِرٌ سِتَّةَ أَشْهُرٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وقَبِيصَةُ قَالا: ثنا سُفْيَانُ عَنْ «وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ الْأَحْدَبِ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ» [7] ، وَعِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ رَيَاحٍ، وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ الدُّهْنِيِّ، ونسير بن ذعلوق ويكنى أبا طعمة.
حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقِ بْنِ حَمْزَةَ الثَّوْرِيُّ- ثَوْرُ تَمِيمٍ- عن أبي سنان سعيد بْنِ سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ. وَعَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَحْيَى [1] عَنْ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ [2] عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي فُزَارَةَ الْعَبْسِيِّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ السَّعْدِيِّ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَالَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ وَهُوَ أَبُو مُبَارَكِ بْنُ فَضَالَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ أبي كليب كوفي، والركين ابن الرَّبِيعِ بْنِ عُسَيْلَةَ كُوفِيٌّ. «وَتَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ مَوْلًى لَهُمْ» [3] . وَأَسْلَمَ الْمُنَقِّرِيُّ. وَزَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ. وَأَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ. وَسَالِمٌ الْأَفْطَسُ مُرْجِئٌ. وَسَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ شِيعِيٌّ. وَحَسَنُ بْنُ عبيد [4] الله نخعي.
وَحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو فُقَيْمِيٌّ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [1] عَنْ أَبِي هَاشِمٍ [2] مُغِيرَةَ- وَهُوَ ابْنُ مُقْسِمٍ الضَّبِّيُّ-. وَمُحَلُ بْنُ مُحْرِزٍ الضَّبِّيُّ. وَالْمُغِيرَةُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو هَاشِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تَمَّامٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّقْرِيُّ. «حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي يَزِيدَ وَقَّاءِ بْنِ إِيَاسٍ الْأَسَدِيِّ [كُوفِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ] [3] (331 أ) ، وَعَنْ سُفْيَانَ عَنْ زِيَادٍ أَبِي [4] عُثْمَانَ الْمُصَفِّرِ كُوفِيٌّ مَوْلَى مُصْعَبٍ. أَبُو جَمْرَةَ الضَّبْعِيُّ نَصْرُ بن عمران بصري. أبو حمزة مَيْمُونُ بْنُ كَثِيرٍ مَكِّيٌّ. أَبُو هَاشِمٍ الرَّمَانِيُّ اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ دِينَارٍ. شَوْذَبُ أَبُو مُعَاذٍ كُوفِيٌّ. أَبُو هَارُونَ الْغَنَوِيُّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ بَصْرِيٌّ. غَالِبُ بْنُ الْهُذَيْلِ أَبُو الْهُذَيْلِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ- وَقَدْ رَوَى عنه الأعمش- كوفي ثقة.
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أيُّوبَ أَبُو عَاصِمٍ- وَهُوَ ثِقَةٌ- قَالَ: قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ [1] : تَعْلَمُ الْفَرَائِضَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: تَعْرِفُ دَفْعَ السِّهَامِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: تَعْلَمُ الْوَصَايَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا تَرَى فِي رَجُلٍ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ لِرَجُلٍ وَرُبُعِ ماله لرجل ونصف ماله لآخر؟ فَلَمْ أَدْرِ، فَقُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ إِنَّمَا يَجُوزُ لَهُ مِنْ مَالِهِ الثُّلُثُ. قَالَ: فَإِنِ الْوَرَثَةُ أَجَازُوهُ؟ قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَأُعَلِّمُكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: انْظُرْ مَالًا لَهُ نِصْفٌ وَثُلُثٌ وَرُبُعٌ. قُلْتُ: فَذَاكَ اثْنَيْ عَشَرَ. قَالَ: نَعَمْ فَتَأْخُذْ نِصْفَهُ سِتَّةً وَثُلُثَهُ أَرْبَعَةً وَرُبُعَهُ ثَلَاثَةً فَيَكُونُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ سَهْمًا. فَتَقْسِمِ المال على ثلاثة عشر سهما، فتعطي صَاحِبَ النِّصْفِ مَا أَصَابَ سِتَّةً وَصَاحِبَ الثُّلُثِ مَا أَصَابَ أَرْبَعَةً وَصَاحِبَ الرُّبُعِ مَا أَصَابَ ثَلَاثَةً. فَذَاكَ كَذَلِكَ؟ قُلْتُ [2] : نَعَمْ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [3] قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ الْمُسَيَّبِ وَهُوَ بَجَلِيٌّ كَانَ أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [4] وَلَّاهُ الْقَضَاءَ بِخُرَاسَانَ وَفِيهِ ضَعْفٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيُّ الصَّيْرَفِيُّ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ إِبْرَاهِيمَ صَاحِبِ الْقَصَبِ قَالَ: أَوْصَى إِبْرَاهِيمُ إِلَيَّ وَإِلَى الْحَكَمِ [5] قَالَ: إِذَا اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ فَلَا تَنْتَظِرُوا بِي الْخَامِسَ فِي الْجِنَازَةِ. «حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ كُوفِيٌّ ثقة» [6] قال:
سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» و «أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم على زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ خُبْزًا وَلَحْمًا» . «حَدَّثَنَا أَبُو نعيم (331 ب) قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ وَهُوَ ثِقَةٌ» [1] حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ يَسَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَأْخُذْ شَارِبَهُ فَلَيْسَ مِنَّا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَسَدِيُّ- وَهُوَ ثِقَةٌ- عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ أَبِي الضُّحَى قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا فِي أَنْ لَا يَنْتَقِصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا. وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعَلَيْهِ بِمِثْلِ وِزْرِ من عمل بها في أن لا ينتقص مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا. وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ الْمُرْهِبِيُّ ضَعِيفٌ هُوَ الَّذِي يَرْوِي حَدِيثَ ابْنِ أَبِي، مليكة [2] عن ابن عباس في الجاريتين تُجَرَّدَانِ. ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مَعْمَرُ بن يحيى بن سام وَهُوَ ثِقَةٌ، وَرَوَى الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِيهِ يَحْيَي بن سام. وَبَنُو أَبِي الْجَعْدِ سَالِمٍ وَعُبَيْدِ اللَّهِ وَزِيَادٍ بنو أبي الجعد، وإبراهيم بن أَبِي الجعد الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ حَكَّامٌ الرَّازِيُّ لَيْسَ هُوَ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي شَيْءٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَسَمِعْتُ أبا الوليد [3] .
الطَّيَالِسِيَّ يَقُولُ: أَبُو حَمْزَةَ [1] لَيْسَ فِي مَسْجِدِ- يُرِيدُ مَسْجِدَ الْجَامِعِ- ثَلَاثَةٍ يَشْتَهُونَهُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: ثنا كَامِلُ بْنُ الْعَلَاءِ وَهُوَ ثِقَةٌ. ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ اللَّيْثِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ مَدِينِيٌّ، وَكَانَ يَحْيَى [2] غَلَطَ عَلَيْهِ فَأَمْسَكَ عَنْ حَدِيثِهِ، وَلَيْسَ هُوَ كَمَا تَوَهَّمَ يَحْيَى. وَرَوَى مِسْعَرٌ [3] عَنْ ثَوْرٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ وَهُوَ ثِقَةٌ. وَثَوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ ضَعِيفٌ. وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ [4] الْأَشَلِّ وَهُوَ الْغُدَانِيُّ ثِقَةٌ سُنِّيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ وَلَيْسَا [5] بِالْقَوِيَّيْنِ وَلَا بِالْمَتْرُوكَيْنِ هُمَا بَيْنَ ذَلِكَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ إسرائيل عن حكيم بن جبير بن حكيم، وَحُكَيْمٌ مَذْمُومٌ، وَيُقَالُ أَنَّهُ رَافِضِيٌّ مِنَ الْغَالِيَةِ فِي الرَّفْضِ. وَبَلَغَنِي عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ أن سفيان قال: شعبة يروي (332 أ) عَنْ حُكَيْمِ بْنِ جُبَيْرٍ؟ فَقِيلَ لَهُ: أَرَادَ أَنْ يُحَدِّثَ عَنْهُ. فَقَالَ: لَوْ أنَّهُ [6] لَحَدَّثْتُ عنه. قال: فقال سفيان: فقد حدثنا
زُبَيْدٌ [1] وَهِيَ حِكَايَةٌ بَعِيدَةٌ، لَوْ كَانَ حَدِيثُ حُكَيْمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي عِيسَى وَهُوَ يَحْيَى بْنُ رَافِعٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ مَلَكًا حِينَ اسْتَوَى الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعَرْشِ خَرَّ سَاجِدًا فَهُوَ سَاجِدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْتُكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ الا أني لَمْ أُشْرِكْ بِكَ شَيْئًا، وَلَمْ أَتَّخِذْ مِنْ دُونِكَ وَلِيًّا. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ [2] عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَهْشَلٍ [3]- وَضَعَّفَهُ جِدًّا-. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قال: ثنا أشرس مولى سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا أَبُو رَبِيعٍ [4] عَنْ أَبِي عَوَانَةَ [5] عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْعَالِيَةِ فِي السَّبْعِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [6] عَنْ حُرَيْشٍ الْكَاتِبِ عن أبيه عن
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَرَّثَ فُقَدَاءَ بِصِفِّينَ أَحَدُهُمَا ابْنُ الْآخَرِ. وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ [1] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَاصِمُونَهُ فِي الْقَدَرِ. فَنَزَلَتْ: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ 54: 49 [2] . وَزِيَادٌ مَوْلًى مِنْ مَوَالِي مَكَّةَ ضَعِيفٌ لَا يُفْرَحُ بِحَدِيثِهِ. وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ مَخْزُومِيٌّ مِنْ أَنْفَسِهِمْ مَكِّيٌّ يُذْكَرُ بِحِفْظٍ وَعَقْلٍ وَتَحْصِيلٍ وَنُبْلٍ. وَرَوَى مَنْصُورٌ [3] عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي رُقَيَّةَ وَهُوَ شَامِيٌّ كَاتِبٌ كَانَ يَكُونُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَأَبُو سُفْيَانَ صَاحِبُ الْأَعْمَشِ طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ الْمَكِّيُّ. وَأَبُو سُفْيَانَ طَرِيفٌ السَّعْدِيُّ رَوَى عَنْهُ شَرِيكٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ [4] وَمَرْوَانُ [5] . حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، وَأَبُو الْجَهْمِ اسْمُهُ صُخَيْرٌ، وَقَدْ سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ [6] . وَلَمْ يَسْمَعْ سَالِمٌ مِنْ ثَوْبَانَ إِنَّمَا هُوَ تَدْلِيسٌ.
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [1] عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ كُوفِيٌّ مَوْلًى لِآلِ سَمُرَةَ ثِقَةٌ. حدثنا أبو نعيم (332 ب) قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَحْمَسِيُّ كُوفِيٌّ ثقة. حدثنا أبو نعيم قال: ثنا قيس [2] كُوفِيّ لَا بَأْسَ بِهِ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مَسْلَمَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ كَانَ مَعَ أَبِيهِ بِمِنًى، فَسَمِعَ مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَخِّرُوا الْأَحْمَالَ، فَإِنَّ الرِّجْلَ مُوَثَّقَةٌ، وَإِنَّ الْيَدَ مُعَلَّقَةٌ. فَقُلْتُ لِأَبِي: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ عمر. ومسلمة ثِقَةٌ كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا أَبُو الْمِنْهَالِ نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ الطَّائِيُّ- كُوفِيٌّ ثِقَةٌ- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ سَأَلْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ وَلَدِ الضَّبْعِ. فَقَالَ: ذَاكَ الْفُرْعُلُ نَعْجَةٌ مِنَ الْغَنَمِ. «حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ [3] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كِبْرَانَ الْمُرَادِيُّ- كُوفِيٌّ ثِقَةٌ- قَالَ: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: إِذَا سَمِعْتُمْ مِنِّي شَيْئًا فَاكْتُبُوهُ وَلَوْ فِي حَائِطٍ» [4] . حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [5] عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ بَدْرٍ عَلَى شُرَطِ الرَّيِّ. حدثنا أبو نعيم وقبيصة قالا: ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن
أَبِي الْأَشْهَبِ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا. وَقَدْ سَمِعَ ابْنُ إِدْرِيسَ [1] مِنْ أَبِي الْأَشْهَبِ وَهُوَ شَيْخٌ كُوفِيٌّ وَاسْمُهُ جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ وَفِيهِ ضَعْفٌ. حَنْظَلَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَاصِي [2] رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَغْدِيُّ [3] بَيَّاعُ الْحُلْقَانِ لَا بَأْسَ بِهِ. وَصَغْدِيٌّ [4] الْبَصْرِيُّ، رَوَى عَنْهُ الزّمن [5] وغيره، ليّن الحديث. حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهِبٍ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ وَأَخُوهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا «أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهِبٍ» [6] . حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ الْجَدَلِيِّ [7] ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ الْمُرَادِيِّ، وَعَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ الْعَجْلِيِّ، وَعَنْ عَيَّاشٍ الْعَامِرِيِّ، وَعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، وَعَنْ هِشَامٍ أَبِي كُلَيْبٍ، وَعَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ، وَعَنْ طارق بن عبد الرحمن، وعن (333 أ) ابن
أَبْجَرَ [1] ، وَعَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ [2] ، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، وَعَنْ عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، وَعَنْ زِيَادٍ أَبِي عُثْمَانَ الْمُصَفِّرِ مَوْلَى مُصْعَبٍ، وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ [3] اللَّهِ النَّخَعِيِّ، وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو الْفَقِيمِيِّ، وَعَنْ غَالِبٍ أَبِي الْهُذَيْلِ، وَعَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، وَعَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ صَاحِبِ الْقَصَبِ وَاسْمُهُ عَمَّارٌ، وَالْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَاقَانَ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، وَعَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، وَعَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَعَنْ أَبِي حَيَّانَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ التَّيْمِيِّ، «وَعَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ» [4] ، وَعَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن الأصبهاني، وَعَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، وَعَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَعَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ اللَّيْثِيِّ، وَعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شريح ابن هَانِئٍ النَّخَعِيِّ- وَكُلُّ هَؤُلَاءِ كُوفِيُّونَ ثِقَاتٌ-، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ مَوْلًى لِبَلْعَنْبَرَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مَوْلًى لِبَنِي أَسَدٍ وَسَأَلْتُهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَنِي بِذَلِكَ. «حَدَّثَنِي الفضل [5] قال: سمعت أبا عبد الله [6] يقول: مُرْسَلَاتُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَصَحُّ [7] الْمُرْسَلَاتِ، وَمُرْسَلَاتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ لَا بَأْسَ بِهَا، وَلَيْسَ فِي الْمُرْسَلَاتِ شَيْءٌ أَضْعَفَ مِنْ مُرْسَلَاتِ الْحَسَنِ وَعَطَاءِ بن أبي
رَبَاحٍ فَإِنَّهُمَا يَأْخُذَانِ عَنْ كُلِّ أَحَدٍ» [1] . قَالَ يَعْقُوبُ: كَانَ عَلِيٌّ خَالَفَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ فِي هَذَا. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سعيد بن حسان المخزومي وهو مكي ثقة. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ [2] قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ وَهُوَ مَكِّيٌّ ثِقَةٌ كِنَانِيٌّ مِنْ أَشْرَافِهِمْ. وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ عن سليمان مولى أم عَلِيٍّ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَهُوَ لَا بَأْسَ بِهِ، قَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، وَهُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بِكُنْيَتِهِ وَلَا يُسَمِّيهِ يُكَنِّيهِ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ. وَهُوَ مِنْ شُيُوخِ مَكَّةَ لَا بَأْسَ بِهِ. «وَيَعْلَى بْنُ حُكَيْمٍ وَيَعْلَى بْنُ مُسْلِمٍ مَكِّيَّانِ مُسْتَقِيمَا الْحَدِيثِ» [4] . حَدَّثَنَا ابن عثمان [5] قال: ثنا عبد الله [6] قال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيُّ وَهُوَ أخو حنظلة بن أبي سفيان ثقتان (333 ب) . حدثنا أبو نعيم [7] قال: حدثنا سفيان عن عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيِّ قَالَ: أُتِيَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِسَارِقٍ مَقْطُوعٍ فَقَالَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ: احْسِمْهُ. قَالَ: إِنَّكَ لَرَحِيمٌ. قَالَ: إِنَّهَا السنّة.
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ- ثِقَةٌ ثِقَةٌ يَمِيلُ إِلَى التَّشَيُّعِ- قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الجعفي كوفي ثقة عن الربيع بن سعد قَدْ رَوَى عَنْهُ وَكِيعٌ. وَمَرْوَانُ [1] وَهُوَ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أحمد [3] الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ [4] عَنْ مَنْصُورٍ [5] : مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا قَطُّ إِنِّي كُنْتُ أَحْفَظَ. حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي قال: ثنا سفيان [6] قال: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ [7] وَهُوَ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ نَزَلَ الْبَصْرَةَ. وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ كُوفِيٌّ نَزَلَ مَكَّةَ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سفيان عن الحارث بن حصين الأزدي وَكَانَ شِيعِيًّا فَوْقَ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ وَهُوَ سَالِمُ بْنُ عَجْلَانَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الحكم «مرجئ معاند» [8] . حدثنا أبو نعيم قال: ثنا سفيان عن سالم بن أبي حفصة وكان شيعيا.
قال: ويحيى بْنُ عُبَيْدٍ الْبَهْرَانِيُّ ثِقَةٌ كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ وَهُوَ أَبُو يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَوَلَّاهُمْ [1] يَعْقُوبُ. حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ سُفْيَانَ [2] عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [3] بْنِ الْحَارِثِ عَنْ طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو. حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ [4] قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ فِي إِمَارَةِ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكْتَبِ عَنْ طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ الْحَنَفِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي دُعَائِهِ. وَطَلِيقُ بْنُ قَيْسٍ يَقُولُونَ أَنَّهُ أَخُو أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ [5] عَنْ أَخِيهِ طَلِيقِ بْنِ قَيْسٍ. وَحَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ مَرْوَانَ [6] عَنْ أَبِي صَالِحِ بْنِ مَسْعُودٍ الْجَدَلِيِّ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ [7] وَهُوَ ثِقَةٌ. قَالَ: وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ طَهْمَانَ، حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو نعيم وهو ثقة. (334 أ) .
حدثنا أبو نعيم قال: ثنا قطري الْخَشَّابُ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا يَزِيدُ بن مردانبة [1] مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَهُوَ ثِقَةٌ، وَهُوَ جَدُّ وَلَدِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيِّ [2] . وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ [3] عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِيِّ [4] وَهُوَ أَحَدُ الثِّقَاتِ كُوفِيٌّ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الْأَسَدِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ [5] بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عافية بن عبيد قال: رأيت أنس. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ شَيْخٌ يَكُونُ فِي بَنِي الْوَصَّابِ [6] قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ تُرَابِ الصَّوَاغِينِ. فَقَالَ: هُوَ غَرَرٌ. - وَهُوَ ثِقَةٌ-. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: ثنا قَيْسُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَقَيْسٌ وَعُمَيْرٌ ثقتان. وعن [7] يحيى بن [أبي] [8] الهيثم العطار وهو ثقة. قليوة روى عنه كبار أهل الكوفة الأعمش ونظراؤه وهو ثقة.
حدثنا ابن عثمان [1] قال: ثنا عبد الله [2] قَالَ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ [3] عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسِيرُ بْنُ عُمَيْرٍ [4] وَقَالَ: لَمَّا كَانَ فِي النَّاسِ مِنَ الْقَتْلِ مَا كَانَ سَمِعْتُ بِأَبِي مَسْعُودٍ [5] سَارَ فَلَحِقْتُهُ بِالسَّيْلَحِينَ، فَإِذَا هُوَ فِي بُسْتَانٍ قَدْ تَوَضَّأَ فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَأَجْلَسْتُهُ، فحمد اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ كَانَ لَكَ صَاحِبَانِ مَفْزَعِي إِلَيْهِمَا حُذَيْفَةُ وَأَبُو مُوسَى، وَإِنِّي حُدِّثْتُ بِمَسِيرِكَ فَتَبِعْتُكَ وَإِنِّي لَمَحْمُودٌ، وَإِنِّي أُنْشِدُكَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأُنْشِدُكَ الْإِسْلَامَ إِنْ كُنْتَ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فِي هَذِهِ الْفِتَنِ إِلَّا حَدَّثْتَنِي وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَسْمَعْ إِلَّا جَهَدْتَ لِي رَأْيَكَ. فَقَالَ: عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَيْكَ بِعُظْمِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْمَعْ أُمَّتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم على ضلالة. واصبر حتى يستريح بر أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ. «حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ [6] قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ [7] الشَّيْبَانِيُّ عَنْ يُسَيْرِ [8] بْنِ عَمْرٍو عَنْ أبي مسعود الأنصاري قال: قلت لَهُ: أَوْصِنِي- حِينَ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَى الْمَدِينَةِ- فَقَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِزُومِ الجماعة، فإن الله عز وجل لم يكن ليجمع أمة محمد
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَلَالَةٍ، وَاصْبِرْ حتى يستريح (334 ب) بر أو يستراح من فاجر» [1] . حدثنا سعيد بن منصور قال: حدثنا خلف بن خليفة عَنْ عَرِيفٍ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ يُسَيْرِ [2] بْنِ عَمْرٍو قَالَ: انْطَلَقَ أَبُو مَسْعُودٍ إِلَى هَذَا الْوَجْهِ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالسَّيْلَحِينَ نَزَلَ وَنَزَلْتُ مَعَهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدْ خَلَا قُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مَسْعُودٍ كَانَ فِينَا ثَلَاثَةٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا حُذَيْفَةُ فَمَاتَ، وَأَمَّا أَبُو مُوسَى فَأَتَى الشَّامَ، وَإِنَّكَ أَخَذْتَ فِي هَذَا الْوَجْهِ. وَوَقَعَ مِنْ أَمْرِ هَذَا الْغَزْوِ مَا تَرَى. فَقَالَ لِي: يَا يُسَيْرُ [3] إِنِّي لَكَ نَاصِحٌ الْزَمِ الْجَمَاعَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الضَّلَالَةِ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ أَوْ يستراح من فاجر.
تم كتاب المعرفة والتأريخ الحمد للَّه رب العالمين. وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما. حسبنا الله ونعم الوكيل. نعم المولى ونعم النصير.
نصوص مقتبسة من المجلد المفقود من كتاب المعرفة والتاريخ (الحوليات)
نصوص مقتبسة من المجلد المفقود من كتاب المعرفة والتاريخ (الحوليات)
1 - التاريخ على السنين المبتدأ
نصوص اقتبستها المصادر من المجلد الأول من كتاب المعرفة والتاريخ 1- التاريخ على السنين المبتدأ مساحة الأرض: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث الحافظ- بقراءتي عليه ببغداد- قال أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن بن منصور ابن اللالكائي، أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل المتوثي القطان، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحويّ، أنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفسوي قال: حدثت عن الأصمعي عن النمر بن هلال عن قتادة عن أبي الخلد قال: الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، منها ألف فرسخ للعرب، ولسائر الناس البقية [1] . عمر الأرض: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أنا محمد بن هبة الله بن الحسن، أنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل، أنا أبو محمد بن جعفر، نا يعقوب، نا قبيصة، نا سفيان، عن الأعمش، عن كعب قال: الدنيا ستة آلاف سنة. كذا قال، وانما يرويها الأعمش عن أبي صالح عن كعب [2] .
عدة أيام خلقها:
عدة أيام خلقها: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الحسن، أنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا ابن نمير، نا وكيع، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن كعب قال: بدأ خلق السموات والأرض يوم الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، ثم جعل مع كل يوم ألف سنة [1] . عدة السنين بين الأنبياء: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن هبة الله بن الحسين، أنا محمد بن الحسين، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب نا أصحاب عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: كان من آدم الى نوح ألف ومائتا سنة، ومن نوح الى إبراهيم ألف ومائة واثنتان وأربعون سنة، ومن إبراهيم الى موسى خمس مائة وخمس وستون سنة، ومن موسى الى داود خمس مائة سنة وتسع وستون سنة، ومن داود الى عيسى ألف وثلاثمائة سنة وست وخمسون سنة، ومن عيسى الى محمد صلى الله عليه وسلم ست مائة سنة، فذلك خمسة آلاف وأربع مائة واثنتان وثلاثون سنة. هذا الأجل صحيح. فذلك خمسة آلاف وأربع مائة وست وعشرين سنة. وهذا الاجمال غير صحيح [2] .
