المعجم الكبير للطبراني من جـ 21

الطبراني

المُعْجَمُ الكَبِير للحافظ أبي القاسم سُلَيْمان بن أحمد الطَّبَرَاني (260- 360هـ) قِطْعَةٌ مِنَ المُجَلَّدِ الحَادِي والعِشْرِينَ (يَتَضَمَّنُ جُزْءًا مِنْ مُسْنَدِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ) تحقيق فريق من الباحثين بإشراف وعناية د/ سعد بن عبد الله الحميد ود/ خالد بن عبد الرحمن الجريسي

مقدمة التحقيق

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مُقَدِّمَةُ التَّحْقِيقِ الحمدُ لِلَّهِ وكَفَى، وصَلَوَاتُ اللهِ وسَلاَمُهُ على عَبْدِهِ المصْطَفَى، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَهْلِ الْوَفَى، وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعدُ: فإنَّ كِتَابَ "الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ" للإمامِ أبي القاسمِ سُلَيْمَانَ بنِ أحمدَ الطَّبَرَانِيِّ (ت360هـ) مِنْ أُمَّهاتِ الكُتُبِ الحديثيَّةِ الْمَشْهُورة، وقَدْ كان حَقَّقَهُ وأخرَجَ ما وَقَفَ عليه مِنْ أُصُولِهِ الخَطِّيَّةِ الشيخُ حَمْدِي بن عبد الْمَجِيد السَّلَفِيُّ- حفظه الله- وبَقِيَ في الكتابِ نَقْصٌ لم يَقِفِ الشيخُ على أُصُولِهِ مع كَثْرَةِ البحثِ وطُولِ التَّفْتِيش، وطُبِعَ أولَ مَرَّةٍ مِنْ زُهاءِ ثلاثينَ سنةً؛ في خَمْسَةٍ وعشرين مُجَلَّدًا، مَعَ نَقْصِ المجلَّداتِ ذاتِ الأرقامِ: (13 و14 و15 و16 و21) ، ثم عَثَرَ الشيخُ بعد ذلك على قِطْعةٍ مِنَ المجلَّدِ الثالثَ عَشَرَ؛ فأخْرَجَهَا اعتمادًا على نسختَيْنِ يُكَمِّلُ كُلٌّ منهما نَقْصَ الأخرى. وقد أَتْحَفَنَا الشيخُ- وفَّقه اللهُ- بقطعةٍ مَخْطُوطَةٍ مِنَ المجلَّدِ الحادي والعشرين، وَقَفَ عليها بِأَخَرَةٍ؛ تَتضَمَّنُ هذه القِطْعَةُ جُزْءًا من مسندِ النُّعْمَان بن بَشِير رضي الله عنه، وهي التي نَضَعُهَا بين يَدَيْكَ- أخي القارئَ- بَعْدَ أنْ قُمْنَا بِتَحْقِيقِهَا عَلَى وجهٍ نرجو أنْ يكونَ أقرَبَ إلى مُرَادِ مؤلِّفه رحمه الله.

وقد اعتمَدْنَا في إخراجِ هذه القِطْعَةِ على نُسْخَةٍ واحدة، وهذا وصفُهَا: تقعُ هذه القطعةُ ضِمْنَ مجلَّدٍ مِنْ محفوظاتِ المكتبة الوَطَنيَّة في باريس بِرَقْم (2011) ، وجاء على صفحةِ غِلاَفِهِ ما نَصُّهُ: «الجُزْءُ الرابعُ مِنْ كتابِ الْمُعْجَمِ الكَبِيرِ، تأليف الإمام الحافظ أبي القاسم سُلَيْمان بن أحمد بن أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيّ رحمه الله» ، وعليه وَقْفٌ وتَمَلُّكٌ، ولكنْ ضُرِبَ عليه كما يَتَّضِحُ مِنْ مُصَوَّرَتِهِ (¬1) . ويَبْدَأُ هذا المجلَّدُ بالقطعةِ التي نَشَرَهَا الشيخُ حَمْدِي السَّلَفِيّ من الجُزْءِ الثالثَ عَشَرَ من "المعجم الكبير"، وهي مِنْ مُسْنَدِ عبد الله بن عَمْرِو بن العاص رضي الله عنهما، ثم مُسْنَدِ عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طالب رضي الله عنهما، ثم قطعةٍ مِنْ مُسْنَدِ عبد الله بن الزُّبَيْر بن العَوَّامِ رضي الله عنهما، ثم يَنْخَرِمُ باقي مسندِهِ مِنْ هذه النُّسْخة، مع ما بعده، بما فيه أَوَّلُ مُسْنَدِِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما، ثم يَبْدَأُ مُسْنَدُ النُّعْمَانِ فيها بحديثٍ ذَهَبَ سَنَدُهُ، وبقي مَتْنُهُ- وهو الحديثُ الأوَّلُ من هذه القِطْعة التي نَنْشُرُهَا- ثم يتلوه باقي مُسْنَدِ النُّعْمَانِ إلى نهايتِهِ، حيثُ يَبْدَأُ بعده مُسْنَدُ وائلِ بنِ حُجْرٍ رضي الله عنه- وهو بدايةُ الجزءِ الثاني والعِشْرِين مِنْ نَشْرةِ الشيخِ حمدي السلفي- ثم يتلوه باقي الكتابِ إلى خاتمتِهِ. ويقعُ هذا المجلَّد في (337) ورقةً، في كُلِّ ورقةٍ صفحتان، وفي ¬

(¬1) انظر (ص 13) .

الصفحةِ (29) سطرًا، وهو بخطٍّ نَسْخِيٍّ جيِّدٍ مقروء، وناسخُهُ هو أبو بكرِ بنُ عليٍّ الأنصاريُّ البَهْنَسِيُّ الشافعيُّ، وقد فَرَغَ مِنْ نسخه في يومِ الإثنين الرابعَ عَشَرَ من المحرَّم، سنةَ ثمانٍ وعشرين وسبعِ مِئَةٍ؛ فقد جاء في آخرِهِ ما نصُّه: «واللهُ أعلمُ، وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد، وآلِهِ وصَحْبِهِ وسلَّم. آخِرُ كتابِ "الْمُعْجَمِ" للطبراني رحمه الله، نَسَخَهُ مِنْ أولِهِ إلى آخِرِهِ في ستةِ أجزاء: العبدُ الفقيرُ إلى اللهِ تعالى، أبو بكرِ بنُ علي الأنصاري البَهْنَسِيّ الشافعيّ عفا الله عنه، وغفَرَ له ولوالدَيْهِ ولذُرِّيَّتِهِ ولجميعِ المسلمين، ووافَقَ فراغُهُ مِنْ تكملته صبيحةَ الإثنين رابعَ عَشَرَ شهرِ اللهِ المحرَّمِ، غُرَّةَ عامِ ثمانٍ وعشرين وسبعِ مِئَةٍ» . وفي آخر المجلَّد سماعاتٌ لَحِقَهَا التَّلَفُ، وبقي جزءٌ منها. ويَقَعُ مُسْنَدُ النُّعْمان في (17) ورقةً مِنْ هذا المجلَّد، بَدْءًا بِالوَجْهِ الثاني مِنَ الوَرَقَةِ رَقْم (20) ، حتى الوَجْهِ الأوَّلِ مِنَ الورقةِ رَقْم (36) ، لكنَّه لم يَأْخُذْ مِنْ هذا الوَجْهِ سِوَى خمسةِ أسطُرٍ فقطْ.

خطة العمل في تحقيق الكتاب

خُطَّةُ العَمَلِ فِي تحقيقِ الكِتَابِ سِرْنَا في تحقيقِ الكِتَابِ وإخراجِهِ وَفْقَ الخُطَّةِ التاليةِ: أوَّلاً: أَبْقَيْنَا على رَسْمِ الناسخِ ما أمكَنَ، إلا ما رأينا تَعْدِيلَهُ؛ إمَّا لِكَوْنِهِ خَطَأً مِنَ الناسخِ، أو لمخالفتِهِ ما اسْتَقَرَّ عليه الاصطلاحُ في الرَّسْمِ الإملائيِّ الحديث؛ عَلَى ما هو مُقَرَّرٌ عند المحقِّقين. ثانيًا: عَزَوْنَا الآياتِ إلى سُوَرِهَا، بِذِكْرِ رَقْمِ الآيَةِ، واسْمِ السُّورةِ، وجَعَلْنَا ذلك في الحاشية. ثالثًا: قُمْنَا بتخريجِ الأحاديثِ والآثَارِ حَسَبَ الطاقةِ، مِنْ غَيْرِ حُكْمٍ عليها، مَعَ مراعاةِ الإسناد؛ فالحديثُ الذي يُورِدُهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ أكثَرَ مِنْ طريق، نُخَرِّجُ كُلَّ طريقٍ منه على حِدَة؛ بِتَقْدِيمِ المتابعةِ التَّامَّة، ثُمَّ القاصرة. رابعًا: مَيَّزْنَا الرُّوَاةَ الذين قد يَلْتَبِسُونَ بِغَيْرِهِمْ؛ بِسَبَبِ عَدَمِ نِسْبتِهِمْ، أو لِكَوْنِهِمْ ذُكِرُوا بِكُنَاهُمْ، أو بأَلْقابِهِمْ، أو غيرِ ذلك. خامسًا: فَسَّرْنَا الألفاظَ الغريبة؛ بِالرُّجُوعِ إلى كُتُبِ اللغةِ وغريبِ الحديثِ وشروحِ كُتُبِ السُّنَّة. سادسًا: وَجَدْنَا في الكتابِ بَعْضَ العباراتِ التي جاءتْ على خلافِ المشهورِ مِنْ قَوَاعِدِ اللُّغَةِ والنَّحْوِ؛ مِمَّا يَتَوَهَّمُهُ الْمُتَوَهِّمُ لَحْنًا وخَطَأً- وقد وقَعَ ذلك في مُتُونِ الأحاديثِ والآثار، وفي أَسَانِيدِهِمَا-

فأَثْبَتْنَاهُ في صُلْبِ الكتابِ كما هو، ولم نُغَيِّرْ منه شَيْئًا؛ وقد اجتَهَدْنَا في تَوْجِيهِ ما وقَعَ مِنْ ذلك وتخريجِهِ على ما اقتَضَتْهُ صِنَاعَةُ العربيَّة، مَعَ المقارنةِ بِمَا في مصادرِ التخريجِ غالبًا، وهذا المنهجُ- وهو الإبْقَاءُ على ما في الأُصُولِ الخَطِّيَّة كما هو، مع تَوْجِيهِهِ مِنْ جهةِ الروايةِ والعَرَبِيَّة- هو طريقةُ المحقِّقين من المتقدِّمِينَ والمتأخِّرِين؛ وهو المنهجُ الْمَرْضِيُّ الذي جَرَى عليه أَهْلُ العِلْمِ، وطَبَّقُوهُ في مُؤَلَّفَاتِهِمْ وتَحْقِيقَاتِهِمْ، على اختلافِ الفُنُونِ والعلوم (¬1) . سابعًا: رَقَّمْنَا أَحاديثَ الكتابِ تَرْقِيمًا مُتَسَلْسِلاً يبدأُ بالرَّقْم (1) ؛ لأنَّ المجلَّدَ الحاديَ والعشرين يَبْدَأُ بِمَنِ اسمُهُ نافعٌ، وأوَّلُهُ: «نافعُ بنُ عُقْبَةَ بنِ أبي وَقَّاص» ؛ كما تَدُلُّ عليه خاتمةُ المجلَّد العشرين؛ فلا يستقيمُ مَعَهُ استمرارُ الترقيمِ مِنْ حيثُ انتهى المجلَّدُ العِشْرون. ثامنًا: قَدَّمْنَا لِلْكِتَابِ بِهَذِهِ الْمُقَدِّمَةِ الْمُخْتَصَرَة؛ وقد ذَكَرْنَا فيها وَصْفَ النُّسْخَةِ الْمُعْتَمَدَةِ في التَّحْقِيق، وخُطَّةَ العَمَلِ في هذا الجُزْءِ، وَوَضَعْنَا في نهايتِهَا صُوَرًا خَطِّيَّةً لبعضِ صَفَحَاتِ الْمَخْطُوط. تاسعًا: صَنَعْنَا فهارسَ تُعِينُ الباحثَ على الوقوفِ على بُغْيَتِهِ مِنَ الكتابِ، وجَعَلْنَا الإحالاتِ فيها على أَرْقَامِ الأحاديثِ، عدا فِهْرِسِ الموضوعاتِ؛ فقد أَحَلْنَا فِيهِ على أرقامِ الصَّفَحَات؛ وهذه ¬

(¬1) انظر توضيحَ ذلك في مقدِّمتنا لكتابِ "العِلَل" لابن أبي حاتم (1/342- 347) ، (1/355- 365/ التنبيه الثامن) .

الفهارسُ هي: أ) فِهْرِسُ الآياتِ القرآنيَّةِ. ب) فِهْرِسُ الأحاديثِ النَّبَوِيَّة والآثارِ. ج) فِهْرِسُ الرُّوَاةِ عن النُّعْمَانِ بنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما. د) فِهْرِسُ غَرِيبِ اللُّغَةِ. هـ) فِهْرِسُ مَسَائِلِ العَرَبِيَّةِ. و) فِهْرِسُ الْمَوْضُوعَاتِ. ولم نترجم لأبي القاسم الطبراني رحمه الله؛ لأن هذا جزء من عمل ابتدأه الشيخ حمدي السلفي حفظه الله، وقد ترجم للطبراني في مقدمته، وألحق بخاتمة الكتاب (في نهاية الجزء 25) جزءًا في ترجمة الطبراني لابن منده رحمه الله. نسأله تعالى أن يُهَيِّئَ أسباب العثور على ما فُقِد من هذا الكتاب الذي لاتخفى أهميته وفائدته، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. د. سعد بن عبد الله الحُمَيِّد ود. خالد بن عبد الرحمن الجريسي

نماذج من النسخة الخطية للكتاب

نَمَاذِجُ مِنَ النُّسْخَةِ الخَطِّيَّةِ لِلكِتَابِ

صفحة العنوان، ويظهر فيها وقفٌ وتملُّكٌ، إلا أنَّه ضُرِبَ عليه

بداية المجلد، ويبدأ فيه الجزء الأخير من مسند عبد الله بن عمرو بن العاص

بداية مسند عبد الله بن جعفر

بداية مسند عبد الله بن بن الزبير

نهاية الموجود من مسند عبد الله بن الزبير، ويتضح فيه انخرامُ باقي مسنده وبدايةُ الموجودِ مِنْ مسند النعمان بن بشير

نهايةُ مسندِ النعمانِ بن بشير، وبدايةُ مسندِ وائلِ بن حُجْر الذي هو بداية المجلَّد (22) من المطبوع

نهاية المجلد، وفيه اسمُ الناسخِ وتاريخُ النَّسْخ

الورقة الأخيرة، وفيها بعضُ السماعات

قطعة من مسند النعمان بن بشير

المُعْجَمُ الكَبِير للحافظ أبي القاسم سُلَيْمان بن أحمد الطَّبَرَاني (260- 360هـ) قِطْعَةٌ مِنْ مُسْنَدُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ

1 - فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكُلَّ بَنِيكَ نَحَلْتَهُ» (¬1) ؟ قال: لا. قال: «فَارْجِعْهُ (¬2) » . ¬

[1] من هنا ابتدأت هذه القطعة من "مسند النعمان بن بشير"، وهي من بداية الورقة (20/أ) ، والورقة قبلها من "مسند عبد الله بن الزبير" كما سبق بيانه في المقدمة. واللفظ الموافق للفظ هذه الرواية هو: ما أخرجه النسائي في "سننه" (3674) فقال: أخبرنا محمد بن هاشم؛ قال: حدثنا الوليد بن مسلم؛ قال: حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، وعن محمد بن النعمان، عن النعمان بن بشير: أن أباه بشير بن سعد جاء بابنه النعمان، فقال: يا رسول الله، إني نحلت ابني هذا غلامًا كان لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكل بنيك نحلت؟» قال: لا. قال: «فارجعه» . اهـ. فالظاهر أن الطبراني أخرج هذا الحديث من هذا الطريق. ومن طريق الزهري أخرجه أيضًا الإمام مالك (2/125) ، وعبد الرزاق (16491، 16492، 16493) ، والإمام أحمد (4/268 رقم18358) ، و (4/270- 271 رقم 18382) ، والبخاري (2586) ، ومسلم (1623) ، وابن ماجه (2376) ، والترمذي (1367) ، والمصنف في "مسند الشاميين" (3064) . (¬1) يقال: نَحَلْتُهُ أَنْحَلُهُ نُحْلاً: أعطيتَه شيئًا من غير عِوَضٍ بطيب نفسٍ. والنُّحْل والنُّحْلَى والنِّحْلةُ: العطاء والهبة ابتداءً بلا عوضٍ. وانظر: "تهذيب اللغة" (5/64- 65/ نحل) ، و"المصباح المنير" (ص307/ نحل) ، و"تاج العروس" (15/720- 721/ نحل) . (¬2) «فارْجِعْه» : بألف وصل، والفعل «رجع» يتعدَّى بنفسه في اللغة الفُصحى؛ يقال: رجَعتُه عن الشيء وإليه. وبها جاء القرآن؛ قال تعالى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ ... } [التّوبَة: 83] ، وهُذَيل تُعدِّيه بالهمزة؛ فيقولون: أرجَعْتُه. انظر "المصباح المنير" (ص116/ رجع) .

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن النعمان

عُبَيْدُاللهِ (¬1) بْنُ عَبْدِاللهِ بْنِ عُتْبةَ بنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النُّعْمَانِ 2 - حدَّثنا معاذُ بنُ المُثنَّى، قال: ثنا مُسَدَّدٌ، قال: حدَّثنا يحيى ابنُ سعيدٍ، عن أبي عيسى الطحَّانِ موسى (¬2) ، عن عَوْنِ بنِ عبدِالله بنِ عُتْبةَ، [عن] (¬3) أبيه- أو أخيه- عنِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللهِ؛ وتَسْبِيحِهِ وتَكْبِيرِهِ وتَحْمِيدِهِ، تَنْعَطِفُ (¬4) حَوْلَ العَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يَذْكُرْنَ -[25]- لِصَاحِبِهِنَّ (¬5) ؛ أَفَلا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَلاَّ يَزَالَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ يَذْكُرْنَهُ (¬6) ؟» . ¬

(¬1) كذا في الأصل، ولعلَّه أراد أنْ يُتَرْجِمَ بـ «عبد الله بن عُتْبَة» والدِ عَوْن وعُبَيْدالله؛ لأنَّ الحديثَيْنِ التاليَيْنِ رُوِيَا عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه أو عن أخيه؛ على الشك، وأخو عون هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة الآتي في الترجمة التالية. [2] أخرجه المصنف في "الدعاء" (1693) بهذا الإسناد، وقرن معه طريق عبد الله بن نمير الآتية. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/269) . وأخرجه الحاكم (1/503) من طريق يحيى بن محمد بن يحيى، عن مسدد، به، وليس فيه: «أو أخيه» . وأخرجه الإمام أحمد (4/271 رقم 18388) ، وابن ماجه (3809) ؛ من طريق بكر بن خلف، عن يحيى بن سعيد، به. ووقع عند ابن ماجه: «موسى بن أبي عيسى» . (¬2) في الأصل: «عن موسى» ، وهو خطأ؛ والمثبت من المواضع السابقة من «الدعاء» للمصنف و"مسند أحمد" و"الحلية". وموسى هو: ابن مسلم أبو عيسى الطحان. يعرف بالصغير. (¬3) في الأصل: «و» . والتصويب من "الدعاء" للمصنف، وبقية مصادر التخريج. (¬4) كذا في الأصل، وفي "الدعاء" للمصنف: «يتعطفن» ، وفي "الحلية"- من طريق المصنف-: «يتعاطفن» ، وفي "مسند أحمد": «تتعطف» ، وعند ابن ماجه: «ينعطفن» . وانظر مصادر التخريج أول الحديث. وتنعطف، أي: تدور. وفاعل «تنعطف» ضميرٌ يعود على «الأذكار» المفهومة من السياق، أي: «إن الذين يذكرون ... تنعطف أذكارهم ... » ولما حُذفت «أذكارهم» حذف معها الضمير الرابط بين اسم «إن» ، وهو «الذين» ، وبين جملة الخبر «تنعطف» . -[25]- وانظر تفصيل الكلام على عود الضمير إلى المفهوم من السياق، وشواهده، في: "التذييل والتكميل" (4/28- 29) ، و"الإنصاف في مسائل الخلاف" (1/96) ، و"غريب الحديث" لأبي عبيد (3/78- 79) ، و"غريب الحديث" للخطابي (2/332) ، و"معاني القرآن" (4/77) . ويخرَّج أيضًا على تقدير مضافٍ يكونُ اسمَ «إن» ، والتقدير: «إنَّ أذكارَ الذين يَذْكُرون ... » ؛ وبذلك يصحُّ الإخبار بقوله: «تنعطف» ، ويكون فاعلُ «تنعطف» ضميرًا عائدًا على اسم «إنَّ» المقدَّر؛ كما قيل نحو ذلك في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ} [البَقَرَة: 234] ، فأعاد الضمير بالتأنيث في الخبر «يَتَرَبَّصْنَ» ، على تقدير حذف المبتدأ، أي: وأزواجُ الذين يُتَوَفَّوْنَ منكم ... ودَلَّ على هذا الحذفِ في الآية قولُه: {وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} . وهذا أحد الأقوال في هذه الآية. وهنا في هذا الحديث دل على الحذف قولُهُ: «يَذْكُرُونَ مِنْ جلال الله وتسبيحه وتحميده» . وانظر: "البحر المحيط" (2/232) . (¬5) كذا في الأصل، وكذا في "الدعاء"، وفي بقية مصادر التخريج: «يُذَكِّرْنَ بِصَاحِبِهِنّ» . قال في الموضع السابق من "شرح سنن ابن ماجه": أي: تذكِّر ربَّها بحال صاحبها، فكأنها شواهدُ عليه. اهـ. وما وقع هنا يخرج على أن المراد: يَذْكُرْنَ لصاحبهن تسبيحَه وتحميدَه وتكبيره، أي: يذكرْن له ذلك عند ربه. (¬6) كذا في الأصل؛ بالنون، وفي بعض مصادر التخريج: «ألا يزال عند الرحمن ما يُذَكِّرُ به» ، وفي بعضها: « ... شيء يذكر به» . وما هنا يُخرج على أن اسم «لا يزال» ضمير يعود على «أحدكم» ، والخبر جملة «يذكرنه» ، أي: لا يزال أحدكم تذكره تلك التسبيحات والتكبيرات ... إلخ.

3 - حدَّثنا عُبَيدُ بنُ غَنَّامٍ، قال: ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شَيبةَ، قال: -[26]- ثنا عبدُالله بنُ نُمَيرٍ، عن موسى بنِ مسلمٍ، عن عَوْن بنِ عبدِاللهِ، عن أبيه- أو أخيه- عن النُّعمانِ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللهِ؛ مِنْ تَسْبِيحِهِ وتَحْمِيدِهِ وتَكْبِيرِهِ وتَهْلِيلِهِ، يَتعَاطَفُونَ (¬1) حَوْلَ العَرْشِ، لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، يَذْكُرْنَ لِصَاحِبِهِنَّ (¬*) ؛ أَفَلا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَلاَّ يَزَالَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ يَذْكُرْنَهُ (*) ؟» . ¬

[3] أخرجه المصنف في "الدعاء" (1693) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (4/269) . وأخرجه الإمام أحمد (4/268 رقم 18362) ، وابن أبي شيبة (29906) ، (36046) ؛ عن ابن نمير، به. وأخرجه البزار (3236) من طريق موسى بن مسلم، به. -[26]- (¬1) كذا في الأصل وفي "الدعاء" للمصنف: «يتعطفن» ، وفي "مسند الإمام أحمد" و"مصنف ابن أبي شيبة"، وفي "الحلية"- من طريق المصنف-: «يتعاطفن» . قال السندي في حاشيته على "المسند": يتعاطفون، أي: يتعاطف تسبيحهم وتحميدهم؛ فهذا الضمير «الواو» في «يتعاطفون» قام مقام العائد إلى الموصول الذي هو المبتدأ؛ ومثله قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ} [البَقَرَة: 234] ، أي: أزواجهم. اهـ. ويظهر أن نسخة السندي من "المسند" فيها: «يتعاطفون» . وانظر "حاشية السندي على المسند" (الحديث رقم 18362/ طبعة الرسالة) . وانظر التعليق على الحديث السابق. (¬*) انظر ما تقدم في الحديث السابق.

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن النعمان

عُبَيْدُاللهِ (¬1) بْنُ عَبْدِاللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ 4 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، قال: ثنا القَعْنَبيُّ (¬2) ، عن مالكٍ، عن ضَمْرةَ بنِ سعيدٍ، عن عُبيدِالله بنِ عبدِالله بنِ عُتبةَ؛ أن الضَّحَّاكَ بنَ قيسٍ سألَ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ: ما كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقرأُ على أَثَرِ (¬3) سورةِ الجمعةِ؟ فقال: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} . ¬

(¬1) انظر التعليق على الترجمة السابقة. [4] رواه الإمام مالك (1/102) ، ومن طريقه الإمام الشافعي في "مسنده" (434) ، وفي "الأم" (7/204- 205) ، والإمام أحمد (4/270 رقم 18381) ، و (4/277 رقم 18438) ، والدارمي (1607) ، وأبو داود (1123) ، والنسائي في "الكبرى" (1749، و11605) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/414) ، وابن حبان (2807) ، والبيهقي (3/200) ، والبغوي (1089) . (¬2) هو: عبد الله بن مسلمة. (¬3) قال في "المصباح" (ص8/ أثر) : وجئتُ في «أَثَرِهِ» بفتحتين و «إِثْرِهِ» بكسر الهمزة والسكون، أي: تبعتُهُ عن قُرْبٍ. اهـ.

5 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، قال: حدثني أبي، قال: ثنا سفيانُ بنُ عُيَينةَ، عن ضَمْرةَ بنِ [سعيدٍ] (¬1) ، عن عُبيدِالله بنِ عبدِالله ابن عُتبةَ؛ أن الضَّحَّاكَ بنَ قيسٍ كتب إلى النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ يسألُه: ما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقرأُ في الجمعةِ مع سورةِ الجمعةِ؟ فقال: ُ ً ي ى و ِ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} . ¬

[5] أخرجه عبد الرزاق (5236) ، ومسلم (878) ، وابن ماجه (1119) ، وابن خزيمة (1845) ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (1/414) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (1974) ، والبيهقي (3/200- 201) ؛ من طريق سفيان بن عيينة، عن ضمرة بن سعيد، به. (¬1) في الأصل: «ربيعة» ، وتقدم في الإسناد السابق على الصواب، وكذا في مصادر التخريج.

عامر الشعبي، عن النعمان بن بشير

عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ بَابٌ 6 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا أبو نُعيمٍ، ثنا زكريّا بنُ أبي زائدةَ، عن الشَّعبيِّ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُتَشَابِهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالَّذِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى (¬1) يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ. أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى (¬2) ؛ وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ» . ¬

[6] أخرجه الإمام أحمد (4/470 رقم 18375) ، والبخاري (52) ، والدارمي (2524) ، وابن المنذر في "الأوسط" (925) ، وأبو عوانة (5462) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (750) ، والبيهقي (5/264) ، وفي "شعب الإيمان" (5/50 رقم 5355، 5356) ، والبغوي (2031) ؛ من طريق أبي نعيم، عن زكريا، به. اختصره بعضهم، وزاد بعضهم: «إن في الجسد مضغة ... » ، وسيورد المصنف هذه الزيادة بهذا الإسناد برقم [53] . وانظر الحديث التالي. (¬1) حَمَى الشيءَ يَحميه حَمْيًا وحِمًى وحِمايةً ومَحْمِيَةً: منعه ودفع عنه. والحِمَى: المَحْمِيُّ والممنوعُ. وأصلُه ما مُنع رعيُه من الأرض. وكان الملوك من العرب وغيرهم لكل ملك منهم حِمًى يحميه عن الناس ويمنعهم من دخوله، فمن دخله أوقع به العقوبة. انظر: "مشارق الأنوار" (1/201) ، و"شرح النووي" (11/28) ، و"تاج العروس" (19/343/ حمي) . (¬2) قوله: «ألا وإن ... » ، قال السيوطي في "عقود الزبرجد" (2/243) : «قال الكرماني: الواو عاطفة على مقدر يعلم مما تقدم، أي: ألا إن الأمر كما تقدم وإن لكل ملك حمًى. فجاء بالواو إشعارًا بأن بين الجملتين مناسبة؛ إذ هو بالحقيقة تشبيه للحرام بالحمى والمشتبه بما حوله، ولابد فيه من مشاركة بينهما» ا. هـ.

7 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، قال: ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا وَكيعٌ، عن زكريّا (¬1) ، عن الشَّعبيِّ، [عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ] (¬2) ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ... فذكر مثلَه. ¬

[7] أخرجه ابن أبي شيبة (22313) - ومن طريقه مسلم (1599) - عن وكيع، عن زكريا، عن عامر، قال: سمعت النعمان بن بشير يخطب وأهوى بإصبعه إلى أذنيه ... إلخ. وأخرجه الترمذي (بعد حديث 1205) من طريق هناد، عن وكيع، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/270 رقم 18374) ، ومسلم (1599) ، وأبو داود (3330) ، وابن ماجه (3984) ؛ من طرق أخرى عن زكريا، به. رواه بعضهم مختصرًا، وزاد بعضهم: «إن في الجسد مضغة ... » ، وسيوردها المصنف بهذا الإسناد برقم [56] ، وانظر الحديث السابق، والحديث رقم [53] . (¬1) هو: ابن أبي زائدة. (¬2) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وأثبتناه من الموضعين السابقين من "مصنف ابن أبي شيبة"، و"صحيح مسلم". ويدل عليه قوله: «قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ... » ؛ فإن الشعبي لا يمكن أن يقول ذلك؛ لأنه ليس صحابيًّا. وقد تكرر هذا السقط عند المصنف أيضًا في الحديث رقم [53] ؛ حيث أورد قطعة أخرى من هذا الحديث بهذا الإسناد.

8 - حدَّثنا أبو مسلمٍ الكَشِّيُّ (¬1) ، قال: ثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ -[30]- الأنصاريُّ، وعبدُالرحمنِ بنُ حمادٍ الشُّعَثِيُّ (¬2) ، قالا: ثنا ابنُ عَونٍ (¬3) ، عن الشَّعبيِّ، قال: سمعتُ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ بَيْنَ ذَلِكَ أُمُورً ٌ (¬4) مُتَشَابِهَاتٍ ٌ- وَرُبما قال: مُشْتَبِهَةً ٌ- وَسَأَضْرِبُ لَكُمْ فِي ذَلِكَ مَثَلاً: -[31]- إِنَّ اللهَ حَمَى حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَا حَرَّمَ، وَإِنَّهُ مَنْ يَرْعَ حَوْلَ الحِمَى يُوشِكْ أَنْ يُخَالِطَهُ الرِّيبَةُ (¬5) ، وَإِنَّهُ مَنْ يُخَالِطِ الرِّيبَةَ يُوشِكْ أَنْ يَجْسُرَ (¬6) » . ¬

[8] أخرجه المصنف في "الأوسط" (2472) بهذا الإسناد، ومن طريقه الإِرْبِلي في "تاريخ إِرْبِلَ" (1/147) . وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/336) ، والذهبي في "السير" (6/372) ؛ من طريق أبي مسلم الكشي، به. والإربلي أيضًا (1/204) من طريق أبي مسلم الكشي، عن الشعيثي وحده، به. وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/144) من طريق الأنصاري وحده، به. والحديث أخرجه البخاري (2051) ، وأبو داود (3329) ، والبزار (3267، 3268) ، والنسائي (7/241) ، (8/327) ، وابن الجارود (555) ، وأبو عوانة (5463، 5464) ، وابن حبان (721) ، والطوسي في "الأربعين" (1/82) ، والبيهقي (5/334) ؛ من طرقٍ عن ابن عون، به. (¬1) هو: إبراهيم بن عبد الله. -[30]- (¬2) كذا في الأصل، لكن دون نقط الثاء، وهو: عبد الرحمن بن حماد بن شُعَيث، ونسبته في "تهذيب الكمال" (17/69) وسائر مصادر ترجمته: «الشُّعَيْثيّ» ، وهو منسوبٌ إلى جده «شُعَيْث» ، وما وقع في الأصل جائزٌ على لغة أهل الحجاز، وهو مذهب المبرِّد والسِّيرَافي؛ فإنهما يُجِيزان في النَّسب إلى «فُعَيْلٍ» حذفَ الياء، فيقال: فُعَلِيٌّ، ولم يُجز سيبويه إلا إثبات الياء، فيقال: فُعَيْلِيٌّ، وجعل ما ورد مخالفًا لذلك شاذًّا، نحو: قُرَشِيّ وهُذَلِيّ، لكن قال السِّيرَافي: «الحذفُ في هذا خارجٌ عن الشذوذ، وهو كثير جدًّا في لغة أهل الحجاز» . اهـ. انظر: "شرح الأشموني" (3/442 طبعة دار الكتب العلمية) ، و"أوضح المسالك" (4/301- 302) . (¬3) هو: عبد الله بن عون بن أرطبان. (¬4) كذا في الأصل، «أمور» ، وكذلك في "الأوسط" للمصنف- وغيَّرها المحقق إلى «أمورًا» - وكذا في بعض مصادر التخريج الأخرى، وجاء في بعضها «أمورًا» . وفي بعضها «أمور» لكنْ مع إسقاط «إن» . وما وقع هنا فيه وجهان: أحدهما: أن يكون منصوبًا اسمًا مؤخَّرًا لـ «إنَّ» - وخبرُ «إنَّ» : «بين ذلك» - لكنه كُتب دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ فإنَّهم لا يبدلون من تنوين النصب ألفًا حال الوقف، ويقرؤونه منوَّنًا بالنصب وَصْلاً. وقد وقع نحو ذلك في "صحيح البخاري" و"صحيح مسلم"؛ قال النووي: «وهذا يفعله المحدثون كثيرًا» . وقال أيضًا في نحو هذا: «وسواءٌ كتب بالألف أم بحذفها لابد من قراءته منصوبًا [أي: في حال الوصل يكون منوَّنًا بالنصب] » . انظر: "شرح النووي" (2/227) ، (8/83، 225) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/477- 479) ، و"الخصائص" (2/97) ، و"شواهد التوضيح" (ص89، 91، 102- 103) ، و"همع الهوامع" (3/427) . والوجه الثاني: أن يكون مرفوعًا على أنه مبتدأ مؤخر، وخبره «بين ذلك» ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر «إن» ، واسم «إن» ضميرُ شأنٍ محذوفٌ؛ والتقدير: «إنه- أي الشأن- بين ذلك أمورٌ متشابهاتٌ» ، ونَحْوُ ذلك -[31]- قولُهُ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِنْ أشدِّ أهل النار يوم القيامة عذابًا المصوِّرون» . "صحيح مسلم" (2109) . وانظر تفصيل ذلك وشواهده في: "شواهد التوضيح" (ص200، 203، 205، 207) ، و"أوضح المسالك" (2/60- 63) ، و"مغني اللبيب" (1/70، 161، 284- 285) ، و"همع الهوامع" (1/272- 274) ، و"شرح النووي" (3/98) . (¬5) كذا في الأصل، وفي "الأوسط" للمصنف: «يخالطه» فقط، أي: يخالط الحمى. ولم يرد فيه باقي لفظ الحديث. وفي "تاريخ إربل"- من طريق الطبراني-: «يخالط الريبة» ، وفي سائر المصادر: «يوشك أن يخالط الحمى» أو: «يوشك أن يرتع» . وما وقع هنا إن لم يكن من انتقال البصر إلى ما بعده فتكررت كلمة «الريبة» ، فإنه يحمل على معنى «يخالطُ الريبةَ» ويكون إسنادُ الفعلِ هنا إلى «الريبة» من بابِ القَلْبِ؛ كما في قوله تعالى: {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} [آل عِمرَان: 40] ، أي: بلغتُ الكِبَرَ. أو على أنَّ «يخالط» صيغة «مفاعلة» ومن معانيها التبادُلُ والمشاركة من الطرفين. وانظر مصادر تخريج الحديث. (¬6) جَسَر على الشيء يَجْسُر جَسَارةً: أقدم. والمراد: يقرب أن يقدم على الحرام المحض. انظر: "مختار الصحاح" (ص103/ جسر) ، و"جامع العلوم والحكم" (1/73) .

9 - حدَّثنا أبو يزيدَ القَراطيسيُّ (¬1) ، ثنا أَسدُ بنُ موسى، ثنا شَيبانُ -[32]- أبو معاويةَ (¬2) ، عن عاصمِ بنِ بَهْدلةَ، عن خَيْثمةَ (¬3) والشَّعبيِّ، عن النُّعمانِ ابنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «حَلالٌ بَيِّنٌ، وَحَرَامٌ بَيِّنٌ (¬4) ، وَشُبُهَاتٌ بَيْنَ ذَلِكَ، فَمَن تَرَكَ الشُّبُهَاتِ فَهُوَ لِلْحَرَامِ أَتْرَكُ، وَمَحَارِمُ اللهِ حِمًى، فَمَنْ أَرْتَعَ (¬5) حَوْلَ الْحِمَى كَانَ قَرِ َفًا (¬6) أَنْ يُرْتِعَ فِيهِ» . ¬

[9] ذكر الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد" (6/16 رقم 10373) رواية الطبراني هذه. والحديث أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (752) عن بحر بن نصر، ثنا أسد بن موسى، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/267 رقم 18347) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/125) ؛ من طريق شيبان، به. وأخرجه البزار (3270) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، عن عاصم، عن الشعبي وحده، به. (¬1) هو: يوسف بن يزيد. -[32]- (¬2) هو: ابن عبد الرحمن النحوي. (¬3) هو: ابن عبد الرحمن. (¬4) قوله: «حلالٌ بَيِّنٌ» : «حلالٌ» مبتدأ، و «بَيِّنٌ» خبره. وقوله: «حرام بين» مثله. وساغ الابتداء بالنكرة هنا؛ لأنها موصوفة بمقدر، أي: «حلالٌ من أمور الدين بيِّن، وحرامٌ من أمور الدين بيِّن» . ويدلُّ عليه أنه في ألفاظ الحديث في الروايات الأخرى: «الحلالُ بين والحرام بين» ، وفي بعضها: «إن الحلال بين وإن الحرام بين» . وانظر في مسوِّغات الابتداء بالنكرة: "شرح ابن عقيل" (1/203- 207) ، و"شرح الأُشْموني" (1/193) . ويمكن أن تكون «حلال» هنا مبتدأ و «بين» صفته، والخبر مقدم مقدَّرٌ، أي: «في الدين حلالٌ بينٌ، وفي الدين حرامٌ بينٌ» . ويحتمل أن يكون- كما قال السِّنْدي- تفصيلاً لمجمل مقدَّرٍ، أي: أمور الحل والحرمة ثلاثة: حلال بيِّن يظهر حلُّه بأدنى نظر وبحث، وحرام كذلك، وأمور مشتبهة يتردد المرء فيها. وعلى ما قاله السندي يكون: «حلال» خبرًا لمبتدأ محذوف، تقديره: الأمر الأول، و «حرام» خبرًا لمبتدأ تقديره: الأمر الثاني، و «بين» في الموضعين وصفٌ لـ «حلال» و «حرام» . وانظر: المنقول من حاشية السندي على "مسند أحمد" في الحديث رقم (18347/ طبعة الرسالة) ، و"أوضح المسالك" (1/184) ، و"همع الهوامع" (1/381- 384) . (¬5) رَتَع- كمَنَع- رَتْعًا ورُتوعًا ورِتاعًا: أكل وشرب وذهب وجاء ما شاء في خصب وَسَعَة. وأصل الرتع للبهائم، ويستعار للإنسان إذا أريد به الأكل الكثير. وأَرْتَعَ فلانٌ إبله، أي: أسامها فرتعت. "تاج العروس" (11/149/رتع) . (¬6) رُسمت في الأصل: «فرقا» ونقطةُ القاف الثانية غير واضحة. وفي "مسند أحمد" و"الحلية": «قَمِنًا» ، وفي "مسند البزار": «حَرِيًّا» . والكلمات الثلاث: «قَرِفًا» و «قَمِنًا» و «حَرِيًّا» بمعنًى واحدٍ، أي: كان خَليقًا وَجَديرًا. انظر: "غريب الحديث" للحربي (2/367) ، و"تاج العروس" (12/429/قرف) .

10 - حدَّثنا مُعاذُ بنُ المُثَنَّى وأحمدُ بنُ داودَ المَكيُّ، قالا: ثنا محمدُ بن كَثيرٍ، قال: ثنا سفيانُ الثوريُّ، عن أبي فَرْوة الهَمْدانيِّ (¬1) ، عن الشَّعبيِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بمثلِه. ¬

[10] أخرجه البخاري (2051) ، والبيهقي في "سننه" (5/264) ؛ من طريق محمد بن كثير، عن الثوري، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/275 رقم 18418) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (121) ، وتمام في "فوائده" (1678/الروض البسام) ؛ من طرق عن الثوري، به. وانظر الحديث التالي. (¬1) هو: عروة بن الحارث.

11 - حدَّثنا بِشرُ بنُ موسى، ثنا الحُميديُّ، ثنا سفيانُ، ثنا أبو فَرْوة الهَمْدانيُّ (¬1) ، قال: سمعتُ الشعبيَّ، قال: سمعتُ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ على المنبرِ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «حَلالٌ بَيِّنٌ، وَحَرَامٌ بَيِّنٌ (¬2) ، وَشُبُهَاتٌ بَيْنَ ذَلِكَ، مَنْ تَرَكَ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ كَانَ لِمَا اسْتَبَانَ لَهُ أَتْرَكَ، وَمَنِ اجْتَرَأَ عَلَى مَا يَشُكُّ فِيهِ يُوشِكْ ُأَنْ يُوَاقِعَ -[34]- الْحَرَامَ، وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَحِمَى اللهِ فِي الأَرْضِ مَعَاصِيهِ» . ¬

[11] أخرجه الحميدي (918) - وبشر بن موسى هو راوي مسند الحميدي- ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/334) ، وفي "شعب الإيمان" (5357) ، و"الآداب" (485) . وأخرجه الإمام أحمد (4/271 رقم 18384) ، والبخاري (2051) ، وأبو عوانة (5466، 5467) ؛ من طرق عن سفيان بن عيينة، به. وأخرجه مسلم (1599) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (20851) ؛ من طريق جرير، عن أبي فروة، به. (¬1) هو: عروة بن الحارث. (¬2) تقدم التعليق على مُسوِّغ الابتداء بالنكرة في هذه العبارة، في الحديث رقم [9] .

12 - حدَّثنا أبو زُرعةَ عبدُالرحمنِ بنُ عَمرٍو الدِّمشقيُّ وأحمدُ بنُ عبدِالقاهرِ بنِ الخَيْبَريِّ، اللَّخْميُّ، الدمشقيان (¬1) ؛ قَالَ (¬2) : ثنا مُنبِّهُ بنُ عثمانَ، قال: حدثني ثَورُ بنُ يزيدَ، قال: حدثني مُجالِدُ بنُ سعيدٍ، قال: حَدَّثني عامرٌ الشَّعبيُّ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «الْحَلالُ بَيِّنٌ، والْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لا يَدْرِي كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ أَمِنَ الْحَلالِ هِيَ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ هِيَ، فَمَتَى يَدَعْهُنَّ الْمَرْءُ يَكُونُ (¬3) أَشَدَّ اسْتِبْرَاءً -[35]- لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ، وَمَتَى يَقَعْ فِيهِنَّ يُوشِكْ أَنْ يَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَمَنْ يُرْتِعُ إِلَى جَانِبِ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُرْتِعَ فِي الْحِمَى، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ» . ¬

[12] أخرجه المصنف في "المعجم الأوسط" (2264) ، و"مسند الشاميين" (511) ؛ من طريق أحمد بن عبد القاهر اللخمي فقط، به. ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/274) ، (70/130) . (¬1) كذا في الأصل، والأولى: الدمشقي؛ فقد قال في أبي زرعة آنفًا: «الدمشقي» ، فلعله ذهل عن قوله الأول، فأراد أن ينسبهما معًا. وهما دمشقيان. (¬2) كذا في الأصل، والأولى: «قالا» . ويُخرَّج ما في الأصل على أنه أراد: قال كلُّ واحدٍ منهما. أو على أنه اكتفى بفتحة اللام عن الألف؛ على لغة هَوَازِن وعُلْيَا قَيْس؛ فإنهم قد يحذفون حروف المد الثلاثة ويكتفون بالحركات نيابة عنها؛ ومن شواهد ذلك قول رؤبة بن العجاج [من الرجز] : وَصَّانِيَ الْعَجَّاجُ فِيمَا وَصَّنِي أي: فيما وصَّاني. وانظر تفصيل هذه اللغة وشواهدها، في: "الخصائص" (3/133- 136) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/631- 632) ، و"اللباب" للعكبري (2/111- 112) ، و"الإنصاف" (1/385- 391) ، (2/544- 547) ، و"مغني اللبيب" (ص716- 717) ، و"همع الهوامع" (1/229- 230) . (¬3) كذا في الأصل «يكون» مرفوعًا، وحقه الجزم؛ لأنه واقع في جواب شرط جازم وهو «متى» . ورفع المضارع في جواب الشرط الجازم- إذا كان فعل الشرط -[35]- مضارعًا- جائزٌ بقلة، ويخرَّج على حذف الفاء الواقعة في جواب الشرط مع إرادتها، أي: فمتى يدعْهن المرء فيكون ... أو على التقديم والتأخير، أي: فيكون أشد استبراء متى يدعْهن ... وانظر تفصيل ذلك وشواهده في: "الكتاب" لسيبويه (3/67) ، و"شرح التسهيل" (4/77- 79) ، و"شواهد التوضيح" (ص232- 233) ، و"مغني اللبيب" (ص717) ، و"همع الهوامع" (2/557- 559) ، و"الدر المصون" (4/43) ، وانظر: "معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (2/111) .

13 - حدَّثنا أبو زُرعةَ الدِّمشقيُّ (¬1) وعبدُالله بنُ الحسينِ المِصِّيصيُّ، قالا: ثنا آدمُ بنُ أبي إياسٍ، ثنا وَرْقَاءُ بنُ عُمرَ، عن مُجالدٍ، عن الشعبيِّ، عن النُّعمان بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، نحوَه. ¬

[13] لم نقف على رواية ورقاء. وانظر الأحاديث: رقم [12] ، و [14] ، و [15] . (¬1) هو: عبد الرحمن بن عمرو.

