المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

ابن حجر العسقلاني

مقدمة المطالب العالية

مقدمة الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ لِلْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ , وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الْحَمْدُ لِلَّهِ جَامِعِ الشَّتَاتِ مِنَ الْأَحْيَاءِ وَالْأَمْوَاتِ وَسَامِعِ الْأَصْوَاتِ بِاخْتِلَافِ اللُّغَاتِ , وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، رَبُّ الْأَرْضِينَ وَالسَّمَاوَاتِ ذُو الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتِ , وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ وَالْخَوَارِقِ الْمُنِيرَاتِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الْعُلُومِ الزَّاهِرَتِ وَعَلَى أَزْوَاجِهِ الطَّيِّبَاتِ الطَّاهِرَاتِ صَلَاةً وَسَلَامًا عَلَى الْأَيَّامِ

جمع الأحاديث الزائدة على الكتب المشهورات في الكتب المسندات

مُتَوَالِيَاتٍ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الِاشْتِغَالَ بِالْعِلْمِ - خُصُوصًا الْحَدِيثَ النَّبَوِيَّ - مِنْ أَفْضَلِ الْقُرُبَاتِ , وَقَدْ جَمَعَ أَئِمَّتُنَا مِنْهُ الشَّتَاتَ عَلَى الْمَسَانِيدِ وَالْأَبْوَابِ الْمُرَتَّبَاتِ فَرَأَيْتُ جَمْعَ جَمِيعِ مَا وَقَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ وَاحِدٍ لَيَسْهُلَ الْكَشْفُ مِنْهُ عَلَى أُولِي الرَّغَبَاتِ، ثُمَّ عَدَلْتُ إِلَى جَمْعِ اَلْأَحَادِيثِ الزَّائِدَةِ عَلَى الْكُتُبِ الْمَشْهُورَاتِ فِي الْكُتُبِ الْمُسْنَدَاتِ، وَعُنِيتُ بِالْمَشْهُورَاتِ الْأُصُولَ السِّتَّةَ، وَمُسْنَدَ أَحْمَدَ وَبِالْمُسْنَدَاتِ عَلَى مَا رُتِّبَ عَلَى مَسَانِيدِ الصِّحَابَةِ وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْهَا ثَمَانِيَةٌ كَامِلَاتٌ وَهِيَ لِأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، وَالْحُمَيْدِيِّ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَمُسَدَّدٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، وَالْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ

ووقع لي عدة من المسانيد غير مكملة، كمسند إسحاق بن راهويه

وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْهَا أَشْيَاءُ كَامِلَةٌ أَيْضًا كَمُسْنَدِ الْبَزَّارِ، وَأَبِي يَعْلَى، وَمَعَاجِمِ الطَّبَرَانِيِّ لَكِنْ رَأَيْتُ شَيْخَنَا أَبَا الْحَسَنِ الْهَيْثَمِيَّ قَدْ جَمَعَ مَا فِيهَا، وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ فِي كِتَابٍ مُفْرَدٍ، مَحْذُوفِ الْأَسَانِيدِ، فَلَمْ أَرَ أَنْ أُزَاحِمَهُ عَلَيْهِ، إِلَّا أَنِّي تَتَبَّعْتُ مَا فَاتَهُ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى لِكَوْنِهِ اقْتَصَرَ فِي كِتَابِهِ عَلَى الرِّوَايَةِ الْمُخْتَصَرَةِ وَوَقَعَ لِي عِدَّةٌ مِنَ الْمَسَانِيدِ غَيْرِ مُكْمَلَةٍ، كَمُسْنَدِ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ وَوَقَفْتُ مِنْهُ عَلَى قَدْرِ النِّصْفِ فَتَتَبَّعْتُ مَا فِيهِ فَصَارَ مَا تَتَبَّعْتُهُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ عَشَرَةِ دَوَاوِينَ، وَوَقَفْتُ أَيْضًا عَلَى قِطَعٍ مِنْ عِدَّةِ مَسَانِيدَ، كَمُسْنَدِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ السَّدُوسِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ

الرُّويَانِيِّ، وَالْهَيْثَمِ بْنِ كُلَيْبٍ وَغَيْرِهِمْ، فَلَمْ أَكْتُبْ مِنْهَا شَيْئًا، لَعَلِّي إِذَا بَيَّضْتُ هَذَا التَّصْنِيفَ أَنْ أَرْجِعَ فَأَتَتَبَّعَ مَا فِيهَا مِنَ الزَّوَائِدِ وَأُضِيفَ إِلَى ذَلِكَ الْأَحَادِيثَ الْمُتَفَرِّقَةَ فِي الْكُتُبِ الْمُرَتَّبَةِ عَلَى فَوَائِدِ الشُّيُوخِ، وَرَتَّبْتُهُ عَلَى أَبْوَابِ الْأَحْكَامِ الْفِقْهِيَّةِ وَهِيَ الطَّهَارَةُ، الصَّلَاةُ، الْجَنَائِزُ، الزَّكَاةُ، الصِّيَامُ، الْحَجُّ، الْبُيُوعُ، الْعِتْقُ، الْفَرَائِضُ، الْوَصَايَا، النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالنَّفَقَاتُ، الْأَيْمَانُ وَالنُّذُورُ، الْحُدُودُ، الْقِصَاصُ، الدِّيَاتُ، الْجِهَادُ، الْإِمَارَةُ وَالْخِلَافَةُ، الْقَضَاءُ وَالشَّهَادَاتُ، اللِّبَاسُ، وَالْأُضْحِيَةُ وَالْعَقِيقَةُ وَالذَّبَائِحُ وَالصَّيْدُ، الْأَطْعِمَةُ وَالْأَشْرِبَةُ، الطِّبُّ، الْبِرُّ وَالصِّلَةُ، الْأَدَبُ وَالتَّعْبِيرُ،

وشرطي فيه: ذكر كل حديث ورد عن صحابي لم يخرجه الأصول السبعة من حديثه، ولو أخرجوه، أو بعضهم من حديث غيره

ثُمَّ ذَكَرْتُ بَدْءَ الْخَلْقِ وَالْإِيمَانَ وَالتَّوْحِيدَ، الْعِلْمَ وَالسُّنَّةَ، الزُّهْدَ وَالرَّقَائِقَ، الْأَذْكَارَ وَالدَّعَوَاتِ، أَحَادِيثَ الْأَنْبِيَاءِ، فَضَائِلَ الْقُرْآنِ، التَّفْسِيرَ، الْمَنَاقِبَ، السِّيرَةَ النَّبَوِيَّةَ وَالْمَغَازِي وَالْخُلَفَاءَ، وَالْآدَابَ، وَالْأَدْعِيَةَ، الْفِتَنَ، الْأَشْرَاطَ، الْبَعْثَ وَالنُّشُورَ، وَسَمَّيْتُهُ: الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ بِزَوائِدِ الْمَسَانِيدِ الثَّمَانِيَةِ، وَشَرْطِي فِيهِ: ذِكْرُ كُلِّ حَدِيثٍ وَرَدَ عَنْ صِحَابِيٍّ لَمْ يُخَرِّجْهُ الْأُصُولُ السَّبْعَةُ مِنْ حَدِيثِهِ، وَلَوْ أَخْرَجُوهُ، أَوْ بَعْضُهُمْ مِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ

وهذا بيان أسانيدي للمسانيد العشرة بطريق الاختصار

مَعَ التَّنْبِيهِ عَلَيْهِ أَحْيَانًا، وَهَذَا بَيَانُ أَسَانِيدِي لِلْمَسَانِيدِ الْعَشَرَةِ بِطَرِيقِ الِاخْتِصَارِ: أَمَّا مُسْنَدُ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ: فَأَخْبَرَنِي بِهِ: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِ مُسْنَدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ مِنْهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الدَّشْتِيِّ، قَالَ: أَنَا يُوسُفُ بْنُ

خَلِيلٍ الْحَافِظُ قَالَ: أَنَا بِهِ مُلَفَّقًا أَبُو الْمَكَارِمِ اللَّبَّانُ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ الْكَرَّانِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلَانِيُّ،

وَخَلِيلُ بْنُ بَدْرٍ الرَّارَّانِيُّ، قَالُوا: أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنَا أُبُو نُعَيْمٍ،

أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسَ، أَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ الْعِجْلِيُّ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَقَرَأْتُهُ كُلَّهُ عَلَى أَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ الْغَزِّيِّ،

بِسَمَاعِهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ: أَحَادِيثُ سَعْدٍ، وَمِنْ أَحَادِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حَصَينٍ إِلَى أَثْنَاءِ مُسْنَدِ جَابِرٍ، حَدِيثِ: " مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَغْرِسُ غَرْسًا "، وَمِنْ حَدِيثِ: أّيُّ الرَّكْعَتَيْنِ؟ مِنْ مُسْنَدِ جَابِرٍ إِلَى آخِرِ الْكِتَابِ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مَنُصُورٍ الْجَوْهَرِيِّ، أَنَا الْفَخْرُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَقْدِسِيُّ سَمَاعًا وَالنَّجِيبُ أَبُو الْفَرَجِ

وأما مسند مسدد

الْحَرَّانِيُّ إِجَازَةً قَالَا: أَنَا اللَّبَّانُ، وَالصَّيْدَلَانِيُّ إِجَازَةً بِسَنَدِهِمَا، وَأَمَّا مُسْنَدُ مُسَدَّدٍ فَأَخْبَرَنَا بِالْكَبِيرِ رِوَايةََ معَاذِ بْنِ الْمُثَنَّى أَبُو عَلِيٍّ الْفَاضِلِيُّ إِجَازَةً مًشَافَهَةً، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ

أَبِي إِسْحَاقَ، إِذْنًا عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمُقَيَّرِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ،

عَنِ الْخَطِيبِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَمَّامِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ،

أَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا مُسَدَّدٌ،. وَفِيهِ مِنْ زَيَادَاتِ مُعَاذِ بْنِ الْمُثَنَّى قَلِيلٌ، وَقَرَأْتُ الصَّغِيرَ رِوَايَةَ أَبِي خَلِيفَةَ الْفَضْلِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ مُسَدَّدٍ، وَفِيهِ مِنْ زِيَادَاتِ أَبِي خَلِيفَةَ، وَفِي آخِرِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ

السَّقَّا رِوَايَةً عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ، عَلَى أُمِّ الْفَضْلِ خَدِيجَةَ بِنْتِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سُلْطَانَ، بِإِجَازَتِهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُظَفَّرِ بْنِ عَسَاكِرَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ دُلَفٍ، وَزَهْرَةَ بْنِتِ مُحَمَّدِ بْنِ

حَاضِرٍ، قَالَ الْأَوَّلُ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ بِنْتُ الْإِبَّرِيِّ، وَقَالَتْ زَهْرَةُ: أَنَا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَا: أَنَا ثَابِتُ بْنُ بُنْدَارٍ، أَنَا الْقَاضِي

أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ أَيْضًا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمِ بْنُ أَبِي اْلَبَرَكَاتِ

الْجَمَّارِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ المُظَفَّرِ قَالَا:

وأما مسند الحميدي

أَنَا ابْنُ السَّقَّا، أَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، وَأَمَّا مُسْنَدُ الْحُمَيْدِيِّ: فَأَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمدَ بْنِ

الْمِقْدَادِ الْقَيْسِيُّ فِي كِتَابٍ إِلَيْنَا مِنْ دِمَشْقَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْمَجْدُ مُحَمَّدُ بْنُ الْعِمَادِ الْكَاتِبُ سَمَاعًا، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْقُبَيْطِيِّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ،

أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْخَيَّاطُ، أَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، ثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الصَّوَّافِ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا الحميدي،

وأما مسند إسحاق بن راهويه

وَأَمَّا مُسْنَدُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ: فَأَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمُجِدِّ مُشَافَهَةً، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَنْدَنِيجِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ الْأَوَّلُ: أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْبَغْدَادِيُّ،

سَمَاعًا أَنَا أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالِقَانِيُّ، إِجَازَةً، وَقَالَ

الثَّانِي: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عُمَرَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْبَغْدَادِيَّانِ، كِتَابَةً قَالَا: أَخْبَرَنَا الطَّالِقَانِيُّ، سَمَاعًا، أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍِ الصَّعْلُوكِيُّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ حَفْصَوَيْهِ، أَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّصْرَوِيُّ،

أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ السِّمْذِيُّ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ عَنْهُ،

وأما مسند ابن أبي عمر

وَأَمَّا مُسْنَدُ ابْنِ أَبِي عُمَرَ: فَأَخْبَرَنِي بِهِ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي، عَلَيْهِ سِوًى مِنْ أَثْنَاءِ سَلْمَانَ، وَهُوَ فِي أَوَاخِرِ

الْكِتَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْقَيِّمِ، أَنَا الْفَخْرُ ابْنُ الْبُخَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ، وَهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَا: أَنَا سَعِيدُ بْنُ

أَبِي الرَّجَاءِ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ،

وأما مسند أبي بكر بن أبي شيبة

ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، وَأَمَّا مُسْنَدُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ: فَأَنْبَأَنَا بِهِ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُبَارَكِ الْغَزِّيُّ، َشَفاهًا، عَنْ يُونُسَ بْنِ

أَبِي إِسْحَاقَ الْعَسْقَلَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيِّ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ، قَالَ:

أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْهُ، هَذِهِ طَرِيقُهُ مِنْ رِوَايَةِ الْمَشَارِقَةِ، وَلَمْ نَقِفْ عَلَيْهَا، وَإِنَّمَا الَّذِي عِنْدَنَا عَنْهُ مِنْ طَرِيقِ الْمَغَارِبَةِ، وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِهَا أَبُو الْفَرَجِ الْمَذْكُورُ إِجَازَةً، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَكِّيٍّ، عَنْ خَلَفِ بْنِ

عَبْدِ الْمَلِكِ، أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَتَّابٍ، أَنَا أَبِي،

أَنَا خَلَفُ بْنُ يَحْيَى، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ الْعَطَّافِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ عَنْهُ،

وأما مسند أحمد بن منيع

وَأَمَّا مُسْنَدُ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ: فَأَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَزْهَرِيُّ مُشَافَهَةًَ عَنْ بَدْرِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنَا شَامِيَّةُ بِنْتُ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَكْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ ابْنِ الْفَاخِرِ، وَزَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَا: أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي

الرَّجَاءِ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْبَقَّالُ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَمِيلٍ، أَنَا جَدِّي، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ،

وَقَرَأْتُ الْكَبِيرَ مِنْهُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ، أَنَا الْحَافِظُ ضِيَاءُ الِّدينِ الْمَقْدِسِيُّ فِي الْأَحَادِيثِ

وأما مسند عبد بن حميد

الْمُخْتَارَةِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، وَزَاهِرُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّقَّفِيُّ قَالُوا: أَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّجَاءِ، وَبِهَذَا اْلْإِسْنَادِ، وَأَمَّا مُسْنَدُ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ: فَقَرَأْتُهُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ التَّنُّوخِيِّ،

قَالَ: أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ سَمَاعًا، وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي آخَرِينَ إِجَازَةً مُكَاتَبَةً، قَالُوا: أَنَا أَبُو الْمُنَجَّا بْنُ اللَّتِّيِّ سَمَاعًا إِلَّا أَحْمَدَ فَقَالَ: سِوَى مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ

عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ، إِلَى حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " مَنْ شَهِدَ إِمْلَاكَ امِرْئٍ مُسْلِمٍ "، فَإِجَازَةً مِنْهُ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُزَيْمٍ

وأما مسند الحارث بن أبي أسامة

الشَّاشِيُّ عَنْهُ، وَأَمَّا مُسْنَدُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ: فَقَرَأْتُ مُنْتَقًى مِنْهُ، وَهُوَ مَسْمُوعُ خَلِيلِ بْنِ بَدْرٍ، مِنَ الْحَدَّادِ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْأَزْهَرِيِّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَشْتَغْدِيٍّ، أَنَا النَّجِيبُ، أَنَا خَلِيلُ بْنُ بَدْرٍ فِي كِتَابِهِ،

وأما مسند أبي يعلى

أَنَا الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ عَنْهُ، وَأَمَّا مُسْنَدُ أَبِي يَعْلَى، رِوَايَةَ ابْنِ الْمُقْرِي عَنْهُ: فَأَنْبَأَنَا بِهِ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ التَّنُّوخِيُّ مُشَافَهَةً، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ الْآمِدِيِّ،

أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ الْحَافِظُ إِجَازَةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا وَلَوْ لِبَعْضِهِ، أَنَا نَاصِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَيْرِيُّ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخَلَاَّلُ، أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ

مَنْصُورٍ سَبْطُ بَحْرَوَيْهِ أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي بِهِ، وَقَرَأْتُ كَثِيرًا مِنْهُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ، أَنَا الْحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّينِ الْمَقَدْسِيُّ فِي الْمُخْتَارَةِ، أَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، وَالْمُؤَيَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَا: أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بِهِ،

قَالَ زَاهِرٌ: وَأَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْمُرَجَّا، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَا ابْنُ الْمُقْرِي بِه ِ. وَاللَّهَ أَسْتَعِينُ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ كُلِّهَا، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

كتاب الطهارة

(كِتَابُ الطَّهَارَةِ)

باب المياه

(1 - بَابُ الْمِيَاهِ)

1 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحِمَّانِيُّ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§الْمَاءُ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ) قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا عَنْ شَرِيكٍ قُلْتُ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ (فَإِنَّ الْحِمَّانِيَّ وَهُوَ يَحْيَى لَمْ يَنْفَرِدْ)

2 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ " شُعْبَةَ"، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي الْوُضُوءِ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ، قَالَ: §هُمَا الْبَحْرَانِ، لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِمَا بَدَأْتَ

باب قدر ما يكفي من الماء للوض وء والغسل

(2 - بَابُ قَدْرِ مَا يَكْفِي من الماء للوضٌ وء وَالْغُسْلِ)

3 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ قَوْمِهِ، أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا حَجَّتْ، مَرَّتْ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهَا: §أَرِينِي الْإِنَاءَ الَّذِي كَانَ يَتَوَضَّأُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ، قَالَتْ: فَأَخْرَجَتْهُ، فَقُلْتُ: هَذَا مَكُّوكُ الْمُفْتِي، فَقُلْتُ: أَرِينِي الْإِنَاءَ الَّذِي كَانَ يَغْتَسِلُ فِيهِ فَأَخْرَجَتْهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الْقَفِيزُ الْمُفْتِي، هُوَ قَدَحُ " الشُّطَّارِ " وَفِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ " يَزِيدُ ضَعِيفٌ، وَالْمَرْأَةُ لَمْ أَعْرِفْ حَالَهَا " -[71]- 4 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي " بُكَيْرٍ "، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ قَوْمِهِ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقُلْتُ: أَرِينِي - فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ أَنَّهَا قَالَتْ فِي إِنَاءِ الْغُسْلِ - هَذَا مَخْتُومٌ - يَعْنِي الصَّاعَ - وَقَالَتْ: فِي إِنَاءِ الْوُضُوءِ: هَذَا رُبْعُ الْمُفْتِي وَفِي إِسْنَادِهِ لِينٌ

5 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا مُحَمَّدُ / بْنُ أَبِي حَفْصٍ الْعَطَّارُ، عَنِ البهي، " عن السُّدِّيِّ " عن عائشة رضي الله عنها قالت: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §تَوَضَّأَ بِكُوزٍ وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ

6 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا " سُرَيْجُ " بْنُ يُونُسَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §تَوَضَّأَ بِنِصْفِ مُدٍّ وَفِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ

باب الغدير يقع فيه الجيفة " و" حكم الماء الراكد

(3 - بَابُ الْغَدِيرِ يَقَعُ فيه الجِيْفَة " و" حُكْم الْمَاءِ الرَّاكِدِ)

7 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ "ثنا" عَوْفٌ، حَدَّثَنِي شيخٌ - كان يقضي عَلَيْنَا فِي مَسْجِدِ الْأَشْيَاخِ، قَبْلَ وَقْعَةِ ابْنِ الْأَشْعَثِ - قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا فِي مَسِيرٍ، فَانْتَهَوْا إِلَى غَدِيرٍ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ جِيفَةٌ، فَأَمْسَكُوا عَنْهُ، حَتَّى جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْغَدِيرُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهُ جِيفَةٌ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§اسْقُوا، وَاسْتَقُوا، فَإِنَّ الْمَاءَ يَحِلُّ وَلَا يَحْرُمُ) سَنَدٌ ضَعِيفٌ

8 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ [2] وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، كِلَاهُمَا، عن / ابن [مح 1] أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ §كُنَّا نَسْتَحِبُّ أَنْ نَأْخُذَ مِنْ مَاءِ الْغَدِيرِ نَغْتَسِلُ بِهِ فِي نَاحِيَةٍ، لِلنَّهْيِ عَنِ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ

9 - (وَقَالَ إِسْحَاقُ: أنا سُفْيَانُ، عَنْ " مَنْبُوذٍ "، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: §كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ مَيْمُونَةَ، فتنزل عَلَى الْغُدْرَانِ فِيهَا الْجِعْلَانُ " وَالْبَعرُ " فَنَسْتَقِي لَهَا مِنْهُ لَا تَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا)

باب الماء المستعمل

(4 - بَابُ الْمَاءِ الْمُسْتَعْمَلِ)

10 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ، سَمِعْتُ شَيْخًا يحدث عن " جابر " بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِمَاءٍ، وَفِي " الْمَاءِ " قِلَّةٌ، §فَتَوَضَّأَ فِي جَوْفِ الْإِنَاءِ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَنُضِحَ عَلَى الْقَوْمِ، فَسَعِدَ فِي أَنْفُسِنَا مَنْ أَصَابَهُ ذَلِكَ الْمَاءُ، قَالَ: وَأُرَاهُ " قَدْ " أَصَابَ الْقَوْمَ كُلَّهُمْ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي بِهِمْ صَلَاةَ الصُّبْحِ وَفِي إِسْنَادِهِ شَيْخٌ

11 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ " ثنا " إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي " خَارِجَةُ " بْنُ " الْحَارِثِ "، عَنْ سَالِمِ بْنِ سَرْجٍ، عن بن قَيْسٍ، وَهِيَ خَوْلَةُ، وَهِيَ جَدَّةُ " خَارِجَةَ " بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ سَمِعَهَا تَقُولُ: §قَدِ اخْتَلَفَتْ يَدِي وَيَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ وَحَدِيثُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْتِي فِي بَابِ التَّسَتُّرِ فِي الْغُسْلِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ

باب إزالة النجاسات

(5 - بَابُ إِزَالَةِ النَّجَاسَاتِ)

12 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ، عَنِ لَيْثٍ - هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ -، عَنْ حُدَيْرٍ - مَوْلًى لِبَنِي عَبْسٍ - عَنْ مَوْلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما يُقَالُ لَهُ أَبُو الْقَاسِمِ - عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، إِذْ أَقْبَلَ حُسَيْنٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهُوَ غُلَامٌ - حَتَّى جَلَسَ عَلَى بَطْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَضَعَ ذَكَرَهُ فِي سُرَّتِهِ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ (إيتني بِمَاءٍ) فَأَتَيْتُهُ بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ / (§يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ، وَيُصَبُّ عَلَيْهِ مِنَ الْغُلَامِ) وَهُوَ صَحِيحٌ ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَالْحَاكِمُ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي السَّمْحِ، آخِرَهُ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، الْأَزْدِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ حُدَيْرِ بْنِ الْحَسَنِ، الْعَبْسِيِّ، عَنْ مَوْلًى لِزَيْنَبَ، أَوْ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ زَيْنَبَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما / قَالَتْ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، وَحُسَيْنٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدِي - حِينَ دَرَجَ - فَغَفَلْتُ عَنْهُ، فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ عَلَى بَطْنِهِ، فَبَالَ، فَانْطَلَقْتُ لِآخُذَهُ فَاسْتَيْقَظَ -[88]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (دَعِيهِ) فَتَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَغَ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَقَالَ: (إِنَّهُ §لَيُصَبُّ مِنَ الْغُلَامِ وَيُغْسَلُ مِنَ الْجَارِيَةِ، فَصُبُّوا صَبًّا) ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَلَمَّا قَامَ احْتَضَنَهُ إِلَيْهِ، فَإِذَا رَكَعَ، أَوْ جَلَسَ، وَضَعَهُ، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو، فَبَكَى، ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ، فَقُلْتُ حِينَ قَضَى الصَّلَاةَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُكَ الْيَوْمَ صَنَعْتَ شَيْئًا مَا رَأَيْتُكَ صَنَعْتَهُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ ابْنِي هَذَا تَقْتُلُهُ أُمَّتِي، فَقُلْتُ أَرِنِي تُرْبَتَهُ، فَأَرَانِي تُرْبَتَهُ حَمْرَاءَ)

13 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّة، ثنا عمَارة بن أبي حَفصة، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، " أَوِ " (أَنَّ) حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَتْنَا امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِي، قَالَتْ بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَلْقِيًا عَلَى ظَهْرِهِ، يُلَاعِبُ صَبِيًّا عَلَى صَدْرِهِ، إِذْ بَالَ، فَقَامَتْ لِتَأْخُذَهُ، وَتَضْرِبَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§دَعِيهِ، إيتُونِي بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ) فَنَضَحَ " الْمَاءَ " عَلَى الْبَوْلِ حَتَّى تَفَايَضَ الْمَاءُ عَلَى الْبَوْلِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَكَذَا يُصْنَعُ بِالْبَوْلِ، يُنْضَحُ مِنَ الذَّكَرِ وَيُغْسَلُ مِنَ الْأُنْثَى)

14 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: ثنا أَبُو الرَّبِيعِ، " ثنا إسماعيل - يعني ابن عياش - " ثنا إِسْمَاعِيلُ عَنْ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§يُصَبُّ عَلَى بَوْلِ الْغُلَامِ " الْمَاءُ "، وَيُغْسَلُ بَوْلُ الْجَارِيَةِ) [2] حَدَّثَنَا حَوْثَرَةُ، حَدَّثَنَا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِهِ، وَزَادَ (مَا لَمْ يَطْعَمْ) وزاد (طَعِمَت أو لَمْ تَطْعَمْ) وَلَمْ يَرْفَعْهُ

15 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، ثنا سَمْعَانُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، §فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَانِهِ فَاحْتُفِرَ، وَصَبَّ عَلَيْهِ دَلْوًا مِنْ مَاءٍ الْحَدِيثَ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، بِمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، صَحِيحٌ

16 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا أَبُو الْعَوَّامِ الْبَاهِلِيُّ، عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الرَّبِيعِ، أنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ، فَأَتَى عَلَى قَبْرَيْنِ / يُعَذَّبُ صَاحِبَاهُمَا، فَقَالَ: (§مَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ) ، ثُمَّ قَالَ: (بَلَى، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَغْتَابُ النَّاسَ، وَأَمَّا الْآخَرُ /، فَكَانَ لَا يَتَأَدَّى مِنْ بَوْلِهِ) ثُمَّ أَخَذَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرِيدَةً رَطِبَةً، أَوْ جَرِيدَتَيْنِ، فَكَسَرَهُمَا، ثُمَّ غَرَسَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ كِسْرَةٍ عَلَى قَبْرٍ، فَقَالَ: (إِنَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مادامتا رَطْبَتَيْنِ - أَوْ قَالَ - مَا لَمْ يَيْبَسَا) وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ، صَحِيحٌ

17 - (وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْعَذِرَةِ الْيَابِسَةِ يَطَؤُهَا الرَّجُلُ فَقَالَ: (" §يُطَهِّرُهُ " ذَلِكَ الْمَكَانُ الطَّيِّبُ)) هَذَا مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ

باب سؤر الهرة، وغيرها من الحيوانات الطاهرة

(6 - بَابُ سُؤْرِ الْهِرَّةِ، وَغَيْرِهَا مِنَ الْحَيَوَانَاتِ الطَّاهِرَةِ)

18 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، حَدَّثَتْنِي " أُمِّي "، قَالَتْ: §كُنْتُ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ - زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأُهْدِيَ لَهَا صَحْفَةٌ فِيهَا خُبْزٌ وَلَحْمٌ، وَقَامَتْ إِلَى الصَّلَاةِ، وَقُمْنَا نُصَلِّي فَخَالَفَتْ هِرَّةٌ إِلَى الطَّعَامِ، فَأَكَلَتْ مِنْهُ، فَلَمَّا أَنْ سَلَّمْنَا أَخَذَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا الْقَصْعَةَ فَكَوَّرَتْهَا حَتَّى كَانَ حَيْثُ أَكَلَتِ الْهِرَّةُ مِنْ نَحْوِهَا، فَأَكَلَتْ مِنْهُ

19 - وَقَالَ أَيْضًا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ سُفْيَانَ، وحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الرَّكِينِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عَمَّتِهِ، قَالَتْ: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: §لَا بَأْسَ بِسُؤْرِ الْهِرَّةِ

20 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْجَابِرِيِّ قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سُئِلَ: الْهِرُّ يَشْرَبُ مِنَ الْإِنَاءِ، قَالَ: §لَا بَأْسَ بِسُؤْرِ الْهِرِّ وَقَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا عِنْدَ أَهْلِ السُّنَنِ الْأَرْبَعِ، وَابْنِ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْهِرَّةِ: (إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَاتِ) صَحِيحٌ

باب طهارة المسك

(7 - بَابُ طَهَارَةِ الْمِسْكِ)

21 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، ثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْأَنْصَارِيُّ - مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ - ثَنِي أَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ مَوْلًى لِسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَأْخُذُ الْمِسْكَ وَيَمْسَحُ بِهِ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ

باب طهارة النخامة والدموع

(8 - بَابُ طَهَارَةِ النُّخَامَةِ وَالدُّمُوعِ)

22 - أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا ثَابِتُ بْنُ حَمَّادٍ - أَبُو زَيْدٍ - ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمَّارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَسْقِي نَاقَةً لِي، بَيْنَ يَدَيَّ فَتَنَخَّمْتُ، فَأَصَابَتْ نُخَامَتِي ثَوْبِي، فَأَقْبَلْتُ أَغْسِلُ ثَوْبِي مِنَ الرَّكْوَةِ الَّتِي بَيْنَ يَدَيَّ، فَقَالَ: (يَا عَمَّارُ، §مَا نَخَامَتُكَ وَدُمُوعُ عَيْنَيْكَ إِلَّا بِمَنْزِلَةِ الْمَاءِ الَّذِي فِي رَكْوَتِكَ، إِنَّمَا يُغْسَلُ مِنَ الْبَوْلِ، وَالْغَائِطِ، وَالْمَنِيِّ مِنَ الْمَاءِ الْأَعْظَمِ، وَالدَّمِ، وَالْقَيْءِ

باب الآنية

(9 - بَابُ الْآنِيَةِ)

23 - قَالَ / أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، " ثنا " حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ / بْنِ عَلِيٍّ - أَخِيهِ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَأَيْتُ عِنْدَهُ قَدَحًا مِنْ خَشَبٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَشْرَبُ مِنْهُ وَيَتَوَضَّأُ

24 - " قَالَ أَبُو يَعْلَى " حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو عُمَرَ، الْحُلْوَانِيُّ، ثنا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (يَا بُنَيَّ ادْعُ لِي مِنْ هَذِهِ الدَّارِ بِوَضُوءٍ) فَقُلْتُ: رَسُولُ اللَّهِ يَطْلُبُ وَضُوءًا، فَقَالَ: أَخْبِرْهُ أَنَّ دَلْوَهُ جِلْدُ مَيْتَةٍ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سَلْهُمْ هَلْ دَبَغُوهُ) ؟ قَالُوا نَعَمْ، قَالَ: (فَإِنَّ §دِبَاغَهُ طُهُورُهُ)

25 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ " سَعِيدٍ " عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَاتَتْ شَاةٌ لَنَا كُنَّا نَحْتَلِبُهَا، فَسَأَلَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا فَقَالَ: (مَا فَعَلَتْ شَاتُكُمْ يَا أُمَّ سَلَمَةَ؟) ، قَالَتْ: قُلْتُ: مَاتَتْ فَأَلْقَيْنَاهَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا كُنْتُمْ تَنْتَفِعُونَ بِإِهَابِهَا) قَالَتْ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا مَيْتَةٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ §دِبَاغَهَا أَحَلَّهَا، كَمَا أَحَلَّ الْخَمْرَ الْخَلُّ) قَالَ فَرَجٌ: يَعْنِي أَنَّ الْخَمْرَ إذا تَغَيَّرت فصار خَلًّا، حَلَّتْ

26 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ " ثنا " مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا §نُصِيبُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَغَانِمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ الأسفية وَالْأَوْعِيَةَ فنقسها كُلُّهَا مَيْتَةٌ

27 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا حَبِيبُ بْنُ " جُرَيٍّ "، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يُعْجِبُهُ الْإِنَاءُ الْمُنْطَبِقُ

28 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ " مُسْلِمٍ " الْأَشْجَعِيَّةِ رضي الله عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي قُبَّةٍ فَقَالَ: (§نِعْمَ الْقُبَّةُ، إِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَيْتَةٌ)

29 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي جَدَّي رِياح رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَهُ نَاسٌ يُقْرِئُهُمْ فَدَعَا بِشَرَابٍ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ §هَذَا الشَّرَابَ كَانَ فِي سِقَاءِ مَنِيحَةٍ لَنَا مَاتَتْ

30 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ " بَحْرٍ " " ثنا " سُلَيْمُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ / ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ §الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ) / وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي صحيحهما عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ (2) حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ فِي آنِيَةِ الْمُشْرِكِينَ، يَأْتِي فِي تَرْجَمَتِهِ مِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

باب في الأمر بتغطية الإناء بالليل

(10 - بَابٌ فِي الْأَمْرِ بِتَغْطِيَةِ الْإِنَاءِ بِاللَّيْلِ)

31 - قَالَ / أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ - هُوَ ابْنُ الْحَجَّاجِ - ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ /، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ أَبُو حُمَيْدٍ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ فِيهِ لَبَنٌ مِنَ النُّقِيْغ نَهَارًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§أَلَا خَمَّرْتَهُ، ولو أن تُعَرِّضَ عَلَيْهِ بِعُودٍ) صَحِيحٌ، وَالْمَحْفُوظُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ رضي الله عَنْهُ

32 - " وَقَالَ " الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ - مِنْ آلِ أَبِي وَدَاعَةَ - قَالَ: اسْتَسْقَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: أَلَا آتِيكَ بِشَرَابٍ نَصْنَعُهُ؟ قَالَ: بَلَى قَالَ: فَأَتَى بِإِنَاءٍ فِيهِ نَبِيذ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَهَلَّا §أَكْبَبْتَ عَلَيْهِ إِنَاءً وعَرَضْت عَلَيْهِ عُودًا؟) قَالَ: فَشَرِبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه فقَطَب، فدعا بماء فَصَبَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ وَسَقَاهُ

باب الاستطابة

(11 - بَابُ الِاسْتِطَابَةِ)

33 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا نَافِعٌ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ هُوَ الْجُمَحِيُّ - عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَذْهَبُ لِحَاجَتِهِ إِلَى المُغَمَّى قَالَ نَافِعٌ: نَحْوَ مِيلَيْنِ مِنْ مَكَّةَ

34 - حَدَّثَنَا محمد بن بكَّار، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا انْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ تَبَاعَدَ حَتَّى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ

35 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ " بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ": حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ وَاصِلٍ - مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ - عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ، كَمَا يَتَبَوَّأُ لِمَنْزِلِهِ -[154]- [2] قال سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصْبَهَانِيُّ - فِي كِتَابِهِ فِي الصَّحَابَةِ - حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ الْفَرُّخَانِ، ثنا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، ثنا وَكِيعٌ عَنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ وَاصِلٍ - مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ - عَنْ عُبَيْدِ بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَلَزِمَ مِنْ هَذَا أَنْ تَرْجَمَ لِصَيْفِيٍّ فِي الصلاة

36 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، نا الْوَلِيدُ - هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ - عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ " بْنِ أَبِي " السَّائِبِ، عَنْ طَلْحَةَ بن أبي فَنان قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا أَرَادَ أَنْ " يَبُولَ " فواقى عَزَازًا مِنَ الْأَرْضِ، أَخَذَ عُودًا فَنَكَتَ بِهِ فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُثِيرَ التُّرَابَ، ثُمَّ " يَبُولُ " فِيهِ

37 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ - هُوَ ابْنُ هَارُونَ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِي رضي الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (§سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ وَضَعَ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ، أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ) مُحَمَّدٌ ضَعِيفٌ، وَقَدْ خَالَفَهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ أنس رضي الله عَنْهُ / أَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِيٍّ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الدَّعَوَاتِ، وَالْأَوْسَطِ

38 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْبَكَرَاتِ، عَنْ مَحْفوط بْنِ عَلْقَمَةَ عَنِ الْحَضْرَمِيِّ / - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّ أَعْرَابِيًّا لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَفْتِيهِ عَنِ الْغَائِطِ فَقَالَ §لَا تَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، وَلَا تَسْتَدْبِرْهَا إِذَا اسْتَنْجَيْتَ) قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اعْتَرِضْ بِحَجَرَيْنِ، وَضَمِّ الثَّالِثَ) يُوسُفُ، مَتْرُوكٌ،

وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (§نَهَى أَنْ يَسْتَنْجِيَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ) وَأَخْرَجَهُ ابْنُ قَانَعٍ فِي تَرْجَمَةِ حَضْرَمِيِّ بْنِ عامر الْأَسَدِيِّ) مُقْتَصِرًا عَلَى الثَّانِي، وَزَادَ (وَلَا تستقبل الرِّيحَ)

39 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى " ثنا " زَكَرِيَّا، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " §مَا " بَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائماً غيره مَرَّةٍ فِي كَثِيبٍ أَعْجَبَهُ

40 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، ثنا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، رضي الله عنه، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ تُسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةُ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ [2] حَدَّثَنَا الرِّفَاعِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، بِهِ، وَقَالَ فِيهِ: إِنَّ أسامة رضي الله عَنْهُ أَخْبَرَهُ - ولَفْظُهُ - (لَا تَسْتَقْبِلُوا) خَالَفَهُ أَيُّوبُ، فَرَوَاهُ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أبيه رضي الله عَنْهُ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُسَدَّدٌ

41 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ رَجُلٍ / مِنْ أَخْوَالِ " الْمُحَرَّرِ " ابن أَبِي هُرَيْرَةَ - أَنَّهُ رَأَى أَبَا هريرة رضي الله عَنْهُ §بَالَ قَائِمًا، وعليه مُورَّدَتان، فدعى بِمَاءٍ فَغَسَلَ مَا هُنَالِكَ

42 - حَدَّثَنِي يَحْيَى " ثنا " " وقَاءُ بْنُ إِيَاسٍ "، حَدَّثَنِي أَبُو ظَبْيَانَ، قَالَ: §رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَبُولُ قَائِمًا فِي الرَّحَبَةِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى نَعْلَيْهِ وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ

43 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا زُهَيْرٌ، ثنا وَهْبُ بْنُ عُقْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَس رضي الله عَنْهُ أَنَّهُ أَتَى الْمِهْرَاسَ فَبَالَ قَائِمًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ فَعَلْتَ شَيْئًا يُكْرَهُ فَقَالَ: §خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ / يَفْعَلُ ذَلِكَ

44 - وَقَالَ أَيْضًا: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ سَعِيدٍ، (ثنا) يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، أَنَّهُ رَأَى سَهْلَ بْنَ سعد رضي الله عَنْهُ / بَالَ بَوْلَ الشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَهُوَ قَائِمٌ يَكَادُ يَسْبِقُهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقُلْتُ: أَلَا تَنْزِعُ الْخُفَّيْنِ قَالَ: لَا §رَأَيْتُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي (وَمِنْكَ) مَسَحَ عَلَيْهَا - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ

45 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: §بَيْنَمَا سَعْدُ بْنُ عُبَادة رضي الله عَنْهُ قَائِمًا يَبُولُ، فَمَاتَ، قَتَله الجِن (فقالوا) / [البحر السريع] (قَتَلْنَا سيدَ الخَزْر ... جِ، سَعْدَ بْنَ عُبَادَةْ) (رَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ ... فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادَهْ)

46 - (وَقَالَ مُسَدَّدٌ) : حَدَّثَنَا يحيى، عن مرَّة بْنِ خَالِدٍ، عَنْ بُدَيْلٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، حدثني أعرابي، قال: §صَحِبْتُ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عَنْهُ فأعجبتني أَخْلَاقُهُ كُلُّهَا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ انْتَضَحَ

47 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ - مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ - عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عَنْهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: عَلَّمَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: كَيْفَ عَلَّمَكُمْ تَخْرُونَ قَالَ: نَعَمْ، §أمرنا أن نتكيء عَلَى الْيَمِينِ وَنَنْصِبَ الْيُسْرَى [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، بِهَذَا لَكِنَّهُ عَكَسَهُ فِي الْيَمِينِ وَالْيُسْرَى

48 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ §عَامَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ، فَتَنَزَّهُوا مِنَ الْبَوْلِ)

49 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ تُغْنِي فِي الِاسْتِنْجَاءِ)

50 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا المُقْري، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ عَمْرٍو رضي الله عَنْهُمَا - قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ، فَسَمِعْتُهُ وَهُمْ يَسْتَفْتُونَهُ عَنِ الِاسْتِنْجَاءِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (§ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ) ، قَالُوا: كَيْفَ بِالْمَاءِ؟ قَالَ: (هُوَ أَطْهَرُ، وَأَطْهَرُ) [2] وَقَالَ (أَحْمَدُ) بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمَ، بِهِ

51 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ / (الْمُسَيَّبِيُّ) ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ (نَافِعٍ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ (نَافِعٍ) - مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ - عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عنه قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / جَاءَتْهُ وُفُودُ الْجِنِّ مِنَ الْجَزِيرَةِ، فَأَقَامُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ، فَأَرَادُوا الرُّجُوعَ إِلَى بِلَادِهِمْ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يُزَوِّدَهُمْ، فَقَالَ: (§مَا عِنْدِي مَا أُزَوِّدُكُمْ بِهِ، وَلَكِنِ ادْنُوا لِكُلِّ عَظْمٍ مَرَرْتُمْ بِهِ، فَهُوَ لَكُمْ لَحْمٌ عَرِيضٌ، وَكُلُّ رَوْثٍ مَرَرْتُمْ بِهِ، فَهُوَ لَكُمْ ثَمَرٌ، فَلِذَلِكَ نَهَى أَنْ (يُتَمَسَّحَ) بِالْبَعْرِ وَالرِّمَّةِ

52 - (قَالَ أَبُو يَعْلَى) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ §اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَإِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ)

53 - (وَقَالَ) : حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ / صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§عَلَيْكُمْ بِإِنْقَاءِ الدُّبُرِ، فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِالْبَاسُورِ)

باب صفة الوضوء

(12 - بَابُ صِفَةِ الْوُضُوءِ)

54 -[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرٌ - هُوَ ابْنُ السَّرِيِّ - ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَغْسِلُ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَيُمَضْمِضُ ثَلَاثًا، وَيَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، وَيَغْسِلُ وَجْهَهُ ثَلَاثًا، وذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا، ثَلَاثًا

[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ (§تَوَضَّأَ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثًا، وَتَمَضْمَضَ ثَلَاثًا واسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا) [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، مِثْلَهُ، وَزَادَ (وَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا) [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، ثنا حَمَّادٌ، مِثْلَ حَدِيثِ بِشْرٍ

55 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا أبو النَضْر مَنْ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا بِوَضُوءٍ، وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ وَطَلْحَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَتَوَضَّأَ ثَلَاثًا، ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ §أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ كَمَا تَوَضَّأْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ

[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا لَيْثٌ - هُوَ ابْنُ سَعْدٍ - عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَا بِوَضُوءٍ، وَعِنْدَهُ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ، وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ، فَذَكَرَ فِيهِ الْوُضُوءَ ثَلَاثًا، ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ لِلَّذِينَ حَضَرُوا: §أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ كَمَا تَوَضَّأْتُ الْآنَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَذَلِكَ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْ وُضُوءِ رِجَالٍ [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، بِهِ

56 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ (أَبِي) مَطَرٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَرِنِي وُضُوءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا قَنْبَرًا فَقَالَ: ائْتِنِي بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ ثَلَاثًا وَأَدْخَلَ بَعْضَ أَصَابِعِهِ فِي فِيهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ خَارِجَ الْأُذُنَيْنِ مِنَ الرَّأْسِ، وباطنهما مِنَ الْوَجْهِ، ثُمَّ حَسَا حَسْوًا بَعْدَ الْوُضُوءِ، ثُمَّ قَالَ: §كَذَا كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

57 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ ضَمْضَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: §تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً /

58 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ / حَدَّثَنَا حَفْصٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَوَضَّأَ فَمَسَحَ رَأْسَهُ هَكَذَا - وَأَمَرَّ حَفْصٌ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ حَتَّى مَسَحَ قَفَاهُ -

[2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ فَوَضَعَ يَدَهُ، فَوْقَ رَأْسِهِ ثُمَّ رَدَّهَا إِلَى قَفَاهُ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا مِنْ تَحْتِ الْحَنَكِ)

باب فرض الوضوء

(13 - بَابُ فَرْضِ الْوُضُوءِ)

59 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادٌ عن أيوب (و) حُمَيد أَوْ أَحْدِهِمَا عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ) 60 - وعَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، وغَيْرِهِ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

باب السواك

(14 - بَابُ السِّوَاكِ)

61 - قَالَ أَبُو بَكْرِ / بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا أبو خال الْأَحْمَرُ، عَنْ وَاصِلٍ، حَدَّثَنِي (أَبُو) سَوْرَةَ بن أَبِي أَيُّوبَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَسْتَاكُ فِي اللَّيْلِ مِرَارًا

62 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا الْمُنْذِرُ بْنُ ثَعْلَبَةَ الْعَبْدِيُّ، عَنِ (ابْنِ) بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا انْتَبَهَ مِنَ اللَّيْلِ، دَعَا جَارِيَةً - يُقَالُ لَهَا بَرْيَرَةُ - بِالسِّوَاكِ

63 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ / (عَنْ جَابِرٍ) ، أَنَّهُ كَانَ يَسْتَاكُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، وَإِذَا قام من لليل، وَإِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَى نَفْسِكِ بِهَذَا السِّوَاكِ، فَقَالَ: إِنَّ أُسَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَنِي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَسْتَاكُ هَذَا السِّوَاكَ

[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، بِهِ، وَزَادَ: قَالَ: وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَجَعَلْتُ السِّوَاكَ عَزْمَةً "

64 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (§لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ) [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّانَ، ثنا سُلَيْمَانُ، عَنْ (أَبِي حَبِيبٍ) ، بِهِ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا سُلَيْمَانُ / بْنُ قَرْمٍ) ، عَنْ أَبِي (حَبِيبٍ) ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ، بِهَذَا

65 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ واثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُوَثِّقُونَ مَسَاوِيكَهُمْ فِي ذَوَائِبِ سُيُوفِهِمْ، وَالنِّسَاءُ فِي خُمُرِهِنَّ

66 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (عُبَيْدُ اللَّهِ) ، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَسْتَاكُ بِفَضْلِ (وَضُوئِهِ) [2] وقَالَ الْبَزَّارُ: / حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يُوسُفَ، ثنا أَبِي، بِهِ يُوسُفُ: هُوَ السَّمْتِيُّ، ضَعِيفٌ جِدًّا

67 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (أَبُو) خَيْثَمَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (§السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ) [2] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، بِهَذَا قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: هُوَ خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا

68 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ عَنِ السِّوَاكِ بِعُودِ الريان، وَقَالَ: (إِنَّهُ يُحَرِّكُ عِرْقَ الْجُذَامِ)

باب خصال الفطرة

(15 - بَابُ خِصَالِ الْفِطْرَةِ)

69 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطيالس: حَدَّثَنَا قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ وَاصِلٍ، قَالَ أَتَيْتُ (أَبَا أَيُّوبَ) الْأَزْدِيَّ /، فَصَافَحْتُهُ، فَرَأَى أَظْفَارِي طُوَالًا، فَقَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ: (§يَسْأَلُنِي أَحَدُكُمْ عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَيَدَعُ أَظْفَارَهُ كَأَظْفَارِ الطَّيْرِ، تجتمع فيها الجنابة وَالتَّفَثُ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: أَبُو أَيُّوبَ هَذَا: تَابِعِيٌّ، والحدث مُرْسَلٌ وَقَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ الرَّاوِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ: أَخْرَجَهُ أَبُو مَسْعُودٍ - يَعْنِي الرَّازِيَّ - عَنِ الْعَقَدِيِّ، عَنْ قُرَيْشٍ عَنْ سُلَيْمَانَ / بْنِ فَرُّوخَ، قَالَ: (لَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ) فَذَكَرَهُ، وَلَمْ يَقُلِ الْأَزْدِيُّ

70 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ (ثنا حَفْصُ) بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ شَقِيقًا §أَخَذَ مِنْ شَعْرِهِ ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً

71 -[1] حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: §نَمْسَحُهُ بِالْمَاءِ

[2] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ (فِطْرٍ) ، عَنْ بَشِيرٍ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: §مَا مَسَّهُ الْحَدِيدُ مِنْ ظُفُرٍ أَوْ شَعْرٍ، فَأَمِسَّهُ بِالْمَاءِ

72 - حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ، عَنْ شَيْخٍ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ /، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: §مَا زَادَهُ إِلَّا طَهَارَةً، - يَعْنِي الْأَخْذَ مِنَ الشَّعْرِ وَالظُّفُرِ -

73 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ ابْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَلِيٍّ الْأَزْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ للحلاق: يا علام أَبْلِغِ الْعَظْمَيْنِ، قَالَ: فَلَمَّا حَلَقَهُ أَعْطَاهُ ذِرَاعَيْهِ وَصَدْرَهُ فَحَلَقَ شَعْرًا عَلَيْهِمَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: يَا أَبَةِ، إِنَّ النَّاسَ يَحْسَبُونَ أَنَّهَا سُنَّةٌ، قَالَ: فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهَا لَيْسَتْ بِسُنَّةٍ، وَلَكِنَّ ابْنَ عُمَرَ §آذَاهُ شَعْرُهُ فَأَرَادَ أَنْ يُخَفِّفَهُ عَنْهُ

74 - قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ (ثنا) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أُمِرَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ §فَاخْتَتَنَ بِقَدُومٍ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ /، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: عَجِلْتَ قَبْلَ أَنْ نَأْمُرَكَ بِآلَتِهِ، قَالَ: يَا رَبِّ كَرِهْتُ أَنْ أُؤَخِّرَ أَمْرَكَ

75 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: إِنَّمَا §سُمِّيَ النَّجَّارَ، لِأَنَّهُ اخْتَتَنَ بِالْقَدُومِ

76 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ مسيرة، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (§الْمُطَهِّرَاتُ أَرْبَعٌ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَالسِّوَاكُ)

باب الذكر على الوضوء

(16 - بَابُ الذِّكْرِ عَلَى الْوُضُوءِ)

77 - (قَالَ) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا عَلِيُّ، §إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، اللهم إني أسأل تَمَامَ الْوُضُوءِ، وَتَمَامَ الصَّلَاةِ، وَتَمَامَ رِضْوَانِكَ، وَتَمَامَ مَغْفِرَتِكَ، فَهَذَا زَكَاةُ الْوُضُوءِ) الْحَدِيثَ هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ جِدًّا

باب التسمية

(17 - بَابُ التَّسْمِيَةِ)

78 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ (عَمْرَةَ) ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقُومُ لِلْوُضُوءِ يكفي الْإِنَاءَ فَيُسَمِّي اللَّهَ تَعَالَى فيسيغ الْوُضُوءَ حَارِثَةُ ضَعِيفٌ

باب فضل إسباغ الوضوء وفضل الوضوء

(18 - بَابُ فَضْلِ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ وَفَضْلِ الْوُضُوءِ)

79 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، أنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (§إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، وَإِعْمَالُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، تَغْسِلُ الْخَطَايَا) / [2] رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ صَفْوَانَ [3] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ عَنْ صَفْوَانَ، وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَأَبُو ضَمْرَةَ عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْعَيَّاسِ - وَهُوَ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ وَالْمُهْمَلَةِ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَآخَرُ فِي السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

80 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ / خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا / مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَسْجِدِ الْخَيْفِ، فَجَاءَهُ رَجُلَانِ، أَنْصَارِيٌّ وَثَقَفِيٌّ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ - قَالَ: فَقَالَ الثَّقَفِيُّ: أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّكَ §إِذَا غَسَلْتَ وَجْهَكَ انْتَثَرَتِ الذُّنُوبُ مِنْ أَشْفَارِ عَيْنَيْكَ وَإِذَا غَسَلْتَ يَدَيْكَ انتشرت الذُّنُوبُ مِنْ أَظْفَارِ يَدَيْكَ، وَإِذَا مَسَحْتَ بِرَأْسِكَ انْتَثَرَتِ الذُّنُوبُ عَنْ رَأْسِكَ، وَإِذَا غَسَلْتَ رِجْلَيْكَ انْتَثَرَتِ الذُّنُوبُ مِنْ أَظْفَارِ رِجْلَيْكَ) الْحَدِيثَ (3) (4) وَحَدِيثُ ثَوْبَانَ، وأَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما فِي إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ فِي تَفْسِيرِ / سُورَةِ (ص) (5) وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِحْسَانِ الْوُضُوءِ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صَلَاةِ الضُّحَى (6) وَحَدِيثُ (أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ طُهُورُهُ) يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي أَوَّلِ الصَّلَاةِ

81 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ (هَاشِمٍ) ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِمَا تَعْرِفُ أُمَّتَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (§غرٌّ مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ)

82 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا (بَشَّارُ) بْنُ الْحَكَمِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ §الْخَصْلَةَ الصَّالِحَةَ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ، فَيُصْلِحُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا عَمَلَهُ كُلَّهُ، وَطَهُورُ الرَّجُلِ (لِصَلَاتِهِ) يُكَفِّرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِطَهُورِهِ ذُنُوبَهُ، وَتَبْقَى صَلَاتُهُ نَافِلَةً [2] قَالَ الْبَزَّارُ: نا سَهْلُ بْنُ (بَحْرٍ، نا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، نا بَشَّارُ بْنُ الْحَكَمِ نا أَبُو بَدْرٍ الضَّبِّيُّ، نا ثَابِتٌ، بِهِ

83 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا مُبَارَكٌ - هُوَ ابْنُ سُحَيْمٍ -، مَوْلَى عَبْدِ العزيز (عن) عبدا لعزيز بْنِ صُهَيْبٍ - عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (§مَثَلُ الْمَرْءِ، مَثَلُ نَهَرٍ يُغْتَسَلُ مِنْهُ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فَمَا عَسَى أَنْ يَبْقَيَنَّ عَلَيْهِ مِنْ دَرَنِهِ يَقُومُ إِلَى الْوُضُوءِ، فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، فَيَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ فَعَلَتْهَا يَدَاهُ، (وَيَتَمَضْمَضُ) فَتَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ (تَكَلَّمَ) بِهَا لِسَانُهُ، ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ، فَيَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ / نَظَرَتْ بِهَا عَيْنَاهُ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ فَيَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ سَمِعَتْهَا أُذُنَاهُ، ثُمَّ / يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ فَيَتَنَاثَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْ بِهَا قَدَمَاهُ)

84 - حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ: §وَأَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ

85 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أيوب، ثنا محمدبن الْحَسَنِ ابن أَبِي يَزِيدَ، ثنا عَبَّادٌ الْمِنْقَرِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ (زَيْدٍ) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا بُنَيَّ §عَلَيْكَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ يُحِبَّكَ حَافِظَاكَ، وَيُزَدْ فِي عُمُرِكَ، وَيَا أَنَسُ بَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ فِي الْجَنَابَةِ فَإِنَّكَ تَخْرُجُ مِنْ مُغْتَسَلِكَ وَلَيْسَ عَلَيْكَ ذَنْبٌ وَلَا خَطِيئَةٌ قَالَ قُلْتُ: كَيْفَ الْمُبَالَغَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَبُلُّ أُصُولَ الشَّعْرِ، وَتُنَقِّي الْبَشَرَةَ، يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَزَالَ عَلَى وُضُوءٍ فَإِنَّهُ مَنْ يَأْتِيهِ الْمَوْتُ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ يُعْطَى الشَّهَادَةَ) الْحَدِيثَ [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْعَلَاءُ - أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ - حَدَّثَنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

باب كراهية ذكر الله تعالى على غير وضوء

(19 - بَابُ كَرَاهِيَةِ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ)

86 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ، قال: إِنَّ رَجُلًا سَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَمَسَّحَ وَقَالَ: (§لَمْ / يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَكُنْ متوضأ - أَوْ قَالَ - لَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى تَمَسَّحَ وَرَدَّ عَلَيْهِ

87 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسًا بِالْمَقَاعِدِ يَتَوَضَّأُ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ (وَضُوئِهِ) ثُمَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَوَقَفَ عَلَى الرَّجُلِ، فَقَالَ: لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (§مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَقُولَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الوضوئين)

باب الرخصة في ذلك

(20 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ /)

88 - أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، ثنا أَبُو سَلَّامٍ، حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَالَ: بال، ثم تلى آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أن يمس ماء)

باب منع المحدث من مس المصحف

(21 - بَابُ مَنْعِ الْمُحْدِثِ مِنْ مَسِّ الْمُصْحَفِ)

89 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، قَالَ: كَانَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / لَعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، حِينَ بَعَثَهُ إِلَى نجران، أن §لا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ، وَلَا يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ عاقص شعره، وأن لا يَحْتَبِيَ وَلَيْسَ بَيْنَ فَرْجِهِ وَبَيْنَ السَّمَاءِ شَيْءٌ) الْحَدِيثَ

باب تخليل الأصابع واللحية

(22 - بَابُ تَخْلِيلِ الْأَصَابِعِ وَاللِّحْيَةِ)

90 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ عَمِّهِ - أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:؛ حَبَّذَا الْمُتَخَلِّلُونَ) قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا المتخلون قَالَ: (§التَّخَلُّلُ مِنَ الْوُضُوءِ، أَنْ تَخَلِّلَ بَيْنَ أَصَابِعِكَ، وأظفارك، وَالتَّخَلُّلُ مِنَ الطَّعَامِ فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَى الْمَلَكِ الَّذِي مَعَ الْعَبْدِ مِنْ أَنْ يَجِدَ مِنْ أَحَدِكِمْ رِيحَ الطَّعَامِ) أَبُو سَوْرَةَ ضَعِيفٌ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ أَصْلَهُ

91 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، ثنا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَوَضَّأَ فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ بِأَصَابِعِهِ، ثُمَّ قَالَ: (هَكَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أُخَلِّلَ)

92 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي وَاقِدٌ، عَنْ مُصْعَبٍ قَالَ: رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَوْمًا يتوضؤون، فَقَالَ: (§خَلِّلُوا) - يَعْنِي بَيْنَ الْأَصَابِعِ -

93 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: ثنا مَسْرُوقٌ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: تَوَضَّأَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §فَخَلَّلَ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قال: رأيت رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَعَلَ ذَلِكَ

باب المضمضة من اللبن

(23 - بَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنَ اللَّبَنِ /)

94 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ - عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ - هُوَ ابْنُ سِيرِينَ - عن أنس رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ §يُمَضْمِضُ مِنَ اللَّبَنِ ثَلَاثًا مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ

باب استحباب عدم الاستعانة في الطهور

(24 - بَابُ اسْتِحْبَابِ عَدَمِ الِاسْتِعَانَةِ فِي الطُّهُورِ)

95 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ، هُوَ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ /، أَنَّ أَبَا حَمْزَةَ حَدَّثَهُ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: §وَلَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكِلُ صَدَقَتَهُ إِلَى غَيْرِ نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَضَعُهَا فِي يَدِ السَّائِلِ، وَلَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكِلُ وُضُوءَهُ إِلَى غَيْرِ نَفْسِهِ، حَتَّى يَكُونَ هو الذي يهيِّيء وُضُوءَهُ لِنَفْسِهِ حِينَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ

96 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هاشم، ثنا النَّضْرُ - يَعْنِي ابْنَ مَنْصُورٍ - ثنا أَبُو الْجَنُوبِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْتَقِي / مَاءً لِوُضُوئِهِ، فَبَادَرْتُهُ أستقي له ن فَقَالَ: مَهْ يَا أَبَا الْجَنُوبِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْتَقِي مَاءً لِوُضُوئِهِ، فَبَادَرْتُهُ أَسْتَقِي لَهُ، فَقَالَ: مَهْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَقِي مَاءً لِوُضُوئِهِ، فَبَادَرْتُ أَسْتَقِي لَهُ فَقَالَ: (مَهْ يَا عُمَرُ، §فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَشْرَكَنِي فِي طُهُورِي أَحَدٌ)

باب المسح على الخفين

(25 - بَابُ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ)

97 - قَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا (بَقِيَّةُ) بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي مُنْذِرٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يَتَوَضَّأُ وَهُوَ يَغْسِلُ خُفَّيْهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ هَكَذَا: (إِنَّمَا §أُمِرْتُ بِالْمَسْحِ) وَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِ كَفَّيْهِ عَلَى خُفَّيْهِ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ، وَلَيْسَ فِي سَمَاعِنَا

98 - وَقَالَ / الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا قَتَادَةُ، سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَلَمَةَ، سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: §ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ

99 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا / هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَفْلَحَ - مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ (عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَسْحِ وَكَانَ هُوَ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ: كَيْفَ تَأْمُرُ بالمسح؟ فقال §بئسما لِي إِنْ كَانَ مَهْنَأُهُ لَكُمْ، وَإِثْمُهُ عَلَيَّ، قَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ، وَيَأْمُرُ بِهِ وَلَكِنَّهُ حَبَّبَ إِلَيَّ الْوُضُوءَ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ

100 - (وَقَالَ) الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَهْلِ ابن أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ النصاري قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ سَأَلَ أَبَاهُ أَبَا أُمَامَةَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ نَعَمِ، امْسَحْ عَلَيْهِمَا، قَالَ الشَّامِيُّ: فَأَيْنَ قَوْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لِي أَبِي: (أَيْ) بُنَيَّ أتت سَعِيدَ بْنَ المسيب فأخبره بما قُلْتُهُ قَالَ: فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ إِنَّ أَبِي يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَيَسْأَلُكَ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ: §إِنْ أَدْخَلْتَهُمَا طَاهِرَتَيْنِ، فَامْسَحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى تَنْزِعَهُمَا

101 - وَقَالَ الْحَارِثُ أَيْضًا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ (ثنا) عَبْدُ الْحُمَيْدِ بْنُ عِمْرَانَ ابن أَبِي أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حَزْمٍ يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَقاَلَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ (7) حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، تَقَدَّمَ فِي الِاسْتِطَابَةِ

102 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يريم بن الأسعد الْخَارِفِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ كَانَ خَدَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ - قَالَ: ثُمَّ أَتَى دِجْلَةَ وَعَلَيْهِ خُفَّانِ رَنْدَجَان، §فَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ (مَرَّةً وَقَالَ هَكَذَا بِكَفِّهِ بِأَصَابِعِهِ عَلَى ظَهْرِ خُفَّيْهِ) /

[2] حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ يَرِيمَ أَبِي الْعَلَاءِ، قَالَ: رَأَيْتُ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بَالَ، ثُمَّ أُتَى دِجْلَةَ، §فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ مَرَّةً، وَقَالَ هَكَذَا بِكَفِّهِ / بِأَصَابِعِهِ عَلَى ظَهْرِ خُفَّيْهِ

103 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ عَمْرِو / بْنِ الحارث، قال: خرت مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَكَانَ §يَمْسَحُ عَلَى الْخُفِّ ثَلَاثًا

104 - (وَقَالَ) : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ وخَالِدٌ، قَالَا: أنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي بَعْضِ الْبَسَاتِينِ، فَأَخَذَتْنِي حَاجَةٌ، فَانْطَلَقْتُ لِحَاجَتِي، فَرَجَعْتُ، فَجَلَسْتُ عَلَى جَدْولٍ، فَأَتَى عَلَيَّ أَبُو مُوسَى، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ §أَخْلَعَ خُفَّيَّ، فَقَالَ: أَقِرَّهُمَا، وَامْسَحْ حَتَّى تَضَعَهُمَا حِينَ تَنَامُ

105 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا §نَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَنُؤْمَرُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: (سَمِعْتَهُ) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ /

قال لا تغضب [2] وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أنا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: كُنَّا §نَمْسَحُ خِفَافَنَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا، وَلَكِنَّا سَمِعْنَاهُ مِمَّنْ لَا يُتَّهَمُ مِنْ أَصْحَابِنَا، يَقُولُ: امْسَحْ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَاصْنَعْ كَذَا وَكَذَا، غَيْرَ أَنَّهُ لَا (يُكَنِّي)

106 - وحَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا زِيَادُ بنُ عُبَيْدَةَ أَوْ عُبَيْدَةُ - شَكَّ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ - أَخْبَرَنَا أَنَسُ بن مالك ضي اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ فَقَامَ بِالْغَلَسِ، وَقَالَ: (يَا أَنَسُ، فِي (إِدَاوَتِكَ) مَاءٌ؟) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَنَحَّى فَبَالَ، وَصَبَبْتُ عَلَيْهِ الْمَاءَ، فَتَوَضَّأَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَمْسَحَ، طَأْطَأْتُ ظَهْرِي لَأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ فَقَالَ: (§هُوَ مَا تَرَى) ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ

107 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ (زَنْجَلَةَ) ، ثنا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ [2] وعَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نَكُونُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فِي سَفَرٍ، ولا نَنْزِعُ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، لِحَاجَةٍ، فَقَضَيْنَاهَا، وَنَكُونُ مَعَهُ فِي الْحَضَرِ يَوْمًا وَلَيْلَةً نَمْسَحُ عَلَى خِفَافِنَا

باب / صفة المسح

(26 - بَابُ / صِفَةِ الْمَسْحِ)

108 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ (الْخَزَّازِ) ، ثنا الْحَسَنُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بَالَ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ / وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى خُفِّهِ الْأَيْمَنِ، وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى خُفِّهِ الْأَيْسَرِ، ثُمَّ مَسَحَ أَعْلَاهُمَا مَسْحَةً وَاحِدَةً، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَثَرِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخُفَّيْنِ قُلْتُ: حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَسْحِ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ وَأَبُو عَامِرٍ (الْخَزَّازُ) اسْمُهُ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، فِيهِ ضَعْفٌ وَالْحَسَنُ لَمْ يَسْمَعْ - عِنْدِي - مِنَ الْمُغِيرَةِ

109 - وَقَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: §الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ، خَطَطٌ بِالْأَصَابِعِ (7) وَحَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تَقَدَّمَ أَوَّلَ الْبَابِ

باب أول المسح على الخفين

(27 - بَابُ أول الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ)

110 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطيالسي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ /، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ رَأَيْتُ عَلَيْهِ خُفَّيْنِ فِي الْإِسْلَامِ الْمُغِيرَةُ بن شعبة رضي الله عنه، أَتَانَا وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ خُفَّانِ أَسْوَدَانِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا، وَيَعْجَبُ مِنْهُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَمَا (إِنَّهُ) §ستكثر لكم - أي الْخِفَافَ -) ، قَالُوا: يَا رسول الله فكيف نَصْنَعُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَمْسَحُونَ عليهما وَتُصَلُّونَ)

باب ترك التوقيت

(28 - بَابُ تَرْكِ التَّوْقِيتِ)

111 - قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَرَأْتُ لِعَطَاءٍ كِتَابًا مَعَهُ، فَإِذَا فِيهِ: حَدَّثَتْنِي مَيْمُونَةُ - زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَيَخْلَعُ الرَّجُلُ خُفَّيْهِ كُلَّ سَاعَةٍ؟ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا، وَلَكِنْ (يمسحهما) مَا بَدَا لَهُ)

باب المسح على الموقين

(29 - بَابُ الْمَسْحِ عَلَى (الْمُوقَيْنِ)

112 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أبي أمامة رضي الله عنه قَالَ: §تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُوقَيْنِ، فِي رِجْلَيْهِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ثَلَاثًا /

باب النضح بعد الوضوء

(30 - بَابُ النَّضْحِ بَعْدَ الْوُضُوءِ)

113 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ؟ ، فَسَكَتَ (عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حَتَّى حضرت الصلاة، §فَدَعَا بِمَاءٍ، فَذَكَرَ صِفَةَ الْوُضُوءِ، قَالَ: ثُمَّ نَضَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ ثَوْبِهِ، فَقَالَ: (هَذَا إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ)

114 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنِ الْمِنْهَالِ / بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ / عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: §إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَأْخُذْ حَفْنَةً مِنْ مَاءٍ فَلْيَنْضَحْ بِهَا فَرْجَهُ، فَإِنْ أَصَابَهُ شَيْءٌ فَلْيَقُلْ إِنَّ ذَلِكَ مِنْهُ)

باب التمندل بعد الوضوء

(31 - بَابُ التَّمَنْدُلِ بَعْدَ الْوُضُوءِ)

115 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ §كَرِهَهُ، - يَعْنِي الْمَسْحَ عَلَى الْوَجْهِ بِالْمِنْدِيلِ - صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

باب ما يقال بعد الوضوء

(32 - بَابُ مَا يُقَالُ بَعْدَ الْوُضُوءِ)

116 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة: حدثنا حسين بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، النَّخَعِيِّ، ثنا أبو الجوزاء، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مِنَ الْجَنَّةِ، مِنْ أَيِّهَا شَاءَ دَخَلَ) (8) وَحَدِيثُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تَقَدَّمَ فِي بَابِ كَرَاهِيَةِ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ

باب تجديد الوضوء إذا صلى بالأول

(33 - بَابُ تَجْدِيدِ الْوُضُوءِ إِذَا صَلَّى بِالْأَوَّلِ)

117 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَحْمَوَيْهِ، (ثنا) صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، أنا أَبُو خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حَدَّثَنِي مَنْ كَانَ يَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَذَا مَا حَفِظْتُ لَكُمْ مِنْهُ: كان §إذا صَلَّى ثُمَّ لَمْ يَبْرَحْ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى (تَحْضُرَ) صَلَاتُهُ، تَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ

باب نواقض الوضوء

(34 - بَابُ نَوَاقِضِ الْوُضُوءِ)

118 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا \: §يَتَوَضَّأُ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ وَلَا يَتَوَضَّأُ مِنَ الْكَلِمَةِ الْعَوْرَاءِ يَقُولُهَا

119 - وَقَالَ أَيْضًا: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَلَّى بِالنَّاسِ، فَخَرَجَ مِنْ إِنْسَانٍ شَيْءٌ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §عَزَمْتُ عَلَى صَاحِبِ هَذِهِ الرِّيحِ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَيُعِيدَ صَلَاتَهُ، قَالَ جرير رضي اله عنه: أو تعزم عَلَى كُلِّ \ مَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَوَضَّأَ وَأَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ قَالَ: نِعْمَ مَا قُلْتَ، جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَأَمَرَهُمْ بِذَلِكَ

120 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ (مَيمُونِ) بن مهران، (عمن) أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ رَأَى أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَدْخَلَ أُصْبُعَهُ فِي أَنْفِهِ،§فَخَرَجَتْ مُتَلَطِّخَةً دَمًا، أَوْ عليها دم، ثُمَّ صَلَّى

121 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طارق قال: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عنه: §اللمس: ما دون الْجِمَاعِ /

باب القهقهة

(35 - بَابُ الْقَهْقَهَةِ)

122 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ (ثنا حَمَّادٌ) عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَخَلْفَهُ أَصْحَابُهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ أَعْمَى، فَوَطِئَ عَلَى خَصَفَةٍ، عَلَى رَأْسِ بِئْرٍ فَتَرَدَّى فِي الْبِئْرِ، فضحك القوم، §فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ ضَحِكَ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ

123 -[1] (وَقَالَ الْحَارِثُ) : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَخْبَرَهُ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: §مَنْ ضَحِكَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَيْسَ عَلَيْهِ وُضُوءٌ

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ عَنِ §الرَّجُلِ الَّذِي يَضْحَكُ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: يُعِيدُ الصَّلَاةَ وَلَا يُعِيدُ الْوُضُوءَ

باب الوضوء مما غيرت النار وبيان نسخه

(36 - بَابُ الْوُضُوءِ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ وَبَيَانُ نَسْخِهِ)

124 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ §يَتَوَضَّأُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تَوَضَّأَ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ

125 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: [1] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ / قَالَ: أَتَيْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقَعَدْتُ حَتَّى جَاءَ، فَجَاءَ وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ كُنَّا عِنْدَ هَذَا - يَعْنِي الْحَجَّاجَ - فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، §فَأَكَلُوا، ثُمَّ قَامُوا فَصَلَّوْا، وَلَمْ يتوضؤوا فقلت: أو ما كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ هَذَا فَقَالَ: لَا، مَا كُنَّا نَفْعَلُهُ

[2] حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ فِيهِ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ خَبِيثَ النَّفْسِ فَقُلْتُ: أَرَاكَ خَبِيثَ النَّفْسِ قَالَ: وَمَا لِي لَا أَكُونُ خَبِيثَ النَّفْسِ وَقَدْ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ هَؤُلَاءِ آنِفًا، وَقَدْ §أَكَلُوا خُبْزًا وَلَحْمًا، وَصَلَّوْا وَلَمْ يتوضؤوا

126 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §توضؤوا، والوضوء مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، وَمِمَّا يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ

127 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ خَالَتِهِ، أَوْ عَمَّتِهِ - شَكَّ يَحْيَى - وَكَانَتِ امْرَأَةَ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَتْ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ §يَتَوَضَّأُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ

128 - (وَقَالَ إِسْحَاقُ) : أنا الْعَقَدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ (عَمَّتِهَا) ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَكَلَ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ قُلْتُ: أَظُنُّهُ مُرْسَلًا، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ضَعِيفٌ

129 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: §لَوْ أَكَلْتُ لَحْمًا وَشَرِبْتُ لَبَنَ اللِّقَاحِ ثُمَّ أُصَلِّي / وَلَمْ أَتَوَضَّأْ، مَا بَالَيْتُ أَنْ لَا أُمَضْمِضَ فَمِي، وَأَغْسِلَ يَدِي مِنْ غَمْرِ الطَّعَامِ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

130 - حَدَّثَنَا عِيسَى، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ /، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى ابنته فاطمة رضي الله عنها، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ لَحْمًا، فَأَكَلَ فَلَمَّا قام أخذت رضي الله عنها بِرِدَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: أَلَا تَتَوَضَّأُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " (مِمَّ) يَا بنية؟ "، فقالت رضي الله تعالى عنها: مِمَّا غَيَّرَتِ النار، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أو ليس أَطْهَرُ طَعَامِنَا مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ " رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالْحَارِثُ، وَأَبُو يَعْلَى، مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عن فاطمة رضي الله عنها - مَوْصُولًا

131 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أبي بكر رضي الله عنه قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَسَ مِنْ كَتِفٍ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ

132 - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيِّ، حَدَّثَتْنَا صَفِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ، كَتِفًا بَارِدًا فَكُنْتُ أَسْحَاهَا، §فَأَكَلَهَا، ثُمَّ قَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى

133 -[1] قَالَ: وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ نَشَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتِفًا مِنْ قِدْرِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §فَأَكَلَهَا، وَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ [2] وقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، نَحْوَهُ

باب المضمضة من اللبن

(37 - بَابُ الْمَضْمَضَةِ مِنَ اللَّبَنِ)

134 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ - هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ - عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ §تمضمض مِنَ اللَّبَنِ ثَلَاثًا هَذَا مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ

باب الوضوء من مس الفرج

(38 - بَابُ الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الْفَرْجِ)

135 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ - يَعْنِي الزُّهْرِيَّ - وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، وعَنْ / زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (§إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ)

قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، وقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى ثُمَّ عَادَ فِي مَجْلِسِهِ، فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ أَعَادَ الصَّلَاةَ، فَقَالَ: " إِنِّي كُنْتُ مَسِسْتُ ذَكَرِي، فَنَسِيتُ "

[2] أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ الْرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ "

وَقَالَ أَيْضًا: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي قُرَّةَ، ذَكَرَ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَتَذَاكَرُوا عِنْدَهُ مَسَّ الذَّكَرِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: إِنَّ بُسْرَةَ بِنْتَ صَفْوَانَ - وَهِيَ إِحْدَى خَالَاتِي - قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ فُلَانٌ، وَفُلَانٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو حَتَّى ذَكَرَتْ سِتَّةً أَوْ سَبْعَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ " -[388]- أَمَّا الْإِسْنَادُ الْأَوَّلُ فَصَحِيحٌ مُتَّصِلٌ، وَحَدِيثُ بُسْرَةَ فِي السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ، وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، لَكِنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وَقَدْ (تَبَيَّنَ) فِي الْإِسْنَادِ الَّذِي سُقْنَاهُ أَنَّ الزُّهْرِيَّ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ عُرْوَةَ، فَكَأَنَّ ابْنَ إِسْحَاقَ دَلَّسَهُ تَدْلِيسَ التَّسْوِيَةِ لِأَنَّهُ صَرَّحَ فِيهِ بِسَمَاعِهِ مِنَ الزُّهْرِيِّ /، فَأَخْرَجْتُهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ لِلْفَائِدَةِ، وَبَاقِي الطُّرُقِ الَّتِي هُنَا لَمْ يُخَرِّجُوهَا

136 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى (بْنُ هَاشِمٍ) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ / بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ §الْمَرْأَةِ تَمَسُّ! فَرْجَهَا، قَالَ: " تَتَوَضَّأُ "

137 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: §مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَعَلَيْهِ الْوَضُوءُ

138 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدًا يَعْنِي ابْنَ الْمُسَيَّبِ، §عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: " هُوَ كَبَعْضِ جَسَدِكَ "

139 -[1] (وَقَالَ) حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ / أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ مُخَارِقِ بْنِ أَحْمَرَ الْكِلَابِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §فِي مَسِّ الذَّكَرِ، فَقَالَ: مَا أُبَالِي مَسِسْتُ إِيَّاهُ، أَوْ أَنْفِي وَأُذُنِي، قَالَ يَحْيَى أَوْ أَحَدَهُمَا [2] حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سُئِلَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ مَسِّ الذَّكَرِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ

140 - قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا الْمُفَضَّلُ بْنُ ثَوَابٍ - رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ - حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَدَّاعٍ (عَنْ أَبِيهِ) عَنْ سيف بن عبيد اللَّهِ الْحِمْيَرِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَرِجَالٌ مَعِي عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَسَأَلْنَاهَا عَنِ §الرَّجُلِ يَمَسُّ فَرْجَهُ، وَعَنِ المَرَأَةِ تَمَسُّ فَرْجَهَا، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / يَقُولُ: " مَا أُبَالِي إِيَّاهُ مَسِسْتُ أَوْ أَنْفِي "

باب الوضوء من النوم

(39 - بَابُ الْوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ)

141 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: §إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ مُضْطَجِعًا، فَلْيَتَوَضَّأْ، فَقِيلَ لَهُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنَامُ مُضْطَجِعًا فَلَا يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: لَسْتُمْ كَرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَوْ كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ شَيْءٌ عَلِمَهُ

142 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: §إِذَا وَضَعَ جَنْبَهُ تَوَضَّأْ

143 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، (عَنْ حَرْمَلَةَ) - مَوْلَى زَيْدٍ - قَالَ: اسْتَفْتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فِي النَّوْمِ قَاعِدًا، فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا، قُلْتُ: §أَرَأَيْتُ إِنْ وَضَعْتُ جَنْبِي قَالَ: تَوَضَّأْ

144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ /، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وعَنْ (أَبِيهِ عَنْ) عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَا: §مَنْ نَامَ عَلَى كُلِّ حَالٍ لَا يَعْقِلُ، فَعَلَيْهِ الْوُضُوءُ

145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْأَعْرَجِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يَنَامُ قَاعِدًا حَتَّى أَسْمَعَ غَطِيطَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ /

146 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، قَالَ: ذَكَرْتُ لِعَطَاءٍ - يَعْنِي نَوْمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَفَخَ، ثُمَّ صَلَّى - فَقَالَ: §لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَغَيْرِهِ

147 - وَقَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثنا خَالِدٌ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَوْ عَنْ أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " أَنَّهُمْ كَانُوا §يَضَعُونَ جُنُوبَهُمْ [فَيَنَامُونَ، مِنْهُمْ مَنْ يَتَوَضَّأُ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يَتَوَضَّأُ " وقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَضَعُونَ جُنُوبَهُمْ] فَذَكَرَهُ

[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ التَّمَّارُ، ثنا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا نَجِيءُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنُصَلِّيَ فَنَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ، §فَمِنَّا مَنْ نَعِسَ، أَوْ نَامَ، فَلَا يُحْدِثُ وُضُوءًا قَالَ هُشَيْمٌ: لَا يُؤْخَذُ بِهَذَا

باب الوضوء من ألبان الإبل

(40 - بَابُ الْوُضُوءِ مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ)

148 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ لَيْثَ بْنَ أَبِي سُلَيْمٍ يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، أَوِ ابْنٍ (لِمُوسَى) بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ §يَتَوَضَّأُ مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ، وَلُحُومِهَا وَلَا يُصَلِّي فِي أَعْطَانِهَا [2] قَالَ إِسْحَاقُ: ذَكَرَهُ الْمُعْتَمِرُ لِغَيْرِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ - يَعْنِي عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ - [3] قُلْتُ: هَكَذَا أَخْرَجَهُ الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ، بِلَفْظِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَلَا أُصَلِّي فِي أَعْطَانِهَا) /

[4] وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنِ الْمُعْتَمِرِ، سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، أَوْ عَنِ ابْنٍ لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: (§لَا يُصَلَّى فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ)

[5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مَوْلًى لِمُوسَى / بْنِ طَلْحَةَ، أَوْ عَنِ ابْنٍ لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَتَوَضَّأُ مِنْ أَلْبَانِ الْإِبِلِ وَلُحُومِهَا، وَلَا يُصَلِّي فِي أَعْطَانِهَا، وَلَا يَتَوَضَّأُ مِنْ أَلْبَانِ الْغَنَمِ وَلُحُومِهَا، وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِهَا

149 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ - هُوَ الْفَزَارِيُّ - عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَشْرَبُ مِنَ اللَّبَنِ وَلَا يَتَوَضَّأُ مِنْهُ، وَيُقْطَرُ عَلَى ثَوْبِهِ وَلَا يَغْسِلُهُ

150 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (الْأَذْرَمِيُّ) ، أنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ الضَّبِّيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - هُوَ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ - عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ذِي الْغُرَّةِ، قَالَ: عَرَضَ أَعْرَابِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَيْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §تُدْرِكُنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ فِي أَعْطَانِ الْإِبِلِ، أَفَنُصَلِّي؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا، قَالَ: أفتتوضأ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، قَالَ: فَنُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، قَالَ فَنَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِهَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا /

151 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ - هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ - عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ (أَبِي) عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَأْكُلُ اللَّحْمَ ثُمَّ يَقُومُ إِلَى الصَّلَاةِ فَمَا يَمَسُّ قَطْرَةَ مَاءٍ

152 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، أَبُو أَيُّوبَ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ (عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَكَلَ (لَبَئا) ، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ

153 - وحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَأْكُلُ الثَّرِيدَ، وَيَشْرَبُ اللَّبَنَ وَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ

154 - حدثنا أبو بكر، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ملكية، (عَنْ عِكْرِمَةَ) ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمُرُّ بِالْقِدْرِ §فَيَتَنَاولُ مِنْهُ الْعَرْقَ فَيُصِيبُ مِنْهُ ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ

باب التيمم

(41 - بَابُ التَّيَمُّمِ)

155 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ بُرْدٍ - هُوَ ابْنُ سِنَانٍ - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ / التَّيَمُّمِ لَمْ أَدْرِ كَيْفَ أَصْنَعُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ (أَسْأَلُهُ) ، فَلَمْ أَجِدْهُ، فَانْطَلَقْتُ أطلبه فاستقبلته، فما رَآنِي عَرَفَ الَّذِي جِئْتُ لَهُ، §فَضَرَبَ / (بِيَدَيْهِ) إِلَى الْأَرْضِ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ هَذَا مُنْقَطِعٌ

156 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ (ثنا) ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال إِنَّ رِجَالًا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: إِنَّا §نَاسٌ نَكُونُ بالرمل أشهر، فَتُصِيبُنَا الْجَنَابَةُ، وَفِينَا الْحَائِضُ، وَالنُّفَسَاءُ وَلَا نَجْدُ الْمَاءَ أَرْبَعَةَ / أَشْهُرٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَلَيْكُمْ بِالْأَرْضِ) فِيهِ ضَعْفٌ

157 - حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ نَزَلَ الْقَوْمُ، فَبَصُرَ بِهِمْ رَاعٍ (فَنَزَلَ) §فَضَرَبَ بِيَدِهِ الصَّعِيدَ، فَتَيَمَّمَ، ثُمَّ أَذَّنَ الْحَدِيثَ فِيهِ ضَعْفٌ

158 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَهْرَاقَ الْمَاءَ (فَتَمَسَّحَ) بِالْتُرَابِ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّمَا الْمَاءُ مِنْكَ قَرِيبٌ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَمَا يُدْرِينِي لَعَلِّي لَا أَبْلُغُهُ) ضَعِيفٌ /

159 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ (أَبِي إِسْحَاقَ) عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: §التَّيَمُّمُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ ضَعِيفٌ

160 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (عُبَيْدُ اللَّهِ) الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ قَابُوسَ هُوَ ابْنُ أَبِي ظَبْيَانَ - عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: §أَطْيَبُ الصَّعِيدِ حَرْثُ الْأَرْضِ مَوْقُوفٌ حَسَنٌ

كتاب الغسل

(2 - كِتَابُ الْغُسْلِ)

باب التستر عند الغسل

(1 - بَابُ التَّسَتُّرِ عِنْدَ الْغُسْلِ)

161 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قُمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ رَمَضَانَ، §فَقَامَ يَغْتَسِلُ، وَسَتَرْتُهُ، فَفَضَلَتْ مِنْهُ فَضْلَةٌ فِي الْإِنَاءِ، فَقَالَ (إِنْ شِئْتَ فَأَرِقْهُ، وَإِنْ شِئْتَ فَصُبَّ عَلَيْهِ) ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ الْفَضْلَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا أَصُبُّ عَلَيْهِ، (قَالَ) : فَاغْتَسَلْتُ بِهِ، وَسَتَرَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: لَا تَسْتُرْنِي فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بَلْ سَتَرْتُكَ كَمَا سَتَرْتَنِي) جَابِرٌ هُوَ الْجُعْفِيُّ، ضَعِيفٌ [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ مُطَوَّلًا

162 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ /، قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَغْتَسِلُ إِلَى بَعِيرٍ - يَعْنِي وَهُوَ مُحْرِمٌ - وَأَنَا أَسْتُرُ عَلَيْهِ بِثَوْبٍ، إِذْ قَالَ لِي: يَا يَعْلَى اصْبُبْ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ، قُلْتُ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ، قَالَ: وَاللَّهِ §مَا أَرَى الْمَاءَ يَزِيدُ الشَّعْرَ إِلَّا شَعَثًا، قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، وَأَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ

باب من استدفأ بامرأته بعد الغسل

(2 - بَابُ مَنِ اسْتَدْفَأَ بِامْرَأَتِهِ بَعْدَ الْغُسْلِ)

163 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ §يَغْتَسِلَ الرَّجُلُ مِنَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ يَسْتَدْفِئُ بِامْرَأَتِهِ قَبْلَ أَنْ تَغْتَسِلَ، أَوْ تَغْتَسِلُ الْمَرْأَةُ قَبْلَ الرَّجُلِ فَتَسْتَدْفِئُ بِهِ

164 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: قَالَ عَامِرٌ لِإِبْرَاهِيمَ: مَا تَقُولُ فِي الَّذِي §يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ يَسْتَدْفِئُ بِامْرَأَتِهِ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي، قَالَ: أَفَلَا أُنَبِّئُكَ عَنْ صَدِيقِكَ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ كَانَ يَرَى بِهِ بَأْسًا -[446]- 165 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِذَلِكَ

باب صفة الغسل

(3 - بَابُ صِفَةِ الْغُسْلِ)

166 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ §إِذَا اغْتَسَلَ نَضَحَ عَيْنَيْهِ بِالْمَاءِ وَأَدْخَلَ أُصْبُعَهُ فِي سُرَّتِهِ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ رَوَاهُ مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ، وَرُوِيَ مَرْفُوعًا وَلَا يَصِحُّ /

167 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ (شُعْبَةَ) قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٌ §رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى يَسَارِهِ سَبْعًا

168 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، حَدَّثَنِي الْمَعْرُورُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَمَّا أَنَا، §فَأَحْفِنُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ

169 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ §الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ: ثَلَاثًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي كَثِيرُ الشَّعْرِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ شَعْرًا مِنْكَ وَأَطْيَبَ

170 -[1] حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إن وفد شقيف قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ بَارِدَةٌ فَمَا يَكْفِينَا مِنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَمَّا §أَنَا فَأُفِيضُ عَلَى رَأْسِي ثَلَاثًا) [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَمِينَةَ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِهِ صَحِيحٌ

171 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى، الْخَطْمِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ / بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سِيلَانَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ §الرَّجُلِ يَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَيُخْطِئُ بَعْضَ جَسَدِهِ الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَغْسِلُ ذَلِكَ الْمَكَانَ ثُمَّ يُصَلِّي)

172 - (وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ نَاعِمٍ - مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ -: سَأَلْتُ أُمَّ سَلَمَةَ عَنْ §غُسْلِ الرَّجُلِ فَقَالَتْ: يُنَقِّي الشَّعْرَ، وَيَرْوِي البشر، وَسَأَلْتُهَا عَنْ غُسْلِ الْمَرْأَةِ (فَقَالَتْ) : تُنَظِّفُ فروتها، وَلَا تَحِلُّ رأسها)

باب الحمام وكراهية التعري

(بَابُ الْحَمَّامِ (وَكَرَاهَيَةِ التَّعَرِّي)

713 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عن سفيان عن عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: §نِعْمُ الْبَيْتُ الْحَمَّامُ، يُذْهِبُ الْوَسَخَ وَيُذَكِّرُ النَّارَ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§نِعْمُ الْبَيْتُ الْحَمَّامُ يَدْخُلُهُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ، لِأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ سَأَلَ تَعَالَى الْجَنَّةَ وَاسْتَعَاذَ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَبِئْسَ الْبَيْتُ الْعُرْسُ، يَدْخُلُهُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ لِأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ رَغَّبَهُ فِي الدُّنْيَا، وَأَنْسَاهُ الْآخِرَةَ)

174 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، أَخْبَرَنِي أَبُو خَيْرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ - قَالَ أَبُو خَيْرَةَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (§مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلَا يَدْخُلَنَّ الحَمَّامَ إِلَّا بِمِئْزَرٍ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ إِنَاثِ أُمَّتِي، فَلَا تَدْخُلَنَّ الْحَمَّامَ)

175 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ عَنْ §دُخُولِ الْحَمَّامِ، فَقَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَكْرَهُهُ

176 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا كَانَ §لَا يَدْخُلُ الْحَمَّامَ، وَيَقُولُ: هُوَ مِمَّا أَحْدَثُوا / مِنَ النَّعِيمِ

177 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ، أَنَّهُمَا كَانَا §لَا يَدْخُلَانِ الْحَمَّامَ

178 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ - هُوَ ابْنُ دَاوُدَ - عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ §يَدْخُلُ الحَمِّامَ فَيُنُوِّرُهُ صَاحِبُ الْحَمَّامِ، فَإِذَا بَلَغَ حَقْوَهُ قَالَ لِصَاحِبِ الْحَمَّامِ: اخْرُجْ /

179 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ / عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخَلَ الْمَاءٌ إِلَّا بِإِزَارٍ

180 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، ثنا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى / بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ الله بن سويد الْخَطَمِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (§مَنْ كَانَ / يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ نِسَائِكُمْ فَلَا يَدْخُلَنَّ الْحَمَّامَ) ، قَالَ فَنَمَّيْتُهُ إِلَى عمر بن عبدا لعزيز رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي خِلَافَتِهِ فَكَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنْ سَلْ مُحَمَّدَ بْنَ ثَابِتٍ عَنْ حَدِيثِهِ، فَإِنَّهُ رَضِيٌّ، فَسَأَلَهُ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَمَنَعَ النِّسَاءَ عَنِ الْحَمَّامِ صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ

باب أمر الجنب بالغسل إذا أراد العود

(بَابُ أَمْرِ الْجُنُبِ بِالْغُسْلِ إِذَا أَرَادَ الْعَوْدَ)

181 -[1] إِسْحَاقُ، وَمُسَدَّدٌ: (قَالَا) : أَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُشْمَعِلِّ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (§إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلُهُ، وَأَرَادَ أَنْ يَعُودَ، فَلْيَغْسِلْ فَرْجَهُ) [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا مُعْتَمِرٌ، بِهِ

باب منع الجنب من إتيان المسجد

(6 - بَابُ مَنْعِ الْجُنُبِ مِنْ إِتْيَانِ الْمَسْجِدِ)

182 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي غَنِيَّةَ، عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ مَحْدُوجٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ جَسْرَةَ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَرْحَةِ الْمَسْجِدِ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: (أَلَا إِنَّ §هَذَا الْمَسْجِدَ لَا يَحِلُّ لِجُنُبٍ، وَلَا حَائِضٍ، إِلَّا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأزواجه، و (علي) وَفَاطِمَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، أَلَا هَلْ بَيَّنْتُ لَكُمُ الْأَسْمَاءَ أَنْ تَضِلُّوا) أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ دُونَ قَوْلِهِ: (إِلَّا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى آخر) .

باب أمر الجنب بالوضوء إن لم يغتسل

(7 - بَابُ أَمْرِ الْجُنُبِ بِالْوُضُوءِ إِنْ لَمْ يَغْتَسِلْ)

183 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي بُكَيْرُ بْنُ الْأَخْنَسِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ سَعْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ §يُجْنِبُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيَخْرُجُ

باب الاختلاف في طهارة المني

(8 - بَابُ الِاخْتِلَافِ فِي طَهَارَةِ الْمَنِيِّ /)

184 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ §يَحُكُّ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبَهِ

185 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا / يَقُولُ فِي §الرَّجُلِ احْتَلَمَ فِي ثَوْبٍ، ثُمَّ خَفِيَ عَلَيْهِ قَالَ: اغْسِلِ الثَّوْبَ كُلَّهُ

باب إيجاب الغسل بالتقاء الختانين، ونسخ قوله الماء من الماء

(9 - بَابُ إِيجَابِ الْغُسْلِ بِالْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ، وَنَسْخِ قَوْلِهِ (الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ)

186 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حُيَيَّةَ - مَوْلَى ابْنَةِ صَفْوَانَ - عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَفْتَى عَلَى رفاعة فقال: أو كنتم تَفْعَلُونَ ذَلِكَ §إِذَا أَصَابَ أَحَدُكُمُ الْمَرْأَةَ ثُمَّ أَكْسَلَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَالَ: قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ (يَأْتِنَا) فِيهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَحْرِيمٌ، وَلَمْ يَكُنْ فِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهْيٌ

[2] رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثَنَا زُهَيْرٌ، وَابْنُ إِدْرِيسَ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حُيَيَّةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، - قَالَ زُهَيْرٌ فِي حَدِيثِهِ: رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ وَكَانَ عَقَبِيًّا، بَدْرِيًّا - قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُفْتِي النَّاسَ فِي الْمَسْجِدِ - قَالَ زُهَيْرٌ فِي حَدِيثِهِ: النَّاسَ بِرَأْيِهِ - فِي الَّذِي يُجَامِعُ وَلَا يُنْزِلُ، فَقَالَ: أَعْجِلْ بِهِ فَأُتِيَ بِهِ، فَقَالَ: يَا عدو نفسه، أو قد بَلَغْتَ -[486]- أَنْ تُفْتِيَ النَّاسَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْيِكَ؟ قَالَ مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ، حَدَّثَتْنِي عُمُومَتِي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَيُّ عُمُومَتِكَ؟ قَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ - قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَبُو أَيُّوبَ، وَرِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ -، فَالْتَفَتَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَيَّ، فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَذَا الْفَتَى؟ فَقُلْتُ: كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَسَأَلْتُمْ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فجمع الناس، فاتفق عَلَى أَنَّ الْمَاءَ لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ الْمَاءِ، إِلَّا رَجُلَيْنِ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَمُعَاذَ ابن جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَا: §إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الخِتَانَ، وَجَبَ الْغُسْلُ، قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ / بِهَذَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَى حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَقَالَتْ لَا عِلْمَ لِي فَأَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ وَجَبَ الْغُسْلُ، (فَتَحَطَّمَ) عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ لَا يَبْلُغُنِي أَنَّ أَحَدًا فَعَلَهُ وَلَمْ يَغْتَسِلْ إِلَّا أَنْهَكْتُهُ عُقُوبَةً [3] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، فَذَكَرَهُ مُطَوَّلًا وَمَعْمَرٌ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ / بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ، وَرَوَى بَعْضُهُمْ حَدِيثَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا مَجُرَدً

[4] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حُيَيَّةَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رفاعة، عن يزيد بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُصُّ، فَيَقُولُ فِي قَصَصِهِ: §إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا خَالَطَ الْمَرْأَةَ فَلَمْ يُنْزِلْ فَلَا غُسْلَ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ عِنْدِ زَيْدٍ، فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -[487]- لِلْرَّجُلِ: اذْهَبْ إِلَيْهِ، فأتني بِهِ لِتَكُونَ عَلَيْهِ شَهِيدًا، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَنْتَ الَّذِي تُضِلُّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَقَالَ زَيْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا ابْتَدَعْتُهُ مِنْ قبل نفسي، و (إنما) أَخْبَرَنِي بِهِ أَعْمَامِي، قَالَ: وَأَيُّ عُمُومَتِكَ؟ قَالَ أُبَيٌّ، وَأَبُو أَيُّوبَ، وَرِفَاعَةُ يَوْمَئِذٍ عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، فَقَالَ رِفَاعَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْلَمُ، قَالَ: لَا عِلْمَ لِي، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ، إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَصْلُحُ، وَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَصْلُحُ

باب الماء من الماء

(10 - بَابُ الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ)

187 - مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: §الرَّجُلُ يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَلَا يُنْزِلُ، قَالَ: لَوْ هَزَّهَا حَتَّى يَهْتَزَّ قَرْنَاهَا لَيْسَ عَلَيْهِ غُسْلٌ

188 -[1] وَعَنْ سُفْيَانَ / حَدَّثَنِي / سُلَيْمَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عبدا لله / [2] (وعن سُفْيَانَ) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: §لَوْ بَلَغْتُ ذَلِكَ مِنْهَا، لَاغْتَسَلْتُ

[3] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - أُرَاهُ - عَنْ عَلْقَمَةَ، - شَكَّ الْأَعْمَشُ فِيهِ -[498]- 189 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، وَشُعْبَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: §الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ، وَلَا بأس بالدرهم (و) الدرهمين

190 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: §الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

191 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا طَلْحَةُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فقال: ما جسك؟ قَالَ كُنْتُ حِينَ أَتَانِي رَسُولُكَ عَلَى الْمَرْأَةِ فَقُمْتُ فَاغْتَسَلْتُ، فَقَالَ: §وَمَا عَلَيْكَ أَنْ لَا (تَغْتَسِلَ) مَا لَمْ تُنْزِلْ، قَالَ: فَكَانَ الْأَنْصَارُ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ أَبُو سَعْدٍ: هُوَ سَعِيدُ بْنُ المرزان، الْبَقَّالُ، ضَعِيفٌ /

192 - حَدَّثَنَا أَبُو (كُرَيْبٍ) ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عنه ن قَالَ انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَدَعَاهُ، فَخَرَجَ الْأَنْصَارِيُّ، وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَرَابَكَ؟ ، قَالَ: دَعَوْتَنِي وَأَنَا مَعَ أَهْلِي، فَخِفْتُ أَنْ أَحْتَبِسَ عَلَيْكَ فَعَجِلْتُ، فَقُمْتُ، فَصَبَبْتُ عَلَيَّ الْمَاءَ، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ كُنْتَ أَنْزَلْتَ؟ ، قَالَ: لَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَلَا تَغْتَسِلْ، (اغْسِلْ) مَا مَسَّ الْمَرْأَةَ مِنْكَ، وَتَوَضَّأَ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، فَإِنَّ §الْمَاءَ مِنَ الْمَاءِ

باب الغسل من الاحتلام

(11 - بَابُ الْغُسْلِ مِنَ الِاحْتِلَامِ)

193 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ يُقَالَ لَهَا (بُسْرَةُ) إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِحْدَانَا تَرَى أَنَّهَا مَعَ زَوْجِهَا فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِذَا وَجَدْتِ بَلَلًا فَاغْتَسِلِي يَا بُسْرَةُ، قَالَ: فَقَالَتْ (لَهَا) عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَضَحْتِ النِّسَاءَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعِيهَا تَسْأَلُ عَمَّا بَدَا لَهَا، تَرِبَ جَبِينُكِ، أَوْ ترتبت يَمِينُكِ

194 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ / أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ (عَبْدِ العزيز) بن رفع، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ سُلَيْمٍ - أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §إِحْدَانَا تَرَى فِي مَنَامِهَا مَا يَرَى الرَّجُلُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَجِدُ شَهْوَةً؟ ، قَالَتْ: لَعَلَّهُ (قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَلْ تَجِدُ مَاءً؟ قَالَتْ: لَعَلَّهُ) ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْتَغْتَسِلْ هَذَا سند صحيح، لكنه لَهُ عِلَّةٌ [2] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا (جَرِيرٌ) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءٍ، وَمُجَاهِدٍ، قَالُوا: إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، (وَقَالَ: (بَلَلًا) بَدَلَ (مَاءً)) وَقَالَ فِي آخِرِهِ، قَالَ: (إِذَا (رَأَتْ) ذَلِكَ، فَلْتَغْتَسِلْ) ، فَلَقِيَهَا نِسْوَةٌ، فَقُلْنَ لَهَا: فضحيتنا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ (لِأَنْتَهِي) حَتَّى أَعْلَمَ أَنَا فِي حَلَالٍ أَمْ فِي حَرَامٍ قُلْتُ: وَأَصْلُ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ النَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ سَعِيدٍ، (لَكِنَّ) ظَاهِرَ سِيَاقِهِ أَنَّهُ مِنْ مُسْنَدِ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، (وَأَصْلُ الْقِصَّةِ) فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طَرِيقِ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا

195 - (وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بكْرٍ، أنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ خُثَيْمٍ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَتِيقٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ فُلَانًا يَنْكِحُنِي، فَذَكَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " §إِذَا رَأَتِ الرَّطْبَ فَلْتَغْتَسِلْ ")

باب الأغسال الواجبة والمسنونة

(12 - بَابُ الْأَغْسَالِ الوَاجِبَةِ وَالْمَسْنُونَةِ)

196 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: §الْغُسْلُ مِنْ خَمْسٍ: الْحِجَامَةِ، وَالْحَمَّامِ، وَالْجَنَابَةِ، وَالْمَوْتَى، والجمعة، قال: فذكر ذلك / لإبراهيم، وقال: مَا كَانُوا يَعُدُّونَ غُسْلًا وَاجِبًا، إِلَّا الْجَنَابَةَ، وَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ غُسْلَ الْجُمُعَةِ

197 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: §إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ جُنُبًا فَلَا يَرْقُدْ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ نَفْسَهُ (تُصَابُ) فِي مَنَامِهِ

كتاب الحيض

(كِتَابُ الحَيْضِ)

باب بدء الحيض

(1 - بَابُ بَدْءِ الْحَيْضِ)

198 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِآدَمَ: " يَا آدَمُ §مَا حَمَلَكَ / عَلَى أَنْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَيْتُكَ عَنْهَا "؟ قَالَ: (فَاعْتَلَّ) آدَمُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ زَيَّنَتْهُ لِي حَوَّاءُ، قَالَ: فَإِنِّي (عَاقَبْتُهَا) بِأَنْ لَا تَحْمِلَهَا إِلَّا كُرْهًا، وَلَا تَضَعَهَا إِلَّا كُرْهًا، وَدَمَيْتُهَا فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّتَيْنِ قَالَ: فَرَنَّتْ حَوَّاءُ عِنْدَ ذَلِكَ، فَقِيلَ لَهَا: عَلَيْكِ الرَّنَّةُ، وَعَلَى بَنَاتِكِ هَذَا مَوْقُوفٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

باب طهارة بدن الحائض

(2 - بَابُ طَهَارَةِ بَدَنِ الْحَائِضِ)

199 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ، ثنا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: قَالَ: نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ، قِيلَ: مَنْ قَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقَالَ (إِنَّ §حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ)

باب كراهية النظر إلى دم الحيض بالليل

(3 - بَابُ كَرَاهِيَةِ النَّظَرِ إِلَى دَمِ الْحَيْضِ بِاللَّيْلِ)

200 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَتْ: كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا §تَنْهَى النِّسَاءَ أَنْ يَنْظُرْنَ إِلَى أَنْفُسِهِنَّ لَيْلًا فِي المَحِيْضِ، وَتَقُولُ: قَدْ تَكُونُ الصُّفْرَةُ، وَالْكُدْرَةُ

201 - (قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ الْمُنْذِرِ، قَالَتْ: كَانَتْ تُحَدِّثُنَا أَسْمَاءُ (وَبَنَاتُ أَخِيهَا) فَكَانَتْ إِحْدَانَا تَغْتَسِلُ مِنَ الْحَيْضَةِ بَعْدَ الطُّهْرِ ثُمَّ الْحَيْضَةُ، سَلَسُهَا إِلَى الصُّفْرَةِ وَالْكُدْرَةِ، (فَتَأْمُرُنَا) أَنْ §نَعْتَزِلَ الصَّلَاةَ حَتَّى لَا نَرَى إِلَّا الْبَيَاضَ خَالِصًا)

202 - (قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ - هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ - ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَتْ §إِحْدَانَا تَغْتَسِلُ، فَتَبْقَى صُفْرَتُهَا)

باب المستحاضة

(4 - بَابُ الْمُسْتَحَاضَةِ)

203 - قَالَ أَبُو يعلى: حدثنا حسن بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: سَأَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُسْتَحَاضَةِ، فَقَالَ: " §عُدِّي أَيَّامَ أَقْرَائِكِ " وَأَمَرَهَا أَنْ تَحْتَشِيَ وَتُصَلِّيَ، وَتَغْتَسِلَ لِكُلِّ طُهْرٍ

204 - وَحَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا (الْجَلْدُ) ابن أَيُّوبَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: (لِتَنْظُرْ خَمْسًا، سَبْعًا، ثَمَانِيًا، تِسْعًا، عَشْرًا، §فَإِذَا مَضَتِ الْعَشْرُ فَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ)

205 - (وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَمَرَ أُمَّ حَبِيبَةَ أَنْ تَغْتَسِلَ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَكَانَتِ اسْتُحِيضَتْ قُلْتُ: لَيْثٌ: ضَعِيفٌ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ هِيَ بِنْتُ جَحْشٍ، وَالْحَدِيثُ عَنْهَا أَصْلُهُ فِي السُّنَنِ مَوْصُولٌ)

باب النهي عن إتيان الحائض، وكفارة ذلك، وما يحل منها

(5 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِتْيَانِ الْحَائِضِ، وَكَفَّارَةِ ذَلِكَ، وَمَا يَحِلُّ مِنْهَا)

206 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غُرَابٍ قَالَ: إِنَّ عَمَّةً لَهُ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقَالَتْ: §إِنَّ إِحْدَانَا تَحِيضُ، وَلَيْسَ لَهَا وَلِزَوْجِهَا إِلَّا فِرَاشٌ وَاحِدٌ وَلِحَافٌ وَاحِدٌ، فَكَيْفَ تَصْنَعُ؟ قَالَتْ: تَشُدُّ عَلَيْهَا إِزَارَهَا ثُمَّ تَنَامُ مَعَهُ، وَلَهُ مَا فَوْقَ ذَلِكَ ضَعِيفٌ

207 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عمر بن ذرّ، حَدَّثَنِي حَنْظَلَةُ بْنُ سَبْرَةَ بْنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ (نَجْبَةَ) ، عَنْ عَمَّتِهِ، جُمَانَةَ، - وَكَانَتْ / تَحْتَ حُذَيْفَةَ - قَالَتْ: إِنَّ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ يَنْصَرِفُ مِنَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ فِي رَمَضَانَ، §فَيَدْخُلُ مَعَهَا فِي لحافه / وَيُوَلِّيهَا ظَهْرَهُ، وَلَا يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ عَلَيْهَا، تَعْنِي وَهِيَ حَائِضٌ مَوْقُوفٌ / حَسَنٌ

208 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أبي مالك، إن ابْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ /، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ تَكْرَهُ الرِّجَالَ فَكَانَ §كُلَّمَا أَرَادَهَا، اعْتَلَّتْ بِالْحَيْضَةِ، فَظَنَّ أَنَّهَا كَاذِبَةٌ، فَأَتَاهَا فَوَجَدَهَا صَادِقَةً، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِخُمْسِ (دِينَارٍ) حَدِيثٌ حَسَنٌ [2] وَأَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ أبيه، قال: عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَذَكَرَ مِثْلَهُ

[3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عِيسَى / بْنُ يُونُسَ، فَذَكَرَهُ، لَكِنَّ لَفْظَهَ: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَتَى جَارِيَةً لَهُ، فَقَالَتْ: إِنِّي حَائِضٌ، §فَوَقَعَ بِهَا، فَوَجَدَهَا حَائِضًا، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: يغفر الله ياأبا حَفْصٍ، تَصَدَّقْ بِنِصْفِ دِينَارٍ

كتاب الصلاة

(4 - كِتَابُ الصَّلَاةِ)

باب فضل الصلاة

(1 - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ)

209 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَى عَلَى مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا مُعَاذُ مَا قِوَامُ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ §الْإِخْلَاصُ وَهِيَ الْفِطْرَةُ وَالصَّلَاةُ وَهِيَ الْمِلَّةُ وَالطَّاعَةُ

210 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ أنا مَعْبَدٌ أَخْبَرَنَا فُلَانٌ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ §فَمَا الصَّلَاةُ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خير مشروع فَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ مِنْهُ وَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ "

211 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ ثنا مُهَاجِرٌ أَبُو مَخْلَدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ طُهُورُهُ فَإِنْ أَحْسَنَ طُهُورَهُ فَصَلَاتُهُ كَنَحْوِ طُهُورِهِ ثُمَّ يُحَاسَبُ بِصَلَاتِهِ فَإِنْ حَسُنَتْ صَلَاتُهُ فَسَائِرُ عَمَلِهِ كَنَحْوٍ مِنْ صَلَاتِهِ "

212 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثنا عِيسَى هُوَ ابْنُ الْمُخْتَارِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ ثُمَّ سَرَقَ آخِرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §إِذَا قَرَأَ أَوَّلَهُ حَجَزَهُ آخِرُهُ أَنْ يَسْرِقَ بِغَلَسٍ

باب عظم قدر الصلاة

(2 - بَابُ عِظَمِ قَدْرِ الصَّلَاةِ)

213 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ قَالَ إِنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَائِذٍ يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا عُمَرُ §إِنَّكَ لَا تُسْأَلُ عَنْ أَعْمَالِ النَّاسِ وَلَكِنْ تُسْأَلُونَ عَنِ الصَّلَاةِ "

214 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ثنا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ الْكَلَاعِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَالَ §إِنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ (9) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْجَنَائِزِ

215 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ انْظُرُوا إِلَى صَلَاةِ عَبْدِي فَإِنْ وَجَدُوهَا كَامِلَةً كُتِبَتْ لَهُ كَامِلَةً وَإِنْ وَجَدُوهَا انْتُقِصَ مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي تَطَوُّعًا فَتُكْمَلُ صَلَاتُهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ بِهَذَا أَوْ نَحْوِهِ

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ بِهِ وَأَتَمَّ مِنْهُ وَأَوَّلُهُ " إِنَّ §أَوَّلَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّاسِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمُ الصَّلَاةُ وَآخِرُ مَا يَبْقَى الصَّلَاةُ وَأَوَّلُ مَا يُحَاسَبُونَ بِهِ الصَّلَاةُ يَقُولُ انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي فَذَكَرَهُ إِلَى أَنْ قَالَ " فَإِنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ أُتِمَّتِ الْفَرِيضَةُ مِنَ التَّطَوُّعِ ثُمَّ قَالَ انْظُرُوا هَلْ زَكَاتُهُ تَامَّةٌ فَإِنْ وُجِدَتْ زَكَاتُهُ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً وَإِنْ وُجِدَتْ نَاقِصَةً قَالَ انْظُرُوا هَلْ لَهُ صَدَقَةٌ فَإِنْ كَانَتْ لَهُ تَمَّتْ زَكَاتُهُ مِنَ الصَّدَقَةِ

216 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ثنا أَبِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارَيِّ ثنا صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ ابْنِ أَبِي مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ جِئْنَا أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَنَحْنُ سِتَّةُ نَفَرٍ سَادِسُنَا رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ وَنَحْنُ مِنْ أَسْلَمَ فَوَجَدْنَاهُ مُرْتَحِلًا يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكُمْ مَا جَاءَ بِكُمْ قَالُوا جِئْنَا نُسَلِّمُ عَلَيْكَ ونقتبس مِنْكَ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَعَمْ سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " §الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى بِهِنَّ لَمْ يُنْقِصْ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَإِنْ كَانَتْ مِلْءَ الْأَرْضِ " فقلنا فيكف لما مَضَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ " تمحوه التُّقَى مَرَّتَيْنِ " فَقَالَ لَهُ الْجُهَنِيُّ أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ أَيَحِلُّ لِلَّرَجُلِ أَنْ يَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

217 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ الْأُبُلِّيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَنَسُ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا تُصَلِّي فَإِنَّ §الْمَلَائِكَةَ تُصَلِّي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تُصَلِّي "

218 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلَاةُ وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ " قُلْتُ هَذَا مَقْلُوبٌ وَالْمَحْفُوظُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -[47]- (10) حَدِيثُ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ فَرِيضَتِي " يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صَلَاةِ النَّافِلَةِ

219 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ح [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَا ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ §حُبِّبَتْ إِلَيْكَ الصَّلَاةُ فَخُذْ مِنْهَا مَا شِئْتَ "

220 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنِ الْحَسَنِ رَفَعَهُ " §الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ "

221 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ثنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ عَذْبٍ جَارٍ أَوْ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ مَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ "

222 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ وَأُصِيبَتْ ذِمَّتُهُ فَقَدِ اسْتُبِيحَ حِمَى اللَّهِ تَعَالَى وَخُفِرَتْ ذِمَّتُهُ فَأَنَا طَالِبٌ بِذِمَّتِهِ

223 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ ابن نُصَيْرٍ مَوْلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ يُونُسَ أَبِي عِمْرَانَ بْنِ أَنَسٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما أَنَّهَا قَالَتْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ جَعَلَكَ اللَّهُ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى مِنَ الْجَنَّةِ وَأَنَا مَعَكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمِينَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي عَمَلًا صَالِحًا أَعْمَلُهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَقِيمِي الصَّلَاةَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْجِهَادِ وَاهْجُرِي الْمَعَاصِيَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ وَاذْكُرِي اللَّهَ كَثِيرًا فَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ تَلْقَيْهِ بِهِ "

باب الأذان

(3 - بَابُ الْأَذَانِ)

224 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ §اهْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَذَانِ لِلصَّلَاةِ وَكَرِهَ أَنْ ينقس كما تصنع أَهْلُ مَكَّةَ فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ رِجَالًا إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَيَشْغَلُهُمْ عَنِ الصَّلَاةِ وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُهْتَمًّا بِهَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتِيَ فِي النَّوْمِ وَقِيلَ لِأَيِّ شَيْءٍ اهْتَمَمْتَ قَالَ لِهَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الَّذِي أَتَاهُ ائْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمُرْهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِالصَّلَاةِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَرَّتَيْنِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ مَرَّتَيْنِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ مَرَّتَيْنِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ اجْعَلْ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ فَأَتَى عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " عَلِّمْهَا بِلَالًا " وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ رَأَيْتُ مِثْلَ مَا رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ وَلَكِنَّ عَبْدَ اللَّهِ سَبَقَنِي -[64]- هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَهُوَ شَاهِدٌ جَيِّدٌ لِحَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ الْمَخَرَّجِ فِي السُّنَنِ

225 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَذَّنَ الظُّهْرَ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا أَبَا مَحْذُورَةَ أَمَا خفت أن تنشق مُرَيْطَاؤُكَ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَحْبَبْتُ أَنْ أُسْمِعَكَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " §أَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَإِنَّ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ وَإِنَّ جَهَنَّمَ تَحَاجَّتْ حَتَّى أَكَلَ بَعْضُهَا بَعْضًا فَاسْتَأْذَنَتِ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي نَفَسَيْنِ فَأَذِنَ لَهَا فَشِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ وَشِدَّةُ الزَّمْهَرِيرِ مِنْ بَرْدِهَا " [2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ وَأَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَا ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ بِهَذَا وقال لَا نَعْلَمُهُ مَرْفُوعًا عَنْ عُمَرَ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ

226 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا أَبُو حَيْوَةَ ثنا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ فِي السَّمَاءِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام فَسَمِعَهُ عُمَرُ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَأَقْبَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا سَمِعَ ثُمَّ أَقْبَلَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا سَمِعَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " سَبَقَكَ عُمَرُ يَا بِلَالُ أَذِّنْ كَمَا سَمِعْتَ " قَالَ ثُمَّ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَضَعَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ اسْتِعَانَةً بِهَا عَلَى الصَّوْتِ

باب مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم

(4 - بَابُ مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

227 -[1] قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مُؤَذِّنَانِ أَحَدُهُمَا بِلَالٌ وَالْآخَرُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْأَصَمِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا [2] قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَّادٍ ثنا الْحَارِثُ بِهِ [3] رَوَاهُ أَبُو قُرَّةَ الزُّبَيْدِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ بِهِ سَوَاءً وَزَادَ (وَكَانَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُؤَذِّنُ بَلَيْلٍ يُوقِظُ النَّائِمَ وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَتَوَخَّى الْفَجْرَ فَلَا يُخْطِئُهُ) وَكَأَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْأَصَمِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى هَذَا هُوَ ابن أُمِّ مَكْتُومٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

باب صفة الأذان وموضعه

(5 - بَابُ صِفَةِ الْأَذَانِ وَمَوْضِعِهِ)

228 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (أَنَّهُ كَانَ §يُؤَذِّنُ مَثْنَى مَثْنَى وَيُوتِرُ الْإِقَامَةَ)

229 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَوْ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ (إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَمَرَ بِلَالًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُؤَذِّنَ فَوْقَ ظَهْرِ الْكَعْبَةِ)

باب التأذين قبل الفجر في رمضان

(6 - بَابُ التَّأْذِينِ قَبْلَ الْفَجْرِ فِي رَمَضَانَ)

230 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي نَصْرٍ قَالَ قَالَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَذَّنْتُ بِلَيْلٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنَعْتَ النَّاسَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ انْطَلِقْ فَاصْعَدْ فَنَادِ أَلَا إِنَّ الْعَبْدَ قَدْ نَامَ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا أَقُولُ (لَيْتَ بِلَالًا لَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ ... وَابْتَلَّ مِنْ نَضْحِ دَمِ جَبِينِهِ) فناديث ثلاثا ألاإن الْعَبْدَ قَدْ نَامَ هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ وَفِيهِ انْقِطَاعٌ

231 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §لَا تَعْتَدُّوا بِأَذَانِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ وَلَكِنْ أَذَانُ بِلَالٍ قَالَ وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ أَعْمَى مُرْسَلٌ

باب لا يكون الإمام مؤذنا

(7 - بَابُ لَا يَكُونُ الْإِمَامُ مُؤَذِّنًا)

232 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ هُوَ ابْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §لَوْ أُطِيقُ الْأَذَانَ مَعَ الْخِلِّيفَى لَأَذَّنْتُ) صَحِيحٌ

233 - حَدَّثَنَا عِيسَى أنا إِسْمَاعِيلُ عَنْ شُبَيْلُ بْنُ عَوْفٍ قَالَ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِجُلَسَائِهِ §مَنْ مُؤَذِّنُكُمْ قَالُوا عَبِيدُنَا وَمَوَالِينَا قَالَ مَوَالِينَا وَعَبِيدُنَا إِنَّ ذَلِكَ بِكُمْ لَنَقْصٌ كَثِيرٌ

باب فضل المؤذنين

(8 - بَابُ فَضْلِ الْمُؤَذِّنِينَ)

234 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرازق أنا مَعْمَرٌ عَنْ أَبَانَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنَّ أَحَبَّ عَبَّادِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ -[91]- (11) حَدِيثُ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ " لَيْسَ شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِكَ إِلَّا الْجِهَادُ " يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي فَضْلِ الْجِهَادِ

235 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ثنا الْإِفْرِيقِيُّ ثنا سَلَامَانُ بْنُ عَامِرٍ الشَّعْبَانِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الْأَصْبَحِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ " §الْمُؤَذِّنُ فَضْلُهُ عَلَى مَنْ حَضَرَ الصَّلَاةَ بِأَذَانِهِ عِشْرُونَ وَمِائَةٌ فَإِنْ أَقَامَ فَأَرْبَعُونَ وَمِائَتَا حَسَنَةٍ إِلَّا مَنْ قَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ "

236 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ يُؤْذَنُ لَهُمْ فِي الْكَلَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " مُرْسَلٌ [2] وَقَدْ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ إِلَى أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ مَوْصُولًا

237 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَارِبٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §إِنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ لَا يَسْمَعُونَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا الْأَذَانَ " عُبَيْدُ اللَّهِ ضَعِيفٌ جِدًّا

238 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ بِعَبَّادَانَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ الْأَيْلِيُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا جَنَابِذَ مِنْ لُؤْلُؤٍ فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ فَقَالَ لِلْمُؤَذِّنِينَ وَالْأَئِمَّةِ مِنْ أُمَّتِكَ " محمد شيخ أي يَعْلَى ضَعِيفٌ جِدًّا

239 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثنا عَبْدَةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ (بَلَغَنَا أَنَّ §أَوَّلَ النَّاسِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ الْمُؤَذِّنُونَ)

باب ما يقول إذا سمع المؤذن

(9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ)

240 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ (كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ §مَرْحَبًا بِالْقَائِلِينَ عَدْلًا وَبِالصَّلَاةِ مَرْحَبًا وَأَهْلًا)

241 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ (كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ أَشْهَدُ بِهَا كُلِّ شَاهِدٍ وَأَتَحَمَّلُهَا عَنْ كُلِّ جَاحِدٍ)

242 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَائِذٍ وَهُوَ عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إِذَا نَادَى الْمُنَادِي بِالصَّلَاةِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ فَمَنْ نَزَلَ بِهِ كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ فَلْيَتَحَيَّنِ الْمُنَادِيَ فَإِذَا كَبَّرَ كَبَّرَ وَإِذَا تَشَهَّدَ تَشَهَّدَ وَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ وَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ دَعْوَةِ الْحَقِّ الْمُسْتَجَابَةِ الْمُسْتَجَابِ لَهَا دَعْوَةِ الْحَقِّ وَكَلِمَةِ التَّقْوَى أَحْيِنَا عَلَيْهَا وَأَمِتْنَا عَلَيْهَا وَابْعَثْنَا عَلَيْهَا وَاجْعَلْنَا مِنْ خَيْارِ أَهْلِهَا مَحْيَانَا وَمَمَاتَنَا ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَهُ " [2] أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى بِطُولِهِ [3] وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ طَرِيقِ الْهَيْثَمِ بْنِ خَارِجَةَ عَنِ الْوَلِيدِ بِطُولِهِ [4] وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ عَنِ الْهَيْثَمِ إِلَى قَوْلِهِ " وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ

243 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا سَمِعَ الْمُؤَذِّنَ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ وَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ وَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ مِثْلَ مَا يَقُولُ وَإِذَا قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ " فِيهِ ضَعْفٌ وَانْقِطَاعٌ

244 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ثنا سَلَّامٌ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَّسَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فأذن بلال رضي الله عنه فَقَالَ " §مَنْ قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ وَشَهِدَ مِثْلَ شَهَادَتِهِ فَلَهُ الْجَنَّةُ " إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ

باب فضل من أذن محتسبا

(10 - بَابُ فَضْلِ مَنْ أَذَّنَ مُحْتَسِبًا)

245 - الْحَارِثُ حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عبد الرحمن عب أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رضي الله عنهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " §مَنْ تَوَلَّى أَذَانَ مَسْجِدٍ مِنْ مساجد الله تعالى يُرِيدُ بِذَلِكَ وجه الله عز وجل أعطاه الله تعالى ثَوَابَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ نَبِيٍّ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ صِدِّيقٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ شَهِيدٍ ويدخل في شَفَاعَتَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ أُمَّةٍ فِي كُلِّ أُمَّةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ رَجُلٍ وَلَهُ في كل جزء مِنَ الجنات أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ دَارٍ فِي كُلِّ دَارٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ سَرِيرٍ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ سَعَةُ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهَا سَعَةُ الدُّنْيَا أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ زَوْجَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ وَصِيفَةٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَائِدَةٍ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْعَةٍ فِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لَوْنٍ لَوْ نَزَلَ بِهِ الثقلان لأوسعهم بأدنى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِ بِمَا شاءا مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَاللِّبَاسِ وَالطِّيبِ وَالثِّمَارِ وَأَلْوَانِ التُّحَفِ وَالطَّرَائِفِ وَالْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ كُلُّ بَيْتٍ مِنْهَا مُكْتَفٍ بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ عَنِ الْبَيْتِ الْآخَرِ -[124]- فَإِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اكْتَنَفَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَهُوَ فِي ظِلِّ رحمة الله عز وجل حَتَّى يَفْرُغَ وَيَكْتُبُ لَهُ ثَوَابَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَلَكٍ ثُمَّ يَصْعَدُونَ بِهِ إلى الله تعالى هَذَا مَوْضُوعٌ اخْتَلَقَهُ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فَقَبَّحَهُ اللَّهُ فِيمَا افْتَرَى

باب ما يقول بعد الأذان

(11 - بَابُ مَا يَقُولُ بَعْدَ الْأَذَانِ)

246 -[1، 2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §سَلُوا اللَّهَ تَعَالَى لِيَ الْوَسِيلَةَ لَا يَسْأَلُهَا لِي مُؤْمِنٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بِهَذَا [4] تَابَعَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ

باب من أذن فهو يقيم

(12 - بَابُ مَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ)

247 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ثنا سَعِيدٌ السَّمَّاكُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ أَبْطَأَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا بِالْأَذَانِ فَأَذَّنَ رَجُلٌ فَجَاءَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §يُقِيمُ مَنْ أَذَّنَ "

باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة

(13 - بَابُ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا صَلَاةَ إِلَّا الْمَكْتُوبَةُ)

248 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ " §أَصَلَاتَانِ مَعًا " صَحِيحٌ إِلَّا أَنَّهُ مُرْسَلٌ

باب المواقيت

(14 - بَابُ الْمَوَاقِيتِ)

249 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الصَّلَوَاتِ قَالَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَاةَ الْفَجْرِ بِغَلَسٍ ثُمَّ صَلَّى صَلَاةَ الْعَصْرِ بِنَهَارٍ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ انْتَظَرَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى قِيلَ مَا يَحْبِسُهُ ثُمَّ صَلَّى ثُمَّ انْتَظَرَ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ حَتَّى قِيلَ مَا يَحْبِسُهُ ثُمَّ صَلَّى ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَيْنَ السَّائِلُ " قَالَ هَا أنَا ذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَشَهِدْتَنَا أَمْسِ قَالَ نَعَمْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدْتَنَا الْيَوْمَ قَالَ نَعَمْ قَالَ " أَيَّ ذَلِكَ أَرَدْتَ فَهُوَ وَقْتٌ وَمَا بَيْنَهُمَا وَقْتٌ

250 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عبد الله صلاة عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَقْتِ صَلَاةِ الصُّبْحِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلِّهَا مَعِي الْيَوْمَ وَفِي غَدٍ فَلَمَّا كَانَ بِقَاعِ نَمِرَةَ بِالْجُحْفَةِ §صَلَّاهَا حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذِي طُوًى أَخَّرَهَا حَتَّى قَالَ النَّاسُ أَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا لَوْ صَلَّيْنَاهَا فَخَرَجَ فَصَلَّاهَا أَمَامَ الشَّمْسِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ " مَاذَا قُلْتُمْ " قَالُوا قُلْنَا لَوْ صَلَّيْنَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَوْ فَعَلْتُمْ أَصَابَكُمْ عذاب ثم دعى السَّائِلَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الصَّلَاةُ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ الْوَقْتَيْنِ "

251 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَمْرٍو الْهُذَلِيِّ قَالَ إنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (كَتَبْتُ فِي الصَّلَاةِ وَأَحَقُّ مَا تَعَاهَدَ الْمُسْلِمُونَ أَمْرُ دِينِهِمْ وَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي حَفِظْتُ مِنْ ذَلِكَ مَا حَفِظْتُ وَنَسِيتُ مِنْهُ مَا نَسِيتُ §فَصَلِّ الظُّهْرَ بِالْهَجِيرِ وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ وَالْمَغْرِبَ لِفِطْرِ الصَّائِمِ وَالْعِشَاءَ مَا لَمْ تَخَفْ رُقَادَ النَّاسِ وَالصُّبْحَ بِغَلَسٍ وَأَطِلِ الْقِرَاءَةَ فِيهَا

252 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَني بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قَالَ (جَاءَ جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §قُمْ فَصَلِّ وذَلِكَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ حِينَ مَالَتْ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى الظُّهْرَ أَرْبَعًا) الْحَدِيثَ بِطُولِهِ -[147]- [2] تَابَعَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ سُلَيْمَانَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ وَسَاقَهُ بِطُولِهِ قُلْتُ وأصله فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ بَشِيرِ بْنِ أَبِي مَسْعُودٍ مِنْ غَيْرِ بَيَانِ الْأَوْقَاتِ وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِهِ بِبَيَانِ الْأَوْقَاتِ وَهَذَا الْإِسْنَادُ شاهد جيد لأبي دَاوُدَ وَأَخْرَجْتُهُ لِلْفَائِدَةِ -[156]- [3] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حزم قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ مُطَوَّلًا

253 - وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ سِيرِينَ عَنْ أَبِي مُهَاجِرٍ قَالَ (كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ §صَلِّ الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ وَصَلِّ الْمَغْرِبَ حِينَ تَغِيبُ الشَّمْسُ أَوْ حِينَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ وَصَلِّ الْعِشَاءَ حِينَ يَغِيبُ الشَّفَقُ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ فَإِنَّ ذَلِكَ سُنَّةٌ وَأقِمْ بِسَوَادٍ أَوْ بِغَلَسٍ وَأَطِلِ الْقِرَاءَةَ)

254 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مَعْمَرٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ (جَاءَ جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام فَصَلَّى بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ ثُمَّ §صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ كَأَنَّهُ يُرِيدُ ذَهَابَ الشَّفَقِ ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ بِغَلَسٍ حِينَ فَجَرَ الْفَجْرُ ثُمَّ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنَ الْغَدِ فَصَلَّى الظُّهْرَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ حِينَ كَانَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ ثُمَّ صَلَّى العصر حين صال ظِلُّهُ مِثْلَيْهِ ثُمَّ صَلَّى الْمَغْرِبَ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ لِوَقْتٍ وَاحِدٍ ثُمَّ صَلَّى الْعِشَاءَ بَعْدَ مَا ذَهَبَ هَوِيٌّ مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ فَأَسْفَرَ بِهَا) هَذَا إِسْنَادُ حَسَنٌ إِلَّا أَنْ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصِغَرِهِ فَإِنْ كَان الضَّمِيرُ فِي جَدِّهِ يَعُودُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ تَوقَفَ عَلَى سَمَاعِ أَبِي بَكْرٍ مِنْ عَمْرٍو

255 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا غَسَّانُ وَهُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ عَنْ مُوسَى بْنِ مَطِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ صَلَاةِ §رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي كَانَ يَدُومُ عَلَيْهَا فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ أَخَّرَ وَقَدَّمَ وَلَكِنَّ الصَّلَاةَ الَّتِي كَانَ يَدُومُ عَلَيْهَا كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الظُّهْرَ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَإِنْ كَانَ الصَّيْفُ أَبْرَدَ بِهَا وَكَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ وَكَانَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ إِذَا غَابَ قُرْصُ الشَّمْسِ وَيَنْصَرِفُ وَمَا يُرَى ضَوْءُ النَّجْمِ وَكَانَ يُؤَخِّرُ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ حَتَّى إِذَا خَافَ النَّوْمَ قَالَ يَا بِلَالُ أَذِّنْ وَسَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " لَوْلَا أَنْ تَنَامَ أُمَّتِي عَنْهَا لَسَرَّنِي أَنْ أَجْعَلَهَا فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِ اللَّيْلِ وَكُنَّا نَنْصَرِفُ مِنَ الْفَجْرِ وَنَحْنُ نَرَى ضَوْءَ النُّجُومِ فِي السُّنَنِ بَعْضُهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ

256 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ ثَعْلَبَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ " لَا تُقَدِّمُوهَا لِلْفَرَاغِ وَلَا تُؤَخِّرُوهَا للحاج " هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ

257 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي داود ثنا بَلْهَطُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جابر رضي اللع عَنْهُ قَالَ شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّمْضَاءَ فَلَمْ يُشْكِنَا وقال §استعينوا بلا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الضَّرَّاءِ أَدْنَاهَا الْهَمُّ

258 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ ثنا هُرَيْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ سَمِعْتُ جَدِّي رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §نَوِّرْ بِلَالُ بِالصُّبْحِ قَدْرَ مَا يُبْصِرُ الْقَوْمُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِمْ "

295 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قال إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §أَصْبِحُوا بِصَلَاةِ الصُّبْحِ فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَصْبَحْتُمْ بِهَا كَانَ أَعْظَمَ لِلْأَجْرِ [2] وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَقَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ثنا أَبُو عَامِرٍ ثنا فُلَيْحٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ فُلَيْحًا

260 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بن عبد الله ثنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُصَلِّي الْمَغْرِبَ ثُمَّ يَرْجِعُ نَاسٌ إِلَى أهليهم وَهُمْ يَنْظُرُونَ مَوَاقِعَ النَّبْلِ حِينَ يَرْمُونَهَا

261 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْضًا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ §فَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى أَتَى سَرِفَ وَهِيَ تِسْعَةُ أَمْيَالٍ مِنْ مَكَّةَ) فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى امْتِدَادِ وَقْتِ الْمَغْرِبِ

262 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانَ العبدي حَدَّثَتْنِي جَدَّتَايَ دُحَيْبَةُ وَصَفِيَّةُ بِنْتَا عُلَيْبَةَ عَنْ رَبِيبَتِهِمَا وَجَدَّةِ أَبِيهِمَا قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ (§صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ وَالنُّجُومُ شَابِكَةً فِي السَّمَاءِ مَا نَكَادُ نَتَعَارَفُ وَالرِّجَالُ مَا تَكَادُ تَعَارَفُ)

263 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ (§لَا تَفُوتُ صَلَاةٌ حَتَّى يَدْخُلَ وَقْتُ الْأُخْرَى)

264 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو هُوَ ابْنُ دِينَارٍ قَالَ (كُنَّا نُصَلِّي مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما الْفَجْرَ ثُمَّ نَأْتِي جِيَادَ فَنَقْضِي حَاجَتَنَا ثُمَّ نَرْجِعُ وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما كُنَّا §نُصَلِّي مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِغَلَسٍ فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَلَا يَعْرِفُ صَاحِبَهُ)

265 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المجبر ثنا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِلْأَنْصَارِيِّ الَّذِي ذَكَّرَهُ بِمِيقَاتِ صَلَاةِ الْعَصْرِ بَلَى اشْهَدُوا أَنَّا كُنَّا §نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ ثُمَّ نَأْتِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهِيَ عَلَى مِيلَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ وَإِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُفْقَدْ

266 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عَازِبٍ عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَسْأَلُهُ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ فَقَدَّمَ وَأَخَّرَ وَقَالَ الْوَقْتُ مَا بَيْنَهُمَا "

267 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ثنا أَصْرَمُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا كَانَ الْفَيْءُ ذِرَاعًا وَنِصْفًا إِلَى ذِرَاعَيْنِ فَصَلُّوا الظُّهْرَ وَحَدِيثُ أَبِي مخذورة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَبَقَ فِي الْأَذَانِ

268 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا عَمْرٌو الْجُعْفِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُسْفِرُ بِالْفَجْرِ)

269 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ثنا شَبَابَةُ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ بِلَالٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §أَصْبِحُوا بِصَلَاةِ الصُّبْحِ فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ

270 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَدَنِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ §أَحَدَكُمْ لِيُصَلِّي الصَّلَاةَ وَمَا فَاتَهُ مِنْ وَقْتِهَا أَشَدُّ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ "

271 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يُدْعَى يَعْلَى قَالَ أَخْبَرَنِي طَلْقٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِنَّ §الرَّجُلَ لِيُصَلِّي الصَّلَاةَ وَمَا فَاتَهُ مِنْ وَقْتِهِ أَفْضَلُ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ "

272 -[1] حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي يَا أَبَتَاهُ أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ تَعَالَى {§الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} أَيُّنَا لَا يَسْهُو أَيُّنَا لَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ إِضَاعَةُ الْوَقْتِ يِلْهُو حَتَّى يَضِيعَ الْوَقْتُ -[205]- [2] حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ ثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا حَاتِمٌ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبِي فَقُلْتُ يَا أَبَهْ {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} أَسَهْو أَحَدِنَا فِي صَلَاتِهِ حَدِيثُ نَفْسِهِ قال سعد (أو ليس كُلُّنَا نَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَكِنَّ السَّاهِيَ فَذَكَرَهُ

273 - حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْدِيُّ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ إِنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ {§الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} قَالَ " هُمُ الَّذِينَ يُخْرِجُونَ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا " قَالَ الْبَزَّارُ رَوَاهُ الْحُفَّاظُ مَوْقُوفًا وَلَمْ يَرْفَعْهُ غَيْرُ عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ

274 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ فَسَقَةٌ يُصَلُّونَ الصَّلَاةَ لِغَيْرِ وَقْتِهَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَصَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَاجْعَلُوا الصَّلَاةَ مَعَهُمْ نَافِلَةً "

باب مراعاة الأوقات بالمقادير المعتادة

(15 - بَابُ مُرَاعَاةِ الْأَوْقَاتِ بِالْمَقَادِيرِ الْمُعْتَادَةِ)

275 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ عُبَيْدَةَ الْيَزَنِيِّ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَسْتَحِبُّ الدِّيكَ الْأَبْيَضَ وَيَأْمُرُ بِاتِّخَاذِهِ وَيَقُولُ " إِنَّهُ يُؤَذِّنُ لِلصَّلَاةِ وَيُوقِظُ النَّائِمَ وَيَطْرُدُ الْجِنَّ بِصِيَاحِهِ "

276 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنِي بِشْرٌ عَنْ زَيْنَبَ قَالَتْ (كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا §تَتَّخِذُ دِيكًا لِوَقْتِ صَلَاتِهَا وَلِوَقْتِ سُحُورِهَا

باب جواز الجمع بين الظهر والعصر للحاجة

(16 - بَابُ جَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ لِلْحَاجَةِ)

277 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَّاطُ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ هَانِئِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ قَالَ إِنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَهْدَوْا إِلَيْهِ هَدِيَّةً فَسَأَلُوهُ وَمَا زَالُوا يَسْأَلُونَهُ حَتَّى §مَا صَلَّوُا الظُّهْرَ إِلَّا مَعَ الْعَصْرِ

باب تأخير العصر وتعجيلها

(17 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعَصْرِ وَتَعْجِيلِهَا)

278 - قَالَ أَبُو بكر بن أي شَيْبَةَ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ عَنِ عُمَارَةَ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بن مالك رضي الله عنه فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ ثُمَّ أَتَتْهُ الْجَارِيَةُ فَقَالَتِ الصَّلَاةَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ قَالَ أي الصلاة قَالَتْ صَلَاةُ العصر قال أو قد صليتها قالت قَدْ صَلَّيْتُهَا قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ إِلَيْكَ قَالَ اسْتَأْخِرِي عَنِّي لَمْ يَأْتِ الْعَصْرُ بَعْدُ ثُمَّ رَاجَعَتْهُ فَقَالَ لها مثل قولها الْأَوَّلِ ثُمَّ رَاجَعَتْهُ فَقَالَتْ لَهُ فَقَالَ قَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتِ نَاوِلِينِي وَضُوءًا §فَإِنَّ النَّاسَ يُصَلُّونَ هَذِهِ الصَّلَاةَ قَبْلَ وَقْتِهَا ثُمَّ صَلَّى

279 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا زِيَادُ بْنُ لَاحِقٍ عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا تَمِيمَةُ قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فَصَلَّتِ الْعَصْرَ فِي السَّاعَةِ الَّتِي تَدْعُونَهَا بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ ثُمَّ قَالَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها §إنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا نُصَلِّي الصُّفَيْرَا

باب الإبراد بالظهر

(18 - بَابُ الْإِبْرَادِ بِالظُّهْرِ)

280 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَظُنُّهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ فِي الْحَرِّ " [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ بِهِ قَالَ أَبُو يَعْلَى كَذَا حَدَّثَنَا بِهِ عَلَى الشَّكِّ

[3] وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ قَالَ حدثنا القاسم به مُحَمَّدٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ بِسَنَدِهِ وَلَمْ يَشُكَّ وَلَفْظُهُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ وَقَالَ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ

باب تأخير العشاء

(19 - بَابُ تَأْخِيرِ الْعِشَاءِ)

281 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ الْعِشَاءَ فَقَالَ " صَلَّى النَّاسُ وَرَقَدُوا وَأَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَهَا أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §لَوْلَا ضَعْفُ الضَّعِيفِ وَكِبَرُ الْكَبِيرِ لَأَخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلَاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ " أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى وَتَابَعَهُ سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدِ بْنِ خَازِمٍ

باب كراهية تسميتها العتمة

(20 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَسْمِيَتِهَا الْعَتَمَةَ)

282 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §لَا يَغْلِبَنَّكُمُ الْأَعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ فَإِنَّهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ عز وجل الْعِشَاءُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عورالكم} وَإِنَّمَا بسميها الْأَعْرَابُ الْعَتَمَةَ مِنْ أَجْلِ إِبِلِهِمْ وَحِلَابِهَا " [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بِهِ

باب كراهية النوم قبلها

(21 - بَابُ كَرَاهَيةِ النَّوْمِ قَبْلَهَا)

283 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النوم قبلها وعم السَّمَرِ بَعْدَهَا يَعْنِي الْعِشَاءَ)

284 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ كَبْشَةَ بِنْتَ كَعْبٍ تَقُولُ كُنْتُ §أَبِيتُ قَبْلَ الْعَتَمَةِ فَإِذَا سَمِعْتُ الْإِقَامَةَ قُمْتُ فَصَلَّيْتُ فَبَلَغَنِي أَنَّهُ يُكْرَهُ فَسَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَرِهَهُ وَقَالَ (لَا تَنَامِي قَبْلَهَا)

باب السمر بعد العشاء

(22 - بَابُ السَّمَرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ)

285 -[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا كَلَامِي بَعْدَ الْعِشَاءِ الَّتِي تُسَمِّيهَا الْأَعْرَابُ الْعَتَمَةَ قَالَ وَكُنَّا فِي حُجْرَةٍ بينها وَبَيْنَهَا سَعَفٌ فَقَالَتْ يَا عُرَيَّةُ أَوْ يَا عُرْوَةُ مَا هَذَا السَّمَرُ إِنِّي مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمًا قَبْلَ هَذِهِ الصَّلَاةِ وَلَا مُتَحَدِّثًا بَعْدَهَا §إِمَّا نَائِمًا فَيَسْلَمُ وَإِمَّا مُصَلِّيًا فَيَغْنَمُ

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ثنا ابْنُ وَهْبٍ ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ (§مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمًا قَبْلَ الْعِشَاءِ وَلَا لَاغِيًا بَعْدَهَا إِمَّا ذَاكِرًا فَيَغْنَمُ وَإِمَّا نَائِمًا فَيَسْلَمُ

286 - قَالَ مُعَاوِيَةُ وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ (§السَّمَرُ لِثَلَاثٍ لِعَرُوسٍ أَوْ مُسَافِرٍ أَوْ مُتَهَجِّدٍ بِاللَّيْلِ)

287 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ أنا عُمَرُ بْنُ وَاصِلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §من نام قبل الْعِشَاءِ فَلَا نَامَ "

باب الدعاء في الصلاة

(23 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ)

288 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التُّسْتَرِيُّ ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §سَلُوا حَوَائِجَكُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي صلاة الصبح رجال ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ إِنْ كَانَ أَبُو رَافِعٍ هُوَ الصَّحَابِيَّ وَإِلَّا فَهُوَ مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ

باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها

(24 - بَابُ الْأَوْقَاتِ الَّتِي نُهِيَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا)

289 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ عَمْرُو بن عبسة رضي الله عنه وَكَانَ قَدْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَقَالَ أَخْبِرْنِي يَا مُحَمَّدُ عَمَّا أَنْتَ بِهِ عَالِمٌ وَأَنَا بِهِ جَاهِلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ سَاعَاتِ الصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ فَالصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْفَجْرَ ثُمَّ §اجْتَنِبِ الصَّلَاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ وَتَبْيَضَّ فَإِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَإِذَا ابْيَضَّتْ وَارْتَفَعَتْ فَالصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى يَنْتَصِفَ النَّهَارُ وَتَعْتَدِلَ الشَّمْسُ وَيَقُومَ كُلُّ شَيْءٍ فِي ظِلِّهِ وَهِيَ السَّاعَةُ الَّتِي تُسَعَّرُ فِيهَا جَهَنَّمُ فَإِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ فَالصَّلَاةُ مَقْبُولَةٌ مَشْهُودَةٌ حَتَّى تَصْفَرَّ الشَّمْسُ فَإِنَّ الشَّمْسَ تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيِ شيطان " [2] قَالَ اللَّيْثُ وَحَدَّثَنِي بَعْضُ إِخْوَانِنَا عن المقبري في هَذَا الْحَدِيثَ أَنَّهُ قَالَ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِنَّهُ لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ يَوْمَئِذٍ نِصْفَ النَّهَارِ لِأَنَّ جَهَنَّمَ لَا تُسَعَّرُ فِيهِ " -[253]- قُلْتُ هَذَا الْمَتْنُ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ نَفْسِهِ وَهَذِهِ الطَّرِيقُ شَاهِدَةٌ لِتِلْكَ وَهَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ إلا أن قيه انْقِطَاعًا لِأَنَّ عَوْنًا لَمْ يُدْرِكْ عَبْدَ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه وَقَدْ جَاءَتْ عَنْهُ أَحَادِيثُ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابن مسعود رضي الله عنه غَيْرُ هَذَا

290 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ ابن عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ انْصَرَفْنَا لِجَنَازَةِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَعَلَى النَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ فَأَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَقَامَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما فَصَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ §لَا تُصَلُّوا عَلَى جَنَائِزِكُمْ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ فَجَلَسَ الْأَمِيرُ وَالنَّاسُ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ مَوْقُوفٌ وَلِمَالِكٍ فِي الْمُوَطَّأِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما نَحْوَهُ

291 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا زُهَيْرٌ وَهُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ أُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى بَعْدَ الْعَصْرِ وَلَا بَعْدَ الصُّبْحِ [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ثنا زُهَيْرٌ بِهِ هَذَا الْإِسْنَادُ حَسَنٌ

292 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ إِنَّ رَجُلًا رَأَى أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §صَلَّى وَقَدِ اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ فَقَالَ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ تَنْهَوْنَ عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ قَالَ أَجَلْ إِلَّا أَنَّ هَذَا الْبَيْتَ لَيْسَ كَغَيْرِهِ

293 - وقال مُسَدَّدٌ حدثنا يَحْيَى ثنا عَنْبَسَةُ الْوَزَّانُ قَالَ كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِيهَا بُدَيْلٌ فَقَالَ §وَالشَّمْسُ مُصْفَرَّةٌ عَلَى أَطْرَافِ الْحِيطَانِ لَا تُصَلُّوا هَذِهِ السَّاعَةَ فَقَالَ أبو أمامة رضي الله عنه صَلَّيْتُ مَعَ أبي هريرة رضي الله عنه عَلَى جَنَازَةٍ هَذِهِ السَّاعَةَ

294 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْفَجْرِ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ " [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ بِهِ [3] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَعْلَى ثنا الْإفْرِيقِيُّ بِهِ

295 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بن حجير على طَاوُسٍ أَنَّهُ كَانَ §يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ فَنَهَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما فَقَالَ طَاوُسٌ إِنَّمَا نُهِيَ عَنْهَا أَنْ يَتَّخِذَهَا سُلَّمًا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} الْآيَةَ وَمَا أَدْرِي أَتُعَذَّبُ عَلَيْهَا أَمْ تُؤْجَرُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَأَصْلُهُ فِي النَّسَائِيِّ

296 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ الْمُهَلَّبَ بْنَ أَبِي صُفْرَةَ يُحَدِّثُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلَّى بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِنَّهَا تَطْلُعُ عَلَى قَرْنٍ أَوْ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ)

297 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْأَسْوَدِ قَالَ (§أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَضْرِبُ عَلَى الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ

298 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو التَّيَّاحِ عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ أَلَا §مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُصَلُّونَ صَلَاةً قَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا رَأَيْتُهُ يُصَلِّيهَا وَقَدْ سَمِعْنَاهُ يَنْهَى عَنْهَا يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ

299 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ بَيَانٍ عَنْ وَبَرَةَ قَالَ (رَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ فَقَالَ تَمِيمٌ §لِمَ يَا عُمَرُ تَضْرِبُنِي عَلَى صَلَاةٍ صَلَّيْتُهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا تَمِيمُ لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَعْلَمُ مَا تَعْلَمُ)

300 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْمَقْبُرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عنه قال §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ نِصْفَ النَّهَارِ إِلَّا يَوْمَ الْجُمُعَةِ

301 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ وَإِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ قَالَا ثنا أَبَانُ عَنْ يَحْيَى أَنَّ قُرَّةَ بْنَ أَبِي قُرَّةَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا أُسَيْدٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي بَعْدَ الْعَصْرِ فَزَجَرَهُ وَقَالَ لَا تُصَلِّ بَعْدَ الْعَصْرِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " §لَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ " لَفْظُ هُدْبَةَ

302 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ القارئ قَالَ (طُفْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ §فَرَكِبَ فَلَمْ يُصْبِحْ حَتَّى أَتَى ذَا طُوًى فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ)

303 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أنا مَخْرَمَةُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ رَآنِي أَبُو هُبَيْرَةَ الْأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُصَلِّي الْفَجْرَ حِينَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَعَابَ ذَلِكَ عَلَيَّ وَنَهَانِي ثُمَّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §لَا تُصَلُّوا حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ فَإِنَّهَا إِنَّمَا تَطْلُعُ فِي قَرْنِ شَيْطَانٍ "

304 - وَقَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثنا رَوْحٌ ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §لَا تُصَلُّوا عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلَا عِنْدَ غُرُوبِهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ وَتَغْرُبُ عَلَى قَرْنِ شَيْطَانٍ وَصَلُّوا بَيْنَ ذَلِكَ مَا شِئْتُمْ "

باب لا فرض من الصلاة غير الخمس

(25 - بَابُ لَا فَرْضَ مِنَ الصَّلَاةِ غَيْرَ الْخَمْسِ)

305 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا زَمْعَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا فِي مَجْلِسٍ فِيهِمْ عُبَادَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مْنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ §إِنِّي فَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ مَنْ وَفَّى بِهِنَّ عَلَى وُضُوئِهِنِّ وَمَوَاقِيتِهِنَّ وَرُكُوعِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ فَإِنَّ لَهُ بِهِنَّ عِنْدِي عَهْدًا أَنْ أُدْخِلَهُ بِهِنَّ الْجَنَّةَ. . الْحَدِيثَ

306 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (فُرِضَتِ الصَّلَاةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ خَمْسِينَ صَلَاةً ثُمَّ نُقِصَتْ حَتَّى جُعِلَتْ خَمْسًا فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " كَانَ §لَكَ فِي الْخَمْسِ خَمْسِينَ والحسنة بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا "

307 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ حَبِيبٍ أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّا أُنَاسٌ من المسلمين وها هنا أُنَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ يَزْعُمُونَ أَنَّا لَسْنَا عَلَى شَيْءٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنْ أَقَامَ الصَّلَاةَ وَأَتَى الزَّكَاةَ وَحَجَّ الْبَيْتَ وَصَامَ رَمَضَانَ وَقَرَى الضَّيْفَ دَخَلَ الْجَنَّةَ "

باب استقبال القبلة والسترة للمصلي

(26 - بَابُ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ وَالسُّتْرَةِ لِلْمُصَلِّي)

308 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ قَدْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ جَمِيعًا قَالَ إِنِّي لَفِي مَنْزِلِي إِذَا مُنَادٍ يُنَادِي عَلَى الْبَابِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَدْ تَحَوَّلَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَأَشْهَدُ عَلَى إِمَامِنَا وَالرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ لَقَدْ صلوا إلى ها هنا يَعْنِي بَيْتَ المقدس وإلى ها هنا يَعْنِي الْكَعْبَةَ

309 -[1] وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَرْهِقُوا الْقِبْلَةَ " [2] حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ بِهِ

310 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (§مَا أَعْرِفْ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ النَّاسِ غَيْرَ الْقِبْلَةِ)

311 - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ نا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ عَنْ حَمْزَةَ النَّصِيبِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَكْرَمُ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةُ "

312 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ثنا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنْ يَحْيَى ابن قَمْطَةَ قَالَ ورأيت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِإِزَاءِ الْمِيزَابِ وَهُوَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} §فَهَذِهِ الْقِبْلَةُ هَذِهِ الْقِبْلَةُ

313 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبْصَرَ رَجُلًا يُصَلِّي بَعِيدًا مِنَ الْقِبْلَةِ فَقَالَ §تَقَدَّمْ لَا تُفْسِدْ عَلَيْكَ صَلَاتَكَ وَمَا قُلْتُ لَكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ

314 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَصْرِيُّ ثنا حُسَامُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي مَحْذُورَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ مِنْ قِبَلِ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ حَتَّى جَاءَ إِلَى وَجْهِ الْكَعْبَةِ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ §فَخَطَّ بَيْنَ يَدَيْهِ خَطًّا عَرْضًا ثُمَّ كَبَّرَ فَصَلَّى وَالنَّاسُ يَطُوفُونَ بَيْنَ الْخَطِّ وَالْكَعْبَةِ)

315 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ " قُلْتُ فَمَا يَسْتُرُنِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " السَّهْمُ وَالرَّحْلُ وَالْحَجَرُ "

316 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §إِذَا كَانَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَنْ يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْكَ مِثْلُ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ فَقَدْ سَتَرَكَ [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ عَنِ حَجَّاجٍ نَحْوَهُ وَقَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

باب الاجتهاد في القبلة

(27 - بَابُ الِاجْتِهَادِ فِي الْقِبْلَةِ)

317 -[1] قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ عَنْ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ سَالِمٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ أَوْ سَرِيَّةٍ فَأَصَابَنَا غَيْمٌ §فَتَحَرَّيْنَا فَاخْتَلَفْنَا فِي الْقِبْلَةِ فَصَلَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَخُطُّ بَيْنَ يَدَيْهِ لِنَعْلَمَ أَمْكِنَتَنَا فَلَمَّا أَصْبَحْنَا نَظَرْنَا فَإِذَا نَحْنُ قَدْ صَلَّيْنَا لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَأْمُرْنَا بِالْإِعَادَةِ وَقَالَ " قَدْ أَجْزَأَتْ صَلَاتُكُمْ " [2] تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ عَنْ عَطَاءٍ [3] وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ

باب ستر العورة

(28 - بَابُ سَتْرِ الْعَوْرَةِ)

318 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ أنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ يَوْمًا وَقَدْ كَشَفَ عَنْ فَخِذَيْهِ فَقَالَ " يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ §لَا تَكْشِفْ عَنْ فَخِذِكَ فَإِنَّهَا عَوْرَةٌ وَلَا تَنْظُرٍ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ وَلَا مَيِّتٍ فَإِنَّكَ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى " قُلْتُ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ حَبِيبٍ بِسَنَدِهِ دُونَ قَوْلِهِ " فَإِنَّهَا عَوْرَةٌ " وَدُونَ قَوْلِهِ " فَإِنَّكَ تُغَسِّلُ الْمَوْتَى "

[2] وَرَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعُوفِيُّ ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا كَاشِفٌ عَنْ فَخِذِي فَقَالَ " يَا عَلِيُّ §غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّهَا مِنَ الْعَوْرَةِ "

319 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أنا أَبُو الرِّجَالِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها (§لَا تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ لِمَنْ قَدَرَ)

320 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ سُئِلَ مَسْرُوقٌ §كَيْفَ تُصَلِّي الْأَمَةُ قَالَ كَمَا تَخْرُجُ

321 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ثنا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (§تُصَلِّي الْمَرْأَةُ فِي ثَلَاثِة أَثْوَابٍ) هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ

322 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ حَبِيبٍ مَوْلَى عُرْوَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما تَقُولُ (رَأَيْتُ أَبِي يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَثِيَابُهُ مَوْضُوعَةٌ وَقَالَ يَا بُنَيَّةُ إِنَّ §آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ

323 - وَقَالَ الْحَارِثُ نَا أَبُو النَّضْرِ نا اللليث عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ رَبِيبِ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال (رَأَيْتُ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تُصَلِّي فِي دِرْعٍ سَابِغٍ ضَيِّقٍ وَخِمَارٍ لَيْسَ عَلَيْهَا إِزَارٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

324 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ قَالَ (سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ §الْقَوْمِ يَغْرِقُونَ فَيَخْرُجُونَ عُرَاةً كَيْفَ يُصَلُّونَ قَالَ إِنْ أَصَابُوا حَشِيشًا اسْتَتَرُوا بِهِ وَإِلَّا صَلَّوْا قُعُودًا إِمَامُهُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ قَالَ وَسْطَهُمْ

325 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال (كَانَ عَامَّةُ مَنْ يُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَ الْعُقَدِ) قُلْتُ §وَمَا أَصْحَابُ الْعُقَدِ قَالَ (لَمْ يَكُنْ لَأَحَدِهِمْ إِلَّا ثَوْبٌ كَانَ يَعْقِدُهُ عَلَى عُنُقِهِ

باب جواز الصلاة في الثوب الواحد

(20 - بَابُ جَوَازِ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ)

326 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن مَهْدِيٍّ عَنْ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنِ ابْنٍ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ أَبِيهِ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ)

[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن يُونُسَ ثنا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ قَالَ سَمِعْتُ غَيْلَانَ بْنَ جَامِعٍ يَقُولُ حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ ابْنٍ لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (§أَمَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَوَشِّحًا بِهِ) [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ثنا يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ بِهِ [4] قَالَ وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ بِهِ

327 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (زُرْتُ أُخْتِي أُمَّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ) [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ بِهِ [3] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثنا مُبَشِّرٌ يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ وَالْحَارِثُ بْنُ عَطِيَّةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْوَهُ

328 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ إِنَّا نَخْرُجُ فِي كُلِّ عَامٍ وَلِي بِنَاءٌ فِيهِ صِغَرٌ §فَإِنْ صَلَّيْتُ فِيهِ كَانَتِ الْمَرْأَةُ بِحِذَائِي وَإِنْ خَرَجْتُ قُرِرْتُ قَالَ اقْطَعْ بَيْنَكُمَا بِثَوْبٍ ثُمَّ صَلِّ كَيْفَ شِئْتَ

329 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §لَا يَضُرُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ فِي ثَوْبِهِ مُشْتَمِلًا وَلَكِنْ لَيَعْقِدْهُ لَا يَشْغَلُهُ عَنْ صَلَاتِهِ

330 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مُحَمَّدِ بن الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ وَكَانَ §يُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ)

331 - وَقَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ قَالَ (رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ §رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَؤُمُّ النَّاسَ فِي الْجَيْشِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ)

332 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مُتَوَكِّئًا عَلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما §وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ قَطَرِيُّ لَيْسَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ غَيْرُهُ)

333 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ قَالَ أُبَيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (§الصَّلَاةُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ حَسَنٌ قَدْ فَعَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

باب ما يصلى عليه وفيه

(بَابُ مَا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَفِيهِ) (13) وَفِيهِ الْأَحَادِيثُ فِي الصَّلَاةِ فِي الْخُفِّ وَالنَّعْلِ تَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَابِ مَا يُجْتَنَبُ فِي الصَّلَاةِ

334 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ سأل عائشة رضي الله عنها §أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى الْحَصِيرِ فَإِنِّي سَمِعْتُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} قالت عائشة رضي الله عنها لَا لم يكن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَيْهِ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا

335 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَسْجُدُ عَلَى ثَوْبِهِ

336 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ (دَخَلْتُ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَأَيْتُهُ §يُصَلِّي عَلَى حَصِيرٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ)

337 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ (رَأَيْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما §يُصَلِّي عَلَى لَوْحٍ)

338 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَعْضِ وَلَدِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (§مَا أُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِمْ هَذَا الْمُغَلَّقِ) يَعْنِي الْمَقْصُورَةَ

باب ما يصلى إليه وما لا يصلى إليه

(31 - بَابُ مَا يُصَلَّى إِلَيْهِ وَمَا لَا يُصَلَّى إِلَيْهِ) (14) حَدِيثُ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الصَّلَاةِ إِلَى الْبَعِيرِ يَأْتِي فِي بَابِ الْخَمْسُ مِنَ الْجِهَادِ

339 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بن منيع قلا ثنا هُشَيْمٌ أنا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كُنْتُ §أُصَلِّي إِلَى قَبْرٍ قرآني عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجَعَلَ يَقُولُ الْقَبْرَ الْقَبْرَ فَجَعَلْتُ لَا أَفْهَمُ مَا يُرِيدُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ الْقَبْرُ أَمَامَكَ) [2] قَالَا وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا مَنْصُورٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ هَذَا خَبَرٌ صَحِيحٌ عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ

340 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَبَّادٍ ثنا عَبْدُ الْحَكَمِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ وَالْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ "

341 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (كُنْتُ §أُصَلِّي فَمَرَّ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيَّ فَمَنَعْتُهُ فَسَأَلْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي لَا يَضُرُّكَ)

342 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ وَأَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ قال (إنَّ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ §يُصَلِّي فَمَرَّ الْحَارِثُ بَيْنَ يَدَيْهِ أَوْ أردا أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى هَمَّ أَنْ يَأْخُذَ شَعَرَهُ فَشَكَى الْحَارِثُ إِلَى مَرْوَانَ فَجَاءَ أَبُو سَعِيدٍ إِلَى مَرْوَانَ فَقَالَ مَرْوَانُ إِنَّكُمْ إِنْ أَطَعْتُمْ هَذَا وَأَصْحَابَهُ لَيُهَوِّدَنَّكُمْ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قد كَذَبْتَ وَاللَّهِ لَوْ تَهَوَّدْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ مَا تَهَوَّدْنَا مَعَكُمَا) قَالَ أَيُّوبُ قَالَ مُحَمَّدٌ صَدَقَ قَدْ عُرِضَتْ عَلَيْهِمُ الْيَهُودِيَّةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَبَوْهَا

باب النهي عن ضرب المصلين

(32 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ)

343 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ثنا أَبِي عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ محمد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ جَدَّتِهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ فَاسْتَخْدَمَهُ فَوَعَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ أَصَابَ سَبْيًا فَلَقِيَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَقَالَ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَصَابَ سَبْيًا قَالَ فائته فَإِنَّهُ مُنْجِزٌ وَعْدَكَ فَمَضَى أَبُو الْهَيْثَمِ وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبُو الْهَيْثَمِ أَتَاكَ يَنْتَجِزُ وَعْدَكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَدْ أَصَبْنَا غُلَامَيْنِ أَسْوَدَيْنِ اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ قَالَ فَإِنِّي أَسْتَشِيرُكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " خُذْ هَذَا فَقَدْ صَلَّى عِنْدَنَا وَلَا تَضْرِبْهُ فَإِنَّا قَدْ §نُهِينَا عَنْ ضرب المصلين " أخرج الترمزي مِنْهُ الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ مُخْتَصَرٌ

344 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي هُودُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ) [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ فَذَكَرَهُ [3] وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ ثنا أَبِي نا موسى به ومُوسَى ضَعِيفٌ

باب متى يؤمر الصبي بالصلاة

(33 - بَابُ مَتَى يُؤْمَرُ الصَّبِيُّ بِالصَّلَاةِ)

345 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلَالٍ أَخْبَرَهُ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَنْ عَمِّهِ قَالَ سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الصِّبْيَانِ قَالَ " §إِذَا عَرَفَ أَحَدُهُمْ يَمِينَهُ مِنْ شِمَالِهِ فَمُرُوهُ بِالصَّلَاةِ "

364 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَمِّهِ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مُرُوهُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعٍ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِثَلَاثَ عَشْرَةَ " دَاوُدُ مَتْرُوكٌ وَقَدْ خَالَفَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ سَنَدًا وَمَتْنًا

باب بناء المساجد وتوسيعها

(34 - بَابُ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَتَوْسِيعِهَا)

347 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دِرْهَمٍ الْأَزْدِيُّ حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَبْنِي الْمَسْجِدَ فَقَالَ " §أَوْسِعُوهُ تملؤوه "

348 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ثنا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ قَالَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " إِنِّي §أُرِيدُ أَنْ أَزِيدَ فِي قِبْلَتِنَا لَمَا زِدْتُ) [2] حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مِثْلَهُ قَالَ الْعُمَرِيُّ فَزَادَ مَا بَيْنَ الْمِنْبَرِ إِلَى مَوْضِعِ الْمَقْصُورَةِ

349 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا " إِنَّ §الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ "

350 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثنا جَرِيرٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْبِقَاعِ شَرٌّ قَالَ " لَا أَدْرِي - أَوْ سَكَتَ " فَقَالَ لَهُ أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ قَالَ " لَا أَدْرِي - أَوْ سَكَتَ " فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَا أَدْرِي فَقَالَ " سَلْ رَبَّكَ " فَقَالَ مَا نَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ وَانْتَفَضَ انْتَفَاضَةً كَادَ يَصْعَدُ مِنْهَا رُوحُ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا صعد جبريل عليه الصلاة والسلام قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَأَلَكَ مُحَمَّدٌ أَيُّ الْبِقَاعِ خَيْرٌ فَقُلْتَ لَا أَدْرِي قَالَ نَعَمْ قَالَ فَحَدِّثْهُ أَنَّ §خَيْرَ الْبِقَاعِ الْمَسَاجِدُ وَأَنَّ شَرَّ الْبِقَاعِ الْأَسْوَاقُ صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ

باب فضل من بنى مسجدا

(35 - بَابُ فَضْلِ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا)

351 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (§مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا وَلَوْ مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بيتا في الحنة [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ يَعْنِي عَنِ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُ يَعْنِي عَنِ الْأَعْمَشِ وَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

[3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ §مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ بُنِي لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ كتب لَهُ حَسَنَةً [4] وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ ابن عُتَيْبَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ بَنَى مَسْجِدًا " فَذَكَرَ مِثْلَهُ [5] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا قُطْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ مَرْفُوعًا -[475]- [6] رَوَاهُ الرُّويَانِيُّ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ مَرْفُوعًا قَالَ ابْنُ يُونُسَ قِيلَ لِأَبِي بَكْرٍ إِنَّ هَذَا لَمْ يَرْفَعْهُ غَيْرُكَ قَالَ سَمِعْتُهُ مِنَ الْأَعْمَشِ وَهُوَ شَابٌّ [7] وَقَالَ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ ثنا وَكِيعٌ فِي دَارِهِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الْأَعْمَشِ مَرْفُوعًا قَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْرِفُ أَحَدًا تَابَعَ سَلْمَ بْنَ جُنَادَةَ عَلَى هَذَا وَإِنَّمَا يُعْرَفُ مِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ [8] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا قُطْبَةُ بْنُ الْعَلَاءِ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ مَرْفُوعًا أَيْضًا [9] وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ النَّشَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَخِيهِ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ مَرْفُوعًا أَيْضًا وَقَدْ جَمَعْتُ طُرُقَهُ فِي جُزْءٍ كَبِيرٍ كَتَبْتُ فِيهِ عَنْ نَيِّفٍ وَثَلَاثِينَ صَحَابِيًّا

245 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا وَفِيهِ " §وَمَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ شِبْرٍ أَوْ قَالَ بِكُلِّ ذِرَاعٍ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَدُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَلُؤْلُؤٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ دَارٍ فِي كُلِّ دَارٍ أَلْفُ بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ سَرِيرٍ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ مَائِدَةٍ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ قَصْعَةٍ فِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ لَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ وَيُعْطِي اللَّهُ تَعَالَى وَلِيَّهُ مِنَ القوة ما يأت عَلَى تِلْكَ الْأَزْوَاجِ وَذَلِكَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

352 -[1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي جَابِرٌ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §مَنْ بَنَى مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَيْضِهَا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " [2] وَقَالَ الْحَارِثُ ابن أَبِي أُسَامَةَ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ ثنا شَرِيكٌ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ " مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ "

353 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّحَّانُ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنْ بَنَى مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ " قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَذِهِ الْمَسَاجِدُ الَّتِي بِطَرِيقِ مَكَّةَ قَالَ وَتِلْكَ [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ كَثِيرٍ الْمُؤَدِّبِ بِهِ وَفِيهِ " وَلَوْ قَدْرَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ "

354 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ ثنا سُلَيْمَانُ ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنْ بَنَى بَيْتًا لِيُعْبَدَ اللَّهُ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ "

باب كراهية بناء المساجد لغير صلاة فيها

(36 - بَابُ كَرَاهِيَةِ بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ لِغَيْرِ صَلَاةٍ فِيهَا)

355 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَرَّ قَبْلَ الطَّاعُونِ الْجَارِفِ فَجَعَلَ يَمُرُّ بِالْمَسْجِدِ قَدْ أُحْدِثَ فَيَسْأَلُ عَنْهُ فيقول هذا مسجدا أَحْدَثَهُ بَنُو فُلَانٍ فَقَالَ كَانَ يُقَالُ (§يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَبْنُونَ الْمَسَاجِدَ يَتَبَاهَوْنَ بِهَا ثُمَّ لَا يَعْمُرُونَهَا إِلَّا قَلِيلًا) قَالَ أَيُّوبُ فَجَاءَ الْجَارِفُ فَجَرَفَهُمْ عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ وَقَدْ رُوِيَ مَرْفُوعًا

باب صون المساجد

(37 - بَابُ صَوْنِ الْمَسَاجِدِ)

356 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ وَمَجَانِينَكُمْ وَإِقَامَةَ حُدُودِكُمْ وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ وَبَيْعَكُمْ وَخُصُومَتِكُمْ وَجَمِّرُوهَا يَوْمَ جُمَعِكُمْ وَاجْعَلُوا عَلَى أَبْوَابِهَا الْمَطَاهِرَ " هَذَا مُنْقَطِعٌ

357 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ §أَخَذَ رَجُلٌ قَمْلَةً مِنْ ثَوْبِهِ فَرَمَاهَا فِي المسجدفقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَعِدْهَا فِي ثَوْبِكَ " هَذَا مُنْقَطِعٌ -[521]- 358 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا مُحَمَّدٌ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا قَدْ أَخَذَ قَمْلَةً فَذَكَرَ مِثْلَهُ

359 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ §نَهَى أَنْ تُقَامَ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ أَوْ يُنْشَدَ فهيا الْأَشْعَارُ أَوْ يُسَلَّ فِيهَا السِّلَاحُ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ إِنْ كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ يَسَارٍ سَمِعَهُ مِنْ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

360 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ " §لَا تُقَامُ الْحُدُودُ فِي الْمَسَاجِدِ "

361 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما يَخْطُبُ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ فَقَالَ (§صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ وَلَا تَنْقِلُوا هَذَا الْخَبَثَ بِأَقْدَامِكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَإِنَّهُ لَيْسَ كُلُّ جِيرَانِ الْمَسْجِدِ يَسَعُهُ طُهُورُكُمْ)

362 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §الْبُصَاقُ فِي الْمَسْجِدِ سَيِّئَةٌ وَدَفْنُهَا حَسَنَةٌ "

363 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ (§إِذَا رَأَيْتُمُ الشَّيْخَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَذْكُرُ أَيَّامَ الْجَاهِلِيَّةِ فَاقْرَعُوا رَأْسَهُ بِالْعَصَا) صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

364 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ هَذَا الْحَدِيثَ الَّذِي يُحَدَّثُ بِهِ عَنْكَ " §إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ

365 - قَالَ وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسُئِلَ عَنِ الثُّومِ فَقَالَ (مَا كَانَ بِأَرْضِنَا يَوْمَئِذٍ ثُومٌ وَإِنَّمَا §الَّذِي نُهِيَ عَنْهُ الْبَصَلُ وَالْكُرَّاثُ)

366 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ مُسْلِمٍ هُوَ الْأَعْوَرُ عَنْ حَبَّةَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (§أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَكْلِ الثُّومِ) وَقَالَ " لَوْلَا أَنَّ الْمَلَكَ يَنْزِلُ عَلَيَّ لَأَكَلْتُهُ " 15 -[542]- حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي كَرَاهِيَةِ الرُّقَادِ فِي الْمَسْجِدِ يَأْتِي فِي مَنَاقِبِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

باب في فضل ملازمة المسجد

(38 - بَابٌ فِي فَضْلِ مُلَازَمَةِ الْمَسْجِدِ)

367 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ثنا سَعِيدٌ الْمَهْرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §أَفْضَلُ الرِّبَاطِ انْتِظَارُ الصَّلَاةِ وَلُزُومُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَمَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي ثُمَّ يَقْعُدُ فِي مُصَلَّاهُ إِلَّا لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ حَتَّى يُحْدِثَ أَوْ يَقُومَ "

368 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " §مَنْ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ أَوْ دَخَلَ مَسْجِدًا لِلصَّلَاةِ لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ مَا لَمْ يُحْدِثْ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ [2] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ هُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ يَقْضِي أَيْ يَمُوتُ فِي مَسْجِدِهِ فَقُلْتُ لَوْ تَحَوَّلْتَ إِلَى فِرَاشِكَ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ فَذَكَرَهُ وَقَالَ فِي آخِرِهِ فَأُرِيدُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا فِي مَسْجِدِي

369 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ قُلْتُ لِلْحَسَنِ أَوْ قِيلَ لَهُ أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ " إِنَّ §الْعَبْدَ لَا يَزَالُ فِي صَلَاةٍ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ " قَالَ قُلْتُ مَقْعَدُهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ قَالَ (بَلِ الْمَسْجِدُ كُلُّهُ)

370 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمْ يَرْفَعْهُ قَالَ (§مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَوَطَّنُ الْمَسَاجِدَ فَيَحْبِسُهُ عَنْهَا مَرَضٌ أَوْ عِلَّةٌ ثُمَّ عَادَ إِلَّا تَبَشْبَشَ اللَّهُ بِهِ) الْحَدِيثُ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ مَرْفُوعًا أَخْصَرَ مِنْهُ

371 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرَكَانِيُّ ثنا معتمر عَنْ فَيَّاضِ بْنِ عزوان عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - رَفَعَهُ - " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ §أَيْنَ جِيرَانِي فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ رَبَّنَا وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ فَيَقُولُ أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ

372 -[1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §عُمَّارُ مَسَاجِدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ " [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا صَالِحٌ بِهِ [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيُّ [4] وَقَالَ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ قَالَا ثنا صَالِحٌ بِهِ وَقَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا صَالِحٌ وَكَذَا قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ

373 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لِابْنِهِ يَا بُنَيَّ لِيَكُنْ بَيْتَكَ الْمَسْجِدُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " إِنَّ §الْمَسْجِدَ بُيُوتُ الْمُتَّقِينَ فَمَنْ كَانَتِ الْمَسَاجِدُ بُيُوتَهُ أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ بِالرَّوْحِ وَالرَّحْمَةِ وَالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى الْجَنَّةِ "

374 -[1] حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ الْحُبُلِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §سِتُّ مَجَالِسَ مَا كَانَ الْمُسْلِمُ فِي مَجْلِسٍ مِنْهَا إِلَّا كَانَ ضَامِنًا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل أَوْ مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ أَوْ عِنْدَ مَرِيضٍ أَوْ يَتْبَعُ جَنَازَةً أَوْ فِي بَيْتِهِ أَوْ عِنْدَ إِمَامٍ مُقْسِطٍ يُعَزِّرُهُ وَيُوَقِّرُهُ [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ بِهِ [3] وَقَالَ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بِهِ

باب القول عند دخول المسجد والخروج منه

(39 - بَابُ الْقَوْلِ عِنْدَ دُخُولِ الْمَسْجِدِ وَالْخُرُوجِ مِنْهُ)

375 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ (إِنِّي §لَأَقُولُ إِذَا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ) مَوْقُوفٌ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ لَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ

376 - وَقَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ قَالَ " اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "

377 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا هِشَامٌ هُوَ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ يَحْيَى هُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ §إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ (اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ) وَإِذَا خَرَجَ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتَعَوَّذُ مِنَ الشَّيْطَانِ مَوْقُوفٌ وَفِيهِ انْقِطَاعٌ)

378 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهَا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قال إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ " اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ " وَإِذَا خَرَجَ قَالَ " اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ " خَالَفَهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَآخَرُونَ فَقَالُوا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ عَنْ جَدَّتِهَا فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

باب ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب

(40 - بَابُ مَا يُجْتَنَبُ فِي الصَّلَاةِ ومَا لَا يُجْتنَبُ)

379 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ وَأَبُو بَكْرٍ جَمِيعًا عَنْ عُقْبَةَ قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بن خالد اليشكري حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْقَوْسِ فَقَالَ " §صَلِّ فِي الْقَوْسِ وَاطْرَحِ الْقَرْنَ " [2] قَالَ إِسْحَاقُ وَكَانَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ وَفَسَّرَهُ عِيسَى قَالَ الْقَرْنُ الْجُعْبَةُ الصَّغِيرَةُ تَكُونُ مَعَ الصَّيَّادِينَ [3] وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ عَنْ مُوسَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ

380 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُعَسْكَرِ فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ §وَثَبْنَا إِلَى قسنا وَسُيُوفِنَا فَصَلَّيْنَا فِيهَا بِمَنْزِلَةِ الرِّدَاءِ)

381 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (§نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُصَلِّيَ وَأَنَا عَاقِصٌ شَعْرِي وَأَنْ أُقَلِّبَ الْحَصَى فِي الصَّلَاةِ. . الْحَدِيثَ

382 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زُفَرَ عَنْ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ (§مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَفِيهِ دِرْهَمٌ حَرَامٌ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلَاةً مَا كَانَ عَلَيْهِ) ثُمَّ أَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ثُمَّ قَالَ صَمَتَا إِنْ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْنَاهُ يَقُولُهُ