السيرة النبوية
السيرة النبويّة بدء التاريخ الهجريّ: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا محمد بن هبة الله، أنا محمد ابن الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا أبو طاهر ويونس قالا: نا ابن وهب، عن ابن جريج، عن ابن شهاب أنه قال: التاريخ من يوم قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا. قال ابن وهب: وسألت مالكا عن التأريخ متى كان؟ قال: من مقدم النبي صلى الله عليه وسلم [1] . العهد المكيّ عام مولد النبي صلى الله عليه وسلم: ... حدثنا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن أبي ثابت حدثني عبد الله بن عثمان بن أبي سليمان النوفلي عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم قال: وَلَدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل، وكانت بعده عكاظ بخمس عشرة سنة، وبني البيت على رأس خمس وعشرين سنة من الفيل، وتنبّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين سنة من الفيل [2] . وحدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: كان بعث الله محمدا على رأس خمس عشرة سنة من بنيان الكعبة، وكان بين مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وبين أصحاب الفيل
رعاية عبد المطلب للنبي صلى الله عليه وسلم:
سبعون سنة. قال أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر: هذا وهم لا يشك فيه أحد من علمائنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل، وبعث على رأس أربعين سنة من الفيل [1] . وقال ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران [2] عن حنش [3] عن ابن عباس قال: ولد نبيكم صلّى الله عليه وسلم يوم الاثنين، ونبّئ يوم الاثنين، وخرج من مكة يوم الاثنين، وفتح مكة يوم الاثنين، ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين. أخرجه الفسوي [4] . رعاية عبد المطلب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلم: قرأت على أحمد بن محمد المقدسي الزاهد أخبرك أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان عن محمد بن عبد الباقي عن أحمد بن الحسين. قال أبو إسحاق: وأنا أحمد بن محمد بن علي بن صالح قال أنا أبو بكر أحمد بن الحسين قالا أنا أبو علي بن شاذان [5] قال أنا ابن درستويه قال أنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الحسن مهدي بن عيسى قال أنا خالد بن عبد الله الواسطي عن داود بن أبي هند عن العباس بن عبد الرحمن بن كندير بن سعيد عن أبيه قال:
بناء الكعبة:
حججت في الجاهلية فبينا أنا أطوف بالبيت إذا رجل يقول: رد الي راكبي محمدا ... أردده ربي واصطنع عندي يدا قلت: من هذا؟ قال: عبد المطلب بن هاشم بعث ابنه في إبل له ضلت، وما بعثه في شيء الا جاء به. قال: فما برحت حتى جاء بالإبل معه. قال: فقال: يا بني حزنت عليك حزنا لا تفارقني بعده أبدا. قالوا: وكانت أم أيمن تحدث تقول: كنت أحضن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فغفلت عنه يوما فلم أدر الا بعبد المطلب قائما على رأسي يقول: يا بركة. قلت: لبيك. قال: أتدرين أين وجدت ابني؟ قلت: لا أدري. قال: وجدته مع غلمان قريبا من السدرة. لا تغفلي عن ابني، فإن أهل الكتاب يزعمون أن ابني نبي هذه الأمة. وأنا لا آمن عليه منهم، وكان لا يأكل طعاما الا قال: عليّ بابني فيؤتى به اليه [1] . بناء الكعبة: قال يعقوب بن سفيان أخبرني أَصْبَغُ بْنُ فَرَجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يونس عن ابن شهاب قال: لما بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحلم جمرت امرأة الكعبة، فطارت شرارة من مجمرها في ثياب الكعبة فاحترقت، فهدموها حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل تلي رفعه؟ فقالوا: تعالوا نحكم أول من يطلع علينا، فطلع عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو غلام عليه وشاح نمرة، فحكموه، فأمر بالركن فوضعوه في ثوب، ثم أخرج سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب، ثم ارتقى هو فرفعوا اليه الركن، فكان هو يضعه، فكان لا يزداد على ألسن
زواجه بخديجة:
الأرض حتى دعوه الأمين، فطفقوا لا ينحرون جزورا الا التمسوه فيدعو لهم فيها [1] . زواجه بخديجة: قال البيهقي أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني إبراهيم بن المنذر حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي حدثني عبد الله بن أبي عبيد بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن مقسم بن أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل أن عبد الله بن الحارث حدثه أن عمار بن ياسر كان إذا سمع ما يتحدث به الناس عن تزويج رسول الله صلّى الله عليه وسلم خديجة وما يكثرون فيه يقول: أنا أعلم الناس بتزويجه إياها، اني كنت له تربا، وكنت له الفا وخدنا. واني خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ذات يوم حتى إذا كنا بالحزورة أجزنا على أخت خديجة، وهي جالسة على أدم تبيعها، فنادتني فانصرفت اليها، ووقف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: أما بصاحبك هذا من حاجة في تزويج خديجة؟ قال عمار: فرجعت اليه فأخبرته، فقال: «بلى لعمري» فذكرت لها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أغدو علينا إذا أصبحنا، فغدونا عليهم فوجدناهم قد ذبحوا بقرة، وألبسوا أبا خديجة حلة، وصفرت لحيته، وكلمت أخاها فكلم أباه- وقد سقى خمرا- فذكر لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومكانه وسأله أن يزوّجه خديجة، فزوّجه خديجة،
إسلام الصديق:
وصنعوا من البقرة طعاما، فأكلنا منه، ونام أبوها ثم استيقظ صاحيا فقال: ما هذه الحلة وما هذه الصفرة وهذا الطعام؟! فقالت له ابنته التي كانت قد كلمت عمارا: هذه حلة كساكها محمد بن عبد الله ختنك، وبقرة أهداها لك فذبحناها حين زوجته خديجة. فأنكر أن يكون زوّجه، وخرج يصيح حتى جاء الحجر، وخرج بنو هاشم برسول الله صلّى الله عليه وسلم فجاءوه فكلموه، فقال: اين صاحبكم الّذي تزعمون أني زوجته خديجة؟ فبرز لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما نظر اليه قال: ان كنت زوجته فسبيل ذاك، وان لم أكن فعلت فقد زوجته [1] . إسلام الصديق: وقال يعقوب بن سفيان في «تأريخه» : حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام عن أبيه: أسلم أبو بكر وله أربعون ألفا، فأنفقها في سبيل الله، وأعتق سبعة كلهم يعذب في الله، أعتق بلالا وعامر بن فهيرة ونذيرة والنهدية وابنتها وجارية بني المؤمل وأم عبيس [2] . وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان بن عيينة عن مالك بن مغول عن رجل قال: سئل ابن عباس من أول من آمن؟ فقال: أبو بكر، أما سمعت قول حسان: إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة ... فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
هجرة عثمان إلى الحبشة:
خير البرية أوفاها وأعدلها ... بعد النبي وأولاها بما حملا والتالي الثاني المحمود مشهده ... وأول الناس منهم صدّق الرسلا عاش حميدا لأمر الله متبعا ... بأمر صاحبه الماضي وما انتقلا [1] هجرة عثمان الى الحبشة: قال يعقوب الفسوي في «تأريخه» : حدثني العباس بن عبد العظيم العنبري حدثني بشار بن موسى الخفاف ثنا الحسن بن زياد البرجمي- امام مسجد محمد بن واسع- ثنا قتادة قال: أول من هاجر الى الله تعالى بأهله عثمان بن عفان. سمعت النضر بن أنس يقول سمعت أبا حمزة- يعني أنس بن مالك- يقول: خرج عثمان برقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الحبشة، فأبطأ خبرهم، فقدمت امرأة من قريش فقالت: يا محمد قد رأيت ختنك ومعه امرأته. فقال: «على أي حال رأيتهما» ؟ قالت: رأيته حمل امرأته على حمار من هذه الدبابة وهو يسوقها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صحبهما الله، ان عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط» [2] . وفاة خديجة: قال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو صالح حدثنا الليث حدثني عقيل عن
تسمية أصحاب العقبة الثانية:
ابن شهاب قال قال عروة بن الزبير: وقد كانت خديجة توفيت قبل أن تفرض الصلاة. ثم روى من وجه آخر عن الزهري أنه قال: توفيت خديجة بمكة قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقبل أن تفرض الصلاة [1] . تسمية أصحاب العقبة الثانية: أخبرنا أبو القاسم [2] بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري [3] أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان في «تسمية أصحاب العقبة في المرة الثانية» : عمرو بن خالد [4] وحسان بن عبد الله [5] وعثمان بن صالح عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود- وهو محمد بن عبد الرحمن- عن عروة قال: ومن بلحارث بن الخزرج: بشير بن سعد [6] . العهد المدني تسمية من شهد بدرا: قال سمعت سليمان بن حرب يقول: شهد علي بدرا وهو ابن عشرين
تحويل القبلة:
سنة، وشهد الفتح وهو ابن ثمان وعشرين سنة [1] . ... نا يعقوب نا عمرو بن خالد وحسان وعثمان عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عروة قال: وشهد بدرا من بني الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ: أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ [2] . أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال في «تسمية من شهد بدرا» : ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن عجلان [3] . وقال في «تسمية من شهد بدرا» : من بني زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الحارث بن الخزرج: بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس [4] . تحويل القبلة: وروى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» من طريق ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بن كعب قال قال كعب: كان البراء بن معرور أول من استقبل الكعبة حيا، وعند ما حضرت وفاته قبل أن يتوجهها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأمره ان يستقبل بيت المقدس فأطاع، فلما كان عند موته أمر أهله أن يوجهوه قبل الكعبة [5] . غزوة أحد: ولا خلاف أن أحدا في شوال سنة ثلاث الا على قول من ذهب الى
الحديبية:
أن أول التاريخ من محرم السنة الثانية لسنة الهجرة، ولم يعدوا الشهور الباقية من سنة الهجرة من ربيع الأول الى آخرها كما حكاه البيهقي، وبه قال يعقوب بن سفيان، وقد صرح بأن بدرا في الأولى، وأحدا في سنة ثنتين، وبدر الموعد في شعبان سنة ثلاث، والخندق في شوال سنة أربع [1] . قال البيهقي: هذا هو المشهور عند أهل المغازي أنهم بقوا في سبعمائة مقاتل. قال: والمشهور عن الزهري أنهم بقوا في أربعمائة مقاتل. كذلك رواه يعقوب بن سفيان عن أَصْبَغُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزهري، وقيل عنه بهذا الاسناد سبعمائة. فاللَّه أعلم [2] . الحديبيّة: وقال يعقوب بن سفيان حدثنا إسماعيل بن الخليل عن علي بن مسهر أخبرني هشام بن عروة عَنْ أَبِيه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم الى الحديبيّة في رمضان، وكانت الحديبيّة في شوال [3] . مؤتة: ... نا يعقوب بن سفيان قال: عبد الله بن رواحة بْنُ مَالِكِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. ثُمَّ مِنْ بَنِي امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، نَقِيبُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الخزرج، شهد بدرا،
فتح مكة:
وَقُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ مَعَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب [1] . ... نا يعقوب بن سفيان نا أبو صالح وابن بكير قالا نا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي الهيثم بن أبي سنان أنه سمع أبا هريرة وَهُوَ يَقُولُ فِي قَصَصِهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ رَسُولَ الله صلّى الله عليه وسلم: ان أخا لكم لا يقول الرفث- يَعْنِي بِذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ- قَالَ: وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ ... إِذَا انْشَقَّ معروف من الفجر ساطع أرانا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا ... بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالكافرين المضاجع [2] فتح مكة: روى البيهقي عن أبي الحسين بن الفضل عن عبد الله بن جعفر عن يعقوب بن سفيان عن الحسن بن الربيع عن ابن إدريس [3] عن محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي بن الحسين وعاصم بن عمر بن قتادة وعمرو بن شعيب وعبد الله بن أبي بكر [4] وغيرهم قالوا: كان فتح مكة في عشر بقيت من شهر رمضان سنة ثمان [5] . ثم روى البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان عن جابر عن
يحيى [1] عن صدقة [2] عن ابن إسحاق أنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لعشر مضين من رمضان سنه ثمان [3]- يعني لفتح مكة-. حدثنا الشيخ الخطيب الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي لفظا قال أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل قراءة عليه قال أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قراءة عليه سنة ست وأربعين وثلاثمائة قال نا أبو يوسف يعقوب [4] بن سفيان قال حدثني صفوان بن صالح قال نا الوليد- يعني ابن مسلم- قال حدثني عبد الحميد ابن عدي الجهنيّ عن عبد الله بن حميد الجهنيّ. قال: وقال رجل من جهينة يسمّى بشر بن عرفطة بن الخشخاش في شعر له: ونحن غداة الفتح عند محمد ... طلعنا أمام الناس ألفا مقدّما وزدنا فضولا من رجال ولم نجد ... من الناس الفا قبلنا كان أسلما بنعمة ذي العرش المجيد وربّنا ... هدانا لتقواه ومن فأنعما نضارب بالبطحاء دون محمد ... كتائب هم كانوا أعقّ وأظلما
غزوة حنين:
إذا ما سللناهنّ يوما لوقعة ... فلسن بمغمودات أو ترعف الدما [1] غزوة حنين: وقال يعقوب بن سفيان ثنا أبو سفيان ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الشعيثي [2] عن الحارث بن [سليمان بن] [3] بدل النصري عن رجل من قومه- شهد ذلك يوم حنين- وعمرو بن سفيان الثقفي قالا: انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَلَمْ يَبْقَ مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عباس وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ. قَالَ: فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْضَةً مِنَ الحصباء، فرمى بها في وُجُوهَهُمْ. قَالَ: فَانْهَزَمْنَا فَمَا خُيِّلَ إِلَيْنَا إِلَّا أن كل حجر أو شجر فارس يطلبنا. قال الثقفي: فاعجرت على فرسي حتى دخلت الطائف [4] . عدد الغزوات: وقال يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عثمان الدمشقيّ التنوخي ثنا الهيثم بن حميد أخبرني النعمان [5] عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا ثمانية عشر غزوة، قاتل في ثمان غزوات، أولهن بدر،
ردة الأسود العنسي:
ثم أحد، ثم الأحزاب، ثم قريظة، ثم بئر معونة [1] ، ثم غزوة بني المصطلق من خزاعة، ثم غزوة خيبر، ثم غزوة مكة، ثم حنين والطائف. قال يعقوب حدثنا سلمة بن شبيب ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ سمعت سعيد بن المسيب يقول: غزا رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثماني عشرة غزوة. وسمعته مرة أخرى يقول: أربعا وعشرين. فلا أدري أكان ذلك وهما أو شيئا سمعه بعد ذلك [2] . ردة الأسود العنسيّ: وممن أخرجها يعقوب بن سفيان في «تأريخه» قال حدثنا زيد بن المبارك وغيره حدثنا محمد بن الحسن الصنعاني حدثنا سليمان بن وهب عن النعمان بن بزرج قال: خرج الأسود العنسيّ فذكر قصة غلبته على صنعاء اليمن وقتل باذام عامل النبي صلّى الله عليه وسلم واستصفى امرأته المرزبانة لنفسه فتزوجها، وكانت تكرهه لما صنع بقومها، قال: فأرسلت الى داذويه- وكان خليفة باذام- والى فيروز والى خرزاذ بن بزرج وجرجست الفارسيين فائتمروا على قتل الأسود، وكان على بابه ألف رجل للحرس، فجعلت المرزبانة تسقيه الخمر فكلما قال لها: شوبيه. سقته صرفا حتى سكر، وقام فدخل الفراش، وهو من ريش، وعمد داذويه وأصحابه الى الجدار فنضحوه بالخل، وحفروا بحديدة حتى فتحوه، ودخل داذويه وجرجست فهابا أن يقتلاه، ودخل فيروز وابن بزرج، فأشارت اليهما المرأة أنه في الفراش، فتناول فيروز رأسه فعصر عنقه فدقها، وطعنه خرزاذ بالخنجر
مرض الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته:
فشقه ثم احتزّ رأسه وخرجوا. وأورده البيهقي في الدلائل من هذا الوجه [1] . مرض الرسول صلّى الله عليه وسلم ووفاته: وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أحمد بن يونس ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا، فَكَانَ إِذَا وَجَدَ خفة صلّى، وإذا ثقل صلّى أبو بكر رضي الله عنه [2] . وقال يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير عن الليث أنه قال: توفي رسول الله يوم الاثنين لليلة خلت من ربيع الأول وفيه قدم المدينة على رأس عشر سنين من مقدمه [3] . وروى يعقوب بن سفيان عن عبد الحميد بن بكار عن محمد بن شعيب وعن صفوان عن عمر بن عبد الواحد جميعا عن الأوزاعي أنه قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يوم الاثنين قبل أن ينتصف النهار [4] . ... حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني عبد الله بن لهيعة عن خالد بن حنش عن ابن عباس قال: ولد نبيكم صلّى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وخرج من مكة يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، ونزلت سورة المائدة يوم الاثنين الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ 5: 3، ورفع الركن يوم الاثنين، وتوفي في يوم الاثنين [5] .
وقال يعقوب حدثنا سفيان ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه، وعن ابن جريج عن أبي جعفر: أن رسول الله توفي يوم الاثنين، فلبث ذلك اليوم وتلك الليلة ويوم الثلاثاء الى آخر النهار. [فهو قول غريب والمشهور عن الجمهور ما أسلفناه من أنه عليه السلام توفي يوم الاثنين ودفن ليلة الأربعاء، ومن الأقوال الغريبة في هذا أيضا ما رواه] [1] يعقوب بن سفيان عن عبد الحميد بن بكار عن محمد بن شعيب عن النعمان [2] عن مكحول قال: ولد رسول الله يوم الاثنين، وأوحي اليه يوم الاثنين، وهاجر يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين لثنتين وستين سنة ونصف، ومكث ثلاثة أيام لا يدفن، يدخل عليه الناس أرسالا أرسالا، يصلون لا يصفون، ولا يؤمهم عليه أحد [3] . روى البيهقي عن الحاكم عن عبد الله بن جعفر عن يعقوب بن سفيان عن أبي بكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إدريس عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ [أَبِي] [4] خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بن أبي حازم عن جرير بن عبد الحميد البجلي قال: كنت باليمن فلقينا رجلين من أهل اليمن: ذا كلاع وذا عمرو، فجعلت أحدثهما عن رسول الله. قال: فقالا لي: ان كان ما تقول حقا
عمره:
فقد مضى صاحبك على أجله منذ ثلاث. قال: فأقبلت وأقبلا حتى إذا كنا في بعض الطريق رفع لنا ركب من المدينة فسألناهم فقالوا: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستخلف أبو بكر، والناس صالحون. قال: فقالا لي: أخبر صاحبك أنا قد جئنا ولعلنا سنعود ان شاء الله عز وجل. قال: ورجعا الى اليمن. فلما أتيت أخبرت أبا بكر بحديثهم. قال: أفلا جئت بهم؟. فلما كان بعد قال لي ذو عمرو: يا جرير ان لك عليّ كرامة، واني مخبرك خبرا، انكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم إذا هلك أمير تأمرتم في آخر، وإذا كانت بالسيف كنتم ملوكا تغضبون غضب الملوك وترضون رضى الملوك [1] . عمره: روى يعقوب بن سفيان عن محمد بن المثنى عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو ابن اثنتين وستين سنة [2] . روى يعقوب بن سفيان عن عبد الحميد بن بكار عن محمد بن شعيب عن النعمان بن المنذر عن مكحول قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو ابن اثنتين وستين سنة ونصف [3] . روى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ يزيد عن عمارة بن غزية عن مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان أن أمه فاطمة بنت الحسين حدثته أن عائشة كانت تقول أخبرتني فاطمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرها: أنه لم يكن نبي كان
أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم:
بعده نبي الا عاش الّذي بعده نصف عمر الّذي كان قبله. وأنه أخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة فلا أراني الا ذاهب على رأس ستين [1] . أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم: ... حدثنا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حدثنا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بن أبي هلال عن عقبة بن مسلم عن نافع بن جبير أنه دخل على عبد الملك بن مروان فقال له: أتحصي أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان جبير يعدها؟ قال: نعم هي ستة: محمد وأحمد وخاتم وحاشر وعاقب وماح، فأما حاشر فبعث مع الساعة بين يدي عذاب شديد، والعاقب عاقب الأنبياء، وماح محا الله به سيئات من اتبعه [2] . أمهاته ومرضعاته وجداته: حدثنا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ حَدَّثَنَا جَدِّي عن الزبيري قال: أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي ولدته آمنة بنت وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كلاب، وأمها برّة بنت عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بن قصي بن كلاب بن مرة، وأمها أم سفيان [3] بنت أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة، وأمها برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غالب بن فهر، وأمها قلابة بنت الحارث بن صعصعة من بني عادية بن لحيان بن هذيل، وأمها بنت [4]
أزواجه:
مالك بن غنم من بني لحيان. وأم رسول الله صلّى الله عليه وسلم التي أرضعته حتى شب حليمة بنت الحارث بن شجنة السعدية من بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر. وزوج حليمة الحارث بن عبد العزى. ففي هؤلاء شب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ أرضعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم أيضا ثويبة مولاة أبي لهب، واسم أبي لهب عبد العزى. وجدة رسول الله صلّى الله عليه وسلم أم أبيه عبد الله بن عبد المطلب: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وأمها صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم، وأمها تخمر بنت عبد بن قصي بن كلاب بن مرة، وأمها سلمى بنت عامرة بن عميرة بنت وديعة بن الحارث بن فهر، وأمها أخت [1] بني وائلة بن عدوان بن قيس [2] . أزواجه: خديجة: ... حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني الحجاج بن أبي منيع حدثني جدي وهو عبد الله بن أبي زياد الرصافيّ عن الزهري قال: ان أول امرأة تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلم خديجة بنت خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قصيّ، زوجه إياها أبوها قبل
البعثة [1] . وتزوجت خديجة- زاد يعقوب: بنت خويلد- قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين، الأول منهما عتيق بن عائذ بن عبد الله بن مخزوم، فولدت له جارية هي أم محمد بن صيفي. ثم خلف على خديجة- زاد يعقوب: بنت خويلد- وقالا بعد «عتيق» : ابن عائذ أبو هالة التميمي، وهو من بني أسد بن عمرو بن تميم، فولدت له هند بنت هند [2] . عائشة: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أري في المنام مرتين. فقال يعقوب وقالا: هي امرأتك، وعائشة يومئذ ابنة ... [3] زاد يعقوب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى بعائشة بعد ما قدم المدينة، وعائشة يوم بنى بها رسول الله صلّى الله عليه وسلم بنت تسع سنين [4] . قال يعقوب بن سفيان الحافظ حدثنا الحجاج حدثنا حماد عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلّى الله عليه وسلم متوفى خديجة قبل مخرجه من مكة وأنا ابنة سبع- أو ست- سنين. فلما قدمنا المدينة جاءني نسوة وأنا ألعب في أرجوحة وأنا مجممة، فهيأنني وصنعنني، ثم أتين بي الى
الكلابية والجونية:
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة تسع سنين [1] . الكلابية والجونية: روى يعقوب بن سفيان عن حجاج بْنُ أَبِي مَنِيعٍ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن عروة عن عائشة: أن الضحاك بن سفيان الكلابي هو الّذي دلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها- وأنا أسمع من وراء حجاب- قال: يا رسول الله هل لك في أخت أم شبيب، وأم شبيب امرأة الضحاك. وبه قال الزهري: تزوج رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةِ من بني عمرو بن كلاب، فأنبئ أن بها بياضا، فطلقها ولم يدخل بها. قال: وتزوج أخت بني الجون الكندي، وهم حلفاء بني فزارة، فاستعاذت منه. فقال: «لقد عدت بعظيم الحقي بأهلك» . فطلقها ولم يدخل بها. مارية وريحانة: قال: وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سريّة يقال لها مارية، فولدت له غلاما سماه إبراهيم، فتوفي وقد ملأ المهد، وكانت له وليدة يقال لها ريحانة بنت شمعون من أهل الكتاب من خنافة وهم بطن من بني قريظة أعتقها رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ويزعمونه أنها قد احتجبت [2] . أبناؤه وبناته: حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا الحجاج حدثنا جدي عن الزهري قال: تزوجها- يعني خديجة- في الجاهلية، وانكحه إياها أبوها خويلد ابن أسد، فولدت لرسول الله صلّى الله عليه وسلم القاسم به كان يكنى
والطاهر وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضوان الله عليهم. فأما زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فتزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد شمس بن عبد مناف في الجاهلية، فولدت لابي العاص جارية اسمها أمامة وتزوجها علي بن أبي طالب بعد ما توفيت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتل علي وعنده أمامة، فخلف على أمامة بعد عليّ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المطلب بن هاشم فتوفيت عنده، وأم أبي العاص بن الربيع هالة بنت خويلد بن أسد، وخديجة خالته أخت أسد. وأما رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها عثمان بن عفان في الجاهلية، فولدت له عبد الله بن عثمان به كان يكنى عثمان أَوَّلَ مَرَّةٍ حَتَّى كُنِيَ بَعْدَ ذَلِكَ بِعَمْرٍو بن عثمان، وبكل قد كان يكنى، ثم تُوُفِّيَتْ رُقَيَّةُ زَمَنَ بَدْرٍ، فَتَخَلَّفَ عُثْمَانُ عَلَى دفنها، فذلك منعه أن يشهد بدرا، وقد كان عثمان هاجر الى أرض الحبشة، وهاجر معه برقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَتُوُفِّيَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ قَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِيرًا بِفَتْحِ بَدْرٍ [1] . وَأَمَّا أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم فتزوجها [2]- زاد يعقوب- ثم توفيت عنده، ولم تلد له شيئا.. وأما فاطمة- زاد يعقوب: بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالا: فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له حسنا بن علي الأكبر
أمكنة نزول النبوة:
وحسين بن علي، وهو المقتول بالعراق بالطف [1] . حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عثمان حَدَّثَنَا جَرِيرٌ [2] عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عن عبد الله بن الحارث قال: عاشت فاطمة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر. قال وحدثنا يعقوب حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [3] حَدَّثَنَا عمرو [4] عن ابن شهاب قال: مكثت فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر. قال: وحدثنا عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال: مكثت بعده سنة أشهر [5] . أمكنة نزول النبوة: أخبرنا القطان أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حَدَّثَنَا عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنزلت النُّبُوَّةُ فِي ثَلَاثَةِ أَمْكِنَةٍ، بِمَكَّةَ وَبِالْمَدِينَةِ وَبِالشَّامِ [6] . دلائل النبوة: روى البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي نعيم- وهو الفضل بن دكين- ثنا مسعر عن عبد الجبار بن وائل بن حجر قال حدثني
(خبر سلمان الفارسي) :
أهلي عن أبي قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب منه ثم مجّ في الدلو، ثم صبّ في البئر، أو شرب من الدلو ثم مجّ في البئر ففاح منها ريح المسك [1] . روى البيهقي والحاكم من حديث يعقوب بن سفيان عن أحمد بن شبيب بن [2] سعيد الحبطي [3] عن أبيه عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المديني عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وجاءه رجل ضرير فشكا اليه ذهاب بصره فقال: يا رسول الله ليس لي قائد وقد شقّ علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائت الميضأة فتوضأ ثم صلّ ركعتين ثم قل: اللَّهمّ اني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبيّ الرحمة، يا محمد اني أتوجه بك الى ربي فينجلي بصري، اللَّهمّ فشفّعه في وشفعني في نفسي. قال عثمان: فو الله ما تفرقنا ولا طال الحديث بنا حتى دخل الرجل كأنّه لم يكن به ضرّ قط [4] . (خبر سلمان الفارسيّ) : ... ثنا يعقوب بن سفيان الفسوي ثنا زكريا بن الأرسوفي ثنا السري بن يحيى عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال:
كان سلمان من أهل رامهرمز، فجاء راهب الى جبالها يتعبد فكان يأتيه ابن دهقان القرية. قال: ففطنت له فقلت له: اذهب بي معك. فقال: لا حتى أستأمره. فاستأمره فقال: جيء به معك. فكنا نختلف اليه حتى فطن لذلك أهل القرية فقالوا: يا راهب انك قد جاورتنا فأحسنا جوارك، وانا نراك تريد أن تفسد علينا غلماننا فأخرج عن أرضنا. قال: فخرج وخرجت معه، فجعل لا يزداد ارتفاعا في الأرض الا ازداد معرفة وكرامة حتى أتى الموصل، فأتى جبلا من جبالها فإذا رهبان سبعة كل رجل في غار يتعبد فيه يصوم ستة أيام ولياليهن حتى إذا كان يوم السابع اجتمعوا فأكلوا وتحدثوا. فقلت لصاحبي: اتركني عند هؤلاء الناس فأبى علي الا أن ننطلق، فقلت: فاني أخرج معك. قال: فانطلقت معه فلما انتهينا الى باب بيت المقدس فإذا على باب المسجد رجل مقعد. قال: يا عبد الله تصدق عليّ، فلم يكن معه شيء يعطيه إياه، فدخل المسجد فصلى ثلاثة أيام ولياليهن ثم انه انصرف فخط خطا وقال: إذا رأيت الظل بلغ هذا الخط فأيقظني فنام. قال: فرثيت له من طول ما سهر فلم أوقظه حتى جاوز الخط، فاستيقظ فقال: ألم أقل لك! قلت: اني رثيت لك من طول ما سهرت. قال: ويحك اني أستحي من الله ان تمضي ساعة من ليل أو نهار لا أذكره فيها، ثم خرج. فقال المقعد: أنت رجل صالح دخلت وخرجت ولم تصدّق علي. فنظر يمينا وشمالا فلم ير أحدا قال: أرني يدك قم باذن الله، فقام ليس به علة، فشغلني النظر اليه ومضى صاحبي في السكك، فالتفت فلم أره فانطلقت أطلبه. قال: ومرّت رفقة من العراق فاحتملوني فجاءوا بي الى المدينة، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال ذكرت قولهم انه لا يأكل الصدقة ويقبل الهدية. فجئت بطعام اليه فقال: ما هذا؟ قلت: صدقة. فقال لأصحابه: كلوا ولم يذقه. ثم اني
حديث أم معبد:
رجعت وجمعت طعيما فقال: ما هذا يا سلمان؟ قلت: هدية. فأكل. قلت: يا رسول الله أخبرني عن النصارى؟ قال: لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم. فقمت وأنا مثقل فأنزل الله تعالى لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى 5: 82 [1] . فأرسل الي فقال: يا سلمان صاحبك أو أصحابك من هؤلاء الذين ذكر الله تعالى [2] . حديث أم معبد: وقد روى حديث أم معبد الحافظ يعقوب بن سفيان الفسوي والحافظ أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة [3] . صفته عند أهل الكتاب: قال الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو صالح حدثنا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بن أبي هلال عن أسامة عن عطاء بن يسار عن ابن سلام أنه كان يقول: انا لنجد صفة رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزئ السيئة بمثلها، ولكن يعفو ويتجاوز ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يشهدوا أن لا إله الا الله يفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا.
وقال عطاء بن يسار: وأخبرني الليثي [1] أنه سمع كعب الأحبار يقول مثل ما قال ابن سلام [2] . وقال يعقوب بن سفيان حدثنا فيض البجلي حدثنا سلام بن مسكين عن مقاتل بن حيان قال: أوحى الله عز وجل الى عيسى بن مريم: جدّ في أمري واسمع وأطع يا ابن الطاهرة البكر البتول، أنا خلقتك من غير فحل، فجعلتك آية للعالمين. فإياي فاعبد، فبين لأهل سوران بالسريانية، بلّغ من بين يديك أني أنا الحق القائم الّذي لا أزول صدقوا بالنبيّ الأمي العربيّ صاحب الجمل والمدرعة والعمامة والنعلين والهراوة- وهي القضيب- الجعد الرأس الصلت الجبين المقرون الحاجبين الأنجل العينين الأهدب الأشفار الأدعج العينين، الأقنى الأنف، الواضح الخدين، الكث اللحية، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، ريح المسك ينضح منه، كأن عنقه إبريق فضة، وكأن الذهب يجري في تراقيه، له شعرات من لبته الى سرته تجري كالقضيب ليس في بطنه شعر غيره، شثن الكف والقدم إذا جاء مع الناس غمرهم، وإذا مشى كأنّما ينقلع من الصخر، ويتحدر من صبب، ذو النسل القليل- وكأنه أراد الذكور من صلبه-. هكذا رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق يعقوب بن سفيان [3] . أخبرنا أبو محمد بن إسماعيل المكيّ قراءة عليه وأنا أسمع قال أنا أبو عبد الله بن أبي المعاملي بن محمد بن الحسين نزيل الاسكندرية سماعا
صفاته الخلقية:
قال أنا أحمد بن محمد الشافعيّ قراءة عليه وأنا أسمع قال أنا أحمد بن علي بن الحسين قال أنا الحسن بن أحمد قال أنا عبد الله بن جعفر قال أنا يعقوب بن سفيان ثنا يوسف بن حماد المعنى ثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق. وروينا من طريق البكائي عن ابن إسحاق، ومعناهما واحد، وهذا اللفظ للبكائي عن ابن إسحاق قال وحدثني صالح بن إبراهيم عن محمود ابن لبيد عن سلمة بن سلامة بن وقش، وكان من أصحاب بدر قال: كان لنا جار من يهود بني عبد الأشهل، فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار فقال: ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت. فقالوا: ويحك أوترى أن هذا كائنا أن الناس يبعثون بعد موتهم الى دار فيها جنة ونار يجزون فيها بأعمالهم؟ قال: نعم والّذي يحلف به، ولود أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في داره يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطبقونه عليه بأن ينجو من تلك النار غدا. قالوا له: ويحك يا فلان وما آية ذلك؟ قال: نبي مبعوث من نحو هذه البلاد وأشار بيده الى مكة واليمن. قالوا: ومتى تراه؟ فنظر اليّ وأنا من أحدثهم سنا فقال: ان يستنفد هذا الغلام عمره يدركه. قال سلمة: فو الله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، وهو بين أظهرنا، فآمنا منه وكفر به بغيا وحسدا، فقلنا له: ويحك يا فلان ألست الّذي قلت لنا فيه ما قلت [1] . صفاته الخلقية: خاتم النبوة: روى يعقوب بن سفيان، عن الحميدي، عن يحيى بن
لون بشرته:
سليم [1] ، عن ابن [2] خيثم عن سعيد بن أبي راشد، عن التنوخي [3] الّذي بعثه هرقل إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بتبوك.. فذكر الحديث كما قدمناه في غزوة تبوك الى أن قال: فحل حبوته عن ظهره ثم قال: هاهنا أمض لما أمرت به. قال: فجلت في ظهره فإذا أنا بخاتم في موضع غضروف الكتف مثل الحجمة الضخمة [4] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عبد الله بن ميسرة ثنا عتاب [5] سمعت أبا سعيد [6] يقول: الخاتم الّذي بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم لحمة نابتة [7] . لون بشرته: ساق البيهقي باسناده عن يعقوب بن سفيان حدثني عمرو بن عون وسعيد بن منصور قالا حدثنا خالد بن عبد الله، عن حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر اللون [8] . قال يعقوب بن سفيان الفسوي حدثني عمرو بن عون وسعيد بن منصور قالا ثنا خالد بن عبد الله عن الجريريّ عن أبي الطفيل قال: رأيت وجه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق أحد رآه غيري.