14 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، قال: ثنا عَارِمٌ أبو النعمانِ (¬1) ، ثنا حمادُ بنُ زيدٍ، ثنا مُجالِدُ بنُ سعيدٍ، عن الشَّعبيِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «الْحَلالُ بَيِّنٌ، والْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ مُشْتَبِهَاتٌ لا يَدْرِي كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مِنَ الْحَلالِ هِيَ أَمْ -[36]- مِنَ الْحَرَامِ. مَنْ تَرَكَه (¬2) كَانَ اسْتِبْرَاءً لِعِرْضِهِ، وَمَنْ وَاقَعَ شَيْئًا مِنْهَا يُوشِكْ ُأَنْ يُوَاقِعَ الْحَرَامَ، كَمَا أَنَّهُ مَنْ يَرْعَ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكْ أَنْ -[37]- يُوَاقِعَهُ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ» . ¬

[14] أخرجه الترمذي (1205) ، والبزار (3274، 3277) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (260) ؛ من طريق حماد بن زيد، به. وسيأتي طرفٌ منه برقم [57] من طريق أخرى عن حماد، به. (¬1) هو: محمد بن الفضل، وعارم لقبه. -[36]- (¬2) كذا في الأصل، وعند الترمذي: «فمن ترك الشبهات» ، وفي بقية مصادر التخريج: «فمن تركها» ، والضمير يعود على «المشتبهات» السابقة في لفظ الحديث. وما وقع في الأصل- إن صح روايةً ولم يكن تصحيفًا- له توجيهات: الأول: أن تضبط هكذا: «تَرَكَهُ» ، وتكون الهاء فيها للمفرد المذكر، ويكون عائدًا إلى مفرد «المشتبهات» ، على معنى «الأمر المشتبه» ، ويكون المراد به الأمور المشتبهة باعتبار جنسه؛ ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «ما بال أناس يشترطون شروطًا ليس في كتاب الله» - «البخاري» (2155) - والمراد: ليس شرط منها في كتاب الله. وقوله صلى الله عليه وسلم: «فأحمدُهُ بمحامدَ لا أَقْدِرُ عليه الآنَ» - «مسلم» (192) - قال النووي: «هكذا هو في الأصول: «لا أقدر عليه» وهو صحيح، ويعود الضمير في «عليه» إلى الحمد» . اهـ. يعني أن هذا من باب الحمل على المعنى بإفراد الجمع. والحمل على المعنى في كلام العرب كثير؛ كما قال ابن جني. انظر: "فتح الباري" (1/551) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (3/62) . وانظر الكلام على الحمل على المعنى وشواهده في: "كتاب سيبويه" (3/565- 566) ، و"الخصائص" (1/236- 237) ، (2/411، 415- 420) ، (3/314- 315) ، و"شواهد التوضيح" (ص143، 176- 177) ، و"إعراب الحديث" للعكبري (ص79، 222، 255- 256) ، و"عقود الزبرجد" (1/121) . والثاني: أن يضبط هكذا «تَرَكَهْ» بسكون الهاء، ويكون أراد «تَرَكَهَا» بضمير المؤنث، فحذف الألف، وسكَّن الهاء ونقل فتحتها إلى الكاف بعد تقدير سَلْبِ حركةِ الكاف؛ وهي لغة طيِّئٍ ولَخْمٍ في الضمير «ها» المتصل؛ فيقولون في «بِهَا» : «بَهْ» ، وفي «فِيهَا» : «فِيَهْ» ، وذكر ابن مالك أن هذا الحذف والنقل يُفعل اختيارًا. قال ابن دريد: «وهكذا لغة طيئ؛ يقولون: كدت أضربَهْ، إذا عنوا المؤنث إذا أرادوا أن يقولوا: كدت أضربُهَا» . اهـ. انظر: "جمهرة اللغة" (1/289) ، و"أوضح المسالك" (1/55) ، و"شرح شذور الذهب" (ص155) ، و"مغني اللبيب" (ص839) ، و"همع الهوامع" (3/329) . والثالث: أن يضبط هكذا: «تركهَ» ويراد بها: «تَرَكَهَا» واجتُزئ بالفتحة عن الألف؛ وهي لغة هَوَازن وعُلْيَا قَيْس؛ التي تقدم التعليق عليها في الحديث رقم [12] .

15 - حدَّثنا بِشْرُ بنُ موسى، ثنا الحُميديُّ، ثنا سفيانُ، ثنا مُجالِدٌ، عن الشَّعْبيِّ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «حَلالٌ بَيِّنٌ، وَحَرَامٌ بَيِّنٌ (¬1) ، وَمُشْتَبِهَاتٌ بَيْنَ ذَلِكَ، فَمَنْ تَرَكَ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ كَانَ لِمَا اسْتَبَانَ لَهُ أَتْرَكَ، وَمَنِ اجْتَرَأَ عَلَى مَا شَكَّ فِيهِ يُوشِكْ ُأَنْ يُوَاقِعَ الْحِمَى، كَمُرْتِعٍ إِلى جَانِبِ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَحِمَى اللهِ فِي الأَرْضِ مَعَاصِيهِ» . ¬

[15] أخرجه الحميدي (919) ، والإمام أحمد (4/271 رقم 18384) ، (4/274 رقم 18412) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/136) ؛ من طريق سفيان، به. (¬1) تقدم التعليق على مسوِّغ الابتداء بالنكرة في هذه العبارة، في الحديث رقم [9] .

16 - حدَّثنا عَبْدانُ بنُ أحمدَ، ثنا عاصمُ بنُ النَّضْرِ الأحولُ، ثنا المعتمرُ بنُ سليمانَ (ح) . وحدَّثنا القاسمُ بنُ زكريَّا المُطرِّزُ، ثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ المحاربيُّ، ثنا أبو مالكٍ الجَنْبيُّ (¬1) ؛ كِلَيهُمَا (¬2) عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن -[38]- مُجَالدٍ، عن عامرٍ؛ أنه سمع النُّعمان بنَ بَشيرٍ يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ بَيْنَ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُشْتَبِهَاتٍ، فَمَنْ تَرَكَهَا أحْرَزَ دِينَهُ وَعِرْضَهُ،، ومَنْ وَقَعَ فِيه (¬3) يُوشِكْ ُأَنْ يُوَاقِعَ الْحَرَامَ، كَمَنْ رَعَى قَرِيبًا مِنَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُرْتِعَ فِيهِ، وَلِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى فِي الأَرْضِ، وَإِنَّ حِمَى اللهِ فِي الأَرْضِ مَحَارِمُهُ» . واللفظُ لحديثِ أبي مالكٍ الجَنْبيِّ. ¬

[16] أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (2/127 رقم 1029) من طريق أبي معاوية الضرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. (¬1) هو: عمرو بن مالك. (¬2) كذا في الأصل، والأولى هنا: «كلاهما» ؛ لأنه توكيد معنوي لمرفوعٍ، وهو: «المعتمر بن سليمان وأبو مالك الجنبي» ، وما في الأصل صحيح، ويُخرَّج على وجهين: أحدهما: أنه نصب بتقدير فعلٍ، أي: «أعني كليهما» أو نحوه. والثاني: أن يكون مرفوعًا لكنه كتب بالياء، لأجل الإمالة، والإمالة لغة بني تميم وأسد وقيس. وسببُ الإمالةِ هنا كسرةُ الكاف، ولا يضر الفصل بينهما بحرف -[38]- واحد وهو اللام. وقد وقع نحو هذه العبارة في "صحيح مسلم"، وذكر النووي أنه يقع في مواضع كثيرة في أكثر الأصول، وخرَّجه على الوجهين المذكورين. انظر "شرح النووي" (1/41- 42) . وانظر تفصيل الكلام على الإمالة وأسبابها وموانعها وشواهدها في: "شرح الأشموني" (4/385- 387) ، و"أوضح المسالك" (4/318) ، و"شرح ابن عقيل" (2/480) . (¬3) كذا في الأصل، والضمير يعود على قوله: «مشتبهات» . ويضبط ما في الأصل على ثلاثة أوجهٍ تقدمت في التعليق على قوله: «مَنْ تَرَكَه» ، في الحديث رقم [14] .

17 - حدَّثنا سعيدُ بنُ عبدِالرحمنِ التُّسْتَريُّ، ثنا محمدُ بنُ عبدِالله ابنِ عُبيدِ بنِ عَقيلٍ، ثنا جَدِّي، ثنا شعبةُ، عن مُجالِدٍ، عن الشَّعبيِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «الْحَلالُ بَيِّنٌ، والْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ ... » ، وذكر الحديثَ. ¬

[17] أخرجه الطيالسي (825) ، والبزار (3276) ، والمصنف في «الصغير» (382- الروض الداني) ؛ من طريق شعبة، به مختصرًا جدًّا بلفظ: «في الجسد مضغة ... » . وانظر رقم [54] .

18 - حدَّثنا الحُسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا عثمانُ بنُ أبي -[39]- شيبةَ، ثنا جَريرٌ، عن مُغيرةَ (¬1) ، عن الشعبيِّ، قال (¬2) : سمعتُ النعمانَ ابنَ بشيرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬3) : «الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَإِنَّ بَيْنَ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ شُبُهَاتٍ، فَمَنْ تَرَكَهَا اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، ومَنْ وَقَعَ فِيهَا يُوشِكْ ُأَنْ يُوَاقِعَ الْحَرَامَ، كَمُرْتِعٍ إِلى جَانِبِ الحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُرْتِعَ فِيهِ، وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ: الَّذِي حَمَاهُ عَلَى عِبَادِهِ (¬4) » . ¬

[18] أخرجه أبو عوانة في "مسنده" (5472) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (751) وابن حبان (297) مختصرًا؛ من طريق جرير، به. وانظر رقم [59] . -[39]- (¬1) هو: ابن مقسم. (¬2) في الأصل: «عن قال» . (¬3) أي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... إلخ، كما في مصادر التخريج، فحذف الفعل «يقول» وهو مرادٌ في الكلام، وحَذْفُ فعل القول لدلالة الكلام عليه، كثيرٌ في اللغة؛ كما في قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ *سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ *} [الرّعد: 23-24] أي: يقولون: سلام عليكم. وانظر: "مغني اللبيب" (ص596) . (¬4) قوله: «وإن حمى الله الذي حماه على عباده» كذا وقع في الأصل، وفي "شرح مشكل الآثار" في الموضع السابق: «وإن حمى الله الذي حرمه على عباده» . وفي بعض ألفاظ الحديث في الروايات الأخرى: «وإن حمى الله محارمه» . وقوله: «الذي حماه على عباده» يحتمل أن يُعرب صفةً لـ «حِمَى الله» ، أو خبرًا لـ «إن» ، فإن أُعرب صفةً احتاجت الجملة إلى تقدير خبرٍ؛ وهو: «محارمُه» . فالأولى أن يعرب خبرًا لـ «إنّ» ؛ والمراد: الذي (حرَّمه) على عباده، أي: محارمه. وقد تقدم تفسير «الحمى» في أول الباب.

19 - حدَّثنا موسى بنُ هارونَ، ثنا إسحاقُ بنُ راهُويَهْ، أنا جريرٌ (ح) . -[40]- وحدَّثنا محمدُ بنُ عبدِالله الحَضْرميُّ، والحسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ؛ قالا: ثنا عثمانُ بن أبي شَيبةَ، ثنا جريرٌ؛ عن مطرِّفٍ (¬1) ، عن عامرٍ الشعبيِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ حَلالُهُ وَحَرَامُهُ، وَالشُّبُهَاتُ بَيْنَ ذَلِكَ، كَمَا لَوْ أَنَّ رَاعِيً (¬2) بِجَانِبِ الحِمَى، لَمْ تَلْبَثْ غَنَمُهُ أَنْ تَرْتَعَ فِيهِ؛ فَاجْتَنِبُوا الشُّبُهَاتِ» . ¬

[19] أخرجه مسلم (1599) ، وأبو عوانة (5465) ؛ من طريق جرير، به. وسيُورد المصنف طرفًا منه بهذا الإسناد برقم [61] . -[40]- (¬1) هو: ابن طريف. (¬2) كذا في الأصل، وفي "مسند أبي عوانة": «راعيًا» ، وهو اسمُ «إن» . لكن ما وقع في الأصل يخرَّج على أنه منصوبٌ اسمًا لـ «إن» ، ورسم «راعيً» دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد سبق الكلام على لغة ربيعة في التعليق على الحديث رقم [8] .

20 - حدَّثنا المِقدامُ بنُ داودَ بنِ عيسى المصريُّ، قال: ثنا عمِّي سعيدُ بنُ عيسى بنِ تَلِيدٍ الرُّعينيُّ، قال: ثنا مفضَّلُ بنُ فَضالةَ، عن محمدِ بنِ عَجْلانَ، عن الحارثِ بنِ يزيدَ العُكْليِّ وسعيدِ بنِ عبدِالرحمنِ الهَمْدانيِّ (¬1) ، عن عامرٍ الشعبيِّ؛ أنه سمع النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: -[41]- سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وبَيْنَ الْحَرَامِ سُتْرَةً مِنَ الْحَلالِ؛ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ أَشَدَّ اسْتِبْرَاءً لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ، وَمَنْ أَرْتَعَ فِيهِ كَانَ كَالْمُرْتِعِ إِلَى جَنْبِ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، إِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ فِي الأَرْضِ مَحَارِمُهُ» . ¬

[20] أخرجه أبو عوانة (5468) من طريق المفضل، عن ابن عجلان، عن الحارث وسعيد بن عبد الرحمن، به. وأخرجه ابن حبان (5569) من طريق المفضل، عن عبد الله بن عياش القتباني، عن ابن عجلان، عن الحارث بن يزيد العكلي، عن عامر الشعبي، به. وأخرجه مسلم (1599) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القارئ، عن ابن عجلان عن عبد الرحمن بن سعيد، عن الشعبي، به. (¬1) كذا وقع في الأصل وفي الموضع السابق من "مسند أبي عوانة": «سعيد بن عبد الرحمن» وكذا وقع في "حلية الأولياء". ووقع في "مسلم" كما سبق: -[41]- «عبد الرحمن بن سعيد» ، وقد ذكر المزي هذا الحديث في ترجمة «عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمداني» (17/146) ، ورواه من طريق يعقوب القاري، عن ابن عجلان، عن عبد الرحمن بن سعيد، به، ثم قال: «هكذا رواه قتيبة عن يعقوب، وهو المحفوظ، ورواه يزيد بن خالد بن موهب الرملي، عن المفضل بن فضالة، عن عبد الله بن عياش بن عباس، عن محمد بن عجلان، عن الحارث العكلي وسعيد ابن عبد الرحمن الهمداني، عن الشعبي، وذلك وَهَمٌ» ، والله أعلم.

21 - حدَّثنا عبدُالله بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدثني أبي، ثنا حُسينُ ابنُ الحسنِ الأشقرُ، ثنا يَعقوبُ القُمِّيُّ (¬1) ، عن هارونَ بنِ عنترةَ، عن عامرٍ الشعبيِّ، قال: خطبَنا النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ فقال: إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «حَلالٌ بَيِّنٌ، وَحَرَامٌ بَيِّنٌ (¬2) ، فَمَنْ تَرَكَ الشُّبُهَاتِ فَهُوَ لِلْمَحَارِمِ أَتْرَكُ، وَمَنِ اجْتَرَأَ عَلَى دُخُولِ الْحِمَى وَاقَعَ الْحِمَى» . ¬

[21] لم نقف عليه من هذا الوجه. (¬1) هو: ابن عبد الله بن سعد. (¬2) تقدم التعليق على مسوِّغ الابتداء بالنكرة في هذه العبارة، في الحديث رقم [9] .

22 - حدَّثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ عامرِ بنِ إبراهيمَ الأصبَهانيُّ، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن يعقوبَ القُمِّيِّ، عن هارونَ بنِ عنترةَ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[22] لم نقف عليه من هذا الوجه.

23 - حدَّثنا العباسُ بنُ الفضلِ، ثنا إبراهيمُ بنُ حمزَة الزُّبيريُّ وأبو ثابتٍ محمدُ بنُ عُبيدِالله المَدينيُّ. وحدثنا مصعبُ بنُ إبراهيمَ بنِ حمزةَ الزُّبيريُّ، قال: حدثني أبي؛ قالا: ثنا عبدُالعزيزِ بنُ أبي حازمٍ، عن يزيدَ بنِ الهادِ، عن عيسى بنِ أبي عيسى الحَنَّاطِ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أنه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «الْحَلالُ بَيِّنٌ، والْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ ... » ، الحديثَ. ¬

[23] أخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/147) ، من طريق عبيد الله ابن موسى، عن عيسى الحناط، به.

24 - حدَّثنا الحسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا عليُّ بنُ المنذِرِ، ثنا محمدُ بنُ [الفضيل] (¬1) ، عن السَّريِّ بنِ إسماعيلَ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ فِي الأَرْضِ حَلالُهُ وَحَرَامُهُ، وَالْمُشْتَبِهَاتُ بَيْنَ ذَلِكَ، وَلَوْ أَنَّ رَاعِيًا رَعَى بِجَنَبَاتِ حِمًى لَمْ تَلْبَثْ غَنَمُهُ أَنْ تَرْعَى فِي وَسَطِهِ؛ فَدَعُوا الشُّبُهَاتِ» . ¬

[24] ذكر رواية السري بن إسماعيل عن الشعبي، أبو نعيم في "الحلية" (4/336) ، وسيأتي طرف آخر منه بهذا الإسناد برقم [63] . (¬1) في الأصل: «الفضل» ؛ والتصويب من الحديث رقم [48] و [63] ، وهو: محمد ابن فُضَيْل بن غَزْوان. وانظر "تهذيب الكمال" (21/145-146، و10/128) .

25 - حدَّثنا أسلمُ بنُ سَهْلٍ الواسطيُّ، ثنا أبو الشَّعْثاءِ عليُّ بنُ -[43]- الحسنِ، ثنا زيدُ بنُ الحُبَابِ، عن أَفْلحَ بنِ سعيدٍ، عن عِمرانَ بنِ دينارٍ، عن مَلِيحِ بنِ عبدِالله الخَطْميِّ، عن عامرٍ الشعبيِّ، عن النعمانِ ابنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلا إِنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ، أَلا وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، أَلا وَإِنَّ بَيْنَهُمَا أُمُورًا مُشْتَبِهَاتٍ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ كَانَ اسْتِبْرَاءً لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُرْتِعَ فِيهِ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ» . ¬

[25] ذكر أبو نعيم في "الحلية" (4/336) ، رواية مَلِيح بن عبد الله الخَطْمي.

26 - حدَّثنا عبدُالله بنُ محمدِ بنِ الحسنِ بنِ أسدٍ الأصبَهانيُّ، قال: ثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحسينِ بنِ حفصٍ، ثنا خَلاَّدُ بنُ يحيى، ثنا يوسفُ بنُ ميمونٍ، قال: سمعتُ عامرًا الشعبيَّ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ، يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬1) : «حَلالٌ بَيِّنٌ، وَحَرَامٌ بَيِّنٌ (¬2) ، وَشُبْهَةٌ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ، فَمَنْ تَرَكَ مَا يَرِيبُهُ (¬3) إِلَى مَا لا يَرِيبُهُ فَهُوَ لِمَا اسْتَبَانَ لَهُ أَتْرَكُ، وَمَنْ تَرَكَ مَا لا يَرِيبُهُ أَوْشَكَ أَنْ يَرْكَبَ -[44]- مَا يَرِيبُهُ، أَلا إِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَعَاصِيهِ، وَمَنْ يُرْتِعْ حَوْلَ الْحِمَى أَوْشَكَ أَنْ يُرْتِعَ فِي الْحِمَى مَا يَرِيبُهُ، أَلا إِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَعَاصِيهِ، وَمَنْ يُرْتِعْ حَوْلَ الْحِمَى أَوْشَكَ أَنْ يُرْتِعَ فِي الْحِمَى» . ¬

[26] أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (4/327 رقم 4387/ أطراف الغرائب والأفراد) من طريق خلاد بن يحيى، به. وقال: «تفرد به خلاد بن يحيى، عن يوسف بن ميمون الصباغ، عن الشعبي» . (¬1) أي: «يقول» ، حُذف فعل القول؛ لدلالة الكلام عليه، وانظر التعليق على نحوه في الحديث رقم [18] . (¬2) تقدم التعليق على مسوِّغ الابتداء بالنكرة في الحديث رقم [9] . (¬3) يقال: رابني الأمرُ وأرابني: إذا اتهمتَه بشيء وأنكرتَه؛ لغتان عند الفراء وغيره. وفرّق أبو زيد بين اللفظتين فقال: رابني: إذا علمت منه الريبة، وأرابني: إذا ظننت به ذلك وتشككت فيه. وحكي عن أبي زيد مثلُ قول الفرّاء أيضًا. "مشارق الأنوار" (1/304) .

27 - حدَّثنا أحمدُ بنُ أبي يَحيى الحَضْرميُّ، ثنا سليمانُ بنُ شُعيبٍ الكَيْسَانيُّ، ثنا عبدُالرحمنِ بنُ زيادٍ الرَّصاصيُّ، ثنا المَسعوديُّ (¬1) ، عن عبدِالملكِ بنِ عُميرٍ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ- قال عبدُالملكِ: وقد سمعتُه من النعمانِ بنِ بَشيرٍ- قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْحَلاَلُ بَيِّنٌ، والْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ، فَمَنْ تَرَكَهُنَّ كَان ذَلِكَ اسْتِبْرَاءً لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَاقَعَهُنَّ أَوْشَكَ أَنْ يَقَعَ فِي الْحَرَامِ» . ¬

[27] أخرجه أبو عوانة (5475) من طريق زهير، عن عبد الملك بن عمير، به. وأخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد" (8384/ أطراف الغرائب) من طريق عمرو بن قيس، عن عبد الملك، عن الشعبي، به. وقد ذكر رواية عبد الملك عن الشعبي أبو نعيم في "الحلية" (4/336) . وأخرج رواية عبد الملك بن عمير عن النعمان، أبو عوانة (5474) ، وابن البختري في «المجلس السادس» (19) ، وابن عدي (5/33) ، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" (4383/ أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم (5/105) ؛ من طريق عمرو بن قيس، عن عبد الملك، عن النعمان. (¬1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله.

باب

بَابٌ 28 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، [حدَّثنا أبو نعيم] (¬1) ، ثنا زكريّا ابنُ أبي زائدة؛ قال: سمعتُ عامرًا يقولُ: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ، يقولُ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا (¬2) كمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا (¬3) سَفِينَةً، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا، وَأصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَقَالُوا (¬4) : لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا فَاسْتَقَيْنَا مِنْهُ، -[46]- وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا! فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا جَمِيعًا» . ¬

[28] أخرجه السخاوي في "البلدانيات" (ص 100-101 رقم 11) من طريق المصنف وغيره. وأخرجه الإمام أحمد (4/270 رقم 18372) ، والبخاري (2493) ، والبيهقي (10/288) ؛ من طريق أبي نعيم، عن زكريا، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/269 رقم 18370) من طريق يحيى بن سعيد، و (4/270 رقم 18379) من طريق إسحاق بن يوسف؛ كلاهما عن زكريا، به. (¬1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من "البلدانيات" للسخاوي، وانظر الأحاديث رقم [6] و [39] و [53] . (¬2) كذا وقع هنا وفي البخاري، وعند أحمد: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، والمدهن فيها» . ومعنى القائم على حدود الله: الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر، والواقع فيها: أي مرتكبها الواقع في المحرَّمِ، والمدهِنُ وَالمداهن: الساكت. وسيأتي تفسير المدهن بأتم من هذا. (¬3) «استهموا» ، أي: اقترعوا فأخذ كل واحدٍ منهم سهمًا- أي: نصيبًا- من السفينة بالقرعة؛ وذلك بأن تكون مشتركة بينهم إما بالإجارة أو بالملك. وتقع القرعة لفصل النزاع عند الاختلاف. وانظر "فتح الباري" (5/295) . (¬4) في "مسند أحمد" و"صحيح البخاري": «فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا ... » .

29 - حدَّثنا العباسُ الأَسْفاطيُّ، ثنا أحمدُ بنُ يونسَ، ثنا جابرُ ابنُ يزيدَ بنِ رفاعةَ، ثنا الشعبيُّ، قال: سمعتُ على هذا المنبرِ- يعني منبرَ الكوفةِ- رجلاً وهو يقولُ مِن فِي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ما سمعتُ رجلاً قاله قبلَه. فقال له نُعيمُ بن أبي هندٍ: مَن هو يا عامرُ؟ قال: هو النعمانُ بن بشيرٍ الأنصاريُّ؛ قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَثَلُ الْمُدَاهِنِ (¬1) فِي أَمْرِ اللهِ كَمَثَلِ رَهْطٍ رَكِبُوا سَفِينَةً، فَاقْتَرَعُوا عَلَى الْمَنَازِلِ فِيهَا، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَى السَّفِينَةِ وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَاطَّلَعَ مُطَّلِعٌ مِنَ الَّذِي (¬2) -[47]- أَعْلَى السَّفِينَةِ؛ فَإِذَا بَعْضُ مَنْ أَسْفَلَهَا يَخْرِقُهَا، فَقَالَ لَهُ: مَا تَصْنَعُ يَا فُلاَنُ؟ قَالَ: أَخْرِقُ مَكَانًا أَسْتَقِي مِنْهُ وَأَتَوَضَّأُ وَأَشْرَبُ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَإِنْ غَيَّرُوا عَلَيْهِ (¬3) نَجَا وَنَجَوْا بِإِذْنِ اللهِ، وَإِنْ تَرَكُوهُ يَخْرِقُهَا غَرِقَ وَغَرِقُوا» . ¬

[29] أخرجه الرامهرمزي في أمثال الحديث (61) من طريق أحمد بن يونس، به. (¬1) في "أمثال الحديث": «إن المُدْهِن» . والمُدْهِن والمداهِنُ: المصانع المحابي، الغاشُّ في حدود الله، التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع القدرة عليه؛ لاستحياء أو قلة مبالاة في الدين. انظر "مشارق الأنوار" (1/262) ، و"فتح الباري" (5/295) ، وحاشية السندي على "مسند أحمد" (الحديث رقم 18361/ طبعة الرسالة) . وكذا وقع هنا وفي أمثال الحديث ذكر المداهن- أو المدهن- فقط، وتقدم في الحديث السابق ذكر القائم على حدود الله والواقع فيها، وستأتي مواضع ذكر فيها الثلاثة الأقسام، ومواضع اقتصر فيها على بعضها. وانظر الموضع السابق من "فتح الباري". (¬2) كذا في الأصل، ويتوجَّه على أنه أراد الفَرِيقَ الذي أعلى السفينة. أوْ أنَّ أصلَهُ «الذين» ثم حُذفت النون تخفيفًا، وهو لغة في «الذين» . أو على أن «الذي» كـ «مَنْ» في وقوعه على المفرد والمثنى والجمع. وقيل نحو ذلك في قوله تعالى: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} [التّوبَة: 69] . وانظر: "شرح المفصل" (4/154-156) ، و"همع الهوامع" (1/322) ، و"الدر المصون" (1/156-159) ، (6/83-84) . -[47]- (¬3) كذا في الأصل وفي "أمثال الحديث". والمراد: غَيَّروا عليه ما يفعله، أي: أنكروه عليه. وفي "اللسان" (5/37/غير) : «وغَيَّر عليه الأمرَ: حوّله» .

30 - حدَّثنا الحسنُ بنُ عليٍّ المَعْمَريُّ، ثنا عَمرُو بنُ أبي عاصمٍ، ثنا أبي (¬1) ، عن جابرِ بنِ يزيدَ بنِ رفاعةَ، عن نُعيمِ بنِ أبي هندٍ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بن بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[30] رواه البزار (3248) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (62) ؛ من طريق يحيى بن حكيم المقوم، عن أبي عاصم النبيل، عن جابر بن يزيد، به. (¬1) هو: الضحاك بن مخلد أبو عاصم النبيل.

31 - حدَّثنا معاذُ بنُ المُثنَّى، ثنا مُسدَّدٌ (ح) . -[48]- وحدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي (¬1) ، ثنا يحيى الحِمّانيُّ؛ قالا: ثنا أبو معاويةَ (¬2) ، عن الأعمشِ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالْمُدَاهِنِ فِيهَا (¬3) كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فِي الْبَحْرِ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِي (¬*) فِي أَسْفَلِهَا [يَخْرُجُونَ] (¬4) وَيَسْتَقُونَ الْمَاءَ، وَيَصُبُّونَ عَلَى الَّذِي (¬*) فِي أَعْلاَهَا؛ فَيُؤْذُونَهُمْ؛ فَمَنَعُوهُمْ؛ فَقَالُوا: لا نَدَعُكُمْ تَمُرُّونَ عَلَيْنَا فَتُؤْذُونَنَا (¬5) . فَقَالَ الَّذينَ فِي -[49]- أَسْفَلِهَا: أَمَّا إِذْ مَنَعْتُمُونَا فَنَنْقُبُ السَّفِينَةَ مِنْ أَسْفَلِهَا وَنَسْتَقِي. فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ فَمَنَعُوهُمْ نَجَوْا جَمِيعًا، وَإِنْ تَرَكُوهُمْ هَلَكُوا جَمِيعًا» . ¬

[31] أخرجه السخاوي في "البلدانيات" (ص 100-101) من طريق المصنف، بهذا الإسناد. وأخرجه الإمام أحمد (4/268 رقم 18361) ، و (4/269 رقم 18371) ، والترمذي (2173) ، والبزار (3298) ؛ من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (1/47- 48 رقم 81) ، والبخاري (2686) ، والبيهقي في "السنن" (10/91) ، وفي "شعب الإيمان" (7169) ، والبغوي في "تفسيره" (1/338- 339) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (36/124- 125) ؛ من طرق عن الأعمش، به. -[48]- (¬1) هو: محمد بن الحسين بن حبيب. (¬2) هو: محمد بن خازم. (¬3) أي: والواقع فيها؛ كما في بقيَّة روايات الحديث. (¬*) كذا في الأصل، وفي "البلدانيات": «الذين» ، وما في الأصل له توجيهاتٌ في العربيَّة، تقدَّم بيانها في التعليق على الحديث رقم [29] . (¬4) في الأصل و"البلدانيات": «يخرقون» ، والمثبت من "مسند البزار". وفي "مسند أحمد"، و"الترمذي": «يصعدون» . (¬5) قوله: «لا ندعكم تمرون علينا فتؤذوننا» كذا في الأصل و"البلدانيات" بنونين، وكذا عند أحمد والترمذي. وعند البزار: «فتؤذونا» بنون واحدة، وهو الجادة؛ لأنه فعل مضارع وقع بعد فاء السببية المعتمدة على نفيٍ محضٍ، فحقه النصب بإضمار «أن» . وما وقع هنا يخرج على أن الفاء ليست للسببية، لكنها لمجرد العطف؛ كما وقع في قوله تعالى: {وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ *} [المُرسَلات: 36] ، وقوله تعالى: {لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} [فَاطِر: 36] ، فيمن قرأ بإثبات النون. والمعنى مع الرفع على أن ما بعد الفاء داخل في حيز ما قبلها، أي: لا يؤذن لهم ولا يعتذرون، ولا يقضى عليهم ولا يموتون، وهنا في الحديث: لا ندعكم تمرون ولا تؤذوننا. والمعنى مع النصب على أن ما بعد الفاءِ مسبَّبٌ عن نفيِ ما قبلها، وعلى تقدير ما قبلها وما بعدها بمنزلة اسمين عطف أحدهما على الآخر؛ فتقدَّر- مع الفعل بعد الفاء- «أن» الناصبة؛ لأنها مع الفعل بمنزلة الاسم. ويخرَّج أيضًا على ما ذكره بعض العلماء من أن الفعل في مثل هذا السياق قد يُرفع -[49]- بعد الفاء ويكون المعنى على السببيَّة، لا العطف؛ وذكروا أن النحويين إنما جعلوا معنى المرفوع غير معنى المنصوب رَعْيًا للأكثر في كلام العرب. وانظر تفصيل الكلام في نصب المضارع بعد فاء السببية ورفعه، وشواهده، في: "كتاب سيبويه" (3/28- 41) ، و"المحتسب" (1/192- 193) ، (2/201- 202) ، و"اللباب في علوم الكتاب" (6/493) ، (16/145- 146) ، و (20/83) ، و"البحر المحيط" (7/301) ، (8/399) ، و"شرح كافية ابن الحاجب" (4/63- 68) .

32 - حدَّثنا الحسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا عثمانُ بنُ أبي شَيبةَ، ثنا جَريرٌ، عن مُغيرةَ (¬1) ، عن الشعبيِّ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ؛ قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ (¬2) مَثَلُ قَوْمٍ رَكِبُوا سَفِينَةً، وَاقْتَرَعُوا مَنَازِلَهَا، فَكَانَ مَكَانُ النَّتْنِ (¬3) وَمُهَرَاقُ الْمَاءِ (¬4) وَمُخْتَلَفُ الْقَوْمِ لأَحَدِهِمْ، فَضَجِرَ، فَأَخَذَ الْقَدُومَ فَنَقَرَ -[50]- فِي السَّفِينَةِ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِلآخَرِ: أَتُرِيدُ أَنْ تُغْرِقَنَا وَتُغْرِقَ سَفِينَتَهُمْ (¬5) ؟ قَالَ الآخَرُ: دَعُوهُ؛ فَإِنَّمَا يَخْرِقُ مَكَانَهُ!!» . ¬

[32] أخرجه ابن حبان (297) من طريق جرير، به. وأخرجه المصنف في "الأوسط" (9310) والرامهرمزي في "الأمثال" (63) ، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (317) ؛ من طريق مغيرة، به. (¬1) هو: ابن مقسم. (¬2) في الموضع السَّابق من "المعجم الأوسط": «مثل القائم على حدود الله، والمداهن في حدود الله، والراكب حدود الله» . ونحوه في "أمثال الحديث"، واقتصر في بقية مصادر التخريج على ذكر المداهن والقائم. والأنسب هنا لسياق الحديث ذكر الأقسام الثلاثة. وانظر: "فتح الباري" (5/295) . (¬3) النَّتْن: الرائحة الكريهة. "تاج العروس" (18/559/نتن) . (¬4) مُهَراق الماء: موضع إراقته. والأصل: «أراق» بالهمزة، فأُبدلت هاءً، فصارت «هَرَاق» ، وتفتح الهاء من المضارع واسم الفاعل واسم المفعول واسمي المكان والزمان: -[50]- يُهَرِيقه، مُهَرِيق، مُهَرَاق. وقد يجمع بين الهاء والهمزة فيقال: «أَهْراقه يُهْريقه» ساكن الهاء. وانظر: "مشارق الأنوار" (1/27) ، و"المصباح المنير" (ص130/ريق) . (¬5) كذا في الأصل: «أن تغرقنا وتغرق سفينتهم» ، وفي "الأوسط" للمصنف: «فقال أحد الباقين للآخر: ألا ترى هذا الذي يريد أن يخرق سفينتنا فيغرقنا؟!» . وفي "صحيح ابن حبان": «إن هذا يريد أن يغرقنا ويخرق سفينتكم» .

33 - حدَّثنا عبدُالله بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدثني أبي، ثنا يَعْلى بنُ عُبيدٍ، ثنا الأعمشُ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[33] لم نقف عليه من رواية يعلى بن عبيد، عن الأعمش، وانظر رقم [31] .

34 - حدَّثنا موسى بن هارونَ، ثنا إسحاقُ بنُ راهُوْيَهْ (ح) . وحدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الحَضْرميُّ، والحسينُ بنُ إسحاقَ، قالا: ثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ؛ ثنا (¬1) جَريرٌ (¬2) ، عن مُطرِّفٍ (¬3) ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مُدْهِنٌ (¬4) -[51]- فِي حُدُودِ اللهِ، وَالرَّاكِبُ حُدُودَ اللهِ، والآمِرُ بِهَا والنَّاهِي عَنْهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ مِنْ سُفُنِ الْبَحْرِ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ مُؤَخَّرَ السَّفِينَةِ وَأَبْعَدَهَا مِنَ الْمِرْفَقِ، وَكَانُوا سُفَهَاءَ، فَكَانُوا إِذَا أَتَوْا عَلَى رِحَالِ الْقَوْمِ آذَوْهُمْ، فَقَالُوا: نَحْنُ أَقْرَبُ أَهْلِ السَّفِينَةِ مِنَ الْمِرْفَقِ وَأَبْعَدُهَا مِنَ السَّمَاءِ (¬5) ، فَبَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمِرْفَقِ أَنْ نَخْرِقَ السَّفِينَةَ، ثُمَّ نَسُدُّهُ (¬6) إِذَا اسْتَغْنَيْنَا عَنْهُ. فَقَالَ ضُرَبَاؤُهُ (¬7) مِنَ السُّفَهَاءِ: فَافْعَلْ. فَأَهْوَى إِلَى فَأْسٍ فَضَرَبَ بِهَا عُرْضَ (¬8) السَّفِينَةِ، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ رَجُلٌ وَنَشَدَهُ (¬9) قَالَ: مَا تَصْنَعُ؟ قَالَ: نَحْنُ أَقْرَبُكُمْ مِنَ الْمِرْفَقِ وَأَبْعَدُكُمْ مِنْهُ؛ أَخْرِقُ دَفَّ (¬10) هَذِهِ السَّفِينَةِ، فَإِذَا -[52]- اسْتَغْنَيْنَا عَنْهُ سَدَدْنَاه. قال: لا تَفْعَلْ؛ فَإِنَّكَ إِذَنْ تَهْلِكُ وَنَهْلِكُ» . ¬

[34] أخرجه ابن حبان (298، 301) من طريق جرير، به. (¬1) رواه عن جرير: إسحاق بن راهويه، وعثمان بن أبي شيبة. (¬2) هو: ابن عبد الحميد. (¬3) هو: ابن طريف. (¬4) كذا في الأصل بتنكير «مدهنٍ» ، وفي "صحيح ابن حبان" في الموضع الأول: «المداهن» ، وفي الموضع الثاني: «مثل المداهن» . و «مدهن» هنا مبتدأ، وساغ الابتداء بها مع أنها نكرةٌ؛ لأنَّها عاملةٌ فيما بعدها؛ نحو قولك: أفضَلُ منهم عندنا. ولأنَّهَا أيضًا وصفٌ ناب عن موصوفِهِ؛ والتقدير: «رجلٌ مدهنٌ ... » . وانظر "شرح ابن عقيل" (1/203- 207) ، و"شرح الأشموني" (1/193) . وقد تقدم تفسير المدهن والمداهن في التعليق على الحديث رقم [29] . -[51]- (¬5) كذا في الأصل: «السماء» ؛ فإنْ لم يكن مصحَّفًا عن «الماء» ، فإنَّه يكون بمعنى الطابقِ العُلْوِيِّ الذي يستقى فيه الماءُ، و «السَّمَاءُ» - في العربية- تُطْلَقُ على كُلِّ ما عَلاَكَ؛ كما في قوله تعالى: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} [الحَجّ: 15] . انظر: "المصباح المنير" (س م و) . (¬6) أي: نسدُّ الخرق. أو: نسدُّ دَفَّ السفينة، وسيأتي قوله: «أخرق دف السفينة» . وفيه عود الضمير على المفهوم من السياق. وقد تقدم التعليق على نحوه في الحديث رقم [2] . (¬7) الضُّرباء: جمع ضَريب، وهو المِثْلُ؛ يقال: فلان ضريب فلان، أي: نظيره. وضَرِيبُ الشيء: مِثْله وشكله. "تاج العروس" (2/171/ضرب) . وعاد الضمير هنا بالإفراد على اعتبار أن القائل: «نحن أقرب إلى السفينة ... » إلخ، بعضُهم، أي: واحدٌ منهم؛ كما في الروايات الأخرى للحديث، والله أعلم. (¬8) العُرْض- بضم العين وسكون الراء-: الناحية والجانب. "المصباح المنير" (ص209/ عرض) . (¬9) كذا في الأصل، ومعنى «نَشَدَهُ» : استعطفه؛ يقال: نَشَدتُّكَ اللهَ وباللهِ، أي: ذكَّرْتُكَ به واستعطفتك، أو سألتُكَ به مُقْسِمًا عليك. وانظر: "المصباح المنير" (ص311/نشد) . وفي "صحيح ابن حبان" في الموضعين: «رجل رشيد» . ومعناه واضح. (¬10) الدَّفُّ: الجنبُ من كل شيء، والجمع: دُفُوف. "المصباح المنير" (ص104/دفف) .

35 - حدَّثنا الحُسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا محمدُ بنُ حُميدٍ الرازيُّ، ثنا الحَكَمُ بنُ بَشيرِ بنِ سُليمانَ، عن [عَمْرِو] (¬1) بنِ قيسٍ المُلائيِّ، عن مُجالِدِ بنِ سعيدٍ، عن عامرٍ الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا وَالْمُدْهِنِ فِيهَا، مَثَلُ نَفَرٍ اسْتَهَمُوا فِي سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ وَسَطَهَا؛ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَسْتَقِيَ مِنَ الْمَاءِ مَرَّ عَلَى الَّذِينَ مِنْ فَوْقِهِ فَتَأَذَّوْا بِهِ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ، أَخَذَ الْفَأْسَ قَالَ: أَنْقُبُ هَهُنَا فَأَسْتَقِي مِنْ قَرِيبٍ. قال الَّذِينَ فَوْقَهُ: لا تَصْنَعْ؛ تُرِيدُ أَنْ تُهْلِكَنَا؟! فَقَالَ الآخَرُ: وَيْحَهُ! فَإِنَّمَا يَصْنَعُ فِي نَصِيبِهِ. فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ نَجَوْا وَنَجَا، وإنْ لَمْ يَفْعَلُوا هَلَكَ وَهَلَكُوا» . ¬

[35] سيأتي تخريج رواية مجالد من طرق أخرى في الحديث التالي. (¬1) في الأصل: «عمر» وهو تصحيف. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (22/ 200 رقم4436) .

36 - حدَّثنا محمدُ بنُ هشامٍ المُستملِي، ثنا عليُّ بنُ المدينيِّ، ثنا سفيانُ بنُ عُيينةَ، عن مُجالدٍ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ الْمُدَاهِنِ فِي الْحُدُودِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا وَالقَائِمِ عَلَيْهَا، كَمَثَلِ ثَلاثَةِ نَفَرٍ رَكِبُوا فِي سَفِينَةٍ، فَاسْتَهَمُوا مَنَازِلَهُمْ، فَوَقَعَ -[53]- لأَحَدِهِمْ أَسْفَلُهَا وَأَوْعَرُهَا وَأَخْبَثُهَا، وَكَانَ لِلآخَرِ أَوْسَطُهَا، وَكَانَ للآخَرِ أَعْلاَهَا؛ فَكَانَ مُخْتَلَفُهُ وَمُهَرَاقُ مَائِهِ عَلَيْهِمْ، فَلَمْ يَنْذَرُوا (¬1) بِهِ حَتَّى إِذَا هُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْرِقَ فِيهَا خَرْقًا؛ يَقُولُ: أَقْرُبُ مِنَ الْمَاءِ؛ فَلا يَكُونُ مَجَازِي (¬2) عَلَيْكُمْ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: دَعُوهُ- أَبْعَدَهُ الله! - إِنَّمَا يَخْرِقُ فِي نَصِيبِهِ. وَقَالَ الآخَرُ: لا تَدَعُوهُ؛ إنَّمَا يُهْلِكُنَا. فَإِنْ أَخذُوا عَلَى يَدَيْهِ سَلِمُوا، وَإِنْ تَرَكُوهُ هَلَكُوا» . ¬

[36] أخرجه الحميدي (919) ، والإمام أحمد (4/273 رقم 18411) ؛ عن سفيان، به. وأخرجه البزار (3251) من طريق شعبة، عن مجالد، به، و (3252) من طريق حماد بن زيد، عن مجالد، به. -[53]- (¬1) أي: لم يعلموا به؛ يقال: نَذِرَ بالشيء وبالعدوِّ يَنْذَرُ- كفرح يفرح- نَذارةً ونِذارةً ونَذَرًا: علمه فَحَذِرَه. "تاج العروس" (7/517/نذر) . (¬2) مَجَازي، أي: مُرُوري؛ من جاز المكانَ يَجُوزه جَوْزًا وجَوازًا وجِوازًا: سار فيه. و «مَجَاز» هنا مصدرٌ ميميٌّ على وزن «مَفْعَلٍ» . وانظر: "المصباح المنير" (ص63/جوز، وص360/ الخاتمة) .

37 - حدَّثنا مَحمودُ بنُ محمدٍ الواسطيُّ، ثنا وَهْبُ بنُ بقيةَ، أنا خالدٌ (¬1) ، عن الأَجْلَحِ (¬2) ، عن عامرٍ، أنه سمع النعمانَ بنَ بَشيرٍ على المنبرِ بالكوفةِ يقولُ: يا أيها الناسُ، خذوا على أيدي سفهائِكم؛ فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ قَوْمًا رَكِبُوا سَفِينَةً فِي الْبَحْرِ، فَاقتَرَعُوا، فَأَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ نَصِيبَهُ، فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَأْسًا، فَجَعَلَ يَنْقُرُ نَصِيبَهُ، فَقَالُوا: مَا تَصْنَعُ؟ إِنْ فَعَلْتَ غَرِقْنَا وَغَرِقْتَ. فَإِنْ هُمْ لَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ غَرِقُوا وَغَرِقَ، وَإِنْ هُمْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ نَجَا وَنَجَوْا» . ¬

[37] أخرجه البزار (3249) من طريق خالد، به. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1349) ، عن الأجلح، به. (¬1) هو: ابن عبد الله الواسطي. (¬2) هو: ابن عبد الله الكندي.

38 - حدَّثنا إبراهيمُ بنُ هاشمٍ البغويُّ، ثنا الأزرقُ بنُ عليٍّ، ثنا حسانُ بنُ إبراهيمَ، عن محمدِ بنِ سلمةَ بنِ كُهيلٍ، عن أبيه، عن عامرٍ الشعبيِّ؛ أنه سمع النعمانَ بنَ بَشيرٍ، يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَثَلُ الْفَاسِقِ فِي الْقَوْمِ كَمَثَلِ قَوْمٍ رَكِبُوا سَفِينَةً فِي الْبَحْرِ فَاقْتَسَمُوهَا، فَصَارَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَكَانٌ، فَعَمَدَ (¬1) رَجُلٌ إِلَى مَكَانِهِ فَخَرَقَهُ، فَقَالُوا لَهُ: مَا تُرِيدُ؟! أَنْ تُهْلِكَنَا؟! (¬2) قَالَ: وَفِيمَ أَنْتُمْ مِنْ مَكَانِي؟! فَإِنْ تَرَكُوا غَرِقُوا وَغَرِقَ مَعَهُمْ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ نَجَوْا وَنَجَا؛ فَذَلِكَ مَثَلُ الْفَاسِقِ» . ¬

[38] أخرجه المصنف في "الأوسط" (2762) بهذا الإسناد. وأخرجه في «الأوسط» أيضًا (8517) من طريق معاذ بن المثنى، عن الأزرق، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/216) من طريق الأزرق، به. وأخرجه البزار (3250) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل، به. (¬1) عَمَدَ للشيءِ وإليه يَعْمِدُ عَمْدًا- من باب ضرب-: قَصَدَ. "المصباح المنير" (ص221/عمد) . (¬2) قوله: «فقالوا له ما تريد أن تهلكنا» كذا في الأصل، وفي الموضع الأول من "الأوسط" للمصنف: «فقالوا: أتريد أن تهلكنا؟!» ، وفي الموضع الثاني منه: «فقالوا: ما له يريد أن يهلكنا؟!» ، وفي "الكامل": «فقالوا له: ما تريد إلا أن تهلكنا!» . وكل ذلك صواب من حيث اللفظ والمعنى. إلا أن ما في الأصل يجوز أن يكون خبرًا أو استفهامًا؛ فالخبر على تقدير: الذي تريده إهلاكُنا. ونحوُه قوله صلى الله عليه وسلم: «ما تركنا صدقةٌ» ، أي: الذي تركناه صدقةٌ. والاستفهام على أن «ما» استفهامية في موضع نصب مفعول به لـ «تريد» . وقوله: «أن تهلكنا» كلام مستأنف وهو استفهام أيضًا، أي: أهو (أي: الذي تريده) إهلاكُنا؟ أو: أتريد إهلاكَنا؟ أو ما أشبه. ونظير ذلك في التخريج والتوجيه على الخبر والاستفهام قوله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ} [يُونس: 81] في قراءة الجماعة؛ ويؤيد وجهَ الاستفهامِ قراءةُ أبي عمرو وغيره: « ... آلسِّحْر» بهمزة الاستفهام. وانظر "البحر المحيط" (5/181) ، و"الدر المصون" (6/250- 252) .

