المعجم لعبد الخالق بن أسد الحنفي

عبد الخالق بن أسد

سلسلة النشر الوقفي (2) كتاب المعجم تأليف الإمام تاج الدين عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي رحمه الله (564 هـ) تحقيق نبيل سعد الدين جرَّار دار البشائر الإسلامية

سلسلة النشر الوقفي «وقف مقره بالمدرسة الضيائية» «وقف الحافظ ضياء الدين المقدسي تقبل الله منه» «وقف الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله» عباراتٌ كثيرةٌ حولَ هذا المعنى نجدُها عندَ بدايةِ الكتبِ والأجزاءِ الحديثيَّةِ. وليسَ غريباً مِن أئمتِنا الأعلام الحرصُ على نشرِ العلمِ، والعملُ على أن يكونَ في مُتناولِ يدِ كلِّ طالبٍ ومُريدٍ، ومِن وسائلِ ذلكَ وَقفُ الكتبِ والأجزاءِ للانتفاعِ بها في المكتباتِ والمدارسِ العامرةِ. والآنَ ونحنُ في عصرِ تَقنيةِ المعلوماتِ، أصبحَ نشرُ الكتبِ على شبكةِ المعلوماتِ العالميةِ مِن أفضلِ الوسائلِ لتيسيرِ الانتفاعِ بها لكلِّ طالبٍ ومريدٍ. فليسَ كلُّ أحدٍ يتيسرُ له الحصولُ على الكتابِ المطبوعِ، ثم إنَّ طباعةَ الكتابِ لا تُغني في وقتِنا هذا عن النسخةِ الألكترونيةِ التي تُستخدمُ في البرامجِ الحاسوبيةِ، لاستِخدامِها في البحثِ السريعِ والدقيقِ في الكتبِ. ولكنَّ وضعَ الكتبِ على شبكةِ المعلوماتِ لا يسلمُ مِن إضرارٍ بحقوقِ الطباعةِ، التي لا يُنكرُها مَن يعلمُ طبيعةَ العملِ في تحقيقِ التراثِ وطباعتِه، وما يحتاجُه مِن جهدٍ ووقتٍ ومالٍ. إلا إذا تكفَّل أهلُ الخيرِ والإحسانِ بتأمينِ نفقاتِ التحقيقِ والطباعةِ احتساباً عندَ الله عزَّ وجلَّ، ليخرجَ الكتابُ المطبوعُ في نفسِ الوقتِ الذي يوضعُ فيه على شبكةِ المعلوماتِ وَقفاً على جميعِ المسلمينَ.

فمَن لم يستطعْ شراءَ الكتابِ المطبوعِ فهاهو الكتابُ مُيسرٌ لمن أرادَ مجاناً (1): * بصيغة (PDF). * وصيغة (WORD). * وصيغة برنامجِ الشاملة لغرضِ البحثِ الحاسوبيِّ. * وصور المخطوطات منفردةً، وصورها مع ما يقابلُها مِن التحقيقِ. وكلُّ هذا مطابقٌ للكتابِ المطبوعِ حرفاً بحرفٍ، ودونَ أن يتضررَ أو يعترضَ أحدٌ مِن أصحابِ الحقوقِ. ويَبقى الكتابُ المطبوعُ في الأسواقِ ينتظرُ الراغبينَ بدعمِ هذا النشرِ الوَقفيِّ، حيثُ أنَّ مردودَ البيعِ سيُحتفظُ به في دار النشرِ لدعمِ الكتابِ التالي في هذه السلسلةِ، وهكذا كي يتسنَّى إخراجُ العديدِ مِن الكتبِ المُسندةِ بهذه الطريقةِ. واللهَ نسألُ أن يوفِّقنا لخدمةِ سُنةِ نبيِّه المُصطفى صلى الله عليه وسلم، وأَن يجعلَنا ممن قالَ فيهم: «نضَّرَ اللهُ امرءاً سمعَ مِنا حديثاً فبلَّغَه كما سمعَه، فرُبَّ مبلَّغٍ أوعى مِن سامعٍ»

_ (1) على شبكة المعلومات العالمية، ويمكن البحث عنه بالبحث عن جملة: «سلسلة النشر الوقفي» عبر محركات البحث المختصة. وتم إفراد موضوع خاص لهذا الغرض في: ملتقى أهل الحديث (www.ahlalhdeeth.com) (*) للمراسلة: Nabeel_ [email protected]

مقدمة المحقق

المقدمة إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أنفسِنا، ومِن سيئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِهِ اللهُ فلا مُضلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه. وبعدُ، فَهذا هو العملُ الأولُ الذي أَخرجُ به عن دائرةِ الأَجزاءِ الحَديثيَّةِ، ولم أَذهَب بَعيداً بحمدِ اللهِ، فلا أَزالُ في خدمةِ الكتبِ المُسنَدةِ، ثم إنَّ المُصنِّفِ في مُعجمه هذا مُكثرٌ مِن الروايةِ مِن طريقِ الأَجزاءِ الحَديثيَّةِ، وبعضُها لا يَزالُ مخطوطاً، وبعضُها الآخَرُ مفقودٌ. وقَد اشتهرَ ذكرُ هذا المعجمِ في المصادرِ التي تَرجَمت للمُصنِّفِ، فمِن قائلٍ: صنَّفَ «معجماً» لشيوخِهِ. وقائلٍ: في آخَرينَ يَجمعُهم «معجم شيوخه». وقائلٍ: وخَرَّجَ لنفسِه «المعجم». واسمُه المُثبَتُ في ورقةِ العنوانِ: «كتابُ المعجمِ» وكُتبَ بجانبِها بخطٍّ مُغايرٍ: «في الحديث» فأَثبتُّ اسمَه كما وَردَ بالخطِّ الأَصليِّ. وقد جمعَ المصنِّفُ في مُعجمِه هذا شيوخَهُ الذينَ سَمعَ مِنهم، دونَ مَن أَجازوا له، كما يَأتي بيانُ مَنهجِهِ في: شيوخِ المصنِّفِ. وله تَعليقاتٌ كثيرةٌ على الأحاديثِ: بيانٌ لِمعنى الحديثِ وشرحٌ لبعضِ

مُفرداتِهِ، وتَعليقاتٌ فِقهيَّةٌ عَديدةٌ، وبعضُ التَّعليقاتِ الحَديثيَّةِ على الرواةِ والأَسانيدِ، وتَعليقاتٌ أُخرى قليلةٌ في بابِ العقيدةِ. ولا نَجدُ في تَعليقاتِهِ الفقهيَّةِ تَعصُّباً أو نصرةً لمذهبِهِ الحنفيِّ، وإنَّما مَقصدُهُ فيها بيانُ الحكمِ المُستفادِ مِن الحديثِ، وكثيراً ما يذكرُ أَقوالَ العلماءِ في المسألةِ، بعباراتٍ مختصرةٍ رَصينةٍ أَبانَ فيها عن مَعرفتِهِ (¬1). ومَنهجي في تحقيقِ هذا «المعجمِ» لا يَختلفُ عن مَنهجي في «سِلسلةِ مجاميعِ الأَجزاءِ الحديثيةِ» مِن حيثُ الاهتمامُ بضبطِ النصِّ، وموافقةِ المطبوعِ للمخطوطِ، وتصحيحِ التحريفاتِ والتصحيفاتِ قدرَ الإمكانِ. والاكتفاءُ في التخريجِ بالعزوِ للصحيحينِ أو أحدِهما إِن وجدَ، فإن لم يكنْ فكتبُ الحديثِ المتداولةُ المشهورةُ مُتجنباً الإطالةَ وحشدَ المصادرِ، مَع حِرصي - ما استَطعتُ - على التَّخريجِ مِن الكتبِ والأَجزاءِ التي يَروي المصنِّفُ مِن طريقِها. واللهَ أسألُ أن يجعلَ هذا العملَ خالصاً لوجهِهِ الكريمِ، وأن يُوفقَني لإخراجِ أعمالٍ أُخرى خدمةً لسنةِ نبيِّه المصطفى صلى الله عليه وسلم، واللهُ وليُّ التوفيقِ. وكتب نبيل سعد الدين جَرَّار جمادى الأولى سنة 1432 هـ ¬

_ (¬1) كما قال ابن قطلوبغا في «تاج التراجم» (ص 183): جمع «معجم شيوخه» فأبان فيه عن معرفته.

ترجمة المصنف

تَرجمةُ المُصنِّفِ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ، أبو محمدٍ الدِّمشقيُّ، الطَّرابلسيُّ الأصلِ. الفقيهُ الحَنفيُّ، الإمامُ المُفتي، المُحدِّثُ الجوَّالُ، تاجُ الدِّينِ. وُلدَ بدمشقَ، ورَحلَ في طلبِ الحديثِ والفقهِ إلى بغدادَ وهمَذَانَ وأَصبهانَ، وصنَّفَ وخرَّجَ وكتبَ بخطِّهِ، وصنَّف «مُعجماً» لشيوخِهِ، وحدَّثَ به. كانَ فَقيهاً شافعياً، ثم تحوَّلَ حَنفياً، وتفقَّهَ على الفقيهِ البَلخيِّ. حدَّثَ عنه ابنُهُ غالبٌ، وسيفُ الدولةِ محمدُ بنُ غسانٍ، وإسماعيلُ السَّلَّارُ، وآخَرونَ. تَولَّى التَّدريسَ بالمدرسةِ المُعينيَّةِ والصادريَّةِ بدمشقَ، ووعَظَ الناسَ، وله شِعرٌ حَسنٌ. تُوفيَ ليلةَ السبتِ، ثامنَ وعشرينَ المُحرَّمِ، مِن سَنةِ أربعٍ وستينَ وخمسِمئةٍ بدمشقَ، وقَد جاوَزَ السِّتينَ. ودُفنَ يومَ السبتِ، بعدَ صلاة الظهرِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ (¬1). ¬

_ (¬1) انظر: «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (4/ 153). «سير أعلام النبلاء» (20/ 497). «تاريخ الإسلام» (39/ 197). «الوفيات» للصفدي (18/ 53). «الجواهر المضية في طبقات لحنفية» (2/ 370) «تاج التراجم في طبقات الحنفية» (ص182، 193). «الطبقات السنية في تراجم الحنفية» (1143). «شذرات الذهب» (6/ 352).

شيوخ المصنف

شيوخُ المُصنِّفِ ذَكرَ عبدُ الخالقِ -رحمه اللهُ- في هذا المعجمِ شيوخَهُ الذين سمعَ مِنهم مِن الرِّجالِ والنِّساءِ، ولم يَذكر فيه مشايخَهُ بالإجازةِ، كما أبانَ عن ذلكِ في تَقدمتِهِ (ص 107) حيثُ قالَ: وسطَّرتُ ما سمعتُه عن الرجالِ والنساءِ، ولم أذكرْ فيه روايةً بالإجازةِ عَمن أجازَ لي مِن المشايخِ، كما هو مذهبُ أصحابِ الحديثِ. وبلغَت مَشيختُه (287) شيخاً وشيخةً، وعددُ النساءِ مِنهن (17). وأَقدَمُهم وفاةً محمدُ بنُ عليِّ بنِ الشَّرابيِّ، المُتوفى سَنةَ (525 هـ)، وآخِرُهم وفاةً ذاكرُ بنُ كاملٍ، المُتوفى سَنةَ (591 هـ) (¬1). وذكرَهم مُرتَّبينَ على حروفِ المعجمِ، باعتبارِ الاسمِ الأولِ فقطَ، ولم يراعِ الترتيبَ الهجائيَّ فيما بعدَه، بل إنَّه لم يراعِ الترتيبَ الهجائيَّ في الأسماءِ التي تَبتدئُ بنفسِ الحرفِ، فنجدُهُ يذكرُ «حمزة» قبلَ «الحسن»، وَ «عيسى» قبلَ «عتيق» وَ «مسعود» قبلَ «مبارك». وذَكرَ النساءَ في آخرِ كلِّ حرفٍ، بعدَ ذكرِ مشايخِهِ مِن الرجالِ. واقتصَرَ تعريفُه بمشايخِهِ بذكرِ أَسمائِهم وأَنسابِهم، وفي بعضِ المواضعِ (¬2) ¬

_ (¬1) منهم ثلاثة توفوا في عشر الثمانين وخمسمئة، وأرقام تراجمهم: (97، 229، 278). وثلاثة آخرون في عشر السبعين، وأرقام تراجمهم: (119، 232، 260). وبقيتهم في عشر الستين وما دون ذلك. (¬2) وبلغت هذه المواضع (113) موضعاً.

يذكرُ سَنةَ المولدِ والوفاةِ. وأَنا ذاكرٌ هنا مشايخَهُ مرتَّبينَ على حروفِ المعجمِ (¬1)، مَع ترجمةٍ موجزةٍ لهم (¬2)، نقلتُ فيها ما قالَه عبدُ الخالقِ في هذا «المعجم» عن شيوخِهِ. وفي آخِرِ الترجمةِ أذكرُ أرقامَ الأحاديثِ والآثارِ التي أَسندَها المصنفُ عَنهم. ولم أَقصد - في مَعرضِ ذكرِ مصادرِ الترجمةِ في الحواشي- استيعابَ كتبِ التراجمِ التي تَرجمت لكلِّ شيخٍ، وإنَّما اجتهدتُّ في ذكرِ المَشيخاتِ والمَعاجمِ المعاصرةِ للمصنفِ، وفي مُقدمتِها: «المنتخب من معجم السمعاني» وَ «معجم ابن عساكر»، فَقد شاركاهُ في أكثرِ شيوخِهِ، رحمَهم اللهُ جميعاً، وأَجزلَ لهم المَثوبةَ - فَقد بذَلوا الجهدَ ونَصحوا -، {وأَلحقَنا بهم فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِر}. 1 - إبراهيمُ بنُ الحسنِ بنِ طاهرٍ الفقيهُ، أبو طاهرٍ الحمويُّ ثم الدمشقيُّ الشافعيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ فقيهاً فاضلاً، دَيِّناً خيِّراً، حسنَ السيرةِ، وكانَ يتكلمُ كلاماً حسناً، وكانَ جميلَ الطريقةِ، حافظاً لكتابِ اللهِ. ¬

_ (¬1) مع إفراد أسماء النساء في موضع واحد بعد أسماء الرجال. (¬2) وقد وجدت ترجمة لأكثرهم، وبعضهم وجدت لهم ذكراً في «المشيخات» وَ «المعاجم» المعاصرة للمصنف، وبقي بعد ذلك (37) لم أجد لهم ذكراً في المصادر التي رجعت إليها، وهذه أرقامهم: (15، 18، 25، 27، 34، 41، 44، 51، 61، 92، 94، 96، 116، 132، 151، 157، 158، 164، 165، 179، 185، 191، 206، 209، 220، 230، 240، 241، 243، 258، 269، 275، 276، 281، 282، 285، 287).

وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ أبو طاهرٍ إبراهيمُ بنُ الحسنِ في آخِرِ ليلةِ الجمعةِ، الثامنَ عشرَ مِن صفرٍ، سَنةَ إحدى وسِتينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬1). (32) 2 - إبراهيمُ بنُ طاهرِ بنِ بَركاتِ بنِ إبراهيمَ بنِ عليٍّ، أبو إسحاقَ القرشيُّ الخُشوعيُّ الدمشقيُّ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كتبتُ عنه، وكانَ ثقةً خيِّراً. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ طاهرٍ الخُشوعيُّ ليلةَ الجمعةِ، الثاني والعشرينَ مِن شعبانَ، سنةَ أربعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ، في مقابِرِ بابِ الفراديسِ بدمشقَ (¬2). (33) 3 - إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سالمٍ، أبو منصورٍ القاضي الهِيتيُّ الحنفيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ أَنظرَ الحنفيَّةِ في زمانِهِ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ القاضي أبا منصورٍ إبراهيمَ بنَ محمدٍ الهِيتيَّ عن مَولدِهِ فقالَ: في ثاني عشرَ شهرِ ربيعٍ الآخَرِ، سنةَ ستينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الخميسِ، الحادي عشرَ مِن شوالٍ، سنةَ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ عندَ مشهدِ أبي حنيفةَ ببغدادَ (¬3). (31) 4 - أحمدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ، أبو عليٍّ الخَرَّازُ الحَريميُّ البغداديُّ. الشيخُ ¬

_ (¬1) «تاريخ الإسلام» (39/ 70). «طبقات الشافعية» لابن الصلاح (1/ 297). وروى عنه ابن عساكر، ولم أر روايته في «معجمه» ولا ترجمته في «تاريخه». (¬2) «تاريخ دمشق» (6/ 449). «معجم ابن عساكر» (154). «تاريخ الإسلام» (36/ 345). (¬3) «معجم ابن عساكر» (157). «المنتظم» (18/ 28). «تاريخ الإسلام» (36/ 436).

الصالحُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحُ مُتدينٌ، لازِمٌ لمسجدِهِ، ماتَ في ذي الحجةِ، سَنةَ اثنتينِ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (9) 5 - أحمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ أحمدَ، القاضي أبو الفضلِ - ويُقالُ أبو عليٍّ- الواعظُ الجَرْباذْقانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً عالماً فاضلاً، زاهداً عَفيفاً، مليحَ الشَّيبةِ، حسنَ الوجهِ، كانتْ ولادتُه في حدودِ سَنةِ ستينَ وأربعِمئةٍ، ووفاتُه في حدودِ سَنةِ أربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (27) 6 - أحمدُ بنُ بَختيار بنِ عليِّ بنِ محمدٍ، القاضي أبو العباسِ المَنْدائيُّ الواسطيُّ. كانَ فقيهاً إماماً، بارعاً في كتابةِ الشُّروطِ، عارفاً باللغةِ والأدبِ، وليَ قضاءَ واسطَ مدةً، وصنَّفَ كتابَ القضاةِ وغيرَ ذلكَ. وكانَ ثقةً صدوقاً. تُوفي سَنةَ اثنتينِ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (16) 7 - أحمدُ بنُ أبي بكرِ بنِ أحمدَ، أبو العباسِ السَّنَويُّ الأَصبهانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً مستوراً، وكانتْ وفاتُه في شهرِ ربيعٍ الأولِ، مِن سنةِ خمسٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ بأصبهانَ (¬4). (26) ¬

_ (¬1) «السير» (20/ 327). (¬2) «معجم السمعاني» (1/ 130). (¬3) «المنتظم» (18/ 120). «تاريخ الإسلام» (38/ 75). «التكملة» لابن نقطة (5/ 631). (¬4) «معجم السمعاني» (1/ 325). «معجم ابن عساكر» (8). «التكملة» لابن نقطة (3/ 502).

8 - أحمدُ بنُ أبي غانمٍ حامدِ بنِ أحمدَ بنِ محمودٍ، أبو طاهرٍ الثقفيُّ الأصبهانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: مِن بيتِ الرِّئاسةِ والعلمِ والحديثِ، وكانَ فاضلاً، حسنَ الشعرِ، مليحَ الخطِّ، وَقوراً ساكِناً، مُكثراً مِن الحديثِ. ماتَ بأصبهانَ، في جُمادى الأُولى، سَنةَ إِحدى وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (22، 23، 24) 9 - أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ زرعةَ، أبو الفرجِ الصُّوريُّ الكاتبُ. كتبَ عنه الحافظُ ابنُ عساكرٍ، قالَ: وكانَ حسنَ الاعتقادِ، ووَقفَ بعضَ أملاكِهِ على وُجوهِ البرِّ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ أبو الفرجِ أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ زُرعةَ يومَ الأحدِ، الثاني مِن شَهرِ ربيعٍ الأولِ، سنةَ ثمانٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (28، 29) 10 - أحمدُ بنُ عبدِ الباقي بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ، أبو المُظفرِ بنُ النَّرسيِّ. تُوفي في جُمادى الأُولى، سَنةَ ثمانٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ، وله ثمانٍ وثمانونَ سنةً (¬3). (11) 11 - أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ، أبو الوَفاءِ العَبدكوي (¬4). (25) ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (1/ 169). «معجم ابن عساكر» (9). «تاريخ الإسلام» (37/ 54). (¬2) «معجم ابن عساكر» (16). «مختصر تاريخ دمشق» (3/ 43). (¬3) «تاريخ الإسلام» (37/ 293). (¬4) ذكره الرافعي في «تاريخ قزوين» (2/ 330)، ثم ترجم (2/ 350) لأحمد بن عبد الواحد بن أحمد العبدكوي أبي الوفاء القزويني.

12 - أحمدُ بنُ عقيلِ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ رافعٍ، أبو الفتحِ بنُ أبي الفضلِ الفارسيُّ البَعلبكيُّ، المعروفُ بابنِ أبي الحوافرِ، الدمشقيُّ الشافعيُّ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كتبتُ عنه شيئاً يسيراً ببغدادَ وبدمشقَ، وكانَ شيخاً خيِّراً، كثيرَ التلاوةِ للقرآنِ، صحيحَ السَّماعِ، حسنَ الاعتقادِ. قالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ أبو الفتحِ أحمدُ بنُ عقيلٍ في ليلةِ الخميسِ، الثامنِ والعشرينَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سنةَ إِحدى وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬1). (30) 13 - أحمدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الواحدِ، أبو بكرٍ الدَّلالُ البغداديُّ المعروفُ بابنِ الأَشقرِ. صالحٌ خيِّرٌ، صحيحُ السَّماعِ. ماتَ في صفرٍ، سَنةَ اثنتينِ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (2، 3) 14 - أحمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ، أبو العباسِ الأَنصاريُّ البغداديُّ. كانَ صالحاً زاهداً، جاوزَ الثَّمانينَ. تُوفيَ سَنةَ تسعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (8) 15 - أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ، أبو العباسِ الأَديبُ مِن أهلِ أصبهانَ (¬4). (19) ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (5/ 23). «معجم ابن عساكر» (57). «تاريخ الإسلام» (36/ 231). (¬2) «معجم ابن عساكر» (56). «المنتظم» (18/ 57). «السير» (20/ 163). (¬3) «تاريخ الإسلام» (36/ 492). (¬4) قد يكون هو المترجم في «المنتخب من معجم السمعاني» (1/ 253).

16 - أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ الحسنِ بنِ عليٍّ، أبو سعدِ بنُ أبي الفضلِ بنِ أبي سعدٍ البغداديُّ الأصلِ الأَصبهانيُّ. الشيخُ الإمامُ، الحافظُ الثقةُ المُسندُ، مُحدثُ أصبهانَ. قالَ السَّمعانيُّ: ثقةٌ حافظٌ، دَيِّنٌ خيِّرٌ، حسنُ السيرةِ، صحيحُ العقيدةِ، على طريقةِ السلفِ الصالحِ، تاركٌ للتَّكلفِ. وقالَ ابنُ الجوزيِّ: سمعتُ مِنه الكثيرَ، ورأيتُ أَخلاقَه اللطيفةَ، ومحاسنَهُ الجميلةَ، ماتَ بنهاوندَ راجعاً مِن الحجِّ، في ربيعٍ الأولِ، سَنةَ أربعينَ وخمسِمئةٍ، وحملَ إلى أَصبهانَ، فدُفنَ بها (¬1). (15) 17 - أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ الحسينِ بنِ عثمانَ، أبو المَعالي بنُ أبي طاهرٍ المَذَاريُّ. قالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ سماعُهُ صحيحاً، وقرأتُ عليه كثيراً مِن حديثِهِ. وقالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ مستورٌ سَديدٌ. تُوفيَ عَشيةَ الأربعاءِ، الثامنَ والعشرينَ مِن جُمادى الأُولى، سَنةَ ستٍّ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (10) 18 - أحمدُ بنُ محمدِ بنِ العبادي أبو (سعدٍ؟). (14) 19 - أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ محمودٍ، أبو سعدٍ الزَّوزَنيُّ الصُّوفيُّ. الشيخُ المُسندُ الكبيرُ، مِن مشاهيرِ الصُّوفيةِ. ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (87). «المنتظم» (18/ 45). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 93). «السير» (20/ 119) (¬2) «الأنساب» (5/ 240). «المنتظم» (18/ 81). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 113). «تاريخ الإسلام» (37/ 236)

كانَ مُسرفاً على نفسِهِ، لعَّاباً، حُفَظَةً للنَّظمِ والنَّادرةِ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ مُنهمكاً فِي الشُّربِ، سامَحهُ اللهُ. وقالَ ابنُ الجَوزيِّ: يَنسِبُونَه إلى التَّسمُّحِ في دِينهِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ أبو سعدٍ أحمدُ بنُ محمدٍ الزَّوزَنيُّ ببغدادَ يومَ الخميسِ. ودُفنَ يومَ الجمعةِ العشرينَ مِن شعبانَ، سَنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (1) 20 - أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الفضلِ بنِ عمرَ، أبو العلاءِ الحافظُ الأصبهانيُّ. لقبُه بَجَنْك. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ حافظاً متقناً، ورعاً وقوراً نزهاً، وبالغَ في الطلبِ، ونسخَ بخطِّه الصحيحِ المليحِ كثيراً. تُوفي سَنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (20، 21) 21 - أحمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ السَّرخسيُّ الوزيرُ، أبو العباسِ ابنُ أبي بكرٍ الفقيهُ. ولدَ سَنةَ سبعينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الثلاثاءِ، سَنةَ سبعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (4، 5) ¬

_ (¬1) «الأنساب» (3/ 176). «معجم ابن عساكر» (110). «المنتظم» (18/ 20). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 92). «السير» (20/ 57). (¬2) «معجم السمعاني» (1/ 289). «تاريخ الإسلام» (37/ 136). «التكملة» لابن نقطة (1/ 245). (¬3) «معجم ابن عساكر» (118). «الجواهر المضية» (1/ 312). «الطبقات السنية» (357).

22 - أحمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الأخوةِ، أبو العباسِ البغداديُّ العطارُ الوكيلُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ بهيٌّ، حسنُ المنظرِ، خيِّر، متقربٌ إلى أهلِ الخيرِ. تُوفي في خامسِ رمضانَ، سَنةَ إحدى وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (17، 18، 323) 23 - أحمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ الطيبِ، أبو الحسينِ بنُ أبي الفضلِ المعروفُ بابنِ الصَّباغِ. كانَ ظاهرَ الصَّلاحِ والخيرِ. تُوفيَ سَنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (6، 7) 24 - أحمدُ بنُ المُقَرِّبِ بنِ الحسينِ بنِ الحسنِ، أبو بكرٍ البغداديُّ الكَرخيُّ. الشيخُ الجليلُ، الثقةُ المُسندُ. تَلا بالسبعِ، وتفقَّه، ونسخَ الأَجزاءَ، وله أُصولٌ حَسنةٌ. ماتَ في ذي الحجةِ، سَنةَ ثلاثٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (12، 13) 25 - أسدُ بنُ ثابتٍ، والدُ المُصنِّفِ. قالَ عبدُ الخالقِ: أخبَرني أبي أنَّه دَخلَ دمشقَ سنةَ تسعٍ وتسعينَ وأربعِمئةٍ وله خمسٌ وثلاثونَ سنةً. وتُوفيَ ليلةَ الخميسِ الثاني والعشرينَ مِن جُمادى الأُولى، سنةَ تسعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. (48) ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (119). «السير» (20/ 160). «تاريخ الإسلام» (37/ 55). (¬2) «معجم ابن عساكر» (117). «تاريخ الإسلام» (36/ 404). (¬3) «معجم ابن عساكر» (132). «المنتظم» (18/ 177). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 148). «السير» (20/ 473).

26 - إسماعيلُ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ بنِ أبي الأَشعثِ، أبو القاسمِ السَّمرقنديُّ الحافظُ. الشيخُ الإمامُ، المحدثُ المُفيدُ المسندُ، صاحبُ المجالسِ الكثيرةِ. قالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ أبو القاسمِ إسماعيلُ بنُ أحمدَ السَّمرقنديُّ في ذي القعدةِ، سَنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ رحمَه اللهُ ببغدادَ (¬1). (35، 36) 27 - إسماعيلُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ، أبو الفتحِ، يُعرفُ (بالصُّغَرِ؟). (45) 28 - إسماعيلُ بنُ أبي سعدٍ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ دُوست، شيخُ الشيوخِ، أبو البركاتِ بنُ أبي سعدٍ الصوفيُّ النيسابوريُّ. قالَ السَّمعانيُّ: وَقورٌ مَهيبٌ، على شاكلةِ حميدةَ، ما عَرفتُ له هَفوةً، قرأتُ عليه الكثيرَ، وكُنتُ نازِلاً برِباطِهِ. ماتَ في عاشرِ جُمادى الآخرةِ، سَنةَ إِحدى وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (34) 29 - إسماعيلُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ، أبو القاسمِ بنُ أبي الحسنِ الصوفيُّ النَّيسابوريُّ ثم الأَصبهانيُّ، المعروفُ بالحَمَّاميِّ. الشيخُ الصالحُ، المعمرُ، مسندُ الوقتِ. قالَ السمعانيُّ: كانَ شيخاً مُسناً، جلداً خفيفاً، حسنَ السيرةِ. ماتَ في سابعِ صفرٍ، سَنةَ إِحدى وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (41، 42) ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (8/ 357). «معجم ابن عساكر» (177). «المنتظم» (18/ 20). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 82). «السير» (20/ 28). (¬2) «تاريخ دمشق» (8/ 361). «معجم ابن عساكر» (178). «المنتظم» (18/ 50). «السير» (20/ 160). (¬3) «معجم السمعاني» (1/ 402). «معجم ابن عساكر» (188). «السير» (20/ 245).

30 - إسماعيلُ بنُ عليِّ بنِ طاهرِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الليثِ بنِ الصقرِ، أبو عليٍّ الخَثعَميُّ المعروفُ بابنِ الملقبِ (¬1). قالَ عبدُ الخالقُ: سألتُ أبا عليٍّ إسماعيلَ بنَ عليِّ بنِ طاهرٍ عن مَولِدِه، فقالَ: ليلةَ الأربعاءِ، لتسعٍ خَلونَ مِن شوالٍ، سنةَ اثنتَينِ وسبعينَ وأربعِمئةٍ. تُوفيَ سَنةَ إِحدى وأربعينَ وخمسِمئةٍ، في جُمادى الأُولى. (39، 40) 31 - إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ الحسنِ، أبو الفتحِ القزازُ. قالَ السَّمعانيُّ: شابٌّ صالحٌ، كتبتُ عنه. ماتَ في ربيعٍ الأولِ، سنةَ خمسٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ، ودفنَ ببابِ حربٍ (¬2). (37، 38) 32 - إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ أبي الفتحِ (¬3)، أبو الفتحِ الطَّرسوسيُّ الأَصبهانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً مُتميزاً، مِن أهلِ العلمِ، حسنَ الخطِّ، حَريصاً على طلبِ الحديثِ، وكانَ يَسمعُهُ بعدَ أَن كبرَ وأَسنَّ. ¬

_ (¬1) هكذا ساق المصنف نسبه، ولم يزد في «تاريخ الإسلام» (37/ 57) على أن قال في نسبه: إسماعيل بن طاهر أبو علي الموصلي، ثم البغدادي. سمع أباه عن أبي الحسن بن مخلد. (¬2) «المنتظم» (18/ 78). «تاريخ الإسلام» (37/ 216). (¬3) هكذا ذكره المصنف، وهكذا ذكره الحاجي في «وفياته» (135)، والذهبي في «تاريخ الإسلام» (36/ 534) إلا أنه كناه بأبي محمد. وفي «معجم ابن عساكر» (195): إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد بن أبي الفتح. وفي «معجم السمعاني» (1/ 418)، و «التحبير» (1/ 108): أبو الفتح إسماعيل بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي، وأسند عنه في الموضع الأول حديثاً وسماه: إسماعيل بن محمد بن أبي الفتح.

وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا الفتحِ إسماعيلَ بنَ محمدِ بنِ أبي الفتحِ الطَّرسُوسيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في ذي الحجةِ، سَنةَ اثنتَينِ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. توفيَ سَنةَ أربعينَ وخمسِمئةٍ. (43، 44) 33 - أسعدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ (¬1) بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الصمدِ بنِ المُهتَدي باللهِ، أبو منصورٍ الشريفُ. شيخٌ جليلٌ معمرٌ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ بهيُّ المنظرِ، أَضرَّ في آخرِ عُمرِه، وكانَ مَنسوباً إلى الصلاحِ. وقالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ الناسُ يُثنونَ عليه الخيرَ ويَنسبونَه إلى الصلاحِ. تُوفيَ في رمضانَ، سنةَ اثنينِ وأربعينَ وخمسِمئةٍ، وله مئةٌ وبضعُ سِنينَ (¬2). (46، 47) 34 - بختيارُ بنُ عبدِ اللهِ عتيقُ ابنِ البُخاريِّ. (58، 59) 35 - بركاتُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ الحسينِ، أبو الحسنِ الدمشقيُّ الأَنماطيُّ المقرئُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ مستوراً حافظاً للقرآنِ، ولم يَكن الحديثُ مِن شأنِهِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ بركاتُ بنُ عبدِ العزيزِ يومَ السبتِ، الثامنَ والعشرينَ مِن شهرِ رمضانَ، سَنةَ إحدى وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ عندَ مسجدِ شعبانَ ظاهرَ دمشقَ (¬3). (52، 53، 54) ¬

_ (¬1) في «تاريخ الإسلام»: بن حميد. (¬2) «المنتظم» (18/ 58). «تاريخ الإسلام» (37/ 105). «البداية والنهاية» (12/ 237). (¬3) «معجم ابن عساكر» (112). «مختصر تاريخ دمشق» (5/ 176). «تاريخ الإسلام» (36/ 236).

36 - بقاءُ بنُ عليِّ بنِ خطابٍ، أبو المعمرِ البغداديُّ السَّكاكينيُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ بقاءَ بنَ عليٍّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ثلاثٍ وثمانينَ وأربعِمئةٍ. تُوفيَ في ربيعٍ الأولِ، سَنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (55، 56، 57) 37 - تُركانشاه بنُ محمدِ بنِ تُركانشاه، أبو المُظفرِ البغداديُّ المَراتبيُّ الكاتبُ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ تُركانشاه بنَ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ ربيعٍ الآخرِ، سنةَ ثمانينَ وأربعِمئةٍ. تُوفيَ في رابعَ عشرَ ذي القعدةِ، سَنةَ إِحدى وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (63، 64) 38 - ثابتُ بنُ زيدِ بنِ القاسمِ بنِ أحمدَ، أبو البركاتِ بنُ النحاسِ البزَّازُ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ ثابتَ بنَ زيدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سنةِ خمسينَ وأربعِمئةٍ. تُوفيَ في جُمادى الآخرةِ، سَنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (67، 68، 69) 39 - جعفرُ بنُ زيدِ بنِ جامعٍ، أبو الفضلِ الطائيُّ الحمويُّ، الإمامُ الفاضلُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، خيِّر، كثيرُ العبادةِ، دائمُ التلاوةِ، مُشتغلٌ ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (216). «تاريخ الإسلام» (37/ 138). (¬2) «تاريخ الإسلام» (38/ 49). «الوفيات» للصفدي (10/ 236). (¬3) «معجم ابن عساكر» (232). «تاريخ الإسلام» (37/ 139).

بنفسِهِ، لا يَخرجُ إلا مِن جمعةٍ إلى جمعةٍ، كتبتُ عنه. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا الفضلِ جعفرَ بنَ زيدٍ الحمويَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ، سَنةَ ثمانينَ وأربعِمئةٍ. ماتَ في ذي الحجةِ، سَنةَ أربعٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (70، 71، 72) 40 - جَيَّاشُ بنُ عبدِ اللهِ، أبو الأبيضِ الحبشيُّ العَفَّانيُّ. ذكرَه الذهبيُّ في وفياتِ سنةِ إِحدى وستينَ وخمسِمئةٍ، وقالَ: لعلَّه ماتَ أولَ العامِ، فإنَّ ابنَ الحصريِّ سمعَ مِنه في شوالٍ سَنةَ ستينَ (¬2). (73) 41 - حامدُ بنُ أحمدَ بنِ الفرجِ، أبو المُطهرِ الجزنيُّ. (115) 42 - حامدُ بنُ أبي الفتحِ بنِ أبي بكرٍ الأَصبهانيُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ حامدَ بنَ أبي الفتحِ عن مَولدِهِ، فقالَ: أظنُّ أنَّه في سَنةِ اثنتَينِ وتسعينَ وأربعِمئةٍ. لعلَّه: حامدُ بنُ أبي الفتحِ أحمدَ بنِ محمدٍ، أبو عبدِ اللهِ المَدينيُّ. ترجمَه الذهبيُّ في «السير» (20/ 249، 294)، وفي «تاريخ الإسلام» (37/ 358) وذكرَ روايةَ عبدِ الخالقِ عنه في «معجمه». وقالَ: كان صالحاً ورعاً إماماً زاهداً، مِن علماءِ الحديثِ. تُوفيَ سَنةَ تسعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ. (113، 114) 43 - حسانُ بنُ تميمِ بنِ نصرٍ، أبو النَّدي الدِّمشقيُّ الصَّيرفيُّ الزَّياتُ. الشيخُ الصالحُ. ¬

_ (¬1) «المنتظم» (18/ 136). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 187). «السير» (20/ 340). (¬2) «معجم ابن عساكر» (257). «تاريخ الإسلام» (39/ 72). «التكملة» (2/ 445).

قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ قَد تركَ الصَّرفَ قبلَ أَن يَموتَ بمدةٍ، وحجَّ وحسنُت طريقتُهُ ولازمَ صلاةَ الجماعةِ، كتبتُ عنه. تُوفيَ يومَ الثلاثاءِ، ودُفنَ يومَ الأربعاءِ العشرينَ مِن رجبٍ، سَنةَ ستينَ وخمسِمئةٍ. ودُفن في مقبرةِ بابِ الفراديسِ (¬1). (111) 44 - حسَّانُ بنُ أبي الحسنِ عليِّ بنِ حسَّانَ الشاميُّ. (112) 45 - الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ، أبو العلاءِ الهمَذانيُّ العطارُ. الإمامُ الحافظُ المقرئُ، شيخُ همَذانَ بلا مُدافعةٍ. قالَ السَّمعانيُّ: هو حافظٌ مُتقنٌ، ومقرئٌ فاضلٌ، حسنُ السيرةِ، يَعرفُ الحديثَ والقراءاتِ والآدابَ معرفةً حسنةً. تُوفيَ بهمَذانَ، في جُمادى الأُولى، سَنةَ تسعٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (86، 87) 46 - الحسنُ بنُ رجاءِ بنِ محمدِ بنِ سليمٍ، أبو نصرٍ. هكذا ذكرَهُ المصنفُ فيمَن اسمُهُ (الحسن)، ولعلَّه: الحسينُ بنُ رجاءِ بنِ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ سُليمٍ، أبو نصرٍ السُّليميُّ، مِن أهلِ أصبهانَ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ كبيرٌ، مِن بيتِ الحديثِ وأهلِهِ، وكانَ مِن أهلِ القرآنِ، كثيرَ التلاوةِ له (¬3). (90، 91) ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (12/ 377). «معجم ابن عساكر» (353). «السير» (20/ 397). «التكملة» لابن نقطة (4/ 348). (¬2) «معجم ابن عساكر» (267). «المنتظم» (18/ 208). «السير» (21/ 40). (¬3) «معجم السمعاني» (2/ 709). «التحبير» (1/ 332). «معجم ابن عساكر» (329). «التكملة» (3/ 344). «تبصير المنتبه» (2/ 746). «توضح المشتبه» (5/ 156).

47 - الحسنُ بنُ العباسِ بنِ عليِّ بنِ حسنِ بن عليٍّ، أبو عبدِ اللهِ الرُّستميُّ الفقيهُ الشافعيُّ الزاهدُ. الشيخُ الإمامُ المُفتي، القدوةُ المسندُ، شيخُ أصبهانَ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا عبدِ اللهِ الحسنَ بنَ العباسِ الفقيهَ الشافعيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في صفرٍ، سَنةَ ثمانٍ وستينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: إمامٌ فاضلٌ، مُفتي الشافعيةِ، وهو على طريقةِ السَّلفِ. تُوفيَ مساءَ يومِ الأربعاءِ، ثاني صفرٍ، سنةَ إِحدى وستينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (94، 95) 48 - الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ الحسينِ بنِ أحمدَ، أبو المَعالي الوَركانيُّ الوَثابيُّ الشافعيُّ. مُدرسُ نظاميةِ أَصبهانَ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ إماماً فاضلاً، مُناظراً أُصولياً، عارِفاً بالأدبِ، لقيَ الأئمةَ واقتبسَ مِنهم. تُوفيَ سَنةَ تسعٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (88، 89) 49 - الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ عريقٍ، أبو عليٍّ السُّلميُّ الشَّعارُ الفارقيُّ الخطيبُ. رَوى عنه السَّمعانيُّ وابنُ عساكرٍ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ الحسنَ بنَ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في المحرمِ سَنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. ¬

_ (¬1) «الأنساب» (3/ 62). «المنتظم» (18/ 172). «معجم ابن عساكر» (288). «السير» (20/ 432). «طبقات الشافعية» للسبكي (7/ 64). (¬2) «معجم السمعاني» (1/ 639). «التحبير» (1/ 205). «معجم ابن عساكر» (299). «طبقات الشافعية» للسبكي (7/ 66).

ماتَ في ربيعٍ الآخرِ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (81، 82، 83) 50 - الحسنُ (¬2) بنُ محمدِ بنِ الفضلِ، أبو المُرَجا التَّيميُّ الأَصبهانيُّ، يُعرفُ بجُوْجي، أخو الإمامِ الكبيرِ إسماعيلَ الأَصبهانيِّ قوامِ السُّنةِ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، سمعتُ مِنه بأصبهانَ، تُوفيَ في حدودِ سنةِ أربعينَ وخمسِمئةٍ. بينَما قالَ أبو موسى المَدينيُّ في «اللطائف» (ص 412): تُوفيَ رحمَه اللهُ ليلةَ السبتِ، السابعَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ مِن سَنةِ تسعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (92، 93) 51 - الحسنُ بنُ المختارِ بنِ محمدٍ، أبو عليٍّ (الحاكميُّ؟) الهرويُّ. (96) 52 - الحسنُ بنُ نصرِ بنِ الحسنِ، أبو محمدٍ ابنُ المُعَبِّي البزازُ الدِّينَوريُّ الأصلِ. ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (300). «تاريخ الإسلام» (36/ 461). (¬2) هكذا ذكره المصنف، وهكذا هو في «تاريخ الإسلام» طبعة بشار عواد (11/ 962). و «تبصير المنتبه» (2/ 669). و «التكملة» (3/ 107)، و «توضح المشتبه» (4/ 332)، في باب: (الزبيبي). وكان قد تقدم في باب (العسال) في «التكملة» (4/ 320)، و «توضح المشتبه» (6/ 262) باسم: الحسين. وكذلك هو في «الأنساب» (4/ 190)، و «معجم ابن عساكر» (349). وطبعة التدمري لتاريخ الإسلام (37/ 359). (¬3) وكذلك أرخه الذهبي في «تاريخ الإسلام»، وابن نقطة وابن ناصر الدين في باب (الزبيبي). ووافقا السمعاني في باب (العسال). فهل يكون لقوام السنة أخوين يتفقان في الكنية والشيوخ، أحدهما الحسن الزبيبي، والثاني الحسين العسال!

قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا محمدٍ الحسنَ بنَ نصرٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ثلاثٍ وخمسينَ أو أربعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ، الشَكُّ مِنه. رَوى عنه السَّمعانيُّ. وقالَ ابنُ عساكرٍ: سمعتُ مِن ابنِ المُعبِّي في رِحلَتي الثانيةِ بعدَ عَودي مِن خُراسانَ، سَنةَ ثلاثٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ، وماتَ بعدَ ذلكَ (¬1). (84، 85) 53 - الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الصمدِ بنِ محمدِ بنِ تميمٍ، أبو القاسمِ التَّميميُّ الدِّمشقيُّ الشاهدُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كتبَ الحديثَ بخطِّهِ فأكثرَ، وحدَّثَ بشيءٍ يسيرٍ، سمعَ مِنه بعضُ أصحابِنا، ولم أَسمعْ مِنه شيئاً، وقَد أجازَ لي جميعَ حديثَه. تُوفيَ ليلةَ الإثنينِ، السادسَ والعشرينَ مِن صفرٍ، سَنةَ إِحدى وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (106، 107) 54 - الحسينُ بنُ الحسنِ (¬3) بنِ أحمدَ بنِ الحسنِ بن ِأحمدَ بنِ محمدٍ، أبو الفضائلِ الحدادُ، مِن أهلِ أَصبهانَ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شَيخاً سَديداً، مِن أهلِ الحديثِ وبيتِه (¬4). (103) 55 - الحسينُ بنُ الحسنِ بنِ عبدِ اللهِ، أبو عبدِ اللهِ المقدسيُّ الحنفيُّ المقرئُ. ¬

_ (¬1) ذكره الذهبي في ثلاثة مواضع من «تاريخ الإسلام» في وفيات (534) وَ (537) وَالمتوفين في عشر الأربعين وخمسمئة (36/ 348، 438، 559). وانظر: «تاريخ دمشق» (13/ 399). «معجم ابن عساكر» (315). «توضيح المشتبه» (8/ 229). (¬2) «تاريخ دمشق» (14/ 22). «تاريخ الإسلام» (36/ 239). (¬3) (بن الحسن) لم ترد عند المصنف. (¬4) «معجم السمعاني» (2/ 702). «معجم ابن عساكر» (322)

قالَ السَّمعانيُّ: كانَ سديدَ السيرةِ، ثقةً. وقالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ ثقةً دَيناً، حدَّثَ وأَقرأَ وقَضى. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ ليلةَ الأربعاءِ، ثامنَ عشرَ جُمادى الآخرةِ، مِن سَنةِ أربعينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ بمقابِرِ الخيزرانِ ببغدادَ (¬1). (97) 56 - الحسينُ بنُ الحسنِ بنِ محمدٍ، أبو القاسمِ الأَسديُّ الدِّمشقيُّ الشافعيُّ، المعروفُ بابنِ البُنِّ. الشيخُ الفقيهُ العالمُ، المسندُ الصدوقُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: خلطَ على نفسِهِ ثم تابَ توبةً نصوحاً، وكانَ حسنَ الظنِّ باللهِ راجياً لعفوِهِ عندَ موتِهِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا القاسمِ الحسينَ بنَ الحسنِ الأَسديَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ رمضانَ، سَنةَ سبعٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الاثنينِ، النصفَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ إِحدى وخمسينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الفَراديسِ بدمشقَ (¬2). (100، 101، 102) 57 - الحسينُ بنُ حمزةَ بنِ الحسينِ بن جعفرٍ، أبو المَعالي المعروفُ بابنِ الشَّعيريِّ. تُوفيَ سَنةَ اثنتينِ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (108) ¬

_ (¬1) «الأنساب» (5/ 364). «معجم ابن عساكر» (323). «المنتظم» (18/ 46). «تاريخ الإسلام» (36/ 535). «الجواهر المضية» (2/ 103). (¬2) «معجم السمعاني» (2/ 699). «التحبير» (1/ 227). «تاريخ دمشق» (14/ 54). «معجم ابن عساكر» (325). «السير» (20/ 246). «التكملة» لابن نقطة (1/ 231). (¬3) «تاريخ دمشق» (14/ 58). «معجم ابن عساكر» (328). «تكملة إكمال الإكمال» لابن الصابوني (ص 58).

* الحسين بن رجاء، انظر: الحسن بن رجاء. 58 - الحسينُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محبوبٍ، أبو عبدِ اللهِ البغداديُّ الغَزِّي الشافعيُّ. قالَ الصفديُّ: كانَ صدوقاً، مَرضيَّ الطريقةِ، محمودَ السيرةِ، ورعاً زاهداً، صابراً على الفقرِ، قانعاً باليَسيرِ، تُوفيَ سَنةَ إِحدى وستينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (98، 99) 59 - الحسينُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ، أبو عبدِ اللهِ الخياطُ المقرئُ البغداديُّ. الشيخُ الإمامُ المسندُ، المقرئُ الصالحُ، بقيةُ السلفِ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ مُقرئاً فاضلاً حسنَ السيرةِ، مِن بيتِ الحديثِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ في ذي الحجةِ، سَنةَ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (104، 105) 60 - الحسينُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ أحمدَ بنِ جعفرِ بنِ الفضلِ بنِ أشليها، أبو عليٍّ المُضريُّ (¬3). قالَ ابنُ عساكرٍ: كُفَّ بصرُهُ في آخرِ عُمرِه، كتبتُ عنه شيئاً يسيراً. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ الحسينَ بنَ أحمدَ بنِ أَشليها عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ خمسينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ ليلةَ الثلاثاءِ، السادسَ ¬

_ (¬1) «تاريخ الإسلام» (39/ 77). «التكملة» لابن نقطة (4/ 425). «الوفيات» للصفدي (12/ 259). (¬2) «الأنساب» (2/ 426). «معجم ابن عساكر» (334). «المنتظم» (18/ 28). «السير» (20/ 129). (¬3) في الأصل (المصري)، وانظر التعليق على الحديث (110).

والعشرينَ مِن جُمادَى الأُولى، سَنةَ اثنَينِ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬1). (110) 61 - الحسينُ بنُ عمرَ بنِ الحسينِ، أبو عبدِ اللهِ الجَرْباذقانيُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ الحسينَ بنَ عمرَ عن مَولدِهِ فقالَ: في سنةِ ثلاثٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ. (109) * الحسين بن محمد بن الفضل، انظر: الحسن بن محمد بن الفضل. 62 - حمزةُ بنُ أحمدَ بنِ فارسِ بنِ المُنَجَّا بنِ كَروس، أبو يَعلى السُّلميُّ. الشيخُ المحدثُ المسندُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كتبتُ عنه بعدَ أَن تابَ توبةً نَصوحاً، وكانَ شيخاً حسنَ السَّمتِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا يَعلى حمزةَ بنَ أحمدَ بنِ فارسٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في يومِ عيدِ النَّحرِ، سَنةَ ثلاثٍ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. تُوفيَ في صفرٍ، مِن سَنةِ سبعٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (79، 80) 63 - حمزةُ بنُ أسدِ بنِ عليِّ بنِ محمدٍ، أبو يَعلى التَّميميُّ العميدُ الكاتبُ، المعروفُ بابنِ القَلانسيِّ. قالَ ابنُ عساكرٍ: سمعَ مِنه بعضُ أصحابِنا ولم أسمعْ مِنه، وكانَ أَديباً، له خطٌّ حسنٌ، ونثرٌ ونظمٌ، وصنَّفَ تاريخاً للحوادثِ بعدَ سنةِ أربعينَ وأربعِمئةٍ إلى حينِ وفاتِهِ، وتولَّى رئاسةَ دمشقَ مرَّتينِ. ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (14/ 110). «معجم ابن عساكر» (338). «تاريخ الإسلام» (36/ 279). (¬2) «تاريخ دمشق» (15/ 190). «السير» (20/ 392).

وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ العميدَ أبا يَعلى حمزةَ بنَ أسدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ تسعٍ وستينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الجمعةِ، تاسعَ شهرِ ربيعٍ الأولِ، سنةَ خمسٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ (¬1). (77) 64 - حمزةُ بنُ الحسنِ بنِ المُفرِّجِ بنِ أبي خَيْشٍ، أبو يَعلى الأَزديُّ المقرئُ الدِّمشقيُّ، دَلالُ الكتبِ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كتبتُ عنه، وكانَ شيخاً مَستوراً، مواظباً على قراءةِ القرآنِ في السبعِ. قالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ أبو يَعلى حمزةُ بنُ الحسنِ ليلةَ الخميسِ سَلخَ صفرٍ، سَنةَ أربعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الفراديسِ بدمشقَ (¬2). (74، 75) 65 - حمزةُ بنُ عليِّ بنِ هبةِ اللهِ بنِ الحسنِ بنِ عليٍّ، أبو يَعلى الثَّعلبيُّ الدِّمشقيُّ التاجرُ، المعروفُ بابنِ الحُبُوبيِّ. الشيخُ الجليلُ المسندُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كتبتُ عنه شيئاً يسيراً، وكانَ شيخاً لا بأسَ به. وقالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ مستورٌ. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا يَعلى حمزةَ بنَ عليِّ بنِ هبةِ اللهِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في ذي الحجةِ، سَنةَ اثنتَينِ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ ليلةَ الخميسِ، الثالثَ مِن جُمادى الأولِ، سَنةَ خمسٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ بجبلِ ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (15/ 191). «معجم ابن عساكر» (373). «السير» (20/ 388). (¬2) «تاريخ دمشق» (15/ 199). «معجم ابن عساكر» (367). «تاريخ الإسلام» (36/ 349). «التكملة» لابن نقطة (2/ 457).

مغارةِ الدمِ بظاهِرِ دمشقَ (¬1). (78) 66 - حمزةُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ سلامةَ بنِ أبي جميلٍ، أبو يَعلى بنُ أبي الصقرِ القرشيُّ الدمشقيُّ البزازُ. قالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في ليلةِ الثلاثاءِ، الثالثِ والعشرينَ مِن صفرٍ، سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬2). (76) 67 - الخَصيبُ بنُ المؤملِ بنِ محمدِ بنِ سَلمٍ، أبو العلاءِ التَّميميُّ الكاتبُ البصريُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا العلاءِ الخَصيبَ بنَ المُؤملِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شوالٍ سَنةَ تسعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: كانَ فاضلاً مليحَ الشِّعرِ، غيرَ أنَّه كانَ مُتشيعاً غالياً فيه. تُوفيَ سَنةَ إِحدى وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (117) 68 - الخضرُ بنُ الحسينِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحسينِ بنِ عبدانَ، أبو القاسمِ الدِّمشقيُّ الأَزديُّ الصفارُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ صدوقٌ، حسنُ السيرةِ. ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (2/ 751). «التحبير» (1/ 235). «تاريخ دمشق» (15/ 211). «معجم ابن عساكر» (371). «السير» (20/ 357). (¬2) «تاريخ دمشق» (15/ 232). «معجم ابن عساكر» (373). «تاريخ الإسلام» (36/ 375). (¬3) «الأنساب» (1/ 479). «معجم ابن عساكر» (387). «لسان الميزان» (2/ 487). «الوفيات» للصفدي (13/ 198).

ماتَ في شعبانَ، سَنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (116) 69 - دعوانُ بنُ عليِّ بنِ حمادِ بنِ صدقةَ، أبو محمدٍ الجُبَّائيُّ الضريرُ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ دَعْوانَ بنَ عليِّ بنِ حمادٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ثلاثٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ ابنُ الجوزيِّ: حدَّثَ وأَقرأَ وانتفعَ به الناسُ، وكانَ ثقةً ديِّناً، ذا سترٍ وصيانةٍ وعفافٍ، وطريقٍ محمودةٍ على سبيلِ السلفِ الصالحِ. تُوفيَ في ذي القعدةِ، مِن سَنةِ اثنتينِ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (118، 119، 120) 70 - دَهْبَلُ بنُ عليِّ بنِ منصورٍ، أبو الحسنِ الحَريميُّ الخبازُ البغداديُّ، المعروفُ بابنِ كاره (¬3)، الفقيهُ الحنبليُّ. كانَ زاهداً ثقةً، سمعَ مِنه السَّمعانيُّ. وقالَ ابنُ نُقطةَ: تُوفيَ يومَ الثلاثاءِ، ثاني محرمٍ، مِن سَنةِ تسعٍ وستينَ وخمسِمئةٍ، وهو ثقةٌ صالحٌ (¬4). (121) 71 - ذاكرُ بنُ كاملِ بنِ أبي غالبٍ محمدِ بنِ الحسينِ، أبو القاسمِ الظَّفَريُّ ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (2/ 769). «التحبير» (1/ 263). «تاريخ دمشق» (16/ 434). «معجم ابن عساكر» (388). «السير» (20/ 222). (¬2) «الأنساب» (2/ 18). «معجم ابن عساكر» (402). «المنتظم» (18/ 58). «تاريخ الإسلام» (37/ 106). «التكملة» لابن نقطة (2/ 200). (¬3) انظر لضبط «كاره» ما كتبه الدكتور عبد القيوم في تحقيقه «لتكملة ابن نقطة» (5/ 76). (¬4) «معجم ابن عساكر» (403). «تاريخ الإسلام» (39/ 340). «التكملة» لابن نقطة (2/ 575). «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 279).

البغداديُّ الخفَّافُ. الشيخُ المعمرُ المسندُ. رَوى الكثيرَ وتفرَّدَ، وكانَ صالحاً خيِّراً، قليلَ الكلامِ، ذاكراً للهِ، يسردُ الصومَ، ويتقوَّتُ مِن عملِهِ، وكانَ أُمياً لا يكتبُ. قَد سَمعَ مِنه أبو سعدٍ السَّمعانيُّ لمكانِ اسمِهِ. تُوفيَ في سادسِ رجبٍ، سَنةَ إِحدى وتسعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (124) 72 - ذوالنُّونِ بنُ أبي الفرجِ بنِ عليٍّ، الصوفيُّ النَّيسابوريُّ. رَوى عنه السَّمعانيُّ وقالَ: ماتَ في ذي الحجةِ [سنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ] ببغدادَ (¬2). (122، 123) 73 - رِزقُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ الدَّوَاتيِّ، أبو القاسمِ الدَّباسُ. سمعَ منه السَّمعانيُّ، وقالَ: شيخٌ مستورٌ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ رِزقَ اللهَ بنَ محمدِ بنِ أحمدَ عن مَولدِهِ، فقالَ: يومَ الاثنَينِ، لحادي عشرةَ ليلةً خَلتْ مِن شهرِ رَبيعٍ الآخِرِ، سَنةَ إِحدى وسَبعينَ وأربعِمئةٍ (¬3). (125، 126، 127) 74 - رستمُ بنُ محمدِ بنِ أبي عليٍّ محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ زيادٍ أبو القاسمِ. هكذا ذَكرَه المُصنِّفُ في الموضعَينِ. وإنما هو: رستمُ بنُ محمدِ بنِ أبي عيسى عبدِ الرحمنِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ ¬

_ (¬1) «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (3/ 269). «السير» (21/ 250). «التكملة» لابن نقطة (2/ 200). (¬2) «معجم ابن عساكر» (408). «تاريخ الإسلام» (37/ 142). «التكملة» لابن نقطة (2/ 654). (¬3) «معجم ابن عساكر» (414). «التكملة» لابن نقطة (2/ 619).

بنِ زيادٍ، أبو القاسمِ المَدينيُّ الأَصبهانيُّ القاضي. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ إماماً فاضلاً، بهيَّ المَنظرِ، مليحَ الشَّيبةِ، وليَ القضاءَ بأصبهانَ على سبيلِ النِّيابةِ، وكانَت وفاتُه في الثامنِ مِن المحرمِ مِن سنةِ أربعينَ وخمسِمئةٍ بأصبهانَ. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ رستمَ بنَ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في أَحدِ الرَّبيعَينِ، سَنةَ سبعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ (¬1). (128، 129) 75 - زيدُ بنُ الرِّضا بنِ زيدِ بنِ عليٍّ، أبو محمدٍ الجعفريُّ الأَصبهانيُّ الهاشميُّ. قالَ السَّمعانيُّ: شريفٌ نسيبٌ، صالحٌ، حسنُ السيرةِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ زيدَ بنَ الرِّضا بنِ زيدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ستٍّ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. تُوفيَ بأصبهانَ في جُمادى الآخرةِ، سَنةَ ستٍّ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (131، 132، 133) 76 - سعدُ بنُ عبدِ الواحدِ، أبو مسعودٍ الصفارُ (¬3). (143، 323) * سعدُ بنُ عليِّ بنِ القاسمِ بنِ عليٍّ، أبو المعالي الكُتُبيُّ. ذكرَه المصنفُ فيمَن اسمُهُ: مَعالي بنُ عليِّ بنِ قاسمٍ. ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (2/ 799). «التحبير» (1/ 280). «تاريخ الإسلام» (36/ 536). (¬2) «معجم السمعاني» (2/ 808). «التحبير» (1/ 288). «معجم ابن عساكر» (452). (¬3) «معجم ابن عساكر» (444).

77 - سعدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ، أبو القاسمِ بنُ الشدادِ البغداديُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ سعدَ اللهِ بنَ أحمدَ عن مولدِهِ فقالَ: في سَنةِ ثلاثٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. رَوى عنه السَّمعانيُّ، وتُوفيَ في ذي القعدةِ، سَنةَ إحدى وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (140، 141، 142) 78 - سعدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ طاهرٍ، أبو الحسنِ البغداديُّ الدقاقُ المُقرئُ. قالَ الصفديُّ: حدَّثَ بالكثيرِ، وكانَ شيخاً صالحاً مُتديناً، كثيرَ السَّماعِ صحيحَه، حاذِقاً حسنَ الطريقِ، مُشتغلاً بالإقراءِ، وتُوفيَ سَنةَ ثلاثٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (138، 139) 79 - سعدُ اللهِ بنُ نصرِ بنِ سعيدِ بنِ أبي عليٍّ (¬3)، أبو الحسنِ الدَّجاجيُّ الحيوانيُّ البغداديُّ الواعظُ المُقرئُ. قالَ ابنُ الجوزيِّ: تفقَّهَ وناظَرَ ووَعظَ، وكانَ لطيفَ الكلامِ، حُلوَ الإيرادِ، ملازماً للمطالعةِ إلى أَن ماتَ. ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (439). «تاريخ الإسلام» (37/ 65). (¬2) «معجم ابن عساكر» (444). «المنتظم» (8/ 178). «ذيل ابن الدبيثي» (3/ 302). «تاريخ الإسلام» (39/ 158). «الوفيات» للصفدي (15/ 114). (¬3) هكذا في «وفيات الصفدي». وفي «تاريخ الإسلام» و «ذيل ابن الدبيثي»: بن علي. وبقية المصادر لاتذكر هذا ولا ذلك. وورد في الأصل مرتين: هكذا مرة، وهكذا أخرى!

تُوفيَ في شعبانَ، مِن سَنةِ أربعٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (136، 137) 80 - سعدُ الخيرِ بنُ محمدِ بنِ سهلِ بنِ سعدٍ، أبو الحسنِ الأنصاريُّ المغربيُّ الأَندلسيُّ البَلَنسيُّ التاجرُ. الشيخُ الإمامُ، المحدثُ المتقنُ، الجوَّالُ الرحَّالُ. قالَ ابنُ الجوزيِّ: سمعَ الحديثَ، وقَرأَ الأدبَ، وحصَّلَ كُتباً نَفيسةً، وحدَّث وقرأتُ عليه الكثيرَ، وكانَ ثقةً صحيحَ السماعِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في يومِ عاشوراءَ، سَنةَ إِحدى وأربعِينَ وخمسِمئةٍ بمدينةِ السلامِ (¬2). (144، 145، 146) 81 - سعيدُ بنُ أبي غالبٍ أحمدَ بنِ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ البنَّا، أبو القاسمِ البغداديُّ. الشيخُ الصالحُ الخيِّر الصدوقُ، مسندُ بغدادَ. رَوى عنه السَّمعانيُّ وابنُ الجوزيِّ، وقالَ: وكانَ خيِّراً. تُوفيَ رابعَ عشرَ ذي الحجةِ، سَنةَ خمسينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (151، 152، 153) 82 - سعيدُ بنُ سهلِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ، أبو المُظفرِ الفَلَكيُّ، النَّيسابوريُّ الأصلِ الخوارزميُّ. الوزيرُ الكبيرُ، الزاهدُ الصالحُ. ¬

_ (¬1) «الأنساب» (2/ 301). «المنتظم» (18/ 184). «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (3/ 305). «التكملة» لابن نقطة (2/ 524، 3/ 85). «تاريخ الإسلام» (39/ 190). «الوفيات» للصفدي (15/ 114). «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 216). (¬2) «الأنساب» (1/ 394). «معجم ابن عساكر» (448). «المنتظم» (18/ 51). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 150). «السير» (20/ 158). (¬3) «معجم ابن عساكر» (449). «المنتظم» (18/ 103). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 118). «مشيخة أبي المنجا ابن اللتي» (ص 387). «السير» (20/ 264).

قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ شيخاً مُسناً ثقةً، حسنَ الاعتقادِ مُتواضعاً، رحمَه اللهُ، كتبتُ عَنه شيئاً يسيراً. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ يومَ الأحدِ العشرينَ مِن شوالٍ، سَنةَ سِتينَ وخمسِمئةٍ، ودُفنَ في المقابرِ المُجاورةِ للمَيدانِ الأخضرِ بظاهرِ دمشقَ (¬1). (150) 83 - سعيدُ بنُ المباركِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ، أبو محمدٍ ابنُ الدهانِ البغداديُّ النَّحويُّ، العلامةُ صاحبُ التصانيفِ. قالَ العمادُ الكاتبُ: هو سِيبويه عصرِهِ، ووحيدُ دهرِهِ. تُوفيَ سَنةَ تسعٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (154، 155) 84 - سعيدُ بنُ محمدِ بنِ عمرَ بنِ منصورٍ، أبو منصورٍ الرَّزازُ البغداديُّ الفقيهُ الشافعيِّ. قالَ ابنُ الجوزيِّ: حدَّث، وكانَ سماعُهُ صحيحاً. ووليَ تدريسَ النِّظاميةِ ثم صُرفَ عَنها، وعاشَ حتى صارَ رئيسَ الشافعيةِ، وكانَ له سَمتٌ ووَقارٌ وسكونٌ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ ببغدادَ، سَنةَ أَربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (147، 148، 149) 85 - سفيانُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ الوهابِ بنِ محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ مَندة، ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (21/ 101). «معجم ابن عساكر» (449). «السير» (20/ 422). (¬2) «معجم ابن عساكر» (467). «ذيل ابن الدبيثي» (3/ 328). «معجم الأدباء» (3/ 1369). «السير» (20/ 581). (¬3) «معجم ابن عساكر» (465). «المنتظم» (18/ 40). «ذيل ابن الدبيثي» (3/ 348). «السير» (20/ 581).

أبو محمدٍ العَبديُّ الأَصبهانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، كثيرُ الصلاةِ. تُوفي سَنةَ سبعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (159، 160، 161) 86 - سلطانُ بنُ يحيى بنِ عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ، أبو المَكارمِ القرشيُّ الدِّمشقيُّ القاضي. قالَ ابنُ عساكرٍ: سمعَ بدمشقَ وبغدادَ، وقرأَ القرآنَ بأحرفٍ، وكانَ حسنَ الصوتِ، يَتعانى الوعظَ، كَتبتُ عَنه. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في يومِ الثلاثاءِ، سَلْخَ ذي الحجةِ، سَنةَ ثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ بحضرةِ مسجدِ القدمِ بظاهرِ دمشقَ (¬2). (156) 87 - سلمانُ بنُ مسعودِ بنِ الحسينِ (¬3) بنِ حامدٍ، أبو محمدٍ الشَّحامُ القَصابُ. الشيخُ الصالحُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، مُشتغلٌ بكسبِهِ. وقالَ ابنُ الجوزيَّ: كانَ سماعُهُ صحيحاً، وكانَ مِن أهلِ السُّنةِ. تُوفي سنةَ إِحدى وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬4). (157، 158) 88 - سهلُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ الحسينِ، أبو عليٍّ الحاجِّي المقرئُ ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (475). «تاريخ الإسلام» (37/ 271). (¬2) «تاريخ دمشق» (21/ 370). «معجم ابن عساكر» (476). «طبقات الشافعيين» لابن كثير (ص 569). «شذرات الذهب» (6/ 155). (¬3) عند الذهبي في الموضعين: (بن الحسن). (¬4) «معجم ابن عساكر» (477). «المنتظم» (18/ 108). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 178). «السير» (20/ 323). «تاريخ الإسلام» (38/ 51).

الأَصبهانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً مقرئاً فاضلاً، حسنَ السيرةِ، مكثراً مِن الحديثِ، وكانَ شيخَ القُراءِ بأصبهانَ في الإقراءِ والأسانيدِ العاليةِ في القراءاتِ، وكانَت وفاتُه في حدودِ سنةِ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (162، 163) 89 - شافعُ بنُ عبدِ الرشيدِ بنِ القاسمِ، أبو عبدِ اللهِ الجيليُّ، الفقيهُ العلامةُ، مِن كبارِ أئمةِ الشافعيةِ. قالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ فقيهاً فاضلاً. ماتَ في المحرمِ، سَنةَ إِحدى وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (164) 90 - شُكْرُ بنُ أبي طاهرٍ أحمدَ بنِ محمدٍ، أبو زيدٍ الأَبهريُّ الأَصبهانيُّ المُؤدبُ. تُوفي بأصبهانَ، في ذي القعدةِ، سَنةَ ستٍّ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (165، 166) 91 - شميلةُ بنُ محمدِ بنِ جعفرِ بنِ محمدِ بنِ أبي هاشمٍ، أبو محمدٍ الحسنيُّ العلويُّ المكيُّ، مِن أولادِ أُمراءِ مكةَ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ شميلةَ عن مولدِهِ فقالَ: سَنةَ سِتٍّ وثلاثينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ: سمعتُ البخاريَّ على كَريمةَ بمكةَ سَنةَ تسعٍ وثلاثينَ ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (2/ 870). «معجم ابن عساكر» (484). «تاريخ الإسلام» (37/ 144). (¬2) «المنتظم» (18/ 51). «السير» (20/ 161). «طبقات الشافعيين» لابن كثير (ص 626). (¬3) «معجم السمعاني» (2/ 887). «التحبير» (1/ 326). «معجم ابن عساكر» (499). «تاريخ الإسلام» (37/ 243). «التكملة» لابن نقطة (3/ 435).

وأربعِمئةٍ، وكُنتُ ابنَ أربعِ سِنينَ، وكنتُ أَمضي مَع خالٍ لي. وقالَ: سمعتُ الشِّهابَ على القُضاعيِّ في شهرِ رمضانَ سَنةَ سبعٍ وأربعينَ وأربعِمئةٍ، وأَظهرَ نُسخةً فيها سماعُهُ مِن القُضاعي بخطِّ ابنِه، وعليها ظلمةٌ وتخليطٌ، ذُكرَ في التَّسميعِ: «سَمعَ مِني» وفي آخِرِه: «وكَتبَ: عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ جعفرٍ»، وقالَ: هذا خطُّ ابنِ القُضاعيِّ. وما ذكرَهُ عبدُ الخالقِ نَقلَ نحوَه الذهبيُّ في «ميزانه» (2/ 281) (¬1) عن السَّمعانيِّ. (167، 168، 169) 92 - صافي بنُ إبراهيمَ بنِ الحسنِ، الطَّرسوسيُّ المقرئُ الضريرُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: سمعتُ مِنه، وكانَ مَستوراً، تُوفي ليلةَ الخميسِ، ودُفنَ يومَ الخميسِ، الثالثَ عشرَ مِن جُمادى الأُولى، سَنةَ سبعٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (171) 93 - صافي بنُ عبدِ اللهِ، أبو الحسنِ الصوفيُّ الدلالُ. (170) 94 - ضوءُ بنُ عثمانَ بنِ معروفٍ الفَزاريُّ. (173) 95 - طاهرُ بنُ سهلِ بنِ بشرِ بنِ أحمدَ بنِ سعيدٍ، أبو محمدٍ الإِسفرائينيُّ ثم الدِّمشقيُّ الصائغُ. الشيخُ الكبيرُ المسندُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ شيخاً عسراً، مع جهلِهِ بالحديثِ وعدمِ ثقتِه، دَفعَ ¬

_ (¬1) وتبعه الحافظ في «لسان الميزان» (3/ 187)، ولعل ذِكره في «الميزان» و «لسانه» لشائبة في سماعه لكتاب «الشهاب» من القضاعي، فقد ذكر أنه سمعه منه، والسماع الذي أظهره يقتضي أنه سمعه من ابنه، على ما فيه من ظلمة وتخليط. ثم إن السمعاني روى عنه أحاديث بواطيل، أخرج المصنف أحدها. (¬2) «تاريخ دمشق» (23/ 292). «معجم ابن عساكر» (515).

إليَّ جزءاً فقرأتُه عليه عن الحِنائيِّ، ثم تأملتُ سماعَهُ فيه فوجدتُّه سمعَهُ عن أبيه عن الحِنائيِّ، وكذلكَ رأيتُه قَد حكَّ سماعَ أخيه مِن أبيه بكتابِ «الشهابِ» عن القُضاعيِّ وأَثبتَ اسمَه، فنسألُ اللهَ السلامةَ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ ليلةَ الجمعةِ، ودُفنَ مِن الغدِ بعدَ صلاةِ الجمعةِ، السابعَ مِن ذي الحِجةِ، سَنةَ إِحدى وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الفراديسِ بدمشقَ (¬1). (174، 175، 176) 96 - طغدي بنُ خطلخ الغَزنويُّ أبو سعيدٍ. (177، 178) 97 - ظاعنُ بنُ محمدِ بنِ محمودٍ، أبو مُقيمٍ وأبو محمدٍ الخياطُ الأَزجيُّ القرشيُّ الزُّبيريُّ، مِن ذريةِ أميرِ المؤمنينَ عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ. قالَ السَّمعانيُّ: شابٌّ مِن أهلِ دارِ الخلافةِ، لا بأسَ به، كَتبتُ عنه شيئاً يسيراً. تُوفي في ربيعٍ الأولِ، سَنةَ أربعٍ وثمانينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (179، 180) 98 - ظاهرُ بنُ أبي غالبٍ أحمدَ بنِ محمدٍ، أبو القاسمِ البغداديُّ المساميريُّ البزازُ. الرجلُ الصالحُ. تُوفي في ذي القعدةِ، سَنةَ إِحدى وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (181، 182) ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (24/ 450). «معجم ابن عساكر» (532). «السير» (19/ 591). «الميزان» (2/ 335). «لسان الميزان» (3/ 255). (¬2) «المشيخة البغدادية» لابن المسلمة (ص 228). «ذيل ابن الدبيثي» (3/ 432). «التكملة» للمنذري (1/ 85). «مشيخة النعال» (ص 85). «تاريخ الإسلام» (41/ 182). (¬3) «معجم ابن عساكر» (545). «السير» (20/ 171). «تاريخ الإسلام» (37/ 68).

99 - ظَفَرُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ الحسينِ، أبو الفضلِ الحاجِّي الأَصبهانيُّ المقرئُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ سديدُ السيرةِ، يُعلمُ الصبيانَ القرآنَ (¬1). (183، 184) 100 - عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ المفضلِ بنِ محمدِ بنِ الأيسرِ، أبو البركاتِ البغداديُّ الكاتبُ. تُوفي في صفرٍ، سَنةَ تسعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ، عن سبعٍ وثمانينَ سنةً (¬2). (185) 101 - عبدُ اللهِ بنُ سعيدِ بنِ عليٍّ، أبو محمدٍ القَصْريُّ الفقيهُ. هكذا ذَكرهُ المصنفُ، وإنَّما هو: عبدُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ سعيدٍ، الفقيهُ الشافعيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: فقيهٌ مُناظرٌ فاضلٌ، سديدُ السيرةِ حميدُ الأمرِ، تُوفي في سَنةِ سبعٍ- أو ثمانٍ- وثلاثينَ وخمسِمئةٍ في حلبَ (¬3). (191) ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (2/ 927). «التحبير» (1/ 358). «معجم ابن عساكر» (547). (¬2) «التكملة» لابن نقطة (1/ 140). «تاريخ الإسلام» (37/ 362). «توضيح المشتبه» (1/ 233). (¬3) «الأنساب» (4/ 513). بينما قال ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (31/ 54): توفي سنة اثنين وأربعين وخمسمئة. وكذلك أرخه الذهبي في «تاريخ الإسلام» (37/ 149)، ثم أعاد ذكره في وفيات (543 هـ) (37/ 149). وفي «معجم البلدان» (4/ 357): في سنة 543 أو 544. وانظر: «طبقات الشافعيين» (ص 627). و «الوفيات» للصفدي (17/ 181).

102 - عبدُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ، أبو محمدٍ البغداديُّ المقرئُ، سبطُ أبي منصورٍ الخياطِ المقرئِ. الشيخُ الإمامُ العلامةُ، مقرئُ العراقِ، شيخُ النحاةِ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ مُتواضعاً مُتودداً، حسنَ القراءةِ في المحرابِ، خُصوصاً ليالي رمضانَ، وقَد تخرجَ عليه خلقٌ، وخَتموا عليه. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا محمدٍ عبدَ اللهِ بنَ عليِّ بنِ أحمدَ المقرئَ عن مَولدِهِ، فقالَ: لَيلةُ الثُّلاثاءِ، السابعُ والعِشرونَ مِن شَعبانَ، سَنةَ أربعٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ سَنةَ إِحدى وأربَعينَ وخمسِمئةٍ ببغدادَ (¬1). (186، 187، 188، 189) 103 - عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ، أبو الفتحِ البيضاويُّ القاضي الحنفيُّ، الفارسيُّ ثم البغداديُّ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ متواضعٌ، متحرٍّ في قضائِهِ الخيرَ، متثبتٌ. وقالَ عبدُ الخالقِ: وسألتُ القاضي أبا الفتحِ عبدَ اللهَ بنَ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في يومِ الأَربعاءِ، الثامنِ والعشرينَ مِن ذي القعدةِ، سَنةَ تسعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الجمعةِ، الرابعَ عشرَ مِن جُمادى الأُولى، سَنةَ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (192، 193، 194) 104 - عبدُ اللهِ بنُ هبةِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ، أبو الفتحِ السامريُّ الفقيهُ ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (566). «المنتظم» (18/ 51). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 129). «السير» (20/ 130). «ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب (2/ 14). (¬2) «معجم ابن عساكر» (585). «المنتظم» (18/ 29). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 119). «السير» (20/ 182).

الحنبليُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ عبدَ اللهِ بنَ هبةِ اللهِ بنِ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في يومِ الاثنَينِ، الثاني والعشرونَ مِن ذي الحجةِ، سَنةَ خمسٍ وثَمانينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ ابنُ رجبٍ: حدثَ باليسيرِ، رَوى عنه جماعةٌ. تُوفي ليلةَ الاثنينِ، ثالثَ عشرَ محرمٍ، سَنةَ خمسٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (190) 105 - عبدُ الباقي بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ عليٍّ، أبو البركاتِ النَّرسيُّ الأَزجيُّ المحتسبُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ مسنٌّ، بهيُّ المنظرِ، به طرشٌ. وقالَ ابنُ عساكرٍ: ولم يكنْ يُحسنُ الحديثَ، وكانَ شافعياً ويُظهرُ التعصَّبَ للحنابلةِ لأجلِ سُكناهُ ببابِ الأزجِ. تُوفي سَنةَ خمسٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (220) 106 - عبدُ الباقي بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ، أبو المَعالي اللخميُّ الدِّمشقيُّ العطارُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: سمعَ مِنه بعضُ أصحابِنا ولم أَسمع مِنه شيئاً، وقَد رأيتُه غيرَ مرَّةٍ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في ذي الحِجةِ سَنةَ سبعٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ، ودُفنَ في مقابرِ الكهفِ بظاهرِ دمشقَ (¬3). (224، 225) ¬

_ (¬1) «تاريخ الإسلام» (37/ 221). «ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب (2/ 35). (¬2) «تاريخ دمشق» (34/ 3). «معجم ابن عساكر» (611). «تاريخ الإسلام» (37/ 222). «التكملة» لابن نقطة (6/ 80). «توضيح المشتبه» (9/ 64). (¬3) «تاريخ دمشق» (34/ 9). «تاريخ الإسلام» طبعة بشار عواد (11/ 460).

107 - عبدُ الباقي بنُ محمدِ بنِ عبدِ الباقي بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ، أبو طاهرٍ الأَنصاريُّ النَّصريُّ البزازُ. قالَ السَّمعانيُّ: سمعتُ مِنه، وتُوفي في حدودِ سَنةِ أربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (221، 222، 223) 108 - عبدُ الجليلِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ، أبو مسعودٍ الأصبهانيُّ. الشيخُ الإمامُ، الحافظُ المتقنُ، محدثُ أصبهانَ، المعروفُ بكُوتاه. قالَ عبدُ الخالقِ: وسألتُ أبا مسعودٍ عبدَ الجليلِ بنَ محمدِ بنِ عبدِ الواحدِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في يومِ الجمعةِ، سَلْخَ شهرِ ربيعٍ الآخرِ، سَنةَ ستةٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ واحدَ بلدتِهِ حفظاً، وعلماً، ونفعاً، وصحةَ عقيدةٍ. ماتَ في شعبانَ، سَنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (234) 109 - عبدُ الخالقِ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ القادرِ بنِ محمدِ بنِ يوسفَ، أبو الفرجِ اليوسفيُّ. الشيخُ الإمامُ، الحافظُ المفيدُ، محدثُ بغدادَ. قالَ السِّلفيُّ: كانَ مِن أعيانِ المسلمينَ فضلاً ودِيناً وثبتاً ومروءةً، سمعَ مَعي كثيراً. ¬

_ (¬1) «الأنساب» (5/ 495). وذكره الذهبي في وفيات (541 هـ) (37/ 73). (¬2) «معجم السمعاني» (2/ 1045). «التحبير» (1/ 432). «الأنساب» (2/ 107). «معجم ابن عساكر» (639). «المنتظم» (18/ 126). «السير» (20/ 329).

تُوفي في المحرمِ، سَنةَ ثمانٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (211) 110 - عبدُ الخالقِ بنُ عبدِ الصمدِ بنِ عليٍّ، أبو المَعالي الغزالُ البغداديُّ، المعروفُ بابنِ البَدَنِ. الشيخُ الثقةُ، المقرئُ الصالحُ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً صالحاً ثقةً، بكاءً مِن خشيةِ اللهِ تعالى، مُكثراً مِن الحديثِ، تفرَّقت أُصولُه وتلفتْ في الحريقِ، قرأْنا عليه مِن أُصولِ الناسِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في سَلخِ جُمادى الأُولى، ودُفنَ في مُستهلِّ جُمادى الآخرةِ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (208، 209، 210) 111 - عبدُ الرحمنِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ، أبو القاسمِ البغداديُّ العطارُ، المعروفُ بابنِ الأخوةِ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا القاسمِ عبدَ الرحمنِ بنَ أحمدَ بنِ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ تسعٍ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. ذكرَه الذهبيُّ في وفياتِ سَنةِ خمسٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3)، وقالَ: كتبَ عنه أبو سعدٍ السَّمعانيُّ، وقالَ: تُوفي في صفرٍ. (195، 196، 197) 112 - عبدُ الرحمنِ بنُ أبي الحسنِ بنِ إبراهيمَ، أبو محمدٍ الدارانيُّ الكنانيُّ الدِّمشقيُّ. قالَ ابنُ عساكرٍ: ماتَ ودفنَ يومَ الثلاثاءِ، الخامسَ والعشرينَ مِن جُمادى ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (646). «المنتظم» (18/ 92). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 139). «السير» (20/ 279). (¬2) «الأنساب» (5/ 466). «معجم ابن عساكر» (651). «المنتظم» (18/ 34). «السير» (20/ 60). (¬3) «تاريخ الإسلام» (37/ 223).

الأُولى، سَنةَ ثمانٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ، ولم يكن الحديثُ مِن صنعتِهِ (¬1). (202) 113 - عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ أبي الحديدِ، أبو الحسينِ السُّلميُّ الدِّمشقيُّ، خطيبُ دمشقَ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، سليمُ الجانبِ، سَديدُ السيرةِ، مِن بيتِ الحديثِ والخطابةِ. وقالَ ابنُ عساكرٍ: كتبتُ عنه، وتُوفي يومَ السبتِ، مُستهلَّ جُمادى الآخرةِ، سَنةَ ستٍّ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (200، 201) 114 - عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ، أبو السعودِ المَذاريُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في شهرِ رَبيعٍ الأَولِ، سَنةَ تسعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ، بواسطٍ مِن أرضِ العراقِ (¬3). (198، 199) 115 - عبدُ السلامِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ، أبو محمدٍ التَّيميُّ اللبَّانُّ المعدلُ الأَصبهانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: أحدُ العدولِ المُتميِّزينَ، وكانَ فاضلاً عالماً، حسنَ الخطِّ مليحَهُ. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا محمدٍ عبدَ السلامِ بنَ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ المعدلَ ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (34/ 307). «معجم ابن عساكر» (660). «السير» (20/ 348). (¬2) «معجم السمعاني» (2/ 981). «التحبير» (1/ 391). «تاريخ دمشق» (35/ 4). «معجم ابن عساكر» (660). «تاريخ الإسلام» (37/ 245). «التكملة» لابن نقطة (2/ 28). (¬3) «الأنساب» (5/ 240). «معجم البلدان» (5/ 88). «تاريخ الإسلام» (36/ 505).

عن مَولدِهِ، فقالَ: في الثاني مِن المُحرَّمِ، سَنةَ خمسٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. تُوفي في المحرمِ، مِن سَنةِ أربعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (206) 116 - عبدُ السلامِ بنُ أبي المَعالي بنِ أبي الفتحِ، المعروفُ بابنِ الموصليِّ. (207) 117 - عبدُ الصمدِ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أحمدَ بنِ العباسِ، أبو صالحٍ الحَنَويُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً سديدَ السيرةِ عالماً، يسكنُ المدرسةَ النِّظاميةَ ببغدادَ، تُوفي في رجبٍ، سَنةَ أربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (236) 118 - عبدُ القادرِ بنُ أبي صالحٍ، أبو محمدٍ الحنبليُّ الجِيليُّ شيخُ بغدادَ. الشيخُ الإمامُ، العالمُ الزاهدُ، العارفُ القدوةُ، شيخُ الإسلامِ، علمُ الأولياءِ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ إمامَ الحنابلةِ، وشيخَهم في عصرِهِ، فقيهٌ صالحٌ ديِّنٌ خيِّر، كثيرُ الذكرِ، دائمُ الفكرِ، سريعُ الدمعةِ. تُوفي في عاشرِ ربيعٍ الآخرِ، سَنةَ إِحدى وستينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (215) 119 - عبدُ القادرِ بنُ عليِّ بنِ نُومةَ، أبو سعدٍ (¬4) الواسطيُّ الشاعرُ. ¬

_ (¬1) «الأنساب» (5/ 125). «معجم السمعاني» (2/ 1067). «التحبير» (1/ 450). «معجم ابن عساكر» (718). «تاريخ الإسلام» (37/ 192). (¬2) «الأنساب» (2/ 282). «التحبير» (2/ 457). «معجم ابن عساكر» (727). «تاريخ الإسلام» (36/ 541). «التكملة» لابن نقطة (2/ 370). (¬3) «المشيخة البغدادية» لابن المسلمة (ص 187). «المنتظم» (18/ 173). «السير» (20/ 439). «التكملة» لابن نقطة (2/ 490، 546). «ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب (2/ 187). (¬4) هكذا ذكره المصنف، وفي المصادر التي وقفت عليها: (أبو محمد)، إلا «الوفيات» للصفدي، ففيه: (أبو موسى).

قالَ ابنُ الدُّبيثيِّ: قدمَ بغدادَ في صباهُ، وقالَ الشعرَ، ومدحَ الأئمةَ الخلفاءَ، وكانَ حسنَ النَّظمِ، ورأيتُه بواسطَ إلا أنِّي لم آخُذ عنه شيئاً. ماتَ غريباً بمصرَ، سنةَ سبعٍ وسبعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (216، 217، 218، 219) 120 - عبدُ القاهرِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عَمُّويه عبدِ اللهِ بنِ سعدٍ، أبو النَّجيبِ السُّهْرَوَرْديُّ الشافعيُّ الصوفيُّ الواعظُ، شيخُ بغدادَ. الشيخُ الإمامُ، العالمُ، المُفتي، المُتفننُ، الزاهدُ العابدُ القدوةُ، شيخُ المشايخِ. قالَ ابنُ الدُّبيثيِّ: حدَّثنا عنه جماعةٌ، وأَثنوا عليه، ووَصفوهُ بما يطولُ شرحُهُ مِن العلمِ والحلمِ والمداراةِ وحسنِ الخلقِ والرفقِ والسَّماحةِ. ماتَ في جُمادى الآخرةِ، سَنةَ ثلاثٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (235) 121 - عبدُ الكريمِ بنُ حمزةَ بنِ الخضرِ بنِ العباسِ، أبو محمدٍ السُّلميُّ الدِّمشقيُّ الحدادُ، وكيلُ المُقرئينَ. الشيخُ الثقةُ المسندُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ سهلاً في الروايةِ، ثقةً مَستوراً. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ عبدُ الكريمِ بنُ حمزةَ بنِ الخضرِ لَيلةَ الخميسِ، ثاني ذي القعدةِ، سَنةَ ستٍّ وعشرينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الفراديسِ بدمشقَ (¬3). (226، 227، 228) ¬

_ (¬1) «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (4/ 255). «التكملة» لابن الصابوني (ص 14). «تاريخ الإسلام» (40/ 241). «الوفيات» للصفدي (19/ 29). (¬2) «الأنساب» (3/ 340). «تاريخ دمشق» (36/ 412). «مشيخة السهروردي» (ص 60). «ذيل ابن الدبيثي» (4/ 296). «السير» (20/ 475). (¬3) «تاريخ دمشق» (36/ 435). «معجم ابن عساكر» (660). «معجم السفر» للسلفي (610). «السير» (19/ 600).

122 - عبدُ الكريمِ بنُ عبدِ المنعمِ بنِ هبةِ اللهِ، أبو طالبٍ الطَّرسوسيُّ الحلبيُّ الفقيهُ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا طالبٍ عبدَ الكريمِ بنَ عبدِ المنعمِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ رَبيعٍ الأولِ، سَنةَ أَربعٍ وخَمسينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: وتُوفي بعدَ شوالٍ، سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ، فإنِّي كتبتُ عنه في هذا الشهرِ (¬1). (229) 123 - عبدُ الكريمِ بنُ محمدِ بنِ منصورٍ، أبو سعدٍ السَّمعانيُّ، الإمامُ الأوحدُ الثقةُ، الحافظُ الكبيرِ، محدثُ خُراسانَ، صاحبُ المصنفاتِ الكثيرةِ. تُوفي في مُستهلِّ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ اثنتينِ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬2). قلتُ: ولم يذكرْه المصنفُ في مَن اسمُهُ عبدُ الكريمِ، وإنَّما ذكرَه عرَضاً في إسنادِ الحديثِ (164). 124 - عبدُ الملكِ بنُ أبي القاسمِ عبدِ اللهِ بنِ أبي سهلٍ، أبو الفتحِ الهَرويُّ الكَرُوخيُّ. الشيخُ الإمامُ الثقةُ. قالَ عبدُ الخالقِ: وسألتُ عبدَ الملكِ بنَ أبي القاسمِ الهَرويَّ الكَرُوخيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في النِّصفِ مِن شهرِ رَبيعٍ الأولِ، سَنةَ اثنتَينِ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، سديدُ السيرةِ، كثيرُ الخيرِ والعبادةِ، انتقلَ إلى مكةَ وجاوَرَ بها إلى أَن تُوفي بها، في الخامسِ والعشرينَ مِن ذي الحجةِ، سَنةَ ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (2/ 1109). «التحبير» (1/ 478). «معجم ابن عساكر» (718). «تاريخ الإسلام» (36/ 417). (¬2) «السير» (20/ 456).

ثمانٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (203) 125 - عبدُ الملكِ بنُ أبي نصرِ بنِ عمرَ، أبو المَعالي الجيليُّ نزيلُ بغدادَ. قالَ السَّمعانيُّ: فقيهٌ صالحٌ، ديِّنٌ خيِّر، عاملٌ بعلمِهِ، كثيرُ العبادةِ والصلاةِ، ليسَ له مَأوى معلومٌ ومنزلٌ مشهورٌ يَسكنُه، يَبيتُ أيَّ موضعٍ اتفقَ. ماتَ في سَنةِ خمسٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (204، 205) 126 - عبدُ المنعمِ بنُ سعدِ بنِ عبدِ الوهابِ، أبو منصورٍ الأَزديُّ الزاهدُ الآمديُّ. قالَ السَّمعانيُّ: رجلٌ صالحٌ يبيعُ الكتبَ والدفاترَ، وله أُنسةٌ بالحديثِ مِن كثرةِ ما سمعَ، ومعرفةٌ بالأدبِ. ماتَ في المحرمِ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (232، 233) 127 - عبدُ الواحدِ بنُ ثابتِ بنِ روحٍ، أبو القاسمِ الرَّارانيُّ الأَصبهانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، مِن بيتِ الحديثِ والتصوفِ، تُوفي ليلةَ الثلاثاءِ، سابعَ عشرينَ ذي الحجةِ، سَنةَ خمسينَ وخمسِمئةٍ بأصبهانَ (¬4). (231) 128 - عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ جعفرِ بنِ الصَّباغِ، ¬

_ (¬1) «الأنساب» (5/ 60). «معجم ابن عساكر» (776). «المنتظم» (18/ 92). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 87). «السير» (20/ 273). (¬2) «المنتظم» (18/ 80). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (16/ 80). «تاريخ الإسلام» (37/ 225). «طبقات الشافعية» للسبكي (7/ 189). (¬3) «معجم ابن عساكر» (790). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (16/ 85). «الوفيات» للصفدي (19/ 145). (¬4) «الأنساب» (3/ 22). «معجم ابن عساكر» (797). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (16/ 125). «تاريخ الإسلام» (38/ 164).

أبو المُظفرِ بنُ أبي غالبٍ البغداديُّ. قالَ السَّمعانيُّ: أحدُ الشهودِ مِن بيتِ العلمِ والعدالةِ، وَكانوا يتكلَّمونَ فيه ويَنسبونَه إلى أشياءَ، واللهُ يَعفو له، كتبتُ عنه. تُوفي سَنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (230) 129 - عبدُ الوهابِ بنُ المباركِ بنِ أحمدَ بنِ الحسنِ، أبو البركاتِ البغداديُّ الأَنماطيُّ. الشيخُ الإمامُ، الحافظُ المفيدُ، الثقةُ المسندُ، بقيةُ السلفِ. قالَ السَّمعانيُّ: هو حافظٌ ثقةٌ متقنٌ، واسعُ الروايةِ، دائمُ البشرِ، سريعُ الدمعةِ، حسنُ المعاشرةِ، خرَّجَ التخاريجَ، وجمعَ مِن المروياتِ ما لا يوصفُ، وكانَ مُتصدياً لنشرِ الحديثِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا البركاتِ عبدَ الوهابِ بنَ المباركِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في يومِ الجمعةِ الثاني مِن رَجبٍ، سَنةَ اثنتَينِ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ في يومِ الخميسِ الثاني والعِشرينَ مِن المحرَّمِ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في يومِ الجمعةِ في مَقابرِ الشُّونِيزيِّ ببغدادَ (¬2). (212) 130 - عبدُ الوهابِ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ، أبو الفتحِ الصَّابونيُّ المالكيُّ - مِن قريةِ المالكيةِ - البغداديُّ الحنبليُّ. المقرئُ الإمامُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ مقرئٌ، صدوقٌ صالحٌ، سديدُ السيرةِ. ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (804). «المنتظم» (18/ 67). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (16/ 125). «تاريخ الإسلام» (37/ 152). «الوفيات» للصفدي (19/ 181). (¬2) «معجم ابن عساكر» (814). «المنتظم» (18/ 33). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 85). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (16/ 225). «السير» (20/ 134).

وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ عبدَ الوهابِ بنَ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شوالٍ، سَنةَ إِحدى وثمانينَ وأربعِمئةٍ. تُوفي في صفرٍ، سَنةَ ستٍّ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (213، 214) 131 - عَتيقُ بنُ الحسينِ بنِ محمدِ بنِ الحسنِ، أبو بكرٍ الرُّوَيْدَشتيُّ القَطانُ الأَصبهانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ مستورٌ، كانتْ وفاتُه بأصبهانَ، يومَ عرفةَ، مِن سنةِ أربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (239، 240، 241) 132 - عَتيقُ بنُ طاهرِ بنِ أبي بكرٍ، أبو بكرٍ الأَنصاريُّ. (242) 133 - عليُّ بنُ أحمدَ بنِ الحسينِ، أبو الحسنِ القرشيُّ الفراءُ، المعروفُ بابنِ الدَّلاءِ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ عليَّ بنَ أحمدَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ خمسٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ يُجيدُ اللعبَ بالشطرنجِ، ويحاضرُ الأمراءَ لأجلِهِ، ثم صلحَت طريقتُه قبلَ موتِهِ، ولم يَكن الحديثُ مِن شأنِه، وماتَ في أواخرِ شعبانَ سَنةَ ثمانٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (287) ¬

_ (¬1) «الأنساب» (5/ 178). «معجم ابن عساكر» (814). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (16/ 229). «السير» (20/ 354). (¬2) «معجم السمعاني» (3/ 1285). «التحبير» (1/ 609). «معجم ابن عساكر» (830). «التكملة» لابن نقطة (4/ 120). «تاريخ الإسلام» (36/ 508، 543). (¬3) «تاريخ دمشق» (41/ 208). «معجم ابن عساكر» (856). «تاريخ الإسلام» (38/ 267).

134 - عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ جعفرٍ، أبو الحسنِ الحَرَسْتيُّ الدمشقيُّ. قالَ ابنُ عساكرٍ: لم يَكن الحديثُ مِن شأنِهِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في الرابعِ والعشرينَ مِن شوالٍ، سَنةَ إِحدى وستينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ بحَرَسْتا التينِ (¬1). (284) 135 - عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ (¬2) بنِ الحسينِ بنِ أحمدَ بنِ مَحمويه، أبو الحسنِ اليَزديُّ المقرئُ الشافعيُّ. الإمامُ العلامةُ، الفقيهُ المقرئُ. قالَ ابنُ النجارِ: كانَ مِن أعيانِ الفقهاءِ، ومَشهوري الزُّهادِ والعبادِ، وأهلِ الورعِ والاجتهادِ. ماتَ سَنةَ إِحدى وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (273، 274) 136 - عليُّ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ أبي العباسِ، أبو الحسنِ اللَّبادُ الأَصبهانيُّ. الشيخُ المسندُ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا الحسنِ عليَّ بنَ أحمدَ بنِ محمدٍ اللَّبَّادَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةَ إِحدى وثمانينَ وأربعِمئةٍ، فسألتُهُ عن الشهرِ الذي وُلدَ فيه، فقالَ: أظنُّ في جُمادَى الأُولى. ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (41/ 226). «معجم ابن عساكر» (859). «التكملة» لابن نقطة (2/ 339). «السير» (20/ 421). (¬2) (بن علي) لم ترد في كل المصادر التي رجعت إليها. (¬3) «الأنساب» (5/ 690). «المنتظم» (18/ 46). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (18/ 35). «السير» (20/ 334). «تاريخ الإسلام» (38/ 57). «معرفة القراء» (2/ 1010). «الوفيات» للصفدي (20/ 89). «طبقات الشافعية» للسبكي (7/ 211). «توضيح المشتبه» (1/ 449).

تُوفي في شوالٍ، سَنةَ ستينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (277، 278، 279) 137 - عليُّ بنُ أحمدَ بنِ مُقاتلٍ، أبو الحسنِ السُّوسيُّ الدِّمشقيُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في الخامسِ مِن شهرِ رمضانَ، مِن سَنةِ ستينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬2). (286) 138 - عليُّ بنُ أحمدَ بنِ منصورِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ، أبو الحسنِ الغسانيُّ الفقيهُ المالكيُّ، المعروفُ بابنِ قُبيسٍ. الشيخُ الإمامُ، الفقيهُ النحويُّ، الزاهدُ العابدُ القدوةُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ ثقةً، مُتحرزاً مُتيقظاً، مُنقطعاً عن الناسِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: سمعتُ الفقيهَ أبا الحسنِ عليَّ بنَ أحمدَ المالكيَّ وقَد سُئلَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شوالٍ سَنةَ اثنَتينِ وأَربعينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الثلاثاءِ، التاسعَ مِن ذي الحجةِ، سَنةَ ثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ بمقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬3). (256، 257) 139 - عليُّ بنُ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ جعفرٍ، أبو الحسنِ البلخيُّ الفقيهُ الحنفيُّ، نزيلُ دمشقَ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ صحيحَ الاعتقادِ، حسنَ السَّمتِ، مُحباً لنشرِ العلمِ، مُراعياً للأصحابِ، سخيَّ النفسِ. ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (2/ 1222). «التحبير» (1/ 560). «معجم ابن عساكر» (865). «السير» (20/ 351). (¬2) «تاريخ دمشق» (41/ 236). «السير» (20/ 248). (¬3) «تاريخ دمشق» (41/ 237). «معجم ابن عساكر» (868). «معجم السفر» للسلفي (833). «التكملة» لابن نقطة (4/ 597). «السير» (20/ 18).

وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ يومَ الخميسِ سَلْخَ شعبانَ، سَنةَ ثمانٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ، ودُفنَ خارجَ بابِ الصغيرِ بدمشقَ بمقابرِ الشهداءِ (¬1). (261) 140 - عليُّ بنُ الحسينِ بنِ محمدٍ، أبو الحسنِ القَصريُّ دليلُ الحاجِّ. قالَ السَّمعانيُّ: هو شيخٌ لا بأسَ به، مُشتغلٌ بما يَعنيهِ. تُوفي سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (271، 272) 141 - عليُّ بنُ طِرادِ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ، أبو القاسمِ الزَّينَبيُّ الهاشميُّ الوزيرُ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ صدراً مَهيباً وَقوراً، دَقيقَ النظرِ، حادَّ الفراسةِ، شجاعاً جريئاً، كثيرَ التلاوةِ والصلاةِ، دائمَ البِشرِ، له إِدرارٌ على القُراءِ والزُّهادِ. ماتَ في مُستهلِّ رمضانَ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (253، 254، 255) 142 - عليُّ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ أبي عقيلٍ، أبو طالبٍ الصوريُّ. قالَ السمعانيُّ: كانَ له معرفةٌ تامةٌ باللغةِ والأدبِ والشعرِ، كتبَ الكثيرَ مِن الحديثِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ يومَ السبتِ وقتَ العصرِ، الخامسَ والعشرينَ مِن شهرِ رَبيعٍ الأَولِ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (41/ 236). «السير» (20/ 276). «الجواهر المضية» (2/ 560). (¬2) «تاريخ الإسلام» (36/ 439). (¬3) «معجم ابن عساكر» (892). «المنتظم» (18/ 34). «التكملة» لابن نقطة (3/ 106). «السير» (20/ 149).

الصغيرِ بدمشقَ (¬1). (262) 143 - عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ، أبو الحسنِ السَّماكُ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا الحسنِ عليَّ بنَ عبدِ العزيزِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ أربعٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ ثقةً مِن أهلِ السُّنةِ، وسماعُهُ صحيحٌ، وتُوفي سَنةَ ستٍّ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (268، 269، 270) 144 - عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بن الحسنِ بنِ أحمدَ. أبو الحسينِ بنُ أبي نصرِ بنِ رئيسِ الرؤساءِ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا الحسينِ عليَّ بنَ محمدِ بنِ عليٍّ عن مولدِهِ، فقالَ: في النِّصفِ مِن شوالٍ، سَنةَ سبعينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ ابنُ شافعٍ الجيليُّ: تُوفي في شعبانَ، سَنةَ أربعينَ وخمسِمئةٍ، وكانَ مِن أهلِ السُّنةِ والاعتقادِ الصالحِ (¬3). (265، 266، 267) 145 - عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الحسنِ بنِ أبي المضاءِ، أبو الحسنِ الفقيهُ الشافعيُّ البَعلبكيُّ. ¬

_ (¬1) «الأنساب» (3/ 564). «تاريخ دمشق» (43/ 65). «معجم ابن عساكر» (900). «معجم السفر» للسلفي (993). «السير» (20/ 108). (¬2) «الأنساب» (3/ 290). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 171). «التكملة» لابن نقطة (3/ 214). «تاريخ الإسلام» (37/ 249). وعند ابن الجوزي والذهبي: علي بن عبد العزيز بن عبد الله، وفي «معجم ابن عساكر» (904): علي بن عبد العزيز بن الحسن أبو الحسن السماك. فلا أدري أهو نفسه أم غيره. والله أعلم. (¬3) «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (20/ 108). «الوفيات» للصفدي (22/ 57).

قالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في شهرِ رَبيعٍ الأَولِ، سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ ببعلبكَ (¬1). (281، 282) 146 - عليُّ بنُ المُسَلَّمِ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الفتحِ، أبو الحسنِ السُّلميُّ الدِّمشقيُّ الشافعيُّ الفَرَضيُّ. الشيخُ الإمامُ العلامةُ، مُفتي الشامِ، جمالُ الإسلامِ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ ثقةً ثبتاً، عالماً بالمذهبِ والفرائضِ، مُلازماً للتدريسِ، حسنَ الأخلاقِ، وله مُصنفاتٌ في الفقهِ والتفسيرِ، وكانَ يعقدُ مجلسَ التَّذكيرِ، ويُظهِرُ السُّنةَ، ويردُّ على المُخالِفينَ، لم يخلِّف بعدَه مِثلَه. قالَ عبدُ الخالقِ: سمعتَ الفقيهَ أبا الحسنِ عليَّ بنَ المُسَلِّمِ بنِ محمدٍ السُّلميَّ الشافعيَّ وقَد سُئلَ عن مولدِهِ، فقالَ: أَظنُّه سَنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الأربعاءِ، ثالثَ عشرَ ذي القعدةِ، سَنةَ ثلاثٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬2). (258، 259، 260) 147 - عليُّ بنُ مِعْضادِ بنِ ماضي، أبو الحسنِ المقرئُ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ عليَّ بنَ مِعْضادٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنة ثمانٍ وستينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ حافظاً للقرآنِ، جيدَ القراءةِ، وكانَ يقرأُ بالألحانِ، ويخطبُ في الأَعزيةِ، سمعتُ مِنه شيئاً يسيراً، وكانَ طُفيلياً، تُوفي ودُفنَ يومَ ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (43/ 200). «معجم ابن عساكر» (936). «تاريخ الإسلام» (36/ 386). «طبقات الشافعيين» لابن كثير (ص 603). (¬2) «تاريخ دمشق» (43/ 236). «معجم ابن عساكر» (954). «معجم السفر» للسلفي (999). «السير» (20/ 31).

الأربعاءِ، الرابعَ أو الثالثَ مِن جُمادى الأُولى، سَنةَ ثمانٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (283) 148 - عليُّ بنُ نَجا بنِ أسدٍ، أبو الحسنِ المؤذنُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ صحيحَ العقيدةِ، وأَقامَ يؤذنُ في الجامعِ ويُقيمُ أكثرَ مِن خمسينَ سَنةً. وقالَ عبدُ الخالقِ: وتُوفيَ عليُّ بنُ نَجا بنِ أسدٍ ليلةَ الخميسِ، الخامسَ عشرَ مِن صفرٍ، سَنةَ سبعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (280) 149 - عليُّ بنُ هبةِ اللهِ بنِ عبدِ السلامِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ يحيى، أبو الحسنِ الكاتبُ البغداديُّ. الشيخُ العالمُ، المحدثُ المسندُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ كبيرٌ، مِن بيتِ الرِّئاسةِ والتَّقدمِ، واسعُ الروايةِ، صاحبُ أُصولٍ حسنةٍ مَليحةٍ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ يومَ الثلاثاءِ، السادسَ مِن رَجبٍ، سَنةَ تسعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ يومَ الأربعاءِ، بمقابرِ قريشٍ ببغدادَ (¬3). (275، 276) 150 - عليُّ بنُ هبةِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ إبراهيمَ بنِ القاسمِ بنِ زَهْمويه، أبو الحسنِ الأَزجيُّ. ¬

_ (¬1) تاريخ دمشق» (43/ 246). «معجم ابن عساكر» (957). «تاريخ الإسلام» (37/ 320). (¬2) تاريخ دمشق» (43/ 260). «معجم ابن عساكر» (958). «تاريخ الإسلام» (37/ 275). (¬3) «معجم ابن عساكر» (959). «المنتظم» (18/ 42). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (19/ 165). «السير» (20/ 147).

قالَ عبدُ الخالقِ: وسألتُ عليَّ بنَ هبةِ اللهِ بنِ زَهمويه عن مولدِهِ، فقالَ: يومَ الاثنَينِ، ثاني المحرمِ، سَنةَ سِتينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: كانَ له تقدمٌ وثروةٌ، وسماعُهُ صحيحٌ، تُوفي في ذي القعدةِ، سَنةَ ستٍّ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (263، 264) 151 - عليُّ بنُ يحيى، أبو الحسنِ الأَديبُ المعروفُ (بخمسة عشر؟). (288) 152 - عليُّ بنُ يحيى بنِ رافعِ بنِ عافيةَ، أبو الحسنِ النابلسيُّ المؤذنُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ رجلاً مستوراً، لم يَكن الحديثُ مِن شأنِهِ. وقالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، سمعتُ مِنه شيئاً يسيراً بدمشقَ، وتُوفي بها، ليلةَ الأحدِ، مُستهلَّ رجبٍ، سَنةَ ستٍّ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (285) 153 - عمرُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ حمزةَ بنِ يحيى بنِ الحسينِ بنِ زيدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، الشريفُ أبو البَركاتِ الحُسينيُّ الزَّيديُّ. الشيخُ العلامةُ، المقرئُ النحويُّ، عالمُ الكوفةِ، وشيخُ الزَّيديةِ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ الشريفَ أبا البَركاتِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شوالٍ سَنةَ إِحدى وأَربعينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: كانَ كثيرَ الفضلِ وافرَ العقلِ، عُمِّرَ حتى كَتبَ عنه الآباءُ ¬

_ (¬1) «الأنساب» (3/ 182). «معجم ابن عساكر» (960). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (19/ 173). «تاريخ الإسلام» (37/ 251). (¬2) «معجم السمعاني» (2/ 1271). «التحبير» (1/ 596). «تاريخ دمشق» (43/ 272). «معجم ابن عساكر» (961). «تاريخ الإسلام» (37/ 252).

والأبناءُ، وأكثرَ مِن الحديثِ، وكانَ عَلامةً في النحوِ واللغةِ. تُوفي في شَعبانَ، سَنةَ تسعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (247، 248، 249) 154 - عمرُ بنُ أبي سعدٍ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ، أبو بكرٍ السَّروشانيُّ الأصبهانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً فاضلاً عالماً. تُوفي في الرابعَ عشرَ، مِن شهرِ رمضانَ، سَنةَ سبعٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (250، 251، 252) 155 - عمرُ بنُ ظَفَر بنِ أحمدَ، أبو حفصٍ المَغازليُّ الشَّيبانيُّ المقرئُ. الإمامُ، مفيدُ بغدادَ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، حسنُ السيرةِ، صحبَ الأكابرَ وخدَمَهم، قيِّمٌ بكتابِ اللهِ، خَتمَ عليه خَلقٌ. تُوفي في حادي عشرَ شعبانَ، سَنةَ اثنتينِ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (243، 244) 156 - عمرُ بنُ محمدِ بنِ خلفٍ، أبو حفصٍ البَندَنيجيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ عاميٌّ مَستورٌ صالحٌ، كتبتُ عنه شيئاً يَسيراً ببغدادَ (¬4). ¬

_ (¬1) «الأنساب» (3/ 188، 4/ 7). «تاريخ دمشق» (43/ 543). «معجم ابن عساكر» (968). «المنتظم» (18/ 41). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (20/ 8). «السير» (20/ 145). (¬2) «معجم السمعاني» (2/ 1162). «التحبير» (1/ 514). «الوفيات» لأبي مسعود الحاجي (167). (¬3) «معجم ابن عساكر» (974). «المنتظم» (18/ 60). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 135). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (20/ 55). «السير» (20/ 170). (¬4) «الأنساب» (1/ 403).