فقلت له: صف لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال: كان أبيض مليح الوجه [1] . وقال يعقوب الفسوي ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ حَدَّثَنِي عَمْرُو ابن الْحَارِثِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزبيدي أخبرني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان شديد البياض [2] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا ابن الأصبهاني ثنا شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير قال: وصف لنا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: كان أبيض مشرب الحمرة [3] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن منصور ثنا نوح بن قيس الحراني ثنا خالد بن خالد التميمي عن يوسف بن مازن المازني أن رجلا قال لعلي: يا أمير المؤمنين انعت لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: كان أبيض مشربا حمرة ضخم الهامة أغرّ أبلج أهدب الأشفار [4] . وقال يعقوب بن سفيان حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا خالد بن عبد الله، عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده قال: سئل أو قيل لعلي: انعت لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: كان أبيض مشربا بياضه حمرة، وكان أسود الحدقة أهدب الأشفار. قال يعقوب: وحدثنا عبد الله بن مسلمة وسعيد بن منصور قالا ثنا
صفة عينيه:
عيسى بن يونس، ثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن إبراهيم بن محمد [1] ، عن ولد علي قال: كان علي إذا نعت رسول الله قال: كان في الوجه تدوير أبيض أدعج العينين أهدب الأشفار [2] . روى يعقوب بن سفيان عن الحميدي عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل ابن أمية عن مولى لهم- مزاحم بن أبي مزاحم- عن عبد العزيز بن عبد الله ابن خالد بن أسيد، عن رجل من خزاعة يقال له محرش أو مخرش- لم يكن سفيان يقف على اسمه، وربما قال محرش ولم أسمعه أنا- أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الجعرانة ليلا فاعتمر، ثم رجع فأصبح بها كبائت، فنظرت الى ظهره كأنها سبيكة فضة. وقال يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سالم عن سعيد بن المسيب انه سمع أبا هريرة يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان شديد البياض [3] . صفة عينيه: حدثنا يعقوب حدثنا سعيد بن منصور حدثنا خالد بن عبد الله عن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال: قيل لعلي انعت لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: كان أسود
أشفار عينيه:
الحدقة [1] . حدثنا الشيخ الخطيب الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي لفظا قال أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل قراءة عليه قال أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه قراءة عليه سنة ست وأربعين وثلاثمائة قال نا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قَالَ نا عبيد الله بن معاذ قال نا أبي، وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا نا محمد- يعني ابن جعفر غندر- جميعا عن شعبة عن سماك قال سمعت جابر بن سمرة- وفي حديث عبيد الله سألت جابر بن سمرة- عن صفة عين النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان ضليع الفم أشكل العينين. قال: طويل شق العين. قال: قلت: ما منهوس العقب؟ قال: قليل لحم العقب [2] . أشفار عينيه: وقال يعقوب بن سفيان: ثنا آدم وعاصم بن علي قالا ثنا ابن أبي ذئب، ثنا صالح مولى التوأمة قال: كان أبو هريرة ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان شبح الذراعين بعيد ما بين المنكبين، أهدب أشفار العينين [3] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب انه سمع أبا هريرة يصف رسول الله فقال: كان مفاض الجبين أهدب الأشفار.
شعره:
شعره: وقال يعقوب بن سفيان ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ [1] وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الحميد قالا ثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قال قالت أم هانئ: قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة قدمة وله أربع غدائر- تعني ضفائر-[2] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السكري [3] ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ القرشي قال: دخلنا على أم سلمة، فأخرجت إلينا من شعر رسول الله فإذا هو أحمر مصبوغ بالحناء والكتم [4] . وقال يعقوب بن سفيان: ثنا أبو نعيم ثنا عبيد الله بن اياد حدثني أياد عن أبي رمثة قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأيته قال: هل تدري من هذا؟ قلت: لا. قال: ان هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فاقشعررت حين قال هذا، وكنت أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء لا يشبه الناس، فإذا هو بشر ذو وفرة بها درع من حناء، وعليه بردان خضران [5] . روى يعقوب بن سفيان عن محمد بن عبد الله المخرمي عن أبي سفيان الحميري [6] عن الضحاك بن حمرة عن غيلان بن جامع عن اياد بن لقيط عن [7] أبي رمثة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب
صفة وجهه:
بالحناء والكتم، وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه [1] . وقال البيهقي أخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر أنا يعقوب بن سفيان، حدثني ابو جعفر محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا شريك عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر قال: كان شيب رسول الله صلّى الله عليه وسلم نحوا من عشرين شعرة [2] . صفة وجهه: وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان، ثنا أبو نعيم وعبيد [3] الله، عن إسرائيل، عن سماك انه سمع جابر بن سمرة قال له رجل: أكان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهُ مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل الشمس والقمر مستديرا [4] . وقال يعقوب الفسوي ثنا سعيد ثنا يونس بن أبي يعفور العبديّ عن أبي إسحاق الهمدانيّ عن امرأة من همدان سماها، قالت: حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم فرأيته على بعير له يطوف بالكعبة بيده محجن، فقلت لها: شبهيه. قالت: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله [5] . وقال يعقوب بن سفيان حدثنا سعيد ثنا يونس بن أبي يعفور العبديّ، عن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن امرأة من همدان سماها. قالت: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته على بعير له يطوف بالكعبة بيده
وصف علي بن أبي طالب له:
محجن عليه بردان أحمران يكاد يمس منكبه، إذا مر بالحجر استلمه بالمحجن ثم يرفعه اليه فيقبله. قال أبو إسحاق: فقلت لها: شبهيه. قالت: كالقمر ليلة البدر لم أر قبله ولا بعده مثله [1] . وقال يعقوب بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبد الله بن موسى التيمي ثنا أسامة بن زيد عن أبي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قال: قلت للربيع بنت معوذ: صفي لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قالت: يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة [2] . وصف علي بن أبي طالب له: وقال يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسلمة [3] القعنبي وسعيد بن منصور، ثنا عمر بن يونس، ثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي قال: كان علي إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردّد، وكان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم، وكان في الوجه تدوير أبيض مشربا، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، أجود ذو مسربة، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلّع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معا، بين كتفيه خاتم النبوة، أجود الناس كفا، وأرحب الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفى الناس ذمة، وألينهم عريكة، وألزمهم عشرة، ومن رآه بديهة هابه، ومن خالطه لعرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله [4] .
وصف هند بن أبي هالة له:
وصف هند بن أبي هالة له: قال يعقوب بن سفيان الفسوي الحافظ حدثنا سعيد بن حماد الأنصاري المصري وأبو غسان مالك بن إسماعيل الهندي [1] قالا ثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجليّ قال حدثني رجل بمكة عن ابن لأبي هالة التميمي عن الحسن بن علي قال سألت خالي هند بن أبي هالة- وكان وصّافا- عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به- فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إذا تفرقت عقيصته فرق والا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، ذا وفرة، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، أدعج، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء- يعني الفضة- معتدل الخلق بادن متماسك، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سبط الغضب، شثن الكفين والقدمين، سابل الاطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، قلما يخطو تكفيا، ويمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحطّ من صبب، وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره الى الأرض أطول من نظره الى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق
أصحابه، يبدأ من لقيه بالسلام. قلت: صف لي منطقه. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، يتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير، دمث ليس بالجافي ولا المهين، يعظم النعمة وان دقّت، لا يذم منها شيئا ولا يمدحه، ولا يقوم لغضبه إذا تعرض للحق شيء حتى ينتصر له- وفي رواية: لا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له- لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث يصل بها يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جلّ ضحكه التبسّم ويفترّ عن مثل حبّ الغمام. قال الحسن: فكتمتها الحسين [1] بن علي زمانا، ثم حدثته فوجدته قد سبقني اليه فسأله عما سألته عنه ووجدته قد سأل أباه عن مدخله ومخرجه ومجلسه وشكله فلم يدع منه شيئا. قال الحسن: سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك، وكان إذا أوى الى منزله جزّأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءا للَّه وجزءا لأهله وجزءا لنفسه. ثم جزأ جزأه بين الناس فرد ذلك على العامة والخاصة، لا يدخر عنهم شيئا، وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بأدبه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم واخبارهم بالذي ينبغي ويقول: ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع ابلاغي
حاجته، فإنه من بلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبّت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده الا ذلك ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون عليه زوارا، ولا يفترقون الا عن ذواق- وفي رواية: ولا يتفرقون الا عن ذوق-، ويخرجون أدلّة- يعني فقهاء-. قال: وسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه الا بما يعينهم ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويولّيه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ولا خاتمه، يتفقد أصحابه ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقوّيه، ويقبّح القبيح ويوهيه، معتدل الأمر غير مختلف لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا، لكل حال عنده عتاد، لا يقصر عن الحق ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة. قال: فسألته عن مجلسه كيف كان؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم الا على ذكر، ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى الى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، يعطي كل جلسائه نصيبه، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه أو قاومه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف، ومن سأله حاجة لم يرده الا بها أو بميسور من القول، وقد وسع الناس منه بسطة وخلقه، فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حكم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، ولا تنشئ فلتاته، متعادلين يتفاضلون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون الصغير، يؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب.
قال: فسألته عن سيرته في جلسائه؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مزاح، يتغافل عما لا يشتهي ولا يؤيس منه راجيه، ولا يخيب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم الا فيما يرجو ثوابه، وإذا تكلم أطرق جلساؤه كان على رءوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، حتى ان كان أصحابه يستحلونه في المنطق، ويقول: إذا رأيتم طالب حاجة فارفدوه، ولا يقبل الثناء الا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بانتهاء أو قيام. قال: فسألته كيف كان سكوته؟ قال: كان سكوته على أربع: الحلم والحذر والتقدير والتفكر. فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس، وأما تذكره- أو قال: تفكره- ففيما يبقى ويفنى. وجمع له صلى الله عليه وسلم الحلم والصبر، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسنى، والقيام لهم فيما جمع لهم في الدنيا والآخرة، صلى الله عليه وسلم [1] . ... يعقوب حدثنا أبو بشرو ابن قعنب [2] حدثني إسحاق بن صالح
صفاته الخلقية:
المخزومي عن يعقوب التيمي [1] عن عبد الله بن عباس انه قال لهند بن أبي هالة التميمي- وكان وصافا لرسول الله صلّى الله عليه وسلم- صف لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلعلك أن تكون أنيسا به معرفة؟ قال: كان بأبي هو وأمي طويل الصمت دائم الفكر متواتر الأحزان، إذا تكلم تكلم بجوامع الكلم، لا فصل ولا تقصير، إذا حدث أعاد، وإذا وعظ جد و ... [2] ، وإذا خولف أعرض وأشاح، يتروح الى حديث أصحابه، يعظم النعمة وان دقّت، ولا بد من ذواق، وتبسم مثل حب الغمام [3] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عبد العزيز بن أبي ثابت الزهري، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة عن كريب عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين، وكان إذا تكلم رئي كالنور بين ثناياه [4] . وقال يعقوب بن سفيان ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا عباد بن حجاج عن سماك عن جابر بن سمرة قال: كنت إذا نظرت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلت: أكحل العينين وليس بأكحل، وكان في ساقي رسول الله حموشة، وكان لا يضحك الا تبسما [5] . صفاته الخلقية: قال يعقوب بن سفيان، ثنا سليمان، ثنا عبد الرحمن، ثنا الحسن بن
تعرضه للسحر:
يحيى، ثنا زيد بن واقد، عن بشر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي الدرداء قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه [1] . أخبرنا القطان أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا آدم وعاصم بن علي قالا حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا صالح مولى التوأمة قال: كان أبو هريرة رضي الله عنه ينعت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان يقبل جميعا ويدبر جميعا- بأبي وأمي- ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخّابا بالأسواق. زاد آدم: ولم أر مثله قبله ولن أرى بعده [2] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا أبو نعيم ثنا عمران بن زيد أبو يحيى الملائي ثنا زيد العمي عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، وان استقبله بوجهه لا يصرفه عنه حتى يكون الرجل ينصرف عنه، ولم ير مقدّما ركبته بين يدي جليس له [3] . تعرضه للسحر: وقال يعقوب بن سفيان ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنِ الأعمش عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال: كان رجل من الأنصار يدخل على النبي صلّى الله عليه وسلم، فأتاه ملكان يعودانه، فأخبراه أن فلانا عقد
عصر الراشدين
له عقدا وألقاه في بئر فلان فصرع ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولقد اصفر الماء من شدة عقده، فأرسل النبي صلّى الله عليه وسلم فاستخرج العقد فوجد الماء قد اصفر، فحل العقد ونام النبي صلّى الله عليه وسلم، فلقد رأيت الرجل بعد ذلك يدخل على النبي صلّى الله عليه وسلم، فما رأيته في وجه النبي صلّى الله عليه وسلم حتى مات [1] . عصر الراشدين خلافة أبي بكر الصديق خضابه: روى سويد بن قيس التجيبي عن قيس بن ثور أنه هاجر على عهد أبي بكر قال: فنزلنا بالحرة، فخرج أبو بكر فتلقانا فرأيناه مخضوب الرأس واللحية. أخرجه يعقوب بن سفيان في «تأريخه» [2] . قتال المرتدين: وروى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» من طريق الزهري قال: خرج أبو بكر غازيا ثم أمر خالدا وندب معه الناس وأمره أن يسير في ضاحية مضر فيقاتل من ارتد، ثم يسير الى اليمامة، فسار فقاتل طليحة، فهزمه الله تعالى، فذكر القصة [3] . فتح الشام: أخبرنا أبو القاسم أنا أبو بكر بن الطبري، قال: أنا أبو الحسين بن
الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا عمار، نا سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: وحدثني العلاء بن عبد الرحمن عن رجل من بني سهم عن ابن ماجدة [1] السهمي أنه قال: حجّ علينا أبو بكر في خلافته سنة ثنتي عشرة. فلما قفل أبو بكر من الحج جهّز الجيوش الى الشام: عمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة [2] . أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، ثنا عمار بن الحسن، نا سلمة، عن ابن [3] إسحاق: كان فتح اليمامة واليمن والبحرين وبعث الجنود الى الشام سنة ثنتي عشرة [4] . أخبرنا أبو القاسم الشحّامي، أنا أبو بكر البيهقي ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر اللالكائي، قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا أبو اليمان الحكم بن نافع، نا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن ابن جبير: أن أبا بكر الصديق كان جهّز بعد النبي صلّى الله عليه وسلم جيوشا على بعضها شرحبيل بن حسنة وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ. فساروا حتى نزلوا الشام. فجمعت لهم الروم جموعا عظيمة. فحدث أبو بكر بذلك فأرسل الى خالد بن الوليد وهو بالعراق، وكتب أن انصرف
بثلاثة آلاف فارس، فأمدّ إخوانك بالشام والعجل العجل. فأقبل خالد مغذّا جوادا، فاشتق الأرض بمن معه حتى خرج الى ضمير، فوجد المسلمين معسكرين بالجابية. وتسامع الأعراب الذين كانوا في مملكة الروم بخالد ففزعوا له، ففي ذلك يقول قائلهم: ألا يا صبيحنا قبل خيل أبي بكر ... لعل المنايا قريب وما ندري انتهى حديث البيهقي، زاد ابن اللالكائي: فنزل خالد على شرحبيل ويزيد وعمرو. فاجتمع هؤلاء الأربعة أمراء، وسارت الروم من أنطاكية وحلب وقنسرين وحمص وما دون ذلك. وخرج هرقل كراهية لمسيرهم متوجها نحو الروم وسار باهان الرومي ابن الروميّة الى الناس بمن كان معه [1] . روى يعقوب بن سفيان الفسوي حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بن محمد ثنا راشد بن داود الصنعاني حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيُّ شَرَاحِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ قال: بعث أبو بكر خالد بن الوليد الى أهل الْيَمَامَةِ، وَبَعَثَ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الشام. فذكر الراويّ فقال: خالد لأهل اليمامة الى ان قال: ومات أبو بكر واستخلف عمر فبعث أبا عبيدة الى الشام فقدم دمشق، فاستمد أبو عبيدة عمر، فكتب عمر الى خالد بن الوليد ان يسير الى أبي عبيدة بالشام، فذكر مسير خالد من العراق الى الشام كما تقدم [2] . أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي، قالا:
(اقطاعه عيينة والأقرع ورده) :
أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، أنا يعقوب، نا عمار، عن سلمة، عن ابن إسحاق قال: سار خالد حتى أغار على غسان بمرج راهط، ثم سار حتى نزل على قناة بصرى وعليها أبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان، فاجتمعوا فرابطوها حتى صالحت بصرى على الجزية، وفتحها الله على المسلمين، فكانت أول مدينة من مدائن الشام فتحت في خلافة أبي بكر [1] . أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر أحمد بن عن بن ثابت الحافظ ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا إبراهيم بن المنذر، نا ابن فليح، عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: كانت وقعة أجنادين وفحل في سنة ثلاث عشرة. أجنادين في جمادى وفحل في ذي القعدة [2] . (اقطاعه عيينة والأقرع ورده) : نا يعقوب قال نا هارون بن إسحاق الهمدانيّ قال نا المحاربي [3] عن الحجاج بن دينار الواسطي عن ابن سيرين عن عبيدة قال: جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس الى أبي بكر فقالا يا خليفة رسول الله ان عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة، فان رأيت أن تقطعناها لعلنا نحرثها ونزرعها، فلعل الله أن ينفع بها بعد اليوم؟ قال: فأقطعهما إياها وكتب لهما كتابا وأشهد، وعمر ليس في القوم، فانطلقا الى
عمر ليشهداه، فوجداه قائما يهنأ بعيرا له فقالا: ان أبا بكر قد أشهدك على ما في هذا الكتاب، أفنقرأ عليك أو تقرأ؟ قال: أنا على الحال التي ترياني، فان شئتما فاقرءا، وان شئتما فانتظرا حتى أفرغ فأقرأ. قالا: بل نقرأه. فقرءا، فلما سمع ما في الكتاب تناوله من أيديهما، ثم تفل فيه فمحاه، فتذمرا وقالا مقالة سيئة. فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل، وان الله عز وجل قد أعزّ الإسلام، فاذهبا فاجهدا جهدكما لا أرعى الله عليكما ان رعيتما. قال: فأقبلا الى أبي بكر وهما متذمران فقالا: والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟ فقال: بل هو لو كان شاء. فجاء عمر مغضبا حتى وقف على أبي بكر فقال: أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين أرض لك خاصة أم هي بين المسلمين عامة؟ قال: بل هي بين المسلمين عامّة. قال: فما حملك على أن تخص هذين بها دون جماعة المسلمين؟ قال: استشرت هؤلاء الذين حولي فأشاروا عليّ بذلك. قال: استشرت هؤلاء الذين حولك أكل المسلمين أوسعت مشورة ورضى!؟ قال: فقال أبو بكر: قد كنت قلت لك انك أقوى على هذا الأمر مني ولكنك غلبتني [1] . ونا يعقوب نا سليمان بن حرب نا جرير بن حازم عن نافع أن أبا بكر أقطع الأقرع بن حابس والزبرقان قطيعة وكتب لهما كتابا فقال لهما عثمان: أشهدا عمر فهو أحرز لأمركما وهو الخليفة بعده. قال: فأتينا عمر، فقال لهما: من كتب لكما هذا الكتاب؟ قالا: أبو بكر. قال: لا والله ولا كرامة. والله ليعلقن وجوه المسلمين بالسيوف والحجارة ثم
خلافة عمر بن الخطاب
يكون لكما هذا. قال: فتفل فيه فمحاه، فأتيا أبا بكر فقالا ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟ قال: ثم أخبراه فقال: فإنا لا نجيز الا ما أجازه عمر [1] . خلافة عمر بن الخطاب سنة ثلاث عشرة (وقعتا فحل وأجنادين) أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا حامد بن يحيى، نا صدقة- يعني ابن سابق-، عن محمد بن إسحاق قال: استخلف عمر على رأس اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر واثنتين وعشرين يوما من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أمر الناس بالشام الى خالد بن الوليد، والأمراء على منازلهم. فساروا قبل فحلّ من الأردن، وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة، وعلى رأس ستة أشهر من خلافة عمر. قال: ونا يعقوب، حدثني سلمة، عن أحمد بن حنبل، عن إسحاق ابن عيسى عن أبي معشر قال: وكانت فحل في ولاية عمر لستة أشهر
سنة أربع عشرة
مضين منها. قال: ونا يعقوب، نا إبراهيم، نا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن ابن شهاب. وقال حسان بن عبد الله، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ عروة قالا: كانت وقعة أجنادين وفحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة، ولما توفي أبو بكر واستخلف عمر نزع خالد بن الوليد وأمّر أبا عبيدة بن الجراح على الأجناد [1] . أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر أخبرنا يعقوب قال: كانت أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، وأميرها عمرو بن العاص ومعه خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة. وكانت فحل وأجنادين في عام واحد. وذلك سنة ثلاث عشرة، غير أن فحل كانت على رأس خمس عشرة يوما من خلافة عمر، يعني أنّ فحل كانت في رجب [2] . سنة أربع عشرة (فتح دمشق) : أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، أنا أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت ح. أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأ عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، نا حامد بن يحيى، نا صدقة- يعني ابن إسحاق- عن محمد بن إسحاق قال: ثم ساروا الى دمشق وعلى الناس خالد- وقد كان عمر عزله وأمّر أبا عبيدة-، فرابطوها حتى فتح الله عز وجل، فلما قدم الكتاب
على أبي عبيدة بإمرته وعزل خالد أستحى أن يقرئ خالدا الكتاب حتى فتحت دمشق. وكانت في سنة أربع عشرة في رجب. قال: وأظهر أبو عبيدة أمرته وعزل خالد. ثم شتا أبو عبيدة شتيته- وفي نسخة: سنته- بدمشق. قال: وثنا يعقوب، حدثني سلمة، عن أحمد بن حنبل، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قال: وكان فتح دمشق في العام القابل في رجب سنة أربع عشرة. وكانت اليرموك في رجب سنة خمس عشرة [1] . أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه، نا يعقوب بن سفيان، [نا] هشام بن عمار، نا عبد الملك بن محمد، نا راشد بن داود الصنعاني، حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيُّ شَرَاحِيلُ بْنُ مَرْثَدٍ قَالَ: بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عنه خالد بن الوليد الى أهل الْيَمَامَةِ، فَلَمَّا قَدِمْنَاهَا قَاتَلُونَا قِتَالًا شَدِيدًا فَظَفَرْنَا بِهِمْ. وَهَلَكَ أَبُو بَكْرٍ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الخطاب، فبعث أبا عبيدة بن الجراح الى الشام ودمشق، واستمد أبو عبيدة عمر. فَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى خَالِدٍ أَنْ سِرْ إِلَى أبي عبيدة بالشام فدعا خالد بن الوليد الدليل فقال: في كم نأتي الحيرة؟ فقال: في كذا وكذا. فعطّش خالد الإبل ثم أسقاها واستقى وسقى الخيل، ثم كمم أفواه الإبل وأدبارها. وقال له الدليل: ان أصبحت عند الشجرة فقد نجوت ونجا من معك. فسار خالد بمن معه فأصبح عند اضاءة الفجر عند الشجرة. فنحر الإبل ثم سقى ما في بطونها الخيل، وأطعم لحومها الناس، وسقى المسلمين من المزاد التي
كانت تحمل معه. ثم أتى الحيرة [1] أو الكوفة فصبّحه أسقفها، فصالحه على سبعين ألف درهم. ثم سار حتى أتى عين التمر، وكان عمر يدعوها قرية العرب. فقاتلوه قتالا شديدا فظفر المسلمون بهم. قال: فبنو عبد ربه بن زيتون الّذي ببيت المقدس من ذلك السبي، ثم سار خالد والمسلمون حتى أتى عانات فسمع به بطريق الروم وهو بقرقيسياء، فسار اليه في نحو من خمسين ألفا أو ثلاثين ألفا، فلما رأى خالد سار بالمسلمين على الريف يبادره الى الشام. فبدره خالد والمسلمون حتى انتهوا الى ثنية العقاب. وانما سميت ثنية العقاب براية خالد. وكانت رايته يقال لها العقاب، فنزل خالد على باب كيسان، ونزل يزيد بن أبي سفيان على باب الصغير، ونزل أبو عبيدة على باب الجابية، ثم ناهضهم المسلمون، فدخلها يزيد بن أبي سفيان ومن معه من باب الصغير قسرا. فكان خالد يقاتل هو والمسلمون ويسبون، فلما رأى ذلك الروم دلّوا أسقفهم من باب الشرقي في قفّة الى خالد بن الوليد، فأخذ لهم الأمان من خالد وأعطاهم. وفتحوا له باب الشرقي. فدخل خالد ومن معه حتى انتهوا الى المقسلاط. فلقي أصحاب خالد أصحاب يزيد عند المقسلاط. فقال أصحاب خالد: مهلا ان خالدا قد أعطاهم الأمان. فقال يزيد: كلا انا دخلناها قسرا. فاختلفوا، فلما رأى ذلك أبو عبيدة أجاز أمان خالد وأمضاه. وكانت للمسلمين مسلحتان: مسلحة ببرزة عليها أبو الدرداء وكنت معه فيها، والأخرى بعين ميسنون. فأغار عليهم سسناق البطريق من عقبة بيروت، فكانت ميسنون تدعى عين الشهداء [2] .
(فتح حمص والفرات) :
(فتح حمص والفرات) : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري ح. أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة، نا أبو بكر الخطيب، قالا: انا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، أخبرنا أبو الجماهر محمد بن عثمان الصنعاني قال: لما فتح الله دمشق خرجنا مع أبي الدرداء في مسلحة برزة، ثم تقدمنا مع أبي عبيدة ففتح الله بنا حمص. قال: ثم تقدمنا مع شرحبيل بن السمط فأوطأ الله بنا ما دون النهر- يعني الفرات- وحاصرنا عانات، فأصابنا عليه لأواء، وقدم علينا سلمان الخير في مدد لنا [1] . سنة خمس عشرة (وقعة اليرموك) : أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، أنا أبو بكر الخطيب ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، انا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين [2] بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، نا ابن بكير، حدثني الليث بن سعد قال: كانت اليرموك سنة خمس عشرة. قال: وثنا ابن بكير وأبو الطاهر قالا: أنا ابن وهب قال قال ابن لهيعة: كان عام اليرموك سنة خمس عشرة، والخليفة يومئذ عمر بن الخطاب وهي من أرض الأردن، وهو نهرها. قال يعقوب: كانت اليرموك في رجب سنة خمس عشرة [3] .
وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، حدثني عمار، عن سلمة، عن محمد بن إسحاق قال: مات المثنى بن حارثة فتزوج سعد امرأته سلمى بنت حفص، وذلك في سنة أربع عشرة، وأقام تلك الحجة للناس عمر بن الخطاب، ودخل أبو عبيدة في تلك السنة دمشق فشتا بها. فلما ضاقت الروم سار هرقل في الروم حتى نزل أنطاكية ومعه من المستعربة: لخم وجذام وبلقين وبلي وعاملة وتلك القبائل من قضاعة وغسان بشر كثير. ومعه من أهل أرمينية مثل ذلك بشر كثير. فلما نزلها أقام بها وبعث الصقلار- خصيا له-، فسار في مائة ألف مقاتل، معه من أهل أرمينية اثنا عشر ألفا، عليهم جرجة، ومعهم من المستعربة من غسان وتلك القبائل اثنا عشر ألفا، وعليهم أبو عبيدة بن الجراح فالتقوا باليرموك في رجب سنة خمس عشرة. فاقتتل الناس قتالا شديدا حتى دخل عسكر المسلمين. وقاتل نساء من قريش بالسيوف حين دخل العسكر، منهن أم حكيم بنت الحارث بن هشام حتى سابقن الرجال [1] . وروى يعقوب بن سفيان وابن سعد باسناد صحيح عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: فقدت الأصوات يوم اليرموك الا صوت رجل يقول يا نصر الله اقترب. قال: فنظرت فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد، ويقال فقئت عينه يومئذ. وروى يعقوب أيضا من طريق ابن إسحاق عن وهب بن كيسان عن ابن الزبير قال: كنت مع أبي عام اليرموك، فلما تعبى المسلمون للقتال لبس الزبير لأمته، ثم جلس على فرسه وتركني، فنظرت الى ناس وقوف على تل يقاتلون مع الناس، فأخذت ترسا ثم ذهبت فكنت معهم، فإذا أبو
سنة ست عشرة
سفيان في مشيخة من قريش فجعلوا إذا مال المسلمون يقولون: أيده ببني الأصفر، وإذا مالت الروم قالوا: يا ويح بني الأصفر [1] . وروى يعقوب بن سفيان عن الأويسي عن إبراهيم بن سعد قصة اليرموك [2] . سنة ست عشرة (الهرمزان يقص على عمر سبب هزيمة الفرس امام الروم) : وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو بكر محمد بن هبة الله الطبري، قال: أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، أنا يعقوب بن سفيان قال: فحدثنا أبو اليمان أخبرني شعيب. قال [3] : ونّا الحجاج بن أبي منيع، نا جدي، جميعا عن الزهري أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة بن مسعود أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سمع عمر بن الخطاب يسأل الهرمزان عظيم الأهواز، وكان نزل على حكم عمر، فأسلم فعفا عنه، فسأله عمر عن جيوش فارس التي بعث كسرى مع شهربراز، - قال حجاج: مع شهيار- وعن حرب الروم، وما الّذي سبب من كشف فارس عنهم؟ فقال الهرمزان: كان كسرى بعث شهربراز، وبعث معه جنود فارس، فملك الشام ومصر وخرب عامة حصون الروم، وأطال زمانه بالشام ومصر وتلك الأرض، فطفق كسرى يستبطئه. قال يعقوب: وقال غير الزهري: كان عامل كسرى إذا انتهى الى حصن من حصونهم ابتنى حصنا بجنب حصنهم، فنزل هو وجنده، ثم
حاصرهم بجنده وعسكره وقاتلهم، فكانوا يخلون له الحصن إذا طال حصارهم، وانضموا الى من وراءهم من الحصون. - عاد الحديث الى حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس-: فطفق كسرى يستبطئه، ويكتب اليه انك لو أردت فتح مدينة الروم فتحتها، ولكنك رضيت بمكانك فأردت طول السلطان، فأكثر اليه كسرى من الكتب في ذلك. وأكثر شهربراز مراجعته والاعتذار اليه، فلما طال ذلك على كسرى كتب الى عظيم من عظماء فارس مع شهربراز يأمره بقتل شهربراز ويلي أمر الجنود. فكتب اليه ذلك العظيم أن شهربراز جاهد ناصح، وهل أمثل بالحرب منه. فكتب اليه كسرى يعزم عليه ليقتلنه. فكتب اليه يراجعه ويقول: انه ليس لك عبد مثل شهربراز، وانك لو تعلم ما يوازي من مكايدة- وقال حجاج: مكيدة- الروم عذرته. فكتب اليه كسرى. يعزم عليه ليقتلنّه وليلنّ أمر الجيوش، فكتب اليه يراجعه أيضا. فغضب كسرى فكتب الى شهربراز يعزم عليه ليقتلنّ ذلك العظيم. فأرسل شهربراز الى ذلك العظيم من فارس فأقرأه كتاب كسرى. فقال له: راجع في. فقال: لقد علمت أن كسرى لا يراجع، وقد علمت محبتي إياك، ولكنه قد جاءني ما لا أستطيع تركه. فقال له ذلك الرجل: أفلا تدعني أرجع الى أهلي فآمرهم بأمري، وأعهد اليهم عهدي. فقال: بلى وذلك الّذي أملك لك. فانطلق الى أهله، فأخذ صحائف كسرى الثلاث التي كتب اليه فجعلها في كمه، ثم جاء حتى دخل على شهربراز فدفع اليه الصحيفة الأولى فأقرأها شهربراز، ثم دفع اليه الصحيفة الثانية فاقترأها، فنزل عن سريره، وقال: أجلس عليه. فأبى أن يفعل، فقال: أنت خير مني. ودفع اليه الصحيفة الثالثة فاقترأها، فلما فرغ منها قال: أقسم باللَّه لأسوأنّ كسرى. فأجمع شهربراز المكر بكسرى، وكاتب هرقل،
وذكر له أن كسرى قد أفسد فارس وجهز بعوثها وابتليت بملكه، وسأله أن يلقاه بمكان يحكمان فيه الأمر. ويتعاهدان فيه، ثم يكشف عنه شهربراز جنود فارس، ويخلي بينه وبين السير الى كسرى، فلما جاء كتاب شهربراز دعا رهطا من عظماء الروم فقال لهم حين جلسوا: أنا اليوم أحزم الناس أو أعجز الناس، وقد أتاني أمر لا تحسبونه وسأعرضه عليكم، فأشيروا علي فيه، ثم قرأ عليهم كتاب شهربراز. فاختلفوا عليه في الرأي، فقال بعضهم: هذا مكر من كسرى، وقال بعضهم: أراد هذا العبد أن يلقاك خاف كسرى فيستميت بك، ثم لا يبالي ما لقي. فقال هرقل: ان الرأي ليس حيث ذهبتم اليه. انه لعمري ما طابت نفس كسرى بأن يشتم هذا الشتم الّذي أجد في كتاب شهربراز. وما كان شهربراز ليكتب بهذا الكتاب وهو ظاهر على عامة ملكي الا لأمر حدث بينه وبين كسرى واني والله لألقينّه. فكتب اليه هرقل: انه بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه، واني لاقيك موعدك مكان كذا وكذا، فأخرج بأربعة آلاف من أصحابك فاني خارج في مثلهم. فإذا بلغت مكان كذا وكذا فضع ممن معك خمسمائة فاني سأضع بمكان كذا وكذا مثلهم، حتى نلتقي أنا وأنت في خمسمائة. وبعث هرقل الرسل من عنده الى شهربراز فأمرهم أن يقوموا على ذلك، فان فعل شهربراز لم يرسلوا اليه وان أبى عجلوا اليه بكتاب فرأى رأيه. ففعل ذلك شهربراز، وسار هرقل في أربعة آلاف التي خرج بها، لم يضع منهم أحدا حتى التقيا للموعد، ومع هرقل أربعة آلاف ومع شهربراز خمسمائة. فلما رآهم شهربراز أرسل الى هرقل: أغدرت؟ فأرسل اليه هرقل: لم أغدر، ولكني خفت الغدر من قبلك. وأمر هرقل بقبة ديباج لضربت لهما بين الصفين. فنزل هرقل فدخلها وأدخل ترجمانه. وأقبل شهربراز حتى دخل عليه، فانتجيا بينهما ومعهما
ترجمان حتى أحكما أمرهما، واستوثق كل واحد منهما بالعهد والمواثيق، حتى إذا فرغا من أمرهما خرج هرقل فأشار الى شهربراز أن يقتل الترجمان لكي يخفى أمرهما وسرهما فقتله شهربراز، ثم انكشف شهربراز فجيش الجنود، وسار جيش هرقل الى كسرى حتى أغار على كسرى ومن بقي معه، فكان ذلك أول هلكة كسرى. ووفى هرقل لشهربراز فأعطاه من ترك أرض فارس وسبيها. فانكشف حين ولّى- وقال حجاج: وفسدت فارس على كسرى- فقتلت فارس كسرى، ولحق شهربراز بفارس والجنود التي معه [1] . أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ح. وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب، حدثني أبو تقي هشام بن عبد الملك بن عمران اليحصبي اليزني، نا الوليد بن مسلم، حدثني محمد بن مهاجر الأنصاري- وذكر له مسير هرقل الى بيت المقدس- فقال: ان كسرى وفارس ظهرت على الروم بالشام وما دون خليج القسطنطينية، وسار بجنوده حتى نزل بخليجها، وأخذ في كبسه بالحجارة والكلس ليتخذوا طريقا يبسا. فبينما هو على ذلك إذ بلغه أن ملك الهند وملك الخزر قد خلفاه في بلاده من العراق. فانصرف عن القسطنطينية وخلف على ما ظهر عليه من مدائن الشام عاملا في جماعة من أساورته وخيولهم. فنزل ذلك العامل حمص، وضبط له ما خلفه عليه، ومضى كسرى الى عراقه، فإذا الحرب قد نشبت بين ملك الهند وملك خزر، فكتبا اليه كلاهما يسألانه النصرة على كل واحد منهما، على أن يرد من والاه على صاحبه جميع ما أستباح وسبى من بلاده، ويزيده
(فتح الجابية وبيت المقدس) :
كذا وكذا. فرأى كسرى وأساورته أن يظاهر ملك خزر على ملك الهند، لجواره ملك الخزر ومقارعته إياه في كل يوم. ولحزّة ملك الهند عليه وتناوله الفرصة منه إذا أمكنته من بعد. فوالى كسرى ملك خزر على ملك الهند، فقهراه واستنفدا ما كان أصاب من بلاده واستباحا عسكره، فخرج مغلوبا مدحورا. وردّ ملك خزر الى كسرى ما كان أصاب من بلاده من سبي أو غير ذلك وزاده هدية ثلاثين ألف مملوك- الذين خلفهم ملك خزر عنده- رجلا، وسيرهم الى ما خلف القسطنطينية وأسكنهم تلك البلاد، وهي يومئذ خراب. قال أبو تقي: حدثنا الوليد، قال قال محمد بن مهاجر الأنصاري: فهم اليوم برجّان [1] . (فتح الجابية وبيت المقدس) : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر، أخبرنا يعقوب قال: تم فتح الجابية وإيلياء سنة ست عشرة [2] . (وفاة مارية- رضي الله عنها-) : قال يعقوب بن سفيان: ماتت- يعني مارية- سنة ست عشرة رحمها الله [3] . سنة سبع عشرة قال: ومات عتبة بن غزوان بالبصرة سنة سبع عشرة [4] .
سنة ثمان عشرة
سنة ثمان عشرة (الرمادة وطاعون عمواس) : أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي، نا أبو بكر الخطيب ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، نا أبو بكر بن الطبري. قالا أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب. نا ابن بكير، حدثني الليث بن سعد قال: ثم كانت الرمادة وطاعون عمواس سنة ثمان عشرة. قال يعقوب: حدثني سلمة، عن أحمد بن حنبل، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قال: ثم كانت عمواس والجابية في سنة ست عشرة، ثم كانت سرغ سنة سبع عشرة، ثم كانت الرمادة سنة ثمان عشرة، وكان في ذلك العام طاعون عمواس [1] . (وفاة أبي عبيدة) : ... نا يعقوب بن سفيان نا العباس بن الوليد بن صبح نا أبو مسهر حدثني يحيى بن حمزة حدثني عروة بن رويم أن أبا عبيدة بن الجراح هلك بعجل فقال: ادفنوني خلف النهر، ثم قال: ادفنوني حيث قبضت [2] . ... نا يعقوب قال: وفي سنة ثمان عشرة مات أبو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَاسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الله بن الجراح [3] . سنة عشرين ... يعقوب بن سفيان قال حدثني عمار قال حدثني سلمة عن ابن إسحاق قال: ويقال مات بلال مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بدمشق سنة عشرين.
سنة احدى وعشرين
وفيها مات عياض بن غنم [1] . سنة احدى وعشرين وأخرج يعقوب بن سفيان من طريق ابن إسحاق قال: صالح أبو هاشم بن عتبة أهل أنطاكية في مقبرة مصرين وغيرهما سنة احدى وعشرين [2] . سنة ثلاث وعشرين (غزوة عمّورية) : وقال يعقوب بن سفيان في «تأريخه» : حدثنا ابن بكير حدثني الليث ابن سعد قال: ثم كانت غزوة عمّورية سنة ثلاث وعشرين، وأمير جيش مصر: وهب بن عمير الجمحيّ، وأمير جيش الشام أبو الأعور السلمي [3] . أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب ح، وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر اللالكائي، قالا: أنا أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال: وفي سنة ثلاث وعشرين غزوة بسر بن أرطاة لوبية [4] .
صفة عمر:
صفة عمر: وذكر يعقوب بن سفيان في «تأريخه» بسند جيد الى زرّ بن حبيش قال: رأيت عمر أعشر أصلع آدم قد فرع الناس كأنّه على دابة. قال: فذكرت هذه القصة لبعض ولد عمر فقال: سمعنا أشياخنا يذكرون ان عمر كان أبيض فلما كان عام الرمادة وهي سنة المجاعة ترك أكل اللحم والسمن وأدمن أكل الزيت حتى تغير لونه، وكان قد احمر فشحب لونه [1] . متفرقات: أخبرنا القطان أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أَبُو بَكْرٍ- يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ- الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو أخبرني مسلم بن يسار قال: قلت لابن عمر: أكان عمر يعشر المسلمين؟ قال: لا. قال سفيان: الّذي يقال له مسلم بن سكرة- يعني مسلم بن يسار-[2] . ... نا يعقوب بن سفيان قال: ويروى عن الشيبانيّ عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ: لَوْ عَهِدْتَ؟ قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ ثم وليته [3] . خلافة عثمان بن عفان سنة ست وعشرين أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب ح، وأخبرنا أبو
سنة تسع وعشرين
القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر اللالكائي، قالا أنا أبو الحسين بن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال: ثم كانت سابور وغزوة بسر ودّان لسنة ست وعشرين [1] . سنة تسع وعشرين (غزوة حور) : ذكر يعقوب بن سفيان في «تأريخه» من طريق محمد بن إسحاق قال: ثم كانت غزوة حور وأميرها عبد الله بن عامر، فسار يومئذ الى إصطخر، وعلى مقدمته عبيد الله بن معمر فقتلوه، وقتل عبيد الله ورجع الباقون [2] . (عزل الوليد بن عقبة) : يعقوب بن سفيان قال في «تأريخه» : ثنا عمار عن [3] سلمة عن ابن إسحاق حدثني عمر بن عبد الله عن عروة قال: لما ركب أهل العراق- يعني في الوليد بن عقبة- كانوا خمسة منهم الصعب بن جثامة [4] . وقال يعقوب بن سفيان: أخطأ من قال أن الصعب بن جثامة مات في خلافة أبي بكر خطأ بينا [5] . سنة اثنتين وثلاثين فيها مات عبد الله بن مسعود بالمدينة، وهو ابن بضع وستين سنة،
سنة ثلاث وثلاثين
قبل قتل عثمان رضي الله عنهما [1] . سنة ثلاث وثلاثين قال الفسوي: ولد- يعني علي بن الحسين بن علي- سنة ثلاث وثلاثين [2] . سنة أربع وثلاثين نا يعقوب قال: وفيها- يعني سنة أربع وثلاثين- مات عبادة بن الصامت أبو الوليد بفلسطين وهو ابن اثنتين وسبعين سنة [3] . سنة خمس وثلاثين (الفتنة) : أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عمر بن عبد الله الرومي قال حدثنا الحسن بن عبد الله الكوفي حدثنا أبو عمرو المديني [4] عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: أشرف عثمان بن عفان ذات يوم على الناس فقال: أفيكم أبو محمد؟ يقول ذلك ثلاث مرات- يعني طلحة بن عبيد الله-. فقال طلحة: أنا ذا فما تريد؟ فقال عثمان: يا طلحة أنشدك الله هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: ان لكل نبي رفيقا في الجنة، وان رفيقي فيها عثمان؟ قال: اللَّهمّ نعم. قال: فقام طلحة من ذاك المجلس فلم ير فيه [5] .
(صفة عثمان) :
وقال يعقوب بن سفيان حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يونس عن ابن شهاب قال: سنة قتل عثمان حج بالناس عبد الله بن عباس بأمر عثمان. وعن يحيى بن بكير عن الليث: سنة خمس وثلاثين [1] . يعقوب بن سفيان قال أنبأ عبيد الله بن موسى قال أنبأ سعيد بن أوس عن بلال بن يحيى قال: عاش حذيفة بعد قتل عثمان أربعين ليلة [2] . (صفة عثمان) : ... نا يعقوب بن سفيان نا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار نا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن أبي عبد الله مولى شداد بن الهاد قال: رأيت عثمان بن عفان يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني غليظ ثمنه أربعة دراهم أو خمسة وريطة كوفية ممشقة، ضرب اللحم، طويل اللحية، حسن الوجه [3] . خلافة علي بن أبي طالب سنة ست وثلاثين (وقعة الجمل) : روى يعقوب بن سفيان أن الزبير كان له ألف مملوك يؤدون اليه الخراج، فكان لا يدخل بيته منها شيئا يتصدق به كله [4] . وروى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» من طريق حصين [5] عن
عمرو بن جاوان قال: لما التقوا قام كعب بن سور ومعه المصحف ينشدهم الله والإسلام، فلم ينشب أن قتل، فلما التقى الفريقان كان طلحة أول قتيل، فانطلق الزبير على فرس له، فبلغ الأحنف فقال: حمل مع المسلمين حتى إذا ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف أراد أن يلحق ببنيه، فسمعها عمرو بن جرموز، فأنطلق فأتاه من خلفه فطعنه، وأعانه فضالة بن حابس ونفيع فقتلوه [1] . وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح عن قيس بن أبي حازم أن مروان بن الحكم رأى طلحة في الخيل فقال: هذا أعان على عثمان فرماه بسهم في ركبته، فما زال الدم يسيح حتى مات [2] . ... يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَقَبِيصَةُ قَالا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن مخول عن العيزار بن حريث قال قال زيد بن صوحان: لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا الا الخفين، وارمسوني في الأرض رمسا فاني رجل محاج. - زاد أبو نعيم: أحاج يوم القيامة-. قال يعقوب: قتل زيد بن صوحان يوم الجمل فكانت وقعة الجمل في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين [3] . وقال يعقوب بن سفيان: كان زيد بن صوحان من الأمراء يوم الجمل، كان على عبد قيس [4] .
(أمراء علي يوم الجمل) :
وقال يعقوب بن سفيان: وكان- يعني المنذر بن الجارود- شهد الجمل مع علي [1] . وقال يعقوب بن سفيان: شهد- يعني قبيصة بن جابر بن وهب- مع علي الجمل [2] . (أمراء علي يوم الجمل) : معقل بن قيس الرياحي [3] ، وحجر بن يزيد الكندي [4] ، وعدي بن حاتم الطائي [5] . سنة سبع وثلاثين (وقعة صفين) : وقال يعقوب بن سفيان: كانت وقعة صفين في شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين [6] . روى البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي اليمان عن صفوان ابن عمرو: كان أهل الشام ستين ألفا فقتل منهم عشرون ألفا، وكان أهل العراق مائة وعشرين ألفا فقتل منهم أربعون ألفا [7] . وقال يعقوب بن سفيان ... [8] ، ولكن كان علي وأصحابه أدنى
الطائفتين الى الحق من أصحاب معاوية، وأصحاب معاوية كانوا باغين عليهم [1] . وقال البيهقي: أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني سعيد بن أبي مريم أنبأنا محمد بن مسلم حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ وَهُوَ بِصِفِّينَ: أَنَّ الْعَقْلَ فِي الْقَلْبِ، وَإِنَّ الرَّحْمَةَ فِي الْكَبِدِ، وَإِنَّ الرَّأْفَةَ فِي الطُّحَالِ، وَإِنَّ النَّفَسَ في الرئة [2] . أخرج يعقوب بن سفيان من طريق الزهري قال: قتل عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة يوم صفين [3] . يعقوب بن سفيان قال نبأنا يونس بن عبد الرحيم قال نبأنا ضمرة عن يحيى بن زيد قال: شهد عمار صفين وهو ابن تسعين سنة، وعلى رمكة حمائل سيفه نسعة [4] . روى يعقوب بن سفيان باسناد صحيح عن أبي وائل قال: رأى عمرو بن شرحبيل أنه أدخل الجنة، فإذا قباب مضروبة فقلت: لمن هذه؟ قالوا: لذي الكلاع وحوشب. قلت: فأين عمار؟ قال: أمامك. قلت: وكيف وقد قتل بعضهم بعضا؟ قال: انهم لقوا الله فوجدوه واسع المغفرة [5] . وروى يعقوب بن سفيان من طريق مضارب العجليّ قال: تفاخر
(تسمية الأمراء من أصحاب علي في صفين) :
رجلان من بكر بن وائل فتحاكما الى رجل من همدان فقال: أيكما خالد ابن المعمر الّذي بايعته ربيعة يوم صفين على الموت؟ فذكر القصة [1] . (تسمية الأمراء من أصحاب علي في صفين) : نا يعقوب في «تسمية الأمراء من أصحاب علي يوم صفين» قال أبو عبيدة: وعلى قريش وأسد وكنانة عبد الله بن جعفر [2] . حضين بن المنذر [3] ، عدي بن حاتم الطائي [4] . سنة ثمان وثلاثين (وقعة النهروان) : ... يعقوب بن سفيان قال حدثني عبيد الله- يعني ابن معاذ العنبري- قال حدثني أبي عن عمران بن حدير عن لاحق- يعني أبا مجلز- قال: كان الذين خرجوا على علي بالنهروان أربعة آلاف في الحديد، فركبهم المسلمون فقتلوهم ولم يقتل من المسلمين الا تسعة رهط، فان شئت فاذهب الى أبي برزة فأسأله فإنه قد شهد ذلك [5] . قال يعقوب بن سفيان حدثنا الحميدي ثنا سفيان- هو ابن عيينة- حدثني العلاء بن أبي عياش انه سمع أبا الطفيل يحدث عن بكر بن قرواش عن سعد بن أبي وقاص قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذا الثدية فقال: «شيطان الردهة كراعي الخيل يحتذره رجل من بجيلة يقال له
سنة تسع وثلاثين
الأشهب أو ابن الأشهب علابة في قوم ظلمة» . قال سفيان: فأخبرني عمار الدهني [1] أنه جاء رجل يقال له الأشهب. وروى يعقوب بن سفيان عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة عن أبي إسحاق عن حامد الهمدانيّ قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: قتل علي شيطان الردهة [2] . سنة تسع وثلاثين ... نا يعقوب قال: وأقام الحج للناس سنة تسع وثلاثين شيبة بن عثمان بن طلحة الحجبي [3] . سنة أربعين (استشهاد علي) : وقال يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن يحيى ثنا سفيان عن جعفر ابن محمد عن أبيه قال: قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين سنة، ومات لها حسن، وقتل لها الحسين، رضي الله عنهم [4] . العصر الأموي خلافة معاوية بن أبي سفيان (حج المغيرة بالناس) : يعقوب بن سفيان نبأنا ابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: حج سنة أربعين بالناس المغيرة بن شعبة، وذلك أن المغيرة كان معتزلا بالطائف فافتعل كتابا عام الجماعة بامارة الموسم، فقدم الحج يوما خشية أن يجيء
(بيعة الحسن لمعاوية) :
أمير، فتخلف عنه ابن عمر، وصار عظم الناس مع ابن عمر. قال نافع: فلقد رأيتنا ونحن غادون من منى واستقبلونا مفيضين من جمع وأقمنا بعدهم ليلة بمنى [1] . (بيعة الحسن لمعاوية) : حدثنا العباس بن عبد العظيم حدثنا أسود بن عامر حدثنا زهير بن معاوية حدثنا أبو روق الهمدانيّ حدثنا أبو الغريف [2] قال: كنا في مقدمة الحسن بن علي اثني عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الجد على قتال أهل الشام وعلينا أبو العمرّطة [3] ، فلما جاءنا صلح الحسن بن علي كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ، فلما قدم الحسن بن علي على الكوفة قال له رجل منا يقال له أبو عامر سفيان بن ليلى- وقال ابن الفضل: سفيان بن الليل-: السلام عليك يا مذل المؤمنين. قال: فقال: لا نقل ذاك يا أبا عامر لست بمذل المؤمنين، ولكني كرهت أن أقتلهم على الملك. واللفظ لحديث الحكيمي [4] . وقال يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ موسى سمعت هلال بن خباب [5] : جمع الحسن رءوس أهل العراق في هذا القصر- قصر المدائن- فقال: انكم قد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وتحاربوا من حاربت، واني قد بايعت معاوية فاسمعوا له
سنة أربع وأربعين
وأطيعوا [1] . وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسعيد بن منصور قالا: ثنا أبو معاوية ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سعيد بن سويد قال: صلى بنا معاوية بالنخيلة- يعني خارج الكوفة- الجمعة في الضحى، ثم خطبنا فقال: ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، قد عرفت أنكم تفعلون ذلك، ولكن انما قاتلتكم لا تأمر عليكم، فقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون [2] . يعقوب بن سفيان قال نبأنا أبو نعيم قال نبأنا محمد بن سليمان الأصبهاني قال نبأنا يونس بن أبي النعمان عن أم حكيم بنت عمرو الجدلية قالت: لما قدم معاوية- يعني الكوفة- فنزل النخيلة دخل من باب الفيل وخالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى ركزها في المسجد [3] . يعقوب بن سفيان قال نا ابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: بويع معاوية بايلياء في رمضان بيعة الجماعة، ودخل الكوفة سنة أربعين [4] . سنة أربع وأربعين (وفاة أم حبيبة) : قال الفسوي: توفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين [5] . سنة ست وأربعين أخبرنا أبو محمد السلمي حدثنا أبو بكر الخطيب ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي قالا أنا أبو الحسين بن
سنة تسع وأربعين
الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر [1] حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا ابن بكير حدثني الليث بن سعد قال: وفي سنة ست وأربعين غزوة بسر وشريك لأذنة [2] . وقال يعقوب: مات- يعني عبد الرحمن بن خالد بن الوليد- سنة ست وأربعين. سنة تسع وأربعين يعقوب بن سفيان قال نا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد قال نا ابن جابر أن أبا أيوب لم يقعد عن الغزو في زمان عمر وعثمان ومعاوية، وأنه توفي في غزاة يزيد بن معاوية بالقسطنطينية [3] . قال الوليد: فحدثني شيخ من أهل فلسطين أنه رأى بنية بيضاء دون حائط القسطنطينية فقالوا: هذا قبر أبي أيوب الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيت تلك البنية فرأيت قبره في تلك البنية وعليه قنديل معلّق بسلسلة [4] . وقال يعقوب بن سفيان: توفيت- يعني ميمونة بنت الحارث الهلالية- سنة تسع وأربعين [5] . سنة احدى وخمسين قال ثابت عن أنس: مات أبو طلحة غازيا في البحر، فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها الا بعد سبعة أيام ولم يتغير.
(مقتل حجر بن عدي وأصحابه) :
أخرجه الفسوي في «تأريخه» واسناده صحيح [1] . (مقتل حجر بن عدي وأصحابه) : وروى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» عن أبي الأسود قال: دخل معاوية على عائشة، فعاتبته في قتل حجر وأصحابه وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقتل بعدي أناس يغضب الله لهم وأهل السماء [2] . قال يعقوب بن سفيان ثنا ابن بكير، ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ عن عبد الله بن [أبي] [3] رزين الغافقي قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود، فقتل حجر بن عدي وأصحابه. وقال يعقوب بن سفيان قال أبو نعيم: ذكر زياد بن سمية علي بن أبي طالب على المنبر، فقبض حجر على الحصباء ثم أرسلها وحصب من حوله زيادا، فكتب الى معاوية يقول: ان حجرا حصبني وأنا على المنبر، فكتب اليه معاوية أن يحمل حجرا، فلما قرب من دمشق بعث من يتلقاهم، فالتقى معهم بعذراء فقتلهم [4] . وقال يعقوب بن سفيان حدثنا حرملة ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: دخل معاوية على عائشة فقالت: ما حملك على قتل أهل عذراء حجرا وأصحابه؟ فقال: يا أم المؤمنين اني رأيت قتلهم
إصلاحا للأمة، وأن بقاءهم فساد، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء» [1] . وقال يعقوب: حدثني [2] ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عبد الله بن [أبي] رزين الغافقي قال سمعت عليا يقول: يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود. قال: يقتل حجر وأصحابه [3] . وقال يعقوب بن سفيان: ثنا عمرو بن عاصم، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد عن سعيد بن المسيب عن مروان بن الحكم قال: دخلت مع معاوية على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: يا معاوية قتلت حجرا وأصحابه وفعلت الّذي فعلت، أما خشيت أن أخبأ لك رجلا فيقتلك؟ قال: لا. اني في بيت أمان، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الايمان قيد الفتك لا يفتك، لا يفتك مؤمن يا أم المؤمنين. كيف أنا فيما سوى ذلك من حاجاتك؟ قالت: صالح. قال: فدعيني وحجرا حتى نلتقي عند ربنا عز وجل [4] .
سنة اثنتين وخمسين
سنة اثنتين وخمسين حج سعيد- يعني ابن العاص- بالناس في سنة تسع وأربعين و [1] سنة اثنتين وخمسين ولبث بعدها. ذكر ذلك يعقوب بن سفيان في «تأريخه» عن يحيى بن أبي كثير عن الليث. سنة أربع وخمسين يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير قال الليث [2] : وفيها- يعني سنة أربع وخمسين- مات أبو قتادة الحارث بن ربعي بن النعمان الأنصاري [3] . سنة ست وخمسين وفيها ماتت جُوَيْرِيَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصلى عليها مروان وأمير المدينة عامئذ مروان بن الحكم [4] . سنة ثمان وخمسين وذكر يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير قال: أظن أنه- يعني كريب بن أبرهة الأصبحي- مات سنة ثمان وخمسين [5] . قال الفسوي: مات- يعني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب- زمن معاوية [6] .