383 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ ثنا زُهَيْرٌ أنا أَبُو حَمْزَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي فَخَلَعَ مَنْ خَلْفَهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَا حَمَلَكُمْ عَلَى خَلْعِ نِعَالِكُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَخْبَرَنِي أَنَّ بِأَحَدِهِمَا قَذَرًا فخلعتها لِذَلِكَ فَلَا تَخْلَعُوا نِعَالَكُمْ أَبُو حَمْزَةَ ضَعِيفٌ

384 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ قَالَ صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَخَلَعَ النَّاسُ نِعَالَهُمْ فَقَالَ لَهُمْ " §لِمَ خَلَعْتُمْ نِعَالَكُمْ قَالُوا خَلَعْتَ فَخَلَعْنَا قَالَ " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا أَذًى فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَقْلِبْ نَعْلَيْهِ فَإِنْ كَانَ فِيهِمَا أَذًى فَلْيُخْلَعْهُمَا وَإِلَّا فَلْيُصَلِّ فِيهِمَا " مُرْسَلٌ

385 - وَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثنا سليمان بن حُمَيْدٍ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْأَعْرَابِيَّ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُصَلِّي وَعَلَيْهِ نَعْلَانِ مِنْ جَلْدِ بَعِيرٍ قَالَ فَتَفَلَ عَنْ يَسَارِهِ ثُمَّ حَكَّ حَيْثُ تَفَلَ بِنَعْلِهِ

386 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلْقَمَةَ قَالَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَتَى أَبَا مُوسَى فِي دَارِهِ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ أَبُو مُوسَى تَقَدَّمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَأَنْتَ أَقْدَمُ مِنِّي سِنًّا وَأَعْلَمُ قَالَ لَا بَلْ تَقَدَّمْ أَنْتَ فَإِنَّمَا أَتَيْنَاكَ فِي مَنْزِلِكَ وَمَسْجِدِكَ فَأَنْتَ أَحَقُّ §فَتَقَدَّمَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ لَهُ مَا أَرَدْتَ إِلَى خَلْعِهِمَا أَبِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى أَنْتَ

387 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ هُوَ ابْنُ عَرْعَرَةَ ثنا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ نَبْهَانَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يُصَلِّي فِي خُفَّيْهِ)

388 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أنا الْمُؤَمِّلُ ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ (§نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ) قُلْتُ لِلْمُؤَمِّلِ أَفِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَ لَا أَشُكُّ كتبته منه أو لا بِمَكَّةَ قُلْتُ قَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَوَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ لَيْسَ فِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْهُمَا وَبِسَبَبِ ذَلِكَ اسْتَثْبَتُّ إِسْحَاقَ الْمُؤَمِّلَ فَإِنْ كَانَ الْمُؤَمِّلُ حَفِظَهُ فَالِاخْتِلَافُ فِيهِ مِنْ سُفْيَانَ لَا عَلَيْهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

باب السواك عند كل صلاة

(41 - بَابٌ السِّوَاكُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ)

(16) تَقَدَّمَ فِي بَابِ السِّوَاكِ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ "

389 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §لَوْلَا أَنْ تُضَيِّعُوا لَأَمَرْتُكُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ "

باب الصفوف

(42 - بَابُ الصُّفُوفِ)

390 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ (§إِذَا كَانُوا ثَلَاثَةً يَتَقَدَّمُ أَحَدُهُمْ وَيَتَأَخَّرُ اثْنَانِ يَصُفَّانِ خَلْفَهُ) قَالَ وَجِئْتُ مَرَّةً فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

391 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كَانَ §نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُصَلِّينَ مَعَ الرِّجَالِ فِي الصَّفِّ فَاتَّخَذْنَ قَوَالِبَ يَتَطَاوَلْنَ بِهَا تَنْظُرُ إِحْدَاهُنَّ إِلَى صَدِيقِهَا فَأُلْقِيَ عَلَيْهِنَّ الْحَيْضُ فَأُخِّرْنَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَأَخِّرُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَخَّرَهُنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ)

392 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (دَخَلْتُ مَعَ عُمَرَ فِي سُبْحَةِ الظُّهْرِ §فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَجَاءَ يَرْفَأُ فَقُمْتُ أَنَا وَهُوَ خَلْفَهُ) صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

393 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا مُحَمَّدُ بن إسحاق قال سَمِعْتُ أَبَا سعد الخطمي يقول سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عبد الله رضي الله عنهما يُحَدِّثُ (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِ وَبِجَابِرٍ أَوْ جَبَّارِ ابن صَخْرٍ §فَأَقَامَهُمَا خَلْفَهُ) أَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ مِنْ طَرِيقِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ عن جابر رضي الله عنه بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ

394 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §رَاصُّوا الصُّفُوفَ فَإِنَّ الشياطين تخللكم كأنه أَوْلَادُ الْحَذَفِ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ بِهِ

395 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ثنا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " §خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا "

369 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثنا سفيان أَوِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ (§إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مُقِيمِ الصَّفِّ الْأَوَّلِ)

397 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ حُجَيْرَةَ بِنْتِ حُصَيْنٍ قَالَتْ (§أَمَّتْنَا أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فِي الْعَصْرِ فَقَامَتْ بَيْنَنَا)

398 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَمَّارٌ عَنْ عِمْرَانَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ (كَانَ بِلَالٌ §رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُسَوِّي مَنَاكِبَنَا وَيُضْرَبُ أَقْدَامَنَا لِإِقَامَةِ الصَّفِّ) (17) وَحَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي التَّأْمِينِ

باب صلاة الجماعة

(43 - بَابُ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ)

300 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ ثنا أَيُّوبُ بْنُ سَيَّارٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ قَالَ (دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَإِذَا أَنَا بِفَتًى وَالنَّاسُ حَوْلَهُ جَعْدٌ قَطَطٌ فَإِذَا تَكَلَّمَ كَأَنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ نُورٌ وَلُؤْلُؤٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ (§مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَأْتِيَ اللَّهَ تَعَالَى آمِنًا فَلْيَأْتِ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ حَيْثُ يُؤَذَّنُ لَهَا فَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَمِمَّا سَنَّهُ لَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَقُلْ إِنَّ لِي مُصَلًّى فِي بَيْتِي فَأُصَلِّي فِيهِ فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولو تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ بَيِّنُ النِّفَاقِ حَتَّى كَانَ الرَّجُلُ الْمَرِيضُ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ) [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ

400 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ " §لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ صَارِخًا بِالصَّلَاةِ ثُمَّ أَتَخَلَّفَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الصَّلَاةِ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ "

401 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ (دَخَلْتُ عَلَى زِيدِ بْنِ ثَابِتٍ أَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ وَعِنْدَهُ ابْنَاهُ فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَقَالَ اذْهَبَا إِلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ §صَلَاةَ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً)

402 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْعَنْسِيِّ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ ثنا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §صَلَاةُ الرَّجُلِ وَحْدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً وَصَلَاتُهُ فِي رُفْقَتِهِ بِتِسْعِمِائَةِ صَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي جَمَاعَةٍ بِتِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ صَلَاةٍ "

245 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ ثنا مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " §مَنْ حَافَظَ عَلَى الْجَمَاعَةِ حَيْثُ كَانَ وَمَعَ مَنْ كَانَ مَرَّ عَلَى الصراط كَالْبَرْقِ اللَّامِعِ فِي أَوَّلِ زُمْرَةٍ مَعَ السَّابِقِينَ وَوَجْهُهُ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ حَافَظَ عَلَيْهَا ثَوَابُ شَهِيدٍ وَمَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّفِّ المقدم فأدرك أو تَكْبِيرَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤْذِيَ مُؤْمِنًا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ثَوَابَ الْمُؤَذِّنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (18) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي ثَوَابِ الْمُؤَذِّنِينَ وَقَدْ مَضَى فِي الْأَذَانِ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ سَاقَهُ الْحَارِثُ فِي نَحْوِ خَمْسَةِ أَوْرَاقٍ

403 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْهِلَالِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ (§مَنْ سَمِعَ الأذان ثُمَّ لَمْ يَأْتِ الصَّلَاةَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ فَلَا صَلَاةَ لَهُ)

404 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنِ مغيرة عَنْ إِبْرَاهِيمَ (§أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَخْرُجَ الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ وَقَدْ سَمِعَ الْإِقَامَةَ)

405 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ثنا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هو ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ عَمِّهِ هو يَحْيَى بْنُ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ وَلَمْ أَرَ فِينَا رَجُلًا يُشْبِهُهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §مَنْ سَمِعَ نِدَاءَ الْجَمَاعَةِ ثُمَّ لَمْ يَأْتِ ثَلَاثًا ثُمَّ سَمِعَ ثُمَّ لَمْ يَأْتِ ثَلَاثًا طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ فَجُعِلَ قَلْبُهُ قَلْبَ مُنَافِقٍ "

406 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §فَضْلُ صَلَاةِ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ عَلَى صَلَاتِهِ وَحْدَهُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ جُزْءًا (19) وَحَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يَأْتِي فِي الرِّقَاقِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

407 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ أَبُو هَمَّامٍ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللِّهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ وَمَا §بَيْنَ صَلَاةِ الْفَذِّ وَالْجَمَاعَةِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً

باب أقل الجماعة

(44 - بَابُ أَقَلِّ الْجَمَاعَةِ)

408 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَفَدَ رَجُلٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَلَا رَجُلٌ يَتَصَدَّقُ عَلَى هَذَا فَيُصَلِّي مَعَهُ " قَالَ فَقَامَ رَجُلٌ فَصَلَّى مَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " هَذِهِ الْجَمَاعَةُ وَهَؤُلَاءِ جَمَاعَةٌ "

باب المحافظة على الجماعة

(45 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْجَمَاعَةِ)

409 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ (شَهِدْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما بِمَكَّةَ وَالْحَجَّاجُ مُحَاصِرٌ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما بَيْنَهُمَا فَكَانَ §رُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ مَعَ هَؤُلَاءِ وَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ مَعَ هَؤُلَاءِ) إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ

410 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §لَا يُحَافِظُ الْمُنَافِقُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً عَلَى صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ يَعْنِي فِي جَمَاعَةٍ

باب الأمر باتباع الإمام في أفعاله

(46 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الْإِمَامِ فِي أَفْعَالِهِ)

411 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §إِذَا صَلَّى الْإِمَامُ جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا " قَالَ فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ صِدْقِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

412 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ أًبُو سَعِيدٍ ثنا إِبْرَاهِيمُ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا انْتَهَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ أَرَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنْ يَتَأَخَّرَ §فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنْ مَكَانَكَ " فَصَلَّى وَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَلَاةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

413 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ثنا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا يُصَلِّي لِأَصْحَابِهِ الْعَصْرَ وَهُمْ جُلُوسٌ قَالَ فَنَظَرْتُ حَتَّى سَلَّمَ ثُمَّ قُلْتُ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُصَلِّي بِهِمْ وَأَنْتَ جَالِسٌ قَالَ أَنَا مَرِيضٌ فَجَلَسْتُ فَأَمَرْتُهُمْ أَنْ يَجْلِسُوا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §الْإِمَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَإِنْ صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا "

414 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ثنا عُمَرُ بْنُ مُوسَى أنا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " أَنَّهُ كَانَ يصلي للناس ها هنا فَكَانَ أُنَاسٌ يَضَعُونَ رؤوسهم قَبْلَ أَنْ يَضَعَ رَأْسَهُ وَيَرْفَعُونَ رؤوسهم قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ الْتَفَتْ إِلَيْهِمْ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ §لِمَ تَأْثَمُونَ وَتُأًثِّمُونَ صَلَّيْتُ لَكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَخْرِمُ عَنْهَا)

415 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ رَجُلٌ رَأْسَهُ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ " §مَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَوْ وَضَعَ فَلَا صَلَاةَ لَهُ "

416 -[1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو سَمِعْتُ مَلِيحَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ §الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَخْفِضُهُ قَبْلَ الْإِمَامِ فَإِنَّمَا نَاصِيَتُهُ بِيَدِ شَيْطَانٍ قَالَ وَكَانَ سُفْيَانُ رُبَّمَا رَفَعَهُ وَرُبَّمَا لَمْ يَرْفَعْهُ [2] وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو وَقَالَ لَا نَعْلَمُهُ رَوَى مَلِيحٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَّا هَذَا

417 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كُنَّا إِذَا رَفَعْنَا رؤوسنا مِنَ الرُّكُوعِ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَمْ نَزَلْ قِيَامًا حَتَّى نَرَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَجَدَ وَأَمْكَنَ وَجْهَهُ مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ نَسْجُدُ بَعْدَ ذَلِكَ) 20 -[730]- وَحَدِيثُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ الصَّلَاةِ

باب إثم من لا يقتصد في إمامته

(47 - بَابُ إِثْمِ مَنْ لَا يَقْتَصِدُ فِي إِمَامَتِهِ)

245 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِيهِ " §وَمَنْ أَمَّ قَوْمًا وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ فَاقْتَصَدَ بِهِمْ فِي حُضُورِهِ وَقِرَاءَتِهِ وَرُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ وَقُعُودِهِ فَلَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ وَمَنْ لَمْ يَقْتَصِدْ بِهِمْ فِي ذَلِكِ رُدَّتْ عَلَيْهِ صَلَاتُهُ وَلَمْ تَتَجَاوَزْ تَرَاقِيَهُ وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ أَمِيرٍ جَائِرٍ مُعْتَدٍ لَمْ يُصْلِحْ إِلَى رَعِيَّتِهِ وَلَمْ يَقُمْ فِيهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي وَأُمِّي وَمَا مَنْزِلَةُ الْأَمِيرِ الْجَائِرِ الْمُعْتَدِي الَّذِي لَمْ يُصْلِحْ لِرَعِيَّتِهِ وَلَمْ يَقُمْ فِيهِمْ بِأَمْرٍ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ رَابِعُ أَرْبَعَةٍ وَهُوَ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْلِيسُ وَفِرْعَوْنُ وَقَابِيلُ قَاتِلُ النَّفْسِ وَالْأَمِيرُ الْجَائِرُ رَابِعُهُمْ " هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

باب أمر الإمام بالتخفيف

(48 - بَابُ أَمْرِ الْإِمَامِ بِالتَّخْفِيفِ)

418 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ الْبَصْرِيُّ ثنا أَبُو عَوَانَةَ ثنا الْأَعْمَشُ ثنا أَبُو صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §تَجَوَّزُوا فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّ خَلْفَكُمُ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ " 419 -[1] قَالَ الْأَعْمَشُ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ [2] قَالَ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَ ذَلِكَ 420 - قَالَ وَحَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ قُلْتُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْرَجُوهُ

421 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا أحمد بين عِيسَى الْمِصْرِيُّ ثنا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْعَمْيَاءِ قَالَ إِنَّ سَهْلَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَأَبُوهُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زَمَنَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ أَمِيرٌ فَصَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً كَأَنَّهَا صَلَاةُ مُسَافِرٍ أَوْ قَرِيبٌ مِنْهَا فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَرَأَيْتَ هَذِهِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةُ أَمْ شَيْءٌ تَنَفَّلْتَهُ قَالَ إِنَّهَا الْمَكْتُوبَةُ وَإِنَّهَا لِصَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَخْطَأْتُ مِنْهَا إِلَّا شَيْئًا سَهَوْتُ عَنْهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ " §لَا تُشَدِّدُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ فَيُشَدَّدَ عَلَيْكُمْ فَإِنَّ قَوْمًا شَدَّدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَشُدِّدَ عَلَيْهِمْ فَتِلْكَ بَقَايَاهُمْ فِي الصَّوَامِعِ وَالدِّيَارَاتِ {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ}

422 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا الْحَجَّاجُ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَلَّى بِقَوْمِهِ الْفَجْرَ فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ وَخَلْفَهُ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ مَعَهُ نَاضِحٌ لَهُ فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ صَلَّى الْأَعْرَابِيُّ وَتَرَكَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرُوا بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ خِفْتُ عَلَى نَاضِحِي وَلِي عِيَالٌ أَكْتَسِبُ عَلَيْهِمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §صَلِّ بِهِمْ صَلَاةَ أَضْعَفِهِمْ فَإِنَّ فِيهِمُ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ لَا تَكُنْ فَتَّانًا "

باب الفتح على الإمام

(49 - بَابُ الْفَتْحِ عَلَى الْإِمَامِ)

423 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُبَشِّرٍ أَبُو سَعْدٍ الصَّاغَانِيُّ ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (مِنَ السُّنَّةِ أَنْ §يُفْتَحَ عَلَى الْإِمَامِ إِذَا اسْتَطْعَمَكَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا اسْتِطْعَامُ الْإِمَامِ قَالَ إِذَا سَكَتَ

424 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ نا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ الْأَغَرِّ عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي نَصْرٍ هُوَ الْأَسَدِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ (تَرَدَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آيَةٍ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَقَالَ §أَمَا صَلَّى مَعَكُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ " قَالُوا لَا قَالَ فَرَأَى الْقَوْمُ أَنَّهُ إِنَّمَا تَفَقَّدَهُ لِيَفْتَحَ عَلَيْهِ

باب إعادة الصلاة لجماعة في المسجد

(50 - بَابُ إِعَادَةِ الصَّلَاةِ لِجَمَاعَةٍ فِي الْمَسْجِدِ)

425 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ (مَرَّ بِنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَسْجِدِ بَنِي ثَعْلَبَةَ فَقَالَ أَصَلَّيْتُمْ قُلْنَا نَعَمْ وَذَلِكَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ §فَأَمَرَ رَجُلًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ ثُمَّ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

باب الزجر عن التدافع في الإمامة بعد الإمام

(51 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَافُعِ فِي الْإِمَامَةِ بَعْدَ الإمام)

226 - قَالَ إِسْحَاقُ أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ قَالَ (§أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَتَدَافَعُ الْقَوْمُ الْإِمَامَةَ فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ هَذَا لِهَذَا وَهَذَا لِهَذَا تَقَدَّمْ حَتَّى خُسِفَ بِهِمْ)

باب مقدار القراءة في الصلاة

(52 - بَابُ مِقْدَارِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ)

427 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مَعْمَرٌ ثنا رَجُلٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَرَأَ فِي الْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) هَذَا مُنْقَطِعٌ فِي مَوْضِعَيْنِ وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما

428 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا مِنْدَلٌ الْعَنَزِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ خَلَّادٍ عَنْ عَمِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ وَفِي الآخرتين بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ) هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ

429 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ ثَوْرٍ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الثُّمَالِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَامِرٍ الثُّمَالِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما (أَنَّهُمَا §صَلَّيَا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الصُّبْحَ فَقَرَأَ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ فِيهَا)

430 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ ثنا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بِنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ (صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الصُّبْحَ §فَقَرَأَ فِيهَا الْحَجَّ فَسَجَدَ فِيهَا سَجْدَتَيْنِ قُلْتُ الصُّبْحَ قَالَ الصُّبْحَ)

431 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْأَسْلَمِيِّ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَرَأَ فِي الصُّبْحِ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}

432 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا دَاوُدُ بْنُ خَالِدِ دِينَارٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ (أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ §أَقْرَأَ فِي الصُّبْحِ بِ {والليل إِذَا يَغْشَى} وَ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} قُلْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِي هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ هُوَ الْوَاقِدِيُّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ

433 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ ثنا مُغَلِّسٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال (إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَرَأَ فِي الصُّبْحِ {قُلْ أَعُوذُ برب الفلق} و {قل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَلَقُ جَهَنَّمُ

باب التجميع في البيوت

(53 - بَابُ التَّجْمِيعِ فِي الْبُيُوتِ)

413 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ثنا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِمَكَّةَ فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ الْحَدِيثَ وَفِيهِ (§كُنَّا نُنَادِي فِي بُيُوتِنَا لِلصَّلَاةِ وَنُجَمِّعُ لِأَهْلِنَا)

باب شروط الأئمة

(54 - بَابُ شُرُوطِ الْأَئِمَّةِ)

3434 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَلَّاقِ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §إِمَامُ الْقَوْمِ وَافِدُهُمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدِّمُوا أَفْضَلَكُمْ "

435 - وَقَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ (كَانَ مُعَاذٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْفَجْرَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّ أَصْحَابَهُ) مُرْسَلٌ

436 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُخَيْمِرَةَ يَقُولُ إِنَّ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدَّمَهُ قَوْمُهُ لِيُصَلِّيَ بِهِمْ فَأَبَى حَتَّى دَفَعُوهُ فَلَمَّا صَلَّى بِهِمْ قَالَ (أَكُلُّكُمْ رَاضٍ) قَالُوا نَعَمْ قَالَ (الْحَمْدُ لِلَّهِ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " §ثَلَاثَةٌ لَا تُقْبَلُ لَهُمْ صَلَاةٌ الْمَرْأَةُ تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا بِغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا وَالْعَبْدُ الْآبِقِ وَالرَّجُلُ يَؤُمُّ الْقَوْمَ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ)

437 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الْحَجَّاجِ قَالَ (إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يَؤُمَّ الْمُتَيَمِّمُ الْمُتَوَضِّئِينَ)

438 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (إِنَّ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §أَمَّهُمْ فِي قَمِيصٍ

439 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ وَضَمْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " يَا أَبَا عُبَيْدَةَ §لَا يَؤُمَّنَّ أَحَدٌ بَعْدِي جَالِسًا "

باب ما يصنع من جاء وحده فوجد الصف كاملا

(55 - بَابُ مَا يَصْنَعُ مَنْ جَاءَ وَحْدَهُ فَوَجَدَ الصَّفَّ كَامِلاً)

440 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ثنا مَالِكُ بْنُ سَعْدٍ ثنا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ قَالَ (انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجُلٌ يُصَلِّي خَلْفَ الْقَوْمِ وَحْدَهُ فَقَالَ " §يَا أَيُّهَا الْمُصَلِّي وَحْدَهُ أَلَا تَكُونُ وَصَلْتَ صَفًّا فَدَخَلْتَ مَعَهُمْ أَوِ اجْتَرَرْتَ إِلَيْكَ رَجُلًا إِنْ ضَاقَ بِكُمُ الْمَكَانُ أَعِدْ صَلَاتَكَ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لَكَ

باب قضاء الفوائت

(56 - بَابُ قَضَاءِ الْفَوَائِتِ)

441 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا مُعَاذُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَامِرٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْ نَسِيَ صَلَاةً قَالَ " §يُصَلِّيهَا إِذَا ذَكَرَهَا "

442 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرِهِ الَّذِي ناموا فيه إذا طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الشَّمْسُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْكُمْ أَرْوَاحَكُمْ فَمَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا اسْتَيقَظَ وَمَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا " [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ بِه

443 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ صِلَةَ قَالَ (§اسْتَخْلَفنِي حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَصَلَّيْنَا الظُّهْرَ وَأَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ يَصُلُّونَ الظُّهْرَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُمْ ثُمَّ صَلَّيْنَا الْعَصْرَ فَأَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ يُصَلُّونَ الْعَصْرَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُمْ ثُمَّ صَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ فَأَتَيْنَا عَلَى قَوْمٍ يُصَلُّونَ الْمَغْرِبَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُمْ فَلَمَّا قُمْتُ فِي الثَّالِثَةِ احْتَبَسَنِي)

444 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ (§صَلَّى الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالنَّاسِ فَأَعَادَ عَبْدُ اللَّهِ بِالنَّاسِ وَأَعَادَ الصَّلَاةَ)

445 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلَّا وَهُوَ مَعَ الْإِمَامِ فَلْيُصَلِّ مَعَ الْإِمَامِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ فَلْيُعِدِ الصَّلَاةَ الَّتِي نَسِيَ ثُمَّ لِيُعِدِ الصَّلَاةَ الَّتِي صَلَّاهَا مَعَ الْإِمَامِ "

446 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ (§خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْرَسَ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا بِالشَّمْسِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَذَّنَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما فَمَا يَسُرُّنيِ بِهِ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا يَعْنِي الرُّخْصَةَ

صفة الصلاة

(5 - صِفَةُ الصَّلَاةِ)

باب في الاستفتاح وغيره

(1 - بَابٌ فِي الِاسْتِفْتَاحِ وَغَيْرِهِ) (21) حَدِيثُ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ بِالتَّكْبِيرِ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَابِ التَّسْلِيمِ

447 -[1] إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ثنا شُعْبَةُ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ رِفَاعَةَ بْنَ رَافِعٍ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ (كَبَّرَ فِي صَلَاتِهِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ §اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ وَلَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ) قُلْتُ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ آدَمَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنِ ابْنِ شَدَّادٍ قَالَ (رَأَيْتُ رِفَاعَةَ بْنَ رَافِعٍ الْأَنْصَارِيَّ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا) وَبَقِيَّتُهُ عَلَى شَرْطِهِ وَهُوَ هُنَا غَيْرُ مَرْفُوعٍ وَأَظُنُّ أَنَّ حُكْمَهُ الرَّفْعُ [2] إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا شُعْبَةُ عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ لَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ فَكَبَّرَ فَقَالَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ

448 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَأَتَاهُ رَجُلَانِ أَنْصَارِيُّ وَثَقَفِيُّ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ فَقَالَ الثَّقَفِيُّ أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَمَّا جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الصَّلَاةِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ثُمَّ §إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَاقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ إِذَا رَكَعْتَ فَأَمْكِنْ يَدَيْكَ مِنْ رُكْبَتَيْكَ وَافْرُقْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ إِذَا سَجَدْتَ فَمَكِّنْ وَجْهَكَ مِنَ السُّجُودِ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا وَصَلِّ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَآخِرِهِ " قَالَ أَرَأَيْتَكَ إِنْ صَلَّيْتُ اللَّيْلَ كُلَّهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنَّكَ إِذًا أَنْتَ "

449 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَمْعَانَ قَالَ دَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقِفُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ هُنَيَّةً يَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ)

450 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صعصعة عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §افْتِتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ "

باب متى يقام إلى الصلاة

(2 - بَابُ مَتَى يُقَامُ إِلَى الصَّلَاةِ)

451 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ الْأَنْطَاكِيُّ ثنا حَجَّاجُ بْنُ فَرُّوخَ ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كَانَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §إِذَا قَالَ قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ نَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

452 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ثنا عبد الواحد ثنا يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ (كان الحسن رضي الله عنه §يَكْرَهُ أَنْ يكبر حتى يفرغ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الإقامة)

باب متى يكبر التكبيرة الأولى

(3 - بَابُ مَتَى يُكَبِّرُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى)

453 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ حَدَّثَنِي الْأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §فِي الرَّجُلِ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَالْقَوْمُ رُكُوعٌ يُكَبِّرُ قَالَ لَا حَتَّى تَأْخُذَ مَقَامَكَ فِي الصَّفِّ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

454 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنْ حذيفة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ دَخَلَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاكِعٌ §فَرَكَعَ دُونَ الصَّفِّ فَذَكَرُوا صَنِيعَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحْسَنَ حُذَيْفَةُ وَأَجْمَلَ هَذَا إِسْنَادٌ وَاهٍ جِدًّا

456 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ أَبِي فَرْوَةَ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ ثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْحَاجِبُ قَالَ سَمِعْتُ شَيْخًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يَقُولُ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §لِكُلِّ شَيْءٍ أَنْفَةً وَإِنَّ أَنْفَةَ الصَّلَاةِ التَّكْبِيرَةُ الْأُولَى فَحَافِظُوا عَلَيْهَا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَحَدَّثْتُ بِهِ رَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ، فَقَالَ: (حَدَّثَتْنِي أُمُّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) إِسْنَادُهُ حَسَنٌ

457 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَوْفٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ §اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ قِيلَ مَا هَمْزُهُ قَالَ هَمْزُهُ المؤتة الَّتِي تَأْخُذُ بَنِي آدَمَ وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ وَنَفْخُهُ الْكِبْرُ

458 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثنا مُحَمَّدُ ابن جَابِرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا §فَلَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إِلَّا عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ وَقَدْ قَالَ فَلَمْ يَرْفَعُوا أَيْدِيَهُمْ بَعْدَ التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ بِلَفْظِ فَلَمْ يَرْفَعْ يَدَيْهِ إِلَّا عِنْدَ التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى

459 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ شَهِدْتُ سَلَمَةَ بْنَ صَالِحٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ وَإِذَا رَكَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ

460 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى آلِ دَرَّاجٍ قَالَ " مَا رَأَيْتُ فَنَسِيتُ فَإِنِّي لَمْ أَنْسَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ قَامَ هَكَذَا §وَأَخَذَ بِكَفِّهِ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى لَازِقًا بِالْكُوعِ

461 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ أنا الْحَجَّاجُ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §افْتَتَحَ الصَّلَاةَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى تَجَاوَزَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِهَذَا

462 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ثنا يُونُسُ بْنُ سَيْفٍ الْعَنْسِيُّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ غُضَيْفٍ أَوْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ الْكِنْدِيِّ شَكَّ مُعَاوِيَةُ قَالَ " مَهْمَا نَسِيتُ لَمْ أَنْسَ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ "

463 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ " أَتَى رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ حِينَ وَصَلَ إِلَى الصَّفِّ §اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتِهِ قَالَ " مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَاتِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا أَرَدْتُ بِهِنَّ إِلَّا الْخَيْرَ فَقَالَ " لَقَدْ رَأَيْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ لَهُنَّ " قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " فَمَا تَرَكْتُهُنَّ بَعْدَمَا سَمِعْتُهُنَّ "

464 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا شَاذَانُ الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ثنا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ (§قَامَ رَجُلٌ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ مَنِ الْقَائِلُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا "

باب القراءة في الصلاة والسبب في تخفيفها

(4 - بَابُ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ وَالسَّبَبُ فِي تَخْفِيفِهَا)

465 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَقَدَ رَجُلًا " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ " فَقَالَ الرَجُلٌ مَرَرْتُ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ §وَأَنْتَ تُصَلِّي الْمَغْرِبَ فَصَلَّيْتُ مَعَكَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ الْقَارِعَةَ

466 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " وَقَّتَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ §أَقْرَأَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَأَشْبَاهِهَا مِنَ الْقُرْآنِ

467 - حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَقْرَأُ فِي الْأَرْبَعِ مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ

وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " §مَنْ قَرَأَ فِي الْمَكْتُوبَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ أَجْزَأَ عَنْهُ وَإِنْ زَادَ مَعَهَا شَيْئًا فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ "

469 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ثنا حَنْظَلَةُ السَّدُوسِيُّ " قَالَ قُلْتُ لِعِكْرِمَةَ " إِنِّي رُبَّمَا قَرَأْتُ فِي الْمَغْرِبِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَإِنَّ نَاسًا يُعْتِبُونَ عَلَيَّ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ §اقْرَأْ بِهِمَا فَإِنَّهُمَا مِنَ الْقُرْآنِ "

470 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَيَّانَ الْبَارِقِيِّ قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَوْ قَالَ لَهُ رَجُلٌ إِنِّي أُصَلِّي خَلْفَ فُلَانٍ وَإِنَّهُ يُطِيلُ الصَّلَاةَ فَقَالَ " إِنَّ §رَكْعَتَيْنِ مِنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتَا أَخَفَّ مِنْ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ فُلَانٍ أَوْ كَانَتَا مِثْلَ صَلَاةِ فُلَانٍ أَوْ مِثْلَ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ فُلَانٍ

471 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هَارُونَ فِيمَا يُعْلَمُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمُ الْفَجْرَ فَقَرَأَ بِهِمْ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ أَوْجَزَ قَالَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالَ لَهُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ أَوْ مُعَاذٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ صَلَاةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ مِثْلَهَا قط قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أو ما §سَمِعْتَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ خَلْفِي فِي صَفِّ النِّسَاءِ أَرَدْتُ أَنْ أُفْرِغَ لَهُ أُمَّهُ [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي هَارُونَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ " صَلَّى بِنَا فَذَكَرَهُ "

472 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا سِكِّينٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا الْمُثَنَّى العطاء حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي وَالِدَ السُّكَيْنِ قَالَ " أَتَيْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَأَمَّ أَهْلَ بَيْتِهِ فَصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ فَقَرَأَ هَمْسًا فَقَرَأَ بِالْمُرْسَلَاتِ وَالنَّازِعَاتِ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ وَنَحْوَهَمَا مِنَ السُّوَرِ

473 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَمْرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ثنا حَيْوَةُ ثنا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنِ الْأَعْرَجِ قال إنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ حم الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا الدُّخَانُ "

474 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعُ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ التِّينَ وَالزَّيْتُونَ [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا إِسْرَائِيلُ بِهِ

باب التأمين

(بَابُ التَّأْمِينِ)

475 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ إِنَّ §يَهُودِيًّا مَرَّ بِأَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ يَقُولُونَ آمِينَ قَالَ الْيَهُودِيُّ " وَالَّذِي عَلَّمَكُمْ آمِينَ إِنَّكُمْ لَعَلَى الْحَقِّ "

476 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا زَرْبِيٌّ مَوْلَى خَلَّادٍ ثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أُعْطِيتُ ثَلَاثَ خِصَالٍ صَلَاةً فِي الصُّفُوفِ وَأُعْطِيتُ السَّلَامُ وَهُوَ تَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأُعْطِيتُ آمِينَ وَلَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ إِلَّا أَنْ يَكُونَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَعْطَاهَا هَارُونَ فَإِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَدْعُو وَيُؤَمِّنُ هَارُونُ عَلَيْهِ السَّلَامُ " قُلْتُ أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ زَرْبِيٍّ لَكِنْ قَالَ ابْنُ بِنْتِ الْحُرِّ قُلْتُ لَمْ يَثْبُتْ لِضَعْفِ زَرْبِيٍّ

477 - قَالَ إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ عَنْ هَارُونَ الْأَعْوَرِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ أُمِّ الْحُصَيْنِ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا صَلَّتْ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَتْهُ وَهُوَ يَقُولُ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} §فَلَمَّا قَرَأَ {وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ آمِينَ حَتَّى سَمِعَتْهُ وَهِيَ فِي صَفِّ النِّسَاءِ

باب وجوب القراءة في الصلاة على الإمام والمأموم ومن أسقط القراءة عن المسبوق في أول ركعة خاصة

(بَابُ وُجُوبِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْإِمَامِ وَالْمَأْمُومِ وَمَنْ أَسْقَطَ الْقِرَاءَةَ عَنِ الْمَسْبُوقِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ خَاصَّةً)

478 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " §مَنْ أَدْرَكَ الْقَوْمَ رُكُوعًا فَلَا يَعْتَدَّ بِتِلْكَ الرَّكْعَةِ

479 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ إِنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَفْقَ نَعْلَيْهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ كَيْفَ أَدْرَكْتَنَا قَالَ سُجُودًا فَسَجَدْتُ قَالَ كَذَلِكَ فَافْعَلْ وَلَا تَعْتَدُّوا بِالسَّجْدَةِ مَا لَمْ تُدْرِكُوا الرَّكْعَةَ §فَإِذَا رَأَيْتُمُ الْإِمَامَ قَائِمًا فَقُومُوا وَرَاكِعًا فَارْكَعُوا وَسَاجِدًا فَاسْجُدُوا وَجَالِسًا فَاجْلِسُوا صَحِيحٌ

باب القنوت

(بَابُ الْقُنُوتِ)

480 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ ثنا هشام بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ قَبْلَ الرَّكْعَةِ وَقَالَ " إِنَّمَا §أَقْنُتُ بِكُمْ لتدعو رَبَّكُمْ وَتَسْأَلُوهُ حَاجَتَكُمْ " يَحْيَى ضَعِيفٌ جِدًّا

481 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " إنَّهُ بَاتَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَقَنَتَ قَبْلَ الرَّكْعَةِ ثُمَّ أَرْسَلْتُ أُمِّي مِنَ الْقَابِلَةِ فَأَخْبَرَتْنِي مِثْلَ ذَلِكَ

[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ ثنا أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ " بِتُّ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَنْظُرَ كَيْفَ يَقْنُتُ فِي وِتْرِهِ §فَقَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ ثُمَّ بَعَثْتُ أُمِّي أُمَّ عَبْدٍ فَقُلْتُ بَيِّتِي مَعَ نِسَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْظُرِي كَيْفَ يَقْنُتُ فِي وِتْرِهِ فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ أَبَانُ مَتْرُوكٌ

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ أَبُو يُوسُفَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ §قَنَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اكْفِنِي رِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعَضْلًا وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

483 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " §لَمْ يَقْنُتِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا شَهْرًا لَمْ يَقْنُتْ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَبُو حَمْزَةَ هُوَ مَيْمُونٌ الْأَعْوَرُ ضَعِيفٌ

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ ثنا شَرِيكٌ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ " §قَنَتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى عُصَيَّةَ وَذَكْوَانَ فَلَمَّا ظَهَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ تَرَكَ الْقُنُوتَ

484 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ قَالَ ذُكِرَ لِأَبِي مِجْلَزٍ الْقُنُوتُ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَقَالَ (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا إِلَى بَنِي فُلَانٍ فَقَالَ " انْظُرْ فَإِنْ كَانُوا أَذِنُوا فَجَاوِزْهُمْ إِلَى بَنِي فُلَانٍ " فَلَمَّا أَتَاهُمْ يَسْأَلُهُمْ قَالَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَلَبِسَ لَأْمَتَهُ يَعْنِي سِلَاحَهُ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطَعَنَهُ فَصَرَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللَّهُمَّ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِكَ اقْرَأْ عَلَيْهِ مِنِّي السَّلَامَ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَعَلَيْكُمْ السَّلَامُ " فَقَالَ الْقَوْمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِنْ أَحَدٍ فقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ فُلَانًا قُتِلَ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ السَّلَامَ " فَقَامَ بِهِمْ شَهْرًا فِي آخِرِ صَلَاةِ الْفَجْرِ يَقُولُ " §اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِبَنِي عُصَيَّةَ عَصَوْا رَبَّهُمْ وَعَلَيْكَ بِبَنِي ذَكْوَانَ " قَالَ ثُمَّ تَرَكَهُ لَمْ يَكُنْ غَيْرُهُ مُرْسَلٌ

485 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ " §الْكِبَرُ يَمْنَعُكُمَا مِنَ الْقُنُوتِ قَالَا لَمْ نَأْخُذْهُ مِنْ أَصْحَابِنَا " صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

باب وضع اليمين على اليسرى

(8 - باب وضع اليمين على اليسرى)

486 -[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّا مَعْشَرُ الْأَنْبِيَاءِ §أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا وَأَنْ نُؤَخِّرَ سُحُورَنَا وَأَنْ نَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلَاةِ "

[2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو فَذَكَرَهُ بلفظ " §أمرنا معشر الأنبياء أَنْ نُؤَخِّرَ سُحُورَنَا وَنُمْسِكَ بِأَيْدِينَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلَاةِ " [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ ثنا طَلْحَةُ بِهِ غَرِيبٌ تَفَرَّدَ بِهِ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو الْمَكِّيُّ وَفِيهِ ضَعْفٌ وَقَدْ أَتَى فِيهِ أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ حرملة التجيبي " بآبد " قال حدثنا جَدِّي ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما يذكره فأبطل فِي قَوْلِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَإِنَّمَا هُوَ طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو وَأَحْمَدُ " بن طاهر " كَذَّبَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ وأخرجه الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ

باب الخشوع

(بَابُ الْخُشُوعِ)

487 - قَالَ الْحَارِثُ حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحارث قال أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ قَالَ (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §لَا يزال الله تعالى مُقْبِلًا عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلَاتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ " فَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الذي حدثني هذا الحديث إن قام في الصلاة كَأَنَّهُ وَتَدٌ

488 - وقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَأَى رَجُلًا يُحَرِّكُ الْحَصَى وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لِلرَّجُلِ هُوَ حَظُّكَ مِنْ صَلَاتِكَ "

489 - حدثنا محمد بن الخطاب ثنا مؤمل ثنا شعبة عن حصين عن عبد الملك بن عمير عن عمرو بن حريث رضي الله عنه قال " كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربما مس لحيته في الصلاة "

490 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ عَنْ يَزِيدَ الدَّالَانِيِّ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §كَانَ يَمَسُّ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ فِي الصَّلَاةِ " -[113]- 491 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عنهما به وَلَمْ يَذْكُرْ لِحْيَتَهُ

492 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ثنا عَبْدُ السَّلَامِ هو ابْنُ حَرْبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ في بطنه رزا أَوْ شَيْئًا وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى أَنْفِهِ وَلْيَخْرُجْ

وقال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مُعَاذٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " §لَا تُدَافِعُوا الْأَذَى من البول أو الغائط فِي الصَّلَاةِ "

باب التبسم والتفكر في الصلاة

(10 - بَابُ التَّبَسُّمِ وَالتَّفَكُّرِ فِي الصَّلَاةِ)

494 -[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ثنا الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي العصر في غزوة بَدْرٍ إِذْ تَبَسَّمَ فِي الصَّلَاةِ فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تَبَسَّمْتَ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ §مِيكَائِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَرَّ بِي وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ طَلَبِ الْقَوْمِ وَعَلَى جَنَاحِهِ غُبَارٌ فَضَحِكَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمْتُ إِلَيْهِ " قلت علي متروك ورماه ابن حبان بالوضع والوازع ضعيف جدا واه) [2] وَقَالَ أَبُو يعلى حدثنا عمرو بن مُحَمَّدٌ النَّاقِدُ ثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ نَحْوَهُ

495 -وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ §إِذَا كُنْتَ فِي أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا فَتَوِّحْ وَإِذَا كُنْتَ فِي أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الْآخِرَةِ فَتَمَكَّثْ مَا اسْتَطَعْتَ وَإِذَا هَمَمْتَ بِخَيْرٍ فَلَا تُؤَخِّرْهُ وَإِذَا أَتَاكَ الشَّيْطَانُ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ إِنَّكَ مُرَاءٍ فَأَطِلْهَا

باب النهي عن القراءة في الركوع والسجود

(11 - بَابُ النَّهْيِّ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ)

496 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ إِنَّ فُلَانًا يَقْرَأُ وَهُوَ رَاكِعٌ فَقَالَ " §إِنَّ رِجَالًا يقرؤون الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ فَإِذَا رَسَخَ فِي الْقَلْبِ يَقَعُ "

497 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثنا الْحَجَّاجُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ §نَهَى أَنْ يَقْرَأَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ وَهُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ "

باب الطمأنينة بين السجدتين

(12 - بَابُ الطَّمَأْنِينَةِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ)

498 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ قَالَ " صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §فَانْتَصَبْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ وَرُكْبَتَيَّ فَضَرَبَ فَخِذِي حَتَّى اطْمَأْنَنْتُ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

باب ما يسجد عليه

(13 - بَابُ مَا يَسْجُدُ عَلَيْهِ)

499 -[1] قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ هُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ رَأَيْتُ وَهْبَ بْنَ كَيْسَانَ §يَسْجُدُ عَلَى قُصَاصِ الشَّعْرِ قَالَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ حَدَّثَنِي جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ "

[2] وقال أَبُو بَكْرٍ حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قُلْتُ لِوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ يَا أَبَا نُعَيْمٍ مَا لَكَ لَا تُمَكِّنُ جَبْهَتَكَ وَأَنْفَكَ مِنَ الْأَرْضِ قَالَ ذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَسْجُدُ عَلَى أَعْلَى جَبْهَتِهِ عَلَى قُصَاصِ الشَّعْرِ "

[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ ثنا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْغَسَّانِيُّ عَنْ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَتِهِ مَعَ قُصَاصِ الشَّعْرِ " هَذَا إسناد ضَعِيفٌ وَالَّذِي قَبْلَهُ كَذَلِكَ

500 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُمَيٍّ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ قَالَ شَكَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ الِاعْتِمَادَ فِي السُّجُودِ §فَرَخَّصَ لَهُمْ أَنْ يَعْتَمِدُوا عَلَى رُكَبِهِمْ بِمَرَافِقِهِمِ مُرْسَلٌ

501 - َحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ قَالَ أَمَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §إِذَا سَجَدْنَا أَنْ نَضَعَ مَرَافِقَنَا وَسَوَاعِدَنَا عَلَى الْأَرْضِ فَذَكَرْتُهُ لِطَاوُسٍ فَقَالَ كَذَبَ

باب الركوع والسجود والذكر فيهما

(14 - بَابُ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالذِّكْرِ فِيهِمَا)

502 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ جَابِرٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى لَا يَنْظُرُ إِلَى صَلَاةِ عَبْدٍ لَا يَرْفَعُ إِزَارَهُ فَوْقَ عقبيه ويباشر كفيه الْأَرْضَ جَابِرٌ هُوَ الْجُعْفِيُّ مَتْرُوكٌ

503 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا دَاوُدُ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَحْنَفِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو صَالِحٍ الْأَشْعَرِيُّ أَنَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَرَّ بِرَجُلٍ لَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ قَالَ لَوْ مَاتَ هَذَا عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ لَمَاتَ عَلَى غَيْرِ ملة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأما الركوع مع السجود فَإِنَّ مَثَلَ الَّذِي يُصَلِّي وَلَا يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ كَمَثَلِ الْجَائِعِ الَّذِي لَا يَأْكُلُ إلا التمرة أو التمرتين لَا يُغْنِيَانِ عَنْهُ شَيْئًا قَالَ أَبُو صَالِحٍ فَلَقِيتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْتُ مَنْ حَدَّثَكَ هذا الحديث أو أنت سمعته قَالَ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَشُرَحْبِيلُ بن حَسَنَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ الله عنهم إنهم سمعوه من رسول اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

504 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا إسماعيل بن رافع عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ §إِذَا رَكَعْتَ فَضَعْ يَدَيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ وَفَرِّجْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ

505 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا سَلَّامٌ هُوَ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ سَيَّارِ بْنِ المغرور قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَنَحْنُ مَعَهُ وَالْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ §فَإِذَا اشْتَدَّ الزِّحَامُ فَلْيَسْجُدِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَلَى ظَهْرِ أَخِيهِ ورأى قوما يصلون فِي الطريق فقال لهم " صَلُّوا فِي الْمَسْجِدِ " [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ فَذَكَرَهُ إِلَى قَوْلِهِ " عَلَى ظَهْرِ أَخِيهِ "

506 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمِّ عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا سَجَدَ يُرَى وَضَحُ إِبْطَيْهِ "

507 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بن أبان نا عَبْدُ الصَّمَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §في يوم مطير وَهُوَ يَتَّقِي بِكِسَاءٍ عَلَيْهِ الطِّينَ إِذَا سَجَدَ "

508 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَسْجُدُ وَلَا يَرْكَعُ فَقَالَ " §كَذَبْتَ لَا سُجُودَ إِلَّا بِرُكُوعٍ "

509 -[1] حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " §كُنَّا نَدْعُو قياما وقعودا وَنُسَبِّحُ رُكُوعًا وَسُجُودًا " [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يزيد أنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ قَالَ " صَلَّى بِنَا الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِحْدَى صَلَاتَيِ العشي فَأَطَالَ فَرَأَيْتُ اضْطِرَابَ لِحْيَتِهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قلت له أكنت تَقْرَأُ قَالَ إِنَّ عَامَّتَهُ تَسْبِيحٌ وَدُعَاءٌ ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَذَكَرَهُ "

510 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ محمد بن عثيم الْحَضْرَمِيَّ يقول حدثني عثيم عن عثمان بن عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْسَلَّ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَتَى بَعْضَ نِسَائِهِ فَخَرَجْتُ غيرى فإذا به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدًا كَالثَّوْبِ الطَّرِيحِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ " §سَجَدَ لَكَ سَوَادِي وَخَيَالِي وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي هَذِهِ يَدِي وَمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي يَا عَظِيمُ يُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ فَاغْفِرِ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ فَرَفَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ وَقَالَ مَا أَخْرَجَكِ قُلْتُ ظَنَنْتُ ظَنًّا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ تَعَالَى إِنَّ جبريل عليه الصلاة والسلام أَتَانِي فَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي سَمِعْتِ فَقُولِيهَا فِي سُجُودِكِ فَإِنَّهُ مَنْ قَالَهَا لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ

511 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا سَجَدَ الْعَبْدُ §سَجَدَ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ وَجْهِهِ وكفيه وركبتيه وقدميه فما لم يصنع فقد انتقص [2] وقال عبد بن حميد حدثنا أبو بكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا قُلْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ هُوَ الْوَاقِدِيُّ ضَعِيفٌ جِدًّا إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَتَفَرَّدْ بِهِ فَقَدْ [3] قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ أَبُو الْمُطَرِّفِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر بنحوه تفرد بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَهُوَ وَالِدُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَقَدْ أَخْطَأَ فِي إِسْنَادِهِ وإنما رواه عامر بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَكَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ

باب التكبير

(15 - بَاب التَّكْبِيرِ)

512 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا زَمْعَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يكبر إذا ركع وإذا خَفَضَ "

513 - قال ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ثنا إسرائيل عن ثوير عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " أَوَّلُ مَنْ نَقَصَ التَّكْبِيرَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ نَقَصُوهَا نَقَصَهُمُ اللَّهُ وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَكَعَ وَكُلَّمَا سَجَدَ وَكُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ "

باب الفعل اليسير لا يبطل الصلاة

(16 - بَابُ الْفِعْلُ الْيَسِيرُ لَا يُبْطِلُ الصَّلَاةَ)

514 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما " أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَرَى بَأْسًا أَنْ §يُحَوِّلَ الرَّجُلُ خَاتَمَهُ إِلَى أَصَابِعِهِ يَتَحَفَّظُ بِهِ الصَّلَاةَ "

515 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي بَيْتِي فَأَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَامَ إِلَى جَنْبِهِ عَنْ يَمِينِهِ §فَأَقْبَلَتْ عَقْرَبٌ نَحْوَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا دَنَتْ مِنْهُ صُدَّتْ عَنْهُ فَأَقْبَلَتْ نَحْوَ عَلِيٍّ فَأَخَذَ النَّعْلَ فَقَتَلَهَا وَهُوَ يُصَلِّي فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَاتَلَهَا اللَّهُ أَقْبَلَتْ نَحْوَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ صُدَّتَ عنه ثم أقبلت تُرِيدُنِي فَلَمْ يَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِهَا فِي الصَّلَاةِ بَأْسًا

516 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى ثنا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " جَاءَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاجِدٌ §فَرَكِبَ على ظَهْرِهِ فَأَخَذَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَقَامَ وَهُوَ عَلَى ظَهْرِهِ ثُمَّ رَكَعَ ثُمَّ أَرْسَلَهُ فَذَهَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "

باب رفع اليدين

(17 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ)

517 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ " §إِنَّ رَفْعَكُمْ أَيْدِيَكُمْ فِي الصَّلَاةِ لَبِدْعَةٌ وَاللَّهِ مَا زَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَكَذَا يَعْنِي بِأُصْبُعِهِ

518 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ حُمَيْدٍ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الْأَعْرَابِيَّ يَقُولُ " رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَالَ §فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَرَفَعَ كَفَّيْهِ حَتَّى حَاذَتَا أَوْ بَلَغَتَا فُرُوعَ أُذُنَيْهِ كَأَنَّهُمَا مِرْوَحَتَانِ

باب التشهد

(18 - بَابُ التَّشَهُّدِ)

519 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ لَقِيتُ الْأَسْوَدَ فَقُلْتُ لَهُ " إِنَّ أَبَا الْأَحْوَصِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِي التَّشَهُّدِ الْمُبَارَكَاتِ فَقَالَ ائْتِهِ فَانْهَهُ عَنْ هَذَا وَقُلْ لَهُ إِنَّ §عَبْدَ اللَّهِ عَلَّمَ عَلْقَمَةَ التَّشَهُّدَ فَعَقَدَهُنَّ فِي يَدِهِ صَحِيحٌ

520 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُ الْمُكْتِبُ الْوِلْدَانَ "

[2] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِهِ وَزَادَ " عَلَى الْمِنْبَرِ " [3] حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ " كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ عَلَى الْمِنْبَرِ كَمَا يُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ فِي الْمَكْتَبِ

521 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلِمِ وَجَوَامِعَهُ وَخَوَاتِمَهُ فَقُلْنَا عَلِّمْنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ تَعَالَى فَعَلَّمَنَا التَّشَهُّدَ "

522 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ خُصَيْفٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ " يَا رَسُولَ اللَّهِ اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي التَّشَهُّدِ فَقَالَ فُلَانٌ كذا وقال فلان كَذَا وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نِعْمَ التَّشَهُّدُ تَشَهُّدُ ابن مسعود وأخرجه الترمذي مختصرا

523 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §لَا يَزِيدُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ عَلَى التَّشَهُّدِ

باب الدعاء في التشهد

(19 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي التَّشَهُّدِ)

524 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَبَابٌ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْرَانَ ثنا صَفْوَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة واضعا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى يُشِيرُ بِالسَّبَّابَةِ وَهُوَ يَقُولُ §يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ

باب التسليم

(20 - بَابُ التَّسْلِيمِ)

525 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §افْتِتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ

526 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْجَزَرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً "

527 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا دَاوُدُ بْنُ خَالِدٍ وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ وَعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ جَمِيعًا عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا " أَنَّهُ §سَلَّمَ وَاحِدَةً تُجَاهَ الْقِبْلَةِ "

528 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ سَمِعَ الزُّهْرِيَّ قَالَ رَأَيْتُ قَبِيصَةَ بْنَ ذُؤَيْبٍ " إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ وَاحِدَةً تُجَاهَ الْقِبْلَةِ قَالَ الزُّهْرِيُّ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ سَأَلْتُ قَبِيصَةَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ رَأَيْتُ §زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ يُسَلِّمُ وَاحِدَةً تُجَاهَ الْقِبْلَةِ "

529 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الْأَسْلَمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ " صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ وَخَلَفَ عَلِيٍّ وَخَلَفَ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَكُلُّهُمْ رَأَيْتُ §يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ "

530 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ أَبِي مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ "

531 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي رَزِينٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ §سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ ثُمَّ قَامَ "

532 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ حُرَيْثٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ "

533 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ " كَانَ عَمَّارٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْنَا أَمِيرًا سَنَةً فَمَا صَلَّى بِنَا صَلَاةً إِلَّا §سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ "

باب القول عقب الصلاة

(21 - بَابُ الْقَوْلِ عَقِبَ الصَّلَاةِ)

534 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ " §اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ " ثُمَّ صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَسَمِعْتُهُ يَقُولُهُنَّ فَقُلْتُ لَهُ إِنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ مِثْلَ الَّذِي تَقُولُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُنَّ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ " [2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ نا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ صَلَّى رَجُلٌ إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَعَدَ يَدْعُو فَذَكَرَهُ قَالَ ثُمَّ صَلَّى إِلَى جَنْبِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ مِثْلَهَا فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ هَذَا دُعَاءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ أَخِيكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

535 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ عَائِذِ بْنِ نُصَيْبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ فِي الصَّلَاةِ فَلَمَّا سَلَّمَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ " §اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْخَيْرَ كُلَّهُ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ "

536 -[1] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ {§سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ثنا أَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ عِنْدَ انْصِرَافِهِ فَذَكَرَهُ [3] قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ لَا أَدْرِي بَعْدَ التَّسْلِيمِ أَوْ قَبْلِ التَّسْلِيمِ فَذَكَرَهُ [4] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثنا سُفْيَانُ أَوِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بِهِ [5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَي حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ فَذَكَرَهُ نَحْوَ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو هَارُونَ وَهُوَ ضَعِيفٌ

537 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " أَنَّهَا جَاءَتْ بِعُكَّةِ سَمْنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ " ثُمَّ عَلَّمَهَا أَنْ §تَقُولَ فِي دُبًرِ كَلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا سُبْحَانَ اللَّهِ عَشْرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَشْرًا وَاللَّهُ أَكْبَرُ عَشْرًا "

538 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَفْصٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِي دُبُرِ كَلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثَ مِرَارٍ فَقَالَ: (أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ) غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ "

539 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ثنا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ الْأَصَمُّ عَنِ الْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " صَلَّى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَسْجِدِ بني رفاعة ها هنا فَأَمَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَنْ يُؤَذِّنَ فَصَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ أَقْبَلَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ §اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَمِلٍ يُخْزِينِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًي يُطْغِينِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَاحِبٍ يُرْدِينِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَمَلٍ يُلْهِينِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فَقْرٍ يُنْسِينِي [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنِ الْجَعْدِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا الْجَعْدُ وَلَا عَنْهُ إِلَّا أَبُو عِمْرَانَ وَلَا حَدَّثَ بِهِ إِلَّا بَكْرٌ وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ كَذَا قَالَ وَقَدْ تَابَعَهُ عُقْبَةُ كَمَا تَرَى

540 - وَقَالَ أبو يعلي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ثنا أَبِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ عن أبي المليح ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم §يَقُولُ بَعْدَ الركعتين مِنَ الْفَجْرِ اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَئِيلَ " الْحَديثَ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مُطْلَقًا

541 -[1] وَقَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ " شَكَى فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ مَا فُضِّلَ بِهِ أَغْنِيَاؤُهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلَاءِ إِخْوَانُنَا آمَنُوا إِيمَانَنَا وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا وَصَامُوا صِيَامَنَا وَلَهُمْ عَلَيْنَا فَضْلٌ فِي الْأَمْوَالِ يَتَصَدَّقُونَ وَيَصِلُونَ الرَّحِمَ وَنَحْنُ فُقَرَاءُ لَا نَجِدُ ذَلِكَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَيْءٍ إِنْ صَنَعتُمُوهُ أردكتم فَضْلَهُمْ قُولُوا فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ اللَّهُ أَكْبَرُ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً وَسُبْحَانَ اللَّهِ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً تَدَارَكُوا مِثْلَ فَضْلِهِمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ الْأَغْنِيَاءَ فَقَالُوا مِثْلَ مَا أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاؤه فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِخْوَانُنَا يَقُولُونَ مِثْلَ مَا نَقُولُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ذلك فضل الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ " [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّكَنِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ فَذَكَرَهُ وَزَادَ وَتَلَا مُوسَى {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} وَقَالَ لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَعِلَّتُهُ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ وَأَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ مِنْهُ فِي الزُّهْدِ بَعْضَهُ

542 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَي حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ ثنا عُمَرُ بْنُ نَبْهَانَ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §ثَلَاثٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ بِالْإِيمَانِ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شاء من عفى عَنْ قَاتِلِهِ وَأَدَّى دَيْنًا خَفِيًّا وَقَرَأَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوْ إِحْدَاهُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ إِحْدَاهُنَّ (22) وَبَقِيَّةُ الذِّكْرِ عُقَيْبَ الصَّلَاةِ سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي بَابِ الذِّكْرِ

باب فضل الذكر بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس

(بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ) (23) حَدِيثٌ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صَلَاةِ الضُّحْىَ

543 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي دَارِمٍ قَالَ تَزَوَّجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا امْرَأَةً مِنَّا فَسَكَنَ فِينَا فَصَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ طَعَامًا فَدَعَا الْحَيَّ وَدَعَا الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ فَلَمْ أَرَ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَجَابَهَ قَالَ فَرَأَيْتُ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُشِيرُ إِلَى مَوْلًى لَهُ فَلَمَّا قَامَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَانْصَرَفَ جِئْتُ لِأَسْأَلَ مَوْلَاهُ عَمَّا بَطَّأَ بِهِ عَنِ الدَّعْوَةِ وَعَمَّا كَانَ يُشِيرُ إِلَيْهَا قَالَ فَلَقِيتُ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ وَحَيَّانِي وَقَالَ مَا جَاءَ بِكَ يَا فُلَانُ أَلَكَ حَاجَةٌ قُلْتُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ جِئْتُ لِأَسْأَلَ مَوْلَاكَ عَمَّا بَطَّأَ بِكَ عَنِ الدَّعْوَةِ وَعَمَّا كُنْتَ تُشِيرُ إِلَيْهِ قَالَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " أَنَا أُحَدِّثُكَ ذَلِكَ أَمَّا الَّذِي بَطَّأَنِي عَنْهَا فَكُنْتُ صَائِمًا وَأَمَّا الَّذِي كُنْتُ أُشِيرُ إِلَيْهِ فَكُنْتُ أَسْأَلُهُ أَطَلَعَتِ الشَّمْسُ أَمْ لَا ثُمَّ حَدَّثَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنْ صَلَّى الصَّبْحُ ثُمَّ جَلَسَ يَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ كَانَ له سترا أو حجابا مِنَ النَّارِ "

544 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مِقْدَامٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ أَنَّهُ جَلَسَ إِلَى جَنْبِ إِيَاسِ بْنِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيِّ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ: فِي مَسْجْدِهِمْ فَقَالَ: أَقْبِلْ عَلَيَّ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَازِمٍ أَلَا أُحَدِّثُكَ عَنْ أَبِي عَنْ رَسُولٍ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَأَن أُصَلِّي الصَّبْحُ ثُمَّ أَجْلِسُ فِي مَجْلِسِي أَذْكُرُ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الشَّدِّ عَلَى جِيَادِ الْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ حِينِ أُصَلِّى الصَّبْحُ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ "

باب الانصراف من الصلاة

(23 - بَابُ الِانْصِرَافِ مِنَ الصَّلَاةِ)

545 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا قَيْسٌ هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيِّ عَنْ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَرَأَيْتُهُ §يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ "

546 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا يَزِيدُ بن هارون أخبرنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ أخبره أن عمه واسع بن حبان كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ وابن عُمَرَ رضي الله عنهما مسندا ظَهْرَهُ إِلَى قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فلما انصرف واسع انْصَرَفَ عَنْ يَسَارِهِ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَجَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا §مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَنْصَرِفَ عَنْ يَمِينِكَ قَالَ لأني رأيتك فانصرفت إليك قَالَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ إِذَا كُنْتَ تُصَلِّي فَانْصَرَفْتَ فَانْصَرِفْ عَنْ يَمِينِكَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عنهما " إذا كُنْتَ تُصَلِّي فَانْصَرَفْتَ فَانْصَرِفْ إِنْ شِئْتَ عَنْ يَمِينِكَ وَإِنْ شِئْتَ عَنْ يَسَارِكَ "

باب سجود التلاوة في الصلاة وغيره وجواز الركوع عند سجود التلاوة

(بَابُ سُجُودِ التِّلَاوَةِ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْره وَجَوَازِ الركوع عند سجود التِّلَاوَةِ)

547 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ثنا شُعْبَةُ عَنْ أبي إسحاق قال سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ يُحَدِّثُ عَنْ عبد الله رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي §السُّورَةِ يَكُونُ آخِرَهَا السُّجُودُ قَالَ " اقْرَأْ وَاسْجُدْ ثُمَّ قُمْ فَاقْرَأْ وَارْكَعْ وَإِنْ شِئْتَ فَارْكَعْ فِي الْأَعْرَافِ وَالنَّجْمِ وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ وَأَشْبَاهِهِنَّ " هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

548 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ رَجُلَيْنِ كِلَاهُمَا خَيْرٌ مِنْ أبي هريرة رضي الله عنه قال (أَنَّ أَحَدَهُمَا §سَجَدَ فِي {إِذَا السماء انشقت} أو في {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} وَلَمْ يَسْجُدِ الْآخَرُ فكان الذي سجد أَفْضَلَ مِنَ الَّذِي لَمْ يَسْجُدْ فَإِنْ لَمْ يكن عمر رضي الله عنه فَهُوَ خَيْرٌ من عمر رضي الله عنه) (24) وحديث عمر رضي الله عنه فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} تَقَدَّمَ فِي الْقِرَاءَةِ في الصلاة

549 - أخبرنا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ " §قَرَأَ عُمَرُ بن الخطاب رضي الله عنه النَّجْمَ فَسَجَدَ ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ سُورَةً أُخْرَى "

550 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ الْبَاهِلِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابن عباس رضي الله عنه قَالَ " §إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ جَلَسَ لَهَا "

551 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حدثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ رَجُلٍ يُقَالَ لَهُ حُمَيْدٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عن أبي سلمة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عن أبيه رضي الله عنه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §سَجَدَ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} عَشْرَ مَرَّاتٍ " [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ فَذَكَرَهُ

552 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْحَسَنِ وَأَبِي قلابة قال إن عمر رضي الله عنه قَالَ " §لَيْسَ فِي الْمُفَصَّلِ سُجُودٌ " [2] حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ مِثْلَهُ

553 - وَقَالَ الْحَارِثُ حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ عن عمه قال " أَنَّ خُزَيْمَةَ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّهُ §سَجَدَ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاضْطَجَعَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ " صَدِّقْ رُؤْيَاكَ " فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ

554 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا الْيَمَانُ بْنُ نَصْرٍ صَاحِبُ الدَّقِيقِ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف قال سَمِعْتُ أبا سعيد رضي الله عنه يَقُولُ " رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي تَحْتَ شَجَرَةٍ وَكَأَنَّ الشَّجَرَةَ تَقْرَأُ (ص) فَلَمَّا أَتَتْ عَلَى السَّجْدَةِ سَجَدَتْ فَقَالَتْ فِي سُجُودِهَا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي بِهَا ذَنْبًا اللَّهُمَّ حُطَّ عَنِّي بِهَا وِزْرًا وَأَحْدِثْ لِي بِهَا شُكْرًا وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَ مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ سَجْدَتَهُ فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ سَجَدْتَ أَنْتَ يَا أَبَا سَعِيدٍ قُلْتُ لَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَإِنَّكَ أَحَقُّ بِالسُّجُودِ مِنَ الشَّجَرَةِ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ (ص) ثُمَّ أَتَى على السجدة (و) قال فِي سُجُودِهِ مَا قَالَتِ الشَّجَرَةُ فِي سُجُودِهَا "

باب صلاة المعذور

(25 - بَابُ صَلَاةِ الْمَعْذُورِ)

555 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا قُرَّانُ بْنُ تَمَامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْجُدَ فَلْيَسْجُدْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَلَا يَرْفَعَنَّ إِلَى وَجْهِهِ شَيْئًا وَلْيَكُنْ سُجُودُهُ رُكُوعًا وَلْيَكُنْ رُكُوعُهُ أَنْ يُومِئَ بِرَأْسِهِ " فِي إِسْنَادِهِ ضَعِيفَانِ

556 - وَقَالَ أَبُو يعلى حدثنا أبو الربيع ثنا حَفْصُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رضي الله عنهما قَالَ (عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرِيضًا وَأَنَا مَعَهُ فَرَآهُ يُصَلِّي وَيَسْجُدُ عَلَى وِسَادَةٍ فَنَهَاهُ وَقَالَ " §إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْجُدَ عَلَى الْأَرْضِ فَاسْجُدْ وَإِلَّا فأوميء إِيمَاءً وَاجْعَلِ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ حَفْصٌ ضَعِيفٌ

557 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ثنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ثنا مختار بْنُ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بن مالك رضي الله عنه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §صَلَّى عَلَى الْأَرْضِ فِي الْمَكْتُوبَةِ قَاعِدًا وَفِي التسبيح قَعَدَ فِي الْأَرْضِ فَأَوْمَأَ إِيمَاءً "

باب صلاة الاستخارة

(26 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ)

558 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عيسى بن عبد الله بْنُ مَالِكٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَمْرًا فَلْيَقُلْ §اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا فِي الْأَمْرِ الَّذِي تُرِيدُ خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي وَإِلَّا فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ثُمَّ اقْدِرْ لِيَ الْخَيْرَ أَيْنَمَا كَانَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ [2] وَقَالَ ابْنُ حَبَّانَ حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ثنا يَعْقُوبُ بِهِ

باب الحث على سجدتين عقب كل صلاة

(27 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى سَجْدَتَيْنِ عَقِبَ كُلِّ صَلَاةٍ)

559 - قَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا " إِنِ استطعت §ألا تُصَلِّيَ صَلَاةً إِلَّا سَجَدْتَ بَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ فَافْعَلْ " هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَكَأَنَّ المراد بالسجدتين الركعتان وَبِالصَّلَاةِ الْمَفْرُوضَةِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ يَرَى السُّجُودَ لِلسَّهْوِ وَإِنْ لَمْ يَسْهُ احْتِيَاطًا لِأَنْ يَكُونَ سَهَا والله أَعْلَمُ (24) وسيأتي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِ السَّهْوِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ التَّابِعِيِّ مَا يُؤَيِّدُ ذَلِكَ

باب ما يفعل من نابه شيء في صلاته

(28 - بَابُ مَا يَفْعَلُ مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ)

560 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا جَعْفَرٌ الْأَحْمَرُ عَنْ أَبِي هَارُونَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ " أَبُو هَارُونَ ضَعِيفٌ -[326]- 561 - حدثنا عبيدة بن حميد ثنا ابن أبي ليلى عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه مثله

562 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((كُنْتُ اسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَإِنْ كَانَ فِي الصَّلَاةِ سَبَّحَ وَإِنْ كَانَ في غير صلاة أَذِنَ لِي "

باب فضل المشي إلى المساجد بالليل

(29 - بَابُ فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِاللَّيْلِ)

563 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال " §مَنْ مَشَى فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِدِ لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى بِنُورٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ مَكْحُولٍ وَالصَّحَابِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

564 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَا (خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِيهِ " §وَمَنْ مَشَى إِلَى مَسْجِدٍ مِنَ الْمَسَاجِدِ فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَتُمُحَى عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وترفع بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

565 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَمْشِي إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يُصَلِّي فِيهِ صَلَاةً مَكْتُوبَةً إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَسَنَةٌ "

566 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعَبْدٌ جَمِيعًا حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أنا الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجَدِ يَمْشِي وَأَنَا مَعَهُ §نَقَارِبُ فِي الْخُطَا فَقَالَ " إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لِيَكْثُرَ عَدَدُ خُطَانَا فِي طَلَبِ الصَّلَاةِ) [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا قُلْتُ الضَّحَّاكُ ضَعِيفُ الْحِفْظِ وَالْمَحْفُوظُ فِي هَذَا مَوْقُوفٌ عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

567 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبَانَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا أَنَا بِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِي يَتَوَكَّأُ عَلَيَّ فَبَقِيتُ أَجُرُّ الْخَطْوَ لِلشَّبَابِ فَقَالَ لِي زَيْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (قَرِّبْ خَطْوَكَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §مَنْ مَشَى إِلَى الْمَسْجِدِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ) أَبَانُ ضَعِيفٌ

568 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ يَحْيَى الْغَسَّانَيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَشْيُكَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَانْصِرَافُكَ إِلَى أَهْلِكَ فِي الْأَجْرِ سَوَاءٌ " 569 -[343]- حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ وَثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا " أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ الْحَدِيثَ (25) الْحَدِيثُ بِطُولِهِ مَرَّ فِي بَابِ إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ وَفِيهِ " الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ وَفِيهِ " انْتِظَارُ الصَّلَاةِ "

570 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((§مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدًا مِنَ الْمَسَاجِدِ: يَخْطُو خُطْوَةً: إِلَّا كتب الله عزوجل بِهَا حَسَنَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً وَرَفَعَهُ بِهَا دَرَجَةً)) .

كتاب النوافل

(7 - كِتَابُ النَّوَافِلِ)

باب إكمال الفرض من التطوع

(بَابُ إِكْمَالِ الْفَرْضِ مِنَ التَّطَوُّعِ) (26) تَقَدَّمَ فِي بَابِ عِظَمِ قَدْرِ الصَّلَاةِ

باب النوافل المطلقة

(2 - بَابُ النَّوَافِلِ الْمُطْلَقَةِ)

571 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا الْوَاسِطِيُّ ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا زُرَارَةُ بْنُ أَبِي الْخَلَّالِ الْعَتَكِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " §مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى لَحْمَهُ عَلَى النَّارِ " قَالَ فَمَا تَرَكْتُهُنَّ بَعْدُ)

572 - وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ الْحَدَّادُ ثنا صَدَقَةُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى الطُّفَاوِيِّ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ (أَتَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي مَا أَقْدَمَكَ إِلَى هَذِهِ الْبِلَادِ وَمَا عَنَّاكَ إِلَيْهَا فَقُلْتُ مَا عَنَّانِي إِلَّا صِلَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ وَالِدِي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِئْسَ سَاعَةُ الْكَذِبِ هَذِهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " §مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنٍ أَوْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مَكْتُوبَةٍ أَوْ غَيْرِ مَكْتُوبَةٍ أَتَمَّ فِيهَا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ لَهُ ")

573 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدٌ ثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ زِيَادِ ابن أَبِي زِيَادٍ عَنْ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ قَالَ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ حَاجَةٌ حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومَا حَاجَتُكَ قَالَ §حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا قَالَ رَبِّي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ "

575 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى " §مَنْ آذَى لِي وَلِيًّا فَقَدِ اسْتَحَقَّ مُحَارَبَتِي وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ أَدَاءِ فَرَائِضِي وَإِنَّهُ لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ رِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ وَقَلْبَهُ الَّذِي يَعْقِلُ بِهِ وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ وَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ كَتَرَدُّدِي عَنْ مَوْتِهِ وَذَلِكَ أَنَّهُ يَكْرَهُهُ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ هَذَا ضَعِيفٌ قُلْتُ وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ وَعَنْ عَائِشَةَ وَأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

باب الصلاة الوسطى

(3 - بَابُ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى)

576 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ قَالَ " §كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرَى أَنَّهَا الصُّبْحَ يَعْنِي الصَّلَاةَ الْوُسْطَى "

باب التهجد

(4 - بَابُ التَّهَجُّدِ)

577 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِي سَوْرَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا تَهَجَّدَ سَجَدَ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ "

[2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ثنا وَاصِلٌ بِسَنَدِهِ وَلَفْظِهِ " §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَاكُ مِنَ اللَّيْلِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَلَا يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ وَلَا يَأْمُرُ بِشَيْءٍ وَيُسَلِّمُ مِنْ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ

578 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ حَدَّثَنِي ابْنُ أَخِي حُذَيْفَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ لِأُصَلِّيَ بِصَلَاتِهِ §فَافْتَتَحَ الصَّلَاةَ فَقَرَأَ قِرَاءَةً لَيْسَتْ بِالْخَفِيفَةِ وَلَا بِالرَّفِيعَةِ قِرَاءَةً حَسَنَةً يُرَتِّلُ فِيهَا يُسْمِعُنَا قَالَ ثُمَّ رَكَعَ نَحْوًا مِنْ سُورَةٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ " سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ذُو الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ والكبريا وَالْعَظَمَةِ " قَالَ ثُمَّ إِنَّ قِيَامَهُ نَحْوًا مِنْ سُورَةٍ قَالَ وَسَجَدَ نَحْوًا مِنْ ذَلِكَ حَتَّى فَرَغَ مِنَ الطُّوَلِ وَعَلَيْهِ سَوَادٌ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَهُوَ تَطَوُّعُ اللَّيْلِ

579 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وَجَعْدَةُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ لَهُ صُحْبَةٌ فَقَالَ ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْلَاةً لِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالُوا إِنَّهَا قَامَتِ اللَّيْلَ وَصَامَتِ النَّهَارَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §لَكِنِّي أَنَامُ وَأُصَلِّي وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ الْحَدِيثَ " [2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ جَعْدَةَ قَالَ ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ

580 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ زِيَادَ بْنَ خَيْثَمَةَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي يَحْيَى بَيَّاعِ الْقَتِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (§ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيَامَ اللَّيْلِ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَحَادَرَتْ دُمُوعُهُ وَقَالَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}

581 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " §قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ "

582 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا محمد بن عمر " و" عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ هُوَ التَّيْمِيُّ قَالَ " §رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ الْمَقَامِ ذَاتَ لَيْلَةٍ قَدْ تَقَدَّمَ بِقَرَاءِ الْقُرْآنِ فِي رَكْعَةٍ ثُمَّ انْصَرَفَ إِسْنَاده حَسَنٌ -[383]- (27) وَحَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ فِي غَزْوَةِ الْحُدَيْبِيَةِ مِنَ الْمَغَازِي

583 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " إِنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُوتِرُ عِنْدَ الْأَذَانِ: [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَمُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ " الْأَذَانِ الْأَوَّلِ "

584 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مِخْرَاقٍ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ رضي الله عنه " إِنَّ عِنْدَنَا أَقْوَامًا يقرؤون الْقُرْآنَ مَرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا فِي لَيْلَةٍ فقالت " أولئك قوم قرؤوا وَلَمْ يقرؤوا §لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا أَقُومُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللَّيْلِ التَّمَامِ فَلَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَجَاءٍ إِلَّا سَأَلَ رَبَّهُ وَدَعَا وَلَا بِآيَةِ تَخْوِيفٍ إِلَّا دَعَا رَبَّهُ وَاسْتَعَاذَ " [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ بِهِ قَالَ " يَقُومُ اللَّيْلَ التَّمَامَ بِقِرَاءَةِ الْبَقَرَةِ وَآلَ عِمْرَانَ وَالنِّسَاءَ " وَالْبَاقِي نَحْوَهُ

585 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا سَعِيدٌ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعَتَمَةِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي أَتَعَبَّدُ بِعِبَادَتِكَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ " §فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ لَا يَمُرُّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ إِلَّا سَأَلَ وَلَا خَوْفٍ إِلَّا اسْتَعَاذَ وَلَا مَثَلٍ إِلَّا فَكَرَّ حَتَّى خَتَمَهَا ثُمَّ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ حَتَّى أَظُنُّ أَنَّهُ يَقُولُ وَيَحْمَدُهُ فَمَكَثَ فِي رُكُوعِهِ قَرِيبًا مِنْ قيمه ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَكَبَّرَ فَسَجَدَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى وَأَظُنُّ أَنَّهُ يَقُولُ وَبِحَمْدِهِ فَمَكَثَ فِي سُجُودِهِ قَرِيبًا مِنْ رُكُوعِهِ ثُمَّ نَهَضَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ سَجْدَتَيْهِ فَقَرَأَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ثُمَّ اسْتَفْتَحَ آلَ عِمْرَانَ كَذَلِكَ ثُمَّ سَمِعْتُ النِّدَاءَ بِالْفَجْرِ قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " فَمَا تَعَبَّدْتُ عِبَادَةً كَانَتْ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْهَا "

586 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثنا سُفْيَانُ أَوِ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " §إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ فَصَلَّوْا رَكْعَتَيْنِ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ

587 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ثنا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (ذَكَرْتُ الْقِيَامَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §نِصْفَهُ رُبُعَهُ فُوَاقَ حَلْبِ نَاقَةٍ "

5880 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " §إِذَا نَامَ أَحَدُكُمْ وَفِي نَفْسِهِ أَنْ يُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ فليصنع قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ عِنْدَهُ فَإِذَا انْتَبَهَ فَلْيَقْبِضْ بِيَمِينِهِ قَبْضَةً ثُمَّ لِيَحْصِبْ عَنْ شِمَالِهِ)

589 - وَحَدَّثَنَا صَالِحٌ (أَبُو مَعْمَرٍ ثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي خُبْزَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عنه قال " §أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ مَا قَلَّ أَوْ كَثُرَ وَأَنْ نَجْعَلَ ذَلِكَ وِتْرًا "

590 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ ثنا أَبُو يَحْيَى الْكُوفِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الشَّامِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §عُدَّ الْآيَ فِي التَّطَوُّعِ لَا الْفَرِيضَةِ "

591 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ثنا أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَتَسَوَّكُ مِنَ اللَّيْلِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا كُلَّمَا رَقَدَ وَاسْتَيْقَظَ اسْتَاكَ وَتَوَضَّأَ وَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ أَوْ رَكَعَاتٍ "

592 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْفَعَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ قَبْلَ الْعَتَمَةِ وَبَعْدَهَا يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ فِي الصَّلَاةِ [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِهَذَا [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ثنا خَالِدٌ بِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ يُغَلِّطُ أَصْحَابَهُ وَالْقَوْمُ يُصَلُّونَ "

593 -[1] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ الْخَرَّازُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ أَوْ ساقه فَقِيلَ لَهُ أَلَيْسَ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا " [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأُمَوِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ نا مِسْعَرٌ بِهِ قُلْتُ هُوَ مَعْلُولٌ وَالْمَشْهُورُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

594 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ثنا مُؤَمَّلٌ ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (وَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَثَرَ الْوَجَعِ لَيَبِينُ عَلَيْكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنِّي عَلَى مَا تَرَوْنَ قَدْ §قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ السَّبْعَ الطُّوَلَ "

595 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ خَفَضَهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ صَنَعْتَ هَذَا قَالَ " §عَجِبْتُ لِمَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ نَزَلَا إِلَى الْأَرْضِ يَلْتَمِسَانِ عَبْدًا فِي مُصَلَّاهُ فَلَمْ يَجِدَاهُ ثُمَّ عَرَجَا إِلَى رَبِّهِمَا فَقَالَا يَا رَبَّنَا كُنَّا نَكْتُبُ لعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ مِنَ الْعَمَلِ كَذَا وَكَذَا فَوَجَدْنَاهُ قَدْ حَبَسْتَهُ فِي حَبَالَتِكَ فَلَمْ نَكْتُبْ لَهُ شَيْئًا فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اكْتُبُوا لِعَبْدِي عَمَلَهُ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ وَلَا تُنْقِصُوهُ مِنْهُ شَيْئًا عَلَيَّ أَجْرُهُ احْتَبَسْتُهُ فَلَهُ أَجْرُ مَا كَانَ يَعْمَلُ "

596 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ إِيَاسٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ " §مَنْ نَعَسَ مِنْكُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَتَحَوَّلْ إِلَى فِرَاشِهِ حَتَّى يَعْقِلَ مَا يَقُولُ "

باب قيام رمضان

(5 - بَابُ قِيَامِ رَمَضَانَ)

597 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طاووس عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ " اسْتَقْبَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ مِنَ الْقِيَامِ فَقَالَ §مَا بَقِيَ مِنَ اللَّيْلِ أَفْضَلُ مِمَّا مَضَى مِنْهُ "

598 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ أنا إِبْرَاهِيمُ ابن عُثْمَانَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوِتْرَ " [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا أَبُو شَيْبَةَ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بِهَذَا

باب الأمر بالتنفل في البيوت

(6 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّنَفُّلِ فِي الْبُيُوتِ)

599 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ أنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا وَلَا تَتَّخِذُوا بَيْتِي عِيدًا وَصَلُّوا عَلَيَّ وَسَلِّمُوا فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ وَسَلَامَكُمْ تَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ "

600 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا أَبُو خَالِدٍ هُوَ الْأَحْمَرُ ثنا زِيَادٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ حَدَّثَنِي الثَّلَاثَةُ الرَّهْطُ الَّذِينَ سَأَلُوا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْفَرِيضَةُ فِي الْمَسْجِدِ وَالتَّطَوُّعُ فِي الْبَيْتِ قُلْتُ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

باب صلاة التطوع على الراحلة

(7 - بَابُ صَلَاةِ التَّطَوُّعِ عَلَى الرَّاحِلَةِ)

601 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ " قَدِمْتُ مَعَ الزهري الشَّامَ مِنْ غَزْوَةِ الْيَرْمُوكِ §فَكُنْتُ أَرَاهُ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ "

باب كراهية رفع الصوت بالقرآن

(8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ رَفْعِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ)

602 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانَ نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ جَاءَ زِيَادٌ إِلَى أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ اقْرَأْ فَقَرَأَ فَرَفَعَ صَوْتَهُ §فَرَفَعَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْخِرْقَةَ عَنْ وَجْهِهِ صُعُدًا فَقَالَ أَهَكَذَا تَصْنَعُونَ

قَالَ حَمَّادٌ فَحَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ الْحَسَنَ قَالَ §رَفَعَ إِنْسَانٌ صَوْتَهُ عِنْدَ الْحَسَنِ فَرَفَعَ كَفًّا مِنْ حَصًى فَضَرَبَ وَجْهَهُ وَقَالَ مَا هَذَا

603 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ثنا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ فَقَالَ " §لَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِي الْمُصَلِّي " (28) وَحَدِيثُ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَقَدَّمَ قَرِيبًا

باب النهي عن التكلف والمشقة في العبادة

(9 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّكَلُّفِ وَالْمَشَقَّةِ فِي الْعِبَادَةِ)

604 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ثنا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " كَانَ §أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا دَامَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ وَإِنْ قَلَّ "

605 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا وُهَيْبٌ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ جَبَلَةُ (أَنَّ شَابًّا تَعَبَّدَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ أَبُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " إِنَّ ابْنِي قَدْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ فِي الْعِبَادَةِ فقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مُرْهُ فَلْيَرْبَعْ عَلَى نَفْسِهِ ")

606 - وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يُونُسَ أَبُو يُونُسَ ثنا حَمَّادٌ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا فِي الْمَسْجِدِ يُطِيلُ الصَّلَاةَ فَأَتَاهُ ثُمَّ أَخَذَ بِمَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ §اللَّهَ تعالى رَضِيَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ بِالْتَيْسِيرِ وَكَرِهَ لَهَا التَّعْسِيرَ قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَإِنَّ هَذَا أَخَذَ بِالتَّعْسِيرِ وَتَرَكَ التَّيْسِيرَ ثُمَّ نَشَلَهُ نشلا فما رؤي بَعْدَ ذَلِكَ ")

607 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (دَخَلَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْنَهَا سَيِّئَةَ الْهَيْئَةِ فَقُلْنَ لَهَا مَا فِي قُرَيْشٍ رَجُلٌ أَغْنَى مِنْ بَعْلِكِ قَالَتْ مَا لَنَا مِنْهُ مِنْ شَيْءٍ أَمَّا نَهَارُهُ فَصَائِمٌ وَأَمَّا لَيْلُهُ فَقَائِمٌ قَالَ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَ ذَلِكَ لَهُ قَالَ فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " يَا عُثْمَانُ §أَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ قَالَ وَمَا ذلكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا أَنْتَ فَتَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ وإن لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَصَلِّ وَنَمْ وَأَفْطِرْ وَصُمْ قَالَ فَأَتَتْهُمُ الْمَرْأَةُ بَعْدَ ذَلِكَ عَطِرَةً كَأَنَّهَا عَرُوسٌ فَقُلْنَ لَهَا مَهْ قَالَتْ أَصَابَنَا مَا أَصَابَ النَّاسُ

608 - قَالَ مُسَدَّدٌ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ §إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فَلْيَنَمْ قُلْتُ إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ

باب التطوع في السفر

(10 - بَابُ التَّطَوُّعِ فِي السَّفَرِ)

609 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا يُوسُفُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " §لَمَّا أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَدْرٍ مِنَ الْغَدِ أَحْيَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ كُلَّهَا وَهُوَ مُسَافِرٌ "

باب رواتب الصلاة والمحافظة عليها

(11 - بَابُ رَوَاتِبِ الصَّلَاةِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا)

610 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرٌ ثنا أَبُو هَارُونَ الْغَنَوِيُّ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا " يَا أَبَا يَحْيَى §أَلَمْ تَرَ أَنِّي نِمْتُ اللَّيْلَةَ عَنِ الْوِتْرِ أَتَانِي ابْنُ مَخْرَمَةَ وَآخَرُ مَعَهُ فَشَغَلَانِي عَنِ الْوِتْرِ فَنِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ فَأَيْقَظَتْنِي الْجَارِيَةُ فَقُلْتُ لَهَا انْظُرِي هَلْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَقَالَتْ لَا فَرَكَعْتُ رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ ثُمَّ قُلْتُ انْظُرِي هَلْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَالَتْ لَا فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ

611 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَعْلَى ثنا شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْحَكَمِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §عَلَيْكُمْ بِرَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فَإِنَّ فِيهِمَا الرَّغَائِبَ "

612 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " §أَسَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِرَاءَةَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ وَكَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

613 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه قَالَتْ " §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ فِيهِمَا قَدْرَ مَا يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ "

614 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ أَبُو أَيُّوبَ الْبَصْرِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ أَبُو تُمَيْلَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى {آمَنَ الرَّسُولُ} حَتَّى يَخْتِمَهَا وَفِي الثَّانِيَةِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} الْآيَةَ قُلْتُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ قَالَ فِي الْأُولَى {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ وَالبَاقِي نَحْوَهُ -[470]- 615 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أنا سُلَيْمَانَ بْنُ حَرْبٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِحَدِيثِ " مَنْ صلى في يوم اثني عَشْرَةَ رَكْعَةً الْحَدِيثِ قَالَ عَاصِمٌ كَأَنَّ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ تَحَرُّوا بِهَا عِنْدَ الْفَرَائِضِ قُلْتُ أَصْلُهُ فِي السُّنَنِ دُونَ قَوْلِ عَاصِمٍ هَذَا

616 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا بَشِيرٌ أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا بَيْنَ يَدَيِ الظُّهْرِ كَانَ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ " [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ هُوَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ صَفْوَانَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ مِثْلَهُ

617 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا شُعْبَةُ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " §لَمْ يَكُونُوا عَلَى شَيْءٍ مُحَافَظَةً فِي التَّطَوُّعِ مِنْهُمْ عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ الظُّهْرِ "

618 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ كَانَ §يُصَلِّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ " [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثنا بَكْرٌ بِهَذَا

619 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ ثنا الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ " رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ صَلَّى أَرْبَعًا طُوَالًا فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يُصَلِّيْهَا فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ إِنَّ §أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَلَا تَرْتَجُ حَتَّى تُصَلِّي الظُّهْرَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ لِي إِلَى اللَّهِ عز وجل عملا "

620 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا يَحْيَى / بْنُ سُلَيْمٍ: قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ الْمُؤَذِّنَ / يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنْبَسَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((§مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)) . قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِلَفْظِ قَبْلَ الظُّهْرِ.

621 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ ثنا شُعْبَةَ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ دَعَوْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِي فَلَمَّا أَذَّنَ مُؤَذِنٌ الْمَغْرِبَ فَصَلَّى فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ §كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يُصَلِّيهِمَا "

622 - وَبِهِ إِلَى شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَاشِدِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ أَشْهَدُ عَلَى خَمْسَةٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا §يُصَلُّونَ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ

623 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ " §مَا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ وَلَا عُثْمَانُ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ "

624 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ " إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه §كَانَ يُصَلِّي فِي بَيْتِهِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ

625 - وَحَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُبَيْدٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَأْمُرُ بِالصَّلَاةِ بَعْدَ الْمَكْتُوبَةِ قَالَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ " تَابَعَهُ شُعْبَةُ عَنِ التَّيْمِيِّ قَالَ كُنَّا فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ فَطَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ فَحَدَّثَنَا عَنْ عُبَيْدٍ بِهِ

626 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثنا أَبُو الْحَسَنِ الْمِصِّيصِيُّ ثنا أَبُو عَلِيٍّ وَقَدْ غَزَا مَعَنَا الرُّومَ وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا عَابِدًا عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §مَنْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ رَكْعَتَيِ الْمَغْرِبِ قَرَأَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ هَذَا مِنَ الصِّدِّيقِينَ فَيَجُوزُهُمْ فَيُقَالُ هَذَا مِنَ الشُّهَدَاءِ فَيَجُوزُهُمْ فَيُقَالُ هَذَا مِنَ النَّبِيِّينَ فَيَجُوزُهُمْ فَيُقَالُ هَذَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَيَجُوزُهُمْ وَلَا يَحْجُبُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى عَرْشِ الرَّحْمَنِ قُلْتُ هَذَا مَتْنٌ مَوْضُوعٌ

627 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا يحيى بن سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كَانَ يُقَالُ §الْوِتْرُ عَلَى أَهْلِ الْقُرْآنِ فَقُلْتُ مَا تَأْمُرُ بِهِ ابْنَتَكَ قَالَ آمُرُهَا بِرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَكَانَتِ ابْنَةَ خَمْسٍ أَوْ سِتِّ سِنِينَ

628 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ ثنا زَيْدُ ابن الْحُبَابِ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ §يُصَلِّي بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فَلَمْ يَزَلْ يُصَلِّي حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ "

باب الوتر

(12 - بَابُ الْوِتْرِ)

629 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَنَزَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه حِينَ ثَوَّبَ الْمُثَوِّبُ فَقَالَ " إِنَّ §نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالْوِتْرِ وَوَقَّتَ لَهُ هَذِهِ السَّاعَةَ أَذِّنْ يَا ابْنَ النَّبَّاحِ

630 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ثنا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ (دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِمَكَّةَ فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي جَالِسًا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " §مَا صَلَّى رَجُلٌ الْعَتَمَةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا مَا بَدَا لَهُ ثُمَّ أَوْتَرَ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ إِلَّا كَانَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ كَأَنَّهُ لَقِيَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ

631 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصْبَحْتُ وَلَمْ أُوتِرْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّمَا §الْوِتْرُ بِاللَّيْلِ قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ اذْهَبْ فَأَوْتِرْ ")

632 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " إِنَّ §الْأَكْيَاسَ الَّذِينَ يُوتِرُونَ أَوَّلَ اللَّيْلِ وَالْأَقْوِيَاءَ الَّذِينَ يُوتِرُونَ آخِرَ اللَّيْلِ "

633 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَرَّرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §أُمِرْتُ بِالْوِتْرِ والأضحى " وَلَمْ يُعْزَمْ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ

634 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سَلَّامٌ " حَدَّثَتْنِي أُمُّ شَبِيبٍ عَنْ أُخْتِهَا أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ " إِنَّهَا رَأَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ §فَأَوْتَرَتْ بِرَكْعَةٍ قَرَأَتْ فِيهَا بِسُورَةِ إِبْرَاهِيمَ

[2] وَبِهِ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ " §إِذَا سَمِعْتَ الصَّرْخَةَ فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ

635 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ ثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ثنا حَجَّاجٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زرارة بن أبي أَوْفَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ يَقْرَأُ في الأولى ب " سبح " وفي الثانية ب " قل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ " وفي الثالثة ب " قل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مُقْتَصِرًا عَلَى سَبِّحْ

636 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْأَشْعَثِ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَعْدَانَ ثنا عَاصِمٌ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ فِي الركعة الأولى ب {سبح اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وفي الثانية ب {قل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثالثة ب {قل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

637 -[1] وَقَالَ الحارث حدثنا أبو النَّضْرُ ثنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ قُلْتُ لِمِقْسَمٍ أُوتِرُ بِثَلَاثٍ ثُمَّ يُؤَذِّنُ ثُمَّ أَخْرُجُ فَقَالَ §لَا يَصْلُحُ إِلَّا بَخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ قَالَ الحاكم فَأَخْبَرْتُ بِهِ مُجَاهِدًا وَيَحْيَى بْنَ الْجَزَّارِ فَقَالَا لِي سَلْهُ عَمَّنْ هَذَا فَقَالَ عَنِ الثِّقَةِ عائشة وميمونة رضي الله عنهما [2] وقال أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ بِهِ وَلَمْ يَذْكُرْ مُرَاجَعَتَهُ لِمُجَاهِدٍ وَيَحْيَى

638 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ إِنَّ النَّضْرَ بْنَ شُمَيْلٍ ثنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ قَالَ قُلْتُ لِمِقْسَمٍ إِنِّي أُوتِرُ بِثَلَاثٍ ثُمَّ أَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ قَالَ §لَا وِتْرَ إِلَّا بِسَبْعٍ أَوْ خَمْسٍ فَلَقِيتُ مُجَاهِدًا وَيَحْيى بْنَ الْجَزَّارِ فَذَكَرْتُ لَهُمَا فَقَالَا سله عن من فَقَالَ عَنِ الثِّقَةِ عَنِ الثِّقَةِ عَنْ عَائِشَةَ وَمَيْمُونَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] قَالَ وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثنا شُعْبَةُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ

639 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ نا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي أَبُو نَعَامَةَ عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ " كَانَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا صَلَّى بِنَا الْغَدَاةَ يُقْرِئُنَا فَأَتَى عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَسَأَلَهُ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي عَنِ الْوِتْرِ فَقَالَ §ثَلَاثٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَاحِدَةٍ وَخَمْسٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ ثَلَاثٍ وَسَبْعٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ خَمْسٍ "

574 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ غَانِمٍ السَّلَفِيِّ عَنِ ابْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ صُهَيْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §صَلَاةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لَا يَرَاهُ النَّاسُ تَعْدِلُ صَلَاتَهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ "

640 - حَدَّثَنَا عِيسَى ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ " إِنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْتَرَ عَلَى حِمَارِهِ وَهُوَ مُتَّجِهٌ إِلَى خَيْبَرَ

641 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " §بِتُّ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنْظُرَ كَيْفَ يَقْنُتُ فِي وِتْرِهِ فَقَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ ثُمَّ بَعَثْتُ أُمِّي أُمَّ عَبْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهَا بَيِّتِي مَعَ نِسَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْظُرِي كَيْفَ يَقْنُتُ فِي وِتْرِهِ فَأَتَتْنِي فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ قَبْلَ الرُّكُوعِ أَبَانُ مَتْرُوكٌ

باب صلاة الضحى

(13 - بَابُ صَلَاةِ الضُّحَى)

642 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ثنا حَنْظَلَةُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ " إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَدَّثَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى وَقَالَ §مَنْ صَلَّاهَا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ وَغُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي سَاعَاتِ النَّهَارِ مِنْ ذَنْبٍ

643 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ ثنا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَتْنَا شَعْثَاءُ قَالَتْ " رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ مَا صَلَّيْتَ إِلَّا رَكْعَتَيْنِ قَالَ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ حِينَ بُشِّرَ بِالْفَتْحِ وَبِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ ") قُلْتُ بَعْضُهُ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ

644 - إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ أنا أَبُو قُرَّةَ الْأَسَدِيُّ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " §مَا مِنَ امْرِئٍ يَأْتِي فَضَاءً مِنَ الْأَرْضِ فَيُصَلِّي بِهِ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَقُولُ (اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَصْبَحْتُ عَبْدَكَ عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئًا أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي فَإِنَّهُ قَدْ أَرْهَقَتْنِي ذُنُوبِي وَأَحَاطَتْ بِي إِلَّا أَنْ تَغْفِرَهَا لِي فَاغْفِرْهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ) إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ فِي ذَلِكَ الْمَقْعَدِ ذَنْبَهُ وَإِنْ كَانَ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ

645 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثنا سَعْدُ بْنُ طَرِيفٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ مَأْمُومٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا رَفَعَهُ " §مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَطْعَمَهُ أَوْ تَلْفَحَهُ

646 -[1] إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ثنا حماد وهوا بن سَلَمَةَ أنا مَعْبَدٌ أَخْبَرَنِي فُلَانٌ رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَصَلَّيْتَ الضُّحَى قَالَ لَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قُمْ فَصَلِّ الضُّحَى قَالَ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ " [2] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا حَمَّادٌ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ هِلَالٍ العنبري حَدَّثَنِي رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ نَحْوَهُ [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ ثنا حَمَّادٌ بِهِ

647 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حَرَّةِ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَاتَّبَعْتُ أَثَرَهُ حَتَّى ظَهَرَ عَلَيْهَا فَصَلَّى الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ طَوَّلَ فِيهِنَّ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا حُذَيْفَةُ طَوَّلْتُ عَلَيْكَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي §سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً سَأَلْتُهُ أَلَّا يُظْهِرَ عَلَى أُمَّتِي غَيْرَهَا فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَلَّا يُهْلِكَهَا بِالسِّنِينَ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَلَّا يَجْعَلَ بَأْسَهَا بَيْنَهَا فَمَنَعَنِيهَا

648 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ قَاعِدَةً فَقِيلَ لَهَا إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُصَلِّيهَا أَرْبَعًا فَقَالَتْ إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا امْرَأَةً شَابَّةً وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §صَلَاةُ الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلَاةِ الْقَائِمِ "

649 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا فَأَعْظَمُوا الْغَنِيمَةَ وَأَسْرَعُوا الْكَرَّةَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَا بَعْثًا أَسْرَعَ مِنْهُ كَرَّةً وَلَا أَعْظَمَ غَنِيمَةً مِنْ هَذَا الْبَعْثِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْرَعَ كَرَّةً وَأَعْظَمَ غَنِيمَةً مِنْهُ رَجُلٌ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ عَمَدَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ ثُمَّ عَقِبَهُ بِصَلَاةِ الضُّحَى فَقَدْ أَسْرَعَ الْكَرَّةَ وَأَعْظَمَ الْغَنِيمَةَ " [2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ [3] وَابْنِ حَبَّانَ عَنْ أَبِي يَعْلَى وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ أَيْ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ

650 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ جَدَّتِهِ رُمَيْثَةَ قَالَتْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا صَلَّتِ الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ فَقُلْتُ لَهَا شَيْءٌ رَأَيْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ أَوْ شَيْءٌ أَمَرَكِ بِهِ قَالَتْ مَا أَنَا بِمُحَدِّثَتُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِنَّ شَيْئًا وَلَكِنْ §لَوْ نُشِرَ لِي أَبِي مِنَ الْقَبْرِ عَلَى أَنْ أَدَعَهُنَّ لَمْ أَدَعْهُنَّ "

651 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مِسْعَرٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ " إِنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا §كَانَتْ تُصَلِّي الضُّحَى فَتُطِيلُهَا "

652 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يُحَافِظُ عَلَى الدُّعَاءِ إِلَّا أَوَّابٌ

653 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَتَيْنَاهُ عِنْدَ رَأْسِ الثَّنِيَّةِ قَالَ عَنْ عُمَرَ الذَّكْوَانِيِّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ تسع سنين أوعشر فَقَالَ " يَا أَنَسُ §أَكْثِرِ الطُّهُورَ يُزَدْ فِي عُمُرِكَ وَصَلِّ الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ الْحَدِيثَ " وَيَأْتِي إِنْ شاء الله تعالى بَقِيَّتُهُ فِي كِتَابِ الْمَوَاعِظِ

654 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوْفٍ ثنا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا عَمِّ أَقْبِسْنِي خَيْرًا قَالَ نَعَمِ ابْنَ أَخِي قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا أَبَا ذَرٍّ §إِذَا صَلَّيْتَ الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ لَمْ تُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ وَإِنْ صَلَّيْتَهَا أَرْبَعًا كُتِبْتَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ وَإِنْ صَلَّيْتَهَا سِتًّا لَمْ يَتْبَعْكَ ذَنْبٌ وَإِنْ صَلَّيْتَهَا عَشْرًا لَمْ " " وَإِنْ صَلَّيْتَهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ بُنِيَ لَكَ بِهَا بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ

655 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ثنا طَيِّبُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ " سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فَقَعَدَ مَقْعَدَهُ فَلَمْ يَلْغُ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَيُذْكَرُ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى يُصَلِّيَ الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ لَا ذَنْبَ لَهُ "

656 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ ثنا الْمُحَارِبِيُّ ثنا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن غَابِرٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ لَبِثَ فِي مَجْلِسِهِ حَتَّى صَلَّى سُبْحَةَ الضُّحَى فَلَهُ أَجْرُ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ حَجَّتِهِ وَعُمْرَتِهِ ")

657 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §صَلَاةُ الْأَوَّابِينِ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ " قُلْتُ هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَّا أَنَّهُ مَعْلُولٌ وَالْمَحْفُوظُ فِي هَذَا عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ كَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ وَمِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ أَيْضًا عَنِ الْقَاسِمِ

658 - وَقَالَ عَبْدٌ ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ نا حُسَامُ بْنُ الْمِصَكِّ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ ثنا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ فَرَآهُمْ يُصَلُّونَ الضُّحَى فَقَالَ " §هَذِهِ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ قَالَ فَكَانُوا يُصَلُّونَهَا إِذَا رَمِضَتِ الْفِصَالُ ") قُلْتُ وَهَذَا يُبَايِنُ سِيَاقَ مُسْلِمٍ فَإِنَّ لَفْظَهُ (إِنَّ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ الضُّحَى فَقَالَ " لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ

659 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْحَكَمِ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ " §مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى قَطُّ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ فَذَكَرْتُ هَذَا لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتْرُكُ الْعَمَلَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ فَيَعْمَلُ بِهِ خَالِيًا وَإِنِّي لَأُصَلِّيهَا سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ ذَلِكَ قُلْتُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ هُوَ الواقدي وقد خالفه غَيْرَهُ فِي هَذَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

660 - وَقَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى لَا يُرَى أَنَّهُ تَرَكَهَا وَيَتْرُكُهَا حَتَّى لَا يُرَى أَنْ يُصَلِّيَهَا

661 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ {§يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} قَالَ هَذِهِ صَلَاةُ الْإِشْرَاقِ يَعْنِي ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ

باب حكم تارك الصلاة

(14 - بَابُ حُكْمِ تَارِكِ الصَّلَاةِ)

662 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ مُتَعَمِّدًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى "

663 - قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَأَخْبَرَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ " §مَنْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى فَقَدْ كَفَرَ "

664 - أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا إِيَادُ بْنُ أبي حميد قالا سَمِعْتُ مَكْحُولًا يَقُولُ §فِيمَنْ يَقُولُ الصَّلَاةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا أُصَلِّيهَا وَالزَّكَاةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَلَا أُزَكِّيهَا قَالَ يُسْتَتَابُ فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ "

665 - أَخْبَرَنَا المَوْصِلِيُّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عن أيوب §فيمن يَقُولُ الصَّلَاةُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا أُصَلِّيهَا يُضْرَبُ عُنُقُهُ مِنْ هَا هُنَا وَأَشَارَ إِسْحَاقُ إِلَى قَفَاهُ لَيْسَ بَيْنَ الْأَئِمَّةِ فِيهِ خِلَافٌ

باب السهو

(15 - بَابُ السَّهْوِ)

666 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ طَرْخَانَ قَالَ " صَلَّى بِنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ صَلَاةَ الْعَصْرِ §فَسَجَدَ بِنَا سَجْدَتَيْنِ وَمَا رَأَيْنَا وَهْمًا فَلَمَّا سَلَّمَ ذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ قَالُوا مَا رَأَيْنَا وَهْمًا قَالَ إِنِّي حَدَّثْتُ نَفْسِي "

667 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا المقريء ثنا حَيْوَةُ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ قَالَ صَلَّى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالنَّاسِ §فَقَامَ عَنْ تَشَهُّدِهِ فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ فَقَالُوا سُبْحَانَ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ فَصَلَّى كَمَا هُوَ فَلَمَّا أَتَمَّ صَلَاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ " أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ الَّذِي أَرَدْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْجُلُوسِ إِلَّا الَّذِي صَنَعْتُ مِنَ السُّنَّةِ [2] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَامَ فِي صَلَاتِهِ فَذَكَرَ مِثْلَهُ

668 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ §نَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ فَسَبَّحُوا بِهِ فَاسْتَتَمَّ قَائِمًا ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ حَتَّى انْصَرَفَ قَالَ كُنْتُمْ تَرَوْنَنِي أَجْلِسُ إِنِّي صَنَعْتُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ " [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ عَمْرٌو وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ أَبِي مُعَاوِيَةَ [3] قَالَ وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا وَرَوَاهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلٍ عَنْ قَيْسٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ

669 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ قَالَ (دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُمَا قَاعِدَانِ فِي الْمَسْجِدِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صلاة المغرب فلم يَقْرَأْ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى فَسَهَا فَلَمَّا قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ ثُمَّ عَادَ فَقَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ ثُمَّ مَضَى حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ "

670 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ أنا ثَابِتٌ عَنْ صِلَةَ رَحِمهَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَا يَذْكُرُ فِيهَا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ ")

671 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا الْعَلَاءُ بْنُ هِلَالٍ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي الْفَيْضِ عَنْ مُعَاوِيَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ (§صَلَّى بِنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا فَقَامَ فِي رَكْعَتَيْنِ فَسَبَّحُوا بِهِ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ فَخَطَبَهُمْ قَالَ " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ كَالَّذِي رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُهُ فَعَلَهُ لَمْ أَفْعَلْهُ "

672 -[1] حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §سَجْدَتَا السَّهْوِ تُجْزِئَانِ مِنْ كُلِّ زِيَادَةٍ وَنَقْصٍ " [2] وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثنا حَفْصُ بْنُ بِشْرٍ الْأَسَدِيُّ ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ فَذَكَرَهُ حَكِيمٌ ضَعِيفٌ

أبواب الجمعة

(8 - أَبْوَابُ الْجُمُعَةِ)

باب فضل الجمعة والساعة التي ترجى فيها إجابة الدعاء

(1 - بَابُ فَضْلِ الْجُمُعَةِ وَالسَّاعَةِ الَّتِي تُرْجَى فِيهَا إِجَابَةُ الدُّعَاءِ)

673 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §جَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِمِرْآةٍ بَيْضَاءَ فِيهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَقُلْتُ مَا هَذِهِ قَالَ هَذِهِ الْجُمُعَةُ فِيهَا سَاعَةٌ "

[2] وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ حُمْرَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه سلم " §عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأَيَّامُ فَعُرِضَ عَلَيَّ مِنْهَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَإِذَا هِيَ كَالْمِرْآةِ الْحَسْنَاءِ وَإِذَا فِي وَسَطِهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَقُلْتُ مَا هَذَا السَّوَادُ قَالَ هَذِهِ السَّاعَةُ "

3 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عُثْمَانَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِالْجُمُعَةِ وَهِيَ كَالْمِرْآةِ الْبَيْضَاءِ فِيهَا كَالنُّكْتَةِ السَّوْدَاءِ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ قَالَ هَذِهِ الْجُمُعَةُ قُلْتُ وَمَا الْجُمُعَةُ قَالَ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ قُلْتُ وَمَا لَنَا فِيهَا قَالَ يَكُونُ عِيدًا لَكَ وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدَكَ وَيَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى تَبَعًا لَكَ قُلْتُ وَمَا لَنَا فِيهَا قَالَ لَكُمْ فِيهَا سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ إِنْ كَانَ لَهُ فِيهَا قَسْمٌ وَإِلَّا ادَّخَرَ لَهُ عِنْدَهُ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِقَسْمٍ أَوْ تَعَوَّذَ بِهِ مِنْ شَرٍّ هُوَ عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ إِلَّا دَفَعَ عَنْهُ مِنَ الْبَلَاءِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ قُلْتُ وَلِمَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّ رَبَّكَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ هَبَطَ مِنْ عِلِّيِّينَ عَلَى كُرْسِيِّهِ ثُمَّ حُفَّ الْكُرْسِيُّ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بالجوهر ثُمَّ جِيءَ بِالنَّبِيِّينَ فَيَجْلِسُونَ عَلَيْهَا ثُمَّ تُحَفُّ الْمَنَابِرُ بِكَرَاسِيَّ مِنْ نُورٍ ثُمَّ يَجِيءُ بِالشُّهَدَاءِ -[620]- حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَيْهَا وَيَنْزِلُ أَهْلُ الْغُرَفِ فَيَجْلِسُونَ عَلَى الْكَثِيبِ ثُمَّ يَتَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ ثُمَّ يَقُولُ سَلُونِي أُعْطِكُمْ فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا فَيَقُولُ رِضَائِي أُحِلُّكُمْ دَارِي وَأُنِيلُكُمْ كَرَامَتِي فَسَلُونِي أُعْطِكُمْ فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا فَيُشْهِدُهُمْ أَنَّهُ قَدْ رَضِيَ عَنْهُمْ قِيلَ فَيُفْتَحُ لَهُمْ مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعَ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بِشْرٍ قَالَ وَذَلِكُمْ مِقْدَارُ انْصِرَافِكُمْ مِنَ الْجُمُعَةِ قَالَ ثُمَّ يَرْتَفِعُ مَعَهُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ وَيَرْجِعُ أَهْلُ الْغُرَفِ إِلَى غُرَفِهِمْ وَهِيَ دُرَّةٌ بَيْضَاءُ أَوْ دُرَّةٌ حَمْرَاءُ أَوْ زَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ مِنْهَا غُرَفُهَا وَأَبْوَابُهَا مُطَّرِدَةٌ أَنْهَارُهَا رَفِيعَةٌ ثِمَارُهَا مُتَدَلِّيَةٌ لَيْسَ فِيهَا غَمٌّ وَلَا هَمٌّ قَالَ فَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ بِأَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَزْدَادُوا إِلَى رَبِّهِمْ نَظَرًا وَيَزْدَادُوا مِنْهُ كَرَامَةً "

[4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ثنا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَفِيهِ " §وَنَحْنُ نَدْعُوهُ عِنْدَنَا يَوْمَ الْمَزِيدِ قُلْتُ مَا الْمَزِيدُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ وَجَعَلَ فِيهِ كُثْبَانًا مِنَ الْمِسْكِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةُ نَزَلَ فِيهِ وَقَالَ اكْسُوا عِبَادِي أَطْعِمُوا عِبَادِي اسْقُوا عِبَادِي طَيِّبُوا عِبَادِي ثُمَّ يَقُولُ مَاذَا تُرِيدُونَ قَالُوا نُرِيدُ رِضْوَانَكَ رَبَّنَا فَيَقُولُ قَدْ رَضِيتُ عَنْكُمْ فَيَنْطَلِقُونَ وَتَصْعَدُ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى الْغُرَفِ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ أَوْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ " هَذَا آخِرُ الْحَدِيثِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ وَإِسْنَادُهُ أَجْوَدُ مِنَ الْأَوَّلِ

[5] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبَانَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لَمَّا بَيْنَهُنْ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ الْجُمُعَةَ لَتُكَفِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ قَالَ نَعَمْ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَإِنَّ فِيهَا سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَعُرِضَ عَلَيَّ الْأَيَّامُ فَرَأَيْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهَا كَأَنَّهَا مَرْآةٌ بَهَاءً وَنُورًا فَسَرَّنِي ثُمَّ رَأَيْتُ فِيهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَقَالَ هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي تَقُومُ فِيهَا الْقِيَامَةُ "

674 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ ثنا أَبِي عَنْ عَوَّامٍ الْبَصْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ §يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ سَاعَةً لَيْسَ فِيهَا سَاعَةٌ إِلَّا وَلِلَّهِ تَعَالَى فِيهَا سِتُّمِائَةِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ قَالَ فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَدَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ فَذَكَرْنَا لَهُ حَدِيثَ ثَابِتٍ فَقَالَ سَمِعْتُهُ وَزَادَ فِيهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ " [2] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ثنا الْأَزْوَرُ بْنُ غَالِبٍ عَنْ ثَابِتٍ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه نَحْوَهُ لَكِنْ قَالَ فِيهِ " سِتُّمِائَةِ أَلْفِ عَتِيقٍ وَقَالَ فِي آخِرِهِ قَالَ أَحَدُهُمَا " كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ "

675 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ثنا الْأَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ §فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَدْعُو بِخَيْرٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيَّةُ سَاعَةٍ هِيَ قَالَ إِذَا تَدَلَّتِ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَقُولُ لِغُلَامٍ يُقَالُ لَهُ أَرْبَدُ أَصْعَدِ عَلَى الظِّرَابِ فَإِذَا رَأَيْتَ الشَّمْسَ تَدَلَّتْ لِلْغُرُوبِ فَأَخْبِرْنِي فَيُخْبِرُهَا وَكَانَتْ تَقُومُ إِلَى مَسْجِدِهَا فَلَا تَزَالُ تَدْعُو حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ثُمَّ تُصَلِّي قُلْتُ: زَيْدٌ لَمْ يُدْرِكْ فَاطِمَةَ، وَسَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ وَاهٍ.

676 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا أَبُو نُصَيْرَةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ §الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ لِمَنِ اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ ثُمَّ زَادَهُ فَقَالَ الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ وَالْمَشْيُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةٌ كُلُّ قَدَمٍ مِنْهَا لِعَمَلِ عِشْرِينَ سَنَةً فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ

[2] أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ حُمْرَةَ عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ وَأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ وَخَطَايَاهُ فَإِذَا أَخَذَ فِي الْمَشْيِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ عِشْرِينَ سَنَةً فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْجُمُعَةِ أُجِيزَ بِعَمَلِ مِائَتَيْ سَنَةٍ قَالَ إِسْحَاقُ الضَّحَّاكُ بْنُ حُمْرَةَ ثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ -[638]- 677 - حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الطَّبَّاعِ ثنا مَخْلَدٌ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَيْنَ غُسْلِ الْجُمُعَةِ وَالصَّلَاةِ حَدَثًا وَيَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ "

678 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ وَحَدَّثَنَا حماد بن زيدعن هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ " إِنَّهُ سُئِلَ عَنِ السَّاعَةِ الَّتِي فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَقَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَخَلَقَهُ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ أَدِيمِ الْأَرْضِ كُلِّهَا ألا ترى أن مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الْأَحْمَرَ وَالْأَسْوَدَ وَالْخَبِيثَ وَالطَّيِّبَ ثُمَّ عَهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِيَ فَمِنْ ثَمَّةَ سُمِّيَ الْإِنْسَانُ فَبِاللَّهِ مَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى أُهْبِطَ إِلَى الدُّنْيَا

باب من تجب عليه الجمعة

(2 - بَابُ مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ)

679 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ " كَانَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَكُونُ فِي قَصْرِهِ §فَأَحْيَانًا يُجَمِّعُ وَأَحْيَانًا لَا يُجَمِّعُ "

680 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ " كَتَبْنَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَسْأَلُهُ عَنِ الْجُمُعَةِ بِالْبَحْرَيْنِ فَكَتَبَ إِلَيْنَا أن §جمعوا حيثما كُنْتُمْ "

681 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ كَثِيرٍ مَوْلَى ابْنِ سَمُرَةَ قَالَ مَرَرْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى بَابِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ " §مَا خَطَبَ أميركم فقلنا أو ما سمعت قَالَ لَا حَبَسَنَا هَذَا الرَّدْغُ "

682 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ثنا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ " §الضَّرِيرُ إِذَا لَمْ يَجِدْ قَائِدًا فَلَا جُمُعَةَ عَلَيْهِ "

683 - حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ كَانَ أَبُو الْمَلِيحِ عَلَى الْأُبُلَّةِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عُمَّالِ الْحَجَّاجِ أَتْقَى مِنْ أَبِي الْمَلِيحِ فَكَانَ §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ جَاءَ فَجَمَّعَ بِالْبَصْرَةِ ثُمَّ رَجَعَ "

684 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ عَنْ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §احْضُرُوا الْجُمُعَةَ وَادْنُوا مِنَ الْإِمَامِ فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجُمُعَةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِهَا "

685 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ ثنا أَبُو إِسْحَاقَ ثنا أَبُو عَمْرٍو والشيباني قَالَ " رَأَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ §يُخْرِجُ النِّسَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " مِنَ الْمَسْجِدِ " إِسْنَادٌ صَحِيحٌ

باب الغسل للجمعة

(3 - بَابُ الْغُسْلِ لِلْجُمُعَةِ)

686 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ " §أُمِرْنَا بِالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قُلْتُ أَنْتُمْ أَيُّهَا الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ أَمِ النَّاسُ عَامَّةً قَالَ لَا أَدْرِي هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ إِنْ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ سَمِعَ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا

687 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ سمعت سعدا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ " §مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنْ أَحَدًا يَدَعُ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ "

688 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا مِنْدَلٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهُ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ بَعْجَةٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَذَكَرَ حَدِيثًا فِيهِ §وَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْيَوْمُ كَسَبْعِمِائَةٍ "

689 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §مَنْ تَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ الطُّهُورُ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يَلْهُ وَلَمْ يَجْهَلْ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى وَالصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ كَفَّارَةٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ وَفِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ فَيَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ

690 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ " §أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ "

691 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ وَبَرَةَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ " إِنَّ §مِنَ السُّنَّةِ الْغُسْلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ " [2] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ثنا الْمَسْعُودِيُّ بِهِ

692 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ أَيْضًا حَدَّثَنَا أَبُو حَرَّةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالْغُسْلُ أَفْضَلُ " قُلْتُ الْمَشْهُورُ عَنِ الْحَسَنِ فِي هَذَا عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ لَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ

693 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ زَاذَانَ قَالَ " إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ الْغُسْلِ فَقَالَ §اغْتَسِلْ كُلَّ يَوْمٍ إِنْ شِئْتَ قَالَ لَا بَلِ الْغُسْلُ أَيِ الْمُسْتَحَبُّ قَالَ اغْتَسِلْ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ وَيَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ النَّحْرِ وَيَوْمَ عَرَفَةَ "

694 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ " §كَانُوا يُحِبُّونَ أَنْ يُجَامِعُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِيُوجِبُوا الْغُسْلَ (28) وَحَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي النَّهْيِ عَنِ التَّخَطِّي

695 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جُمُعَةٍ مِنَ الْجُمَعِ " إِنَّ §هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ فَاغْتَسِلُوا وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طِيبٌ فَلَا يَضُرُّهُ أَنْ يَمَسَّ مِنْهُ وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ

696 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَنْ يَتَسَوَّكَ وَأَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ لَهُ "

باب وقت الجمعة

(4 - بَابُ وَقْتِ الْجُمُعَةِ)

697 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَةَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ "

698 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنِ الْحَكَمِ بن عتيبة قال (" أَنَّ رَجُلًا أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَقَالَ لَهُ شَيْخٌ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فَمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ كَمَا تَصْنَعُ أَنْتَ قَالَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ ذَكَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لَهُ كَيْفَ رَأَيْتَهُ صَنَعَ قَالَ رَأَيْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خَرَجَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ وَإِذَا الرَّجُلُ أَبُو جُحَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ)

699 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا " أَنَّهُ §رَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ خَرَجَ عَلَيْهِمْ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ فَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَأَخَذَ الْمُؤَذِّنُ فِي أَذَانِهِ فَلَمَّا سَكَتَ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ " هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ

700 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ " §كَانَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقِيلُ بَعْدَ الْجُمُعَةِ " صَحِيحٌ

701 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ قَالَ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمَّتِهِ أُنَيْسَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا وَكَانَتْ قَدْ حَجَّتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ " كَانَ §رِجَالُنَا يُجَمِّعُونَ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ ثُمَّ يَرْجِعُونَ وَأَرْدِيَتُهُمْ عَلَى رؤوسهم يَتَّبِعُونَ فَيْءَ الْحِيطَانِ يَقِيلُونَ بَعْدَهَا " إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ

باب آداب الخطبة

(5 - بَابُ آدَابِ الْخُطْبَةِ)

602 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ ثنا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي خُدُورِهَا. . الْحَدِيثَ "

703 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ §كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَائِمًا ثُمَّ يَقْعُدُ ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ " [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى قُرِئَ عَلَى بِشْرٍ يَعْنِي ابْنَ الْوَلِيدِ أَخْبَرَكُمْ أَبُو يُوسُفَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ حَجَّاجٍ بِهِ وَزَادَ " فَجَلَسَ جُلُوسًا خَفِيفًا " -[690]- 704 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِيهِ [2] وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْبَاهِلِيِّ عَنْ إِيَاسَ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ [3] وَعُمَرُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي أُسَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ

وَمُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمْ كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ §كَانَ يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ وَيَجْلِسُ جَلْسَتَيْنِ أَوَّلَ مَا يَصْعَدُ وَبَيْنَ الْخُطْبَتَيْنِ

705 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ ثنا أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ " إِنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي خُطْبَتِهِ الْمَائِدَةَ وَسُورَةَ التَّوْبَةِ "

باب اتخاذ المنبر

(6 - بَابُ اتِّخَاذِ الْمِنْبَرِ)

706 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ ثنا مُوْسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ السَّلُولِيِّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " §إِنْ أَتَّخِذْ مِنْبَرًا فَقَدِ اتَّخَذَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَإِنْ أَتَّخِذُ الْعَصَا فَقَدِ اتَّخَذَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَشَجِّ عَنْ عُقْبَةَ وَقَالَ لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ

707 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنِي أَبُو حَازِمٍ أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ إِنَّ الْعُودَ الَّذِي فِي الْمَقْصُورَةِ " §كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّكِئُ عَلَيْهِ إِذَا قَامَ فَلَمَّا قُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُرِقَ فَطُلِبَ فَوُجِدَ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَكَانَتِ الْأَرَضَةُ قَدْ أَخْرَجَتْهُ فَنُحِتَتْ لَهُ خَشَبَتَانِ وَجُوِّفَتَا ثُمَّ أُطْبِقَا عَلَيْهِ ثُمَّ شُعِبَتِ الْخَشَبَتَانِ عَلَيْهِ فَأَنْتَ إِذَا رَأَيْتَهُ رَأَيْتَ الشُّعَبَ فِيهِ

708 -[1] وَقَالَ عَبْدٌ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ " قَدْ كَثُرَ " النَّاسُ وَإِنَّهُمْ لَيُحِبُّونَ أَنْ يَرَوْكَ فَلَوِ اتَّخَذْتَ مِنْبَرًا تَقُومُ عَلَيْهِ فَيَرَاكَ النَّاسُ قَالَ نَعَمْ مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَنَا قَالَ تَجْعَلُهُ قَالَ نَعَمْ وَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ مَا اسْمُكَ قَالَ فُلَانٌ قَالَ اقْعُدْ فَقَعَدَ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَنَا قَالَ تَجْعَلُهُ قَالَ نَعَمْ وَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ مَا اسْمُكَ قَالَ فُلَانٌ قَالَ اقْعُدْ فَقَعَدَ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ مَنْ يَجْعَلُ لَنَا هَذَا الْمِنْبَرَ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ أَنَا قَالَ تَجْعَلُهُ قَالَ نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ مَا اسْمُكَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ اجْعَلْهُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ اجْتَمَعَ النَّاسُ فَلَمَّا صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَاسْتَوَى عَلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ حَنَّتِ النَّخْلَةُ حَتَّى أَسْمَعَتْنِي وَأَنَا فِي آخِرِ الْمَسْجِدِ قَالَ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمِنْبَرِ فَاعْتَنَقَهَا فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى سَكَنَتْ ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذِهِ §النَّخْلَةَ إِنَّمَا حَنَّتْ شَوْقًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا فَارَقَهَا فَوَاللَّهِ لَوْ لَمْ أَنْزِلْ إِلَيْهَا فَأْعَتَنِقْهَا لَمَا سَكَنَتْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْمُجَالِدِ عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ " §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ رُومِيُّ فَقَالَ أَصْنَعُ لَكَ مِنْبَرًا تَخْطُبُ عَلَيْهِ فَصَنَعَ لَهُ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ فَلَمَّا قَامَ عَلَيْهِ يَخْطُبُ حَنَّ الْجِذْعُ حَنِينَ النَّاقَةِ -[699]- إِلَى وَلَدِهَا فَنَزَلَ إِلَيْهِ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ فَسَكَنَ فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُحْفَرَ لَهُ وَيُدْفَنَ [3] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مُجَالِدٍ وَقَالَ فِي آخِرِهِ " فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ رَأَيْتُهَا قَدْ حُوِّلَتْ فَقُلْتُ مَا هَذَا قَالُوا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فَحَوَّلُوهَا [4] وَبِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي كَرِبٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِالزِّيَادَةِ

باب الأمر بالتجمل يوم الجمعة

(7 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّجَمُّلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ)

709 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ " نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَاذَّةٌ هَيْئَتُهُمْ فَقَالَ §مَا ضَرَّ رَجُلًا لَوِ اتَّخَذَ لِهَذَا الْيَوْمِ ثوبين فلم يأت الْجُمُعَةُ الْأُخْرَى حَتَّى قَدِمَتْ ثِيَابٌ مِنَ البحرين غلاظ فذو الثَّوْبَيْنِ وَالنَّمِرَةِ مُوسَى ضَعِيفٌ

710 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي عَمْرٍو عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ " §كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَانِ يَلْبَسُهُمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا انْصَرَفَ طَوَاهُمَا وَرَفَعَهُمَا "

711 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصٌ ثنا الْحَجَّاجُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَلْبَسُ بُرْدَهُ الْأَحْمَرَ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةِ " حَجَّاجٌ ضَعِيفٌ

باب الإنصات للخطبة

(8 - بَابُ الْإِنْصَاتِ لِلْخُطْبَةِ)

712 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ مِنْ وَلَدِ الْمِسْوَرِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سعد أخبره عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ §كُنَّا نُصَلِّي فِي زمن عمر رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا خرج عمر رَضِيَ الله عَنْه وَجَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ قَطَعْنَا الصَّلَاةَ وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ ويحدثنا فربما يسأل الرَّجُلَ الَّذِي يَلِيهِ عن سوقهم وخدامهم فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ خَطَبَ فَلَمْ نَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

713 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْهُ لِرَجُلٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ لَا جُمُعَةَ لَكَ قَالَ فَذَكَرَ الرَّجُلُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَعْدًا قَالَ لِي لَا جُمُعَةَ لَكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَ يَا سَعْدُ فَقَالَ إِنَّهُ §تَكَلَّمَ وَأَنْتَ تَخْطُبُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَ سَعْدٌ إسناد مُقَارِبٌ

714 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ جَارِيَةَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ الْمَسْجِدَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ فَظَنَّ أَنَّهَا مَوْجِدَةٌ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أُبَيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنَّكَ لَمْ تَحْضُرْ مَعَنَا الْجُمُعَةَ قَالَ لِمَ قَالَ تَكَلَّمْتَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَدَقَ أُبَيٌّ وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي بَابِ الْغُسْلِ

باب خطبة النبي صلى الله عليه وسلم

(9 - بَابُ خُطْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

715 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهم قالا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَفِيهِ ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ §الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وستغفره ونؤمن به وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له وان محمد عَبْدُهُ ورسلوله وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ

باب تحية المسجد والإمام يخطب

(10 - بَابُ تَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ)

716 - قَالَ الحميدي حدثنا حسان بْنُ جَعْدَةَ قَالَ رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ أبي الحسن رَضِيَ الله عَنْه دَخَلَ مَسْجِدَ وَاسِطٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَابْنُ هُبَيْرَةَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ §فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ

باب زجر عن التخلف عن الجمعة

(11 - بَابُ زجر عن التَّخَلُّفِ عَنِ الْجُمُعَةِ)

717 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمِّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلَاثًا طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ وَجُعِلَ قَلْبُهُ عَلَى قَلْبِ مُنَافِقٍ

718 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ عَوْفٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا / قَالَ §مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ ثَلَاثًا مُتَوَالِيَاتٍ فَقَدْ نَبَذَ الْإِسْلَامَ وَرَاءَ ظَهْرِهِ

719 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ الرَّقَاشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ §عَسَى رَجُلٌ تَحْضُرُهُ الْجُمُعَةُ وَهُوَ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَلَا يَحْضُرُهَا ثُمَّ قَالَ فِي الثَّانِيَةِ وَهُوَ عَلَى قَدْرِ مِيلَيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ فَلَا يَحْضُرُهَا ثُمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ وَهُوَ عَلَى قَدْرِ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَلَا يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ وَيَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ

باب الزجر عن تخطي رقاب الناس يوم الجمعة

(12 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ تَخَطِّي رِقَابِ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ)

720 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَلْهُو أَحَدُكُمْ حَتَّى إِذَا كَادَتِ الْجُمُعَةُ تَفُوتُهُ جَاءَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ فَقَالَ مَا فَعَلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَلَكِنْ كُنْتُ رَاقِدًا ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ فَقُمْتُ وَتَوَضَّأَتُ ثُمَّ أَقْبَلْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَ يَوْمُ وُضُوءٍ هَذَا رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا عُمَرَ فَفِيهِ مَقَالٌ

باب من أدرك من الجمعة ركعة فقد أدركها

(13 - بَابُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَهَا)

721 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً صَلَّى إِلَيْهَا أُخْرَى هَذَا مُرْسَلٌ

722 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا يَاسِينُ الزَّيَّاتُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ رَكْعَةً فَلْيُصَلِّ إِلَيْهَا أُخْرَى وَمَنْ فَاتَتْهُ الرَّكْعَتَانِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا أَوْ ظُهْرًا أَوِ الْأُولَى -[66]- 722 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى قُرِئَ عَلَى بِشْرٍ هُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ أَخْبَرَكُمْ أَبُو يُوسُفَ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهِ وَلَفْظُهُ مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْجُمُعَةِ صَلَّى إِلَيْهَا أُخْرَى -[67]- 722 - وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ فَذَكَرَ نَحْوَ رِوَايَةِ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ وَلَفْظُهُ فَإِنْ أَدْرَكَهُمْ جُلُوسًا صَلَّى أَرْبَعًا

باب من صلى بعد الجمعة ومن كره ذلك

(14 - بَابُ مَنْ صَلَّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ وَمَنْ كَرِهَ ذَلِكَ)

723 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ أَوْ حُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ قَالَ رَأَيْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْه صَلَّى الْجُمُعَةَ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ فَقَالُوا أَكْمِلْهَا ... أَكْمِلْهَا فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعِمْرَانَ رَضِيَ الله عَنْهُ فَقَالَ §لَأَنْ يَخْتَلِفَ النَّيَازِكَةُ فِي جوفي أحب غلي مِنْ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ عَمْدًا فَرَمَقْتُهُ فِي الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ فَصَلَّى ثُمَّ احْتَبَى فَلَمْ يُصَلِّ حَتَّى قَامَ إِلَى الْعَصْرِ

724 - وَقَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مَاذَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ قَالَ §فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ فِيهِ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَفِيهِ أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَدْعُو فِيهَا مُسْلِمٌ إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ مَا لَمْ يَسْأَلْ إِثْمًا أَوْ قَطِيعَةَ رَحِمٍ وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ولا أَرْضٍ وَلَا جِبَالٍ وَلَا رِيحٍ إِلَّا وَهِيَ تُشْفِقُ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو عن عبد اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ بِهِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ إِنْ كَانَ شُرَحْبِيلُ سَمِعَ مِنَ جَدِّهِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ

باب قصر الصلاة في السفر وما جاء في الجمع بين الصلاتين

(15 - بَابُ قَصْرِ الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ وَمَا جَاءَ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ)

725 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ قَالَ §صَلَّى عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ الْعَصْرَ فِي السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ فُسْطَاطَهُ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَأَنَا أَنْظُرُ

726 - وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ السَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ / وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ / وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ثَلَاثَتُهُمْ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَفِي رِوَايَتِهِمْ إِلَّا الْمَغْرِبَ فَإِنَّهُ صَلَّاهَا ثَلَاثًا

727 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ كَانَ §رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُتِمُّ الصَّلَاةَ وَيُقْصِرُ يَعْنِي فِي السَّفَرِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بِهِ وَزَادَ وَيُؤَخِّرُ الظُّهْرَ يعجل الْعَصْرَ وَيُؤَخِّرُ الْمَغْرِبَ وَيُعَجِّلُ الْعِشَاءَ

728 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ بِالْبَلْدَةِ وَهِيَ مِنًى فَقِيلَ لَهُ إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْهُ صَلَّى أَرْبَعًا فَقَالَ §صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فَصَلَّوْا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى أَرْبَعًا

729 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ نَضْلَةَ قَالَ خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ وَنَحْنُ اثْنَا عَشَرَ رَاكِبًا كُلُّهُمْ قَدْ صَحِبَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآلِهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي قَالَ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَصَلَّى أَرْبَعًا فَقَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْهُ §مَا لَنَا وَلِلْمَرْبُوعَةِ تَكْفِينَا نِصْفُ الْمَرْبُوعَةِ نَحْنُ إِلَى التَّخْفِيفِ أَفْقَرُ

730 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ الْهُزَيْلَ هُوَ ابْنُ شُرَحْبِيلَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ §فَأَخَّرَ الظُّهْرَ وَعَجَّلَ الْعَصْرَ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا وَأَخَّرَ الْمَغْرِبَ وَعَجَّلَ الْعِشَاءَ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا لَمْ يَقُلْ شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَرُويَ أَنَّ ابْنَ أَبِي لَيْلَى وَصَلَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا عِيسَى عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي قَيْسٍ الْأَوْدِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْمَعُ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ فِي السَّفَرِ

731 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ §شَهِدْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ

732 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ بَكْرٍ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ قَالَ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ كَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ إِنَّ §جَمْعًا بَيْنَ صَلَاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ مِنَ الْكَبَائِرِ هَذَا مَوْقُوفٌ متقطع بَيْنَ بَكْرٍ وَأَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ

733 - إِسْحَاقُ قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ أَحَدَّثَكُمْ سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ §كَانَتِ الصَّلَاةُ فُرِضَتْ سَجْدَتَيْنِ ... سَجْدَتَيْنِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ فَكَانُوا يُصَلُّونَ بَعْدَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَ الْعَصْرِ رَكْعَتَيْنِ فَكُتِبَ عَلَيْهِمُ الظُّهْرَ أَرْبَعًا وَالْعَصْرَ أَرْبَعًا فَتَرَكُوا ذَاكَ حِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ وَأُقِرَّتِ صَلَاةُ السَّفَرِ وَكَانَتِ الْحَضَرُ / أَرْبَعًا فَأَقَرَّ بِهِ قال نَعَمْ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ

734 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعُقَيْلِيِّ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ §مَنْ صَلَّى فِي السَّفَرِ أَرْبَعًا كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِي الْحَضَرِ رَكْعَتَيْنِ هَذَا مَوْقُوفٌ ضَعِيفٌ

735 -[1] حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ / الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَسَافَرَ فَرْسَخًا قَصَرَ الصَّلَاةَ [2 [وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا أَبُو هَارُونَ بِهِ [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ بِهِ

[4] وَقَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ بِهِ وَلَفْظُهُ §خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ إِذَا جَاوَزَ فَرْسَخًا قَصَرَ الصَّلَاةَ أَبُو هَارُونَ ضَعِيفٌ

736 - وَقَالَ عَبْدٌ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَنْبَأَنَا مَعْمَرُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ قَالَ سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهما عَنِ الصرة فِي السَّفَرِ فَقَالَ §رَكْعَتَيْنِ ... ركعتان مَنْ خَالَفَ السُّنَّةَ كَفَرَ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ

737 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ عَنْ سَوَّارِ بْنِ شَبِيبٍ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَنْ §الصَّلَاةِ فِي السَّفَرِ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ

738 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّهُ §كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْغَابَةِ فَلَا يُفْطِرُ وَلَا يَقْصُرُ

739 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَقْصُرُ إِلَى عَرَفَةَ قَالَ §لَا تُقْصَرُ الصَّلَاةُ إِلَّا مَسِيرَةَ الْيَوْمِ التَّامِّ

740 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ قَالَ كُنَّا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فِي سَفَرٍ فَغَابَتِ الشَّمْسُ فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ الصَّلَاةَ فَقَالَ §إِنَّا قَوْمٌ سَفْرٌ ثُمَّ سَارَ حَتَّى أَتَى مَرَّ الظَّهْرَانِ فَنَزَلَ وَإِنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حَيْثُ قِيلَ لَهُ الصَّلَاةَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ فَرْسَخَيْنِ

باب صلاة الخوف

(16 - بَابُ صَلَاةِ الْخَوْفِ)

741 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَمُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا الْمَغْرِبَ ثَلَاثًا

742 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ قَالَ إِنَّ أَبَا مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ بِالدَّارِ مِنْ أَصْبَهَانَ وَمَا كَانَ بِهَا يَوْمَئِذٍ كَبِيرُ خَوْفٍ وَلَكِنْ §أَحَبَّ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ دِينَهُمْ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَهُمْ صَفَّيْنِ طَائِفَةً مَعَهَا السِّلَاحُ مُقْبِلَةً عَلَى عَدُوِّهَا وَطَائِفَةً مِنْ قُدَّامِهِ فَصَلَّى بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً ثُمَّ نَكَصُوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ حَتَّى قَامُوا مَقَامَ الْآخَرِينَ يَتَخَلَّلُونَهُمْ حَتَّى قَامُوا وَرَاءَهُ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى ثُمَّ سَلَّمَ فَقَامَ الَّذِينَ يَلُونَهُ وَالْآخَرُونَ فَصَلُّوا رَكْعَةً ثُمَّ سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَتَمَّتْ لِلْإِمَامِ رَكْعَتَانِ فِي جَمَاعَةٍ وَلِلنَّاسِ رَكْعَةً رَكْعَةً رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا بَيْنَ أَبِي الْعَالِيَةِ وَأَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ

743 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَبْدٍ عن حذيفة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §صَلَاةُ الْخَوْفِ رَكْعَتَانِ وَأَرْبَعُ سَجَدَاتٍ وَإِنْ أَعْجَلَهُ أَمْرٌ فَقَدْ حَلَّ الْقِتَالُ وَالْكَلَامُ

باب صلاة الكسوف

(17 - بَابُ صَلَاةِ الْكُسُوفِ)

744 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ هُوَ ابْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قال حدثني فلاة وفلان عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ §الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ

745 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §صَلُّوا كَأَحْدَثِ صَلَاةٍ صَلَّيْتُمُوهَا مِنَ الْمَكْتُوبَةِ

746 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ §صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْكُسُوفِ فَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ فِيهَا حَرْفًا

باب صلاة الاستسقاء

(18 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ)

747 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُصْبِحُ النَّاسُ مُجْدِبِينَ فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ تَعَالَى بِرِزْقٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُونَ مُشْرِكِينَ يَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا

748 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ هُوَ الرَّقَاشِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَتَمَطَّرُ فِي أَوَّلِ مَطْرَةٍ فَيَنْزِعُ ثِيَابَهُ إِلَّا الإزارة

749 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا فِطْرٌ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §ثَلَاثٌ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الِاسْتِسْقَاءُ بِالْأَنْوَاءِ وَحَيْفُ السُّلْطَانِ وَتَكْذِيبٌ بِالْقَدَرِ

750 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ حَدَّثَنَا قَيْسٌ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْأَحْنَفِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ فَالْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ §إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ بَرَّأَ هَذِهِ الْجَزِيرَةَ مِنَ الشِّرْكِ وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَنْ تُضِلَّهُمُ النُّجُومُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تُضِلُّهُمُ النُّجُومُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ الْغَيْثُ فَيَقُولُونَ مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَهَّرَ هَذِهِ الْقَرْيَةَ مِنَ الشِّرْكِ إِلَّا أَنْ تُضِلَّهُمُ النُّجُومُ

باب صلاة العيدين

(19 - بَابُ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ)

751 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنِي قُرَّةُ ابن أَبِي الصَّهْبَاءِ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ بَدْرٍ قَالَ خَرَجَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَرَأَى نَاسًا يُصَلُّونَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ شَهِدْنَا نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ §فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يُصَلِّي قَبْلَ الْعِيدِ أَوْ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَنْهَى أَنْ يُصَلُّوا قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ فَقَالَ لَا أُرِيدُ أن أنهى عبد إِذَا صَلَّى وَلَكِنْ نُحَدِّثُهُمْ بِمَا شَهِدْنَا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ كَمَا قَالَ قُلْتُ ورَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ النُّعْمَانِ -[131]- الْجُعْفِيِّ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سَعِيدٍ الْجُعْفِيَّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ سَرِيعٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ بِهِ

752 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حاطب قال: §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي الْعِيدَ مَاشِيًا

وَزَادَ فِيهِ غَيْرُهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي الْعِيدَ مَاشِيًا يَرْجِعُ فِي طَرِيقٍ وَيَأْخُذُ فِي أُخْرَى هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ مِنْ أَجْلِ خَالِدٍ لَهُ شَاهِدٌ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ

753 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قُلْتُ لِنَافِعٍ كَيْفَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما §يصلي يَوْمَ الْعِيدِ قَالَ كَانَ يَشْهَدُ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ الْإِمَامِ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى بَيْتِهِ فَيَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ وَيَلْبَسُ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ وَيَتَطَيَّبُ بِأَحْسَنِ مَا عِنْدَهُ ثُمَّ يَخْرُجُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَيَجْلِسَ فِيهِ حَتَّى يَجِيءَ الْإِمَامُ فَإِذَا جَاءَ الْإِمَامُ صَلَّى مَعَهُ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَدْخُلُ مَسْجِدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَأْتِي بَيْتَهُ

754 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يُحَدِّثُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا يَوْمَ النَّفْرِ §كَانَ يُكَبِّرُ وَيَأْمُرُ مَنْ حَوْلَهُ أَنْ يُكَبِّرُوا عَمَلًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ}

755 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ حَدَّثَنِي نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا §كَانَ يَغْدُو إِلَى الْعِيدِ مِنَ الْمَسْجِدِ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى وَيُكَبِّرُ حَتَّى يَأْتِيَ الْإِمَامُ

756 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ حَنَشٍ قَالَ قِيلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ إِنَّ نَاسًا لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهُمْ مَنْ بِهِ عِلَّةٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْعُدُ عَلَيْهِ الْمَسْجِدُ فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عنه §صلوا ها هنا وَفِي الْمَسْجِدِ وَصَلُّوا أَرْبَعًا رَكْعَتَيْنِ لِلسُّنَّةِ وَرَكْعَتَيْنِ لِلْخُرُوجِ

757 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ الْحَكَمِ بْنِ فَرُّوخَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّهُ §كَانَ يُكَبِّرُ مِنْ غَدَاةِ عَرَفَةَ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَكَانَ لَا يُكَبِّرُ فِي الْمَغْرِبِ وَكَانَ تَكْبِيرُهُ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ اللَّهُ أَكْبَرُ أَوْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا

758 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَلْبَسُ بُرْدَهُ الْأَحْمَرَ فِي الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَةِ

759 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ §لَمْ يَكُنِ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا يَطْعَمُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَرْجِعَ مِنَ الْمُصَلَّى

760 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ قَسَمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا قَبْلَ أن يغدوا إِلَى الْعِيدِ وَقَالَ §كُلُوا قَبْلَ أَنْ تَغْدُوا فَقَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي قَارِظٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُهُ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَقِيلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ نَحْوَهُ

761 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ إِنَّ §أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا كَانَا يُصَلِّيَانِ الْعِيدَ قَبْلَ الْخُطْبَةِ

762 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ؛ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ أَنَّهُ §رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي يَوْمَ الْفِطْرِ بَيْنَ الْحَجَرَيْنِ قَالَ أبو إسحاق حي يُبَاعُ الطَّعَامُ

763 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ كَانَتِ §الصَّلَاةُ فِي الْعِيدَيْنِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ

764 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنَا عَطَاءٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ §التَّكْبِيرُ فِي الْفِطْرِ تَكْبِيرَةً وَاحِدَةً تُفْتَتَحُ بِهَا الصَّلَاةُ ثُمَّ يُكَبِّرُ خَمْسًا ثُمَّ يَقْرَأُ ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَرْكَعُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُكَبِّرُ خَمْسًا ثُمَّ يَقْرَأُ ثُمَّ يُكَبِّرُ فَيَرْكَعُ -[168]- وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ أبي عَبَّاسٍ -[170]- وَيَزِيدَ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا نَحْوَهُ

765 - قَالَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يُكَبِّرُ فِي الْعِيدِ سَبْعَ تَكْبِيرَاتٍ فِي الْأُولَى وَخَمْسًا فِي الْآخِرَةِ

766 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ وَعِنْدَهُ شَيْخٌ فَذَكَرْنَا مَا يُقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ فَقَالَ الشَّيْخُ صَحِبْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ إِلَى الزَّاوِيَةِ يَوْمَ عِيدٍ فَإِذَا مَوْلًى لَهُمْ يُصَلِّي بِهِمْ فَقَرَأَ {سَبَّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {والليل إذا يفشى} قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْهُ لَقَدْ §قَرَأَ بِالسُّورَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَرَأَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

767 - حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَمِّهِ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَوْمَ الْعِيدِ فَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا فَلَمَّا صَلَّيْنَا رَأَى النَّاسَ عُنُقًا وَاحِدًا يَنْطَلِقُونَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَالَ إِنَّ §هَذَا لَبِدْعَةٌ وَتَرْكُ السُّنَّةِ

768 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ إِنَّ مَيْسَرَةَ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الْإِمَامِ يَوْمَ الْعِيدِ فَقُلْتُ §أَلَيْسَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ يَكْرَهُ الصَّلَاةَ قَبْلَهَا قَالَ بَلَى

769 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ قَالَ رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَالْحَسَنَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا §يُصَلِّيَانِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ خُرُوجِ الْإِمَامِ قَالَ وَرَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ جَاءَ فَجَلَسَ وَلَمْ يُصَلِّ

كتاب الجنائز

(9 - كِتَابُ الْجَنَائِزِ)

باب أحوال المحتضر

(1 - بَابُ أَحْوَالِ الْمُحْتَضِرِ)

770 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ أَوْصَى §إِذَا حُضِرْتُ فَأَجْلِسُوا عِنْدِي مَنْ يُلَقِّنُنِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى حُفْرَتِي وَلَا تَنْعُونِي إِلَى النَّاسِ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ نَعْيًا كَنَعْيِ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْقُوفٌ عَلَى عَلْقَمَةَ صَحِيحٌ

771 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ كَئِيبٌ فَقَالَ مَا لِي أَرَاكَ كَئِيبًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لِيَ الْبَارِحَةَ فُلَانٍ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَهَلَّا لَقَّنْتَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ قَالَ أَبُو بكر رضي لله عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ هِيَ لِلْأَحْيَاءِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ أَهْدَمُ لِذُنُوبِهِمْ هِيَ أَهْدَمُ لِذُنُوبِهِمْ

772 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ حَدَّثَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ مَرِضَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَقَالَ أَجْلِسُونِي فَأَجْلَسُوهُ فَقَالَ كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ هَدَمَتْ مَا كَانَ قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا فَلَقِّنُوهَا مَوْتَاكُمْ قَالُوا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَكَيْفَ هِيَ لِلْأَحْيَاءِ قَالَ أَهْدَمُ وَأَهْدَمُ

773 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ §دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَرَأَيْتُ بِهِ الْمَوْتَ فَقُلْتُ هَيج هَيج (مَنْ لَا يَزَالُ دَمْعُهُ مُصَنَّعًا ... فَإِنَّهُ فِي مَرَّةٍ مَدْفُوقُ) فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ لَا تَقُولِي ذَلِكَ وَلَكِنْ قُولِي {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}

774 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَعِيدٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ عَنِ ابْنِ سَابِطٍ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَابِطٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَحَدَّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمْ أَعَاجِيبُ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ خَرَجَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَتَوْا مَقْبَرَةً مِنْ مَقَابِرِهِمْ فَقَالُوا لَوْ صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ وَدَعَوْنَا اللَّهَ تَعَالَى يُخْرِجُ إِلَيْنَا بَعْضَ الْأَمْوَاتِ يُخْبِرُنَا عَنِ الْمَوْتِ قَالَ فَفَعَلُوا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَ أَطْلَعَ رَجُلٌ رَأْسَهُ مِنْ قَبْرِ حَبَشِيٍّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ مَا أَرَدْتُمْ إِلَيَّ فَوَاللَّهِ لَقَدْ مُتُّ مُنْذُ مِائَةِ سَنَةٍ فَمَا سَكَنَتْ عَنِّي حَرَارَةُ الْمَوْتِ حَتَّى كَانَ الْآنَ فادعوا الله تعالى أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ رَوَاهُ عَبْدٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ

774 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ رَبِيعِ بْنِ حَسَّانَ الْجُعْفِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِمُ الْأَعَاجِيبُ

قَالَ وَحَدَّثَنَا جَابِرٌ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَنَّ §قَوْمًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجُوا يَمْشُونَ فِي الْأَرْضِ وَيُفَكِّرُونَ فِيهَا فَمَرُّوا بِمَقْبَرَةٍ فَذَكَرَهُ وَفِيهِ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ أَسْوَدُ أَوْ حَبَشِيٌّ أَحَدُهُمَا وَفِيهِ ما أردتم إليه لَقَدْ رَكَنْتُمْ مِنِّي أَمْرًا عَظِيمًا وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتُ طَعْمَ الْمَوْتِ وَحَرَارَتَهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ عَامًا فَوَافَقَتْ دَعْوَتُكُمْ سُكُونَهُ عَنِّي فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ فَدَعَوْا فَأَعَادَهُ كَمَا كَانَ

775 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ عَنْ سَلْمِ بْنِ عَطِيَّةَ الْفُقَيْمِيِّ قَالَ عَادَ سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْهُ مَرِيضًا فَرَآهُ قَدِ اشْتَدَّ فِي نَزْعِهِ فَقَالَ §يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ارْفُقْ بِهِ فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ فَقَالَ الرَّجُلُ إِنَّهُ يَقُولُ إِنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ

776 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ وَمَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ إِلَّا وَكُلُّ عِرْقٍ مِنْهُ يَأْلَمُ عَلَى حِدَةٍ قَالَ الْحَارِثُ أَحْسِبُهُ قَالَ وَبَشَّرُهُ بِالْجَنَّةِ فَإِنَّ الْكَرْبَ عَظِيمٌ وَالْهَوْلَ شَدِيدٌ وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ عَدُوُّ اللَّهِ مِنْهُ تِلْكَ السَّاعَةَ

777 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا حُسَامٌ هُوَ ابْنُ مِصَكٍّ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ غَزَا خُرَاسَانَ فَأَقَامَ سَنَتَيْنِ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَلَا يُجَمِّعُ فَحَضَرَتِ ابْنَ عَمٍّ لَهُ الْوَفَاةُ فَذَهَبَ يَعُودُهُ فَقَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَلَهُ ذُنُوبٌ يُكَافَأُ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَبْقَى عَلَيْهِ بَقِيَّةٌ يُشَدَّدُ بِهَا عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَلَا أُحِبُّ مَوْتًا كَمَوْتِ الْحِمَارِ يَعْنِي الْفَجْأَةَ

778 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ إِنَّ §مَوْتَ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ

779 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ يُونُسَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ §مَوْتُ الْمُؤْمِنِ عَرَقُ الْجَبِينِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ تَبْقَى عَلَيْهِ خَطَايَا مِنْ خَطَايَاهُ يُجَازَى بِهَا عِنْدَ الْمَوْتِ فَيَعْرَقُ مِنْ ذَلِكَ جَبِينُهُ وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ مِثْلَهُ

780 - وَقَالَ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ العطار حدثنا حداد بْنُ نُصَيْرٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُطَيَّبٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَوْتُ الْمُؤْمِنِ بِعَرَقِ الْجَبِينِ

781 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ بِهِ

782 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا مِنْ مَيِّتٍ يَمُوتُ وَيُقْرَأُ عِنْدَهُ يس إِلَّا هَوَّنَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ

باب الأمر بالصبر

(2 - بَابُ الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ)

783 - وقال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امرأة بالبقيع جائمة عَلَى قَبْرٍ تَبْكِي فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَمَةَ اللَّهِ اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي فَقَالَتْ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي أَنَا الْحَزْنَى الثَّكْلَى فَقَالَ يَا أَمَةَ اللَّهِ اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي فَقَالَتْ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَدْ سَمِعْتُ فَانْصَرِفْ عَنِّي قَالَ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبَعَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَوَقَفَ عَلَى الْمَرْأَةِ فَقَالَ لَهَا مَا قَالَ لَكِ الرَّجُلُ الذَّاهِبُ قَالَتْ قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا قَالَ فَهَلْ عَرَفْتِيهِ قَالَتْ لا قال فذلك رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَثَبَتْ مُسْرِعَةً وَهِيَ تَقُولُ أَنَا أَصْبِرُ أَنَا أَصْبِرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ فَإِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَقَالٌ فَإِنَّ لِلْأَصْلِ شَاهِدًا قَوِيًّا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ

باب ثواب من مات له ولد

(3 - بَابُ ثَوَابِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ)

784 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ شَيْبَةَ الْقُرَشِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنِ احْتَسَبَ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ

785 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا مِنْ مُؤْمِنَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلَّا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا

786 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ §مَنْ قَدَّمَ مِنْ وَلَدِهِ ثَلَاثَةً صَابِرًا مُحْتَسِبًا حَجَبُوهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ النَّارِ هَذَا مَوْقُوفٌ حَسَنٌ

787 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ §مَا الرَّقُوبُ فِيكُمْ قَالُوا الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ قَالَ لَيْسَ ذَاكُمْ بِالرَّقُوبِ الرَّقُوبُ الَّذِي يَقْدِمُ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يُقَدِّمْ أَحَدًا مِنْ وَلَدِهِ هَذَا مُرْسَلٌ قَوِيٌّ -[232]- 788 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا رُشَيْدٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَجْلِسٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَقَالَ يَا بَنِي سَلَمَةَ مَا الرَّقُوبُ فَذَكَرَ مِثْلَهُ

789 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ الْمَكِّيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ رَضِيَ الله عَنْهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تُطْبَخُ حَيْسًا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ كَانُوا لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاثْنَانِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ قُلْتُ وَاثْنَانِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٌ ثُمَّ سَكَتَ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ اثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا -[235]- وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ فَذَكَرَ مِثْلَهُ مُخْتَصَرًا

790 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فيكم قالوا ذالذي لَا وَلَدَ لَهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا بَلِ الَّذِي لَا فَرَطَ بِهِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا وَحَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ بِهِ

791 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا مَرِيضٌ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَشْفِيَ ابْنِي هَذَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §هَلْ لَكِ فَرَطٌ قَالَتْ بَلْ فِي الْإِسْلَامِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ فَإِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَقَالٌ لَكِنْ جَاءَ مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ

792 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدِ §اسَّتَجَنَّ جُنَّةً حَصِينَةً مَنْ سَلَفَ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَوْلَادِ فِي الْإِسْلَامِ

793 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثنا بَشِيرُ بْنُ المهاجر عن أبي بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَهَّدُ الْأَنْصَارَ وَيَعُودُهُمْ وَيَسْأَلُ عَنْهُمْ فَبَلَغَنَا أَنَّ امْرَأَةً مِنَ النصار مَاتَ لَهَا ابْنٌ فَجَزِعَتْ عَلَيْهِ فَأَتَاهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهَا بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَالصَّبْرِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ رَقُوبَةٌ لَا أَلِدُ وَلَمْ يَكُنْ لِي وَلَدٌ غَيْرَهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّقُوبُ الَّتِي يَبْقَى وَلَدُهَا ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ وَلَا مُسْلِمَةٍ يَمُوتُ لَهَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ إِلَّا يُدْخِلُهُمَا الْجَنَّةَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وثنان قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاثْنَانِ

794 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُجَالِسُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ خُمَاسِيٌّ فَمَاتَ فَجَزِعَ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَسُرُّكَ أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ يَدْعُوكَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ كَمَا أَقُولُ لَكَ

باب الموت يوم الجمعة

(4 - بَابُ الْمَوْتِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ)

795 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا أبو معك إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ وَاقِدِ بْنِ سَلَامَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قال قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وُقِيَ عَذَابَ الْقَبْرِ

باب غسل الميت

(5 - بَابُ غُسْلِ الْمَيِّتِ)

796 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثنا الْمُعْتَمِرُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيِّ عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا وَكَتَمَ عَلَيْهِ طَهَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ ذُنُوبِهِ فَإِنْ كَفَّنَهُ كَسَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ السُّنْدُسِ

797 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَنِ الْغُسْلِ مِنْ غُسْلِ الْمَيِّتِ فَقَالَ §لَقَدْ نَجَّسْتُمْ صَاحِبَكُمْ إِذًا

وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ §يَكْفِي مِنْهُ الْوُضُوءُ

798 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ كَانَ الْحَسَنُ §لَا يَرَى عَلَى الَّذِي يُغَسِّلُ الْمَيِّتَ غُسْلًا

799 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ §وَمَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا وَأَدَّى الْأَمَانَةَ فِيهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَرُفِعَ لَهُ بِهَا مِائَةُ دَرَجَةٍ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ وَكَيْفَ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ فِيهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُ عَوْرَتَهُ وَيَكْتُمُ شَيْنَهُ فَإِنْ هُوَ لَمْ يَكْتُمْ شَيْنَهُ وَلَمْ يَسْتُرْ عَوْرَتَهُ أَبْدَى اللَّهُ تَعَالَى عورته على رؤوس الْخَلَائِقِ

800 - وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثنا هِشَامٌ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ §إِذَا مُتُّ فاغسلوني وَكَفِّنُونِي وَحَنِّطُونِي وَأَجْمِرُونِي وَلَا تَذُرُّوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلَا تَتْبَعُونِي بِمِجْمَرٍ

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مَعْمَرٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ أَنَّهَا §أَمَرَتْ أَنْ تُبَخَّرَ ثِيَابُهَا عَلَى مُجْمَرَةٍ وَلَا تُتْبَعَ بِمُجْمَرٍ وَأَوْصَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ لَا تَجْعَلُوا عَلَى نَعْشِي حَنُوطًا

باب الكفن

(6 - بَابُ الْكَفَنِ)

801 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خَيْرُ الْكَفَنِ الْحُلَّةُ مُرْسَلٌ

802 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ كُفِّنَ حَمْزَةُ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي نَمِرَةٍ إِذَا خُمِّرَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ وَإِذَا خُمِّرَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا

803 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ الشَّاذَكُونِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَنِ الْفَضْلِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ

804 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أُهْبَانَ بْنِ صَيْفِيٍّ قَالَتْ جِئْتُ حِينَ حَضَرَ أَبِي الوفاة فقال §لا تكفنونني فِي قَمِيصٍ مخيط قالوا لابد فَأَرْسَلْتُ إِلَى الْقَصَّارِ وَلِأَبِي قَمِيصٌ فِي الْقِصَارَةِ فَأُتِيَ بِهِ فَأُلْبِسَ وَذُهِبَ بِهِ فَأَغْلَقْتُ بَابِي وَاتَّبَعْتُهُ وَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَوَجَدْتُ الْقَمِيصَ فِي الْبَيْتِ فَأَرْسَلْتُ إِلَى الَّذِينَ غَسَّلُوا أَبِي فَقُلْتُ كَفَّنْتُمُوهُ فِي قَمِيصِهِ قَالُوا نَعَمْ قُلْتُ هُوَ هَذَا قَالُوا نَعَمْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مُخْتَصَرًا وَلَفْظُهُ عَنِ ابْنَةِ أُهْبَانَ أَنَّ أَبَاهَا أَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُكَفِّنُوهُ وَلَا يُلْبِسُوهُ قَمِيصًا قَالَتْ فَأَصْبَحْنَا وَالْقَمِيصُ عَلَى الْمِشْجَبِ

باب المشي مع الجنازة والقيام معها إلى أن تدفن

(7 - بَابُ الْمَشْي مَعَ الْجَنَازَةِ وَالْقِيَامِ مَعَهَا إِلَى أَنْ تُدْفَنَ)

805 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ حَدَّثَنَا مُطَّرِحُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَخْبِرْنَا يَا أَبَا الْحَسَنِ عَنِ الْمَشْيِ مَعَ الْجَنَازَةِ أَيُّ ذَلِكَ أَفْضَلُ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ وَاللَّهِ إِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَوَاللَّهِ مَا جَلَسْتُ مُنْذُ شَهِدْتُ جَنَازَةً شَهِدَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا فَقَالَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُمَا إِنَّ خِيَارَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ -[270]- رَضِيَ الله عَنْهُمَا ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمَ الْخَيِّرَ أَيْنَ هُوَ وَلَئِنْ كُنْتَ رَأَيْتَهُمَا فَعَلَا ذَلِكَ لَقَدْ فَعَلَا وَهُمَا يَعْلَمَانِ أَنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى المشي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ كَمَا نَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ لَيْلَةً وَلَكِنَّهُمَا أَحَبَّا أَنْ يَنْبَسِطَ النَّاسُ وَكَرِهَا أَنَّ يَتَضَايَقُوا وَقَدْ عَلِمَا أَنَّهُمَا يُقْتَدَى بِهِمَا قَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَخْبِرْنِي عَنْ حَمْلِ الْجَنَازَةِ أَوَاجِبٌ عَلَى مَنْ شَهِدَهَا قَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ لَا وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ مَنْ شَاءَ أَخَذَ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ فَإِذَا كُنْتَ مَعَ جَنَازَةٍ فَقَدِّمْهَا بَيْنَ يَدَيْكَ وَاجْعَلْهَا نُصْبًا بَيْنَ عَيْنَيْكَ فَإِنَّمَا هِيَ مَوْعِظَةٌ وَتَذْكِرَةٌ وَعِبْرَةٌ فَإِنْ بَدَا لَكَ أَنْ تَحْمِلَهَا فَانْظُرْ مُؤَخِّرَ السَّرِيرِ الْأَيْسَرِ فَاجْعَلْهُ عَلَى مَنْكِبِكَ الْأَيْمَنِ فَإِذَا انْتَهَيْتَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ فَقُمْ وَلَا تَقْعُدْ فَإِنَّكَ تَرَى أَمْرًا عَظِيمًا وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §أَخُوكَ أَخُوكَ كَانَ يُنَافِسُكَ فِي الدُّنْيَا -[271]- وَيُشَاحُّكَ فِيهَا فَضَايَقَ فِي سُهُولَةِ الْأَرْضِ قُصُورًا أُدْخِلَ فِي قَبْرٍ تَحْتَ جَوْفِ قَبْرٍ مُحَرَّفٍ عَلَى جَنْبِهِ فَقُمْ وَلَا تَقْعُدْ حَتَّى تَشُنَّ عَلَيْهِ التُّرَابَ شَنًّا فَإِنْ لَمْ يَدَعْكَ النَّاسُ وَلَيْسُوا بِتَارِكِيكَ وَقَالُوا مَا هَذَا وَاللَّهِ بشَيْءٍ فَقُمْ وَلَا تَقْعُدْ حَتَّى يُدَلَّى فِي حُفْرَتِهِ وَإِنْ قَاتَلُوكَ قِتَالًا قُلْتُ هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ

806 - أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ إِنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ عَادَ حَسَنًا وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُمُ الْحَدِيثَ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو مَا تَقُولُ فِي الْمَشْيِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ فَقَالَ §فَضْلُ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ قَالَ فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ الله عَنما يَمْشِيَانِ أمامهما فَقَالَ إِنَّهُمَا كَرِهَا أَنْ يُحْرِجَا النَّاسَ رَوَى أَحْمَدُ مِنْهُ قِصَّةَ الْعِيَادَةِ فَقَطْ دُونَ مَا فِي آخِرِهِ

807 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ الله عَنْهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ورسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ وَافَقَ صِيَامَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَعَادَ مَرِيضًا وَشَهِدَ جَنَازَةً وَأَعْتَقَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ تَابَعَهُ حَيْوَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي عَمْرٍو الْخَوْلَانِيِّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ

808 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §أَوَّلَ مَا يُجَازَى بِهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ يُغْفَرَ لِجَمِيعِ مَنْ تَبِعَ جَنَازَتَهُ

809 - وَقَالَ عَبْدٌ أَيْضًا حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ نُعْمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سبيل الله عزل وَجَلَّ وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ وَمَنْ شَهِدَ جَنَازَةَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ

810 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ الْبَصْرِيُّ عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ عَنْ حُمَيْدٍ الْخَرَّاطِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ وَمَنْ مَشَى مَعَهَا حَتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيرَاطَانِ

811 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا أبوعبيدة عَنْ مُحْتَسِبٍ عَنْ يَزِيدَ القاشي عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْوَانَ الْأُسَيْدِيُّ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنه رفعه §مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ جَنَازَةَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ مِنَ الْأَجْرِ فَإِنْ قَعَدَ حَتَّى صَلُّوا عَلَيْهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ مِنَ الجر كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ

812 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ عُمَارَةَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَأَخَذَ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ الْأَرْبَعِ غَفَرَ لَهُ أَرْبَعِينَ ذَنْبًا كُلُّهَا كَبِيرَةٌ ضَعِيفٌ

813 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حدثنا أبي حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْهُ في جنازة عن الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُ §قَائِمًا بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْمُتَقَدِّمَيْنِ وَاضِعًا السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلِهِ

814 - حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ حَدَّثَنَا اللَيْثٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ الصَّمْتَ عِنْدَ ثَلَاثٍ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَعِنْدَ الزَّحْفِ وَعِنْدَ الْجَنَازَةِ

815 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدٌ مَوْلَى السَّائِبِ أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ §يَمْشِيَانِ أَمَامَ الجناة بِأَعْلَى مَكَّةَ يَتَقَدَّمَانِ فَيَجْلِسَانِ فَإِذَا جَازَتْ بِهِمَا قَامَا

816 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَوْصَى أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ §إِذَا أَنَا مُتُّ فَلَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا وَلَا تَتْبَعُونِي بِنَارٍ وَأَسْرِعُوا بِي

817 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَرَانَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ فَرَأَى نِسْوَةً فقال أتحملنه فلن لَا قَالَ أَتُدْلِيَنَّهُ قُلْنَ لَا قَالَ §فَارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ

818 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَتَّى يَرْجِعَ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحْوُ مِائَةِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفْعُ مِائَةِ أَلْفِ دَرَجَةٍ فَإِنْ صَلَّى عَلَيْهَا وُكِّلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ وَإِنْ شَهِدَ دفنا اسْتَغْفَرُوا لَهُ حَتَّى يُبْعَثَ مِنْ قَبْرِهِ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

باب القيام للجنازة

(8 - بَابُ الْقِيَامِ لِلْجَنَازَةِ)

819 - قَالَ عَبْدٌ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ §كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا إِذَا رَأَى جَنَازَةً قَامَ حَتَّى تُجَاوِزَهُ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا إِذَا خَرَجَ فِي جَنَازَةٍ وَلَّى ظَهْرَهُ إِلَى الْمَقَابِرِ إسناد صَحِيحٌ وَهُوَ مَوْقُوفٌ

باب تقديم الإمام في الصلاة على الجنازة

(9 - بَابُ تَقْدِيمِ الْإِمَامِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ)

820 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا بَكْرٌ حَدَّثَنَا عِيسَى عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِكُمْ أَحَدٌ غَيْرِي مَا دُمْتُ فِيكُمْ

باب ما ينهى عنه أن يتبع الجنازة

(10 - بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ أَنْ يَتْبَعَ الْجَنَازَةَ)

821 - قَالَ أَبُو يَعْلَى قُرِئَ عَلَى بِشْرٍ هُوَ ابْنُ الْوَلِيدِ أَخْبَرَكُمْ أَبُو يُوسُفَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَرَّرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ §نَهَى أَنْ يَتْبَعَ الْمَيِّتَ صَوْتٌ أَوْ نَارٌ

باب الدفن

(11 - بَابُ الدَّفْنِ)

822 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي يُونُسَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ كَانَ أَصْلُهُ رُومِيَّا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §كَانَ رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَقُولُ أُوَّهْ ... أُوَّهْ فِي دُعَائِهِ قَالَ فَخَرَجْتُ لَيْلَةً فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْفِنُ ذَلِكَ الرَّجُلَ لَيْلًا عَلَى مِصْبَاحٍ

823 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ آخَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حضرنا مَيِّتًا يُدْفَنُ فَقَالَ §لَا تُثْقِلُوا صَاحِبَكُمْ قَالَ سُفْيَانُ يَعْنِي أَنْ لَا يُزَادَ عَلَى تُرَابِ الْحُفْرَةِ وَرُبَّمَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ خَفِّفُوا عَنْ صَاحِبِكُمْ قَالَ سُفْيَانُ يَعْنِي مِنْ تُرَابِ الْقَبْرِ

824 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَنْبَأَنَا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ أَوْصَانِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §إِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي فَأَفِضْ بِخَدِّي إِلَى الْأَرْضِ حَتَّى لَا يَكُونَ بَيْنَ جِلْدِي وَبَيْنَ الْأَرْضِ شَيْءٌ

825 - وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ حَدَّثَنَا هَارُونُ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَبْدِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ §لَمَّا وَقَعَ طَاعُونُ الْجَارِفِ احْتَفَرَ بَشِيرُ بْنُ كَعْبٍ لِنَفْسِهِ قَبْرًا فَقَرَأَ فِيهِ الْقُرْآنَ حَتَّى خَتَمَهُ فَلَمَّا مَاتَ رَضِيَ الله عَنْهُ دُفِنَ فِيهِ

826 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ هُوَ ابْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ إِنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ §وَادْفِنُونِي حَيْثُ لَا يَرَانِي بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ فَإِنِّي كُنْتُ أُغَادِرُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ إِنَّهُ أَوْصَى فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ §وَادْفِنُونِي فِي مَكَانٍ لَا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ هَنَّاتٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَخَافُ أَنْ يُدْخِلُوهَا عَلَيْكُمْ فِي الْإِسْلَامِ فَيَعِيبُوا عَلَيْكُمْ دِينَكُمْ

728 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصَمِّ عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ §لَمَّا مَاتَتْ مَيْمُونَةُ رَضِيَ الله عَنْهُ وَهِيَ خَالَتُهُ أَخَذْتُ رِدَائِي فَبَسَطْتُهُ فِي لَحْدِهَا فَأَخَذَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَرَمَى بِهِ

828 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا قَيْسٌ وَشَرِيكٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ زَاذَانَ عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §أَلْحِدُوا وَلَا تَشُقُّوا

829 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ قَالَ كَانَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْهُ إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي الْقَبْرِ قَالَ §اللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ وَوَسِّعْ عَلَيْهِ حُفْرَتَهُ

830 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا أَبُو جَلَّاسٍ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ الشماخ وَكَانَ ابْنُ أَخِي سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ مَاتَ ابْنٌ لِسَمُرَةَ قَدْ سَعَى فَسَمِعَ بُكَاءً فَقَالَ مَا هَذَا الْبُكَاءُ قَالُوا عَلَى فُلَانٍ فَنَهَاهُمْ عَنْ ذلك فدعا طست أَوْ بِعُسٍّ فَغُسِّلَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ كُفِّنَ بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ لِمَوْلًى لَهُ يَا فُلَانُ §اذْهَبْ إِلَى حُفْرَتِهِ فَإِذَا وَضَعْتَهُ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَطْلِقْ عُقَدَ رَأْسِهِ وعُقَدَ رِجْلَيْهِ وَقُلِ اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ

باب دفن الشهيد حيث يقتل

(12 - بَابُ دَفْنِ الشَّهِيدِ حَيْثُ يُقْتَلُ)

831 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَيَّةَ السَّوَائِيِّ قَالَ إِنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَالِمٍ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ أَنْ §يُدْفَنَا حَيْثُ قُتِلَا فَاحْتُمِلَا مِنْ حَيْثُ أُصِيبَا فَوَافَقَهُمْ ذَلِكَ عِنْدَ مَقْبَرَةِ بَنِي هِلَالٍ فَدُفِنَا هُنَالِكَ

باب التعزية

(13 - باب التعزية) 832 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْعَبْسِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَا عزى مؤمن مؤمناً قط بِمُصِيبَةٍ إِلَّا كُسِيَ يَوْمَ القيامة حلة يحبر فِيهَا

باب صنعة الطعام لأهل الميت

(14 - باب صنعة الطعام لأهل الميت) 833 - قال أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الحنف بن قيس قال كنت أسمع عمر رَضِيَ الله عَنْه يقول لا يدخل أحد من قريش في باب إلا دخل معه ناس فلا أدري ما تأويل قوله حتى طعن عمر رَضِيَ الله عَنْه فأمر صهيبا رَضِيَ الله عَنْه أن يصلي بالناس ثلاثا وأمر أن يجعل للناس طعاماً فلما رجعوا من الجنازة جاؤوا وقد وضعت الموائد فأمسك الناس عنها للحزن الذي هم فيه فجاء العباس بن عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْه فقال يا أيها الناس قد مات الحديث وسيأتي إن شاء الله تعالى بتمامه في مناقب عمر رَضِيَ الله عَنْه

834 - وقال أحمد في الزهد حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا الأشجعي عن سفيان قال قال طاوس إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعاً فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام

باب زيارة القبور والأدب في ذلك

(15 - بَابُ زِيَارَةِ الْقُبُورِ وَالْأَدَبِ فِي ذَلِكَ)

835 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنِّي نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ وَقَدْ أَذِنْتُ لَكُمْ فِيهِنَّ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَنْبِذُوا فَانْبِذُوا وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَدَّخِرُوا لَحْمَ الْأَضَاحِيِّ بَعْدَ ثَلَاثٍ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَنَهَيْتُكُمْ أَنْ تَزُورُوا الْقُبُورَ فَزُورُوهَا وَلَا تَقُولُوا هُجْرًا

836 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حُصَيْنٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطَحِ إِذَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَبْشِرًا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَجَلَسَ عِنْدَ قَبْرٍ مِنْهَا، ثُمَّ جَلَسَ إِلَيْنَا كَئِيبًا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ قُمْتَ مِنْ عِنْدِنَا قَبْلُ مُسْتَبْشِرًا، وَرَجَعْتَ وَأَنْتَ كَئِيبٌ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَزُورَ قَبْرَ أُمِّي فَأَذِنَ لِي، أَوْ قَالَ: فَرَخَّصَ لِي، فَذَهَبْتُ لِأَشْفَعَ لَهَا فَمُنِعْتُ "

837 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَرْجِسٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ §لَأَنْ أَجْلِسَ عَلَى جَمْرَةٍ فَتَحْرِقَ مَا دُونَ لَحْمِي حَتَّى تُفْضِي إِلَيَّ أَحَبُّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ عَلَى قَبْرٍ قَالَ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ وَرَأَيْتُ خَارِجَةَ بْنَ زَيْدٍ فِي الْمَقَابِرِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَأَجْلَسَنِي عَلَى قَبْرٍ وَقَالَ إِنَّمَا ذَلِكَ لِمَنْ أَحْدَثَ عَلَيْهِ

838 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ جَلَسَ عَلَى قَبْرٍ يَتَغَوَّطُ أَوْ يَبُولُ فَكَأَنَّمَا جَلَسَ عَلَى جَمْرَةٍ

839 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §نَهَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْعُدَ عَلَى الْقُبُورِ أَوْ يُصَلَّى عَلَيْهَا

باب الدفن في قبر واحد

(16 - بَابُ الدَّفْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ)

840 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ جَمِيلَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَتْ §قُتِلَ أَبِي وَعَمِّي يَوْمَ أُحُدٍ فَدُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ وَلَمْ أَجِدْ مِنْ مِيرَاثِهِمَا شَيْئًا أَخَذَتْهُ الْحُلَفَاءُ قُلْتُ جَابِرٌ ضَعِيفٌ وَقَدْ جَاءَ أَنَّ عَمَّهَا أَخَذَ مَوْجُودَ أَبِيهَا وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنَعَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِسُؤَالِ أُمِّهَا وَأَمَرَهُ أَنْ يُعْطِيَهَا نِصْفَهَا فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا الطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ

باب كراهية موت الفجأة

(17 - بَابُ كَرَاهِيَةِ مَوْتِ الْفُجْأَةِ)

841 - أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا دُرُسْتُ هُوَ ابْنُ زِيَادٍ عَنْ يَزِيدَ هُوَ الرَّقَاشِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ مَاتَ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي كَانَ عِنْدَنَا آنِفًا قَالُوا نَعَمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَأَنَّهَا أَخْذَةٌ عَلَى غَضِبٍ وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ حَدَّثَنَا أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه بِهِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثان إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ حَدَّثنا دُرُسْتُ ابن زِيَادٍ بِهِ

باب فضل من مات على فراشه

(18 - بَابُ فَضْلِ مَنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ)

842 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا المقري حَدَّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ عَنْ يَعْقُوبَ المعارفي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ §اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَضَنُّ بِدَمِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أحدكم بكريمة ما له حَتَّى يَقْبِضَهُ عَلَى فِرَاشِهِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ المقري بِهِ

باب الرخصة في البكاء على الميت

(19 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ)

843 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنِي الْأَشْعَثُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §قَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ رُكْبَتَيْهِ فَدَخَلَ مَلَكٌ فَلَمْ يَجِدْ مَجْلِسًا قَالَ فَأَوْسَعْتُ لَهُ وَأُمُّ سَعْدٍ يَعْنِي ابْنَ مُعَاذٍ تَبْكِيهِ وَهِيَ تَقُولُ [البحر الرجز] (وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا ... بَرَاعَةً وَمَجْدَا) (بَعْدَ أَيَادٍ لَهُ وَمَجْدَا ... يُقَدِّمُ شَبَابَهُ سُدَّا) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ الْبَوَاكِي تَكْذِبُ إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ

844 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قَضِيَّةِ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ §وَمَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ يَا إِبْرَاهِيمُ لَوْلَا أَنَّهُ أَمْرُ حَقٍّ وَوَعْدُ صِدْقٍ وَسَبِيلٌ نَأْتِيهِ وَأَنَّ أُخْرَانَا سَيَلْحَقُ أُولَانَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هَذَا وَإِنَّا بِكَ لمحزونون تَبْكِي الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ وَقَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى بِهِ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ أَصْلَهُ مِنْ طَرِيقِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى وَقَالَ وَفِي الْحَدِيثِ كَلَامٌ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَأَشَارَ إِلَى مَا ذَكَرْتُهُ هُنَا وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى إِلَى قَوْلِهِ إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ حَسْبٌ وَخَالَفَهُمْ أَبُو الْمُغِيرَةِ النظر بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَتَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ فَرَوَيَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُ جَعَلَاهُ مِنْ مُسْنَدِ ابْنِ عَوْفٍ فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَكَأَنَّ جَابِرًا رَضِيَ الله عَنْهُ أَخَذَهُ عَنْهُ -[359]- وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا النَّضْرُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ أَخَذَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْخَلَنِي النَّخْلَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ مُقَطَّعًا -[360]- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى سَيِّئُ الْحِفْظِ وَالِاضْطِرَابُ فِيهِ مِنْهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ -[364]- 845 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي جَوَازِ الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ وَفِي حُكْمِ النَّوْحٍ وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى تَمَامُهُ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ

846 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ §مَا كَانَ مِنْ حُزْنٍ فِي قَلْبٍ أَوْ عَيْنٍ فَإِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ وَمَا كَانَ مِنْ صَوْتٍ أَوْ نَدْبَةٍ فَهُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ

847 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَوَجَدَهُ قَدِ احْتُضِرَ وَنِسَاؤُهُ حَوْلَهُ يَبْكِينَهُ فَذَهَبَ رِجَالٌ يَرْدَعُونَ النِّسَاءَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَعْهُنَّ فَإِذَا وَجَبَتْ فَلَا أَسْمَعَنَّ صَوْتَ نَائِحَةٍ هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنُ الْإِسْنَادِ

848 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ عُمَرَ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ أَنَّهُ اشْتَكَى قَالَ فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَالْحَكَمُ فَتَذَاكَرْنَا الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ فَقَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَيَنْطَلِقُ رَجُلٌ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَيُقْتَلُ فِي قُطْرٍ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ شَهِيدًا فَتَبْكِيهِ امْرَأَةٌ سَفِيهَةٌ جَاهِلَةٌ فَيُعَذَّبُ بِبُكَائِهَا عليه فقال رجل لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ صَدَقَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبطل أو هُرَيْرَةَ -[371]- 848 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زَحْمَوَيْهِ حَدَّثَنَا صَالِحٌ حَدَّثَنَا حَاجِبٌ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ الْحَكَمِ بْنِ الْأَعْرَجِ عَلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَتَذَاكَرُوا الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ فَحَدَّثَنَا بَكْرٌ قال حَدَّثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي بِذَلِكَ فَكَأَنَّ أبا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ.. فَذَكَرَ مِثْلَهُ لَكِنْ قَالَ كَذَبَ بَدَلَ أَبْطَلَ وَكَرَّرَ ذَلِكَ

849 - حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ بْنُ بِلَالٍ عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا لَمَّا تُوُفِّيَ بُكِيَ عَلَيْهِ فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ إِلَى الرِّجَالِ فَقَالَ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ شَأْنِ أُولَاءِ إِنَّهُنَّ حَدِيثَاتُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ §الْمَيِّتَ يُنْضَحُ عَلَيْهِ الْجَمْرُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ

باب إخراج النوائح من البيوت والزجر عن النياحة

(20 - بَابُ إِخْرَاجِ النُّوَّائحِ مِنَ الْبُيُوتِ وَالزَّجْرِ عَنِ النِّيَاحَةِ)

850 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ لَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ بُكِيَ عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ §الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ فَأَبَوْا إِلَّا أَنْ يَبْكُوا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ لِهِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ قُمْ فَأَخْرِجِ النِّسَاءَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا أُحَرِّجُكَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ ادْخُلْ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكَ فَدَخَلَ فَقَالَتْ أَمُخْرِجِي أَنْتَ يَا بُنَيَّ فَقَالَ أَمَّا لَكِ فَقَدْ أَذِنْتُ لَكِ فَجَعَلَ يُخْرِجُهُنَّ امْرَأَةً امْرَأَةً وَهُوَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَضْرِبُهُنَّ بِالدِّرَّةِ فَخَرَجَتْ أُمُّ فَرْوَةَ وَفَرَّقَ بَيْنَهُنَّ أَوْ قَالَ فَرَّقَ بَيْنَ النَّوَائِحِ قُلْتُ الْمَرْفُوعُ مِنْهُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ خَاصَّةً دُونَ بَاقِي الْقِصَّةِ وَالْقَصَّةُ أَشَارَ إِلَيْهَا الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا

851 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى وَنَصَرُ بْنُ عَلِيٍّ فَرَّقَهُمَا قَالَا حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى عَنْ هُشَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ثَلَاثٌ لَا يَزَلْنَ فِي أُمَّتِي حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ النِّيَاحَةُ وَالْأَنْوَاءُ وَالْمُفَاخَرَةُ فِي الْأَنْسَابِ

852 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ قُلْتُ لِلْحَسَنِ كُنَّ نِسَاءُ الْمُهَاجِرِينَ يَصْنَعْنَ مَا يُصْنَعُ الْيَوْمَ قال لَا §هَا هُنَا خَمْشُ وُجُوهٍ وَشَقُّ جُيُوبٍ وَنَتْفُ أَشْعَارٍ وَمَزَامِيرُ شَيْطَانٍ صَوْتَانِ قَبِيحَانِ فَاحِشَانِ عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ {فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} وَجَعَلْتُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ حَقًّا مَعْلُومًا لِلْمُغَنِّيَةِ عِنْدَ هَذِهِ النِّعْمَةِ وَالنَّائِحَةِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ يَمُوتُ الْمَيِّتُ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وَعِنْدَهُ الْأَمَانَةُ وَيُوصِي الْوَصِيَّةَ فتأتي الشَّيْطَانُ أَهْلَهُ فَيَقُولُ وَاللَّهِ لَا تُنْفِذُونَ لَهُ تَرِكَةً وَلَا تَرَدُّونَ لَهُ أَمَانَةً وَلَا تَقْضُونَ دَيْنَهُ وَلَا تُمْضُونَ وَصِيَّتَهُ حَتَّى تبدأوا بِحَقِّي فَيَشْتَرُونَ ثِيَابًا -[384]- جُدَدًا ثُمَّ تُشَقُّ عَمَلًا وَيَجِيئُونَ بِهَا بِيضًا ثُمَّ تُصْبَغُ ثُمَّ يُحَلَّقُ لَهَا سَرَادِقُ فِي دَارِهِ فَيَأْتُونَ بِأَمَةٍ مُسْتَأْجَرَةٍ تَبْكِي بِعَيْنٍ شَجْوَهَا وَتَبْتَغِي عَبْرَتَهَا بِدَرَاهِمِهِمْ وَمَنْ دَعَاهَا بَكَتْ لَهُ بِأَجْرٍ مُعَيَّنٍ تُغْنِي أَحْيَاءَهُمْ فِي دُورِهِمْ وَتُؤْذِي أَمْوَاتَهُمْ فِي قُبُورِهِمْ تَمْنَعُهُمْ أَجْرَهُمْ بِمَا يُعْطُونَهَا مِنْ أَجْرِهَا وَمَا عَسَى أَنْ تَقُولَ النَّائِحَةُ تَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي آمُرُكُمْ بِمَا أنهاكم اللَّهُ عَنْهُ أَلَا إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَكُمْ بِالصَّبِرِ وَأَنَا أَنْهَاكُمْ أَنْ تَصْبِرُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ نَهَاكُمْ عَنِ الْجَزَعِ وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ تْجَزَعُوا فَيُقَالُ اعْرِفُوا لَهَا حَقَّهَا -[385]- فَيُبَرَّدُ لَهَا الشَّرَابُ وَتُكْسَى الثِّيَابُ وَتُحْمَلُ عَلَى الدَّوَابِّ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ مَا كُنْتُ أَحْسِبُنِي أَنْ أَكُونَ فِي أُمَّةٍ هَذَا فِيهِمْ

853 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَيْسَ مِنَّا مَنْ حَلَقَ وَلَا سَلَقَ وَلَا خَرَقَ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ وَحَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ

854 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهما قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §النَّوَائِحُ عَلَيْهِنَّ سَرَابِيلُ مِنْ قَطِرَانٍ

855 - قَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ، ثنا عِيسَى، ثنا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " §أَيُّمَا نَائِحَةٍ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَتُوبَ، أَلْبَسَهَا اللَّهُ سِرْبَالًا مِنْ نَارٍ، وَأَقَامَهَا لِلنَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

856 - قَالَ وَحَدَّثَنَا الرَّهَاوِيُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ كُنْتُ فِي جَنَازَةٍ فَإِذَا فِيهَا مُرَيَّةٌ فَجَعَلَ يَرُدُّهَا فَجَعَلَتْ لَا تُبَالِي فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا يَا مُجَاهِدُ §إِنَّا نُرِيدُ الْأَجْرَ وَهَذِهِ تُرِيدُ الْوِزْرَ

باب الدعاء في الصلاة على الجنازة

(21 - بَابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ)

857 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ إِذَا جِيءَ بِالْمَيِّتِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ اسْتَقْبَلَهُمْ بِوَجْهِهِ قَالَ إِنَّكُمْ جِئْتُمْ شُفَعَاءَ فَاشْفَعُوا لَهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِائَةُ رَجُلٍ أُمَّةٌ §وَلَنْ تَجْتَمِعَ أُمَّةٌ فَيُخْلِصُونَ الدُّعَاءَ لَمَيِّتِهِمْ إِلَّا وَهَبَ اللَّهُ لَهُمْ ذُنُوبَهُ وَغَفَرَ لَهُمْ هَذَا حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ لِأَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ

858 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ قَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةٍ فَكَبَّرَ ثُمَّ افْتَتَحَ أُمَّ الْقُرْآنِ رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ ثُمَّ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَبَّرَ فَأْخَلَصَ لِلْمَيِّتِ الدُّعَاءَ ثم كبر ودعى لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي وَاللَّهِ §مَا رَفَعْتُ صَوْتِي بِالْقِرَاءَةِ إلا لتعلموا أنا سُنَّةٌ قُلْتُ قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ وقولها إِنَّهَا سُنَّةٌ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ

859 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ هِلَالٍ أَبُو النَضْرٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ §اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وصَلِّ عَلَيْهِ وَأْوَرِدْهُ حَوْضَ رَسُولِكَ عَاصِمٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِ

860 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْعَمِّيُّ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا وَرَبُّهُ خَلَقْتَهُ وَرَزَقْتَهُ أَحْيَيْتَهُ وَكَفَيْتَهُ اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ وَلَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ

861 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ -[405]- 862 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ أَنْبَأَنَا خَالِدٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ §إِذَا صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ قَالَ اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَدِيثَ إسناد صَحِيحٌ وَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنْ أَبِي يَعْلَى لَكِنْ لَهُ عِلَّةٌ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا مَوْقُوفًا

باب فضل الصلاة على الجنازة وحضور الدفن وحث التراب وحفر القبر

(22 - بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ وحضور الدفن وحثّ التُّرَابِ وَحَفْرِ الْقَبْرِ)

863 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنْ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ §وَمَنْ صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ صَلَّى عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ وَغُفِرَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَإِنْ أَقَامَ حَتَّى يدفن وحتى عَلَيْهِ التُّرَابَ انْقَلَبَ وَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ قِيرَاطٌ مِنَ الْأَجْرِ وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ وَمَنْ حَفَرَ قَبْرًا لِمُسْلِمٍ حَرَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّارِ وَبَوَّأَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ لَوْ وُضِعَ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْحَبَشَةِ لَوَسِعَهُمْ

باب التكبير على الجنازة

(23 - بَابُ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ)

864 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو سُفْيَانَ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ كان رسول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَعُودُ فُقَرَاءَ الْمَدِينَةِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَبْرِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ أَرْبَعًا وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى تَمَامُهُ فِي بَابِ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ

865 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيُّ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عَنْه قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى عَلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا إِسْنَادُهُ وَاهٍ

866 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ أَنْبَأَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ §آخِرُ مَا كَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجَنَائِزِ أَرْبَعًا وَكَبَّرَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ عَنْهُ عَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَرْبَعًا وَكَبَّرَ الْحَسَنُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ أَرْبَعًا وَكَبَّرَ الْحُسَيْنُ عَلَى الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَرْبَعًا وَكَبَّرَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ عَلَى يَزِيدَ الْمُكَفَّفِ أَرْبَعًا وَكَبَّرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَرْبَعًا وَكَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى آدَمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَرْبَعًا وَكَبَّرَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا بِالطَّائِفِ أَرْبَعًا هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ

867 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبَّرَ عَلَى جَنَازَةٍ خَمْسًا

باب الصفوف على الجنازة

(24 - بَابُ الصُّفُوفِ عَلَى الْجَنَازَةِ)

868 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَلَى جَنَائِزِ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ §فَجَعَلَ الرِّجَالَ مِمَّا يَلِيهِ وَالنِّسَاءَ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا

869 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ أَنَّهُ §كَانَ يَجْعَلُ الرِّجَالَ مِنْ وَرَاءِ النِّسَاءِ وَالنِّسَاءَ مِمَّا يَلِيهِ

870 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَقِيصَا قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُمَا يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول §إِذَا حَضَرَتِ الْجَنَازَةُ وَحَضَرَ الْأَمِيرُ فَالْأَمِيرُ أَحَقُّ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهَا

871 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى أُمِّ فُلَانٍ فِي نِفَاسِهَا فَقَامَ وَسَطَهَا رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مَعْلُولٌ بالمحفوظ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ سَمُرَةَ لَا عَنْ عِمْرَانَ وَحَدِيثُ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ

باب ألم الموت

(25 - بَابُ أَلَمُ الْمَوْتِ) حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ تَقَدَّمَ

باب الصلاة على الطفل وعلى ولد الزنا

(26 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الطِّفْلِ وَعَلَى وَلَدِ الزِّنَا)

872 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يحيى عن عبي اللَّهِ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ قَالَ §صَلَّى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَلَى مَوْلُودٍ فِي الدَّارِ ثُمَّ بَعَثَ بِهِ فَدُفِنَ فَقُلْتُ لِنَافِعٍ أَكَانَ اسْتَهَلَّ قَالَ لَا أَدْرِي هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ

873 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ أَنَّهُ شَهِدَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فِي جَنَازَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يُوَسْوِسُونَ هُوَ ابْنُ زِنْيَةٍ فَقَالَ فُلَانٌ يُقَالُ هُوَ شَرُّ الثَّلَاثَةِ فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فَقَالَ §لَا هُوَ خَيْرُ الثَّلَاثَةِ

874 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ §صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا مِنَ الزِّنَا وَعَلَى وَلَدِهَا

باب الصلاة على القبر

(27 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ)

875 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَنْبَأَنَا أَيُّوبُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ إِنَّ §الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ رَضِيَ الله عَنْهُ تُوُفِّيَ قَبْلَ قُدُومِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى عَلَيْهِ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ إِلَّا أَنَّهُ مُرْسَلٌ

وَرَوَاهُ الْحَارِثُ مَوْصُولًا قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى عَلَى قَبْرِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ

876 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قُنْفُذٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرٍ حَدَثٍ فَقَالَ مَا هَذَا الْقَبْرُ قَالُوا قَبْرُ فُلَانَةَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي قَالُوا كُنْتَ نَائِمًا فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَفْعَلُوا §ادْعُونِي لِجَنَائِزِكُمْ فَصَفَّ عَلَيْهَا صَفًّا إِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِاخْتِصَارٍ

877 - وَقَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ §إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَلْقُطُ الْقَصْبَ وَالْأَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا

878 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ أَبُو سُفْيَانَ وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ إِذَا تُوفُّوا قَالَ فَتُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا حُضِرَتْ فَآذِنُونِي قَالَ فَأَتَوْهُ ليؤذنون بِهَا فَوَجَدُوهُ نَائِمًا وَقَدْ ذَهَبَ اللَّيْلُ فَكَرِهُوا أَنْ يُوقِظُوهُ وَتَخَوَّفُوا عَلَيْهِ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَهَوَامَّ الْأَرْضِ فَدَفَنُوهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ عَنْهَا فَقَالُوا ذَلِكَ فَمَشَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَبْرِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ أَرْبَعًا

وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَفِيهِ مَنْ أَهْلِ الْعَوَالِي طَالَ سَقَمُهَا وَكَانَ يَسْأَلُ عَنْهَا مَنْ حَضَرَ مِنْ جِيرَانِهَا وَأَمَرَهُمْ إِنْ حَدَثَ بِهَا حَدَثٌ أَنْ يُؤْذِنُوهُ بِهَا وَفِيهِ فَاحْتَمَلُوهَا فَأَتَوْا بِهَا مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ فَكَرِهُوا أَنْ يُهَيِّجُوهُ مِنْ نَوْمِهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِمَ فَعَلْتُمْ قُومُوا فقام فصف عليه كَمَا يَصِفُّ عَلَى الْجَنَائِزِ وَصَفُّوا خَلْفَهُ §ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا تَابَعَهُ بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ الوزاعي أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ

باب النهي عن سب الموتى والترغيب في الثناء الحسن عليهم

(28 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى وَالتَّرْغِيبِ فِي الثَّنَاءِ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ)

879 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ الْأَعْمَشِ أَنْبَأَنِي خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ §مَثَلُ الَّذِي يَسُبُّ الْمَيِّتَ كَالْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِ الْمُغِيبَةِ مَثَلُ الَّذِي تُنَفَّسُ دُبُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

880 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأُثْنِيَ عَلَيْهِ خَيْرًا فَقَالَ وَجَبَتْ ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ أُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا دُونَ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَبَتْ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَبَتْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْمَلَائِكَةُ شُهُودُ اللَّهِ فِي السَّمَاءِ وَأَنْتُمْ شُهُودُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ

881 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنِ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا إِلَّا قال الله تعال قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكُمْ وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ

باب من كره الصلاة على الجنازة في المسجد

(29 - بَابُ مَنْ كَرِهَ الصَّلَاةَ عَلَى الْجَنَازَةِ فِي الْمَسْجِدِ)

882 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التوأمة قَالَ أَدْرَكْتُ رِجَالًا مِمَّنْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ §إِذَا جَاءُوا فَلَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يُصَلُّوا فِي الْمَسْجِدِ رَجَعُوا فَلَمْ يُصَلُّوا

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ وَمَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ صَالِحٍ قَالَ §رَأَيْتُ الْجَنَازَةَ تُوضَعُ فِي الْمَسْجِدِ فَرَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَوْضِعًا إِلَّا فِي لمسجد انْصَرَفَ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهَا

باب الصلاة على الغائب

(30 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْغَائِبِ)

883 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ حَدَّثَنَا حُدَيْجُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَامِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَّى عَلَى النَّجَاشِيِّ

884 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنَّ أَخَاكُمُ النَّجَاشِيَّ قَدْ تُوُفِّيَ قُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ أَوْ قُومُوا فَادْعُوا لَهُ هذا مرسل رجال ثِقَاتٌ)

باب الصلاة على من قال لا إله إلا الله

(31 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)

885 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مُغِيرَةٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ §إِذَا أَقَرَّ بِالْإِسْلَامِ ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ صُلِّيَ عَلَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةٍ نَحْوَهُ

886 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ كَانَ غُلَامٌ شَابٌّ يَهُودِيُّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرِضَ فَعَادَهُ فَقَالَ أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ فَقَالَ لَهُ قُلْ كَمَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ قَالَ فَقَبِلَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ

887 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ إِنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَائِذٍ يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا وُضِعَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تُصَلِّ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ رَجُلٌ فَاجِرٌ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §هَلْ رَآهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَجُلٌ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَرَسَ مَعَنَا لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فصلى عليه وحثى عَلَيْهِ التُّرَابَ وَقَالَ أَصْحَابُكَ يَظُنُّونَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عُمَرُ إِنَّكَ لَا تُسْأَلُ عَنْ أَعْمَالِ النَّاسِ وَلَكِنْ تُسْأَلُونَ عَنِ الصَّلَاةِ -[464]- 888 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا بحير بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَالَ إِنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ يَا رسول الله لاتصل عَلَيْهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ

كتاب الزكاة

(10 - كِتَابُ الزَّكَاةِ)

باب فضل الزكاة

(1 - بَابُ فَضْلِ الزَّكَاةِ) حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ

باب زكاة النعم

(2 - بَابُ زَكَاةِ النَّعَمِ)

889 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي فَرَائِضِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ §وَفِي الْغَنَمِ إِذَا بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةٌ حَتَّى تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِائَةً فَإِذَا جَاوَزَتْ عِشْرِينَ وَمِائَةً فَفِيهَا شَاتَانِ حَتَّى تَبْلُغَ مِائَتَيْنِ فَإِذَا جَاوَزْتُ مِائَتَيْنِ فَفِيهَا ثَلَاثُ شِيَاهٍ حَتَّى تَبْلُغَ ثَلَاثَمِائَةٍ فَإِذَا جَاوَزَتْ ثَلَاثَمِائَةٍ فَكَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ تُعَدُّ فِي كُلِّ مِائَةِ شَاةٍ شَاةٌ وَفِي الْإِبِلِ فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ بِنْتُ مَخَاضٍ فَإِنْ لَمْ تُوجَدْ فَابْنُ لَبُونٍ فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَثَلَاثِينَ فَفِيهَا بِنْتُ لَبُونٍ فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ حَتَّى تَبْلُغَ سِتِّينَ ثُمَّ فِيهَا جَذَعَةٌ حَتَّى تَبْلُغَ خَمْسًا وَسَبْعِينَ فإن فيها بنتا لَبُونٍ حَتَّى تَبْلُغَ تِسْعِينَ فَإِذَا زَادَتْ فَفِيهَا حِقَّتَانِ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَإِذَا عَادَتْ تَعُدْ إِلَى أَوَّلِ فَرِيضَةٍ مِنَ الْإِبِلِ شَاةٍ حَتَّى تَبْلُغَ عِشْرِينَ وَمِائَةً فَإِذَا كَثُرَتْ فَفِي كُلِّ خَمْسِينَ حِقَّةٌ قَالَ حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا بِذَلِكُ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ

890 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَيُّوبَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ السراح وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُونَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ قَرَأَ كِتَابَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ §لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسٍ مِنَ الْإِبِلِ شَيْءٌ الْحَدِيثَ مِثْلُ كِتَابِ أَبِي بَكْرٍ لِأَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا

باب جامع في حدود الزكاة

(3 - بَابٌ جَامِعٌ فِي حُدُودِ الزَّكَاةِ)

891 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَيْسَ فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسِ ذَوْدٍ شَيْءٌ وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعِينَ مِنَ الْغَنَمِ شَيْءٌ وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثِينَ مِنَ الْبَقَرِ شَيْءٌ وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ عِشْرِينَ مِثْقَالًا شَيْءٌ وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ شَيْءٌ وَلَا فِي أَقَلَّ مِنْ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ شَيْءٍ وَالْعُشْرُ فِي التَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَمَا سُقِيَ سَيْحًا فَفِيهِ الْعُشْرُ وَمَا سُقِيَ بِالْغَرْبِ فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ

892 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عمرو حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ §فَرَضَ الزَّكَاةَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالسُّلْتِ وَالزَّبِيبِ

893 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا خِدَاشٌ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ مُصَدِّقِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهما الَّذِي بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ أَنَّهُ §أَخَذَ مِنْ كُلِّ عَشْرِ بَقَرَاتٍ شَاةً وَزَعَمَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ الله عَنْهُ أَمَرَ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً تَبِيعَ جَذْعٍ أَوْ قَالَ جَذَعَةً وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً

باب لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول

(4 - بَابُ لَا زَكَاةَ فِي مَالٍ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ)

894 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو خَالِدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ أَنَّهُ أَعْطَى جَابِرًا رَضِيَ الله عَنْهُ عِدَّةً كَانَتْ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَأَزِيدُكَ أَنَّهُ §لَا زَكَاةَ فِيهِ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ إِسْمَاعِيلُ هُوَ الْمَكِّيُّ فِيهِ ضَعْفٌ وَالْعِدَّةُ مَذْكُورَةٌ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ

895 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ هُوَ أَخُوهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ §إِذَا أَعْطَى الرَّجُلَ عَطَاءً قَالَ هَلْ لَكَ مَالٌ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ قَالَ أد زكاته فإذا لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ قَالَ لَا تُزَكِّهِ يَعْنِي مَالَ الْعَطَاءِ حَتَّى يَحُولَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ قُلْتُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ الْقَاسِمِ وَجَدِّهِ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْهُ

باب إسقاط الزكاة عن الخيل والرقيق

(5 - بَابُ إِسْقَاطِ الزَّكَاةِ عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ)

896 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنِي عَزْرةُ قَالَ إِنَّ أَهْلَ الشَّامِ قَالُوا لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ إِنَّ §أَفْضَلَ أَمْوَالِنَا الْخَيْلُ والرفيق فَأَخَذَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ لِكُلِّ فَرَسٍ عَشَرَةً وَلِكُلِّ رَأْسٍ عَشَرَةً لَهُ رَزَقَهُمْ فَكَانَ يُعْطِيهِمْ أَكْثَرَ مِمَّا أَخَذَ مِنْهُمْ فَعَمَدَ هَؤُلَاءِ يَعْنِي عُمَّالَ بَنِي أُمَيَّةَ فَأَخَذُوا مِنَ الرَّأْسِ عَشَرَةً وَمِنَ الْفَرَسِ عَشَرَةً وَلَمْ يَرْزُقُوا

897 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ البراذين أفيها صدق فَقَالَ سَعِيدٌ §لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْخَيْلِ صَدَقَةٌ

باب إسقاط الزكاة عن المال المقرض

(6 - بَابُ إِسْقَاطِ الزَّكَاةِ عَنِ الْمَالِ الْمُقْرَضِ)

898 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ أُمِّ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَيْسَ عَلَى مَنْ أَسْلَفَ مَالًا زَكَاةٌ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ

899 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعَ ابْنُ شِهَابٍ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ سَمِعْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ §هَذَا شَهْرُ زَكَاتِكُمْ فَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فيلقض ثُمَّ لِيَتْرُكْ مَا بَقِيَ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَهُوَ مَوْقُوفٌ

باب أخذ عقال البعير في الصدقة

(7 - بَابُ أَخْذِ عِقَالِ الْبَعِيرِ فِي الصَّدَقَةِ)

900 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدم حدثنا شربك عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَاللَّهِ §لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا مِمَّا أَخَذَ مِنْهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَيْهِ وَكَانَ يَأْخُذُ مَعَ الْبَعِيرِ عِقَالًا ثُمَّ قَرَأَ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} قُلْتُ هَذَا مُرْسَلٌ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَقَدْ أَخْرَجُوا أَصْلَهُ مِنْ طَرِيقٍ مُتَّصِلَةٍ وَإِنَّمَا أَوْرَدْتُهُ لِهَذِهِ الزِّيَادَةِ أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُ مَعَ الْبَعِيرِ عِقَالًا فَإِنَّهَا تُؤَيِّدُ رِوَايَةَ مَنْ رَوَى فِي الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفِ عِقَالًا خِلَافًا لِمَنْ قَالَ عَنَاقًا

901 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ الله عَنْهُ اسْتَشَارَ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْهُ فِي أَهْلِ الرِّدَّةِ فَقَالَ §إن الله تعالى جَمَعَ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ وَلَا أَرَى أَنْ تُفَرِّقَ فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ مَا قَالَ قَالَ مُسَدَّدٌ الْعِقَالُ الْمِائَةُ مِنَ الْإِبِلِ الْفَرِيضَةُ

باب النهي عن أخذ خيار المال في الزكاة والتعدي في الصدقة

(8 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ أَخْذِ خِيَارِ الْمَالِ فِي الزَّكَاةِ وَالتَّعَدِّي فِي الصَّدَقَةِ)

902 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ مَرَّتْ بِهِ غَنَمٌ مِنْ الصَّدَقَةِ فِيهَا شَاةٌ ذَاتُ ضَرْعٍ ضَخْمٍ فَقَالَ §مَا أَظُنُّ أَهْلَ هَذِهِ أَعْطَوْهَا وَهُمْ طَائِعُونَ لَا تَأْخُذُوا حَزَرَاتِ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ لَا تَفْتِنُوا النَّاسَ نَكِّبُوا عَنِ الطَّعَامِ

903 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الصُّنَابِحِ الأحمسي قال عن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ نَاقَةً حَسْنَاءَ §فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَقَالَ قَاتَلَهُ اللَّهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ إِنِّي ارْتَجَعْتُهَا بِبَعِيرَيْنِ مِنْ حَوَاشِي الْإِبِلِ قَالَ فَنَعَمْ إِذًا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ

904 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ جَلَسَ إِلَيَّ وَأَنَا فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ زَمَنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ الثَّقَفِيِّ وَفِي يَدِهِ عَصًا وَصَحِيفَةٌ يَحْمِلُهَا فِي يَدِهِ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ تَرَى هَذَا الْكِتَابَ نَافِعِي عِنْدَ صَاحِبِكُمْ هَذَا قُلْتُ وَمَا هَذَا الْكِتَابُ قَالَ كِتَابٌ كَتَبَهُ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ وَكَيْفَ كَتَبَ لَكُمْ قَالَ دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ مَعَ أَبِي فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ أَبِي يَعْنِي لِطَلْحَةَ خُذْ لَنَا كِتَابًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا يُتَعَدَّى عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا فَقَالَ ذَلِكَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فَقُلْنَا وَإِنْ كَانَ فَمَشَى بِنَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ §هَذَيْنِ اخْتَارَا أَنْ تُكْتَبَ لَهُمَا أَنْ لَا يُتَعَدَّى عَلَيْهِمَا فِي صَدَقَاتِهِمَا فَقَالَ ذَلِكَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمَا اخْتَارَا أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُمَا مِنْكَ كِتَابٌ فَكَتَبَ لَنَا هَذَا الْكِتَابَ فَتَرَاهُ نَافِعِي عِنْدَ صَاحِبِكُمْ هَذَا فَقَدْ وَاللَّهِ تُعُدِّي عَلَيْنَا فِي صَدَقَاتِنَا قَالَ قُلْتُ لَا أَظُنُّ وَاللَّهِ إِذًا

باب الأمر برضى عامل الصدقة وأن المعطي يبرأ مما عليه إذا أعطاها له وإنما الإثم على من ترك

(9 - بَابُ الْأَمْرُ بِرِضَى عَامِلِ الصَّدَقَةِ وَأَنَّ الْمُعْطِيَ يُبَرَّأُ مِمَّا عَلَيْهِ إِذَا أَعْطَاهَا لَهُ وَإِنَّمَا الْإِثْمُ عَلَى مَنْ تَرَكَ)

905 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَأْتِيكُمْ رَكْبٌ مُبْغِضُونَ فَإِذَا جاؤوكم فَرَحِّبُوا بِهِمْ وَخَلُّوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَبْغُونَ فَإِنْ عَدَلُوا فَلِأَنْفُسِهِمْ وَإِنْ ظَلَمُوا فَعَلَيْهِمْ وَأَرْضُوهُمْ فَإِنَّ تَمَامَ زَكَاتِكُمْ رِضَاهُمْ وَلْيَدْعُوا لَكُمْ

906 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اللَّهُ حَسْبِي §إِذَا أَدَّيْتُ الزَّكَاةَ إِلَى رَسُولِكِ فَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَرَسُولِهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَدَّيْتَهَا إِلَى رَسُولِي فَقَدْ بَرِئْتَ مِنْهَا فَلَكَ أَجْرُهَا وَإِثْمُهَا عَلَى مَنْ بَدَّلَهَا

907 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ الْقَطَّانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي بَعْجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زَاهرِ بْنِ يَرْبُوعٍ قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَكريمُ كَرِيمَةَ مَالِي قَالَ لَا §إِنْ أَقْبَلُوا فَلَا تَعْصُوهُمْ وَإِنْ أَدْبَرُوا فَلَا تحيوهم فيكون عاصيا تحصب غَيْرَ ظالم قل دون الْحَقُّ خُذِ الْحَقَّ وَدَعِ الْبَاطِلَ فَإِنْ أَخَذَ فَذَاكَ وَإِنْ تَجَاوَزَ إِلَى غَيْرِهَا فَاصْبِرْ يَجْمَعُ الله تعالى لك يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الْمِيزَانِ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

باب جواز تعجيل الزكاة

(10 - بَابُ جَوَازِ تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ)

908 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ حدثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ عَنِ الْحَكَمِ بن عتيبة وحبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ §رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يتعجل صَدَقَةَ الْعَبَّاسِ بْنِ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْه سَنَتَيْنِ قُلْتُ يُوسُفُ تَالِفٌ لكنه توبع فقال الْبَزَّارُ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَجَلِيِّ عَنِ الْحَكَمِ الْحَسَنُ الْبَجَلِيُّ هَذَا هُوَ ابْنُ عمارة لا نعلم رَوَاهُ غَيْرُهُ

باب جواز أخذ القيمة في الزكاة

(11 - بَابُ جَوَازِ أَخْذِ الْقِيمَةِ فِي الزَّكَاةِ)

909 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن هارون حدثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ §بَعَثَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذا رَضِيَ الله عَنْه إِلَى اليمين فَكَانَ يَأْخُذُ الثِّيَابَ بِصَدَقَةِ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ

باب تحريم الصدقة على بني هاشم ومواليهم

(12 - بَابُ تَحْرِيمِ الصَّدَقَةِ عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَمَوَالِيهِمْ)

910 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حدثنا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ عَنْ أَبِيهِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قلت للعباس رَضِيَ الله عَنْه سَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَعْمِلَكَ عَلَى الصَّدَقَةِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا نَسْتَعْمِلُكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بِهِ

911 - قال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يزيد عن أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عن ابن رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ مَشَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إلى العباس رَضِيَ الله عَنْه فَقَالُوا كَلِّمْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيجعل فينا ما يَجْعَلُ فِي النَّاسِ مِنْ هَذِهِ السِّعَايَةِ وغيرها فبينما هي كَذَلِكَ يَأْتَمِرُونَ إِذْ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أبي طالب رَضِيَ الله عَنْه فدعاه العباس رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ قَوْمُكَ وَبَنُو عَمِّكَ اجْتَمَعُوا لَوْ كَلَّمْتَ لَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ لَهُمُ السِّعَايَةَ فقال علي رَضِيَ الله عَنْه §إن الله تعالى أَبَى لَكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يُطْعِمَكُمْ أَوْسَاخَ أَيْدِي النَّاسِ فَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ دَعُوا هَذَا فَلَيْسَ لَكُمْ عِنْدَهُ خَيْرٌ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِمَا بِمَعْنَاهُ وَوَقَعَ عِنْدَ مُسْلِمٍ فِي رِوَايَةٍ فَانْتَحَاهُ رَبِيعَةُ وَلَمْ يُفَسِّرْ ذَلِكَ وَقَدْ فَسَّرَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ بِقَوْلِهِ وليس لَكُمْ عِنْدَ هَذَا خَيْرٌ

912 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا المعتمر حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ حَنَشٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ بَعَثَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ ابنيه إلى نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمَا انْطَلِقَا إِلَى عَمِّكُمَا لَعَلَّهُ يَسْتَعْمِلُكُمَا عَلَى الصَّدَقَاتِ لَعَلَّكُمَا تُصِيبَانِ شَيْئًا فتزوجان فلقيا عليا رَضِيَ الله عَنْه فقال أن تَأْخُذَانِ فَحَدَّثَاهُ بِحَاجَتِهِمَا فَقَالَ لهما ارجعا فرجعا فَلَمَّا أَمْسَى أَمَرَهُمَا - يَعْنِي أَبُوهُمَا أَنْ يَنْطَلِقَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَفَعَا إِلَى الْبَابِ اسْتَأْذَنَاهُ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعائشة رَضِيَ الله عَنْه أَرْخِي عليك سجفك أدخلي عَلَيَّ ابْنَيْ عَمِّي فَحَدَّثَا نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَاجَتِهِمَا فَقَالَ لَهُمَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنَ الصَّدَقَاتِ شَيْءٌ إِنَّهَا غُسَالَةُ الْأَيْدِي إِنَّ لَكُمْ خُمُسًا وَفِي الْخُمُسِ مَا يَكْفِيكُمْ أَوْ يُغْنِيكُمْ

913 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حدثنا مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ طَلْقٍ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ سَنَةَ تِسْعِينَ عَنْ جَدِّي رُشَيْدِ بْنِ مَالِكٍ أَبِي عَمِيرَةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ فَجَاءَ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ فَقَالَ مَا هَذَا صَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ فَقَالَ الرَّجُلُ بل صدقة قال فَقَدَّمَهَا إِلَى القوم والحسن رَضِيَ الله عَنْه يتعفر بَيْنَ يَدَيْهِ فأخذ تمرة فجعل فِي فِيهِ فَنَظَرَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأدخل يده فِي فِيِّ الصَّبِيِّ وَانْتَزَعَ التَّمْرَةَ وَقَذَفَ بها فقال §إنا آلَ مُحَمَّدٍ لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وقَالَ الْبَارُودِيُّ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ. وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: ثنا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَا: ثنا مُقَرِّنٌ بِهِ وقال حدثني رُشَيْدٌ وَرَوَاهُ ابْنُ مَنْدَهْ وَابْنُ السَّكَنِ جَمِيعًا عَنِ الْبَارُودِيِّ بِهِ وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ بِهِ

914 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ حدثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْقَمَ بْنَ أَبِي أرقم على بعض الصَّدَقَةِ فَمَرَّ بِأَبِي رَافِعٍ فَاسْتَتْبَعَهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ §الصَّدَقَةَ حَرَامٌ على محمد وعلى آل مُحَمَّدٍ وإن مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ أَوْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ خَالَفَهُ شُعْبَةَ فَرَوَاهُ الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن أبي رافع عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي رافع رَضِيَ الله عَنْه

915 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ أَتَيْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ - يَعْنِي بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب رَضِيَ الله عَنْهما فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا وَفِي الْبَيْتِ سَرِيرٌ مَحْبُوكٌ بِلِيفٍ وَوِسَادَةٌ وَقِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فَقَالَتْ مَا تَنْظُرُ أَمَّا أَنَا مِنَ اللَّهِ بِخَيْرٍ لو لم يكن لَنَا إِلَّا صَدَقَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو علي رَضِيَ الله عَنْه لَكَانَ لَنَا فِي ذَلِكَ غِنًى قَالَ قُلْتُ دَرَاهِمُ أَوْصَى بها سلمان رَضِيَ الله عَنْه لِمَوْلَاةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا رُقَيَّةُ فَقَالَتْ لَا أعرفها فقلت لها خذيها قالت إن أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً §وَلَا تحل لنا صدقة وَلَكِنِ انْطَلِقْ فَتَصَدَّقْ بِهَا أَنْتَ فَقُلْتُ لَهَا بَلْ تَصَدَّقِي بِهَا أَنْتِ فَأَبَتْ ثُمَّ قَالَتْ لَقَدْ جَاءَتِ الْبَارِحَةَ صُرَّةٌ مِنَ الْعِرَاقِ فَرَدَّدْتُهَا وَأَبَيْتُ أَنْ أَقْبَلَهَا

باب ما تؤخذ منه الزكاة من الحبوب

(13 - بَابُ مَا تؤْخَذُ مِنْهُ الزَّكَاةُ مِنَ الْحُبُوبِ)

916 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حدثنا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ حدثنا سُفْيَانُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أبي موسى قال أَنَّ أَبَا موسى ومعاذاً رَضِيَ الله عَنْهما حِينَ بُعِثَا إِلَى الْيَمَنِ لِيُعَلِّمَا النَّاسَ دِينَهُمْ §لَمْ يَأْخُذَا الصَّدَقَةَ إِلَّا مِنْ هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ الْحِنْطَةِ وَالشَّعِيرِ وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ تَابَعَهُ أَبُو حُذَيْفَةَ وَالْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ وَأَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ وَكِيعٍ عَنْ طَلْحَةَ فَقَالَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أبي موسى رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ فَذَكَرَهُ وَحْدَهُ وَلَمْ يذكر معاذا رَضِيَ الله عَنْه

917 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ عَاصِمٍ يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَا كَانَ بَعْلًا أَوْ سَيْلًا أَوْ عَثَرِيًّا فَفِي كُلِّ عَشَرَةٍ وَاحِدٌ وما كان بنضح فَفِي كُلِّ عِشْرِينَ وَاحِدٌ

باب زكاة التجارة

(14 - بَابُ زَكَاةِ التِّجَارَةِ)

918 - قَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا يَحْيَى بْنُ سعيد عن يحيى بن سَعِيدٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ يَبِيعُ الْأَدَمَ وَالْجِعَابَ قَالَ قَالَ لِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ §زَكِّ مَالَكَ قُلْتُ إِنَّمَا هُوَ الْأَدَمُ وَالْجِعَابُ قَالَ قَوِّمْهُ

باب زكاة الحلي

(15 - بَابُ زَكَاةِ الْحُلِيِّ)

919 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ قاطمة بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا §كَانَتْ لَا تُزَكِّي الْحُلِيَّ

920 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أن امْرَأَة ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ §لِي حُلِيًّا وَإِنَّ فِي حِجْرِي أَيْتَامًا أَما أَجْعَلُ زَكَاةَ حليي لَهُمْ فَقَالَ نَعَمْ

باب تعفف الإمام عن تناول الصدقة

(16 - بَابُ تَعَفُّفِ الْإِمَامِ عَنْ تَنَاوُلِ الصَّدَقَةِ)

921 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حدثنا أَبَانُ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنِي عَمْرُو بن أَخِي عِلْبَاءَ عَنْ عِلْبَاءَ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ مَرَّتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبِلٌ مِنَ الصَّدَقَةِ فَأَخَذَ وَبَرَةً مِنْ ظَهْرِ بَعِيرٍ فَقَالَ §مَا أَنَا بِأَحَقَّ بِهَذِهِ الْوَبَرَةِ مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ورواه أبو يصلى عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حثنا أَبُو أَحْمَدَ حدثنا أَبَانُ بِهِ وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن مُوسَى حدثنا أَبَانُ بِهِ

باب الخرص في الثمار

(17 - بَابُ الْخَرْصِ فِي الثِّمَارِ)

922 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ بشرير بْنِ يَسَارٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ بَعَثَهُ عَلَى خَرْصِ التَّمْرِ فَقَالَ §إِذَا أَتَيْتَ عَلَى أَرْضٍ فَاخْرُصْهَا وَدَعْ لَهُمْ قَدْرَ مَا يَأْكُلُونَ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَهُوَ مَوْقُوفٌ وَقَدْ أَخْرَجُوا بِهَذَا الْإِسْنَادِ عن سهل رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا

923 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن أبان حدثنا إِسْرَائِيلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ عَنْ رَافِعِ بن خديج رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث رجلا إلى قَوْمٍ فَطَمَسَ عَلَيْهِمْ نَخْلَهُمْ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا أتنا فُلَانٌ فَطَمَسَ عَلَيْنَا نَخْلَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَقَدْ بعثته وإنه لفي نَفْسِي لَأَمِينٌ فَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْتُمْ مَا طَمَسَ عَلَيْكُمْ وَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْنَاهُ ورددناه عَلَيْكُمْ قَالُوا هَذَا الْحَقُّ وَبِالْحَقِّ قَامَتِ السموات وَالْأَرْضُ

باب النهي عن حصاد الليل فرارا من الفقراء

(18 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ حَصَادِ اللَّيْلِ فِرَارًا مِنَ الْفُقَرَاءِ)

924 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بن الحسين رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حصاد الليل وجذاذ اللَّيْلِ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا حَدَّثَنَا يَزِيدُ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بِهِ

باب البداءة بالعيال في الإنفاق

(19 - بَابُ الْبَدَاءَةِ بِالْعِيَالِ فِي الْإِنْفَاقِ)

925 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عبد الله رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إِذَا أعطاك الله تعالى خَيْرًا فَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَارْتَضِخْ مِنَ الْفَضْلِ وَلَا تُلَامُ عَلَى الْكَفَافِ وَلَا تَعْجِزْ عَنْ نَفْسِكَ

926 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ خَالِدٍ هُوَ أَبُو شَيْبَةَ حدثنا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ رَأَيْتُ أبا هريرة رَضِيَ الله عَنْه يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ يُنَادِي §لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ فَضْلِ الْعِيَالِ

باب الإجمال في طلب الرزق

(20 - بَابُ الْإِجْمَالِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ)

927 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ زُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ الْيَامِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا أَمَرْتُكُمْ بِهِ وَلَيْسَ شَيْءٌ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا نَهَيْتُكُمْ عنه وإن §الروح الْأَمِينِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ إِلَّا وَقَدْ كتب الله تعالى رِزْقُهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِالْمَعَاصِي فَإِنَّهُ لَا يُدْرَكُ مَا عند الله تعالى إِلَّا بِطَاعَتِهِ فِيهِ انْقِطَاعٌ

928 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §الرَّجُلَ يَأْتِينِي منكم فيسألني فأعطيه فَيَنْطَلِقُ وَمَا يَحْمِلُ فِي حُضْنِهِ إِلَّا النَّارَ صَحِيحٌ

929 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ حدثنا وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ هُوَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ حدثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن §الله تعالى يُنَزِّلُ الرِّزْقَ عَلَى قَدْرِ الْمُؤْنَةِ وَيُنَزِّلُ الصَّبْرَ عَلَى قَدْرِ الْبَلَاءِ تَابَعَهُ غَيْرُهُ عَنْ عباد ولكن عبادا ضَعِيفٌ

930 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى حدثنا ابن وهب حدثن أسامة عن عبيد بن نسطاس مَوْلَى كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إن §الله تعالى يُؤْتِي عَبْدَهُ مَا كَتَبَ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرَّمَ

باب النهي عن المسألة لمن لا يحتاج إليها

(21 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمَسْأَلَةِ لِمَنْ لا يحتاج إليها)

931 - قَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا أُمَيَّةَ حدثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أَوْصَى بينه عِنْدَ مَوْتِهِ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ §وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الرَّجُلِ إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ وَهُوَ مَوْقُوفٌ

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ حدثنا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ قَيْسِ بْنِ عاصم فذكر حديثا وَفِيهِ §وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ فَإِنَّهَا آخِرِ كَسْبِ المرء وإن أحد لَنْ يسأل إلا بذل كسبه وجهه

932 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ حدثنا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَا خَالَطَتِ الصَّدَقَةُ مَالًا إِلَّا أَهْلَكَتْهُ وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بِهَذَا قال الْبَزَّارُ حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ حدثنا هِشَامٌ بِهِ قُلْتُ كَذَا وَقَعَ وَأَظُنُّهُ انْقَلَبَ وَتَحَرَّفَ فَقَدْ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي تَرْجَمَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ هِشَامٍ وَوَقَعَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ عِنْدَ الْحُمَيْدِيِّ قَالَ يَكُونُ قَدْ وَجَبَ عَلَيْكَ فِي مَالِكَ صدقة تخرجها فَلَا تُخْرِجُهَا فَيَهْلِكُ الحرم الْحَلَالَ وَهَذَا تَفْسِيرٌ المراد مِنَ الخبر وهو فيما يَظْهَرُ لِي كَلَامُ الْحُمَيْدِيِّ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ لِغَيْرِهِ مِمَّنْ فَوْقَهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ أَنَّ الرَّجُلَ يَأْخُذُ الزَّكَاةَ وَهُوَ غَنِيُّ عَنْهَا فَيُضِيفُهَا مَعَ مَالِهِ إِلَّا أَهْلَكَتْهُ وَهَذَا عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَعَلَيْهِ اعْتَمَدْتُ فِي إِخْرَاجِهِ فِي هَذَا الْبَابِ

باب من قال في المال حق سوى الزكاة

(22 - بَابُ مَنْ قَالَ فِي الْمَالِ حَقٌّ سِوَى الزَّكَاةِ)

933 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ حدثنا أبو قبيل قال سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ على عثمان رَضِيَ الله عَنْه فقال عثمان رَضِيَ الله عَنْه لَا تَأْذَنُوا لَهُ فَاسْتَأْذَنَ فقال كعب ائذن لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ فَأَذِنَ لَهُ وَبِيَدِهِ عَصًا فقال عثمان رَضِيَ الله عَنْه يَا كَعْبُ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابن عوف رَضِيَ الله عَنْه تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالًا فَمَا تَرَى قَالَ كَانَ يَصِلُ فِيهِ حَقَّ اللَّهِ فَلَا بَأْسَ عَلَيْهِ فَرَفَعَ أبو ذر رَضِيَ الله عَنْه عَصَاهُ فَضَرَبَ كَعْبًا وَقَالَ كَذَبْتَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَا أُحِبُّ أن لي هذا الْجَبَلَ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ وَيُتَقَبَّلُ مِنِّي لَا أَذَرُ خَلْفِي مِنْهُ شَيْئًا وَإِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ سَمِعْتَ ثَلَاثَ -[593]- مَرَّاتٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ يَا كَعْبُ مَهْ قَالَ إِنِّي أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ الَّذِي حَدَّثْتُكُمْ قَالَ اللَّهُ عز وجل {يمحوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَحَاهُ فَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى قُلْتُ حَدِيثُ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ هَذَا الْجَبَلَ ذَهَبًا فِي الصَّحِيحِ دُونَ هَذِهِ الْقِصَّةِ وَدُونَ قول عثمان رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَهُ

باب الزجر عن السؤال

(23 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ)

934 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عبد الرزاق أنبأنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وقال معمر حدثنا هِشَامٌ عَنْ أبيه أيضا قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ دُونَ مَا أَعْطَى أَصْحَابَهُ فَقَالَ حَكِيمٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَا كُنْتُ أظن أن يقصر بِي دُونَ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ فَزَادَهُ ثُمَّ اسْتَزَادَهُ فَزَادَهُ حَتَّى رَضِيَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ عطيتك خَيْرٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأُولَى فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهُوَ بِتَمَامِهِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ لِهَذِهِ اللَّفْظَةِ الزَّائِدَةِ أَيُّ عطيتك خَيْرٌ

935 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حدثنا هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَكِيمِ بن حزام رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ فَيَأْتِيَ الْجَبَلَ فَيَحْزِمَ حُزْمَةً مِنْ حَطَبٍ فيجعلها على طهره وَيَأْتِيَ بِهَا السُّوقَ فَيَبِيعَهَا ويأكل ثمنها خيرا لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا فَيَسْأَلَهُ أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ الْحَدِيثَ هَكَذَا رَوَاهُ إِسْحَاقُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَتَابَعَهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ والإسناد صحيح ولكنه رَوَاهُ وَكِيعٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ بن العوام رَضِيَ الله عَنْه وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ

باب الترهيب من السؤال وفضل الإعطاء

(24 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ السُّؤَالِ وَفَضْلِ الْإِعْطَاءِ)

قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ وَنَسَخْتُهُ مِنْ كِتَابِ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَا حدثنا وُهَيْبٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ جُذَامَ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ عَدِيٌّ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امرأتين له حوار فَرَمَى إِحْدَاهُمَا بِحَجَرٍ فَقَتَلَهَا فَرَكِبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِتَبُوكَ فَسَأَلَهُ عَنْ شَأْنِ الْمَرْأَةِ الْمَقْتُولَةِ فَقَالَ §أد لوارثها عَقْلُهَا قال عدي رَضِيَ الله عَنْه فكأني أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ حَمْرَاءَ جَدْعَاءَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ تَعْلَمُنَّ أَنَّ الْأَيْدِيَ ثَلَاثَةٌ يَدُ اللَّهِ تَعَالَى هِيَ الْعُلْيَا وَيَدُ الْمُعْطِي الْوُسْطَى ويد المعطى هي السُّفْلَى فَتَعَفَّفُوا وَلَوْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ

937 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّةٍ سَوِيٍّ

938 - حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حدثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه تهن قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §الَّذِي يَأْتِينِي مِنْكُمْ فَيَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ فَيَنْطَلِقُ وَمَا يَحْمِلُ فِي حُضْنِهِ إِلَّا النَّارَ

939 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ حدثنا الْحَجَّاجُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِمَنْ يَمْلِكُ خَمْسِينَ دِرْهَمًا أَوْ عِوَضَهَا مِنَ الذَّهَبِ -[613]- حديث حِبَّانَ بْنِ بُحٍّ الصدائي يأتي إن شاء الله تعالى فِي عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

940 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةِ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ ابْنِ جُنَادَةَ وَقَدْ حَجَّ مَعَ النَّبِيِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّةَ الْودََاعِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ سَأَلَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ فَكَأَنَّمَا يَقْضِمُ الْجَمَّرَ

941 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبَدَةُ بَنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عن فاطمة بن الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ لِبَنَاتِهَا §تَصَدَّقْنَ وَلَا تنظرن الفضل فإنكن إِنِ انْتَظَرْتُنَّ الْفَضْلَ لم تجدن وإن تصدقتن لَمْ تَجِدْنَ فَقْدَهُ

باب قدر الصاع

(25 - بَابُ قَدْرِ الْصَّاعِ)

942 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْجُعَيْدُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ §كَانَ صَاعُهُمْ ذَلِكَ الْيَومَ مُدًّا وَثُلُثَ مُدٍّ

943 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الأسود قال إن أَسْمَاءَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا كَانَتْ تَقُولُ §كُنَّا نُؤَدِّي صَدَقَةَ الُفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُدِّ الَّذِي كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِهِ

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في بعض النسخ: [وَقَالَ الْحَارِثُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي "كُنَّا نُؤَدِّي صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُدِّ الَّذِي كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِهِ"] ولم أجده في المطبوع

944 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ §الْأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ وَالنَّشُّ عِشْرُونَ وَالنَّوَاةُ خَمْسَةٌ

باب تعميم الأصناف بالصدقة

(26 - بَابُ تَعْمِيمِ الْأَصْنَافِ بِالصَّدَقَةِ)

945 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا الْقَوَارِيرِيُّ حدثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ حدثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ حدثنا أَبُو سَكِينَةَ الْحِمْصِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الرحمن قال أن عمر رَضِيَ الله عَنْه قَدِمَ الْجَابِيَةَ جَابِيَةَ دِمَشْقَ فَقَامَ خطيبا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ أَلَا §إِذَا انْصَرَفْتُ مِنْ مَقَامِي هَذَا فَلَا يَبْقَيَنَّ أَحَدٌ لَهُ حَقٌّ فِي الصَّدَقَةِ إِلَّا أَتَانِي فَلَمْ يَأْتِهِ مِمَّنْ حَضَرَهُ إِلَّا رجلان فأمر بهما فَأُعْطِيَا فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَصْلَحَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا هَذَا الْغَنِيُّ الْمُتَفَقِّدُ بِأَحَقَّ بِالصَّدَقَةِ مِنْ هَذَا الْفَقِيرِ الْمُتَعَفِّفِ قال عمر رَضِيَ الله عَنْه وَيْحَكَ وَكَيْفَ لَنَا بِأُولَئِكَ

باب الحمل على إبل الصدقة

(27 - بَابُ الْحَمْلِ عَلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ)

946 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَشْهَلُ - هُوَ ابْنُ حَاتِمٍ حدثنا ابْنُ عَوْنٍ عن محمد قال سَأَلَ رجلا عمر رَضِيَ الله عَنْه عن إبله فَذَكَرَ عَجَفًا وَدَبَرًا فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه §إِنِّي لَأَحْسِبُهَا ضِخَامًا سِمَانًا فَمَرَّ عليه عمر رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ فِي إِبِلِهِ يَحْدُوهَا وَهُوَ يَقُولُ [البحر الرجز] (أَقْسَمَ بِاللَّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ ... مَا إِنْ بِهَا مِنْ نَقْبٍ وَلَا دَبَرْ) (فَاغْفِرْ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فَجَرْ ... ) قَالَ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه مَا هَذَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سَأَلَنِي عَنْ إِبِلِي فَأَخْبَرْتُهُ عَنْهَا فَزَعَمَ أَنَّهُ يَحْسِبُهَا ضِخَامًا سِمَانًا وَهِيَ كَمَا تَرَى قَالَ فَإِنِّي أَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ ائْتِنِي فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَأَتَاهُ فَأَمَرَ بِهَا فَقُبِضَتْ وأعطاه مَكَانَهَا مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ

باب الترغيب في إخراج الزكاة

(28 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي إِخْرَاجِ الزَّكَاةِ)

947 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابن هارون أنبأنا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ عَنْ عبد الله بن بريدة عن كَعْبٍ قَالَ §مَا كَرُمَ عَبْدٌ على الله تعالى إِلَّا ازْدَادَ عَلَيْهِ الْبَلَاءُ شِدَّةً وَلَا أَعْطَى عبد صدقة ما له فَنَقَصَتْ وَلَا أَمْسَكَهَا فَزَادَتْ فِي مَالِهِ وَلَا سَرَقَ سَارِقٌ إِلَّا حُسِبَ مِنْ رِزْقِهِ

باب استحباب عدم الإعانة في التصديق

(29 - بَابُ اسْتِحْبَابِ عَدَمِ الإعانة فِي التصديق) حديث عائشة رَضِيَ الله عَنْها فِي ذَلِكَ تقدم في أول باب الْوُضُوءِ

باب زكاة الفطر

(30 - بَابُ زَكَاةِ الْفِطْرِ)

948 - قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ثنا هِشَامٌ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا §كَانَتْ تُعْطِي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أَهْلِهَا الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالشَّاهِدِ وَالْغَائِبِ

باب الترهيب من كنز المال

(31 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ كَنْزِ الْمَالِ)

949 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حدثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ وَهُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ حدثنا أَبُو مِجْلَزٍ قَالَ قَامَ فَخَطَبَ كَأَنَّهُ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §هَلَكَ أَصْحَابُ الصُّرَرِ وَلَا آسَى عَلَيْهِمْ وَلَكِنْ عَلَى مَنْ تصلون فَلَمْ يَعْدُ أَنْ نَزَلَ فَهَابُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ فَقَالُوا مَنْ تَرَوْنَهُ عَنَى قالوا نراهم قوما يَكُونُونَ بَعْدَنَا يُصِرُّونَ هَذِهِ الْأَمْوَالَ ويهريقون عَلَيْهَا الدِّمَاءَ قُلْتُ الْمَحْفُوظُ أَنَّ هَذِهِ الْخُطْبَةَ لابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه

950 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى حدثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وَلَا مَنَعَ قَوْمٌ قَطُّ الزَّكَاةَ إِلَّا حَبَسَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمُ الْمَطَرَ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ وَقَالَ الرُّويَانِيُّ حَدَّثنا مُحَمَّدُ بن إسحاق أنبأنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى بِهِ وَلَمْ يَقُلْ قَطُّ وَقَالَ حُبِسَ - بِضَمِّ الْحَاءِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بِهِ وَأَتَمَّ مِنْهُ -[637]- 951 - وقال الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا بِشْرُ بن معاذ ح وقال

أبو يَعْلَى وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ جَمِيعًا قالا حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بن بسطام قالا حدثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حدثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عن ثوبان رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ تَرَكَ بَعْدَهُ كَنْزًا مُثِّلَ لَهُ شُجَاعٌ أَقْرَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُ ربيبتان يَتْبَعُهُ وَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَيَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ الَّذِي خَلَّفْتَ بَعْدَكَ فَلَا يَزَالُ يَتْبَعُهُ حَتَّى يُلْقِمَهُ يَدَهُ فَيْقَضِمُهَا ثُمَّ يُتْبِعَهُ سَائِرَ جَسَدِهِ قَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْلَمُ طرقا يَعْنِي إلى ثوبان رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا هَذَا

باب الحث على الصدقة وفضلها

(32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّدَقَةِ وَفَضْلِهَا)

952 - إِسْحَاقُ حدثنا النَّضْرُ بن شميل أنبأنا أَبُو قُرَّةَ هُوَ الْأَسَدِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ ذُكِرَ لِي أَنَّ §الْأَعْمَالَ تتباهى فَتَقُولُ الصَّدَقَةُ أَنَا أَفْضَلُكُمُ

قَالَ وقال عمر رَضِيَ الله عَنْه §مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِزَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ إِلَّا ابْتَدَرَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ

935 - أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حدثنا حَمَّادٌ وهو ابْنُ سلمة أنبأنا مَعْبَدٌ أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ عَنْ عَوْفِ بن مالك قال أَنَّ أبا ذر رَضِيَ الله عَنْه جَلَسَ إِلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الصَّدَقَةُ قَالَ §أضعاف مضاعفة وعبد الله مزيد قلت يَا رَسُولَ اللَّهِ فأيها أَفْضَلُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهْدُ مُقِلٍّ أَوْ سِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ

954 - أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حدثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §صَدَقَةَ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ وَتَمْنَعُ مِيتَةِ السَّوْءِ وَيُذْهِبُ الله عنه بِهَا الْكِبْرَ وَالْفَخْرَ

955 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحاد النيلي أنبأنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمعته يَقُولُ إِنَّ §الصَّدَقَةَ وَصِلَةَ الرَّحِمِ يزيد الله تعالى بِهَا فِي الْعُمُرِ وَيَدْفَعُ باه مِيتَةَ السَّوْءِ ويدفع الله بهما المكروه وَالْمَحْذُورَ

956 - أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ حدثنا اللَّيْثُ عَنْ شَيْبَةَ الْقُرَشِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أبي الدرداء رَضِيَ الله عَنْه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سبيل الله تعالى دَعَتْهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِهَا شَاءَ

957 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ حدثنا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ قَيْسِ بن عاصم رَضِيَ الله عَنْه قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا دَنَوْتُ منه سمعته يقوم هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ فَسَلَّمْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمَالُ الَّذِي لَا يَكُونُ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعَةٌ مِنْ ضَيْفٍ ضَافَنِي أَوْ عِيَالٍ إِنْ كَثُرُوا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نِعْمَ الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ مِنَ الْإِبِلِ وَالْأَكْثَرُ سِتُّونَ وَوَيْلٌ لِأَصْحَابِ المئين إِلَّا مَنْ أَعْطَى في رسلها ونجدتها وَأَفْقَرَ ظهرها وأطرق فحلها ونحر سمينها وَأَطْعَمَ القانع والمعتر فال قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ وَأَحْسَنَهَا إِنَّهُ لَا يَحِلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا فِيهِ مِنْ كَثْرَةَ إِبِلِي قَالَ فَكَيْفَ تَصْنَعُ فِي الْمَنِيحَةِ قَالَ قُلْتُ إِنِّي لَأَمْنَحُ فِي كُلِّ عَامٍ مائة قال كيف تَصْنَعُ بالعارية قال يغدو الْإِبِلَ ويغدو النَّاسَ فَمَنْ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ ذَهَبَ بِهِ قَالَ كَيْفَ تَصْنَعُ بِالْفِقَارِ قال إني لأفقر الْبِكْرَ الضَّرْعَ -[654]- وَالنَّابَ المدبر قَالَ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ مَالُ مَوْلَاكَ قُلْتُ بَلْ مَالِي قَالَ فإنما لك في مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ وَمَا بَقِيَ فَلِمَوْلَاكَ قُلْتُ لِمَوْلَايَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ بَقِيتُ لَأَدَعَنَّ عِدَّتَهَا قَلِيلًا قَالَ الْحَسَنُ فَفَعَلَ رَحِمَهُ اللَّهُ

958 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ الله عَنْه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَمُنَادٍ يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ؛ اللَّهُمَّ أعط كل منفق خَلَفًا وَكُلَّ مُمْسِكٍ تَلَفًا يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ

959 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حدثنا لَيْثٌ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ كُنْتُ أَظُنُّهُ رَفَعَهُ قَالَ §فِي ابْنِ آدَمَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ سلامى أو عظم أَوْ مَفْصِلٍ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ يَتَكَلَّمُ بِهَا الرَّجُلُ صَدَقَةٌ وَعَوْنُ الرَّجُلِ أَخَاهُ عَلَى الشيء صدقة شربة الْمَاءِ تسقيها صَدَقَةٌ وَإِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ -[661]- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما نَحْوَهُ

قَالَ وَحَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ سِمَاكٍ بِهِ لكن قَالَ §يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ مِيسَمٍ مِنَ الْإِنْسَانِ صَلَاةٌ وَإِنَّ كُلَّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ صَلَاةٌ وإن حملا على الضَّعِيفِ صَلَاةٌ

960 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو النضر حدثنا ليث عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قَالَ أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ذُو مال كثير وذو أهل وَحَاضِرَةٍ فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ أُنْفِقُ وَكَيْفَ أصنع قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تُخْرِجُ الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ فَإِنَّهَا طُهْرَةٌ تُطَهِّرُكَ وَتَصِلُ أَقْرِبَاءَكَ وَتَعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ الجار والمسكين {وءات ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} الْآيَةُ

961 - قَالَ وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بن أبي بكير حدثنا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى عَنْ يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا يَا عَائِشَةُ §أَنْفِقِي وَلَا تُوكِي فَيُوكَى عَلَيْكِ

962 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ حدثنا عبد الرحمن بن عُثْمَانَ الْبَكْرَاوِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيِّ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ

963 - حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَسَاوِسِيُّ حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي بكر الصديق رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ §اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنَّهَا تُقِيمُ الْعِوَجَ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ وَتَقَعُ مِنَ الْجَائِعِ موقعها مِنَ الشَّبْعَانِ

964 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ عَنِ الْقَاسِمِ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ §لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِخَاتَمِي هَذَا عَلَى مِسْكِينٍ أَحَبُّ إِلَيَّ من ألف درهم أُهْدِيهَا إِلَى الْبَيْتِ

965 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ أَخْبَرَتْنِي عَمَّتِي قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ عَنْ صباعة بِنْتِ الزُّبَيْرِ عَنِ الْمِقْدَادِ بن الاسود رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْكَ شَكَكْتُ فِيهِ قَالَ §إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الْأَمْرِ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ قَالَ قَوْلُكَ فِي أَزْوَاجِكَ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُنَّ مِنْ بَعْدِي الصِّدِّيقِينَ قَالَ مَنْ تَعْنُونَ بِالصِّدِّيقِينَ قَالَ قُلْنَا أَوْلَادَنَا الَّذِينَ يَهْلِكُونَ صِغَارًا قَالَ لَا وَلَكِنَّ الصِّدِّيقِينَ هُمُ الْمُتَصَدِّقُونَ

967 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ حدثنا هُشَيْمٌ عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ بَلَغَنِي عن حذيفة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألا إنه §سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ عَضُوضٌ يَعَضُّ الْمُؤْمِنُ عَلَى مَا فِي يَدِهِ حَذَارَ الإنفاق والله تعالى يَقُولُ {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}

باب أفضل الصدقة

(33 - بَابُ أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ)

968 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ قال سعد رَضِيَ الله عَنْه يَا رَسُولَ اللَّهِ §مرني بصدقة فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْقِ - يَعْنِي الْمَاءَ قَالَ الْحَسَنُ فَنَصَبَ سقايتين كنت أسعى بَيْنَهُمَا وَأَنَا غُلَامٌ

969 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى عن القاسم قال §أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهما مات فتصدقت عنه عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْها بِرَقِيقٍ كَانَ لَها

970 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ يُونُسَ حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْأَسْوَدِ عَنْ مُنْيَةَ عَنْ حَدِيثِ أبي برزة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَةٍ فَقَالَ يَوْمًا §خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدًا فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ تَضَعُ يَدَهَا عَلَى الْجِدَارِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسْتُ أعني هذا ولكن أَعْنِي أَصْنَعَكَنَّ يَدًا

971 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حدثنا سُفْيَانُ أخبرني عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أبي معيط رَضِيَ الله عَنْهما قالت سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ

972 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حدثنا حَمَّادٌ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عن حذيفة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كنت مسند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي فَقَالَ §مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وجه الله تعالى خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ

973 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ حدثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ §من تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أعطاه الله تعالى بِوَزْنِ كُلِّ ذَرَّةٍ مِنْهَا مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ وَمَنْ مَشَى بِهَا إِلَى مِسْكِينٍ كَانَ لَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ وَلَوْ تَدَاوَلَهَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ إِنْسَانٍ حَتَّى تَصِلَ إِلَى الْمِسْكِينِ كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ الْأَجْرِ كَامِلًا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ اتَّقُوا وَأَحْسَنُوا هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

974 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنِ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِي عِيَاضٍ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَا من مسلم ينفق زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا وَالْمَلَائِكَةُ مَعَهُمُ الرَّيَاحِينُ يَخْتَلِجُونَهُ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ حدثنا زَائِدَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي عِيَاضٍ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر رَضِيَ الله عَنْه عنده جَالِسٌ §مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ نَفَقَةً فِي سبيل الله تعالى إِلَّا جَاءَتِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَهُمُ الرَّيْحَانُ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا مُسْلِمُ هَلُمَّ فَقَالَ أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ مَا عَلَى ماله من توى فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ

باب وصول الصدقة إلى الميت

(34 - بَابُ وُصُولِ الصَّدَقَةِ إِلَى الْمَيِّتِ)

974 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ خولة بنت فهد وكانت تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا عَلَى مَا عَلِمْتَ وَإِنَّا قَدْ صَاهَرْنَا إِلَيْكُمْ فَجَعَلَ اللَّهُ لَنَا فِي مُصَاهَرَتِكُمْ خَيْرًا وَإِنَّ أُمِّي هَلَكَتْ؛ فَهَلْ ينفعها أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا §لَوْ تَصَدَّقْتِ عَنْهَا بِكُرَاعٍ لَنَفَعَهَا قُلْتُ هُوَ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ حَفْصٍ وَخَوْلَةَ

باب الحث على المعروف وإعانة الملهوف وإغاثته

(35 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْمَعْرُوفِ وَإِعَانَةِ الْمَلْهُوفِ وَإِغَاثَتِهِ)

975 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §كل معروف يصنعه أَحَدُكُمْ إِلَى غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ فَهُوَ صَدَقَةٌ

976 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حدثنا أبو عتبة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ §أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ يُعْطِي مَالَهُ وَنَفْسَهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِعْمَ الرَّجُلُ هَذَا وَلَيْسَ به ولكن أفل النَّاسِ رَجُلٌ يُعْطِي جُهْدَهُ

977 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عيال الله تعالى فَأَحَبُّهُمْ إلى الله عز وجل أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا أبو الربيع الزهراني وأبو ياسين قَالَا حدثنا يُوسُفُ بِهِ قُلْتُ تَفَرَّدَ بِهِ يُوسُفُ وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا

978 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §من مشى إلى حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ كتب الله تعالى لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً إِلَى أَنْ يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ فارقه إن قُضِيَتْ حَاجَتُهُ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وإن هلك فيما بين ذلك دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ ضَعِيفٌ جِدًّا

979 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ حدثنا الصَّلْتُ يَعْنِي ابْنَ الْحَجَّاجِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ أَعَانَ أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ وَأَلْطَفَهُ كَانَ حُقًّا على الله تعالى أَنْ يُخْدِمَهُ مِنْ خَدَمِ الْجَنَّةِ -[705]- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بَحْرٍ حدثنا الْمُعَلَّى بْنُ مَيْمُونٍ الْمُجَاشِعِيُّ حدثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَلْطَفَ مُؤْمِنًا أَوْ خَوَّلَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ حَوَائِجِهِ صَغُرَ ذَلِكَ أو كبر فذكر مِثْلَهُ قُلْتُ مَدَارُهُ عَلَى يَزِيدَ وَهُوَ ضَعِيفٌ

980 - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ حدثنا عَبْدُ الحكم بْنُ مَنْصُورٍ حدثنا زِيَادُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا كَتَبَ اللَّهُ تعالى لَهُ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ حَسَنَةً وَاحِدَةً مِنْهُنَّ يُصْلِحُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا لَهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ واثنتين وَسَبْعِينَ فِي الدَّرَجَاتِ

981 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ حدثنا السَّكَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حدثنا زِيَادُ بْنُ مَيْمُونٍ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ الله تَعَالَى يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ قُلْتُ زِيَادُ ابن أَبِي حَسَّانَ هُوَ زِيَادُ بْنُ مَيْمُونٍ مَتْرُوكٌ

982 - وَحَدَّثَنَا جُبَارَةُ هُوَ ابْنُ الْمُغَلِّسِ حدثنا عَبْدُ الصمد بن الأزرق أخبرني سكين بْنُ أَبِي سِرَاجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينارعن مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ خَيْرُ النَّاسِ

قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ -[715]- 983 - وحدثنا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الله بن عامر عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ زَيْدِ بن ثابت رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ §لَا يزال الله تعالى فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا دَامَ الْعَبْدُ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ يُحَدِّثُ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

باب ذم البخل

(36 - بَابُ ذَمِّ الْبُخْلِ)

984 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ بَعْضِ أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِفُلَانٍ نَخْلَةٌ فِي حَائِطِي فَمُرْهُ فَلْيَبِعْهَا أو ليهبها لي قَالَ فَأَتَى الرَّجُلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §افْعَلْ ولك بِهَا نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ فَأَبَى فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا أَبْخَلُ النَّاسِ

باب إنجاز الوعد

(37 - بَابُ إِنْجَازِ الْوَعدِ)

985 - قال ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ امْرَأَةٍ قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَلَمْ يَتَيَسَّرْ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ عِدْنِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْعِدَةُ عَطِيَّةٌ

باب زجر الضيف عن تكليف صاحب المنزل

(38 - بَابُ زَجْرِ الضَّيْفِ عَنْ تَكْلِيفِ صَاحِبِ الْمَنْزِلِ)

986 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ حدثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حدثنا سُلَيْمانُ بْنُ قَرْم عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ ذَهَبْتُ مَعَ صَاحِبٍ لِي إلى سلمان رَضِيَ الله عَنْه فَجَاءَ بِخُبْزٍ وَمِلْحٍ فَقَالَ صَاحِبِي لَوْ كَانَ فِي مِلْحِنَا سَعْتَرٌ فبعث سلمان رَضِيَ الله عَنْه بِمِطْهَرَتِهِ فجاء بسعتر فما أَكَلْنَا قَالَ صاحبي الحمد لله الَّذِي قَنَّعَنَا بِمَا رَزَقَنَا فقال سلمان رَضِيَ الله عَنْه §لَوْ قَنِعْتَ لَمْ تَكُنْ مِطْهَرَتِي مَرْهُونَةً

كتاب الصيام

(11 - كِتَابُ الصيام)

باب الشهر يكون تسعا وعشرين

(1 - بَابُ الشَّهْرِ يَكُونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ)

987 - إِسْحَاقُ أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَاقِدٍ الْجَزَرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ عثمان بن عان رض ي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ

باب الصوم للرؤية

(2 - بَابُ الصَّوْمِ للرؤية)

988 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ إِنَّ عَبْدَ الله بن يَزِيدَ خَطَبَ النَّاسَ بِالْمَوْسِمِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا قَدْ شَهِدْنَا أَصْحَابَ محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمعنا عنهم وَحَدَّثُونَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §صُومُوا لِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ وأفطر لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ خَفِيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَإِنْ شَهِدَ ذَوَا عَدْلٍ فَصُومُوا لِرُؤْيَتِهِمَا وَأَفْطِرُوا لَهَا وامسكوا لَهَا

باب الزجر عن تقديم رمضان بيوم أو يومين

3 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ تَقْدِيمِ رَمَضَانَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ

989 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ ثنا حماد بن عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَلَا تتقدم فتزيد يَوْمًا أَوْ يومين فغضب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

باب تأخير صلاة المغرب لمراقبة الهلال ليلة الصوم أو الفطر

4 - بَابُ تَأْخِيرِ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ لِمُرَاقَبَةِ الْهِلَالِ لَيْلَةَ الصَّوْمِ أَوِ الْفِطْرِ

990 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثنا حَيْوَةُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ §السُّنَّةُ لَيْلَةَ يَنْظُرُ إِلَى هِلَالِ رَمَضَانَ لِلصِّيَامِ أَوِ الفطر يُؤَذِّنُ لِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ لوقتها ثم تؤخر الْإِقَامَةُ حَتَّى يُرَى الهلال أو يؤس منه ويبدو بَعْضُ النُّجُومِ

باب لا يتم شهران جميعا

5 - بَابُ لَا يُتِمُّ شَهْرَانِ جَمِيعًا

991 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ ابن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هَارُونَ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِيهِ عن سمرة رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا يُتِمُّ شَهْرَانِ سِتِّينَ يَوْمًا أَبُو شَيْبَةَ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ جَدُّ أَبِي بَكْرٍ ضَعِيفٌ

992 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الرُّكَيْنِ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §الشَّهْرُ ثَلَاثُونَ وَالشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ

993 - وَقَالَ الْحَارِثُ حدثنا روح ثنا شُعْبَةَ قَالَ سَمِعْتُ سِمَاكًا يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادٍ وَعِكْرِمَةَ يُحَدِّثَانِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ

994 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا رَوْحٌ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ لَا نُكَذِّبَهُ قَالَ أخبرت عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَنَّ ابن عمر رضي اله عنهما يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ فَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ وَقَالَتْ يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَيْسَ كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ قَالَ §الشَّهْرُ يكون تِسْعًا وَعِشْرِينَ

باب علامة كون الهلال لليلته

6 - بَابُ عَلَامَةِ كَوْنِ الْهِلَالِ لليلته

995 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرسعني ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن صالح ثنا بَقِيَّةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا غَابَ الْهِلَالُ قَبْلَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتِهِ وَإِذَا غَابَ بَعْدَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ.

باب ما يقال عند رؤية الهلال

7 - بَابُ مَا يقال عِنْدَ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ

996 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيِّ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ §آمَنْتُ بالذي خَلَقَكَ ثَلَاثًا

باب قبول شهادة الأعراب في الصوم والفطر

8 - بَابُ قَبُولِ شَهَادَةِ الْأَعْرَابِ في الصوم والفطر

997 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا رَوْحٌ ثنا شعبة قال سَمِعْتُ مَنْصُورًا يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ أَنَّ أَعْرَابِيَّيْنِ §شَهِدَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمَا رَأَيَا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ لِفِطْرٍ أَوْ أضحى فأجاز رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُمَا هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

باب فضل الصوم

9 - بَابُ فَضْلِ الصَّوْمِ

998 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثنا حماد عن النبي عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ عن حذيفة رَضِيَ الله عَنْه قال كنت مسنداً النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي فَقَالَ §من صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وجه الله تعالى خُتِمَ لَهُ بِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ

999 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا رَوْحٌ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ صام يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بُوعِدَ مِنَ النَّارِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ

100 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ المحبر ثنا زايدة بْنُ قُدَامَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أبي الدرداء رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقًا عَرْضُهُ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ

101 - وَقَالَ الْحَارِثُ حدثنا أَبُو الْحَسَنِ بِشْرُ بْنُ أَبِي بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَرَّانِيُّ ثنا حَيَّانُ الْبَصْرِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ نُوحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بن نفيل رَضِيَ الله عَنْه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْبَلَ عَلَى أُسَامَةَ بن زيد رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ يَا أُسَامَةُ §عَلَيْكَ بِطَرِيقِ الْجَنَّةِ وَإِيَّاكَ أَنْ تُخْتَلَجَ دُونَهَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ما أَسْرَعُ مَا يُقْطَعُ بِهِ ذَلِكَ الطَّرِيقُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظَّمَأُ فِي الْهَوَاجِرِ وَحَبْسُ النَّفْسِ عَنْ لَذَّةِ النِّسَاءِ يَا أُسَامَةُ وَعَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إلى الله تعالى مِنْ رِيحِ فَمِ الصَّائِمِ تَرَكَ الطَّعَامَ والشراب لله تعالى فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ وَبَطْنُكَ جَائِعٌ وَكَبِدُكَ ظَمْآنُ فَافْعَلْ فَإِنَّكَ تُدْرِكُ بِذَلِكَ شَرَفَ الْمَنْزِلِ فِي الْآخِرَةِ وَتَحُلُّ مَعَ النَّبِيِّينَ فَتَفْرَحُ بِقُدُومِ رُوحِكَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلِّي عَلَيْكَ الْجَبَّارُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ من الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ فِي الدنيا وسيأتي إن شاء الله بتمامه فِي الزُّهْدِ

102 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ هِلَالٍ ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَوْ أَنَّ رَجُلًا صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا ثم أعطى ملئ الْأَرْضِ ذَهَبًا لَمْ يَسْتَوْفِ ثَوَابَهُ دُونَ الْحِسَابِ

103 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ثنا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ زَبَّانَ بن فائد قال أَنَّ لَهِيعَةَ حَدَّثَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قيصر قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وجه الله تعالى بَاعَدَهُ اللَّهُ مِنْ جَهَنَّمَ كَبُعْدِ غُرَابٍ طَارَ وَهُوَ فَرْخٌ حَتَّى مَاتَ هَرِمًا

1004 - قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عيسى ثنا اين وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سبيل الله تعالى مُتَطَوِّعًا فِي غَيْرِ رَمَضَانَ بُعِّدَ مِنَ النَّارِ مائة عام سير الْمُضَمَّرِ الْجَوَادِ

105 - قال أبو يعلى حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحُلْوَانِيُّ ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أبي الدرداء رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قال رسول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لِكُلِّ شَيْءٍ بَابٌ وَبَابُ الْعِبَادَةِ الصِّيَامُ

باب فضل رمضان

(10 - بَابُ فَضْلِ رَمَضَانَ

106 - قال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَجُلَ يُقَالُ لَهُ إِيَاسٌ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ فَقَالَ يَا أيها الناس إنه قَدْ §أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَرَضَ اللَّهُ صِيَامَهُ وَجَعَلَ قِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا فَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَهُوَ شَهْرُ الْمُوَاسَاةِ وَهُوَ شَهْرٌ يُزَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ قِيلَ يَا رسول الله ليس كُلُّنَا نَجِدُ مَا نُفَطِّرُ بِهِ الصَّائِمَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعطي الله تعالى هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لبن أو تمرة أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ وسقاه الله عز وجل مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ وَمَنْ خَفَّفَ فِيهِ عَنْ مملوكه أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ

1007 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ حَبَّانَ ثنا الْفَضْلُ بْنُ الْعَلَاءِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الفضل بْنِ عِيسَى عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ عَنْ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ قَدْ جَاءَ تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغَلَّقُ فِيهِ أبواب النار وتغل فِيهِ الشياطين §من أدرك رَمَضَانُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَمَتَى يُغْفَرُ لَهُ هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ

1008 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا عمرو بن حمزة أَبُو أُسَيْدٍ ثنا خلف أبو الربيع قال أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَضَرَ رَمَضَانُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا تَسْتَقْبِلُونَ أَوْ مَاذَا يَسْتَقْبِلُ الْمَرْءُ ثَلَاثًا. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَحْيٌ نَزَلَ؟ قَالَ: " لَا ". قَالَ: فَعَدُوٌّ حَضَرَ قَالَ لَا قَالَ فَمَاذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن الله تعالى §يَغْفِرُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لِكُلِّ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَنَظَرَ إِلَى إِنْسَانٍ قَاعِدٍ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ وَيَقُولُ بَخٍ بخ فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُ ضَاقَ صَدْرُكَ قَالَ لَا وَلَكِنْ ذَكَرْتُ الْمُنَافِقِينَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْمُنَافِقَ هُوَ الْكَافِرُ وَلَيْسَ لِلْكَافِرِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَقَالَ إِنْ صَحَّ الْخَبَرُ فَإِنِّي لَا أَعْرِفُ خَلَفًا وَلَا عَمْرَو بْنَ حَمْزَةَ الْقَيْسِيَّ بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ -[39]- (40) حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ عليهم الصلاة والسلام

1009 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ جَمِيعًا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي رَمَضَانَ لَمْ تُعْطَهَا أمة قبلهم خلوف فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يفطروت وَيُزَيِّنُ اللَّهُ كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ ثُمَّ يَقُولُ يُوشِكُ عِبَادِيَ الصائمون أن يلقوا عَنْهُمُ الْمُؤْنَةَ وَالْأَذَى وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ وتصفد فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينُ فَلَا يَخْلُصُونَ فِيهِ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ فِي غَيْرِهِ وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ قِيلَ يَا رسول الله هي لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّى اجره إذا قضة عَمَلَهُ هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ

1010 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَمِينَةَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ نَافِعِ بْنِ بُرْدَةَ عَنِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ وَقَدْ أَهَلَّ شَهْرُ رَمَضَانَ §لَوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ مَا فِي رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ تَكُونَ السَّنَةُ كُلُّهَا رَمَضَانَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ حَدِّثْنَا بِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَزَّيَنُ فِي رَمَضَانَ مِنْ رَأْسِ الْحَوْلِ إِلَى رأسالحول حَتَّى إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ من رمضان هبت رِيحٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ فَصَفَقَتْ وَرَقَ الْجَنَّةِ فَتَنْظُرُ الْحُورُ الْعَيْنُ إلى ذلك فتقول يَا رَبِّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هذا الشهر الشريف أَزْوَاجًا تَقِرُّ أَعْيُنَنَا بِهِمْ وَتَقِرُّ أَعْيُنَهُمْ بِنَا فَمَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ رَمَضَانَ إِلَّا زُوِّجَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ مِمَّا نعت الله تعالى {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} عَلَى كُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ حُلَّةً لَيْسَ فِيهَا حُلَّةٌ عَلَى لَوْنِ الْأُخْرَى وَيُعْطَى سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الطِّيبِ ليس منها لون عَلَى رِيحِ الْآخَرِ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سبون سَرِيرًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُوَشَّحَةٍ بِالدُّرِّ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَفَوْقَ السَّبْعِينَ فِرَاشًا سَبْعُونَ أَرِيكَةً لِكُلِّ امْرَأَةٍ أَلْفُ وَصِيفَةٍ لَحَاجَاتِهَا وَأَلْفُ وَصِيفٍ مَعَ كل وصيف صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا لَوْنُ طَعَامٍ يَجِدُ لِآخِرِ لُقْمَةٍ مِنْهَا لذة لا يجد لأوله وَيُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَيْهِ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ متوشح بِيَاقُوتٍ أَحْمَرَ هَذَا بِكُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ قُلْتُ تَفَرَّدَ بِهِ جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ وَقَالَ إِنْ صح الخبر فإني فِي الْقَلْبِ مِنْ جَرِيرِ بْنِ أَيُّوبَ وَكَأَنَّهُ تَسَاهَلَ فِيهِ لِكَوْنِهِ مِنَ الرَّغَائِبِ -[43]- وَابْنُ مَسْعُودٍ لَيْسَ هُوَ الْهُذَلِيُّ المشسهور وَإِنَّمَا هُوَ آخَرُ غِفَارِيٌّ

1011 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ §وَمَنْ صام رمضان وكف عَنِ الْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ وَالْكَذِبِ وَالْخَوْضِ فِي الْبَاطِلِ وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ إِلَّا عَنْ ذكر الله تعالى وَكَفَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَجَمِيعَ جَوَارِحَهُ عَنْ محارم الله تعالى وَعَنْ أَذَى الْمُسْلِمِينَ كَانَ لَهُ مِنَ الْقُرْبَى عند الله تعالى أَنْ تَمَسَّ رُكْبَتَهُ رُكْبَةَ غبراهيم لاخليل عليه الصلاة والسلام هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

باب اشتراط النية للصائم من الليل في الفرض دون التطوع

(11 - بَابُ اشْتِرَاطِ النِّيَّةِ لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّيْلِ فِي الْفَرْضِ دُونَ التَّطَوُّعِ

1012 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ مَيْمُونَةَ بنت سعد رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ لاله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ اجمع الصوم في اللَّيْلِ فَلْيَصُمْ وَمَنْ أَصْبَحَ وَلَمْ يَجْمَعْهُ فَلَا يَصُمْ

31013 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ثنا لَيْثٌ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ §كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجِيءُ فَيَدْعُو بِالطَّعَامِ فَلَا يَجِدُهُ فَيَفْرِضُ الصَّوْمَ قَالَتْ وَرُبَّمَا جَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ وَعِنْدِي طُرْفَةٌ فَنَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْلَا أَنَّكَ صَائِمٌ لأطعمتك فَيَدْعُو فَيَأْكُلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1014 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ سَمِعْتُ رَجُلًا سَأَلَ أَنَسَ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قَالَ تَسَحَّرْتُ ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُفْطِرَ قَالَ أَفْطِرْ ثُمَّ قَالَ §كَانَ أبو طلحة رَضِيَ الله عَنْه يَأْتِي أَهْلَهُ فَيَقُولُ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ فَإِذَا قَالُوا لا قال فإني صَائِمٌ

1015 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ حَدَّثَتْنِي أم الدرداء رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ إِنَّ أبا الدرداء رَضِيَ الله عَنْه كَانَ يَأْتِيهِمْ بَعْدَمَا يُصْبِحُ فَيَسْأَلُهُمُ الْغَدَاءَ فَلَا يَجِدُهُ فَيَقُولُ §فَأَنَا إِذًا صَائِمٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

باب ما يجتنب في الصيام

12 - بَابُ مَا يُجْتَنَبُ فِي الصِّيَامِ

1016 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ يَعْنِي طَلْحَةَ بْنَ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَعِفُّوا الصِّيَامَ فَإِنَّ الصِّيَامَ لَيْسَ مِنَ الطَّعَامِ وَلَا من الشراب فإن الصِّيَامَ مِنَ الْمَعَاصِي

1017 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي المتوكل قال أَنَّ أبا هريرة رَضِيَ الله عَنْه §كَانَ إِذَا صَامَ جَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ وَقَالَ نُعِفُّ صِيَامَنَا

1018 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ كَانَ أَصْحَابُنَا يَقُولُونَ §أَهْوَنُ الصِّيَامِ تَرْكُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ

1019 - قَالَ وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ §إِذَا ذَرَعَهُ الْقَيْءُ لَمْ يُفْطِرْ وَإِذَا تَقَيَّأَ أَفْطَرَ

باب من قال لا يفطر إلا الطعام والشراب

13 - بَابُ مَنْ قَالَ لَا يُفَطِّرُ إِلَّا الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ

1020 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حدثي أَبِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قَالَ مَطَرَتِ السَّمَاءُ بردا فقال لنا أبو طلحة رَضِيَ الله عَنْه وَنَحْنُ غِلْمَانٌ نَاوِلْنِي يَا أنس من ذلك الْبَرَدِ فَنَاوَلْتُهُ فَجَعَلَ يَأْكُلُ وَهُوَ صَائِمٌ فَقُلْتُ أَلَسْتَ صَائِمًا قَالَ بَلَى إِنَّ ذَا لَيْسَ بِطَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ وَإِنَّمَا هُوَ بَرَكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ نُطَهِّرُ بِهِ بُطُونَنَا قال أنس رَضِيَ الله عَنْه فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ §خُذْ عَنْ عَمِّكَ هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ [2] قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا أَبِي بِهِ. [3] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، فَذَكَرَهُ -[58]-. 1020 - أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ عَنْ هِلَالِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ رَأَيْتُ أبا طلحة رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا

باب السنة في الفطر على التمر أو الرطب أو ما لم تمسه النار

14 - بَابُ السُّنَّةِ فِي الْفِطْرِ عَلَى التَّمْرِ أَوِ الرُّطَبِ أَوْ ما لم تمسه النار

1021 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا روح ثنا ابتن جُرَيْجٍ حُدِّثْتُ عَنْ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ §رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ فِي الصَّيْفِ لا يصلي في الصيف الْمَغْرِبَ إِذَا كَانَ صَائِمًا حَتَّى آتِيَهُ بِرُطَبٍ فَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ ثُمَّ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ أنيته بِتَمْرٍ فَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ ثم يقوم يصلي فِيهِ انْقِطَاعٌ

1022 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ حدثنا ثَابِتٌ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يُفْطِرَ عَلَى ثَلَاثِ تَمَرَاتٍ أَوْ شيء لم تصبه النار

1023 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو هُوَ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ جَابِرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ الرُّطَبُ لَمْ يُفْطِرْ إِلَّا عَلَى الرُّطَبِ وَإِذَا لَمْ يَكُنِ الرُّطَبُ لَمْ يُفْطِرْ إِلَّا عَلَى التَّمْرِ

باب منه وفيه السنة في تعجيل الفطر والنهي عن الوصال

15 - بَابٌ مِنْهُ وَفِيهِ السُّنَّةُ فِي تَعْجِيلِ الْفِطْرِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْوِصَالِ

1024 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ثنا طَيِّبُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سمعت عمرة قال سمعت عائشة رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَنْهَى عَنِ الوصال ويأمر بتبكير الْإِفْطَارِ وَتَأْخِيرِ السَّحُورِ

1025 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا حُبَابَةُ بِنْتُ عَجْلَانَ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَفْصٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بنت وادع قالت سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §عَجِّلُوا الْإِفْطَارَ وَأَخِّرُوا السَّحُورَ

1026 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ عن جابر حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا وِصَالَ فِي الصَّوْمِ -[70]- 1026 - قال وَحَدَّثَنَا الْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه بِهِ

1027 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بابك عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ §كَانَ النَّبِيُّ يُوَاصِلُ

1028 - وَقَالَ الحارث حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي إسماعيل ثنا إِسْمَاعِيلَ بن أبي عَيَّاشٍ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا صَمْتَ يَوْمٌ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا وِصَالَ فِي الصيام ولا تعرب بَعْدَ الْهِجْرَةِ وَلَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ الْحَدِيثَ وَرَوَاهُ أَبُو قُرَّةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ بِهِ

1029 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا حماد بن بِشْرٍ هُوَ ابْنُ حَرْبٍ عَنْ أبي سعيد رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْوِصَالِ وَإِنَّ أُخْتِي هَذِهِ تُوَاصِلُ وَأَنَا أَنْهَاهَا وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ هُوَ التَّمَّارُ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِهِ

باب الرخصة في قضاء رمضان على التراخي

16 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي قَضَاءِ رَمَضَانَ عَلَى التَّرَاخِي

31030 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عن أبيه قال أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه عَنْ قَضَاءِ رَمَضَانَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ قَالَ فَمَا أَدْرِي مَا كَانَتِ الْمُرَاجَعَةُ فِيمَا بَيْنَهُمَا §فَأَمَرَهُ بِقَضَاءِ رَمَضَانَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ قَالَ وَلَا تَقُلْ إِنَّ أَبَاكَ سَمِعَ ذَلِكَ من عمر رَضِيَ الله عَنْه

1031 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ أَيْضًا حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ عن جدته قالت أَنَّ رَافِعَ بن خديج رَضِيَ الله عَنْه §أَمَرَهَا أَنْ تَقْضِيَ رَمَضَانَ مُفَرَّقًا

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ رَافِعٍ عن جدته قالت أَنَّ رَافِعَ بن خديج رَضِيَ الله عَنْه كَانَ يَقُولُ §احصوا العدة وصم كَيْفَ شِئْتَ

باب الكحل لا يفطر الصائم

17 - بَابُ الْكُحْلِ لَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ

1032 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب رَضِيَ الله عَنْه 1033 - وَعَنْ حَبِيبِ ابن أَبِي ثَابِتٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ انْتَظَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا فِي رَمَضَانَ فَخَرَجَ مِنْ بَيْتِ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها §وَقَدْ كَحَّلَتْهُ وَمَلَأَتْ عَيْنَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُحْلًا

باب الحجامة للصائم

18 - بَابُ الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ حديث علي رَضِيَ الله عَنْه يأتي إن شاء الله فِي بَابِ النَّهْيِ عَنْ صَوْمِ يَوْمٍ بِعَيْنِهِ

باب ما يصنع من جامع أو أفطر عامدا

19 - بَابُ مَا يَصْنَعُ مَنْ جَامَعَ أَوْ أَفْطَرَ عَامِدًا

1034 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَّاجِ عَنْ عَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَا إِنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا أَهْلَكَكَ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ قَالَ وَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ بِحِمَارٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ فَأَمَرَ لَهُ بِبَعْضِهِ فَقَالَ §خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَيْنَ لابيتها أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنِّي قَالَ فَضَحِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ وَيَوْمٌ مَكَانَ يَوْمٍ واستغفر الله تعالى قَالَ فَلَا أَدْرِي فِي حَدِيثِهِمَا أَوْ حَدِيثِ أَحَدِهِمَا يَوْمٌ مَكَانَ يَوْمٍ واستغفر الله تعالى

1035 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنِ الْمُطَّلِبِ عَنْ سَعِيدِ بن المسيب قال أَنَّ رجلا اتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أَفْطَرْتُ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ قَالَ §تَصَدَّقْ لِمَا صَنَعْتَ وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ واستغفر الله تعالى

1036 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِيُّ ثنا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي §أَفْطَرْتُ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ قَالَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلَا سفر قال بئس مَا صَنَعْتَ قَالَ فَمَا تَأْمُرُنِي قَالَ أَعْتِقْ رَقَبَةً قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا مالكت رَقَبَةً قَطُّ قَالَ فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ قَالَ فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُشْبِعُ أَهْلِي قَالَ فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِكْتَلٍ فِيهِ تَمْرٌ فَقَالَ تَصَدَّقْ بِهَذَا عَلَى سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ إِلَى مَنْ أَدْفَعُهُ قَالَ إِلَى أَفْقَرِ مَنْ تَعْلَمُ قَالَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا بَيْنَ حَرَّتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ منا فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تصدق بِهِ عَلَى عِيَالِكَ

باب الرخصة في الفطر في السفر وصحة صوم من صام فيه

20 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْفِطْرِ فِي السَّفَرِ وَصِحَّةِ صَوْمِ مَنْ صَامَ فِيهِ

1037 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالْقَانِيُّ ثنا جَرِيرٌ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْه عنهما قَالَ §سَافَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ فصام وأفطر قال وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُجَاهِدٍ بِهِ

1038 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى المهري قَالَ أَقْبَلْتُ مَعَ صَاحِبٍ لِي مِنَ الْعُمْرَةِ فَوَافَيْنَا الْهِلَالَ هِلَالَ رَمَضَانَ فَنَزَلْنَا فِي أَرْضِ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ فَأَصْبَحْنَا مفطرين إلا من رَجُلًا مِنَّا وَاحِدًا فَدَخَلَ عَلَيْنَا أبو هريرة رَضِيَ الله عَنْه نِصْفَ النَّهَارِ فَوَجَدَ صَاحِبَنَا يَلْتَمِسُ بَرْدَ النَّخْلِ فَقَالَ مَا بَالُ صَاحِبِكُمْ قَالُوا صَائِمٌ قَالَ §مَا حمله على ظان لَا يُفْطِرَ قَدْ رَخَّصَ اللَّهُ لَهُ لَوْ مَاتَ مَا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ

1039 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا روح ثنا سعيد عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §الْإِفْطَارُ فِي السَّفَرِ عَزْمَةٌ مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ

1040 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ هُوَ ابْنُ مُعَاذٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ

1041 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا الْمُعْتَمِرُ حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ عَنِ الْغِطْرِيفِ أَبِي هَارُونَ قَالَ §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ فِي حَاجَةٍ فِي رَمَضَانَ فَتَقَدَّمَ إِلَى أَحَدِهِمَا أَنْ لَا يَصُومَ وَسَكَتَ عَنِ الْآخَرِ فَصَامَ فَلَمَّا قَدِمَا قَالَ مَا صَنَعْتُمَا قَالَ أَحَدُهُمَا صُمْتَ وَقَالَ الْآخَرُ لَمْ أَصُمْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِلَاكُمَا قَدْ أَصَابَ إسناده حَسَنٌ مَعَ إِرْسَالِهِ

1042 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عن موسى قال سَمِعْتُ أَنَسَ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ §حَاصَرْنَا تُسْتَرَ وَعَلَيْنَا أبو موسى رَضِيَ الله عَنْه فَصَامَ وَصُمْنَا

1043 - قَالَ حدثنا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه §جَاءَ إِلَى قَوْمٍ مُحَاصِرِي حِصْنٍ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْطِرُوا

1044 - قَالَ وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ §أَفْطِرُوا فَإِنَّهُ يَوْمُ قِتَالٍ

1045 - قَالَ وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ نَافِعٍ قَالَ §خَرَجَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما مُبَادِرًا لِلْفِتْنَةِ أَنْ تقع في الْمَدِينَةِ فِي رَمَضَانَ فَأَفْطَرَ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَدْخُلُ فِيهَا يَعْنِي مَكَّةَ أَصْبَحَ صَائِمًا

باب الرخصة في الفطر للشيخ الكبير والحامل والمرضع

21 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْفِطْرِ لِلشَّيْخِ الْكَبِيرِ وَالْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ

1046 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ ثنا أبي ثنا عِمْرَانُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ §ضعف أنس رَضِيَ الله عَنْه عَنِ الصَّوْمِ فَصَنَعَ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيدٍ فَدَعَا ثَلَاثِينَ مِسْكِينًا فَأَطْعَمَهُمْ

1047 - وَقَالَ مسدد حدثنا يحي عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قتادة عن عزرة عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §الْحَامِلُ وَالْمُرْضِعُ إِذَا خَافَتَا أَفْطَرَتَا وَأَطْعَمَتَا وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِمَا إِسْنَادُهُ حَسَنٌ وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ دُونَ قَوْلِهِ وَلَا قَضَاءَ عليها

باب الزجر عن صوم الدهر وتخصيص يوم أو شهر بعينه

22 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَوْمِ الدَّهْرِ وَتَخْصِيصِ يَوْمٍ أَوْ شَهْرٍ بعينه

1048 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عن أمه رَضِيَ الله عَنْها قال §مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ صَائِمًا إِلَّا شَهْرَ رَمَضَانَ وَيَوْمَيْنِ هَذَا إسناده صَحِيحٌ

1049 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ عَنْ عِيسَى بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ سَأَلْتُ عَطَاءً عَنْ رَجُلٍ يَتَحَرَّى يَوْمًا يصومه فَقَالَ كَانَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما يكره أن يتحرى شَهْرًا أَوْ يَوْمًا يَصُومُهُ وَيَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ §مَنْ صَامَ الْأَبَدَ فَلَا صَامَ

1049 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا هِشَامٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّهُ §كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُوَقِّتَ يَوْمًا يَصُومُهُ

1049 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ أنا هِشَامٌ نَحْوَهُ وَزَادَ §وَكَانَ يَكْرَهُ صَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ

1050 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ، ثنا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ أبي بِشْر، عَنْ حُصَيْنِ ابْنِ أَبِي الْحَرِّ، قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَتَغَدَّى، فَدَعَانِي، فَقُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ "، فَقَالَ: " §لَا تَصُومَنَّ يَوْمًا تَجْعَل صَوْمَهُ عَلَيْكَ حَتْمًا "

1051 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَخْتَصَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصَوْمٍ وَأَنْ أَحْتَجِمَ وَأَنَا صَائِمٌ الْحَدِيثَ

باب السحور

23 - بَابُ السَّحُورِ

1052 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً

1053 - وقال مسدد حدثنا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي قَيْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَسَحَّرُوا وَلَوْ برملة مِنْ تُرَابٍ

1054 - قَالَ وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا أَبُو بَكْرِ ابن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ضمرة والمهاجر ابني حَبِيبٍ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §عليكم بالسحور فإن الْغَدَاءُ الْمُبَارَكُ وَأَسْفِرُوا بِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَتَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ

1055 - قَالَ وحدثنا معاوية بن يَحْيَى عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ ربما قال لي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَرِّبِي سُحُورَكِ الْمُبَارَكَ وَرُبَّمَا لَمْ يَكُنْ غَيْرَ تَمْرَتَيْنِ

1056 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا بَحْرُ بْنُ كَنِيزٍ السقا عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْإِسْكَنْدَرَانِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْجَمَاعَةُ بَرَكَةَ وَالثَّرِيدُ بَرَكَةَ وَالسَّحُورُ بَرَكَةٌ تَسَحَّرُوا فَإِنَّهُ يَزِيدُ فِي الْقُوَّةِ وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ من ماء أو على جدعه مِنْ مَاءٍ تَسَحَّرُوا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ

1057 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ زهير بن أَبِي ثَابِتٍ الْأَعْمَى عَنْ تَمِيمِ بْنِ عِيَاضٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ عَلْقَمَةُ بْنُ عُلَاثَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء بلال رَضِيَ الله عَنْه يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رُوَيْدًا يَا بِلَالُ يَتَسَحَّرُ عَلْقَمَةُ قَالَ وَهُوَ يَتَسَحَّرُ بِرَأْسٍ -[117]- 1057 -[2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ثنا قَيْسٌ فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَسَحَّرُ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ سَحُورِهِ جَاءَ عَلْقَمَةُ بن علاثة فدعا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْسٍ فَبَيْنَمَا هو يأكل إذ جاء بلال رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَهُ

1058 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا حَفْصٌ هُوَ ابْنُ غياث عن أَشْعَثُ بْنُ سوار عن أبي هُبَيْرَةَ عَنْ جَدِّهِ شَيْبَانَ قَالَ أَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَدَخَلْتُ فَأَسْنَدْتُ ظَهْرِي إِلَى حُجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَسَحَّرُ فَتَنَحْنَحْتُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو يَحْيَى هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ وَلَكِنَّ مُؤَذِّنَنَا هَذَا فِي بَصَرِهِ سُوءٌ أَوْ فِي بَصَرِهِ شَيْءٌ فَإِنَّهُ أَذَّنَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ [2] وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي مُسْنَدِهِ وَمَطِينٌ حَدَّثَنَا أَبُو الشَّعْثَاءِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ثنا حَفْصٌ بِهِ [3] وَقَالَ الْحَسَنُ أَيْضًا وَالْبَغَوِيُّ ثنا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ بِهِ [4] وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَشْعَثَ بِهِ وَسَمَّى أَبَا هُبَيْرَةَ يَحْيَى بْنَ عَبَّادٍ [5] وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ أخبرنا الحسن بن منصور الإمام [6] وَقَالَ ابن السكن أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الطائي قالا أنا الْوَلِيدُ بْنُ مَرْوَانَ ثنا عَمِّي جنادة بن مروان عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ شَيْبَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ بِهِ [7] قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ وَتَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَشْعَثَ يَعْنِي مِنْ قَوْلِهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قُلْتُ وَالْأَوَّلُ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ

1059 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عينة عَنْ شَبِيبِ بْنِ غَرْقَدَةَ عَنْ حَبَّانَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ أتينا عليا رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ بِعَسْكَرِ أَبِي مُوسَى فَوَجَدْتُهُ يَطْعَمُ فَقَالَ §ادْنُ فَكُلْ فَقُلْتُ إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ فَقَالَ وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ فَأَكَلَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ ابْنِ النَّبَّاحِ أَقِمْ

1060 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حدثنا زيد ب الْحُبَابِ ثنا مُطِيعُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ تَوْبَةَ حدثنا أنس رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ §انْظُرْ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ فَادْعُهُ فَإِذَا أَبُو بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما فدعوتهما فطعموا ثُمَّ خَرَجُوا فَصَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ

1061 -[1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو حَ [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ قالا ثنا طَلْحَةُ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّا معاشر الْأَنْبِيَاءِ §أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا وَنُؤَخِّرَ سُحُورَنَا الْحَدِيثَ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الصَّلَاةِ

باب كراهية القبلة للصائم وغيرها وما جاء في الرخصة في ذلك وفيه ذكرالكحل والسواك

24 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْقُبْلَةِ لِلصَّائِمِ وَغَيْرِهَا وَمَا جَاءَ فِي الرُّخْصَةِ في ذلك وفيه ذكرالكحل والسواك

1062 -[1] قال إسحاق قلت لِأَبِي أُسَامَةَ أَحَدَّثَكُمْ عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ أَخْبَرَنِي سَالِمٌ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قال عمر رَضِيَ الله عَنْه رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَرَأَيْتُهُ لَا يَنْظُرُ إِلَيَّ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَأْنِي قَالَ §أَلَسْتَ الَّذِي تُقَبِّلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ قَالَ فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق نبيا لأقبل بَعْدَهَا وأنا صائم فاقربه وَقَالَ نَعَمْ [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا أَبُو أُسَامَةَ مِثْلَهُ

1063 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ رَزِينٍ الْبَكْرِيِّ حَدَّثَتْنَا مَوْلَاةٌ لَنَا يُقَالُ لَهَا سَلْمَى مِنْ بَكْرِ بْنِ وائل أنها قالت سمعت عائشة رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا عَائِشَةُ هَلْ مِنْ كِسْرَةٍ فَأَتَيْتُهُ بِقُرْصٍ فوضعه على فيه وَقَالَ يَا عَائِشَةُ هَلْ دَخَلَ بَطْنِي منه شيء فكذلك قُبْلَةُ الصَّائِمِ إِنَّمَا §الْإِفْطَارُ مما دَخَلَ وَلَيْسَ مما خرج [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ بِهَذَا

1064 - وَقَالَ أبو يعلى أيضا حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ المستملي ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَخُو حماد ثنا ثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ ابن عمر وعن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بيت حفصة رَضِيَ الله عَنْها وَقَدِ اكْتَحَلَ بالأئمد فِي رَمَضَانَ

1065 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ثنا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْتَحِلُ وَهُوَ صَائِمٌ

1066 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ عَطَاءٍ وطاووس وَمُجَاهِدٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسَوَّكَ وَهُوَ صَائِمٌ

1067 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبَانَ عن انس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قُبْلَةِ الصَّائِمِ

قَالَ رَيْحَانَةٌ يشمها -[133]- 1068 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أبي سعيد قال أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أبا هريرة رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ §أُقَبِّلُ امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ لَا بَأْسَ قَالَ فَأُقَبِّلُ امْرَأَةً غَيْرَهَا قَالَ أُفٍّ قَالَ وَسَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ فَقَالَ لَا بَأْسَ

1069 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ

1070 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَعِيدٍ مَوْلَى صَفِيَّةَ أَنَّهُ سَمِعَ صَفِيَّةَ بنت حيي رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ §أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ

1071 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ

1072 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بن أَبِي مَرْيَمَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طُوَيْلِعٍ عَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين رَضِيَ الله عَنْها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §كُلُّ شَيْءٍ من امرأتك لَكَ حَلَالٌ إِذَا كُنْتَ صَائِمًا إِلَّا مَا بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ

باب إجابة الدعاء عند الفطر وما يقوله الصائم عند فطره

25 - بَابُ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْفِطْرِ وما يقوله الصائم عِنْدَ فِطْرِهِ

1073 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُلَيْكِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §لِلصَّائِمِ عِنْدَ إِفْطَارِهِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ ابن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما إِذَا أَفْطَرَ دَعَا أهله وولده ودعا قلت هذا في سنن ابْنِ مَاجَةَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا بِلَفْظٍ آخَرَ

31074 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا حَمَّادُ بن عمرو ثنا السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَلِيُّ §إِذَا كُنْتَ صَائِمًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَقُلْ بَعْدَ إِفْطَارِكَ اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ يُكْتَبُ لَكَ مِثْلُ مَنْ كَانَ صَائِمًا غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ من أجورهم شيء

باب من أكل ناسيا لم يفطر

26 - بَابُ مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا لَمْ يُفْطِرْ

1075 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ المقبري قال أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أبا هريرة رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ أَكَلْتُ وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ لَا شَيْءَ عَلَيْكَ قَالَ شَرِبْتُ وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ لَا شَيْءَ عَلَيْكَ قَالَ فَأَكَلْتُ كَذَا وَكَذَا وَأَنَا صَائِمٌ قَالَ يَا بُنَيَّ §أَنْتَ لَمْ تَعْتَدِ الصِّيَامَ مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ

1076 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ بَشَّارِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ دِينَارٍ مَوْلَاةُ أُمِّ إِسْحَاقَ عَنْ أُمِّ إِسْحَاقَ قَالَتْ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ قَالَتْ وَكُنْتُ أَشْتَهِي أَنْ آكُلَ مِنْ طَعَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَلُمَّ يَا أُمَّ إِسْحَاقَ فَكُلِي قَالَتْ فَأَكَلْتُ ثُمَّ نَاوَلَنِي عَرْقًا فرفعته إِلَى فِيَّ فَذَكَرْتُ أَنِّي صَائِمَةٌ فَبَقِيَتْ يَدِي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرْفَعَهَا إِلَى فِيَّ وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَضَعَهَا فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لك يَا أُمَّ إِسْحَاقَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ صائمة فقال §أَتِمِّي صَوْمَكِ فَقَالَ ذُو الْيَدَيْنِ الْآنَ حِينَ شَبِعْتِ فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو رِزْقٌ ساقه الله تعالى إِلَيْهَا قُلْتُ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَفِي هَذَا زِيَادَةٌ

باب صيام عاشوراء

27 - بَابُ صِيَامِ عَاشُورَاءَ

1077 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ سَمِعْتُ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كان آمر بصوم عَاشُورَاءَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وأبي موسى رَضِيَ الله عَنْهما هَذَا إسناده صَحِيحٌ

1078 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوار عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ §أَمَرَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ الْيَوْمِ الْعَاشِرِ

1079 - وحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ عَنْ §صَوْمٍ عَاشُورَاءَ فَقَالَ كَانَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما لَا يَصُومُهُ

1080 - قَالَ وحدثنا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ ثنا أَبُو لَيْلَى عَنْ مَزِيدَةَ بْنِ جَابِرٍ عن أبيه قال سمعت الأشعري رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ §أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ فَصُومُوا

1081 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ثنا شَرِيكٌ عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ عَنْ أبيه قال أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصوم يوم عَاشُورَاءَ

1082 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِي عِيَاضٍ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ كان تصومه الأنبياء فَصُومُوهُ

1083 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عن يحيى بن هبيرة عن خباب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَمْ يَأْكُلْ فَلْيَصُمْ وَمَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ قَالَ أَبُو يَعْلَى يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ

1084 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ العلى بْنُ حَمَّادٍ ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سعيد الخدري رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَمَرَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ وَكَانَ لَا يَصُومُهُ

1085 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ عَنْ عَلِيلَةَ بِنْتِ فُلَانٍ الْأَزْدِيَّةِ حَدَّثَتْنِي أُمِّي عَنْ أَمَةِ اللَّهِ عَنْ رَزِينَةَ خَادِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح -[158]- 1085 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر القواريري حدثتنا عَلِيلَةٌ عَنْ أُمِّهَا قَالَتْ قُلْتُ لَأَمَةِ اللَّهِ بِنْتِ رَزِينَةَ يَا أَمَةَ اللَّهِ حدثتك أُمُّكِ رَزِينَةُ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ صَوْمَ عَاشُورَاءَ قَالَتْ نَعَمْ كَانَ يُعَظِّمُهُ حتى يدعو برضعائه ورضعاء بنته فاطمة رَضِيَ الله عَنْها فَيَتْفُلُ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَيَقُولُ §لَا تُرْضِعُوهُمْ إِلَى اللَّيْلِ لَمْ يَذْكُرِ الْحَارِثَ السُّؤَالِ

1086 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عبد الأعلى ثنا حَمَّادِ عَنْ قتادة عن أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ إِيَاسِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ أبي قتادة قال أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ §وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ الْعَامَ الَّذِي قَبْلَهُ وَالَّذِي بَعْدَهُ وَصَوْمُ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ الْعَامَ الَّذِي قَبْلَهُ قُلْتُ هَذَا إسناده مَقْلُوبٌ وَمَتْنٌ مَقْلُوبٌ أَمَّا الْإِسْنَادُ فَالصَّوَابُ حَرْمَلَةُ بن إياس هكذا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَأَمَّا الْمَتْنُ فَالصَّوَابُ أَنَّ يوم عرفة هو الذي يُكَفِّرُ السَّنَتَيْنِ وَعَاشُورَاءَ يُكَفِّرُ سَنَةً كَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أبي قتادة رَضِيَ الله عَنْه

باب صوم شعبان وشوال

28 - بَابُ صَوْمِ شَعْبَانَ وَشَوَّالٍ

1087 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ ثنا أَبُو عبيدة ثنا أبو عَبْدِ اللَّهِ ثنا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §رَبَّكُمْ يَطَّلِعُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى خَلْقِهِ فَيَغْفِرُ لَهُمْ كُلِّهِمْ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مُشْرِكًا أَوْ مُصَارِمًا قَالُوا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَعْبَانَ فَيَدْخُلُ رَمَضَانُ وَهُوَ صَائِمٌ تَعْظِيمًا لِرَمَضَانَ

1088 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أُسَامَةَ عَنْ جده أسامة رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ §إِذَا أَفْطَرَ أَصْبَحَ مِنَ الغد صائما ن شَوَّالٍ حَتَّى يَتِمَّ عَلَى آخِرِهِ

1089 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّمَا يَقْرِنُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ

باب فضل صوم يوم عرفة إلا بعرفة

29 - بَابُ فَضْلِ صوم يَوْمِ عَرَفَةَ إِلَّا بِعَرَفَةَ

1090 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِي حَفْصٍ الطَّائِفِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سعد الساعدي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ غُفِرَ لَهُ سَنَتَيْنِ متتعابعتين [2] رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيِّ وَعَبْدَانَ بْنِ أَحْمَدَ قَالَا ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا مُعَاوِيَةُ مِثْلَهُ [3] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى [قَالَ ثنا أَبُو بَكْرٍ]

1091 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ أنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عِيَاضٍ عَنْ أبي سعيد رَضِيَ الله عَنْه رَفَعَهُ §مَنْ صَامَ يَوْمَ عَرَفَةَ غُفِرَ لَهُ سَنَتَيْنِ سَنَةً قَبْلَهُ وَسُنَّةً بَعْدَهُ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فزاد عن أبي سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ وَإِسْحَاقُ ضَعِيفٌ جِدًّا

1092 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ حدثتني نُدْبَةُ قَالَتْ سَمِعْتُ [ابن عباس رضي عنهما يَقُولُ §مَنْ صَحِبَنِي مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى فَلَا يَصُومَنَّ يَوْمَ عَرَفَةَ فَإِنَّهُ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى

1093 - وَقَالَ مسدد حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو قُدَامَةَ عَنْ هُودِ بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ مَرَّ عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه عَلَى أَبْيَاتٍ بِعَرَفَاتٍ فَقَالَ §لِمَنْ هَذِهِ الْأَبْيَاتُ قُلْنَا لِعَبْدِ الْقَيْسِ فَقَالَ لَهُمْ خَيْرًا وَنَهَاهُمْ عن صوم يوم عَرَفَةَ

قَالَ وَحَجَّ أَبِي وَطَلِيقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ فَاخْتَلَفَا فِي صَوْمِ يَوْمِ عرفة فقال أبي بَيْنَكَ وَبَيْنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فاتياه فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ اختلفا فِي صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَجَعَلْنَاكَ بَيْنَنَا فَقَالَ أخبركم عن من هُوَ خَيْرٌ مِنِّي عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما §أَنَّهُ كَانَ لَا يَصُومُهُ

1094 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا حَوْشَبُ بْنُ عَقِيلٍ عَنْ مَهْدِيٍّ الْهَجَرِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ خَالَفَهُ الْحُفَّاظُ عَنْ حَوْشَبٍ وَقَالُوا عَنْ مَهْدِيٍّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ

باب الزجر عن صوم يومي الفطر والأضحى

30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَوْمِ يَوْمَيِ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى

1095 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الْأَضْحَى الْحَدِيثَ

باب النهي عن صيام أيام التشريق

31 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ صِيَامِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ

1096 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمد بن سد عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده سعد رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُمْ فَصِحْ فِي النَّاسِ أَنَّ §أَيَّامَ التَّشْرِيقِ أَكْلٍ وَشُرْبٍ لَا يُصَامُ فِيهَا [2] أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ أنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ مِثْلَهُ -[181]- 1096 -[3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ بِهِ مُحَمَّدٌ ضَعِيفٌ وَهُوَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ الَّذِي كَنَّاهُ النَّضْرُ

107 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا لاربيع هو ابن صبيح عن يزيد هُوَ الرَّقَاشِيِّ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ سِتَّةٍ أَيَّامٍ مِنَ السَّنَةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنَ التَّشْرِيقِ وَيَوْمِ الْفِطْرِ وَيَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ مُخْتَصَّةً مِنَ الْأَيَّامِ

[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ وَمَرْزُوقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الشَّامِيُّ كِلَاهُمَا عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ الثَّلَاثَةِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ -[186]- 1097 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا رَوْحٌ بِهَذَا -[187]- 1097 -[4] قَالَ وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا كَهْمَسُ بْنُ الْمِنْهَالِ ثنا سَعِيدُ ابن أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ الطَّيَالِسِيِّ -[188]- 1097 -[5] وقَالَ أبو يعلى حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّحَّانُ ثنا أَبِي ثنا سَعِيدٍ بن قَتَادَةَ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَهُ قُلْتُ أَخْطَأَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ وَإِنَّمَا هُوَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ لَا قَتَادَةُ [6] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يزيد الرقاشي فذكر مِثْلَ رِوَايَةِ الطَّيَالِسِيِّ -[189]- 1098 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داود [2] وأحمد من مَنِيعٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ [3] وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حدثنا وَكِيعٌ

[4] وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ كُلُّهُمْ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَهْمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ خَلْدَةَ انصاري عن أمه رضي اله عنها قَالَتْ §بَعَثَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليا رَضِيَ الله عَنْه أَيَّامَ التَّشْرِيقِ يُنَادِي أَيُّهَا النَّاسُ أنها أيام أكل وشرب وبعال يعني نكاح لَفْظُ أَبِي بَكْرٍ [5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا مُوسَى ضَعِيفٌ

1099 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد الجهني رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ رَجُلًا يُنَادِي أَيَّامَ التَّشْرِيقِ إِنَّ §هَذِهِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَنِكَاحٍ قُلْتُ عمرو بن الحصين ضعيف

باب النهي عن صوم يوم الجمعة

32 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ

1100 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابن رُفَيْعٍ عَنْ قَيْسِ بن السكن قال إن أناسا مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ أتوا أبا البدراء رَضِيَ الله عَنْه في يوم الجمعة وَهُمْ صِيَامٌ فَقَالَ إِنَّ §هَذَا يَوْمُ عِيدٍ فَأَقْسَمَ عليكم أَنْ تفطروا

1101 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §مَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُفْطِرًا يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَطُّ

باب صوم ثلاثة أيام من كل شهر

33 - بَابُ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ

1102 -[1] َقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أنا إِسْرَائِيلُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مهاجر عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الصِّيَامِ فَشُغِلَ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه §صُمْ رَمَضَانَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ فَقَالَ الرَّجُلُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ يَا عَبْدَ الله فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما تَبْغِي صُمْ رَمَضَانَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ -[198]- 1102 -[2] رواه الْبَزَّارُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بِهِ وَقَالَ لَا نَعْلَمُ أَسْنَدَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا هَذَا

1103 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَوْمُ رَمَضَانَ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبُ وَغَرَ الصَّدْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا وَغَرُ الصدر قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألمه وَغِلُّهُ

1104 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ جدثنا يَزِيدُ ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ثنا أَبُو هُبَيْرَةَ عن صدقة قال أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ الصَّوْمِ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ صِيَامَ خَيْرِ الْبَشَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأُمِّيِّ الْعَرَبِيِّ الْقُرَشِيِّ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ §كَانَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شهر ويقول هي صِيَامُ الدَّهْرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1105 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ يَزِيدَ بن الحوتكية قال أَنَّ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه سُئِلَ عَنِ الْأَرْنَبِ فَقَالَ مَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أتاه الأعرابي الرجل فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ جَاءَ بِهَا الْأَعْرَابِيُّ وَقَدْ تطيبها وَصَنَعَهَا وَأَهْدَاهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §رَأَيْتُهَا تَدْمَى أَيْ تَحِيضُ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْقَوْمِ كُلُوا فَلَمْ يَأْكُلِ الْأَعْرَابِيُّ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْكُلَ قَالَ إِنِّي صَائِمٌ قَالَ فَهَلَّا الْبِيضُ هَكَذَا رَوَاهُ الْحَجَّاجُ وَهُوَ مُدَلِّسٌ -[205]- 1105 -[2] وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَحَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ عَنْ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه وَبَيَّنَ أَنَّ الرَّجُلَ الْمَذْكُورَ الَّذِي حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ هُوَ أبو ذر رَضِيَ الله عَنْه -[207]- 1105 -[3] وَرَوَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ عَنِ الْهَيْثَمِ الصَّوَّافِ عَنْ مُوسَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْحَوْتَكِيَّةِ عَنْ عمر وَرُوِيَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

1106 - وقال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثنا شُعْبَةُ عَنْ قتادة قال سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ سَلَمَةَ قَالَ سَأَلْتُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما عَنْ صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ الْبِيضِ فَقَالَ §كان عمر رَضِيَ الله عَنْه يَصُومُهُنَّ

1107 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صَوْمُ الدهر ويذهب وحر الصَّدْرِ [2] وَقَالَ البزاز حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غَياْثٍ ثنا حَمَّادٌ بِهِ وحجاج فيه ضعف [3] لَكِنْ تَابَعَهُ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ أَيْضًا

1108 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ الْمُزَنِيُّ عَنْ كَهْمَسٍ الْهِلَالِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا وَفِيهِ قَالَ كَهْمَسٌ إِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِإِسْلَامِي ثُمَّ غِبْتُ عَنْهُ حَوْلًا ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله كأنك تعرفني قَالَ أَجَلْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَفْطَرْتُ مُنْذُ فَارَقْتُكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ §صُمْ يَوْمًا مِنَ الشَّهْرِ قُلْتُ زِدْنِي قَالَ صُمْ يَوْمَيْنِ قُلْتُ زِدْنِي قَالَ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ

باب تعيين الثلاثة المذكورة

بَابُ تَعْيِينِ الثَّلَاثَةِ الْمَذْكُورَةِ

1109 - قال أحمد بم مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ثنا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ عَنْ صالح بن جبلة عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أبي أمامة رَضِيَ الله عَنْه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ صَامَ الْأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيسَ وَالْجُمُعَةَ بنى الله تعالى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ يُرَى ظَاهِرُهُ مِنْ بَاطِنِهِ وَبَاطِنُهُ مِنْ ظَاهِرِهِ -[215]- 1110 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ ثنا بَقِيَّةُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زيد عن حنش الصنعاني عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه نحوه وسيأتي حديث ابن عباس وابن عمر -[216]- 1111 - وَعَنْ بَقِيَّةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما بِهِ

باب صوم يوم وإفطار يوم

35 - بَابُ صوم يوم وإفطار يوم

1112 - قال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أَبِي سعيد الخدري رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَصُومُ الدَّهْرَ فَنَهَاهُ وَعَاوَدَهُ فَنَهَاهُ ثلاث مرات ولكن صوم داود §صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا فَإِنَّ ذَلِكَ صَوْمُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَمَا زَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا حَتَّى مَاتَ

1113 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ثنا أَبُو هُبَيْرَةَ عَنْ صَدَقَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ §أَفْضَلَ الصِّيَامِ صِيَامُ أَخِي دَاوُدَ كَانَ يَصُومُ نِصْفَ الدَّهْرِ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا

1114 - وَقَالَ أَبُو يعلى حدثنا شيبان ثنا أَبُو هِلَالٍ ثنا غَيْلَانُ ابن جَرِيرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيُّ عَنْ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَى عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا مَا أَفْطَرَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ §لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ فَلَمَّا رأى عمر رَضِيَ الله عَنْه غَضَبَهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَوْمُ يَوْمَيْنِ وَإِفْطَارُ يَوْمٍ قَالَ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ أَحَدٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رسول الله سوم يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يوم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن يطيق ذلك قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَوْمُ يَوْمٍ وَإِفْطَارُ يَوْمَيْنِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَوْمُ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ النُّبُوَّةُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمِ عَاشُورَاءَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدُهُمَا يُكَفِّرُ سَنَةً وَالْآخَرُ يُكَفِّرُ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا قُلْتُ الْمَحْفُوظُ بِهَذَا اسناد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ أَبِي قتادة بطوله أخرجه مِنْ ذَلِكَ الْوَجْهِ مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ

باب ليلة القدر

36 - بَابُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ (42) حَدِيثُ فَضْلِ شُهُودِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الأسود ياتي إن شاء الله تعالى فِي أَوَّلِ فَضَائِلِ الْجِهَادِ

1115 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ خَالِي الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ كُنَّا قُعُودًا نَنْتَظِرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَنَا وَفِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ حَتَّى جَلَسَ ثُمَّ رَأَيْنَا وَجْهَهُ يُسْفِرُ فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنه §بينت لِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ ومَسِيحُ الضَّلَالَةِ فَخَرَجْتُ لِأُبَيِّنَهَا لَكُمْ فَلَقِيتُ بِسُدَّةِ الْمَسْجِدِ رَجُلَيْنِ يتلاحان أَوْ قَالَ يَقْتَتِلَانِ مَعَهُمَا الشيطان فَحَجَزْتُ بَيْنَهُمَا فأنسيتها وسأشدوا لَكُمْ منها شَدْوًا أَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَالْتَمِسُوهَا فِي العشر الأواخر وترا وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ عَرِيضُ النَّحْرِ كَأَنَّهُ فُلَانُ ابن عَبْدِ الْعُزَّى أَوْ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ قَطَنٍ

1115 -[2] وقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِهِ الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي §رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا وَرَأَيْتُ مَسِيحَ الضَّلَالَةِ وَرَأَيْتُ رجلين يتلاحان فَحَجَزْتُ بَيْنَهُمَا فَأُنْسِيتُهُمَا فَأَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ فَاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلَالَةِ فَرَجُلٌ أَجْلَى الْجَبْهَةِ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى عَرِيضُ النحر فيه دما كَأَنَّهُ فُلَانُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى أَوْ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ فُلَانٍ

1115 -[3] حدثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْفَلْتَانِ مُخْتَصَرًا §مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُلْتَمِسًا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ

1116 - قَالَ أَبِي فَحَدَّثْتُ بِهِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ وَمَا أَعْجَبَكَ مِنْ ذَلِكَ كَانَ عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه إذا دعا الْأَشْيَاخُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَانِي مَعَهُمْ وَقَالَ لَا تَتَكَلَّمْ حَتَّى يَتَكَلَّمُوا فَدَعَانَا ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ إن رسول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في ليلة الْقَدْرِ مَا قَدْ عَلِمْتُمُ §الْتَمِسَوهَا فِي العشر الأواخر وترا أَيُّ الْوِتْرُ هِيَ فَقَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ تَاسِعَةٌ سابعة خامسة [ثالثة] فقال لي مالك لَا تَتَكَلَّمُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ شِئْتَ تَكَلَّمْتُ فَقَالَ مَا دَعَوْتُكَ إِلَّا لِتَتَكَلَّمَ قَالَ إِنَّمًا أَقُولُ بِرَأْيِي [قَالَ] عَنْ رَأْيِكَ أَسْأَلُ فَقُلْتُ إني سمعت اله تعالى [أَكْثَرَ] ذِكْرَ السَّبْعِ فَذَكَرَ السموات سَبْعًا وَالْأَرَضِينَ سَبْعًا حَتَّى قَالَ فِيمَا قَالَ: وَمَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ سَبْعًا , فَقَالَ له: كُلُّ مَا قد قُلْتَ عَرَفْتُهُ غَيْرَ هَذَا , مَا تَعْنِي بِقَوْلِكَ: وَمَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ سَبْعًا؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً وَأَبَّا مَتَاعًا لَكُمْ} فالحدائق كل ملتف حَدِيقَةٍ وَالْأَبُّ مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ مما لا يأكله النَّاسُ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَقُولُوا مِثْلَ مَا قَالَ هَذَا الْغُلَامُ الذي لم يستو سِوَى رَأْسُهُ ثُمَّ قَالَ لي إني كنت نَهَيْتُكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَهُمْ فَإِذَا دَعَوْتُكَ فَتَكَلَّمْ مَعَهُمْ قُلْتُ رَوَى أَحْمَدُ حَدِيثَ عُمَرَ المرفوع منه حسب

1117 -[1]- وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ سِمَاكٍ الْحَنَفِيِّ ثنا مَالِكُ بْنُ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لأبي ذر رَضِيَ الله عَنْه هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَقَالَ نَعَمْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ ليلة القدر أفي رَمَضَانَ أْمَ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ فِي رَمَضَانَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهِيَ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ مَا كَانُوا فَإِذَا قُبِضَ الْأَنْبِيَاءُ رُفِعَتْ أَمْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا بل هي إلى يوم القيامة قُلْتُ يَا رسول الله أخبرني فِي أَيِّ رَمَضَانَ هي قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ لَا تَسْأَلْنِي عن شيء بعدها قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي فِي أَيِّ الْعَشْرِ هِيَ فَغَضِبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ غَضَبًا مَا غَضِبَ عَلَيَّ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ شَاءَ اللَّهُ أطلعك عَلَيْهَا §الْتَمِسُوهَا السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ لا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا -[231]- 1117 -[2] قال إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ ثنا سُفْيَانُ عَنِ الوزاعي عن مرثد أو ابن مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه فَسُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَى قَوْلِهِ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ قُلْتُ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي زُمَيْلٍ أَيْضًا وَلَيْسَ بِتَمَامِهِ -[232]- 1117 -[3] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ بن أبي شيبة ثنا وَكِيعٌ عَنِ الوزاعي عَنْ مَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ مَعَ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِيهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخْبِرْنَا بِهَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أُذِنَ لِي فِيهَا لَأَخْبَرْتُكُمْ بِهَا -[233]- 1117 -[4] وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ ثنا مَالِكُ بْنُ مَرْثَدٍ حَدَّثَنِي أَبِي مرثد قال سَأَلْتُ أبا ذر رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَ نَحْوَهُ

1118 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى هُذَيْلٍ قَالَ جَاوَرْتُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي قُبَّةٍ لَهُ يَسْتُرُ عَلَى بَابِهَا بِقِطْعَةِ حَصِيرٍ قَالَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ لَهُ إِذْ رَفَعَ الْحَصِيرَ عَنِ الْبَابِ وَأَشَارَ إِلَى مَنْ فِي الْمَسْجِدِ أَنِ اجْتَمَعُوا فَاجْتَمَعْنَا فَوَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً لَمْ أَسْمَعْ وَاعِظًا مِثْلَهَا فَقَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ §إِذَا قَامَ يُصَلِّي فَإِنَّهُ يناجي ربه تبارك وتعالى فلينظر بم يُنَاجِيهِ وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ ثُمَّ رَدَّ الْحَصِيرَ وَرَجَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا إِلَى مَوْضِعِهِ فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ إِنَّ لهذه الليلة لشانا وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا فَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ قُلْتُ جَعَلَهُ إِسْحَاقُ مِنْ مُسْنَدِ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى بَنِي هُذَيْلٍ [2] وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الِاعْتِكَافِ مِنْ طُرُقٍ أَكْثَرُهَا مِنْ رواية أبي حاوم عن الْبَيَاضِيِّ -[238]- 1118 -[3] وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ قِصَّةَ النَّهْيِ عَنِ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الْبَيَاضِيِّ وَاخْتُلِفَ فِي أَبِي حَازِمٍ هَذَا فَفِي أَكْثَرِ الروايات أَنَّهُ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ وَاسْمُهُ دِينَارٌ وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنَّهُ مَوْلَى بَنِي هُذَيْلٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

1119 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ دَاوُدَ عَنْ فِطْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ أُبَيِّ بن كعب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ

31120 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ ثنا المسعودي عن حوط عَنْ زَيْدِ بن أرقم رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَمَا أَشُكُّ وَلَا أَسْتَثْنِي

1121 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ثنا جَعْفَرُ بن برقان قال سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يَقُولُ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ ابن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ §هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِهَا أَهْلَ بَدْرٍ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا أنزلينا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} قَالَ جَعْفَرٌ بَلَغَنِي أَنَّهَا لَيْلَةَ سِتَّ عَشْرَةَ أَوْ سَبْعَ عَشْرَةَ

1122 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بكار ثنا حديج بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ عن علي رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §رَأَيْتُ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ كَأَنَّهُ شَقُّ جَفْنَةٍ

1123 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ أُخْبِرْتُ عن انس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ وَقَدْ أَخْبَرَنَا بِهِ فَسَمِعَ لَغَطًا فِي الْمَسْجِدِ فَاخْتُلِسَتْ مِنْهُ

1124 - وَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ ثنا الوليد هو ابن مُسْلِمٍ أَخْبَرَنِي سَالِمٌ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ الْجُهَنِيَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَحْنُ غَيْبٌ قَدْ عَلِمْتَ وَلَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَحْضُرَ هَذَا الشَّهْرَ §فَأَخْبِرْنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ قَالَ قُلْتُ يا رسول اله هَذِهِ لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَهِيَ لِثَمَانٍ يَبْقَيْنَ قَالَ كَلَّا هَذَا الشَّهْرُ يَنْقُصُ وَهِيَ لِسَبْعٍ يَبْقَيْنَ

باب الاعتكاف

37 - بَابُ الِاعْتِكَافِ

1125 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَشْهَلُ ثنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ سَأَلَ شُرَيْحًا عَنِ امْرَأَةٍ نَذَرَتْ أَنْ تَعْتَكِفَ رَجَبَ ذَلِكَ الْعَامَ فِي الْمَسْجِدِ قال وكان زياد أو ابن زياد نهى النساء أن يعتكفن في المسجد قَالَ فَقَالَ شُرَيْحٌ إِنِّي §لَا أَقُولُ إِنَّهُ فِي كِتَابٍ مَنَزَّلٍ وَلَا فِي سُنَّةٍ مَاضِيَةٍ إِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ تَصُومُ رَجَبَ ذَلِكَ الْعَامَ فَإِذَا أَفْطَرْتَ أَفْطِرَ مَعَهَا كُلَّ يَوْمٍ مسكين أَوْ أَطْعَمْتَ كُلَّ لَيْلَةٍ مِسْكِينًا نُسُكَانِ بِنُسُكٍ وَاحِدٍ يَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَهُوَ مَوْقُوفٌ عَلَى شُرَيْحٍ

1126 - وقال إِسْحَاقُ أنا النَّضْرُ هُوَ ابْنُ شُمَيْلٍ ثنا حَمَّادٌ وَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنِي قَتَادَةُ أَنَّ صَفِيَّةَ اعْتَكَفَتْ فَمَرِضَ بَعْضُ أَهْلِهَا فاستأذنت رسول اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَعُودَهُ فَقَالَ §خُذِي بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ وَلَا تَدْخُلِي هذا مرسل أو معضل رِجَالُهُ ثِقَاتٌ

كتاب الحج

(12 - كِتَابُ الْحَجِّ)

باب مبتدأ فرض الحج

(1 - بَابُ مُبْتَدَأِ فَرْضِ الْحَجِّ)

1127 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا جرير عن ابوس عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ لَمَّا فَرَغَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ بِنَاءِ الْبَيْتِ قَالَ لَهُ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ قَالَ وَمَا يَبْلُغُ صَوْتِي قِيلَ أَذِّنْ وَعَلَيَّ الْبَلَاغُ فَنَادَى إِبْرَاهِيمُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ §كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ فسمعه من بَيْنَ السماء والأرض أى تَرَى أَنَّ النَّاسَ يَحُجُّونَ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ يُلَبُّونَ

باب فرض الحج والعمرة

2 - بَابُ فَرْضِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ (43) حَدِيثُ مخول البهزي رَضِيَ الله عَنْه يَأْتِي إن شاء الله تعالى فِي الْأَيْمَانِ وَفِيهِ وحج وَاعْتَمَرَ

باب فساد حج الأقلف

3 - بَابُ فَسَادِ حَجِّ الْأَقْلَفِ (44) يَأْتِي إن شاء الله تعالى فِي كِتَابِ الْأَدَبِ

باب الأمر بتعجيل الحج

4 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَعْجِيلِ الْحَجِّ

1128 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §حُجُّوا فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى حَبَشِيٍّ أْصَمَعَ بِيَدِهِ مِعْوَلٌ يَنْقُضُهَا حجرا حجرا قلنا لعلي رَضِيَ الله عَنْه أَبِرَأْيِكَ قَالَ لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1129 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ثنا مَنْصُورٌ عَنْ كِلَابِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ أَخِي جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا صَرُورَةَ فِي الْإِسْلَامِ

باب فضل من خلف الحاج في أهله بخير

5 - بَابٌ فَضْلِ مَنْ خَلَفَ الْحَاجَّ فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ

1130 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر الحديث وَفِيهِ §وَمَنْ خَلَفَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ كَامِلًا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ

باب فضل الحاج

6 - بَابُ فَضْلِ الْحَاجِّ (45) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ يَأْتِي فِي فضل الجهاد إن شاء الله تعالى

1131 - وقال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الأنصار وَرَجُلٌ مِنْ ثقيف فلما سلما قَالَا جِئْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَسْأَلُكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ شِئْتُمَا أَخْبَرْتُكُمَا بِمَا تَسْأَلَانِي عَنْهُ فَعَلْتُ وَإِنْ شِئْتُمَا أَنْ أَسْكُتَ وَتَسْأَلَانِي فَعَلْتُ قَالَا أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَزْدَدْ إيمانا أو نزدد يَقِينًا شَكَّ إِسْمَاعِيلُ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ لِلثَّقَفِيِّ سَلْ قَالَ بَلْ أَنْتَ فَسَلْهُ فَإِنِّي لَأَعْرِفُ لَكَ حَقَّكَ فَسَلْهُ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ أَخْبِرْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي عَنْ مَخْرَجِكَ مِنْ بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ وَمَالَكَ فِيهِ وَعَنْ طَوَافِكَ بِالْبَيْتِ وَمَالَكَ فِيهِ وَعَنْ رَكْعَتَيْكَ بعد الطواف ومالك فيهما وَعَنْ طَوَافِكَ بالصفا والمروة ومالك فيه وَعَنْ وقوفك بعرفة ومالك فِيهِ وَعَنْ رميك الجمار ومالك فِيهِ وعن نحرك ومالك فِيهِ وَعَنْ حلاقك رأسك ومالك فِيهِ وَعَنْ طَوَافِكَ بعد ذلك ومالك فِيهِ قَالَ وَالَّذِي بعثك بالحق لعن هَذَا جِئْتُ أَسْأَلُكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ -[263]- بَيْتِكَ تَؤُمُّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ لَمْ تَضَعْ نَاقَتُكَ خُفًّا وَلَمْ تَرْفَعْهُ إِلَّا كتب الله تعالى لَكَ به حسنة ومحا عَنْكَ بِهِ خَطِيئَةً وَرَفَعَ لَكَ بِهَا درجة وأما طوافك بالبيت وَأَمَّا رَكْعَتَيْكَ بَعْدَ الطَّوَافِ فَإِنَّهَا كَعِتْقِ رَقَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَكَعِتْقِ سَبْعِينَ رَقَبَةً وَأَمَّا وُقُوفُكَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فإن الله تعالى يَهْبِطُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِيَ بكم الملائكة يقول §هَؤُلَاءِ عِبَادِي جاؤوني شُعْثًا غُبْرًا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ يَرْجُونَ رَحْمَتِي وَمَغْفِرَتِي فَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكُمْ عَدَدَ الرَّمْلِ أَوْ كَزَبَدِ الْبَحْرِ لَغَفَرْتُهَا أَفِيضُوا عِبَادِي مَغْفُورًا لَكُمْ وَلِمَنْ شَفَعْتُمْ لَهُ وَأَمَّا رَمْيُكَ الْجِمَارَ فَلَكَ بِكُلِّ حَصَاةٍ رَمَيْتَهَا كَبِيرَةٌ مِنَ الْكَبَائِرِ الموبقات الْمُوجِبَاتِ وَأَمَّا نَحْرُكَ فَمَدْخُورٌ لَكَ عِنْدَ ربك وأما حلاق رَأْسَكَ فَبِكُلِّ شَعْرَةٍ حَلَقْتَهَا حَسَنَةٌ وتمحى عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةٌ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَتِ الذُّنُوبُ أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ قَالَ إِذًا تدخر لك في حَسَنَاتُكَ وَأَمَّا طَوَافُكَ بِالْبَيْتِ بَعْدَ ذَلِكَ فَإِنَّكَ تَطُوفُ وَلَا ذَنْبَ لَكَ يَأْتِي مَلَكٌ حَتَّى يَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْكَ ثُمَّ يَقُولُ اعْمَلْ لِمَا تُسْتَقْبَلُ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَى فَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ (46) وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الصَّلَاةِ

1132 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا وَفِيهِ §وَمَنْ خَرَجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحْوُ أَلْفِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفْعُ أَلْفِ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَلَهُ عِنْدَ رَبِّهِ بِكُلِّ دِرْهَمٍ يُنْفِقُهُ أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَبِكُلِّ دِينَارٍ أَلْفُ ألف دينار وله بكل حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ وَهُوَ فِي ضمان الله تعالى فَإِنْ تَوَفَّاهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ رَجَعَهُ رَجَعَهُ مَغْفُورًا لَهُ مُسْتَجَابًا لَهُ فَاغْتَنِمُوا دَعْوَتَهُ إِذَا قَدِمَ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَ الذُّنُوبَ فَإِنَّهُ يَشْفَعُ فِي مِائَةِ أَلْفِ رَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

باب حرم مكة

7 - بَابُ حَرَمِ مَكَّةَ

1133 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ثنا مالك بن سعير ثنا فُرَاتُ بْنُ الْأَحْنَفِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير رضي اله عنهما أَنَّهُ قَامَ في باب داخل مِنْهُ إِلَى الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ مِنًى فحمد الله تعالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إن هؤلاء إلا أعبد الْكُفَّارَ الْفُسَّاقَ قَدْ عسروا عَلَى أَنْ يَأْتُوا فِي كُلِّ عَامٍ فَيَسْرِقُوا أَمْوَالَنَا ويوثقوا رقاقنا وإن الله تعالى قَدْ أَحَلَّ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِمَا اسْتَحَلُّوا مِنْ دِمَائِنَا وَأَمْوَالِنَا يَعْنِي نَجْدَةَ الْخَارِجِيَّ وَأَصْحَابَهُ وَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْهِمْ فَأُعْطُوا مَا سُئِلُوا فَهَذِهِ الرقاق وهذه الرحال فميزوها فَمَا عَرَفْتُمْ فَخُذُوهُ وَلَكِنِّي لَا أَرَى مِنَ الرَّأْيِ أَنْ يُهَرَاقَ فِي حرم الله تعالى دَمٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَيُّ بَلَدٍ أَحْرَمُ قِيلَ مَكَّةُ قَالَ أَيُّ شَهْرٍ أَحْرَمُ قِيلَ ذُو الْحِجَّةِ قَالَ أَيُّ يَوْمٍ أَحْرَمُ قِيلَ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ إِلَى أَنْ تَبْلُغُوا رَبَّكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا

1134 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ §الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ فَهُوَ الْيَوْمُ كهيئة يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السموات وَالْأَرْضَ وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كتاب الله عز وجل مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ رَجَبُ مُضَرَ بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ وَذُو الْقِعْدَةِ وَذُو الحجة والمحرم وإن النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يَضِلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى مَا حَرَّمَ اللَّهُ ذلك أَنَّهُمْ كانوا يجعلون صفر عَامًا حَلَالًا وَعَامًا حَرَامًا وَكَذَا الْمُحَرَّمُ وَذَلِكَ النسئ مِنَ الشَّيْطَانِ الْحَدِيثَ وَفِيهِ أي يوم هذا قالوا يوم حرام قال أي شهر هذا قالوا شهر حرام قال أَيُّ بَلَدٍ هَذَا قَالُوا بَلَدٌ حرام قَالَ فإن الله تعالى قَدْ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ هَذَا الْيَوْمِ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَلَا لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلَا أُمَّةَ بَعْدَكُمْ أَلَا فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -[274]- (47) وَسَيَأْتِي ذِكْرُهُ إن شاء الله تعالى فِي بَابِ تَحْرِيمِ الدَّمِ مِنْ كِتَابِ الْحُدُودِ مَعَ بَقِيَّةٍ مِنْ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ وَبَعْضُهَا فِي بَابِ الْخُطْبَةِ بِمِنًى [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ [3] وَأَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُوسَى

باب فضل الحج ماشيا

(8 - بَابُ فَضْلِ الْحَجِّ مَاشِيًا)

1135 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطائفي عن من حَدَّثَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ لِبَنِيهِ اخْرُجُوا طَائِعِينَ مِنْ مَكَّةَ مُشَاةً فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ §لِلْحَاجِّ الرَّاكِبِ بِكُلِّ خُطْوَةٍ سبعمائة تَخْطُوهَا رَاحِلَتُهُ سَبْعِينَ حَسَنَةً وَلِلْمَاشِي بِكُلِّ خطوة يخطوها سبع مائة حَسَنَةً مِنْ حَسَنَاتِ الْحَرَمِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَسَنَاتُ الْحَرَمِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَةُ بِمِائَةِ أَلْفٍ [2] تَابَعَهُ عِيسَى بْنُ سَوَادَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ زَاذَانَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ والحاكم من طريقه وقال الْبَيْهَقِيِّ عِيسَى مَجْهُولٌ

باب فضل المتابعة بين الحج والعمرة

(9 - بَابُ فَضْلِ الْمُتَابَعَةِ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ)

1136 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا عباد عن سُهَيْلٍ عن أبيه عن أبي هريرة قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا ينفى الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ

1137 - وَقَالَ الحارث حدثنا هوذة حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنِ عَبْدِ الرحمن عن عمرو بن دينار عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ الْحَدِيثَ

باب ركوب البحر للحاج

10 - بَابُ رُكُوبِ الْبَحْرِ لِلْحَاجِّ)

1138 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ أبي بكرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يَرْكَبُ الْبَحْرَ إِلَّا غَازٍ أَوْ حَاجٌّ أَوْ مُعْتَمِرٌ

باب الندب إلى الحج كل خمسة أعوام

(11 - بَابُ النَّدْبِ إِلَى الحج كُلَّ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ)

1139 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي سعيد رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال عن اللَّهِ عز وجل يقول §إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ في المعيشة تمضي عليه خمسة أَعْوَامٍ لَا يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا -[289]- [3] وَقَالَ عبد الرزاق أخبرنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ العلاء بن المسيب بِهِ قُلْتُ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى الْعَلَاءِ

1140 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الفضيل بْنِ عِيَاضٍ ثنا أَبُو سَعِيدٍ ثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ خَبَّابِ بن الأرت رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ §إِنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ يَأْتِي عَلَيْهِ خَمْسُ حِجَجٍ لَمْ يَأْتِ إِلَيَّ فِيهِنَّ لَمَحْرُومٌ

باب الأمر بحج الذراري والرقيق ووجوبه عليهم إذا بلغوا

(12 - بَابُ الْأَمْرِ بِحَجِّ الذَّرَارِي وَالرَّقِيقِ وَوُجُوبِهِ عَلَيْهِمْ إِذَا بَلَغُوا)

1141 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُلَيْمِ بْنِ حَيَّانَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ قطن عن آمنة بنت محرز قالت سَمِعْتُ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ §أَحِجُّوا الذُّرِّيَّةَ لَا تَأْكُلُوا أَرْزَاقَهَا وَتَدَعُوا آثَامَهَا فِي أَعْنَاقِهَا -[293]- 1143 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا حدثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ أَخُو مُوسَى بْنِ عقبة فذكر حديثا فِي حَجِّ الصَّبِيِّ قَالَ فَحَدَّثْتُ بِهِ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ فَحَجَّ بِأَهْلِهِ كُلِّهِمْ

1143 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنِي الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ §أَتَحُجُّ بِالصِّبْيَانِ فَقَالَ نَعَمْ أَعْرِضُهُمْ لِلَّهِ تَعَالَى

1144 - وَقَالَ الْحَارِثُ ثنا إِسْمَاعِيلُ ابن أَبِي إِسْمَاعِيلَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَوْ أَنَّ مَمْلُوكًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَلَوْ أَنَّ أَعْرَابِيًّا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةٌ إِذَا هَاجَرَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَلَوْ أَنَّ صَغِيرًا حَجَّ عَشْرَ حِجَجٍ كَانَتْ عَلَيْهِ حِجَّةُ الْإِسْلَامِ إِذَا عَقَلَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا

باب كراهة الحج على الإبل الجلالة

(13 - بَابُ كَرَاهةِ الْحَجِّ عَلَى الْإِبِلِ الْجَلَّالَةِ)

1145 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ قدم عمر رَضِيَ الله عَنْه مَكَّةَ فَأُخْبِرَ أَنَّ لِمَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِبِلًا جَلَّالَةً فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَأَخْرَجَهَا مِنْ مَكَّةَ وَقَالَ إِبِلٌ يَحْتَطِبُ عَلَيْهَا وَيَنْقُلُ عَلَيْهَا الْمَاءَ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه §لَا يحج عَلَيْهَا وَلَا يعتمر إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَهُوَ مَوْقُوفٌ

1146 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ثنا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §نُهِيَ عَنْ رُكُوبِ الْجَلَّالَةِ

باب الحمل على الراحلة في الحج يحسب من سبيل الله

(14 - بَابُ الْحَمْلِ عَلَى الرَّاحِلَةِ فِي الْحَجِّ يَحْسِبُ مِنْ سَبِيلِ اللَّهِ)

1147 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ أَبِي مَعْقِلٍ أَنَّ أُمَّهُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا مَعْقِلٍ كَانَ وَعَدَنِي أَنْ لَا يَحُجَّ إِلَّا وَأَنَا مَعَهُ فَحَجَّ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَلَمْ أُطِقِ المشي فسألته جذاذ نَخْلِهِ فَقَالَ هُوَ قُوتُ عِيَالِهِ وَسَأَلْتُهُ بِكْرًا عِنْدَهُ فَقَالَ هُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَسْتُ بِمُعْطِيكِهِ فَقَالَ يَا أَبَا مَعْقِلٍ مَا تَقُولُ أُمُّ مَعْقِلٍ قَالَ صَدَقَتْ قَالَ §فَأَعْطِهَا بِكْرَكَ فَإِنَّ الْحَجَّ مِنْ سبيل الله تعالى فَأَعْطَاهَا بِكْرَهُ

1148 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أبي طليق قال أَنَّ امْرَأَتَهَ قَالَتْ لَهُ وَلَهُ جَمَلٌ وَنَاقَةٌ أَعْطِنِي جَمَلَكَ أَحُجُّ عَلَيْهِ فَقَالَ هُوَ حَبْسٌ فِي سبيل الله تعالى قالت إِنَّهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ أَحُجَّ عليه فأبى قالت فَأَعْطِنِي النَّاقَةَ وَحُجَّ عَلَى جَمَلِكَ قَالَ لَا أُوثِرُ عَلَى نَفْسِي أَحَدًا قَالَتْ فَأَعْطِنِي مِنْ نَفَقَتِكَ قَالَ مَا عِنْدِي فَضْلٌ عَمَّا أَخْرُجُ بِهِ وَلَوْ كَانَ مَعِي لَأَعْطَيْتُكِ قَالَتْ فَإِذَا فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ فاقرأ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي السَّلَامَ إِذَا لقيته وَقُلْ لَهُ الَّذِي قُلْتُ لَكَ فلما لقي نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَهُ مِنْهَا السَّلَامَ وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَتْ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَدَقَتْ أُمُّ طَلِيقٍ لَوْ أَعْطَيْتَهَا جَمَلَكَ كَانَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَوْ أعطيتها ناقتك كان فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَإِنْ أَعْطَيْتَهَا مِنْ نَفَقَتِكَ أَخْلَفَهَا اللَّهُ لَكَ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَا يَعْدِلُ الْحَجَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ

باب صحة حج الجمال

15 - بَابُ صِحَّةِ حَجِّ الْجَمَّالِ

1149 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ عَطَاءٌ سَأَلَ رَجُلٌ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §أَوَاجِرُ نَفْسِي مِنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأَنْسُكُ مَعَهُمْ أَلِي أَجْرٌ قَالَ نَعَمْ {أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا} الْآيَةَ

1150 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَبِيبٍ ثنا أَبُو السَّلِيلِ قُلْتُ لابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما إِنَّ لِي رَوَاحِلُ أْكَرِيهُمْ فِي الْحَجِّ وأسعى عَلَى عِيَالِي فَزَعَمَ نَاسٌ أَنَّهُ لَا حَجَّ لِي لِأَنَّهَا تُكْرَى فَقَالَ كَذَبُوا §لَكَ أَجْرٌ فِي حَجِّكَ وَأَجْرٌ فِي سَعْيِكَ عَلَى عِيَالِكَ فَلَكَ أَجْرَانِ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ

باب الحج عن الغير

16 - بَابُ الْحَجِّ عَنِ الْغِيَرِ

1151 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ ثنا هُشَيْمٌ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يُلَبِّي عَنْ شُبْرُمَةَ فَقَالَ وما شبرمة فذكر قَرَابَةً لَهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ قَالَ لَا قَالَ فَاحْجُجْ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ -[311]- 1152 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا وَالْمَحْفُوظُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما

1153 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ قال أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §أَبِي لَا يستطيع أن يحج إِلَّا مُعْتَرِضًا أَفَأَحُجُّ عَنْهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَلَمْ تُوصِ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ

1154 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ ثنا أَبُو مَعْشَرٍ عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يدخل الله تعالى بِالْحُجَّةِ الْوَاحِدَةِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ الْمَيِّتَ وَالْحَاجَّ وَالْمُنْفِذَ ذَلِكَ -[318]- 1155 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْبٍ الْمَدَنِيِّ يَرْفَعُهُ نَحْوَهُ

باب المواقيت المكانية

17 - بَابُ الْمَوَاقِيتِ الْمَكَانِيَّةِ

1156 - قَالَ إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا حَفْصٌ هُوَ ابْنُ غِيَاثٍ عن حجاج هذا ابْنُ أَرْطَأَةَ عَنْ عَطَاءٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ

1157 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عن أبيه يزيد عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عن أبي رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهَلَّ مِنْ مَسْجِدِ ذِي الْحَلِيفَةِ

1158 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ حَجَّ مَعَ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه فحدثه أَنَّهُ §أَحْرَمَ مِنَ الْعَقِيقِ

باب كراهية الإحرام من غير الميقات

18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْإِحْرَامِ مِنْ غَيْرِ الْمِيقَاتِ

1159 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا شعبة عن قتادة قال أَنَّ الْحَسَنَ حَدَّثَهُمْ أَنَّ عِمْرَانَ بن حصين رَضِيَ الله عَنْه أُرَاهُ قَالَ يَعْنِي أَحْرَمَ مِنَ الْبَصْرَةِ فَلَمَّا قَدِمَ على عمر رَضِيَ الله عَنْه وَكَانَ قَدْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَأَغْلَظَ لَهُ وَقَالَ §يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ رَجُلًا من أصحاب أالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْرَمَ مِنْ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ

باب المواقيت الزمانية

19 - بَابُ الْمَوَاقِيتِ الزَّمَانِيَّةِ

1160 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ عَمْرٍو ثنا الْحَجَّاجُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §من السنة أن لا يُحْرَمَ بِالْحَجِّ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ

باب فضل المحرم

20 - بَابُ فَضْلِ الْمُحْرِمِ

116 - قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ فُلَانٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَا مِنْ رَجُلٍ يَضَعُ ثَوْبَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَتُصِيبُهُ الشَّمْسُ حَتَّى تَغْرُبَ إِلَّا غَرُبَتْ بخطاياه

1162 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ قَضَى نُسُكَهُ وَسَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ -[332]- 1162 -[2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حميد حدثنا عبد اللَّهِ بْنُ مُوسَى ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بِهِ وَلَمْ يَقُلْ وَمَا تَأَخَّرَ

1163 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال §وفد الله تعالى ثَلَاثَةٌ الْحَاجُّ وَالْمُعْتَمِرُ وَالْغَازِي محمد ضعيف [2] وقال الْبَزَّارُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُكَيْنٍ ثنا أَبُو عَاصِمٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ بِهِ وَقَالَ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ وَعِنْدَهُ أَحَادِيثُ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا

1164 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنِي مِرْدَاسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما فَحَدَّثَنَا قَالَ §مَا مِنْ أَحَدٍ أَوْ رَجُلٍ يُهِلُّ إِلَّا قال الله تعالى أَبْشِرْ فَقَالَ عَمُّ مِرْدَاسٍ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَا يبشر الله تعالى إِلَّا بِالْجَنَّةِ فَقَالَ مَنْ أَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي قَالَ أَنَا مِرْدَاسُ بْنُ شَدَّادٍ الجنيدي قَالَ يَا ابْنَ أَخِي كَانَ خِيَارُنَا يَتَتَابَعُونَ عَلَى ذَلِكَ -[337]- 1165 - وقال الحميدي حدثنا سفيان ثنا محمد بن سوقة قال قيل لابن المنكدر أتحج وعليك دين قال الحج أقضى للدين

1166 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ طَرْخَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طاووس قَالَ كَانَ أَبِي إِذَا أَقْبَلْنَا إِلَى مَكَّةَ سَارَ بِنَا مِنْ مَكَانِهِ شَهْرًا وَإِذَا رَجَعَ سَارَ بنا شهرين فذكر ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ §الرَّجُلَ لَا يَزَالُ فِي سَبِيلِ الْحَجِّ حتى يدخل في أَهْلِهِ

1167 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §هَذَا الْبَيْتُ دِعَامَةُ الْإِسْلَامِ مَنْ خَرَجَ يَؤُمُّ هَذَا الْبَيْتَ مِنْ حَاجٍّ أَوْ مُعْتَمِرٍ أَوْ زَائِرٍ كَانَ مَضْمُونًا عَلَى اللَّهِ إِنْ قَبَضَهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ رَدَّهُ رَدَّهُ بِغَنِيمَةٍ وَأَجْرٍ

1168 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إسحاق بن بشر ثنا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ مَاتَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ لَمْ يعرضه الله تبارك وتعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ يُحَاسِبْهُ

1169 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ ثنا حُسَيْنٌ يَعْنِي الْجُعْفِيَّ عَنِ ابْنِ السماك عن عايذ عَنْ عَطَاءٍ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ خَرَجَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ لِحَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ فَمَاتَ فِيهِ لَمْ يُعْرَضْ وَلَمْ يُحَاسَبْ وَقِيلَ لَهُ ادخل الجنة عايذ هَذَا هُوَ ابْنُ نُسَيْرٍ بَنُونٍ وَمُهْمَلَةٍ مُصَغَّرٌ ضَعِيفٌ وَابْنُ السَّمَّاكِ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحٍ فِيهِ ضَعْفٌ

1170 - وَقَالَ أبو يعلى أيضا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانُ ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق عن جميل بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْحَاجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُعْتَمِرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ خَرَجَ غَازِيًا في سبيل الله فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْغَازِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

باب دعاء الحاج والمعتمر

21 - بَابُ دُعَاءِ الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِ

1171 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ثنا قَاسِمٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما جاء عمر رَضِيَ الله عَنْه يَسْتَأْذِنُ فِي الْعُمْرَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَخِي ادْعُ §وَلَا تَنْسَنَا مِنْ صَالِحِ الدُّعَاءِ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حديث عمر رَضِيَ الله عَنْه نَفْسِهِ

باب فسخ الحج إلى العمرة وعكسه وما جاء في القرآن

22 - بَابُ فَسْخِ الْحَجِّ إِلَى الْعُمْرَةِ وَعَكْسِهِ وَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ

1172 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ ثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عن عثمان رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ §المتعة فِي الْحَجِّ فَقَالَ كَانَتْ لَنَا لَيْسَتْ لَكُمْ

1173 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ ثنا أَبِي عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ عن أبي مليح حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بن يسار رَضِيَ الله عَنْه قَالَ حَجَجْتُ مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجد عائشة رَضِيَ الله عَنْها تنزع ثيابها فَقَالَ مَا لَكِ قَالَتْ أُنْبِئْتُ أَنَّكَ أَحْلَلْتَ أهلك قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أجل مَنْ لَيْسَ مَعَهُ بَدَنَةٌ فأما نحن فلم نَحِلُّ أن معنا بدنا حَتَّى نَبْلُغَ عَرَفَاتٍ

1174 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ قَدِمَ عِمْرَانُ بن حصين رَضِيَ الله عَنْه فِي أَصْحَابٍ لَهُ قَدْ حمعوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَقِيلَ لِعُثْمَانَ بن عفان رَضِيَ الله عَنْه إِنَّ عِمْرَانَ قَدِمَ فِي أَصْحَابٍ لَهُ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنِ اخْتَرْ أَحَدَهُمَا فَقَالَ عِمْرَانُ إِنَّ §أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَهَانَا وَقَدْ خُيِّرْنَا فَأَنَا أَخْتَارُ الْحَجَّ

1175 - قَالَ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ خَرَجْنَا مع علي رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى إِذَا كُنَّا بِذِي الحليفة قَالَ إني §أريد أن أجمع بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَمَنْ أَرَادَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقُلْ كَمَا أَقُولُ ثُمَّ لَبَّى فَقَالَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ مَعًا صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

1176 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ مَعًا حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ منصور عن كلاب بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ أَخِي جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المروة وبيده مشقص يقصر بِهِ مِنْ شَعْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ §دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

باب ما يكفي القارن من الطواف والسعي

23 - بَابُ مَا يَكْفِي الْقَارِنَ مِنَ الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ

1177 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا يَحْيَى بْنُ يعلى بن الحارث عَنْ أَبِيهِ عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَامِعٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَطَاءٍ وطاووس وَمُجَاهِدٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ عُمَرَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قالوا أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَطُفْ هُوَ وَأَصْحَابُهُ إِلَّا طَوَافًا وَاحِدًا لحجتهم وَعُمْرَتِهِمْ -[358]- 1177 -[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بِهِ [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ قُلْتُ لَيْثٌ ضَعِيفٌ وَحَدِيثُ جَابِرٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَحَدِيثُ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فِي السُّنَنِ

باب التمتع

(بَابُ التَّمَتُّعِ)

1178 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا هِشَامٌ عن الحسن قال أَنَّ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه هَمَّ أَنْ يَنْهَى عَنْ مُتْعَةِ الْحَجِّ فَقَامَ إِلَيْهِ أُبَيُّ بن كعب رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَيْسَ ذَاكَ لَكَ قَدْ §نَزَلَ بِهَا كتاب الله عز وجل وَاعْتَمَرْنَاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرَكَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه

1179 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ مَعْمَرٌ قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ قَامَ أُبَيٌّ وَأَبُو مُوسَى إِلَى عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَا أَلَا تَعْلَمُ النَّاسُ أَمْرَ هَذِهِ الْمُتْعَةِ فَقَالَ §وَهَلْ بَقِيَ أَحَدٌ إِلَّا عملها أَمَا أَنَا فَأَفْعَلُهَا

1180 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يحيى عن سفيان عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ طاووس عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال سَمِعْتُ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ §لَوِ اعْتَمَرْتَ ثُمَّ اعْتَمَرْتَ ثم حججت ثُمَّ تمتعت

1181 - قَالَ وَحَدَّثَنَا يحيى بن عُبَيْدِ اللَّهِ بن عمر أخبرني نَافِعٌ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قال عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ تَكُونُ §الْعُمْرَةُ فِي غَيْرِ أَشْهُرِ الْحَجِّ أَتَمُّ لِحَجِّ أَحَدِكُمْ وَلِعُمْرَتِهِ

1182 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عن نافع قال أَنَّ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما §كَانَ إِذَا أَحْرَمَ مِنْ مَكَّةَ لَمْ يَسْعَ حَتَّى يَرْجِعَ مِنْ مِنًى

1183 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ عن حفصة قالت §أَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ فِي رَمَضَانَ فَقَدِمْنَا مَكَّةَ فِي شَوَّالٍ وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ مُتَوَافِرُونَ فَسَأَلْنَا فَمَا سَأَلْنَا أَحَدًا إِلَّا قَالَ هِيَ مُتْعَةٌ

1184 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما §أَفْرِدُوا الْحَجَّ وَدَعُوا قَوْلَ أَعْمَاكُمْ هَذَا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عباس رَضِيَ الله عَنْهما إِنَّ الَّذِي أَعْمَى اللَّهُ قَلْبَهُ لَأَنْتَ سَلْ عَنْ هَذَا أُمَّكَ

1185 - وَقَالَ أَبُو يعلى حدثنا حجاج بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ حَدَّثَنِي زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ §تَمَتَّعَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتْعَةَ الْحَجِّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

باب جواز الاعتمار قبل الحج

(35 - بَابُ جَوَازِ الِاعْتِمَارِ قَبْلَ الْحَجِّ)

1186 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ المقري ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ أَنَّهُ حَجَّ مَعَ مَوَالِيهِ قَالَ فَلَقِيتُ أُمَّ سَلَمَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْتُ لَهَا إِنِّي لَمْ أَحُجَّ قَطُّ فبأيتهما أبدأ أبالحج أو بالعمرة فقالت أَبْدَأُ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ فَقُلْتُ لَهَا فَإِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِذَا لَمْ يَكُنْ حَجَّ قَطُّ فَلْيَبْدَأْ بِالْحَجِّ فَقَالَتْ لِي ابْدَأْ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ فَأَتَيْتُ صَفِيَّةَ فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ لِي مِثْلَ مَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ ابْدَأْ بِأَيِّهِمَا شِئْتَ ثُمَّ جِئْتُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَأَخْبَرْتُهَا بِقَوْلِ صَفِيَّةَ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَا آلَ مُحَمَّدٍ §مَنْ حَجَّ مِنْكُمْ فَلْيَجْعَلْ عمرة مَعَ حجه أم مَعَ حَجِّهِ

باب ما يجتنبه المحرم

(بَابُ مَا يَجْتَنِبُهُ الْمُحْرِمُ)

1187 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى طَلْحَةَ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ إنما هو مشتق قَالَ §إِنَّكُمْ أَيُّهَا الرَّهْطُ أَئِمَّةٌ يَقْتَدِي بِكُمُ النَّاسُ وَلَعَلَّ الْجَاهِلَ أَنْ لَوْ رَآكَ أَنْ يَقُولَ لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى طَلْحَةَ ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ فلبس الثِّيَابَ الْمَصْبُوغَةَ فِي الْإِحْرَامِ فَلَا أعرفن ما يلبس أَحَدٌ مِنْكُمْ ثَوْبًا مَصْبُوغًا فِي الْإِحْرَامِ هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ وَهُوَ أَصْلٌ فِي سَدِّ الذَّرَائِعِ

1188 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أبي جعفر قال إن عمر رَضِيَ الله عَنْه §أَبْصَرَ عَلَى عَبْدِ الله بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهما ثَوْبَيْنِ مَصْبُوغَيْنِ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ عَلَى ما أخال أحدا يُعَلِّمُنَا السُّنَّةَ

1189 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ سَأَلَتِ امْرَأَةٌ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما §أَغْسِلُ ثِيَابِي وَأَنَا مُحْرِمَةٌ فَقَالَ إن الله تعالى لَا يَصْنَعُ بدرنك شَيْئًا

1190 - قَالَ وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §الْمُحْرِمُ يَغْتَسِلُ وَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ إن شاء الله هَذَا صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ -[378]- 1191 - قَالَ وحدثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما مِثْلَهُ

1192 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يحيى عن ابن جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سمع جابرا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ §لَا تَلْبَسُ الْمَرْأَةُ الْمُهِلَّةُ الثِّيَابَ الْمُطَيَّبَةَ وَتَلْبَسُ الْمُعَصْفَرَةَ وَلَا أَرَى الصُّفْرَةَ طِيبًا هَذَا صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

1193 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد حدثتني أختي أَنَّهَا §رات عائشة رَضِيَ الله عَنْها عَشِيَّةَ التروية وعليها درع مُوَرَّدٌ وَخِمَارٌ أَسْوَدُ وَهِيَ مُحْرِمَةٌ

1194 - قال وحدثنا خالد ثنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أُخْتِهِ وَأُمِّهِ أَنَّهُمَا دَخَلَتَا على عائشة رَضِيَ الله عَنْها وَعَلَيْهَا دِرْعٌ مُوَرَّدٌ وَخِمَارٌ أَسْوَدُ فَقِيلَ لَهَا §أَتُغَطِّي الْمُحْرِمَةُ وَجْهَهَا فَرَفَعَتْ خِمَارَهَا هَكَذَا مِنْ قَبْلِ صَدْرِهَا إِلَى رَأْسِهَا وَقَالَتْ لَا بَأْسَ بِهَذَا

1195 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَنَّهَا §كَانَتْ تُرَخِّصُ لِلْمُحْرِمَةِ فِي لِبْسِ الْقُفَّازَيْنِ

1196 - وَقَالَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ثنا هَمَّامٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أبيه قال أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ وَعَلَيْهِ أثر الخلوق فقال §كَيْفَ أَفْعَلُ فِي عُمْرَتِي فنزل الوحي فستر بِثَوْبٍ وَكَانَ أُمَيَّةُ يُحِبُّ أَنْ يَرَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ الْحَدِيثَ قُلْتُ وَهِمَ فِيهِ الْعَبَّاسُ وَإِنَّمَا هُوَ عَنِ ابْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ وَالْحَدِيثُ لِيَعْلَى لَا مِنْ حَدِيثِ أَبِيهِ أُمَيَّةَ

1197 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ عَنِ الْحَسَنِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ وَهُوَ مُحْرِمٌ انتوعنا مِنْهُ امْرَأَتَهُ وَلَمْ يَجُزْ نِكَاحُهُ

1198 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي عبد الله قال كُنْتُ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَرَأَى رَجُلًا يدخل رأسه بين السِّتْرِ وَالْبَيْتِ فَنَهَاهُ وَقَالَ سَمِعْتُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلَ الْمُحْرِمُ رَأْسَهُ بَيْنَ الستر والجدار أو بين السِّتْرِ وَالْبَيْتِ

1199 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ وهب بن عقية عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ أَنَّ مَيْمُونَةَ §حَلَقَتْ رَأْسَهَا يَعْنِي مِنْ دَاءٍ يرأسها

باب جواز الغسل للمحرم

(27 - بَابُ جَوَازِ الْغُسْلِ لِلْمُحْرِمِ) (47) حديث عمر رَضِيَ الله عَنْه تَقَدَّمَ فِي بَابِ التستر فِي الْغُسْلِ مِنَ الطَّهَارَةِ

باب دخول مكة وفضلها

(28 - بَابُ دُخُولِ مَكَّةَ وَفَضْلِهَا) (48) سيأتي حديث إن شاء الله تعالى حَدِيثُ أم مكتوم رَضِيَ الله عَنْه فِي السَّعْيِ وَفِيهِ حَبَّذَا مَكَّةَ

1200 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثنا الْحَسَنُ بْنُ يزيد أبو يونس هو القوي قال سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَابِطٍ يَقُولُ لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَمْشِي ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْبَيْتِ فَقَالَ وَاللَّهِ §مَا أَعْلَمُ بَيْتًا وضعه الله تعالى فِي الْأَرْضِ أَحَبَّ إلي منك ولا بلدة أحب إِلَيَّ مِنْكَ وَمَا خَرَجْتُ عَنْكَ رَغْبَةً وَلَكِنْ أَخْرَجَنِي الَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ نَادَى يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا يَحِلُّ لِعَبْدٍ أَنْ يَمْنَعَ عَبْدًا يَطُوفُ بِهَذَا الْبَيْتِ أَيَّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ -[391]- (49) وَحَدِيثُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فِي هَذَا يَأْتِي فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْقِتَالِ

1201 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابن جريج حدث عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §تُرْفَعُ الأيدي في سبعة مولطن فِي بَدْءِ الصَّلَاةِ وَإِذَا رَأَيْتَ الْبَيْتَ وَعَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَعَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَبِجَمْعٍ وَعِنْدَ الجمرتين وعلى الميت

باب بيع دور مكة

(29 - بَابُ بَيْعِ دُورِ مَكَّةَ)

1202 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قال عمر رَضِيَ الله عَنْه يَا أَهْلَ مَكَّةَ §لَا تَتَّخِذُوا عَلَى دُورِكُمْ أَبْوَابًا لِيَنْزِلَ الْبَادِي حَيْثُ شَاءَ

باب الطواف راكبا

(30 - بَابُ الطَّوَافِ رَاكِبًا)

1203 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا رَوْحٌ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ثنا أَخِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدَةَ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قال §طَافَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَسْتَلِمُ الْأَرْكَانَ بِمِحْجَنٍ كَانَ مَعَهُ

باب حد الحرم

(31 - بَابُ حَدِّ الْحَرَمِ)

1204 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خثيم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَسْوَدِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ §إبراهيم النبي عليه السلام هُوَ أَوَّلُ مَنْ نَصَبَ الْأَنْصَابَ لِلْحَرَمِ أَشَارَ لَهُ جِبْرِيلُ إِلَى مَوَاضِعِهَا -[400]- 1205 - قَالَ وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ تميم بن أسيد جَدَّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ تَمِيمٍ فَحَدَّدَهَا

1206 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ محمد بن جبير بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ وَجَدَتْ قُرَيْشٌ حَجَرًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ فِيهِ كِتَابٌ فَجَعَلُوا يُخْرِجُونَهُ إِلَى مَنْ أَتَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُتُبِ فَلَا يَعْلَمُونَ مَا فِيهِ حَتَّى أَتَاهُمْ حَبْرٌ مِنَ الْيَمَنِ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ فَإِذَا فِيهِ §أَنَا الله ذو بكة صَنَعْتُهَا حِينَ صَنَعْتُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَبَارَكْتُ لِأَهْلِهَا فِي اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ وَفِي الصَّفْحِ الْآخَرِ أَنَا الله ذو بكة خَلَقْتُ الرَّحِمَ وشققت لها نت اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ وَفِي الصَّفْحِ الْآخَرِ أَنَا الله ذو بكة خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَ الشَّرُّ عَلَى يَدَيْهِ

1207 - وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمَعْرِفَةِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ هُوَ أَبُو الشَّيْخِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُسْتَةَ ثنا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الرَّاسِبِيُّ ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا ابْنُ خُثَيْمٍ حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ إِنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ تَمِيمَ بْنَ أسيد الخزاعي يجدد أَنْصَابَ الْحَرَمِ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَضَعَهَا يُرِيهَا إِيَّاهُ جبريل عليه الصلاة والسلام

1208 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ ثنا أَبِي عِمْرَانُ الْقَطَّانُ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ طَلْحَةَ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنِ اسْتَحَلَّ شَيْئًا مِنْ حُدُودِ مَكَّةَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ الْحَدِيثَ

باب كراهية كراء دور مكة أيام الموسم

(32 - بَابُ كَرَاهِيَةِ كراء دُورِ مَكَّةَ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ)

1209 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ سَمِعْتُ ابن جريج يحدث عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّ §الَّذِي يَأْكُلُ كَرْيَ بُيُوتِ مَكَّةَ إِنَّمَا يَأْكُلُ فِي بَطْنِهِ نَارًا

1210 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا الْحَجَّاجُ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نُهِيَ عَنْ أُجُورِ بُيُوتِ مَكَّةَ وَعَنْ بَيْعِ رِبَاعِهَا

باب الكلام في الطواف

(33 - بَابُ الْكَلَامِ فِي الطَّوَافِ)