(245، 246) 157 - عيسى بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ الكنانيُّ. (238) 158 - عيسى بنُ خُذَاداذَ أبو عبدِ اللهِ. قالَ عبدُ الخالقِ: وسألتُ أبا عبدِ اللهِ عيسى بنَ خُذَاداذَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في رجبٍ، سَنةَ سبعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. (237) 159 - غالبُ بنُ أحمدَ بنِ المسلمِ، أبو نصرٍالأَدميُّ الدِّمشقيُّ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ خيِّراً صحيحَ الاعتقادِ، مواظباً على صلاةِ الجماعةِ، سمَّعَه أبوهُ كثيراً، ولم يَكن الحديثُ مِن شأنِهِ، تُوفي يومَ الجمعةِ، الرابعَ عشرَ أو الخامسَ عشرَ مِن شعبانَ، مِن سَنةِ سبعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (289، 290) 160 - غنيمةُ بنُ أبي الفضلِ الضريرُ الهَرْفيُّ، المعروفُ بابنِ هَرْفَةَ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، كانَ أصحابُنا يُحسنونَ الثناءَ عليه، ويَصفونَه بالخيريةِ (¬2). (291) 161 - الفرجُ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ، أبو عليٍّ البغداديُّ، المعروفُ بابنِ الأخوةِ. قالَ السَّمعانيُّ: شابٌّ فاضلٌ ديِّنٌ، له معرفةٌ كاملةٌ باللغةِ والآدابِ، تُوفي في جُمادى الآخرةِ، مِن سَنةِ ستٍّ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (293) ¬

_ (¬1) «الأنساب» (1/ 100). «تاريخ دمشق» (48/ 52). «معجم ابن عساكر» (1003). «تاريخ الإسلام» (37/ 277). (¬2) «الأنساب» (5/ 634). (¬3) «التكملة» لابن نقطة (4/ 481). «تاريخ الإسلام» (37/ 253).

162 - الفضلُ بنُ سهلِ بنِ بشرِ بنِ أحمدَ بنِ سعيدٍ، أبو المَعالي الإِسفرائينيُّ الواعظُ. يُلقبُ بالأَثيرِ الحلبيِّ. قالَ السَّمعانيُّ: سَمعتُهم يَتهمونَه بالكذبِ في حكاياتِهِ، وسماعُهُ صحيحٌ. ماتَ ببغدادَ، في رجبٍ، سَنةَ ثمانٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (292) 163 - قراطاشَ بنِ طنطاشَ بنِ عبدِ اللهِ، أبو صالحٍ الظَّفَريُّ الصوفيُّ. شيخٌ صعلوكٌ، وهو رأسُ طبقةِ البَغداديينَ في لعبِ الشطرنجِ، رَوى عَنه السَّمعانيُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ قراطاشَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ تسعٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ (¬2). (300، 301) 164 - كاملُ بنُ محمدِ بنِ أبي سعدٍ، أبو الكرمِ الزاهدُ الأَصبهانيُّ. (302، 303) 165 - كاملُ بنُ محمدِ بنِ كاملٍ الحنبليُّ. (304) 166 - كجطغانُ بنُ طنطاش، أبو عبدِ اللهِ النَّجميُّ (¬3). (305، 306) 167 - كمشتكينُ بنُ عبدِ اللهِ، مَولى ابنِ البخاريِّ، أبو حفصٍ (¬4) الوراقُ. ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (48/ 315). «معجم ابن عساكر» (1025). «المنتظم» (18/ 93). «ذيل تاريخ بغداد» لابن النجار (20/ 159). «التكملة» لابن نقطة (1/ 124). «السير» (20/ 226). (¬2) «التكملة» لابن نقطة (4/ 437). «تاريخ الإسلام» (38/ 358). «توضيح المشتبه» (6/ 443). (¬3) «معجم ابن عساكر» (1046). (¬4) في «معجم ابن عساكر» (1048): أبو الخير.

(307) 168 - لبيدُ بنُ الحسنِ بنِ عمرَ، أبو بكرٍ الغَرَّادُ الخبازُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، تُوفي في شعبانَ، سَنةَ تسعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (314) 169 - المباركُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ المعمرِ بنِ الحسنِ، أبو المُعَمَّرِ الأنصاريُّ الحافظُ. قالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ له فهمٌ وعلمٌ بالحديثِ، وتُوفي في رمضانَ، سَنةَ تسعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (413) 170 - المباركُ بنُ بركةَ بنِ كَمُونَةَ، أبو المَعالي النَّخاسُ الكَمُونيُّ البغداديُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً صالحاً مستوراً، تُوفي بعدَ سنةِ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ ببغدادَ (¬3). (404، 405، 406) 171 - المباركُ بنُ خَيرونَ بنِ عبدِ الملكِ، أبو السُّعودِ الوزانُ. قالَ ابنُ الجوزيِّ: وسماعُهُ صحيحٌ، سمعتُ عليه، وكانَ خيِّراً، وتُوفي يومَ السبتِ، ثالثَ عشرَ المحرمِ، سَنةَ اثنتينِ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬4). (410، 411، 412) ¬

_ (¬1) «الأنساب» (4/ 285). «معجم ابن عساكر» (1049). «التكملة» لابن نقطة (4/ 304). (¬2) «معجم ابن عساكر» (1400). «المنتظم» (18/ 100). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 173). «السير» (20/ 260). «توضيح المشتبه» (8/ 224). (¬3) «الأنساب» (5/ 95). «توضيح المشتبه» (7/ 339). (¬4) «معجم ابن عساكر» (1405). «المنتظم» (18/ 61). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 164). «التكملة» لابن نقطة (2/ 405). «تاريخ الإسلام» (37/ 123).

172 - المباركُ بنُ كاملِ بنِ أبي غالبٍ، أبو بكرٍ الظَّفَريُّ البغداديُّ الخفافُ. الشيخُ العالمُ المحدثُ، مفيدُ العراقِ. قالَ ابنُ النجارِ: أفادَ الطلبةَ والغرباءَ، وخرَّجَ التَّخاريجَ، وجمعَ مجموعاتٍ، وسمعَ مِنه الكبارُ والقدماءُ، وكانَ صدوقاً مَع قلةِ فهمِهِ ومعرفتِهِ. تُوفي يومَ الجمعةِ، تاسعَ عشرَ جُمادى الأُولى، سَنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (414) 173 - المباركُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ البُزُوريِّ، أبو القاسمِ الدَّوانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحُ سديدٌ. تُوفي سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (407) 174 - المباركُ بنُ هبةِ اللهِ بنِ عليٍّ، أبو المَعالي البغداديُّ العقادُ المؤدبُ. ماتَ في صفرٍ، في سَنةِ خمسٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (408، 409) 175 - مبشرُ بنُ أبي سعدٍ أحمدَ بنِ محمودِ بنِ عبدِ اللهِ، أبو الفتوحِ الزاهدُ الأَصبهانيُّ. تُوفي في صفرٍ، سَنةَ اثنتينِ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬4). (418) ¬

_ (¬1) «المنتظم» (18/ 70). «التكملة» لابن نقطة (2/ 417). «السير» (20/ 299). «ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب (2/ 24). (¬2) «الأنساب» (1/ 343). «تاريخ الإسلام» (36/ 486). وفي «معجم ابن عساكر» (1416): المبارك بن محمد بن علي أبو القاسم بن أبي طاهر البزوري. (¬3) «تاريخ الإسلام» (38/ 184). (¬4) «معجم ابن عساكر» (1420). «التكملة» لابن نقطة (3/ 322). «تاريخ الإسلام» (38/ 104). «توضيح المشتبه» (5/ 83).

176 - محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ جعفرٍ، أبو عبدِ اللهِ الكُرديُّ المقرئُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: قرأَ القرآنَ برِواياتٍ وأَقرأَ مدةً، وكانَ خيِّراً مستوراً. وقالَ عبدُ الخالقِ: وتُوفيَ يومَ السبتِ الرابعَ عشرَ مِن صفرٍ، سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬1). (372، 373) * محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مكيٍّ، يأتي في الكنى: أبو طاهرِ بنُ أبي نصرٍ. 177 - محمدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي بكرِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ، أبو بكرٍ الخُوْجَانيُّ النَّجارُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، قيٍّمٌ بكتابِ اللهِ، دائمُ البكاءِ، كثيرُ الحزنِ. تُوفي في شهرِ ربيعٍ، سَنةَ أَربعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (362) 178 - محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ، أبو المظفرِ الشريفُ الهاشميُّ، المعروفُ بابنِ التُّريكيِّ. الشيخُ الإمامُ، المسندُ العدلُ. قالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ حسنَ الصورةِ فاضلاً، تُوفي يومَ الأربعاءِ، خامسَ عشرَ ذي القعدةِ [سَنةَ خمسٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ] (¬3). (344) 179 - محمدُ بنُ أحمدَ بنِ ماجَه المقرئُ. (379) 180 - محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ، أبو الحسنِ الصائغُ الدقاقُ، المعروفُ بابنِ صِرْما. ¬

_ (¬1) «تاريخ دمشق» (51/ 187). «معجم ابن عساكر» (1109). «تاريخ الإسلام» (36/ 389). (¬2) «تاريخ الإسلام» (37/ 117). «توضيح المشتبه» (2/ 513). (¬3) «الأنساب» (1/ 463). «معجم ابن عساكر» (1075). «المنتظم» (18/ 144). «التكملة» لابن نقطة (1/ 499). «السير» (20/ 359).

قالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ شيخاً صالحاً سِتيراً، وتُوفي يومَ الثلاثاءِ، مُنتصفَ شعبانَ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (350) 181 - محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عمرَ بنِ القاسمِ، أبو بكرٍ الباغْبانُ الصوفيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً صالحاً متميزاً، ولادتُهُ بعدَ سَنةِ ستينَ وأربعِمئةٍ بأصبهانَ، وتُوفي بها في شوالٍ، سَنةَ أربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (378) وأخوه: 182 - محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عمرَ بنِ القاسمِ، أبو الخيرِ الباغْبانُ الأَصبهانيُّ المؤذنُ. الشيخُ المعمَّرُ، الثقةُ الكبيرُ. قالَ ابنُ نُقطةَ: كانَ ثقةً صحيحَ السماعِ، تُوفي في شوالٍ، مِن سَنةِ تسعٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (361) 183 - محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ أبي القاسمِ، أبو بكرٍ الواعظُ الأَصبهانيُّ، يُعرفُ بكلي. كانَ فاضلاً مُتورعاً، تُوفي سَنةَ خمسٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ، ليلةَ عيدِ ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (1056). «المنتظم» (18/ 35). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 111). «التكملة» لابن نقطة (3/ 577). «تاريخ الإسلام» (36/ 475). (¬2) «الأنساب» (1/ 261). «معجم السمعاني» (3/ 1378). «التحبير» (2/ 75). «معجم ابن عساكر» (1092). «تاريخ الإسلام» (36/ 545). (¬3) «معجم السمعاني» (3/ 1379). «التحبير» (2/ 77). «معجم ابن عساكر» (1093). «التكملة» (2/ 466)، و «التقييد» لابن نقطة (1/ 56). «السير» (20/ 378).

الفطرِ (¬1). (376) 184 - محمدُ بنُ أسعدَ بنِ محمدِ بنِ نصرٍ، أبو المُظفرِ العراقيُّ الحنفيُّ الواعظُ، نزيلُ دمشقَ. سألَ السَّمعانيُّ عنه أبا الفضلِ بنَ ناصرٍ، فقالَ: كذابٌ، ما سمعَ شيئاً ببغدادَ، ولا رَأيناهُ مَع أصحابِ الحديثِ، ولا في مجالسِ الشيوخِ، وهو قاصٌّ يتسوَّقُ بهذا عندَ العوامِّ. وقالَ ابنُ عساكرٍ: سكنَ دمشقَ مدةً ودرَّسَ بها ووعظَ، وكانَ خَليعاً قليلَ المروءةِ ساقطاً كذاباً. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا المُظفرِ محمدَ بنَ أَسعدَ العراقيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ في يومِ الخميسِ، السادسَ عشرَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ أربعٍ وثمانينَ وأربعِمئةٍ. وكنتُ قَد اجتَمعتُ به بحمصَ في العشرِ الأولِ مِن رَجبٍ سَنةَ ثلاثينَ وخمسِمئةٍ، وكانَ مُتوجهاً نحوَ دمشقَ، ودَخلَ دمشقَ في رَجبٍ مِن السَّنةِ المَذكورةِ. ماتَ بدمشقَ في سَنةِ سبعٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (384، 385) 185 - محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي زيدٍ، أبو زيدٍ الكَرَّانيُّ. (326) 186 - محمدُ بنُ حمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحسينِ، أبو شكرِ بنُ أبي طاهرِ بنِ أبي نصرٍ المُستوفي البَّقالُ الصَّفارُ. ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (1096). «الوفيات» للصفدي (2/ 49). (¬2) «تاريخ دمشق» (52/ 45). «معجم ابن عساكر» (1119). «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (1/ 246). «تاريخ الإسلام» (39/ 292). «الميزان» (3/ 480). «توضيح المشتبه» (3/ 287). «لسان الميزان» (5/ 85).

قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً متميزاً، له حرصٌ في طلبِ الحديثِ والروايةِ (¬1). (375) 187 - محمدُ بنُ الخليلِ بنِ فارسٍ، أبو العَشائرِ القيسيُّ، المعروفُ بالكُرديِّ، الدِّمشقيُّ نزيلُ بعلبكَ. قالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ أبو العَشائرِ محمدُ بنُ الخليلِ ببَعلبكَ، في شوالٍ سَنةَ تسعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (381) 188 - محمدُ بنُ أبي زيدِ بنِ محمدٍ الأصبهانيُّ، يُعرفُ بحَمَكا. الرجلُ الصالحُ. تُوفي في نصفِ شوالٍ، سَنةَ تسعٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (378) 189 - محمدُ بنُ طاهرٍ، أبو جعفرٍ النُّعمانيُّ الخطيبُ الأَصبهانيُّ. قَاضي أَصبهانَ ومُفتيهم سِنينَ عدَّة، وكانَ مِن أهلِ الفضلِ والخيرِ (¬4). (320) 190 - محمدُ بنُ طِرادِ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ، أبو الحسنِ بنُ أبي الفَوارسِ الزَّينبيُّ الهاشميُّ نَقيبُ النُّقباءِ. حدَّثَ باليسيرِ لأنَّه ماتَ كَهلاً، وكتبَ بخطِّه الكثيرَ، وكانَ خطُّه مَليحاً ونقلُهُ صَحيحاً، وكانَ صالحاً زاهداً عابداً، أَميناً صدوقاً. ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (3/ 1443). «التحبير» (2/ 122). «معجم ابن عساكر» (1173). (¬2) «تاريخ دمشق» (52/ 425). «معجم ابن عساكر» (1181). «السير» (20/ 24). (¬3) «تاريخ الإسلام» طبعة التدمري (38/ 294)، وطبعة بشار (12/ 164). (¬4) زيادات أبي موسى المديني على «الأنساب المتفقة» لابن القيسراني (ص 202).

قالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في يومِ الأَربعاءِ، مُستهلَّ شهرِ رمضانِ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مَنزلِهِ ببغدادَ (¬1). (316، 317، 318) 191 - محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عليٍّ، أبو عبدِ اللهِ المقرئُ. (377) 192 - محمدُ بنُ عبدِ الباقي بنِ أحمدَ بنِ سلمانَ، أبو الفتحِ بنُ البَطِّيِّ البغداديُّ. الشيخُ الجليلُ، العالمُ الصدوقُ، مسندُ العراقِ. قالَ ابنُ النَّجارِ: كانَ حريصاً على نشرِ العلمِ، صدوقاً، حصَّلَ أَكثرَ مَسموعاتِهِ شِراءً ونَسخاً، ووقَفَها. تُوفي يومَ الخميسِ، سابعَ عشرينَ جُمادى الأُولى، سَنةَ أربعٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (356، 357،) 193 - محمدُ بنُ عبدِ الباقي بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ، أبو بكرٍ الأَنصاريُّ قاضي المارِستانِ. الشيخُ الإمامُ، العالمُ المُتفننُ، الفَرضيُّ العَدلُ، مُسندُ العصرِ. رَوى الكثيرَ، وشارَكَ في الفضائلِ، وانتَهى إليه عُلو الإسنادِ، وحدَّثَ وهو ابنُ عشرينَ. قالَ عبدُ الخالقِ: وتُوفيَ يومَ الأربعاءِ، ثاني رَجبٍ سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ يومَ الخميسِ، وصُليَ عليه ضُحى نهارٍ في جامعِ المنصورِ، ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (1196). «المنتظم» (18/ 53). «التكملة» لابن نقطة (3/ 106). «تاريخ الإسلام» (37/ 80). «الوفيات» للصفدي (3/ 141). (¬2) «الأنساب» (1/ 368). «معجم ابن عساكر» (1213). «المنتظم» (18/ 185). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 160). «مشيخة السهروردي» (ص 67). «المشيخة البغدادية» لابن المسلمة (ص 297). «التكملة» لابن نقطة (1/ 417). «السير» (20/ 481). «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (1/ 436).

وكنتُ ممن صلَّى عليه وشَيعَ جنازتَهُ (¬1). (389) 194 - محمدُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ عليِّ بنِ محمدِ بنِ عمرَ، أبو بكرِ بنُ أبي حامدٍ الزهريُّ الدِّينوريُّ ثم البغداديُّ المَراتبيُّ البيِّعُ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ مِن أَولادِ المَياسيرِ، وكانَ شيخاً مُتودداً كيِّساً مطبوعاً، غيرَ أنَّه يلعبُ بالحمامِ. ماتَ في الثالثِ والعشرينَ مِن المُحرمِ، سَنةَ خمسٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (355) 195 - محمدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ الحسنِ بنِ إبراهيمَ بنِ خَيرونَ، أبو منصورٍ المقرئُ. الشيخُ الإمامُ المُعمَّرُ، شيخُ القُراءِ. قالَ السَّمعانيُّ: ثقةٌ صالحٌ، ما له شغلٌ سِوى التلاوةِ والإقراءِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في ليلةِ الاثنَينِ، السادسِ والعشرينَ مِن رَجبٍ، سَنةَ تسعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ ضَحوةَ يومِ الاثنَينِ في مقابرِ بابِ حربٍ ببغدادَ (¬3). (333، 334) 196 - محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ سعدِ بنِ عبدِ الواحدِ، أبو المحاسنِ الصَّفارُ الشافعيُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا المَحاسنِ محمدَ بنَ عبدِ الواحدِ الصَّفارَ عن ¬

_ (¬1) «الأنساب» (5/ 495). «معجم ابن عساكر» (1216). «تاريخ دمشق» (54/ 68). «المنتظم» (18/ 13). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 54). «التقييد» لابن نقطة (1/ 82). «السير» (20/ 23). (¬2) «معجم ابن عساكر» (1228). «السير» (20/ 221). (¬3) «معجم ابن عساكر» (1237). «المنتظم» (18/ 42). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 81). «التكملة» لابن نقطة (2/ 455، 526). «السير» (20/ 94).

مَولدِهِ، فقالَ: في شعبانَ، سَنةَ سَبعينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: كانَ فقيهاً فاضلاً عالماً (¬1). (322، 324) 197 - محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ محمدِ بنِ عمرَ، أبو الفضلِ المَغازِليُّ التاجرُ المعروفُ بالصائنِ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ ساكنٌ وَقورٌ، مُشتغلٌ بما يَعنيهِ مِن المحافظةِ على الجمعةِ والجماعاتِ ومجالسِ الخيرِ، والكسبِ مِن التجارةِ، تُوفي بنيسابورَ، صَبيحةَ يومِ الأحدِ، العشرينَ مِن جُمادى الأُولى، سَنةَ أربعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (322، 324) 198 - محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ سلامةَ، أبو عبدِ اللهِ الكَرخيُّ ثم البغداديُّ، المعروفُ بابنِ الرُّطَبيِّ. الشيخُ الجليلُ، العدلُ المسندُ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا عبدِ اللهِ محمدَ بنَ عُبيدِ اللهِ بنِ سلامةَ الكَرخيَّ عن مَولدِهِ، فأخبرنا أنَّ مولدَهُ في رجبٍ، سَنةَ ثمانٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: كانَ جميلَ السِّيرةِ، لازِماً بيتَه، مُشتغلاً بما يَعنيهِ. ماتَ في شوالٍ، سَنةَ إِحدى وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (352، 353) 199 - محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ نصرٍ، أبو بكرِ بنُ الزَّاغويِّ البغداديُّ. الشيخُ المسندُ الكبيرُ الصدوقُ. ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (3/ 1504). «التحبير» (2/ 163). «معجم ابن عساكر» (1241). (¬2) «معجم السمعاني» (3/ 1505). «التحبير» (2/ 163). «معجم ابن عساكر» (1244). «تاريخ الإسلام» (37/ 206). (¬3) «الأنساب» (5/ 52). «معجم ابن عساكر» (1210). «التكملة» لابن نقطة (2/ 736). «السير» (20/ 277).

قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ مُتدينٌ، مَرضيُّ الطريقةِ. ماتَ في الثالثِ والعشرينَ مِن ربيعٍ الآخرِ، سَنةَ اثنتينِ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (349) 200 - محمدُ بنُ عليٍّ، أبو غالبٍ البغداديُّ المُكبِّرُ، المعروفُ بابنِ الدَّايةِ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، كانَ مَستوراً لا يعرفُهُ كثيرُ أحدٍ، تُوفي في المحرمِ، سَنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (341، 342، 343) 201 - محمدُ بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ، أبو الفتحِ النَّطَنْزيُّ الأديبُ. قالَ السَّمعانيُّ: أفضلُ مَن بخُراسانَ والعراقِ باللغةِ والأدبِ والقيامِ بصَنعةِ الشعرِ، وما لقيتُه إلا وكَتبتُ عنه، واقتبستُ مِنه. ماتَ يومَ السبتِ، السابعَ والعشرينَ مِن مُحرمٍ، سَنةَ إِحدى وستينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (386، 387) 202 - محمدُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ، أبو عبدِ اللهِ الشاهدُ، المعروفُ بابنِ الشَّرَابيِّ. قالَ ابنُ عساكرٍ: لم يَكن الحديثُ مِن شأنِهِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في يومِ الأربعاءِ، السادسِ والعشرينَ مِن ذي ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (1211). «المنتظم» (18/ 122). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 123). «التكملة» لابن نقطة (3/ 64). «السير» (20/ 278). (¬2) «الأنساب» (5/ 372). «معجم ابن عساكر» (1286). «المنتظم» (18/ 69). «السير» (20/ 174). (¬3) «الأنساب» (5/ 505). «معجم ابن عساكر» (1275). «الوفيات» لأبي مسعود الحاجي (187). «تاريخ الإسلام» (39/ 107). «الوفيات» للصفدي (4/ 117).

القعدةِ، سَنةَ خمسٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الفَراديسِ بدمشقَ (¬1). (370) 203 - محمدُ بنُ عليِّ بنِ الحسنِ بنِ عبدِ اللهِ، أبو بكرٍ الكَرَجيُّ. رَوى عنه السَّمعانيُّ، وكانَ صالحاً عَفيفاً مُتودداً. تُوفي في رمضانَ، سَنةَ أربعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (363) 204 - محمدُ بنُ عليِّ بنِ عمرَ بنِ أبي بكرِ بنِ عليٍّ، أبو بكرٍ الكابُلي المُعلمُ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً صالحاً، حسنَ السيرةِ، يُعلمُ الصِّبيانَ القرآنَ. وتُوفي بأصبهانَ، في صفرٍ، سَنةَ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (374) 205 - محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ، أبو عبدِ اللهِ المتولي (¬4) النَّيسابوريُّ. (345) 206 - محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ طاهرٍ، أبو غالبٍ السَّراجُ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا غالبٍ محمدَ بنَ عليٍّ السَّراجَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ أربعٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. (351) 207 - محمدُ بنُ عمرَ بنِ يوسفَ بنِ محمدٍ، أبو الفضلِ الأُرْمَويُّ البغداديُّ. الشيخُ الفقيهُ الإمامُ المُعمرُ القاضي، مسندُ العراقِ. قالَ السَّمعانيُّ: فقيهٌ إمامٌ متدينٌ، ثقةٌ صالحٌ، حسنُ الكلامِ، كثيرُ التلاوة. ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (1251). «تاريخ دمشق» (54/ 242). «تاريخ الإسلام» طبعة بشار (11/ 439). (¬2) «تاريخ الإسلام» (37/ 208). (¬3) «الأنساب» (5/ 5). «معجم السمعاني» (3/ 1541). «التحبير» (2/ 185). «معجم ابن عساكر» (1263). «تاريخ الإسلام» (37/ 135). (¬4) وهكذا في مواضع متفرقة من «تاريخ دمشق»، وفي «معجم ابن عساكر» (1269): المتوثي.

تُوفي في رجبٍ، سَنةَ سبعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (337، 338، 339) 208 - محمدُ بنُ عَمرو بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ، أبو غالبٍ القاضي الشِّيرازيُّ الخازنُ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ مِن أهلِ الفضلِ والعلمِ والتَّمييزِ، راغباً في الروايةِ والتَّحديثِ، وهو شيخٌ حسنُ السيرةِ متواضعٌ، وكانَت وفاتُه بأصبهانَ، يومَ عيدِ الفطرِ، مِن سَنةِ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (380) 209 - محمدُ بنُ أبي القاسمِ بنِ أحمدَ السُّوذَرجانيُّ. (321) 210 - محمدُ بنُ أبي القاسمِ بنِ أبي الحسينِ، أبو بكرٍ الصالْحانيُّ المؤدبُ. لعلَّه: محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ إِبْرويه، أبو بكرِ بنُ أبي القاسمِ الأَصبهانيُّ، الذي تَرجمَه السَّمعانيُّ في «التحبير» (2/ 50)، و «المعجم» (3/ 1346) (¬3)، وقالَ: كانَ شيخاً صالحاً خيراً، ومِن جُملةِ ما سمعتُ مِنه: الجزءُ الذي جمعَهَ أبو عبدِ اللهِ بنُ مَنده مِن حديثِ إبراهيمَ بنِ أَدهمَ، بروايتِهِ عن أبي عَمرو، عنه. والحديثُ الذي أَسندَه المُصنفُ عنه (325) هو مِن هذا الجزءِ، واللهُ أعلمُ. 211 - محمدُ بنُ القاسمِ بنِ المُظفرِ، أبو بكرٍ الشَّهرُزُوريُّ الشافعيُّ، المُلقبُ بقَاضي الخافِقَينِ. ¬

_ (¬1) «الأنساب» (1/ 116). «معجم ابن عساكر» (1293). «المنتظم» (18/ 86). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 106). «السير» (20/ 183). (¬2) «معجم السمعاني» (3/ 1567). «التحبير» (2/ 202). «معجم ابن عساكر» (1295). «الوفيات» لأبي مسعود الحاجي (147). (¬3) وله ترجمة أيضاً في «غاية النهاية» (2/ 43). وروى عنه ابن عساكر في «معجمه» (1114) إلا أنه كناه بأبي عبد الله.

قالَ السَّمعانيُّ: كانَ أَحدَ الفُضلاءِ المَعروفينَ، تُوفي ببغدادَ، في جُمادى الآخرةِ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (335، 336) 212 - محمدُ بنُ المباركِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ الخَلِّ، أبو الحسنِ البغداديُّ الشافعيُّ. الشيخُ الإمامُ المُفتي، شيخُ الشافعيةِ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ الفقيهَ أبا الحسنِ محمدَ بنَ المباركِ عن مَولدِهِ، فقالَ: يومَ الأربعاءِ، عاشرَ شهرِ ربيعٍ الآخِرِ، سَنةَ خمسٍ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: هو أَحدُ الأَئمةِ الشافعيةِ ببغدادَ، مُصيبٌ في فتاويهِ، وله السيرةُ الحسنةُ، والطريقةُ الحميدةَ، خشنُ العيشِ، تاركٌ للتكلفِ على طريقةِ السلفِ، ماتَ في المُحرمِ، سَنةَ اثنتينِ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (330، 331، 332) 213 - محمدُ بنُ أبي الفتوحِ مبشرِ بنِ أحمدَ، أبو رشيدٍ الزاهدُ الأَصبهانيُّ (¬3). (319) 214 - محمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ أحمدَ بنِ أحمدَ السَّلَّالِ، أبو عبدِ اللهِ الوراقُ الكرخيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً مُسناً جَلداً، غيرَ أنَّه كانَ مُتشيعاً، قليلَ الصلاةِ على ما قيلَ. ¬

_ (¬1) «الأنساب» (3/ 473). «تاريخ دمشق» (55/ 101). «معجم ابن عساكر» (1309). «المنتظم» (18/ 37). «السير» (20/ 139). (¬2) «معجم ابن عساكر» (1355). «المنتظم» (18/ 122). «طبقات الشافعية» لابن الصلاح (1/ 244). «السير» (20/ 300). (¬3) «معجم ابن عساكر» (1356). «مشيخة أبي المنجى ابن اللتي» (ص 500). واسمه عندهما: محمد بن أبي الفتوح مبشر بن أبي سعد بن محمود بن عبد الله أبو رشيد.

تُوفي في جُمادى الأُولى، سَنةَ إِحدى وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (348) 215 - محمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ جعفرٍ، أبو عبدِ اللهِ النَّهرُبِينيُّ المقرئُ. ويسمَّى أيضاً بالحسينِ (¬2). قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ خيِّراً ثقةً، يُقرئُ القرآنَ ويُصلِّي بالناسِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ يومَ الأربعاءِ، الخامسَ مِن ذي القعدةِ، سَنةَ ثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ بمقابرِ الحديثةِ قريةٍ بظاهرِ دمشقَ. (371) 216 - محمدُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ السكنِ، أبو غالبٍ البغداديُّ الحاجبُ. مُتوددٌ إلى الناسِ، راغبٌ في الخيرِ، مُحبٌّ للروايةِ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ محمدَ بنَ السكنِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ ربيعٍ الآخِرِ، سَنةَ ستٍّ وستينَ وأربعِمئةٍ. تُوفي في صفرٍ، سَنةَ اثنتينِ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (358، 359، 360) 217 - محمدُ بنُ محمدِ بنِ الفضلِ بنِ محمدِ بنِ دلَّالٍ، أبو منصورٍ الشَّيبانيُّ البغداديُّ. سمعَ الكثيرَ، وقرأَ وكتبَ، وعُنيَ بهذا الشأنِ، وكانَ سريعَ القراءةِ، جيدَ التَّحصيلِ. ¬

_ (¬1) «الأنساب» (3/ 347). «معجم ابن عساكر» (1313). «المنتظم» (18/ 53). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 88). «السير» (20/ 75). (¬2) وبذلك ترجمه الذهبي في «تاريخ الإسلام» (36/ 180)، تبعاً لابن عساكر في «تاريخه» (14/ 301)، في حين ذكره في «معجمه» (1315) باسم: محمد. (¬3) «تاريخ الإسلام» (37/ 121).

قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا منصورٍ محمدَ بنَ محمدِ بنِ الفضلِ الشَّيبانيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ سَبعينَ وأربعِمئةٍ. تُوفي يومَ الخميسِ، رابعَ شعبانَ، مِن سَنةِ إِحدى وأَربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (354) 218 - محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ، أبو المَعالي الحَريميُّ العطارُ، عُرفَ بابنِ الجَبَّانِ اللَّحَّاسِ. الشيخُ الثقةُ المسندُ. قالَ ابنُ النجارِ: كانَ شيخاً صالحاً عَفيفاً صدوقاً، حسنَ الأخلاقِ لطيفاً، رَوى الكثيرَ. تُوفي في تاسعَ عشرَ ربيعٍ الآخرِ، سَنةَ اثنتينِ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (340) 219 - محمدُ بنُ محمدِ بنِ المُسلَّمِ بنِ الحسنِ بنِ هلالٍ، أبو المُفضلِ الأَزديُّ الشاهدُ الدمشقيُّ. قالَ ابنُ عساكرٍ: سمَّعه أبوهُ في صغرِهِ، وسمعَ هو بنفسِهِ فأكثرَ، وحَصلت له نسخٌ كثيرةٌ وكتبٌ حسانٌ، مَع خُلوِّه مِن المعرفةِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفي في ليلةِ الجمعةِ الخامسِ والعشرينَ مِن صفرٍ، سَنةَ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في منزلِهِ بدمشقَ (¬3). (382، 383) 220 - محمدُ بنُ أبي الفضلِ محمدِ بنِ ناصرِ بنِ منصورٍ، أبو غالبٍ المُستوفي الأَصبهانيُّ، المعروفُ بابنِ عَلَجةَ. (367) ¬

_ (¬1) «التكملة» لابن نقطة (2/ 579). «تاريخ الإسلام» (37/ 87). (¬2) «مشيخة أبي المنجى ابن اللتي» (ص 400). «التكملة» لابن نقطة (2/ 74). «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (2/ 23). «السير» (20/ 465). (¬3) «تاريخ دمشق» (55/ 207). «تاريخ الإسلام» (36/ 453).

221 - محمدُ بنُ مسعودِ بنِ أحمدَ بنِ السَّدَنْكِ، أبو الغنائمِ البغداديُّ الميدانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ مستورٌ. تُوفي سَنةَ اثنتينِ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (368) 222 - محمدُ بنُ المسلمِ بنِ ميمونٍ، أبو غالبٍ الفَزاريُّ (¬2). سمعَ مِنه المُصنِّفُ في آخرِ سنةِ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. (388) 223 - محمدُ بنُ مهديِّ بنِ الحسينِ بنِ عمرَ، أبو الحسينِ الطبريُّ الصوفيُّ. نزيلُ بغدادَ، وبها نَشأَ. تُوفي سَنةَ تسعٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (364، 365، 366) 224 - محمدُ بنُ ناصرِ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ، أبو الفضلِ السَّلَاميُّ البغداديُّ الأديبُ. الإمامُ المحدثُ الحافظُ، مفيدُ العراقِ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ الحافظَ أبا الفضلِ محمدَ بنَ ناصرٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: ليلةَ السبتِ، الخامسَ عشرَ مِن شعبانَ، سَنةَ سبعٍ وستينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ حافظاً ضابطاً ثقةً، مِن أهلِ السُّنةِ لا مَغمزَ فيه، كثيرَ الذكرِ، سريعَ الدمعةِ. وتُوفي ليلةَ الثلاثاءِ، الثامنَ عشرَ مِن شعبانَ، سَنةَ خمسينَ وخمسِمئةٍ (¬4). (327، 328، 329) ¬

_ (¬1) «التكملة» لابن نقطة (5/ 630). «تاريخ الإسلام» (38/ 103). «الوفيات» للصفدي (5/ 15). «توضيح المشتبه» (8/ 315). (¬2) «الوفيات» للصفدي (5/ 19). (¬3) «تاريخ الإسلام» (38/ 294). (¬4) «الأنساب» (3/ 349). «معجم ابن عساكر» (1378). «المنتظم» (18/ 103). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 126). «التكملة» لابن نقطة (3/ 374). «السير» (20/ 265). «ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب (2/ 51).

225 - محمدُ بنُ الهيثمِ بنِ محمدِ بنِ الهيثمِ، أبو سعدٍ الأديبُ الأَصبهانيُّ. كانَ بارعاً في اللغةِ والأدبِ، مليحَ الخطِّ، مُلازماً لمنزلِهِ. تُوفي في شعبانَ، سَنةَ تسعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (346، 347) 226 - محمدُ بنُ يحيى بنِ عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ، أبو المَعالي القرشيُّ الأُمويُّ الشافعيُّ، قاضي دمشقَ. قالَ السَّمعانيُّ: حسنُ السيرةِ، محمودُ الولايةِ، قصيرُ اليدِ عن أموالِ المسلمينَ، مُشفقاً عليهم، ساكناً وقوراً، متواضعاً متودداً، مليحَ الشَّيبةِ، حسنَ المنظرِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: وتُوفيَ ليلةَ الأَربعاءِ، الخامسَ عشرَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ قِبْليَّ مسجدِ القدمِ بظاهرِ دمشقَ (¬2). (369) 227 - محمودُ بنُ الحسينِ بنِ بندارٍ، أبو نجيحِ بنُ أبي المُرجا (¬3) بنِ أبي الطيبِ الأَصبهانيُّ الحنبليُّ الواعظُ. ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (1393). «تاريخ الإسلام» (37/ 379). «الوفيات» للصفدي (5/ 112). (¬2) «معجم السمعاني» (3/ 1646). «التحبير» (2/ 250). «معجم ابن عساكر» (1295). «مختصر تاريخ دمشق» (23/ 337). «السير» (20/ 137). (¬3) هكذا عند المصنف، وعند ابن عساكر في «معجمه» (1437)، وابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 42). وفي «المنتظم» (18/ 94)، و «تاريخ الإسلام» (37/ 339)، و «المقصد الأرشد» (2/ 544): بن أبي الرجاء.

قالَ السَّمعانيُّ: سمعَ الكثيرَ، وله قَبولٌ تامٌّ في الوعظِ عندَ العامَّةِ، وهو شيخٌ متوددٌ مطبوعٌ كريمٌ، حريصٌ على طلبِ الحديثِ. تُوفي في سَنةِ ثمانٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ. (392، 393، 394) 228 - محمودُ بنُ عليِّ بنِ إسماعيلَ، أبو القاسمِ البخاريُّ الصوفيُّ العبدليُّ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ فاضلٌ صالحٌ، سليمُ الجانبِ، جميلُ الأمرِ، تركتُه حياً في سَنةِ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (390، 391) 229 - محمودُ بنُ أبي القاسمِ بنِ عمرَ بنِ حَمَكا (¬2)، أبو الوفاءِ البغداديُّ ثم الأَصبهانيُّ. شيخٌ معمرٌ، مسندٌ ثقةٌ، حملَ الناسُ عنه، وطالَ عمرُهُ، وتفرَّدَ في عصرِهِ. تُوفي في ربيعٍ الآخرِ، سَنةَ ثمانينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (398، 399) 230 - محمودُ بنُ أبي القاسمِ بنِ أبي الفتحِ، أبو نجيحٍ المعروفُ (بوحكا؟). (395، 396، 397) 231 - مسعودُ بنُ إسماعيلَ بنِ أبي طاهرٍ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الرحيمِ، أبو الغنائمِ الجوهريُّ النَّقاشُ. قالَ السَّمعانيُّ: مِن أولادِ المُحدِّثينَ، شيخٌ لا بأسَ به (¬4). (400، 401) ¬

_ (¬1) «الأنساب» (4/ 132). «توضيح المشتبه» (6/ 59). (¬2) من مصادر الترجمة، ويأتي في الأصل: (بن عمر بن محمد). (¬3) «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (5/ 44). «السير» (21/ 89). «تاريخ الإسلام» (40/ 317). (¬4) «معجم السمعاني» (3/ 1718). «التحبير» (2/ 298). «معجم ابن عساكر» (1474).

232 - مسعودُ بنُ الحسينِ بنِ سعدِ بنِ عليِّ بنِ بندارٍ، أبو الخيرِ (¬1) اليَزْديُّ القاضي الحنفيُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ الفقيهَ أبا سعدٍ المُطهرَ بنَ الحسينِ بنِ سعدٍ اليَزْديَّ عن مولِدِ أَخيه أبي الخيرِ مسعودِ بنِ الحسينِ بنِ سعدٍ، فقالَ: في سَنةِ خمسٍ وخمسِمئةٍ. وقالَ ابنُ الدُّبيثي: سكنَ بغدادَ، ودرَّسَ بها الفقهَ على مذهبِ أبي حنيفةَ، وتُوفي سَنةَ إِحدى وسبعينَ وخمسِمئةٍ بالموصلِ (¬2). (402، 403) 233 - المُطهرُ بنُ الحسينِ بنِ سعدِ بنِ عليِّ بنِ بُندارٍ، أبو سعدٍ اليَزْديُّ الفقيهُ الحنفيُّ. له شرحُ القُدوريِّ، سماهُ: «اللباب». قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ المُطهرَ بنَ الحسينِ بنِ سعدٍ اليَزْديَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ ربيعٍ الأولِ، مِن سَنةِ خمسٍ وتسعينَ وأربعِمئةٍ (¬3). (423) 234 - مَعالي بنُ عليِّ بنِ قاسمٍ البزارُ الحَظيريُّ. هكذا ذكرَه المصنفُ، وقالَ ابنُ العديمِ في «تاريخ حلب» (9/ 4251): هكذا ذكرَه عبدُ الخالقِ في «معجم شيوخه»: (معالي بن قاسم)، وقَد اشتبَه عليه كُنيتُه باسمِهِ، وكذا أَسقطَ اسمَ أبيه ونسَبَه إلى جدِّه (¬4)، والصحيحُ ما ¬

_ (¬1) هكذا عند المصنف، وهكذا في «مختصر تاريخ ابن الدبيثي» (ص 350). وفي «المنتظم»: أبو الحسين. وفي بقية المصادر: أبو الحسن. (¬2) «المنتظم» (81/ 225). «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (5/ 46). «تاريخ الإسلام» (40/ 91). «الجواهر المضية» (3/ 466). «تاج التراجم» (ص 302). (¬3) «تاج التراجم» (ص 304). «الفوائد البهية» (ص 215)، «الطبقات السنية» (2515). «الجواهر المضية» (3/ 485)، وفيه: (بن الحسن). قال محققه: وهو الصواب. (¬4) لعل ذلك في النسخة التي وقعت لابن العديم من «المعجم»، وإلا فهو هنا: (معالي بن علي بن قاسم) منسوباً لأبيه.

ذَكرناه في اسمِه وكُنيتِه ونسبِهِ. انتهى. وهو: سعدُ بنُ عليِّ بنِ القاسمِ بنِ عليٍّ، أبو المعالي الكُتُبيُّ الحَضيريُّ الوراقُ، دَلالُ الكتبِ. قالَ ابنُ الدُّبيثيِّ: كانَ أديباً فاضلاً، له معرفةٌ حسنة بالشعرِ وفنونِهِ، تُوفي يومَ الاثنينِ، خامسَ عشرَ صفرَ، سَنةَ ثمانٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (417) 235 - مَعالي بنُ هبةِ اللهِ بنِ الحسنِ، أبو المجدِ الثَّعلبيُّ الدِّمشقيُّ البزازُ، المعروفُ بابنِ الحُبُوبيِّ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ ثقةً. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ ليلةَ الأربعاءِ، مُستهَلَّ شوالٍ، سَنةَ ثمانٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ بعدَ صلاةِ الظهرِ في مقابرِ بابِ الفَراديسِ بدمشقَ (¬2). (416) 236 - مَعالي بنُ هبةِ اللهِ بنِ المُفرِّجِ، أبو المجدِ المقرئُ الشعارُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ شيخاً خيِّراً يُقرئُ القرآنَ في الجامعِ حِسبةً. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ يومَ الاثنينِ، الثامنَ والعشرينَ مِن شهرِ رمضانَ، سَنةَ خمسٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ ذلكَ اليومَ بعدَ صلاةِ العصرِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ (¬3). (415) ¬

_ (¬1) «المنتظم» (18/ 201). «معجم الأدباء» (3/ 1349). «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (3/ 313). «تاريخ حلب» (9/ 4251). «الوفيات» لابن خلكان (2/ 366). «السير» (20/ 580). «الوفيات» للصفدي (15/ 105). (¬2) «تاريخ دمشق» (59/ 3). «معجم ابن عساكر» (1492). «التكملة» لابن نقطة (1/ 547، 2/ 370). «تاريخ الإسلام» (36/ 171). (¬3) «تاريخ دمشق» (59/ 4). «معجم ابن عساكر» (1493).

237 - معمرُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ رجاءِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ الفاخرِ، أبو أحمدَ القرشيُّ الأَصبهانيُّ. الشيخُ الإمامُ، الواعظُ العالمُ، المحدثُ المفيدُ، الرحَّالُ الثقةُ. قالَ ابنُ المَسلمةِ: هذا الشيخُ مِن كبارِ المُحدثينَ وجلتِّهم المُبرِّزينَ في هذا الفنِّ، كانَ في طلبِهِ مُفيداً للغرباءِ، وفي كبرِهِ مَعدوداً في جملةِ الحفاظِ والعلماءِ، وقولُهُ حُجةٌ. ماتَ في طريقِهِ إلى الحجِّ، ثالثَ عشرَ ذي القعدةِ، سَنةَ أربعٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (426، 427) 238 - المفضلُ بنُ أحمدَ بنِ نصرِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ فاذشاه، أبو عبدِ اللهِ الأَصبهانيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كتبتُ عنه، وما كانَ فيه شكلُ أهلِ الخيرِ والصلاحِ، ماتَ سَنةَ إِحدى وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (424، 425) 239 - مكيُّ بنُ الحسنِ بنِ المُعافى، أبو الحرمِ الجُبَيليُّ. قالَ السِّلفيُّ: صالحٌ تلَّاءٌ للقرآنِ، ملازمٌ للجامعِ بدمشقَ، مُشارٌ إليه في ديانتِهِ وخَيريتِهِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ ليلةَ الأَربعاءِ، الرابعَ والعشرينَ مِن جُمادى الأُولى، سَنةَ إِحدى وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الفَراديسِ ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (1496). «المنتظم» (18/ 186). «مشيخة السهروردي» (ص 104). «المشيخة البغدادية» لابن المسلمة (ص 283). «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (5/ 63). «السير» (20/ 485). (¬2) «تاريخ الإسلام» (37/ 91). «لسان الميزان» (6/ 94).

بدمشقَ (¬1). (422) 240 - منذرُ بنُ أبي العبدِ بنِ الحسنِ السَّلَاميُّ. (428) 241 - منصورُ بنُ مطرٍ أبو المظفرِ. (429، 430) 242 - موهوبُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ الخضرِ، أبو منصورٍ الجَواليقيُّ. العلامةُ الإمامُ، اللغويُّ النحويُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ مِن مفاخرِ بغدادَ بل العراقِ، وكانَ مُتديناً ثقةً ورعاً، غزيرَ الفضلِ، وافرَ العقلِ، مليحَ الخطَّ، كثيرَ الضبطِ، صنَّفَ التصانيفَ، وانتشرَ ذِكرُهُ وشاعَ في الآفاقِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا منصورٍ موهوبَ بنَ أحمدَ الجَواليقيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في أواخِرِ سَنةِ خمسٍ وسِتينَ وأولِ سَنةِ ستٍّ وستينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ سَنةَ أربعينَ وخمسِمئةٍ ببغدادَ (¬2). (418) 243 - ناصرُ بنُ سنانِ بنِ نصرٍ الوكيلُ. (438) 244 - ناصرُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محمدٍ، أبو الفتحِ القرشيُّ الدِّمشقيُّ النجارُ. قالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ في سَلخِ ذي القعدةِ، سَنةَ خمسينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ ببابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬3). (437) ¬

_ (¬1) تاريخ دمشق» (60/ 253). «معجم ابن عساكر» (1505). «معجم السفر» للسلفي (1230). «التكملة» لابن نقطة (2/ 105). «تاريخ الإسلام» (36/ 257). (¬2) «الأنساب» (2/ 105). «معجم ابن عساكر» (1530). «المنتظم» (18/ 47). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 124). «معجم الأدباء» (6/ 2735). «السير» (20/ 89). (¬3) «تاريخ دمشق» (61/ 386). «معجم ابن عساكر» (1541). «تاريخ الإسلام» (37/ 414).

245 - نُشْتِكينُ بنُ عبدِ اللهِ مَولى ابنِ رضوانَ، أبو منصورٍ الحاجبُ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ نُشْتِكينَ بنَ عبدِ اللهِ عن مَولدِهِ، فقالَ: أظنُّ في سَنةِ خمسٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، متوددٌ، كثيرُ الذكرِ. تُوفي في سادسَ عشرَ ذي القعدةِ، سَنةَ ستٍّ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (439) 246 - نصرُ بنُ أحمدَ بنِ مقاتلِ بنِ مطكود، أبو القاسمِ السُّوسيُّ المقرئُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ شيخاً مستوراً، ولم يَكن الحديثُ مِن شأنِهِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ نصرَ بنَ أحمدَ بنِ مقاتلٍ المقرئَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ خمسٍ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الأحدِ، التاسعَ عشرَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ ثمانٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬2). (436) 247 - نصرُ بنُ القاسمِ بنِ الحسنِ، أبو الفتحِ الأَنصاريُّ المقدسيُّ الفقيهُ المقرئُ، نزيلُ دمشقَ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ إماماً فقيهاً عالماً، صحيحَ السماعِ، حسنَ السيرةِ، كثيرَ العبادةِ، جميلَ الأمرِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: توفيَ في شعبانَ، سَنةَ أربعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬3). (435) ¬

_ (¬1) «تاريخ الإسلام» (37/ 259). (¬2) «الأنساب» (3/ 336). «تاريخ دمشق» (62/ 14). «معجم ابن عساكر» (1555). «السير» (20/ 248). (¬3) «معجم السمعاني» (3/ 1792). «التحبير» (2/ 346). «تاريخ دمشق» (62/ 40). «معجم ابن عساكر» (15594). «تاريخ الإسلام» (36/ 525).

248 - نصرُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أبي عبدِ اللهِ البزارُ. (259) 249 - نصرُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ القويِّ، أبو الفتحِ المِصيصيُّ ثم اللاذقيُّ ثم الدِّمشقيُّ، الفقيهُ الشافعيُّ. الشيخُ الإمامُ، المُفتي الأُصولي، شيخُ دمشقَ. قالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ بقيةَ مشايخِ الشامِ، وكانَ فَقيهاً مُفتياً، مُتكلماً في الأصولِ، ديِّناً. وقالَ عبدُ الخالقِ: سمعتُ الفقيهَ أبا الفتحِ نصرَ اللهِ بنَ محمدِ بنِ عبدِ القويِّ وقَد سُئلَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في إِحدى الجُمادَينِ، سَنةَ سبعٍ وأربعينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ ليلةَ الجمعةِ الثاني مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ اثنينِ وأربعينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ بعدَ صلاةِ الجمعةِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ (¬1). (323، 431، 432، 433) 250 - هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ طاوسٍ، أبو محمدٍ المقرئُ البغداديُّ ثم الدِّمشقيُّ الجَيرونيُّ. إمامُ جامعِ دمشقَ ومُقرئُهُ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ مُقرئاً فاضلاً، ثقةً صدوقاً، مُكثراً مِن الحديثِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفيَ يومَ الجمعةِ، السابعَ عشرَ مِن المُحرمِ، سَنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ بعدَ صلاةِ الجمعةِ في مقابرِ بابِ الفَراديسِ بدمشقَ (¬2). (458، 459، 460) ¬

_ (¬1) «الأنساب» (5/ 316، 663). «تاريخ دمشق» (62/ 10). «معجم ابن عساكر» (1549). «معجم السفر» للسلفي (1338). «المنتظم» (18/ 61). «السير» (20/ 118). (¬2) «الأنساب» (2/ 143). «مختصر تاريخ دمشق» (27/ 65). «معجم ابن عساكر» (1574). «المنتظم» (18/ 24). «التقييد» لابن نقطة (1/ 476). «السير» (20/ 98).

251 - هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ عُبيدِ اللهِ بنِ سِوارٍ، أبو الفَوارسِ المقرئُ الوكيلُ. قالَ ابنُ الجوزيِّ: كانَ سماعُهُ صحيحاً، وكانَ ثقةً أَميناً، وتوحَّدَ في علمِ الشروطِ. تُوفي سَنةَ اثنتينِ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (448، 449) 252 - هبةُ اللهِ بنُ الحسنِ بنِ هبةِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحسينِ، أبو الحسينِ الشَّافعيُّ الدِّمشقيُّ، صائنُ الدينِ ابنُ عساكرٍ، أخو الحافظِ أبي القاسمِ بنِ عساكرٍ. الشيخُ الإمامُ، العالمُ الفقيهُ، المُفتي المُحدثُ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ الحافظَ أبا الحسينِ هبةَ اللهِ بنَ الحسنِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في رجبٍ، سَنةَ ثمانٍ وثمانينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ ابنُ الدُّبيثيِّ: كانَ عارفاً بالفقهِ والحديثِ والأدبِ، سمعَ الكثيرَ، وحدَّثَ وأَملى، ماتَ في شعبانَ، سَنةَ ثلاثٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (461) 253 - هبةُ اللهِ بنُ الحسنِ بنِ هلالِ بنِ عليٍّ، أبو القاسمِ الدَّقاقُ. الشيخُ الجليلُ، مسندُ بغدادَ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ هبةَ اللهِ بنَ الحسنِ بنِ هلالٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ثلاثٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ. ¬

_ (¬1) «معجم ابن عساكر» (1575). «المنتظم» (18/ 62). «التكملة» لابن نقطة (3/ 251). «تاريخ الإسلام» (37/ 127). (¬2) «مختصر تاريخ دمشق» (27/ 66). «معجم ابن عساكر» (1583). «التقييد» لابن نقطة (1/ 478). «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (5/ 87). «السير» (20/ 495).

وقالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً لا بأسَ به، ظاهرُهُ الخيرُ والصلاحُ. تُوفي تاسعَ عشرَ المحرمِ، سَنةَ اثنتينِ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (453، 454) 254 - هبةُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ حمزةَ، أبو السعاداتِ الشريفُ العَلويُّ النَّحويُّ، المعروفُ بابنِ الشَّجريِّ. العلامةُ شيخُ النُّحاةِ. قالَ عبدُ الخالقِ: وسألتُ الشريفَ أبا السَّعاداتِ هبةَ اللهِ بنَ عليٍّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ رمضانَ، سَنةَ خمسينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: كانَ أحدَ أئمةِ النُّحاةِ، له معرفةٌ تامةٌ باللغةِ والنحوِ، وله تصانيفُ، وكانَ فَصيحاً، حلوَ الكلامِ، حسنَ البيانِ والإفهامِ، قرأَ الحديثَ على جماعةٍ مِن المُتأخرينَ. تُوفي في السادسِ والعشرينَ مِن رمضانَ، سَنةَ اثنتينِ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (450، 451، 452) 255 - هبةُ اللهِ بنُ الفرجِ بنِ الفرجِ، أبو بكرٍ الظَّفْراباذيُّ الهمَذانيُّ، المعروفُ بابنِ أختِ الطويلِ. الشيخُ الصالحُ المُعمرُ، مسندُ همَذانَ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً صالحاً خيِّراً، سديدَ السيرةِ، مكثراً مِن الحديثِ، عُمِّرَ العمرَ الطويلَ، حتى حدَّثَ بالكثيرِ، وانتَشرت رواياتُهُ وفوائدُهُ. تُوفي بهمَذانَ، يومَ الثلاثاءِ بعدَ العصرِ، ودُفنَ يومَ الأربعاءِ، التاسعَ عشرَ مِن شعبانَ، سَنةَ اثنتينِ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (456، 457) ¬

_ (¬1) «المشيخة البغدادية» لابن المسلمة (ص 241). «السير» (20/ 471). (¬2) «المنتظم» (18/ 61). «معجم الأدباء» (6/ 2775). «التكملة» لابن نقطة (3/ 316). «السير» (20/ 194). (¬3) «معجم السمعاني» (3/ 1816). «التحبير» (2/ 362). «معجم ابن عساكر» (1597). «التقييد» (1/ 477). «السير» (20/ 163).

256 - هبةُ اللهِ بنُ أبي بكرٍ محمدِ بنِ أبي القاسمِ هبةِ اللهِ بنِ حَنَّةَ، أبو القاسمِ الأصبهانيُّ. سمعَ كتابَ «السنن» للنسائيِّ مِن أبي محمدٍ الدُّونيِّ، وكانَ حَياً في آخرِ سَنةِ ثمانٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (455) 257 - واثقُ بنُ تمامِ بنِ أبي عيسى محمدٍ الهاشميُّ. هكذا ذَكرَه المصنفُ، وإنَّما هو: واثقُ بنُ تمامِ بنِ محمدِ بنِ أبي عيسى، الهاشميُّ البغداديُّ العَتابيُّ. تُوفي في شعبانَ، سَنةَ إِحدى وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (445، 446) 258 - واصلُ بنُ أبي القاسمِ بنِ عبدِ اللهِ (الشاميُّ؟). (447) 259 - وجيهُ بنُ هبةِ اللهِ بنِ المباركِ بنِ موسى، أبو العلاءِ السَّقطيُّ الأزجيُّ البغداديُّ. مِن أبناءِ المُحدثينَ، رَوى عنه السَّمعانيُّ والموفقُ بنُ قدامةَ، وقالَ ابنُ عساكرٍ: هو أَدبرُ مِن أبيه (¬3). قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ وجيهَ بنَ هبةِ اللهِ بنِ المباركِ عن مَولدِهِ، فقالَ: سَنةَ خمسٍ وتسعينَ وأربعِمئةٍ. تُوفي في ذي القعدةِ، سَنةَ سبعٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬4). (443، 444) ¬

_ (¬1) «التكملة» لابن نقطة (2/ 220). «التقييد» (1/ 478). «تبصير المنتبه» (1/ 402). «توضيح المشتبه» (3/ 91). (¬2) «التكملة» لابن نقطة (4/ 353). «تاريخ الإسلام» (38/ 70). «توضيح المشتبه» (6/ 218). (¬3) هبة الله بن المبارك السقطي، قال ابن ناصر: ليس بثقة، ظهر كذبه. (¬4) «الأنساب» (3/ 264). «معجم ابن عساكر» (1572). «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (5/ 84). «الميزان» (4/ 331). «تاريخ الإسلام» (39/ 302). «لسان الميزان» (6/ 265).

260 - لاحقُ بنُ عليِّ بنِ منصورِ بنِ كاره (¬1)، أبو محمدٍ البغداديُّ الحنبليُّ. قالَ ابنُ المَسلمةِ: هذا الشيخُ فقيهٌ على مذهبِ أحمدَ بنِ حنبلٍ، مقرئٌ فاضلٌ، زاهدٌ مُتقللٌ، قَد انقطعَ في مسجدٍ بالحريمِ الطاهريِّ، تُوفي في النصفِ مِن شعبانَ، سَنةَ ثلاثةٍ وسبعينَ وخمسِمئةٍ، ودُفنَ ببابِ حربٍ (¬2). (462، 463) 261 - ياقوتُ بنُ عبدِ اللهِ، أبو الدُّرِّ الروميُّ التاجرُ، عَتيقُ أبي المَعالي أحمدَ بنِ عليِّ بنِ البخاريِّ البغداديِّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً مليحَ الشَّيبةِ، نظيفاً، ظاهرُهُ الخيرُ والصلاحُ، تُوفي في سَنةِ ثلاثٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (474) 262 - يحيى بنُ بطريق، أبو القاسمِ الطَّرسُوسيُّ ثم الدِّمشقيُّ. المسندُ المقرئُ. قالَ ابنُ عساكرٍ: كانَ حافظاً للقرآنِ مَستوراً. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفي ليلةَ الاثنينِ الثاني والعشرينَ مِن شهرِ رمضانَ، سَنةَ أربعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ، ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ، وهو آخِرُ مَن حدَّثَ عن ابنِ مكيٍّ بدمشقَ (¬4). (467، 468) ¬

_ (¬1) انظر لضبط هذه اللفظة ماكتبه محقق «تكملة ابن نقطة» (5/ 76). (¬2) «معجم ابن عساكر» (1618). «المشيخة البغدادية» لابن المسلمة (ص 170). «التقييد» لابن نقطة (1/ 482). «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (5/ 99). (¬3) «الأنساب» (3/ 105). «تاريخ دمشق» (64/ 38). «معجم ابن عساكر» (1618). «التكملة» لابن نقطة (2/ 647). «السير» (20/ 179). (¬4) «تاريخ دمشق» (64/ 98). «معجم ابن عساكر» (874). «معجم السفر» للسلفي (1522). «السير» (20/ 53).

263 - يحيى بنُ سَعدونَ بنِ تمامِ بنِ محمدٍ، أبو بكرٍ الأَزديُّ القُرطبيُّ، المقرئُ النَّحويُّ، شيخُ الموصلِ. قالَ السَّمعانيُّ: مقرئٌ فاضلٌ، إمامٌ نحويٌّ، عارفٌ باللغةِ والنحوِ، كثيرُ الأدبِ، كتبَ الكثيرَ وأدركَ الشيوخَ، وكانَ ساكناً فاضلاً مُتديناً. تُوفي بالموصلِ، يومَ عيدِ الفطرِ، سَنةَ سبعٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (469) 264 - يحيى بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي الرَّجاءِ محمدِ بنِ عليٍّ، أبو الرَّجاءِ (¬2) التَّميميُّ الأَصبهانيُّ. قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا الرَّجاءِ يحيى بنَ عبدِ اللهِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في الثاني والعشرينَ مِن صفرٍ، سَنةَ سبعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً عالماً، فاضلاً، مِن أولادِ الأَئمةِ والعلماءِ والقُضاةِ، ومِن بيتِ الحديثِ وأهلِهِ، تُوفي بأصبهانَ، في شهرِ رمضانَ، سَنةَ إِحدى وأربعينَ وخمسِمئةٍ. (470، 471، 472) 265 - يحيى بنُ عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ، أبو المُفضلِ (¬3) القرشيُّ القاضي ¬

_ (¬1) «الأنساب» (4/ 473). «تاريخ دمشق» (64/ 230). «معجم الأدباء» (6/ 2815). «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (5/ 118). «السير» (20/ 546). (¬2) هكذا عند المصنف، وكذا في «معجم السمعاني» (3/ 1838)، و «التحبير» (2/ 376). وفي «الوفيات» لأبي مسعود الحاجي (142)، و «تاريخ الإسلام» (37/ 95): أبو الوفاء. (¬3) هكذا في مصادر ترجمته الآتية بعد. وفي «طبقات الشافعيين» لابن كثير (1/ 615)، و «طبقات الشافعية» للسبكي (7/ 334)، و «شذرات الذهب» (6/ 173): أبو الفضل. وكذلك ورد في الموضع الأول عند المصنف، وفي الموضعين بعده: أبو المفضل.

الشافعيُّ. الشيخُ الإمامُ، الفقيهُ الكبيرُ. قالَ السَّمعانيُّ: وليَ القضاءَ بدمشقَ، وحُمدت سيرتُهُ فيها، وكانَ جميلَ الأمرِ، حسنَ السيرةِ. وقالَ عبدُ الخالقِ: مَولدُهُ في يومِ السبتِ الثامنِ مِن المحرمِ، سَنةَ أربعٍ وأربعينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الاثنينِ، الخامسَ والعشرينَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ أربعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ بحضرةِ مسجدِ القدمِ بظاهرِ دمشقَ (¬1). (464، 465) 266 - يحيى بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الطَّرَّاحِ، أبو محمدٍ البغداديُّ المديرُ. الشيخُ العالمُ، الصالحُ المسندُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ، كثيرُ الخيرِ ساكنٌ، وكانَ مِن أولادِ المُحدثينَ، مُكثراً مِن الحديثِ، صاحبَ أُصولٍ. وقالَ عبدُ الخالقِ: تُوفي ليلةَ الجمعةِ. ودُفنَ مِن الغدِ الرابع مِن شهرِ رمضانَ، سَنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (466) 267 - يوسفُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ محمدِ بنِ ماهانَ، أبو الفتحِ الأَصبهانيُّ الماهانيُّ الكاتبُ. قالَ السَّمعانيُّ: شيخٌ صالحٌ سديدٌ، حسنُ السيرةِ، مِن أهلِ الخيرِ. ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (3/ 1853). «التحبير» (2/ 384). «تاريخ دمشق» (64/ 341). «معجم السفر» (1498). «السير» (20/ 63). «تاريخ الإسلام» (36/ 363). (¬2) «الأنساب» (5/ 234). «المنتظم» (18/ 24). «مشيخة ابن الجوزي» (ص 98). «السير» (20/ 77).

وقالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ أبا الفتحِ يوسفَ بنَ عبدِ الواحدِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في ليلةِ الثلاثاءِ وقتَ السَّحرِ، الثاني مِن شعبانَ، سَنةَ خمسٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. تُوفي في أواخرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ أربعينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (473) 268 - أبو طاهرِ بنُ أبي نصرٍ، المعروفُ بهاجر. هَكذا ذكرَهُ المصنفُ فيمَن لم يقفْ على اسمِهِ، وهو: محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مكيٍّ، أبو طاهرِ بنُ أبي نصرِ بنِ أبي القاسمِ، المعروفُ بهاجر، الأَصبهانيُّ الطَّرَازيُّ. قالَ السَّمعانيُّ: كانَ شيخاً صالحاً سديداً، راغباً في الروايةِ والتَّحديثِ، كانَت وفاتُه بأصبهانَ، في جُمادى الأُولى، مِن سَنةِ تسعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (476) 269 - أبو العلاءِ بنُ نصرِ بنِ أحمدَ، الفقيهُ الحنفيُّ الكُشَانيُّ، مِن أهلِ همَذانَ (¬3). (477) 270 - أبو القاسمِ بنُ يوسفَ، الشريفُ العَلويُّ السَّمرقدنيُّ الفقيهُ، الحنفيُّ مَذهباً. ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (3/ 1860). «التحبير» (2/ 390). «الوفيات» لأبي مسعود الحاجي (134). «تاريخ الإسلام» (36/ 552). (¬2) «الأنساب» (4/ 56). «معجم السمعاني» (3/ 1349). «التحبير» (2/ 52). «معجم ابن عساكر» (1115). «الوفيات» لأبي مسعود الحاجي (151). (¬3) في طبقة شيوخه: أبو العلاء حمد بن نصر بن أحمد الهمذاني، له ترجمة في «معجم السمعاني» (2/ 745)، و «السير» (19/ 276)، لكنه حنبلي، وهذا حنفي، ولم يذكر في نسبته ما هنا: الكشاني، والله أعلم.

قالَ عبدُ الخالقِ: سألتُ الشريفَ أبا القاسمَ بنَ يوسفَ العَلويَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في التاسعِ أو الثامنِ مِن رجبٍ، سَنةَ تسعٍ وتسعينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ ابنُ قُطلوبغا (¬1): له كتابُ «الملتقط في الفتاوى»، أتمَّه إملاءً في آخرِ شعبانَ، سَنةَ تسعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ. (475) * النساءُ: 271 - آمنةُ ابنتُ الشريفِ أبي الفضلِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ المُهتدي باللهِ الهاشميِّ. كتبَ عنها السَّمعانيُّ. وتُوفيت في رجبٍ، سنةَ إِحدى وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (34، 35) 272 - أَمةُ الوهابِ ابنةُ هبةِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ المُجْلي، سِتُّ السُّعود. حدثَ عنها ابنُ عساكرٍ (¬3). (34، 35) 273 - بشارةُ ابنةُ أبي السعاداتِ مسعودِ بنِ موهوبٍ. قالَ ابنُ مَسلمةَ: هذه الشيخةُ مِن بيت الحديثِ، أبوها مُحدثٌ، وزوجُها أبو المعمرِ المباركُ بنُ أحمدَ الأَنصاريُّ محدثٌ أيضاً، وكانتْ صالحةً (¬4). (60، 61، 62) 274 - تَمنِّي ابنةُ المباركِ بنِ هبةِ اللهِ بنِ محمدٍ السِّمسميِّ، أمُّ الرجاءِ ¬

_ (¬1) في «تاج التراجم» (ص 338). وله ذكر في «الجواهر المضيئة» (4/ 114) نقلاً عن المصنف. (¬2) «تاريخ الإسلام» (38/ 47). (¬3) «التكملة» لابن نقطة (5/ 514). «توضيح المشتبه» (8/ 59). (¬4) «المشيخة البغدادية» لابن مسلمة (58). «مشيخة السهروردي» (15).

الواعظةُ. امرأةٌ صالحةٌ مُتدينةٌ، تعظُ النساءَ ببغدادَ، وماتَت وهي بِكرٌ ولم تَتزوجْ. وعاشَت ثمانينَ سَنةً، وتُوفيت سَنةَ ثمانٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (65، 66) 275 - رابعةُ بنتُ أبي المعمرِ المباركِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ العزيزِ الأنصاريِّ. (130) 276 - زهرةُ بنتُ محمدِ بنِ ماشاذَه الصوفيةُ. (134، 135) 277 - سعيدةُ بنتُ أبي غالبٍ أحمدَ بنِ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ البنَّا. امرأةٌ صالحةٌ، رَوى عنها السَّمعانيُّ. ماتَت في صفرٍ، سنةَ إِحدى وستينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (151، 152، 153) 278 - ضوءُ الصباحِ (¬3) بنتُ أبي المعمرِ المباركِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ العزيزِ الأَنصاريِّ. قالَ الصَّفديُّ: كانَت فاضلةً صادقةً صالحةً، حافظةً لكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، كثيرةَ التلاوةِ، تَعقدُ مجلسَ وعظٍ في رِباطِها، ورَوى عَنها أبو سعدٍ السَّمعانيُّ، وتُوفي قبلَها بثلاثٍ وعشرينَ سَنةً، وتُوفيت هي سنةَ خمسٍ وثمانينَ وخمسِمئةٍ (¬4). (172) 279 - فاطمةُ ابنةُ محمدِ بنِ أبي سعدٍ أحمدَ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ ¬

_ (¬1) «الوفيات» للصفدي (10/ 236). (¬2) «تاريخ الإسلام» (39/ 78). (¬3) واسمها: خاصة، وبذلك ترجمها المنذري والذهبي. (¬4) «المشيخة البغدادية» لابن المسلمة (ص 319). «التكملة» للمنذري (1/ 120). «تاريخ الإسلام» (41/ 215). «الوفيات» للصفدي (16/ 370).

البغداديِّ، أمُّ البهاءِ الأَصبهانيةُ الواعظةُ. الشيخةُ العالمةُ، الصالحةُ المعمرةُ، مُسندةُ أصبهانَ. قالَ السَّمعانيُّ: امرأةٌ صالحةٌ مستورةٌ، معمرةٌ، مسندةٌ، مكثرةٌ مِن الحديثِ، ماتَت بأصبهانَ، ليلةَ الأربعاءِ، الثالثَ والعشرينَ مِن شهرِ رمضانَ، سَنةَ تسعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (294، 295، 296) 280 - فاطمةُ ابنةُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ القَيسيِّ، أمُّ الفتوحِ الأَصبهانيةُّ. قالَ السَّمعانيُّ: امرأةٌ صالحةٌ خيِّرةٌ، كانَت ولادتُها سَنةَ نيفٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ بأصبهانَ، ووفاتُها بها في شهرِ رمضانَ، سَنةَ خمسٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ (¬2). (297، 298) 281 - فخرُ النساءِ ابنةُ الحسنِ بنِ هلالٍ. (299) 282 - كلنارُ ابنةُ عبدِ اللهِ، فتاةُ محمدِ بنِ عبدِ الواحدِ الخبازِ. (308) 283 - كمالُ ابنةُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ عمرَ السَّمرقَنديِّ، أمُّ الحُسْنِ. صالحةٌ خيِّرةٌ، تُوفيت سَنةَ ثمانٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ (¬3). (309، 310، 311) 284 - كمالُ ابنةُ هبةِ اللهِ بنِ المباركِ السَّقطيِّ. هكذا ذَكرها المُصنفُ، وقَد تَرجَمها الذهبيُّ (¬4) باسمِ: عائشة، وقالَ: امرأةٌ ¬

_ (¬1) «معجم السمعاني» (3/ 1913). «التحبير» (2/ 432). «السير» (20/ 148). (¬2) «معجم السمعاني» (3/ 1915). «التحبير» (2/ 433). «تاريخ الإسلام» (37/ 228). (¬3) «السير» (20/ 420). «تبصير المنتبه» (1/ 439). «توضيح المشتبه» (3/ 232). (¬4) في المتوفين في عشر الأربعين وخمسمئة من «تاريخ الإسلام» بطبعتيه: التدمري (36/ 564)، وبشار (11/ 744).

صالحةٌ، خيِّرةٌ، ستيرةٌ، رَوى عَنها السَّمعانيُّ. (312، 313) 285 - لبابةُ ابنةُ عليِّ بنِ عبدِ الواحدِ المَراوِحيِّ. (315) 286 - نَفيسةُ ابنةُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ البَزازةِ. وتُسمى أيضاً فاطمةَ، والأولُ أشهرُ. قالَ الموفقُ: سمعَت الكثيرَ، وكانَت نَظيرةَ شُهدةَ في كثرةِ السَّماعِ وعُلوهِ. تُوفيت في ذي الحجةِ، سَنةَ ثلاثٍ وستينَ وخمسِمئةٍ (¬1). (440، 441) 287 - نورُ العينِ ابنةُ مسعودِ بنِ السَّدَنْكِ. (442) ¬

_ (¬1) «ذيل تاريخ بغداد» لابن الدبيثي (5/ 150). «السير» (20/ 489). «تاريخ الإسلام» (20/ 489).

المخطوط المعتمد في التحقيق

المخطوطُ المُعتمدُ في التحقيقِ المخطوطةُ التي وَقفتُ عَليها لهذا «المعجم» مَحفوظةٌ في مكتبةِ كوبرلي بتُركيا، برقمِ (390) (¬1). وهي مَنقولةٌ مِن أصلٍ عليه سماعٌ بخطِّ المُصنِّفِ سَنةَ (560 هـ). يَليها سماعٌ على محمدِ بنِ غسانَ بنِ غافلٍ (¬2) بخطِّه سَنةَ (628 هـ). وتَقعُ المخطوطةُ في (118) ورقةً، إلا أنَّه وَقعَ خَللٌ في تَرتيبِ أَوراقِها الثمانيةِ الأُولى، فتَمامُ الوَجهِ الأيمنِ ليسَ في بدايةِ الوجهِ الأيسرِ المقابلِ له في الأوراقِ (2، 4، 6، 8). وقَد أَعددتُّ جَدولاً أُبينُ فيه بدايةَ ونهايةَ كُلِّ وَجهٍ مِن الأَوراقِ الثمانيةِ الأُولى، فالعمودُ الأَيمنُ يُمثلُ الوَجهَ الأَيمنَ للأَوراقِ، والعمودُ الأَيسرُ يُمثلُ الوَجهَ الأَيسرَ، وهي في الجدولِ بتَرتيبِها في المخطوطةِ، أمَّا التَّرتيبُ الصحيحُ فيشيرُ إليه تسلسلُ الأرقامِ، وهو تَرتيبٌ يدلُّ عليه السِّياقُ بكُلِّ وضوحٍ فيما بينَ (1 = 2)، وَ (9 = 10). أمَّا ترتيبُ (13 = 14) فدَليلُه تَكرارُ شيخِ المصنِّفِ في الوَجهينِ. ودليلُ تَرتيبِ (5 = 6) هو أنَّ أبا بكرِ بنِ سُوْسَن معروفٌ بالروايةِ عن ¬

_ (¬1) وقد أهداني إياها - مع مخطوطات أخرى - أخي الفاضل: خالد الأنصاري، فجزاه الله خيراً. (¬2) الشيخ الجليل المسند الأمير، سيف الدولة، توفي سنة (632 هـ). انظر «السير» (22/ 381).

أبي عليِّ بنِ شاذانَ. أمَّا تَرتيبُ الأَوجهِ في بقيةِ الأوراقِ فهو صحيحٌ ليسَ به خَللٌ، كَما يَظهرُ في الجدولِ. وها هو الجدولُ ليَكونَ القارئُ على ثقةٍ بالتَّرتيبِ الذي سرتُ عَليه.

1 < > 10 بسم الله الرحمن الرحيم ... ... ... الصومُ جُنةٌ، الصومُ جُنةٌ - سمعتُ يحيى بنَ مَعين يقولُ ... - وانفضَّتْ سريعاً مراكبُهْ * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * 11 < > 12 أبا حسنٍ يا ابنَ الذي سارَ ذِكرُهُ ... ... ... ... الأديبُ بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو بكرِ بنُ ماجه - أخبرنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ ... - فرفعَ النَّجاشيُّ عوداً مِن الأرضِ قالَ: يا معشرَ * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * 13 < > 6 الحبشةِ والقِسيسينَ والرُّهبانِ ... ... أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ شاذانَ - حدثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ ... - في البِّطيخِ عشرُ خصالٍ .. وهو يَغسلُ البطنَ * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * 7 < > 8 وهو يُكثرُ ماءَ الظهرِ، ويُكثرُ الجماعَ ... زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالتْ: استيقظَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم - عن أمِّها أمِّ حبيبةَ، عن زينبَ ... ... - فلم يَزل كذلكَ حَتى انجلَت الرِّيحُ * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * 9 < > 2 أخبرنا أبو سعدٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ العباديِّ ... ... ... مَن لم يُوجدْ في كتابِه خطأٌ فهو كذابٌ .. باب الألف - ولَخَلوفُ فمِه أَطيبُ عندَ اللهِ مِن ريح المسك ... - أخبرنا أبو الحسنِ * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * 3 < > 4 عليُّ بنُ عمرَ يَعني ابنَ محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ شاذانَ ... واتَّقى وصدَّقَ بالحسنى} - في تفسير هذه الآية: {فأمَّا مَن أَعطى ... ... ... - قَالوا: مِن دابَّةٍ يُقالُ لها: البُرغوثُ، فأَنشأَ يقولُ * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * 5 < > 14 برَّح بالعَينَينِ بُرغوثٌ صَلِفْ ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... حدثنا حميدُ بنُ الربيعِ - أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ المظفرِ بنِ سُوْسَن التمارُ سنةَ خمسِمئة ... - أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ بنِ عليٍّ الجَوزَدانيُّ قالَ: أخبرنا * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * 15 < > 16 أبو العباسِ أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ ... ... ومريمَ: {وكفَّلها زَكريا} - قولُ اللهِ تَعالى خبراً عن زكريا ... - عن الزُّهريِّ، عن نافع

ورقة العنوان من المخطوط

الورقة الأولى من المخطوط

الورقة الأخيرة من المخطوط

كتاب المعجم

كتابُ المُعجمِ (¬1) تأليفُ (؟ .. .. ؟) الإمامِ تاجِ الدِّينِ عبدِ الخالقِ بنِ أسدِ [بنِ ثابتٍ] الحنفيِّ رحمَه اللهُ ¬

_ (¬1) كتب بجانبها بخط مغاير: (في الحديث).

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ الحنفيُّ رحمةُ اللهِ عليه: الحمدُ للهِ ذي الطَّولِ والإنعامِ، مُولجِ الظلامِ في الضياءِ، ومُولجِ الضياءِ في الظلامِ، وصلَّى اللهُ على نبيِّه سيِّدِ المُرسَلينَ، المَبعوثِ إلى كافةِ الخلقِ أجمَعينَ، وبعدُ. فإنِّي جمعتُ في كتابي هذا أخباراً مَنقولةً مَسطورةً، وآثاراً مَرويةً مأثورةً، وذكرتُ فيه ما نَقلتُ عن مَشايخي الذينَ سَمعتُ مِنهم ورَويتُ الحديثَ عَنهم، وخرَّجتُ عن كلِّ شيخٍ حديثاً أو حديثَينِ أو ثلاثةً، فمِنها ما يَرويه الشيخُ عن بعضِ شيوخِهِ، ورَويتُ فيه مُقطَّعاتِ أَبياتٍ مِن الشِّعرِ الذي يُروى مِثلُه مِن غيرِ حرجٍ. وجعلتُ أسماءَ المشايخِ مُرتبةً على حروفِ المعجمِ، وسطَّرتُ ما سمعتُه عن الرجالِ والنساءِ، ولم أذكرْ فيه روايةً بالإجازةِ عَمن أجازَ لي مِن المشايخِ، كما هو مذهبُ أصحابِ الحديثِ. واللهَ أسألُ أَن يعصمَني فيه مِن الزَّللِ، ويوفِّقَني لصالحِ العملِ. وقَد قالَ يحيى بنُ مَعينٍ: لستُ أَعجبُ ممن يحدِّثُ فيُخطئُ، إنَّما أَعجبُ ممن يحدِّثُ فيُصيبُ (¬1). ¬

_ (¬1) هو في «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (3/ 13). ومن طريقه أخرجه ابن عدي في «الكامل» (1/ 102).

وقالَ أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ عبدِ الجبارِ الصوفيُّ: سمعتُ يحيى بنَ مَعينٍ يقولُ: / مَن (¬1) لم يُوجدْ في كتابِه خطأٌ فهو كذابٌ (¬2). ومِن اللهِ أسألُ المَعونةَ والتوفيقَ والإرشادَ إلى أوضحِ الطريقِ. ¬

_ (¬1) ليس هذا هو الوجه المقابل للورقة السابقة، فقد حصل خلل في ترتيب الأوراق الأولى من المخطوط، كما تقدم التنبيه على ذلك في المقدمة (ص 98). (¬2) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وإنما هو في «تاريخ ابن معين» رواية الدوري (3/ 549، 4/ 274) بلفظ: من لا يخطئ في الحديث فهو كذاب. ومن طريقه أخرجه ابن عدي (1/ 102)، والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (1124) ولفظه عنده: من قال إني لا أخطئ في الحديث فهو كذاب.

باب الألف

بابُ الألفِ مَن اسمُه أحمدُ 1 - أخبرنا أبو سعدٍ (¬1) أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ محمودٍ الزَّوزَنيُّ بقراءَتي عليه ببغدادَ قلتُ له: أخبَركم القاضي أبو يعلى محمدُ بنُ الحسينِ بنِ محمدِ بنِ الفراءِ: حدثنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عمرَ بنِ محمدِ بنِ الحسنِ (¬2) بنِ شاذانَ: حدثنا أبو حاتمٍ مكيُّ بنُ عبدانَ بنِ محمدٍ النيسابوريُّ، قدمَ عَلينا سنةَ ثلاثٍ وثلاثِمئةٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ هاشمٍ وعبدُ الرحمنِ بنُ بشرِ بنِ الحكمِ، قالَ (¬3): أخبرنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن عَمرو بن دينارٍ، عن جابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الحربُ خدعةٌ» (¬4). قولُه: «الحربُ خدعةٌ» فيها ثلاثُ لُغاتٍ: بضمِّ الخاءِ وفتحِ الدالِ، وبإسكانِ الدالِ مع ضمِّ الخاءِ، وبفتحِ الخاءِ وإسكانِ الدالِ. ذكرَ ذلكَ ابنُ السِّكِّيتِ وأبو عُبيدٍ وغيرُهما. تُوفيَ أبو سعدٍ أحمدُ بنُ محمدٍ الزَّوزَنيُّ ببغدادَ يومَ الخميسِ، ودُفنَ يومَ الجمعةِ العشرينَ مِن شعبانَ، سنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. 2 - أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ الدَّلالُ المعروفُ بابنِ الأشقرِ ببغدادَ: حدثنا الشريفُ أبو الحسينِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ المُهتَدي باللهِ مِن لفظِه: ¬

_ (¬1) في الأصل: أبو سعيد. (¬2) في الأصل: «الحسين»، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: (قالا: حدثنا) أو: (قالا: أخبرنا). (¬4) أخرجه البخاري (3030)، ومسلم (1379) من طريق سفيان بن عيينة به.

أخبرنا أبو الحسنِ / عليُّ بنُ عمرَ يَعني ابنَ محمدِ بنِ إسحاقَ (¬1) بنِ شاذانَ الحربيَّ: حدثنا أبو سعيدٍ حاتمُ بنُ الحسنِ الشاشيُّ: حدثنا أحمدُ بنُ زرعةَ: حدثنا الحسنُ بنُ رُشيدٍ: حدثنا أبو مقاتلٍ، عن أبي حنيفةَ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكرمُ الشهداءِ يومَ القيامةِ حمزةُ بنُ عبدِ المطلبِ، ثم رَجلٌ قامَ إلى إمامٍ جائرٍ فأمَرَه ونَهاه فقتَلَه» (¬2). 3 - أخبرني أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ الدَّلالُ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ الفارقيُّ قالَ: أخبرني أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ مخلدٍ البزازُ قالَ: قُرئَ على أبي عَمرو عثمانَ بنِ أحمدَ الدَّقاقِ المعروفِ بابنِ السَّمَّاكِ وأنا أسمعُ فأقرَّ به قالَ: حدثنا الحسنُ بنُ سلَّامٍ السوَّاقُ قالَ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ موسى العبسيُّ: حدثنا شيبانُ، عن الأعمشِ، عن سعدِ بنِ عُبيدةَ هو كوفيٌّ، عن أبي عبدِ الرحمنِ، عن عليٍّ رضي اللهُ عنه قالَ: كنتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فجعلَ يَنكتُ في الأرضِ فقالَ: «ما مِنكم مِن رَجلٍ إلا قَد كُتبَ مَقعدُه مِن الجنةِ ومِن النارِ» قلتُ: أفَلا نَتكلُ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «اعمَلوا، فكُلٌّ مُيسَّرٌ». ثم قرأَ هاتينِ الآيتَينِ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} الآية {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} [الليل: 5 - 10] الآية (¬3). ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وهو: علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن إبراهيم بن إسحاق الحربي. (¬2) هو في «جزء ابن المهتدي» (11). وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (4079)، وأبو نعيم في «مسند أبي حنيفة» (ص 187) من طريق الحسن بن رشيد، عن أبي حنيفة به، لم يذكر في إسناده أبا مقاتل. والحديث أورده الألباني في «الصحيحة» (374) (¬3) أخرجه البخاري (1362) وأطرافه، ومسلم (2647) من طريق سعد بن عبيدة به.

قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: قيلَ في تفسيرِ هذه الآيةِ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى / وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} هو أبو بكرٍ الصديقُ رضي اللهُ عنه، لمَّا بذَلَ أربَعينَ نخلةً في مقابلةِ نخلةٍ كانتْ فروعُها في دارِ رَجلٍ فقيرٍ له عيالٌ وصبيانٌ، وكانُوا يلقُطونَ ما يَسقطُ مِن الفروعِ، فَيأتي صاحبُ النخلةِ فيأخُذُ ذلكَ مِنهم، فبلغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ لصاحبِ النخلةِ: «هل تُعطني نخلتَكَ المائلةَ التي فروعُها في دارِ فلانٍ، ولكَ بها نخلةٌ في الجنةِ؟»، فاعتذَرَ بأعذارٍ، فلقيَه أبو بكرٍ فامتنَعَ، ثم أجابَ إلى ذلكَ، فسامَها مِنه، فأَعطاهُ أربعينَ نخلةً، وصارَت النخلةُ لصاحبِ العيالِ، فنَزلتْ هذه الآيةُ في ذلكَ (¬1). وقيلَ: أَعتقَ أبو بكرٍ عَبيداً له ضِعافاً، فقالَ له أبو قُحافةَ: يا بُنيَّ، أراكَ تُعتقُ رِقاباً ضِعافاً، فلو أنَّكَ إذ فعلتَ أَعتقتَ رِجالاً جِلاداً يَمنعونَكَ، فنَزلت الآيةُ فيه (¬2). ¬

_ (¬1) لم أهتد إلى مستند المصنف في ذكر أبي بكر الصديق في هذه القصة، فالقصة التي ذكرها هي اختصار لحديث ابن عباس عند ابن أبي حاتم في «تفسيره» (كما في تفسير ابن كثير 4/ 555)، والترقفي في «جزئه» (47)، والواحدي في «أسباب النزول» (441) بإسناد ضعيف، وقال ابن كثير: حديث غريب جداً. لكن ليس فيه ذكر لأبي بكر الصديق، بل فيه: .. فتبعه رجل كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صاحب النخلة .. . بل في بعض طبعات «أسباب النزول» للواحدي: فلقي رجلاً هو ابن الدحداح كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا مذكور في رواية أخرى للقصة بسياق آخر في «الغوامض» لابن بشكوال (ص 626)، و «أسد الغابة» (2/ 458) وفيها نزول الآيات. وقصة شراء نخلة بنخلة في الجنة مشهورة بأبي الدحداح، دون نزول هذه الآيات. والله أعلم. (¬2) أخرجه عبد الله بن أحمد في «فضائل الصحابة» (66) عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن بعض أهله. وانظر تمام تخريجه فيه.

أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد السرخسي

4 - أخبرنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ السَّرْخسيُّ: أخبرنا أبو الفوارسِ طرادُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الزَّينبيُّ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ يوسفَ بنِ وصيفٍ الصيادُ: حدثنا محمدُ بنُ قريشٍ (¬1) قالَ: سألتُ الأَصمعيَّ عن عُجَري وبُجَري، قالَ: هُمومي وأَحزاني. 5 - حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا طرادُ بنُ محمدٍ: أخبرنا محمدُ بنُ أحمدَ: أخبرنا محمدُ بنُ يونسَ: حدثنا الأَصمعيُّ قالَ: ضافَ أَعرابيٌّ قوماً فَرآهم لا يَنامونَ، فقالَ: ما لَكم لا تَنامون؟ قَالوا: مِن دابَّةٍ يُقالُ لها: البُرغوثُ، فأَنشأَ يقولُ: / برَّح بالعَينَينِ بُرغوثٌ صَلِفْ يَبيتُ عندَ المِرفَقينِ والكتِفْ ويَنقدُ النَّقدةَ ثم لا يَقِفْ ويَقفزُ القفزةَ كالفهدِ الثَّقِفْ يا بردَها على الفؤادِ لو (نُقِفْ؟) (¬2) ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، ومحمد بن قريش لم يدرك الأصمعي، وقد أخرجه ابن عساكر (25/ 115) من طريق محمد بن يونس - وهو الكديمي - قال: سألت الأصمعي .. .. ، ويأتي كذلك في الإسناد التالي، لكن بين الكديمي وبين الراوي عنه هنا - ابن وصيف الصياد - طبقة. فلعل في الإسناد سقطاً، والصواب: «أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن وصيف الصياد: [حدثنا محمد بن قريش]: حدثنا محمد بن يونس: سألت الأصمعي ..»، ففي الرواة عن الكديمي: محمد بن قريش. والله أعلم. (¬2) هكذا قرأتها في الأصل، ومن معاني النَّقْف في اللغة الضرب. والسياق يحتمل أيضاً أن تكون (لو يَقِفْ) يعني: ليُضرب فتشفي النفس غليلها، والله أعلم.

أبو الحسين أحمد بن محمد بن الطيب

إذاً شَفيتُ النفسَ مِن ليثٍ صَلِفْ 6 - أخبرنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الطيبِ: أخبرنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقُّورِ: أخبرنا أبو طاهرٍ محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ المُخَلِّصُ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ البغويُّ: حدثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزهريِّ، عن سالمٍ، عن ابنِ عمرَ، عن زيدِ بنِ ثابتٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرخَصَ في العَرايا (¬1). هذا الحديثُ حُجةٌ لِمَن قالَ بجَوازِ بيعِ العَرايا على التَّفصيلِ في الخمسةِ الأوسقِ فما دونَها، وفيما زادَ على خمسةِ أوسقٍ لا يجوزُ، وبعضُ أهلِ العلمِ لم يُجوِّزْ ذلكَ على الإطلاقِ. والعَرِيَّةُ بيعُ التمرِ على رؤوسِ النخلِ بخَرصِها تمراً. 7 - أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الطيبِ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقُّورِ: أخبرنا أبو طاهرٍ المُخَلِّصُ: حدثنا عبدُ اللهِ: حدثنا أبو بكرٍ: حدثنا وكيعٌ، عن عبدِ اللهِ بنِ سعيدِ بنِ أبي هندٍ، عن سالمٍ أبي النَّضرِ، عن بُسرِ بنِ سعيدٍ، عن زيدِ بنِ ثابتٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أفضلُ صلاةِ [المرءِ] (¬2) في بيتِهِ إلا المَكتوبةَ». ¬

_ (¬1) هو في المخلصيات (367) (3053). وأخرجه البخاري (2173) (2184) (2188) (2192) (2380)، ومسلم (1539) من طريق سالم ونافع، عن ابن عمر به. (¬2) غلبت عليها الرطوبة في الأصل، والمثبت من «المخلصيات» (371)، فقد رواه المصنف من طريقه. ويأتي كذلك (104). وأخرجه البخاري (731) (6113) (7290)، ومسلم (781) من طريق سالم أبي النضر به.

الشريف أبو العباس أحمد بن علي بن محمد الأنصاري

8 - أخبرنا الشريفُ أبو العباسِ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الأَنصاريُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ المظفرِ بنِ سُوْسَن التمارُ سنةَ خمسِمئةٍ (¬1): / أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ شاذانَ: حدثنا أبو عَمرو عثمانُ بنُ أحمدَ بنِ السَّمَّاكِ سنةَ أربعٍ وأربعينَ وثلاثِمئةٍ: حدثنا أبو عوفٍ عبدُ الرحمنِ بنُ مرزوقٍ: حدثنا كثيرُ (¬2) بنُ هشامٍ: حدثنا هشامٌ، عن عزرةَ بنِ ثابتٍ، عن ثُمامةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أنسٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا شَربَ تنفَّسَ ثلاثَ مراتٍ (¬3). وفي «صحيح مسلم» (¬4) عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كانَ يَتنفَّسُ في الشرابِ ثلاثاً، ويقولُ: «إنَّه أَروى وأَبرأُ وأَمرأُ». وقد استَحبَّ بعضُ العلماءِ التنفسَ ثلاثاً في حالةِ الشربِ. وبعضُهم قالَ: يُسَنُّ (¬5) الشربُ في نفسٍ واحدٍ، واحتجَّ بحديثِ الذي شَكى إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه لا يَروى مِن نفسٍ واحدٍ، فقالَ: «أبِنِ القدحَ ثم تنفَّسْ»، ولم يذكرْ: ثلاثاً (¬6). ¬

_ (¬1) كتب في أسفل الورقة إشارة لما في بداية الورقة التالية: (نا محمد) وتحتمل: (نا حميد). وتبدأ الورقة التالية لها في الترتيب بـ (ثنا حميد بن الربيع)، وليست هي الورقة المتممة لسابقتها، فقد وقع خلل في ترتيب الأوراق الأولى من المخطوط كما تقدم بيانه في المقدمات (ص 98). والله أعلم. (¬2) كثير بن هشام الكلابي، يروي عن هشام الدستوائي، ويروي عنه عبد الرحمن بن عوف، وما في الأصل أقرب إلى (بشر)، والله أعلم. (¬3) أخرجه البخاري (5631)، ومسلم (2028) (122) من طريق عزرة بن ثابت به. (¬4) برقم (2028) (123) من طريق أبي عصام، عن أنس. (¬5) في الأصل كلمة لم أستطع قراءتها وعليها علامة التضبيب، وفي الهامش: (في الأصل: يسن) وبجانبها علامة التصحيح. (¬6) هو في «الموطأ» (2/ 925) من حديث أبي سعيد. ومن طريقه أخرجه الترمذي (1887)، وأحمد (3/ 26، 32، 57)، وابن حبان (5327)، وصححه الحاكم (4/ 139). وقال الترمذي: حسن صحيح. وحسنه الألباني. وقال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (10/ 93): واستُدل به لمالك على جواز الشرب بنفس واحد، وأخرج ابن أبي شيبة الجواز عن سعيد بن المسيب وطائفة، وقال عمر بن عبد العزيز: إنما نهي عن التنفس داخل الإناء، فأما من لم يتنفس فإن شاء فليشرب بنفس واحد. قلت: وهو تفصيل حسن. اهـ وقال الألباني في «الصحيحة» (1/ 742): ثم إن ما تقدم من جواز الشرب بنفس واحد لا ينافي أن السنة أن يشرب بثلاثة أنفاس، فكلاهما جائز، لكن الثاني أفضل لحديث أنس بن مالك .. .

أبو علي أحمد بن أحمد بن علي الخراز

9 - أخبرنا أبو عليٍّ أحمدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ الخرازُ ببغدادَ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ: أخبرنا أبو الحسينِ بنُ بشرانَ المعدلُ: حدثنا أبو عَمرو عثمانُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ الدقاقُ المعروفُ بابنِ السَّمَّاكِ: حدثنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمدٍ البصريُّ الفقيهُ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أيوبَ إمامُ مسجدِ عَبَّادانَ: حدثنا أبو محمدٍ عُبيدُ اللهِ بنُ زيادٍ المقرئُ الحلوانيُّ: حدثنا شعيبُ بنُ بكارٍ الموصليُّ: حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ الأشعريُّ، عن عَمرو بنِ الوليدِ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «في البِّطيخِ عشرُ خصالٍ: هو طعامٌ، وهو شرابٌ، وهو ريحانٌ، وهو أُشْنانٌ، وهو يَغسلُ المَثانةَ، وهو يَغسلُ البطنَ، / وهو يُكثرُ ماءَ الظهرِ، ويُكثرُ الجماعَ، ويَقطعُ الإِبْرِدةَ، ويُنقي البشرةَ» (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في «تاريخ قزوين» (3/ 315) من طريق شعيب بن بكار، عن محمد بن سليمان الأسدي، عن عمر بن الوليد، عن أبي بكر الهذلي، عن سعيد بن جبير به. ونسبه الألباني في «الضعيفة» (4012) للديلمي - وهو في «الغرائب الملتقطة- مخطوط» (2241) - عن شعيب بن بكار، عن محمد بن سليمان الآمدي، عن أبي بكر الشيباني، عن سعيد بن جبير به. وقال: باطل.

أبو المعالي أحمد بن محمد بن الحسين بن عثمان المذاري

هذا الحديثُ يُضعَّف. وقولُه: «الإِبْرِدةُ» هكذا في الروايةِ، وصوابُه: «البَرَدَةُ» (¬1)، وهي التُّخَمةُ (¬2)، ويُقالُ: وُخَمةٌ، مِثل: تُجاهٌ ووجاهٌ، ووقيتَ وأقيتَ، ويُروى: «أصلُ كلُّ داءٍ البَرَدَةُ» (¬3) وهو إدخالُ الطعامِ على الطعامِ، وقالَ القائلُ: وإدخالُ الطعامِ على الطعامِ ... حرامٌ أو شَبيهٌ بالحرامِ 10 - أخبرنا أبو المَعالي أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ عثمانَ المَذَاريُّ ببغدادَ: حدثنا عليُّ بنُ أحمدَ بنِ البُسْريِّ: أخبرنا المُخَلِّصُ: حدثنا البغويُّ: حدثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ: حدثنا أبو خالدٍ الأحمرُ، عن سليمانَ التَّيميِّ، عن أبي عثمانَ، عن أسامةَ بنِ زيدٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما تَركتُ على أُمَّتي بَعدي فتنةً أَضرَّ على الرِّجالِ مِن النساءِ» (¬4). يُريدُ بذلكَ كثرةَ ما يَلحقُ الرجالَ مِن الضررِ بسببِ النساءِ، مِن الافتِتانِ بهنَّ في أمرِ الدِّينِ والدُّنيا. 11 - أخبرنا أبو المُظفرِ أحمدُ بنُ عبدِ الباقي بنِ النَّرْسيِّ ببغدادَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ البُسريِّ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ ¬

_ (¬1) بل ما ورد في الرواية هو الصحيح والله أعلم، جاء في «اللسان» (3/ 83) وغيره: وفي الحديث: إن البطيخ يقطع الإِبردة، الإِبردة بكسر الهمزة والراء علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة تُفَتِّر عن الجماع، وهمزتها زائدة .. . (¬2) قال في «النهاية» (1/ 115): سميت بذلك لأنها تبرد المعدة فلا تستمرئ الطعام. (¬3) خرجه الألباني في «الضعيفة» (2388) وقال: ضعيف جداً. (¬4) هو في «المخلصيات» (387). وأخرجه البخاري (5096)، ومسلم (2740) من طريق سليمان التيمي به.

أبو بكر أحمد بن المقرب بن الحسين

يحيى بنِ عبدِ الجبارِ السُّكريُّ: حدثنا إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصفارُ: حدثنا سَعدانُ بنُ نصرِ بنِ منصورٍ البزازُ: حدثنا سفيانُ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن زينبَ ابنةِ أبي سلمةَ، عن حبيبةَ، عن أُمِّها أُمِّ حبيبةَ، عن زينبَ / زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالتْ: استيقظَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن نَومٍ مُحمراً وجهُهُ وهو يقولُ: «لا إلهَ إلا اللهُ - ثلاثَ مراتٍ - ويلٌ للعربِ مِن شرٍّ قَد اقتَربَ، فُتحَ مِن رَدْمِ يأجُوجَ ومأجُوجَ مثلُ هذه» وحلَّقَ حلقةً بأُصبعَيهِ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَنهلكُ وفينا الصالِحونَ؟ قالَ: «نَعم، إذا كثُرَ الخَبثُ» (¬1). 12 - حدثنا أحمدُ بنُ المُقَرِّبِ بنِ الحسينِ أبو بكرٍ ببغدادَ: أخبرنا الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ الحافظُ: أخبرنا عبدُ الواحدِ بنُ أحمدَ (¬2) بنِ محمدِ بنِ مَهديٍّ الفارسيُّ: أخبرنا الحسينُ بنُ إسماعيلَ القاضي المَحامليُّ: حدثنا محمدُ بنُ عَمرو بنِ حنانٍ: حدثنا بقيةُ: حدثنا الفرجُ بنُ فضالةَ: حدثني سليمانُ بنُ سُليمٍ، عن يحيى بنِ جابرٍ، عن المِقدادِ بنِ الأسودِ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لَقلبُ ابنِ آدمَ أَسرعُ انقلاباً مِن القِدْرِ إذا استَجمعَت غَلياً» (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «جزء سعدان» (131). وأخرجه البخاري (3346) (3598) (7059) (7135)، مسلم (2880) من طرق عن الزهري به. وليس في أسانيد البخاري وبعض أسانيد مسلم: حبيبة بنت أم حبيبة. (¬2) هكذا في الأصل، وإنما هو: عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي. (¬3) هو في «المحامليات» برواية ابن مهدي الفارسي (322). وأخرجه أحمد (6/ 4)، والطبراني 20/ (598) (599) (603)، والحاكم (2/ 289) على اختلاف في إسناده. وصححه الألباني في «الصحيحة» (1772).

أبو سعد أحمد بن محمد بن العبادي

13 - أخبرنا أحمدُ بنُ المُقَرِّبِ: أخبرنا طِرادُ بنُ محمدٍ الزَّينَبيُّ: حدثنا عليُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ إبراهيمَ الهاشميُّ: حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ عَمرو (¬1) هو ابنُ البَخْتريِّ: أخبرنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ البراءِ العَبديُّ: حدثني عُبيدُ اللهِ بنُ فَرقدٍ مَولى المَهديِّ رضي اللهُ عنه قالَ: خَرجَتْ ريحٌ زمنَ المَهديِّ، فدَخلَ المَهديُّ بيتاً في جوفِ البيتِ، فألزَقَ خدَّهُ بالتُّرابِ ثم قالَ: اللهمَّ إنَّه بريءٌ مِن هذه الجِنايةِ كلُّ هذا الخَلقِ غَيري، فإِن كنتُ المَطلوبَ مِن بينِ خَلقِكَ فهأنَذا (¬2) بينَ يَديكَ، اللهمَّ لا تُشْمِت بي الأديانَ (¬3)، فلم يَزلْ كذلكَ حَتى انجلَت الرِّيحُ (¬4). 14 - / أخبرنا أبو (سعدٍ؟) أحمدُ بنُ محمدِ بنِ العباديِّ في شوالٍ سنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ قدمَ بغدادَ حاجاً بقراءَتي عليه، قلتُ له: حدَّثكم الإمامُ والدُكَ إملاءً مِن لفظِهِ في مسجدِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم سنةَ ثمانينَ وأربعِمئةٍ قالَ: حدثنا والدي رحمَه اللهُ قالَ: حدثنا أبي قالَ: حدثنا أبي رحمَه اللهُ: حدثنا أبو زكريا يحيى بنُ عَبدكَ: حدثنا أبو يحيى الحارثُ بنُ مسلمٍ: حدثني زيادُ بنُ ميمونٍ ¬

_ (¬1) في الأصل: عمر. (¬2) أصلها: (ها أنا ذا) ولكن قواعد رسم الحروف تقضي بكتابته متصل الحروف. انظر «النحو الوافي» (1/ 327). (¬3) هكذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: أهل الأديان. (¬4) هو في «فوائد العيسوي» علي بن إبراهيم الهاشمي (61). ومن طريقه أخرجه الخطيب (5/ 400)، والسلفي في «الوجيز في المجاز والمجيز» (ص 88)، وابن اللمش في «تاريخ دنيسر» (67)، والسبكي في «معجمه» (ص 606).

أبو سعد أحمد بن محمد بن أبي سعد البغدادي

الثقفيُّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الدَّالُّ على الخيرِ كفاعِلِه، واللهُ تعالى يُحبُّ أَن يُغاثَ اللَّهفانُ» (¬1). 15 - قرأتُ على أبي سعدٍ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ أبي سعدٍ البغداديِّ في منزلِهِ بأصبهانَ يومَ السبتِ الرابعَ عشرَ مِن شهرِ رمضانَ سنةَ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ، قلتُ له: أخبَركم محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ الفقيهُ: أخبرنا أحمدُ بنُ موسى الحافظُ: حدثنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ دُحَيمٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بُكيرٍ: حدثنا وكيعُ بنُ الجراحِ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يُضاعَفُ: الحسنةُ بعشرِ أَمثالِها إلى سبعِمئةِ ضعفٍ، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: إلا الصومُ، فإنَّه لي وأَنا أَجزي به، يَدع طعامَه وشهوتَه مِن أَجلي، للصائمِ فرحَتان فرحةٌ عندَ إفطارِهِ، وفرحةٌ عندَ لقاءِ ربَّه عزَّ وجلَّ، ولَخَلوفُ فمِه أَطيبُ عندَ اللهِ مِن ريحِ المسكِ، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (4296)، والبزار (1951 - زوائده)، وابن أبي الدنيا في «اصطناع المعروف» (79)، وابن شاهين في «الترغيب» (508)، وأبو الغنائم النرسي في «ثواب قضاء حوائج الإخوان» (10) من طريق زياد بن ميمون به. وزياد هذا كذبوه، ووقع عند البزار: زياد النميري، وهو على ضعفه أحسن حالاً من زياد بن ميمون، وما وقع عند البزار وهم على الأغلب، انظر «الضعيفة» (6807). ويرويه أبو حنيفة الإمام عن أنس، أخرجه الصيمري في «أخبار أبي حنيفة» (ص 18)، وابن خسرو في «مسند أبي حنيفة» (1). وإسناده إلى أبي حنيفة تالف، وقال الخطيب: ولا يصح لأبي حنيفة سماع من أنس بن مالك. وشطره الأول عند الترمذي (2670) من وجه آخر عن أنس.

القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي بن محمد المندائي

/ الصومُ جُنةٌ، الصومُ جُنةٌ». هذا حديثٌ صحيحٌ، أخرجَه مسلمٌ في «كتابِهِ» عن أبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ، عن وكيعٍ (¬1). وقولُه صلى الله عليه وسلم خَبراً عن اللهِ: «إلا الصومُ فإنَّه لي» ومَعلومٌ أنَّ جميعَ الطاعاتِ للهِ تَعالى، فَما فائدةُ التَّخصيصِ للصومِ؟ قالَ بعضُهم: فائدةُ التَّخصيصِ أنَّ العبدَ يومَ القيامةِ إذا اقتُصَّ مِن حَسناتِه لِمَن أَخذَ مالَه في الدُّنيا وظلَمَه فلا يَبقى له إلا الصومُ، فإذا أَتاهُ مَن له عليه حقٌّ في الدُّنيا ورامَ أَخذَ ثوابِ الصومِ، فالحَقُّ تَعالى يُبقي ثوابَ الصومِ للصائمِ، ويُعوِّضُ عنه صاحبَ الحَقِّ مِن عندِهِ (¬2). 16 - أنشدَنا القاضي أبو العباسِ أحمدُ بنُ بَختيار بنِ عليِّ بنِ محمدٍ المَنْدائيُّ لنفسِهِ ببغدادَ، وكتبَ بها إلى القاضي أبي الحسنِ عليِّ بنِ محمدِ بنِ العمرانيِّ: تفكَّرْ فإنَّ الفكرَ تَصفو مَشاربُهْ ... وتَصفو بتَوفيقِ الإلهِ جلائبُهْ وحاسِبْ إذا حاسبْتَ نفسَكَ موقناً ... بأنَّكَ مَجزيٌّ بما أنتَ كاسبُهْ ¬

_ (¬1) برقم (1151) (164). وأخرجه أيضاً (1151) (163)، وكذا البخاري (1904) (7492) من طريق أبي صالح بألفاظ متقاربة. ويأتي (252). (¬2) هذا أحد أوجه عشرة ذكرها الحافظ في «الفتح» (4/ 407 - 109)، ونقل عن القرطبي قوله: قد كنت استحسنت هذا الجواب إلى أن فكرت في حديث المقاصَّة، فوجدت فيه ذكر الصوم في جملة الأعمال، حيث قال: «المفلس الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وصدقة وصيام، ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا» الحديث وفيه: «فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته، فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار» فظاهره أن الصيام مشترك مع بقية الأعمال في ذلك.

أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد العطار المعروف بابن الإخوة

ولا تركبَنَّ الصعبَ في طاعةِ الهَوى ... نُفوراً فمَعدولٌ عن الرُّشدِ طالبُهْ وعاتِبْ إذا عاتبتَ بالرِّفقِ والحيا ... كأنَّكَ مَعتوبٌ لِمَن أنتَ عاتبُهْ وكُنْ مُحسناً في السُّخْطِ فالحرُّ لم تَزلْ ... أقاويلُهُ مَحمودةً وعواقبُهْ وما الحزمُ للإنسانِ إلا احتمالُهُ ... لتَسموْا إلى ما يَبتَغيه مَراتبُهْ ومَن كانَ ذا قولٍ غَليظٍ لقومِهِ ... تَجافَوه وانفضَّتْ سريعاً مراكبُهْ /أبا حسنٍ يا ابنَ الذي سارَ ذِكرُهُ ... وأَدركَ مِنه العلمَ والحِلمَ طالبُهْ إذا كنتَ في كلِّ الأُمورِ مُعاتباً ... صديقَكَ لم تَلقَ الذي لا تُعاتبُهْ 17 - أخبرنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ العطارُ المعروفُ بابنِ الإِخوةِ: أخبرنا أبو محمدٍ رزقُ اللهِ بنُ عبدِ الوهابِ التَّميميُّ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ مَهديٍّ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ مخلدٍ العطارُ: حدثنا طاهرُ بنُ خالدِ بنِ نزارٍ قالَ: حدثنا أبي: أخبَرني إبراهيمُ بنُ طَهمانَ: حدثني محمدُ بنُ زيادٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنِّي خبَّأتُ دَعوَتي شفاعةً لأُمَّتي يومَ القيامةِ» (¬1). 18 - وبه عن إبراهيمَ بنِ طَهمانَ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ، عن إسحاقَ بنِ سهلِ بنِ أبي حَثْمةَ، عن أبيه (¬2)، عن عائشةَ قالتْ: كانتْ عِندي جاريةٌ مِن الأنصارِ في حِجْري، فزَوَّجتُها، فدخلَ رسولُ ¬

_ (¬1) هو في «جزء من حديث ابن مخلد عن ابن كرامة وغيره» (1). وأخرجه البخاري (6304) (7474)، ومسلم (199) من طرق عن أبي هريرة بنحوه. ويأتي (133) (433). (¬2) تحرف في الأصل إلى: أميَّة.

أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الأديب

اللهِ صلى الله عليه وسلم ولم يَسمعْ غِناءً فقالَ: «يا عائشةُ، ألا تُغنِّينَ! فإنَّ هذا الحيَّ مِن الأنصارِ يُحبونَ الغِناءَ» (¬1). بالآلةِ يُمنعُ مِنه، وبغيرِ الآلةِ اختلفَ العلماءُ في ذلكَ، فمَنعَه أبو حنيفةَ، وكرهِهَ مالكٌ والشافعيُّ، وحَكى أصحابُ الشافعيِّ عن مالكٍ أنَّ مذهبَه الجوازُ مِن غيرِ كراهيةٍ. وهذا الحديثُ وردَ في العُرسِ على ما كانتْ عادةُ العربِ في إعلانِ التَّزويجِ. 19 - أخبرنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ / الأديبُ بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو بكرِ بنُ ماجه: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرزُبانِ بنِ آذَرجِشْنِس الأبهريُّ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ يحيى بنِ الحكمِ الحَزَوَّريُ سنةَ خمسٍ وثلاثِمئةٍ: حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ بنِ حبيبٍ المصيصيُّ ولقبُه لُوينٌ: حدثنا حُديجُ بنُ معاويةَ، عن أبي إسحاقَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: بعثَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى النَّجاشيِّ ثَمانينَ رَجلاً، مِنهم: عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ، وجعفرٌ، وأبو موسى الأَشعريُّ، وعبدُ اللهِ بنُ عُرْفُطةَ، وعثمانُ بنُ مَظعونٍ، فبعثَتْ قريشٌ عَمرو بنَ العاصِ وعمارةَ بنَ الوليدِ بهديةٍ، فقدِما على النَّجاشيِّ، فلمَّا دَخلا عليه سَجدا له، وابتَدرا، فقعدَ واحدٌ عن يمينِهِ والآخَرُ عن شمالِهِ فَقالا: إنَّ فقراءَ مِن بَني عَمِّنا نَزلوا بأرضِكَ، فرَغبوا عَنا، وعن مِلَّتِنا، قالَ: وأينَ هم؟ قَالوا: بأرضِكَ، فأرسَلَ في طلبِهم. ¬

_ (¬1) هو في «جزء من حديث ابن مخلد عن ابن كرامة وغيره» (5). وأخرجه أحمد (6/ 269)، وابن حبان (5875) من طريق ابن إسحاق بنحوه. ومعناه عند البخاري (5162) من طريق عروة، عن عائشة.

قالَ جعفرٌ: أَنا خَطيبُكم اليومَ، فاتَّبعوه، فدخَلَ فسلَّمَ، فَقالوا: مالكَ لا تَسجدُ للملِكِ؟ قالَ: إنَّا لا نَسجدُ إلا للهِ عزَّ وجلَّ، قَالوا: ومن (¬1) ذلكَ؟ قالَ: إنَّ اللهَ أَرسلَ فينا رسولاً، وأَمرَنا أَن لا نَسجدَ إلا للهِ، وأَمرَنا بالصلاةِ والزكاةِ، قالَ عَمرو بنُ العاصِ: فإنَّهم يُخالفونَكَ في ابنِ مريمَ وأُمِّه، قالَ: ما تَقولونَ في ابنِ مريمَ وأُمِّه؟ قالَ: نَقولُ كما قالَ اللهُ: روحُ اللهِ وكلمتُه أَلقاها إلى مريمَ (¬2) العذراءِ البَتولِ، التي لم يَمسَّها بشرٌ، ولم يَفرِضْها ولدٌ. قالَ: فرفعَ النَّجاشيُّ عوداً مِن الأرضِ قالَ: يا معشرَ / الحبشةِ والقِسيسينَ والرُّهبانِ، ما يَزيدونَ على ما تَقولونَ ما يَسوى هذا، أَشهدُ أنَّه رسولُ اللهِ، وأنَّه الذي بشَّرَ به عيسى في الإنجيلِ، واللهِ لولا ما أَنا فيه مِن المُلكِ لأتيتُه فأَكون أَنا الذي أَحملُ نَعليهِ وأُوضيهِ. قالَ: انزِلوا حيثُ شئتُم، وأَمرَ بهديةِ الآخَرَينَ فرُدتْ عَليهما. قالَ: وتعجَّلَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ، فشهدَ بدراً، وقالَ: إنَّه لمَّا انتَهى إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم موتُهُ - في نسخةٍ موتُ النَّجاشيِّ (¬3) - استغفَرَ له (¬4). ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل وعليها علامة تضبيب، وفي «جزء لوين»: ولم ذاك، وفي بعض المصادر: وما ذاك. (¬2) عليها في الأصل علامة تضبيب، وليست في «جزء لوين» وبقية مصادر التخريج. (¬3) هكذا جاء هذا التعليق في الأصل في أثناء الحديث! وفي «جزء لوين» وبقية المصادر: موته. (¬4) هو في «جزء لوين» (3). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في «معجمه» (327). وحديج بن معاوية تكلم فيه. ومن طريقه أخرجه أحمد (1/ 461)، والطيالسي (346)، والبيهقي في «الدلائل» (2/ 298).

أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ الأصبهاني

روي «يَقرصُها» (¬1) بالصادِ والضادِ معاً. والنَّجاشيُّ هو كلُّ مَلِكٍ مِن ملوكِ الحبشةِ، كقيصرَ وهرقلَ للرُّومِ، وكِسرى للفُرسِ، وخاقانُ للتُّركِ، وتُبَّعٌ اسمُ مَلِكِ اليمنِ، والقَيْلُ مَلِكُ حِمْيَر وجَمعُه أَقيالٌ، والمَلِكُ للعربِ. واسمُ النَّجاشيِّ الذي صلَّى عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم واستغفَرَ له: أَصْحَمَةُ، بالصادِ والحاءِ المُهمَلتينِ، وتَفسيرُه بلسانِ العَربي: عَطية. ومحمدُ بنُ سليمانَ إنَّما لُقبَ: لُويناً لأنَّه كانَ يَبيعُ الدوابَّ ببغدادَ فيَقولُ: هذا الفرسُ له لُوينٌ (¬2). 20 - أخبرني أبو العلاءِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الفضلِ الحافظُ الأَصبهانيُّ بها وكتبَه لي بخطِّه قالَ: أخبرنا الإمامُ أبو المَعالي هبةُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ إبراهيمَ الشافعيُّ الشيرازيُّ رحمَه اللهُ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ أحمدَ بنِ سليمانَ (¬3) البغداديُّ المعروفُ بالواسطيِّ: أخبرنا أبو أحمدَ عُبيدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ مهرانَ المقرئُ الفرضيُّ: حدثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ: / حدثنا حميدُ بنُ الربيعِ: حدثنا مَعنٌ: حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن أبي ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل بالقاف، ووردت قبلُ في متن الحديث بدون نقط، فأثبتها كما في «جزء لوين» ومعظم الروايات (يفرضها)، وفي بعضها: (يفترضها)، قال في «النهاية» (3/ 433): لم يفترضها ولد أي لم يؤثر فيها ولم يحزَّها، يعني قبل المسيح عليه السلام. قلت: ولم أجد في الروايات التي وقفت عليها غير هذين الحرفين. والله أعلم. (¬2) أسنده الخطيب في «تاريخه» (5/ 294) عن محمد بن جرير، ثم أسند عن لوين قوله: لقبتني أمي لويناً وقد رضيت. (¬3) في الأصل: (بن سليم)، والمثبت من مصادر ترجمته.

أبو طاهر أحمد بن أبي غانم بن أحمد بن محمود الثقفي

هريرةَ قالَ: كانتْ ناقةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم القَصوى لا تُدفعُ في سباقٍ إلا سَبقتْ. قالَ سعيدُ بنُ المسيبِ: فجاءَ رَجلٌ فسابقَها فسبَقَها، فوجدَ الناسُ مِن ذلكَ أَن سُبقتْ ناقةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فبلَغَ ذلكَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «إنَّ الناسَ لم يَرفَعوا شيئاً في الدُّنيا إلا وضَعَه اللهُ عزَّ وجلَّ» (¬1). 21 - أخبرني أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الفضلِ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ المقرئُ رحمَه اللهُ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ القاسمِ بنِ إبراهيمَ الخياطُ: أخبرنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ يوسفَ الأسديُّ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ محمدٍ الدَّاركيُّ: حدثنا أبو حَصينٍ: حدثنا محمدُ بنُ فضيلٍ، عن هارونَ بنِ عَنترةَ، عن أبيه قالَ: لمَّا نَزلتْ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] قالَ: بَكى عمرُ رضي اللهُ عنه، فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما يُبكيكَ يا عمرُ؟» قالَ: إنَّا كُنا في زيادةٍ مِن دِينِنا، أَما إذا كمُلَ فإنَّه لم يَكملْ شيءٌ قطُّ إلا نَقصَ، قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «صَدقتَ يا عمرُ» (¬2). 22 - أخبرنا أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ أبي غانمِ بنِ أحمدَ بنِ محمودٍ الثَّقفيُّ بقراءَتي ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (7700)، والدارقطني (4/ 302) من طريق معن به. وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رفعه إلا مالك، ولا عنه إلا معن، قال معن: كان مالك لا يسنده، فخرج يوما نشيطا فحدثنا به عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة. وصحح المرسلَ الدارقطني (1697)، وأبو زرعة (1914) كلاهما في «العلل». (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (34408)، والطبري في «تفسيره» (6/ 96 - 97) من طريق محمد بن فضيل به.

عليه بأصبهانَ: أخبرنا أبو الرَّجاءِ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ المُظفرِ بنِ ماجه: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ بنِ عليٍّ الجَوزَدانيُّ قالَ: أخبرنا / أبو العباسِ أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ يوسفَ الأَسديُّ: حدثنا أبو العباسِ الفضلُ بنُ الخَصيبِ بنِ نصرٍ: حدثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أبي بزَّةَ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الملكِ: حدثنا عثمانُ بنُ القاسمِ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، أنَّ امرأةً نَذرتْ أَن تَضربَ بالدُّفِّ على رأسِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذَكرتْ ذلكَ له فقالَ: «أَوفِ بنذرِكِ» فضَربت بالدُّفِّ على رأسِهِ، فبينَما هي تضربُ إذ طلعَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه، فلمَّا رأتْهُ سقطَ مِن يَديها، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الشيطانَ يَفرقُ مِن حِسِّ عمرَ» (¬1). هذا كانَ في الابتداءِ، حينَ قدمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المدينةَ وفرحَ بقُدومِه أَهلُها (¬2). 23 - أخبرنا أحمدُ بنُ أبي غانمٍ: أخبرنا أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ: أخبرنا محمدُ بنُ الحسنِ: أخبرنا أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ: حدثنا الفضلُ بنُ الخَصيبِ: حدثنا ابنُ أبي بزَّةَ: حدثنا أبي: حدثنا شعبةُ، عن عَمرو بنِ مُرةَ، عن أبي وائلٍ، عن كُرْدوسِ بنِ عَمرو أنَّه قالَ: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن العديم في «تاريخ حلب» (4/ 1644) من طريق المصنف. وقارن بما في «المخلصيات» (1667)، و «مسند أبي عوانة» (3882). (¬2) لم أهتد إلى مستند المصنف في هذا الزعم. وفي حديث بريدة عند أحمد (5/ 353) وغيره: أن أمة سوداء أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رجع من بعض مغازيه فقالت: إني كنت نذرت إن ردك الله صالحا أن أضرب عندك بالدف .. . واحتمال تعدد القصة وارد، والله أعلم.

أبو الوفاء أحمد بن عبد الواحد العبدكوي

إنَّ فيما أَنزلَ اللهُ: إنَّ اللهَ لَيبتَلي العبدَ وهو يُحبُّه ليَسمعَ صوتَهُ (¬1). 24 - وبالإسنادِ عن ابنِ أبي بزةَّ: حدثنا مؤملُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا سفيانُ الثَّوريُّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ الأَصبهانيِّ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أطفالُ المسلمينَ في جبلٍ في الجنةِ يَكفَلُهم إبراهيمُ وسارةُ، حتى يُؤدِّيَهم إلى آبائِهم يومَ القيامةِ» (¬2). ومَعنى «يَكفَلُهم» أي يَضمُّهم، ومِن ذلكَ قولُ اللهِ تَعالى خبراً عن زكريا / ومريمَ: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} [آل عمران: 37] أي ضَمَّها إليه. 25 - أخبرنا أبو الوفاءِ أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ العَبدكوي بأصبهانَ بقراءَتي عليه قلتُ له: أخبَركم أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ البُسريِّ ببغدادَ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ مخلدٍ البزازُ: حدثنا أبو الحسينِ عمرُ بنُ عليِّ بنِ مالكٍ الشَّيبانيُّ المعروفُ بالأُشْنانيِّ: أخبرني محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا يحيى بنُ سعيدٍ القطانُ، عن عُبيدِ اللهِ (¬3) بنِ عمرَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الجعد في «الجعديات» (81)، وابن أبي الدنيا في «الفرج بعد الشدة» (23)، و «الأولياء» (39)، والبيهقي في «الشعب» (9330)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (5907) من طريق شعبة به. ورجاله ثقات. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 384)، والبيهقي في «البعث» (231)، و «القضاء والقدر» (537)، وابن بشران في «أماليه» (924) (1251) من طريق سفيان الثوري به. وأخرجه أحمد (2/ 326)، وابن حبان (7446)، والحاكم (2/ 370) من وجه آخر عن أبي هريرة مختصراً. وأورده الألباني في «الصحيحة» (1467). (¬3) ما في الأصل أقرب إلى: (عبد الله) والمثبت من «جزء الأشناني»، ويأتي على الصواب (314).

أبو العباس أحمد بن أبي بكر السنوي

أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى أَن يُسافَرَ بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ مَخافةَ أَن ينالَهُ العدوُّ (¬1). كرهَ أبو حنيفةَ أَن يُسافرَ الإنسانُ بالمُصحفِ إلى أرضِ العدوِّ وهو مُنفردٌ أو في صُحبتِه جَريدةُ خيلٍ، لأنَّه يخافُ أَن يَقعَ المُصحفُ في أَيدي الكفارِ فيَستخفِّونَ به، فأمَّا إذا كانَ مَع جيشٍ عظيمٍ فلا بأسَ به، ولا بأسَ بمُسافرةِ الواحدِ والاثنَينِ بالآيةِ والآيتَينِ إلى أرضِ الحربِ. والمعنيُّ بالسفرِ بالقرآنِ المُصحفُ، وسُميَ المُصحفُ قُرآناً باعتبارِ أنَّ القرآنَ مَكتوبٌ فيه. 26 - أخبرنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ أبي بكرٍ السَّنَويُّ بأصبهانَ: أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ بُندارٍ: أخبرنا أبي: حدثنا زيدُ بنُ رِفاعةَ الهاشميُّ قالَ: أخبَرني أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ مقسمٍ القطانُ (¬2): حدثنا القاضي أبو عبدِ اللهِ الضبيُّ قالَ: حدثني يوسفُ بنُ موسى: حدثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ الطَّنافسيُّ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن الزُّهريِّ، عن نافعِ / بنِ جُبيرِ بنِ مُطعمٍ، عن أبيه قالَ: حضرَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم والنابغةُ يُنشدُه حتى انتَهى إلى قولِهِ: أَتيتُ رسولَ اللهِ إذ جاءَ بالهُدى ... ويَتلو كتاباً واضحَ الحقِّ نيِّرا ¬

_ (¬1) هو في «جزء الأشناني» (2). وأخرجه البخاري (2990)، ومسلم (1869) من طريق نافع به. ويأتي (314). (¬2) هكذا في الأصل، وعليها علامة تضبيب. وفي طبقته: أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم المقرئ العطار، كذبوه، والوارد في إسنادنا كنيته أبو بكر. وأعلى منه بدرجة: أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن مقسم العطار المقرئ. والله أعلم.

أبو الفضل أحمد بن إسماعيل الواعظ الجرباذقاني

بلَغْنا السماءَ مَجدُنا وجدودُنا ... وإنَّا لَنرجو فوقَ ذلكَ مَظهرا فقالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إلى أينَ يا أَبا لَيلى؟» فقالَ: إلى الجنةِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنْ شاءَ اللهُ». وأنشَدَه حتى انتَهى إلى قولِهِ: ولا خيرَ في جهلٍ إذا لم يكنْ لَه ... حَليمٌ إذا ما أَوردَ الأمرَ (¬1) أَصدَرا ولا خيرَ في حِلمٍ إذا لم يكنْ له ... بَوادرُ تَحمي صفوَه أَن يُكدَّرا فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صَدقتَ، لا يُفضِض اللهُ فاكَ». قالَ: فبقيَ عُمرَه أَحسنَ الناسِ ثَغراً، كلَّما سَقطتْ له سِنٌّ عادَ مكانَها، وكانَ مُعَمَّراً (¬2). 27 - أخبرني أبو الفضلِ أحمدُ بنُ إسماعيلَ الواعظُ الجَرْباذْقانيُّ بها بقراءَتي عليه: حدَّثكم إسماعيلُ بنُ أبي سعيدِ بنِ محمدٍ المُحتسبُ الأصبهانيُّ قالَ: حدثنا والدي: أخبرنا أبو نصرٍ عبدُ الوهابِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ أيوبَ المُرِّي بدمشقَ: حدثنا القاضي يوسفُ بنُ القاسمِ المَيانجيُّ: حدثنا أبو خليفةَ الفضلُ بنُ الحُبابِ الجُمحيُّ بالبصرةِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسلمةَ القَعنبيُّ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن العلاءِ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قالَ: ¬

_ (¬1) هذا هو المشهور في هذه الأبيات، وعليها في الأصل علامة تضبيب، وكتب فوقها: (القوم)، والله أعلم. (¬2) لم أره من هذا الوجه في غير هذا الموضع. وزيد بن رفاعة الهاشمي معروف بوضع الحديث. والحديث فجاء من طرق عن النابغة الجعدي نفسه، وطرقه كلها لا تخلو من ضعف، انظر «الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء» (5201) إلى (5207).

/ قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ألا أُعلمُكم بما يَمحو اللهُ به الخَطايا ويَرفعُ به الدَّرجاتِ: إسباغُ الوُضوءِ على المَكارِهِ، وكثرةُ الخُطا إلى المساجِدِ، وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ، فَذلكم الرِّباطُ، فَذلكم الرِّباطُ، فَذلكم الرِّباطُ» (¬1). 28 - أخبرنا أبو الفرجِ أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ زُرعةَ بدمشقَ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ أبي العلاءِ المِصيصيُّ: أخبرنا أبو نصرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ هارونَ بنِ موسى الغسانيُّ: أخبرنا خيثمةُ يَعني ابنَ سليمانَ بنِ حيدرةَ: حدثنا جعفرُ بنُ محمدٍ القَلانسيُّ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ العزيزِ الواسطيُّ: حدثنا القاسمُ بنُ مَعنٍ (¬2): حدثنا النعمانُ بنُ ثابتٍ وهو أبو حَنيفةَ، عن عليِّ بنِ الأقمرِ، عن مسروقٍ، عن عائشةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَمنعُ أَحدُكم جارَه أَن يَغرزَ خشبَهُ في جِدارِه» (¬3). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدٍ: يُروى «خشبَهُ» بلفظِ الجمعِ وبلفظِ الوحدانِ (¬4). 29 - وأخبرنا أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ زُرعةَ: حدثنا الفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ بنُ إبراهيمَ بنِ نصرٍ المقدسيُّ: حدثنا الفقيهُ أبو الفتحِ سُليمُ بنُ أيوبَ: ¬

_ (¬1) هو في «الموطأ» (1/ 161). ومن طريق مالك وغيره أخرجه مسلم (251). (¬2) هكذا في الأصل، وهو يروي عن أبي حنيفة، لكن الصواب هنا - والله أعلم -: القاسم بن غصن، كما في مصادر التخريج، ومنها رواية لأبي نعيم من طريق محمد بن عبد العزيز شيخ القاسم. (¬3) أخرجه أبو نعيم (ص 204 - 205)، والحارثي (475) (476) كلاهما في «مسند أبي حنيفة» من طريق القاسم بن غصن، عن أبي حنيفة به. وفي أحد أسانيد أبي نعيم: (عن علي بن الأقمر، عن أبي الضحى، عن مسروق) زاد في إسناده أبا الضحى. (¬4) انظر «فتح الباري» (5/ 110).

أخبرنا أبو حامدٍ أحمدُ بنُ أبي طاهرٍ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عمرَ الدَّارقطنيُّ: حدثنا القاضي الحسينُ بنُ إسماعيلَ المَحامليُّ: حدثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا أبو معاويةَ: أخبرنا الأعمشُ، عن إبراهيمَ، عن همامٍ قالَ: بالَ جريرُ بنُ عبدِ اللهِ البَجليُّ، ثمَّ توضَّأَ ومسحَ على خُفيهِ، فقيلَ له: أَتفعلُ هذا وقَد بُلتَ؟ فقالَ: نَعم، رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالَ ثم توضَّأَ / ومسحَ على خُفيهِ. قالَ الأعمشُ: وقالَ إبراهيمُ: كانَ يُعجبُهم هذا الحديثُ، لأنَّ جريراً كانَ إسلامُهُ بعدَ نُزولِ المائدةِ (¬1). قولُهُ: «بالَ ثمَّ مَسحَ على خُفيهِ» مَحمولٌ على أنَّه لبسَهما على طهارةٍ كاملةٍ. والمعنيُّ بقولِهِ: «أنَّه أَسلمَ بعدَ نُزولِ المائدةِ» لأنَّ في المائدةِ ذكرَ غَسلِ الرِّجلَينِ، كما قالَ تَعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6] قُرئَ «وأَرجُلَكم» بالنَّصبِ والخفضِ، فروايةُ النَّصبِ المَعنى فيها ظاهرٌ، وروايةُ الخفضِ على المُجاوَرِةِ، كما يُقالُ: جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ، وقالَ القائلُ: كبيرُ أُناسٍ في بِجادٍ مُزَمَّلٍ فالبِجادُ الكساءُ، ومَزَمَّلٌ صفةُ كبيرٍ، أي: مُلتَفٌّ بالكساءِ، ومَعنى ذلكَ خفضٌ للمُجاورةِ. ¬

_ (¬1) هو في «سنن الدارقطني» (1/ 193). وأخرجه البخاري (387)، ومسلم (272) من طريق الأعمش بألفاظ متقاربة.

أبو الفتح أحمد بن عقيل بن محمد بن رافع الشافعي

فجريرٌ أَسلمَ بعدَ نزولِ المائدةِ، وَروى جريرٌ حديثَ المسحِ وأنَّه كانَ بعدَ نُزولِ الآيةِ. تُوفي أبو الفرجِ (¬1) أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ زُرعةَ يومَ الأحدِ، الثاني مِن شَهرِ ربيعٍ الأولِ، سنةَ ثمانٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ. 30 - أخبرنا أبو الفتحِ أحمدُ بنُ عقيلِ بنِ محمدِ بنِ رافعٍ الشافعيُّ بدمشقَ في جُمادى الأُولى سنةَ خمسٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبي في المُحرمِ سنةَ سِتينَ وأربعِمئةٍ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عُبيدِ بنِ يحيى القطانُ: أخبرنا أبو الحسنِ خيثمةُ بنُ سليمانَ بنِ حَيدرةَ الأَطرابلسيُّ في سنةِ أربعينَ وثلاثِمئةٍ: أخبرنا العباسُ بنُ الوليدِ بنِ مَزيدٍ البَيروتيُّ: أخبرنا محمدُ بنُ شعيبٍ: حدثنا شيبانُ (¬2) بنُ /عبدِ الرحمنِ التَّميميُّ: أخبرنا الحسنُ (¬3) بنُ دينارٍ عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه عروةَ بنِ الزبيرِ، أنَّ رجلاً قالَ: سألتُ عائشةَ عن الرجلِ يُقبِّلُ امرأتَهَ أيُعيدُ الوُضوءَ؟ فقالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقبلُ بعضَ نسائِهِ لا يُعيدُ الوُضوءَ. قالَ: فقُلتُ لها: فإنْ كانَ ذلكَ ما كانَ إلا مِنكِ، فسكتَتْ (¬4). ¬

_ (¬1) في الأصل: (الفتح)، والمثبت من مصادر ترجمته، وتقدم على الصواب. (¬2) هي في الأصل أقرب إلى: سنان. (¬3) متروك. وتحرف في الأصل إلى: الحسين. (¬4) أخرجه الدارقطني (1/ 136) من طريق الوليد بن مزيد به. وقال: هكذا قال فيه: أن رجلا قال سألت عائشة. وكان قد أخرجه قبلُ من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بنحوه. وقال الدارقطني في «العلل» (15/ 64): والصحيح عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم. ويرويه حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة بنحوه، انظر تخريجه في «مسند أحمد» 6/ 210 (25766).

ذكر من اسمه إبراهيم

تُوفيَ أبو الفتحِ أحمدُ بنُ عقيلٍ في ليلةِ الخميسِ، الثامنِ والعشرينَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سنةَ إحدى وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. ذِكرُ مَن اسمُهُ إبراهيمُ 31 - أخبرنا القاضي أبو منصورٍ إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ سالمٍ الهِيتيُّ بقراءَتي عليه في منزلِهِ ببغدادَ قالَ: حدثنا أبو الفضلِ أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ خَيرونَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ الباقلانيُّ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ محمدٍ العلافُ: أخبرنا عمرُ يَعني ابنَ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ مالكٍ الأُشْنانيَّ: أخبرنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ نُعيمٍ: حدثنا بشرُ بنُ الوليدِ: حدثنا أبو يوسفَ، عن أبي حنيفةَ، عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ المُنتَشِرِ، عن أبيه، عن عائشةَ قالتْ: كنتُ أُطيبُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ثم يَطوفُ في نسائِهِ، ثم يُصبحُ مُحرماً (¬1). سألتُ القاضي أبا منصورٍ إبراهيمَ بنَ محمدٍ الهِيتيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في ثاني عشرَ شهرِ ربيعٍ الآخرِ، سنةَ ستينَ وأربعِمئةٍ. / وتُوفيَ يومَ الخميسِ، الحادي عشرَ مِن شوالٍ، سنةَ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ عندَ مشهدِ أبي حنيفةَ ببغدادَ. 32 - أخبرنا أبو طاهرٍ إبراهيمُ بنُ الحسنِ بنِ طاهرٍ الفقيهُ بدمشقَ بقراءَتي عليه قلتُ له: أخبَركم أبو طالبٍ عبدُ القادرِ بنُ محمدِ بنِ يوسفَ: أخبرنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ عمرَ بنِ أحمدَ البَرمكيُّ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ إسماعيلَ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (267) (270)، ومسلم (1192) من طريق إبراهيم بن المنتشر به.

إبراهيم بن طاهر بن بركات الخشوعي

بنِ العباسِ الوراقُ قراءةً عليه: حدثنا أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ سليمانَ بنِ الأشعثِ السِّجستانيُّ: حدثنا محفوظُ بنُ بحرٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ حيانَ، عن أبي أميةَ بنِ يعلى الثَّقفيِّ قالَ: قالَ نافعٌ: قلتُ لابنِ عمرَ: هَل سمعتَ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في القرآنِ شيئاً؟ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «القرآنُ كلامُ اللهِ، نورٌ مِن نورِ اللهِ، ولقَد أقرَّ أصحابُ التوراةِ وأقرَّ أصحابُ الإنجيلِ أنَّه كلامُ اللهِ، فمَن خالَفَ هذا خالَفَ ما أَنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ» (¬1). مَعنى قولِهِ: «نورٌ مِن نورِ اللهِ» أنَّه يُهتَدى به كما يُهتَدى بالنورِ، وقَد سمَّى اللهُ تعالى القرآنَ في كتابِهِ نوراً، فقالَ تَعالى: {وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ} [الأعراف: 157] والمرادُ به القرآنُ، وقالَ في حقِّ التوراةِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} [المائدة: 44]. تُوفيَ أبو طاهرٍ إبراهيمُ بنُ الحسنِ في آخِرِ ليلةِ الجمعةِ، الثامنَ عشرَ مِن صفرٍ، سَنةَ إحدى وسِتينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. 33 - /أخبرنا إبراهيمُ بنُ طاهرِ بنِ بَركاتٍ الخُشوعيُّ وغيرُه قَالوا: حدثنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ المِصيصيُّ: أخبرنا أبو نصرٍ عبدُ الوهابِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ المُرِّي قالَ: وأخبرني أبو العباسِ جُمَحُ بنُ ¬

_ (¬1) لم أهتد إليه في غير هذا الموضع. ومحفوظ بن بحر كذبه أبو عروبة، وقال ابن عدي: له أحاديث يوصلها وغيره يرسلها، وأحاديث يرفعها وغيره يوقفها على الثقات. وأبو أمية إسماعيل بن يعلى متروك. وإبراهيم بن حيان لم أميزه.

القاسمِ: أخبرنا ابنُ الرَّوَّاسِ القرشيُّ: حدثنا أبو مسهرٍ عبدُ الأعلى بنُ مسهرٍ الغسَّانيُّ: حدثنا سعيدُ بنُ عبدِ العزيزِ، عن ربيعةَ بنِ يزيدَ، عن أبي إدريسَ الخولانيِّ، عن أبي ذرٍّ الغِفاريِّ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عن جبريلَ، عن اللهِ تَباركَ وتَعالى أنَّه قالَ: «يا عِبادي، إنِّي حَرَّمتُ الظلمَ وجعلتُه مُحرماً بينَكم فلا تَظالموا، يا عِبادي، إنَّكم الذينَ تُخطِؤونَ بالليلِ والنهارِ وأَنا الذي أَغفرُ الذُّنوبَ ولا أُبالي، فاستَغفِروني أَغفرْ لكم، يا عِبادي، كُلُّكم جائعٌ إلا مَن أَطعمتُ، فاستَطعِموني أُطعِمْكم، يا عِبادي، كُلُّكم عارٍ إلا مَن كَسوتُ، فاستَكسُوني أَكسُكم، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخِرَكم وجِنَّكم وإِنسَكم كانوا على أَفجرِ قلبِ رَجلٍ مِنكم لم يَنقصْ ذلكَ مِن مُلكي شيئاً، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخِرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أَتقى قلبِ رَجلٍ مِنكم لم يَزدْ ذلكَ في مُلكي شيئاً، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخِرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا في صَعيدٍ واحدٍ فسأَلوني فأَعطيتُ كُلَّ إنسانٍ مِنهم ما سأَلَ، لم يُنقصْ ذلكَ مِن مُلكي شيئاً، إلا كما يُنقِصُ البحرَ أَن يُغمَسَ فيه مِخيطٌ غَمسةً واحدةً، يا عِبادي، إنَّما هي أَعمالُكم أَحفَظُها عَليكم، فمَن وجدَ خيراً فليَحمد اللهَ، / ومَن وجدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلومنَّ إلا نفسَهُ» (¬1). مَعنى قولِهِ: «حرَّمتُ الظلمُ على نَفسي» أي تَعاليتُ عنه وتقدَّستُ، فإنَّ الظلمَ مِنه مستحيلٌ. ¬

_ (¬1) هو في «نسخة أبي مسهر» (1). وأخرجه مسلم (2577) من طريق سعيد بن عبد العزيز به.

ذكر من اسمه إسماعيل

و «المِخيطُ» بكسرِ الميمِ ما يُخاطُ به، مثلُ الإبرةِ والمِسَلَّةِ. تُوفيَ أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ طاهرٍ الخُشوعيُّ ليلةَ الجمعةِ، الثاني والعشرينَ مِن شعبانَ، سنةَ أربعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابِرِ بابِ الفَراديسِ بدمشقَ. ذِكرُ مَن اسمُهُ إسماعيلُ 34 - أخبرنا شيخُ الشيوخِ أبو البركاتِ إسماعيلُ بنُ أبي سعدٍ أحمدَ بنِ محمدٍ النَّيسابوريُّ في رِباطِه ببغدادَ بقراءَتي عليه قالَ: أخبرنا الشريفُ السيدُ أبو نصرٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الوهابِ بنِ سليمانَ بنِ محمدِ بنِ سليمانَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ الإمامِ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ العباسِ، في رِباطِنا وأَنا حاضرٌ أَسمعُ في شهرِ ربيعٍ الأولِ مِن سنةِ خمسٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ، قيلَ له: أخبَركم أبو بكرٍ محمدُ بنُ عمرَ بنِ عليِّ بنِ محمدِ بنِ زُنْبورٍ الوَرَّاقُ: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ البغويُّ: أخبرنا سُريجُ بنُ يونسَ: أخبرنا عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ الملكِ بنِ أَبجَرَ، عن أبيه، عن واصلٍ الأَحدَبِ، عن أبي وائلٍ قالَ: خطَبَنا عمارٌ فأبلَغَ وأوجَزَ، فلمَّا نزلَ قُلنا: يا أبا اليَقظانِ، لقد أَبلغْتَ وأَوجزْتَ، فلو كنتَ تنفَّستَ، قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ طولَ صلاةِ الرَّجلِ وقِصَرَ خُطبتِهِ مَئِنَّةٌ مِن فِقهِهِ، / فأَطيلوا الصلاةَ وأَقصِروا الخُطَبَ» (¬1). أخرجَه مسلمٌ في «صحيحه» (¬2) عن سُريجِ بنِ يونسَ، عن عبدِ الرحمنِ ¬

_ (¬1) هو في «الأربعين» لأبي البركات النيسابوري (1). (¬2) برقم (869).

أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي

هكذا. قولُه: «مَئِنَّةٌ» أَي علامةٌ، ويُحكى عن الأَصمعيِّ أنَّه قالَ: سألَني شعبةُ عن هذا الحرفِ فقلتُ: هو كقولِكَ: علامةٌ. والمُرادُ بطولِ الصلاةِ على وجهٍ لا يُنفِّرُ مَن اقتَدى به، فإنَّه قَد رُويَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «مَن أمَّ قوماً فليُخفِّفْ، فإنَّ فيهم الضعيفَ والكبيرَ وذا الحاجةِ» (¬1). 35 - أخبرنا أبو القاسمِ إسماعيلُ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ السَّمرقنديُّ الحافظُ ببغدادَ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقورِ: أخبرنا محمدٌ وهو ابنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ النضرِ الدِّيباجيُّ: حدثنا أحمدُ بنُ عيسى الخوَّاصُ: حدثنا سفيانُ بنُ زيادِ بنِ (¬2) آدمَ: حدثنا عونُ بنُ عُمارةَ: حدثنا أبانُ بنُ أبي عياشٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، عن أبي طلحةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخلَ ذاتَ يومٍ فقالَ له: ما رأيتُكَ أطلَقَ وَجهاً ولا أَحسنَ بِشراً مِنكَ اليومَ، قالَ: «وما يَمنَعني وقَد أَتاني جبريلُ عليه السلامُ فبشَّرني أنَّه ليسَ أَحدٌ مِن أُمتِكَ صلَّى عليكَ صلاةً إلا صلَّى اللهُ عليه عَشراً، وكتبَ له عشرَ حسناتٍ، ومَحا عَنه عشرَ سيئاتٍ، ورفعَ له عشرَ درجاتٍ» صلى الله عليه وسلم (¬3). ¬

_ (¬1) يأتي برقم (214) من حديث أبي مسعود. وفي الباب عن غير واحد من الصحابة. (¬2) تحرف في الأصل إلى: عن. (¬3) عون بن عمارة ضعيف، وأبان بن أبي عياش متروك. ومن طريقه أخرجه الشاشي في «مسنده» (1054). وأخرجه أبو يعلى (1425)، والطبراني (4717) إلى (4721) من طريقين عن أنس بنحوه. وله عن أبي طلحة إسنادان آخران، انظر تخريجهما في «مسند أحمد» (4/ 29 - 30).

أبو الفتح إسماعيل بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن القزاز

36 - أخبرنا إسماعيلُ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ الحافظُ: أخبرنا عبدُ الوهابِ بنُ عليٍّ السُّكريُّ: أخبرنا هلالٌ الحفَّارُ: حدثنا الحسينُ بنُ يحيى بنِ عياشٍ: حدثنا أبو الأَشعثِ: حدثنا فُضيلُ بنُ سليمانَ، عن الأعمشِ، / عن مجاهدٍ قالَ: نزلَ جبريلُ عليه السلامُ فأَدخلَ جناحَه تحتَ مدائنِ قومِ لوطٍ، فرفَعَها حتى أَسمعَ أهلَ سماءِ الدُّنيا نَبيحَ الكلابِ وأَصواتَ الدَّجاجِ، ثم قلَبَها فجعلَ أَعلاها أسفَلَها، ثم أتبَعَها بالحجارةِ (¬1). أسماءُ المَدائنِ: سَدومُ، وعامورُ، وصبويمُ، وأذما بالذَّالِ المُعجمةِ (¬2). تُوفيَ أبو القاسمِ إسماعيلُ بنُ أحمدَ السَّمرقنديُّ في ذي القعدةِ، سَنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ - رحمَه اللهُ - ببغدادَ. 37 - حدثنا أبو الفتحِ إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ الحسنِ القزازُ مِن لفظِهِ بالحريمِ الطاهرِ مِن الجانبِ الغَربيِّ ببغدادَ قالَ: قُرئَ على أبي القاسمِ عليِّ بنِ الحسينِ الرَّبعيِّ وأنا حاضرٌ أَسمعُ قيلَ له: حدَّثكم أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ مخلدٍ البزازُ قراءةً عليه وأنا أَسمعُ: حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ عَمرو بنِ البَختَريِّ: حدثنا سعدانُ بنُ نصرٍ البزازُ: حدثنا صدقةُ بنُ سابقٍ: حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ: حدثني يحيى بنُ عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ، عن أبيه عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ، [عن الزبير] (¬3) بنِ العوامِ قالَ: ¬

_ (¬1) هو في «جزء هلال الحفار» (59). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (50/ 325). وأخرجه الآجري في «ذم اللواط» (5) من طريق أبي الأشعث أحمد بن المقدام به. (¬2) المذكور في «معجم البلدان»: سدوم، وعاموراء، وصبوائيم، وداذوما. (¬3) من «مصنفات ابن البختري» فقد رواه المصنف من طريقه، وفي الأصل: (عن أبيه عبد الله بن الزبير بن العوام قال: والله إني لأسمع قول معتب). وهو خطأ يقيناً، مع أنه يأتي كذلك أيضاً (39).

واللهِ إنِّي لأَسمعُ قولَ مُعتِّبِ بنِ قُشيرٍ أَخي بَني عَمرو بنِ عوفٍ والنُّعاسُ يَغشاني ما أَسمعُه إلا كالحُلمِ: لو كانَ لَنا مِن الأمرِ شيءٌ ما قُتلنا ها هُنا (¬1). 38 - حدثنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ: أخبرنا عليُّ بنُ الحسينِ الرَّبعيُّ: حدثنا أبو الحسنِ (¬2) محمدُ بنُ محمدِ بنِ مَخلدٍ: حدثنا محمدُ بنُ عَمرو: حدثنا محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ المُنادي: حدثنا يونسُ بنُ محمدٍ: حدثنا شيبانُ، عن قتادةَ، عن أنسِ / بنِ مالكٍ، أنَّ أهلَ مكةَ سأَلوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَن يُريَهم آيةً، فأراهُم انشِقاقَ القمرِ مرَّتينِ (¬3). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: قَد جاءَ في تفسيرِ قولِ اللهِ تَعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} أنَّ مَعنى الآيةِ: انشقَّ القمرُ واقتَربت الساعةُ، قالَ ابنُ كَيسانَ: وهو مِن بابِ المُقدَّمِ والمُؤخَّرِ، وله نظائرُ في القرآنِ، ويدلُّ على هذا القولِ قراءةُ حذيفةَ: {اقتَربَت السَّاعةُ وقَد انشَقَّ القَمرُ} (¬4). ¬

_ (¬1) هو في «مصنفات ابن البختري» (20). ومن طريقه أخرجه الضياء في «المختارة» (865). وأخرجه الطبري (4/ 180)، وابن أبي حاتم (4373) كلاهما في «التفسير»، والبزار (973)، وإسحاق بن راهويه (المطالب - 4260)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (6250)، والبيهقي في «الدلائل» (3/ 273)، والضياء في «المختارة» (864) من طريق محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده عبد الله بن الزبير، عن الزبير. (¬2) في الأصل: (أبو الحسين). (¬3) أخرجه البخاري (3637) وأطرافه، ومسلم (2802) من طريق قتادة به. (¬4) نسبه في «الدر المنثور» (7/ 672) لابن المنذر. قلتُ: وأخشى أن تكون هذه الرواية وهماً، والصواب ما في «مصنف عبد الرزاق» (5285) وغيره من طريق أبي عبد الرحمن السلمي قال: سمعت حذيفة يوم الجمعة وهو على المنبر قرأ: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} فقال: قد اقتربت الساعة وقد انشق القمر، فاليوم المضمار وغداً السباق. والله أعلم.

أبو علي إسماعيل بن علي بن طاهر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الليث بن الصقر الخثعمي المعروف بابن الملقب

وعن ابنِ مسعودٍ قالَ: انشقَّ القمرُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى رأيتُهُ (¬1). 39 - أخبرنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ عليِّ بنِ طاهرِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الليثِ بنِ الصقرِ الخَثعَميُّ المعروفُ بابنِ الملقبِ ببغدادَ قالَ: أخبرنا والدي: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ مخلدٍ البزَّازُ: حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ عَمرو بنِ البَختَريِّ: حدثنا سعدانُ بنُ نصرٍ: حدثنا صدقةُ بنُ سابقٍ: قالَ محمدُ بنُ إسحاقَ: حدثني يحيى بنُ عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ، عن أبيه عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ [عن الزبيرِ] (¬2) بنِ العوامِ قالَ: واللهِ إنِّي لأَسمعُ قولَ مُعتِّبِ بنِ قُشيرٍ أَخو بَني عَمرو بنِ عوفٍ والنُّعاسُ يَغشاني ما أَسمعُهُ إلا كالحُلمِ: لو كانَ لنا مِن الأمرِ شيءٌ ما قُتلْنا ها هُنا. 40 - أخبرنا إسماعيلُ بنُ عليٍّ: أخبرنا والدي: أخبرنا ابنُ مخلدٍ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الملكِ الدَّقيقيُّ: حدثنا أبو عليٍّ الحنفيُّ: حدثنا فرقدُ بنُ الحجاجِ قالَ: سمعتُ عقبةَ بنَ أبي حَسناءَ قالَ: سمعتُ أبا هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: / «إنَّ في الجنةِ لشجرةً يَسيرُ الراكبُ تحتَ ظِلِّها مئةَ عامٍ لا يَقطعُها». قالَ أبو هريرةَ: إنْ شئتُم قرأتُ بها قُرآناً: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 30] (¬3). ¬

_ (¬1) انظر رواية أبي معمر عن ابن مسعود عند البخاري (3636)، ومسلم (2800). (¬2) انظر التعليق المتقدم على الحديث (37). (¬3) أخرجه قاضي المارستان في «مشيخته» (517) من طريق ابن مخلد به. وأخرجه البخاري (3252) (4881)، ومسلم (2826) من طرق عن أبي هريرة به.

أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن الصوفي المعروف بالحمامي

سألتُ أبا عليٍّ إسماعيلَ بنَ عليِّ بنِ طاهرٍ عن مَولِدِه، فقالَ: ليلةَ الأربعاءِ، لتسعٍ خَلونَ مِن شوالٍ، سنةَ اثنتَينِ وسبعينَ وأربعِمئةٍ. 41 - أخبرنا أبو القاسمِ إسماعيلُ بنُ أبي الحسنِ (¬1) الصوفيُّ المَعروفُ بالحمَّاميِّ بأصبهانَ قالَ: أخبرتنا عائشةُ بنتُ الحسنِ بنِ إبراهيمَ بنِ محمدٍ الوَرْكانيِّ قالتْ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ جِشْنِس المعدلُ إملاءً: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنِ القاسمِ بنِ نصرٍ: حدثنا أبو همامٍ: حدثنا عليُّ بنُ مسهرٍ وأبو أسامةَ، عن عُبيدِ اللهِ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن تُحتَلَبَ المَواشي إلا بإذنِ أهلِها، وقالَ: «أيحبُّ أَحدُكم أَن تُؤتَى مَشرُبَتُه التي فيها طعامُهُ وشرابُهُ فيُنتثَلَ ما فيها! فإنَّ ما في ضروعِ مَواشيهم مثلُ ما في مشارِبِهم، أَلا ولا يَحلُّ ما كانَ في ضُروعِها إلا بإذنِ أَهلِها» (¬2). «المَشْرُبةُ» هي التي يكونُ فيها طعامُ الشخصِ وشرابُهُ. وقولُهُ: «فيُنتثَلُ» أي يُستَخرجُ، والنَّثلُ نثرُ الشيءِ في دفعةٍ واحدةٍ، يُقالُ: نَثَلَ فلانٌ ما في كِنانتِهِ إذا نثرَ ما فيها، أي: يستخرجُ ما فيها، وهو بالثاءِ بثلاثٍ مِن فوقِها. وهكذا رواهُ أيوبُ، وابنُ جُريجٍ عن موسى، كلُّ هؤلاءِ عن نافعٍ عن ابنِ عمرَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «فيُنتثلُ»، وفي روايةِ مالكٍ عن نافعٍ عن ابنِ عمرَ: «فيُنتقَلُ» بقافٍ، وكذلكَ رواهُ الليثُ بنُ سعدٍ، وذكرَ ذلكَ مسلمٌ في كتابِهِ ¬

_ (¬1) في الأصل: الحسين، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) أخرجه البخاري (2435)، ومسلم (1726) من طريق نافع به.

أبو الفتح إسماعيل بن محمد بن أبي الفتح الطرسوسي

«الصحيحِ». 42 - / أخبرنا إسماعيلُ بنُ أبي الحسنِ بنِ عليٍّ (¬1) الصوفيُّ: أخبرنا أبو مسلمٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ مِهْرَبْزُد (¬2) النَّحويُّ: أخبرنا أبو بكرٍ المقرئُ: حدثنا مأمونُ بنُ هارونَ: حدثنا أبو عليٍّ الحسينُ (¬3) بنُ عيسى بنِ حُمرانَ البسطاميُّ: حدثنا عبدُ الصمدِ (¬4) يَعني ابنَ عبدِ الوارثِ، عن حمادِ بنِ نَجيحٍ، عن أبي عمرانَ الجونيِّ، عن جندبٍ رضي اللهُ عنه قالَ: كُنا غلمانًا حَزاوِرَةً معَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فعلَّمَنا الإيمانَ قبلَ القرآنِ، ثم تعلَّمنا القرآنَ، فازدَدْنا به إيماناً، وإنَّكم اليومَ تَعلَّمونَ القرآنَ قبلَ الإيمانِ (¬5). «الحَزوَّرُ»: هو الذي إذا بلغَ الحُلمَ يَبلغُ ظاهرَ القوةِ والبطشِ والنشاطِ. 43 - أخبرنا أبو الفتحِ إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ أبي الفتحِ الطَّرسوسيُّ: أخبرنا الرئيسُ أبو عبدِ اللهِ القاسمُ بنُ الفضلِ بنِ أحمدَ الثَّقفيُّ: أخبرنا أبو [محمدٍ] (¬6) عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ جُوْلَةَ الأديبُ الأَبهريُّ قراءةً عليه وأنا أسمعُ قيلَ له: أخبَركم ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: بن أبي الحسن علي. وفي الأصل: (بن أبي الحسين) وتقدم التنبيه عليه. (¬2) من «سير أعلام النبلاء» (18/ 146) وغيره، وفي بعض المصادر: مهرايزد. وفي الأصل: مهربرزد. (¬3) له ترجمة في «تهذيب الكمال» (6/ 460)، وفي الأصل: الحسن. (¬4) يروي عنه الحسين بن عيسى بن حمران، ويروي عن حماد بن نجيح. وفي الأصل: عبد الله. (¬5) أخرجه ابن ماجه (61)، والبيهقي (3/ 120) من طريق حماد بن نجيح به. وصححه البوصيري والألباني. (¬6) من «السير» (17/ 235)، و «تكملة الإكمال» لابن نقطة (2/ 85) وغيرهما من مصادر ترجمته.

أبو عَمرو (¬1) أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ حَكيمٍ المَدينيُّ: أخبرنا أبو أُميةَ محمدُ بنُ إبراهيمَ الطَّرسوسيُّ: حدثنا زكريا بنُ عديٍّ (¬2): أخبرنا محمدُ بنُ بشرٍ العَبديُّ، عن عمرَ بنِ راشدٍ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «سِيروا، سَبقَ المُفَرِّدونَ» قَالوا: يا رسولَ اللهِ وما المُفَرِّدونَ؟ قالَ: «المُهْتَرونَ - أو الذينَ أُهْتِروا (¬3) - في ذكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، يَضعُ الذِّكرُ عَنهم أَثقالَهم، فيأتُونَ يومَ القيامةِ خِفافاً» (¬4). 44 - أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الطَّرسوسيُّ: أخبرنا القاسمُ بنُ الفضلِ: أخبرنا أبو [محمدٍ] عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ: أخبرنا أبو عَمرو (¬5): أخبرنا أبو أُميةَ: / حدثنا يحيى بنُ عبدِ اللهِ: حدثنا صدقةُ بنُ عبدِ اللهِ: عن الأَوزاعيِّ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ بعثَني بالسيفِ بينَ (¬6) يدَي الساعةِ، وجعلَ ¬

_ (¬1) من «السير» (15/ 332) وغيره من مصادر ترجمته، وفي الأصل: أبو عمر. (¬2) تحرف في الأصل إلى: (بن يحيى)، وهو على الصواب في مخطوطة «مسند أبي هريرة» لأبي أمية الطرسوسي. (¬3) يعني الذين أولعوا به وداموا عليه. (¬4) هو في «مسند أبي هريرة» لأبي أمية الطرسوسي (201/ أ). وأخرجه الترمذي (3596)، والبيهقي في «الشعب» (504) من طريق عمر بن راشد به. وقال الترمذي: حسن غريب. وقال الألباني في «الضعيفة» (2016): منكر جداً بهذا التمام. وصحَّح حديث يحيى بن أبي كثير، عن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبي هريرة، الذي أخرجه أحمد (2/ 323) وغيره، ليس فيه: «يضع الذكر عنهم أثقالهم ..» (¬5) في الأصل: «أبو عمر». وانظر التعليق على الإسناد السابق. (¬6) هي في الأصل أقرب إلى: «من».

ذكر حروف مفردة في هذا الباب

رِزقي في ظِلِّ رُمحي، وجَعلَ الذُّلَّ والصَّغارَ على مَن خالَفَني، ومَن تَشبَّهَ بقومٍ فهو مِنهم» (¬1). الصَّغارُ هو الذُّلُّ، وعَطفُه عليه لاختلافِ اللفظِ، ومِن ذلكَ قولُهُ تَعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 157]، والرَّحمةُ مِن اللهِ هي الصلاةُ على مَن ذُكرَ في الآيةِ. سألتُ أبا الفتحِ إسماعيلَ بنَ محمدِ بنِ أبي الفتحِ الطَّرسُوسيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في ذي الحجةِ، سَنةَ اثنتَينِ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. 45 - أنشدَني أبو الفتحِ إسماعيلُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ، ويُعرفُ (بالصُّغَرِ؟) بجامعِ شهرستانَ، وهي مدينةٌ قريبةٌ مِن أصبهانَ، قالَ: أنشدَني أبي قالَ: أَنشدنا أبو الفرجِ المغربيُّ لبعضِهم: جارَ الزَّمانُ عليَّ في تصرِّفِهِ ... وأيُّ دهرٍ على الأَحرارِ لم يَجُرِ عِندي مِن الهَمِّ ما لَو أنَّ أيسرَهُ ... يَجري على الفَلَكِ الدوَّارِ لم يدُرِ ذِكرُ حروفٍ مُفردةٍ في هذا البابِ 46 - أخبرنا الشريفُ أبو منصورٍ الأسعدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ المُهتَدي باللهِ في بابِ البصرةِ مِن الجانبِ الغربيِّ ببغدادَ: أخبرنا أبو الفوارسِ طِرادُ بنُ ¬

_ (¬1) هو في «مسند أبي هريرة» لأبي أمية الطرسوسي (201/ أ). وأخرجه البزار (8606)، والهروي في «ذم الكلام» (474)، والذهبي في «السير» (16/ 242) من طريق صدقة بن عبد الله. وقد اختلف فيه على الأوزاعي، انظر «العلل» للدارقطي (1754)، وابن أبي حاتم (956)، و «مسند أحمد» 2/ 50 (5114).

أسعد بن عبد الله

محمدِ بنِ عليٍّ الزَّينبيُّ وأبو الوَفاءِ طاهرُ بنُ الحسينِ (¬1) القوَّاسُ قالا: أخبرنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشرانَ قالَ: قُرئَ على أبي عليٍّ الحسينِ بنِ صفوانَ / البَرذَعيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أبي الدُّنيا: حدثنا منصورُ بنُ أبي مُزاحمٍ: حدثنا إسماعيلُ بنُ عياشٍ، عن أبي يسارٍ المكيِّ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ (¬2) قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الكَرمُ والتَّقوى والشرفُ والتواضعُ واليقينُ الغِنى» (¬3). 47 - سمعتُ أبا منصورٍ الأسعدَ بنَ عبدِ اللهِ يقولُ: مَشيتُ إلى الشيخِ أبي الحسنِ عليِّ بنِ عمرَ القزوينيِّ الزاهدِ، فمسحَ على رَأسي وقرأَ وَدعا لي. وتُوفيَ القزوينيُّ في سنةِ اثنينِ وأربعينَ وأربعِمئةٍ. سألتُ الشريفَ أبا منصورٍ أسعدَ بنَ عبدِ اللهِ عن مولِدِه، فقالَ: لي مئةٌ وسَنتانِ على طريقِ التقريبِ. 48 - أَنشدني أبي أسدُ بنُ ثابتٍ للأميرِ أبي الحسنِ عليِّ بنِ مُقلدِ بنِ نصرِ بنِ مُنقذٍ الشَّيزَريِّ: أَحبابَنا لو لَقيتُمْ في مَقامِكمُ ... مِن الصَّبابةِ ما لاقيتُ في ظَعَني لأَصبحَ البحرُ مِن أَنفاسِكم يَبَساً ... كالبَرِّ مِن أَدمعي يَنشقُّ بالسفنِ ¬

_ (¬1) له ترجمة في «السير» (18/ 452) وغيره، وتحرف في الأصل إلى: الحسن. (¬2) عليها في الأصل علامة تضبيب، ولعله تنبيه على إرسال الحديث في الأصل. (¬3) هكذا ورد لفظ الحديث في الأصل، وهو عند ابن أبي الدنيا في «اليقين» (22)، و «التواضع» (115)، و «القناعة والتعفف» (163) بلفظ: «الكرم التقوى، والشرف التواضع، واليقين الغنى». وضعفه الألباني في «الضعيفة» (4158).

أمة الوهاب بنت هبة الله بن علي بن المجلي

وأخبَرني أبي أنَّه دَخلَ دمشقَ سنةَ تسعٍ وتسعينَ وأربعِمئةٍ، وله خمسٌ وثلاثونَ سنةً. وتُوفيَ ليلةَ الخميسِ، الثاني والعشرينَ مِن جمادى الأُولى، سنةَ تسعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. 49 - أخبرتنا أَمَةُ الوهابِ ابنةُ هبةِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ المُجْلي، وآمنةُ بنتُ الشريفِ أبي الفضلِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ المُهتَدي باللهِ ببغدادَ، قالتا: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ طلحةَ النِّعاليُّ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الفارسيُّ: حدثنا الحسينُ بنُ إسماعيلَ المَحامليُّ: أخبرنا أبو موسى محمدُ بنُ المُثنى: [حدثنا ابنُ أبي عَديٍّ] (¬1)، عن ابنِ (¬2) إسحاقَ، / عن عبدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ، عن عَمرةَ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: لمَّا نزلَ عُذري قامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فذَكرَ ذلكَ وتَلا القرآنَ، فلمَّا نَزلَ أَمرَ برَجلينِ وامرأةٍ فضُربوا حَدَّهم (¬3). 50 - أخبرتنا أَمةُ الوهابِ ابنةُ هبةِ اللهِ بنِ عليٍّ، وآمنةُ ابنةُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ، قالتا: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ طلحةَ: أخبرنا أبو عمرَ: حدثنا الحسينُ: حدثنا يوسفُ بنُ موسى: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ موسى، عن إسرائيلَ والحسنِ بنِ صالحٍ، عن سماكِ بنِ حربٍ قالَ: ¬

_ (¬1) ساقطة من الأصل، واستدركتها من «المحامليات». (¬2) في الأصل: (أبي إسحاق)، والمثبت من «المحامليات». (¬3) هو في «المحامليات» برواية ابن مهدي الفارسي (255)، وابن البيع (99). وأخرجه أبو داود (4474)، والترمذي (3181)، والنسائي في «الكبرى» (7311)، وابن ماجه (2567)، وأحمد (6/ 35، 61)، من طريق ابن أبي عدي به. وحسنه الألباني.

حدثني جابرُ بنُ سمرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقالَ الحسنُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ -: «لا يَزالُ هذا الدِّينُ قائماً، تُقاتلُ عليه عِصابةٌ مِن المسلمينَ حتى تَقومَ الساعةُ» (¬1). 51 - أخبرتنا أَمةُ الوهابِ ابنةُ هبةِ اللهِ، وآمنةُ ابنةُ محمدٍ، قالتا: أخبرنا الحسينُ بنُ أحمدَ: أخبرنا أبو عمرَ: حدثنا الحسينُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا أحمدُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا مالكٌ، عن ابنِ شهابٍ، عن أبي إدريسَ الخَولانيِّ، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن توضَّأَ فليَستنثِرْ، ومَن استجمَرَ فليُوتِرْ» (¬2). قولُهُ صلى الله عليه وسلم: «فليَستنثرْ» لفظُهُ لفظُ الأمرِ، والمرادُ به الاستحبابُ والندبُ، وَمعنى «يَستنثرُ» أَي: يَنثُرُ ما في أنفِه مِن الفَضلاتِ. والاستجمارُ: الاستِنجاءُ بالأحجارِ. ومَعنى «فليُوتر»: أَن يَكونَ الفعلُ وِتراً. ¬

_ (¬1) هو في «المحامليات» (258). وأخرجه مسلم (1922) من طريق سماك بن حرب به. (¬2) هو في «المحامليات» (262). وأخرجه البخاري (161)، ومسلم (237) من طريق الزهري به.

باب الباء

بابُ الباءِ 52 - أخبرنا أبو الحسنِ بركاتُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ الحسينِ المقرئُ بدمشقَ: أخبرنا / أبو الحسنِ أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ عثمانَ بنِ الوليدِ السُّلميُّ، المعروفُ بابنِ أبي الحديدِ في رجبٍ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ: أخبرنا جدِّي أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ جعفرِ بنِ سهلٍ السامريُّ المعروفُ بالخرائطيِّ: أخبرنا عليُّ بنُ حربٍ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزُّهريِّ، عن أبي سلمةَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: أَنا الرَّحمنُ، وأَنا خلقْتُ الرَّحِمَ وشَققتُ لها مِن اسْمي، فمَن وصَلَها وصلْتُه، ومَن قَطعَها قَطعتُه» (¬1). 53 - أخبرنا بركاتُ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ محمدٍ: حدثنا جدِّي: أخبرنا أبو بكرٍ الخرائطيُّ: حدثنا عليُّ بنُ حربٍ: حدثنا أبو معاويةَ الضريرُ ومحمدُ بنُ عُبيدٍ هو الطَّنافسيُّ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ أيُّما مؤمنٍ سَببتُه أو لَعنتُه أو جَلدتُّه، فاجعَلْها زكاةً ورحمةً» (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «مكارم الأخلاق» للخرائطي (295). وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (53)، وأبو داود (1694) (1695)، والترمذي (1907)، وأحمد (1/ 194)، وابن حبان (443)، والحاكم (4/ 157 - 158) من طريق الزهري، على اختلاف في إسناده ينظر بيانه في «علل الدارقطني» (550). (¬2) هو في «مكارم الأخلاق» للخرائطي (438). وأخرجه مسلم (2601) من طريق الأعمش به. وللحديث طرق عن أبي هريرة بألفاظ متفاوتة.

قالَ الأَحدبُ: زكاةً وأجراً (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ: مِن أَصحابِ الحديثِ واصلٌ الأَحدبُ (¬2). 54 - أخبرنا بركاتُ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا الحافظُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ: أخبرنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ رِزْقويه قالَ: قُرئَ على أبي عليٍّ إسماعيلَ بنِ محمدٍ الصفارِ: حدثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ الكنديُّ: حدثنا عبدُ الرزاقِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ المباركِ، عن سعيدٍ (¬3)، عن قتادةَ، عن أبي نَضرةَ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: {وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ}} [البقرة: 25] قالَ: «مِن الحيضِ والغائطِ والنُّخامةِ والبُزاقِ» (¬4). تُوفيَ بركاتُ بنُ عبدِ العزيزِ يومَ السبتِ، / الثامنَ والعشرينَ مِن شهرِ ¬

_ (¬1) (وأجراً) من «مكارم الأخلاق»، و «المنتقى منه» (180)، وكذلك هو «معجم ابن عساكر» (212) فقد رواه عن شيخ المصنف. وتحرف في الأصل إلى: (زكاة فاخرة). (¬2) ولكن ليس هو المراد هنا، وإنما المراد به هنا: محمد بن عبيد الطنافسي الكوفي الأحدب، أحد رواة هذا الحديث، ولذلك جاء في «معجم ابن عساكر»: قال الأحدب - يعني محمد بن عبيد -: زكاة وأجراً. (¬3) هكذا في الأصل، وكذلك هو في أحد أصلي «جزء الصفار»، ولعل الصواب: شعبة، وكذلك أثبتُه في المطبوع، والله أعلم. (¬4) هو في «جزء إسماعيل الصفار» (18). وأخرجه ابن الأعرابي في «معجمه» (204)، وأبو نعيم في «صفة الجنة» (363)، والحاكم في «مستدركه» -كما في تفسير ابن كثير (1/ 67) - من طريق محمد بن عبيد به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه ابن كثير بتضعيف عبد الرزاق بن عمر، ثم قال: والأظهر أن هذا من كلام قتادة كما تقدم. قلت: ومن كلام قتادة أخرجه أبو نعيم (361) وغيره.

أبو المعمر بقاء بن علي السكاكيني

رمضانَ، سَنةَ إحدى وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ عندَ مسجدِ شعبانَ بظاهرِ دمشقَ. 55 - أخبرني أبو المُعَمَّرِ بقاءُ بنُ عليٍّ السَّكاكينيُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو الفَوارسِ طِرادُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الزَّينَبيُّ: أخبرنا هلالُ بنُ محمدِ بنِ جعفرٍ الحفَّارُ: حدثنا الحسينُ بنُ يحيى بنِ عياشٍ القطانُ: حدثنا أبو الأَشعثِ أحمدُ بنُ المُقدامِ العجليُّ: حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، أنَّ رَجلاً أتى المسجدَ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخطبُ يومَ الجمعةِ فقالَ له: «أَصليتَ يا فلانُ؟» قالَ: لا، قالَ: «قُم فاركَعْ» (¬1). هذا الحديثُ الكلامُ عليه مَذكورٌ في حرفِ الكافِ. 56 - أخبرني بقاءُ بنُ عليٍّ: أخبرنا طِرادُ بنُ محمدٍ: أخبرنا هلالُ بنُ محمدٍ الحفَّارُ: حدثنا الحسينُ بنُ يحيى: حدثنا أبو الأَشعثِ: حدثنا الفُضيلُ بنُ عياضٍ: عن منصورٍ، عن مجاهدٍ قالَ: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} [الذاريات: 13] قالَ: يُحرقونَ عَليها ويُعذَّبونَ (¬2). 57 - أخبرني بقاءُ بنُ عليٍّ: أخبرنا طِرادُ بنُ محمدٍ الزَّينَبيُّ: أخبرنا هلالُ بنُ محمدٍ الحفَّارُ: حدثنا الحسينُ بنُ يحيى: حدثنا أبو الأَشعثِ: حدثنا الفُضيلُ بنُ عياضٍ: أخبرنا عطاءُ بنُ السائبِ: عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، ¬

_ (¬1) هو في «جزء هلال الحفار» (1). وأخرجه البخاري (930) (931)، ومسلم (875) من طريق عمرو بن دينار به. ويأتي (309). (¬2) هو في «جزء هلال الحفار» (20).

بختيار بن عبد الله عتيق ابن البخاري

عن ابنِ عباسٍ: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7] قالَ: يَعلمُ ما تُسِرُّ في نَفسِكَ، ويَعلمُ ما تَعملُ غداً (¬1). سألتُ بقاءَ بنَ عليٍّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ثلاثٍ وثمانينَ وأربعِمئةٍ. 58 - أخبرني بختيارُ بنُ عبدِ اللهِ عتيقُ ابنِ البُخاريِّ بقراءَتي عليه في مَنزلِهِ ببغدادَ: أخبرنا الحاجبُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ العلافِ: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الملكِ بنُ محمدِ بنِ بِشرانَ الواعظُ: حدثنا دَعلجُ بنُ أحمدَ: حدثنا الحسنُ بنُ المُثنى: حدثنا عفانُ: حدثنا شعبةُ، / عن أبي إسحاقَ، عن أبي مَيسرةَ قالَ: لمَّا انفجَرَ جرحُ سعدِ بنِ معاذٍ التزَمَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فجاءَ أبو بكرٍ فقالَ: وانكسارَ ظَهراهُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَهْ يا أبا بكرٍ!» فجاءَ عمرُ فقالَ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ (¬2). 59 - أخبرني بختيارُ بنُ عبدِ اللهِ: أخبرنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ العلافِ: أخبرنا عبدُ الملكِ بنُ محمدٍ: حدثنا دَعلجٌ: حدثنا ابنُ خُزيمةَ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عُبيدِ بنِ عَقيلٍ: حدثنا محمدُ بنُ جَهضمٍ: حدثنا إسماعيلُ بنُ جعفرٍ، عن عُمارةَ بنِ غَزيةَ، عن عاصمِ بنِ عمرَ بنِ قتادةَ، عن محمودِ بنِ لَبيدٍ، عن قتادةَ بنِ النُّعمانِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ اللهَ إذا أَحبَّ عبداً حماهُ الدُّنيا، كما يَظلُّ أَحدُكم يَحمي سَقيمَه الماءَ» (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «جزء هلال الحفار» (22). (¬2) هو في «حديث عفان بن مسلم» (64)، لكن وقع فيه: «حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا شعبة». وأبو ميسرة هو عمرو بن شرحبيل، من كبار التابعين، فالحديث مرسل. (¬3) أخرجه الترمذي (2036)، وابن حبان (669)، والحاكم (4/ 207، 309) من طريق إسماعيل بن جعفر به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وقد روي هذا الحديث عن محمود بن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً. ثم أسنده كذلك. وصححه الحاكم على شرط الشيخين. وكذا صححه الألباني.

بشارة بنت أبي السعادات مسعود بن موهوب

60 - أخبرتنا بِشارةُ ابنةُ أبي السَّعاداتِ مسعودِ بنِ موهوبٍ قالتْ (¬1): أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أبي القاسمِ بنِ البُسريِّ: أخبرنا أبو محمدٍ السُّكريُّ: أخبرنا إسماعيلُ الصفارُ: حدثنا سَعدانُ بنُ نصرٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ واقدٍ الحرَّانيُّ هو أبو قَتادةَ، عن مسعرٍ، عن عليِّ بنِ الأقمرِ، عن أبي جُحيفةَ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقومُ حتى تَتفطَّرَ قَدماهُ، فقيلَ له: أليسَ قَد غَفرَ اللهُ لكَ ما تَقدَّمَ مِن ذنبِكَ وما تأخَّرَ؟ قالَ: «أَفلا أكونُ عبداً شَكوراً» (¬2). 61 - أخبرتنا بِشارةُ ابنةُ مسعودٍ قالتْ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أبي القاسمِ: أخبرنا أبو محمدٍ السُّكريُّ: أخبرنا إسماعيلُ الصفارُ: حدثنا سَعدانُ: حدثنا عليُّ بنُ عاصمٍ: حدثنا داودُ بنُ أبي هندٍ: عن مكحولٍ، عن أبي ثَعلبةَ الخُشنيِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَحبُّكم إليَّ وأَقربُكم مِني مَجلساً يومَ القيامةِ أَحاسِنُكم أخلاقاً، / وأَبغضُكم إليَّ وأَبعدُكم مِني مَجلساً يومَ القيامة ¬

_ (¬1) في الأصل: قال. (¬2) هو في «جزء سعدان» (160). ومن طريقه أخرجه ابن الأعرابي في «معجمه» (1651)، وابن عساكر في «معجمه» (1355)، والسهروردي في «مشيخته» (50). وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب بهذا الإسناد، والمحفوظ حديث مسعر عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة، كذلك رواه خلاد بن يحيى وأبو نعيم عن مسعر. قلت: وكذلك هو في «الصحيحين» وغيرهما، انظر «المسند الجامع» (11775).

أَساوِئُكم أَخلاقاً» (¬1). 62 - قالَ عبدُ الخالقِ: وقَد قُلتُ في حُسنِ الخُلقِ: إنَّ حُسنَ الخُلْقِ زَينٌ للفَتى ... ويَزيدُ الشخصَ عندَ الخَلقِ رِفعَه وتَرى مَن ساءَ خُلْقاً تائهاً ... ليسَ يُصغي للذي يَنصحُ سَمعَه يَنفرُ الإلْفُ إذا عايَنَه ... نُفْرةَ السُنِّيِّ مِن صاحِبِ بِدعه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 193، 194)، وابن حبان (482) (5557) من طريق داود بن أبي هند به. وقال في «المجمع» (8/ 21): ورجال أحمد رجال الصحيح. وأورده الألباني في «الصحيحة» (751).

باب التاء

بابُ التاءِ 63 - أخبرنا تُركانشاهُ بنُ محمدِ بنِ تُركانشاه البغداديُّ بقراءَتي عليه ببغدادَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ المَوصليُّ: أخبرنا أبو الحسنِ بُشرى بنُ عبدِ اللهِ الرُّوميُّ قراءةً عليه: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ جعفرِ بنِ محمدِ بنِ الهيثمِ الأَنباريُّ: حدثنا ابنُ أبي العَوَّامِ: حدثنا أبو عاصمٍ: حدثنا ابنُ جُريجٍ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن الشِّعرِ حِكمةً» (¬1). 64 - أخبرنا تُركانشاهُ بنُ محمدٍ: أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ الموصليُّ: أخبرنا بُشرى بنُ عبدِ اللهِ: أخبرنا محمدُ بنُ جعفرٍ الأَنباريُّ: حدثنا جعفرُ بنُ محمدٍ الصائغُ: حدثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ: حدثنا بكرُ بنُ سُليمٍ الصَّوافُ: عن أبي طَوالةَ، عن أنسٍ، أنَّ رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: إنِّي أُحبُّكَ، قالَ: «فاستَعدَّ للفاقةِ» (¬2). سألتُ تُركانشاهَ بنَ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ ربيعٍ الآخرِ، سنةَ ثمانينَ وأربعِمئةٍ. ¬

_ (¬1) مرسل في الأصل، وكذلك هو في «الجزء الأول من حديث أبي بكر الأنباري- مخطوط» (100). وروي موصولاً عن عائشة، انظر «الإيماء إلى زوائد الأجزاء» (6471). (¬2) هو في «الجزء الأول من حديث أبي بكر الأنباري- مخطوط» (113). وأخرجه البزار (6222) من طريق إبراهيم بن المنذر. وقال في «المجمع» (10/ 274): رجاله رجال الصحيح غير بكر بن سليم وهو ثقة. وقال الألباني في «الصحيحة» (2827): هذا إسناد جيد.

تمني بنت المبارك بن هبة الله بن محمد السمسمي

65 - أخبرتنا تَمني ابنةُ المباركِ بنِ هبةِ اللهِ بنِ محمدٍ / السمسميِّ بقراءَتي عليها ببغدادَ قالتْ: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ العلافُ: أخبرنا عليُّ بنُ أحمدَ الحَمَّاميُّ: أخبرنا أحمدُ بنُ عثمانَ الأدَميُّ: حدثنا عباسُ بنُ محمدٍ الدُّوريُّ: حدثنا أبو الجَوَّابِ: حدثنا عمارُ بنُ رُزيقٍ، عن الأَعمشِ، عن سعدٍ الطائيِّ، عن عَطيةَ العَوفيِّ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَدخلُ الجنةَ صاحبُ خمرٍ، ولا مؤمنٌ بسحرٍ، ولا قاطعُ رحمٍ، ولا منَّانٌ، ولا كاهنٌ» (¬1). 66 - وبه حدثنا عباسٌ: حدثنا الحسنُ بنُ الربيعِ: حدثنا أبو الأَحوصِ، عن الأَعمشِ، عن شَمرِ بنِ عَطيةَ، عن شهرِ بنِ حَوشبٍ: حدثنا أبو ظبيةَ قالَ: سمعتُ عَمرو بنَ عَبسةَ يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما مِن امرءٍ يَبيتُ طاهراً على ذِكرِ اللهِ تعالى فيَتعارُّ مِن الليلِ فيَسألُ اللهَ مِن خيرِ الدُّنيا والآخرةِ إلا أَعطاهُ إيَّاهُ» (¬2). مَعنى: «تَعارَّ مِن الليلِ» أَي استَيقظَ فيكون ابتداءُ كلامِهِ ذِكرُ اللهِ عزَّ وجلَّ، والعِرارُ ابتداءُ نُطقِ الظَّليمِ، وهو ذَكرُ النَّعامِ. والعَرارُ في غيرِ هذا الموضعِ هو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 14، 83)، والبزار (2932 - زوائده) من طريق الأعمش به. وقال الألباني في «الضعيفة» (1464): ورجاله ثقات رجال البخاري غير عطية وهو العوفي وهو ضعيف. لكن الحديث قد جاء مفرقاً في عدة أحاديث، إلا المتعلق منه بالكاهن، فإني لم أجد ما يقويه، ولذلك خرجته هنا. (¬2) أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (807) (808) (809)، والطبراني (7564)، والطحاوي في «معاني الآثار» (1/ 87) من طريق شمر بن عطية به. وقيل فيه: أبو ظبية عن معاذ بن جبل، انظر «المسند الجامع» (11552)، و «مسند أحمد» (4/ 113، 5/ 234).

نَبتٌ طيبُ الريحِ، قالَ القائلُ: تمتَّعْ مِن شَميمِ (¬1) عَرارِ نجدٍ ... فَما بعدَ العَشيةِ مِن عَرارِ ¬

_ (¬1) في الأصل: (نسيم) وعليها علامة تضبيب، والمثبت من الهامش، وكذلك هو في كتب اللغة.

باب الثاء

بابُ الثَّاءِ 67 - أخبرنا أبو البركاتِ ثابتُ بنُ زيدِ بنِ القاسمِ بنِ أحمدَ بنِ النحاسِ بقراءَتي عليه ببغدادَ: أخبرنا الحسينُ بنُ عليِّ بنِ البُسريِّ: أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ يحيى بنِ عبدِ الجبارِ السُّكريُّ: أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ (¬1) الصَّفارُ: حدثنا أحمدُ بنُ منصورٍ الرَّماديُّ: / حدثنا عبدُ الرزاقِ بنُ همامٍ: أخبرنا ثورٌ، عن خالدِ بنِ مَعدانَ، عن أبي الدَّرداءِ قالَ: ملعونةٌ الدُّنيا ملعونٌ أهلُها إلا ذِكرُ اللهِ عزَّ وجلَّ أو ما ذُكرَ اللهُ عزَّ وجلَّ، والعالِمُ والمُتعلِّمُ في الأجرِ سواءٌ، وسائرُ الناسِ هَمجٌ لا خيرَ فيهم (¬2). الهَمجُ مِن الناسِ هم الذينَ لا راعيَ لهم يكُفُّهم عن الأَفعالِ التي لا خيرَ فيها. 68 - أخبرنا ثابتُ بنُ زيدٍ: أخبرنا الحسينُ بنُ عليٍّ: أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ يحيى: أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ: حدثنا أحمدُ بنُ منصورٍ: حدثنا عبدُ الرزاقِ: أخبرنا المُثنى بنُ الصبَّاحِ: حدثنا عَمرو بنُ شُعيبٍ: عن أبيه، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن حملَ عَلينا السِّلاحَ فليسَ مِنا، ولا راصِدَ بطريقٍ» (¬3). ¬

_ (¬1) إمام حافظ مشهور، وفي الهامش: (مخلد) وعليها علامة التصحيح! (¬2) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (543)، وعبد الله في «زوائد الزهد» (731)، والبيهقي في «المدخل» (383) من طريق ثور بن يزيد به. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 184، 185، 217، 224) من طريق عمرو بن شعيب به.

69 - أخبرنا ثابتُ بنُ زيدٍ: أخبرنا الحسينُ بنُ عليٍّ: أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ يحيى: أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ: حدثنا أحمدُ بنُ منصورٍ: حدثنا عبدُ الرزاقِ: أخبرنا معمرٌ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ ثوبانَ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: أَقامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بتبوكَ عِشرينَ يوماً يَقصرُ الصلاةَ (¬1). هكذا الحكمُ في المسافرِ إذا لم يَنوِ الإقامةَ في البَلدةِ مُدةَ الإقامةِ، إمَّا خمسةَ عشرَ يوماً على قولِ أبي حَنيفةَ رحمَه اللهُ، أو أَربعةَ أيامٍ على قولِ مالكٍ والشَّافعيِّ رحمَهما اللهُ. سألتُ ثابتَ بنَ زيدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سنةِ خمسينَ وأربعِمئةٍ. ¬

_ (¬1) هو في «مصنف عبد الرزاق» (4335). ومن طريقه أخرجه أبو داود (1235)، وأحمد (3/ 295)، وعبد بن حميد (1137)، وابن حبان (2749) (2752). وصححه الألباني.

باب الجيم

بابُ الجيمِ 70 - أخبرنا أبو الفضلِ جعفرُ بنُ زيدٍ الحَمويُّ بقراءَتي عليه بمَنزلِه بقَطُفْتا / مِن غربيِّ بغدادَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ النجارُ قراءةً عليه قالَ: أَملى علينا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ المُذْهِبِ الواعظُ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ جعفرٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ يَعني ابنَ حنبلٍ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ مَيسرةَ الجُشَميُّ القَواريريُّ قالَ: حدثنا جعفرُ بنُ سليمانَ (¬1): حدثنا هشامُ بنُ أبي هشامٍ، عن محمدِ بنِ كعبٍ القُرظيِّ قالَ: أخبرنا ابنُ عباسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ أَشرفَ المجالسِ ما استُقبلَ به القبلةُ، ولا تُصلُّوا خلفَ نائمٍ ولا مُحدِّثٍ، ولا تَستُروا الجُدُرَ بالثيابِ، ومَن سرَّهُ أن يكونَ أَقوى الناسِ فليَتوكلْ على اللهِ عزَّ وجلَّ، ومَن سرَّه أَن يكونَ أكرمَ الناسِ فليتَّقِ اللهَ عزَّ وجلَّ، ومَن سرَّه أَن يَكونَ أَغنى الناسِ فليَكْتفِ برزقِ اللهِ عزَّ وجلَّ». ثم قالَ: «ألا أُنبئكُم بشِرارِكم!» قُلنا: بَلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: «الذي يَنزلُ وحدَهُ، ويَمنعُ رِفدَه، ويَجلدُ عبدَه» ثم قالَ: «ألا أُنبئكُم بشَرٍّ مِن هذا!» قُلنا: بَلى يا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: «الذي يُبغضُ الناسَ ويُبغضونَه» ثم قالَ: «ألا أُنبئكُم بشَرٍّ مِن هذا!» قُلنا: بَلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: «الذينَ لا يُقيلونَ عَثرةً، ولا يَغفرونَ ذَنباً، ولا يَقبلونَ مَعذرةً». ثم قالَ: «ألا أُنبئكُم بشَرٍّ مِن هذا!» قُلنا: بَلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: «مَن ¬

_ (¬1) الضبعي، وفي الأصل: بن سليم.

خِيفَ شَرُّه، ولم يُرجَ خَيرُه، إنَّ عيسى بنَ مريمَ عليه السلامُ قامَ في بَني إسرائيلَ فقالَ: يا بَني إسرائيلَ، لا تَكلَّموا بالحكمةِ عندَ الجُهالِ فتَظلموها، ولا تَمنعوها أهلَها فتَظلموهم، ولا تُعاقِبوا ظالماً بظُلمِه فيَبطلَ فَضلُكم، / إنَّما الأُمورُ ثلاثةٌ: أَمرٌ تَبينَ رُشدُه فاتبِعْهُ، وأَمرٌ تَبينَ لكَ غَيُّه فاجتَنبْهُ، وأَمرٌ اختُلفَ فيه فرُدَّه إلى اللهِ عزَّ وجلَّ» (¬1). 71 - أخبرنا جعفرُ بنُ زيدٍ: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ النجارُ قالَ: أَملى عَلينا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ المُذْهِبِ: حدثنا أحمدُ بنُ جعفرٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ قالَ: حدثني أبي أحمدُ بنُ حنبلٍ قالَ: حدثني عليُّ بنُ إسحاقَ: أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ المباركِ: أخبرنا محمدُ بنُ سوقةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رضي اللهُ عنه خَطبَ بالجابيةِ قالَ: قامَ فينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقامي فيكُم فقالَ: «استَوصوا بأَصحابي خَيراً، ثم الذينَ يَلونَهم، ثم الذينَ يَلونَهم، ثم يَفشو الكذبُ حتى إنَّ الرَّجلَ ليَبتدئُ بالشهادةِ قَبلَ أَن يُسألَها، فمَن أرادَ مِنكم بَحبَحةَ الجنةِ فليَلزَم الجماعةَ، فإنَّ الشيطانَ مَع الواحدِ وهو مِن الاثنَينِ أَبعدُ، لا يَخلونَّ أَحدُكم بامرأةٍ فإنَّ الشيطانَ ثالِثُهما، ومَن سرَّتْهُ حسَنَتُه وساءَتْهُ سيئَتُه فهو مؤمنٌ» (¬2). يُقالُ: بَحبَحة الجنةِ وبَحبُوحَة، يَعني سِعتَها. ¬

_ (¬1) هو في «زوائد الزهد» لعبد الله بن أحمد (1712). وانظر تمام تخريجه في «المخلصيات» (3020)، و «مشيخة قاضي المارستان» (173)، و «الإيماء إلى زوائد الأجزاء» (2853). (¬2) هو في «مسند أحمد» 1/ 18 (114). وانظر تمام تخريجه فيه، فله عن عمر طرق يأتي أحدها (264).

72 - أخبرنا جعفرُ بنُ زيدٍ الحَمويُّ قالَ: أخبرنا أبو طالبٍ عبدُ القادرِ بنُ يوسفَ: أخبرنا أبو محمدٍ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الجوهريُّ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ لُؤلؤٍ الوراقُ: أخبرنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ أيوبَ السَّقطيُّ: حدثنا أبو الوليدِ بشرُ بنُ الوليدِ القاضي: حدثنا الفرجُ بنُ فَضالةَ: حدثنا هلالٌ أبو جبلةَ، عن سعيدِ بنِ المُسيَّبِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ سمرةَ قالَ: خَرجَ علينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ ونحنُ في مسجدِ المدينةِ / فقالَ: «إنِّي رأيتُ الليلةَ عَجباً» قَالوا: وما هو يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «رأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي جاءَهُ مَلَكُ الموتِ ليَقبضَ رُوحَه، فجاءَهُ بِرُّه بوالدَيهِ فرَدَّه عنه، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي قَد احتَوشَتْهُ الشياطينُ فجاءَهُ ذِكرُ اللهِ عزَّ وجلَّ فخلَّصَه مِن بينِهم، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي بُسطَ عليه عذابُ القبرِ فجاءَهُ وضوءُهُ فاستَنقذَه مِنه، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي احتَوشَتْهُ ملائكةُ العذابِ فجاءَتْه صلاتُهُ فاستَنقذَتْه مِن أَيديهم، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي يَلهثُ عَطشاً كلَّما وَردَ حوضاً مُنعَ مِنه، فجاءَهُ صومُهُ رمضانَ فسقاهُ وأَرواهُ. ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي والنَّبيونَ حِلَقاً حِلَقاً كلَّما دَنى إلى حَلقةٍ طُردَ مِنها، فجاءَهُ اغتِسالُهُ مِن الجنابةِ فأَخذَ بيدِهِ فأَجلَسَه إلى جَنبي، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي مِن بينَ يدَيه ظُلمةٌ ومِن خَلفِه ظُلمةٌ وعن يَمينِه ظُلمةٌ وعن شمالِهِ ظُلمةٌ ومِن فوقِهِ ظُلمةٌ ومِن تحتِه ظُلمةٌ وهو مُتحيرٌ فيها، فجاءَهُ حَجُّه وعُمرتُه فاستَنقذاهُ مِن الظُّلمةِ وأَدخلاهُ النُّورَ، ورأيتُ رَجلاً مِن أَمَّتي يُكلِّمُ المؤمنينَ ولا يُكلِّمونَه، فجاءَتْه صِلتُه الرَّحمَ وقالتْ: يا معشرَ المُؤمنينَ، كلِّموهُ فإنَّه كانَ واصِلاً للرَّحمِ، فكلَّموهُ وصافَحوهُ.

ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي يَنفخُ وَهجَ النارِ وشَرَرَها بيدِه عن وجهِه، فجاءَته صدقَتُه فصارَت سِتراً على رأسِهِ وظِلاً على وجهِهِ، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي قَد أَخذَتْه الزَّبانيةُ مِن كلِّ مكانٍ / فجاءَهُ أمرُه بالمعروفِ ونهيُه عن المنكرِ فاستَنقذاهُ مِن أَيديهم وأَدخلاهُ في ملائكةِ الرحمةِ وصارَ مَعهم، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمتي جاثياً على رُكبتَيه بينَه وبينَ اللهِ حجابٌ، فجاءَهُ حسنُ خلقِه - يَعني مَع أهلِهِ - فأخَذَ بيدِه فأدخَلَه على اللهِ تعالى، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي قد هَوتْ صحيفَتُه قِبَلَ شِمالِه فجاءَهُ خوفُهُ مِن اللهِ تعالى فأخَذَ صحيفَتَه فجعَلَها في يمينِه، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي قَد خفَّ ميزانُه فجاءَتْه أَفراطُهُ - يَعني أَولادَه الصِّغارَ - فثقَّلوا ميزانَه. ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي على شَفيرِ جهنَّم، فجاءَهُ وَجَلُه مِن اللهِ عزَّ وجلَّ فاستَنقذَه مِن ذلكَ، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي يَهوي في النارِ فجاءَتْه دُموعُه التي بَكى مِن خَشيةِ اللهِ عزَّ وجلَّ فاستَخرجَتْه مِن النارِ، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي قائماً على الصِّراطِ يُرعَدُ كما تُرعَدُ السَّعَفةُ في ريحٍ عاصفٍ، فجاءَهُ حُسنُ ظنِّه باللهِ عزَّ وجلَّ فسكَنَت رعدتُهُ ومَضى على الصِّراطِ، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي يَحبو أحياناً ويَزحفُ أحياناً ويتعلَّقُ أحياناً، فجاءَتْه صلاتُهُ عليَّ فأخذَتْه بيدِهِ وأقامتْهُ على الصِّراطِ ومَضى، ورأيتُ رَجلاً مِن أُمَّتي انتَهى إلى أبوابِ الجنةِ فغُلِّقت الأبوابُ دونَه، فجاءَتْه شهادةُ أَن لا إلهَ إلا اللهُ وفَتحَت الأبوابَ وأَدخلَتْه الجنَّةَ» (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (34/ 406)، وابن الجوزي في «مشيخته» (ص 187 - 190)، وفي «العلل المتناهية» (1165) من طريق أبي محمد الجوهري به. وقال ابن الجوزي: فيه هلال أبو جبلة وهو مجهول، وفيه الفرج بن فضالة قال ابن حبان: يقلب الأسانيد ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به. قلت: وله عن سعيد بن المسيب طرق لا تخلو من ضعف، انظر «الإيماء إلى زوائد الأجزاء» (4184)، و «العلل المتناهية» (1166). وقال الألباني في «الضعيفة» (7129): منكر جداً.

جياش بن عبد الله الحبشي العفاني

قولُه: «بُسطَ عليه» أي طُوِّلَ عليه العذابُ. سألتُ أبا الفضلِ جعفرَ بنَ زيدٍ الحَمويَّ عن مَولدِهِ فقالَ: في شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ، / سَنةَ ثمانينَ وأربعِمئةٍ. 73 - أخبرنا جَياشُ بنُ عبدِ اللهِ الحبشيُّ العَفانيُّ: أخبرنا الحاجبُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ العَلافِ: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الملكِ بنُ محمدِ بنِ بِشرانَ الواعظُ: حدثنا دَعلجٌ: حدثنا أحمدُ بنُ سعيدِ بنِ شاهينَ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ جامعٍ العطارُ: حدثنا عبدُ الحكيمِ بنُ منصورٍ: حدثنا عبدُ الملكِ بنُ عُميرٍ، عن أبي سلمةَ، عن أبي الهيثمِ بنِ التَّيِّهانِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «المُستشارُ مُؤتَمنٌ» (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع (3/ 33)، وأبو نعيم (5983) كلاهما في «الصحابة»، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1247)، والذهبي في «السير» (1/ 191) من طريق عبد الحكيم بن منصور به. وقال ابن الجوزي: وهذا لا يثبت ولا يصح، أما عبد الحكيم فقال يحيى: كذاب، وقال الرازي: لا يكتب حديثه، وأما محمد بن جامع فقد ضعفوه. وذكر الدارقطني في «علله» (8/ 19) الاختلاف فيه على عبد الملك بن عمير، وصوَّب ما رواه أصحاب السنن وغيرهم من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة في حديثه الطويل في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لبيت أبي الهيثم بن التيهان. وللحديث إسناد آخر ضعيف عن أبي الهيثم بن التيهان، أخرجه الطبراني 19/ (573)، وأبو نعيم (5982).

المُستَشارُ هو الذي يُشاوَرُ في الأُمورِ. ومَعنى «مُؤتَمنٌ» أنَّه يَنصحُ مَن استشارَهُ.

باب الحاء

بابُ الحاءِ مَن اسمُه حمزةُ 74 - أخبرنا حمزةُ بنُ الحسنِ بنِ المُفرِّجِ بنِ أبي خَيْشٍ المقرئُ بدمشقَ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ المِصيصيُّ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ عثمانَ بنِ القاسمِ: أخبرنا أبو عليٍّ هو الحسنُ بنُ حبيبِ بنِ عبدِ الملكِ: حدثنا أبو أُميةَ: حدثنا الحسنُ الأَشيبُ: حدثنا شيبانُ، عن ليثٍ، عن طاوسٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: لمَّا حُضرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ائْتوني بكَتفٍ أَكتبْ لكُم فيه كتاباً لا يَختلفُ مِنكم رَجلانِ بَعدي» قالَ: وأَقبلَ القومُ في لَغَطِهم، فقالَت امرأةٌ: وَيحكم، عَهدُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقالوا لها: اسْكتي فإنَّه لا عَقلَ لكِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بلْ أنتُم لا أَحلامَ لكم» ثم قُبضَ صلى الله عليه وسلم (¬1). الأَحلامُ جمعُ حِلْمٍ، وهو العقلُ. 75 - أخبرنا أبو يَعلى حمزةُ بنُ الحسنِ المقرئُ:/ أخبرنا أبو الفرجِ سهلُ بنُ بشرِ بنِ أحمدَ الإسفرائينيُّ: أخبرنا أبو الفضلِ محمدُ بنُ أحمدَ السعديُّ: حدثنا محمدُ بنُ عبِداللهِ بنِ عتابٍ والحسينُ بنُ محمدِ بنِ أبي البسامِ قالا: أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي قطنٍ المعافريُّ: حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا ابنُ بُكيرٍ: حدثني الليثُ، عن عمرَ بنِ عبدِ اللهِ (¬2) مَولى غُفْرةَ قالَ: ¬

_ (¬1) ليث بن أبي سليم ضعِّف. ومن طريقه أخرجه أحمد (1/ 293)، والطبراني (10961) (10962)، ورواية أحمد مختصرة. وقال ابن كثير في «جامع المسانيد»: له أصل، ولكن هذا سياق منكر جداً. (¬2) ضعيف وكان كثير الإرسال. وتحرف في الأصل إلى: عمرو بن عبيد الله.

شَكا عليُّ بنُ أبي طالبٍ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَّه يَنسى القرآنَ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قُل: أَعوذُ باللهِ السميعِ العليمِ مِن الشيطانِ الرَّجيمِ، إنَّ اللهَ هو السميعُ العليمُ، وأَعوذُ بكَ مِن هَمزاتِ الشَّياطينِ، وأَعوذُ بكَ ربِّ أَن يَحضُرونِ، إنَّكَ أنتَ السميعُ العليمُ، اللهمَّ نوِّر بالقرآنِ بَصري، وأَطلقْ بالقرآنِ لِساني، واشرحْ بالقرآنِ صَدري، وأَفرجْ بالقرآنِ عن قَلبي، واستَعملني أبداً ما أَبقيتَني». قالَ: فأذهَبَ اللهُ عزَّ وجلَّ عنه النِّسيانَ (¬1). تُوفيَ أبو يَعلى حمزةُ بنُ الحسنِ ليلةَ الخميسِ سَلخَ صفرٍ، سَنةَ أربعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ، ودُفنَ في مقابرِ بابِ الفراديسِ بدمشقَ. 76 - أخبرنا أبو يَعلى حمزةُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ أبي جميلٍ القرشيُّ بدمشقَ: حدثنا الفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ بنُ إبراهيمَ بنِ نصرٍ المقدسيُّ: أخبرنا أبو الفتحِ سُليمُ بنُ أيوبَ بنِ سُليمٍ الرَّازي: أخبرنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ الرَّازي: أخبرنا أبو حاتمٍ محمدُ بنُ عيسى بنِ محمدٍ الوَسْقَنديُّ: حدثنا أبو حامدٍ محمدُ بنُ إدريسَ بنِ المنذرِ الرَّازي: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ المُثنى بنِ عبدِ اللهِ بنِ أنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريُّ قالَ: حدثني حميدٌ الطويلُ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: خرجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم / وهو عاصبٌ رأسَه، قالَ: فلقيَتْهُ الأنصارُ بأولادِهم وخَدَمِهم فقالَ: «وَالذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ إنِّي لأُحبُّكم، إنَّ الأنصارَ ¬

_ (¬1) نسبه الغافقي في «لمحات الأنوار» (466) لأبي حاتم الرازي في «الدعاء» عن ابن وهب، وهو عند ابن وهب في «جامعه» - المطبوع باسم: علوم القرآن- (39) عن الليث بن سعد به.

العميد أبو يعلى حمزة بن أسد بن علي بن محمد التميمي

قَد قَضوا الذي عَليهم، وبقيَ الذي عَليكم، فأَحسِنوا إلى مُحسنِهم، وتجاوَزوا عن مُسيئِهم» (¬1). تُوفيَ أبو يَعلى حمزةُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ أبي جميلٍ في ليلةِ الثلاثاءِ، الثالثِ والعشرينَ مِن صفرٍ، سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. 77 - أخبرنا العميدُ أبو يَعلى حمزةُ بنُ أسدِ بنِ عليِّ بنِ محمدٍ التميميُّ وغيرُه قالوا: أخبرنا أبو نصرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سعيدٍ الطُّرَيثيثيُّ وأبو الفرجِ سهلُ بنُ بشرِ بنِ أحمدَ الإسْفرائينيُّ قالا: أخبرنا القاضي أبو الفضلِ محمدُ بنُ أحمدَ السعديُّ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ محمدٍ العُكبريُّ: حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ السنديُّ: حدثنا أبو جعفرٍ الحضرميُّ: حدثنا عَمرو بنُ محمدٍ النَّاقدُ: حدثنا معتمرُ بنُ سليمانَ، عن عثمانَ، عن خُصيفٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: خُذْ مِثقالَ كُنْدُرٍ (¬2) ومِثقالَينِ سكرٍ تَقَحَّمْهما على الرِّيقِ، فإنَّه جيدٌ للبولِ والنِّسيانِ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في «الكبرى» (8270)، وأحمد (3/ 187، 205)، وأبو يعلى (3770) (3798)، وابن حبان (7266) (7271) من طريق حميد به. (¬2) هو اللبان، ضرب من العلك. (¬3) عثمان بن ساج فيه ضعف. ومن طريقه أخرجه الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (1799)، والعقيلي في «الضعفاء» (3/ 204). وتابعه أخوه الوليد بن عمرو بن ساج عند أبي نعيم في «الطب» (366) (648)، ولكنها متابعة لا يفرح بها، فهو أشد ضعفاً من أخيه. وقد أسند العقيلي من طريق عتاب بن بشير عن خصيف عن بعض أصحابه فذكر نحوه، ثم قال: هذا أولى.

أبو يعلى حمزة بن علي بن هبة الله المعروف بابن الحبوبي

سألتُ العميدَ أبا يَعلى حمزةَ بنَ أسدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ تسعٍ وستينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الجمعةِ، تاسعَ شهرِ ربيعٍ الأولِ، سنةَ خمسٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ، ودُفنَ مِن الغدِ. 78 - أخبرنا أبو يَعلى حمزةُ بنُ عليِّ بنِ هبةِ اللهِ المعروفُ بابنِ الحُبُوبيِّ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ المِصيصيُّ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ عثمانَ بنِ القاسمِ بنِ أبي نصرٍ: أخبرنا عمِّي / أبو عليٍّ محمدُ بنُ القاسمِ بنِ معروفٍ: أخبرنا أحمدُ بنُ عليِّ بنِ سعيدِ بنِ إبراهيمَ المَروزيُّ أبو بكرٍ القاضي: حدثنا أبو خَيثمةَ زهيرُ بنُ حربٍ وعُبيدُ اللهِ بنُ عمرَ القَواريريُّ قالا: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ مهديٍّ: حدثنا شعبةُ، عن جامعِ بنِ شدَّادٍ قالَ: سمعتُ عامرَ بنَ عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ يحدثُ عن أبيه قالَ: قلتُ لأبي الزبيرِ بنِ العوامِ: ما لَكَ لا تُحدثُ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كما يُحدثُ عنه فلانٌ وفلانٌ؟ فقالَ: ما فارقْتُهُ منذُ أَسلمتُ، ولكنِّي سمعتُ مِنه كلمةً، سمعتُه يقولَ: «مَن كذَبَ عليَّ فليتبوَّأْ معقدَهُ مِن النارِ» (¬1). سألتُ أبا يَعلى حمزةَ بنَ عليِّ بنِ هبةِ اللهِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في ذي الحجةِ، سَنةَ اثنتَينِ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ ليلةَ الخميسِ، الثالثَ مِن جُمادى الأولِ، سَنةَ خمسٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ، ودُفنَ مِن الغدِ بجبلِ مغارةِ الدمِ بظاهِرِ دمشقَ. 79 - لقيتُ أبا يَعلى حمزةَ بنَ أحمدَ بنِ فارسِ بنِ المُنَجَّا بنِ كَروس، فسألَني عن اسْمي وكُنيتي ونَسَبي وبَلدي وأينَ أَنزلُ، فأخبرتُه وقالَ لي: لَقيتُ الفقيهَ أبا الفتحِ نصرَ بنَ إبراهيمَ المقدسيَّ، فسألَني عن اسْمي وكُنيتي ونَسَبي ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (107) من طريق شعبة به.

وبَلدي وأينَ أَنزلُ، فأَخبرتُه، قالَ: لَقيتُ أبا الحسينِ أحمدَ بنَ عبدِ الكريمِ الطبريَّ بالقدسِ، فسألَني عن اسْمي وكُنيتي ونَسَبي وبَلدي وأينَ أَنزلُ، فأَخبرتُه، فقالَ: لقيتُ أبا مسلمٍ غالبَ بنَ عليِّ بنِ محمدٍ، فسألَني عن اسْمي وكُنيتي ونَسَبي وبَلدي وأينَ أَنزلُ، فأَخبرتُه، قالَ: لَقيتُ [أبا بكرٍ محمدَ بنَ عيسى (الجبليَّ؟) فسألَني عن اسْمي وكُنيتي ونَسَبي وبَلدي وأينَ أَنزلُ، فأَخبرتُه، قالَ: لَقيتُ] (¬1) أبا عبدِ اللهِ الحسينَ بنَ عليِّ بنِ يزيدَ المَوصليَّ / بالأَهوازِ، فسألَني عن اسْمي وكُنيتي ونَسَبي وبَلدي وأينَ أَنزلُ، فأَخبرتُه، قالَ: لَقيتُ أحمدَ بنَ عليِّ بنِ المُثنى الموصليَّ بالموصلِ، فسألَني عن اسْمي وكُنيتي ونَسَبي وبَلدي وأينَ أَنزلُ، فأَخبرتُه، قالَ: لَقيتُ هُدبةَ بنَ خالدٍ، فسألَني عمَّا سألتُكَ (¬2)، قالَ هُدبةُ: لَقيتُ حمادَ بنَ سلمةَ فسألَني عمَّا سألتُكَ، وقالَ لي حمادٌ: لَقيتُ ثابتاً فسألَني عمَّا سألتُكَ، وقالَ لي ثابتٌ: لَقيتُ أنساً فسألَني عمَّا سألتُكَ، وقالَ أنسٌ: لَقيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فسألَني عمَّا سألتُكَ، وقالَ: «يا أنسُ، أكثِرْ مِن الأَصدقاءِ، فإنَّكم شُفعاءُ بعضِكم في بعضٍ» (¬3). ¬

_ (¬1) من مصادر التخريج، ولا بد منه، فغالب بن علي ذكره الذهبي فيمن توفي قبل العشرين وأربعمئة، وأبو يعلى الموصلي توفي سنة (307 هـ) وهذا يقتضي أن يكون بينهما أكثر من راوٍ. والله أعلم. (¬2) في الأصل: (فسألني عن اسمي ما سألتك) وعلى كلمة (اسمي) علامة تضبيب. (¬3) أخرجه ابن الجوزي في «مسلسلاته- مخطوط» (9)، والسيوطي في «بغية الوعاة» (74)، ومحمد بن ياسين الفاداني في «العجالة في الأحاديث المسلسة» (ص 88)، ومحمد عبد الباقي الأيوبي في «المناهل السلسلة في الأحاديث المسلسلة» (ص 241) من طريق غالب بن علي به. ومَن بينه وبين أبي يعلى الموصلي لم أجد لهما ترجمة. والله أعلم. وأخرجه ابن الجوزي أيضاً من طريق هناد بن إبراهيم النسفي - قال الذهبي: راوية للموضوعات والبلايا وقد تكلم فيه -، عن جعفر بن الحسين الصوفي - لم أجد له ترجمة-، عن محمد بن النضر الموصلي - قال أبو بكر البرقاني: ليس بحجة-، عن أبي يعلى الموصلي.

80 - أخبرنا أبو يَعلى حمزةُ بنُ أحمدَ بنِ فارسِ بنِ المُنَجَّا بنِ كَروس السُّلميُّ: أخبرنا أبو القاسمِ مكيُّ بنُ عبدِ السلامِ المقدسيُّ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ الحسنِ المقدسيُّ بقراءَتي عليه بمكةَ: أخبرنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ فراسٍ قراءةً عليه بمكةَ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الفضلِ الدَّيبُليُّ: حدثنا أبو عُبيدِ اللهِ (¬1) سعيدُ بنُ عبدِ الرحمنِ المخزوميُّ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن يحيى بنِ سعيدٍ الأَنصاريِّ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ الحارثِ التَّيميِّ، أنَّه سمعَ علقمةَ بنَ وقاصٍ اللَّيثيَّ يقولُ: سمعتُ عمرَ بنَ الخطابِ على المنبرِ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «الأعمالُ بالنِّياتِ، وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نَوى، فمَن كانتْ هِجرتُه إلى اللهِ ورسولِهِ فهِجرتُه إلى اللهِ ورسولِهِ، ومَن كانتْ هِجرتُه لِدُنيا يُصيبُها أو امرأةٍ يَتزوَّجُها فهِجرتُه إلى ما هاجَرَ إليهِ». /أَخرجَه البخاريُّ (¬2) عن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ الحُميديِّ، وأَخرجَه مسلمٌ عن محمدِ بنِ يحيى بنِ أبي عمرَ العَدنيِّ، جميعاً عن سفيانَ بنِ عُيينةَ. اعلمْ أنَّ في الأعمالِ ما لا يَصحُّ إلا بنيةٍ، ومِنها ما يَصحُّ بدونِ النِّيةِ، ففي القُرَبِ والطاعاتِ تُشتَرطُ النِّيةُ فيما كانَ مَطلوباً بنَفسِه، وأمَّا ما هو وَسيلةٌ إلى ¬

_ (¬1) في الأصل: عبد الله (¬2) وهو أول حديث في «صحيحه» وكرره في مواضع أخرى، وأما مسلم فأخرجه برقم (1907).

ذكر من اسمه الحسن

غيرِهِ، اختَلفَ العلماءُ في اشتراطِ النِّيةِ فيه، على ما يُعرَفُ في مَوضعِهِ. سألتُ أبا يَعلى حمزةَ بنَ أحمدَ بنِ فارسٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في يومِ عيدِ النَّحرِ، سَنةَ ثلاثٍ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. ذِكرُ مَن اسمُه الحسنُ 81 - أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ عُريقٍ الشعَّارُ الفارقيُّ الخطيبُ ببغدادَ: أخبرنا أبو محمدٍ رزقُ اللهِ بنُ عبدِ الوهابِ التَّميميُّ: أخبرنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ المُتَيَّمِ الواعظُ: حدثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ البُهلولِ بنِ حسانَ الأنباريُّ: حدثني جَدي إسحاقُ: حدثني أبو يحيى الحِمَّانيُّ: حدثنا صالحُ بنُ حسانَ، عن عروةَ بنِ الزبيرِ، عن عائشةَ قالتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا عائشةُ، أمَا يَكفيكِ مِن الدُّنيا كزادِ الراكبِ، فإنْ سَرَّكِ اللحوقُ بي فإيَّاكِ ومُخالَطةَ الأَغنياءِ، ولا تَستَبدلي ثوباً حتى تَرقَعيهِ» (¬1). 82 - أخبرنا الحسنُ بنُ محمدٍ: أخبرنا رزقُ اللهِ بنُ عبدِ الوهابِ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا يوسفُ: حدثنا حميدُ بنُ الربيعِ: حدثني محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الرُّوميُّ: حدثنا أبو مسلمٍ قائدُ الأعمشِ، عن الأعمشِ، عن زيدِ بنِ وهبٍ، ¬

_ (¬1) هو في «ستة مجلس من أمالي ابن البهلول- مخطوط» (2). وصالح بن حسان متروك. ومن طريقه أخرجه الترمذي (1780)، والحاكم (4/ 312)، والبيهقي في «الشعب» (5770)، وابن عدي في «الكامل» (4/ 52)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (1618). وقال الترمذي: حديث غريب. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. وقال الألباني في «الضعيفة» (1294): ضعيف جداً.

عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا أهلَ الحُجراتِ / سُعِّرت النارُ، وجاءَت الفتنُ كأنَّها قِطعُ الليلِ المظلمِ، واللهِ لو تَعلمونَ ما أَعلمُ لَضحكتُم قَليلاً وبَكيتُم كثيراً» (¬1). قولُهُ: «يا أهلَ الحُجراتِ» خِطابٌ للنِّساءِ وتَذكيرٌ لهنَّ بالمَوعظةِ. 83 - أخبرنا الحسنُ بنُ محمدٍ: أخبرنا رزقُ اللهِ بنُ عبدِ الوهابِ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا يوسفُ: حدثني جَدي، عن أبيه، عن محمدِ بنِ يونسَ بنِ خبابٍ، [عن يونسَ بنِ خبابٍ] (¬2)، عن الحسنِ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلا أَدلُّكم على مَكارمِ الأَخلاقِ في الدُّنيا والآخِرةِ!» قَالوا: بَلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: «اعفُ عمَّن ظلمَكَ، وصِلْ مَن قطعَكَ، وأعطِ مَن حرمَكَ» (¬3). سألتُ الحسنَ بنَ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في المحرمِ، سَنةَ ثلاثٍ وخمسينَ ¬

_ (¬1) هو في «ستة مجلس من أمالي ابن البهلول- مخطوط» (28). وعبيد الله بن سعيد قائد الأعمش ضعيف. ومن طريقه أخرجه الطبراني في «الكبير» (10393)، و «الأوسط» (7413)، والبزار (1772)، والعقيلي في «الضعفاء» (3/ 121)، وقال: ولا يتابع على هذا ولا على غيره، في حديثه عن الأعمش وهم كثير، أما هذا المتن فيروى من غير هذا الوجه بأسانيد صالحة جياد. (¬2) ليست في الأصل، واستدركتها من مصادر التخريج. (¬3) هو في «ستة مجلس من أمالي ابن البهلول- مخطوط» (31). وأخرجه البيهقي في «الشعب» (7725) من طريق إسحاق بن البهلول به. ومحمد بن يونس ين خباب لم أجد له ترجمة. وسماع الحسن من أبي هريرة نفاه غير واحد من العلماء.

أبو محمد الحسن بن نصر بن المعبي

وأربعِمئةٍ. 84 - أخبرنا أبو محمدٍ الحسنُ بنُ نصرِ بنِ المُعَبِّي ببغدادَ: أخبرنا أبو القاسمِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ البُسريِّ: أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ المُخَلِّصُ: حدثنا عبدُ اللهِ يَعني البغويَّ: حدثنا سويدٌ: حدثنا إسماعيلُ، عن العلاءِ، عن أبيه، عن أبي سعيدٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِزْرَةُ المؤمنِ إلى أَنصافِ ساقَيهِ، لا جُناحَ عليه فيما فوقَ الكعبَينِ، ولا يَنظرُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلى مَن جرَّ إزارَهُ بَطراً» (¬1). قولُهُ: «إِزْرَة» بكسرِ الهمزةِ: هو الإزارُ يَلتفُّ به الشخصُ، كما كانتْ عادةُ العربِ. 85 - حدثنا الحسنُ بنُ نصرٍ: أخبرنا أبو القاسمِ بنُ البُسريِّ: أخبرنا المُخَلِّصُ: حدثنا البغويُّ: حدثنا سويدُ: حدثنا إسماعيلُ: عن العلاءِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن رآني في المَنامِ فَقد رآني في اليَقظةِ، / إنَّ الشيطانَ لا يَتمثَّلُ بي» (¬2). سألتُ أبا محمدٍ الحسنَ بنَ نصرٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ثلاثٍ وخمسينَ أو أربعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ، الشَكُّ مِنه. ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (2/ 914)، وأبو داود (4093)، والنسائي في «الكبرى» (9631) إلى (9634)، وابن ماجه (3573)، وأحمد (3/ 6، 30، 44، 52، 97)، وابن حبان (5446) (5447) من طريق العلاء بن عبد الرحمن به. ويأتي (467). (¬2) أخرجه ابن ماجه (3901) من طريق العلاء بن عبد الرحمن به. وهو عند البخاري (110) (6993)، ومسلم (2266) من طريق أبي هريرة بنحوه.

أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمذاني

86 - أخبرنا الحافظُ أبو العلاءِ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ العطارُ الهمَذانيُّ بهَمَذَانَ بقراءَتي عليه قالَ: أخبرنا أبو القاسمِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ بَيانٍ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ مَخلدٍ: أخبرنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ إسماعيلَ بنِ صالحٍ: حدثنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ عرفةَ بنِ يزيدَ العبديُّ قالَ: حدثني القاسمُ بنُ مالكٍ المزنيُّ، عن المختارِ بنِ فُلفلٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: بينَما رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ إذ أُقيمَت الصلاةُ فقالَ: «أيُّها الناسُ، إنِّي إِمامُكم فلا تَسبقوني بالرُّكوعِ ولا بالسجودِ ولا برفعِ رؤوسِكم، فإنِّي أراكُم مِن أَمامي ومِن خَلفي، وأيمُ الذي نفسُ محمدٍ بيدِهِ، لو رأيتُم ما رأيتُ لضَحكتُم قليلاً ولَبكيتُم كثيراً» قَالوا: يا رسولَ اللهِ، وما رأيتَ؟ قالَ: «رأيتُ الجنةَ والنارَ» (¬1). رواه مسلمٌ (¬2) عن أبي بكرِ بنِ أبي شيبةَ وأبي الحسنِ عليِّ بنِ حُجرِ بنِ إياسٍ السَّعديِّ، عن أبي الحسنِ عليِّ بنِ مُسهرٍ. وعن أبي رجاءٍ قُتيبةَ بنِ سعيدٍ، عن أبي عبدِ اللهِ جريرِ بنِ عبدِ الحميدِ الضَّبي الرَّازي. وعن أبي عبدِ الرحمنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ نُميرٍ الهمْدانيِّ وأبي يعقوبَ إسحاقَ بنِ راهويه، عن محمدِ بنِ فُضيلٍ. ثلاثتُهم عن المُختارِ بنِ فُلفلٍ الكوفيِّ مَولى عَمرو بنِ حُريثٍ. 87 - أخبرنا الحسنُ بنُ أحمدَ الحافظُ بهمذَانَ قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ المقرئُ وأبو القاسمِ غانمُ بنُ محمدٍ البُرجيُّ / قالا: أخبرنا أبو نُعيمٍ أحمدُ ¬

_ (¬1) هو في «جزء الحسن بن عرفة» (28). (¬2) برقم (426).

أبو المعالي الحسن بن محمد بن الحسين الوركاني

بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خَلادٍ: حدثنا أبو محمدٍ الحارثُ بنُ أبي أُسامةَ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ هو ابنُ كُناسَةَ: حدثنا هشامُ بنُ عروةَ، عن أبيه قالَ: قالتْ عائشةُ: رحمَ اللهُ لَبيداً قالَ: ذَهبَ الذينَ يُعاشُ في أَكنافِهم ... وبَقيتُ في خَلَفٍ كجِلدِ الأَجربِ قالَ (¬1): فكانَ أبي يقولُ: رَحمَ اللهُ عائشةَ، فكيفَ لو أَدركَتْ زَمانَنا هذا! (¬2) 88 - أخبرنا أبو المَعالي الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ الوَركانيُّ بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ ماجَه وأنا حاضرٌ أَسمعُ: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرْزُبانِ بنِ آذَرجِشْنِس الأَبهريُّ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ يحيى بنِ الحكمِ الحَزَوَّريُّ: حدثنا لُوينٌ وهو محمدُ بنُ سليمانَ بنِ حبيبٍ المِصيصيُّ: حدثنا حُديجٌ وهو ابنُ معاويةَ بنِ حُديجٍ، عن أبي إسحاقَ، عن عامرٍ وليسَ بالشَّعبيِّ، عن سعيدِ بنِ زيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه لمَّا بلَغَه موتُ النَّجاشيِّ استغفَرَ له (¬3). 89 - أخبرنا الحسنُ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ وأَنا حاضرٌ ¬

_ (¬1) هشام بن عروة، كما في «معرفة الصحابة». (¬2) هو في «مسند الحارث» (895 - زوائده). وفيه: محمد بن عبد الله بن الزبير، وفي «معرفة الصحابة» لأبي نعيم (5924) كما هنا: محمد بن عبد الله بن كناسة، ولعله الصواب. وانظر تمام تخريجه في «المطالب» (2599). (¬3) هو في «جزء لوين» (4). وأبو إسحاق السبيعي اختلط بأخرة، ولعله من أجل ذلك اختلف عليه في لفظ الحديث، فقد أخرجه أبو يعلى (963) من طريق حديج، والبزار (1272) من طريق شريك، كلاهما عنه، كل منهما بلفظ مختلف.

أبو نصر الحسن بن رجاء بن محمد بن سليم

أَسمعُ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: أخبرنا محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا لُوينٌ: حدثنا حُديجٌ، عن أبي إسحاقَ، عن صِلةَ بنِ زُفرٍ، عن حذيفةَ بنِ اليمانِ قالَ: قالَ أَصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إبراهيمُ خَليلُ اللهِ، وعيسى كلمةُ اللهِ وروحُهُ، وموسى كلَّمَه اللهُ تكليماً، فماذا أُعطيتَ يا رسولَ اللهِ؟ / قالَ: «وَلدُ آدمَ كلُّهم تحتَ رايَتي يومَ القيامةِ، وأَنا أولُ مَن تُفتحَ له أَبوابُ الجنةِ صلى الله عليه وسلم» (¬1). 90 - أخبرنا أبو نصرٍ الحسنُ بنُ رجاءِ بنِ محمدِ بنِ سُليمٍ بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ ماجَه: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرْزُبانِ بنِ آذَرجِشْنِس الأَبهريُّ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ يحيى: حدثنا لُوينٌ: حدثنا يحيى بنُ المُتوكلِ، عن أمِّه قالتْ: سَمعتُ سالماً يحدثُ عن أبيه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الإسلامَ بدأَ غَريباً وسَيعودُ غريباً كما بدأَ، فطُوبى للغُرباءِ» (¬2). 91 - أخبرنا الحسنُ بنُ رجاءٍ: أخبرنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ ماجَه: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدٍ: أخبرنا محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا لُوينٌ: حدثنا ابنُ أبي الزِّنادِ، عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشةَ. وعن أبيه، عن عروةَ، عن عائشةَ رضي اللهُ عَنها، ¬

_ (¬1) هو في «جزء لوين» (5). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في «معجمه» (329). وصححه لغيره الألباني في «الصحيحة» (2411). (¬2) هو في «جزء لوين» (18). وإسناده ضعيف. وهو عند مسلم (146) من وجه آخر عن ابن عمر دون آخره: فطوبى للغرباء.

أبو المرجا الحسن بن محمد بن الفضل يعرف بجوجي

أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَضعُ لحسانَ المنبرَ في المسجدِ، فيَقومُ عليه قائماً يَهجو الذينَ كانوا يَهجونَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ روحَ القدسِ مَع حسانَ ما دامَ يُنافحُ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» (¬1). روحُ القدسِ المرادُ به جبريلُ عليه السلامُ. وقولُهُ: «يُنافحُ» أي يُناضلُ ويُدافعُ ويُجادلُ، الكُلُّ بمَعنى واحدٍ. 92 - أخبرنا أبو المُرَجا الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الفضلِ يُعرفُ بجُوْجي قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ / بنِ محمدِ بنِ ماجَه: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرْزُبانِ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا لُوينٌ: حدثنا شَريكٌ، عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ على المنبرِ: «إنَّ أَصدقَ كلمةٍ تكلَّمت بها العربُ كلمةُ لَبيدٍ: أَلا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللهَ باطلُ» (¬2). 93 - أخبرنا الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الفضلِ والحسنُ بنُ رجاءِ بنِ محمدِ بنِ سُليمٍ والحسنُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ الوَركانيُّ بأصبهانَ، قَالوا: أخبرنا أبو بكرٍ ¬

_ (¬1) هو في «جزء لوين» (19). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في «معجمه» (650). وأخرجه أبو داود (5015)، والترمذي (2846)، وأحمد (6/ 72)، والحاكم (3/ 487) من طريق أبي الزناد وهشام بن عروة، كلاهما عن عروة به. وانظر رواية أبي سلمة عن عائشة، عند مسلم (2490). (¬2) هو في «جزء لوين» (19). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في «معجمه» (460). وأخرجه البخاري (3841) (6147) (6489)، ومسلم (2256) من طريق عبد الملك بن عمير به.

أبو عبد الله الحسن بن العباس بن علي الرستمي الفقيه

محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ ماجَه: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا لُوينٌ: حدثنا فرجُ بنُ فَضالةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عامرٍ الأَسلميِّ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ مِن الشِّعرِ حِكمةً» (¬1). أحاديثُ لُوينٌ سمعتُها (¬2) على جماعةٍ غيرِ هؤلاءِ المَذكورينَ، وهي لأبي المَعالي الحسنِ بنِ محمدٍ الوَركانيِّ حُضوراً عندَ ابنِ ماجَه، وللباقينَ سماعاً مِن ابنِ ماجَه وغيرِه، عن أبي جعفرٍ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ المَرْزُبانِ بنِ آذَرجِشْنِس الأَبهريِّ. 94 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسنُ بنُ العباسِ بنِ عليٍّ الرُّسْتُميُّ الفقيهُ بأَصبهانَ بقراءَتي عليه قالَ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ يحيى السِّمسارُ: حدثنا أبو بكرٍ عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ محمدٍ الفقيهُ المَدينيُّ الشيبانيُّ: أخبرنا أبو سهلٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زيادٍ القطانُ: حدثنا محمدُ بنُ الفرجِ: حدثنا الواقديُّ: حدثنا معمرٌ، عن جابرٍ، عن عامرٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمرَ / بذَبيحةِ الغلامِ أَن تُؤكَلَ (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «جزء لوين» (20). وفي «صحيح البخاري» (5146) (5767) من وجه آخر عن ابن عمر مرفوعاً: «إن من البيان سحراً». (¬2) في الأصل: (سمعَها)، ولعل الصواب ما أثبتُّ. والله أعلم. (¬3) الواقدي متروك. ومن طريقه أخرجه ابن عدي (6/ 242)، والبيهقي (9/ 283)، وزادا في آخره: إذا سمى. وكان البيهقي قد أخرجه بمعناه من وجه آخر عن معمر. وجابر هو الجعفي ضعيف.

أبو علي الحسن بن المختار بن محمد الحاكمي الهروي

إذا سَمَّى مَن ذَبح وهو يَعقلُ التَّسميةَ والذَّبيحةَ، حلَّ صبياً كانَ أو غيرَ صبيٍّ، مِن المُسلمينَ وأهلِ الكتابِ. 95 - أخبرنا الحسنُ بنُ العباسِ الفقيهُ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ: حدثنا أبو بكرٍ عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ الواحدِ: أخبرنا أبو سهلٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زيادٍ: حدثنا عُبيدُ بنُ عبدِ الواحدِ: حدثنا أبو الجماهرِ: حدثنا سعيدُ بنُ بشيرٍ، عن ميمونٍ، عن ابنِ عباسٍ، نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن كُلِّ ذي نابٍ مِن السِّباعِ، ومَخلبٍ مِن الطيرِ (¬1). يُروى: «نَهى عن أَكلِ كلِّ ذي نابٍ مِن السِّباعِ» وهو قولُ أَكثرِ العُلماءِ. وقد رُويَ عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ أنَّه سُئلَ: أيُؤكَلُ الضبعُ؟ قالَ: نَعم (¬2). ورخَّصَ في أكلِهِ أحمدُ وإسحاقُ وأبو ثورٍ. وقالَ مالكٌ في الضبعِ والثعلبِ: لا خيرَ في أَكلِهما. سألتُ أبا عبدِ اللهِ الحسنَ بنَ العباسِ الفقيهَ الشافعيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في صفرٍ، سَنةَ ثمانٍ وستينَ وأربعِمئةٍ. 96 - أنشدَني أبو عليٍّ الحسنُ بنُ المختارِ بنِ محمدٍ (الحاكميُّ؟) الهرويُّ في العشرِ الأخيرِ مِن شهرِ رَبيعٍ الأولِ سَنةَ سِتٍّ وأربعينَ وخمسِمئةٍ بصَلْخَد: ببابِكَ سائلٌ قلقٌ يُناجي ... إلى طمعٍ أَتى والليلُ دَاجي ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1934) من طريق ميمون بن مهران به. (¬2) قيل: أصيد هي؟ قال: نعم، قيل: أسمعت ذلك من نبي الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. ورجاله ثقات. انظر تخريجه في «مسند أحمد» 3/ 297 (14165).

ذكر من اسمه الحسين

سِراجُ الوَصْلِ في قَلبي تَجلَّى ... ولكنِّي أَخافُ على السِّراجِ ذِكرُ مَن اسمُهُ الحسينُ 97 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ الحسنِ بنِ عبدِ اللهِ المقدسيُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عليٍّ / الدامَغانيُّ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الصَّيمَريُّ: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ الحُلوانيُّ: حدثنا مُكْرَمٌ: حدثنا أحمدُ (¬1): حدثنا هلالُ بنُ يحيى قالَ: سمعتُ أبا يوسفَ يقولُ: كانَ أبو حَنيفةَ كثيراً مما يَتمثلُ بهذا البيتِ: كفَى حَزَناً أَن لا حياةَ هَنيئةٌ ... ولا عملٌ يَرضى به اللهُ صالحُ (¬2) تُوفيَ أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ الحسنِ ليلةَ الأربعاءِ، ثامنَ عشرَ جُمادى الآخرةِ مِن سَنةِ أربعينَ وخمسِمئةٍ، ودُفنَ مِن الغدِ بمقابِرِ الخيزرانِ ببغدادَ. 98 - حدثنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محبوبٍ ببغدادَ وكتبَهُ لي بخطِّه: أخبرنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ المَهديِّ: أخبرنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ المعروفُ بابنِ العَتيقيِّ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ المعروفُ بابنِ لُؤلؤٍ: أخبرنا عمرُ بنُ أيوبَ: حدثنا داودُ بنُ رُشيدٍ: حدثنا محمدُ بنُ حربٍ، عن أبي (¬3) مَهديٍّ، عن أبي الزَّاهريَّةِ، عن كثيرِ بنِ مُرةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن جمعَ طعاماً وتربَّصَ به أربعينَ ليلةً فقَد برِئَ ¬

_ (¬1) هو أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس الحماني، كذاب، ولذلك يدلسونه، فيقال: أحمد بن عطية، ويقال: أحمد بن الصلت. (¬2) هو في «أخبار أبي حنيفة» للصيمري (ص 47). (¬3) تحرف في الأصل إلى: ابن.

مِن اللهِ، وبرِئَ اللهُ عزَّ وجلَّ مِنه، وأيُّما أَهلُ عَرْصةٍ ظَلَّ في نادِيهم رَجلٌ مِن المُسلِمينَ جائعٌ فقَد برِئَت مِنهم ذِمَّةُ اللهِ عزَّ وجلَّ» (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ: هذا في المُحتكِرِ لِقوتِ بَني آدمَ في بلدٍ مُضِرٍّ بأهلِهِ الاحتِكارُ. وقولُهُ: «بَرِئت مِنهم ذِمَّةُ اللهِ عزَّ وجلَّ» فهو على التَّغليظِ والتَّشديدِ. 99 - / أخبرنا الحسينُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محبوبٍ قالَ: أخبرنا محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ: أخبرنا عمرُ بنُ أيوبَ: حدثنا بشرُ بنُ الوليدِ: حدثنا سلَّامٌ أبو الأَحوصِ، عن إبراهيمَ بنِ المهاجرِ قالَ (¬2) عن مجاهدٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ائذَنوا للنِّساءِ يُصلِّينَ بالليلِ في المسجدِ» (¬3). هذا الحديثُ محمولٌ على العَجائزِ، فإنَّه لا بأسَ بخُروجِ العجوزِ إلى المسجدِ لصلاةِ المغربِ والعشاءِ الآخرةِ والفجرِ، وأَن تَشهدَ صلاةَ الجماعةِ مَع الناسِ في هذه الأوقاتِ، ولا تَقفُ في صفِّ الرِّجالِ، ومَوضعُها آخِرُ ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث في «مسنده» (426 - زوائده) عن داود بن رشيد به. وأبو مهدي سعيد بن سنان متروك، ورماه الدارقطنى وغيره بالوضع. وله إسناد آخر ضعيف عن أبي الزاهرية، أخرجه أحمد 2/ 33 (4880) وغيره. (¬2) هكذا في الأصل، وعليها علامة تضبيب. (¬3) أخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» (2004) من طريق سلام أبي الأحوص بهذا اللفظ. وهو عند البخاري (873) (899)، ومسلم (442) (138) (139) من طريق مجاهد بنحوه. وله عن ابن عمر طرق أخرى بألفاظ متفاوتة.

أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي

الصفوفِ. 100 - أخبرنا أبو القاسمِ الحسينُ بنُ الحسنِ بنِ محمدٍ الأَسديُّ قالَ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ السُّلميُّ المِصِّيصيُّ: أخبرنا أبو الحسنِ عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ يحيى بنِ ياسرٍ: أخبرنا وَالدي أبو بكرٍ محمدُ بنُ يحيى إجازةً: أخبرنا أبو الحسينِ عثمانُ بنُ محمدِ بنِ علَّانَ الذَّهبيُّ: حدثنا أبو محمدٍ الحارثُ بنُ أبي أُسامةَ: حدثنا داودُ بنُ رُشيدٍ: حدثنا أبو روحٍ فرجٌ مَولى بَني ليثٍ، عن الحكمِ بنِ هشامٍ، عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ قالَ: قالَ طلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ: جُلوسُ المَرءِ ببابِهِ مُروءةٌ (¬1). 101 - أخبرنا أبو القاسمِ الحسينُ بنُ الحسنِ بنِ محمدٍ الأَسديُّ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو الحسنِ عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ يحيى بنِ ياسرٍ: أخبرنا والدي أبو بكرٍ محمدُ بنُ يحيى إجازةً: أخبرنا أبو الحسينِ عثمانُ بنُ محمدِ بنِ علَّانَ الذَّهبيُّ: حدثنا / الحارثُ هو ابنُ أبي أُسامةَ: حدثنا الحكمُ بنُ موسى: حدثنا ضَمرةُ، عن عبدِ العزيزِ بنِ أبي الخطابِ قالَ: [قالَ لي عبدُ العزيزِ بنُ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ] (¬2): قالَ لي رجاءُ بنُ حيوةَ في حديثٍ ذكرَه، عن عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ قالَ: ليسَ مِن مُروءةِ الرَّجلِ استِخدامُهُ ضيفَه. 102 - أخبرنا أبو القاسمِ الحسينُ بنُ الحسنِ بنِ محمدٍ الأَسديُّ: أخبرنا القاضي أبو عبدِ اللهِ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ محمدِ بنِ أبي الحديدِ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ موسى بنِ السِّمسارِ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في «العزلة» (112) من طريق الحكم بن هشام به. (¬2) ليس في الأصل، واستدركته من «المعرفة والتاريخ» للفسوي (1/ 577)، و «شعب الإيمان» للبيهقي (9194)، و «تاريخ دمشق» لابن عساكر (45/ 226) من طريق ضمرة بن ربيعة.

أبو الفضائل الحسين بن أحمد بن الحسن الحداد

إبراهيمَ بنِ عبدِ الرحمنِ (¬1) بنِ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ: أخبرنا أبو عبدِ الملكِ أحمدُ بنُ إبراهيمَ القرشيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ العلاءِ قالَ: حدثنا أبي عبدُ اللهِ بنُ العلاءِ قالَ: سمعتُ القاسمَ أبا عبدِ الرحمنِ يحدثُ، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «قالَ ربُّنا عزَّ وجلَّ: يا ابنَ آدمَ، أَن تُعطيَ الفضلَ فهو خيرٌ لكَ، وأَن تُمسكَه فهو شرٌّ لكَ، وابدَأْ بمَن تَعولُ، ولا تَلُم اللهَ عزَّ وجلَّ على الكَفافِ، واليدُ العُليا خيرٌ مِن اليدِ السُّفلى». قالَ أبو هريرةَ: ما أُبالي أَقرأتُهنُّ أو حدَّثتُ بهنَّ (¬2). سألتُ أبا القاسمِ الحسينَ بنَ الحسنِ الأَسديَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ رمضانَ، سَنةَ سبعٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الاثنينِ، النصفَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ إِحدى وخمسينَ وخمسِمئةٍ، ودُفنَ في مقابرِ بابِ الفَراديسِ بدمشقَ. 103 - أخبرنا أبو الفضائلِ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ الحدَّادُ بأصبهانَ: أخبرنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمدِ / بنِ إبراهيمَ الطَّيانُ: أخبرنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ خُرَّشِيذ قُوْلَه: أخبرنا محمدٌ هو ابنُ حَمدويه: أخبرنا أبو المُوجِّهِ: أخبرنا عبدانُ، عن أبي حمزةَ هو السُّكريُّ، عن إسماعيلَ، عن قيسٍ هو ابنُ أبي حازمٍ قالَ: قالَ عمرُ: لو كُنتُ أُطيقُ الأَذانَ مَع الخِلِّيْفَى لأذَّنتُ (¬3). ¬

_ (¬1) من «السير» (15/ 62) وغيره، وفي الأصل: عبد الله. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 362)، والطبراني في «الأوسط» (61)، و «مسند الشاميين» (777)، وتمام في «فوائده» (220) من طريق عبد الله بن العلاء به. وحسن الألباني إسناده في «الصحيحة» (2473). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (2345)، وعبد الرزاق (1869) كلاهما في «المصنف»، والبيهقي (1/ 433) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به.

أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد الخياط

الخِلِّيْفَى والخِلافةُ بمَعنىً واحدٍ. 104 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ الخياطُ ببغدادَ: أخبرنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقُّورِ البزازُ: أخبرنا أبو طاهرٍ محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ المُخَلِّصُ قراءةً عليه فأقرَّ به: حدثنا عبدُ اللهِ يَعني البغويَّ: حدثنا أبو بكرٍ: حدثنا وكيعٌ، عن عبدِ اللهِ بنِ سعيدِ بنِ أبي هندٍ، عن سالمٍ أبي النَّضرِ، عن بُسرِ بنِ سعيدٍ، عن زيدِ بنِ ثابتٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أفضلُ صلاةِ المَرءِ في بيتِه إلا المَكتوبةَ» (¬1). 105 - أخبرنا الحسينُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقُّورِ: أخبرنا المُخَلِّصُ: حدثنا عبدُ اللهِ: حدثنا أبو نصرٍ التَّمارُ: حدثنا أبانُ بنُ يزيدَ العطارُ، عن قتادةَ، عن أنسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَبحَ أُضحيتَهُ بيدِ نفسِهِ وكبَّرَ عليها (¬2). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: اختَلفَ العلماءُ في الأُضحيةِ هَل هي واجبةٌ أم سُنةٌ؟ فعندَ أبي حَنيفةَ هي واجبةٌ، وعندَ الشافعيِّ هي سُنةٌ. والأَفضلُ لِمَن يُحسِنُ الذبحَ أَن يَذبحَ أُضحيتَهُ بيدِهِ. تُوفيَ أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ في ذي الحجةِ، سَنةَ سبعٍ وثلاثينَ ¬

_ (¬1) تقدم (7). (¬2) هو في «المخلصيات» (458). وأخرجه أحمد (3/ 144، 258)، وأبو يعلى (2859) من طريق أبان به. وهو عند البخاري (5554) (5558) (5564) (5565) (7399)، ومسلم (1966) من طريق قتادة بألفاظ متقاربة

أبو القاسم الحسين بن أحمد بن عبد الصمد بن محمد بن تميم التميمي

وخمسِمئةٍ. 106 - / أخبرني أبو القاسمِ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الصمدِ بنِ محمدِ بنِ تميمٍ التَّميميُّ بدمشقَ قالَ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ المِصيصيُّ: أخبرنا أبو نصرٍ عبدُ الوهابِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ المُريُّ (¬1): حدثنا أبو عليٍّ الحسينُ بنُ إبراهيمَ الفَرائضيُّ: حدثنا محمدُ بنُ صالحِ بنِ أبي عِصمةَ: حدثنا أبو عامرٍ موسى بنُ عامرٍ: حدثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الحميدِ الجُرشيُّ: حدثنا زيادُ بنُ أبي زيادٍ الهاشميُّ قالَ: سمعتُ أنسَ بنَ مالكٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ألا إنَّ طلبَ العلمِ فَريضةٌ على كُلِّ مسلمٍ» (¬2). 107 - أخبرنا الحسينُ بنُ أحمدَ: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ: أخبرنا عبدُ الوهابِ بنُ عبدِ اللهِ: أخبرنا محمدُ بنُ سليمانَ الرَّبعيُّ: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ فياضٍ: حدثنا الوليدُ بنُ عُتبةَ: حدثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ: حدثنا الأَوزاعيُّ: عن حسَّانَ بنِ عطيةَ، عن أبي كَبشةَ السَّلوليِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرو قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بلِّغوا عنِّي ولو آيةً، وحدِّثوا عن بَني إسرائيلَ ولا ¬

_ (¬1) تحرف في الأصل إلى: المزني. (¬2) أخرجه ابن عساكر (52/ 341) من طريق إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي به. وزياد بن أبي زياد الهاشمي البصري ذكره الخطيب في «المتفق والمفترق» (2/ 980) ولم يذكر فيه جرحاً أو تعديلاً، وفرق بينه وبين راويين آخرين عن أنس لهما نفس الاسم: زياد بن أبي زياد المخزومي، وزياد بن أبي زياد الجصاص. وللحديث عن أنس طرق، عند ابن ماجه أحدها (224). وانظر «جامع بيان العلم» لابن عبد البر (15) إلى (30).

أبو المعالي الحسين بن حمزة بن الحسين المعروف بابن الشعيري

حَرجَ، ومَن كَذبَ عليَّ مُتعمِّداً، فليتبوَّأْ مقعدَه مِن النارِ» (¬1). 108 - أخبرنا أبو المَعالي الحسينُ بنُ حمزةَ بنِ الحسينِ المعروفُ بابنِ الشَّعيريِّ قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ الخطيبُ قالَ: أخبرنا أحمدُ بنُ أبي جعفرٍ قالَ: حدثنا عليُّ بنُ الحسنِ بنِ المترفقِ (¬2) الطَّرسُوسيُّ قالَ: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ عديٍّ يقولُ: سمعتُ محمدَ بنَ عُبيدِ اللهِ يقولُ: سمعتُ الجاحظَ يقولُ: قيلَ لأبي سعيدٍ / الطُّفَيليِّ: كَم أربعةٌ في أربعةٌ؟ قالَ: رَغيفَينِ وقطعةَ لحمٍ (¬3). 109 - حدثنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ عمرَ بنِ الحسينِ الجَرْباذقانيُّ بها: أخبرنا أبو سعدٍ أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ أحمدَ الخصيبُ: أخبرنا أبو طاهرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الرحيمِ: أخبرنا أبو الشيخِ: حدثنا أبو يَعلى المَوصليُّ قالَ: سمعتُ بشرَ بنَ الوليدِ يقولُ: سمعتُ أبا يوسفَ يقولُ: مَن طَلبَ الدِّينَ بالكلامِ تَزندَقَ (¬4). سألتُ الحسينَ بنَ عمرَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سنةِ ثلاثٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ. 110 - أخبرنا أبو عليٍّ الحسينُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ أحمدَ بنِ جعفرِ بنِ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3461) من طريق الأوزاعي به. (¬2) من «تاريخ الإسلام» (28/ 165) وغيره، وفي الأصل: الموفق. (¬3) هو في كتاب «التطفيل» للخطيب (121). (¬4) أخرجه ابن عدي في «الكامل» (1/ 39)، والخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (2)، واللالكائي في «اعتقاد أهل السنة» (305)، والهروي في «ذم الكلام» (1009) من طريق بشر بن الوليد بزيادة في متنه، يأتي معناها برقم (367).

ذكر من اسمه حسان

الفضلِ بنِ أَشليها المصريُّ (¬1) بدمشقَ: أخبرنا أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدٍ المِصيصيُّ: أخبرنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ يحيى بنِ ياسرٍ: أخبرنا ابنُ أبي العَقَبِ: حدثنا القاسمُ بنُ موسى: حدثني محمدُ بنُ الوليدِ: حدثني محمدُ بنُ جعفرٍ أَعني غُندراً: أخبرنا شعبةُ قالَ: سمعتُ وَرقاءَ يُحدثُ عن سعدِ بنِ سعيدٍ، عن عمرَ بنِ ثابتٍ، عن أبي أيوبَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن صامَ رَمضانَ وسِتاً مِن شوالٍ فقَد صامَ الدَّهرَ» (¬2). قَد اختَلفَ العلماءُ في إِتباعِ شهرِ رمضانَ بسِتٍّ مِن شوالٍ، فكرِهَ بعضُهم ذلكَ، وهو قولُ أبي حَنيفةَ ومالكٍ، ولم يكرَههُ بعضُهم، وهو قولُ الشافعيِّ. وسألتُ الحسينَ بنَ أحمدَ بنِ أَشليها عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ خمسينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ ليلةَ الثلاثاءِ، السادسَ والعشرينَ مِن جُمادَى الأُولى، سَنةَ اثنَينِ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ / بابِ الصغيرِ بدمشقَ. ذِكرُ مَن اسمُه حسانُ 111 - أخبرنا حسانُ بنُ تميمِ بنِ نصرٍ الزياتُ: أخبرنا الفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ بنُ إبراهيمَ بنِ نصرٍ المقدسيُّ: أخبرنا الفقيهُ أبو الفتحِ سُليمُ بنُ أيوبَ بنِ سُليمٍ الرَّازي: أخبرنا أبو الحسينِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ القاسمِ المَحامليُّ: أخبرنا ¬

_ (¬1) على «الصاد» في الأصل علامة إهمال، وقد ترجم ابن نقطة في «التكملة» (5/ 577) لولده علي في باب (المضري)، وتبعه ابن حجر في «التبصير» (4/ 1369)، وابن ناصر الدين في «التوضيح» (8/ 186). (¬2) أخرجه مسلم (1164) من طريق سعد بن سعيد الأنصاري به.

ذكر من اسمه حامد

أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصَّفارُ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ منصورِ بنِ سيَّارٍ الرَّماديُّ: حدثنا عبدُ الرزاقِ بنُ همامٍ الصَّنعانيُّ: أخبرنا معمرُ بنُ راشدٍ، عن ثابتٍ - هو البُنانيُّ - وقتادةَ، عن أنسٍ قالَ: نَظرَ بعضُ أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَضوءاً فلم يَجدوا، قالَ: فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ها هُنا ماءٌ؟» فأُتيَ به، فرأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وَضعَ يدَه في الإناءِ الذي فيه الماءُ، ثم قالَ: «توضَّؤوا بسمِ اللهِ» قالَ: فرأيتُ الماءَ يَفورُ مِن بينِ أصابعِهِ والقومُ يتوضَّؤونَ، حتى توضَّؤوا عن آخِرِهم. قالَ ثابتٌ: فقلتُ لأنسٍ: كَم تَراهم كَانوا؟ قالَ: كَانوا نحواً مِن سَبعينَ رَجلاً (¬1). 112 - أنشدَني حسانُ بنُ أبي الحسنِ عليِّ بنِ حسَّانَ الشاميُّ لبعضِهم: باعِدْ دِيارَكَ مِن أَخيكَ ... إذا أبى الإبعادَا وأَعِرْ مودَّتَكَ البعيدَ ... تَصِرْ (صدوقاً؟) مُستفادَا ذِكرُ مَن اسمُه حامدٌ 113 - أخبرنا حامدُ / بنُ أبي الفتحِ بنِ أبي بكرٍ الأصبهانيُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ (¬2) الحدادُ: أخبرنا الحافظُ أبو نُعيمٍ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ إسحاقَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ: حدثنا أبو مسعودٍ ¬

_ (¬1) هو في «مصنف عبد الرزاق» (20535). ومن طريقه أخرجه النسائي (78)، وأحمد (3/ 165)، وابن حبان (6544)، وابن خزيمة (144). وصححه الألباني. (¬2) في الأصل: الحسين بن أحمد بن الحسين.

أحمدُ بنُ الفُراتِ بنِ خالدٍ الرَّازي: حدثنا أبو أحمدَ الزُّبيريُّ: حدثنا ابنُ أبي حسينٍ، عن عطاءٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما أَنزلَ اللهُ داءً إلا أَنزلَ له شِفاءً» (¬1). أخرجَه البخاريُّ عن أبي مُوسى، عن أبي أحمدَ الزُّبيريِّ (¬2). 114 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ حامدُ بنُ أبي الفتحِ: أخبرنا أبو عليٍّ: أخبرنا أبو نُعيمٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ: حدثنا أحمدُ بنُ عصامٍ: حدثنا أبو بكرٍ الحنفيُّ: حدثنا سفيانُ الثوريُّ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَضرُّ المرأةَ الحائضَ والجُنبَ أَن لا تَنقضَ شَعرَها إذا بلغَ الماءُ شُؤونَ الرأسِ» (¬3). مَعنى قولِهِ: «شؤونَ الرأسِ» مَوضعَ منابتِ الشَّعرِ، وأصلُ الشؤونِ صَفحاتٌ تكونُ في الرأسِ ساترةٌ للمخِّ، وأمَّا شؤونُ الدموعِ فهي مَجاري الدموعِ. سألتُ حامدَ بنَ أبي الفتحِ عن مَولدِهِ، فقالَ: أظنُّ أنَّه في سَنةِ اثنتَينِ وتسعينَ وأربعِمئةٍ. ¬

_ (¬1) هو في «الطب النبوي» لأبي نعيم (8)، و «جزء ابن الفرات» بانتقاء العلائي (11)، وبانتقاء الذهبي (12). (¬2) برقم (5678). (¬3) هو في «أخبار أصبهان» لأبي نعيم (1/ 88). وأخرجه أبو عوانة في «مسنده» (922)، وأبو نعيم (1/ 126، 2/ 271) من طريق أحمد بن عصام به. وانظر الرواية الموقوفة لحجاج بن أرطاة، عن أبي الزبير، عن جابر، عند ابن أبي شيبة في «المصنف» (802).

أبو المطهر حامد بن أحمد بن الفرج الجزني

115 - أخبرنا أبو المُطهرِ حامدُ بنُ أحمدَ بنِ الفرجِ الجزنيُّ - قريةٌ مِن قُرى أصبهانَ - بقراءَتي عليه بأصبهانَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ الحدادُ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ: حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: حدثنا حميدٌ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، / أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رأى رَجلاً يُهادَى بينَ ابنَيه، فقالَ: «ما هذا؟» قَالوا: نَذرَ أَن يَمشيَ إلى البيتِ، فقالَ: «إنَّ اللهَ غنيٌّ عن تَعذيبِ هذا نفسَه» ثم أمَرَه فركِبَ (¬1). اختَلفَ العلماءُ فيمَن نَذرَ أَن يحجَّ ماشياً، قالَ بعضُهم: إنْ حَجَّ راكباً لِعجزِهِ عن المَشيِ جازَ ولا شيءَ عليهِ، وهو قولُ ابنِ شُبْرمةَ. وقالَ بعضُهم: إذا حجَّ راكباً وكانَ قادراً على المَشيِ يَلزمُه أَن يَعودَ ويَحجَّ ماشياً، وهو مذهبُ مالكٍ رحمَه اللهُ. وقالَ بعضُهم: إذا حجَّ راكباً مَع قُدرتِه على المَشيِ وقعَ عن النَّذرِ ولزمَهُ دَمٌ، وهو مذهبُ أبي حَنيفةَ رحمَه اللهُ. وقالَ بعضُ الناسِ: يَلزمُه كفارةُ يَمينٍ. ¬

_ (¬1) هو في «حلية الأولياء» لأبي نعيم (2/ 329). وأخرجه البخاري (1865) (6701)، ومسلم (1642) من طريق حميد به.

باب الخاء

بابُ الخاءِ 116 - أخبرنا أبو القاسمِ الخضرُ بنُ الحسينِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحسينِ بنِ عَبدانَ بدمشقَ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ أبي العلاءِ المِصيصيُّ: أخبرنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ العَتيقيُّ البَغداديُّ قدمَ عَلينا دمشقَ: أخبرنا محمدٌ هو ابنُ عبدِ اللهِ الأَبهريُّ: حدثنا عبدُ اللهِ هو ابنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ عمرَ القَواريريُّ: حدثنا حَرميُّ بنُ عُمارةَ: حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن عَمرو بنِ شعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لِرجلٍ في حديثٍ ذَكرَه: «أَنتَ ومالُكَ لأَبيكَ» (¬1). هذا الحديثُ احتجَّ به الشافعيُّ رحمَه اللهُ في أنَّ الأبَ لا يَجوزُ له أَن يَتزوَّجَ جاريةَ ابنِهِ، كما هو مَذهبُهُ. 117 - أخبرنا أبو العلاءِ الخَصيبُ بنُ المؤملِ بنِ سَلمٍ الكاتبُ البصريُّ في مَنزلِه ببغدادَ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقُّورِ: أخبرنا عيسى بنُ عليِّ بنِ الجرَّاحِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ البغويُّ: حدثنا عبدُ الأَعلى بنُ حمادٍ: حدثنا حمادُ بنُ سلمةَ، (¬2) عن أبي إسحاقَ، عن الحارثِ، عن عليٍّ عليه السلامُ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم / قالَ: «صومُ شهرِ الصبرِ وثلاثةِ أيامٍ مِن كُلِّ شهرٍ صومُ الدَّهرِ، ويُذهِبُ وَحَرَ الصدرِ» (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «حديث أبي بكر الأبهري» (4). وأخرجه أبو داود (3530)، وابن ماجه (2292)، وأحمد (2/ 179، 204، 214)، والبيهقي (7/ 480) من طريق عمرو بن شعيب به. (¬2) هكذا في الأصل، وتزيد مصادر التخريج بينهما: «عن الحجاج» وهو ابن أرطاة. (¬3) أخرجه أبو يعلى (442)، والبزار (862) من طريق حماد بن سلمة، عن الحجاج، عن أبي إسحاق به. والحارث الأعور ضعيف. وقد أخرجه البزار (688) من طريق حماد بن سلمة أيضاً وأبدل الحارث الأعور بعاصم بن ضمرة. وبالوجه الأول عن أبي إسحاق راوه يونس بن أبي إسحاق عند البزار (863)، وموسى بن عقبة - بنحوه - عند الطبراني في «الأوسط» (9174)، وتمام في «فوائده» (706) بنحوه، وأبو بكر بن عياش عند الطبري في «تهذيب الآثار» (550 - مسند عمر) وروايته موقوفة. ولعل هذا من اختلاط أبي إسحاق. وقال أبو حاتم في «العلل» (706): هذا خطأ، إنما هو أبو إسحاق، عن هبيرة، عن علي موقوف.

سُميَ رمضانُ شهرَ الصَّبرِ لأنَّ الصائمَ يَصبرُ فيه ويَحبسُ نَفسَه عن الشَّهواتِ. ومَعنى «وَحرَ الصَّدرِ» غِلَّه وما يَجدُه الشخصُ في صَدرِهِ مِن الغَيظِ والحقدِ على صاحبِه الذي يَغيظُه بمُخالفَتِه له. سألتُ أبا العلاءِ الخَصيبَ بنَ المُؤملِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شوالٍ، سَنةَ تسعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ.

باب حرف الدال

بابُ حرفِ الدَّالِ 118 - أخبرنا أبو محمدٍ دَعْوانُ بنُ عليِّ بنِ حمادِ بنِ صدقةَ الجُبائيُّ الضَّريرُ بقراءَتي عليه ببغدادَ: أخبرنا أبو الخَطابِ نصرُ بنُ أحمدَ بنِ البَطِرِ القارئُ: حدثنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ رِزْقويه رحمَه اللهُ: أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ: حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ: حدثنا عُبيدُ بنُ عبيدةَ: حدثنا معتمرُ بنُ سليمانَ، عن أبيه، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَخرجُ عُنقٌ مِن النارِ أَشدُّ سَواداً مِن القارِ، فيَقولُ: إنِّي وُكلتُ بكُلِّ جَبارٍ عَنيدٍ، ومَن يَدْعُ مَع اللهِ إلهاً آخَرَ، ومَن قَتلَ نَفساً بغيرِ نَفسٍ» (¬1). 119 - أخبرنا دَعْوانُ بنُ عليٍّ: أخبرنا أبو الخَطابِ: حدثنا محمدُ بنُ رِزْقويه: حدثنا محمدُ بنُ يحيى: حدثنا عليُّ بنُ حربٍ: حدثنا أبو داودَ: حدثنا سفيانُ، عن عكرمةَ، عن جابرِ بنِ سَمرةَ قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى جَلسَ في مُصلَّاهُ حتى تَطلعَ / الشمسُ (¬2). ¬

_ (¬1) عطية العوفي ضعيف. ومن طريقه أخرجه أحمد (3/ 40)، وعبد بن حميد (894)، وأبو يعلى (1138) (1146)، والبزار (3500، 3501 - زوائده)، والطبراني في «الأوسط» (3993) بألفاظ متقاربة. وله عن أبي سعيد طريقان آخران عند الطبراني في «الأوسط» (318)، وحنبل بن إسحاق في «جزئه» (64). وأروده الألباني في «الصحيحة» (2699). (¬2) هكذا هو هنا، من حديث سفيان الثوري، عن عكرمة، عن جابر بن سمرة. وقد أخرجه البيهقي في «السنن» (2/ 186)، و «الشعب» (2698) من طريق محمد بن يحيى الطائي بسنده هنا إلى الثوري، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة. وهكذا هو عند مسلم (670) (287) وغيره من طريق سفيان الثوري.

دهبل بن علي بن منصور الخباز المعروف بابن كاره

120 - أخبرنا دَعْوانُ بنُ عليٍّ: أخبرنا أبو الخَطابِ: حدثنا محمدُ بنُ رِزْقويه: حدثنا عثمانُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ الدقاقُ: حدثنا أبو قِلابةَ عبدُ الملكِ بنُ محمدٍ الرَّقَاشيُّ: حدثنا بَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ: حدثنا عبدُ السلامِ بنُ عجلانَ قالَ: سمعتُ أبا يزيدَ (¬1) المدنيَّ يحدثُ عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ اللهَ يقولُ: مَن الذي دَعاني فَلم أُجبْهُ! وسألَني فلم أُعطِهِ! واستغفَرَني فلم أَغفِرْ له! وأَنا أَرحمُ الراحمينَ» (¬2). سألتُ دَعْوانَ بنَ عليِّ بنِ حمادٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ثلاثٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. 121 - أخبرنا دَهْبَلُ بنُ عليِّ بنِ منصورٍ الخبازُ المعروفُ بابنِ كاره بقراءَتي عليه ببغدادَ: حدثنا الحسينُ بنُ عليٍّ البُندارُ قراءةً عليه: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يحيى بنِ عبدِ الجبارِ السُّكريُّ: أخبرنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصفارُ النَّحويُّ: حدثنا الحسنُ بنُ عليِّ بنِ عفانَ العامريُّ: حدثنا يحيى بنُ آدمَ: حدثنا حفصُ بنُ غياثٍ، عن جعفرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه، عن عليِّ بنِ الحسينِ قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن حَصادِ الليلِ وجِذاذِ الليلِ (¬3). ¬

_ (¬1) له ترجمة في «تهذيب الكمال» (34/ 409). وتحرف في الأصل إلى: (أبا زيد). (¬2) عبد السلام بن عجلان ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف. ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (1/ 159)، وابن طولون في «الأربعين في الرحمة» (26). ولأبي هريرة أحاديث في هذا الباب بغير هذا اللفظ، انظر «المسند الجامع» (14373) وما بعده. (¬3) هو في «كتاب الخراج» ليحيى بن آدم (423). وأخرجه أبو داود في «المراسيل» (127) (128) (129)، والحارث في «مسنده» (286 - زوائده)، والبيهقي (4/ 133) من طريق جعفر بن محمد به. وانظر «علل الدارقطني» (306)، و «الصحيحة» (2393).

«جِذاذُ الليلِ» هو القِطافُ بالليلِ، والجذاذُ القطعُ. وإنَّما نُهي عن حَصادِ الليلِ وجِذاذِ الليلِ لأنَّه لا يَحضرُه الفقراءُ فيُتصدَّقُ عليهم مِنه، فنُهيَ عنه لأجلِ ذلكَ.

باب الذال

بابُ الذال 122 - أخبرنا ذو النُّونِ بنُ أبي الفرجِ بنِ عليٍّ الصوفيُّ النَّيسابوريُّ ببغدادَ / قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ زكريا الطُّرَيثيثيُّ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ البزازُ: حدثنا أحمدُ بنُ سلمانَ بنِ الحسنِ النَّجادُ: حدثنا الحسنُ بنُ مُكْرَمٍ البزازُ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن سعيدِ بنِ أبي هندٍ، عن مُطَرفِ بنِ عبدِ اللهِ، عن عثمانَ بنِ أبي العاصِ قالَ: أمَّرني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على الطائفِ، وكانَ آخِرَ ما عَهِدَ إليَّ: «إذا صلَّيتَ بالناسِ فخَفِّفْ، واقْدُر الناسَ بأضعَفِهم، فإنَّه يقومُ وراءَكَ الضعيفُ والكبيرُ وذو الحاجةِ» (¬1). قولُه: «واقْدُر الناسَ بأضعَفِهم» مِن التَّقديرِ، أي: قدِّرْهم بِه. 123 - أخبرنا أبو الفرجِ ذو النُّونِ بنُ عليٍّ: أخبرنا أبو بكرٍ الطُّرَيثيثيُّ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ: حدثنا أحمدُ بنُ سلمانَ النَّجادُ: حدثنا الحسنُ بنُ مُكْرَمٍ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا هشامٌ. وأخبرنا ذو النُّونِ: أخبرنا أبو بكرٍ قالَ: أخبرنا محمدٌ قالَ: أخبرنا أحمدُ: حدثنا الحسنُ بنُ مُكْرَمٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ بكرٍ: أخبرنا هشامٌ، عن محمدٍ، عن أبي هريرةَ، ¬

_ (¬1) هو في «حديث أبي بكر النجاد» رواية ابن شاذان عنه- مخطوط (60). وأخرجه ابن ماجه (987)، وأحمد (4/ 21)، وابن خزيمة (1608) من طريق محمد بن إسحاق به. وله طرق أخرى وروايات يطول المقام بتتبعها.

أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الظفري

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن تابَ قبلَ أَن تَطلُعَ الشمسُ مِن مَغربِها تابَ اللهُ عليه» (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: قَد جاءَ في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} [الأنعام: 158] هو طُلوعُ الشمسِ مِن مَغربِها. 124 - أخبرني أبو القاسمِ ذاكرُ بنُ كاملِ بنِ أبي غالبٍ الظَّفَريُّ ببغدادَ في منزلِهِ بالظَّفَريَّةِ: أخبرنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ العباسِ / الهاشميُّ قراءةً عليه: أخبرنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدٍ العَتيقيُّ قراءةً عليه: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ زيدِ بنِ عليِّ بنِ جعفرِ بنِ مروانَ الأَنصاريُّ الكوفيُّ قراءةً عليه بانتخابِ أبي الحسنِ الدَّارقطنيِّ: حدثنا أبو حازمٍ إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الحضرميُّ: حدثنا أبو السَّريِّ هنادُ بنُ السَّريِّ: حدثنا أبو الأحوصِ، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبدِ اللهِ قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن تُباشِرَ المرأةُ المرأةَ في ثوبٍ واحدٍ مِن أَجلِ أَن تَصفَها لزوجِها حتى كأنَّه يَنظرُ إليها، ونَهانا إذا كُنا ثلاثةَ نَفرٍ أَن لا يَنتَجيَ اثنانِ دونَ واحدٍ مِن أجلِ أَن يُحزِنَه حتى يَختلطَ بالناسِ (¬2). مَعنى قولِهِ: «تُباشرُ المرأةُ المرأةَ» أي تمسُّ بَشرتُها بشرةَ الأُخرى، والبشرةُ الجلدُ. ¬

_ (¬1) هو في «مجلس من أمالي أبي بكر النجاد» رواية ابن مخلد عنه- مخطوط (9) (10). وأخرجه مسلم (2703) من طريق هشام بن حسان وغيره، عن محمد بن سيرين به. (¬2) أخرجه مفرقاً البخاري (5240) (5241) (6290)، ومسلم - بشطره الثاني فقط - (2184) من طريق أبي وائل.

وقولُه: «مِن أَجلِ أَن تَصفَها لزوجِها» فيَكونُ ذلكَ سَبباً لطلاقِها، وأَن يَتزوجَ زوجُها تلكَ المرأةَ التي وصفَتْها زوجَتُه له.

باب الراء

بابُ الراءِ 125 - أخبرنا أبو القاسمِ رِزقُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ الدَّوَاتيِّ الدَّباسُ بقراءَتي عليه ببغدادَ: أخبرنا الشريفُ أبو نصرٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الزَّينَبيُّ: أخبرنا أبو طاهرٍ محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ العباسِ المُخَلِّصُ: حدثنا أبو القاسمِ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ البغويُّ: حدثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ: حدثنا إسماعيلُ بنُ عياشٍ أبو عُتبةَ، عن صالحِ بنِ كيسانَ، عن الأَعرجِ، عن أبي هريرةَ. وعن صالحِ بنِ كيسانَ، / عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، قالا: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا افتَتحَ الصلاةَ رَفعَ يدَيهِ حَذْوَ مَنكبَيه، وإذا رَكعَ، وإذا رَفعَ رأسَه مِن الرُّكوعِ (¬1). هذا الحديثُ حُجةٌ لِمن قالَ بأنَّ المُصلِّي يَرفعُ يدَيهِ في تَكبيرةِ الإحرامِ حَذْوَ مَنكبَيه، وكذا في حالِ الرُّكوعِ والرَّفعِ مِنه، وهو قولُ الشَّافعيِّ. 126 - أخبرنا رِزقُ اللهِ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو نصرٍ الزَّينَبيُّ: أخبرنا أبو طاهرٍ المُخَلِّصُ: حدثنا البغويُّ: حدثنا عثمانُ، عن (¬2) هشيمِ بنِ بشيرٍ: أخبرنا يونسُ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: ¬

_ (¬1) هو في «المخلصيات» (1175). وحديث أبي هريرة أخرجه البخاري في «رفع اليدين» (57)، وابن ماجه (860)، وأحمد (2/ 132) من طريق إسماعيل بن عياش به. وحديث ابن عمر أخرجه أحمد (2/ 132) من طريق إسماعيل بن عياش به. وهو عند البخاري (739) من طريق نافع بنحوه دون ذكر السجود. وانظر حديث سالم عن ابن عمر (300). (¬2) تحرف في الأصل إلى: (بن). وفي «المخلصيات»: ثنا.

أبو القاسم رستم بن محمد بن أبي علي محمد بن عبد الرحمن بن زياد

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَطلُ الغنيِّ ظُلمٌ، وإذا أُحِلتَ على مَليءٍ فاتَّبعْه، ولا تَبيعنَّ بيعَتينِ في بيعةٍ» (¬1). مَعنى «بيعَتينِ في بيعةٍ» أَن يَقولَ: أَبيعُكَ هذا العبدَ بألفِ درهمٍ على أَن أَبيعَكَ هذه الأَمةَ بألفٍ، أو على أَن تبيعَني أَمَتَكَ بألفٍ. 127 - أخبرنا رِزقُ اللهِ: أخبرنا أبو نصرٍ: أخبرنا أبو طاهرٍ: حدثنا البغويُّ: حدثنا محمودٌ: حدثنا أبو داودَ: حدثنا الحكمُ بنُ عَطيةَ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قالَ: إنِّي لأَرجو أَن ألقَى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأَقولَ: يا رسولَ اللهِ، خُويدمُكَ (¬2). سألتُ رِزقَ اللهَ بنَ محمدِ بنِ أحمدَ عن مَولدِهِ، فقالَ: يومَ الاثنَينِ، لحادي عشرةَ ليلةً خَلتْ مِن شهرِ رَبيعٍ الآخِرِ، سَنةَ إِحدى وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. 128 - أخبرنا أبو القاسمِ رستمُ بنُ محمدِ بنِ أبي عليٍّ (¬3) محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ زيادٍ بأصبهانَ: أخبرنا جدِّي أبو عليِّ (¬4) بنُ زيادٍ: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرْزُبانِ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ ¬

_ (¬1) هو في «المخلصيات» (1176). وأخرجه الترمذي (1309)، وابن ماجه (2404)، وأحمد (2/ 71)، وابن الجارود في «المنتقى» (599)، والبيهقي (6/ 70) من طريق هشيم به. وصححه الألباني. (¬2) هو في «المخلصيات» (51). وأخرجه أحمد (3/ 222) من طريق ثابت في حديث طويل. (¬3) هكذا في الأصل، وتكرر كذلك فيه مراراً، وفي مصادر ترجمته: رستم بن محمد بن أبي عيسى عبد الرحمن بن زياد. (¬4) هكذا في الأصل، وإنما هو: أبو عيسى عبد الرحمن بن زياد، كما في التعليق السابق.

رابعة بنت أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري

يحيى الحَزَوَّريُّ: حدثنا لُوينٌ: حدثنا ابنُ عُيينةَ (¬1)، عن أيوبَ، / عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَجمَ يَهودياً ويَهوديةً (¬2). هذا الحديثُ احتَجَّ به مَن قالَ بأنَّ الإسلامَ ليسَ بشرطٍ مِن شرائطِ الإحصانِ، وهو قولُ الشَّافعيِّ رحمَه اللهُ. 129 - أخبرنا رستمُ بنُ محمدِ بنِ أبي عليٍّ قالَ: أخبرنا جدِّي: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: أخبرنا محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا لُوينٌ: حدثنا عيسى بنُ يونسَ، عن ابنِ أبي لَيلى، عن عطيةَ، عن أبي سعيدٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن لم يَشكُر الناسَ لم يَشكُر اللهَ عزَّ وجلَّ» (¬3). سألتُ رستمَ بنَ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في أَحدِ الرَّبيعَينِ، سَنةَ سبعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. 130 - أخبرتنا رابعةُ بنتُ أبي المَعمرِ المباركِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ العزيزِ الأنصاريِّ قالتْ: أخبرنا أبو القاسمِ عليُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ بيانٍ الرَّزَّازُ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ مَخلدٍ البزازُ: أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصَّفارُ: حدثنا الحسنُ بنُ عَرفةَ العَبديُّ: حدثنا محمدُ ¬

_ (¬1) تحرف في الأصل إلى: ابن عقبة. (¬2) هو في «جزء لوين» (39). وأخرجه البخاري (1329) وأطرافه، ومسلم (1699) من طريق نافع مطولاً. (¬3) هو في «جزء لوين» (44). وأخرجه الترمذي (1955)، وأحمد (3/ 32، 73)، وعبد بن حميد (892)، وأبو يعلى (1122) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى به. وإسناده ضعيف، وله شواهد يصح بها.

بنُ خازمٍ أبو معاويةَ الضَّريرُ (¬1)، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي بكرٍ القرشيِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي مُليكةَ، عن عائشةَ قالتْ: لمَّا ثَقُلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِعبدِ الرحمنِ بنِ أبي بكرٍ: «ائتِني بكتفٍ حتى أَكتبَ لأبي بكرٍ كتاباً لا يُختَلَفُ عليه بَعدي» قالتْ: فلمَّا قامَ عبدُ الرحمنِ قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَبى اللهُ والمؤمنونَ أَن يُختَلَفَ على أبي بكرٍ الصِّديقِ» رضي اللهُ عنه (¬2). ¬

_ (¬1) من «جزء الحسن بن عرفة» ومصادر ترجمته، وفي الأصل: الضبي. (¬2) هو في «جزء الحسن بن عرفة» (3). وأخرجه أحمد (6/ 47) من طريق أبي معاوية به. وانظر تمام تخريجه فيه وفي «الصحيحة» (690).

باب الزاي

بابُ الزَّاي 131 - أخبرنا أبو محمدٍ زيدُ بنُ الرِّضا بنِ زيدِ بنِ عليٍّ الجَعفَريُّ وغيرُه / بأصبهانَ قَالوا: أخبرنا المُطَهرُ بنُ عبدِ الواحدِ البُزَانيُّ: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرْزُبانِ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ يحيى بنِ الحكمِ الحَزَوَّريُّ: حدثنا لُوينٌ: حدثنا ابنُ أبي ثورٍ، عن سماكٍ، عن عكرمةَ قالَ: سألتُ عائشةَ: هَل كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتمثَّلُ بشيءٍ مِن الشِّعرِ؟ قالتْ: كانَ يقولُ: ويَأتيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوِّدِ (¬1) 132 - أخبرنا زيدُ بنُ الرِّضا وغيرُه قَالوا: أخبرنا المُطَهرُ: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا لُوينٌ: حدثنا عبدُ الحميدِ بنُ سليمانَ، عن أبي حازمٍ، عن سهلِ بنِ سعدٍ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ساعَتانِ تُفتحُ فيهما أَبوابُ السماءِ وقَلَّ ما تُردُّ فيهما دَعوةٌ: عندَ الأَذانِ، وعندَ الصفِّ في سبيلِ اللهِ» (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «جزء لوين» (56). وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (794)، وأبو يعلى (4945) من طريق الوليد بن أبي ثور به. وأخرجه البخاري أيضاً (870)، والترمذي (2848)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (995) (996) (997)، وأحمد (6/ 31، 138، 146، 156، 222) من طريقين عن عائشة به. (¬2) هو في «جزء لوين» (73). وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (662)، وأبو داود (2540)، والدارمي (1/ 272)، وابن خزيمة (419)، وابن حبان (1720) (1764)، والحاكم (1/ 198) من طريق أبي حازم بألفاظ متقاربة. وقد اختلف في رفعه ووقفه.

زهرة بنت محمد بن ماشاذه الصوفي

133 - أخبرنا زيدُ بنُ الرِّضا: أخبرنا المُطَهرُ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: أخبرنا محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا لُوينٌ: حدثنا حمادٌ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ قالَ: رَأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم على عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ صُفرةً فقالَ: «ما هَذا؟» قالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي تَزوجتُ امرأةً على وزنِ نَواةٍ مِن ذَهبٍ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «بارَكَ اللهُ لكَ فيه، أوْلِمْ ولو بشاةٍ». قالَ لُوينٌ: الوُقيةُ أَربعونَ، والنَّشُّ عِشرونَ، والنَّواةُ وزنُ خمسةٍ (¬1). سألتُ زيدَ بنَ الرِّضا بنِ زيدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ستٍّ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. 134 - أخبرتْنا زهرةُ بنتُ محمدِ بنِ ماشاذَه الصوفيِّ بأصبهانَ قالتْ: أخبرنا أبو سعيدٍ محمودُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ زكريا الزاهدُ هو جدُّها: / أخبرنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ في جُمادى الأُولى سَنةَ عِشرينَ وأربعِمئةٍ: حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ جعفرِ بنِ أحمدَ بنِ فارسٍ: أخبرنا أبو مسعودٍ أحمدُ بنُ الفراتِ الرَّازي: أخبرنا يَعلى بنُ عُبيدٍ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَجدُ مِن شِرارِ الناسِ ذا الوَجهَينِ». قالَ الأَعمشُ: الذي يَأتي هؤلاءِ بوَجهٍ وهؤلاءِ بوَجهٍ (¬2). ¬

_ (¬1) أي خمسة دراهم، كما في «جزء لوين» (80). وأخرجه البخاري (5155) (6386)، ومسلم (1427) من طريق ثابت بنحوه. وله طرق وروايات أخرى عند البخاري (2049) وأطرافه، ومسلم (1427). (¬2) هو في «أحاديث منتقاة من جزء ابن الفرات» انتقاء الذهبي (1). ويأتي (392). وأخرجه البخاري (3494) (6058) (7179)، ومسلم (2526) و (ص 2011) من طريق أبي صالح وغيره، عن أبي هريرة به. وقول الأعمش ورد ضمن المرفوع في جميع هذه الروايات.

135 - أخبرتْنا زهرةُ بنتُ محمدٍ قالتْ: أخبرنا أبو سعيدٍ محمودُ بنُ عبدِ اللهِ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ: حدثنا أبو مسعودٍ هو أحمدُ بنُ الفراتِ الرَّازي: حدثنا أبو داودَ هو الطَّيالسيُّ: حدثنا شعبةُ، عن سعيدٍ أوهمَ يَعني الرَّاوي (¬1)، عن مَعبدٍ الجُهنيِّ، عن معاويةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إيَّاكُم والمَدحَ، فإنَّه الذَّبحُ» (¬2). ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل: وفي «جزء ابن الفرات» وغيره: (عن سعد بن إبراهيم). (¬2) هو في «أحاديث منتقاة من جزء ابن الفرات» بانتقاء الذهبي (3). وأخرجه أحمد (4/ 92، 93، 98، 99)، وابن ماجه (3743) من طريق سعد بن إبراهيم الزهري، عن معبد الجهني به مطولاً ومختصراً. وحسن إسناده البوصيري، والألباني في «الصحيحة» (1196) (1284).

باب السين

بابُ السِّينِ مَن اسمُهُ سعدُ اللهِ 136 - أخبرنا أبو الحسنِ سعدُ اللهِ بنُ نصرِ بنِ سعيدِ بنِ أبي عليٍّ (¬1) المعروفُ بابنِ الدَّجاجيِّ الواعظُ ببغدادَ: أخبرنا أبو الخطابِ عليُّ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ هارونَ بنِ عيسى بنِ الجَرَّاحِ: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الملكِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشرانَ الواعظُ: أخبرنا أبو محمدٍ دَعلجُ بنُ أحمدَ بنِ دَعلجٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ شِيرَويه: حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا الفضلُ بنُ موسى: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبي خالدٍ: حدثنا قيسُ بنُ أبي حازمٍ قالَ: سمعتُ عَديَّ بنَ عَميرةَ / الكِنديَّ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَن استعمَلْنا مِنكم على عملٍ فكتمَنا مَخيطاً فما فوقَه فإنَّه غُلٌّ (¬2) يَأتي يومَ القيامةِ» قالَ: فقامَ رَجلٌ مِن الأنصارِ كأنِّي أنظُرُ إليه أَسودَ فقالَ: أقِلْ مِني عملَكَ يا رسولَ اللهِ، قالَ: «ولِمَ؟» قالَ: سمعتُكَ تَقولُ فيها ما قُلتَ، فقالَ: «وأنا أَقولُ الآنَ: مَن استعمَلْنا مِنكم على عملٍ فليأتِنا بقَليلِه وكثيرِه، فما أُوتيَ مِنه أَخذَ، وما نُهيَ عنه انتَهى» (¬3). 137 - أنشدَنا أبو الحسنِ سعدُ اللهِ بنُ نصرِ بنِ سعيدِ بنِ عليٍّ المعروفُ بابنِ الدَّجاجيِّ في منزلِهِ ببغدادَ لنفسِهِ: ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل هنا، ويأتي بعده: بن علي، وانظر شيوخ المصنف. (¬2) في الأصل: (على) وعليها علامة التضبيب، ولعل صواب العبارة: فإنه غل يأتي به يوم القيامة. (¬3) أخرجه مسلم (1833) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به.

أبو الحسن سعد الله بن محمد بن علي بن طاهر الدقاق المقرئ

مَلكتُم مُهجَتي بَيعاً ومَقدِرةً ... فأنتُم اليومَ أَعْلالي وأَغلالي عَلوتُ فَخراً ولكنِّي ضَنِيتُ (¬1) هَوىً ... فحُبُّكم هو أعْلا لي وأَغلا لي (¬2) 138 - أخبرنا أبو الحسنِ سعدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ طاهرٍ الدَّقاقُ المقرئُ بجامعِ القصرِ ببغدادَ قلتُ له: أخبركم أبو غالبٍ عليُّ بنُ أحمدَ الأَنماطيُّ قراءةً عليه فأقرَّ به: أخبرنا أبو عمرَ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ غسانَ: حدثنا عليُّ بنُ إسحاقَ المادرائيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سلمةَ الفَرغانيُّ: حدثنا عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ: حدثنا شيبانُ: حدثنا قتادةُ، عن إبراهيمَ بنِ أبي غنمٍ، عن أبي سعيدٍ، عن أبي بكرٍ الصِّديقِ قالَ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لو كانَ بَعدي نبيٌّ لكانَ عمرَ بنَ الخطابِ» رضي اللهُ عنه (¬3). 139 - أخبرنا سعدُ اللهِ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو غالبٍ عليُّ بنُ أحمدَ الأَنماطيُّ: أخبرنا الحسنُ بنُ عليِّ بنِ غسانَ: حدثنا عليُّ بنُ إسحاقَ: حدثنا عباسُ بنُ محمدٍ الدُّوريُّ: حدثنا عُبيدُ اللهِ / بنُ موسى: أخبرنا إسرائيلُ، عن منصورٍ يَعني ابنَ المعتَمرِ، عن أبي وائلٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: ¬

_ (¬1) في الأصل: ظنيت. (¬2) هذا ما ظهر لي أنه الأقرب لما في الأصل، وكذلك هو في «تاريخ الإسلام» بطبعتيه، من طريق المصنف. وفي «ذيل طبقات الحنابلة» (2/ 218)، و «الوفيات» للصفدي (2/ 46)، و «شذرات الذهب» (6/ 353): أغلالي وأغلا لي .. .. أعلالي وأعلا لي. (¬3) لم أهتد إليه في غير هذا الموضع. وعمر بن عبد العزيز الهاشمي قال الخطيب: شيخ مجهول له أحاديث مناكير لا يتابع عليها. وإبراهيم بن أبي غنم لم أجد له ترجمة.

أبو القاسم سعد الله بن أحمد بن علي بن الحسين الشداد

قيلَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ فُلاناً نامَ الليلةَ حتى أَصبحَ، قالَ: «ذاكَ شيطانٌ بالَ في أُذنِهِ» (¬1). 140 - أخبرنا أبو القاسمِ سعدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ الشدَّادُ ببغدادَ: أخبرنا الشريفُ أبو نصرٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الزَّينَبيُّ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عمرَ بنِ زُنْبُورٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ البغويُّ: حدثنا أحمدُ بنُ حنبلٍ وجدِّي وزهيرُ بنُ حربٍ وسُريجُ بنُ يونسَ وابنُ المُقرئِ قَالوا: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: مَرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برَجلٍ وهو يَعظُ أَخاهُ في الحياءِ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الحياءُ مِن الإيمانِ» (¬2). جَدُّ عبدِ اللهِ البغويِّ هو: أحمدُ بنُ مَنيعٍ، وهو جدُّه مِن قِبلِ الأُمِّ. 141 - أخبرنا سعدُ اللهِ بنُ أحمدَ: أخبرنا أبو نصرٍ الزَّينَبيُّ: أخبرنا محمدُ بنُ عمرَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ: حدثنا عليُّ بنُ الجعدِ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي سلمةَ الماجِشونُ، عن الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: مَرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم برَجلٍ وهو يَعظُ أخاهُ في الحياءِ وكأنَّه يُريدُه، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعْهُ، فإنَّ الحياءَ مِن الإيمانِ» (¬3). 142 - أخبرنا سعدُ اللهِ: أخبرنا الزَّينَبيُّ: أخبرنا محمدٌ: حدثنا عبدُ اللهِ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1144) (3270)، ومسلم (774) من طريق منصور به. (¬2) هو في «حديث البغوي وابن صاعد وابن عبد الصمد الهاشمي» رواية ابن زنبور (1)، و «الجعديات» (2979). ويأتي (141) (198) (410) (448). وأخرجه البخاري (24) (6118)، ومسلم (36) من طريق الزهري به. (¬3) هو في «حديث البغوي وابن صاعد وابن عبد الصمد الهاشمي» رواية ابن زنبور (2)، و «الجعديات» (2978).

ذكر من اسمه سعد

حدثنا أبو الرَّبيعِ الزَّهرانيُّ: حدثنا عبدُ الحميدِ بنُ الحسنِ الهلاليُّ، عن محمدِ بنِ المُنكدِرِ، عن جابرٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «العائدُ في هِبتِه كالعائدِ في قيئِهِ» (¬1). / هذا الحديثُ احتَجَّ به الشَّافعيُّ في مَنعِ الرُّجوعِ في حَقِّ مَن وَهَبَ لأَجنَبيٍّ هِبةً ولم يُعوِّضهُ. سألتُ سعدَ اللهِ بنَ أحمدَ عن مولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ثلاثٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. ذِكرُ مَن اسمُه سَعدٌ 143 - أخبرنا أبو مسعودٍ سعدُ بنُ عبدِ الواحدِ الصفارُ وغيرُه بأصبهانَ قَالوا: أخبرنا أبو محمدٍ رزقُ اللهِ بنُ عبدِ الوهابِ بنِ عبدِ العزيزِ التَّميميُّ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَهديٍّ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ مخلدٍ العطارُ الخضيبُ الدُّوريُّ: حدثنا طاهرُ بنُ خالدِ بنِ نزارٍ: حدَّثني أبي: أخبَري إبراهيمُ بنُ طَهمانَ: حدَّثني محمدُ بنُ زيادٍ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنِّي خبَّأتُ دَعوَتي شفاعةً لأُمَّتي يومَ القيامةِ» (¬2). هذا الحديثُ حُجةٌ لأهلِ السُّنةِ والجماعةِ في ثُبوتِ الشَّفاعةِ يومَ القيامةِ. 144 - أخبرنا سعدُ الخيرِ بنُ محمدِ بنِ سهلٍ الأَندلسيُّ ببغدادَ: أخبرنا ¬

_ (¬1) هو في «حديث البغوي وابن صاعد وابن عبد الصمد الهاشمي» رواية ابن زنبور (3). وعبد الحميد بن الحسن الهلالي ضعِّف. ومن طريقه أخرجه الطبراني في «الصغير» (1065)، والعقيلي في «الضعفاء» (3/ 45) وقال: الإسناد غير معروف، والمتن محفوظ، وهذا اللفظ يروى عن ابن عباس وغيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد جياد. (¬2) تقدم (17).

أبو القاسمِ عليُّ بنُ الحسينِ بنِ عبدِ اللهِ (¬1) الرَّبعيُّ قراءةً عليه وأَنا أَسمعُ: أخبركم أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ مَخلدٍ البزازُ: حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ عَمرو بنِ البَخْتَريِّ الرَّزازُ: حدثنا سَعدانُ بنُ نصرٍ: حدثنا معاذُ بنُ معاذٍ العَنبريُّ: حدثنا سليمانُ التَّيميُّ، عن أبي مجلَزٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قَنتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهراً بعدَ الرُّكوعِ يَدعو على رِعْلٍ وذَكوانَ، حَيَّينِ مِن بَني سُليمٍ (¬2). 145 - / أخبرنا سعدُ الخيرِ بنُ محمدِ بنِ سهلٍ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ نصرِ بنِ طلحةَ (¬3): أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَهديٍّ: حدثنا القاضي أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ إسماعيلَ المَحامليُّ: أخبرنا أبو الأشعثِ أحمدُ بنُ المقدامِ: حدثنا خالدُ بنُ الحارثِ، عن شعبةَ قالَ: أخبرني حُصينٌ قالَ: سمعتُ أبا عُبيدةَ يحدثُ عن عمتِهِ فاطمةَ أنَّها قالتْ: أَتينا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في نِساءٍ نَعودُه، فإذا سِقاءٌ يَقطرُ عليه مِن شِدةِ ما يَجدُ مِن الحمَّى، فقُلنا: يا رسولَ اللهِ، لو دَعوتَ اللهَ عزَّ وجلَّ لكَشفَ عنكَ، فقالَ: «إنَّ مِن أشدِّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ، ثم الذينَ يَلونَهم، ثم الذينَ يَلونَهم» (¬4). ¬

_ (¬1) من كتب الرجال، وما في الأصل أقرب إلى: عبد العزيز. (¬2) هو في «مصنفات ابن البختري» (133). ويأتي (165). وأخرجه البخاري (1003) (4094)، ومسلم (677) (299) من طريق سليمان التيمي به. وله عندهما طرق وروايات يطول المقام بتتبعها. (¬3) هكذا في الأصل، وسعد الخير يروي عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي،. والله أعلم. (¬4) هو في «المحامليات» برواية ابن مهدي الفارسي (254). وأخرجه النسائي في «الكبرى» (7440) (7454) (7567)، وأحمد (6/ 369)، والطبراني 24/ (626) إلى (630)، والحاكم (4/ 404) من طريق حصين به. وقال في «المجمع» (2/ 292): وإسناد أحمد حسن. وأورده الألباني في «الصحيحة» (146) (1165) (3267). ويأتي (310).

146 - أخبرنا سعدُ الخيرِ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو بكرٍ عبدُ الرحمنِ بنُ حمدٍ الدُّونيُّ: أخبرنا أبو نصرٍ أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ الكَسارِ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ السُّنيُّ الحافظُ: أخبرنا أبو عبدِ الرحمنِ أحمدُ بنُ شعيبٍ النَّسائيُّ: أخبرنا إسماعيلُ بنُ مسعودٍ: حدثنا خالدٌ، عن أشعثَ، عن الحسنِ، عن سعدِ بنِ هشامٍ، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عن التَّبتلِ (¬1). مَعنى «التَّبتل»: الانقطاعُ، ومِن ذلكَ قولُ اللهِ تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8] مَعناهُ: انقَطِعْ إليه. واحتَجَّ بهذا الحديثِ أصحابُ أبي حنيفةَ رحمَه اللهُ في أنَّ الاشتغالَ بالنِّكاحُ أَفضلُ مِن التَّخلِّي لِنوافلِ العبادةِ، وحملَ الحديثَ أَصحابُ الشافعيِّ على الانقطاعِ على وجهٍ لا يَحضرُ الرَّجلُ الجُمَعَ ولا الجماعاتِ، ولا الحجَّ ولا الجهادَ. تُوفيَ سعدُ الخيرِ بنُ محمدِ بنِ سهلٍ الأَندلسيُّ المالكيُّ في يومِ عاشوراءَ، سَنةَ إِحدى وأربعِينَ وخمسِمئةٍ / بمدينةِ السلامِ. ¬

_ (¬1) هو في «سنن النسائي» (3213). وانظر تمام تخريجه وبيان الاختلاف فيه على الحسن البصري في «مسند أحمد» 6/ 125 (24943).

ذكر من اسمه سعيد

ذِكرُ مَن اسمُه سعيدٌ 147 - أخبرنا أبو منصورٍ سعيدُ بنُ محمدِ بنِ عمرَ الرَّزَّازُ الفقيهُ الشَّافعيُّ بقراءَتي عليه في منزلِهِ ببغدادَ: حدثنا أبو الفضلِ عبدُ الملكِ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ المَقدسيُّ المعروفُ بالهمَذَانيِّ مِن لفظِهِ: حدثنا أبو سعيدٍ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ بحرٍ السَّقَطيُّ بتُستَر: حدثنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ إدريسَ بنِ بحرِ بنِ سَحْنُون إملاءً في سَنةِ خمسٍ وسَبعينَ وثلاثِمئةٍ: أخبرنا أبو سعيدٍ الحسنُ بنُ عثمانَ: حدثنا أبو مسلمٍ عبدُ الرحمنِ بنُ واقدٍ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ زيدِ بنِ أَسلمَ، عن أبيه، عن ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ليسَ على أهلِ لا إلهَ إلا اللهُ وَحْشَةٌ في قُبورِهم ولا في مَحشَرِهم ولا في مَنشَرِهم، وكأنِّي بأهلِ لا إلهَ إلا اللهُ قَد خَرجوا مِن قُبورِهم يَنفُضونَ الترابَ عن رُؤوسِهم ويَقولونَ: الحمدُ للهِ الذي أَذهبَ عَنا الحزَنَ، إنَّ ربَّنا لَغفورٌ شَكورٌ» (¬1). ¬

_ (¬1) عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف. ومن طريقه أخرجه الطبراني في «الأوسط» (9478)، وأبو يعلى (2865 - المطالب)، وابن أبي الدنيا في «حسن الظن» (77)، وفي «الأهوال» (107)، والبيهقي في «الشعب» (99)، والخطيب في «تاريخه» (1/ 266، 10/ 265)، وابن حبان في «المجروحين» (1/ 202)، وابن عدي في «الكامل» (4/ 271). وبعضهم يزيد فيه على بعض. وله عن ابن عمر طريقان آخران لا يفرح بهما، أحدهما عند الطبراني في «الكبير» (13880). والثاني عند ابن حبان في «المجروحين» (1/ 202) - ومن طريقه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1526) -. وقال الألباني في «الضعيفة» (3853): ضعيف جداً.

148 - أخبرنا سعيدُ بنُ محمدٍ الفقيهُ: أخبرنا عبدُ الملكِ: حدثنا أبو عثمانَ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ الشِّيرازيُّ بجُند يسابورَ سنةَ ثلاثٍ وثلاثينَ وأربعِمئةٍ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ عُبيدُ اللهِ بنُ محمدٍ: حدثنا أبو محمدٍ محمدُ بنُ الحسنِ بنِ محمدٍ (البُسريُّ؟): حدثنا يعقوبُ بنُ يوسفَ: حدثنا الحسنُ بنُ أبي الحسنِ: حدثنا يحيى بنُ المُتوكلِ: حدثنا هلالُ بنُ أبي هلالٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا صافَحَ / رَجلاً فأخَذَ بيدِهِ لم يدَعْ يدَهُ حتى يَكونَ هو التاركَ ليَدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكانَ يُعرفُ إذا مَرَّ برِيحِه عليه السلامُ (¬1). 149 - أخبرنا الفقيهُ أبو منصورٍ سعيدُ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو الخطابِ نصرُ بنُ أحمدَ بنِ البَطِرِ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ رِزْقويه قراءةً عليه سَنةَ إِحدى عشرةَ وأربعِمئةٍ قالَ: قُرئ على أبي عليٍّ إسماعيلَ بنِ محمدٍ الصَّفارِ يومَ الاثنَينِ سَلْخَ صفرٍ سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وثلاثِمئةٍ: حدثنا محمدُ بنُ صالحٍ أبو بكرٍ البزازُ يُعرفُ بكَيْلَجةَ: حدثنا ابنُ أبي مريمَ: حدثنا يحيى بنُ أيوبَ: حدثني عُبيدُ اللهِ بنُ زَحْرٍ، عن عليِّ بنِ يزيدَ (¬2)، عن القاسمِ، عن أبي أُمامةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَرضَ عليَّ ربِّي عزَّ وجلَّ أَن يَجعلَ لي بَطحاءَ مكةَ ذَهباً، فقُلتُ: لا يا ربِّ، ولكنْ أَشبعُ يوماً وأَجوعُ يوماً، فإذا جُعتُ تَضرَّعتُ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الدبيثي في «ذيل تاريخ بغداد» (3/ 189 - 190) من طريق سعيد بن محمد شيخ المصنف به. وهلال بن أبي هلال أبو ظلال القسملي ضعيف. وفي الإسناد إليه من أجد له ترجمة. وأخرجه الخطيب في «الموضح» (2/ 522) من وجه آخر عن هلال بن أبي هلال به. وللحديث بشطريه طرق أخرى عن أنس ذكرها الألباني في «الصحيحة» (2485) (2137). (¬2) في الأصل: زيد.

ذكر من اسمه سعيد وسعيدة

إليكَ وذَكرتُكَ، وإذا شَبعتُ حَمدتُّكَ وشَكرتُكَ» (¬1). تُوفيَ الفقيهُ أبو منصورٍ سعيدُ بنُ محمدٍ ببغدادَ، سَنةَ أَربعينَ وخمسِمئةٍ. 150 - أخبرنا أبو المُظفرِ سعيدُ بنُ سهلِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الفَلَكيُّ بدمشقَ قالَ: حدثنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ (¬2) بنِ إسماعيلَ الأَخرمُ المَدينيُّ إملاءً بنيسابورَ: أخبرنا أبو نصرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ الزاهدُ: أخبرنا أبو العباسِ الأَصمُّ: أخبرنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ مَيمونٍ الرَّقيُّ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ المباركِ: أخبرنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن هشامٍ، عن ابنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: / «السَّعيدُ مَن سُعِدَ في بطنِ أُمِّهِ» (¬3). يُقالُ: المرادُ بالأمِّ الوالدةُ، ويُقالُ: الأرضُ. وتُوفيَ أبو المُظفرِ سعيدُ بنُ سهلٍ يومَ الأحدِ العشرينَ مِن شوالٍ، سَنةَ سِتينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في المقابرِ المُجاورةِ للمَيدانِ الأخضرِ بظاهرِ دمشقَ. ذِكرُ مَن اسمُه سعيدٌ وسعيدَةُ 151 - أخبرنا أبو القاسمِ سعيدٌ وأختُه سعيدةُ ابنا أبي غالبٍ أحمدَ بنِ ¬

_ (¬1) هو في «مصنفات إسماعيل الصفار» (591). وأخرجه الترمذي (2347)، وأحمد (5/ 254)، والطبراني (7835)، والبيهقي في «الشعب» (1394) من طريق يحيى بن أيوب به. وحسنه الترمذي. وتعقبه الألباني فقال: .. وهذا سند ضعيف جداً. (¬2) من مصادر ترجمته، وفي الأصل: عبيد الله. (¬3) أخرجه الطبراني في «الصغير» (773)، و «الأوسط» (8465)، والبزار (2150 - زوائده) من طريق عبد الرحمن بن المبارك بزيادة: والشقي من شقي في بطن أمه. وقال في «المجمع» (7/ 193): ورجال البزار رجال الصحيح. وصححه الألباني في تخريج «السنة» لابن أبي عاصم (188).

سعيدة بنت أبي غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنا

الحسنِ (¬1) بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ البَنا قَالا: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الواحدِ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ فهدٍ العَلَّافُ: أخبرنا أبو الفتحِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي الفَوارسِ الحافظُ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشَّافعيُّ: حدثنا محمدُ بنُ شدادٍ: حدثنا أبو زُكيرٍ يحيى بنُ محمدِ بنِ قيسٍ: حدثنا هشامُ بنُ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ قالتْ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلوا البلحَ بالتمرِ، فإنَّ الشيطانَ إذا رآهُ غَضبَ وقالَ: عاشَ ابنُ آدمَ حتى أَكلَ الجديدَ بالخَلَقِ» (¬2). 152 - أخبرنا سعيدٌ وسعيدةُ ابنا أبي غالبٍ قالا: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الواحدِ بنُ عليٍّ: أخبرنا أبو الفتحِ: حدثنا أحمدُ بنُ جعفرِ بنِ سَلمٍ: حدثنا الحسنُ بنُ عنبرٍ الوَشاءُ: حدثنا محمدُ بنُ الوزيرِ الواسطيُّ: حدثنا أحمدُ بنُ مَعدانَ العبديُّ، عن ثورِ بنِ يزيدَ، عن خالدِ بنِ مَعدانَ، عن معاذِ بنِ جبلٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما عَظُمتْ نِعمةُ اللهِ على عبدٍ إلا عَظمتْ مُؤنةُ الناسِ عليه، فمَن لم يَحتملْ تلكَ المُؤنةَ فَقد / عرَّضَ تلكَ النعمةَ للزَّوالِ» (¬3). ¬

_ (¬1) من كتب الرجال، وفي الأصل: الحسين. (¬2) أخرجه النسائي في «الكبرى» (6690)، وابن ماجه (3330)، والحاكم (4/ 121)، والبيهقي في «الشعب» (5597) من طريق أبي زكير به. وقال الذهبي: حديث منكر، ولم يصححه المؤلف. (¬3) أحمد بن معدان العبدي متروك. ومن طريقه أخرجه ابن عدي في «الكامل» (1/ 174)، وابن حبان في «المجروحين» (1/ 142)، والبيهقي في «الشعب» (7260)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (798) (799)، والخطيب في «تاريخه» (5/ 181 - 182)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (856). وله إسناد آخر لا يفرح به عن خالد بن معدان، عن مالك بن يخامر، عن معاذ، عند ابن حبان (2/ 280)، والبيهقي (7258). وقال الدارقطني في «علله» (6/ 50) بعد أن ذكر كلا الطريقين: وهو حديث ضعيف غير ثابت. وقال ابن عدي: وهذا الحديث يروى من وجوه وكلها غير محفوظة. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (2291).

الرئيس أبو محمد سعيد بن المبارك بن علي الدهان النحوي

153 - أخبرنا سعيدٌ وسعيدةُ ابنا أبي غالبٍ قالا: أخبرنا عبدُ الواحدِ بنُ عليٍّ: أخبرنا أبو الفتحِ: حدثنا أحمدُ بنُ جعفرٍ الختليُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ الفقيهُ قالَ: سمعتُ أبا محمدٍ القاسمَ بنَ محمدِ بنِ الأَشيبِ يقولُ لإسماعيلَ بنِ إسحاقَ: أُتيَ المأمونُ بالرَّقةِ برَجلَينِ، فشَتمَ أَحدُهما فاطمةَ عليها السلامُ، والآخَرُ عائشةَ عليها السلامُ، فأَمرَ فقُتلَ الذي شَتمَ فاطمةَ وتَركَ الآخَرَ. فقالَ إسماعيلُ: ما حُكمُهما إلا أَن يُقتَلا، لأنَّ الذي شَتمَ عائشةَ أَرادَ (¬1) القرآنَ. 154 - أنشَدَني الرَّئيسُ أبو محمدٍ سعيدُ بنُ المباركِ بنِ عليٍّ الدَّهانُ النَّحويُّ لنفسِهِ ببغدادَ: أتَعجَبُ أنَّني أُمسي فَقيراً ... ويَحظى بالغِنى الغَمْرُ الحقيرُ كَذا الأَطواقُ يُكساها حَمامٌ ... وتَعرى حِكمةً مِنها الصُّقورُ 155 - وأنشَدَني أيضاً لنفسِهِ: لا تَحسَبنْ أنَّ بالكُتْبِ ... مثلَنا سَتصيرُ فلِلدَّجاجةِ رِيشٌ ... لكنَّها لا تَطيرُ ¬

_ (¬1) بعدها في الأصل بياض بمقدار كلمة وعليه علامة تضبيب. وفي «شرح السنة» للالكائي (2396) من طريق عبد الله بن محمد بن زياد الفقيه: لأن الذي شتم عائشة رد القرآن.

حروف مفردة

حُروفٌ مُفردةٌ 156 - أخبرنا القاضي أبو المكارمِ سلطانُ بنُ يحيى بنِ عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ القرشيُّ وغيرُه بدمشقَ قَالوا: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدٍ السُّلميُّ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ عثمانَ بنِ القاسمِ: أخبرنا أبو سعيدٍ عَمرو بنُ محمدٍ الدِّينَوريُّ: أخبرنا أبو جعفرٍ هو محمدُ بنُ جريرٍ / الطَّبريُّ: حدثنا خَلادُ بنُ أَسلمَ: أخبرنا النضرُ بنُ شُميلٍ: حدثنا ابنُ جُريجٍ، عن موسى بنِ عُقبةَ، عن عمرَ بنِ عبدِ اللهِ الأَنصاريِّ، عن أبي الدَّرداءِ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن ذَكرَ امرءاً بما ليسَ فيه ليَعيبَهُ، حبَسَه اللهُ به في جهنمَ حتى يأتيَ بنَفاذِ ما (¬1) قالَ فيه» (¬2). قولُهُ: «بنَفاذِ ما قالَ» أي: بصحةِ ما قالَ فيه. تُوفيَ سلطانُ بنُ يحيى في يومِ الثلاثاءِ، سَلْخَ ذي الحجةِ، سَنةَ ثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ بحضرةِ مسجدِ القدمِ بظاهرِ دمشقَ. ¬

_ (¬1) في الأصل: «مما» والمثبت من الموضع التالي. (¬2) هو في «صريح السنة» للطبري (38). ووقع في إسناده تحريف يصحح من هنا ومن «تاريخ دمشق» لابن عساكر (37/ 253) فقد أخرجه من طريقه. وأخرجه أبو الشيخ في «التوبيخ والتنبيه» (126) (197) من طريق خلاد بن أسلم به. وأخرجه أيضاً (196) من طريق ابن جريج، عن أبي بكر بن عبد الله - وهو ابن أبي سبرة -، عن موسى بن عقبة به. واختلاف ثالث في إسناده أخرجه الطبراني في «الأوسط» (8936) من طريق ابن جريج أيضاً، فسمى راويه عن أبي الدرداء: عمرو بن عبد الله الأودي. ولم أعرفه على الاحتمالين. والحديث ضعفه الألباني في «تخريج أحاديث الحلال والحرام».

أبو محمد سلمان بن مسعود بن الحسين الشحام

157 - أخبرنا أبو محمدٍ سلمانُ بنُ مسعودِ بنِ الحسينِ الشَّحامُ ببغدادَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ العَلافِ المقرئُ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ بنِ حفصٍ الحَمَّاميُّ المقرئُ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشَّافعيُّ: حدثني صالحُ بنُ عمرانَ: حدثنا سعيدٌ الزَّنبَريُّ: حدثنا مالكٌ، عن العلاءِ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ - يَعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم: «أُقاتلُ الناسَ حَتى يَقولوا لا إلهَ إلا اللهُ، فإذا قَالوها عَصموا مِني دِماءَهم وأَموالَهم إلا بحقِّها، وحِسابُهم على اللهِ عزَّ وجلَّ». سقطَ مِن الأصلِ: «أُمرتُ أَن» (¬1). 158 - أخبرنا سلمانُ بنُ مسعودٍ: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ: حدثنا عليُّ بنُ أحمدَ الحَمَّاميُّ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشَّافعيُّ: حدثنا أبو القاسمِ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ جعفرٍ: أخبرنا أبو الحَريشِ: حدثنا محمدُ بنُ العلاءِ الهمْدانيُّ: حدثنا مصعبُ بنُ المقدامِ: حدثنا أبو حَنيفةَ، عن الحارثِ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن أبي صالحٍ، عن أمِّ هانئٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه دَعا بجَفنةٍ فيها وَضَرٌ للعَجينِ، فصبَّ فيها ماءً، فاستَتَرَ وصَبَّ عليه، ثم تَوشَّحَ بثوبٍ واحدٍ، ثم صلَّى رَكعَتينِ (¬2). ¬

_ (¬1) وهكذا هو أيضاً بلفظ: (أقاتل ..) في «مصنفات أبي الحسن الحمامي» (5). وسعيد بن داود الزنبري له عن مالك مناكير. والحديث عند مسلم (21) (34) من وجه آخر عن العلاء بن عبد الرحمن به. وأخرجه البخاري (2946)، ومسلم (21) من طرق عن أبي هريرة به. (¬2) هو في «مصنفات أبي الحسن الحمامي» (38). وتصحف فيه (وضر للعجين) إلى: (وضوء للعجين)!! وأخرجه الخطيب في «تاريخه» (13/ 290)، وابن أبي العوام في «فضائل أبي حنيفة» (324)، وأبو نعيم (ص 94 - 95)،، والحارثي (1339) (1340) (1341)، وابن خسرو (149) - ثلاثتهم في «مسانيدهم لأبي حنيفة» - من طريق أبي حنيفة بنحوه. وأخرجه أحمد (6/ 342) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح بنحوه. وله طرق أخرى عن أم هانئ مطولاً ومختصراً، انظر بعضها عند البخاري (1103) (1176) (4292)، ومسلم (336).

أبو محمد سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن مندة

«وَضَرُ العَجينِ» هو ما يَبقى مِن أثرِهِ على اليَدينِ. 159 - أخبرنا أبو محمدٍ / سفيانُ بنُ إبراهيمَ بنِ عبدِ الوهابِ بنِ مَندةَ بقراءَتي عليه بأَصبهانَ قالَ: حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ الخبَّازُ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسينِ بنِ جريرٍ القاضي الدَّشتيُّ رحمَه اللهُ إملاءً: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ هشامِ بنِ حميدٍ الحُصْريُّ بالبصرةِ: حدثنا يحيى بنُ أبي طالبٍ: حدثنا زيدُ بنُ الحُبابِ: حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عن صالحِ بنِ كَيسانَ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، عن زيدِ بنِ خالدٍ الجهنيِّ قالَ: خرجْنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في غَزاةٍ، فمُطِرْنا مِن الليلِ مِن مطرٍ بذِي الحُليفةِ، فلمَّا أَصبحْنا قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَتدرونَ ما قالَ ربُّكم؟» قُلنا: اللهُ ورسولُه أَعلمُ، قالَ: «إنَّه قالَ: مِنكم مَن أَصبحَ كافراً ومِنكم مَن أَصبحَ مؤمناً، فمَن قالَ: مُطِرْنا بالكوكبِ، فهو مؤمنٌ بالكَوكبِ كافرٌ باللهِ، ومَن قالَ: مُطِرْنا برحمةِ اللهِ وفضلِهِ، فهو مؤمنٌ باللهِ كافرٌ بالكَوكبِ». خرَّجه مسلمٌ عن يحيى بنِ يحيى، عن مالكِ بنِ أنسٍ (¬1). ¬

_ (¬1) برقم (71). وهو في «الموطأ» (1/ 192). وأخرجه البخاري (846) (1038) (4147) (7503) من طريق مالك وغيره، عن صالح بن كيسان به.

160 - أخبرنا سفيانُ بنُ إبراهيمَ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسينِ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ جعفرِ بنِ أحمدَ بنِ المغيرةِ التُّستَريُّ: حدثنا أبو الهيثمِ سيَّارُ بنُ الحسنِ التُّستَريُّ: حدثنا سليمانُ بنُ حربٍ: حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أنسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَووا صُفوفَكم، فإنَّ تَسويةَ الصفِّ مِن تَمامِ الصلاةِ». رواه مسلمٌ عن محمدِ بنِ المُثنى وبُندارٍ، عن غُندرٍ، عن شعبةَ (¬1). 161 - أخبرنا سفيانُ بنُ إبراهيمَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ القاسمُ بنُ الفضلِ بنِ محمودٍ الثَّقفيُّ: أخبرنا أبو الفتحِ هو هلالُ بنُ محمدٍ الحفَّارُ: حدثنا أبو الأشعثِ: حدثنا حزمُ بنُ أبي حزمٍ: حدثنا ميمونُ بنُ سِياهٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ / قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أَحبَّ أَن يَمدَّ اللهُ في عُمرِه أو (¬2) يَزيدَ في رِزقِهِ، فليبُرَّ والدَيهِ، وليَصِلْ رحمَه» (¬3). مَعنى الإمدادِ في العُمرِ: أَن يُوفَّقَ العبدُ لعملٍ يَتضاعفُ فيه ثوابُه. وقَد ¬

_ (¬1) برقم (433). وأخرجه البخاري (723) من طريق شعبة به. (¬2) هكذا في الأصل، وعلى الألف علامة تضبيب صغيرة، وفي المصادر: ويزيد. (¬3) هو في «جزء هلال الحفار» (3). وأخرجه أحمد (3/ 229، 266) من طريق حزم بن أبي حزم القطعي به. وهو عند البخاري (2067) (5986)، ومسلم (2557) من طريق الزهري، عن أنس بنحوه، ليس فيه: «وليبر والديه».

أبو علي سهل بن محمد بن أحمد بن الحسين الحاجي المقرئ

قيلَ: يُوفقُ لقيامِ الليلِ، فإنَّ النومَ أَخو الموتِ، كما رُويَ في الحديثِ (¬1). وزيادةُ الرزقِ على مَعنى: أنَّ اللهَ تَعالى قدَّرَه في الأَزلِ مُعلقاً بشرطِ بِرِّ الوالدَينِ وصِلةِ الرَّحمِ. 162 - أخبرنا أبو عليٍّ سهلُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ الحسينِ الحاجِّي المقرئُ بأصبهانَ: أخبرنا أبو محمدٍ زيادُ بنُ محمدِ بنِ زيادٍ الجَلَّابُ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ مَندةَ الحافظُ: أخبرنا أحمدُ بنُ عَمرو: حدثنا يونسُ بنُ عبدِ الأَعلى: حدثنا ابنُ وهبٍ، عن جريرِ بنِ حازمٍ، عن قتادةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: عَقَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن حسنٍ وحسينٍ بكَبشينِ (¬2). هذا الحديثُ احتَجَّ به مَن قالَ بأنَّ حكمَ العَقيقةِ ثابتٌ لم يُنسخْ، وهو قولُ الشَّافعيِّ رحمَه اللهُ. 163 - أخبرنا سهلُ بنُ محمدٍ: أخبرنا زيادُ بنُ محمدٍ: حدثنا ابنُ مَندةَ: أخبرنا محمدُ بنُ عمرَ بنِ جميلٍ الطُّوسيُّ: حدثنا الحسينُ بنُ محمدِ بنِ أبي مَعشرٍ: ¬

_ (¬1) الذي صححه بطرقه الألباني في «الصحيحة» (1087). (¬2) أخرجه أبو يعلى (2945)، والبزار (7252)، والطبراني في «الأوسط» (1878)، وابن حبان (5309)، والطحاوي في «المشكل» (1038)، وابن عدي (2/ 126)، والبيهقي (9/ 299)، والضياء في «المختارة» (2490) من طريق ابن وهب به. وقال أبو حاتم في «العلل» (1633): أخطأ جرير في هذا الحديث، إنما هو: قتادة، عن عكرمة قال: عق رسول الله صلى الله عليه وسلم .. .. مرسلاً. قلت: وقال ابن معين في جرير بن حازم: هو عن قتادة ضعيف. والحديث أخرجه النسائي (4219) وغيره من طريق قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً.

حدثنا وكيعُ بنُ الجراحِ، عن سفيانَ الثوريِّ، عن أبي حازمٍ، عن سهلِ بنِ سعدٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «التَّسبيحُ للرِّجالِ، والتَّصفيقُ للنِّساءِ» (¬1). قولُهُ صلى الله عليه وسلم: «والتَّصفيقُ للنِّساءِ» مَعناهُ أنَّ التَّصفيقَ في الصلاةِ لهنَّ لا للرِّجالِ، وقيلَ: إنَّه ذَمَّ التَّصفيقَ في الصلاةِ لأنَّه مِن فعلِ النساءِ في غيرِ الصلاةِ. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1204) من طريق وكيع بهذا اللفظ.

باب الشين

بابُ الشينِ 164 - أخبرنا الفقيهُ أبو عبدِ اللهِ شافعُ بنُ عبدِ الرشيدِ بنِ القاسمِ الجِيليُّ ببغدادَ: / أخبرنا أبو محمدٍ فضلُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ أبي جعفرٍ الطَّبَسيُّ بها: أخبرنا أبي: أخبرنا الحاكمُ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ والقاضي أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحسنِ (¬1) قالا: حدثنا الأَصمُّ. وحدَّثنيه عالياً أبو سعدٍ عبدُ الكريمِ بنُ محمدٍ السَّمعانيُّ ببغدادَ: أخبرنا عبدُ الغفارِ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ الشِّيْرُوْيِيّ قراءةً عليه بنيسابورَ وأَنا حاضرٌ: أخبرنا أحمدُ بنُ الحسنِ (¬2) بنِ أحمدَ الحِيريُّ الحَرَشيُّ: حدثنا الأَصمُّ أبو العباسِ محمدُ بنُ يعقوبَ بنِ يوسفَ المَعقليُّ الأمويُّ: حدثنا زكريا بنُ يحيى بنِ أسدٍ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن ابنِ المُنكدرِ، سمعَ عروةَ بنَ الزبيرِ يقولُ: حدثتنا عائشةُ رضي اللهُ عنها: أنَّ رَجلاً استَأذنَ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «ائذَنوا له، فبئسَ رَجلُ العَشيرةِ، أو بئسَ رَجلُ العَشيرةِ (¬3)»، فلمَّا دَخلَ عَليه أَلانَ له القولَ، فقالتْ عائشةُ: يا رسولَ اللهِ، قُلتَ: بئسَ رَجلُ العَشيرةِ، فلمَّا دَخلَ أَلنْتَ له القولَ! قالَ: «يا عائشةُ، إنَّ شرَّ الناسِ مَنزلةً يومَ القيامةِ مَن ودَعَه أو ترَكَه الناسُ اتقاءَ فُحشِهِ» (¬4). ¬

_ (¬1) بن أحمد الحيري، الآتي بعد قليل، وفي الأصل: الحسين. (¬2) من مصادر ترجمته، وفي الأصل: الحسين. (¬3) هكذا في الأصل، وفي «جزء سفيان بن عيينة»: فبئس رجل العشير أو بئس رجل العشيرة. (¬4) هو في «جزء سفيان بن عيينة» رواية المروزي (2). وأخرجه البخاري (6032) (6054) (6313)، ومسلم (2591) من طريق ابن المنكدر به.

أبو زيد شكر بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الأبهري

أخرجَه البخاريُّ، عن عَمرو بنِ عيسى، عن محمدِ بنِ سواءٍ، عن روحِ بنِ القاسمِ، ورواهُ مسلمٌ عن محمدِ بنِ رافعٍ وعبدِ بنِ حُميدٍ، عن عبدِ الرزاقِ، عن معمرٍ، كلاهما عن محمدِ بنِ المُنكدرِ. 165 - أخبرنا أبو زيدٍ شُكْرُ بنُ أبي طاهرٍ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ الأَبهريِّ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ القاسمُ بنُ الفضلِ بنِ أحمدَ بنِ محمودٍ قراءةً عليه وأنا أَسمعُ: أخبرنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشرانَ: حدثنا إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصَّفارُ: حدثنا سَعدانُ بنُ نصرِ بنِ منصورٍ البزازُ: حدثنا معاذٌ: حدثنا سُليمانُ التَّيميُّ، عن أبي مِجلَزٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قَنتَ / رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهراً يَدعو بعدَ الرُّكوعِ على رِعْلٍ وذَكوانَ، حيَّينِ مِن بَني سُليمٍ (¬1). 166 - أخبرنا شُكْرُ بنُ أحمدَ: أخبرنا القاسمُ بنُ الفضلِ: أخبرنا ابنُ بِشرانَ: حدثنا إسماعيلُ الصَّفارُ: حدثنا سَعدانُ بنُ نصرٍ: حدثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن عَمرو بنِ مُرةَ، عن سالمِ بنِ أبي الجعدِ، عن أمِّ الدَّرداءِ، عن أبي الدَّرداءِ قالَ: تَفُكرُ ساعةٍ خيرٌ مِن قيامِ ليلةٍ (¬2). 167 - أخبرنا أبو محمدٍ شميلةُ بنُ محمدِ بنِ جعفرِ بنِ محمدِ بنِ أبي هاشمٍ الحسنيُّ إملاءً مِن لفظِهِ ببغدادَ قالَ: حدثنا أبو سعيدٍ محمدُ بنُ سعيدٍ (الزنكانيُّ؟) (¬3) قالَ: أخبَرني أبو عبدِ اللهِ سالمُ بنُ عبدِ اللهِ الأَنصاريُّ قالَ: ¬

_ (¬1) تقدم (144). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (35728)، وعبد الله بن أحمد (745)، وهناد (943) كلاهما في «الزهد»، والبيهقي في «الشعب» (117) من طريق أبي معاوية به. (¬3) هكذا قرأتها في الأصل، وفي «اللسان»: الريحاني. وكذا في «كنز العمال» (36733) في إسناد حديث آخر.

حدثني أبو الدُّنيا محمدٌ الأشجُّ قالَ: حدثني عليُّ بنُ أبي طالبٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سَيكونُ في آخِرِ الزَّمانِ علماءُ يُرَغِّبونَ في الآخرةِ ولا يَرغَبونَ فيها، يُزَهِّدونَ في الدُّنيا ولا يَزهَدونَ عَنها، يَنقبِضونَ عندَ الفقراءِ ويَنبِسطونَ عندَ الأغنياءِ، أولئكَ الجبَّارونَ أَعداءُ الرَّحمنِ». هذا الحديثُ موضوعٌ لا أَصلَ له (¬1). 168 - وحدثنا شميلةُ بنُ محمدٍ قالَ: دَخلَ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشِّيرازيُّ على والدِي أميرِ الحرمينِ: محمدِ بنِ أبي هاشمٍ يسألُهُ عتقَ عبدٍ كانَ له يُسَمي مُباركاً الحبَشيَّ، فقالَ له: قد وهبتُه لكَ أَعتِقْهُ، فقالَ: لا، أعتِقْهُ أنتَ، قالَ: فأعتَقَه، وأَعتقَ أربعَمئةِ عبدٍ في تلكَ الساعةِ ببركةِ دُخولِ ذلكَ الشيخِ عليهِ. 169 - أنشدَنا شميلةُ قالَ: أنشَدَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشِّيرازيُّ بمكةَ حرسَها اللهُ تعالى: / ولقَد كَتمتُ هَواك أَوثَقَ صاحبٍ ... عِندي مَخافةَ أَن يَكونَ عَدوَّا حذَراً عليك وأنت مَوضعُ ظِنَّتي ... لا زلتُ فيك مسلَّماً مَكْلُوَّا لا نالَ قَلبي مِن وِصالِك سُؤلَهُ ... إنْ كانَ قَلبي رَامَ عَنك سُلُوَّا سألتُ شميلةَ عن مولدِهِ، فقالَ: سَنةَ سِتٍّ وثلاثينَ وأربعِمئةٍ. وقالَ: سمعتُ البخاريَّ على كَريمةَ بمكةَ سَنةَ تسعٍ وثلاثينَ وأربعِمئةٍ، ¬

_ (¬1) وذكره الحافظ في ترجمة شميلة من «اللسان» (3/ 188) من رواية أبي سعد السمعاني عنه، ثم نقل عن السمعاني قوله: هذا حديث باطل ورجاله مجاهيل.

وكُنتُ ابنَ أربعِ سِنينَ، وكنتُ أَمضي مَع خالٍ لي. وقالَ: سمعتُ الشِّهابَ على القُضاعيِّ في شهرِ رمضانَ سَنةَ سبعٍ وأربعينَ وأربعِمئةٍ، وأَظهرَ نُسخةً فيها سماعُهُ مِن القُضاعيِّ بخطِّ ابنِه، وعليها ظلمةٌ وتخليطٌ، ذُكرَ في التَّسميعِ: «سَمعَ مِني» وفي آخِرِه: «وكَتبَ: عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ جعفرٍ»، وقالَ: هذا خطُّ ابنِ القُضاعيِّ.

باب الصاد

بابُ الصَّادِ مَن اسمُه صافي 170 - أخبرنا أبو الحسنِ صافي بنُ عبدِ اللهِ الصُّوفيُّ الدَّلالُ ببغدادَ: أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الملكِ الأَسديُّ أبو سعدٍ: أخبرنا أبو عليُّ بنُ شاذانَ: أخبرنا أحمدُ بنُ سليمانَ (¬1) العبَّادانيُّ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الملكِ الدَّقيقيُّ: أخبرنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا هشامٌ يَعني ابنَ حسانَ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عمرَ، عن سعيدٍ المَقبريِّ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا أَوى أَحدُكم إلى فراشِهِ فليَنفضْهُ بداخِلَةِ إزارِهِ، فإنَّه لا يَدري ما خلَفَه مِن بعدِهِ» (¬2). هذا الحديثُ / وإنْ كانَ لفظُهُ لفظَ الأمرِ، فالمرادُ به الشَّفقةُ مِن الشارعِ على الأُمةِ، وإِن كانَ الحذرُ لا يَدفعُ القَدَرَ، وعَسى أَن يُصيبَ الشَّخصَ ما يَكرهُ فيَقولَ: لو فَعلتُ كَذا ما أَصابَني كَذا، فذَكرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلكَ للمَعنى الذي ذَكرناهُ. 171 - أخبرنا صافي بنُ إبراهيمَ الطَّرسُوسيُّ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ زهيرٍ المالكيُّ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ شجاعٍ الرَّبعيُّ: أخبرنا القاضي أبو الحسنِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ صخرٍ الأَزديُّ قالَ: وحدثنا أبو الطيبِ عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ أبي شيبةَ العطارُ بالبصرةِ: حدثنا العباسُ بنُ أحمدَ الشاميُّ: حدثنا كثيرُ بنُ عُبيدٍ الحذَّاءُ: حدثنا بقيةُ، عن عباسِ بنِ ¬

_ (¬1) من مصادر ترجمته، وفي الأصل: سلمان. (¬2) أخرجه البخاري (6320)، ومسلم (2714) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة به. وانظر «علل الدارقطني» (2044).

إبراهيمَ، عن رِشدِين بنِ سعدٍ (¬1)، عن أبي أمامةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما تَحتَ أَديمِ السماءِ إلهٌ يُعبَدُ مِن دونِ اللهِ أَعظمُ عندَ اللهِ مِن هَوىً مُتبَّعٍ». قالَ عبدُ الخالقِ: قَد قيلَ في تَفسيرِ قولِهِ تَعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23] أنَّها نَزلتْ في الحارثِ بنِ قيسٍ السَّهميِّ أَحدِ المُستَهزئينَ، وذلكَ أنَّه كانَ يَعبدُ ما تَهواهُ نفسُهُ (¬2). ¬

_ (¬1) هكذا وقع الإسناد في الأصل، ولعل صوابه: «كثير بن عبيد الحذاء: حدثنا بقية، عن عيسى بن إبراهيم، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة». فكذلك أخرجه الحسن بن سفيان في «مسنده» عن كثير بن عبيد- كما في «اللآلئ المصنوعة» للسيوطي (2/ 323) -، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (6/ 118). وعيسى بن إبراهيم هو ابن طهمان الهاشمي متروك. وبقية بن الوليد مشهور بالتدليس، وهذا الإسناد من أمثلة ذلك. فقد أخرجه أبو نصر السجزي في «الإبانة» - كما في «اللآلئ المصنوعة» - من طريق ابن لهيعة، عن عيسى بن إبراهيم، عن الخصيب بن جحدر، عن راشد بن سعد. بل قد أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (3)، وابن عدي في «الكامل» (2/ 301)، وابن بطة في «الإبانة» (280)، وأبو القاسم الأصبهاني في «الحجة في بيان المحجة» (106) (159) من طريق بقية، عن عيسى بن إبراهيم، عن الحسن بن دينار، عن الخصيب بن جحدر، عن راشد بن سعد. ومن طريق الحسن بن دينار بهذا الإسناد أخرجه الطبراني (7502)، وأبو يعلى (2990 - مطالب)، وابن عدي (3/ 69)، والخرائطي في «اعتلال القلوب» (87). والحسن بن دينار متروك. والخصيب بن جحدر كذبوه. (¬2) ذكره الثعلبي (8/ 362)، والقرطبي (16/ 111) عن مقاتل قوله. وهوفي «تفسير مقاتل» (3/ 81) مختصراً.

باب الضاد

بابُ الضَّادِ 172 - أخبرتنا ضوءُ الصباحِ بنتُ أبي المعمرِ المباركِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ العزيزِ الأَنصاريِّ ببابِ الأَزجِ ببغدادَ في العشرِ الأولِ مِن شوالٍ سَنةَ سِتٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ قالتْ: أخبرنا أبو القاسمِ هبةُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ الحصينِ الشَّيبانيُّ قالَ: أخبرنا محمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ غَيلانَ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشافعيُّ: / حدثنا أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أبي الدُّنيا: حدثنا سُويدُ بنُ سعيدٍ: [حدثنا سُويدُ بنُ عبدِ العزيزِ] (¬1): حدثنا نوحُ بنُ ذَكوانَ، عن أخيه أيوبَ، عن الحسنِ، عن أنسٍ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يقولُ اللهُ تعالى: إنِّي لأَستَحي مِن عَبدي وأَمَتي يَشيبانِ في الإسلامِ أُعذِّبُهما بعدَ ذلكَ» (¬2). 173 - أنشدَني ضوءُ بنُ عثمانَ بنِ معروفٍ الفَزاريُّ لبعضِهم: يا بَخيلاً على الصَّديقِ بوُدِّهِ ... وجَواداً بهجرِهِ وبصدِّهِ لا يَراني الإلهُ أُقبلُ بالوُدِّ ... على مُقبلٍ عليَّ بصدِّهِ ¬

_ (¬1) ليست في الأصل، واستدركتها من مصادر التخريج، ومنها «المشيخة البغدادية» لابن المسلمة (ص 319) عن ضوء الصباح بهذا الإسناد. (¬2) هو في «الغيلانيات» (395)، وفي «العمر والشيب» لابن أبي الدنيا (2). وأخرجه أبو يعلى (2764)، والحارث في «مسنده» (1084)، وابن حبان في «المجروحين» (1/ 168)، وابن عدي في «الكامل» (1/ 358) من طريق سويد بن عبد العزيز به. وقال ابن حبان: منكر باطل، لا أصل له. وقال الألباني في «الضعيفة» (5883): وهو مسلسل بثلاثة ضعفاء على نسق واحد، آخرهم أشدهم ضعفاً.