باب

بَابٌ 39 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا أبو نُعيمٍ، ثنا زكريّا بنُ أبي زائدةَ، قال: سمعتُ عامرًا يقولُ: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ، يقولُ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَراحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَطُّفِهِمْ (¬1) ، -[56]- كَمَثَلِ الْجَسَدِ؛ إِنِ اشْتَكَى عُضْوٌ (¬2) مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ (¬3) بالْحُمَّى والسَّهَرِ» . ¬

[39] أخرجه الإمام أحمد (4/270 رقم 18375) ، والبخاري (6011) ، وابن منده في "الإيمان" (322) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7609) ، وفي "الآداب" (35) ، والبغوي في "شرح السنة" (3459) ؛ من طريق أبي نعيم، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/270 رقم 18373، و18380) ، ومسلم (2586) ، والسلمي في "آداب الصحبة" (1/39/2) ، والبيهقي في "السنن" (3/353) ، وفي "شعب الإيمان" (7608) ، وفي "الأربعون الصغرى" (1/150 رقم 91) ؛ من طريق زكريا، به. (¬1) كذا في الأصل، وفي مصادر التخريج: «وتعاطفهم» . والمعنى واحدٌ. وأصل عطف: مال. وعطف عليه وتعطَّف عليه: أشفق عليه ومال بالإحسان إليه. وتعاطفوا: عطف بعضهم على بعض، وفي صيغة «التفاعل» معنى المشاركة والتبادل. أما «وتعطُّفهم» فتحتاج إلى تقدير: «وتعطُّفِهم بعضِهم على بعضٍ» . قال الحافظ ابن حجر: «قال ابن أبي جمرة: الذي يظهر أن التراحم والتوادد والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى، لكنْ بينها فرقٌ لطيفٌ: فأما التراحم: فالمراد به أن يرحم بعضهم بعضًا بأخوة الإيمان، لا بسبب شيء آخر. وأما التوادد: فالمراد به التواصل الجالب للمحبة؛ كالتزاور والتهادي. وأما التعاطف: فالمراد به إعانة بعضهم بعضًا» . اهـ. وقال السندي في حاشيته على "مسند أحمد": «وليس هذا إخبارًا، بل أمر بما ينبغي أن يكون بين المؤمنين من المحبة والاتحاد» . وانظر "مسند أحمد" (الحديث رقم 18355/طبعة الرسالة) . وانظر: "مشارق الأنوار" (2/81- 82) ، و"فتح الباري" (10/439) ، و"تاج العروس" (12/389، 391/عطف) . -[56]- (¬2) قوله: «اشتكى عضو» كذا في الأصل وفي مصادر التخريج، غير "صحيح البخاري" ففيه: «اشتكى عضوًا» . وفي معاجم اللغة: اشتكى: مرض، واشتكى: أظهر البث والحزن، وأظهر ما به من مكروهٍ أو مرضٍ ونحوِه. واشتكى فلانًا: أخبر بسوء فعله به. واشتكى عضوًا من أعضائه وتشكَّى بمعنى. "تاج العروس" و"لسان العرب" (شكو) . قال في "مرقاة المفاتيح" (9/165- 166) في شرح بعض ألفاظ هذا الحديث: «اشتكى» أي: الجسد «عضوًا» لعدم اعتدال مزاجه، ونصبه على التمييز، والمعنى: إذا تألم الجسد من جهة ذلك العضو. وفي نسخة: «إذا اشتكى عضو» بالرفع، أي: إذا تألم عضو من أعضاء جسده ... » إلخ. وستتكرر العبارة على الوجهين في عدة أحاديث من هذا الكتاب. (¬3) تداعى له سائر الجسد: دعا بعضُه بعضًا إلى المشاركة في الألم. "فتح الباري" (10/439) ، وانظر: "مشارق الأنوار" (1/259) ، و"شرح النووي" (16/140) ، و"النهاية" (2/121) .

40 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، قال: ثنا عارمٌ أبو النعمانِ (¬1) ، ثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن مُجالدٍ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ- مَثَلُ تَوَادِّهِمْ (¬2) -[57]- وَتَحَابِّهِمْ- مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى تَدَاعَى سَائِرُهُ بالْحُمَّى والأَوْصَابِ (¬3) » . ¬

[40] أخرجه البزار (3280) من طريق حماد بن زيد، به. وأخرجه الطيالسي (790) ، والبغوي في "الجعديات" (605) ، والمصنف في "الصغير" (382) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (40) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1676) من طريق شعبة، وأخرجه الحميدي (919) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/65) من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه المصنف في "مسند الشاميين" (512) ؛ من طريق ثور بن يزيد؛ جميعهم عن مجالد، به. (¬1) هو: محمد بن الفضل. (¬2) قوله: «مثل توادهم» ، في "مسند الطيالسي": «ومثل توادهم» ، وفي أغلب مصادر التخريج الأخرى: «في توادهم» . وقوله: «مثل توادهم» هنا بدلٌ -[57]- من قوله: «مثل المؤمنين» بدلَ اشتمالٍ. وقوله: «مثل المؤمنين» مبتدأ، و «مثل الجسد» خبرُه. (¬3) الأوصاب: جمعُ وَصَبٍ، والوصب: المرض. وقيل: الألم الشديد. وقيل: الألم الدائم. وقيل: نحول الجسم من تعب أو مرض. وفِعلُه: وَصِبَ يَوْصَبُ وَصَبًا؛ من باب فرح. وانظر: "تاج العروس" (2/468/وصب) .

41 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ (ح) . وحدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي (¬1) ، حدَّثنا يحيى الحِمَّانيُّ؛ قالا: ثنا وكيعٌ، عن الأعمشِ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ؛ إِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ» . ¬

[41] أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (35418) . وأخرجه الإمام أحمد (4/276 رقم 18433) ، ومسلم (2586) ، وابن منده في "الإيمان" (318) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/126) ، والبغوي في "شرح السنة" (2460) ؛ من طريق وكيع، به. (¬1) هو: محمد بن الحسين بن حبيب.

42 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ (ح) . وحدَّثنا معاذُ بنُ المُثنَّى، ثنا مُسدَّدٌ (ح) . وحدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي (¬1) ، ثنا يحيى الحِمَّانيُّ؛ قالوا: ثنا -[58]- أبو معاويةَ (¬2) ، عن الأعمشِ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ (¬3) كَمَثَلِ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى سَائِرُ جَسَدِهِ» . ¬

[42] أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35418) . وأخرجه ابن منده في "الإيمان" (319) من طريق أبي معاوية، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/268 رقم 18355) ، وهناد في "الزهد" (1029) ؛ من طريق أبي معاوية، به. (¬1) هو: محمد بن الحسين بن حبيب. -[58]- (¬2) هو: محمد بن خازم. (¬3) قوله: «مثل المؤمن» كذا في الأصل، وكذا في "مسند أحمد". وفي "الزهد" لابن السري: «مثل المؤمنين» . قال السندي في "حاشيته على مسند أحمد": «قوله: «مثل المؤمن» أي: نوع المؤمن، فإذا وقع أمرٌ على بعض هذا النوع، فكأنه وقع على تمام النوع» . "مسند أحمد" (الحديث رقم 18355/ طبعة الرسالة) .

43 - حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الحَضْرميُّ، ثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ بنِ نُميرٍ، ثنا حَفصُ بنُ غِيَاثٍ، عن أشعثَ (¬1) والأعمشِ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَبَاذُلِهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ شَيْءٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ» . ¬

[43] لم نقف عليه من رواية حفص بن غياث، وانظر رقم [60] . (¬1) هو: ابن سوار.

44 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ بنِ نُميرٍ، ثنا حُميدُ بنُ عبدِالرحمنِ، عن الأعمشِ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[44] أخرجه مسلم (2586) ، وابن منده في "الإيمان" (320) ؛ من طريق ابن نمير، به.

45 - حدَّثنا عبدُالله بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدثني أبي، ثنا مُحَاضِرُ -[59]- ابنُ المُوَرِّعِ، عن الأعمشِ، عن الشعبيِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[45] أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/126) من طريق المصنف بهذا الإسناد. وأخرجه البزار (3299) ، وابن منده في "الإيمان" (319) ، واللالكائي في -[59]- "اعتقاد أهل السنة" (1677) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1367) ؛ من طرق عن الأعمش، به.

46 - حدَّثنا الحُسين بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، ثنا جريرٌ، عن مُغيرةَ (¬1) ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَراحُمِهِمْ وَلُطْفِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا (¬2) ، كَجَسَدِ رَجُلٍ؛ إِذَا اشْتَكَى بَعَضُ جَسَدِهِ أَلِمَ لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ» . ¬

[46] أخرجه ابن حبان (297) ، وابن منده (بعد حديث 322) ؛ من طريق جرير، عن مغيرة به. وأخرجه أبو الشيخ بن حَيَّان في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/424) من طريق ورقاء، عن مغيرة، به. (¬1) هو: ابن مقسم. (¬2) قوله: «ولطف بعضهم بعضًا» في "صحيح ابن حبان": «ولطفِ بعضهم ببعضٍ» . ولَطَفَ به يَلْطُفُ لَطَفًا: رَفَقَ به. والاسم: اللُّطْفُ. وانظر "المصباح المنير" (ص285/لطف) . وقوله: «بعضًا» منصوبٌ على نزع الخافض. وانظر في حذف حرف الجر والنصب على نزع الخافض: "أوضح المسالك" (2/158- 162) ، و"همع الهوامع" (3/8- 11) .

47 - حدَّثنا موسى بنُ هارونَ، ثنا إسحاقُ بنُ راهُوْيَهْ، أنا جريرٌ. وحدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الحَضْرميُّ، والحُسينُ بنُ إسحاقَ -[60]- التُّسْتَريُّ، قالا: ثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، ثنا جريرٌ؛ عن مُطرِّفٍ (¬1) ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «كَانَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكُونُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ- تَراحُمِهِمْ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، وَنُصْحِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا (¬2) - كَمَثَلِ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى فَتَدَاعَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى جَسَدُهُ (¬3) كُلُّهُ بِالسَّهَرِ حَتَّى يَذْهَبَ أَلَمُ ذَلِكَ الْعُضْوِ» . ¬

[47] أخرجه مسلم (2586) ، وابن منده في "الإيمان" (بعد حديث 322) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/103 رقم 7610) ؛ من طريق جرير، به. -[60]- (¬1) هو: ابن طريف. (¬2) كذا في الأصل، وفي "شعب الإيمان": «مثل تراحم المؤمنين بعضهم على بعض، ونصح بعضهم بعضًا، وشفقة بعضهم على بعض» . وقوله: «تراحمهم» فيما وقع في الأصل، بدلٌ من قوله: «ما بينهم» مجرورٌ مثله، ويجوز نصبه على أنَّه مفعولٌ به لفعلٍ محذوف، أي: أخص تراحمهم، أو: أعني تراحمهم. (¬3) قوله: «فتداعى عضوٌ منه تداعى جسده» . «تداعى» الأولى بمعنى مرض؛ شُبِّه بالبنيان إذا تصدع من جوانبه وآذن بالانهدام والسقوط. فلما حصل لهذا العضو هذا التداعي تداعى سائر جسده، أي: تساقط، أو دعا بعضه بعضًا لمشاركة هذا العضو في ألمه وتداعيه. وانظر "مشارق الأنوار" (1/259) ، و"شرح النووي" (16/140) ، و"فتح الباري" (10/439) ، و"النهاية" (2/121) .

48 - حدَّثنا الحُسينُ بنُ إسحاقَ، ثنا عليُّ بنُ المَدينيِّ (¬1) ، ثنا محمدُ ابنُ فُضيلٍ، عن السَّرِيِّ بنِ إسماعيلَ، عن الشَّعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكُونُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ كَمَنْزِلَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا (¬2) مِنْ جَسَدِهِ تَدَاعَى سَائِرُ جَسَدِهِ» . ¬

[48] لم نقف على رواية السري بن إسماعيل. (¬1) كذا في الأصل، والذي يظهر أنه تصحيف من «علي بن المنذر» وانظر رقم [24] ، و [63] . (¬2) انظر التعليق على الحديث رقم [39] .

49 - حدَّثنا محمودُ بنُ محمدٍ الواسطيُّ، ثنا وهبُ بنُ بقيةَ، أنا خالدٌ (¬1) ، عن الحسنِ بنِ عُبيدِاللهِ، عن الشعبيِّ، قال (¬2) النعمانُ بنُ بَشيرٍ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِين كَالْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى شَيْئًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ» . ¬

[49] أخرجه ابن حبان (233) من طريق الحسن بن عبيد الله، به. وانظر الحديث رقم [62] . (¬1) هو: ابن عبد الله الواسطي. (¬2) أي: قال: قال النعمانُ بنُ بشير كما في الحديث رقم [62] ، وحُذِفَ هنا فِعْلُ القولِ للعلم به، وهو جائزٌ في العربية. انظر التعليق على الحديث رقم [18] .

50 - حدَّثنا الحسنُ بنُ عليٍّ المَعْمَريُّ، ثنا محمودُ بنُ خالدٍ الدمشقيُّ، ثنا أبي، ثنا عيسى بنُ المسيَّبِ، عن أبي حَصِينٍ (¬1) ، عن الشعبيِّ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بشيرٍ وهو على المنبرِ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ؛ إِذَا وَجِعَ شَيْئًا (¬2) مِنْ جَسَدِهِ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ» . ¬

[50] لم نقف على رواية أبي حَصِين عن الشعبي. (¬1) هو: عثمان بن عاصم. (¬2) قال في "المصباح المنير" (ص334/وجع) : وَجِعَ فلانًا رأسُه أو بطنُه. يُجعل الإنسان مفعولاً به والعضوُ فاعلاً، وقد يجوز العكس، وكأنه على القَلْب؛ لفهم المعنى. اهـ. أي أن الأصل هنا: وَجِعَه شيءٌ. لكن قُلب فقيل: وَجِعَ الرجلُ شيئًا. وفاعل «وجع» هنا ضمير مستتر يعود على «الرجل» .

51 - حدَّثنا معاذُ بنُ المُثنَّى، ثنا يحيى بنُ مَعينٍ، ثنا مَرْوانُ -[62]- ابنُ معاويةَ (ح) . وحدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدّثني محمدُ بنُ جعفرٍ الوَرْكانيُّ، ثنا أبو شهابٍ (¬1) ؛ كِلَيهُمَا (¬2) عن الحسنِ بنِ عَمرٍو الفُقَيْمِيِّ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ! تَرَاحَمُوا؛ الْمُسْلِمُونَ (¬3) كَرَجُلٍ وَاحِدٍ؛ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا (¬4) مِنْهُ تَدَاعَى لِذَلِكَ سَائِرُ جَسَدِهِ» . ¬

[51] أخرجه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (42) من طريق مروان بن معاوية، به. وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص201) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/234) ؛ من طريق أبي شهاب، به. -[62]- وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (1/9) ، و"الزهد" (1/251 رقم 722) ، والبزار (3278، 3279) ؛ من طريق الحسن بن عمرو، به. (¬1) هو: عبد ربه بن نافع. (¬2) كذا في الأصل، والأولى: «كلاهما» ، وسبق التعليق على نحوه وتخريجه لغةً في الحديث رقم [16] . (¬3) كذا وقع سياق الحديث في الأصل، وسياقه عند ابن المبارك والبزار والرامهرمزي- واللفظ له-: « ... الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر: يا أيها الناس تراحموا؛ فإني سمعت بأذنَيَّ هاتَيْنِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «المسلمون كالرجل الواحد ... » إلخ. وفيه: أن عبارة «أيها الناس تراحموا» من كلام النعمان وليست من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم!. (¬4) انظر ما تقدم في التعليق على الحديث رقم [39] .

52 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، ثنا [سُريجُ] (¬1) بنُ يُونسَ، ثنا أبو إسماعيلَ المُؤدِّبُ (¬2) ، عن حَبيبِ بنِ حَسَّان بنِ أبي الأشرسِ، -[63]- عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ كَمَثَلِ جَسَدٍ وَاحِدٍ؛ اشْتَكَى (¬3) بَعْضُهُ تَدَاعَى كُلُّهُ بِالسَّهَرِ وَالْوَجَعِ» . ¬

[52] أخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/11) من طريق الفضل بن محمد بن رومي، عن سريج، به. (¬1) في الأصل: «شريح» بالشين المعجمة والحاء المهملة، ولم تنقط الياء. والمثبت هو الصواب؛ كما في "الموضح". وانظر: "تهذيب الكمال" (10/ 221 رقم 2191) . (¬2) هو: إبراهيم بن سليمان. -[63]- (¬3) كذا في الأصل، وفي "الموضِح": «إن اشتكى» ، ومثلُهُ في غالب ألفاظ الحديث- من هذه الطريق وغيرها- بذكر أداة الشرط، وجوابُ الشرط قوله: «تداعى ... » . وما في الأصل- إنْ لم يكنْ فيه سَقْطٌ- يخرَّج على أن جملة «اشتكى» نعتٌ لـ «جسدٍ» أو حالٌ منه، وجملةُ «تداعى» معطوفةٌ على جملة «اشتكى» على تقدير حذف حرف العطف- الفاء- أي: «كمثل جسدٍ واحدٍ اشتكى بعضه فتداعى كله» . ومن شواهد حذف حرف العطف قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ *} [الغَاشِيَة: 8] ، أي: ووجوه؛ عُطِفَ على قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ *} [الغَاشِيَة: 2] . وقوله صلى الله عليه وسلم في "صحيح البخاري" (6155) : «لَأَنْ يمتلئَ جَوْفُ أحدكم قَيْحًا يَرِيَهُ» بنصب الفعل «يَرِيَهُ» ، قال القاضي عياض: أي: فَيَرِيَهُ. وانظر الكلام في حذف حروف العطف وحكمه وشواهده في: "الفصول المفيدة في الواو المزيدة" (ص126) ، و"الخصائص" (1/290) ، (2/280) ، و"شرح التسهيل" (3/378- 380) ، و"أضواء البيان" (1/195- 196) . وانظر: "مشارق الأنوار" (2/364) .

باب

بَابٌ 53 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا أبو نُعيمٍ، ثنا زكريَّا بنُ أبي زائدةَ، عن الشعبيِّ، قال: سمعتُ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «أَلا إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؛ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ» . ¬

[53] تقدم برقم [6] . وانظر رقم [7] و [56] .

54 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ، ثنا شُعبةُ، عن مُجالدٍ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «فِي ابْنِ آدَمَ مُضْغَةٌ؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ: الْقَلْبُ (¬1) » . ¬

[54] تقدم من طريق أخرى عن شعبة، برقم [17] . (¬1) أي: هي القلب؛ كما ورد في ألفاظ الحديث الأخرى.

55 - حدَّثنا حفصُ بنُ عُمرَ الرَّقِّيُّ، ثنا مُعَلَّى بنُ أسدٍ العَمِّيُّ، ثنا عبدُالواحدِ بنُ زِيادٍ، ثنا مُجالدٌ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[55] لم نقف على رواية عبد الواحد بن زياد هذه.

56 - حدثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا وكيعٌ، عن زكريّا، عن الشعبيِّ، [عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ] (¬1) ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[56] تقدم برقم [7] ، وانظر رقم [6] و [53] . (¬1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل. وانظر الحديث المتقدم برقم [7] .

57 - حدَّثنا موسى بنُ هارونَ، ثنا أبو الرَّبيعِ الزهرانيُّ (¬1) ، ثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن مُجالدٍ، عن الشعبيِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مِنِ ابْنِ آدَمَ مُضْغَةٌ؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا الْجَسَدُ، وَإِذَا فَسَدَ (¬2) فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ: الْقَلْبُ» . ¬

[57] تقدم من طريق أخرى، عن حماد بن زيد، برقم [14] . (¬1) هو: سليمان بن داود. (¬2) كذا في الأصل، وفي جل روايات الحديث: «فسدت» ، أي: المضغة، ويمكن تخريج ما وقع هنا على أنه أعاد الضمير على «المضغة» بالتذكير حملاً على معنى «الجزء» أو نحوه؛ فإنها جزءٌ من الجسد، فكأنه قال: إذا فسد هذا الجزءُ من الجسد ... أو حملاً على المراد بها؛ وهو القلب. وانظر مراجع الحمل على المعنى وشواهده في التعليق على الحديث رقم [14] . أو يخرَّجُ على جوازِ تذكيرِ الفِعْلِ المُسْنَدِ إلى ضميرٍ يَعُودُ إلى اسمٍ مؤنَّث؛ وهو مذهبُ ابن كَيْسَان ومن وافقه. انظر مراجع ذلك في التعليق على الحديث رقم [97] .

58 - حدَّثنا أبو يزيدَ القَراطيسيُّ (¬1) ، ثنا العباسُ بنُ طالبٍ، ثنا أبو عَوانةَ (¬2) ، عن مُغيرةَ (¬3) ، عن عامرٍ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «فِي الْجَسَدِ مُضْغَةٌ؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، وَسَائِرُ جَسَدِهِ» . ¬

[58] لم نقف على رواية أبي عوانة هذه. (¬1) هو: يوسف بن يزيد. (¬2) هو: الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري. (¬3) هو: ابن مقسم.

59 - حدَّثنا الحُسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، ثنا جَريرٌ، عن مُغيرةَ (¬1) ، عن الشعبيِّ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بشيرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً؛ إِذَا -[66]- صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ» . ¬

[59] تقدم برقم [18] . (¬1) هو: ابن مقسم.

60 - حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الحَضْرميُّ، ثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ بنِ نُميرٍ، ثنا حفصُ بنُ غِيَاثٍ، عن الأعمشِ وأشعثَ (¬1) ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «فِي الْجَسَدِ مُضْغَةٌ؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ؛ وَهِيَ الْقَلْبُ» . ¬

[60] لم نقف على رواية حفص بن غياث هذه، وانظر رقم [43] . (¬1) هو: ابن سوار.

61 - حدَّثنا موسى بنُ هارونَ، ثنا إسحاقُ بنُ راهُوْيَهْ، ثنا جَريرٌ (ح) . وحدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الحَضْرميُّ، والحُسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ؛ قالا: ثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، ثنا جريرٌ؛ عن مُطرِّفِ بنِ طَريفٍ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً؛ إِذَا هِيَ سَلِمَتْ سَلِمَ الْجَسَدُ؛ أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ» . ¬

[61] تقدم برقم [19] .

62 - حدَّثنا مَحمودُ بنُ محمدٍ الواسطيُّ، ثنا وَهبُ بنُ بقيةَ، أنا خالدٌ (¬1) ، عن الحَسنِ بنِ عُبيدِاللهِ، عن الشعبيِّ، قال: قال النعمانُ بنُ بَشيرٍ على هذا المنبرِ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الإِنْسَانِ مُضْغَةً؛ إِذَا -[67]- صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا سَقِمَتْ سَقِمَ لَهَا سَائِرُ الْجَسَدِ؛ أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ» . ¬

[62] تقدَّم طَرَفٌ من هذا الحديث بهذا الإسناد برقم [49] ، وانظر تخريجه هناك. (¬1) هو: ابن عبد الله الواسطي.

63 - حدَّثنا الحُسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا عليُّ بنُ المُنذِرِ، ثنا محمدُ بنُ فُضيلٍ، عن (¬1) السَّرِيِّ بنِ إسماعيلَ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً؛ إِذَا سَلِمَتْ سَلِمَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا سَقِمَتْ سَقِمَ الْجَسَدُ كُلُّهُ؛ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ» . ¬

[63] تقدم برقم [24] . (¬1) قوله: «عن» يبدو أنه كان «ثنا» ثم صوب، وقد يكون بعكس ذلك، والمثبت موافق لما تقدم في الحديث رقم [24] .

64 - حدَّثنا عَبْدانُ، [عن] (¬1) عثمانَ بنِ أبي شيبةَ، ثنا جَريرٌ، عن منصورٍ (¬2) ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سَمْعُ أُذُنِي (¬3) مِنْ -[68]- رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ فِي الرَّجُلِ مُضْغَةً؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ جَسَدُهُ، وَإِذَا سَقِمَتْ سَقِمَ لَهَا سَائِرُ جَسَدِهِ» . ¬

[64] أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (743) ، وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص64) ؛ من طريق إبراهيم بن طهمان، عن منصور، به. (¬1) ما بين المعقوفين تصحف في الأصل إلى: «بن» ، وعبدان هو عبد الله بن أحمد، ويروي عن عثمان بن محمد بن أبي شيبة كما في الحديث رقم [176] . (¬2) هو: ابن المعتمر. (¬3) قوله: «سمع أذني» فيه أوجه: أحدها: «سَمْعُ أُذُني» بفتح السين وإسكان الميم ورفع العين، و «أذني» بالإفراد أو التثنية. وهو قولٌ مسموعٌ عن العرب؛ يقولون: «سَمْعُ أذني زيدًا يقول ذاك» حكاه سيبويه بالرفع، و «سمع» هنا مصدرٌ أُضيف إلى فاعله، ورُفِع على الابتداء، وجملة «يقول» التي بعده حالٌ سدَّت مسدَّ الخبر. والأغلب في مثل هذا المصدر أن يقدر بـ «أن» أو «ما» المصدريتين والفعل، وقولهم هذا مما وَرَدَ غير مقدرٍ؛ ونحوه: «رَأْيُ عيني» . -[68]- والثاني: «سَمْعَ أذني» مثل الأول لكن بنصب العين، و «أذني» أيضًا بالإفراد أو التثنية. وهو أيضًا مصدر أُضيف إلى فاعله، ونُصِبَ على أنه مفعولٌ مطلقٌ لفعل محذوفٍ وجوبًا؛ لقيام المصدر مقامه، والتقدير: سمعتْ أذني أو أذناي سمعًا. والثالث: «سَمِعَ أُذُنِي» بفتح السين وكسر الميم وفتح العين، و «أذني» بالإفراد لا غيرُ. و «سمع» هنا فعلٌ ماضٍ، ومجيئه مذكَّرًا مع كون «الأذن» مؤنثة، جائز؛ لأن تأنيثها غير حقيقي، والتأنيث غير الحقيقي يجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه. وقد تحصَّل مما سبق ضبط هاتين الكلمتين في هذا السياق على خمسة أوجه: «سَمْعُ أُذُنِي» ، و «سَمْعُ أُذُنَيَّ» ، و «سَمْعَ أُذُنِي» ، و «سَمْعَ أُذُنَيَّ» ، و «سَمِعَ أُذُنِي» . وانظر: "مشارق الأنوار" (1/95- 96) ، و"صيانة صحيح مسلم" (1/238) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (2/52- 53) ، و"عمدة القاري" (23/71) ، (24/253) ، و"الديباج على صحيح مسلم" (1/84) ، و"كتاب سيبويه" (1/189- 194) ، و"أوضح المسالك" (2/104- 106) ، و"شرح شذور الذهب" (ص200- 203) ، و"المصباح المنير" (ص363/ الخاتمة) ، و"همع الهوامع" (2/103 وما بعدها) ، و (3/54- 58) .

باب

بَابٌ 65 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، حدَّثنا عارمٌ أبو النعمانِ (¬1) ، ثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن مُجالدٍ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قالت أُمِّي عَمْرَةُ بنتُ رواحةَ لأبي: لو نَحَلْتَ النّعمانَ أو وهبتَ له، وأَشْهَدتَ عليه رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم! فنَحَلني وأتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكُلَّ وَلَدِكَ أَعْطَيْتَ مِثْلَ الَّذِي أَعْطَيْتَ لَهُ؟» قال: لا. قال: «فَلا تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ؛ فَإِنَّ لِبَنِيكَ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَعْدِلَ عَلَيْهِمْ (¬2) ، كَمَا أَنَّ لَكَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَبَرُّوكَ» . ¬

[65] أخرجه البزار (3259) من طريق حماد، به. وسيأتي تخريج رواية مجالد، من طرق أخرى، في الحديثين التاليين، وفي الحديث رقم [71] . (¬1) هو: محمد بن الفضل السدوسي، وعارمٌ لقبه. (¬2) قوله: «تعدل عليهم» كذا في الأصل وفي سائر ألفاظ الحديث الآتية، من طريق مجالد وغيره- فيمن ذكر هذه اللفظة-: «تعدل بينهم» ، أو: «اعدلوا بين أولادكم» . وما في الأصل يخرج على أن «على» بمعنى «في» ، أي: تعدل فيهم. وانظر: "مغني اللبيب" (ص151) .

66 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا مسلمُ بنُ إبراهيمَ، ثنا شُعبةُ، عن مجالدِ بنِ سعيدٍ، عن الشعبيِّ؛ أن أمَّ النعمانِ بنِ بَشيرٍ قالت لأبيه: انْحَلْهُ، وأَشْهِدِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم. فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: «أَلَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟» قال: نعم. قال: «فَكُلَّهُمْ نَحَلْتَ؟» قال: لا. قال: -[70]- «فَتُشْهِدُنِي عَلَى الْجَوْرِ؟! إِنَّ لَهُمْ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَعْدِلَ بَيْنَهُمْ، وَلَكَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَقِّ أَنْ يَبَرُّوكَ» . ¬

[66] أخرجه أبو داود الطيالسي (826) ، والبزار (3258) ، وأبو عوانة (5695) ، وتمام الرازي في "فوائده" (373) ، والبيهقي (6/177) ؛ من طريق شعبة، عن مجالد، عن الشعبي، عن النعمان، به. وألفاظهم مختلفة عما هنا.

67 - حدَّثنا معاذُ بنُ المُثنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا يحيى (¬1) ، [عن] (¬2) مجالدٍ، حدثني عامرٌ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: إنَّ أبي بَشِيرًا وهَبَ لي هبةً، فقالت أمي: أَشْهِدْ عليها النبيَّ صلى الله عليه وسلم. فأخذ بيدي، فانطلقْنا حتى أتينا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ! إن أُمَّ هذا الغلامِ سألتني أن أَهَبَ له هبةً، فوهبتُها له، فقالت: أَشْهِدْ عليها النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأتيتُكَ لأُشْهِدَكَ. فقال: «رُوَيْدًا! لَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟» قال: نعم. قال: «فَكُلَّهُمْ أَعْطَيْتَ مَا أَعْطَيْتَ هَذَا؟» قال: لا. قال: «فَلا تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ؛ إِنَّ [لِبَنِيكَ] (¬3) عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَعْدِلَ بَيْنَهُمْ، وَلَكَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَقِّ أَنْ يَبَرُّوكَ» ، فرجع ولم يَهَبْها لي. ¬

[67] أخرجه الإمام أحمد (4/269 رقم 18369) عن يحيى بن سعيد، به. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (7/232) ، وابن الجوزي في "التحقيق في أحاديث الخلاف" (2/229 رقم 1620) . (¬1) هو: ابن سعيد القطان. (¬2) في الأصل: «بن» . (¬3) في الأصل: «بنيك» . ولعل اللام ذهبت بسبب التصوير.

68 - حدَّثنا إبراهيمُ بنُ هاشمٍ البَغَويُّ، ثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ المُقدَّميُّ، ثنا عمرُ بنُ عليٍّ، عن مجالدٍ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ -[71]- بَشيرٍ، قال: تَصَدَّقَ عليَّ أبي بصدقةٍ، فقالت أُمِّي عَمْرةُ بنتُ رواحةَ: لا أرضى حتى تُشهِدَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فأتى أبي النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: ابني مِن عَمْرةَ تصدقتُ عليه، وإنها قالت: لا أرضى حتى تُشهِدَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «رُوَيْدَكَ! هَلْ لَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟» قال: نعم. قال: «فَكُلَّهُمْ أَعْطَيْتَ مِثلَ مَا أَعْطَيْتَهُ؟» قال: لا. قال: «فَاتَّقِ اللهَ وَاعْدِلْ بَيْنَهُمْ؛ كَمَا لَكَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَقِّ أَنْ يَبَرُّوكَ» . ¬

[68] لم نقف على رواية عمر بن علي عن مجالد. والحديث أخرجه الإمام أحمد (4/273 رقم 18410) ، والحميدي (948) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5078) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (34) ؛ من طريق سفيان بن عيينة، عن مجالد، به. وانظر الحديثين السابقين، والحديث رقم [71] .

69 - حدَّثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ القاضي، ثنا أبو الرَّبيعِ الزهرانيُّ (¬1) (ح) . وحدَّثنا الحسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ؛ قالا: ثنا جريرٌ، عن مُغيرةَ (¬2) ، عن الشعبيِّ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ على مِنْبَرِنا هذا يقولُ: طَلبتْ عَمرةُ بنتُ رواحةَ إلى بَشيرِ بن سعدٍ أن يَنْحَلَني نُحْلاً (¬3) من مالِه، فأبى عليها، ثم بدا له بعدَ حولٍ أو حولين أن يَنْحَلَنِيه، فقال لها: إن الذي سألتِ لابني كنتُ مَنعتُه، وقد -[72]- بدا لي أن أَنحلَه إياه. وإنها قالت: لا أرضى حتى تأخذَ بيدِه فتنطلقَ به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَتُشهِدَه. فأخذ بيدي فانطلق بي إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا نبيَّ اللهِ! إن عَمرةَ بنتَ رواحةَ طلبتْ إليَّ أن أنحلَ ابني هذا نُحْلاً، وإني كنتُ أَبَيْتُ عليها، ثم بدا لي أن أَنْحَلَه إياه، وإنها قالت: لا أرضى حتى تأخذَ بيده فتنطلقَ به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فتُشْهِدَه. فقال: «هَلْ لَكَ مَعَهُ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟» قال: نعم. قال: «فَهَلْ آتَيْتَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا آتَيْتَ هَذَا؟» قال: لا. قال: «فَإِنِّي لا أَشْهَدُ عَلَى هَذَا؛ هَذَا جَوْرٌ، أَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي. اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ فِي النُّحْلِ؛ كَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَعْدِلُوا بَيْنَكُمْ فِي الْبِرِّ وَاللُّطْفِ» ، واللفظُ لحديثِ أبي الربيعِ. ¬

[69] أخرجه البيهقي (6/178) من طريق يوسف بن يعقوب، به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (35) ، والنسائي في "الكبرى" (5979) ، وابن حبان (5104) ، والأزهري في "تهذيب اللغة" (15/501) ؛ من طريق جرير، به. وأخرجه البزار (3262) من طريق أبي عوانة، عن المغيرة، به. وستأتي طريق هشيم، عن مغيرة وغيره، برقم [71] . وسيأتي أيضًا من طريق عثمان ابن أبي شيبة، عن جرير، مختصرًا، برقم [80] . (¬1) هو: سليمان بن داود. (¬2) هو: ابن مقسم. (¬3) تقدم تفسيره في الحديث رقم [1] .

70 - حدَّثنا عَبْدانُ بنُ أحمدَ، ثنا عَمرُو بنُ عثمانَ الحِمْصيُّ، ثنا بقيةُ بنُ الوليدِ، ثنا شعبةُ، حدثني مغيرةُ بن مِقْسَمٍ، عن عامرٍ الشعبيِّ، عن النعمانِ بن بشيرٍ، قال: «سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم» - يقولُ (¬1) : وظننتُ أني لم أسمعْ رجلاً بعده يقولُ: «سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم» - يقولُ (¬2) : أرادتْ عَمرةُ بنتُ رَواحةَ- وهي أمُّ النعمانِ- أن يَنْحَلني (¬3) -[73]- نُحْلاً (¬4) ، فمنعها حَوْلاً، ثم بدا له أن يُعطيَني، فقالت: لا أرضى حتى تأخذَ بيدِ ابني فتأتيَ به رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فأخذ بيدي فأتاه بي، فذَكر ذلك له، قال: «فَلا تُشْهِدْنِي عَلَى هَذَا» ، قال المغيرة: لا أدري قال: «جَوْرٌ (¬5) » أو قال: «تَلْجِئَةٌ (¬6) » ، ثم قال: «اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ فِي النُّحْلِ، كَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَعْدِلُوا بَيْنَكُمْ فِي الْبِرِّ وَاللُّطْفِ» . ¬

[70] تقدم تخريج رواية مغيرة من طريق أخرى في الحديث السابق، وستأتي من طريق أخرى في الحديث التالي، وبرقم [80] . (¬1) القائل هو الشعبيُّ. (¬2) أي: النعمان بن بشير. (¬3) كذا في الأصل، والمراد: أن ينحلني أبي، وفي الحديث السابق: «طلبت عمرة بنت رواحة إلى بشير بن سعد أن ينحلني نحلاً» . فإن لم يكن سقطٌ، فإن فيه عَوْدَ الضمير على غير مذكور لفهمه من سياق القصة. وانظر نحوَهُ في التعليق على الحديث رقم [2] . -[73]- (¬4) تقدم تفسيره في الحديث رقم [1] . (¬5) أي: فلا تشهدني على هذا؛ هذا جورٌ. كما في الرواية السابقة عن مغيرة. (¬6) أي: قال: «لا تشهدني على هذا؛ هذا تلجئة» . والتلجئة: الاضطرار والإكراه؛ من لَجَّأَهُ يُلجِّئُهُ تَلْجِئَةً. قال الأزهري: «قال أبو الهيثم: التلجئة أن يلجئك أن تأتي أمرًا باطنُه خلاف ظاهره؛ وذلك مثل إشهادٍ على أمرٍ ظاهرٍ وباطنُهُ خلافُ ذلك. وقال ابن شُميل: ... ولجَّأ فلانٌ مَالَهُ، والتلجئةُ أن يجعله لبعض ورثته دون بعض كأنه يتصدق عليه، وهو وارثه. قال: ولا تلجئة إلا إلى وارث» . اهـ. ففي كلام أبي الهيثم جعل الموصوف بالتلجئة هو إشهاد بشير للنبي صلى الله عليه وسلم على عطائه لابنه. وذكر ابن الأثير نحو قول أبي الهيثم، لكن ظاهر كلامه أنه جعل الموصوف بالتلجئة هو إلحاح أم النعمان على أبيه في أن يعطي النعمان هذا العطاء؛ قال ابن الأثير: «وكان بشير قد أفرد ابنه النعمان بشيء دون إخوته، حملته عليه أمه» . اهـ. وكلاهما محتمل. وانظر: "تهذيب اللغة" (11/131) ، و"النهاية في غريب الحديث والأثر" (4/232) .

71 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدّثني أبي، ثنا هُشيمٌ، -[74]- أنا سَيَّارٌ (¬1) ، ومُغيرةُ (¬2) ، وداودُ بنُ أبي هندٍ، وإسماعيلُ بنُ سالمٍ، ومُجالدٌ؛ عن الشَّعْبيِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ قال: نَحَلَني أبي نُحْلاً (¬*) - قال إسماعيلُ: نَحَلهُ غُلامًا- فقالتْ له أُمِّي عَمرةُ بنتُ رَواحةَ: ائْتِ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَشْهِدْهُ. فأتى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: إنِّي نَحَلْتُ ابني النُّعمانَ نِحْلةً (¬*) ، وإن عَمرةَ سألتْني أن أُشْهِدَكَ على ذلك. فقال: «لَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ؟» ، فقلتُ (¬3) : نعم. قال: «فَكُلَّهُمْ أَعْطَيْتَ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَ النُّعْمَانَ؟» قال: لا. قال بعضُ هؤلاء المُحَدِّثين: «هَذَا جَوْرٌ (¬4) » ، وَقَالَ بعضُهم: «هَذَا تَلْجِئَةٌ؛ فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي» . قال مُغيرةُ: «أَلَيْسَ يَسُرُّكَ أَنْ يَكُونُوا لَكَ فِي اللُّطْفِ وَالْبِرِّ سَوَاءً؟» قال: نعم. قال: «فَأَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي» . وذكر مُجالِدٌ في حديثِه: «إِنَّ لَهُمْ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَعْدِلَ بَيْنَهُمْ، كَمَا أَنَّ لَكَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَقِّ أَنْ يَبَرُّوكَ» . ¬

[71] أخرجه المصنف في "الكبير" (24/ رقم 845- مسند عمرة) بسنده ولفظه. وأخرجه الإمام أحمد (4/270 رقم 18378) ، عن هشيم، عن رواته الخمسة، عن الشعبي، به. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه أبو داود (3542) ، ومن طريق أبي داود أخرجه أبو عوانة (5680) ، والبيهقي (6/177) ، وابن عبد البر في «التمهيد» (7/231) . وأخرجه أبو عوانة (5679) من طريق هشيم، عن سيار وحده، عن الشعبي، به. وقد تقدمت رواية مجالد من طرق أخرى بالأرقام [65- 68] ، ورواية مغيرة كذلك بالأرقام [69] ، [70] . -[74]- وستأتي رواية مغيرة أيضًا برقم [80] ، ورواية داود بن أبي هند برقم [76] . (¬1) هو: ابن وردان أبو الحكم العنزي. (¬2) هو: ابن مقسم. (¬*) تقدم تفسيره في الحديث رقم [1] . (¬3) القائل هو: بشير بن سعد. (¬4) أي: قال بعضهم: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هذا جور» . ويُضَمَّن «قال» هنا معنى «ذكر» أي ذكر بعض هؤلاء المحدثين قول النبي صلى الله عليه وسلم ... إلخ، وذكر بعضهم قوله ... إلخ.

72 - حدَّثنا حفصُ بنُ عُمرَ بنِ الصَّبَّاحِ الرَّقِّيُّ، ثنا أبو غَسَّانَ -[75]- مالكُ بنُ إسماعيلَ، ثنا جعفرُ بنُ زيادٍ الأحمرُ، عن بَيَانِ بنِ بِشْرٍ، عن الشَّعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أنَّ أباه تَصدَّق عليه بصدقةٍ، فقالت أُمُّه: لا أرضى حتى تُشهِدَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فأتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ! إني تصدَّقتُ على ابني بصدقةٍ، وإن أُمَّه طلبتْ إليَّ أن أُشهِدَكَ. فقال له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ؟» قال: نعم. قال: «كُلَّهُمْ أَعْطَيْتَهُ؟» قال: لا. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اعْدِلْ بَيْنَهُمْ» . ¬

[72] أخرجه البزار (3260) ، وأبو عوانة (5681) ؛ من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل، به. إلا أن رواية البزار: عن بيان ومجالد وأبي حيان، ورواية أبي عوانة: عن أبي حيان وبيان.

73 - حدَّثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ العُقَيليُّ، قال: ثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ المُقَدَّميُّ، ثنا أبو مَعْشرٍ (¬1) ، ثنا فُضيلُ بنُ مَيْسرةَ العُقَيْليُّ أبو معاذٍ، عن أبي حَرِيزٍ (¬*) (ح) . وحدَّثنا الحسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا محمدُ بنُ عبدِالأعلى الصَّنْعانيُّ، ثنا مُعتمِرُ بنُ سليمانَ، قال: قرأتُ على [الفُضيلِ] (¬2) بنِ ميسرةَ، عن أبي حَرِيزٍ (¬*) ؛ عن الشعبيِّ؛ أنه حدّثه أن النعمانَ بنَ بَشيرٍ -[76]- خطب بالكوفةِ فقال: إنَّ والدي بشيرَ بنَ سعدٍ أتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: إن عمرةَ بنتَ رواحةَ نُفِستْ بغلامٍ، وإني سميتُه النعمانَ (¬3) ، وإنها أَبتْ أن تُربِّيَه حتى جعلتُ له حديقةً لي؛ أفضلُ مالٍ هو لي (¬4) ، وإنها قالت: -[77]- أَشْهِدْ على ذلك رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قال (¬5) : «لَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟» قال: نعم. قال: «لا تُشْهِدْنِي إِلاَّ عَلَى عَدْلٍ؛ فَإِنِّي لا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ» . واللفظُ لحديثِ المُقَدَّميِّ. واسمُ أبي حَرِيزٍ: عبدُالله بنُ حُسينٍ قاضي سِجِسْتَانَ. ¬

[73] علقه البخاري في "صحيحه" عن أبي حريز، بعد الحديث (2650) مقتصرًا على قوله: «لا أشهد على جور» ، ووصله ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/383) من طريق المصنف، بإسناديه. وأخرجه ابن حبان (5107) من طريق محمد بن عبد الأعلى، به. (¬1) هو: يوسف بن يزيد البصري. (¬*) سيعرِّف به المصنِّف. (¬2) في الأصل: «الفضل» ، وتقدم على الصوابِ في الإسناد الأوَّل لهذا الحديث، وهو كذلك في "تغليق التعليق" في الإسنادين، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (23/310 رقم4771) . -[76]- (¬3) كذا وقع هنا في رواية أبي حريز: أن هذا حدث عند ولادة النعمان، وأن العطية كانت حديقة. ووقع في غيرها من الروايات- مما تقدم وسيأتي-: أن ذلك كان بعد أن كَبِرَ النعمان، وأنه حضر القصة، ووقع في بعض تلك الروايات أن العطية كانت غلامًا. قال الحافظ- في "فتح الباري" (5/212- 213) -: «وجمع ابن حبان بين الروايتين: بالحمل على واقعتين؛ إحداهما: عند ولادة النعمان، وكانت العطية حديقة، والأخرى: بعد أن كَبِرَ النعمان وكانت العطية عبدًا. وهو جمعٌ لا بأس به، إلا أنه يُعكِّر عليه أنه يَبعُدُ أن ينسى بشيرُ بن سعد- مع جلالته- الحكمَ في المسألة، حتى يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيستشهدَه على العطية الثانية، بعد أن قال له في الأولى: «لا أشهد على جور» . وجوز ابن حبان أن يكون بشير ظنَّ نسخَ الحكمِ. وقال غيرُه: يحتمل أن يكون حمل الأمر الأول على كراهةِ التنزيه، أو ظنّ أنه لا يلزم من الامتناع في الحديقة الامتناعُ في العبد؛ لأن ثمنَ الحديقة في الأغلب أكثرُ من ثمن العبد. ثم ظهر لي وجهٌ آخرُ من الجمع، يَسلَم من هذا الخدش، ولا يحتاجُ إلى جواب؛ وهو: أن عمرةَ لما امتنعت من تربيته إلا أن يَهَبَ له شيئًا يخصُّه به، وَهَبه الحديقةَ المذكورة؛ تطييبًا لخاطرها، ثم بدا له فارتجعها؛ لأنه لم يَقبِضْها منه أحدٌ غيرُه، فعاودتْه عمرةُ في ذلك، فمَطَلَها سنةً أو سنتين، ثم طابتْ نفسُه أن يَهَب له بدلَ الحديقة غلامًا، ورضيتْ عمرةُ بذلك، إلا أنها خشيتْ أن يرتجعَه أيضًا، فقالت له: أشهدْ على ذلك رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. تريد بذلك تثبيتَ العطيةِ وأن تأمنَ من رجوعِه فيها. ويكون مجيئُه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم لإشهاده مرةً واحدةً وهي الأخيرة، وغايةُ ما فيه: أن بعضَ الرواةِ حفظ ما لم يحفظْ بعضٌ، أو كان النعمانُ يقصُّ بعضَ القصة تارةً ويقصُّ بعضَها أخرى، فسمع كلٌّ ما رواه، فاقتصر عليه. والله أعلم» . اهـ. وانظر كلام ابن حبان في الموضع السابق في تخريج الحديث. (¬4) قوله: «أفضَلُ» بالرفع: خبرٌ لمبتدأ محذوف، والتقدير: هي أفضَلُ مالٍ هو لي، والجملةُ في محلِّ نصبِ نَعْتٍ ثانٍ لقوله: «حديقةً» ، والضمير: «هو» يعود إلى «المال» ، وجملة «هو لي» نعت لـ «مال» . -[77]- (¬5) كذا في الأصل، و"تغليق التعليق". والمراد: قال النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما وقع في "صحيح ابن حبان": «فقال له النبي صلى الله عليه وسلم» . فإن لم يكن سقطٌ فالكلام فيه حذف واختصار؛ والمراد: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا المحذوف يدل عليه سياقُ الكلام، والرواياتُ الأخرى؛ وهو نظير ما في قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} [البَقَرَة: 60] ، أي: اضرب بعصاك الحَجَر، فضرَبَ فانفجرَتْ. وهو من باب حذف المعطوف عليه، وله نظائر وشواهد كثيرة، وانظر: "الخصائص" (2/373) ، و"مغني اللبيب" (ص591- 592) ، و"أوضح المسالك" (3/353) ، و"همع الهوامع" (3/226- 229) .

74 - حدَّثنا سليمانُ بنُ المُعَافَى بنِ سليمانَ، ثنا أبي (ح) . وحدَّثنا محمدُ بنُ أحمدَ بنِ البراءِ، قال: ثنا مُعَافى بنُ سليمانَ؛ ثنا موسى بنُ أَعْيَنَ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أنَّ بَشيرَ بنَ سعدٍ أتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ! إنَّ عمرةَ بنتَ رَواحةَ أرادتْني على أن أَتصدَّقَ على ابنِها بصدقةٍ، وأمرتْني أن أُشهِدَكَ على ذلك. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ لَكَ -[78]- بَنُونَ سِوَاهُ؟» قال: نعم. قال: «فَكُلَّهُمْ أَعْطَيْتَ كَمَا أَعْطَيْتَ هَذَا؟» فقال: لا. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَلا تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ» . ¬

[74] أخرجه مسلم (1623) ، وأبو عوانة (5691) ؛ من طريق عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. وأخرجه أبو عوانة (5690) من طريق أبي معاوية، عن إسماعيل، به. وستأتي رواية إسماعيل، مقرونًا بغيره، من طريق أخرى في الحديث رقم [76] .