سنة تسع وخمسين
حدثنا يعقوب قال: وفيها ماتت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم [1] . سنة تسع وخمسين (غزوة رودس) : أخبرنا أبو محمد السلمي نا أبو بكر الخطيب ح. وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن هبة الله قالا أنبأ محمد بن الحسين أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا زيد وعبد العزيز قالا أنا ابن وهب حدثني الليث بن سعد عن رشيد بن كيسان الفهميّ قال: كنا بردوس وأميرنا جنادة بن أمية الأزدي، فكتب إلينا معاوية بن أبي سفيان: انه الشتاء ثم الشتاء فتأهبوا له، فقال تبيع بن امرأة كعب الأحبار تقفلون الى كذا وكذا، فقال الناس: وكيف نقفل وهذا كتاب معاوية: انه الشتاء ثم الشتاء. فأتاه بعض أهل خاصته من الجيش فقال: ما يسميك الناس الا الكذاب لما تذكر لهم من القفل الّذي لا يرجونه. فقال تبيع: فإنهم يأتيهم إذنهم في يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا، وآية ذلك أن تأتي ريح فتقلع هذه التينة التي في مسجدهم هذا. فانتشر قوله فيهم فأصبحوا ذلك اليوم في مسجدهم ينتظرون ذلك، وكان يوما لا ريح فيه، فانتظروا حتى احتاجوا الى المقيل والغداء وملّوا فانصرفوا الى مساكنهم أو الى مراكبهم حتى إذا انتصف النهار، وقد بقي في المسجد بقايا من الناس، فأقبلت ريح عصار، فأحاطت بالتينة فاقتلعتها، وتصايح الناس في منازلهم: خرت التينة، خرّت التينة. فأقبلوا من كل مكان حتى اجتمعوا على الساحل، فرأوا شيئا لائحا يتجول في الماء حتى تبين لهم
سنة ستين
أنه قارب، فأتاهم بموت معاوية وبيعة يزيد ابنه، وإذنهم بالقفل، فشكروا تبيعا وأثنوا عليه خيرا، ثم قالوا: وأخرى قد بقيت قد دخل الشتاء، ونحن نخاف أن تنكسر مراكبنا، فقال نبيع: لا ينكسر لكم عود يضركم، ولا ينقطع لكم حبل يضركم حتى تردوا بلادكم، فساروا فسلمهم الله عز وجل [1] . سنة ستين يعقوب بن سفيان قال نبأنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ الليث قال: توفي معاوية في رجب لأربع ليال خلت منه سنة ستين، فكانت خلافته عشرين سنة وخمسة أشهر [2] . خلافة يزيد بن معاوية وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري قال أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال: ويقال في سنة ستين مات بلال بن الحارث أبو عبد الرحمن المزني [3] . سنة احدى وستين يعقوب بن سفيان قال نبأنا سلمة عن أحمد بن حنبل عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ: وقتل الحسين بن علي لعشر ليال خلون من المحرم سنة احدى وستين [4] . قال يعقوب قال أبو نعيم: مات علقمة- يعني ابن قيس النخعي- سنة احدى وستين [5] .
سنة اثنتين وستين
سنة اثنتين وستين وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان ثنا شهاب ابن حراش عن رجل من قومه قال: كنت في الجيش الذين بعثهم ابن زياد الى الحسين، وكانوا أربعة يريدون قتال الديلم، فعينهم ابن زياد وصرفهم الى قتال الحسين، فلقيت حسينا فرأيته أسود الرأس واللحية، فقلت له: السلام عليك يا أبا عبد الله. فقال: وعليك السرم- وكانت فيه غنّة- فقال: لقد باتت فيكم سللة منذ الليلة- يعني سراقا-. قال شهاب: فحدثت به زيد بن علي فأعجبه- وكانت فيه غنة-. قال سفيان بن عيينة: وهي في الحسينيين [1] . يعقوب بن سفيان قال قال أبو نعيم: ومات مسروق بن الأجدع سنة اثنتين وستين [2] . سنة ثلاث وستين (وقعة الحرة) : ذكر الزبير أن محمدا- يعني بن أبي الجهم بن حذيفة العدوي- هذا شهد الحرة فقتله مسلم بن عقبة بعد ذلك صبرا، وكان قبل ذلك وفد على يزيد فأجاره، فلما خرج أهل المدينة على يزيد شهد محمد عليه أنه يشرب الخمر وغير ذلك، فقال له مسلم بن عقبة: والله لا تشهد شهادة زور بعدها أبدا، وكذا ذكر يعقوب بن سفيان في «تأريخه» عن إبراهيم ابن المنذر عن محمد بن الضحاك عن مالك وزاد: وكانت الحرة سنة ثلاث وستين، وقتل يومئذ من حملة القرآن سبعمائة نفس [3] .
وقال يعقوب بن سفيان: سمعت سعيد بن كثير بن عفير الأنصاري يقول: قتل يوم الحرة عبد الله بن يزيد المازني، ومعقل بن سنان [1] الأشجعي، ومعاذ بن الحارث القارئ، وقتل عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ. قال يعقوب: وحدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ الليث قال: كانت وقعة الحرة يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين، ثم انبعث مسرف بن عقبة الى مكة قاصدا عبد الله بن الزبير ليقتله بها، لانه فر من بيعة يزيد، فمات يزيد بن معاوية في غضون ذلك، واستفحل أمر عبد الله بن الزبير في الخلافة بالحجاز، ثم أخذ العراق ومصر، وبويع بعد يزيد لابنه معاوية بن يزيد، وكان رجلا صالحا فلم تصل مدته، مكث أربعين يوما، وقيل عشرين يوما، ثم مات رحمه الله. فوثب مروان بن الحكم على الشام فأخذها، فبقي تسعة أشهر ثم مات، وقام بعده ابنه عبد الملك، فنازعه فيها عمرو بن سعيد بن الأشدق وكان نائبا على المدينة من زمن معاوية وأيام يزيد ومروان، فلما هلك مروان زعم أنه أوصى له بالأمر من بعد ابنه عبد الملك، فضاق به ذرعا، ولم يزل به حتى أخذه بعد ما استفحل أمره بدمشق فقتله سنة تسع وستين، ويقال في سنة سبعين. واستمرت أيام عبد الملك حتى ظفر بابن الزبير سنة ثلاث وسبعين، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي عن أمر بمكة بعد محاصرة طويلة اقتضت أن نصب المنجنيق على الكعبة من أجل أن ابن الزبير لجأ الى الحرم، فلم يزل به حتى قتله، ثم عهد في الأمر الى بنيه الأربعة بعده: الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام بن عبد الملك [2] .
قال يعقوب بن سفيان: حدثني إبراهيم بن المنذر، حدثني ابن فليح عن أبيه عن أيوب بن عبد الرحمن عن أيوب بن بشير المعافري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في سفر من أسفاره، فلما مر بحرة زهرة وقف فاسترجع، فساء ذلك من معه، وظنوا أن ذلك من أمر سفرهم. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ما الّذي رأيت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما ان ذلك ليس من أمر سفركم. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ما الّذي رأيت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ان ذلك ليس من أمر سفركم هذا. قالوا: فما هو يا رسول الله؟ قال: يقتل بهذه الحرة خيار أمتي بعد أصحابي [1] . وقد قال يعقوب بن سفيان: قال وهب بن جرير قال جويرية حدثني ثور بن يزيد [2] عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين سنة وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ من أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها 33: 14 [3] . قال: لأعطوها. يعني إدخال بني حارثة أهل الشام على أهل المدينة [4] . أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ح. وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله بن الحسن قالا أنا محمد بن الحسين القطان أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان نا العباس بن الوليد بن صبح حدثني مروان بن محمد حدثني ابن لهيعة حدثني واهب بن عبد الله المعافري قال: قدمت المدينة فأتيت منزل زينب
بنت فاطمة بت علي لأسلم عليها، فدخلت عليها الدار فإذا عندها جماعة عظيمة وإذا هي جالسة مسفرة، وإذا امرأة ليست بالحليلة ولم تطعن بالسن، فاحتملتني الحمية والعفة لها، فقلت: سبحانك الله قدرك قدرك وموضعك موضعك وأنت تجلسين للناس كما أرى مسفرة [؟] فقالت: ان لي قصة. قال قلت: وما تلك القصة؟ فقالت: لما كان أيام الحرة ووفد أهل الشام المدينة وفعلوا فيها ما فعلوا، وكان لي يومئذ ابن قد ناهز الاحتلام. قالت: فلم أشعر به يوما وأنا جالسة في منزلي الا وهو يسعى وبسر بن أبي أرطاة خلفه حتى دخل عليّ، فألقى نفسه عليّ وهو يبكي يكاد البكاء أن يفلق كبده، فقال لي بسر: ادفعيه الى فانا خير له. قالت: فقلت له: اذهب مع عمك. قالت: فقال: لا والله لا أذهب معه يا أمه، هو والله قاتلي. قالت: فقلت: أترى عمك يقتلك؟ لا. اذهب معه. قالت قال: لا والله يا أمه لا أذهب معه، هو والله قاتلي. قالت: وهو يبكي يكاد البكاء أن يفلق كبده. قالت: فلم أزل أترفق به وأسكنه حتى سكن. قالت: ثم قال لي بسر: ادفعيه لي فأنا خير له. قالت: فقلت: اذهب مع عمك. قالت: فقام فذهب معه. قالت: فلما خرج من باب الدار قال للغلام: امشي بين يدي قالت: فإذا بسر قد اشتمل على السيف فيما بينه وبين ثيابه. قالت: فلما ظهر الى السكة رفع بسر ثيابه عن عاتقه وشهر عليه السيف من خلفه ثم علاه به من خلفه فلم يزل يضربه به حتى برد. قالت: فجاءتني الصيحة أدركي ابنك فقد قطع. قالت: فقمت أتعثر في ثيابي ما معي عقلي. قالت: فإذا جماعة قد أطافوا به فإذا هو قتيل قد قطع. قالت: فألقيت نفسي عليه وأمرت به فحمل. قالت: فجعل على نفسي من يومئذ للَّه أن لا أستتر من أحد لان بسرا هو أول من هتك ستري وأخرجني للناس، فاللَّه حسيبه [1] .
(بعض قتلى الحرة) :
قال يعقوب بن سفيان في «تاريخه» : دخل عليه- أي على محمد بن مسلمة الأنصاري- رجل من أهل الشام من أهل الأردن وهو في داره فقتله [1] . (بعض قتلى الحرة) : عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ [2] ، والسائب بن يزيد بن أخت النمر [3] . سنة أربع وستين وقال يعقوب الفسوي: أراد أهل الشام الوليد بن عقبة على الخلافة، فطعن فمات بعد موت معاوية بن يزيد [4] . سنة ست وستين قال يعقوب بن سفيان حدثني يوسف بن موسى عن [5] جرير عن يزيد بن أبي زياد قال: لما جيء برأس ابن مرجانة وأصحابه طرحت بين يدي المختار، فجاءت حية رقيقة، ثم تخللت الرءوس حتى دخلت في فم ابن مرجانة وخرجت من منخره، ودخلت في منخره وخرجت من فمه، وجعلت تدخل وتخرج من رأسه من بين الرءوس [6] . أرخ يعقوب قتله- يعني رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ- في
سنة سبع وستين
سنة ست وستين وذكر أن المختار بن [أبي] عبيد هو الّذي قتله [1] . سنة سبع وستين قتل- يعني عمر بن سعد بن أبي وقاص- سنة سبع وستين وكذا قال يعقوب بن سفيان [2] . توفي الأحنف- يعني بن قيس- سنة سبع وستين في قول يعقوب الفسوي [3] . سنة ثمان وستين يعقوب بن سفيان قال قال أبو نعيم: مات ابن عباس سنة ثمان وستين [4] . سنة سبعين أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب نا سعيد بن منصور نا حجر بن الحارث الغساني من أهل الرملة عن عبد الله بن عوف الكناني- وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرملة- قال: شهدت عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة الجهنيّ يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص: يا أبا اليمان قد احتجت اليوم الى كلامك فقم فتكلم. فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قام بخطبة لا يلتمس بها الا رياء وسمعة وقفه الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة [5] .
سنة اثنتين وسبعين
سنة اثنتين وسبعين حدثنا سليمان بن حرب حدثني غسان بن مضر عن سعيد بن زيد قال: وثب عبيد الله بن زياد بن ظبيان [1] على مصعب فقتله عند دير الجاثليق على شاطئ نهر يقال له دجيل من أرض مسكن واحتز رأسه، فذهب التيمي به الى عبد الملك، فسجد عبد الملك لما أتي برأسه [2] . وكان عبيد الله فاتكا رديئا فكان يتلهف ويقول: كيف لم أقتل عبد الملك يومئذ حين سجد، فأكون قد قتلت ملكي العرب [3] . وقال الفسوي: قتل مع مصعب ابنه عيسى وجرح مسلم بن عمرو الباهلي فقال: احملوني الى خالد بن يزيد، فحمل اليه فاستأمن له [4] . قال يعقوب: سنة اثنتين وسبعين فيها قتل مصعب بن الزبير [5] . سنة ثلاث وسبعين ... نا يعقوب قال: بويع ابن الزبير سنة أربع وستين فأقام تسع سنين، وقتل في جمادى سنة ثلاث وسبعين [6] . نا يعقوب قال قال ابن بكير قال الليث: وأقام ابن الزبير للناس الحج يعني سنة خمس وستين وسنة سبع وستين وسنة ثمان وستين وسنة تسع
سنة خمس وسبعين
وستين وسنة سبعين وسنة احدى وسبعين [1] . نا يعقوب قال: أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي مَنِيعٍ عن جده عن الزهري [2] . قال يعقوب: قال أبو نعيم: مات ابن عمر في سنة ثلاث وسبعين [3] . سنة خمس وسبعين ... نا يعقوب قال: حج عامئذ أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان- يعني سنة خمس وسبعين-. نا إبراهيم بن المنذر حدثني ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قال: وأقام عبد الملك بعد الجماعة بضع عشرة سنة الا أشهرا حج حججا [4] . وقال يعقوب بن سفيان عن محمد بن حميد: مات- يعني نعيم بن ميسرة النحويّ- سنة خمس أو ست وسبعين [5] . سنة تسع وسبعين وقال الفسوي: ولي موسى افريقية سنة تسع وسبعين، فافتتح بلادا كثيرة، وكان ذا حزم وتدبير [6] . سنة اثنتين وثمانين أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا
سنة ثلاث وثمانين
محمد بن الحسين أنا عبد الله نا يعقوب نا ابن بكير قال قال الليث: وفي سنة اثنتين وثمانين قدم ابن شهاب على عبد الملك [1] . وبالإسناد السابق نا يعقوب قال سمعت ابن بكير يقول: مولد ابن شهاب سنة ست وخمسين. قلت له: فإنهم يرون ان ابن شهاب قال: وفدت الى مروان وأنا محتلم. قال: باطل انما خرج الى عبد الملك سنة ثنتين وثمانين. قلت له: يروي عن عنبسة [2] قريب يونس؟ قال: انما روى عن عنبسة مجنون أحمق [3] كان عنبسة ... [4] ويستخرج الخراج وربما استعملوه، وكثيرا ما كان يختبئ في أسفل داري، ولم يكن عرضوا لكتابة الحديث منه وسماع العلم منه [5] . سنة ثلاث وثمانين يعقوب بن سفيان قال قال أبو نعيم: سعيد أبو البختري وعبد الرحمن ابن أبي ليلى قتلا في الجماجم سنة ثلاث وثمانين [6] . سنة ست وثمانين قال يعقوب بن سفيان عن ابْنُ بُكَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كانت
وفاته- يعني عبد العزيز بن مروان- ليلة الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الاولى سنة ست وثمانين [1] . ... نا يعقوب بن سفيان قال قال ابن بكير قال الليث: وفيها- يعني سنة ست وثمانين- توفي أمير المؤمنين عبد الملك يوم الخميس ليلة البدر لأربع عشرة ليلة خلت من شوال [2] . أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين [3] بن الفضل [4] ، أنا عبد الله بن جعفر قال قال أبو يوسف يعقوب بن سفيان: قرأت في صفائح في قبلة مسجد دمشق صفائح مذهبة بلازورد: بسم الله الرحمن الرحيم. الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ، لَهُ ما في السَّماواتِ وَما في الْأَرْضِ، من ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ 2: 255 [5] الى آخر الآية. لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، لَا شَرِيكَ له، ولا نعبد الا إياه. ربنا الله وحده. وديننا الإسلام. ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. أمر ببنيان هذا المسجد وهدم الكنيسة التي كانت فيه عبد الله الوليد أمير المؤمنين في ذي القعدة من سنة ست وثمانين. في ثلاث صفائح، وفي الرابعة:
سنة ثلاث وتسعين
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [1] . مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. 1: 2- 4 الى آخر السورة. ثم «النازعات» الى آخرها. ثم «عبس» الى آخرها. ثم إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 81: 1. قال أبو يوسف: وقدمت بعد ذلك فرأيت هذا قد محي، وكان هذا قبل المأمون [2] . أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، أنا يعقوب بن سفيان قال: سألت هشام بن عمار عن قصة مسجد دمشق وهدم الكنيسة؟ فقال: كان الوليد قال للنصارى من أهل دمشق: ما شئتم ان أخذتم كنيسة توما عنوة وكنيسة الداخلة صلحا، فانا لنهدم كنيسة توما. - قال هشام: وتلك أكبر من الداخلة- قال: فرضوا أن أهدم كنيسة الداخلة وأدخلها في المسجد. قال: وكان بابها قبلة المسجد. اليوم المحراب الّذي يصلّي فيه. قال: وهدم الكنيسة في أول خلافة الوليد سنة ست وثمانين. وكانوا في بنائه تسع سنين، حتى مات الوليد ولم يتم، فأتمه هشام من بعده. كذا قال: هشام!. والصواب: سليمان [3] . سنة ثلاث وتسعين وقال يعقوب عن إبراهيم بن المنذر عن معن بن عيسى: توفي أنس ابن مالك وعلي بن الحسين وعروة وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ
سنة أربع وتسعين
سنة ثلاث وتسعين [1] . سنة أربع وتسعين أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير قال الليث: وفي سنة أربع وتسعين قدم بشر بن أمير المؤمنين بأهل الشام الى مصر ليغزو بهم مع أهل مصر البحر، على أهل مصر عبد الله بن مالك بن الأبجر، ودخل بشر مصر يوم الاثنين في رجب فسار حتى بلغوا درنة، ثم لم تطب لهم الريح فرجعوا الى الاسكندرية، فجاءهم إذنهم وهم بها فقفلوا [2] . سنة خمس وتسعين أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنا محمد أبو الحسين [3] أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال قال ابن بكير قال الليث بن سعد: وحج عامئذ- يعني سنة خمس وتسعين- بالناس بشر بن الوليد ابن أمير المؤمنين [4] . .. يعقوب بن سفيان حدثني الفضل- وهو ابن زِيَادٍ- قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: ولد شريك سنة خمس وتسعين [5] . سنة ثمان وتسعين قال يعقوب بن سفيان: مات- يعني عبد الرحمن بن كعب الأنصاري-
سنة تسع وتسعين
في خلافة سليمان بن عبد الملك [1] . سنة تسع وتسعين وروى الخطيب البغدادي من طريق يعقوب بن سفيان الحافظ عن سعيد بن أبي مريم عن رشدين بن سعد [2] قال حدثني عقيل عَنِ [ابْنِ] [3] شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز قال: سنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم وخلفاؤه بعده سننا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستعمال لطاعة الله، ليس على أحد تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في رأي من خالفها، فمن اقتدى بما سبق هدى، ومن استبصر بها أبصر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولّاه الله ما تولّى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا. وأمر عمر بن عبد العزيز مناديه ذات يوم فنادى في الناس: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس فخطبهم فقال في خطبته: اني لم أجمعكم الا أن المصدق منكم بما بين يديه من لقاء الله والدار الآخرة ولم يعمل لذلك ويستعد له أحمق، والمكذب له كافر. ثم تلا قوله تعالى أَلا إِنَّهُمْ في مِرْيَةٍ من لِقاءِ رَبِّهِمْ 41: 54 [4] وقوله تعالى وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ 12: 106 [5] . سنة مائة وفي تأريخ يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير عن الليث قال: وفي
(كتاب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز) :
سنة مائة طلع المغيرة بن أبي بردة بالجيش الى إفريقية [1] . وذكر يعقوب بن سفيان في «التأريخ» فقال: فيها- يعني سنة مائة- قدم عباس بن أجيل- بالسين المهملة والباء- من الأندلس الى إفريقية. - هكذا رأيته مضبوطا، والله أعلم-[2] . يعقوب بن سفيان قال قال أبو نعيم: مات ربعي بن حراش في زمن عمر بن عبد العزيز [3] . (كتاب الحسن البصري الى عمر بن عبد العزيز) : حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا أبو العباس [4] السراج قال ثنا عبيد الله بن حرب بن جبلة قال ثنا حمزة بن رشيد أبو علي قال حدثني عمرو بن عبد الله القرشي عن أبي حميد الشامي قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز. وحدثني محمد بن بدر قال ثنا حماد بن مدرك قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن يزيد الليثي قال: ثنا معن بن عيسى قال ثنا إبراهيم عن عبد الله بن أبي الأسود عن الحسن انه كتب الى عمر بن عبد العزيز- والسياق لابي حميد الشامي-: اعلم ان التفكر يدعو الى الخير والعمل به، والندم على الشر يدعو الى تركه، وليس ما يفنى وان كان كثيرا يعدل ما يبقى وان كان طلبه عزيزا، واحتمال المئونة المنقطعة التي تعقب الراحة
الطويلة خير من تعجيل راحة منقطعة تعقب مئونة باقية، فاحذر هذه الدار الصارعة الخادعة الخاتلة التي قد تزينت بخدعها، وغرت بغرورها، وقتلت أهلها بأملها، وتشوفت لخطابها، فأصبحت كالعروس المجلوة، العيون اليها ناظرة، والنفوس لها عاشقة، والقلوب اليها والهة، ولألبابها دامغة، وهي لأزواجها كلهم قاتلة. فلا الباقي بالماضي معتبر، ولا الآخر بما رأى من الأول مزدجر، ولا اللبيب بكثرة التجارب منتفع ولا العارف [باللَّه] والمصدق له حين أخبر عنها مدكر. فأبت القلوب لها الا حبا، وأبت النفوس بها الا ضنا. وما هذا منّا لها الا عشقا، ومن عشق شيئا لم يعقل غيره، ومات في طلبه أو [1] يظفر به، فهما عاشقان طالبان لها، فعاشق قد ظفر بها واغتر وطغى ونسي بها المبدأ والمعاد، فشغل بها لبه، وذهل فيها عقله، حتى زلت عنها قدمه، وجاءته أسر ما كانت له منيته [2] فعظمت ندامته، وكثرت حسرته، واشتدت كربته مع ما عالج من سكرته. واجتمعت عليه سكرات الموت بألمه [3] ، وحسرات الموت بغصته، غير موصوف ما نزل به. وآخر مات قبل ان يظفر منها بحاجته فذهب بكربه وغمه ولم يدرك منها ما طلب، ولم يرح نفسه من التعب والنصب. خرجا جميعا بغير زاد، وقدما على غير مهاد. فاحذرها الحذر كله فأنها مثل الحية لين مسها وسمها يقتل، فاعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها، وضع عنك همومها لما عاينت من فجائعها، وأيقنت به من فراقها، وشدد ما اشتد منها لرخاء [4] ما يصيبك
وكن [أسر] ما تكون فيها احذر ما تكون لها، فأن صاحبها كلما اطمأن فيها الى سرور له أشخصته عنها بمكروه، وكلما ظفر بشيء منها وثنى رجلا عليه انقلبت به، فالسار فيها غار، والنافع فيها غدا ضار [1] ، وصل الرخاء فيها بالبلاء، وجعل البقاء فيها الى فناء، سرورها مشوب بالحزن، وآخر الحياة فيها الضعف والوهن، فانظر اليها نظر الزاهد المفارق، ولا تنظر نظر العاشق الوامق واعلم انها تزيل الثاوي الساكن وتفجع المغرور الآمن. لا يرجع ما تولى منها فأدبر، ولا يدرى ما هو آت فيها فينتظر. فأحذرها فأن أمانيها كاذبة، وأن آمالها باطلة، عيشها نكد، وصفوها كدر، وأنت منها على خطر. اما نعمة زائلة، واما بلية نازلة، واما مصيبة موجعة، واما منية قاضية، فلقد كدت عليه المعيشة ان عقل، وهو من النعماء على خطر، ومن البلوى على حذر، ومن المنايا على يقين، فلو كان الخالق تعالى لم يخبر عنها بخبر، ولم يضرب لها مثلا، ولم يأمر فيها بزهد، لكانت الدار قد أيقظت النائم، ونبهت الغافل، فكيف وقد جاء من الله تعالى عنها زاجر، وفيها واعظ. فما لها عند الله عز وجل قدر، ولا لها عند الله تعالى وزن من الصغر، ولا تزن عند الله تعالى مقدار حصاة من الحصا، ولا مقدار ثراة في جميع الثرى [2] ، ولا خلق خلقا- فيما بلغت- أبغض اليه من الدنيا ولا نظر اليها منذ خلقها مقتا لها، ولقد عرضت على نبينا صلى الله عليه وسلم بمفاتيحها وخزائنها ولم ينقصه ذلك عنده جناح بعوضة فأبى أن يقبلها وما منعه من القبول لها ولا ينقصه عند الله تعالى شيء الا انه علم ان الله تعالى أبغض شيئا فأبغضه، وصغر شيئا فصغره، ووضع شيئا فوضعه ولو قبلها كان الدليل على حبه إياها قبولها، ولكنه كره ان يحب
ما أبغض خالقه، وأن يرفع ما وضع مليكة. ولو لم يدله على صغر هذه الدار الا أن الله تعالى حقرها ان يجعل خيرها ثوابا للمطيعين، وأن يجعل عقوبتها عذابا للعاصين. فاخرج ثواب الطاعة منها واخرج عقوبة المعصية عنها. وقد يدلك على شر هذه الدار ان الله تعالى زواها عن أنبيائه وأحبائه اختبارا، وبسطها لغيرهم اعتبارا واغترارا، ويظن المغرور بها والمفتون عليها أنه انما أكرمه بها، ونسي ما صنع بمحمد المصطفى صلى الله عليه وسلم وموسى المختار عليه السلام بالكلام له وبمناجاته. فأما محمد صلى الله عليه وسلم فشد الحجر على بطنه من الجوع، واما موسى عليه السلام فرئي خضرة البقل من صفاق بطنه من هزاله، ما سأل الله تعالى يوم أوى الى الظل الا طعاما يأكله من جوعه. ولقد جاءت الروايات عنه ان الله تعالى اوحى اليه، أن يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى قد اقبل فقل ذنب عجلت عقوبته. وان شئت ثلثته بصاحب الروح والكلمة [1] ففي امره عجيبة، كان يقول أدمي الجوع، وشعاري الخوف ولباسي الصوف، ودابتي رجلي، وسراجي بالليل القمر، وصلايتي في الشتاء الشمس، وفاكهتي وريحاني ما أنبت الأرض للسباع والانعام. أبيت وليس لي شيء واحد اغنى مني. ولو شئت ربعت بسليمان بن داود عليهما السلام، فليس دونهم في العجب. يأكل خبز الشعير في خاصته ويطعم اهله الخشكار والناس الدرمك [2] فإذا جنه الليل لبس المسوح وغل اليد الى العنق وبات باكيا حتى يصبح، يأكل الخشن من الطعام ويلبس الشعر من الثياب. كل هذا يبغضون ما أبغض الله عز وجل، ويصغرون ما صغر الله تعالى، يزهدون فيما فيه زهد. ثم اقتصّ الصالحون بعد منهاجهم
وأخذوا بآثارهم والزموا الكد والعير [1] ، والطفوا التفكير وصبروا في مدة الأجل القصير، عن متاع الغرور الّذي الى الفناء يصير، ونظروا الى آخر الدنيا ولم ينظروا الى أولها، ونظروا الى عاقبة مرارتها ولم ينظروا الى عاجلة حلاوتها ثم الزموا أنفسهم الصبر أنزلوها من أنفسهم بمنزلة الميتة التي لا يحل الشبع منها الا في حال الضرورة اليها، فأكلوا منها بقدر ما يرد النفس ويقي الروح. ومكن اليوم [2] ، وجعلوها بمنزلة الجيفة التي قد اشتد نتن ريحها فكل من مر بها أمسك على انفه منها، فهم يصيبون منها لحال الضر ولا ينتهون منها الى الشبع من النتن، فقرنت [3] عنهم وكانت هذه منزلتها من أنفسهم، فهم يعجبون من الآكل منها شبعا، والمتلذذ بها أشرا. ويقولون في أنفسهم أما ترى هؤلاء لا يخافون من الأكل، أما يجدون ريح النتن؟ وهي والله يا أخي في العاقبة والآجلة أنتن من الجيفة المرصوفة، غير أن أقواما استعجلوا الصبر فلا يجدون ريح النتن، والّذي نشأ في ريح الإهاب النتن لا يجد نتنه، ولا يجد من ريحه ما يؤذي المارة والجالس عنده [4] ، وقد يكفي العاقل منها انه من مات عنها وترك مالا كثيرا سره أنه كان فيها فقيرا، أو شريفا أنه كان فيها وضيعا، أو كان فيها معافى سره انه كان فيها مبتلى، أو كان مسلطنا سره انه كان فيها سوقة. وان فارقتها سرك انك كنت أوضع أهلها منعة، وأشدهم فيها فاقة، أليس ذلك الدليل على خزيها لمن يعقل أمرها. والله لو كانت الدنيا من أراد منها شيئا وجده الى جنبه من غير طلب ولا نصب غير انه إذا أخذ منها شيئا لزمته حقوق الله فيه وسأله عنه ووقفه
على حسابه لكان ينبغي للعاقل أن لا يأخذ منها الا قدر قوته وما يكفي، حذر السؤال وكراهية لشدة الحساب. وانما الدنيا إذا فكرت فيها ثلاثة أيام، يوم [مضى] لا ترجوه، ويوم أنت فيه ينبغي لك ان تغتنمه، ويوم [يأتي] لا تدري أنت من اهله أم لا؟ ولا تدري لعلك تموت قبله. فأما أمس فحكيم مؤدب، وأما اليوم فصديق مودع، غير أن أمس وان كان [قد] فجعك بنفسه فقد ابقى في يديك حكمته، وان كنت قد أضعته فقد جاءك خلف منه وقد كان عنك طويل الغيبة وهو الآن عنك سريع الرحلة، وغدا أيضا في يديك منه أمله. فخذ الثقة بالعمل، واترك الغرور بالأمل قبل حلول الأجل وإياك ان تدخل على اليوم هم غد أو هم بعده- زدت في حزنك وتعبك وأردت ان تجمع في يومك ما يكفيك أيامك، هيهات كثر الشغل وزاد الحزن وعظم التعب وأضاع العبد العمل بالأمل. ولو ان الأمل في غدك خرج من قلبك أحسنت اليوم في عملك، واقتصرت لهم يومك، غير ان الأمل فيك في الغد دعاك الى التفريط، ودعاك الى المزيد في الطلب، ولئن شئت واقتصرت لأصفن لك الدنيا ساعة بين ساعتين، ساعة ماضية، وساعة آتية، وساعة أنت فيها. فأما الماضية والباقية فليس تجد لراحتهما لذة، ولا لبلائها ألما. وانما الدنيا ساعة أنت فيها فخدعتك تلك الساعة عن الجنة وصيرتك الى النار وانما اليوم ان عقلت ضيف نزل بك وهو مرتحل عنك، فأن أحسنت نزله وقراه شهد لك واثنى عليك بذلك وصدق فيك، وان أسأت ضيافته ولم تحسن قراه جال في عينيك. وهما يومان بمنزلة الأخوين نزل بك أحدهما فأسأت اليه ولم تحسن قراه فيما بينك وبينه، فجاءك الآخر بعده فقال اني قد جئتك بعد أخي فأن إحسانك الى يمحو إساءتك اليه، ويغفر لك ما صنعت فدونك إذ نزلت بك وجئتك بعد أخي المرتحل عنك فلقد ظفرت بخلف منه ان عقلت، فدارك
ما قد أضعت. وان ألحقت الآخر بالأول فما أخلقك ان تهلك بشهادتهما عليك. ان الّذي بقي من العمر لا ثمن له ولا عدل، فلو جمعت الدنيا كلها ما عدلت يوما بقي من عمر صاحبه، فلا تبع اليوم ولا تعد له من الدنيا بغير ثمنه، ولا يكونن المقبور أعظم تعظيما لما في يديك منك وهو لك، فلعمري لو أن مدفونا في قبره قيل له هذه الدنيا أولها الى آخرها تجعلها لولدك من بعدك يتنعمون فيها من ورائك فقد كنت وليس لك هم غيرهم أحب إليك أم يوم تترك فيه وتعمل لنفسك لاختار ذلك، وما كان ليجمع مع اليوم شيئا الا اختار اليوم عليه رغبة فيه وتعظيما له، بل لو اقتصر على ساعة خيرها وما بين أضعاف ما وصفت لك وأضعافه [يكون لسواه الا اختار الساعة لنفسه على أضعاف ذلك يكون لغيره بل لو اقتصر على كلمة يقولها تكتب له وبين ما وصفت لك وأضعافه] لاختار الكلمة الواحدة عليه، فانتقد اليوم لنفسك وأبصر الساعة وأعظم الكلمة واحذر الحسرة عند نزول السكرة، ولا تأمن ان تكون لهذا الكلام حجة نفعنا الله وإياك بالموعظة، ورزقنا وإياك خير العواقب والسلام عليك ورحمة الله وبركاته [1] . أخبرنا إسماعيل بن أحمد السمرقندي قال: أخبرنا محمد بن هبة الله الطبري قال: أنبأنا محمد بن الحسين بن الفضل قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال: أنبأنا يعقوب بن سفيان قال: أنبأنا عبد الله بن عثمان قال: أنبأنا عون بن مَعْمَرٍ قَالَ: كَتَبَ الْحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عبد العزيز: «أما بعد فكأنّ آخر من كتب عليه الموت قد مات» . فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: «أَمَّا بَعْدُ فَكَأَنَّكَ بِالدُّنْيَا لَمْ تَكُنْ، وَكَأَنَّكَ بِالْآخِرَةِ لم تزل،
سنة احدى ومائة
والسلام عليك» [1] . سنة احدى ومائة أخبرنا ابن الفضل أنبا ابن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان قال سليمان بن حرب: مات عمر بن عبد العزيز سنة احدى ومائة [2] . أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان قال: وفيها- يعني سنة احدى ومائة- نزع أيوب بن شرحبيل وأمّر بشر بن صفوان- يعني على مصر-[3] . سنة اثنتين ومائة فيها أمر بشر بن صفوان على إفريقية، واستخلف أخاه حنظلة على مصر [4] . وفيها مات الضحاك بن مزاحم الهلالي [5] . سنة ثلاث ومائة وفيها عزل عروة [6] عن أهل اليمن وأمر مسعود بن غوث [7] .