1211 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حدثنا سُفْيَانُ عَنْ رجل من أهل مَكَّةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ وَقَفَ وَتَبَسَّمَ فَقُلْتُ يَا رسول الله رأيتك وَقَفْتَ وَتَبَسَّمْتَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَقِيَنِي عِيسَى يَطُوفُ مَعَهُ مَلَكَانِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ

1212 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ثنا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عبد الله بن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن عوف ضي الله عنه يَطُوفَ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَحْدُو عليه خُفَّانٍ فَقَالَ له عمر رَضِيَ الله عَنْه مَا أَدْرِي §أَيُّهُمَا أَعْجَبُ حِدَاؤُكَ حَوْلَ الْبَيْتِ أَوْ طَوَافُكَ فِي نَعْلَيْكَ قَالَ قَدْ فَعَلْتُ هَذَا عَلَى عَهْدِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ [2] حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا شَرِيكٌ فَذَكَرَهُ

باب الطواف في الخف والنعل

(34 - بَابُ الطَّوَافِ فِي الْخُفِّ وَالنَّعْلِ) (50) تَقَدَّمَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ

1213 -[1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بن قيس سندل عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطَّوَافِ فَانْقَطَعَ نَعْلُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَاوِلْنِي أُصْلِحُهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §هَذِهِ الْأَثَرَةُ وَلَا أُحِبُّ الْأَثَرَةَ

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَإِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَا ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ ثنا عمر مولى بني مَنْظُورِ بْنِ سَيَّارٍ ثنا عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فَذَكَرَهُ بفلظ §كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَانْقَطَعَ شِسْعُهُ فَأَخْرَجَ رَجُلٌ شِسْعًا مِنْ نَعْلِهِ فَذَهَبَ يَشُدُّهُ فِي نَعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فانتزعها وقال هذه أثرة ولا أحل الأثرة

باب ما يقول في الطواف

(35 - بَابُ مَا يَقُولُ فِي الطَّوَافِ)

1214 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رافع عن عَنْ حَبِيبِ بن صهبان قال رَأَيْتُ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْهما §يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ بَيْنَ الْبَابِ وَالرُّكْنِ أَوْ بَيْنَ الْمَقَامِ وَالْبَابِ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

باب الطواف للراكب

(36 - بَابُ الطَّوَافِ لِلرَّاكِبِ)

1215 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أمر امرأته أن تَطُوفُ رَاكِبَةً فِي خِدْرِهَا مِنْ وَرَاءِ الْمُصَلِّينَ فِي جَوْفِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ أَلَيْلًا أَوْ نَهَارًا قَالَ لَا أَدْرِي قُلْتُ فِي أَيِّ سَبْعٍ قَالَ لَا أَدْرِي قُلْتُ هَذَا مُرْسَلٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحُ وَأَصْلُهُ مَوْصُولٌ عِنْدَ الشَّيْخَيْنِ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ رِوَايَةِ عُرْوَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَفِي بَعْضِ طُرُقِهِ أَنَّهَا صَلَاةُ الصُّبْحِ وَأَنَّهُ طَوَافُ الْوَدَاعِ

باب فضل الطواف

(37 - بَابُ فَضْلِ الطَّوَافِ)

1216 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ ثنا الْحُسَيْنُ يَعْنِي الْجُعْفِيَّ عن ابن السماك عَنِ عَائِذٍ عَنْ عَطَاءٍ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن الله تعالى §يُبَاهَى بِالطَّائِفِينَ عَائِذٌ هَذَا هُوَ ابْنُ نُسَيْرٍ بَنُونٍ وَمُهْمَلَةٍ مُصَغَّرٌ ضعيف وابن السماك مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحٍ فِيهِ ضِعْفٌ أَيْضًا

1217 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ثنا حماد بن الجعد عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّ مَوْلَاةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَتْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ قَالَ §مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَصَلَّى خَلْفَ الْمَقَامِ رَكْعَتَيْنِ فَهُوَ كَفَكِّ رَقَبَةٍ

باب قرن الطواف

(38 - بَابُ قَرْنِ الطَّوَافِ)

1218 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ بَرَكَةَ عَنْ أُمِّهِ أن عائشة رَضِيَ الله عَنْها §كانت تطوف بالبيت ثَلَاثَةَ أَسَابِيعَ تَقْرِنُ بَيْنَهُنَّ ثُمَّ تُصَلِّي لِكُلِّ أُسْبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ

1219 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْعَطَّارُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §طَافَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفجر ثُمَّ صَلَّى سِتَّ رَكَعَاتٍ يَلْتَفِتُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ يَمِينًا وَشِمَالًا قَالَ فَظَنَنَّا أَنَّهُ لِكُلِّ أُسْبُوعٍ ركعتين ولم نسأله إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ

باب المزاحمة على تقبيل الحجر الأسود وفضله

(39 - بَابُ الْمُزَاحَمَةِ عَلَى تَقْبِيلِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ وَفَضْلِهِ)

1220 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ هُوَ ابْنُ فَرُوخٍ ثنا جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ حَازِمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّهُ كَانَ §يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنِ فَإِذَا رَأَوْهُ وأسعوا لَهُ قَالَ نَافِعٌ فَلَقَدْ وَقَعْتُ يَوْمًا فِي زِحَامِ النَّاسِ فَوَضَعَ رَجُلٌ مِرْفَقَهُ مِنْ خَلْفِي وَوَقَعَ الرَّجُلُ مِنْ أَمَامِهِ وَوَقَعْتُ مِنْ خَلْفِي فَمَا ظننت أن انقلب حَتَّى يقتلونني وَأَبَى هُوَ إِلَّا أَنْ يَتَقَدَّمَ

1221 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ §كَانَ إِذَا مَرَّ بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَرَأَى عَلَيْهِ زِحَامًا اسْتَقْبَلَهُ وَكَبَّرَ وَقَالَ اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ

1222 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما رَفَعَهُ §لَوْلَا مَا مَسَّهُ مِنْ أَنْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ مَا مَسَّهُ ذُو عَاهَةٍ إِلَّا شُفِيَ وَمَا عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْجَنَّةِ شَيْءٌ غَيْرُهُ

1223 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ سَمِعْتُ ابْنَ جريج يقول سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جعفر يقول سَمِعْتُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ إِنَّ §هَذَا الرُّكْنَ يَمِينُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ يُصَافِحُ بِهَا عِبَادَهُ مُصَافَحَةَ ارجل أَخَاهُ هذا موقوف صحيح

1224 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §نَزَلَ بِالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ مَلَكٌ

1225 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عروة عن عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَيْفَ صَنَعْتَ فِي اسْتِلَامِ الْحَجَرِ قَالَ قُلْتُ اسْتَلَمْتُ وَتَرَكْتُ قَالَ أَصَبْتَ رواته ثقات فإن كَانَ عُرْوَةُ سَمِعَهُ مِنْ عبد الرحمن رَضِيَ الله عَنْه فَهُوَ صَحِيحٌ وَحَمَلَهُ الشَّافِعِيُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ بستلم حَالَ الْمُزَاحَمَةِ واستلم فِي غَيْرِهَا

12269 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي منبوذ عن أمه قالت كُنْتُ عند عائشة رَضِيَ الله عَنْها إِذِ انْتَهَتْ مَوْلَاةٌ لها فقالت إني §اسْتَلَمْتُ الْحَجَرَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي سَبْعٍ طُفْتُهُ فَقَالَتْ لَا آجَرَكِ اللَّهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثلاثا هلَّا كَبَّرْتِ وَعَقَدْتِ وَمَرَرْتِ أَرَدْتِ أَنْ تدافعي الرِّجَالَ

باب ما يقرأ في ركعتي الطواف

(40 - بَابُ مَا يُقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الطَّوَافِ)

1227 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ يعقول بن زيد قال عَنْ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي ركعتي الطواف ب {قل يَا أيها الكافرون} و {قل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} هَذَا مُرْسَلٌ وَمُوسَى ضَعِيفٌ

باب السجود على الحجر الأسود

41 - بَابُ السُّجُودِ عَلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ

1228 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ثنا حَنْظَلَةُ عَنْ طاووس قَالَ §كان عمر رَضِيَ الله عَنْه يُقَبِّلُ الْحَجَرَ ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَيْهِ ثُمَّ يُقَبِّلُهُ ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْحَدِيثَ بَاقِيَهُ أَخْرَجُوهُ

1229 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطيالسي حدثنا جعفر بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ مِنْ أهل مكة قال رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ §قَبَّلَ الْحَجَرَ وَسَجَدَ عَلَيْهِ وقال رَأَيْتُ خَالِيَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَبَّلَهُ وَسَجَدَ عَلَيْهِ وَقَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه قَبَّلَ الْحَجَرَ وَسَجَدَ عَلَيْهِ

1230 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي نَمِرٍ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ رَجُلٍ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ عِنْدَ الْحَجَرِ فَقَالَ §إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ ثُمَّ قَبَّلَهُ ثُمَّ حَجَّ أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه فَوَقَفَ عِنْدَ الْحَجَرِ ثُمَّ قَالَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ

باب طواف المرأة

(42 - بَابُ طَوَافِ الْمَرْأَةِ)

1231 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ §كانت عائشة رَضِيَ الله عَنْها تَطُوفُ بِالْبَيْتِ منقبة قَالَ وَكَانَ عَطَاءٌ يَكْرَهُهُ حَتَّى حَدَّثَتْهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يُفْتِي بِهِ -[446]- هذا ما يسر الله عز وجل من تحقيق هذا الجزء من المطالب العالية والتعليق عليه وأسأل الله عز وجل أن لا يخيب الرجاء في الحصول على الأجر والثواب وصلى الله على محمد وعل آله وصحبه أجمعين

باب الوقوف بعرفة والإفاضة

(43 - بَابُ الوقوف بعرفة والإفاضة)

1232 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما §الْحَجُّ عَرَفَةُ وَالْعُمْرَةُ الطَّوَافُ

1233 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ أيضا حَدَّثَنَا خَالِدٌ هُوَ الطَّحَّانُ ثنا حُمَيْدٌ هُوَ الطَّوِيلُ عَنْ بَكْرٍ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §مَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ وَمَنْ فَاتَهُ عَرَفَةُ فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

1234 -إسحاق أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ رَبِيعَةَ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وافقا فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِعَرَفَاتٍ مَعَ الْمُشْرِكِينِ وَرَأَيْتُهُ وَاقِفًا فِي الْإِسْلَامِ فِي ذَلِكَ الْمَوْقِفِ فَعَرَفْتُ أن الله تبارك وتعالى وقفه لِذَلِكَ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبُ الْإِسْنَادِ

1235 - أَبُو بَكْر: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قال §كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ وَادِيَ نَمِرَةَ

1236 -[1] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ الله بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَتَى جِبْرِيلُ إِبْرَاهِيمَ عليهما الصلاة والسلام فَرَاحَ بِهِ إِلَى مِنًى فَصَلَّى بِهِ الصَّلَوَاتِ جَمِيعًا ثُمَّ صَلَّى بِهِ الفجر ثم عدا بِهِ إِلَى عَرَفَةَ فَنَزَلَ بِهِ حَيْثُ يَنْزِلُ النَّاسُ ثُمَّ صَلَّى بِهِ الصَّلَاتَيْنِ جَمِيعًا ثُمَّ أَتَى بِهِ الْمَوْقِفَ حَتَّى إِذَا كَانَ كَأَعْجَلِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ الْمَغْرِبَ أَفَاضَ فَأَتَى بِهِ جَمْعًا فَصَلَّى بِهِ الْعِشَاءَيْنِ جَمِيعًا ثُمَّ بَاتَ حَتَّى إِذَا كَانَ كَأَعْجَلِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ الْفَجْرَ صَلَّى بِهِ الْفَجْرَ ثُمَّ وَقَفَ بِهِ حَتَّى إِذَا كَانَ كَأَبْطَأِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ الناس أفاض به إِلَى مِنًى فَرَمَى الْجَمْرَةَ ثُمَّ ذَبَحَ وَحَلَقَ ثُمَّ أَفَاضَ بِهِ ثُمَّ أوحى الله تعالى بَعْدُ إِلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}

[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة قال أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما إني ضعيف مِنَ الْأَهْلِ وَالْحُمُولَةِ وَإِنَّمَا حُمُولَتُنَا هَذِهِ الْحُمُرُ الدَّبَّابَةُ أَلَا أُفِيضُ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ فَقَالَ §أَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّهُ بَاتَ بِمِنًى حَتَّى إذا أصبح فطلع حَاجِبُ الشَّمْسِ سَارَ إِلَى عَرَفَةَ حَتَّى نَزَلَ مَنْزِلًا مِنْهَا ثُمَّ رَاحَ ثم وقف موقف مِنْهَا حَتَّى إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ أَفَاضَ حَتَّى إِذَا أَتَى جَمْعًا فَنَزَلَ مَنْزِلَهُ مِنْهُ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلَاةُ الصُّبْحِ الْمُعَجَّلَةُ وَقَفَ حَتَّى إِذَا كَانَ الصُّبْحُ الْمُسْفِرُ أَفَاضَ فَذَلِكَ ملة إبراهيم عليه السلام وَقَدْ أُمِرَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَّبِعَهُ [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بِهَذَا

[4] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سليمان بن إبراهيم بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّوْفَلِيُّ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §أفاض جبريل عليه الصلاة والسلام بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى مُزْدَلِفَةَ فَنَزَلَ بِهَا وَبَاتَ ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ كَأَعْجَلِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ وَقَفَ بِهِ كَأَبْطَأِ مَا يُصَلِّي أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثُمَّ دَفَعَ إلى منى فرقي وَذَبَحَ ثُمَّ أوحى الله تبارك وتعالى إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} الْآيَةَ

1237 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ حَدَّثَنِي السَّفَّاحُ بْنُ مَطَرٍ عَنْ عَبْدِ العزيز بن عبد الله بْنِ خَالِدِ بن أسيد رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §عَرَفَةُ يَوْمٌ يَعْرِفُ النَّاسَ

1238 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا صَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ حَبِيبِ بن خماشة الخطمي رَضِيَ الله عَنْه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بِعَرَفَةَ §عَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ إلا بطن عرنة والمزدلفة كلها مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنُ مُحَسِّرٍ

باب الدعاء يوم عرفة وفضله

(44 - بَابُ الدُّعَاءِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَفَضْلِهِ)

1239 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَكْثَرُ دُعَائِي وَدُعَاءِ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي بِعَرَفَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي قَلْبِي نُورًا اللَّهُمَّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ وَسْوَاسِ الصُّدُورِ وَشَتَاتِ الأمور اللهم إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ فِي اللَّيْلِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ فِي النَّهَارِ وَمِنْ شَرِّ مَا تَهُبُّ بِهِ الرِّيَاحُ وَشَرِّ بَوَائِقِ الدَّهْرِ [[مُوسَى ضَعِيفُ الْحَدِيثِ]] (*)

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع

1240 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جبلة ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلَ عند الله تعالى مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ هن أَفْضَلُ أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهَادًا فِي سبيل الله تعالى قَالَ هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا عَفِيرًا يَعْفِرُ فِي التُّرَابِ وَمَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلَ عند الله تعالى مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فَيَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شعثا غبرا حاجين جاؤوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ وَلَمْ يَرَوْا رَحْمَتِي وَلَا عَذَابِي فلم ير يوما أَكْثَرَ عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ

1241 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثنا عُزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ حدثني أُمُّ الفيض أَنَّهَا سَمِعَتِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه يقول عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ قَالَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ هَذِهِ الْعَشْرَ كَلِمَاتٍ أَلْفَ مَرَّةٍ لَمْ يسأل الله تعالى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِلَّا قَطِيعَةَ رحم أو مأثم سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْأَرْضِ مَوْطِئُهُ سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ سُبْحَانَ الَّذِي فِي النَّارِ سُلْطَانُهُ سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُهُ سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قضاؤه سُبْحَانَ الَّذِي فِي الْهَوَاءِ نِعْمَتُهُ سُبْحَانَ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ سُبْحَانَ الَّذِي وَضَعَ الْأَرْضَ سُبْحَانَ الَّذِي لَا مَنْجَى مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ

1242 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال لقد §رَأى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ رافعا يديه فيرى مَا تَحْتَ إبطه

1243 -[1] حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ أبي سعيد رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ بِعَرَفَةَ فَجَعَلَ يَدْعُو هَكَذَا وجعل ظهر كفيه مِمَّا يَلِي صَدْرَهُ -[25]- [2] حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ ثنا حَمَّادٌ بِلَفْظٍ وَقَفَ بِعَرَفَاتٍ وَقَالَ هَكَذَا ... وَرَفَعَ يديه نحو ثندوته

1244 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي عَيَّاشٌ الْكَلْبِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن باباه قال سَمِعْتُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ §إن الله عز وجل يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَةَ الْمَلَائِكَةَ

1245 - حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ سَعِيدٍ يَرْفَعُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بلالا رَضِيَ الله عَنْه غداة جمع ينادي في الناس أَنْ أَنْصِتُوا أَوِ اصْمُتُوا فَفَعَلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن الله تعالى قَدْ تَطَاوَلَ عَلَيْكُمْ فِي جَمْعِكُمْ §فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ وَوَهْبَ لِمُحْسِنِكُمْ مَا سَأَلَ ادْفَعُوا بِسْمِ اللَّهِ

1246 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ ثنا أَبِي ثنا طالب بن سلم حَدَّثَنِي أَهْلُنَا أَنَّهُمْ سَمِعُوا جَدِّي يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ أَلَا §إن الله تعالى نَظَرَ إِلَى هَذَا الْجَمْعِ فَقَبِلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَشَفَّعَ مُحْسِنَهُمْ فِي مُسِيئِهِمْ فَتَجَاوَزَ عَنْهُمْ جَمِيعًا

1247 - وَقَالَ عَبْدُ الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا الصَّبَّاحُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِي دَاوُدَ السَّبِيعِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §لَا يَبْقَى أَحَدٌ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي قبله مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا غفر الله تعالى لَهُ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ أَلِأَهْلِ الْمُعَرَّفِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ لِلنَّاسِ عَامَّةً

1248 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْبَلْخِيُّ ثنا صَالِحٌ المري عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى يُبَاهِي الْمَلَائِكَةَ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ يَقُولُ يَا مَلَائِكَتِي انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَقْبَلُوا يَضْرِبُونَ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ شُعْثًا غُبْرًا اشْهَدُوا أني قد أحببت دعاءهم وَوَهَبْتُ مُسِيئَهُمْ لِمُحْسِنِهِمْ وَأَعْطَيْتُ مُحْسِنَهُمْ مَا سَأَلَ إِلَّا التَّبِعَاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ فَلَمَّا أَفَاضُوا وَأْتَوْا جمعا عاودواالله تعالى فِي الْمَسْأَلَةِ فيقول الله تعالى يَا مَلَائِكَتِي عِبَادِي عاودني فِي الْمَسْأَلَةِ اشْهَدُوا أني قد أحببت دُعَاءَهُمْ وَوَهَبْتُ مسيهم لِمُحْسِنِهِمْ وَأَعْطَيْتُ لِمُحْسِنِهِمْ مَا سَأَلَنِي وَكَفَلْتُ عَنْهُمُ التَّبِعَاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا صَالِحٌ هُوَ الْمُرِّيُّ نَحْوَهُ وَفِيهِ وَأَعْطَيْتُ مُحْسِنَهُمْ جَمِيعَ مَا سَأَلُونِي غَيْرَ التَّبِعَاتِ الَّتِي بَيْنَهُمْ وَفِيهِ مَلَائِكَتِي عِبَادِي وَقَفُوا فَعَادُوا إِلَى الرَّغْبَةِ وَالطَّلَبِ فأشهدكم أني أحببت دُعَاءَهُمْ إِلَى آخِرِهِ

باب الدفع من المزدلفة

(45 - بَابُ الدَّفْعِ من المزدلفة) تقدم قريبا منه شيء

1249 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ أَنَّ ابن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما أَسْفَرَ بالدفعة فَقَالَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما §طُلُوعُ الشمس ينتظرون صنيع أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَدَفَعَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما ودفع الناس معه ودفع ابن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما هَذَا مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ، وَلَهُ حُكْمُ المرفوع

1250 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ ثنا أَبُو عامر هو الْعَقَدِيُّ ثنا زَمْعَةُ هُوَ ابْنُ صَالِحٍ عَنْ سَلَمَةَ هُوَ ابْنُ وَهْرَامَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَقِفُونَ بِعَرَفَاتٍ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشمس على رؤوس الْجِبَالِ كَأَنَّهَا العمائم على رؤوس الرجال أَفَاضُوا ثُمَّ وَقَفُوا بِالْمُزْدَلِفَةِ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الشمس على رؤوس الْجِبَالِ دَفَعُوا فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ أَخَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّفْعَةَ مِنْ عَرَفَاتٍ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَعَجَّلَ الدَّفْعَةَ مِنْ جَمْعٍ فَدَفَعَ مِنْهَا حِينَ أَسْفَرَ كُلُّ شَيْءٍ فِي الْوَقْتِ الأخير وَصَلَّى فِيهِ بِغَلَسٍ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مُخْتَصَرًا عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ زَمْعَةَ

1251 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أخبرنا جَرِيرٌ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ §أَفَضْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِفَاضَتَيْنِ فَكَانَ يُفِيضُ وعليه السَّكِينَةُ

باب النزول بمنى

(46 - بَابُ النُّزُولِ بِمِنًى)

1252 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا قَدِمْنَا إِنْ شاء الله تعالى نَزَلْنَا الْخَيْفَ وَالْخَيْفُ مَسْجِدُ مِنًى هَذَا مُرْسَلٌ

باب فضل الحلق

(47 - بَابُ فَضْلِ الْحَلْقِ)

1253 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أُمِّ عُمَارَةَ نُسَيْبَةَ بنت كعب رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ أَنَا أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَنْحَرُ بُدْنَهُ قِيَامًا وَسَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَقَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ ثُمَّ دَخَلَ قُبَّةً لَهُ حَمْرَاءَ فَرَأَيْتُهُ أَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنْ قُبَّتِهِ وَهُوَ يَقُولُ §يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ وَالْمُقَصِّرِينَ

باب المبيت بمنى

(48 - بَابُ الْمَبِيتِ بِمِنًى)

1254 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا أَيُّوبُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ §لَمْ يُرَخَّصْ لِأَحَدٍ أَنْ يَبِيتَ عَنْ مِنًى إِلَّا للعباس بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ

باب رمي الجمار

(49 - بَابُ رَمْيِ الْجِمَارِ)

1255 - قال أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا مَحْبُوبٌ الْفَزَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ لَمَّا بَلَغْنَا وَادِيَ مُحَسِّرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خُذُوا حَصَى الْجِمَارِ مِنْ وَادِي مُحَسِّرٍ

1256 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ §نَظَرْنَا إِلَى عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ النَّفْرِ الْأَوَّلِ فَخَرَجَ عَلَيْنَا تَقْطُرُ لِحْيَتُهُ مَاءً فِي يَدِهِ حصيات وفي حزته حَصَيَاتٍ مَاشِيًا يُكَبِّرُ فِي طَرِيقِهِ حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الْأُولَى فَرَمَاهَا حَتَّى انْقَطَعَ مِنَ الحصى خَشْيَةَ يَنَالَهُ حَصَى مَنْ رمى ثم دعا سَاعَةً ثُمَّ مَضَى إِلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى ثُمَّ الْأُخْرَى

1257 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ ابن أبي نعيم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ §حَصَى الْجِمَارِ مَا يُقْبَلُ مِنْهُ رُفِعَ وَمَا رُدَّ تُرِكَ وَلَوْلَا ذَلِكَ كَانَ أَطْوَلَ مِنْ ثَبِيرٍ (*)

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في المطبوعة (أطول من شبر) ، وما أثبتناه عن بعض النسخ، ولعله أقرب

1258 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف مولى آل عثمان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ سَمِعَهُ يُخْبِرُ أَنَّهُ سمع أبا حبة يُفْتِي النَّاسَ أَنَّهُ §لا بأس لما رَمَى بِهِ الرَّجُلُ فِي الجمار مِنْ حَصًى وَغَيْرِهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عثمان فذكر ذلك لِعَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ صَدَقَ وكان أبو حبة رَضِيَ الله عَنْه بَدْرِيًّا

1259 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ له معاذ أو ابن مُعَاذٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَ النَّاسَ مَنَاسِكَهُمْ قَالَ ففتح الله تعالى أسماعنا فإنا لَنَسْمَعُ وَنَحْنُ فِي رِحَالِنَا فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنَا §إِذَا رَمَيْتُمُ الْجَمْرَةَ فَارْمُوهَا بمثل حصى الخذف أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ بَعْضَهُ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرحمن بن معاذ التَّيْمِيِّ عَنْ رَجُلٍ من الصحابة رَضِيَ الله عَنْه

1260 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ عَنْ خَالِدِ ابن عَبْدِ اللَّهِ عن عبد الله عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَخَّصَ للرعاء أن ترمي الْجِمَارَ لَيْلًا

باب الهدي

(50 - بَابُ الْهَدْيِ)

1261 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قال §أتى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل يَسُوقُ بدنته حَافِيًا فَقَالَ ارْكَبْهَا فَرَكِبَهَا قُلْتُ هُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حديث أنس رَضِيَ الله عَنْه دُونَ قَوْلِهِ حَافِيًا

1262 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ عَنِ الْحَكَمِ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَلِيٍّ أو حذيفة رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَكَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي هَدْيِهِمُ الْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ

1263 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ §رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ فَيَأْمُرُ الَّذِي يَبْعَثُهُ مَعَهُ إِنْ عَطِبَ مِنْهُ شَيْءٌ أَنْ يَنْحَرَهُ وَيَصْبُغَ نَعْلَهُ فِي دَمِهِ ثُمَّ يَضْرِبَ بِهِ صَفْحَتَهُ وَلْيَأَكُلْهُ مَنْ بَعْدَكَ وَلَا تأكل منه أَنْتَ شَيْئًا وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ رُفْقَتِكَ قَالَ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَفْعَلُ ذَلِكَ

1264 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فِي الرَّجُلِ يَبْعَثُ بِالْهَدْيِ وَهُوَ مُقِيمٌ قَالَ §يُوَاعِدُهُ يَوْمًا فَإِذَا بَلَغَ أَمْسَكَ هُوَ عَمَّا يُمْسِكُ عَنْهُ الْحَرَامُ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

1265 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم §يَنْحَرُونَ الْبُدْنَ مَعْقُولَةَ الْيُسْرَى عَلَى مَا بَقِيَ مِنْ قَوَائِمِهَا

1266 - قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بحر ثنا سليم بْنُ مُسْلِمٍ ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ أبي قتادة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُدْنِ التطوع §إذا عطب قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ الْحَرَمَ فَانْحَرْهَا ثُمَّ اغْمِسْ يدك في دمها ثُمَّ اضْرِبْ صَفْحَتَهَا وَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا فإن أكلت منه غُرِّمْتَهَا

1267 - وحدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ثنا ابن جريج عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال قَالَ رَجُلٌ يَا رسول الله وجبت عَلَيَّ بَدَنَةٌ وَقَدْ نَحَرْتُ الْبُدْنَ فَمَا تَرَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اذْبَحْ مَكَانَهَا سَبْعًا مِنَ الشَّاءِ

1268 - َقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الفطري عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عن جده قال أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاقَ مِائَةَ بَدَنَةٍ فِي حَجَّتِهِ

باب التلبية ومتى تنقطع وهل يقال في الأماكن المقدسة

(51 - بَابُ التَّلْبِيَةِ ومتى تَنْقَطِعُ وَهَلْ يُقَالُ في الأماكن المقدسة)

1269 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَعْلَى ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ يَحْيَى بن عباد عن عَبَّادٍ قَالَ حُدِّثْتُ أَنَّ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه §لَمَّا دَخَلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَالَ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ

1270 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ عَنْ جَابِرٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ عن عائشة قال مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ §لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لك وما سمعته يَذْكُرُ حَجًّا وَلَا عُمْرَةً قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَالَ فِيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَالْمُلْكُ لَا شريك لك قلت هُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ بِالزِّيَادَةِ دُونَ قَوْلِهَا يَذْكُرُ حَجًّا وَلَا عُمْرَةً

1271 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ حَجَّ مَعَ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه §فَكَانَ يَقُولُ فِي تلبية لَبَّيْكَ حَجًّا حَقًّا تَعَبُّدًا وَرِقًّا

1272 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إبراهيم عن رجل عن عمر رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ §أَفَاضَ مِنْ عَرَفَةَ فكانت تلبية لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ

1273 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عن أبي حنيفة عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عبد الله رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال §أفضل الحجر الْعَجُّ وَالثَّجُّ فَالْعَجُّ الْعَجِيجُ وَالثَّجُّ النَّحْرُ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ ثنا أَبُو أُسَامَةَ بِهَذَا إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فَأَمَّا الْعَجُّ فَالتَّلْبِيَةُ وَأَمَّا الثَّجُّ فَنَحْرُ الْإِبِلِ

1274 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثني أبي عن إسماعيل عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ عن انس رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ §لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شَرِيكَ لَكَ

باب الخطبة في يوم النحر وفي ثانيه

(52 - بَابُ الْخُطْبَةِ فِي يَوْمِ النَّحْرِ وَفِي ثَانِيهِ) (51) حَدِيثُ عمار بن ياسر رَضِيَ الله عَنْه وَغَيْرُهُ فِي ذَلِكَ فِي بَابِ تَحْرِيمِ الدَّمِ مِنْ كِتَابِ الْحُدُودِ

1275 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ ثنا أَبِي ثنا رَبِيعَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُصَيْنٍ الْغَنَوِيُّ حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي السرى بِنْتُ نَبْهَانَ بْنِ عَمْرٍو وَكَانَتْ رَبَّةَ بَيْتٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ هَذَا أَوْسَطُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ قَالَ تَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ هَذَا المشعر الحرام قال إني لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا أَلَا §إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَيَسْأَلَكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ أَلَا فَلْيُبَلِّغْ أَدْنَاكُمْ أَقْصَاكُمْ قَالَ ثُمَّ أَتْبَعَهَا اللَّهُمَّ هل بلغت اللهم هَلْ بَلَّغْتُ فَتُوُفِّيَ حِينَ بَلَغَ الْمَدِينَةَ [2] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ وَيَعْقُوبُ فَرَّقَهُمَا قَالَا ثنا أَبُو عَاصِمٍ بِهِ -[76]- أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مُخْتَصَرًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَاصِمٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ

باب جزاء الصيد وتحريمه على المحرم

(53 - بَابُ جَزَاءِ الصَّيْدِ وَتَحْرِيمِهِ عَلَى الْمُحْرِمِ)

1276 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عَمَّارٍ يَقُولُ أَقْبَلْتُ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جبل وكعب رَضِيَ الله عَنْهما مُحْرِمَيْنِ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وأميرنا معاذ رَضِيَ الله عَنْه وَأَمْرُنَا إِلَيْهِ وَهُوَ يَؤُمُّنَا فَلَمَّا كان بِبَعْضِ الطَّرِيقِ تبرر معاذ رَضِيَ الله عَنْه لِحَاجَتِهِ وَخَالَفَهُ رجل بحمار وحش قَدْ عَقَرَهُ فَأَخَذَهُ كَعْبٌ فَأَهْدَاهُ إِلَى الرفقة قَالَ فَلَمْ يَرْجِعْ مُعَاذٌ إِلَّا وَقُدُورُ الْقَوْمِ تَغْلِي فِيهَا مِنْهُ فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ فَقَالَ لَا يُطِيعُنِي أَحَدٌ إِلَّا كفأ قِدْرَهُ قَالَ فكفأ كعب والقوم قُدُورَهُمْ فَلَمَّا كنا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ وَكَعْبٌ يُصَلِّي عَلَى نَارٍ إِذْ مَرَّتْ بِهِ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ فَأَخَذَ جَرَادَتَيْنِ فَقَتَلَهُمَا ونسي إحرامه ثم ذكر إِحْرَامَهُ فَرَمَى بِهِمَا فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ دَخَلَ الْقَوْمُ على عمر رَضِيَ الله عَنْه وَدَخَلْتُ مَعَهُمْ فَقَالَ كَعْبٌ كَيْفَ تَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَصَّ عَلَيْهِ قِصَّةَ الْجَرَادَتَيْنِ قَالَ وَمَا بَأْسٌ بِذَلِكَ يَا كَعْبُ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنَّ حِمْيَرَ تُحِبُّ الْجَرَادَ وَمَاذَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ قَالَ دِرْهَمَيْنِ قَالَ §دِرْهَمَانِ خَيْرٌ مِنْ مِائَةِ جَرَادَةٍ اجْعَلْ مَا جَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ

1277 - حَدَّثَنَا يَحْيَى ثنا سَالِمُ بْنُ هِلَالٍ حَدَّثَنِي أَبُو الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ حَجَّ وَكَعْبٌ فَجَاءَ جَرَادٌ فجعل كعب يضرب بسوط فَقُلْتُ يَا أَبَا إِسْحَاقَ أَلَسْتَ مُحْرِمًا قَالَ بَلَى §إِنَّهُ مِنْ صَيْدِ الْبَحْرِ وَإِنَّمَا خَرَجَ أَوَّلُهُ مِنْ مِنْخَرِ حُوتٍ

1278 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصِفَاحِ للروحاء فَإِذَا نَحْنُ بِحِمَارٍ عَقِيرٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §هَذَا الْحِمَارَ يُوشِكُ صَاحِبُهُ أَنْ يَأْتِيَ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ صَاحِبُهُ فَقَالَ خُذُوهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يُقَسِّمَهُ فِي الرِّفَاقِ ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بالأثاية بِالْعَرْجِ إذا ظبي حاقف فِيهِ سَهْمٌ غَائِرٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا بكر رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يَقِفَ عَلَيْهِ فَيَمْنَعَهُ مِنَ الناء قَالَ وَصَاحِبُ الْحِمَارِ رجل من بهز قُلْتُ ظَاهِرُ هَذَا الْإِسْنَادِ الصِّحَّةُ لَكِنَّهُ مَعْلُولٌ بَيَّنَ ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ فِي كِتَابِ الْعِلَلِ وَأَنَّهُ قَالَ لابن عيينة إن الناس يخالفونك لا يَقُولُونَ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عن أبيه فقال الحديث قد قصصت لَكَ وَكُنْتُ أَظُنُّهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ عَلِيٌّ الصَّوَابُ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنِ الْبَهْزِيِّ

1279 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ثنا هِشَامٌ عن أبيه قال أَنَّ الزُّبَيْرَ رَضِيَ الله عَنْه §كَانَ يُسَافَرُ بصفيف الْوَحْشِ فَيَأْكُلُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

1280 -الحارث: حدثنا محمد بن عمر حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الفضيل الْخَطْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ الْأَسَدِيِّ قَالَ صَحِبْتُ الزبير العوام رَضِيَ الله عَنْه مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ وَكَانَ يَأْكُلُ لَحْمَ صَيْدِ الْبَرِّ فَقُلْتُ لَهُ فِي ذلك فقال §صاده حَلَالٌ وَقَدْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرَ بِهِ بَأْسًا

1281 -[1] مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قال إنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه §قَضَى فِي الْيَرْبُوعِ جْفَرَةً وَفِي الضَّبُعِ كَبْشًا وَفِي الظَّبْيِ شَاةً وَفِي الأرانب عَنَاقًا [2] حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا أَيُّوبُ ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ بِهِ [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهِ مُقْتَصِرًا عَلَى الْيَرْبُوعِ -[90]- 1282 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الفضيل بْنِ عِيَاضٍ ثنا مالك بن سعير عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ فَذَكَرَهُ لَكِنْ زَادَ وَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ

1283 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جبير قال أَنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قال علي رَضِيَ الله عَنْه فِي بَيْضِ النعام يُصِيبُهُ الْمُحْرِمُ تَحْمِلُ الْفَحْلَ عَلَى إِبِلِكَ فَإِذَا تَبَيَّنَ لَكَ لقاحها سَمَّيْتَ عَدَدَ مَا أَصَبْتَ مِنَ الْبَيْضِ فَقُلْتُ §هَذَا هَدْيٌ لَيْسَ عَلَيْكَ ضَمَانُهَا فَمَا صَلُحَ مِنْ ذَلِكَ صَلُحَ وما فسد فليس عَلَيْكَ كَالْبَيْضِ مِنْهُ ما يصلح ومنها مَا يَفْسُدُ قَالَ فعجب معاوية رَضِيَ الله عَنْه مِنْ قضاء علي رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَلَمْ يُعْجِبْ مُعَاوِيَةَ مَا هُوَ إِلَّا مَا يُبَاعُ بِهِ الْبَيْضُ فِي السُّوقِ وَيُتَصَدَّقُ بِهِ

1284 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَكَمَ فِي الضَّبُعِ كَبْشًا وَجَعَلَهُ صَيْدًا

1285 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ ابن عُمَارَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَضَى فِي كَلْبِ الصَّيْدِ إِذَا أُصِيبَ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا وَفِي كَلْبِ الْمَاشِيَةِ شَاةً مِنَ الْغَنَمِ وَفِي كَلْبِ الزَّرْعِ فَرَقٌ مِنْ طَعَامٍ وَفِي كَلْبِ الدَّارِ مِنْ تُرَابٍ حَقٌّ عَلَى رَبِّ الْقَاتِلِ أَنْ يُؤَدِّيَهُ وَحَقٌّ عَلَى رَبِّ الدَّارِ أَنْ يَقْبَلَهُ هَذَا إِسْنَادٌ وَاهٍ جِدًّا

باب العمرة

(54 - بَابُ الْعُمْرَةِ)

1286 -[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهَا أم سنان رَضِيَ الله عَنْها أَنَّهَا أَرَادَتِ الْحَجَّ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا §اعْتَمِرِي فِي رَمَضَانَ فَإِنَّهَا لَكِ حَجَّةٌ قَالَ سَعِيدٌ وَلَا نَعْلَمُهُ إِلَّا لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ وَحْدَهَا [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ثنا أيوب عن سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ بِمَعْنَاهُ

باب الاعتمار في عشر ذي الحجة

(55 - بَابُ الِاعْتِمَارِ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ)

1287 - قَالَ إِسْحَاقُ أنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ حماد بن زيد عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ قَالَ عُرْوَةُ لِابْنِ عَبَّاسٍ ويحك اضللت تأمرنا بِالْعُمْرَةِ فِي الْعَشْرِ وَلَيْسَ فِيهِنَّ عُمْرَةٌ فَقَالَ يا عري فشل أُمَّكَ قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَمْ يَقُولَا ذَلِكَ وكانا أَعْلَمُ بِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأتبع لها مِنْكَ فَقَالَ من ههنا ترمون §نَجِيئُكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَجِيئُونَ بأيبي بَكْرٍ وَعُمَرَ سَنَدُهُ صَحِيحٌ وَبَعْضُهُ مما يَتَعَلَّقُ بِالْعُمْرَةِ فِي صحيح مسلم وإليه الْإِشَارَةُ بِقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ لَمَّا قَالَ له أبو جمرة أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ مَنْ يَقُولُ لَهُ عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ أَوْ مُتْعَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ

باب الاعتمار من بيت المقدس

(56 - بَابُ الِاعْتِمَارِ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)

1288 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي عَمَّارٍ يَقُولُ أَقْبَلْتُ مَعَ مُعَاذِ بْنِ جبل وكعب رَضِيَ الله عَنْهما §مُحْرِمَيْنِ بِعُمْرَةٍ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الْحَدِيثَ

باب طواف الوداع

(57 - بَابُ طَوَافِ الْوَدَاعِ)

1289 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عن عطاء رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلْيَكُنْ آخر عهده الطواف بِالْبَيْتِ وَرَخَّصَ لِلنِّسَاءِ

1290 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أنا وَكِيعٌ ثنا مِسْعَرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابن مَيْسَرَةَ عَنْ طَاوُسٍ قَالَ §مَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ خالفه أحد فسكت حَتَّى فَخَالَفَهُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي المرأة الحائض بعدما تَطُوفُ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ تَنْفِرُ فأرسوا إِلَى امْرَأَةٍ كَانَ أَصَابَهَا ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَافَقَتِ ابْنَ عَبَّاسٍ قُلْتُ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ بِدُونِ ذِكْرِ جَابِرٍ وَسُمِّيَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ

باب مشروعية ملاقاة الحاج والتبشير بسلامته

(58 - بَابُ مَشْرُوعِيَّةِ مُلَاقَاةِ الْحَاجِّ والتبشير بِسَلَامَتِهِ)

1291 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ قال عمر رَضِيَ الله عَنْه §يغفر لِلْحَاجِّ وَلِمَنْ استغفر لَهُ الْحَاجُّ بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ وَصَفَرٍ وَعَشْرًا مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ

1291 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ رَأَيْتُ أبا هريرة رَضِيَ الله عَنْه صَلَّى بِالْمَدِينَةِ بِالنَّاسِ مَسَاءَ يَوْمِ النَّفْرِ الْآخِرِ ثُمَّ قَالَ إِلَّا §إِنَّ مُحَمَّدًا أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ بِالْخَيْرَاتِ وَإِنَّ ذَكْوَانَ مَوْلَى مَرْوَانَ قَدْ سَبَقَ الْحَاجَّ وَأَخْبَرَ عَنِ النَّاسِ بِسَلَامَةٍ قَالَ سُفْيَانُ وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ ذَكْوَانُ (وأنا الَّذِي كَلَّفْتُهَا سَيْرَ لَيْلَةٍ ... مِنْ أَهْلِ مِنًى نَصًّا إِلَى أَهْلِ يَثْرِبِ) هَذَا الإسناد إِلَى أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه عَلَى شَرْطِ الصَّحِيحِ وَهُوَ مَوْقُوفٌ

باب فضائل الكعبة والمسجد الحرام

(59 - بَابُ فضائل الْكَعْبَةِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)

1593 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ عن الحسن قال إن عمر رَضِيَ الله عَنْه هَمَّ أَنْ يَأْخُذَ كَنْزَ الْكَعْبَةِ وَيْنُفِقَهُ فِي سبيل الله تعالى فَقَالَ لَهُ أُبَيُّ بن كعب رَضِيَ الله عَنْه §سَبَقَكَ صَاحِبَاكَ فلم يفعلا فلو كَانَ خَيْرًا لَفَعَلَاهُ فَتَرَكَهُ هَذَا مُنْقَطِعٌ

1294 - وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ مُسَدَّدٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ §الْعَرْشُ عَلَى الْحَرَمِ

1295 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ كَرْمَانَ ثنا سَعِيدٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ينزل الله تعالى كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ رَحْمَةٍ سِتُّونَ مِنْهَا لِلطَّائِفِينَ وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِأَهْلِ مَكَّةَ وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِسَائِرِ النَّاسِ

1269 - وَقَالَ الْفَاكِهِيُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §إِنِّي لَأَعْلَمُ أَحَبَّ بُقْعَةٍ فِي الْأَرْضِ إلى الله تعالى وَهِيَ الْبَيْتُ وَمَا حَوْلَهُ

1297 - حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْحَكَمِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُعْشُمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ سَمِعْتُ ابن أبي حسين يَقُولُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما إِنَّ §اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ اخْتَارَ الْكَلَامَ فَاخْتَارَ الْقُرْآنَ وَاخْتَارَ الْبِلَادَ فَاخْتَارَ الْحَرَمَ وَاخْتَارَ الْحَرَمَ فَاخْتَارَ الْمَسْجِدَ وَاخْتَارَ الْمَسْجِدَ فَاخْتَارَ مَوْضِعَ الْبَيْتِ

باب كسوة الكعبة

(60 - بَابُ كِسْوَةِ الْكَعْبَةِ)

1298 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَبِّ أَسْعَدَ الْحِمْيَرِيِّ وَقَالَ هُوَ أول من كسا الْبَيْتَ تَفَرَّدَ بِهِ الْوَاقِدِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ

1299 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا أَبُو بَكْرِ بن أبي سبرة عَنْ خَالِدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ عن ميناء قال سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْه يقول §كسا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فِي حَجَّتِهِ الْحُبُرَاتِ

باب الصلاة في البيت

(61 - بَابُ الصَّلَاةِ فِي الْبَيْتِ) (52) حديث جابر رَضِيَ الله عَنْه فِيهِ فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

1300 - وقال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ حدثني أبي قال سُئِلَ عَلِيُّ بن الحسين رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ الصَّلَاةِ فِي الْكَعْبَةِ فَقَالَ §صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي الْحُسَيْنِ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما فِي الْكَعْبَةِ

1301 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي مليكة قال إن معاوية رَضِيَ الله عَنْه قَدِمَ مَكَّةَ فَدَخَلَ الْكَعْبَةَ فَأَرْسَلَ إِلَى ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ §أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بين الساريتين غجاء عَبْدُ اللَّهِ بن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما فَرَجَّ الْبَابَ رجا شديدا فتح لَهُ فَقَالَ يَا مُعَاوِيَةُ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنِّي كُنْتُ أَعْلَمُ مِثْلَ الَّذِي عَلِمَ ابْنُ عُمَرَ وَلَكِنَّكَ حستني أَنْ تَبْعَثَ إِلَيَّ

باب البيان بأن دخول البيت ليس بواجب

(62 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ دُخُولَ الْبَيْتِ لَيْسَ بِوَاجِبٍ)

1302 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ جابر عن محمد عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ §لَقَدْ صَنَعْتُ الْيَوْمَ شَيْئًا وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَصْنَعْهُ دَخَلْتُ الْبَيْتَ فأخشى أن يجيء رَجُلٌ مِنْ أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ فَلَا يَسْتَطِيعُ دُخُولَهُ فَيَرْجِعُ وَفِي نَفْسِهِ مِنْهُ شَيْءٌ

باب السعي

(63 - بَابُ السَّعْيِ)

1303 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا مُوسَى بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ زَيْدِ بن خالد رَضِيَ الله عَنْه قَالَ رَأَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتهى إِلَى الصَّفَا فَبَدَأَ بِهِ نَهَارًا فَوَقَفَ عِنْدَهُ فَلَمْ يَزَلْ يَمْشِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَطْنِ الْوَادِي §فَرَمَلَ وَرَمَلَ النَّاسُ مَعَهُ حَتَّى جَاوَزَ الْوَادِيَ ثُمَّ مَشَى

1304 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ أُمِّ وَلَدٍ لِشَيْبَةَ قَالَتْ رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسعى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَيَقُولُ §لَا يُقْطَعُ الْأَبْطَحَ إِلَّا شَدًّا

1305 - حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ السَّرِيِّ حدثنا طَلْحَةُ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ أم مكتوم قال أَنَّهُ §طَافَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَانْحَدَرَ وَسَعَى ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ثُمَّ وَقَفَ حَتَّى أَدْرَكَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ [البحر الرجز] (حَبَّذَا مَكَّةَ مِنْ وَادِي ... بِهَا أَهْلِي وَعُوَّادِي) (بِهَا أَمْشِي بِلَا هَادِيَ ... بِهَا تَرْسُخُ أَوْتَادِي) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبذا هِيَ

1306 -[1] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا هِشَامٌ عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ قَالَتْ كُنْتُ فِي خَوْخَةٍ لِي فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَأَيْتُهُ إِذَا أَتَى عَلَى بَطْنِ الْوَادِي يَسْعَى حَتَّى تَبْدُوَ رُكْبَتَاهُ [2] مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ثنا بُدَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنِ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ أَنَّهَا رات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خَوْخَةٍ لَهَا وَهُوَ يَسْعَى فِي بَطْنِ السيل وَهُوَ يَقُولُ ... فَذَكَرَ كالأول

1307 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي مغيث عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بني نوفل قالت إنها طلعت مِنْ خَوْخَةٍ لَهَا فَرَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ §إن الله تعالى كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ فَاسْعَوْا وَسَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ يَسْعَى رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ

1308 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّهُ قَالَ يَا أَهْلَ مَكَّةَ إِنَّمًا §طَوَافُكُمْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ إِذَا رَجَعْتُمْ مِنْ مِنًى

باب ذكر سقاية العباس رضي الله عنه

(64 - بَابُ ذِكْرِ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ الله عَنْه)

1309 -[1] إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ عَنْ أَبِيهِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قلت للعباس رَضِيَ الله عَنْه سَلْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحِجَابَةَ قَالَ فَقَالَ §أُعْطِيكُمْ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا السِّقَايَةَ ترزؤكم وَلَا ترزؤونها قَالَ فقلت لقبيصة فسأل النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا وَلَا يكون إلا قدر سَأَلَهُ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ قَبِيصَةَ مِثْلَهُ وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ عن قبيصة [2] وقال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ هُوَ أَبُو أَحْمَدَ ثنا سُفْيَانُ بِهِ نَحْوَهُ وَلَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ

1310 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ السِّقَايَةِ فَذَهَبَ لِيَشْرَبَ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ فَقُلْنَا لَهُ أَلَا نُخْرِجُ لَكَ فَإِنَّ هَذَا خَاضَهُ النَّاسُ بِأَيْدِيهِمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا بَلِ اسقوني من هَذَا الَّذِي قَدْ شَرِبَ النَّاسُ مِنْهُ " قَالَ فَشَرِبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الَّذِي يَشْرَبُ مِنْهُ النَّاسُ فِيهِ انْقِطَاعٌ وَهُوَ عتدهم مِنْ حَدِيثِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما نَحْوَهُ

1311 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ ثنا يُونُسُ هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ هُوَ ابْنُ مُجَمِّعٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ عَنْ عُبَيْدِ الله بن أبلي رَافِعٍ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قَالَ لَمَّا أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ سَارَ حَتَّى أتى البيت وطاف بِهِ سَبْعًا ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ فَأَتَى بِسَجْلٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ §انْزِعُوا عَلَى سِقَايَتِكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَيْهَا لَنَزَعْتُ

باب فضل زمزم

(65 - بَابُ فَضْلِ زَمْزَمَ)

1312 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §زَمْزَمُ طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءُ سَقَمٍ صَحِيحٌ وَهُوَ طَرَفٌ مِنْ حَدِيثِ إِسْلَامِ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ بطوله سوى هذا اللفظ وشفاء سَقَمٍ [2] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مُخْتَصَرًا وَفِيهِ شفاء سَقَمٍ

باب حرم المدينة وفضلها

(66 - بَابُ حَرَمِ الْمَدِينَةِ وَفَضْلِهَا)

1313 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ وَجَدَ سَعْدُ بْنُ أبي وقاص رَضِيَ الله عَنْه عَاصِيَةَ تَقْطَعُ الْحِمَى فَأَخَذَ فَأْسَهَا وَعَبَاءَتَهَا فَاسْتَعْدَتْ عَلَيْهِ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ أَدِّ إِلَيْهَا فَأْسَهَا وَعَبَاءَتَهَا فَقَالَ وَاللَّهِ §لا أؤدي إنها غَنِيمَةً غَنَّمَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَلَقَدِ اتخذ سعد رَضِيَ الله عَنْه من تِلْكَ الْفَأْسَ مَسْحَاةً فَمَا زَالَ يَعْمَلُ بِهَا حَتَّى مَاتَ قُلْتُ رَوَاهُ مُسْلِمٌ وغيره من غير هَذَا الْوَجْهِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ وَالسِّيَاقِ وَفِي هَذَا زِيَادَةُ الِاسْتَعْدَاءِ إلى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وَإْقِرَارُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه له إياه عَلَى ذَلِكَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَسْمَعْ من سعد رَضِيَ الله عَنْه وَقَدْ رَوَى لَهُ الترمذي حديثا من روايته عن عامر بن سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ

1314 - إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ وَجَدْتُمْ قَطَعَ مِنَ الْحِمَى شَيْئًا فَاضْرِبُوهُ وَاسْلِبُوهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1315 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قَالَ لَمَّا أَقْبَلْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §هَذِهِ طَيْبَةٌ أَسْكَنَنِيهَا رَبِّي تَنْفِي خَبَثَ أَهْلِهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ فَلَا يُكَلِّمْنَّهُ وَلَا يُجَالِسَنَّهُ

1316 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ هُوَ ابْنُ حَرْبٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ زِبَالَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §فُتِحَتِ الْمَدَائِنُ بِالسَّيْفِ وَفُتِحَتِ الْمَدِينَةُ بِالْقُرْآنِ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَكَانَ ضَعِيفًا جِدًّا، وَإِنَّمَا هَذَا قَوْلُ مَالِكٍ، فَجَعَلَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ مَرْفُوعًا، وَأَبْرَزَ لَهُ إِسْنَادًا وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، فَزَادَ فِي الْإِسْنَادِ عَائِشَةَ رضي الله عنها

1317 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عكرمة عن عبيد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما عن أبيه عَنْ سبيعة الأسلمية رَضِيَ الله عَنْها عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ فَإِنَّهُ لَنْ يَمُوتَ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَذَا حَدِيثٌ مَعْرُوفٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ لَكِنْ عَنْ صُمَيْتَةَ اللَّيْثِيَّةِ بَدَلَ سَبِيعَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ

1318 - الْحَارِثُ حدثنا يَحْيَى هُوَ ابْنُ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ شُعْبَةَ قَالَ قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ أَخْبَرَنِي أَبُو البختري الطائي قال أَنَّ نَاسًا كَانُوا بِالْكُوفَةِ فَذَكَرَ حَدِيثًا فِيهِ فَأَتَوُا الْمَدِينَةَ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه إن §الله تعالى اخْتَارَ لِنَبِيِّهِ الْمَدِينَةَ وَهِيَ أَقَلُّ الْأَرْضِ طَعَامًا وَأَمْلَحُهُ مَاءً إِلَّا مَا كَانَ مِنْ هَذَا التَّمْرِ فَإِنَّهُ لَا يدخلها الدجال ولا الطاعون إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى

باب فضل أحد

(67 - بَابُ فَضْلِ أُحُدٍ)

1319 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عن جدي رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال إنه لما قفل مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكٍ فَاطَّلَعَ عَلَى ثَنِيَّةِ المبرك بَدَا لَهُ أُحُدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ تَابَعَهُ عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلٍ عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ

باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

(68 - بَابُ زِيَارَةِ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

1230 -[1] مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ عن أبيه قال أَنَّ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما §كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ السَّلَامُ عليك يا أبه [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أتى القبر فذكر مِثْلَهُ

1321 - وقال أبو يعلى حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثنا سُفْيَانُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صالح عن أبيه عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تَجْعَلُنَّ قَبْرِي وَثَنًا

1322 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو الْجَرَّاحِ الْعَبْدِيُّ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ عُمَرَ عن عمر رَضِيَ الله عَنْه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ زَارَ قَبْرِي أَوْ قَالَ مَنْ زَارَنِي كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا وَمَنْ مَاتَ فِي أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْآمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

1323 - وَقَالَ أَبُو يعلى حدثنا أبو الرَّبِيعُ ثنا حَفْصُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ حَجَّ فَزَارَنِي بَعْدَ وَفَاتِي كَانَ كَمَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي

1324 -[1] وقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا جَعْفَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ وَلَدِ ذِي الْجَنَاحَيْنِ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ علي بن الحسين رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَجِيءُ إِلَى خَوْخَةٍ كَانَتْ عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيَدْعُو فَدَعَاهُ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي، عَنْ جَدِّي، رَضِيَ الله عَنْهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا وَلَا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ وتسلميكم يبلغني حيثما كُنْتُمْ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا

باب فضل قباء

(69 - بَابُ فَضْلِ قُبَاءٍ)

1325 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي إِمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ جَاءَ مَسْجِدَ قُبَاءٍ فَرَكَعَ فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ كَانَ ذَلِكَ عَدْلَ عُمْرَةٍ (مُوسَى ضَعِيفٌ) ، وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ وَجْهٍ أحسن منه لكنه بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ

1326 - وَقَالَ الْحَارِثُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عمر نا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الأغر عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِي قباء راكبا وماشيا

1327 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ أتى عمر رَضِيَ الله عَنْه مَسْجِدَ قُبَاءٍ فَأَمَرَ أَبَا لَيْلَى فَقَالَ لَهُ §اجْتَنِبِ الْعَوَاهِنَ وَاكْنُسِ الْمَسْجِدَ بِسَعَفَةٍ قَالَ وَلَوْ كَانَ هَذَا الْمَسْجِدُ فِي أُفُقٍ مِنَ الْآفَاقِ أَوْ مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ لَكَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَأْتِيَهُ

باب فضل المسجد النبوي

(70 - بَابُ فَضْلِ الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ)

1328 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا سَلَمَةُ بْنُ وردان قال سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنَ المعلى قال سمعت عليا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ

1329 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا زِيَادُ بْنُ سَعْدٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بن عتيق قال سَمِعْتُ ابن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ §صَلَاةٌ في المسجد الحرام أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ ألف صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ قال سفيان فيرون أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مَسْجِدَ رَّسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ فَضْلَهُ عَلَيْهِ بِمِائَةِ صَلَاةٍ

باب فضل الطائف

(71 - بَابُ فَضْلِ الطَّائِفِ)

1330 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِنْسَانٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عبد ربع بْنِ الحكم بْنِ عُثْمَانَ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عن كعب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §إِنَّ وَجًّا مَقْدِسٌ مِنْهُ عرج الرب تبارك وتعالى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا يَوْمَ قَضَى خَلْقَ الْأَرْضِ قال المخزومي وج وادي الطائف

باب فضل مسجد الخيف

(72 - بَابُ فَضْلِ مَسْجِدِ الْخَيْفِ)

1331 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نبيا وبين جراء وَثَبِيرٍ سَبْعُونَ نَبِيًّا

1332 - وَقَالَ أَبُو يعلى حدثنا الرَّمَادِيُّ أَبُو بَكْرٍ ثنا أَبُو هَمَّامٍ الدَّلَّالُ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مسجد الْخَيْفِ قَبْرُ سَبْعِينَ نَبِيًّا

باب فضل المسجد الأقصى

(73 - بَابُ فَضْلِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) 1333 - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي الزُّهْدِ حدثني الْحَسَنُ هو ابن واقع عَنْ ضَمْرَةَ عَنْ أَبِي عَنَانٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بن كيسان بْنِ أَبِي عِيسَى الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ مَنْ صَلَّى الْفَرِيضَةَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي جَمَاعَةٍ كَانَتْ لَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ صَلَاةٍ وَمَنْ صَلَّاهَا وَحْدَهُ كانت له ألف صَلَاةٍ

1334 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ ثنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ عَنْ أبي أمامة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَتْ مَيْمُونَةُ بنت الحارث رَضِيَ الله عَنْها زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ §أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ إيتوه فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ نطق محملا إليها قَالَ فَلْيُهْدِ لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ من أَهْدَى إِلَيْهِ شَيْئًا كَانَ كمن صلى لله فِيهِ قُلْتُ عَمْرٌو وَشَيْخُهُ ضَعِيفَانِ جِدًّا وَهَذَا الْإِسْنَادُ خَطَأٌ إِنَّمَا رَوَاهُ زِيَادُ ابن أَبِي سَوْدَةَ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ عن ميمونة رَضِيَ الله عَنْها وَلَيْسَتْ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَبَّطَ يَحْيَى أَوْ عَمْرٌو فِي إِسْنَادِهِ وَهُوَ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ وَابْنِ مَاجَةَ عَلَى الصَّوَابِ

كتاب البيوع

(13 - كِتَابُ الْبُيُوعِ)

باب فضل السماحة في البيع والتقاضي

(1 - بَابُ فَضْلِ السَّمَاحَةِ فِي الْبَيْعِ وَالتَّقَاضِي)

1335 - أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْمَدَائِنِيُّ ثنا هِشَامٌ وَهُوَ ابْنُ الْغَازِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي حسين قال أَنَّ عُثْمَانَ بن عفان رَضِيَ الله عَنْه ابْتَاعَ حَائِطًا مِنْ رَجُلٍ فَسَاوَمَهُ حَتَّى قَامَ عَلَى الثَّمَنِ ثُمَّ قَالَ أَعْطِنِي يدك قال وَكَانُوا لَا يَسْتَوْجِبُونَ إِلَّا بِصْفَقَةٍ فلما رأى ذلك الْبَائِعَ قَالَ لَا وَاللَّهِ لَا أَبِيعُهُ حَتَّى تَزِيدَنِي عَشْرَةَ آلَافٍ فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُدْخِلُ الْجَنَّةَ رَجُلًا كَانَ سَمْحًا بَائِعًا وَمُبْتَاعًا وَقَاضِيًا وَمُقْتَضِيًا ثُمَّ قَالَ دُونَكَ الْعَشَرَةُ آلَافِ لِأَسْتَوْجِبَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي سَمِعْتُهَا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا مرسل حسن يُؤَيِّدُهُ الَّذِي بَعْدَهُ

1336 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ أنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مطر الوراق قال أَنَّ عُثْمَانَ بن عفان رَضِيَ الله عَنْه قَدِمَ حَاجًّا فَلَمَّا قَضَى حَجَّهُ قَدِمَ إِلَى أَرْضٍ بِالطَّائِفِ فَإِذَا أَرْضٌ إِلَى جَنْبِ أَرْضِهِ فَطَلَبَهَا فَكَانَ بَيْنَهُمَا عَشْرَةُ آلَافٍ فِي الثَّمَنِ فَلَمَّا وضع عثمان رَضِيَ الله عَنْه رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحَ الْبَيْعِ سَمْحَ الِابْتِيَاعِ سَمْحَ الْقَضَاءِ سَمْحَ التَّقَاضِي فَقَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ فقال عثمان رَضِيَ الله عَنْه رَدًّا الرَّجُلَ فأعطاه العشرة آلف وَأَخَذَ الْأَرْضَ هَذَا مرسل حسن يؤدي الَّذِي قَبْلَهُ فَاعْتَضَدَ كُلٌّ مِنْهُمَا بِالْآخَرِ لِاخْتِلَافِ الْمَخْرَجَيْنِ

1337 - وقال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا سالم الخياط عَنْ عُثْمَانَ بن عفان رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَاوَمَ رَجُلًا بِأَرْضٍ حَتَّى وَجَبَ الْبَيْعُ أَوْ كَادَ أَنْ يَجِبَ فَقَالَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ لَا أُعْطِيكُ حَتَّى تَزِيدَنِي عَشْرَةَ آلَافٍ فَالْتَفَتَ عثمان رَضِيَ الله عَنْه إلى رجل فَقَالَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحَ التَّقَاضِي سَمْحَ الِاقْتِضَاءِ قَالُوا نَعَمْ فَزَادَهُ عَشْرَةَ آلَافٍ وَأَخَذَ الْأَرْضَ

1338 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثنا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ بلعدويه حَدَّثَنِي جَدِّي قَالَ انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَنَزَلْتُ عند الوادي فإن رَجُلَانِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ وَإِذَا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ فَقَالَ الْمُشْتَرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لَهُ يُحْسِنُ مُبَايَعَتِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَدَّ يَدَهُ أَمْوَالَكُمْ تَمْلِكُونَ إني لَأَرْجُو أَنْ ألقى الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بشيء ظلمته من مَالٍ وَلَا دَمٍ وَلَا عِرْضٍ إِلَّا بِحَقِّهِ §رحم الله رجلا سَهْلَ الْبَيْعِ سَهْلَ الشَّرْيِ سَهْلَ الْأَخْذِ سهل العطاء سها التَّقَاضِي

باب البيع عن تراض وجواز المعاطاة

(2 - بَابُ الْبَيْعِ عَنْ تَرَاضٍ وَجَوَازِ الْمُعَاطَاةِ) 1339 -[1] إِسْحَاقُ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ جَمِيعًا

قَالَ إسحاق أنا وَقَالَ عَبْدٌ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ثنا الْمُخْتَارُ هو ابن قانع التَّمَّارُ عَنْ أَبِي مَطَرٍ قَالَ خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي خَلْفِي §ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّهُ أَتْقَى لِرَبِّكَ وَأَنْقَى لِثَوْبِكَ وَخُذْ مِنْ رَأْسِكَ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمًا فَمَشَيْتُ خَلْفَهُ وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِإِزَارٍ وَمُرْتَدٍ بِرِدَاءٍ ومعه الدِّرَّةُ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا فَقِيلَ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فذكر الحديث وفيه ثُمَّ أتى دار بزار فَقَالَ يَا شَيْخُ أَحْسِنْ بيعتي فِي قَمِيصٍ بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يَشْتَرِ مِنْهُ شَيْئًا ثُمَّ أَتَى آخَرَ فَلَمَّا عَرَفَهُ لَمْ يَشْتَرِ مِنْهُ شَيْئًا ثُمَّ أَتَى غُلَامًا حَدَثًا فَاشْتَرَى منه قميصا بثلاثة دراهم وَلَبِسَهُ مَا بَيْنَ الرسغين إِلَى الْكَعْبَيْنِ فَجَاءَ صَاحِبُ الثَّوْبِ فَقِيلَ إِنَّ ابنك باع من أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَمِيصًا بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ قَالَ فَهَلَّا أَخَذْتَ مِنْهُ دِرْهَمَيْنِ فَأَخَذَ الدِّرْهَمَ ثُمَّ جَاءَ بِهِ إلى علي رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ جَالِسٌ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ أَمْسِكْ هَذَا الدِّرْهَمَ قَالَ مَا شَأْنُهُ قَالَ: كَانَ قَمِيصًا ثُمِّنَ دِرْهَمَيْنِ، - يَعْنِي بَاعَهُ ابْنِي لَكَ بِثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ، - قَالَ - رَضِيَ الله عَنْه -: بَاعَنِي رِضَائِي، وَأَخَذَ رِضَاهُ ". [2] وقال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ ثنا مُخْتَارٌ التَّمَّارُ بِهِ

حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ الدَّالُّ عَلَى صِحَّةِ الْمُعَاطَاةِ يَأْتِي إن شاء الله تعالى قَرِيبًا فِي بَابِ الْكَيْلِ عَلَى مَنِ اسْتَوْفَى وصحة المعاطاة

باب الندب إلى اليقظة في التبايع

(3 - بَابُ النَّدْبِ إِلَى الْيَقَظَةِ فِي التَّبَايُعِ)

1340 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا كَامِلٍ ثنا أبو هشام القناد ثنا الْحُسَيْنُ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §الْمَغْبُونُ لَا مَحْمُودٌ وَلَا مَأْجُورٌ

باب الصناع وكسبهم

(4 - بَابُ الصُّنَّاعِ وَكَسْبِهِمْ)

1341 - قَالَ أَبُو يَعْلَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ ثنا قَاسِمٌ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ أَعْطَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالَتَهُ غُلَامًا فَقَالَ §لَا تَجْعَلِيهِ قَصَّابًا وَلَا حَجَّامًا وَلَا صَائِغًا

1342 - حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ ثنا الْهَيْثَمُ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ الْأَخْدَعَيْنِ وَبَيْنَ الْكَتِفَيْنِ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ وَلَوْ كَانَ حرما لَمْ يُعْطِهِ

1343 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ ثنا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ نَبْهَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ المغنيات وعن النواحات وَعَنْ شِرَائِهِنَّ وَبَيْعِهِنَّ وَالتِّجَارَةِ فِيهِنَّ قَالَ كسبهن حَرَامٌ

1344 - حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إن الله تبارك وتعالى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ

باب الترهيب من كسب الحرام والترغيب في كسب الحلال

(5 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ كَسْبِ الْحَرَامِ وَالتَّرْغِيبِ فِي كَسْبِ الْحَلَالِ)

1345 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا الميسرة بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا قَالَ فيه §من يكسب مَالًا حَرَامًا لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَدَقَةً وَلَا عتقا ولا حجا وَلَا عُمْرَةً وكتب الله عز وجل بِقَدْرِ ذَلِكَ أَوْزَارًا وَمَا بَقِيَ عِنْدَ مَوْتِهِ كان زاده إلى النَّارَ وَمَنِ اشْتَرَى خِيَانَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا خِيَانَةٌ كَانَ كَمَنْ خَانَهَا فِي عَارِهَا وَإِثْمِهَا وَمَنِ اشْتَرَى سَرِقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ كَانَ كَمَنْ سَرَقَهَا فِي عارها ولإثمها الحديث وَهُوَ مَوْضُوعٌ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَدْ رُوِيَ آخِرُهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ

1346 -[1] وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حدثنا وكيع ح [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا قَبِيصَةُ قَالَا ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَفِي رِوَايَةِ قَبِيصَةَ بن مِينَا عَنْ شَيْخٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَفِي رِوَايَةِ وَكِيعٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنِ اشْتَرَى سَرِقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ فَقَدْ شَرِكَ فِي إِثْمِهَا وَعَارِهَا

1347 -[1] أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا حَسَنٌ ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ أبي سعيد رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §أَيُّمَا رَجُلٍ كَسَبَ مَالًا مِنْ حَلَالٍ فَأَطْعَمَ نَفْسَهُ أَوْ كَسَاهَا مَنْ دُونَهُ مِنْ خلق الله تعالى فَإِنَّ لَهُ بِهَا زَكَاةً [2] تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ دَرَّاجٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ حَبَّانَ مِنْ طَرِيقِهِ

1348 - وقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ عَنِ النضر بن حميد عن أبي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عبد الله رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يُعْجِبَنَّكَ رَحْبُ الذِّرَاعَيْنِ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ فَإِنَّ لَهُ عند الله تعالى قَاتِلًا لَا يَمُوتُ وَلَا يُعْجِبَنَّكَ امْرُؤٌ كَسَبَ مَالًا مِنْ حَرَامٍ فَإِنَّهُ إِنْ أَنْفَقَهُ أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ وَإِنْ تَرَكَهُ لَمْ يبارك له فيه وَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ

1349 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يحيى نا الخليل ثنى أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ ولكن الغنى عن غِنَى النَّفْسِ

باب الترغيب في اجتناب الشبهات

(6 - باب الترغيب في اجتناب الشبهات)

1350 - قال أبو يعلى حدثنا أحمد بن المقدام ثنا عبيد بن القاسم ثنا العلاء بن ثعلبة عن أبي المليح الهذلي عن واثلة بن الأسقع رَضِيَ الله عَنْه قال رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمسجد الخيف فقال لي أصحابه إليك يا واثلة أي تنح عن وجهه فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعوه فإنما جاء ليسأل فدنوت فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله لتفتنا عن أمر نأخذه عنك من بعدك قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استفت نفسك قلت وكيف لي بذلك قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وإن أفتاك المفتون قلت وكيف لي بعلم ذلك قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تضع يدك على فؤادك فإن القلب يسكن إلى الحلال ولا يسكن إلى الحرام وإن ورع المسلم أن يدع الصغير مخافة ان يقع في الكبير قلت فمن الحريص قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي يطلب الكسبة في غير حلها قلت فمن الورع قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي يقف عند الشبهة قلت فمن غير حلها قلت فمن الورع قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي يقف عند الشبهة قلت فمن المؤمن قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم قلت فمن المسلم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من سلم المسلمون من لسانه ويده قلت فأي الجهاد أفضل قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلمة حق عند إمام جائر -[210]- العلاء بن ثعلبة مجهول - قاله أبو حاتم، لكن للمتن شواهد مفرقة

باب البيع إلى وقت خروج العطاء للجند

(7 - بَابُ الْبَيْعِ إِلَى وَقْتِ خُرُوجِ الْعَطَاءِ لِلْجُنْدِ)

1351 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثنا أَبِي سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ حَدَّثَتْنِي الرُّبَيِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ دَخَلْتُ أَنَا وَنِسْوَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ مَخْرَبَةَ وَهِيَ أُمُّ أَبِي جَهْلٍ وَكَانَ ابْنُهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ يبعث إليها العطر مِنَ الْيَمَنِ فَتَبِيعُهُ إِلَى الْأَعْطِيَةِ قَالَتْ فَاشْتَرَيْتُ مِنْهَا فَوَزَنَتْ لِي فَجَعَلْتُهُ فِي قواريري كغيري فَقَالَتْ لِي §اكْتُبِي عَلَيْكِ حَقِّي فَقُلْتُ يعني لْلِكَاتِبِ اكْتُبْهُ عَلَى الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عفراء قالت إنك كبنت قَاتِلِ سَيِّدِهِ فَقُلْتُ وَاللَّهِ مَا أَنَا بِنْتُ قَاتِلِ سَيِّدِهِ وَلَكِنِّي بِنْتُ قَاتِلِ عَبْدِهِ فَقَالَتْ وَاللَّهِ لَا أَبِيعُكِ شَيْئًا أَبَدًا فَقُلْتُ وَأَنَا وَاللَّهِ لَا أَشْتَرِي مِنْكِ شَيْئًا أَبَدًا فَوَاللَّهِ مَا هُوَ بِطِيبٍ وَلَا عرف ثم ثُمَّ قَالَتْ وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ مَا شَمَمْتُ طِيبًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْهُ وَلَكِنَّهَا حِينَ قَالَتْ مَا قَالَتْ غَضِبْتُ فَقُلْتُ مَا قُلْتُ

باب التجارة في البز

(8 - بَابُ التِّجَارَةِ فِي الْبَزِّ)

1352 - قَالَ أَبُو يَعْلَى ثنا إبراهيم بن عرعرة السامي بالبصرة حدثنا إبراهيم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُوحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي بكر الصديق رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا يتابعون فلو تبايعوا إلى الْبَزَّ

باب البركة في البكور

(9 - بَابُ الْبَرَكَةِ فِي الْبُكُورِ)

1353 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ ثنا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ ثنا أَبِي عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا

1354 - وَحَدَّثَنَا عَمَّارٌ أَبُو يَاسِرٍ ثنا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَنْبَسَةَ قَالَا ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا

1355 - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ثنا ابْنُ وهب عن أُسَامَةُ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نسطاس مَوْلَى كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ حدثه عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §وليس الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ وإن الله تعالى يُؤْتِي عَبْدَهُ مَا كَتَبَ لَهُ مِنَ الرِّزْقِ فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ

1356 - وقال الحارث حدثنا عبد الرحيم بن واقد ثنا وهب بن وهب ثنا عباد بن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن الله تعالى ينزل الرزق على قدر المؤنة وينزل الصبر على قدر البلاء تابعه عبد العزيز عن طارق بن البزار

باب المزارعة

(10 - بَابُ الْمُزَارَعَةِ)

1357 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ثنا أبو سلمة قال سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بن الحسين رَضِيَ الله عَنْهما §مَا الْمُخَابَرَةُ قَالَ الْمُقَاسَمَةُ

1358 - أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بن خديج رَضِيَ الله عَنْهما قالا أَنَّ رَجُلًا كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ هَلْ لَكَ أَنْ أزرعك فَمَا أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَالَ نَعَمْ حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى أَبَا بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَا سَلْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ شَيْئًا فَقَالَ لَهُمَا إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يرجع إلي شَيْئًا فَقَالَا لَهُ انْطَلِقْ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ حَرَامًا نَهَاكَ عَنْهُ فَزَارَعَهُ حَتَّى إِذَا اهْتَزَّ زَرْعُهُ أَوِ اخْضَرَّ وَكَانَ عَلَى طَرِيقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ بِهِ يَوْمًا فَقَالَ §لِمَنْ هَذِهِ الْأَرْضُ فَقَالُوا افلان زَارَعَ بِهَا فُلَانًا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُهُمَا فَجَاءَا جَمِيعًا فَقَالَ لِصَاحِبِ الْأَرْضِ رُدَّ إِلَى هَذَا مَا أَنْفَقَ فِي أَرْضِكَ وَلَكَ ما أخرجت من أَرْضُكَ لَمْ يُخْرِجُوهُ بِهَذَا السِّيَاقِ

1359 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ قَالَ بَعَثَنِي عَمِّي مَعَ غُلَامٍ لَهُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ مَا تَقُولُ فِي الْمُزَارَعَةِ فَقَالَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنْهما لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا، حَتَّى حُدِّثَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْه، فِيهَا حَدِيثًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى بَنِي حَارِثَةَ فَرَأَى زَرْعًا فِي أَرْضِ ظُهَيْرٍ فَقَالَ §مَا أحسن أرض ظهيرا فقالوا إِنَّهُ لَيْسَ لِظُهَيْرٍ قَالَ أليست أرض ظهيرا قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّهُ زارع فلانا فقال ردوا عَلَيْهِ نَفَقَتَهُ وَخُذُوا زَرْعَكُمْ قال رافع رَضِيَ الله عَنْه فَأَخَذْنَا زَرْعَنَا وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ نَفَقَتَهُ

1360 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بن خديج رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كراء الزرع وَالْإِجَارَةِ إِلَّا أَنْ يستري الرَّجُلُ أرضا أو تعار قَالَ فَأَعَارَ أَبِي أَرْضًا فَزَرَعَهَا وَبَنَى فِيهَا بَيْتًا فَرَكِبَ أَبِي يَوْمًا فَرَأَى الْبُنْيَانَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ بَنَى الَّذِي أَعَرْتَهُ أَرْضَكَ فَقَالَ أَعِوَضًا مِمَّا أَعَرْتُهُ فَأَمَرَ بِالْبُنْيَانِ فَهُدِمَ هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ بَعْضُهُ مُرْسَلٌ وَبَعْضُهُ مَوْقُوفٌ

1361 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِكْرِمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اطْلُبُوا الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الْأَرْضِ

1362 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أبي محمد قال أَنَّ رَجُلًا أَخَذَ مِنَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما أَرْضًا فَاشْتَرَطَ أَنْ لَا يَجْعَلَ فِيهَا عُذْرَةً فَقَالَ إِنَّهُ لَا يصلحها إلا ذاك قال §إن كَانَ لَا يُصْلِحُهَا إِلَّا ذَاكَ فَدَعْهَا

باب السمسار وأن لا يبيع حاضر لباد

(11 - بَابُ السِّمْسَارِ وَأَنْ لَا يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ)

1363 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثنا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ جَلَسَ إِلَيَّ وَأَنَا فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَفِي يَدِهِ عَصًا وَصَحِيفَةٌ يَحْمِلُهَا فِي يَدِهِ فَذَكَرَ حَدِيثًا فِيهِ دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ مَعَ أَبِي وَأَنَا غُلَامٌ شَابٌّ فِي إِبِلٍ جَلَبْنَاهَا إِلَى الْمَدِينَةِ لِنَبِيعَهَا قَالَ وَكَانَ طَلْحَةُ بْنُ عبيد الله رَضِيَ الله عَنْه صَدِيقًا لِأَبِي فَنَزَلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ أَبِي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ اخْرُجْ مَعَنَا فَبِعْ لَنَا ظَهْرَنَا فَإِنَّهُ لَا عِلْمَ لَنَا بِهَذِهِ السُّوقِ قَالَ أَمَّا أَنْ أَبِيعَ لَكَ فَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لباد ولكن أخرج مَعَكُمَا إِلَى السُّوقِ فَإِنْ رَضِيتُ لَكُمَا رَجُلًا مِمَّنْ يُبَايِعُكُمَا أَمَرْتُكُمَا بِبَيْعِهِ قَالَ فَخَرَجَ مَعَنَا فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ السُّوقِ وَسَاوَمَنَا الرِّجَالُ بِظَهْرِنَا حَتَّى إِذَا أَعْطَانَا رَجُلٌ مَا يُرْضِينَا أَتَيْنَاهُ فَاسْتَأْمَرْنَاهُ فِي بَيْعِهِ قَالَ فَبَايِعُوهُ فَقَدْ رَضِيتُ لَكُمَا وَفَاءَهُ وصلاته قَالَ فَبَايَعْنَاهُ وَأَخَذْنَا الَّذِي لَنَا

باب الربا

(12 - بَابُ الرِّبَا)

1364 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُبَادَةَ بن الصامت رَضِيَ الله عَنْه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مجلس من الْأَنْصَارِ لَيْلَةَ الْخَمِيسِ فِي رَمَضَانَ وَلَمْ يَصُمْ رَمَضَانَ بَعْدَهُ يَقُولُ §الشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ قَفِيزًا بِقَفِيزٍ يَدًا بِيَدٍ وَمَا زَادَ فَهُوَ رِبًا الْحَدِيثُ أَصْلُهُ صَحِيحِ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ وَبِدُونِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ

1365 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحجاج ثنا سكين هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ مِثْلًا بِمِثْلٍ كَيْلًا بِكَيْلٍ مَنْ زَادَ أَوِ اسْتَزَادَ فَقَدْ أَرْبَى

1366 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ حدثنا الْأَشْعَثُ عَنْ أَبِي الزبير المكي قال سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ §الْحِنْطَةِ بِالتَّمْرِ بِفَضْلٍ يَدًا بِيَدٍ فَقَالَ قَدْ كنا على عخد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَشْتَرِي الصاع الحنطة بستى آصُعٍ مِنْ تَمْرٍ يَدًا بِيَدٍ فَإِنْ كَانَ نَوْعًا وَاحِدًا فَلَا خَيْرَ فِيهِ إِلَّا مِثْلًا بِمِثْلٍ

1367 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصٌ هُوَ ابْنُ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ الْبَصْرِيِّ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ كَانَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَبِيعُ من غلمانه النخل السَّنَةَ وَالسَّنَتَيْنِ وَالثَّلَاثَ فَقَالَ له جابر رَضِيَ الله عَنْه فِي ذلك فقال ما عَلِمْتَ أَنْ §لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ سَيِّدِهِ رِبًا

1368 - وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عن أبي معبد قال أَنَّ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما §كَانَ يبيع من غلمانه الثَّمَرَةَ مِنْ قبل أن تطعم وَكَانَ لَا يَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِهِ رِبًا

1369 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ احْتَجْنَا فَأَخَذْتُ خُلْخَالَيِّ امْرَأَتِي فِي السَّنَةِ الَّتِي اسْتَخُلِفَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فليقني أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ مَا هَذَا فَقُلْتُ احْتَاجَ الْحَيُّ إِلَى نَفَقَةٍ فَقَالَ إِنَّ مَعِي وَرِقًا أُرِيدُ بِهَا فِضَّةً فَدَعَا بِالْمِيزَانِ فَوَضَعَ الْخُلْخَالَيْنِ فِي كِفَّةٍ وَوَضَعَ الْوَرِقَ فِي كِفَّةٍ فَشَفُّ الْخُلْخَالَانِ نَحْوًا مِنْ دَانِقٍ فَقَرَضَهُ فَقُلْتُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ هُوَ لَكَ حَلَالٌ فَقَالَ يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّكَ إِنْ أحللته فإن الله تعالى لَا يُحِلُّهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وَزْنًا بِوَزْنٍ الزَّائِدُ وَالْمَزِيدُ فِي النَّارِ [2] وَأَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنِ ابْنِ السَّائِبِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أبي رافع رَضِيَ الله عَنْه بِهَذَا الْحَدِيثِ نَحْوَهُ [3] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ فَذَكَرَهُ [4] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبٍ الْكَلْبِيُّ فَذَكَرَهُ [5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا الْكَلْبِيُّ بِهِ

1370 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي قيس قال أَنَّ أَبَا بكر الصديق رَضِيَ الله عَنْه كَتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ بِالشَّامِ §إِنَّكُمْ هَبَطْتُمْ أَرْضَ الرِّبَا فَلَا تبتاعوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ وَلَا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلَّا وَزْنًا بِوَزْنٍ وَلَا الطَّعَامَ بِالطَّعَامِ إِلَّا مكيال بِمِكْيَالٍ قُلْتُ مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ هُوَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ مَتْرُوكٌ بِمَرَّةٍ وَكَانَ إِسْحَاقُ أَخْرَجَ حَدِيثَهُ لِأَنَّ لَهُ أَصْلًا وَاسْتُشْهِدَ لَهُ بِالْمَوْقُوفِ الذي بعده وقال إِسْنَادَهُ لَا بَأْسَ به وأبو القيس أَظُنُّهُ مَوْلَى عَمْرِو بن العاص رَضِيَ الله عَنْه وقد سَمِعَ مِنْهُ عَلِيُّ بْنُ رَبَاحٍ وَمَا أَدْرِي هَلْ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ

1371 - إسحاق أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ثنا زَيْدُ بْنُ مُرَّةَ أَبُو الْمُعَلَّى ثنا أَبُو سعيد الرقاشي قال أَنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَدِمَ الْبَصْرَةَ فَجَلَسْنَا إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ فَقَالَ أَلَا تَنْهَوْنَ شَيْخَكُمْ هَذَا يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ يَزْعُمُ أَنَّ ما يبايع الناس يَدًا بِيَدٍ الْفِضَّةَ بِالْفِضَّةِ وَالذَّهَبَ بالذهب حرام وأنا أَشْهَدُ أَنَّ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما أَحَلَّهُ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ فَقُلْتُ له ويحك ما تَعْلَمُ أَنِّي جَالِسٌ عِنْدَ رَأْسِهِ وَأَنْتَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَامَ عَلَيْكَ فَقُلْتَ ما حاجتكم فقال أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ الذَّهَبِ بِالذَّهَبِ فَقُلْتُ اذْهَبْ فَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنْ لَا بَأْسَ بِهِ فَكَشَفَ عِمَامَتَهُ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ جَلَسَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَاللَّهِ §مَا كُنْتُ أَرَى إِلَّا أَنَّ مَا تَبَايَعَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ شَيْءٍ يَدًا بِيَدٍ إِلَّا حَلَالٌ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَعُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْهما حفظا من ذلك عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لم أَحْفَظُ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ

1372 - أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ حَدَّثَنِي سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي مليكة قال سَمِعْتُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ يَقُولُ §أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ مِنَ الصَّرْفِ

1373 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصفير حَدَّثَنِي عَطَاءٌ قَالَ جَاءَ بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالُوا نَحْنُ أَقْدَمُ سِنًّا مِنْكَ وَأَعْلَمُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكَ أَرَأَيْتَ حِينَ تُحِلُّ الصَّرْفَ وَقَدْ §سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ عن أسامة رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ وَلَمْ يُخْرِجُوا هَذَا السِّيَاقَ عَنْ هَذِهِ الْعِدَّةِ من الصحابة رَضِيَ الله عَنْه وَإِسْمَاعِيلُ فِيهِ كَلَامٌ

1374 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بكر البرساني أخبرنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عن قتادة قال سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنْ شَاةٍ بِشَاتَيْنِ إِلَى الْحَيَاةِ فَقَالَ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عَنْهُ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه إِنَّ §آخِرَ مَا أنزل الله تعالى آية الرِّبَا وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ قَبْلَ أَنْ يُفَسِّرَهَا فَدَعُوا الرِّبَا وَالرِّيبَةَ قُلْتُ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ سِوَى السُّؤَالَ

1375 -[1] وَقَالَ إسحاق أَيْضًا أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عن بلال رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ عِنْدِي تَمْرٌ دُونٌ فاتبعت بِهِ مِنَ السُّوقِ تَمْرًا أَجْوَدَ مِنْهُ بنصف كيلة فقدمت إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَدَّثْتُهُ بِمَا صَنَعْتُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطَلِقْ فَخُذْ تَمْرَكَ وَارْدُدْ هَذَا فَفَعَلْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §التَّمْرُ بِالتَّمْرِ مِثْلًا بِمِثْلٍ وَالْحِنْطَةُ بِالْحِنْطَةِ مِثْلًا بِمِثْلٍ وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ مِثْلًا بِمِثْلٍ وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ مِثْلًا بِمِثْلٍ وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ وَالْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ وزنا بوزن بِوَزْنٍ فَمَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ فَهُوَ رِبًا وله شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ بن الصامت رَضِيَ الله عَنْه وَهَذَا الإسناد حَسَنٌ إِلَّا أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ لَمْ يَسْمَعْ من بلال رَضِيَ الله عَنْه [2] ورواه أَبُو يَعْلَى حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا جَرِيرٌ بِهِ

1376 - حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مَسْرُوقٍ عن بلال رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدِي تَمْرٌ فَوَجَدْتُ أَطْيَبَ مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاعٍ فَاشْتَرَيْتُهُ فأتيت به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا يَا بِلَالُ قُلْتُ اشتريته صَاعًا بِصَاعَيْنِ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رده او اردد عَلَيْنَا تَمْرَنَا

1377 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي حَمَّادٌ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ قال عمر رَضِيَ الله عَنْه §الدِّرْهَمُ بالدرهم وما فَضُلَ بَيْنَهُمَا رِبًا

1378 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا وَفِيهِ §وَمَنْ أَكَلَ الرِّبَا مَلَأَ اللَّهُ بَطْنَهُ نَارًا بِقَدْرِ مَا أَكَلَ وَإِنْ كَسَبَ مِنْهُ مَالًا لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ شَيْئًا مِنْ عَمَلِهِ وَلَمْ يَزَلْ فِي لعنة الله تعالى وَمَلَائِكَتِهِ ما دام عنده مِنْهُ قِيرَاطٌ

261 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ كَانَ عند بلال رَضِيَ الله عَنْه تمر مسوس فَبَاعَ صاعبن بِصَاعٍ الْحَدِيثَ

1380 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُلَازِمٌ ثنا زُفَرُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّحَيْمِيِّ وَكَانَ مِنْ جُلَسَاءِ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §وَسَأَلْتُهُ يَعْنِي أبا هريرة رَضِيَ الله عَنْه عَنْ شِرَاءِ الشَّاةِ بِالشَّاتَيْنِ إِلَى أَجَلٍ فَقَالَ لَا إِلَّا يَدًا بِيَدٍ

1381 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ §إذا لم يقدر أَنْ يزايل الذَّهَبَ مِنَ الْفِضَّةِ فَلَا بَأْسَ أن يبيعه يذهب أَوْ فِضَّةٍ

1382 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بن المسيب قال أَنَّ عليا وعثمان رَضِيَ الله عَنْهما §نَهَيَا عَنِ الصَّرْفِ

1383 - حدثنا يَحْيَى عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين قال أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما نَهَوْا عَنِ الصَّرْفِ

1384 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كُلْثُومٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ §رَأَيْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلُّهُمْ يَنْهَى عَنِ الصَّرْفِ مِنْهُمْ مُعَاذُ بن جبل رَضِيَ الله عَنْه

1385 - قَالَ وَحَدَّثَنِي أَوْسُ بْنُ عَبْدِ الله ثنا بريد بن أَبِي مَرْيَمَ أَنَّهُ لَقِيَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْه فَسَأَلَهُ عَنِ الصرف فقال §لا بأس به ثم بَلَغَهُ أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ الْقَوْلِ

1386 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ قَالَ §سُئِلَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن جزء جزور يباع بِنَتَاجٍ فَنَهَاهُمْ عَنْهُ

1387 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ خدثني يَحْيَى بْنُ أبي كثير عمن سَمِعَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما سُئِلَ عَنْ بَعِيرٍ بِبَعِيرَيْنِ نَسِيئَةً فَقَالَ §الزِّيَادَةُ يَصْلُحُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ فَأَمَّا لَحْمٌ مَوْضُوعٌ فَلَا بَأْسَ بِهِ

1388 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ علي قال إن عليا رَضِيَ الله عَنْه §بَاعَ بَعِيرًا بِبَعِيرَيْنِ مَعًا إِلَى أجا

1389 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ

1390 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صبيح، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْوَرِقُ بِالْوَرِقِ، وَالذَّهَبُ بِالذَّهَبِ، وَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ، وَالْبُرُّ بِالْبُرِّ، وَالشَّعِيرُ بِالشَّعِيرِ، وَالْمِلْحُ بِالْمِلْحِ، عَيْنًا بِعَيْنٍ، أَوْ وَزْنًا بِوَزْنٍ " الْحَدِيثَ

1391 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشعثاء عن عبيد قال §نحرت جزروا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُسِّمَتْ أَجْزَاءً فَقَالَ رَجُلٌ أَعْطِنِي جُزْءًا مِنَ الْأَجْزَاءِ بِشَاةٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَصْلُحُ هَذَا

1392 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أبي نضرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ أبو سعيد رَضِيَ الله عَنْه §التَّمْرُ بِالتَّمْرِ أَحَقُّ أَنْ يَكُونَ رِبًا مِنَ الْوَرِقِ بِالْوَرِقِ

باب الكيل على من استوفى وصحة المعاطاة

(13 - بَابُ الْكَيْلِ عَلَى مَنِ اسْتَوْفَى وَصِحَّةِ الْمُعَاطَاةِ)

1393 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ حدثنا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الله المحاربي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ أَقْبَلْنَا فِي رَكْبٍ مِنَ الرَّبَذَةَ حتى نزلنا قريبا من الْمَدِينَةَ وَمَعَنَا ظَعِينَةٌ لَنَا قَالَ فَبَيْنَا نَحْنُ قُعُودٌ إِذْ أَتَانَا رَجُلٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَبْيَضَانِ فَسَلَّمَ فرددنا عليه فقال §مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الْقَوْمُ قُلْنَا مِنَ الرَّبَذَةِ وَجَنُوبِ الرَّبَذَةِ قَالَ وَمَعَنَا جَمَلٌ أَحْمَرُ قَالَ تَبِيعُونِي الْجَمَلَ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ بِكَمْ قلنا بكذا وكذا صاعا من التمر قَالَ فَمَا استنقصنا شَيْئًا وقال قَدْ أخذنه ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِ الْجَمَلِ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَتَوَارَى عَنَّا فَتَلَاوَمْنَا بَيْنَنَا قُلْنَا أَعْطَيْتُمْ جملكم رجلا ما تعرفونه قال الظَّعِينَةُ لَا تَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ فَلَقَدْ رَأَيْتُ وَجْهًا ما كان ليخفركم مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَشْبَهَ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ مِنْ وَجْهِهِ فَلَمَّا كَانَ الْعِشَاءُ أَتَى رَجُلٌ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ إِنِّي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم وإنه يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا حَتَّى تَشْبَعُوا وَتَكْتَالُوا حَتَّى تَسْتَوْفُوا فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا وَاكْتَلْنَا حَتَّى اسْتَوْفَيْنَا فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ النَّاسَ

[2] وقال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ ثنا سِنَانُ بْنُ هَارُونَ أَخُو سَيْفٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرَةَ -[285]- قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ طَارِقٌ رَأَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين اما مَرَّةٍ فَرَأَيْتُهُ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَهُوَ عَلَى دَابَّةٍ وَقَدْ دَمِيَتْ عَرْقُوبَاهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ ثُمَّ قَدِمْنَا بَعْدَ ذَلِكَ فَنَزَلْنَا الْمَدِينَةَ فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَجُلٌ فَقَالَ مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ قُلْنَا مِنَ الرَّبَذَةِ أَوْ مِنْ نَوَاحِيهَا قَالَ مَعَكُمْ شَيْءٌ تَبِيعُونَهُ قُلْنَا نَعَمْ هَذَا الْبَعِيرُ قَالَ بِكَمْ قُلْنَا بِكَذَا وَكَذَا وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ فأخذ بخطامه يجره ثُمَّ دَخَلَ بِهِ المدينة فقلت أي شيء صنعنا بِعْنَا بعيرنا مِنْ رَجُلٍ لَا نَعْرِفُهُ قَالَ ومعنا ظعينة من جَانِبِ الْخِبَاءِ فَقَالَتْ أَنَا ضمنة ثَمَنَ الْبَعِيرِ لَقَدْ رَأَيْتُ وَجْهَ رَجُلٍ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَا يَخِيسُ بِكُمْ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَتَى رَجُلٌ وَمَعَهُ تَمْرٌ فَقَالَ §أَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ هَذَا التَّمْرِ حَتَّى تَشْبَعُوا وَأَنْ تَكْتَالُوا حتى تستوفوا فقال فَفَعَلْنَا

باب الشروط في البيع ونقد الدراهم

(14 - بَابُ الشُّرُوطِ فِي الْبَيْعِ وَنَقْدِ الدَّرَاهِمِ)

1394 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها §فِي الرَّجُلِ يَشْتَرِي الْجَارِيَةَ عَلَى أَنْ لَا [يَبِيعَ] وَلَا [يَهَبَ] (*) ، قَالَتْ كَرِهْتُ ذلك وَكَرِهْتُ الشَّرْطَ

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في المطبوع [تبيع] و [تهب] ، ولم أفهم وجهها، وما أثبتناه عن بعض النسخ

1395 -[1] وَحَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ أخدمني عمر رَضِيَ الله عَنْه خَادِمًا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ تبيعنها قَالَتْ فَقُلْتُ مَا كُنْتُ لِأَبِيعَكَ خَادِمًا أَخْدَمَنِيهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى اشْتَرَاهَا مِنْهَا وَشَرَطَ لَهَا خِدْمَتَهَا حَتَّى تَشْتَرِيَ خَادِمًا فَسَعَى سَاعٍ فأخبر عمر رَضِيَ الله عَنْه بِذَلِكَ فَرَاحَ إِلَيْهِ أَوْ غَدَا فَقَالَ له عمر رَضِيَ الله عَنْه بَلَغَنِي أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ جَارِيَةَ زَيْنَبَ قَالَ أَجَلْ قَالَ §فَلَا تَقْرَبَنَّهَا وَلِأَحَدٍ فِيهَا مَثْنَوِيَّةٌ [2] رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ محمد بن عمرو بْنِ الْحَارِثِ بن أبي الضرار قال أَنَّ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه أَعْطَى امْرَأَةَ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ الله عَنْهما جَارِيَةً مِنَ الْخُمُسِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ

1396 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ ثنا حَجَّاجٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ عن أبيه قال اشترى حذيفة رَضِيَ الله عَنْه نَاقَةً مِنْ رَجُلَيْنِ مِنَ النَّخَعِ وَشَرَطَ لَهُمَا رِضَاهُمَا مِنَ النقد فجاء بهما إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَخْرَجَ لَهُمَا كِيسًا فَاقْتَتَلَا عَلَيْهِ ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُمَا كيسا فاقتتلا عليه فقال حذيفة رَضِيَ الله عَنْه §أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكُمَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

[2] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ §اشترى حذيفة رَضِيَ الله عَنْه مِنْ رَجُلٍ ناقة بأربعماشة درهم وَشَرَطَ لَهُ رِضَاهُ مِنَ النَّقْدِ فَأَتَاهُ بِرَجُلٍ مِنْ أَصْبَهَانَ كَانَ أَبْصَرَ بالوزن مِنْهُ فَأَخْرَجَ له حذيفة رَضِيَ الله عَنْه كيسا فقبل عَامَّتَهُ ثُمَّ أَخْرَجَ له كَيِّسًا آخر، فَقبل عَامَّتَهُ، ثُمَّ أَخْرَجَ له كَيِّسًا ثالثا فقبل عَامَّتَهُ فَقَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكُمَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

باب ما نهى عنه من البيوع

(15 - بَابُ مَا نَهَى عَنْهُ مِنَ الْبُيُوعِ)

1379 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي عَوْنٍ العور عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ أَرْسَلَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما إِلَى رَافِعِ بن خديج رَضِيَ الله عَنْه يَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْضِ الْعَجَمِ وَشِرَائِهَا وَكِرَائِهَا فَقَالَ رَافِعُ بن خديج رَضِيَ الله عَنْه §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ أَرْضِ الْعَجَمِ وَشِرَائِهَا وَكِرَائِهَا هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ

1398 - قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أبي شيبة ثتا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَتَّابِ بن أسيد رَضِيَ الله عَنْه قَالَ لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَاهُ عَنْ سَلَفٍ وَبَيْعٍ وَعَنْ شَرْطٍ وَبَيْعٍ وَعَنْ بَيْعِ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ هذا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ عَطَاءٍ وَعَتَّابٍ مَعَ ضِعْفِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ

1399 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا قَيْسٌ هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ وَسَلَامٌ هُوَ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَنِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال §ثمن الْكَلْبِ وَمَهْرُ الْبَغِيِّ وَثَمَنُ الْخَمْرِ حرام (53) وسيأتي إن شاء الله تعالى فِي الْأَشْرِبَةِ بَقِيَّةُ مَا يَتَعَلَّقُ بِالنَّهْيِ عَنْ بَيْعِ الْخَمْرِ

1400 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو ثنا زُفَرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّحَيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ مِنْ جُلَسَاءِ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ §سَأَلَ أبا هريرة رَضِيَ الله عَنْه عَنْ شِرَاءِ اللَّبَنِ فِي ضُرُوعِ الْغَنَمِ فَقَالَ لَا خَيْرَ فِيهِ

1401 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْمَجَرِ يَعْنِي اشْتِرَاءَ مَا فِي الْأَرْحَامِ

1402 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ثنا الْقَاسِمُ وَمَكْحُولٌ عَنْ أبي أمامة رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ تُبَاعَ الثمرة حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا

1403 -[1] وَقَالَ أبو بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا ابْنُ أبي زائدة ح [2] وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ثنا أبو سعد الصَّغَانِيُّ قَالَا ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ أن يبتاع كال بكال دَيْنًا بِدَيْنٍ ولفظ وَكِيعٍ قال الآخر أن يبتاع الْكَالِئُ بِالْكَالِئِ وَهُوَ الدَّيْنُ بِالدَّيْنِ مُوسَى ضَعِيفٌ

1404-[1] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §من اشْتَرَى شَاةً مُحَفَّلَةً فَلَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا ثَلَاثًا فَإِنْ رَضِيَهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ رَدَّهَا مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ ثنا عَرْعَرَةُ بْنُ الْبِرِنْدِ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ عَنِ الْحَسَنِ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تَلَامَسُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَايَعُوا الغرر ولا يبع حَاضِرٌ لِبَادٍ وَمَنِ اشْتَرَى مُحَفَّلَةً فَلْيَحْلُبْهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ رَدَّهَا فَلْيَرُدَّ مَعَهَا بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ

1405 - قال أَبُو يَعْلَى ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ثنا عَلِيُّ بْنُ هاشم ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ §الشَّرُودَ يُرَدُّ يَعْنِي الْبَعِيرَ الشَّرُودَ

1406 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سفيان عَنْ عَمْرٍو عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §لَا تُبَاعُ الثَّمَرَةُ حَتَّى يَبْدُوَ صَلَاحُهَا وَكَانَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ حَتَّى تَطْعَمَ

1407 - حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي نعم رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَفِيزِ الطَّحَّانِ هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مَوْصُولًا بِذِكْرِ أَبِي سَعِيدٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

1408 - وَقَالَ مسدد حدثنا سفيان ثنا أبو معاذ قال §كُنْتُ تَيَّاسًا فنهاني البراء بن عازب رَضِيَ الله عَنْهما فقال إن هَذَا لَا يَحِلُّ

باب الزجر عن الاحتكار

(16 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاحْتِكَارِ)

1409 -[1] إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بن سليمان قال سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ ثنا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ أَنَّ عُثْمَانَ بن عفان رَضِيَ الله عَنْه §كَانَ يَنْهَى عَنِ الحكرة قال أبي وكانوا لا يرون الحكرة إلا في الطعام والأدم [2] وقال مسدد حدثنا يحيى عن سليمان التيمي بلفظ أن عثمان رَضِيَ الله عَنْه كان ينهى عن الحكرة فكلمه الزبير رَضِيَ الله عَنْه فِي مَوْلًى لَهُ أَوْ في إنسان فتركه

1410 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ مُسْلِمٍ الخياط قَالَ كُنْتُ §أَشْتَرِي الْخَبَطَ وَالنَّوَى لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَيَحْتَكِرُهُ

1411 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا ثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ثنا الْقَاسِمُ عَنْ أبي أمامة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُحْتَكَرَ الطَّعَامُ

1412 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ مُوسَى عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِيهِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحُكْرَةِ بِالْبَلَدِ

باب السفتجة

(17 - بَابُ السُّفْتَجَةِ)

1413 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ثنا أَبُو الْعُمَيْسِ عَنِ ابْنِ جُعْدَبَةَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ §رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاها جذاذ أَرْبَعِينَ وَسْقًا مِنْ تَمْرٍ وَعِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ شَعِيرٍ بِخَيْبَرَ فَأَتَاهَا عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ فَقَالَ لَهَا إِنْ شئت وفيتها ها هنا وَأَتَوَفَّاهَا مِنْكِ بِخَيْبَرَ فَقَالَتْ حَتَّى أَسْأَلَ أَمِيرَ المؤمنين فذكرت ذلك لَهُ فَكَرِهَهُ وَقَالَ كَيْفَ بِالضَّمَانِ قَالَ وَكِيعٌ هَذِهِ السُّفْتَجَةُ وَهِيَ مَكْرُوهَةٌ فِي قَوْلِ عُمَرَ

باب السلم

(18 - بَابُ السَّلَمِ)

1414 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا الْوَلِيدُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §أَسْلَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ له يامين في تمر إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَقَالَ الْيَهُودِيُّ مِنْ تَمْرِ حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا مِنْ تَمْرِ حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ فَلَا

باب الأصول والثمار

(19 - بَابُ الْأُصُولِ وَالثِّمَارِ)

1415 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بن المسيب رَضِيَ الله عَنْه قال §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُزَابَنَةِ وَالْمُحَاقَلَةِ الْحَدِيثَ وَفِيهِ تَفْسِيرُهَا قال وسألت سعيدا عَنْ كِرَائِهَا بالذهب والفضة فقال لَا بَأْسَ بِهِ

1416 - وَحَدَّثَنَا سفيان عن معمر عَنْ ابن طاوس قال أَنَّ أَبَاهُ كَانَ §يَكْرَهُ أَنْ يُبَاعَ الْكَلَأُ فِي مَنْبَتِهِ

1417 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ §كَرِهَ بَيْعَ الرطب إلا جزة جزة

1418 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ §سُئِلَ عَنْ بَيْعِ الرطب فقال جزة لَا جزتين

1419 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُثْمَانُ ثنا جَرِيرٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّائِغِ عَنْ قَهْرَمَانٍ لِسَعْدٍ عن سعد رَضِيَ الله عَنْه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ منعه الله تبارك وتعالى فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

باب اجتناب الشبهات

(20 - بَابُ اجْتِنَابِ الشُّبُهَاتِ)

1420 -[1] أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الْأَنْصَارِيُّ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ عَمَّارِ بن ياسر رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ فَمَنْ تَوَقَّاهُنَّ كَانَ أَتْقَى لِدِينِهِ وَمَنْ وَاقَعَهُنَّ أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ الْكَبَائِرَ كالمرتعي إِلَى جَانِبِ الْحِمَى أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَهُ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى وحمى الله تعالى حُدُودُهُ هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ له شَاهِدٌ فِي الصحيح مِنْ حَدِيثِ النعمان بشير رَضِيَ الله عَنْه [2] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنِي سَعْدُ بن إبراهيم عمن أَخْبَرَهُ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه نحوه

1421 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثنا الْحَجَّاجُ الصَّوَّافُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ثنا أبو عبد الله مَوْلَى سَعْدٍ قَالَ جِئْتُ بِاللَّيْلِ أنا وسعد رَضِيَ الله عَنْه إِلَى بُسْتَانٍ ذِي نَخْلٍ فَطَلَبْنَا صَاحِبَ الْبُسْتَانِ فَلَمْ نَجِدْهُ فَقَالَ لي سعد رَضِيَ الله عَنْه §إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ مُسْلِمًا حَقًّا فَلَا تَأْكُلْ منه شيئا فظلينا جائعين

باب بيع المضطر

(21 - بَابُ بَيْعِ الْمُضْطَرِّ)

1422 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ ثنا هُشَيْمٌ عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ مكحول قال بلغني عن حذيفة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا إِنَّ زَمَانَكُمْ هَذَا زَمَانٌ عَضُوضٌ يَعَضُّ الْمُؤْمِنُ عَلَى مَا في يده حذار الْإِنْفَاقِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} قَالَ وَشَهِدَ شِرَارُ النَّاسِ يُبَايِعُونَ كُلَّ مُضْطَرٍّ أَلَا إِنَّ بَيْعَ الْمُضْطَرِّينَ حَرَامٌ إِنَّ بَيْعَ الْمُضْطَرِّينَ حَرَامٌ §الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَعْرُوفٌ فَعُدْ بِهِ عَلَى أَخِيكَ وَإِلَّا فَلَا تزده هلاكا على هَلَاكِهِ الْكَوْثَرُ مَتْرُوكٌ وَمَكْحُولٌ عن حذيفة رَضِيَ الله عَنْه مُنْقَطِعٌ

1423 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ ثنا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ ثنا الْعَلَاءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ عَنْ وَاثِلَةَ بن الأسقع رَضِيَ الله عَنْه قَالَ تَرَاءَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَسْجِدِ الْخَيْفِ فَقَالَ لِي أصحابه إِلَيْكَ يَا وَاثِلَةَ أَيْ تَنَحَّ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعوه إنما جَاءَ لِيَسْأَلَ قَالَ فَدَنَوْتُ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لِتُفْتِنَا عَنْ أَمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ مِنْ بَعْدِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلتفتك نفسك قال قلت وكيف لِي بِذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ وَإِنْ أَفْتَاكَ المفتون قلت وكيف لِي بِذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعْ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِكَ فَإِنَّ الْقَلْبَ يَسْكُنُ لِلْحَلَالِ وَلَا يَسْكُنُ لِلْحَرَامِ وَإِنَّ وَرَعَ الْمُسْلِمِ يَدَعُ الصَّغِيرَ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ فِي الْكَبِيرِ قُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي فَمَنِ الْحَرِيصُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَطْلُبُ الْمَكْسَبَةَ مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا قُلْتُ فَمَنِ الْوَرِعُ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي يقف عند الشُّبْهَةِ قُلْتُ فَمَنِ الْمُؤْمِنُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ قُلْتُ فَمَنِ الْمُسْلِمُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ قُلْتُ فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ

باب الزجر عن الغش

(22 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغِشِّ)

1424 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ فَذَكَرَ حَدِيثَ السَّلَفِ وَزَادَ قَالَ أَبِي وَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِنْطَةٍ مَطِيرَةٍ رَأْسِهَا حِنْطَةٌ جافةٌ فَقَالَ رَسُولُ الل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ أَلَا تَرَكْتِهَا حَتَّى يَشْتَرِي إِخْوَانُكَ مَا يَعْرِفُونَ

1425 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قال خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَفِيهِ §وَمَنْ غَشَّ مُسْلِمًا فِي بَيْعٍ أَوْ شِرَاءٍ فَلَيْسَ مِنَّا وَيُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْيَهُودِ لِأَنَّهُمْ أَغَشُّ النَّاسِ لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

1426 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حماد بن زيد عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا هَذَا مُرْسَلٌ مَعَ ضَعْفِ الْحَجَّاجِ

1427 - وَقَالَ أبو يعلى حدثني بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا معاوية بن مَيْسَرَةَ بْنِ شُرَيْحٍ حدثنا الْحَكَمُ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يَبِيعُ طَعَامًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ أَسْفَلُ الطَّعَامِ مِثْلُ أَعْلَاهُ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ غَشَّ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ

باب آداب البيع

23 - بَابُ آداب البيع)

1428 -[1] إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بن عبيد ثنا الْمُخْتَارِ هو ابن قانع التَّمَّارُ عَنْ أَبِي مَطَرٍ قَالَ خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي خَلْفِي ارْفَعْ إِزَارَكَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَإِذَا هو علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ فنتهى إِلَى سُوقِ الْإِبِلِ فَقَالَ §بِيعُوا وَلَا تَحْلِفُوا فَإِنَّ الْيَمِينَ تُنَفِّقُ السِّلْعَةَ وَتَمْحَقُ الْبَرَكَةَ ثُمَّ أَتَى صَاحِبَ التَّمْرِ فإذا خادم تبكب قَالَ ما شأنك قالت بَاعَنِي هَذَا تَمْرًا بِدِرْهَمٍ فَأَبَى مَوْلَايَ أَنْ يَقْبَلَهُ فَقَالَ خُذْهُ وأعطها درهمها فإنه ليس لها أَمْرٌ فَكَأَنَّهُ أَبَى فَقُلْتُ أَلَا تَدْرِي مَنْ هَذَا قَالَ لَا قُلْتُ هَذَا عَلِيٌّ أمير المؤمنين فصبت تَمْرَهُ وأعطاها دِرْهَمَهَا ثم مر رَضِيَ الله عَنْه مُجْتَازًا بِأَصْحَابِ التَّمْرِ فَقَالَ أطعموا المسكين يرب كَسْبُكُمْ [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حدثنا محمد بن عبيد فذكر مِثْلَهُ وَزَادَ فِيهِ بَعْدَ قَوْلِهِ وأعطاها درهمها فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَرْضَى عَنِّي يَا أَمِيرَ المؤمنين قال رَضِيَ الله عَنْه مَا أَرْضَانِي عَنْكَ إِذَا أوفيتهم وزاد بعده قَوْلِهِ يَرْبُو كَسْبُكُمْ ثُمَّ مَرَّ مُجْتَازًا وَمَعَهُ المسملمون حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَصْحَابِ السَّمَكِ فَقَالَ لَا يُبَاعُ فِي سُوقِنَا طَافٌّ ثُمَّ أَتَى دَارَ بزاز وَهِيَ -[345]- سُوقُ الْكَرَابِيسِ فأتى شيخا فَقَالَ يَا شَيْخُ أحسن بيعي في قميص فذكر الحديث وتقدم في باب البيع عن تراض

1429 - وقال أَبُو يَعْلَى حدثنا زُهَيْرٌ ثنا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ ثنا أَبُو بَكْرٍ الْفَضْلُ بْنُ مبشر قال سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ وَلَا الصَّيَّاحَ فِي الْأَسْوَاقِ

1430 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَزِيدَ الْيَشْكُرِيِّ ثنا أبو حازم قال أَنَّ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما مَرَّ عَلَى رَجُلٍ يَبِيعُ غنيمات لَهُ فَقَالَ §بِكَمْ تبيع غنمك قال بكذا كذا وقال ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما أخذتها بكذا وكذا فَحَلَفَ أَنْ لَا يَبِيعَهَا فَانْطَلَقَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما يقضي حاجته ثم مر عليه فَقَالَ يَا أَبَا عبد الرحمن خذها بِالَّذِي أَعْطَيْتَنِي فَقَالَ حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَلَمْ أَكُنْ لِأُعِينَ الشَّيْطَانَ عَلَيْكَ أَنْ أجيبك صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

1431 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ثنا بِشْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يَبْتَاعَنَّ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ وَلَا يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ

1432 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حدثنا هِشَامٌ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنِّي رَامٍ بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ §لَا تَلَقَّوَا الرُّكْبَانَ وَلَا يَبِعْ حَاضِرٌ لِبَادٍ

1433 - وقال الطَّيَالِسِيُّ حدثنا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُكَنِّيهِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَبَا الْمُوَرِّعِ وَيُكَنِّيهِ أَهْلُ الْكُوفَةِ أَبَا مُحَمَّدٍ وَكَانَ مِنْ هُذَيْلٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ فَقَالَ §أَيُّكُمْ يَأْتِي الْمَدِينَةَ فَلَا يَدَعْ بِهَا وَثَنًا إِلَّا كَسَرَهُ وَلَا صُورَةً إِلَّا لَطَّخَهَا وَلَا قَبْرًا إِلَّا سَوَّاهُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ أَنَا يَا رَسُولُ اللَّهِ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَكَأَنَّهُ هَابَ الْمَدِينَةَ فَرَجَعَ فانطلق علي رَضِيَ الله عَنْه ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ مَا أَتَيْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَتَّى لَمْ أَدَعْ فِيهَا وَثَنًا إِلَّا كَسَرْتُهُ وَلَا قَبْرًا إِلَّا سَوَّيْتُهُ وَلَا صُورَةً إِلَّا لَطَّخْتُهَا فَقَالَ مَنْ عَادَ لِصَنْعَةِ شَيْءٍ مِنْهَا فَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا وَقَالَ لِعَلِيٍّ يَا عَلِيُّ لَا تَكُنُ فتانا ولا مختالا وَلَا تَاجِرًا إِلَّا تَاجِرَ خَيْرٍ فَإِنَّ أوليك المسبوقون فِي العمل في صحيح مسلم طَرَفٌ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِتَسْوِيَةِ الْقُبُورِ وَنَحْوِهِ

1434 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ الرحمن قال بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §تِسْعَةُ أَعْشَارِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ وقال نُعَيْمٌ كسب الْعُشْرِ الْبَاقِي فِي السَّائِمَةِ يَعْنِي الْغَنَمَ

1435 - حدثنا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حدثني محمد بن حجادة عن عَنْ أبي سعيد قال سمعت عليا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ §التَّاجِرُ فَاجِرٌ إِلَّا من أخذ الحق وَأَعْطَاهُ

باب الترهيب من سوء التقاضي ومن المطل

(24 - باب الترهيب من سوء التقاضي ومن المطل)

1436 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حديثا طويلا فيه §ومن عسر أَخَاهُ المسلم نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ رِزْقَهُ وَأَفْسَدَ عَلَيْهِ مَعِيشَتَهُ وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ وَمَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا فليس منا ولست مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ مَطَلَ طَالِبَهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهِ فَعَلَيْهِ خَطِيئَةُ عشار فقال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيئَةُ الْعَشَّارِ أَنَّ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

1437 - حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ ثنا أَبُو هِلَالٍ ثنا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أبي أمامة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §مَنْ دَايَنَ النَّاسَ بِدَيْنٍ يعلم الله تعالى أَنَّهُ يريد قضاءه فأتاه أجله دون ذَلِكَ أرضى الله تعالى هَذَا مِنْ حَقِّهِ وَتَجَاوَزَ عَنْهُ وَمَنْ دَايَنَ النَّاسَ بِدَيْنٍ يعلم الله تعالى أَنَّهُ لَا يريد قضاءه أقص اللَّهُ مِنْهُ وَقَالَ حسبت أني لم أقتص لك منه

1438 - أَبُو يَعْلَى حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا الوليد عَنْ أَبِي عبد الله مولى بني أُمَيَّةَ عَنْ أَبِي حازم وسعيد المقبري عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ §عَلَيَّ حَجَّةُ الْإِسْلَامِ وَعَلَيَّ دَيْنٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْضِ دَيْنَكَ

باب فضل القرض

25 - باب فضل القرض)

1439 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ثنا مُعْتَمِرٌ قَرَأْتُ عَلَى الفضل أَبِي مُعَاذٍ عَنْ أَبِي حَرِيزٍ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَهُ أَنَّ الْأَسْوَدَ بْنَ يَزِيدَ كَانَ يَسْتَقْرِضُ مِنْ مَوْلًى لِلنَّخْعِ تَاجِرٍ فَإِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ قَضَاهُ وَأَنَّهُ خَرَجَ عَطَاؤُهُ فَقَالَ لَهُ الْأَسْوَدُ إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتَ عَنَّا فَإِنَّ كَانَ عَلَيْنَا حُقُوقٌ فِي هَذَا الْعَطَاءِ فَقَالَ التَّاجِرُ إِنِّي لَسْتُ فَاعِلًا فَنَقَدَهُ الْأَسْوَدُ خَمْسَمِائَةَ دِرْهَمٍ حَتَّى إِذَا قَبَضَهَا التاجر قال لي دُونَكَ فَخُذْهَا قَالَ الْأَسْوَدُ قَدْ سَأَلْتُكَ هَذَا فَأَبَيْتَ فَقَالَ لَهُ التَّاجِرُ إِنِّي سَمِعْتُكَ تُحَدِّثُنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ §مَنْ أَقْرَضَ مَرَّتَيْنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ أَحَدِهِمَا لَوْ تَصَدَّقَ بِهِ صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَأَخْرَجَهُ عَنْ أَبِي يَعْلَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقِ عَلْقَمَةَ عَنِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْهما نَحْوَهُ وَفِيهِ قِصَّةٌ لِعَلْقَمَةَ أَيْضًا وَالسِّيَاقُ مُخْتَلِفٌ فَكَأَنَّهُمَا وَاقِعَتَانِ

باب الزجر عن القرض إذا جر منفعة

(26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْقَرْضِ إِذَا جَرَّ مَنْفَعَةً)

1440 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ أنا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ عُمَارَةَ الهمداني قال سمعت عليا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كُلُّ قَرْضٍ جَرَّ مَنْفَعَةً فَهُوَ رِبًا

باب الرخصة في الحطيطة من الدين إذا أراد تعجيل المؤجل

(27 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الْحَطِيطَةِ مِنَ الدَّيْنِ إِذَا أَرَادَ تَعْجِيلَ الْمُؤَجَّلِ)

1441 - ابْنُ أَبِي عُمَرَ حدثنا هشام هو ابن سُلَيْمَانَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْيَهُودَ §حِينَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِجْلَائِهِمْ قَالُوا إِنَّ لَنَا دُيُونًا قَالَ فَخُذُوا وَضَعُوا قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأُخْبِرْتُ بِمِثْلِ ذَلِكَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الحصين عن أبي عبد الله الأشهلي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

باب القرض والترهيب من الاستدانة والترغيب في الصبر على المعسر

(28 - بَابُ الْقَرْضِ وَالتَّرْهِيبِ من الاستدانة والترغيب في الصبر على المعسر) (54) حَدِيثُ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه اشْتَرُوا على الله تعالى وَاسْتَقْرِضُوا على الله عز وجل يأتي إن شاء الله تعالى فِي بَابِ فَضْلِ الْجِهَادِ

1442 - وقال أَبُو بَكْرٍ حدثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا يُتْرَكُ مُفْرِحٌ فِي الْإِسْلَامِ أَوْ قَالَ مُفَرِّجٌ كثير ضَعِيفٌ وَالْمُرَادُ لَا يَتْرُكُ ذُو دَيْنٍ إِلَّا قُضِيَ يُقَالُ أَفْرَحَهُ الدَّيْنُ إِذَا أَثْقَلَهُ وَيُرْوَى بِالْجِّيمِ أَيْضًا

1443 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا الإفريقي عن جريج بن صوهى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الغفلة في ثلاثة فَذَكَرَهَا وغفلة الرَّجُلِ عَنْ نَفْسِهِ فِي الدَّيْنِ حَتَّى يَرْكَبَهُ

1444 -[1] حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ ثنا لَيْثٌ عَنْ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي عُتْبَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أبا أمامة رَضِيَ الله عَنْه ذَكَرَ أَنَّ رجلا توفي في عَهْدِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ دِينَارَيْنِ دَيْنًا عَلَيْهِ وَلَيْسَ لَهُ وَفَاءٌ فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ وَقَالَ §صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَقَامَ إِلَيْهِ أبو قتادة رضي الله عَنْهُ وَقَالَ أَنَا أَقْضِي عَنْهُ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ [2] وقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ وَلَمْ يُسَمِّ أَبَا قَتَادَةَ

1445 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ حَدَّثَنِي عَطِيَّةُ عَنْ أبي سعيد رَضِيَ الله عَنْه قَالَ حَضَرْتُ جَنَازَةً فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا وُضِعَتْ سَأَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعَلَيْهِ دَيْنٌ قالوا نَعَمْ فَعَدَلَ عَنْهَا وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ فَلَمَّا رآه علي رَضِيَ الله عَنْه قَفَّا قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ بَرِئَ مِنْ دَيْنِهِ أنا ضامن له ما عليه فأقبل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ يَا عَلِيُّ جَزَاكَ اللَّهُ وَالْإِسْلَامُ خَيْرًا فَكَّ اللَّهُ رِهَانَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا فَكَكْتَ رِهَانَ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقْضِي عَنْ أَخِيهِ دَيْنَهُ إِلَّا فَكَّ اللَّهُ رِهَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلِعَلِيٍّ خَاصَّةً قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا بَلْ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ

1446 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ صَدَقَةَ بن عيسى قال سَمِعْتُ أَنَسَ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه يقول أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ فَقَالَ عَلَيْهِ دَيْنٌ قَالُوا نَعَمْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنْ ضَمِنْتُمْ دَيْنَهُ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ

1447 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ ثنا عِيسَى ابن صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ الْيَشْكُرِيُّ قَالَ دَخَلْتُ مَعَ أَبِي عَلَى أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه فَقُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا ينفعنا الله تعالى بِهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ وَلَا دَيْنَ عَلَيْهِ فَلْيَفْعَلْ فإني رأيت رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأتى بِجِنَازَةِ رَجُلٍ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَالَ §لَا أُصَلِّي عَلَيْهِ حَتَّى تَضْمَنُوا دَيْنَهُ فَإِنَّ صَلَاتِي عَلَيْهِ تَنْفَعُهُ فَلَمْ يَضْمَنُوا دَيْنَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ وقال إِنَّهُ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ -[376]- 1448 - وقال

حدثنا عَمَّارٌ ثنا يُوسُفُ هُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ ثنا ثَابِتٌ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا قَالَ هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ قالوا نعم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن جبريل عليه الصلاة والسلام نَهَانِي أَنْ أُصَلِّيَ عَلَى مِنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §صَاحِبَ الدَّيْنِ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ

1449 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عاشة السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قال خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا وَفِيهِ من أَقْرَضَ مَلْهُوفًا فَأَحْسَنَ طَلَبَهُ فَلْيَسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ، وَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ تعالى بِكُلِّ دِرْهَمٍ أَلْفُ قِنْطَارٍ فِي الْجَنَّةِ، §وَمَنْ أَقْرَضَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ وَزْنُ جَبَلِ أُحُدٍ وَحِرَاءَ وَطُورِ سَيْنَاءَ حَسَنَاتٍ فَإِنْ رَفُقَ بِهِ فِي طَلَبِهِ بعد حله جرى عَلَيْهِ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةً وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللَّامِعِ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ وَلَا عَذَابَ وَمَنِ احْتَاجَ إِلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فِي قَرْضٍ فَلَمْ يُقْرِضْهُ وَهُوَ عِنْدَهُ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ يَوْمَ يَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [[هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ]] (*)

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

1450 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أبي كثير قال أَنَّ سَعْدَ بْنَ أبي وقاص رَضِيَ الله عَنْه جَاءَ يَتَقَاضَى دَيْنًا لَهُ عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا قَدْ خَرَجَ قَالَ فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §لَوْ أَنَّ رَجُلًا قُتِلَ فِي سبيل الله تعالى ثُمَّ أُحْيِيَ ثُمَّ قَتَلَ ثُمَّ أُحْيِيَ ثُمَّ قَتَلَ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى دَيْنُهُ

1451 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ثنا أَبُو مَرْيَمَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَ بدريا قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَظِلَّ أَوْ يُظِلَّهُ اللَّهُ مِنْ فَيْحِ جهنم أو من حر جَهَنَّمَ فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ §مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْ غريمة

باب لصاحب الحق مقال وفضل من أدى دينه

(29 - بَاب لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالٌ وفضل مَنْ أَدَّى دَيْنَهُ)

1452 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ أنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ جَزُورًا أَوْ نَاقَةً بِوَسْقِ تَمْرٍ عَجْوَةٍ وَلَيْسَ عِنْدَهُ فَأَتَاهُ الْأَعْرَابِيُّ يَتَقَاضَاهُ فَأَخَّرَهُ فَصَاحَ الْأَعْرَابِيُّ وَاغَدْرَاهُ وَاغَدْرَاهُ فنهره أصحاب محمد فَقَالَ دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا فَعَلَ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ اسْتَسْلِفْهَا فَإِنَّهَا تَجْمَعُ الْعَجْوَةَ فَأَتَوْهَا فَأَوْفَتْهُ فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قَدْ أَوْفَيْتَ وَأَطْيَبْتَ فَقَالَ أَوَ لَيْسَ أولاكم خِيَارُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ §خِيَارَ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ الْمُوفُونَ الطيبون [2] أَخْبَرَنَا وكيع بن هِشَامُ بْنُ عروة عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْلَفَ مِنْ أَعْرَابِيٍّ بَعِيرًا فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ فِيهِ فَانْتَهَرَهُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرْ مِنَ المهارجات

1453 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الغفار عن عَلِيٌّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي دَاوُدَ عن بريدة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ أنظر معسرا كان لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ مَنْ أَنْظَرَ معسرا كان له بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُ الَّذِي أَنْظَرَهُ قال بريدة رَضِيَ الله عَنْه فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هذا قال إن يؤتى بِكُلِّ صَدَقَةٌ قبل الأجل ويؤتى بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلُ الَّذِي أَنْظَرَهُ صَدَقَةٌ بَعْدَ الْأَجَلِ

1454 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حدثنا محمد بن عبيد ثنا يُوسُفُ ابن صُهَيْبٍ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §من أحب أَنْ يُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ

1455 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ مَوْلَى يَزِيدَ عَنْ أبي أمامة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطُلِقَ بِرَجُلٍ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فإذا على باب الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ §الصَّدَقَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا والقرض الْوَاحِدُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ لِأَنَّ صَاحِبَ الْقَرْضِ لَا يَأْتِيكَ إِلَّا وَهُوَ مُحْتَاجٌ وَإِنَّ الصَّدَقَةَ رُبَّمَا وَقَعَتْ في يد الغني

1456 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حدثنا وَكِيعٌ عَنْ زمعة عن الزهري عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ مُلَازِمٌ رَجُلًا فِي أُوقِيَّتَيْنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا أَيْ §ضَعْ عَنْهُ الشَّطْرَ الْحَدِيثَ قُلْتُ هُوَ فِي الصَّحِيحِ دُونَ قَوْلِهِ أُوقِيَّتَيْنِ

باب استحقاق البائع مال العبد دون مشتريه

(30 - بَابُ اسْتِحْقَاقِ الْبَائِعِ مَالَ الْعَبْدِ دُونَ مُشْتَرِيهِ)

1457 - إسحاق أَخْبَرَنَا حاتم بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ وَمَنْ بَاعَ نَخْلًا قَدْ أُبِّرَتْ فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ إِلَّا أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ قَضَى بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

باب العارية

(31 - بَابُ الْعَارِيَةِ)

1458 - ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §الْعَارِيَةُ مَرْدُودَةٌ والمنحة مَرْدُودَةٌ

باب القراض

(32 - بَابُ الْقِرَاضِ)

1459 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أبو الحكم مسجع بْنُ مُصْعَبٍ ثنا يُونُسُ بْنُ أرقم ثنا أبو الجارود عن حبيب بْنُ يَسَارٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْه §إِذَا دَفَعَ مَالًا مُضَارَبَةً اشْتَرَطَ عَلَى صاحبه ألا يَسِيرَ بَرًّا وَلَا بَحْرًا وَلَا ينزل به وَادِيًا وَلَا يَشْتَرِيَ بِهِ ذَاتَ كَبِدٍ رَطْبَةٍ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَامِنٌ فَرَفَعَ شَرْطَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَجَازَهُ

باب التفليس

(33 - بَابُ التَّفْلِيسِ)

1460 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ عَدِيِّ بن عدي قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَضَى فِي إِنْسَانٍ لَمْ يوجد له الوفاء ووجد غرمائه سلفته وافرة عنده فقضى بأنه مَتَاعَهُ إِنْ وَجَدَهُ

1461 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ مُعَاذُ ابن جبل رَضِيَ الله عَنْه رَجُلًا سَمْحًا شَابًّا جَمِيلًا مِنْ أَفْضَلِ شَبَابِ قَوْمِهِ وَكَانَ لَا يُمْسِكُ شَيْئًا فَلَمْ يَزَلْ يُدَانُ حَتَّى أُغْلِقَ مَالُهُ كُلُّهُ فِي الدَّيْنِ فأتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فطلب إِلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ غُرَمَاءَهُ أَنْ يَضَعُوا لَهُ فَأَبَوْا فَلَوْ تَرَكُوا لِأَحَدٍ مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ تركوا لمعاذ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ أَجْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَبَاعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالَهُ كُلَّهُ فِي دَيْنِهِ حَتَّى قام معاذ رَضِيَ الله عَنْه بِغَيْرِ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا كَانَ عَامُ فَتْحِ مَكَّةَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَمِيرًا لِيَجْبُرَهُ فمكث معاذ رَضِيَ الله عَنْه بِالْيَمَنِ أَمِيرًا وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اتَّجَرَ فِي مال الله تعالى هُوَ فَمَكَثَ حَتَّى أَصَابَ وَحَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ عُمَرُ لأبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما أَرْسِلْ إِلَيَّ هذا الرجل فدع لَهُ مَا يُعَيِّشُهُ وَخُذْ سَائِرَهُ فَقَالَ أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه إِنَّمَا بَعَثَهُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليجبره ولست آخِذًا مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يُعْطِيَنِي فانطلق عمر رَضِيَ الله عَنْه إِلَيْهِ إِذْ لَمْ يُطِعْهُ أبو بكر رضي الله عنه فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ لِمُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْهما فقال معاذ رَضِيَ الله عَنْه إِنَّمَا أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليجبرني وَلَسْتُ بِفَاعِلٍ ثُمَّ لَقِيَ مُعَاذٌ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ قَدْ أَطَعْتُكَ وَأَنَا فَاعِلٌ مَا أَمَرْتَنِي إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي فِي حَوْمَةِ مَاءٍ وَقَدْ خَشِيتُ الْغَرَقَ فَخَلَّصْتَنِي مِنْهُ يَا عُمَرُ فَأَتَى مُعَاذٌ أبا بكر رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَحَلَفَ أَنَّهُ لَمْ يَكْتُمْهُ شيئا حتى تبين لَهُ سَوْطَهُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه وَاللَّهِ لَا آخُذُهُ مِنْكَ وَقَدْ وَهَبْتُهُ لَكَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه هَذَا حِينَ طَابَ وَحَلَّ فَخَرَجَ مُعَاذٌ رَضِيَ الله عَنْه عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ هَذَا الْحَدِيثُ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ لكنه مُرْسَلٌ، وَلَمْ يُخْرِجُوهُ فِي -[395]- كُتُبِهِمْ بَلْ خرج أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ فِي الْمَرَاسِيلِ الْمُفْرَدِ قِطْعَةً مِنْهُ وَقَدْ خَالَفَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ هِشَامَ بْنَ يُوسُفَ فَرَوَاهُ عَنْ مَعْمَرٍ مَوْصُولًا قَالَ عَنِ ابْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ فَأَرْسَلَهُ

[2] وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عيسى بن الطَّبَّاعُ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ مُعَاذُ بن جبل رَضِيَ الله عَنْه شَابًّا سَمْحًا أَفْضَلَ فِتْيَانِ قَوْمِهِ فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَغْرَقَ مَالَهُ فِي الدَّيْنِ §فَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُرَمَاءَهُ فَلَوْ تُرِكَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ لَتُرِكَ مُعَاذُ بن جبل رَضِيَ الله عَنْه مِنْ أَجْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فبقي معاذ رَضِيَ الله عَنْه ولا مَالَ لَهُ

باب الصلح

(34 - بَابُ الصُّلْحِ)

1462 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ عبادة بْنِ عَمْرِو بْنِ عُبَادَةَ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أبي أيوب رَضِيَ الله عَنْه قال قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا أَيُّوبَ §أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا الله ورسوله أصلح بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَبَاغَضُوا وَتَفَاسَدُوا

1463 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ §وَمَنْ مَشَى فِي صُلْحٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يَرْجِعَ وَأُعْطِيَ أَجْرَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وفيه وَمَنْ خَانَ جَارَهُ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ نارا حتى يدخل جَهَنَّمَ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

1464 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَزِيَادِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §حَرِيمُ قَلِيبِ الْبِئْرِ الْعَادِيَّةِ خَمْسُونَ ذِرَاعًا وحريم قليب البدى خَمْسَةٌ وعشرون ذراعا قال سَعِيدٌ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ وَلَمْ يَرْفَعْهُ وَحَرِيمُ قَلِيبِ الزَّرْعِ ثَلَاثُمِائَةِ ذِرَاعٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَحْدَهُ

باب الحوالة

(35 - بَابُ الْحَوَالَةِ)

1465 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَطْلُ الْغَنِيِّ ظلم ومن أحيل على ملئ فَلْيَحْتَلْ إِسْمَاعِيلُ ضَعِيفٌ قَالَ الْبَزَّارُ لم يُتَابَعْ عَلَيْهِ

باب الأمر برد الوديعة

(36 - بَابُ الْأَمْرِ بِرَدِّ الْوَدِيعَةِ)

1466 - قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهَا النَّاسُ §مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ وَدِيعَةٌ فَلْيَرُدَّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا

1467 - قال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِيهِ §وَمَنْ خَانَ أَمَانَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يَرُدَّهَا إِلَى أَرْبَابِهَا مَاتَ عَلَى غَيْرِ دِينِ الْإِسْلَامِ وَلَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ثُمَّ يُؤْمَرُ إِلَى النَّارِ فَيَهْوِي مِنْ شفيرها أَبَدَ الْآبِدِينَ هَذَا مَوْضُوعٌ

1468 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال §أَنَّ أبا بكر رَضِيَ الله عَنْه أُتِيَ فِي وَدِيعَةٍ ضَاعَتْ فَلَمْ يَضْمَنْهَا

1469 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ثنا حَجَّاجٌ عَنْ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عكيم قال أَنَّ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه §كَانَ لَا يَضْمَنُ الْوَدِيعَةَ

باب الغصب

(37 - بَابُ الْغَصْبِ)

1470 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي مالك الأشعري رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَعْظَمُ الْغُلُولِ عند الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذِرَاعُ أَرْضٍ يَسْرِقُهَا الرَّجُلَانِ وَالْجَارَانِ يكون بينهما فيسرق أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ فَيُطَوَّقُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ

1471 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنِي شَيْخٌ لَقِيتُهُ بِالْبَحْرَيْنِ عَنْ خُطْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَنَّهُ قَالَ §لَا يَحِلُّ مِنْ مَالِ امْرِئٍ إِلَّا مَا أَعْطَى عن طيب نفس

1472 - قال أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَلْعُونٌ مَنِ انْتَقَصَ شَيْئًا مِنْ تُخُومِ الْأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ

1473 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ ثنا أَبِي ثنا طالب بن سلم حَدَّثَنِي بعض أهلي قال أَنَّ جَدِّي عَاصِمَ بن الحكم حدثهم أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَتِهِ فَقَالَ إِنَّ §أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ الْحَدِيثَ

1474 - حَدَّثَنَا شباب ثنا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الْحَارِثِ السُّلَمِيِّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ أَخَذَ مِنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ شِبْرًا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ قَالَ وَغَزَوْتُ مَعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ آخِرُهُنَّ حُنَيْنٌ فَكُنْتُ أَسِيرُ فِي مُقَدَّمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَلَأَتْ رَاحِلَتِي فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَضْرِبُهَا فَقَالَ مَهْ وَزَجَرَهَا فَقَامَتْ

1475 - أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ثنا محمد بن كريب عن كريب عن ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ملعون من ذبح لغير الله وملعون من لعنه الله وملعون من انتقص شيئا من تخوم الأرض بغير حقه

باب اللقطة

(38 - بَابُ اللُّقَطَةِ)

1467 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حدثني أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخشني قال ولقيته وكلمته قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ الْوَرِقُ يُوجَدُ عِنْدَ الْقَرْيَةِ الْعَامِرَةِ أَوِ الطريق المأتى قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §عَرِّفْهَا حَوْلًا فَإِنْ جَاءَ بَاغِيهَا فَادْفَعْهَا إِلَيْهِ وَإِلَّا فَاحْفَظْ وِعَاءَهَا وَوِكَاءَهَا وَعَدَدَهَا ثُمَّ اسْتَمْتِعْ بِهَا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله في الْوَرِقُ يُوجَدُ فِي الْأَرْضِ الْعَادِيَّةِ قَالَ فِيهَا والركاز الْخُمْسُ قَالَ قلت يا رسول الله الشاة توجد بِأَرْضٍ فَلَاةٍ قَالَ كُلْهَا فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ أَوْ لِأَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ الْبَعِيرُ أو الناقة توجد فِي أَرْضِ الْفَلَاةِ عَلَيْهَا الوعاء والسقاء فقال دعها مالك وَلَهَا

1477 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن أبي بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ثنا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أوفى الأسلمي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ خَرَجْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما قعودا وَإِذَا غُلَامٌ صَغِيرٌ يَبْكِي فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر رَضِيَ الله عَنْه §ضُمَّ الصبي إِلَيْكَ فَإِنَّهُ ضَالٌّ فضمه عمر رَضِيَ الله عَنْه إِلَيْهِ الحديث (55) وسيأتي إن شاء الله تعالى بِتَمَامِهِ فِي كِتَابِ الْأَدَبِ

1478 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا وكيع عن سعد بْنِ أَوْسٍ عَنْ بِلَالِ بن يحيى العبسي عن علي رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ الْتَقَطَ دِينَارًا فَقَطَعَ مِنْهُ قِيرَاطَيْنِ ثُمَّ أتى فاطمة رَضِيَ الله عَنْها فَقَالَ اصْنَعِي لَنَا طَعَامًا ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَاهُ فَأَتَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فَأَتَاهُمْ بِحَفْنَةٍ فَلَمَّا رَآهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْكَرَهَا فَقَالَ مَا هَذَا فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ أَلُقَطَةٌ أَلُقَطَةٌ عَلَيَّ الْقِيرَاطَانِ §ضعوا أيديكم باسم اللَّهِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْهُ طَرَفًا قَصِيرًا

1479 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الله بن محمد قال أَنَّ شَرِيكَ بْنَ أَبِي نَمِرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال إن عليا رَضِيَ الله عَنْه أَتَاهُ بِدِينَارٍ وَجَدَهُ فِي السُّوقِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §عَرِّفْهُ ثَلَاثًا فَعَرَّفَهُ فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يَعْرِفُهُ فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ كله أو شأنك بِهِ فَابْتَاعَ مِنْهُ بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ شَعِيرًا وبثلاثة دراهم تمرا وابتاع بدرهم لَحْمًا وبدرهم زيتا وفصل عِنْدَهُ دِرْهَمٌ وَكَانَ الصَّرْفُ أَحَدَ عَشَرَ بِدِينَارٍ حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَاءَ صَاحِبُهُ فَعَرَفَهُ فَقَالَ له علي رَضِيَ الله عَنْه أمر نبي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر ذلك لَهُ فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن جاءنا شَيْءٌ أَدَّيْنَاهُ إِلَيْكَ [2] تَابَعَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ هَذَا عِنْدِي هُوَ ابن أبي سبرة وهو لين الحديث قُلْتُ وَقَدْ ظَنَّ الْحَافِظُ الضِّيَاءُ أَنَّهُ غَيْرُهُ فَأَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْمُخْتَارَةِ

1480 - وَقَالَ أبو يعلى أيضاً حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ نَابِلٍ واسمها عُبَيْدَةُ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ عَنْ أبيها سعد رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ ثفروقة فِيهَا تَمْرَتَانِ §فَأَخَذَ تَمْرَةً وَأَعْطَانِي تَمْرَةً

1481 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْأَعْرَجِ جار له قال سَمِعْتُ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ فِي اللُّقَطَةِ §ادْفَعُوهَا إِلَى السُّلْطَانِ

1482 - حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ قال سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه إِنِّي وَجَدْتُ دِينَارًا فَالْتَقَطْتُهُ حَتَّى بَلَغَتْ مِائَةَ دِينَارٍ قَالَ §عَرِّفْهَا سنة فعرفها سَنَةً ثُمَّ أَتَاهُ فقال عرفها سنة ثم أتاه في الثالثة فَقَالَ عَرِّفْهَا ثُمَّ شَأْنَكَ وَشَأْنَهَا

1483 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سليمان بن مسمول قال سمعت قاسم بن مخول البهزي قَالَ سَمِعْتُ أَبِي وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ وَالْإِسْلَامَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَلْقَى الْإِبِلَ وَبِهَا لَبَنٌ وَهَى مُصَرَّاةٌ وَنَحْنُ مُحْتَاجُونَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَادِ صَاحِبَ الْإِبِلِ ثَلَاثًا فَإِنْ جَاءَ وَإِلَّا فَاحْلُلْ صِرَارَهَا ثُمَّ اشْرَبْ ثُمَّ صِرَّ وَأَبْقِ لِلَّبَنِ دَوَاعِيَهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الضَّوَالُّ تَرِدُ عَلَيْنَا هَلْ لَنَا أَجْرٌ إِنْ نسقيها قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ §فِي كُلِّ ذات كبد حراء أَجْرٌ

باب الزجر عن كسر الدينار والدرهم

(39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كَسْرِ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ)

1484 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثنا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ §قَطْعُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ مِنَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ

باب الإجارة

(40 - بَابُ الْإِجَارَةِ)

1485 - أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر عن سهيل عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ رَشْحُهُ

باب الهدية

(41 - بَابُ الْهَدِيَّةِ)

1486 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا مِنْدَلٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ فَهُمْ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ

1487 - قال إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ العطار الحمصبي ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عبيد اللَّهِ عَنِ الحسن بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ جُلُوسٌ فَهُمْ شُرَكَاؤُهُ فِيهَا

1488 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي قيلوية أَبُو صَالِحٍ قَالَ كَانَ لِي عَلَى عِلْجٍ عِشْرُونَ دِرْهَمًا فَأَهْدَى إِلَيَّ هَدِيَّةً فَسَأَلْتُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فقال §احْسِبْ ثمن الْهَدِيَّةِ وَخُذِ الْبَقِيَّةَ

1489 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الربيع ثنا الحارث عن سعيد بن الرَّبِيعِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَزَاوَرُوا وَتَهَادَوْا فإن الزيارة تنبت الْوُدَّ وَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تَسُلُّ السَّخِيمَةَ

1490 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ثنا مُوسَى بن إسماعيل حدثتنا حُبَابَةُ بِنْتُ عَجْلَانَ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَفْصٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وداع الخزاعية رَضِيَ الله عَنْها قالت سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §تَهَادَوْا فَإِنَّهُ يُضَعِّفُ الْحُبَّ وَيُذْهِبُ الْغَوَائِلَ

1491 - حَدَّثَنَا عُقْبَةُ ثنا يُونُسُ هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عُرْوَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ الْحَدِيثَ

1492 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ أَبِي غَطَفَانَ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ قال عمر رَضِيَ الله عَنْه §مَنْ وهب هبة لِصِلَةِ رحم أو على وَجْهِ الصَّدَقَةِ فَهِيَ جَائِزَةٌ وَمَنْ وَهَبَ هبة يَرَى أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ الثَّوَابَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا إِنْ يُرْضَ مِنْهَا

1493 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ §فِي رَجُلٍ وهب بهمة فولدت فَأَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ فِيهَا فَقَالَ يَرْجِعُ فِي قِيمَتِهَا

1494 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سفيان عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنْ عمر بن عيد العزيز رَضِيَ الله عَنْه فِي رجل وهب صفية فشبت ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَرْجِعَ فيها قال §يَرْجِعَ فِي الْقِيمَةِ عَلَانِيَةً

1495 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ §إِذَا اسْتُهْلِكَتِ الْهِبَةُ فَلَيْسَ لصاحبها أَنْ يَعُودَ فِيهَا

1496 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا أَبِي ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عن عمر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا وَكَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعُكَّةَ مِنَ السَّمْنِ وَالْعُكَّةَ مِنَ الْعَسَلِ فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَتَقَاضَاهُ جَاءَ بِهِ إِلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِ هَذَا ثَمَنَ مَتَاعِهِ §فَمَا يَزِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنْ يَبْتَسِمَ وَيَأْمُرَ بِهِ فَيُعْطَى

باب الندب إلى التسوية بين الأولاد في العطية

(42 - بَابُ النَّدْبِ إِلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْأَوْلَادِ فِي الْعَطِيَّةِ)

1497 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ الرحبي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سَوُّوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ فِي الْعَطِيَّةِ فَلَوْ كُنْتُ مُفَضِّلًا أَحَدًا لَفَضَّلْتُ النِّسَاءَ

باب الرهن

(43 - بَابُ الرَّهْنِ)

1498 -[1] إِسْحَاقُ أخبرنا وكيع ثنا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ أبي رافع رَضِيَ الله عَنْه قال نزل برسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيْفٌ فَبَعَثَنِي إِلَى يَهُودِيٍّ فَقَالَ قل له إن رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ بِعْنِي أَوْ أَسْلِفْنِي إِلَى رَجَبٍ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ ذلك فقال له وَاللَّهِ لَا أَبِيعُهُ وَلَا أُسْلِفُهُ إِلَّا بِرَهْنٍ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ وَاللَّهِ لَوْ بَاعَنِي أَوْ أَسْلَفَنِي لَقَضَيْتُهُ §إِنِّي لَأَمِينٌ فِي السَّمَاءِ أَمِينٌ فِي الْأَرْضِ اذْهَبْ بِدِرْعِيَ الْحَدِيدِ إِلَيْهِ قَالَ فَنَزَلَتْ تَعْزِيَةً عَنِ الدُّنْيَا {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زُهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ بِهَذَا [3] وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ يَعْنِي عَنْ مُوسَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ... . فَذَكَرَهُ

[5] قال وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ شَبِيبٍ ثنا خلف بن خليفة ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عن جده رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ فَاسْتُقْرِضَ لَهُ تَمْرٌ مِنْ رَجُلٍ يَهُودِيٍّ فَقَالَ الْيَهُودِيُّ -[451]- لَا وَاللَّهِ إِلَّا بِرَهْنٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَنَا فِي السَّمَاءِ أَمِينٌ وفي الأرض أَمِينٌ

1499 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يُوسُفُ هُوَ السَّمْتِيُّ ثنا جَعْفَرُ بْنُ سعد عن خبيب بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عن سمرة رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ رَهَنَ أَرْضًا بِدَيْنٍ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقتضي من ثمرها بما فَضُلَ عَنْ نَفَقَتِهَا غيقضي مِنْ ذَلِكَ دَيْنَهُ الَّذِي عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ يَحْسِبَ الَّذِي بَقِيَ لَهُ عِنْدَ عَمَلِهِ وَنَفَقَتِهِ بِالْعَدْلِ

باب الحجر

(44 - بَابُ الْحَجْرِ)

1500 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي إسماعيل ثنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ عياش عن حرام بن عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عتيق عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا يُتْمَ بَعْدَ حُلُمٍ

1501 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ ثنا مُعْتَمِرٌ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي حَرِيزٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ §أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ

باب علامة البلوغ الذي يقع فيه التكليف

(45 - بَابُ علامة البلوغ الذي يقع فيه التَّكْلِيفُ)

1502 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عن مجاهد قال سَمِعْتُ رَجُلًا فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ §كنت يوم حكم سعد رَضِيَ الله عَنْه فِي بَنِي قُرَيْظَةَ وَأَنَا غُلَامٌ فَشَكُّوا فِيَّ فَلَمْ يَجِدُونِي جَرَتْ علي الموسى فاستبقيت (56) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي حَدِّ السَّرِقَةِ ذِكْرُ من اعتبره بستة أَشْبَارٍ

باب مماكسة الباعة

(46 - بَابُ مُمَاكَسَةِ الباعة)

1503 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ثنا زياد ثنا صَالِحٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ §كَانَ لَا يُمَاكِسُ فِي ثَلَاثَةٍ فِي الْكِرَاءِ إِلَى مَكَّةَ وَفِي الرَّقَبَةِ وَفِي الْأُضْحِيَةِ

باب إحياء الموات

(47 - بَابُ إِحْيَاءِ الْمَوَاتِ)

1504 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده رَضِيَ الله عَنْه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ أَحْيَا مَوَاتًا مِنَ الْأَرْضِ فِي غَيْرِ حَقِّ مُسْلِمٍ فَهُوَ لَهُ وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ كَثِيرٌ ضَعِيفٌ جِدًّا

1505 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا زَمْعَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §العباد عبد اللَّهِ وَالْبِلَادُ بِلَادُ اللَّهِ وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ

1506 - قال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عن عمر رَضِيَ الله عَنْه قال §مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ

باب الوقف

(48 - بَابُ الْوَقْفِ)

1507 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أمية عن من سَمِعَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما أنه سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ جَعَلَ شَيْئًا فِي سبيل الله تعالى أَيَصْرِفُهُ إِلَى غيره قال أفضه حَيْثُ جَعَلَهُ صَاحِبُهُ قَالَ ما وَاللَّهِ §مَا سَبِيلُ اللَّهِ أَنْ يَضْرِبَ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ

باب الجعالة

(49 - بَابُ الْجُعَالَةِ)

1508 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي رَبَاحٍ وهو عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ قَالَ أَتَيْتُ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه بَأَبَاقٍ مِنْ عَيْنِ التَّمْرِ أَوْ قَالَ مِنَ الْعَيْنِ فَقَالَ §أَبْشِرْ بِالْأَجْرِ وَالْغَنِيمَةِ قَالَ قُلْتُ هَذَا الْأَجْرُ فَمَا الْغَنِيمَةُ قَالَ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ

1509 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْه فالا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا وَفِيهِ §من ظَلَمَ أَجِيرًا أَجْرَهُ حَبِطَ عَمَلُهُ وَحُرِّمَ عَلَيْهِ رِيحُ الْجَنَّةِ وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ

1510 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وعبد اللَّهِ بن دينار رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §جَعَلَ جُعْلَ الْآبِقِ إِذَا أُخِذَ خَارِجًا مِنَ الْمِصْرِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ

كتاب العتق

(14 - كِتَابُ الْعِتْقِ)

1511 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش عن حرام بن عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا عِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ

1512 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّ امْرَأَةً أَعْتَقَتْ عَبْدًا لَهَا فَقَالَتْ لها عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَمَّا §إِذَا عتقتيه وَلَمْ تَشْتَرِطِي مَالَهُ فَمَالُهُ لَهُ

1513 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أبي مجلز وقال §إنَّ عَبْدًا كَانَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَأَعْتَقَ أَحَدُهُمَا نَصِيبَهُ فحبسه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى باع غنيمة

1514 - وحدثنا أبو بكر السمان ثنا ابن عون عن محمد كان عبد بين رجلين فأعتق أحدهما نصفه فركب شريكه إلى عمر رَضِيَ الله عَنْه فكتب أن يقوم بأغلى القيمة

1515 - وَحَدَّثَنَا يحيى بن سعيد عن مغيرة عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ §فِي الْعَبْدِ يَكُونُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فيتق أحدهما نصيبه قال يَضْمَنُ ثُلُثَ ثَمَنِهِ لِصَاحِبِهِ بِقِيمَةِ عَدْلِ يَوْمِ أَعْتَقَهُ

1516 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مجاهد قال أَنَّ أبا هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ يَا فُلَانُ §لَوْلَا أَنَّكَ وَلَدُ زَنْيَةٍ لَأَعْتَقْتُكَ

1517 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ ميون عَنْ وَاصِلٍ عَنْ هِلَالٍ عَنْ مَوْلًى لِبَنِي هاشم قال بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مِنْ شَرِّ رَقِيقِكُمُ السُّودَانُ إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا -[478]- (57) حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص رَضِيَ الله عَنْه فِي فضل العتق تقدم (58) وأبي ذر رَضِيَ الله عَنْه فِي الْعِتْقِ فِي أَوَّلِ أحاديث الأنبياء عليهم السلام (59) وحديث جرير رَضِيَ الله عَنْه فِي عِتْقِ أُمَّهَاتِ الأولاد يأتي أن شاء الله تعالى فِي بَابِ عِشْرَةِ النِّسَاءِ

1518 - الْحَارِثُ حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانَ بْنِ حُمْرَانَ أنا الزهري قال أَنَّ عُرْوَةَ أَخْبَرَهُ أن عائشة رَضِيَ الله عَنْها سُئِلَتْ فَقِيلَ لَهَا إِنَّ أبا هريرة رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لأن أتصدق بشسه نَعْلِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ وَلَدَ زِنًى فقالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَسَاءَ سَمْعًا فَأَسَاءَ إِجَابَةً إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأن تصدق بِشِسْعِ نَعْلِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آمُرَ جَارِيَتِي تَزْنِي وَأُعْتِقَ وَلَدَهَا

1519 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حدثنا بشر بن إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أبيه قال §رَأَيْتُ الْمُدَبَّرَ الَّذِي بَاعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

1520 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مجاهد قال قال عمر رَضِيَ الله عَنْه §مَا أَعْتَقَ الرَّجُلُ مِنْ رَقِيقِهِ مَرَضِهِ فَهُوَ وَصِيَّةٌ إِنْ شَاءَ رَجَعَ فِيهَا

1521 - وَحَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ طاووس أَنَّهُ §كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَعُودَ الرَّجُلُ فِي عِتَاقِهِ

1522 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ §إِذَا أَفْلَسَ الْمُكَاتَبُ يُبْدَأُ بِالدَّيْنِ

1523 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قال §أَنَّ مُكَاتَبًا لَهُ عَجَزَ فَرَدَّهُ مملوكا وَأَمْسَكَ مَا أَخَذَهُ مِنْهُ

1524 - وَحَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الْأَشْعَثِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §لهم ما أخذ مِنْهُ يَعْنِي إِذَا لم يكمل فرد فِي الرِّقِّ فَمَا أُخِذَ فَلَهُمْ

1525 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ حصضين عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْحَارِثِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §إِذَا تَتَابَعَ نَجْمَانِ فَلَمْ يُؤَدِّ نُجُومَهُ رُدَّ فِي الرِّقِّ

1526 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا المعتمر عن عبيد اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عن عمر رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّهُ §قَضَى فِي أُمُّ الْوَلَدِ لَا تُبَاعَ وَلَا تُوهَبَ وَلَا تُوَرَّثَ يستمتع بها صاحبها مَا عَاشَ فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ

باب عتق ولد الزنا

(1 - باب عتق ولد الزنا) 1527 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير حدثني رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ رَجُلٍ أَنَّ مَوْلَاةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهَا جَارِيَةً وَأَنَّ تِلْكَ الْجَارِيَةَ ولدت من زنا وَأَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ تَعْتِقَ وَلَدَهَا فَاسْتَأْمَرَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَأَنْ تَصَدَّقِي بِصَدَقَةٍ خَيْرٌ لَكِ مِنْ أَنْ تُعْتِقِيهَا وَلَكِنِ اسْتَخْدِمِيهَا قُلْتُ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا الرَّجُلَ الْمُبْهَمَ وَشَيْخُهُ كَذَلِكَ

كتاب الوصايا

(15 - كتاب الْوَصَايَا) (60) حَدِيثُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَوَصِيَّتُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَإِمْضَاءُ ذَلِكَ بِرُؤْيَا مَنَامٍ تأتي القصة إن شاء الله تعالى بِطُولِهَا فِي مَنَاقِبِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ الله عَنْهم

1528 - وقال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قال أَنَّ أبا بكر رَضِيَ الله عَنْه بين أن §الله تعالى تَصَدَّقَ عَلَيْكُمْ بِثُلُثِ أَمْوَالِكُمْ عِنْدَ وَفَاتِكُمْ

1529 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عزة قال أَنَّ أبا بكر رَضِيَ الله عَنْه أوصى بالخمس فقال §آخُذُ مِنْ مالي ما أحل اللَّهُ مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ

1530 - حدثنا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ عن مجاهد قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث مناديا في يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ §لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ الْوَلَدُ للفراش ولا تجوز لمرأة عَطِيَّةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا

1531 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ ثنا سُفْيَانُ عَنْ لَيْثٍ عَنْ شَهْرٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَ أُرَاهَا رَفَعَتْهُ قَالَ §لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ

باب ميراث الجد

(1 - بَابُ مِيرَاثِ الْجَدِّ)

1532 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي الطَّبَّاعِ ثنا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عيسى قال أَنَّ زَيْدَ بن ثابت رَضِيَ الله عَنْه قال لعمر رَضِيَ الله عَنْه §أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَدَّ سُدُسَ الْمَالِ مَعَ الْوَلَدِ الذَّكَرِ وَمَعَ الْأَخِ الْوَاحِدِ النِّصْفَ وَمَعَ الِاثْنَيْنِ فَصَاعِدًا الثُّلُثَ وَإِذَا لَمْ يَكُنْ وَارِثٌ غَيْرُهُ فَأَعْطَاهُ الْمَالَ كُلَّهُ

1533 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ثنا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عِيَاضٍ عَنْ أبي سعيد رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §كُنَّا نُوَرِّثُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي الْجَدَّ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا [3] وَقَالَ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا ابن عُمَرَ بْنِ هَيَّاجٍ ثنا قَبِيصَةُ قَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ عَنْ أبي سعيد رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَأَحْسِبُ أَنَّ قَبِيصَةَ أَخْطَأَ فِي لَفْظِهِ وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدَهُ كُنَّا نُؤَدِّيهِ يَعْنِي الْفِطْرَ وَلَمْ يُتَابَعْ قَبِيصَةُ عَلَى هَذَا

باب ابن أخت القوم ومولاهم وحليفهم منهم

(2 - بَابٌ ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ ومولاهم وَحَلِيفُهُمْ مِنْهُمْ)

1534 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا كَثِيرٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ حَدَّثَنِي أَبِي عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ §أَدْخِلُوا عَلَيَّ النَّاسَ وَلَا تُدْخِلُوا إِلَّا قُرَيْشًا فَدَخَلُوا يتسللون حَتَّى امْتَلَأَ الْبَيْتُ فَقَالَ هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ لَيْسَ مِنْكُمْ فَقَالُوا ابْنُ الْأُخْتِ وَالْمَوْلَى وَالْحَلِيفُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ الْأُخْتِ مِنْهُمْ وَحَلِيفُهُمْ مِنْهُمْ وَمَوْلَاهُمْ مِنْهُمْ

باب من تصدق ثم رجع ذلك إليه ميراثا

(3 - بَابُ مَنْ تَصَدَّقَ ثُمَّ رجع ذلك إليه مِيرَاثًا)

1535 - مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ ثنا سَلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ أَنَّهُ تَصَدَّقَ عَلَى أُمِّهِ بِجَارِيَةٍ لَهُ كَاتَبَهَا فَمَاتَتِ الْأُمُّ وَعَلَيْهَا بَقِيَّةٌ مِنْ مُكَاتَبَتِهَا قَالَ فَسَأَلْتُ عِمْرَانَ بن حصين رَضِيَ الله عَنْه فقال §أَنْتَ تَرِثُ أُمَّكَ وَأَنْ تَقْسِمَهَا فِي ذِي قَرَابَتِهَا أَحَبُّ إِلَيَّ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ)

باب من ماتوا جميعا كيف يورثون

(4 - بَابُ مَنْ ماتوا جَمِيعًا كَيْفَ يُوَرِّثُونَ)

1536 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ §فِي قَوْمٍ غَرِقُوا فِي سَفِينَةٍ فورث علي رَضِيَ الله عَنْه بعضهم من بعض -[506]- انتهى المجلد السابع ويليه المجلد الثامن وأوله آخر الفرائض

باب الكلالة

(5 - بَابُ الْكَلَالَةِ)

1537 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ سَعِيدِ بن المسيب قال إن عمر رَضِيَ الله عَنْه سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَيْفَ نُوَرِّثُ الكلالة فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو ليس قَدْ بيّن الله تعالى ذَلِكَ ثُمَّ قَرَأَ {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كلالة} إلى آخرها فكأن عمر رَضِيَ الله عَنْه لَمْ يَفْهَمْ فأنزل الله تعالى {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ فكأن عمر رَضِيَ الله عَنْه لَمْ يَفْهَمْ فقال لحفصة رَضِيَ الله عَنْها إذا رأيت من رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَيِّبَ نَفْسٍ فَاسْأَلِيهِ عَنْهَا فَرَأَتْ مِنْهُ طِيبَ نَفْسٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُوكِ كَتَبَ لَكَ هَذَا مَا أَرَى أَبَاكِ يَعْلَمُهَا أَبَدًا فكان عمر رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ مَا أُرَانِي أَعْلَمُهَا أَبَدًا وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ سَمِعَهُ من حفصة رَضِيَ الله عَنْها

1538 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ أبي مليكة قال سَمِعْتُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما يقول §إنه لَيْسَ فِي كِتَابِ الله تعالى وَلَا فِي قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيجدونه كُلُّهُمْ فَيَقُولُونَ مَا هُوَ فَيَقُولُ مِيرَاثُ الْأُخْتِ مَعَ الْبِنْتِ النِّصْفُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجل {إن امرؤا هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ} الْآيَةَ

1539 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن عن زهير عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيِّ بن أبي طاب رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §يَرِثُ الرَّجُلُ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ دُونَ إخوته لِأَبِيهِ

1540 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حدثنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ أَنَّهُ سمع مرة يقول فِي الْكَلَالَةِ قُلْتُ لِمُرَّةَ §وَمَنْ يَشُكُّ فِي الْكَلَالَةِ هُوَ مَا دُونَ الْوَلَدِ وَالْوَالِدِ قَالَ إِنَّهُمْ يَشُكُّونَ فِي الوالد

باب ميراث الولاء ومن أسلم على يده رجل

(6 - بَابُ مِيرَاثِ الْوَلَاءِ وَمَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ رَجُلٌ)

1541 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنِ الحم بْنِ عُتَيْبَةَ قَالَ اخْتَصَمَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ إلى عمر رَضِيَ الله عَنْه فِي موالي صفية رَضِيَ الله عَنْها فقال علي رَضِيَ الله عَنْه عَمَّتِي وَأَنَا أَعْقِلُ عَنْهَا وَأَرِثُهَا وقال الزبير رَضِيَ الله عَنْه أُمِّي وَأَنَا أَرِثُهَا فَقَالَ عمر لعلي رَضِيَ الله عَنْهما أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §جَعَلَ الْوَلَاءَ تَبَعًا لِلْمِيرَاثِ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنِ الْحَكَمِ مِثْلَهُ وقال لعلي رَضِيَ الله عَنْه أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل الولاء تبعا لِلْمِيرَاثِ فَقَضَى به للزبير رَضِيَ الله عَنْه

1542 - وقال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ اسلم على يده رَجُلٍ فَهُوَ مَوْلَاهُ يرثه ويؤدي عنه

1543 - حدثنا عيسى بن يونس ثنا معاوية بن يحيى عن القاسم عن أبي إمامة رَضِيَ الله عَنْه قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أسلم على يدي رجل فهو مولاه

1544 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ منصور قال سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ §النَّبَطِيِّ يُسْلِمُ فَيُوَالِي رَجُلًا قَالَ يَرِثُهُ وَيَعْقِلُ عَنْهُ

باب من رأى توريث المسلم من الكافر

(7 - بَابُ مَنْ رَأَى تَوْرِيثَ الْمُسْلِمِ مِنَ الْكَافِرِ)

1545 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَمْرِو بْنِ كُرْدِيٍّ عَنْ يَحْيَى بن يعمر قال أَنَّ مُعَاذَ بن جبل رَضِيَ الله عَنْه §كَانَ يُوَرِّثُ الْمُسْلِمَ مِنَ الْكَافِرِ وَلَا يُوَرِّثُ الْكَافِرَ مِنَ الْمُسْلِمِ

1546 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَمْرٍو الْوَاسِطِيِّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بن بريدة قال أَنَّ §أَخَوَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ يَهُودِيُّ وَمُسْلِمٌ فَوَرَّثَ الْمُسْلِمَ مِنْهُمَا فقيل له لم وَرَّثْتَ الْمُسْلِمَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ أَنَّ أَخَوَيْنِ اخْتَصَمَا إلى معاذ رَضِيَ الله عَنْه يَهُودِيُّ وَمُسْلِمٌ فَقَالَ الْمُسْلِمُ كَانَ أَبِي يَهُودِيًّا وَكَانَ ذَا مَالٍ وَأَرْضٍ فَلَمْ يَضُرَّنِي إِسْلَامِي عِنْدَهُ دُونَ أَنْ فَوَّضَ إِلَيَّ مَالَهُ وَأَرْضًا كُنْتُ أَزْرَعُهَا وَأَقُومُ فِيهَا وَكُنْتُ أَتَصَدَّقُ وَأُقْرِي الضَّيْفَ وَأَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ وَأَعْتِقُ فَكَانَ لَا يَعِيبُ ذَلِكَ عَلَيَّ فَمَاتَ فَحَالُوا بَيْنِي وَبَيْنَ مَالِهِ وَقَالُوا لَا حَقَّ لَكَ فورث معاذ رَضِيَ الله عَنْه الْمُسْلِمَ

1547 - حَدَّثَنَا أبو وَكِيعٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §لَا يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ إِلَّا إِنْ كان له عَبْدًا وَفِي لَفْظٍ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَمْلُوكًا لَهُ

1548 - قال أَبُو يعلى ثنا زهيرتنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الرحمن بْنِ مَوْهَبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت وُجِدَ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / كِتَابٌ فِيهِ §الْمُؤْمِنُونَ تكافؤ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بكافر ولا ذو عهد في عَهْدٍ وَلَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ

باب ميراث النبي صلى الله عليه وسلم

(8 - بَابُ مِيرَاثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

1549 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا أَبُو مَالِكٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عن حذيفة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §النَّبِيُّ لَا يُورَثُ

باب ميراث المرتد

(9 - بَابُ مِيرَاثِ الْمُرْتَدِّ)

1550 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ قَالَ §إِذَا قُتِلَ الْمُرْتَدُّ عَنِ الْإِسْلَامِ وَرِثَهُ وَلَدُهُ هَذَا مُنْقَطِعٌ مَوْقُوفٌ

باب ميراث ذوي الرحم إذا لم تكن عصبة

(10 - بَابُ مِيرَاثِ ذَوِي الرَّحِمِ إذا لم تكن عَصَبَةٌ)

1551 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سَأَلَ عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحِ §هَلْ تَعْلَمُونَ لَهُ نَسَبًا فِيكُمْ قَالُوا لَا إنما هو أتي فِينَا فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِيرَاثِهِ لِابْنِ أُخْتِهِ

باب ميراث الدية

(11 - بَابُ مِيرَاثِ الدِّيَةِ)

1552 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا حجاج الصواف قال قَرَأْتُ فِي كِتَابِ جَدِّي مُعَاوِيَةَ - ابْنِ عَمِّ أَبِي قِلَابَةَ مِنْ كُتُبِ أَبِي قِلَابَةَ فَوَجَدْتُ فِيهِ هَذَا مَا اسْتَذْكَرَ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ مِنْ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الدِّيَةُ بَيْنَ الْوَرَثَةِ مِيرَاثٌ عَلَى كتاب الله عز وجل

باب لا يرث القاتل

(12 - بَابُ لَا يَرِثُ الْقَاتِلُ)

1553 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ وَالْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ وَنُسْخَتُهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْأَعْلَى ثنا وُهَيْبٌ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ حدثني رجل منهم عن رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَدِيٌّ كَانَ بَيْنَهُ وبين امرأتين له جوار فَرَمَى إِحْدَاهُمَا بِحَجَرٍ فَقَتَلَهَا فَرَكِبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِتَبُوكَ فَسَأَلَهُ عَنْ شَأْنِ §الْمَرْأَةِ الْمَقْتُولَةِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْقِلُهَا وَلَا تَرِثُهَا

كتاب النكاح

(16 - كِتَابُ النِّكَاحِ)

باب ما يحرم من النساء

(1 - بَابُ مَا يُحَرَّمُ مِنَ النِّسَاءِ)

1554 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا شَرِيكٌ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ أخذ علي رَضِيَ الله عَنْه لا بِيَدِ كَعْبِ بن عجرة رَضِيَ الله عَنْه فَأَقَامَهُ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ فَقَالَ لَهُ حَدِّثْ بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال رَضِيَ الله عَنْه سَمِعْتُهُ يَقُولُ §لَا تَحِلُّ ابْنَةُ الْأَخِ وَابْنَةُ الْأُخْتِ مِنَ الرَّضَاعَةِ هَذَا الإسناد ضَعِيفٌ وَجَابِرٌ هُوَ الْجُعْفِيُّ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلِيٍّ وَلَا من كعب رَضِيَ الله عَنْهما

1555 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ ثنا ابن موهب قال سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ وُجِدَ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَتِ الْحَدِيثَ قَالَتْ وَفِي الْآخِرِ §وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا وَلَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ ثَلَاثَ لَيَالٍ مَعَ غَيْرِ ذِي مَحْرَمٍ

1556 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بن هشام ثنا أَبِي عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ عن الحسن رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ تُنْكَحَ الْأَمَةُ عَلَى الْحُرَّةِ

1557 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §نِكَاحُ الْحُرَّةِ عَلَى الْأَمَةِ طَلَاقُ الْأَمَةِ

1558 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ وَهُوَ مُحْرِمٌ انْتَزَعْنَا مِنْهُ امرأته ولم نجز نِكَاحُهُ

1559 - قال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ عَنْ أَبِيهِ عن وائل رَضِيَ الله عَنْه قال إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ كِتَابًا فِيهِ §لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا وِرَاطَ وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ أجبا فَقَدْ أربا

1560 - قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نافع عن نبيه بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ §الْمُحْرِمُ لَا يَنْكِحُ وَلَا يَخْطُبُ عَلَى نَفْسِهِ وَلَا عَلَى مَنْ سِوَاهُ

باب الخطبة

(2 - بَابُ الْخِطْبَةِ)

1561 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ §وَمَنْ مَشَى فِي تَزْوِيجِ رَجُلٍ حَلَالًا حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا رزقه الله تعالى أَلْفَ امْرَأَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ كُلُّ امْرَأَةٍ فِي قَصْرٍ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا أَوْ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا فِي ذَلِكَ عِبَادَةُ سَنَةٍ قِيَامُ لَيْلِهَا وَصِيَامُ نَهَارِهَا وَمَنْ مَشَى فِي صُلْحِ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِيدٍ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقًّا وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عِبَادَةُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا

باب الصداق والترغيب فيه

(3 - بَابُ الصَّدَاقِ وَالتَّرْغِيبِ فِيهِ)

1562 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ موسى عن أبي الْحَارِثِ هُوَ جَابِرُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §خَيْرُكُنَّ أيسركن صَدَاقًا قال وكان مُجَاهِدٌ يَقُولُ إِنْ كَانَ دِرْهَمًا فَهُوَ حَلَالٌ

1563 - قال أَبُو بَكْرٍ حدثنا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ عَنْ أَبِي ثعلبة الخشني رَضِيَ الله عَنْه قَالَ ولقيته وكلمته قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ §خَرَجْتُ مَعَ عَمٍّ لِي فِي سَفَرٍ فَأَدْرَكَهُ الحفا فَقَالَ أعرني حذاءك فقلت لَا أُعِيرُكَهَا أَوْ تَزَوَّجَنِي ابْنَتَكَ فَقَالَ قَدْ زَوَّجْتُكَ ابْنَتِي قَالَ فَلَمَّا أَتَيْنَا أَهْلَنَا بَعَثَ إِلَيَّ حِذَائِي وَقَالَ لَا امْرَأَةَ لَكَ عِنْدِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهَا لَا خَيْرَ لَكَ فِيهَا

1564 - قال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبَانَ عن انس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا اجْتَمَعَ أَمْرَانِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَحَبَّهُمَا إلى الله تعالى أَيْسَرُهُمَا

1565 - قال مُسَدَّدٌ حدثنا عِيسَى هُوَ ابْنُ يُونُسَ ثنا صَالِحُ ابن أَبِي الْأَخْضَرِ حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدٍ حَاجِبُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ زَوَّجَ عبدا لله تعالى لَا يُزَوِّجُهُ إِلَّا لَهُ توجه الله عز وجل في الجنة تَاجًا يُعْرَفُ بِهِ

1566 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ ركب عمر رَضِيَ الله عَنْه الْمِنْبَرَ مِنْبَرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَا أَعْرِفَنَّ مَا زَادَ الصَّدَاقُ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ ثُمَّ نَزَلَ فَاعْتَرَضَتْهُ امرأة من فريش فقال يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَهَيْتَ النَّاسَ أَنْ يَزِيدُوا في صدقاتهن إلى أربعمائة دِرْهَمٍ قَالَ نَعَمْ قَالَتْ أَمَا سمعت الله تعالى يَقُولُ فِي الْقُرْآنِ {وآتيتهم إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} الْآيَةَ فَقَالَ اللَّهُمَّ غَفْرًا كُلُّ النَّاسِ أَفْقَهُ مِنْ عُمَرَ ثُمَّ رَجَعَ فَرَكِبَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي §كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَزِيدُوا فِي صَدُقَاتِهِنِّ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَمَنْ شَاءَ أَنْ يُعْطِيَ مِنْ مَالِهِ مَا أَحَبَّ أَوْ فَمَنْ طَابَتْ نَفْسُهُ فَلْيَفْعَلْ

1567 - قال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى حدثنا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سعيد الخدري رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا جُنَاحَ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِمَا شَاءَ مِنْ مَالِهِ قَلَّ أَوْ كَثُرَ إِذَا أَشْهَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ثنا شَرِيكٌ بِهِ

1568 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ ثنا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيان §يَقْسِمُ الْغَنْمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ مِنَ الصَّدَقَةِ فتقع الشاة بي الرَّجُلَيْنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا دَعْ لِي يصيبك أَتَزَوَّجْ بِهِ

1569 - قال وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ثنا وَكِيعٌ ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي لبيبة عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنِ اسْتَحَلَّ بِدِرْهَمٍ فَقَدِ اسْتَحَلَّ وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ حَدِيثُ لَا مَهْرَ أَقَلَّ مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ فِي بَابِ الْأَوْلِيَاءِ

1570 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرزاق أن بن جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ أَنَّ خَالَتَهُ أَخْبَرَتْهُ عَنِ امْرَأَةٍ - وَهِيَ مُصَدَّقَةٌ قَالَتْ بَيْنَمَا أَبِي فِي غَزَاةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَدْ رَمِضُوا فَقَالَ رَجُلٌ مَنْ يُعْطِينِي نَعْلَيْهِ أنكحه أَوَّلَ ابْنَةٍ تَلِدُ لِي فَخَلَعَ أَبِي نَعْلَيْهِ ألقاهما إِلَيْهِ فَوُلِدَ لِلرَّجُلِ جَارِيَةٌ فَبَلَغَتْ فَقَالَ أَبِي اجْمَعْ إِلَيَّ أَهْلِي فَقَالَ هَلُمَّ الصداق فقال والله إِنِّي لَا أَزِيدُكَ عَلَى مَا أَعْطَيْتُكَ لِلنَّعْلَيْنِ فَقَالَ الله لا أعطيكها إِلَّا بِصَدَاقٍ فَأَتَى أَبِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ §أَلَا أُخْبِرُكَ بما هو خير مِنْ ذَلِكَ تَدَعْهَا فَلَا تَحْنَثُ وَلَا تُحْنِثُ صَاحِبَكَ فَتَرَكَهَا أَبِي قُلْتُ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ إِلَى قَوْلِهِ فَبَلَغَتْ ثُمَّ أَحَالَ بَقِيَّتَهُ عَلَى حَدِيثِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ كَرْدَمٍ

باب الخيار في النكاح

(4 - بَابُ الْخِيَارِ فِي النِّكَاحِ)

1571 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عن علي رصي الله عنه فِي §رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَبِهَا جُنُونٌ أَوْ جُذَامٌ أو برص قال هِيَ امْرَأَتُهُ إِنْ شَاءَ طَلَّقَ وَإِنْ شَاءَ أَمْسَكَ

باب من جعل العتق صداقا

(5 - بَابُ من جعل الْعِتْقِ صَدَاقًا)

1572 - قَالَ إِسْحَاقُ أخبرنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَزْوَاجَكَ يفخرون عَلَيَّ يَقُلْنَ لَمْ يَتَزَوَّجْكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَنْتِ مِلْكُ يَمِينٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَلَمْ أُعْظِمْ صَدَاقَكِ أَلَمْ أُعْتِقْ أَرْبَعِينَ مِنْ قَوْمِكِ

2573 - قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ثنا هَاشِمٌ الْكُوفِيُّ ثنا كِنَانَةُ يَعْنِي مَوْلَى صَفِيَّةَ عن صفية رَضِيَ الله عَنْها قالت §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا أَمْهَرَهَا نَفْسَهَا وسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمَنَاقِبِ حَدِيثِ رُزَيْنَةَ مولاتها بما يخالف ذلك

باب جواز الدخول على المرأة قبل أن تعطى الصداق

(6 - بَابُ جواز الدُّخُولِ عَلَى الْمَرْأَةِ قَبْلَ أَنْ تعطى الصَّدَاقَ)

1574 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ عَنْ خَيْثَمَةَ أَنَّ §رَجُلًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً فَجَهَّزَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُعْطِ شَيْئًا هَذَا مُرْسَلٌ وَقَدْ رَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ مَنْصُورٍ فَقَالَ عَنْ طَلْحَةَ عَنْ خَيْثَمَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها وَصَلَهُ شَرِيكٌ وَأَرْسَلَهُ سُفْيَانُ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ

باب الترغيب في حضور الإملاك وجعله يوم الجمعة

(7 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حُضُورِ الْإِمْلَاكِ وَجَعْلِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ)

1575 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حدثنا مَالِكُ بْنُ أسماعي النَّهْدِيُّ ثنا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ نِعْمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ شَهِدَ إِمْلَاكَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سبيل الله تعالى واليوم بسبعمائة وأخرج أَبُو يَعْلَى مِنْ حَدِيثِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ تَزْوِيجٍ وباءة يأتي إن شاء الله تعالى فِي بَدْءِ الْخَلْقِ

باب شؤم المرأة

(8 - بَابُ شُؤْمِ الْمَرْأَةِ)

1576 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ قيل لعائشة رَضِيَ الله عَنْها إِنَّ أبا هريرة رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثَةٍ فِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ فقالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها لَمْ يَحْفَظْ أبو هريرة رَضِيَ الله عَنْه لِأَنَّهُ دَخَلَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ يَقُولُونَ الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثَةٍ فِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ فَسَمِعَ آخِرَ الْحَدِيثِ وَلَمْ يَسْمَعْ أَوَّلَهُ رَوَى أَحْمَدُ مَعْنَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ أَبِي حَسَّانَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها

باب نكاح المحرم

(9 - بَابُ نِكَاحِ الْمُحْرِمِ)

1577 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثنا أَبِي سَمِعْتُ مُحَمَّدَ ابن إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ وَأَبَانَ بْنِ صَالِحٍ أن مجاهدا حدثهم عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما §أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهُوَ محرم يَعْنِي مَيْمُونَةَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَسَعِيدُ بْنُ المسيب ينكران ذلك قُلْتُ هُوَ فِي الصَّحِيحِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ لِإِنْكَارِ بن عُمَرَ

باب القسم والترهيب من حبس حق المرأة

(10 - بَابُ الْقَسْمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ حَبْسِ حَقِّ الْمَرْأَةِ)

1578 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ §من ظَلَمَ المرأة مَهْرَهَا فَهُوَ عند الله تعالى زَانٍ ويقول الله تعالى لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْدِي زَوَّجْتُكَ عَلَى عَهْدِي فَلَمْ تَعْرِفْ بِعَهْدِي فيتولى الله تعالى طَلَبَ حَقِّهَا فَيَسْتَوْعِبُ حَسَنَاتِهِ كُلَّهَا فَمَا بَقِيَ مِنْهُ فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ وَمَنْ كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا فِي الْقَسْمِ مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولًا مَائِلًا شِقُّهُ حَتَّى يَدْخُلَ النَّارَ

1579 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْمَلُ إِلَى نِسَائِهِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَيَعْدِلُ بينهن فِي الْقَسْمِ

1580 - قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي خَلِيفَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَصَابَتِ القرعة عائشة رَضِيَ الله عَنْهما فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِّقِ

باب استئمار النساء في أنفسهن وإمضاء تزويج الأب ولو لم يؤمرها

(11 - بَابُ اسْتِئْمَارِ النِّسَاءِ فِي أَنْفُسِهِنَّ وَإِمْضَاءِ تَزْوِيجِ الْأَبِ وَلَوْ لَمْ يؤمرها)

1581 - الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ ثنا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ وَاسْمُهُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ نُعَيْمُ بْنُ النَّحَّامِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمَّاهُ صَالِحًا أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ لِعُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه اخْطُبْ عَلَيَّ ابْنَةَ صَالِحٍ فَقَالَ لَهُ يَتَامَى وَلَمْ يَكُنْ لؤثرنا عَلَيْهِمْ فَانْطَلَقَ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى عَمِّهِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ لِيَخْطُبَ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى صَالِحٍ فَقَالَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمر أرسلني إليك يَخْطُبُ ابْنَتَكَ فَقَالَ لِي يَتَامَى وَلَمْ أَكُنْ لِأُتْرِبَ لَحْمِي وَأَرْفَعَ لَحْمَكُمْ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ أَنْكَحْتُهَا فُلَانًا وَكَانَ هَوَى أُمِّهَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ عبد الله ين عُمَرَ ابْنَتِي فَأَنْكَحَهَا أَبُوهَا يَتِيمًا فِي حِجْرِهِ وَلَمْ يؤمرها فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَالِحٍ فَقَالَ أَنْكَحْتَ ابنيك وَلَمْ تؤمرها قَالَ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَشِيرُوا عَلَى النِّسَاءِ فِي أَنْفُسِهِنِّ مَرَّتَيْنِ فَقَالَ صَالِحٌ إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لِمَا يُصْدِقُهَا ابْنُ عُمَرَ فَإِنَّ لَهَا مِنْ مَالِي مِثْلَ مَا أَعْطَاهَا -[136]- تَابَعَهُ عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ عَنِ اللَّيْثِ أَخْرَجَهُ ابْنُ السَّكَنِ فِي الصَّحَابَةِ مِنْ طَرِيقِهِ وَهُوَ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ إِبْرَاهِيمُ لَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقال إنه ولده عَلَى عَهْدِهِ

1582 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا الحارث بن سريج ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا فُضَيْلُ أَبُو مُعَاذٍ عَنْ أَبِي حَرِيزٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §إِذَا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ قَالَ إن فلانا بْنَ فُلَانٍ يَذْكُرُ فلانة بنت فلان أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ أَتَمَّ مِنْ هَذَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها

1583 - قال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ يَحْيَى عَنْ بن أبي كثير عن عِكْرِمَةَ بْنِ مُهَاجِرٍ أَوْ مُهَاجِرِ بْنِ عِكْرِمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَّقَ بَيْنَ جَارِيَةٍ بِكْرٍ وَبَيْنَ زَوْجِهَا زَوَّجَهَا أَبُوهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ قَالَ §وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا زَوَّجَ أحدا من بناته أتى خدرها وقال إِنَّ فُلَانًا يَذْكُرُ فُلَانَةَ

باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم من شاء من النساء بغير صداق لنفسه ولغيره

(12 - بَابُ تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ شَاءَ مِنَ النِّسَاءِ بِغَيْرِ صَدَاقٍ لِنَفْسِهِ وَلِغَيْرِهِ)

1584 - قال عبد ين حُمَيْدٍ حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ الْغَسَّانِيُّ ثنا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أوفى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ وَاللَّهِ إِنَّا لَجُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ جاء أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهْلَكَنِيَ الشَّبَقُ والجوع فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَعْرَابِيُّ الشَّبَقُ وَالْجُوعُ قَالَ هُوَ ذَاكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَاذْهَبْ فَأَوَّلُ امْرَأَةٍ تَلْقَاهَا لَيْسَ لَهَا زَوْجٌ فهي امرأتك فقال الْأَعْرَابِيُّ فَدَخَلْتُ نَخْلَ بَنِي النَّجَّارِ فَإِذَا جَارِيَةٌ تَخْتَرِفُ في زَنْبِيلٍ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا ذَاتَ الزِّنْبِيلِ، هَلْ لَكِ زَوْجٌ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَ: انْزِلِي، فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَنَزَلَتْ فَانْطَلَقْتُ مَعَهَا إِلَى مَنْزِلِهَا فَقَالَتْ لِأَبِيهَا إِنَّ هَذَا الْأَعْرَابِيَّ أتاني وَأَنَا أَخْتَرِفُ فِي الزِّنْبِيلِ فَسَأَلَنِي هَلْ لَكِ زَوْجٌ فَقُلْتُ لَا فَقَالَ انْزِلِي فَقَدْ زَوَّجَنِيكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ مَا ذَاتُ الزِّنْبِيلِ مِنْكَ قَالَ ابْنَتِي قَالَ هَلْ لَهَا زَوْجٌ قَالَ لَا قَالَ فَقَدْ زَوَّجَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فانطلقت الجارية وأبو الْجَارِيَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ -[152]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ لَهَا زوج قال لا قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لذهب فَأَحْسِنْ جِهَازَهَا ثُمَّ ابعث بها غليه فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ فَجَهَّزَ ابْنَتَهُ وَأَحْسَنَ الْقِيَامَ عَلَيْهَا ثُمَّ بَعَثَ مَعَهَا بِتَمْرٍ وَلَبَنٍ فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْأَعْرَابِيِّ وانصر الْأَعْرَابِيُّ إِلَى بَيْتِهِ فَرَأَى جَارِيَةً مُصَنَّعَةً ورأى تمرا ولينا فَقَامَ إِلَى الصَّلَاةِ فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَغَدَا أَبُو الْجَارِيَةِ عَلَى ابْنَتِهِ فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا قَرُبَنَا وَلَا قَرُبَ تَمْرَنَا ولا لبننا قال فَانْطَلَقَ أَبُو الْجَارِيَةِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاخبره فدعى الْأَعْرَابِيَّ فَقَالَ يَا أَعْرَابِيُّ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكُونَ ألمت بِأَهْلِكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَدَخَلْتُ الْمَنْزِلَ وَإِذَا تجارية مُصَنَّعَةٍ وَرَأَيْتُ تَمْرًا وَلَبَنًا فَكَانَ يَجِبُ عَلَيَّ أَنْ أُحْيِيَ لَيْلَتِي إِلَى الصُّبْحِ يَعْنِي شُكْرًا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَعْرَابِيُّ اذْهَبْ فألم بِأَهْلِكَ

1585 - قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ أَبِي برزة الأسلمي رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ جليبيب كَانَ امرءا مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ وَيُتَحَدَّثُ إليهن قَالَ أبو برزة رَضِيَ الله عَنْه فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي اتَّقُوا لَا يدخلن عليكم جُلَيْبِيبًا قَالَ وكان أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجُوهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَاجَةٌ أَوْ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يَا فُلَانُ زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ قَالَ نَعَمْ وَنُعْمَةُ عين قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَسْتُ لِنَفْسِي أريدها قال فَلِمَنْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجلبيب قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَسْتَأْمِرُ أُمَّهَا فَأَتَى فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ قَالَتْ نَعَمْ ونعمة عين تزوج رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّهُ لَيْسَ لِنَفْسِهِ يُرِيدُهَا قَالَتْ فَلِمَنْ قَالَ لِجُلَيْبِيبٍ قَالَتْ حَلْقَى ألجليبيب لا لعمرو الله لا ارفع جُلَيْبِيبًا فَلَمَّا قَامَ أَبُوهَا لَيَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتِ الْفَتَاةُ مِنْ خِدْرِهَا لَأَبَوَيْهَا مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ قَالَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ ادْفَعُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ لَنْ يُضَيِّعَنِي فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ شَأْنَكَ بِهَا فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا قَالَ حماد قال لي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبِي طَلْحَةَ لِثَابِتٍ هَلْ تدري ما دعى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا بِهِ قَالَ §اللَّهُمَّ صب عليهما الْخَيْرَ صَبًّا وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهُمَا كَدًّا كَدًّا قَالَ ثَابِتٌ فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ قُلْتُ رَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عن انس رَضِيَ الله عَنْه وَتَابَعَهُ دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ عَنْ ثَابِتٍ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه وَرِوَايَةُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ أَصَحُّ

باب ترك ملامسة المرأة الأجنبية

(13 - بَابُ تَرْكِ مُلَامَسَةِ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ)

1586 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ شهر بن حوسب أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بنت يزيد رَضِيَ الله عَنْها تقول بايعت رَسُولَ اللَّهِ فِي نِسْوَةٍ فَقَالَ لَنَا فِيمَا استطعتي فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْنَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَا أُصَافِحُكُنَّ إِنَّمَا §آخُذُ علكن ما أخذه اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

وقال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ أَنَّهُ لَقِيَ أَسْمَاءَ بنت يزيد رَضِيَ الله عَنْهما قال فحدثتني إنما بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَايَعَ النساء قالت مددت يَدِي لبايعه فَقَبَضَ يَدَهُ وَقَالَ §لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ وَلَكِنْ إِنَّمَا آخُذُ عَلَيْهِنَّ بِالْقَوْلِ

حَدَّثَنَا أَبُو بكر ثنا محمد ين رَبِيعَةَ عَنْ مُسْتَقِيمِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عن أسماء رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ كَانَ §رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَافِحُ النِّسَاءَ

باب أحكام النظر

(14 - بَابُ أَحْكَامِ النَّظَرِ)

1587 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا هُشَيْمٌ ثنا يُونُسُ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ سَعْدُ بْنُ أبي وقاص رَضِيَ الله عَنْه §بينا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ رَأَيْتُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْنِي وَكَانَ يُقَالُ لَا يَضُرُّكُ حُسْنُ امْرَأَةٍ لَا تَعْرِفُهَا

1588 - وقال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ أنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ حدثني جدي قال سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ الحويرت الْغِفَارِيَّ مِنْ أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §زِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ

1589 - الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ حدثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ عن يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر حديثا وَفِيهِ §وَمَنْ أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ نَظْرَةً حَرَامًا مَلَأَ اللَّهُ عَيْنَيْهِ نَارًا ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ فَإِنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْهَا أَدْخَلَ اللَّهُ قَلْبَهُ مَحَبَّتَهُ وَرَحْمَتَهُ أمر بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ وَمَنْ صَافَحَ امْرَأَةً حَرَامًا جَاءَ يَوْمَ القيمة مَغْلُولَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النار فان فاكهها حُبِسَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ فِي الدُّنْيَا أَلْفَ عَامٍ وَفِي الْحَدِيثِ وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى امْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ مَلَأَتْ عَيْنَيْهَا مِنْ غَيْرِ زَوْجِهَا أَوْ غير ذي رحم مِنْهَا فَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ أَحْبَطَ اللَّهُ كُلَّ عمل عملته فان أَوْطَأَتْ فِرَاشَهُ غَيْرَهُ كَانَ حَقًّا على الله تعالى أَنْ يُجَرِّعَهَا النَّارَ مِنْ يَوْمِ تَمُوتُ فِي قَبْرِهَا

1590 - وَقَالَ ابْن أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عن أبيه عَنِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §الْإِثْمُ حواز الْقُلُوبِ وَمَا كَانَ مِنْ نَظْرَةٍ فَإِنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيهَا مَطْمَع

_ (1) قال محقق المطبوعة: في (بر) و (ك) : "مَطْمَعًا"، وهو الموافق للغة. قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: بر (نسخة جامعة برنستون) : منها صورة لدى معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى [برقم (542) حديث، وهي مصورة عن نسخة مكتبة جامعة برنستون - مجموعة يهوذا] ك (النسخة التركية) : من مخطوطات مكتبة مراد بخاري، إحدى المكتبات المضافة إلى المكتبة السليمانية باستنبول، بتركيا وتتكرر الإشارة إلى (ك) ، عدة مرات في هوامش هذه النسخة الإلكترونية، لهذا اقتبسنا الفقرة السابقة من مقدمة التحقيق للتعريف

1591 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاهِلِيُّ ثنا أَبُو حَبِيبٍ الغنوي عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ثلاثة لا قرى أَعْيُنُهُمُ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خشية الله تعالى وَعَيْنٌ حَرَسَتْ فِي سبيل الله عز وجل وَعَيْنٌ غَضَّتْ عَنْ محارم الله تبارك وتعالى

1592 - قال إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا المائي ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §غَطِّي عَنَّا قَنَازِعَكِ يَا أُمَّ أَيْمَنَ

1593 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ الْفَضْلِ بن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال كنت رديف رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْرَابِيُّ مَعَهُ ابْنَةٌ لَهُ حَسْنَاءُ §فَجَعَلَ الْأَعْرَابِيُّ يَعْرِضُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَاءَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا

باب الوصية بالنساء

(15 - بَابُ الوصية بِالنِّسَاءِ)

1594 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ

باب ليس للنساء في النكاح أمر

(16 - بَابُ لَيْسِ لِلنِّسَاءِ فِي النِّكَاحِ أَمْرٌ)

1595 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عن القاسم قال إن عائشة رَضِيَ الله عَنْها زَوَّجَتِ ابْنَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنَ الْمُنْذِرِ بْنِ الزيبر فَقَالَ عَبْدُ الرحمن §تزوجين بنت رَجُلٍ بِغَيْرِ أَمْرِهِ فغضبت عائشة رَضِيَ الله عَنْها وَقَالَتْ لِلْمُنْذِرِ لتملكها أَمْرَهَا فَفَعَلَ فَلَمْ يَرَوْهُ شَيْئًا

باب عرض الرجل ابنته على الرجل الصالح ليتزوجها

(17 - بَابُ عَرْضِ الرَّجُلِ ابْنَتَهُ عَلَى الرَّجُلِ الصَّالِحِ لَيَتَزَوَّجَهَا)

1596 - قال إسحاق أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ آمَتْ حَفْصَةُ مِنْ زَوْجِهَا وَآمَ عُثْمَانُ مِنْ رُقَيَّةَ فَمَرَّ عُمَرُ بِعُثْمَانَ فَقَالَ هَلْ لَكَ فِي حَفْصَةَ فَقَدِ انْقَضَتْ عدتها فلم يحر إِلَيْهِ شَيْئًا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ §فَأَنَا أَتَزَوَّجُ حَفْصَةَ وَأُزَوِّجُ عُثْمَانَ أُخْتَهَا أُمَّ كُلْثُومٍ فقال عمر فنعم فَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ حَفْصَةَ وزوج عُثْمَانُ أُمَّ كُلْثُومٍ قُلْتُ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ من حديث ابن عمر عَنْ عُمَرَ

باب تزويج الأبكار

(18 - بَابُ تَزْوِيجِ الْأَبْكَارِ)

1597 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنْ كَعْبِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قال كنت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَعَرَّسْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ ثُمَّ غَدَوْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَسْأَلُ رَجُلًا رَجُلًا أَتَزَوَّجْتَ يَا فُلَانُ أَتَزَوَّجْتَ يَا فُلَانُ ثُمَّ قَالَ تزوجت يَا كَعْبُ قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا قُلْتُ ثَيِّبًا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَهَلَّا بِكْرًا تَعَضُّهَا وتضعك وقال ابن يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ثنا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ ثنا مُوسَى بْنُ دِهْقَانَ حَدَّثَنِي الربيع بن كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كنت عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا فُلَانُ أَتَزَوَّجْتَ قَالَ لا قال فَقَالَ لِي تَزَوَّجْتَ قُلْتُ نعم قال بكرا أَمْ ثَيِّبًا ... فَذَكَرَهُ قال وحدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جبلة ثنا عمر بْنُ النُّعْمَانِ ... فَذَكَرَهُ لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ عَنْ أَبِيهِ

1598 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ثنا يُونُسُ قَالَ §كان الحسن رَضِيَ الله عَنْه يَكْرَهُ أَنْ يُزَوِّجَ الْيَتِيمَ وَالْيَتِيمَةَ حَتَّى يَبْلُغَا

باب كيد النساء والعفو عما يصدر من الغيرى في حال غيرتها

(19 - بَابُ كَيْدِ النِّسَاءِ وَالْعَفْوِ عَمَّا يَصْدُرُ مِنَ الْغَيْرَى فِي حَالِ غَيْرَتِهَا)

1599 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَخْرَجَ معه نساءه رَضِيَ الله عَنْهن قَالَتْ وَكَانَ متاعي فيه خفة فكان عَلَى جَمَلٍ نَاجٍ وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ بنت حيي رَضِيَ الله عَنْها فِيهِ ثُقْلٌ وَكَانَ عَلَى جمل ثقال بطئ ينتظر بِالرَّكْبِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوِّلُوا مَتَاعَ عَائِشَةَ عَلَى جَمَلِ صَفِيَّةَ وَحَوِّلُوا مَتَاعَ صَفِيَّةَ عَلَى جمل عائشة رَضِيَ الله عَنْها حَتَّى يَمْضِيَ الرَّكْبُ فَلَمَّا رأيت ذلك قالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها قلت يا لمعاذ اللَّهِ غَلَبَتْ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ مَتَاعَكِ كَانَ فِيهِ خُفٌّ وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ فِيهِ ثُقْلٌ فَأَبْطَأَ الركب فَحَوَّلْنَا مَتَاعَهَا عَلَى بَعِيرِكِ وَحَوَّلْنَا مَتَاعَكِ عَلَى بَعِيرِهَا قَالَتْ فَقُلْتُ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله قالت فتبسم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ أَفِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ قُلْتُ أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَهَلَّا عَدَلْتَ وَسَمِعَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله -[189]- عنه وَكَانَ فِيهِ غَرْبٌ أَيْ حِدَّةٌ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَلَطَمَ وَجْهِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْلًا يَا أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا سَمِعْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §الغيرى لا تنظر أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلَاهُ حديث رزينة رَضِيَ الله عَنْه يأتي إن شاء الله تعالى فِي بَابِ الْمِزَاحِ مِنْ كِتَابِ الْأَدَبِ

1600 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا المسجع بْنُ مُصْعَبٍ الْبَصْرِيُّ حدثني رَبِيعَةُ حدثني أُمَيَّةُ عَنْ مَيْمُونَةَ بنت أبي عسيب رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُرَشَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعِيرٍ فَنَادَتْ يَا عَائِشَةُ أَعِينِينِي بِدَعْوَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسكنني أَوْ تطيبني بِهَا وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا §ضَعِي يَدَكَ الْيُمْنَى عَلَى فُؤَادِكِ فامسحيه وقولي باسم اللَّهِ اللَّهُمَّ دَاوِنِي بِدَوَائِكَ اشفني بِشِفَائِكَ أغنني بِغِنَاكَ وَبِفَضْلِكَ عَمَّنْ سواك واحدر عني أذَاكَ قَالَتْ ربيعة فدعوت يه فَوَجَدْتُهُ جَيِّدًا قَالَ أظن رَبِيعَةَ قَالَتْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّ الْمَرْأَةَ كَانَتْ غَيْرَى

باب عشرة النساء

(20 - بَابُ عِشْرَةِ النِّسَاءِ)

1601 - إِسْحَاقُ قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ أَحَدَّثَكُمْ أَبُو طلق بن حَنْظَلَةَ حَدَّثَنِي عَنْ أَوْسِ بْنِ ثُرَيْبٍ الثَّعْلَبِيِّ قَالَ أَكْرَيْتُ عبد الله بن جَرِيرَ فِي الْحَجِّ فَقَدِمَ على عمر رَضِيَ الله عَنْه فسأله عَنْ أَشْيَاءَ فَكَانَ مِمَّا ساءله قَالَ كَيْفَ وَجَدْتَ نِسَاءَكَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُقَبِّلَ امْرَأَةً مِنْهُنَّ فِي غَيْرِ يَوْمِهَا إِلَّا اتَّهَمَتْنِي وَمَا خَرَجْتُ لِحَاجَةٍ إِلَّا قَالَتْ كُنْتَ عِنْدَ فُلَانَةَ كُنْتَ عِنْدَ فُلَانَةَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُنَّ لَا يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَلَا يُؤْمِنَّ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَعَلَّ أَحَدًا مَا يَكُونُ فِي حَاجَةِ يعضهن أَوْ يَأْتِي السُّوقَ فَيَشْتَرِي الحاجة لبعضهن فتتهمه فَقَالَ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ خليل الرحمن شكا إلى الله تعالى ذَرَبًا فِي خُلُقِ سَارَةَ فَقَالَ لَهُ إِنَّ §الْمَرْأَةَ كَالضِّلْعِ إِنْ تَرَكْتَهَا اعْوَجَّتْ وَإِنْ قومتها كُسِرَتْ فَاسْتَمْتِعْ بِهَا عَلَى مَا فِيهَا فضرب عمر رَضِيَ الله عَنْه بَيْنَ كتفي مسعود رَضِيَ الله عَنْه وَقَالَ لَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ فِي قَلْبِكَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ مِنَ الْعِلْمِ غَيْرَ قَلِيلٍ فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ وَقَالَ نَعَمْ وقال إسحاق أيضا أَخْبَرَنَا الْمَخْزُومِيُّ حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حدثنا أَبُو طَلْقٍ حَدَّثَنِي أَبِي حَنْظَلَةُ بْنُ نُعَيْمٍ حَدَّثَنِي ثُرَيْبٌ أَوِ ابْنُ ثُرَيْبٌ -[192]- قَالَ أَكْرَيْتُ فِي الْحَجِّ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه قَاعِدٌ وَجَرِيرُ بْنُ عبد الله رَضِيَ الله عَنْه فِي نَاسٍ فَقَالَ عُمَرُ لِجَرِيرٍ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً وَقَالَ دَرَأً فِي خُلُقِ سَارَةَ أخبرني سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الرُّكَيْنِ وَأَبِي طَلْقٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ جَرِيرٍ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ فَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا

1602 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا فِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ §النِّسَاءَ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأمانة الله تعالى وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكلمة الله عز وجل وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقٌّ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقٌّ وَمِنْ حَقِّكُمْ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ وَلَا يَعْصِينَكُمْ فِي مَعْرُوفٍ فَإِذَا فَعَلْنَ فَلَهُنَّ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فَاضْرِبُوا ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ الْحَدِيثَ وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا

1603 - وقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا الْعَقَدِيُّ ثنا سُلَيْمَانُ وَهُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ قَالَتْ صَفِيَّةُ انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْهُ فَجَعَلَ يَقُولُ §إِنَّ قَوْمَكَ صَنَعُوا كَذَا وَكَذَا وَصَنَعُوا كَذَا وَكَذَا فَمَا قُمْتُ مِنْ مَقْعَدِي ذَلِكَ حَتَّى مَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ قُلْتُ هُوَ مُرْسَلٌ

1604 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال §وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ رَجُلًا أو صبيا يجئ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ الحديث وسيأتي إن شاء الله تعالي بَقِيَّتُهُ فِي الْحَدِيثَ وَفِيهِ أيما امْرَأَةٍ آذَتْ زَوْجَهَا لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهَا وَلَا حَسَنَةٌ مِنْ عملها حتى تعينه وَتُرْضِيَهُ ولو صامت الدهر أقمت أعتقت الرِّقَابَ وَحَمَلَتْ عَلَى الْجِهَادِ فِي سبيل الله تعالى لَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ يَرِدُ النَّارِ إِذَا لَمْ ترضيه وتعينه وقال وَعَلَى الرَّجُلِ مِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الْعَذَابِ وَالْوِزْرِ إِذَا كَانَ لَهَا مُؤْذِيًا ظَالِمًا وَمَنْ أَضَرَّ بإمرة حَتَّى تَفْتَدِيَ مِنْهُ لَمْ يرض الله تعالى لَهُ بِعُقُوبَةٍ دُونَ النَّارِ لان الله تعالى يَغْضَبُ لِلْمَرْأَةِ كَمَا يَغْضَبُ لِلْيَتِيمِ وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ اختلفت مِنْ زَوْجِهَا لَمْ تَزَلْ فِي لعنة الله تعالى ولعنة الملائكة وَرُسُلِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ فَإِذَا نَزَلَ بِهَا مَلَكُ الْمَوْتِ قَالَ لَهَا ادْخُلِي النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ بَرِيئَانِ [[مِنَ الْمُخْتَلِعَاتِ بِغَيْرِ حَقٍّ، أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ بَرِيئَانِ مِمَّنْ]] (*) أَضَرَّ بامرأة حَتَّى تختلع مِنْهُ وَمَنْ صَبَرَ عَلَى سُوءِ خُلُقِ امرأته واحتسب الأجر على الله تعالى أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلَ مَا أَعْطَى أَيُّوبَ عَلَى بَلَائِهِ وَكَانَ عَلَيْهَا مِنَ الزور فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلُ رَمْلِ عَالِجٍ فَإِنْ مَاتَتْ قبل أن تعينه وَتُرْضِيَهُ حُشِرَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْكُوسَةً مَعَ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَةٌ فَلَمْ تُوَافِقْهُ وَلَمْ تَصْبِرْ عَلَى مَا رزقه الله تعالى وَشَقَّتْ عَلَيْهِ وَحَمَّلَتْهُ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لَمْ تُقْبَلْ لَهَا حَسَنَةٌ فَإِنْ مَاتَتْ عَلَى ذَلِكَ حُشِرَتْ مَعَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

باب نهي المرأة عن التباطؤ إذا استدعاها زوجها

(21 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ عَنِ التباطؤ إِذَا اسْتَدْعَاهَا زَوْجُهَا)

1605 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما رَفَعَ الْحَدِيثَ §لَعَنَ اللَّهُ المتسوفات قيل ومن المتسوفات قيل الرجل يدعوا المرأة إِلَى فِرَاشِهِ فَتَقُولُ سَوْفَ سوف حتى تغلب عَيْنُهُ

1606 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ أَنْ تَنَامَ حَتَّى تَعْرِضَ نَفْسَهَا عَلَى زَوْجِهَا قَالَ وَكَيْفَ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَى زَوْجِهَا قَالَ تَخْلَعُ ثِيَابَهَا وَتَدْخُلَ مَعَهُ فِي لِحَافِهِ فَتَلْزَقُ جِلْدَهَا بِجِلْدِهِ فَإِذَا فعلت ذلك فقد عَرَضَتْ

1607 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكُوفِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ الرَّازِيِّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسَوِّفَةَ وَالْمُفَسِّلَةَ فَأَمَّا الْمُسَوِّفَةُ فَالَّتِي إِذَا أَرَادَهَا زَوْجُهَا قَالَتْ سَوْفَ الْآنَ وأما المفسلة فالتي إِذَا أَرَادَهَا زَوْجُهَا قَالَتْ إِنِّي حَائِضٌ وَلَيْسَتْ بِحَائِضٍ

1608 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ أَبُو هَمَّامٍ وَعَلِيُّ بْنُ الحسين الْخَوَّاصُ قَالَا ثنا بقية حدثني عثمان بْنُ زُفَرَ عن ابن جريح عمن سَمِعَ أَنَسَ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيُصَدِّقْهَا فَإِنْ سَبَقَهَا فَلَا يُعْجِلْهَا حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عن ابن جريح عمن حَدَّثَهُ عَنْ انس به بنحوه

باب العزل

(22 - بَابُ الْعَزْلِ)

1609 - إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ ثنا عيسى ين سِنَانٍ أبو سنان ثنا يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ عُبَادَةَ بن الصامت رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إِنَّ §أَوَّلَ مَنْ عَزَلَ نَفَرٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَتَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْأَنْصَارِ يَعْزِلُونَ فَفَزِعَ وَقَالَ إِنَّ النَّفْسَ الْمَخْلُوقَةَ لَكَائِنَةٌ فَمَا أَمَرَ وَلَا نَهَى

1610 - أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثنا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ سُلَيْمٍ عَنِ بن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ إِنْ كَانَ قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَهُوَ كَمَا قَالَ يَعْنِي الْعَزْلَ وَأَنَا §لَا أَرَى بِهِ بَأْسًا زَرْعُكَ إِنْ شِئْتَ أَعْطَشْتَ وَإِنْ شِئْتَ سَقَيْتَ

1611 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الفضل بن تدكين عَنْ مِنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي الْهُذَيْلِ عن جرير رَضِيَ الله عَنْه قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ §مَا خَلَصْتُ إِلَيْكَ مِنَ المشركين إلا بفتية وَأَنَا أَعْزِلُ عَنْهَا أُرِيدُ بِهَا السُّوقَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهَا مَا قُدِّرَ

1612 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثنا عُمَارَةُ الْعَبْدِيُّ عَنْ أبي سعيد رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ ذَكَرَ حَدِيثًا فِي الْعَزْلِ فَقَالَ لَقَدْ §عَزَلْتُ عَنْ أَمَةٍ لِي فَوَلَدَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ هَذَا الْغُلَامَ

1613 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبُنَانِيِّ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَسَأَلَهُ عَنِ الْعَزْلِ فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى مَا يَلِيهِ فَوَلَّى الرَّجُلُ فَحَصَبَهُ وَقَالَ أُفٍّ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ فَذَكَرْتُ ذلك لأنس رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ §مَا كُنَّا نَرَى بِهِ بَأْسًا

1614 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ وَأَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ قَالُوا §لَا بَأْسَ بِالْعَزْلِ

باب إتيان المرأة في دبرها

(23 - بَابُ إِتْيَانِ الْمَرْأَةِ فِي دُبُرِهَا) يأتي إن شاء الله من ذلك في تفسير سورة البقرة وتقدم بعضه في عشرة النساء

1615 - وقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ثنا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بن حصين رَضِيَ الله عَنْه -[211]- 1616 - وَبِهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بن جندب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ فِي رُوَايَةِ سمرة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §محاش النِّسَاءِ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ وَقَالَ فِي رواية عمران رَضِيَ الله عَنْه نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُؤْتَى النِّسَاءُ فِي أَعْجَازِهِنَّ زاد فيها َقَالَ الْحَسَنُ وَهَلْ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا كُلُّ أَحْمَقَ فَاجِرٍ

1617 - وقال البزار حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم وقال أبو يعلى حدثنا أحمد بن إبراهيم الدَّوْرَقِيُّ قَالَ ثنا عُثْمَانُ بْنُ الْيَمَانِ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ قَالَ الدَّوْرَقِيُّ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قال مُحَمَّدٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ ثُمَّ اتَّفَقَا عَنِ ابْنِ طاووس عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ عن عمر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَحْيُوا من الله تعالى فان الله عز وجل لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ §لَا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ

باب الطيب للمتزوج

(24 - بَابُ الطِّيبِ لِلْمُتَزَوِّجِ)

1618 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي محمد بن نضيلة عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عن على رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّهُ لَمَّا تزوج فاطمة رَضِيَ الله عَنْها قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اجْعَلْ عَامَّةَ الصَّدَاقِ فِي الطِّيبِ

باب ما يقال للمتزوج

(25 - بَابُ مَا يُقَالُ لِلْمُتَزَوِّجِ)

1619 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا وَهْبُ بن بقية نبا خَالِدٌ عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قال بعثتني أُمُّ سلمة إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَخَرَجْنَا وَكَانَ حَدِيثَ عَهْدٍ بِعُرْسِ زَيْنَبَ بنت جحش رَضِيَ الله عَنْها فَمَرَّ بِنِسَائِهِ فهنئنه وَهَنَّاهُ النَّاسُ فَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ §أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْحَدِيثَ

باب عرض المرأة على الرجل الصالح

(26 - بَابُ عَرْضِ الْمَرْأَةِ عَلَى الرَّجُلِ الصَّالِحِ)

حديث انس رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنَةٌ لِي كَذَا وَكَذَا فَذَكَرَتْ مِنْ حُسْنِهَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَبِلْتُهَا سيأتي إن شاء الله تعالى فِي كِتَابِ كَفَّارَاتِ الْمَرَضِ وَحَدِيثُ الْفَضْلِ بن عباس رَضِيَ الله عَنْهما أن أعرابيا كانت مَعَهُ ابْنَةٌ حَسْنَاءُ فَجَعَلَ يَعْرِضُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقَدَّمَ فِي أَحْكَامِ النَّظَرِ

1620 - وقال أبو بكر حدثنا عبد الله بن بكر عن سنان بن ربيعة الباهلي عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قال أن امرأة أتت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت يا رسول الله بنت لي كذا وكذا فذكرت من حسنها وجمالها فأوثرك بها قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قبلتها فلم تزل تمدحها حتى ذكرت إنها لم تصدع ولم تشتك شيء قط قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا حاجة لي في ابنتك وقال أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة بهذا

باب قلة النساء الصالحات

(27 - بَابُ قِلَّةِ النِّسَاءِ الصَّالِحَاتِ)

1621 - قَالَ عَبْدُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن الأشعث بنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ثنا بقية بن الوليد حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا مَعَ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهَا يَا عَائِشَةُ أَطْعِمِينَا فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا طعام فقال أطعمينا فقالت والله ما عندنا طَعَامٌ فَقَالَ أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه يَا رسول الله إن الْمَرْأَةُ الْمُؤْمِنَةُ لَا تَحْلِفُ على الشَيْءِ انه ما هو عِنْدَهَا وَهُوَ عِنْدَهَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يُدْرِيكَ أَمُؤْمِنَةٌ هِيَ أَمْ لَا إِنَّ §مَثَلَ المرأة المؤمنة من النِّسَاءِ كَمَثَلِ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ فِي الْغِرْبَانِ وَإِنَّ النَّارَ خُلِقَتْ لِلْسُفَهَاءِ وَإِنَّ النِّسَاءَ مِنَ السُّفَهَاءِ إلا صاحبة المشط وَالْمِصْبَاحِ

باب النهي عن الجماع نصف الشهر وغرته والأمر بالتستر عند الجماع وجواز رؤية الفرج

(28 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجِمَاعِ نِصْفَ الشَّهْرِ وَغُرَّتَهِ وَالْأَمْرِ بِالتَّسَتُّرِ عِنْدَ الْجِمَاعِ وَجَوَازِ رُؤْيَةِ الْفَرْجِ)

1622 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بن واقد نبا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عن على رَضِيَ الله عَنْه قال قال لي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَلِيٌّ §لَا تُجَامِعْ امْرَأَتَكَ نِصْفَ الشَّهْرِ وَلَا عِنْدَ غُرَّةِ الْهِلَالِ أَمَا رَأَيْتَ الْمَجَانِينَ يُصْرَعُونَ فيها كَثِيرًا

1623 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أبي إسماعيل نبا إِسْمَاعِيلَ ابن عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْكِنْدِيِّ قال أَنَّ عُثْمَانَ بن مظعون رَضِيَ الله عَنْه أَتَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ أَنْظُرَ إِلَى عَوْرَةِ امْرَأَتِي وَلَا تَرَى ذَلِكَ مِنِّي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِمَ ذَاكَ إِنَّ §الله تعالى جَعَلَكَ لِبَاسًا لَهَا وَأَنَا أَرَى ذَلِكَ مِنْ أَهْلِي وَيَرَوْنَهُ مِنِّي قَالَ فَمَنْ يَعْدِلُ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ وَلَّى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ ابْنَ مَظْعُونٍ لَحَيِيٌّ سِتِّيرٌ

1624 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا مِنْدَلٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عبد الله رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَسْتَتِرْ وَلَا يتجردان تَجَرُّدَ العيرين ورواه الْبَزَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَهْوَازِيِّ عَنْ أَبِي غَسَّانَ وَقَالَ أَخْطَأَ فِيهِ مِنْدَلٌ وَذَكَرَ شَرِيكٌ أَنَّهُ كَانَ هُوَ وَمِنْدَلٌ عِنْدَ الْأَعْمَشِ فَحَدَّثَهُمْ عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مُرْسَلًا

باب التحريض على نكاح ذات الدين وغبطة من له زوجة مؤمنة

(29 - بَابُ التَّحْرِيضِ عَلَى نِكَاحِ ذَاتِ الدِّينِ وَغِبْطَةِ مَنْ لَهُ زَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ)

1625 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ وَيَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَا §تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِجَمَالِهَا ومالا وَحَسَبِهَا وَدِينِهَا فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ والخلق تربت يدك هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ

1626 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ يَرْوِيهِ قَالَ §خَيْرُ فَائِدَةٍ اسْتَفَادَهَا الْمُسْلِمُ بَعْدَ الْإِسْلَامِ امْرَأَةٌ تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَهَا وَتَحْفَظُهُ فِي مَالِهِ وَنَفْسِهَا إِذَا غَابَ

1627 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عن أبي مَهْدِيٍّ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ §ثَلَاثٌ قَاصِمَاتٌ الظهر فَقْرٌ دَاخِلٌ لَا يَجِدُ صَاحِبُهُ مُتَلَذَّذًا وَزَوْجَةٌ أمنها صاحبها وتخونه وأما اسخط الله تعالى وَأَرْضَى النَّاسَ وَإِنَّ بِرَّ الْمُؤْمِنَةِ كَمَثَلِ سَبْعِينَ صِدِّيقَةً وَإِنَّ فُجُورَ الْفَاجِرَةِ كَفُجُورِ أَلْفِ فَاجِرَةٍ تَابَعَهُ أَبُو اليمان عن أبي مَهْدِيٍّ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ

1628 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا §النِّسَاءُ لُعَبٌ فَمَنِ اتَّخَذَ لُعْبَةً فَلْيُحْسِنْهَا أَوْ فَلْيَسْتَحْسِنْهَا

باب إدخال المرأة على زوجها

(30 - بَابُ إِدْخَالِ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا)

1629 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ قَالَا لَمَّا أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إلى علي بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ أَنْ §لَا تَقْرَبْ أَهْلَكَ حَتَّى آتيك قالت فجاء النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِمَاءٍ فَقَالَ فِيهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ثُمَّ نَضَحَ الْمَاءُ عَلَى صَدْرِ عَلِيٍّ وَوَجْهِهِ ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ فَقَامَتْ تَعْثُرُ فِي ثَوْبِهَا مِنَ الْحَيَاءِ فنضح عَلَيْهَا أَيْضًا ثُمَّ نظر فإذا سوداء وَرَاءَ الْبَيْتِ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَتْ أَسْمَاءُ أَنَا فَقَالَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ فقالت نعم قال أجئت مَعَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ كَرَامَةً لِرَسُولِ اللَّهِ فَقُلْتُ نعم فدعا في بِدُعَاءٍ إِنَّهُ لَأَوْلَى عَمَلِي عِنْدِي فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ إِنِّي لَمْ آلُ أَنْ أَنْكَحْتُ أَحَبَّ أَهْلِي إِلَيَّ ثُمَّ خرج فقال العلي دُونَكَ أَهْلَكَ ثُمَّ وَلَّى إِلَى حُجْرَةٍ فَمَا زَالَ يَدْعُو لهما حتى دجل حُجْرَةً قُلْتُ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ لَكِنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ كَانَتْ فِي هَذَا الْوَقْتِ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا جَعْفَرٍ لَا خِلَافَ فِي ذَلِكَ فَلَعَلَّ ذَلِكَ كَانَ لِأُخْتِهَا سَلْمَى بِنْتِ عُمَيْسٍ وَهِيَ امْرَأَةُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ

1630 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ هو ابن فروح ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ عَاصِمِ بن بهدلة عمن حَدَّثَهُ عَنْ أبي موسى رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إن امرأة قد أَعْجَبَتْنِي لَا تَلِدُ أفأتزوجها قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا فَأَعْرَضَ عَنْهَا ثُمَّ تبعتها نَفْسُهُ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْجَبَتْنِي هَذِهِ الْمَرْأَةُ وَنَحْوُهَا أَعْجَبَنِي دَلُّهَا وَنَحْوُهَا فأتزوجها قال §لامرأة سَوْدَاءُ وَلُودٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا أَمَا شَعَرْتَ أَنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَجِيءُ ذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ آخِذِينَ بِحَقْوَيْ آبَائِهِمْ فَيُقَالُ لَهُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى أَرَى السَّقْطَ مُحْبَنْطِئًا مُتَقَاعِسًا فَيُقَالُ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ وأبوي فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ادخل أنت الجنة وأبوك الجنة

1631 - وَقَالَ أبو يعلى أيضا حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الحصين عن حَسَّانُ بْنُ سِيَاهْ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عبد الله رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ذَرُوا الْحَسْنَاءَ الْعَقِيمَ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّوْدَاءِ الْوَلُودِ فَإِنِّي مكاثر بكم الأمم حَتَّى السَّقْطُ يَظَلُّ مُحْبَنْطِئًا بِبَابِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُ ادْخُلِ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ حَتَّى يَدْخُلَ والدي مَعِي

1632 - حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ ثنا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ كَعْبِ بن عجرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْوَدُودُ الْوَلُودُ الَّتِي إِذَا ظَلَمَتْ أَوْ ظُلِمَتْ قَالَتْ لَا أَذُوقُ غَمْضًا حَتَّى تَرْضَى

1633 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْوَاسِطِيُّ أَبُو عَبْدِ الله المكفوف أنبأ يَزِيدُ بن هارون أنبأ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §من تزوج فقد أعطى ضعف الْعِبَادَةِ

1634 - قال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ثنا الْوَلِيدُ بن مسلم قال ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي أَبُو المغلس قال سَمِعْتُ أَبَا نجيح السلمي رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ قَدَرَ أَنْ يَنْكِحَ فَلَمْ يَنْكِحْ فَلَيْسَ مِنَّا

1635 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إبراهيم بن ميسرة عَنْ عبيد بن سعد يَبْلُغُ به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال §مَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي وَمِنْ سُنَّتِي النِّكَاحُ

1636 - حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ثنا سُفْيَانُ عَنْ هشام بن حجير عَنْ طاووس قَالَ §لَا يَتِمُّ نُسُكُ الشَّابِّ حَتَّى يَتَزَوَّجَ

1637 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن مرزوق نبا زاجر بْنُ الصَّلْتِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ شَدَّادٍ عَنْ أبي طلحة رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يا شباب فريش لَا تَزْنُوا §مَنْ سَلِمَ لَهُ شَبَابُهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ

1638 - حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الجبار بن عاصم نبا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الحرث عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ قال جاء عطاف بْنُ وَدَاعَةَ الْهِلَالِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا عطاف أَلَكَ زَوْجَةٌ قَالَ لَا قَالَ وَلَا جَارِيَةٌ قَالَ لَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ مُوسِرٌ قَالَ نَعَمْ الحمد لِلَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْتَ إِذًا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ رَهْبَانِيَّةِ النَّصَارَى فَأَنْتَ مِنْهُمْ وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنَّا فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ فَإِنَّ §مِنْ سُنَّتِنَا النِّكَاحُ شِرَارُكُمْ عزابكم وأراذل أمواتكم عُزَّابُكُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ مَا لَهُ فِي نَفْسِي سِلَاحٌ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنَ الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا الْمُتَزَوِّجِينَ أُولَئِكَ الْمُطَهَّرُونَ المبرؤون من الخنا ويلك يا عطاف إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ دَاوُدَ وَصَوَاحِبُ أَيُّوبَ وَصَوَاحِبُ يُوسُفَ وَصَوَاحِبُ كُرْسُفٍ ... الْحَدِيثَ ويحك يا عطاف تَزَوَّجْ فَإِنَّكَ مِنَ المزايدين قال فقال عطاف يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُزَوِّجَنِي مَنْ شِئْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ زَوَّجْتُكَ عَلَى اسم الله تعالى وَبَرَكَتِهِ كَرِيمَةَ بِنْتَ كُلْثُومٍ الْحِمْيَرِيِّ

باب الترغيب في النكاح

(31 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي النِّكَاحِ)

1639 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أنا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنِ ابن سيرين قال أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ عَرَضَ عَلَى ابْنِهِ التَّزْوِيجَ فَأَبَى فَذَكَرَ ذلك لعثمان رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ له عثمان رَضِيَ الله عَنْه §أليس قَدْ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تَزَوَّجَ أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه وتزوج عمر رَضِيَ الله عَنْه وَعِنْدَنَا مِنْهُنَّ مَا عِنْدَنَا فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ لَهُ عَمَلٌ مِثْلُ عَمَلِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي تبكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما وَمِثْلُ عَمَلِكَ فَلَمَّا قَالَ مثل عملك قال كف إِنْ شِئْتَ فَتَزَوَّجْ وَإِنْ شِئْتَ فَلَا

1640 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قَالَ لِيَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ وَجْهِي أَتَزَوَّجْتَ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ قُلْتُ لَا وَمَا أُرِيدُ ذَلِكَ يَوْمِي هَذَا قَالَ إِنَّهُ §سَيَخْرُجُ مَا كَانَ فِي صُلْبِكَ مِنَ الْمُسْتَوْدَعَيْنِ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ وَبَعْضُهُ فِي الصَّحِيحِ

1641 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي البختري قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي أَشْيَاءَ يُؤْجَرُ فِيهَا الرَّجُلُ حَتَّى فِي غشيان أَهْلَهُ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ وَهِيَ شَهْوَتُهُ يَقْضِيهَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ حَرَامٍ أَلَيْسَ كَانَ يُؤْزَرُ قَالُوا بَلَى قَالَ فَكَذَلِكَ يُؤْجَرُ

1642 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن هارون نبأ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ اجْتَمَعَ نَفَرٌ فَقَالُوا لَوْ بَعَثْنَا إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْنَاهُنَّ عَنْ أَخْلَاقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثُوا إليهن فقلن إن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وينام ويصوم وَيُفْطِرُ وَيَنْكِحُ النِّسَاءَ قَالُوا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ له ما بقدم مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ أَقُومُ الليل ولا أَنَامُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَصُومُ النَّهَارَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ أَدَعُ النِّسَاءَ فَلَا آتِيهِنَّ فَإِنَّ فِيهِنَّ شُغْلًا فَاطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ ما بال رجال يتحسسون على شَأْنِ نَبِيِّهِمْ فَلَمَّا أُخْبِرُوا بِهِ رَغِبُوا عَنْهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ كَذَا وَبَعْضُهُمْ كَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنِّي أَنَامُ أقوم وَأُفْطِرُ أصوم وَأَنْكِحُ §فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي

1643 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الشَّيْلَمَانِيُّ ثنا خَالِدُ بن إسماعيل نبا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التؤأمة عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَيُّمَا شَابٍّ تَزَوَّجَ فِي حَدَاثَةِ سِنِّهِ عَجَّ شَيْطَانُهُ يَا وَيْلَهُ يَا وَيْلَهُ عَصَمَ مِنِّي دِينَهُ

1644 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ إِلَى صَالِحٍ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ اجلي إلا يوم واحد لقيت الله تعالى بِزَوْجَةٍ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ هَذَانِ حَدِيثَانِ مُنْكَرَانِ وَخَالِدٌ مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ

باب النهي عن السفر بغير حاجة للمرأة

(32 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السَّفَرِ بغير حاجة لِلْمَرْأَةِ)

1645 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي سمينة نبا مُحَمَّدُ بْنُ خالد الحنفي نبا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْزُومِيُّ عَنْ عُثْمَانَ الْأَخْنَسِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ يَرْبُوعٍ عَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ §هِيَ هَذِهِ الْحَجَّةُ ثُمَّ الْجُلُوسُ عَلَى ظُهُورِ الحضور فِي الْبُيُوتِ قَالَ ابْنُ أَبِي سَمِينَةَ إِنَّمَا هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن سعيد وكن كَذَا قَالَ

1646 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيِّبِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قال أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما حَجَّ بِنِسَائِهِ قَالَ §إِنَّمَا هِيَ هَذِهِ ثُمَّ عَلَيْكُمْ بِظُهُورِ الْحُصْرِ وحديث عائشة رَضِيَ الله عَنْها عَنْ كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقدم في أوائل النِّكَاحِ

باب ما يستدل به على أن المرأة لا حق لها في الجماع

(33 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْمَرْأَةَ لَا حَقَّ لَهَا فِي الْجِمَاعِ)

حديث أنس رَضِيَ الله عَنْه فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنِّ لَهَا حَقًّا مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَمَّنْ حَدَّثَ عنهُ وَحَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه في ذلك إن شاء الله تعالى فِي بَابِ بَرَكَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَلَامَةِ النُّبُوَّةِ

1647 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ كَهْمَسٍ الْهِلَالِيِّ قَالَ كُنْتُ عند عمر رَضِيَ الله عَنْه فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَهُ إِذْ جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَجَلَسَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ زَوْجِي قَدْ كَثُرَ شَرُّهُ وَقَلَّ خَيْرُهُ فَقَالَ لَهَا مَنْ زَوْجُكِ قَالَتْ أَبُو سَلَمَةَ قَالَ إن ذلك رجل لَهُ صُحْبَةٌ وَإِنَّهُ لَرَجُلُ صِدْقٍ ثُمَّ قال عمر رضي عنه لرجل جالس عِنْدَهُ أَلَيْسَ كَذَلِكَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا بِمَا قُلْتَ فَقَالَ لِرَجُلٍ قُمْ فَادْعُهُ لِي فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ حِينَ أَرْسَلَ إِلَى زَوْجِهَا فَقَعَدَتْ خلف عمر رَضِيَ الله عَنْه فَلَمْ يَلْبَثْ أن جاءا معه حَتَّى جَلَسَ بَيْنَ يدي عمر رَضِيَ الله عَنْه فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه مَا تَقُولُ هَذِهِ الْجَالِسَةُ خَلْفِي قَالَ وَمَنْ هَذِهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ هَذِهِ امْرَأَتُكِ قَالَ وَتَقُولُ مَاذَا قال تزعم انه قَدْ قَلَّ خَيْرُكَ وَكَثُرَ شَرُّكَ قَالَ بِئْسَ مَا قَالَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهَا لَمِنْ صَالِحِ نِسَائِهَا أَكْثَرُهُنَّ كِسْوَةً وَأَكْثَرُهُنَّ رفاهية بيت وكن فحلها بكيء فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه لِلْمَرْأَةِ مَا تَقُولِينَ قَالَتْ صَدَقَ فَقَامَ إليها عمر رَضِيَ الله عَنْه بِالدِّرَّةِ فَتَنَاوَلَهَا بِهَا ثُمَّ قَالَ أَيْ عَدُوَّةَ نَفْسِهَا أَكَلْتِ مَالَهُ أفنيت شَبَابَهُ ثُمَّ أَنْشَأْتِ تُخْبِرِينَ بِمَا ليس فيه قالت يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا تَعْجَلْ فَوَاللَّهِ لَا أَجْلِسُ هَذَا المجلس أبدا فأمر لَهَا بِثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ فَقَالَ خُذِي هَذَا بِمَا صَنَعْتُ بِكِ وَإِيَّاكِ أَنْ تشتكي هَذَا الشَّيْخَ قَالَ فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهَا قَامَتْ وَمَعَهَا الثِّيَابُ ثم اقبل رَضِيَ الله عَنْه عَلَى زَوْجِهَا فَقَالَ §لَا يحملك مَا رَأَيْتُنِي صَنَعْتُ بِهَا أَنْ تُسِيءَ إِلَيْهَا فَقَالَ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ فَقَالَ انْصَرِفَا فَذَكَرَ الحديث وسيأتي إن شاء الله تعالى فِي فَضْلِ الْقَرْنِ الْأَوَّلِ

1648 - وقال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي حَرِيزٍ عَنِ الْحَكَمِ أَنَّ امرأة من طي مِنْ بَنِي سِنْبِسَ يُقَالُ لها أم بعل أتت عليا رَضِيَ الله عَنْه وَزَوْجُهَا مَعَهَا فَقَالَتْ إِنَّ زَوْجَهَا لَا يَأْتِيهَا وَإِنَّهَا امْرَأَةٌ تُرِيدُ الْوَلَدَ فَقَالَ الرَّجُلُ مَا تَرَى مَا عَلَيْهَا مِنْ نِعْمَةٍ قَالَ وَهِيَ فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ فَقَالَ لَهُ لَا وَلَا مِنَ السَّحَرِ حَيْثُ يَتَحَرَّكُ مِنَ الشَّيْخِ قَالَ وَلَا مِنَ السَّحَرِ قَالَ هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ لَهَا §اصْبِرِي حَتَّى يُفْرَجَ عَنْهُ

باب ما على المرأة من خدمة البيت

(34 - بَابُ مَا عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ خِدْمَةِ الْبَيْتِ)

1649 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بن يونس نبا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ §قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ابنته فاطمة رَضِيَ الله عَنْه بِخِدْمَةِ الْبَيْتِ وعلى علي رَضِيَ الله عَنْه مَا كَانَ مِنْ خَارِجِ الْبَيْتِ

1650 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ ثَابِتٍ عن انس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قُلْنَ النِّسَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِالْفَضْلِ فِي الْجِهَادِ فَهَلْ لَنَا مِنْ أَعْمَالِنَا شَيْءٌ نَبْلُغُ بِهِ فَضْلَ الْجِهَادِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ §مِهْنَةُ إِحْدَاكُنَّ فِي بيتها تبلغ به فَضْلَ الْجِهَادِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا أَبُو رَجَاءٍ رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ بِهِ وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ابن أبي إسرائيل نبا أَبُو رَجَاءٍ بِهِ

باب الأولياء

(35 - بَابُ الْأَوْلِيَاءِ)

1651 - قَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا هشيم نبا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ وَمُغِيرَةَ عَنْ إبراهيم قال §لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ أَوْ السلطان

1652 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بن زياد نبا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عن الحسن رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ

1653 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سهم الأنطاكي نبا بقية نبا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لا تنكح النِّسَاءُ إِلَّا مِنَ الْأَكْفَاءِ وَلَا يُزَوِّجُهُنَّ إِلَّا الْأَوْلِيَاءُ وَلَا مَهْرَ دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ

باب جواز كتمان بعض عيوب المرأة التي لا تثبت الخيار

(36 - بَابُ جَوَازِ كِتْمَانِ بَعْضِ عُيُوبِ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تُثْبِتُ الْخِيَارَ)

1654 - قَالَ الْحَارِثُ حدثنا يزيد نبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عن الشعبي قال أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ بن الخطاب رضي عنه فَقَالَ إِنَّ لِي ابْنَةً وَأَدْتُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَإِنِّي اسْتَخْرَجْتُهَا فَأَسْلَمَتْ فَأَصَابَتْ حَدًّا فَعَمَدَتْ إِلَى الشَّفْرَةِ فَذَبَحَتْ نَفْسَهَا فَأَدْرَكْتُهَا وَقَدْ قُطِعَتْ بَعْضُ أَوْدَاجِهَا فَدَاوَيْتُهَا فَبَرَأَتْ ثُمَّ إِنَّهَا نَسَكَتْ فَأَقْبَلَتْ عَلَى الْقُرْآنِ وَإِنَّهَا تخطب إلى فتمنعني من شانها الذي كَانَ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه تَعْمِدُ إِلَى سِتْرٍ ستره الله تعالي فتكشفه §لأن بَلَغَنِي أَنَّكَ ذَكَرْتَ مِنْ شَأْنِهَا شَيْئًا لَأَجْعَلَنَّكَ نَكَالًا لِأَهْلِ الْأَمْصَارِ بَلْ أَنْكِحْهَا نِكَاحَ الْعَفِيفَةِ الْمُسْلِمَةِ

كتاب الوليمة

(17 - كِتَابُ الْوَلِيمَةِ)

باب من ترك الإجابة لغير وليمة العرس

(1 - بَابُ مَنْ ترك الْإِجَابَةَ لِغَيْرِ وَلِيمَةِ الْعُرْسِ)

1655 - قَالَ أَبُو يعلى حدثنا حيان بْنُ بِشْرٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ دُعِيَ عُثْمَانُ ابن أبي أَبِي الْعَاصِ إِلَى خِتَانٍ فَأَبَى أَنْ يُجِيبَ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّا كُنَّا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا نَأْتِي الْخِتَانَ ولا ندعى إليه

1656 - وَحَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ ثنا عَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ ثنا أَشْعَثُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُثْمَانَ ابن أبي العاص رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ مَا هَذَا قَالُوا خِتَانُ جَارِيَةٍ فَقَامَ وَلَمْ يَأْكُلْ وَقَالَ §هَذَا شيء ما دعينا له فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

باب وليمة العرس ومقدارها

(2 - بَابُ وَلِيمَةِ الْعُرْسِ وَمِقْدَارِهَا)

1657 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى نبا ابْنُ لَهِيعَةَ ثنا بَكْرُ بن سواده انه قال بَلَغَنِي عَنْ أَسْمَاءَ بنت عميس رَضِيَ الله عَنْها أنها قَالَتْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آصَعًا مِنْ تَمْرٍ وَمَنْ شَعِيرٍ فَقَالَ §إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ فَأَطْعِمِيهِنَّ مِنْهُ يَعْنِي فِي عرس فاطمة رَضِيَ الله عَنْها

1658 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن سعيد نبا أبو النضر نبا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَلِيمَةَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ

1659 -وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، بنا الْعَبَّاسُ بْنُ راشد الخراساني نا الْوَلِيدُ بْنُ مسلم عن عنبسة بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أبي رومان قال سُئِلَ عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه عَنْ طَعَامِ الْعُرْسِ فَقِيلَ يَا أَمِيرَ المؤمنين ما لطعام الْعُرْسِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ طَعَامِنَا فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §فِي طَعَامِ الْعُرْسِ مِثْقَالٌ مِنْ رِيحِ الْجَنَّةِ قال عمر رَضِيَ الله عَنْه دعى لَهُ إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَارِكَ فِيهِ وَيُطَيِّبَهُ هَذَا إِسْنَادٌ مُظْلِمٌ

باب الرخصة في الرجوع لمن رأى منكرا

(3 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي الرُّجُوعِ لِمَنْ رَأَى مُنْكَرًا) فِيهِ حَدِيثُ أبي أيوب رَضِيَ الله عَنْه الآتي إن شاء الله تعالى فِي كِتَابِ اللِّبَاسِ فِي بَابِ النَّهْيِ عَنْ سَتْرِ الْجُدُرِ

1660 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ نبا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عن عمرو قال أن رجلا دعى عَبْدَ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ الله عَنْه إِلَى وَلِيمَةٍ فَلَمَّا جَاءَ سَمِعَ لَهْوًا فَلَمْ يَدْخُلْ فَقَالَ مَا لَكَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ كَثَّرَ سَوَادَ قَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ وَمَنْ رَضِيَ عَمَلَ قَوْمٍ كَانَ شَرِيكًا لِمَنْ عَمِلَهُ وحديث عمر رَضِيَ الله عَنْه سيأتي إن شاء فِي كِتَابِ الْأَشْرِبَةِ

باب إجابة الدعوة في الوليمة

(4 - بَابُ إِجَابَةِ الدعوة فِي الْوَلِيمَةِ)

1661 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ثنا مُوسَى بن إسماعيل حدثتنا حَبَابَةُ بِنْتُ عَجْلَانَ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَفْصٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَاعٍ الْخُزَاعِيَّةِ قَالَتْ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكره رد اللطف قَالَ مَا أَقْبَحَهُ §لَوْ أُهْدِيَ إِلَى كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ وَلَوْ دُعِيتُ إِلَيْهِ لَأَجَبْتُ

1662 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا زهير نبا الْقَاسِمُ بْنُ مالك عن عمر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بن مرة عن عياض ابن أبي أشرس قال رأيت يعلى بْنَ مُرَّةَ وَدَعَوْتُهُ إِلَى مَأْدُبَةٍ قَالَ فَقَعَدَ صَائِمًا فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَلَا يطعم قال فقلنا لَهُ وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ صَائِمٌ مَا عَنَّيْنَاكَ قَالَ لَا تَقُولُوا ذَلِكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §أَجِبْ أَخَاكَ فَإِنَّكَ مِنْهُ عَلَى خَيْرٍ إِمَّا حَقٌّ شَهِدْتَهُ وَإِمَّا غَيْرُهُ فَتَنْهَاهُ عَنْهُ وَتَأْمُرُهُ بِالْخَيْرِ وَحَدِيثُ مُجَاهِدٍ الْمُرْسَلُ فِي الشَّمَائِلِ

باب كراهة الدخول إلى الوليمة بغير دعوة

(5 - بَابُ كراهة الدُّخُولِ إِلَى الْوَلِيمَةِ بِغَيْرِ دَعْوَةٍ)

1663 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا الْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §مَنْ دَخَلَ عَلَى طَعَامٍ وَلَمْ يُدْعَ إِلَيْهِ دَخَلَ فَاسِقًا وَأَكَلَ حَرَامًا

باب حق الزوج على المرأة

(6 - بَابُ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الْمَرْأَةِ)

1664 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه أَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ مَا حَقُّ الزَّوْجِ على امرأته فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تَمْنَعْهُ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ وَلَا تُعْطِي مِنْ بَيْتِهِ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِهِ فَإِنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَعَلَيْهَا الْوِزْرُ وَلَا تَصُومُ يَوْمًا تَطَوُّعًا إِلَّا بِإِذْنِهِ فَإِنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ أَثِمَتْ وَلَمْ تُؤْجَرْ وَلَا تَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَإِنْ فَعَلَتْ لَعَنَتْهَا الملائكة ملائكة الغضب وملائكة الرَّحْمَةِ حَتَّى تَتُوبَ أو ترجع قيل وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا قَالَ وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بن زياد نبا لَيْثٌ فَذَكَرَهُ وَقَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ أن كَانَ ظَالِمًا فَقَالَتْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا لَا يَمْلِكُ عَلَيَّ أَمْرِي رَجُلٌ أَبَدًا وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عبد الرحيم هو ابن سُلَيْمَانَ عَنْ لَيْثٍ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ قُطْبَةَ عَنْ لَيْثٍ فَذَكَرَ نَحْوَ الْأَوَّلِ وَلَمْ يَقُلْ قِيلَ وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا إِلَى آخِرِهِ -[332]- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ ثنا لَيْثٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ سَأَلْتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ بِسِيَاقِ جَرِيرٍ دُونَ الزِّيَادَةِ فِي آخِرِهِ وَهَذَا الِاخْتِلَافُ مِنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ

1665 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله نبا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمٍ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت يا سول اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أَيِّمٌ فَأَخْبِرْنِي §مَا حَقُّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ حَقَّ الزَّوْجِ عَلَى زوجته إن سألها نفسها وهي على على ظَهْرِ بَعِيرٍ أَنْ لَا تَمْنَعَهُ وَمِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ أَنْ لَا تَصُومَ يَوْمًا تَطَوُّعًا إِلَّا بِإِذْنِهِ فَإِنْ فَعَلَتْ جَاعَتْ وَعَطِشَتْ وَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهَا وَمِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى زَوْجَتِهِ أَنْ لَا تُعْطِيَ شيئا من بيته إِلَّا بِإِذْنِهِ فَإِنْ فَعَلَتْ كَانَ الْأَجْرُ لِغَيْرِهَا وَالشَّقَاءُ عَلَيْهَا وَمِنْ حَقِّ الزَّوْجِ عَلَى الزَّوْجَةِ أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ فَإِنْ فَعَلَتْ لَعَنَتْهَا مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ حَتَّى تَرْجِعَ أَوْ تَتُوبَ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ وَقَالَ الْبَزَّارُ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ القرشي قال نبا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِطُولِهِ زَادَ أيزار فِي آخِرِهِ قَالَتْ لَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا

1666 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أبو نعيم نبا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ رَجُلٍ من الأنصار رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ لَمَّا قدم معاذ رَضِيَ الله عَنْه مِنَ الْيَمَنِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمًا يَسْجُدُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَفَلَا نَسْجُدُ لَكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَوْ أَمَرْتُ شَيْئًا يَسْجُدُ لِشَيْءٍ لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ قَالَ الْأَعْمَشُ فَذَكَرْتُهُ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَوْ أَنَّ امْرَأَةً لَحَسَتْ أَنْفَ زَوْجِهَا مِنَ الْجُذَامِ مَا أَدَّتْ حَقَّهُ

1667 - َقَالَ الْحَارِثُ أيضا حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بن زكريا بنا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ عَنْ فَاطِمَةَ بنت قيس رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُنَّ يَا كَوَافِرَ الْمُنْعِمِينَ قَالَ فَقُلْنَ نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَكْفُرَ نِعْمَةَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَقُولُ إِحْدَاكُنَّ إِذَا غَضِبَتْ عَلَى زَوْجِهَا مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ

1668 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ثنا رَبِيعَةُ ابن عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ نَهَارٍ عَنْ أبي سعيد رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَجُلًا أَتَى بِابْنَةٍ لَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ ابْنَتِي أبت أَنْ تَتَزَوَّجَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطِيعِي أَبَاكِ كُلُّ ذَلِكَ تُرَدُّ عَلَيْهِ مَقَالَتَهُ فَقَالَتْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُخْبِرَنِي §مَا حَقُّ الزَّوْجِ على امرأته فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ بِهِ قَرْحٌ أَوِ ابْتَدَرَ مَنْخِرَاهُ دَمًا وَصَدِيدًا ثُمَّ لحستيه بِلِسَانِكِ مَا أَدَّيْتِ حَقَّهُ فَقَالَتْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تنكحونهن إِلَّا بِإِذْنِهِنَّ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرٍ وَقَالَ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَلَا رَوَاهُ عَنْ رَبِيعَةَ إِلَّا جَعْفَرٌ انْتَهَى وَصَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ وَالْحَاكِمُ

1669 - قال عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حدثنا يَحْيَى بْنُ عبد الحميد نبا يُوسُفُ بن عطية نبا ثَابِتٌ عن انس رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ فَمَرِضَ أَبُوهَا فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي مَرِيضٌ وَزَوْجِي يَأْبَى أَنْ يَأْذَنَ لِي أَنْ أُمَرِّضَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطِيعِي زَوْجَكِ فَمَاتَ أَبُوهَا فَاسْتَأْذَنَتْ زَوْجَهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَأَبَى زَوْجُهَا أَنْ يَأْذَنَ لَهَا فِي الصَّلَاةِ فَسَأَلَتِ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال لها أَطِيعِي زَوْجَكِ فَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا وَلَمْ تُصَلِّ عَلَى أَبِيهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِأَبِيكِ بِطَوَاعِيَتِكِ زَوْجَكِ وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن هارون ثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ فَذَكَرَهُ لكن قَالَ إِنَّ رَجُلًا غَزَا وَامْرَأَتُهُ فِي عُلُوٍّ وَأَبُوهَا فِي سُفْلٍ وَأَمَرَهَا أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا فَاشْتَكَى أَبُوهَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ

1670 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا المقري عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بن غراب قال أَنَّ عَمَّةً لَهُ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا سالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها أم المؤمنين قالب إِنَّ زَوْجَ إِحْدَانَا يُرِيدُهَا فَتَمْنَعُهُ نَفْسَهَا إِمَّا أَنْ تَكُونَ غَضْبَى وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ غَيْرَ نَشِيطَةٍ لَهُ فَهَلْ عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ مِنْ حَرَجٍ قَالَتْ نَعَمْ §إِنَّ حَقَّهُ عَلَيْكِ أَنْ لَوْ أَرَادَكِ وَأَنْتِ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعِيهِ الْحَدِيثَ

1671 - وَقَالَ إِسْحَاقُ فِي مُسْنَدِهِ أَخْبَرَنَا عَبْدُ أرزاق أنا مَعْمَرٌ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَتَتْ أَبَاهَا تَشْكُو الزُّبَيْرَ فَقَالَ لَهَا ارْجِعِي يَا بُنَيَّةُ §إِنْ صَبَرْتِ أحسنت صُحْبَتَهُ ثُمَّ مَاتَ فَلَمْ تَنْكِحِي بَعْدَهُ وَدَخَلْتُمَا الْجَنَّةَ كُنْتِ زَوْجَتَهُ

1672 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ثنا أَبِي ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلَّامٍ عن مالك السك سكي هُوَ ابْنُ يخامر قال أَنَّ مُعَاذَ بن جبل رَضِيَ الله عَنْه حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تَأْخُذُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا وَلَا يَحِلُّ لها أن تأخذه وَهُوَ كَارِهٌ وَلَا تَخْرُجَ وَهُوَ كَارِهٌ بِغَيْرِ إِذْنِهِ وَلَا تطمع فيه أحد مَا اصْطَحَبَا وَلَا تُخْشِنَ بِصَدْرِهِ وَلَا تَعْتَزِلَ فراشه ولا تضار به وَإِنْ كَانَ هُوَ أَظْلَمَ مِنْهَا أَنْ تَأْتِيَهُ حَتَّى تُرْضِيَهُ فَإِنْ هُوَ قَبِلَ مِنْهَا فَبِهَا وَنِعْمَتْ قَبِلَ اللَّهُ عُذْرَهَا وأفلح حُجَّتَهَا وَلَا إِثْمَ عَلَيْهَا وَإِنْ أَبَى الزَّوْجُ أَنْ يَرْضَى فَقَدْ أَبَلَغَتْ إِلَيْهِ عُذْرَهَا وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فرضيت بِالصِّرَامِ حَتَّى تَمْضِيَ لَهَا ثلاث ليال وان أذنت بِغَيْرِ إذنه أو أتت بِغَيْرِ إِذْنِهِ فِي زِيَارَةِ وَالِدٍ أَوْ غيره ما شهد عِنْدَهَا فَأَحْنَثَتْ لَهُ قَسَمًا وأطاعت فِيهِ وَالِدًا أَوْ وَلَدًا أَوِ اعْتَزَلَتْ لَهُ مَضْجَعًا أَوْ خَشَّنَتْ لَهُ صَدْرًا فَإِنَّهُنَّ لَا يَزَالُ يُكْتَبُ عَلَيْهِنَّ ثَلَاثٌ مِنَ الْكَبَائِرِ مَا فعلن ذلك اكبر الكبائر إلا الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَقَتْلُ الْمُؤْمِنِ مُتَعَمِّدًا وَالثَّالِثُ أَكْلُ الرِّبَا وكفى بالمرء آثما أَنْ يأتي كُلَّمَا غَضِبَ عَلَيْهَا زَوْجُهَا ثَلَاثًا مِنَ الْكَبَائِرِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهَا الشَّيْطَانُ فَأَصْبَحَتْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ

قال وحدثنا معاذ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنُهَا ويلعنها الله تعالى وَخُزَّانُ دَارِ الرَّحْمَةِ ودار الْعَذَابِ مما انْتَهَكَتْ مِنْ معصية الله عز وجل هذا الحديث رِجَالُهُ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ إِلَّا شَيْخَ أبي يعلى فهو مِنْ مُنْكَرَاتِهِ وَكَانَ صَدُوقًا فِي نَفْسِهِ إِلَّا أَنَّ وَرَّاقَهُ أَدْخَلَ عَلَيْهِ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ وَكَانُوا يُحَذِّرُونَهُ مِنْ ذَلِكَ فَلَا يَرْضَى -[353]- وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ السَّكْسَكِيِّ فَيُنْظَرُ فِي تَفَاوَتِ مَا بَيْنَ السِّيَاقَيْنِ

1673 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ أُمِّ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ §لَا تَغْشُشْنَ أَزْوَاجَكُنَّ قَالَتْ فَلَمَّا انصرفنا قلنا أو سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا غِشُّ أَزْوَاجِنَا فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فسألته فقال أن تخانين وَتُهَادِينَ مَالَهُ إِلَى غَيْرِهِ

باب الوصية بالنساء

(7 - بَابُ الْوَصِيَّةِ بِالنِّسَاءِ) تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ حَدِيثُ

1674 - قال عبد بن حميد حدثني ابن أبي شيبة ثناء زيد بن حباب العكلي ثنا مويى بن عبيدة قال حدثني صدقة بن يسار عن ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فذكر خطبة طويلة وفيها أيها الناس أن النساء عندكم عوان أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن حق ولهن عليكم حق ومن حقكم أن لا يوطئن فرشكم ولا يعصينكم في معروف فإذا فعلن ذلك فيهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف فإذا ضربتم فاضربوا ضربا غير مبرح الحديث

1674 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أبي بكر قالت نهى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَرْبِ النِّسَاءِ فَشُكِينَ فَأَذِنَ لَهُمْ فِي ضَرْبِهِنَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ §أَطَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ سبعون امرأة كلهن قَدْ ضُرِبَتْ

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا أُحِبُّ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ ثَائِرًا عَصَبُهُ فيرص رَقَبَتِهِ عَلَى مَرِيئَتِهِ يَقْتُلُهَا قُلْتُ هَذَا مُرْسَلٌ وُلِدَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ

1675 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ معدي كرب رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِي النَّاسِ فَحَمِدَ §الله تعالى أثنى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالنِّسَاءِ خَيْرًا إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ وَبِآبَائِكُمْ وإخوانكم وَعَمَّاتِكُمْ وَخَالَاتِكُمْ إِنَّ الرَّجُلَ من هل الكتابين يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ وما يعلم ما لَهُ بِهَا مِنَ الْخَيْرِ فَمَا يَرْغَبُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَمُوتَا هَرَمًا قَالَ أَبُو سَلَمَةَ فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْعَلَاءَ بْنَ سُفْيَانَ الْغَسَّانِيَّ فَقَالَ بَلَغَنِي أَنَّ الفواحش التي حرم الله تعالي فيما بَطَنَ مِمَّا لَمْ يتبين ذِكْرَهَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ فَإِذَا قَدُمَتْ صُحْبَتُهَا وَطَالَ عَهْدُهَا وَنَفَضَتْ مَا فِي بَطْنِهَا طَلَّقَهَا مِنْ غَيْرِ رِيبَةٍ رَوَى ابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بأمهاتكم من وجهه آخَرَ عَنِ الْمِقْدَامِ

1676 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هلال بنا صَاحِبٌ لَنَا ثِقَةٌ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا زال جبريل عليه عليه السلام يُوصِينِي بِالنِّسَاءِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُحَرِّمُ طَلَاقَهُنَّ

باب جواز إمساك المرأة الجميلة لمن يحبها وإن كان فيها ريبة

(8 - بَابُ جَوَازِ إِمْسَاكِ الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ لمن يحبها وإن كَانَ فِيهَا رِيبَةٌ)

1677 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ثنا فُرَاتُ بْنُ سلمان عَنْ عَبْدِ الكريم بن مالك عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَوْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ §امْرَأَتِي لَا تَدْفَعُ يَدَ لامس فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلقها قال إِنَّهَا امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ وَإِنِّي أُحِبُّهَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَمْتِعْ بِهَا

باب ضرب الدف في النكاح وإظهاره

(9 - بَابُ ضَرْبِ الدُّفِّ فِي النِّكَاحِ وَإِظْهَارِهِ)

1678 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أبوب عَنِ ابن عمر قال أن عمر رَضِيَ الله عَنْه §كَانَ إِذَا سَمِعَ صَوْتًا فَزِعَ فَإِذَا قِيلَ خِتَانٌ أَوْ عُرْسٌ سَكَتَ

1679 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بن حسان قال أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ §كَانَ يُعْجِبُهُ ضَرْبُ الدُّفِّ عِنْدَ الْمِلَاكِ

1680 - قال الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ الْبَجَلِيِّ قَالَ شَهِدْتُ ثَابِتَ بْنَ وَدِيعَةَ وَقَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيَّ فِي عُرْسٍ فَإِذَا غِنَاءٌ فَقَالَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّهُ §رُخِّصَ فِي الْغِنَاءِ فِي الْعُرْسِ وَالْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ فِي غَيْرِ نِيَاحَةٍ

1680 - أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا أبو قطن بنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَامِرِ بن سعد قال دَخَلْتُ عَلَى عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو وَثَابِتِ بْنِ يَزِيدَ وَقَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ وَعِنْدَهُمْ جَوَارٍ يُغَنِّينَ وَرَيْحَانٌ قُلْتُ تَفْعَلُونَ هَذَا قَالُوا إِنَّهُ §رُخِّصَ لَنَا فِي الْغِنَاءِ فِي الْعُرْسِ وَالْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ مِنْ غَيْرِ نَوْحٍ وَحَدَّثَنَا حُسَيْنُ بن محمد بنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَامِرِ بن سعد قال دَخَلْتُ على ابن مَسْعُودٍ وَقَرَظَةَ بْنِ كَعْبٍ وَيَزِيدَ بْنِ ثَابِتِ كَذَا قَالَ فَذَكَرَهُ وَالْمَحْفُوظُ ثَابِتُ بن يزيد وهو ابن يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَةَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ شَرِيكٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فَذَكَرَ أَبَا مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنَ عَمْرٍو وَقَرَظَةَ بْنَ كَعْبٍ حَسْبُ

1681 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا معاذ ين مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ عَنْ أَبِي سعيد الخدري رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يُحِبُّ إِبَانَةَ النِّكَاحِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ الْوَاقِدِيَّ يَعْنِي إِظْهَارَهُ

باب ما يجوز من اللهو

(10 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ اللَّهْوِ)

1682 - قَالَ الْحَارِثُ حدثنا أبو عبيد ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الشَّعْبِيِّ يَرْفَعُهُ أَنَّهُ مَرَّ عَلَى أَصْحَابِ الدِّرْكِلَةِ فَقَالَ خُذُوا يَا بَنِي أَرْفِدَةَ §لِيَعْلَمَ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً قَالَ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ فَلَمَّا رَأَوْهُ انذعروا

باب الحضانة

(11 - بَابُ الْحَضَانَةِ)

1683 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أنا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي قال أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ تَزَوَّجَ ابْنَةَ عَمٍّ لَهُ فَوَلَدَتْ لَهُ جَارِيَةً فَمَاتَ عَنْهَا فَخَلَفَ عَلَيْهَا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ أَوْلِيَاؤُهَا لَا نَدَعُ ابْنَتَنَا تَكُونُ عِنْدَهُمْ فَاخْتَصَمُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتِ الْأُمُّ أَنَا الْحَامِلُ الْحَاضِنُ والمرضع فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَخْتَارِينَ فَقَالَتْ أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَدَارَ الْإِيمَانِ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تَذْهَبُوا بِهَا مَا دَامَتْ عيني تكلؤها ولان بَقِيتُ لَأَضَعَنَّهَا مَوْضِعًا يُقِرُّ عَيْنَهَا قَالَ فَاخْتَصَمُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهَا مَنْ تَخْتَارِينَ فَقَالَتْ مِثْلَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَقَضَى بِهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه لِلْأَوْلِيَاءِ فقام بلال رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ ... فَقَضَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه بما قضى بها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ وَمُنْقَطِعٌ أَيْضًا

1684 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى ثنا مُجَالِدٌ عَامِرٌ عن مسروق قال أن عمر رَضِيَ الله عَنْه طَلَّقَ أُمَّ عَاصِمٍ فَمَاتَتْ وَبَقِيَ عَاصِمٌ فِي حِجْرِ جَدَّتِهِ فَخَاصَمَتْهُ إِلَى أبي بكر رَضِيَ الله عَنْه فَقَضَى بِأَنَّ §الْوَلَدَ يَكُونُ مَعَ جَدَّتِهِ وَالنَّفَقَةُ على عمر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ هي أحق به

1685 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب رَضِيَ الله عَنْه قَالَ خَرَجَ زَيْدُ بن حارثة رَضِيَ الله عَنْه إلى مكة فقدمت ابنة حَمْزَةَ بْنِ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ أبي طالب رَضِيَ الله عَنْه أَنَا آخُذُهَا وَأَنَا أحق بها ابنة عَمِّي وَعِنْدِي خَالَتُهَا وَإِنَّمَا الْخَالَةُ أُمٌّ وَهِيَ أَحَقُّ وقال علي رَضِيَ الله عَنْه بَلْ أَنَا أَحَقُّ بِهَا هِيَ ابْنَةُ عمي وعندي ابنة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ أَحَقُّ بِهَا وَإِنِّي لَأَرْفَعُ صَوْتِي لَيَسْمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُجَّتِي قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ وقال زيد رَضِيَ الله عَنْه بَلْ أَنَا أَحَقُّ بها خرجت إليها وَسَافَرْتُ وَجِئْتُ بِهَا فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ فقال علي رَضِيَ الله عَنْه ابنة عَمِّي وَأَنَا أَحَقُّ بِهَا وَعِنْدِي ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكُونُ مَعَهَا أَحَقَّ بِهَا مِنْ غَيْرِهَا وقال جعفر رَضِيَ الله عَنْه أَنَا أَحَقُّ بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنَةُ عَمِّي وَعِنْدِي خَالَتُهَا وَالْخَالَةُ أُمٌّ وَهِيَ أَحَقُّ بِهَا مِنْ غَيْرِهَا وقال زيد رَضِيَ الله عَنْه بَلْ أَنَا أَحَقُّ بها خرجت إليها وَتَجَشَّمْتُ السَّفَرَ أنفقت فَأَنَا أَحَقُّ بِهَا فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأقضي بينكما فِي هَذَا وَفِي غَيْرِهِ قال علي رَضِيَ الله عَنْه فَلَمَّا قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي غَيْرِهِ قُلْتُ نَزَلَ الْقُرْآنُ رَفْعِنَا أَصْوَاتَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ فَمَوْلَايَ ومولاهما قال رَضِيَ الله عَنْه قَدْ رَضِيتُ يَا رسول الله قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ فَأَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي وَأَنْتَ مِنْ شَجَرَتِي الَّتِي خُلِقْتُ منها قال رَضِيَ الله عَنْه رَضِيتُ يَا رَسُولَ الله قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا أَنْتَ يَا عَلِيٌّ فَصَفِيِّي وَأَمِينِي قَالَ يَزِيدُ بْنُ الْهَادِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَقَالَ إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[385]- قَالَ أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا منك قال رَضِيَ الله عَنْه رَضِيتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا الْجَارِيَةُ فَقَدْ قَضَيْتُ بِهَا لِجَعْفَرٍ تَكُونُ مَعَ خَالَتِهَا وَالْخَالَةُ أُمٌّ قَالُوا سَلَّمْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ

باب أوصاف النساء

(12 - بَابُ أَوْصَافِ النِّسَاءِ)

1686 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ مُطَّرِحٍ هُوَ ابْنُ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أبي أمامة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَثَلُ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ فِي النِّسَاءِ كَمَثَلِ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ قِيلَ يَا رسول الله اللَّهِ ما الْغُرَابُ الْأَعْصَمُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْضَاءُ

باب العدة

(13 - بَابُ الْعِدَّةِ)

1687 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عبيد بن عمرو قَالَ §اؤتمنت الْمَرْأَةُ عَلَى فَرْجِهَا

1688 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ نبا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لفاطمة رَضِيَ الله عَنْها §انْتَقِلِي إِلَى أُمِّ شَرِيكٍ وَلَا تَفُوتِينَا بِنَفْسِكِ

باب سكنى المعتدة من الطلاق الثلاث

(14 - بَابُ سكنى المعتدة من الطَّلَاقِ الثَّلَاثِ)

1689 - إسحاق أَخْبَرَنَا عبد الرزاق إن مَعْمَرٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ عَنِ الْمُطَلَّقَةِ ثلاثا أين تستعد فَقَالَ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا فَقُلْتُ لَهُ فَأَيْنَ حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ قيس قال §تِلْكَ امْرَأَةٌ فَتَنَتِ النَّاسَ كَانَتْ لَسِنَةً أَوْ قَالَ كَانَتِ امرأة فِي لِسَانِهَا شَرٌّ عَلَى أَحْمَائِهَا أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ ذَاكَرْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فَذَكَرَ نَحْوَ الْأَوَّلِ

أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَسَأَلْتُ عَنْ أَفْقَهِ أَهْلِهَا فَدُفِعْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمُطَلَّقَةِ ثلاثا أين تستعد فَقَالَ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا قُلْتُ فَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ §طَلَّقَهَا زَوْجُهَا ثَلَاثًا فَاعْتَدَّتْ فِي بَيْتِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ تِلْكَ امْرَأَةٌ لَسِنَةٌ

باب الاستثناء في الطلاق

(15 - بَابُ الِاسْتِثْنَاءِ فِي الطَّلَاقِ)

1690 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنِ مغيرة قَالَ أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ فَقُلْتُ إِنَّ رَجُلًا خَاصَمَنِي يقال له سعيد فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ ثُمَّ قال إبراهيم إبراهيم قد أتاني ذلك مَرَّةً فَزَعَمَ أَنَّهُ قَالَ لِامْرَأَتِهِ كُلُّ امْرَأَةٍ لَهُ طَالِقٌ ثَلَاثًا غَيْرَكِ فَقُلْتُ إِنَّ شُرَيْحًا كَانَ يَقُولُ §إِذَا بَدَأَ بِالطَّلَاقِ وَقَعَ عَلَيْهَا فَبَلَغَنِي أَنَّهُ حِينَ خَرَجَ قَالَ هَلْ هَذَا إِلَّا رَأْيُ الرِّجَالِ ثُمَّ بلغني انه ورع عَنْهَا فَتَرَكَهَا قَالَ جَرِيرٌ فَلَقِيتُ سعيد الزُّبَيْدِيَّ فَسَأَلْتُهُ عَنْ هَذَا فَقَالَ أَمَا إِنِّي سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ فَقَالَ لَا تُطَلَّقُ ثُمَّ قَالَ الزُّبَيْدِيُّ أَمَا إِنِّي لَوْ كُنْتُ يَوْمَئِذٍ على حال كما إن عَلَيْهِ الْيَوْمَ مَا طَلَّقْتُهَا

1691 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَالِكٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ مُعَاذِ بن جبل رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مُعَاذُ §مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعِتَاقِ وَلَا خلق الله شَيْئًا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَبْغَضَ مِنَ الطَّلَاقِ فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِمَمْلُوكِهِ أَنْتَ حُرٌّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَهُوَ حُرٌّ وَلَا اسْتِثْنَاءَ لَهُ وَإِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ أَنْتِ طَالِقٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَهُ اسْتِثْنَاؤُهُ وَلَا طَلَاقَ فِيهِ هَذَا مُنْقَطِعٌ قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ بِهِ

باب طلاق السكران

(16 - بَابُ طَلَاقِ السَّكْرَانِ)

1692 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §طَلَاقُ السَّكْرَانِ لَا يَجُوزُ

باب المحلل

(17 - بَابُ الْمُحَلِّلِ)

1693 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شريك قال سَمِعْتُ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ §فِي الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ يُحَلِّلُهَا قَالَ هُمَا زَانِيَانِ وَإِنْ مَكَثَا عَشْرَ سِنِينَ أَوْ عِشْرِينَ سَنَةً إِذَا أَنَّهُ تزوجها لِذَلِكَ

باب النهي عن التلاعب بالطلاق والحض على الطلاق بما يوافق السنة لمن أراده

(18 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّلَاعُبِ بِالطَّلَاقِ وَالْحَضِّ عَلَى الطَّلَاقِ بِمَا يُوَافِقُ السُّنَّةَ لِمَنْ أَرَادَهُ)

1694 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ يَزِيدَ الدالاني عن أبي الْعَلَاءِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ بَلَغَ أبا موسى رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ عَلَيْهِمْ فَأَتَاهُ فَذَكَرَ ذَلِكَ فَقَالَ §يَقُولُ أَحَدُكُمْ قَدْ تَزَوَّجْتُ قَدْ طَلَّقْتُ وَلَيْسَ كَذَا عِدَةُ الْمُسْلِمِينَ طَلِّقِ الْمَرْأَةَ فِي قُبُلِ عِدَّتِهَا

وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أبي بردة رَضِيَ الله عَنْه قال كَانَ رَجُلٌ يَقُولُ قَدْ طَلَّقْتُكِ قَدْ رَاجَعْتُكِ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §مَا بَالُ رِجَالٍ يَلْعَبُونَ بحدود الله تعالى

1695 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا يَزِيدُ أنا هِشَامٌ هُوَ ابْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدٍ هُوَ ابْنُ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §مَا طلق طلاق الرَّجُلُ السُّنَّةِ فَنَدِمَ أَبَدًا هَذَا إسناده صَحِيحٌ

باب النية في الطلاق

(19 - بَابُ النِّيَّةِ فِي الطَّلَاقِ)

1696 - قَالَ مُسَدَّدٌ وحدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ الأحول عن شمير رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَجُلًا خَطَبَ امْرَأَةً فَقَالُوا §لَا نُزَوِّجُكَ حَتَّى تُطَلِّقَ ثَلَاثًا فَقَالَ اشهدوا اني قد طَلَّقْتُ ثَلَاثًا فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى الْمَرْأَةِ ادَّعَوُا الطَّلَاقَ فَقَالَ لَهُمْ كَيْفَ قُلْتُ قَالَ قُلْنَا لَا نُزَوِّجُكَ حَتَّى تُطَلِّقَ ثَلَاثًا فَطَلَّقْتَ ثَلَاثًا فَقَالَ ألستم تعلمون أن تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ بِنْتَ فُلَانٍ فَطَلَّقْتُهَا وَفُلَانَةُ كَانَتْ تَحْتِي فَطَلَّقْتُهَا حَتَّى عَدَّ ثَلَاثًا قَالُوا مَا هذا أردنا فورد شَقِيقُ بْنُ ثَوْرٍ إلى عثمان رَضِيَ الله عَنْه فَأَمَرُوهُ أَنْ يَسْأَلَ عُثْمَانَ عَنْ ذَلِكَ فَلَمَّا قَدِمَ سَأَلَهُ واخبر أَنَّهُ سال عثمان رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ نِيَّتُهُ

باب كنايات الطلاق

(20 - بَابُ كِنَايَاتِ الطَّلَاقِ)

قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي أَبُو حَصِينٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ وثاب قال سَمِعْتُ مسروقا قال سَمِعْتُ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ §إِذَا قَالَ أَمْرُكِ بِيَدِكِ واستصلحي بِأَمْرِكِ وَقَدْ وَجَّهْتُكِ لِأَهْلِكِ إِنْ قَبِلُوهَا فَوَاحِدَةٌ بَائِنَةٌ

1698 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ حدثني سعيد ين سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عَمِّهِ خَارِجَةَ بن زيد قال جَاءَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ إِلَى زَيْدِ بن ثابت رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ يَبْكِي فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ قَالَ مَلَّكْتُ امْرَأَتِي أَمْرَهَا فَفَارَقَتْنِي فَقَالَ مَا حَمَلَكَ على ذلك فقال الْقَدَرُ قَالَ هِيَ وَاحِدَةٌ §إِنْ شِئْتَ رَاجَعْتَهَا وَإِنْ شِئْتَ تَرَكْتَهَا

1699 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ثنا حَجَّاجٌ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فِي الْحَرَامِ §إِنْ كَانَ نَوَى طَلَاقًا فَهُوَ طَلَاقٌ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَوَى طَلَاقًا فَيَمِينٌ يُكَفِّرُهَا

1700 - حَدَّثَنَا بِشْرٌ - هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ - ثنا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبُو ثُمَامَةَ وَامْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِنَا أَنَّ كِنَانَةَ بن ثور كانت عِنْدَهُ امْرَأَةٌ قَدْ وَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ لَهَا §مَا فَوْقَ نِطَاقِكِ مُحَرَّمٌ فَخَاصَمَتْهُ إِلَى الْأَشْعَرِيِّ فَقَالَ مَا أَرَدْتَ قَالَ الطلاق قال فَقَدْ أَبَانَهَا مِنْكَ

باب إمضاء الطلاق الثلاث بلفظ واحد إذا نوى

(21 - بَابُ إِمْضَاءِ الطَّلَاقِ الثَّلَاثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ إِذَا نَوَى)

1701 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ثنا هِشَامٌ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ كُنَّا مَعَ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه فَجَاءَهُ رجل فقال أن رجلا قَالَ لِامْرَأَتِهِ هِيَ طَالِقٌ ثَمَانِيًا فَقَالَ أَبِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ قُلْتَهَا قَالَ نعم قال لتريد أَنْ تَبِينَ مِنْكَ امْرَأَتُكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ هُوَ كَمَا قُلْتَ ثُمَّ جَاءَ آخر فقال أن رجلا قَالَ لِامْرَأَتِهِ اللَّيْلَةَ هِيَ طَالِقٌ عَدَدَ النُّجُومِ قَالَ أَبِمَرَّةٍ قُلْتَهَا قَالَ نَعَمْ قَالَ أتريد أَنْ تَبِينَ مِنْكَ امْرَأَتُكَ قَالَ نَعَمْ فَذَكَرَ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه نِسَاءَ أَهْلِ الْأَرْضِ عِنْدَ ذَلِكَ بشَيْءٍ لَا أَحْفَظُهُ ثم قال بين اللَّهُ لَكُمْ كَيْفَ الطَّلَاقُ §فَمَنْ طَلَّقَ كَمَا أمره الله تعالى بَيَّنَ لَهُ وَمَنْ لَبَّسَ به جعلنا به لبسه وَاللَّهِ لَا تُلَبِّسُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَنَتَحَمَّلُهُ هُوَ كَمَا تقولون هَذَا إِسْنَادٌ مَوْقُوفٌ وَهُوَ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ سَمِعَهُ مِنْ عَلْقَمَةَ وَقَدْ وَقَعَ التَّصْرِيحُ بتحديث له بِهَذَا الْحَدِيثِ فِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ

1702 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ انبا ابن جريح أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ §الَّتِي لَمْ يُدْخَلْ بِهَا إِذَا جَمَعَ الثَّلَاثَ عَلَيْهَا وَقَعَتْ قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لطاووس فَقَالَ أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَجْعَلُهَا وَاحِدَةً قال وقال عمر وَاحِدَةٌ وَإِنْ جَمَعَهُنَّ

1703 - وَبِهِ إلى ابن جريح أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هند عن برد بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِي عِيَاضٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ §الَّتِي لَمْ يُدْخَلْ بها والتي قد دُخِلَ بِهَا فِي الثَّلَاثِ سَوَاءٌ

1704 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن إدريس قال سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ الْوَلِيدِ يُحَدِّثُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ طَلَّقَ رَجُلٌ مِنْ أَجْدَادِي امْرَأَتَهُ أَلْفًا فَأَتَى بَنُوهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ §أَبَاكُمْ لَمْ يَتَّقِ اللَّهَ فَيَجْعَلُ لَهُ مَخْرَجًا بَانَتْ مِنْهُ بِثَلَاثٍ وسايرها عدوان اتخذ آيات الله هزوا

باب إمضاء الطلاق في الهزل

(22 - بَابُ إِمْضَاءِ الطَّلَاقِ فِي الْهَزْلِ)

1705 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ بنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ عُبَادَةَ بن الصامت رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا يَجُوزُ اللَّعِبُ فِي ثَلَاثٍ الطَّلَاقِ وَالنِّكَاحِ وَالْعَتَاقِ فَمَنْ قَالَهُنَّ فَقَدْ وَجَبْنَ

1706 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُبَادَةَ بن الصامت رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ الرَّجُلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَقُولُ كُنْتُ لَاعِبًا وَيَعْتِقُ مَمْلُوكَهُ وَيَقُولُ كُنْتُ لَاعِبًا وَيُزَوِّجُ ابْنَتَهُ وَيَقُولُ كنت لاعبا وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ثَلَاثٌ مَنْ قالهن لاعبا فهن جَائِزَاتٌ عَلَيْهِ الطَّلَاقُ وَالْعَتَاقُ وَالنِّكَاحُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ {ولا تتخذوا ءايات اللَّهِ هُزُوًا}

باب المطلقة ثلاثا لا تعود حتى تنكح وتتذوق العسيلة

(23 - بَابُ الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا لَا تَعُودُ حَتَّى تُنْكَحَ وتتذوق الْعُسَيْلَةَ)

1707 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ثنا هُشَيْمٌ عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يسار عن عبيد اللَّهِ أَوِ الْفَضْلِ بن العباس رَضِيَ الله عَنْهم قال أَنَّ الْغُمَيْصَاءَ أَوِ الرُّمَيْصَاءَ جَاءَتْ تَشْكُو زَوْجَهَا فَقَالَتْ إِنَّهُ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا فَقَالَ كَذِبَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لِأَفْعَلُ وَلَكِنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى زَوْجِهَا الْأَوَّلِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَذُوقَ عُسَيْلَتَهَا

1708 - حَدَّثَنَا عبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ نبا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابن عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما مثل الحديث قَبْلَهُ ... §لَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى تَذُوقَ الْعُسَيْلَةَ

1709 - حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بن موسى نبا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ثنا أَبُو عَبْدِ الملك المكي ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مليكة قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §الْعُسَيْلَةُ الْجِمَاعُ

1710 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ثنا مَرْوَانُ بِهِ وَزَادَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال إِنَّمَا §عَنَى بِالْعُسَيْلَةِ النِّكَاحَ

باب لا طلاق قبل النكاح

(24 - بَابُ لَا طَلَاقَ قَبْلَ النِّكَاحِ)

1711 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ حُدِّثْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ §لَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ 1712 - قَالَ ابْنُ جريج وقال عمر بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ طاووس عَنْ مُعَاذِ بن جبل رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

1713 - حدثنا وَكِيعٌ ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَمَّنْ سَمِعَ طاووسا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ 1714 - وقال أبو بكر حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن عطاء ومحمد بن النكدر عن جابر رَضِيَ الله عَنْه يرفعه لا طلاق قبل نكاح وعتق قبل ملك وقال الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ موسى ثنا أو بْنُ سُوَيْدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ بِهِ وَقَالَ الْبَزَّارُ َيُرْوَى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مُحَمَّدٍ وَعَطَاءٍ

وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش عن حرام بن عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ ... الْحَدِيثَ

وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا بنا أَبِي ذِئْبٍ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَطَاءً عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لا طلاق أن لَمْ يَنْكِحْ ولا عتق أن لَمْ يَمْلِكْ وَحَدَّثَنَا الْيَمَانُ أَبُو حُذَيْفَةَ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه مِثْلَ حديث ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما وَحَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ ثنا حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ بِهِ

1712 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ طاووس عَنْ مُعَاذِ بن جبل رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا طَلَاقَ لِمَنْ لَمْ يَنْكِحْ وَلَا عِتَاقَ لِمَنْ لَمْ يَمْلِكْ وَلَا نَذْرَ فِي معصية الله تعالى

باب كراهة الطلاق

(25 - بَابُ كراهة الطَّلَاقِ)

1715 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ عن القاسم بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أبي امامة رَضِيَ الله عَنْه جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي التَّزْوِيجِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إني تزوجت ثلاثا فقال فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَزَوَّجْ وَلَا تُطَلِّقْ فان الله تعالى يُبْغِضُ الذَّوَّاقِينَ وَالذَّوَّاقَاتِ

باب عدد الطلاق

(26 - بَابُ عَدَدِ الطَّلَاقِ)

قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سليمان ثنا خالد عن اسما عيل بْنِ سميع عن أي رزين قال أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §سمعت الله تعالى يَقُولُ {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} فَأَيْنَ الثَّالِثَةُ قَالَ {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}

باب الزجر عن الانتساب إلى غير الآباء

(27 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِسَابِ إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ)

1717 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عبد الرزاق انبا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَنَا قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انت سعد بْنُ مَالِكِ وهب بن عبد مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ §مَنْ قَالَ غَيْرَ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ لعنة الله تعالى

باب المرأة لآخر أزواجها في الآخرة

(28 - بَابُ الْمَرْأَةِ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا فِي الْآخِرَةِ)

1718 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الله القرشي نبا أَبُو الْمَلِيحِ عَنْ مَيْمُونِ بن مهران قال خَطَبَ مُعَاوِيَةُ أم الدرداء رَضِيَ الله عَنْهما فَأَبَتْ أَنْ تتزوجه قال سَمِعْتُ أبا الدرداء رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْمَرْأَةُ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا وَلَسْتُ أُرِيدُ بِأَبِي الدردراء بَدَلًا

باب القافة

(29 - بَابُ الْقَافَةِ)

1719 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ سَمِعَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ أَبَاهُ يَقُولُ ارسل عمر رَضِيَ الله عَنْه إِلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ قَالَ فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَيْهِ وَقَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ فَسَأَلَهُ عَنْ وِلَادٍ مِنْ وِلَادِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ سُفْيَانُ وَكَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ لَيْسَ لِنِسَائِهِمْ عِدَّةٌ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ انْطَلَقَتِ الْمَرْأَةُ فَنُكِحَتْ وَلَمْ تَعْتَدَّ قَالَ فَسَأَلَهُ عَنِ النُّطْفَةِ فَقَالَ أَمَّا النُّطْفَةُ فَمِنْ فُلَانٍ واما الولد فعى فِرَاشِ فُلَانٍ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه صَدَقَ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَضَى بِالْوَلَدِ لِلْفِرَاشِ فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ قَالَ أَخْبِرْنَا عَنْ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ فَقَالَ أن قريشا تقوت لِبِنَاءِ الْكَعْبَةِ وَاسْتَقْرَضَتْ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه صدق قلت رواه أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَةَ بالمرفوع مِنْهُ فَقَطْ وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِي مُسْنَدِهِ مِثْلَ رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بِطُولِهِ وَرَوَى أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ عن عمر رَضِيَ الله عَنْه شَيْئًا مِنْهُ

1720 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا أَبُو تميلة قال سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ قَالَ ادَّعَى نَصْرُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَبَاحٍ مَوْلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن خالد بن الوليد فَقَالَ مَوْلَايَ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي فَقَالَ نَصْرٌ أَخِي هُوَ وَبَنَاتِي بِمَنْزِلَةٍ قَالَ فَطَالَتْ خُصُومَتُهُمْ فَدَخَلُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ وَفِهْرٌ تَحْتَ رَأْسِهِ فَادَّعَيَا فقال معاوية رَضِيَ الله عَنْه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ قَالَ نَصْرٌ فَأَيْنَ قَضَاؤُكَ هَذَا يَا مُعَاوِيَةُ فِي زِيَادٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ قَضَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ مِنْ قضاء معاوية قال فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبَاحٍ لَا يُجِيبُ نَصْرًا إِلَى مَا ادَّعَاهُ فَقَالَ نَصْرٌ [البحر الطويل] (أبا خالد ما مثل مال ورثته ... وَخُذْنِي اخا عند الفراش شَاهِدَا) (أبا خالد مالي ثري ومنصب ... شيء واغراق نَهْرِكَ صَاعِدَا) (أَبَا خَالِدٍ لَا تَجْعَلَنَّ بَنَاتِنَا ... إِمَاءً لِمَخْزُومٍ وَكُنَّ متواجدا) (أَبَا خَالِدٍ إِنْ كُنْتَ تَخْشَى ابْنَ خَالِدٍ ... فَلَمْ يَكُنِ الْحَجَّاجُ يَرْهَبُ خَالِدَا) (أَبَا خَالِدٍ لَا نَحْنُ نَارٌ وَلَا هم ... جنان رعت فيه الْعُيُونُ رَوَاكِدَا)

باب المتعة

(30 - بَابُ الْمُتْعَةِ)

1721 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن عمرو قال سَمِعْتُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما وانا قائم على رَأْسِهِ يَقُولُ وَرَجُلٌ يَقُولُ لَهُ أن معاوية رَضِيَ الله عَنْه نهى عَنِ الْمُتْعَةِ فَقَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما انظروا §فان كانت فِي كتاب الله تعالى فَقَدْ كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وان لم تكن فِي كتاب الله تعالى فهو كما قال هَذَا صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ فِي كتاب الله عز وجل قوله تعالى {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ} الْآيَةَ وَبِهَا احْتَجَّ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه كَمَا وَقَعَ فِي الْبُخَارِيِّ عَنْهُ

1722 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أبي مليكة قال أن عائشة رَضِيَ الله عَنْها كَانَتْ إِذَا سُئِلَتْ عَنِ المتعة قال بَيْنِي وبينكم كِتَابُ اللَّهِ تعالى قَالَ اللَّهُ عز وجل {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ ... } الْآيَةَ قَالَتْ §فَمَنِ ابْتَغَى غَيْرَ مَا زوجه الله تعالى أو ما مَلَّكَهُ فَقَدْ عَدَا

1723 - حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §هَدْمُ الْمُتْعَةِ النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ وَالْمِيرَاثُ هَكَذَا قَالَ بِشْرُ بْنُ عُمَرَ

1724 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو موسى ثنا مؤمل بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال كنا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ منزلنا ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ فَرَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَصَابِيحَ وَنِسَاءً يبكين فَقَالَ مَا هَذَا فَقِيلَ نساء تمتع بهن فَهُنَّ يَبْكِينَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَامٌ أَوْ قَالَ §هَدْمُ الْمُتْعَةِ النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ والعدة وَالْمِيرَاثُ

1725 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قال عمر رَضِيَ الله عَنْه §لَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ فِي مُتْعَةِ النِّسَاءِ لَرَجَمْتُ

باب الاستبراء والترغيب في الإماء

(31 - بَابُ الِاسْتِبْرَاءِ وَالتَّرْغِيبِ فِي الْإِمَاءِ)

1726 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §إِذَا اشْتَرَاهَا عَذْرَاءَ فَإِنْ شَاءَ لَمْ يَسْتَبْرِئْهَا قَالَ أَيُّوبَ يَعْنِي ذَلِكَ فِي السبية

1727 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ثنا الْقَاسِمُ وَمَكْحُولٌ عَنْ أبي امامة رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ أَنْ تُوطَأَ الْحَبَالَى حَتَّى يَضَعْنَ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْهُذَلِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إبراهيم نبا أَبُو أُسَامَةَ فَذَكَرَهُ مُطَوَّلًا

1728 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حدثنا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ السَّرِيِّ ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ عَمٍّ لِي مِنْ بَنِي هاشم قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §عَلَيْكُمْ بِالسَّرَارِيِّ فَإِنَّهُنَّ مُبَارَكَاتُ الْأَرْحَامِ هَذَا مُرْسَلٌ لَا بَأْسَ بِإِسْنَادِهِ وَقَدْ رُوِيَ مَوْصُولًا مِنْ حَدِيثِ أبي الدرداء رَضِيَ الله عَنْه أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَإِسْنَادُهُ وَاهٍ جِدًّا حَتَّى أَخْرَجَهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي مَوْضُوعَاتِهِ

1729 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زَحْمَوَيْهِ ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ أَنْ تُوطَأَ الْحَبَالَى وَقَالَ تَسْقِي زَرْعَ غَيْرِكَ

1730 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ أَبِي مَعْرُوفٍ عَنْ عَطَاءٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ تُوطَأَ النِّسَاءُ الْحَبَالَى مِنَ السَّبْيِ

1731 - وَقَالَ الْحَارِثُ حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ثنا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حُمَيْدٍ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §استبرأ صفية رَضِيَ الله عَنْها فَقِيلَ لَهُ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ مِنْ الْأَوْلَادِ قَالَ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ

باب سفر المعتدة

(32 - بَابُ سَفَرِ الْمُعْتَدَّةِ)

1732 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عن عطاء قال ضَمَّتْ عَائِشَةُ أُمَّ كُلْثُومٍ أُخْتَهَا امْرَأَةَ طَلْحَةَ بْنِ عبيد الله رَضِيَ الله عَنْهم §فَحَجَّتْ بِهَا فِي عِدَّتِهَا

باب انقضاء العدة بالوضع

(33 - بَابُ انْقِضَاءِ الْعِدَّةِ بِالْوَضْعِ)

1733 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ تَحْتَ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ فَخَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَقَدْ ضَرَبَهَا الطَّلْقُ فكتمته فقالت له طَيِّبْ قَلْبِي بِتَطْلِيقَةٍ فَطَلَّقَهَا وَرَجَعَ وَقَدْ وَضَعَتْ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ §بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ اخْطُبْهَا إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَ مَا لَهَا خدعتها خدها الله تعالى

باب الجمع بين الأختين بملك اليمين والمرأة وبنتها بملك اليمين

(34 - بَابُ الْجَمْعِ بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ بِمِلْكِ الْيَمِينِ وَالْمَرْأَةِ وَبِنْتِهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ)

1733 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي عَوْنٍ عَنْ أَبِي صالح الحنفي قال أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ سأل عليا رَضِيَ الله عَنْه عَنِ الْأَمَتَيْنِ الْأُخْتَيْنِ فَقَالَ §أَحَلَّتْهُمَا آيَةٌ وَحَرَّمَتْهُمَا آيَةٌ ولا افعله إن وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي وَلَا أُحِلُّهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ثنا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي عون قال سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ قَالَ قال علي رَضِيَ الله عَنْه سَلُونِي فَإِنَّكُمْ لَا تَسْأَلُونَ مِثْلِي وَلَنْ تَسْأَلُوا مِثْلِي فَقَالَ ابْنُ الْكَوَّاءِ أَخْبِرْنَا عَنِ الْأُخْتَيْنِ المملوكتين وعن ابنة الْأَخِ مِنَ الرَّضَاعَةِ فَقَالَ سَلْ عَمَّا يَعْنِيكَ فَإِنَّكَ ذَاهِبٌ فِي التِّيهِ فَقَالَ إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عما لا نعلمه فَأَمَّا مَا نَعْلَمُ فَإِنَّا لَا نَسْأَلُ عَنْهُ قَالَ أَمَّا §الْأُخْتَانِ الْمَمْلُوكَتَانِ فَأَحَلَّتْهُمَا آيَةٌ وَحَرَّمَتْهُمَا آيَةٌ وَلَا آمُرُ به ولا انى عَنْهُ وَلَا أَفْعَلُهُ أَنَا وَلَا أَهْلُ بَيْتِي

وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عن مالك حدثني الزُّهْرِيِّ عَنْ قَبِيصَةَ بن ذؤيب قال أن عثمان رَضِيَ الله عَنْه سُئِلَ عَنِ الْأُخْتَيْنِ الْأَمَتَيْنِ مِنْ مِلْكِ الْيَمِينِ فَقَالَ §أَحَلَّتْهُمَا آيَةٌ وَحَرَّمَتْهُمَا آيَةٌ وَمَا -[490]- أُحِبُّ أَنْ أَصْنَعَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَوْ كُنْتُ أَلِي شَيْئًا مِنْ أُمُورِ المسلمين ثم اتيت بِهَذَا جَعَلْتُهُ نَكَالًا قَالَ الزُّهْرِيُّ اراه عليا رَضِيَ الله عَنْه

1736 - وَبِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عن أبيه قال سئل عمر رَضِيَ الله عَنْه عَنْ الْمَرْأَةِ وَابْنَتِهَا مِنْ مِلْكِ الْيَمِينِ فَقَالَ §مَا أُحِبُّ أَنْ اجيزها جَمِيعًا وَأَنْهَى عَنْهُمَا جَمِيعًا

1737 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قال سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ مُعَاذَا بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها فَقَالَ إِنَّ لِي §جَارِيَةً اصبته وَلَهَا ابْنَةٌ قَدْ أَدْرَكَتْ أفأصيبها فَنَهَتْهُ عَنْهَا فَقَالَ لَا إِلَّا أَنْ تَقُولِي حَرَامٌ فَقَالَتْ لَا يَفْعَلُهُ مِنْ أَهْلِي أَحَدٌ وَلَا مَنْ أَطَاعَنِي 1738 - قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ وَسُئِلَ عَنْهَا ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَنَهَى عَنْهَا

باب في اللعان وفي الغيرة

(35 - بَابٌ فِي اللِّعَانِ وَفِي الْغَيْرَةِ)

1739 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بن شميل بنا أَبُو مَعْشَرٍ عن عبد الرحمن بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ سَعْدِ بن عبادة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنْ وَجَدْتُ عَلَى بَطْنِ امْرَأَتِي رَجُلًا أَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ بَيِّنَةٍ أَبْيَنُ مِنَ السَّيْفِ ثُمَّ رَجَعَ عَنْ قَوْلِهِ فَقَالَ كتاب الله تعالى وَشَاهِدٌ فَقَالَ سَعْدُ بن عبادة رَضِيَ الله عَنْه أَيُّ بَيِّنَةٍ أَبْيَنُ مِنَ السَّيْفِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابُ اللَّهِ وَشَاهِدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ هَذَا سَعْدٌ قَدِ اسْتَفَزَّتْهُ الْغَيْرَةُ حَتَّى خَالَفَ كتاب الله عز وجل فَقَالَ مِنَ الْأَنْصَارِ §إِنَّ سَعْدًا غَيُورٌ مَا تَزَوَّجَ ثَيِّبًا قَطُّ وَلَا قَدَرَ رَجُلٌ مِنَّا أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً طَلَّقَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ سَعْدًا غَيُورٌ وَأَنَا غَيُورٌ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأنصار على ما يغار الله تعالى فَقَالَ عَلَى رَجُلٍ مُجَاهِدٍ فِي سبيل الله تعالى يُخَالَفُ إِلَى أَهْلِهِ فِيهِ انْقِطَاعٌ فِيمَا أَظُنُّ وَأَبُو مَعْشَرٍ ضَعِيفٌ

1740 - وَقَالَ أَبُو يعلى حدثنا عُمَرُ بْنُ شبة نبا مُحَمَّدُ بْنُ عَثْمَةَ هُوَ ابْنُ خَالِدِ بن عثمة نسب إِلَى جَدِّهِ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ هُوَ الزَّمْعِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن وهب قال أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِهِ كُلَّ غَدَاةٍ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِنَّ فَكَانَتْ منهم امْرَأَةٌ عِنْدَهَا عَسَلٌ فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا أَحَضَرَتْ لَهُ مِنْهُ شَيْئًا فَيَمْكُثُ عِنْدَهَا وَإِنَّ عائشة وحفصة رَضِيَ الله عَنْهما وَجَدَتَا مِنْ ذَلِكَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِمَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتَا يَا رسول الله إن نَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ قَالَ فَتَرَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ الْعَسَلَ

1741 - وقال إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بن عبادة بنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَدِيٍّ بن عدي الْكِنْدِيِّ وَهُوَ وَالِدُ عَدِيِّ بْنِ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ قَالَ يَا زَيْدُ بْنَ ثَابِتٍ أَمَا علمت إن كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ §أَنْ لَا تتنفوا مِنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ قَالَ بَلَى

1742 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا ابْنُ جُرَيْجٍ عن جعفر بن محمد عَنْ أَبِيهِ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ لَمَّا كَانَ مِنْ شَأْنِ المتلاعتين عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قل §مَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْأَرْبَعَةِ

1743 - قال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ قَالَ سعمت عَبْدَ اللَّهِ بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ §لَاعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْعَجْلَانِيِّ وَامْرَأَتِهِ وَهُوَ عُوَيْمِرُ بْنُ الْحَارِثِ فَلَاعَنَ بَيْنَهُمَا عَلَى حَمْلٍ

باب التزوج بأهل الكتاب

(36 - بَابُ التَّزَوُّجِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ)

1744 - قال مُسَدَّدٌ وحدثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ أَرَادَ كَعْبُ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يَتَزَوَّجَ يَهُودِيَّةً فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَهَاهُ وَقَالَ §إِنَّهَا لَا تُحْصِنُكَ وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حدثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بِهِ

باب تخيير من أسلم على أكثر من أربع نسوة فيهن

(37 - بَابُ تَخْيِيرِ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى أَكْثَرِ مِنْ أربع نسوة فيهن)

1745 - قال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ هُوَ المخزومي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال أَسْلَمَ غَيْلَانُ وَتَحْتَهُ عشر نسوة فأمر النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَيُفَارِقَ سَائِرَهُنَّ وأسلم صفوان رَضِيَ الله عَنْه وَعِنْدَهُ ثمان نسوة فامر النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ §يُمْسِكَ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا وَيُفَارِقَ سَائِرَهُنَّ

باب الإيلاء

(38 - بَابُ الْإِيلَاءِ)

1746 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ أبو قدامة ثنا عَامِرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ كَانَ §إِيلَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ السَّنَةَ وَالسَّنَتَيْنِ وَأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فوقت الله تعالى لَهُمْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ فَمَنْ كَانَ إِيلَاؤُهُ أَقَلَّ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَلَيْسَ بِإِيلَاءٍ وَقَالَ عطاء وإن آلَى مِنْهَا وَهِيَ فِي بَيْتِ أَهْلِهَا قَبْلَ أَنْ يُؤْتَى بِهَا فَلَيْسَ بِإِيلَاءٍ

باب الظهار

(39 - بَابُ الظِّهَارِ)

1747 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سليم قال سَأَلْتُ الْقَاسِمَ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ §إِنْ تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ فَهِيَ طالق قال أت رجل عمر رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ إِنِّي قُلْتُ إِنْ تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ فَهِيَ ظِهَارٌ فَقَالَ إِنْ تَزَوَّجْتَهَا وَأَرَدْتَ أن تمسكها تكفر -[516]- 1748 - حدثنا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ الْأَشَجُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب قال أَنَّ رَجُلًا ظَاهَرَ مِنِ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَنْسَلِخَ رَمَضَانُ أَوْ قَالَ ظاهر منها رمضان فَأَتَى أَهْلَهُ لَيْلًا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ مُرْسَلًا

1749 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إسحاق ثنا وهب ثنا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي يزيد المديني قال أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي بَيَاضَةَ أَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ أو قال نصف وَسْقٍ مِنْ شَعِيرٍ شك أيوب شك أو فاعطاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي ظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ فَقَالَ §تَصَدَّقْ بِهَذَا فَإِنَّهُ يُجْزِئُ مَكَانَ كُلِّ نِصْفِ صَاعٍ مِنْ حِنْطَةٍ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ

1750 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ طاووس عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا ظاهر امرأته رآها فِي الْقَمَرِ فَأَعْجَبَتْهُ فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَقَالَ رَأَيْتُهَا فَأَعْجَبَتْنِي فَقَالَ §أَمْسِكْ حَتَّى تُكَفِّرَ

باب الرضاع

(40 - بَابُ الرَّضَاعِ)

1751 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التوءمة عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا يُذْهِبُ عَنِّي مَذَمَّةَ الرَّضَاعِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغُرَّةُ يعني العبد أو الأمة

1752 - وقال مُسَدَّدٌ ثنا يَحْيَى عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عن الحسن رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ تَزَوَّجْتَ بنت حمزة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرضاع وَإِنَّ الرَّضَاعَةَ تُحَرِّمُ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ

1753 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ أَبِي عَتِيقٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا رَضَاعَ بَعْدَ فِصَالٍ وَلَا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ الْحَدِيثَ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ثنا مَخْلَدٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ بِهِ

1754 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ السَّرِيِّ ثنا هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ عَنْ أَخِيهِ زَيْدٍ أَوْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قال أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ تُسْتَرْضَعَ الْحَمْقَاءُ وَقَالَ إِنَّ اللَّبَنَ يُشْبِهُ

1755 - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ إسماعيل قال سمعت قيسا يقول قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ §لَا تُحَرِّمُ الْعَيْفَةُ قُلْنَا وَمَا الْعَيْفَةُ قَالَ الْمَرْأَةُ تَلِدُ فَيُحْصَرُ لَبَنُهَا فِي ثَدْيِهَا فَتُرْضِعُهَا جاريتها الْمَرَّةَ وَالْمَرَّتَيْنِ

1756 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عمر نبا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عوف عن أبي عن جده رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اسْتَرْضِعُوا فِي مُزَيْنَةَ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ أَمَانَةٍ

باب النفقات

(41 - بَابُ النَّفَقَاتِ) تَقَدَّمَ قِصَّةُ عَاصِمِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فِي الْحَضَانَةِ

1757 - وقال إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا النضر بن شميل ثنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَرَجَ عَمْرُو بن أمية إلى السُّوقِ فَبَيْنَمَا هُوَ يُسَاوِمُ بِمِرْطٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْهِ عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ مَا هَذَا يَا عَمْرُو قَالَ أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَهُ ثم أتصدق يه فقال رَضِيَ الله عَنْه أَنْتَ إذا أنت منقدعمر فابتاعه عمرو رَضِيَ الله عَنْهما فَدَخَلَ عَلَى زَوْجَتِهِ فَقَالَ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْكِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى السُّوقِ فَجَلَسَ فِي مَجْلِسِهِ فَلَقِيَهُ عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ مَا فَعَلَ الْمِرْطُ فَأَخْبَرَهُ وَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ صَدَقَةٌ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه لَا تَكْذِبْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَنَادَى مِنَ الْبَابِ يَا أمتاه فقالت إليك يا عمرو مالك فَقَالَ أن عمر رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ لَا تَكْذِبْ عَلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال فَأَنْشُدُكِ اللَّهَ هَلْ سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا أَعْطَيْتُمُوهُنَّ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لكم صدقة قالت اللَّهُمَّ نَعَمْ -[535]- أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بن أبي حميد عَنْ عبد الله اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ عن أبيه قال أَنَّ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ خَرَجَ إِلَى السُّوقِ فساوم بمرط فذكره مثله سواء وَقَالَ فأتيت عائشة رَضِيَ الله عَنْها فَقَالَ عَمْرٌو يَا أُمَّتَاهُ قال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شِيرَوَيْهِ رَاوِي مُسْنَدِ إِسْحَاقَ عَنْهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن يحيى إن أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ ثنا حُمَيْدُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى السُّوقِ يَسُومُ بِمِرْطٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ وذكر عائشة رَضِيَ الله عَنْها فِي الْحَدِيثِ قُلْتُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ضَعِيفٌ وَلَيْسَ لِقَوْلِهِ عَنْ جَدِّهِ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ الْأَخِيرِ مَعْنًى وَالْحَدِيثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ قَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره لم تذكر الْقِصَّةَ وَلَا حديث عائشة رَضِيَ الله عَنْهما وَلَيْسَ لِأُمَيَّةَ صحبة كما بينت فِي كِتَابِي فِي الصَّحَابَةِ وَقَدْ رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ كَمَا قَالَ أَبُو عَامِرٍ وَالنَّضْرُ وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْكُبْرَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مِنْ رِوَايَةِ الزِّبْرِقَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرٍو بِهِ

وقال أَبُو يَعْلَى حدثنا مُحَمَّدُ بن عباد نبا حَاتِمٌ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ -[536]- أُمَيَّةَ قَالَ أتى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف رَضِيَ الله عَنْهما بِمِرْطٍ فَاسْتَغْلَاهُ فمر به إلى عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ فَاشْتَرَاهُ فكساه امْرَأَتَهُ سخلية بِنْتَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ فَمَرَّ بِهِ عُثْمَانُ أَوْ عبد الرحمن رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ مَا فَعَلَ الْمِرْطُ قال عمرو رَضِيَ الله عَنْه تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَى سخلية بِنْتِ عُبَيْدَةَ فَقَالَ إِنَّ §كُلَّ مَا صَنَعْتَ إِلَى أَهْلِكَ صَدَقَةٌ فَقَالَ عَمْرٌو سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَاكَ فَذَكَرَ مَا قال عمرو رَضِيَ الله عَنْه لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ صَدَقَ عَمْرٌو كُلُّ مَا صَنَعْتَهُ إِلَى أَهْلِكَ صَدَقَةٌ

1758 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حميد حدثنا عمر بْنُ سعيد الدمشقي بنا سَعِيدٍ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أم أيمن رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ قَالَ §أَنْفِقْ عَلَى أَهْلِكَ مِنْ طَوْلِكَ وَلَا تَرْفَعْ عَصَاكَ عَنْهُمْ وَأَخِفْهُمْ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وقال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُويَهِ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهِ وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الزهري قال أَنَّ الْمُوصَّى بِهَذِهِ الوصية ثوبان رَضِيَ الله عَنْه

1759 - وقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها قالت أن سول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ كَانَتْ لَهُ بِنْتَانِ أَوْ أُخْتَانِ أَوْ ذَوَاتَا قَرَابَةٍ فَأَنْفَقَ عَلَيْهِمَا حَتَّى يَكْفِيَهُمَا أَوْ يغنيهما الله تعالى من فضله كانت له حجابا مِنْ النَّارِ

1760 - وَقَالَ الْحَارِثُ حدثنا مُعَاوِيَةُ بن عمرو بنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ مُسْلِمِ بن يسار قال بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَاسْتَأْذَنَهُ شَابٌّ أَنْ يخرج فيها فقال هَلْ تَرَكْتَ فِي اهلك من كامل قَالَ لَا أَعْلَمُهُ وَهُمْ صِبْيَانٌ صِغَارٌ قَالَ §ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَإِنَّ فِيهِمْ مُجَاهَدًا حَسَنًا

1761 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا المسور بْنُ الصَّلْتِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه عن سول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §ما أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ كُتِبَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ وَمَا وَقَى بِهِ الْمَرْءُ عِرْضَهُ كُتِبَ لَهُ صَدَقَةٌ قَالَ وكل نَفَقَةِ مُؤْمِنٍ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ فعلى الله تعالى خَلَفُهَا ضَامِنًا إِلَّا نَفَقَةً فِي بُنْيَانٍ فقلنا لجابر رَضِيَ الله عَنْه يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ ما وَقَى بِهِ الْمَرْءُ عِرْضَهُ قَالَ يُعْطِي الشَّاعِرَ وَذَا اللِّسَانِ قَالَ كَأَنَّهُ يَقُولُ الَّذِي يَتَّقِي لِسَانَهُ

باب ما للمرأة من الأجر إذا حملت

(42 - بَابُ مَا لِلْمَرْأَةِ مِنَ الْأَجْرِ إِذَا حَمَلَتْ)

1762 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حدثنا يَعْمَرُ بْنُ بِشْرٍ نبا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما عن عمر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ §لِلْمَرْأَةِ حَمْلِهَا إِلَى وَضْعِهَا إِلَى فِصَالِهَا مِنَ الْأَجْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ هَلَكَتْ فِيمَا بَيْنَ ذلك فلها فيما بين ذَلِكَ فَلَهَا أَجْرُ شَهِيدٍ

1763 - وقال أَبُو يعلى حدثنا وهب هو ابن بقية نبا خَالِدٌ عَنْ حُسَيْنٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنهما قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مِنْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ امْرَأَةً وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَبَقِيَّتُهُنَّ فِي النَّارِ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى مَنْ حَضَرَ مِنَ المهاجرين فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §الْمُسْلِمَةَ إذا حملت فان لَهَا أَجْرُ الصائم الْقَائِمِ الْمُحْرِمِ الْمُجَاهِدِ فِي سبيل الله تعالى فَإِذَا وَضَعَتْ فَإِنَّ لَهَا فِي أَوَّلِ رَضْعَةٍ أَجْرَ حَيَاةِ نَسَمَةٍ

باب الأيمان والنذور

(43 - بَابُ الْأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ)

1764 - قَالَ أَبُو بَكْرِ حدثنا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنِي أَبُو فَرْوَةَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيُّ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ وَلَقِيَهُ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ ذَوْدًا عَلَى صَنَمٍ مِنْ أَصْنَامِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْفِ بِنَذْرِكَ ولا تأثم ربك ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي معصية الله تعالى وَلَا فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ

1765 - وحدثنا عَبْدُ الرحمن بْنُ سُلَيْمَانَ نبا مُحَمَّدُ بْنُ كُرَيْبٍ عن كريب قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما وَعِنْدَهُ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ وَنَافِعُ ابن جبير رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §ثَلَاثٌ لَا يَمِينَ فِيهِنَّ لَا يَمِينَ لِلْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ وَلَا يَمِينَ لِلْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا وَلَا لِلْعَبْدِ عَلَى سَيِّدِهِ

1766 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش عن حرام بن عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا نَذْرَ فِي معصية الله تعالى وَلَا يَمِينَ فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ وَلَا يمين للمملوك على سَيِّدِهِ وَلَا يَمِينَ لَزَوْجَةٍ مَعَ زَوْجِهَا وَلَا يمين لولد مع وَالِدِهِ

1767 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا هُشَيْمٌ أنا ابْنُ عَوْنٍ ثنا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ ابادية عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ حَجَّ مَعَ ذِي قَرَابَةٍ لَهُ مقرنا بِهِ فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ إِنَّهُ نَذْرٌ §فَأَمَرَ بِالْقِرَانِ أَنْ يُقْطَعَ

1768 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ وحدثنا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي كَنَفِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ §مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْآنِ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ يَمِينٌ قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْآنِ فَعَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ يَمِينٌ وَمَنْ كَفَرَ بِحَرْفٍ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ أَجْمَعَ

1769 - وحدثنا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ نبا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَمَانَةِ فَقَالَ §قُلْتَ وَالْأَمَانَةِ قُلْتَ وَالْأَمَانَةِ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ

1770 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ دينار عن أَنَسَ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه عَنِ امْرَأَةٍ قَالَتْ §إِنْ لَبِسَتْ مِنْ زَوْجِهَا كِسْوَةً فَهِيَ هَدِيَّةٌ فَقَالَ تُهْدِيهِ وَسَأَلْتُ الْحَسَنَ فَقَالَ تُكَفِّرُ عَنْ يَمِينِهَا

1771 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقِ بْنِ أسماء ثنا عبيس بن ميمون بنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَهُوَ كَمَا قَالَ إِنْ قَالَ إِنِّي يَهُودِيٌّ فَهُوَ يَهُودِيٌّ وَإِنْ قَالَ إِنِّي نَصْرَانِيٌّ فَهُوَ نَصْرَانِيٌّ وَإِنْ قَالَ إِنِّي مَجُوسِيٌّ فَهُوَ مَجُوسِيٌّ

1772 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حدثنا سَلَّامٌ عَنْ أَبِي إسحاق عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ

1773 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا هشيم نبا يحيى بن عبيد اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَلَا كَفَّارَةَ عَلَيْهِ

1774 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحارث نبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَيْلَمَانِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَكَفَّارَتُهَا تَرْكُهَا

1775 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْه قال §مَنْ حَلَفَ عَلَى مِلْكِ يَمِينِهِ أَنْ يَضْرِبَهُ فَكَفَّارَتُهُ تَرْكُهُ وَمَعَ الْكَفَّارَةِ حَسَنَةٌ

1776 - وحَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ يَا فُلَانُ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ لا والله الذي لا الله إِلَّا هُوَ مَا فَعَلْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْلَمُ أَنَّهُ فَعَلَهُ فقال له لقد §كَفَّرَ الله عنك كذبك بِتَصْدِيقِكَ لا الله إِلَّا اللَّهُ وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا الْحَارِثُ بِهِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بِهِ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي قُدَامَةَ وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ بِهِ ولكن خَالَفَهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهُوَ أَتْقَنُ مِنْهُ فِي ثَابِتٍ فَقَالَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ حَمَّادٌ لَمْ يَسْمَعْ ثَابِتٌ هَذَا مِنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما بَيْنَهُمَا رَجُلٌ

1777 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَوْ غَيْرُهُ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عن أبي عابد عَنْ أبي الدرداء رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبِلًا فَعَرَضَهَا فَقَالَ أَبُو موسى الأشعري رَضِيَ الله عَنْه يَا رَسُولَ الله احذني قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا فَقَالَ لَهُ ثَلَاثًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ إِلَى أَنْ بقي أربع عزر الذُّرَى فَقَالَ خُذْهُنَّ يَا أَبَا مُوسَى قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي اسْتَحْذَيْتُكَ فَمَنَعْتَنِي وَحَلَفْتَ فَأَشْفَقْتُ أَنْ يَكُونَ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهْمٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي §إِذَا حَلَفْتُ فَرَأَيْتُ أَنَّ غَيْرَ ذَلِكَ أَفْضَلَ كَفَّرْتُ عَنْ يَمِينِي وَأَتَيْتُ الَّذِي هُوَ أَفْضَلُ

1778 - وَحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عمران بن الحصين الخزاعي قَالَ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ نَسْتَحْمِلُهُ فَقَالَ مَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكُمْ قَالَ فَتَرَكَنَا أَيَّامًا فَأُتِيَ بِإِبِلٍ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَأَمَرَ لَنَا بثلاث جِمَالٍ غُرِّ الذُّرَى فَانْصَرَفْنَا بِهَا فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي والله ما أظن يُبَارِكُ لَنَا فِيهَا أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلف أن لا يحملنا فلعله نسي فَارْجِعُوا بِنَا إِلَيْهِ نُذَكِّرُهُ بِيَمِينِهِ فَرَجَعْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ يَمِينُكَ الَّتِي حَلَفْتَ عَلَيْهَا أَنْ لَا تَحْمِلَنَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ عَرَفْتُ يَمِينِي §مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ

1779 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سفيان نبا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنِ ابْنِ أَبِي الْخُوَارِ مَوْلًى لبني عامر قال سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ مَالِكِ بْنِ الْبَرْصَاءِ فِي الْمَوْسِمِ يُنَادِي فِي النَّاسِ قَالَ سُفْيَانُ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا مِنْ أَحَدٍ يَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا حق مال امرء مُسْلِمٍ إِلَّا لقي الله تعالى وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ

1780 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أبو النضر نبا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي التياح قال سَمِعْتُ رُفَيْعًا أَبَا الْعَالِيَةِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَعْنِي ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه §كُنَّا نَعُدُّ مِنَ الذَّنْبِ الَّذِي لَا كَفَّارَةَ لَهُ الْيَمِينَ الْغَمُوسَ قَالَ قيل وَمَا هِيَ قَالَ اقْتِطَاعُ مَالَ الرَّجُلِ بِيَمِينِهِ

1781 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ ثنا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أبي سلمة قال أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه كان يقول §يُجْزِئُ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ مُدٌّ مِنْ حِنْطَةٍ لِكُلِّ مِسْكِينٍ

باب النذر

(44 - بَابُ النَّذْرِ)

1782 - قال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عبد الله رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §النَّذْرُ يَمِينٌ 1783 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يزيد أبي خَالِدٍ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه مِثْلَهُ

1784 - وقال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ بن خالد قال أَنَّ رَجُلًا نَذَرَ أَنْ يَنْحَرَ ذَوْدًا بِبُوَانَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَحَلَفْتَ عَلَى ذَلِكَ وَقُلْتَ ذَلِكَ وَفِي نَفْسِكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ لَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْحَرْهَا

1785 - حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مالك قال أَنَّ أُخْتَ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ ماشية ناشرة شعرها فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ §مُرْهَا فلتختمر وَلْتَرْكَبْ وَلْتَصُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ

1786 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ وَأَبُو يَعْلَى عَنْهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كريب عن كُرَيْبٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما عَنْ سِنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَمَّتَهُ الْفُرَيْعَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ الله أن §أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا نَذْرٌ لَمْ تَقْضِهِ أيجزئ إِنْ قَضَيْتُ عَنْهَا قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرأيت لو كَانَ عَلَى أُمِّكِ دين فقضيته أما كان يُقْبَلُ مِنْكِ قَالَتْ نعم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فان الله تبارك وتعالى أَحَقُّ بِذَلِكَ قَالَتْ يَا رَسُولَ الله إن أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَعَلَيْهَا مَشْيٌ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تستطيعين أن تمشين عَنْهَا قَالَتْ نَعَمْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَامْشِي عَنْ أُمِّكِ

1787 - وَقَالَ أَبُو بكر حدثنا شبابة ثنا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي الجويرية قال سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَدْرٍ يَذْكُرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَحَدِيثُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فِيمَنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ بَدَنَةٌ فَلَمْ يَجِدْهَا أَنْ يَذْبَحَ سَبْعَ شِيَاهٍ سَبَقَ فِي بَابِ الْهَدْيِ مِنْ كِتَابِ الْحَجِّ

1788 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ فَاطِمَةَ بنت قيس رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جيشا فقال §إن أَتَانِي مِنْهُمْ خَبَرٌ صَالِحٌ لأحمدن الله تعالى حَقَّ حَمْدِهِ فَلَمَّا أَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ خَبَرٌ صَالِحٌ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ شُكْرًا وَلَكَ الْمَنُّ فضلا فقال له عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه يَا رَسُولَ اللَّهِ إنك قلت إن أَتَانِي مِنْهُمْ خَبَرٌ صَالِحٌ لَأَحْمَدَنَّ اللَّهَ حَقَّ حَمْدِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ شُكْرًا وَلَكَ الْمَنُّ فَضْلًا

كتاب الحدود

(18 - كِتَابُ الْحُدُودِ)

باب تحريم دم المسلم وعرضه

(1 - باب تحريم دم المسلم وعرضه)

1789 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبَلَةَ ثنا عَمْرُو بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ كثير بن الْفَضْلِ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن الشخير قال سَمِعْتُ عَمَّارَ بن ياسر رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا فَقُلْنَا يَوْمُ النَّحْرِ قَالَ أَيُّ شَهْرٍ هذا قلنا ذُو الْحِجَّةِ شَهْرٌ حَرَامٌ قَالَ فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا قُلْنَا بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ §دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ -[592]- وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما سَبَقَ فِي بَابِ حُرْمَةِ مَكَّةَ وَكَذَا حَدِيثُ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما

1790 - وقال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ ثنا عُبَادَةُ بْنُ عُمَرَ قَالَ قَالَ عِكْرِمَةُ حَدَّثَنِي ابْنُ حُجَيْرٍ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ §أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا فَذَكَرَ نحوه وزاد فلا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ

1791 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ ثنا أَبِي ثنا طَالِبُ بْنُ سَلْمَى حَدَّثَنِيهِ بَعْضُ أَهْلِي أَنَّ جَدِّي حَدَّثَهُ أَنَّهُ شَهِدَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حجته فِي خُطْبَتِهِ فَقَالَ §أَلَا إِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ هَذَا الْبَلَدِ فِي هَذَا الْيَوْمِ أَلَا فَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ تَرْجِعُونَ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ أَلَا لِيُبَلِّغِ الشاهد الغائب قال لَا أَدْرِي هَلْ أَلْقَاكُمْ هَا هُنَا أَبَدًا بَعْدَ الْيَوْمِ اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ هَلْ بَلَّغْتُ

1792 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا مُوسَى بن عبيدة الربذي حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمَنًى وَهُوَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} حَتَّى خَتَمَهَا فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ الْوَدَاعُ فَأَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ القصوى فَرُحِلَتْ لَهُ فَوَقَفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسِ بِالْعَقَبَةِ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ فحمد الله تعالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْلٌ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ §كل دم كان فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ هَدْرٌ وَأَوَّلُ دم أضعه دَمٍ إِيَاسُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ وَإِنَّ أَوَّلَ رِبًا أَضَعُهُ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْه لكم رؤوس أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ

1793 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا عُبَيْدُ الله الحنفي ثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن موهب قال سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عائشة قالت وجدت فِي قَائِمِ سَيْفِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا إن من §أَشَدَّ النَّاسِ عتوا من ضرب غَيْرَ ضَارِبِهِ وَرَجُلٌ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ وَرَجُلٌ تَوَلَّى غَيْرَ أَهْلِ نِعْمَتِهِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ ورسوله ولا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا وَفِي الْآخَرِ الْمُؤْمِنُونَ تكافأ دماؤهم وأموالهم يسعى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده ولا يتوارث أهل ملتين ولا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ولا تسافر المرأة ثلاث ليال مع غير محرم

1794 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الناقد ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ الرَّقَّيُّ ثنا اصبغ بن محمد عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ شَدَّادٍ مَوْلَى عِيَاضٍ عَنْ وَابِصَةَ يَعْنِي ابْنَ مَعْبَدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ فِي النَّاسِ يوم أضحى أو يوم فطر فَيَقُولُ إِنِّي شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ وَهُوَ يَقُولُ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قَالُوا يَوْمُ النَّحْرِ قَالَ فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا قالوا شهر حرام قال أي بَلَدٍ هَذَا قَالُوا البلدة قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن §دماءكم وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَهُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ يبلغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ قال وابصة فنحن نشهد عليكم كما أشهد علينا وحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ ثنا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ حَدَّثَهُمْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ سَالِمَ بْنَ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ صلى بهم في الرقة وَذَكَرَ حَدِيث وَابِصَةَ هَذَا قَالَ قال وَابِصَةُ أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ كَمَا اشهد علينا إذ غبتم وَنَحْنُ نُبُلِّغُكُمْ

باب حد الخمر

(2 - بَابُ حَدِّ الْخَمْرِ)

1795 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ §لَمْ يَفْرِضْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَمْرِ حَدًّا حَتَّى فَرَضَ أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه أَرْبَعِينَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ قال السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ ثُمَّ فرض عمر رَضِيَ الله عَنْه ثَمَانِينَ ثُمَّ إن عثمان رَضِيَ الله عَنْه جَلَدَ ثَمَانِينَ وَأَرْبَعِينَ كَانَ إِذَا أُتِيَ بِالرَّجُلِ الذي قد تضلع مِنَ الشَّرَابِ جَلَدَهُ ثَمَانِينَ وَإِذَا أُتِيَ بالرجل قد زل زلة جَلَدَهُ أَرْبَعِينَ

1796 - وَقَالَ عَبْدُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أم ايمن رَضِيَ الله عَنْها قالت أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ فَقَالَ §وَإِيَّاكَ وَالْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ الْحَدِيثَ

1797 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ حدثني الزهري قال بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ وَابْنَ عمر وعثمان رَضِيَ الله عَنْهم §كَانُوا يَجْلِدُونَ فِي الْخَمْرِ أَرْبَعِينَ

1798 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بن بدر قال أَنَّ رَجُلًا §شَرِبَ الْخَمْرَ أَوِ الطِّلَاءَ شَكَّ هُشَيْمٌ فأتى عمر رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ مَا شَرِبَ إِلَّا حَلَالًا فَكَانَ قَوْلُهُ أَشَدَّ عِنْدَهُ مِمَّا صَنَعَ فَاسْتَشَارَ فِيهِ فاشاروا عليه إلى ضربه ثَمَانِينَ فصارت سنة بعده

1799 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ حَدَّثَنِيهِ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَخْرٍ الْأَفْرِيقِيُّ عَنْ جَمِيلِ بْنِ كُرَيْبٍ عَنْ عَبْدِ الله بن يزيد عن عبد اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ شَرِبَ خَمْرًا فَاجْلِدُوهُ ثَمَانِينَ

1800 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أنا أَيُّوبُ عَنِ ابْنِ أَبِي ملكية قَالَ §جيء بابن أبي ملكية قال جِيءَ بِابْنِ النُّعَيْمَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد شرب خمرا فَأَمَرَ مَنْ فِي الْبَيْتِ فقامو إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ بِأَيْدِيهِمْ وَالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ هَذَا مُرْسَلٌ قُلْتُ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ هذا الوجه فزاد بَعْدَ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ وَزَادَ فِي آخِرِهِ وَكُنْتُ فِيمَنْ ضَرَبَهُ

1801 - مُسَدَّدٌ وحدثنا يَحْيَى عَنِ ابْنِ حَرْمَلَةَ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ فَإِنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ مُرْسَلٌ

باب تحريم بيع الخمر ولو كانت ليتامى

(3 - بَابُ تَحْرِيمِ بَيْعِ الْخَمْرِ وَلَوْ كَانَتْ لِيَتَامَى)

1802 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عن أبيه قال أَنَّ رَجُلًا أَهْدَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُزَادَةً مِنْ خَمْرٍ فَأَمَرَ بِبَيْعِهَا فَلَمَّا وَلَّى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حرم بيعها فامر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوِكَائِهَا فَفُتِحَ

1803 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ حدثنا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِيَةَ قَالَ كَانَ رَجُلٌ يَحْمِلُ الْخَمْرَ مِنْ خَيْبَرَ فَيَبِيعُهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَحَمَلَ مِنْهَا بِمَالٍ فَقَدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ يَا فُلَانُ إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ فَوَضَعَهَا حَيْثُ انتهي على تل وَسَجَّى عَلَيْهَا بِالْأَكْسِيَةِ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ §بَلَغَنِي أَنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلْ قَالَ أَلَا أردها عَلَى مَنِ ابْتَعْتُهَا مِنْهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَصْلُحُ رَدُّهَا قَالَ أَلَا أهديها إلا من يكافئ عليها قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا قَالَ فيها مال لِيَتَامَى فِي حِجْرِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْا أَتَانَا مَالٌ الْبَحْرَيْنِ نعوض ايتامك من مَالِهِمْ ثُمَّ نَادِي يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ قال فقال الرجل يَا رَسُولَ اللَّهِ الْأَوْعِيَةُ ننتفع بِهَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحِلُّوا أوكيتها فانصبت حَتَّى اسْتَقَرَّتْ فِي بَطْنِ الْوَادِي

باب مبتدأ تحريم الخمر

(4 - بَابُ مُبْتَدَأِ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ)

1804 - َقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي توبة المصري قال سَمِعْتُ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ نَزَلَتْ في الخمر ثلاث آيَاتٌ فَأَوَّلُ شَيْءٍ نَزَلَ {§يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} الْآيَةَ فَقِيلَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنَا نَنْتَفِعُ بِهَا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَسَكَتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ ثُمَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وانتم سكرى} الآية فَقِيلَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إنا لا نَشْرَبُهَا قُرْبَ الصَّلَاةِ فَسَكَتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ ثُمَّ نَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ وَقُدِّمَتْ لِرَجُلٍ رواية مِنَ الشَّامِ أَوْ راويا فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

1805 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ثنا عبد الحميد ين جَعْفَرٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ عَنْ تميم الداري رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ عَامٍ رَاوِيَةَ خَمْرٍ فَلَمَّا انزل الله تعالى تَحْرِيمَ الْخَمْرِ جَاءَ بِهَا فَلَمَّا رَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ وقال انها فد حُرِّمَتْ بَعْدَكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَبِيعُهَا وَأَنْتَفِعُ بِثَمَنِهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ فَأَذَابُوهُ وَبَاعُوهُ فإن الله تعالى قَدْ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَثَمَنَهَا هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ

1806 - وقال الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ عَامٍ رَاوِيَةً مِنْ خَمْرٍ فَأَهْدَاهَا لَهُ عَامًا وَقَدْ حُرِّمَتْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ فَقَالَ الرَّجُلُ أَفَلَا أَبِيعُهَا فَقَالَ إِنَّ §الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا حَرَّمَ بَيْعَهَا قَالَ أَفَلَا أُكَارِمُ بِهَا اليهود قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الَّذِي حَرَّمَهَا حَرَّمَ أَنْ يُكَارَمَ بِهَا اليهود قال فكيف أَصْنَعُ بِهَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُبَّهَا فِي الْبَطْحَاءِ

1807 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ مَالِكِ بن الصباح عن رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ لَقِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ بِبِضَاعَتِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وَمَا بِضَاعَتُكَ قَالَ اخمر قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْطَلِقْ بِهَا إِلَى الْبَطْحَاءِ فَحُلَّ أَفْوَاهَهَا فَأَهْرِقْهَا قَالَ فَخَرَجَ بِهَا فَأَبَتْ نَفْسُهُ فَرَجَعَ إِلَيْهٍ فَقَالَ يَا رسول الله مالي وما لعيالي هَارِبٌ وَلَا قَارِبٌ غيرها فقال له رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْرُجْ بِهَا إِلَى الْبَطْحَاءِ فَحُلَّ أَفْوَاهَهَا فَأَهْرِقْهَا قَالَ فَفَعَلَ ثُمَّ رجع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ أَغْنِ فُلَانًا آل فُلَانٍ من فضلك فان كان اللاجل مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ لَيَمُوتُ فَيُوَرِّثُ أَلْفَ بَعِيرٍ

باب الترهيب من شرب الخمر

(5 - بَابُ التَّرْهِيبِ من شرب الخمر)

1808 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ثنا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الله بن عمر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §شَارِبُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ الْوَثَنِ وشاربُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ اللَّاتِ وَالْعُزَّى

1809 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا إسرائيل عن ثوير عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ قَلِيلًا أو كثيرا سقا الله تعالى حَمِيمِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ مِثْلَهُ

1810 - وَقَالَ عَبْدُ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي سعيد الخدري رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يقبل الله لِشَارِبِ الْخَمْرِ صَلَاةٌ مَا دَامَ فِي جَسَدِهِ مِنْهَا شَيْءٌ

1811 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ثنا هِقْلٌ عَنِ الْمُثَنَّى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عِيَاضِ بن غنم رَضِيَ الله عَنْه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ شَرِبَ الخمر لم تقبل لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى النَّارِ فَإِنْ تَابَ قبل الله عز وجل تَوْبَتَهُ فَإِنْ شَرِبَهَا الثانية لم تقبل لَهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَإِنْ مَاتَ فَإِلَى النَّارِ فَإِنْ تَابَ قبل الله تعالى تَوْبَتَهُ فَإِنْ شَرِبَهَا الثَّالِثَةَ أَوِ الرَّابِعَةَ كَانَ حَقًّا على الله تعالى أَنْ يَسْقِيَهَ مِنْ رَدْغَةِ الْخَبَالِ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رَدْغَةُ الْخَبَالِ قَالَ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ -[628]- 1812 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ثنا أَبُو مَعْشَرٍ ثنا فُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي حَرِيزٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَ نَحْوَهُ

1813 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ هُوَ أَبُو أَحْمَدَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنْ أَبِي الْحَكَمِ مَوْلَى أَبِي الْعَاصِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أبي العاص رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَلَدُ زِنًا وَلَا عَاقٌّ لواديه وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وما مدمن الخمر قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثُ سِنِينَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً

1814 - حَدَّثَنَا مُوسَى ثنا عبد القدوس ثنا أبو هدبة عَنِ الْأَشْعَثِ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قال أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ سَكْرَانُ أُدْخِلَ الْقَبْرَ سَكْرَانُ وَيُبْعَثُ مِنْ قَبْرِهِ سَكْرَانَ وَأُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ سَكْرَانَ إِلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ سَكْرَانُ فِيهِ عَيْنٌ يجري فِيهَا الْقَيْحُ وَالدَّمُ هُوَ طعامه وشرابهم مادامت السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ

باب كل مسكر حرام وتفسير الطلاء والخليط

(6 - بَابُ كُلِّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَتَفْسِيرُ الطِّلَاءِ وَالْخَلِيطِ)

1815 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ المقري ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ عَنِ ابْنِ يسار عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ كُنْتُ مَعَ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه بِالشَّامِ فَقَالَ أَهْلُ الذِّمَّةِ إنك كلفتنا أو فرضت عَلَيْنَا أَنْ نَرْزُقَ الْمُسْلِمِينَ الْعَسَلَ وَلَا نَجِدُهُ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه إِنَّ الْمُسْلِمِينَ إِذَا دَخَلُوا أَرْضًا فَلَمْ يَوَطِّنُوا فِيهَا اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَشْرَبُوا الْمَاءَ الْقُرَاحَ فَلَا بُدَّ لَهُمْ مِمَّا يصلحهم فقالوا أن عِنْدَنَا شَرَابًا نَصْنَعُهُ من العنب شيئا يشبه الْعَسَلِ قَالَ فأتوا به فَأَتَوْا به فجعل رَضِيَ الله عَنْه يرفعه بأصبعه فيمده كَهَيْئَةِ الْعَسَلِ فَقَالَ كَأَنَّ هَذَا طلاء الإبل فدعى رَضِيَ الله عَنْه بماء فصب عليه ثُمَّ خَفَضَ فَشَرِبَ مِنْهُ وَشَرِبَ أَصْحَابُهُ وَقَالَ مَا أَطْيَبَ هَذَا فَارْزُقُوا المسلمين منه فرزقوهم مِنْهُ فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا خَدِرَ مِنْهُ فَقَامَ الْمُسْلِمُونَ فَضَرَبُوهُ بِنِعَالِهِمْ وَقَالُوا سَكْرَانُ فَقَالَ الرَّجُلُ لَا تَقْتُلُونِي فَوَاللَّهِ مَا شَرِبْتُ إِلَّا الَّذِي رزقنا عمر رَضِيَ الله عَنْه فقام عمر رَضِيَ الله عَنْه بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنما إن بَشَرٌ لَسْتُ أُحِلُّ حلالا ولا أحرم حَرَامًا وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُبِضَ وَرُفِعَ الْوَحْيُ فأخذ عمر رَضِيَ الله عَنْه بِثَوْبِهِ فَقَالَ إِنِّي أَبْرَأُ إلى الله تعالى مِنْ هَذَا أَنْ أُحِلَّ لَكُمْ حَرَامًا فَاتْرُكُوهُ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ -[634]- يَدْخُلَ النَّاسُ فِيهِ دُخُولًا وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ فَدَعُوهُ ثُمَّ كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه يَصْنَعُهُ ثُمَّ كَانَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله عَنْه يشرب الْحُلْوَ

1816 - أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بن سليمان قال سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ بن أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص رَضِيَ الله عَنْه عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §إِنِّي أَنْهَاكُمْ عن قليل مما أَسْكَرَ كَثِيرُهُ قُلْتُ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ فَرَفَعَهُ وَكَذَا رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ

1817 - وَقَالَ الطيالسي حَدَّثَنَا يحيى بن أبي كثير وأبو عبيد كِلَاهُمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ خطبنا الأشعري رَضِيَ الله عَنْه عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ ألا إِنَّ §الْخَمْرَ الَّتِي حُرِّمَتْ بِالْمَدِينَةِ خَلِيطُ الْبُسْرِ وَالتَّمْرِ

1818 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بن حجر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا وِرَاطَ وَلَا شِغَارَ فِي الْإِسْلَامِ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ

1819 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِرَاكِ بنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي أسيد الساعدي رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ الرُّطَبِ وَالزَّبِيبِ

1820 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى ثنا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أم الدرداء رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ §كُنْتُ أَغْلِي لأبي الدرداء رَضِيَ الله عَنْه الطِّلَاءَ حَتَّى يَذْهَبَ ثُلُثَاهُ وَيَبْقَى ثُلُثُهُ

1821 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ كَانَ أبو الدرداء رَضِيَ الله عَنْه §يَشَرْبُ الطلاء في الجب الْمُقَيَّرِ

1822 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى ثنا أَبُو خَلْدَةَ عَنْ وَاصِلِ بْنِ عَبْدِ الرحمن قال سَمِعْتُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ §السُّكْرُ مِنَ الْكَبَائِرِ

1823 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ثنا معتمرعن أَبِيهِ عَنْ حَنَشٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ شَرِبَ شَرَابًا حَتَّى يَذْهَبَ عَقْلُهُ فَقَدْ أَتَى بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْكَبَائِرِ قُلْتُ أَخْرَجَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ من جمع بين صلاتين بغير عذر التِّرْمِذِيُّ

1824 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا عبد اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن زياد حدثنا مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وهب الخولاني قال سَمِعْتُ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه يقول سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ

1825 - وقال أحمد بن منيع حدثنا حسين بن محمد ثنا شيبان عن أشعت بن أبي الشعثاء عن عبد الله بن أبي الهذيل قال كان عبد الله يحلف أن الذي نهى عنه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين حرمت الخمر وامر أن تكسر دنانه وان تكفى هو التمر والزبيب

1826 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ فُرَاتِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَوَّلُ مَا يكفى الْإِسْلَامُ كَمَا يكفى الْإِنَاءُ فِي شَرَابٍ يُقَالُ لَهُ الطِّلَاءُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى وحدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى ثنا وَكِيعٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ عَنْ فُرَاتِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْه بِهَذَا

1827 - وقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ أَبِي حَيَّانَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مَرْيَمَ بِنْتِ طَارِقٍ قَالَتْ دَخَلْتُ على عائشة رَضِيَ الله عَنْها فِي حُجْرَتِهَا فِي نِسَاءٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَجَعَلْنَ يَسْأَلْنَهَا عَنِ الظُّرُوفِ فَقَالَتْ يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكُنَّ لَتَسْأَلْنَ عَنْ ظُرُوفٍ مَا كَانَ كَثِيرٌ مِنْهَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا أَسْكَرَ إِحْدَاكُنَّ مِنَ الْأَشْرِبَةِ فَلْتَجْتَنِبْهُ وَإِنْ أسكرها ماء حبها فَلْتَجْتَنِبْهُ §فَإِنَّ كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ

1828 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ قُدَامَةَ عَنْ جَسْرَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت سَمِعْتُهَا تَقُولُ §لا أحل سكرا وَإِنْ كَانَ خُبْزًا أَوْ مَاءً

1829 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ أَنَّهُ سَمِعَ القاسم وسالما رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولَانِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ

باب الرخصة في شرب غير المسكر

(7 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي شُرْبِ غَيْرِ الْمُسْكِرِ)

1830 - قَالَ أَبُو بكر حَدَّثَنَا مُلَازِمُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَجِيبَةَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عَمِّهِ قَيْسِ بْنِ طَلْقِ عَنْ أَبِيهِ طَلْقِ بن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ جَلَسْنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ وفد عبد القيس فَقَالَ §مَا لَكُمْ قَدِ اصْفَرَّتْ أَلْوَانُكُمْ وَعَظُمَتْ بُطُونُكُمْ وَظَهَرَتْ عُرُوقُكُمْ فَقَالُوا أَتَاكَ سَيِّدُنَا فسألك عَنْ شَرَابٍ كَانَ لَنَا مُوَافِقًا فَنَهَيْتَهُ عَنْهُ وَكُنَّا بِأَرْضٍ وَبِئَةٍ مُخِمَّةٍ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْرَبُوا مَا طَابَ لَكُمْ

1831 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ثنا مُسْلِمٌ الْأَعْوَرُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ غَزَوْتُ مَعَ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه الشَّامَ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَجَاءَهُ دِهْقَانٌ يَسْتَدِلُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى أَتَاهُ فَلَمَّا رَأَى الدهقان عمر رَضِيَ الله عَنْه سَجَدَ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه مَا هَذَا السُّجُودُ قَالَ هَكَذَا نَفْعَلُ بِالْمُلُوكِ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه §اسْجُدْ لِرَبِّكَ الَّذِي خلقك فقال يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي صَنَعْتُ لَكَ طَعَامًا فَأْتِنِي فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه هَلْ في بيتك شيء مِنْ تَصَاوِيرِ الْعَجَمِ قَالَ نعم قال لاحاجة لَنَا فِي بَيْتِكَ وَلَكِنِ انْطَلِقْ فَابْعَثْ إِلَيْنَا بِلَوْنٍ مِنْ طَعَامٍ وَلَا تَزِدْنَا عَلَيْهِ قَالَ فانطلق عمر رَضِيَ الله عَنْه فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِالطَّعَامِ فَأَكَلَ مِنْهُ فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه لِغُلَامِهِ هَلْ فِي أدواتك شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ النَّبِيذِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَتَاهُ بِهِ فَصَبَّهُ فِي إِنَاءٍ ثُمَّ شَمَّهُ فَوَجَدَهُ مُنْكَرَ الرِّيحِ فَصَبَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ شَرِبَ ثُمَّ قَالَ إِذَا رَابَكُمْ شَيْءٌ مِنْ شَرَابِكُمْ فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا

باب الأوعية

(8 - بَابُ الْأَوْعِيَةِ)

1832 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن زُرَيْعٍ ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي حَاجِبٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غفار رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى عَنِ النَّقِيرِ وَالْمُقَيَّرِ أَحَدِهِمَا أو جميعا وعن الدُّبَّاءُ وَالْحَنْتَمَةُ وقال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ثنا الْأَنْصَارِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى أنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ بِهِ

1833 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثنا سَعِيدُ بْنُ المسيب قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَنْهَى عَنِ الْحَنْتَمَةِ قَالَ قُلْتُ وما الْحَنْتَمَةُ قَالَ الْجَرَّةُ الْخَضْرَاءُ وَعَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُقَيَّرِ والمزقت قال قلت فانا نَتَّخِذُ جِرَارًا مِنْ رَصَاصٍ ننتبذ فيها عشاء ونشربه الغداء قَالَ تِلْكَ وَاللَّهِ الخمرة قال قُلْتُ ماذا قَالَ سِقَاءٌ نَنْتَبِذُ فِيهِ غُدْوَةً وَنَشْرَبُهُ عَشِيَّةً

1834 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ عَنْ أبي موسى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ تحينت فطر رٍ سول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِنَبِيذِ جَرٍّ فَلَمَّا أَدْنَاهُ إِلَى فِيهِ فَإِذَا هُوَ يَنِشُّ فَقَالَ §اضْرِبْ بِهَذَا الْحَائِطِ فَإِنَّ هَذَا شَرَابُ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ -[662]- 1836 - وَبِهِ إِلَى الْوَلِيدِ عَنْ صَدَقَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ أبا هريرة رَضِيَ الله عَنْه يُخْبِرُ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَبِيذِ جَرٍّ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ

1836 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ الْأَشْعَثِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَبْدِيِّ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ فَلَمَّا أَرَادُوا الانصراف قالوا فد حَفَظْتُمْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْتُمُوهُ مِنْهُ فَسَلُوهُ عَنِ النَّبِيذِ فَأَتَوْهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا بِأَرْضِ مخمة ولا يُصْلِحُنَا فِيهَا إِلَّا الشَّرَابُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا شَرَابُكُمْ قَالُوا النَّبِيذُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيِّ شَيْءٍ تَشْرَبُونَهُ قَالُوا فِي النَّقِيرِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَلَا تَشْرَبُوا فِي النَّقِيرِ فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالُوا والله لا يصالحنا قَوْمُنَا عَلَى هذا فرجعوا فسألوه فَقَالَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ عَادُوا فَقَالَ لَهُمْ لَا تَشْرَبُوا فِي النَّقِيرِ فَيَضْرِبُ الرَّجُلَ مِنْكُمُ ابْنَ عَمِّهِ ضَرْبَةً لَا يَزَالُ أَعْرَجَ مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ فَضَحِكُوا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تضحكون قالوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ شربنا في نقير لَنَا فَقَامَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ فَضُرِبَ هذا ضربة عرج مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وقال أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة بهذا

1837 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا الحجاجبن حَسَّانَ ثنا الْمُثَنَّى الْعَبْدِيُّ أبُو مُنَازِلٍ أحد بني غنم عَنِ الْأَشَجِّ الْعَصَرِيِّ قَالَ إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رُفْقَةٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ لِيَزُورُوهُ فاقلبوا فَلَمَّا قَدِمُوا رَفَعَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنَاخُوا رِكَابَهُمْ وَابْتَدَرَهُ الْقَوْمُ فَلَمْ يَلْبَسُوا إِلَّا ثِيَابَ سَفَرِهِمْ وَقَامَ الْعَصَرِيُّ فَعَقَلَ رَكَائِبَ أَصْحَابِهِ وَبَعِيرَهُ ثُمَّ أَخْرَجَ ثِيَابَهُ مِنْ عَيْبَتِهِ وَذَلِكَ بِعَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَقْبَلَ يسلم فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يامعشر عبد القيس ما لي أَرَى وُجُوهَكُمْ قَدْ تَغَيَّرَتْ قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ نَحْنُ بِأَرْضٍ وَخِمَةٍ وَكُنَّا نَتَّخِذُ مِنْ هَذِهِ الْأَنْبِذَةِ مَا يَقْطَعُ اللُّحْمَانَ فِي بطوننا فَلَمَّا نَهَيْتَنَا عَنِ الظُّرُوفِ انْتَهَيْنَا فَذَلِكَ الَّذِي تَرَى فِي وُجُوهِنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الظُّرُوفَ لَا تَحِلُّ وَلَا تُحَرَّمُ وَلَكِنَّ §كُلَّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَلَيْسَ أَنْ تَجْلِسُوا فَتَشْرَبُوا حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتِ الْعُرُوقُ تَفَاخَرْتُمْ فَوَثَبَ الرَّجُلُ عَلَى ابْنِ عَمِّهِ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ فَتَرَكَهُ أَعْرَجَ قَالَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِي الْقَوْمِ الأعرج الذي أصابه ذَلِكَ صَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ

1838 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عن قتادة قال §سألت أنسا رَضِيَ الله عَنْه عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ فَقَالَ لَمْ أَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه شيئا فكان انس رَضِيَ الله عَنْه يَكْرَهُهُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ هُوَ الدَّوْرَقِيُّ ثنا الطَّيَالِسِيُّ بِهِ قال وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثنا حِرْمِيٌّ ثنا شُعْبَةُ بِهِ مُخْتَصَرًا

1839 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا عَاصِمُ بن عمر قال سألت أنسا رَضِيَ الله عَنْه وسأله غَيْرِي أَحَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيذَ الْجَرِّ قَالَ §كَيْفَ حَرَّمَهُ والله مَا رَآهُ قَطُّ

1840 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صُحَارٍ الْعَبْدِيِّ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ §إِنِّي رَجُلٌ مِسْقَامٌ فَأْذَنْ لِي فِي جَرَّةٍ أَنْتَبِذُ فيها فأذن لي في فِيهَا

1841 - وَقَالَ الْحَارِثُ حدثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مغفل رَضِيَ الله عَنْه قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَنْهَى عَنْ نبيذ الجر وسمعته حِينَ أَمَرَ بِشُرْبِ نَبِيذِ الْجَرِّ -[15]- كتاب الحدود تتمة

باب الانتباذ في الأسقية وأصل ذلك

(9 - بَابُ الِانْتِبَاذِ فِي الْأَسْقِيَةِ وَأَصْلِ ذَلِكَ)

1842 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حدثنا عيينة اخبرني أبى هو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ كَانَ أبو بكرة رَضِيَ الله عَنْه يُنْبَذُ لَهُ فِي جَرٍّ فَقَدِمَ أبو برزة رَضِيَ الله عَنْه مِنْ غِيبَةٍ كَانَ غَابَهَا فَنَزَلَ بِمَنْزِلِ أبى بكرة رَضِيَ الله عَنْه قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ فَوَقَفَ عَلَى امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا مَيَّةُ فَسَأَلَهَا عن أبى بكر رَضِيَ الله عَنْه وعن حَالِهِ وَنَظَرَ فَأَبْصَرَ الْجَرَّةَ الَّتِي -[16]- فِيهَا النَّبِيذَ فَقَالَ مَا هَذِهِ الْجَرَّةُ فَقَالَتْ ننبذ لأبي بكرة رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ وَدِدْتُ لَوْ أَنَّكِ جَعَلْتِيهِ فِي سِقَاءٍ ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَتِ الْمَرْأَةُ بِالنَّبِيذِ فَحُوِّلَ فِي سِقَاءٍ ثُمَّ عَلَّقَتْهُ فَجَاءَ أبو بكرة رَضِيَ الله عَنْه فَأَخْبَرَتْهُ عَنْ أبي برزة رَضِيَ الله عَنْه وَعَنْ قُدُومِهِ ثُمَّ أَبْصَرَ السِّقَاءَ فَقَالَ مَا أَنَا بالشارب مِنْهُ لَئِنْ جَعَلْتِ الْعَسَلَ فِي جَرٍّ ليحرمن علي ولئن جَعَلْتِ الْخَمْرَ فِي سِقَاءٍ لَيَحِلَّنَ لِي إِنَّا قَدْ عرفنا الذي قد نُهِينَا عَنْهُ §نُهِينَا عَنِ الدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ فَأَمَّا الدُّبَّاءُ فأنا كنا مَعْشَرَ ثَقِيفٍ بِالطَّائِفِ نَأْخُذُ الدُّبَّاءَ فَنَخْرِطُ فِيهَا عَنَاقِيدَ الْعِنَبِ ثُمَّ نَدْفِنُهَا ثُمَّ نَتْرُكُهَا حَتَّى تُهْدَرَ ثُمَّ تَمُوتُ وَأَمَّا النَّقِيرُ فَإِنَّ أَهْلَ الْيَمَامَةِ كَانُوا يَنْقُرُونَ أَصْلَ النَّخْلَةِ فَيَشْدَخُونَ فِيهَا الرُّطَبَ وَالْبُسْرَ ثُمَّ يَدَعُونَهُ حَتَّى يُهْدَرَ ثُمَّ يَمُوتُ -[17]- وَأَمَّا الْحَنْتَمُ فَجِرَارٌ كَانَتْ تُحْمَلُ إِلَيْنَا فِيهَا الْخَمْرُ وَأَمَّا الْمُزَفَّتُ فَهَذِهِ الْأَوْعِيَةُ الَّتِي فِيهَا الزِّفْتُ وَقَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا إسماعيل وقال احمد بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَا أنا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ به وقال البزار حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ عُيَيْنَةَ بِهِ

باب حكم المرتد

(10 - بَابُ حُكْمِ الْمُرْتَدِّ)

1843 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثنا حَجَّاجٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ كَتَبَ عَمْرُو بن العاص رَضِيَ الله عَنْه إلى عمر رَضِيَ الله عَنْه يَسْأَلُهُ عَنْ رَجُلٍ أَسْلَمَ ثُمَّ كَفَرَ ثُمَّ أَسْلَمَ ثم كفر بعد ذَلِكَ مِرَارًا أَيُقْبَلُ مِنْهُ الْإِسْلَامُ فَكَتَبَ إليه عمر رَضِيَ الله عَنْه اقْبَلْ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُمْ §اعْرِضْ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَإِنْ قَبِلَ وَإِلَّا اضْرِبْ عُنُقَهُ

1844 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ ثنا سُفْيَانُ ثنا عِمْرَانُ بْنُ ظَبْيَانَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ قَالَ قَالَ لِي أبو هريرة رَضِيَ الله عَنْه أَتَعْرِفُ الرجال قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §ضِرْسُهُ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ وَكَانَ أَسْلَمَ ثُمَّ ارْتَدَّ وَلَحِقَ بِمُسَيْلِمَةَ وَقَالَ كَبْشَانِ انْتَطَحَا فَأَحَبُّهُمَا إِلَيَّ أَنْ يَغْلِبَ كَبْشِي

1845 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الحارث بن سريج ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ ثنا مُجَالِدٌ عَنْ عَامِرٍ هُوَ الشَّعْبِيُّ قَالَ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَارْتَدَّ من ارتد قام عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ بِأَلْفِ رجل من طيء فَبَعَثَ أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه خَالِدَ بن الوليد رَضِيَ الله عَنْه إِلَى الْيَمَامَةَ قَالَ وَكَانَ بَنُو عَامِرٍ قَدْ قَتَلُوا عُمَّالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْرَقُوهُمْ بِالنَّارِ فَكَتَبَ أَبُو بَكْرٍ إلى خالد رَضِيَ الله عَنْهما أَنِ اقْتُلْ بَنِي عَامِرٍ وحرقهم بالنار ففعل حتى صاحب النساء ثم مضى حَتَّى انْتَهَى إِلَى إماء فَخَرَجُوا إِلَيْهِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالُوا §نَشْهَدُ أَنْ لا الله إِلَّا اللَّهُ وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ كَفَّ عَنْهُمْ

باب تحريم دم المسلم ولا سيما إذا صلى

(11 - بَابُ تَحْرِيمِ دَمِ الْمُسْلِمِ وَلَا سِيَّمَا إِذَا صَلَّى)

1846 - قَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ المسند حدثنا مكين الحازم ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ لَمَّا نَزَلَ الْحَجَّاجُ بابن الزبير رَضِيَ الله عَنْه أَخَذَ رَجُلًا فَدَفَعَهُ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهم لِيَقْتُلَهُ فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ أَمُسْلِمٌ أَنْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ وصليت الصُّبْحَ قَالَ نَعَمْ قَالَ انْطَلِقْ لَا سَبِيلَ لِي عَلَيْكَ فَبَلَغَ الحجاج ما صنع فَقَالَ لَهُ مَا فَعَلَ الرَّجُلُ قَالَ سَأَلْتُهُ أَمُسْلِمٌ أَنْتَ قَالَ نَعَمْ وَسَأَلْتُهُ أَصَلَّيْتَ الصُّبْحَ قَالَ نَعَمْ وَأَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ §مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ كَانَ فِي جوار الله تعالى حَتَّى يُصْبِحَ أَوْ يُمْسِيَ قَالَ فَإِنَّهُ مِنْ قتلة عثمان رَضِيَ الله عَنْه قَالَ فَمَا أَنَا بِوَلِيِّ عُثْمَانَ فَأَقْتُلُ قَتَلَتَهُ فَبَلَغَ أَبَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فخرج مسرعا يجر إِزَارِهِ فَلَقِيَهُ بِمَا صَنَعَ فَقَالَ سَمَّيْتُكَ سَالِمًا لِتَسْلَمَ سَمَّيْتُكَ سَالِمًا لِتَسْلَمَ

باب نفي المرتدين بعد استتابتهم

(12 - بَابُ نَفْيِ الْمُرْتَدِّينَ بَعْدَ اسْتِتَابَتِهِمْ)

قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ مَرَّ رَجُلٌ بِمَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ بَنِي حَنِيفَةَ فَإِذَا إِمَامُهُمْ يَقْرَأُ بِقِرَاءَةِ مُسَيْلِمَةَ وَالطَّاحِنَاتِ طَحْنًا وَالْعَاجِنَاتِ عَجَنًا وَالثَّارِدَاتِ ثَرْدًا فَاللَّاقِمَاتِ لَقْمًا فَبَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ فَأَتَى بِهِمْ فَإِذَا هُمْ سَبْعُونَ يقرأون عَلَى قراءة مسيلمة فقال عبد الله رَضِيَ الله عَنْه §مَا نَحْنُ بُمَحْرِزِي الشَّيْطَانِ هَؤُلَاءِ رَحِّلُوهُمْ إِلَى الشَّامِ لعل الله تعالى أن يُفْنِيهِمْ بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ قُلْتُ قِصَّةُ هؤلاء رواها أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مِنْ رِوَايَةِ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ عَنِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ مِمَّا هُنَا

باب إلى كم تقبل توبة المرتد

(13 - بَابُ إِلَى كَمْ تُقْبَلُ تَوْبَةُ الْمُرْتَدِّ)

1848 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنِ الْمُعَلَّى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اسْتَتَابَ رَجُلًا ارْتَدَّ عَنِ الْإِسْلَامِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ

باب اللواط

(14 - بَاب اللِّوَاط)

1849 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ثنا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ النُّعْمَانِ بن بشير رَضِيَ الله عَنْه قَالَ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ §نِعْمَ الْقَوْمُ أُمَّتُكَ لَوْلَا أَنَّ فِيهِمْ بَقَايَا مِنْ عَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ

1850 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا عَبَّادٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ §مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوهُ

باب كيفية الإقرار بالزنا ومراجعة الوالي للمقر وترك المقر إذا رجع والترهيب من الزنا وفيه ذكر ولد الزنا

(15 - بَابُ كيفية الْإِقْرَارِ بِالزِّنَا وَمُرَاجَعَةِ الْوَالِي لِلْمُقِرِّ وَتَرْكِ الْمُقِرِّ إِذَا رَجَعَ وَالتَّرْهِيبِ مِنَ الزِّنَا وَفِيهِ ذِكْرُ وَلَدِ الزِّنَا)

1851 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُسْلِمٍ الْأَعْوَرِ عَنْ حَبَّةَ بْنِ جُوَيْنٍ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْهُ فَقَالَتْ §إِنِّي زَنَيْتُ فَقَالَ لَعَلَّكِ أُتِيتِ وَأَنْتِ نَائِمَةٌ فِي فِرَاشِكِ أَوْ أُكْرِهْتِ قَالَتْ أَتَيْتُ طَائِعَةً غَيْرَ مُكْرَهَةٍ قَالَ لَعَلَّكِ غَضِبْتِ عَلَى نَفْسِكِ قَالَتْ مَا غَضِبْتُ فَحَبَسَهَا فَلَمَّا ولدت وشب ابنها جَلَدَهَا

1852 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عِيَاضٍ عَنْ عِيسَى بْنِ حِطَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §يُحْشَرُ أَوْلَادُ الزِّنَا فِي صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ

1853 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا طَلْحَةَ الْأَعْمَى عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْه قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفِتْيَانِ قُرَيْشٍ §لَا تَزْنُوا فَإِنَّهُ مَنْ سلم الله تعالى لَهُ شَبَابَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْه وَقَالَ لَا نَعْلَمُهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ

1854 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ قَالَ إِنَّ امْرَأَةً §أَقَرَّتْ عند عمر رَضِيَ الله عَنْه بِالزِّنَا فبعث عمر رَضِيَ الله عَنْه أَبَا وَاقِدٍ فَقَالَ إِنْ رَجَعْتِ تَرَكْنَاكِ فَأَبَتْ فَرَجَمَهَا.