75 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبة (ح) . وحدَّثنا محمدُ بنُ النَّضْرِ الأزْديُّ، ثنا سعيدُ بنُ سليمانَ؛ قالا: ثنا عبَّادُ بنُ العوَّامِ، عن حُصَيْنٍ (¬1) ، عن الشعبيِّ، قال: سمعتُ النعمانَ ابنَ بَشيرٍ يقولُ: أعطاني أبي عطيةً، فقالت أمِّي عَمْرةُ بنتُ رواحةَ: لا أرضى حتى تُشْهِدَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فأتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ! إني أعطيتُ ابني مِن عمرةَ عطيةً، فأمرتْني أن أُشهِدَكَ. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَعْطَيْتَ كُلَّ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا؟» قال: لا. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ» . فرجع فردَّ عَطيّتَهُ. ¬

[75] أخرجه ابن أبي شيبة (31512، و37062) عن عباد، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه مسلم (1623) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/86) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (13/72 رقم 5074) ، وأبو عوانة (5687) . وأخرجه أبو عوانة (5687) أيضًا من طريق سعيد بن سليمان، عن عباد، به. وأخرجه البخاري (2587) ، والبزار (3265) ، وأبو عوانة (5687، 5688، 5689) ، والبيهقي (6/176) ؛ من طريق حصين، عن الشعبي، به. وستأتي رواية حصين مقرونةً برواية غيره، في الحديث التالي. (¬1) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي.

76 - حدَّثنا النعمانُ بنُ أحمدَ الواسطيُّ، ثنا محمدُ بنُ حربٍ -[79]- النَّشَائيُّ (¬1) ، ثنا عليُّ بنُ عاصمٍ، عن داودَ (¬2) ، وحُصَينٍ (¬3) ، وإسماعيلَ ابنِ أبي خالدٍ، وأبو (¬4) إسحاقَ الشَّيبانيِّ (¬5) ، ومُطرِّفِ بنِ طَريفٍ، عن الشعبيِّ، [وعن] (¬6) عطاءِ بنِ السائبِ، عن مُحارِبِ بنِ دِثارٍ؛ قَالَ (¬7) : -[80]- سَمِعْنَا النعمانَ بنَ بَشيرٍ وهو يَخطُبُ على المنبرِ؛ قال: تصدَّق عليَّ أبي بصدقةٍ، فقالت عَمرةُ بنتُ رواحةَ- وهي أمُّ النعمانِ-: لا أرضى حتى تُشهِدَ عليها رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فأتى بَشيرٌ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: إني تصدّقتُ على ابني بصدقةٍ، فقالت عَمرةُ بنتُ رواحةَ- وهي أمُّ النعمانِ-: لا أرضى حتى تُشهِدَ عليها رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ قال (¬8) : «لَكَ بَنُونَ غَيْرُهُ؟» قال: نعم. قال: «فَكُلَّهُمْ أَعْطَيْتَ مِثلَ الَّذِي أَعْطَيْتَ هَذَا؟» قال: لا. قال: «هَذَا جَوْرٌ؛ فَلا تُشْهِدْنِي عَلَيْهِ. اتَّقُوا اللهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ كَمَا تُحِبُّونَ أَنْ يَبَرُّوكُمْ» . قال: فرجع أبي في صدقتِه. ¬

[76] أخرجه بَحْشَلٌ في "تاريخ واسط" (1/224- 225) من طريق علي بن عاصم، عن الخمسة، عن الشعبي، به، ولم يذكر رواية عطاء، عن محارب. -[79]- وأخرجه الإمام أحمد (4/269 رقم 18366) ، ومسلم (1623) ، وابن ماجه (2375) ، والبزار (3261) ؛ من طرق عن داود وحده، عن الشعبي، به. وتقدم تخريج رواية حصين عن الشعبي في الحديث السابق. وتخريج رواية إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، في الحديث رقم [74] . أما رواية عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن النعمان، فأخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/97) ، وابن عدي في "الكامل" (4/4) ؛ من طريق شعيب ابن صفوان، عن عطاء، به. (¬1) النَّشَائِيّ: بِفَتْحِ النونِ وبالشين المعجمة؛ انظر "تقريب التهذيب". (¬2) هو: ابن أبي هند. (¬3) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي. (¬4) كذا في الأصل: «وأبو» . وفي "تاريخ واسط": «وأبي» ، وهو الجادةُ؛ لأنه معطوف على مجرور فحقه الجر بالياء لأنه من الأسماء الخمسة. وما وقع في الأصل يخرَّج على أنه مجرور لكن كتب بالواو: إما على حكاية أصل التكنية الذي وضع عليه الاسم، وهو الرفع، فيمن اشتهر بكنيته، ويكون بالواو لفظًا وخطًّا؛ ومنه قراءةُ مَنْ قرَأَ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ *} [المَسَد: 1] . أو على الأصل في لام كلمة «أب» وهو الواو، وهذا في الخط فقط؛ فيقرأ: «وأبي إسحاق» وإن كتب «وأبو إسحاق» . وانظر شواهد ذلك في: "تفسير الزمخشري"، و"اللباب" لابن عادل؛ (تفسير سورة المسد) ، و"فتح الباري" (4/29- 30) ، و"مرقاة المفاتيح" (5/593) ، (7/41) ، (9/558) ، (11/164- 165) ، و"عقود الزبرجد" (3/253- 255) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (10/627) . (¬5) هو: سليمان بن أبي سليمان. (¬6) في الأصل: «عن» بلا واو. وعطاء بن السائب من طبقة بعض تلاميذ الشعبي كإسماعيل ابن أبي خالد وغيره، والعطف هنا- في الغالب- على مَن بعد علي بن عاصمٍ، أي: وعلي بن عاصم عن عطاء ... إلخ. وانظر مصادر تخريج الحديث. (¬7) كذا في الأصل، وبناءً على التعليق السابق يكون فاعل هذا الفعل ضميرًا يعود -[80]- على «الشعبي ومحارب بن دثار» ، فكان حقه أن يقال: «قالا» بألف الاثنين؛ ويؤيده قوله بعد: «سمعنا» . ولكن ما وقع هنا يتوجَّه على أنه أراد «قالا» ثم حذف الألف واكتفى بالفتحة عنها، وقد تقدم نحوه في التعليق على الحديث رقم [12] . (¬8) كذا في الأصل، وكذا في "تاريخ واسط"، والمراد: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر القصة له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إلخ؛ كما في روايات الحديث الأخرى. وإن لم يكن سقطٌ، ففي الكلام حذفٌ تقدم التعليق على نحوه في الحديث رقم [73] .

77 - حدَّثنا حفصُ بنُ عُمرَ بنِ الصَّبّاحِ الرَّقِّيُّ، ثنا أبو حذيفةَ (¬1) ، -[81]- ثنا سفيانُ (¬2) ، عن جابرٍ (¬3) ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ» . ¬

[77] أخرجه الدارقطني في "سننه" (173) - ومن طريقه ابن بَشْكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (1/489) - من طريق ورقاء، عن جابر، عن الشعبي، عن النعمان؛ أن أمه أرادت بشيرًا على أن يعطي النعمان ابنه حائطًا من نخلٍ ... فذكره تامًّا غير مختصر، وفي آخره: « ... كَمَا يُحِبُّ أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ أَنْفُسِكُمْ» . (¬1) هو: موسى بن مسعود. -[81]- (¬2) هو: الثوري. (¬3) هو: ابن يزيد الجعفي.

78 - حدَّثنا أحمدُ بنُ زهيرٍ ويحيى بنُ معاذٍ التُّسْتَرِيَّانِ، قالا: ثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المُعَلَّى الأَدَميُّ، قالاَ (¬1) : ثنا خالدُ بنُ يزيدَ المُقْرئُ، ثنا هَمَّامٌ، عن قتادةَ، عن عَزْرَةَ (¬2) ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ ابنِ بَشيرٍ، قال: أخذ أبي بيدي، فذهب بي إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: إنَّ هذا ابني، وقد طلبتْ إليَّ أمُّه أن أَنْحَلَه من مالي، وأُشهِدَك عليه. قال: «هَلْ لَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟» قال: نعم. قال: «فَكُلَّهُمْ جَعَلْتَ لَهُ مِثلَ مَا جَعَلْتَ لِهَذَا؟» قال: لا. قال: «أَفَتُرِيدُ أَنْ تُشْهِدَنِي عَلَى الْجَوْرِ؟!» . قال: فرجَعْنا كما ذَهبْنا. ¬

[78] أخرجه البزار (3264) من طريق أحمد بن المعلى الأدمي، به. (¬1) كذا في الأصل، والأولى: «قال» ؛ وما في الأصل- إن لم يكن تصحيفًا من الناسخ- يتخرج على أنه أشبع فتحة اللام فتولدت منها ألف، فهذه الألف في «قالا» ألف الإشباع لا ألف التثنية، وحدث الإشباع نتيجة لتوقُّفه لتذكُّر القائل أو المقول؛ ولذا تسمى هذه الألف أيضًا ألف التذكُّر. انظر في إشباع الحركات: "الخصائص" (3/128- 130) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/630، 788) ، و"أوضح المسالك" (1/69- 74) . (¬2) هو: ابن عبد الرحمن الخزاعي.

79 - حدَّثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ الدَّبَريُّ، عن عبدِالرزَّاقِ، عن -[82]- ابن جُريجٍ (¬1) ، قال: حدّثني عونُ بنُ عبدِاللهِ بنِ عُتبةَ، عن الشعبيِّ؛ أن نعمانَ بنَ بشيرٍ قالت أمُّه: يا بَشيرُ، انْحَلِ النعمانَ. فلم تَزَلْ به حتى نَحَلَهُ، فقالت: أَشهِدْ عليه النبيَّ صلى الله عليه وسلم. فذهب إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فذكر له الشهادةَ، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَنَحَلْتَ بَنِيكَ مِثْلَ ذَلِكَ؟» قال: لا. قال: «فَإِنِّي لا أَشْهَدُ عَلَى الْجَوْرِ» . قال لي عَوْنٌ (¬2) : وأما أنا فسمعتُ أبي يقولُ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «فَسَوِّ بَيْنَهُمْ» . ¬

[79] أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/270) من طريق المصنف، بهذا الإسناد واللفظ. والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (16494) . وأخرجه أبو عوانة (5674) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبَرِيّ، به. -[82]- (¬1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (¬2) القائل: «قال لي عون» هو ابن جريج.

80 - حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ بنِ بكرٍ السَّرَّاجُ العسكريُّ، ثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، حدثني جريرٌ، عن مُغيرةَ (¬1) وعاصمٍ الأحولِ؛ عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال لأبيه: «لاَ تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ» . ¬

[80] أخرجه أبو عوانة (5692) من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن عاصم وحده، به. وأخرجه مسلم (1623) ، وابن حبان (5102) ، والدارقطني (172) ؛ من طريق جرير، عن عاصم وحده، به. وتقدم تخريج رواية مغيرة من طريق جرير وغيره بالأرقام [69] ، [70] ، [71] . (¬1) هو: ابن مقسم الضبي.

81 - حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ بنِ عبدِالرحمنِ المَسْروقيُّ، ثنا -[83]- مَسروقُ بنُ المَرْزُبانِ، حدَّثنا شَريكٌ (¬1) ، عن ابنِ عونٍ (¬2) ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: نَحَلَني أبي نُحْلاً (¬3) ، فقالتْ لأبي (¬4) : أَشْهِدْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم لِيُشْهِدَهُ، فقال: «أَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي» . ¬

[81] أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/28) من طريق علي بن عبد الصمد، عن مسروق بن المرزبان، به. -[83]- وأخرجه مسلم (1623) ، وأبو عوانة (5677) ؛ من طريق ابن عون، به. (¬1) هو: ابن عبد الله النخعي. (¬2) هو: عبد الله بن عون بن أرطبان. (¬3) تقدم تفسيره في التعليق على الحديث رقم [1] . (¬4) قوله: «فقالت لأبي ... » ، أي: أمه عمرة بنت رواحة. وفي "تاريخ بغداد": «فأبت أمي حتى يشهد لي النبي صلى الله عليه وسلم» . ولم ترد هذه العبارة عند مسلمٍ. فإن لم يكن سقطت من الأصل كلمة «أمي» أو نحوها، فإنه يخرج على أن فاعل «قالت» ضمير عائدٌ على غير مذكور يمكن أن يفهم من السياقِ سياق هذا الحديث أو سياق أحاديث الباب مجتمعة؛ ونحوُهُ قوله تعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص: 32] ، أي: الشمس، ولم يجر لها ذكرٌ. وانظر مراجعَ عود الضمير إلى غير مذكورٍ وشواهدِهِ، في التعليق على الحديث رقم [2] .

82 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا عليُّ بنُ مُسْهِرٍ، عن أبي حَيَّانَ التّيميِّ (¬1) ، عن الشعبيِّ، [عن النعمانِ بنِ بشيرٍ] (¬2) ، قال: جاء بي [أبي] (¬3) إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يُشهِدُه على عطيةٍ -[84]- يُعطينِيها، فقال: «أَلَكَ غَيْرُهُ؟» قال: نعم. قال: «فَكُلَّهُمْ أَعْطَيْتَ مِثلَ الَّذِي أَعْطَيْتَ هَذَا؟» قال: لا. قال: «فَلا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ» . ¬

[82] أخرجه ابن أبي شيبة (31514، و37063) عن علي بن مسهر، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه مسلم (1623) . وأخرجه البخاري (2650) من طريق أبي حيان، به. (¬1) هو: يحيى بن سعيد بن حيان. (¬2) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وأثبتناه من "مصنف -[84]- ابن أبي شيبة" الذي روى المصنف الحديث من طريقه، ومن "صحيح مسلم". (¬3) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فأثبتناه من الموضع الأول من "مصنف ابن أبي شيبة"، وأما الموضع الثاني فلفظه فيه مختصر. وسَبَبُ السقط- فيما يظهر- انتقال بصر الناسخ بسبب تشابه الكلمات الثلاث المتتالية: «بي أبي إلى» .

83 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدثني أبي، ثنا يَعْلى بنُ عُبيدٍ، عن أبي حَيَّانَ التيميِّ (¬1) ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه، إلا أنه قال: «لا أَشْهَدُ عَلَى جَنَفٍ (¬2) » . ¬

[83] أخرجه الإمام أحمد (4/268 رقم 18363) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (7/228) - عن يعلى بن عبيد، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (6/260) ، وأبو عوانة (5678) ؛ من طرق عن يعلى بن عبيد، به. وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (198) ، والبخاري (2650) ، والنسائي في "المجتبى" (6/260) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (13/75- 76) ، وابن حبان (5103) ؛ من طرق عن أبي حيان التيمي، به. (¬1) هو: يحيى بن سعيد بن حيان. (¬2) كذا تقرأ هذه اللفظة هنا، وتقرأ أيضًا: «حَيْف» ؛ فإنها غير منقوطة النون، وبنقطة واحدة من أسفل. والذي في مصادر التخريج: «جور» . والجور، والجنف، والحيف؛ بمعنى الظلم. "المصباح المنير" (ص62/جنف، ص63/جور، ص85/حيف) .

باب

بَابٌ 84 - حدَّثنا العبّاسُ بنُ الفضلِ الأَسْفاطيُّ، ثنا موسى بنُ إسماعيلَ، ثنا أبو وَكِيعٍ (¬1) ، عن أبي عبدِالرحمنِ (¬2) ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ (¬3) ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ» . ¬

[84] أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (78) ، والبزار (3282) ، والخرائطي في "فضيلة الشكر لله على نعمته" (81) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4419) ؛ من طريق موسى بن إسماعيل، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (93، و895) ، وعبد الله بن أحمد في زيادات "المسند" (4/278 رقم 18449، و18450) ، و (4/375 رقم 19350، و19351) ، والبغوي في "تفسيره" (4/500) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (15، و45) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9119) ؛ من طرق عن أبي وكيع الجراح بن مليح، به. (¬1) هو: الجَرَّاح بن مَلِيح الرؤاسي. (¬2) هو: القاسم بن الوليد، كما في الحديث الآتي. (¬3) قوله: «والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر» ، كذا في الأصل وكذا في مصادر التخريج، عدا "تفسير البغوي" والموضع الثاني من "شعب الإيمان"؛ ففيهما: « ... وتركه كفر» . وهو الجادة؛ لأن الضمير يعود على «التحدث» ، والمعنى: «وتَرْكُ التحدُّثِ بنعمة الله كفرٌ» . ولكن يخرج قوله: «وتركها» على أنه أعاد الضمير على «نعمة الله» بتقدير مضاف؛ فكأنه قال: وتَرْكُ شكرِها، أو: وتركُ ذكرِها. فحذف المضاف، وأقام المضاف إليه مقامه، وهو كثير في اللغة، وله شواهد من القرآن وغيره، ومنه قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَهَاتُكُمْ} [النِّسَاء: 23] ، أي: نكاحُهُنَّ والاستمتاعُ بهنَّ. وانظر في حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه: "أوضح المسالك" (3/149- 150) وغيره من شروح ألفية ابن مالك، باب الإضافة.

85 - حدَّثنا عبدُالله بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدثني محمدُ بنُ عبدِالرَّحيمِ أبو يحيى صاعقةُ (¬1) ، ثنا أبو وكيعٍ (¬2) ، عن القاسمِ بنِ الوليدِ أبي عبدِالرحمنِ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ، وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللهِ شُكْرٌ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ (¬3) ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ» . ¬

[85] انظر تخريج الحديث السابق. (¬1) إنما لقِّب بـ «صاعقة» ؛ لأنه كان سريعَ الحفظ وجَيِّدَهُ. وقيل غير ذلك. "تاريخ بغداد" (2/363) ، و"مقدمة ابن الصلاح" (ص340) . (¬2) هو: الجَرَّاح بن مَلِيح الرؤاسي. (¬3) انظر: التعليق على هذه الجملة في الحديث السابق.

باب

بَابٌ 86 - حدَّثنا القاسمُ بنُ محمدٍ الدَّلاَّلُ الكوفيُّ، ثنا مُخَوَّلُ بنُ إبراهيمَ، ثنا أسباطُ بنُ نَصْرٍ، عن إبراهيمَ بنِ مُهاجِرٍ، عن الشعبيِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشَّعِيرِ خَمْرًا، وَإِنَّ مِنَ التَّمْرِ خَمْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعَسَلِ خَمْرًا» . ¬

[86] لم نقف عليه من طريق أسباط بن نصر. وانظر الثلاثة الأحاديث التالية.

87 - حدَّثنا عُبيدُ بْنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا عبيدُاللهِ بنُ موسى، عن إسرائيلَ، عن إبراهيمَ بنِ مهاجرٍ، عن الشعبيِّ، عن النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرٌ، وَمِنَ الشَّعِيرِ خَمْرٌ، وَمِنَ الزَّبِيبِ خَمْرٌ، وَمِن الْعَسَلِ خَمْرٌ» . ¬

[87] أخرجه ابن أبي شيبة (2415) ، والبزار (3257) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/213) ؛ من طريق عبيد الله بن موسى، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/267 رقم 18350) عن أسود بن عامر، وأبو داود (3776) ، والترمذي (1873) ، والدارقطني في "السنن" (4/253) ، والبيهقي (8/289) ؛ من طريق يحيى بن آدم، كلاهما عن إسرائيل، به.

88 - حدَّثنا عبدُالله بنُ محمدِ بنِ سعيدِ بنِ أبي مريمَ، ثنا محمدُ ابنُ يوسفَ الفِريابيُّ، ثنا إسرائيلُ، عن إبراهيمَ بنِ مهاجِرٍ، عن الشعبيِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرًا، وَمِنَ الشَّعِيرِ خَمْرًا، وَمِنَ الْعَسَلِ خَمْرًا، وَمِنَ التَّمْرِ -[88]- خَمْرًا، وَمِنَ الزَّبِيبِ خَمْرًا» . ¬

[88] أخرجه الترمذي (1872) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، به.

89 - حدَّثنا عبدُالله بنُ محمدٍ الأصبَهانيُّ، ثنا أبو مسعودٍ أحمدُ ابنُ الفراتِ، ثنا عبدُالرحمنِ بنُ عبدِاللهِ بنِ سعدٍ الدَّشْتَكِيُّ، ثنا عمرُو ابنُ أبي قيسٍ، عن إبراهيمَ بنِ المهاجِرِ، عن الشعبيِّ، عن النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرٌ، وَمِنَ الشَّعِيرِ خَمرٌ، وَمِنَ الْعَسَلِ خَمْرٌ، وَمِنَ الزَّبِيبِ خَمْرٌ» . ¬

[89] أخرجه النسائي في "الكبرى" (6756) ، والبزار (3255) ؛ من طريق عبد الرحمن ابن عبد الله الدشتكي، به.

90 - حدَّثنا موسى بنُ عيسى بنِ المُنذِرِ الحِمصيُّ، قال: ثنا عليُّ ابنُ عَيَّاشٍ (ح) . وحدَّثنا مُطَّلبُ بنُ شُعيبٍ الأَزْديُّ، ثنا عبدُاللهِ بنُ صالحٍ؛ ثنا (¬1) الليثُ بنُ سعدٍ، حدثني يزيدُ بنُ أبي حبيبٍ، أنَّ خالدَ بنَ كثيرٍ الهَمْدانيَّ حَدَّثه، أن السَّرِيَّ بنَ إسماعيلَ حدَّثه، أن الشعبيَّ حدَّثه؛ أنه سمع النعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرًا، وَمِنَ الزَّبِيبِ خَمْرًا، وَمِنَ التَّمْرِ خَمْرًا، وَمِنَ الْعَسَلِ خَمْرًا. وَأَنَا أَنْهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ» . ¬

[90] أخرجه المصنف في "الأوسط" (8718) عن مطلب، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/273 رقم 18407) ، وابن ماجه (3379) ، وابن عدي (3/457) ، والحاكم (4/148) ، وأبو نعيم (7/327) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/425) ؛ من طريق الليث بن سعد، به. (¬1) روى الحديثَ عن اللَّيْثِ: عليُّ بن عيَّاش، وعبد الله بن صالح.

91 - حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الحَضْرميُّ، حدَّثنا عليُّ بنُ سعيدٍ الكِنْديُّ، ثنا جَريرُ بنُ السَّريِّ بنِ إسماعيلَ، عن أبيه، عن الشعبيِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ» . ¬

[91] أخرجه ابن عدي (3/457، و458) من طريق علي بن سعيد، به. تامًّا في الموضع الأول، ومختصرًا كما هنا في الموضع الثاني، لكن بلفظ: «ألا إني أنهاكم عن كل مسكر» . وأخرجه البزار (3254) من طريق علي بن سعيد، عن عبد الرحيم بن سليمان، عن السري بن إسماعيل، به.

92 - حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الحَضْرميُّ، ثنا محمدُ بنُ الحارثِ الحَرَّانيُّ، ثنا محمدُ بنُ سلمةَ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ، عن محمدِ بنِ مسلمٍ، عن السَّرِيِّ بن إسماعيلَ، عن الشعبيِّ، قال: سمعتُ النُّعمانَ ابنَ بَشيرٍ يَقول: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «يَاأَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ مِنَ الْعِنَبِ خَمْرًا، وَإِنَّ مِنَ التَّمْرِ خَمْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْبُرِّ خَمْرًا، وَإِنَّ مِنَ الشَّعِيرِ خَمْرًا، وَإِنَّ مِنَ الْعَسَلِ خَمْرًا، وَأَنَا أَنْهَى عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ» . ¬

[92] أخرجه المصنف في "الأوسط" (2/57) بهذا الإسناد. وأخرجه ابن عدي (3/457) من طريق محمد بن سلمة، به.

93 - حدَّثنا الحُسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا محمدُ بنُ عبدِالأعلى، ثنا مُعتمِرُ بنُ سليمانَ، قال: قرأتُ على الفُضيلِ بنِ -[90]- مَيْسَرةَ، عن أبي حَرِيزٍ (¬1) ؛ أن عامرًا حدثه أن النعمانَ بنَ بَشيرٍ خطب الناسَ بالكوفةِ، فقال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ الْخَمْرَ مِنَ الْعَصِيرِ، وَالزَّبِيبِ، وَالتَّمْرِ، وَالْحِنْطَةِ، وَالشَّعِيرِ، وَمِنَ الذُّرَةِ، وَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ» . ¬

[93] أخرجه البزار (3256) ، وابن حبان (5398) ؛ من طريق محمد بن عبد الأعلى، به. وأخرجه أبو داود (3677) ، والبيهقي (8/289) ؛ من طريق معتمر بن سليمان، به. -[90]- (¬1) هو: عبد الله بن الحسين.

باب

بَابٌ 94 - حدَّثنا العباسُ بنُ الفَضْلِ الأسفاطيُّ، ثنا عيسى بنُ إبراهيمَ البِرَكِيُّ، ثنا أبو أُميةَ بنُ يَعْلى الثَّقفيُّ، ثنا عيسى بنُ أبي عيسى الحَنَّاطُ، عن الشعبيِّ ومجاهدٍ؛ قالا: قدم علينا النعمانُ بنُ بَشيرٍ، فخَطَبَنا، فقال في خُطْبتِه: خَطَبَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مسجدِ الخَيْفِ، فقال: «نَضَّر اللهُ وَجْهَ عَبْدٍ سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَمَلَهَا، رُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ. ثَلاثٌ لا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ (¬1) : إِخْلاَصُ الْعَمَلِ للهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلاَةِ الأَمْرِ، وَلُزُومُ جَمَاعَةِ -[92]- الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ (¬2) » . ¬

[94] أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (11) من طريق أبي أمية، عن عيسى، عن الشعبي وحده، عن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/97) ، والمصنف في "الكبير" (2/ رقم 1224) ، وابن عدي (6/253) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/299-300) ، وابن عساكر (10/283) ؛ من طريق محمد بن كثير القرشي، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «رحم الله عبدًا ... » . (¬1) قوله: «لا يغل عليهن قلب مؤمن» ، قال أبو عبيدٍ: يُروى «لا يَغِلُّ» و «لا يُغِلُّ» ؛ فمن قال: «يَغِلُّ» بالفتح، فإنه يجعله من الغِلِّ، وهو الحقدُ والضِّغنُ والشَّحناءُ، ومن قال: «يُغِلُّ» بضم الياءِ، جعله من الخيانة؛ من الإغلالِ. اهـ. وقال الخطابيُّ: أما وجه الكلام وإعرابُه فعلى ما ذكره أبو عبيد. وأما تأويلُه ومعناه: فإنه يريد- والله أعلم- أن هذه الخلالَ الثلاثَ مما لا يُخالِجُ القلبَ رَيبٌ أنهن بِرٌّ وطاعةٌ؛ لأنها من المعروف الذي تعرفه النفوسُ وتسكن إليه القلوبُ.... وفيه وجه آخر؛ وهو أن يكون أراد: أن القلب يُستصلح بهذه الخصال ويُعالج نَغَلُه وفسادُه بها، وأنّ من تمسَّك بها لم يَجد غِلاًّ في قلبه على أحد. يَحُضُّ على لُزومها والمحافظةِ عليها. وكان أبو أسامة حمادُ بن أسامة القرشيُّ يرويه: «لا يَغِلُ» بالتخفيف؛ هكذا حدَّثونا -[92]- عن موسى بن إسحاق الأنصاريّ، عن أبي كريب، عن أبي أسامة، فإن كان محفوظًا فوجهُه أن يكونَ مأخوذًا من الوُغولِ؛ وهو الدُّخول في الشرِّ، وقلما يقالُ الوُغولُ في الخير. اهـ. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/252- 253) ، و"غريب الحديث" للخطابي (1/585- 586) ، و"مشارق الأنوار" (2/134) ، و"النهاية" (3/380- 381) . (¬2) قوله: «فإن دعوتهم تحيط من ورائهم» : أحاط القومُ بالبلد: أَحْدقوا به من كلِّ جوانبِه. قال ابن عبد البر في "التمهيد": «وأما قوله: «فإن دعوتهم تحيط من ورائهم» أو «هي من ورائهم محيطةٌ» ، فمعناه عند أهل العلم: أنَّ أهلَ الجماعة في مصرٍ من أمصار المسلمين، إذا مات إمامُهم ولم يكن لهم إمامٌ، فأقام أهلُ ذلك المصر- الذي هو حَضْرةُ الإمامِ وموضعُه- إمامًا لأنفسهم اجتمعوا عليه ورَضُوه: فإنَّ كلَّ مَنْ خَلْفَهم وأَمامَهم من المسلمين في الآفاق، يَلزمُهم الدخولُ في طاعةِ ذلك الإمامِ ... » . اهـ. وذَكر نحوه ابنُ القيم في "مفتاح دار السعادة". وقال ابنُ الأثير في "النهاية": «أي: تحوطهم وتكنفهم وتحفظهم؛ يريد أهلَ السنةِ دون أهل البدعة، والدعوة: المرةُ الواحدةُ من الدعاءِ» . اهـ. انظر: "التمهيد" (21/277- 278) ، و"مفتاح دار السعادة" (1/73) ، و"النهاية" (1/122) ، و"مرقاة المفاتيح" (1/442) .

95 - حدَّثنا الحسنُ بنُ العباسِ الرازيُّ، والحسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَرِيُّ، وعليُّ بنُ سعيدٍ الرازيُّ، وعبدُاللهِ بنُ محمدِ بنِ العباسِ الأصبَهانيُّ؛ قالوا: ثنا سهلُ بنُ عثمانَ، ثنا حفصُ بنُ غِيَاثٍ، عن الأعمشِ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «خُذُوا عَلَى أَيْدِي سُفَهَائِكُمْ» . ¬

[95] أخرجه المصنف في "مكارم الأخلاق" (81) عن الحسن بن العباس الرازي، عن سهل بن عثمان، به. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7170) من طريق سهل بن عثمان، به.

96 - حدَّثنا أحمدُ بنُ زُهيرٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا محمدُ بنُ عثمانَ بنِ كَرَامةَ، ثنا عُبيدُاللهِ بنُ موسى، ثنا شَيْبانُ (¬1) ، عن عاصمٍ (¬2) ، عن خَيْثمةَ (¬3) ، والشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ، وَتَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ» . ¬

[96] أخرجه الإمام أحمد (4/267 رقم 18348) ، والبزار (3247) ، والحارث بن أبي أسامة (1036- زوائد) ، وتمام في "الفوائد" (1529- الروض) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/78) ، و (4/125) ؛ من طريق شيبان، به. وسيأتي هذا الحديث برقم [100] من طريق عاصم عن الشعبي وحده، وبرقم [104] من طريق عاصم عن خيثمة وحده. (¬1) هو: ابن عبد الرحمن النحوي. (¬2) هو: ابن أبي النَّجُود. (¬3) هو: ابن عبد الرحمن.

97 - حدَّثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عِرْقٍ الحِمْصيُّ، وعَبْدانُ بنُ أحمدَ، قالا: ثنا محمدُ بنُ مُصَفًّى، ثنا بقيةُ بنُ الوليدِ، [عن] (¬1) عيسى بنِ عبدِاللهِ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالدٍ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَبَطَ دَابَّةً عَلَى طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ، فَأَصَابَ (¬2) ؛ -[94]- فَهُوَ ضَامِنٌ» . ¬

[97] أورده ابن أبي حاتم في "العلل" (1417) من حديث بقية، عن عيسى بن عبد الله، به. وأجابه أبوه بأنه حديث باطل. وعزاه الهيثمي في "المجمع" (4/166) إلى الطبراني في "الكبير"، وقال: ولم أعرف عيسى هذا، وبقية مدلس، وبقية رجاله ثقات. (¬1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وأثبتناه من مَصْدَرَيِ التخريج. (¬2) قوله: «فأصاب» من حاشية الأصل وقد كتب فوقه «خ» ، يعني: أنَّه من نسخة أخرى؛ ويؤيِّد كونه من نسخة أخرى: أنَّ الهيثمي عزا الحديثَ إلى كتابنا هذا بهذا اللفظ دون قوله: «فأصاب» . ولفظُهُ في الموضع السابق من "العلل" -[94]- لابن أبي حاتم: «فما أصاب الدابَّةُ برجلِهِ» . وقوله: «فأصاب» بالتذكير مع أن «الدابة» مؤنَّثة، يخرَّج على الحمل على المعنى؛ حمل «الدابة» على معنى «الحيوان» أو نحوه؛ فذكَّر الفعلَ، وانظر مراجع الحمل على المعنى وشواهده في التعليق على الحديث رقم [14] . أو يخرَّج على جوازِ تذكير الفِعْلِ المسند إلى ضمير يعود إلى اسم مؤنث؛ وهو مذهب ابن كَيْسَان ومن وافقه. وانظر: "أوضح المسالك" (2/97- 100- مع حاشية محيي الدين) ، و"خزانة الأدب" للبغدادي (الشاهد رقم 2، ورقم 936) .

98 - حدَّثنا معاذُ بنُ المثنَّى بنِ معاذٍ العنبريُّ، ثنا عَمِّي عُبيدُاللهِ ابنُ معاذٍ، ثنا أبي، ثنا أبو يونسَ القُشيريُّ (¬*) ، عن سِمَاكِ بنِ حربٍ، قال: خَطَبَنا النعمانُ بنُ بشيرٍ (ح) . وحدَّثنا عَبْدانُ بنُ أحمدَ، ثنا إبراهيمُ بنُ سُفيانَ اللُّؤْلُئِيُّ، ثنا محمدُ ابنُ أبي عديٍّ، عن أبي يونسَ القُشيريِّ (¬*) ، عن سِمَاكِ بنِ حربٍ، أنه سمع النعمانَ بنَ بَشيرٍ؛ وهو يَخطُبُ على منبرِ الكوفةِ، وكان أكثرُ شيءٍ حدَّثنا: على منبرِه، فقال: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ رَجُلٍ حَمَلَ زَادَهُ وَمَزَادَهُ (¬1) عَلَى بَعِيرٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَسِيرُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِفَلاةٍ -[95]- مِنْ الأَرْضِ أَدْرَكَتْهُ الْقَائِلَةُ فَنَزَلَ، فَقَالَ (¬2) تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، فَانسَلَّ بَعِيرُهُ، فَاسْتَيْقَظَ فَزِعًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا (¬3) فَنَظَرَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا آخَرَ فَنَظَرَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا ثَالِثًا فَنَظَرَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ أَتَى مَكَانَهُ الَّذِي قَالَ بِهِ فَقَعَدَ فِيهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ قَاعِدٌ قَدْ أَشْرَفَ عَلَى الْهَلَكَةِ إِذَا بَعِيرُهُ يَمْشِي حَتَّى وَضَعَ خِطَامَهُ فِي يَدِهِ. فَلَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْهُ حِينَ وَجَدَ بَعِيرَهُ عَلَى حَالِهِ ذَاكَ» . قال (¬4) : فزعَمَ سِمَاكٌ أن الشعبيَّ أو اللَّخْمِيَّ- لا يدري سماكٌ أيُّهما هو- أن النعمانَ بنَ بشيرٍ رفعه يومئذٍ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. واللفظُ لحديثِ ابنِ أبي عديٍّ. -[96]- وقال معاذُ بنُ معاذٍ في حديثهِ: قال سِماكٌ: فزعم الشعبيُّ أن النعمانَ رفع هذا الحديثَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأما أنا فلم أسمعْه. ولم يذكر اللخميَّ. واللخميُّ: عبدُالملكِ بنُ عُميرٍ. ¬

[98] أخرجه مسلم (2745) عن عبيد الله بن معاذ العنبري، به. وأخرجه الطيالسي (831) عن حماد بن سلمة، وهناد في "الزهد" (889) عن أبي الأحوص؛ كلاهما عن سماك بن حرب، به موقوفًا أيضًا. وأخرجه الإمام أحمد (4/273 رقم 18408) ، والدارمي (2770) ، والبزار (3220) من طريق حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، به، مرفوعًا. وسيأتي من طريق شريك عن سماك، به، مرفوعًا، برقم [121] . (¬*) هو: حاتم بن أبي صغيرة. (¬1) الزاد: ما يتزود الرجل في سفره. والمزاد: جمع مَزَادة أو هو المزادة نفسها؛ -[95]- فإنها تقال دون الهاء. والمزادة: وعاء من جلد يحمل فيه الماء. وتجمع على مَزَادٍ ومَزَايِدَ. وسميت مزادة؛ لأنها تصنع من جلدين ويزاد عليهما ثالث. وفي "اللسان" عن ابن سيده: «الزاد والمزاد، أي: الطعام والشراب» . وانظر: "مشارق الأنوار" (1/314) ، و"لسان العرب" (3/199/زيد) ، و"تاج العروس" (4/483/زيد) . (¬2) قال يَقِيلُ قَيْلاً وقَيْلُولةً: نام نصفَ النهار. والقائلةُ: وقتُ القيلولةِ. "المصباح المنير" (ص269/ قيل) . (¬3) يَحْتمِلُ أنه أراد بالشرف هنا: الشوط، ويحتمل أن المراد هنا: الشرف من الأرض، أي: المكان المرتفع، لينظر منه هل يرى بعيره. قال القاضي عياض: وهو الأظهر هنا. وانظر: "مشارق الأنوار" (2/249) ، و"شرح النووي" (17/62) . (¬4) قوله: «قال ... » إلخ. كذا في الأصل. ولعل في الكلام تقديمًا وتأخيرًا؛ وصوابه: قال سماك: فزعم الشعبي ... إلخ. كما سيأتي نحوه في كلام المصنف. أو لعل فيه سقطًا، والتقدير: قال (أي: ابن أبي عدي في حديثه) : فزعم سماك أن الشعبي- أو اللخمي-[زعم] أن النعمان ... إلخ.

99 - حدَّثنا أحمدُ بنُ سهلِ بنِ أيوبَ الأهوازيُّ، ثنا إسماعيلُ بنُ سيفٍ، ثنا محمدُ بنُ فُضيلِ بنِ غَزْوَانَ، عن السَّريِّ بن إسماعيلَ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَشْرَبُوا فِي النَّقِيرِ وَلا الْمُزَفَّتِ» . ¬

[99] أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/62) وقال: «رواه الطبراني، وفيه السري بن إسماعيل؛ وهو متروك» .

100 - حدَّثنا أحمدُ بنُ زُهيرٍ التُّسْتَريُّ، ثنا محمدُ بنُ عثمانَ بنِ كَرَامةَ، ثنا عُبيدُاللهِ بنُ موسى، ثنا شَيبانُ (¬1) ، عن عاصمٍ (¬2) ، عن الشعبيِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ، وَشَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ» . ¬

[100] تقدم برقم (96) بهذا الإسناد؛ إلا أن رواية الشعبي قرنت مع رواية خيثمة هناك. وانظر الحديث رقم [104] . (¬1) هو: ابن عبد الرحمن النحوي. (¬2) هو: ابن أبي النَّجُود.

خيثمة بن عبد الرحمن، عن النعمان بن بشير

خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 101 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا حجَّاجُ بنُ المِنهالِ، ثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن عاصمِ بنِ بَهْدلةَ، عن خَيثمةَ بنِ عبدِالرحمنِ، عن النعمانِ بنِ بشيرٍ؛ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَاتِهُمْ، وَشَهَادَاتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ» . ¬

[101] أخرجه الإمام أحمد (4/267 رقم 18349) من طريق حماد بن سلمة، به.

102 - حدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ الخَشَّابُ الرَّقِّيُّ، ثنا عبدُاللهِ بنُ جعفرٍ الرَّقِّيُّ، ثنا عُبيدُاللهِ بنُ عَمرٍو، عن زيدِ بنِ أبي أُنيسةَ، عن عاصمِ ابنِ بَهْدلةَ، عن خَيثمةَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ، وَتَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ» . ¬

[102] أخرجه المصنف في "الأوسط" (1122) بهذا الإسناد. وأخرجه ابن حبان (6727) من طريق زيد بن أبي أنيسة، به.

103 - حدَّثنا محمدُ بنُ عثمانَ بنِ أبي شيبةَ، ثنا أحمدُ بنُ يونسَ، ثنا زائدةُ، عن عاصمٍ، عن خَيثمةَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ» . ¬

[103] أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "المصنف" (32953) ، والإمام أحمد (4/276 رقم 18428) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1477) ، والبزار (3245) ؛ من طريق زائدة، به.

104 - حدَّثنا أحمدُ بنُ زُهيرٍ التُّسْتَريُّ، ثنا محمدُ بنُ عثمانَ بنِ كَرَامةَ، ثنا عُبيدُاللهِ بنُ موسى، ثنا شَيبانُ (¬1) ، عن عاصمٍ (¬2) ، عن خَيثمةَ، عن النعمانِ بن بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ، وَتَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ» . ¬

[104] تقدَّم برقم [96] و [100] بهذا الإسناد؛ إلا أنَّه في رقم [96] قَرَنَ بين رواية خيثمة والشَّعْبي، واقتصَرَ في رقم [100] على رواية الشَّعْبي، بينما اقتصَرَ هنا على رواية خيثمة. ولفظُ الحديث في جميعها واحدٌ. (¬1) هو: ابن عبد الرحمن. (¬2) هو: ابن أبي النَّجُود.

105 - حدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي (¬1) ، ثنا يحيى الحِمّانيُّ، ثنا أبو بكرِ بنُ عياشٍ، عن عاصمٍ (¬2) ، عن خيثمةَ، عن النعمانِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[105] أخرجه الإمام أحمد (4/277 رقم 18447) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/152) ؛ من طريق أبي بكر بن عياش، به. (¬1) هو: محمد بن الحسين بن حَبِيب. (¬2) هو: ابن أبي النَّجُود.

106 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنّامٍ، ثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ بنِ نُميرٍ، ثنا حُميدُ بنُ عبدِالرحمنِ، عن الأعمشِ، عن خيثمةَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ؛ إِذَا -[99]- اشْتَكَى عَيْنُهُ (¬1) اشْتَكَى كُلُّهُ، وَإِذَا اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ» . ¬

[106] أخرجه مسلم (2586) عن محمد بن عبد الله بن نمير، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/271 رقم 18393) ، والبزار (3286) ، وابن منده في "الإيمان" (320، و321) ، وأبو نعيم (4/126) ، والبيهقي في "الشعب" (7202) ؛ من طرقٍ عن الأعمش، به. -[99]- (¬1) كذا في الأصل، والجادَّة: «اشتكَتْ عينُهُ» ؛ لأنَّ «العين» مؤنَّثة، لكنْ لمَّا كان تأنيثُهَا غيرَ حقيقيٍّ، جاز تذكيرُ الفعلِ معها. وأيضًا لمشاكلة مابعدها في قوله: «اشتكَى كُلُّهُ ... » إلخ. وانظر التعليق على الحديث رقم [206] ، وانظر في تأثيرات المشاكلة: "البلاغة العربية" لعبد الرحمن حبنكة (2/511) .

107 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدثني أبي، ثنا مُحاضِرُ ابنُ المُوَرِّعِ، عن الأعمشِ، عن خيثمةَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[107] ذكر رواية محاضر بن المورِّع: أبو نعيم في "الحلية" (4/126) .

العيزار بن حريث، عن النعمان بن بشير

العَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 108 - حدثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا وكيعٌ، عن إسرائيلَ، عن أبي إسحاقَ، عن العَيْزارِ بنِ حُريثٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: استأذن أبو بكرٍ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فسَمِعَ عائشةَ رافعةً صوتَها عليه، فقال: يا ابْنَةَ أُمِّ رُومانَ، تَرفعينَ صوتَكِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! فتناوَلَها (¬1) ، فحال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بينَه وبينها. ثم خرج أبو بكرٍ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَرَضَّاها: «أَلَمْ تَرَيْنِي حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ؟!» . ثم جاء مرَّةً أخرى يَستأذِنُ فسَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يُضاحِكُها، فاستأذن، فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ، أَشرِكاني في سِلْمِكما كما أَشْرَكتُماني في حَرْبِكما!. ¬

[108] أخرجه الإمام أحمد (4/271- 272 رقم 18394) من طريق وكيع، به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال" (561) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن العيزار، مرسلاً، لم يذكر فيه النعمان بن بشير. وانظر: الحديثين التاليين. (¬1) أي: أخذها ليلطمها. كما عند أبي داود. وانظر: «عون المعبود» (13/234) .

109 - حدَّثنا أبو زُرعةَ عبدُالرحمنِ بنُ عَمْرٍو الدمشقيُّ، ثنا -[101]- أبو نُعيمٍ، ثنا يونسُ بنُ أبي إسحاقَ، عن العَيْزارِ بنِ حُريثٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ قال: استأذن أبو بكرٍ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإذا عائشةُ تَرفعُ صوتَها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا ابْنَةَ فلانةَ، تَرفعينَ صوتَكِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! فحال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بينه وبينها. ثم خرج أبو بكرٍ، فجعل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَرَضَّاها، فقال: «أَلَمْ تَرَيْنِي حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ؟!» . ثم استأذن أبو بكرٍ مرَّةً أخرى، فسَمِعه يُضاحِكُها، فقال أبو بكرٍ: أَشْرِكاني في سِلْمِكما كما أَشْرَكْتُماني في حَرْبِكما!. ¬

[109] أخرجه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/143) من طريق المصنف، بهذا الإسناد. وأخرجه الإمام أحمد (4/275 رقم 18421) ، وفي "فضائل الصحابة" (39) والبزار (3275) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5309) ، وابن قانع (3/144) ؛ من طريق أبي نعيم، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (8441، و9110) ، وفي "خصائص علي" (ص126) ؛ من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن العيزار، به. وأخرجه أبو داود (4999) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن العيزار. كذا بزيادة أبي إسحاق.

110 - حدَّثنا أبو حَصِينٍ محمدُ بنُ الحسينِ القاضي، ثنا يحيى الحِمّانيُّ، ثنا قيسُ بنُ الربيعِ، عن أبي إسحاقَ، عن العَيْزارِ بنِ حُريثٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: استأذن أبو بكرٍ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعندَه عائشةُ وهي تقولُ: قد عَلمتُ- واللهِ- إنه لأَحَبُّ إِليكَ من أبي (تَعني عَليًّا) (¬1) . فرَفع أبو بكرٍ صوتَهُ عليها فقال: لا أَراكِ تَرفعينَ -[102]- صوتَكِ على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم! ثم دخل إليها بعدَ ذلك وهي تَضحَكُ معه، فقال: أَشْرِكاني فِي سِلْمِكما كما أَشْرَكْتُماني في حَرْبِكما!. ¬

[110] لم نقف على رواية قيس بن الربيع عن أبي إسحاق. وانظر: الحديثين السابقين. (¬1) كذا ذُكِرَ في هذا الحديثِ ما ظاهرُهُ أن عليًّا رضي الله عنه كان أَحَبَّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أبي بكر رضي الله عنه، وقد ذُكِرَ مِثْلُ ذلك من كلام عائشة أيضًا في الحديثين السابقين، في بعض مصادر التخريج؛ كما عند الإمام أحمد (4/275 رقم 18421) ، وعند النسائي، والطحاوي، والبَزَّار، وابن قانع. لكنْ قد يعارضُهُ: ما قد ثَبَتَ في "صحيح البخاري" (3662) من حديث عمرو بن العاص أنَّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الناسِ أحبُّ إليك؟ قال: «عائشة» ، فقلتُ: مِنَ الرجالِ؟ قال: «أبوها» ، قلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قال: «عُمَرُ بنُ الخَطَّاب» ، فعَدَّ رجالاً. وأيضًا: فقد أَجْمَعَ أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ قاطبةً على تفضيلِ أبي بكر على عليٍّ وغيرِهِ من الصَّحَابةِ رضي الله عنهم، بل على جميع الأُمَّةِ؛ ولذلك فقد جَمَعَ العلماء بين هذَيْنِ الحديثَيْنِ (حديث النعمان، وحديث عمرو بن العاص) - وغيرهما مما ظاهرُهُ -[102]- التعارُضُ- ومنهم الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (13/323- 334) ؛ ومن جيِّد ما قاله: «فكان في هذا الحديثِ [يعني: حديث النعمان] وقوفُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم على ما قالتْ عائشةُ مِنْ ذلك، فلم يُنْكِرْهُ عليها، وخرَجَ جميعُ مَعَانِي كُلِّ ما رَوَيْنَاهُ في هذا البابِ خروجًا لا تَضَادَّ فيه، ولم يكنْ ما ذكرناه مِنْ تَقْدِيمِ عليٍّ _ج في مَحَبَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أبا بَكْرٍ فيها بمانعٍ أنْ يكونَ أبو بكرٍ يَتَقَدَّمُهُ بالفضلِ عند رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ ولكنْ كُلُّ واحدٍ منهما له موضعُهُ مِنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَحَبَّةٍ ومِنْ فضلٍ؛ رضوانُ اللهِ عليهما وعَلَى سائرِ أصحابِهِ سِوَاهُمَا، واللهَ نَسْأَلُهُ التوفيقَ» . وانظر: "فتح الباري" (7/26- 27) ، و"فيض القدير" (1/168) .