باب الطاء

بابُ الطاءِ 174 - أخبرنا أبو محمدٍ طاهرُ بنُ سهلِ بنِ بشرِ بنِ أحمدَ الإِسفَرائينيُّ بدمشقَ في الثامنِ مِن ذي الحجةِ سَنةَ خمسٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ: أخبرنا أبو القاسمِ الحسينُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ الحِنَّائيُّ: حدثنا أبو الحسينِ عبدُ الوهابِ بنُ الحسنِ بنِ الوليدِ الكِلابيُّ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ خُرَيمِ بنِ مروانَ العُقيليُّ قراءةً عليه وأَنا أَسمعُ: حدثنا أبو الوليدِ هشامُ بنُ عمارِ بنِ نُصيرِ بنِ ميسرةَ السُّلميُّ: حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ: حدثنا إسحاقُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الرُّؤيا الحسنةُ مِن الرَّجلِ الصالحِ جُزءٌ مِن سِتةٍ وأَربعينَ جُزءاً مِن النُّبوةِ» (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ: الحكمةُ في تَخصيصِ السِّتةِ والأَربعينَ جُزءاً لأنَّ النُّبوةَ تَكونُ بعدَ الأَربعينَ سَنةً، وعاشَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وسِتينَ سَنةً، / فكانَت مدةُ نبوَّتِه ورسالتِهِ ثلاثاً وعشرين سَنةً، وإذا جُزِّئتْ أَنصافاً كانتْ سِتةً وأَربعينَ جُزءاً (¬2). 175 - أخبرنا طاهرُ بنُ سهلٍ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ المقرئُ وأبو القاسمِ عبدُ الملكِ بنُ محمدِ ¬

_ (¬1) هو في «الحنائيات» (151)، و «جزء من حديث أبي الحسن الكلابي» (8)، و «عوالي مالك» لهشام بن عمار (11)، و «الموطأ» (2/ 956). ومن طريق مالك أخرجه البخاري (6983). (¬2) كتب فوقها في الهامش بخط مغاير: «اعتبر عليه السلام الرؤيا الصالحة وعبَّرها في ابتداءِ نبوَّته ستَّةَ أشهرٍ، فكانت جزءاً من ستَّةٍ وأربعين جزءاً من النّبوَّة (.. ؟ ..)».

بنِ عبدِ اللهِ الواعظُ قالا: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسينِ الآجُرِّيُّ بمكةَ: حدثنا أبو أحمدَ هارونُ بنُ يوسفَ التاجرُ: حدثنا محمدُ بنُ أبي عمرَ العَدَنيُّ: حدثنا مروانُ بنُ معاويةَ الفَزاريُّ، عن يزيدَ بنِ كَيسانَ، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الإسلامَ بدأَ غَريباً وسَيعودُ غَريباً، فطُوبى للغُرباءِ» (¬1). 176 - وأخبرنا طاهرُ بنُ سهلٍ: أخبرنا أبو الحسينِ محمدُ بنُ مكيٍّ المصريُّ بدمشقَ قالَ: حدثنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ العباسِ الإِخْميميُّ قالَ: حدثنا أبو جعفرٍ هو أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سلامةَ الطَّحاويُّ قالَ: أخبرنا يونسُ هو ابنُ عبدِ الأَعلى قالَ: أخبرنا عبدُ اللهِ هو ابنُ وهبٍ قالَ: أخبرني عبدُ اللِه (¬2) بنُ عمرَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ القاسمِ، عن أبيه، عن عائشةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّها قالتْ: رأيتُ رَجلاً يومَ الخندقِ على صورةِ دِحيةَ بنِ خَليفةَ الكَلبيِّ على دابةٍ يُناجي رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعليهِ عِمامةٌ قَد سدَلَها خلفَهُ، فسألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «ذاكَ جبريلُ أَمرَني أَن أَخرجَ إلى بَني قُريظةَ» (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «شرف أصحاب الحديث» للخطيب (32)، وفي «صفة الغرباء» للآجري (4). وأخرجه مسلم (145) من طريق ابن أبي عمر العدني به. (¬2) في الأصل: (عبيد الله)، والمثبت من «حديث الإخميمي» ومصادر التخريج. (¬3) هو في «الجزء الثاني من حديث أبي الحسن الإخميمي- مخطوط» (58/ أ). وأخرجه أحمد (6/ 148، 152)، وابن سعد (4/ 250)، والطبراني في «الكبير» 23/ (85)، «والأوسط» (8818)، وأبو بكر الشافعي في «الغيلانيات» (547) (548)، والبيهقي (4/ 10)، وأبو نعيم (435) كلاهما في «الدلائل»، وأبو طاهر المخلص في «المخلصيات» (434) (449) (1191) من طريق عبد الله بن عمر العمري مطولاً ومختصراً. واختلف عليه فيه، ففي بعض الروايات يرويه عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه، كما هو هنا. وفي بعضها: عن أخيه عبيد الله عن القاسم. وفي أخرى: عن يحيى بن سعيد عن القاسم، وجمعهما الطبراني في روايته. ومداره على عبد الله بن عمر العمري، وهو ضعيف. وانظر رواية أبي سلمة عن عائشة عند أحمد (6/ 74، 146).

أبو سعيد طغدي بن خطلخ الغزنوي

تُوفيَ طاهرُ بنُ سهلِ بنِ بشرٍ ليلةَ الجمعةِ، ودُفنَ مِن الغدِ بعدَ صلاةِ الجمعةِ، السابعَ مِن ذي الحِجةِ، سَنةَ إِحدى وثلاثينَ وخمسِمئةٍ، / ودُفنَ في مقابرِ بابِ الفراديسِ بدمشقَ. 177 - أخبرني أبو سعيدٍ طغدي بنُ خطلخ الغَزنويُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ المَوصليُّ: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الملكِ بنُ بِشرانَ الواعظُ: أخبرنا أبو سهلٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زيادٍ القَطانُ: حدثنا عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ الدِّيرعاقوليُّ: حدثنا أبو اليَمانِ: أخبرني شعيبٌ، عن الزُّهريِّ: أخبرني محمدُ بنُ جُبيرِ بنِ مُطعمٍ، عن أبيه قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ لي أَسماءَ: أَنا محمدٌ، وأَنا أحمدُ، وأَنا الماحي الذي يَمحو اللهُ بي الكفرَ، وأَنا الحاشرُ الذي يَحشرُ اللهُ الناسَ على قَدَمي، وأَنا العاقبُ». والعاقبُ الذي ليسَ بعدَهُ أَحدٌ، يَعني: أَحدٌ مِن الأَنبياءِ (¬1). 178 - وبه عن الزُّهريِّ قالَ: أخبرني صفوانُ بنُ عبدِ اللهِ، أنَّ عَلياً رضي اللهُ عنه قامَ بصِفِّينَ وأهلُ العراقِ يَسبُّونَ أَهلَ الشامِ، فقالَ: يا أَهلَ العراقِ، لا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3532) (4869)، ومسلم (2354) من طريق الزهري به. ويأتي (182).

تَسُبوا أَهلَ الشامِ جَماً غَفيراً، فإنَّ فيهم رِجالاً كارِهينَ لِما تَرونَ، وإنَّه بالشامِ تكونُ الأَبدالُ (¬1). «الجَمُّ» هو الجَمعُ. و «الغَفيرُ» هو الكثيرُ العَددِ. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (20455)، وإسحاق في «مسنده» (مطالب- 3197)، وعبد الله بن أحمد في «الفضائل» (1726)، وابن المبارك في «الجهاد» (192)، والبيهقي في «الدلائل» (6/ 449)، والضياء في «المختارة» (485) (486)، وابن عساكر (1/ 338 - 339) من طريق الزهري على اختلاف في تسمية شيخه: صفوان بن عبد الله، أو: عبد الله بن صفوان. وله عن علي طريق أخرى موقوفاً بنحوه. وروي عنه مرفوعاً. انظر «المطالب» (3197)، و «مسند أحمد» (1/ 112).

باب الظاء

بابُ الظَّاءِ 179 - أخبرنا أبو مُقيمٍ ظاعنُ بنُ محمدِ بنِ محمودٍ الخيَّاطُ ببغدادَ: أخبرنا أبو عثمانَ إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ مَلَّةَ الأَصبهانيُّ إملاءً: أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ رِيذَةَ: أخبرنا سليمانُ بنُ أحمدَ بنِ أيوبَ: حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الدَّبَريُّ: حدثنا عبد الرزاقُ:/ حدثنا الثَّوريُّ، عن خالدٍ الحذَّاءِ، عن أبي قِلابةَ، عن أبي الأَشعثِ الصَّنعانيِّ، عن شَدادِ بنِ أَوسٍ الأَنصاريِّ رضي اللهُ عنه قالَ: حَفظتُ مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اثنتَينِ، أنَّه قالَ: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ كَتبَ الإحسانَ على كُلِّ شيءٍ، فإذا قَتلتُم فأحسِنوا القِتلَةَ، وإذا ذَبحتُم فأَحسِنوا الذَّبحَ، وليُحِدَّ أَحدُكم شَفرتَه ثم ليُرِحْ ذَبيحَتَه» (¬1). «القِتلةُ» بكسرِ القافِ هي الحالةُ التي يَكونُ عَليها الشخصُ. 180 - أخبرنا ظاعنُ بنُ محمدٍ: أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ مَلَّةَ: أخبرنا عبدُ العزيزِ بنُ أحمدَ بنِ فادويه: أخبرنا أبو الشَّيخِ: أخبرنا محمدُ بنُ سليمانَ: أخبرني محمدُ بنُ زَكريا الغَلَابيُّ: حدثني العباسُ بنُ بَكارٍ: حدثنا أبو بكرٍ الهُذليُّ، عن الشَّعبيِّ قالَ: مرَّ أميرُ المؤمنينَ عليٌّ رضي اللهُ عنه بقبرِ طلحةَ رضي اللهُ عنه فقالَ: كأنَّ الثُّريَّا عُلِّقَتْ في جَبينِه ... وفي خَدِّه الشِّعرَى وفي الآخَرِ البَدرُ يُريدُ بذلكَ إِشراقَ وجهِهِ وبَهجةَ مَنظرِهِ. ¬

_ (¬1) هو في «المعجم الكبير» للطبراني (7114)، وفي «مصنف عبد الرزاق» (8604). وأخرجه مسلم (1955) من طريق خالد الحذاء به.

أبو القاسم ظاهر بن أبي غالب أحمد بن محمد المساميري البزاز

قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: «الغَلَابي» بالغَينِ المُعجَمةِ المُخفَّفةِ. والعباسُ بنُ بَكارٍ ضعيفٌ (¬1). وكذلكَ أبو بكرٍ الهُذليُّ (¬2). 181 - أخبرنا أبو القاسمِ ظاهرُ بنُ أبي غالبٍ أحمدَ بنِ محمدٍ المَساميريُّ البزازُ بقراءَتي عليه ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أحمدَ الحافظُ قراءةً عليه: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدٍ البزازُ قراءةً عليه: حدثنا الحسينُ بنُ إسماعيلَ الضَّبيُّ: حدثنا أحمدُ بنُ إسماعيلَ المدنيُّ: / حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن عليِّ بنِ حسينٍ، عن عمرَ بنِ عثمانَ بنِ عفانَ، عن أسامةَ بنِ زيدٍ، أنَّ رسولَ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَرثُ المسلمُ الكافرَ» (¬3). أكثرُ رواةِ الحديثِ يَقولونَ: عَمرو بنُ عثمانَ بنِ عفانَ (¬4)، ومالكٌ يقولُ: عمرَ، والأولُ هو المعروفُ (¬5). 182 - أخبرنا ظاهرُ بنُ أبي غالبٍ: أخبرنا أبو الفَوارسِ طِرادُ بنُ محمدٍ الزَّينَبيُّ الهاشميُّ قراءةً عليه: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ البزازُ: أخبرنا ¬

_ (¬1) وكذبه الدارقطني. (¬2) بل هو متروك. ومحمد بن زكريا الغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث. والأثر أخرجه الحاكم (3/ 373) من طريق الغلابي، عن العباس بن بكار، عن سهيل بن أبي سهيل التميمي، عن أبيه، عن علي. (¬3) هو في «المحامليات» برواية ابن مهدي الفارسي (336). وفي «الموطأ» (2/ 519). (¬4) وهكذا هو عند البخاري (6764)، ومسلم (1614) من طريق الزهري. (¬5) هذه الفقرة كلها من الهامش، وجاء في آخرها: (قال: لا يرث المسلم الكافر) ولا موضع لها في السياق، فلعلها سبق قلم، أو أن ناسخ الأصل انتقل نظره إليها سهواً، والله أعلم.

ظفر بن محمد بن أحمد الحاجي

محمدُ بنُ يحيى بنِ عمرَ: حدثنا عليُّ بنُ حربٍ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزُّهريِّ، عن محمدِ بنِ جُبيرِ بنِ مُطعمٍ، عن أبيه قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنِّي أَنا محمدٌ، وأَنا أَحمدُ، وأَنا المَاحي الذي يُمحَى بي الكفرُ، وأَنا الحاشرُ الذي أَحشرُ الناسَ، وأَنا العاقبُ الذي ليسَ بعدَه نبيٌّ» صلى الله عليه وسلم (¬1). 183 - أخبرنا ظَفَرُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ الحاجِّي بقراءَتي عليه بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الحاجِّي قدِمَ عَلينا: أخبرنا أبو محمدٍ الحسنُ بنُ عليٍّ الجوهريُّ: أخبرنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الزَّياتُ: أخبرنا جعفرٌ هو ابنُ محمدٍ الفِريابيُّ: حدثنا إسحاقُ بنُ موسى الأَنصاريُّ: حدثنا مَعنٌ: حدثنا مالكُ بنُ أنسٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرضَ زَكاةَ الفِطرِ مِن رمضانَ على الناسِ صاعاً مِن تمرٍ، أو صاعاً مِن شَعيرٍ، على كُلِّ حُرٍّ وعَبدٍ، ذَكرٍ وأُنثى مِن المُسلِمينَ (¬2). 184 - أخبرنا ظَفَرُ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ: أخبرنا الجوهريُّ: أخبرنا محمدُ بنُ المُظفرِ بنِ موسى قراءةً عليه: حدثنا أحمدُ هو ابنُ محمدِ بنِ سلامةَ الطَّحاويُّ: حدثنا المُزنيُّ: حدثنا الشَّافعيُّ، عن مالكٍ، عن نافعٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرضَ زَكاةَ الفِطرِ في رَمضانَ على الناسِ صاعاً مِن ¬

_ (¬1) هو في «حديث سفيان بن عيينة» رواية علي بن حرب الطائي (36). وتقدم (177). (¬2) هو في «الموطأ» (1/ 284). ومن طريق مالك وغيره أخرجه البخاري (1503) وأطرافه، ومسلم (984). وانظر ما بعده.

تمرٍ، أو صاعاً مِن شَعيرٍ، على كُلِّ حُرٍّ وعَبدٍ، ذَكرٍ وأُنثى مِن المُسلِمينَ (¬1). / صدقةُ الفِطرِ واجبةٌ على الحرِّ المسلمِ، ويُشترطُ ملكُ النِّصابِ الفاضلِ عن المَسكنِ والثيابِ والسلاحِ والأَثاثِ والخيلِ والعَبيدِ، عن أبي حَنفيةَ ذلكَ شَرطٌ، ولم يَشترطْ ذلكَ مالكٌ والشَّافعيُّ. واختَلفَ العلماءُ في إِخراجِها عن الصَّبيِّ، فمَن قالَ بنَفيِ الوُجوبِ نَظرَ إلى أنَّ العِلةَ في إخراجِها التَّطهيرُ وليسَ على الصبيِّ إثمٌ، ومَن قالَ بالوُجوبِ احتجَّ بما وَردَ في بعضِ الأحاديثِ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «على كُلِّ حُرٍّ أو عبدٍ، صغيرٍ أو كَبيرٍ» (¬2). وتَمسكَ داودُ بظاهرِ هذا الحديثِ وقالَ بالوُجوبِ على العبدِ، والحديثُ مَحمولٌ على إخراجِ السيدِ عن عبدِهِ الذي هو للخِدمةِ، وأمَّا عبدُ التِّجارةِ فلا يُخرجُ عنه عندَ أبي حَنيفةَ رحمه اللهُ. ¬

_ (¬1) هو في «السنن المأثورة للشافعي» برواية الطحاوي (376). وانظر ما قبله. (¬2) وهي رواية لمسلم، وفي رواية للبخاري: .. على الصغير والكبير، والحر والمملوك.

باب العين

بابُ العَينِ مَن اسمُه عبدُ اللهِ 185 - أخبرنا أبو البَركاتِ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ المُفضلِ بنِ محمدِ بنِ الأَيسرِ ببغدادَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ المالكيُّ: أخبرنا أبو الفتحِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي الفَوارسِ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشَّافعيُّ: حدثنا عمرُ بنُ حفصٍ السَّدوسيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ مِهرانَ ابنُ أُختِ رَوَّادِ بنِ الجرَّاحِ: حدثنا شريكُ بنُ عبدِ اللهِ النَّخعيُّ، عن منصورِ بنِ المُعتمرِ، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، [عن عبدِ اللهِ] (¬1) قالَ: ¬

_ (¬1) ليست في الأصل، ولابد منها، بخلاف كلام المصنف الآتي التعليق عليه. واستدركتها من «الكامل لابن عدي» (1/ 271) من طريق إبراهيم بن رستم بن مهران، و «الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس- مخطوط» (3347) من طريق عمر بن حفص السدوسي، إلا أنه جاءت تسمية شيخه فيه: إبراهيم بن مهاجر. وإسناده ضعيف لضعف شريك والراوي عنه*. وله عن ابن مسعود إسناد آخر، انظر تخريجه في «المطالب» (3427)، و «الضعيفة» (3355). * ومما يحتاج لتحرير في هذا المقام اسم راويه عن شريك: إبراهيم بن مهران ابن أخت رواد بن الجراح. فذكره ابن عدي باسم: إبراهيم بن رستم بن مهران بن رستم المروروذي. وذكره الخطيب في «تاريخه» (6/ 182) باسم: إبراهيم بن مهران بن رستم المروزي. وذكرا أيضاً - ابن عدي (2/ 263)، والخطيب (6/ 72) -: إبراهيم بن رستم المروزي، وطبقة شيوخهما متقاربة، فلعله لذلك قال الذهبي في «المغني في الضعفاء»: إبراهيم بن رستم عن حماد بن سلمة، قال ابن عدي: منكر الحديث. ثم قال: إبراهيم بن رستم، آخر، أو هو هو، روى عن الليث بن سعد، ضعف. فالمقام يحتاج لمزيد بحث وتحرير، والله أعلم.

أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور المقرئ

بينَما نحنُ جلوسٌ مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذ أَقبلَ معاذُ بنُ جبلٍ، فسلَّمَ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فكلَّمَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم / بكلماتٍ، فقالَ معاذٌ: لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أتَدري ما تَفسيرُ: لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ؟» قالَ: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ، قالَ: «لا حولَ عن معصيةِ اللهِ إلا بقوةِ اللهِ، ولا قوةَ على طاعةِ اللهِ إلا بعَونِ اللهِ» ثم ضَربَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بيدِهِ على كتفِ معاذٍ، قالَ: «يا معاذُ، هَكذا حدَّثني جبريلُ عن ربِّ العالَمينَ». علقمةُ هذا صحابيٌّ، وهو ابنُ عبدِ اللهِ ابنِ الفَغْواءِ (¬1). 186 - أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ سبطُ أبي منصورٍ المقرئ بقراءَتي عليه في مسجدِهِ ببغدادَ: أخبركم أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ النَّقُّورِ البزازُ في صفرٍ سَنةَ سَبعينَ وأربعِمئةٍ قالَ: أخبرتنا أمُّ الفتحِ أَمَةُ السلامِ بنتُ أحمدَ بنِ كاملِ بنِ خلفِ بنِ شجرةَ القاضي: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا محمدُ بنُ يحيى القُطَعيُّ: حدثنا عبدُ الأَعلى: حدثنا سعيدُ بنُ أبي عَروبةَ (¬2)، عن مالكِ بنِ دينارٍ، عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عن سُراقةَ بنِ مالكِ بنِ جُعشُمٍ قالَ: ¬

_ (¬1) في كلام المصنف هنا نظر من وجهين: الأول: قوله: «وهو ابن عبد الله بن الفغواء» والمذكور في كتب الصحابة: علقمة بن الفغواء - أو ابن أبي الفغواء - الخزاعي، ولم يذكروا في ترجمته سوى ثلاثة أحاديث من طريق ولده عبد الله عنه. الثاني: علقمة الوارد في إسناد حديثنا هذا ليس بعلقمة بن الفغواء، إنما هو علقمة بن قيس النخعي، وسقط من إسناده عبد الله بن مسعود، فهذا إسناد مشهور عند المحدثين: «منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود»، وكذلك ورد في مصادر التخريج. والله أعلم. (¬2) في الأصل: حدثنا سعيد عن ابن أبي عروبة.

تمتَّعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وتَمتعْنا مَعه، فقالَ سُراقةُ بنُ مالكٍ: يا رسولَ اللهِ، أَهيَ لَنا خاصَّةً أَم للأبدِ؟ قالَ: «بَل للأَبدِ» (¬1). 187 - وبه قالَ: حدثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، أنَّ ابنَ عباسٍ حدَّث، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كانَ يُلبِّي حتى رَمى جمرةَ العَقبةِ يومَ النَّحرِ (¬2). 188 - وبه: حدثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، عن مجاهدٍ، عن كعبِ بنِ عُجرةَ، أنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتى عليه زَمنَ الحُديبيةِ وهو يُوقِدُ تحتَ قِدرٍ وهَوامُّ رأسِهِ تَتناثرُ على وجهِهِ، فقالَ: «أَيؤذيكَ هَوامُّ رأسِكَ؟» / قالَ: نَعم، قالَ: «احلِقْ رأسَكَ وعليكَ فِديةٌ مِن طعامٍ أو صدقةٍ أو نُسكٍ، اذبحْ ذَبيحةً، أو صُمْ ثلاثةَ أَيامٍ، أو أَطعِمْ سِتةَ مساكينَ» (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «المناسك» لسعيد بن أبي عروبة (45). ومن طريقه أخرجه النسائي (2807)، والطبراني (6604). وعطاء بن أبي رباح لم يسمع من سراقة. وهذا الحديث طرف من حديث طويل يرويه عطاء، عن جابر، انظر «المسند الجامع» (2420). وانظر رواية طاوس عن سراقة عند النسائي (2806)، وأحمد (4/ 175). (¬2) هو في «المناسك» لسعيد بن أبي عروبة (65). وأخرجه النسائي (3056)، وابن ماجه (3039)، وأحمد (1/ 216، 226، 283، 344)، وأبو يعلى (2697)، والطبراني (10967) (10990) (11235) (11289) (11292) (12351) (12465) من طرق عن ابن عباس به. (¬3) هو في «المناسك» لسعيد بن أبي عروبة (90). وأخرجه الترمذي (2973) من طريق مجاهد مطولاً بنحوه. وهو عند البخاري (1814) وأطرافه، ومسلم (1201) (81) (82) (83) وغيرهما من طريق مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة بنحوه.

أبو الفتح عبد الله بن هبة الله بن محمد السامري

189 - أنشدَنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ المقرئُ لنفسِهِ: أَرى ظاهرَ الوُدِّ الذي كانَ بينَنا ... تَقضَّى وقَد كانَت به النَّفسُ تُخدَعُ وغَرَّ كما غَرَّ السَّرابُ لذي الظَّما ... فلمَّا أَتاهُ خانَه وهْو يَطمعُ سألتُ أبا محمدٍ عبدَ اللهِ بنَ عليِّ بنِ أحمدَ المقرئَ عن مَولدِهِ، فقالَ: لَيلةُ الثُّلاثاءِ، السابعُ والعِشرونَ مِن شَعبانَ، سَنةَ أربعٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ سَنةَ إِحدى وأربَعينَ وخمسِمئةٍ ببغدادَ. 190 - أخبرنا أبو الفتحِ عبدُ اللهِ بنُ هبةِ اللهِ بنِ محمدٍ السَّامريُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو سعدٍ (¬1) محمدُ بنُ عبدِ الكريمِ بنِ خُشَيشٍ: أخبرنا محمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ مَخلدٍ: أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ: حدثنا الحسنُ وهو ابنُ عَرفةَ: حدثني القاسمُ بنُ مالكٍ المُزنيُّ، عن المُختارِ بنِ فُلفلٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَنا أَولُ شَفيعٍ يومَ القيامةِ، وأَنا أَكثرُ الأَنبياءِ تَبَعاً يومَ القيامةِ، إنَّ مِن الأَنبياءِ لَمَن يأتي يومَ القيامةِ ما مَعه مُصدِّقٌ غيرُ واحدٍ» (¬2). سألتُ عبدَ اللهِ بنَ هبةِ اللهِ بنِ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في يومِ الاثنَينِ، الثاني والعشرونَ مِن ذي الحجةِ، سَنةَ خمسٍ وثَمانينَ وأربعِمئةٍ. 191 - أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ سعيدِ بنِ عليٍّ القَصْريُّ الفقيهُ بدمشقَ: أخبرنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ سعيدِ بنِ إبراهيمَ / بنِ نبهانَ: حدثنا أبو عليٍّ الحسنُ ¬

_ (¬1) من كتب التراجم، وفي الأصل: (أبو سعيد). (¬2) هو في «جزء ابن عرفة» (34). وأخرجه مسلم (196) من طريق المختار بن فلفل بنحوه.

القاضي أبو الفتح عبد الله بن محمد البيضاوي

بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ شاذانَ: أخبرنا مُكْرَمٌ هو ابنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ مُكْرَمٍ البزَّازُ: حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا سلَّامُ بنُ سليمانَ: حدثنا عثمانُ بنُ عطاءٍ، عن أبيه، عن عبدِ الرحمنِ بنِ عَوسجةَ، عن البراءِ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «زَيِّنوا القرآنَ بأَصواتِكم» (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: يُقالُ مَعنى الحديثِ: «زَيِّنوا أَصواتَكم بالقرآنِ» وهذا مِن بابِ المَقلوبِ، قالَ القائلُ: كانَت عقوبةَ ما صَنعت كَما ... كانَ الزِّنا عقوبةَ الرَّجمِ مَعناه: كانَ الرَّجمُ عقوبةَ الزِّنا. وقيلَ: المرادُ به تَزيينُ التلاوةِ على طريقِ التَّرجيعِ كفعلِ الأَعاجمِ. 192 - أخبرنا القاضي أبو الفتحِ عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ البَيضاويُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقُّورِ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عمرَ السُّكريُّ: حدثنا أحمدُ بنُ الحسنِ الصوفيُّ: حدثنا يحيى بنُ مَعينٍ: حدثنا أبو مُسهرٍ، عن سعيدِ بنِ عبدِ العزيزِ قالَ: قالَ ابنُ عمرَ: وُضوءٌ على وُضوءٍ عشرُ حسناتٍ (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «فوائد مكرم البزاز» (8). وأخرجه أبو داود (1468)، والنسائي (1015) (1016)، وابن ماجه (1342)، وأحمد (4/ 283، 285، 296، 304)، وابن خزيمة (1551) (1556)، وابن حبان (749)، والحاكم (1/ 571 - 575) من طريق طلحة بن مصرف به. (¬2) هو في «الجزء الأول من الحربيات- مخطوط» (48). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (65/ 6)، والذهبي في «السير» (10/ 237). وإسناده منقطع، سعيد بن عبد العزيز لم يدرك ابن عمر.

193 - أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقُّورِ: أخبرنا أبو الحسنِ بنُ السُّكريِّ: حدثنا أحمدُ بنُ الحسنِ: حدثنا يحيى بنُ مَعينٍ: حدثنا سعيدُ بنُ عامرٍ، عن جعفرِ بنِ سليمانَ قالَ: قالَ مالكُ بنُ دينارٍ: اصطَلحْنا على حُبِّ الدُّنيا، فلا يأمُرُ بعضُنا بعضاً (¬1)، ولا يَذرُنا اللهُ عزَّ وجلَّ على هذا، فليتَ شِعري أي عذابٍ يَنزلُ (¬2). 194 - أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ البَيضاويِّ قالَ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقُّورِ: / أخبرنا عليُّ بنُ عمرَ: أخبرنا أحمدُ بنُ الحسنِ، حدثنا يحيى بنُ مَعينٍ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ مَهديٍّ، عن مالكٍ، عن الفُضيلِ [بنِ] أبي عبدِ اللهِ، عن عبدِ اللهِ بنِ نِيارٍ (¬3)، عن عروةَ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها، أنَّ رَجلاً مِن المُشركينَ لحقَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم يُقاتلُ مَعه، فقالَ: «ارجِعْ، فإنَّا لا نَستَعينُ بمُشركٍ» (¬4). الاستعانةُ بالمُشركينَ على المُشركينَ تَجوزُ (¬5) إذا كانَت القوةُ للمسلمينَ. ¬

_ (¬1) تزيد مصادر التخريج هنا: ولا ينهى بعضنا بعضاً. (¬2) هو في «الجزء الأول من الحربيات- مخطوط» (49). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (56/ 426). وأخرجه ابن أبي الدنيا في «ذم الدنيا» (297)، وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 363)، والبيهقي في «الشعب» (7190) من طريق سعيد بن عامر به. (¬3) في الأصل: (عن الفضيل أبي عبد الله عن عبد الله بن دينار)، والمثبت من مصادر التخريج. (¬4) هو في «الجزء الأول من الحربيات- مخطوط» (56). وأخرجه مسلم (1817) من طريق مالك بن أنس به. (¬5) في الأصل: «لا تجوز» والظاهر أنه ضرب على «لا». وقال الطحاوي في «اختلاف العلماء» (3/ 428): قال أصحابنا: لا بأس بالاستعانة بأهل الشرك على قتال المشركين إذا كان حكم الإسلام هو الغالب الجاري عليهم، وإنما يكره الاستعانة بهم إذا كان حكم الشرك الظاهر، وهو قول الشافعي.

ذكر من اسمه عبد الرحمن

وسألتُ القاضي أبا الفتحِ عبدَ اللهِ بنَ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في يومِ الأَربعاءِ، الثامنِ والعشرينَ مِن ذي القعدةِ، سَنةَ تسعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الجمعةِ، الرابعَ عشرَ مِن جُمادى الأُولى، سَنةَ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ذِكرُ مَن اسمُهُ عبدُ الرحمنِ 195 - أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الرحمنِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ المعروفُ بابنِ الأخوةِ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ الخطيبُ: حدثنا أبو أحمدَ عُبيدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أبي مسلمٍ الفَرضيُّ المقرئُ: حدثنا أبو بكرٍ يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ البُهلولِ الكاتبُ الأزرقُ الأنباريُّ: حدثنا جَدي إسحاقُ بنُ البُهلولِ: حدثنا إسحاقُ الأزرقُ، عن عوفٍ، عن محمدِ بنِ سِيرينَ، عن حَكيمِ بنِ حِزامٍ قالَ: نهاني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن أَبيعَ ما ليسَ عِندي (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه الذهبي في «السير» (12/ 491)، و «تاريخ الإسلام» (19/ 79) من طريق أبي الحسن الخطيب الأنباري به. ويأتي من طريقه أيضاً (312). وأخرجه النسائي في «الكبرى» (التحفة- 3434)، والطبراني (3137) إلى (3145) من طريق محمد بن سيرين به. وقال الذهبي: رواته ثقات، لكن لم يسمعه ابن سيرين من حكيم. وقال الترمذي: وروى هذا الحديث عوف وهشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن حكيم بن حزام، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا حديث مرسل، إنما رواه ابن سيرين، عن أيوب السختياني، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام. ثم أخرجه كذلك (1235). وقيل فيه غير ذلك، انظر بقية كلام الإمام الترمذي، و «مسند أحمد» (3/ 402)، و «المسند الجامع» (3461).

196 - أخبرنا عبدُ الرحمنِ بنُ أحمدَ: أخبرنا عليٌّ - يَعني ابنَ محمدٍ الخطيبَ -: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدٍ: حدثنا الحسينُ بنُ عياشٍ: حدثنا أبو الحسنِ (¬1) عليُّ بنُ إشْكابَ: حدثنا محمدُ بنُ ربيعةَ: حدثنا الحكمُ / بنُ عبدِ الرحمنِ (¬2) بنِ أبي نُعمٍ، عن الوليدِ بنِ عُبادةَ قالَ: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ عَمرو بنِ العاصِ يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الخمرُ أُمُّ الخبائثِ، ومَن شربَها لم يَقبل اللهُ مِنه صلاةً أَربعينَ يوماً، وإنْ ماتَ وهي في بطنِهِ ماتَ مِيتةً جاهليةً» (¬3). 197 - أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الرحمنِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ: أخبرنا طِرادُ بنُ محمدٍ الزَّينَبيُّ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ رِزْقويه: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ يحيى بنِ عمرَ بنِ عليِّ بنِ حربٍ الطائيُّ: حدثنا عليُّ بنُ حربِ بنِ محمدٍ الطائيُّ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن أبيه قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا حَسدَ إلا في اثنتَينِ: رَجلٌ آتاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ القرآنَ فهو يَقومُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ، ورَجلٌ آتاهُ اللهُ مالاً فهو يُنفقُه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ» (¬4). ¬

_ (¬1) في الأصل: «أبو الحسين»، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) في الأصل: «بن عبد الله» والمثبت من مصادر التخريج وكتب الرجال. (¬3) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3667)، والدارقطني (4/ 247)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (57) من طريق محمد بن ربيعة به. وحسنه الألباني في «الصحيحة» (1854). (¬4) هو في «حديث سفيان بن عيينة» رواية علي بن حرب الطائي (1). وأخرجه البخاري (5025) (7529)، ومسلم (815) من طريق الزهري به.

أبو السعود عبد الرحمن بن محمد بن الحسين المذاري

سألتُ أبا القاسمِ عبدَ الرحمنِ بنَ أحمدَ بنِ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ تسعٍ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. 198 - أخبرنا أبو السعودِ عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ المَذاريُّ في شهرِ رمضانَ سَنةَ سِت وثلاثينَ وخمسِمئةٍ ببغدادَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ مالكُ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ إبراهيمَ الفرَّاءُ: أخبرنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ موسى بنِ القاسمِ بنِ الصلتِ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الصمدِ الهاشميُّ: حدثنا أبو مصعبٍ أحمدُ بنُ أبي بكرٍ الزُّهريُّ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن سالمٍ، عن أبيه، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ على رَجلٍ وهو يَعظُ أَخاهُ في الحياءِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الحياءُ مِن الإيمانِ» (¬1). 199 - / أخبرنا عبدُ الرحمنِ بنُ محمدٍ: أخبرنا المباركُ (¬2) بنُ أحمدَ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا أبو سعيدٍ الأَشَجُّ: حدثنا أبو خالدٍ الأَحمرُ، عن يزيدَ بنِ سنانٍ، عن أبي (¬3) المباركِ، عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عن أبي سعيدٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما آمَنَ بالقرآنِ مَن استَحلَّ مَحارمَهُ» (¬4). ¬

_ (¬1) هو في «الموطأ» برواية أبي مصعب الزهري (1890). وتقدم (140). (¬2) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: «مالك» كما في الإسناد السابق. (¬3) في الأصل: «ابن»، والمثبت من مصادر التخريج. (¬4) هو في «حديث أبي سعيد الأشج» (74). وأخرجه عبد بن حميد (1001)، وابن أبي شيبة (30200)، وابن عدي (7/ 270)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (777)، والذهبي في «الميزان» (4/ 568) من طريق أبي خالد الأحمر به. وأبو المبارك مجهول. ويزيد بن سنان ضعيف، واختلف عليه فيه كما ذكر ابن أبي حاتم في «العلل» (1647) ثم قال: هذه كلها منكرة، ليست فيها حديث يمكن أن يقال إنه صحيح، وكأنه شبه الموضوع. وضعفه الألباني.

أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحديد السلمي

تُوفيَ أبو السعودِ عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ في شهرِ رَبيعٍ الأَولِ، سَنةَ تسعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ، بواسطٍ مِن أرضِ العراقِ. قالَ عبدُ الخالقِ: إنَّما ذَكرتُ واسطَ العراقِ لأنَّ بالرَّقةِ مَوضع اسمُهُ واسطٌ، وبالقُربِ مِن مطيرا باذ موضعٌ اسمُهُ واسطٌ. 200 - أخبرنا أبو الحسينِ عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الحسنِ (¬1) بنِ أبي الحديدِ السُّلميُّ بدمشقَ قالَ: أخبرنا جَدي أبو عبدِ اللهِ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ محمدِ بنِ أبي الحديدِ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ عوفٍ: أخبرنا أبو العباسِ محمدُ بنُ الحسنِ بنِ الوليدِ الكلابيُّ: حدثنا أبو صالحٍ القاسمُ بنُ الليثِ الرَّسعَنيُّ: حدثنا المُعافى بنُ سليمانَ: حدثنا فُليحُ بنُ سليمانَ، عن هلالِ بنِ عليٍّ، عن عطاءِ بنِ يَسارٍ، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «كلُّ أُمَّتي يَدخلُ الجنةَ يومَ القيامةِ إلا مَن أَبى» قَالوا: ومَن يَأبى يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «مَن أَطاعَني دَخلَ الجنةَ، ومَن عَصاني فَقد أَبى» (¬2). 201 - أخبرنا عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي الحديدِ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدٍ المِصيصيُّ: أخبرنا عبدُ الرحمنِ بنُ عثمانَ بنِ القاسمِ: أخبرنا إبراهيمُ هو ابنُ محمدِ / بنِ أحمدَ بنِ أبي ثابتٍ: حدثنا عبدُ الحميدِ بنُ ¬

_ (¬1) في الأصل: «الحسين»، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) أخرجه البخاري (7280) من طريق فليح بن سليمان به.

أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني الكناني

مهديٍّ البالِسيُّ: حدثنا قَبيصةُ: حدثنا سفيانُ، عن هشامٍ، عن ابنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا دُعيَ أَحدُكم إلى طعامٍ فليُجبْ، فإنْ كانَ مُفطراً فليأكُلْ، وإنْ كانَ صائماً فليُصَلِّ» (¬1). قالَ أبو عُبيدٍ في «غريبِ الحديثِ»: (وإنْ كانَ صائماً (¬2) فليُصَلِّ) مَعنى (¬3) يَدعو لهم بالبَركةِ والخيرِ. والصلاةُ في اللغةِ الدُّعاءُ. 202 - أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ أبي الحسنِ بنِ إبراهيمَ الدَّارانيُّ الكنانيُّ: أخبرنا أبو الفرجِ سهلُ بنُ بشرٍ الإسْفَرائينيُّ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ منيرٍ الخلَّالُ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ النَّيسابوريُّ: أخبرنا أبو عبدِ الرحمنِ أحمدُ بنُ شعيبٍ النسائيُّ: أخبرنا محمدُ بنُ يحيى بنِ محمدٍ: حدثنا محمدُ بنُ موسى قالَ: قرأتُ على أبي، عن معمرٍ، عن الزُّهريِّ، عن عليِّ بنِ حسينٍ، عن صفيةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اعتكَفَ العَشرَ الغَوابرَ مِن شهرِ رمضانَ (¬4). مَعنى «الغَوابر» البَواقي، والغابرُ الباقي. وفي حديثٍ آخَرَ: كانَ رسولُ اللهِ ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1431) من طريق هشام بن حسان به. (¬2) في الأصل: (مفطراً) والمثبت من «غريب الحديث» (1/ 178)، والجملة بتمامها فيه: «فإن كان مفطراً فليأكل، وإن كان صائما فليصل». (¬3) هكذا في الأصل، ولعل الصواب كما في «غريب الحديث»: يعني. (¬4) هو في «السنن الكبرى» للنسائي (3320). وهو طرف من حديث طويل عند البخاري (2035) وأطرافه، ومسلم (2175) من طريق الزهري.

ذكر من اسمه عبد الملك

صلى الله عليه وسلم يَعتكفُ العَشرَ الأواخرَ مِن شهرِ رمضانَ (¬1). ذِكرُ مَن اسمُهُ عبدُ الملكِ 203 - أخبرنا أبو الفتحِ عبدُ الملكِ بنُ أبي القاسمِ الهَرويُّ الكَرُوخيُّ بقراءَتي عليه ببغدادَ: أخبرنا أبو عامرٍ (¬2) محمودُ بنُ القاسمِ بنِ محمدٍ الأَزديُّ وأبو نصرٍ عبدُ العزيزِ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ التِّرياقيُّ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ عبدِ الصمدِ / بنِ أبي الفضلِ قَالوا: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الجبارِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الجَرَّاحيُّ المَروزيُّ: أخبرنا أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محبوبٍ: أخبرنا أبو عيسى محمدُ بنُ عيسى بنِ سَورةَ بنِ موسى التِّرمذيُّ الحافظُ: حدثنا ابنُ أبي عمرَ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن أبي الشَّعثاءِ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: حدَّثتني ميمونةُ قالتْ: كُنتُ أَغتسلُ أَنا ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن إناءٍ واحدٍ مِن الجنابةِ (¬3). قالَ أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وهو قولُ عامَّةِ الفقهاءِ: أَن لا بأسَ أَن يَغتسلَ الرَّجلُ والمرأةُ مِن إناءٍ واحدٍ. وفي البابِ عن عليٍّ وعائشةَ وأنسٍ وأمِّ هانئٍ وأمِّ صُبَيَّةَ وأمِّ سلمةَ وابنِ عمرَ. وأبو الشَّعثاءِ اسمُهُ: جابرُ بنُ زيدٍ. هذا قولُ أبي عيسى، وأمُّ صُبَيَّةَ تابعيَّةٌ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2025) (2026)، ومسلم (1171) (1172) من حديث ابن عمر وعائشة بهذا اللفظ. (¬2) في الأصل: «حامد» والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) هو في «سنن الترمذي» (62). وأخرجه مسلم (322) من طريق سفيان بن عيينة به. (¬4) هذا غريب من المصنف رحمه الله، فأم صبية الجهنية لها صحبة، يقال: اسمها خولة بنت قيس، وحديثها عند البخاري في «الأدب المفرد» وأبي داود وابن ماجه وأحمد. انظر «تهذيب الكمال» (35/ 369)، و «الإصابة» (14/ 419)، و «المسند الجامع» (17718).

ذكر من اسمه عبد السلام

وسألتُ عبدَ الملكِ بنَ أبي القاسمِ الهَرويَّ الكَرُوخيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في النِّصفِ مِن شهرِ رَبيعٍ الأولِ، سَنةَ اثنتَينِ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. 204 - سمعتُ عبدَ الملكِ بنَ أبي نصرِ بنِ عمرَ الجِيليَّ أبا المَعالي مِن أهلِ جيدانَ ببغدادَ يقولُ: سمعتُ إمامَ الحرمَينِ أبا مَخلدٍ القَزَّازيَّ يقولُ: كُنتَ بمكةَ فرأيتُ شَيخاً مِن أهلِ المغربِ يَطوفُ ويَقولُ: تمتَّع بالرُّقادِ على شمالٍ ... فسوفَ يَطولُ نَومُكَ باليَمينِ ومَتِّع مَن يُحبُّكَ مِن تَلاقٍ ... فأنتَ مِن الفِراقِ على يَقينِ 205 - / وسمعتُ عبدَ الملكِ أيضاً يَقولُ: أَملى عليَّ بعضُ أهلِ الريِّ بها وكتبَ لي بخطِّه: يُعَدُّ رَفيعُ القومِ مَن كانَ عاقلاً ... وإِن لم يكنْ في قومِهِ بحَسيبِ إذا حلَّ أَرضاً عاشَ فيها بعقلِهِ ... وما عاقلٌ في بلدةٍ بغَريبِ ذِكرُ مَن اسمُهُ عبدُ السلامِ 206 - أخبرني أبو محمدٍ عبدُ السلامِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الَّلبَّانُ المعدلُ بقراءَتي عليه بأصفهانَ، قُلتُ له: أخبَركم أبو المَعالي محمدُ بنُ محمدِ بنِ زيدِ بنِ عليٍّ العَلويُّ السَّمرقَنديُّ قَدمَ عَليكم أصبهانَ قالَ: أخبرنا عثمانُ بنُ محمدِ بنِ يوسفَ العَلافُ: أخبرنا أبو بكرٍ الشافعيُّ البزازُ: أخبرنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ البراءِ: أخبرنا المُعافى: حدثنا محمدُ بنُ سلمةَ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ زيادٍ أبي الحارثِ القرشيِّ قالَ: سمعتُ أبا هريرةَ رضي اللهُ عنه يقولُ:

ذكر من اسمه عبد الخالق

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ما بالُ رِجالٍ يَرفَعونَ رُؤوسَهم مِن الرُّكوعِ والسُّجودِ قبلَ أَن أَرفعَ، أَيأمَنُ أَحدُهم أَن يُحوِّلَ اللهُ رأسَ أَحدِهم رأسَ حمارٍ أو كلبٍ أو خنزيرٍ» (¬1). سألتُ أبا محمدٍ عبدَ السلامِ بنَ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ المعدلَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في الثاني مِن المُحرَّمِ، سَنةَ خمسٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. 207 - أنشدَني عبدُ السلامِ بنُ أبي المَعالي بنِ أبي الفتحِ المَعروفُ بابنِ المَوصليِّ لبعضِهم: / الدَّهر يَخفضُ عامِداً ... فِيلاً ويَرفعُ قَدْرَ نَمْلهْ فإِذا تَنبَّه للنِّيامِ ... ونَامَ للقُوَّامِ نَم لَه ذِكرُ مَن اسمُهُ عبدُ الخالقِ 208 - أخبرنا أبو المَعالي عبدُ الخالقِ بنُ عبدِ الصمدِ بنِ عليٍّ الغزالُ المعروفُ بابنِ البَدَنِ بقراءَتي عليه ببغدادَ: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ اللهِ بنُ الحسنِ الخلَّالُ: حدثنا القاضي أبو الحسينِ محمدُ بنُ عثمانَ النَّصِيبيُّ: أخبرنا أبو الميمونِ عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ راشدٍ البَجَليُّ: حدثنا أبو زُرعةَ هو عبدُ الرحمنِ بنُ عَمرو بنِ صَفوانَ النَّصْريُّ: حدثنا الحكمُ بنُ نافعٍ: حدثنا شعيبُ بنُ أبي حمزةَ، عن الزُّهريِّ: حدثنا أنسُ بنُ مالكٍ، أنَّ عثمانَ بنَ عفانَ أَمرَ زيدَ بنَ ثابتٍ وسعيدَ بنَ العاصِ وعبدَ اللهِ بنَ ¬

_ (¬1) لم أقف عليه بهذا اللفظ. وأخرجه البخاري (691)، ومسلم (427) وغيرهما من طريق محمد بن زياد بلفظ: «أما يخشى الذى يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار».

الزبيرِ وعبدَ الرحمنِ بنَ الحارثِ بنِ هشامٍ أَن يَنسَخوا المصاحفَ، وقالَ: إذا اختَلفتُم أَنتم وزيدُ بنُ ثابتٍ في عَربيةٍ مِن عَربيةِ القرآنِ فاكتُبوها بلسانِ قُريشٍ، فإنَّ القرآنَ نَزلَ بلسانِهم، ففَعلوا حَتى كَتبوا المصاحفَ (¬1). 209 - أخبرنا عبدُ الخالقِ بنُ عبدِ الصمدِ: أخبرنا أبو القاسمِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ البُسْريِّ البُندارُ: أخبرنا أبو طاهرٍ محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ المُخَلِّصُ: حدثنا أبو القاسمِ البغويُّ: حدثنا عبدُ الجبارِ بنُ عاصمٍ أبو طالبٍ النَّسائيُّ: حدثنا بقيةُ بنُ الوليدِ: [حدثنا الحسنُ] (¬2) بنُ أيوبَ: حدَّثني عبدُ اللهِ بنُ ناسحٍ (¬3) الحضرميُّ: سَمعتُ عُتبةَ بنَ عبدٍ صاحبَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَقولُ: أَمرَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم / بالقتالِ، قالَ: فرَمى رَجلٌ مِنهم العدوَّ، قالَ: فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَن صاحبُ السَّهمِ؟ فَقد أَوجبَ» (¬4). 210 - أخبرنا عبدُ الخالقِ بنُ عبدِ الصمدِ: أخبرنا أبو الغنائمِ عبدُ الصمدِ بنُ عليِّ بنِ المأمونِ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عمرَ بنِ محمدٍ السُّكريُّ: حدثنا أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ عبدِ الجبارِ الصوفيُّ: حدثنا يحيى بنُ مَعينٍ: حدثنا ابنُ عُيينةَ، ¬

_ (¬1) هو في «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (1677). وأخرجه البخاري (3506) (4984) (4987) من طريق الزهري بنحوه. (¬2) ليس في الأصل، تبعاً للمخلصيات، وانظر التعليق عليه. (¬3) في الأصل: «عبد الرحمن بن ناصح» والمثبت من «المخلصيات» ومصادر التخريج وكتب الرجال، مع أنه ورد في بعض النسخ الخطية للمخلصيات: «عبد الرحمن بن ناسح». (¬4) هو في «المخلصيات» (1). وأخرجه أحمد (4/ 183، 184)، والطبراني 17/ (305) (306) من طريق الحسن بن أيوب به. وحسن إسنادَه الهيثمي في «المجمع» (5/ 270، 7/ 14)، والمنذري في «الترغيب» (2/ 281)، ووافقه الألباني.

أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف

عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «ما نَفعَني مالٌ ما نَفعَني مالُ أبي بكرٍ» رضي اللهُ عنه. فقالَ رَجلٌ لابنِ عُيينةَ: يا أبا محمدٍ، سمعتَه مِن الزُّهريِّ؟ فقالَ: حدَّثني وائلٌ (¬1). تُوفيَ عبدُ الخالقِ بنُ عبدِ الصمدِ بنِ عليٍّ في سَلخِ جُمادى الأُولى، ودُفنَ في مُستهلِّ جُمادى الآخرةِ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. 211 - حدثنا أبو الفرجِ عبدُ الخالقِ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ القادرِ بنِ يوسفَ مِن لفظِهِ ببغدادَ: أخبرنا أبو سعدٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ جعفرٍ الرُّستميُّ ويحيى بنُ أحمدَ بنِ السِّيبيُّ القصريُّ وغيرُهما قراءةً عليهم قَالوا: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ مَخلدٍ: أخبرنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصَّفارُ: حدثنا الحسنُ هو ابنُ عرفةَ: حدثنا إسماعيلُ بنُ عياشٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ الحارثِ، عن عَمرو بنِ شعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن نَتفِ الشَّيبِ، وقالَ: «إنَّه نُورُ الإسلامِ» (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «الجزء الأول من الحربيات- مخطوط» (39). ووائل المذكور هو وائل بن داود التيمي، وهو يروي عن الزهري بواسطة ابنه بكر بن وائل. وأخرجه الحميدي (250)، وأبو يعلى (4418) (4905) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، دون قول ابن عيينة في آخره، وعند الحميدي: فقيل لسفيان: فإن معمراً يقوله عن سعيد، فقال: ما سمعنا من الزهري إلا عن عروة عن عائشة. وانظر «علل الدارقطني» (3465). (¬2) هو في «جزء الحسن بن عرفة» (43). وأخرجه أبو داود (4202)، والترمذي (2821)، والنسائي (5068)، وابن ماجه (3721)، وأحمد (2/ 179، 206، 207، 210، 212) من طريق عمرو بن شعيب مطولاً ومختصراً.

ذكر من اسمه عبد الوهاب

يُقالُ: أَولُ مَن شابَ إبراهيمُ عليه السلامُ، وهو أَولُ مَن اختَتنَ (¬1). ذِكرُ مَن اسمُهُ عبدُ الوهابِ 212 - أخبرنا أبو البركاتِ عبدُ الوهابِ بنُ المباركِ بنِ أحمدَ بنِ الحسنِ (¬2) / الأَنماطيُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو الفضلِ أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ خَيرونَ: أخبرنا القاضي أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الصَّيمَريُّ: حدثنا أبو عُبيدِ اللهِ المَرْزُبانيُّ: حدثنا أحمدُ بنُ كاملٍ: حدثنا أبو العيناءِ: حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ المَوصليُّ قالَ: قالَ الرَّشيدُ يوماً لأبي يوسفَ القاضي: عندَ عيسى بنِ جعفرٍ جاريةٌ هي أحبُّ الناسِ إليَّ، وقَد عَرفَ ذلكَ، فحَلفَ أَن لا يَبيعَ ولا يَهبَ ولا يُعتقَ، وهو الآنَ يَطلبُ حلَّ يَمينِه، فهَل عندكَ في ذلكَ حيلةٌ؟ قالَ: نَعم، يَهبُ لأميرِ المؤمنينَ نصفَ رَقبتِها، ويَبيعُه النصفَ، ولا حِنثَ عليه في ذلكَ (¬3). سألتُ أبا البركاتِ عبدَ الوهابِ بنَ المباركِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في يومِ الجمعةِ، الثاني مِن رَجبٍ، سَنةَ اثنتَينِ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ في يومِ الخميسِ، الثاني والعِشرينَ مِن المحرَّمِ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ ¬

_ (¬1) صح هذا عن سعيد بن المسيب، انظر «الموطأ» (2/ 922)، و «الأدب المفرد» (1255). وانظر أيضاً: «المستدرك» (2/ 550)، و «الأوائل» للطبراني (11) (45)، ولابن أبي عاصم (19) (24). (¬2) في الأصل: «الحسين» والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) هو في «أخبار أبي حنيفة» للصيمري (ص 105)

أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصأبو ني

وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في يومِ الجمعةِ في مَقابرِ الشُّونِيزيِّ ببغدادَ. 213 - أخبرنا أبو الفتحِ عبدُ الوهابِ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ الصَّابونيُّ بقراءَتي عليه في دُكانِه ببغدادَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ طلحةَ النِّعاليُّ قراءةً عليه: أخبرنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصَّفارُ (¬1): حدثنا أحمدُ بنُ منصورِ بنِ سَيَّارٍ الرَّماديُّ: حدثنا عبدُ الرزاقِ بنُ همامٍ هو الصَّنعانيُّ: أخبرنا معمرٌ، عن قتادةَ قالَ: كانَ ابنُ عباسٍ يُحدثُ يقولُ: ثلاثُ آياتٍ مُحكَماتِ [لا] (¬2) يُعملُ بهنَّ اليومَ تَركهنَّ الناسُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} [النور: 58]، وهذِه الآيةُ: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ / إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] قالَ: وأَبيتُم إلا فلانُ بنُ فلانٍ وفلانُ بنُ فلانٍ، لم يَذكر الآيةَ الأُخرى (¬3). 214 - أخبرنا عبدُ الوهابِ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو الخَطَّابِ نصرُ بنُ أحمدَ ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، ومقتضى الإسناد: (أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار) والله أعلم. (¬2) ساقطة من الأصل، واستدركتها من مصادر التخريج، والسياق يقتضيها. (¬3) هو في «كتاب الجامع» لمعمر (19419)، و «التفسير» لعبد الرزاق (2/ 62). ويرويه عطاء عن ابن عباس بنحوه عند الطبري (18/ 193)، وابن أبي حاتم (14788) كلاهما في «التفسير»، وأبو عبيد (403)، وأبو جعفر النحاس (724) كلاهما في «الناسخ والمنسوخ»، ولم يذكر الآية الثالثة. وذكرها سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم (14789)، وهي الآية الثامنة من سورة النساء {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ}.

ذكر من اسمه عبد القادر

بنِ البَطِرِ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ رِزْقويه قالَ: قُرئَ على أبي عليٍّ إسماعيلَ بنِ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصَّفارُ: حدثنا سَعدانُ: حدثنا سفيانُ، عن إسماعيلَ، عن قيسٍ، عن أبي مسعودٍ قالَ: جاءَ رَجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي لأَتخلَّفُ عن صلاةِ الصبحِ مما يُطوِّلُ بنا فلانٌ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِنكم مُنفِّرينَ، فأيُّكم أَمَّ الناسَ فليُخفِّفْ، فإنَّ فيهم الكبيرَ والسَّقيمَ وذا الحاجةِ» (¬1). سألتُ عبدَ الوهابِ بنَ محمدٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شوالٍ، سَنةَ إِحدى وثمانينَ وأربعِمئةٍ. ذِكرُ مَن اسمُهُ عبدُ القادرِ 215 - أخبرنا الفقيهُ أبو محمدٍ عبدُ القادرِ بنُ أبي صالحٍ الحنبليُّ بقراءَتي عليه بمَدرستِهِ ببغدادَ قالَ: أخبرنا الرئيسُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ بيانٍ الرَّزازُ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ مَخلدٍ البزازُ: حدثنا أبو عليٍّ الصَّفارُ: [حدثنا الحسنُ بنُ عَرفةَ] (¬2): حدثنا جريرُ بنُ عبدِ الحميدِ، عن عُمارةَ بنِ القَعقاعِ، عن أبي زُرعةَ، عن أبي هريرةَ قالَ: سُئلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الصَّدقةِ أَفضلُ؟ قالَ: «أَن تَصدَّقَ وأَنت شَحيحٌ تَأملُ البقاءَ وتَخافُ الفقرَ، ولا تمهِلْ حتى إِذا / بَلغَت الحُلقومَ ¬

_ (¬1) هو في «جزء ابن البطر» (2)، و «جزء الصفار» (2)، و «جزء سعدان» (114). وأخرجه البخاري (90) (702) (704) (6110) (7159)، ومسلم (466) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به. (¬2) ساقطة من الأصل، ولا بد منها، فالحديث في «جزء ابن عرفة» (29).

أبو سعد عبد القادر بن علي بن نومة الواسطي

قُلتَ: لِفلانٍ كَذا، ولِفلانٍ كَذا، أَلا وقَد كانَ لِفلانٍ» (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: إنَّما كانَت الصدقةُ في هذهِ الحالةِ أفضلُ لأنَّها أَشقُّ على البَدنِ، وكُلُّ ما كانَ فِعلُه مِن الطاعاتِ أَشقَّ كانَ أَفضلَ مِن غيرِهِ. 216 - أنشدَني أبو سعدٍ عبدُ القادرِ بنُ عليِّ بنِ نُومةَ (¬2) الواسطيُّ ببغدادَ لنفسِهِ: صَحى ليَ القلبُ عن ذِكرِ الهَوى ولَهى ... عَنها بأُخرى وللإنسانِ أَوطارُ وما المُقيمُ على ماءٍ ليَنزَحَهُ ... بآمِنٍ أَن يَشوبَ الصَّفوَ أَكدارُ 217 - وأنشدَني أيضاً لنفسِهِ في الفَصدِ: مَن رَامَ فَصدَكَ يُستَحبُّ له ... أن (يَستعدَّ؟) الطَّستَ (وهْو فمُ؟) أَوَ ما دَرى أَن قَد أَراقَ دَماً ... يَنسابُ في أَعراقِهِ الكَرمُ 218 - وأنشدَني أيضاً لنفسِهِ في بوابٍ: أيُّهذا المَولى الرَّبيبُ كمال الدِّينِ ... تِرْب العُلى أبا الرَّيانِ أنتَ بَدرٌ يَبدو لِمن كانَ أَعمى ... كيفَ يخفى عنِّي ولي عَينانِ ولكَ الدَّارُ جَنةٌ فلِماذا ... مالِكٌ يُستَنابُ عن رَضوانِ 219 - وأنشدَني أيضاً لنفسِهِ في رَوضةٍ: وما رَوضةٌ نَبْتُ الخُزُامَى أَظلَّها ... مِن النَّورِ زَهرٌ ظَلَّ للنَّشرِ يَنشرُ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1419) (2748)، ومسلم (1032) من طريق عمارة بن القعقاع به. (¬2) في الأصل: «تؤمة»، والمثبت من مصادر ترجمته.

ذكر من اسمه عبد الباقي

تَشفُّ على الأَجراعِ قُضْبَ زَبرْجَدٍ ... لها المسكُ نورٌ والكَمائمُ عَنبرُ / كأنَّ سُقوطَ الطَّلِّ بينَ مُروجِها ... سَلاسلُ دُرٍّ مِن يدِ السُّحْبِ تُنثرُ «النَّورُ» بفَتحِ النُّونِ هو الزَّهرُ. و «النَّشرُ» هو الطِّيبُ. و «الأَجراعُ» جمعُ الأَجرعِ، وهو المكانُ المُرتفعُ. و «الكَمائمُ» ما يَسترُ الثمرَ. وقولُهُ: «عَنبر» استعارةُ لفظٍ لا تَحقيقُ وصفٍ. ذِكرُ مَن اسمُهُ عبدُ الباقي 220 - أخبرنا أبو البركاتِ عبدُ الباقي بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ عليٍّ النَّرسيُّ قراءةً عليه بمدينةِ السلامِ وأَنا أَسمعُ، قيلَ له: أخبركم أبو القاسمِ عبدُ اللهِ بنُ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ الحسنِ الخَلَّالُ: أخبرنا أبو القاسمِ عُبيدُ اللهِ (¬1) بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ المقرئُ المعروفُ بابنِ الصَّيدلانيِّ قراءةً عليه فأقرَّ به: حدثنا أبو محمدٍ يحيى بنُ محمدِ بنِ صاعدٍ: حدثنا الحسنُ بنُ عيسى النَّيسابوريُّ: أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ المباركِ: أخبرنا أُسامةُ بنُ زيدٍ: حدثني سعيدُ بنُ أبي هندٍ، عن أبي مُرةَ مَولى عَقيلٍ - فيما أَعلمُ -، عن أبي موسى الأَشعريِّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن لَعبَ بالنَّردِ فَقد عَصى اللهَ ورسولَهُ» (¬2). ¬

_ (¬1) في الأصل: «عبد الله»، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) هو أول حديث في «جزء فيه مجلسان من أمالي ابن صاعد» مخطوط. وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1274) (1277)، ومالك (2/ 958)، وأبو داود (4938)، وابن ماجه (3762)، وأحمد (4/ 394، 397، 400)، وابن حبان (5872)، والحاكم (1/ 50 - 51) من طريق سعيد بن أبي هند به. واختلف عليه فيه، انظر «علل الدارقطني» (1319). وحسنه الألباني. ويأتي (245).

أبو طاهر عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري البزاز

قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: كُلُّ لَعبٍ حَرامٌ إلا ما استُثنيَ مِن ذلكَ، وقَد أَلحقَ قومٌ اللعبَ بالشَّطرنجِ باللعبِ بالنَّردِ، وهو مذهبُ أبي حنيفةَ ومالكٍ، ورُويَ عن مالكٍ المبالغةُ في ذلكَ ونبَّهَ على هذا بقولِهِ: الشَّطرنجُ أَلْهى، وفرَّقَ بعضُ العلماءِ بينَهما. 221 - حدثنا أبو طاهرٍ عبدُ الباقي بنُ محمدِ بنِ عبدِ الباقي بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الأَنصاريُّ البزازُ بالنَّصريةِ مِن الجانبِ الغربيِّ ببغدادَ قالَ: حدثنا أبو زكريا يحيى بنُ عبدِ الوهابِ بنِ محمدِ بنِ إسحاقَ / بنِ مَندةَ الأَصبهانيُّ قالَ: أخبرنا أبي وعمَّاي: أبو عَمرو عبدُ الوهابِ وأبو القاسمِ عبدُ الرحمنِ وأبو الحسنِ عُبيدُ اللهِ (¬1) بَنو أبي عبدِ اللهِ محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ مَندةَ، كلٌّ يقولُ: حدثنا أبي رحمَه اللهُ: حدثنا سعيدُ بنُ عَنبسةَ: حدثنا بقيةُ يَعني ابنَ الوليدِ، عن بَحيرِ بنِ سعدٍ، عن خالدِ بنِ مَعدانَ، عن أبي زيادٍ قالَ: سألتُ عائشةَ عن أَكلِ البَصلِ، فقالتْ: آخِرُ طعامٍ أَكلَهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم طعامٌ فيه بَصلٌ (¬2). 222 - حدثنا أبو طاهرٍ عبدُ الباقي بنُ محمدٍ قالَ: أَملى عَلينا يحيى بنُ ¬

_ (¬1) في الأصل: «عبد الله»، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) أخرجه أبو داود (3829)، والنسائي في «الكبرى» (6646)، وأحمد (6/ 89)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (3/ 223)، والبيهقي (3/ 77) من طريق بقية بن الوليد به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7954)، وأبو نعيم في «الحلية» (9/ 308) لكن بذكر (جبير بن نفير) بدل (أبي زياد) خيار بن سلمة. وأخرجه ابن عدي (1/ 293)، والعقيلي (1/ 89) من طريق إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عائشة به، لم يذكر بينهما أحداً. وأعله الألباني في «الإرواء» (2513) بأبي زياد خيار بن سلمة.

أبو المعالي عبد الباقي بن عبد الله بن محمد اللخمي

عبدِ الوهابِ: أخبرنا أبو طاهرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الرحيمِ الكاتبُ: حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ جعفرِ بنِ حيَّانَ الوراقُ: حدثنا عليُّ بنُ جَبلةَ بنِ رُسْتةَ قالَ: قَرأَ علينا الحسينُ بنُ حفصٍ: حدثنا سفيانُ بنُ سعيدٍ الثوريُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن بيعِ الوَلاءِ وعن هِبتِهِ (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ: قيلَ: إنَّما نُهي عن بيعِ الوَلاءِ وهبتِهِ، لأنَّه في مَعنى النَّسبِ، ولذلكَ يُورَّثُ به كما يُورَّثُ بالنَّسبِ. 223 - أنشدَنا أبو طاهرٍ عبدُ الباقي قالَ: أنشدَنا يحيى بنُ مَندةَ قالَ: أُنشِدتُّ لبعضِهم في مالكٍ: يَدَعُ الجوابَ ولا يُراجَعُ هَيبةً ... والسائِلونَ نواكِسوا الأَذقانِ أَدبُ الوَقارِ وعِزُّ سُلطانِ التُّقى ... فهو المُطاعُ وليسَ ذا سُلطانِ (¬2) «الأَذقانُ»: جمعُ ذَقنٍ، وهو مجتمعُ اللَّحيَينِ، ومِن ذلكَ قولُ اللهِ تعالى: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} [الإسراء: 109] الآية. 224 - أخبرني أبو المَعالي عبدُ الباقي بنُ عبدِ اللهِ / بنِ محمدٍ اللخميُّ بقراءَتي عليه بدمشقَ، قلتُ له: أخبَركم الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ السُّلميُّ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ موسى بنِ الحسينِ السِّمسارُ قالَ: أخبرنا أبو القاسمِ هو عليُّ بنُ يعقوبَ بنِ إبراهيمَ بنِ أبي العَقَبِ قالَ: حدثنا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2535) (6756)، ومسلم (1506) من طريق عبد الله بن دينار به. (¬2) ذكرهما الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (297) بإسناده إلى عبد الله بن سالم الخياط. وعلى ذلك أكثر المصادر. وبعض المصادر تنسبهما لعبد الله بن المبارك، وأخرى لمصعب بن عبد الله، والله أعلم.

ذكر من اسمه عبد الكريم

أبو زُرعةَ: حدثنا يحيى بنُ صالحٍ: حدثنا معاويةُ بنُ سلامٍ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن أبي سلمةَ، أنَّه سألَ عائشةَ أُمَّ المؤمنينَ: هَل كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرقُدُ وهو جُنبٌ؟ قالتْ (¬1): نَعم، ويَتوضَّأُ وُضوؤَه للصلاةِ (¬2). 225 - أخبرني عبدُ الباقي بنُ عبدِ اللهِ: أخبرنا أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدٍ: أخبرنا عليُّ بنُ موسى: أخبرنا أبو القاسمِ: حدثنا يحيى بنُ صالحٍ: حدثنا فُليحٌ: حدثنا هلالُ بنُ عليٍّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي عَمرةَ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَزالُ أَحدُكم في صلاةٍ مادامَت الصلاةُ تَحبسُهُ، والملائكةُ يَقولونَ: اللهمَّ اغفِر له وارحمْه، ما لم يَقمْ مِن مُصلَّاهُ أو يُحْدثْ» (¬3). تُوفيَ عبدُ الباقي بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ في ذي الحِجةِ، سَنةَ سبعٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ الكهفِ بظاهرِ دمشقَ. ذِكرُ مَن اسمُهُ عبدُ الكريمِ 226 - أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الكريمِ بنُ حمزةَ بنِ الخضرِ بنِ العباسِ السُّلميُّ بدمشقَ قالَ: حدثنا الحافظُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ الخطيبُ البغداديُّ بدمشقَ في ذي الحِجةِ سَنةَ سِتٍّ وخمسينَ وأربعِمئةٍ قالَ: حدثنا ¬

_ (¬1) في الأصل: قال. (¬2) أخرجه بهذا اللفظ البخاري (286) من طريق يحيى بن أبي كثير به. وانظر لطرقه وألفاظه الأخرى «صحيح البخاري» (288)، و «صحيح مسلم» (305). (¬3) أخرجه البخاري (3229) من طريق فليح به. وله عن أبي هريرة طرق يأتي أحدها (299).

أبو سعيدٍ محمدُ بنُ موسى بنِ الفضلِ بنِ شاذانَ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأَصبهانيُّ: / حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ المَعروفُ بابنِ أبي الدُّنيا: حدثنا الحكمُ بنُ موسى: حدثنا غسانُ بنُ عبيدٍ، عن أبي عاتكةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ يُحبُّ الشابَّ التائبَ» (¬1). 227 - أخبرنا عبدُ الكريمِ بنُ حمزةَ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ: أخبرنا أبو عمرَ القاسمُ بنُ جعفرِ بنِ عبدِ الواحدِ الهاشميُّ: حدثنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ أحمدَ اللؤلُؤيُّ: حدثنا أبو داودَ السِّجستانيُّ: حدثنا جعفرُ بنُ مُسافرٍ التِّنِّيسيُّ: حدثنا ابنُ أبي فُديكٍ: حدثنا موسى بنُ يعقوبَ، عن أبي حازمٍ، عن سهلِ بنِ سعدٍ أخبَره، أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ دَخلَ على فاطمةَ وحسنٌ وحسينٌ يَبكيانِ، فقالَ: ما يُبكيهما؟ قالَت: الجوعُ، فخَرجَ عليٌّ فوَجدَ ديناراً بالسوقِ، فجاءَ إلى فاطمةَ فأَخبَرها، فقالَت: اذهَبْ إلى فلانٍ اليَهوديِّ فخُدْ لَنا دَقيقاً، فجاءَ اليَهوديَّ فاشتَرى به دَقيقاً، فقالَ اليَهوديُّ: أنتَ خَتنُ الذي يَزعمُ أنَّه رسولُ اللهِ؟ قالَ: نَعم، قالَ: فخُذْ دينارَكَ ولكَ الدَّقيقُ. فخَرجَ عليٌّ حَتى جاءَ به فاطمةَ فأَخبَرها، فقالَت: اذهَب إلى فلانٍ ¬

_ (¬1) هو في «التوبة» لابن أبي الدنيا (184). وأخرجه ابن عدي (4/ 118، 6/ 8)، والشجري في «أماليه» (1/ 200)، وابن عساكر في «التوبة» (11) من طريق غسان بن عبيد بلفظ: «ما من شيء أحب إلى الله من شاب تائب». وضعفه الألباني في «الضعيفة» (5431).

الجزَّارِ فخُدْ بدِرهمٍ لَحماً، فذَهَبَ فرَهنَ الدِّينارَ بدِرهمِ لَحمٍ، فجاءَ به، فعَجنَتْ ونَصبَتْ وخَبزَتْ، وأَرسلَتْ إلى أَبيها فجاءَهم، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، أَذكُرُ لكَ، فإِن رأيتَهُ لَنا حَلالاً أَكلْناهُ وأَكلتَ، مِن شأنِهِ كَذا وكَذا، فقالَ: «كُلوا بِسم اللهِ». فأَكلوا. فبينَما هم مَكانَهم إذا غُلامٌ يَنشُدُ اللهَ والإسلامَ الدِّينارَ، فأَمرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فدَعا به فسأَلَه، فقالَ: سَقطَ مِني في السُّوقِ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يا عليُّ، اذهَبْ إلى / الجزَّارِ فقُل له: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ لكَ: أَرسِلْ إليَّ الدِّينارَ ودِرهَمُكَ عليَّ» فأَرسَلَ به، فدفَعَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إليه (¬1). إنَّما لم يُعرِّف الدِّينارَ لأنَّه إنَّما يَجبُ التَّعريفُ إذا قَصدَ بإمساكِهِ التَّمليكَ، وعليٌّ رضي اللهُ عنه جعَلَه في ذِمَّته قَرضاً. 228 - أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الكريمِ بنُ حمزةَ بنِ الخضرِ: أخبرنا أبو الحسينِ محمدُ بنُ مكيِّ بنِ عثمانَ الأَزديُّ المصريُّ: أخبرنا المؤملُ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ الشَّيبانيُّ: حدثنا أبو محمدٍ هو يحيى بنُ محمدِ بنِ صاعدٍ: حدثنا الربيعُ بنُ سليمانَ: حدثنا الشافعيُّ محمدُ بنُ إدريسَ: حدثنا مالكٌ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأَعرجِ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «صلاةُ الجماعةِ أَفضلُ مِن صلاةِ أَحدِكم وحدَهُ بخَمسٍ وعِشرينَ جُزءاً» (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «سنن داود» (1716). وأخرجه الطبراني (5759)، والبيهقي (6/ 194) من طريق ابن أبي فديك به. وحسنه الألباني. (¬2) هو في «فوائد المؤمل بن أحمد» (16)، و «مسند الشافعي» (1/ 101). وهو عند مالك في «الموطأ» (1/ 129) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة به. وانظر «علل الدارقطني» (1533). وللحديث طرق عن أبي هريرة يأتي أحدها (345).

الفقيه أبو طالب عبد الكريم بن عبد المنعم المعروف بابن الطرسوسي

تُوفيَ عبدُ الكريمِ بنُ حمزةَ بنِ الخضرِ لَيلةَ الخميسِ، ثاني ذي القعدةِ، سَنةَ ستٍّ وعشرينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الفراديسِ بدمشقَ. 229 - أخبرنا الفقيهُ أبو طالبٍ عبدُ الكريمِ بنُ عبدِ المنعمِ المَعروفُ بابنِ الطَّرسُوسيِّ بحلبَ قالَ: حدثني وَالدي قالَ: حدثنا أبو صالحٍ محمدُ بنُ المهذبِ: حدثنا جدِّي أبو الحسينِ عليُّ بنُ المهذبِ بنِ أبي حامدٍ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ هارونَ (ثنا) (¬1) مالك بن الحسينِ الدِّينَوريُّ قالَ: قرأتُ على عيسى بنِ يعقوبَ بنِ جابرٍ الزَّجاجِ قلتُ: حدثكم دينارٌ، عن أنسٍ قالَ: قالَ رسولُ صلى الله عليه وسلم: «قالَ اللهُ تعالى: مَن أَحسنَ إلى عبدٍ مِن خَلْقي لم يُمكِنْهُ مُكافَأتُهُ، فإنِّي تَولَّيتُ أَنا مُكافأَتَه عَنه». قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: / في إسنادِ هذا الحديثِ نظرٌ، ودينارٌ ضعيفٌ في الرِّوايةِ عن أنسٍ (¬2)، وكذلكَ مَتنُ هذا الحديثِ مِثلُ إسنادِهِ. وأَصحابُ الحديثِ لا يُشدِّدونَ فيما يُروى مِن فضائلِ الأَعمالِ (¬3)، ويُشدِّدونَ فيما يُروى مِن الأَحكامِ، ولا يَتساهَلونَ في ذلكَ. ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: (محمد بن هارون بن مالك بن الحسين الدينوري)، وهو مترجم في «تاريخ بغداد» (4/ 571). (¬2) بل قال الذهبي: يغلب على ظني أنه كذاب، ما لحق أنساً أبداً. والحديث لم أره في غير هذا المكان. (¬3) لكن ليس إذا كان بمثل هذا الضعف، مع أن هذا الكلام فيه نظر وتفصيل ينظر بيانه في مظانه.

ذكر من اسمه عبد الواحد

سألتُ أبا طالبٍ عبدَ الكريمِ بنَ عبدِ المنعمِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ رَبيعٍ الأولِ، سَنةَ أَربعٍ وخَمسينَ وأربعِمئةٍ. ذِكرُ مَن اسمُهُ عبدُ الواحدِ 230 - أخبرنا أبو المُظفرِ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الصَّباغِ بقراءَتي عليه ببغدادَ، قلتُ له: أخبَركم أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ الخطيبُ الأَنباريُّ: حدثنا أبو أحمدَ عُبيدُ اللهِ بنُ محمدٍ: حدثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ: حدثنا بشرُ بنُ مطرٍ: حدثنا سفيانُ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن إبراهيمَ بنِ أبي بكرٍ، عن مجاهدٍ في قولِهِ عزَّ وجلَّ {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148] قالَ: ذلكَ في الضِّيافةِ، إذا أَتيتَ رَجلاً فَلم يُضفْكَ فقَد رُخِّصَ لكَ أَن تَقولَ ذلكَ (¬1). يَعني بذلكَ أنَّه يَقولُ فيه أنَّه ما ضيَّفَه، ولا يَحلُّ له سَبُّه والتكلُّمُ فيه بما لا يَجوزُ. وقَد قيلَ في مَعنى قولِ اللهِ تعالى {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148]: المُرادُ بذلكَ أنَّه يَجوزُ للمَظلومِ أَن يَنتصرَ بالدُّعاءِ على مَن ظلَمَه (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الذهبي في «السير» (8/ 472، 15/ 290)، و «تاريخ الإسلام» (24/ 275) من طريق الخطيب الأنباري به. وأخرجه الطبري في «تفسيره» (6/ 6 - 7) من طريق ابن أبي نجيح بنحوه، وبعض أسانيده لا تذكر إبراهيم بن أبي بكر. (¬2) أسنده الطبري عن ابن عباس وقتادة والحسن. وذكر في معناها قولاً ثالثاً، فقال: «وقال آخرون: معنى ذلك: إلا من ظُلم فانتصر من ظالمه، فإن الله قد أذن له في ذلك».

حروف مفردة في العبادلة

231 - أخبرنا عبدُ الواحدِ بنُ ثابتِ بنِ روحٍ الرَّارانيُّ وغيرُه بأصبهانَ قَالوا: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ ماجه قالَ: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ / المَرْزُبانِ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا لُوينٌ هو محمدُ بنُ سليمانَ: حدثنا الوليدُ بنُ أبي ثورٍ، عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ، عن النُّعمانِ بنِ بشيرٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّما مثلُ المُسلِمينَ في تَواصُلِهم وتَراحُمِهم وَالذي جعلَ اللهُ بينَهم كمَثلِ الجسدِ، إذا وَجِعَ بعضُه وَجِعَ كُلُّه بالسَّهرِ والحُمَّى» (¬1). حُروفٌ مُفرَدةٌ في العبادِلَةِ 232 - حدثني أبو منصورٍ عبدُ المنعمِ بنُ سعدِ بنِ عبدِ الوهابِ إملاءً ببغدادَ: حدثنا أبو القاسمِ عليُّ بنُ الحسينِ الرَّبَعيُّ: أخبرنا محمدُ بنُ محمدِ بنِ مَخلدٍ: حدثنا عثمانُ بنُ أحمدَ الدَّقاقُ قالَ: حدثنا أبو محمدٍ يوسفُ بنُ أبي يوسفَ الأَزديُّ: حدثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ: حدثنا زائدةُ بنُ أبي الرُّقادِ، عن زيادٍ النُّميريِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كانَ إذا دَخلَ رَجبٌ قالَ: «اللهمَّ بارِكْ لنا في رَجبٍ وشعبانَ، وبلِّغْنا رَمضانَ» (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «جزء لوين» (110). وأخرجه القضاعي في «مسند الشهاب» (1366) (1368)، وأبو الشيخ (350)، والرامهرمزي (41) كلاهما في «الأمثال» من طريق عبد الملك بن عمير به. وهو عند البخاري (6011)، ومسلم (2586) من طريق الشعبي، عن النعمان بن بشير بنحوه. (¬2) أخرجه ابن النجار في «ذيل تاريخ بغداد» (16/ 153) من طريق المصنف به. وهو في «حديث ابن السماك والخلدي» رواية ابن مخلد (6). وأخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (1/ 259)، والبزار (6496)، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (659)، وأبو نعيم في «الحلية» (6/ 269)، والبيهقي في «الشعب» (3534)، وأبو محمد الخلال في «فضائل شهر رجب» (1) من طريق زائدة بن أبي الرقاد به. وزائدة قال البخاري والنسائي فيه: منكر الحديث. وزياد النميري ضعيف.

أبو منصور عبد المنعم بن سعد الآمدي

233 - حدثنا أبو منصورٍ عبدُ المنعمِ بنُ سعدٍ الآمديُّ ببغدادَ قالَ: رأيتُ في النومِ بعدَ مَوتِ ابنِ جَهِيرٍ الوزيرِ أبي القاسمِ عليٍّ (¬1) كأنِّي قَد نَظمتُ بيتاً في النَّومِ وأَنشدتُّه، فانتَبهتُ بحيثُ حَفظتُ البيتَ: لآلِ جَهِيرٍ في الأَنامِ صَنائعُ ... هي الآنَ في رأسِ الخِلافةِ تاجُ قالَ فأَضفتُ إليه في اليَقظةِ أَبياتاً وهي: إذا ما رَضوا فالبُؤسُ أُمّ عَقيمة ... وإِن سَخِطوا فالباتِراتُ نِتاجُ / وإِن يَمَّمَ العافُونَ سَيْبَ أَكُفِّهم ... فما دُونَ نيلِ المُنْفِساتِ رِتاجُ بُحورُهم مِن سَلسبيلٍ مُطهَّرٍ ... وبحرُ سِواهم عَلقمٌ وأُجاجُ (¬2) قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: مَعنى قولِهِ: «فالبُؤسُ أُمّ عَقيمة» يَعني قَد انقطَعَ شَرُّ البُؤسِ لرِضاهم. وقولُهُ: «وإِن سَخِطوا فالباتِراتُ نِتاجُ» يَعني تَكونُ السُّيوفُ نِتاجَ البُؤسِ لأَجلِ سَخَطِهم. وقولُهُ: «يَمَّمَ» أَي قَصدَ. و «العَافونَ» هُم السُّؤَّالُ. ¬

_ (¬1) هو أبو القاسم علي بن محمد بن محمد بن محمد بن جهير، الوزير ابن الوزير ابن الوزير. له ترجمة في «تاريخ الإسلام» (35/ 210). (¬2) أخرجه ابن النجار في «ذيل تاريخ بغداد» (16/ 154) من طريق المصنف به.

الحافظ أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن إبراهيم المعروف بكوتاه الأصبهاني

وقولُهُ: «سَيْبَ أَكُفِّهم» أي عَطاءَ أَكُفِّهم. وأمَّا «المُنْفِساتُ» فهي النَّفائسُ. و «الرِّتاجُ» هو الغَلَقُ. 234 - حدثنا الحافظُ أبو مسعودٍ عبدُ الجليلِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ المعروفُ بكُوْتاه الأصبهانيُّ بها قالَ: (قرأ؟) الإمامُ وَالدي أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ على الأَديبِ أبي بكرٍ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ الحسنِ (¬1) بنِ ماجَه الأَبهريِّ وأَحضَرني عندَه وكنتُ طفلاً صغيراً سَنةَ سبعٍ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ: أخبركم أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرْزُبانِ الأَبهريُّ وكانَ سماعُهُ مِنه سَنةَ إِحدى وتسعينَ وثلاثِمئةٍ: حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ يحيى الحَزَوَّريُّ: حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ سليمانَ بنِ حَبيبٍ لُوَينٌ المِصِّيصيُّ: حدثنا سليمانُ بنُ بلالٍ، عن أبي وَجزةَ السَّعديِّ، عن عمرَ بنِ أبي سلمةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ادْنُ بُنيَّ، وسَمِّ اللهَ، وكُلْ بيَمينِكَ، وكُلْ مِما يَليكَ» (¬2). هذا الأَمرُ أَمرُ تأديبٍ. وعمرُ بنُ أبي سلمةَ هذا صحابيٌّ، وهو الذي قالَ له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: / «قُمْ ¬

_ (¬1) في الأصل: «الحسين»، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) هو في «جزء لوين» (29). ومن طريقه أخرجه أبو داود (3777)، وعبد الله بن أحمد (4/ 27)، وابن حبان (5215). وقد اختلف فيه على أبي وجزة، انظر «المسند الجامع» (10686). وهو عند البخاري (5376) (5377) (5378)، ومسلم (2022) من طريق وهب بن كيسان، عن عمر بن أبي سلمة به.

الفقيه أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد السهروردي

فزَوِّجْ أُمَّكَ مِني» (¬1). وفي غيرِ هذا الموضعِ يأْتي ذِكرُ عمرَ بنِ أبي سلمةَ، وهو عمرُ بنُ أبي سلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ، مِن تابِعي التابعينَ، وهو ضعيفٌ. وسألتُ أبا مسعودٍ عبدَ الجليلِ بنَ محمدِ بنِ عبدِ الواحدِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في يومِ الجمعةِ، سَلْخَ شهرِ ربيعٍ الآخرِ، سَنةَ ستٍّ وسبعينَ وأربعِمئةٍ. 235 - أخبرنا الفقيهُ أبو النَّجيبِ عبدُ القاهرِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ السُّهْرَوَرْديُّ بقراءَتي عليه ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ سعيدِ بنِ إبراهيمَ بنِ نبهانَ الكاتبُ ببغدادَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ إبراهيمَ بنِ شاذانَ: أخبرنا أبو محمدٍ دَعْلَجُ بنُ أحمدَ بنِ دَعْلَجٍ: أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: أخبرنا أبو عُبيدٍ القاسمُ بنُ سَلَّامٍ: حدثنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا أيوبُ، عن أبي قِلابةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «زُوِيَت ليَ الأرضُ، فأُريتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها، وسَيبلغُ مُلْكُ أُمتي ما زُويَ لي مِنها». ذَكرَ أبو عُبيدٍ في «غريبِ الحديثِ» (¬2) مَعنى «زُوِيَتْ» أَي: جُمعتْ، يُقالُ: انزَوى القومُ بعضُهم إلى بعضٍ إذا تَدانَوا وتَضامُّوا. قالَ أبو عُبيدٍ: ومِنه الحديثُ الآخَرُ: «إنَّ المسجدَ لَيَنزَوي مِن النُّخامَةِ كما تَنزَوي الجلدةُ في النارِ» (¬3) إذا انقبَضَت واجتَمَعَت. ¬

_ (¬1) الذي وقفت عليه هو قول أم سلمة لابنها: يا عمر، قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه النسائي (3254) وغيره من حديث أم سلمة. وضعفه الألباني في «الإرواء» (1819). (¬2) (1/ 3). (¬3) لا أصل له مرفوعاً، وإنما هو في «مصنفي» عبد الرزاق (1691)، وابن أبي شيبة (7472) من قول أبي هريرة موقوفاً.

أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أحمد الحنوي

قالَ عبدُ الخالقِ: أبو قِلابةَ تابعيٌّ، والحديثُ مرسلٌ (¬1). 236 - أخبرنا أبو صالحٍ عبدُ الصمدِ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أحمدَ الحَنَويُّ ببغدادَ قالَ: قُرئَ علي أبي الحسنِ (¬2) عليِّ بنِ محمدِ بنِ محمدٍ الخطيبِ الأَنباريِّ وأَنا أَسمعُ قيلَ له: أخبَركم الحسينُ بنُ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ القاسمِ / المعروفُ بابنِ (شُبَان؟) (¬3) قراءةً عليه: حدثنا أبو عَمرو عثمانُ بنُ أحمدَ الدَّقاقُ المعروفُ بابنِ السَّماكِ: حدثنا الحسنُ بنُ سَلَّامٍ السَّواقُ: حدثنا عليُّ بنُ قادمٍ: أخبرنا مسعرٌ، عن أبي صَخرةَ، عن حُمرانَ بنِ أَبانَ، عن عثمانَ بنِ عفانَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن تَوضَّأَ كَما أُمرَ ثم صلَّى الصَّلواتِ، كُنَّ كفَّاراتٍ لِما بينَهنَّ» (¬4). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: الكفَّارةُ مَعناها في اللغةِ: التَّغطيةُ، فكأنَّها تُغطِّي الذَّنبَ وتَمحاهُ، وهذا إذا تعلَّقَ الذَّنبُ بما هو حقُّ اللهِ تعالى. وهي حاملةٌ على النَّدمِ الذي هو توبةٌ، والتائبُ مِن الذَّنبِ كمَن لا ذَنبَ له. ¬

_ (¬1) وهكذا هو في أحد النسخ الخطية لكتاب «غريب الحديث» لأبي عبيد، كما أفاد محققه (1/ 3). ووصله مسلم (2889) وغيره عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان في حديث طويل. (¬2) في الأصل: «الحسين»، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) هذا ما ظهر لي أنه الأقرب لما في الأصل، والحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم هو الغضائري، ولم أجد من ذكر في نسبته: (بن شبان، أو شيبان). والله أعلم. (¬4) أخرجه مسلم (230) من طريق أبي صخرة جامع بن شداد بنحوه. وللحديث طرق وروايات متفاوتة يطول المقام بتتبعها.

ذكر من اسمه عيسى

ذِكرُ مَن اسمُهُ عيسى 237 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ عيسى بنُ خُذَاداذَ وغيرُه ببغدادَ قَالوا: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ الخطيبُ الأَنباريُّ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَهديٍّ: حدثنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ: حدثنا محمدُ بنُ مَندةَ بنِ الهيثمِ (¬1) أبو جعفرٍ الأَصبهانيُّ: حدثنا بكرُ بنُ بَكارٍ: حدثنا أبو حُرَّةَ، عن الحسنِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ سمرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يا عبدَ الرحمنِ، لا تَسأَل الإمارةَ، فإنَّكَ إِن أُعطيتَها عن مسألةٍ وُكِلْتَ إليها، وإِن أُعطيتَها عن غيرِ مسألةٍ أُعِنْتَ عليها، وإِذا حَلفتَ على يَمينٍ فرأيتَ غيرَها خيراً مِنها فأْتِ الذي هو خيرٌ وكفِّرْ عن يَمينِكَ» (¬2). هذا الحديثُ حُجةٌ لِمن قالَ بتَقديمِ الحِنثِ على الكفَّارةِ، / وهو قولُ أبي حَنيفةَ. وسألتُ أبا عبدِ اللهِ عيسى بنَ خُذَاداذَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في رجبٍ، سَنةَ سبعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. 238 - أنشدَني عيسى بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ الكنانيُّ لبعضِهم: لستُ ممن يَرى السَّلامَ على مَن ... لا يَرى لي حقَّ السَّلامِ عليهِ ¬

_ (¬1) هو محمد بن مندة بن أبي الهيثم منصور بن الهيثم الأصبهاني. (¬2) هو أول حديث في «الجزء التاسع من حديث محمد بن مندة» مخطوط. وأخرجه البخاري (6622) (6722) (7146) (7147)، ومسلم (1652) من طريق الحسن به. ويأتي (358).

ذكر من اسمه عتيق

مَن إِذا جِئتُهُ تَقاعَدَ عنِّي ... فإِذا جاءَني نَهضتُّ إليهِ ذِكرُ مَن اسمُه عَتيقٌ 239 - أخبرنا أبو بكرٍ عَتيقُ بنُ الحسينِ بنِ محمدِ بنِ الحسنِ الرُّوَيْدَشتيُّ القطانُ بقراءَتي عليه في منزلِهِ بأصبهانَ في جُمادى الأُولى سَنةَ تسعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو عثمانَ سعيدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ نعيمٍ النَّيسابوريُّ في جُمادى الآخرةِ سَنةَ ثمانٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ عمرَ الشَّبُّوِيُّ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يوسفَ الفَرَبْريُّ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُ: حدثنا أبو معمرٍ: حدثني عبدُ الوارثِ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ صهيبٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: دَخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فإذا حبلٌ ممدودٌ بينَ الساريَتينِ، فقالَ: «ما هذا الحبلُ؟» قَالوا: هذا حبلٌ لزينبَ، فإذا فَترتَ تَعلَّقتْ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا، حُلُّوهُ، ليُصَلِّ أَحدُكم نشاطَهُ، فإذا فَترَ فليَقعُدْ» (¬1). 240 - أخبرنا عَتيقُ بنُ الحسينِ: أخبرنا سعيدُ بنُ أحمدَ: أخبرنا محمدُ بنُ عمرَ: أخبرنا الفَرَبْريُّ: أخبرنا محمدُ بنُ إسماعيلَ هو البخاريُّ: حدثني محمدُ بنُ مقاتلٍ أبو الحسنِ: أخبرنا عبدُ اللهِ: أخبرنا الأَوزاعيُّ: حدثني يحيى بنُ أبي كثيرٍ: حدثني أبو سلمةَ / بنُ عبدِ الرحمنِ قالَ: حدثني عبدُ اللهِ بنُ عَمرو بنِ العاصِ قالَ: قالَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَكنْ مِثلَ فُلانٍ، كانَ يَقومُ الليلَ فتركَ قيامَ ¬

_ (¬1) هو في «صحيح البخاري» (1150). وأخرجه مسلم (784) من طريق عبد العزيز بن صهيب به.

ذكر من اسمه عمر

الليلِ» (¬1). 241 - أخبرنا عَتيقُ بنُ الحسينِ: أخبرنا سعيدُ بنُ أحمدَ: أخبرنا محمدُ بنُ عمرَ: أخبرنا الفَرَبْريُّ: حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ: حدثنا موسى بنُ إسماعيلَ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ مسلمٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَأتي مسجدَ قُباءٍ كُلَّ سَبتٍ راكباً وماشياً. وكانَ ابنُ عمرَ يَفعلُهُ (¬2). 242 - أنشدَنا أبو بكرٍ عَتيقُ بنُ طاهرِ بنِ أبي بكرٍ الأَنصاريُّ الزاهدُ لبَعضِهم: عَليكَ بتَقوى اللهِ واحتَمِل الأَذى ... فَما زالَت الدُّنيا على نَكدٍ كَذا ذِكرُ مَن اسمُهُ عمرُ 243 - أخبرنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ ظَفر بنِ أحمدَ المُقرئُ المَعروفُ بالمَغازِليِّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا نَقيبُ النُّقباءِ أبو الفَوارسِ طِرادُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الزَّينَبيُّ: حدثنا أبو الفرجِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عمرَ بنِ الحسنِ بنِ المُسْلِمةِ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ كاملِ بنِ خلفٍ القاضي: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المَدائنيُّ: حدثنا شَبابةُ بنُ سَوَّارٍ: حدثنا وَرقاءُ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأَعرجِ، عن أبي هريرةَ، ¬

_ (¬1) هو في «صحيح البخاري» (1152). وأخرجه أيضاً، ومسلم (1159) (185) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سلمة به. (¬2) هو في «صحيح البخاري» (1193). وأخرجه أيضاً (1191)، ومسلم (1399) من طريق عبد الله بن دينار ونافع، عن ابن عمر به.

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا نَظرَ أَحدُكم إلى مَن فُضِّلَ عليه في المالِ والخَلْقِ فليَنظُرِ إلى مَن هو أَسفلَ مِنه ممن فُضِّلَ هو عليهِ». هذا حديثٌ صحيحٌ أَخرجَه البخاريُّ (¬1) ومسلمٌ في «الصحيحِ». واعلمْ أنَّ حُسنَ الخَلْقِ واعتدالَ القامةِ مِن أَعظمِ نِعمِ اللهِ تعالى على العبدِ. / ولمَّا رَأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم نُغَاشاً سَجدَ شُكراً للهِ تعالى (¬2)، وكانَ نُغَاشٌ مِن العربِ قصيرَ القامةِ دَميمَ الخَلْقِ. 244 - أخبرنا عمرُ بنُ ظَفر المقرئُ: أخبرنا أبو الحسنِ هبةُ اللهِ بنُ عبدِ الرزاقِ الأَنصاريُّ: أخبرنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشرانَ: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ المصريُّ: حدثنا ابنُ أبي مريمَ هو عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ سعيدِ بنِ الحكمِ قالَ: حدثنا الفِريابيُّ: حدثنا سفيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي حيَّةَ بنِ قيسٍ، عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ، أنَّه تَوضَّأَ ثلاثاً ثلاثاً ومَسحَ برأسِهِ، ثم شَربِ فَضلَ وَضوئِهِ، ثم قالَ: مَن سَرَّهُ أَن يَنظرَ إلى وُضوءِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فليَنظرْ (¬3). ¬

_ (¬1) (6490)، ومسلم (2963) (8) من طريق أبي الزناد به. (¬2) أخرجه عبد الرزاق (5960)، وابن أبي شيبة (32847)، والدارقطني (1/ 410)، والبيهقي (2/ 371) عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي مرسلاً. وفيه على إرساله جابر الجعفي وهو ضعيف. ثم أخرجه عبد الرزاق (5964) عن ابن جريج عن أبي محمد بن علي به. هكذا وقع فيه، والله أعلم. (¬3) أخرجه أحمد (1/ 142، 156، 157)، وعبد الرزاق (120) من طريق سفيان بهذا اللفظ. وللحديث طرق عن أبي إسحاق مطولاً ومختصراً، انظر «المسند الجامع» (9987).

أبو حفص عمر بن محمد بن خلف البندنيجي

قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: مَسْحُ الرأسِ قَد اختَلفَ العلماءُ هَل يُسَنُّ التَّكرارُ في مَسحِهِ أَم لا؟ قالَ بعضُهم: لا يُسَنُّ التَّكرارُ في مَسحِه، وهو قولُ أبي حَنيفةَ. وقالَ بعضُهم: يُسَنُّ التَّكرارُ في مَسحِهِ، وهو قولُ الشَّافعيِّ رحمَه اللهُ. 245 - أخبرنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ محمدِ بنِ خلفٍ البَندَنيجيُّ قراءةً عليه وأنا أَسمعُ ببغدادَ قيلَ له: أخبَركم أبو القاسمِ عبدُ اللهِ بنُ الحسنِ الخَلَّالُ: أخبرنا أبو القاسمِ عُبيدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ المقرئُ المعروفُ بابنِ الصَّيدَلانيِّ: حدثنا أبو محمدٍ يحيى بنُ محمدِ بنِ صاعدٍ: حدثنا الحسنُ بنُ عيسى النَّيسابوريُّ: أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ المباركِ: أخبرنا أسامةُ بنُ زيدٍ: حدثني سعيدُ بنُ أبي هندٍ، عن أبي مرةَ مَولى عَقيلٍ فيما أَعلمُ، عن أبي موسى الأَشعريِّ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن لَعبَ بالنَّردِ فَقد عَصى اللهَ ورسولَهُ» (¬1). 246 - أخبرنا عمرُ بنُ محمدٍ: أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ الحسنِ: أخبرنا عُبيدِ اللهِ بنُ أحمدَ: أخبرنا ابنُ صاعدٍ: حدثنا لُوَينٌ محمدُ بنُ سليمانَ بنِ حبيبٍ: / حدثنا شريكُ بنُ عبدِ اللهِ، عن سماكِ بنِ حربٍ، عن محمدِ بنِ حاطبٍ قالَ: دَنيتُ إلى قدرٍ لأَهلي، فانكفأَت على يَدي فأحرقَتْها، فتوَرَّكتْ بي أُمي فأَتتْ بي رَجلاً بالبَطحاءِ، فجَعلَ يَتكلَّمُ على يَدي ويَنفثُ، فلمَّا كانَ زَمنُ عثمانَ رضيَ اللهُ عنه قلتُ لأُمي: مَن كانَ ذلكَ الرَّجلُ؟ فقالتْ: كانَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم (¬2). ¬

_ (¬1) تقدم (220). (¬2) هو في «جزء فيه مجلسان من أمالي ابن صاعد- مخطوط» (5). وأخرجه أحمد (3/ 418، 4/ 259)، وابن أبي شيبة (23562)، والطبراني 19/ (538)، وابن قانع في «الصحابة» (3/ 16) من طريق شريك به. وله طرق أخرى عن سماك بنحوه، انظرها في «مسند أحمد» 3/ 418 (15452)، و «المسند الجامع» (11350).

أبو البركات عمر بن إبراهيم الشريف العمري

قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: مَعنى قولِهِ: «فتَوَرَّكتْ بي أُمي» أي حمَلتْني على وِركَيْها، وهذا الحملُ يُذكَرُ فيمَن يُحمَلُ لأجلِ الشَّكوى وهو صَغيرٌ. ومَعنى «النَّفثِ» هو شيءٌ يُشبهُ النَّفخَ، وهو دونَ التَّفلِ، ولا يَكونُ التَّفلُ إلا ومَعه شيءٌ مِن الرِّيقِ، والنَّفثُ لا ريقَ مَعه. 247 - أخبرنا أبو البَركاتِ عمرُ بنُ إبراهيمَ الشريفُ العمريُّ بقراءَتي عليه في مَنزلِهِ بالكوفةِ قلتُ له: أخبَركم أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ النَّقُّورِ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عمرَ بنِ محمدٍ السُّكريُّ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ عبدِ الجبارِ الصوفيُّ: حدثنا يحيى بنُ مَعينٍ: حدثنا زكريا بنُ يحيى بنِ (¬1) عمارةَ، عن عبدِ العزيزِ بنِ صُهيبٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ثلاثٌ لَن يَزلْنَ في أُمَّتي: التفاخُرُ في الأحسابِ، والنِّياحةُ، والأَنواءُ» (¬2). مَعنى «الأَنواءِ» قولُ القائلِ: مُطِرْنا بنَوءِ كَذا. 248 - أخبرنا الشريفُ عمرُ بنُ إبراهيمَ بالكوفةِ في ذي الحجةِ سَنةَ سَبعٍ ¬

_ (¬1) تحرف في الأصل إلى: (عن). (¬2) هو في «الجزء الأول من الحربيات - مخطوط» (19). ورواه أبو يعلى (3911) (3912) من طريق عبد العزيز بن صهيب به. وقال في «المجمع» (3/ 12): ورجاله ثقات. وحسن الألباني إسناده في «الصحيحة» (1799).

وثلاثينَ وخمسِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو القاسمِ عليُّ بنُ حمدانَ: أخبرنا الشريفُ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الرحمنِ العلويُّ الحُسينيُّ: حدثنا أبو بكرٍ هو أحمدُ بنُ محمدِ بنِ يعقوبَ / الفارسيُّ: حدثنا أبو سعيدٍ هو الحسنُ بنُ زكريا العَدويُّ البصريُّ: حدثنا خِراشٌ قالَ: حدَّثني مَولايَ أنسٌ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ للصائمِ فَرحَتينِ: فَرحةٌ عندَ إفطارِهِ، وفَرحةٌ عندَ لقاءِ ربِّه، ولَخُلُوفُ فمِ الصائمِ أَطيبُ عندَ اللهِ مِن ريحِ المِسكِ». قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: خِراشٌ يُضَعَّفُ في الروايةِ عن أنسٍ (¬1). ومَعنى «الخُلُوفِ» تَغَيُّرُ ريحِ الفمِ لِتأخيرِ الطعامِ عن الشَّخصِ. 249 - أنشدَني الشريفُ عمرُ بنُ إبراهيمَ بالكوفةِ قالَ: أنشدَني أَبي بطرابلسَ الشامِ مِن قصيدٍ له: أَنا مِن هاشمٍ كوَاسِطةِ العقدِ ... وبَيتي مِنها كبيتِ القَصيدِ مِن عليٍّ ومِن حُسينٍ ومِن زيدٍ ... وزيدٌ ما فَوقَهُ مِن مَزيدِ فالمَعالي والمَأْثَراتُ تَراثى ... أبداً عن أُبَوَّتي وجُدودي سألتُ الشريفَ أبا البَركاتِ عمرَ بنَ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ حمزةَ بنِ يحيى بنِ الحسينِ (¬2) بنِ زيدِ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شوالٍ، سَنةَ إِحدى وأَربعينَ ¬

_ (¬1) بل قال الذهبي في «ميزانه» (1/ 651): ساقط عدم، ما أتى به غير أبي سعيد العدوي الكذاب. ومن طريق هذا العدوي الكذاب أخرجه ابن عدي (3/ 75)، ومسعود الثقفي في «عروس الأجزاء» (75). (¬2) في الأصل: الحسن.

أبو بكر عمر بن أبي سعد بن عبد الله السروشاني

وأربعِمئةٍ. 250 - حدثنا أبو بكرٍ عمرُ بنُ أبي سعدِ بنِ عبدِ اللهِ السَّروشانيُّ مِن لفظِهِ بالجامعِ العتيقِ بأصبهانَ قالَ: حدثنا أبو مُطيعٍ محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ عبدِ العزيزِ المصريُّ: حدثنا الحافظُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ موسى بنِ مَردَويه: حدثنا أحمدُ بنُ عثمانَ بنِ يحيى الأَدَميُّ: حدثنا أبو قِلابةَ عبدُ الملكِ بنُ محمدِ الرَّقاشيُّ: حدثنا أبو عاصمٍ الضحاكُ بنُ مخلدٍ: حدثنا عَزرةُ بنُ ثابتٍ / الأَنصاريُّ، عن ثُمامةَ بنِ أنسٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا أُتيَ أَحدُكم بالطِّيبِ فليُصِبْ مِنه» (¬1). 251 - وحدثنا أبو بكرٍ عمرُ بنُ أبي سعدٍ السَّروشانيُّ قالَ: حدثنا أبو مُطيعٍ محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ المصريُّ: حدثنا أبو سعيدٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ عَمرو (¬2) النَّقاشُ قالَ: أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشافعيُّ: حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضي: حدثنا إبراهيمُ بنُ حمزةَ الزبيريُّ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ، عن حُميدٍ، عن الحسنِ، عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن نَصرَ أَخاهُ بالغَيبِ نَصرَه اللهُ في الدُّنيا والآخِرةِ» (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «جزآن من أمالي أبي مطيع المصري - مخطوط» (26)، و «ثلاثة مجالس من أمالي ابن مردويه» (26). وأخرجه البخاري (2582) (5929) وغيره من طريق عزرة بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الطيب. (¬2) في الأصل: «بن عمر»، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) أخرجه البيهقي في «السنن» (8/ 168)، و «الشعب» (7231)، والضياء في «المختارة» (1858) (1859) (1860) من طريق إبراهيم بن حمزة به. وقال البيهقي: كذا رواه الدراوردي عن حميد عن الحسن عن أنس، وقد قيل: عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عمران بن حصين موقوفاً، وقيل: عنه بإسناده مرفوعاً. والموقوف أصح، والله أعلم. وأورده الألباني في «الصحيحة» (1217).

ذكر من اسمه علي

252 - وحدثنا أبو بكرٍ عمرُ بنُ أبي سعدٍ: حدثنا أبو مُطيعٍ محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ: حدثنا الفضلُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ شَهريارَ: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ يوسفَ بنِ أَفْرَجَه: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ النعمانِ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا الأَعمشُ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعني قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: «الصومُ لي وأَنا أَجزي به، ولَخُلُوفُ فمِ الصائمِ عندَ اللهِ أَطيبُ مِن ريحِ المِسكِ» (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ: سَبقَ مَعنى الخُلُوفِ. ذِكرُ مَن اسمُهُ عليٌّ 253 - أخبرنا الوزيرُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ طِرادِ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ الزَّينَبيُّ ببغدادَ في رجبٍ سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ: أخبرنا أبو القاسمِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ البُسْريُّ البُندارُ: أخبرنا أبو طاهرٍ محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ العباسِ المُخَلِّصُ: حدثنا يحيى بنُ محمدٍ: حدثنا الربيعُ بنُ سليمانَ: / حدثنا عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ قالَ: أخبَرني مالكُ بنُ أنسٍ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن شَربَ الخمرَ في الدُّنيا ثم لم يتُبْ مِنها حُرِمَها في الآخِرةِ» (¬2). ¬

_ (¬1) تقدم (15). (¬2) هو في «المخلصيات» (192). وأخرجه البخاري (5575)، ومسلم (2003) من طريق نافع به.

254 - أخبرنا عليُّ بنُ طِرادٍ: أخبرنا أبو القاسمِ بنُ البُسْريِّ: أخبرنا أبو طاهرٍ المُخَلِّصُ: حدثنا يحيى يَعني ابنَ محمدِ بنِ صاعدٍ: حدثنا أبو مسلمٍ الحرَّانيُّ: حدثنا محمدُ بنُ سلمةَ الحرَّانيُّ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ، عن عِراكِ بنِ مالكٍ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن أَدركَ مِن الصلاةِ رَكعةً فَقد أَدرَكَها» (¬1). اختَلفَ العلماءُ فيمَن أَدركَ رَكعةً مِن الفجرِ، قالَ بعضُهم: قَد أَدرَكَها، عَملاً بظاهِرِ هذا الحديثِ، وهو قولُ الشَّافعيِّ. وقالَ بعضُهم: المرادُ بذلكَ في حصولِ فضلِ صلاةِ الجماعةِ، وهو قولُ أبي حَنيفةَ، غيرَ أنَّه يقولُ في صلاةِ العصرِ: مَن أَدركَ مِنها رَكعةً فقَد أَدرَكَها. 255 - أخبرنا عليُّ بنُ طِرادٍ: أخبرنا ابنُ البُسْريِّ أبو القاسمِ: أخبرنا أبو طاهرٍ المُخَلِّصُ: حدثنا يحيى يَعني ابنَ محمدِ بنِ صاعدٍ: حدثنا يحيى بنُ المغيرةِ: حدثنا ابنُ أبي فُديك، عن الضحاكِ بنِ عثمانَ، عن مَخرمةَ بنِ سليمانَ، عن كُريبٍ مَولى ابنِ عباسٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: بِتُّ ليلةً عندَ خالَتي ميمونةَ بنتِ الحارثِ، فقُلتُ لها: إذا قامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأَيقِظيني، فقامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ووَقفتُ إلى جَنبِهِ الأيسرِ، فأَخذَ بيَدي فجعَلَني مِن شِقِّه الأَيمنِ، وجَعلَ إذا غَفيتُ يأخُذُ بشَحمةِ أُذني. قالَ: فصلَّى ¬

_ (¬1) هو في «المخلصيات» (207). وأخرجه البخاري في «القراءة خلف الإمام» (218)، وأحمد (2/ 265) من طريق محمد بن سلمة به. وأخرجه البخاري في «صحيحه» (580)، ومسلم (607) من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة به.

الفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الله الغساني المالكي

أَحدَ عَشرَ ركعةً، ثم احتَبى / حتى إنِّي لأَسمعُ نَفَسَه راقداً، فلمَّا تبيَّنَ له الفجرُ صلَّى رَكعتَينِ خَفيفَتينِ (¬1). قولُهُ: «احتَبى» أَي جَلسَ مُحتبياً، وهو أَن يَنصبَ رِجلَيه ويَضَعَ إِحدَى يدَيهِ على الأُخرى عندَ إِحدَى رُكبتَيهِ. 256 - أخبرنا الفقيهُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ منصورِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الغَسانيُّ المالكيُّ بدمشقَ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ محمدِ بنِ أبي الحديدِ السُّلميُّ قالَ: أخبرنا جَدي أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ السُّلميُّ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يوسفَ بنِ بشرٍ الهرويُّ: حدثنا الربيعُ بنُ سليمانَ صاحبُ الشَّافعيِّ: حدثنا أيوبُ بنُ سُويدٍ: حدثنا أُميةُ بنُ يزيدَ، عن أبي المُصَبِّحِ الحمصيِّ، عن ثوبانَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصيحةُ، الدِّينُ النَّصيحةُ، الدِّينُ النَّصيحةُ» قَالوا: لِمَن يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «للهِ، ولكتابِهِ، ولِرسولِهِ، ولأَئمةِ المسلِمينَ، وعامَّتِهم» (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «المخلصيات» (215). وأخرجه مسلم (763) (185) من طريق ابن أبي فديك بهذا اللفظ. وله طرق وألفاظ أخرى عن كريب وغيره عن ابن عباس عند البخاري (117) وأطرافه، ومسلم (763). (¬2) أخرجه ابن عساكر (9/ 307) عن شيخ المصنف بهذا اللفظ. وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (1184)، وفي «مسند الشاميين» (2923)، وابن أبي عاصم في «السنة» (1095)، والروياني في «مسنده» (657)، وأبو طاهر المخلص في «المخلصيات» (280)، وابن عساكر (9/ 307) من طريق أيوب بن سويد بلفظ: «رأس الدين النصيحة، قالوا .. ..». وقال في «المجمع» (1/ 87): وفيه أيوب بن سويد وهو ضعيف لا يحتج به. وقال أبو حاتم في «العلل» (2020): هذا حديث منكر. وانظر «الضعيفة» (2175).