باب الترهيب من الزنا واللواط والقيادة والقذف وشرب الخمر

(16 - باب الترهيب من الزنا واللواط والقيادة والقذف وشرب الخمر)

1855 - قال الحارث حدثنا داود بن المحبر ثنا ميسرة بن عبد ربه عن أبى عائشة السعدي عن يزيد بن عمر عن أبى سلمة عن أبى هريرة وأبن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قالا خطبنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكرا الحديث وفيه ومن نكح امرأة في دبرها أو رجلا أو صبيا حشر يوم القيامة وهو انتن من الجيفة يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم واحبط الله اجره ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ويدخل في تابوت من نار وتسلط عليه مسامير من حديد حتى تشبك تلك المسامير في جوفه فلو وضع عرق من عروقه على أربعمائة أمة لماتوا جميعا وهو من اشد أهل النار عذابا يوم القيامة ومن زنا بامرأة مسلمة أو غير مسلمة حرة أو أمة فتح عليه في قبره ثلاثمائة ألف باب من النار تخرج عليه منها -[49]- حيات وعقارب وشهب من النار فهو يعذب إلى يوم القيامة بتلك النار مع ما يلقى من تلك الحيات والعقارب ويبعث يوم القيامة يتأذى الناس بفرجه ويعرف بذلك حتى يدخل النار ويتأذى به أهل النار مع ما هم فيه من العذاب أن الله تعالى حرم المحارم وليس أحد أغير من الله تعالى ومن غيرته حرم الفواحش وحد الحدود ومن صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه ثم يؤمر به إلى النار وان فاكهها حبس على كل كلمة كلمها في الدنيا ألف عام والمرأة إذا طاوعت الرجل فالتزمها أو قبلها أو باشرها أو فاكهها أو واقعها فعليها من الوزر مثل ما على الرجل فان غلبها الرجل على نفسها كان عليه وزره ووزرها ومن رمى محصنات أو محصنة حبط عمله وجلد يوم القيامة سبعين ألفا من بين يديه ومن خلفه ثم يؤمر به إلى النار ومن شرب الخمر في الدنيا سقاه الله تعالى من سم الأساود وسم العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الإناء قبل أن يشربها فإذا شربها تفسخ لحمه وجلده كالجيفة يتأذى به أهل الجمع ثم يؤمر به إلى النار إلا وشاربها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه واكل ثمنها سواء في إثمها وعارها ولا يقبل منه صيام ولا حج ولا عمرة حتى يتوب فان مات قبل أن يتوب منها كان حقا على الله تعالى أن يسقيه -[50]- بكل جرعة شربها في الدنيا شربة من صديد جهنم إلا وكل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن قاود بين رجلين وامرأة حراما حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وساءت مصيرا ومن وصف امرأة لرجل فذكر له جمالها وحسنها حتى افتتن بها فأصاب منها حاجة خرج من الدنيا مغضوبا عليه ومن غضب الله عليه غضبت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وكان عليه ن الوزر مثل الذي أصابها قلنا فان تابا وأصلحا قال قبل منهما ولا يقبل من الذي وصفها ومن فجر بامرأة ذات بعل انفجر من فرجها واد من صديد مسيرة خمسمائة عام يتأذى به أهل النار من نثن ريحه وكان من أشد الناس عذابا يوم القيامة ومن قدر على امرأة أو جارية حراما فتركها لله عز وجل مخافة منه آمنه الله تبارك وتعالى من الفزع الأكبر وحرمه على النار وأدخله الجنة فان واقعها حراما حرم الله عليه الجنة وادخله النار هذا حديث موضوع والمتهم به ميسرة بن عبد ربه

1856 - وقال الطيالسي حدثنا سعبة حدثني رجل السهل بن حنيف عن محمد بن عمار عن عمار رَضِيَ الله عَنْه قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يدخل الجنة ديوث

باب من قصر في ضرب الحد أو زاد

(17 - بَابُ مَنْ قَصَّرَ فِي ضَرْبِ الْحَدِّ أو زَادَ)

فِيهِ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي بَابِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ

باب درء الحد بالشبهة

(18 - بَابُ دَرْءِ الْحَدِّ بِالشُّبْهَةِ)

1857 - وقال مُسَدَّدٌ حدثنا يحيى ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عبد الله رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §ادرؤوا الْحُدُودَ عَنْ عِبَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وحديث على رَضِيَ الله عَنْه سيأتي إن شاء الله تعالى فِي السَّرِقَةِ

باب الترغيب في الستر

(19 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي السِّتْرِ) فِيهِ حديث عمر رَضِيَ الله عَنْه فِي بَابِ الْأَوْلِيَاءِ في أَوَائِلِ النِّكَاحِ

باب الحد يجب على المريض

(20 - بَابُ الْحَدِّ يَجِبُ عَلَى الْمَرِيضِ)

1858 - وقال أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بن المقدام ثنا مِنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْه قال فَجَرَتْ خَادِمُ لِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §يَا عَلِيُّ حُدَّهَا قَالَ فَتَرَكَهَا حَتَّى وَضَعَتْ مَا فِي بَطْنِهَا ثُمَّ ضَرَبَهَا خَمْسِينَ ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ أَصَبْتَ

1859 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ هُوَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ قال إن عمر رَضِيَ الله عَنْه أَقَامَ عَلَى رَجُلٍ الْحَدَّ وَهُوَ مَرِيضٌ وَقَالَ أَخَشَى أَنْ يَمُوتَ §قَبْلَ أَنْ يُقَامَ عَلَيْهِ الْحَدُّ

باب السحاق

(21 - بَابُ السِّحَاقِ)

1860 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ ثنا بَقِيَّةُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرحمن عن عنبسة بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ بن الاسقع رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سِحَاقُ النساء زنا منهن

باب الحكم فيمن اعترف بحد مبهم

(22 - بَابُ الْحُكْمِ فِيمَنِ اعْتَرَفَ بِحَدٍّ مُبْهَمٍ)

1861 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ عن خليد قال أَنَّ رَجُلًا أتى عليا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ §إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فقال على رَضِيَ الله عَنْه سَلُوهُ مَا هُوَ فَلَمْ يُخْبِرْهُمْ فقال على رَضِيَ الله عَنْه اضْرِبُوهُ حَتَّى يَنْهَاكُمْ

باب من أتى ما دون الحد

(23 - بَابُ مَنْ أَتَى مَا دُونَ الْحَدِّ)

1862 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ثنا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أبى العمياء قال أَنَّ سَهْلَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ دَخَلَ هُوَ وَأَبُوهُ على أنس رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ ثُمَّ غَدَوْا مِنَ الْغَدِ فقالوا نركب ننظر وَنَعْتَبِرُ قَالَ نَعَمْ فَرَكِبُوا جَمِيعًا فَإِذَا هُمْ بِدِيَارٍ قَفْرٍ قَدْ بَادَ أَهْلُهَا وَانْقَرَضُوا وَبَقِيَتْ خَاوِيَةً عَلَى عُرُوشِهَا فَقَالُوا أَتَعْرِفُ هَذِهِ الدِّيَارَ قَالَ مَا أَعْرَفَنِي بِهَا وَبِأَهْلِهَا هَؤُلَاءِ أَهْلُ دِيَارٍ أهلكم الْبَغْيُ وَالْحَسَدُ إن §الحسد يطفئ نُورَ الْحَسَنَاتِ وَالْبَغْيُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ وَالْعَيْنُ تَزْنِي وَكَذَا الْكَفُّ وَالْقَدَمُ وَالْيَدُ وَاللِّسَانُ وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ

باب الرجم

(24 - بَابُ الرَّجْمِ) حديث جابر رَضِيَ الله عَنْه فِي الرجم يأتي إن شاء الله تعالى فِي تَفْسِيرِ الْمَائِدَةِ

1863 - قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ نَجِيحٍ أَبِي عَلِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ §رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَبُو بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهم وأمرهم سُنَّةٌ

باب المتعة

(25 - بَابُ الْمُتْعَةِ)

1864 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ سَمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ عَنْ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قال عمر رَضِيَ الله عَنْه §لَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ فِي مُتْعَةِ النِّسَاءِ لَرَجَمْتُ

باب حد السرقة

(26 - بَابُ حَدِّ السَّرِقَةِ)

1865 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا ابن جريح أَخْبَرَنِي عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ وَابْنَ سَابِطٍ الْأَحْوَلَ حَدَّثَاهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى بعبد فقيل هَذَا سَرَقَ وَقَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ وَوُجِدَتْ مَعَهُ سَرِقَتُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §هَذَا عَبْدٌ لِأَيْتَامٍ لَيْسَ لَهُمْ غَيْرَهُ فَتَرَكَهُ ثُمَّ أُتِيَ بِهِ الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ ثُمَّ الرَّابِعَةَ فَتَرَكَهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أُتِيَ بِهِ الْخَامِسَةَ فَقَطَعَ يَدَهُ ثُمَّ أُتِيَ بِهِ السَّادِسَةَ فَقَطَعَ رِجْلَهُ ثُمَّ السَّابِعَةَ فَقَطَعَ يَدَهُ ثُمَّ الثَّامِنَةَ فَقَطَعَ رِجْلَهُ ثُمَّ قَالَ الْحَارِثُ أَرْبَعًا بِأَرْبَعٍ أَعْفَاهُ أَرْبَعًا وَعَاقَبَهُ أَرْبَعًا -[79]- هذا مُرْسَلٌ الْحَارِثُ وَابْنُ سَابِطٍ لَيْسَ لَهُمَا صُحْبَةٌ وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أنا بْنُ جُرَيْجٍ بِهِ وقال وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهٍ بِهِ وكذا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ مَسْعَدَةَ وَقَالَ الْبَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ بِهِ

1866 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّهُ أتى عمر رَضِيَ الله عَنْه بِغُلَامٍ لَهُ سَرَقَ قَالَ §إِنَّ هَذَا سَرَقَ مِرْآةً لِأَهْلِي وهي خَيْرٌ مِنْ سِتِّينَ دِرْهَمًا قَالَ خَادِمُكُمْ أَخَذَ مَتَاعَكُمْ

1867 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ هُوَ الثَّوْرِيُّ حدثني يَزِيدُ بْنُ حصيفة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثوبان قال أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِرَجُلٍ سرق شملة فقال أَسَرَقْتَ مَا إِخَالُكَ تَسْرِقُ قَالَ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ §اذْهَبُوا بِهِ فإقطعوه يَدَهُ ثُمَّ احْسِمُوهَا ثُمَّ ائْتُونِي بِهِ فَقَطَعُوهُ ثُمَّ حسموه ثم أتوابه فَقَالَ تُبْ إلى الله فقال أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ عَنْ سُفْيَانَ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حصيفة هَكَذَا وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبَانَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حصيفة وَقَالَ فِيهِ لَا أُرَاهُ إِلَّا عَنْ أبى هريرة رَضِيَ الله عَنْه وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طَرِيقِ يَعْقُوبَ الدروقي عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ بذكر أبى هريرة رَضِيَ الله عَنْه بِغَيْرِ شَكٍّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَبَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ رَوَاهُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حصيفة مَوْصُولًا

1868 - وَقَالَ الْحَارِثُ حدثنا أَشْهَلُ هُوَ ابْنُ حَاتِمٍ ثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ عن الحسن قال أَنَّ رَجُلًا §أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ يَقُودُهُ وَقَدْ سَرَقَ بُرْدَهُ فَأَمَرَ بِهِ أَنْ تُقْطَعَ يَدُهُ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا كُنْتُ أَدْرِي أَنْ يَبْلُغَ بردتي مَا يُقْطَعُ فِيهِ يَدُ رَجُلٍ مُسْلِمٍ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْلَا كَانَ هَذَا قَبْلُ هَذَا مُرْسَلٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ

1869 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عن ابن جريح حَدَّثَنِي ابْنُ أبى مليكة قال أَنَّ ابن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما أَتَى بِوَصِيفٍ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ سَرَقَ §فَأَمَرَ بِهِ فَشُبِرَ فَوُجِدَ سِتَّةَ أَشْبَارٍ فَقَطَعَهُ وَحَدَّثَنَا أن عمر رَضِيَ الله عَنْه كَتَبَ إِلَيْهِ فِي غُلَامٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ سَرَقَ فَكَتَبَ إِنْ وَجَدْتُمُوهُ سِتَّةَ أَشْبَارٍ فَاقْطَعُوهُ فجدوه سِتَّةَ أَشْبَارٍ يَنْقُصُ أُنْمُلَةً فَتُرِكَ وَسُمِّيَ نُمَيْلَةَ

1870 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ثنا يَحْيَى عَنْ سُلَيْمَانَ بن يسار قال أن عمر رضي الله أُتِيَ بِغُلَامٍ سرق §فأمر بِهِ فَشُبِرَ فوجده سِتَّة أَشْبَارٍ إِلَّا أُنْمُلَةً فَتَرَكَهُ فَسُمِّيَ نُمَيْلَةَ

1871 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الحسن قال أن عليا رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §لَا أَقْطَعُ أَكْثَرَ مِنْ يَدٍ وَرِجْلٍ

1872 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ هُوَ ابْنُ خَارِجَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الله بن حبيب أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ الْجُهَنِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا يَدَهُ ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا رِجْلَهُ ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا يَدَهُ ثُمَّ إِنْ سَرَقَ فَاقْطَعُوا رِجْلَهُ

1873 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثنا أَبُو المحياة قال قَالَ أَبُو مَطَرٍ رأيت عليا رَضِيَ الله عَنْه أُتِيَ بِرَجُلٍ فَقَالُوا إِنَّهُ قَدْ سَرَقَ جَمَلًا فَقَالَ مَا أَرَاكَ سَرَقْتَ قَالَ بَلَى قَالَ فَلَعَلَّهُ شِبْهٌ لَكَ قَالَ بَلَى قَدْ سَرَقْتُ قَالَ اذْهَبْ بِهِ يَا قَنْبَرُ فَشُدَّ أُصْبُعَهُ وَأَوْقِدِ النَّارَ وَادْعُ الْجَزَّارَ لِيَقْطَعَ ثُمَّ انْتَظِرْ حَتَّى أَجِيءَ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ لَهُ أَسَرَقْتَ قَالَ لَا فَتَرَكَهُ قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِمَ تَرَكْتَهُ وَقَدْ أَقَرَّ لَكَ قَالَ آخُذُهُ بِقَوْلِهِ وَأَتْرُكُهُ بِقَوْلِهِ ثُمَّ قال علي رَضِيَ الله عَنْه أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَدْ سرق فأمر بقطع يده ثم بكى فقلنا يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ تَبْكِي فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وكيف لَا أَبْكِي وَأُمَّتِي تُقْطَعُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا عَفَوْتَ عَنْهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاكَ سُلْطَانُ سُوءٍ الَّذِي يَعْفُو عَنِ الْحُدُودِ وَلَكِنْ تَعَافَوُا الْحُدُودَ بَيْنَكُمْ

باب الزجر عن الجلوس على فراش المغيبة

(27 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى فِرَاشِ الْمُغِيبَةِ)

قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وكيع حدثنا أبي ثنا شَرِيكٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خيثمة عَنْ عَبْدِ الله بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما رَفَعَهُ §مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ عَلَى فِرَاشِ مُغِيبَةٍ كَمَثَلِ الَّذِي تنهشه الْأَسْوَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

1875 - قال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ تِلْكِ الفروع على عمر فنشر كِنَانَتَهُ فَسَقَطَتْ صَحِيفَةٌ فَإِذَا فِيهَا [البحر الوافر] (أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حفص رسولا ... فدا لَكَ مِنْ أَخِي ثِقَةٍ إِزَارِي) (قَلَائِصُنَا هَدَاكَ اللَّهُ إِنَّا ... شُغِلْنَا عَنْكَ فِي زَمَنِ الْحِصَارِ) (قَلَائِصُ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ ... وَأَسْلَمَ أَوْ جُهَيْنَةَ أَوْ غِفَارِ) (يعلقهن جَعْدَةُ من سليم ... معد يبتغي عشر العشار) (فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَاتٍ ... قَفَا سَلْعٍ بمجتمع النجار) فقال عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه ادعو جعدة بن سُلَيْمٍ فدعاه فكلمه فأمر بِهِ فَضَرَبَهُ مِائَةً مَعْقُولًا §وَنَهَاهُ أَنْ يَدْخُلَ عَلَى مُغِيبَةٍ

باب تعزير من افترى على الإمام

(28 - بَابُ تَعْزِيرِ مَنِ افْتَرَى عَلَى الْإِمَامِ)

1876 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بن سليمان قال سمعت أَبِي يَقُولُ ثنا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أبى اسيد قال أَنَّ نَاسًا كَانُوا عِنْدَ فسطاط عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَرَى ذَلِكَ بِمَكَّةَ فَمَرَّ بهم عثمان رَضِيَ الله عَنْه قَالَ أبو سعيد رَضِيَ الله عَنْه فَمَا بقي أحد مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا لَعَنَهُ أَوْ سَبَّهُ غَيْرِي وَكَانَ فِيمَنْ لَعَنَهُ أَوْ سَبَّهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فكان عثمان رَضِيَ الله عَنْه عَلَى الْكُوفِيِّ أَشَدَّ مِنْهُ عَلَى غَيْرِهِ فَقَالَ يا كوفي أتسبني كَأَنَّهُ يتهدده قَالَ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَقِيلَ لَهُ يَعْنِي للكوفي عَلَيْكَ بِطَلْحَةَ فَانْطَلَقَ معه طلحة رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى أتى عثمان رَضِيَ الله عَنْه فقال عثمان رَضِيَ الله عَنْه وَاللَّهِ لَأَجْلِدَنَّكَ مِائَةً قَالَ طَلْحَةُ وَاللَّهِ لَا تَجْلِدْهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ زانيا فقال §لَأَحْرِمَنَّكَ عَطَاءَكَ فقال طلحة رَضِيَ الله عَنْه يَا كُوفِيُّ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُكَ

باب إسكات من تطاول على الإمام

(29 - بَابُ إِسْكَاتِ مَنْ تَطَاوَلَ عَلَى الْإِمَامِ)

1877 - وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ كَانَ بَيْنَ عثمان وعائشة رَضِيَ الله عَنْهما بَعْضُ الْأَمْرِ فَتَنَاوَلَ كل واحد منهما صَاحِبَهُ فذهبت عائشة رَضِيَ الله عَنْها تَتَكَلَّمُ §فكبر عثمان رَضِيَ الله عَنْه وَكَبَّرَ مَعَهُ النَّاسُ فَفَعَلَ بها ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ لِكَيْلَا يَسْمَعَ كَلَامَهَا فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ سَكَتَتْ

باب قدر التعزير

(30 - بَابُ قَدْرِ التَّعْزِيرِ)

1878 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنِ الهاجر بن عِكْرِمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبى بكر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَحِلُّ لِمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَجْلِدَ اكثر من عشر أَسْوَاطٍ §إِلَّا فِي حَدٍّ -[112]- 1879 - وَحَدَّثَنَا هُدْبَةُ ثنا هَمَّامٌ ثنا يَحْيَى عَنِ المهاجر بن عِكْرِمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ وَكَانَ لَهُ غِلْمَانٌ فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الرُّومِ فَاقْتَتَلُوا فَضَرَبَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ أَسْوَاطٍ ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ هَذَا مُرْسَلٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ

باب نفي أهل الريب والمعاصي من البيوت

(31 - بَابُ نَفْيِ أَهْلِ الرِّيَبِ وَالْمَعَاصِي مِنَ الْبُيُوتِ)

1880 - قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عبد الرحمن ثنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّهُ خَطَبَ امْرَأَةً بِمَكَّةَ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَيْتَ عِنْدِي مَنْ رَآهَا ومن يُخْبِرُ عَنْهَا فَقَالَ رَجُلٌ يُدْعَى هَيْتُ أنا انعتها لك إذا قبلت قُلْتَ تَمْشِي عَلَى سِتٍّ وَإِذَا أَدْبَرَتْ قُلْتَ تَمْشِي عَلَى أربع فقال لي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَرَى هَذَا مُنْكَرًا أَرَاهُ يَعْرِفُ أَمْرَ النِّسَاءِ وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا يَعْنِي على سودة رَضِيَ الله عَنْها فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَفَاهُ وَكَانَ كَذَلِكَ حَتَّى إمرة عمر وكان يُرَخِّصُ لَهُ أَنْ يَدْخُلَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيَتَصَدَّقُ قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ وهذا يَعْرِفُ النِّسَاءَ وَكَانَ يَدْخُلُ على سودة رَضِيَ الله عَنْه فينهاها أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا وَقَالَ فِي آخِرِهِ فَيَتَصَدَّقُ كُلَّ جُمُعَةٍ قَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ سَعْدٍ إِلَّا ابْنُهُ وَلَا عَنْهُ إِلَّا مُجَاهِدٌ وَلَا عَنْهُ إِلَّا عبد الكريم ولاعنه إِلَّا ابْنُ أبى ليلى ولاعنه إِلَّا -[114]- عِيسَى وَلَا عَنْهُ إِلَّا بَكْرٌ وَلَا أَسْنَدَ مُجَاهِدٌ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ

باب الحبس

(32 - بَابُ الْحَبْسِ)

1881 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ ثنا ابْنُ خيثم بْنِ عِرَاكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أبى هريرة رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حَبَسَ فِي تُهْمَةٍ احْتِيَاطًا وَاسْتِظْهَارًا يَوْمًا وَلَيْلَةً

باب القذف

(33 - بَابُ الْقَذْفِ)

1882 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ أَشْعَثَ عَنِ الحسن قال أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِرَجُلٍ إِنَّكَ مَا تَأْتِي امْرَأَتَكَ إِلَّا زِنًا أَوْ حَرَامًا فَرَفَعَهُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه قد §قَذَفَكَ بِأَمْرٍ يَحِلُّ لَكَ

كتاب القصاص

(19 - كِتَابُ الْقِصَاصِ)

باب القود فيمن قتل بحجر

(1 - بَابُ الْقَوَدِ فيمن قتل بِحَجَرٍ)

1883 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عن مرداس قال أَنَّ رَجُلًا رَمَى رَجُلًا بِحَجَرٍ فَقَتَلَهُ فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَأَقَادَهُ مِنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ضَعِيفٌ وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ أَخْبَرَنَا أَشْيَاخُنَا الَّذِينَ أَدْرَكُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ وَحَجَّاجٌ فِيهِ مَقَالٌ وَقَدْ تَابَعَهُ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ عَنْ زِيَادٍ عن مرداس بن عُرْوَةَ قَالَ رَمَى رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ أَخًا لَهُ فَقَتَلَهُ وَفَرَّ فَوَجَدْنَاهُ عِنْدَ أبى بكرة رَضِيَ الله عَنْه فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقَادَ مِنْهُ -[122]- أَخْرَجَهُ ابْنُ السَّكَنِ فِي الصَّحَابَةِ وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّارِيخِ قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حدثنا الْوَلِيدُ بِهِ وَإِسْنَادُهُ جَيِّدٌ

باب من لم يقتص منه في الدنيا اقتص منه في الآخرة

(2 - بَابُ مَنْ لَمْ يُقْتَصَّ مِنْهُ فِي الدُّنْيَا اقْتُصَّ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ)

1884 - قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ داود بن أبى عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ عَنْ جَدَّتِهِ عَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها قالت دعى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِيفَةً لَهُ فَأَبْطَأَتْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَوْلَا مَخَافَةُ الْقَوَدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَأَوْجَعْتُكِ بِهَذَا السِّوَاكِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ ثنا وَكِيعٌ بِهَذَا

وَقَالَ أبو يعلى أيضا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ثنا أَبِي عَنْ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ جَدَّتِهِ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَكَانَ بيده سواك فدعى بوصيفة له أولها حَتَّى اسْتَبَانَتِ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فَخَرَجَتْ أُمُّ سَلَمَةَ -[125]- رَضِيَ الله عَنْها إِلَى البراز فَوَجَدَتِ الْوَصِيفَةَ وَهِيَ تَلْعَبُ بِبَهْمَةٍ فَقَالَتْ أَلَا أَرَاكِ تعلبين بِهَذِهِ الْبَهْمَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوكِ فَقَالَتْ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا سَمِعْتُكَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَوْلَا خَشْيَةُ الْقَوَدَ لَأَوْجَعْتُكِ بِهَذَا السِّوَاكِ

باب القود في غير النفس

(3 - بَابُ الْقَوَدَ فِي غَيْرِ النَّفْسِ)

1885 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار قال أَنَّ ابن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما §أَقَادَ مِنْ لَطْمَةٍ

1886 - قال أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بن دينار عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَجُلًا §طَعَنَ رَجُلًا بِقَرْنٍ فِي رُكْبَتِهِ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَقِيدُ فَقِيلَ لَهُ حَتَّى تَبْرَأَ فَأَبَى وَعَجَّلَ واستقاد قال فعيبت رِجْلُهُ وَبَرِئَتْ رِجْلُ الْمُسْتَقَادِ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ لَيْسَ لَكَ شَيْءٌ إِنَّكَ أبيت تابعه عهما بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيِّ أخطأ فيه ابنا أَبِي شَيْبَةَ وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ مِنْ مُرْسَلِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ الْمَحْفُوظُ عَنْ عَمْرٍو

1887 - قال مُسَدَّدٌ حدثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا سَعِيدٌ ثنا قتادة قال أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ حَدَّثَهُمْ أن عمر رَضِيَ الله عَنْه كَانَ يَقُولُ فِي الَّذِي يُقْتَصُّ مِنْهُ ثُمَّ يَمُوتُ §قَتْلُهُ حَقٌّ لا دِيَةَ -[135]- 1888 - وَعَنْ قَتَادَةَ عَنْ خِلَاسٍ قال أن عليا رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كتاب الله تعالى أَنْ لَا دِيَةَ لَهُ -[137]- 1889 - وَعَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عن إبراهيم قال أَنَّ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه كَانَ يَقُولُ فِيهِ يَحُطُّ عَنْهُ قَدْرُ جِرَاحَتِهِ ثُمَّ يَكُونُ ضَامِنًا لِمَا بَقِيَ

باب النهي عن المثلة

(2 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمُثْلَةِ)

1890 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْأَحْنَفِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَنْهَى عَنِ الْمُثْلَةِ قُلْتُ مَا عَرَفْتُ قَيْسَ بْنَ الْأَحْنَفِ مَنْ هُوَ وَالْمَعْرُوفُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ لَكِنْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ لم يُدْرِكْهُ

باب الديات

(5 - باب الدِّيَاتِ)

1891 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا ابْنُ جُرَيْجٍ أنا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ عَنْ أَسْلَمَ مُولَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قال سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وهو قائم عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يُعَلِّمُ النَّاسَ السُّنَنَ فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَهُمْ أَنْ قَالَ §فِي التَّرْقُوَةِ جَمَلٌ وَفِي الضِّرْسِ جَمَلٌ وَفِي الضِّلَعِ جَمَلٌ

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ مُسْلِمِ بن جندب أنه سَمِعَ أَبَاهَ أَسْلَمَ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ §فِي الضِّرْسِ جَمَلٌ وفي الترقوة جمل

1892 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْجَزَرِيُّ أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ كَانَ عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه يَجْعَلُ فِي الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا نِصْفَ دِيَةِ الْكَفِّ وَيَجْعَلُ فِي الْإِبْهَامِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَفِي الَّتِي تَلِيهَا عَشْرًا وَفِي الْوُسْطَى عَشْرًا وَفِي الَّتِي تَلِيهَا تِسْعًا وَفِي الْأُخْرَى سِتًّا حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ بن عفان رَضِيَ الله عَنْه فَوَجَدَ كِتَابًا كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِيهِ §وَفِي الْأَصَابِعِ عَشْرٌ عَشْرٌ فصيرها عثمان رَضِيَ الله عَنْه عَشْرًا عَشْرًا

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوهاب الثقفي قال سَمِعْتُ يَحْيَى بن سعيد قال سمعت سَعِيدٍ بن الْمُسَيِّبِ يَقُولُ قَضَى عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه فِي الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا نِصْفَ دِيَةِ الْكَفِّ وَفِي الْوُسْطَى عَشْرًا وَفِي الَّتِي تَلِيهَا تِسْعًا وَفِي الْخِنْصَرِ سِتًّا قَالَ سعيد حتى وجد كِتَابًا عِنْدَ آلِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ §وَفِي كُلِّ أُصْبُعٍ عَشْرٌ قَالَ سَعِيدٌ فَصَارَتْ إِلَى عَشْرٍ عَشْرٍ هَذَا إسناد صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ إِلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ فَإِنْ كَانَ سَمِعَهُ من عمر رَضِيَ الله عَنْه فَذَاكَ

1893 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ أبى مجلز قال أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْه عَنْ أَعْوَرَ فُقِئَتْ عَيْنُهُ الصَّحِيحَةُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ §قَضَى عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه فِيهَا بِالدِّيَةِ فَقَالَ إِيَّاكَ أَسْأَلُ قَالَ تَسْأَلُنِي وَهَذَا يُخْبِرُكَ أَنَّ عمر ابن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه قَضَى بِذَلِكَ

1894 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لقيت عمر رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ بِالْمَوْسِمِ فَنَادَيْتُ مِنْ وَرَاءِ الْفُسْطَاطِ أَلَا إِنِّي فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الْجِرْمِيُّ وَإِنَّ ابْنَ أُخْتٍ لَنَا له أخ عان فِي بَنِي فُلَانٍ وَقَدْ عَرَضْنَا عَلَيْهِ فَرِيضَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبَى فرفع عمر رَضِيَ الله عَنْه جَانِبَ الْفِسْطَاطَ فَقَالَ أَتَعْرِفُ صَاحِبَكَ فقلت نعم فقال هو ذا انْطَلِقَا به حتى نفعل لَكُمَا قَضِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهَا §كَانَتْ أَرْبَعًا مِنَ الْإِبِلِ

1895 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بن المسيب قال أن عمر رَضِيَ الله عَنْه §كَانَ لَا يُورِّثُ الْإِخْوَةَ مِنَ الْأُمِّ مِنَ الدِّيَةِ

1896 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عمر ثنا معاذ ثنا أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ §الْإِخْوَةُ مِنَ الْأُمِّ لَا يَرِثُونَ دِيَةَ أَخِيهِمِ لِأُمِّهِمْ إِذَا قُتِلَ

1897 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى أنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأنصاري عن عقبة ابن صهبان قال أَنَّ عَمْرَو بن معدي كرب أَصَابَ رَجُلًا مِنْ بَنِي كِنَانَةَ بِمَأْمُومَةٍ فَأَرَادَ عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يُقِيدَهُ مِنْهُ فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §لَا قَوَدَ فِي مَأْمُومَةٍ [[وَلَا جَائِفَةٍ وَلَا مُنَقِّلَةٍ " فَأَغْرَمَهُ عُمَرُ الْعَقْلَ]] (*) هَذَا إسناد ضَعِيف وَفِيهِ انْقِطَاعٌ وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ ماجه منه الْمَرْفُوعَ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ثنا ابْنُ وَهْبٍ ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ بِهِ

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

1898 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ عَنْ رَجُلٍ آخَرَ مِنْ ثَقِيفٍ قد سماه قال بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه إذ جاءه أَعْرَابِيٌّ يَطْلُبُ شَجَّةً فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه إِنَّا مَعَاشِرَ أَهْلِ الْقُرَى §لَا نَتَعاقَلُ الْمُضَغَ بَيْنَنَا

1899 - قال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ ثنا مُوسَى بْنُ شيبة عن خارجة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ عن جده قال كُنَّا فِي جَاهِلِيَّتِنَا وَإِنَّمَا نَحْمِلُ مِنَ الْعَقْلِ مَا بَلَغَ ثُلُثَ الدِّيَةِ ويؤخذ به حالا فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ عِنْدَنَا كَانَ بِمَنْزِلَةِ الدَّيْنِ يَتَجَارَى فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ كَانَ §فِيمَا سَنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن العاقل مِنْ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ ثُلُثُ الدِّيَةِ

1900 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عن علي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §فِي شِبْهِ الْعَمْدِ الضَّرْبَةُ بِالْعَصَا وَالْحَجَرِ الثَّقِيلِ أثلاثا ثُلُثٌ جِذَاعٌ وَثُلُثٌ حِقَاقٌ وَثُلُثٌ ثَنِيَّةٌ إِلَى بَازِلِ عَامِهَا قَالَ يَزِيدُ لَا اعلمه إِلَّا قَالَ خَلْفَةُ

1901 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ ثنا مُجَالِدٌ ثنا الشَّعْبِيُّ عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ امْرَأَتَيْنِ مِنْ هُذَيْلٍ قَتَلَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ وَكَانَتْ حُبْلَى فَقَالَ عَاقِلَةُ الْمَقْتُولَةِ إِنَّهَا كَانَتْ حُبْلَى وَأَلْقَتْ جنينا فَخَافَ عاقلة القاتلة أن يضمنهم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا شَرِبَ وَلَا أَكَلَ وَلَا صَاحَ فَاسْتَهَلَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا سَجْعُ الْجَاهِلِيَّةِ §فَقَضَى فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةٍ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ قلت وأصله عند أبى داود ورواه سلمة بن تمام عن أبى المليح عن أبيه متصلا قال الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ المري ثنا الْمِنْهَالُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ تمام عن أبى الْمَلِيحِ بْنَ أُسَامَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ فِينَا رَجُلٌ يقال له حمل بْنُ -[164]- مَالِكٍ لَهُ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا هُذَلِيَّةٌ وَالْأُخْرَى عَامِرِيَّةٌ فَضَرَبَتِ الْهُذَلِيَّةُ الْعَامِرِيَّةَ بِعَمُودٍ خباء أو فسطاط فألقت جنينا ميتا فانطلق بالضاربة إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أخ لها يُقَالُ لَهُ عِمْرَانُ بْنُ عُوَيْمِرٍ فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِيهِ أَوْ خَمْسُمِائَةٍ أَوْ فَرَسٌ فَقَالَ عِمْرَانُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ لَهَا ابْنَيْنِ هُمَا سَادَةُ الْحَيِّ وَهُمَا أَحَقُّ أَنْ يعقلوا عَنْ أُمِّهِمْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ أَحَقُّ أَنْ تَعْقِلَ عَنْ أُخْتِكَ مِنْ ولدها فقال مالي شَيْءٌ أَعْقِلُ فِيهِ قال يا حمل بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى صَدَقَاتِ هُذَيْلٍ وَهُوَ زَوْجُ الْمَرْأَتَيْنِ وَأَبُو الجنين المقتول قبض مِنْ تَحْتِ يَدِكَ مِنْ صَدَقَاتِ هُذَيْلٍ عِشْرِينَ وَمِائَةَ شَاةٍ فَفَعَلَ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ بِهِ رَوَاهُ ابْنُ منده من طيق عبيد اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْمِنْهَالِ بِهِ نَحْوَهُ لَكِنْ مُخْتَصَرًا وفيه فقال أده لَأَخِيهَا عِمْرَانَ بْنِ عويمر فقال أدى مَنْ لَا أَكَلَ ... الْحَدِيثَ وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ التُّسْتَرِيُّ ثنا زِيَادُ بن عبدا لله ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ ثنا أَبُو الْمَلِيحِ -[165]- الْهُذَلِيُّ عَنْ حمل بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّابِغَةِ أَنَّهُ كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ لِحْيَانِيَّةٌ وَمُعَاوِيَّةٌ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ زَيْدٍ أنهما اجتمعا فَتَغَايَرَتَا فَرَفَعَتِ الْمُعَاوِيَّةُ حَجَرًا فَرَمَتْ اللِّحْيَانِيَّةَ هي حُبْلَى وَقَدْ تَلَفَتْ فقتلتها وَأَلْقَتْ غلاما فقال حمل بْنُ مَالِكٍ لِعِمْرَانَ بن عويمر إد إِلَيَّ عَقْلُ امرأتي فَارْتَفَعا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْعَقْلُ عَلَى العصبة

1902 - وَقَالَ الْحَارِثُ حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عن أبى المليح قال إن حمل بْنَ النَّابِغَةِ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ مليكة وأم عفيف فَقَذَفَتْ إِحْدَاهُمَا الأخرى بحجر فأصابت فِي قلبها فَأَلْقَتْ جَنِينًا مَيِّتًا فَرُفِعَ ذلك إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَقَضَى أَنَّ الدية على قوم الْعَاقِلَةِ الْقَاتِلَةِ وَفِي الجنيين غُرَّةٌ عَبْدٌ أَوِ أمة أو عشر مِنَ الْإِبِلِ أَوْ مِائَةَ شَاةٍ قَالَ وَلِيُّهَا أَوْ أَبُوهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكَلَ وَلَا شَرِبَ وَلَا صَاحَ فَاسْتَهَلَّ فمثل ذلك بطل فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسْنَا مِنْ أَسَاجِيعِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي شَيْءٍ

1903 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المجيد ثنا عبيد اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ عَمْرَةَ بِنْتَ عبد الرحمن تحدث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ وَجَدْتُ فِي قَائِمِ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا إِنَّ §مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عُتُوًّا مَنْ ضَرَبَ غير ضاربه ورجل قَتَلَ غير قاتله ورجل تَوَلَّى غَيْرَ نِعْمَتِهِ فمن فعل ذلك فَقَدْ كَفَرَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ لَا يقبل منه صرفا ولا عدلا وَفِي الأجر الْمُؤْمِنُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وأموالهم ويسعى بدمهم أَدْنَاهُمْ لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذو عهد في عهده وَلَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ وَلَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ وَلَا تُسَافِرُ المارة ثَلَاثَ لَيَالٍ مَعَ غَيْرِ مَحْرَمٍ

باب الدية في قتل الخطأ والعفو فيها

(6 - بَابُ الدِّيَةِ فِي قَتْلِ الخطأ والعفو فيها)

1904 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ثنا مُجَالِدٌ حَدَّثَنِي عَرِيفٌ لِجُهَيْنَةَ أَنَّ نَاسًا مِنْ جُهَيْنَةَ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَسِيرٍ فِي السبي فَقَالَ اذهبوا به فأدفئوه قَالَ وَكَانَ الدفء بِلِسَانِهِمُ الْقَتْلَ فَذَهَبُوا بِهِ فَقَتَلُوهُ فَسَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَرْتَنَا أَنْ نَقْتُلَهُ فَقَتَلْنَاهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ قُلْتُ لَكُمْ قَالُوا قُلْتَ لَنَا اذْهَبُوا بِهِ فأدفئوه قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شركتكم إِذًا §اعْقِلُوهُ وَأَنَا شَرِيكُكُمْ قَالَ مُجَالِدٌ فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَامِرًا يَعْنِي الشَّعْبِيَّ فَقَالَ صَدَقَ وَعَرَفَ الْحَدِيثَ

1905 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عمرو حدثنا أبو إِسْحَاقَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْطَأَ الْمُسْلِمُونَ بأبي حذيفة رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلَ يَقُولُ أَبِي أَبِي حَتَّى قَتَلُوهُ فَقَالَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزَادَهُ عِنْدَهُ خَيْرًا §وَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عِنْدَهِ 1906 - وَبِهِ إلى أبي إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فَأَمَرَ بِهِ فَوُدِيَ قُلْتُ هَذِهِ الْقِصَّةُ فِي الْبُخَارِيِّ عَنْ عُرْوَةَ وَلَمْ أَرَ فِيهِ قَوْلَهُ فَوُدِيَ

1907 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ وَهْبِ بْنِ عقبة عن يزيد بن مذكور قال أَنَّ رَجُلًا §أزحم يَوْمَ الْجُمُعَةِ فمات فَوَدَاهُ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ بَيْتِ الْمَالِ

1908 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ هَشَّمَ رَجُلٌ فَمَ رَجُلٍ فِي زمن معاوية رَضِيَ الله عَنْه فغرض عَلَيْهِ الدِّيَةُ فَأَبَاهَا فَزَادُوهُ حَتَّى أَعْطُوهُ ثَلَاثَ ديات قال فحدث رجل مِنْ أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ تَصَدَّقَ بِدَمٍ أَوْ بِمَا دُونَهُ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ مِنْ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ إِلَى يَوْمِ تَصَدَّقَ بِهِ قَالَ فَعَفَا الرَّجُلُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ثنا سُفْيَانُ بِهِ

باب مقدار الدية وتقويمها

(6 - بَابُ مِقْدَارِ الدِّيَةِ وَتَقْوِيمِهَا)

1909 - وقال الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ثنا أَبُو مَعْشَرٍ ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ §كَانَتِ الدِّيَةُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ أَسْنَانٍ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ حِقَّةً وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ جَذَعَةً وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ لَبُونٍ وَخَمْسٌ وَعِشْرُونَ بَنَاتِ مَخَاضٍ حَتَّى كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه وَمَصَّرَ الْأَمْصَارَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ يَجِدُونَ الْإِبِلَ فَقَوِّمُوا الْإِبِلَ بأوقية أُوقِيَّة فَكَانَتْ أَرْبَعَةَ آلَافٍ ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فقَوِّمُوا الْإِبِلَ فَقُوِّمَتْ أوقية ونصف قال فكانت ستة آلاف ثم غلت الإبل فقال عمر رَضِيَ الله عَنْه فقَوِّمُوا الْإِبِلَ فَقُوِّمَتْ أُوقِيَّتَيْنِ فَكَانَتْ ثَمَانِيَةَ آلَافٍ ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فقوموا الإبل فقدمت أُوقِيَّتَيْنِ وَنِصْفًا فَكَانَتْ عَشْرَةَ آلَافٍ ثُمَّ غَلَتِ الْإِبِلُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فقَوِّمُوا الْإِبِلَ فَقُوِّمَتْ الإبل ثلاثة أَوَاقٍ فَكَانَتِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفَ دِينَارٍ وَعَلَى أَهْلِ الْإِبِلِ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَعَلَى أَهْلِ الْحُلَلِ مِائَتَيْ حُلَّةٍ قِيمَةُ كُلِّ حُلَّةٍ خَمْسَةُ دَنَانِيرَ وَعَلَى أَهْلِ الضأن ألف ضانية وَعَلَى أَهْلِ الْمَعْزِ أَلْفَيْ مَاعِزَةٍ وَعَلَى أَهْلِ الْبَقَرِ مِائَتَيْ بَقَرَةٍ -[187]- أَبُو مَعْشَرٍ وَشَيْخُهُ ضَعِيفَانِ

باب قاطع الطريق

(8 - بَابُ قَاطِعِ الطَّرِيقِ)

1910 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغَطَفَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ §مَنْ لَقِيَنِي يُرِيدُ أن يأخذ من مالي فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناشده الله تعالى ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنْ أَبَى فَقَاتِلْهُ فَإِنْ قَتَلَكَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ وَإِنْ قَتَلْتَهُ دَخَلَ النَّارَ

كتاب الجهاد

(20 - كِتَابُ الْجِهَادِ)

حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه فِي فَضْلِ الْجِهَادِ وَالشَّهَادَةِ فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ

باب الشهداء

(1 - بَابُ الشُّهَدَاءِ)

1911 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ حَدَّثَنِي بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كُنَّا عِنْدَ بَعْضِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِي مَرْضَةٍ مَرِضَهَا وَهُوَ مُغْمًى عَلَيْهِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا الَّذِي كُنْتُمْ فيه آنفا قال تَذَاكَرْنَا الشُّهَدَاءَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مَا نَرَاهُ إِلَّا مَنْ خَرَجَ بِمَالِهِ حَتَّى يُقْتَلَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ يُسْتَشْهَدُونَ بِالْقَتْلِ وَالطَّاعُونِ وَالْغَرَقِ وَالْبَطْنِ وَمَوْتِ الْمَرْأَةِ جَمْعًا وموتها فِي نِفَاسِهَا

1912 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ خَاصَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهما فِي مال له فجاءه طَلْحَةُ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمًا وَسَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه قَاعِدٌ مُخْتَرِطًا سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلَى فخذيه فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ رَضِيَ الله عَنْه لِمَنْ أَعْدَدْتَ هَذَا يَا سَعْدُ قَالَ لَكَ قَالَ أَوَ كُنْتَ فَاعِلًا قَالَ وَالَّذِي بَعَثَ محمدا بالحق لسمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ قَاتَلَ عَلَى مَالِهِ أَوْ مَالٍ لَهُ فَقُتِلَ كَانَ شَهِيدًا وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِهِ

1913 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ يَعْنِي الْوَاشِحِيَّ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ عن جدته رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ أُصِيبَ رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ أُحُدٍ فِي ثُنْدُوَتِهِ بِسَهْمٍ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَنْزِعُ السَّهْمَ فَقَالَ §إِنْ شِئْتَ نَزَعْتَ السَّهْمَ والقطنه وَإِنْ شِئْتَ نَزْعَتَ السَّهْمَ وَتَرَكَتَ القطنه وَشَهِدْتُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّكَ شَهِيدٌ فَقُلْتُ أَنْزِعُ السَّهْمَ وَأَتْرُكُ القطنه وَاشْهَدْ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنِّي شَهِيدٌ فَقَالَ نَعَمْ فَنَزَعَ السَّهْمَ وَتَرَكَ القطنه فَعَاشَ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وعمر وعثمان رَضِيَ الله عَنْهم فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه أَوْ بَعْدَهُ مَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَأَرَادُوا أن يخرجوه قال ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما أَنْ مِثْلَ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ لَا يُخْرَجُ -[198]- بِهِ حَتَّى يُؤَذَنَ مَنْ حَوْلَنَا مِنَ الْقُرَى فَجَلَسَ مِنَ الْغَدِ فَلَمَّا كَانَ الْغَدِ أُخْرِجَ فَبَكَتْ مَوْلَاةٌ لَهُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَقَالَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما إِنَّ الشَّيْخَ لَا طَاقَةَ لَهُ بعذاب الله عز وجل مِنْ هَذِهِ السَّفِيهَةِ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مرزوق فذكر بعضه

1914 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ منيع حدثنا يزيد حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §الْقَتِيلُ دُونَ أَهْلِهِ شَهِيدٌ وَالْقَتِيلُ دُونَ جَارِهِ شَهِيدٌ وَكُلُّ قَتِيلٍ فِي جنب الله تعالى شَهِيدٌ

وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ ثنا جويبر فذكره بِلَفْظِ §مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ مَظْلُومًا فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ نَفْسِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ جَارِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ فِي جنب الله تعالى فَهُوَ شَهِيدٌ فِيهِ انْقِطَاعٌ

1915 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرٌو حدثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ ثنا هارون بن حيان عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ

1916 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن الحكم قال سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ صُرِعَ عَنْ دَابَّتِهِ فِي سبيل الله تعالى فَمَاتَ فَهُوَ شَهِيدٌ

1917 - وقال أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَنَاءُ أُمَّتِي بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطَّاعُونُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخْزُ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَكُلٌّ فِيهِ شُهَدَاءُ قُلْتُ الْمَشْهُورُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ زِيَادٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه

1918 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ بُلَيْدَانَ مِنْ آلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت §الطعين والمجبوب وَالنُّفَسَاءُ وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ فقال له أبي أعائشة رَضِيَ الله عَنْها حَدَّثَتْكَ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَكَذَا حَدَّثَتْنِي وَهَكَذَا حَفِظْتُ

1920 - وقال أَبُو بَكْرٍ حدثنا عبد الله بن نمير عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حفص عن عمران بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §يُسْتَشْهَدُونَ بِالْقَتْلِ وَالطَّعْنِ وَالْغَرِقِ وَالْبَطْنِ وَمَوْتِ الْمَرْأَةِ جَمْعًا وَمَوْتُهَا فِي نِفَاسِهَا

1921 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كنت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَارِ فَقَالَ §اللَّهُمَّ طَعْنًا وَطَاعُونًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَعْلَمُ أنك قد سَأَلْتَ مَنَايَا أُمَّتِكَ فَهَذَا الطَّعْنُ قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الطاعون قال درن كَالدُّمَّلِ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ فَسَتَرَاهُ إِسْنَادُهُ وَاهٍ مِنْ أَجْلِ جَعْفَرٍ

1922 - حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى هو ابن حماد ثنا معتمر بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ لَيْثًا هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبٍ لَهُ عَنْ عَطَاءٍ قالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها ذُكِرَ الطاعون فذكرت أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §وَخْزٌ يُصِيبُ أُمَّتِي مِنْ أَعْدَائِهِمْ مِنَ الْجِنِّ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَطْنِ مَنْ أَقَامَ عَلَيْهَا كَانَ مُرَابِطًا وَمَنْ أُصِيبَ بِهِ كَانَ شَهِيدًا وَمَنْ فَرَّ مِنْهُ كَانَ كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ إِسْنَادُهُ وَاهٍ مِنْ أَجْلِ لَيْثٍ وَشَيْخِهِ

1923 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشُّهَدَاءُ فَقَالَ §الَّذِينَ إِذَا لَقُوا الْعَدُوَّ لَمْ يَلْفِتُوا وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَتَلَبَّطُونَ فِي الْغُرُفَاتِ العلا مِنَ الجنة ويضحك ربهم إِلَيْهِمْ وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ

1924 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ يحيى بن أبى كَثِيرٍ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إن الله تعالى يَقْبِضُ أَرْوَاحَ شُهَدَاءِ الْبَحْرِ بِيَدِهِ وَلَا يَكِلُهُمْ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ وَمَثَلُ رُوحِهِ حِينَ تَخْرُجَ مِنْ صَدْرِهِ كَمَثَلِ اللَّبَنِ حِينَ يَدْخُلُ صَدْرَهُ

1925 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا عَبَّادُ بْنُ كثير عن يزيد الرَّقَاشِيِّ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ الْمُغِيرَةُ بن قيس وحدثنا الْحَسَنُ بِبَعْضِهِ وَقَتَادَةُ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَالضَّحَّاكُ بْنُ مزاحم قال وحدثنا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه والعرزمي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كُلُّهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §الشُّهَدَاءُ ثَلَاثَةٌ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا لَا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا وَنَجَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَزُوِّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْخُلْدِ وَالثَّانِي خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَا يُقْتَلَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ كَانَتْ رُكْبَتُهُ بِرُكْبَةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ -[226]- وَالثَّالِثُ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ مُحْتَسِبًا يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ ويقتل فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَاهِرًا سَيْفَهُ وَاضِعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَالنَّاسُ جَاثُونَ عَلَى الرُّكَبِ يقول افرجوا لنا فَإِنَّا قَدْ بَذَلْنَا دِمَاءَنَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والذي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَالَ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لنحى لَهُ عَنِ الطَّرِيقِ لِمَا يَرَى مِنْ حَقِّهِ فَلَا يسال الله تعالى شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ وَلَا يَشْفَعُ فِي أَحَدٍ إِلَّا شَفَعَ فِيهٍ وَيُعْطَى فِي الْجَنَّةِ مَا أَحَبَّ وَلَا يَفْضُلُهُ في الجنة منزل نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ وَلَهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ أَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ لُؤْلُؤٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ يَاقُوتٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ دُرٍّ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَأَلْفُ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ نُورٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مِنَ الْمَدَائِنِ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ ألف أَلْفُ بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ ألف أَلْفُ سَرِيرٍ كُلُّ سَرِيرٍ طُولُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ وَعَرْضُهُ مَسِيرَةُ أَلْفِ عَامٍ وَطُولُهُ فِي السَّمَاءِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ عَلَيْهِ زَوْجَةٌ قَدْ بَرَزَ -[227]- كُمُّهَا مِنْ جَانِبَيِ السَّرِيرِ عِشْرِينَ مِيلًا مِنْ كُلِّ زَاوِيَةٍ هي أَرْبَعُ زَوَايَا وَأَشْفَارُ عَيْنِهَا كَجِنَاحِ النسور أَوْ كَقَوَادِمِ النسور وَحَاجِبَاهَا كَالْهِلَالِ عَلَيْهَا ثِيَابٌ تنبت فِي جنان عَدْنٍ سُقْيَاهَا مِنْ تسنيم وزهرها يخطف الْأَبْصَارَ دُونَهَا لَوْ بَرَزَتْ لِأَهْلِ الدُّنْيَا لَمْ يَرَهَا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ إِلَّا فُتِنَ بِحُسْنِهَا بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ إمارة مِنْهُنَّ مِائَةُ أَلْفِ جَارِيَةٍ بِكْرٍ خَدَمٍ سِوَى خَدَمِ زَوْجِهَا وَبَيْنَ يَدَيْ كُلِّ سَرِيرٍ كَرَاسِيُّ مِنْ غَيْرِ جَوْهَرِ السَّرِيرِ كُلُّ سَرِيرٍ طُولُهُ مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ مِائَةُ أَلْفِ فِرَاشٍ غِلَظُ كُلِّ فِرَاشٍ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُنَّ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الصِّدِّيقِينَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ يَفْتَضُّونَ الْعَذَارَى وَإِذَا دَنَا من السرير تطامنت لَهُ الْفُرُشُ حَتَّى يَرْكَبَهَا مُتَفَرَّجًا حَيْثُ شَاءَ فيتكئ تكأة مع الحور الْعِينِ سَبْعِينَ سَنَةً فَتُنَادِيهِ أَبْهَى -[228]- مِنْهَا وَأَجْمَلُ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَا لَنَا مِنْكَ دَوْلَةٌ فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَيَقُولُ مَنْ أَنْتِ فَتَقُولُ إِنَّا مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} ثُمَّ تُنَادِيهِ أَبْهَى وَأَجْمَلُ يَا عبد الله مالك فِينَا مِنْ حَاجَةٍ فَيَقُولُ مَا عملت مَكَانَكِ فتقول أَوْ مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} فَيَقُولُ بَلِيَ وَرَبِّي قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَعَلَّهُ يَشْتَغِلُ عَنْهَا بَعْدَ ذَلِكَ عَامًا لَا يَشْغَلُهُ إِلَّا مَا هُوَ فِيهِ مِنَ النعمة وَاللَّذَّةِ فَإِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ رَكِبَ شُهَدَاءُ الْبَحْرِ قراقر مِنْ دُرٍّ فِي نَهَرٍ مِنْ نُورٍ مَجَادِيفُهُمْ قُضْبَانُ اللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ وَالْيَاقُوتِ مَعَهُمْ رِيحٌ تسمى الزهراء في أمواجٍ كَالْجِبَالِ إِنَّمَا هُوَ نُورٌ يَتَلَأَلَأُ تِلْكَ الْأَمْوَاجُ في أعينهم أَهْوَنُ وَأَحْلَى عِنْدَهُمْ مِنَ الشَّرَابِ الْبَارِدِ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا فِي الْيَوْمِ الصَّائِفِ وأيامهم الَّذِينَ كَانُوا فِي -[229]- نحر أصحابهم الذين كانوا في الدنيا تقدم قراقرهم بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِمْ أَلْفَ أَلْفَ سَنَةٍ وَخَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ وَمَيْمَنَتُهُمْ خَلْفَهُمْ عَلَى النِّصْفِ مِنْ قُرْبِ أُولَئِكَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ وميسرتهم مِثْلُ ذَلِكَ (وساقتهم الذين كانوا خلفهم في تلك القراقر من در فبينما هم كذلك يَسِيرُونَ فِي ذَلِكَ النَّهَرِ) إِذْ رَفَعَتْهُمْ تِلْكَ الْأَمْوَاجُ إِلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ يَدَيْ عَرْشِ رَبِّ الْعِزَّةِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ يُضَعَفُونَ عَلَى خَدَمِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حُسْنًا وَبَهَاءً وَجَمَالًا وَنُورًا كَمَا يُضَعَفُونَ هم على هل الْجَنَّةِ بِمَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ فَيَهِمُّ أَحَدُهُمْ أَنْ يَخِرَّ لِبَعْضِ خُدَّامِهِمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا وَلِيَّ اللَّهِ أَنَا خَادِمٌ لَكَ وَنَحْنُ مِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ فِي جَنَّاتِ الْفِرْدَوْسِ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَمِائَةُ أَلْفِ قَهْرَمَانَ فِي -[230]- جَنَّاتِ المأوى ومائة ألف قهرمان في جنات الْخُلْدِ وَمِائَةُ أَلْفِ قهرمان في جنات الحلال وَمِائَةُ أَلْفٍ قهرمان في جنات السَّلَامِ كُلُّ قَهْرَمَانَ مِنْهُمْ عَلَى بَابِ مَدِينَةٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفِ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ مِائَةُ أَلْفِ بَيْتٍ من ذهب وقضة وَدُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ وَلُؤْلُؤٍ وَنُورٍ فِيهَا أَزْوَاجُهُ وَسُرُرُهُ وخدامه لو أن أَدْنَاهُمْ نَزَلَ بِهِ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ وَمِثْلُهُمْ مَعَهُمْ أَلْفُ أَلْفِ مَرَّةٍ لوسعتهم أَدْنَى قَصْرٍ من قصوره ما شاءوا مِنَ النزل وَالْخَدَمِ وَالْفَاكِهَةِ وَالثِّمَارِ وَالطَّعَامِ وَالشَّرَابِ كُلُّ قَصْرٍ مُسْتَغْنٍ بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ عَلَى قَدْرِ سِعَتِهِمْ جَمِيعًا لا يَحْتَاجُ إِلَى الْقَصْرِ الْآخَرِ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَإِنَّ أَدْنَاهُمْ مَنْزِلَةً الَّذِي يَدْخُلُ عَلَى اللَّهِ بُكْرَةً وَعَشِيًّا فَيَأْمُرُ بِالْكَرَامَةِ كُلِّهَا لَمْ يشتغل حتى نظر إِلَى وَجْهِهِ الْجَمِيلِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قُلْتُ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ مَا أَجْهَلَ مَنِ افَتَرَاهُ وأجراه على الله تعالى

1926 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ثنا ابْنُ وَهْبٍ أخبرني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §أُوَلُّ مَا يُهَرَاقُ مِنْ دَمِ الشَّهِيدِ يُغْفَرُ لَهُ ذَنْبُهُ كُلُّهُ إِلَّا الدَّيْنَ

باب النهي عن إطلاق اسم الشهيد على مجرد القتل

(2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِطْلَاقِ اسْمِ الشَّهِيدِ عَلَى مُجَرَّدِ الْقَتْلِ)

1927 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَحْيَى ثنا شُعْبَةُ قَالَ قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ قَالَ إِنَّ نَاسًا كَانُوا بِالْكُوفَةِ مَعَ ابن الْمُخْتَارِ يَعْنِي وَالِدَ الْمُخْتَارِ ابن أَبِي عُبَيْدٍ حَيْثُ قتل بجسر إلى عُبَيْدٍ قَالَ فَقُتِلُوا إِلَّا رَجُلَيْنِ حَمَلَا عَلَى الْعَدُوِّ بَأَسْيَافِهِمَا فَأفْرَجُوا لَهُمَا فَنَجَيَا أَوْ ثَلَاثَةً فَأَتَوُا الْمَدِينَةَ فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه وَهُمْ قُعُودٌ يَذْكُرُونَهُمْ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه عَمَّ قُلْتُمْ لَهُمْ -[236]- قَالُوا اسْتَغْفَرْنَا لَهُمْ وَدَعَوْنَا لَهُمْ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه لَتُحَدِّثُنِّي بِمَا قُلْتُمْ لَهُمْ أَوْ لَتَلْقَوْنَ مِنِّي فُتُوحًا قَالُوا إِنَّا قُلْنَا §إِنَّهُمْ شُهَدَاءُ قَالَ والذي لا الله غَيْرُهُ وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ وَالَّذِي لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا بِإِذْنِهِ مَا تَعْلَمُ نَفْسٌ حَيَّةٌ مَاذَا عِنْدَ اللَّهِ لِنَفْسٍ مَيِّتَةٍ إِلَّا نَبِيَّ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ والدي لا الله غَيْرُهُ وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ وَالَّذِي لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ الرَّجُلَ يُقَاتِلُ رِيَاءً وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَيُقَاتِلُ يُرِيدُ الْمَالَ وَمَا لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا مَا فِي نُفُوسِهِمْ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ

باب النية في الجهاد

(3 - بَابُ النِّيَّةِ فِي الْجِهَادِ)

1928 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ هُوَ ابْنُ حَرْبٍ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْوَضَّاحِ حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ ثنا حَنَانُ بْنُ خَارِجَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ لِي يَا حَنَانُ §ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَجَاهِدْهَا يَا عَبْدَ اللَّهِ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَاغْزُهَا فَإِنَّكَ إِنْ قُتِلْتَ فَارًّا بَعَثَكَ اللَّهُ فَارًّا وَإِنْ قُتِلْتَ مُرَائِيًا بَعَثَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُرَائِيًا وَإِنْ قُتِلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا بَعَثَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى صَابِرًا مُحْتَسِبًا

1929 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ثنا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صَوْحَانَ قَالَ سَمِعْتُ زامِلَ بْنَ عَمْرٍو الْجُذَامِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ ذِي الْكَلَاعِ الْحِمْيَرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ §إِنَّمَا يُبْعَثُ الْمُقْتَتِلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى النِّيَّاتِ

باب النهي عن قتال المسلم

(2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قِتَالِ الْمُسْلِمِ)

1930 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا معتمر ثنا اعوف حَدَّثَنِي شَيْخٌ أَحْسَبُهُ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شُقَّةَ خَمِيصَةٍ سَوْدَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ فَعَقَدَهَا عَلَى رُمْحٍ ثُمَّ هَزَّهَا فَقَالَ مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا فَهَابَهَا الْمُسْلِمُونَ مِنْ أَجْلِ الشَّرْطِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا آخُذُهَا بِحَقِّهَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تُقَاتِلُ بِهَا مُسْلِمًا وَلَا تَفِرُّ بِهَا مِنْ كَافِرٍ

باب دفن الشهيد حيث يقتل

(5 - بَابُ دَفْنِ الشَّهِيدِ حَيْثُ يُقْتَلُ)

1931 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ ثنا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَيَّةَ السُّوَائِيِّ أَنَّ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُتِلَا عِنْدَ بَابِ بَنِي سَالِمٍ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ أَنْ §يُدْفَنَا حَيْثُ قُتِلَا فَاحْتُمِلَا مِنْ حَيْثُ أُصِيبَا فَوَافَقَهُمْ ذَلِكَ مَقْبَرَةً عِنْدَ بَنِي هِلَالٍ فَدُفِنَا هُنَالِكَ

باب فضل الجهاد

(6 - بَابُ فَضْلِ الْجِهَادِ)

1932 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا بَقِيَّةُ عَنِ أَبِي مُطِيعٍ حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ أَخِيهِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ قَاتَلَ وَصَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يَغْلِبَ وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ

1933 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَدِينِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ إِنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى الصَّلَاةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فَقَالَ حِينَ انْتَهَى إِلَى الصَّفِّ اللَّهُمَّ آتِنِي أَفْضَلَ مَا تُؤْتِي عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنِ الْمُتَكَلِّمُ آنِفًا قَالَ الرَّجُلُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذًا §يُعْقَرُ جَوَادُكَ وَتُسْتَشْهَدُ رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبَانَ وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ أَحَدُهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ وَالْآخَرُ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَائِذٍ قَالَ الْبَزَّارُ لَمْ يَرْوِ مُسْلِمٌ أَوْ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ إِلَّا هَذَا وَلَا يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ

1934 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ الْحَفْصِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ أَذَّنَ بِلَالٌ رَضِيَ الله عَنْه حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَذَّنَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه حَيَاتَهُ وَلَمْ يُؤَذِّنْ فِي زَمَنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُؤَذِّنَ قَالَ إِنِّي أَذَّنْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ وَأَذَّنْتُ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى قُبِضَ لِأَنَّهُ كَانَ وَلِيَّ نِعْمَتِي وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَا بلال §ليس شَيْءٌ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِكَ إِلَّا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَجَاهَدَ وَقَالَ عَبْدٌ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ وحَدِيثُ الْقَتْلِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ إِلَّا الْأَمَانَةَ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ

1935 - وَقَالَ إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْعَكَلِيِّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه جَيْشًا وَفِيهِمْ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه فَلَمَّا سَار رَأَى مُعَاذًا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ مَا حَبَسَكَ قَالَ أَرَدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ الْجُمُعَةَ ثُمَّ أَخْرُجَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

1936 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ثنا سَعِيدُ هُوَ ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ ثنا محمد ابن أبى أيوب ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ أَبُو الْأَسْوَدِ عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى أَفْضَلُ مِنْ شُهُودِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ خَالَفَهُ عَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ عَنِ المقرىء فَقَالَ عَنْ مُجَاهِدٍ بَدَلَ يُونُسَ أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ

1937 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ثناالأفريقي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ صُدِعَ رَأْسُهُ فِي سبيل الله تعالى غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا المقرىء وَفِي رِوَايَةِ المقرىء فاحْتَسَبَ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا قُرَّانُ بْنُ تَمَامٍ ومروان بْنُ مُعَاوِيَةَ فرقهما وقال المقرىءعبد حدثنا جعفر بن عون

1938 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَذَكَرَ الْجِهَادَ فَلَمْ يُفَضِّلْ عَلَيْهِ شَيْئًا إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ العزيز ثنا كوثر بْنُ حَكِيمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قال أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه بَعَثَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الشَّامِ فَمَشَى مَعَهُمْ نَحْوًا مِنْ مِيلَيْنِ فَقِيلَ لَهُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوِ انْصَرَفْتَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سبيل الله تعالى حرمهما الله عز وجل عَلَى النَّارِ

1940 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا ابْنُ مِسْكِينٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ §لَمَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الرجل ستين ساعة

1941 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَجُلٍ عن عمر رَضِيَ الله عَنْه قال كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ فَيْضٌ مِنَ النَّاسِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ §أيُّ النَّاسِ خَيْرٌ مَنْزِلَةً عند الله عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ أَنْبِيَائِهِ وَأَصْفِيَائِهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُجَاهِدُ فِي سبيل الله تعالى بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ دعوة الله عز وجل وَهُوَ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ آخِذًا بِعِنَانِهِ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرُؤٌ بِنَاحِيَةٍ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَتَرَكَ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ

1942 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قالا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ §وَمَنْ رَابَطَ أَوْ جَاهَدَ فِي سبيل الله تعالى كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ سَبْعُمِائَةِ ألف ألف حسنة وَمَحْوُ سَبْعُمِائَةِ أَلْفِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفْعُ سَبْعُمِائَةِ أَلْفِ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَكَانَ فِي ضَمَانِ اللَّهِ تعالى فَإِنْ تَوَفَّاهُ بأي حتف كان ادخل الجنة وان رجعه رجعه مَغْفُورًا لَهُ مُسْتَجَابًا لَهُ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

1943 - وَقَالَ أيضا حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَنْ أبى سعيد رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ حَثَّنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِهَادِ وَقَالَ §إِنَّمَا مَثَلُ مُجَاهِدِي أُمَّتِي كَمَثَلِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَهُمَا رسائل الله تبارك وتعالى وَخُزَّانُهُ

1944 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ ثنا عَبَّادٌ عَنْ نَافِعٍ عن ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما وعن جل عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سبيل الله تعالى كَانَ لَهُ بِهَا صَخْرَةٌ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَثْقَلُ مِنَ السموات السَّبْعِ وَالْأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَمَا تَحْتَهُنَّ وَمَنْ قَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا الله إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ كتب الله تعالى لَهُ رِضْوَانَهُ الْأَكْبَرَ وَمَنْ كتب الله عز وجل لَهُ رِضْوَانَهُ الْأَكْبَرَ جَمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إبراهيم ومحمد عليهما الصلوات والسلام فِي دار الجلال فقيل وَمَا دَارَ الْجَلَالِ قَالَ دار الله تعالى الَّتِي سَمَّى بِهَا نَفْسَهُ فَيَنْظُرُ إِلَى ذي الجلال والإكرام بُكْرَةً وَمَسَاءً وَقَدْ حَرَّمَ ذَلِكَ عَلَى قَاتَلِ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ وَعَاقِّ الْوَالِدَيْنِ وَهُمْ مِنِّي بُرَآءُ وأنا منهم بريء

1945 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ قَامَ يَزِيدُ بْنُ شَجَرَةَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ إِنَّهَا أَصْبَحَتْ عَلَيْكُمْ وَأَمْسَتْ مِنْ بَيْنِ أَحْمَرَ وَأَخْضَرَ وأصفر وفي القبور مَا فِيهَا فَإِذَا لقيتم العدو غدا فَقُدُمًا قُدُمًا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَا تَقَدَّمَ رَجُلٌ مِنْ خُطْوَةٍ إِلَّا تَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْحُورُ الْعِينُ فَإِنْ تَأَخَّرَ استاخرن وَإِنِ اسْتُشْهِدَ كَانَتْ أَوَّلُ نَضْحَةٍ كفارة خطاياه ينزل إِلَيْهِ اثنتان مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ فَيَنْفِضَانِ عَنْهُ التُّرَابَ وتقولان مَرْحَبًا قَدْ آنَ لَكَ وَيَقُولُ مَرْحَبًا قَدْ آنَ لَكُمَا وَقَالَ عَبْدُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا

1946 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا بَقِيَّةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ مسعود رَضِيَ الله عَنْه قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرُوا عَلَى اللَّهِ وَاسْتَقْرِضُوا عَلَى اللَّهِ قِيلَ مَنْ يَسْتَقْرِضِ عَلَى اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قولكم أقرضنا إلى معاشنا وَبِعْنَا إِلَى أَنْ يفتح الله لنا §لا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ جِهَادُكُمْ وَسَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَشُكُّونَ فِي الْجِهَادِ فَجَاهِدُوا فِي زمانكم واعزوا فان العزو يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ

1947 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن زياد سبلان ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ محمد بن إسحاق عَنْ جَمِيلِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ خَرَجَ حَاجًّا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْحَاجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ خَرَجَ غَازِيًا فِي سبيل الله تعالى فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ وَمَنْ خَرَجَ مُعْتَمِرًا فَمَاتَ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُعْتَمِرِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

1948 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا أَبُو تَوْبَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الهلالي عَنْ طاووس وَمَكْحُولٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سَاعَةٌ فِي سبيل الله تعالى خَيْرٌ مِنْ خَمْسِينَ حَجَّةً

1949 - حدثنا ابن نمير ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثنا حَبِيبُ بْنُ شهاب عن كريب عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ يَوْمَ خَطَبَ النَّاسَ مَا في الناس مثل رَجُلٍ أَخَذَ بِرَأْسِ فَرَسِهِ §فجاهد فِي سَبِيلِ اللَّهِ ويجتب شُرُورَ النَّاسِ ومثل رجل ناء فِي نِعَمِهِ يقْرِي ضَيْفَهُ وَيُعْطِي حَقَّهُ

1950 - وَقَالَ عبد حدثنا أبو نعيم ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ قُتِلَ كَانَ كَفَّارَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ دُونَ الشِّرْكِ

1951 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا عَمْرُو بْنُ صَفْوَانَ ثنا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §غَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا

باب فضل الرباط وفضله على العبادة

(7 - بَابُ فَضْلِ الرِّبَاطِ وَفَضْلِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ)

1952 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عَسْعَسِ بْنِ سَلَامَةَ قال إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ فَفَقَدَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَأُتِيَ بِهِ فَقَالَ إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَخْلُوَ بِعِبَادَةِ رَبِّي فَأَعْتَزِلُ النّاس فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَلَا تَفْعَلْ وَلَا يَفْعَلْهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَالَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا فَلَصَبْرُ سَاعَةٍ فِي بَعْضِ مَوَاطِنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا رَوْحٌ ثنا شُعْبَةُ قال سَمِعْتُ الْأَزْرَقَ بْنَ قَيْسٍ يقول سَمِعْتُ عَسْعَسَ بْنَ سَلَامَةَ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَره فَذَكَرَهُ

1953 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثنا بَكْيرُ بْنُ الأخنس عَنْ أبيه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يعْدِلُ عِبَادَةَ شَهْرٍ أَوْ سَنَةٍ صِيَامَهَا وَقِيَامَهَا وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى أَعَاذَهُ اللَّهُ تعالى مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَجْرَى لَهُ أَجْرَ رِبَاطِهِ مَا قامَتِ الدُّنْيَا

باب النهي عن قتل النساء والصبيان والتجار والوفود والرسل

(8 - بَابُ النهي عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ والتجار وَالْوُفُودِ وَالرُّسُلِ)

1954 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ بن مالك أَوْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ وَكَانَ قَائِدَ كَعْبِ ابن مالك عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن بخيبر §أن لا نَقْتُلَ صَبِيًّا وَلَا امْرَأَةً هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ

أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَمِّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَهُمْ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ §نَهَاهُمْ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ

1955 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ أَتَى رَجُلٌ نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحثا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَجَعَلَ الْحَمْدَ مَعَهُ ثَلَاث فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَاتَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَيُّ كَلِمَةٍ صَبَّهَا الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ وَلَوْ كُنْتُ قَاتِلًا وَافِدًا مِنَ الْعَرَبِ قَتَلْتُهُ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ

1956 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنِ حَجَّاجٍ هُوَ ابْنُ أَرْطَاةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §كُنَّا لَا نَقْتُلُ تُجَّارَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواه أَبُو يَعْلَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِهِ

1957 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى التُّسْتَرِيُّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً قَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ

باب الترغيب في إعانة المجاهدين

(9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي إِعَانَةِ الْمُجَاهِدِينَ)

1958 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ §مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى فقد عزا ومن خلف غازي فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا

باب فضل من شيع مجاهدا

(10 - بَابُ فَضْلِ مَنْ شَيَّعَ مُجَاهِدًا)

1959 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ شَيَّعَ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَنْزِلُوا أَوَّلَ مَنْزِلٍ فَيَبِيتُ مَعَهُمْ حَتَّى يَرْتَحِلُوا موجهين فِي الْجِهَادِ وَيُقْبِلُ هُوَ حَتَّى يَأْتِيَ أَهْلَهُ كَانَ لَهُ أَجْرُ سَبْعِينَ حَجَّةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِوَى مَا يشركه فِيمَا كَانُوا فِيهِ مِنْ خَيْرٍ -[310]- 1960 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ نَحْوَهُ لَكِنْ قَالَ كَأَنَّمَا حَجَّ خَمْسًا وَعِشْرِينَ حَجَّةً بَدَلَ سَبْعِينَ

1961 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثنا كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه بَعَثَ يَزِيدَ ابن أَبِي سُفْيَانَ إِلَى الشَّامِ فَمَشَى مَعَهُمْ نَحْوًا مِنْ مِيلَيْنِ فَقِيلَ لَهُ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ لَوِ انْصَرَفْتَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه لَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى حَرَّمَهَما اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى النَّارِ رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي نَصْرٍ التَّمَّارِ بِالْمَرْفُوعِ

باب الرايات والألوية

(11 - بَابُ الرَّايَاتِ وَالْأَلْوِيَةِ)

1962 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَجَّاجٍ ثنا حَيَّانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ثنا أَبُو مِجْلَزٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §إِنَّ رَايَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ سَوْدَاءَ وَلِوَاؤُهُ أَبْيَضُ

1963 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ آلِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ كِلَابٍ قَالَ إِنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ §اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَكْرَمَ أُمَّتِي بِالْأَلْوِيَةِ

باب أدب السفر والرفقة

(12 - بَابُ أدبِ السَّفَرِ وَالرُّفْقَةِ)

1964 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَّعَ رَجُلًا فَقَالَ §زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ مِنْ حَيْثُ مَا كُنْتَ

1965 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ ثنا ابْنُ عُلَاثَةَ عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَسْتَحِبُّ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ مَتْرُوكٌ

1966 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا لَمْ يَرْتَحِلْ مِنْهُ حَتَّى يُوَدِّعَهُ بِرَكْعَتَيْنِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ثنا أَبِي بِهِ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِذَا سَافَرَ

1967 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرْفُقُ بَيْنَ الْقَوْمِ وَأَنَّهُ كَانَ فِي رُفْقَةٍ مِنْ تِلْكِ الرِّفَاقِ رَجُلٌ يَهْتِفُ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا نَزَلْنَا صَلَّى وَإِذَا سِرْنَا قَرَأَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَمَنْ كَانَ يَكْفِيهِ عَلَفُ بَعِيرِهِ قَالُوا نَحْنُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّكُمْ خَيْرٌ مِنْهُ أَوْ كَمَا قَالَ هَذَا مُرْسَلٌ جَيِّدٌ

1968 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذِّاءِ أَنَّهُ سَمِعَ مُجَاهِدًا يُحَدِّثُ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّهُ كَانَ §إِذَا أَرَادَ أَنْ يَصْحَبَهُ رَجُلٌ فِي سَفَرِهِ اشْتَرَطَ أَنْ يَصْحَبَنَا عَلَى بَعِيرٍ غَيْرِ حَلَالٍ وَلَا يُنَازِعَنَا الْأَذَانَ وَلَا يَصُومَنَّ إِلَّا بِإِذْنِنَا قَالَ نَافِعٌ وَكَانَ رَجُلٌ يَصْحَبُهُ فِي السَّفَرِ فَيَأْمُرُنَا أَنْ نُوقِظَهُ ونهيئ لَهُ سَحُورَهُ

1969 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّقْرِيِّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ خَدَمَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَمَنْ سَقَى رَجُلًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل وَرِدَ حَوْضَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ وكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرُوا اشْتَرَطَ عَلَى أَفْضَلِهِمُ الْخِدْمَةَ وَمَنْ أخطاءه ذَلِكَ اشْتَرَطَ الْأَذَانَ قَالَ وَوَفَدَ قَوْمٌ عَلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عزوة فَرَأَى فيهم قَوْمًا قَدْ أَجْهَدَتْهُمُ الْعِبَادَةُ فَقَالَ مَنْ كَانَ يَخْدِمُهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْهُمْ

1970 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ الزُّبَيْدِيُّ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأوصافي حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ قال سَمِعْتُ أَكْثَمَ بْنَ الْجَوْنِ الْخُزَاعِيَّ الْكَعْبِيَّ يَقُولُ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَكْثَمُ بن الجون §اغْزُ مَعَ غَيْرِ قَوْمِكَ يَحْسُنْ خُلُقُكَ وَتَكْرُمْ عَلَى رُفَقَائِكَ 1971 - وَبِهِ قَالَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ الرُّفَقَاءِ أَرْبَعَةٌ الْحَدِيثَ

1972 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَوْ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْهما §إِذَا بَعَثْتَ سَرِيَّةً فَلَا تفسدهُمْ وَأَهْبِطْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تعالى يَنْصُرُ الْقَوْمَ بِأَضْعَفِهِمْ

1973 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ الْفَزَارِيُّ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَينَةَ عَنْ رجل قال عزون مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَى مَنْزِلًا فِيهِ ضِيقٌ فَضَيَّقَ النَّاسُ وَقَطَعُوا الطَّرِيقَ فَنَادَى مُنَادِيِهِ §مَنْ حبس مَنْزِلًا أَوْ قَطَعَ طَرِيقًا فَلَا جِهَادَ لَهُ

باب فضل المركب الوطيء

(13 - بَابُ فَضْلِ الْمَرْكَبِ الْوَطِيءِ)

1974 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ ثَلَاثَةٌ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ وَالْمَنْزِلُ الْوَاسِعُ وَمِنْ شَقَاوَةِ الْمَرْءِ الْمَرْأَةُ السُّوءُ وَالْمَرْكَبُ السوء وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ وَالْمَسْكَنُ الضَّيِّقُ

1975 - قَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ ثنا شُعْبَةُ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ قُرَّةَ أو قرة شكل أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §ثَلَاثٌ مِنْ نَعِيمِ الدُّنْيَا وَإِنْ كَانَ لَا نَعِيمَ لها مركب وطئ وَالْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ وَالْمَنْزِلُ الْوَاسِعُ

باب توديع المنزل بركعتين وما يقال عند التودع

(14 - بَابُ تَوْدِيعِ الْمَنْزِلِ بِرَكْعَتَيْنِ وَمَا يُقَالُ عِنْدَ التَّوَدُّعِ) تَقَدَّمَ فِي بَابِ أَدَبِ السَّفَرِ وَالرُّفْقَةِ فِيهِ أَحَادِيثُ

باب نهي المرأة عن السفر وحدها

(15 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ عَنِ السَّفَرِ وَحْدَهَا)

1976 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ بِالْبَصْرَةِ ثنا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الصُّدَائِيُّ عَنْ أَبِي هَانِئٍ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا مَعَ زَوْجٍ أَوْ ذِي مَحْرَمٍ

باب الرفق بالدواب

(16 - بَابُ الرِّفْقِ بِالدَّوَابِّ)

1977 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حدثناخالد بْنُ مَخْلَدٍ ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ أَبِي عَمَّارٍ يَقُولُ §أَكْرِمُوا المغزى وَامْسَحُوا الرَّغَامَ عَنْهَا وَصَلُّوا فِي مُرَاحِهَا فَإِنَّهَا مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ

1978 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ قَالَ إنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه مَرَّ بِقَوْمٍ قَدْ أَنَاخُوا بَعِيرًا فَحَمَّلُوهُ غِرَارَتَيْنِ ثُمَّ عَلَوْهُ بِأُخْرَى فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْبَعِيرُ أَنْ يَنْهَضَ فَأَلْقَاهَا عَنْهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه ثُمَّ أَنْهَضَهُ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه إِنْ غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ لَيَغْفِرَنَّ عَظِيمًا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُوصِيكُمْ بِهَذِهِ الْعُجْمِ خَيْرًا أَنْ تَنْزِلُوا بِهَا مَنَازِلَهَا فَإِذَا أَصَابَتْكُمْ سَنَةٌ أَنْ تَنْحُوا عَنْهَا نِقيِهَا رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا لَوْ غُفِرَ لَكُمْ مَا تَأْتُونَ إِلَى الْبَهَائِمِ لَغَفَرَ لَكُمْ كَثِيرًا

1979 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمِيرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §عَلَى ظَهْرِ كُلِّ بَعِيرٍ شَيْطَانٌ فَإِذَا رَكِبْتُمُوهَا فَاذْكُرُوا اللَّهَ وَامْتَهِنُوهُنَّ فَإِنَّمَا يَحْمِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

1980 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو كريب ثنا الصيفي بْنُ رِبْعِيٍّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُوسَى الْأَنْصَارِيِّ عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تُرْسِلُوا الْإِبِلَ بَهْلًا وَصُرُّوهَا صَرًّا فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَرْضَعُهَا

1981 - حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ ثنا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ الْقَارِي ثنا اللَّيْثُ عَنْ عَقِيلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسٌ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إِذَا أَخْصَبَتِ الْأَرْضُ فَانْزِلُوا عَنْ ظَهْرِكُمْ فَأَعْطُوهُ حَقَّهُ مِنَ الْكَلَأِ وَإِذَا أَجْدَبَتِ الْأَرْضُ فَامْطُوا عَلَيْهَا بِنِقْيِهَا قَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ اللَّيْثِ إِلَّا رُوَيْمُ بْنُ يَزِيدَ وَرُوِيَ عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلًا

1982 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ ثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ §خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَأَخْرَجَ مَعَهُ نِسَاءَهُ قَالَتْ وَكَانَ مَتَاعِي فِيهِ خِفٌّ وَكَانَ عَلَى جَمَلٍ نَاجٍ وَكَانَ مَتَاعُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ فِيهِ ثِقَلٌ الْحَدِيثُ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ

باب الخيل وفضلها والندب إلى الإحسان إليها وفض الحمل عليها في سبيل الله

(17 - بَابُ الْخَيْلِ وَفَضْلِهَا وَالنَّدْبِ إِلَى الإحسان إليها وفض الْحَمْلِ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)

1983 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بنُ أَبِي هِنْدَ الاشجعي قال رؤي يَمْسَحُ خَدَّ فَرَسِهِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَاتَبَنِي فِي الْفَرَسِ وَقَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ الرَّاوِي عَنْ أبى داود ثن أَبُو مَسْعُودٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ

1984 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ عن رجل من الأنصار قَالَ أَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَمْسَحُ عَرَقَ فَرَسِهِ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ §إِنِّي عُوتِبْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْخَيْلِ

1985 - وَقَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ثنا سَلِيطُ بْنُ يَسَارِ بْنِ سَلِيطِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ مَرْيَمَ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أُمِّ سَعْدِ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ وَهِيَ وَالِدَةُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ حَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى كَانَ سِتْرَهُ مِنَ النَّارِ

1986 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ جَدِّهِ جَرِيرٍ قَالَ §رَأَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمسح وجهه فَرَسِهِ بِكُمِّهِ رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ هُشَيْمٍ عَنْ يُونُسَ بِلَفْظِ يَفْتِلُ عَرْفَ فَرَسٍ بِأَصْبَعِهِ فَلَعَلَّهُمَا حَدِيثَانِ حَدِيثُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يُخَبِّلُ أَحَدًا فِي دَارٍ فِيهَا فَرَسٌ عَتِيقٌ فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ

1987 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا بَقِيَّةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْخَيْلِ شَيْئًا قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

1988 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْجُبَيْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عُبَيْدٍ الْجُبَيْرِيَّ عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا

باب سهم الفارس

(18 - بَابُ سَهْمِ الفارس)

1989 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ §أَسْهَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِصَاحِبِهِ سَهْمًا -[371]- 1990 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ مِثْلَهُ

1991 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَمَّتِهِ قَرِيبَةَ عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ عَنْ ضباعة بن الزُّبَيْرِ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ §ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ بِسَهْمَيْنِ لِفَرَسِهِ وَلَهُ بِسَهْمٍ

1992 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي حَثْمَةَ قَالَ §إِنَّهُ شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْهَمَ لِفَرَسِهِ سَهْمَيْنِ وَلَهُ سَهْمًا

1993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي غَطَفَانَ قَالَ سَمِعْتُ ابنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ §لِلْفَرَسِ سَهْمٌ لِلْعَرَبِيِّ وَالْعَجَمِيِّ سَوَاءٌ -[376]- 1994 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَأَلْتُ عِكْرِمَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ ذَلِكَ قَالَ هُمَا سَوَاءٌ -[377]- 1995 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ مِثْلَهُ

1996 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا مَالِكٌ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَا §هُمَا فِي السُّهْمَيْنِ سَوَاءٌ يَعْنِي الْعَرَبِيَّةَ وَالْبَرَاذِينَ

1997 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ أَنَّ أَبَا حَازِمٍ مَوْلَى أَبِي رُهْمٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي رُهْمٍ وَأَخِيهِ أَنَّهُمَا §كَانَا فَارِسَيْنِ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَأُعْطِيَا سِتَّةَ أَسْهُمٍ أَرْبَعَةٌ لِفَرَسَيْهِمَا وَسَهْمَيْنِ لَهُمَا فَبَاعَا السَّهْمَيْنِ بِبَكْرَيْنِ

1998 - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَعْطَى يَوْمَ بَدْرٍ الْفَرَسَ سَهْمَيْنِ وَالرَّجُلَ سَهْمًا

باب السبق والرمي وما جاء في فضل الرمي

(19 - بَابُ السَّبْقِ وَالرَّمْيِ وَمَا جَاءَ فِي فَضْلِ الرَّمْيِ)

1999 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ حَدَّثَنِي الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَيْسَ مِنَّا مَنْ أَجْلَبَ عَلَى الْخَيْلِ يَوْمَ الرِّهَانِ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا

2000 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ جَمِيعًا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَصَفَّحَ النَّاسَ فَرَأَى رَجُلًا وَبِيَدِهِ قَوْسٌ عَرَبِيَّةٌ فَقَالَ §عَلَيْكَ بِهَذِهِ وَأَمْثَالِهَا وَرِمَاحِ القناة فَإِنَّ بِهَذَا يُمَكِّنُ اللَّهُ تَعَالَى لَكُمْ فِي الْبِلَادِ وَيُؤَيِّدُ لَكُمُ فِي النَّصْرَ وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ بِهَذَا

2001 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سَابَقَ بَيْنَ الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ

2002 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَرَّ عَلَى أُنَاسٍ يَرْمُونَ فَقَالَ خُذُوا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الأدرج فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَأْخُذُ وَأَنْتَ مَعَ بَعْضِنَا دُونَ بَعْضٍ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذُوا وَأَنَا مَعَكُمْ يَا بَنِي إِسْمَاعِيلَ

2033 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بن سليمان ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ مَرَّ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأناس من أسلم وَهُمْ يَتَنَاضَلُونَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا وَأَنَا مَعَ ابْنِ الْأَكْوَعِ فَأَمْسَكَ الْقَوْمُ بِأَيْدِيهِمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ قَالُوا يَا رسول الله نرمي وَقَدْ قُلْتَ وأنا مَعَ ابْنِ الْأَكْوَعِ وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ حِزْبَكَ لَا يُغْلَبُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ

2004 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ §قَاتِلُوا أَهْلَ الْكُفْرِ فَمَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الدَّرَجَةُ قَالَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ

2005 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ثَلَاثٌ §مَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَرْمِي بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى في الْعَدُوِّ أَصَابَ أَوْ أَخْطَأَ إِلَّا كَانَ أَجْرُ ذَلِكَ السَّهْمِ لَهُ كَعِدْلِ نَسَمَةٍ وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ابْيَضَّتْ مِنْهُ شَعْرَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا كَانَتْ لَهُ نُورًا تَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَعْتَقَ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَجْزِيَهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً

2006 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ حَفْصِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَرْمِيَ الرَّجُلُ بِمَرْمَاةٍ إِلَّا مَرْمَاةً يَرَاهَا

2007 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ §كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِالرَّجُلَيْنِ يَتَرَاهَنَانِ بِالسَّبْقِ وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَفَرَّقَا بِذَلِكَ

2008 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ يَعْنِي الْقَطَّانَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ §لَا بَأْسَ بِرِهَانِ الْخَيْلِ إِذَا كَانَ فِيهَا فَرَسٌ لَيْسَ دُونَهَا إِنْ سَبَقَ كَانَ لَهُ السَّبْقُ وَإِنْ لَمْ يَسْبِقْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ شَيْءٌ

باب شدة العدو والمشي

(20 - بَابُ شِدَّةِ الْعَدْوِ وَالْمَشْيِ)

2009 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ جِئْتُ مَحْضَرًا فِي مِثْلِ الرِّيحِ فَمَرَرْتُ بِشِرْذِمَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَرَ قَبْلَهُمْ وَلَا بَعْدَهُمْ مِثْلَهُمْ مُتَقَلِّدِينَ السُّيُوفَ قَرِيبًا مِنَ الثَّلَاثِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَقَدْ رَأَيْتُ ذُعْرًا

2010 - أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ قَوْمًا شَكَوْا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ الْمَشْيَ فَدَعَاهُمْ فَقَالَ §عَلَيْكُمْ بِالنَّسْلَانِ فَنَسَلْنَا فَوَجَدْنَاهُ أَخَفَّ عَلَيْنَا

2011 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى ثنا معاذ بن هاني ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبْدِ الشَّارِقِ الْخَثْعَمِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ فَمَا رَأَيْتُ أَكْثَرَ مَاشِيًا مِنْ يَوْمَئِذِ وَنَحْنُ وَرَاءَ الدَّرْبِ

باب الأمر بتحسين السلاح وإعداده للجهاد

(21 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَحْسِينِ السِّلَاحِ وَإِعْدَادِهِ لِلْجِهَادِ)

2012 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى هُوَ ابْنُ يُونُسَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالَ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهٌُ عَنْهُ قَالَ §وَفِّرُوا أَظْفَارَكُمْ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ فَإِنَّهَا سِلَاحٌ مَوْقُوفٌ مُنْقَطِعٌ

باب النهي عن إنزاء الحمار على الفرس العربية

(22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِنْزَاءِ الْحِمَارِ عَلَى الْفَرَسِ الْعَرَبِيَّةِ)

2013 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ §أَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الدِّيوَانِ أَنْزَى حِمَارًا عَلَى عَرَبِيَّةٍ فَانْتَقِصْهُ مِنْ عَطَائِهِ عَشْرَةَ دَنَانِيرَ

2014 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَقْدَمِيِّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ثنا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §كان لرسول لله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارٌ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ

باب الدعاء عند اللقاء والأمر بالصمت

(23 - بَابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ اللِّقَاءِ وَالْأَمْرِ بِالصَّمْتِ)

2015 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَاصِرِي بِكَ أَحُولُ وَبِكَ أُصُولُ وَبِكَ أُقَاتِلُ قُلْتُ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ أَتَمَّ مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ أَيْضًا كُلُّهُمْ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْهُ وَرَأَيْتُ فِيَ نُسْخَةِ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه فَعَلَى هَذَا لَا يُسْتَدْرَكُ

2016 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا ثَابِتٌ عَنْ أَبِي رُهْمٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ الصَّمْتَ عِنْدَ ثَلَاثٍ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَعِنْدَ الزَّحْفِ وَعِنْدَ الْجَنَازَةِ

باب الشعار

(24 - بَابُ الشِّعَارِ)

2017 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ثنا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عن علي بين أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §كَانَ شِعَارُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا كُلَّ خَيْرٍ

باب الدعوة قبل القتال

(25 - بَابُ الدَّعْوَةِ قَبْلَ الْقِتَالِ) سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي كِتَابِ الْإِمَارَةِ فِي بَابِ كَيْفِيَّةِ الْعُهُودِ إِلَى الْأُمَرَاءِ كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَفِيهِ ما يدخل ها هنا

2018 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَجْهًا ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ الْحَقْهُ وَلَا تُذْعِرْهُ مِنْ خَلْفِهِ فَقُلْ لَهُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَنْتَظِرَهَ وَقُلْ لَهُ §لَا تُقَاتِلْ قَوْمًا حَتَّى تَدْعُوَهُمْ

2019 - وقال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرحمن بن عائد قال كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَعَثَ بَعْثًا قَالَ §تَأَلَّفُوا النَّاسَ وَتَأَنَّوْا بِهِمْ وَلَا تُغِيرُوا عَلَيْهِمْ حَتَّى تَدْعُوهُمْ فَمَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا وَأَنْ تَأْتُونِي بِهِمْ مُسْلِمَيْنَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَقْتُلُوا رِجَالَهُمْ وَتَأْتُونِي بِنِسَائِهِمْ وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عن أبى صالح عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عبيد فذكر مثله وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي إِسْنَادِهِ

2020 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ عَنْ أُبَيِّ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا إِلَى اللَّاتِ وَالْعُزَّى §فَأَغَارُوا عَلَى حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ فَسَبَوْا مقاتيلهم وَذُرِّيَّتَهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَغَارُوا عَلَيْنَا بِغَيْرِ دُعَاءٍ فَسَأَلَ أَهْلَ السَّرِيَّةِ فَصَدَّقُوهُمْ فَقَالَ رُدُّوهُمْ إِلَى مَأْمَنِهِمْ ثُمَّ ادْعُوهُمْ

باب الكتابة إلى أهل الشرك قبل غزوهم

(26 - بَابُ الْكِتَابَةِ إِلَى أَهْلِ الشِّرْكِ قَبْلَ غَزْوِهِمْ)

2021 - قَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ مَعًا حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَتَبَ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا قَالُوا فَمَا وَجَدْنَا مَنْ يقراه إِلَّا رَجُلًا مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ فَهُمْ يُسَمَّوْنَ بَنِي الْكَاتِبِ قَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ

باب كراهية الاستعانة بالمشركين

(27 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاسْتِعَانَةِ بِالْمُشْرِكِينَ) حَدِيثُ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ الله عَنْه فِي ذَلِكَ يَأْتِي إِنْ شَاءَ الله في عزوة أُحُدٍ

باب الترهيب من الفرار من الزحف

(28 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ)

2022 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أم ايمن رَضِيَ الله عَنْها قالت إِنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ قَالَ §وَلَا تَفِرَّ يَوْمَ الزَّحْفِ

باب كراهية الجعل على الجهاد

(29 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْجُعْلِ عَلَى الْجِهَادِ)

2023 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ يَعْنِي قَبْلَهُ لَفْظُهُ §مَا أَجِدُ لَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ غَزْوَتِهِ غَيْرَ هَذِهِ الدَّنَانِيرِ الَّتِي جعلت له حديثا قَالَهُ لِيَعْلَى بْنُ مُنْيَةَ فِي قِصَّةِ أَجِيرٍ لَهُ

باب الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام

(20 - بَابُ الْهِجْرَةِ مِنْ دَارِ الْعَدُوِّ إِلَى دَارِ الْإِسْلَامِ)

2024 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §الْهِجْرَةُ بَاقِيَةٌ مَا قُوتِلَ الْمُشْرِكُونَ

باب لا هجرة بعد الفتح

(31 - باب لا هجرة بعد الفتح)

2025 - قال الحارث حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل ثنا إسماعيل بن عياش عن حرام بن عثمان عن أبي عتيق عن جابر رَضِيَ الله عَنْه قال إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لا تعرب بعد الهجرة ولا هجرة بعد الفتح

باب لا يجاهد العبد إلا بإذن سيده

(32 - بَابُ لَا يُجَاهِدُ الْعَبْدُ إِلَّا بِإِذْنِ سَيِّدِهِ)

2026 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَمَرَّ بِأُنَاسٍ مِنْ مُزَيْنَةَ فَاتَّبَعَهُ عَبْدٌ لِامْرَأَةٍ مِنْهُمْ فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ فُلَانٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ مَا شَأْنُكَ قَالَ أُجَاهِدُ مَعَكَ قَالَ §أَذِنَتْ لَكَ سَيِّدَتُكَ قَالَ لَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْجِعْ إِلَيْهَا وَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا وَقَرَأَ عَلَيْهَا السَّلَامَ وَأَخْبَرَهَا فَقَالَتْ آللَّهِ أَهُوَ أَمَرَكَ أَنْ تَقْرَأَ عَلَيَّ السالم قَالَ نَعَمْ قَالَتِ ارْجِعْ فَجَاهِدْ مَعَهُ

باب لا جهاد على النساء

(33 - بَابٌ لَا جِهَادَ عَلَى النِّسَاءِ)

2027 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ قَالَ إنَّ أُمَّ كَبْشَةَ امْرَأَةٌ مِنْ عُرَنَةَ عُرَنَةَ قُضَاعَةَ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَيْسَ أُرِيدُ أَنْ أُقَاتِلَ إِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ الْجَرْحَى وَالْمَرِيضَ أَوْ أَسْقِيَ المريق قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَوْلَا أَنْ تَكُونَ سُنَّةً وَأَنَّ فُلَانَةَ خَرَجَتْ لَأَذِنْتُ لَكِ وَلَكِنِ اجْلِسِي قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا

باب المعاهدة مع أهل الشرك

(34 - بَابُ الْمُعَاهَدَةِ مَعَ أَهْلِ الشِّرْكِ)

2028 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الْمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ جَاءَتْهُ جُهَيْنَةُ فَقَالُوا لَهُ إِنَّكَ قَدْ §نَزَلْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَأَوْثِقْ لَنَا حَتَّى نَأْمَنَكَ وَتَأْمَنَّا قَالَ فَأَوْثَقَ لَهُمْ وَلَمْ يُسْلِمُوا

2029 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مخلدٍ أنا سُفْيَانُ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ هُوَ الْكَلْبِيُّ عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَالَحَ بَنِي تَغْلِبَ عَلَى أَنْ يَثْبُتُوا عَلَى دِينِهِمْ وَلَا يُنَصِّرُوا أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّهُمْ قَدْ نَقَضُوا وَإِنَّهُ إِنْ يَتِمَّ لِي الْأَمْرُ قَتَلْتُ الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَيْتُ الذُّرِّيَّةَ

وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الْبَكْرَاوِيُّ ثنا مُحَمَّدٌ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ وَلَفْظُهُ شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَالَحَ نَصَارَى بين تَغْلِبَ عَلَى أَنْ لَا يُنَصِّرُوا أَوْلَادَهُمْ فَإِنْ فَعَلُوا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمُ الذِّمَّةُ قَالَ عَلِيٌّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ فَقَدْ وَاللَّهِ فَعَلُوا فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَتِمَّ لِيَ الْأَمْرُ لَأَقْتُلَنَّ مُقَاتِلَهُمْ وَلَأَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَّهُمْ

باب حكم المال الذي يهدى من أهل الشرك لوالي المسلمين

(35 - بَابُ حُكْمِ الْمَالِ الَّذِي يُهَدَى مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ لِوَالِي الْمُسْلِمِينَ) فِيهِ حَدِيثٌ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمَغَازِي فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَنَّ قَيْصَرَ بَعَثَ بِدَنَانِيرَ هَدِيَّةً إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَسَمَهَا

باب هدر دم من سب النبي صلى الله عليه وسلم من أهل العهد

(36 - بَابُ هَدْرِ دَمِ مَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ الْعَهْدِ)

2030 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الهمذاني قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ذَاهِبُ الْبَصَرِ يَأْوِي إِلَى يَهُودِيَّةٍ وَكَانَتْ حَسَنَةَ الصَّنِيعِ إِلَيْهِ §وَكَانَتْ تَسُبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَتْهُ فَنَهَاهَا فَأَبَتْ أَنْ تَفْعَلَ فَقَتَلَهَا فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ إِلَيَّ صَنِيعًا وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تَسُبُّكَ إِذَا ذَكَرَتْكَ فَنَهَيْتُهَا فَأَبَتْ أَنْ تَفْعَلَ فَقَتَلْتُهَا فَأَطَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا

2031 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ثنا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما أُتِيَ بِرَاهِبٍ فَقِيلَ لَهُ إِنَّ §هَذَا يَسُبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَوْ سَمِعْتُهُ لَقَتَلْتُهُ إِنَّا لَمْ نُعْطِهِمُ الذِّمَّةَ لِيَسُبُّوا نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى ثنا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ قَالَ إِنَّ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما مَرَّ بِرَاهِبٍ نَحْوَهُ

2032 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ كَعْبِ بن علقمة قال أن غرفة بْنِ الْحَارِثِ رَضِيَ الله عَنْه وَكَانَتْ له صحبة من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ وكان يَلْبَسُ كل يوم ثوياً أَوْ قَالَ حُلَّةً لَا تُشْبِهُ الْأُخْرَى يَلْبَسُ فِي السَّنَةِ ثلثمائة وَسِتِّينَ ثَوْبًا وَكَانَ لَهُ عَهْدٌ فَدَعَاهُ إِلَى الْإِسْلَامِ فَغَضِبَ فَسَبَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقتله غرفة فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِنَّهُمْ إِنَّمَا يَطْمَئِنُّونَ إِلَيْنَا لِلْعَهْدِ قَالَ §ما عاهدناهم على أَنْ يُؤْذُونَا في الله تعالى وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

باب الترهيب من نقض العهد

(37 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ نَقْضِ الْعَهْدِ)

2033 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُوسَى أنا بَشِيرُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا نَقْضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلَّا كَانَ الْقَتْلُ بَيْنَهُمْ وَلَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا سُلِّطَ عَلَيْهِمُ الْمَوْتُ وَقَالَ الرُّويَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ موسَى بِهِ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ

باب حفظ أهل الذمة وبيان ما يقتضي به عهدهم

(38 - بَابُ حَفِظِ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَبَيَانِ مَا يَقْتَضِي بِهِ عَهْدُهُمْ)

2034 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ نَخَسَ بالمرأة مِنَ الْمُسْلِمِينَ حِمَارَهَا ثُمَّ جَابَذَهَا فَحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه وَضَرَبَهُ فَأَتَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَدَعَا بِالْمَرْأَةِ فَسَأَلَهَا فَصَدَّقَتْ عَوْفًا رَضِيَ الله عَنْه فَأَمَرَ بِهِ فَصُلِبَ ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه أَيُّهَا النَّاسُ §اتَّقُوا اللَّهَ فِي ذِمَّةِ مُحَمَّدٍ فال تَظْلِمُوهُمْ مَنْ فَعَلَ مِنْهُمْ مِثْلَ هَذَا فَلَا ذِمَّةَ لَهُ

باب النهي عن قتل النساء والولدان والشيوخ والوصفاء والعرفاء

(56 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ وَالشِّيُوخِ وَالْوُصَفَاءِ وَالْعُرَفَاءِ)

2035 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ وَاسْتَعْمَلَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ فَرَأَى امْرَأَةً مَقْتُولَةً قَالَ مَنْ قَتَلَ هَذِهِ قَالُوا قَتَلَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ §الْحَقْ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَقُلْ لْهَ لَا تَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلَا صَبِيًّا وَلَا عَسِيفًا وَالْعَسِيفُ الْأَجِيرُ

2036 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَبَانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْرَعَ النَّاسُ فِي قَتْلِ الْوِلْدَانِ يَوْمَ خَيْبَرَ فَغَضِبَ وَقَالَ §نَهَيْتُكُمْ عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ وَالْكَبِيرِ فَقَالَ رَجُلٌ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا عَلَيْنَا مِنْ قَتْلِ أَوْلَادِ الْمُشْرِكِينَ قَالَ وَمَا تَدْرُونَ مَا كَانُوا عَامِلِينَ

2037 - وَبِهِ إِلَى أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أبي عمرة فَزَارَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ §مَنْ قَتَلَ هَذِهِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرْدَفْتُهَا خَلْفِي فَأَرَادَتْ قَتْلِي فَدَفَيْتُها فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَفْنِهَا وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي قِصَّةِ قَتْلِ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ مِنَ الْمَغَازِي

باب النصيحة للإمام

(40 - بَابُ النَّصِيحَةِ لِلْإِمَامِ)

2038 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الدِّينُ النَّصِيحَةُ قَالُوا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكِتَابِ اللَّهِ وَلِنَبِيِّهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا هَذَا الْإِسْنَادُ حَسَنٌ إِلَّا أَنَّهُ مَعْلُولٌ وَالْمَحْفُوظُ مَا رَوَاُه ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ اللَّهًُ عَنْهُ وَحَدِيثُ تَمِيمٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ

باب أمان المسلم حتى المرأة والصغير

(41 - بَابُ أَمَانِ الْمُسْلِمِ حَتَّى الْمَرْأَةِ وَالصَّغِيرِ)

2039 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمٍ عَنْ حَجَّاجٍ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي مَالِكٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنْهُمْ

باب الوفاء بالعهد

(42 - بَابُ الْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ)

2040 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ سُرَاقَةَ أَوِ ابْنِ أَخِي سُرَاقَةَ قَالَ سُفْيَانُ وَأَخْبَرَنِي وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بَعْضَهُ وَلَا أُخَلِّصُ مَا حَفِظْتُهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ وَمَا أَخْبَرَنِيهِ وَائِلٌ قَالَ سُرَاقَةُ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الجعرانة فَجَعَلْتُ لَا أَمُرُّ عَلَى مِقْنَبٍ مِنْ مَقَانِبِ الْأَنْصَارِ إِلَّا قَالُوا إِلَيْكَ إِلَيْكَ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفَعْتُ الْكِتَابَ وَقُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَقَدْ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ لِي أَمَانًا فِي رُقْعَةٍ يَعْنِي لَمَّا هَاجَرَ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ §الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ وَصِدْقٍ

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ أَخِي سُرَاقَةَ عَنْ سُرَاقَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ فَجَعَلْتُ لَا أَمُرُّ عَلَى مِقْنَبٍ مِنْ مَقَانِبِ الْأَنْصَارِ إِلَّا قَرَعَ رَأْسِي وَقَالُوا إِلَيْكَ إِلَيْكَ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ §الْيَوْمُ يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ وَصِدْقٍ وقال سُفْيَانُ عَنَى بِقَوْلِهِ أَنَا أَيْ صَاحِبُ الْأَمَانِ الَّذِي كَتَبْتَ -[468]- لِي فِي الرُّقْعَةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ لَهُ أَمَانًا فِي رُقْعَةٍ حِينَ لَقِيَهُ يَوْمَ هَاجَرَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى الْغَارِ

باب النهي عن المثلة

(43 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْمُثْلَةِ)

2041 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّعِيثِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُثْلَةِ

2042 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى جِيُوَشَهُ أَنْ يُمَثِّلُوا بِأَحَدٍ مِنَ الْكُفَّارِ

باب الحرس

(44 - بَابُ الْحَرَسِ)

2043 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ حَدَّثَنِي شَيْخٌ كَانَ مُرَابِطًا بِالسَّاحِلِ قَالَ خَرَجْتُ لَيْلَةَ مَحْرَسِي لَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ عَلَيْهِ الْحَرَسُ غَيْرِي فَجَعَلَ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أن البحر مشرف حتى يحاذي برؤؤس الْجِبَالِ فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا وَأَنَا مُسْتَيْقِظٌ ثُمَّ نِمْتُ فَرَأَيْتُ فِيَ النَّوْمِ كَأَنَّ مَعِي رَايَةَ وَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَمْشُونَ خَلْفِي وَأَنَا أَمَامَهُمْ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَقِيتُ أَمِيرَ الْجَيْشِ وَأَبَا صَالِحٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عمه فَكَانَا أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ مِنَ -[473]- الْمَدِينَةِ فَقَالَا لِي أَيْنَ النَّاسُ فَقُلْتُ رَجَعُوا قَبْلِي فَقَالَا لِمَ لَا تَصْدُقْنَا نَحْنُ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ فَأَخْبَرْتُهُمَا أَنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ أَحَدٌ غَيْرِي قَالَ أَبُو صَالِحٍ فَمَا رَأَيْتَ فَقُلْتُ وَاللَّهِ لَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ فِيمَا رَأَيْتُ أَنَّ الْبَحْرَ يُشْرِفُ حتى يحاذي برؤوس الْجِبَالِ قَالَ أَبُو صَالِحٍ صَدَقْتَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ الخطاب رضي لله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَا مِنْ لَيْلَةَ إِلَّا وَالْبَحْرُ يُشْرِفُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ يَسْتَأْذِنُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَنْقَضِي عَلَيْهِمْ يَعْنِي يَتَدَفَّقُ فَيَكْفِهِ اللَّهُ تَعَالَى قُلْتُ وَرَأَيْتُ أَيْضًا فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَعِي الرَّايَةَ وَأَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يمشون معي وان أَمَامَهُمْ فَقَالَ أَبُو صَالِحٍ لَأَنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكَ لَتَفُوزَنَّ بِأَجْرِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ اللَّيْلَةَ قَالَ وَكَانَ أَبُو صَالِحٍ يُبَاعِدُ إِلِيَّ قَبْلَ ذَلِكَ فَكَأَنَّهُ اطْمَأَنَّ إِلَيَّ فَجَعَلَ يُحَدِّثُنِي وَقَالَ -[474]- أَوْصَانَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ نَشْتَرِكَ ثَلَاثَةٌ فَرَجُلٌ يَبِيعُ عَلَيْنَا وَرَجُلٌ يَغْزُو وَرَجُلٌ يَجْلِبُ عَلَيْنَا فَهَذِهِ نَوْبَتِي فَأَنَا الْآنَ قَافِلٌ إِلَى الْمَدِينَةِ قُلْتُ رَوَى أَحْمَدُ الْمَرْفُوعَ مِنْهُ فَقَطْ عَنْ يَزِيدَ

2044 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ عَيْنٌ فَاضَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

2045 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ ثنا أَبِي عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ أَبَدًا عَيْنٌ بَاتَتْ تَكْلَأُ الْمُسْلِمِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى وَعَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَعَالَى

2046 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ §حُرِّمَ عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ تَنَالَهُمَا النَّارُ عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ الْإِسْلَامَ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ

2047 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نُجَيْحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أُمَّ مُبَشِّرٍ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ قَالَ رَجُلٌ عَلَى مَتْنِ فَرَسِهِ يُخِيفُ الْعَدُوَّ وَيُخِيفُونَهُ الْحَدِيثُ مُرْسَلٌ

باب حكم الأرض التي يفتتحها أهل الشرك

(45 - بَابُ حُكْمِ الْأَرْضِ الَّتِي يَفْتَتِحُهَا أَهْلُ الشِّرْكِ)

2048 - وقال إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الْوَزِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلَانِيِّ عَنِ الزُّبَيْدِيِّ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ مَنْحَهُ الْمُشْرِكُونَ أَرْضًا فَلَا أَرْضَ لَهُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ َثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ بِهِ

باب في الطعام يوجد في أرض العدو

(46 - بَابُ فِي الطَّعَامِ يُوجَدُ فِي أَرْضِ الْعَدُوِّ)

2049 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْفَضْلِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خبير §كُلُوا وَاعْلِفُوا وَلَا تَحْمِلُوا

باب النهي عن التصرف في الغنيمة قبل القسمة

(47 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّصَرُّفِ فِي الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ)

2050 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ زِيَادٍ الْمُصَفِّرِ عَنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ رُفَيْعٍ وَكَانَ يُؤَمَّرُ عَلَى السَّرَايَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §إِيَّاكُمْ وَالْغُلُولَ الرَّجُلُ يَنْكِحُ الْمَرْأَةَ قَبْلَ أَنْ يُقْسِمَ ثُمَّ يَرُدَّهَا إِلَى الْقَسْمِ أَوْ يَلْبَسَ الثَّوْبَ حَتَّى يَخْلَقَ ثُمَّ يَرُدَّهُ إِلَى الْقَسْمِ

باب العطاء الحكم فيما فضل منه

(48 - بَابُ الْعَطَاءِ الحكم فِيمَا فَضَلَ مِنْهُ)

2051 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ كان عمر أن الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه إِذَا صَلَّى صَلَاةً جَلَسَ لِلنَّاسِ لِمَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ §فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ حَاجَةٌ قَامَ فَدَخَلَ قَالَ فَصَلَّى صَلَوَاتٍ لَا يَجْلِسُ لِلنَّاسِ فِيهِنَّ قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَحَضَرْتُ الْبَابَ فَقُلْتُ يَا يَرْفَأُ أَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ شَكَاةٌ قَالَ مَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ شَكْوَى فَجَلَسْتُ فَجَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه فَجَلَسَ فَخَرَجَ يَرْفَأُ فَقَالَ قُمْ يَا ابْنَ عَفَّانَ قُمْ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَدَخَلَا عَلَى رَضِيَ الله عَنْه فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ صِبَرٌ مِنْ مَالٍ عَلَى كُلِّ صَبِرَةٍ مِنْهَا كَتِفٌ فَقَالَ عُمَرُ -[489]- رَضِيَ الله عَنْه إِنِّي نَظَرْتُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَوَجَدْتُكُمَا مِنْ أَكْثَرِ أَهْلِهَا عَشِيرَةً فَخُذَا هَذَا الْمَالَ فَأَقَْسِمَاهُ فَمَا كَانَ من فضل فرداه قَالَ فَأَمَّا عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فَحَثَا وَأَمَّا أَنَا فَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ فَقُلْتُ وَإِنْ كَانَ نُقْصَانًا رَدَدْتَ عَلَيْنَا فَقَالَ شَنْشَنَةٌ مِنْ أَخْشَنَ يَعْنِي حَجَرًا مِنْ جَبَلٍ أَمَا كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ إِذْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَأْكُلُونَ الْقَدَّ فَقُلْتُ بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ هَذَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَل وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ وَلَوْ عَلَيْهِ فُتِحَ لَصَنَعَ فِيهِ غَيْرَ الَّذِي تَصْنَعُ فَغَضِبَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه وَقَالَ أَخْبِرْنِي صَنَعَ مَاذَا قُلْتُ إِذًا لَأَكَلَ وَأَطْعَمْنَا قَالَ فَنَشَجَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى اختفلفت أَضْلَاعُهُ ثُمَّ قَالَ وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا لَا لِي وَلَا عَلَيَّ وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي فَضْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه أَشَيْاءُ مِنْ هَذَا

باب الإقطاع

(49 - بَابُ الْإِقْطَاعِ)

2052 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عمرو بن دينا ر عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ جَاءَ الْعَبَّاسُ إلى عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ §إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْطَعْنِي الْبَحْرَيْنَ فقال من سهد لَكَ فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِيهِ انْقِطَاعٌ

2053 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صالح ثنا يخيى بْنُ عَمْرِو بْنِ يحينى بْنِ سَلَمَةَ الْهُذَلِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ ابيه قال ن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب إلى فيس بْنِ مَالِكٍ الأرحبي باسمك إليهم §مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى قَيْسِ بْنِ مَالِكٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ أَمَّا بَعْدُ إِنِّي اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَى قَوْمِكَ عَرَبِيِّهِمْ وَعَجَمِيِّهِمْ وَمَوَالِيهِمْ وَجُمْهُورِهِمْ وَحَوَاشِيهِمْ وَأُقْطِعُكَ مِنْ ذُرَةِ يَسَارٍ مِائَتَيْ صَاعٍ وَمِنْ زَبِيبِ خَيْوَانَ مِائَتَيْ صَاعٍ جَازَ لَكَ وَلِعَقِبِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَبَدًا أَبَدًا أَبَدًا قَالَ قَيْسٌ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَدًا أَبَدًا أَبَدًا أَحَبُّ إِلَيَّ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَبْقَى عَقِبِي أَبَدًا قال يحيى قولهت عَرَبِيِّهِمْ يَعْنِي أَهْلَ الْبَادِيَةِ وَجُمُْهُورُهُمْ أَهْلُ الْقُرَى قُلْتُ هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ وَأَنْكَرُ مَا فِيهِ قَوْلُهُ كَتَبَ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ

2054 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو وَائِلٍ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ ثَنَا فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرٍ ثنا نَائِلُ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ رَزِينٍ الْأَسْلَمِيُّ أَبُو أَنَسٍ ثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي رَزِينِ ابن أَنَسٍ قَالَ لَمَّا ظَهَرَ الْإِسْلَامُ كَانَتْ لَنَا بِئْرٌ فَخِفْتُ أَنْ يغلينا عَلَيْهَا مَنْ حَوْلَنَا فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَتَبَ لِي كِتَابًا §مَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لَهُمْ بِئْرَهُمْ إِنْ كَانَ صَادِقًا وَلَهُمْ دراهم إِنْ كَانَ صَادِقًا قَالَ فَمَا قَاضَيْنَا بِهِ إِلَى أَحَدٍ مِنْ قُضَاةِ الْمَدِينَةِ إِلَّا قَضَى لَنَا بِهِ قَالَ وَكَانَ فِي الْكِتَابِ هِجَاءٌ كَانَ كَوْنٌ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ تَفَرَّدَ بِهِ فَهْدٌ قَالَ الْفَلَّاسُ مَتْرُوكٌ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِعِلُوٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ فَهْدٍ وَابْنِ مَنْدَهْ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الرَّازِيِّ عَنْ فَهْدٍ -[495]- وَالطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ عَنْ نَائِلِ بْنِ مُطَرِّفِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ اسْتَقْطَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُكْيَةً ... الْحَدِيثُ فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّهُمَا الْصَّوَابُ قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يُونُسَ الشِّيرَازِيُّ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عُمَرَ الْحُسَيْنِيِّ عَنْ نَائِلِ بْنِ عبد الرحمن عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَْزْمِ بْنِ أَنَسِ بْنِ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيِّ ثَنِي أَبِي عَنْ لُبَابَةَ قَالَ إِنَّ الْكِتَابَ كَتَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَزِينِ بْنِ أَنَسٍ

2055 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَنُ محمد المحاربي ثنا حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَا يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ عِنْدَنَا أَرْضًا سَبِخَةً لَيْسَ فِيهَا كَلَأٌ وَلَا مَنْفَعَةٌ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقْطِعَنَاهَا قَالَ §فَأَقْطَعَهَا إِيَّاهُمَا وَكَتَبَ لَهُمَا عَلَيْهِ كِتَابًا فَذَكَرَ الحديث وهو وَهُوَ فِي بَابِ الْوُزَرَاءِ مِنْ كِتَابِ الْإِمَارَةِ

2056 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بن ابان ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عبد الله لن مَعْقِلٍ ثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي حُرَّةَ الْأَسَدِيُّ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالسَّوَادِ قَالَ استقضى عمر ربن الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَكَتَبَ إِلَى حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ الله عَنْه بِعَشْرِ خِصَالٍ فَحَفِظْتُ سِتًّا وَنَسِيتُ أَرْبَعًا §لَا تُقْطِعَنَّ إِلَّا مَالَ كِسْرَى واهل بَيْتِهِ أَوْ مَنْ قُتِلَ فِي الْمَعْرَكَةِ أَوْ دُورَ الْبُرُدِ أَوْ مَوْضِعَ السُّجُونِ وَمَغِيضَ الْمَاءِ وَالْآجَامَ

باب من أسلم على شيء فهو له

(50 - بَابُ مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ)

2057 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ يَاسِينَ الزَّيَّاتِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ فَهُوَ لَهُ

2058 - وَقَالَ الْحَارِثُ حدثنا يزيد ين هَارُونَ أنا الْحَجَّاجُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَعْشَى قَالَ قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فِي الْعَبْدَ إِذَا أَسْلَمَ فَجَاءَ مَوْلَاهُ فَأَسْلَمَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ

باب الجزية والهدنة

(51 - بَابُ الْجِزْيَةِ وَالْهُدْنَةِ) حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْكِتَابِ إِلَى هِرَقْلَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمَغَازِي

2059 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ §يُقَاتَلُ أَهْلُ الْأَوْثَانِ عَلَى الصَّلَاةِ وَيُقَاتَلُ أَهْلِ الْكِتَابِ عَلَى الْجِزْيَةِ وَقَالَ وَكِيعٌ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ مِثْلَهُ

2060 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عبد الله ثنا قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْأَحْنَفِ قَالَ إَِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه §اشْتَرَطَ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ ضِيَافَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَأَنْ لا يضيعوا يُضَيِّعُوا الْقَنَاطِرَ فَإِنْ قُتِلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي أَرْضِهِمْ فَعَلَيْهِمْ دِيَتُهُ

2061 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حدثنا عبدة بن عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى أُمَرَاءِ الْجِزْيَةِ §أَنْ لَا يَضَعُوا الْجِزْيَةَ عَلَى النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانَ وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه يَخْتِمُ أَهْلَ الْجِزْيَةِ فِي أَعْنَاقِهِمْ

2062 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَجُوسِ هَجَرَ يَعْرِضُ الْإِسْلَامَ فَمَنْ أَسْلَمَ قَبِلَ مِنْهُ §وَمَنْ أَبَى ضَرَبَ عَلَيْهِ الْجِزْيَةَ عَلَى أَنْ لَا يُنْكَحَ لَهُمُ امْرَأَةٌ وَلَا تُؤْكَلَ لَهُمْ ذَبِيحَةٌ وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا سُفْيَانُ نَحْوَهُ

2063 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنِي أَبُو سَعْدٍ هُوَ الْبَقَّالُ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ قَالَ فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ الأشحعي §عَلَامَ تُؤْخَذُ الْجِزْيَةُ منالمجوس وَلَيْسُوا أَهْلَ كِتَابٍ فَقَامَ إِلَيْهِ الْمُسْتَوْرِدُ رَضِيَ الله عَنْه فَأَخَذَ بِتَلْبِيبَتِهِ فقال يا عدوا اللَّهِ أَتَطْعَنُ عَلَى أَبِي بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما وَذَهَبَ بِهِ إِلَى الْقَصْرِ فَخَرَجَ عَلَيْهِمَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ الْبَدَاء قَالَ سُفْيَانُ يَقُولُ اجْلِسَا فَجَلَسَا فِي ظِلِّ الْقَصْرِ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهِ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه أَنَا أَعْلَمُ الناس بالمجوس كن لَهُمْ عِلْمٌ يَعْلَمُونَهُ وكتب يَدْرِسُونَهُ وَإِنَّ مَلِكَهُمْ سَكِرَ يَوْمًا فَوَقَعَ عَلَى بِنْتِهِ أَوْ أُخْتِهِ فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ بَعْضُ أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ فلما صحا جاؤو يقيمونا عليه الحدف امتنع مِنْهُمْ وَدَعَا أَهْلَ مَمْلَكَتِهِ فَقَالَ أَتَعْلَمُونَ دِينًا خَيْرًا مِنْ دِينِ آدَمَ وَقَدْ كَانَ يُنْكِحُ بينه بَنَاتِهِ وَأَنَا عَلَى دِينِ آدَمَ فَمَا يَرْغَبُ بِكُمْ عَنْ دِينِهِ فَبَايَعُوهُ وَقَاتَلُوا الَّذِينَ خَالَفُوهُمْ حَتَّى قُتِلُوا وأصبحوا وَقَدْ أُسْرِيَ عَلَى كِتَابِهِمْ فَرُفِعَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهِمْ وَذَهَبَ الْعِلْمُ الَّذِي فِي صُدُورِهِمْ فَهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ وَقَدْ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عبد الله ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا

باب قسم الفيء والغنيمة

(52 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ وَالْغَنِيمَةِ)

2064 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حدثنا المقرئ ثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَالَّذِي لا الله غَيْرُهُ §لَقَدْ قَسَمَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الْفَيْءَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَحَ فَارِسُ وَالرُّومُ

2065 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا هشيم ثنا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْقَيْنَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ وَهُوَ مُتَجَاوِزٌ وَادِيَ الْقُرَى فَقَالَ يَا محمد إلى ما تَدْعُونَا قَالَ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ قَالَ فَهَذَا الْمَالُ هَلْ أَحَدٌ أَحَقُّ بِهِ مِنْ أحد قال §خمس لِلَّهِ تَعَالَى وَأَرْبَعَةُ أَخْمِسَةٍ لِهَؤُلَاءِ وَإِنِ انْتَزَعْتَ مِنْ جيبك سَهْمًا فَلَسْتَ أَحَقَّ بِهِ مِنْ أَخِيكَ قَالَ فَمَا هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ قَالَ الْيَهُودُ قَالَ وَمَا هَؤُلَاءِ يَعْنِي الضَّالِّينَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّصَارَى

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بن غياث ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنَ قَالَ أَتَيْتُ َرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِوَادِي الْقُرَى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أُمِرْتَ بِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أُمِرْتُ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تُقِيمُوا الصَّلَاةَ وتؤتؤا الزَّكَاةَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْمَغْضُوبَ عَلَيْهِمْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَهُودُ قُلْتُ وَمَنْ هَؤُلَاءِ يَعْنِي الضَّالِّينَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّصَارَى قُلْتُ فَلِمَنِ الْمَغْنَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ

باب سهم ذوي القربى

(53 - بَابُ سَهْمِ ذَوِي الْقُرْبَى)

قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بن عباده ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ مولى ام هاني وَاسْمُهُ بَاذَانُ عن ام هاني بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ ان فاطمه رَضِيَ الله عَنْها أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه لِتَسْأَلَهُ §سَهْمَ ذَوِي الْقُرْبَى فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ سَهْمُ ذَوِي الْقُرْبَى لَهُمْ فِي حَيَاتِي وَلَيْسَ لَهُمْ بَعْدَ مَوْتِي قُلْتُ هَذَا اللَّفْظُ لَمْ يُخْرِجُوهْ وَابْنُ السَّائِبِ هُوَ الْكَلْبِيُّ مَتْرُوكٌ

باب جريان السهام فيما يبع بذهب أو فضة

(54 - بَابُ جَرَيَانِ السِّهَامِ فِيمَا يبع بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ)

2067 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرُ بن المفضل ثنا ابن عَوْنٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ إِنَّ أُنَاسًا يُرِيدُونَ أَنْ يستنزلوين عَنْ دِينِي وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَرْجُو أَنْ لَا أَزَالَ عَلَيْهِ حَتَّى أَمُوتَ §مَا مِنْ شَيْءٍ بِيعَ بِذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ فَفِيهِ خُمُسُ اللَّهِ وسِهَامُ الْمُسْلِمِينَ

باب البيان بأن النفل كان مشاعا لمن أخذه قبل أن ينزل القسمة

(55 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّفَلَ كَانَ مَشَاعًا لِمَنْ أَخَذَهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْقِسْمَةُ)

2068 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بن ادم ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنِ الْمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ بَعَثَنَا وَأَمَرَنَا أَنْ نُغِيرَ عَلَى حَيٍّ مِنْ كِنَانَةَ §وَكَانَ الْفَيْءُ إِذْ ذَاكَ مَنْ أَخَذَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ

باب قسم الفيء لمن هاجر ولمن وقع ذلك ببلده

(56 - بَابُ قَسْمِ الْفَيْءِ لِمَنْ هَاجَرَ وَلِمَنْ وَقَعَ ذَلِكَ بِبَلَدِهِ)

2069 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ وهب الخولاني قا شَهِدْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه بِالْجَابِيَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ §هَذَا الْفَيْءَ أَفَاءَهُ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الرَّفِيعُ فِيهِ وَالْوَضِيعُ بِمَنْزِلَةٍ لَيْسَ بِأَحَدٍ أَحَقَّ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ لَخْمٍ وَجِذَامٍ فَإِنِّي غَيْرُ قَاسِمٍ لَهُمْ شَيْئًا فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ لَخْمٍ فَقَالَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ فِي الْعَدْلِ فَقَالَ إِنَّمَا يُرِيدُ ابْنُ الْخَطَّابِ الْعَدْلَ وَالسَّوِيَّةَ وَاللَّهِ إِنِّي لأعلم لو كنت الْهِجْرَةُ بِصَنْعَاءَ مَا خَرَجَ إِلَيْهَا مِنْ لَخْمِ وَجِذَامٍ إِلَّا الْقَلِيلُ فَلَا أَجْعَلُ مَنْ تَكَلَّفَ السَّفَرَ وَابْتَاعَ الظَّهْرَ قَوْمٍ إِنَّمَا قَاتَلُوا فِي دِيَارِهِمْ فَقَامَ أَبُو حُدَيْرِجٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى سَاقَ إِلَيْنَا الْهِجْرَةَ فِي دِيَارِنَا فَنَصَرْنَاهَا وَصَدَّقْنَاهَا فَذَاكَ الَّذِي يُذْهِبُ -[527]- حَقَّنَا فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه وَاللَّهِ لَأَقْسِمَنَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَسَمَ بَيْنَ النَّاسِ فَأَصَابَ كُلُّ رَجُلٍ نِصْفَ دِينَارٍ إذا كَانَتْ مَعَهُ امْرَأَتُهُ أَعْطَاهُ دِينَارًا وَإِذَا كَانَ جَدَّهُ أَعْطَاهُ نِصْفَ دِينَارٍ

باب رد الغنيمة قبل القسمة

(57 - بَابُ رَدِّ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ)

2070 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ حدثني قُتَيْلَةُ بِنْتُ جَمِيعٍ ثَنِي يَزِيدُ بْنُ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ أَحْمَرَ الْمَازِنِيَّ أَحَدُ بَنِي رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنٍ قَالَ كُنْتُ فِي إِبِلٍ لِي أَرْعَاهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَغَارَتْ عَلَيْهَا خَيْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ خَيْلُ أَصْحَابِهِ فَجَمَعْتُ إِبْلِي وَرَكِبْتُ الْفَحْلَ فَتَفَاجَّ يَبُوبُ فَنَزَلْتُ عَنْهُ وَرَكِبْتُ نَاقَةً مِنْهَا فَنَجَوْتُ عَلَيْهَا وَسَاقُوا الْإِبِلَ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَرَدَّهَا عَلَيَّ وَلَمْ يَكُنْ قَسَمَهَا بَعْدُ

2071 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابن سعيد ناثور بن يَزِيدَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ الحارث بْنِ قيس عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ يَزِيدَ الرَّهَاوِيِّ قَالَ أَبَقَتْ أَمَةٌ فَلَحِقَتْ بِالْعَدُوِّ فَاغْتَنَمَها الْمُسْلِمُونَ فَعَرَفَهَا الْمُرَادِيُّونَ فَأَتَوْا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالُوا أَمَتُنَا أَبِقَتْ مِنَّا فَقَالَ مَا عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمٌ وَلَكِنِّي كَاتِبٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَانْتَظِرُوا كِتَابَهُ فَسَكَتَ الْمُرَادِيُّونَ حِينًا فَقَالَ قَدْ جَاءَنِي كِتَابُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فِي أَمَتِكُمْ §إِنْ خُمِّسَتْ وَقُسِّمَتْ فسيبل ذَلِكَ إلا فَارْدُدْهَا عَلَى أَهْلِهَا فَقَالُوا آللَّهِ لِعُمَرُ كَتَبَ بِذَلِكَ فَقَالَ آللَّهِ وَمَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَكْذِبَ

باب السلب للقاتل

(58 - بَابُ السَّلَبِ لِلْقَاتِلِ)

2072 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا محمد بن عم ثنا مُحَمَّدُ بن يوسف ثنا ابن أَبِي سَبْرَةَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه §كَانَا يُخَمِّسَانِ السَّلَبَ هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ

باب النفل

(59 - بَابُ النَّفَلِ)

2073 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مَكْحُولٍ ثنا حَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْنَّصْرِيُّ قَالَ §النَّفَلُ حَقٌّ نَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْبَغَوِيُّ في معجمه ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمَعْرِفَةِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ ثنا عُبَيْدُ بن يعيش ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن يزيد ين جابر ثنا مَكْحُولٌ ثنا الْحَجَّاجُ بِهِ وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي مُسْنَدِهِ ثنا أَبُو بَكْرٍ به وقال الباوردي والطبراني حدثنا مطين ثنا أبو بكر بِهِ وَالْحَدِيثُ مَعْلُولٌ -[535]- قَالَ ابْنُ عَائِذٍ في المغازي ثنا الْوَلِيدُ حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وعبد الرحمن ين يزيد ين تميم وحفص ين غَيْلَانَ أَنَّهُمْ سَمِعُوا مَكْحُولًا يُحَدِّثُ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ قَاتَلَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَثَبَتَتْ طَائِفَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي قَاتَلَتْ بِالْأَسْلَابِ وَأَشْيَاءَ أَصَابُوهَا فَقُسِمَتِ الْغَنِيمَةُ بَيْنَهُمْ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ قَالَ مَكْحُولٌ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ الحجاج بن سهل الْبَصْرِيُّ فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ إِسْنَادِهِ إِلَّا هَيْبَتُهُ قَالَ شَيْخُنَا فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ لِلصَّحَابِيِّ وَعَلَى أَنَّ اسْمَ أَبِيهِ سُهَيْلٌ لَا عَبْدُ اللَّهِ

باب التألف على الإسلام

(60 - بَابُ التَّأْلِفِ عَلَى الْإِسْلَامِ)

2074 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَأَسْلَمَ عَلَى أَنْ يُصَلِّيَ صَلَاتَيْنِ فَقَبِلَ مِنْهُ

باب إيثار الإمام بعض الرعية برضا الباقين

(61 - بَابُ إِيثَارِ الْإِمَامِ بَعْضَ الرَّعِيَّةِ بِرِضَا الْبَاقِينَ)

قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا زَيْدُ بْنُ الحبات ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ إنَّ دَرَجًا أَتَى بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَنَظَرِ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ فَلَمْ يَعْرِفُوا قِيمَتَهُ فَقَالَ أَتَأْذَنُونَ أَنْ أَبْعَثَ بِهِ إلى عائشة رَضِيَ الله عَنْها لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا قَالُوا نَعَمْ فَأَتَى به عائشة رَضِيَ الله عَنْها فَفَتَحَتْهُ فَقِيلَ هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الخطاب رَضِيَ الله عَنْه فقالت رَضِيَ الله عَنْها مَاذَا فُتِحَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اللَّهُمَّ لَا تُبْقِنِي لِعَطِيَّةِ قَابِلٍ

باب كراهية استئثار الإمام بشيء من الغنيمة قبل القسمة

(62 - بَابُ كَرَاهِيَةِ اسْتِئْثَارِ الْإِمَامِ بِشَيْءٍ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ الْقِسْمَةِ)

2076 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ حَنَشٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ أَصَابَ الْمُهَاجِرُونَ قُبَّةً مِنْ أَدَمٍ بَعْدَ حُنَيْنٍ أَوْ يَوْمَ حُنَيْنٍ فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ يَا نبي الله فد طِبْنَا بِهَا لَكَ نَفْسًا §فَخُذْهَا تَسْتَظِلُّ بِهَا وَيَسْتَظِلُّ بَعْضُنَا مَعَكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يَكُونَ نَبِيُّكُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ نَارٍ

باب الإحسان إلى يتامى المجاهدين

(63 - باب الإحسان إلى يتامى المجاهدين)

2077 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ثنا عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ أُمِّ الْحَكَمِ حَدَّثَتْنِي أُمِّي أُمُّ الْحَكَمِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ مِنْ بَعْضِ غَزَوَاتِهِ وَقَدْ أَصَابَ رَقِيقًا فَذَهَبَتْ هِيَ وَأُخْتُهَا حَتَّى دَخَلَتَا على فاطمة رَضِيَ الله عَنْها فَذَهَبُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُحَدِّثَهُنَّ ويشكون إِلَيْهِ الْحَاجَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ §سَبَقَكُنَّ يَتَامَى أَهْلِ بَدْرٍ قُلْتُ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ لَكِنْ قَالَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّ الْحَكَمِ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ

باب تعظيم شأن الغلول

(64 - بَابُ تَعْظِيمِ شَأْنِ الْغُلُولِ)

2078 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَحْصُبِيِّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ حَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §إِنْ لَمْ تَغُلَّ أُمَّتِي لَمْ يَقرَبْهُمْ عَدُوٌّ أَبَدًا فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لِحَبِيبِ بْنِ مَسْلَمَةَ هَلْ ثَبَتَ لَكُمُ الْعَدُوُّ حَلْبَةَ شَاةٍ فَقَالَ نَعَمْ وَثَلَاثِ شِيَاهٍ عُزُزٍ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه غَلَلْتُمْ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ إِسْحَاقُ الْعَزَزُ ضِيقُ الْإِحْلِيلِ

2079 - قَالَ أَبُو يَعْلَى ثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ شَيْءٌ مِنْ غَنَائِمِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ خَيْطٌ وَلَا مَخِيطٌ لآخذ ولا معطي إِلَّا بِحَقٍّ

حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ لَيْثًا يَذْكُرُ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ إِنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَحِلُّ لِي مِنْ هَذِهِ الْغَنَائِمِ قَالَ §لَا يَحِلُّ مِنْهُ خَيْطٌ وَلَا مَخِيطٌ لآخذ ولا معطي

2080 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِيُّ ثنا حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عن عمر رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنِّي مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ هَلُمَّ عَنِ النَّارِ وَتَغْلِبُونَنِي تَقَاحَمُونَ فِيهَا تَقَاحُمَ الْفَرَاشِ وَالْجَنَادِبِ فَأُوشِكُ أَنْ أُرْسِلَ بِحُجَزِكُمْ وَأَنَاقِرَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَتَرِدُونَ عَلَيَّ مَعًا وَأَشْتَاتًا فَأَعْرِفُكُمْ بِسِيمَاكُمْ وَأَسْمَائِكُمْ كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ الغيبة مِنَ الْإِبِلِ فِي إِبِلِهِ وَيُذْهَبُ بِكُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَأُنَاشِدُ فِيكُمْ رَبَّ العاليمن فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ قَوْمِي أَيْ رَبِّ أُمَّتِي فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمْ كَانُوا يَمْشُونَ بَعْدَكَ الْقَهْقَرَى عَلَى أَعْقَابِهِمْ فَلَا أَعْرِفَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدَكُمْ يَحْمِلُ شَاةً لَهُ ثُغَاءٌ فَيُنَادِي يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُكَ فَلَا أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ فَرَسًا لَهَا حَمْحَمَةٌ فَيُنَادِي يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُكَ وَلَا أَعْرِفَنَّ أَحَدَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُ سِقَاءً مِنْ أَدَمٍ فَيُنَادِي يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُكَ

باب النهي عن بيع السهام قبل أن تقسم

(65 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّهَامِ قَبْلَ أَنْ تُقْسَمَ)

2081 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ثنا الْقَاسِمُ وَمَكْحُولٌ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خبير عَنْ أَنْ تُبَاعَ السِّهَامُ حَتَّى تُقْسَمَ

باب فدي الأسارى

(66 - بَابُ فِدْيِ الْأُسَارَى)

2082 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَتَيْنَا عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ فِي فُسْطَاطِهِ فَنَادَيْتُ أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ الْجَرْمِيُّ وَإِنَّ ابْنَ أُخْتٍ لَنَا عَانَ فِي سَبْي فُلَانٍ وَقَدْ §عُرِضَتْ عَلَيْهِمْ قَضِيَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الْقَضِيَّةَ أَرْبَعٌ قَالَ ابْنُ إدريس هُمْ عُنَاةٌ أَيْ أُسَرَى كَانُوا أُسِرُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ

2083 - أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ إنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه قَضَى §فِيمَا تَسَابَّتْ فِيهِ الْعَرَبُ مِنَ الْفِدَاءِ أَرْبَعَمِائَةٍ

2084 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ثنا أَبُو حُصَيْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه لَيْسَ عَلَى عَرَبِيٍّ مِلْكٌ وَلَسْنَا بِنَازِعِينَ مِنْ يَدِ رَجُلٍ سَبْيًا أَسْلَمَ عَلَيْهِ §وَلَكِنَّا نُقَوِّمُهُ خَمْسًا مِنَ الْإِبِلِ

2085 - أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ قَالَ لِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه حِينَ طُعِنَ §اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ أَسِيرٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ فَفِكَاكُهُ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ إِسْنَادُه حَسَنٌ

2086 - أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ قَالَ غَزَوْنَا مَعَ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ إِلَى بَلَنْجَرَ فَحَاصَرْنَا أَهْلَهَا فبينما نحن كذل إِذْ رُمِيَ سَلْمَانُ بِحَجَرٍ فَأَصَابَ رَأْسَهُ فَقَالَ إِنْ مِتُّ فَادْفِنُونِي فِي أَصْلِ هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَمَاتَ فَدَفَنَّاهُ حَيْثُ قَالَ فحَاصَرْنَا أَهْلَهَا ففَتَحْنَا الْمَدِينَةَ وَأَصَبْنَا سَبْيًا وَأَمْوَالًا كثيرة وأصاب رجل مِنَّا أَلْفَ دِرْهَمٍ وَأَكْثَرَ فَلَمَّا أَقْبَلْنَا رَاجِعِينَ انتهيا إِلَى مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ السَّدُّ فَلَمْ نُطِقْ أَنْ نَأْخُذَ فِيهِ حَتَّى اسْتَبْطَنَّا الْبَحْرَ فَخَرَجْنَا عَلَى مُوقَانَ وَجِيلَانَ وَالدَّيْلَمِ فَجَعَلْنَا §لَا نَمُرُّ بِقَوْمٍ إِلَّا سالوننا الصُّلْحَ وَأَعْطَوْنَا الرَّهْنَ حَتَّى أَيِسَ النَّاسُ مِنَّا ههنا يَعْنِي بِالْكُوفَةِ وَبَكَوْا عَلَيْنَا وَقَالَ فِينَا الشُّعَرَاءُ قَالَ فَاشْتَرَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه يَهُودِيَّةً بِسَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا مَرَّ بِرَأْسِ الْجَالُوتِ نَزَلَ بِهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ يَا رَأْسَ الْجَالُوتِ هَلْ لَكَ فِي عَجُوزٍ مِنْ قَوْمِكَ تَشْتَرِيَهَا مِنِّي فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ أَخَذْتُهَا وسبعمائه دِرْهَمٍ فَقَالَ وَلَكَ رِبْحُ سَبْعِمِائَةِ دِرْهَمٍ قَالَ فَقُلْتُ لَا قَالَ فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا قُلْتُ وَاللَّهِ لَتَأْخُذَنَّهَا بِمَا قَامَتْ أَوْ لَتَكْفُرَنَّ بِدِينِكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ فَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَشْتَرِيهَا مِنْكَ بِشَيْءٍ أَبَدًا قَالَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه ادْنُ فَدَنَا مِنْهُ فَقَرَأَ عَلَيْهِ مَا فِي التَّوْرَاةِ إِنَّكَ لَا تَجِدُ مَمْلُوكًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا اشْتَرَيْتَهُ بِمَا قَامَ فَأَعْتَقَهُ قَالَ {وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أسرى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَّرَمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} الْآيَةَ فَقَالَ وَاللَّهِ لَأَشْتَرِيَنَّهَا مِنْكَ بِمَا قَامَتْ قَالَ فَإِنِّي حَلَفْتُ أَنْ لَا أَنْقُصَهَا مِنْ أَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ قَالَ فَجَاءَهُ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فَرَدَّ عَلَيْهِ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ وَأَخَذَ أَلْفَيْنَ قَالَ عَبْدُ خَيْرٍ فَلَمَّا قَدِمْتُ أَتَيْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ أُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَقَدْ أَصَابَ رقيقاً كثيراً -[560]- كَثِيرًا قَالَ فَقَرَأَ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فَأَعْتَقَهُمْ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ

باب المكر والخداع في الحرب

(67 - بَابُ الْمَكْرِ وَالْخِدَاعِ فِي الْحَرْبِ)

2087 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه أُتِيَ بِنَاسٍ مِنَ الزُّطِّ قَالَ أَحْسَبُهُمْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ احْفِرُوا هَذَا الْمَكَانَ لَا بَلْ هَذَا الْمَكَانَ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْأَرْضِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ احْفِرُوا هَذَا الْمَكَانَ قَالَ فَحَفَرُوا فَأَلْقَاهُمْ فِيهِ ثُمَّ دَخَلَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ آنِفًا عَهِدَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليك فِيهِمْ شَيْئًا قَالَ لَأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَيَّ الْأَرْضِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ §إِنَّمَا أَنَا مكائد أرأيت لو قُلْتُ اللَّهُ أَكْبَرُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ احْفِرُوا هَذَا الْمَكَانَ مَا كَانَ صَحِيحٌ

2088 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ ثنا حُسَيْنُ الْأَشْقَرُ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ سَوَّارِ أَبِي إِدْرِيسَ عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ نَجِبَةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْحَرْبُ خُدْعَةٌ تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بكير أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ

2089 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارٌ ثنا هِشَامٌ أَبُو الْمِقْدَامِ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §الْحَرْبُ خُدَاعٌ

كتاب الخلافة والإمارة

(21 - كِتَابُ الْخِلَافَةِ وَالْإِمَارَةِ)

2090 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ ثنا وَكِيعٌ ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُبَيْعٍ قَالَ قِيلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه §أَلَا تَسْتَخْلِفُ قَالَ لَا وَلَكِنْ أَتْرُكْكُمْ إِلَى مَا تَرَكَكُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2091 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ هُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ ثنا أَبُو مِجْلَزٍ قَالَ ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه اسْتَلْقَى فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَذَكَرَ قِصَّةً فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه §مَنْ تَسْتَخْلِفُونَ بَعْدِي فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إِذًا تَسْتَخْلِفُونَ شَحِيحًا غَلِقًا يَعْنِي سَيِّئَ الْأَخْلَاقِ فَقَالَ رَجُلٌ نَسْتَخْلِفُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَيْفَ تَسْتَخْلِفُونَ رَجُلًا كَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ نَحَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْضًا نَحَلَهَا إِيَّاهَا فَجَعَلَهَا فِي مَهْرِ يَهُودِيَّةٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ نَسْتَخْلِفُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ إنكم لعمري ما تَسْتَخْلِفُونَهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوِ اسْتَخْلَفْتُمُوهُ لَأَقَامَكُمْ عَلَى الْحَقِّ وَإِنِ كَرِهْتُمْ قَالَ فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَدْ عَلِمْنَا الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَعَدَ فَقَالَ مَنْ قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه وَكَانَ الْوَلِيدُ أَخَا عُثْمَانَ لِأُمِّهِ فَقَالَ فَكَيْفَ بِحُبِّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه الْمَالَ وَبِرَّهُ بِأَهْلِ بَيْتِهِ

2092 - أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ كَانَ أَبُو عُبَيْدةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذُ بن جبل رَضِيَ الله عَنْهما يَتَنَاجَيَانِ بَيْنَهُمَا حَدِيثًا فَقُلْتُ لَهُمَا أَمَا حَفِظْتُمَا فِي وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَا يَتَذَاكَرَانِهِ فَقَالَا §إِنَّمَا بُدُوُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ ثُمَّ كَائِنٌ خِلَافَةً وَرَحْمَةً ثُمَّ كَائِنٌ مُلْكًا عَضُوضًا ثُمَّ كَائِنٌ عُتُوًّا وَجَبْرِيَّةً وَفَسَادًا فِي الْأُمَّةِ يَسْتَحِلُّونَ الْخُمُورَ وَالْفُرُوجَ وَفَسَادًا فِي الْأُمَّةِ يُنْصَرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَيُرْزَقُونَ حَتَّى يَلْقَوُا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ لَيْثٍ نَحْوَهُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ لَيْثٍ بِهِ

2093 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَا ثنا الْمُجَالِدُ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ هَلْ حَدَّثَكُمْ §نَبِيُّكُمْ كَمْ يَكُونُ بَعْدَهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ فَقَالَ نَعَمْ وَمَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ وَإِنَّكَ لَمِنْ أَحْدَثِ الْقَوْمِ سِنًّا قَالَ يَكُونُونَ عِدَّةَ نُقَبَاءِ مُوسَى اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا هَذَا اسناده حَسَنٌ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ثنا حَمَّادٌ عَنْ مُجَالِدٍ بِهِ وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ سَوَّارٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَمِّهِ قَيْسِ بْنِ عَبْدٍ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ لَمِنْ أَحْدَثَ الْقَوْمِ سِنًّا

2094 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ قَالَ §أَوَّلُ مَنْ سُلِّمَ عَلَيْهِ بِالْإِمَارَةِ بِالْكُوفَةِ مُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ رَضِيَ الله عَنْه فَكَرِهَهُ ثُمَّ أَقَرَّهُ صَحِيحٌ

باب كراهية الإمارة لمن لم يقدر عليها

(1 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْإِمَارَةِ لِمَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا)

2095 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَجَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ رَافِعِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيِّ قَالَ لَمَّا كَانَتْ §غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه وَفِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه وَهِيَ الْغَزْوَةُ الَّتِي يَفْتَخِرُ بِهَا أَهْلُ الشَّامِ يَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى جَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْتَنْفِرُوا مَنْ مَرُّوا بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَمَرُّوا بِنَا فِي دَارِنَا فَاسْتَنْفَرُونَا فَنَفَرْنَا مَعَهُمْ فَقُلْتُ لَأَتَخَيَّرَنَّ لِنَفْسِي رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْدُمُهُ وَأَتَعَلَّمُ مِنْهُ فَإِنِّي لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَ الْمَدِينَةَ كُلَّمَا شِئْتُ فَتَخَيَّرْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَصَحِبْتُهُ وَكَانَ لَهُ كِسَاءٌ فَدَكِيٌّ نَحَلَهُ عَلَيْهِ إِذَا رَكِبَ نَلْبَسُهُ جَمِيعًا إِذَا نَزَلْنَا وَهُوَ الْكِسَاءُ الَّذِي -[581]- عَيَّرَتْهُ بِهِ هَوَازِنُ فَقَالُوا ذَا الْجِلَالِ نُتَابعُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَضَيْنَا غَزَاتَنَا رَجَعْنَا وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ قُلْتُ لَهُ إِنِّي قَدْ صَحِبْتُكَ وَلِي عَلَيْكَ حَقٌّ وَلَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ شَيْءٍ فَعَلِّمْنِي مَا يَنْفَعُنِي فَإِنِّي لَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَ الْمَدِينَةَ كُلَّ سَبْتٍ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه قَدْ كَانَ فِي نَفْسِي ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَذْكُرَهُ لِي اعْبُدِ اللَّهَ لا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَأَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ وَآتِ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَحُجَّ الْبَيْتَ وَصُمْ رَمَضَانَ وَلَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنِ قُلْتُ أَمَّا الصَّلَاةُ وَالزَّكَاةُ فَقَدْ عَرَفْتُهَا وَأَمَّا الْإِمَارَةُ فَإِنَّمَا يُصِيبُ النَّاسُ الْخَيْرَ مِنَ الْإِمَارَةِ قَالَ إِنَّكَ قَدِ اسْتَجْهَدْتَنِي فَجَهَدْتُ لَكَ إِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ طَوْعًا وَكَرْهًا فَأَجَارَهُمُ اللَّهُ مِنَ الظُّلْمِ فَهُمْ عُوَّاذُ اللَّهِ وَجِيرَانُ اللَّهِ وَفِي ذِمَّةِ اللَّهِ وَمَنْ يَظْلِمْ أَحَدًا مِنْهُمْ فَإِنَّمَا يَخْفِرُ رَبَّهُ وَاللَّهِ إن أحدكم لتأخذ شَاةُ جَارِهِ أَوْ بَعِيرُهُ فَيَظَلُّ بَاقِي عفلَتِهُ غَضَبًا لِجَارِهِ وَاللَّهُ مِنْ وَرَاءِ جَارِهِ فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى دِيَارِنَا وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَايَعَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه وَاسْتَخْلَفَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقُلْتُ مَنِ اسْتُخْلِفَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا صَاحِبُكَ أَبُو بَكْرٍ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَلَمْ أَزَلْ أَتَعَرَّضُ لَهُ حَتَّى وَجَدْتُهُ خَالِيًا فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَقُلْتُ أَمَا تَعْرِفُنِي أَنَا صَاحِبُكَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ أَمَا تَحْفَظُ مَا قُلْتَ -[582]- لِي لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنٍ وَتَأَمَّرْتَ عَلَى النَّاسِ قَالَ ان رسول لله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَالنَّاسُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَحَمَلَنِي أَصْحَابِي وَخَشِيتُ أَنْ يَرْتَدُّوا فَوَاللَّهِ مَا زَالَ يَعْتَذِرُ حَتَّى عَذَرْتُهُ وَزَادَ جَرِيرٌ فِيهِ قَالَ وَكُنْتُ أَسُوقُ الْغَنَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ بِي حَتَّى صِرْتُ عَرِيفًا فِي إمارة الحجاج الْحَجَّاجِ يَقُولُهَا رَافِعُ بْنُ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيُّ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَسُلَيْمَانُ شَيْخُ الْأَعْمَشِ مَا عَرَفْتُهُ بَعْدُ وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ طَرَفًا مِنْهُ بِإِسْنَادٍ آخَرَ وَحَدِيثُ حِبَّانَ بْنِ بَحٍّ الصُّدَائِيِّ لَا خَيْرَةَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ -[583]- يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي بَابِ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ وَكَذَلِكَ حَدِيثُ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ثنا الْإِفْرِيقِيُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ الْحَارِثِ الصُّدَائِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا خَيْرَةَ فِي الإمارة لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ

2097 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الفضل ثنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ إن رسول لله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ رَضِيَ الله عَنْه بَعْثًا فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ §كَيْفَ وَجَدْتَ بَعْثَكَ قَالَ مَا زِلْتُ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ مَنْ مَعِي خَوَلٌ لِي فَايْمُ اللَّهِ لَا أَعْمَلُ عَلَى رَجُلَينِ مَا دُمْتُ حَيًّا

2098 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلَائِيُّ أَنَا بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ الرَّجُلَ يَكْرَهُ ذَلِكَ فَغَضِبَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه وَقَالَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِهَذَا الْأَمْرِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ مِنْ أَعْوَانٍ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ سَمَحَ لَهُ وَقَالَ أَنْطَلِقُ إِلَى أَهْلِي فَأُوصِيهِمْ ثُمَّ أَرْوَحُ فَقَالَ نَعَمْ فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَهُ عَمُّهُ فَقَالَ آمُرُكَ أَنْ لَا تَفْعَلَ قَالَ فَكَيْفَ بِأَمْرِهِ قَالَ تَرُوحُ وَأَرُوحُ مَعَكَ فَإِنَّهُ إِذَا رَآكَ فَسَيَقُولُ لَكَ أَمَا رُحْتَ فَقُلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ فَفَعَلَ فَقَالَ مَنْ نَهَاكَ فَقَالَ فُلَانٌ لِعَمِّهِ فَقَالَ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَأَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ رَجُلًا عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ الرَّجُلُ يا رسول لله إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ قال رسول لله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنِّي أَخْتَارُ لَكَ أَنْ تَجْلِسَ فَإِنَّهُ §لَنْ يُؤَمَّرَ رَجُلٌ عَلَى عَشَرَةٍ أَبَدًا إِلَّا أَتَى اللَّهَ تَعَالَى مَغْلُولًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَكُونَ عَمَلُهُ هُوَ الَّذِي يَحِلُّ عَنْهُ وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مُتَّكِئًا رَضِيَ الله عَنْه فَاسْتَوَى جَالِسًا فَجَعَلَ يُنَادِي أَيُّ عَمَلٍ يَحِلُّ عَنْهُ فَنَادَى بِذَلِكَ مِرَارًا

2099 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثنا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ عَنْ مُحَمَّدٍ الرَّاسِبِيِّ عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ كَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ عَهْدِهِ فَقَالَ لَا حَاجَةَ لِي فِيْه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ §الْوُلَاةَ يُجَاءُ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقِفُونَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ فَمَنْ كَانَ مُطَاوِعًا لِلَّهِ يُنَاوِلْهُ اللَّهُ بِيَمِينِهِ حَتَّى يُنْجِيَهُ وَمَن كَانَ عَاصِيًا لِلَّهِ انْخَرَقَ بِهِ الْجِسْرُ إِلَى وَادٍ مِنْ نَارٍ يَتَلَهَّبُ الْتِهَابًا قَالَ فَأَرْسَلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى أَبِي ذَرٍّ وإلى سليمان رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ لِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ وَاللَّهِ وَبَعْدَ الْوَادِي وَادٍ آخَرُ مِنْ نَارٍ قَالَ وَسَأَلَ سَلْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَكَرِهَ أَنْ يُخْبِرَهُ بِشَيْءٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه مَنْ سَلَبَ اللَّهُ عَيْنَهُ وَأَنْفَهُ وَأَصْدَعَ خَدَّهُ إِلَى الْأَرْضِ وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ ثنا حشرج بن بها -[591]- نُبَاتَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ أَنْ يَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى بَعْضِ الصَّدَقَةِ فَأَبَى أَنْ يَعْمَلَ لَهُ فَقَالَ لِمَ قَالَ لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُتِيَ بِالْوَالِي فَقُذِفَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ فَيَأْمُرُ اللَّهُ تَعاَلَى الْجِسْرَ فَيَنْهَضُ بِهِ انْتِهَاضَةً يَزُولُ عَنْهُ كُلُّ عَظْمٍ مِنْهُ عَنْ مَكَانِهِ ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى الْعِظَامَ فَتَرْجِعُ إِلَى مَكَانِهَا فَإِنْ كَانَ لله مطيعا أخذه بِيَدِهِ وَأَعْطَاهُ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَإِنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِيًا خُرِقَ بِهِ الْجِسْرُ فَهَوَى فِي جَهَنَّمَ سَبْعِينَ عَامًا فَقَالَ عُمَرُ لَهُ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ نَسْمَعْ وَكَانَ سَلْمَانُ وَأَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُمَا جَالِسَيْنِ فَقَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ نَعَمْ وَاللَّهِ يَا عُمَرُ مَعَ السَّبْعِينَ سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي وَادٍ مِنْ نَارٍ يَلْتَهِبُ الْتِهَابًا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ بِيَدِهِ عَلَى جَبْهَتِهِ إِنَّا لله وإنا له رَاجِعُونَ مَنْ يَأْخُذُهَا بِمَا فِيهَا فَقَالَ مَنْ سَلَبَ اللَّهُ أَنْفَهُ وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ

وَقَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَيْزَارِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ -[592]- عِنْهُ أَرَادَ أَنْ يَسْتَعْمِلَ بِشْرَ بْنَ عَاصِمٍ فَقَالَ لَا أَعْمَلُ لَكَ قَالَ لِمَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §يُؤْتَى بِالْوَالِي فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطَِ فَيَهْتَزُّ بِهِ حَتَّى يَزُولَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عَنْ مَكَانِهِ فَإِنْ كَانَ عَدْلًا مَضَى وَإِنْ كَانَ جَائِرًا هَوَى فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا فَدَخَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ الْمَسْجِدَ وَهُوَ مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ فَقَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ مَا شَأْنُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ حَدِيثٌ حَدَّثَنِيهِ بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ وَمَا هُوَ فَحَدَّثَهُ بِهِ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ نَعَمْ لَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ فَمَنْ يَرْغَبُ فِي الْعَمَلِ بَعْدَ هَذَا فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُ مَنْ أَسْلَبَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْفَهُ وَأَصْدَعَ خَدَّهُ قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ قَوْلُ مَنْ قَالَ فِيهِ عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِيهِ وَهْمٌ لَا يَصِحُّ وَقَدْ رَوَاه سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ كَذَلِكَ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ وَرَوَاهُ عَطَاءٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ بِشْرِ بْنِ عَاصِمٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِهِ فَهَذِهِ أَسَانِيدُ يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا

2100 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عِنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ اسْتَعْمَلَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِيَّاكَ يَا سَعْدُ أَنْ تَجِيءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْمِلُ عَلَى عُنُقِكَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ فَعَلْتُ فَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ قَالَ نَعَمْ قَالَ قَدْ عَلِمْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنِّي أُسْأَلُ فَأُعْطِي فَأَعْفِنِي فَأَعْفَاهُ

باب الخلافة في قريش

(2 - بَابُ الْخِلَافَةِ فِي قُرَيْشٍ)

2101 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِ وَصَلَ الْحَدِيثَ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ وَكَتَبَ مُسَيْلِمَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مِنْ مُسَيْلِمَةَ بْنِ حَبِيبٍ لِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلام عليك أم بَعْدُ فَإِنَّ لِقُرَيْشٍ نِصْفَ الْأَرْضِ وَلَنَا نِصْفَ الْأَرْضِ وَلَكِنَّ قُرَيْشًا قَوْمٌ يَعْتَدُونَ وَشَهِدَ الرجلان ان محمد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَا إِنَّ مُسَيْلِمَةَ لَا يُنْكِرُ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ أُشْرِكَ مَعَكَ فِي الْأَمْرِ وَأُحْدِثَتْ إِلَيْهِ نُبُوَّةٌ مَعَ نُبُوَّتِكَ الْحَدِيثُ فِيهِ إِرْسَالٌ

2102 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُبَشِّرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي عَتَّابٍ قَالَ قَامَ مُعَاوِيَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الْأَمْرِ خِيَارُهُمْ فِي الجاهيلة خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا وَلَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِمَا لَهَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْتُ رَوَى أَحْمَدُ بِهَذَا الْإِسْنَادٍ خَيْرُ نِسَاءٍ ركبك الْإِبِلَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ ... الْحَدِيثُ.