سالم بن أبي الجعد، عن النعمان

سَالِمُ بْنُ أَبِي الجَعْدِ، عَنِ النُّعْمَانِ 111 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدّثني أبي (ح) . وحدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ؛ قالا: ثنا محمدُ ابنُ جعفرٍ، ثنا شعبةُ، عن عمرِو بنِ مُرّةَ، قال: سمعتُ سالمَ بنَ أبي الجعدِ، يقولُ: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ، يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ فِي صَلاتِكُمْ، أَوْ لَيُخَال ِفَنَّ (¬1) بَيْنَ قُلُوبِكُمْ!» . ¬

[111] أخرجه الإمام أحمد (4/271 رقم 18389) ، والطيالسي (836) ، والبخاري (717) ، ومسلم (436) ، والبيهقي (3/100) ؛ من طريق شعبة، به. (¬1) كذا في الأصل لكن بلا ضبط، وفي مصادر التخريج: «ليخالفنَّ الله» . وما في الأصل يخرج على أن فاعل «ليخالِفَنَّ» ضمير يعود على الله تبارك وتعالى، وإن لم يتقدم ذِكْر لفظ الجلالة؛ للعلم به. وقد تقدم التعليق على نحوه في الحديث رقم [2] . أو يبنى الفعل: «لَيُخَالَفَنَّ» لِمَا لم يُسمَّ فاعلُه؛ فيكون «بين قلوبكم» - وهو شبه جملة- نائبًا للفاعل. وانظر معنى هذا الوعيد في التعليق على الحديث التالي.

سماك بن حرب، عن النعمان

سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ 112 - حدَّثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ [الدَّبَريُّ] (¬1) ، عن عبدِالرّزّاقِ، عن الثوريِّ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُقَوِّمُنا في الصُّفوفِ كما يُقَوِّمُ بنا القِدْحَ (¬2) ، يفعلُ ذلك بنا مرارًا، حتى إذا رأى أنْ قَدْ عَلِمْنا، تقدَّم. فرأى صدرَ رجلٍ خارجًا، فقال: «عِبَادَ اللهِ الْمُسْلِمِينَ! لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ! (¬3) » . ¬

[112] أخرجه عبد الرزاق (2429) ، والإمام أحمد (4/276 رقم 18435) ، وأبو عوانة (1379) ؛ من طريق سفيان الثوري، به. (¬1) في الأصل «الديري» بالمثناة التحتية، وهو كذلك في أصل الحديث رقم [162] ، والصواب «الدَّبَريُّ» بالموحدة كما أثبتناه، وهو من شيوخ الطبراني المشهورين، ويروي عنه "مصنف عبد الرزاق" في كثير من كتبه، فانظر: الحديث رقم [79] و [183] و [209] ؛ وهذا الحديث من روايته في "مصنف عبد الرزاق" كما تقدم في التخريج، وانظر: "الأنساب" (2/453) . (¬2) القِدْحُ- بكسر القاف وسكون الدال-: السهم قبل أن يُبْرى ويُصلح ويركب فيه النصل. والجمع: القِداحُ. والمعنى: يبالغ في تسويتها حتى لا يترك فيها عوجًا، كما يصلح الباري السهم. وضَرْبُ المَثَلِ بالقِدْح في الاستواء، أبلغُ في المعنى المراد؛ لأن القدح لا يصلح لما يراد منه إلا بعد الانتهاء في الاستواء. انظر: "غريب الحديث" للخطابي (1/222- 223) ، و"مرقاة المفاتيح" (3/152) . (¬3) قوله: «أو ليخالفن الله بين وجوهكم» ، أي: إن لم تسوّوا. واختلف في هذا الوعيد: فقيل: هو على حقيقته، والمراد: تحويل خلق الوجه عن وَضْعِهِ بجعله موضع القفا أو نحو ذلك. وفيه أن هذا الوعيد وقع من جنس المخالفة. وقيل: معناه: يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب، كما تقول: تغير وجه فلان عليّ، أي: ظهر لي من وجهه كراهية؛ لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفةٌ في ظواهرهم، واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن؛ ويؤيده الرواية -[105]- التي تقدمت برقم [111] ، وفيها: « ... بين قلوبكم» . وقيل: تفترقون فيأخذ كلُّ واحدٍ وجهًا غير الذي أخذ صاحبه؛ لأن تقدم الشخص على غيره في الصف مظنة الكبر المفسد للقلب الداعي إلى القطيعة. وانظر تفصيل ذلك في "مشارق الأنوار" (1/238) ، و"شرح النووي" (4/156- 157) ، و"النهاية" (2/67) ، (5/157) ، و"فتح الباري" (2/207) .

113 - حدَّثنا إدريسُ بنُ جعفرٍ العَطّارُ، ثنا يزيدُ بنُ هارونَ (ح) . وحدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا أبو نُعيمٍ؛ قالا: حدَّثنا مِسْعَرُ بنُ كِدَامٍ، عن سِماكٍ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ، يقولُ: إنْ كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُسَوِّي صُفوفَنا في الصلاةِ كما يُسوِّي القِداحَ أو الرِّماحَ. ¬

[113] أخرجه الإمام أحمد (4/270 رقم 18376) ، و (4/272 رقم 18385) ، والبزار (3216) ، وابن حبان (2169) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/143- 144) ؛ من طريق مسعر بن كدام، به.

114 - حدَّثنا عُمرُ بن حفصٍ السَّدُوسيُّ، ثنا عاصمُ بنُ عليٍّ، ثنا شعبةُ (ح) . وحدَّثنا محمدُ بنُ عَبْدُوسِ بنِ كاملٍ، ثنا عليُّ بنُ الجَعْدِ، ثنا شعبةُ؛ أخبرني سِماكُ بن حَرْبٍ قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بشيرٍ يَخْطُبُ؛ قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي الصُّفوفَ حتى تكونَ مثلَ الرُّمْحِ أو القِدَاحِ، فرأى صدرَ رجلٍ ناتئًا فقال: «عِبَادَ اللهِ، سَوُّوا صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ!» . ¬

[114] أخرجه البغوي في "الجعديات" (563) من طريق علي بن الجعد، عن شعبة، به. وأخرجه الطيالسي (828) ، وابن ماجه (994) ، والبزار (3215) ، وأبو عوانة (1381) ، وابن حبان (2165) من طريق شعبة، به.

115 - حدَّثنا محمدُ بنُ النَّضْرِ الأَزْديُّ، ثنا مُعاويةُ بنُ عَمرٍو، ثنا زائدةُ (¬1) ، عن سِماكٍ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسوِّي الصُّفوفَ حتى كأنما يُسوِّي بها القِداحَ (¬2) ، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم، حتى إذا أراد أن يُكبِّرَ رأى رجلاً شاخصًا (¬3) صَدْرُهُ مِنَ الصفِّ، فقال: «عِبَادَ اللهِ، لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ!» . ¬

[115] أخرجه الإمام أحمد (4/272 رقم 18400) من طريق زائدة، به. (¬1) هو: ابن قدامة. (¬2) انظر ما تقدم في التعليق على الحديث رقم [112] . (¬3) شَخَصَ يَشْخَصُ شُخُوصًا: خرج من موضع إلى غيره. وشخَصَ السهمُ: جاوزَ الهدفَ من أعلاه. "المصباح المنير" (ص160/شخص) .

116 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا حَجَّاجُ بنُ المِنهالِ، ثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمةَ، أنا سماكُ بنُ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أنه قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسوِّينا في الصلاةِ كما تُقَوَّمُ القِداحُ، حتى إذا ظن أنْ قد أَخذْنا ذلك عنه وفَهِمْناه- إذْ أقبل علينا ذاتَ يومٍ بوجهِه- فإذا رجلٌ مُنتبِذٌ بصَدرِه فقال: «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ!» . ¬

[116] أخرجه الطيالسي (828) ، والإمام أحمد (4/276 رقم 18427) ، وأبو داود (663) ؛ من طريق حماد بن سلمة، به.

117 - حدَّثنا محمدُ بنُ محمدٍ التَّمّارُ البصريُّ، وأبو خليفة الفضلُ -[107]- ابنُ الحُبابِ، قالا: ثنا أبو الوليدِ الطَّيَالِسيُّ (¬1) ، ثنا زُهيرُ بنُ معاويةَ، ثنا سِماكٌ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسوِّي صفوفَنا كأنما يُسوِّي بها القداحَ (¬2) ، حتى يُرى أنَّا قد عَقَلْنا عنه، ثم خرج يومًا فقام حتى كاد أن يُكبِّرَ، فرأى رجلاً خارجًا صدرُه من الصفِّ فقال: «عِبَادَ اللهِ، لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ!» . ¬

[117] أخرجه مسلم (436) ، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم" (971) ، والبيهقي (2/21) ؛ من طريق زهير بن معاوية، به. -[107]- (¬1) هو: هشام بن عبد الملك. (¬2) تقدم التعليق عليه في الحديث رقم [112] ، وانظر: "مرقاة المفاتيح" (3/52) .

118 - حدَّثنا محمدُ بنُ يحيى (¬1) الحِنَّائيُّ، ثنا عُبيدُاللهِ بنُ [معاذ] (¬2) ، ثنا أَبي (¬3) ، ثنا [أبو] (¬4) يونس، عن سِماكٍ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ يَخطُبُ- وهو على الكوفةِ، وكان مِن أَخطبِ الناسِ -[108]- - فقال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُسوِّي صُفوفَنا، فإذا استوى (¬5) كبَّر. يُسوِّي صُفوفَنا (¬6) حتى إذا ظنَّ أنْ قد استوينا، حانت منه التفاتةٌ، فإذا رجلٌ بين يَدَيِ الصفِّ، فقال: «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ!» . ¬

[118] أخرجه أبو داود (665) من طريق خالد بن الحارث، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (2/21) . (¬1) كذا في الأصل: «محمد بن يحيى» ، وهو مقلوبٌ، ووَرَدَ كذلك في بعض المواضع من "المعجم الكبير"، كما في (8/263 رقم8024) . والصواب: «يحيى بن محمد» ؛ فقد أورده المصنف فِيمَنِ اسمه يحيى في "المعجم الصغير" (2/275 رقم1159) ، وانظر ترجمته في "تاريخ بغداد" (14/229) ، وانظر "الأنساب" (2/276) ، و"الإكمال" (3/59) . (¬2) في الأصل يشبه أن يكون «معلى» ، ولا يوجد في هذه الطبقة من الرواة من اسمه عبيد الله بن معلى، وتقدم على الصواب في الحديث رقم [98] . (¬3) هو: معاذ بن معاذ العنبري. (¬4) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، والتصويب من سند الحديث رقم [98] ، ومصادر التخريج. -[108]- (¬5) قوله: «استوى» إما أن يرجع ضمير الفاعل فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أي: فإذا استوى في مكان إمامته بعد أن سوّى صفوفنا، كبر. أو يعود إلى «صفوفنا» باعتبار الواحد؛ أي: فإذا استوى الصفُّ منا ... وهو من الحمل على المعنى بإفراد الجمع باعتبار الجنس، وقد تقدم التعليق على نحوه في الحديث رقم [14] . (¬6) كذا في الأصل، وفي الكلام حذفٌ تقديره: «فكان يسوي صفوفنا حتى إذا ... » .

119 - حدَّثنا أحمدُ بنُ زُهيرٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا محمدُ بنُ عثمانَ بنِ كَرَامةَ، ثنا عُبيدُاللهِ بنُ موسى، عن حسنِ بنِ صالحٍ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي الصفوفَ في الصلاةِ كما تُسَوَّى القِداحُ. ¬

[119] لم نقف على رواية الحسن بن صالح، عن سماك.

120 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ. وحدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي، ثنا يحيى الحِمَّانيُّ؛ ثنا (¬1) أبو الأحوصِ (¬2) ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وإنه لَيُقَوِّمُ الصفوفَ كما تُقَوَّمُ القِداحُ، فأبصر صدرَ رجلٍ -[109]- خارجًا من الصفِّ، فقال: «لَتُقِيمُنَّ صُدُورَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ!» . ¬

[120] أخرجه ابن أبي شيبة (3542) ، ومسلم (436) ، والنسائي في "الكبرى" (886) ، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم" (972) ؛ من طريق أبي الأحوص، به. (¬1) رَوَى هذا الحديثَ عن أبي الأحوصِ: أبو بَكْرِ بنُ أبي شَيْبة، ويحيى الحِمَّانِي. (¬2) هو: سَلاَّم بن سُلَيْم.

121 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا محمدُ بنُ سعيدٍ الأصبَهانيُّ (ح) . وحدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي (¬1) ، قال: ثنا يحيى الحِمَّانيُّ؛ قالا: حدَّثنا شَريكٌ (¬2) ، عن سِماكٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَاللهِ، لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ مِنْ رَجُلٍ كَانَ فِي سَفَرٍ، وَمَعَهُ رَاحِلَةٌ عَلَيْهَا مَتَاعُهُ وَزَادُهُ، وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَزَلَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ، وَعَقَلَ رَاحِلَتَهُ، فَغَلَبَهُ النَّوْمُ، فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبتْ رَاحِلَتُهُ، فَقَامَ فَطَلَبَهَا، فَأَشْرَفَ شَرَفًا (¬3) فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ أَشْرَفَ شَرَفًا فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَقَالَ: وَاللهِ لَأَرْجِعَنَّ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَلَأَقِيلَنَّ فِيهِ حَتَّى أَمُوتَ. فَرَجَعَ فَنَامَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَإِذَا هُوَ بِرَاحِلَتِهِ تَجُرُّ خِطَامَهَا. فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ ذَاكَ بِنَاقَتِهِ» . ¬

[121] أخرجه الإمام أحمد (4/275 رقم 18423) من طريق شريك، به. وقد تقدم برقم [98] من طريق سماك، عن النعمان، موقوفًا. (¬1) هو: محمد بن الحسين بن حبيب. (¬2) هو: ابن عبد الله النخعي. (¬3) تقدم تفسيره في الحديث رقم [98] .

122 - حدَّثنا عبدُالله بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدثني أبي، حدَّثنا -[110]- محمدُ بنُ جعفرٍ، ثنا شعبةُ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ يَخطُبُ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم (¬1) : «أُنْذِرُكُمُ النَّارَ! أُنْذِرُكُمُ النَّارَ!» حتى لو أنَّ رجلاً كان بالسوقِ لسَمِعَهُ من مقامي هذا، حتى وقعتْ خَمِيصَةٌ (¬2) كانت على عاتِقهِ عندَ رجليه. ¬

[122] أخرجه الإمام أحمد (4/268 رقم 18360) ، و (4/272 رقم 18398) . وأخرجه الطيالسي (829) ، والدارمي (2854) ، والبزار (3214) ، وابن حبان (644) ، و (667) ، والحاكم (1/287) ، والبيهقي (3/207) ؛ من طريق شعبة، به. -[110]- (¬1) أي: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ. فحذَف فعلَ القول، وحذف فعلِ القولِ كثيرٌ، تقدم التعليق على نحوه في الحديث رقم [18] . وفي هذا الموضع في الأصل علامة لحق، لكن لم يظهر شيء في التصوير، فلعل الناسخ استدركها. (¬2) الخَمِيصَةُ: كِسَاءٌ أسودُ مُعْلَمُ الطرفَيْن، ويكونُ من خَزٍّ أو صُوفٍ، فإنْ لم يكنْ مُعْلَمًا فليس بخميصةٍ. "المصباح المنير" (ص97/خمص) .

123 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شَيبة (ح) . وحدَّثنا عُمرُ بن حفصٍ السَّدُوسيُّ، ثنا عاصمُ بنُ عليٍّ (ح) . وحدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا داودُ بنُ عَمرٍو الضَّبِّيُّ (ح) . وحدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي (¬1) ، ثنا يحيى الحِمّانيُّ؛ قالوا: ثنا أبوالأحوصِ (¬2) ، عن سِماكٍ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ وهو على منبرِ الكوفةِ، وهو يقولُ: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو على المنبرِ يقولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أُحَذِّرُكُمُ النَّارَ!» ، حتى لو كان في مكاني هذا لَأَسْمَعَ أهلَ السوقِ، أو مَن شاء اللهُ أن يسمعَ. ¬

[123] أخرجه ابن أبي شيبة (35135) ، وهناد في "الزهد" (239) ؛ عن أبي الأحوص، به. (¬1) هو: محمد بن الحسين بن حبيب. (¬2) هو: سَلاَّم بن سُلَيْم.

124 - حدَّثنا بِشرُ بنُ موسى، ثنا خلفُ بنُ الوليدِ، ثنا إسرائيلُ، عن سِماكٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ على المنبرِ: «أُنْذِرُكُمُ النَّارَ!» ، حتى لو كان أحدٌ في أقصى السوقِ لسمعه. ¬

[124] أخرجه الإمام أحمد (4/272 رقم 18399) من طريق إسرائيل، به.

125 - حدَّثنا أبو الزِّنْباعِ رَوْحُ بنُ الفَرَجِ، ثنا يوسفُ بنُ عَديٍّ، ثنا أبو الأحوصِ (¬1) ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يؤخِّرُ عشاءَ الآخرةِ. ¬

[125] أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3787) عن روح بن الفرج، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن أبي شيبة (3349) عن أبي الأحوص، عن سماك، عن جابر ابن سمرة. ومن هذا الوجه أخرجه مسلم (643) ، والنسائي في "المجتبى" (533) ، وابن حبان (1534) ؛ من طريق قتيبة بن سعيد، ومسلم (643) ، وأبو عوانة (1078) ، والبيهقي (1/450) ؛ من طريق يحيى بن يحيى، والمصنف في "الكبير" (2/ رقم 1983) من طريق مسدد؛ جميعهم- قتيبة، ويحيى، ومسدد- عن أبي الأحوص، عن سماك، عن جابر بن سمرة. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الإمام أحمد (5/89 رقم 20829) ، ومسلم (643) ، وابن حبان (1527) ، والمصنف في "الكبير" (2/ رقم 1983) . (¬1) هو: سَلاَّم بن سُلَيْم.

126 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا أبو غَسَّانَ مالكُ بنُ إسماعيلَ (ح) . وحدَّثنا محمدُ بنُ عُمرَ بنِ خالدٍ الحَرَّانيُّ، ثنا أبي؛ قالا: ثنا زُهيرٌ، ثنا سماكُ بنُ حربٍ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: واللهِ -[112]- ما كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشْبَعُ من الدَّقَلِ (¬1) ، وما تَرْضَوْنَ دونَ ألوانِ التمرِ والزُّبْدِ وألوانِ الثيابِ!. ¬

[126] أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/406) ، والإمام أحمد (4/268 رقم 18356) ، ومسلم (2977) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (455، 1002- مسند علي) ، والبيهقي في "الشعب" (9944) ؛ من طريق زهير، به. -[112]- (¬1) الدَّقَل: أرْدأُ التمر، الواحدة: دَقَلَةٌ. "المصباح المنير" (ص104/دقل) .

127 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدثني أبي، ثنا محمدُ ابنُ جعفرٍ، ثنا شعبةُ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ، وذَكَر ما أصاب الناسُ من الدنيا، فقال: لقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَظَلُّ اليومَ وما يجدُ طعامًا يملأُ بطنَه!. ¬

[127] لم نجد الحديث على هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/50 رقم 353) عن محمد بن جعفر، به، وفيه: «سمعتُ النعمانَ- يعني: ابن بَشِير- يخطُبُ؛ قال: ذكر عمر رضي الله عنه ما أصاب الناسُ من الدنيا ... » الحديث هكذا بجعله من مسند عمر رضي الله عنه، وهذا هو المعروف عن شعبة رحمه الله، وغيره يخالفُهُ فيجعلُهُ من مسند النعمان كما في "العلل" لابن أبي حاتم (1811) . والحديث أخرجه مسلم (2978) ، والبزار (237) ، وأبو يعلى (183) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (17- مسند علي) ؛ من طريق محمد بن جعفر، وأخرجه الطيالسي (57) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/405) ؛ عن روح بن عبادة، والإمام أحمد (1/50 رقم 353) ، وأبو يعلى (223) ؛ من طريق حجاج بن محمد، والإمام أحمد (1/24 رقم 159) ؛ عن عمرو بن الهيثم، وعبد بن حميد في "المسند" (22) عن سعيد بن الربيع، وابن ماجه (4146) من طريق بشر بن عمر، وابن حبان (6342) من طريق أبي عامر العقدي، جميعهم عن شعبة، عن سماك، عن النعمان ابن بشير، عن عمر، رضي الله عنهم. وهي الرواية التي رجحها أبو حاتم الرازي في الموضع السابق من "العلل".

128 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ (ح) . -[113]- وحدَّثنا أبوحَصِينٍ القاضي (¬1) ، ثنا يحيى الحِمَّانيُّ؛ قالا: ثنا أبو الأحوصِ (¬2) ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ يقولُ (¬3) : ألستُم في طعامٍ وشرابٍ ما شئتُم؟ لقد رأيتُ نبيَّكم صلى الله عليه وسلم وما يجدُ من الدَّقَلِ (¬4) ما يملأُ بطنَه. ¬

[128] أخرجه ابن أبي شيبة (35325) ، وهناد في "الزهد" (727) ، ومسلم (2977) ، والترمذي (2372) ، وعبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد" (ص28) ، وابن حبان (6340) ؛ من طريق أبي الأحوص، به. -[113]- (¬1) هو: محمد بن الحسين بن حبيب. (¬2) هو: سَلاَّم بن سُلَيْم. (¬3) كذا في الأصل، وفي أغلب مصادر التخريج: «عن سماك قال: سمعت النعمان بن بشير يقول» . وفي بعضها: «عن سماك، عن النعمان، قال [أي: سماك] : سمعته [أي: النعمان] يقول» . (¬4) تقدم تفسيره في الحديث رقم [126] .

129 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، ثنا محمدُ بنُ عُبيدٍ [و] (¬1) محمدُ بنُ حِسَابٍ، قالا: ثنا أبو عوانةَ (¬2) ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُه على المنبرِ يقولُ: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يجدُ من الدَّقَلِ ما يملأُ بطنَه من الجُوعِ. ¬

[129] أخرجه ابن حبان (6341) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم" (862) ، والحاكم (4/324) ؛ من طريق أبي عوانة، به. (¬1) في الأصل: «ثنا» بدل الواو. ومحمد بن عبيد الظاهر أنه: محمد بن عبيد بن محمد المحاربي؛ فهو من شيوخ عبد الله بن أحمد، وإن لم نجد من ذكره في الرواة عن أبي عوانة. ومحمد بن حساب هو: محمد بن عبيد بن حساب الغُبْري. ويؤيد ما أثبتناه قولُهُ بعدُ: «قالا» . (¬2) هو: الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري.

130 - حدَّثنا يوسفُ القاضي (¬1) ، ثنا سليمانُ بنُ حربٍ، ثنا حمادُ -[114]- ابنُ سلمةَ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُونَ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى بَعْضُهُ تَدَاعَى سَائِرُهُ» . ¬

[130] أخرجه الطيالسي (830) ، وابن أبي شيبة (35420) ، والإمام أحمد (4/274 رقم 18416) ، والبزار (3218) ؛ من طريق حماد بن سلمة، به. (¬1) هو: ابن يعقوب بن إسماعيل.

131 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، ثنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ الحسنِ، عن الحسينِ بنِ واقدٍ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ مَثَلُ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ إِذَا اشْتَكَى شَيئًا مِنْ جَسَدِهِ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُهُ» . ¬

[131] أخرجه البيهقي في "الشعب" (10629) من طريق الحسين بن واقد، به.

132 - حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الحَضْرميُّ، ثنا هُدبةُ بنُ خالدٍ، ثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ في قولهِ: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (¬1) ؛ قال: كان الرجلُ يُذنبُ الذنبَ فيقولُ: لا يُغفَرُ لي. فأنزل اللهُ: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ} . ¬

[132] أخرجه المصنف في "الأوسط" (5672) بهذا الإسناد. وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/317) ، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، ورجالهما رجال الصحيح. (¬1) الآية (195) من سورة البقرة.

133 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، حدثني أبي، ثنا زيدُ بنُ الحُبَابِ، حدثني حُسينُ بنُ واقدٍ، حدثني سِماكُ بنُ حربٍ، عن -[115]- النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ اللهَ وَملائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ» أَوْ قَالَ: «الصُّفُوفِ الأُوَلِ» . ¬

[133] أخرجه الإمام أحمد (4/268- 269 رقم 18364) . وأخرجه البزار (3224) من طريق علي بن الحسن بن شقيق، عن حسين بن واقد، به.

134 - وبإسنادِه، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ (¬1) وَرِقٍ أَوْ ذَهَبٍ، أَوْ سَقَى لَبَنًا، أَوْ هَدى زُقَاقًا (¬2) ، فَهُوَ كَعِدْلِ -[116]- رَقَبَةٍ (¬3) » . ¬

[134] أخرجه الإمام أحمد (4/273 رقم 18403) . وأخرجه البزار (3225) من طريق علي بن الحسن، عن حسين بن واقد، به. (¬1) قوله: «منحة» في "مسند أحمد" و"مسند البزار"- في الموضعين السابقين-: «منيحة» . والمنحة والمنيحة بمعنًى واحد. قال النووي: «قال أهل اللغة: «المِنْحَة» بكسر الميم، و «المَنِيحة» بفتحها مع زيادة الياء: هي العطية، وتكون في الحيوان وفي الثمار وغيرهما ... ثم قد تكون المنيحة عطيةً للرَّقَبَةِ بمنافعها؛ وهي الهبة، وقد تكون عطيةَ اللبنِ أو الثمرةِ مدةً، وتكون الرقبةُ باقيةً على ملك صاحبها، ويردها إليه إذا انقضى اللبن» . اهـ. ومِنحةُ الورِق: قَرْضُ الدراهم. وفي "تاج العروس": مَنَحَهُ يَمْنَحُهُ وَيَمْنِحُهُ: أعطاه، ووهبه، وأعاره، وأقرضه. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (3/273- 274) ، و"غريب الحديث" للخطابي (1/728- 729) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (7/106) ، و"فتح الباري" (5/243) ، و"النهاية" (4/364) ، و"تاج العروس" (4/220- 221/منح) . (¬2) قوله: «هدى زُقاقًا» يُروى بتخفيف دال «هدى» من الهداية، وبتشديدها، والتشديد: إما على المبالغة من الهِداية، أو على معنى الإهداء والهدية؛ قال في "تاج العروس": «وأَهْدَى له الهديَّةَ، وإليه، وهَدَّى- بالتَّشْديدِ- كُلُّه بمعْنًى» . اهـ. ويروى في الحديث أيضًا: «أهدى» : فعلى كونه من الهداية يكون «الزُّقاقُ» هو الطريقَ الضيقَ نافذًا كان أو غيرَ نافذٍ، ويكون المعنى: مَن دل الضالَّ أو الأعمى على طريقِه. ويكون «زقاقًا» منصوب على أنه مفعول ثانٍ لـ «هدَى» على لغة أهل الحجاز في «هدى» فإنهم يُعَدُّونه إلى مفعولين، ويكون المفعول الأول محذوفًا، أي: من هدى ضالًّا زقاقًا. أو يكون منصوبًا على نزع الخافض على لغة غير الحجازيين؛ لأنهم يُعَدُّون «هدَى» بحرف الجر، والمفعول به محذوف هنا أيضًا، أي: من هدَى ضالًّا إلى زقاق. -[116]- وعلى كونه من الهديةِ والإهداء فـ «الزُّقاق» هو: الصفُّ من النخلِ، والمعنى: مَنْ تصدَّق به أو جعله وقفًا. ويكون «زقاقًا» مفعولاً به لـ «هدَّى» . انظر: "غريب الحديث" للخطابي (1/728- 729) ، و"النهاية" (5/253) ، و"فتح الباري" (11/12) ، و"تحفة الأحوذي" (6/77) ، و"تاج العروس" (20/328- 329/هدي) . وانظر "حاشية السندي" على "مسند الإمام أحمد" (حديث رقم 18403/طبعة الرسالة) . (¬3) «كعدل رقبة» ، أي: كان له مثلُ ثوابِ عِتق رقبةٍ. وعِدْل الشيء- بكسر العين-: مثله من جنسه أو مقداره. وعَدله: ما يقوم مقامه من غير جنسه. وعلى ذلك فالكاف في «كعدل» زائدة للتوكيد؛ نحو قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشّورى: 11] . وانظر "مغني اللبيب" (ص185) ، و"مرقاة المفاتيح" (5/307) .

135 - حدَّثنا أحمدُ بنُ شعيبٍ النَّسَائيُّ، ثنا الحسينُ بنُ عيسى، ثنا عَفَّانُ بنُ سَيّارٍ، عن عَنْبَسةَ بنِ الأزهرِ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: كنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مَسيرٍ، فخَفَقَ (¬1) رجلٌ على راحلتِه، فأخذ رجلٌ سهمًا من كِنانتِه، فانتبه الرجلُ ففزع، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا» . ¬

[135] أخرجه المصنف في "الأوسط" (1673) بهذا الإسناد. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (3/618) من طريق الحسين بن عيسى البسطامي، به. (¬1) خَفَقَ برأسِه يَخْفِقُ: إذا أخذته سِنَةٌ من النُّعاس فمال رأسُه دون سائرِ جسده. "المصباح المنير" (ص94/خفق) .

136 - حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الحَضْرميُّ، ثنا طاهرُ بنُ أبي أحمدَ الزُّبيريُّ، ثنا أبي، ثنا عبدُاللهِ بنُ الحُسينِ أبو مالكٍ النَّخَعيُّ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقرأ -[117]- في العيدين بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} ، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا *} . ¬

[136] لم نقف عليه، وانظر رقم [162] ، وما بعده.

137 - حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الحَضْرميُّ، ثنا جُبَارةُ بن مُغلِّسٍ، ثنا أبو الأحوصِ (¬1) ، عن سِماكٍ، عن النعمانِ بنِ بشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ مَثَلُ الصَّائِمِ نَهَارَهُ الْقَائِمِ لَيْلَهُ حَتَّى يَرْجِعَ مَتَى رَجَعَ» . ¬

[137] أخرجه ابن أبي شيبة (19537) - ومن طريقه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (32) - عن أبي الأحوص سلام بن سليم، به موقوفًا. وأخرجه عبد الرزاق (9537) عن إسرائيل بن يونس، والبزار (3223) من طريق حفص بن جميع؛ كلاهما عن سماك، به، موقوفًا. وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (29) ، والإمام أحمد (4/272 رقم 18401) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (31) ، والبزار (3222) ؛ من طريق زائدة، عن سماك، به، مرفوعًا. (¬1) هو: سَلاَّم بن سُلَيْم.

138 - حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ الحَضْرميُّ، ثنا عبدُاللهِ بنُ عُمرَ بنِ أَبَانَ، ثنا حُسينُ بنُ عليٍّ، عن زائدةَ (¬1) ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ! وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» . ¬

[138] أخرجه البزار (3226) ، وابن عدي (1/355) ، والقضاعي (683) ؛ من طريق أيوب بن جابر، عن سماك، به. (¬1) هو: ابن قدامة.

139 - حدَّثنا عَبْدانُ بنُ أحمدَ، ويحيى بنُ عبدِالباقي الأَذَنيُّ، -[118]- والحسنُ بنُ جَريرٍ الصُّوريُّ؛ قالوا: ثنا هارونُ بنُ زيدِ بنِ أبي الزَّرقاءِ، ثنا أبي، ثنا أبو حمادٍ الكوفيُّ (¬1) ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ ابنِ بَشيرٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا قال: «سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ» لم يَحْنِ أحدٌ منا ظَهْرَهُ حتى يرى النبيَّ صلى الله عليه وسلم ساجدًا. ¬

[139] أخرجه البزار (3219) ، وابن عدي (6/409) ، وابن عساكر (12/317) ؛ من طريق أبي حماد الكوفي، به. -[118]- (¬1) هو: مفضل بن صدقة.

140 - حدَّثنا محمدُ بنُ خالدٍ الراسبيُّ، ثنا مُهلَّبُ بنُ العلاءِ، ثنا شُعيبُ بنُ بَيَانٍ الصَّفّارُ، ثنا شُعبةُ، قال: سمعتُ سِماكَ بنَ حربٍ يقولُ: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ مَثَلَ الأُمَرَاءِ وَمَثَلَ النَّاسِ كَمَثَلِ قَوْمٍ رَكِبُوا سَفِينَةً، فَأَرادَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَخْرِقَهَا، فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ نَجَا وَنَجَوْا، وَإِنْ تَرَكُوهُ هَلَكَ وَهَلَكُوا» . ¬

[140] أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (348) عن محمد بن خالد الراسبي، بهذا الإسناد.

141 - حدَّثنا محمدُ بنُ خالدٍ الراسبيُّ، ثنا مُهلَّبُ بنُ العلاءِ، ثنا شُعيبُ بنُ بَيَانٍ، ثنا شعبةُ، قال: سمعتُ سِمَاكًا يقولُ: سمعتُ النعمانَ ابنَ بَشيرٍ يقولُ: سَمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَقِيمُوا لَكُمْ فَضَعُوا سُيُوفَكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ فَأَبِيدُوا خَضْرَاءَهُمْ» . ¬

[141] أورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/228) ، وعزاه للطبراني، وقال: وفيه من لم أعرفه.

142 - حدَّثنا عَبْدانُ بنُ محمدٍ المَرْوَزِيُّ، ثنا إسحاقُ بنُ راهُوْيَهْ، ثنا النَّضْرُ بنُ شُميلٍ (ح) . وحدَّثنا محمدُ بنُ عليٍّ الصائغُ المكيُّ، ثنا محمدُ بنُ مقاتلٍ المروزيُّ (ح) . وحدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، ثنا أحمدُ بنُ جَميلٍ المروزيُّ؛ قالا: ثنا النَّضرُ بنُ شُميلٍ؛ ثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ إِلا وَلَهُ ثَلاثَةُ أَخِلاَّءَ: فَخَلِيلٌ يَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فَخُذْ مِنِّي مَا شِئْتَ؛ فَذَاكَ مَالُهُ. وَخَلِيلٌ يَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فَإِذَا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِكِ تَرَكْتُكُ؛ فَذَاكَ خَدَمُهُ وَأَهْلُهُ. وَخَلِيلٌ يَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ وَحَيْثُ خَرَجْتَ؛ فَذَاكَ عَمَلُهُ» . ¬

[142] أخرجه البزار (3272) ، والمصنف في "الأوسط" (7396) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (308) ؛ من طريق النضر بن شميل، والحاكم (1/74- 75 و372) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث وموسى بن إسماعيل؛ جميعهم عن حماد بن سلمة، به.

143 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، ثنا هُدْبةُ بنُ خالدٍ، ثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بشيرٍ؛ مثلَه، ولم يَرفعْه. ¬

[143] لم نقف على رواية هدبة بن خالد، عن حماد.

144 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي -[120]- شيبةَ، ثنا أبو الأحوصِ (¬1) ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ مثلَه، ولم يرفَعْه. ¬

[144] أخرجه ابن أبي شيبة (35730) عن أبي الأحوص، به. -[120]- (¬1) هو: سَلاَّم بن سُلَيْم.

145 - حدَّثنا سعيدُ بنُ عبدِالرحمنِ التُّسْتَرِيُّ، ثنا عليُّ بنُ حربٍ المَوْصِليُّ، ثنا أبو مسعودٍ الزَّجّاجُ (¬1) ، ثنا أبو سعدٍ البَقَّالُ (¬2) ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ نَفَرًا ثَلاثَةً خَرَجُوا ... » ، فذكر الحديثَ. ¬

[145] أخرجه المصنف في "الدعاء" (191) ، والبزار (3290) ، وأبو عوانة (5571) ؛ من طريق علي بن حرب، به. (¬1) هو: عبد الرحمن بن الحسن. (¬2) هو: سعيد بن المرزبان.

146 - حدَّثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ صدقةَ، ثنا إبراهيمُ بنُ بِسْطامٍ الزعفرانيُّ، ثنا مُؤمَّلُ بنُ إسماعيلَ (ح) . وحدَّثنا محمدُ بنُ عليِّ بنِ حبيبٍ الطَّرائفيُّ الرَّقِّيُّ، ثنا أيوبُ بنُ محمدٍ الوَزَّانُ، ثنا يحيى بنُ السَّكَنِ؛ قالا: ثنا حمادُ بنُ سلمةَ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «انْطَلَقَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَرْتَادُونَ لأَهْلِيهِمْ (¬1) ، فَأَصَابَهُمُ السَّمَاءُ (¬2) ، فَلَجَؤوا إِلَى غَارٍ، -[121]- فَوَقَعَ عَلَيْهِمْ حَجَرٌ مُتَحَامِلٌ (¬3) حَتَّى مَا يَرَوْنَ مِنْهُ خَصَاصًا (¬4) ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: قَدْ وَقَعَ الْحَجَرُ، وَعَفَا الأَثَرُ، وَلاَ يَعْلَمُ بِمَكَانِكُمْ هَهُنَا إِلاَّ اللهُ، فَلْيَدْعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِأَحسَنِ عَمَلِهِ؛ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ (¬5) أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ، فَكُنْتُ أَحْلُبُ لَهُمَا فِي إِنَائِهِمَا ثُمَّ -[122]- آتِيهِمَا، فَإِذَا وَجَدتُّهُمَا رَاقِدَيْنِ، فَرِقْتُ (¬6) أَنْ أُوقِظَهُمَا فَيَكْثُرَ وَسَنُهُمَا (¬7) فِي رُؤُوسِهِمَا، وَصِبْيَانِي يَقُولُونَ: اسْقِنَا اسْقِنَا. فَلاَ أَزَالُ قَائِمًا حَتَّى يَسْتَيْقِظَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ رَجَاءَ رَحْمَتِكَ وَخَشْيَةَ عَذَابِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا. فَزَالَ الْحَجَرُ. وَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ أَبِي تَرَكَ مَالاً، وَأَنَّ أَخِي ... » ، فذكر الحديثَ بطولِه. ¬

[146] أخرجه المصنف في "الدعاء" (191) بالإسناد الأول. وأخرجه البزار (3289) ، وأبو عوانة (5575) ؛ من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2030) من طريق أيوب الوزان، به. (¬1) ارتاد لأهله المنزلَ والكلأ، ورادهم إياه: طلبه لهم. انظر: "تاج العروس" (4/466/ رود) . (¬2) السماء هنا: المطر. وانظر "المصباح المنير" (ص151/ سمو) . -[121]- (¬3) قوله: «متحامل» كذا في الأصل، ومعناه: مائل عليهم حتى سدَّ باب الغار. قال في "تاج العروس" (14/175/حمل) : «وتحامل عليه: مال» . ووقع في بعض ألفاظ الحديث- عن غير النعمان-: «متجافٍ» ؛ منها عند أحمد (12454) عن أنسٍ، قال السندي: «متجافٍ، أي: منفصل عن مكانه، أو غليظ عظيم سدّ فم الغار» . اهـ. (¬4) في الأصل: «حصاصا» بالمهملة، وكأن في الحرف الأول منها تصويبًا. وعند المصنف في "الدعاء" (192) وأحمد (رقم 12454) - لكنْ كلاهما من حديث أنسٍ-: «خصاصة» . والخَصاص والخَصاصة والخَصاصاءُ: الخلل [أي: الفُتْحة] في الثغر، أو كلُّ فَرْقٍ في بابٍ ومُنْخُلٍ وبُرْقُعٍ ونحوِه. والجمع: خَصاصات. انظر: "تاج العروس" (9/270/خصص) . (¬5) قوله: «اللهم إن كنت تعلم» وقع نحوه عند البخاري (3465) من حديث ابن عمر، قال الحافظ في "الفتح" (6/507) : «فيه إشكالٌ؛ لأن المؤمن يعلم قطعًا أن الله يعلم ذلك. وأجيب: بأنه تَرَدَّد في عمله ذلك هل له اعتبار عند الله أم لا، وكأنه قال: إن كان عملي ذلك مقبولاً فأجب دعائي ... ثم ذكرالحافظ في (6/510) عن المحب الطبري أنه قال في حديث الغار هذا: «إنهم لم يستشفعوا بأعمالهم، وإنما سألوا الله إن كانت أعمالهم خالصةً وقُبلت أن يجعل جزاءها الفرجَ عنهم» . وعن السبكي الكبير قوله: «فلم يعتقد أحد منهم في عمله الإخلاص، بل أحال أمره إلى الله، فإذا لم يجزموا بالإخلاص فيه مع كونه أحسن أعمالهم فغيره أولى؛ فيستفاد منه: أن الذي يصلح في مثل هذا أن يعتقد الشخص تقصيره في نفسه ويسيء الظن بها، ويبحث على كل واحد من عمله يظن أنه أخلص فيه، فيفوض أمره إلى الله، ويعلق الدعاء على علم الله به؛ فحينئذ يكون- إذا دعا- راجيًا للإجابة خائفًا من الرد، فإن لم يغلب على ظنه إخلاصه ولو في عمل واحد، فليقف عند حده ويستحْيِ أن يسأل بعمل ليس بخالص، قال: وإنما قالوا: «ادعوا الله بصالح أعمالكم» -[122]- في أول الأمر، ثم عند الدعاء لم يطلقوا ذلك ولا قال واحد منهم: أدعوك بعملي، وإنما قال: إن كنت تعلم، ثم ذكر عمله» . (¬6) فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقًا: خاف. "المصباح المنير" (ص244/ فرق) . (¬7) الوَسَنُ: شدة النوم، أو أوَّله، أو النعاس من غير نوم. والمراد هنا شدة النوم. وانظر "تاج العروس" (18/574/ وسن) .

147 - حدَّثنا الحسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَريُّ، ثنا محمدُ بنُ زُنْبُورٍ، ثنا محمدُ بنُ جابرٍ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ بشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ فِي الإِنْسَانِ مُضْغَةً؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ سَائِرُ الْجَسَدِ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ سَائِرُ الْجَسَدِ؛ وَهِيَ الْقَلْبُ» . ¬

[147] لم نقف عليه من طريق سماك.

148 - حدَّثنا محمدُ بنُ عثمانَ بنِ أبي شيبةَ، قال: ثنا جَندلُ بنُ وَالِقٍ، حدَّثنا أبو الأحوصِ (¬1) ، عن سِماكِ بنِ حربٍ، عن النعمانِ بنِ -[123]- بَشِيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ بَينَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ» . ¬

[148] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/334) ، وقال: «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير جندل بن والق، وهو ثقة» . والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (38562) ، ومسلم (2923) ، والمصنف في "الكبير" (2 رقم 1988) ؛ من طريق أبي الأحوص، عن سماك، عن جابر بن سمرة، مرفوعًا. (¬1) هو: سَلاَّم بن سُلَيْم.

149 - حدَّثنا محمدُ بنُ عبْدوسِ بنِ كاملٍ السَّرَّاجُ، ثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ نِيْزَك، ثنا الأسودُ بنُ عامرٍ شاذانُ، ثنا إسرائيلُ، عن سِماكٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فسارَّه فقال: «قُلْ لَهُمْ يَقْتُلُونَهُ» . فلمَّا مضى الرجلُ قال: «عَلَيَّ بِهِ» . فقال: «لَعَلَّهُ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟!» . قال: نعم. قال: «فَلا تَقْتُلُوهُ؛ فَإِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، فَإِذَا قَالُوهَا حَرُمَتْ عَلَيَّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» . ¬

[149] أخرجه النسائي في "الكبرى" (3427) ، والبزار (3227) ؛ من طريق الأسود بن عامر، به. قال النسائي: حديث الأسود بن عامر هذا خطأ، والصواب الذي بعده. يعني حديث عبيد الله، عن إسرائيل، عن سماك، عن النعمان بن سالم، عن رجل حدَّثه. وقال البزار: وهذا الحديث إنما رواه سماك، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن أبيه، وقالوا عن سماك، عن النعمان بن سالم، عن أوس بن أبي أوس، وأحسب أسود بن عامر أوهم فيه.

عبد الملك بن عمير، عن النعمان بن بشير

عَبْدُالمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 150 - حدَّثنا محمدُ بنُ عثمانَ بنِ أبي شيبةَ، ثنا مِنْجَابُ بنُ الحارثِ، ثنا أبو عامرٍ الأسديُّ (¬1) ، ثنا موسى بنُ عبدِالملكِ بنِ عُمَيْرٍ، عن أبيه، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ، يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَراحُمِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى بَعْضُهُ تَدَاعَى كُلُّهُ بِالسَّهَرِ والْحُمَّى» . ¬

[150] أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/227) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1366) ؛ من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، به. لكن وقع عند أبي الشيخ: «أبو عامر العقدي» . (¬1) هو القاسم بن محمد، وتقدم في التخريج أنه وقع عند أبي الشيخ: «أبو عامر العقدي» .

151 - حدَّثنا عَبْدانُ بنُ أحمدَ، ثنا جعفرُ بنُ حُميدٍ، ثنا الوليدُ ابنُ أبي ثورٍ، عن عبدِالملكِ بنِ عُمَيْرٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَاصُلِهِمْ وَتَراحُمِهِمْ وَمَا جَعَلَ اللهُ بَيْنَهُمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ؛ إِذَا وَجِعَ بَعْضُهُ وَجِعَ كُلُّهُ (¬1) بِالسَّهَرِ والْحُمَّى» . ¬

[151] أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (رقم 350) عن عبدان، به. وأخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/23) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1368) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (41) ؛ من طريق جعفر بن حميد، به. وأخرجه لوين في "حديثه" (110) - ومن طريقه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/34- 35) - عن الوليد بن أبي ثور، به. (¬1) أي: إذا وَجِعَهُ بعضُهُ وَجِعَهُ كلُّه. وانظر ما تقدم في التعليق على الحديث رقم [50] .

152 - حدَّثنا محمدُ بنُ الحسينِ بنِ البُسْتَنْبَانِ، ثنا الحسنُ بنُ بِشرٍ البَجَليُّ، ثنا زُهيرٌ، ثنا عبدُالملكِ بنُ عُمَيْرٍ، قال: خطبَنا النعمانُ بنُ بَشيرٍ فقال: «إِنَّ الله جَعَلَ حَلالاً بَيِّنًا وَحَرَامًا بَيِّنًا، وَبيْنَ ذَلِكَ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ، فَمَنْ تَرَكَهُنَّ فَقَدِ اسْتَبْرأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ رَكِبَهُنَّ يُوشِكْ ُأَنْ يَقَعَ فِي الْحَرَامِ» . ثم ضرَبَ لنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مثلاً فقال: «مَنْ يُرْتِعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكْ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، وَلِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَحِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ» . ¬

[152] أخرجه أبو عوانة (5475) من طريق الحسن بن بشر، به.