هذا حديثٌ أخرجَه مسلمٌ في «الصحيحِ» (¬1)، وذَكرَ البخاريُّ (¬2) حديثَ جريرِ بنِ عبدِ اللهِ وفيه: «والنُّصحُ لِكلِّ مسلمٍ». والنَّصيحةُ يُمكنُ أَن يَكونَ اشتِقاقُها مِن قولِ القائلِ: نَصحْتُ العسلَ إذا صفَّيتُه. ويَجوزُ أَن يَكونَ الاشتقاقُ مِن النُّصحِ الذي هو الخياطةُ، والإبرةُ تُسمَّى مِنْصَحةً، ويُسمَّى الخياطُ الناصحَ، فيَكونُ مَعنى الحديثِ أنَّ الناصحَ يَلُمُّ بالنُّصحِ شَعَثَ أَخيهِ، كما يَلُمُّ الخياطُ الخرقَ الذي يكونُ في الثوبِ. ومَعنى النُّصحِ للهِ تَعالى: طاعَتُه وتَبليغُ ما أَوجبَ على العبادِ. وقولُهُ: «ولكتابِهِ» أي: بتَبليغِ ما أَوجبَ فيه. وقولُهُ: «ولرسولِهِ» أي: بطاعتِهِ فيما أُرسِلَ به وبلَّغَه عن اللهِ. وكَذا أَئمةُ المُسلمينَ، ونُصحُ عامَّتِهم فيما يُبَلِّغُهم عن اللهِ والرسولِ. 257 - /أخبرنا الفقيهُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ المالكيُّ قالَ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ الخطيبُ: أخبرنا محمدُ بنُ الحسينِ القَطانُ: حدثنا عبدُ الباقي بنُ قانعٍ: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ نصرٍ التِّرمذيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ المنذرِ: حدثنا سعيدُ بنُ محمدٍ مَولى بني هاشمٍ: حدثنا محمدُ بنُ المُنكدرِ، عن جابرٍ قالَ: جاءَ رَجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَشكو إليه الفاقَةَ، فأمَرَه أَن يَتزوَّجَ (¬3). ¬

_ (¬1) من حديث تميم الداري برقم (55). (¬2) برقم (57) وأطرافه، وكذا مسلم (56). (¬3) هو في «تاريخ بغداد» للخطيب (1/ 365). وسعيد بن محمد مولى بني هاشم هو ابن أبي موسى المديني، قال أبو حاتم: حديثه ليس بشيء.

الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن الفتح السلمي

سمعتُ الفقيهَ أبا الحسنِ عليَّ بنَ أحمدَ المالكيَّ وقَد سُئلَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شوالٍ، سَنةَ اثنَتينِ وأَربعينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الثلاثاءِ، التاسعَ مِن ذي الحجةِ، سَنةَ ثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ بمقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. 258 - حدثنا الفقيهُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ المُسَلَّمِ بنِ محمدِ بنِ الفتحِ السُّلميُّ مِن لفظِهِ إملاءً يومَ الجمعةِ بعدَ الصلاةِ الثاني مِن شوالٍ سَنةَ خمسٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ قالَ: أخبرنا أحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ السُّلميُّ قالَ: أخبرنا جَدي أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ قالَ: أخبرنا محمدُ بنُ يوسفَ بنِ النضرِ أبو عبدِ اللهِ الهرويُّ قراءةً عليه وأَنا حاضرٌ: حدثنا محمدُ بنُ حمادٍ الطَّهرانيُّ: أخبرنا عبدُ الرزاقِ بنُ همامٍ: أخبرنا معمرٌ، عن همامِ بنِ مُنبهٍ قالَ: حدثنا أبو هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ قالَ: إذا تَلقَّاني عَبدي بشبرٍ تلقَّيتُه بذراعٍ، وإذا تلقَّاني بذراعٍ تلقَّيتُه بباعٍ، وإذا تلقَّاني بباعٍ جئتُهُ - أو قالَ: أَتيتُه - أُسرعُ» (¬1). 259 - أخبرنا عليُّ بنُ المُسَلَّمِ السُّلميُّ قالَ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ الصوفيُّ: أخبرنا تمامُ بنُ محمدٍ الرازيُّ قالَ: أخبَرني أبو زُرعةَ محمدٌ وأبو بكرٍ أحمدُ ابْنا عبدِ اللهِ بنِ أبي دُجانةَ قالا: حدثنا جعفرُ / بنُ أحمدَ: حدثنا ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2675) (3) من طريق عبد الرزاق به. وأخرجه البخاري (7405) (7537)، ومسلم (2675) وَ (ص 2067) من طريقين عن أبي هريرة بنحوه.

محمودُ بنُ خالدٍ: حدثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ: حدثنا ابنُ جُريجٍ، عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اسْمَحْ يُسمَحْ لكَ» (¬1). 260 - أخبرنا عليُّ بنُ المُسَلَّمِ السُّلميُّ في المحرمِ يومَ عاشوراءَ سَنةَ اثنَتينِ وعشرينَ وخمسِمئةٍ بدمشقَ قالَ: أخبرنا الفقيهُ أبو بكرٍ محمدُ بنُ الشافعيِّ الصَّنَوبريُّ قالَ: قُرئَ على أبي منصورٍ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ أحمدَ بنِ الهيثمِ المُقَوِّميِّ: أخبرنا أبو طلحةَ القاسمُ بنُ أبي المنذرِ: أخبرنا أبو الحسنِ (¬2) عليُّ بنُ إبراهيمَ بنِ سلمةَ القَزوينيُّ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ يزيدَ بنِ ماجه: حدثنا محمدُ بنُ بشارٍ: حدثنا محمدُ بنُ جعفرٍ: حدثنا شعبةُ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصومُ حتى نَقولَ: لا يُفطرُ، ويُفطرُ حتى نَقولَ: لا يَصومُ، وما صامَ شهراً مُتتابعاً إلا رمضانَ منذُ قدمَ المدينةَ (¬3). المعنيُّ في صومِهِ شهرَ رمضانَ مُتتابعاً، أنَّه هو الذي فُرضَ عليه مِن الشهورِ، وأَكثرُ صيامِهِ عليه السلامُ كانَ في شعبانَ، وما كانَ يَصومُ في شهرٍ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 248)، والطبراني في «الصغير» (1169)، و «الأوسط» (5112)، والبيهقي في «الشعب» (10745)، والضياء في «المختارة» (204) من طريق الوليد بن مسلم به. وصححه الألباني في «الصحيحة» (1456). (¬2) القطان، راوي «السنن» عن ابن ماجه، وفي الأصل: (أبو الحسين). (¬3) هو في «سنن ابن ماجه» (1711). وأخرجه البخاري (1971)، ومسلم (1157) من طريق أبي بشر جعفر بن أبي وحشية به.

الفقيه أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن جعفر الحنفي

أَكثرَ مِن صيامِهِ في شعبانَ. سمعتَ الفقيهَ أبا الحسنِ عليَّ بنَ المُسَلَّمِ بنِ محمدٍ السُّلميَّ الشافعيَّ وقَد سُئلَ عن مولدِهِ، فقالَ: أَظنُّه سَنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الأربعاءِ، ثالثَ عشرَ ذي القعدةِ، سَنةَ ثلاثٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. 261 - حدثنا الفقيهُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ جعفرٍ الحنفيُّ مَذهباً إملاءً بدمشقَ قالَ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ العزيزِ بنُ عمرَ المعروفُ بابنِ مازَة: حدثنا الحافظُ أبو حفصٍ البخاريُّ: أخبرنا الحافظُ أبو نصرٍ أحمدُ بنُ الحسنِ: / أخبرنا أبو الحسينِ القَطانُ: حدثنا (علانُ؟) بنُ إبراهيمَ: حدثنا محمدُ بنُ الحسنِ بنِ عمرَ: حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ، عن الفضلِ بنِ الربيعِ قالَ: حَججتُ مَع هارونَ الرَّشيدِ، فمَررنا بالكوفةِ، فإذا بُهلُولُ المجنونُ قاعدٌ يَهذي، فقيلَ له: اسكُتْ، فقَد أَقبلَ أَميرُ المؤمنينَ، فسكتَ، فلمَّا حاذاهُ الهودَجُ قالَ: يا أَميرَ المؤمنينَ، حدَّثني أيمنُ بنُ نابلٍ قالَ: حدَّثني قُدامةُ بنُ عبدِ اللهِ قالَ: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم على جملٍ وتحتَه رَحْلٌ رَثٌّ، فلم يَكنْ ثَمَّ ضَربٌ، ولا طردٌ، ولا إليكَ إليكَ. فقلتُ: يا أَميرَ المؤمنينَ إنَّه بُهلُولٌ، فقالَ: يا بُهلُولُ عِظْني، فقالَ يا أَميرَ المؤمنينَ: هَب أنَّكَ قَد مَلكْتَ الخلقَ طُرَّاً ... ودانَ لكَ العبادُ فكانَ مَاذا أَليسَ غَدا تَصيرُ إلى ضَريحٍ ... ويحوي المالَ (¬1) هَذا ثم هَذا ¬

_ (¬1) في المصادر: ويحثو الترْبَ.

القاضي أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن علي بن أبي عقيل

قالَ: أَجدَّت يا بُهلُولُ، أَفغيرَهُ! قالَ: نَعم يا أَميرَ المؤمنينَ، مَن رزقَهُ اللهُ جمالاً ومالاً فعَفَّ في جَمالِهِ ووَاسى في مالِهِ، كُتبَ اسمُهُ في ديوانِ الأَبرارِ. فظَنَّ أنَّه يَطلبُ شيئاً، فقالَ: فإنَّا قَد أَمَرنا أَن يُقضى دَينُكَ، قالَ: لا يَقْضِ دَيناً بدَينٍ، واردُد الحقَّ إلى أهلِهِ، واقضِ دَينَ نفسِكَ، فإنَّ نفسَكَ واحدةٌ، إنْ هلَكَتْ واللهِ ما انجَبَرتَ، قالَ: فإنَّا قَد أَمَرنا أَن يُجرى عليكَ، فقالَ: لا تَفعلْ، لا يُعطيكَ ويَنساني، لا حاجةَ لي فيه، ومَضى (¬1). تُوفيَ الفقيهُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ الحسنِ بنِ محمدٍ الحنفيُّ يومَ الخميسِ، سَلْخَ شعبانَ، سَنةَ ثمانٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ خارجَ بابِ الصغيرِ بدمشقَ بمقابرِ الشهداءِ. 262 - أخبرنا القاضي / أبو طالبٍ عليُّ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ (¬2) بنِ عليِّ بنِ أبي عقيلٍ بدمشقَ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ الحسنِ بنِ الحسينِ الخِلَعيُّ قالَ: أخبرنا أبو الفتحِ محمدُ بنُ الحسينِ المعروفُ بابنِ (العداسِ؟): أخبرنا أبو بكرٍ يَعني الآجُريَّ قالَ: أخبرنا الفِريابيُّ: حدثنا إسحاقُ بنُ راهويه: أخبرنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزُّهريِّ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، ¬

_ (¬1) أخرجه تمام في «مسند المقلين» (19)، وابن عساكر (5/ 408)، وابن الجوزي في «مثير العزم الساكن» (62) من طريق محمد بن الحسن بن عمر الحلواني به. وفي إسناده من لم أجد لهم ترجمة. والحديث المرفوع عند الترمذي (903)، والنسائي (3061)، وابن ماجه (3035)، وأحمد (3/ 412، 413)، من طريق أيمن بن نابل بلفظ: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار على ناقة، ليس ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك. (¬2) تحرف في الأصل إلى: (عبد الملك).

أبو الحسن علي بن هبة الله بن زهمويه الأزجي

عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن صامَ رمضانَ إيماناً واحتِساباً غُفرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنبِه، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيماناً واحتِساباً غُفرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنبِه» (¬1). مَعنى قولِهِ: «إيماناً» أي تَصديقاً بوَعدِ اللهِ. وقولُهُ: «احتِساباً» يَعني يَحتسبُ ثوابَهُ عندَ اللهِ تَعالى. تُوفيَ القاضي أبو طالبٍ عليُّ بنُ عبدِ الرحمنِ يومَ السبتِ وقتَ العصرِ، الخامسَ والعشرينَ مِن شهرِ رَبيعٍ الأَولِ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. 263 - أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ هبةِ اللهِ بنِ زَهْمويه الأَزْجيُّ في منزلِهِ ببابِ الأَزْجِ ببغدادَ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ حامدِ بنِ عُبيدٍ: حدثنا أبو محمدٍ إسماعيلُ بنُ الحسينِ بنِ عليٍّ البخاريُّ: حدثنا أبو أحمدَ بكرُ بنُ محمدِ بنِ حمدانَ المَروزيُّ: حدثنا أبو عمرانَ موسى بنُ سهلٍ الوَشاءُ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ، عن حمادِ بنِ سلمةَ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: قُلتُ: يا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كيفَ تَعرفُ مَن لم تَرَ مِن أُمَّتِكَ يومَ القيامةِ؟ قالَ: «هُم غُرٌّ مُحجَّلونَ بُلْقٌ مِن آثارِ الوُضوءِ» (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «كتاب الأربعين» للآجري (27). وأخرجه البخاري (1901) (2008) (2014)، ومسلم (760) من طريق أبي سلمة به. (¬2) أخرجه ابن ماجه (284)، وأحمد (1/ 403، 451، 453)، وأبو يعلى (5048) (5300)، وابن حبان (1047) (7242) من طريق حماد بن سلمة به. وحسنه البوصيري. وقال الألباني: حسن صحيح.

قولُهُ: «بُلْقٌ» لا يُعرفُ في هذه الرِّوايةِ (¬1). 264 - أخبرنا عليُّ بنُ هبةِ اللهِ: أخبرنا أبو جعفرٍ: حدثنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ خلفٍ العدلُ إملاءً سَنةَ تسعٍ وتسعينَ وثلاثِمئةِ: / حدثنا أبو سعيدٍ الهيثمُ بنُ كُليبِ بنِ سُريجِ بنِ مَعقلٍ الشاشيُّ: حدثنا عيسى بنُ أحمدَ العَسقلانيُّ: حدثنا شَبابةُ بنُ سَوَّارٍ: حدثنا يونسُ بنُ أبي إسحاقَ، عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ الزبيرِ قالَ: خطَبَنا عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه بالجابيةِ فقالَ: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قامَ فينا مَقامي فيكم فقالَ: «أَكرِموا أَصحابي، ثُم الذينَ يَلونَهم، ثُم الذينَ يَلونَهم، ثُم يَفشو الكذبُ حَتى إنَّ الرَّجلَ يَحلفُ مِن غيرِ أَن يُستَحلَفَ، ويَشهدُ مِن قَبلِ أَن يُستَشهَدَ، فمَن سَرَّه أَن يَنالَ بَحبُوحةَ الجنةِ فعَليه بالجماعةِ، فإنَّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، وإنَّ الشيطانَ مَع الواحدِ وهو مِن الاثنَينِ أَبعدُ، أَلا لا يَخلوَّنَ رَجلٌ بامرأةٍ فإنَّ ثالثَهم الشيطانُ، ومَن سرَّتْه حسنَتُه وساءَتْه سيئتُهُ فهو مؤمنٌ» (¬2). «البَحبُوحةُ» سبقَ تَفسيرُها وأنَّها السَّعةُ، ويُقالُ: بَحبُوحةُ كلِّ شيءٍ وَسطُهُ وخيرُهُ. وسألتُ عليَّ بنَ هبةِ اللهِ بنِ زَهمويه عن مولدِهِ، فقالَ: يومَ الاثنَينِ، ثاني ¬

_ (¬1) هذه اللفظة جاءت في كل مصادر التخريج، وانفرد بها حديث ابن مسعود دون بقية أحاديث الباب. والله أعلم. (¬2) أخرجه النسائي في «الكبرى» (9178) (9179)، وعبد بن حميد (23)، وعبد الرزاق (20710)، وأبو يعلى (201) (202) من طريق عبد الملك بن عمير به. واختلف عليه فيه كما ذكر الدارقطني في «علله» (155). وله عن عمر طرق تقدم أحدها (71).

أبو الحسين علي بن محمد بن علي الملقب برئيس الرؤساء

المحرمِ، سَنةَ سِتينَ وأربعِمئةٍ. 265 - أخبرنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الملقبُ برئيسِ الرُّؤساءِ ببغدادَ في شهرِ رمضانَ سَنةَ سِتٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدٍ الخطيبُ الأَنباريُّ سَنةَ أربعٍ وثمانينَ وأربعِمئةٍ: أخبرنا القاضي أبو محمدٍ الحسنُ بنُ الحسينِ بنِ محمدِ بنِ الحسينِ: حدثنا أبو الحسينِ نُعيمُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ محمدِ بنِ عديٍّ الأَسْتَراباذيُّ إملاءً: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ القاسمِ بنِ مُساورٍ الجوهريُّ: حدثنا سعيدٌ، عن مباركِ بنِ فَضالةَ، عن كثيرٍ أبي محمدٍ، / عن البراءِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «صاحبُ الدَّينِ مأسورٌ في قبرِهِ يَشكو إلى اللهِ الوِحدةَ» (¬1). المُرادُ بذلكَ أنَّه بسببِ الدَّينِ ليس له ثوابُ عملٍ يُؤنسُهُ، لتعلُّقِ حقِّ صاحبِ الدَّينِ به. 266 - أخبرنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ: أخبرنا أبو الحسنِ الخطيبُ: أخبرنا أبو محمدٍ الحسنُ بنُ الحسينِ: حدثنا نُعيمُ بنُ عبدِ الملكِ: حدثنا أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مِلْحانَ ببغدادَ: حدثنا يحيى بنُ عبدِ اللهِ بنِ بُكيرٍ: حدثني الليثُ بنُ سعدٍ، عن ابنِ الهادِ، عن الوليدِ بنِ أبي هشامٍ، عن الحسنِ البصريِّ، عن أبي موسى الأَشعريِّ، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن النجار في «ذيل تاريخ بغداد» (19/ 14) من طريق المصنف. وهو أول حديث في «مجلس من أمالي نعيم بن عبد الملك الأستراباذي- مخطوط». وأخرجه الطبراني في «الأوسط» (893)، والروياني في «مسنده» (429)، والبغوي في «شرح السنة» (2148) من طريق سعيد بن سليمان به. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (1376).

أنَّه سمعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لن تُؤمنوا باللهِ حتى تَحابُّوا، أَفلا أَدلُّكم على ما تَحابُّونَ عليه؟» قَالوا: بَلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: «أَفشوا السلامَ بينَكم، وَالذي نَفسي بيدِهِ، لا تَدخُلوا الجنةَ حتى تَراحَموا» قَالوا: يا رسولَ اللهِ: كُلنا رَحيمٌ، قالَ: ليسَ رحمةَ أَحدِكم خاصَّتَه، ولكنْ رَحمةَ العامَّةِ» مرَّتينِ (¬1). 267 - وبه عن ابنِ الهادِ، عن موسى يَعني ابنَ سَرْجسٍ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ قالتْ: رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يَموتُ وعندَهُ قَدحٌ فيه ماءٌ، يُدخِلُ يدَهُ في القدحِ ثم يَمسحُ وَجهَه بالماءِ، ثم يقولُ: «أَعنِّي على سَكَراتِ الموتِ». شكَّ ابنُ بُكيرٍ (¬2). ¬

_ (¬1) هو ثاني حديث في «مجلس من أمالي نعيم بن عبد الملك الأستراباذي- مخطوط». وأخرجه النسائي في «الكبرى» (5928)، والطبراني كما في «المجمع» (8/ 30)، وابن أبي عمر العدني في «مسنده» (5155 - الإتحاف)، والحاكم (4/ 167 - 168)، والنعال في «مشيخته» (ص 116) من طريق يزيد بن الهاد به. وصححه الحاكم. وقال في «مشيخة النعال»: ورواية الحسن عن أبي موسى منقطعة، ذكر علي بن المديني وأبو حاتم الرازي وغيرهما أن الحسن لم يسمع من أبي موسى. (¬2) هو ثالث حديث في «مجلس من أمالي نعيم بن عبد الملك الأستراباذي- مخطوط». وأخرجه الترمذي (978)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (1093)، وابن ماجه (1623)، وأحمد (6/ 64، 70، 77، 151)، والحاكم (2/ 465، 3/ 56 - 57) من طريق الليث بن سعد به. وذكر ابن ماجه (يزيد بن حبيب) بدل (يزيد بن الهاد). وصححه الحاكم. وقال الترمذي: غريب. وضعفه الألباني. ومعناه عند البخاري (4449) من وجه آخر عن عائشة.

أبو الحسن علي بن عبد العزيز السماك

سألتُ أبا الحسينِ عليَّ بنَ محمدِ بنِ عليٍّ عن مولدِهِ، فقالَ: في النِّصفِ مِن شوالٍ، سَنةَ سبعينَ وأربعِمئةٍ. 268 - أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ السَّماكُ ببغدادَ: أخبرنا الشريفُ أبو نصرٍ محمدُ بنُ / محمدِ بنِ عليِّ بنِ الحسنِ الزَّينَبيُّ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عمرَ بنِ عليِّ بنِ محمدِ بنِ خلفِ بنِ زُنْبورٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ البغويُّ: حدثنا أبو خَيثمةَ زهيرُ بنُ حربٍ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا شعبةُ، عن الحكمِ - هو ابنُ عُتيبةَ -، عن ذرٍّ - هو الزاهدُ ويُتهمُ بالإرجاءِ -، عن سعيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ أَبزى، عن أبيه، عن عمَّارِ بنِ ياسرٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ في التَّيممِ: «ضَربةٌ للوَجهِ والكفَّينِ» (¬1). ذَهبَ بعضُ العلماءِ إلى أنَّ التَّيممَ ضَربةٌ واحدةٌ يَمسحُ بها وجهَهُ وكفَّيهِ، وهو قولُ أحمدَ وإسحاقَ وابنِ جريرٍ، واحتَجوا بهذا الحديثِ. 269 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: أخبرنا أبو نصرٍ الزَّينَبيُّ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عمرَ: حدثنا عبدُ اللهِ، عن (¬2) يحيى بنِ عبدِ الحميدِ الحِمَّانيِّ قالَ: حدثني عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ الملكِ بنِ أَبجَرَ، عن أبيه، عن واصلِ بنِ حيَّانَ، عن أبي وائلٍ، عن عمارٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن البيانِ سِحراً» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة (266)، والدارقطني (1/ 183)، والشاشي في «مسنده» (1031) من طريق يزيد بن هارون بهذا اللفظ. وللحديث طرق وروايات مطولاً ومختصراً ليس هذا مقام تتبعها. انظر «المسند الجامع» (10402) (10403). (¬2) في الأصل: بن. (¬3) أخرجه مسلم (869) من طريق عبد الرحمن بن أبجر به.

سببُ هذا الحديثِ أنَّه جاءَ الزِّبْرقانُ بنُ بدرٍ وعَمرو بنُ الأَهتمِ - بالتاءِ بنُقتطَينِ مِن فوقِها - وحَضرا عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فسألَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَمراً عن الزِّبْرِقانِ، فأَثنى عليه خيراً، فاستَقلَّ الزِّبْرِقانُ ثناءَهُ عليه ولم يرضَهُ، فقالَ: واللهِ يا رسولَ اللهِ إنَّه ليَعلمُ أنِّي أَفضلُ مما قالَ ولكنَّه حسَدَني، فقالَ عَمرو فيه شرَّاً، ثم قالَ: واللهِ يا رسولَ اللهِ ما كَذبتُ عليه في الأُولى ولا في الآخِرةِ، ولكنَّه أَرضاني فقُلتُ بالرِّضا وصَدقتُ، وأَسخَطَني فقُلتُ بالسخطِ وصَدقتُ لكَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: / «إنَّ مِن البيانِ لَسِحراً» (¬1). 270 - أخبرنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ: أخبرنا أبو نصرٍ: أخبرنا أبو بكرٍ: حدثنا عبدُ اللهِ: حدثنا بشارُ بنُ موسى: حدثنا شريكٌ، عن أبي إسحاقَ، عن عَمرو بنِ غالبٍ قالَ: سَمعَ عمارُ بنُ ياسرٍ رَجلاً يَنالُ مِن عائشةَ رضي اللهُ عنها، فقالَ له: اسكُتْ مَقبوحاً مَنبوحاً، فأَشهدُ أنَّها زوجةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الجنةِ (¬2). سألتُ أبا الحسنِ عليَّ بنَ عبدِ العزيزِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ أربعٍ وسِتينَ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7671)، والحاكم (3/ 613) من حديث أبي بكرة. وكان الحاكم قد أخرجه قبل من حديث ابن عباس. قلت: ولا مانع من تعدد السبب، فحديث عمار طرف من حديث آخر مختلف، كما تراه في «صحيح مسلم». والله أعلم. (¬2) أخرجه ابن البختري في «أماليه» (49)، وابن عساكر (43/ 458)، والمزي في «تهذيب الكمال» (22/ 183) من طريق شريك به. وسمى ابن البختري راويه عن عمار: (عبد الله بن غالب). وأخرجه الترمذي (3888)، والحاكم (3/ 393) من طريق أبي إسحاق بلفظ: .. أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقارن بما عند البخاري (3772) (7100) (7101).

أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد القصري دليل الحاج

وأربعِمئةٍ. 271 - أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ الحسينِ بنِ محمدٍ القَصريُّ دليلُ الحاجِّ قراءةً عليه وأَنا أَسمعُ ببغدادَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ مالكُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ البانياسيُّ: أخبرنا أبو الفتحِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي الفَوارسِ الحافظُ: أخبرنا أبو محمدِ بنُ حيَّانَ قالَ: حدثني الحسنُ بنُ هارونَ: حدثنا أحمدُ بنُ إبراهيمَ الدَّورَقيُّ: حدثنا عليُّ بنُ الحسنِ بنِ شَقيقٍ: حدثنا ابنُ المباركِ، عن سعيدِ بنِ عبدِ العزيزِ قالَ: بلَغَني عن الحسنِ أنَّه قالَ: المُعتكفُ له بكلِّ يومٍ حجةٌ (¬1). 272 - أخبرنا عليُّ بنُ الحسينِ: أخبرنا مالكُ بنُ أحمدَ: أخبرنا أبو الفتحِ محمدُ بنُ أحمدَ: أخبرنا أبو محمدِ بنُ حيَّانَ: حدثنا محمدُ بنُ عمرَ الحافظُ قالَ: حدثني محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ: حدثنا محمدُ بنُ عيسى أبو يزيدَ ببَلدٍ: حدثنا إبراهيمُ بنُ أبي الليثِ: حدثنا الأَشجعيُّ، عن سفيانَ، عن جابرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ بريدةَ، عن أبيه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ، فمَن تَركَها فليسَ بمُسلمٍ» (¬2). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: التَّركُ ها هُنا يَنصرفُ إلى التَّركِ / الكاملِ، ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في «الشعب» (3682) من طريق علي بن الحسن بن شقيق به. (¬2) جابر هو الجعفي ضعيف. وقد أخرجه الترمذي (2621)، والنسائي (463)، وابن ماجه (1079)، وأحمد (5/ 346، 355)، وابن حبان (1454)، والحاكم (1/ 6 - 7) من طريق الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة بلفظ: «.. .. فقد كفر». وقال الترمذي: حسن غريب. وصححه الحاكم، ووافقه الألباني.

أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن الحسين بن محمويه اليزدي

التَّركُ مِن حيثُ الظاهرُ والباطنُ، فالتَّركُ مِن حيثُ الظاهرُ أَن لا يفعلَ، والتَّركُ مِن حيثُ الباطنُ اعتقادُ تركِ وُجوبِها، فمَن تَركَ الصلاةَ على هذا الوَجهِ فليسَ بمسلمٍ. 273 - أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ مَحمويه اليَزْديُّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ الحسينِ بنِ الحسنِ بنِ بلول: أخبرنا أبو محمدٍ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ جعفرٍ: حدثنا أبو سعيدٍ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ أشتويه: حدثنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ أحمدَ المُستَملي قالَ: حدثنا أحمدُ بنُ يعقوبَ لفظاً: حدثنا محمدُ بنُ حمادٍ الطِّهرانيُّ: أخبرنا عبدُ الرزاقِ: أخبرنا معمرٌ، عن بهزِ بنِ حَكيمٍ، عن أبيه، عن جدِّه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في قولِهِ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} [فصلت: 22] قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قالَ اللهُ: عَبدي عندَ ظنِّه بي، وأَنا مَعه إذا دَعاني» (¬1). 274 - أنشدَنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ اليَزْديُّ الفقيهُ قالَ: أنشدَني محمدُ بنُ ناصرِ بنِ محمدٍ اليَزْديُّ لنفسِهِ وكتبَ لي بخطِّهِ: إنِّي بُليتُ بقومٍ لا خَلاقَ لهمْ ... وكلُّهم وَعدُهُ ميعادُ عُرْقوبِ ¬

_ (¬1) أخرجه السلفي في «معجم السفر» (1288) من طريق محمد بن حماد الطهراني به. وهو في «تفسير عبد الرزاق» (3/ 185) عن معمر عن الحسن مرسلاً. وكان قد أخرج قبله عن معمر، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، حديثاً آخر في هذه الآية. وعند الطبراني 19/ (1005) من وجه آخر عن بهز بن حكيم مرفوعاً: «قال الله: أنا عند ظن عبدي بي».

أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب

فقُل لمَن يَرتجي جَهلاً نَوالهمُ ... نَوالهم للمُرجَّى مخُّ عُرْقوبِ 275 - أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ هبةِ اللهِ بنِ عبدِ السلامِ الكاتبُ ببغدادَ قراءةً عليه وأَنا أَسمعُ، قيلَ له: أخبركم أبو طاهرٍ عبدُ الكريمِ / بنُ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ رِزْمَةَ الخبازُ قراءةً عليه وأَنا أَسمعُ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ رِزْقويه قراءةً عليه في جُمادى الأُولى سَنةَ عشرٍ وأربعِمئةٍ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سلمانَ بنِ الحسنِ بنِ إسرائيلَ بنِ يونسَ النَّجادُ الفقيهُ: حدثنا أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عُبيدِ بنِ سفيانَ القرشيُّ: حدثني سلمةُ بنُ شَبيبٍ: حدثنا سهلُ بنُ عاصمٍ، عن رَجلٍ، عن إسماعيلَ بنِ مسلمٍ قالَ: قيلَ للحسنِ: ما بالُ المُتهجِّدينَ مِن أَحسنِ الناسِ وُجوهاً؟ قالَ: لأنَّهم خَلَوا بالرَّحمنِ عزَّ وجلَّ فأَلبسَهم مِن نُورِهِ نوراً (¬1). 276 - أخبرنا عليُّ بنُ هبةِ اللهِ: أخبرنا عبدُ الكريمِ بنُ الحسنِ: أخبرنا محمدُ بنُ أحمدَ: أخبرنا أحمدُ بنُ سلمانَ قالَ: (¬2) حدثني محمدُ بنُ الحسينِ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ سعيدٍ الدمشقيُّ: حدثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ: حدثنا الأَوزاعيُّ: حدثني عُميرُ بنُ هانئٍ: حدثني جُنادةُ بنُ أبي أُميةَ، عن عبادةَ بنِ الصامتِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن تَعارَّ مِن الليلِ فقالَ حينَ يَستيقظُ: لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، سبحانَ ¬

_ (¬1) هو في «التهجد» لابن أبي الدنيا (280). وأخرجه الآجري في «التهجد» (7) من طريق إسماعيل بن مسلم، والدينوري في «المجالسة» (133) من طريق عوف الأعرابي، كلاهما عن الحسن به. (¬2) هكذا وقع الإسناد في الأصل، سقط منه ذكر ابن أبي الدنيا هنا، ولا بد منه، كما في الإسناد السابق.

أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد اللباد

اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، ثم دَعا ربِّ اغْفر لي، غُفرَ له». قالَ الوليدُ: «وإذا دَعا استُجيبَ له، وإذا قامَ فتَوضَّأَ ثم صلَّى قُبلتْ صلاتُهُ» (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ: مَعنى «تَعارَّ مِن الليلِ» سَبقَ في حرفِ الباءِ. تُوفيَ أبو الحسنِ عليُّ بنُ هبةِ اللهِ يومَ الثلاثاءِ، السادسَ مِن رَجبٍ، سَنةَ / تسعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ يومَ الأربعاءِ، بمقابرِ قريشٍ ببغدادَ. 277 - أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ اللَّبَّادُ بأصبهانَ بقراءَتي عليه قالَ: أخبرنا أبو سعيدٍ رجاءُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ قولويه: حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ جعفرٍ اليَزْديُّ الجُرجانيُّ إملاءً: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يعقوبَ بنِ يوسفَ الأَصمُّ: أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الحكمِ: أخبرنا أبو ضَمرةَ أنسُ بنُ عياضٍ الليثيُّ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا وُضعَ العَشاءُ وأُقيمَت الصلاةُ فابدَؤوا بالعَشاءِ» (¬2). المرادُ بذلكَ إذا كانَ قلبُ المُصلِّي مُتعلقاً بالأكلِ فيَبدأُ بالعَشاءِ، ليتفرَّغَ قلبُهُ لأداءِ الصلاةِ بعدَما تعشَّى (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «التهجد» لابن أبي الدنيا (325). وأخرجه البخاري (1154) من طريق الوليد بن مسلم به. (¬2) هو في «المجلس الأربعين من أمالي أبي عبد الله الجرجاني - مخطوط» (191/ ب)، وفي «مصنفات الأصم» (351). وأخرجه البخاري (671) (5465)، ومسلم (558) من طريق هشام بن عروة به. (¬3) وقال الحافظ في «الفتح» (2/ 160):حمل الجمهور هذا الأمر على الندب ثم اختلفوا، فمنهم من قيده بمن كان محتاجاً إلى الأكل، وهو المشهور عند الشافعية، وزاد الغزالي: ما إذا خشي فساد المأكول. ومنهم من لم يقيده، وهو قول الثوري وأحمد وإسحاق، وعليه يدل فعل ابن عمر الآتي. وأفرط بن حزم فقال: تبطل الصلاة. ومنهم من اختار البداءة بالصلاة إلا إن كان الطعام خفيفاً، نقله ابن المنذر عن مالك، وعند أصحابه تفصيل، قالوا: يبدأ بالصلاة إن لم يكن متعلق النفس بالأكل، أو كان متعلقاً به لكن لا يعجله عن صلاته، فإن كان يعجله عن صلاته بدأ بالطعام واستحبت له الإعادة.

278 - أخبرنا عليُّ بنُ أحمدَ: أخبرنا رجاءُ بنُ عبدِ الواحدِ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ: أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ الصَّفارُ: حدثنا همامُ بنُ محمدِ بنِ النعمانِ: حدثنا إسحاقُ بنُ بشرٍ الكاهليُّ: حدثنا أبو معشرٍ المدنيُّ، عن محمدِ بنِ المُنكدرِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ الأنصاريِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن ماتَ في طريقِ مكةَ حاجاً لم يَعرضْهُ اللهُ عزَّ وجلَّ يومَ القيامةِ ولم يُحاسبْهُ» (¬1). 279 - أخبرنا عليُّ بنُ أحمدَ: أخبرنا رجاءُ بنُ عبدِ الواحدِ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ قالَ: أنشدَنا أبو الحسينِ محمدُ بنُ محمدٍ قالَ: أنشدَنا محمدُ بنُ القاسمِ بنِ بشارٍ قالَ: أنشدَني محمدُ بنُ المَرزبانِ لأبي العَتاهيةِ: / يا صاحبَ الدَّارِ التي ... ليسَت له بمُواتيَه ¬

_ (¬1) هو في «المجلس الأربعين من أمالي أبي عبد الله الجرجاني - مخطوط» (193/ ب). وأخرجه الحارث في «مسنده» (353)، وابن عدي (1/ 342)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (1169) من طريق إسحاق بن بشر الكاهلي به. وقال ابن الجوزي: لا يصح، والمتهم به إسحاق بن بشر، وقد كذبه ابن أبي شيبة وغيره، وقال الدارقطني: هو في عداد من يضع الحديث. وقال الألباني في «الضعيفة» (2804): موضوع.

أبو الحسن علي بن نجا بن أسد المؤذن

أَحببتَ داراً لم تزلْ ... عن نفسِها لكَ ناهيَه أأُخيَّ فارمِ محاسِنَ ... الدُّنيا بعينٍ قاليَه أَترى شبابَكَ عائداً ... مِن بعدِ شَيبِكَ ثانيَه (¬1) سألتُ أبا الحسنِ عليَّ بنَ أحمدَ بنِ محمدٍ اللَّبَّادَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ إِحدى وثمانينَ وأربعِمئةٍ، فسألتُهُ عن الشهرِ الذي وُلدَ فيه، فقالَ: أظنُّ في جُمادَى الأُولى. 280 - أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ نَجا بنِ أسدٍ المؤذنُ بقراءَتي عليه قالَ: أخبرنا أبو الفرجِ سهلُ بنُ بشرِ بنِ أحمدَ بنِ سعيدٍ الإسفَرائينيُّ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ منيرِ بنِ أحمدَ بنِ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ منيرٍ الخلالُ المصريُّ بها: حدثنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ زكريا النَّيسابوريُّ: أخبرنا أحمدُ بنُ شعيبِ بنِ عليٍّ النَّسائيُّ: أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ، عن مالكٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، عن أبي هريرةَ وزيدِ بنِ خالدٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئلَ عن الأَمةِ إذا زَنتْ ولم تُحصِنْ، قالَ: «إِن زَنتْ فاجلِدوها، وإِن (¬2) زَنتْ فاجلِدوها، ثُم إِن زَنتْ فاجلِدوها، ثُم بيعُوها ولو بضَفيرٍ» بعدَ الثالثةِ أو الرابعةِ (¬3). الضَّفيرُ هو الحبلُ. ¬

_ (¬1) هو في آخر «المجلس الأربعين من أمالي أبي عبد الله الجرجاني - مخطوط» (194/ ب). (¬2) هكذ في الأصل، ولعل الصواب: «ثم إن» كما في مصادر التخريج. (¬3) هو في «السنن الكبرى» للنسائي (7219)، و «الموطأ» (2/ 826). ومن طريق مالك أخرجه البخاري (2153) (2154) (2555) (2556) (6837) (6838)، ومسلم (1704).

أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن أبي المضاء

وقد اختَلفَ العلماءُ في السيدِ هَل يملكُ إقامةَ الحدِّ على عبدِهِ؟ قالَ بعضُهم: يَملكُ، وهو قولُ الشَّافعيِّ، واحتَجَّ بهذا الحديثِ. / وقالَ بعضُهم: لا يَملكُ ذلكَ، وهو قولُ أبي حَنيفةَ رحمَه اللهُ، وحملَ الحديثَ على التَّسببِ بأَن يَرفعَ الأمرَ إلى الإمامِ فيَجلدَها الحدَّ، ويُحتملُ أَن يكونَ هذا خِطاباً لقومٍ بأَعيانِهم، فيكونَ قد فوَّضَ إقامةَ الحدِّ إِليهم، وللإمامِ أَن يَفعلَ ذلكَ. وتُوفيَ عليُّ بنُ نَجا بنِ أسدٍ ليلةَ الخميسِ، الخامسَ عشرَ مِن صفرٍ، سَنةَ سبعٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ. 281 - أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ أبي المضاءِ - مِن أهلِ بَعلبكَ - بدمشقَ قالَ: حدثنا الفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ بنُ إبراهيمَ بنِ نصرٍ المقدسيُّ قالَ: أخبرنا أبو الفرجِ عبدُ الوهابِ بنُ الحسينِ بنِ عمرَ بنِ برهانَ الغزَّالُ البغداديُّ قراءةً عليه قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ محمدِ بنِ عُبيدٍ الدَّقاقُ قالَ: سمعتُ أبا العباسِ أحمدَ بنَ محمدِ بنِ مسروقٍ يقولُ: سمعتُ حارثاً المُحاسِبيَّ يقولُ: ثلاثةُ أَشياءَ عزيزةٌ ومَعدومةٌ (¬1): حُسنُ الوجهِ مَع الصيانةِ، وحُسنُ الخُلُقِ مَع الدِّيانةِ، وحُسنُ الإخاءِ مَع الأَمانةِ (¬2). 282 - أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ: أخبرنا نصرُ بنُ إبراهيمَ: أخبرنا عبدُ الوهابِ بنُ الحسينِ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ محمدٍ: حدثنا محمدٌ وهو ابنُ الحسينِ ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: أو معدومة. (¬2) أخرجه الخطيب (8/ 212)، وابن الطيوري في «الطيوريات» (107)، وابن الدبيثي في «ذيل تاريخ بغداد» (2/ 161)، وابن البخاري في «مشيخته» (262)، والسبكي في «طبقات الشافعية» (2/ 281) من طريق أبي عبد الله الدقاق به.

أبو الحسن علي بن معضاد بن ماضي المقرئ

الدَّقاقُ أبو جعفرٍ: حدثنا القاسمُ بنُ بشرٍ: حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ: حدثنا شعبةُ قالَ: سمعتُ أيوبَ يحدثُ عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بيعُ حَبَلِ الحَبَلةِ رِبا» (¬1). حَبَلُ الحَبَلةِ هو نِتاجُ النِّتاجِ. وتُوفيَ / أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ في شهرِ رَبيعٍ الأَولِ، سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ ببعلبكَ. 283 - حدثنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ مِعْضادِ بنِ ماضي المقرئُ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ أبي الحديدِ قراءةً عليه وأَنا أَسمعُ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ موسى بنِ الحسينِ بنِ السِّمسارِ قراءةً عليه: أخبرنا أبو القاسمِ عليُّ بنُ يعقوبَ بنِ إبراهيمَ بنِ أبي العَقَبِ: حدثنا أبو زُرعةَ عبدُ الرحمنِ بنُ عَمرو بنِ عبدِ اللهِ: حدثنا يحيى بنُ مَعينٍ: حدثنا ابنُ فُضيلٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ (¬2) أبي نصرٍ، عن مُساورٍ الحِميَريِّ، عن أمِّ سلمةَ قالتْ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «أيُّما امرأةٍ ماتَتْ وزوجُها عَنها راضٍ دَخلَت الجنةَ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (4623)، وابن ماجه (2197)، وأحمد (2/ 10)، وابن حبان (4946) من طريق أيوب به. وهو عند البخاري (2143) (2256) (3843)، ومسلم (1514) من طريق نافع، عن ابن عمر به. (¬2) من «الفوائد المعللة»، وكذلك وقع عند ابن الجوزي. وعند الترمذي وغيره: «عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي نصر»، وهو المذكور في كتب الرجال. وفي الأصل: «عن أبي نصر». (¬3) هو في «الفوائد المعللة» لأبي زرعة الدمشقي (160). وأخرجه الترمذي (1161)، وابن ماجه (1854)، وابن أبي شيبة (17123)، وعبد بن حميد (1539)، وأبو يعلى (6903) والطبراني 23/ (884)، والحاكم (4/ 173)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1039) من طريق محمد بن فضيل به. وقال الترمذي: حسن غريب. وصححه الحاكم. وقال ابن الجوزي: مساور مجهول، وأمه مجهولة. وقال الألباني في «الضعيفة» (1426): منكر.

أبو الحسن علي بن أحمد بن جعفر الحرستي

سألتُ عليَّ بنَ مِعْضادٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ثمانٍ وستينَ وأربعِمئةٍ. 284 - أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ جعفرٍ الحَرَسْتيُّ بحَرَسْتا التينِ: أخبرنا أبو المُعمَّرِ المُسددُ بنُ عليٍّ الأُملُوكيُّ الحمصيُّ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عبدِ الكريمِ الحلبيُّ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ الرَّافقيُّ: أخبرنا صالحُ بنُ عليٍّ: حدثنا (¬1) هشامُ بنُ عمارٍ: حدثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ: حدثنا ابنُ جُريجٍ، عن عطاءٍ، عن جابرٍ قالَ: لمَّا استَوى النبيُّ صلى الله عليه وسلم على المنبرِ يومَ الجمعةِ قالَ للناسِ: «اجلِسوا» فسمعَه ابنُ مسعودٍ وهو على بابِ المسجدِ فجلسَ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَعالَ يا ابنَ مسعودٍ» (¬2). ¬

_ (¬1) في الأصل: (بن)، والمثبت من «جزء الرافقي». (¬2) هو في «جزء الرافقي - مخطوط» (9/ أ). وأخرجه أبو داود (1091)، والحاكم (1/ 286)، والبيهقي (3/ 206، 218) من طريق ابن جريج به. ويأتي (3121). وقال البيهقي: ورواه عمرو بن دينار عن عطاء فأرسله. ثم أسنده عن عمرو بن دينار كذلك. ووجه ثالث من الاختلاف على عطاء أخرجه ابن خزيمة (1780)، والحاكم (1/ 283) من طريق ابن جريج عنه، عن ابن عباس.

أبو الحسن علي بن يحيى بن رافع بن عافية النابلسي

تُوفيَ أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ جعفرٍ في الرابعِ والعشرينَ [مِن] (¬1) شوالٍ، سَنةَ إِحدى وستينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ بحَرَسْتا التينِ. 285 - / أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ يحيى بنِ رافعِ بنِ عافيةَ النابلسيُّ بقراءَتي عليه قالَ: أخبرنا أبو الفضلِ أحمدُ بنُ عبدِ المنعمِ بنِ أحمدَ بنِ بُندارٍ قراءةً عليه في شهرِ ربيعٍ الأولِ سَنةَ خمسٍ وتسعينَ وأربعِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدٍ العَتيقيُّ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ صالحٍ الأَبهَريُّ المالكيُّ: حدثنا محمدُ بنُ الحسينِ الأُشْنانيُّ: حدثنا عُبيدُ بنُ إسماعيلَ الهَبَّاريُّ القرشيُّ: حدثنا أبو أُسامةَ حمادُ بنُ أسامةَ، عن عُبيدِ اللهِ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إِذا نَصحَ العبدُ لسيِّدِه وأَحسنَ عبادةَ ربِّه كانَ له الأَجرُ مرَّتينِ» (¬2). 286 - أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ مُقاتلٍ السُّوسيُّ بالشاغُورِ بظاهرِ دمشقَ قالَ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الِمصيصيُّ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ عثمانَ بنِ القاسمِ بنِ أبي نصرٍ: أخبرنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ هارونَ بنِ شعيبٍ الأنصاريُّ: حدثني محمدٌ هو ابنُ يحيى بنِ مَندة الأَصبهانيُّ قالَ: حدثني إبراهيمُ بنُ عامرِ بنِ إبراهيمَ: حدثنا أبي: حدثنا يعقوبُ القُميُّ، عن عَنبسةَ بنِ سعيدٍ الرازي، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن قيسِ بنِ أبي حازمٍ، عن جريرِ بنِ عبدِ اللهِ البَجليِّ قالَ: ¬

_ (¬1) ليست في الأصل. (¬2) هو في «حديث أبي بكر الأبهري» (45). وأخرجه البخاري (2549) (2550)، ومسلم (1664) من طريق نافع به.

كُنا مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فطَلعَ البدرُ فقالَ: «لَينظرَنَّ قومٌ إلى ربِّهم لا يُضامونَ في رُؤيتِهِ كما تَنظرونَ إلى القمرِ» (¬1). في بعضِ الرِّواياتِ: «هَل تُضارونَ في الشمسِ ليسَ دونَها حجابٍ» (¬2)، فالذي يَروي: «تُضارُّونَ» بالتَّشديدِ / والذي يَروي بالتَّخفيفِ، المَعنى فيهما واحدٌ، وهو مِن: «ضارَه يَضيرُه ويَضورُه» وهو مأخوذٌ مِن الضَّيرِ، يَعني: لا يُنازعُ بعضُكم لبعضٍ في الرؤيةِ. وأمَّا الرِّوايةُ بالميمِ والتَّشديدِ، فمَعنى ذلكَ: لا يَنضَمُّ البعضُ إلى البعضِ في حالةِ النَّظرِ إليه، كما يُفعلُ في حالِ رُؤيةِ الهلالِ. والذي رواهُ بتَخفيفِ الميمِ فالمَعنى فيه: أنَّه لا يُصيبُهم في رُؤيتِهِ ضَيمٌ، وأَن يَراهُ بعضُهم دونَ بعضٍ، بَل يَستوي في رُؤيتِهِ الجميعُ مِن أَهلِ الجنةِ. وهذا هو مذهبُ أهلِ السُّنةِ والجماعةِ، أنَّ اللهَ تعالى يَراهُ أهلُ الجنةِ مِن غيرِ تَكييفٍ ولا إحاطةٍ ولا تَمثيلٍ ولا تَشبيهٍ، فيَجبُ الإيمانُ بذلكَ ولا يجوزُ مخالفتُهُ. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (2/ 352)، والضياء المقدسي في «جزء فيه عدة أجزاء منها حديث عنبسة بن سعيد» (55)، وابن جماعة في «مشيخته» (2/ 494)، وأبو علي الكردي في «جزء يشتمل على ثمانية وخمسين حديثاً» (54) من طريق ابن مندة بهذا اللفظ. وهو عند البخاري (554) وأطرافه، ومسلم (633) من طريق إسماعيل بن أبي خالد بنحوه. (¬2) ليس هذا اللفظ بالمشهور في حديث جرير البجلي، فلم أظفر به إلا في «سيرة جرير البجلي - مخطوط» (12) لأحمد بن عيسى المقدسي. وإنما هو في حديث لأبي هريرة عند البخاري (6573) (7437)، ومسلم (182)، وعندهما: «.. ليس دونها سحاب». والله أعلم.

أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين الفراء المعروف بابن الدلاء

وتُوفيَ أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ مقاتلٍ في الخامسِ مِن شهرِ رمضانَ، مِن سَنةِ ستينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. 287 - أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ الحسينِ الفَراءُ المعروفُ بابنِ الدَّلاءِ قالَ: أخبرنا الفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ بنُ إبراهيمَ المقدسيُّ قالَ: أخبرنا الفقيهُ أبو الفتحِ سُليمُ بنُ أيوبَ الرازي: أخبرنا القاضي أبو الحسينِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ القاسمِ المَحامليُّ: أخبرنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصَّفارُ قالَ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ منصورِ بنِ سَيارٍ الرَّماديُّ: حدثنا عبدُ الرزاقِ: أخبرنا معمرٌ، عن همامِ بنِ مُنبهٍ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعني يقولُ / اللهُ عزَّ وجلَّ -: «إذا هَمَّ عَبدي بالحسنةِ فاكتُبوها له حسنةً، فإِن عملَها فاكتُبوها له بعشرِ أَمثالِها، فإذا هَمَّ بالسيئةِ فعملَها فاكتُبوها واحدةً، فإِن تركَها فاكتُبوها له حسنةً» (¬1). سألتُ عليَّ بنَ أحمدَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ خمسٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ. 288 - أنشدَني أبو الحسنِ عليُّ بنُ يحيى الأَديبُ المعروفُ (؟ بخمسة عشر؟) لنفسِهِ بالكوفةِ مِن جُملةِ قَصيدٍ له: أَلبَستُموني حُلةً تَغدو بها ... نَفسي على أَمنٍ مِن الأَعداءِ كَم كُربةٍ كُنتم لدَفعِ مُلِمِّها ... أَهلاً وجائحةٍ مِن البَلواءِ ¬

_ (¬1) هو في «مصنف عبد الرزاق» (20557). ومن طريقه أخرجه مسلم (129) باختلاف يسير في لفظه. وأخرجه البخاري (7501)، ومسلم (128) (130) من طرق عن أبي هريرة بنحوه.

غالب بن أحمد بن المسلم الأدمي

بابُ الغَينِ 289 - أخبرنا غالبُ بنُ أحمدَ بنِ المُسَلَّمِ الأَدميُّ بدمشقَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ الحسنِ بنِ عبدِ السلامِ بنِ أبي الحَزَوَّرِ الأزديُّ: أخبرنا أبو عليٍّ أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عثمانَ بنِ أبي نصرٍ قالَ: قُرئَ على يوسفَ بنِ القاسمِ بنِ يوسفَ بنِ فارسٍ المَيانِجيُّ وأَنا أَسمعُ قالَ: أخبرنا أبو يعلى أحمدُ بنُ عليِّ بنِ المُثنى الموصليُّ قالَ: حدثنا أبو خَيثمةَ قالَ: حدثنا جريرٌ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن قيسِ بنِ أبي حازمٍ قالَ: قَرأَ أبو بكرٍ رحمةُ اللهِ عليه هَذه الآيةَ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] ثم قالَ: إنَّ الناسَ يَضعونَ هذه الآيةَ على غيرِ مَوضعِها، ألا وإنِّي سمعتُ / رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ القومَ إذا رَأَوا الظالمَ فَلم يأخُذوا على يَديهِ، والمنكرَ فَلم يُغيِّروهُ، عَمَّهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ بعقابِه» (¬1). 290 - أخبرنا غالبُ بنُ أحمدَ: أخبرنا عليُّ بنُ الحسنِ: أخبرنا أحمدُ: أخبرنا يوسفُ المَيانِجيُّ: حدثنا أبو يعلى: حدثنا أبو خَيثمةَ: حدثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا أبي، عن ابنِ شهابٍ، عن عُبيدِ بنِ السَّبَّاقِ، أنَّ زيدَ بنَ ثابتٍ حدَّثه، ¬

_ (¬1) هو في «مسند أبي يعلى» (132). وأخرجه أبو داود (4338)، والترمذي (2168) (3057)، وابن ماجه (4005)، والنسائي في «الكبرى» (11092)، وأحمد (1/ 2، 5، 7، 9)، وأبو يعلى (128) (129) (130) (131)، وابن حبان (304) (305) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به، وبعضهم يزيد فيه على بعض. وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في «الصحيحة» (1564).

حروف مفردة

أنَّ أبا بكرٍ رحمةُ اللهِ عليه قالَ له: إنَّكَ رَجلٌ شابٌّ عاقلٌ ولا نَتهمُكَ، قَد كُنتَ تَكتبُ الوحيَ لنبيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فتَتبَّع القرآنَ فاجمعْهُ (¬1). هذا كانَ تَحريضاً لزيدِ بنِ ثابتٍ على تَتبعِ جميعِ ما ثَبتَ نَقلُه بالتَّواترِ، وقالَ له ذلكَ بعدَ ما قُتلَ سَبعونَ مِن القُراءِ بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُتلوا يومَ اليَمامةِ، وكانَ زيدٌ له عنايةٌ بجَمعِ القرآنِ، فلِهذا خَصَّه أبو بكرٍ بهذا القولِ. 291 - أخبرني غنيمةُ بنُ أبي الفضلِ الضريرُ المعروفُ بابنِ هَرْفَةَ ببغدادَ: أخبرنا أبو سعدِ بنُ خُشَيشٍ: أخبرنا أبو عليِّ بنُ شاذانَ: أخبرنا أبو عَمرو بنُ السَّمَّاكِ: حدثنا حنبلُ بنُ إسحاقَ: حدثنا قَبيصةُ: حدثنا سفيانُ، عن سلمةَ، عن خَيثمةَ قالَ: تَذاكَروا الدَّجالَ عندَ عبدِ اللهِ، فَقالوا: لو خَرجَ لَرجَمناهُ، فقالَ: لو أَصبحَ ببابِكَ لأَوشكَ بعضُكم أَن يَشْكوا إليه الحَفَاءَ، مِن السُّرعةِ إليه (¬2). مَعنى «لأَوشَكَ» أي: لتَوقَّع. وشَكوى الحفاءِ / بالسرعةِ إليه، يُريدُ: تَسارُعَهم إلى الفتنةِ. وعبدُ اللهِ إذا أُطلِقَ انصَرفَ إلى ابنِ مسعودٍ. ¬

_ (¬1) هو في «مسند أبي يعلى» (65). وهو طرف من حديث طويل في جمع القرآن أخرجه البخاري (4679) (4986) (7197) من طريق الزهري. (¬2) هو في «الفتن» لحنبل بن إسحاق (46). ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في «أخبار الدجال» (59).

باب الفاء

بابُ الفاءِ 292 - أخبرنا أبو المَعالي الفضلُ بنُ سهلِ بنِ بشرِ بنِ أحمدَ الإسْفرائينيُّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبي قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أبي نصرٍ: أخبرنا يوسفُ بنُ القاسمِ المَيانِجيُّ: أخبرنا عليُّ بنُ الحسنِ بنِ سلمٍ: حدثنا الحجاجُ بنُ يوسفَ بنِ قُتيبةَ الأَصبهانيُّ: حدثنا النعمانُ بنُ عبدِ السلامِ - هو بَصريٌّ -، عن سفيانَ، عن الأعمشِ، عن المَعرورِ بنِ سُويدٍ، عن أبي ذرٍّ قالَ: انتَهيتُ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ في ظلِّ الكعبةِ، فلمَّا رآني قالَ: «هم الأَخسَرونَ وربِّ الكعبةِ» الحديث (¬1). 293 - أنشدَني أبو عليٍّ الفرجُ بنُ أحمدَ ابنُ الأخوةِ البغداديُّ بها لنفسِهِ: إنَّ الضَّغائنَ مِن نعمانَ هِجْنَ هَوىً ... يا طالَ ما هيَّجَ الأَطرابَ نُعمانُ لمَّا رأيْنَ دَمي أَنكرْنَ سافِكَهُ ... نَفرْنَ عَنه وبعضُ النكرِ عِرفانُ دَمي الذي صارَ مِسكاً في نوافِجِها (¬2) ... فكيفَ تَنفِرُ مِنه وهْي غِزلانُ 294 - أخبرتنا فاطمةُ ابنةُ محمدِ بنِ أبي سعدٍ البغداديِّ بأصبهانَ قالتْ: أخبرنا سعيدُ (¬3) بنُ أبي سعيدٍ العَيَّارُ: أخبرنا الحسنُ بنُ أحمدَ المَخْلَديُّ: أخبرنا أبو العباسِ السَّراجُ: حدثنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ: حدثنا الليثُ، عن ابنِ شهابٍ، عن عروةَ، / عن عائشةَ أنَّها أخبرتْه، أنَّها كانَت تَغتسلُ في القدحِ وهو الفَرَقُ، وكنتُ أَغتسلُ أَنا ورسولُ اللهِ ¬

_ (¬1) انظره بتمامه عند البخاري (1460) (6638)، ومسلم (990) من طريق الأعمش. (¬2) نوافج المسك أوعيته. (¬3) من مصادر ترجمته، وفي الأصل: سعد.

صلى الله عليه وسلم مِن إناءٍ واحدٍ (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: «الفَرَقُ» مُقدَّرٌ بستةَ عشرَ رَطلاً، وكانَ مالكُ بنُ أنسٍ رحمَه اللهُ يُصغِّره ويقولُ: كانَ كقَدرِ الصاعِ أو فَوقَه قليلاً. 295 - أخبرتنا فاطمةُ بنتُ محمدِ بنِ (¬2) أبي سعدٍ قالتْ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عليِّ بنِ إبراهيمَ بنِ جعفرٍ العَطارُ إملاءً قالَ: حدثنا القاضي الشريفُ أبو عمرَ القاسمُ بنُ جعفرِ بنِ عبدِ الواحدِ الهاشميُّ: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ أحمدَ الأَثرمُ المقرئُ: حدثنا بشرُ بنُ مطرٍ: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن الزُّهريِّ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، عن عمرَ (¬3) بنِ الخطابِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تُطرُوني كما أَطرَت النَّصارى ابنَ مريمَ، إنَّما أَنا عبدُ اللهِ، فقُولوا: عبدُ اللهِ ورسولُهُ». أخرجَه البخاريُّ عن الحُميديِّ (¬4)، عن سفيانَ. والإطراءُ هو المُبالغةُ في المدحِ على وجهٍ يَخرجُ إلى المُغالاةِ. 296 - أخبرتنا فاطمةُ بنتُ محمدٍ قالتْ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عليٍّ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ موسى بنِ مَردويه مِن لفظِهِ وأَنا سألتُه: حدثنا أبو عَمرو أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ حكيمٍ: حدثنا محمدُ بنُ يعقوبَ الفَرَجيُّ: ¬

_ (¬1) هو في «حديث السراج» (1881). وأخرجه البخاري (250) (263) (273)، ومسلم (319) من طريق عروة به. (¬2) هي في الأصل أقرب إلى: (ابنة)، وتقدم على الصواب. (¬3) هكذا في الأصل، من رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عمر، وقد أخرجه ابن عساكر (4/ 69) من طريق القاضي أبي عمر الهاشمي، وزاد بينهما: ابن عباس. وهكذا هو عند البخاري وغيره. (¬4) في الأصل: (عن حميد)، والمثبت من «صحيح البخاري» (3445).

حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ قُريبٍ الأَصمعيُّ قالَ: حدثنا أبي، عن أبي مَعشرٍ، عن سعيدٍ المَقبريِّ، / عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «السُّرعةُ في المشيِ تُذهِبُ بهاءَ المؤمنِ» (¬1). يُشيرُ صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ المشيَ بالسَّكينةِ والوَقارِ فيه بَهاءُ المؤمنِ، وقَد جاءَ في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63] أي بالسَّكينةِ والوَقارِ، وكانَ مَشيُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَسطاً بينَ التأنِّي والإسراعِ (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (10/ 290)، والخطيب (1/ 417)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1178)، وأبو سعد الماليني في «الأربعين» (5) من طريق محمد بن يعقوب الفرجي به. وقال الألباني في «الضعيفة» (55) بعد أن ذكر بقية طرقه: منكر جداً. (¬2) لم أجد حديثاً بهذا اللفظ أو قريباً منه. والأحاديث الواردة في هذا الباب تشير إلى أن مشي النبي صلى الله عليه وسلم هو إلى السرعة أقرب، والله اعلم. وقال الألباني بعد بيانه لضعف طرق الحديث السابق: ويكفي في رد هذا الحديث أنه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في مشيه، فقد كان صلى الله عليه وسلم سريع المشي كما ثبت ذلك عنه في غير ما حديث، وروى ابن سعد في «الطبقات» عن الشفاء بنت عبد الله أم سليمان قالت: كان عمر إذا مشى أسرع. ولعل هذا الحديث من افتراء بعض المتزهدين الذين يرون أن الكمال أن يمشي المسلم متباطئاً متماوتاً كأن به مرضاً! وهذه الصفة ليست مرادة قطعاً بقوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}. قال الحافظ ابن كثير في تفسيرها: «هوناً» أي بسكينة ووقار من غير جبرية ولا استكبار، كقوله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}، فأما هؤلاء فإنهم يمشون بغير استكبار ولا مرح ولا أشر ولا بطر. وليس المراد أنهم يمشون كالمرضى تصنعاً ورياء، فقد كان سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام إذا مشى كأنما ينحط من صبب وكأنما تطوى الأرض له، وقد كره بعض السلف المشي بتضعف، حتى روى عن عمر أنه رأى شاباً يمشي رويداً، فقال: ما بالك أأنت مريض؟ قال: لا يا أمير المؤمنين، فعلاه بالدرة وأمره أن يمشي بقوة، وإنما المراد بالهو ن هنا: السكينة والوقار. اه.

فاطمة بنت محمد بن عبد الله القيسي

297 - أخبرتنا فاطمةُ بنتُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ القَيسيِّ بأصبهانَ قالتْ: أخبرتنا عائشةُ بنتُ الحسنِ بنِ إبراهيمَ الوَرْكانيةُ قالتْ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ بنُ مَندةَ: أخبرنا أبو عَمرو أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ: حدثنا موسى بنُ سعيدِ بنِ النعمانِ الطَّرسوسيُّ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، وأخبرتنا فاطمةُ قالتْ: وأخبرتنا عائشةُ قالتْ: وأخبرنا أبو عبدِ اللهِ بنُ مندةَ قالَ: وأخبرنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ أبو عبدِ اللهِ المقرئُ: حدثنا أحمدُ بنُ يحيى بنِ حمزةَ: حدثنا الحسينُ بنُ حفصٍ، قالا: حدثنا إسرائيلُ بنُ يونسَ، عن عثمانَ بنِ المغيرةِ الثَّقفيِّ، عن سالمِ بنِ أبي الجعدِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعرضُ نفسَهُ بالموقفِ ويقولُ: «إنَّ قريشاً قَد مَنعوني أَن أُبلِّغَ كلامَ ربِّي عزَّ وجلَّ» (¬1). 298 - أخبرتنا فاطمةُ ابنةُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ قالتْ: أخبرتنا عائشةُ بنتُ الحسنِ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ زيادٍ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ مروانَ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا داودُ بنُ أبي هندٍ، عن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (86) (205)، وأبو داود (4734)، والترمذي (2925)، والنسائي في «الكبرى» (7680)، وابن ماجه (201)، وأحمد (3/ 390)، والحاكم (2/ 612 - 613) من طريق إسرائيل به، وهو عند بعضهم مطول. وقال الترمذي: غريب صحيح. وصححه الحاكم على شرط الشيخين. وقال الألباني في «الصحيحة» (1947): هو على شرط البخاري.

فخر النساء بنت الحسن بن هلال

عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: أُنزلَ القرآنُ جُملةً واحدةً إلى سماءِ / الدُّنيا في ليلةِ القَدرِ، ونزلَ بعدُ في عشرينَ سَنةً، ونَزلتْ: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ} [الفرقان: 33] الآية، {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ} [الإسراء: 106] الآية (¬1). 299 - أخبرتنا فخرُ النساءِ ابنةُ الحسنِ بنِ هلالٍ وغيرُها ببغدادَ قَالوا: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدٍ الخطيبُ الأَنباريُّ: أخبرنا أبو عمرَ بنُ مَهديٍّ: أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ: حدثنا محمدُ بنُ مندةَ: حدثنا بكرٌ هو ابنُ بَكَّارٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عونٍ، عن محمدِ بنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَزالُ الملائكةُ تُصلِّي على أَحدِكم ما دامَ في مُصلَّاهُ ما لم يُحدِثْ: اللهمَّ اغفِرْ له، اللهمَّ ارحمْهُ» (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «الجزء التاسع من حديث محمد بن مندة - مخطوط» (2). وأخرجه النسائي في «الكبرى» (11308)، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص 367 - 368)، والطبري في «تفسيره» (19/ 18)، والحاكم (2/ 222)، والبيهقي في «الدلائل» (7/ 131 - 132)، وفي «الأسماء والصفات» (503) من طريق يزيد بن هارون به. وصححه الحاكم، ووافقه ابن كثير في «فضائل القرآن» (ص 36). وانظر روايات أخرى لابن عباس بهذا المعنى في «المجمع» (7/ 140). (¬2) أخرجه مسلم (ص 459) من طريق ابن سيرين به. ويأتي (359). وله عن أبي هريرة طرق أخرى تقدم أحدها (225).

باب القاف

بابُ القافِ 300 - أخبرنا أبو صالحٍ قراطاشُ بنُ طنطاشَ بنِ عبدِ اللهِ الظَّفَريُّ الصوفيُّ بقراءَتي عليه ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ الموصليُّ قراءةً عليه: أخبرنا أبو الحسنِ بُشْرى بنُ عبدِ اللهِ الرُّوميُّ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ جعفرِ بنِ محمدِ بنِ الهيثمِ الأَنباريُّ: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ يزيدَ الرِّياحيُّ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا سفيانُ بنُ حسيٍن (¬1)، عن الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا كبَّرَ للصلاةِ رَفعَ يَديهِ حَذوَ مَنكبيهِ، فإذا رَفعَ فَعلَ مثلَ ذلكَ، ولا يَفعلُ ذلكَ بينَ السَّجدَتينِ (¬2). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: قَد رُويَ عن عبدِ العزيزِ بنِ حكيمٍ قالَ: / رأيتُ ابنَ عمرَ يَرفعُ يَديهِ بحِذاءِ أُذنيهِ في أولِ تَكبيرةِ افتِتاحِ الصلاةِ، ولم يَرفَعْهما فيما سِوى ذلكِ (¬3). والرَّاوي إذا عملَ بخِلافِ ما رَوى، فَهل يُؤخَذُ بروايتِه أو بما عملَ؟ فيه كلامٌ يُعرفُ في مَوضعِهِ. ¬

_ (¬1) في الأصل: (بن حسان)، والمثبت من كتب الرجال. (¬2) هو أول حديث في «الجزء الأول من حديث أبي بكر الأنباري - مخطوط». وأخرجه البخاري (735) (736) (738)، ومسلم (390) من طريق الزهري، بنحوه. (¬3) أخرجه محمد بن الحسن في «الموطأ» (108). وعبد العزيز بن حكيم وثقه ابن حبان وابن معين، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، يكتب حديثه. وانظر تعليق اللكنوي على هذا الأثر.

301 - أخبرنا قراطاشُ بنُ طنطاشَ: أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ: أخبرنا بُشْرى بنُ عبدِ اللهِ: أخبرنا محمدُ بنُ جعفرٍ الأَنباريُّ: حدثنا حامدُ بنُ سهلٍ سَنةَ خمسٍ وسبعينَ ومئتينِ: حدثنا محمدُ بنُ كثيرٍ، عن الأَوزاعيِّ، عن الزُّهريِّ، عن سالمٍ، عن ابنِ عمرَ، [أنَّ عمرَ] (¬1) رضي اللهُ عنه قالَ: يا رسولَ اللهِ، أَينامُ أَحدُنا وهو جُنبٌ؟ قالَ: «نَعم، ويَتوضَّأُ». سألتُ قراطاشَ بنَ طنطاشَ بنِ عبدِ اللهِ الظَّفَريَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ تسعٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ. ¬

_ (¬1) ليس في المخطوط، واستدركته من «الجزء الأول من حديث أبي بكر الأنباري - مخطوط» (57)، فقد رواه المصنف من طريقه. وكذلك أخرجه البزار (107)، والطحاوي في «معاني الآثار» (1/ 127)، والسمعاني في «معجمه» (1/ 500) من طريق الزهري. وهو كذلك أيضاً عند البخاري (287) (289) (290)، ومسلم (306) من طريقين عن ابن عمر.

باب الكاف

بابُ الكافِ مَن اسمُهُ كاملٌ 302 - أخبرنا أبو الكرمِ كاملُ بنُ محمدِ بنِ أبي سعدٍ الزاهدُ الأَصبهانيُّ بقراءَتي عليه بها، قلتُ له: أخبركم أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ الحدادُ: حدثنا أبو الحسينِ عبدُ الملكِ بنُ الحسينِ بنِ سيَاوش الكازَرُونيُّ: أخبرنا إبراهيمُ بنُ محمدٍ: حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي حاتمٍ: حدثنا أبو سعيدٍ الأَشجُّ: حدثنا ابنُ إدريسٍ ووكيعٌ وابنُ نُميرٍ، عن الأَعمشِ، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبدِ اللهِ قالَ: لمَّا نَزلتْ: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] شَقَّ ذلكَ على أَصحابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم / قَالوا: أيُّنا لم يظلِمْ نفسَهُ! فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ليسَ كَما تَظنونَ، إنَّما قالَ لقمانُ لابنِهِ: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}» [لقمان: 13] (¬1). 303 - أخبرنا كاملُ بنُ محمدِ بنِ أبي سعدٍ قالَ: أخبرتنا فاطمةُ بنتُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ القاسمِ بنِ عُبيدٍ الجُوزْدَانيةُ قالتْ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ رِيْذَةَ: حدثنا أبو القاسمِ سليمانُ بنُ أحمدَ الطبرانيُّ: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ أبي بكرٍ المُقَدَّميُّ القاضي: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ شَبيبٍ المدينيُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ يحيى بنِ هانئٍ الشَّجريُّ (¬2) قالَ: حدثني أبي، عن خازمِ بنِ الحسينِ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ هو الأَنصاريُّ، عن الزُّهريِّ، عن ¬

_ (¬1) هو في «تفسير ابن أبي حاتم» (7542). وأخرجه البخاري (32) وأطرافه، ومسلم (58) من طريق الأعمش به. (¬2) في الأصل: (النحوي)، والمثبت من «معجم الطبراني» وكتب الرجال.

كامل بن محمد بن كامل الحنبلي

عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: أَسلمَتْ أُمُّ أبي بكرٍ وأمُّ عثمانَ وأمُّ طلحةَ وأمُّ الزبيرِ وأمُّ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ وأمُّ عمارِ بنِ ياسرٍ (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: اسمُ أُمِّ أبي بكرٍ الصِّديقِ رضي اللهُ عنه: أُمُّ الخيرِ. واسمُ أُمِّ عثمانَ رضي اللهُ عنه: أَرْوى، وهي ابنةُ كُريزِ بنِ ربيعةَ بنِ حبيبِ بنِ عبدِ شمسٍ. وأمَّا [أُمُّ] (¬2) أَرْوى فإنَّها أُمِّ حكيمٍ، وهي البيضاءُ بنتُ عبدِ المطلبِ، فعثمانُ بنُ عفانَ رضي اللهُ عنه هو ابنُ بنتِ عمةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه. وأمَّا أُمُّ الزبيرِ فهي: صَفيةُ بنتُ عبدِ المطلبِ، وهي شَقيقةُ حمزةَ. وأمَّا أُمُّ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ فهي مِن بَني زُهرةَ، وهي ابنةُ عمِّ أبيه. وأمَّا أُمُّ عمارِ بنِ ياسرٍ فهي: سُميةُ، وكانتْ أَمَةً لِبني مَخزومٍ. 304 - أنشدَني كاملُ بنُ محمدِ بنِ كاملٍ الحنبليُّ لبعضِهم: ¬

_ (¬1) هو في «معجم الطبراني» (3). ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (7915)، وابن عساكر (25/ 66). وأخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (23)، والحاكم (3/ 368) من طريق عبد الله بن شبيب به. وقال في «المجمع» (9/ 41): وفيه عبد الله بن شبيب وهو ضعيف. وقال في (9/ 259): وفيه خازم بن الحسين وهو ضعيف. وليَّن إسنادَه الحافظُ في «الإصابة» (14/ 349). (¬2) ساقطة من الأصل، والسياق يقتضيها.

ذكر حروف مفردة في هذا الباب

/ الفضلُ في الرَّجلِ النَّبيلِ زيادةٌ ... ونَقيصَةٌ في الأحمقِ الطَيَّاشِ مِثلُ النهارِ يَزيدُ أَبصارَ الوَرى ... نُوراً ويُعْشي أَعينَ الخُفَّاشِ ذِكرُ حُروفٍ مُفردةٍ في هذا البابِ 305 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ كجطغانُ بنُ طنطاشَ النَّجميُّ بقراءَتي عليه ببغدادَ، قلتُ له: أخبركم أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ طلحةَ النِّعاليُّ: أخبرنا أبو القاسمِ الحسنُ بنُ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ المنذرِ: حدثنا أبو القاسمِ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ دينارٍ البزازُ إملاءً قالَ: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عَمرو بنِ السَّرحِ أبو عبدِ اللهِ بمصرَ: حدثنا ابنُ أبي مريمَ: أخبرنا يحيى بنُ أيوبَ: حدثني الوليدُ بنُ أبي الوليدِ، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ دينارٍ حدَّثه، أنَّه سمعَ ابنَ عمرَ يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أَبَرَّ البرِّ صِلةُ الرَّجلِ أَهلَ وُدِّ أبيه بعدَ أَن يُولِّي» (¬1). مَعنى الحديثِ: أَن يَرِثَ أباهُ في البِرِّ ويَصِلَ مَن كانَ يَوَدُّه أبوهُ. والبِرُّ والصلةُ والإحسانُ بمعنىً واحدٍ، والبرُّ أيضاً ضدُّ العُقوقِ، يُقالُ: رَجلٌّ بَرٌّ وبارٌّ، وبَرَّ في يَمينِهِ إذا صَدقَ ولم يَحنثْ، وأَبَرَّ يَمينَهُ إذا أَمضاها على الصدقِ. وأمَّا قولُ القائلِ: «ما يَعرفُ فلانٌ الهِرَّ مِن البِرِّ»، فالمرادُ به الفأرةُ أو دُويبةٌ تُشبهُ الفأرةَ. وقومٌ بَررةٌ وأبرارٌ. والبَرُّ ضدُّ البحرِ. والبُرُّ الحِنطةُ. وأَصلُ ذلكَ كلُّه اتساعُ الحيِّزِ. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2552) من طريق عبد الله بن دينار مطولاً ومختصراً.

أبو حفص كمشتكين بن عبد الله مولى ابن البخاري الوراق

306 - / أخبرنا كجطغانُ بنُ طنطاشَ: أخبرنا الحسينُ بنُ أحمدَ: أخبرنا أبو القاسمِ الحسنُ: حدثنا عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ البزازُ: حدثنا أبو عُلاثةَ محمدُ بنُ عَمرو بنِ خالدٍ: حدثنا محمدُ بنُ الحارثِ بنِ راشدٍ: حدثنا يحيى بنُ راشدٍ، عن حميدٍ، عن أنسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ للهِ عِباداً يَضِنُّ بهم عن البَلاءِ، يُحييهم في عافيةٍ، ويُميتُهم في عافيةٍ، ويُدخِلُهم الجنةَ في عافيةٍ» (¬1). الضِّنَّةُ هي البخلُ في حَقِّنا، ومَعنى الحديثِ أنَّ ذلكَ يَتنزَّلُ عندَه ما يَتنزَّلُ عندَ الخلقِ مما يَضِنُّ به البعضُ على البعضِ. 307 - أخبرنا أبو حفصٍ كُمَشْتكينُ بنُ عبدِ اللهِ مَولى ابنِ البخاريِّ الوراقُ ببغدادَ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ زكريا الطُّرَيثيثيُّ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ البزازُ: حدثنا أحمدُ بنُ سلمانَ: حدثنا أحمدُ بنُ مُلاعبٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ بكرٍ - هو السَّهميُّ سهمُ باهلةَ -: حدثنا حميدٌ، عن أنسٍ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتمَّ الناسِ صلاةً وأَوجزَ (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في «الطب النبوي» (109)، والبيهقي في «الشعب» (9669)، والرافعي في «أخبار قزوين» (4/ 87) من طريق محمد بن الحارث به. ومحمد بن الحارث المؤذن ذكره ابن حبان في «الثقات» (9/ 86) وقال: يغرب. وشيخه يحيى بن راشد المازني ضعيف. وله عن أنس إسناد آخر أشد ضعفاً عند ابن أبي الدنيا في «الأولياء» (3). (¬2) أخرجه ابن عساكر في «معجمه» (1048) عن شيخ المصنف بها الإسناد. وأخرجه أحمد (3/ 100، 182، 205)، وابن حبان (1759) من طريق حميد به. وله عن أنس طرق بألفاظ متفاوتة، انظر بعضها عند البخاري (706) (707)، ومسلم (469).

كلنار بنت عبد الله فتاة محمد بن عبد الواحد الخباز

هذا هُو المندوبُ إليه فيما إذا أَمَّ الرَّجلُ القومَ، وقَد ورَدت به الأَخبارُ يُؤكدُ بعضُها بعضاً، فأمَّا مَن يُصلِّي وحدَه فإنَّه يُطيلُ القيامَ والرُّكوعَ والسُّجودَ إِن أحبَّ ذلكَ (¬1). 308 - أخبرتنا كلنارُ بنتُ عبدِ اللهِ فتاةُ محمدِ بنِ عبدِ الواحدِ الخبازِ بأصبهانَ قالتْ: أخبرنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ أحمدَ السِّمسارُ: حدثنا أبو بكرٍ عبدُ الواحدِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ الباطرقانيُّ: حدثنا أبو القاسمِ / الطبرانيُّ: حدثنا حفصُ بنُ عمرَ بنِ الصَّبَّاحِ: حدثنا صَباحٌ الرَّقيُّ: حدثنا سفيانُ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأَعرجِ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كانَ يَدعو في القُنوتِ: «اللهمَّ أَنجِ الوليدَ بنَ الوليدِ، اللهمَّ أَنجِ عيَّاشَ بنَ أبي ربيعةَ، اللهمَّ أَنجِ المُستضعَفينَ مِن المؤمنينَ، اللهمَّ اشدُدْ وَطأتَكَ على مضرَ، اللهمَّ اجعَلْها عَليهم سِنينَ كسِنيِّ يوسفَ» (¬2). مَعنى قولِهِ: «اشدُدْ وَطأتَكَ على مُضرَ» أَي: اشدُدْ عذابَكَ عَليهم، وهَذا مِن بابِ الاستِعارةِ، وهو أحدُ طرقِ استعمالِ المَجازِ، وأَرادَ بمُضرَ مَن ينتسبُ إليه مِن قريشٍ وغيرِ قريشٍ مِن القبائلِ. ¬

_ (¬1) وفي «سنن البيهقي» (2/ 62) بإسناد صحيح إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا كنت إماماً فخفف، فإن في الناس الكبير والضعيف وذا الحاجة، وإذا صليت وحدك فطول ما بدا لك. (¬2) أخرجه البخاري (1006) (2932) (3386) من طريق أبي الزناد به وللحديث طرق وروايات عن أبي هريرة في «الصحيحين» وغيرهما يطول المقام بتتبعها.

أم الحسن كمال بنت عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي

ذِكرُ المُسمَّى مِن النِّساءِ كمالُ 309 - أخبرتنا أمُّ الحُسْنِ كمالُ ابنةُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ عمرَ السَّمرقَنديِّ ببغدادَ قالتْ: أخبرنا نَقيبُ النُّقباءِ أبو الفَوارسِ طِرادُ بنُ محمدٍ الزَّينَبيُّ بقراءةِ وَالدي: أخبرنا أبو الفتحِ هلالُ بنُ محمدٍ الحفَّارُ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ يحيى بنِ عياشٍ القطانُ: حدثنا أبو الأشعثِ أحمدُ بنُ المقدامِ العجليُّ: حدثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، أنَّ رَجلاً أَتى المسجدَ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخطبُ يومَ الجمعةِ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أصلَّيتَ يا فلانُ؟» قالَ: لا، قالَ: «قُمْ فاركَعْ» (¬1). اختلفَ العلماءُ فيمَن دَخلَ المسجدَ يومَ الجمعةِ والإمامُ يَخطبُ، هَل يُصلِّي النافلةَ؟ قالَ بعضُهم: يُصلِّي، واحتَجَّ بهذا الحديثِ، وهو قولُ الشَّافعيِّ رحمَه اللهُ. وقالَ بعضُهم: لا يُصلِّي، وهو قولُ أبي حَنيفةَ ومالكٍ. / وقَد قيلَ في مَعنى قولِهِ: «يا فلانُ قُمْ فاركَعْ» أَرادَ أَن يَقومَ الرَّجلُ فيَراهُ الناسُ فيَتصدَّقونَ عليه. وقيلَ إنَّه قَضيةٌ في عَينٍ. وقَد جاءَ فى حديثٍ آخَرَ: «إذا قُلتَ لِصاحبِكَ: أنصِتْ والإمامُ يَخطبُ فقَد لَغَوتَ» (¬2)، وفيه حُجةٌ لِمَن قالَ بتركِ تحيَّةِ المسجدِ لِمَن دَخلَ والإمامُ يَخطبُ، لأنَّ فيها مِن التَّشاغُلِ عن سَماعِ الخطبةِ أَكثرَ مما في قولِهِ: «أنصِتْ» (¬3). ¬

_ (¬1) تقدم (55). (¬2) يأتي تخريجه (432). (¬3) هذا وما قبله، وغيره مما لم يذكره المصنف من أعذار لا تقوم أمام هذا الحديث الصحيح الصريح بالأمر بصلاة ركعتين لمن دخل المسجد والإمام يخطب، وينظر بيان ذلك في مظانه. والله أعلم.

310 - أخبرتنا كمالُ ابنةُ عبدِ اللهِ: أخبرنا طِرادُ بنُ محمدٍ الزَّينَبيُّ: أخبرنا هلالٌ: حدثنا الحسينُ: حدثنا أحمدُ بنُ المقدامِ: حدثنا خالدُ بنُ الحارثِ، عن شعبةَ قالَ: أخبرني حصينٌ قالَ: سمعتُ أبا عُبيدةَ يُحدثُ، عن عمَّتِه فاطمةَ أنَّها قالتْ: أَتينا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في نِساءٍ نَعودُه، فإذا سِقاءٌ يَقطرُ عليه مِن شِدةِ ما يَجدُ مِن الحمَّى، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، لو دَعوتَ اللهَ كَشفَ عَنكَ، فقالَ: «إنَّ مِن أَشدِّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ، ثم الذينَ يَلونَهم، ثم الذينَ يَلونَهم» (¬1). الإهابُ اسمٌ لِما يَسترُ لحمَ الشاةِ، فإذا سُلخَ سُميَ جِلداً، ثم بعدَ ذلكَ يُسمَّى بما جُعلَ فيه، فإنْ كانَ فيه ماءٌ قيلَ: سِقاءٌ، وإنْ كانَ فيه لبنٌ قيلَ: وِطابٌ، وإنْ كانَ فيه سَمنٌ قيلَ: عُكَّةٌ، وإنْ كانَ فيه عسلٌ قيلَ: نِحْيٌ، وإنْ كانَ فيه دهنٌ قيلَ: زِقٌّ، وإنْ كانَ فيه خبزٌ وما يُؤكلُ قيلَ: جِرابٌ. 311 - أخبرتنا كمالُ ابنةُ عبدِ اللهِ قالتْ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ طلحةَ النِّعاليُّ بقراءةِ أبي رحمَه اللهُ قالَ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَهديٍّ: أخبرنا القاضي أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ إسماعيلَ هو المَحامِليُّ: حدثنا أحمدُ بنُ منصورٍ ويوسفُ بنُ موسى (¬2) وإبراهيمُ بنُ هانئٍ وروحُ بنُ الفرجِ قَالوا: أخبرنا أبو عبدِ الرحمنِ المقرئُ: / حدثنا حَيوةُ قالَ: أخبرني أبو صخرٍ، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطابِ أخبَره، عن سالمِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ قالَ: أخبَرني أبو أيوبَ الأَنصاريُّ، ¬

_ (¬1) هو في «جزء هلال الحفار» (33). وتقدم (145). (¬2) في الأصل: (حدثنا أحمد ومنصور ويوسف بنو موسى) والمثبت من «المحامليات».

كمال بنت هبة الله بن المبارك السقطي

أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسريَ به مَرَّ على إبراهيمَ خليلِ الرحمنِ، فقالَ إبراهيمُ لجبريلَ: مَن مَعكَ يا جبريلُ؟ (¬1) قالَ جبريلُ: هذا محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فقالَ له إبراهيمُ: يا محمدُ، مُرْ أُمَّتكَ فليُكثِروا مِن غِراسِ الجنةِ، فإنَّ تُربتَها طَيبةٌ، وإنَّ أرضَها واسعةٌ، فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لإبراهيمَ: وما غِراسُ الجنةِ؟ قالَ: لا حَولَ ولا قَوةَ إلا باللهِ. وقالَ يوسفُ: إنَّ عبدَ الرحمنِ بنَ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ أخبَره، قالَ (¬2): قالَ أبو عبدِ الرحمنِ مرةً أُخرى: عن عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ، ثم ذَكرَ نحوَه (¬3). 312 - أخبرتنا كمالُ ابنةُ هبةِ اللهِ بنِ المباركِ السَّقطيِّ وغيرُها ببغدادَ قَالوا: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدٍ الخطيبُ الأَنباريُّ: حدثنا أبو أحمدَ عُبيدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ أبي مسلمٍ الفَرضيُّ المقرئُ: حدثنا أبو بكرٍ يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ البُهلولِ الكاتبُ: [حدثنا جَدي إسحاقُ بنُ البُهلولِ] (¬4): حدثنا إسحاقُ الأَزرقُ، عن عوفٍ، عن محمدِ بنِ سِيرينَ، عن حَكيمِ بنِ حزامٍ قالَ: نَهاني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن أَبيعَ ما ليسَ عِندي. ¬

_ (¬1) من «المحامليات» وفي الأصل: (من معك فأخبرني). (¬2) في «المحامليات»: وقال. (¬3) هو في «أمالي المحاملي» رواية ابن مهدي الفارسي (275). وأخرجه أحمد (5/ 418)، وابن حبان (821)، والطبراني (3898)، والبيهقي في «الشعب» (648) (649) من طريق أبي صخرحميد بن زياد به. وانظر «الصحيحة» (105). (¬4) ساقطة من الأصل، واستدركتها من الموضع السابق (195) من طريق الخطيب الأنباري.

قالَ عبدُ الخالقِ: اختَلفَ العلماءُ في مَعنى هذا الحديثِ، قالَ بعضُهم: النَّهيُ يَتناولُ ما ليسَ بحَضرتِهِ لدَى العقدِ، وبه قالَ الشَّافعيُّ. وقالَ بعضُهم: المُرادُ به ما ليسَ عِندَه مِلكاً، بأَن يَبيعَ الشيءَ ثم يَمضي ويَشتَريه ويُسلمهُ، فلا يَجوزُ ذلكَ، وبه قالَ أبو حَنيفةَ رحمَه اللهُ. 313 - أخبرتنا كمالُ ابنةُ هبةِ اللهِ بنِ المباركِ وغيرُها قَالوا: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ الخطيبُ الأَنباريُّ قالَ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ / بنُ مَهديٍّ سَنةَ سبعٍ وأربعِمئةٍ: حدثنا محمدُ بنُ مَخلدٍ الخَضيبُ سَنةَ ثلاثينَ وثلاثِمئةٍ: حدثنا الحسنُ بنُ عرفةَ بنِ يزيدَ العبديُّ: حدثنا إسماعيلُ بنُ عياشٍ (¬1)، عن عُمارةَ بنِ غَزيةَ الأَنصاريِّ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أُعطيَ عَطاءً فوجدَ فليَجزِ به، فإِن لم يَجدْ فليُثْنِ به، فإنَّه إذا أَثنى به فقَد شَكرَه، ومَن كتَمَه فقَد كفَرَه، ومَن تَحلَّى بما لم يُعْطَ فهو كلابِسِ ثَوبَي زُورٍ» (¬2). التَّحلِّي هو التزيُّنُ. ¬

_ (¬1) في الأصل: «بن أبي عياش». (¬2) هو في «جزء من حديث ابن مخلد العطار عن ابن كرامة وغيره» (63). وأخرجه الترمذي (2034) من طريق إسماعيل بن عياش به. وقال: حسن غريب. وقال أبو زرعة - كما في «العلل» لابن أبي حاتم (2569) -: هذا خطأ، إنما هو عمارة بن غزية، عن شرحبيل، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: وكذلك أخرجه البخاري في «الأدب الفرد» (215)، وعبد بن حميد (1145). وأخرجه أبو داود (4813)، وأبو يعلى (2137) من طريق بشر بن المفضل، عن عمارة بن غزية قال: حدثني رجل من قومي، عن جابر. قال أبو حاتم في «العلل» (2469): هذا الرجل هو شرحبيل بن سعد. وأورده الألباني في «الصحيحة» (617).

وقولُهُ: «بما لم يُعْطَ» كأنَّه مُتحلي بما لم يُعطِه اللهُ تَعالى، ويتكَثَّرُ بأكثرَ مما يكونُ عندَهُ. ومَعنى: «ثَوبَي زُورٍ» أَن يَلبسَ مَن يُرائي بعملِهِ ثيابَ أهلِ الزُّهدِ والصلاحِ، يُري الناسَ أنَّه مِنهم وليسَ مِنهم، وقيلَ مَعناه أَن يَلبسَ قَميصاً مَوصولَ الكُمَّينِ بكُمَّينِ آخَرَينِ، حتى يَظنَّ الغَيرُ أنَّ عليه قَميصَينِ.

باب حرف اللام

بابُ حرفِ اللامِ 314 - أخبرنا لَبيدُ بنُ الحسنِ الغَرَّادُ بقراءَتي عليه ببغدادَ قالَ: أخبرنا الحسينُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ البُسريِّ البُندارُ قراءةً عليه قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ مَخلدٍ: حدثنا أبو الحسينِ عمرُ بنُ الحسنِ بنِ عليٍّ الأُشْنانيُّ: حدثنا محمدُ بنُ شدادٍ المِسْمَعيُّ: حدثنا يحيى بنُ سعيدٍ القَطانُ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عمرَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهى أَن يُسافَرَ بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ مَخافةَ أَن يَنالَهُ العدوُّ. هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ أَخرجاهُ مِن طرقٍ. وهذا الحديثُ قَد سَبقَ ذِكرُهُ فيمَن اسمُه أحمدُ / وبيانُ مَعناهُ (¬1). 315 - أخبرتنا لبابةُ ابنةُ عليِّ بنِ عبدِ الواحدِ المَراوِحيِّ ببغدادَ بالكرخِ قالتْ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ التِّكَكيُّ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ شاذانَ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سلمانَ النَّجادُ قالَ: قُرئَ على الحسنِ بنِ مُكْرَمٍ وأَنا أَسمعُ قالَ: حدثنا عليُّ بنُ عاصمٍ هو واسطيٌّ: حدثنا خالدٌ الحذَّاءُ وهشامُ بنُ حسانَ، عن محمدِ بنِ سِيرينَ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءَ أَحدُكم إلى الصلاةِ فلا يَسعى، ولكنْ يَمشي وعليه السَّكينةُ والوَقارُ، فليُصلِّ ما أَدركَ وليَقضِ ما سبقَهُ» (¬2). ¬

_ (¬1) برقم (25). (¬2) هو أول حديث في «الجزء الأول من حديث أبي علي ابن شاذان - مخطوط» وأخرجه مسلم (602) (154) من طريق هشام بن حسان به. وله عن أبي هريرة طرق وألفاظ أخرى عند البخاري (636) (908)، ومسلم (602).

هذا الحديثُ حُجةٌ لِمن قالَ مِن العلماءِ أنَّ المَسبوقَ ما يَأتي به قَضاءٌ عمَّا سُبقَ به، وأنَّه يَقضي أولَ صلاتِهِ، وهو مذهبُ أبي حَنيفةَ. وقالَ بعضُ العلماءِ بأنَّ ما يَأتي به المَسبوقُ هو مِن آخِرِ صلاتِهِ، وهو قولُ الشَّافعيِّ رحمَه اللهُ.

باب حرف الميم

بابُ حرفِ الميمِ مَن اسمُهُ محمدٌ 316 - أخبرنا نَقيبُ النُّقباءِ أبو الحسنِ محمدُ بنُ طِرادِ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ الزَّينَبيُّ في منزلِهِ ببابِ المَراتبِ ببغدادَ قالَ: أخبرنا والدي نَقيبُ النُّقباءِ أبو الفَوارسِ طِرادُ بنُ محمدٍ الزَّينَبيُّ: أخبرنا أبو الحسينِ (¬1) عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشرانَ السُّكريُّ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسينُ بنُ صفوانَ البرذَعيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عُبيدِ بنِ أبي الدُّنيا: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ سهمٍ الأَنطاكيُّ: حدثنا أبو إسحاقَ الفَزاريُّ: حدثنا جَسْرُ (¬2) / بنُ الحسنِ، عن أبي ثابتِ بنِ شدادِ بنِ أوسٍ قالَ: قالَ النعمانُ بنُ قَوقَلٍ يومَ أُحدٍ: اللهمَّ إنِّي أُقسمُ عليكَ أَن أُقتَلَ فأدخُلَ الجنةَ، فقُتلَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ النعمانَ أَقسمَ على اللهِ فأبرَّهُ، فلَقد رأيتُهُ يَطأُ في خضرِها ما بِه مِن عَرجٍ» (¬3). 317 - وأخبرنا محمدُ بنُ طِرادٍ الزَّينَبيُّ قالَ: أخبرنا والدي: أخبرنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسينُ يَعني ابنَ صفوانَ: حدثنا عبدُ اللهِ: حدثنا أبو خَيثمةَ: حدثنا يزيدُ بنُ هارونَ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن ¬

_ (¬1) في الأصل: (الحسن) والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) في الأصل: (حسن) والمثبت من مصادر التخريج وكتب الرجال. (¬3) هو في كتاب «مجابوا الدعوة» لابن أبي الدنيا (22). ومن طريقه أخرجه الذهبي في «معجمه» (2/ 192 - 193). وأخرجه ابن قانع في «معجم الصحابة» (3/ 146) من طريق ابن سهم الأنطاكي به. وقال الذهبي: هذا مرسل.

أبو رشيد محمد بن أبي الفتوح مبشر بن أحمد الزاهد الأصبهاني

سعيدِ بنِ المسيبِ، أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ لمَّا نَفرَ مِن مِنى أَناخَ بالأَبطحِ، ثم كوَّمَ كُومةً مِن بَطحاءَ فأَلقى عليها طرفَ ردائِهِ، ثم استَلقى ورفَعَ يدَيه إلى السماءِ، ثم قالَ: اللهمَّ كبُرتْ سِني وضعُفتْ قُوتي وانتشَرتْ رعيَّتي، فاقبضْني إليكَ غيرَ مُضيِّعٍ ولا مُفرِّطٍ. فما انسلَخَ ذو الحجةِ حتى طُعِنَ فماتَ (¬1). 318 - وأخبرنا محمدُ بنُ طِرادٍ: أخبرنا والدي: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ: أخبرنا الحسينُ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ قالَ: حدثني سُريجُ بنُ يونسَ: حدثنا هُشيمٌ، عن إسماعيلَ بنِ سالمٍ، عن عمارٍ الحضرميِّ، عن زاذانَ أبي عمرَ، أنَّ رَجلاً حدَّثَ علياً رضي اللهُ عنه بحديثٍ، فقالَ: ما أَراكَ إلا قَد كذبْتَني، قالَ: لم أَفعلْ، قالَ: أَدْعُ اللهَ عليكَ إِن كنتَ كَذبتَ، قالَ: ادْعُ، فدَعا، فما بَرحَ حتى عَميَ (¬2). تُوفيَ نَقيبُ النُّقباءِ أبو الحسنِ محمدُ بنُ طِرادٍ الزَّينَبيُّ في يومِ الأَربعاءِ، مُستهلَّ شهرِ رمضانِ، سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مَنزلِهِ ببغدادَ. 319 - أخبرني أبو رشيدٍ محمدُ بنُ أبي الفتوحِ مبشرِ بنِ أحمدَ الزاهدُ ¬

_ (¬1) هو في كتاب «مجابوا الدعوة» لابن أبي الدنيا (24). وأخرجه مالك (2/ 824)، وابن سعد (3/ 334)، والحاكم (3/ 91) من طريق يحيى بن سعيد في حديث طويل. (¬2) هو في كتاب «مجابوا الدعوة» (26)، و «مقتل علي» (3) لابن أبي الدنيا. ومن طريقه أخرجه اللالكائي في «كرامات الأولياء» (73)، وابن عساكر (42/ 491).

أبو جعفر محمد بن طاهر النعماني الخطيب الأصبهاني

الأَصبهانيُّ بها قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ الحدادُ المقرئُ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ: / حدثنا إبراهيمُ بنُ هاشمٍ البغويُّ: حدثنا إسماعيلُ بنُ سيفٍ: حدثنا عُوينُ (¬1) بنُ عَمرو القَيسيُّ أخو رياحِ بنِ عَمرو: حدثنا سعيدٌ الجريريُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ بريدةَ، عن أبيه قالَ: قالَ لي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ في الجنةِ غُرفاً يُرى ظواهِرُها مِن بواطنِها، وبواطِنُها مِن ظواهِرِها، أعدَّها اللهُ للمُتحابِّينَ فيه، والمُتزاوِرينَ فيه، والمُتباذِلينَ فيه» (¬2). «رِياحٌ» بنُقطتَينِ مِن تحتِها، ذكرَه عبدُ الغنيِّ في كتابِ «المختلف والمؤتلف» (¬3). والغُرفُ جمعُ غُرفةٍ، وهي البيتُ في المكانَ العالي. وقيلَ: الغُرفُ الدَّرجاتُ في الجنةِ، وهَكذا قيلَ في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ} أَي: دَرجاتٌ في الجنةِ، {مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ} [الزمر: 20]، وفي الحديثِ: «إنَّ أَهلَ الجنةِ ليَتراءَونَ الغُرفَ مِن فوقِهم كما تَتراءَون الكوكبَ الدُّريَّ في أُفقِ السماءِ» (¬4). 320 - أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ طاهرٍ النُّعمانيُّ الخطيبُ الأَصبهانيُّ بها: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ الحدادُ المقرئُ: حدثنا أبو نُعيمٍ أحمدُ ¬

_ (¬1) في الأصل: (لوين). (¬2) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (2903) من طريق إبراهيم بن هاشم البغوي به. وقال الألباني في «الضعيفة» (5387): ضعيف جداً. (¬3) (1/ 362). (¬4) أخرجه البخاري (3256) (6555)، ومسلم (2830) (2831) من حديث أبي سعيد الخدري وحديث سهل بن سعد، بألفاظ متقاربة.

بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ إسحاقَ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خَلادٍ: حدثنا محمدُ بنُ غالبِ بنِ حربٍ. (ح) وأخبرنا محمدُ بنُ طاهرٍ: أخبرنا الحسنُ بنُ أحمدَ قالَ: حدثنا أبو نُعيمٍ: وحدثنا أبو القاسمِ سليمانُ بنُ أحمدَ بنِ أيوبَ الطبرانيُّ: حدثنا عليُّ بنُ عبدِ العزيزِ، قالا: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ مَسلمةَ القَعنبيُّ، عن مالكٍ، عن محمدِ بنِ يحيى بنِ حَبَّانَ، عن الأَعرجِ، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عن صيامِ يومَينِ: يومِ الأَضحى ويومِ الفطرِ (¬1). اختَلفَ العلماءُ في هذا النَّهيِ هَل المُرادُ به الكَراهيةُ أم التَّحريمُ؟ فعندَ أبي حَنيفةَ رحمَه اللهُ / المُرادُ به الكَراهيةُ، وأنَّ النَّهيَ إنَّما كانَ لِمعنىً جاوَزَ الصومَ، فأمَّا الصومُ فإنَّه حَسنٌ لا يُمكنُ النَّهيُ عنه لعَينِه، وإنَّما النَّهيُ عنه لِمعنىً جاوَزَ الصومَ، وهو الإِعراضُ عن ضيافةِ اللهِ تعالى. والنَّهيُّ عن الشيءِ إذا كانَ لِمعنىً في غيرِهِ لا يَقتَضي تحريمَ ذلكَ الشيءِ، كنَهيِه صلى الله عليه وسلم عائشةَ رضي اللهُ عَنها عن الوُضوءِ بالماءِ المُشَمَّسِ، لمَّا كانَ لِمعنىً في غيرِ الماءِ - وهو ما أَشارَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن أنَّه يُورثُ البَرصَ - لم يَقتضِ التَّحريمَ، مَع حملِ الحديثِ على أَواني الصُّفرِ لو ثَبتَ الحديثُ (¬2). وكنَهيِه (¬3) عليه السلامُ عن الصلاةِ بعدَ الفجرِ حتى تَطلُعَ الشمسُ، وبعدَ العصرِ حتى تَغربَ الشمسُ، وكنَهيِه عليه السلام عن صومِ يومِ الشكِّ، وعن ¬

_ (¬1) هو في «الموطأ» (1/ 300، 376). ومن طريقه أخرجه مسلم (1138). (¬2) ولم يثبت، انظر «الإرواء» للألباني (18). (¬3) في الأصل: (كنهيه) والمثبت أليق بالسياق. والله أعلم.

محمد بن أبي القاسم بن أحمد السوذرجاني

بيعِ الحاضرِ لِلبادِ، وعن تَلقِّي الجَلَبِ، وعن سَومِ الرَّجلِ على سَومِ أَخيه، وعن النَّجَشِ وغيرِ ذلكَ، لمَّا كانَ النَّهيُ لِمعنىً جاوَزَ هذه الأشياءَ لم يُوجِب التَّحريمَ. وقالَ بعضُ العلماءِ بأنَّ النَّهيَ عن الصومِ في هذَينِ اليومَينِ يَقتضي التَّحريمَ، وأنَّ الصومَ فيها غيرُ مَشروعٍ، ومَن صامَ هذه الأيامَ لا يَصحُّ صومُهُ، وهو قولُ الشَّافعيِّ رحمَه اللهُ. 321 - أخبرنا محمدُ بنُ أبي القاسمِ بنِ أحمدَ السُّوذَرجانيُّ بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو العزِّ أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ كادشٍ: أخبرنا أبو الحسينِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ حَسنونَ النَّرسيُّ: أخبرنا عليُّ بنُ عمرَ بنِ أحمدَ بنِ مَهديٍّ: حدثنا أبو بكرٍ النَّيسابوريُّ: حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ: حدثنا مُحاضرٌ: حدثنا سعدُ بنُ سعيدٍ: أخبرني سعيدُ بنُ مَرجانةَ قالَ: سمعتُ أبا هريرةَ رضي اللهُ عنه يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَنزلُ اللهُ عزَّ وجلَّ في سماءِ الدُّنيا لشطرِ الليلِ أو لثلثِ الليلِ الآخِرِ، فيقولُ: مَن يَدعوني / فأَستجيبَ له، أو يَسألُني فأُعطيَه، ثم يقولُ: مَن يُقرضُ غيرَ عَديمٍ ولا ظَلومٍ» (¬1). النُّزولُ بلا تَكييفٍ ولا تَشبيهٍ، وهو مما يجبُ الإيمانُ به، وأنَّه لا كنُزولِنا الذي هو حَركةٌ وانتقالٌ مِن مكانٍ إلى مكانٍ (¬2)، ومِن الناسِ مَن تأوَّلَه على ما ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (758) (171) من طريق محاضر بن مورع به. وأخرجه البخاري (1145) (6321) (7494)، ومسلم (758) من طرق عن أبي هريرة بألفاظ متقاربة. (¬2) قال ابن تيمية في «تلبيس الجهمية» (1/ 622): وأما (الانتقال) فابن حامد وطائفة يقولون ينزل بحركة وانتقال، وآخرون من أهل السنة كالتميمي من أصحاب أحمد أنكروا هذا وقالوا: بل ينزل بلا حركة وانتقال، وطائفة ثالثة كابن بطة وغيره يقفون في هذا، وقد ذكر الأقوال الثلاثة القاضي أبو يعلى في «كتاب اختلاف الروايتين والوجهين» ونفى اللفظ بمجمله. والأحسن في هذا الباب مراعاة ألفاظ النصوص، فيثبت ما أثبت الله ورسوله باللفظ الذي أثبته، وينفي ما نفاه الله ورسوله كما نفاه، وهو أن يثبت النزول والإتيان والمجيء، وينفي المثل والسمي والكفؤ والند. ونحوه في «شرح حديث النزول» (ص 58).

أبو المحاسن محمد بن عبد الواحد الصفار

يُعرفُ في مَوضعِهِ. 322 - أخبرنا أبو المحاسنِ محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ الصَّفارُ بأصبهانَ وأبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ محمدٍ المَغازِليُّ قالا: أخبرنا أبو محمدٍ رزقُ اللهِ بنُ عبدِ الوهابِ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ الحارثِ التميميُّ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَهديٍّ قالَ: قُرئَ على أبي عبدِ اللهِ محمدِ بنِ مَخلدٍ العطارِ: حدثنا طاهرٌ هو ابنُ خالدِ بنِ نزارٍ: حدثنا أبي: أخبرني إبراهيمُ بنُ طَهمانَ قالَ: وحدثني جابرٌ الجُعفيُّ، عن سَلمةَ بنِ كُهيلٍ، عن سُويدِ بنِ غَفَلةَ، عن أُبيِّ بنِ كعبٍ رضي اللهُ عنه قالَ: أَصبتُ دَنانيرَ، فأَتيتُ بها رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: «عَرِّفها حَولاً» فعرَّفتُها حَولاً ثم رَددتُها إليه، فقالَ: «احفَظْ وِعاءَها ووِكاءَها وعِدَّتَها واستَنفعْ بها» (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: 323 - وأخبرنا بهذا الحديثِ أبو مسعودٍ سعدُ بنُ عبدِ الواحدِ الصَّفارُ، والفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ القويِّ المِصيصيُّ، وأحمدُ بنُ محمدٍ المعروفُ بابنِ الأخوةِ، مُتفرِّقينَ قَالوا: أخبرنا رِزقُ اللهِ بنُ عبدِ الوهابِ بإسنادِه ¬

_ (¬1) هو في «حديث ابن مخلد العطار عن ابن كرامة وغيره» (7). وأخرجه البخاري (2426) (2437)، ومسلم (1723) من طريق سلمة بن كهيل بألفاظ متقاربة.

أبو بكر محمد بن أبي القاسم بن أبي الحسين الصالحاني المؤدب

كما رَوينا. واعلمْ أنَّ عندَ أبي حَنيفةَ رحمَه اللهُ أنَّ اللُّقَطةَ إِن كانتْ قيمتُها عشرةَ دراهمَ فما فَوقَها يُعرِّفُها حَولاً. ومَذهبُ الشَّافعيِّ فيه اختلافٌ في تَعريفِ الدِّينارِ فما فوقَه، / أو الدِّينارِ فما دونَه، على ما يُعرفُ في مَوضعِهِ. 324 - أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ الصَّفارُ ومحمدُ بنُ عبدِ الواحدِ المَغازِليُّ قَالا: أخبرنا رِزقُ اللهِ بنُ عبدِ الوهابِ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدٍ: أخبرنا محمدُ بنُ مَخلدٍ: حدثنا طاهرٌ: حدثني أبي، عن إبراهيمَ: حدثني الحجاجُ بنُ الحجاجِ، عن رَجلٍ مِن أَهلِ المشرقِ يُقالُ له: المَشرقيُّ، عن عكرمةَ في قولِهِ: {يس} قالَ: يَعني يا إنسانُ، {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يس: 3، 4] قالَ: على دِينٍ مُستقيمٍ (¬1). سألتُ أبا المَحاسنِ محمدَ بنَ عبدِ الواحدِ الصَّفارَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شعبانَ، سَنةَ سَبعينَ وأربعِمئةٍ. 325 - أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أبي القاسمِ بنِ أبي الحسينِ الصالْحانيُّ المؤدبُ بقراءَتي عليه بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو عَمرو (¬2) عبدُ الوهابِ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ مَندةَ: أخبرنا أبي: أخبرنا محمدُ بنُ يعقوبَ: حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ: حدثنا محمدُ بنُ عَمرو (¬3) بنِ مكرمٍ قالَ: سمعتُ سلمَ (¬4) بنَ مِهرانَ ¬

_ (¬1) هو في «حديث ابن مخلد العطار عن ابن كرامة وغيره» (11). (¬2) في الأصل: (عمر)، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) في الأصل: (عمر) والمثبت من مصادر التخريج، و «تاريخ بغداد» (3/ 131). (¬4) وهكذا عند ابن عساكر، وفي بقية مصادر التخريج: سالم. ولم أجد له ترجمة.