سنة خمس ومائة
سنة خمس ومائة وفيها نزع بشر- يعني ابن صفوان- عن إفريقية [1] . سنة ست ومائة وفيها رجع بشر بن صفوان أميرا على إفريقية [2] . سنة تسع ومائة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال: وفيها- يعني سنة تسع ومائة- توفي بشر بن صفوان [3] . سنة عشر ومائة يعقوب بن سفيان حدثني سعيد بن أسد حدثنا حمزة عن ابن شوذب قال: مات ابن سيرين بعد الحسن بمائة ليلة [4] . سنة ثلاث عشرة ومائة وقال يعقوب بن سفيان: مات الضحاك بن مخلد الشيبانيّ سنة ثلاث عشرة ومائة [5] . سنة أربع عشرة ومائة وفيها مات محمد بن علي بن الحسين- الباقر-[6] .
سنة سبع عشرة ومائة
وقال يعقوب بن سفيان عن حيوة بن شريح عن عباس بن الفضل عن حماد بن سلمة: قدمت مكة سنة مات عطاء بن أبي رباح سنة 114 هـ[1] . سنة سبع عشرة ومائة أخبرنا محمد بن الحسين القطان انا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان قال قال أبو نعيم: مات قتادة في سنة سبع عشرة ومائة [2] . سنة تسع عشرة أبو القاسم بن أبي الأشعث أنا محمد بن هبة الله أنا محمد أبو الحسين أنا عبد الله أنا يعقوب قال: وفيها- يعني سنة تسع عشرة ومائة- خرج الزهري مع أبي شاكر بن هشام [3] ، ووضع عنه هشام سبعة عشر ألف دينار كان الزهري يبتاع بها من دين السلطان، ونزل الزهري في دار بني الديل بين أخواله لأن أمه بغاثية، وكان يحيى بن سعيد وربيعة والناس يختلفون اليه، ويزعم بعض أهل المدينة أن الزهري أخدم في قدمته هذه في ليلة واحدة خمس عشرة امرأة من بني زهرة خادما خادما [4] . وبالإسناد السابق نا يعقوب نا زيد بن بشر انا ابن وهب أخبرني الليث عن أكيمة قال: لولا ابن شهاب لذهب كثير من السنن [5] . قال ونا يعقوب قال حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ: الذين أفتوا الحكم وحماد وقتادة والزهري، والزهري عندي أفقههم [6] .
سنة عشرين ومائة
سنة عشرين ومائة يعقوب بن سفيان قال حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ حَدَّثَنَا عرفه ابن إسماعيل عن ابن إدريس قال سمعت شعبة قال: مات حماد بن أبي سليمان سنة عشرين ومائة. قال ابن إدريس: وفيها مولدي [1] . سنة اثنتين وعشرين ومائة قال يعقوب الفسوي: كان- يعني زيد بن علي بن الحسين- قدم الكوفة وخرج بها لكونه كلم هشام بن عبد الملك في دين معاوية، فأبى عليه وأغلظ له [2] . سنة أربع وعشرين ومائة أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنا محمد بن الحسين أنا عبد الله نا يعقوب قال قال أبو نعيم: مات الزهري في سنة أربع وعشرين ومائة [3] . وبالإسناد السابق نا يعقوب نا حامد بن يحيى ويوسف بن محمد قالا نا معن بن عيسى قال قال لي ابن أخي ابن شهاب: مات ابن شهاب في سنة أربع وعشرين ومائة. وقال يعقوب: ومات الزهري في أمواله بشعب وقد مررت بقبره هناك، وقد دفن في نشر من الأرض. ويقال مات في ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان [4] . وبالإسناد السابق نا يعقوب حدثني العباس بن الوليد أخبرني أبي
سنة خمس وعشرين ومائة
أخبرني سعيد بن بشير عن قتادة قال: كان آخِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم موتا بمكة عبد الله بن عمر. قال ابن بكير: والزهري يومئذ ابن ست عشرة سنة [1] . وبالإسناد السابق نا يعقوب بن سفيان نا إبراهيم بن المنذر عن معن- يعني ابن عيسى- عَنِ ابْنِ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: جَمَعَ ابن شهاب القرآن في ثمانين يوما [2] . سنة خمس وعشرين ومائة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب قال ابن بكير قال الليث: وفيها- يعني سنة خمس وعشرين ومائة- قتل بلج بن بشر حين أجاز ابن قطن الى أهل الأندلس أميرا عليهم، ثم مات بلج بعد شهرين [3] . سنة ست وعشرين ومائة قال يعقوب بن سفيان: حدثني محمد بن خالد بن العباس السكسكي، حدثني الوليد بن مسلم حدثني أبو عمرو الأوزاعي عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قال: ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جعلتم تسمون بأسماء فراعنتكم، انه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له الوليد هو أضر على أمتي من فرعون على قومه. قال أبو عمرو الأوزاعي: فكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك، ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد، لفتنة الناس به حتى خرجوا عليه
سنة ثمان وعشرين ومائة
فقتلوه، وانفتحت على الأمة الفتنة والهرج [1] . سنة ثمان وعشرين ومائة أخبرنا ابن الفضل أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت بعض علماء مصر يقول: ولد يزيد- يعني ابن [أبي] حبيب المصري- سنة ثلاث وخمسين وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائة [2] . سنة احدى وثلاثين ومائة أخبرنا القطان أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت أبا عمر الضرير قال: إبراهيم الصائغ إبراهيم بن ميمون قتله أبو مسلم في سنة احدى وثلاثين ومائة. قال غير أبي عمر: قتل في سنة ثلاثين [3] . سنة اثنتين وثلاثين ومائة وفيها مات ضرار بن مرة أبو سنان الشيبانيّ [4] . العصر العباسي سنة ثلاث وثلاثين ومائة وفيها توفي داود بن علي وهو وال على المدينة [5] .
سنة أربع وثلاثين ومائة
سنة أربع وثلاثين ومائة (موقعة طلخ) وفيها قال يعقوب الفسوي: كان لصاحب الصين حركة. وكان زياد ابن صالح بسمرقند فبلغه ذلك وأن صاحب الصين قد أقبل في مائة ألف سوى من يتبعه من الترك. فعسكر زياد بن صالح وكتب الى أبي مسلم بالأمر، فعسكر أبو مسلم على مرو وجمع جيوشه وسار اليه خالد بن إبراهيم من طخارستان، وسار جيش خراسان الى سمرقند في شوال سنة أربع وثلاثين، وأنجد- زياد بن صالح بعشرة آلاف، فسار زياد بجيوشه حتى عبر نهر الشاش، وأقبل جيش الصين، فحاصروا سعيد بن حميد، فلما بلغهم دنو زياد ترحلوا، ثم نزل صاحب جبال الصين مدينة طلخ، فقصده زياد، ثم التقوا من الغد، فقدم زياد الرماة صفا أمام الجيش وخلفهم أصحاب الرماح ثم الخيالة ثم الحسر بعد ذلك وأعد خيلا كمينا، فالتقى الجمعان وصبر الفريقان يومهم الى الليل، فلما غربت الشمس ألقى الله في قلوب الصين الرعب، ونزل النصر فانهزم الكفار [1] . سنة خمسين ومائة ... يعقوب بن سفيان قال سمعت مكي بن إبراهيم قال: مات ابن جريج في سنة خمسين ومائة [2] . سنة سبع وثمانين ومائة وفيها مات زكريا بن يحيى الذارع [3] .
سنة سبع ومائتين
سنة سبع ومائتين وفيها مات روح بن عبادة القيسي [1] .
نصوص في معرفة الرجال مقتبسة من كتاب (المعرفة والتاريخ)
نصوص في معرفة الرجال مقتبسة من كتاب (المعرفة والتاريخ)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو بكر بن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب بن سفيان، حدثني محمد بن مقاتل المروزي، نا أوس- وهو ابن عبد الله بن بريدة-، عن أخيه، أظنه عن أبيه، قال: مات أبي بمرو وقبره بحصين. وقال لي أبي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات من أصحابي بأرض فهو قائدهم يوم القيامة. كذا رواه بالشك، ورواه غيره عن أوس فلم يشك فيه [1] . عن يعقوب الفسوي باسناد لطيف مرفوعا: يؤتى يوم القيامة بشيخ ترعد فرائصه وتصطك ركبتاه [2] . جاء في ترجمة (عمران بن خالد بن طليق الخزاعي) روى عن آبائه حديث: «النظر الى علي عبادة» رواه عنه يعقوب الفسوي [3] . وقال يعقوب بن سفيان أنبأنا أحمد بن محمد الأزرقي ثنا الزنجي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت في النوم بني أبي الحكم بن أبي العاص ينزون على منبري كما تنزو القردة. قال: فما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا بعدها حتى توفي [4] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا صفوان ثنا الوليد بن مسلم ثنا عبد الله أو عبد الغفار بن إسماعيل بن عبد الله عن أبيه انه حدثه عن شيخ من السلف
قال سمعت أبا الدرداء يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: اني فرطكم على الحوض، أنتظر من يرد عليّ منكم، فلا ألفين أنازع أحدكم، فأقول: انه من أمتي. فيقال: هل تدري ما أحدثوا بعدك؟ قال أبو الدرداء: فتخوفت أن أكون منهم، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكرت ذلك له، فقال: انك لست منهم. قال: فتوفي أبو الدرداء قبل أن يقتل عثمان، وقبل أن تقع الفتن [1] . روى يعقوب بن سفيان عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ منصور عن ربعي عن البراء بن ناجية الكاهلي عن عبد الله بن مسعود قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ان رحى الإسلام ستزول لخمس وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فان تهلك فسبيل من هلك، وان يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما. قال: قال عمر: يا رسول الله أبما مضى أو بما بقي؟ قال: بل بما بقي [2] . وقال يعقوب بن سفيان: حدثني محمد بن فضيل، ثنا مؤمل، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: خلافة نبوة ثلاثون عاما، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء، فقال معاوية: رضينا بالملك [3] . وقال يعقوب بن سفيان: أنا عبد الرحمن بن عمرو الحزامي ثنا محمد بن سليمان عن أبي تميم الْبَعْلَبَكِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ عَنْ مَكْحُولٍ [4]
عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخَشَنِيِّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ مُعْتَدِلًا قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بني أمية» [1] . قال يعقوب بن سفيان ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة عن أبي سلمة عن أبي نضرة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعشرة من أصحابه: آخركم موتا في النار. فيهم سمرة بن جندب. قال أبو نضرة: فكان سمرة آخرهم موتا [2] . قال يعقوب بن سفيان ثنا حجاج بن منهال ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد عن أوس بن خالد قال: كنت إذا قدمت على أبي محذورة سألني عن سمرة، وإذا قدمت على سمرة سألني عن أبي محذورة، فقلت لأبي محذورة: مالك إذا قدمت عليك تسألني عن سمرة، وإذا قدمت على سمرة سألني عنك؟ فقال: اني كنت أنا وسمرة وأبو هريرة في بيت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: آخركم موتا في النار. قال: فمات أبو هريرة، ثم مات أبو محذورة، ثم مات سمرة [3] . روى الحافظ البيهقي من طريق يعقوب بن سفيان حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن زيد عن محمد بن الزبير الحنظليّ قال: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، وعمرو بن الأهتم. فقال لعمرو بن الأهتم: أخبرني عن الزبرقان، فأما هذا فلست أسألك عنه» . وأراه كان قد عرف قيسا. قال فقال: مطاع في أدنيه شديد العارضة مانع لما وراء ظهره. فقال الزبرقان: قد
قال ما قال وهو يعلم اني أفضل مما قال. قال: فقال عمرو: والله ما علمتك الا زبر المروءة ضيق العطن، أحمق الأب، لئيم الخال، ثم قال يا رسول الله قد صدقت فيهما جميعا، أرضاني فقلت بأحسن ما فيه، واسخطني فقلت بأسوإ ما اعلم. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «ان من البيان سحرا» [1] . وقال يعقوب بن سفيان ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل ثنا أبو عوانة عن قتادة عن سفينة عن أم سلمة قالت: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته الصلاة وما ملكت ايمانكم حتى جعل يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانه [2] . وقال البيهقي أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد الله بن جعفر أنبأنا يعقوب بن سفيان حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم صلى خلف أبي بكر [3] . وقال يعقوب بن سفيان حدثنا هشام بن عمار ثنا عمرو بن واقد ثنا يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي رَأَيْتُ أني وضعت في كفة وأمتي في كفة فعدلتها، ثم وضع أبو بكر في كفة وأمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عمر في كفة وأمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عثمان في كفة وأمتي في كفة
فعدلها [1] . أخرج يعقوب بن سفيان من رواية النضر بن عبد الجبار عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب حدثه عن ابن شماسة عن رجل حدثه أنه سمع عبد الرحمن بن عديس يقول سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج ناس يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية يقتلون بجبل لبنان والخليل» [2] . روى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» من طريق صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سيدكم يا بني نضلة» ؟ قالوا: جد بن قيس. قال: «بم تسودونه؟» فقالوا: انه أكثرنا مالا وانا على ذلك لنزنّه بالبخل. قال: وأي داء أدوأ من البخل؟ ليس ذا سيدكم» قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال: «بشر بن البراء بن معرور» [3] . روى يعقوب بن سفيان من طريق يحيى بن راشد عن دهثم بن دلهم عن عابد بن ربيعة القريعي عن قرة بن دعموص عن الحارث بن شريح انه انطلق الى النبي صلى الله عليه وسلم [4] . قال الامام أحمد حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا الذيال بن عبيد سمعت جدي حنظلة بن حذيم حدثني أبي أن جدي حنيفة قال لخديم اجمع لي بني فأوصاهم فقال: ان ليتيمي الّذي في حجري مائة من الإبل.
فقال حذيم [1] : يا أبت اني سمعت بنيك يقولون: انما نقر بهذا لتقر عين أبينا فإذا مات رجعنا. فارتفعوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء حنيفة وحذيم ومن معهما ومعهم حنظلة وهو غلام وهو رديف أبيه حذيم، فقص حنيفة على النبي صلى الله عليه وسلم قصته. قال: فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فجثى على ركبتيه وقال: لا لا. الصدقة خمس والا فعشر والا فعشرون والا فثلاثون، فان كثرت فأربعون. قال: فودعوه ومع اليتيم هراوة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عظمت هذه هراة يتيم» فقال حذيم: ان لي بنين ذوي لحي وان هذا أصغرهم- يعني حنظلة- فادع الله له، فمسح رأسه وقال: «بارك الله فيك- أو قال: بورك فيك-» . قال الذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه، فيتفل على يديه ويقول: بسم الله. ويضع يده على رأسه موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسحه ثم يمسح موضع الورم فيذهب الورم. وكذا رواه يعقوب بن سفيان [2] . روى أبو موسى [3] من «تاريخ» يعقوب بن سفيان من طريق صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي عوف عن عتبة بن عبيد الثمالي رفعه «لا يدخل الجنة قبل سائر أمتي الا إبراهيم وإسماعيل» الحديث [4] . وروى يعقوب بن سفيان في «تأريخه» عن سهل بن وقاص بن سريع حدثني عمي سريع بن سريع حدثنا عمي كريز بن أبي وقاص أن أباه وقاص بن سريع حدثه أن أباه سريع بن الحكم حدثه قال: خرجت في وفد بني تميم حتى قدمنا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأدينا اليه
صدقات أموالنا، فذكر الحديث بطوله [1] . أخرج يعقوب بن سفيان عن سليمان بن عبد الرحمن عن مطر بن علاء عن ابن عبد الملك بن يسار الثقفي حدثني أبو أمية الشعبانيّ- وكان جاهليا- حدثني معاذ بن جبل رفعه «ثلاثون خلافة ونبوة، وثلاثون خلافة وَمُلْكٌ، وَثَلَاثُونَ مُلْكٌ وَتَجَبُّرٌ، وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ لا خير فيه» [2] . أورد الخطيب في ترجمة غياث في «المؤتلف» من رواية يعقوب بن سفيان عن صالح بن سليمان عن غياث بن عبد الحميد عن مطر عن الحسن [3] عن أبي وقاص صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سهام المؤذنين عند الله يوم القيامة كسهام المجاهدين وهم فيما بين الأذان والاقامة كالمتشحط بدمه في سبيل الله عز وجل» [4] . وقع في الرقاق من «صحيح البخاري» عقب رواية عثمان بن الأسود عن ابن أبي مليكة عن عائشة حديث «من نوقش الحساب عذب» . تابعه ابن جريج ومحمد بن سليم وذكر غيرهما يعني عن ابن أبي مليكة. قال ابن حجر: ورواية ابن جريج ومن ذكر معه أخرجها أبو عوانة في «صحيحه» عن يعقوب بن سفيان وغيره عن أبي عاصم عنهم [5] . روى يعقوب بن سفيان من حديث حفص بن غياث عن طلحة بن
مصرف عن أبيه عن جده قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح رأسه مرة واحدة [1] . قال ابن سفيان حدثناه الحسن بن بشر ثنا عبد الله بن نمير [ثنا أبي] [2] عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر حديث «كلكم راع» الحديث [3] . أخبرنا القطان أخبرنا عبد الله حدثنا يعقوب قال نا إبراهيم بن المنذر قال نا عَبَّاسُ بْنُ أَبِي شَمْلَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ يعقوب عن أسيد بن علي بن عبيد عن أبيه عن أبي أسيد الساعدي قال: كنت أصغر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم منه سماعا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبقى للولد من بر الوالد الا أربع: الصلاة عليه، والدعاء له، وإنفاذ عهده من بعده، وصلة رحمه، وإكرام صديقه» [4] . أنا القطان أنا عبد الله نا يعقوب قال نا سليمان بن حرب نا سليمان بن المغيرة وحماد بن زيد عن ثابت عن أنس بن مالك قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أفا قط، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلت كذا وكذا، ولا لشيء لم أفعله: ألا كنت فعلت كذا وكذا [5] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار بن سوادة الغامدي الموصلي حدثنا
يعقوب بن إسحاق الحضرميّ عن سليمان بن معاذ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: «لا يسأل بوجه الله شيء الا الجنة» [1] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا إسماعيل ابن سليمان اليشكري حدثني عبد الله بن أوس الخزاعي أن بريدة الأسلمي حدثهم أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «بشّر المشاءين في الظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامة» [2] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر فهد بن حيان حدثنا حفص بن غياث عن برد بن سنان الشامي عن مكحول عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه يرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك» [3] . أخبرنا القطان أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو نعيم حَدَّثَنَا سُفْيَانُ [4] عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ [5] عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ معقل قال: سأل أبي عبد الله بن مسعود: أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الندم توبة» ؟ فقال: نعم [6] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا
يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن حسين المعلم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سلمة عن عطاء بن يسار عن زيد بن خالد الجهنيّ قال: سألت عثمان بن عفان رضي الله عنه عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل فلا ينزل؟ قال: فليس عليه غسل. فأتيت طلحة والزبير وأبي بن كعب رضي الله عنهم فسألتهم. فقالوا مثل ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [1] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بشر سهل بن بكار حدثنا يزيد بن إبراهيم عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من حلف على يمين صبر متعمدا فيها لاثم ليقتطع بها مالا بغير حق لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان [2] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا جعفر بن جسر قال حدثنا أبي جسر [3] عن الحسن عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: ان أهل الجنة ليغدون في حلة ويروحون في أخرى كغدو أحدكم ورواحه الى ملك من ملوك الدنيا، وكذلك يغدون ويروحون الى زيارة ربهم تعالى، وذلك لهم بمقادير ومعالم، يعلمون في تلك الساعة التي يأتون فيها ربهم عز وجل [4] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن
سفيان حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عبد الجبار حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمَيْدٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أبيه عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا؟ قال: ما يستر عورتك، ويسد جوعتك، فان كان بيت فذاك، وان كان حمار فبخ بخ، فلق من خبز وجر من ماء، وأنت مسئول عما فوق الازار [1] . أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا ابن درستويه حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أبو علي قرة بن حبيب القشيري صاحب الفنا حدثنا اياس بن أبي تميمة أبو مخلد أخبرنا عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: جاءت الحمى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: يا رسول الله ابعثني الى آثر أهلك عندك، فبعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأنصار فغبت عليهم سبعة أيام ولياليهن حتى اشتد ذلك عليهم فشكوا ذلك اليه، فأتاهم في ديارهم فجعل يدخل دارا دارا وبيتا بيتا يدعو لهم بالعافية، فلما رجع تبعته امرأة منهم فقالت: يا رسول الله والّذي بعثك بالحق ان أبي لمن الأنصار، وان أمي لمن الأنصار، فادع الله لي كما دعوت لأصحابي، فقال: ما شئت، ان شئت دعوت الله لك فعافاك، وان شئت صبرت ثلاثا ولك الجنة. قالت: يا رسول الله بل أصبر ثلاثا وثلاثا مع ثلاث، ولا أجعل للجنة خطرا. فقال أبو هريرة: ما من مرض يصيبني أحب اليّ من الحمى، انها تدخل في كل عضو مني، وان الله يعطي كل عضو قسطه من الأجر [2] . وقال يعقوب: سمعت سليمان بن حرب يذكر عن بعض مشيخته قال: رأيت قيس بن سعد قد ترك مجالسة عطاء [3] . قال: فسألته عن
ذلك؟ قال: انه نسي أو تغير فكدت ان أفسد سماعي منه [1] . وقال يعقوب: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَدْرَكْتُ الْكُوفَةَ وَبِهَا أَرْبَعَةٌ مِمَّنْ يُعَدُّ بِالْفِقْهِ، فَمَنْ بَدَأَ بالحارث ثنّى بعيدة، ومن بدا بعيدة ثنّى بالحارث، ثم علقمة الثالث وشريح الرابع. قال: ثُمَّ يَقُولُ ابْنُ سِيرِينَ: وَإِنَّ أَرْبَعَةً أَخَسُّهُمْ شريح لخيار [2] . قال يعقوب: عبد الملك بن أبي سليمان هو فزاري من أنفسهم ثقة [3] . قال يعقوب: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الرَّبِيعِ يَقُولُ: كُنَّا نَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ فَإِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ذَهَبْنَا فَلَمْ نُصَلِّ خَلْفَهُ. قَالَ: وَقِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ: كَيْفَ رَوَيْتَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ وَتَرَكْتَ عمرو ابن عبيد؟ قال: ان عمرا كان داعيا [4] . قال يعقوب: وعبيد أبو عمرو كان نساجا ثم تحول شرطيا للحجاج، وهو من سبي سجستان [5] . أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي انا أبو بكر بن الطبري انا أبو الحسين بن الفضل انا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا أبو توبة الربيع بن نافع نا إسماعيل بن عياش عن تمام بن نجيح، وهو ثقة [6] . أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، أنا أبو بكر ابن الطبري، أنا أبو الحسين بن الفضل، نا عبد الله بن جعفر، نا يعقوب
ابن سفيان، نا صفوان بن صالح، نا الوليد [1] ، نا خليد [2] : عن قتادة قال: قال الله عز وجل وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ 37: 173 [3] . قال قتادة: ولا أعلم أولئك الا أهل الشام [4] . وقال محمد بن عبد الله بن نمير: أبو أسامة يروي عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر فنرى أنه ليس به. قال الفسوي: صدق هو عبد الرحمن بن بلال بن تميم [5] . قال الفسوي: حدثنا أحمد بن محمد الأزرق المكيّ حدثنا الحباب بن فضالة اليمامي الحنفي قال: أتيت البصرة فلقيت أنس بن مالك، فقلت له: اني أردت سفرا فأردت أن أستأمرك. قال: وأين تريد؟ قلت: الهند. قال: فحيّ والداك أو أحدهما. قلت: بل هما حيّان. قال: فراضيان بمخرجك؟ قلت: بل ساخطان، استعدى عليّ أبي، وحبسني السلطان. قال: فالدنيا تريد أو الآخرة؟ قلت: كليهما. قال: ما أراك الا ستحبطهما كلتيهما، ارجع الى أبويك فبرّهما وأصحبهما، فإنك لن تصيب كسبا خيرا منه [6] . وقال الفسوي: حدثنا مكي بن إبراهيم قال: جلست الى ابن إِسْحَاقَ- وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ- فَذَكَرَ أَحَادِيثَ فِي الصّفة. فنفرت منها فلم أعد اليه [7] .