153 - حدَّثنا عَبْدانُ بنُ أحمدَ، ثنا سهلُ بنُ سِنانٍ النَّهْرَتِيريُّ، ثنا عُمرُ بن شَبيبٍ المُسْلِيُّ، عن عَمرِو بنِ قيسٍ المُلائيِّ، عن عبدِالملكِ ابنِ عُميرٍ- قال أبو حفصٍ (¬1) : وسمعتُه من عبدِالملكِ بنِ عُمَيْرٍ- عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ الأنصاريِّ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، فَمَنْ تَرَكَهُنَّ كَانَ أَشَدَّ اسْتِبْرَاءً لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ، وَمَنْ رَكِبَهُنَّ أَوْشَكَ أَنْ يَرْكَبَ الْحَرَامَ؛ كَالْمُرْتِعِ إِلَى جَنْبِ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُرْتِعَ فِيهِ، وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ» . ¬

[153] أخرجه أبو عوانة (5474) ، وابن البختري في "مجموع فيه مصنفات ابن البختري" (19) ، وابن عدي في "الكامل" (5/33) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (6/372- 373) ؛ من طريق أبي حفص عمر بن شبيب المُسْلي، به. (¬1) أي: عمر بن شَبِيب المُسْلِي.

أبو إسحاق السبيعي، عن النعمان

أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ 154 - حدَّثنا أبو يزيدَ القَراطيسيُّ (¬1) ، ثنا أسدُ بنُ موسى، ثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ (¬2) جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ، كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ أَوِ الْقُمْقُمُ (¬3) » . ¬

[154] أخرجه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (19/484) من طريق المصنف، عن أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، به. وأخرجه البخاري (6562) ، والحاكم (4/625) ، وابن منده في "الإيمان" (967) ؛ من طرق عن إسرائيل، به. (¬1) هو: يوسف بن يزيد. (¬2) أَخْمَصُ القدم: هو المتجافي من باطن الرِّجْلِ عن الأرض فلا يَمَسُّهَا، وأصله من الضُّمور. انظر: "مشارق الأنوار" (1/241) . (¬3) قوله: «المرجل أو القمقم» كذا في الأصل، وكذا في "سير أعلام النبلاء"، و"الإيمان" لابن منده. وعند البخاري: «المرجل والقمقم» ، وفي نسخة: «المرجل بالقمقم» ، وعند الحاكم: «المرجل والقمقمة» . و «المرجلُ» : القِدْرُ، من حديد أو نُحَاس أو حجارة أو خَزَف. و «القمقم» : وعاءٌ من صُفْرٍ (نحاس) له عُرْوَتان، يسخَّن فيه الماء، ويكون ضيِّق الرأس، وهو رومي معرب؛ أصله: «گمگم» . و «القمقمة» مؤنَّثُهُ، والجمع: «القماقم» . وقد استشكل العلماء رواية البخاري: «كما يغلي المرجل بالقمقم» . قال الحافظ: «ويحتمل أن تكون الباء بمعنى «مع» ، وقيل: القمقم هو البسر كانوا يغلونه على النار استعجالاً لنضجه، فإن ثبت هذا زال الإشكال» . اهـ. وعلى ما قاله الحافظ ينبغي أن تكون الرواية «القِمقِم» بكسر القافين، ومعناه: البُسْر اليابس. انظر: "مشارق الأنوار" (2/186) ، و"شرح النووي" (3/86) ، و"النهاية" (4/110) ، و"فتح الباري" (7/194) ، (11/430- 431) ، و"تهذيب اللغة" (8/304) ، و"تاج العروس" (17/قمم) .

155 - حدَّثنا دارانُ بنُ سُفيانَ القَطَّانُ البصريُّ، ثنا عَمرُو بنُ مرزوقٍ، ثنا شعبةُ، عن [أبي] (¬1) إسحاقَ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَمَنْ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ» . ¬

[155] أخرجه أبو داود الطيالسي (798) ، والإمام أحمد (4/271 رقم 18390) ، و (4/274 رقم 18413) ، والبخاري (6561) ، ومسلم (213) ، والترمذي (2604) ؛ من طريق شعبة، به. (¬1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وأثبتناه من مصادر التخريج.

156 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا أبو أسامةَ (¬1) ، عن الأعمشِ، عن أبي إسحاقَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ لَهُ نَعْلانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي دِمَاغُهُ مِنْهُمَا كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ، لا يَرَى أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ النَّار أَشَدُّ عَذَابًا مِنْهُ، وَإِنَّهُ أَهْوَنُهُمْ عَذَابًا» . ¬

[156] أخرجه أبو نعيم في "المسند المستخرج على صحيح مسلم" (1/281 رقم 517) من طريق عبيد بن غنام، به. وأخرجه ابن أبي شيبة (35131) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه مسلم (213) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/7) ، وعبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد» (ص477) ، وأبو عوانة (288) ، وابن منده في "الإيمان" (965) ، والحاكم (4/580-581) . وأخرجه البزار (3235) ، وابن منده في "الإيمان" (966) ؛ من طريق أبي أسامة، به. (¬1) هو: حماد بن أسامة.

157 - حدَّثنا الحسنُ بنُ عليٍّ الفَسَويُّ، ثنا نَصْرُ بنُ الحَرِيشِ -[128]- الصامتُ، ثنا رَوْحُ بنُ مسافرٍ، عن أبي إسحاقَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ لَهُ نَعْلانِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ» . ¬

[157] لم نقف على رواية رَوْح بن مسافر عن أبي إسحاق.

158 - حدَّثنا محمودُ بنُ محمدٍ الواسطيُّ، ثنا تَميمُ بنُ المنتصِرِ، ثنا إسحاقُ الأزرقُ (¬1) ، عن شَريكٍ (¬2) ، عن أبي إسحاقَ، عن النعمانِ ابنِ بشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا رَجُلٌ لَهُ نَعْلانِ مِنْ نَارٍ، يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ» . ¬

[158] لم نقف على رواية شَرِيك عن أبي إسحاق. (¬1) هو: ابن يوسف. (¬2) هو: ابن عبد الله النخعي.

أبو ميسرة عمرو بن شرحبيل، عن النعمان بن بشير

أَبُو مَيْسَرَةَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 159 - حدَّثنا محمدُ بنُ عُبدوسِ بنِ كاملٍ، ثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ ابنِ نُميرٍ، ثنا محمدُ بنُ أبي عُبيدةَ، ثنا أبي (¬1) ، عن الأعمشِ، عن أبي إسحاقَ، عن عَمرِو بن شُرحْبِيلَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كَانَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ فِي غِبِّ السَّمَاءِ (¬2) إِذْ مَرُّوا بِغَارٍ فَقَالُوا: لَوْ أَوَيْتُمْ إِلَى هَذَا الْغَارِ. فَأَوَوْا إِلَيْهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِيهِ إِذْ وَقَعَ حَجَرٌ مِنَ الْجَبَلِ مِمَّا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، حَتَّى سَدَّ الْغَارَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّكُمْ لَنْ تَجِدُوا شَيْئًا خَيْرًا مِنْ أَنْ يَدْعُوَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْكُمْ بِخَيْرِ عَمَلٍ عَمِلَهُ قَطُّ، فَقَالَ أَحَدُهُمُ: اللَّهُمَّ، كُنْتُ رَجُلاً زَرَّاعًا وَكَانَ لِي أُجَرَاءُ، فَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ يَعْمَلُ عَمَلَ رَجُلَيْنِ، فَأَعْطَيْتُهُ أَجْرَهُ كَمَا أَعْطَيْتُ الأُجَرَاءَ، فَقَالَ: أَعْمَلُ عَمَلَ رَجُلَيْنِ وَتُعْطِينِي عَمَلَ رَجُلٍ (¬3) -[130]- وَاحِدٍ؟! فَانْطَلَقَ فَغَضِبَ وَتَرَكَ أَجْرَهُ عِنْدِي، فَبَذَرْتُهُ عَلَى حِدَتِهِ، فَأَضْعَفَ، ثُمَّ بَذَرْتُهُ فَأَضْعَفَ، حَتَّى كَثُرَ الطَّعَامُ، فَكَانَ أَكْدَاسًا، فَاحْتاجَ الرَّجُلُ، فَأَتَانِي يَسْأَلُنِي أَجْرَهُ، فَقُلْتُ: انْطَلِقْ إِلَى تِلْكَ الأَكْدَاسِ؛ فَإِنَّهَا أَجْرُكَ. فَقَالَ: تَظْلِمُنِي وَتَسْخَرُ بِي؟! قُلْتُ: مَا أسْخَرُ بِكَ. فَانْطَلَقَ فَأَخَذَهَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ وَابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَاكْشِفْ عَنَّا. فَقَالَ الْحَجَرُ: قِضْ (¬*) . فَأَبْصَرُوا الضَّوْءَ. فَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ، رَاوَدتُّ امْرَأَةً عَنْ نَفْسِهَا وَأَعْطَيْتُهَا مِئَةَ دِينَارٍ، فَلَمَّا أَمْكَنَتْنِي مِنْ نَفْسِهَا بَكَتْ، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: فَعَلْتُ هَذَا مِنَ الْحَاجَةِ! فَقُلْتُ: انْطَلِقِي وَلَكِ الْمِئَةُ. وَتَرَكْتُهَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ وَابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَاكْشِفْهُ عَنَّا. فَقَالَ الْحَجَرُ: قِضْ (¬*) . فَانْفَرَجَتْ مِنْهُ فُرْجَةٌ عَظِيمَةٌ. قَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ، كَانَ لِي أَبَوَانِ كَبِيرَانِ، وَكَانَ لِي غَنَمٌ، فَكُنْتُ آتِيهِمَا بِلَبَنٍ كُلَّ لَيْلَةٍ، فَأَبْطَأْتُ عَنْهُمَا ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى نَامَا، فَجِئْتُ فَوَجَدتُّهُمَا نَائِمَيْنِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَكَرِهْتُ أَنْ أَنْطَلِقَ فَيَسْتَيْقِظَانِ، فَقُمْتُ بِالإِنَاءِ عَلَى رُؤُوسِهِمَا حَتَّى أَصْبَحْتُ. اللَّهُمَّ، إِنْ -[131]- كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ وَابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَاكْشِفْهُ. فَقَالَ الْحَجَرُ: قِضْ (¬*) . فَانْكَشَفَتْ عَنْهُم؛ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ» . ¬

[159] أخرجه المصنف في "الدعاء" (189) عن محمد بن عبدوس وعبيد بن غنام، كلاهما عن ابن نمير، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2026) من طريق ابن نمير، به. وأخرجه أبو عوانة (5579) ، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" (4393/أطراف الغرائب) من طريق محمد بن أبي عبيدة، به. (¬1) هو: أبو عُبَيْدة عبد الملك بن مَعْن. (¬2) غِبُّ الشيء: عاقبته، أي: آخره. والسماء: المطر. والمعنى: يمشون في أواخر المطر. وانظر "تاج العروس" (2/271/غبب) ، و"المصباح المنير" (ص151/ سمو) . (¬3) كذا في الأصل، وفي "الدعاء" للمصنف: «أجر رجلٍ» ، وهو الجادة، لكنَّ ما في الأصل له وَجْهٌ صحيح؛ وهو تقدير حذف المضاف الذي هو «أجر» المصرَّح به في "الدعاء"؛ كأنه قال: «أجر عمل رجل» ثم حذف المضاف وأقام المضاف -[130]- إليه مقامه؛ وهو جائز وارد في القرآن الكريم؛ قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَهَاتُكُمْ} [النِّسَاء: 23] ، أي: نكاحُهُنَّ والاستمتاعُ بهن. وانظر تفصيل ذلك وشواهده في: "أوضح المسالك" (3/149- 152) ، وسائر شروح الألفية: باب الإضافة، و"مغني اللبيب" (ص585) . (¬*) قِضْ- بالكسرِ، مخفَّفةً- أصلُه: حكايةُ صوتِ الرُّكْبة. "تاج العروس" (صوت) . والمراد هنا: حكاية صَوْتِ تحرُّك الحجر.

160 - حدَّثنا محمدُ بنُ عُبْدوسِ بنِ كاملٍ، ثنا محمدُ بنُ عبدِاللهِ ابنِ نُميرٍ، ثنا إسحاقُ بنُ سليمانَ، ثنا أبو سِنَانٍ (¬1) ، عن أبي إسحاقَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، مثلَهُ. ¬

[160] أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2029) من طريق ابن نمير، به. (¬1) هو: سعيد بن سنان البرجمي.

161 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا عُبيدُاللهِ ابنُ موسى، أنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاقَ، عن رجلٍ من بَجِيلةَ، عن النعمانِ بنِ بشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ انْطَلَقُوا فِي سَفَرٍ ... » ، فذكر مثلَه. ¬

[161] أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2027) من طريق عبيد الله بن موسى، به. وأخرجه البزار (3288) ، وأبو عوانة (5578) من طريق إسرائيل، به. قال البزار: «وحديث أبي إسحاق عن رجل من بجيلة لا نعلم أحدًا سماه إلا محمد بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي إسحاق؛ فقال: عن عمرو بن شرحبيل، عن النعمان بن بشير، وعمرو بن شرحبيل بَجَلِيٌّ» . اهـ. وقد تقدمت رواية ابن أبي عبيدة برقم [159] .

حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير

حَبِيبُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 162 - حدَّثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ [الدَّبَريُّ] (¬1) ، عن عبدِالرّزّاقِ، عن الثوريِّ، عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ المُنتشِرِ، عن أبيه، عن حبيبِ بنِ سالمٍ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقرأُ في العيدين ويومَ الجمعةِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} . ¬

[162] أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص53) من طريق المصنف به، إلا أنه وقع فيه: «إسحاق بن إبراهيم الأموي» . وأخرجه عبد الرزاق (5235 و5706) ، وابن أبي شيبة (36471) ، والدارمي في "المسند" (1609 و1648) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/29) ؛ من طريق سفيان الثوري، به. (¬1) في الأصل «الديري» ، بالمثناة التحتية، وهو كذلك في الحديث رقم [112] ، وانظر التعليق عليه هناك.

163 - حدَّثنا عُمرُ بنُ حفصٍ السَّدُوسيُّ، ثنا عاصمُ بنُ عليٍّ، ثنا شعبةُ (ح) . وحدَّثنا محمدُ بنُ ع ُبْدوسِ بنِ كاملٍ، ثنا عليُّ بنُ الجَعْدِ (ح) . وحدَّثنا يوسفُ القاضي (¬1) ، ثنا عَمرُو بنُ مَرزوقٍ؛ قالا: ثنا شعبةُ؛ عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ المُنتشِرِ، قال: سمعتُ أبي يُحدِّثُ عن حَبيبِ ابنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في -[133]- صلاةِ الجمعةِ يومَ الجمعةِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} . واللفظُ لحديثِ عاصمِ بنِ عليٍّ. ¬

[163] أخرجه البغوي في "الجعديات" (845) عن علي بن الجعد، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/277 رقم 18442) ، والنسائي في "الكبرى" (1752) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/263) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/413) ، وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص53) ، والبيهقي في "الشعب" (2260) ؛ من طريق شعبة، به. (¬1) هو: ابن يعقوب بن إسماعيل.

164 - حدَّثنا بِشرُ بنُ موسى، قال: ثنا الحُميديُّ، ثنا سفيانُ، ثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ المنتشِرِ، عن أبيه، عن حبيبِ بنِ سالمٍ، [عن أبيه] (¬1) ، عن النعمانِ بنِ بشيرٍ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في العيدين بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} ، وكان يَقرأُ بهما إذا وافق ذلك يومَ الجمعةِ. ¬

[164] أخرجه الحميدي في "المسند" (920) ، والإمام أحمد (4/271 رقم 18383) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/413) من طريق حامد بن يحيى؛ جميعهم (الحميدي، وأحمد، وحامد بن يحيى) عن سفيان بن عيينة، به. وكذلك أورده الترمذي في "العلل الكبير" (152) ، وقال: سألت محمدًا-[يعني البخاري]- عن هذا الحديث؟ فقال: «هو حديث صحيح، وكان ابن عيينة يروي هذا الحديث عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، فيضطرب في روايته؛ قال مرة: حبيب بن سالم، عن أبيه، عن النعمان بن بشير. وهو وهَمٌ؛ والصحيح: حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير» . وأخرجه ابن ماجه (1281) عن محمد بن الصبَّاح، وابن خزيمة في "الصحيح" (1463) من طريق عبد الجبار بن العلاء؛ كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن إبراهيم ابن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله ابن الإمام أحمد: حبيب بن سالم سمعه من النعمان، وكان كاتبه، وسفيان يخطئ فيه؛ يقول: حبيب بن سالم، عن أبيه، وهو سمعه من النعمان. وقال أبو حاتم في "العلل" لابنه (251) : ووهم في هذا الحديث ابن عيينة. (¬1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من مصادر التخريج، وكذا من "مسند الحميدي" الذي روى المصنف الحديث من طريقه؛ ويؤكده: أن رواية سفيان بن عيينة للحديث جاءت بهذه الزيادة التي انتقده الأئمة عليها، ومنهم تلميذه الحميدي كما تقدَّم في التخريج، وانظر الحديث الآتي.

165 - حدَّثنا بِشرُ بنُ موسى، ثنا الحُميديُّ، ثنا جَريرُ بنُ عبدِالحميدِ، [عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ المنتشِرِ، عن أبيه، عن حَبيبِ ابنِ سالمٍ] (¬1) ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بمثلِ معناه، ولم يَذكرْ فيه: «عن أبيه» . ¬

[165] أخرجه الحميدي (921) ، وانظر رقم [169] . (¬1) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فاستدركناه من "مسند الحميدي" الذي روى المصنف الحديث من طريقه.

166 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا حَجَّاجُ بنُ المِنهالِ، ثنا أبو عَوانةَ (¬1) ، عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ المنتشِرِ، عن أبيه، عن حبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقرأُ في العيدين ويومَ الجمعةِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} ، وربما اجتمعا في يومٍ فقرأ بهما. ¬

[166] أخرجه الطيالسي (832) ، والإمام أحمد (4/273 رقم 18409) ، وأبو داود (1122) ، والترمذي (533) ، والنسائي في "الكبرى" (1750، و11601) ، وابن حبان (2821) ، والبيهقي (3/294) ؛ من طريق أبي عوانة، به. (¬1) هو: الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري.

167 - حدَّثنا فُضيلُ بنُ محمدٍ المَلَطِيُّ، ثنا موسى بنُ داودَ، ثنا القاسمُ بن مَعْنٍ، عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ المنتشِرِ، عن أبيه، عن حبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في العيدين ويومَ الجمعةِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} ، وربما اجتمعا في يومٍ فقرأ بهما. ¬

[167] لم نقف على رواية القاسم بن معن عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر.

168 - حدَّثنا محمدُ بنُ حمزةَ بنِ عُمَارةَ الأصبَهانيُّ، ثنا العباسُ ابنُ محمدِ بنِ حاتمٍ، ثنا يحيى بنُ يَعْلى، ثنا أبي (¬1) ، عن غَيْلانَ بنِ جامعٍ، عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ المنتشِرِ، عن أبيه، عن حبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقرأُ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} في الجمعةِ وفي العيدين، وربما اجتمعا فقرأ بهما جميعًا. ¬

[168] أخرجه المصنف في "الصغير" (1042) من طريق العباس بن محمد بن حاتم، به. (¬1) هو: يعلى بن حرملة.

169 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا جَريرٌ، عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ المنتشِرِ، عن أبيه، عن حبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في العيدِ والجمعةِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} ، وإذا اجتمع عيدانِ في يومٍ قرأهما جميعًا. ¬

[169] أخرجه ابن أبي شيبة (5491، و5773، و5887، و37470) ، ومسلم (878) ، والنسائي في "الكبرى" (1788) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/413) ، وابن حبان (2822) ، وابن عدي (2/405) ، وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم" (1973) ، والبيهقي (3/201) ؛ من طريق جرير، به، وانظر رقم [164] . وصححه أبو حاتم- كما في "العلل" لابنه (251) - وانظر رقم [165] .

170 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا وكيعٌ، -[136]- عن مِسْعَرٍ وسفيانَ، عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ المنتشِرِ، عن أبيه، عن حبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقرأُ في العيدين والجمعةِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} . ¬

[170] أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (37471) عن وكيع، عن سفيان وحده، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/276 رقم 18431) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/29) ، وفي "مسند أبي حنيفة" (ص54) ؛ من طريق وكيع، عن مسعر وسفيان، به.

171 - حدَّثنا أحمدُ بنُ زُهيرٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا مَعْمرُ بنُ سهلٍ الأهوازيُّ، ثنا عامرُ بنُ مُدْرِكٍ، ثنا إسرائيلُ، عن جابرٍ (¬1) ، عن حبيبٍ، عن النُّعْمانِ بنِ بَشِيرٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقرأُ في الأضحى والفِطْرِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} ، {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} ويُكْثِرُ أن يقرأَ بهما في الجمعةِ. ¬

[171] لم نقف على رواية عامر بن مدرك عن إسرائيل. (¬1) هو: ابن يزيد الجعفي.

172 - حدَّثنا أبو خليفةَ الفَضلُ بنُ الحُبابِ، ثنا أبو الوليدِ الطَّيَالِسيُّ (¬1) ، ثنا أبو عَوانةَ (¬2) ، عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ المُنتشِرِ، عن حبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: أنا أعلمُ الناسِ بوقتِ هذه الصلاةِ (¬3) - يعني: العشاءَ- كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّيها لسقوطِ -[137]- القمرِ ليلةً ثالثةً (¬4) . ¬

[172] أخرجه ابن حبان (1526) عن أبي خليفة، به. (¬1) هو: هشام بن عبد الملك. (¬2) هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري. (¬3) قال في "مرقاة المفاتيح" (2/292) : «هذا من باب التحدث بنعمة الله عليه بزيادة العلم، مع ما فيه مِنْ حَمْلِ السامعين على اعتمادِ مَرْوِيِّه. ولعل وقوع هذا القول منه بعد موت غالب أكابر الصحابة وحُفَّاظهم الذين هم أعلم بذلك منه. اهـ. وانظر: "تحفة الأحوذي" (1/431) . -[137]- (¬4) قوله: «ليلةً ثالثةً» «ليلة» ظرف زمان منصوبٌ، و «ثالثة» نعت لها، أي: في ليلةٍ ثالثةٍ من أول الشهر. ويمكن قراءتها بنصب «ليلة» دون تنوين مع جَرِّ «ثالثة» على الإضافة، وانظر التعليق على الحديث بعد التالي.

173 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا عَارِمٌ أبو النعمانِ (¬1) ، ثنا أبو عَوانةَ (¬2) ، عن أبي بِشرٍ (¬3) ، عن بَشيرِ بنِ ثابتٍ، عن حَبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بن بَشيرٍ، قال: أنا أعلمُ الناسِ بوقتِ هذه الصلاةِ: صلاةِ العشاءِ؛ كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيها لسقوطِ القمرِ في الليلةِ الثالثةِ. ¬

[173] أخرجه الإمام أحمد (4/274 رقم 18415) ، والدارمي (1247) ، وأبو داود (419) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3785) ، والدارقطني في "السنن" (1/269- 270) ، والحاكم (1/194) ، والبيهقي (1/448) ؛ من طريق أبي عوانة، به. (¬1) هو: محمد بن الفضل. (¬2) هو: الوضاح بن عبد الله اليشكري. (¬3) هو: جعفر بن إياس أبي وحشيَّة.

174 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، أنا هُشيمٌ، عن أبي بشرٍ (¬1) ، عن حبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بشيرٍ؛ قال: أنا أعلمُ الناسِ بوقتِ صلاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم العشاءَ (¬2) ؛ كان يُصلِّيها بعدَ -[138]- سقوطِ القمرِ ليلةَ الثالثةِ (¬3) مِنْ أولِ الشهرِ. ¬

[174] أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3350) . وأخرجه الطيالسي (834) ، والإمام أحمد (4/270 رقم 18377) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3782، و3783) ، والحاكم (1/194) ؛ من طريق هشيم، به. (¬1) هو: جعفر بن إياس أبي وحشيَّة. (¬2) قوله: «العشاء» في هذا السياق يجوز أن يكون مجرورًا، أو منصوبًا: أما الجر فعلى أنها بدل من قولهِ: «صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم» . وأما النصب فله وجوه: منها: أن تنصب مفعولاً به لاسم المصدر «صلاة» المضاف إلى فاعله. ومنها: أن تنصب مفعولاً به لفعلٍ محذوف تقديره: أعني، أو يعني. -[138]- (¬3) قولُه: «ليلةَ الثالثةِ» : «ليلة» منصوبة على الظرفية، والظرف متعلق بالمصدر «سقوط» . وأُضيفت «ليلة» إلى «الثالثة» مع أن «الثالثة» في الأصل نعت لـ «الليلة» ، أي: للَّيلة الثالثة، كما وقع في لفظي الحديثين السابقين. وإضافة الشيء إلى صفته جائز عند الكوفيين إذا اختلف اللفظان؛ واحتجوا بقوله تعالى: {وَلَدَارُ الآْخِرَةِ خَيْرٌ} [يُوسُف: 109] ، و {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ *} [الواقِعَة: 95] ، وقول العرب: «صلاة الأولى» ، و «مسجدُ الجامعِ» . والبصريون يؤولون ذلك بتقدير مضاف إليه وإقامة صفته مُقَامَه؛ فيقولون: دار الساعة الآخرة، وحق الأمر اليقين، وصلاة الساعة الأولى، ومسجد المكان الجامع. ويقال هنا: ليلة العشية الثالثة. انظر: "الإنصاف في مسائل الخلاف" (2/436- 438) ، و"مشارق الأنوار" (1/83) ، و"مرقاة المفاتيح" (2/293) .

175 - حدَّثنا جعفرُ بنُ أحمدَ بنِ سِنانٍ الواسطيُّ، ثنا أبي، ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، أنا شُعبةُ، عن أبي بشرٍ (¬1) ، عن بَشيرِ بنِ ثابتٍ، عن حَبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: إني لأعلمُ الناسِ بوقتِ صلاةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ كان يُصلِّيها لمقدارِ ما يغيبُ القمرُ ليلةَ أربعةٍ (¬2) . قال يزيدُ: فقلتُ له: إن هُشيمًا حدَّثنا به «ليلةَ ثالثةٍ» ، فقال يزيدُ: اجعلْه على الشكِّ: «لِلَيْلَةِ ثالثةٍ أو رابعةٍ» . ¬

[175] أخرجه الإمام أحمد (4/27 رقم 18396) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3781) ، والحاكم (1/194) ؛ من طريق يزيد بن هارون، به. (¬1) هو: جعفر بن إياس أبي وحشية. (¬2) كذا في الأصل، وفي "مسند الإمام أحمد": «رابعة» كما ستأتي آخر الحديث. وإن لم تكن «أربعة» تصحيفًا عن «رابعة» بتقديم الألف على الراء، فإن لها وجهًا من العربية، وهو أن يكون التقدير: «ليلةَ أربعةِ أيامٍ من الشهر» ، فحُذف المعدودُ. انظر: "ارتشاف الضرب" (2/750) . وانظر في إضافة «ليلة» إلى ما بعدها إذا كان صفةً لها، التعليق على الحديث السابق.

176 - حدَّثنا عَبْدانُ بنُ أحمدَ، ثنا عُثمانُ بنُ أبي شيبةَ، ثنا جَريرٌ، عن رَقَبَةَ بن مَصْقَلَةَ، عن جعفرِ بنِ أبي وَحْشِيَّة، عن حبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: أنا أعلمُ الناسِ بمِيقاتِ هذه الصلاةِ: العشاءِ الآخرةِ؛ كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصلِّيهَا لِسقوطِ القمرِ لثالثةٍ. ¬

[176] أخرجه النسائي في "المجتبى" (528) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3786) ؛ من طريق رَقَبة بن مَصْقَلة، به.

177 - حدَّثنا إدريسُ بنُ جعفرٍ العَطَّارُ، ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، أنا سعيدُ بنُ أبي عَرُوبةَ (ح) . وحدَّثنا أبو خليفةَ الفضلُ بنُ الحُبابِ، ثنا داودُ بنُ شَبيبٍ، ثنا حَمَّادُ بنُ سلمةَ، عن سعيدِ بن أبي عروبةَ؛ عن قتادةَ، عن حَبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بشيرٍ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال في رجلٍ وقَعَ بجاريةِ امرأتِه: «إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَهُ فَاجْلِدُوهُ مِئَةَ جَلْدَةٍ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ أَحَلَّتْهَا لَهُ فَارْجُمُوهُ» . ¬

[177] أخرجه النسائي في "الكبرى" (5530، و7189) من طريق حماد بن سلمة، وابن ماجه (2551) من طريق خالد بن الحارث؛ كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، به.

178 - حدَّثنا يوسفُ بنُ يعقوبَ القاضي، ثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ المُقَدَّميُّ، ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، عن أيوبَ بنِ أبي مِسكينٍ وسعيدِ بنِ -[140]- أبي عَروبةَ، عن قتادةَ، عن حَبيبِ بنِ سالمٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[178] أخرجه الإمام أحمد (4/272 رقم 18397) عن يزيد بن هارون، والترمذي في "الجامع" (1451) ، وفي "العلل الكبير" (424) من طريق هشيم؛ كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة وأبي العلاء أيوب بن أبي مسكين، به.

179 - حدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي (¬1) ، ثنا يحيى الحِمّانيُّ، ثنا عبدُالسلامِ بنُ حَرْبٍ، عن سعيدِ بنِ أبي عَروبةَ، عن قتادةَ، عن حَبيبِ ابنِ سالمٍ، عن النعمانِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[179] لم نقف على رواية عبد السلام بن حرب عن سعيد بن أبي عروبة. (¬1) هو: محمد بن الحسين بن حبيب.

180 - حدَّثنا محمدُ بنُ يحيى بنِ المُنذِرِ القَزَّازُ البَصريُّ، ثنا حفصُ بنُ عمرَ الحَوْضيُّ (ح) . وحدثنا يوسفُ القاضي (¬1) ، ثنا هُدْبةُ بنُ خالدٍ؛ قالا: ثنا هَمَّامٌ، عن قتادةَ، عن حَبيبِ بن يَسَافٍ، [عن حَبِيبِ بنِ سالمٍ] (¬2) ؛ أنَّ رجلاً وَطِئَ جاريةَ امرأتِه، فرُفِعَ إلى النُّعمانِ بن بَشيرٍ، فقال: لَأَقضيَنَّ فيها -[141]- بقضاءِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ كانتْ أحلَّتْها له جَلَدتُّهُ مِئَةً، وإن لم تكن أحلَّتْها له [رجمتُهُ] (¬3) بالحجارةِ. ¬

[180] أخرجه البيهقي في "السنن" (8/239) من طريق يوسف بن يعقوب القاضي، عن هدبة، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/145) ، والبيهقي (8/239) ؛ من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، به. وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (5/408) من طريق هدبة، عن همام، عن قتادة، عن حبيب بن سالم، عن حبيب بن يساف، به. ووقع عند البيهقي في الموضعين: «خبيب بن يساف» بالخاء المعجمة. وفي الحديث اختلاف انظره في "تهذيب الكمال" (5/407-408) ، و"إتحاف المهرة" (12/528) ، و"تحفة الأشراف" (9/17-18) . وانظر: التعليق بعد التالي. (¬1) هو: ابن يعقوب بن إسماعيل. (¬2) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، وأثبتناه من مصادر التخريج، وهو الذي يقتضيه صنيع المؤلف؛ لأنه أورد الحديث في مسند حبيب بن سالم عن النعمان كما ترى. -[141]- (¬3) في الأصل: «جلدته» . والمثبت من مصادر التخريج، وهو الذي يقتضيه السياق.

181 - حدَّثنا محمدُ بنُ الحسنِ بنِ كَيْسانَ المِصِّيصيُّ، ثنا حَبّانُ ابنُ هلالٍ، ثنا أَبَانُ بنُ يزيدَ، ثنا قتادةُ، حدَّثني خالدُ بنُ عُرْفُطةَ، عن حَبيبِ بنِ سالمٍ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أَنَّ رَجلاً يقال له: عَبدُالرَّحمَنِ ابنُ جُبيرٍ (¬1) - وكان يُنْبَزُ [ «فرفر» ] (¬2) أو «قرقر» - فوَقع على جاريةِ -[142]- امْرَأَةِ (¬3) ، فرُفِعَ إلى النُّعمانِ بن بَشيرٍ، فقال: لأَقضيَنَّ بقضيةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إن كانتْ أحلَّتْها لكَ جلدتُّكَ مئةً، وإن لم تكنْ أحلَّتْهَا لكَ رجمتُكَ بالحجارةِ. وكانتْ قد أحلَّتْها له، فجلده مئةً. ¬

[181] أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (8/130-131) من طريق المصنف، بهذا الإسناد. وأخرجه الإمام أحمد (4/275- 276 رقم 18425، و18426) ، والدارمي (2374) ، وأبو داود (4458) ، والنسائي في "الكبرى" (7190) ، والبيهقي (8/239) ، وابن العديم في "بغية الطلب، في تاريخ حلب" (7/3090) ؛ من طريق أبان بن يزيد، به. (¬1) كذا في الأصل، و"تهذيب الكمال"؛ حيث رواه من طريق المصنف، وصوابه: «عبد الرحمن بن حُنَيْن» كما في مصادر التخريج و"الإكمال" لابن ماكولا (2/27) . (¬2) في الأصل: «قرقر» بقافين، ولا يستقيم مع مابعده، والتصويب من "تهذيب الكمال"؛ حيث روى الحديث من طريق المصنف، كما سبق، وفيه: «فرفر أو قرقر» . وعند أحمد والدارمي والنسائي: «ينبز قرقورا» ، وفي "بغية الطلب": «فرفورًا» ، ولم يذكر أبو داود والبيهقي النَّبْزَ. وَنَبَزَهُ يَنْبِزه: إذا لَقَّبَه بلقبٍ، وأغلب ما يستعمل في الذمِّ. و «القَرْقَر» بفتح القافين: الظهر، والقاع الأملس، ولباسٌ للمرأة. و «القُرْقُور» بضم القافين: السفينة الصغيرة، وقيل: العظيمة. و «الفُرفُور» بضم الفاءين: الحَمَل إذا فُطِمَ وسَمِن وصار جَفْرًا، أي: ذا أربعة أشهر. والفرفور أيضًا: الغلام الشاب، تشبيهًا له بالحمل. و «الفُرْفُر» و «الفُرْفُور» أيضًا- بضم الفاءين-: طائر صغير، وقيل: هو العصفور الصغير. -[142]- ولعل الأنسب هنا أن تكون العبارة: «وكان ينبز «فرفر» أو «فرفور» ؛ على معنى العصفور أو الحمل. فقد تكون «أَوْ» في قوله: «أو قرقر» : شَكًّا من الراوي. وأما إعراب «فرفر» أو «فرفور» : فإنه إما منصوبٌ مفعولاً ثانيًا لـ «ينبز» ، ولم ترسم ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق على هذه اللغة في الحديث رقم [8] . وإما أن يبنى على الضمِّ، على النداء، على تضمين «يُنْبَزُ» معنى «يُنَادَى» أو «يُدْعَى» أو «يقالُ له» ، أي: ينادى يا فُرْفُرُ، أو يا فُرفورُ. وانظر: "تاج العروس" (7/345- 346/فرر) ، و (7/384/قرر) . (¬3) كذا في الأصل، لكنْ دون ضبط. وفي الموضع السابق من "تهذيب الكمال" وبقية مصادر التخريج: «امرأتِهِ» ، وهو الجادَّة. وما في الأصل إن لم يكن مصحَّفًا عن الجادَّة فيخرَّج على حذف المضاف إليه- وهو الضمير هنا- لِلْعِلْمِ به؛ كما في قوله تعالى: {فَلاَ خَوْفٌ عَلَيهِمْ} [البَقَرَة: 38] . فيمن قرأ «خَوْفُ» بالضَّمِّ دون تنوين، أي: فلا خوفُ شيءٍ عليهم. وذكَرَ ابنُ هشامٍ أنه سُمِعَ: «سَلاَمُ عليكم» ، أي: سلامُ اللهِ عليكم. وانظر "مغني اللبيب" (ص587) .

182 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا هُشيمٌ، عن أبي بِشرٍ (¬1) ، عن حَبيبِ بنِ سالمٍ؛ أن رجلاً وقع بجاريةِ امرأتِه، فأتتِ النعمانَ فأخبرتْه، فقال: أَمَا إِنَّ عندي في ذلك خَبرًا شافيًا أَخذْتُه -[143]- عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ إِن كنتِ أَذِنتِ له جلدتُّهُ مِئَةً، وإن كنتِ لم تأذني له رجمتُهُ (¬2) . ¬

[182] أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29004) . وأخرجه الطيالسي (833) ، وسعيد بن منصور (2257) ، والإمام أحمد (4/277 رقم 18446) ، والترمذي في "الجامع" (1452) ، وفي "العلل الكبير" (424) ، والنسائي في "الكبرى" (5527، و7188) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/145) ، والبيهقي (8/239) ؛ من طريق هشيم، به. (¬1) هو: جعفر بن إياس أبي وحشية. -[143]- (¬2) كذا رواية ابن أبي شيبة في "مصنفه"، وفي بعض مصادر التخريج للحديث تتمَّةٌ: «فقال لها الناسُ: وَيْحَكِ! أبو ولدِكِ يُرْجَمُ!! فجاءتْ فقالت: قد كنتُ أذنتُ له، ولكنِّي حملتني الغَيْرة على ما قلتُ. فجلَدَهُ مئةً» . واللفظ للطيالسي.

أبو عازب، عن النعمان بن بشير

أَبُو عَازِبٍ (¬*) ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 183 - حدَّثنا أبو زُرعةَ عبدُالرحمنِ بنُ عَمرٍو الدِّمشقيُّ، ثنا أبو نُعيمٍ، ثنا سفيانُ (ح) . وحدَّثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ [الدَّبَريُّ] (¬1) ، عن عبدِالرزاقِ، عن الثوريِّ، عن جابرٍ (¬2) ، عن أبي عازبٍ (¬*) ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ شَيْءٍ خَطَأٌ إِلاَّ السَّيْفَ، وَلِكُلِّ خَطَأٍ أَرْشٌ (¬3) » . ¬

(¬*) هو: مسلم بن عمرو. [183] أخرجه عبد الرزاق (17182) ، ومن طريقه العقيلي (4/152) . وأخرجه ابن أبي شيبة (28132) ، والإمام أحمد (4/272 رقم 18395) ، وابن ماجه (2667) ، وابن أبي عاصم في "الديات" (116) ، والبزار (3244) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/184) ، وابن عدي (2/118) ، والدارقطني في "السنن" (3/106) ، والبيهقي (8/42) ؛ من طريق سفيان الثوري، به. (¬1) في الأصل يشبه أن تكون: «الديري» والمثبت هو الصواب، وقد سبق التعليق على مثله في الحديث رقم [112] . (¬2) هو: ابن يزيد الجعفي. (¬3) أَرْشُ الجراحةِ: دِيَتُها، والجمع: أُروش. وأصله: الفساد؛ يقال: أرَّشْتُ بين القوم تأريشًا: إذا أفسدتَّ. ثم استُعمل في نُقْصان الأعيان؛ لأنه فسادٌ فيها. "المصباح المنير" (ص12/أرش) .

184 - حدَّثنا محمدُ بنُ صالحٍ بنِ الوليدِ النَّرْسِيُّ، ثنا نصرُ بنُ عليٍّ، ثنا أبي (¬1) ، ثنا حازم [بن] (¬2) إبراهيم، عن جابرٍ (¬3) ، عن أبي -[145]- عازبٍ (¬4) ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا حَدَّ إِلاَّ بِالسَّيْفِ» . ¬

[184] أخرجه ابن أبي عاصم في "الديات" (112) عن نصر بن علي، به. (¬1) هو: علي بن نصر بن علي الجهضمي. (¬2) في الأصل: «عن» ، والتصويب من «الديات» لابن أبي عاصم، وانظر ترجمة حازم ابن إبراهيم في "التاريخ الكبير" (3/109 رقم372) ، و"الجرح والتعديل" (3/279 رقم 1248) . (¬3) هو: ابن يزيد الجعفي. -[145]- (¬4) هو: مسلم بن عمرو.

185 - حدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي (¬1) ، ثنا يحيى الحِمَّانيُّ، ثنا قيسُ ابنُ الرَّبيعِ، عن جابرٍ (¬2) ، عن أبي عازبٍ (¬3) ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ شَيْءٍ خَطَأٌ إِلاَّ الْحَدِيدَةَ وَالسَّيْفَ» . ¬

[185] أخرجه الطيالسي (839) - ومن طريقه البيهقي (8/62) - عن قيس، به. وأخرجه الدارقطني (3/107) من طريق قيس وزهير، عن جابر، به. وأخرجه الدارقطني أيضًا (3/107) من طريق ورقاء بن عمر، عن جابر، به. (¬1) هو: محمد بن الحسين بن حبيب. (¬2) هو: ابن يزيد الجعفي. (¬3) هو: مسلم بن عمرو.

أبو زياد التيمي، عن النعمان بن بشير

أَبُو زِيَادٍ التَّيْمِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 186 - حدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا عمرُ بنُ حفصِ بنِ غِيَاثٍ، ثنا أبي، عن أشعثَ بنِ سَوّارٍ، عن أبي زِيادٍ التيميِّ (¬1) ، عن النعمانِ ابنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . ¬

[186] الحديث نقله الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد" (6/179 رقم 10440) عن الطبراني. وأخرجه أبو عوانة (7279) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (222) ، وتمام في "فوائده" (1394) ؛ من طريق عمر بن حفص بن غياث، به. (¬1) مجهول لا يسمى.

الحسين بن الحارث أبو القاسم الجدلي، عن النعمان بن بشير

الحُسَيْنُ بْنُ الحَارِثِ أَبُو القَاسِمِ الجَدَلِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 187 - حدَّثنا عبدُالرحمنِ بنُ سالمٍ الرازيُّ، ثنا سهلُ بنُ عثمانَ، ثنا أبو خالدٍ الأحمرُ (¬1) ، عن الحجاجِ بنِ أرطاةَ، عن حُسينِ بنِ الحارثِ الجَدَليِّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ!» . ولقد رأيتُ الرجلَ منا يَلْتمِسُ مَنْكِبَ أخيه بِمَنْكِبِهِ، ورُكْبَتَهُ بِرُكْبَتِهِ، وقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ. ¬

[187] أخرجه المصنف في "مسند الشاميين" (2476) من طريق الحجاج بن أرطاة، به. وانظر الحديث التالي. (¬1) هو: سليمان بن حيان.

188 - حدَّثنا عبدُالرحمنِ بنُ سالمٍ الرازيُّ، ثنا سهلُ بنُ عثمانَ، ثنا وكيعٌ والمحاربيُّ (¬1) ، عن زكريّا بنِ أبي زائدةَ، حدثني أبو القاسمِ الجَدَليُّ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: أقبلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بوجهِه على الناسِ فقال: «أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ!» . ¬

[188] أخرجه الإمام أحمد (4/276 رقم 18430) ، وأبو داود (662) ، وابن خزيمة (160) ، والجصاص في "أحكام القرآن" (3/352- 353) ، والبيهقي (1/76) ، (3/100) ؛ من طريق وكيع، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/276 رقم 18430) ، وابن حبان (2176) ، والدارقطني (1/282) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (2/302- 303) ؛ من طرق عن زكريا ابن أبي زائدة، به. وقد علقه البخاري عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قبل الحديث رقم (725) . (¬1) هو: عبد الرحمن بن محمد.

يسيع الحضرمي، عن النعمان بن بشير

يُسَيْعٌ الحَضْرَمِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 189 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ محمدِ بنِ سعيدِ بنِ أبي مريمَ، ثنا محمدُ ابنُ يوسفَ الفِرْيابيُّ (ح) . وحدَّثنا عليُّ بنُ عبدِالعزيزِ، ثنا أبو حُذيفةَ (¬1) ؛ قالا: ثنا سفيانُ (¬2) ، عن منصورٍ (¬3) ، عن ذَرٍّ (¬4) ، عن يُسَيْعٍ الحَضرميِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْعِبَادَةُ هِيَ الدُّعَاءُ» ، ثم قرأ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (¬5) . واللفظُ لأبي حُذيفةَ. ¬

[189] أخرجه المصنف في "الدعاء" (1) بإسناديه ولفظه. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/182- 183) ، والإمام أحمد (4/267 رقم 18352) ، و (4/276 رقم 18432) ، والترمذي (3247) ، والبزار (3243) ، والطبري في "تفسيره" (24/78) ، والحاكم في "المستدرك" (1/667) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1070) ، والبغوي في "تفسيره" (4/103) ، وفي "شرح السنة" (1384) ؛ من طريق سفيان، به. (¬1) هو: موسى بن مسعود. (¬2) هو: الثوري. (¬3) هو: ابن المعتمر. (¬4) هو: ذَر بن عبد الله بن زُرَارة المُرْهِبِيّ الهَمْداني. وقد تصحفت في بعض مصادر التخريج إلى «أبي ذَرّ» ، وفي بعضها إلى: «زِرّ» . وانظر: "تهذيب الكمال" (8/511) . (¬5) الآية (60) من سورة غافر.

190 - حدَّثنا حفصُ بنُ عُمر الرَّقِّيُّ، ثنا سعدُ بنُ حفصٍ الكوفيُّ، -[149]- ثنا شَيبانُ (¬*) . وحدَّثنا أحمدُ بنُ زُهيرٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا محمدُ بنُ عثمانَ بنِ كَرَامةَ، ثنا عُبيدُاللهِ بنُ موسى، ثنا شَيبانُ (¬*) ؛ عن منصورٍ (¬1) ، عن ذَرٍّ (¬2) ، عن يُسَيْعٍ الحَضرميِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَهُ. ¬

[190] أخرجه المصنِّف في "الدعاء" (3) بالإسناد الأول. -[149]- (¬*) هو: ابن عبد الرحمن النحوي. (¬1) هو: ابن المعتمر. (¬2) هو: ابن عبد الله الهمداني.

191 - حدَّثنا أبو خَليفةَ الفضلُ بنُ الحُبَابِ الجُمَحيُّ، ثنا أبو الوليدِ الطَّيَالِسيُّ (¬1) ، ثنا شُعبةُ، عن منصورٍ (¬2) ، عن ذَرٍّ (¬3) ، عن يُسَيْعٍ الحَضرميِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ؛ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ *} (¬4) » . ¬

[191] أخرجه المصنف في "الدعاء" (2) عن أبي خليفة ومعاذ بن المثنى؛ كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي، به. ومن طريق المصنف في "الدعاء"- عن معاذ بن المثنى- أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (32/306- 307) . وأخرجه أبو داود الطيالسي (838) - ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (29) - عن شعبة، به. وأخرجه ابن المبارك في "المسند" (71) ، وفي "الزهد" (1298) ؛ عن شعبة، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/277 رقم 18437) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (714) ، وأبو داود (1479) ، والنسائي في "الكبرى" (11400) ، والطبري في "تفسيره" (24/78- 79) ، والمصنف في «الدعاء» (2) ، والحاكم (1/667) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1070) ؛ من طرق عن شعبة، به. (¬1) هو: هشام بن عبد الملك. (¬2) هو: ابن المعتمر. (¬3) هو: ابن عبد الله الهمداني. (¬4) الآية (60) من سورة غافر. وفي الأصل: «قال ربكم» دون الواو. وسيأتي في الحديث بعد التالي: «ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ... } » .

192 - حدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي (¬1) ، ثنا يحيى الحِمّانيُّ، ثنا جَريرٌ، عن منصورٍ (¬2) ، عن ذَرٍّ (¬3) ، عن يُسَيْعٍ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَهُ. ¬

[192] أخرجه ابن حبان (890) ، والحاكم (1/667) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (29) ؛ من طريق جرير، عن منصور، به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (24/79) من طريق منصور، به. (¬1) هو: محمد بن الحسين بن حبيب. (¬2) هو: ابن المعتمر. (¬3) هو: ابن عبد الله الهَمْداني.