أبو زيد محمد بن الحسين بن أبي زيد الكراني

الطَّرسوسيَّ قالَ: سمعتُ أبا يوسفَ قالَ: كانَ إبراهيمُ بنُ أَدهمَ إِذا سُئلَ عن العلمِ جاءَ بالأدبِ (¬1). يُريدُ بذلكَ آدابَ العلمِ التي يَنبغي للعالمِ أَن يَستعملَها قبلَ ذِكرِه للعلمِ، ليَنتفعَ بذلكَ المتعلمُ ويَعملَ به، فإنَّ المقصودَ مِن العلمِ إنَّما هو العملُ. 326 - حدثنا أبو زيدٍ محمدُ بنُ الحسينِ بنِ أبي زيدٍ الكَرَّانيُّ مِن لفظِهِ بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عمرَ بنِ إبراهيمَ بنِ جعفرٍ: أخبرنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ فاذشاه: حدثنا أبو القاسمِ سليمانُ بنُ أحمدَ بنِ أيوبَ الطبرانيُّ: حدثنا أبو محمدٍ بكرُ بنُ سهلِ بنِ إسماعيلَ القرشيُّ الدِّمياطيُّ سَنةَ ثمانينَ ومئتَينِ: حدثنا أبو محمدٍ عبدُ الغني بنُ سعيدٍ الثقفيُّ البِرتيُّ قالَ: حدثني أبو محمدٍ / موسى بنُ عبدِ الرحمنِ الصَّنعانيُّ، عن ابنِ جُريجٍ، عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عن ابنِ عباسٍ، وعن موسى بنِ عبدِ الرحمنِ، عن مقاتلِ بنِ سليمانَ، عن الضَّحاكِ بنِ مُزاحمٍ، عن ابنِ عباسٍ، في تفسيرِ فاتحةِ الكتابِ في قولِهِ تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} «باسمِ» يُريدُ هو الأولُ لا شيءَ قبلَهُ ولا شيءَ بعدَهُ، يُريدُ نزَّهَ نَفسَه جَلَّ جَلالُه وتقدَّستْ أسماؤُهُ ولا إلهَ غيرُهُ، {الرَّحْمَنِ} يُريدُ بجميعِ خَلقِهِ مِن جميعِ (البشرِ؟) الجنِّ والإنسِ والثَّقلَينِ، {الرَّحِيمِ} يُريدُ رحيمٌ بأوليائِهِ وأهلِ طاعتِهِ (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «مسند إبراهيم بن أدهم» لابن مندة (3). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (6/ 292). وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» (8/ 27) من طريق محمد بن إسحاق به. (¬2) لم أره في غير هذا الموضع. وعبد الغني بن سعيد الثقفي ضعفه ابن يونس. وموسى بن عبد الرحمن الصنعاني قال ابن حبان في «الضعفاء» (2/ 242): شيخ دجال يضع الحديث، روى عنه عبد الغني بن سعيد الثقفي، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل بن سليمان، وألزقه بابن جريج عن عطاء عن ابن عباس. ويأتي كلام المصنف في مقاتل بن حيان.

الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي

قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: مقاتلٌ ضعيفٌ ولاسيَّما فيما يَرويهِ عن الضَّحاكِ. قالَ ابنُ عُيينةَ: قُلتُ لمقاتلٍ: تُحدثُ عن الضَّحاكِ وزعَموا أنَّكَ لم تَسمعْ مِنه! قالَ: كانَ يُغلقُ عليَّ وعليه البابَ، قالَ ابنُ عُيينةَ: قُلتُ في نَفسي: أَجل، بابَ المدينةِ. والمَرويُّ أنَّ الضَّحاكَ ماتَ قبلَ أَن يُولدَ مُقاتلٌ بأربعِ سِنينَ (¬1). 327 - أخبرنا الحافظُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ ناصرِ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ السَّلَاميُّ الدارِ بها قالَ: أخبرنا أبو طاهرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي الصقرِ الأَنباريُّ الخطيبُ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ الفضلِ بنِ نَظيفٍ الفَراءُ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ خروفٍ: حدثنا طاهرُ بنُ عيسى: حدثنا أَصبغُ بنُ الفرجِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ قالَ: أخبرني مسلمةُ بنُ عُليٍّ قالَ: سمعتُ هشامَ بنَ الغازِ يحدثُ عن مكحولٍ، عن عائشةَ زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «أولُ ما يُكفَأُ هذا الدِّينُ على وجهِهِ كما يُكفَأُ الإناءُ (بعينه؟) في الخمرِ» (¬2). ¬

_ (¬1) قاله إبراهيم الحربي. وقال جويبر بن سعيد: لقد والله مات الضحاك وإن مقاتلاً له قرطان وهو في الكُتاب. انظر «تاريخ بغداد» (13/ 165)، و «تهذيب الكمال» (28/ 441). (¬2) هو في «الجامع» لابن وهب (71). ومسلمة بن عُلي متروك. ومكحول روايته عن عائشة مرسلة. والحديث يرويه القاسم بن محمد عن عائشة بنحوه، انظر تخريجه في «المطالب» (1826)، و «الصحيحة» (89).

مَعنى «يُكفَأُ» يُكَبُّ. وخُصَّ ذِكرُ الإناءِ / في الخمرِ لأنَّه يُكفَأُ حتى لا يَبقى مِنه شيءٌ. 328 - وأخبرنا محمدُ بنُ ناصرٍ الحافظُ قالَ: قُرئ على أبي الخطابِ نصرِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ البَطِرِ وأنا أَسمعُ مِن أصلِ سماعِهِ فأقَرَّ به وذلكَ في جُمادى الأُولى مِن سَنةِ سبعٍ وثمانينَ وأربعِمئةٍ، قيلَ له: أخبركم أبو الحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ رِزقويه قراءةً عليه في صفرَ سَنةَ إِحدى عشرةَ وأربعِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصَّفارُ قراءةً عليه: حدثنا محمدُ بنُ سنانِ بنِ يزيدَ القَزازُ البصريُّ: حدثنا أبو عامرٍ عبدُ الملكِ بنُ عَمرو العَقَديُّ: حدثنا محمدُ بنُ طلحةَ، عن الحكمِ أبي عَمرو، عن ضرارِ بنِ عَمرو، عن أبي عبدِ اللهِ الشاميِّ، عن تميمٍ الدَّاريِّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الجمعةُ واجبةٌ إلا على امرأةٍ، أوصبيٍّ، أو عبدٍ، أو مسافرٍ، أو مريضٍ» (¬1). 329 - أخبرنا محمدُ بنُ ناصرٍ الحافظُ ببغدادَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ الحسينِ بنِ أيوبَ البزازُ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الحسينِ بنِ إسماعيلَ المَحامليُّ: أخبرنا أبو بكرٍ هو ابنُ عبدِ اللهِ الشافعيُّ: حدثنا محمدُ بنُ ¬

_ (¬1) هو أول حديث في «جزء محمد بن سنان القزاز - مخطوط». وأخرجه الطبراني (1257)، والبيهقي (3/ 183)، والعقيلي في «الضعفاء» (2/ 222) من طريق محمد بن طلحة به. وفي «علل ابن أبي حاتم» (613): قال أبو زرعة: هذا حديث منكر. وقال الألباني في «الإرواء» (3/ 56): الإسناد واه جداً.

الفقيه أبو الحسن محمد بن المبارك بن الخل

إسماعيلَ السلميُّ ومحمدُ بنُ سليمانَ بنِ الحارثِ قالا: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأَنصاريُّ: حدثنا سليمانُ التَّيميُّ: حدثنا أنسُ بنُ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن كَذبَ عليَّ مُتعمداً فليَتبوَّأْ مقعدَه مِن النارِ» (¬1). قولُهُ: «يَتبوَّأُ» أي يَتنزَّلُ، ومِن ذلكَ قَولُ اللهِ تعالى خبراً عن أهلِ الجنةِ: {نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ} (¬2) [الزمر: 74]. قالَ محمدُ بنُ ناصرٍ: ورَوى لنا هذا الشيخُ، عن أبي عبدِ اللهِ الحسينِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ طلحةَ النِّعاليِّ. قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: سألتُ الحافظَ أبا الفضلِ محمدَ بنَ ناصرٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: ليلةَ السبتِ، الخامسَ عشرَ مِن شعبانَ، سَنةَ سبعٍ / وستينَ وأربعِمئةٍ. 330 - أخبرني الفقيهُ أبو الحسنِ محمدُ بنُ المباركِ بنِ الخَلِّ بقراءَتي عليه ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو المُؤيدِ عيسى بنُ عبدِ اللهِ الغَزنويُّ: أخبرنا أبو حامدٍ أحمدُ بنُ محمدٍ السَّرخسيُّ الإمامُ ببلخٍ: أخبرنا أبو إبراهيمَ إسماعيلُ بنُ يَنالَ: أخبرنا أبو العباسِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ محبوبٍ: حدثنا سعيدُ (¬3) بنُ مسعودٍ: حدثنا عُبيدُ اللهِ: حدثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ، ¬

_ (¬1) هو في «جزء الأنصاري» (2). وأخرجه النسائي في «الكبرى» (5883)، وأحمد (3/ 116، 166، 176، 278) من طريق سليمان التيمي به. وأخرجه البخاري (108)، ومسلم (2) من وجه آخر عن أنس به. (¬2) في الأصل: {نتبوأ منها حيث نشاء}، ولعل آية سورة الزمر التبست عليه بآية سورة يوسف: {يتبوأ منها حيث يشاء}. (¬3) في الأصل: (سعد)، والمثبت من «سير أعلام النبلاء» (12/ 504) وغيره.

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «الإمامُ ضامنٌ، والمؤذنُ مؤتَمنٌ، اللهمَّ أَرشِد الأئمةَ واغفِر للمُؤذِّنينَ» (¬1). 331 - وأخبرني الفقيهُ أبو الحسنِ محمدُ بنُ المباركِ أيضاً: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ طلحةَ النِّعاليُّ: أخبرنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشرانَ المُعدلُ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ عَمرو بنِ البَخْتَريِّ الرَّزازُ: حدثنا محمدٌ هو ابنُ عبدِ الملكِ أبو جعفرٍ الدَّقيقيُّ الواسطيُّ: حدثنا مسلمٌ هو ابنُ إبراهيمَ: حدثنا فَرقدُ بنُ الحجاجِ: حدثنا عُقبةُ، عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أولُ زُمرةٍ تَعبرُ الصراطَ مثلُ البَرقِ، ثم الذينَ يَلونَهم مثلُ الريحِ، ثُم الذينَ يَلونَهم كجَريِ الخيلِ، ثُم الذينَ يَلونَهم خَبباً، ثُم الذينَ يَلونَهم مشياً، ثُم الذينَ يَلونَهم حَبواً وهم أصحابُ (دحوح؟)» (¬2). 332 - وبه عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أولَ زُمرةٍ تَدخلُ الجنةَ وُجوهُهم على ضوءِ القمرِ ليلةَ البدرِ، ثُم الذينَ يَلونَهم على ضوءِ أَشدِّ كوكبٍ دُرِّيٍّ في السماءِ، ثُم الذينَ يَلونَهم مثلُ هذِه النُّجومِ الطَّوامسِ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (517) (518)، والترمذي (207)، وأحمد (2/ 232، 284، 377، 419، 424، 461، 472، 514)، وابن خزيمة (1528) (1529) (1530) (1531)، وابن حبان (1672) من طريق أبي صالح به، على اختلاف في إسناده. وانظر كلام الإمام الترمذي والدارقطني في «علله» (1968). (¬2) أخرجه أبو نعيم في «الجزء الثاني من الفوائد المعروفة بالوخشيات - مخطوط» (52) من طريق مسلم بن إبراهيم به. (¬3) هو في «مصنفات ابن البختري» (217). وأخرجه البخاري (3245) (3246) (3254) (3327)، ومسلم (2834) من طرق عن أبي هريرة بنحوه، ليس فيه: «.. ثم الذين يلونهم مثل هذه النجوم الطوامس».

أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون المقرئ

سألتُ الفقيهَ أبا الحسنِ محمدَ بنَ المباركِ عن مَولدِهِ، فقالَ: يومَ الأربعاءِ، / عاشرَ شهرِ ربيعٍ الآخِرِ، سَنةَ خمسٍ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. 333 - أخبرنا أبو منصورٍ محمدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ خَيرونَ المقرئُ بقراءَتي عليه ببغدادَ، قُلتُ له: أخبركم الشريفُ أبو الغنائمِ عبدُ الصمدِ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ المأمونِ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عمرَ بنِ مَهديٍّ الدَّارقطنيُّ: حدثنا أبو محمدٍ يحيى بنُ محمدِ بنِ صاعدٍ: حدثنا أحمدُ بنُ زُنبورٍ المكيُّ: حدثنا الحارثُ بنُ عُميرٍ، عن حميدٍ، عن أنسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَصدَّقوا، فإنَّ الصدقةَ فِكاكُكم مِن النارِ» (¬1). 334 - أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ خَيرونَ قالَ: أخبرنا أبو محمدٍ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ الجوهريُّ إجازةً: أخبرنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الناقدُ: حدثنا أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ عبدِ الجبارِ الصوفيُّ: حدثنا منصورُ بنُ أبي مُزاحمٍ: حدثنا أبو سعيدٍ المؤدبُ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن عَمرةَ يَعني بنتَ عبدِ الرحمنِ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن وَليَ مِن أمرِ المسلمينَ شيئاً فأَرادَ اللهُ به خيراً رَزقَه وَزيراً صالحاً، إِن نَسيَ ذكَّرَه، وإِن ذَكرَ أعانَهُ» (¬2). ¬

_ (¬1) رواه الطبراني في «الأوسط» (8060)، وأبو نعيم في «الحلية» (10/ 403) من طريق محمد بن زنبور به. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (1628). (¬2) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4240)، والبزار 18/ (261)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (542) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري به. ويرويه القاسم بن محمد عن عائشة بنحوه، أخرجه أبو داود (2932)، والنسائي (4204)، وأحمد (6/ 70)، وابن حبان (4494). وصححه الألباني في «الصحيحة» (489).

القاضي أبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر الشهرزوري

تُوفيَ محمدُ بنُ عبدِ الملكِ بنِ خَيرونَ في ليلةِ الاثنَينِ، السادسِ والعشرينَ مِن رَجبٍ، سَنةَ تسعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ ضَحوةَ يومِ الاثنَينِ في مقابرِ بابِ حربٍ ببغدادَ. 335 - أخبرنا القاضي أبو بكرٍ محمدُ بنُ القاسمِ بنِ المظفرِ الشَّهرُزُوريُّ بقراءَتي عليه في منزلِهِ ببغدادَ، قلتُ له: أخبركم الرئيسُ أبو عَمرو عثمانُ بنُ محمدِ بنِ عُبيدِ اللهِ (¬1) المَحْميُّ النَّيسابوريُّ بها قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عبدُ الرحمنِ بنُ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ يحيى الزاهدُ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ هو / ابنُ محمدِ بنِ الحسنِ الشَّرقيُّ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إسماعيلَ هو البخاريُّ: حدثنا خَلادُ بنُ يحيى بنِ صفوانَ: حدثنا سفيانُ، عن محمدِ بنِ عَمرو قالَ: حدثني أبو سلمةَ، عن أبي هريرةَ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «يَدخلُ الفقراءُ الجنةَ قبلَ الأَغنياءِ بخمسِمئةِ عامٍ» (¬2). 336 - أخبرنا محمدُ بنُ القاسمِ بنِ المظفرِ قالَ: أخبرنا أبو المظفرِ منصورُ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ ببلخٍ: أخبرنا أبو عثمانَ سعيدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ الزَّعفَرانيُّ ¬

_ (¬1) في الأصل: (عبد الله)، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) أخرجه الترمذي (2353) (2354)، وابن ماجه (4122)، وأحمد (2/ 296، 343، 451)، وابن حبان (676) من طريق محمد بن عمرو به. وقال الترمذي: حسن صحيح. ووافقه الألباني. وأخرجه أحمد (2/ 512، 519) من طريقين عن أبي هريرة به.

المقرئُ بنيسابورَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ المفيدُ: حدثنا أبو الدُّنيا هو عثمانُ بنُ الخطابِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ العوامَ قالَ: سمعتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا تَتخِذوا قَبري عِيداً، ولا تَتخِذوا بُيوتَكم قُبوراً، وصَلُّوا عليَّ حيثُ ما كنتُم، فإنَّ صلاتَكم تَبلغُني، وتَسليمَكم يَبلغُني». إسنادُ أبي الدُّنيا فيه مَقالٌ (¬1). ومَعنى قولِهِ عليه السلامُ «لا تَتخِذوا قَبري عِيداً» يُريدُ أَن لا يُجتمعَ عندَ قَبرِه في يومِ العيدِ (¬2). ¬

_ (¬1) وقال الذهبي في ترجمة أبي الدنيا من «الميزان» (3/ 33): طير طرأ على أهل بغداد وحدث بقلة حياء بعد الثلاثمئة عن علي بن أبي طالب، فافتضح بذلك وكذبه النقاد. وللحديث طريق أخرى عن علي، أخرجها ابن أبي عاصم (26)، وإسماعيل القاضي (20) كلاهما في «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم»، وابن أبي شيبة (7542)، وأبو يعلى (469)، والضياء في «المختارة» (428). وحسنها الحافظ ابن حجر في «نتائج الأفكار» (4/ 21)، والسخاوي في «القول البديع» (ص 326). وقال الألباني: حديث صحيح بطرقه وشواهده. (¬2) قال المناوي في «فيض القدير» (4/ 199): أي لا تتخذوا قبري مظهر عيد، ومعناه النهي عن الاجتماع لزيارته اجتماعهم للعيد، إما لدفع المشقة، أو كراهة أن يتجاوزوا حد التعظيم. وقيل: العيد ما يعاد إليه، أي لا تجعلوا قبري عيداً تعودون إليه متى أردتم أن تصلوا علي، وظاهره ينهى عن المعاودة، والمراد المنع عما يوجبه، وهو ظنهم أن دعاء الغائب لا يصل إليه، ويؤيده قوله: «وصلوا علي وسلموا فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم» أي: لا تتكلفوا المعاودة إلي فقد استغنيتم بالصلاة علي. اه

الفقيه أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف بن محمد الأرموي الشافعي

337 - أخبرنا الفقيهُ أبو الفضلِ محمدُ بنُ عمرَ بنِ يوسفَ بنِ محمدٍ (¬1) الأُرْمَويُّ الشَّافعيُّ بقراءَتي عليه ببغدادَ قالَ: حدثنا الشريفُ أبو الحسينِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الصمدِ بنِ المُهتَدي باللهِ بنِ الواثقِ باللهِ بنِ المُعتصمِ بنِ الرشيدِ بنِ المَهديِّ بنِ المنصورِ، مِن لفظِهِ وكتابِهِ قالَ: حدثنا أبو حفصٍ عمرُ هو ابنُ أحمدَ بنِ عثمانَ بنِ شاهينَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ سليمانَ: حدثنا جعفرُ بنُ محمدِ بنِ حبيبٍ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ رُشيدٍ: حدثنا أبو عُبيدةَ، عن قتادةَ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: / «مَن صوَّرَ صورةً يُنفخُ فيها الروحُ كُلِّفَ يومَ القيامةِ أَن يَنفخَ فيها الروحَ وليسَ بنافخٍ» (¬2). 338 - وأخبرنا محمدُ بنُ عمرَ الفقيهُ: أخبرنا الشريفُ أبو الحسينِ محمدُ بنُ عليٍّ: حدثنا عمرُ: حدثنا علوانُ بنُ الحسينِ المالكيُّ ختنُ (¬3) عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ حنبلٍ: حدثنا هَنبَلُ (¬4) بنُ محمدٍ السَّليحيُّ بحمصَ: حدثنا سليمانُ بنُ ¬

_ (¬1) في الأصل: (عمر)، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) هو في «حديث ابن شاهين رواية الأرموي» (8). وزاد فيه إسناداً آخر: وحماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس. وقيل فيه: قتادة عن أبي هريرة موقوفاً ومرفوعاً، انظر «علل الدارقطني» (2164). وأخرجه البخاري (7042) من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً بنحوه في حديث طويل. وأشار للاختلاف في إسناده. (¬3) تحرف في الأصل إلى: (حدثني). (¬4) له ترجمة في «الاكمال» لابن ماكولا (7/ 309)، و «توضيح المشتبه» لابن ناصر الدين (9/ 139)، و «مختصر تاريخ دمشق» (27/ 144). ووقع في الأصل: (نهشل). وكذلك هو في مطبوع «الموضوعات»، والأصل الخطي «لحديث ابن شاهين». فيظهر أنه خطأ قديم في الأصول. والله أعلم.

أبو المعالي محمد بن محمد بن محمد العطار

سلمةَ الخَبائريُّ: حدثنا أحمدُ بنُ يونسَ الأَزديُّ: حدثنا رباحُ بنُ زيدٍ الصنعانيُّ، عن معمرٍ، عن الزُّهريِّ، عن أنسٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لمَّا كلَّمَ اللهُ تعالى موسى في الأرضِ كانَ جبريلُ يأتيهِ بحُلَّتينِ مِن حُلَلِ الجنةِ، وبكُرسيٍّ مُرصَّعٍ بالدُّررِ والجوهرِ، فيَجلسُ عليه، ويَرفعُه الكرسيُّ حيثُ شاءَ، ويُكلِّمُه حيثُ شاءَ» (¬1). «سَليح» قريةٌ مِن قُرى اليمنِ (¬2)، مِنها طائفةٌ مِن تَنوخٍ نَزلَت حمصَ. ورباحُ بنُ زيدٍ معروفٌ، وزيدُ بنُ رباحٍ رَوى عن مالكِ بنِ أنسٍ، وهو في الموضِعينِ بالباءِ بواحدةٍ مِن تحتِها. 339 - أخبرنا محمدُ بنُ عمرَ الفقيهُ قالَ: كانَ الشيخُ أبو إسحاقَ الشِّيرازيُّ إذا ناظرَ فذُكِرَ له سؤالٌ لا يتعلقُ بدَليلِه نَسمعُه يُنشدُ: راحَتْ مُشرِّقةً ورُحتُ مُغَرِّباً ... شتَّانَ بينَ مُشَرِّقٍ ومُغَرِّبِ 340 - أخبرنا أبو المَعالي محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ العَطارُ ببغدادَ: أخبرنا جَدي في سَنةِ أربعٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ (¬3) أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ¬

_ (¬1) هو في «حديث ابن شاهين رواية الأرموي» (8). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (61/ 112)، وابن الجوزي في «الموضوعات» (400) وقال: هذا حديث لا صحة له، قال ابن عدى: لسليمان بن سلمة أحاديث منكرة. وقال ابن الجنيد: كان يكذب. وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث. (¬2) هكذا قال المصنف رحمه الله، والذي رأيته في كتب «الأنساب» أن السليحي نسبة لسليح بطن من قضاعة، وهي من قبائل اليمن. وفي «معجم البلدان» (3/ 235): (سَلْحين) بفتح أوله وسكون ثانيه .. .. حصن عظيم بأرض اليمن كان للتبابعة ملوك اليمن. (¬3) هكذا في الأصل، وفي كل مصادر ترجمته التي وقفت عليها: أبو الحسن.

أبو غالب محمد بن علي المعروف بابن الداية

الحسنِ البادِي (¬1): أخبرنا أبو الحسينِ عبدُ الباقي بنُ قانعٍ: أخبرنا أبو سهلٍ السَّريُّ بنُ سهلٍ الجُنديسابُوريُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ رُشيدٍ: حدثنا أبو عُبيدةَ بنُ الزبيرِ العَتكيُّ، عن الحسنِ، عن جابرٍ، أنَّ / النبيَّ صلى الله عليه وسلم نَهى أَن يَطرُقَ الرَّجلُ أَهلَه لَيلاً (¬2). يُريدُ بذلكَ الكراهيةَ، لأنَّه إذا طَرقَ زوجتَهُ ليلاً رُبما تَكونُ شَعِثَةَ الحالِ، فيَنكسرُ قَلبُها لرؤيتِهِ لها كذلكَ. 341 - أخبرنا أبو غالبٍ محمدُ بنُ عليٍّ المعروفُ بابنِ الدَّايةِ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ المُسْلِمةِ: أخبرنا أبو الفضلِ عُبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محمدٍ الزُّهريُّ: حدثنا أبو بكرٍ جعفرُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ المُستَفاضِ الفريابيُّ: حدثنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ: حدثنا إسماعيلُ بنُ جعفرٍ، عن أبي سهيلٍ نافعِ بنِ مالكِ بنِ أبي عامرٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «آيةُ المنافقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وَعدَ أَخلفَ، وإذا ائتُمِنَ خانَ» (¬3). ¬

_ (¬1) وتعرفه العامة بابن البادا، وقال الحافظ في «تبصير المنتبه» (1/ 56): وأخطأ من يقول البادا. وفي الأصل: اللباد. (¬2) هو في «حديث مجاعة بن الزبير» (1). وأخرجه أحمد (3/ 310، 395) من طريق أبي الزبير، عن جابر به. ومعناه عند البخاري (5243) (5244)، ومسلم (ص 1528) من طريقين عن جابر. (¬3) هو في «صفة المنافق» للفريابي (1). وأخرجه البخاري (33) (2682) (2749) (6095)، ومسلم (59) من طريق إسماعيل بن جعفر به. وأخرجه مسلم (59) (108) (109) (110) من طريقين عن أبي هريرة بنحوه. ويأتي (348).

الشريف أبو المظفر محمد بن أحمد بن علي بن عبد العزيز الهاشمي الخطيب

342 - وبالإسنادِ: حدثنا الفِريابيُّ: حدثنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ: حدثنا جعفرُ بنُ سليمانَ، عن المُعلَّى بنِ زيادٍ، عن أبي عثمانَ النَّهديِّ قالَ: سمعتُ عمرَ بنَ الخطابِ وهو على منبرِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أكثرَ مِن عددِ أَصابعي هذِه وهو يقولُ: إنَّ أَخوفَ ما أَخافُ على هذِه الأُمةِ المنافقُ العَليمُ، قيلَ: وكيفَ يَكونُ المنافقُ العَليمُ؟ قالَ: عالمُ اللسانِ جاهلُ القلبِ والعملِ (¬1). 343 - وبالإسنادِ: حدثنا الفِريابيُّ: حدثنا صفوانُ بنُ صالحٍ: حدثنا ضَمرةُ: حدثنا ابنُ شَوذبٍ، عن الحسنِ قالَ: لا تَقومُ الساعةُ حتى يَسودَ كلَّ قومٍ مُنافِقوها (¬2). السِّيادةُ التَّقدمُ، وسِيادةُ المنافقِ تَكونُ مِن أَماراتِ الساعةِ، لأنَّ ذلكَ (¬3) الزمانَ يخوَّنُ الأَمينُ ويُؤتَمنُ الخائنُ كما وَردَ في الحديثِ (¬4)، فهو يُظهرُ الأَمانةَ وفي باطنِهِ الخيانةُ ليُولَّى الأَعمالَ ويَسودَ جماعةَ الكفاءةِ مِن الرِّجالِ. 344 - / أخبرنا الشريفُ أبو المظفرِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ ¬

_ (¬1) هو في «صفة المنافق» للفريابي (26). ومن طريقه أخرجه الضياء في «المختارة» (236). وأخرجه أحمد (1/ 22، 44)، والضياء (235) وغيرهما من طريق ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي، عن عمر مرفوعاً باختصار آخره «قيل: وكيف يكون المنافق العليم ..». وصوب وقفَه الدارقطني في «علله» (246)، وابن كثير في «مسند الفاروق» (2/ 661). وصحح الألباني إسناد المرفوع في «الصحيحة» (1013). (¬2) هو في «صفة المنافق» للفريابي (117). (¬3) هكذا في الأصل. (¬4) انظر تخريجه في «الصحيحة» (2253) (2288) (3211).

أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد المتولي النيسأبو ري

الهاشميُّ الخطيبُ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو نصرٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الزَّينَبيُّ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عمرَ المعروفُ بابنِ الوراقِ: حدثنا أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ أبي داودَ السِّجستانيُّ: حدثنا عيسى بنُ محمدٍ أبو عُميرٍ الرَّمليُّ: حدثنا ضَمرةُ، عن ابنِ شَوذبٍ، عن قتادةَ، عن جابرِ بنِ زيدٍ: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59] قالَ: الموتُ مِن ذلكَ (¬1). 345 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ المتولي (¬2) النَّيسابوريُّ قراءةً عليه في منزلِهِ بالظَّفَريةِ ببغدادَ: حدثنا أحمدُ بنُ عليِّ بنِ خلفٍ أبو بكرٍ الشيرازيُّ بنيسابورَ إملاءً: أخبرنا أبو يعلى حمزةُ بنُ عبدِ العزيزِ المُهلَّبيُّ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسينِ القطانُ: حدثنا أحمدُ بنُ يوسفَ السُّلميُّ: حدثنا عبدُ الرزاقِ: أخبرنا معمرٌ، عن الزُّهريِّ، عن ابنِ المُسيبِ وأبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «فَضلُ صلاةِ الجمعِ على صلاةِ الرَّجلِ وحدَهُ خَمساً وعشرينَ دَرجةً، وتَجتمعُ ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ الصبحِ». ثم يقولُ أبو هريرةَ: اقْرؤوا إِن شئتُم {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «البعث» لابن أبي داود (4). (¬2) وهكذا في مواضع متفرقة من «تاريخ دمشق». وفي «معجم ابن عساكر» (1269): المتوثي. (¬3) أخرجه البخاري (648) (4717)، ومسلم (649) (246) من طريق الزهري به. ويأتي (420). وانظر ما تقدم (228).

أبو سعد محمد بن الهيثم بن محمد بن الهيثم

346 - أخبرنا أبو سعدٍ محمدُ بنُ الهيثمِ بنِ محمدِ بنِ الهيثمِ بأصبهانَ قالَ: حدثنا أبو الفضلِ المُطَهرُ بنُ عبدِ الواحدِ البُزَانيُّ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ محمدِ بنِ يحيى بنِ مندةَ الحافظُ: أخبرنا أحمدُ بنُ مهرانَ الفارسيُّ بمصرَ: حدثنا الربيعُ بنُ سليمانَ: حدثنا ابنُ وهبٍ، عن أسامةَ بنِ زيدٍ، عن نافعٍ، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن / عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَصحابُ هذه الصورِ يُعذَّبونَ يومَ القيامةِ ويُقالُ لهم: أَحيُوا ما خَلقْتُم» (¬1). 347 - أخبرنا محمدُ بنُ الهيثمِ: أخبرنا المُطَهرُ بنُ عبدِ الواحدِ: أخبرنا محمدُ بنُ إسحاقَ الحافظُ: أخبرنا عمرُ بنُ محمدِ بنِ سليمانَ العطارُ بمصرَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ روحٍ المدائنيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ: حدثنا إسرائيلُ، عن ميسرةَ بنِ حبيبٍ، عن المنهالِ بنِ عَمرو، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا قالَ الرَّجلُ عندَ المريضِ - وكانَ في علمِ اللهِ أنَّه لا يموتُ في مرضِهِ ذلكَ -: أَسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أَن يَشفيَكَ، سبعَ مراتٍ، شفاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2105) وأطرافه، ومسلم (2107) (96) من طريق نافع به مطولاً ومختصراً. (¬2) هو في «التوحيد» لابن مندة (299). وأخرجه أبو داود (3106)، والترمذي (2083)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (1044) (1045) (1046) (1047) (1048)، وأحمد (1/ 239، 243، 352)، وأبو يعلى (2483)، والحاكم (1/ 343، 4/ 213) من طريق المنهال بن عمرو بنحوه. وفي بعض الروايات: عن المنهال، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس. وقال الحاكم: هذا مما لا يعد خلافاً .. .. . وقال الترمذي: حسن غريب. وصححه الألباني.

أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال الوراق

348 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ السَّلَّالِ الوراقُ بقراءَتي عليه ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عمرَ بنِ المُسْلِمةِ: أخبرنا عُبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الرحمنِ الزُّهريُّ: حدثنا أبو بكرٍ جعفرُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ: حدثنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ: حدثنا إسماعيلُ بنُ جعفرٍ، عن أبي سُهيلٍ نافعِ بنِ مالكِ بنِ أبي عامرٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «آيةُ المُنافقِ إذا حدَّثَ كَذبَ، وإذا وَعدَ أَخلفَ، وإذا ائتُمِنَ خانَ» (¬1). الآيةُ العَلامةُ، ومِن ذلكَ قولُ اللهِ تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} [المؤمنون: 50]. 349 - أخبرني أبو بكرٍ محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ نصرٍ الزَّاغويُّ بقراءَتي عليه ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ الأَنباريُّ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ / الحَمَّاميُّ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خَلادٍ العطارُ: حدثنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ الحربيُّ: حدثنا سعيدُ بنُ يحيى: حدثني أبي: حدثنا ابنُ جُريجٍ، عن إسحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي طلحةَ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قالَ حينَ يَخرجُ مِن مَنزلِهِ: بسمِ اللهِ، تَوكلتُ على اللهِ، لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، يُقالُ له: وُقيتَ وكُفيتَ» (¬2). ¬

_ (¬1) تقدم (341). (¬2) أخرجه أبو داود (5095)، والترمذي (3426)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (89)، وابن حبان (822) من طريق ابن جريج به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني.

أبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الصائغ

350 - أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ الصائغُ قراءةً عليه ببغدادَ في يومِ الجمعةِ الحادي عشرَ مِن رجبٍ سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقُّورِ البزازُ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عمرَ بنِ محمدٍ السُّكريُّ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ الحسنِ بنِ عبدِ الجبارِ: حدثنا يحيى بنُ معينٍ: حدثنا غُندرٌ: حدثنا شعبةُ، عن حبيبِ بنِ الشهيدِ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلَّى على قبرِ امرأةٍ بعدَ ما دُفنتْ (¬1). اختَلفَ العلماءُ في الصلاةِ على ميتٍ صُلِّيَ عليه ثُم دُفنَ، هل يُصَلَّى عليه ثانياً؟ فأجازَهُ بعضُهم، واحتجَّ بحديثِ المسكينةِ. وقالَ بعضُهم: لا يُصَلَّى عليه، وهو مذهبُ أبي حنيفةَ ومالكٍ، وذَكرَ عبدُ الملكِ (¬2) بنُ حبيبٍ في «شرحِ غريبِ المُوطأ»: كانَ الذي فعلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالمسكينةِ خاصاً لها، ولا يَجوزُ بعدَه إلا على ميتٍ دُفنَ ولم يُصَلَّ عليه. 351 - أخبرنا أبو غالبٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ طاهرٍ السَّراجُ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو الحسينِ عاصمُ بنُ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ عاصمٍ: أخبرنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشرانَ: أخبرنا أبو عليٍّ / الحسينُ بنُ صفوانَ البَرذَعيُّ: حدثنا أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أبي الدُّنيا قالَ: حدثني أبو جعفرٍ محمدُ بنُ الأَدَميِّ: حدثنا أبو ضَمرةَ، عن جعفرِ بنِ محمدٍ، ¬

_ (¬1) هو في «الثالث من الحربيات - مخطوط» (3). وأخرجه مسلم (955)، وأحمد (3/ 130)، وابن حبان (3084) من طريق غندر به. ورواية مسلم مختصرة. (¬2) له ترجمة في «السير» (12/ 102) وغيره، وفي الأصل: (عبد الله).

أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن سلامة الكرخي

عن أبيه، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا خَطبَ فذَكرَ الساعةَ رَفعَ صوتَهُ واحمرَّت وَجْنتاهُ، كأنَّه مُنذرُ جيشٍ يقولُ: صبَّحتْكم مسَّتْكم، يقولُ: «بُعثتُ أَنا والساعةَ كهاتَينِ - يَقرنُ بينَ أُصبعَيهِ السَّبابةِ والتي تَليها - صبَّحتْكُم الساعةُ ومسَّتْكم» (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: إنَّما سُميت الإصبعُ التي تَلي الإبهامَ سَبابةً لأنَّ العربَ كانوا يُشيرونَ بها في حالةِ السَّبِّ، وغيَّر الشَّرعُ اسمَها بالمُسبِّحةِ، ويُقالُ: السَّبَّاحةُ. سألتُ أبا غالبٍ محمدَ بنَ عليٍّ السَّراجَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ أربعٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. 352 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ سلامةَ الكَرخيُّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقُّورِ: أخبرنا أبو طاهرٍ المُخَلِّصُ: حدثنا عبدُ اللهِ يَعني ابنَ محمدٍ البغويَّ: حدثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ نُميرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: حدثني زيدُ بنُ ثابتٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عن المُزابَنةِ والمُحاقَلةِ (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «الأهوال» (3)، و «قصر الأمل» (124) لابن أبي الدنيا. وأخرجه مسلم (867) من طريق جعفر بن محمد به. (¬2) هو في المخلصيات (375). وأخرجه الترمذي (1300)، وأحمد (5/ 185، 190) من طريق محمد بن إسحاق به. وانظر كلام الإمام الترمذي والحافظ ابن حجر في «الفتح» (4/ 385) على هذا الحديث.

المُزابَنةُ هي بيعُ التمرِ بالرُّطبِ على رُؤوسِ النخلِ، والمُحاقَلةُ هي المُزارَعةُ وأَن يَبيعَ الزَّرعَ قائماً في الحقلِ ويَشتَرطَ تَركَه إلى أَن يُدرِكَ. واحتَجَّ به مَن لم يُجوِّز المُزارَعةَ، وهو قولُ أبي حَنيفةَ رحمَه اللهُ. 353 - / أخبرني أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ سلامةَ الكَرخيُّ قالَ: أخبرنا أبو القاسمِ بنُ البُسريِّ قالَ: أخبرنا أبو أحمدَ عُبيدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ أبي مسلمٍ الفَرضيُّ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ إسماعيلَ المحامليُّ إملاءً: حدثنا محمدُ بنُ المُثنى أبو موسى: حدثنا ابنُ أبي عديٍّ، عن ابنِ عونٍ، عن بكرِ بنِ محمدٍ، عن أنسٍ قالَ: لمَّا وَلَدتْ أُمُّ سُليمٍ قالتْ لي: يا أَنسُ، انظُرْ هذا الغلامَ لا تَصنَعنَّ به شيئاً حتى تَغدوَ به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يُحنكُه، قالَ: فغَدوتُ به، فإِذا هو في الحائطِ وعليه خَميصةٌ جَونيةٌ، وهو يَسِمُ الظَّهرَ الذي قدمَ في الفتحِ. أخرجَه البخاريُّ (¬1) ومسلمٌ جميعاً عن أبي موسى محمدِ بنِ المُثنى مِن حديثِ البَصريينَ، عزيزٌ مِن حديثِ بكرِ بنِ محمدِ بنِ سِيرينَ (¬2)، وهو عزيزُ ¬

_ (¬1) برقم (5824)، ومسلم (2119). (¬2) هكذا قال المصنف رحمه الله، وهكذا وقع في إسناده: (عن بكر بن محمد عن أنس) والحديث في «الصحيحين» وفي كل المصادر التي وقفت عليها من رواية عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أنس. وكذلك هو في «معجم ابن عساكر» (1210) عن شيخ المصنف ابن سلامة، وفي «المهروانيات» (1) من طريق أبي أحمد الفرضي. وبكر بن محمد بن سيرين المذكور فلم أظفر له بترجمة، وسيأتي في إسناد الحديث (377) من هذا الكتاب.

أبو منصور محمد بن محمد بن الفضل بن محمد بن دلال الشيباني

الحديثِ، يَدخلُ في روايةِ أَولادِ المُحدِّثينَ. وقولُهُ: «خَميصةٌ جَونيةٌ» يَعني قَطيفةً حمراءَ (¬1). وقولُهُ: «يَسِمُ الظَّهرَ» يُريدُ بذلكَ الإبلَ. وسألتُ أبا عبدِ اللهِ محمدَ بنَ عُبيدِ اللهِ بنِ سلامةَ الكَرخيَّ عن مَولدِهِ، فأخبرنا أنَّ مولدَهُ في رجبٍ، سَنةَ ثمانٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. 354 - حدثنا أبو منصورٍ محمدُ بنُ محمدِ بنِ الفضلِ بنِ محمدِ بنِ دلَّالٍ الشَّيبانيُّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا الشريفُ أبو سعدٍ الحسينُ بنُ الحسينِ بنِ عليٍّ الهاشميُّ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ شاذانَ البزازُ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ بنِ زيادٍ النَّقاشُ: حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ بنِ عبدِ الرزاقِ الجُرجانيُّ: حدثنا عبدُ الرزاقِ: حدثنا معمرٌ، عن الزُّهريِّ، عن عروةَ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنهما قالتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَقربُ ما يَكونُ العبدُ مِن اللهِ تعالى إِذا كانَ / ساجداً» (¬2). سألتُ أبا منصورٍ محمدَ بنَ محمدِ بنِ الفضلِ الشَّيبانيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ سَبعينَ وأربعِمئةٍ. ¬

_ (¬1) هكذا قال المصنف رحمه الله، وقال ابن الأثير في «النهاية» (1/ 456): جونية أي سوداء. وقال ابن الجوزي في «كشف المشكل» (3/ 200): الخميصة الجونية كساء أسود معلم، فإذا لم يكن معلما فليس بخميصة. (¬2) هو في «المشيخة الصغرى» لابن شاذان (23). وأبو بكر النقاش وشيخه أحمد بن عبد الرحيم الجرجاني متهمان. وفي الباب عن أبي هريرة عند مسلم (482).

أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن علي بن محمد بن عمر بن محمد بن الحسين الدينوري الأصل البغدادي المولد

355 - أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ عليِّ بنِ محمدِ بنِ عمرَ بنِ محمدِ بنِ الحسينِ الدِّينَوريُّ الأصلِ البغداديُّ المولدِ ببغدادَ: أخبرنا أبو الحسينِ عاصمُ بنُ الحسنِ بنِ محمدٍ والحسينُ بنُ أحمدَ بنِ طلحةَ النِّعاليُّ قالا: أخبرنا عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ مهديٍّ: أخبرنا الحسينُ بنُ إسماعيلَ المَحامليُّ: حدثنا يوسفُ بنُ موسى القَطانُ: حدثنا جريرٌ، عن سليمانَ التَّيميِّ، عن قتادةَ، عن أنسٍ قالَ: كانَ آخِرُ وصيةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُغرغِرُ بِها في صدرِهِ ما يكادُ يُفيصُ بها لِسانُهُ: «الصلاةَ الصلاةَ، اتَّقوا اللهَ فيما ملكَت أَيمانُكم» (¬1). قولُهُ: «لا يكادُ يُفيصُ - بالصَّادِ المُهملةِ (¬2) - بها لِسانُهُ» أي: لا يبينُ. 356 - أخبرنا أبو الفتحِ محمدُ بنُ عبدِ الباقي بنِ سلمانَ بنِ البَطِّيِّ ببغدادَ قالَ: سمعتُ أبا محمدٍ رِزقَ اللهِ بنَ عبدِ الوهابِ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ الحارثِ بنِ أسدِ بنِ الليثِ [بنِ سليمانَ] (¬3) بنِ الأسودِ بنِ سفيانَ بنِ يزيدَ بنِ أُكينَةَ بنِ الهيثمِ بنِ عبدِ اللهِ - وكانَ اسمُه عبدَ الَّلاتِ، فسمَّاهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عبدَ اللهِ، وعلَّمه الوحيَ وأرسَلَه إلى اليمامةِ والبحرينِ ليُعلمَهم أمرَ دِينِهم، ومسحَ بيدِه على صدرِه وقالَ: «نَزعَ اللهُ مِن صدرِ ولدِكَ الغلَّ والغشَّ إلى يومِ القيامةِ» - قالَ: ¬

_ (¬1) هو في «المحامليات» برواية ابن مهدي الفارسي (82). وأخرجه النسائي في «الكبرى» (7058)، وابن ماجه (2697)، وأحمد (3/ 117)، وابن حبان (6605)، والضياء في «المختارة» (2420) إلى (2425) من طريق سليمان التيمي به. (¬2) وأثبتُها في «المخلصيات» (2207) بالضاد المعجمة! فيصحح من هنا. (¬3) ليست في الأصل، وهي ثابتة عند كل من أخرج الحديث، ولابد منها في إسناد المصنف هنا، لأن عدد الآباء الآتي ذكرهم في سند المصنف اثنا عشر، ولا يستقيم هذا العدد إلا بذكر هذا الجد. والله أعلم.

سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ أبي يقولُ: / سمعتُ أبي يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما اجتَمعَ قومٌ على ذكرِ اللهِ إلا وأَظلَّتهم الملائكةُ وحفَّتهم الرحمةُ» (¬1). 357 - وبهذا الإسنادِ قالَ: سمعتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه في خُطبتِه يقولُ: هَتفَ العلمُ بالعملِ، فإنْ أَجابَه وإلا ارتحلَ (¬2). ¬

_ (¬1) هو في «المجلس الذي أملاه رزق الله التميمي بأصبهان» كما ذكر الحافظ في الإصابة (1/ 109). ومن طريقه أخرجه الذهبي في «الميزان» (4/ 360)، وابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 189)، والزين العراقي في «شرح التبصرة والتذكرة» (3/ 97)، وابن عقيلة (ص 167)، وأبو الفيض الفاداني (ص 67)، ومحمد بن عبد الباقي الأيوبي (ص 218) في كتبهم المصنفة في الأحاديث المسلسلة. وليس عند الذهبي ذكر الليث والد أسد، وبين ذلك بقوله: المتهم به أبو الحسن. وأكثر أجداده لا ذكر لهم لا في تاريخ ولا في أسماء رجال، وقد سقط منهم جد، وهو الليث والد أسد. ونقل العراقي عن العلائي قوله في كتابه «الوشي المعلم»: هذا إسناد غريب جداً، ورزق الله كان إمام الحنابلة في زمانه من الكبار المشهورين متقدماً في عدة علوم، مات سنة ثمان وثمانين وأربعمئة، وأبوه أبو الفرج إمام مشهور أيضاً، ولكن جده عبد العزيز متكلم فيه كثيراً على إمامته، واشتهر بوضع الحديث، وبقية آبائه مجهولون لا ذكر لهم في شيء من الكتب أصلاً، وقد تخبط فيهم عبد العزيز أيضاً بالتغيير. (¬2) أخرجه ابن عساكر في «ذم من لا يعمل بعلمه» (14) من طريق رزق الله التميمي به. وعن والده عبد الوهاب أخرجه الخطيب في «اقتضاء العلم العمل» (40) - ومن طريقه السيوطي في «جياد المسلسلات» (ص 271) -.

أبو غالب محمد بن السكن حاجب الباب

مَعنى «هَتفَ» أي نَادى وصاحَ، يُقالُ: هَتفَ بفلانٍ هاتفٌ، أَي صاحَ به صائحٌ ونَادى به مُنادي، وهو في قولِهِ: «هَتفَ العلمُ بالعملِ» استعارةُ لفظٍ، وهو مِن بابِ المجازِ، ومثلُه في الكلامِ كثيرٌ. 358 - أخبرنا أبو غالبٍ محمدُ بنُ السكنِ حاجبُ البابِ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ الخطيبُ الأَنباريُّ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مهديٍّ سنةَ خمسٍ وأربعِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ إسماعيلَ الصَّفارُ النَّحويُّ: حدثنا محمدُ بنُ مندةَ بنِ الهيثمِ أبو جعفرٍ الأَصبهانيُّ: حدثنا بكرُ بنُ بكَّارٍ: حدثنا أبو حُرَّةَ، عن الحسنِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ سمرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يا عبدَ الرحمنِ بنَ سمرةَ، لا تَسأل الإمارةَ، فإنَّكَ إِن أُعطيتَها عن مَسألةٍ وُكلْتَ إليها، وإِن أُعطيتَها عن غيرِ مَسألةٍ أُعنتَ عليها، وإذا حَلفتَ على يمينٍ فرأيتَ غيرَها خيراً مِنها، فائتِ الذي هو خيرٌ وكفِّرْ عن يَمينِكَ» (¬1). هذا الحديثُ يحتجُّ به مَن يَرى تقديمَ الحِنثِ على الكفَّارةِ، وأنَّ الحالِفَ لو قدَّمَ الكفَّارةَ على الحِنثِ لم يَجزْ، وهو قولُ أبي حَنيفةَ رحمَه اللهُ. 359 - / أخبرنا محمدُ بنُ السكنِ: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ الخطيبُ: أخبرنا ابنُ مهديٍّ: أخبرنا أبو عليٍّ الصَّفارُ: حدثنا محمدُ بنُ مندةَ: حدثنا بكرٌ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عونٍ، عن محمدِ بنِ سيرينَ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا تَزالُ الملائكةُ تُصلِّي على أَحدِكم ما دامَ في مُصلَّاهُ ¬

_ (¬1) تقدم (237).

أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد المؤدب

ما لم يُحدِثْ: اللهمَّ اغفِرْ له، اللهمَّ ارحمْهُ» (¬1). 360 - وبهذا الإسنادِ عن بكرِ بنِ بكَّارٍ: حدثنا حمزةُ، عن أبي إسحاقَ، عن البراءِ بنِ عازبٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا أَخذَ مَضجعَهُ مِن الليلِ جعلَ كفَّه الأيمنَ تحتَ خَدِّه الأيمنِ، وقالَ: «اللهمَّ قِنا عذابَكَ يومَ تَبعثُ عبادَكَ» (¬2). سألتُ محمدَ بنَ السكنِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ ربيعٍ الآخرِ، سَنةَ ستٍّ وستينَ وأربعِمئةٍ. 361 - أخبرنا أبو الخيرِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ المؤدبُ (¬3) بقراءَتي عليه بأصبهانَ، قلتُ له: أخبركم أبو عَمرو عبدُ الوهابِ بنُ أبي عبدِ اللهِ بنِ مَندةَ الحافظُ قالَ: أخبرنا والدي قالَ: سمعتُ محمدَ بنَ يعقوبَ بنِ يوسفَ هو الأَصمُّ يقولُ: سمعتُ الربيعَ بنَ سليمانَ يقولُ: سمعتُ محمدَ بنَ إدريسَ الشافعيَّ يقولُ في كتابِ الأَيمانِ والنُّذورِ (¬4): كلامُ الآدَميينَ لا يُشبهُ كلامَ اللهِ. ¬

_ (¬1) تقدم (299). (¬2) هو في «الجزء التاسع من حديث محمد بن مندة - مخطوط» (3). ومن طريقه أخرجه الصفار في «جزء من حديثه» (16). وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1220)، والترمذي في «سننه» (3399)، وفي «الشمائل» (254)، والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (752) إلى (758)، وأحمد (4/ 289، 298، 300، 301، 304)، وابن حبان (5522) (5523) من طريق أبي إسحاق السبيعي، على اختلاف عليه فيه، ينظر بيانه في «علل الدارقطني» (334)، و «الصحيحة» للألباني (2703) (2754). (¬3) هكذا في الأصل، وفي مصادر ترجمته المتقدمة: المؤذِّن. (¬4) من كتابه «الأم» (7/ 80).

أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله الخوجاني النجار

362 - أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ أبي بكرِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ الخُوْجَانيُّ (¬1) النَّجارُ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو سعدٍ أحمدُ بنُ أبي الحسنِ (¬2) الطوسيُّ بمكةَ سَنةَ أربعٍ وخمسِمئةٍ قالَ: (حدثني؟) أبو سعدٍ عبدُ الملكِ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ العامريُّ إملاءً: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ الطبريُّ: / حدثنا أبو مسلمٍ غالبُ بنُ عليٍّ الرَّازي: أخبرنا أبو نصرٍ محمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ يوسفَ بنِ يعقوبَ النَّسفيُّ: أخبرنا عبدُ المؤمنِ بنُ خلفِ بنِ سعيدٍ: أخبرنا يحيى بنُ المستفادِ: أخبرنا وهبُ بنُ جعفرِ بنِ عمرَ: أخبرنا جُنادةُ بنُ مروانَ: أخبرنا الحارثُ بنُ النعمانِ ابنُ أختِ سعيدِ بنِ جُبيرٍ قالَ: سمعتُ أنسَ بنَ مالكٍ يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوحى اللهُ تعالى إلى موسى بنِ عمرانَ عليه السلامُ: أَن يا موسى، إنَّ مِن عِبادي مَن لو سأَلَني الجنةَ بحَذافيرِها لأَعطيتُه، ولو سأَلَني عِلاقَةَ سَوطٍ لم أُعطِهِ، ليسَ ذلكَ مِن هوانٍ له عليَّ، ولكنِّي أُريدُ أَن أَدخِرَ له في الآخرةِ مِن كرامَتي، وأَحميَهِ مِن الدُّنيا كما يَحمي الرَّاعي غنمَهُ مِن مَراعي السَّوءِ، يا موسى، ما أَلجأْتُ الفقراءَ إلى الأَغنياءِ أَنَّ خزائِني ضاقَتْ عَنهم وأَنَّ رَحمتي لم تسَعْهم، ولكنْ فَرضتُّ للفقراءِ في مالِ الأَغنياءِ ما يَسعُهم، أَردتُّ أَن أَبلوَ الأَغنياءَ كيفَ مُسارَعتُهم فيما فَرضتُّ للفقراءِ في أَموالِهم، يا موسى، إِن فَعلوا ذلكَ أَتممتُ عَليهم نِعمتي وأَضعفتُ لهم في ¬

_ (¬1) هكذا ضبطها ابن ناصر الدين في «توضيح المشتبه» (2/ 513)، وفرق - تبعاً للسمعاني - بينها وبين (الخَوَّجَاني). وفي الأصل: الجرجاني. (¬2) عند الذهبي في الموضعين: أحمد بن الحسن. ولم أجد له ترجمة، وإنما وجدت باستخدام الحاسوب في بعض المواضع ذكراً لأبي سعد أحمد بن أبي الحسن الطوسي.

أبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن عبد الله الكرجي

الدُّنيا للواحدةِ عشرةُ أَمثالِها، يا موسى، كُن للفقيرِ كَنزاً، وللضعيفِ حِصناً، وللمُستجيرِ غَيثاً، أكُن لكَ في الشِّدةِ صاحباً، وفي الوِحدةِ أُنساً، وأَكْلؤُكَ في ليلِكَ ونهارِكَ» (¬1). قولُهُ: «بحَذافيرِها» أي: بنَواحِيها وجملتِها. وقولُهُ: «أَردتُّ أَن أَبلوَ الأَغنياءَ» أي: أختَبرَهم، ومِن ذلكَ قولُ اللهِ تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ (¬2) / أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود: 7] أَي يَختبرَكم، وإِن كانَ قَد علمَ ما يَكونُ مِنهم قبلَ أَن يخلقَهم. ومَعنى قولِهِ: «أَكْلؤُكَ في ليلِكَ ونهارِكَ» أي: أَحفظُكَ، ومِن ذلكَ قولُ اللهِ تعالى: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} [الأنبياء: 42] الآية أي: مَن يَحفظُكُم. 363 - حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ الحسنِ بنِ عبدِ اللهِ الكَرَجيُّ ببغدادَ بعدَ قُفولِه مِن الحجِّ قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ الحدَّادُ الأَصبهانيُّ: حدثنا أبو نُعيمٍ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ إسحاقَ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خَلَّادٍ: حدثنا محمدُ بنُ الفرجِ الأزرقُ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ بكرٍ السَّهميُّ: حدثنا حميدٌ الطويلُ، عن أنسٍ، أنَّه سَمعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لَبيكَ بحجةٍ وعُمرةٍ» (¬3). ¬

_ (¬1) نسبه في «كنز العمال» (16664) بهذا التمام لابن النجار. وأخرجه الذهبي في «السير» (15/ 483)، و «تذكرة الحفاظ» (3/ 866) من طريق أحمد بن الحسن الطوسي به مختصراً إلى قوله: «.. أريد أن أدخر له في الآخرة». وقال: هذا حديث غريب منكر، وفي إسناده من لا يعرف. (¬2) في الأصل: (لنبلوكم). (¬3) أخرجه مسلم (1232) (1251) من طريق حميد وغيره عن أنس به.

أبو الحسين محمد بن مهدي بن الحسين بن عمر الطبري الصوفي

مَعنى «لَبيكَ» إِجابةً لكَ بعدَ إِجابةٍ، ولُزوماً لطاعتِكَ، والتَّثنيةُ فيه للتأكيدِ. وبعضُهم يقولُ: «لَبيكَ» اسمٌ مفردٌ وليسَ مُثنَّى، وأَنَّ ألفَهُ إنَّما قُلبتْ ياءً لاتصالِها بالضميرِ. والقِرانُ في بابِ الحجِّ عندَ أبي حَنيفةَ أَفضلُ مِن الإِفرادِ، وعندَ الشَّافعيِّ الإِفرادُ أَفضلُ. 364 - حدثني أبو الحسينِ محمدُ بنُ مهديِّ بنِ الحسينِ بنِ عمرَ الطبريُّ الصوفيُّ مِن لفظِهِ وحفظِهِ إملاءً ببغدادَ قالَ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ زكريا الطُّرَيثيثيُّ قالَ: أخبرنا والدي، عن جعفرٍ الخُلْديِّ، عن الجُنيدِ، عن سَرِيٍّ السَّقطيِّ، عن معروفٍ الكَرخيِّ، عن داودَ الطائيِّ، / عن ثابتٍ البُنانيِّ، عن الحسنِ البصريِّ، عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قالَ: «الإرادةُ تَبلى كما يَبلى الثوبُ، فجَدِّدوها بمُلاقاةِ الإخوانِ» (¬1). 365 - أخبرني محمدُ بنُ مهديٍّ قالَ: أخبرنا أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ السلامِ الأَنصاريُّ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدٍ الخوارزميُّ البرقانيُّ قالَ: قرأتُ على ابنِ مالكٍ (¬2): حدثكم بشرُ بنُ موسى: حدثنا المقرئُ: حدثنا حيوةُ وابنُ ¬

_ (¬1) لم أره في غير هذا الموضع. والحسن روايته عن علي مرسلة، وأبو بكر الطريثيثي يخشى من رواياته إلا ما كان من رواية السلفي عنه، وهذا ليس منها. ثم هذا إسناد مسلسل بالزهاد، فلعل أحدهم وهم برفعه، فهو بكلام الحسن البصري أشبه. والله أعلم. (¬2) هو أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك أبو بكر القطيعي. وفي الأصل: (أبي مالك). وقد يكون الصواب: (قرأت على أبي بكر بن مالك) كما جاء عند الرافعي في «تاريخ قزوين» (3/ 448) من طريق أحمد بن محمد الخوارزمي: أبنا أبو بكر بن مالك. والله أعلم.

لَهيعةَ، عن أبي هانئٍ حميدِ بنِ هانئٍ الخولانيِّ قالَ: سمعتُ أبا عبدِ الرحمنِ الحُبُليَّ يقولُ: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ عَمرو (¬1) يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «قَدَّرَ اللهُ المقاديرَ قبلَ أَن يَخلقَ السماواتِ والأَرضينَ بخَمسينَ ألفَ سَنةٍ». رواه مسلمٌ (¬2) عن ابنِ أبي عمرَ، عن المقرئِ، عن حيوةَ وحدَه. واعلمْ أنَّ ما قدَّرَه اللهُ تعالى فهو في الأزلِ، وذِكرُ المُدةِ وتَقديرُ الوقتِ على مَعنى (ترتيبِ؟) أُصولِ المخلوقاتِ وإيجادِها. 366 - وأخبرني محمدُ بنُ مَهديٍّ: أخبرنا أبو حاتمٍ أحمدُ بنُ أبي الحسنِ الخطيبُ: حدثنا الأستاذُ أبو عثمانَ إسماعيلُ بنُ عبدِ الرحمنِ الصابونيُّ: أخبرنا أبو نُعيمٍ الإسفَرائينيُّ: حدثنا أبو عَوانةَ: حدثنا أبو الأَزهرِ: حدثنا عبدُ الرزاقِ، عن معمرٍ، عن ابنِ أبي لَيلى، عن عطاءٍ، عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دَعا بالبَركةِ في السَّحورِ وفي الثَّريدِ (¬3). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: إنَّما خصَّ الثَّريد بالذِّكرِ لأنَّها غالبُ طعامِ / العربِ، وتَستَطيبُه على ما سواهُ مِن الطعامِ. ¬

_ (¬1) في الأصل: (عمر). (¬2) برقم (2653). (¬3) هو في «مستخرج أبي عوانة» (2753)، و «مصنف عبد الرزاق» (19571). ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد (2/ 283)، وأبو يعلى (6367). ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى سيء الحفظ. وقال الألباني في «الصحيحة» (1045): وهذا إسناد حسن في المتابعات والشواهد على الأقل.

أبو غالب محمد بن أبي الفضل محمد بن ناصر بن منصور المعروف بابن علجة المستوفي الأصبهاني

367 - أخبرنا أبو غالبٍ محمدُ بنُ أبي الفضلِ (¬1) محمدِ بنِ ناصرِ بنِ منصورٍ المعروفُ بابنِ عَلَجةَ المُستوفي الأَصبهانيُّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو القاسمِ إسماعيلُ بنُ محمدِ بنِ الفضلِ الحافظُ الأَصبهانيُّ: أخبرنا محمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الوهابِ المَدينيُّ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جعفرٍ: حدثنا أحمدُ بنُ مَهديٍّ: حدثنا بعضُ أصحابِنا واسمُه عليُّ بنُ (عمروسٍ؟) (¬2) البغداديُّ، عن بشرِ بنِ الوليدِ قالَ: قالَ أبو يوسفَ: لا تَطلبَنَّ ثلاثاً بثلاثٍ: لا تَطلب الدِّينَ بالخُصوماتِ، فإنَّه لم يُمعِنْ فيه أَحدٌ إلا قيلَ: زِنديقٌ، ولا تَطلب المالَ بالكيمياءِ، فإنَّه لم يُمعِنْ فيه أَحدٌ إلا أَفلسَ، ولا تَطلب الحديثَ بكثرةِ الرِّوايةِ حتى تأتيَ بما لا يُعرفُ فيُقالَ: كذابٌ (¬3). هذِه الكلماتُ الثلاثُ تَتضمنُ حكمةً بالغةً لِمن نَظرَ فيها وتأمَّلَها وتَدبرَها وعقِلَها. 368 - أخبرنا أبو الغنائمِ محمدُ بنُ مسعودِ بنِ السَّدَنْكِ ببغدادَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ الخطيبِ (¬4) الأَنباريُّ بقراءَتي عليه فأقرَّ به قالَ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ دُوست: حدثنا الحسينُ بنُ صفوانَ: حدثنا ابنُ أبي الدُّنيا: حدثنا إسحاقُ بنُ إسماعيلَ: حدثني جريرٌ، عن فُضيلِ بنِ غَزوانَ، ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وكنيته كما في «تاريخ الإسلام» (36/ 359): أبو الفضائل. (¬2) من «المحجة»، وما في الأصل يحتمل: (عمرو بن البغدادي). والله أعلم. (¬3) هو في «كتاب المحجة» لأبي القاسم الأصبهاني قوام السنة (1/ 116). ويرويه بشر بن الوليد عن أبي يوسف القاضي بلفظ آخر كما تقدم (109). (¬4) هكذا في الأصل، وكذلك يأتي (442)، ولعل كلمة (بن) مقحمة، أو أن هنا سقطاً والصواب (محمد بن محمد)، فأبو الحسن علي بن محمد بن محمد هو الخطيب الأنباري، وكذلك جاء في أكثر الأسانيد هنا. والله أعلم.

القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي

عن أبي جعفرٍ - هو محمدُ بنُ عليٍّ - قالَ: ما ضَحكَ عالمٌ ضحكةً إلا مَجَّ مَجةً مِن العلمِ (¬1). 369 - أخبرنا القاضي أبو المَعالي محمدُ بنُ يحيى بنِ عليٍّ القرشيُّ بدمشقَ: / أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ الحسنِ بنِ الحسينِ الخِلَعيُّ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ عمرَ بنِ محمدِ بنِ سعيدٍ البزازُ: حدثنا أبو الطاهرِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَمرو (¬2) المدينيُّ: حدثنا سَعدانُ بنُ نصرِ بنِ منصورٍ أبو عثمانَ المُخَرِّميُّ البزازُ: حدثنا أبو محمدٍ سفيانُ بنُ عُيينةَ الهلاليُّ، عن الزُّهريِّ، سمعَ أنسَ بنَ مالكٍ يقولُ: قدمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ وأَنا ابنُ عشرِ سِنينَ، وماتَ وأَنا ابنُ عشرينَ سَنةً، فكُنَّ أُمهاتي يَحثُثنَني على خدمتِهِ، فدَخلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم دارَنا، فحلَبْنا له مِن شاةٍ لنا داجنٍ، فشيبَ له مِن ماءِ بئرٍ في الدارِ، وأبو بكرٍ عن شمالِهِ وأَعرابيٌّ عن يَمينِهِ، فشربَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ عمرُ: أَعطِ أبا بكرٍ، فناوَلَ الأَعرابيَّ وقالَ: «الأَيمنَ فالأَيمنَ» (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي (1/ 144)، وعبد الله في «زوائد الزهد» (923)، وعباس الدوري في «تاريخ ابن معين» (2/ 416)، والدينوري في «المجالسة» (314)، وأبو نعيم في «الحلية» (3/ 133 - 134)، والبيهقي في «الشعب» (1690)، والذهبي في «السير» (4/ 395 - 396) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن فضيل، عن علي بن الحسين زين العابدين به، فيما هو عند المصنف عن ابنه أبي جعفر محمد. ويأتي كذلك أيضاً (442). (¬2) في الأصل: (عمر)، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬3) هو في جزء «سعدان» (12). وأخرجه البخاري (2352) (2571) (5612) (5619)، ومسلم (2029) من طريق الزهري به.

أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد المعروف بابن الشرابي

«الدَّاجِنُ» ما أَلِفَ البيوتَ مِن الطيرِ والشاةِ وغيرِ ذلكَ. ومَعنى «شِيبَ» أي مُزجَ. وقولُهُ: «الأَيمنَ فالأَيمنَ» لأنَّه كانَ يُحبُّ التيامُنَ في كلِّ شيءٍ، حتى في التَّنعلِ والتَّرجلِ. وتُوفيَ القاضي أبو المَعالي محمدُ بنُ يحيى ليلةَ الأَربعاءِ، الخامسَ عشرَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ قِبْليَّ مسجدِ القدمِ بظاهرِ دمشقَ. 370 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ المعروفُ بابنِ الشَّرَابيِّ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ أبي الحديدِ: أخبرنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ عوفٍ: حدثنا أبو عليٍّ الحسينُ بنُ إبراهيمَ بنِ جابرٍ الفَرائضيُّ: حدثنا عمرُ / بنُ الجُنيدِ القاضي: حدثنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ الدَّورَقيُّ: حدثنا يحيى يَعني ابنَ سعيدٍ، عن محمدِ بنِ أبي يحيى قالَ: حدثني الحارثُ بنُ أبي يزيدَ قالَ: سمعتُ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ يحدثُ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إنَّ المدينةَ كالكيرِ، تَنفي الخبثَ كما يَنفي الكيرُ خَبثَ الحديدِ» (¬1). تُوفيَ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عليٍّ المعروفُ بابنِ الشَّرَابيِّ في يومِ الأربعاءِ، السادسِ والعشرينَ مِن ذي القعدةِ، سَنةَ خمسٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الفَراديسِ بدمشقَ. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 385)، وابن أبي شيبة (32423) من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي به، وفيه قصة. وهو عند البخاري (1883)، ومسلم (1383) من وجه آخر عن جابر مختصراً.

أبو عبد الله محمد بن أحمد النهربيني

371 - أخبرني أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ أحمدَ النَّهرُبِينيُّ بقراءَتي عليه بدمشقَ قالَ: أخبرنا أبو الحسينِ المباركُ بنُ عبدِ الجبارِ بنِ أحمدَ الصَّيرفيُّ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ الحسنِ بنِ شاذانَ البزازُ: أخبرنا أبو عَمرو عثمانُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ الدَّقاقُ المعروفُ بابنِ السَّماكِ: حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ بنِ الحارثِ الواسطيُّ أبو بكرٍ: حدثنا أبو نُعيمٍ: حدثنا سفيانُ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ: قالَ لي علقمةُ: إذا أَردتَّ أَن تَعلمَ الفَرائضَ فأَمِتْ جيرانَكَ (¬1). تُوفيَ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ أحمدَ يومَ الأربعاءِ، الخامسَ مِن ذي القعدةِ، سَنةَ ثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ بمقابرِ الحَديثةِ قريةٍ بظاهرِ دمشقَ. 372 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ جعفرٍ الكُرديُّ بقراءَتي عليه في شعبانَ سَنةَ خمسٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ بالمسجدِ الجامعِ بدمشقَ، قلتُ له: أخبَركم الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليِّ / بنِ أحمدَ السُّلميُّ: أخبرنا أبو نصرٍ عبدُ الوهابِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ أيوبَ المُرِّي قالَ: حدثني أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أيوبَ بنِ حَيَّانَ القطانُ لفظاً مِن حفظِهِ: حدثنا أحمدُ بنُ حمدانَ السِّجزيُّ ببَلخٍ: حدثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ موسى البَلخيُّ: حدثنا يوسفُ بنُ أبانَ: حدثنا أبو جابرٍ، عن الحسنِ بنِ أبي جعفرٍ - هو مَدنيٌّ (¬2) -، عن بهزِ بنِ حَكيمٍ، عن أبيه، عن جدِّه، ¬

_ (¬1) هو في «الفرائض» للثوري (1). وأخرجه الدارمي (2/ 342)، والبيهقي (6/ 209) من طريق الأعمش به. (¬2) هكذا في الأصل، ولم أجد من ذكر هذا في نسبته، فهو الحسن بن أبي جعفر الجُفري الأزدي - ويقال العدوي - البصري. والجُفري بالضم نسبة إلى جُفرة ناحية بالبصرة. وإنما يستقيم ما في الأصل لو كان (الجَفري) بالفتح نسبة إلى جَفر ناحية من نواحي المدينة. والله أعلم.

أبو بكر محمد بن علي بن عمر الكابلي

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «وَيلٌ للذي يُحدثُ الناسَ ليُضحِكَ به، وَيلٌ له، وَيلٌ له، وَيلٌ له» (¬1). 373 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ جعفرٍ الكُرديُّ بدمشقَ: أخبرنا أبو الفرجِ سهلُ بنُ بشرِ بنِ أحمدَ الإِسفَرائينيُّ: أخبرنا أبو الفضلِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عيسى السَّعديُّ: أخبرنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ موسى بنِ الصَّلتِ المالكيُّ ببغدادَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الصمدِ الهاشميُّ: حدثنا أبو مصعبٍ، عن مالكٍ، عن حميدٍ الطويلِ، عن أنسِ بنِ مالكٍ أنَّه قالَ: سافَرْنا مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في رمضانَ، فَلم يعِب الصائمُ على المُفطرِ، ولا المُفطرُ على الصائمِ (¬2). اختَلفَ العلماءُ هَل الصومُ للمسافرِ في شهرِ رمضانَ أَفضلُ أَم الإفطارُ؟ قالَ أبو حَنيفةَ: صيامُهُ أَفضلُ، وقالَ الشَّافعيُّ: إِفطارُهُ أَفضلُ. وتُوفيَ أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إبراهيمَ يومَ السبتِ، الرابعَ عشرَ مِن صفرٍ، سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. 374 - أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ عمرَ الكابُليُّ قراءةً عليه بأصبهانَ وأنا أَسمعُ قالَ: أخبرنا أبو سهلٍ / حَمدُ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ بنِ محمدٍ الصَّيرفيُّ: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4990)، والترمذي (2315)، والنسائي في «الكبرى» (11061) (11591)، وأحمد (5/ 2، 5، 7)، والحاكم (1/ 46) من طريق بهز بن حكيم به. وحسنه الترمذي، والألباني. (¬2) هو في «الموطأ» برواية أبي مصعب (793)، وبرواية يحيى الليثي (1/ 295). ومن طريق مالك أخرجه البخاري (1947). وأخرجه مسلم (1118) من طريق حميد به.

أبو شكر محمد بن أبي طاهر بن أبي نصر

أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ يوسفَ بنِ أحمدَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ دَكَّةَ المعدلُ: حدثنا أبو حفصٍ عَمرو (¬1) بنُ عليٍّ: حدثنا يحيى بنُ سعيدٍ: حدثنا سفيانُ: حدثني الزبيرُ بنُ عديٍّ قالَ: أتَينا أنسَ بنَ مالكٍ نَشكو إليه الحجاجَ، فقالَ: لا يَأتي عَليكم عامٌ إلا وَالذي بعدَهُ شَرٌّ مِنه حتى تَلقَوا ربَّكم، سَمعتُ ذلكَ مِن نبيِّكم صلى الله عليه وسلم (¬2). 375 - أخبرنا أبو شكرٍ محمدُ بنُ أبي طاهرِ بنِ أبي نصرٍ في دارِهِ بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو عَمرو (¬3) عبدُ الوهابِ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ يحيى بنِ مَندةَ بنِ الوليدِ قالَ: حدثنا والدي إملاءً قالَ: أخبرنا محمدُ بنُ الحسنِ أبو طاهرٍ النَّيسابوريُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ شاكرٍ: حدثنا أبو أسامةَ حمادُ بنُ أسامةَ: حدثنا بُريدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي بُردةَ، عن أبي بُردةَ، عن أبي موسى الأَشعريِّ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مَثلَ ما بعثَني اللهُ عزَّ وجلَّ مِن الهُدى والعلمِ كمَثلِ غَيثٍ أصابَ الأَرضَ، فكانَ مِنها طائفةٌ قَبلَت الماءَ فأنبتَت الكلأَ والعشبَ الكثيرَ، وكانَت مِنها طائفةٌ إِخَاذاتٌ، فأَمسَكت السماءَ (¬4) فنَفعَ اللهُ عزَّ وجلَّ بها الناسَ، فشَربوا مِنها وزَرعوا وسَقوا، وأَصابَت طائفةٌ مِنها إنَّما هي قيعانٌ لا تُمسكُ ولا تُنبتُ كلأً، فذلكَ مَن فقُهَ في دِينِ اللهِ عزَّ وجلَّ فنفَعَه اللهُ عزَّ وجلَّ بما بعثَني به، وانتَفعَ فعَلِمَ وعملَ وعلَّمَ، ومَثلُ مَن لم يرفعْ ¬

_ (¬1) بن علي أبو حفص الفلاس. وفي الأصل: (عمر)، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) أخرجه البخاري (7068) من طريق الزبير بن عدي به. (¬3) في الأصل: (عمر). (¬4) هكذا في الأصل.

أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد يعرف بكلي

بذلكَ رَأساً ولم يقبلْ هُدى اللهِ الذي أُرسلتُ به». / خرَّجه البخاريُّ في كتابِ العلمِ عن أبي كُريبٍ (¬1)، وذكرَه مسلمٌ في فضائلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن أبي بكرٍ وأبي كُريبٍ وغيرِهما (¬2)، كلُّهم عن أبي أسامةَ. و «إِخاذاتٌ» جمعُ إِخَاذَةٌ، وهي البقعةُ التي يَجمتعُ فيها الماءُ. و «القيعانُ» جمعُ قاعٍ، وهو ما استَوى مِن الأَرضِ ولا نباتَ فيه وكانَ يعلو الماء (¬3)، ومِن ذلكَ قولُ اللهِ تعالى: {فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا} [طه: 106]. 376 - أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ يُعرفُ بكلي بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشرويه: أخبرنا أبو سعيدٍ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ حَسْنويه: حدثنا أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أَفْرَجَه: حدثنا إبراهيمُ بنُ فهدٍ: حدثنا موسى بنُ إسماعيلَ وعبدُ اللهِ بنُ محمدٍ قالا: حدثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن أيوبَ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن حَلفَ فاستَثنى فهو بالِخيارِ، إِن شاءَ فعلَ وإِن شاءَ لم يَفعلْ» (¬4). ¬

_ (¬1) برقم (79). (¬2) برقم (2282). (¬3) هكذا في الأصل، ولعلها: (يعلوها الماء) ولا يستقر فيها. انظر «فتح الباري» (1/ 177). (¬4) أخرجه أبو داود (3261) (3262)، والترمذي (1531)، والنسائي (3829) (3830)، وابن ماجه (2105) (2106)، وأحمد (2/ 6، 10، 48، 49، 68، 126، 127، 153)، وابن حبان (4339) (4340) (4342) من طريق أيوب السختياني بألفاظ متقاربة، ولفظه عند بعضهم: «من حلف على يمين فقال: إن شاء الله فقد استثنى». وقال الترمذي: حديث حسن, وقد رواه عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع عن ابن عمر موقوفاً. وصححه الألباني في «الإرواء» (2571).

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن علي المقرئ

الاستِثناءُ يَمنعُ انعقادَ اليَمينِ، وفي قولِ أحمدَ بنِ حنبلٍ: الاستِثناءُ في الطلاقِ لا يَمنعُ وُقوعَهُ. 377 - حدثني أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عليٍّ المقرئُ بأصبهانَ قالَ: حدثنا أبو مُطيعٍ محمدُ بنُ عبدِ الواحدِ المصريُّ: حدثنا أبو بكرِ بنُ مَردويه سَنةَ عشرٍ وأربعِمئةٍ: حدثنا أحمدُ بنُ الحسينِ بنِ أحمدَ البصريُّ: حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ شَطن (¬1): حدثنا جعفرُ بنُ الأسودِ الأَنباريُّ: حدثنا يحيى بنُ عَنبسةَ البصريُّ: حدثنا بكرُ بنُ محمدِ بنِ سِيرينَ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه / قالَ: قُلنا: يا رسولَ اللهِ، إنَّا إذا كُنا عندَكَ رقَّت قلوبُنا، وزهِدْنا في الدُّنيا، ورغِبْنا في الآخرةِ، قالَ: «لو تَكونونَ إذا خَرجتُم مِن عِندي كما تَكونونَ عِندي لزارَتكم الملائكةُ ولَصافَحتْكم في الطُّرقِ، ولو لم تُذنبوا لجاءَ اللهُ بقومٍ يُذنِبونَ حتى تَبلغَ خَطاياهم عَنانَ السماءِ، فيَستغفِرونَ اللهَ فيَغفرُ لهم على ما كانَ مِنهم ولا يُبالي» (¬2). ¬

_ (¬1) في مصادر التخريج: (بن شطن). (¬2) هو في «ثلاثة مجالس من أمالي ابن مردويه» (47)، و «جزآن من أمالي أبي مطيع المصري - مخطوط» (23). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في «معجمه» (1537)، وقال: غريب المتن والإسناد. ويحيى بن عنبسة كذبه ابن حبان والدارقطني. والراويان عنه لم أجد لهما ترجمة. وكذا شيخه بكر بن محمد بن سيرين. ومعناه جاء من طريقين عن أبي هريرة، انظر «مسند أحمد» 2/ 304 (8043)، و «المسند الجامع» (15074) (15109).

محمد بن أحمد بن محمد بن عمر الصوفي الباغبان

قالَ أبو مُطيعٍ: هذا حديثٌ حسنٌ (¬1). وقالَ عبدُ الخالقِ: عَنانُ السماءِ هو السَّحابُ. 378 - أخبرنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عمرَ الصوفيُّ الباغْبانُ بأصبهانَ قالَ: أخبرنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي عبدِ اللهِ بنِ مَندةَ إجازةً. وأخبرنا محمدُ بنُ أبي زيدِ بنِ محمدٍ يُعرفُ بحَمَكه (¬2) بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو نصرٍ محمدُ بنُ أبي الرَّجاءِ بنِ أبي نصرٍ المؤدبُ قالَ: أخبرنا عبدُ الرحمنِ بنُ مَندةَ قالَ: أخبرنا عبدُ الصمدِ العاصميُّ: حدثنا نصرُ بنُ أحمدَ المُطوِّعيُّ أبو منصورٍ: حدثنا أبو القاسمِ أحمدُ بنُ حَمٍّ الفقيهُ قالَ: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ محمدٍ المصريَّ يقولُ: سمعتُ يحيى بنَ مَعينٍ يقولُ: أبو حَنيفةَ ثقةٌ في الحديثِ، وأبو يوسفَ كذلكَ، وهو أَكثرُ حَديثاً (¬3). 379 - أخبرنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ ماجَه المقرئُ بأصبهانَ: حدثنا الحسنُ ¬

_ (¬1) لعله يعني بطرقه وشواهده، وإلا فقد تقدم بيان ضعف إسناده، وانظر «الصحيحة» (969). (¬2) هكذا في الأصل، وفي تاريخ الإسلام» (12/ 164): حمكا. وهكذا ذكر الحافظ ابن حجر هذا اللقب في «نزهة الألباب» (1/ 217). (¬3) لم أر هذا الكلام بتمامه عن ابن معين من هذا الوجه في غير هذا الموضع. والراوي عنه لم أميزه، إلا أن يكون عبد الله بن محمد الفهمي المصري المترجم في «الجرح والتعديل» (5/ 160) وقال: ثقة. ونصر بن أحمد المطوعي لم أجد له ترجمة. ولا بد من دراسة هذا الإسناد إلى ابن معين، لأنه قد اختلفت الروايات عنه في أبي حنيفة وأبي يوسف توثيقاً وتضعيفاً، كما تراه في مظانه.

أبو غالب محمد بن عمرو بن أحمد الشيرازي

بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ: أخبرنا أبو المُظفرِ منصورُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الجبارِ السَّمعانيُّ المَروزيُّ قدمَ عَلينا قالَ: حدثنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ الحسنِ الصَّفارُ: حدثنا إسماعيلُ بنُ الحسينِ بنِ عليٍّ الزاهدُ البخاريُّ: حدثنا سهلُ بنُ عثمانَ: حدثنا محمدُ بنُ صابرٍ: / حدثنا الفتحُ بنُ عَمرو: حدثنا الحسينُ بنُ عثمانَ القاضي: أخبرنا الحسنُ بنُ زيادٍ، عن أبي حَنيفةَ قالَ: ليسَ لأحدٍ أَن يَقولَ برأيِهِ مَع كتابِ اللهِ، ولا مَع سُنةِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم، ولا على ما اجتَمعَ عليه أَصحابُ محمد صلى الله عليه وسلم ورضيَ عنهم، وما اختَلفوا فيه نَتخيَّرُ مِن أقوالِهم أيَّها أَقربُ إلى الكتابِ والسُّنةِ ونَجتهدُ، وما جاوَزَ ذلكَ فالاجتهادُ بالرأيِ مُوسعٌ على الفقهاءِ مَن عَرفَ الاختلافَ وقاسَ على ذلكَ (¬1). 380 - أخبرنا أبو غالبٍ محمدُ بنُ عَمرو بنِ أحمدَ الشيرازيُّ بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو المعمرِ شَيبانُ بنُ عبدِ اللهِ المُحتسبُ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ مَندةَ الحافظُ: أخبرنا أحمدُ بنُ إسماعيلَ العَسكريُّ بمصرَ: حدثنا يونسُ بنُ عبدِ الأَعلى: حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأَعرجِ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، يَبلغُ به النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مِن شَرِّ الناسِ ذو الوَجهَينِ، الذي يَأتي هؤلاءِ بوَجهٍ وهؤلاءِ بوَجهٍ». تفرَّدَ بإخراجِه مسلمٌ عن يحيى بنِ يحيى، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن أبي الزِّنادِ (¬2). ¬

_ (¬1) الحسن بن زياد اللؤلؤي صاحب أبي حنيفة كذبه غير واحد. (¬2) (ص 2011). وله عن أبي هريرة طرق أخرى كما تقدم (134).

أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس الكردي

381 - أخبرنا أبو العَشائرِ محمدُ بنُ الخليلِ بنِ فارسٍ الكُرديُّ بقراءَتي عليه في منزلِهِ ببَعلبكَ في المحرَّمِ سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ، وكنتُ مُتوجهاً نحوَ العراقِ، قلتُ له: حدثكم الفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ بنُ إبراهيمَ بنِ نصرٍ المقدسيُّ: حدثنا الفقيهُ أبو الفتحِ سُليمُ بنُ أيوبَ الرَّازي: حدثنا أبو حامدٍ / أحمدُ بنُ أبي طاهرٍ الإِسفَرائينيُّ: حدثنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عَبدَك الشَّعرانيُّ الفقيهُ: أخبرنا الحسنُ بنُ سفيانَ الشَّيبانيُّ: حدثنا قتيبةُ (¬1) بنُ سعيدٍ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن زيدِ بنِ أسلمَ، عن عطاءِ بنِ يسارٍ، عن أبي عبدِ اللهِ الصُّنابحيِّ، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا تَوضَّأَ العبدُ فمَضمضَ خَرجَت الخَطايا مِن فيهِ، فإذا استَنثرَ خَرجَت الخَطايا مِن أنفِهِ، فإذا غَسلَ وجهَهُ خَرجَت الخَطايا مِن وجهِهِ، حتى تَخرجَ مِن تحتِ أَشفارِ عَينيهِ، فإذا غَسلَ يدَيه خَرجَت الخَطايا مِن يدَيه، حتى تَخرجَ مِن تحتِ أَظفارِ يدَيه، وإذا مَسحَ برأسِهِ خَرجَت الخَطايا مِن رأسِهِ، حتى تَخرجَ مِن أُذنيهِ، فإذا غَسلَ رِجلَيه خَرجَت مِن رِجلَيه، حتى تَخرجَ مِن تحتِ أَظفارِ رِجلَيه» قالَ: «ثم كانَ مَشيُه إلى المسجدِ وصلاتُهُ نافلةً له» (¬2). تُوفيَ أبو العَشائرِ محمدُ بنُ الخليلِ ببَعلبكَ، في شوالٍ، سَنةَ تسعٍ وأربعينَ ¬

_ (¬1) هي في الأصل أقرب إلى: (قيس). (¬2) هو في «الأربعين» للنسوي (19)، و «موطأ مالك» (1/ 34). وعندهما: عن عبد الله الصنابحي. وهذا اختلاف على زيد بن أسلم في اسم راويه عن النبي صلى الله عليه وسلم، واختلف أيضاً في صحبته، يطلب بيان ذلك في مظانه. وانظر لتمام تخريج الحديث «مسند أحمد» 3/ 348 - 349 (19064) (19068).

أبو المفضل محمد بن محمد بن المسلم بن الحسن بن هلال

وخمسِمئةٍ. 382 - أخبرنا أبو المُفضلِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ المُسلَّمِ بنِ الحسنِ بنِ هلالٍ بمسجدِ النَّيرَبِ بظاهرِ دمشقَ قالَ: أخبرنا الفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ بنُ إبراهيمَ بنِ نصرٍ المقدسيُّ قالَ: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ أحمدَ السَّراجُ: حدثنا محمدٌ هو ابنُ عمرَ الجِعَابيُّ قالَ: حدثني أبو القاسمِ عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عامرٍ الطائيُّ قالَ: حدثني أبي: حدثنا عليُّ بنُ موسى الرِّضا، [عن أبيه موسى] (¬1) بنِ جعفرٍ، عن أبيه جعفرِ بنِ محمدٍ، عن أبيه محمدِ بنِ عليٍّ، عن أبيه عليِّ بنِ الحسينِ، عن أبيه الحسينِ بنِ عليٍّ، عن أبيه عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنهم أجمعينَ / قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «عَليكم بحُسنِ الخُلقِ، فإنَّ حُسنَ الخُلقِ في الجنةِ، وإيَّاكم وسوءَ الخُلقِ، فإنَّ سوءَ الخُلقِ في النارِ لا مَحالةَ» (¬2). 383 - أخبرنا أبو المُفضلِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ المُسلَّمِ بالرَّبوةِ بظاهرِ دمشقَ قالَ: أخبرنا أبو الفضلِ عبدُ الكريمِ بنُ المؤملِ بنِ الحسنِ الكَفَرْطابيُّ قالَ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ عثمانَ بنِ القاسمِ بنِ أبي نصرٍ: أخبرنا خيثمةُ بنُ سليمانَ بنِ حَيدرةَ القرشيُّ الأَطرابلسيُّ قالَ: حدثنا أبو يحيى عبدُ اللهِ بنُ أبي مَسَرَّةَ: حدثنا الحُميديُّ: حدثنا سفيانُ: أخبرنا حُميدٌ، أنَّه سمعَ أنسَ ¬

_ (¬1) ساقطة من الأصل، وسياق السند يقتضيها. (¬2) قال الذهبي في «ميزانه» (2/ 390): عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة، ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه. وتابعه داود بن سليمان بن يوسف الغازي، عند ابن لال - كما في «الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس - مخطوط» (2050) -، وقال الذهبي أيضاً (2/ 8): شيخ كذاب له نسخة موضوعة عن الرضا.

الفقيه أبو المظفر محمد بن أسعد بن محمد بن نصر العراقي الحنفي

بنَ مالكٍ يقولُ: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأى نُخامةً في قبلةِ المسجدِ، فحَتَّها ثم أَقبلَ على الناسِ مُغضَباً فقالَ: «أيُحبُّ أحدُكم أن يُبزَقَ في وجهِهِ!» ثم قالَ: «إنَّ العبدَ إذا قامَ إلى الصلاةِ فإنَّما يُواجُهُ ربَّه، فلا يَبزقَن بينَ يدَيهِ ولا عن يَمينِه، ولكن ليبزُقْ عن يسارِهِ أو تحتَ قدمِهِ اليُسرى، فإن عجِلَتْ به بادرةٌ فليَجعَلْها في ثوبِه وليَقلْ بها هَكذا» وأَشارَ لنا الحُميديُّ إلى طرفِ ثوبِه فدَلَكَه (¬1). تُوفي أبو المُفضلِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ المُسلَّمِ في ليلةِ الجمعةِ، الخامسِ والعشرينَ مِن صفرٍ، سَنةَ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في منزلِهِ بدمشقَ. 384 - سمعتُ الفقيهَ أبا المُظفرِ محمدَ بنَ أَسعدَ بنِ محمدِ بنِ نصرٍ العراقيَّ الحنفيَّ يقولُ: قيلَ للشَّريفِ أبي طالبٍ الحسينِ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ الزَّينَبيِّ: الْعَن المعتزلةَ، فقالَ: إنِّي لا أَلعنُ أحداً، / ولكنْ عليَّ لعنةُ اللهِ إِن كُنتُ مُعتزلياً. 385 - أنشدَني أبو المُظفرِ محمدُ بنُ أَسعدَ بنِ محمدِ بنِ نصرٍ العراقيُّ الحنفيُّ لنفسِهِ في صَفرٍ سَنةَ خمسٍ وخمسينَ وخمسِمئةٍ بدمشقَ: أَجملتُ نَفسي في (البيوت؟) ... وقَنعتُ مِن زَمني بقُوت ورَضيتُ ممن كانَ خِلَّاً ... أَن يُجَمَّلَ بالسُّكوت وزهدتُّ إن لم يُثْنني ... عن عَزمَتي عدمُ الثبوت سألتُ أبا المُظفرِ محمدَ بنَ أَسعدَ العراقيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في يومِ الخميسِ، السادسَ عشرَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ أربعٍ وثمانينَ وأربعِمئةٍ. ¬

_ (¬1) هو في «مسند الحميدي» (1253). وأخرجه البخاري (405) من طريق حميد بنحوه.

أبو الفتح محمد بن علي بن محمد النطنزي

وكنتُ قَد اجتَمعتُ به بحمصَ في العشرِ الأولِ مِن رَجبٍ سَنةَ ثلاثينَ وخمسِمئةٍ، وكانَ مُتوجهاً نحوَ دمشقَ، ودَخلَ دمشقَ في رَجبٍ مِن السَّنةِ المَذكورةِ. 386 - أنشدَني أبو الفتحِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ النَّطَنْزيُّ بدارِ الكتبِ التي عمرَها بأصبهانَ مِن قصيدٍ له: لأُغرِّدنَّ بشُكرِ ما طوَّقتَني ... إِذ شأنُ كلِّ مُطوَّقٍ تَغريدُ 387 - وأنشدَني محمدُ بنُ عليِّ بنِ محمدٍ النَّطَنْزيُّ أيضاً قالَ: أنشدَنا جَدي لنفسِهِ: كلٌّ أَخذَ الجامَ (¬1) ولا جامَ لنا يا ليتَ مُديرَ الجامِ قَد جامَلَنا 388 - أنشدَني أبو غالبٍ محمدُ بنُ المسلمِ بنِ ميمونٍ الفَزاريُّ لنفسِهِ بحِلَّةِ (¬2) ابنِ مَزيدٍ في العشرِ الآخِرِ مِن ذي الحجةِ سَنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ: / يَهوَى هَوى نَجدٍ وأينَ لهُ ... مِن أَن يُرى مِن ساكِني نَجدِ فعَسى صُروفَ الدَّهرِ تُسعدُهُ ... فيَحلُّ نَجداً وهْو ذو سَعدِ 389 - دَخلتُ على القاضي أبي بكرٍ محمدِ بنِ عبدِ الباقي بنِ عبدِ اللهِ في منزلِهِ ببغدادَ وهم يَسمعونَ عليه كتابَ الطبقاتِ لابنِ سعدٍ، فسمعتُ مِنه أَحاديثَ سلمانَ الفارسيِّ وغيرِها، وقالَ لي: مِن أينَ تَكونُ؟ فقُلتُ: مِن دِمشقَ، فقالَ لي: إنَّما سُميتْ دِمشقَ للمُبالغة في طِيبها، لأنَّ الأَصلَ فيها ¬

_ (¬1) الجام إناء من فضة. (¬2) قال في «معجم البلدان» (2/ 294): الحِلة علم لعدة مواضع، وأشهرها حِلة بني مزيد، مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد.

ذكر من اسمه محمود

«دُومشك» بالفارسي، يَعني بذلكَ طيبين (¬1). وأَخرجَ لي جُزءاً مِن أَمالي الجَوهريِّ، ولم يَتفق لي سَماعُ ذلكَ الجزءِ مِنه. وتُوفيَ يومَ الأربعاءِ، ثاني رَجبٍ، سَنةَ خمسٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ يومَ الخميسِ، وصُليَ عليه ضُحى نهارٍ في جامعِ المنصورِ، وكنتُ ممن صلَّى عليه وشَيعَ جنازتَهُ. ذِكرُ مَن اسمُهُ محمودٌ 390 - أخبرنا أبو القاسمِ محمودُ بنُ عليِّ بنِ إسماعيلَ البخاريُّ الصوفيُّ بقراءَتي عليه ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ طلحةَ النِّعاليُّ قالَ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ مَهديٍّ قراءةً عليه: حدثنا القاضي أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ إسماعيلَ المَحامليُّ: حدثنا أبو السائبِ سَلمُ (¬2) بنُ جُنادةَ: حدثنا ابنُ إدريسٍ: حدثنا حصينٌ، عن شقيقٍ، عن عبدِ اللهِ قالَ: كُنا نقولُ: السلامُ على اللهِ عزَّ وجلَّ، فقالَ - يَعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم: «لا تَقولوا / السلامُ على اللهِ، فإنَّ اللهَ هو السلامُ، ولكنْ قُولوا: التَّحياتُ للهِ والصَّلواتُ والطَّيباتُ، السلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه» وذَكرَ التَّشهدَ (¬3). ¬

_ (¬1) وهذا الكلام نقله أيضاً عن أبي بكر القاضي ابنُ عساكر (1/ 20). وقيل: سميت باسم بانيها دمشاق بن كنعان، وفيه خلاف. وقيل: مِن «دَمشَقَ عملَه» إذا أسرع فيه، فقيلَ: فَدَمْشِقُوها أي ابنُوها بالعجلة. (¬2) في الأصل: (مسلم)، والمثبت من كتب الرجال. (¬3) هو في «المحامليات» برواية ابن مهدي الفارسي (265). وأخرجه البخاري (831) (1202) (6230) (6328) (7381)، ومسلم (402) من طريق أبي وائل بألفاظ متقاربة. وله عن ابن مسعود طرق وروايات يطول المقام بتتبعها.

أبو نجيح محمود بن أبي المرجا بن أبي الطيب الفقيه الحنبلي

391 - أخبرنا محمودُ بنُ عليٍّ: أخبرنا الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ طلحةَ: أخبرنا أبو عمرَ: حدثنا الحسينُ: حدثنا يعقوبُ الدَّورَقيُّ: حدثنا هشيمٌ: أخبرنا ابنُ أبي لَيلى، عن عطاءٍ قالَ: أَتيتُ عائشةَ رضي اللهُ عنها مع عُبيدِ بنِ عُميرٍ، فسألَها عُبيدٌ عن قولِهِ عزَّ وجلَّ: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 225]، فقالَت عائشةُ رضي اللهُ عَنها: هو قَولُ الرَّجلِ: لا وَاللهِ وبَلى واللهِ، ما لم يَعقدْ (¬1) عَليه قَلبَهُ (¬2). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: قَد اختَلفَ العلماءُ في يَمينِ الَّلغوِ، فمَذهبُ عائشةَ رضي اللهُ عَنها في يَمينِ الَّلغوِ ما رَوينا عَنها، وقَد رُويَ مُثلُ ذلكَ عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنه، وبه قالَ جماعةٌ مِن التابعينَ، وهو قولُ الشَّافعيِّ رحمَه اللهُ. وقالَ بعضُهم: يَمينُ الَّلغوِ أَن يَحلفَ على أَمرٍ ماضٍ وهو يَظنُّ أنَّه كما حَلفَ عَليه ثم لا يَكونُ كذلكَ، وهو روايةٌ عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنه (¬3)، وبه قالَ جماعةٌ مِن التابعينَ، وهو قولُ أبي حَنيفةَ رحمَه اللهُ. 392 - أخبرنا أبو نجيحٍ محمودُ بنُ أبي المُرجَّا بنُ أبي الطيبِ الفقيهُ الحنبليُّ ¬

_ (¬1) في الأصل: (يعقل)، والمثبت من «المحامليات». (¬2) هو في «المحامليات» برواية ابن مهدي الفارسي (268). وقد اختلف على عطاء في رفعه ووقفه، انظر «سنن أبي داود» (3254)، و «علل الدارقطني» (3486)، و «إرواء الغليل» (2567). وهو عند البخاري (4613) (6663) من طريق عروة، عن عائشة موقوفاً بنحوه. (¬3) أسند هذا القول عن ابن عباس والذي قبله ابنُ جرير في «تفسيره»، وذكر أقوالاً أخرى (2/ 484 - 495).

بأصبهانَ قالَ: قرأتُ على الحافظِ أبي بكرٍ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ موسى بنِ مَردويه، قلتُ له: أخبركم الحافظُ أبو نُعيمٍ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ إسحاقَ: حدثنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ / جعفرِ بنِ فارسٍ سَنةَ أربعٍ وأربعينَ وثلاثِمئةٍ قالَ: حدثنا أبو مسعودٍ أحمدُ بنُ الفراتِ بنِ خالدٍ الرَّازي: حدثنا يَعلى بنُ عُبيدٍ، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَجدُ مِن شِرارِ الناسِ ذا (¬1) الوَجهَينِ». قالَ الأعمشُ: الذي يَأتي هؤلاءِ بوَجهٍ وهؤلاءِ بوَجهٍ (¬2). أخرجَه البخاريُّ، عن عمرَ بنِ حفصِ بنِ غياثٍ، عن أبيه، عن الأعمشِ. 393 - أخبرنا محمودُ بنُ أبي المُرجَّا قالَ: قرأتُ على الحافظِ أبي زَكريا يحيى بنِ عبدِ الوهابِ بنِ أبي عبدِ اللهِ محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ محمدِ بنِ يحيى بنِ مَندةَ العبديِّ سَنةَ أربعٍ وتسعينَ وأربعِمئةٍ غيرَ مرةٍ: أخبركم أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ رِيذَةَ الضبيُّ قالَ: أخبرنا أبو القاسمِ سليمانُ بنُ أحمدَ بنِ أيوبَ الطبرانيُّ الشاميُّ: حدثنا أبو مسلمٍ إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ الكَجِّيُّ سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ بمكةَ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ - هو مِن ولدِ أنسِ بنِ مالكٍ - سَنةَ أربعَ عشرةَ ومئتينِ، عن حُميدٍ، عن أنسٍ رضي اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «انصُرْ أخاكَ ظالماً أو مَظلوماً» قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أنصرُهُ مَظلوماً، وكيفَ أنصرُهُ ظالماً؟ قالَ: «تردُّه عن الظلمِ، فإنَّ ذلكَ نُصرةٌ مِنكَ له» (¬3). ¬

_ (¬1) في الأصل: (ذو). (¬2) تقدم (134). (¬3) هو في «المعجم الصغير» للطبراني (576 م) ولم يسق لفظه. وهو أيضاً في «جزء الأنصاري» (17) باختلاف يسير في لفظه. وأخرجه البخاري (2443) (2444) (6952) من طريق حميد وعبيد الله بن أبي بكر، كلاهما عن أنس به.

أبو نجيح محمود بن أبي القاسم بن أبي الفتح

394 - أخبرنا محمودُ بنُ أبي المُرجَّا قالَ: قرأتُ على أبي الحسينِ سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ الجوهريِّ في رَجبٍ سَنةَ تسعينَ وأربعِمئةٍ، قلتُ له: حدثكم أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ مِيلةَ إملاءً / في شوالٍ سَنةَ عشرٍ وأربعِمئةٍ: حدثنا أبو عليٍّ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ الصَّحافُ: حدثنا موسى بنُ سهلٍ الوَشاءُ: حدثنا إسماعيلُ بنُ عُليةَ: أخبرنا عبدُ العزيزِ بنُ صهيبٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه قالَ: نَهى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَن يَتزعفَرَ الرَّجلُ (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: قالَ شيخُنا محمودُ بنُ أبي المُرجَّا: هذا حديثٌ عالٍ مِن السُّباعياتِ. قالَ عبدُ الخالقِ: وهو سُباعيٌّ في روايةِ شَيخي، وثُمانيٌّ في روايَتي. ومَعنى «يَتزعفَرَ الرَّجلُ» أَن يَتلطَّخَ بالزَّعفرانِ، وفيه شَبَهٌ بأفعالِ النِّساءِ، فنُهي عنه. 395 - أخبرنا أبو نجيحٍ محمودُ بنُ أبي القاسمِ بنِ أبي الفتحِ المعروفُ (بوحكا؟) بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو زكريا يحيى بنُ عبدِ الوهابِ بنِ مَندةَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ بنِ إبراهيمَ التَّانيُّ: أخبرنا أبو القاسمِ سليمانُ بنُ أحمدَ بنِ أيوبَ الشاميُّ الحافظُ: حدثنا أبو زُرعةَ الدمشقيُّ: حدثنا آدمُ بنُ أبي إياسٍ: حدثنا بقيةُ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عِرْقٍ اليَحصُبيُّ، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5846)، ومسلم (2101) من طريق عبد العزيز بن صهيب به.

عن عبدِ اللهِ بنِ بسرٍ (¬1) رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «طُوبى لِمَن رَآني، وطُوبى لِمَن رَأى مَن رَآني، طُوبى لهم وحُسنُ مآبٍ» (¬2). 396 - أخبرنا محمودُ بنُ أبي القاسمِ: أخبرنا يحيى بنُ عبدِ الوهابِ: أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ التَّانيُّ: أخبرنا الطبرانيُّ: حدثنا أبو زُرعةَ الدمشقيُّ: حدثنا آدمُ بنُ أبي إياسٍ: حدثنا شيبانُ أبو معاويةَ، عن زيادِ بنِ عِلاقةَ، عن جريرِ بنِ عبدِ اللهِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم / قالَ: «مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ» (¬3). 397 - أخبرنا محمودُ بنُ أبي القاسمِ: أخبرنا يحيى بنُ عبدِ الوهابِ: أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ التَّانيُّ: أخبرنا الطبرانيُّ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ الحسينِ المِصيصيُّ: حدثنا آدمُ بنُ أبي إياسٍ: حدثنا بكرُ بنُ خُنيسٍ، عن يزيدَ بنِ أبي زيادٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ، عن المقدادِ قالَ: ¬

_ (¬1) في الأصل: (بن برد). (¬2) نسبه في «المجمع» (10/ 20) للطبراني، وفي «المطالب» (4176) لأبي يعلى. ومن طريقهما أخرجه الضياء في «المختارة» (9/ 99). وأخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في «المعرفة» (2/ 351) من طريق بقية به. وأخرجه عن الفسوي ابن أبي عاصم في «السنة» (1486) لكنه جعل شيخ بقية: محمد بن زياد. وكذلك أخرجه الضياء (9/ 89) من طريق ابن أبي عاصم. وله عن عبد الله بن بسر طريق ثالثة بلفظ قريب، أخرجها الحاكم (4/ 86). وأورده الألباني في «الصحيحة» (1254). (¬3) هو في «المعجم الكبير» للطبراني (2474). وأخرجه أحمد (4/ 365)، وابن حبان (467) من طريق زياد بن علاقة به. وهو عند البخاري (6013) (7376)، ومسلم (2319) من طرق عن جرير بنحوه.

أبو الوفاء محمود بن أبي القاسم بن عمر بن محمد البغدادي ثم الأصبهاني

سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «احثُوا في وُجوهِ المدَّاحينَ الترابَ» (¬1). يُريدُ بذلكَ مَن يَمدحُ الإنسانَ بما ليسَ فيه، فإنَّه يردُّه بالخَيبةِ. وكانَ المقدادُ رضي اللهُ عَنه يَعملُ بحَقيقةِ هذا الحديثِ ويُجريهِ على ظاهرِهِ (¬2). 398 - أخبرنا أبو الوفاءِ محمودُ بنُ أبي القاسمِ بنِ عمرَ بنِ محمدٍ (¬3) البغداديُّ ثم الأَصبهانيُّ سبطُ أبي الفضلِ محمدِ بنِ أبي سعدٍ البغداديِّ بقراءَتي عليه بأصبهانَ، قلتُ له: أخبركم أبو الفتحِ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ السُّوذَرْجانيُّ: حدثنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ مِيلةَ الفقيهُ الزاهدُ إملاءً في شهرِ ربيعٍ الأولِ سَنةَ ثلاثَ عشرةَ وأربعِمئةٍ: حدثنا أبو عَمرو (¬4) أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ: حدثنا أبو أُميةَ: حدثنا محمدُ بنُ مصعبٍ القَرقَسانيُّ: حدثنا الأَوزاعيُّ، عن الزُّهريِّ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «وَالذي نَفسي بيدِهِ، ليُوشكَنَّ أَن يَنزلَ فيكم ابنُ مريمَ حَكَماً مُقسطاً، فيكسرَ الصَّليبَ، ويَقتلَ الخنزيرَ، ويَضعَ الجِزيةَ، ويَفيضَ المالُ حتى لا يَقبَلَه يومَئذٍ أَحدٌ» (¬5). ¬

_ (¬1) هو في «المعجم الكبير» للطبراني 20/ (566). وأخرجه مسلم (3002) من طريقين عن المقداد به. (¬2) كما جاء في روايةٍ لمسلم: قام رجل يثني على أمير من الأمراء، فجعل المقداد يحثي عليه التراب وقال: أمرنا .. . (¬3) هكذا في الأصل، وفي مصادر ترجمته: بن عمر بن حمكا. (¬4) في الأصل: (عمر)، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬5) أخرجه البخاري (2222) (2476) (3448)، ومسلم (155) من طريق الزهري به. وله عن أبي هريرة طرق أخرى وروايات يطول المقام بتتبعها.

سبقَ مَعنى «ليوشك» في حرفِ العينِ. / وأمَّا المُقسطُ فهو العادلُ، مِن أَقسطَ يُقسِطُ فهو مُقسِطٌ، وأمَّا القاسطُ فهو الجائرُ، مِن قَسَطَ فهو قاسِطٌ. ومَعنى «يَفيض المالُ» يَكثرَ ويَزيدَ، وكلُّ شيءٍ مما يُتموَّلُ إذا كثُرَ هانَ عندَ الخلقِ، فلذلكَ لا يقَبلُهُ يومَئذٍ أَحدٌ. 399 - أخبرنا محمودُ بنُ أبي القاسمِ: أخبرنا أبو الفتحِ أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ (¬1): أخبرنا أبو الحسنِ بنُ مِيلَةَ الفقيهُ: حدثنا أبو عَمرو (¬2) أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الوهابِ: حدثنا آدمُ بنُ أبي إياسٍ: حدثنا الليثُ بنُ سعدٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبةَ، عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما قالَ: قالَ عمرُ بنُ الخطابِ: لمَّا ماتَ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيِّ بنِ سَلولٍ دُعِي له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليُصليَ عليه، فلمَّا قامَ ليُصليَ عليه وثَبتُ إليه فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أتُصلِّي على ابنِ أُبَيٍّ وقَد قالَ يومَ كَذا كَذا ويومَ كَذا كَذا! فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وقالَ: «تأخَّرْ عَني يا عمرُ»، فلمَّا أَكثرتُ عليه قالَ: «إنِّي خُيرتُ فاختَرتُ، لو أنِّي أعلمُ أنِّي إِن زدتُّ على السَّبعينَ غُفرَ له لزِدتُّ عليه». قالَ: فصلَّى عليه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثم انصرفَ ولم يَمكثْ إلا يَسيراً حتى نزلَ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبة: 84] الآيَتينِ، فقالَ عمرُ ¬

_ (¬1) في الأصل: (عبيد الله) وتقدم قبله على الصواب. (¬2) في الأصل: (عمر)، وكذلك تقدم في الإسناد السابق.

ذكر من اسمه مسعود

رضي اللهُ عنه: فعَجبتُ مِن جُرأتي يومَئذٍ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬1). ذِكرُ مَن اسمُه مسعودٌ 400 - / أخبرنا أبو الغنائمِ مسعودُ بنُ إسماعيلَ بنِ أبي طاهرِ بنِ عبدِ الرحيمِ الجوهريُّ وغيرُه بأصبهانَ قَالوا: أخبرنا المطهرُ بنُ عبدِ الواحدِ البُزَانيُّ: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرزُبانِ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا لُوينٌ: حدثنا بقيةُ بنُ الوليدِ، عن بَحيرِ بنِ سعدٍ، عن خالدِ بنِ مَعدانَ، عن المقدامِ بنِ مَعدي كربَ، أنَّه سمعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ما أَطعمتَ نفسَكَ فهو لكَ صدقةٌ، وما أَطعمتَ ولدَكَ فهو لكَ صدقةٌ، وما أَطعمتَ زَوجتَكَ فهو لكَ صدقةٌ، وما أَطعمتَ خادمَكَ فهو لكَ صدقةٌ» (¬2). 401 - أخبرنا مسعودُ بنُ إسماعيلَ وغيرُه قَالوا: أخبرنا المُطهرُ بنُ عبدِ الواحدِ البُزَانيُّ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: أخبرنا محمدُ بنُ إبراهيمَ: حدثنا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1366) (4671) من طريق الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري به. وهو في الأصل من رواية الليث عن الزهري بلا واسطة، والليث يروي عن كليهما، لكنه عند كل من وقفت عليه من طريق الليث، هو عنه عن عقيل عن الزهري. والله أعلم. (¬2) هو في «جزء لوين» (107). وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (82) (195)، والنسائي في «الكبرى» (9141) (9160)، وابن ماجه (2138)، وأحمد (4/ 131، 132) من طريق بحير بن سعد به. وقال في «المجمع» (3/ 119): ورجاله ثقات. وصححه الألباني في «الصحيحة» (452).