2103 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنَّكُمُ الْوُلَاةُ بَعْدِي لِهَذَا الْأَمْرِ { ... وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَاحْفَظُونِي فِي الْأَنْصَارِ وَأَبْنَائِهِمْ وَأَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ كَثِيرٌ ضَعِيفٌ

2104 - وَبِهِ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §حَلِيفُ الْقَوْمِ مِنْهُمْ وَابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ

2105 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا القواريري ثنامحمد بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ثنا حَفْصُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ §أَلَا إِنَّ الْأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ أَلَا إِنَّ الْأُمَرَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ مَا أَقَامُوا بِثَلَاثٍ مَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا وَمَا عَاهَدُوا فَوَفُّوا ما اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ

2106 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ صَالِحِ بْنِ قُدَامَةَ الْجُمَحِيِّ ثنا هَارُونُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ثنا يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمِ بْنِ أَبِي قُتَيْلَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيِي بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عروة قال أحجمت عَلَيْنَا السَّنَةُ نَابِغَةَ بْنَ جَعْدَةَ وَنَحْنُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه بمكة فوقف بعدما صَلَّى الصُّبْحَ بِالنَّاسِ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَقَالَ [البحر الطويل] (حَكَيْتُ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وَلِيتَنَا ... وَعُثْمَانَ وَالْفَارَوُقَ فَارْتَاحَ مُعْدِمُ) (أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى يُشَقُّ بِهِ الدُّجَى ... دُجَى اللَّيْلِ جَوَّابُ الْفَلَاةِ عَثَمْثَمُ) (لَتَرْفَعَ مِنْهُ جَانِبًا ذَعْذَعَتْ بِهِ ... صُرُوفُ اللَّيَالِي وَالزَّمَانُ الْمُصَمْصَمُ) فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه امْسِكْ عَلَيْكَ أَبَا لَيْلَى فَإِنَّ الشِّعْرَ أَهْوَنُ وَسَائِلِكَ عَلَيْنَا أَمَّا صَفْوَةُ مَالِنَا فَلِآلِ الزُّبَيْرِ وَأَمَّا عَفْوَتُهُ فَإِنَّ بَنِي أَسَدٍ تَشْغَلُنَا عَنْكَ وَلَكِنْ لَكَ فِي مَالِ اللَّهِ حَقَّانِ حَقٌّ بِرُؤْيَتِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَقٌّ بِشِرْكَتِكَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَأَمَرَ أَنْ تُوَقَّرَ لَهُ الرِّكَابُ حَبًّا وَتَمْرًا فَجَعَلَ أَبُو لَيْلَى يُعَجِّلُ وَيَأْكُلُ مِنَ التَّمْرَ وَالْحَبَّ وَابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ لَهُ لَقَدْ بَلَغَ بِكِ الْجَهْدُ أَبَا لَيْلَى فَلَمَّا قَضَى نَهْمَتَهُ قَالَ أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَا وَلِيَتْ قُرَيْشٌ فَعَدَلَتْ -[607]- وَاسْتُرْحِمَتْ فَرَحِمَتْ وَحَدَّثَتْ فَصَدَقَتْ وَوَعَدَتْ خَيْرًا فَأَنْجَزَتْ فَأَنَا وَالنَّبِيُّونَ عَلَى الْحَوْضِ فَرطٌ لِلْقَاصِفِينَ قَالَ وَالْقَاصِفُونَ الَّذِينَ يُرْسِلُونَ الْمَاءَ عَلَى الْحَوْضِ دَفْعَةً وَاحِدَةً قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَالُ الْإِبِلُ

باب كيفية البيعة في الإسلام

(3 - بَابُ كَيْفِيَّةِ الْبَيْعَةِ فِي الْإِسْلَامٍ)

2107 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَقَدْ مَاتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَقُلْتُ لِعُمَرَ §ارْفَعْ يدك أُبَايِعْكَ عَلَى مَا بَايَعْتُ عَلَيْهِ صَاحِبُكَ قَبْلَكَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ مَا اسْتَطَعْتُ وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ نَحْوَهُ وَفِي آخَرِهِ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرَ الصديق رَضِيَ الله عَنْه

2108 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ أَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنِ أَبِي الْعَفِيفِ قَالَ شَهِدْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَجْتَمِعُ إِلَيْهِ الْعِصَابَةُ فَيَقُولُ لَهُمْ §بَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ ثُمَّ لِلْأَمِيرِ فَتَعَلَّقْتُ بِسَوْطِي وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ مُحْتَلِمٌ أَوْ نَحْوُهُ فَلَمَّا خَلَا مَنْ عِنْدَهُ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِلْأَمِيرِ قَالَ فَصَعَّدَ فِيَّ الْبَصَرَ وَصَوَّبَهُ

2109 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي عندالحميد بْنُ بهرام عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْبَيْعَةِ فَقَالَتْ أَسْمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَحْسِرُ لَنَا عَنْ يَدِكَ فَقَالَ §إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ

2110 - وقال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ عَاصِمًا الْأَحْوَلَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ §أَتَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَبَايَعْتُهُ وَأَنَا غُلَامٌ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ هِيَ لَنَا وَهِيَ عَلَيْنَا فَضَحِكَ وَبَايَعَنِي

2111 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَتْنِي غِبْطَةُ أُمُّ عَمْرٍو عَجُوزٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي عَنْ جَدَّتِي عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بن ربيعة رَضِيَ الله عَنْها إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتُبَايِعَهُ فَقَالَ اذْهَبِي فَغَيِّرِي يَدَكِ قَالَتْ فَذَهَبَتْ فَغَيَّرَتْهَا بِحِنَّاءَ ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §أُبَايِعُكِ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكِي بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقِي وَلَا تزني قالت أو تَزْنِي الْحُرَّةُ قَالَ وَلَا تَقْتُلْنَ أَوْلَادَكُنَّ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ قَالَتْ وَهَلْ تَرَكْتَ لَنَا أولادنا نَقْتُلَهُمْ قَالَتْ فَبَايَعْتُهُ ثُمَّ قَالَتْ لَهُ وَعَلَيْهَا سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ مَا تَقُولُ فِي هَذَيْنِ السِّوَارَيْنِ قَالَ جَمْرَتَانِ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ

باب تأييد الدين أحيانا بمن لا خلاق له

(4 - بَابُ تَأْيِيدِ الدِّينِ أَحْيَانًا بِمَنْ لَا خلَاقَ لَهُ)

2112 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُؤَيِّدُ الْإِسْلَامَ بِرِجَالٍ مَا هُمْ مِنْ أَهْلِهِ

2113 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبَدَةَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ ولكن أَخْرَجَهُ مِنْ طريق عاصم بن زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

باب تقدم الأقرأ في الإمرة على الأشرف والأسن

(5 - بَابُ تقدم الْأَقْرَأِ فِي الْإِمْرَةِ عَلَى الْأَشْرَفِ وَالْأَسَنِّ)

2114 - قَالَ أَحْمَدُ بَنْ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ سَرِيَّةً فَاسْتَقْرَأَهُمْ فَقَرَأَ شَيْخٌ ثُمَّ قَرَأَ شَابٌّ فَاسْتَعْمَلَهُ فَقَالَ الشَّيْخُ اسْتَعْمَلْتَهُ عَلَيَّ وَأَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ سِنًّا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنَّهُ أَكْثَرُ مِنْكَ قُرْآنًا

2115 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ حَبِيبِ بن أبي ثَابِتٍ قَالَ إِنَّ §عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى حَدَّثَهُ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى مَكَّةَ فاستقبلننا أَمِيرُ مَكَّةَ نَافِعُ بْنُ عَلْقَمَةَ وَتُسُمِّيَ بِنَافِعٍ عَمٌّ لَهُ فَقَالَ مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى قَالَ عَمَدْتَ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمَوَالِي واستخلفته عَلَى مَنْ بِهَا مِنْ قُرَيْشٍ وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ وَجَدْتُهُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَمَكَّةُ أَرْضٌ مُحْتَضَرَةٌ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَسْمَعُوا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ رَجُلٍ حَسَنِ الْقِرَاءَةِ فَقَالَ نِعْمَ مَا رَأَيْتَ إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبْزَى مِمَّنْ يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ يَصْغُرُ عَنْ ذَلِكَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ عمر رَضِيَ الله عَنْه بغير هذا السِّيَاقِ وَفِيهِ الْقِصَّةُ بِالْمَعْنَى وَقَالَ فِيهِ فَتَلَقَّاهُ نافع بن عبد الْحَارِثِ الْخُزَاعِيُّ وَهُوَ الْمَحْفُوظُ

باب القيام على رأس الأمير بالسيف

(6 - بَابُ الْقِيَامِ عَلَى رَأْسِ الْأَمِيرِ بِالسَّيْفِ)

2116 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ يُكَلِّمُهُ فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ §لَتَكُفَّنَّ يَدَكَ أَوْ لَا تَرْجِعُ إِلَيْكَ وَالْمُغِيرَةُ يَتَقَلَّدُ سَيْفًا فَقَالَ عُرْوَةُ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةُ فَقَالَ يَا غُدَرُ مَا غَسَلْتُ رَأْسِي مِنْ غَدْرَتِكَ هذا الحديث صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ

باب كراهية أن يحكم الحاكم وهو غضبان

(7 - بَابُ كَرَاهِيَةِ أَنْ يَحْكُمَ الْحَاكِمُ وَهُوَ غَضْبَانُ)

قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مَعْمَرٌ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ الله عَنْه خَطَبَ فَقَالَ أَمَا وَاللَّهِ مَا أَنَا بِخَيْرِكُمُ لَقَدْ كُنْتُ لِمَقَامِي هَذَا كَارِهًا وَلَوَدِدْتُ أَنَّ فِيكُمْ مَنْ يَكْفِينِي أَفَتَظُنُّونَ أَنِّي أَعْمَلُ فِيكُمْ بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذًا لَا أَقُومُ بِهَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْصَمُ بِالْوَحْيِ وَكَانَ مَعَهُ مَلَكٌ وَإِنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرِينِي §فَإِذَا غَضِبْتُ فَاجْتَنِبُونِي أَنْ لَا أُؤْثِرَ فِي أَشْعَارِكُمْ وَأَبْشَارِكُمْ أَلَا فَرَاعُونِي فَإِنِ اسْتَقَمْتُ فَأَعِينُونِي وَإِنْ زِغْتُ فَقَوِّمُونِي قَالَ الْحَسَنُ خُطْبَةٌ وَاللَّهِ مَا خُطِبَ بِهَا بَعْدَهُ أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ثنا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَ مِثْلَهُ رَوَى أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه بَعْضِهِ بِمَعْنَاهُ

باب قصاص الأمير من عامله لرعيته

(8 - بَابُ قِصَاصِ الْأَمِيرِ مِنْ عَامِلِهِ لِرَعِيَّتِهِ)

2118 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه يَأْمُرُ عُمَّالَهُ فَيُوَافُونَهُ الْمَوْسِمَ فَيَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَمْ أَسْتَعْمِلْ عُمَّالَكُمْ أَوْ قَالَ عُمَّالِي لِيُصِيبُوا مِنْ أَبْشَارِكُمْ وَلَا مِنْ أَمْوَالَكُمِ وَلَا مِنْ أَعْرَاضِكُمْ وَلَكِنِّي إِنَّمَا اسْتَعْمَلْتُهُمْ عَلَيْكُمْ لَيَحْجِزُوا بَيْنَكُمْ وَلِيَقْسِمُوا فِيْكُمْ فَمَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ فَلْيَقُمْ فَمَا قَامَ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَامِلُكَ ضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ قَالَ §قُمْ فَاسْتَقِدْ مِنْهُ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه يا أمير المؤمنين إِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْ هَذَا عَلَى عُمَّالِكَ يَكُونُ سُنَّةً يُسْتَنُّ بِهَا بَعْدَكَ فَقَالَ أَنَا لَا أُقِيدُ مِنْهُ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ قال عَمْرٌو دَعْنَا فَلْنُرْضِهِ قَالَ فَأَرْضُوهُ فَافْتَدَوْا مِنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ كُلُّ سَوْطٍ بِدِينَارَيْنِ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عُمَرَ نَحْوَهُ قُلْتُ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مَعْنَاهُ فِي حَدِيثٍ وَلَيْسَ فِيهِ مَا فِي آخِرِهِ

2119 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ ثنا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنِ أَبِي فِرَاسٍ قَالَ خَطَبَنَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ بَيْنَ أَظْهُرِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ وَإِنِّي لَا أُرْسِلُ عُمَّالِي لِيَضْرِبُوا أَبْشَارَكُمْ فَذَكَرَهُ فَوَثَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَأَيْتَكَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانَ عَلَى رَعِيَّةٍ فَأَدَّبَ بَعْضَ رَعِيَّتِهِ إِنَّكَ لَتَقُصُّهُ مِنْهُ قَالَ إِي وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ وكيف لا أقص مِنْهُ وَقَدْ §رَأَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقص مِنْ نَفْسِهِ أَلَا لَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ وَلَا تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فتكفرونهم وَلَا تُجَمِّرُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ وَلَا تنزلوهم الْغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ أَسْمَاءَ ثنا مَهْدِيُّ بْنُ ميمون حدثني سعيد الْجُرَيْرِيُّ بِطُولِهِ

باب ذكر تفسير قول عمر رضي الله عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقيد من نفسه

(9 - بَابُ ذِكْرِ تَفْسِيرِ قَوْلِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِيدُ مِنْ نَفْسِهِ)

2120 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُوقَرِيُّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن عمر رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ رَغِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْجِهَادِ فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ حَتَّى غَمُّوهُ وَفِي يَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرِيدَةٌ قَدْ نَزَعَ سلاؤها وَبَقِيَتْ سلاءة لم يقطن بها وقال تأخروا عَنِّي هَكَذَا فَقَدْ غممتوموني فَأَصَابَ النَّبِيُّ بَطْنَ رَجُلٍ فَأَدْمَى الرَّجُلُ فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ هَذَا فِعْلُ نَبِيِّكَ فَكَيْفَ بِالنَّاسِ فَسَمِعَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ انْطَلِقْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنْ هُوَ أَصَابَكَ فَسَوْفَ يُعْطِيكَ الْحَقَّ وَإِنْ كُنْتَ كذبت لأرعبنك بمعاملتك حَتَّى تُحَدِّثَ فَقَالَ الرَّجُلُ انْطَلِقْ بِسَلَامٍ فَلَسْتُ §أُرِيدُ أَنْ -[635]- أَنْطَلِقَ مَعَكَ قَالَ مَا أَنَا بوداعك فَانْطَلَقَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّكَ أَصَبْتَهُ وَدَمَّيْتَ بَطْنَهُ فَمَا تَرَيْ فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحقا أَنَا أَصَبْتُكَ قَالَ الرَّجُلُ نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ رَأَى ذَلِكَ أَحَدٌ قَالَ قَدْ كَانَ ههنا نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُ شَهَادَةَ رَجُلٍ رَأَى ذَلِكَ إِلَّا أخبرني فقال ناس مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ دميته ولم ترده فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خذ لما أصبت مَالًا وَانْطَلِقْ فَقَالَ لا قال فهب لي ذلك قال لَا أَفْعَلُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتُرِيدُ مَاذَا قال أريد أن أَسْتَقِيدُ مِنْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ اخْرُجْ مِنْ وَسَطِ هَؤُلَاءِ فَخَرَجَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَأَمْكَنَ الرَّجُلَ مِنَ الْجَرِيدَةِ يستقد مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ وَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه لِيُمْسِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ عَثَرْتَ بِنَعْلِكَ وَأَنْكَسَرَتْ أَسْنَانُكَ فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ لِيَطْعَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْقَى الْجَرِيدَةَ وَقَبَّلَ سُرَّتَهُ وَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ يُقْمَعَ الْجَبَّارُونَ مِنْ بَعْدِكَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه لَأَنْتَ أَوْثَقُ عَمَلًا مِنِّي

باب تأديب الأمير عامله إذا احتجب عن الرعية أو ترفع عليهم

(10 - بَابُ تَأْدِيبِ الْأَمِيرِ عَامِلَهُ إِذَا احْتَجَبَ عَنِ الرَّعِيَّةِ أَوْ تَرَفَّعَ عَلَيْهِمْ)

2121 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثنا أَبُو حَيَّانَ التميمي عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ سَعْدًا اتَّخَذَ بَابًا ثُمَّ قَالَ انْقَطَعَ الصَّوِيتُ فَبَعَثَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه فَأَتَاهُ فقال انطلق إلى سَعْدٍ §فَأَحْرِقْ بَابَهُ ثُمَّ خُذْ بيده وأخرجه إلى النَّاسِ وَقُلْ ههنا فاقعد للناس قال فَبَعَثَ مُحَمَّدٌ غُلَامَهُ مَكَانَهُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَأَمَرَهُ أَنْ يَأْتِيَهَ بِرَاحِلَتَيْنِ وَزَادٍ عِنْدِ أَهْلِهِ وَانْطَلَقَ يَمْشِي قِبَلَ الْكُوفَةِ حَتَّى قَدِمَ جَبَّانَةَ الْكُوفَةِ فَرَأَى نَبَطِيًّا يَدْخُلُ الْكُوفَةَ بِقَصَبٍ عَلَى حِمَارٍ يَبِيعُهُ فَابْتَاعَهُ مِنْهُ وَشَرَطَ عَلَيْهِ أَنْ يُلْقِيَهُ عِنْدَ بَابِ الْأَمِيرِ فَجَاءَ حَتَّى أَلْقَى قَصَبَهُ عِنْدَ بَابِ الْأَمِيرِ فأورى زَنْدَهُ فَأَتَى سَعْدٌ فَقِيلَ إِنَّ ههنا رَجُلًا أَسْوَدَ طَوِيلًا عَظِيمًا بَيْنَ إِزَارٍ وَرِدَاءٍ عليه عمامة خز -[638]- قانية عَلَى غَيْرِ قَلَنْسِيَةٍ فَقَالَ ذَاكَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ دَعُوهُ يَبْلُغَ حَاجَتَهُ لَا يعرض لَهُ إِنْسَانٌ بِشَيْءٍ فَأَحْرَقَ الْبَابَ حَتَّى صَارَ فَحْمًا ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْهِ سعد فساله وحلف بِاللَّهِ مَا تَكَلَّمَ بِالْكَلِمَةِ الَّتِي بَلَغَتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَقَدْ بَلَّغَهُ كَاذِبٌ قَالَ فَعَرَضَ عَلَيْهِ الْمَنْزِلَ لِيَدْخُلَ فَأَبَى وَانْصَرَفَ مَكَانَهُ راجعا قال فَاتَّبَعَهُ سَعْدٌ بِزَادِهِ فَرَدَّهُ مَعَ رَسُولِهِ وَقَالَ ارْجِعْ بِطَعَامِكَ إِلَى صَاحِبِكَ فَإِنَّ لَهُ عِيَالًا وَإِنَّ مَعَنَا فَضْلَةً مِنْ زَادِنَا قَالَ فَسَارَ فَأَرْمَلَا أَيَّامًا فَكَانَ أَوَّلُ مَا أدركنا مِنَ الْإِنْسِ امْرَأَةً فِي غَنَمٍ فَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ يُصَلِّي وَانْطَلَقَ الْغُلَامُ حَتَّى بَايَعَ صاحبه الغنم بشاة صَغِيرَةً مِنْ غَنَمِهَا بِعِصَابَةٍ كَانَتْ عَلَيْهٍ قَالَ فَصَرَعَهَا يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهَا وَمُحَمَّدٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَأَشَارَ اليه أن لا يذبحها فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ مَا هذه الشاة يصلي فَإِنْ كَانَ فِي الْغَنَمِ صَاحِبُهَا فَبَايِعْهُ أَوْ سَلِّمْ بَيْعَ الْأَمَةِ فَأَقْبِلْ بِهَا وَإِنْ كَانَتْ إِنَّمَا هِيَ راعية فَرُدَّهَا فَإِنَّ الْجُوعَ خَيْرٌ مِنْ مَأْكَلِ السُّوءِ قَالَ ثُمَّ سَارَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي كَانَ وَبِمَا أَتْبَعَهُ سَعْدٌ فَرَدَّهُ مع رسوله فقال عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه وما مَنَعَكَ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهُ -[639]- قُلْتُ: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ لكن فِيهِ انقطاعا

وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ أَبِي حَيَّانَ قَالَ سَمِعْتُ عَبَايَةَ بْنَ رِفَاعَةَ يَقُولُ بَلَغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ §سَعْدًا رَضِيَ الله عَنْهُ اتَّخَذَ بَابًا ثُمَّ قَالَ انْقَطَعَ الصُّوْتُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَحَرَّقَهُ ثُمَّ أَخَذَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه بِيَدِهِ فَأَخْرَجَهُ وَقَالَ ههنا اجْلِسْ لِلنَّاسِ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه وَحَلَفَ لَهُ مَا تَكَلَّمْتُ الْكَلِمَةَ الَّتِي بَلَغَتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الوكيعي ثنا يحيى ابن آدَمَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ كَعْبِ بْنِ علقمة قال أَنَّ غَرْفَةَ بْنَ الْحَارِثِ رَضِيَ الله عَنْه وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ وَقَالَ غَرْفَةُ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه §إِنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَنَا اتَّكَأْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَلَا تَفْعَلْ فَإِنَّكَ إِنْ عُدْتَ كَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَعَادَ عَمْرٌو رَضِيَ الله عَنْه فَكَتَبَ غَرْفَةُ فَجَاءَ قَاصِدُ عُمَرَ إلى عمرو رَضِيَ الله عَنْه فقال بَلَغَنِي أَنَّكَ إِذَا جَلَسْتَ مَعَ أَصْحَابِكَ اتَّكَأْتَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ كَمَا يَفْعَلُ الْأَعَاجِمُ فَلَا تَفْعَلْ اجْلِسْ مَعَهُمْ مَا جَلَسْتَ فَإِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَافْعَلْ مَا بَدَا لَكَ قال عَمْرٌو لِغَرْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَدْ أُثْبِتَ عَلَيَّ عند عمر فقال غَرْفَةُ مَا عَهِدْتَنِي كَذَّابًا قَالَ فَكَانَ عَمْرٌو رَضِيَ الله عَنْه بَعْدَ ذَلِكَ يُرِيدُ أَنْ يَتَّكِئَ فَيَذْكُرُ فَيَجْلِسُ وَيَقُولُ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ غَرْفَةَ قَالَ وَخَرَجُوا ذَاتَ يوم فكان يَوْمٍ ضَبَابٍ فَتَقَدَّمَ فَرَسُ غَرْفَةَ فَرَسَ عَمْرٍو فَقَالَ عمرو وما يومي من غرفة بواحد فَقِيلَ لِغَرْفَةَ إِنَّ الْأَمِيرَ قَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ إِنِّي لَمْ أُبْصِرْهُ مِنَ الضَّبَابِ قِيلَ فَاعْتَذِرْ لَهُ قَالَ لَا تعودوهم هَذَا فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى أَتَاهُ فَقَالَ إِنِّي لَمْ أُبْصِرْكَ من الضباب فقال اللَّهُمَّ غُفْرًا لَوْ شِئْتَ أمسكت فرسك فقال وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ لَوْ رَمَى بِكَ فِي أَقْصَى حَجَرٍ فِي الْمَرْجِ أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ بِالضَّبَابِ وَإِنِّي لَمْ أبصرك وتقول الله غُفْرًا فَقَالَ عَمْرٌو يَا أَبَا الْحَارِثِ قَدْ رَأَيْتُكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا عَلَى فَرَسٍ ذَلُولٍ أَفَلَا نَحْمِلُكَ عَلَى فَرَسٍ قَالَ مَا عَهِدْتُكَ يَا عَمْرُو تَحْمِلُ عَلَى الْخَيْلِ فَمِنْ أَيْنَ هَذَا

باب مشاطرة العامل إذا اتجر في مال الرعية

(11 - بَابُ مُشَاطَرَةِ الْعَامِلِ إِذَا اتَّجَرَ فِي مَالِ الرَّعِيَّةِ) فِيهِ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فِي قِصَّةِ مُعَاذٍ مَعَ أَبِي بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما تَقَدَّمَ فِي التَّفْلِيسِ

باب الوزير ورد الوزير أمر الأمير إذا رأي المصلحة في خلافه

(12 - بَابُ الْوَزِيرِ وَرَدِّ الْوَزِيرِ أَمْرَ الْأَمِيرِ إِذَا رَأْي الْمَصْلَحَةَ فِي خِلَافِهِ)

2123 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عَبِيدَةَ قَالَ جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعُ بن حابس رَضِيَ الله عَنْهما إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَا يا خليفة رسولا اللَّهِ إِنَّ عِنْدَنَا أَرْضًا سَبِخَةً لَيْسَ فِيهَا كَلَأٌ وَلَا مَنْفَعَةٌ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُقْطِعَنَاهَا قَالَ فَأَقْطَعَهَا إِيَّاهُمَا وَكَتَبَ لَهُمَا عَلَيْهِ كِتَابًا وَأَشْهَدَ فِيهِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وَلَيْسَ فِي الْقَوْمِ فَانْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه لِيُشْهِدَاهُ فَلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه مَا فِي الْكِتَابِ تَنَاوَلَهُ مِنْ أَيْدِيهِمَا ثُمَّ تَفَلَ فِيهِ فَمَحَاهُ فَتَذَمَّرَا وَقَالَا لَهُ مَقَالَةً سَيِّئَةً فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَأَلَّفُ وَالْإِسْلَامُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ وَإِنَّ اللَّهَ أَعَزَّ الْإِسْلَامَ §فَاذْهَبَا فَاجْهَدَا عَلَيَّ جَهْدِكُمَا لَا أَرْعَى اللَّهُ عَلَيْكُمَا إِنْ أَرْعَيْتُمَا

باب أجر الحاكم إذا اجتهد في الحق

(13 - بَابُ أَجْرِ الْحَاكِمِ إِذَا اجْتَهَدَ فِي الْحَقِّ)

2124 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مَعْمَرٌ عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ رَجُلٌ مِنْ آلِ أَبِي رَبِيعَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه اسْتُخْلِفَ قَعَدَ فِي بَيْتِهِ حَزِينًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يَلُومُهُ وَقَالَ أَنْتَ كَلَّفْتَنِي هَذَا الْأَمْرَ وَشَكَى إِلَيْهِ الْحُكْمَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ له عمر رَضِيَ الله عَنْه أو ما عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ §الْوَالِيَ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ الْحَقَّ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ الْحَقَّ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ فَكَأَنَّهُ سَهَّلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ حديث عمر رَضِيَ الله عَنْهما

2125 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ ثنا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ جَاءَ خَصْمَانِ يَخْتَصِمَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَمْرُو اقْضِ بَيْنَهُمَا قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ كَانَ قُلْتُ عَلَى مَاذَا أَقْضِي قَالَ عَلَى §إِنْ أَصَبْتَ الْقَضَاءَ بَيْنَهُمَا فَلَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَإِنِ اجْتَهَدْتَ فَأَخْطَأْتَ فَلَكَ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ قُلْتُ فَرَجٌ ضعيف والحديث في الصحيحين عَنْ عَمْرِو رَضِيَ الله عَنْهُ بِغَيْرِ السِّيَاقِ وَفِيهِ إِذَا اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ 2126 - وَبِهِ إِلَى فَرَجٍ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ عَمْرٍو إِلَّا أَنَّهُ قَالَ أُجُورٌ بَدَلَ حَسَنَاتٍ

باب ما يجب على الأمير من حسن السيرة وعد الاستتار

(14 - بَابُ مَا يَجِبُ عَلَى الْأَمِيرِ مِنْ حسن السيرة وعد الاستتار) سيأتي إن شاء الله تعالى فِي بَابِ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ عُمَرَ وَفِيهِ مَوْعِظَةُ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ

2127 - قَالَ إِسْحَاقُ أخبرنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ وَنَحْوُهُ فَشَكَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه طَعَامًا غَلِيظًا أَكَلَهُ فَقَالَ الرَّبِيعُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِمَطْعَمٍ لَيِّنٍ وَمَلْبَسٍ لين ومركب وطئ لأنت فَضَرَبَ رَأْسَهُ بِجَرِيدَةٍ وَقَالَ وَاللَّهِ مَا أَرَدْتَ بِهَذَا إِلَّا مُقَارَبَتِي وَإنْ كُنْتُ لَأَحْسَبُ فِيكَ خَيْرًا أَلَا أُخْبِرُكَ مَثَلِي وَمَثَلُ هَؤُلَاءِ كَمَثَلِ قَوْمٍ سَافَرُوا فَدَفَعُوا نَفَقَاتِهِمْ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ وقالوا أَنْفِقْهَا عَلَيْنَا §فَهَلْ لَهُ أَنْ يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِمْ بِشَيْءٍ فَقَالَ الربيع لا قال هذا مَثَلِي وَمَثَلُهُمْ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِنِّي لَسْتُ أَسْتَعْمِلُ عمالي لِيَشْتِمُوا أَعْرَاضَكُمْ الْحَدِيثُ

2128 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدِّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ ثنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ حَيَّةَ بِنْتِ أَبِي حَيَّةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ بِالظَّهِيرَةِ قُلْتُ مَا حَاجَتُكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ أَقْبَلْتُ أنا وصاحب ليب فِي بِغَاءِ إِبِلٍ لَنَا فَانْطَلَقَ صَاحِبِي يَبْغِي وَدَخَلْتُ فِي الظِّلِّ أَسْتَظِلُّ وَأَشْرَبُ مِنَ الشَّرَابِ قَالَتْ فَقُمْتُ إِلَى لُبَيْنَةٍ لَنَا حَامِضَةٍ وَرُبَّمَا قالت إلى ضيحة حامضة فسقيته منها وَتَوَسَّمْتُهُ وَقُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَبُو بكر قلت أبو بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي سَمِعْتُ بِهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فذكرت غزونا خثعما في الجاهلية وعزو بَعْضُنَا بَعْضًا وَمَا جَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مِنَ الْأُلْفَةِ وَإِطْنَابِ الْفَسَاطِيطِ هَكَذَا شبك بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَقُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ حَتَّى مَتَى أَمْرُ النَّاسِ هَذَا قَالَ مَا اسْتَقَامَتِ الأئمة قالت قلت وَمَا الْأَئِمَّةُ قَالَ أَلَمْ تَرَيْ إِلَى §السَّيِّدِ يَكُونُ فِي الْحِوَاءِ يَتَّبِعُونَهُ وَيُطِيعُونَهُ فهم أولئك ما اسْتَقَامُوا وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ثنا ابْنُ عَوْنٍ بِهِ

باب ما يحل للعامل من أموال الرعية

(15 - بَابُ مَا يَحِلُّ لِلْعَامِلِ مِنْ أَمْوَالِ الرَّعِيَّةِ)

قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ إنَّ عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ قَالَ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِخَبِيصٍ قَدْ أجْيَدَ صَنْعَتُهُ وَصنَعُوهُ فِي السِّلَالِ وَعَلَيْهَا اللُّبُودُ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ كَشَفَ الرَّحْلَ عَنِ الْخَبِيصِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ §أَيَشْبَعُ الْمُسْلِمُونَ فِي رِحَالِهِمْ مِنْ هَذَا فَقَالَ الرَّسُولُ لَا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ لَا أُرِيدُهُ وَكَتَبَ إِلَى عُتْبَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَمَّا -[20]- بَعْدُ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَدِّكَ وَلَا مِنْ كَدِّ أُمِّكَ فَأَشْبِعْ مَنْ قِبَلَكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي رِحَالِهِمْ مِمَّا تَشْبَعُ مِنْهُ فِي رَحْلِكَ قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا جَرِيرٌ بِهِ

وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ ثنا عَاصِمٌ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ كُنْتُ مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فرقد بأذربيجان فبعت سُحَيْمًا وَآخَرَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَلَى ثَلَاثِ رَوَاحِلَ بِسَفَطَيْنِ وَجَعَلَ فِيهِمَا خَبِيصًا وَجَعَلَ عَلَيْهِمَا أُدْمًا وَجَعَلَ فَوْقَ الْأُدْمِ لُبُودًا فَلَمَّا قَدِمَا الْمَدِينَةَ قِيلَ جَاءَ سُحَيْمٌ مَوْلَى عُتْبَةَ وَآخَرُ عَلَى ثَلَاثِ رَوَاحِلَ فَأَذِنَ لَهُمَا فَدَخَلَا فَسَأَلَهُمَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ أَذَهَبًا أَوْ وَرِقًا قَالَا لَا قَالَ فَمَا جِئْتُمَا بِهِ قَالَا طَعَامٌ قَالَ طَعَامُ رَجُلَيْنِ عَلَى ثَلَاثِ رَوَاحِلَ هَاتَا مَا جِئْتُمَا بِهِ فَجِيءَ بِهِ فَكَشَفَ اللُّبُودَ وَالْأُدْمَ فَجَاءَ عُمَرُ وَقَالَ بِيَدِهِ فِيهِ فَوَجَدَهُ لَيِّنًا فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ §أَكُلُّ الْمُهَاجِرِينَ يَشْبَعُ مِنْ هَذَا قَالَ -[21]- لَا وَلَكِنْ هَذَا شَيْءٌ اخْتَصَّ بِهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ يَا فُلَانُ هَاتِ الدَّوَاةَ اكْتُبُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَسْبِكَ وَلَا كَسْبِ أَبِيكَ وَلَا كَسْبِ أُمِّكَ يَا عُتْبَةُ بْنَ فَرْقَدٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ وَفِي كِتَابُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ اقْطَعُوا الرَّكْبَ وانزو عَلَى الْخَيْلِ نَزْوًا قَالَ أَبُو عُثْمَانَ فَلَقَدْ رَأَيْتُ الشَّيْخَ يَنْزُو فَيَقَعُ عَلَى بَطْنِهِ وَيَنْزُو فَيَقَعُ عَلَى بَطْنِهِ ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَنْزُو كَمَا يَنْزُو الْغُلَامُ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ نَحْوَهُ

وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §أَهْدَى أَمِيرُ الْقِبْطِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَارِيَتَيْنِ أُخْتَيْنِ وَبَغْلَةً فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكَبُ الْبَغْلَةَ بِالْمَدِينَةِ وَاتَّخَذَ إِحْدَى الْجَارِيَتَيْنِ لِنَفْسِهِ فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ وَوَهَبَ الْأُخْرَى لِحَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْهُ

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ بِهِ -[30]- 2131 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ثنا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ كَانَ رَجُلٌ يُخَالِطُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ لَهُ عِيَاضٌ فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً فَقَالَ أَسْلَمْتَ قَالَ لَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ §لَا يَحِلُّ لَنَا زَبَدُ الْمُشْرِكِينَ يَعْنِي رَفْدَهُمْ هَذَا مُرْسَلٌ وَقَدْ رَوَى عِيَاضُ بْنُ حِمَارٍ نَحْوَ هَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ

2132 - قال مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى ثنا أَبُو حَيَّانَ حَدَّثَنِي مُجَمِّعٌ قال إنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْهُ §كَانَ يَكْنِسُ بَيْتَ الْمَالِ ثُمَّ يُصَلِّي فِيهِ رَجُلَانِ يَشْهَدَانِ أَنَّهُ لَمْ يَحْبِسْ فِيهِ الْمَالَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ حَدِيثُ هَدَايَا الْعُمَّالِ حَرَامٌ كُلُّهَا فِي بَابِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ

باب الحمى

(16 - بَابُ الْحِمَى)

2133 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ ابن عمران ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ النعمان عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أُعَلِّم عَلَى حِمَى الْمَدِينَةِ عَلَى أَشْرَافِ ذَاتِ الْجَيْشِ وَعَلَى أَعْلَامِ المصنوعة وَعَلَى أَشْرَافِ مَخِيضٍ وَعَلَى أَشْرَافِ قَنَاةٍ

باب الترهيب من الظلم وإعانة الظلمة

(17 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الظُّلْمِ وَإِعَانَةِ الظَّلَمَةِ)

2134 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ §وَمَنْ تَوَلَّى خُصُومَةَ قَوْمٍ بِمَظْلَمَةٍ أَوْ أَعَانَهُمْ عَلَيْهِ نَزَلَ بِهِ الْمَلَكُ يُبَشِّرُهُ بِلَعْنَةٍ وَنَارٍ خَالِدًا فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وَمَنْ خَفَّ لِسُلْطَانٍ جَائِرٍ فِي حَاجَةٍ فَهُوَ قَرِينُهُ فِي النَّارِ وَمَنْ دَلَّ سُلْطَانًا عَلَى جَوْرٍ قُرِنَ مَعَ هَامَانَ فِي النَّارِ وَكَانَ هُوَ وَذَلِكَ السُّلْطَانُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا وَمَنْ لَطَمَ خَدَّ مُسْلِمٍ لَطْمَةً بدد الله تعالى عظامه يوم القيامة ثم يسلط عَلَيْهِ النَّارُ وَيُبْعَثُ حِينَ يُبْعَثُ مَغْلُولًا حَتَّى يَرِدَ النَّارَ وَمَنْ تَعَلَّقَ سوطاً بين يدي سُلْطَانٍ جَائِرٍ جعل الله تعالى لَهُ حَيَّةً طُولُهَا سَبْعُونَ أَلْفَ ذِرَاعٍ فَتُسَلَّطَ عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا وَمَنْ سَعَى بِأَخِيهِ -[39]- إِلَى السُّلْطَانِ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ كُلَّهُ فَإِنْ وَصَلَ إِلَيْهِ مَكْرُوهٌ أَوْ أَذًى جعله الله تعالى مَعَ هَامَانَ فِي دَرَجَتِهِ فِي النَّارِ وَمَنْ تَوَلَّى عِرَافَةَ قَوْمٍ حُبِسَ عَلَى شفير جهنم بكل يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ وحشر وَيَدُهُ مَغْلُولَةٌ إِلَى عُنُقِهِ فَإِنْ كَانَ أَقَامَ أَمْرَ اللَّهِ فِيهِمْ أُطْلِقَ وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا وَفِيهِ أَلَا وإن الله تعالى جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَا يَظْلِمُ وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الظُّلْمُ وَهُوَ بِالْمِرْصَادِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أساؤا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى فَمَنْ أَحْسَنَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لَلْعَبِيدِ

2135 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحَبِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال قال رسوم اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يَقِفْنَ عِنْدَ رَجُلٍ يَقْتُلُ مَظْلُومًا فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَى من حضره حين لَمْ يَدْفَعُوا عنه ولا يقفن عِنْدَ رَجُلٍ يَضْرِبُ مَظْلُومًا فَإِنَّ اللَّعْنَةَ تَنْزِلُ عَلَى من حضره حين لَمْ يَدْفَعُوا عَنْهُ

باب الصبر على تأديب الإمام

18 - بَابُ الصَّبْرِ عَلَى تَأْدِيبِ الْإِمَامِ

2136 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ أَنْبَأَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ وَهُوَ مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ قال إنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْهُ §نَهَى عَنِ الْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ أَوْ عَنِ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَأَهَلَّ بِهَا عَلِيٌّ مَكَانَهُ فَنَزَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ الْمِنْبَرِ فَأَخَذَ شَيْئًا فَمَشَى بِهِ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ فَقَامَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فَانْتَزَعَاهُ مِنْهُ فَمَشَى إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ فَكَادَ أَنْ يَنْخُسَ عَيْنَهُ بِإِصْبُعِهِ وَيَقُولُ لَهُ إِنَّكَ لَضَالٌّ مُضِلٌّ وَلَا يَرُدُّ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ عَلَيْهِ شَيْئًا

2137 - أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بن حرب قال ثنا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَلْحَةَ الْخُزَاعِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ شَهِدْتُ عَلِيًّا وَعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا كَانَ بَيْنَهُمَا نَزْغٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَمَا بَقِيَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ شَيْئًا فَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُصَّ عَلَيْكُمْ مَا كَانَ بَيْنَهُمَا لَفَعَلْتُ ثُمَّ §لَمْ يَبْرَحَا حَتَّى اسْتَغْفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ

2138 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه إِذْ جَاءَهُ شَيْخٌ فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْمُ قَالُوا أَبُو ذَرٍّ فَلَمَّا رَآهُ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِأَخِي فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه مَرْحَبًا وَأَهْلًا بِأَخِي لَعَمْرِي لَقَدْ غَلَّظْتَ فِي الْعَزْمَةِ وَأَيْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّكَ عَزَمْتَ أَنْ أَحْبُوَ §لَحَبَوْتُ مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَحْبُوَ

2139 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ حَرِيصٍ عَلَى الْجِهَادِ مُؤدًّيًا يَعْزِمُ عَلَيْهِ أُمَرَاؤُهُ فِي أَشْيَاءَ لَا يُحْصِيهَا فَقَالَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لَكَ إِلَّا أَنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّنَا §لَا نُؤْمَرُ بِشَيْءٍ إِلَّا فَعَلْنَاهُ

باب الحث على الطاعة وأن الدين قد يؤيد بالفاجر

(19 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الدِّينَ قَدْ يُؤَيَّدُ بِالْفَاجِرِ)

2140 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرِ وَعَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ عَنْ شَرِيكٍ عَنْ عاصم بن عبيد الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ مَاتَ وَلَا طَاعَةَ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ خَلَعَهَا بَعْدَ عَقْدِهِ إِيَّاهَا قَالَ أَسْوَدُ مِنْ عُنُقَهِ لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى وَلَا حُجَّةَ لَهُ قَالَاهَا جَمِيعًا

2141 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي السود عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَدْ كُنَّا نَقْرَأُ §ليؤيدن الله تعالى هَذَا الدِّينَ بِرِجَالٍ مَا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ

2142 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا هِشَيمٌ عَنِ الْعَوَّامِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §الصَّلَاةُ إِلَى الصَّلَاةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ الْإشْرَاكِ بِاللَّهِ وَتَرْكِ السُّنَّةِ وَنَكْثِ الصَّفْقَةِ قَالُوا قَدْ عَرَفْنَا الْإْشْرَاكَ بِاللَّهِ فَمَا تَرْكُ السُّنَّةِ وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ قَالَ تَرْكُ السُّنَّةِ الْخُرُوجُ مِنَ الطَّاعَةِ وَنَكْثُ الصَّفْقَةِ أَنْ يُبَايِعُ رَجُلًا ثُمَّ يَخْرُجُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ يُقَاتِلُهُ

2143 - وَقَالَ عَبْدُ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ قَالَ §وَلَا تُنَازِعِ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّهُ الْحَقُّ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُويَةَ ثنا أَبُو مُسْهِرٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِهِ وَقَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا عُمَرُ ثنا غَيْرُ سَعِيدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ الْمُوصَى بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانُ

2144 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أنا بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِمَنْ عِنْدَهَا كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا دَاعِيَانِ دَاعٍ إِلَى §كِتَابِ اللَّهِ وَدَاعٍ إِلَى سُّلْطَانِ اللَّهِ فَقَالُوا نُجِيبُ الدَّاعِي إِلَى كِتَابِ اللَّهِ قَالَتْ بَلْ أَجِيبُوا الدَّاعِي إِلَى سُّلْطَانِ اللَّهِ فَإِنَّ كِتَابَ اللَّهِ مَعَ سُلْطَانِهِ

2145 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ثنا النَّضْرُ ثنا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ يقول إنَّ سَلَمَةَ بْنَ يَزِيدَ رَضِيَ الله عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ قَامَ عَلَيْنَا أَئِمَّةٌ يَسْأَلُونَنَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَنَا حَقَّنَا فَسَكَتَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا فَحَدَّثَ بِهِ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ

2146 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ §إِنَّكُمْ قَدِ ابْتُلِيتُمْ بِذَا السُّلْطَانِ وَابْتُلِيَ بِكُمْ فَإِنْ عَدَلَ كَانَ لَهُ الْأَجْرُ وَكَانَ عَلَيْكُمُ الشُّكْرُ وَإِنْ جَارَ كَانَ عَلَيْهِ الْوِزْرُ وَعَلَيْكُمُ الصَّبْرُ

2147 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا ثَابِتُ بْنُ الْعَجْلَانِ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ بِمِثْلِهِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ كَتَبَتْ إِلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ أَنَّ الله بريء وبرى رَسُولُهُ مِمَّنْ شايعَ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ §فَلَا تُشَايِعُوا وَلَا تُفَارِقُوا وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ

باب تولية الأمير العامل إذا كان عارفا بالحرب على من هو أفضل منه

(20 - بَابُ تَوْلِيَةِ الْأَمِيرِ الْعَامِلِ إِذَا كَانَ عَارِفًا بِالْحَرْبِ عَلَى مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ)

2148 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ لَمَّا مَنَعَ عَمْرٌو بن الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه النَّاسَ أَنْ يُوقِدُوا نَارًا أَمَا تَرَى مَا يَصْنَعُ هذا بالناس يمنع مَنَافِعَهُمْ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه دَعْهُ فَإِنَّمَا §وَلَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا لَعَلِمِهِ بِالْحَرْبِ

2149 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَمَّرَ بَعْدَ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَهُوَ غُلَامٌ فَأُسِرِ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ نَاسٌ كَثِيرٌ مِنَ الْعَرَبِ وَسُبُوا فَانْتَدَبَ فِي بَعْثِ أُسَامَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمْضِيَ ذَلِكَ الْجَيْشُ فَأَنْفَذَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أُسَامَةُ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ حِينَ بُويِعَ لَهُ وَلَمْ يرَحْ أُسَامَةُ رَضِيَ الله عَنْهُ حَتَّى بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَقَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَّهَنِي لِمَا وَجَّهَنِي لَهُ وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَرْتَدَّ الْعَرَبُ فَإِنْ شِئْتَ كُنْتُ قَرِيبًا حَتَّى تَنْظُرَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ لَا أَرُدُّ أَمْرًا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَنْ تَأْذَنَ لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ فَافْعَلْ فَأَذِنَ لَهُ فَانْطَلَقَ أُسَامَةُ رَضِيَ الله عَنْهُ حَتَّى أَتَى الْمَكَانَ الَّذِي أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَتْهُمُ الضَّبَابَةُ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ لَا يَكَادُ يُبْصِرَ صَاحِبَهُ قَالَ فَوَجَدُوا رجلاً من أهلا تِلْكَ الْبِلَادِ فَأَخَذُوهُ فَدَلَّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ حَيْثُ أَرَادُوا فَأَغَارُوا عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُمِرُوا فَسَمِعَ بِذَلِكَ النَّاسُ -[83]- فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ لِبَعْضٍ أيزعمون أَنَّ الْعَرَبَ قَدِ اخْتَلَفَتْ وَخُيُولُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا فرد الله تعالى بِذَلِكَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ فَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه يُدْعَى بِالْإِمَارَةِ حَتَّى مَاتَ يَقُولُونَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يَنْزِعْهُ حَتَّى مَاتَ قَالَ الزُّهْرِيُّ وَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه لِقِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ قال تثبتوا فأي محلة سمعتم فيها الْأَذَانَ فَكُفُّوا فَإِنَّ الْأَذَانَ شِعَارُ الْإِيمَانِ قَالَ مَعْمَرٌ وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ كَانَ أَهْلُ الرِّدَّةِ يَأْتُونَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُونَ أَعْطِنَا سِلَاحًا نقاتلهم فَيُعْطِيهمُ السِّلَاحَ فَيُقَاتِلُونَهُ فَقَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ السلمي رَضِيَ الله عَنْه [البحر الكامل] (أتأخذون سِلَاحَهُ لقتاله ... في ذلكم عِنْدَ الْإِلَهِ آثَامُ)

باب فضل الإمام العادل وذك الجائر

(21 - بَابُ فَضْلِ الإمام العادل وذك الْجَائِرِ)

2150 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَفْضَلُ عِبَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ §إِمَامٌ عَادِلٌ رَفِيقٌ وَإِنَّ شَرَّ عِبَادِ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِمَامٌ جَائِرٌ خَرِقٌ

2151 - أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْحِمْصِيُّ ثَنَا مَعْمَرِ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمْ فَعَلَيْهِ بَهْلَةُ اللَّهِ وَبَهْلَةُ اللَّهِ لَعْنَةُ اللَّهِ

2152 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ ثنا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ §لَعَدْلُ الْعَامِلِ فِي رَعِيَّتِهِ يَوْمًا وَاحِدًا أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْعَابِدِ فِي أَهْلِهِ مِائَةَ عَامٍ أَوْ خَمْسِينَ عَامًا الشَّاكُّ هُشَيْمٌ

2153 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ ثنا خَلَفُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ ضِرَارٍ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ مَا أَنَا بِالمُثْنِي عَلَى وَالٍ قًلْتُ وَلِمَ ذلك قال قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يُؤْتَى بِالْوُلَاةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَادِلِهِمْ وجَائِرِهِمْ حَتَّى يَقِفُوا عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَل فِيكُمْ طَلَبِي فَلَا يَبْقَى جَائِرٌ فِي حُكْمِهِ مُرْتَشٍ فِي قَضَائِهِ ممكن سمعه أحمد الْخَصْمَيْنِ إِلَّا هَوَى فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا

2154 - وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §هَدَايَا الْعُمَّالِ حَرَامٌ كُلُّهَا

2155 - وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَيُّمَا رَجُلٍ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا عَلَى عَشَرَةِ أَنْفُسٍ عَلِمَ أَنَّ فِي الْعَشَرَةِ أَفْضَلَ مِمَّنِ اسْتَعْمَلَ فَقَدْ غَشَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَغَشَّ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَيُؤْتَى بِالَّذِي ضَرْبَ فَوْقَ الْحَدِّ فَيَقُولُ عَبْدِي لِمَ ضَرَبْتَ فَوْقَ مَا أَمَرْتُكَ فَيَقُولُ غَضِبْتُ فَقَالَ أَكَانَ غَضَبُكَ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِي وَيُؤْتَى بِالَّذِي قَصَّرَ فَيَقُولُ عَبْدِي لِمَ قَصَّرْتَ فَيَقُولُ رَحِمْتُهُ فَيَقُولُ أَكَانَتْ رَحْمَتُكَ أَنْ تَكُونُ أَشَدَّ مِنْ رَحْمَتِي فَيُؤْمَرُ بِهِمَا جَمِيعًا إِلَى النَّارِ

2156 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا عَلَى عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أرضى الله مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وَخَانَ رَسُولَهُ وَخَانَ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ

2157 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الْمُعَلَّى عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي ولَنْ تَنَالَهُمَا شَفَاعَتِي أَوْ لَنْ أَشْفَعَ لَهُمَا §أَمِيرٌ ظَلُومٌ غَشُومٌ عَسُوفٌ وَكُلُّ غَالٍ مَارِقٍ

2158 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ثنا مَنِيعٌ قَالَ معاوية بن مرة حدثه عدة مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا تَنَالُهُمَا شَفَاعَتِي إِمَامٌ ظَلُومٌ عَسُوفٌ غَشُومٌ وَآخَرُ غَالٍ فِي الدِّينِ مَارِقٌ فِيهِ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ ثنا الْأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ ثنا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ رَضِيَ الله عَنْهُ مِثْلَهُ وَلَمْ يَقُلْ عَسُوفٌ

2159 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ ثنا خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ عن أبي أسود الْمَالِكِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا عَدَلَ وَالٍ اتَّجَرَ فِي رَعِيَّتِهِ

2160 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا إِسْمَاعِيلُ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §لَا يَسْتَرْعِي اللَّهُ تَعَالَى عَبْدًا رَعِيَّةً قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ إِلَّا سَأَلَهُ عَنْهَا أَقَامَتْ فِيهِمْ إِمْرَتُهُ أَوْ ضَاعَتْ حَتَّى يَسْأَلَهُ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ خَاصَّةً

باب النهي عن الطاعة في غير المعروف

(22 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الطَّاعَةِ فِي غَيْرِ الْمَعْرُوفِ)

2161 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ثنا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ عَنِ الْأَعْشَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِلٍ عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَقْبَلَ عُبَادَةُ حَاجًّا مِنَ الشَّامِ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْهُ فَقَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَلَى قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ وَيَعْمَلُونَ بِمَا تُنْكِرُونَ فَلَيْسَ لِأُولَئِكَ عليهم طَاعَةٌ

2162 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ ثنا حَرْبٌ ثنا يَحْيَى حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ زَيْنَبَ قَالَ إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ حَدَّثَهُ أَنَّ مُعَاذًا رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ لَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِكَ وَلَا يَأْخُذُونَ بِأَمْرِكَ فَمَا تَأْمُرُنَا فِيهِمْ قَالَ §لَا طَاعَةَ لِمَنْ لَمْ يُطِعِ اللَّهَ

باب العرافة

(23 - بَابُ الْعِرَافَةِ)

2163 -[1] قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي عَلِيٍّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §الْعِرَافَةُ أَوَّلُهَا مَلَامَةٌ وَآخِرُهَا نَدَامَةٌ وَالْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُلْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ مِنْهُمْ قَالَ إِنَّمَا أحدثك كَمَا سَمِعْتُ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ , ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ , ثنا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ , بِهِ

2164 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا يَحْيَى عَنْ أَبِي الأشهب عن ضابىء بن بشار عَنْ عَمِّهِ صعصة بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §الْعَرِّيفُ يُفْتَحُ لَهُ كُلَّ عَامٍ بَابٌ مِنْ جَهَنَّمَ أَوْ مِنَ النَّارِ

2165 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ثنا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ غِلَاقٍ قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ فَقَالَ §لَا تَكُنُ عَرِيفًا وَلَا شُرَطِيًّا قُلْتُ لِمَ قَالَ يُدِينُوكَ وَلَا يَنْسَوْنَكَ

2166 - حَدَّثَنَا مَعتْمَرٌ قَالَ سَمِعْتُ شَبِيبًا يَقُولُ حَدَّثَنِي مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تَكُنْ عَرِيفًا وَلَا شُرَطِيًّا

2167 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا صَالِحٌ بْنُ صَالِحٍ وَكَانَ خَيْرًا مِنْ ابْنَيْهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ قَالُوا الرَّجُلُ يَعَرِفُهُ عَلَيْنَا فَقَالَ إِنَّمَا §عَرِيفُكُمُ الْأَهْيَسُ الْأَكْيَسُ الذِّئْبُ الْأَطْلَسُ الْمُكَدُّ الْمُلَحَّسُ الَّذِي إِذَا قِيلَ هَا اننهس وَإِذَا قِيلَ لَهُ هَاتِ خَنَسَ

2168 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ثنا مُبَارَكٌ هُوَ ابْنُ سُحَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ فَقَالَ §طُوبَى لَهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ عَرِيفًا

2169 - حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانُ ثنا عبِيسَ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ عَرِيفٍ وَالْعَرِيفُ فِي النَّارِ قَالَ وَيُؤْتَى بِالشُّرَطِيِّ فَيُقَالُ لَهُ ضَعْ سَوْطَكَ وَادْخُلِ النَّارَ

2170 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ §يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ سُفَهَاءُ يُقَدِّمُونَ شِرَارَ النَّاسِ وَيُؤَخِّرُونَ خِيَارَهُمْ وَيُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مَوَاقِيتِهَا فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلَا يَكُونَنَّ عَرِيفًا وَلَا شُرَطِيًّا وَلَا جَابِيًا وَلَا خَايِنًا

باب عهد الإمام إلى عماله كيف يسيرون في أهل الإسلام والكفر

(24 - بَابُ عَهْدِ الْإِمَامِ إِلَى عُمَّالِهِ كَيْفَ يَسِيرُونَ فِي أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَالْكُفْرِ)

2171 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا أَبِي الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَاهِلِيِّ عَنْ بَعْضِ وَلَدِ الْجَارُودِ عَنِ الْجَارُودِ أَنَّهُ أَخَذَ هَذِهِ النُّسْخَةَ مِنْ نُسْخَةٍ عَهْدَ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ الذي كتبه له النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَعَثَهُ عَلَى الْبَحْرَيْنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا §كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الْقُرَشِيِّ الْهَاشِمِيِّ رَسُولِ اللَّهِ وَنَبِيِّهِ إِلَى خَلْقِهِ كَافَّةً لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ وَمَنْ مَعَهُ من المسلمين عهداً عهده إِلَيْكُمْ اتَّقُوا اللَّهَ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنِّي قد بعثت عليكم الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ وَأَمَّرْتُهُ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَ يُلِينَ لَكُمُ الْجَنَاحَ وَيُحْسِنَ فِيكُمُ السِّيرَةَ بِالْحَقِّ وَيْحَكُمَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَنْ لَقِيَ مِنَ النَّاسِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ مِنَ الْعَدْلِ وأمرتكم بِطَاعَتِهِ إِذَا فَعَلَ ذلك وقسم فقسط وَاسْتُرْحِمَ فَرَحِمَ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا -[138]- وَأَحْسِنُوا مُؤَازَرَتَهُ وَمُعَاوَنَتَهُ فَإِنَّ لِي عَلَيْكُمْ مِنَ الْحَقِّ طَاعَةً وَحَقًّا عَظِيمًا لَا تَقْدُرُونَ كُلَّ قَدْرِهِ وَلَا يَبْلُغُ الْقَوْلُ كُنْهَ حَقِّ عَظَمَةِ اللَّهِ وَحَقِّ رَسُولِهِ، [[.. وَكَمَا أَنَّ لِلَّهَ وَلرَسُولِهِ عَلَى النَّاسِ عَامَّةً وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةً حَقًّا وَاجِبًا بطَاعَته وَالْوَفَاء بِعَهْدِهِ كَذَلِكَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى وُلَاتِهِمْ حَقًّا [وَاجِبًا وَطَاعَةً، فرضي الله تعالى عَمَّنِ اعْتَصَمَ بِالطَّاعَةِ وَعَظَّمَ حَقَّ أَهْلِهَا وَحَقَّ وُلَاتِهَا] ..]] (*) فَإِنَّ فِي الطَّاعَةِ دَرَكًا لِكُلِّ خَيْرٍ يُبْتَغَى وَنَجَاةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُتَّقَى وَأَنَا أُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَنْ وَلَّيْتُهُ شَيْئًا مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ قَلِيلًا أَوْ كَثِيرًا فَلَمْ يَعْدِلْ فِيهِمْ أَنْ لَا طَاعَةَ لَهُ وَهُوَ خَلِيعٌ مِمَّا وَلَّيْتُهُ وقد برئت ذمة الَّذِينَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وأيمانهم وعهدهم وذمتهم وليستخيروا الله تعالى عِنْدَ ذَلِكَ ثُمَّ ليستعملوا عَلَيْهِمْ أَفْضَلَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ أَلَا وَإِنْ أصابت العلاء من مُصِيبَةٌ فَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله -[139]- عَنْه سَيْفُ الله فيهم خَلَفٌ لِلْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا عَرَفْتُمْ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى يُخَالِفَ الْحَقَّ إِلَى غَيْرِهِ فسيروا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ وَنَصْرِهِ وَعَافِيَتِهِ وَرُشْدِهِ وَتَوْفِيقِهِ فَمَنْ لَقِيتُمْ مِنَ النَّاسِ فَادْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ المنزل وسنته وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإحلال ما أحل اللَّهِ لَهُمْ فِي كِتَابِهِ وَتَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ وَأَنْ يخلعوا الأنداد ويبرأوا مِنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ ويكفروا بِعِبَادَةِ الطَّاغُوتِ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى وَأَنْ يتركوا عِبَادَةَ عِيسَى بن مَرْيَمَ وعزيز بن حروة وَالْمَلَائِكَةِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنِّيرَانِ وكل شَيْءٍ يُتَّخَذُ ضِدًّا مِنْ دون الله تعالى وَأَنْ يتولوا اللَّهَ ورسوله وأن يتبرأوا ممن برىء اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْهُ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا بِهِ ودخلوا فِي الولاية فبينوا لهم عِنْدَ ذَلِكَ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ الَّذِي تَدْعُونَهُمْ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ كِتَابُ اللَّهِ الْمُنَزَّلُ مَعَ الرُّوحِ الْأَمِينِ عَلَى صَفْوَتِهِ مِنَ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَنَبِيِّهِ وَحَبِيبِهِ أَرْسَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَامَّةً -[140]- الْأَبْيَضِ مِنْهُمْ وَالْأَسْوَدِ والإنس والجن كتاب الله فيه نبأ كُلِّ شَيْءٍ كَانَ قَبْلَكُمْ وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدَكُمْ لِيَكُونَ حَاجِزًا بَيْنَ النَّاسِ يحجز الله تعالى بِهِ بَعْضُهُمْ عن بعض وفيه إعراض بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ وَهُوَ كِتَابُ اللَّهِ مُهَيْمِنًا عَلَى الكتب مُصَدِّقًا لِمَا فِيهَا مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ يخبركم فيه اللَّهُ بِمَا كَانَ قَبْلَكُمْ مِمَّا فَاتَكُمْ دركه في فِي آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ أَتَتْهُمْ رُسُلُ اللَّهِ وَأَنْبِيَاؤُهُ كَيْفَ كان جوابهم وبم أَرْسَلَهُمْ وَكَيْفَ كَانَ تَصْدِيقُهُمْ بآيات الله تعالى أو تكذيبهم بهما وأخبر الله تعالى فِي كِتَابِهِ بِشَأْنِهِمْ وَعَمَلِهِمْ وَعَمَلِ مَنْ هلك منهم بدينه لِتَجْتَنِبُوا ذَلِكَ وَأَنْ لا تعملوا مثله لئلا يحق عَلَيْكُمْ فِي كتاب الله تعالى مِنْ -[141]- عِقَابِهِ وَسَخَطِهِ وَنِقْمَتِهِ مِثْلُ الَّذِي حَلَّ عليهم من سواء أَعْمَالِهِمْ لِتَهَاوُنِهِمْ بأمر الله عز وجل وَأَخْبَرَكُمْ فِي كِتَابِهِ بأعمال من مضى مِمَّنْ كَانَ قبلكم لتعملوا بمثل أَعْمَالِهِمْ بَيَّنَ لَكُمْ فِي كِتَابِهِ هَذَا شَأْنَ ذَلِكَ كُلِّهِ رحمة منه بكم وشفقة مِنْ رَبِّكُمْ عَلَيْكُمْ وَهُوَ هُدًى مِنَ الضَّلَالَةِ وتبيان مِنَ الْعَمَى وإقالة مِنَ الْعَثْرَةِ ونجاة من الفتنة وَنُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ وَشِفَاءٌ عِنْدَ الأحداث وَعِصْمَةٌ مِنَ التهلكة وَرُشْدٌ من الغواية وبيان مِنَ اللُّبْسِ وفيصل مَا بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ فَإِذَا عَرَضْتُمْ هَذَا عَلَيْهِمْ فَأَقَرُّوا لَكُمْ بِهِ فَاسْتَكْمِلُوا الْوَلَايَةَ فَاعْرِضُوا عَلَيْهِمْ عِنْدَ ذَلِكَ الْإِسْلَامَ وَهُوَ الصَّلَوَاتُ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَحَجُّ الْبَيْتِ وَصِيَامُ رَمَضَانَ وَالْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ وَالطُّهُورُ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ المسلمة وَحُسْنُ الصُّحْبَةِ حَتَّى للوالدين الْمُشْرِكَيْنِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمُوا فَادْعُوهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ -[142]- إِلَى الْإِيمَانِ وَانْصِبُوا لَهُمْ شَرَائِعَهُ وَمَعَالِمَهُ وَالْإِيمَانُ بشهادة أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ الْحَقُّ وأن ما سواه الباطل والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وأنبيائه واليوم الآخر وَالْإِيمَانُ بِمَا يَدَيْهِ وَمَا خَلْفَهُ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْبَعْثِ والنشور وَالْحِسَابِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْمَوْتِ والحياة والإيمان بالله وَرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ كَافَّةً فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ وَأَقَرُّوا بِهِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ ثُمَّ دلوهم بعد ذلك إلى الْإِحْسَانِ وَعَلِّمُوهُمْ أَنَّ الْإِحْسَانَ أَنْ يُحْسِنُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وبين الله تعالى فِي أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَهُ إِلَى رُسُلِهِ وَعَهْدِ رُسُلِهِ إِلَى خَلْقِهِ وَأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَالتَّسْلِيمِ وَسَلَامَةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ غَائِلَةِ لِسَانٍ أَوْ يَدٍ وَأَنْ يَبْتَغِيَ لِبَقِيَّةِ الْمُسْلِمِينَ كَمَا يَبْتَغِي لِنَفْسِهِ وَالتَّصْدِيقِ لمَوَاعِيدِ -[143]- الرَّبِّ ولقائه ومعاينته وَالْوَدَاعِ مِنَ الدُّنْيَا فِي كُلِّ سَاعَةٍ وَالْمُحَاسَبَةِ لِلنَّفْسِ عِنْدَ اسْتِيفَاءِ كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَتَزَوُّدٍ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالتَّعَاهُدِ لِمَا فَرَضَ اللَّهُ تَأْدِيَتَهُ إِلَيْهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ ثُمَّ انعتوا لَهُمُ الكبائر وَدُلُّوهُمْ عَلَيْهِمْ وَخَوِّفُوهُمْ من الهلكة في الْكَبَائِرِ فَإِنَّ الْكَبَائِرَ هِيَ الْمُوبِقَاتُ وأولاهن الشِّرْكُ بِاللَّهِ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} وَالسِّحْرُ وَمَا لِلسَّاحِرِ {مِنْ خَلَاقٍ} وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ {لَعَنَهُمُ اللَّهُ} وَالْفِرَارُ مِنَ الزحف {فقد باء بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} وَالْغُلُولُ {يأت بما غل يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ {فجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ {يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} وَأَكْلُ الرِّبَا {فأذنوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} -[144]- فإذا انْتَهَوْا عَنِ الْكَبَائِرِ فَهُمْ مُسْلِمُونَ مُؤْمِنُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ فَادْعُوهُمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ إِلَى الْعِبَادَةِ وَالْعِبَادَةُ الصِّيَامُ وَالْقِيَامُ وَالْخُشُوعُ وَالْخُضُوعُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ والإنابة وَالْيَقِينُ والإخبات وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّحْمِيدُ وَالتَّكْبِيرُ وَالصَّدَقَةُ بَعْدَ الزَّكَاةِ وَالتَّوَاضُعُ وَالسُّكُونُ وَالْمُوَاسَاةُ والدعاء والتضرع والإقرار بالملك والعبودية والاستقلال بما كَثُرَ مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فهم مؤمنون مُسْلِمُونَ مُحْسِنُونَ مُتَّقُونَ عَابِدُونَ وَقَدِ اسْتَكْمَلُوا الْعِبَادَةَ فَادْعُوهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الْجِهَادِ وَبَيِّنُوهُ لَهُمْ وَرَغِّبُوهُمْ فِيمَا رَغَّبَهُمُ اللَّهُ فِيهِ مِنْ فَضِيلَةِ الْجِهَادِ وَثَوَابِهِ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنِ انتدبوا فبايعوهم وادعوهم حَتَّى تبايعوهم إِلَى سُنَّةِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ عَلَيْكُمْ عَهْدُ اللَّهِ وَذِمَّتُهُ سَبْعُ كَفَالَاتٍ يَعْنِي اللَّهُ كَفِيلٌ عَلَى الْوَفَاءِ سَبْعَ مرات لا تنكثون أَيْدِيَكُمْ مِنْ بَيْعَةٍ وَلَا تنفضون أَمْرَ وَالٍ مِنْ وُلَاةِ الْمُسْلِمِينِ فَإِذَا أَقَرُّوا بِهَذَا فَبَايِعُوهُمْ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ لَهُمْ فَإِذَا خَرَجُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ غضباً لله عز وجل ونصراً لدينه فمن لَقُوا مِنَ النَّاسِ فَلْيَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دُعُوا إِلَيْهِ مِنْ -[145]- كِتَابِ اللَّهِ بِإِجَابَتِهِ ثُمَّ إسلامه وإيمانه وإحسانه وَتَقْوَاهُ وَعِبَادَتِهِ وَجِهَادِهِ فَمَنِ اتَّبَعَهُمْ فَهُوَ المستحث الْمُسْتَكْثِرُ الْمُسْلِمُ الْمُؤْمِنُ الْمُحْسِنُ المتقي الْعَابِدُ

القضاء والشهادات

(22 - الْقَضَاءُ وَالشَّهَادَاتُ) تَقَدَّمَ كَثِيرٌ مِنْهُ فِي كِتَابِ الْخِلَافَةِ وَالْإِمَارَةِ

باب ما يخشى على من قضى بغير حق

(1 - بَابُ مَا يُخْشَى عَلَى مَنْ قَضَى بِغَيْرِ حَقٍّ)

قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو السَّكْسَكِيُّ حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ عُبَيْدٍ وَمُرَيْحُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إِنَّ الْقَاضِيَ لِيَنْزِلُ فِي مَنْزِلَتِهِ فِي جَهَنَّمَ أَبْعَدَ مِنْ عَدَنٍ وَقَالَ عَبْدُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا بَقِيَّةُ لَكِنْ قَالَ عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ وَلَمْ يَذْكُرْ مُرَيْحَ بْنَ مَسْرُوقٍ وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ بَقِيَّةَ بِهِ

2173 - وَقَالَ عَبْدُ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثنا أَبُو سِنَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ إِن عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا اقْضِ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ لَا أَقْضِي بَيْنَ رجلين ولا أو مهما قَالَ فَإِنَّ أَبَاكَ رَضِيَ الله عَنْه كان يفضي قَالَ كَانَ أَبِي يَقْضِي فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ أَشْكَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَأنَا لَا أَجِدُ مِنْ أَسْأَلُهُ وَإِنِّي لَسْتُ مِثْلَ أَبِي وَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الْقُضَاةَ ثَلَاثَةٌ رَجُلٌ خَافَ فَمَالَ بِهِ هَوًى فَهُوَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَكَلَّفَ الْقَضَاءَ فَقَضَى بِجَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ اجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَذَاكَ يَنْجُو كَفَافًا لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ وَهَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ عَاذَ بِاللَّهِ فَقَدْ عَاذَ بِمَعَاذٍ قَالَ بَلَى قَالَ فَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ أَنْ تَجْعَلَنِي قَاضِيًا فَأَعْفَاهُ وَقَالَ لَا تُخْبِرَنَّ أَحَدًا

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ وَأُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَاَمٍ فَرَّقَهُمَا وَهَذَا -[152]- لَفْظُ أُمَيَّةَ قَالَا ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَبِي جَمِيلَةَ يَتَحَدَّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ إِن عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ لِابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا اذْهَبْ فَكُنْ قاضياً قال أو يعفيني أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ اذْهَبْ فَاقْضِ بَيْنَ الناس قال أو تعفيني يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا ذَهَبْتَ فَقَضَيْتَ قَالَ لَا تَعْجَلْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ عَاذَ بِاللَّهِ فَقَدْ عَاذَ بِمَعَاذٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ قَاضِيًا قَالَ وَمَا يَمْنَعُكَ وَقَدْ كَانَ أَبُوكَ قَاضِيًا قَالَ لِأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ كَانَ قَاضِيًا يَقْضِي بِجَوْرٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَمَنْ كَانَ قَاضِيًا يَقْتَضِي بِجَهْلٍ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَمَنْ كَانَ قَاضِيًا عَالِمًا فَقَضَى بِحَقٍّ أَوْ بِعَدْلٍ سَأَلَ أَنْ يَنفَلِتَ كَفَافًا قُلْتُ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ وَقَالَ: إِنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا.

2174 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا بَعْضُ الْمَشْيَخَةِ عَنْ نُفَيْعٍ أَبِي دَاوُدَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى مَعَ الْقَاضِي مَا لَمْ يَتَعَمَّدْ حَيْفًا أَوْ مَا لَمْ يَحِفْ عَمْدًا وَيُوَفِّقُهُ لِلْحَقِّ مَا لَمْ يُرِدْ غَيْرَهُ

2175 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ثنا فَطَرٌ عَنِ الذَّيَّال بْنِ حَرْمَلَةَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمَرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ وَلِيَ عَلَى النَّاسِ فَاحْتَجَبَ عَنْهُمْ عِنْدَ فَقْرِهِمْ وَحَاجَتِهِمْ احتجب الله منه يَوْمَ الْقِيَامَةِ قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَزْدِيِّ أَنَّهُ قَالَ: لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ... فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ قَالَ التِّرْمِذِيُّ: إِنَّ أَبَا مَرْيَمَ هَذَا الْأَزْدِيُّ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ

2176 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْها قلت قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا ابْتُلِيَ أَحَدُكُمْ بِالْقَضَاءِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يَقْضِي وَهُوَ غَضْبَانُ وَلْيُسَوِّ بَيْنَهُمْ فِي الْمَجْلِسِ وَالنَّظَرِ وَالْإِشَارَةِ وَلَا يَرْفَعْ صَوْتَهُ عَلَى أحد الخصمين فوق الآخر

2177 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي حُرَيزٍ عَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ كَانَ §إِذَا غَضِبَ أَوْ جَاعَ قَامَ فَلَمْ يَقْضِ بَيْنَ أَحَدٍ

2178 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ثنا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيُّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يَقْضِي الْقَاضِي إِلَّا وَهُوَ شَبْعَانُ رَيَّانُ

2179 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ §الْقَضَاءَ لَيْسَ بِحِسَابٍ تَحْسِبُهُ، وَلَكِنْ مِسْحَةٌ تَمُرُّ عَلَى الْقَلْبِ

2180 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ §فَإِنْ كَانَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تعلى قَالَ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَكَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا فِي قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَخَذَ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَنْهُمَا اجْتَهَدَ رَأْيَهُ

باب الزجر عن إكرام أحد الخصمين وعن المخاصمة بغير حق

(2 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ وَعَنِ الْمُخَاصَمَةِ بِغَيْرِ حَقٍّ)

2181 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ فَنَزَلَ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ فَأَضَافَهُ فَقَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُخَاصِمَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ عَنْهُ تَحَوَّلْ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَانَا أَنْ نُضَيَّفَ الْخَصْمَ إِلَّا وَمَعَهُ خَصْمُهُ

2182 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقْضِي فَجَاءَ الْحَارِثُ بْنُ الْحَكَمِ فَجَلَسَ عَلَى وِسَادَتِهِ الَّتِي يَتَّكِئُ عَلَيْهَا قَالَ فَظَنَّ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ جَاءَ لِحَاجَةٍ غَيْرِ الْحُكْمِ قَالَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ فقال له مالك قَالَ اسْتَأْدَى عَلَى الْحَارِثِ فَقَالَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ §قُمْ فَاجْلِسْ مَعَ خَصْمِكَ فَإِنَّهَا سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2183 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ ثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنِ الْمُطَّلِبِ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §مَنْ شَدَّ عَلَى غَفْلَةٍ مُخَاصِمٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ بِخُصُومَتِهِ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَنْزِعَ

باب كراهية الأجر على الحكم

(3 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْأَجْرِ عَلَى الْحُكْمِ)

2184 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْهُ §قَسَمَ قَسْمًا فَدَعَا رَجُلًا يَحْسِبُ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالُوا أَعْطِهِ قَالَ إِنْ شَاءَ وَهُوَ سُحْتٌ

باب ذم الرشوة

(4 - بَابُ ذَمِّ الرِّشْوَةِ)

2185 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ عَنْ عَبْدِ الملك بن معن الْمُجَاشِعِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الطلحي عَنْ رَجُلٍ مِنَ المهاجرين قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي فِي النَّارِ

2186 - قَالَ وَحَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ §لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنها إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ تَفَرَّدَ بِهِ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى وَهُوَ لَيِّنٌ

2187 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ فِطْرٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَبْدَ اللَّهَ عَنِ §السُّحْتِ قَالَ الرُّشَا قَالَ فَالْجَوْرُ فِي الْحُكْمِ قَالَ ذَاكَ الْكُفْرُ

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ثَنَا فِطْرٌ بِهَذَا وَلَفْظُهُ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ §مَا السُّحْتُ قَالَ الرُّشَا قَالَ فَالْجَوْرُ فِي الحكم قال ذلك الْكُفْرُ ثُمَّ قَرَأَ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ تَابَعَهُ شُعْبَةُ عَنْ منصوراً أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ

باب القضاء بالبينة واليمين مع الشاهد

(5 - بَابُ الْقَضَاءِ بِالْبَيِّنَةِ وَالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ)

2188 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ثَنَا حَجَّاجٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ

2189 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَقَالَ إسحاق أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَا ثنا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَضَى §إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلطَّالِبِ بَيِّنَةٌ، فَعَلَى الْمَطْلُوبِ الْيَمِينُ لَفْظُ إِسْحَاقَ وَقَالَ الْآخَرُ مَنْ طَلَبَ طلبة بغير شهود فَالْمَطْلُوبُ هُوَ أَوْلَى بِالْيَمِينِ وَقَالَ إِسْحَاقُ وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ

2190 - وقال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ ثنا أَيُّوبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ كَانَ شُرَيْحٌ يَقُولُ §شَاهِدَانِ ذَوَا عَدْلٍ أَنَّكُمَا تَفَرَّقْتُمَا عَنْ تَرَاضٍ بَعْدَ الْبَيْعِ أَوْ تَخَايُرٍ وَإِلَّا يمينه بِاللَّهِ مَا تَفَرَّقْتُمَا عَنْ تَرَاضٍ بَعْدَ الْبَيْعِ أَوْ تَخَايُرٍ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ عَلَى شُرَيْحٍ

باب اليمين مع الشاهد

(6 - بَابُ الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ)

2191 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ §قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ قَالَ أَبِي وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْهُ قَضَى بِهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ يَقُولُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ لِلْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِلْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ فَذَكَرَهُ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرٍ وَأَشَارَ إِلَى حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ

2192 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ الْحَمِيدِ بِالْكُوفَةِ، فَكَانَ يَقْضِي بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ، فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ ذَلِكَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَكَتَبَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَكَتَبَ: §أَنِ أقْضِيَ بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ "، فَقَامَ شَيْخٌ مِنْ كُبَرَائِهِمْ، فَقَالَ: شَهِدْتُ شُرَيْحًا يَقْضِي بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ "

باب من لا تقبل شهادته وترد

(7 - بَابُ مَنْ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ وَتُرَدُّ)

2193 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §الْكُوبَةُ حَرَامٌ وَالدُّفُّ حَرَامٌ وَالْمَعَازِفُ حَرَامٌ وَالْمَزَامِيرُ حَرَامٌ

2194 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ آلِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ

2195 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْقُرَشِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى حِينَ انْتَهَى إِلَى الثَّنِيَّةِ فَقَالَ §لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَصْمٍ وَلَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ في المراسيل ظنين واليمين على المدعى عليه

2196 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ كَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا يَسْأَلُهُ عَنْ §شَهَادَةِ الصِّبْيَانِ فَقَالَ لَا تَجُوزُ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} وَعَنْ زَنْجٍ نَحَرُوا حِمَارًا أَنْ ضَمِنَ سَيِّدُهُمْ فَلَا قَطْعَ عَلَيْهِمْ

2197 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §شَهَادَةُ الصَّبِيِّ عَلَى الصَّبِيِّ وَشَهَادَةُ الْعَبْدِ عَلَى الْعَبْدِ جَائِزَةٌ

2198 - حَدَّثَنَا أبو معاوية عمر بْنِ رَاشِدٍ عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تَرِثُ مِلَّةٍ مِلَّةً وَلَا تَجُوزُ شَهَادَةُ مِلَّةٍ عَلَى مِلَّةِ إلِاَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ شَهَادَتَهُمْ تَجُوزُ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ

2199 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عن معمر عم مُوسَى بْنِ شَيْبَةَ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَدَّ شَهَادَةَ رَجُلٍ فِي كَذْبَةٍ

2200 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ §إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْكَعْبَاتِ الْمَسْمُومَةَ الَّتِي تُزْجَرُ زَجْرًا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الْمَيْسِرِ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ مِثْلَهُ

2201 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْجُعَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ الْخَطْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يَسْأَلُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ مَا سَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَثَلُ الَّذِي يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي مَثَلُ الَّذِي يَتَوَضَّأُ بِالْقَيْحِ وَدَمِ الْخِنْزِيرِ يَقُولُ لَا تُقْبَلُ صَلَاتُهُ

باب كراهية تحمل الشهادة فيما يكره فعله

(8 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَحَمُّلِ الشَّهَادَةِ فِيمَا يُكْرَهُ فِعْلُهُ)

وَقَالَ عَبْدُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ ثنا أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ وَلَدٌ لَهُ فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَشْهَدَ بِصَدَقَةٍ أَتَصَدَّقُ بِهَا عَلَى ابْنِي هَذَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَلَكَ وَلَدٌ غَيْرُهُ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَعْطَيْتَهُ مِثْلَ هَذَا قَالَ لَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا أَشْهَدُ

باب الزجر عن شهادة الزور وعن كتمان شهادة الحق

(9 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ شَهَادَةِ الزُّورِ وَعَنْ كِتْمَانِ شَّهَادَةِ الْحَقِّ)

2203 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ §وَمَنْ رَجَعَ عَنْ شَهَادَةٍ أَوْ كَتَمَهَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ لحمه على رؤوس الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُدْخِلَهُ النَّارَ وَهُوَ يَلُوكُ لِسَانَهُ وَمَنْ شَهِدَ شَهَادَةَ الزُّورِ عَلَى مُسْلِمٍ أَوْ كَافِرٍ عُلِّقَ بِلِسَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ صُيِّرَ مَعَ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَمَنْ تَحَلَّمَ مَا لَمْ يَحْلُمْ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ الزُّورَ ... الْحَدِيثَ هَذَا الْحَدِيثُ مَوْضُوعٌ

2204 - وقال الحارث أيضاً حدثنا عبيد اللَّهِ ثنا الْمُعْتَمِرُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَنَشٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ §مَنْ شَهِدَ شَهَادَةً اسْتَبَاحَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَوْ سَفَكَ بِهَا دَمَهُ فَقَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ثنا المعتمر بهذا وحدثنا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ عَنْ مُعْتَمِرٍ مِثْلَهُ

2205 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ §أَقَامَ شَاهِدَ زُورٍ عَشِيَّةً فِي إِزَارٍ يُنَكِّتُ نَفْسَهُ ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ وحدثه مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ رَضِيَ الله عَنْهُ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي الْمَوَاعِظِ

كتاب اللباس والزينة

(23 - كِتَابُ اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ)

باب لعن الواصلة والمستوصلة

(1 - بَابُ لَعْنِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ)

2206 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ثنا الْقَاسِمُ وَمَكْحُولٌ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ الْوَاصِلَةَ وَالْمَوْصُولَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمَوْشُومَةَ

باب الأمر بتنظيف البيوت

(2 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَنْظِيفِ الْبُيُوتِ)

2207 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرِيمَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ الَّتِي تَجْمَعُ الْأَكْبَاءَ فِي دُورِهَا فِيهِ خَالِدٌ ضَعِيفٌ

باب الندب إلى العمامة

(3 - بَابُ النَّدْبِ إِلَى الْعِمَامَةِ)

2208 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ عَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ بِعِمَامَةٍ سَدَلَهَا خَلْفِي ثُمَّ قَالَ §إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَيَّدَنِي يَوْمَ بَدْرٍ وَحُنَيْنٍ بِمَلَائِكَةٍ يَعْتَمُّونَ هَذِهِ الْعِمَامَةَ وَقَالَ إِنَّ الْعِمَامَةَ حَاجِزَةٌ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ ... الْحَدِيثَ -[274]- وَقَالَ أَبُو بَكْرِ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ جَمِيعًا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هشام عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَعِيدٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ أَبِي رَاشِدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ عَمَّنِي ... فَذَكَرَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ فَسَدَلَ طَرْفَيْهَا عَلَى مَنْكِبِي وَقَالَ حَاجِزَةٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ

باب الزجر عن لبس الثوب وجره من الخيلاء إلا لضرورة

(4 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ لُبْسِ الثَّوْبِ وَجَرِّهِ مِنَ الْخُيَلَاءِ إِلَّا لِضَرُورَةٍ)

2209 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاجٍ قَالَ كَانَ أَبُو لُبَابَةَ جَالِسًا مَعَ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ §بِئْسَ الثَّوْبُ ثَوْبُ الْخُيَلَاءِ فَقَالَ كَعْبٌ رَضِيَ الله عَنْه أَسَمِعْتَهُ من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لا قال إِنِّي لَا أَرُدُّ عَلَيْكَ عِلْمَكَ إِنِّي لَأَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ من لبس ثوب خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ حَتَّى يَضَعَهُ وإن كان كبر فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ رَضِيَ الله عَنْه بِئْسَ الْقَلْبُ قَلْبُ السَّمِينِ فَقَالَ كَعْبٌ رَضِيَ الله عَنْه أَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال لا قَالَ كَعْبٌ -[280]- رَضِيَ الله عَنْه إِنِّي لَا أَرُدُّ عَلَيْكَ علمك إني أجد فِي كتاب الله تعالى مَثَلُ السَّمِينِ وَقَلْبِ الْمَهْزُولِ كَمَثَلِ شَاةٍ سَمِينَةٍ وَشَاةٍ مهزول أصابها الْمَطَرُ فَخَلَصَ إِلَى قَلْبِ الْمَهْزُولَةِ وَلَمْ يَخْلُصْ إِلَى قَلْبِ السَّمِينَةِ فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ رَضِيَ الله عَنْه مَنْ يَعْبُدِ اللَّهَ كفاه الله عز وجل الْمُؤْنَةَ فَقَالَ كَعْبٌ رَضِيَ الله عَنْه أَسَمِعْتَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَا فَقَالَ إِنِّي لَا أَرُدُّ عَلَيْكَ عِلْمَكَ وَإِنِّي لَأَجِدُ فِي كتاب الله تعالى مَا مِنْ عَبْدٍ يعبد الله عز وجل إِلَّا ضمن الله تعالى السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ بِرِزْقِهِ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ مَا عَاشَ

2210 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ سَمِعْتُ زِيَادَ النُّمَيْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بَيْنَمَا رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَ فِي بُرْدَيْنِ فَاخْتَالَ فِيهِمَا فَأَمَرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْأَرْضَ فَأَخَذَتْهُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

2211 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ثنا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا يَنْظُرُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الَّذِي يَجُرُّ إِزَارَهُ

2212 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْمُحَبَّرِ ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يزيد بن عمر عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ §وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَاخْتَالَ فِيهِ خُسِفَ بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَيُجَلْجِلُ فِيهَا مَا دَامَتِ السموات وَالْأَرْضُ لِأَنَّ قَارُونَ لَبِسَ حُلَّةً فَاخْتَالَ فَخُسِفَ بِهِ فَهُوَ يُجَلْجِلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

2213 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ جيمعاً حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ثنا رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ قال إنَّهُ سَمِعَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ وَمَشَى فِي زُقَاقِ أَبِي لَهَبٍ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَقْبَلَ رَجُلٌ يَمْشِي فِي بُرْدَيْنِ لَهُ قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ يَنْظُرُ فِي عِطْفَيْهِ وَهُوَ يَتَبَخْتَرُ إِذْ خَسَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ هَكَذَا رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَخَالَفَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِي فَرَوَاهُ عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ عَنِ ابْنِ كُرَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ كُنْتُ أَقُودُهُ فِي زُقَاقِ أَبِي لَهَبٍ وَقَالَ يَا كُرَيْبُ بَلَغْنَا مَكَانَ كَذَا وَكَذَا قُلْتُ أَنْتَ الْآنَ عِنْدَهُ فَقَالَ حَدَّثَنِي -[289]- الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هذا الموضع إذا §أَقْبَلَ رَجُلٌ يَتَبَخْتَرُ فِي بُرْدَيْنِ وَيَنْظُرُ إِلَى عِطْفَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ إِذْ خُسِفَ بِهِ الْأَرْضُ فِي هَذَا الْمَوْطِنِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

2214 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ثنا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ §وَإِيَّاكَ وَجَرَّ الْإِزَارِ فَإِنَّ جَرَّ الْإِزَارِ مِنَ الْمَخِيلَةِ قُلْتُ: حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ

2215 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ إنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ رَأَى رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ فَقَالَ §ارْفَعْ إِزَارَكَ قَالَ إِنِّي حَمْشُ السَّاقَيْنِ

2216 -[1] حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ (ح) [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدََّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ كِلَاهُمَا عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ عَنْ سَعِيدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ قَالَ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْصَرَ رَجُلًا يَجُرُّ إِزَارَهُ فَقَالَ لَهُ §ارْفَعْ إِزَارَكَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ بِسَاقِي حُمُوشَةً قَالَ ذَلِكَ أَقْبَحُ مِمَّا بِسَاقِكَ

2217 - وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ ونا سَيَّارٌ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ونا عُمَرُ مَوْلَى سَلَّامِ بْنِ أَبِي مُطِيعٍ قَالَ سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيَّ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ قَالَ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الَّذِينَ يَلْبَسُونَ لَا يَطْعَنُونَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَلْبَسُونَ وَالَّذِينَ لَا يَلْبَسُونَ لَا يَطْعَنُونَ عَلَى الَّذِينَ يَلْبَسُونَ

باب استحباب إظهار النعمة إذا لم يكن سرف ولا مخيلة

(5 - بَابُ اسْتِحْبَابِ إِظْهَارِ النِّعْمَةِ إِذَا لم يكن سرف ولا مَخِيلَةٍ)

2218 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ أَسْلَمَ الْمِنْقَرِيِّ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ قَالَ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا سَيِّئَ الْهَيْئَةِ فَقَالَ §أَلَكَ مَالٌ قَالَ نَعَمْ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْيُرَ أَثَرُهُ عَلَيْكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ النِّعْمَةِ عَلَى عَبْدِهِ وَيَكْرَهُ الْبُؤْسَ وَالتَّبَاؤُسَ

2219 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ

باب استحباب ترك التنعم والترفه

(بَابُ اسْتِحْبَابِ تَرْكِ التَّنَعُّمِ وَالتَّرَفُّهِ)

2220 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْأَدْرَعِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §تَمَعْدَدُوا وَاخْشَوْشِنُوا وَانْتَضِلُوا وَامْشُوا حُفَاةً

2221 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا خَالِدٌ ثنا مُسْلِمٌ الْأَعْوَرُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيص قُطْنٍ قَصِيرُ الطُّولِ قَصِيرُ الْكُمَّيْنِ وَقَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ ثنا خَالِدٌ بِهِ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ مُسْلِمٍ بِهِ

2222 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ زَيْدٍ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ §اشْتَرَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَمِيصَيْنِ سُنْبُلَانِيَّيْنِ انتجانيين بِسَبْعَةِ دراهم فكسى فنبر أَحَدَهُمَا فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَلْبَسَ إِذَا إِزَارُهُ مَرْقُوعٌ رُقْعَةً مِنْ أَدَمٍ

باب النهي عن تستير الجدر

(7 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ تَسْتِيرِ الْجُدُرِ)

2223 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرٌ هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَعْرَسْتُ فِي عَهْدِ أَبِي فَأَذِنَ النَّاسَ فَكَانَ أَبُو أَيُّوبَ فِي مَنْ آذَنَ وَقَدْ سَتَرُوا بِنِجَادٍ أَخْضَرَ فَأَقْبَلَ أَبُو أَيُّوبَ فَدَخَلَ وَأَبِي قَائِمٌ فَاطَّلَعَ فَرَأَى الْبَيْتَ مُسَتَّرًا بِنِجَادٍ أَخْضَرَ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ §أَتَسْتُرُونَ الْجُدُرَ فَقَالَ أَبِي وَاسْتَحْيَا يَا أَبَا أَيُّوبَ غَلَبَنَا النِّسَاءُ فَقَالَ مَنْ خَشِيتَ أَنْ يَغْلِبَهُ النساء فلم أخشى أَنْ يَغْلِبْنَكَ ثُمَّ قَالَ وَاللَّهِ لا أطعم لك طَعَامًا وَلَا أَدْخُلُ لَكُمْ بَيْتًا ثُمَّ خَرَجَ

2224 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ إِلَى طَعَامٍ فَلَمَّا جَاءَ رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا فَقَعَدَ خَارِجًا وَبَكَى فَقِيلَ لَهُ وَمَا يُبْكِيكَ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بِقِطْعَةِ فَرْوٍ فَاسْتَقْبَلَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ وَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ وَصَفَ حَمَّادٌ بِيَدَيْهِ بِبَاطِنِ الْكَفَّيْنِ وَمَدَّ يَدَيْهِ §تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَيْ أَقْبَلَتْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ يَقَعُ عَلَيْنَا ويغدو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ كَيْفَ لَا أَبْكِي وَقَدْ رَأَيْتُكُمْ تسترون بيوتكم كم تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةَ

باب نهي المرأة أن تلبس ما يصف عظمها

(8 - بَابُ نَهْيِ الْمَرْأَةِ أَنْ تَلْبَسَ مَا يَصِفُ عَظْمَهَا)

2225 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةٌ وَثَوْبٌ شَامِيٌّ فكساني الحلة وكسى أُسَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ الثَّوْبَ فَرُحْتُ فِي حُلَّتِي وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُسَامَةَ §مَا صَنَعْتَ بِثَوْبِكَ قَالَ كَسَوْتُهُ امْرَأَتِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمُرْهَا تَلْبَسْ تَحْتَهُ ثَوْبًا شَفِيفًا لَا يَصِفُ حَجْمَ عِظَامِهَا لِلرِّجَالِ وَرَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنِ ابْنِ أُسَامَةَ عَنْ أَبِيهِ

باب النقش للمرأة خضب يدها

(9 - بَابُ النَّقْشِ لِلْمَرْأَةِ خَضْبُ يَدِهَا)

2226 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدَّتِهِ رَضِيَ الله عَنْهِا قَالَتْ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ تَخْتَضِبُ فَقَالَ §هَلَّا يَا أُمَّ فُلَانٍ هَكَذَا عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ يَعْنِي النَّقْشَ

باب كراهية الخلوق وإباحته للمتزوج

(10 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْخَلُوقِ وَإِبَاحَتِهِ لِلْمُتَزَوِّجِ)

2227 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا شُعْبَةُ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَبِيبَةَ يُحَدِّثُ عَنِ الرَّجُلِ الَّذِي أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ قَالَ §سَأَلْتُهُ وَأَنَا مُخَلَّقٌ فَقَالَ لِي اذْهَبْ فَاغْتَسِلْ فَذَهَبْتُ فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا قَالَ فَذَهَبْتُ فَوَقَعْتُ فِي بِئْرٍ وَأَخَذْتُ نَشْفَةً يَعْنِي حَجَرًا فَجَعَلْتُ أبْتَغِي يَعْنِي الْوُضُوءَ ثُمَّ اغْتَسَلْتُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَاتِ حَاجَتَكَ قُلْتُ رَوَى أَبُو دَاوُدَ مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ

2228 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ثَلَاثَةٌ لَا تَقْرَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ الْمُتَخَلِّقُ وَالسَّكْرَانُ وَالْجُنُبُ

2229 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيَانَ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ ذَهَبْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَهُودِ بَنِي قَيْنُقَاعٍ فَأَبْصَرَ رَجُلًا مُتَخَلِّقًا فَقَبَضَ يَدَهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَعَلَّهُ عَرُوسٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ §اذْهَبْ فَاغْسِلْهُ ثُمَّ أَنْهِكْهُ ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ أَنْهِكْهُ ثُمَّ اغْسِلْهُ ثُمَّ أَنْهِكْهُ

2230 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا أَبُو حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيُّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ §رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْهُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ وَرِدَاءٌ أَصْفَرُ

2231 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مَصْبُوغَانِ بِالزَّعْفَرَانِ رِدَاءٌ وَعِمَامَةٌ

2232 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا حُرَيْثٍ عَنْ مُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ §إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِيُبَايِعَهُ فَرَأَى يَدَهُ مُخَلَّقَةً فَكَفَّ يَدَهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنَّمَا كَفَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَنْكَ أَنَّهَا مُخَلَّقَةٌ فَغَسَلَ يَدَهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعَهُ وَقَالَ الْحَارِثُ حدثنا زكريا بت عَدِيٍّ ثنا ابْنُ نُمَيْرٍ بِهِ

باب المعصفر للصبيان وغيرهم

(11 - بَابُ الْمُعَصْفَرِ لِلصِّبْيَانِ وَغَيْرِهِمْ)

2233 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ وَابْنِ أبي مليكة قال كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهِا وَنَحْنُ غِلْمَانٌ §وَعَلَيْنَا ثِيَابٌ مُعَصْفَرَةٌ

2234 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إنَّ شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ فَقَالَ الرَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَوْ كَانَ هَذَا تَحْتَ قِدْرِ أَهْلِكَ كَانَ خَيْرًا لَكَ فَذَهَبَ الْفَتَى فَغَدَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا صَنَعْتَ بِثَوْبِكَ قَالَ صَنَعْتُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بِذَلِكَ أَمَرْتُكَ فَهَلَّا أَلْقَيْتَهُ عَلَى بَعْضِ نِسَائِكَ

باب الوشم

(12 - بَابُ الْوَشْمِ)

2235 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ ابن أَبِي حَازِمٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ مَرِيضٌ فَرَأَيْتُ أَسْمَاءَ بنت عميس رَضِيَ الله عَنْها §تَذُبُّ عَنْهُ وَهِيَ موشومة اليدين أي منقوشتهما بالحناء

باب النهي عن الجلوس على جلود السباع

(13 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ عَلَى جُلُودِ السِّبَاعِ)

2236 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ الشَّيْبَانِيُّ ثنا حَبِيبُ ابن الشَّهِيدِ ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إَِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ يُفْرَشَ مُسُوكُ السِّبَاعِ جَمْعُ مَسْكٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ الْجُلُودُ

باب تحريم الحرير على الرجال وإباحته للنساء وجواز بيعه لمن يجوز له لبسه

(14 - بَابُ تَحْرِيمِ الْحَرِيرِ عَلَى الرِّجَالِ وَإِبَاحَتِهِ لِلنِّسَاءِ وَجَوَازِ بَيْعِهِ لِمَنْ يَجُوزُ لَهُ لُبْسُهُ)

2237 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ وَكَانَ جَارًا لِي خَتَمَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ خَرَجَتْ خَيْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ بِهَا أُكَيْدِرُ دُومَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ ثُمَّ إِنَّ أُكَيْدِرَ أَخْرَجَ قُبَاءً مَنْسُوجًا بِالذَّهَبِ مِمَّا كَانَ كِسْرَى يَكْسُوهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ارْجِعْ -[342]- بِقُبَاكَ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَلْبَسُ هَذَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا حُرِمَهُ فِي الْآخِرَةِ فَرَجَعَ بِهِ فَلَمَّا أَتَى مَنْزِلَهُ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ هَدِيَّتَهُ فَرَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ يَشُقُّ عَلَيْنَا أَنْ يُرَدَّ هَدِيَّتُنَا فَاقْبَلْ مِنِّي هَدِيَّتِي فَقَالَ انْطَلِقْ فَادْفَعْهُ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ وَقَدْ كَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ سَمِعَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ فَبَكَى وَدَمِعَتْ عَيْنَاهُ وَظَنَّ أَنْ قَدْ لَحِقَهُ شَقَاءٌ فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَحَدَثَ فِيَّ شَيْءٌ قُلْتُ فِي هَذَا الْقَبَاءِ مَا سَمِعْتُ ثُمَّ بَعَثْتَ بِهِ إِلَيَّ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَعَثْتُ بِهِ إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهُ وَلَكِنْ تَبِيعُهُ فَتَسْتَعِينَ بِثَمَنِهِ

2238 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَ حدثتني أم هاني رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُهْدِيَ لَهُ حُلَّةُ حَرِيرِ سِيَرَاءُ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ فَرَاحَ وَهِيَ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ §إِنِّي لَا أَرْضَى لَكَ إِلَّا مَا أرضى لنفسي إن لَمْ أكسها لِتَلْبَسَهَا إِنِّي كَسَوْتُهَا لِتَجْعَلَهَا خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ فِي إِسْنَادِهِ ضَعْفٌ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ نَفْسِهِ

2239 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ أَخْبَرَتْنِي أُمُّ الْمُغِيرَةِ مَوْلَاةُ الْأَنْصَارِ قَالَتْ سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا عَنِ الْحَرِيرِ يلبسه النِّسَاءُ قَالَتْ §كُنَّا نُكْسَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثيابايقال لَهَا السِّيَرَاءُ

2240 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ شَمَّاسٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَجَاءَ ابْنَانِ عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ مِنْ حَرِيرٍ يَشُقُّهُ عَنْهُمَا وَقَالَ إِنَّمَا §هَذَا لِلنِّسَاءِ وَلَيْسَ لِلرِّجَالِ

2241 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا عَبَّادٌ ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ أنا ثَابِتُ بْنِ زَيْدِ بْنُ ثابت بْنُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَخْبَرَتْنِي أُنَيْسَةُ بِنْتُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنْ أَبِيهَا رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §الذَّهَبُ وَالْحَرِيرُ حَلَالٌ لِإِنَاثِ أُمَّتِي حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِهَا

2242 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْمُهَاجِرِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ دَخَلَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى فِرَاشٍ مِنْ سُنْدُسٍ فَقَالَ §لَأَنْ أَجْلِسَ عَلَى جَمْرِ الْغَضَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَجْلِسَ عَلَى هَذَا

باب إباحة لبس الحرير لعذر والإشارة إلى كراهيته للصبيان

(15 - بَابُ إِبَاحَةِ لُبْسِ الْحَرِيرِ لِعُذْرٍ وَالْإِشَارَةِ إِلَى كَرَاهِيَتِهِ لِلصِّبْيَانِ)

2243 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ دَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَمَعَهُ مُحَمَّدٌ ابْنُهُ §وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ فَأَخَذَ بِجَيْبِهِ فَشَقَّهُ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ لَقَدْ أَفْزَعْتَ الصَّبِيَّ فَأَطَرْتَ قَلْبَهُ قَالَ تَكْسُوهُمُ الْحَرِيرَ قَالَ فَإِنِّي أَلْبَسُ الْحَرِيرَ فَإِنُّهُمْ مِثْلُكَ

2244 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ دَخَلَ ابْنُ عَوْفٍ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ وَعَلَيْهِ قَمِيصُ حَرِيرٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ §ذُكِرَ لِي أَنَّ مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَةِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْبَسَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ

2245 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ عَنْ أَبِي جَنَابٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ شَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثْرَةَ الْقَمْلِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَلْبَسَ قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ فَأَذِنَ لَهُ فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ أَتَاهُ بِابْنِهِ وَأَبِي سَلَمَةَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ مَا هَذَا ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ فِي جَيبِ الْقَمِيصِ فَشَقَّهُ إِلَى أَسْفَلِهِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ الله عَنْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ أَحَلَّهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا أَحَلَّهُ لَكَ لِأَنَّكَ شَكَوْتَ الْقَمْلَ فَأَمَّا غَيْرُكَ فَلَا

باب فضل البياض على غيره ولبس سائر الألوان

(16 - بَابُ فَضْلِ الْبَيَاضِ عَلَى غَيْرِهِ وَلُبْسِ سَائِرِ الْأَلْوَانِ)

2246 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَلْبَسُ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ

2247 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ثنا أَبُو سِنَانٍ قَالَ §رَأَيْتُ الْحَسَنَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ عَلَيْهِ كُمَّةٌ بَيْضَاءُ مُضَرَّبَةٌ -[364]- وحَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي الْبَابِ تَقَدَّمَ فِي التَّجَمُّلِ لِلْجُمُعَةِ

باب موضع الإزار

(17 - بَابُ مَوْضِعِ الْإِزَارِ)

قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ مُوسَى بْنِ ثَرْوَانَ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ قَالَ أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا §وَإِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقِهِ وَقَمِيصُهُ فَوْقَ ذَلِكَ وَرِدَاؤُهُ فَوْقَ الْقَمِيصِ

2249 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ إنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ §إِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ هَكَذَا إِزْرَةُ صَاحِبِنَا يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2250 - حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إِذَا كَانَ إِزَارُكَ وَاسِعًا فَتَوَشَّحْ بِهِ وَإِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَأْتَزِرْ بِهِ إِسْحَاقُ مَتْرُوكٌ

باب ذيول النساء

(18 - بَابُ ذُيُولِ النِّسَاءِ)

2251 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا مُعْتَمِرٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَقَامَ بَعْضَ نِسَائِهِ وَشَبَّرَ مِنْ ذَيْلَهَا شِبْرًا أَوْ شِبْرَيْنِ وَقَالَ لَا تَزِدْنَ عَلَى هَذَا

باب حلية الذهب

(19 - بَابُ حِلْيَةِ الذَّهَبِ)

2252 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §أَهْلَكَهُنَّ الْأَحْمَرَانِ الذَّهَبُ وَالزَّعْفَرَانُ

2253 - حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ §نَهَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا عَنِ الذَّهَبِ وَالْآنِيَةِ الْفِضَّةِ فَلَمْ يَزَالُوا بِهَا حَتَّى رَخَّصَتْ فِي الذَّهَبِ

2254 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ نُبَيْطِ بْنِ جَابِرٍ قَالَتْ أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُمِّي وَخَالَتِي §فَأَتَاهُ حُلِيٌّ فِيهِ ذَهَبٌ وَلُؤْلُؤٌ يُقَالُ لَهُ الرِّعَاثُ فَحَلَّاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تِلْكَ الرِّعَاثِ فَأَدْرَكْتُ ذَلِكَ الْحُلِيَّ عِنْدَ أَهْلِي

باب حف الشارب وتوفير اللحية

(20 - بَابُ حَفِّ الشَّارِبِ وَتَوْفِيرِ اللِّحْيَةِ)

2255 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ أَتَى رَجُلٌ مِنَ الْعَجَمِ الْمَسْجِدَ وَقَدْ وَفَّرَ شَارِبَهُ وَجَزَّ لِحْيَتَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا قَالَ إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي بِهَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنِي أَنْ §أُوَفِّرَ لِحْيَتِي وَأُحْفِيَ شَارِبِي

باب كراهة نتف الشيب

(21 - بَابُ كَرَاهَةِ نَتْفِ الشَّيْبِ)

2256 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَعَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ وَعَنْ شَيْخٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ §إِنَّهُمْ كَانُوا يَكْرَهُونَ نَتْفَ الشَّيْبِ

باب خضاب شعر اللحية

(22 - بَابُ خِضَابِ شَعْرِ اللِّحْيَةِ)

2257 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا الْمُقْرِي ثنا حَيْوَةُ ثنا أَبُو عَقِيلٍ قَالَ §إِنَّهُ رَأَى شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَصْبُوغًا بِالْحِنَّاءِ قَالَ كُنَّا نُخَضِّضُهُ بالماء بِالْمَاءِ وَنَشْرَبُ ذَلِكَ الْمَاءَ

وَبِهِ إِلَى حَيْوَةَ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ أَبُو عُثْمَانَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ §إِنَّهُ رَأَى شَعْرًا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَصْبُوغًا بِالْحِنَّاءِ وَلَيْسَ بِشَدِيدَ الْحُمْرَةِ قَالَ وَكُلُّنَا نَغْسِلُهُ بِالْمَاءِ

2258 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَلَسْتَ مُسْلِمًا قَالَ بَلَى قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاخْتَضِبْ

2259 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ثنا الْحَسَنُ بْنُ دِعَامَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ شَرِيكٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §اخْتَضِبُوا بِالْحِنَّاءِ فَإِنَّهُ طِيبَ الرِّيحِ يُسْكِنُ الدَّوْخَةَ قَالَ أَبُو يَعْلَى لَا أَدْرِي شَرِيكًا هَذَا هُوَ ابْنُ أَبِي نَمِرٍ أَمْ لَا وقد رواه رَوَاهُ البزار من طريقه ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه بِلَفْظِ فإنه يزيد في شَبَابَكُمْ وَنِكَاحَكُمْ

2260 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ مُؤَدِّبُ الْمَهْدِيِّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ غَيَّرَ الْبَيَاضَ سَوَادًا لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ هُوَ الْعَزْرَمِيُّ ضَعِيفٌ جِدًّا -[391]- 2261 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ يَذْكُرُ حَدِيثَ الشَّيْبُ نُورٌ وَزَادَ إِلَّا مَنْ خَضَبَهَا أَوْ نَتَفَهَا فَقُلْتُ لِشَهْرٍ إِنَّهُمْ يُصَفِّرُونَ وَيَخْضِبُونَ بِالْحِنَّاءِ قَالَ أَجَلْ كَأَنَّهُ يَعْنِي السَّوَادَ

باب فضل من شاب في الإسلام ولم يخضب

(23 - بَابُ فَضْلِ مَنْ شَابَ فِي الإسلام ولم يخضب)

2262 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ ثنا سَالِمٌ أَبُو غِيَاثٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ سُلَيْمٍ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا مَا لَمْ يُغَيِّرْهَا

2263 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ حَدَّثَنِي مُجَاهِدُ بْنُ جَبْرٍ الْمَكِّيُّ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ §مَنْ شَابَ شَيْبَةَ الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ

أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ ثَابِتُ بْنُ عَجْلَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ إنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ لَا يُغَيِّرُ شَيْبَهُ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ لِمَ لَا تُغَيِّرُ وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ يُغَيِّرُ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ شَيْبَتِي

باب الكحل

(24 - بَابُ الْكُحْلِ)

2264 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ 2265 - وَعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ انْتَظَرْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْنَا فِي رَمَضَانَ §فَخَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا وَقَدْ كَحَّلَتْهُ وَمَلَأَتْ عَيْنَهُ كُحْلًا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ وَاهٍ

باب الخاتم

(25 - بَابُ الْخَاتَمِ)

2266 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ الْمَدَنِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابن أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ثِقَةٍ عَنْ عَقِيلِ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ تَخَتَّمَ فِي يَمِينِهِ وَقَالَ §تَخَتَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْيَمْنَى

2297 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ قَتَلَ عَقِيلٌ رَضِيَ الله عَنْهُ يَوْمَ مُؤْتَةَ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَأَخَذَ خَاتَمَهُ وَجَارِيَةً كَانَتْ مَعَهُ فَأَتَى بِهِمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ الْخَاتَمَ فَجَعَلَهُ فِي إِصْبَعِهِ ثُمَّ قَالَ §لَوْلَا هَذَا التِّمْثَالُ قَالَ فَنَفَلَ عَقِيلًا رَضِيَ الله عَنْهُ خَاتَمَهُ وَجَارِيَتَهُ

2268 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ حَدَّثَنِي قَتَادَةُ عَنْ قَزَعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبِ السِّقَايَةِ قَالَ دَخَلَ زِيَادٌ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ وَفِي يَدِهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ اتَّخَذْتُمْ حِلَقَ الذَّهَبِ قَالَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ لَكِنْ خَاتَمِي مِنْ حَدِيدٍ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ ذَلِكَ أَنْتَنُ وَأَخْبَثُ §مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَخَتِّمًا فَلْيَتَخَتَّمْ بِخَاتَمٍ مِنْ فِضَّةٍ

2269 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مُجَاهِدٍ §قَالَ كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَتَّخِذُ لَكُمِّ درعها أزراراً تجعله فِي إِصْبَعِهَا تُغَطِّي بِهِ الْخَاتَمَ

2270 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ §كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْبَسُ خَاتَمًا فِي كَفِّهِ الْيُمْنَى

2271 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حدثنا هشيم عن العوام عَنْ أَزْهَرَ بن راشد قال كَانَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه إِذَا حَدَّثَ أَصْحَابَهُ بِحَدِيثٍ لَا يَدْرُونَ مَا هُوَ أتوا الحسن رَضِيَ الله عَنْه ففسره لهم فَفَسَّرَ لَهُمُ الْحَسَنُ يَوْمًا حَدِيثَ §لَا تَنْقُشُوا فِي خواتمكم عَرَبِيًّا أَيْ لَا تَنْقُشُوا مُحَمَّدًا

2272 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ ابْنِ ابْنَةِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ كُرْكِيَّانِ مُتَقَابِلَانِ وَبَيْنَهُمَا الْحَمْدُ لِلَّهِ

2273 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ §كَانَ لِطَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ

2274 - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ رَأَيْتُ §فِيَ يَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ

2275 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ طَاوُسٍ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ لِلنَّاسِ §إِلَيْكُمْ نَظْرَةٌ وَإِلَيْهِ نَظْرَةٌ فَرَمَى بِهِ

2276 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْقَسِّيَّةِ وَالْمِيثَرَةِ وَعَنْ خَاتَمِ الذَّهَبِ وَعَنِ الْمُفَدَّمِ قَالَ يَزِيدُ فَقُلْتُ لِلْحَسَنِ ما الْقَسِّيَّةُ قَالَ ثِيَابٌ مُضَلَّعَةٌ بِحَرِيرٍ تصنع بمصر قدر أيتها قُلْتُ فَمَا الْمُفْدَمُ

قَالَ الْمُشَبَّعَةُ المعصفر -[422]- 2277 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ كَانُوا §يُرَخِّصُونَ لِلْغُلَامِ أَنْ يَلْبَسَ خَاتَمَ الذَّهَبِ فَإِذَا بَلَغَ أَلْقَاهُ

باب النعال

(26 - بَابُ النِّعَالِ)

قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ §قَالَ رأيت نعل نَعْلَ رَسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَقَّبَةً لَهَا قِبَالَانِ

2279 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا أَشْهَلُ هُوَ ابْنُ حَاتِمٍ ثنا زِيَادٌ أَبُو عُمَرَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ مُهَاجِرٌ وَعَلَيَّ §نَعْلٌ لَهُ قِبَالَانِ قَالَ وَقَدْ كُنْتُ تَرَكْتُهُ لِشُهْرَتِهِ فَقَالَ مَا هَذَا فَقُلْتُ أَرَدْتُ تَرْكَهُ لِشُهْرَتِهِ فَقَالَ لَا تَتْرُكْهُ فَإِنَّ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ هَكَذَا

2280 - حَدَّثَنَا أَشْهَلُ ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ أَتَيْتُ حَذَّاءً بِالْمَدِينَةِ فَقُلْتُ احْذُ نَعْلِي فَقَالَ §إِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا هَكَذَا وَإِنْ شِئْتَ حَذَوْتُهَا كَمَا رَأَيْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ وَأَنْتَ رَأَيْتَ نَعْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَأَيْتُهَا فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَ حَسِبْتُهُ قَالَ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قُلْتُ احْذُهَا كَمَا رَأَيْتَ نَعْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَحَذَاهَا لَهَا قِبَالَانِ فَقَالَ وَقَدِمْتُ وَقَدْ أَخَذَهَا ابْنُ سِيرِينَ -[429]- حَدِيثُ عَلِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يُقَالُ عِنْدَ اللِّبَاسِ تَقَدَّمَ فِي أَوَائِلِ الْبُيُوعِ

باب النهي عن حلية السيوف

(27 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ حِلْيَةِ السُّيُوفِ)

قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُحَلَّى السَّيْفُ بِالْفِضَّةِ قَالَ خَالِدٌ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَمِعْتُهُ مِمَّنْ لَمْ يَكْذِبْ أَوْ يَكْذِبْنِي وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ ثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ بِهِ وَلَمْ يُذْكَرْ خَالِدًا فِي الْإِسْنَادِ وَقَالَ أَنْ تُحَلَّى السُّيُوفُ

باب وسم الدواب والإخصاء

(28 - بَابُ وَسْمِ الدَّوَابِّ وَالْإِخْصَاءِ)

2282 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ تَمَامٍ عَنْ جَدِّهِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى عَنِ الْوَسْمِ فِي الْوَجْهِ فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْهُ لَا أَسِمُ وإلاّ فِي آخِرِ عَظْمٍ فَوَسَمَ فِي الْجَاعِرَتَيْنِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ بِهِ

2283 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَعَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ فَرَّقَهُمَا عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِمَارًا مَوْسُومًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَكَرِهَ ذَلِكَ وَقَالَ فِيهِ قَوْلًا شَدِيدًا لَفْظُ ابْنِ مُسْهِرٍ وَزَادَ وَنَهَى عَنْ أَنْ يُضْرَبَ الْوَجْهُ أَوْ يُوسَمَ الْوَجْهُ

2284 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ إِخْصَاءِ الْخَيْلِ وَالْبَهَائِمِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ فِيهِ نَمَاءُ الْخَلْقُ

2285 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ يَحْيَى وَعِيسَى ابْنِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِمَا قَالَ مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعِيرٍ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ §لَوْ أَنَّ أَهْلَ هَذَا الْبَعِيرِ عَزَلُوا النَّارَ عَنْ هَذِهِ الدَّابَّةِ فَقَالَ قُلْتُ لَأَسِمَنَّ فِي أَبْعَدِ مَكَانٍ مِنْ وَجْهِهَا قَالَ فَوَسَمْتُ فِي عَجْبِ الذَّنَبِ

كتاب الأضحية

(24 - كِتَابُ الْأُضْحِيَّةِ)

2286 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ كَرْزِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ إِنَّ يَحْيَى بْنَ يَعْمُرَ كَانَ يُفْتِي بِخُرَاسَانَ §أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا اشْتَرَى الْأُضْحِيَّةَ وَأَسْمَاهَا وَدَخَلَ الْعَشْرُ أَنْ يَكُفَّ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ حَتَّى يُضَحِّيَ قَالَ قَتَادَةُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ عَمَّنْ قَالَ عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهَيْنِ آخَرَيْنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا

2287 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ كَانَ ابْنُ سِيرِينَ §إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ يَكْرَهُ أَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلُ مِنْ شَعْرِهِ حَتَّى كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُحْلَقَ الصِّبْيَانُ مِنَ الشَّعْرِ

2288 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي الدردارء عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبْشَانِ جَذَعَانِ أَمْلَحَانِ فَضَحَّى بِهِمَا وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ

2289 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْضًا حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِيهِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أُتِيَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ عَظِيمَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ فَأَضْجَعَ أَحَدَهُمَا وَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ أَضْجَعَ الْآخَرَ وَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ وَشَهِدَ لِي بِالْبَلَاغِ إِسْنَادُهُ حَسَنٌ

2290 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §خَيْرُ الْكَفَنِ الْحُلَّةُ وَخَيْرُ الْأُضْحِيَّةِ الْكَبْشُ الْأَقْرَنُ

2291 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ثنا بِشْرٌ ثنا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عِمْرَانَ قَالَ §إِنْ كَانَ لَيَكُونُ لِأَهْلِي أَلْفُ شَاةٍ فَأَنْتَقِي مِنْهَا الْجَذَعَ فَأَذْبَحُهُ

2292 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا أَيُّوبُ أَبُو الْعَلَاءِ ثنا أَبُو سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ §كَرِهَ أَنْ يَذْبَحَ النُّسُكَ إِلَّا مُسْلِمٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ بِهِ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا مُغِيرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَلَيْثٍ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُمَا كَرِهَا ذَلِكَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا حَجَّاجٌ عَنْ قَابُوسَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ كَذَلِكَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أنا لَيْثٌ عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَبَيَانَ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ

2293 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُجَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ §سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ البقرة والبعير يجزيء عَنْ سَبْعَةٍ فَقَالَ وَكَيْفَ أَوَلَهَا سَبْعَةُ أَنْفُسٍ قُلْتُ إِنَّ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ بِالْكُوفَةِ أَفْتَوْنِي فَقَالَ الْقَوْمُ نَعَمْ قَدْ قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ مَا شَعَرْتُ

2294 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى ثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَجُلٍ §أَهْدَى بَقَرَةً أَيَبِيعُ جِلْدَهَا وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ صَحِيحٌ

2295 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ رَفَعَهُ §إِذَا عَسُرَ عَلَيْكَ فِي الْأَضْحَى أَجْزَاكَ الْجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ

2296 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ إِنَّ رَجُلًا ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ فقال لا تُجْزِئُ عَنْكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّ عِنْدَنَا جذعة فقال §تُجْزِئُ عنك ولا تُجْزِئُ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بِهِ

2297 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا قَزَعَةُ ثنا حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ جُنَادَةَ عَنْ حَنَشٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ رَجُلٌ فَدَخَلَ بِجَذَعٍ مِنَ الْمَعْزِ سَمِينٍ سَيِّدٍ وَجَذَعٍ مِنَ الضَّأْنِ مَهْزُولٍ خَسِيسٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا جَذَعٌ مِنَ الضَّأْنِ مَهْزُولٌ خَسِيسٌ وَهَذَا جَذَعٌ مِنَ الْمَعْزِ سَمِينٌ سَيِّدٌ وَهُوَ خَيْرُهُمَا أَفَأُضَحِّي بِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ضَحِّ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْخَيْرَ

2298 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَقَالَ عِنْدَ ذَبْحِ الْأَوَّلِ §عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَالَ عِنْدَ ذَبْحِ الثَّانِي عَمَّنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَ بِي مِنْ أُمَّتِي وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ بِهِ

2299 - وَقَالَ أَحْمَدُ بن منيع وعيد بْنُ حُمَيْدٍ جَمِيعًا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَخُو حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن علي عمن أَخْبَرَنَا بِهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا §قَوْمِي يَا فَاطِمَةُ فَاشْهَدِي أُضْحِيَّتَكِ أَمَا إِنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا مَغْفِرَةً لِكُلِّ ذَنْبٍ أَمَا إِنَّهُ يُجَاءُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلُحُومِهَا وَدِمَائِهَا سَبْعِينَ ضِعْفًا ثُمَّ يُوضَعُ فِي مِيزَانِكِ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ الله عَنْهُ أَهَذِهِ لِآلِ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً فَهُمْ أَهْلٌ لِمَا خُصُّوا بِهِ مِنْ خَيْرٍ أَمْ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَلِلنَّاسِ عَامَّةً قَالَ بَلْ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَلِلنَّاسِ عَامَّةً

2300 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا إِبْرَاهِيمُ مُؤَذِّنُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ شَهِدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ بِالْمُصَلَّى قَالَ لِرَجُلَيْنِ §مَا عِنْدَكُمَا مَا تُضَحِّيَانِ بِهِ قَالَا لَا فَانْطَلَقَ بِهِمَا إِلَى مَنْزِلِهِ وَأَخْرَجَ شَاتَهُ قَالَ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ ثُمَّ أَخَذَ كَبِدَهَا أَوْ شَيْئًا مِنْهَا فَأَكَلُوا مِنْهَا ثُمَّ جَزَّأَهَا ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ فَانْقَلَبَ الرَّجُلَانِ بِثُلُثَيْهَا وَدَخَلَ بَيْتَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ الثُّلُثُ

2301 - وَحَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَقِيلِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي الْخُصَيْبِ قَالَ إِنَّ رَجُلًا §سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ الْأُضْحِيَّةِ فَقَالَ أَكْرَهُ وَاجْتَنِبُ الْعَوْرَاءَ بَيِّنٌ عَوَرَهَا وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ عَرَجُهَا وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا وَالْمُهَزُولَةُ بَيِّنٌ هُزَالُهَا

2302 - وَحَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ §إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا شَهِدَا الْمَوْسِمَ فَلَمْ يُضَحِّيَا

2303 - وَعَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ يَحُجُّ فَلَا يُضَحِّي قَالَ إِبْرَاهِيمُ وَكَانُوا §يَحُجُّونَ وَمَعَهُمْ أَرْزَاقُهُمْ وَذَهَبُهُمْ فَلَا يُضَحُّونَ

باب العقيقة وما يصنع بالمولود

(1 - بَابُ الْعَقِيقَةِ وَمَا يُصْنَعُ بِالْمَوْلُودِ)

2304 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ §عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا

2305 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا بِكَبْشَيْنِ قَالَ الْبَزَّارُ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ عَلَيْهِ

2306 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِ الزُّبَيْرِ فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَقَالَ §هَذَا عَبْدُ اللَّهِ وَأَنْتِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ

2307 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا جُبَارَةُ ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنِ الْحُسَيْنِ وَقَالَ مَرَّةً عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ وُلِدَ لَهُ وَلَدٌ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ الْيُسْرَى لَمْ تَضُرَّهُ أُمُّ الصِّبْيَانِ

2308 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فِي §الْعَقِيقَةِ عَنِ الْغُلَامِ كَبْشَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ كَبْشٌ

2309 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ يُعَقُّ عَنِ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةٌ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا فَعَقَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا شَاتَيْنِ شَاتَيْنِ يَوْمَ السَّابِعِ وَأَمَرَ أَنْ يُمَاطَ عَنْ رَأْسِهِ الْأَذَى وَقَالَ §اذْبَحُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ وَقُولُوا بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ هَذِهِ عَقِيقَةُ فُلَانٍ قَالَتْ وَكَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُؤْخَذُ قُطْنَةٌ فَتُجْعَلُ فِي دَمِ الْعَقِيقَةِ ثُمَّ تُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَ الدَّمِ خَلُوقًا

أبواب الذبائح

(25 - أَبْوَابُ الذَّبَائِحِ)

باب ذكاة الجنين

(1 - بَابُ ذَكَاةِ الْجَنِينِ)

2310 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ §الْجَنِينُ يُذْبَحُ حَتَّى يَخْرُجَ مَا فِيهِ مِنَ الدَّمِ

2311 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَنِينِ فَقَالَ §ذَكَاتُهُ ذَكَاةُ أُمِّهِ

باب الذبائح

(2 - بَابُ الذَّبَائِحِ)

2312 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ §يُكْرَهُ أَنْ تُحَدَّ الشَّفْرَةُ وَالشَّاةُ تَنْظُرُ

2313 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدَانُ ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §كَانَ لَا يَرَى بِذَبِيحَةِ الْأَقْلَفِ بَأْسًا

2314 - وَقَالَ إِسْحَاقُ أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ جَابِرٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ الذَّبَائِحِ فَقَالَ كُنَّا مَعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا §الْتَاثَتْ رَاحِلَةُ أَحَدِنَا طَعَنَ بِالسَّيْفِ فِي صُدْغِهَا

باب التسمية

(3 - بَابُ التَّسْمِيَةِ)

قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ كَانَ §يَقُولُ عِنْدَ الذَّبْحِ بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُمَّ لَكَ وَمِنْكَ تَقَبَّلْ مِنْ فُلَانٍ وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ مَا شاء الله فَإِذَا كَانَ الذَّبْحُ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ

2316 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ كَانَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْهُ §إِذَا ذَبَحَ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ

2317 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الحوص بْنِ حَكِيمٍ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ذَبِيحَةُ الْمُسْلِمِ حَلَالٌ وَإِنْ لَمْ يُسَمِّ مَا لَمْ يَتَعَمَّدْ وَالعَبْدُ كَذَلِكَ

2318 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الصَّلْتِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ذَبِيحَةُ الْمُسْلِمِ حَلَالٌ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ لَمْ يَذْكُرْهُ وَإِنَّهُ إِنْ ذَكَرَ لَمْ يَذْكُرْ إِلَّا اسْمَ اللَّهِ

2319 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ أَخْبَرَنِي عَيْنٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ §إِذَا ذَبَحَ الْمُسْلِمُ وَنَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى فَلْيَأْكُلْ فَإِنَّ الْمُسْلِمَ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ يَعْنِي بِقَوْلِهِ أَخْبَرَنِي عَيْنٌ أَيْ عِكْرِمَةُ

2320 - قال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ ثَنَا أَبِي ثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ثَنَا مَطَرٌ عَنْ طَلْحَةَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ أَهَلَّ لِغَيْرِ الله فعليه لعن اللَّهِ وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقَلْ فَكَذَلِكَ ... ) الْحَدِيثَ

باب حل ما ليس له ناب

(4 - بَابُ حِلِّ مَا لَيْسَ لَهُ نَابٌ)

2321 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ §أَنَّهُ حُمَّ فَنُعِتَ لَهُ لَحْمُ الثَّعْلَبُ فَكَرِهَهُ وَقَالَ إِنَّهُ سَبُعٌ

2322 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ حَبِيبٍ الْمُعَلِّمِ عَنْ أَبِي الْمُهَزِّمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بِضَبٍّ فِي صَحْفَةٍ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُوا فَإِنِّي عَايِفٌ

2323 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ مَيْمُونَةَ وَهِيَ خَالَتُهُ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَتْ أُهْدِيَ لَنَا ضَبٌّ فَصَنَعْتُهُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَجُلَانِ مِنْ قَوْمِهَا فَأَتْحَفَتْهُمَا بِهِ فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا يَأْكُلَانِ فَوَضَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ ثُمَّ رَفَعَهَا فَقَالَ مَا هَذَا قَالَتْ ضَبٌّ أُهْدِيَ لِي فَصَنَعْتُهُ فَطَرَحَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَهَبَا لِيَطْرَحَا مَا فِي أَيْدِيهِمَا فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كُلَا فَإِنَّكُمَا أَهْلُ نَجْدٍ تَأْكُلُونَهَا وَإِنَّا أَهْلُ تِهَامَةَ نَعَافُهَا

2324 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ يَزِيدَ الْأَصَمِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَتْ مَيْمُونَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا §لَا آكُلُ مِنْ لَحْمٍ لَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2325 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَفَّانُ ثنا أَبُو عَوَانَةَ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ عَنْ حُصَيْنٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ يَخْطُبُ فَقَطَعَ عَلَيْهِ خُطْبَتَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَيْفَ تَقُولُ فِي الضَّبِّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أُمَّةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسِخَتْ فَلَا أَدْرِي أَيُّ الدَّوَابِّ مُسِخَتْ

2326 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ نا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَبٍّ فَقَالَ §أُمَّةٌ مُسِخَتْ

2327 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ثَنَا الْجُرَيْرِيُّ سَعِيدُ بْنُ إِيَاسَ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ §أُكِلَ الضَّبُّ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَأْكُلْهُ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ

باب قتل الكلاب

(5 - بَابُ قَتْلِ الْكِلَابِ)

قَالَ أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ بِنْتِ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §دَفَعَ إِلَى أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْهُ الْعَنَزَةَ وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْتُلَ كِلَابَ الْمَدِينَةِ فَقَتَلَهَا إِلَّا كَلْبًا فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ بِقَتْلِهِ وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ ثنا هِشَامٌ بِهِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ثنا هَارُونُ الْخَزَّازُ ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ بِنْتِ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْهَا نَحْوَهُ

2329 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ثنا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ سَلْمَى أُمِّ رَافِعٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهُ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِدَاءَهُ فَقَامَ إِلَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ بِالْبَابِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أذنا قَدْ أَذِنَّا فَقَالَ أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَكِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ فَنَظَرُوا فَوَجَدُوا جَرْوًا فِي بَعْضِ بُيُوتِهِمْ فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قأمرني رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحْتُ §فَلَمْ أَدَعْ فِي الدينة كَلْبًا إِلَّا قَتَلْتُهُ فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ قَاصِيَةٍ وَلَهَا كَلْبٌ يَنْبَحُ عَنْهَا فَكَأَنِّي رَحِمْتُهَا فَتَرَكْتُهُ وَجِئْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَأَمَرَنِي أَنْ أَقْتُلَهُ فَرَجَعْتُ إِلَى الْكَلْبِ فَقَتَلْتُهُ قَالَ فَقَالَ النَّاسُ ما يحل ثنا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّتِي أَمَرْتَ بِقَتْلِهَا قأنزل اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ ... ) رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ بِطُولِهِ

قَالَ وَحَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثَنَا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ بِتَمَامِهِ وَزَادَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا أَرْسَلَ الرَّجُلُ كَلْبَهُ وَذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ فَلْيَأْكُلْ مَا لَمْ يَأْكُلْ

2330 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي خِدَاشٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا أَبَا رَافِعٍ §اقْتُلْ كُلَّ كَلْبٍ بِالْمَدِينَةِ قَالَ فَوَجَدْتُ نِسْوَةً فِي الْمَدِينَةِ مِنَ الْبَقِيعِ لَهُنَّ كَلْبٌ فَقُلْنَ يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَغْزَى رِجَالَنَا وَإِنَّ هَذَا الْكَلْبَ يَنْفَعُنَا بَعْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَاللَّهِ مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَنَا حَتَّى تَقُومَ امْرَأَةٌ مِنَّا فَتَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فَاذْكُرْهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو رَافِعٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أَبَا رَافِعٍ اقْتُلْهُ فَإِنَّمَا يَمْنَعُهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثَنَا رَوْحٌ بِتَمَامِهِ قَالَ وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ ثنا أَبُو عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ بِهِ

2331 - وَحَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ ثنا أَبُو عَامِرٍ ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الرِّجَالِ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْكِلَابِ فَخَرَجْتُ لَا أَرَى كَلْبًا إلا قتلته قإذا كَلْبٌ يَدُورُ فَذَهَبْتُ لِقَتْلِهِ فَنَادَانِي إِنْسَانٌ مِنْ جَوْفِ بَيْتٍ مَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ قُلْتُ أَقْتُلُ هَذَا الْكَلْبَ قَالَتْ إِنِّي امْرَأَةٌ بِضَيْعَةٍ وَهَذَا الْكَلْبُ يَمْنَعُ عَنِّي السَّبُعَ وَيُؤْذِنُ بِالْخَاِينِ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَأَمَرَنِي بِقَتْلِهِ

باب الزجر عن اقتناء الكلب

(6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ اقْتِنَاءِ الْكَلْبِ)

2332 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَرْبٍ ثنا سَلَّامُ بْنُ أَبِي خَبْزَةَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا لَيْسَ كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ كَلْبَ صَيْدٍ نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ

باب الذئب

(7 - بَابُ الذِّئْبِ)

2333 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو الْأَوْبَرِ قَالَ كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ فَذَكَرَ قِصَّةً ... قَالَ ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَارِجًا وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ إِذْ جَاءَهُ الذِّئْبُ حَتَّى أَقْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ بَصْبَصَ بِذَنَبِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا §هَذَا الذِّئْبُ وَهَذَا وَافِدُ الذِّيَابِ فَمَا تَرَوْنَ أَتَجْعَلُونَ لَهُ مِنْ أَمْوَالِكُمْ شَيْئًا فَقَالَ النَّاسُ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا نَجْعَلُ لَهُ مِنْ أَمْوَالِنَا شَيْئًا فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَرَمَاهُ بِحَجَرٍ فَأَدْبَرَ وَلَهُ عُوَاءٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذِّئْبُ وَمَا الذِّئْبُ ثَلَاثَ مِرَارٍ

باب النحلة والذباب

(8 - بَابُ النَّحْلَةِ وَالذُّبَابِ)

قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ثنا سُكَيْنُ ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §عُمْرُ الذُّبَابِ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً وَالذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلَّا النَّحْلَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ثنا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنِي عَنْبَسَةُ بْنُ الْعَاصِ ثنا حَنْظَلَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ مَرْفُوعًا مِثْلَهُ وَلَمْ يَقُلْ إِلَّا النَّحْلَ

2335 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلَّا النَّحْلَ وَكَانَ مُجَاهِدٌ يَكْرَهُ قَتْلَ النَّحْلِ حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ لَيْثٍ هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا مَرْفُوعًا مِثْلَهُ وَأَدْرَجَ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي الْخَبَرِ

باب فضل الديك الأبيض

(9 - بَابُ فَضْلِ الدِّيكِ الْأَبْيَضِ)

2336 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثَنَا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ ثنا أَبَانُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §صَوْتُ الدِّيكِ وَضَرْبُهُ بِجَنَاحَيْهِ رُكُوعُهُ وَسُجُودُهُ

2337 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ ثَنَا عَمْرٌو ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا وَعَنْ أَبَانَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ مَرْفُوعًا §الدِّيكُ الْأَبْيَضُ صَدِيقِي وَصَدِيقُ صَدِيقِي وَعَدُوُّ عَدُوِّي

2338 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ ثنا وَهْبٌ ثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ مِثْلَهُ وَزَادَ §يَحْرُسُ دَارَ صَاحِبِهِ وَتِسْعَ دُورٍ حَوْلَهُ وَكَانَ يُبِيتُهُ فِي بَيْتِهِ

باب ما يكره أكله

(10 - بَابُ مَا يُكْرَهُ أَكْلُهُ)

2339 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ثنا الْمُخْتَارُ عَنْ أَبِي مَطَرٍ قَالَ خَرَجْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ فَإِذَا رَجُلٌ يُنَادِي خَلْفِي فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ فَمَشَيْتُ خَلْفَهُ حَتَّى أَتَى عَلَى أَصْحَابِ السَّمَكِ فَقَالَ §لَا يُبَاعُ فِي سُوقِنَا طَافٍ

2340 - أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَافِلَانِيُّ عَنْ هَمَّامِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ قَالَ رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْضَاءِ وَهُوَ يَقُولُ أَيْنَ اللَّحَّامُونَ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم §لَا تَأْكُلُوا الْحَشَا قَالَ النَّضْرُ يَعْنِي الطِّحَالَ ثُمَّ قَالَ أَيْنَ السَّمَّاكُونَ فَقَالُوا هَؤُلَاءِ فَسَارَ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم ألا تأكلوا من الصِّلَّوْرَ ولا الأنقليس قال النضر أَحَدُهُمَا الجري الآخر مرماهي -[579]- 2341 - وَحَدِيثُ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فِي السَّمَكِ فِي تَفْسِيرِ الْمَائِدَةِ

2342 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَالَتِي مَيْمُونَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا فَقَالَتْ لَهُ أَلَا نُقَدِّمُ لَكَ شَيْئًا أَهْدَتْهُ لَنَا حَفِيدُ أُمِّ عَتِيقٍ §فَأَتَتْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضِبَابٍ مَشْوِيَّةٍ فَلَمَّا رَآهَا تَفِلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ وَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهَا وَأَمَرَنَا أَنْ نَأْكُلَ ... ) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُمَا مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ دُونَ هَذِهِ الزِّيَادَةِ

2343 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ثنا الْقَاسِمُ وَمَكْحُولٌ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ أَكْلِ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ وَعَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ

2344 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَلْمَى بِنْتِ نَصْرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُرَّةَ قَالَ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ جُلَّ مَا لِي فِي الْحُمُرِ أَفَأُصِيبُ مِنْهَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَلَيْسَ تَرْعَى الْفَلَاةَ وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ قُلْتُ بَلَى قَالَ فَأَصِبْ مِنْهَا

2345 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلِيطٍ عَنْ أَبِيهِ أَبِي سَلِيطٍ وَكَانَ بَدْرِيًّا أَنَّهُ قَالَ §لَقَدْ أَتَانَا نَهْيُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الْحُمُرِ وَنَحْنُ بخير وَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَفُورُ بِهَا فَكَفَأْنَاهَا عَلَى وُجُوهِهَا

2346 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٌ عَنْ خَالِدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ §سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ فَذَكَرَ لَهُمْ مِنْ أَمْرِهِمْ شَيْئًا فَرَخَّصَ لَهُمْ فِيهَا

2347 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَلَّالَةِ أَنْ يُؤْكَلَ لَحْمُهَا وَأَنْ يُشْرَبَ لَبَنُهَا

2348 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §إِذَا رَمَيْتَ طَيْرًا فَتَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَمَاتَ فَلَا تَطْعَمْهُ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ التَّرَدِّي قَتَلَهُ وَإِذَا رَمَيْتَ طَيْرًا فَوَقَعَ فِي مَاءٍ فَلَا تَطْعَمْهُ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ الْمَاءُ قَتَلَهُ

2349 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى عَنْ أَكْلِ أُذُنَيِ الْقَلْبِ

2350 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي نَافِعٌ قَالَ إِنَّ رَجُلًا أَخْبَرَ ابْنَ عُمَرَ §أَنَّ سَعْدًا يَأْكُلُ الضِّبَاعَ فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ

2351 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ §كَانَ عَطَاءٌ لَا يَرَى بِأَكْلِهَا بَأْسًا وَيَقُولُ هِيَ صَيْدٌ

2352 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ بَسَّامٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى عَنْ لَبَنِ الشَّاةِ الْجَلَّالَةِ أَيِّ الَّتِي تَأْكُلُ الْعَذِرَةَ

2353 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ ثنا بَقِيَّةُ عَنْ عُمَرَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إنَّ بَقَرَةً انْفَلَتَتْ عَلَى خَمْرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ فَخَافُوا عَلَيْهَا فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §كُلُوا وَلَا بَأْسَ بِأَكْلِهَا

2354 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ وَمِخْلَبِ مِنَ الطَّيْرِ

باب النهي عن أكل الطعام الذي يصنع للمباهاة

(11 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ أَكْلِ الطَّعَامِ الَّذِي يُصْنَعُ لِلْمُبَاهَاةِ)

2355 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ عَنْ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا جِدًّا وَفِيهِ §وَمَنْ أَطْعَمَ طَعَامًا رِيَاءً وَسُمْعَةً أَطْعَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ صَدِيدِ جَهَنَّمَ وَكَانَ ذَلِكَ الطَّعَامُ نَارًا فِي بَطْنِهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ

2356 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ الْجَارُودَ يَقُولُ كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي رَبَاحٍ يُقَالُ لَهُ ابْنُ أُثَالٍ وَكَانَ شَاعِرًا أَتَى الْفَرَزْدَقَ بِمَاءٍ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ عَلَى أَنْ يَعْقِرَ هَذَا مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ وَهَذَا مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ إِذَا وَرَدَتِ الْمَاءَ فَلَمَّا وَرَدَتْ قَامَا إِلَيْهَا بِالسُّيُوفِ يَكْتَسَعَانِ عَرَاقِيبَهَا فَخَرَجَ النَّاسُ عَلَى الْحُمُرَاتِ وَالْبِغَالِ يُرِيدُونَ اللَّحْمَ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ بِالْكُوفَةِ فَخَرَجَ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْضَاءِ وَهُوَ يُنَادِي أَيُّهَا النَّاسُ §لَا تَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِهَا فَإِنَّهُ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى

كتاب الصيد

(26 - كِتَابُ الصَّيْدِ)

باب من أحب الصيد

(1 - بَابُ مَنْ أَحَبَّ الصَّيْدَ)

2357 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ بِعَصَايَ هَذِهِ إِلَى الْجِبَالِ فَأَصِيدَ بِهَا الْوَحُوشَ

باب حل أكل ما أصيد بالقوس والكلب وغير ذلك

(2 - بَابُ حِلِّ أَكْلِ مَا أُصِيدَ بِالْقَوْسِ وَالْكَلْبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ)

2358 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَحْسَبُهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ أَخَذْتُ قَوْسِي فَاصْطَدَمْتُ طُيُورًا فَفِيهَا مَا أَدْرَكْتُ ذَكَاتَهُ وَفِيهَا مَا لَمْ أُدْرِكْ فَلَقِيتُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وحديفة بْنَ الْيَمَانِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَجَعَلْتُ أَعْزِلُ الذَّكِيَّ فَقَالُوا مَا هَذَا فَقُلْتُ هَذَا مَا أَدْرَكْتُ ذَكَاتَهُ وَهَذَا مَا لَمْ أُدْرِكْهُ فَخَلَطُوهُ جَمِيعًا وَقَالُوا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوْسُكَ

2359 - قال أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ثنا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ سَلْمَى أُمِّ رَافِعٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا أَرْسَلَ الرَّجُلُ صَيْدَهُ ثُمَّ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى فَلْيَأْكُلْ مَا لَمْ يَأْكُلْ

2360 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ §فِي صَيْدِ الْبَازِيِّ وَالصَّقْرِ إِذَا أَكَلَا فَكُلْ

2361 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ فِي §الْبَازِيِّ وَالصَّقْرِ إِذَا أَكَلَا فَكُلْ فَإِنَّمَا يُعَلِّمُهُ أَكْلَهُ

2362 - حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ طَلْحَةَ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ §الْعُقَابُ وَالصَّقْرُ وَالْبَازِيُّ مِنَ الْجَوَارِحِ

2363 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ §سَأَلْتُ عَطَاءً عَنِ الْمِعْرَاضِ يُصِيبُ بِعَرْضِهِ قَالَ إِذَا أَصَبْتَ بِعَرْضِهِ فَمَا أَصَابَ فَكُلْ

باب قسمة الصيد بين من نصب له أحباله وبين من أخذه

(3 - بَابُ قِسْمَةِ الصَّيْدِ بَيْنَ مَنْ نَصَبَ لَهُ أَحْبَالَهُ وَبَيْنَ مَنْ أَخَذَهُ)

2364 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَسْمُولٍ ثنا القاسم ين الْقَاسِمُ بْنُ مُخَوَّلٍ الْبَهْزِيُّ ثُمَّ السُّلَمِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ وَالْإِسْلَامَ يَقُولُ نَصَبْتُ حَبَائِلَ لِي بِالْأَبْوَاءِ فَوَقَعَ فِي حَبْلٍ مِنْهَا طَيْرٌ فَأَفَلَتْ فَخَرَجْتُ فِي إِثْرِهِ فَوَجَدْتُ رَجُلًا قَدْ أَخَذَهُ فَتَنَازَعْنَا فِيهِ فَتَسَاوَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْنَاهُ قَائِلًا بِالْأَبْوَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ مُسْتَظِلٌّ بِنِطْعٍ §فَاخْتَصَمْنَا إِلَيْهِ فَقَضَى بِهِ بَيْنَنَا شَطْرَيْنِ

باب حل أكل صيد البحر بغير ذبح

(4 - بَابُ حِلِّ أَكْلِ صَيْدِ الْبَحْرِ بِغَيْرِ ذَبْحٍ)

2365 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَأَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُمَا سَمِعَا شُرَيْحًا قَالَ §كُلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ قَالَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَطَاءٍ فَقَالَ أَمَّا الطَّيْرُ فَأَرَى أَنْ تَذْبَحَهُ

2366 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ §كُلُّ دَابَّةٍ فِي الْبَحْرِ قَدْ ذَبَحَهَا اللَّهُ تَعَالَى لَكُمْ فَكُلُوهَا

2367 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §كُلُّ دَابَّةٍ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ وَالْبَرِّ لَيْسَ لَهُ دَمٌ يَنْفَصِلُ فَلَيْسَ لَهُ ذَكَاةٌ

باب تسمية الشاة بركة

(5 - بَابُ تَسْمِيَةِ الشَّاةِ بَرَكَةً)

2368 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْدٍ عَنْ أُمِّ سَالِمٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ §كَمْ فِي بَيْتِكَ مِنْ بَرَكَةٍ يَعْنِي الشَّاةَ

2369 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَتْنِي أُمُّ رَاشِدٍ مولاة أم هاني قَالَتْ إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْهُ دَخَلَ على أم هاني رَضِيَ الله عَنْهَا نِصْفَ النَّهَارِ فَقَالَتْ قَدِّمِي إِلَى أَبِي الْحَسَنِ طَعَامًا قَالَتْ فَقَدَّمْتُ مَا كَانَ فِي الْبَيْتِ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ §مَا لِيَ لَا أَرَى عِنْدَكُمْ بَرَكَةَ فقالت أم هاني رَضِيَ الله عَنْهَا أَلَيْسَ هَذَا بَرَكَةً قَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ لَيْسَ أَعْنِي هَذَا أَمَا لكم شاة فلت لَا وَاللَّهِ مَا لَنَا شَاةٌ

باب الجراد

(6 - بَابُ الْجَرَادِ)

2370 - قال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ثنا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً نَفِذَتْ فِيهَا أَزْوَادُنَا فَلَمْ يكن طعام نأكل إِلَّا الْجَرَادَ حَتَّى قَفَلْنَا مِنْ غَزْوِنَا قُلْتُ هُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا بِلَفْظِ غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الْجَرَادَ

2371 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ حَدَّثَنِي طَارِقٌ عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ أَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ نَسْأَلُهُ عَنِ الْجَرَادِ وَكَانَ نَائِمًا فَقَالَ أَهْلُهُ §يَرَانَا نَأْكُلُهُ وَلَا يَأْكُلُهُ وَلَا يَنْهَانَا

2372 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ كَعْبٍ قَالَتْ كَانَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ §يَرَانَا نَأْكُلُ الْجَرَادَ فَلَا يَأْمُرُنَا وَلَا يَنْهَانَا وَلَا نَدْرِي مَا كَانَ يَمْنَعُهُ تَقَذُّرًا أَوْ يَكْرَهُ

2373 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ كَانَ §لَا يَأْكُلُ الْجَرَادَ

2374 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ ثنا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عَامِرٍ هُوَ الشَّعْبِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ يَتَفَوَّهُ فَقُلْتُ مَا شَأْنُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ §أَشْتَهِي جَرَادًا مَقْلُوًّا

2375 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ثنا عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى ابن كَيْسَانَ ثنا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَلَّ الْجَرَادُ فِي سَنَةٍ مِنْ سِنِي عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ الَّتِي وَلِيَ فِيهَا فَسَأَلَ عَنْهُ فَلَمْ يُخْبَرْ بِشَيْءٍ فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ فَأَرْسَلَ رَاكِبًا إِلَى الْيَمَنِ وَرَاكِبًا إِلَى الشَّامِ وَرَاكِبًا إِلَى الْعِرَاقِ فَسَأَلَ هَلْ رُوِيَ مِنَ الْجَرَادِ شَيْءٌ أَمْ لَا فَأَتَاهُ الرَّاكِبُ الَّذِي مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ بِقَبْضَةٍ مِنَ جَرَادٍ فَأَلْقَاهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَمَّا رَآهَا كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَلْفَ أُمَّةٍ مِنْهَا سِتُّمِائَةٍ فِي الْبَحْرِ وَأَرْبَعُمِائَةٍ فِي الْبَرِّ فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَهْلِكُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْجَرَادُ فَإِذَا هَلَكَتْ تَتَابَعَتْ مِثْلَ النِّظَامِ إِذَا انْقَطَعَ سِلْكُهُ

باب ذكاة ما لا يقدر على ذبحه

(7 - بَابُ ذَكَاةِ مَا لَا يُقْدَرُ عَلَى ذَبْحِهِ)

2376 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ عَنْ أَبِيهِمَا جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ تَوَحَّشَتْ بَقَرَةٌ لَنَا فَخَرَجَ رَجُلٌ فَضَرَبَهَا أَسْفَلَ مِنَ الْعُنُقِ وَفَوْقَ مَرْجِعِ الْكَتِفِ فَرَكِبَتْ رَدْعَهَا فَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ §الْبَقَرَةُ الْإِنْسِيَّةَ إِذَا نَزَلَتْ مَنْزِلَةَ الْوَحْشِيَّةِ يُحِلُّهَا مَا يُحِلُّ الْوَحْشِيَّةَ

2377 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ ابْتَعْنَا بَقَرَةً فِي عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنشترك فيها فَانْفَلَتَتْ مِنَّا فَامْتَنَعَتْ عَلَيْنَا فَتَعَرَّضَ لَهَا مَوْلًى لَنَا يُقَالُ لَهُ ذَكْوَانُ بِسَيْفٍ فِي يَدِهِ وَهِيَ تَجُولُ بِالصِّمَادِ فصَبَا إِلَى تَلٍّ فَلَمَّا مَرَّتْ بِهِ ضَرَبَهَا بِالسَّيْفِ فِي أَصْلِ عُنُقِهَا أَوْ عَلَى عَاتِقِهَا فَخَرَقَهَا بِالسَّيْفِ وَوَقَعَتْ فَلَمْ نُدْرِكْ ذَكَاتَهَا فَخَرَجْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الْجِذْعِ فَلَقِيَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَا لَهُ شَأْنَهَا فَقَالَ §كُلُوا إِذَا فَاتَكُمْ مِنْ هَذِهِ الْبَهَائِمِ شَيْءٌ فَاحْبِسُوهُ بِمَا تَحْبِسُونَ بِهِ الْوَحْشَ

باب الزجر عن قتل عمار الدور والإذن في قتل الحيات

(8 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ قَتْلِ عُمَّارِ الدُّورِ وَالْإِذْنِ فِي قَتْلِ الْحَيَّاتِ)

2378 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْمَكِّيُّ وَهُوَ الْقَدَّاحُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا لَا تَزَالُ تَرَى جِنَّانًا فِي بَيْتِهَا فَأَمَرَتْ بِهِ فَقُتِلَ فَأُتِيَتْ فِي النَّوْمِ فَقِيلَ لَهَا لِمَ قَتَلْتِ عَبْدَ اللَّهِ الْمُسْلِمَ فَقَالَتْ §لَوْ كَانَ مُسْلِمًا مَا اطَّلَعَ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَيْرِ إِذْنٍ فَقِيلَ لَهَا أَمَا إِنَّكِ قَدْ عَلِمْتِ أَنَّهُ كَانَ لَا يَطَّلِعُ إِلَّا حِينَ تجميعن عَلَيْكِ ثِيَابَكِ قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحَتْ تَصَدَّقَتْ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا

2379 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ فَقَالَ §خُلِقَ الْإِنْسَانُ وَالْحَيَّةُ سَوَاءً إِنْ رَآهَا أَفْزَعَتْهُ وَإِنْ لَدَغَتْهُ أَوْجَعَتْهُ فَاقْتُلُوهَا حَيْثُ وَجَدْتُمُوهَا

2380 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أصْحَابِي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا يَقُولُ §الْحَيَّةُ أَفْسَقُ الْفَسَقَةِ فَاقْتُلُوهَا

باب ما يقول إذا رأى الأسد أو هر عليه الكلب

(9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى الأسد أو هرّ عليه الْكَلْبُ)

2381 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا رَأَيْتَ الْأَسَدَ فَكَبِّرْ ثَلَاثًا تَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ والله أَكْبَرُ أَعَزُّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَأَكْبَرُ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَأَحْذَرُ تُكْفَى شَرَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَإِذَا هَرَّ عَلَيْهِ الكلب فقل {يا معشر الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ} الْآيَةَ

باب الزجر عن صيد الطير ليلا

(10 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ صَيْدِ الطَّيْرِ لَيْلًا)

2382 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ قَالَتْ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا تَطْرُقُوا الطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا فَإِنَّ اللَّيْلَ أَمَانٌ لَهَا

كتاب الأطعمة والأشربة

(27 - كِتَابُ الْأَطْعِمَةِ وَالْأَشْرِبَةِ)

باب فضل إطعام الطعام

(1 - بَابُ فَضْلِ إِطْعَامِ الطَّعَامِ)

2383 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنِ اهْتَمَّ بِجَوْعَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ حَتَّى يَشْبَعَ وَسَقَاهُ حَتَّى يَرْوَى غَفَرَ اللَّهُ لَهُ

2384 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ثَنَا شَرِيكٌ عَنْ حَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ لَيْلَى قَالَتْ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِطَعَامٍ فَاعْتَزَلَ بَعْضٌ مِنْ ثُمِّهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَالُهُمْ قَالَ صِيَامٌ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُؤْكَلُ عِنْدَهُ إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ

باب فضل قلة الأكل والشرب

(2 - بَابِ فَضْلِ قِلَّةِ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ) سَيَأْتِي إن شاء الله تعالى فِي الْأَشْرِبَةِ

باب وصية قيس بن عاصم

(3 - بَابُ وَصِيَّةِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ)

2385 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ وَهُوَ ابْنُ خَالِدٍ ثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ إِنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ أَوْصَى بَنِيهِ عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى §وَسَوِّدُوا أكبرهم فَإِنَّ الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خَلَفُوا آبائهم وَإِذَا سَوَّدُوا أَصْغَرَهُمُ أزْرِيَ بِهِمْ فِي أَكْفَائِهِمْ وَعَلَيْكُمْ بِاصْطِنَاعِ الْمَالِ فَإِنَّهُ -[688]- مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ ثنا هُشَيْمٌ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ فَلَمَّا حضرته الوفاة دعى بَنِيهِ فَقَالَ §يَا بَنِيَّ خُذُوا عَنِّي فَلَا أَحَدَ أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي إِذَا أَنَا مُتُّ فَسَوِّدُوا أَكَابِرَكُمْ وَلَا تُسَوِّدُوا أَصَاغِرَكُمْ فَيَسْتَسِفَّهُ النَّاسُ كِبَارَكُمْ وَتُهُونُوا عَلَيْهِمْ وَعَلَيْكُمْ بِاسْتِصْلَاحِ الْمَالِ فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ الْحَدِيثَ وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ

باب قرى الضيف وما جاء في كل كبد حرى أجر

(4 - بَابُ قِرَى الضَّيْفِ وَمَا جَاءَ فِي كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ)

2386 - قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ أَبِي يُونُسَ عَنِ الْمِقْدَادِ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ §إِذَا بَاتَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا فَحَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ نُصْرَتُهُ حَتَّى يَأْخُذُوا قِرَاهُ مِنْ زَرْعِهِ أَوْ ضَرْعِهِ هَكَذَا أَخْرَجَهُ فِي مُسْنَدِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ وَأَصْلُهُ مَعْرُوفٌ مِنْ حَدِيثِ الْمِقْدَادِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ

2387 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَسْمُولِيُّ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ مُخَوَّلٍ الْبَهْزِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ نَلْقَى الْإِبِلَ وَبِهَا لَبَنٌ، وَهِيَ مُصَرَّاةٌ، وَنَحْنُ مُحْتَاجُونَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَادِ: يَا صَاحِبَ الْإِبِلِ، ثَلَاثًا، فَإِنْ جَاءَ وَإِلَّا فَاحْلُلْ صِرَارَهَا، ثُمَّ اشْرَبْ، ثُمَّ صِرَّ، وَأَبْقِ لِلَّبَنِ دَاعِيَهُ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قَالَ: صلى الله عليه وسلم " أَقِمِ الصَّلَاةَ، وآتِ الزَّكَاةَ، وُصُمْ رَمَضَانَ، وَحُجَّ الْبَيْتَ، وَاعْتَمِرْ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ، وَأَقْرِ الضَّيْفَ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَزُلْ مَعَ الْحَقِّ حَيْثُ زَالَ قال: فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ الضَّوَالُّ تَرِدُ عَلَيْنَا هَلْ لَنَا أَجْرٌ أَنْ نَسْقِيَهَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، §فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّا أَجْرٌ "

باب الضيافة

(5 - بَابُ الضِّيَافَةِ)

2388 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى عَنِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ أَلَا فليرتحل الضيف الضَّيْفُ وَلَا يَشُقَّ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ لَيْثٍ نَحْوَهُ حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ لَيْثٍ نَحْوَهُ

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُغِيرَةِ أَوْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ نَحْوَهُ وَلَفْظُهُ §-[699]- لِلضَّيْفِ عَلَى مَنْ نَزَلَ بِهِ مِنَ الْحَقِّ ثَلَاثٌ فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ وَعَلَى الضَّيْفِ أَنْ يرتحل لا يؤلم أَهْلَ مَنْزِلِهِ

2389 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ حدثني أبو عون عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليى قَالَ سَافَرَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْمَلُوا فَمَرُّوا بِحَيٍّ مِنَ الْأَعْرَابِ فَسَأَلُوهُمُ الْقِرَى فَأَبَوْا فَسَأَلُوهُمُ الشَّرَى فَأَبَوْا فَضَبَطُوهُمْ فَأَصَابُوا مِنْ طَعَامِهِمْ فَذَهَبَتِ الْأَعْرَابُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ يَشْكُونَهُمْ فَأَشْفَقَتِ الْأَنْصَارُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ §تَمْنَعُونَ ابْنَ السَّبِيلِ مَا يَخْلُقُ اللَّهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي ضُرُوعِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ لَابْنُ السَّبِيلِ أَحَقُّ بِالْمَاءِ مِنَ البَانِي عَلَيْهِ

باب آداب الأكل

(6 - بَابُ آدَابِ الْأَكْلِ)

2390 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا أَكَلْتَ فَابْدَأْ بِالْمِلْحِ وَاخْتِمْ بِالْمِلْحِ فَإِنَّ الْمِلْحَ شِفَاءُ مِنْ سَبْعِينَ دَاءٍ أَوَّلُهَا الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ وَوَجَعِ الْأَضْرَاسِ وَوَجَعِ الْحَلْقِ وَوَجَعِ الْبَطْنِ

2391 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْوَازِعِ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ اللُّحُومِ شَيْئًا فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ مِنْ رِيحِ وَضَرِهِ وَلَا يُؤْذِي مَنْ حذاءه

2392 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقَشَّرَ الرُّطَبَةُ

2393 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَآوَانَا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْنَا وَأَفْضَلَ نَسْأَلُهُ بِرَحْمَتِهِ أَنْ يُجِيرَنَا مِنَ النَّارِ فَرُبَّ غَيْرِ مَكْفِيٍّ لَا يَجِدُ مُنْقَلَبًا وَلَا مَأْوًى رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ مَكَّةَ يَرْوِيهِ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ وَقَالَ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ قُلْتُ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي كِتَابِ ابْنِ السُّنِّيِّ

2394 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ حَرْبِ بْنِ سُرَيْجٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ تَعَشَّيْتُ عِنْدَ أَبِي برده رَضِيَ الله عَنْه قال أَلَا أُحَدِّثُكَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَكَلَ فَشَبِعَ وَشَرِبَ فَرَوِيَ فَقَالَ §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي فَأَشْبَعَنِي وَسَقَانِي فَأَرْوَانِي خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ

2395 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ §مَا أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ قَالَ وَحَدَّثَنَا يَحْيَى هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ عَنْ زَكَرِيَّا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِثْلَهُ

2396 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا هَاشِمُ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ §كُنْتُ دَلِيلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَرْجِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ مُتَّكِئًا

2397 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ثنا ابْنُ جُدْعَانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ مُتَّكِئًا

2398 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَبْرِدُوا الطَّعَامَ فَإِنَّ الْحَارَّ لَا بَرَكَةَ فِيهِ

2399 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ شَيْخٍ فِي مَجْلِسِ أَبِي عُثْمَانَ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ §أَيُّ الطَّعَامِ أَحْرَمُ أَوْ أَخْبَثُ قَالَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ بَعِيرِكَ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْكَ

2400 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ §أَنَّهُ أُتِيَ بخيبص فِي جَامٍ مِنْ فِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ فَأَمَرَ بِهِ فَحُوِّلَ عَلَى رغيف ثم أكله مِنْهُ

2401 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَسْلَمَ ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §أَحَبَّ الطَّعَامِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مَا كَثُرَتْ عَلَيْهِ الْأَيْدِي

2402 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا أَكَلْتُمُ الطَّعَامَ فَاخْلَعُوا نِعَالَكُمْ فَإِنَّهُ أَرْوَحُ لِأَقْدَامِكُمْ رَوَاهُ أَبُو يعلي: حدثنا أو خَيْثَمَةَ ثَنَا عُقْبَةُ بِهِ

2403 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى البزار جَمِيعًا حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ شُعْبَةٍ ثنا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا قُرِّبَ لِأَحَدِكُمْ طَعَامُهُ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلَانِ فَلْيَنْزِعْ نَعْلَيْهِ فَإِنَّهُ أَرْوَحُ لِلْقَدَمَيْنِ وَهُوَ مِنَ السُّنَّةِ

2404 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهِا قَالَتْ §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ قَائِمًا وَقَاعِدًا الْحَدِيثَ

2405 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ إنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَتَى الْغَائِطَ ثُمَّ خَرَجَ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَقِيلَ لَهُ أَلَا تَتَوَضَّأُ قَالَ إِنَّمَا §أَسْتَطِيبُ بِشِمَالِي وَآكُلُ بِيَمِينِي

2406 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ ثَنَا وَكِيعٌ ثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَعُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ §إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ غَسَلَ يَدَيْهِ

2407 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ فَأَكَلَ فَقِيلَ لَهُ أَلَا تتوضأ فقال §[أُرِيدُ] (*) أَنْ أُصَلِّيَ فَأَتَوَضَّأُ

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في المطبوع (أري) ، وما أثبتناه عن بعض النسخ

2408 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَبَابٌ الْعُصْفُرِيُّ ثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ مُوسَى الْجُهَنِيَّ يَقُولُ أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ نَسِيَ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى أَوَّلَ طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ حِينَ يَذْكُرُ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ فَإِنَّهُ يَسْتَقْبِلُ طَعَامَهُ جَدِيدًا وَيَمْتَنِعُ الْخَبِيثَ مَا كَانَ يُصِيبُ مِنْهُ صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ

2409 - وَقَالَ أَيْضًا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ امْرَأَةٍ قَالَتْ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِوَطْبَةٍ فَأَخَذَهَا أَعْرَابِيٌّ بِثَلَاثِ لُقَمٍ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ لَوَسِعَتْهُمْ وَقَالَ إِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمُ اسْمَ اللَّهِ عَلَى طَعَامِهِ فَلْيَقُلْ إِذَا ذَكَرَ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ

2410 -[1] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ثنا أَبُو الْحُسَيْنُ الْعُكْلِيُّ ثنا فَائِدٌ مَوْلَى عَبَادِلَ حَدَّثَنِي مَوْلَايَ عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ أَبِي رَافِعٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ §عَمِلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَزِيرَةً فَجَاءَ وَمَعَهُ رَجُلَانِ فَقَرَّبْتُهَا إِلَيْهِمَا فَمَرَّ أَعْرَابِيٌّ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطَّعَامِ فَأَخَذَهَا بِلُقْمَةٍ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعْهَا وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى وَكُلْ قَالَ فَأَكَلَ وَشَبِعَ وَفَضَلَ مِنْهَا

[2] حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ الْمُقَدَّمِيُّ ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا فَائِدٌ مَوْلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بن علي بن أبي رافع قال حدثني عبيد الله بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى مولاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْها أنها أخبرته أَنَّهَا صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَزِيرَةً فَقَرَّبَتْهَا إِلَيْهِ فَأَكَلَهَا وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَبَقِيَ مِنْهَا فَضْلَةٌ فَمَرَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَهَا الْأَعْرَابِيُّ بِيَدِهِ كلها فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ ضَعْهَا فَوَضَعَهَا فَقَالَ له §قل بسم اللَّهِ وَخُذْ مِنْ أَدْنَاهَا قَالَتْ فَشَبِعَ مِنْهَا وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ

2411 - حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا شَبَابَةُ ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَطَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأَكْلِ قَائِمًا وَقَالَ البراز حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بِهَذَا

باب الخل

(7 - بَابُ الْخَلِّ)

2412 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا يُوسُفُ عَنْ أَبَانَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ §أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّ خَمْرٍ

باب الجبن

(8 - باب الجبن)

2413 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجُبْنَةٍ فَقِيلَ إِنَّ هذه طَعَامٌ تَصْنَعُهُ الْمَجُوسُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَكُلُوا قُلْتُ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ بِلَفْظٍ آخَرَ

2414 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ أَيْضًا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ §أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِأَكْلِ الْجُبْنِ

2415 - وَحَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عَطَاءٍ وَأَبِي عِيَاضٍ أَنَّهُمَا قَالَا §لَا بَأْسَ بِجُبْنِ الْمَجُوسِ

باب الزيت

(9 - بَابُ الزَّيْتِ)

2416 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَلِيُّ §كُلِ الزَّيْتَ وَادَّهِنْ بِالزَّيْتِ فَإِنَّهُ مَنِ ادَّهَنَ بِالزَّيْتِ لَمْ يَقْرَبْهُ الشَّيْطَانُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً

2417 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ثنا أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا تَقُولُ وَذُكِرَ عِنْدَهَا الزَّيْتُ فَقَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ أَنْ يُؤْكَلَ وَيُدَّهَنَ بِهِ وَيَقُولُ §إِنَّهَا شَجَرَةٌ مُبَارَكَةٌ

باب الخربز بالرطب

(10 - بَابُ الْخِرْبِزَ بِالرُّطَبِ)

2418 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا زَمْعَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ جَابِرٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ الْخِرْبِزَ بِالرُّطَبِ وَيَقُولُ §هُمَا طَيِّبَانِ

باب فضل النخيل

(11 - بَابُ فَضْلِ النَّخِيلِ)

قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ثنا مَسْرُورُ بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ ثنا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَكْرِمُوا عَمَّتَكُمُ النَّخْلَةَ فَإِنَّهَا خُلِقَتْ مِنَ الطِّينِ الَّذِي خُلِقَ مِنْهُ آدَمُ وَلَيْسَ من الشجر شئ يُلَقَّحُ غَيْرُهَا

وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَطْعِمُوا نسائكم الْوُلَّدَ الرُّطَبَ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبٌ فالتمر وليس شئ مِنَ الشَّجَرِ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَجَرَةٍ نَزَلَتْ تَحْتَهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ

باب الهندباء

(12 - بَابُ الْهِنْدِبَاءِ)

2420 - قَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَكَرِيَّا الْهَاشِمِيُّ ثنا أَبَانُ بْنُ الْمُحَبَّرِ عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كُلُوا الْهِنْدِبَاءَ وَلَا تَبْغَضُوهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ يَوْمٌ مِنَ الْأَيَّامِ إِلَّا وَقَطْرَةٌ مِنَ الْجَنَّةِ تَقْطُرُ عَلَيْهِ

باب الخبيص

(13 - بَابُ الْخَبِيصِ)

2421 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ حَدَّثَنِي جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ صَنَعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْهُ خَبِيصًا بِالْعَسَلِ وَالسَّمْنِ وَالْبُرِّ فَأَتَى بِهِ فِي قَصْعَةٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ §هَذَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ شَيْءٌ تَصْنَعُهُ الْأَعَاجِمُ مِنَ الْبُرِّ وَالْعَسَلِ وَالسَّمْنِ تُسَمِّيهِ الْخَبِيصَ قَالَ فَأَكَلَ

باب من دعي إلى طعام فأراد إحضار واحد معه فليستأذن

(14 - بَابُ مِنْ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ فَأَرَادَ إِحْضَارَ وَاحَدٍ مَعَهُ فَلْيَسْتَأْذِنْ)

2422 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى ثنا شُعْبَةُ حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ إنَّ رَجُلًا صَنَعَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا فَدَعَاهُ فَقَالَ §أَتَأْذَنُ لِي فِي سَعْدٍ فَأَذِنَ لَهُ ثُمَّ صَنَعَ طَعَامًا فَقَالَ أَتَأْذَنُ لِي فِي سَعْدٍ فَأَذِنَ لَهُ ثُمَّ صَنَعَ طَعَامًا فَقَالَ تَأْذَنُ فِي سَعْدٍ فَإِنَّهُ صَاحِبُكُمْ

باب إيجاب إجابة الدعوة

(15 - بَابُ إِيجَابِ إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ)

2423 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ أَبُو أَيُّوبَ رَضِيَ الله عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ وَإِنْ كَانَ صَائِمًا

باب الفطر للصائم المتطوع إذا دعي

(16 - بَابُ الْفِطْرِ لِلصَّائِمِ الْمُتَطَوِّعِ إِذَا دُعِيَ)

2424 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ صَنَعَ رَجُلٌ طَعَامًا وَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَخُوكَ صَنَعَ طَعَامًا ودعاك افطر واقضي يوماً وأصحابه مَكَانَهُ وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا مُحَمَّدً بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدٍ نَحْوَهُ

باب كراهة الأكل في الأسواق

(17 - بَابُ كَرَاهَةِ الْأَكْلِ فِي الْأَسْوَاقِ)

قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ لُقْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §الْأَكْلُ فِي الأسواق دَنَاءَةٌ

باب فضل التواضع في المأكول

(18 - بَابُ فَضْلِ التَّوَاضُعِ فِي الْمَأْكُولِ)

2426 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ ثنا وَهْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ دَخَلَ الْمُتَوَضَّأَ فَأَصَابَ لُقْمَةً أَوْ كِسْرَةً فِي مَجْرَى الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ فَأَخَذَهَا فَأَمَاطَ عَنْهَا الْأَذَى وَغَسَلَهَا غَسْلًا نِعِمَّا ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى غُلَامِهِ فَقَالَ يَا غُلَامُ ذِكِّرْنِي بِهَا إِذَا تَوَضَّأْتُ فَلَمَّا تَوَضَّأَ قَالَ نَاوِلْنِي اللُّقْمَةَ أَوِ قَالَ الْكِسْرَةَ فَقَالَ يَا مَوْلَايَ أَكَلْتُهَا قَالَ اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ يَا مولاي لأي شئ أَعْتَقْتَنِي قَالَ لِأَنِّي سَمِعْتُ أُمِّيَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَذْكُرُ عَنْ أَبِيهَا رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال §إن وَجَدَ لُقْمَةً أَوْ كِسْرَةً فِي مَجْرَى الْغَائِطِ أَوِ البول فأخذها أماط عَنْهَا الْأَذَى وَغَسَلَهَا غَسْلًا نِعِمَّا ثُمَّ أَكَلَهَا لَمْ تَسْتَقِرَّ فِي بَطْنِهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ فَمَا كُنْتُ لِأَسْتَخْدِمَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهْبٌ هَذَا هُوَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الْقَاضِي الْمَعْرُوفٌ بِالْكَذِبِ وَوَضْعِ -[789]- الْحَدِيثِ وَهَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا افْتَرَاهُ وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَوْزِيُّ فِي الْمَوْضُوعَاتِ وَكَشَفَ أَمْرَ هَذَا الْحَدِيثِ فَأَجَادَ

باب آداب الشرب

(19 - بَابُ آدَابِ الشُّرْبِ)

قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا فعبثت إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَ ابْنٍ لَهَا بِشَاةٍ فَحَلَبَ ثُمَّ قَالَ §انْطَلِقْ بِهِ إِلَى أُمِّكَ فَشَرِبَتْ حَتَّى رَوِيَتْ ثُمَّ جَاءَ بِشَاةٍ أُخْرَى فَحَلَبَ ثُمَّ سَقَى أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ ثُمَّ جَاءَ بِشَاةٍ أُخْرَى فَحَلَبَ ثُمَّ شَرِبَ

2428 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ أَخْبَرَنِي عَنْبَسَةُ عَنِ الْخُصَيْبِ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَضِيَ الله عَنْهُ قال سمعت رسولا لله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §تَعَلَّلُوا بالشاة فإنما هو سُقْيَا اللَّهِ تعالى وإذا بسر حَلَبْتُمُوهَا فَلَا تَجْهَدُوهَا دعوا دَاعِيَ اللَّبَنِ

2429 - حَدَّثَنَا عَمْرٌو ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَسْمُولٍ ثنا القاسم بين مُخَوَّلٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْإِبِلُ تَمُرُّ بِنَا وَنَحْنُ مُسَنِّتُونَ وَهِيَ حُفَّلٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §احْلُبْ والشرب وَدَعْ دَوَاعِيَ اللَّبَنِ

2430 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ بن أَبِي ملكية وَالْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ إِنْ §كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَتَّقِي أَنْ يَشْرَبَ فِي الْإِنَاءِ الْضَارِي

2431 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال §نهى رسولا اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يشرب عن مِنَ الْإِنَاءِ الْمَخْنُوثِ

2432 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ قَالَ بَعَثَنِي عَمِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْأَنْصَارِ أَتَقَاضَى رَجُلًا مِنْهُمْ §فَأَتَى رَجُلٌ مِنْهُمْ بِشَرَابٍ فِي إِنَاءٍ فَنَفَخَ أَحَدُهُمْ فِيهِ فَقَالَ الْآخَرُ لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ رَسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ صَحِيحٌ

2433 - وَقَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ ثنا أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْرَبُ يَوْمًا فَشَرِبَ فِي ثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَرِبْتَ الْمَاءَ فِي ثَلَاثَةِ أَنْفَاسٍ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ §هُوَ أَشْفَى وَأَمْرَأُ وَأَبْرَأُ

2434 - وَقَالَ الْحَارِثُ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ لَيْثٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ نَحْوَهُ

2435 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنِ الْحَضْرَمِيِّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §زَجَرَ عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ قَالَ وَرَأَى رَجُلًا يَنْفُخُ فِي الشَّرَابِ ثُمَّ شَرِبَ قَائِمًا فَقَالَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقِيئَهُ فَقِئْهُ

باب فضل سقي الماء

(20 - بَابُ فَضْلِ سَقْيِ الْمَاءِ)

2436 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ كُدَيْرَ الضَّبِّيَّ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً قَالَ شُعْبَةُ وَسَمِعْتُ أَنَا مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ مُنْذْ أرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ شُعْبَةَ مُنْذُ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يدخلنا الْجَنَّةَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قُلِ الْعَدْلَ وَأَعْطِ الْفَضْلَ قَالَ فَإِنْ لَمْ أُطِقْ ذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْعِمِ -[810]- الطَّعَامَ وَأَفْشِ السَّلَامَ قَالَ فَإِنْ لَمْ أُطِقْ ذَلِكَ أَوْ أستطيع ذَلِكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَانْظُرْ بَعِيرًا مِنْ إِبِلِكَ وَسِقَاءً وَانْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ لَا يَشْرَبُونَ الْمَاءَ إِلَّا غِبًّا فَاسْقِهِمْ فَإِنَّكَ لَعَلَّكَ لَا يَهْلِكُ بَعِيرُكَ وَلَا يَنْخَرِقُ سِقَاؤُكَ حَتَّى تَجِبَ لَكَ الْجَنَّةُ

باب كراهية منع فضل الماء

(21 - بَابُ كَرَاهِيَةِ مَنَعِ فَضْلِ الْمَاءِ)

2437 - قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا جَرِيرٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ الصَّايِغِ عَنْ قَهْرَمَانٍ لِسَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ §مَنْ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ مَنَعَهُ اللَّهُ فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

باب كثرة شرب الكافر لكونه لا يذكر اسم الله تعالى

(22 - بَابُ كَثْرَةِ شُرْبِ الْكَافِرِ لِكَوْنِهِ لَا يَذْكُرُ اسْمَ اللَّهَ تَعَالَى)

قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ لَمْ أَرْ رَجُلًا قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهُ وَلَا أَطْوَلَ قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَزْمَةٍ أَوْ أَزْلَةٍ أَصَابَتِ النَّاسَ فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا صحابة تَوَزَّعُوهُمْ فَكَانَ الرَّجُلُ يَأْخُذُ بِيَدِ الرَّجُلِ وَالرَّجُلُ يَأْخُذُ بِيَدِ الرَّجُلَيْنِ فَكَانَ الْقَوْمُ يَتَحَامُونَنِي لِمَا يَرَوْنَ مِنْ طُولِي وَعِظَمِي فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَذَهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَحَلَبَ شَاةً فَشَرِبْتُ لَبَنَهَا ثُمَّ حَلَبَ أُخْرَى فَشَرِبْتُ لَبَنَهَا حَتَّى حَلَبَ لِي سَبْعًا قَالَ فَذَهَبْتُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ -[818]- الْغَدِ أَسْلَمْتُ ثُمَّ جِئْتُ فَحَلَبَ لِي شَاةً وَاحِدَةً فَشَبِعْتُ وَرَوِيتُ فَقُلْتُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَبِعْتُ قَطُّ وَلَا رَوِيتُ قَبْلَ الْيَوْمِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْمُؤْمِنُ يَشْرَبُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ الْأَخِيرِ مِنْهُ دُونَ الْقِصَّةِ بِطُولِهَا

2439 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ثنا عُبَيْدٌ الْأَغَرُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ جَهْجَاهٍ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ إنَّهُ قَدِمَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ يُرِيدُونَ الْإِسْلَامَ فحضروا مع رسولا اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ يَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِيَدِ جَلِيسِهِ فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِي وَكُنْتُ رَجُلًا طَوِيلًا لَا يَقْدَمُ عَلَيَّ أَحَدٌ فذهب بي رسولا اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَحَلَبَ لِي عَنْزًا فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا حَتَّى حَلَبَ لِي سَبْعَةَ أَعْنُزٍ فأتيت عَلَيْهَا ثُمَّ أُتِيتُ بِصَنِيعِ بُرْمَةٍ فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا فَقَالَتْ أم أيمن رَضِيَ الله عَنْها أَجَاعَ اللَّهُ مَنْ أَجَاعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْ يَا أُمَّ أَيْمَنَ أَكَلَ رِزْقَهُ وَرِزْقُنَا على الله تعالى فَأَصْبَحُوا قُعُودًا فَاجْتَمَعَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فَجَعَلَ الرجل يخبر بمن أتوا إليه فقال جهجهاه فحلب لِي سَبْعَةُ أَعْنُزٍ فأتيت عَلَيْهَا وَصُنِعَ بُرْمَةٌ فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا فَصَلُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَغْرِبَ فَقَالَ لِيَأْخُذْ كُلُّ مِنْكُمْ بِيَدِ جَلِيسِهِ فَلَمْ يَبْقَ فِي §الْمَسْجِدِ غَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيري وكنت عظيما طَوِيلًا لَا يَقْدَمُ عَلَيَّ أَحَدٌ فَذَهَبَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَحَلَبَ لِي عَنْزًا فَرَوِيتُ وَشَبِعْتُ فَقَالَتْ أم ايمن رَضِيَ الله عَنْها -[821]- رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ هَذَا ضَيْفَنَا فَقَالَ بلى فقال رسولا لله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ أَكَلَ في معي مُؤْمِنٍ اللَّيْلَةَ وَأَكَلَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي مِعَى كَافِرٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَا ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ فَذَكَرَ الْمَتْنَ دُونَ الْقِصَّةِ

كتاب الطب

(28 - كِتَابُ الطِّبِّ)

باب الأمر بالتداوي

(1 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّدَاوِي)

2440 - قَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا النَّاسُ §تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ دَاءً إِلَّا وَقَدْ خَلَقَ لَهُ شِفَاءً إِلَّا السَّامَ "، وَالسَّامُ: الْمَوْتُ. قُلْتُ: طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو: ضَعِيفٌ، وَقَدْ خَالَفَ فِي سَنَدِهِ وَمَتْنِهِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِي مِنْ رِوَايَةِ [عَمْرِ بْنِ سعيد بن أَبِي حُسَيْنِ] ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ الله عَنْه ولفظه الْمَتْنِ: " مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً "، وَلَمْ يَذْكُرْ أَوَّلَهُ وَلَا آخِرَهُ.

باب القسط

(2 - بَابُ الْقِسْطِ)

2441 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا وَعِنْدَهَا صَبِيٌّ يَنْبَعِثُ [مَنْخِرَاهُ] دَمًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: بِهِ الْعُذْرَةُ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §علام تُعَذِّبْنَ أَوْلَادَكُنَّ، إِنَّمَا يَكْفِي إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَأْخُذَ قِسْطًا هِنْدِيًّا، فَتَحُكَّهُ بِمَاءٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تُوجِرَهُ إِيَّاهُ. قَالَ: فَفَعَلُوا فَبَرَأَ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

باب الملح

(3 - بَابُ الْمِلْحِ) (102) تَقَدَّمَ فِي آدَابِ الْأَكْلِ.

باب النهي عن الجلوس في الشمس

(4 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجُلُوسِ فِي الشَّمْسِ)

2442 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ [عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ] قَالَ: قَالَ لي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ §لَا تَسْتَقِبْلِ الشَّمْسَ، فَإِنَّ اسْتِقْبَالَهَا دَاءٌ، وَاسْتِدْبَارَهَا دَوَاءٌ.

باب الماء البارد للحمى

(5 - بَابُ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِلْحُمَّى)

2443 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو النَّاجِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §أَيُّمَا أَحَدٍ مِنْكُمْ أَخَذَهُ الْوَرْدُ فَلْيَصُبَّ عَلَيْهِ جَرَّةَ مَاءٍ بَارِدٍ، قَالَ الْحَضْرَمِيُّ: الْوَرْدُ: الْحُمَّى.

2444 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ الْحَمَّالُ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِذَا حُمَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَشُنَّ عَلَيْهِ الْمَاءَ الْبَارِدَ ثَلَاثَ لَيَالٍ مِنَ السَّحَرِ.

باب التلبينة

(6 - بَابُ التَّلْبِينَةِ)

2445 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَعْمَرٍ، عَنْ إِسْحَاقَ ابن أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §فِي التَّلْبِينَةِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ.

باب الحناء

(7 - بَابُ الْحِنَّاءِ)

2446 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِعَامَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §اخْتَضِبُوا بِالْحِنَّاءِ، فَإِنَّهُ طَيِّبُ الرِّيحِ يُسَكِّنُ [الدَّوْخَةَ] . قَالَ أَبُو يَعْلَى: لَا أَدْرِي شَرِيكٌ هَذَا هُوَ ابْنُ أَبِي نَمِرٍ أَمْ لَا؟

باب الرجلة

(8 - بَابُ الرِّجْلَةِ)

2447 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ ثَوْرٍ قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرِّجْلَةِ، وَفِي رِجْلِهِ قُرْحَةٌ فَدَاوَاهَا بِهَا فَبَرِأَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكِ §انْبُتِي حَيْثُ شِئْتِي، فَأَنْتِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً أَدْنَاهُ الصُّدَاعُ.

باب اللبان والمر والصعتر

(9 - بَابُ اللُّبَانِ وَالْمُرِّ وَالصَّعْتَرِ)

2448 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ [عُبَيْدِ اللَّهِ] بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §تَبَخَّرُوا فِي بُيُوتِكُمْ بِاللُّبَانِ، وَالْمُرِّ، وَالصَّعْتَرِ.

باب الذكر الذي يذهب السقم

(10 - بَابُ الذِّكْرِ الَّذِي يُذْهِبُ السَّقَمَ)

2449 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ [الرَّبَذِيِّ] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَدُهُ فِي يَدِي، فَأَتَى عَلَيَّ رَجُلٌ رَثُّ الْهَيْئَةِ فَقَالَ: أَبُو فُلَانٍ! مَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ قَالَ: السقم والضر وأحدا يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: §أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يُذْهِبُ اللَّهُ عَنْكَ السَّقَمَ وَالضُّرَّ؟ قَالَ: [لَا] ، مَا يَسُرُّنِي بِهَا أَنِّي شَهِدْتُ مَعَكَ بَدْرًا ولأحدا، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَّ قَالَ: وَهَلْ يُدْرِكُ أَهْلُ بَدْرٍ وَأَهْلُ أُحُدٍ مَا يُدْرِكُ الْفَقِيرُ الْقَانِعُ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، فَقُلْتُ: إِيَّايَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَعَلِّمْنِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} الْآيَةِ، فَأَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ حَسُنَتْ حَالِي فَقَالَ: مَهْيَمْ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَمْ أَزَلْ أَقُولُ الْكَلِمَاتِ الَّتِي عَلَّمْتَنِيهِنَّ. [مُوسَى ضَعِيفٌ]

باب دهن السمسم

(11 - بَابُ دَهْنِ السِّمْسِمِ)

2450 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ جَابِرٍ - هُوَ الْجُعْفِيُّ -، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ - هُوَ الْبَاقِرُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، أَنَّ §رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْرَطَ بِالسِّمْسِمِ.

باب كفارات المرض وثواب المريض وأن المؤمن يشدد عليه ليزداد أجرا

(12 - بَابُ كَفَّارَاتِ الْمَرَضِ وَثَوَابِ الْمَرِيضِ وَأَنَّ الْمُؤْمِنَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ لِيَزْدَادَ أَجْرًا)

2451 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ [مِمَّ] تَبَسَّمْتَ؟ قَالَ: §عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ وَجَزَعِهِ مِنَ السَّقَمِ، وَلَوْ يَعْلَمُ مَا لَهُ / فِي السَّقَمِ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ سَقِيمًا حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ. ثُمَّ تَبَسَّمَ الثَّانِيَةَ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالُوا: مِمَّ تَبَسَّمْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: عَجِبْتُ لِمَلَكَيْنِ نَزَلَا مِنَ السَّمَاءِ يَلْتَمِسَانِ مُؤْمِنًا فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ فَلَمْ يَجِدَاهُ، فَعَرَجَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَقَالَا: يَا رَبِّ! إِنَّ عَبْدَكَ فُلَانٌ، كُنَّا نَكْتُبُ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَذَا وَكَذَا، وَإِنَّكَ حَبَسْتَهُ فِي حِبَالِكَ، يَعْنِي الْمَرَضَ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمَا: اكْتُبَا لِعَبْدِي مِثْلَ مَا يَعْمَلُ كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَلَا تُنْقِصَاهُ شَيْئًا، فَلَهُ أَجْرُ مَا عَمِلَ عَلَى أَجْرٍ مَا حَبَسْتُهُ. [2] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ [أَبِي] حُمَيْدٍ، بِهِ. هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفُ الْإِسْنَادِ.

2452 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ هُوَ ابْنُ أَرْطَاةَ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ الدَّرَجَةُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى فَمَا يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ حَتَّى يُبْتَلَى فِي جَسَدِهِ، فَيَبْلُغُهَا بِذَلِكَ الْبَلَاءِ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. [2] وَقَالَ [أَبُو بَكْرٍ] : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَزَادَ بَيْنَ جَبَلَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ.

2453 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ بَعْضِ أُمَّهَاتِ المؤمنين رَضِيَ الله عَنْهن قال: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قُلْتُ: لَوْ أَنَّ إِحْدَانَا فَعَلَتْ هَذَا خَشِيتُ عَلَيْهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَ لَا تَعْلَمِينَ أَنَّ §الْمُؤْمِنَ يُشَدَّدُ عَلَيْهِ مِنْ وَجَعِهِ لِيُحَطَّ عَنْهُ مِنْ خَطَايَاهُ؟

2454 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ: سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُبَارِكِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ قَالَ: إنَّهُ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَهَجَرَ بِالرَّوَاحَ فَلَقِيَ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَآخَرَ مَعَهُ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدَانِ يَرْحَمُكُمَا اللَّهُ؟ قَالَا: نُرِيدُ هَهُنَا إِلَى أَخٍ لَنَا مَرِيضٍ نَعُودُهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلَا عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ، فَقَالَا لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ أَصْبَحْتُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ وَفَضْلِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ: أَبْشِرْ بِكَفَّارَاتِ السَّيِّئَاتِ، وَحَطِّ الْخَطَايَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنِّي §إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا، فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ، فإنه من يَقُومُ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ، كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا، وَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنِّي أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي هَذَا وَابْتَلَيْتُهُ فَأَجْرُوا لَهُ مَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ مِثْلَ ذَلِكَ وَهُوَ صَحِيحٌ.

2455 - حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ: الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ [زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ] ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِشَجَرَةٍ فَهَزَّهَا حَتَّى تَسَاقَطَ مِنْ وَرَقُهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتَسَاقَطَ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْأَوْجَاعُ وَالْمُصِيبَاتُ أَسْرَعُ فِي ذُنُوبِ ابْنِ آدَمَ مِنِّي فِي هَذِهِ الشَّجَرَةِ -[70]-. 2456 -[1] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا [فَهِدُ بْنُ حَيَّانَ] ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ.

[2] وَحَدَّثَنَا هُدْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ صَاحِبُ [السَّابِرِيِّ -[72]-] . 2456 -[3] وَحَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ [عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ] ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، كِلَاهُمَا عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §مَثَلُ الْمُؤْمِنُ مَثَلُ السُّنْبُلَةِ تَمِيلُ أَحْيَانًا وَتَقُومُ أَحْيَانًا.

2457 -[1] حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى الْمَنْزِلَةُ [فَمَا] يَبْلُغُهَا بِعَمَلٍ، فَمَا يَزَالُ يَبْتَلِيهِ بِمَا يَكْرَهُ حَتَّى يُبْلِغَهُ إِيَّاهَا -[78]-. 2457 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بِهِ. وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

2458 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَيُحْدِثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَجْرِ عِنْدَ ذَلِكَ مِثْلَمَا أُعْطِيَ يَوْمَ أُصِيبَ.

2459 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، وَأَنَا مَرِيضٌ مَغْلُوبٌ فَقَالَ: صَلَّى صَاحِبُكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنِّي نُبِّئْتُ أَنَّهُ §لَيْسَ عَبْدٌ يَشْتَكِي إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ، حَتَّى يَقْبِضُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ يَرْفَعَهُ.

2460 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ] ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي الْمُسَاوِرِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَا مِنْ عَبْدٍ يَمْرَضُ مَرَضًا، إِلَّا أَمَرَ اللَّهُ حَافِظَيْهِ، أَنَّ مَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَلَا يَكْتُبْهَا، وَمَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ أَنْ يَكْتُبَهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَأَنْ يَكْتُبَ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ وَإِنْ لَمْ يَعْمَلْ.

باب فيمن ذهب بصره

(13 - بَابٌ فِيمَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ)

2461 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: §مُصَابُ الرَّجُلِ بِبَصَرِهِ كَمُصَابِهِ فِي نَفْسِهِ.

2462 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: §إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْ عَبْدٍ، لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً. رواه الْبُخَارِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَّرَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، دُونَ قَوْلِهِ: وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً إِلَى آخِرِهِ، وَهِيَ زِيَادَةٌ مُنْكَرَةٌ، وَسَعِيدٌ فِيهِ ضَعْفٌ.

2463 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مَاهَانَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: §إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْ عَبْدِي فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ. صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ (مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ هُشَيْمِ) .

2464 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ: سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ [الْخُتُلِّيُّ] ، الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ جَبَلَةَ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: §إِذَا أَخَذْتُ مِنْ عَبْدِي كَرِيمَتَيْهِ - وَهُوَ بِهِمَا ضَنِينٌ - لَمْ أَرْضَ لَهُ بِهِمَا ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ إِذَا حَمِدَنِي عَلَيْهِمَا.

باب ذم من لا يمرض

(14 - بَابُ ذَمِّ مَنْ لَا يَمْرَضُ)

2465 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ مَوْلَى الزَّرَقِيِّينَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا عَقِيلٍ! حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ فَقَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ إِذْ قَالَ: §مَنْ مِنْكُمْ يُحِبُّ أَنْ لَا يَسْقَمَ؟ ، فَابْتَدَرْنَاهُ فَقُلْنَا نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَقَالَ: أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ الْحُمُرِ [الصيَّالَّةِ] ، وَتَغَيَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْنَا فِي وَجْهِهِ [التَّغَيُّرَ] ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا أَصْحَابَ بَلَاءٍ وَكَفَّارَاتٍ؟ فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُبْتَلَى بِالْبَلَاءِ وَذَلِكَ مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَى الله تعالى لا، وَإِنَّهُ لَيُبْتَلَى بِالْبَلَاءِ حَتَّى يَنَالَ فِيْهِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى يَنَالُهَا دُونَ أَنْ يُبْتَلَى بِذَلِكَ فيبلغه الله تعالى [تِلْكَ] الْمَنْزِلَةَ. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ: ضَعِيفٌ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، بِهِ بِنَحْوِهُ.

2466 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ رَبِيعَةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بِنْتٌ لِي كَذَا وَكَذَا - فَذَكَرَتْ مِنْ حُسْنِهَا وَجَمَالِهَا - فَأُوثِرُكَ بِهَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ قَبِلْتُهَا، فَلَمْ تَزَلْ تَمْدَحُهَا، حَتَّى ذَكَرَتْ أَنَّهَا لَمْ تُصَدَّعْ، وَلَمْ تَشْتَكِ قَطُّ، قَالَ: §لَا حَاجَةَ لِي فِي ابْنَتِكِ. [2] [وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] .

2467 - وَقَالَ الْحَارِثُ: / حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ جَسِيمٌ، ذُو جسمان عظيم، فقاله لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى عَهْدُكَ بِالْحُمَّى؟ قَالَ لَا أَعْرِفُهَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالصُّدَاعُ؟ قَالَ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأصبت بمالك؟ قَالَ: لَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُزِئْتَ بِوَلَدِكَ؟ قَالَ: لَا، فَقَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [§إِنَّ] اللَّهَ يُبْغِضُ الْعِفْرِيتَ، النِّفْرِيتَ، الَّذِي لَا يرزأ في ولده، وَلَا يُصَابُ فِي مَالِهِ.

باب فضل كتمان المصيبة

(15 - بَابُ فَضْلِ كِتْمَانِ الْمُصِيبَةِ)

2468 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مِنْ تَمَامِ الْبِرِّ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ.

باب فضل عيادة المريض

(16 - بَابُ فَضْلِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ)

2469 -[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ] قَالَ: إنَّ [عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ] عَادَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ: أَتَعُودُ الْحَسَنَ وَفِي نَفْسِكَ مَا فِيهَا؟ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: لَسْتَ بِرَبِّي تُصَرِّفُ قَلْبِي حَيْثُ شِئْتَ، قَالَ: أَمَّا ذَاكَ فَلَا يَمْنَعُنَا أَنْ نُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إِلَّا ابْتَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ. . الْحَدِيثَ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ بِهِ.

2470 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ [الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ] ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [إِنَّ §الرَّجُلَ إِذَا خَرَجَ يُرِيدُ أَخًا مُؤْمِنًا يَعُودُهُ] ، خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حِقْوَيْهِ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَ الْمَرِيضِ وَاسْتَوَى جَالِسًا غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ.

2471 - حَدَّثَنَا [إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ] ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §مَنْ وَافَقَ صِيَامَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَعَادَ مَرِيضًا وَشَهِدَ جَنَازَةً، وَأَعْتَقَ رَقَبَةً: وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.

2472 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي [قَيْسٌ أَبُو عُمَارَةَ] ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ( [يُحَدِّثُ] عَنْ أَبِيهِ) ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَا يَزَالُ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ، حَتَّى إِذَا قَعَدَ اسْتَنْقَعَ فِيهَا. زَادَ عَبْدٌ: ثُمَّ إِذَا رَجَعَ لَا يَزَالُ يَخُوضُ فِيهَا حَتَّى يَرْجِعَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ.

2473 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَفِيهِ: §وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحْوُ سَبْعِينَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَرُفِعَ سَبْعِينَ أَلْفَ دَرَجَةٍ، وَيُوَكَّلُ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَعُودُونَهُ، وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ قَامَ عَلَى مَرِيضٍ يَوْمًا وَلَيْلَةً بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى مَعَ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى يَجُوزَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللَّامِعِ، وَمَنْ سَعَى لِمَرِيضٍ فِي حَاجَةٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: فَإِنْ كَانَ الْمَرِيضُ قَرَابَتَهُ، أَوْ بَعْضَ أَهْلِهِ؟ قَالَ: وَمَنْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِمَّنْ يَسْعَى فِي حَاجَةِ أَهْلِهِ؟ هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ

2474 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَقَدَ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ سَأَلَ عَنْهُ، فَإِنْ كَانَ غَائِبًا دَعَا لَهُ، وإن كان شاهد زَارَهُ، وَإِنْ كَانَ مَرِيضًا عَادَهُ، فَفَقَدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَسَأَلَ عَنْهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! تَرَكْنَاهُ مِثْلَ الْفَرْخِ لَا يَدْخُلُ فِي رَأْسِهِ شَيْءٌ إِلَّا خَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: - عُودُوا أَخَاكُمْ - فَخَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُودُهُ، وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، فَلَمَّا دَخَلْنَا إِذَا هُوَ (كَمَا وُصِفَ لَنَا) ، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: لَا يَدْخُلُ شَيْءٌ فِي رَأْسِي إِلَّا خَرَجَ مِنْ دُبُرِي، قَالَ: وَمِمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي الْمَغْرِبَ، (فَصَلَّيْتُ مَعَكَ) ، وَأَنْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ (الْقَارِعَةُ، مَا الْقَارِعَةُ) إِلَى آخِرِهَا، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ مَا كَانَ لِي مِنْ ذَنْبٍ أَنْتَ مُعَذِّبِي عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْ لِي عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا فَتَرَانِي كَمَا تَرَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبِئْسَ مَا قُلْتَ، أَلَا سَأَلْتَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُؤْتِيَكَ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَأَنْ يَقِيكَ عَذَابَ النَّارِ، قَالَ: فأمره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعى بذلك ودعى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (قَالَ: فَقَامَ) كَأَنَّمَا نَشِطَ مِنْ عِقَالٍ، فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ) حَضَّضْتَنَا آنِفًا عَلَى عِيَادَةِ الْمَرِيضِ فَمَا لَنَا فِي ذَلِكَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ §إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَعُودُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ إِلَى حِقْوَيْهِ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، وَغَمَرَتِ الْمَرِيضَ الرَّحْمَةُ، وَكَانَ الْمَرِيضُ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ تَعَالَى، وَكَانَ الْعَائِدُ فِي ظِلِّ قُدُسِهِ، وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا كَمِ احتبسوا عِنْدَ الْمَرِيضِ الْعُوَّادُ، قَالَ: يَقُولُونَ أَيُّ -[123]- حَرْبٍ فُوَاقًا - إِنْ كَانَ فُوَاقًا - فَيَقُولُ لِمَلَائِكَتِهِ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، فَإِنْ كَانَ احْتَسَبُوا سَاعَةً يَقُولُ: اكْتُبُوا لَهُ دَهْرًا، وَالدَّهْرُ عَشَرَةُ آلَافِ سَنَةٍ، إِنْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ دَخَلَ الجنة، وإن كاش لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ وَاحِدَةٌ وَإِنْ كَانَ صَبَاحًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِي وَكَانَ فِي خُرَافَةِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ فِي خُرَافَةِ الْجَنَّةِ -[125]-. \ 2474 -[2] حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: ذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ، فَذَكَرَهُ. . وَزَادَ فَقَالَهَا فَعُوفِيَ. قُلْتُ: أَوَّلُ الحَدِيثِ بِمَعْنَاهُ فِي الصَّحِيحِ وَلَيْسَ بِسِيَاقِهِ، وَمِنْ سُؤَالِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ إِلَى آخِرِهِ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، وَهُوَ وَاهٍ، وَآثَارُ الْوَضْعِ لَائِحَةٌ عَلَيْهِ.