193 - حدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي (¬1) ، ثنا يحيى الحِمَّانيُّ، ثنا عبدُاللهِ بنُ إدريسَ، عن الأعمشِ، عن ذَرٍّ (¬2) ، عن يُسَيْعٍ، عن النُّعمانِ ابنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ، ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ... } (¬3) . ¬

[193] أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/1499 رقم 8590) من طريق عبد الله بن إدريس وابن نمير ووكيع وعقبة، جميعهم عن الأعمش، به. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (29) من طريق عبد الله بن إدريس، به. (¬1) هو: محمد بن الحسين بن حبيب. (¬2) هو: ابن عبد الله الهَمْداني. (¬3) الآية (60) من سورة غافر.

194 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا أبو -[151]- معاويةَ (¬1) ووكيعٌ، عن الأعمشِ، عن ذَرٍّ (¬2) ، عن يُسَيْعٍ، عن النُّعمانِ ابنِ بَشيرٍ؛ قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» ، ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (¬3) . ¬

[194] أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29655) . وأخرجه الإمام أحمد (4/271 رقم 18386) ، والترمذي (2969) ، والنسائي في "الكبرى" (11400) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/3269 رقم 18444) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (29) ؛ من طريق أبي معاوية عن الأعمش، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/276 رقم 18432) ، وابن ماجه (3828) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/1499 رقم 8590) ؛ من طريق وكيع، عن الأعمش، به. -[151]- (¬1) هو: محمد بن خازم. (¬2) هو: ابن عبد الله الهَمْداني. (¬3) الآية (60) من سورة غافر.

195 - حدَّثنا أبو عَوانةَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ النيسابوريُّ، ثنا محمدُ بنُ الحَجَّاجِ بنِ سُليمانَ الحَضْرميُّ المصريُّ، ثنا الخَصيبُ بنُ ناصحٍ، ثنا سفيانُ ابنُ عيينةَ، عن عبدِاللهِ بنِ داودَ، عن الأعمشِ، عن ذَرٍّ (1) ، عن يُسَيْعٍ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} ، [قال: «عَنْ دُعَائِي» ] (¬2) {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (¬3) . ¬

[195] أخرجه المصنف في "الأوسط" (3889) ، وفي "الدعاء" (4) ؛ عن علي بن سعيد الرازي، عن محمد بن الحجاج الحضرمي، به. وأخرجه في "الدعاء" (6) عن معاذ بن المثنى، عن مسدد، عن عبد الله بن داود، به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (24/78) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (30) ؛ من طريق عبد الله بن داود، به. والحديث أخرجه الإمام أحمد (4/271 رقم 18391) ، والترمذي (3372) ، والطبري في "تفسيره" (2/160) ، والمصنف في "الدعاء" (5، 7) ، وفي "المعجم الصغير" (2/208 رقم 1041/الروض الداني) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/120) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (1/6 رقم 4) ، والمقدسي في "الترغيب في الدعاء" (80) ؛ من طرق عن الأعمش، به. (¬1) هو: ابن عبد الله الهَمْداني. (¬2) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، واستدركناه من الموضع السابق من "المعجم الأوسط" للمصنف. (¬3) الآية (60) من سورة غافر.

عبد الله بن بريدة، عن النعمان بن بشير

عَبْدُاللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 196 - حدَّثنا إدريسُ بنُ عبدِالكريمِ الحَدَّادُ، ثنا عاصمُ بنُ عليٍّ (ح) . وحدَّثنا عبدُالله بنُ إبراهيمَ العسكريُّ أبو عُبيدةَ، ثنا حَوْثرةُ بنُ أشرسَ؛ قالا: ثنا عُقبةُ بنُ عبدِاللهِ [الرفاعيُّ] (¬1) ، عن عبدِاللهِ بنِ بُريدةَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أن أباه ذهب به إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ! هذا النعمانُ بنُ بشيرٍ، وأمُّه عَمرةُ بنتُ رواحةَ، جئتُ أُشهِدُكَ على نُحْلٍ أَنْحَلُه إيّاه. فقال له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا بَشِيرُ! أَكُلَّ وَلَدِكَ تَنْحَلُ كَمَا تَنْحَلُ هَذَا؟» قال: لا. قال: «أَلَيْسَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونُوا لَكَ فِي الْبِرِّ سَوَاءً؟» قال: بلى. قال: «فَأَشْهِدْ غَيْرِي» . ¬

[196] لم نقف عليه من هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن عدي في ترجمة عقبة في "الكامل" (5/279) من طريق عاصم بن علي، عن عقبة، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن النعمان، به، هكذا بزيادة يحيى بن يعمر بين ابن بريدة والنعمان رضي الله عنه. (¬1) في الأصل: «الرفا» دون بقية الكلمة، ولعله لانتقال بصر الناسخ إلى «عن» التي بعدها؛ فإن «عي» و «عن» متشابهتان في الخط. وهو: عقبة بن عبد الله الأصم الرفاعي. وانظر: "تهذيب الكمال" (20/205) ، والموضع السابق من "الكامل".

الوليد بن عثمان خال مسعر، عن النعمان

الوَلِيدُ بْنُ عُثْمَانَ خَالُ مِسْعَرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ 197 - حدَّثنا أحمدُ بنُ عَمرٍو البَزَّارُ، وعبدُاللهِ بنُ ناجيةَ؛ قالا: ثنا محمدُ بنُ الحُسينِ القَصَّاصُ (¬1) ، ثنا عُمرُ بنُ عليٍّ المُقَدَّميُّ، ثنا مِسْعَرُ بن كِدَامٍ، قال: سمعتُ خالي الوليدَ بنَ عثمانَ (¬2) ، يُحدِّث عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَلَدَ حَدًّا فِي غَيْرِ حَدٍّ، فَهُوَ مِنَ الْمُعْتَدِينَ» . ¬

[197] الحديث ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (6/281) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه محمد بن الحسين الفضاض [كذا] ، والوليد بن عثمان خال [مسعر] ، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات» . وأخرجه عبد الله بن ناجية في "فوائده"- كما في "نصب الراية" (3/354) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (7/266) ، والبيهقي في "السنن" (8/327) . وأخرجه محمد بن الحسن الشيباني في "كتاب الآثار"- كما في نصب الراية (3/354) - والبيهقي في "السنن" (8/327) من طريق مسعر، عن الوليد، عن الضحاك بن مزاحم مرسلاً. ورجح البيهقي المرسل على المتصل. (¬1) كذا في الأصل: «القصاص» ، ومثله في بعض المواضع من المعجم "الأوسط" (5328، و8298) ، والمعجم "الصغير" (805) ؛ إلاَّ أنه وقع في موضعي "الأوسط": «محمد بن الحصين» ، ووقع في "مجمع الزوائد"- كما تقدم- «محمد بن الحسين الفضاض» وكذا ذكره المزي في "تهذيب الكمال" (21/472) في الرواة عن عمر بن علي المقدَّمي، وفي سائر مصادر التخريج: «محمد بن الحصين الأصبحي» بدل «محمد بن الحسين» . (¬2) كذا في الأصل، وكذا في الموضعين السابقين من "مجمع الزوائد" و"الحلية"، وكذلك ذكره ابن المديني في "تسمية من روي عنه من أبناء العشرة" (206) ، وابن حجر في "الإيثار، بمعرفة رواة الأخبار" (264) ، ووقع بدلا منه عند البيهقي والزيلعي- عند ذكره لرواية ابن ناجية-: «الوليد بن عبد الرحمن» .

زكريا بن خالد، عن النعمان بن بشير

زَكَرِيَّا بْنُ خَالِدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 198 - حدَّثنا عَلاَّنُ بنُ عبدِالصمدِ [ما غَمَّهُ] (¬1) ، حدَّثنا عُمَرُ بنُ محمدِ بنِ الحسنِ، ثنا أبي، ثنا مُجَمِّعٌ الأنصاريُّ، عن زكريّا بنِ خالدٍ، قال: سمعتُ النُّعمانَ بنَ بَشيرٍ، يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «حَلالٌ بَيِّنٌ وَحَرَامٌ بَيِّنٌ (¬2) ، وَمُشْتَبِهَاتٌ بَيْنَ ذَلِكَ، فَمَنْ تَرَكَ مَا اشْتَبَهَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ كَانَ لِمَا اسْتَبَانَ لَهُ أَتْرَكَ، وَمَنِ اجْتَرَأَ عَلَى مَا شَكَّ فِيهِ مِنَ الإِثْمِ أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ مَا اسْتَبَانَ لَهُ، وَإِنَّ الْمَعَاصِيَ حِمَى اللهِ، فَمَنْ يُرْتِعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكْ أَنْ يُواقِعَهُ» . ¬

[198] الحديث نقله الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد" (6/162 رقم 10377) عن الطبراني مختصرًا، ولم يذكر من أخرجه سواه، ولم نقف عليه عند غيره. (¬1) في الأصل يشبه أن تكون: «ثنا غمه» لكن لم تنقط الثاء والنون و «ما غمه» لقبٌ، و «عَلاَّن» أيضًا لقب، وهو: علي بن عبد الصمد الطيالسي، ويجمع فيه بين اللقبين فيقال: «عَلاَّنُ مَا غَمَّهُ» ، و «ما» فيه نافية، و «غمه» فعلٌ ماضٍ من «الغَمِّ» ، وفاعله ضميرٌ مستتر، والضمير الظاهر مفعولٌ به. وانظر: "المقنع في علوم الحديث" (2/589- 590) ، و"مقدمة ابن الصلاح" (ص343) ، و"تاريخ بغداد" (12/28) ، و"نزهة الألباب" (2/33 رقم1999) ،. (¬2) تقدم التعليق على مسوِّغ الابتداء بالنكرة، في الحديث رقم [9] .

ما روى المفضل بن المهلب، عن النعمان بن بشير

مَا رَوَى المُفضَّلُ بْنُ المُهَلَّبِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 199 - حدَّثنا جعفرُ بنُ محمدِ بنِ حربٍ العَبَّادانيُّ، ثنا سليمانُ بنُ حربٍ. وحدَّثنا معاذُ بنُ المثنَّى، ثنا خالدُ بنُ خِداشٍ؛ قالا: ثنا حمادُ بنُ زيدٍ، عن حاجِبِ بن المُفضَّلِ بن المُهلَّبِ، عن أبيه، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ» يقولُها ثلاثًا. ¬

[199] أخرجه ابن عبد الدايم في "مشيخته" (68) من طريق المصنف، بالإسناد الأول. وأخرجه الإمام أحمد (4/275 رقم 18422) ، وأبو داود (3544) ، والبزار (3284) ، والنسائي في "المجتبى" (6/262) ، وأبو عوانة (5694) ، والبيهقي (6/177) ، وفي "شعب الإيمان" (8320) ؛ من طريق سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/275 رقم 18419) ، وابنه عبد الله في زياداته على "المسند" (4/275 رقم 18420) ، و (4/278 رقم 18451، 18452) ، (4/375 رقم 19352، 19353) ، وبَحْشَلٌ في "تاريخ واسط" (ص117) ؛ من طرق عن حماد بن زيد، به.

الحسن بن أبي الحسن البصري، عن النعمان بن بشير

الحَسَنُ بْنُ أَبِي الحَسَنِ البَصْرِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 200 - حدَّثنا معاذُ بنُ المثنَّى، ثنا عليُّ بنُ المَدينيِّ، ثنا معاذُ بنُ هشامٍ، حدثني أبي (¬1) ، عن قتادةَ، عن الحسنِ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: خرج رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يومٍ مُسْتَعْجِلاً، حتى أتى المسجدَ يَجُرُّ رداءَه، وقد انكسفتِ الشمسُ، فصلى حتّى انجلتْ، ثم قال: «إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ إِنَّمَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ عَظِيمٍ مِنْ عُظَمَاءِ أَهْلِ الأَرْضِ. وإِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَخَلْقٌ مِنْ خَلْقِهِ، يُحْدِثُ فِي خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ، فَأَيَّتُهُمَا كَانَتْ فَصَلُّوا حَتَّى تَنْجَلِيَ» . ¬

[200] رواه النسائي في "المجتبى" (3/145) ، وفي "الكبرى" (1888) ، و (11408) ، والبيهقي (3/333) ؛ من طريق معاذ بن هشام، به. (¬1) هو: هشام الدستوائي.

أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، عن النعمان بن بشير

أَبُو قِلاَبَةَ عَبْدُاللهِ بْنُ زَيْدٍ الجَرْمِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 201 - حدَّثنا معاذُ بنُ المثنَّى، ثنا مُسَدَّدٌ (¬1) (ح) . وحدَّثنا أبو حَصِينٍ القاضي (¬2) ، ثنا يحيى الحِمّانيُّ؛ قالا: ثنا أبو الأحوصِ (¬3) ، ثنا عاصمُ بنُ سليمانَ، عن أبي قِلابةَ (¬4) ، عن النعمانِ ابنِ بَشيرٍ، قال: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا انكسفتِ الشمسُ أو القمرُ صلَّى بنا حتّى تَنْجليَ. ¬

[201] أخرجه الإمام أحمد (4/269 رقم 18365) ، وأبو داود (1193) ، وابن خزيمة (1403) ، وأبو عوانة (2468) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/330) ، والمصنف في "الدعاء" (2238) ، وابن حزم في "المحلى" (5/96- 97) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (3/304- 305) ؛ من طريق أيوبَ السختيانيِّ، والشافعيُّ في "السنن المأثورة" (1/336 رقم 394) ، وابنُ ماجه (1262) ، والنسائي في "المجتبى" (3/141) ، وابن خزيمة (1404) ، والبيهقي في «السنن الكبرى» (3/322) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (3/78 رقم 1979) ؛ من طريق خالد الحَذَّاء؛ كلاهما عن أبي قلابة، به، وألفاظهم متقاربة، وجمَعَ بعضُهُمْ بين ألفاظ هذا الحديث والأحاديث الثلاثة التالية، وبعضهم بلفظ الحديث رقم [200] . (¬1) هو: ابن مُسَرْهَد. (¬2) هو: محمد بن الحسين بن حبيب. (¬3) هو: سَلاَّم بن سُلَيْم. (¬4) هو: عبد الله بن زيد.

202 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنَّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا وَكيعٌ، -[158]- عن [سفيانَ] (¬1) ، عن عاصمٍ (¬2) ، عن أبي قِلابةَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم صلى في الكسوفِ كنَحْوٍ من صلاتِكم هذه؛ يَركَعُ ويَسجُدُ. ¬

( [202] أخرجه ابن أبي شيبة (8375) - ومن طريقه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/330) - والإمام أحمد (4/271 رقم 18392) ؛ عن وكيع، عن سفيان، به. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (3/145) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/330) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/393 رقم 1773) ؛ من طريق عاصم الأحول، به. وانظر تخريج الحديث السابق، والتالي. -[158]- (¬1) هو: الثوري، وتصحف في الأصل إلى: «شقيق» ، والتصويب من"مصنف ابن أبي شيبة"- الذي روى المصنف الحديث من طريقه- ومن سائر مصادر التخريج. (¬2) هو: ابن سليمان الأحول.

203 - حدَّثنا إبراهيمُ بنُ صالحٍ الشِّيرازيُّ، ثنا عَمْرُو بنُ حَكَّامٍ، ثنا شعبةُ، عن عاصمٍ (¬1) ، عن أبي قِلابةَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم (¬2) صلَّى في الكُسُوفِ ركعتَيْن. ¬

[203] أخرجه الطيالسي (837) ، والإمام أحمد (4/277 رقم 18443) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/330) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/67 رقم 1109) ؛ من طريق شعبة، به، لكن لفظه لفظ الحديث رقم [202] . وانظر تخريج الحديث رقم [201] . (¬1) هو: ابن سليمان الأحول. (¬2) قوله: «صلى الله عليه وسلم» مكرر في الأصل ثلاث مرات.

204 - حدَّثنا إبراهيمُ بنُ هاشمٍ البَغَويُّ، ثنا رَوْحُ بنُ عبدِالمؤمنِ المُقرئُ، ثنا معاذُ بنُ هِشامٍ، حدثني أبي (¬1) ، عن قتادةَ، عن أبي قِلابةَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كُسِفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلُّوا كَأَحْدَثِ صَلاةٍ صَلَّيْتُمُوهَا مِنَ الْمَكْتُوبَةِ» . ¬

[204] أخرجه المصنف في "الأوسط" (2805) بنفس الإسناد. وأخرجه البزار (3294) ، والنسائي في "المجتبى" (3/145) ؛ من طريق معاذ بن هشام، به. وانظر تخريج الحديث رقم [201] . (¬1) هو: هشام الدستوائي.

205 - حدَّثنا عبدُاللهِ بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، ثنا محمدُ بنُ بَكَّارٍ، ثنا عَنْبسةُ بنُ عبدِالواحدِ، عن أيوبَ بنِ عُتبةَ، عن يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عن أبي قِلابةَ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَضَعْ عَنْ يَمِينِهِ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ، فَإِذَا انْتَبَهَ فَلْيَقْبِضْ مِنْهُ بِيَمِينِهِ فَلْيَحْصِبْ عَنْ شِمَالِهِ» . ¬

[205] أخرجه المصنف في "الأوسط" (4326) بنفس الإسناد. وأخرجه أبو يعلى؛ كما في "المطالب العالية" (4/400) - ومن طريقه ابن حبان في "المجروحين" (4/322 رقم 4326) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/34) - من طريق عنبسة، به.

وهب بن منبه، عن النعمان بن بشير

وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 206 - حدَّثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ [بَرَّةَ] (¬1) الصَّنْعانيُّ، ثنا محمدُ ابنُ عبدِالرَّحيمِ بنِ شَرُوسٍ الصَّنعانيُّ، قال: سمعتُ عبدَاللهِ بنَ بَحيرٍ [القَاصَّ] (¬2) يذكُر عن وهبِ بنِ مُنبِّهٍ، عن النعمانِ بنِ بشيرٍ؛ أنه سمع رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُحدِّثُ عن الرَّقِيمِ (¬3) : «أَنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ دَخَلُوا فِي كَهْفٍ، فَوَقَعَ قِطْعَةٌ (¬4) مِنَ الْجَبَلِ عَلَى بَابِ الْكَهْفِ فَأُوطِدَ (¬5) عَلَيْهِمْ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: يَا قَوْمِ! -[161]- تَذَكَّرُوا أَيُّكُمْ عَمِلَ حَسَنَةً لَعَلَّ اللهَ بِرَحْمَتِهِ أَنْ يَرْحَمَنَا. فَقَالَ أَحَدُهُمْ: قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً؛ كَانَ لِي عُمَّالٌ اسْتَأْجَرْتُهُمْ فِي عَمَلٍ لِي، كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِأَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَطَ النَّهَارِ، فَاسْتَأْجَرْتُهُ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ بِشَرْطِ أَصْحَابِهِ، فَعَمِلَ بَقِيَّةَ نَهَارِهِ كَمَا عَمِلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فِي نَهَارِهِ كُلِّهِ، فَرَأَيْتُ أَنَّ الذِّمَامَ (¬6) أَلاَّ أَنْقُصَهُ شَيْئًا مِمَّا اسْتَأْجَرْتُ بِهِ أَصْحَابَهُ؛ لِمَا جَهَدَ فِي عَمَلِهِ، فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَتُعْطِي هَذَا مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَنِي وَلَمْ يَعْمَلْ إِلاَّ نِصْفَ نَهَارٍ؟ قُلْتُ: يَا عَبْدَاللهِ! لَمْ أَبْخَسْكَ شَيْئًا مِنْ شَرْطِكَ، وَإِنَّمَا هُوَ مَالِي أَحْكُمُ فِيهِ مَا شِئْتُ. فَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِكَ وَتَرَكَ إِجَارَتَهُ، وَوَضَعْتُ حَقَّهُ فِي جَانِبٍ مِنَ الْبَيْتِ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ مَرَّتْ بِي بَعْدَ ذَلِكَ بَقَرٌ، فَاشْتَرَيْتُ بِهِ فَصِيلاً مِنَ الْبَقَرِ، فَأَمْسَكْتُهُ حَتَّى كَبِرَ، ثُمَّ بِعْتُهُ، ثُمَّ صَرَفْتُ ثَمَنَهُ فِي بَقَرَةٍ فَحَمَلَتْ، ثُمَّ تَوَالَدَتْ لَهَا حَتَّى بَلَغَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ مَرَّ بِي بَعْدُ شَيْخٌ ضَعِيفٌ لا أَعْرِفُهُ، فَقَالَ لِي: إِنَّ لِي عِنْدَكَ حَقًّا. فَذَكَرَهُ حَتَّى عَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: نَعَمْ إِيَّاكَ أَبْغِي، فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ جَمِيعًا، فَقُلْتُ: هَذَا حَقُّكَ. فَقَالَ: يَا عَبْدَاللهِ! لا تَسْتَهْزِئ مِنِّي، إِنْ لَمْ تَتَصَدَّقْ عَلَيَّ فَأَعْطِنِي حَقِّي! فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا أَسْخَرُ مِنْكَ، إِنَّهَا لَحَقُّكَ، مَا لِي مِنْهَا شَيْءٌ. فَدَفَعْتُهَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا. فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ حَتَّى رَأَوْا وَأَبْصَرُوا. -[162]- وَقَالَ الآخَرُ: فَعَلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً؛ كَانَ عِنْدِي فَضْلٌ وَأَصَابَتِ النَّاسَ شِدَّةٌ، فَجَاءَتْنِي امْرَأَةٌ تَطْلُبُ مِنِّي مَعْرُوفًا، فَقُلْتُ لَهَا: لا وَاللهِ مَا دُونَ نَفْسِكِ (¬7) . فَأَبَتْ عَلَيَّ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَذَكَّرَتْنِي [بِاللهِ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: لا وَاللهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ. فَأَبَتْ عَلَيَّ. فَذَكَرَتْ] (¬8) ذَلِكَ لِزَوْجِهَا، فَقَالَ لَهَا: أَعْطِيهِ نَفْسَكِ فَأَغْنِي عِيَالَكِ. فَجَاءَتْنِي فَنَاشَدَتْنِي اللهَ، فَقُلْتُ لَهَا: لا وَاللهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ. فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ أَسْلَمَتْ إِلَيَّ نَفْسَهَا، فَلَمَّا كَشَفْتُهَا وَهَمَمْتُ بِهَا ارْتَعَدَتْ مِنْ تَحْتِي، فَقُلْتُ: مَا لَكِ؟ قَالَتْ: أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. فَقُلْتُ لَهَا: خِفْتِ اللهَ فِي الشِّدَّةِ وَلَمْ أَخَفْهُ فِي الرَّخَاءِ؟! فَتَرَكْتُهَا وَأَعْطَيْتُهَا مَا يَحِقُّ عَلَيَّ بِمَا كَشَفْتُهَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا. فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ حَتَّى عَرَفُوا وَتَبَيَّنَ لَهُمْ. وَقَالَ الآخَرُ: قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً؛ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكَانَتْ لِي غَنَمٌ، فَأُطْعِمُ أَبَوَيَّ وَأَسْقِيهِمَا، ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى غَنَمِي، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَصَابَنِي غَيْثٌ فَحَبَسَنِي، فَلَمْ أَرُحْ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَأَتَيْتُ أَهْلِي فَأَخَذْتُ مِحْلَبِي فَحَلَبْتُ وَتَرَكْتُ غَنَمِي قَائِمَةً، فَمَشَيْتُ إِلَى أَبَوَيَّ لأَِسْقِيَهُمَا، فَوَجَدتُّهُمَا قَدْ نَامَا، فَشَقَّ عَلَيَّ أَنْ أُوقِظَهُمَا وَشَقَّ عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَ غَنَمِي، فَمَا بَرِحْتُ جَالِسًا وَمِحْلَبِي عَلَى يَدَيَّ حَتَّى أَيْقَظَهُمَا الصُّبْحُ. -[163]- اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا» . قال النُّعمانُ: لَكأنِّي أسمعُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «فَقَالَ الْجَبَلُ: طَاق (¬9) . فَفَرَّجَ اللهُ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا» . ¬

[206] أخرجه المصنف في "المعجم الأوسط" (2307) ، وفي "الدعاء" (190) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (4/79) - بهذا الإسناد. (¬1) ما بين المعقوفين تصحَّف في الأصل إلى: «بزة» بالموحدة والزاي، وكذا في "الدعاء" للمصنف. وهو خطأ، والمثبت هو الصواب كما في الحديث الآتي، و"الأوسط" للمصنِّف، و"الحلية" لأبي نعيم، وقد ورد عند المصنف أيضًا في "الكبير"، و"الأوسط" و"الصغير"، في عدة مواضع، وانظر ترجمته في "سير أعلام النبلاء" (13/351) . وانظر: "تاج العروس" (6/74/ برر) . (¬2) في الأصل: «القاضي» وكذا في مخطوط "الأوسط" للمصنف؛ كما ذكر المحقق. والمثبت هو الصواب، كما عند المصنف في «الدعاء» . وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (14/323) . (¬3) انظر المرادَ بهذه الكلمةِ: في التعليق على الحديث رقم [208] . (¬4) قوله: «فوقع قطعة» كذا بتذكير الفعل مع كون الفاعل «قطعة» مؤنثًا، وهو جائز؛ لأنَّ تأنيثَ الفاعلِ هنا غير حقيقي؛ ونحوُهُ قوله تعالى: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفَال: 35] . لكن الأفصح في نحو هذا تأنيث الفعل. وانظر تفصيل ذلك وشواهده في "أوضح المسالك" (2/104- 106) ، و"شرح شذور الذهب" (200- 203) . (¬5) في "الأوسط": «فأُوصِدَ» ، وفي "الدعاء": «فوقع الجبل على باب الكهف فأوصده» ، والمعنى: أغلقه وسَدَّهُ بالهَدْم. قال ابن الأثير في: "النهاية" (5/203) : «وفي حديث أصحاب الغار: «.... فأوطده» ، أي: سده بالهدم. هكذا رُوي، وإنما يقال: «وطده» ، ولعله لغة» . اهـ. وانظر: "لسان العرب" (3/460- 461/وصد، وطد) . -[161]- (¬6) «الذِّمام» بكسر الذال، و «المَذَمَّة» بفتح الميم والذال: الحَقُّ والحُرْمة، وقيل: كل حرمة تلزمك إذا ضيعتها. وجمعُ الذِّمَامِ: أَذِمَّةٌ. انظر: "تاج العروس" (16/264/ ذمم) . والمعنى: فرأيت من الواجب عليّ له ... إلخ. -[162]- (¬7) أي: ما أرضى دون نفسِكِ. وسيأتي في هذا الحديثِ قولُهُ: «ما هو دون نفسِكِ» ، أي: ليس مطلوبي شيئًا دون نفسِك. (¬8) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فأثبتناه من "المعجم الأوسط" و"الدعاء"، للمصنف. -[163]- (¬9) قوله: «طاق» كذا في الأصل، وكذا في أغلب مصادر التخريج. والذي في كُتُبِ اللغة: أنَّ «طاقٍ طاقٍ» حكايةُ صَوْتِ الضَّرْب. انظر "تهذيب اللغة" (8/13) ، (15/422) ، و"لسان العرب" (8/422) . وفي "المحكم": «طَقْ» : حكايةُ صَوْتِ الحَجَر. وفي "تهذيب اللغة": قال الليث: «طَقْ» حكايةُ صَوْت حَجَرٍ وقَعَ على حَجَر. وانظر: معاجم اللغة (مادة طقق، طقطق) .

207 - حدَّثنا إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ بَرَّةَ، قال: ثنا محمدُ بنُ عبدِالرحيمِ بنِ [شَرُوسٍ] (¬1) ، ثنا رَبَاحُ بنُ زيدٍ، عن عبدِاللهِ بنِ سعيدِ بنِ أبي عاصمٍ، عن وهبِ بنِ مُنبِّهٍ، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، مثلَه. ¬

[207] أخرجه المصنف في "الدعاء" (190) ، و"الأوسط" (2308) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (4/80) - وأبو عوانة (5573) ؛ من طريق إبراهيم بن محمد، به. (¬1) في الأصل: «سروش» ، بإهمال الأولى وإعجام الثانية. وتقدم على الصواب في الحديث السابق: «شروس» بإعجام الأولى وإهمال الثانية، وهو كذلك في مصادر التخريج. وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (8/8 رقم32) .

208 - حدَّثنا الحُسينُ بنُ إسحاقَ التُّستَريُّ، ثنا عليُّ بنُ بَحْرٍ، ثنا إسماعيلُ بنُ عبدِالكريمِ، حدَّثني عبدُالصَّمدِ بنُ مَعْقِلٍ، قال: سَمِعتُ -[164]- وَهْبًا يقول: حدَّثني النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ؛ أنَّهُ سَمِعَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الرَّقِيمَ (¬1) ؛ قال: «إِنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ كَانُوا فِي كَهْفٍ، فَوَقَعَ الْجَبَلُ عَلَى بَابِ الْكَهْفِ فَأَوْطَدَهُ (¬*) عَلَيْهِمْ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: تَذَكَّرُوا أَيُّكُمْ عَمِلَ حَسَنَةً لَعَلَّ اللهَ يَرْحَمُهُ بِرَحْمَتِهِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً؛ كَانَ لِي أُجَرَاءُ يَعْمَلُونَ عَمَلاً لِي، فَاسْتَأْجَرْتُ كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِأَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ ذَاتَ يَوْمٍ وَسَطَ -[165]- النَّهَارِ، فَاسْتَأْجَرْتُهُ بِشَرْطِ أَصْحَابِهِ، فَعَمِلَ فِي بَقِيَّةِ نَهَارِهِ كَمَا عَمِلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فِي نَهَارِهِ كُلِّهِ، فَرَأَيْتُ فِي الذِّمَامِ (¬*) أَلاَّ أَنْقُصَهُ مِمَّا اسْتَأْجَرْتُ بِهِ أَصْحَابَهُ؛ لِمَا جَهَدَ فِي عَمَلِهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَعْطَيْتَ هَذَا مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَنِي وَلَمْ يَعْمَلْ إِلاَّ نِصْفَ النَّهَارِ؟! قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ! لَمْ أَبْخَسْكَ شَيْئًا مِنْ شَرْطِكَ، وَإِنَّمَا هُوَ مَالِي أَحْكُمُ فِيهِ بِمَا شِئْتُ. فَغَضِبَ وَذَهَبَ وَتَرَكَ أَجْرَهُ، فَوَضَعْتُ حَقَّهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ مَرَّتْ بِي بَعْدَ ذَلِكَ بَقَرٌ، فَاشْتَرَيْتُ بِهِ فَصِيلَةً مِنَ الْبَقَرِ، فَبَلَغَتْ مَا شَاءَ اللهُ، فَمَرَّ بِي بَعْدَ حِينٍ شَيْخٌ ضَعِيفٌ لاَ أَعْرِفُهُ، فَقَالَ: إِنَّ لِي عِنْدَكَ حَقًّا. فَذَكَرَهُ حَتَّى عَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: إِيَّاكَ أَبْغِي، هَذَا حَقُّكَ. فَعَرَضْتُهَا عَلَيْهِ جَمِيعًا. فَقَالَ: يَا عَبْدَاللهِ أَتَسْخَرُ بِي؟! إِنْ لَمْ تَصَدَّقْ عَلَيَّ فَأَعْطِنِي حَقِّي. قُلْتُ: وَاللهِ مَا أَسْخَرُ بِكَ، إِنَّهَا حَقُّكَ، مَا لِي مِنْهَا شَيْءٌ. فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهِ جَمِيعًا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا. فَانْصَدَعَ الْجَبَلُ حَتَّى رَأَوُا الضَّوْءَ وَأَبْصَرُوا. وَقَالَ الآخَرُ: قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً؛ كَانَ لِي فَضْلٌ، فَأَصَابَ النَّاسَ شِدَّةٌ، فَجَاءَتْنِي امْرَأَةٌ تَطْلُبُ مِنِّي مَعْرُوفًا، فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ. فَأَبَتْ عَلَيَّ، فَذَهَبَتْ، ثُمَّ رَجَعَتْ فَذَكَّرَتْنِي بِاللهِ وَأَبَيْتُ عَلَيْهَا، وَقُلْتُ: لا وَاللهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ. فَأَبَتْ عَلَيَّ، وَهَبَّتْ (¬2) فَذَكَرَتْ -[166]- لِزَوْجِهَا، فَقَالَ لَهَا: أَعْطِيهِ نَفْسَكِ وَأَغْنِي عِيَالَكِ. فَرَجَعَتْ إِلَيَّ فَنَشَدَتْنِي (¬3) بِاللهِ، فَأَبَيْتُ عَلَيْهَا، وَقُلْتُ: وَاللهِ مَا هُوَ دُونَ نَفْسِكِ. فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ أَسْلَمَتْ إِلَيَّ نَفْسَهَا، فَلَمَّا كَشَفْتُهَا أَرْعَدَتْ مِنْ تَحْتِي، فَقُلْتُ لَهَا: مَا شَأْنُكِ؟ فَقَالَتْ: أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ. فَقُلْتُ لَهَا: خِفْتِيهِ (¬4) فِي الشِّدَّةِ وَلَمْ أَخَفْهُ فِي الرَّخَاءِ! فَتَرَكْتُهَا وَأَعْطَيْتُهَا بِالْحَقِّ (¬5) عَلَيَّ بِمَا كَشَفْتُهَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا. قَالَ: فَانْصَدَعَ حَتَّى عَرَفُوا وَتَبَيَّنَ لَهُمْ. وَقَالَ الآخَرُ: قَدْ عَمِلْتُ حَسَنَةً مَرَّةً؛ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكَانَتْ لِي غَنَمٌ وَكُنْتُ أُطْعِمُ أَبَوَيَّ وَأَسْقِيهِمَا، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى غَنَمِي، فَأَصَابَنِي يَوْمًا غَيْثٌ حَبَسَنِي، فَلَمْ أَرُحْ حَتَّى أَمْسَيْتُ، فَأَتَيْتُ فَأَخَذْتُ مِحْلَبِي فَحَلَبْتُ وَغَنَمِي قَائِمَةٌ، فَمَضَيْتُ إِلَى أَبَوَيَّ فَوَجَدتُّهُمَا قَدْ نَامَا، فَشَقَّ عَلَيَّ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَشَقَّ عَلَيَّ أَنْ أَتْرُكَ غَنَمِي، فَمَا بَرِحْتُ -[167]- جَالِسًا وَمِحْلَبِي عَلَى يَدَيَّ حَتَّى أَيْقَظَهُمَا الصُّبْحُ فَسَقَيْتُهُمَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ لِوَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا» . قال النُّعمانُ: كأنِّي أَسمعُ هذه من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «قَالَ الْجَبَلُ: طَاق طَاق (¬6) . فَفَرَّجَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا» . ¬

[208] أخرجه المصنف في "الدعاء" (190) ، وفي "الأحاديث الطوال" (41) ؛ بهذا الإسناد. وأخرجه الإمام أحمد (4/274- 275 رقم 18417) ، وابن أبي الدنيا في "مجابي الدعوة" (8) ، والبزار (3291) ، وأبو عوانة (5572) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2028) ، وابن جُمَيْع في "معجم الشيوخ" (1/205- 206) ؛ من طريق إسماعيل بن عبد الكريم، به. -[164]- (¬1) الظاهر: أنَّ المراد: يذكُرُ الرَّقِيمَ المذكورَ في قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا *} [الكهف: 9] ؛ فيكونُ «الرقيمُ» المذكورُ في هذه السورةِ هو المرادَ في هذا الحديثِ، وهو الغارُ الذي دخَلَهُ هؤلاءِ الثلاثة، وأصابهم فيه ما أصابهم؛ وإلى ذلك مَيْلُ الحافظ ابن حَجَر، وقد استظهَرَهُ من صنيع البخاري؛ فقد قال في "الفتح" (6/506) : «عَقَّبَ المصنِّفُ [يعني: البخاريَّ] قِصَّةَ أصحابِ الكَهْفِ بحديثِ الغَارِ؛ إشارةً إلى ما ورَدَ أنَّهُ قد قِيلَ: إنَّ الرَّقِيمَ المذكورَ في قولِهِ تعالَى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ} ، هو: الغارُ الذي أَصَابَ فيه الثلاثةَ ما أصابَهُمْ؛ وذلك فيما أخرَجَهُ البَزَّارُ والطَّبَرَانيُّ بإسنادٍ حَسَنٍ، عن النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ؛ أنه سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الرَّقِيمَ ... فذكَرَ الحديثَ» . اهـ. ولم يتعقَّبه بشيء. وذكره السِّنْدِيُّ في حاشيته على "مسند الإمام أحمد" (4/275 رقم 18417- طبعة الرسالة) . وتعقَّبه محقِّقو "المسند"، وقولُهُمْ خلافُ الظاهر، كما أنهم لم يذكُرُوا له دليلاً، فلا يسلَّم لهم، والله أعلم. وعلى ذلك فـ «أَلْ» في قوله: «يذكُرُ الرقيمَ» للعَهْدِ الذِّهْني، ومثلُهَا ما في قوله تعالى: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التّوبَة: 40] ؛ إشارةً إلى الغارِ المعهودِ المعروف، وهو غَارُ ثَوْر. وانظر في «أَلْ» وأنواعها: "مغني اللبيب" لابن هشام (ص62) . هذا؛ وقد اختلَفَ المفسِّرون في معنى «الرقيم» المذكور في السورة الكريمة؛ على ثمانية أقوال. انظرها في كتب التفسير و"تاج العروس" (رقم) . (¬*) تقدم تفسيره في الحديث رقم [206] . -[165]- (¬2) هَبَّ: نَهَض، وأَسْرع، ونَشِطَ. انظر: "تاج العروس" (2/482/هبب) . والمراد: أنها قامت وذهبت؛ وجاء في لفظ الحديث عند «الإمام أحمد» والمصنف في "الدعاء": «وذهبت» أو «فذهبت» . والمعنى واحدٌ. ويمكن أن تكون «وَهَبَّتْ» هنا مصحَّفًا عن «وذهبت» . -[166]- (¬3) تقدم تفسيره في الحديث رقم [34] . (¬4) كذا في الأصل: «خِفْتِيهِ» بإشباع كسرة تاء المخاطبة المؤنثة، وهي لغةٌ لبعض العرب؛ قال سيبويه: «وحدثني الخليل أن ناسًا يقولون: «ضَرَبْتِيهِ» فيلحقون الياء، وهذه قليلة» اهـ. والمشهور: «خِفْتِهِ» بكسر التاء دون ياء. وانظر: "كتاب سيبويه" (4/200) ، و"طَلِبَة الطَّلَبَة" للنَّسَفي (ص233) ، و"مجمع الأمثال" للميداني (2/195) . (¬5) كذا في الأصل، وفي "الدعاء": «الحق» ، وفي "مسند الإمام أحمد": «ما يحق» . وما في "المسند" و"الدعاء" متقارب المعنى؛ ويكون: «ما يحق» و «الحق» في موضعِ مفعولٍ به ثانٍ لـ «أعطيتُ» . وأما ما وقع هنا فإن لم يكن مصحَّفًا عما في "المسند" أو "الدعاء"، فإن الباءَ فيه تكون سببية، ويكون المفعول محذوفًا، أي: فأعطيتها مالاً بسبب الحق الذي عليَّ بسببِ كَشْفها. -[167]- (¬6) تقدَّم تفسيرُهُ في التعليق على الحديث رقم [206] .

طاوس، عن النعمان بن بشير

طَاوُسٌ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 209 - حدَّثنا إسحاقُ الدَّبَريُّ، عن عبدِالرَّزَّاقِ، عن ابنِ جُريجِ (¬1) ، عن ابنِ طاوسٍ (¬2) ، عن أبيه؛ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ ببشيرِ بنِ سعدٍ أبي النعمانِ ومعه ابنُه النعمانُ، فقال: اِشْهَدْ أني قد نَحَلتُه عبدًا- أو أَمَةً- قال: «أَلَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟» قال: نعم. قال: «فَنَحَلْتَهُم مِثْلَ مَا نَحَلْتَهُ؟» قال: لا. قال: «فَإِنِّي لا أَشْهَدُ إِلاَّ عَلَى الْحَقِّ!» . ¬

[209] أخرجه عبد الرزاق (16496) عن ابن جريج، به. وفي آخره: «فإني لا أشهد إلا على الحق، لا أشهد بهذا» . قلت: (أي: ابن جريج، لابن طاوس) : سمعتَهُ من أبيك؟ قال: لا. (¬1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (¬2) هو: عبد الله.

[أبو صالح الحارثي، عن النعمان بن بشير]

[أَبُو صَالِحٍ الحَارِثِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ] (¬1) 210 - حدَّثنا عَبْدانُ بنُ أحمدَ، قال: قرأتُ على إبراهيمَ بنِ سعيدٍ الجَوْهريِّ، ثنا رَيْحانُ بنُ سعيدٍ، ثنا عَبّادُ بنُ منصورٍ، عن أيوبَ (¬2) ، عن أبي قِلابةَ (¬3) ، عن أبي صالحٍ (¬4) ، عن النُّعمانِ بنِ بشيرٍ؛ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال يومًا: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، وَهُوَ عِنْد العَرْشِ، وَإِنَّهُ أَنْزَلَ مِنْ ذَلِكَ الكِتَابِ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَلِجُ بَيْتًا قُرِئَتَا فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ» . ¬

(¬1) بحسب منهج المصنف، فقد سقطت هذه الترجمة من النُّسْخة، واستدركناها من إسناد الحديث. [210] أخرجه المصنف في "الأوسط" (1360) ، و"الصغير" (147) ، والنسائي في "الكبرى" (10736) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (1/536) ؛ من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2180) من طريق ريحان بن سعيد، به. وأخرجه البزار (3297) ، وابن عدي في "الكامل" (7/24- 25) ؛ من طريق أبي قلابة، به. وأورده ابن أبي حاتم في "العلل" (1678) ، وأعلَّه أبو زرعة، وصحَّح رواية حماد ابن سلمة الآتية في الحديث رقم [212] . (¬2) هو: ابن أبي تميمة. (¬3) هو: عبد الله بن زيد. (¬4) معروف بكنيته؛ وهو الحارثي، كما ذكره المصنِّف في إسنادِ هذا الحديثِ في "المعجم الأوسط"، ويقال: الخازن أو الحادي.

نعيم بن زياد أبو طلحة الأنصاري، ويقال: الأنماري، عن النعمان

نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو طَلْحَةَ الأَنْصَارِيُّ، وَيُقَالُ: الأَنْمَارِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ 211 - حدَّثنا عُبيدُ بنُ غَنّامٍ، ثنا أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، ثنا زيدُ ابنُ الحُبَابِ، عن معاويةَ بنِ صالحٍ، قال: حدثني نُعيمُ بنُ زيادٍ أبو طلحةَ الأَنْماريُّ، قال: سمعتُ النعمانَ بنَ بَشيرٍ على منبرِ حمصٍ يقولُ: قُمْنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ليلةَ سابعةٍ وعشرين (¬1) حتى ظننا أنه يفوتُنا الفَلاَحُ، وكنا نَعُدُّه السُّحُورَ (¬2) ، فأنتم تقولون: ليلةُ سابعةٍ ليلةُ -[171]- تسعٍ وعشرين (¬3) ، ونحن نقولُ: ليلةُ سابعةٍ ليلةُ سَبْعٍ وعشرين، فأينا أصوبُ؛ نحن أو أنتم؟ ¬

[211] أخرجه ابن أبي شيبة (7770) - ومن طريقه الفريابي في "الصيام" (156) - والإمام أحمد (4/272 رقم 18402) ، والنسائي في "المجتبى" (3/303) ، وفي "الكبرى" (1301) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (8/112- 113) - وابن خزيمة (2204) ؛ من طريق زيد بن الحُبَاب، به. وأخرجه المصنف في "مسند الشاميين" (2063) ، والفريابي في "الصيام" (155) ، والحاكم في "المستدرك" (1/607) ؛ من طريق معاوية بن صالح، به. (¬1) كذا وقع لفظ الحديث في الأصل، وفي جميع مصادر التخريج: «قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ثلاث وعشرين إلى ثلث الليل الأول، وقمنا معه ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل، وقمنا معه ليلة سابعة وعشرين ... » إلخ. فإن لم يكن المصنف قصد اختصاره؛ فإن فيه سقطًا كما ترى؛ سببه انتقال البصر. وجاء في بعض المصادر أنه صلى الله عليه وسلم صلى بهم ليلتي أربع وعشرين وست وعشرين، وخفَّف بهم. (¬2) أي: كانوا يُسمُّون السُّحورَ: الفَلاَحَ؛ كما صُرِّحَ به في بعض مصادر تخريج الحديث. قال السِّندي: لأنه يَخْلُصُ به الإنسانُ من تعب الجوع والعطش. وانظر: المنقول عن "حاشية السندي" في "المسند" (الحديث رقم 18402/ طبعة الرسالة) . -[171]- (¬3) قوله: «ليلة سابعة ليلة تسع وعشرين» كذا في الأصل، وكذا عند الفريابي في "الصيام" (156) . وفي "مسند الإمام أحمد" و"صحيح ابن خزيمة": «ثلاث وعشرين» بدل «تسع وعشرين» ، ولم ترد عبارة: «فأنتم تقولون ... » إلخ، في مصادر التخريج الأخرى، ولا في "مصنف ابن أبي شيبة"، الذي روى المصنِّفُ- وكذا الفريابيُّ- الحديثَ مِنْ طريقه. والصواب: «ثلاث وعشرين» ؛ قال السندي: لأنها سابعة إذا كان الحساب من آخر الشهر على عادة العرب، ويكون الشهر ناقصًا ولم يعتبروا الكمال لأنه محتمل، أو لأنه أقل من النقصان. والله أعلم. وانظر المنقول عن "حاشية السندي" في "المسند" (الحديث رقم 18402/طبعة الرسالة) .

أبو الأشعث الصنعاني، عن النعمان

أَبُو الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ 212 - حدَّثنا أحمدُ بنُ عَمرٍو القَطِرانيُّ البَصْريُّ، ثنا هُدْبَةُ بنُ خالدٍ، ثنا حمادُ بنُ سلمةَ، ثنا أشعثُ بنُ [عبد الرحمن] (¬1) الجَرْميُّ، عن أبي قِلابةَ (¬2) ، عن أبي الأشعثِ الصَّنعانيِّ، عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ؛ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «كَتَبَ اللهُ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، فَأَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَلا تُقْرَأَانِ فِي دَارٍ ثَلاَثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ» . ¬

[212] أخرجه المصنف في "الأوسط" (1988) بهذا الإسناد. وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص232) ، والإمام أحمد (4/274 رقم 18414) ، والدارمي في "مسنده" (3430) ، والترمذي (2882) ، والبزار (3296) ، والنسائي في "الكبرى" (10737) ، وفي "عمل اليوم والليلة" (1/536) ، والبغوي في "تفسيره" (1/275) ، وفي "شرح السنة" (1201) ، وابن حبان (782) ، والحاكم في "المستدرك" (1/750) ، (2/286) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2179) ، وفي "الأسماء والصفات" (490) ؛ من طريق حماد بن سلمة، به. وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (1678) ؛ من رواية حماد بن سلمة، به، وذكر أن أبا زرعة صحَّحه. (¬1) في الأصل: «عبد الله» ، وهو تصحيف، والتصويب من الموضع السابق من "الأوسط" للمصنف؛ فقد رواه بهذا الإسناد، وهو الموافق لما في مصادر التخريج. (¬2) هو: عبد الله بن زيد.