الفقيه أبو الخير مسعود بن الحسين بن سعد بن علي بن بندار اليزدي

لُوينٌ: حدثنا عيسى بنُ يونسَ، عن مصعبِ بنِ ثابتٍ، عن أبي حازمٍ، عن سهلِ بنِ سعدٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «المؤمنُ مِن أهلِ الإيمانِ بمَنزلةِ الرأسِ مِن الجسدِ، ويألَمُ المؤمنُ لِما يُصيبُ أهلَ الإيمانِ كما يألَمُ الرأسُ لِما يُصيبُ الجسدَ» (¬1). 402 - أخبرنا الفقيه أبو الخيرِ (¬2) مسعودُ بنُ الحسينِ بنِ سعدِ بنِ عليِّ بنِ بندارٍ اليَزْديُّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبي قالَ: أخبرنا أبو محمدٍ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ محمدِ بنِ جعفرٍ: حدثنا أبو سعيدٍ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ أشتويه: حدثنا إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ داودَ المُستَملي: أخبرنا محمدُ بنُ أبي عبدِ اللهِ الأَنطاكيُّ قالَ: سمعتُ أبا داودَ سليمانَ بنَ معبدٍ يقولُ: سمعتُ عليَّ بنَ المَدينيِّ يقولُ: قالَ مالكُ بنُ أنسٍ: / إذا كانَ الحديثُ مرفوعاً وكانَ فيه لَحنٌ فإنِّي أُعربُهُ، لأنِّي أَعلمُ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لم يَكن يَلحَنُ، وإذا كانَ لِمن دونَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فإنْ شئتُ تَتبعتُ اللفظَ (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «جزء لوين» (109). وأخرجه أحمد (5/ 340)، وابن المبارك في «الزهد» (693)، وابن أبي شيبة (34416)، والطبراني في «الكبير» (5743)، و «الأوسط» (4693)، من طريق أبي حازم به. وأورده الألباني في «الصحيحة» (1137) (2526). (¬2) هكذا في الأصل في هذا الإسناد والذي بعده، وفي أكثر مصادر ترجمته: أبو الحسن. (¬3) لم أقف على هذا الكلام للإمام مالك في غير هذا الموضع. وإنما جاء عن الإمام مالك في باب الرواية بالمعنى أن لفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز تغييره، ويجوز تغيير غيره إذا أصيب المعنى، انظر «الجامع في آداب الراوي والسامع» للخطيب (ص 33 - 34).

ذكر من اسمه المبارك

403 - أنشدَني أبو الخيرِ مسعودُ بنُ الحسينِ اليَزْديُّ بمدينةِ الحِلَّةِ مِن أرضِ بابلَ العراقِ لبعضِهم: إنَّ البهائمَ (تَغدُ؟) أَعدلَ سيرةً ... ممن حَكى أفعالَها بفِعالِهِ والظلمُ وَضعُ الشيءِ موضعَ ضدِّه ... والعدلُ وَضعُ الشيءِ في أَشكالِهِ وكذاكَ أَلقابُ الوَرى بفِعالِهم ... والمَرءُ مَنسوبٌ إلى أفعالِهِ سألتُ الفقيهَ أبا سعدٍ المُطهرَ بنَ الحسينِ بنِ سعدٍ اليَزْديَّ عن مولِدِ أَخيه أبي الخيرِ مسعودِ بنِ الحسينِ بنِ سعدٍ، فقالَ: في سَنةِ خمسٍ وخمسِمئةٍ. ذِكرُ مَن اسمُه المباركُ 404 - أخبرنا أبو المعالي المباركُ بنُ بركةَ بنِ كَمُونَةَ ببغدادَ في شهرِ رمضانَ سَنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عليِّ بنِ أيوبَ العُكبريُّ: أخبرنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشرانَ المُعدلُ قراءةً عليه وأَنا أَسمعُ: أخبرنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ: حدثنا عبدُ الكريمِ بنُ الهيثمِ: حدثنا أبو اليمانِ الحكمُ بنُ نافعٍ: أخبرني شعيبُ بنُ أبي حمزةَ، عن الزُّهريِّ: أخبرني ابنُ المسيبِ، أنَّ أبا هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم / يقولُ: «يَدخلُ الجنةَ مِن أُمَّتي سَبعونَ ألفاً تُضيءُ وُجوهُهم إضاءةَ القمرِ ليلةَ البدرِ» فقامَ عُكَّاشةُ بنُ مِحصَنٍ الأَسديُّ فرفعَ نَمِرةً عليه فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَن يَجعلَني مِنهم، فقالَ رسولُ

اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ اجعَلْه مِنهم» ثم قامَ رَجلٌ مِن الأنصارِ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَن يجعَلَني مِنهم، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «سبقَكَ بها عُكَّاشةُ». أَخرجَه البخاريُّ عن أبي اليَمانِ (¬1). 405 - أخبرنا المباركُ بنُ بركةَ: أخبرنا الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الرحمنِ: أخبرنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ محمدٍ: أخبرنا إسماعيلُ: حدثنا عبدُ الكريمِ: حدثنا أبو اليمانِ: حدثنا شعيبٌ، عن الزُّهريِّ قالَ: أخبرني سعيدُ بنُ المسيبِ، أنَّه سمعَ أبا هريرةَ يقولُ: أُتيَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةَ أُسريَ به بإِيلياءَ بقَدحَينِ مِن خَمرٍ ولبنٍ، فنظرَ إِليهما ثم أَخذَ اللبنَ، فقالَ جبريلُ: الحمدُ للهِ الذي هداكَ للفطرةِ، ولو أَخذتَ الخمرَ غَوتْ أُمتُكَ. أَخرجَه البخاريُّ عن أبي اليَمانِ (¬2). 406 - أخبرنا المباركُ بنُ بركةَ: أخبرنا الحسينُ بنُ أحمدَ: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ: أخبرنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ: حدثنا جعفرُ بنُ أحمدَ بنِ سامٍ (¬3): حدثنا أبو يَعلى عُبيدُ اللهِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ أبي أُميةَ بنِ يَعلى بنِ عبدِ اللهِ بنِ عثمانَ بنِ أبي العاصِ: حدثنا الصُّغْديُّ بنُ سنانٍ، عن حميدٍ، عن أنسِ بنِ مالكٍ - أَحسبُه رفعَه وأَشكُّ فيه هذا قولُ الرَّاوي - قالَ: ¬

_ (¬1) برقم (5811). ثم أخرجه (6542)، وكذا مسلم (216) (369) من طريق يونس، عن الزهري به. وأخرجه مسلم (216) من طريقين عن أبي هريرة بنحوه. (¬2) برقم (5576). وقد أخرجه (4709)، وكذا مسلم (ص 1592) من طريق يونس، عن الزهري به. (¬3) في الأصل: (سالم)، والمثبت من «تاريخ بغداد» (7/ 182) وغيره.

أبو القاسم المبارك بن محمد بن الحسين بن البزوري

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «طالبُ العلمِ يَستغفرُ له كلُّ شيءٍ حَتى الحوتُ في البحرِ» (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: / هذا تَنبيهٌ مِن النبيِّ صلى الله عليه وسلم على فضلِ طالبِ العلمِ، لأنَّ نَفعَ العالمِ يتعدَّى إلى غيرِهِ، وخيرُ الناسِ مَن نفعَ الناسَ. 407 - أخبرنا أبو القاسمِ المباركُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ البُزُوريِّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ النَّقُّورِ البزازُ قراءةً عليه وأَنا أَسمعُ: حدثنا عيسى بنُ عليِّ بنِ عيسى الوزيرُ: حدثنا أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ سليمانَ بنِ الأَشعثِ السِّجستانيُّ إملاءً: أخبرنا عيسى بنُ حمادٍ: أخبرنا الليثُ، عن سعيدٍ المَقبريِّ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ قالَ: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَحلُّ لامرأةٍ مسلمةٍ تُسافرُ مَسيرةَ ليلةٍ إلا ومَعها رَجلٌ ذو مَحرمٍ» (¬2). ¬

_ (¬1) لم أقف عليه من هذا الوجه. والصغدي بن سنان قال ابن معين: ليس بشيء، وقال غيره: ضعيف. والراوي عنه لم أجد له ترجمة. وأخرجه أبو يعلى (المطالب- 3082) من طريق سعيد بن عبد الكريم، عن أبي عمار، عن أنس به. وسعيد بن عبد الكريم قال الأزدي: متروك. وفي الرواة عن أنس ممن يسمى أبا عمار اثنان: أحدهما ثقة، وهو شداد بن عبد الله الدمشقي. والثاني زياد بن ميمون، قال فيه البخاري: تركوه. وفي ترجمته أخرجه ابن عدي (3/ 186) بنحوه، لكن بإسناد آخر عنه. والله أعلم. وفي الباب عن غير واحد من الصحابة، انظر «الصحيحة» (1852) (3024)، و «هداية الرواة» (210) (211). (¬2) هو في «حديث الوزير ابن الجراح» (21).

أخرجَه مسلمٌ (¬1)، عن قتيبةَ بنِ سعيدٍ، عن الليثِ بنِ سعدٍ. ورَوى مسلمٌ (¬2) هذا الحديثَ بلفظٍ آخَرَ: «لا يَحلُّ لامرأةٍ تُؤمنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ تُسافرُ مَسيرةَ ثلاثِ ليالٍ إلا ومَعها ذو مَحرمٍ». فمَذهبُ أبي حَنيفةَ رحمَه اللهُ اشتراطُ المَحرَمِ في سفرِ الحجِّ وغيرِهِ إذا كانَ بينَها وبينَ مكةَ أو البلدِ الذي تَخرجُ إليه مَسيرةُ ثلاثةِ أيامٍ، شابةً كانَت أو عَجوزاً. والشَّافعيُّ رحمَه اللهُ جوَّزَ لها أَن تَخرجَ في رِفقةٍ ومَعها نساءٌ ثقاتٌ. ومالكٌ رحمَه اللهُ لا يَشترطُ في ذلكَ خُروجَ المَحرمِ مَعها، وقالَ: لا تَدعُ فَريضةَ اللهِ عَليها في الحجِّ، وأنَّها تَخرجُ في جماعةٍ مِن النِّساءِ. وقَد اختَلفَ العلماءُ في مُدةِ السفرِ، قالَ ابنُ عباسٍ: يومٌ وليلةٌ. وقالَ ابنُ عمرَ: يومٌ تامٌّ. وهو قولُ الزُّهريِّ والأَوزاعيِّ. ورُويَ عن ابنِ عمرَ / روايةٌ أُخرى: ثلاثةُ أيامٍ. وقالَ أنسٌ: خمسُ فراسِخَ. وقالَ الحسنُ: لَيلَتانِ. وقالَ الشَّعبيُّ والنَّخعيُّ وابنُ جُبيرٍ: مِن المدائنِ إلى الكوفةِ، وهو مَسيرةُ ثلاثةِ أيامٍ. ¬

_ (¬1) برقم (1339) (419). ثم أخرجه (1339) (420) (421)، وكذا البخاري (1088) من طريق سعيد المقبري به. (¬2) من طريق نافع، عن ابن عمر (1338) (414). وأخرج نحوها من حديث أبي سعيد الخدري، وأبي صالح عن أبي هريرة.

أبو المعالي المبارك بن هبة الله بن علي العقاد المؤدب

وقالَ نُفاةُ القياسِ: قَليلُه وكثيرُه سواءٌ. 408 - أخبرنا أبو المَعالي المباركُ بنُ هبةِ اللهِ بنِ عليٍّ العقادُ المُؤدبُ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ الخطيبُ الأَنباريُّ سَنةَ ثمانٍ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ: أخبرنا أبو عمرَ بنُ مَهديٍّ: حدثنا محمدُ بنُ عَمرو بنِ البَخْتَريِّ: حدثنا أبو الفضلِ أحمدُ بنُ مُلاعبٍ: حدثنا أبو إسماعيلَ ثابتُ بنُ محمدٍ الزَّاهدُ: حدثنا سفيانُ بنُ سعيدٍ الثوريُّ وزائدةُ بنُ قُدامةَ، عن محمدِ بنِ عَمرو، عن عُبيدةَ بنِ سفيانَ الحضرميِّ، عن أبي الجعدِ الضَّمريِّ - قالَ زائدةُ: وكانَت له صحبةٌ - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن تَركَ الجمعةَ ثلاثَ مراتٍ تَهاوناً طَبعَ اللهُ عزَّ وجلَّ على قلبِهِ» (¬1). 409 - أخبرنا المباركُ بنُ هبةِ اللهِ: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ الخطيبُ: أخبرنا أبو عمرَ بنُ مَهديٍّ: حدثنا محمدُ بنُ عَمرو: حدثنا أحمدُ بنُ مُلاعبٍ: حدثنا ثابتٌ: حدثنا فطرُ بنُ خليفةَ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن ثعلبةَ بنِ يزيدَ (¬2) الحِمَّانيِّ: سمعتُ علياً يقولُ: لَفي عَهدِ النبيِّ الأُميِّ أنَّ الأُمةَ ستَغدرُ بكَ مِن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1052)، والترمذي (500)، والنسائي (1369)، وابن ماجه (1125)، وأحمد (3/ 424)، وابن خزيمة (1857) (1858)، وابن حبان (258) (2786)، والحاكم (3/ 624) من طريق محمد بن عمرو به. وفي رواية لابن خزيمة وابن حبان: «.. فهو منافق». وحسنه الترمذي. وصححه الحاكم على شرط مسلم. وقال الألباني في «هداية الرواة» (2/ 98): إسناده حسن، وصححه جماعة، وهو صحيح باعتبار شواهده. (¬2) في الأصل: (زيد).

أبو السعود المبارك بن خيرون بن عبد الملك الوزان

بَعدي (¬1). 410 - أخبرنا أبو السُّعودِ المباركُ بنُ خَيرونَ بنِ عبدِ الملكِ الوَزانُ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ مالكُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ البانياسيُّ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ موسى بنِ القاسمِ بنِ الصَّلتِ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الصمدِ / الهاشميُّ: حدثنا أبو مصعبٍ أحمدُ بنُ أبي بكٍر الزُّهريُّ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن سالمٍ، عن أبيه، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مرَّ على رَجلٍ وهو يَعظُ أَخاهُ في الحياءِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الحياءُ مِن الإيمانِ» (¬2). 411 - أخبرنا المباركُ بنُ خَيرونَ: أخبرنا مالكُ بنُ أحمدَ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا إبراهيم: حدثنا الحسينُ بنُ الحسنِ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ المباركِ: أخبرنا معمرٌ وسفيانُ بنُ عُيينةَ، عن ابنِ شهابٍ، عن محمدِ بنِ جُبيرِ بنِ مُطعمٍ، عن أبيه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يَدخلُ الجنةَ قاطعٌ». ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (869)، وابن أبي شيبة (المطالب- 3919)، والعقيلي (1/ 187، 4/ 9)، والبيهقي في «الدلائل» (6/ 440)، وابن عساكر (42/ 447) من طريق حبيب بن أبي ثابت به. وعند البزار: (عن ثعلبة بن يزيد عن أبيه، هكذا قال وأحسبه غلط، إنما هو عن علي). وكذلك ذكره في «المطالب» (3921). وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 174): فيه نظر، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: إن الأمة ستغدر بك، ولا يتابع عليه. وله طرق أخرى ذكرها الألباني في «الضعيفة» (4905). (¬2) تقدم (198).

قالَ الحسينُ بنُ الحسنِ: وحدَّثنيه سفيانُ بنُ عُيينةَ (¬1). وقالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: والمرادُ بقولِهِ: «قاطعٌ» أي: قاطعُ الرَّحمِ. 412 - أخبرنا المباركُ بنُ خَيرونَ: أخبرنا مالكُ بنُ أحمدَ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا محمدُ بنُ الحجاجِ الضبيُّ: حدثنا أبو بكرِ بنُ عياشٍ، عن أبي إسحاقَ (¬2)، عن الأسودِ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يُجنبُ ثم يَنامُ ولا يَمسُّ ماءً، حتى يَقومَ بعدَ ذلكَ فيَغتسلَ (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «البر والصلة» للحسين بن الحسن المروزي (120) دون قول المروزي في آخره. ثم أسنده عن ابن عيينة (130). وأخرجه البخاري (5984) (2556) من طريق الزهري به. (¬2) هكذا في الأصل، من رواية أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق بلا واسطة. والحديث عند كل من وقفت عليه من طريق أبي بكر بن عياش، هو من روايته عن الأعمش عن أبي إسحاق، ومنهم ابن عساكر في «معجمه» من طريق مالك البانياسي. والله أعلم. (¬3) أخرجه الترمذي (118)، والنسائي في «الكبرى» (9003)، وابن ماجه (581)، وأحمد (6/ 43)، وإسحاق بن راهويه (1518)، والطحاوي في «معاني الآثار» (1/ 125)، وابن عساكر في «معجمه» (1155) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي إسحاق به. وله عن أبي إسحاق طرق أخرى بألفاظ متقاربة. وقال ابن عساكر: تفرد به أبو إسحاق. قلتُ: يعني تفرد بقوله: «ولا يمس ماء». وهذه اللفظة أنكرها عليه الحفاظ، قال الترمذي: .. ويرون أن هذا غلطاً من أبي إسحاق. ويأتي من المصنف إشارة إلى رواية من روى أنه صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ إذا أراد أن ينام وهو جنب. في حين قال الدارقطني في «علله» (14/): وقال بعض أهل العلم يشبه أن يكون الخبران صحيحين. ويأتي قول المصنف بالجمع بين الروايتين. ولمزيد من التفصيل انظر: تخريج «مسند أحمد» 6/ 102 (24706)، و «صحيح أبي داود» (224)، وكلام أحمد شاكر رحمه الله في «سنن الترمذي» (118).

أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز بن المعمر الأنصاري

قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: وقَد رَوى إبراهيمُ، عن الأسودِ، عن عائشةَ رضي اللهُ عَنها، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا أَرادَ أَن يَنامَ أو يأكلَ تَوضَّأَ (¬1). ورَوى عبدُ الرحمنِ بنُ الأسودِ، عن أبيه، عن عائشةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا أَرادَ أَن يَنامَ تَوضَّأَ وُضوءَهُ للصلاةِ (¬2). وقَد رُويَ مِن طريقِ الزُّهريِّ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم / إِذا أَرادَ - يَعني يَأكلُ - وهو جُنبٌ تَوضَّأَ وُضوءَهُ للصلاةِ (¬3). وهَذا مَحمولٌ على أنَّه كانَ يَفعلُ ذلكَ في بعضِ الأَحوالِ دونَ بعضٍ. 413 - أخبرنا أبو المُعمَّرِ المباركُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ المُعمَّرِ الأنصاريُّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ أبي القاسمِ بنِ البُسريِّ: أخبرنا أبو محمدٍ السُّكريُّ: أخبرنا إسماعيلُ الصَّفارُ: حدثنا سَعدانُ بنُ نصرٍ: ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (305) (22). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 143). (¬3) لم أقف عليه من حديث أبي هريرة من هذا الوجه، وإنما أخرج الطبراني في «الأوسط» (8403) من وجه آخر عن أبي هريرة نحوه. ولعله وهم أو سبق قلم، والصواب: عن عائشة. فحديث الزهري عن أبي سلمة عن عائشة عند مسلم وغيره، كما تراه في «المسند الجامع» (16064)، لكن ليس باللفظ الذي ساقه المصنف: (يأكل وهو جنب)، وإنما: (ينام وهو جنب)، بل بعض رواياته تزيد: وإذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه. والله أعلم.

ذكر من اسمه معالي

حدثنا أبو بدرٍ الكِنديُّ (¬1)، عن عَمرو بنِ قيسٍ المُلائيِّ، عن علقمةَ بنِ مَرثدٍ، عن أبي عبدِ الرحمنِ السُّلميِّ، عن عثمانَ بنِ عفانَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفضلُكم مَن تَعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَه» (¬2). يُريدُ بذلكَ مَن تعلَّمَ القرآنَ بأحكامِهِ وحدودِهِ، وعلَّمَه لغيرِهِ بأحكامِهِ وحدودِهِ. 414 - أنشدني أبو بكرٍ المباركُ بنُ كاملٍ الظَّفَريُّ قالَ: أنشدَنا عُبيدُ اللهِ (¬3) بنُ الرَّسُوليِّ قالَ: أنشدَني أبو الجوائزِ الواسطيُّ لنفسِهِ: قَالوا اشتَكتْ عينُ مَن تَهوى فقلتُ لهمْ ... ما ذاكَ مِن رَمَدٍ كلَّا ولا وَصَبِ لكنَّها أَضرمَت يا قومِ في كَبدي ... نارَ الهَوى فاكتَسَت لَوناً مِن الذهبِ ذِكرُ مَن اسمُه مَعالي 415 - أخبرنا أبو المجدِ مَعالي بنُ هبةِ اللهِ بنِ المُفرجِ الشعارُ بقراءَتي عليه في رَجبٍ سَنةَ خمسٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ بدمشقَ، قلتُ له: حدثكم أبو نصرٍ ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وكذلك وقع في «المشيخة البغدادية» لابن المسلمة (ص 83)، و «فوائد ابن المقير البغدادي» (13) من طريق ابن البسري. وهو أبو بدر شجاع بن الوليد السكوني، كما جاء مصرحاً به في «الخلعيات» (1134) وغيره. والسَّكوني نسبة إلى السَّكون، وهو بطن من كندة، فيصح أن يقال فيه: السكوني والكندي. والله أعلم. (¬2) أخرجه البخاري (5027) (5028) من طريق علقمة - وزاد في الرواية الأولى: عن سعد بن عبيدة - عن أبي عبد الرحمن السلمي به. (¬3) بن عبد العزيز أبو نصر الرسولي، كان أديباً راوياً للحكايات والأشعار. له ترجمة في «ذيل ابن النجار» (17/ 73). وفي الأصل: (عبد الله).

أبو المجد معالي بن هبة الله بن الحسن الحبوبي

أحمدُ بنُ محمدِ بنِ سعدٍ (¬1) الطُّريثيثيُّ في شعبانَ سَنةَ سبعٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ قالَ: أخبرنا عليُّ بنُ منيرٍ / الخلالُ: أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ: أخبرنا أحمدُ بنُ شعيبٍ: أخبرنا محمدُ بنُ منصورٍ: حدثنا سفيانُ، عن الزُّهريِّ قالَ: أخبرني حميدُ بنُ عبدِ الرحمنِ قالَ: سمعتُ معاويةَ بنَ أبي سفيانَ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ يومَ عاشوراءَ: «إنِّي صائمٌ، فمَن شاءَ فليَصُمْ». وأَرسلَ إلى أَهلِ العَوالي فقالَ: «مَن أَكلَ فلا يأكُلْ، ومَن لم يكنْ أَكلَ فليُتِمَّ صومَهُ» (¬2). تُوفيَ أبو المجدِ مَعالي بنُ هبةِ اللهِ بنِ المُفرجِ الشعارُ يومَ الاثنينِ، الثامنَ والعشرينَ مِن شهرِ رمضانَ، سَنةَ خمسٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ ذلكَ اليومَ بعدَ صلاةِ العصرِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ. 416 - أخبرنا أبو المجدِ مَعالي بنُ هبةِ اللهِ بنِ الحسنِ الحُبُوبيُّ وغيرُه بدمشقَ قَالوا: أخبرنا أبو الفرجِ سهلُ بنُ بشرِ بنِ أحمدَ الإِسفَرائينيُّ: أخبرنا القاضي أبو الفضلِ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عيسى السَّعديُّ: أخبرنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ موسى بنِ الصَّلتِ المالكيُّ ببغدادَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ الصمدِ الهاشميُّ: حدثنا أبو مصعبٍ، عن مالكٍ، عن حُميدٍ الطويلِ، عن أنسِ بنِ مالكٍ أنَّه قالَ: ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وفي ترجمته من «تاريخ دمشق» (5/ 363): بن سعيد. (¬2) هو في «السنن الكبرى» للنسائي (2866). ثم قال: هذا الكلام الأخير خطأ، لا نعلم أن أحداً من أصحاب الزهري تابعه عليه. وبدون هذا الشطر الأخير أخرجه البخاري (2003)، ومسلم (1129).

ذكر حروف مفردة في هذا الكتاب

سافَرْنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في رمضانَ، فَلم يَعب الصائمُ على المُفطرِ، ولا المُفطرُ على الصائمِ (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: سبقَ الكلامُ على هذا الحديثِ في ذِكرِ الروايةِ عمَّن اسمُه محمدٌ. وتُوفيَ أبو المجدِ مَعالي بنُ هبةِ اللهِ بنِ الحسنِ الحُبُوبيُّ ليلةَ الأربعاءِ، مُستهَلَّ شوالٍ، سَنةَ ثمانٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ بعدَ صلاةِ الظهرِ في مقابرِ بابِ الفَراديسِ بدمشقَ. 417 - أنشدَني مَعالي بنُ عليِّ بنِ قاسمٍ البزارُ الحَظيريُّ في العشرِ الأولِ مِن ذي الحجةِ / سَنةَ سبعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ بحضرةِ مَشهدِ الحسينِ رضي اللهُ عنه بكَربلاءَ قالَ: أنشدَني أبو القاسمِ عليُّ بنُ أَفلحَ العبسيُّ لنفسِهِ: ما تَحَيَّلتُ في رِضاكَ وبالَغتُ ... بفَنٍّ إلا سخطتُّ بفَنِّ لستَ تُصغي إلى هِدايةِ نُصحي ... أنتَ أَهدَى إلى صلاحِكَ مِني ما أَتاني مِنكَ الغرامُ بأَمري ... وكَذا لا يجيءُ السَّلوُ بإِذني (¬2) ذِكرُ حروفٍ مُفردةٍ في هذا الكتابِ 418 - أخبرنا أبو منصورٍ موهوبُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ الخضرِ الجَواليقيُّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو القاسمِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ البُسريُّ البُندارُ قراءةً عليه: حدثنا أبو أحمدَ عُبيدُ اللهِ (¬3) بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ أبي مسلمٍ الفَرضيُّ: ¬

_ (¬1) تقدم (373). (¬2) أخرجه ابن العديم في «تاريخ حلب» (9/ 4252) من طريق المصنف. ثم تعقب المصنف في تسمية شيخه، كما تقدم بيانه في تراجم شيوخ المصنف (ص 81). (¬3) في الأصل: (هبة الله)، والمثبت من مصادر ترجمته.

أبو الفتوح مبشر بن أحمد بن محمود الزاهد الأصبهاني

حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ يحيى بنِ عبدِ اللهِ بنِ إبراهيمَ بنِ العباسِ الصوليُّ النَّديمُ: حدثنا أبو داودَ سليمانُ بنُ الأشعثِ: حدثنا عبدُ الملكِ بنُ الأَصبغِ البَعلبكيُّ: حدثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ: حدثنا عَمرو يَعني الأَوزاعيَّ قالَ: حدثني قتادةُ، عن أنسٍ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «افتَرقَت بَنو إسرائيلَ إِحدى وسَبعينَ فرقةً، وإنَّ أُمتي سَتفترقُ على اثنينِ وسَبعينَ فرقةً، إِحدى وسَبعونَ في النارِ ووَاحدةٌ في الجنةِ، وهم الجماعةُ» (¬1). سألتُ أبا منصورٍ موهوبَ بنَ أحمدَ الجَواليقيَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في أواخِرِ سَنةِ خمسٍ وسِتينَ وأولِ سَنةِ ستٍ وستينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ سَنةَ أربعينَ وخمسِمئةٍ ببغدادَ. 419 - أخبرنا أبو الفتوحِ مُبشرُ بنُ أحمدَ بنِ محمودٍ الزاهدُ الأَصبهانيُّ بها قالَ: أخبرنا جَدي / أبو سعيدٍ محمودُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ قالَ: حدثنا وَالدي عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ قالَ: حدثنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ عَمرو الحافظُ المُذكرُ: حدثنا أبو مسلمٍ محمدُ بنُ القاسمِ الصَّحافُ: حدثنا أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ النعمانِ: حدثنا محمدُ بنُ سعيدِ بنِ الأَصبهانيِّ: حدثنا عبدُ اللِه بنُ المباركِ، عن يحيى بنِ أيوبَ، عن عُبيدِ اللهِ بنِ زَحْرٍ، عن عليِّ بنِ يزيدَ، عن القاسمِ، عن أبي أُمامةَ رضي اللهُ عنه، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3993)، وابن أبي عاصم في «السنة» (64)، والضياء في «المختارة» (2500) من طريق الوليد بن مسلم به. وقال الألباني في «الصحيحة» (204): لا بأس به في الشواهد. ثم ذكر له طرقاً أخرى عن أنس وغيره.

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن نَظرَ إلى محاسِنِ امرأةٍ فغضَّ نظرَهُ أولَ مرةٍ أحدَثَ اللهُ له عبادةً يجدُ حلاوَتَها في قَلبِهِ» (¬1). 420 - أخبرنا أبو الفتوحِ مُبشرُ بنُ أحمدَ قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ الليثِ الإمامُ الصَّفارُ قراءةً عليه وأَنا أَسمعُ قالَ: أخبرنا أبو الفضلِ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ خَميروَيه الكَرابيسيُّ قالَ: حدثنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عيسى الخُزاعيُّ: حدثنا أبو اليَمانِ الحكمُ بنُ نافعٍ قالَ: أخبرني شعيبُ بنُ أبي حمزةَ، عن الزُّهريِّ قالَ: أخبرني سعيدُ بنُ المسيبِ وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمنِ، أنَّ أبا هريرةَ قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «تَفضلُ صلاةُ الجمعِ صلاةَ أَحدِكم وحدَهُ بخمسةٍ وعشرينَ جُزءاً، وتَجتمعُ ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ الفجرِ». ثم يقولُ أبو هريرةَ: اقْرؤوا إِن شئتُم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] (¬2). 421 - أخبرنا أبو الفتوحِ مُبشرُ بنُ محمدٍ (¬3): أخبرنا أبو محمدٍ رزقُ اللهِ بنُ عبدِ الوهابِ بنِ عبدِ العزيزِ الحنبليُّ قالَ: أخبرنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 264)، والطبراني (7842)، والبيهقي في «الشعب» (5048) من طريق يحيى بن أيوب به. وقال الألباني في «الضعيفة» (1064): ضعيف جداً. (¬2) تقدم (345). (¬3) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: (بن أحمد) فيكون هو الشيخ السابق، فهو معروف بالرواية عن رزق الله. والله أعلم.

أبو الحرم مكي بن الحسن بن المعافى الجبيلي

أحمدَ بنِ حمادٍ المعروفُ بابنِ المُتَيَّمِ قالَ: حدثنا أبو بكرٍ يوسفُ بنُ يعقوبَ الأَنباريُّ قالَ: حدثني جَدي إسحاقُ بنُ بُهلولٍ قالَ: حدثني أبي بُهلولُ بنُ حسانَ، عن وَرقاءَ بنِ عمرَ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأَعرجِ، عن أبي هريرةَ / قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يقولُ اللهُ جلَّ جَلالُه: أَنا عندَ ظَنِّ عَبدي بي، وأَنا مَعه حينَ يَذكرُني» (¬1). 422 - أخبرنا أبو الحرمِ مَكيُّ بنُ الحسنِ بنِ المُعافى الجُبَيليُّ بدمشقَ قالَ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ المِصيصيُّ قالَ: قُرئَ على أبي طاهرٍ الحسينِ بنِ عامرٍ المقرئِ الإمامِ في المسجدِ الجامعِ بدمشقَ، قيلَ له: حدثكم القاضي أبو بكرٍ يوسفُ بنُ القاسمِ بنِ يوسفَ المَيانِجيُّ إملاءً: حدثنا أبو خليفةَ الفضلُ بنُ الحُبابِ الجُمحيُّ: حدثنا عثمانُ بنُ الهيثمِ قالَ: حدثني أبي، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبدِ اللهِ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن غَشَّنا فليسَ مِنا، والمَكرُ والخَديعةُ في النارِ» (¬2). تُوفيَ أبو الحرمِ مكيُّ بنُ الحسنِ بنِ المُعافى ليلةَ الأَربعاءِ، الرابعَ والعشرينَ ¬

_ (¬1) هو أول حديث في «ستة مجالس من أمالي ابن البهلول - مخطوط». وأخرجه البخاري (7505) من طريق أبي الزناد باختصار الجملة الأخيرة. وأخرجه البخاري (7405)، ومسلم (2675) من وجه آخر عن أبي هريرة بتمامه. (¬2) أخرجه الطبراني في «الكبير» (10234)، و «الصغير» (738)، وابن حبان (567) (5559) من طريق الفضل بن الحباب به. وقال في «المجمع» (4/ 76): ورجاله ثقات، وفي عاصم بن بهدلة كلام لسوء حفظه. وحسن الألباني إسناده في «الصحيحة» (1058).

الفقيه أبو سعد المطهر بن الحسين بن سعد بن علي بن بندار اليزدي الحنفي

مِن جُمادى الأُولى، سَنةَ إِحدى وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الفَراديسِ بدمشقَ. 423 - أخبرنا الفقيهُ أبو سعدٍ المُطهرُ بنُ الحسينِ بنِ سعدِ بنِ عليِّ بنِ بُندارٍ اليَزْديُّ الحنفيُّ مَذهباً ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبي قالَ: أخبرنا أبو مَعشرٍ عبدُ الكريمِ بنُ عبدِ الصمدِ المقرئُ قالَ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ محمدِ بنِ منصورٍ الفقيهُ الواعظُ قالَ: حدثنا أبو إبراهيمَ أحمدُ بنُ الحسنِ القاضي قالَ: أخبرنا الإمامُ أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ حمدانَ الحنيفيُّ قالَ: حدثنا الإمامُ أبو سعدٍ إسماعيلُ بنُ عليٍّ السمانُ: حدثنا أبو الحسينِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ محمودٍ البزارُ: حدثنا أبو سعيدٍ الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ المباركِ: حدثنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ الصلتِ بنِ المُغلسِ الحِمَّانيُّ: حدثنا بشرُ بنُ الوليدِ القاضي، عن أبي يوسفَ القاضي، عن الإمامِ أبي حَنيفةَ قالَ: سمعتُ أنسَ بنَ مالكٍ / يقولُ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إنَّ اللهَ تباركَ وتَعالى يُحبُّ إغاثةَ الَّلهفانِ» (¬1). سألتُ المُطهرَ بنَ الحسينِ بنِ سعدٍ اليَزْديَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ ربيعٍ الأولِ، مِن سَنةِ خمسٍ وتسعينَ وأربعِمئةٍ. 424 - أخبرنا أبو عبدِ اللهِ المُفضلُ بنُ أحمدَ بنِ نصرِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ فاذشاه الأَصبهانيُّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ ¬

_ (¬1) أخرجه الصيمري في «أخبار أبي حنيفة» (ص 18)، وابن خسرو في «مسند أبي حنيفة» (1) (3) (6) من طريق أحمد بن الصلت به. وأحمد بن الصلت هذا كذاب، وبشر بن الوليد تكلم فيه. والحديث يرويه أبو يعلى (4296) والبزار (7521)، والبيهقي في «الشعب» (1544) من طريق أخرى واهية عن أنس. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (6807).

أحمدَ بنِ الحسنِ بنِ ماجَه الأَبهريُّ قراءةً عليه بأصبهانَ في سَنةِ إِحدى وثمانينَ وأربعِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرْزُبانِ الأَبهريُّ: حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ يحيى الحَزَوَّريُّ: حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ سليمانَ بنِ حبيبٍ المِصيصيُّ لُوينٌ: حدثنا يعلى مَولى آلِ الزبيرِ، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، أنَّها أَتتها امرأةٌ فسألَتْها عن شيءٍ مِن الطلاقِ، قالتْ: فذَكرتُ ذلكَ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: فنزلَت: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229] (¬1). 425 - أخبرنا المُفضلُ بنُ أحمدَ قالَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ القاسمُ بنُ الفضلِ بنِ أحمدَ بنِ محمودٍ الثَّقفيُّ قراءةً عليه بأصبهانَ في شهرِ ربيعٍ الأولِ سَنةَ خمسٍ وثمانينَ وأربعِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو الفتحِ هلالُ بنُ محمدِ بنِ جعفرٍ الحَفارُ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ الحسينُ بنُ يحيى بنِ عيَّاشٍ القطانُ: حدثنا إبراهيمُ يَعني ابنَ مُجشرٍ، هو واسطيٌّ: حدثنا هشيمٌ، عن داودَ بنِ عَمرو هو الضبيُّ، عن بسرِ بنِ عُبيدِ اللهِ الحضرميِّ هو حمصيٌّ، عن أبي إدريسَ الخَولانيِّ: أخبرنا عوفُ بنُ مالكٍ الأَشجعيُّ، ¬

_ (¬1) هو في «جزء لوين» (7). وأخرجه الترمذي في «سننه» (1192)، وفي «العلل الكبير» (1/ 470)، والحاكم (2/ 280)، والبيهقي (7/ 333) من طريق يعلى بن شبيب مولى آل الزبير مطولاً. ثم أخرجه الترمذي في «سننه» - ومالك (2/ 588)، والبيهقي- من طريق هشام بن عروة مرسلاً، وقال: وهذا أصح من حديث يعلى بن شبيب. ونقل في «علله» عن البخاري تصحيح المرسل. وهو ما صوَّبه الدارقطني في «علله» (15/ 62).

أبو أحمد معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي الأصبهاني

أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمرَ بالمسحِ على الخُفينِ في غَزوةِ تبوكَ: ثلاثةُ أيامٍ ولَياليهِنَّ للمُسافرِ، ويومٌ وليلةٌ للمُقيمِ (¬1). / المسحُ على الخُفينِ ثبتَ بالخبرِ المشهورِ (¬2)، وهو قولُ جمهورِ العلماءِ. وعن مالكٍ في أحدِ أقوالِهِ والليثِ بنِ سعدٍ: المسحُ على الخُفينِ غيرُ مُؤقتٍ، يَمسحُ الإنسانُ ما بَدا له. وهذا الحديثُ دلَّ على التأقيتِ، وهو قولُ أبي حَنيفةَ والشافعيِّ. 426 - أخبرنا أبو أحمدَ مَعمرُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ الفاخِرِ القُرشيُّ الأَصبهانيُّ بها قالَ: أخبرنا أبو الفتحِ أحمدُ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو الحسنِ بنُ عَبدكُويه: أخبرنا أبو القاسمِ الطبرانيُّ: حدثنا محمدُ بنُ النضرِ الأَزديُّ: حدثنا معاويةُ بنُ عَمرو: حدثنا زائدةُ هو ابنُ قُدامةَ كوفيٌّ: حدثنا أبو معاويةَ عَمرو بنُ عبدِ اللهِ النَّخعيُّ: حدثنا أبو عَمرو الشَّيبانيُّ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأَعمالِ أَفضلُ؟ قالَ: «الصلاةُ لِوقتِها، وبِرُّ الوالدَينِ، والجهادُ في سبيلِ اللهِ» (¬3). 427 - أخبرنا مَعمرُ بنُ عبدِ الواحدِ: أخبرنا القاضي أبو بكرِ بنُ أبي طاهرٍ ¬

_ (¬1) هو في «جزء هلال الحفار» (107). وأخرجه أحمد (6/ 27)، وابن أبي شيبة (1853)، والبزار (2757)، والطبراني في «الكبير» 18/ (69)، و «الأوسط» (1167)، والدارقطني (1/ 197)، والبيهقي (1/ 275) من طريق هشيم به. ونقل البيهقي عن الترمذي قول البخاري: هو حديث حسن. (¬2) بل صرح جمع من الحفاظ بأنه متواتر. انظر «نظم المتناثر من الحديث المتواتر» (ص 60 - 63). (¬3) أخرجه البخاري (527) وأطرافه، ومسلم (85) من طريق أبي عمرو الشيباني به.

منذر بن أبي العبد بن الحسن السلامي

قراءةً عليه ببغدادَ في الجانبِ الغَربيِّ بالنَّصريةِ: حدثنا إبراهيمُ بنُ عمرَ بنِ أحمدَ: أخبرنا عبدُ اللهِ بنُ إبراهيمَ بنِ أيوبَ: حدثنا أبو مسلمٍ إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ: حدثنا الأَنصاريُّ: أخبرنا الأَشعثُ، عن الحسنِ، أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رَأى رَجلاً عَظيمَ البَطنِ، فقالَ: ما هَذا! قالَ: بَركةٌ مِن اللهِ تعالى، قالَ: بَل عَذابٌ (¬1). 428 - أنشدَني منذرُ بنُ أبي العبدِ بنِ الحسنِ السَّلَاميُّ النَّسبِ بحِلَّةِ ابنِ مَزيدٍ لنفسِهِ في ذي القعدةِ سَنةَ سِتٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ: للهِ دَرُّ بَني شَيبانَ إنَّهمُ ... لمَّا صَحبتَهمُ أَغروكَ بالكَرمِ هُم علَّموكَ النَّدى حَتى لَهجتَ بهِ ... فصِرتَ أَكرمَ مَن يَمشي على قَدمِ / ثُم اتخذتَ قُشَيراً بعدَهمْ بَدَلاً ... فغَيَّروكَ ومَا بالعَهدِ مِن قِدَمِ مَعنى «السَّلَاميُّ النَّسبِ» يُضافُ إلى قبيلةٍ تَسكنُ اليَمنَ، يُقالُ لها: سَلامانُ. وفي السَّلَامي والسَّلَامي، الأولُ مَنسوبٌ إلى بَني سَلَامانَ، وفيهم كَثرةٌ. ذَكرَه أبو الفضلِ محمدُ بنُ طاهرٍ المقدسيُّ (¬2) فيما أَخبرنا به عنه أبو العلاءِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الفضلِ الأَصبهانيُّ بأَصبهانَ. 429 - أنشدَني أبو المُظفرِ منصورُ بنُ مطرٍ لبَعضِهم بالمسجدِ الجامعِ بالكوفةِ: ¬

_ (¬1) هو في «جزء الأنصاري» (42). (¬2) في كتابه «الأنساب المتفقة» (ص 82). ثم قال: الثاني منسوب إلى مدينة السلام بغداد.

وقُلتُ له إذْ طيَّرتْهُ رِياسةٌ ... أَتتْ فَلتةً مَهلاً فَقد رَقدَ الدَّهرُ رُويداً تُراجِعْ دَهرُه فيكَ نَفسَهُ ... فَما سُدتَّ إلا والزَّمانُ بِه سُكْرُ (¬1) 430 - وأنشدَني منصورُ بنُ مطرٍ بمَشهدِ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضوانُ اللهِ عليه بظاهرِ الكوفةِ لبعضِهم: رَآني بعينِ النَّقصِ إذ نالَ ثَروةً ... تَوهَّمَ أنَّ الرزقَ صارَ لدَيهِ فكِلْهُ إلى مرِّ الَّليالي فإنَّها ... سَتأتي على ما عندَهُ وعَليهِ ¬

_ (¬1) ما أقبح هذا الكلام، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار».

باب النون

بابُ النُّونِ مَن اسمُهُ نَصرُ اللهِ 431 - أخبرنا الفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ القويِّ المِصيصيُّ بدمشقَ قالَ: حدثنا الحافظُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ الخطيبُ البغداديُّ في شوالٍ سَنةَ سِتٍّ وخمسينَ وأربعِمئةٍ قالَ: أخبرنا أبو نُعيمٍ الحافظُ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ جعفرِ بنِ أحمدَ بنِ فارسٍ: حدثنا يونسُ بنُ حبيبٍ: / حدثنا أبو داودَ: حدثنا شريكٌ وسلامٌ، عن سماكٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّ رَجلاً قالَ: يا رسولَ اللهِ، الحجُّ كلَّ عامٍ؟ فقالَ: «لا، بَل حَجةٌ، فَلو قُلتُ: كلَّ عامٍ، كانَ كلَّ عامٍ» (¬1). الرَّجلُ هو الأَقرعُ بنُ حابسٍ (¬2). 432 - أخبرنا الفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ اللهِ بنُ محمدٍ: أخبرنا النِّظامُ أبو عليٍّ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ إسحاقَ الوزيرُ: حدثنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عبدِ اللهِ المَراغيُّ: حدثنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدٍ الفارسيُّ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ مَخلدٍ العَطارُ: حدثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ بنِ يوسفَ: حدثنا عَمرو بنُ عثمانَ: حدثنا ¬

_ (¬1) هو في «الأسماء المبهمة» للخطيب (ص 13)، و «مسند الطيالسي» (2791). وأخرجه أحمد (1/ 292، 301، 323، 325)، والدارمي (2/ 29)، والدارقطني (2/ 281)، والضياء في «المختارة» 12/ (96) (97) من طريق سماك به. (¬2) قاله الخطيب، ثم أسند حجته في ذلك، وهو حديث أبي سنان الدؤلي عن ابن عباس. وقال ابن بشكوال في «غوامض الأسماء المبهمة» (2/ 528): وقيل هو سراقة بن مالك بن جعشم، وقيل هو عكاشة. وذكر مستند كل قول، فانظره إن شئت.

عُبيدُ اللهِ بنُ عَمرو، عن إسحاقَ بنِ (¬1) راشدٍ، عن الزُّهريِّ، عن سعيدٍ وأبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إذا قالَ الرَّجلُ لصاحبِهِ يومَ الجمعةِ والإمامُ يَخطبُ: أَنصِتْ، فَقد لَغى، حَتى يَقضيَ الخطبةَ» (¬2). 433 - أخبرنا نصرُ اللهِ بنُ محمدٍ: أخبرنا أبو محمدٍ رزقُ اللهِ بنُ عبدِ الوهابِ بنِ عبدِ العزيزِ التَّميميُّ: أخبرنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ مَهديٍّ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ مخلدٍ العطارُ قالَ: أخبرنا طاهرُ بنُ خالدِ بنِ نزارِ بنِ المغيرةِ: حدَّثني أبي قالَ: أخبَرني إبراهيمُ بنُ طَهمانَ قالَ: حدَّثني محمدُ بنُ زيادٍ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنِّي خبَّأتُ دَعوَتي شَفاعةً لأُمَّتي يومَ القيامةِ» (¬3). سمعتُ الفقيهَ أبا الفتحِ نصرَ اللهِ بنَ محمدِ بنِ عبدِ القويِّ وقَد سُئلَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في إِحدى الجُمادَينِ، سَنةَ سبعٍ وأربعينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ ليلةَ الجمعةِ، الثاني مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ اثنينِ وأربعينَ ¬

_ (¬1) تحرف في الأصل إلى: «ثنا». (¬2) هو في «الجزء الثاني من حديث ابن مخلد العطار - مخطوط» (75). وأخرجه البزار (7663)، والدارقطني في «علله» (7/ 269) من طريق الزهري به، دون قوله في آخره: «حتى يقضي الخطبة». وكذلك أخرجه البخاري (934)، ومسلم (851) من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب وحده، عن أبي هريرة. وللزهري فيه إسناد آخر إلى أبي هريرة أخرجه مسلم أيضاً. ثم أخرجه مسلم (851) (12) من طريق الأعرج، عن أبي هريرة به. (¬3) تقدم (17).

ذكر من اسمه نصر

وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ بعدَ صلاةِ الجمعةِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. 434 - / أنشدَني نصرُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أبي عبدِ اللهِ البزارُ لبَعضِهم: لا تَراني أبداً أُكرمُ ... ذا المالِ لِمالِهِ لا وَلا يُزري بمَن يَعلمُ ... عِندي سُوءُ حالِهِ ذِكرُ مَن اسمُهُ نَصرٌ 435 - أخبرنا الفقيهُ أبو الفتحِ نصرُ بنُ القاسمِ بنِ الحسنِ الأَنصاريُّ الشاميُّ وأنا أَسمعُ بدمشقَ، قيلَ له: أخبركم الأميرُ أبو محمدٍ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ البَرِّيِّ قالَ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ عثمانَ بنِ القاسمِ بنِ أبي نصرٍ قالَ: حدثنا أحمدُ بنُ جعفرٍ البغداديُّ الصَّيدَلانيُّ: حدثنا الحسينُ بنُ عُبيدٍ الأَبْزاريُّ (¬1) قالَ: حدثني إبراهيمُ بنُ سعيدٍ قالَ: حدثني المأمونُ، عن الرَّشيدِ قالَ: حدثني المَهديُّ، عن المنصورِ قالَ: حدثني أبي، عن جَدي قالَ: سمعتُ عبدَ اللهِ بنَ عباسٍ يقولُ: قالَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضوانُ اللهِ عليه: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «النُّجومُ أَمانٌ لأهلِ السماءِ، فإذا ذَهبت النُّجومُ ذَهبَ أهلُ السماءِ، وأهلُ بَيتي أَمانٌ لأهلِ الأرضِ، فإذا ذَهبَ أهلُ بَيتي ذَهبَ أهلُ الأرضِ» (¬2). ¬

_ (¬1) في الأصل: «الأبزدري». وهو الحسين بن عبيد الله بن الخصيب الأبزاري يعرف بمنقار، كذاب، قال أحمد بن كامل القاضي: كان الحسين بن عبيد الله الأبزاري ماجناً نادراً كذاباً في تلك الأحاديث التي حدث بها من الأحاديث المسندة عن الخلفاء. (¬2) هو في «مسند علي» لعفيف الدين عبد الرحمن بن أبي نصر، كما نقله الألباني في «الضعيفة» (4699)، وقال: وهذا إسناد ضعيف مظلم مسلسل بالملوك العباسيين، من دون المنصور لا يعرف حالهم في الحديث. ثم ذكر له إسناداً آخر عن علي، وقال فيه: وهذا موضوع. وإسناد ثالث واهٍ عند الشجري في «أماليه» (1/ 152) باختصار.

أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مطكود السوسي المقرئ

تُوفيَ نصرُ بنُ القاسمِ في شعبانَ، سَنةَ أربعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. 436 - أخبرنا أبو القاسمِ نصرُ بنُ أحمدَ بنِ مقاتلِ بنِ مطكود (¬1) السُّوسيُّ المقرئُ وغيرُه بدمشقَ قالوا: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ أحمدَ السُّلميُّ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ عثمانَ بنِ القاسمِ: أخبرنا أبو سعيدٍ عَمرو بنُ محمدِ بنِ يحيى الدِّينَوريُّ قالَ: قُرئَ علي أبي جعفرٍ محمدِ بنِ جريرٍ / الطَّبريِّ قالَ: حدثني محمدُ بنُ عمارةَ الأَسديُّ قالَ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ موسى: حدثنا حَشرجُ بنُ نُباتةَ قالَ: حدثني سعيدُ بنُ جُمهانَ، عن سَفينةَ مَولى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الخلافةُ في أُمتي ثلاثونَ سَنةً، ثم مِن بعدِ ذلكَ مُلكٌ». قالَ سَفينةُ: أَمسكْ خِلافةَ أبي بكرٍ وخِلافةَ عمرَ وعثمانَ وخِلافةَ عليٍّ، قالَ: فنَظرتُ فوجدتُّها ثلاثينَ سَنةً (¬2). ¬

_ (¬1) في الأصل: «هطكود»، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬2) هو في «صريح السنة» للطبري (26). وأخرجه أبو داود (4646) (4647)، والترمذي (2226)، والنسائي في «الكبرى» (8099)، وأحمد (5/ 220، 221)، وابن حبان (6943)، والحاكم (3/ 71، 145) من طريق سعيد بن جمهان به. وأورده الألباني في «الصحيحة» (459).

ذكر من اسمه ناصر

سألتُ نصرَ بنَ أحمدَ بنِ مقاتلٍ المقرئَ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ خمسٍ وسَبعينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الأحدِ، التاسعَ عشرَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ ثمانٍ وأربعينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. ذِكرُ مَن اسمُهُ ناصرٌ 437 - أخبرنا أبو الفتحِ ناصرُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محمدٍ النَّجارُ وغيرُه بدمشقَ قالوا: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ المِصيصيُّ قالَ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ عثمانَ بنِ القاسمِ: أخبرنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ محمدٍ هو ابنُ أبي ثابتٍ: حدثنا أحمدُ بنُ بكرٍ هو ابنُ فيلٍ (¬1) البالِسيُّ قالَ: حدثنا محمدُ بنُ مصعبٍ هو قَرقَسانيٌّ: حدثنا قيسٌ هو ابنُ الربيعِ، عن أبي حَصينٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ليسَ الغِنى عن كثرةِ العَرَضِ، ولكنَّ الغِنى غِنى النفسِ» (¬2). تُوفيَ أبو الفتحِ ناصرُ بنُ عبدِ الرحمنِ في سَلخِ ذي القعدةِ، سَنةَ خمسينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ ببابِ الصغيرِ بدمشقَ. 438 - أنشدَني ناصرُ بنُ سنانِ بنِ نصرٍ الوكيلُ لبعضِهم: ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وقال ابن عدي في «الكامل» (1/ 188): أحمد بن بكر - ويقال: ابن بكرويه - أبو سعيد البالسي، وقال لنا عبد الملك بن محمد: أحمد بن بكر بن أبي فضل البالسي. (¬2) أخرجه البخاري (6446) من طريق أبي حصين الأسدي به. وأخرجه مسلم (1051) من طريق أبي الزناد، عن أبي هريرة به.

ذكر حروف مفردة

/ كَم عَليلٍ قَد عاشَ مِن بعدِ يأسٍ ... بعدَ موتِ الطَّبيبِ والعُوَّادِ قَد تُصادُ القَطا فتَنجو سَليماً ... ويَحلُّ البَلاءُ بالصَّيادِ ذِكرُ حروفٍ مُفردةٍ 439 - أنشدَنا الحاجبُ أبو منصورٍ نُشْتِكينُ (¬1) بنُ عبدِ اللهِ مَولى ابنِ رضوانَ قالَ: أنشدَنا الشيخُ أبو إسحاقَ الشِّيرازيُّ رحمه اللهُ: سألتُ الناسَ عن خِلٍّ وَفيٍّ ... فَقالوا ما إلى هَذا سَبيلُ تَمسَّكْ إنْ ظَفرتَ بوُدِّ حُرٍّ ... فإنَّ الحُرَّ في الدُّنيا قَليلُ سألتُ نُشْتِكينَ بنَ عبدِ اللهِ عن مَولدِهِ، فقالَ: أظنُّ في سَنةِ خمسٍ وسِتينَ وأربعِمئةٍ. 440 - أخبرتنا نَفيسةُ ابنةُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ البَزازةِ ببغدادَ قالتْ: أخبرنا طِرادُ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ الزَّينَبيُّ نَقيبُ النُّقباءِ قالَ: حدثنا الحسينُ بنُ عمرَ بنِ بَرهانَ قالَ: حدثنا محمدُ بنُ عَمرو بنِ البَختَريِّ: حدثنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ: حدثنا عباسُ بنُ محمدٍ: حدثنا محمدُ بنُ يوسفَ، عن سفيانَ، عن الأَعمشِ، عن أبي وائلٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الجنةُ أَقربُ إلى أَحدِكم مِن شِراكِ نعلِهِ، والنارُ كذلكَ» (¬2). شِراكُ النعلِ هو السُّيورُ التي يَكونُ فيها الإصبعُ. وأمَّا الشِّسْعُ فهو السَّيرُ ¬

_ (¬1) بضم النون وسكون الشين المعجمة وكسر التاء المثناة من فوقها والكاف وبعدها النون، قاله ابن خلكان في «وفياته» (4/ 473). (¬2) أخرجه البخاري (6488) من طريق الأعمش ومنصور، كلاهما عن أبي وائل به.

نور العين بنت مسعود بن السدنك

الذي يَكونُ خَلفَ العَقبِ (¬1)، وإنَّما خُصَّ قُربُ الشِّراكِ بالذِّكرِ لأنَّ ذلكَ يُستعملُ في كلامِ العربِ كثيراً. 441 - أخبرتنا نَفيسةُ ابنةُ محمدٍ: أخبرنا طِرادُ بنُ محمدٍ: حدثنا الحسينُ بنُ عمرَ: حدثنا محمدُ بنُ عَمرو: حدثنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ: / حدثنا العباسُ بنُ محمدٍ الدُّوريُّ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ موسى: حدثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن البراءِ قالَ: أُهديَ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثوبُ حريرٍ، قالَ: فجعَلْنا نلمسُهُ ونَتعجبُ مِنه، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يُعجبُكم هذا؟» قُلنا: نَعم، قالَ: «لَمناديلُ سعدِ بنِ معاذٍ في الجنةِ أَلينُ مِن هذا وأَحسنُ» (¬2). 442 - أخبرتنا نورُ العينِ ابنةُ مسعودِ بنِ السَّدَنْكِ وغيرُها ببغدادَ قالوا: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ الخطيبِ (¬3) الأَنباريُّ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ دُوست سَنةَ أربعٍ وأربعِمئةٍ: حدثنا الحسينُ بنُ صفوانَ: حدثنا ابنُ أبي الدُّنيا: حدثنا إسحاقُ بنُ إسماعيلَ قالَ: حدثني جريرٌ، عن فُضيلِ بنِ غَزوانَ، عن أبي جعفرٍ قالَ: ما ضَحكَ عالِمٌ ضحكةً إلا مَجَّ مَجةً مِن العلمِ (¬4). ¬

_ (¬1) الذي وجدته في كتب اللغة أن الشراك هو أحد سيور النعل التي تكون على ظهر القدم، والشسع هو أحد سيور النعل وهو الذي يدخل بين الأصبعين. (¬2) أخرجه البخاري (3249) (3802) (5836) (6640)، ومسلم (2468) من طريق أبي إسحاق به. (¬3) انظر التعليق على مثل هذا الموضع في الحديث المتقدم (368). (¬4) تقدم (368).

باب الواو

بابُ الواوِ 443 - أخبرنا وجيهُ بنُ هبةِ اللهِ بنِ المباركِ بنِ موسى السَّقَطيُّ ببغدادَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ التِّكَكيُّ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ شاذانَ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سلمانَ النَّجادُ: حدثنا الحسنُ بنُ مُكرَمٍ: حدثنا عثمان بنُ عمرَ (¬1): حدثنا يونسُ، عن الزُّهريِّ، عن ابنِ كعبِ بنِ مالكٍ، عن أبيه قالَ: قَلَّ ما كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخرجُ إذا أَرادَ سَفراً إلا يومَ الخميسِ (¬2). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: كعبٌ له ثلاثةُ أَولادٍ: عبدُ اللهِ وعُبيدُ اللهِ وعبدُ الرحمنِ، وكلُّهم يَروُونَ عنه (¬3). 444 - أخبرنا وجيهُ بنُ هبةِ اللهِ السَّقطيُّ قالَ: أخبرنا الشريفُ أبو الفضلِ / محمدُ بنُ عبدِ السلامِ بنِ أحمدَ الأَنصاريُّ: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الرحمنِ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ الحُرفيُّ السِّمسارُ: حدثنا حمزةُ بنُ محمدِ بنِ العباسِ: حدثنا أحمدُ بنُ الوليدِ الفَحامُ: حدثنا أبو أحمدَ الزُّبيريُّ: حدثنا سفيانُ، عن حبيبِ بنِ أبي ثابتٍ، عن سعيدِ بنِ جُبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن عمرَ قالَ: عليٌّ أَقضانا، وأُبيُّ بنُ كعبٍ أَقرؤُنا، وإنَّا لَندعُ كثيراً مِما ¬

_ (¬1) بن فارس العبدي البصري، وفي الأصل: (بن عمرو). (¬2) هو في «الجزء الأول من حديث أبي علي بن شاذان - مخطوط» (3). وأخرجه البخاري (2949) من طريق يونس بن يزيد به مختصراً كما هنا. وهو طرف من حديث كعب الطويل في قصة تخلفه عن غزوة تبوك. انظره عند البخاري (2757) وأطرافه، ومسلم (2769). (¬3) هذا الحديثَ وغيرَه، فقد اختلف فيه على الزهري، انظر «المسند الجامع» (22165).

واثق بن تمام بن أبي عيسى محمد الهاشمي

يقولُ أُبيٌّ، وأُبيٌّ يقولُ: أَخذتُه مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فلَن أَدعَهُ لِشيءٍ، واللهُ يَقولُ: {ما نَنْسَخْ مِن آيةٍ أو نَنْسَأْها نَأتِ بخَيرٍ مِنْها أَو مِثْلِها} [البقرة: 106] (¬1). سألتُ وجيهَ بنَ هبةِ اللهِ بنِ المباركِ عن مَولدِهِ، فقالَ: سَنةَ خمسٍ وتسعينَ وأربعِمئةٍ. 445 - أخبرنا واثقُ بنُ تمامِ بنِ أبي عيسى محمدٍ الهاشميُّ بقراءَتي عليه ببغدادَ، قلتُ له: أخبركم أبو الحسنِ عليُّ بنُ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ قريشٍ الحربيُّ قراءةً عليه بجامعِ الحربيةِ في سَنةِ سبعٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الرحمنِ بنُ عُبيدِ اللهِ الحُرفيُّ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشافعيُّ البزازُ: حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ الجهمِ (¬2) السِّمَّريُّ: حدثنا يَعلى يَعني ابنَ عُبيدٍ الطَّنافسيَّ: حدثنا محمدٌ يَعني ابنَ إسحاقَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ الأسودِ، عن أبيه قالَ: دَخلتُ أنا وعلقمةُ على عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ في الهاجرةِ، فلمَّا أَن مالَت الشمسُ أَقامَ الصلاةَ، فقُمتُ أنا وصاحِبي خلفَه، فأَخذَ بيَدي وبيدِ صاحِبي، فجعَلَنا عن جانبيهِ، ثم قامَ بينَنا، ثم قالَ: هَكذا كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصنعُ إذا كانوا ثلاثةً. فصلَّى بنا، فلمَّا انصرفَ قالَ: إنَّها سَتكونُ أَئمةٌ يُؤخرونَ الصلاةَ عن مَواقيتِها، / فلا تَنتَظروهم بها، واجْعلوا الصلاةَ مَعهم سُبحةً (¬3). ¬

_ (¬1) هو في «فوائد أبي القاسم الحرفي» رواية الأنصاري (2). وأخرجه البخاري (4481) (5004) من طريق سفيان الثوري به. (¬2) هي في الأصل أقرب إلى: (الجهيم). (¬3) هو في «فوائد أبي القاسم الحرفي» رواية الأنصاري (42). وأخرجه أحمد (1/ 451، 455) من طريق ابن إسحاق به. وهو عند مسلم (534) من طريق إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، أنهما دخلا على عبد الله، فذكره بنحوه.

واصل بن أبي القاسم بن عبد الله الشامي

مَعنى «سُبحةً»: نافلةً. واقتداءُ المُتنفِّلِ بالمُفترضِ جائزٌ في صلاةِ الظهرِ والعشاءِ الآخِرةِ (¬1) لِمن أدَّى الفَريضةَ، وهو مشروعٌ مِن غيرِ كراهةٍ. 446 - أخبرنا واثقُ بنُ تمامٍ قالَ: أخبرنا عليُّ بنُ الحسينِ الحربيُّ قالَ: أخبرنا عبدُ الرحمنِ بنِ عُبيدِ بنِ محمدِ بنِ الحسينِ الحُرفيُّ: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ إبراهيمَ البزازُ: حدثنا محمدُ بنُ خالدٍ الآجرِّيُّ: حدثنا عفانُ: حدثنا أبو عَوانةَ، عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ قالَ: قالَ ابنُ كَلَدَةَ: مَن سَرَّهُ البقاءُ - ولا بَقاءَ - فليُباكِر الغَداءَ، وليُعجِّل العَشاءَ، وليُخِفَّ الرِّداءَ (¬2)، وليُقلَّ الجِماعَ. 447 - أنشدَنا واصلُ بنُ أبي القاسمِ بنِ عبدِ اللهِ (الشاميُّ؟) لبعضِهم في صفةِ الحَمَّام: راحةٌ في دَوامِ كَربٍ وسترٌ ... في انتهاكٍ وجَنةٌ في نارٍ ¬

_ (¬1) لم يظهر لي وجه تخصيص هاتين الصلاتين بالذكر هنا، فالحكم في هذه المسألة واحد في جميع الصلوات. والله أعلم. (¬2) قال في «طبقات الأطباء» (1/ 165): والمراد بالرداء الدَّين، وسمي الدَّين رداء لقولهم: هو في عنقي وفي ذمتي، فلما كانت العنق موضع الرداء سمي الدَّين رداء.

باب الهاء

بابُ الهاءِ مَن اسمُهُ هبةُ اللهِ 448 - أخبرنا أبو الفَوارسِ هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ عُبيدِ اللهِ بنِ سِوارٍ المقرئُ ببغدادَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ مالكُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ المالكيُّ قراءةً عليه قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ (¬1) بنِ الصلتِ القرشيُّ المُجبرُ قالَ: حدثنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ عبدِ الصمدِ الهاشميُّ: حدثنا أبو مصعبٍ أحمدُ بنُ أبي بكرٍ الزُّهريُّ، عن مالكِ بنِ أنسٍ، عن ابنِ شهابٍ، عن سالمٍ، عن أبيه، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ على رَجلٍ وهو يَعظُ أَخاهُ في الحياءِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: / «الحياءُ مِن الإيمانِ» (¬2). 449 - أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ: أخبرنا مالكُ بنُ أحمدَ: أخبرنا أحمدُ بنُ محمدٍ: حدثنا إبراهيمُ: حدثنا الحسينُ بنُ الحسنِ المروزيُّ: حدثنا الفضلُ بنُ موسى، عن الأعمشِ، عن أبي صالحٍ عن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَدخُلُنَّ الجنةَ حتى تُؤمِنوا، ولن تُؤمِنوا حتى تَحابُّوا، ألا أُخبرُكم بشيءٍ إذا فَعلتُموهُ تَحاببتُم! أَفشوا السَّلامَ بينَكم» (¬3). 450 - أخبرنا الشريفُ أبو السَّعاداتِ هبةُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ حمزةَ العلويُّ النَّحويُّ المعروفُ بابنِ الشَّجريِّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وتقدم (198) (373) (410) (416): أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، وكذلك هو مترجم في «السير» (17/ 186) وغيره. (¬2) تقدم (198). (¬3) أخرجه مسلم (54) من طريق الأعمش به.

سعيدِ بنِ نبهانَ الكاتبُ بقراءَتي عليه قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ شاذانَ البزازُ قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسنِ بنِ يعقوبَ بنِ مِقسمٍ العَطارُ المقرئُ قالَ: أخبرنا أبو العباسِ أحمدُ بنُ يحيى النَّحويُّ ثعلبٌ قالَ: حدثنا ابنُ عائشةَ - وهو عُبيدُ اللهِ بنُ محمدٍ بصريٌّ - قالَ: حدثني سلمةُ بنُ سعيدٍ قالَ: أُتيَ عمرُ بمالٍ فقامَ إليه عبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ فقالَ، يا أميرَ المؤمنينَ، لو حَبستَ مِن هذا المالِ في بيتِ المالِ لِنائبةٍ تَكونُ أو أمرٍ يَحدثُ، فقالَ: كلمةٌ ما عَرَّضَ بها إلا شَيطانٌ، كَفاني اللهُ حُجتَها ووَقاني فِتنتَها، أَعصي اللهَ العامَ مَخافةَ قابلٍ! أُعِدُّ لهم تَقوى اللهِ، قالَ اللهُ تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3] وَلتَكنْ فِتنةً على مَن بَعدي (¬1). 451 - وبه: أخبرنا ابنُ عائشةَ قالَ: كانَ لداودَ صوتٌ يُطربُ المَحمومَ، ويُسَلي الثَّكلى، وتُصغي له الوحشُ، حتى يؤخَذَ بأعناقِها وما تَشعرُ (¬2). 452 - وبه: أخبرنا ابنُ عائشةَ قالَ: حدثنا سعيدُ بنُ / عامرٍ قالَ: وَسَمَ داودُ خَطيئتَه في كفِّه، فما رَفعَ فيها طعاماً حتى يَشوبَه بدُموعِهِ (¬3)، ولا شرابَهَ حتى يَشوبَه بدُموعِهِ. ¬

_ (¬1) هو في «مجالس ثعلب» (1/ 19). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (44/ 339). وأخرجه البيهقي (6/ 357)، وأبو نعيم في «الحلية» (1/ 45، 7/ 291) من طريقين عن عمر بنحوه. (¬2) هو في «مجالس ثعلب» (1/ 18). ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (17/ 99). (¬3) إلى هنا في «مجالس ثعلب» (1/ 18).

أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن هلال

مَعنى قولِهِ «وَسَمَ خَطيئتَه في كفِّه» أَي: أَثبتَها حتى لا يَنساها، ويَذكرَها على الدَّوامِ وتَعاقبِ السِّنينِ والأَعوامِ والشُّهورِ والأيامِ. ويُقالُ: «وَسَمَ» بالسينِ المُهملةِ، ولا يُقالُ: «وَشَمَ» بالواوِ، وإنَّما يُقالُ: «رَشَمَ» بالراءِ (¬1). وسألتُ الشريفَ أبا السَّعاداتِ هبةَ اللهِ بنَ عليٍّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في شهرِ رمضانَ، سَنةَ خمسينَ وأربعِمئةٍ. 453 - أخبرنا أبو القاسمِ هبةُ اللهِ بنُ الحسنِ بنِ هلالٍ وغيرُه ببغدادَ قالوا: أخبرنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ محمدٍ الخطيبُ الأَنباريُّ: حدثنا أبو عمرَ عبدُ الواحدِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَهديٍّ: أخبرنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفارُ: حدثنا محمدُ بنُ مَندةَ بنِ الهيثمِ أبو جعفرٍ الأَصبهانيُّ: حدثنا بكرٌ يَعني ابنَ بَكارٍ: حدثنا شعبةُ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن قيسِ بنِ أبي حازمٍ، عن أبيه قالَ: دَخلتُ المسجدَ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يَخطبُ، فأَشارَ بيدِهِ أَن تحوَّلْ إلى الظلِّ (¬2). ¬

_ (¬1) لكن قال الثعالبي في «فقه اللغة» (1/ 74): الوشم في اليد، الوسم في الجلد، الرشم في الحنطة أو الشعير. بل إن ابن منظور ذكر هذا الأثر في باب (وشم) من «لسان العرب» (21/ 638) وقال: معناه نقشها في كفه نقش الوشم. (¬2) هو في «الجزء التاسع من حديث محمد بن مندة - مخطوط» (9). وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1174)، وأبو داود (4822)، وأحمد (3/ 426، 427، 4/ 262)، وابن خزيمة (1453)، وابن حبان (2800)، والحاكم (4/ 271) من طريق إسماعيل بن أبي خالد به. ثم أخرجه أحمد (3/ 426)، والطيالسي (1298)، والحاكم (4/ 272) من طريقه، عن قيس مرسلاً. وأورده الألباني في «الصحيحة» (833).

هبة الله بن أبي بكر محمد بن أبي القاسم بن حنة الأصبهاني

454 - أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ الحسنِ بنِ هلالٍ وغيرُه قالوا: أخبرنا عليُّ بنُ محمدٍ الأَنباريُّ قالَ: أخبرنا أبو عمرَ: أخبرنا أبو عليٍّ: حدثنا محمدُ بنُ مَندةَ: حدثنا بكرٌ: حدثنا خالدُ بنُ عبدِ اللهِ (¬1) البصريُّ السلميُّ: حدثنا غالبٌ القَطانُ، عن بكرِ بنِ عبدِ اللهِ المُزنيِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: كُنا إذا صلَّينا خلفَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالظَّواهرِ سجَدْنا على ثيابِنا اتَّقاءَ الحرِّ (¬2). اختَلفَ العلماءُ في سجودِ المُصلي على فاصلِ ثوبِهِ، قالَ بعضُهم: يَجوزُ، واحتَجَّ بهذا الحديثِ، وهو قولُ أبي حَنيفةَ. / وقالَ بعضُهم: لا يَجوزُ، وهو مذهبُ الشَّافعيِّ رحمَه اللهُ. وسألتُ هبةَ اللهِ بنَ الحسنِ بنِ هلالٍ عن مَولدِهِ، فقالَ: في سَنةِ ثلاثٍ وسبعينَ وأربعِمئةٍ. 455 - أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ أبي بكرٍ محمدِ بنِ أبي القاسمِ بنِ حَنَّةَ الأصبهانيُّ بها قالَ: أخبرنا لاحقُ بنُ محمدٍ الإسكافُ: أخبرنا أبو عليٍّ أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ أحمدَ بنِ يَزدادَ غلامُ مُحسِّنٍ: أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ جعفرِ بنِ أحمدَ بنِ فارسٍ: حدثنا أبو بشرٍ إسماعيلُ بنُ عبدِ اللهِ: حدثنا أبو الرَّبيعِ الزَّهرانيُّ: حدثنا الوليدُ بنُ أبي ثورٍ، عن سماكٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ، ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، والحديث معروف من رواية خالد بن عبد الرحمن السلمي البصري، عن غالب القطان، وانظر ترجمته في «تهذيب الكمال» (8/ 119). (¬2) هو في «الجزء التاسع من حديث محمد بن مندة - مخطوط» (18). وأخرجه البخاري (524) من طريق خالد بن عبد الرحمن، عن غالب القطان به. وانظر رواية بشر بن المفضل عن غالب، عند البخاري (385)، ومسلم (620).

أبو بكر هبة الله بن الفرج المعروف بابن أخت الطويل

عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «صُوموا وأَفطِروا لرُؤيتِهِ، فإِن حالَ دُونَه غَمامةٌ فأَكمِلوا العِدةَ» (¬1). 456 - أخبرنا أبو بكرٍ هبةُ اللهِ بنُ الفرجِ المعروفُ بابنِ أُختِ الطويلِ، قراءةً عليه وأنا أَسمعُ بهمَذانَ، قيلَ له: أخبركم أبو الفرجِ بنُ عبدِ الحميدِ (¬2) العدلُ في شهرِ رمضانَ سَنةَ ستٍّ وستينَ وأربعِمئةٍ قالَ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ لالٍ الفقيهُ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرِ بنِ عبدِ الرزاقِ التمارُ: حدثنا أبو داودَ سليمانُ بنُ الأَشعثِ السِّجستانيُّ: حدثنا أبو الوليدِ: حدثنا شعبةُ قالَ: أخبرني إسماعيلُ بنُ رجاءٍ قالَ: سمعتُ أَوسَ بنَ ضَمعَجٍ يُحدثُ عن أبي مسعودٍ البدريِّ قالَ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَؤمُّ القومَ أَقرؤُهم لكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ وأَقدمُهم قراءةً، وإِن كانوا في القراءةِ سواءً فليَؤمَّهم أَقدمُهم هِجرةً، فإِن كانوا في الهجرةِ سواءً فليَؤمَّهم أكبرُهم سِنَّا، ولا يُؤَمُّ الرَّجلُ في بيتِهِ ولا في سُلطانِهِ، ولا يُجلَسُ على تَكرمَتِهِ إلا بإذنِهِ». قالَ شعبةُ: فقلتُ لإسماعيلَ: ما تَكرِمَتُه؟ قالَ: فِراشُهُ (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2327)، والترمذي (688)، والنسائي (2129) (2130) (2189)، وأحمد (1/ 226، 258)، وابن خزيمة (1912)، وابن حبان (3590) (3594)، والحاكم (1/ 424) من طريق سماك بن حرب به. وله عن ابن عباس طرق وروايات أخرى، انظر «المسند الجامع» (6390) وما بعده. (¬2) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: (أبو الفرج عبد الحميد)، وهو ابن الحسن الدلال، له ترجمة في «تاريخ الإسلام» (32/ 52). (¬3) هو في «سنن أبي داود» (582). وأخرجه مسلم (673) من طريق إسماعيل بن رجاء به.

/ أبو مسعودٍ البَدريُّ نَزلَ على ماءٍ ببدرٍ فقيلَ: البَدريُّ، ووَهمَ بعضُ المُحدِّثينَ في نسبتِهِ أنَّه حَضرَ وَقعةَ بدرٍ، وليسَ كما تَوهَّمَ (¬1). 457 - أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ الفرجِ: أخبرنا أبو الفرجِ: حدثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرٍ: حدثنا أبو داودَ: حدثنا محمدُ بنُ العلاءِ هو أبو كُريبٍ وإبراهيمُ بنُ موسى، عن ابنِ المباركِ، عن الحسنِ بنِ ذَكوانَ هو بصريٌّ، عن سليمانَ الأَحولِ، عن عطاءٍ، - قالَ إبراهيمُ: عن أبي هريرةَ -، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عن السَّدلِ في الصلاةِ، وأَن يُغطيَ الرَّجلُ فاهُ (¬2). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: يُقالُ: «السَّدل» هو أَن يَضعَ الشخصُ ثوبَه على رأسِهِ وكتفيهِ، ويجعلَ أَطرافَ الثوبِ مُرسلةً مِن جوانبِهِ (¬3). ¬

_ (¬1) قال الحافظ في «الإصابة» (4/ 524): اتفقوا على أنه شهد العقبة، واختلفوا في شهوده بدراً، فقال الأكثر: نزلها فنسب إليها، وجزم البخاري بأنه شهدها، واستدل بأحاديث أخرجها في «صحيحه» في بعضها التصريح بأنه شهدها .. .. ، وقال أبو عبيد بن سلام ومسلم في «الكنى»: شهد بدراً. وفي «فتح الباري» (7/ 319) زيادة تفصيل، ومما قال: .. والقاعدة أن المثبت مقدم على النافي. وإنما رجح من نفى شهوده بدراً باعتقاده أن عمدةَ من أثبت ذلك وصفُه بالبدري، وأن تلك نسبة إلى نزول بدر لا إلى شهودها، لكن يضعِّف ذلك تصريح من صرح منهم بأنه شهدها .. . (¬2) هو في «سنن أبي داود» (643). وانظر تخريجه والاختلاف في إسناده في «علل الدارقطني» (1608)، و «مسند أحمد» 2/ 295 (7934)، و «المسند الجامع» (12831). (¬3) وقيل: السدل إرسال الثوب حتى يصيب الأرض. وقيل: هو إسبال الرجل ثوبه من غير أن يضم جانبيه بين يديه، فإن ضمه فليس بسدل. وقيل: هو أن يلتحف بثوبه ويدخل يديه من داخل فيركع ويسجد وهو كذلك. قال الشوكاني: ولا مانع من حمل الحديث على جميع هذه المعاني إن كان السدل مشتركاً بينها.

أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس المقرئ

458 - أخبرنا أبو محمدٍ هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ طاوسٍ المقرئُ بقراءَتي عليه بدمشقَ، قلتُ له: أخبركم أبو عبدِ اللهِ مالكٌ - ويُكنى بأبي الحسنِ ويُسمَّى بعليٍّ (¬1) - ابنُ أحمدَ بنِ عليٍّ البانياسيُّ المالكيُّ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ موسى بنِ القاسمِ بن الصَّلتِ المُجبِّرُ: حدثنا إبراهيمُ هو ابنُ عبدِ الصمدِ الهاشميُّ: حدثنا عبيدُ بنُ أَسباطِ بنِ محمدٍ قالَ: حدثني أبي: حدثنا سفيانُ، عن عبدِ الملكِ بنِ عُميرٍ، عن رِبعيٍّ، عن حذيفةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقتَدوا بالذَينِ مِن بَعدي: أبي بكرٍ وعمرَ، واهتَدوا بهَديِ عمارٍ، وتمسَّكوا بعهدِ ابنِ أُمِّ عبدٍ» (¬2). 459 - أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ في رجبٍ سَنةَ أربعٍ وعشرينَ وخمسِمئةٍ بدمشقَ: أخبرنا أبو الغنائمِ محمدُ بنُ عليِّ بنِ الحسنِ (¬3) بنِ أبي عثمانَ الدَّقاقُ: / أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ يحيى البَيِّعُ: حدثنا الحسينُ هو ابنُ إسماعيلَ المَحامليُّ: حدثنا محمدُ بنُ أبي عونٍ (¬4): حدثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن ¬

_ (¬1) أبو عبد الله مالك بن أحمد البانياسي كان يقول - كما في «السير» (18/ 526) -: هكذا سماني الوالد وكناني، وسمتني أمي علياً، وكنتني أبا الحسن، فأنا أعرف بهما. (¬2) أخرجه الترمذي (3662) (3663) (3799 م)، وابن ماجه (97)، وأحمد (5/ 382، 385، 399، 402)، والحميدي (449)، والبزار (2827) (2828) (2829)، والحاكم (3/ 75) من طريق ربعي بن حراش، على اختلاف في الإسناد إليه. وحسنه الترمذي. وأورده الألباني في «الصحيحة» (1233). (¬3) في الأصل: (الحسين)، والمثبت من مصادر ترجمته. (¬4) في الأصل: (بن أبي مذعور)، والمثبت من «المحامليات»، وهو: محمد بن أحمد بن أبي عون النسوي، له ترجمة في «السير» (14/ 434) وغيره.

عبدِ الحميدِ بنِ جُبيرٍ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ، عن أُمِّ شَريكٍ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمرَها بقَتلِ الأَوزاغِ (¬1). الأَوزاغُ جمعُ وَزَغةٍ، وهم سامُّ أَبرَصَ، وإنَّما أُمرَ بقَتلِها لإفسادِها، ولعلَّها كانَت تَقعُ في طعامِهم وشرابِهم (¬2). 460 - أخبرنا هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ المِصيصيُّ: أخبرنا أبو القاسمِ عبدُ الرحمنِ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ الحُرفيُّ: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سلمانَ النَّجادُ: أخبرنا أبو بكرٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أبي الدُّنيا قالَ: بلغَني عن أبي حنيفةَ (¬3)، عن زهيرٍ البابيِّ، عن سلَّامِ بنِ أبي مُطيعٍ قالَ: دَخلتُ على مريضٍ أَعودُهُ فإِذا هو يَئِنُّ، فقلتُ له: اذكُر المُطَّرحِينَ في الطريقِ، اذكُر الذينَ لا مَأوى لهم، ولا لهم مَن يَخدمُهم، قالَ: ثم دَخلتُ عليه بعدَ ذلكَ فلم أسمَعْهُ يَئِنُّ، قالَ: وجعلَ يقولُ: اذكُر المُطَّرحِينَ في الطريقِ، واذكُر مَن لا مَأوى له، ولا له مَن يَخدمُه (¬4). زهيرٌ البابيُّ يُضافُ إلى بابِ الأبوابِ بدَرْبَندَ. وتُوفيَ هبةُ اللهِ بنُ أحمدَ يومَ الجمعةِ، السابعَ عشرَ مِن المُحرمِ، سَنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ بعدَ صلاةِ الجمعةِ في مقابرِ بابِ الفَراديسِ بدمشقَ. ¬

_ (¬1) هو في «المحامليات» (101). وأخرجه البخاري (3307) (3359)، ومسلم (2237) من طريق عبد الرحمن بن جبير به. (¬2) وفي رواية للبخاري: «وقال: كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام». (¬3) هكذا في الأصل، وعند ابن أبي الدنيا: (أبي خيثمة)، ولعله الصواب. والله أعلم. (¬4) هو في «الشكر» لابن أبي الدنيا (137).

الحافظ أبو الحسين هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الشافعي

461 - أخبرنا الحافظُ أبو الحسينِ هبةُ اللهِ بنُ الحسنِ بنِ هبةِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الحسينِ الشَّافعيُّ بدمشقَ قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ سعيدِ بنِ إبراهيمَ بنِ نبهانَ: أخبرنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ / بنِ الحسنِ بنِ شاذانَ البزازُ: أخبرنا أبو عَمرو عثمانُ هو ابنُ أحمدَ بنِ عبدِ اللهِ الدَّقاقُ: حدثنا محمدُ بنُ عيسى: حدثنا محمدُ بنُ الفضلِ، عن منصورٍ، عن النَّخعيِّ، عن علقمةَ، عن ابنِ مسعودٍ قالَ: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صَعدَ المنبرَ استقبَلْناهُ بوُجوهِنا (¬1). سألتُ الحافظَ أبا الحسينِ هبةَ اللهِ بنَ الحسنِ (¬2) عن مَولدِهِ، فقالَ: في رجبٍ، سَنةَ ثمانٍ وثمانينَ وأربعِمئةٍ. ¬

_ (¬1) هو في «الجزء الثاني من فائد ابن شاذان - مخطوط» (55). وأخرجه الترمذي (509)، وأبو يعلى (5410)، والبزار (1481)، والطبراني (9991) من طريق محمد بن الفضل به. وقال الترمذي: ومحمد بن الفضل بن عطية ضعيف ذاهب الحديث عند أصحابنا. (¬2) في الأصل: (الحسين)، وتقدم على الصواب.

باب اللام ألف

بابُ اللامُ ألف 462 - حدثنا أبو محمدٍ لاحقُ بنُ عليِّ بنِ كاره البغداديُّ الحنبليُّ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ سعيدِ بنِ إبراهيمَ بنِ نَبهانَ الكاتبُ قالَ: أخبرنا أبو الحسنِ بُشرى بنُ عبدِ اللهِ مَولى فاتنٍ مَولى أميرِ المؤمنينَ قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عُبيدِ بنِ أحمدَ بنِ مَخلدٍ الدَّقاقُ المعروفُ بالعَسكريِّ قالَ: حدثني عمرُ بنُ محمدٍ: حدثنا أبو القاسمِ (¬1): حدثنا أحمدُ بنُ يحيى: حدثنا حسانُ الرَّباليُّ، عن زيدِ بنِ الحُبابِ عن مسعرِ بنِ كِدامٍ، عن ذَكوانَ (¬2) هو أبو صالحٍ الزَّياتُ، عن ابنِ الزبيرِ قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذا أَوى إلى مَضجعِهِ قالَ: «اللهمَّ مَتعْني بسَمعي وبَصري، واجعَلْه الوارثَ مِني، وقرَّ عَيني في حَياتي» (¬3). 463 - حدثنا لاحقٌ: أخبرنا محمدُ بنُ سعيدٍ الكاتبُ: أخبرنا بُشرى: أخبرنا محمدٌ قالَ: حدثني أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أيوبَ المُخَرِّميُّ: حدثنا سعيدُ بنُ محمدٍ الجَرميُّ (¬4): حدثنا معنُ بنُ عيسى: حدثنا هشامُ بنُ ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، وفي «الترغيب في الدعاء»: حدثنا أبو الهيثم. (¬2) هكذا في الأصل، وفي «الترغيب في الدعاء»: عن ابن ذكوان، عن ابن الزبير. (¬3) أخرجه عبد الغني المقدسي في «الترغيب في الدعاء» (98) من طريق ابن نبهان الكاتب به. والأربعة دون زيد بن الحباب لم أجد لهم ترجمة. وابن الزبير راوي الحديث يسبق إلى الذهن أنه الصحابي عبد الله بن الزبير، لكن في «مصنف عبد الرزاق» (19640) من طريق هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه نحوه باختلاف يسير. فالله أعلم. وانظر «الصحيحة» (3170). (¬4) من رجال «التهذيب»، وفي الأصل: (المخرمي).

سعدٍ هو مدنيٌّ، عن نافعٍ، عن ابنِ عمرَ قالَ: خَرجْنا مَع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى قُباءَ، فقامَ يُصلِّي، فجاءَتْه / الأنصارُ تُسلِّمُ عليه، قالَ ابنُ عمرَ: فقلتُ لبلالٍ: كيفَ رَأيتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَردُّ عَليهم؟ قالَ: يُشيرُ بيدِهِ وهو يُصلِّي (¬1). هذا يُعلَمُ مِنه صلى الله عليه وسلم أنَّ العملَ القَليلَ في الصلاةِ لا يُبطِلُها. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (927)، والترمذي (368)، وأحمد (6/ 12)، والطحاوي في «معاني الآثار» (1/ 454)، وفي «مشكل الآثار» (5709) (5711)، والبيهقي (2/ 259) من طريق هشام بن سعد به. وفي رواية للطحاوي والبيهقي: عن ابن عمر: قلت لبلال أو لصهيب. ولم يذكر الطحاوي في «معاني الآثار» (1/ 453 - 454)، وفي «مشكل الآثار» (5710) فيه غير ابن عمر. ويرويه زيد بن أسلم، عن ابن عمر، عن صهيب، انظر «المسند الجامع» (5406). وقال الترمذي: حسن صحيح .. .. وكلا الحديثين عندي صحيح، لأن قصة حديث صهيب غير قصة حديث بلال، وإن كان ابن عمر روى عنهما فاحتمل أن يكون سمع منهما جميعاً. وصححه الألباني.

باب الياء

بابُ الياءِ مَن اسمُهُ يحيى 464 - أخبرنا القاضي أبو الفضلِ (¬1) يحيى بنُ عليِّ بنِ عبدِ العزيزِ القرشيُّ بدمشقَ قالَ: أخبرنا الأميرُ أبو محمدٍ الحسنُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ البَرِّيِّ السُّلميُّ قالَ: أخبرنا أبو نصرٍ منصورُ بنُ رامِشٍ قالَ: أخبرنا أبو محمدٍ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ شيبانَ المعدلُ قالَ: حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ: حدثنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ: حدثنا الليثُ بنُ سعدٍ وبكرُ بنُ مَضرَ، عن يزيدَ بنِ الهادِ، عن محمدِ بنِ إبراهيمَ التَّيميِّ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَرأيتُم لو أنَّ نَهراً ببابِ أَحدِكم يَغتسلُ كلَّ يومٍ خمسَ مراتٍ، هَل يَبقى مِن دَرنِهِ شيءٌ؟» قَالوا: لا، قالَ: «فذاكَ مَثلُ الصلواتِ الخمسِ، يَمحو اللهُ بها الخَطايا» (¬2). 465 - وأخبرنا القاضي أبو المُفضلِ يحيى بنُ عليٍّ القرشيُّ قالَ: أخبرنا الفقيهُ أبو القاسمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ المِصيصيُّ قالَ: أخبرنا عبدُ الرحمنِ بنُ عثمانَ بنِ أبي نصرٍ قالَ: أخبرنا عَمي أبو عليٍّ محمدُ بنُ القاسمِ قالَ: أخبرنا أحمدُ بنُ عليِّ بنِ سعيدٍ القاضي: حدثنا وهبُ بنُ بقيةَ: حدثنا خالدٌ الواسطيُّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ إسحاقَ، عن الزُّهريِّ، / عن عروةَ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل هنا، ولعل الصواب: (أبو المفضل)، كما يأتي في الموضعين التاليين، فكذلك ذكره تلاميذه: السمعاني وابن عساكر وأبو طاهر السلفي، مع أنه في بعض المصادر الأخرى كما في هذا الموضع (أبو الفضل)، وانظر ترجمته في شيوخ المصنف. (¬2) أخرجه البخاري (528)، ومسلم (667) من طريق يزيد بن الهاد به.

أبو محمد يحيى بن علي بن محمد بن الطراح

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اقتُلوا الفَواسِقَ» يَعني الوَزَغَ (¬1). قالَ عبدُ الخالقِ بنُ أسدِ بنِ ثابتٍ: القاضي أبو المُفضلِ يحيى بنُ عليٍّ مَولدُهُ في يومِ السبتِ، الثامنِ مِن المحرمِ، سَنةَ أربعٍ وأربعينَ وأربعِمئةٍ. وتُوفيَ يومَ الاثنينِ، الخامسَ والعشرينَ مِن شهرِ ربيعٍ الأولِ، سَنةَ أربعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ بحضرةِ مسجدِ القدمِ بظاهرِ دمشقَ. 466 - أخبرنا أبو محمدٍ يحيى بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ الطَّرَّاحِ ببغدادَ قالَ: أخبرنا الشريفُ أبو الغنائمِ عبدُ الصمدِ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ المأمونِ إجازةً قالَ: أخبرنا عُبيدُ اللهِ هو ابنُ محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ مَخلدٍ البزازُ: حدثنا يحيى ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (143)، والدورقي في «مسند سعد» (14) من طريق وهب بن بقية به. ولفظ أبي يعلى: «اقتلوا الفويسق» يعني الوزغ. ثم أخرجاه بنفس السند إلى الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله. وأخرجه السراج في «حديثه» (2415) (2416) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن عمرو بن سعيد، عن الزهري بلفظ: «اقتلوا الفويسق». وعبد الرحمن بن إسحاق المدني أخرج له مسلم واستشهد به البخاري وأخرج له في الأدب المفرد، لكن تُكلم فيه، قال ابن عدي: فى حديثه بعض ما ينكر ولا يتابع عليه، والأكثر منه صحاح، وهو صالح الحديث كما قاله أحمد بن حنبل. فيُخشى أن يكون قد وهم في لفظ هذا الحديث، أو دخل عليه حديث في حديث. فقد أخرجه البخاري (1831) (3306)، ومسلم (2239) من طريق الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوزغ: الفويسق، ولم أسمعه أمر بقتله. زاد البخاري: وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله. وحديث سعد هذا أخرجه مسلم (2238) من طريق الزهري، عن عامر بن سعد، عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ، وسماه فويسقاً. والله أعلم.

أبو القاسم يحيى بن بطريق الطرسوسي

يعني ابنَ محمدِ بنِ صاعدٍ: حدثنا أبو عُبيدِ اللهِ يَعني سعيدَ (¬1) بنَ عبدِ الرحمنِ المخزوميَّ: حدثنا سفيانُ، عن عَمرو بنِ دينارٍ، عن عطاءٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: ما ماتَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى أُحلَّ له النِّساءُ (¬2). تُوفي يحيى بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ الطَّرَّاحِ ليلةَ الجمعةِ. ودُفنَ مِن الغدِ، الرابع مِن شهرِ رمضانَ، سَنةَ ستٍّ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. 467 - أخبرنا أبو القاسمِ يحيى بنُ بطريق الطَّرسوسيُّ بدمشقَ قالَ: أخبرنا أبو الحسينِ محمدُ بنُ مكيٍّ المصريُّ: أخبرنا الميمونُ بنُ حمزةَ العلويُّ قالَ: أخبرنا أحمدُ هو ابنُ عبدِ الوارثِ: حدثنا عيسى هو ابنُ حمادٍ زُغْبةُ: أخبرنا الليثُ بنُ سعدٍ، / عن يزيدَ هو ابنُ أبي حبيبٍ، عن العلاءِ بنِ عبدِ الرحمنِ مَولى جُهينةَ، أنَّ أباهُ حدَّثه، أنَّ أبا سعيدٍ الخدريَّ رضي اللهُ عنه قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِزْرَةُ المؤمنِ إلى نصفِ الساقِ، فَما كانَ إلى الكعبِ فَلا بأسَ، وما تَحتَ الكعبِ فَفي النارِ، لا يَنظرُ اللهُ إلى مَن جَرَّ ثوبَهُ خُيلاءَ» (¬3). «إِزْرَةٌ» بكسرِ الهمزةِ، هو الإِزارُ، وقَد سَبقَ ذِكرُه في ذِكرِ مَن اسمُهُ الحسنُ، ¬

_ (¬1) في الأصل: (يعني ابن سعيد). (¬2) أخرجه الترمذي (3216)، والنسائي (3204) (3205)، وأحمد (6/ 41، 180، 201)، والطبري في «تفسيره» (22/ 39 - 40)، وابن حبان (6366)، والحاكم (2/ 437)، والبيهقي (7/ 54) من طريق عطاء بن أبي رباح، على اختلاف في إسناده ينظر بيانه في «مسند أحمد» (40/ 165). (¬3) هو في «حديث يزيد بن أبي حبيب رواية الليث» (7). وتقدم (84).

أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام بن محمد الأزدي

وفي لفظِ الحديثِ اختلافٌ في الروايةِ. والثوبُ يَشتملُ على الإِزارِ والرِّداءِ، وإذا خِيطَ الثوبُ فهو قَميصٌ. والخُيلاءُ هو العُجبُ. 468 - أخبرنا يحيى بنُ بِطريق قالَ: حدثنا الحافظُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ: أخبرنا أبو عمرَ القاسمُ بنُ عبدِ الواحدِ الهاشميُّ قالَ: حدثنا أبو عليٍّ محمدُ بنُ أحمدَ اللؤلؤيُّ: حدثنا أبو داودَ السِّجستانيُّ: حدثنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ، عن سفيانَ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأَعرجِ، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه يرفعُه قالَ: «لَولا أَن أَشقَّ على المؤمنينَ لأَمرتُهم بتأخيرِ العِشاءِ، والسِّواكِ عندَ كلِّ صلاةٍ» (¬1). تُوفي يحيى بنُ بِطريق ليلةَ الاثنينِ، الثاني والعشرينَ مِن شهرِ رمضانَ، سَنةَ أربعٍ وثلاثينَ وخمسِمئةٍ. ودُفنَ مِن الغدِ في مقابرِ بابِ الصغيرِ بدمشقَ. وهو آخِرُ مَن حدَّثَ عن ابنِ مكيٍّ بدمشقَ. 469 - حدثنا أبو بكرٍ / يحيى بنُ سَعدونَ بنِ تمامِ بنِ محمدٍ الأَزديُّ قالَ: حدثنا أبو العزِّ أحمدُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ كادِشٍ: أخبرنا أبو طالبٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ الفتحِ الحربيُّ: أخبرنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ بنِ أحمدَ بنِ أيوبَ بنِ شاهينَ المَروَرُّوذيُّ الواعظُ: حدثنا أبو القاسمِ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ البغويُّ: أخبرنا عبدُ الوارثِ بنُ غياثٍ: حدثنا فَضَّالُ بنُ جُبيرٍ أبو المُهنَّى (¬2) ¬

_ (¬1) هو في «سنن أبي داود» (46). وشطره الثاني عند البخاري (887)، ومسلم (252) من طريق أبي الزناد. (¬2) هكذا في الأصل، وهكذا في بعض مصادر ترجمته، وفي أخرى: (أبو المهند)، وانظر ما كتبه الدكتور عبد القيوم في تحقيق «تكملة الإكمال» (4/ 300).

أبو الرجاء يحيى بن عبد الله بن أبي الرجاء الأصبهاني

قالَ: سمعتُ أبا أُمامةَ رضي اللهُ عنه يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لا عَليكم أَن لا تُعجَبوا بعَملِ عاملٍ حتى تَنظروا بمَ يُختَمُ له» (¬1). 470 - حدثنا أبو الرَّجاءِ يحيى بنُ عبدِ اللهِ بنِ أبي الرَّجاءِ الأَصبهانيُّ مِن لفظِهِ إملاءً بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو الفضلِ المُطهرُ بنُ عبدِ الواحدِ البُزَانيُّ وأبو عيسى عبدُ الرحمنِ بنُ محمدِ بنِ زيادٍ قالا: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرزُبانِ: حدثنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ يحيى بنِ الحكمِ الحَزَوَّريُّ سَنةَ خمسٍ وثلاثِمئةٍ: حدثنا لُوينٌ: حدثنا إبراهيمُ بنُ سعدٍ، عن أبيه، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن أَحدثَ في أَمرِنا ما ليسَ فيهِ فهو رَدٌّ» (¬2). مَعنى الحديثِ أَن يُحدثَ في الشرعِ ما ليسَ فيه، «فهو رَدٌّ» أَي: مَردودٌ لا يُلتفتُ إليه. وهذا الحديثُ يَحتجُّ به مَن قالَ بأنَّ النَّهيَ يدلُّ على فسادِ المَنهيِّ عنه، / فإنَّ كلَّ المَنهياتِ ليسَت مِن أمرِهِ فتُردُّ، ومَن قالَ بأنَّ النَّهيَ لا يدلُّ على فسادِ المَنهيِّ عنه، فإنَّ هذا الحديثَ مِن أَخبارِ الآحادِ، وإنَّه مما يَحتملُ التأويلَ، فلا يدلُّ على فسادِ المَنهيِّ عنه. ¬

_ (¬1) هو في «الجزء الأول من مشيخة ابن المهتدي - مخطوط» (17). وأخرجه الطبراني (8025)، والقضاعي في «مسند الشهاب» (941) من طريق فضال بن جبير به. وقال في «المجمع» (7/ 214): وفيه فضال بن جبير وهو ضعيف. (¬2) هو في «جزء لوين» (71). وأخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718) من طريق إبراهيم بن سعد به.

471 - حدثنا يحيى بنُ عبدِ اللهِ: أخبرنا أبو نصرٍ محمدُ بنُ عمرَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ المقرئُ قالَ: حدثنا أبو عليٍّ الحسنُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ الحسنِ بنِ شاذانَ ببغدادَ قالَ: أخبرنا أحمدُ بنُ سليمانَ العَبَّادانيُّ: حدثنا عليُّ بنُ حربٍ: حدثنا محمدُ بنُ فُضيلٍ، عن عَبيدةَ هو ابنُ حُميدٍ، عن إبراهيمَ، عن الأسودِ، عن عائشةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقبِّلُ وهو صائمٌ، ويُباشرُ وهو صائمٌ، وكانَ أَملَكَكم لإربِهِ (¬1). الإِرْبُ هو العُضوُ (¬2). 472 - حدثنا يحيى بنُ عبدِ اللهِ: حدثنا والدي أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ أبي الرَّجاءِ قالَ: حدثنا الحسينُ بنُ أحمدَ بنِ جعفرٍ عَمُّ أبي: أخبرنا إبراهيمُ بنُ السِّنديِّ في جُمادى الآخرةِ سَنةَ اثنَتي عشرةَ وثلاثِمئةٍ: حدثنا أبو يحيى محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يزيدَ المقرئُ: حدثنا أبي: حدثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن ثابتٍ البُنانيِّ، أنَّهم قَالوا لأنسِ بنِ مالكٍ: ادعُ لنا، فقالَ: اللهمَّ ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ، قَالوا: زِدْنا، فأعادَها، قَالوا: زِدْنا، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1927)، ومسلم (1106) (66) (67) (68) من طريق إبراهيم النخعي به. وقرن مسلم بالأسود علقمة ومسروقاً. وله طرق وروايات يطول المقام بتتبعها. (¬2) قال ابن رجب في «فتح الباري» (1/ 416): وقد رويت هذه اللفظة بكسر الهمزة وسكون الراء، ورويت بفتح الهمزة والراء، وأنكر الخطابي الرواية الأولى، وجوزها غيره. والإرْب - بالسكون -: العضو، وهو كناية هنا عن الفرج، والأرَب - بالفتح - الحاجة، والمراد بالحاجة: شهوة النكاح، وقيل: بل الإرْب - بالسكون - يراد به العضو، ويراد به الحاجة أيضاً، وكذلك هو في «الصحاح».

باب حروف مفردة في هذا الباب

فأعادَها، قالَ: ما تُريدونَ! سألتُ اللهَ لكم خيرَ الدُّنيا والآخرةِ. قالَ أنسٌ: وكانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكثرُ أَن يَدعوَ بها: / «اللهمَّ ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ» (¬1). سألتُ أبا الرَّجاءِ يحيى بنَ عبدِ اللهِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في الثاني والعشرينَ مِن صفرٍ، سَنةَ سبعٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. بابُ حُروفٍ مُفردةٍ في هذا البابِ 473 - أخبرنا أبو الفتحِ يوسفُ بنُ عبدِ الواحدِ بنِ ماهانَ بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ ماجَه: أخبرنا أبو جعفرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المَرزُبانِ: أخبرنا أبو جعفرٍ محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ يحيى: حدثنا محمدُ بنُ سليمانَ ولقبُه لُوينٌ: حدثنا حِبَّانُ هو ابنُ عليٍّ، عن محمدِ بنِ عجلانَ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرةَ، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن اشتَرى خادِماً فليَضع يدَهُ على ناصيتِهِ ثم يقولُ: اللهمَّ إنِّي أَسألُكَ خيرَه وخيرَ ما جبلتَهُ عليه، وأَعوذُ بكَ مِن شرِّهِ وشرِّ ما جبلتَهُ عليه، وإذا اشتَرى دابةً فليضَع يدَهُ على ناصيتِها، وقالَ مثلَ ذلكَ، وإذا اشتَرى بعيراً فليضَع يدَهُ على ذِروةِ سنامِهِ ثم يقولُ مثلَ ذلكَ» (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (3397) - وعنه ابن حبان (938) - من طريق حماد بن سلمة بتمامه. والمرفوع عند مسلم (2690) (27) من طريق شعبة، عن ثابت. وأخرجه أيضاً البخاري (6389) (4522)، ومسلم (2690) (26) من طريق عبد العزيز بن صهيب، عن أنس به. (¬2) هو في «جزء لوين» (70). وأخرجه أبو يعلى (6610)، والطبراني في «الدعاء» (1308) من طريق حبان بن علي به. وحبان بن علي العنزي ضعيف، وقد خالفه غير واحد من الثقات، فرووه عن محمد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو به. انظر «المسند الجامع» (8639).

أبو الدر ياقوت بن عبد الله مولى ابن البخاري

سألتُ أبا الفتحِ يوسفَ بنَ عبدِ الواحدِ عن مَولدِهِ، فقالَ: في ليلةِ الثلاثاءِ وقتَ السَّحرِ، الثاني مِن شعبانَ، سَنةَ خمسٍ وخمسينَ وأربعِمئةٍ. 474 - أخبرنا أبو الدُّرِّ ياقوتُ بنُ عبدِ اللهِ مَولى ابنِ البخاريِّ قالَ: أخبرنا أبو محمدٍ / عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ هَزار مَرْد الصَّريفينيُّ: حدثنا أبو طاهرٍ محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ المُخَلِّصُ إملاءً قالَ: حدثنا أبو القاسمِ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ البغويُّ: حدثنا عُبيدُ اللهِ بنُ موسى (¬1) العَيشيُّ: حدثنا وُهيبٌ هو ابنُ الوَردِ، عن عبدِ اللهِ بنِ طاوسٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «إيَّاكم والظنَّ، فإنَّ الظنَّ أَكذبُ الحديثِ، ولا تَجسَّسوا ولا تَحسَّسوا، ولا تَباغَضوا ولا تَدابَروا، وكُونوا عِبادَ اللهِ إِخواناً» (¬2). يُقالُ: التَّحسسُ (¬3) في الشرِّ. ¬

_ (¬1) عند المخلص: (بن محمد)، وقد يكون ما في الأصل نسبة لأحد أجداده، فهو: عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى. والله أعلم. (¬2) هو في «سبعة مجالس من أمالي المخلص» (63). وأخرجه البخاري (5142) (6064) (6066) (6724)، ومسلم (2563) من طريق طاوس وغيره عن أبي هريرة به. (¬3) هذا مقتضى ضبط الأصل، حيث ضبطت بـ (ح) صغيرة تحت الحاء علامة للإهمال، والذي وقفت عليه في كتب اللغة عكس ذلك: التحسس -بالحاء- في الخير، والتجسس -بالجيم- في الشر. والله أعلم. انظر مثلاً: «النهاية» لابن الأثير (1/ 272)، و «مشارق الأنوار» للقاضي عياض (1/ 160)، و «المزهر في علوم اللغة» للسيوطي (2/ 251).

وقالَ ثعلبٌ: بالحاءِ أَن تَطلبَهُ لنفسِكَ، وبالجيمِ أَن تَطلبَهُ لغيرِكَ. وقيلَ: بالجيمِ البحثُ عن العَوراتِ، وبالحاءِ الاستماعُ.

باب من كتبت عنه وذكرت كنيته ولم أقف على اسمه

بابُ مَن كتبتُ عنه وذَكرتُ كُنيتَه ولم أَقف على اسمِهِ 475 - أخبرني الشريفُ أبو القاسمِ بنُ يوسفَ العَلويُّ السَّمرقدنيُّ الفقيهُ الحنفيُّ مَذهباً بهمذانَ قالَ: أخبرني أبو القاسمِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ الصَّيرفيُّ السَّمرقنديُّ الدارِ الفارسيُّ الأصلِ بسَمرقندَ قالَ: أخبرنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ أبي بكرٍ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ شاهينَ الفارسيُّ بسَمرقندَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ جعفرِ بنِ جابرٍ الرَّزْمازيُّ نسبةً إلى قريةٍ / بسَمرقندَ: أخبرنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ الفضلِ البلخيُّ: أخبرنا قُتيبةُ بنُ سعيدٍ البَغلانيُّ: حدثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمدٍ، عن سُهيلٍ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «نِعمَ الرَّجلُ أبو بكرٍ، نِعمَ الرَّجلُ عمرُ، نِعمَ الرَّجلُ أبو عُبيدةَ بنُ الجرَّاحِ، نِعمَ الرَّجلُ أُسيدُ بنُ حُضيرٍ، نِعمَ الرَّجلُ ثابتُ بنُ قيسِ بنِ شَمَّاسٍ، نِعمَ الرَّجلُ معاذُ بنُ جبلٍ، نِعمَ الرَّجلُ عَمرو بنُ الجَموحِ» (¬1). سألتُ الشريفَ أبا القاسمِ بنَ يوسفَ العَلويَّ عن مَولدِهِ، فقالَ: في السابعِ أو الثامنِ مِن رجبٍ، سَنةَ تسعٍ وتسعينَ وأربعِمئةٍ. 476 - أخبرنا أبو طاهرِ بنُ أبي نصرٍ المعروفُ بهاجر بأصبهانَ قالَ: أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ الكِسائيُّ: حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (337)، والترمذي (3795)، والنسائي في «الكبرى» (8173) (8186)، وأحمد (2/ 419)، وابن حبان (6997) (7129)، والحاكم (3/ 233، 268، 289، 425) من طريق سهيل بن أبي صالح مطولاً ومختصراً. وقال الترمذي: حسن. وصححه الحاكم على شرط مسلم، والألباني في «الصحيحة» (2/ 534).

الفقيه أبو العلاء بن نصر بن أحمد الحنفي الكشاني

أخبرنا أبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ جعفرِ بنِ حَيانَ: حدثنا الحسينُ بنُ عمرَ بنِ أبي الأَحوصِ قالَ: حدثنا أحمدُ بنُ يونسَ: حدثنا أبو بكرِ بنُ عَياشٍ، عن الحسنِ بنِ عَمرو، عن يحيى بنِ هانئٍ المُراديِّ، عن الحارثِ بنِ قيسٍ الجونيِّ (¬1) قالَ: قالَ عبدُ اللهِ: يا حارثَ بنَ قيسٍ، أَتريدُ أَن تَسكنَ الجنةَ! عَليكَ بهذا السَّوادِ الأَعظمِ (¬2). 477 - سمعتُ الفقيهَ أبا العلاءِ بنَ نصرِ بنِ أحمدَ الحنفيَّ الكُشَانيَّ بهمَذانَ وقَد سُئلَ عن الحلفِ بالقرآنِ، فقالَ: لا يَنعقدُ يَمينُ الحالفِ (¬3). يُشيرُ إلى أنَّ القرآنَ يُذكَرُ ويُرادُ به القراءةُ، قالَ اللهُ تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} [الإسراء: 78] أَي: وقراءَةَ صلاةِ الفجرِ، ويُذكَرُ ويُرادُ به / المُصحفُ، ومِنه قولُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا تُسافِروا بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ» (¬4). والمُرادُ به المصحفُ. فكانَ اللفظُ مُحتملاً، فيُرجَعُ فيه إلى قصدِ الحالِفِ. واستَشهدَ بالحالِفِ بعِلمِ اللهِ أنَّه لا يَنعقدُ يَمينُه على إِحدى الرِّوايَتينِ عن أبي حَنيفةَ رحمَه اللهُ، وأنَّ العلمَ يُذكَرَ ويُرادُ به المَعلومُ، قالَ اللهُ تعالى: {لَا ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، ولم تزد كتب التراجم في نسبته على: الجعفي الكوفي. فلعله تحرف عن أحدهما. والله أعلم. (¬2) أخرجه ابن بطة في «الإبانة» (191) من طريق أحمد بن يونس به. (¬3) هذا مذهب أبي حنيفة، ومذهب الجمهور أنه يمين منعقدة، قال ابن الهمام في «فتح القدير» (5/ 69): ثم لا يخفى أن الحلف بالقرآن الآن متعارف، فيكون يميناً، كما هو قول الأئمة الثلاثة. (¬4) تقدم (25).

يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة: 255] أَي: مِن مَعلومِهِ، وعِلمُ اللهِ وكلامُهُ قَديمٌ. آخِرُ المعجمِ (¬1) والحمدُ للهِ أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلواتُ اللهِ على سيدِنا محمدٍ النبيِّ وآلِهِ وسلامُهُ وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيلُ ¬

_ (¬1) كتب هنا في الهامش: توفي الفقيه عبد الخالق بن أسد بن ثابت الحنفي مصنف هذا الكتاب رحمه الله تعالى ليلة السبت، ثامن وعشرين المحرم، من سنة أربع وستين وخمسمئة بدمشق. ودفن يوم السبت، بعد صلاة الظهر في مقابر باب الصغير.

§1/1