وقال يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير: انما يحدث عن عنبسة [1] مجنون أحمق كان يجيئني، ولم يكن موضعا للكتابة أن يكتب عنه [2] . وقال يعقوب بن سفيان: حدثني أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن عن عوف حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَيْدِ الله عن نافع عن ابن عمر انه قال: قدمنا مكة فنزلنا العصبة، عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وسالم مولى أبي حذيفة، فكان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة لانه كان أكثرهم قرآنا [3] . وقال يعقوب بن سفيان: كان الأحنف جوادا حليما، وكان رجلا صالحا، أدرك الجاهلية ثم أسلم، وذكر للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فاستغفر له وقال: كان ثقة مأمونا قليل الحديث، وكان كثير الصلاة بالليل، وكان يسرج المصباح ويصلي ويبكي حتى الصباح، وكان يضع إصبعه في المصباح ويقول: حس يا أحنف، ما حملك على كذا؟ ما حملك على كذا؟ ويقول لنفسه: إذا لم تصبر على المصباح فكيف تصبر على النار الكبرى؟. وقيل له: كيف سوّدك قومك وأنت أرذلهم خلقة؟ قال: لو عاب قومي الماء ما شربته [4] . قال يعقوب بن سفيان: حدثنا أبو غسان [5] أن إسحاق بن سعيد حدثه قال أخبرني سعيد بن عمرو بن سعيد وأخواي عن أم خالد بنت خالد
وكان أبوها من مهاجر الحبشة وولدت ثم [1] . أخرج يعقوب بن سفيان من طريقه بسنده الى كريمة زوج المقداد: كان المقداد عظيم البطن، وكان له غلام رومي، فقال له: أشق بطنك فأخرج من شحمة حتى تلطف، فشق بطنه ثم خاطه، فمات المقداد، وهرب الغلام [2] . وقال يعقوب بن سفيان: قلت لدحيم: عمير بن هاني؟ قال: مات قديما. قلت: قتل؟ قال: لا انما المقتول ابنه [3] . قال الفسوي [نا] ابن مصفى، نا بقية، قال لي شعبة: بحّر لنا بحّر لنا [4] . حدثنا أبو سلمة موسى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا جرير بن حازم من المدينة فأتيناه فسلمنا عليه فما برحنا حتى تذاكرنا الحديث، فقال في بعض ما يقول: حدثنا قيس بن سعد عن الحجاج بن أرطاة، فلبثنا ما شاء الله فقدم علينا الحجاج ابن ثلاثين- أو احدى وثلاثين- فرأيت عليه من الزحام ما لم أر على حماد بن أبي سليمان، رأيت عنده مطرا الوراق وداود بن أبي هند ويونس بن عبيد جثاة على أرجلهم يقولون له: يا أبا أرطاة ما تقول في كذا؟ يا أبا أرطاة ما تقول في كذا؟ [5] قال الفسوي: كتبت عن ألف شيخ وكسر، ما أحد منهم أتخذه عند الله حجة الا أحمد بن حنبل وأحمد بن صالح [6] .
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب قال قال أحمد بن حنبل حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: قدمت مكة وعطاء بن أبي رباح حي. قال: فقلت: إذا أفطرت دخلت عليه. قال: فمات في رمضان، وكان ابن أبي ليلى يدخل عليه، فقال لي عمارة بن ميمون: الزم قيس بن سعد فإنه أفقه من عطاء [1] . وقال ابن معين فما سمعه منه يعقوب الفسوي: أصحاب الحديث خمسة: مالك، وابن جريج، وسفيان، وشعبة، وعفان [2] . وقال يعقوب بن سفيان: الى مالك والثوري وابن عيينة تنتهي الإمامة في العلم والفقه والإتقان [3] . وقال يعقوب بن سفيان: هو- يعني عطاء بن السائب بن مالك- ثقة حجة، وما روى عنه سفيان وشعبة وحماد بن سلمة سماع هؤلاء سماع قديم، وكان عطاء تغير بأخرة، وفي رواية جرير وابن فضيل وطبقتهم ضعيفة [4] . أنا محمد بن الحسين القطان أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه نا يعقوب بن سفيان نا أبو بكر بن عبد الملك نا عبد الرزاق عن معمر: كان أيوب يحدثنا عن نافع ونافع حي فاكتفينا به [5] . أنا القطان انا عبد الله نا يعقوب قال سمعت الحسين بن الحسن يقول قال عبد الرحمن بن مهدي: ولو رأى إنسان سفيان يحدث لقال ليس هذا
من أهل العلم يقدّم ويؤخر ويثبّج، ولكن لو جهدت أن تزيله عن المعنى لم يفعل [1] . أنا القطان [انا] عبد الله [انا] يعقوب قال سمعت الحسين بن الحسن قال قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كُنْتُ أَسْأَلُ سُفْيَانَ فَيَقُولُ: أَخِّرْ هَذَا أَخِّرْ هَذَا لَمْ أطالع كتبي منذ أربع سنين [2] . أخبرنا ابن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو بكر الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا عبد الملك بن أعين، وكان شيعيا، وكان عندنا رافضيا صاحب رأي [3] . أخبرنا ابن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب حدثني أبو بكر بن عبد الملك حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر قال قَالَ لِي أَيُّوبُ: إِنْ كُنْتَ رَاحِلًا إِلَى أحد [4] فارحل الى طاووس والا فالزم تجارتك [5] . قال يعقوب بن سفيان: ولد- يعني عبد الله بن صالح أبو صالح المصري- سنة ثلاث وسبعين ومائة ومات سنة اثنتين وعشرين ومائتين. وقال يعقوب بن سفيان: سمعت أبا الأسود- يعني النضر بن عبد الجبار- وقال له رجل ان ابن [6] بكير يتكلم في أبي صالح فأيش تقول فيه. فقال: إذا قال لكم أبو صالح اكتبوا عن شخص فاكتبوا عنه واتركوا من سواه [7] .
.. يعقوب بن سفيان نبأنا سليمان بن حرب قال نبأنا حماد بن زيد عن عبيد الله عن نافع أن ابن عمر عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم [أحد] فلم يقبله، وعرض عليه يوم الخندق فقبله وهو ابن خمس عشرة سنة. وروى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر قَالَ: عَرَضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم يقبلني وأجازني يوم الخندق [1] . أخبرنا القطان أخبرنا عبد الله حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن مصفى حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي معتمر عن محمد بن قيس عن ابن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: ما زال جدي كافا سلاحه حتى قتل عمار بصفين، فسلّ سيفه فقاتل حتى قتل [2] . أخبرنا القطان أنا عبد الله نا يعقوب بن سفيان نا إبراهيم بن المنذر قال حدثني مطرف ومعن ومحمد بن الضحاك قالوا: كان مالك إذا سئل عن المغازي قال: عليك بمغازي الرجل الصالح موسى بن عقبة فإنه أصح المغازي [3] . أنا القطان أنا عبد الله نا يعقوب حدثني محمد بن أبي زكير انا ابن وهب حَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، فَجَلَسَ فَحَدَّثَهُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: وددت أنك لم تتعنّ فقال: اني كرهت أَنْ أُحَدِّثَكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وأنا مضطجع [4] .
أخبرنا ابن الفضل أخبرنا عبد الله بن جعفر حدثنا يعقوب بن سفيان قال حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عمران قالا: أخبرنا ابن وهب قال قال مالك سمعت يحيى بن سعيد يقول: «لئن أكون كتبت ما أسمع أحب اليّ من أن يكون لي مثل مالي» [1] . ... يعقوب بن سفيان قال: بلغني عن يحيى بن مَعِينٍ قَالَ سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ: مَا كَتَبْتُ عن سفيان الثَّوْرِيِّ حَدِيثًا قَطُّ. كُنْتُ أَحْفَظُهُ فَإِذَا رَجَعْتُ الى المنزل كتبته [2] . ... يعقوب بن سفيان حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْحدَّادُ حدثنا محمد بن فضيل عن ابن شبرمة قال سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء الى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط الا حفظته، ولا أحببت أن يعيده علي [3] . ... يعقوب بن سفيان حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان حدثنا ابن شبرمة قال سمعت الشعبي يقول: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث الا أنا أعلم به منه، ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما [4] . ... يعقوب بن سفيان قال حدثني محمد بن أبي زكير قال نبأنا ابن وهب قال حدثني مالك قال: بلغ عبد الله بن عمر من السن سبعا وثمانين [5] . ... يعقوب بن سفيان قال نبأنا مجاهد بن موسى قال نبأنا يحيى بن آدم قال نبأنا أَبُو شِهَابٍ قَالَ قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بالحجاج بن أرطاة
ومحمد بن إسحاق [1] . ... يعقوب بن سفيان نبأنا محمد بن يسار نبأنا يحيى بن سعيد نبأنا سفيان عن الأعمش عن عمار بن عمير عن حريث بن ظهير قال: لما جاء نعي عبد الله [2] الى أبي الدرداء قال: ما خلف بعده مثله [3] . ... يعقوب بن سفيان قال حدثني خلاد بن أسلم قال نا النضر بن شميل قال نبأنا الربيع بن مسلم قال نبأنا عمرو بن دينار قال: قدم عبد الله ابن الحارث حاجا فأتى ابن عمر فسلم والقوم جلوس فلم يره بشّ به كما كان يفعل فقال: يا أبا عبد الرحمن أما تعرفني؟ قال: بلى ألست ببه؟ قال: فشق عليه ذلك وتضاحك القوم، ففطن عبد الله بن عمر فقال: ان الّذي قلت لا بأس به، ليس يعيب الرجل، انما كان غلاما نادرا وكانت أمه تنزيه أو تنبزه تقول: لأنكحن ببه ... جارية خدبه مكرمة محبّه ... تحب أهل الكعبة قال يعقوب: وهذا عبد اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بن عبد المطلب الهاشمي، كان بقي أهل البصرة بعد موت يزيد بن معاوية بلا أمير فاصطلح عليه أهل البصرة، وكان ظاهر الصلاح وله رضا في العامة واراده أهل البصرة على التعسف لصلاح البلد فعزل نفسه وقعد في منزله [4] . جاءت امرأة الى بقي بن مخلد فقالت: ان ابني قد أسره الروم
ولا أقدر على مال أكثر من دويرة، ولا أقدر على بيعها. رواها الحميدي في «تاريخ الأندلس» بالإجازة من القشيري، ورواها الخطيب عن الفسوي [1] . ذكرت في «تعليق التعليق» ان يعقوب بن سفيان روى عن عبد الله ابن صالح كاتب الليث عن الليث عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدَ بْنِ أبي هلال عن هلال عن عطاء عن ابن سلام. وبه الى عطاء قال: وأخبرني أبو واقد الليثي انه سمع كعبا مثله. وقال ابن الزبير: وما كان في سلطاني شيء الا قد حدثني به ولقد حدثني انه يظهر على البيت قوم. أخرجه الفاكهي [2] . عمرو بن عبد الله بن كعب الأنصاري: وثقه يعقوب بن سفيان لكنه سماه عمر [3] . معاوية بن عمار الدهني: وقال يعقوب: لا بأس به [4] . مقسم بن بجرة ويقال ابن نجدة: قال يعقوب بن سفيان: ثقة [5] . موسى بن أيوب المهري: قال يعقوب بن سفيان: له أحاديث حسان [6] .
إسماعيل بن كثير الحجازي: قال الفسوي: مكي ثقة [1] . محمد بن عبد الرحمن بن عبيد القرشي: قال يعقوب بن سفيان: ثقة [2] . القاسم بن عبد الرحمن الشامي الدمشقيّ: قال يعقوب بن سفيان: ثقة [3] . قيس بن وهب الهمدانيّ: قال يعقوب بن سفيان: ثقة [4] . عنبسة بن سعيد بن العاص الأموي: وثقة يعقوب بن سفيان [5] . محارب بن دثار بن كردوس: قال يعقوب: ثقة [6] . محمود بن لبيد الاشهلي: قال يعقوب بن سفيان: ثقة [7] . عبد الله بن رجاء الغداني: قال يعقوب بن سفيان: ثقة [8] .
خالد بن يزيد الجمحيّ: قال يعقوب بن سفيان: مصري ثقة [1] . خالد بن يزيد الكاهلي الطبيب الكوفي: قال يعقوب بن سفيان: كان ثقة [2] . زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرميّ: وثقه يعقوب بن سفيان [3] . حفص بن ميسرة العقيلي الصنعاني: قال يعقوب بن سفيان: ثقة لا بأس به [4] . حطان بن خفاف الجرمي: قال يعقوب بن سفيان: ثقة لا بأس به [5] . جبلة بن سحيم التيمي الشيبانيّ الكوفي: قال يعقوب بن سفيان: كوفي تابعي ثقة [6] . جامع بن أبي راشد الكاهلي: قال يعقوب بن سفيان: كوفي ثقة ثقة [7] . أبو عبيد المذحجي: قال يعقوب بن سفيان: ثقة [8] .
أيوب بن محمد بن زياد بن فروخ الوزان. روى عنه يعقوب وقال: شيخ لا بأس به [1] . جعفر بن ربيعة بن شرحبيل الكندي: قال يعقوب بن سفيان: ضعيف متروك مهجور [2] . حصين بن عمر الأحمسي الكوفي: قال يعقوب بن سفيان: ضعيف جدا [3] . زياد بن إسماعيل المخزومي: قال يعقوب بن سفيان: ليس حديثه بشيء [4] . رواد بن الجراح العسقلاني: قال يعقوب بن سفيان: ضعيف الحديث [5] . خصيف بن عبد الرحمن الجزري: قال يعقوب بن سفيان: لا بأس به [6] . عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله المدني: قال يعقوب بن سفيان: ليس به بأس [7] . عبد الجبار بن وائل الحضرميّ الكوفي: قال ابن سعد: كان ثقة ان شاء الله تعالى، قليل الحديث، ويتكلمون في روايته عن أبيه ويقولون لم يلقه.
وبمعنى هذا قال يعقوب بن سفيان [1] . خالد بن يزيد بن عبد الرحمن الهمدانيّ الدمشقيّ: قال يعقوب بن سفيان حدثنا عنه سليمان وهو ضعيف [2] . هشام بن سعد المدني: ذكره يعقوب بن سفيان في الضعفاء [3] . أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرميّ المصري: ذكره يعقوب بن سفيان في جملة الضعفاء [4] . فرج بن فضالة بن النعمان التنوخي الحمصي ويقال الدمشقيّ: ذكره يعقوب بن سفيان في «باب من يرغب عن الرواية عنهم» [5] . كثير بن عبد الله بن عمرو المزني: ضعفه يعقوب بن سفيان [6] . أبو عبد الله محمد بن عون الخراساني: قال يعقوب بن سفيان: منكر الحديث [7] . عبد الواحد بن سليم المالكي البصري: قال يعقوب بن سفيان: ضعيف [8] .
عمر بن نبهان العبديّ الغبري البصري: قال يعقوب بن سفيان: ضعيف [1] . عبد الله بن عمر بن حفص العمري: قال يعقوب بن سفيان عن أحمد بن يونس لو رأيت هيئته لعرفت انه ثقة [2] . شهر بن حوشب الأشعري: قال يعقوب: شهروان [3] . هلال بن أبي هلال القسملي البصري: قال يعقوب بن سفيان: لين الحديث [4] . عمارة بن أكيمة الليثي المدني: قال يعقوب بن سفيان: هو من مشاهير التابعين بالمدينة [5] . عثمان بن عبد الأعلى بن سراقة الأزدي: وثقه يعقوب الفسوي [6] . أيوب بن محمد العجليّ اليمامي: وثقه الفسوي [7] . الزبير بن عبد الله الكلابي: ذكره يعقوب بن سفيان فيمن لقي النبي صلى الله عليه وسلم [8] .
عامر بن أبي عامر الأشعري: ذكره يعقوب بن سفيان في الصحابة [1] . مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الأنصاري الكوفي الفقيه: وقال يعقوب بن سفيان: ثقة عدل، في حديثه بعض المقال، لين الحديث عندهم [2] . مصعب بن محمد بن عبد الرحمن العبدري المكيّ: وقال يعقوب بن سفيان: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ محمد ابن عبد الرحمن. الحديث [3] . عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري المدني: توفي في خلافة سليمان وكذا ذكر يعقوب بن سفيان [4] . عباس بن سهل بن سعد الساعدي: أخر وفاته في زمن الوليد بن عبد الملك يعقوب بن سفيان [5] . عامر بن ربيعة بن كعب العنزي العدوي: قال يعقوب بن سفيان: مات في خلافة عثمان [6] . أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني: قال يعقوب بن سفيان: مات فيما بين الثلاثين الى الأربعين [7] .
صالح بن رستم الهاشمي مولاهم: ذكره يعقوب بن سفيان [1] . الضحاك بن شرحبيل الغافقي المصري: ان يعقوب بن سفيان لم يذكر له رواية عن صحابي [2] . صهيب بن سنان الرومي: قال يعقوب بن سفيان: مات وهو ابن 84 سنة، وصلى عليه سعد بن أبي وقاص [3] . يزيد بن عبد ربه الزبيدي الحمصي الجرجسي: قال يعقوب بن سفيان: سمعته يقول: أنا رجل من العرب وقد ابتليت بهذه الكنيسة أنسب اليها [4] . عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث: وقع عند يعقوب بن سفيان: عبد الرحمن بن محمد بن قيس بن محمد بن الأشعث [5] . يزيد بن صالح: وقيل ابن صليح، وبه جزم يعقوب بن سفيان [6] . الوليد بن عبد الرحمن الجرشي الحمصي: قال البخاري: مولى لابي سفيان الأنصاري، تابعه يعقوب بن
سفيان [1] . الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري: قال يعقوب بن سفيان: سألنا محمد بن الصباح عنه فقال: جاء الى هشيم فأكرمه فكتبنا عنه [2] . معمر والد أبي خزيمة: ذكره بعضهم من أجل حديث أرسله، أورده أبو موسى في الذيل ونقله عن تأريخ يعقوب بن سفيان، وانما هو يعمر [3] . عيسى بن حطان الرقاشيّ يقال العائذي: فرق بين الرقاشيّ والعائذي يعقوب بن سفيان [4] . الصلت بن عبد الله بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بن هاشم: قال ابن حجر: السبب في ظن البخاري انه ابن ببّه أنه ترجم له هكذا: الصلت بن عبد الله بن الحارث وكذا صنع يعقوب بن سفيان، والظاهر ان جده نوفلا سقط عليهم [5] . بشير بن معبد الأسلمي: كذا فرق يعقوب بين ابن الخصاصية السدوسي وبين بشير بن معبد الأسلمي [6] .
زيد بن خارجة بن أبي زهير الأنصاري الخزرجي: ذكره في البدريين وانه المتكلم بعد الموت يعقوب بن سفيان [1] . عبد الله بن مضارب: ذكره يعقوب بن سفيان فيمن اسمه عبد الله، ولم يذكر له شيخا غير حصين [2] . عبد الله بن معية السّوائي العامري: ذكره يعقوب بن سفيان في عبيد الله مصغرا [3] . طيسلة بن مياس السلمي وطيسلة بن علي النهدي اليمامي: الصواب انهما واحد جعلهما واحدا يعقوب بن سفيان [4] . يحيى بن عبد الصمد: عن مالك بخبر منكر، رواه الفسوي عن أحمد بن سعيد عنه [5] .
نصوص مقتبسة أحسبها من (كتاب السنة) للفسوي
نصوص أحسبها من «كتاب السنة» ليعقوب بن سفيان
نصوص أحسبها من «كتاب السنة» ليعقوب بن سفيان (الحث على الاعتصام بالسنة وذم البدع) أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أنبأ الحسن بن عثمان أنبا يعقوب بن سفيان ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بن المبارك أنبا الربيع ابن أنس عن أبي داود عن أبيّ بن كعب قال: عليكم بالسبيل [1] والسنة وذكر الرحمن، ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل فيعذبه وما على الأرض عبد على السبيل والسنة وذكر الرحمن في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله الا كان مثله كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي كذلك إذا أصابتها ريح شديد وفتحت عنها ورقها الا حط عنه خطاياه كما تحات عن تلك الشجرة ورقها، وانّ اقتصادا الى سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة، فانظروا ان يكون عملكم ان كان اجتهادا أو اقتصادا أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم [2] . أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن حامد ثنا أحمد بن السري بن صالح ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن جعفر ثنا موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انما هما اثنان الكلام والهدي، فأحسن الكلام كلام الله وأحسن الهدي هدي محمد، ألا وإياكم ومحدثات الأمور، وأن شر الأمور محدثاتها وأن كل محدثة بدعة، ألا لا يطول عليكم الأمد فتقسو قلوبكم [3] .
أخبرنا علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن بكران ثنا الحسن بن عثمان ثنا يعقوب بن سفيان ثنا محمد بن عقبة الشيبانيّ ثنا أبو إسحاق عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو عن عبد الله بن الديلميّ قال: ان أول ذهاب الدين ترك السنة يذهب الدين سنة سنة ويذهب الحبل قوة قوة. قال ابن الديلميّ: سمعت ابن عمرو يقول: ما ابتدعت بدعة الا ازدادت مضيا، ولا تركت سنة الا ازدادت هويا [1] . وأخبرنا علي- يعني ابن محمد بن محمد بن أحمد بن بكران ثنا الحسن- يعني ابن عثمان- ثنا يعقوب ثنا صفوان بن صالح ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: ما ابتدع قوم بدعة في دينهم الا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها عليهم الى يوم القيامة [2] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أنبأ الحسن بن عثمان ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا رشدين بن سعد حدثني عقيل عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز قال: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا، الأخذ بها تصديق لكتاب الله عز وجل، واستكمال لطاعته، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في رأي من خالفها، فمن اقتدى بما سنّوا اهتدى ومن استبصر بها أبصر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولّاه الله عز وجل ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا [3] . أخبرنا علي بن محمد أنبأ الحسن بن عثمان ثنا يعقوب ثنا عبد الله بن صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شهاب: بلغنا عن رجال من أهل
العلم انهم كانوا يقولون: الاعتصام بالسنن نجاة، والعلم يقبض قبضا سريعا، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا، وذهاب ذلك كله في ذهاب العلم [1] . وأخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران البصري قال أخبرنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ليأتينّ على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من يأتي أمّه علانية لكان في أمتي من يفعل ذلك» [2] . وأخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب قال حدثنا أبو صالح أن الأوزاعي حدثه أن يزيد الرقاشيّ حدثه أنه سمع أنس بن مالك يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ان بني إسرائيل افترقت على احدى وسبعين فرقة كلهم في النار الا واحدة، فقيل: يا رسول الله وما هذه الواحدة؟ فقبض يده وقال: الجماعة. فاعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا [3] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أخبرنا الحسن بن عثمان حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن دينار الحمصي. قال يعقوب: وقرأت على يزيد بن عبد ربه، قالا: حدثنا عمار بن يوسف حدثني صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم: افترقت اليهود على احدى وسبعين
فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار. وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة واحدى وسبعون في النار، والّذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار. قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: هم الجماعة [1] . وأخبرنا علي حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب قال حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ حدثنا صفوان بن عمرو عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَامِرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لُحَيٍّ قَالَ: حَجَجْنَا مع معاوية، فلما قدمنا مكة صلينا صلاة الظهر بمكة، ثم قام فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «ان أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وَسَبْعِينَ مِلَّةً- يَعْنِي الْأَهْوَاءَ- كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ» . وَقَالَ: «إِنَّهُ سَيَخْرُجُ في أمتي قوم يتجار بهم كما يتجار الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ، فَلَا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلَا مفصل الا دخله [2] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحميدي قال حدثنا فضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم قال: إذا امتنع الإنسان من الشيطان قال: من أين آتيه؟ قال: ثم يقول: بلى آتيه من قبل الأهواء. أخبرنا علي أخبرنا الحسن قال حدثنا يعقوب قال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بن مسكين عن يحيى البكاء عن الحسن قال: أهل الهوى بمنزلة اليهود والنصارى [3] . أخبرنا علي أخبرنا الحسن قال حدثنا يعقوب قال حدثنا سليمان بن
حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ يحيى بن عقيل عن محمد قالوا: كانوا يرون أهل الردة وأهل تقحم الكفر أهل الأهواء [1] . أخبرنا علي أخبرنا الحسن قال حدثنا يعقوب قال حدثنا صفوان قال حدثنا الوليد قال سمعت الأوزاعي يحدث قال: لقي إبليس جنوده فقال: من أين تأتون بني آدم؟ فقال: من كلّ. قال: هل تقدرون أن تأتوهم من قبل الاستغفار؟ قالوا: انا نجده مقرونا بالتوحيد. فقال: لآتينّهم من قبل ذنب لا يستغفرون منه. قال: فبث فيهم الأهواء. أخبرنا علي أخبرنا الحسن قال حدثنا يعقوب قال حدثنا علي بن الحسن عن ابن المبارك عن الأوزاعي: مثله [2] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن عثمان قال أخبرنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قال: لا تجالسوهم ولا تخالطوهم فاني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتكم ويلبسوا عليكم كثيرا مما تعرفون [3] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قال حدثنا ثابت بن العجلان قال: أدركت أنس بن مالك وابن المسيب والحسن البصري وسعيد بن جبير والشعبي وإبراهيم النخعي وعطاء بن أبي رباح وطاووس ومجاهد وعبد الله بن أبي مليكة والزهري ومكحول والقاسم أبا عبد الرحمن وعطاء الخراساني وثابت البناني والحكم بن عتيبة
وأيوب السختياني وحماد ومحمد بن سيرين وأبا عامر- وكان قد أدرك أبا بكر الصديق- ويزيد الرقاشيّ وسليمان بن موسى، كلهم يأمروني بالجماعة وينهوني عن أصحاب الأهواء. قال بقية: ثم بكى وقال: يا ابن أخي ما من عمل أرجى ولا أوثق من مشي الى هذا المسجد- يعني مسجد الباب-[1] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد قال أخبرنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب قال حدثنا أبو عاصم عن هشام عن الحسن قالا: لا يقبل الله من صاحب البدعة شيئا [2] . أخبرنا علي بن محمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الربيع بن نافع قال حدثنا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن الحسن قال: صاحب البدعة لا يقبل الله له صلاة ولا صياما ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا [3] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب قال حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صالح أن الحسن بن أبي الحسن قال: أبى الله تبارك وتعالى أن يأذن لصاحب هوى بتوبة [4] . أخبرنا علي أخبرنا الحسن قال حدثنا يعقوب قال حدثنا محمد بن رافع النيسابورىّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سلام بن أبي مطيع قال قال رجل لأيوب: يا أبا بكر ان عمرو بن عبيد قد رجع عن رأيه.
قال: انه لم يرجع. قال: بلى يا أبا بكر انه قد رجع. قال أيوب: انه لم يرجع. قال: بلى يا أبا بكر انه قد رجع. قال أيوب: انه لم يرجع. ثلاث مرات فقال انه لم يرجع، أما سمعت الى قوله: يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرمية ثم لا يعودون حتى يرجع السهم الى [1] فوقه. أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن محمد حدثنا يعقوب قال حدثنا محمد بن بشار قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عوف بن أبي جميلة عن خالد بن ثابت الربعي قال: بلغني أنه كان في بني إسرائيل شاب قد قرأ الكتاب وعلم علما وكان مغمورا، وأنه طلب بقراءته وعلمه الشرف والمال وأنه ابتدع بدعة فأدرك الشرف والمال في الدنيا، وأنه لبث كهيئته حتى بلغ سنا، وانه بينما هو نائم ذات ليلة على فراشه إذ تفكر في نفسه، فقال: هب هؤلاء الناس لا يعلمون أليس الله عز وجل علم ما ابتدعته فقد اقترب الأجل فلو أني تبت. فبلغ من اجتهاده في التوبة أنه عمد فخرق ترقوته ثم جعل فيها سلسلة ثم أوثقها الى آسية من أواسي المسجد وقال: لا أبرح مكاني حتى ينزل الله في توبة أو أموت موت الدنيا. وكان لا يستنكر الوحي من بني إسرائيل، فأوحى الله عز وجل اليه في شأنه أو الى نبي من الأنبياء: انك لو كنت أصبت ذنبا فيما بيني وبينك لتبت عليك بالغا ما بلغ، ولكن كيف بمن أضللت من عبادي فماتوا فأدخلتهم جهنم! فلا أتوب عليك [2] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنِ بكير بن
(ذم الرأي) :
الأشج عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن أبي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أن الحرورية لما خرجت وهم مع علي بن أبي طالب فقالوا: لا حكم الا للَّه. قال علي: كلمة حق أريد بها باطل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف لي ناسا اني لأعرف صفتهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم- وأشار الى حلقه- من أبغض خلق الله اليه فبهم اسود احدى يديه كأنها طبي شاة أو حلمة ثدي، فلما قتلهم علي قال: انظروا فنظروا فلم يجدوا شيئا. فقال: ارجعوا فو الله ما كذبت ولا كذبت- مرتين أو ثلاثا-. ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى وضعوه بين يديه. قال عبيد الله: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم [1] . (ذم الرأي) : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوي بالبصرة، قال حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله- يعني أحمد بن حنبل- عن الكرابيسي وما أظهر؟ فكلح وجهه ثم قال: انما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها، تركوا آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب [2] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوي بالبصرة نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا إبراهيم بن المنذر نا عمر بن عصام نا مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر قال: العلم ثلاثة، كتاب ناطق، وسنة ماضية، ولا أدري [3] .