عبد الرحمن بن عرق اليحصبي، عن النعمان

عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عِرْقٍ اليَحْصُبِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ 213 - حدَّثنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ نافعٍ الطَّحّانُ المصريُّ، ثنا مؤمِّلُ بن إِهابٍ، ثنا عثمانُ بنُ سعيدِ بنِ كَثِيرِ بنِ دينارٍ الحِمْصِيُّ، ثنا محمدُ بنُ عبدِالرحمنِ بنِ عِرْقٍ اليَحْصُبيُّ، عن أبيه، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ، قال: أُهديَ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عنبٌ من الطائفِ، فأعطاني عُنقودًا وقال: «اذْهَبْ بِهِ إِلى أُمِّكَ» ، فأكلتُهُ في الطريقِ، فقال: «مَا فَعَلَ الْعُنْقُودُ؟» (¬1) فقلتُ: أكلتُهُ، فسمَّاني «غُدَرَ (¬2) » . ¬

[213] أخرجه المصنف في "الأوسط" (1899) - ومن طريقه المِزِّيُّ في "تهذيب الكمال" (17/281) - بهذا الإسناد. وأخرجه ابن ماجه (3368) من طريق عثمان ابن سعيد، به. (¬1) وفي رواية ابن ماجه: «فأكلتُه قبل أن أبلِّغه إياها، فلمَّا كان بعد ليالٍ قال لي: «ما فعل العنقود؟ هل أبلغتَهُ أُمَّكَ؟» . (¬2) قوله: «غدر» منصوب على أنه مفعولٌ ثانٍ لـ «سمَّاني» ، والمفعول الأول هو ياء المتكلم. و «غُدَرُ» : وصفٌ على وزن «فُعَل» ، معدُولٌ عن «غادر» على وزن «فاعل» ؛ للمبالغة في وصف الإنسان بالغَدْر؛ وهو ممنوعٌ من الصرف للوصفيَّةِ والعَدْل، وأكثر ما يستعمل في النداءِ بالسَّبِّ، ويقال للأنثى: يا غَدَارِ. وانظر: "تاج العروس" (7/294/غدر) . والنبي صلى الله عليه وسلم هنا لم يسبَّه بذلك، وإنما سماه بهذا الاسم- وإن كان قبيحًا- لإتيانه ما يشبه هذا الفعل، وليؤدِّبه ويزجره عنه، ويروِّض نفسَهُ على عدم مقارفته.

سنان أبو سعيد، عن النعمان بن بشير

سِنَانٌ أَبُو سَعِيدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 214 - حدَّثنا الحُسينُ بنُ إسحاقَ التُّستَريُّ، ثنا عليُّ بن بحرٍ، ثنا محمدُ بنُ شُعَيْبٍ، عن سعيدِ بنِ سنانٍ، عن أبيه (¬1) ؛ أنه سمع النعمانَ ابنَ بَشيرٍ، يقولُ: بعثني النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أمي بعُنْقودٍ من عِنبٍ، ثم سألني عنه بعدُ، فأخبرتُه أني أكلتُه، فقال لي النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «غُدَرُ (¬2) » . ¬

[214] لم نقف على رواية سعيد بن سنان، عن أبيه هذه، وأخرج القصة ابن ماجه (3368) ، والمصنف في «الأوسط» (1899) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن عوف؛ عن أبيه، عن النعمان. (¬1) هو: أبو سعيد الكِنْدي الحِمْصي. (¬2) «غُدَر» هنا منادًى مبنيٌّ على الضم، وحُذف حرف النداء «يَا» . أو ترفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: أنت غُدَرُ. وانظر التعليق على الحديث السابق.

أبو سلام الحبشي، عن النعمان بن بشير

أَبُو سَلاَّمٍ الحَبَشِيُّ (¬1) ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 215 - حدَّثنا أحمدُ بنُ خُليدٍ الحَلَبيُّ، ثنا أبو تَوْبةَ الرَّبِيعُ بنُ نافعٍ، ثنا معاويةُ بنُ سَلاَّمٍ، عن زيدِ بنِ سَلاَّم؛ أنه سمع أبا سَلاَّمٍ يقولُ: حدثني النُّعمانُ بنُ بشيرٍ، قال: كنتُ عندَ [منبرِ] (¬2) رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال رجلٌ: ما أُبالي أَلاَّ أعملَ عملاً بعدَ الإسلامِ إلا أن أسقيَ الحاجَّ. وقال رجلٌ: ما أُبالي أَلاَّ أَعْمَلَ عَمَلاً بعدَ الإسلامِ إلاَّ أنْ أَعْمُرَ المسجدَ الحرامَ. وقال آخرُ: الجهادُ في سبيلِ الله أفضلُ مما قلتُمْ. فزَجَرَهُمْ عمرُ، وقال: لا تَرْفَعُوا أصواتَكُمْ عندَ منبرِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم- وهو يوم الجمعةِ- ولكنْ إذا صلَّيتُ الجمعةَ دَخَلْتُ فاستفتيتُهُ فيما اختلفتُم فيه. فأنزل اللهُ عزَّ وجل: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} الآيةَ (¬3) . ¬

(¬1) هو: ممطور الحبشي. [215] أخرجه المصنف في "الأوسط" (421) ، و"مسند الشاميين" (2867) ؛ بهذا الإسناد. وأخرجه الإمام أحمد (4/269 رقم 18367) ، ومسلم (1879) ، والبزار (3237) ، وأبو عوانة (7353) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/1767 رقم 10063) ، وابن منده في "الإيمان" (243) ، والبيهقي (9/158) ، والبغوي في "تفسيره" (2/275) ، وابن عساكر في "الأربعون في الحث على الجهاد" (ص56- 58) ، وابن بَشْكُوَال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/744- 745) ؛ من طريق أبي تَوْبة الرَّبِيع بن نافع، به. وأخرجه مسلم (1879) ، والبزار (3238) ، والطبري في "تفسيره" (10/95) ، وابن بَشْكُوَال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/743) ؛ من طريق معاوية بن سَلاَّم، به. (¬2) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، فأثبتناه من "الأوسط" و"مسند الشاميين" للمصنِّف، ومن سائر مصادر التخريج، وما سيأتي في كلام عمر رضي الله عنه. (¬3) الآية (19) من سورة التوبة.

كرب اليحصبي، عن النعمان بن بشير

كَرِبٌ اليَحْصُبِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 216 - حدَّثنا الحُسينُ بنُ إسحاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا مسلمُ بنُ عبدِالملكِ الحَضْرميُّ الحِمْصيُّ، ثنا محمدُ بنُ حِمْيرَ ٍ، ثنا صفوانُ بنُ عَمْرٍو السَّكْسَكيُّ، قال: خَرجْنا في جِنازةٍ فإذا أهلُها يُدْخِلونها القبرَ مما يلي القبلةَ، فقال كَرِبٌ اليَحْصُبيُّ: قال النعمانُ بنُ بَشيرٍ: إن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ بَيْتٍ بَابًا؛ وَبَابُ القَبْرِ مِنْ تِلْقَاءِ رِجْلَيْهِ» (¬1) . ¬

[216] الحديث نقله الحافظ ابن كثير في "جامع المسانيد" (6/173 رقم 10419) عن الطبراني، إلا أنه تصحَّف فيه «محمد بن حمير» إلى «محمد بن جبير» . وأخرجه المصنِّف في "مسند الشاميين" (1013) بهذا الإسناد. وقال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/43) : «رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه جماعة لم يُعرفوا» . (¬1) هذا آخِرُ ما وُجِدَ من مُسْنَدِ النعمان بن بشير رضي الله عنهما، من "المعجم الكبير" للحافظ الطبراني، ويليه: «باب الواو: وائل بنَ حُجْر الحضرمي القَيْل» ، وهو أوَّلُ الجزءِ الثاني والعشرين من المطبوع.

الفهارس

الفَهَارِس

أ) فهرس الآيات القرآنية

أ) فِهْرِسُ الآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ (¬1) {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ} [سورة البقرة: 195] 132 {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَآجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [سورة التوبة: 19] 215 {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ} [سورة غافر: 60] 189-195 {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَْرْضِ الْمَلِكِ} [سورة الجمُعة] 4، 5 {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} [سورة الأعلى] 136، 162- 171 {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ *} [سورة الغاشية] 4، 5، 162- 171 {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا *} [سورة الشمس] 136 ¬

(¬1) رتبنا فهرسَ الآياتِ على حسَبِ ورودها في المصحفِ الشَّريف. أما فهرسُ الأْحاديثِ النَّبويَّةِ وَالآثَارِ: فقد رَتَّبناهُ على حُرُوفِ الهِجاء، وكذلكَ فهرسُ الرُّواةِ عن النُّعمانِ بن بشيرٍ، وفهرسُ غريبِ اللُّغة، ورتَّبنا النَّحو والصَّرفَ- في فهرسِ مسائلِ العربيَّةِ- على حسَبِ ترتيبِ "الألفيَّةِ" و"لاميَّةِ الأفعال"، وكلاهما لابن مالك، وقد وَضَعْنَا بين قوسَيْنِ أرقامَ الأحاديثِ التي وثَّقنا الكلامَ فيها مِنْ كتبِ أَهْلِ العربيَّةِ وغيرِهِمْ، وأحلْنَا بقيَّةَ المواضعِ عليها. وأَمَّا فِهْرِسُ الْمَوْضُوعَاتِ: فقد رَتَّبْنَاهُ عَلَى حَسَبِ مَا وَرَدَ في الكِتَاب.

ب) فهرس الأحاديث النبوية والآثار

ب) فِهْرِسُ الأَْحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ وَالآثَارِ الحديث أو الأثر رَقْمه حرف الهمزة اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ 138 اجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ 91 اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ وبَيْنَ الْحَرَامِ سُتْرَةً مِنَ الْحَلاَلِ 20 أَخَذَ أَبِي بِيَدِي، فَذَهَبَ بِي إِلَى رَسُولِِ اللهِ 78 إِذَا كُسِفَتِ الشَّمْسُ فَصَلُّوا كَأَحْدَثِ صَلاَةٍ صَلَّيْتُمُوهَا مِنَ الْمَكْتُوبَةِ 204 إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ 205 اذْهَبْ بِهِ إِلى أُمِّكَ 213 أَرَادَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ- وَهِيَ أُمُّ النُّعْمَانِ- أَنْ يَنْحَلَنِي نُحْلاً 70 اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبيِّ 108 اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ 141 أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا 109، 110 أَشْهِدْ عَلَى هَذَا غَيْرِي 69، 81 اعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ 70، 199 أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً 75 أَعْطَيْتَ كُلَّ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا؟ 75 أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّاسِ 188 أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ 187، 188 أَكُلَّ بَنِيكَ نَحَلْتَهُ؟ 1

أَكُلَّ وَلَدِكَ أَعْطَيْتَ مِثْلَ الَّذِي أَعْطَيْتَ لَهُ؟ 65 أَلاَ إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ، أَلاَ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ 25 أَلاَ إِنَّ في الْجَسَدِ مُضْغَةً؛ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ 53 أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ؟! 128 أَلَكَ غَيْرُهُ؟ 82، 83 أَلَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ؟ 72 أَلَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟ 66، 209 أَلَمْ تَرَيْنِي حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ؟ 108، 109 أَمَا إِنَّ عِنْدِي فِي ذَلِكَ خَبَرًا شَافِيًا 182 أَنَّ أَبَاهُ تَصَدَّقَ عَلَيْهِ بِصَدَقَةٍ 72 أَنَّ أَبَاهُ ذَهَبَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ 196 إِنَّ أَبِي بَشِيرًا وَهَبَ لِي هِبَةً 67 أَنَّ أُمَّ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَتْ لأَِبِيهِ 66 إِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَقُولُونَ 200 إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا 154، 155، 156، 157، 158 أَنَّ بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ أَتَى رَسُولَ اللهِ 74 إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ 148 إِنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ انْطَلَقُوا فِي سَفَرٍ ... 161 إِنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ دَخَلُوا فِي كَهْفٍ 206، 207 إِنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ كَانُوا فِي كَهْفٍ 208 إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ 8، 16 إِنَّ الْخَمْرَ مِنَ الْعَصِيرِ.... 93

إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ 194 أَنَّ رَجُلاً وَطِئَ جَارِيَةَ امْرَأَتِهِ 180 أَنَّ رَجُلاً وَقَعَ بِجَارِيَةِ امْرَأَتِهِ 182 أَنَّ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ: عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ 181 أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ فِي رَجُلٍ وَقَعَ بِجَارِيَةِ امْرَأَتِهِ 177 أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ فِي قَوْلِهِ: ادْعُونِي 195 أَّنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاَةِ الْجُمُعَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ 163 أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ 164، 165 إِنَّ فِي الإِنْسَانِ مُضْغَةً 62، 147 إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً 59، 61، 63 إِنَّ فِي الرَّجُلِ مُضْغَةً 64 إِنَّ قَوْمًا رَكِبُوا سَفِينَةً فِي الْبَحْرِ 37 إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ لَيُسَوِّي صُفُوفَنَا فِي الصَّلاَةِ 113 إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَكَ جَلَدْتُكَ مِئَةً 181 إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَهُ جَلَدْتُهُ مِئَةً 180 إِنْ كَانَتْ أَحَلَّتْهَا لَهُ فَاجْلِدُوهُ مِئَةَ جَلْدَةٍ 177، 178، 179 إِنْ كُنْتِ أَذِنْتِ لَهُ جَلَدْتُهُ مِئَةً 182 إِنَّ اللهَ جَعَلَ حَلاَلاً بَيِّنًا وَحَرَامًا بَيِّنًا 152 إِنَّ اللهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ 210 إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ 133 إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ 77 إِنَّ لِبَنِيكَ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَعْدِلَ بَيْنَهُمْ 67

إِنَّ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللهِ 2 إِنَّ لِكُلِّ بَيْتٍ بَابًا 216 إِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى 19 إِنَّ لَهُمْ عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَعْدِلَ بَيْنَهُمْ 66، 71 إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ 41 إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ كَمَثَلِ رَجُلٍ 50 إِنَّ مَثَلَ الأُمَرَاءِ وَمَثَلَ النَّاسِ كَمَثَلِ قَوْمٍ رَكِبُوا سَفينَةً 140 إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ 150 إِنَّ مِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرًا 86، 88، 90 أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى فِي الْكُسُوفِ 202، 203 أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدِِ وَالْجُمُعَةِ 169، 170 أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ 167 أَنَّ النَّبِيَّ مَرَّ بِبَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ أَبِي النُّعْمَانِ وَمَعَهُ ابْنُهُ النُّعْمَانُ 209 إِنَّ نَفَرًا ثَلاَثَةً خَرَجُوا ... 145 إنَّ وَالِدِي بَشِيرَ بْنَ سَعْدٍ أَتَى رَسُولَ اللهِ 73 أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِمِيقَاتِ هَذِهِ الصَّلاَةِ: الْعِشَاءِ الآْخِرَةِ 176 أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ الْعِشَاءَِ 174 أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ هَذِهِ الصَّلاَةِ: صَلاَةِ الْعِشَاءِ 173 أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِ هَذِهِ الصَّلاَةِ، يَعْنِي: الْعِشَاءَ 172 أَنَحَلْتَ بَنِيكَ مِثْلَ ذَلِكَ؟ 79 أُنْذِرُكُمُ النَّارَ 122، 124 انْطَلقَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَرْتَادُونَ لأَِهْلِيهِمْ، فَأَصَابَهُمُ السَّمَاءُ، فَلَجَؤُوا إِلَى غَارٍ

146 إِنَّمَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ كَالْجَسَدِ 49 إِنِّي لَأَعْلَمُ النَّاسِ بِوَقْتِِ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ 175 أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللهِ عِنَبٌ مِنَ الطَّائِفِ 213 أَيُّهَا النَّاسُ تَرَاحَمُوا؛ الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ 51 حرف الباء بَعَثَنِي النَّبِيُّ إِلَى أُمِّي بِعُنْقُودٍ مِنْ عِنَبٍ 214 حرف التاء تَصَدَّقَ عَلَيَّ أَبِي بِصَدَقَةٍ 68، 76 حرف الجيم جَاءَ بِي أَبِي إِلَى رَسُولِ اللهِ 82، 83 جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَسَارَّهُ 149 حرف الحاء الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ 6، 7، 12، 13، 14، 17، 18، 23، 27، 153 حَلاَلٌ بَيِّنٌ، وَحَرَامٌ بَيِّنٌ 9، 10، 11، 15، 21، 22، 26، 198 حرف الخاء خُذُوا عَلَى أَيْدِي سُفَهَائِكُمْ 95 خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ذَاتَ يَوْمٍ مُسْتَعْجِلاً 200 خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ 94 خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي 96، 100، 102،

103، 104 خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْتُ فِيهِمْ 101 الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ 186 حرف الدال الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ 191، 192، 193 حرف الراء رَأَيْتُ النَّبِيَّ وَإِنَّهُ لَيُقَوِّمُ الصُّفُوفَ 120 رُوَيْدًا! لَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟ 67 رُوَيْدَكَ! هَلْ لَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟ 68 حرف الطاء طَلَبَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ إِلَى بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ 69 حرف العين عِبَادَ اللهِ، سَوُّوا صُفُوفَكُمْ 114 عِبَادَ اللهِ، لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ 115، 117 عِبَادَ اللهِ الْمُسْلِمِينَ! لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ 112 الْعِبَادَةُ هِيَ الدُّعَاءُ 189، 190 حرف الفاء فَلاَ تُشْهِدْنِي عَلَى هَذَا 70 فَلاَ تَقْتُلُوهُ 149 فِي ابْنِ آدَمَ مُضْغَةٌ 54، 55، 56 فِي الْجَسَدِ مُضْغَةٌ 58، 60

حرف القاف قَالَتْ أُمِّي عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ لأَِبي: لَوْ نَحَلْتَ النُّعْمَانَ 65 قُلْ لَهُمْ يَقْتُلُونَهُ 149 قُمْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ لَيْلَةَ سَابِعَةٍ وَعِشْرِينَ 211 حرف الكاف كَانَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ فِي غِبِّ السَّمَاءِ، إِذْ مَرُّوا بِغَارٍ 159، 160 كَانَ الرَّجُلُ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيَقُولُ: لاَ يُغفَرُ لِي 132 كَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ أَوِ القَمَرُ صَلَّى 201 كَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ 139 كَانَ رَسُولُ اللهِ لاَ يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ 129 كَانَ رَسُولُ اللهِ يُسَوِّي الصُّفُوفَ 114، 115 كَانَ رَسُولُ اللهِ يُسَوِّي صُفُوفَنَا 117، 118 كَانَ رَسُولُ اللهِ يُسَوِّينَا فِي الصَّلاَةِ 116 كَانَ رَسُولُ اللهِ يَقْرَأُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى 162، 168 كَانَ رَسُولُ اللهِ يَقْرَأُ فِي الأَضْحَى وَالفِطْرِ 171 كَانَ رَسُولُ اللهِ يَقْرَأُ فِي العِيدَيْنِ 136 كَانَ رَسُولُ اللهِ يَقْرَأُ فِي العِيدَيْنِ ويَوْمَ الجُمُعَةِ 166 كَانَ رَسُولُ اللهِ يُقَوِّمُنَا فِي الصُّفُوفِ 112 كَانَ النَّبِيُّ يُؤَخِّرُ عِشَاءَ الآخِرَةِ 125 كَانَ النَّبِيُّ يُسَوِّي الصُّفُوفَ فِي الصَّلاَةِ 119 كَانَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكُونُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ 47

كَتَبَ اللهُ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ والأَرْضَ بأَِلْفَيْ عَامٍ 212 كُلُّ شَيْءٍ خَطَأٌ إِلاَّ الحَدِيدَةَ وَالسَّيْفَ 185 كُلُّ شَيْءٍ خَطَأٌ إِلاَّ السَّيْفَ 183 كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ فِي مَسِيرٍ 135 كُنْتُ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللهِ 215 حرف اللام لَأَقْضِيََنَّ بِقَضِيَّةِ رَسُولِ اللهِ 181 لَأَقْضِيَنَّ فِيهَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللهِ 180 لاَ أَشْهَدُ عَلَى جَنَفٍ 83 لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِِ رَسُولِ اللهِ 215 لاَ تَشْرَبُوا فِي النَّقِيرِ وَلاَ المُزَفَّتِ 99 لاَ تُشْهِدْنِي إِلاَّ عَلَى عَدْلٍ 73 لاَ تُشْهِدْنِي عَلَى جَوْرٍ 80 لاَ حَدَّ إِلاَّ بِالسَّيْفِ 185 لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا 135 لاَ يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ 84، 85 لَتَسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ 116 لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ فِي صَلاَتِكُمْ أَوْ لَيُخَالَفَنَّ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ 111 لَتُقِيمُنَّ صُدُورَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ 120 الَّذِينَ يَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللهِ 3 لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يَظَلُّ الْيَوْمَ وَمَا يَجِدُ طَعَامًا يَمْلَأُ بَطْنََهُ 127 لَكَ بَنُونَ سِوَاهُ؟ 74

لَكَ بَنُونَ غَيْرُهُ؟ 76 لَكَ وَلَدٌ سِوَاهُ؟ 71 لَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟ 73 لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ 98 حرف الميم المُؤْمِنُونَ مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى بَعْضُهُ تَدَاعَى سَائِرُهُ 130 مَا فَعَلَ الْعُنْقُودُ؟ 213 مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ يَقْرَأُ عَلَى أَثَرِ سُورَةِ الْجُمُعَةِ؟ 4 مَا كَانَ النَّبِيُّ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ؟ 5 مَا مِنْ عَبْدٍ وَلاَ أَمَةٍ إِلاَّ وَلَهُ ثَلاَثَةُ أَخِلاَّءَ 142، 143 مَثَلُ الفَاسِقِ فِي القَوْمِ كَمَثَلِ قَوْمٍ رَكِبُوا سَفِينَةً فِي البَحْرِ 18 مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ 28، 31، 32، 33، 35 مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ الجَسَدِ 42 مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ 39، 46 مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ 43، 44، 45 مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَاصُلِهِمْ 151 مَثَلُ المُؤْمِنِينَ كَمَثَلِ جَسَدٍ وَاحِدٍ 52 مَثَلُ المُؤْمِنِينَ مَثَلُ تَوَادِّهِمْ وَتَحَابِّهِمْ 40 مَثَلُ المُؤْمِنِينَ مَثَلُ رَجُلٍ وَاحِدٍ 131 مَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ 137 مَثَلُ المُدَاهِنِ فِي أَمْرِ اللهِ 29، 30 مَثَلُ المُدَاهِنِ في الحُدُودِ 36

مُدْهِنٌ فِي حُدُودِ اللهِ 34 المُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ 106، 107 مِنِ ابْنِ آدَمَ مُضْغَةٌ إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ لَهَا الجَسَدُ 57 مَنْ جَلَدَ حَدًّا فِي غَيْرِ حَدٍّ فَهُوَ مِنَ المُعْتَدِينَ 197 مِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرٌ 87، 89 مَنْ رَبَطَ دَابَّةً عَلَى طَرِيقِ المُسْلِمِينَ 97 مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقٍ 134 مَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الحِمَى يُوشِكْ أَنْ يَقَعَ فِيهِ 152 حرف النون نَحَلَنِي أَبِي نُحْلاً 71، 81 نَضَّرَ اللهُ وَجْهَ عَبْدٍ سَمِعَ مَقَالَتِي فَحَمَلَهَا 94 حرف الهاء هَلْ لَكَ بَنُونَ سِوَاهُ؟ 74 هَلْ لَكَ مَعَهُ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟ 69 هَلْ لَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ؟ 68 حرف الواو وَاللهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ 121 وَاللهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ يَشْبَعُ مِنَ الدَّقَلِ 126 حرف الياء يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أُحَذِّرُكُمُ النَّارَ 123

يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى 24 يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ مِنَ الْعِنَبِ خَمْرًا 92 يَا أَيُّهَا النَّاسُ! خُذُوا عَلَى أَيْدِي سُفَهَائِكُمْ 37 يَا بَشِيرُ! أَكُلَّ وَلَدِكَ تَنْحَلُ كَمَا تَنْحَلُ هَذَا؟ 196 يَا بَشِيرُ، انْحَلِ النُّعْمَانَ 79 يَا رَسُولَ اللهِ، أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا 108 يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَكُونُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ كَمَنْزِلَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ 48

ج) فهرس الرواة عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما

ج) فِهْرِسُ الرُّوَاةِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما حرف الحاء حَبِيبُ بنُ سالم 162، 163، 165-182 الحَسَن بنُ أَبِي الحَسَنِ البَصْرِيّ 200 الحُسَيْن بنُ الحارثِ أَبُو القاسم الجَدَلِيّ 187، 188 [حُمَيْد بنُ عبدِالرَّحْمَنِ] 1 حرف الخاء خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ 9، 96، 97، 101-107 حرف الزاي زَكَرِيَّا بنُ خالدٍ 198 حرف السين سالم بن أبي الجَعْدِ 111 سالمٌ والدُ حَبِيبٍ 164 سِمَاك بن حَرْب 98، 112-149 سِنَان أبو سَعِيد 214 حرف الشين شَرَاحِيل بن آدَة أبو الأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ 212 حرف الطاء طَاوُس بن كَيْسَان 209

حرف العين عَامِر بن شَرَاحِيل الشَّعْبِيّ 6-10 عبد الرحمن بن عِرْق اليَحْصُبِيّ 213 عبد الله بن بُرَيْدة 196 عبد الله بن زَيْد أبو قِلاَبة الجَرْمِيّ 201-205 عبد الله بن عُتْبَة بن مَسْعُود 2-5 عبد المَلِكِ بن عُمَيْر 98، 150-153 عُبَيْد الله بن عبد الله بن عُتْبَة بن مَسْعُود 2-5 عَمْرُو بن شُرَحْبِيل أبو مَيْسَرة 159، 161 عَمْرو بن عبد الله السَّبِيعِيّ أبو إسحاق السَّبِيعِيّ 154-158، 160 العَيْزَار بن حُرَيْث 108-110 حرف الكاف كَرِب اليَحْصُبِي 216 حرف الميم مُجَاهِد بن جَبْر الْمَخْزُومِيّ 94 مُحَارِب بن دِثَارٍ 76 [مُحَمَّد بنُ النُّعْمَان] 1 الْمُفَضَّل بن الْمُهَلَّب 199 مَمْطُور الأَسْوَد أبو سَلاَّم الْحَبَشِيّ 215 حرف النون نُعَيْم بن زِيَاد أبو طَلْحَة الأنصاري، ويقال: الأَنْمَاري، 211

حرف الواو الوَلِيد بن عُثْمَان، خال مِسْعَر 197 وَهْب بن مُنَبِّهٍ 206-208 حرف الياء يُسَيْع الحَضْرَمِيّ 189-195 الْكُنَى أبو إسحاقَ السَّبِيعِيّ = عمرو بن عبد الله أبو الأَشْعَث الصَّنْعَاني = شَرَاحِيل بن آدَة أبو زِيَاد التَّيْمِيّ 186 أبو سَلاَّمٍ الحَبَشِيّ = مَمْطُور الأَسْوَد أبو صالحٍ الحَارِثِيّ 210 أبو عَازِبٍ مُسْلِم بن عَمْرٍو 183-185 أبو قِلاَبة = عبد الله بن زَيْد الجَرْمِيّ

د) فهرس غريب اللغة

د) فِهْرِسُ غَرِيبِ اللُّغَةِ حرف الهمزة أثر/ أَثَر سُورَةِ الجُمُعَةِ: 4 أرش/ الأَرْش: 183 حرف الجيم جسر/ يَجْسُرُ: 8 جنف/ جَنَفٌ: 83 جور/ الجَوْرُ: 83 جوز/ مَجَازِي: 36 حرف الحاء حمل/ حجرٌ مُتَحَامِل: 146 حمي/ حِمًى: 6 حوط/ دَعْوَتُهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ: 94 حيف/ الحَيْفُ: 83 حرف الخاء خصص/ خَصَاصًا: 146 خفق/ خَفَقَ بِرَأْسِهِ: 135 خلف/ أو لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ: 111 أو لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ: 112 خمص/الخَمِيصة: 122 أَخْمَصُ القَدَمِ: 154 حرف الدال دعو/ تَدَاعَى: 39، 47 دَعْوَتُهُمْ: 94 دفف/ الدَّفّ: 34 دقل/ الدَّقَلُ: (126) ، 128 دهن/ المُدْهِن- المُدَاهِن: 28، 29 حرف الذال ذمم/ الذِّمَام والمَذَمَّة: (206) ، 208 حرف الراء رتع/ رَتَعَ يَرْتَعُ أَرْتَعَ يُرْتِعُ: 9 رجع/ رَجَعَهُ وأَرْجَعَهُ: 1 رجل/ المِرْجَل: 154 رحم/ تَرَاحُمُهم: 39 رقم/ الرَّقِيم: 206، (208)

رود/ يَرْتَادُونَ: 146 روق- ريق/ مُهَرَاقُ المَاءِ: 32 ريب/ رَابَهُ الأَمْرُ يَرِيبُهُ ـ أَرَابَهُ يُرِيبُهُ: 26 حرف الزاي زقق/ هَدَى زُقَاقًا- هَدَّى زُقَاقًا: 134 زيد/ زَادُهُ ومَزَادُهُ: 98 حرف السين سمع/ سَمْعُ أُذُنِي، سَمْعَ أُذُنِي، سَمِعَ أُذُنِي: 64 سمو/ السَّمَاء: 34، 146، 159 سهم/ اسْتَهَمُوا: 28 حرف الشين شخص/ شَاخِصًا: 115 شرف/ سَعَى شَرَفًا: 98 شكو/ اشْتَكَى: (39) ، 48، 51 حرف الصاد صعق/ صاعقة: 85 حرف الضاد ضرب/ الضُّرَبَاء: 34 حرف الطاء طقق- طقطق/ طَاقْ (حكايةُ صَوْتٍ) : (206) ، 208 حرف العين عدل/ كَعِدْلِ رَقَبَةٍ: 134 عرض/ العُرْض: 34 عطف/تَنعطِفُ: 2 تَعَطُّفُهُمْ- وتَعَاطُفُهُمْ: 39 علم/ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ (تَعْلَمُ) ... : 146 أَنَا (أَعْلَمُ الناسِ) بِوَقْتِ هذه الصَّلاَةِ: 172 عمد/ عَمَدَ: 38 حرف الغين غبب/ غِبّ السَّمَاءِ: 159 غدر/ غُدَرُ: 213 غلل/ يَغِلُّ ـ يُغِلُّ (وانظر وغل) : 94 غير/ غَيَّرُوا عَلَيْهِ: 29 حرف الفاء فرفر/ فُرْفُر- فُرْفُور: 181

فرق/ فَرِقْتُ: 146 فلح/ الفَلاَح: 211 حرف القاف قدح/ القِدْح: (112) ، 117 قرقر/ قَرْقَر: 181 قرف/ قَرِفًا: 9 قضض/ قِضْ (حِكَايَةُ صَوْتٍ) : 159 قمقم/ القُمْقُم- القِمْقِم: 154 قوم/ القَائِمُ على حُدُودِ اللهِ: 28 قيل/ فقَالَ تحتَ شَجَرةٍ- القائِلةُ: 98 حرف اللام لجأ/ التَّلْجِئَة: 70 لطف/ لُطْف بَعْضِهِمْ بَعْضًًا: 46 حرف الميم منح/ المِنْحَة والْمَنِيحَة: 134 حرف النون نتن/ النَّتْن: 32 نحل/ نَحَلْتَهُ نُحْلاً: (1) ، 69، 70، 71 نذر/ لم يَنْذَرُوا بِهِ: 36 نشد/ نَشَدَهُ: (34) ، 208 نول/ فتَنَاوَلَهَا: 108 حرف الهاء هبب/ هَبَّتْ: 208 هدي/ هَدَى زُقَاقًا- هَدَّى زُقَاقًا: 134 مُهَرَاقُ المَاءِ = انظر: روق، ريق حرف الواو وجع/ وَجِعَ شَيْئًا: 50، 151 ودد/ تَوَادُّهُمْ: 39 وسن/ الوَسَنُ: 146 وصب/ الأَوْصَاب: 40 وصد/أُوصِدَ: (206) ، 208 وطد/ فَأُوطِدَ عَلَيْهِمْ: (206) ، 208 وغل/ يَغِلُ: 94 وقع/ الوَاقِعُ في حُدُودِ اللهِ: 28

هـ) فهرس مسائل العربية

هـ) فِهْرِسُ مَسَائِلِ الْعَرَبِيَّةِ أوَّلاً: مسائلُ النَّحْوِ النَّكِرَةُ والْمَعْرِفَةُ 1- بابُ الضَّمِيرِ - إلحاقُ الياءِ مَعَ تاءِ المخاطبةِ المؤنَّثةِ فيقالُ في «فَعَلْتِهِ» : «فَعَلْتِيهِ» ؛ وهي لُغَةٌ لبعضِ العَرَبِ حكاها الخَلِيلُ (208) - حذفُ أَلِفِ ضميرِ المؤنَّث «ها» ، مَعَ تسكينِ الهاءِ، ونَقْلُ فَتْحَتِهَا إلى الحَرْفِ الذي قَبْلَهَا؛ فيقالُ في «بِهَا» : «بَهْ» ؛ وهي لغةُ طَيِّئٍ ولَخْم (14) ، 16 - حَذْفُ الضميرِ الرابطِ مِنْ جُمْلَةِ الخَبَرِ 2 - حَذْفُ الضميرِ الرابطِ مِنْ جُمْلَةِ الصِّلَةِ 38 - رُجُوعُ الضميرِ إلى المفهومِ مِنَ السِّيَاقِ، وإنْ لم يُصَرَّحْ به (2) ، 34، 70، 81، 111 ضَمِيرُ الشَّأْن - مجيءُ ضميرِ الشَّأْنِ مَحْذُوفًا اسمًا لـ «إنَّ» أو إِحْدَى أخواتِهَا (8) 2- بابُ الاسمِ الْمَوْصُولِ - حَذْفُ الضميرِ الرابطِ مِنْ جُمْلَةِ الصِّلَةِ 38 - مجيءُ الاسمِ الموصولِ «الَّذِي» بمعنى «الَّذِينَ» (29) ، 31 - مجيءُ الاسمِ الموصولِ «الَّذِي» بمعنى «مَنْ» ؛ فَيَقَعُ على الْمُفْرَدِ والْمُثَنَّى والجَمْع (29) ، 31

3- بابُ الْمُحَلَّى بِـ «أَلْ» - مجيءُ «أَلْ» للعَهْدِ الذِّهْنِيِّ 208 بابُ الابتداءِ - حَذْفُ الخَبَر لِلْعِلْمِ به 9 - حَذْفُ الْخَبَرِ وسَدُّ الحالِ مَسَدَّهُ 64 - حَذْفُ المبتدأِ 9، 70، 73، 214 - مسوِّغاتُ الابتداءِ بالنَّكِرة (9) ، 11، 15، 21، 26، (34) ، 198 بابُ الفَاعِلِ - جَوَازُ تأنيثِ الفِعْلِ وتذكيرِهِ؛ إذا أُسْنِدَ إلى اسمٍ مُفْرَدٍ غَيْرِ حَقِيقِيِّ التأنيثِ، فُصِلَ عنه أو لم يُفْصَلْ 64، 106، (206) - جوازُ تذكيرِ الفِعْلِ الْمُسْنَدِ إلى ضميرٍ يعودُ إلى اسمٍ مؤنَّث 57، (97) بابُ التَّعَدِّي واللُّزُومِ - استعمالُ الفِعْلِ «اشْتَكَى» متعدِّيًا ولازمًا، واختلافُ مَعَانِيهِ (39) ، 48 - إيصالُ الفِعْلِ المتعدِّي بِحَرْفِ جَرٍّ إلى المفعولِ، بدونِ حَرْفِ الجرِّ (النصبُ على نَزْعِ الخافض) 46، 134 بابُ المفعولِ به - النَّصْبُ على المفعوليَّةِ لفعلٍ محذوف 16، 47، 51 بابُ المفعولِ الْمُطْلَقِ - نَصْبُ المصدرِ مفعولاً مطلقًا لفعلٍ محذوفٍ وجوبًا؛ لقيامِهِ مَقَامَهُ 64

بابُ حُرُوفِ الْجَرِّ - حَذْفُ حَرْفِ الْجَرِّ مَعَ انتصابِ الاسمِ بعدَهُ (النَّصْبِ عَلَى نَزْعِ الخافضِ) (46) ، 134 - مجيءُ «الباء» للسَّبَبِيَّة 208 - مجيءُ «عَلَى» بمعني «فِي» (65) - مجيءُ «الكافِ» زائدةً للتوكيدِ (134) بابُ الإضافةِ - إضافةُ الشيءِ إلى نَفْسِهِ إذا اختَلَفَ اللفظان؛ أو إضافةُ الموصوفِ إلى صِفَتِهِ؛ وهذا جارٍ على مَذْهَبِ الكُوفِيِّينَ، وقد تأوَّله البَصْريُّون (174) ، 175 - حَذْفُ الْمُضَافِ إليه، معَ بَقَاءِ المضافِ على حَالِهِ (181) - حَذْفُ الْمُضَافِ معَ بَقَاءِ المضافِ إليه على حَالِهِ (2) ، 3 - حَذْفُ الْمُضَافِ وإقامةُ المضافِ إليه مُقَامَهُ 42، (84) ، 85، (159) بابُ إعمالِ الْمَصْدَرِ - إضافةُ المصدرِ إلى فاعلِهِ 64 - إعمالُ اسمِ الْمَصْدَرِ المضافِ إلى فاعلِهِ 174 - مجيءُ المصدرِ العاملِ غَيْرَ مقدَّرٍ بـ «أنْ» - أو «ما» - المصدريَّةِ والفِعْلِ 64 بابُ أبنيةِ الْمَصَادِرِ - اشتقاقُ الْمَصْدَرِ الْمِيمِيِّ مِنَ الفِعْلِ الثلاثيِّ الأَجْوَفِ الواويِّ 36

التَّوَابِع 1- بابُ النَّعْتِ - حَذْفُ المنعوتِ وإقامةُ نَعْتِهِ مُقَامَهُ 29، 34 - حَذْفُ النَّعْتِ 9، 11، 15، 21، 26، 198 2- بابُ عَطْفِ النَّسَقِ - حذفُ حَرْفِ العَطْف 52 - حَذْفُ المَعْطُوفِ عليه؛ اختصارًا (أو: العَطْفُ على مقدَّر) 6، (73) ، 76 3- بابُ البَدَلِ - بَدَلُ الاشتمالِ 40 - بَدَلُ البعضِ مِنَ الكُلِّ 47 - البَدَلُ المطابق (174) بابُ النِّدَاءِ - حَذْفُ حَرْفِ النِّدَاءِ «يَا» 181، (214) - مِنَ الأسماءِ التي لازمَتِ النِّدَاءَ: «غُدَرُ» : (213) ، 214 بابُ ما لا يَنْصَرِفُ - ما لا يَنْصَرِفُ لِلْوَصْفِيَّةِ والعَدْلِ عن وَزْنِ فاعلٍ؛ كغُدَرَ، ولُكَعَ (213) ، 214

إعرابُ الفِعْلِ - بابُ نواصبِ الْمُضَارِعِ - رَفْعُ الفِعْلِ المضارعِ بَعْدَ فَاءِ السَّبَبِيَّة؛ معَ سَبْقِهِ بِنَفْيٍ مَحْضٍ (والجادَّةُ نصبُهُ) (31) بابُ الشَّرْطِ - جَوَازُ رَفْعِ الِفعْلِ الْمُضَارِعِ الواقعِ جَزَاءً لِشَرْطٍ جازمٍ فِعْلُهُ مضارعٌ؛ وهذا ضعيفٌ، والجَزْمُ أَحْسَنُ (12) بابُ الحِكَايَةِ - حِكَايَةُ أَصْلِ الوَضْعِ في الكُنْيَةِ «أبو فُلاَنٍ» ، وهو الرَّفْعُ؛ فتَكُونُ بالواوِ خَطًّا ولَفْظًا (76) الأَدَوَاتُ وحُرُوفُ الْمَعَانِي - أَلِفُ التَّذَكُّرِ (فِي أَثْنَاءِ الإِمْلاَءِ والسُّؤَالاَتِ) (78) - مجيءُ «على» بمعنى «في» 65 * * *

ثانيًا: مَسَائِلُ الصَّرْفِ بابُ مَعَانِي صِيَغِ الزَّوَائِدِ - استعمالُ «رَجَعَهُ يَرْجِعُهُ» و «أَرْجَعَهُ يُرْجِعُهُ» ، والأُولَى أفصَحُ، وبِهَا نَزَلَ القُرْآَنُ، والثانيةُ لُغَةُ هُذَيْلٍ (1) - «تَعَاطَفُوا تَعَاطُفًا» و «تَعَطَّفُوا تَعَطُّفًا» 39 - «رابَهُ يَرِيبُهُ» و «أَرَابَهُ يُرِيبُهُ» (26) - مجيءُ «يُخَالِط» للمفاعلةِ والمشاركةِ 8 - «هَدَى» و «هَدَّى» (134) بابُ النَّسَبِ - القِيَاسُ فِي النَّسَبِ إلى فُعَيْل: فُعَيْلِيّ، ويَجُوزُ: فُعَلِيّ، بِحَذْفِ الياءِ، في لُغَةِ أهلِ الحجازِ؛ وهو مَذْهَبُ الْمُبَرِّدِ والسِّيرَافِيّ (8) بابُ الإِمَالَةِ - إمالةُ الأَلِفِ نَحْوَ اليَاءِ، وكِتَابتُهَا ياءً، في قولِهِ: «كِلاَهُمَا» (16) ، 51 بابُ الْوَقْفِ - الْوَقْفُ بِحَذْفِ ألفِ تنوينِ الاسْمِ الْمَنْصُوبِ نُطْقًا وخَطًّا، مَعَ تنوينِهِ بالنَّصْبِ وصلاً؛ وهي لُغَةُ رَبِيعَةَ (8) ، 19، 181 الإِمْلاَءُ أَوِ الْخَطُّ - كِتَابَةُ الكَلِمَةِ على الأَصْلِ، والنُّطْقُ بها عَلَى حَسَبِ القَاعِدَةِ، (كلمةُ «أَبُو» تُكْتَبُ لامُهَا بالواوِ- على الأَصْلِ- وتُنْطَقُ حَسَبَ إعرابِهَا؛ بالألفِ أو بالواوِ أو بالياءِ) (76)

ثالثًا: مَسَائِلِ اللُّغَةِ شَجَاعَةُ الْعَرَبِيَّةِ (¬1) 1- بابُ الْحَذْفِ فِي العَرَبِيَّةِ - حَذْفُ حَرْفِ العَطْفِ 52 - حَذْفُ حَرْفِ النِّدَاءِ «يَا» 181، (214) - حَذْفُ العائدِ على الموصولِ مِنْ جُمْلَةِ الصِّلَةِ 38 - حَذْفُ الفِعْلِ 16، 174 - حَذْفُ فِعْلِ القَوْلِ (18) ، 26، 49، 122 - حَذْفُ المبتدأِ 9، 70، 73، 214 - حَذْفُ الْمُضَافِ إليه، معَ بَقَاءِ المضافِ على حَالِهِ (181) - حَذْفُ الْمُضَافِ معَ بَقَاءِ المضافِ إليه على حَالِهِ (2) ، 3 - حَذْفُ الْمُضَافِ وإقامةُ المضافِ إليه مُقَامَهُ 42، (84) ، 85، (159) - حَذْفُ المَعْطُوفِ عليه؛ اختصارًا (أو: العَطْفُ على مقدَّر) 6، (73) ، 76 - حَذْفُ همزةِ الاستفهامِ 38 2- بابُ الْحَمْلِ عَلَى الْمَعْنَى - الحَمْلُ عَلَى المَعْنَى بإفرادِ الجَمْعِ (14) ، 16، 34، 118 - الحَمْلُ عَلَى المَعْنَى بتذكيرِ المؤنَّث (57) ، 97 ¬

(¬1) وتتضمَّنُ: الحذفَ، والزيادةَ، والتقديمَ والتأخيرَ، والحملَ على المعنى؛ وقد وقع هنا النوعُ الأوَّلُ والأخير.

بابُ التَّضْمِينِ فِي العَرَبِيَّةِ - تضمينُ فِعْلٍ مَعْنًى فِعْلٍ آخَرَ؛ فيأخُذُ حُكْمَهُ تعدِّيًا، ولُزُومًا 71، 181 بابُ الاجْتِزَاءِ بالحَرَكَاتِ عَنْ حُرُوفِ الْمَدِّ - الاجْتِزَاءُ بِالفَتْحَةِ عن الأَلِفِ (12) ، 14، 16، 76 بابُ الإشْبَاعِ - إِشْبَاعُ الفَتْحَةِ؛ لِتَتَوَلَّدَ منها الألفُ (78) - إِشْبَاعُ كَسْرَةِِ تاءِ المخاطبةِ؛ لِتَتَوَلَّدَ منها الياءُ، في مِثْلِ قولِهِ: «خِفْتِيهِ» ؛ وهي لُغَةٌ لبعضِ العَرَبِ حكاها الخَلِيلُ (208) * * * رابعًا: مَسَائِلُ الْبَلاَغَةِ - القَلْب 8، 50 - الْمُشَاكَلَة (106)

و) فهرس الموضوعات

و) فِهْرِسُ الْمَوْضُوعَاتِ -[حُمَيْدُ بنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ، ومُحَمَّدُ بنُ النُّعْمَانِ، عَنِ النُّعْمَانِ] 23 - عُبَيْدُاللهِ بنُ عَبْدِاللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النُّعْمَان (¬1) 24 - عُبَيْدُاللهِ بنُ عَبْدِاللهِ بنِ عُتْبَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ (¬2) 27 - عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيرٍ 28- 96 - بابٌ (حَدِيثُ «الْحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ....» ) 28 - بابٌ (حَدِيثُ «مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ ... » ) 45 - بابٌ (حَدِيثُ «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ ... » ) 55 - بابٌ (حَدِيثُ «أَلاَ إِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ... » ) 64 - بابٌ (حَدِيثُ «أَكُلَّ وَلَدِكَ أَعْطَيْتَ مِثْلَ الَّذِي أَعْطَيْتَ لَهُ؟ ... » ) 69 - بابٌ (حَدِيثُ «لاَ يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ ... » ) 85 - بابٌ (حَدِيثُ «إِنَّ مِنَ الْحِنْطَةِ خَمْرًا ... » ) 87 - بابٌ (مُتَفّرِّقَاتٌ مِنْ حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ) 91 - خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدُالرَّحْمَنِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 97 - الْعَيْزَارُ بْنُ حُرَيْثٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 100 - سَالِمُ بْنُ أَبِي الْجَعْد، عَنِ النُّعْمَانِ 103 - سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ 104 - عَبْدُالْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 124 - أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ 126 - أَبُو مَيْسَرَةَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 129 ¬

(¬1) انظر التعليقَ على هاتَيْنِ التَّرْجَمَتَيْنِ في مَوْضِعِهِمَا مِنَ الكتاب. (¬2) انظر التعليقَ على هاتَيْنِ التَّرْجَمَتَيْنِ في مَوْضِعِهِمَا مِنَ الكتاب.

- حَبِيبُ بْنُ سَالِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 132 - أَبُو عَازِبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 144 - أَبُو زِيَادٍ التَّيْمِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 146 - الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو الْقَاسِمِ الْجَدَلِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 147 - يُسَيْعٌ الْحَضْرَمِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 148 - عَبْدُاللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 152 - الْوَلِيدُ بْنُ عُثْمَانَ خَالُ مِسْعَرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ 153 - زَكَرِيَّا بْنُ خَالِدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 154 - مَا رَوَى الْمُفَضَّلُ بْنُ الْمُهَلَّبِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 155 - الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 156 - أَبُو قِلاَبَةَ عَبْدُاللهِ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 157 - وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 160 - طَاوُسٌ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 168 -[أَبُو صَالِحٍ الْحَارِثِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ] 169 - نُعَيْمُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو طَلْحَةَ الأَْنْصَارِيُّ، وَيُقَالُ: الأَْنْمَارِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ 170 - أَبُو الأَْشْعَثِ الصَّنْعَانِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ 172 - عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عِرْقٍ الْيَحْصَبِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ 173 - سِنَانٌ أَبُو سَعِيدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 174 - أَبُو سَلاَّمٍ الْحَبَشِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 175 - كَرِبٌ الْيَحْصَبِيُّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ 176

فهرس الفهارس

فِهْرِسُ الفَهَارِس أ) فِهْرِسُ الآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ 179 ب) فِهْرِسُ الأَْحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ وَالآثَارِ 181 ج) فِهْرِسُ الرُّوَاةِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما 193 د) فِهْرِسُ غَرِيبِ اللُّغَةِ 197 هـ) فِهْرِسُ مَسَائِلِ العَرَبِيَّةِ 201 و) فِهْرِسُ الْمَوْضُوعَاتِ 209

§1/1