(القرآن كلام الله ليس بمخلوق) :
نا علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوي أنا الحسن بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان أنا أبو بكر الحميدي نا سفيان نا مجالد عن الشعبي عن مسروق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: ليس العام أمطر من عام، ولا أمير خير من أمير، ولكن ذهاب فقهائكم وعلمائكم، ثم يحدث قوم يقيسون الأمور برأيهم فيهدم الإسلام ويثلم [1] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد ابن عوف حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الأمر في بني إسرائيل مُسْتَقِيمًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ أَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ فقالوا بالرأي فهلكوا وأهلكوا [2] . (القرآن كلام الله ليس بمخلوق) : أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الصباح البزاز قال حدثنا معبد أبو عبد الرحمن الكوفي عن معاوية بن عمار قال سألت جعفر بن محمد عن القرآن؟ فقال: ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله [3] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الملك قال قال يحيى بن سعيد: أما تعجب من هذا يقول «قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ» 112: 1 مخلوقة؟ قال أبو الوليد: القرآن كلام الله، والكلام في القرآن
الكلام في الله [1] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت العباس بن عبد العظيم قال حدثني محمد بن يحيى بن سعيد قال سمعت معاذ بن معاذ يقول: من قال «القرآن مخلوق» فهو والله الّذي لا إله الا هو زنديق أو قال زنديق [2] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أنبأ الحسن بن محمد بن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت أبا هاشم زياد بن أيوب قال قلت لابي عبد الله أحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله رجل قال «القرآن مخلوق فقلت له: يا كافر. ترى علي فيه اثم؟ قال: كان عبد الرحمن بن مهدي يقول لو كان لي منهم قرابة ثم مات ما ورثته. فقال له خراساني- بالفارسية-: الّذي يقول «القرآن مخلوق» أقول أنه كافر؟ قال: نعم [3] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان مولى الحرقة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: ان الله قرأ «طه» و «يس» قبل أن يخلق آدم بألف عام [4] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال حدثنا الحسن بن
(رؤية الله عز وجل يوم القيامة) :
محمد بن عثمان قال حدثنا يعقوب بن سفيان قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ سَمِعْتُ عليا- يعني ابن المديني- قال: كان بشر بن المفضل يصلي كل يوم أربعمائة ركعة ويصوم يوما ويفطر يوما، وذكر عنده إنسان من الجهمية فقال: لا تذكر ذلك الكافر [1] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال ثنا الحسن بن محمد ابن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سألت أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا زهير أبو عبد الرحمن السجستاني [2] أنه سأل سلام بن أبي مطيع عن الجهمية؟ فقال: كفار ولا يصلى خلفهم [3] . (رؤية الله عز وجل يوم القيامة) : أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال ثنا الحسن بن محمد ابن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا صفوان بن صالح قال ثنا الوليد ابن مسلم قال ثنا زهير بن محمد قال حدثني من سمع أبا العالية الرياحي يحدث عن أبي بن كعب قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم عن الزيادة في كتاب الله عز وجل لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ 10: 26 قال: الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر الى الله عز وجل [4] . أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران قال أخبرنا الحسن بن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن المصفّى قال ثنا سويد بن عبد العزيز قال نا عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلم: يرون [5] أهل
(الايمان قول وعمل)
الجنة الرب تبارك وتعالى في كل جمعة وذكر ما تعطون قال: ثم يقول الله تبارك وتعالى: اكشفوا حجابا فيكشف حجاب ثم حجاب ثم يتجلى لهم تبارك وتعالى عن وجهه فكأنهم لم يروا نعمة قبل ذلك، وهو قوله تعالى وَلَدَيْنا مَزِيدٌ 50: 35 [1] . (الايمان قول وعمل) أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن مكي قال أخبرنا الحسن بن عثمان قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو بكر الحميدي قال ثنا يحيى بن سليم قال سألت عشرة من الفقهاء عن الايمان؟ فقالوا: قول وعمل. سألت سفيان الثوري فقال: قول وعمل، وسألت ابن جريج فقال: قول وعمل، وسألت مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عثمان فقال قول وعمل، وسألت نافع بن عمر بن جميل فقال قول وعمل، وسألت محمد بن مسلم الطائفي فقال قول وعمل، وسألت مالك بن أنس فقال قول وعمل، وسألت سفيان بن عيينة فقال قول وعمل [2] . (فضل العلم) : أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي قال حدثنا كهمس عن عبد الله بن بريدة قال قال علي بن أبي طالب: تزاوروا وتذاكروا الحديث، فإنكم ان لا تفعلوا يدرس [3] . حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز
- بالبصرة- قال ثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا خلف بن الوليد أبو الوليد ثنا خالد بن عبد الله عن زياد بن أبي زياد عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود «تعلموا تعلموا فإذا علمتم فاعملوا» [1] . حدثنا عبد الله بن محمد [ثنا] [2] الحسن بن محمد بن عثمان [ثنا] [3] يعقوب بن سفيان [ثنا] [4] الحجاج [5] [ثنا] [6] جرير بن حازم قال سمعت حميد بن هلال قال سمعت مطرفا يقول: «فضل العلم خير من فضل العمل، وخير دينكم الورع» . ورواه قتادة وغيلان بن جرير عن مطرف مثله بمعناه [7] . وأخبرنا عبد الله بن محمد [حدثنا] [8] الحسن بن محمد بن عثمان [ثنا] [9] الحجاج بن نصير [ثنا] [10] هلال بن عبد الرحمن الحنفي عن عطاء بن أبي ميمونة مولى أنس بن مالك رضي الله عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي ذر قالا: باب من العلم يتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوع، وباب من العلم يعلمه عمل به أو لم يعمل به أحب إلينا من مائة ركعة تطوع. وقالا [11] : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا جاء
الموت طالب العلم وهو على تلك الحال مات شهيدا» [1] . حدثنا عبد الله بن محمد [ثنا] [2] الحسن بن محمد بن عثمان [ثنا] [3] يعقوب بن سفيان [ثنا] [4] عبد الله بن عثمان [ثنا] [5] عبد الله بن المبارك عَنْ [6] ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان قال قال أبو الدرداء: الدنيا ملعونة وملعون ما فيها الا ذكر الله وما أدى اليه، والعالم والمتعلم في الخير شريكان وسائر الناس همج لا خير فيهم [7] . وحدثني عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى وأبو علي الحسن ابن محمد بن عثمان الفسوي- ببغداد-[ثنا] [8] أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ قَالَ حدثنا حجاج بن المنهال وحماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن أبا الدرداء قال: كن عالما أو متعلما أو محبا أو متبعا ولا تكن الخامس فتهلك. قال: قلت للحسن: وما الخامس؟ قال: المبتدع [9] . وحدثنا عبد الله [ثنا] [10] الحسن [ثنا] [11] يعقوب [ثنا] [12] زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عمران قالا: انا ابن وهب قال أنا حنظلة أن عون بن عبد الله حدثه قال حدثت عمر بن عبد العزيز انه كان يقول: ان استطعت فكن عالما، فان لم تستطع فكن متعلما، وان لم تستطع فأحبهم، وان لم تستطع فلا تبغضهم. فقال عمر بن عبد العزيز: لقد جعل
الله عز وجل له مخرجا ان قبل [1] . حدثنا عبد الله [ثنا] الحسن ثنا يعقوب ثنا أبو الوليد خالد بن الوليد ثنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن الحسن قال: أغد عالما أو متعلما أو مستمعا، ولا تكن رابعا فتهلك [2] . وحدثنا عبد الله ثنا الحسن نا يعقوب ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عاصم عن زيد قال قال عبد الله: أغد عالما أو متعلما ولا تغد إمعة بين ذلك. قال أبو يوسف: قال أهل العلم: الإمعة أهل الرأي [3] . وأخبرنا عبد الله ثنا الحسن نا يعقوب قال حدثنا صفوان بن صالح ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال حدثني هارون بن رئاب [4] قال: كان ابن مسعود يقول: أغد عالما أو متعلما ولا تغد فيما بين ذلك، فإنما بين ذلك جاهل أو جهل، وان الملائكة تبسط أجنحتها لرجل غدا يطلب العلم من الرضى لما يصنع [5] . وحدثنا عبد الله [ثنا] [6] الحسن [ثنا] [7] يعقوب [ثنا] [8] ابن نمير [ثنا] [9] وكيع [ثنا] [10] الأعمش عن تميم بن سلمة عن أبي عبيدة [11] قال عبد الله: أغد عالما أو متعلما ولا تغد بين ذلك [12] .
حدثنا عبد الله بن محمد [ثنا] [1] الحسن بن محمد بن عثمان [ثنا] [2] يعقوب بن سفيان [ثنا] [3] آدم [ثنا] [4] شريك [ثنا] [5] ليث بن أبي سليم عن يحيى بن أبي كثير عن الأزدي قال: سألت ابن عباس عن الجهاد؟ فقال: ألا أدلك على خير من الجهاد؟ فقلت: بلى. قال: تبني مسجدا وتعلم فيه الفرائض والسنة والفقه في الدين. وبه عن يعقوب [ثنا] [6] أبو اليمان وآدم قالا حدثنا حريز [7] بن عثمان الرحبيّ عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن عبد الرحمن بن مسعود الفزاري أن أبا الدرداء قال: ما من أحد يغدو الى المسجد لخير يتعلمه أو يعلّمه الا كتب له أجر مجاهد لا ينقلب الا غانما [8] . أخبرنا عبد الله بن محمد بن يحيى [ثنا] [9] الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي [ثنا] [10] يعقوب بن سفيان [ثنا] [11] آدم بن أبي اياس قال أخبرنا أبو جعفر الرازيّ [ثنا] [12] عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال: ما جاء بك؟ قلت: ابتغاء العلم. قال: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «من خرج من بيته ابتغاء العلم وضعت الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع» . حدثنا عبد الله بن محمد [ثنا] [13] الحسن بن محمد بن عثمان [ثنا] [14] يعقوب بن سفيان [ثنا] [15] حجاج بن منهال [ثنا] [16] حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بهدلة عن زر بن حبيش قال: غدوت على صفوان بن عسال المرادي فقال: ما جاء بك فقلت ابتغاء العلم. فقال: ألا أبشرك ورفع الحديث [17] .
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي- ببغداد-[ثنا] [1] يعقوب بن سفيان الفسوي [ثنا] [2] عبد الوهاب بن الضحاك [ثنا] [3] إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء ابن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس [4] قال: جاء رجل من المدينة الى أبي الدرداء بدمشق ليسأله عن حديث بلغه أنه يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أبو الدرداء: ما جاء بك تجارة؟ قال: لا. قال: ولا جئت طالب حاجة؟ قال: لا. قال: وما جئت تطلب الا هذا الحديث؟ قال: نعم. قال: فأشهد ان كنت صادقا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل يخرج من بيته يطلب علما الا وضعت الملائكة أجنحتها» وساق الحديث بنحو ما تقدم [5] . حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن [ثنا] [6] أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي ببغداد [ثنا] [7] أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي [ثنا] [8] أبو نعيم الفضل بن دكين [ثنا] [9] عاصم بن رجاء بن حيوة عمن حدثه عن كثير بن قيس قال: كنت عند أبي الدرداء بدمشق فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وان الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وانه ليستغفر للعالم من في السموات والأرض حتى الحيتان في البحر، وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر
على سائر الكواكب، وان العلماء ورثة الأنبياء، ان الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وانما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بخط وافر [1] . حدثنا عبد الله بن محمد [ثنا] [2] الحسن بن محمد [ثنا] [3] يعقوب بن سفيان [ثنا] [4] الحماني [5] [ثنا] [6] ابن المبارك عن الأوزاعي عن كثير بن قيس عن يزيد بن سمرة عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بنحو ما تقدم [7] . وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن نا محمد بن عثمان نا يعقوب ابن سفيان نا أبو كلثم سلامة بن بشر بن بديل العدوي الدمشقيّ نا صدقة ابن عبد الله نا طلحة بن زيد عن موسى بن عبيدة عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي موسى الأشعري قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «يبعث الله العباد يوم القيامة، ثم يميز العلماء فيقول: يا معشر العلماء اني لم أضع فيكم علمي الا لعلمي بكم، ولم أضع علمي فيكم لأعذبكم، انطلقوا فاني قد غفرت لكم [8] . عبد الله بن محمد بن يحيى قال حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان حدثنا يعقوب بن سفيان قال حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي- وكان منقطع القرين- وعبد الرحمن بن المبارك العايشي قالا حدثنا الصعق بن حزن عن عقيل الجعديّ عن أبي إسحاق الهمدانيّ عن سويد بن غفلة عن ابن مسعود قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «يا
عبد الله بن مسعود» . قلت: لبيك يا رسول الله. قال: «أتدري أي الناس أفضل؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فان أفضل الناس أفضلهم عملا إذا فقهوا في دينهم» . قال: «يا عبد الله بن مسعود» . قلت: لبيك يا رسول الله. قال: «أتدري أي الناس أعلم؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وان كان مقصرا في العمل، وان كان يزحف على استه» . وأخبرنا عبد الله حدثنا الحسن حدثنا يعقوب حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد حدثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عن جده عبد الله بن مسعود قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: «يا عبد الله بن مسعود» . قلت: لبيك يا رسول الله. فذمر مثله أو نحوه. قال أبو يوسف: وهذه صفة الفقهاء [1] . أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز- بالبصرة-[نا] [2] أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا ابن عثمان- يعني عبدان المروزي- انا عبد الله- وهو ابن المبارك- أنا حبيّب بن حجر القيسي قال: كان يقال ما أحسن الايمان ويزينه العلم، وما أحسن العلم ويزينه العمل، وما أحسن العمل ويزينه الرّفق، وما أضيف شيء الى شيء مثل حلم الى علم [3] .
نصوص أخرى ليعقوب بن سفيان رواية الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي عنه
نصوص أخرى ليعقوب بن سفيان رواية الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي عنه أخبرنا علي بن محمد بن أحمد بن بكران أخبرنا الحسن بن محمد بن عثمان قال: ثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو بكر الحميدي قال: ثنا سفيان قال: ثنا عمرو بن دينار قال: أخبرني عكرمة قال: سمعت أبا هريرة يقول: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان. قال: فإذا فزع عن قلوبهم «قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير» [1] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل- بالبصرة- حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا حصين بن عمر الأحمسي عن مخارق [2] عن طارق عن عثمان قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: من أحبّ العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم [3] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري حدثنا الحسن بن محمد ابن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا الحميدي حدثنا سفيان
حدثنا عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن عمها سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم المسكين ثنتان: صدقة وصلة. قال الخطيب: الرباب امرأة من بني ضبة تفرد بالرواية عنها حفصة بنت سيرين وهي أم الرائح بنت ضليع. أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم حدثنا الحسن بن محمد الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا ابن عثمان- وهو عبدان المروزي- حدثنا عبد الله- يعني ابن المبارك- أخبرنا عبد الله بن عون عن حفصة بنت سيرين عن أم الرائح بنت ضليع عن سلمان بن عامر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ان صدقتك على المسكين صدقة وهي على ذي القرابة اثنتان لأنها صدقة وصلة. لفظ حديث ابن المبارك [1] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز بالبصرة حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب ابن سفيان حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله- يعني ابن المبارك- حدثنا عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري عن أبي الحباب [2] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ مؤمن تصدق بصدقة من كسب طيب- ولا يقبل الله تعالى الا الطيب- الا كان الله يأخذها بيمينه فيربيها له كما يربي أحدكم فلّوه أو قلوصه أو فصيله حتى تبلغ التمرة مثل أحد [3] .
أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثني أبو محمد محرز: قال: كنت مع أبي العباس البغدادي- بمكة- فنظر الى نواة مطروحة فأخذها، فلما دخلنا المسجد إذا سائل يسأل قال: فناوله النواة وقال: هذا جهد المقل [1] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري حدثنا الحسن بن محمد ابن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا روح بن سيابة الحارثي سمعت سعيد بن أبي أيوب يحدث عن دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ضرر ولا ضرار، ولجارك أن يضع في جدارك خشبة [2] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البصري حدثنا الحسن ابن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا زيد بن بشر وأصبغ بن الفرج قالا: حدثنا ابن وهب حدثني يحيى بن أيوب عن الوليد ابن أبي الوليد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ الله بن عمر رضي الله عنهما: ان رجلا من الاعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه، فقال ابن دينار: فقلنا: أصلحك الله انهم الاعراب ويرضون باليسير، فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ان أبا هذا كان ودا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: ان أبر البر أن يصل الرجل ودّ أبيه [3] .
أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا هلال بن فياض حدثنا الحارث بن شبل قال: حدثتنا أم النعمان الكندية عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند رقاده: اللَّهمّ رب السموات السبع ورب العرش العظيم ربّنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، نعوذ باللَّه من شر كل دابة ناصيتها بيدك أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين، واغنني من الفقر [1] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن منصور وأبو بكر بن أبي النضر قالا: حدثنا عبد الرحمن بن غزوان [2] قراد أبو نوح حدثنا ليث بن سعد عن مالك بن أنس باسناده نحوه. [أي نحو حديث ذكره الخطيب من طريق الزهري عن عروة عن عائشة أن رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: يا رسول الله ان لي مملوكين يكذبونني ويخونونني- وذكر الحديث-] [3] . أنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا يحيى بن صالح الوحاظي نا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أم أيمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لبعض أهله: أطع والديك ان أمراك ان تخرج من دينك [فلا] تفعل [1] [2] . أنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان قال حدثني محدث عن المغيرة بن عبد الرحمن عن خالد بن الياس عن مهاجر بن مسمار قال عامر بن سعد عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: ان الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود [3] . أنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا يوسف بن محمد الصفار. نا ابن أبي فديك عن هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عن كعب الأحبار قال: ثلاثة نجد في الكتاب وحق علينا أن نكرمهم وأن نشرفهم وأن نوسع عليهم في المجالس: ذو السن، وذو السلطان لسلطانه، وحامل الكتاب [4] . أنا الحسن [بن] علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- نا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا نوح ابن الهيثم العسقلاني وأيوب بن محمد الرقي قالا: نا مروان بن معاوية عن مالك بن أبي الحسن عن عتبة- شيخ من فزارة- عن عكرمة عن ابن عباس قال: دخل عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أبو بكر وعمر وهم جلوس على الأرض فأمر له بنمرقة
فأجلسه عليها وقال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه [1] . أنا علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز نا الحسن بن محمد الفسوي نا يعقوب نا أبو عمر النمري نا شعبة قال أنبأني أبو إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي عن عائشة قالت: لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وسلم بفاحش ولا متفحش ولا سخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح [2] . أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز- بالبصرة- قال ثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال نا يعقوب بن سفيان قال ثنا الحكم بن موسى قال ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود قال حدثني الزهري عن أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كتب الى أهل اليمن بكتاب فيه: «ان أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك باللَّه، وقتل النفس المؤمنة بغير حق، والفرار في سبيل الله يوم الزحف، وعقوق الوالدين» [3] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم نا الحسن بن محمد الفسوي نا يعقوب بن سفيان الفارسيّ قال حدثني يوسف بن عيسى ثنا شريك عن مغيرة عن الشعبي عن عياض قال: شهدت عيدا بالأنبار فقلت: ما أراكم تقلسون؟ كانوا يقلسون فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يفعلونه [4] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم نا الحسن بن محمد الفسوي
نا يعقوب بن سفيان نا عبد الرحمن بن هانئ ثنا فطر والعرزميّ عن حبيب بن أبي ثابت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس اليه جليس لم يقدم ركبته، ولم يقم حتى يستأذنه. وقال يعقوب نا أبو نعيم نا ... [1] ابن شهاب قال: دخلت أنا وسعيد ابن جبير المسجد الحرام، فجلسنا جميعا، فعظمت الحلقة فأراد أن يقوم فاستأذنهم وقال: انكم جلستم إلينا، ولو كنت أنا الجالس إليكم لم أستأذنكم [2] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا الحميدي قال نا سفيان نا إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت قيسا قال سمعت جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه يقول: ما رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قط الا تبسم في وجهي [3] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز البصري نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال نا زهير عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن جبير عن أبيه إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي البلدان شر؟ قال: لا أدري. فلما أتاه جبريل قال: أي البلدان شر؟ قال: لا أدري حتى أسأل ربي تبارك وتعالى. فانطلق جبريل فمكث ما شاء الله ثم جاء فقال: يا محمد انك سألتني: أي البلدان شر؟ واني قلت: لا أدري. واني سألت ربي تعالى فقلت: أي البلدان شر؟ فقال: أسواقها [4] .
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البزاز- بالبصرة- أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا أبو خالد يزيد بن بيان العقيلي أنا أبو الرحال [1] الأنصاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم: «ما أكرم شاب شيخا لسنه الا قيض الله له من يكرمه عند سنه» [2] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البصري نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا ابن عثمان- يعني عبدان المروزي- نا عبد الله- وهو ابن المبارك- نا أسامة بن زيد عن نافع ان ابن عُمَرَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يستن فأعطاه أكبر القوم ثم قال: «ان جبريل أمرني أن أكبر» [3] . أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم نا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا أبو صالح وابن بكير قالا نا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «التأنّي [4] من الله والعجلة من الشيطان» . وقال يعقوب نا عبد الله بن محمد المصري نا سليمان بن بلال عن سعد بن سعيد عن الزهري عن رجل من بلي قال: أقبلت أنا وأمي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجاء أبي فناجاه وكلّمه فكان فيما قال له: «إذا هممت بأمر فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج» [5] .
نصوص أخرى ليعقوب بن سفيان رواية أحمد بن السري بن صالح عنه
نصوص أخرى ليعقوب بن سفيان رواية أحمد بن السري بن صالح عنه (دلائل النبوة) : أخبرنا محمد بن أحمد بن حامد الطبري قال ثنا أحمد بن السري بن صالح قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن كثير قال ثنا سليمان بن كثير قال سمعت ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الى جذع نخلة فيخطب قبل أن يصنع المنبر، فلما وضع المنبر صعده فحنّ الجذع حتى سمعنا حنينه، فأتاه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوضع يده عليه فسكن [1] . (تفسير) : أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن حامد الطبري قال ثنا أحمد بن السري بن صالح قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أحمد بن عثمان بن نوح الطيالسي قال ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد قال ثنا أبو جعفر الرازيّ عن الربيع بن أنس عن أبي العالية رفيع عن أبي بن كعب في قوله: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ من بَنِي آدَمَ من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ. أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا من قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً من بَعْدِهِمْ، أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ 7: 172- 173. قال: فجمعهم له يومئذ جميعا ما هو كائن الى يوم القيامة فجعلهم أزواجا ثم صوّرهم ثم استقبلهم، وأخذ عليهم العهد والميثاق فأشهدهم عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا: بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ 7: 172 «الى» بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ 7: 173 [2] . قال: فأنا أشهد عليكم
السموات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم الا تقولوا يوم القيامة انا لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئا، واني سأرسل إليكم رسلا يذكرونكم عهدي وميثاقي، وأنزل عليكم كذا. قالوا: نشهد انك ربنا والهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك، فأقروا له يومئذ بالطاعة ورفع عليهم أبوهم آدم فنظر اليهم فرأى فيهم الفقير ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور خصّوا بميثاق آخر. فمن الرسالة والنبوة، وهو الّذي يقول وَإِذْ أَخَذْنا من النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ 33: 7 الى قوله وَمِنْكَ وَمن نُوحٍ 33: 7 الى قوله وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً 4: 154 [1] وهو الّذي يقول فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً، فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله 30: 30 [2] وفي ذلك هذا نَذِيرٌ من النُّذُرِ الْأُولى 53: 56 [3] أخذ عهده من النور الأوّلي. وفي ذلك يقول وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ من عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ 7: 102 [4] . وفي ذلك ثُمَّ بَعَثْنا من بَعْدِهِ رُسُلًا إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا به من قَبْلُ 10: 74 [5] كان في علمه يوم أقرّوا به من يكذب به ومن يصدق به، فكان عيسى (عليه السلام) كان من تلك الأرواح التي أخذ عليها العهد والميثاق في بني آدم فأرسل الله عز وجل ذلك الى مريم حين انْتَبَذَتْ من أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا. فَاتَّخَذَتْ من دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا. قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا. قال إِنَّما [أَنَا] رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا. قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي 19: 16- 20
نص يرويه عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي عن يعقوب بن سفيان
بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا 19: 20 الى قوله: فَحَمَلَتْهُ 19: 22 [1] . قال: فحملت الّذي خاطبها وهو روح عيسى بن مريم [2] . نص يرويه عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزيّ عن يعقوب بن سفيان حدثنا أبي، حدثنا يعقوب بن سفيان الفسوي، حدثنا عبد الله بن صالح، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عن النواس بن سمعان قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «ضرب الله مثلا: صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سور فيه أبواب مفتحة، وعلى تلك الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: أيها الناس ادخلوا الصراط لا تعوجوا، ومن فوق الصراط داع ينادي، فمن أراد ان يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك ان تفتحه تلجه. فالصراط الإسلام، والستور حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، والداعي القرآن، والداعي من فوق واعظ الله» [3] . نصوص أخرى قال الفسوي: ومثل تسميتهم إياها- يعني السماء- بالجرباء تسميتهم إياها بالرفيع [4] . قال يعقوب: جذع ظفار مدينة باليمن، وقد وقع جذع ظفارى وهو أيضا صحيح [5] .
نصوص عن يعقوب بن سفيان أوردها الأنصاري في (ذم الكلام وأهله) [1]
نصوص عن يعقوب بن سفيان أوردها الأنصاري في (ذم الكلام وأهله) [1] وأنباه عبد الرحمن بن محمد بن أبي الحسين أنبأ أبو بكر بن القاسم ببخارى أنبأ أبو عبد الرحمن عبيد الله بن يحيى ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صالح عن صالح بن جبير قال: قدم علينا أبو جمعة الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ببيت المقدس ليصلي فيه ومعنا رجاء بن حيوة يومئذ، فلما انصرف خرجنا معه نشيعه، فلما أردنا الانصراف قال: ان لكم علي جائزة وحقا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلنا: هات يرحمك الله. قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه معنا عاشر عشرة. فقلنا: يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك. قال: وما يمنعكم من ذلك ورسول الله صلّى الله عليه وسلم بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء! بل قوم يأتون من بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه. أولئك أعظم منكم أجرا، أولئك أعظم منكم أجرا [2] . وأنباه القاسم أنبأنا إبراهيم بن محمد بن علي الابي [3] انا احمد بن محمد بن عمر نا يعقوب بن سفيان قال: نا سليمان بن حرب قال: سمعت حماد بن زيد يقول في قول الله لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ 49: 2 قال: أرى رفع الصوت عليه بعد موته كرفع الصوت عليه في حياته إذا قرئ حديث رسول الله وجب عليك أن تنصت له كما تنصت للقرآن.
لفظ أبي زرعة. وقال يعقوب: قال سليمان: كان حماد إذا حدّث فرآنا نتكلم لم يحدثنا وقال: أخاف أن يكون هذا داخلا في قول الله لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ 49: 2 الآية [1] . أنبأنا علي بن عبد الله البلخي حدثنا محمد بن عمر بن شبويه الزاهد- بمرو- أنبأ المنكدري حدثنا يعقوب بن سفيان- من الأصل بانتخاب السكري أبي عبد الله ولم يكن في المسند- حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي نا همام عن مطر أنبأ الزهري عن سالم عن أبيه قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه ومع عمر فلم أرهما يزيدان على الركعتين، وكنا ضلالا فهدانا الله، فبه نقتدي [2] . إنباتا محمد بن عبد الرحمن انبأ علي بن أحمد بن بكران- بالبصرة- أنبأ الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي حدثنا يعقوب بن سفيان نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله أنبأ سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال: كتب إلينا عمر لا تجالسوا ضبيعا فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا عنه. ولربما قال: لما جالسناه [3] .