باب الزجر عن الدخول إلى أرض وقع بها الطاعون

(17 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّخُولِ إِلَى أَرْضٍ وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ)

2475 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي مُصَنَّفِهِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، [حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ] ، قال حدثني عُرْوَةُ، عَنِ [الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ] ، عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ] قَالَ: إِنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ بِالشَّامِ: §إِذَا سَمِعْتُمْ بِالْوَبَاءِ قَدْ [رَفَعَ] ، فَاكْتُبُوا إِلَيَّ، فَجِئْتُ وَهُوَ نَائِمٌ، وَذَاكَ بَعْدَ رُجُوعِهِ مِنْ سَرْغٍ فَسَمِعْتُهُ لَمَّا قَامَ مِنْ نَوْمَتِهِ يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي رُجُوعِي إِلَى هُنَا مِنْ سَرْغٍ.

2476 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ فَقَالَ: §وَإِنْ أَصَابَ النَّاسَ مُوْتَانٌ وَأَنْتَ فِيهِمْ فَاثْبُتْ. الْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ

باب النقلة من البلد الوبية

(18 - بَابُ النُّقْلَةِ مِنَ الْبَلَدِ الْوَبِيَّةِ)

2477 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَرْضًا مِنْ أَرْضِنَا يُقَالُ لَهَا: أَبْيَنُ، هِيَ أَرْضُ مِيرَتِنَا وَرِيفِنَا وَهِيَ وَبِيَّةٌ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §دَعُوهَا فَإِنَّ مِنَ الْقَرَفِ التَّلَفَ. قُلْتُ: هُوَ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ.

باب الرقى

(19 - بَابُ الرُّقَى)

2478 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: §لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِمَّا أَخَذَ مِنْهُ عَلَيْهِ سُلَيْمَانُ الْمِيثَاقَ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، مَوْقُوفٌ.

2479 - / أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ [شابُورَ] ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: §اشْتَكَيْتُ شَكْوَى فَحَمَلُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَاتَ يَرْقِينِي بِالْقُرْآنِ، وَيَنْفُثُ عَلَيَّ بِهِ. هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفُ الْإِسْنَادِ

2480 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ [زَيْدٍ] ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ فِي يَدَيْهِ ثُمَّ رَدَّهُمَا عَلَى وَجْهِهِ.

2481 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَوْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَذِهِ الْكَلِمَاتُ دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ: §أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ وَأَسْمَائِهِ كُلِّهَا عَامَّةً، مِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْهَامَّةِ، وَشَرَّ الْعَيْنِ اللَّامَّةِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمَنْ شَرِّ ابْنِ قَتَرَةَ وَمَا وَلَدَ، ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَتَوْا رَبَّهُمْ فَقَالُوا: وَصَبٌ بِأَرْضِنَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذُوا مِنْ تُرْبَةِ أَرْضِكُمْ فَامْسَحُوا بِنَوَاصِيكُمْ رُقْيَةُ مُحَمَّدٍ، مَنْ أَخَذَ عَلَيْهَا صَفْدًا، أَوْ كَتَمَهَا أَحَدًا، فَلَا يُفْلِحُ أَبَدًا. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بِهِ.

2482 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّهُ قَرَأَ فِي أُذُنِ مُبْتَلًى فَأَفَاقَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قَرَأْتَ فِي أُذُنِهِ؟ قَالَ: قَرَأْتُ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا حَتَّى فَرَغَ مِنَ آخِرِ السُّورَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَوْ أَنَّ رَجُلًا مُوقِنًا قَرَأَ بِهَا عَلَى جَبَلٍ لَزَالَ.

2483 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ - هُوَ ابْنُ الصَّامِتِ - قَالَ: كُنْتُ أَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ وُعَكِ الْغِبِّ، فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اعْرِضْهَا عَلَيَّ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §ارْقَ بِهَا لَيْسَ بِهَا بَأْسٌ. فَوَاللَّهِ لَوْلَا ذَلِكَ مَا رَقَيْتُ بِهَا إِنْسَانًا أَبَدًا.

2484 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أُمَيَّةَ، حَدَّثَنِي الثِّقَةُ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَادَ مَرِيضًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا - ذَكَرَ كَلَامًا - فَقَالَ: لَا تَقُولُوا هَكَذَا، وَلَكِنْ قُولُوا كَمَا كَانَ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَادَ مَرِيضًا: §اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ مَا يَجِدُ وَآجِرْهُ فِيمَا ابْتَلَيْتَهُ.

2485 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ حَيَّانَ، ثنا أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ، حَدَّثَنِي [حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ] ، حَدَّثَنَا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: مَرِضْتُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يعوذني] فعودني يَوْمًا فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ §أُعِيذُكَ بِاللَّهِ الَأَحَدِ الصَّمَدِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، مِنْ شَرِّ مَا تَجِدُ، فَلَمَّا اسْتَقَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا قَالَ: يَا عُثْمَانُ تَعَوَّذْ بِهَا فَمَا تَعَوَّذْتُمْ بِمِثْلِهَا.

باب العين

(20 - بَابُ الْعَيْنِ)

2486 -[1] قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا [طَالِبُ بْنُ حَبِيبٍ] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §جُلُّ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَّتِي، بَعْدَ قَضَاءِ اللَّهِ وَكِتَابِهِ وَقَدَرِهِ، بِالْأَنْفُسِ، يَعْنِي بالعين. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

2487 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ [أَبِي أُمَيّةَ] الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ [عَبيدِ بْنِ رِفَاعَةَ] ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُمْ قِدْرٌ تَفُورُ بِلَحْمٍ، فَأَعْجَبَتْنِي شَحْمَةٌ فَأَخَذْتُهَا فَازْدَرْتُهَا فَاشْتَكَيْتُ عَنْهَا سَنَةً، ثُمَّ إِنِّي ذَكَرْتُهَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّهُ §كَانَ فِيهَا أَنْفَسُ سَبْعَةِ أُنَاسٍ ثُمَّ مَسَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَطْنِي فألقيتها خضراء، فو الذي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا اشْتَكَيْتُ بَطْنِي حَتَّى السَّاعَةِ.

باب نفي العدوى والفرار من المجذوم والزجر عن الطيرة

(21 - بَابُ نَفْيِ الْعَدْوَى وَالْفِرَارِ مِنَ الْمَجْذُومِ وَالزَّجْرِ عَنِ الطِّيَرَةِ)

2488 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، مَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟

2489 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، [أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] مَرَّ بِعُسْفَانَ فَإِذَا مَجْذُومٌ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ، وَقَالَ: §إِنْ كَانَ شَيْءٌ مِنَ الْأَدْوَاءِ يُعْدِي فَهُوَ هَذَا.

\ 2490 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حدثنا ابن جريح، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا صَفَرَ، وَلَا هَامَةَ. قُلْتُ: عَمَّنْ؟ قَالَ: حَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ. قُلْتُ: فَمَا الصَّفَرُ؟ قَالَ: يَقُولُ النَّاسُ: وَجَعٌ يَأْخُذُ الْبَطْنِ.

2491 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ [- قَالَ عُثْمَانُ: الشَّيْبَانِيُّ -] ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا عَدْوَى، وَلَا هَامَةَ، وَلَا يُعْدِي صَحِيحًا سَقِيمٌ. [2] وَحَدَّثَنَا [عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ] ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْهُ، [بِهِ] .

2492 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ الْخَوْلَانِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ فِي نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: نَسِيجُ وَحْدِهِ، فَقَعَدْنَا عَلَى دُكَّانٍ لَهُ عَظِيمٍ فِي دَارِهِ، فَقَالَ لِغُلَامِهِ: يَا غُلَامُ أَوْرِدِ الْخَيْلَ، وَفِي الدَّارِ تَوْرٌ مِنْ حِجَارَةٍ، قَالَ: فَأَوْرَدَهَا فَقَالَ: أَيْنَ فُلَانَةُ؟ قَالَ: هِيَ جَرْبَةٌ تَقْطُرُ دَمًا، أَوْ قَالَ: مَاءً - شَكَّ إِبْرَاهِيمُ - قَالَ: أَوْرِدْهَا، فَقَالَ أَحَدُ الْقَوْمِ: إِذًا تُجْرِبُ الْإِبِلَ كُلَّهَا، قَالَ: أَوْرِدْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §لَا عَدْوَى، وَلَا طِيَرَةَ، وَلَا هَامَةَ. أَلَمْ تَرَ إِلَى الْبَعِيرِ يَكُونُ فِي الصَّحْرَاءِ ثُمَّ يُصْبِحُ فِي [كَرْكَرَتِهِ] أَوْ مَرَاقِّهِ نُكْتَةٌ، لَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ فَمَنْ أَعْدَى الْأَوَّلَ؟

2493 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §لَا تَضُرُّ الطِّيَرَةُ إِلَّا مَنْ تَطَيَّرَ.

2494 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا §الطِّيَرَةُ مَا رَدَّكَ أَوْ أَمْضَاكَ.

2495 -[1] حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَحَرَ وَلَا سُحِرَ لَهُ، وَلَا تَطَيَّرَ لَهُ، وَلَا تَكَهَّنَ وَلَا تُكُهِّنَ لَهُ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ بِهِ وَقَالَ لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

2496 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ عَلْقَمَةَ مَوْلَاةِ عَائِشَةَ. قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ بِغُلَامٍ صَبِيٍّ تَدْعُو لَهُ، فَرَفَعُوا وِسَادَةً كَانَ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ (فَرَأَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا تَحْتَهَا مُوسًى، فَقَالَتْ: مَا هَذِهِ؟ قَالَ: نَجْعَلُهَا مِنَ الْجِنِّ وَالْفَزَعِ، قَالَ) : فَأَخَذَتْهَا عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا فَرَمَتْ بِهَا، وَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يُبْغِضُ الطِّيَرَةَ وَيَكْرَهُهَا.

باب النهي عن نتف الشعر من الأنف

(22 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ نَتْفِ الشَّعْرِ مِنَ الْأَنْفِ)

2497 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الْأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ.

باب بط الورم

(23 - بَابُ بَطِّ الْوَرَمُ)

2498 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّانِيِّ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ به وَرَمٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا تُخْرِجُوهُ عَنْهُ. قَالَ: فَبُطَّ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدٌ.

باب الزجر عن التداوي بالحرام

(24 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّدَاوِي بِالْحَرَامِ)

2499 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: (قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَيُّهَا النَّاسُ! §أَيْنَ يُذْهَبُ بِكُمْ؟ أَتَسْقُونَ أَوْلَادَكُمُ) الْخَمْرَ؟ إِنَّ أَوْلَادَكُمْ وُلِدُوا عَلَى الْفِطْرَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ.

2500 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ مُخَارِقٍ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا اشْتَكَتِ ابْنَةٌ لِي، فَنَبَذْتُ لَهَا فِي تَوْرٍ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَغْلِي، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَتِي اشْتَكَتْ، فَنَبَذْتُ لَهَا هَذَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ §لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِي حَرَامٍ. صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

باب الزجر عن السحر

(25 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السِّحْرِ)

2501 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ [هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: §مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ سَاحِرًا أَوْ كَاهِنًا فَسَأَلَهُ فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

باب الزجر عن النظر في النجوم

(26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي النُّجُومِ) (103) قَالَ: حَدِيثُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتَنِ فِي قِصَّةِ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ مِنَ الْخَوَارِجِ.

باب الكهانة

(27 - بَابُ الْكِهَانَةِ)

2502 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: §مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

2503 -[1] وَحَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَا إِنَّ §الْعَرَّافِينَ كُهَّانُ الْعَجَمِ، فَمَنْ آمَنَ بِكَاهِنٍ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -[217]- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 2503 -[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، بِهِ.

باب الكي

(28 - بَابُ الْكَيِّ)

2504 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عامر، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: اشْتَكَى رَجُلٌ مِنَّا شَكْوَى شَدِيدَةً، فَقَالَ الْأَطِبَّاءُ: لَا يَبْرَأُ إِلَّا بِالْكَيِّ، فَأَرَادَ أَهْلُهُ أَنْ يَكْوُوهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا، حَتَّى نَسْتَأْمِرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْمَرُوهُ فَقَالَ: لَا، فَبَرَأَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَذَا صَاحِبُ بَنِي فُلَانٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِنَّ هَذَا لَوْ كُوِيَ لَقَالَ النَّاسُ: إِنَّمَا أَبْرَأَهُ الْكَيُّ. مُجَالِدٌ ضَعِيفٌ

2505 -[قَالَ الْحَارِثُ] : حَدَّثَنَا [الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ] ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ [الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ] قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنٍ لَهَا قَدْ سُقِيَ بَطْنُهُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ ابْنِي أَصَابَهُ مَا تَرَى، أَفَأَكْوِيهِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَكْوِي ابْنَكِ، فَأَجْمَعَتْ عَلَى أَنْ لَا تَكْوِيهِ، فَعَثَرَ بِهِ بَعِيرٌ فَخَبَطَهُ - أَوْ لَبَطَهُ - فَفَقَأَ بَطْنَهُ فَبَرَأَ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَأْذَنْتُكَ فِي ابْنِي أَنْ تَكْوِيَهِ فَنَهَيْتَنِي، فَمَرَّ بِهِ بَعِيرٌ فَخَبَطَهُ - أَوْ لَبَطَهُ - فَفَقَأَ وَبَرَأَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنِّي §لَوْ أَذِنْتُ لَكِ لَزَعَمْتِ أَنَّ النَّارَ هِيَ الَّتِي شَفَتْهُ.

2506 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبْجَرَ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: §عَزَمَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَلَيَّ لَأَكْتَوِيَنَّ.

2507 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِنْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِمَّا تُعَالِجُونَ شِفَاءٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ لَدْغَةٍ مِنْ نَارٍ تُصِيبُ أَلَمًا، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ.

2508 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شعبة، بن عمرو عَنْ مُرَّةَ، عَنْ شَيْخٍ، عَنْ شَيْخٍ لَنَا [لَمْ] أُدْرِكْهُ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَلَى خَبَّابٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، وَقَدِ اكْتَوَى، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا قَدْ نُهِينَا عَنْ هَذَا، وَكُرِهَ لَنَا هَذَا، فَقَالَ خَبَّابٌ رَضِيَ الله عَنْهُ: §اشْتَدَّ الْبَلَاءُ، وَقَالَ الْأَطِبَّاءُ: لَا دَوَاءَ لَكَ إِلَّا هَذَا، قَالَ عبد الله: ما كنت أَخَافُكَ عَلَى هَذَا.

باب الحجم

(29 - بَابُ الْحَجْمِ)

2509 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داود، عن حنطلة، عَنْ طاووس قال: أَنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ.

2510 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ [عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ] ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السماء أمر بملاء مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: §عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ بِالْحِجَامَةِ

2511 - وَحَدَّثَنَا [يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ] ، حَدَّثَنَا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: §سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الِاسْتِحْجَامِ فَقَالَ هُوَ صَالِحٌ.

2512 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ، (عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ) ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِذَا هَاجَ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَلْيُهْرِقْهُ وَلَوْ بِمِشْقَصٍ.

2513 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §احْتَجَمَ وَسَطَ رَأْسِهِ، وَسَمَّاهُ الْمُنْقِذَ.

2514 - حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §احْتَجَمَ عَلَى قَرْنِهِ بَعْدَ مَا سُمَّ.

2515 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ لِغُلَامٍ أَرَادَ أَنْ يَحْتَجِمَ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ: §لَا تَحْتَجِمْ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، فَإِنَّ الْحِجَامَةَ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ لَا تَنْفَعُ.

2516 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعُقَيْلِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَسَاعَةٌ لَا يَحْتَجِمُ فِيهَا أَحَدٌ إِلَّا مَاتَ.

2517 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: §احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ مِنْ وَجَعٍ وَجَدَهُ فِي رَأْسِهِ.

كتاب البر والصلة

(29 - كِتَابُ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ)

باب فضل صلة الرحم

(1 - بَابُ فَضْلِ صِلَةِ الرَّحِمِ)

2518 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ خَالِدٍ الطَّاحِيُّ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! §أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثُمَّ صِلَةُ الرَّحِمِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَيُّ الْأَعْمَالِ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: قَطِيعَةُ الرَّحِمِ. قَالَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرٌ بِالْمُنْكَرِ وَالنَّهْيٌ عَنِ الْمَعْرُوفِ.

2519 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَأَتَاهُ رَجُلٌ [فَسَأَلَهُ] مَنْ أَنْتَ؟ فَمَتَّ لَهُ بِرَحِمٍ بَعِيدَةٍ، فَأَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §اعْرِفُوا أَنْسَابَكُمْ تَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّهُ لَا قُرْبَ لِلرَّحِمِ إِذَا قُطِعَتْ وَإِنْ كَانَتْ قُرَيْبَةً، وَلَا بُعْدَ لَهَا إِذَا وُصِلَتْ وَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَةً. صَحِيحٌ

باب الترهيب من قطيعة الرحم

(2 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ) (103) حَدِيثُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ.

2520 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِي [إِدَامٍ الْأَزْدِيِّ] ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §لَا تَنْزِلُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى قَوْمٍ فيهم قاطع رحم.

[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةُ، حَدَّثَنَا [أَبُو إِدَامٍ] الْأَزْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلْسَانِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لِي خَالَةٌ لَمْ أُكَلِّمْهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُمْ إِلَيْهَا فَكَلِّمْهَا. قُلْتُ: أَبُو إِدَامٍ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَزِيدَ الْمُحَارِبِيُّ، وَهَذَا الْحَدِيثَ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْأَدَبِ الْمُفْرَدِ. (104) وَحَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ [تَقَدَّمَ] فِي الْحَثِّ عَلَى الصَّدَقَةِ مِنْ كِتَابِ الزَّكَاةِ.

2521 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمٌ هُوَ ابْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ [مُجَمَّعِ بْنِ يَحْيَى الْأَنْصَارِيِّ] ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بُلُّوا أَرْحَامَكُمْ وَلَوْ بِالسَّلَامِ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ إِلَّا أَنَّهُ مُرْسَلٌ.

2522 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ جَهْمٍ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §الرَّحِمُ شُجْنَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ تُنَاشِدُهُ حَقَّهَا، فَيَقُولُ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، وَمَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَنِي، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَنِي.

2523 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ وهو ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ - يَعْنِي الرَّبَّ -: إِنَّ §الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنِّي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ.

باب حق المسلم على المسلم

(3 - بَابُ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ)

2524 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ. [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ المقرىء، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا الْأَفْرِيقِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّهُ جَمَعَهُمْ فِي مَرَاسِيهِمْ فِي مَغْزَاهُمْ فِي الْبَحْرِ وَمَرْكَبِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَ غَدَاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ وَأَهْلِ مَرْكَبِهِ، فَأَتَانَا أَبُو أَيُّوبَ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي / وَأَنَا صَائِمٌ، وَكَانَ عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ أَنْ أُجِيبَكُمْ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتُّ خِصَالٍ وَاجِبَةٍ، فَمَنْ تَرَكَ مِنْهَا خَصْلَةً تَرَكَ حَقًّا وَاجِبًا لِأَخِيهِ عَلَيْهِ: أَنْ يُجِيبَهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتَهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودَهُ إِذَا مَرِضَ، وَيُشَيِّعَ جَنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ، وَيَنْصَحَهُ إِذَا اسْتَنْصَحَهُ لَفْظُ مُسَدَّدٍ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي بِهِ بِنَحْوَهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: وَكَانَ فِينَا رَجُلٌ مَزَّاحٌ وَرَجُلٌ يَلِي نَفَقَاتِنَا.

[4] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: غَزَوْنَا الْبَحْرَ مع مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَانْضَمَّ مَرْكَبُنَا إِلَى مَرْكَبٍ فِيهِ أَبُو أَيُّوبَ رَضِيَ الله عَنْه، فَلَمَّا حَضَرَ غَذاؤُنَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِ فَأَتَانَا فَقَالَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: وَكَانَ مَعَنَا رَجُلٌ مَزَّاحٌ، فكَانَ يَقُولُ لِصَاحِبِ طَعَامِنَا: يَا فُلَانُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وشرًّا، فَإِذَا أَكْثَرَ عَلَيْهِ جَعَلَ يَغْضَبُه وَيَشْتُمَهُ، فَقَالَ: الْمَزَّاحُ: مَا تَقُولُ أَبَا أَيُّوبَ إِذَا أَنَا قُلْتُ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا وَشرًّا فَشَتَمَنِي؟ فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أقْلِتْ لَهُ؟ فَإِنَّا كُنَّا نَقُولُ: §مَنْ لَمْ يُصْلِحْهُ الْخَيْرُ، أَصْلَحَهُ الشَّرُّ، فَقَالَ الْمَزَّاحُ لِلرَّجُلِ: جَزَاكَ اللَّهُ شَرًّا وَعَرًّا، فَضَحِكَ وَرَضِيَ وَقَالَ: لَا تَدَعَنَّ بَطَالَتَكَ عَلَى حَالٍ، فَقَالَ الْمَزَّاحُ: جَزَا اللَّهُ أَبَا أَيُّوبَ خَيْرًا قَدْ قَالَ لِي.

2525 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ، وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ -[299]-. 2525 -[2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: وَذُكِرَ لَنَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ يَعْنِي عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. قُلْتُ: طَرِيقُ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ أَسْنَدَهَا أَبُو يَعْلَى وَالطَّبَرَانِيُّ، وَسُفْيَانُ [فِي] حَدِيثُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ ضَعْفٌ، لَكِنَّهُ يَقْوَى بِرِوَايَةِ الْوَلِيدِ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ.

2526 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا [عَرْعَرَةُ بْنُ الْبِرِنْدِ] ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ نَصَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِظَهْرِ الْغَيْبِ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

2527 - أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ -[308]-. 2528 - وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّ الْمُسْلِمَ مِرْآةُ أَخِيهِ يُرِيهِ مِنْهُ مَا لَا يَرَى مِنْ نَفْسِهِ.

2529 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنِي مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنَّ §الْمُؤْمِنَ شُعْبَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ (لَدَيْهِ) حَاجَتُهُ كَانَ لَهُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَكَلَّفَ، يفرح لِفَرَحِهِ، وَيَحْزَنَ لِحُزْنِهِ، وَهُوَ مِرَْآةُ أَخِيهِ، إِنْ رَأَى فِيهِ مَا لَا يُعْجِبُهُ سَدَّدَهُ، وَقَوَّمَهُ، وَوَجَّهَهُ، وَخَاصَمَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ.

2530 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: جَاءَ إعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاحتبى بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! عَلِّمْنِي فَإِنِّي أَعْرَابِيٌّ جَافٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَصُبَّ مِنْ إِنَائِكَ فِي إِنَاءِ صَاحِبِكَ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ بِوَجْهِكَ. . [الْحَدِيثِ] . [2] وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [سُرَيْجٌ هُوَ ابْنُ يُونُسَ] ، حَدَّثَنَا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ بِهَذَا وَزَادَ: وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ فَعَيَّرَكَ بِمَا هُوَ يَعْلَمُهُ مِنْكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ مِنْهُ، فَإِنَّهُ يَكُونُ وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَآخرُهُ لَكَ.

باب بر الوالدين

(4 - بَابُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ)

2531 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ عُلَيَّةَ. [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ طَيْسَلَةَ بْنِ مَيَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّجَدَاتِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فَرَقِي قَالَ: أَتَخَافُ أَنْ تدخل النار؟ قلت: نَعَمْ، قَالَ: أَفَتُحِبُّ أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ فَقُلْتُ: عِنْدِي أُمِّي، فَقَالَ: وَاللَّهِ §لَئِنْ أَلَنْتَ لَهَا الْكَلَامَ، وَأَطْعَمْتَهَا الطَّعَامَ لَتَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مَا اجْتَنَبْتَ الْمُوجِبَاتِ.

2532 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: إنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بَعْضَ أَهْلِهِ قَالَ: §وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ مُلْكِكَ ... الْحَدِيثِ -[318]-. 2533 -[1] حَدَّثَنَا عُمَرُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: الْمُوصَى بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانُ رَضِيَ الله عَنْهُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ... . الحديث.

2534 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ [عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا يُقْرَأُ أَنْ §لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ.

2535 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ: §تُقَامُ الصَّلَاةُ وَيَدْعُونِي وَالِدِي قَالَ أَجِبْ والداك.

2536 - وَحَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: §إِذَا دَعَتْكَ أُمُّكَ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ فَأَجِبْهَا، وَإِذَا دَعَاكَ أَبُوكَ فَلَا تُجِبْهُ حَتَّى تَفْرُغَ.

2537 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حدثنا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصْبِحُ وَوَالِدَاهُ عَنْهُ رَاضِيَانِ إِلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ وَمَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصْبِحُ وَوَالِدَاهُ عَلَيْهِ سَاخِطَانِ إِلَّا كَانَ لَهُ بَابَانِ مِنَ النَّارِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدٌ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ هُوَ ابْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِي آخِرِهِ: فَقَالَ أُرَاهُ رَجُلًا يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. إِسْنَادُ أَبِي يَعْلَى حَسَنٌ، وَقَدْ رُوِيَ مَوْقُوفًا

[3] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ إِنِّي رَجُلٌ حَرِيصٌ عَلَى الْجِهَادِ وَلَيْسَ مِنْ قَوْمِي أَحَدٌ إِلَّا قَدْ لَحِقَ بِالْأَمْصَارِ أَوْ بِالْجِهَادِ غَيْرُ وَالِدِي أَوْ قَالَ: غَيْرُ أَهْلِي وأبوي، أَوْ قَالَ: أَبِي كَارِهٌ لِذَلِكَ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: §لَا يَكُونُ لِرَجُلٍ أَبَوَانِ فَيُصْبِحُ مُحْسِنًا إِلَّا فُتِحَ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، وَلَا يُمْسِي وَهُوَ مُحْسِنٌ إِلَّا فُتِحَ لَهُ بَابَانِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، قَالَ: قُلْتُ مُحْسِنٌ إِلَيْهِمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فإن كان واحد فأصبحاً مُحْسِنًا فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَلَا يَسْخَطُ عَلَيْهِ أَحَدُهُمَا أَوْ واحد منهما فيرَضِيَ الله عَنْه حَتَّى يَرْضَى. قُلْتُ: وَإِنْ كَانَ لَهُ ظَالِمًا؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ لَهُ ظَالِمًا.

2538 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي غَصَبَنِي مَالًا، قَالَ: §أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ.

2539 - / وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَزِيدُ فِي عُمْرِ الرَّجُلِ بِبِرِّهِ والده. الْكَلْبِيُّ: مَتْرُوكٌ

2540 - وَقَالَ ابْنُ مَنِيعٍ أَيْضًا: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمَّا وَضَعَ رجله على درجة الدُّنْيَا، قَالَ: آمِينَ، ثُمَّ وَضَعَ رِجْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الثَّانِيَةِ، فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ وَضَعَ رِجْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الدَّرَجَةِ الثَّالِثَةِ، فَقَالَ: آمِينَ، فَلَمَّا فَرَغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُطْبَتِهِ وَنَزَلَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَانِي حِينَ وَضَعْتُ رِجْلَيَّ عَلَى الدَّرَجَةِ الدُّنْيَا فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! §مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يَغْفِرْ لَهُ، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، قُلْتُ: آمِينَ [الْحَدِيثَ -[338]-] . 2541 -[1] حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَمِثْلِهُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [أَبُو مَعْمَرٍ الْهِلَالِيًّ] ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، نَحْوَهُ.

2542 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ ضِرْغَامَةَ بْنِ عُلَيْبَةَ بْنِ [حَرْمَلَةَ] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ، §فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مَا كَادَ يستبين وجوههم بعدما قُضِيَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمَّا قَرُبْتُ ارْتَحَلَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَوْصِنِي ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَكَانَ [أَبِي] عُلَيْبَةَ بَرًّا بِأَبِيهِ حَرْمَلَةَ، كَانَ إِذَا كَانَ فِي الْمَنْزِلِ نَظَرَ أَوْطَأَ مَوْضِعٍ فَأَجْلَسَهُ فِيهِ، وَنَظَرَ أَوْفَرَ عَظْمٍ وَأَطْيَبَهُ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَإِذَا كَانَ فِي الْمَسِيرِ نَظَرَ أَوْطَأَ بَعِيرٍ مِنْ رَوَاحِلِهِ فَيَحْمِلُهُ عَلَيْهِ، فَكَانَ هَذَا بِرُّهُ بِهِ.

2543 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنْ [مُنِيرِ بْنِ الزُّبَيْرِ] ، أَنَّهُ سَمِعَ مَكْحُولًا يَقُولُ: §بِرُّ الْوَالِدَيْنِ كَفَّارَةُ الْكَبَائِرِ، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ قَادِرًا عَلَى الْبِرِّ مَا دَامَ فِي فَصِيلَتِهِ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ. هَذَا مَوْقُوفٌ، وَرِاَوِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ ضَعِيفٌ

2544 - وَقَالَ الْحَارِثُ أَيْضًا: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! §مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبَاكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أَدْنَاكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ.

2545 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ قَالَ: كَانَ الْهُذَيْلُ بْنُ حَفْصَةَ يَجْمَعُ الْحَطَبَ فِي الصَّيْفِ، فَيُقَشِّرُهُ، وَيَأْخُذُ الْقَصَبَ فَيَفْلِقُهُ، قَالَتْ حَفْصَةُ: فَكُنْتُ أَجِدُ قِرَّةً، فَكَانَ يَجِيءُ بِالْكَانُونِ حَتَّى يَضَعَهُ خَلْفِي وَأَنَا أُصَلِّي، وَعِنْدَهُ مَنْ يَكْفِيهِ لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ، (فَيُوقِدُ لِي ذَلِكَ) الْحَطَبَ الْمُقَشَّرَ، وَالْقَصَبَ الْمُفْلَقَ وَقُودًا يُدَفِّئُنِي وَلَا يُؤْذِينِي الْحَرُّ، قَالَتْ: فَرُبَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ إِلَيْهِ وَأَقُولُ: يَا بُنَيَّ! ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ، ثُمَّ أَذْكُرُ مَا يُرِيدُ فَأُخَلِّيَ عَنْهُ، وَكَانَ يَغْزُو وَيَحُجُّ، فَأَصَابَتْهُ حُمَّى وَقَدْ حَضَرَ الْحَجُّ، فَنَقِهَ فَلَمْ أَشْعُرْ حَتَّى أَهَلَّ بِالْحَجِّ، قُلْتُ: يَا بُنَيَّ كَأَنَّكَ خِفْتَ أَنْ أَمْنَعَكَ، مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ، قَالَ: وَكَانَتْ لَهُ لَقْحَةٌ فَكَانَ يَبْعَثُ إِلَيَّ حَلْبَةً بِالْغَدَاةِ، فَأَقُولُ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ، لَتَعْلَمُ أَنَّنِي لَا أَشْرَبُهُ، وَأَنَا صَائِمَةٌ، فَيَقُولُ: يَا أُمَّ الْهُذَيْلِ! إِنَّ §أَطْيَبَ اللَّبَنِ مَا بَاتَ فِي ضَرْعِ الْإِبِلِ، اسْقِيهِ مَنْ شِئْتِ، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ رَزَقَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ مِنَ الصَّبْرِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْزُقَ غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أَجِدُ غُصَّةً لَا تَذْهَبُ، فَبَيْنَمَا أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَنَا أَقْرَأُ سُورَةَ النَّحْلِ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) } قَالَتْ: فَأَعَدْتُهَا فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كُنْتُ أَجِدُ.

2546 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَرْبٍ الْهِلَالِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ دَاجَةَ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي عِقَالُ بْنُ [شَبَهٍ] بْنِ عِقَالِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْمُجَاشِعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِيهِ صَعْصَعَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! §مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ، أَبَاكَ، أُخْتَكَ، أَخَاكَ، أَدْنَاكَ، أَدْنَاكَ.

2547 - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ - هُوَ ابْنُ أَبِي مُوسَى - قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، فَقَالَ لِي: تَدْرِي لِمَ جِئْتُكَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ، وَإِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أَبِي عُمَرَ وَبَيْنَ أَبِيكَ إِخَاءٌ وَوُدٌّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَصِلَ ذَلِكَ. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ هُدْبَةَ، بِهِ.

2548 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ نَجِيحٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §هَلْ بَقِيَ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: أُمِّي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَبْلِ اللَّهَ فِي بِرِّهَا، (فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ) فَأَنْتَ حَاجٌّ، وَمُعْتَمِرٌ، وَمُجَاهِدٌ إِذَا رَضِيَتْ عَنْكَ أُمُّكَ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَبِرَّهَا.

2549 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ طوبى له وزاده اللَّهُ فِي عُمُرِهِ. زَبَّانُ ضَعِيفٌ.

2550 - حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ [نَاعِمٍ] مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَ: خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا حَاجًّا حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ مَكَّةَ، وَالْمَدِينَةِ أَتَى شَجَرَةً يَعْرِفُهَا، فَجَلَسَ تَحْتَهَا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَّجَرَةِ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ شَابٌّ مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ، حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي جِئْتُ لِأُجَاهِدَ مَعَكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَبَوَاكَ حَيَّانِ كِلَاهُمَا.؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاخْرُجْ فَبِرَّهُمَا، قَالَ: فَانْفَتَلَ رَاجِعًا مِنْ حَيْثُ جَاءَ.

2551 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فَقَالَ: §حَلِيفُ الْقَوْمِ مِنْهُمْ، وَابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ.

باب الزجر عن الانتماء إلى غير الموالي والإدعاء إلى غير الآباء وعن سب الوالدين

(5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِانْتِمَاءِ إِلَى غَيْرِ الْمَوَالِي وَالِإدْعَاءِ إِلَى غَيْرِ الْآبَاءِ وَعَنْ سَبِّ الْوَالِدَيْنِ)

2552 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ (رَغْبَةً عَنْهُمْ [فَعَلَيْهِ لَعَنَةُ اللَّهِ] ) وَمَنْ سَبَّ وَالِدَهُ أَوْ وَالِدَيْهِ فَكَذَلِكَ.

2553 - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ يَزِيدَ، بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْلَيَانِ: حَبَشِيٌّ، وَنَبَطِيٌّ، فَاسْتَبَّا، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا حَبَشِيُّ! وَقَالَ الْآخَرُ: يَا نَبَطِيُّ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا تَقُولُوا هَذَا، إِنَّمَا أَنْتُمَا رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ /.

باب فضل من رزق البنات فصبر عليهن

(6 - بَابُ فَضْلِ مَنْ رُزِقَ الْبَنَاتَ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ)

2554 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ [ابْنِ حَدِيرٍ] ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ وُلِدَتْ لَهُ أُنْثَى فَلَمْ يَئِدْهَا وَلَمْ يُهِنْهَا، وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا الْجَنَّةَ.

2555 -[1] وَحَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ وُلِدَتْ لَهُ ابْنَتَانِ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَهُمَا أَوْ صَحِبَهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِمَا الْجَنَّةَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ فِطْرٍ بِهِ.

2556 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ آوَى يَتِيمًا مِنْ بَيْنِ الْمُسْلِمِينَ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُشْبِعَهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، إِلَّا أَنْ يَعْمَلَ ذَنْبًا لَا يُغْفَرُ لَهُ. وَمَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، فَأَدَّبَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! أَوِ ابْنَتَانِ؟ قَالَ: أَوِ ابنتان، حتى حَتَّى لَوْ قَالُوا وَاحِدَةً، لَقَالَ: واحدة، ومن أذهب كريمتيه كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللَّهِ الْجَنَّةَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا كَرِيمَتَاهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَيْنَاهُ، فَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: هَذَا مِنْ كَرَائِمِ الْحَدِيثِ وَغُرَرِهِ. [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٍ بِهِ. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَنَشٍ وَهُوَ حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ بِهِ. [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ بِهِ.

باب فضل الإحسان إلى اليتيم

(7 - بَابُ فَضْلِ الِإحْسَانِ إِلَى الْيَتِيمِ)

2557 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ [الْجُمَحِيِّ] قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ كَفَلَ يَتِيمًا لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ الْإِصْبُعَينِ: الْوُسْطَى وَالْمُسَبِّحَةِ الَّتِي تَلِيهَا. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بِهِ. هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَخَالَفَهُ سُفْيَانُ، عَنْ صَفْوَانَ.

2558 -[1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا أُنَيْسَةُ، عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بِنْتِ مُرَّةَ الْفِهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهَا رَضِيَ الله عَنْهُ، [قَالَ] : إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ: §أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ سُفْيَانُ بِإِصْبَعَيْهِ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بِهَذَا. [3] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا وَزَادَ إِنِ اتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ.

2559 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، َحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ قَالَ: نُبِّئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ في الجنة إذا اتَّقَى اللَّهَ تَعَالَى، وَأَشَارَ الْحُمَيْدِيُّ بِإِصْبَعَيْهِ.

2560 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ فَائِدٍ الْعَبْدِيِّ أَبِي الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ غُلَامٌ مَعَهُ أُخْتٌ لَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! غُلَامٌ يَتِيمٌ وَأُخْتٌ لَهُ يَتِيمَةٌ، أَطْعِمْنَا مِمَّا أَطْعَمَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، أَعْطَاكَ اللَّهُ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّى تَرْضَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَحْسَنَ مَا قُلْتَ يَا غُلَامُ! يَا بِلَالُ اذْهَبْ إِلَى أَهْلِنَا، فَأْتِنَا بِمَا وَجَدْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ طَعَامٍ، فَأَتَاهُ بِلَالٌ رَضِيَ الله عَنْهُ، بِإِحْدَى وَعِشْرِينَ تَمْرَةً، قَالَ: فَوَضَعَهَا فِي كَفِّهِ فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ، فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يَدْعُو، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَبْعًا لَكَ وَسَبْعًا لِأُمِّكَ. وَسَبْعًا لِأُخْتِكَ، تَغَدَّ بِتَمْرَةٍ وَتَعَشَّ بِتَمْرَةٍ، وَكَانَ الْغُلَامُ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ، فَلَمَّا قَامَ تَبِعَهُ مُعَاذٌ رَضِيَ الله عَنْهُ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَمَسَحَهُ، وَقَالَ: جَبَرَ اللَّهُ يُتْمَكَ يَا غُلَامُ! وَجَعَلَكَ خَلَفًا مِنْ أَبِيكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ رَأَيْتُكَ وَمَا صَنَعْتَ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَحْمَةً لَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَا يَضُمُّ رَجُلٌ يَتِيمًا فَيُحْسِنُ وِلَايَتَهُ ثُمَّ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةً وَكَفَّرَ عَنْهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَيِّئَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ دَرَجَةً. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَذَكَرَهُ -[398]-. [3] وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي الْمُسْنَدِ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ فَذَكَرَ بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ أَبِي لِأَنَّهُ لَمْ يَرْضَ حَدِيثَ فَائِدٍ، وَكَانَ عِنْدَهُ مَتْرُوكَ.

2561 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ بالسبابة والوسطي. هدا مُرْسَلٌ.

2562 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا [الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ] ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَدَوِيُّ، عَنْ [هَصَّانِ بْنِ كَاهِنٍ] ، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَا قَعَدَ يَتِيمٌ مَعَ قَوْمٍ عَلَى قَصْعَتِهِمْ فَيَقْرَبُ قَصْعَتَهُمُ شَيْطَانُ.

2563 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَحْمَوَيْهُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ: أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَا مِنْ بَيْتِ مَلَكٍ وَلَا نَبِيٍّ أَكْرَمَ مِنْ بَيْتٍ فِيهِ يَتِيمٌ.

2564 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ أَبُو أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ عَجْلَانَ [الْهُجَيمِيِّ] ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُفْتَحُ لَهُ بَابُ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنَّهُ لتَأْتِي امْرَأَةٌ [تُبَادِرُنِي] فَأَقُولُ لَهَا: مَالَكِ، فَمَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا امْرَأَةٌ قَعَدْتُ عَلَى أَيْتَامٍ لِي.

2565 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأزَْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ [أُمِّ ذَرَّةَ] ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَجَمَعَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَالسَّاعِي عَلَى الْيَتِيمِ، وَالْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالصَّائِمِ الْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ.

2566 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ رَزِينٍ، عَنْ بِلَالٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ §فِي حِجْرِي يَتِيمًا أَفَأَضْرِبُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، مِمَا تَضْرِبُ مِنْهُ وَلَدَكَ.

باب حسن الخلق

(8 - بَابُ حُسْنِ الْخُلُقِ)

2567 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُمْ §لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، فَلْيَسَعْهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ -[416]-. 2567 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ بِهِ.

2568 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا [بشَّارُ بْنُ الْحَكَمِ] ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: لَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا ذَرٍّ وَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ! أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ، هُمَا أَخَفُّ عَلَى الظَّهْرِ، وَأَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ وَطُولِ الصَّمْتِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَمِلَ الْخَلَائِقُ مِثْلَهُمَا.

2569 -[1] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْكِلَابِيٌّ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحَاسِنُهُمْ خُلُقًا. [وَإِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ دَرَجَةَ الصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ] . [2] (وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى بِهِ -[425]-) . 2569 -[3] وَحَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فِرْغَامٍ الْقَيْسِيُّ، عَنْ زَكَرِيَّا بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلَّا زَكَرِيَّا.

2569 -[4] [حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِياضٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا زَرْبِيٌّ أَبُو يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا] .

2570 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا الْكَوْثَرُ هُوَ ابْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أُمَّ عَبْدٍ! §هَلْ تَدْرِي / مَنْ أَفْضَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا [قَالَتْ] : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَاسِنُهُمْ أَخْلَاقًا الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، لَا يَبْلُغُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ وَحَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ.

2571 - حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَرَادَةَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَشْتِمُ رَجُلًا رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §الْبَذَاءُ لُؤْمٌ، وَسُوءُ الْمَلَكَةِ لُؤْمٌ.

2572 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، حَدَّثَنِي مَوْلَايَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ §لِلَّهِ تَعَالَى مِائَةَ خُلُقٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ خُلُقًا، فَمَنْ أَتَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِخُلُقٍ وَاحِدٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، بِهِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، بِهِ. وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ مَجْهُولٌ.

2573 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي مَكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §خُيِّرَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْهَا أَيُّ أَزْوَاجِكِ تَخْتَارِينَ؟ قَالَتْ: أَخْتَارُ فُلَانًا، الْمُتَوَفَّى عَنْهَا وَكَانَ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَقَدْ كَانَ قُتِلَ عَنْهَا اثْنَانِ.

2574 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، حدثنا أبو إٍ سحاق، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ خُلُقٌ حَسَنٌ، وَشَرُّ مَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ قَلْبُ سُوءٍ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ مِثْلَهُ وَزَادَ: وَانْظُرْ مَا يَكْرَهُ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ فِي بَيْتِكِ إِذَا عَمِلْتَهُ فَلَا تَعْمَلْهُ.

2575 - وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! §مَا أَفْضَلُ مَا أُوتِيَ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: الْخُلُقُ الْحَسَنُ، قَالَ: فَمَا شَرُّ مَا أُوتِيَ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ: إِذَا كَرِهْتَ أَنْ يُرَى عَلَيْكَ شَيْءٌ فِي نَادِي الْقَوْمِ فَلَا تَفْعَلْهُ إِذَا خَلَوْتَ.

2576 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ [مَيْمُونٍ] قَالَ: سَأَلْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهَا هَلْ سَمِعْتِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §أَوَّلُ مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ الْخُلُقُ الْحَسَنُ. [2] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا. [3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، قَالَ: قُلْنَا لِأُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهَا، حَدِّثِينَا بِشَيْءٍ سَمِعْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تُحَدِّثِينَا بِشَيْءٍ سَمِعْتِيهِ مِنْ غَيْرِهِ فَقَالَتْ رَضِيَ الله عَنْهَا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ ... . . فَذَكَرَهُ، هَكَذَا اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى خَلَفِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْمَحْفُوظُ مَا رَوَاهُ عَطَاءٌ الْكَيْخَارَانِيُّ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهَا، [عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ] ، كَذَلِكَ أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ وَابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُمْ.

2577 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [هُوَ ابْنُ عَيَّاشٍ] ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ [عُبَيْدِ اللَّهِ] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْخُلُقِ الْحَسَنِ، وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ بِهِ.

2578 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، وَالْحَارِثُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ يَزِيدُ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي رَجُلٌ أُحِبُّ أَنْ أُحْمَدَ وَكَأَنَّهُ يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا يَسَعُكَ أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، وَتَمُوتَ فَقِيدًا، وَإِنَّمَا §بُعِثْتُ عَلَى تَمَامِ مَحَاسِنِ الْأَخْلَاقِ. وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ يَزِيدَ.

2579 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ إِمَامِ الْمُتَّقِينِ، قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ الْحَسَنُ الْخُلُقِ.

2580 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا سِكِّينُ بْنُ أَبِي سِرَاجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §سُوءُ الْخُلُقِ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ.

2581 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إِنَّ §خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا.

2582 - حَدَّثَنَا الْحُلَبْسُ الْحَنْظَلِيُّ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَلَّامٍ أَوْ ابِنِ سَلَّامٍ الْخُرَسَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ، وَأَكْثَرَ هَمَّهُ، وَأَسْقَمَ بَدَنَهُ، وَمَنْ لَاحَى الرِّجَالَ (ذَهَبَتْ كَرَامَتُهُ وَسَقَطَتْ مُرُوءَتُهُ) .

2583 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبِدْ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: §أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْخُلُقُ الْحَسَنُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: الْخُلُقُ الْحَسَنُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ الثَّالِثَةَ أَوِ الرَّابِعَةَ فَإِمَّا أَقَامَهُ وَإِمَّا أَقْعَدَهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ طَلِيقٌ، قَالَ: [ثُمَّ مَا زَالَ] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَسِّنُ الْخُلُقَ الْحَسَنَ وَيَقُولُ: هُوَ مِنَ اللَّهِ، وَيُقَبِّحُ الْخُلُقَ السُّوءَ وَيَقُولُ: هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ.

كتاب الأدب

(30 - كِتَابُ الْأَدَبِ)

باب جمل من الأدب

(1 - بَابُ جُمَلٍ مِنَ الْأَدَبِ)

2584 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا [وَفِيهِ] : وَمَنِ اطَّلَعَ إِلَى بَيْتِ جَارِهِ فَرَأَى عَوْرَةَ رَجُلٍ، أَوْ شَعْرَ امْرَأَةٍ، أَوْ شَيْئًا مِنْ جَسَدِهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُدْخِلَهُ النَّارَ مَعَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا يَتَحَيَّنُونَ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ، وَلَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَفْضَحَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَيُبْدِي لِلنَّاظِرِينَ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ آذَى جَارَهُ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ، وَمَأْوَاهُ النَّارُ، أَلَا وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَسْأَلُ الرَّجُلَ عَنْ جَارِهِ كَمَا يَسْأَلُهُ عَنْ حَقِّ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَمَنْ يُضَيِّعْ حَقَّ جَارِهِ فَلَيْسَ مِنَّا، وَمَنْ بَاتَ وَفِي قَلْبِهِ غِشٌّ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ بَاتَ وَأَصْبَحَ فِي سَخَطِ اللَّهِ تَعَالَى حَتَّى يَتُوبَ وَيُرَاجَعَ، فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ مَاتَ عَلَى غَيْرِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا §مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا - حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثًا -، -[464]- وَمَنِ اغْتَابَ مُسْلِمًا بَطَلَ صَوْمُهُ، وَنُقِضَ وُضُوءَهُ، فَإِنْ مَاتَ وَهُوَ كَذَلِكَ مَاتَ كَالْمُسْتَحِلِّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى، وَمَنْ مَشَى بِنَمِيمَةٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ سَلَّطَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ فِي قَبْرَهُ نَارًا تُحْرِقُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يُدْخِلُهُ النار، ومن عفى عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَكَظَمَ غَيْظَهُ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى أَجْرَ شَهِيدٍ. وَمَنْ بَغَى عَلَى أَخِيهِ وَتَطَاوَلَ عَلَيْهِ وَاسْتَحْقَرَهُ حَشَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صورة الذر يطأه الْعِبَادُ بِأَقْدَامِهِمْ، ثُمَّ يَدْخُلُ النَّارَ، وَلَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَمُوتَ. وَمَنْ رُدَّ عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ غِيبَةً سَمِعَهَا تُذْكَرُ عَنْهُ فِي مَجْلِسٍ رَدَّ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَلْفَ بَابٍ مِنَ الشَّرِّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنْ هُوَ لَمْ يَرُدَّ عَنْهُ وَأَعْجَبَهُ مَا قَالُوا، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الشَّرِّ مِثْلُ وِزْرِهِمْ، وَمَنْ قَالَ لِمَمْلُوكِهِ أَوْ مَمْلُوكِ غَيْرهِ أَوْ لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَا لَبَّيْكَ وَلَا سَعْدَيْكَ، انغمِسَ فِي النَّارِ، وَمَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا فَلَيْسَ مِنَّا، وَلَسْنَا مِنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَمَنْ سَمِعَ بِفَاحِشَةٍ فَأَفْشَاهَا كَانَ كَمَنْ أَتَاهَا، وَمَنْ سَمِعَ بِخَيْرٍ / فَأَفْشَاهُ كَانَ كَمَنْ عَمِلَهُ. وَمَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ رَبَّهُ، -[465]- فَمَا ظَنُّكُمْ؟ وَمَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ وَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ فِي النَّارِ، وَمَنْ مَشَى فِي قَطِيعَةٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْوِزْرِ بِقَدْرِ مَا أُعْطِيَ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ، وَوَجَبَتْ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ حَتَّى يَدْخُلَ جَهَنَّمَ فَيُضَاعَفُ عَلَيْهِ الْعَذَابُ، وَمَنْ مَشَى فِي عَوْنِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَمَنْفَعَتِهِ كَانَ لَهُ ثَوَابُ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَنْ مَشَى فِي غَيْبَتِهِ وَبَثِّ عَوْرَتِهِ كَانَتْ أَوَّلُ قَدَمٍ يَخْطُوهَا كَأَنَّمَا يَضَعَهَا فِي جَهَنَّمَ وَيُكْشَفُ عَوْرَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلَائِقِ. وَمَنْ مَشَى إِلَى ذِي قَرَابَةٍ أَوْ ذِي رَحِمٍ لِبَلَالٍ أَوْ لِسُقْمٍ، بِهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى أَجْرَ مِائَةِ شَهِيدٍ، وَإِنْ وَصَلَهُ مَعَ ذَلِكَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ وَرُفِعَ لَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفَ دَرَجَةٍ، وَكَأَنَّمَا عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى مِائَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، وَمَنْ مَشَى فِي فَسَادٍ بَيْنَ الْقَرَابَاتِ وَالْقَطِيعَةِ بَيْنَهُمْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ، وَكَانَ عَلَيْهِ كَوِزْرِ مَنْ قَطَعَ الرَّحِمَ. وَمَنْ عَمِلَ فِي فُرْقَةٍ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، وَمَنْ قَادَ ضَرِيرًا إِلَى الْمَسْجِدِ، أَوْ إِلَى مَنْزِلِهِ، أَوْ إِلَى حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِهِ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ رَفَعَهَا أَوْ وَضَعَهَا عِتْقُ -[466]- رَقَبَةٍ، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ حَتَّى يُفَارِقَهُ. وَمَنْ مَشَى بِضَرِيرٍ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَقْضِيَهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ وَقَضَى اللَّهُ تَعَالَى لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا، وَلَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَرْجِعَ. وَمَنْ مَشَى لَضَعِيفٍ فِي حَاجَةٍ أَوْ مَنْفَعَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى كِتَابَهُ بالْيَمِينِ، وَمَنْ ضَيَّعَ أَهْلَهُ، وَقَطَعَ رَحِمَهُ، حَرَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى حُسْنَ الْجَزَاءِ يَوْمَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُحْسِنِينَ، وَحُشِرَ مَعَ الْهَالِكِينَ، حَتَّى يَأْتِيَ بِالْمَخْرَجِ وَأَنَّى الْمَخْرَجُ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَنَظَرَ إِلَيْهِ نَظْرَةَ رَحْمَةٍ يَنَالُ بِهَا الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَشَى فِي صُلْحِ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِيدٍ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقًّا، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةً عِبَادَةُ سَبْعِينَ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا، وَمَنْ صَنَعَ إِلَى أَخِيهِ مَعْرُوفًا وَمَنَّ عَلَيْهِ بِهِ أُحْبِطَ أَجْرُهُ وَخُيِّبَ سَعْيُهُ أَلَا وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى الْمَنَّانِ، وَالْبَخِيلِ، وَالْمُخْتَالِ، وَالْقَتَّاتِ، وَالْجَوَّاظِ، وَالْجَعْظَرِيِّ، وَالْعُتُلِّ، وَالزَّنِيمِ، وَمُدْمِنِ -[467]- الْخَمْرِ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ [يُأْوِي] عَابِرَ السَّبِيلِ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى جَبِينِهِ دُرَّةٌ، وَوَجْهُهُ يُضِيءُ لِأَهْلِ الْجَمْعِ، حَتَّى يَقُولُوا هَذَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَلَمْ يُرَ مِثْلُهُ حَتَّى يُزَاحِمَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْجَنَّةِ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ رَجُلٍ، وَمَنِ احْتَفَرَ بِئْرًا حَتَّى يَنْبَسِطَ مَاؤُهَا فَبَذَلَهَا لِلْمُسْلِمِينَ، كَانَ لَهُ أَجْرُ مَنْ تَوَضَّأَ مِنْهَا وَصَلَّى، وَلَهُ بِعَدَدِ شَعْرِ كُلِّ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا حَسَنَاتٌ. إِنْسٍ، أَوْ جِنٍّ، أَوْ بَهِيمَةٍ، أَوْ سَبْعٍ، أَوْ طَائِرٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَلَهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ فِي ذَلِكَ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَيَرِدُ فِي شَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ الْحَوْضِ [حَوْضُ] الْقُدُسِ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا حَوْضُ الْقُدُسِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَوْضِي، حَوْضِي، حَوْضِي. وَمَنْ شَفَعَ لِأَخِيهِ فِي حَاجَةٍ لَهُ، نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْ لَا يُعَذِّبَ عَبْدًا نَظَرَ إِلَيْهِ، وإذا كَانَ ذَلِكَ بِطَلَبٍ مِنْهُ أَنْ يَشْفَعُ لَهُ، فَإِذَا شَفَعَ لَهُ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ لَهُ مَعَ ذَلِكَ أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا، وَمَنْ زَارَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ عِتْقُ مِائَةِ أَلْفِ رَقَبَةٍ، وَمَحْوِ مِائَةِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَيُكْتَبُ لَهُ بِهَا مِائَةُ أَلْفِ دَرَجَةٍ. فَقُلْنَا لأبي هريرة: أو ليس قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً فَهِيَ فِكَاكُهُ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: -[468]- نَعَمْ، وَيُرْفَعُ لَهُ سَائِرُهَا فِي كُنُوزِ الْعَرْشِ عِنْدَ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. هَذَا الْحَدِيثُ بِطُولِهِ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُتَّهَمُ بِهِ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ لَا بُورِكَ فِيهِ.

باب النهي عن دخول النساء الحمامات

(2 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ دُخُولِ النِّسَاءِ الْحَمَّامَاتِ)

2585 - قَالَ ابْنُ شِيرَوَيْهٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَدْخُلَنَّ مَعَ حَلِيلَتِهِ الْحَمَّامَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ عَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ بَصْرِيٌّ نَسَبَهُ عَبْدُ الْوَارِثِ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: أَخْرَجْتُهُ لِغَرَابَةِ لَفْظِهِ، وَإِلَّا فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ بِلَفْظِ " فَلَا يَدْخُلُ بِحَلِيلَتِهِ الْحَمَّامَ " وَمَعْنَى الْمَتْنِ الَّذِي أَوْرَدْنَاهُ يُعْطِي غَيْرَ مَعْنَى هَذَا.

باب الترغيب في العفو

(3 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي الْعَفْوِ)

2586 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا كَوْثَرٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ أَهْلُ الْعَفْوِ؟ قَالَ فَيُكَافِئُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا كَانَ مِنْ عَفْوِهِمْ عَنِ النَّاسِ.

باب الاعتذار

(4 - بَابُ الِاعْتِذَارِ)

2587 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا [سَيْفُ مُحَمَّدٍ] ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَلَمْ يَقْبَلْ عُذْرَهُ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (وَعَلَيْهِ مِثْلُ مَا عَلَى) صَاحِبِ مَكْسٍ. يَعْنِي الْعَشَّارَ.

2588 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ طَارِقٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الرُّوَاسِيِّ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رسول الله! ارضى عَنِّي، فَأَعْرَضَ ثَلَاثًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَاللَّهِ §إِنَّ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيَتَرَضَّى فَيَرْضَى فَارْضَ عَنِّي، قَالَ: فَرَضِيَ [عَنِّي] .

باب النهي عن تتبع العورات

(5 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ)

2589 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي بُيُوتِهَا أَوْ فِي خُدُورِهَا] فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ، §لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَبَّعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَوْرَتَهُ فَضَحَهُ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ.

باب أدب النوم

(6 - بَابُ أَدَبِ النَّوْمِ)

2590 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِي، عَنِ الْأَفْرِيقِيِّ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غُرَابٍ قََالَ: إِنَّ عَمَّةً لَهُ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا فَذَكَرَتِ الْحَدِيثَ قَالَتْ: سَوْفَ أُخْبِرُكِ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّهَا كَانَتْ لَيْلَتِي مِنْهُ، فَطَحَنْتُ شَيْئًا مِنْ شَعِيرٍ، وَجَعَلْتُ لَهُ قُرْصًا، فَرَجَعَ فَرَدَّ الْبَابَ وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ أَغْلَقَ الْبَابَ، وَأَوْكَأَ الْقِرْبَةَ، وَأَكْفَأَ الْقَدَحَ وَالصَّحْفَةَ، وَأَطْفَأَ السِّرَاجَ، فَانْتَظَرْتُهُ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ مَسْجِدِهِ فَأُطْعِمُهُ الْقُرْصَ، فَلَمْ يَنْصَرِفْ حَتَّى غَلَبَنِي النَّوْمُ، فَأَقْبَلَتْ شَاةٌ لِجَارَتِنَا دَاجِنَةٌ فَأَخَذَتْهَا ثُمَّ اجْتَرَّتْهَا قَالَ فَقَلِقْتُ فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَادَرْتُهَا إِلَى الْبَابِ فَقَالَ: خُذِي مَا أَدْرَكْتِ مِنْ قُرْصِكِ وَلَا تُؤْذِي جَارَكِ فِي شَاتِهِ.

2591 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ بَعْضِ آلِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَ: §كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ مَا يُوضَعُ الْإِنْسَانُ فِي قَبْرِهِ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ عِنْدَ رَأْسِهِ. / مُرْسَلٌ حَسَنٌ.

باب كراهة النوم بعد العصر

(7 - بَابُ كَرَاهَةِ النَّوْمِ بَعْدَ الْعَصْرِ)

2592 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَاثَةَ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ نَامَ بَعْدَ الْعَصْرِ فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.

باب النظر في المرآة وأدب الكحل والتنعل والتيمن في ذلك

(8 - بَابُ النَّظَرِ فِي الْمَرْآةِ وَأدَبِ الْكُحْلِ وَالتَّنَعُّلِ وَالتَّيَمُّنِ فِي ذَلِكَ)

2593 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا نَظَرَ فِي الْمَرْآةِ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَسَّنَ خَلْقِي وَخُلُقِي، وَزَانَ مِنِّي مَا شَانَ مِنْ غَيْرِي. وَإِذَا اكْتَحَلَ جَعَلَ فِي كُلِّ عَيْنٍ اثْنَتَيْنِ (وَوَاحِدًا بَيْنَهُمَا، وَإِذَا لَبِسَ نَعْلَيْهِ بَدَأَ بِالْيُمْنَى، وإذا خَلَعَ الْيُسْرَى، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ أَدْخَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى) ، وَكَانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَخْذًا وَعَطَاءً.

باب ما يقول إذا قيل له كيف أصبحت

(9 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا قِيلَ لَهُ كَيْفَ أَصْبَحْتَ)

2594 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا [مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ] ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §كَيْفَ أَصْبَحْتُمْ؟ قَالَ: بِخَيْرٍ مِنْ قَوْمٍ لَمْ يَعُودُوا مَرِيضًا وَلَمْ يَشْهَدُوا جَنَازَةً.

باب العطاس والأدب فيه

(10 - بَابُ الْعُطَاسِ وَالْأَدَبِ فِيهِ)

2595 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ هُوَ ابْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا) فَعَطَسَ عِنْدَهُ فَهُوَ حَقٌّ.

2596 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا، قَالَتْ: §عَطَسَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: مَا نَقُولُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُولُوا يَرْحَمُكَ اللَّهُ، قال الرجل: ما أَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ.

باب الشعر

(11 - بَابُ الشِّعْرِ)

2597 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَتَمَثَّلُ مِنَ الْأَشْعَارِ [البحر الطويل] " وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوَّدِ ". أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي أُسَامَةَ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ زَائِدَةُ، وَرِوَايَةُ غَيْرِهِ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا.

2598 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ §النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَّقَ أُمَيَّةَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ فِي بَيْتٍ مِنْ شِعْرِهِ، قَالَ: [البحر الطويل] (رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ ... وَالنَّسْرُ لِلْأُخْرَى، وَلَيْثٌ مُرْصَدُ) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ قَالَ: (وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ ... حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ) [تَأْبَى] فَمَا تَطْلُعْ (لَنَا فِي رِسْلِهَا إِلَّا مُعَذَّبَةً) وَإِلَّا تُجْلَدُ (فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ) .

2599 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ (عَبْدِ اللَّهِ) بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا §رَحِمَ اللَّهُ لَبِيدًا، قَالَ: [البحر الكامل] (ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ) فَكَانَ أَبِي يَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا فَكَيْفَ لَوْ رَأَتْ زَمَانَنَا هَذَا.

2600 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا هُذَيْلُ بْنُ مَسْعُودٍ الْبَاهِلِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ دُخَانٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ هُذَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ §هَذَا الشِّعْرَ جَزْلٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يُعْطَى بِهِ السَّائِلُ، وَيُكْظَمُ بِهِ الْغَيْظُ، وَبِهِ يَبْلُغُ الْقَوْمُ فِي نَادِيهِمْ.

2601 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §رَخَّصَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِعْرِ الْجَاهِلِيَّةِ إِلَّا قَصِيدَةَ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ فِي أَهْلِ بَدْرٍ، وَقَصِيدَةِ الْأَعْشَى فِي ذِكْرِ عَامِرٍ وَعَلْقَمَةَ.

2602 - وَحَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحْرِزٍ الْأَزْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لِأَنْ يمتلىء جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا أَوْ دَمًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يمتلىء شِعْرًا هُجِيتُ بِهِ.

2603 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنهَا، §قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الشِّعْرِ فَقَالَ: هُوَ كَلَامٌ فَحَسَنُهُ حَسَنٌ، وَقَبِيحُهُ قَبِيحٌ.

2604 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §امْرُؤُ الْقَيْسِ صَاحِبُ لِوَاءِ الشعر إِلَى النَّارِ.

2605 -[1] حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ [سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ] ، حَدَّثَنِي أَبُو هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَسَمِعَ رَجُلَيْنِ يَتَغَنَّيَانِ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ فَذَكَرَ شِعْرًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ هَذَانِ؟ فَقِيلَ لَهُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَرْكَسَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتْنَةِ رَكْسًا، وَدَعَّهُمَا إِلَى النَّارِ دَعًّا.

[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ فَذَكَرَهُ، وَفِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعُوا غِنَاءً [فَاسْتَشْرَفُوا] لَهُ، فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَمَعَ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُحَرَّمَ الْخَمْرُ فَأَتَاهُمْ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: هَذَا فُلَانٌ، وَفُلَانٌ وَهُمَا يَتَغَنَّيَانِ يُجِيبُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ وَهُوَ يَقُولُ: [البحر الطويل] (لَا يَزَالُ جَوَارِيَّ لَا يَلُوحُ عِظَامُهُ ... [زَوَى] الْحَرْبُ عَنْهُ أَنْ [يُجَنَّ] فَيَقبُرَا) فَرَفَعَ رَسُولُ §اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ فَقَالَ: أَرْكَسَهُمَا اللَّهُ فِي الْفِتْنَةِ، اللَّهُمَّ دَعِّهِمَا إِلَى النَّارِ.

باب إعطاء الشاعر

(12 - بَابُ إِعْطَاءِ الشَّاعِرِ)

2606 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ نُجَيْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّهُ أَعْطَى شَاعِرًا فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا نَجِيدٍ §أَتُعْطِي شَاعِرًا؟ قَالَ: إِنِّي أَفْتَدِي عِرْضِي مِنْهُ.

2607 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مَدَحَ اللَّهَ تَعَالَى، وَمَدَحَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَدْحِهِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي خَلَقَهُ، وَلَمْ يُعْطِهِ لِمَدْحِهِ نَفْسَهُ.

2608 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! §إِنِّي مَدَحْتُ اللَّهَ مِدْحَةً، وَمَدَحْتُكَ أُخْرَى، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَاتِ وَابْدَأْ بِمِدْحَةِ اللَّهِ تَعَالَى.

باب الأمر بالتستر من المعصية ولو صغرت

(13 - بَابُ الأمر بالتستر من الْمَعْصِيَةِ وَلَوْ صَغُرَتْ)

2609 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَرْيَمَ بِنْتِ طَارِقٍ، قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا ... فَذَكَرَتِ الْحَدِيثَ، قَالَتْ: وَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّ كَرِيِّي يَتَنَاوَلُ سَاقِي /، فَأَعْرَضَتْ عَنْهَا بِوَجْهِهَا، وَقَالَتْ: أَخْرِجِيهَا فَأُخْرِجَتِ الْمَرْأَةُ عَنْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَتْ: يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ! §مَا يَمْنَعُ الْمَرْأَةَ إِذَا أَصَابَتِ الذَّنْبَ فَسُتِرَ عَلَيْهَا أَنْ تَسْتُرَ مَا سَتَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا تُبْدِي لِلنَّاسِ، فَإِنَّ النَّاسَ [يُعَيِّرُونَ وَلَا يُغَيِّرُونَ] وَإِنَّ اللَّهَ [يُغَيِّرُ وَلَا يُعَيِّرُ] .

باب الترغيب في حفظ اللسان والفرج

(14 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي حِفْظِ اللِّسَانِ وَالْفَرْجِ)

2610 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَقِيلٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَأَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ، عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فُقْمَيْهِ وَرِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مَنْصُورٍ بِهِ، وَقَالَ: لَمْ يَقُلْ لِي عَبْدُ الْغَفَّارِ يَعْنِي ابْنَ دَاوُدَ الْحَرَّانِيَّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ بِهَذَا الِإسْنَادِ، يُرِيدُ أَنَّهُ جَعَلَهُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ، وَأَسْقَطَ عَقِيلًا، لَكِنْ قَدْ رُوِّينَاهُ فِي فَوَائِدِ تَمَّامٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي صَالِحٍ الْحَرَّانِيِّ وَهُوَ عَبْدُ الْغَفَّارِ جَعَلَهُ بِإِثْبَاتِ عَقِيلٍ وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ مِنْ طَرِيقِ مَعَافَى بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ.

باب الزجر عن الغضب

(15 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْغَضَبِ)

2611 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! §عَلِّمْنِي عَمَلًا أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ وَأَقْلِلْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَغْضَبْ. قُلْتُ: رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ لَكِنَّهُ شَاذٌّ، فَإِنَّ الْمَحْفُوظَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ كَذَا هُوَ فِي الصَّحِيحِ.

2612 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْ لِي قَوْلًا وَأَقْلِلْ لَعَلِّي أَعْقِلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا تَغْضَبْ، فَأَعَدْتُ مَرَّتَيْنِ كُلُّ ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَيَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَغْضَبْ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

باب الحث على شكر النعم

(16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى شُكْرِ النِّعَمِ)

2613 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ السَّائِبِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ [أُزِلَتْ] إِلَيْهِ نِعْمَةٌ مِنَ الْحَقِّ فَعَلَيْهِ أَنْ يُجْزَى بِهَا، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ جَزَاؤُهَا فَلْيُظْهِرِ الثَّنَاءَ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَقَدْ كَفَرَ.

2614 -[1] حَدَّثَنَا بِشْرٌ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ بِهِ، فَمَنْ أَثْنَى بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ، وَمَنْ تَحَلَّ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَانَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ. وَحَرَّكَ بِشْرٌ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بِهِ بِنَحْوِهُ.

2615 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §خَصْلَتَانِ مَنْ كَانَتَا فِيهِ كَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى شَاكِرًا صَابِرًا: مَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي دِينِهِ فَاقْتَدَى بِهِ، وَمَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَهُ فِي دُنْيَاهُ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا فَضَّلَهُ بِهِ عَلَيْهِ، وَخَصْلَتَانِ مَنْ كَانَتَا فِيهِ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ صَابِرًا، وَلَمْ يَكْتُبْهُ شَاكِرًا: مَنْ نَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي دِينِهِ فَلَمْ يَقْتَدِ بِهِ، وَنَظَرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي دُنْيَاهُ فَأَسِفَ عَلَيْهِ.

باب فضل من قاد أعمى

(17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَادَ أَعْمَى)

2616 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، أَوْ خَمْسِينَ ذِرَاعًا، كُتِبَ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ.

2617 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا [سَلْمُ بْنُ سَالِمٍ] ، عَنْ [عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا مَرْفُوعًا: §مَنْ قَادَ أَعْمَى أَرْبَعِينَ خُطْوَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. قُلْتُ هَذَانِ الْحَدِيثَانِ ضَعِيفَانِ جِدًّا وَلَا يَثْبُتُ مِنْ هَذَا شَيْءٌ

باب فضل زيارة الإخوان

(18 - بَابُ فَضْلِ زِيَارَةِ الْإِخْوَانِ)

2618 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مَنْ أَهْلُ الْجَنَّةِ: النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَالشَّهِيدُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَالصِّدِّيقُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ (وَالْمَوْلُودُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) ، وَالرَّجُلُ يَزُورُ أَخَاهُ فِي اللَّهِ تَعَالَى فِي جَانِبِ الْمِصْرِ فِي الْجَنَّةِ.

2619 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ حُمْرَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا مِنْ عَبْدٍ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ تَعَالَى، إِلَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ فِي مَلَكُوتِ عَرْشِهِ: عَبْدِي زَارَنِي عَلَى قِرَاهُ، وَلَنْ أَرْضَى لِعَبْدِي بِقِرَاهُ إِلَّا فِي الْجَنَّةِ.

2620 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي عَوْنِهِ مَا كَانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ فَكَّ حَلْقَةً فَكَّ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

2621 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَعْلَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحكم، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا فَلَيْسَ مِنَّا.

2622 - حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا.

باب فضل الحياء

(19 - بَابُ فَضْلِ الْحَيَاءِ)

2623 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنِي قَيْسٌ قَالَ: كَانَ عُيينَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ رَضِيَ الله عَنْهُ، جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ رَجُلٌ آخَرُ وَعِنْدَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ، فَاسْتَسْقَى ذَلِكَ الرَّجُلُ فَأُتِيَ بِشَرَابٍ، فَلَمَّا أَخَذَ يَشْرَبُ سَتَرُوهُ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا هَذَا؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §هَذِهِ خِلَّةٌ آتَاهَا اللَّهُ تَعَالَى قَوْمًا وَمَنَعَكُمُوهَا هَذَا الْحَيَاءُ. هَذَا مُرْسَلٌ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ.

2624 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا، قالت: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ! إِنَّ §الْفُحْشَ لَوْ كَانَ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ. رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخِ وَزَادَ: وَلَوْ كَانَ الْحَيَاءُ رَجُلًا لَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا.

2625 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ [سَلَمَةَ بْنَ صَفْوَانَ] يُحَدِّثُ عَنْ [يَزِيدَ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ رُكَانَةَ] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لِكُلِّ دِينٍ خُلُقٌ، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ. هَذَا مُرْسَلٌ

2626 - حَدَّثَنَا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى أَعْرَابِيٍّ فَقَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَقُولُ] : §أَوَّلُ مَا يُرْفَعُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْحَيَاءُ وَالْإِيمَانُ، فَسَلُوهُمَا اللَّهَ تَعَالَى.

2627 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حماد، حدثنا أبو عوانة، حَدَّثَنَا دَاوُدُ هُوَ [ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِيُّ] ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ أُسَيْرٌ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ.

باب الزجر عن الكذب والظلم

(20 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْكَذِبِ وَالظُّلْمِ)

2628 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ / حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثَةٍ: يَكْذِبُ فِي الْحَرْبِ، وَالْحَرْبُ خَدْعَةٌ وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، وَالرَّجُلُ يَكْذِبُ عَلَى امْرَأَتِهِ لِيُرْضِيَهَا. خَالَفَهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ رَوَاهُ عَنْ دَاوُدَ، عَنْ شَهْرٍ مُرْسَلًا. وَخَالَفَ دواد عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ رَوَاهُ عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ. رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ خثيم مُطَوَّلًا. [2] قَالَ إِسْحَاقُ: أَنْبَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبِدِ الْأَعْلَى أَبُو هَمَّامٍ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: بَعَثَ (ح) .

[3] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ بِهَذَا السِّنْدِ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَمَرُّوا بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالُوا: يَا أَعْرَابِيُّ! اجْزُرْ لَنَا شَاةً، قَالَ فَأَتَاهُمْ بِعَتُودٍ مِنْ غَنَمِهِ فَذَبَحُوهَا، قَالَ: فَظَلُّوا يَطْبُخُونَ وَيَشْوُونَ حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ، وَأَظَلَّ بِظُلَّةٍ عَلَى غَنَمِهِ فَقَالُوا: يَا أَعْرَابِيُّ! أَخْرِجْ لَنَا غَنَمَكَ حَتَّى نَقِيلَ فِي الْمِظَلَّةِ قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ فَإِنَّهَا وُلَّدٌ، فَإِنْ أَنَا أَخْرَجْتُهَا فَضَرَبْتُهَا السَّمُومُ طَرَحَتْ، فَقَالُوا: أَنْفُسُنَا أَعَزُّ عَلَيْنَا مِنْ غَنَمِكَ، قَالَ: فَأَخْرَجُوهَا فَضَرَبَتْهَا السَّمُومُ فَطَرَحَتْ، قال: ثم راحو مِنْ عِنْدِهِ وَتَرَكُوهُ حَتَّى أَتَوُا الْمَدِينَةَ، فَإِذَا بِهِ قَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَلَمَّا جَاءُوا سَأَلَهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا ذَكَرَ، فَأَنْكَرُوا فَاعْتَمَدَ رَجُلًا مِنْهُمْ فَقَالَ: يا فُلَانُ! إِنْ كَانَ مَا فِي أَصْحَابِكَ خَيْرٌ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ، اصْدُقْنِي، فَقَالَ: صَدَقَ الْأَعْرَابِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! الْخَبَرُ مِثْلُ مَا قَالَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَتَهَافَتُونَ فِي الْكَذِبِ تَهَافُتَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ؟ كُلُّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ لَا مَحَالَةَ، إِلَّا أَنْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ فِي الْحَرْبِ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ، أَوْ يَكْذِبَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، أَوْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا.

2629 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنِ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ سَرِيَّةً ضَاحِيَةَ مُضَرٍ، فَنَزَلُوا بِأَرْضٍ صَحْرَاءَ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا إِذَا هُمْ بِقُبَّةٍ، فَإِذَا بِفِنَائِهَا غَنَمٌ مُرَاحةٌ، فَأَتَوْا صَاحِبَ الْغَنَمِ فَوَقَفُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: أَجْزِرْنَا، فَأَخْرَجَ لَهُمْ شَاةً فَسَخَطُوهَا، ثُمَّ أَخْرَجَ لَهُمْ شَاةً أُخْرَى فَسَخَطُوهَا، فَقَالَ: مَا فِي غَنَمِي إِلَّا فَحْلُهَا أَوْ شَاةٌ رُبَّى، فَأَخَذُوا شَاةً مِنَ الْغَنَمِ، فَلَمَّا أَظْهَرُوا وَلَيْسَ مَعَهُمْ ظِلَالٌ يَسْتَظِلُّونَ بِهَا مِنَ الْحَرِّ، وَهُمْ بِأَرْضٍ لَا ظِلَالَ فِيهَا، وَقَدْ قَالَ الْأَعْرَابِيُّ غَنَمَهُ فِي ظُلَّتِهِ، فَقَالُوا: نَحْنُ أَحَقُّ بِالظِّلِّ مِنْ هَذِهِ الْغَنَمِ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا: أَخْرِجْ غَنَمَكَ الْمُسْتَظِلُّ فِي هَذَا الظِّلِّ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ مَتَى تُخْرِجُونَ غَنَمِي تَمْرَضُ وَتَطْرَحُ أَوْلَادَهَا، وَأَنَا امْرُؤٌ قَدْ تَزَكَّيْتُ وَأَسْلَمْتُ، فَأَخْرَجُوا غَنَمَهُ، فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا سَاعَةٌ حَتَّى تَنَاغَرَتْ وَطَرَحَتْ أَوْلَادَهَا، فَأَقْبَلَ الْأَعْرَابِيُّ سَرِيعًا حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي صُنِعَ بِهِ، فَغَضِبَ مِنْ ذَلِكَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ أَجْلَسَهُ حَتَّى قَدِمَ الْقَوْمُ، فَسَأَلَهُمْ، فَقَالُوا كَذَبَ، فَسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضُ الْغَضَبِ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: وَالَّذِي أُقْسِمُ بِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُخْبِرَكَ اللَّهُ بِخَبَرِي وَخَبَرِهِمْ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَانْتَجَاهُمْ رَجُلًا رَجُلًا فَلَمَا انْتَجَى مِنْهُمْ رَجُلًا فَنَاشَدَهُ اللَّهَ تَعَالَى إِلَّا حَدَّثَهُ كَمَا حَدَّثَهُ الْأَعْرَابِيُّ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! فَلَا يَحْمِلَنَّكُمْ أَنْ تَتَابَعُوا فِي الْكَذِبِ كَمَا يَتَتَابَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ، §كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا ثَلَاثَ خِصَالٍ: امْرُؤٌ كَذَبَ امْرَأَتَهُ لِتَرْضَى عَنْهُ ... الْحَدِيثِ. -[618]- وَرَوَاهُ مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاودَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ النَّوَّاسِ أَيْضًا مُطَوَّلًا.

2630 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَرْزَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَلَا إِنَّ §الْكَذِبَ يُسَوِّدُ الْوَجْهَ، وَالنَّمِيمَةُ عَذَابُ الْقَبْرِ.

باب ذم الكذب ومدح الصدق

(21 - بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ وَمَدْحُ الصِّدْقِ)

2631 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دِلَافٍ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ [بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ] ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ: [أَنَّهُ قَالَ] : §لَا يغرنك صلاة امرىء وَلَا صِيَامُهُ، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ أَدَّى، وَإِذَا أَشْفَى وَرِعَ. هَذَا مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ

2632 - وَحَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §لَا يَصْلُحُ شَيْءٌ مِنَ الْكَذِبِ فِي جَدٍّ وَلَا هَزْلٍ. مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ

2633 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَا: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ [سَعْدٍ] هُوَ ابْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §تَقَبَّلُوا لِي سِتًّا أَتَقَبَّلْ لَكُمُ الْجَنَّةَ، قِيلَ: مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتُمْ فَلَا تَكْذِبُوا، وَإِذَا وَعَدْتُمْ فَلَا تُخْلِفُوا، وَإِذَا ائتمنتم فَلَا تَخُونُوا، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ.

باب التخصر

(22 - بَابُ التَّخَصُّرِ)

2634 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ نُعَيْمٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَتَخَصَّرُ بِعُرْجُونِ ابْنِ طَابٍ، وَكَانَ زَيْدٌ يَتَخَصَّرُ بِهِ فِي دَارِهِ وَفِي ذَهَابِهِ إِلَى أَمْوَالِهِ.

باب أدب الركوب

(23 - بَابُ أَدَبِ الرُّكُوبِ)

2635 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ تَمِيمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُعَتِّبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنَّ §صَاحِبَ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِصَدْرِهَا. هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفٌ لَكِنْ لَهُ شَوَاهِدُ.

2636 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ مَوْلًى لَهُمْ قَالَ: إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا: (§اسْتَقْبَلَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْآخَرَ خَلْفَهُ.

[2] وَحَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ قَالَ: §قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَفَرٍ فَاسْتَقْبَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُمَا (فَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرَهُمَا) خَلْفَهُ، وَحَمَلَ أَصْغَرَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ. هَكَذَا رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَخَالَفَهُ عَاصِمٌ فَرَوَاهُ عَنْ مُوَرِّقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرُهُ.

2637 -[1] / وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [أَبُو هِشَامٍ] : مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ كَعْبٍ هُوَ الْقُرَظِيُّ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ رُفَيْعٌ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رَضِيَ الله عَنْهَا، قَالَتْ §أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَجُزِ نَاقَتِهِ لَيْلًا، فَجَعَلْتُ أَنْعَسُ فَيَمَسُّنِي وَيَقُولُ: يَا هَذِهِ! يَا بِنْتَ حُيَيٍّ، يَا صَفِيَّةُ. [2] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ نَحْوَهُ.

2638 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا مِنْ خَيْبَرَ قَدْ أَرْدَفَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ رَضِيَ الله عَنْهَا عَلَى حَقِيبَتِهِ وَأَبُو رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَلَى جَمَلٍ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَالَ: يَا أَبَا رَافِعٍ! §انْزِلْ عَنِ الْجَمَلِ وَاحْمِلْ عَلَيْهِ صَفِيَّةَ، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ قَبْلَ أَنْ نَدْخُلَ الْمَدِينَةَ، قَالَ: فَسَارَ أَبُو رَافِعٍ حَتَّى أَدْخَلَهَا الْمَدِينَةَ.

2639 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ، رَأَى رَجُلًا رَاكِبًا يَسْعَى خَلْفَهُ إِنْسَانٌ، فَقَالَ: يَا فُلَانُ! لَوْ حَمَلْتَ هَذَا خَلْفَكَ، قَالَ: وَأَنَا كُنْتُ أَحْمِلُ هَذَا الْعِلْجَ خَلْفِي! قَالَ: فَلَوْ بَعَثْتَهُ إِلَى حَيْثُ تُرِيدُ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ، قَالَ: فَلَوِ اسْتَبْدَلْتَ أَخَفَّ مِنْهُ، قَالَ: مَا فَعَلْتُ، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §مَنْ سَعَى خَلْفَهُ إِنْسَانٌ وَهُوَ رَاكِبٌ لَمْ يَزِدْهُ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا بُعْدًا.

2640 - وَعَنِ لَيْثٍ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ §عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَبْصَرَ رَجُلًا يَسْعَى خَلْفَهُ إِنْسَانٌ وَهُوَ رَاكِبٌ، أَوْ بَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: قَطَعَ اللَّهُ فُؤَادُهُ، قَطَعَ اللَّهُ فُؤَادَهُ.

باب الاصلاح بين الناس

(24 - بَابُ الِاصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ)

2641 -[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو الصَّبَّاحِ الشَّامِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الشَّامِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا أَيُّوبَ! §أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ تُرْضِي اللَّهَ وَرَسُولُهُ بَوَضْعِهَا؟ فَقَالَ: بَلَى! قَالَ: تُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَفَاسَدُوا وَتُقَرِّبُ بَيْنَهُمْ إِذَا تَبَاعَدُوا.

2641 -[2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ أَبُو أَيُّوبَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ تُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا تَبَاغَضُوا وَتَفَاسَدُوا. [3] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.

2642 - وَقَالَ عَبْدٌ أَيْضًا: حَدَّثَنَا يَعْلَى هُوَ ابْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْأَفْرِيقِيُّ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، [عَنْ رَجُلٍ] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ.

باب التسمية على كل شيء

(25 - باب التسمية على كل شيء)

2643 - قَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِمَا رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ بَابَ حُجْرَتِهِ فَلْيُسَمِّ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ قَرِينُهُ الَّذِي مَعَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا دَخَلْتُمْ حُجْرَتَكُمْ فَسَمُّوا يَخْرُجْ سَاكِنُهَا مِنَ الشَّيَاطِينِ، فَإِذَا رَحَلْتُمْ فَسَمُّوا عَلَى أَوَّلِ حِلْسٍ تَضَعُونَهُ عَلَى دَوَابِّكُمْ، لَا يُشْرِكُكُمُ الشَّيْطَانُ فِي مَرْكَبِهَا، فَإِذَا أَنْتُمْ لَمْ تَفْعَلُوا شَرَكَكُمْ، وَإِذَا أَكَلْتُمْ فَسَمُّوا حَتَّى لَا يُشْرِكَكُمْ فِي طَعَامِكُمْ، فَإِنَّكُمْ [إِنْ لَمْ] تَفْعَلُوا شِرْكِكُمْ فِي طَعَامِكُمْ، وَلَا تُبَيِّتُوا الْقُمَامَةَ مَعَكُمْ فِي حُجَرِكُمْ فَإِنَّهَا مَقْعَدُهُ، وَلَا تُبَيِّتُوا الْمِنْدِيلَ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّهَا مَضْجَعُهُ، وَلَا تَفْتَرِشُوا الْوَلَايَا الَّتِي عَلى ظُهُورَ الدَّوَابِّ، وَلَا تَسْكُنُوا بُيُوتًا غَيْرَ مُغْلَقَةٍ، وَلَا تَبِيتُوا عَلَى سُطُوحٍ غَيْرَ مُحَوَّطٍ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكَلْبِ وَنَهِيقَ الْحِمَارِ فَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا يَنْهَقُ حِمَارٌ وَلَا يَنْبَحُ كَلْبٌ إِلَّا حِينَ يَرَاهُ.

باب الزجر عن التبذير

(26 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّبْذِيرِ)

2644 - وَقَالَ [أَبُو يَعْلَى] : حَدَّثَنَا معاذ بن شعبة بصرى، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَحْسِنُوا جِوَارَ نِعَمِ اللَّهِ لَا تَنْفُرُوهَا، فقلما عن زَالَتْ عَنْ قَوْمٍ فَعَادَتْ إِلَيْهِمْ.

باب الاستئذان

(27 - بَابُ الِاسْتِئْذَانِ)

2645 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ، عِنِ الِاسْتِئْذَانِ عَلَى أَبَوَيْهِ، قَالَ: §نَعَمِ اسْتَأْذِنْ أَيَسُرُّكَ أَنْ تَرَى مِنْهُمَا عَوْرَةً؟ .

2646 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ نُذَيْرٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، فَقَالَ: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ: إِنَّكَ §إِنْ لَمْ تَسْتَأْذِنْ عَلَيْهَا رَأَيْتَ منها ما يسؤوك.

2647 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ قَالَ: §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَأْذِنَ مُسْتَقْبِلُ الْبَابِ.

2648 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ [أُمِّ عُمَارَةَ] رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِالْجُرْفِ مَقْدَمَنَا مِنْ خَيْبَرَ وَهُوَ يَقُولُ: §لَا تَطْرُقُوا النِّسَاءَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ.

2649 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ، حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهٌ، قَالَ: §كَانَتْ أَبْوَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُقْرَعُ بِالْأَظَافِيرِ.

باب التسليم

(28 - بَابُ التَّسْلِيمِ)

2650 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَتْ أُمُّ أَيْمَنَ جَارِيَةً لِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ وَلَدِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ قَالَتْ: سَلَامٌ لَا عَلَيْكُمْ، §فَرَخَّصَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَقُولَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ.

باب السلام على الكفار بإكرام الأكابر منهم

(29 - بَابُ السَّلَامِ عَلَى الْكُفَّارِ بِإِكْرَامِ الْأَكَابِرِ مِنْهُمْ)

2651 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ كُرَيْبٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ - رَضِيَ الله عَنْهُ - §كَتَبَ إِلَى ذِمِّيٍّ فَبَدَأَهُ بِالسَّلَامِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَتَبْدَأُ بِالسَّلَامِ؟ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ.

2652 -[1] حَدَّثَنَا [عَبْدُ اللَّهِ] ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَتَبَ إِلَى رَجُلٍ عَلَى غَيْرِ دِينِ الْإِسْلَامِ: سَلْمٌ أَنْتُمْ، فَكَتَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّلَامِ، فَكَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ الْكِتَابِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ.

[2] وَحَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَتَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّلَامِ، §فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَيْهِ السَّلَامَ.

2653 - وَحَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْديُّ قَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ §كَتَبَ إِلَى دِهْقَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ، فَقِيلَ لَهُ: تُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ كَافِرٌ، قَالَ إِنَّهُ كَتَبَ إِلَيَّ يُسَلِّمُ عَلَيَّ فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ.

2654 - وَحَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: §إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَيْهِ حَاجَةً فَابْدَأْهُ بِالسَّلَامِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: إِذَا كَتَبْتَ فَاكْتُبِ بِالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى.

2655 - وَقَالَ ابْنِ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الْكِنْدِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ كِنْدَه قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ فَأَتَاهُ أَسْقُفُّ نَجْرَانَ فَأَوْسَعَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَتُوسِعُ لِهَذَا النَّصْرَانِيِّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ: إِنَّهُمْ §كَانُوا إِذَا أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْسَعَ لَهُمْ.

2656 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ هُوَ الرُّؤَاسِيُّ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §مَنْ سَلَّمَ / عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فَارْدُدْ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ مَجُوسِيًّا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ {أَوْ رُدُّوهَا} عَلَى المُشْرِكِ.

باب الترغيب في كتمان السر

(30 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ)

2657 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ صُبَيْحٍ النَّسَائِيُّ وَكَانَ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ (ثُمَّ الْتَفَتَ) فَهُوَ أَمَانَةٌ. لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ.

باب حسن الوجه

(31 - بَابُ حُسْنِ الوجه)

2658 - قال بانب أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ بْنِ لَاحِقٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِذَا أَبْرَدْتُمْ بَرِيدًا فَأَبْرِدُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ حَسَنِ الِاسْمِ.

2659 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ [الْمُجَبِّرِ] ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الوجوه.

2660 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ [جَبْرَةَ] بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ سِبَاعٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ.

2661 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ [يَزِيدَ] ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِذَا طَلَبْتُمُ الْحَاجَاتِ فَاطْلُبُوهَا إِلَى حِسَانِ الْوُجُوهِ.

باب فضل الخشونة

(32 - بَابُ فَضْلِ الْخُشُونَةِ)

2662 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُ: [ابْنُ الْأَدْرَعِ] رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §تَمَعْدَدُوا وَاخْشَوْشِنُوا وَامْشُوا حُفَاةً وَانْتَضِلُوا.

باب ذم النميمة

(33 - بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ)

2663 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ [مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ] ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: §شَرُّ النَّاسِ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ مُتَكَبِّرٌ عَلَى وَالِدَيْهِ يُحَقِّرُهُمَا، وَرَجُلٌ سَعَى فِي فَسَادٍ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ يَنْصُرُهُ عَلَيْهَا غَيْرَ الْحَقِّ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا مِنْ بَعْدِهِ، وَرَجُلٌ سَعَى فِي فساد بين ناس بِالْكَذِبِ حَتَّى تَعَادَوْا وَتَبَاغَضُوا.

\ 2664 - أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي، عَنْ حَبِيبِ بْنِ نَجِيحٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §ثَلَاثَةٌ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ رَغِبَ عَنْ وَالِدَيْهِ، وَآخَرُ سَعَى فِي تَفْرِيقٍ بَيْنَ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ لِيَخَلُفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ، وَآخَرُ سَعَى بِالْأَحَادِيثِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ لِيَتَعَادَوْا وَيَتَبَاغَضُوا.

2665 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رَضِيَ الله عَنْهَا، قَالَتْ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §خِيَارُكُمْ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللَّهُ وأرتاحت قلوبهم. أو لا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ قَالُوا بَلَى، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنَّ شِرَارَكُمُ الْمَاشُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرآءِ الْعَنَتَ.

2666 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ لِسَانَيْنِ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ عَرْعَرَةَ بْنِ [الْبِرِنْدِ] ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عن الحسن [و] قتادة، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَذَكَرَهُ. [3] وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ فَذَكَرَهُ.

باب الغيبة

(34 - بَابُ الْغِيبَةِ)

2667 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقِيلَ: مَا أَعْجَزَهُ، فَقَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §اغْتَبْتُمْ أَخَاكُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْنَا مَا فِيهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ قُلْتُمْ مَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتُّمُوهُ.

2668 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَضَاضٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي رَجْمِهِ قَالَ: فَأَتَى عَلَيْهِ رَجُلَانِ فَقَالَا: يَا خُيْبَ هَذَا، سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ (فَلَمْ يَسْتُرْ عَلَى نَفْسِهِ) فَأُهِيجَ كَمَا أُهِيجَ الْكَلْبُ فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جِيفَةٍ فَقَالَ: §انْهَسَا [مِنْ] هَذِهِ الْجِيفَةِ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذِهِ الْجِيفَةُ لَا نَسْتَطِيعُهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَصَبْتُمَا مِنْ أَخِيكُمَا أَنْتَنُ مِنْ هَذِهِ الْجِيفَةِ. تَابَعَهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِهِ.

2669 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ وَلَيْسَ بِالْأَحْمَرِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقام رَجُلٌ فَوَقَعَ فِيهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَخَلَّلَ، فَقَالَ: مِمَّ أَتَخَلَّلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ §مَا أَكَلْتُ لَحْمًا فَأَتَخَلَّلُ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَى، مِنْ لَحْمِ أَخِيكَ أَكَلْتَ آنِفًا.

2670 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا قَرَّانُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا أَعْجَزَ فَلَانًا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَكَلْتُمْ لَحْمَ أَخِيكُمْ وَاغْتَبْتُمُوهُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا قُرَّانٌ بِهِ.

2671 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، يَقُولُ: §الْغِيبَةُ أَنْ تَذْكُرَ مِنْ أَخِيكَ أَسْوَأَ مَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِذَا ذَكَرْتَ مَا لَيْسَ فِيهِ فَذَلِكَ الْبُهْتَانُ. (105) حَدِيثُ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ، تَقَدَّمَ فِي النَّهْيِ عَنْ تَتَبُّعِ الْعَوْرَاتِ.

باب ما يجوز من الغيبة وكفاراتها

(35 - بَابُ مَا يَجُوزُ مِنَ الْغِيبَةِ وَكَفَّارَاتُهَا) (106) حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ فِي مَنَاقِبِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْهُ.

2672 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §كَفَّارَةُ الِاغْتِيَابِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ.

باب ذم الكبر ومدح التواضع

(36 - بَابُ ذَمِّ الْكِبْرِ وَمَدْحِ التَّوَاضُعِ)

2673 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُعَلِّمُكُمْ مَا عَلَّمَ نُوحٌ ابْنَهُ؟ قَالُوا: بَلَى! قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي آمُرُكَ بِأَمْرَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنْ أَمْرَيْنِ: §أَنْهَاكَ أَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا فَإِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شيئاً فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ. وَأَنْهَاكَ عَنِ الْكِبْرِ، فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ. وَآمُرُكَ بِقَوْلِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ لَوْ كَانَتْ حَلْقَةٌ قَصَمَتْهَا. وَآمُرُكَ بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ / الْخَلْقِ وَتَسْبِيحُ الْخَلْقِ وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَمِنَ الْكِبْرِ أَنْ يَكُونَ لِلَّرَجُلِ الدَّابَّةٌ يَرْكَبُهَا، -[731]- أَوِ الثَّوْبُ يَلْبَسْهُ، أَوْ الطَعَامُ يَدْعُو عَلَيْهِ أَصْحَابَهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ أَنْ يُسَفِّهَ الْحَقَّ وَيَغْمِصَ النَّاسَ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِخَمْسٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَلَيْسَ مُتَكَبِّرًا: اعْتِقَالُ الشَّاةِ، وَلُبْسُ الصُّوفِ، وَرُكُوبُ الْحِمَارِ، وَمُجَالَسَةُ فُقَرَاءِ الْمُؤُمِنِينَ، وَأَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ مَعَ عِيَالِهِ. [2] وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا [عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى] ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، بِهِ. مُوسَى: ضَعِيفٌ، خَالَفَهُ الصَّقْعَبُ بْنُ زُهَيْرٍ فَرَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا -[733]-. 2674 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنِ [الصَّقْعَبُ بْنِ زُهَيْرٍ] ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَرُدَّهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ سِيجَانٍ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: إِنَّ نُوحًا قَالَ لِابْنِهِ. . فَذَكَرَهُ. (107) وَبَقِيَّتُهُ تَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي فَضَائِلِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا. [2] قَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عن عمر بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا رَفَعَهُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِوَصِيَّةِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَذَكَرَهُ.

2675 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: §إِنِّي جَعَلْتُ نَسَبًا (وَجَعَلْتُمْ نَسَبًا) ، فَجَعَلْتُ أَكْرَمَكُمْ أَتْقَاكُمْ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ وَأَنَا أَكْرَمُ مِنْكَ. وَأَنَا الْيَوْمَ أَرْفَعُ نَسَبِي وَأَضَعُ نَسَبَكُمْ، أَيْنَ الْمُتَّقُونَ؟

2676 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْحِلْمِ وَإِنَّهُ لَيُكْتَبُ جَبَّارًا وَمَا يَمْلِكُ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ.

2677 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ إِلَّا جَعَلَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي أُحِبُّ الْجَمَالَ بِحْمَالةُ سَيْفِي، وَبِغْسَلُ ثِيَابِي مِنَ الدَّرَنِ، وَبِحُسْنِ الشَّرَاكِ وَالنِّعَالُ، فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ أَعِنِّي، إِنَّمَا §الْكِبْرُ مَنْ سَفَّهَ الْحَقَّ، وَغَمِصَ النَّاسَ. فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! وَمَا السَّفَهُ عَنِ الْحَقِّ، وَغَمْصُ النَّاسِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: السَّفَهُ عَنِ الْحَقِّ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَلَى رَجُلٍ مَالٌ فَيُنْكِرُ ذَلِكَ، وَيَزْعُمُ أَنْ لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فَيَأْمُرُهُ رَجُلٌ بِتَقْوَى اللَّهِ فَيَأْبَى، وَأَمَّا الْغَمْصُ فَهُوَ الَّذِي يَجِيءُ (النَّاسَ) شَامِخًا بِأَنْفِهِ، وَإِذَا رَأَى ضُعَفَاءَ النَّاسِ وَفُقَرَاءَهُمْ لَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَجْلِسْ إِلَيْهِمْ مَحْقَرَةً لَهُمْ، فَذَلِكَ الَّذِي يَغْمِصُ النَّاسَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَقَعَ ثَوْبَهُ، وَخَصَفَ نَعْلَهُ، وَرَكِبَ الْحِمَارَ، وَعَادَ الْمَمْلُوكَ إِذَا مَرِضَ، وَحَلَبَ الشاة فقد برىء مِنَ الْعَظَمَةِ. وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بَقِيَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ فِي الْفَضَائِلِ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ -[744]-. 2678 - وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَا مِنْ آدَمَيٍّ إِلَّا وَفِي رَأْسِهِ حِكْمَةٌ وَهِيَ بِيَدِ مَلَكٍ، فَإِنْ تَوَاضَعَ رَفَعَهُ، وَإِنْ تَكَبَّرَ وَضَعَهُ.

2679 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا رَفَعَهُ. يَقُولُ: §مَنْ تَوَاضَعَ لِي هَكَذَا رَفَعْتُهُ هَكَذَا، وَجَعَلَ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى الْأَرْضِ، ثُمَّ جَعَلَ بَاطِنَ كَفِّهِ إِلَى السَّمَاءِ وَرَفَعَهَا نَحْوَ السَّمَاءِ.

2680 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ائْذَنْ لَرَدِيفِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَعُظَمَاؤكُمْ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجِعْلَانِ الَّتِي تَدْفَعُ الْخُرْءَ بِآنَافِهَا. قَالَ: فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ وَذَمِّي شَيْنٌ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَبْتَ، ذَاكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

2681 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَنَّ أَصْحَابَ ابْنَ مَسْعُودٍ قَرَصَهُمُ الْبَرْدُ فَجَعَلُوا يَسْتَحْيُونَ أَنْ يَجِيئُوا فِي الْعَشَاشِ وَالْعَبَاءِ، فَفَقَدَهُمْ فَقِيلَ لَهُ: أَمْرُهُمْ كَذَا وَكَذَا، فَأَصْبَحَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي عَبَاءَةٍ، فَقَالُوا: أَصْبَحَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِي عَبَاءَةٍ ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّانِي ثُمَّ جَاءَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ في العباءة جاؤوا فِي أَكْسِيَتِهِمْ مَعًا، فَعَرَفَ وُجُوهًا قَدْ كَانَ فَقَدَهَا، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ خَرْدَلَةٍ مِنْ كِبْرٍ أَوْ قَالَ: ذَرَّةٌ مِنْ كِبْرٍ ".

باب فضل إماطة الأذى عن الطريق

(37 - بَابُ فَضْلِ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ)

2682 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا المنهال بن خليفة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: حُدِّثَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَدِيثٍ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ بَعْدَ الْإِسْلَامَ أَشَدَّ مِنْ فَرَحِنَا بِهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §الْمُؤْمِنَ لَيُؤْجَرُ فِي إِمَاطَتِهِ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَفِي هِدَايَتِهِ السَّبِيلِ، وَفِي تَعْبِيرِهِ عَنِ الْأَرْثَمِ، وَفِي مِنِيحَةِ اللَّبَنِ، [حَتَّى] إِنَّهُ لَيُؤْجَرُ فِي السِّلْعَةِ تكون مصرورة في ثوبه فَيَلْمِسُهَا فَتُخْطِئُهَا يَدُهُ.

باب جواز البزاق

(38 - بَابُ جَوَازِ الْبُزَاقِ)

2683 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ - يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّاِمِتِ] ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §مَا بَزَقْتُ عَنْ يَمِينِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ، قِيلَ لِسُفْيَانَ: لَا فِي صلاة ولا في غَيْرِهَا؟ قَالَ: نَعَمْ.

2684 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْحَاطِبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ سَوْدَةَ بِنْتِ [حَارِثَةَ] امْرَأَةِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، (عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ رَضِيَ الله عَنْهُ) قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَبْصُقُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ.

باب قطع الجرس من الدواب

(39 - بَابُ قَطْعِ الْجَرَسِ مِنَ الدَّوَابِّ)

2685 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ] قَالَ: حَدَّثَنِي [حَوطُ بْنُ عَبْدِ الْعَزَّى] قَالَ: أَنَّ رُفْقَةً أَقْبَلَتْ مِنْ مُضَرَ فِيهَا جَرَسٌ فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْطَعُوهُ، فَمِنْ ثَمَّةَ كُرِهَ الْجَرَسُ وَقَالَ: إِنَّ §الْمَلَائِكَةَ لَا تَصْحَبُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ.

باب بمن يبدأ بالكتاب

(40 - بَابُ بِمَنْ يَبْدَأُ بِالْكِتَابِ)

2686 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ [هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَتَبَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ، إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: [مِنْ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ ابْنُ عَبْدِ قَيْسٍ أَمَّا بَعْدُ، §إِنْ كُنْتَ تَغَيَّرْتَ فَعُدْ، وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَتَغَيَّرْ فَدُمْ وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ.

باب ما للنساء في الطريق

(41 - بَابُ مَا لِلنِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ)

2687 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَيْسَ لِلنِّسَاءِ نَاحِيَةٌ الطَّرِيقِ يَعْنِي: وَسَطَهُ.

باب المحافظة على كتمان السر

(42 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى كِتْمَانِ السِّرِّ)

2688 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حُبَيِّبُ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَجِّهًا إِلَى أَهْلِي فَمَرَرْتُ بِغِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ، فَأَعْجَبَنِي لَعِبُهُمْ، فَقُمْتُ عَلَى الْغِلْمَانِ، فَانْتَهَى إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقَامَ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ عَلَى الْغِلْمَانِ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ فَرَجَعْتُ إِلَى أُمِّي بَعْدَ الْوَقْتِ الَّذِي كُنْتُ أَرْجِعُ إِلَيْهِمْ فِيهِ، فَقَالَتْ أُمِّي: مَا حَبَسَكَ الْيَوْمَ يَا بُنَيَّ؟ قُلْتُ: §أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ، قَالَتْ: أَيَّ حَاجَةٍ؟ قَالَ قُلْتُ: يَا أُمَّهْ إِنَّهَا سِرٌّ. قَالَتْ: يَا بُنَيَّ فَاحْفَظْ عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرَّهُ / قَالَ ثَابِتٌ: فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ! أَتَحْفَظُ تِلْكَ الْحَاجَةَ الْيَوْمَ، أَوْ تَذْكُرُهَا؟ قَالَ: إِنِّي لَهَا حَافِظٌ، وَلَوْ حَدَّثْتُ بِهَا أَحَدًا لَحَدَّثْتُكَهَا يَا ثَابِتُ!

[2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: ذَهَبْتُ مَعَ ثَابِتٍ إِلَى أَنَسٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَهُ: §عِنْدِي سِرٌّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ لَأَخْبَرْتُكَ. (108) وَفِي بَابِ السَّلَامِ حَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فِيهِ.

2689 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ الْمِنْقَرِيُّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَوَّلَ مَا أَوْصَانِي بِهِ أَنْ قَالَ: " يَا بُنَيَّ §اكْتُمْ سِرِّي تَكُنْ مُؤْمِنًا. وَكَانَتْ أُمِّي وَأَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلْنَنِي عَنْ سِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا أُخْبِرُهُمْ بِهِ، وَمَا أَنَا بِمُخْبِرٍ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا أَبَدًا ". الْحَدِيثَ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا الْعَلَاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ، ثنا أَنَسٌ بِهِ.

باب لا يتناجى اثنان دون الثالث

(43 - بَابُ لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ)

2690 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْوَرْدِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِي الْمُؤْمِنَ، وَاللَّهُ يَكْرَهُ أَذَى الْمُؤْمِنِ.

باب السلام

(44 - بَابُ السَّلَامِ)

2691 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§مَنْ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ) كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، [وَمَنْ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ كُتِبَ لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً] ، وَمَنْ قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ كُتِبَ لَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً؟ فَأَقَرَّ بِهِ وَقَالَ: نَعَمْ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُوسَى بِهِ.

2692 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ مَالِكٍ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: اجْتَمَعَتْ مِنَّا جَمَاعَةٌ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا أَهْلُ عَالِيَةٍ وَسَافِلَةٍ وَلَنَا مَجَالِسُ نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَعْطُوا الْمَجَالِسَ حَقَّهَا، فَقُلْنَا: وَمَا حَقُّهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَرُدُّوا السَّلَامَ، وَأرْشُدُوا الْأَعْمَى، وَمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ مِنْ أَجْلِ مُوسَى.

2693 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: §جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَشْرٌ، (ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عِشْرُونَ) ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثُونَ. أَبُو هَارُونَ: ضَعِيفٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ، وَالدَّارِمِيِّ، وَالتِّرْمِذِيِّ.

2694 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، وَحَدَّثَنَا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، (عَنْ جَدِّهِ هُوَ أَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى هُوَ السَّلَامُ، فَلَا تبدأوا بِشَيْءٍ قَبْلَهُ، فَإِذَا قِيلَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقُولُوا: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ السَّلَامِ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمُ السَّلَامَ فَلْيَقُلِ: السَّلَامُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى هُوَ السَّلَامُ فَلَا تبدأوا بِشَيْءٍ قَبْلَ اللَّهِ.

2695 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سَعَيدُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §السَّلَامُ قَبْلَ الْكَلَامِ، وَلَا تَدْعُوا أَحَدًا إِلَى طَعَامٍ حَتَّى يُسَلِّمَ.

2696 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ الله عَنْهُ رَفَعَهُ: §يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي، وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْمَاشِيَانِ جَمِيعًا أَيُّهُمَا بَدَأَ بِالسَّلَامِ فَهُوَ أَفْضَلُ.

2697 - الْحُمَيْدِيُّ وَمُسَدَّدٌ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ بِغَيْرِ إِذَنٍ قَالَ: فَعَلَّمَنِي، قَالَ: §إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ فَاسْتَأْذِنْ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ فَسَلِّمْ وَادْخُلْ، [فَمَا حَاجَتُكَ] ؟ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي يَطْلُبُ مِنْكَ أَنْ تَكْتُبَ لِي قِيمَتَكَ بِخَيْبَرَ لَهُ بِإِقِطٍ، فَكَتَبَ لَهُ وَقَالَ: أَوقَفْتَ؟ فَقُلْتُ نَعَمْ.

2698 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ [قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ [قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيِّ] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، بِهِ وَزَادَ: وَالْأَشَرَةُ أَشَرٌّ. [3] وَقَالَ إِسْحَاقُ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا [قنان] ، به وزادا: يَعْنِي كَثْرَةَ الْعَنَتِ. [4] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: وَحَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا [قَنَانٌ] . [5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، بِهِ.

2699 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ: شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ.

2700 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٍ الْمَنْقَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ أَوَّلُ مَا أَوْصَانِي بِهِ أَنْ قَالَ: يَا بُنَيَّ §أَكْتُمْ سِرِّي تَكُنْ مُؤْمِنًا، فَكَانَتْ أُمِّي وَأَزْوَاجُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلْنَنِي عَنْ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا أُخْبِرُهُمْ بِهِ، وَلَا أُخْبِرُ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا أَبَدًا، يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ فَلَا تَقَعَنَّ عَيْنُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ إِلَّا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ، فَإِنَّكَ تَرْجِعُ مَغْفُورًا لَكَ، وَيَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ مَنْزِلَكَ فَسَلِّمْ عَلَى نَفْسِكَ، وَعَلَى أَهْلِكَ، وَيَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ وَلَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكَ فِي الْحِسَابِ، وَيَا بُنَيَّ إِنِ اتَّبَعْتَ وَصِيَّتِي فَلَا يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ بِهِ. وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ (وَذَكَرَ أَنَّ عَبَّادً الْمَنْقَرِيَّ رَوَاهُ مُطَوَّلًا عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ وَلَمْ يَذْكُرْ سَعِيدًا) .

باب إكرام الغريب والحياء من الكبير

(45 - بَابُ إِكْرَامِ الْغَرِيبِ وَالْحَيَاءِ مِنَ الْكَبِيرِ)

2701 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ [عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ] بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: §بَعَثَنِي أَبِي، وَبَعَثَ الْعَبَّاسُ الْفَضْلَ ابْنَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَأَجْلَسَنَا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، فَحَصَرَنَا كَأَشَدِّ حَصْرٍ تَرَاهُ.

باب ترك السلام على من يصلي

(46 - بَابُ تَرْكِ السَّلَامِ عَلَى مَنْ يُصَلِّي)

2702 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، [عَنْ سُفْيَانَ] ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: §لَوْ دَخَلْتُ وَقَوْمٌ يُصَلُّونَ مَا سَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ.

باب الالتزام والمعانقة والمصافحة

(47 - بَابُ الِالْتِزَامِ وَالْمُعَانَقَةِ وَالْمُصَافَحَةِ)

2703 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ بَشِيرٍ، حَدَّثَنِي فُلَانٌ الْعَنَزِيُّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: §أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ نَائِمًا فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ فَرَفَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ فَالْتَزَمَنِي.

2704 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرٍ / هُوَ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: §لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ رَضِيَ الله عَنْهُ، مِنَ الْحَبَشَةِ عَانَقَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

2705 - حَدَّثَنَا شَبَابٌ هُوَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: §مَا مِنْ عَبْدَيْنِ مُتَحَابَّيْنِ فِي اللَّهِ تَعَالَى يَسْتَقْبِلُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فَيُصَافِحُهُ وَيُصَلِّيَانِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا لَمْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَغْفِرَ ذُنُوبًا لَهُمَا مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ.

باب تقبيل اليد

(48 - بَابُ تَقْبِيلِ الْيَدِ)

2706 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ قَالَ: قَالَ ثَابِتٌ لِأَنَسٍ: يَا أَبَا حَمْزَةَ! §هَلْ مَسَسْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَنَاوِلْنِيهَا، فَأَعْطَاهُ يَدَهُ فَقَبَّلَهَا. وَقَالَ سُفْيَانُ: حَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ جُدْعَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ثَابِتًا يَقُولُ لِأَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَذَكَرَهُ.

باب الطيب

(49 - بَابُ الطِّيبِ)

2707 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ، [حَدَّثَنَا] حَنَّانُ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: §إِذَا أُهْدِيَ لِأَحَدِكُمْ رَيْحَانٌ فَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْجَنَّةِ. هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ حَسَنٌ.

2708 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى وَيَحْيَى فَرَّقَهُمَا، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمِّ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا تَرُدُّوا الطِّيبَ، فَإِنَّهُ خَفِيفُ الْمَحْمَلِ طَيِّبُ الرِّيحِ.

باب من دعا صاحبه فأجاب بلبيك

(50 - بَابُ مَنْ دَعَا صَاحِبَهُ فَأَجَابَ بِلَبَّيْكَ)

2709 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جُبَارَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا [إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ] ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، [عن عمر رَضِيَ الله عَنْهُ] قَالَ: إِنَّ رَجُلًا §نَادَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا، كُلُّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ: لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ.

باب النهي عن الفحش

(51 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْفُحْشِ)

2710 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ [ابِنِ سِنَانٍ] عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى البادىء حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بِهَذَا.

2711 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، ح وأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [قَالَ] : §لَا يقولون أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقَسَتْ نَفْسِي. قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ. وَقَدْ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، وَكِلَا الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحٌ، وَأَبُو أُمَامَةَ لَهُ رِؤيَةٌ ورِوَايَةٌ، وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ، وَتَقَدَّمَ فِي فَضْلِ الْحَيَاءِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْبَابِ.

2712 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا تَسُبُّوا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَلَا الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ، وَلَا الرِّيَاحَ، فَإِنَّهَا تُرْسَلُ رَحْمَةً لِقَوْمٍ وَعَذَابًا لِقَوْمٍ.

2713 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ، يُحَدِّثُ عَنْ [يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ] ، عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: §الْقَائِلُ بِالْفَاحِشَةِ وَالَّذِي يَسْمَعُ فِي الْإثْمِ سَوَاءٌ.

2714 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ أُسَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ فَقَالَ: تُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِهِ؟ قَالَ: إِنِّي أُحِبُّهُ، فَقَالَ لَهُ قَوْلًا قَبِيحًا ثُمَّ أَدْبَرَ، فَانْصَرَفَ أُسَامَةُ رَضِيَ الله عَنْهُ فَقَالَ لِمَرْوَانَ: إِنَّكَ آذَيْتَنِي، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ، وَإِنَّكَ فَاحِشٌ مُتَفَحِّشٌ.

2715 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَإِذَا قَالَ لَهُ: [يَا كَافِرُ] فَهُوَ كَقَتْلِهِ.

2716 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ [عَنْ] صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عون بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: صَرَخَ دِيكٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَسُبَّهُ §وَلَا تَلْعَنْهُ فَإِنَّهُ يَدْعُو للصَّلَاةِ -[857]-. 2717 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ صَالِحٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ نَحْوَهُ. وَالصَّوَابُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ.

2718 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ الْمُسْتَمْلِيُّ، حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَدَغَتْ رَجُلًا بُرْغُوثٌ، فَلَعَنَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا تَلْعَنْهَا، فَإِنَّهَا نَبَّهَتْ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ لِلصَّلَاةِ.

2718 -[2] وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: §ذُكِرَتِ الْبَرَاغِيثُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّهَا تُوقِظُ لِلصَّلَاةِ.

2719 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ، حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقاضِي، عَنْ [سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ] عَنْ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَآذَتْنَا الْبَرَاغِيثُ فَسَبَبْنَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا تَسُبُّوهَا، فَنِعْمَتِ الدَّابَّةُ فَإِنَّهَا أَيْقَظَتْكُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى. لا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ إِلَّا بِهِ تَفَرَّدَ بِهِ [آدمُ] .

2720 -[1] حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، [حَدَّثَنَا] ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: سَارَ رَجُلٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَعَنَ بَعِيرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! §لَا تَسِرْ مَعَنَا عَلَى بَعِيرٍ مَلْعُونٍ -[865]-. 2021 -[2] وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ بِهِ وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ.

باب الحذر والاحتراس

(52 - بَابُ الْحَذَرِ وَالِاحْتِرَاسِ) 2721 - قَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا سرَيْجٌ وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ، عَنْ غَيْلَانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ. قُلْتُ رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعًا -[867]-. 2722 - قَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ: حَدَّثَنَا [أَحْمَدُ] يَعْنِي ابْنَ الْقَاسِمِ بْنَ [مُسَاورٍ] ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احْتَرِسُوا مِنَ النَّاسِ بِسُوءِ الظَّنِّ. وَقَالَ: لَا يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ إِلَّا بِهَذَا الِاسْنَادِ تَفَرَّدَ بِهِ بَقِيَّةُ.

2723 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§اخْبُرْ تَقْلُهْ) .

باب كراهية السجع

(53 - بَابُ كَرَاهِيَةِ السَّجْعِ)

2724 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَكَلَّمَ بَعْضُ الْقَوْمِ بِكَلَامٍ فِيهِ شِبْهُ الرَّجَزِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ يَا سَلَمَةُ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ

باب النهي عن سب الأموات إذا آذى الأحياء

(54 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ إِذَا آذَى الْأَحْيَاءَ)

2725 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ إِذْ أَشْرَفَ عَلَى قَبْرِ (رَجُلٍ) قَدْ سَمَّاهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ: لَعَنَ اللَّهُ صَاحِبَ (هَذَا) الْقَبْرِ فَإِنَّهُ كَانَ / عَدُوَ الِلَّهِ، قَالَ: وَابْنُهُ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بَلْ لَعَنَ اللَّهُ أَبَا قُحَافَةَ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ يُقْرِي الضَّيْفَ، وَلَا يُقَاتِلُ الْعَدُوَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الْأَحْيَاءَ.

باب الزجر عن الاستطالة في عرض المسلم

(55 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِطَالَةِ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ)

2726 - قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى، [عَنْ] إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §الرِّبَا اثْنَانِ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَدْنَاهَا مِثْلُ إِتْيَانِ الرَّجُلِ أُمَّهُ، وَأَرْبَى الرِّبَا اسْتِطَالَةُ الرَّجُلِ فِي عِرْضِ صَاحِبِهِ.

2727 -[1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَنَصَرَهُ، نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ تَرَكَ نُصْرَتَهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ. قُلْتُ: أَبُو إِسْمَاعِيلَ هُوَ أَبَانُ الْمَذْكُورُ قَبْلَهُ.

باب النهي عن السعاية بالمسلم والترهيب من ترك نصرته

(56 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ السِّعَايَةِ بِالْمُسْلِمِ وَالتَّرْهِيبِ مِنْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ)

2728 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، [عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ] ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ، حَدَّثَنَا وَقَّاصُ بْنُ رَبِيعَةَ أَنَّ [الْمِسْتَورِدَ] حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ أَكَلَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَكْلَةً فَإِنَّ اللَّهَ يُطْعِمُهُ مِثْلَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ، وَمَنِ اكْتَسَى بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ ثَوْبًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَكْسُوهُ مِثْلَهَا مِنْ جَهَنَّمَ، وَمَنْ قَامَ بِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مَقَامَ سُمْعَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُومُ بِهِ مَقَامَ سُمْعَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

باب الزجر عن التشبه بالغير

(57 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالْغَيْرِ)

2729 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ [السَّمَّانُ] ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ مَوْلَى أُمَيَّةَ، عَنْ جُنَاحٍ مَوْلَى الْوَلِيدِ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ قَالَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §خَيْرُ الشَّبَابِ مَنْ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُمْ، وَشَرُّ كُهُولِكُمْ مَنْ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُمْ.

باب النهي عن مدح الفاسق

(58 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ مَدْحِ الْفَاسِقِ)

2730 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَمِينَةَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا سَابِقٌ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْضَبُ إِذَا مُدِحَ الْفَاسِقُ -[899]-. [2] قَالَ: وَحَدَّثَنِي (رَبَاحُ بْنُ الْجَرَّاحِ) ، عَنْ سَابِقٍ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ: وَاهْتَزَّ الْعَرْشُ. قَالَ أَبُو يَعْلَى: هَذَا مِنْ حِفْظِي.

باب النهي عن عيب الناس

(59 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ عَيْبِ النَّاسِ)

2731 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: إنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ سُبِقَ بِرَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فَقَامَ يَقْضِي، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَعَدَ النَّاسُ حَوَالَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ الصَّلَاةَ جَاءَ إِلَى رَجُلٌ فَقَالَ: أَوْسِعْ لِي فَأَوْسَعَ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى ثَانٍ فَقَالَ: أَوْسِعْ لِي، فَأَوْسَعَ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى ثالث فقال: أَوْسِعْ لِي، فَقَالَ: مِنْ وَرَائِكَ سَعَةٌ، أي شيء تخطا النَّاسَ؟ فَنَظَرَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: يَا ابْنَ فُلَانَةَ! فَسَمِعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي عَيَّرَ الرَّجُلَ قُبَيْلُ بِأُمِّهِ؟ فَسَكَتُوا، ثُمَّ قَالَ الثَّانِيَةَ: مَنْ ذَا الَّذِي عير الرجل قبيل بِأُمِّهِ؟ فَقَامَ ثَابِتٌ: فَقَالَ: إِنِّي سُبِقْتُ بِرَكْعَةٍ وَأَنَا فِي أُذُنِيَّ صَمَمٌ، فَاشْتَهَيْتُ أَنْ أَدْنُوَ مِنْكَ، وَقَعَدَ النَّاسُ حَوَالَيْكَ - فَذَكَرَ الْقِصَّةَ - قَالَ: فَعَيَّرْتُهُ بِأُمٍّ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كَانَ غَيْرُهَا مِنَ النِّسَاءِ خَيْرًا مِنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ثَابِتُ بْنَ قَيْسٍ! ارْفَعْ رَأْسَكَ فَوْقَ هَذَا الْمَلَإِ فِيهِمُ الْأَسْوَدُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَحْمَرُ، §مَا أَنْتَ بِخَيْرٍ مِنْ هَؤُلَاءِ إِلَّا بِالتَّقْوَى. قَالَ: فَمَا عَيَّرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَحَدًا. -[902]- تم بحمد الله

باب النهي عن تتبع العورات

60 - باب النهي عن تتبع العورات

2732 - قال أبو يعلى /: حدثنا إبراهيم بن دينار، حدثنا مصعب بن سلام، عن حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن البراء رَضِيَ الله عَنْه قال: خطبنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى أسمع العواتق في بيوتها، أو قال في خدورها، فقال: يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته.

2733 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا يَرَى امْرُؤٌ مِنْ أَخِيهِ عَوْرَةً فَيَسْتُرُهَا عَلَيْهِ / إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ.

2734 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §الْمُسْلِمُ مِرْآةُ الْمُسْلِمِ، فَإِذَا رَأَى بِهِ شَيْئًا فَلْيَأْخُذْهُ.

§باب النهي عن دعوى الجاهلية والمفاخرة والتعيير بالآباء

61 - §بَابُ النَّهْيِّ عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَالْمُفَاخَرَةِ وَالتَّعْيِيرِ بِالْآبَاءِ

2735 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْلَيَانِ: حَبَشْيٌّ، وَنِبْطِيٌّ، فَاسْتَبَّا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمَعُ. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا نِبْطِيُّ، وَقَالَ الْآخَرُ: يَا حَبَشِيُّ، فَقَالَ النًّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا تَقُولَا هَذَا، إِنَّمَا أَنْتُمَا رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

باب ذم الحسد

62 - بَابُ ذَمِّ الْحَسَدِ (108) حَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ تَقَدَّمَ فِي الْحُدُودِ.

2736 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ أَوْ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §كَادَ الْحَسَدُ أَنْ يَسْبِقَ الْقَدَرَ وَكَادَ الْفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفْرًا.

باب أدب الجلوس على باب البيت

63 - بَابُ أَدَبِ الْجُلُوسِ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ

2737 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي / أَبِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُفْرَشَ عَلَى بَابِ الْبُيُوتِ وَقَالَ: نَكِّبُوهُ عَنِ الْبَابِ شَيْئًا.

باب إكرام الجار

64 - بَابُ إِكْرَامِ الْجَارِ (109) حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا: لَا تُؤْذِي جَارَكِ. تَقَدَّمَ فِي بَابِ آدَابِ النَّوْمِ.

2738 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: §إِذَا اشْتَرَيْتَ شَيْئًا لَا تُرِيدُ أَنْ تُفِيدَ جَارَكَ مِنْهُ فَوَارِهِ.

2739 - حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو مَهْلٍ قَالَ: عَنْ عَجُوزٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا، " قَالَتْ "، قَالَ: " §إِذَا دَخَلَ عَلَيْكِ صَبِيُّ جَارِكَ. فَضَعِي فِي يَدِهِ شَيْئًا فَإِنَّهُ يَجُرُّ الْمَوَدَّةَ ".

2740 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُمَا، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُوصِي بِالْجَارِ حَتَّى حَسْبُنَا أَوْ رَأَيْنَا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.

2741 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا يَعْلَى - هُوَ ابْنُ عُبَيْدٍ -، عَنْ أَبِي بَكْرٍ - هُوَ ابْنُ مُبَشِّرٍ -، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْعَوَالِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] / وَجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُصَلِّيَانِ حَيْثُ يُصَلَّى عَلَى الْجَنَائِزِ. فَلَمَّا انْصَرَفَ: قَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ مَعَكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ رَأَيْتَ خَيْرًا كَثِيرًا، §هَذَا جِبْرِيلُ عليه السلام ما زال يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ / أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.

2742 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: §مَنْ سَأَلَهُ جَارُهُ أَنْ يَدَّعِمَ عَلَى حَائِطِهِ فَلْيَفْعَلْ.

2743 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ (حُنَيْنِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ) ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانًا جَارِي يُؤْذِينِي (فَقَالَ كُفَّ أذاك عنه و) اصبر عَلَى أَذَاهُ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ فَقَالَ (يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانًا جَارِي الَّذِي كَانَ يُؤْذِينِي) قَدْ مَاتَ قَالَ: فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §كَفَى بِالدَّهْرِ وَاعِظًا " وَكَفَى بِالْمَوْتِ مُفَرِّقًا.

2744 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مَعْمَرٍ أَبُو الْفَضْلِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ عَنْ بَهْزٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ / رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ §لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقْرَبِهِمَا.

2745 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى وَالْقَوَارِيرِيُّ فَرَّقَهُمَا قَالَا، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §لَا يَشْبَعُ الرَّجُلُ دُونَ جَارِهِ.

2746 - حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى أَبُو أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: مَرَرْتُ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا، وَاضِعٌ خَدَّهُ عَلَى خَدِّ رَجُلٍ فَذَهَبَ / فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ نَادَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَدْتُ لَهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ مَا مَنَعَكَ أَنْ تُسَلِّمَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ فَعَلْتَ بِهَذَا الرَّجُلِ شَيْئًا مَا فَعَلْتَهُ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَ عَلَيْكَ حَدِيثَكَ، فَمَنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جِبْرِيلُ، أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَلَّمْتَ لَرَدَدْنَا عَلَيْكَ، قَالَ: وَمَا قَالَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَمْ يَزَلْ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى كُنْتُ أَنْتَظِرُ أَنَّهُ يَأْمُرُنِي أَنْ يورثه.

2747 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حَقُّ الْجَارِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، هَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا، وَهَكَذَا، يَمِينًا وَشِمَالًا وَقُدَّامًا وَخَلْفًا.

باب الأمر بالتودد إلى الإخوان

65 - بَابُ الْأَمْرِ بِالتَّوَدُّدِ إِلَى الْإِخْوَانِ

2748 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا عُمَرُ أبوُ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §أَدِّ الْمَوَدَّةَ إِلَى وَادِّكَ فَإِنَّهَا أَثْبَتُ.

2749 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُؤَاخِي بَيْنَ الِاثْنَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَتَطُولُ عَلَى أَحَدِهِمَا / اللَّيْلَةُ حَتَّى يَلْقَى أَخَاهُ، فَيَلْقَاهُ بِوُدٍّ وَلُطْفٍ فَيَقُولُ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي؟ فَأَمَّا الْعَامَّةُ فَلَمْ يَكُنْ يَأْتِي عَلَى أَحَدِهِمَا ثَلَاثٌ، لَا يَعْلَمُ عِلْمَ أَخِيهِ.

2750 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نَعَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِذَا آخَى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَمَنْ هُوَ فَإِنَّهُ أَقْبَلُ لِلْمَوَدَّةِ.

باب مخالطة الناس

66 - بَابُ مُخَالَطَةِ النَّاسِ

2751 -[1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ §الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ (أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ) . [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْهُ مَرْفُوعًا نَحْوَهُ.

باب خير الأمور الوسط

67 - بَابٌ خَيْرُ الْأُمُورِ الْوَسَطُ

2752 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ أَنَّهُ سَمِعَ وَهْبًا يَقُولُ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ طَرَفَيْنِ وَوَسَطًا فَإِذَا أُمْسِكَ بِأَحَدِ الطَّرَفَيْنِ مَالَ الْآخَرُ، وَإِذَا أُمْسِكَ بِالْوَسَطِ اعْتَدَلَ الطَّرَفَانِ، وَقَالَ: / §عَلَيْكُمْ بِالْأَوْسَاطِ مِنَ الْأَشْيَاءِ.

باب الحب والإخاء

68 - بَابُ الْحُبِّ وَالْإِخَاءِ

2753 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: §أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا.

2754 - حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: " §مَا ازْدَادَ مُسْلِمٌ إِخَاءً فِي اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا ازْدَادَ بِهِ دَرَجَةً ".

2755 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بلَجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ عَبْدًا فَلْيُخْبِرْهُ فَإِنَّهُ يَجِدُ لَهُ مِثْلَ الَّذِي يَجِدُ. مُرْسَلٌ

2756 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ بِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ §هَذَا الرَّجُلَ يُحِبُّنِي، قَالُوا: وَمَا يُدْرِيكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ: لِأَنِّي لَأُحِبُّهُ.

2757 - وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ أَحْدَثَ أَخًا فِي الْإِسْلَامِ رَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ وما تواد عبد ان فِي اللَّهِ تَعَالَى فَيُفَرِّقُ بَيْنَهُمَا إَلَّا مِنْ ذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا، وما تواد عبد ان فِي اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا كَانَ أَفْضَلُهُمَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَشَدَّهُمَا حُبًّا / لِصَاحِبِهِ.

2758 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى عَنْ حُمَيْدٍ هُوَ الْأَعْرَجُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / قَالَ: §الْمُتَحَابُّونَ عَلَى عَمُودٍ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ مُشْرِفِينَ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، قَالَ: فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: اخْرُجُوا بِنَا نَنْظُرُ إِلَى الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: فَيَخْرُجُونَ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ، وُجُوهُهُمْ مِثْلُ لَيْلَةِ الْبَدْرِ، مَكْتُوبٌ فِي جِبَاهِهِمْ، هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. [2] وقال أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ، حدثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ عَنْ حُمَيْدٍ بِهِ وَزَادَ " عَلَى رَأْسِ الْعَمُودِ سَبْعُونَ ألف غرفة، يضيء حُسْنُهُمْ عَلَى أَهْلِ الجنة كما تضيء الشَّمْسُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا "، وَفِيهِ " عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ مِنْ سُنْدُسٍ ".

2759 - وقال عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §فِي الْجَنَّةِ لَعُمُدًا مِنْ يَاقُوتٍ عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ لَهَا أبواب مفتوحة تضيء كما يضيء الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ يَسْكُنُهَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُتَحَابُّونَ في الله عز وجل، وَالْمُتَجَالِسُونَ في الله تعالى والمتآلفون في الله جل جلاله.

2760 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حدثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / §مَا تَحَابَّ رَجُلَانِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ.

باب استخدام الأحرار ولا يعد ذلك من الكبر

69 - بَابُ اسْتِخْدَامِ الْأَحْرَارِ وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ مِنَ الْكِبْرِ

2761 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا / الْمُقْرِئُ، حدثنا المسعودي عن الْقَاسِمُ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ §إِذَا جَلَسَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزع نَعْلَيْهِ مِنْ رِجْلَيْهِ ويدخلهما فِي ذِرَاعَيْهِ فَإِذَا قَامَ أَلْبَسَهُ إِيَّاهَا وَيَمْشِي بِالْعَصَا أَمَامَهُ حَتَّى يَدْخُلَ الْحُجْرَةَ.

باب المنافسة في خدمة الكبير

70 - بَابُ الْمُنَافَسَةِ فِي خِدْمَةِ الْكَبِيرِ

2762 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - هُوَ أَبُو يُوسُفَ (الْقَاضِي) - حدثنا أَبُو حَنِيفَةَ عَنِ الْهَيْثَمِ - يَعْنِي ابْنَ حَبِيبٍ - قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: مَا كَذَبْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ إلا كذبة واحدة كُنْتُ أُرَحِّلُ لِرَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتى رحال مِنَ الطَّائِفِ، فقال: أي رحال أَعْجَبُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقُلْتُ: الطَّائِفِيَّةُ الْمُنْكَبَّةُ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكرهها قال: فَلَمَّا رَحَّلَهَا فأتى بها فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ رَحَّلَ لَنَا هَذِهِ، قُلْتُ: رَحَّلَ لَكَ فُلَانٌ الَّذِي أَتَيْتَ بِهِ من الطائف، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رُدُّوا الرَّاحِلَةَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ.

باب الترهيب في ترك الاختتان

71 - بَابُ التَّرْهِيبِ في تَرْكِ الِاخْتِتَانِ

2763 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يُونُسَ، عَنْ أُمِّ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُنْيَةَ، عَنْ جَدِّهَا أَبِي برزة الأسلمي رَضِيَ الله عَنْه، قال: سألوا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / عَنْ رجل اقلف، يحج بيت الله تعالى. فقال: لا، §نهاني اللَّهِ عَنْ ذَلِكَ حَتَّى يَخْتَتِنَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة بهذا. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَاسْمُ وَالِدِ مُنْيَةَ: عُبَيْدُ بْنُ أَبِي بَرْزَةَ، نَسَبَهَا الْعَبَّاسُ الْأَسْفَاطِيُّ عَنِ ابْنِ يُونُسَ.

باب العقل وفضله

72 - بَابُ الْعَقْلِ وَفَضْلِهِ

2764 - قَالَ الحارث بن أبي أسامة: حدثنا أبو الفضل، ثنا بَقِيَّةُ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ دَعْلَجٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَعْمَلُونَ بِالْخَيْرِ، وَإِنَّمَا يُعْطَوْنَ أُجُورَهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ. هَذَا مُرْسَلٌ، وإسناده مَعَ ذَلِكَ ضَعِيفٌ.

2765 - قَالَ الحارث بن أبي أسامة: ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب قال: أَنَّ عُمَرَ وَأَبَا هُرَيْرَةَ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: §مَنْ أَعْلَمُ النَّاسِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعَاقِلُ، قَالُوا: فَمَنْ أَعْبُدُ النَّاسِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْعَاقِلُ " قَالُوا: فَمَنْ أَفْضَلُ النَّاسِ قَالَ: لعاقل، فقالوا: يا رسول الله، أَلَيْسَ الْعَاقِلُ من تمت مرؤته، وَظَهَرَتْ فَصَاحَتُهُ، وَعَظُمَتْ منزلته، فقال: فإن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدنيا (الآية) ولكن الْعَاقِلُ الْمُتَّقِي وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا خَسِيسًا قَصِيًّا، دَنِيًّا.

2766 - حدثنا داود، ثنا مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَانِتِ ولا يتم لرجل حسن خلق حَتَّى يَتِمَّ عَقْلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تتم أَمَانَتُهُ وَإِيمَانُهُ أَطَاعَ رَبَّهُ وَعَصَى عَدُوَّهُ إِبْلِيسَ.

2767 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قلابة. قال: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §يُحَاسَبُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ.

2768 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حدثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §بِأَيِّ شَيْءٍ يَتَفَاضَلُ النَّاسُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بالعقل، قلت: ففي الآخرة؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِالْعَقْلِ، قَالَتْ: قُلْتُ: إِنَّمَا يُجْزَوْنَ بِأَعْمَالِهِمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَهَلْ عَمِلُوا إِلَّا بِقَدْرِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْعَقْلِ، فبقدر مَا أُعْطُوا مِنَ الْعَقْلِ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ، وَبِقَدْرِ مَا عَمِلُوا يُجْزَوْنَ.

2769 - حَدَّثَنَا داود عن مَيْسَرَةُ، عَنْ غَالِبٍ، عَنِ ابْنِ حُنَيْنٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما رفعه: " §لِكُلِّ شَيْءٍ آلَةٌ وَعُدَّةٌ، وَآلَةُ الْمُؤْمِنِ وَعُدَّتُهُ الْعَقْلُ، وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ غَايَةٌ، وَغَايَةُ الْعِبَادَةِ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ قَوْمٍ رَاعٍ وَرَاعِي الْعَابِدِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ تَاجِرٍ بُضَاعَةٌ وَبِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ أَهْلِ بَيْتٍ قَيِّمٌ، وَقَيِّمُ بُيُوتِ الصِّدِّيقِينَ الْعَقْلُ، وَلِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ، وَعِمَارَةُ الْآخِرَةِ العقل، ولكل أمر عَقِبٌ يُنْسَبُ إِلَيْهِ وَيُذْكَرُ بِهِ، وَعَقِبُ الصِّدِّيقِينَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِمُ وَيُذْكَرُونَ بِهِ العقل، ولكل شعب فُسْطَاطٌ يلجؤون إِلَيْهِ وَفُسْطَاطُ الْمُؤْمِنِينَ الْعَقْلُ.

2770 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ.

2771 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبَّادٌ، عَنْ أَبِي الزناد عن الأعرج عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ §اعْقِلُوا عَنْ رَبِّكُمْ وَتَوَاضَعُوا بِالْعَقْلِ بِمَا أمرتم به و (ما) نُهِيتُمْ عَنْهُ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ يُحَذِّرُكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَاقِلَ مَنْ أطاع الله تعالى وإن كان ذميم الْمَنْظَرِ (حقير الخطر) (دنيء) الْمَنْزِلَةِ، رَثَّ الْهَيْئَةِ [وَإِنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَى اللَّهَ وَإِنْ كَانَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ شَرِيفَ الْمَنْزِلَةِ حَسَنَ الْهَيْئَةِ] فَصِيحًا نَطُوقًا، وَالْقِرَدَةُ والخنازير أعقل عن الله تعالى مِمَّنْ عَصَاهُ، وَلَا تفتروا بِتَعْظِيمِ أَهْلِ الدُّنْيَا إِيَّاكُمْ، فَإِنَّكُمْ غَدًا مِنَ الْخَاسِرِينَ.

2772 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الرَّجُلُ يَكُونُ حَسَنَ الْعَقْلِ كَثِيرَ الذُّنُوبِ قَالَ: " ما مِنْ آدَمَيٍّ إِلَّا وَلَهُ خَطَايَا وَذُنُوبٌ يَقْتَرِفُهَا §فَمَنْ كَانَتْ سَجِيَّتُهُ الْعَقْلُ وَغَرِيزَتُهُ الْيَقِينُ لم تضره ذنوبه ". قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِأَنَّهُ كُلَّمَا أَخْطَأَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ يَتَدَارَكَ ذَلِكَ بِتَوْبَةٍ وَنَدَامَةٍ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فيمحو ذَلِكَ ذُنُوبَهُ وَيَبْقَى لَهُ فَضْلٌ يَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ ".

2773 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ وَدَاعَةَ، عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §جَدَّ الْمَلَائِكَةُ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ بِالْعَقْلِ، وَجَدَّ الْمُؤْمِنُونَ وَاجْتَهَدُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، فَأَعْلَمُهُمْ بطاعة الله عز وجل أَوْفَرُهُمْ عَقْلًا.

2774 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) مَا عَنَى بِهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلًا " ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَتَمُّكُمْ عَقْلًا أَشَدُّكُمْ لِلَّهِ خَوْفًا، وَأَحْسَنُكُمْ فِيمَا أُمِرَ بِهِ وَنُهِيَ عَنْهُ نَظَرًا، وَإِنْ كَانَ أَقَلَّكُمْ تَطَوُّعًا ".

2775 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَيْنِ لَيَتَوَجَّهَانِ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّيَانِ فَيَنْصَرِفُ أَحَدُهُمَا وَصَلَاتُهُ أَوْزَنُ مِنْ أُحُدٍ، وَيَنْصَرِفُ الآخر وما تعدل صَلَاتَهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " إِذَا كَانَ أَحْسَنَهُمَا عَقْلًا "، قَالَ: فَكَيْفَ يَكُونُ؟ قَالَ: " §إِذَا كَانَ أَوْرَعَهُمَا عَنْ محارم الله عز وجل وأحرصهما عَلَى الْمُسَارَعَةِ إِلَى الْخَيْرِ وَإِنْ كَانَ دُونَهُ فِي التَّطَوُّعِ ".

2776 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا عَبَّادٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَضِيَ الله عَنْه: مَا السُّؤْدُدُ فِيكُمْ؟ قَالَ: الْعَقْلُ، قَالَ: صَدَقْتَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَأَلْتُكَ، فَقَالَ كَمَا قُلْتَ، ثُمَّ قَالَ: " §سألت جبريل عليه السلام: مَا السُّؤْدُدُ في الناس؟ فقال: الْعَقْلُ ".

2777 - ثنا دَاوُدُ، ثنا عباد بْنُ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: §لِكُلِّ شَيْءٍ دِعَامَةٌ، وَدِعَامَةُ الْمُؤْمِنِ عَقْلُهُ فَبِقَدْرِ عَقْلِهِ تَكُونُ عِبَادَةُ رَبِّهِ أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الْفَاجِرِ عِنْدَ نَدَامَتِهِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} .

2778 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا عَبَّادٌ عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §اسْتَشِيرُوا الْعَاقِلَ تَرْشُدُوا، وَلَا تَعْصُوهُ فَتَنْدَمُوا ".

2779 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أن معاوية رَضِيَ الله عَنْهما، خَطَبَهُمْ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §أَفْضَلُ أَصْحَابِي وخيرهم أتقاهم، فقال أَبُو سَعِيدٍ: أَتْقَاهُمْ أَعْقَلُهُمْ كَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

2780 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ §الْجَاهِلَ لَا يَكْشِفُ إِلَّا عَنْ سَوْأَةٍ وَإِنْ كَانَ حَصِيفًا ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ، وَإِنَّ الْعَاقِلَ لَا يَكْشِفُ إِلَّا عَنْ فَضْلٍ وَإِنْ كَانَ عبياً مَهِينًا عِنْدَ النَّاسِ.

2781 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تَلَا: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} إِلَى قَوْلِهِ: {لِيَبْلُوَكُمْ §أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} قَالَ: أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَقْلًا وَأَوْرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَأَسْرَعُهُمْ فِي طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

2782 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا عَبَّادٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §كَمْ مِنْ عَاقِلٍ عَنِ اللَّهِ أَمْرَهُ وَهُوَ حَقِيرٌ عند الناس ذميم الْمَنْظَرِ يَنْجُو غَدًا، وَكَمْ مِنْ ظَرِيفِ اللِّسَانِ جميل المنظر حميد اللباس يَهْلِكُ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ.

2783 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا عباد، ثنا ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أبي سعيد رَضِيَ الله عَنْه، قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §قسم الله تعالى الْعَقْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ فَمَنْ يَكُنَّ فِيهِ كَمُلَ عَقْلُهُ، وَمَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ فَلَا عَقْلَ لَهُ: حُسْنُ المعرفة بالله تعالى، وحسن الطاعة له، وَحُسْنُ الصَّبْرِ عَلَى أَمْرِهِ.

2784 - حَدَّثَنَا داود، ثنا عتاب بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ لُوطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: كَثُرَتِ الْمَسَائِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ؛ إِنَّ §لِكُلِّ سبيل مطية وبيعة وَحُجَّةً وَاضِحَةً، وَأَوْثَقُ النَّاسِ مَطِيَّةً وَأَحْسَنُهُمْ دلالة ومعرفة بالصحة أَفْضَلُهُمْ عَقْلًا.

2785 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا عَبَّادٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طاووس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ أُحُدٍ سَمِعَ النَّاسَ يَقُولُونَ: " كَانَ فُلَانٌ أَشْجَعَ مِنْ فُلَانٍ، وفلان أَجْرَأَ مِنْ فُلَانٍ، وَفُلَانٌ أَبْلَى مَا لَمْ يُبْلِ غَيْرُهُ وَنَحْوَ هَذَا يُطْرُونَهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا هَذَا فَلَا عِلْمَ لَكُمْ بِهِ " قَالُوا: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §كُلُّهُمْ قَاتَلَ عَلَى قَدْرِ مَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْعَقْلِ وَكَانَ نَصْرُهُمْ وَنِيَّتُهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ فَأُصِيبَ مِنْهُمْ مَنْ أُصِيبَ عَلَى مَنَازِلَ شَتَّى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ اقْتَسَمُوا مَنَازِلَهُمْ عَلَى قَدْرِ نِيَّاتِهِمْ وَعُقُولِهِمْ.

2786 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أَثْنَى قَوْمٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بلغوا فِي الثَّنَاءِ فِي خِلَالِ الْخَيْرِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ عَقْلُ الرَّجُلِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ نُخْبِرُكَ عَنِ اجْتِهَادِهِ فِي الْعِبَادَةِ وَأَصْنَافِ الْخَيْرِ وَتَسْأَلُنَا عن عقله؟ فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §الْأَحْمَقَ يُصِيبُ بِحُمْقِهِ أَعْظَمَ مِنْ فُجُورِ الْفَاجِرِ وَإِنَّمَا يُرْفَعُ الْعِبَادُ غَدًا فِي الدَّرَجَاتِ وَيَنَالُونَ الزُّلْفَى مِنْ رَبِّهِمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ.

2787 - وَبِهَذَا الِاسْنَادِ إلى أنس رَضِيَ الله عَنْه، قال: جَاءَ ابْنُ سَلَامٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ الله إني سائلك عَنْ خِصَالٍ لَمْ يُطْلِعِ اللَّهُ عَلَيْهَا أَحَدًا غَيْرَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ، [فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهَا فَهُوَ ذاك، وإلا فهوا شَيْءٌ خَصَّ اللَّهُ بِهِ مُوسَى بن عمران] عليه السلام، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَا ابْنَ سَلَامٍ إن شئت تسألني وإن شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي، فَقَالَ: إِنَّ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ لَمْ يُحِيطُوا بِخَلْقِ الْعَرْشِ وَلَا عِلْمَ لَهُمْ بِهِ، وَلَا حَمَلَتَهُ الَّذِينَ يَحْمِلُونَهُ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ السموات وَالْأَرْضَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: رَبَّنَا §هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْظَمُ مِنَ السموات وَالْأَرْضِ قَالَ: نَعَمْ الْبِحَارَ، قَالَ: فَقَالُوا: هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْظَمَ مِنَ الْبِحَارِ قَالَ: نَعَمْ الْعَرْشَ، قَالَ: هَلْ خَلَقْتَ خَلْقًا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْعَرْشِ؟ قَالَ: نَعَمْ الْعَقْلَ، قَالُوا: ربنا وما بلغ مِنْ قَدْرِ الْعَقْلِ وَخَلْقِهِ؟ قَالَ: هَيْهَاتَ لَا يُحَاطُ بِعِلْمِهِ، قَالَ هَلْ لَكُمْ عِلْمٌ بِعَدَدِ الرَّمْلِ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنِّي خَلَقْتُ الْعَقْلَ أَصْنَافًا شَتَّى كَعَدَدِ الرَّمْلِ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ أُعْطِيَ مِنْ ذَلِكَ حَبَّةً وَاحِدَةً، وَبَعْضُهُمُ الْحَبَّتَيْنِ وَالثَّلَاثَ وَالْأَرْبَعَ وَبَعْضُهُمْ من أُعْطِيَ فَرَقًا وَمِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وَسْقًا وَمِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وَسْقَيْنِ وَبَعْضُهُمْ أُعْطِيَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ التَّضْعِيفِ فَقَالَ ابْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه: فَمَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " العمال بطاعة الله تعالى في عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ وَجَدِّهِمْ وبقينهم فَالنُّورُ الذي جعله الله تعالى قُلُوبِهِمْ وَفَهْمِهِمْ فِي ذَلِكَ كُلُّهُ عَلَى قَدْرِ الَّذِي آتَاهُمْ؛ فَبِقَدْرِ ذَلِكَ يَعْمَلُ الْعَامِلُ مِنْهُمْ وَيَرْتَفِعُ في الدرجات " قال ابْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الحق ما أخرم حَرْفًا وَاحِدًا مِمَّا وَجَدْتُ فِي التَّوْرَاةِ، -[120]- وَإِنَّ مُوسَى عليه السلام أَوَّلُ مَنْ وصفَ هَذِهِ الصِّفَةَ وَأَنْتَ الثَّانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقْتَ يَا ابْنَ سَلَامٍ.

2788 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا عَبَّادٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابْنِ عمر رَضِيَ الله عَنْهما، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: §مَا أكتسب رجل شيئاً أفضل من عَقْلٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلَى هُدًى؛ وَيَرُدُّهُ عَنْ رَدًى، وَمَا تَمَّ إِيمَانُ عَبْدٍ وَلَا اسْتَقَامَ دِينُهُ حَتَّى يَكْمُلَ عَقْلُهُ.

2789 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله؛ إلى ما يَنْتَهِي النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: إِلَى أَعْمَالِهِمْ؛ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَيُّهُمْ أَفْضَلُ أَعْمَالًا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا. قُلْتُ: هَذَا فِي الدُّنْيَا؛ فَأَيُّهُمْ أَفْضَلُ فِي الْآخِرَةِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا، إِنَّ §الْعَقْلَ سَيِّدُ الْأَعْمَالِ فِي الدَّارَيْنِ جَمِيعًا.

2790 - حَدَّثَنَا داود، ثنا حسن عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ وَيَحُجُّ وَيَعْتَمِرُ، وَيَغْزُو فِي سبيل الله تعالى وَيَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَصِلُ الرَّحِمَ ويشيع الجنائز ويقري الضيف حتى عد هذه العشر خصال فَمَا مَنْزِلَتُهُ عند الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §ثَوَابُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي كُلِّ مَا كان منه [في ذلك] عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ.

2791 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا ميسرة عن موسى بن جَابَانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدرداء رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: عُوَيْمِرُ؛ ازْدَدْ عَقْلًا تَزْدَدْ مِنْ رَبِّكَ قُرْبًا قَالَ: قُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رسول الله وكيف لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §اجْتَنِبْ محارم الله عز وجل وَأَدِّ فرائض الله تعالى، تَكُنْ عَاقِلًا، وَتَنَفَّلْ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ تَزْدَدْ بِهَا فِي عاجل الدنيا رفعة وكرامة، وتنال بِهَا مِنْ رَبِّكِ الْقُرْبَ وَالْعِزَّةَ.

2792 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا عَبَّادٌ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: لابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما: أَيُّ حَاجِّ بَيْتِ اللَّهِ أَفْضَلُ وَأَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: مَنْ جَمَعَ ثَلَاثَ خِصَالٍ: نِيَّةً صَادِقَةً وَعَقْلًا وَافِرًا وَنَفَقَةً مِنْ حَلَالٍ فَذَكَرَ ذلك لابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فقال: صدق، قلت: إذا صدقت نيته، وكانت نفقته من حلال فما يَضُرُّهُ قِلَّةُ عَقْلِهِ، قَالَ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ، تسألني عَمَّا سَأَلْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه، فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §مَا أَطَاعَ الْعَبْدُ رَبَّهُ بِشَيْءٍ وَلَا جِهَادٍ وَلَا شَيْءٍ مِمَّا يَكُونُ مِنْهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبِرِّ إِذَا لَمْ يَكُنْ يَعْقِلُهُ، وَلَوْ أن جاهلاً بعقله فَاقَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْعِبَادَةِ كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرُ مِمَّا يُصْلِحُ.

2793 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ سُوَيْدِ بن غفلة قال: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ فَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: مَا جِئْتَ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: العقل؟ قال: بم أُمِرْتَ؟ قَالَ: بِالْعَقْلِ، قَالَ: فَبِمَ يُجَازَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: بِالْعَقْلِ، قَالَ: فَكَيْفَ لَنَا بِالْعَقْلِ؟ قَالَ: إِنَّ §الْعَقْلَ لَا غَايَةَ لَهُ وَلَكِنْ مَنْ أَحَلَّ حَلَالَ اللَّهِ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ سُمِّيَ عَاقِلًا، فَإِنِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ وسمح - أَوْ شَمَخَ - فِي مَرَاتِبِ الْمَعْرُوفِ وَلَا حَظَّ لَهُ مِنْ عَقْلٍ يَدُلُّهُ عَلَى اتِّبَاعِ أمر الله تعالى وَاجْتِنَابِ مَا نَهَى عَنْهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْأَخْسَرُونَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا.

2794 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ غَالِبٍ الجزري عن سعيد بن جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما رفعه قَالَ: §صِفَةُ العقل يَحْلُمَ عَمَّنْ جَهِلَ عَلَيْهِ وَيَتَجَاوَزَ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَيَتَوَاضَعَ لِمَنْ هُوَ دُونَهُ، وَيُسَابِقَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي طَلَبِ الْبِرِّ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَكَّرَ فَإِذَا كَانَ خَيْرًا تَكَلَّمَ فَغَنِمَ؛ وَإِنْ كَانَ شَرًّا سَكَتَ فَسَلِمَ، وَإِذَا عُرِضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ اسْتَعْصَمَ بِاللَّهِ وأمسك يَدَهُ وَلِسَانَهُ، وَإِذَا رَأَى فَضِيلَةً انْتَهَزَهَا، لَا يُفَارِقُهُ الحياء، ولا يبدو مِنْهُ الْحِرْصَ، فَتِلْكَ عَشْرُ خِصَالٍ يُعْرَفُ بها العاقل [قال] : وَصِفَةُ الْجَاهِلِ أَنْ يَظْلِمَ مَنْ يخالطه، ويقتدي عمن هُوَ دُونَهُ وَيَتَطَاوَلَ عَلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ، كَلَامُهُ بِغَيْرِ تَدَبُّرٍ، فَإِنْ تَكَلَّمَ أَثِمَ، وَإِنْ سَكَتَ سَهَا، وَإِنْ عَرَضَتْ لَهُ فِتْنَةٌ سَارَعَ إِلَيْهَا فَأَرْدَتْهُ، وَإِنْ رَأَى فَضِيلَةً أَعْرَضَ عَنْهَا؛ وَأَبْطَأَ عنها، لا يخاف ذُنُوبَهُ الْقَدِيمَةَ وَلَا يَرْتَدِعُ فِيمَا يَبْقَى مِنْ عُمْرِهِ عَنِ الذُّنُوبِ، مُتَوَانِيًا عَنِ الْبِرِّ مبطئاً عَنْهُ، غَيْرَ مُكْتَرِثٍ لِمَا فَاتَهُ مِنْ -[128]- ذَلِكَ أو ضيعه شر خِصَالٍ مِنْ صِفَةِ الْجَاهِلِ الَّذِي حُرِمَ الْعَقْلُ.

باب كراهية الجلوس في البيت

73 - باب كراهية الجلوس في البيت 2795 - قال مسدد: حدثنا يحيى عن إسماعيل، حدثني قيس عن طلحة بن عبيد الله رَضِيَ الله عَنْه قال سمعته يقول: أقل العيب على المرء أن يجلس في داره. صحيح موقوف

باب إباحة التسمي بأسماء الأنبياء وما جاء في كراهية ذلك

74 - بَابُ إِبَاحَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ وَمَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ ذَلِكَ

2796 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، حدثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم، عن أبيه قال: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه §جَمَعَ كُلَّ غُلَامٍ، اسْمُهُ واسم نَبِيٍّ، فَأَدْخَلَهُمْ دَارًا، وَأَرَادَ أَنْ يُغَيِّرَ أَسْمَاءَهُمْ، فَشَهِدَ آبَاؤُهُمْ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سماهم قال، وكان أبي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِيهِمْ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ

2797 -[1] وقال الطيالسي: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ ثَابِتٍ / عَنْ أنس رَضِيَ الله عَنْه قال: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §تُسَمُّونَهُمْ مُحَمَّدًا ثُمَّ تَلْعَنُونَهُمْ. [2] وقال أبو يعلى: حدثنا أبو موسى ثنا أبو داود بهذا. [3] وقال / عبد: حدثنا أبو الوليد حدثنا الحكم بن عطية، به.

2798 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُفَيٍّ قَالَ: رفعه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ وُلِدَ له ثلاثة من الولد فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ مُحَمَّدًا فَقَدْ جَهِلَ.

2799 - وقال أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بن طلحة قال: حَدَّثَتْنِي ظِئْرُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ قَالَتْ: لَمَّا وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه أتينا به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: مُحَمَّدًا، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا اسمي، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْقَاسِمِ.

باب كراهية التسمي بأسماء الجبابرة وتغيير الاسم إلى ما هو أحسن منه

75 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّسَمِّي بِأَسْمَاءِ الْجَبَابِرَةِ وَتَغْيِيرِ الِاسْمِ إِلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ

2800 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: وُلِدَ لِأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ غُلَامٌ فَسَمَّوْهُ الْوَلِيدَ، فَدَخَلُوا به على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَسَمَّيْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ سَمَّوْهُ الْوَلِيدَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْ، مَهْ، اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، سَمَّيْتُمُوهُ بِاسْمِ فَرَاعِنَتِكُمْ، §لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْوَلِيدُ: لَهُوَ أَشَدُّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ فِرْعَوْنَ عَلَى قَوْمِهِ، قَالَ عبد الرحمن: فقلت له أي الْوَلِيدُ هُوَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِ اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَإِلَّا فَهُوَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.

2801 - وقَالَ ابْن أَبِي عُمَرَ: / حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حدثنا حماد عن ثابت، عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ أَمَةً لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ لَهَا اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْعَجَمِ فَسَمَّاهَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه جَمِيلَةَ فَقَالَ عُمَرُ: §بَيْنِي وبينك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتينا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ جَمِيلَةُ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه خُذِيهَا عَلَى رَغْمِ أَنْفِكِ.

2802 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حدثنا أَبُو سَعِيدٍ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بن أبزي قال: حَدَّثَتْنِي أُمِّي عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ §شَهِدَ مَغَانِمَ حُنَيْنٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْمُهُ غُرَابٌ، فَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ مُسْلِمًا.

2803 - حَدَّثَنَا ابْنُ نمير، حدثنا عبدة عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت: §مر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا غَبَرَةٌ، فَقَالَ هِيَ خَضِرَةٌ.

باب أحب الأسماء إلى الله تعالى

76 - بَابُ أَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إلى الله تعالى

2804 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ. لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فِي مُسْلِمٍ.

باب الكناية عن السؤال عن الحاجة / قضيت أم لا

77 - بَابُ الْكِنَايَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنِ الحاجة / قضيت أم لَا

2805 - قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عن ابن ربيعة بن الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: §بَعَثَنِي أَبِي، وَبَعَثَ الْعَبَّاسُ ابنه الفضل رَضِيَ الله عَنْهم إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: فَلَمَّا أَتَيْنَاهُمْ قَالُوا: وما وَرَاءَكُمْ أَسَعْدٌ أَمْ سَعِيدٌ؟

باب المداراة

78 - بَابُ الْمُدَارَاةِ

2806 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا حدثنا هِشَامٌ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كنا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَقْبَلَ رَجُلٌ، فَلَمَّا نَظَرَ [إِلَيْهِ] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ [أو بئس الرجل] [فلما دنا منه أدنى مجلسه، فلما قام وذهب، قالوا: يا رسول الله حين أبصرته قلت: بئس أخو العشيرة أو بئس الرجل ثم أدنيت مجلسه] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ مُنَافِقٌ أُدَارِيهِ عَنْ نفاقه، وأخشى أن يُفْسِدُ عَلَيَّ غَيْرَهُ ".

باب الأدب في الجلوس والنوم

79 - بَابُ الْأَدَبِ فِي الْجُلُوسِ وَالنَّوْمِ

2807 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، حدثنا حَمَّادٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عمير، عن أبي شيبة قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْقَوْمِ فَأُوسِعَ لَهُ فَلْيَجْلِسْ فَإِنَّمَا هِيَ كَرَامَةٌ من الله عز وجل أَكْرَمَهُ بِهَا أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَإِنْ / لَمْ يُوَسَّعْ لَهُ فَلْيَنْظُرْ أَوْسَعُهَا مَكَانًا فَلْيَجْلِسْ فِيهِ.

2808 - حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، حدثنا الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن عبد اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أنس رَضِيَ الله عَنْه قال: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §خَيْرُ الْمَجَالِسِ أَوْسَعُهَا. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

2809 - قَالَ: وحدثنا عَبْدُ / الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حدثنا هِشَامٌ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ يَحْيَى بن يعمر قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى مَجْلِسٍ فِي طَرِيقٍ فَقَالَ: §إياكم والسبيل فإنها سَبِيلُ النَّارِ، والشيطان ثُمَّ مَضَى حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهَا عَزْمَةٌ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: إِلَّا أَنْ تُؤَدُّوا حَقَّ الطَّرِيقِ، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ تَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَتَهْدُوا الضَّالَّ وَتَرُدُّوا السَّلَامَ /.

2810 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ محمد §أنه كان يَكْرَهُ أَنْ يَنَامَ الرَّجُلُ عَلَى بَطْنِهِ وَالْمَرْأَةُ مُسْتَلْقِيَةً. مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ

2811 -[1] وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو الْعَلَاءِ الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حدثنا الليث. [2] قال الحارث: وحدثنا يونس بن محمد، حدثنا الليث عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أبي النضر قال: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، كَانَ يَشْتَكِي رِجْلَهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَخُوهُ، وقد جعل إحدى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، فضربه ضربة بيده عَلَى رِجْلِهِ الْوَجِعَةِ، فَأَوْجَعَهُ، فَقَالَ: أوجعتني، أولم تَعْلَمْ أَنَّ رِجْلِي وجعة، [قال: بلى] ، قال: فما حملك على ذلك؟ قَالَ: §أَوَلَمْ تَسْمَعْ / أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا عَنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: أَخُوهُ اسْمُهُ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ.

باب النهي عن النوم على سطح ليس له تحظير

80 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ النَّوْمِ عَلَى سَطْحٍ ليس له تحظير

2812 - قَالَ أَحْمَدُ بن منيع: وحدثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حدثنا مِسْعَرٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ عَلِيِّ بن عمارة قال: فُرِشَ لِأَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ في سطح أفيح فَأَمَرَ بِهِ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَأُنْزِلَ، وقال: قَدْ §كِدْتُ أَنْ أَبِيتَ اللَّيْلَةَ لَا ذِمَّةَ لِي.

2813 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حدثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ بَاتَ عَلَى سَطْحٍ لَيْسَ بِمَحْجُورٍ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَمَى بِلَيْلٍ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ فِي ارْتِجَاجِهِ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ".

باب الأناة والرفق

81 - بَابُ الْأَنَاةِ وَالرِّفْقِ

2814 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حسن بن موسى. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو النضر قالوا: حدثنا الليث عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سنان بن سعد، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §التَّأَنِّي من الله تعالى، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ، ما شَيْءٌ أَكْثَرُ مَعَاذِيرَ من الله عز وجل، وَمَا مِنْ شَيْءٍ أَحَبُّ إلى الله تعالى مِنَ الْحَمْدِ. [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا.

2815 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حدثنا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلِيٍّ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أبي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَجَاهُ دُونِي فَقُلْتُ: يَا أَبَهْ أَيَّ شيء قال لك / رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [لي] : §إِذَا هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَعَلَيْكَ بِالتُّؤَدَةِ حَتَّى يَأْتِيَكَ اللَّهُ بِالْمَخْرَجِ مِنْ أَمْرِكَ. [2] وقال أبو يعلى: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا أبو معاوية وقال في آخره: حَتَّى يَأْتِيَكَ اللَّهُ بِفَرَجٍ مِنْ أَمْرِكَ. [3] وقال الحارث: حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا المبارك عن سعد بن سعيد نحوه.

باب مثل الجليس الصالح

82 - بَابُ مَثَلِ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ

2816 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا الْمَخْزُومِيُّ حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حدثنا الْأَعْمَشُ عَنْ خثيمة قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: §مثل الجليس الصالح كمثل صاحب الْمِسْكِ، إِنْ لَمْ يُعْطِكَ أَصَابَكَ مِنْ رِيحِهِ (وَمَثَلُ الْجَلِيسِ السُّوءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْكِيرِ، إِنْ لَمْ يُحْرِقْ ثِيَابَكَ أصابك / من ريحه، أو أنتنك رِيحُهُ) . هَذَا إِسْنَادٌ لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه.

2817 -[1] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حدثنا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِاللَّهِ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِي عَمَلِكُمْ مَنْطِقُهُ، وَذَكَّرَكُمْ بِالْآخِرَةِ عَمَلُهُ /. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، حدثنا مُبَارَكٌ بِهِ.

باب إنصاف الرقيق وما يقتنى منه ومن الحيوانات

83 - بَابُ إِنْصَافِ الرَّقِيقِ وما يقتنى منه ومن الحيوانات

2818 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حدثنا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ، وَأَخِيفُوا الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ. قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا: مَثَاوِيَكُمْ = بُيُوتَكُمْ، وَالرَّأْسُ رَأْسَيْنِ = إِذَا أَرَادَ شِرَاءَ مَمْلُوكٍ بِعَشْرَةِ آلَافٍ فليشتر اثْنَيْنِ، وَالْهَوَامَّ = الْحَيَّاتِ.

2819 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حدثنا الْأَعْمَشُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عن أبي عمار، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا، وَالْخَيْرُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِي الْخَيْلِ، وَالْعَبْدُ أَخُوكَ فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ مَغْلُوبًا فَأَعِنْهُ ". مُرْسَلٌ

2820 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْغَنَمُ بَرَكَةٌ، وَالْإِبِلُ عِزٌّ لِأَهْلِهَا ".

2821 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا رِشْدِينُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَمَرَ الْأَغْنِيَاءَ أَنْ يَتَّخِذُوا الْغَنَمَ وَأَمَرَ الْفُقَرَاءَ أَنْ يَتَّخِذُوا الدَّجَاجَ.

2822 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه. رَفَعَهُ مرة ووقفه مَرَّةً أُخْرَى، قَالَ: §الْغَنَمُ بَرَكَةٌ.

2823 - وقال الْحُمَيْدِيُّ: / حدثنا مَهْدِيُّ عَنْ وَاصِلٍ، عَنْ هلال، عن أَبِي سِنَانٍ مَوْلًى لِبَنِي هاشم قال: بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " إن §مِنْ شَرِّ رَقِيقِكُمُ السُّودَانُ، إِنْ جَاعُوا سَرَقُوا وَإِنْ شَبِعُوا زَنَوْا ".

باب مسح رأس الصغير والصغيرة ورحمة اليتيم

84 - بَابُ مَسْحِ رَأْسِ الصَّغِيرِ وَالصَّغِيرَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ

2824 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، حدثنا عطوان عَنْ جَمْرَةَ الْحَنْظَلِيَّةِ قَالَتْ: §أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ: فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَسْحُ رَأْسِ الْمَرْأَةِ، لِأَنَّهَا لَا تَأْتِي بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ إِلَّا وَهِيَ بَالِغَةٌ. قُلْتُ: وَالْحَصْرُ مَمْنُوعٌ " فَلَا مَانِعَ أَنْ " تَأْتِيَ بِهَا وَهِيَ مُمَيِّزَةٌ، والعهدة فِي حِفْظِهَا وَرَعْيِهَا عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْخَدَمِ، وَلَعَلَّ أَبَاهَا أَرَادَ بِإِرْسَالِهَا حُصُولَ الْبَرَكَةِ لَهَا بِدُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يكن له ولد ذِكْرٌ فَحَصَلَ مَقْصُودُهُ.

باب سعة رحمة الله تعالى والترغيب في الرحمة

85 - بَابُ سَعَةِ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى والترغيب فِي الرَّحْمَةِ

2825 - قَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حدثنا فَائِدٌ / أَبُو الْوَرْقَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قال: خرجت إلى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بكر، وعمر رَضِيَ الله عَنْهما قُعُودٌ، فَإِذَا غُلَامٌ صَغِيرٌ يبكي، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: ضُمَّ الصَّبِيَّ إِلَيْكَ فَإِنَّهُ ضَالٌّ، فَضَمَّهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِلَيْهِ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ، إِذَا امْرَأَةٌ تُوَلْوِلُ، أظنه وتقول: وابنياه، وَتَبْكِي، فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نادوا الْمَرْأَةَ فَإِنَّهَا أُمُّ الصَّبِيِّ، وَهِيَ كَاشِفَةٌ عَنْ رَأْسِهَا لَيْسَ عَلَى رَأْسِهَا خِمَارٌ جَزَعًا عَلَى ابْنِهَا، فَجَاءَتْ حَتَّى قَبَضَتِ الصَّبِيَّ مِنْ حِجْرِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، وَهِيَ تَبْكِي، وَالصَّبِيُّ في حجرها فالتفتت، فَلَمَّا رَأَتْ -[192]- رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: وا خزياه، أَلَا أَرَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ رَحِيمَةً بِوَلَدِهَا؟ فقال أصحابه / رَضِيَ الله عَنْهم: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَفَى بِهَذِهِ رَحْمَةً، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بيده §لله تعالى أَرْحَمُ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا.

2826 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بْنُ وَاقِدٍ، حدثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ فَرْخَ / عُصْفُورٍ فَجَعَلَ الْعُصْفُورُ يَقَعُ عَلَى رِحَالِهِمْ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَدَّ عليه فرخه، ثم قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَلَّهُ أَرْحَمُ بعبده مِنْ هَذَا الْعُصْفُورِ بِفَرْخِهِ.

2827 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانٍ / عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَا يَضَعُ اللَّهُ رحمته إِلَّا عَلَى رَحِيمٍ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّنَا يَرْحَمُ، قَالَ: لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ خَاصَّةً حَتَّى يَرْحَمَ النَّاسَ كَافَّةً.

2828 - وقال الحارث: حدثنا بشر بن عمر، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْأَزْهَرِ ِقال: إنَّ رَجُلًا مَرَّ بِفَرْخَيْ طير على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُوهُمَا يَحُومُ عَلَيْهِمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخَذْتُ هَذَيْنِ الْفَرْخَيْنِ وَأَبُوهُمَا يَحُومُ عَلَيْهِمَا أَلَا تَرَكْتَ لَهُ أَحَدَهُمَا فَتَقَرَّ بِهِ عَيْنُهُ.

2829 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حدثنا عَبْدُ الغفور بْنُ عبد العزيز، (ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ) عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إن الله تعالى لَيَرْحَمُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ يَوْمَ القيام بِرَحْمَتِهِ الْعُصْفُورَ ".

باب الإحسان إلى الرقيق

86 - بَابُ الْإِحْسَانِ إِلَى الرَّقِيقِ

2830 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: / أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيِّ، عَنْ أَبِي الْمُجَاشِعِ الْأَزْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §من ابتاع شيئاً مَنِ الْخَدَمِ، فَلَمْ يُوَافِقْ شِيمَتَهُ، فَلْيَبِعْ وَلْيَشْتَرِ حَتَّى يُوَافِقَ شِيمَتُهُمْ شِيمَتَهُ فَإِنَّ النَّاسَ شِيَمٌ ولا تعذبوا عبد اللَّهِ. [2] أخبرنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بهذا الإسناد مثله، ولم يرفعه.

2831 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حدثنا مُوسَى، حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §الله الله في ملك أَيْمَانُكُمْ أَشْبِعُوا بُطُونَهُمْ، وَاكْسُوا ظُهُورَهُمْ وَأَلِينُوا لَهُمُ الْقَوْلَ.

2832 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن هارون أخبرنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصديق رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ الْمَمْلُوكُ إِذَا أطاع الله تعالى، وأطاع سَيِّدَهُ.

2833 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِلَالٍ، حدثنا صَاحِبٌ لَنَا ثِقَةٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا زال جبريل عليه السلام يُوصِينِي بالمملوك حَتَّى ظَنَنْتُ أنه سيجعل له حَدًّا إِذَا بَلَغُوا عُتِقُوا.

2834 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ حريث رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا خَفَّفْتَ عَنْ خادمك من عمله، كَانَ لَكَ أَجْرًا فِي مَوَازِينِكَ ".

2835 -[1] وقال أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أبو جميع الهجيمي، عن ثابت، عَنْ أنس رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى علياً وفاطمة رَضِيَ الله عَنْهما غُلَامًا / وَقَالَ: §أَحْسِنَا إِلَيْهِ فَإِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي. [2] وقال أبو يعلى: حدثنا أبو بكر بهذا.

2836 - حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَمْلُوكِينَ: أكرموهم كرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون.

باب آداب الرسل

87 - بَابُ آداب الرسلِ

2837 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: / حَدَّثَنَا الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: كُنْتُ مَعَ أمير المؤمنين عمر رَضِيَ الله عَنْه قال: §اذْهَبْ فأعلمني من ذلك. قَالَ: وَكَانَ رَضِيَ الله عَنْه إِذَا بَعَثَ رَجُلًا فِي حَاجَةٍ يَقُولُ: إِذَا رَجَعْتَ فَأَعْلِمْنِي مَا بَعَثْتُكَ فِيهِ؟ وَمَا يُرَدُّ عَلَيَّ. فَقُلْتُ: إِنَّكَ أَمَرْتَنِي / أَنْ أَعْلَمَ مَنْ ذَاكَ، وَإِنَّهُ صُهَيْبٌ رَضِيَ الله عَنْه وَإِنَّ مَعَهُ أُمَّهُ قال رَضِيَ الله عَنْه: فليلحق بنا، وإن كانت معه أمة ... فذكر الْحَدِيثَ.

باب إكرام الكبير

88 - بَابُ إِكْرَامِ الْكَبِيرِ

2838 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ الثَّقَفِيِّ، عن الشعبي قال: أَنَّ جَرِيرَ بن يزيد بن جرير أَتَاهُ فَأَلْقَى لَهُ وسادة، وعنده مشيخة، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: بلغني أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ.

باب الزجر عن إكرام المشركين

89 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ إِكْرَامِ الْمُشْرِكِينَ

2839 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ الْقُشَيْرِيُّ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَافَحَ المشركون أو يكنوا أَوْ يُرَحَّبَ بِهِمْ.

باب الرخصة في إكرام أكابرهم

90 - بَابُ الرُّخْصَةِ فِي إكرام أكابرهم (110) فيه حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْأُسْقُفِّ.

باب إكرام الزائر

91 - بَابُ إِكْرَامِ الزَّائِرِ

2840 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حدثنا حَمَّادٌ عَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: §كُنَّا عِنْدَ أَبِي سعيد رَضِيَ الله عَنْه يوماً فما شَعُرْنَا إِذْ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَرَأَيْتُهُ مُتَغَيِّرًا، وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ، وَعَلَيْهِ أثر الغبار، فدعى لَهُ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ.

باب المزاح

92 - بَابُ الْمِزَاحِ (111) حديث عائشة رَضِيَ الله عَنْها، فِي تَلْطِيخِهَا وجه سودة رَضِيَ الله عَنْها، بالخزيرة، يأتي إن شاء الله فِي مَنَاقِبِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه.

2841 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَتْنَا عُلَيْلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي أَمِينَةُ أَنَّهَا حَدَّثَتْهَا أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رزينة عن أمها رَزِينَةَ، مَوْلَاةِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: إن سودة (اليمانية) جَاءَتْ عَائِشَةَ تَزُورُهَا، وَعِنْدَهَا حَفْصَةُ بنت عمر رَضِيَ الله عَنْهما، فجاءت سودة رَضِيَ الله عَنْها، فِي هَيْئَةٍ وَفِي حَالَةٍ حَسَنَةٍ، عَلَيْهَا دِرْعٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ، وَخِمَارٌ كَذَلِكَ، وَعَلَيْهَا نقطتان مثل العدستين من صبر وَزَعْفَرَانٍ فِي موقيها، قالت: (عليلة) ، وَأَدْرَكْتُ النِّسَاءَ يَتَزَيَّنَّ بِهِ، فَقَالَتْ حفصة لعائشة رَضِيَ الله عَنْها، يَا أم المؤمنين يجيء رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيرانا ونحن قشفتان، وَهَذِهِ بَيْنَنَا تبرق. فقالت رَضِيَ الله عَنْها: اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ، اتَّقِي اللَّهَ يَا حفصة / قالت: §لَأُفْسِدَنَّ عَلَيْهَا زينتها، قالت رَضِيَ الله عَنْها: فافعلي، (قالت: ما تقلن) ، وَكَانَ فِي أُذُنِ سَوْدَةَ ثِقَلٌ، فَقَالَتْ لَهَا حَفْصَةُ: يَا سَوْدَةُ خَرَجَ الأعور (قالت: نعم) فَفَزِعَتْ فَزَعًا شَدِيدًا -[223]- فَجَعَلَتْ تَنْتَفِضُ، قَالَتْ: أَيْنَ أَخْتَبِئُ، قَالَتْ: عَلَيْكِ بِالْخَيْمَةِ خَيْمَةٌ لَهُمْ مِنْ سَعَفٍ يَطْبُخُونَ فِيهَا، فَذَهَبَتْ فاختبأت، وفيها القدر وَنَسْجُ الْعَنْكَبُوتِ، فَجَاءَ / رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا تضحكان لَا تَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَتَكَلَّمَا مِنَ الضحك، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ماذا الضَّحِكِ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فأومأتا بِأَيْدِيهِمَا إِلَى الْخَيْمَةِ فَذَهَبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا سَوْدَةُ تُرْعَدُ، فَقَالَ لَهَا: يَا سَوْدَةُ مَا لَكِ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خَرَجَ الْأَعْوَرُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا خرج، وليخرجن. ما خرج، وليخرجن. (ما خَرَجَ، وَلَيَخْرُجَنَّ) . ثُمَّ دخل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخرجها، فجعل يَنْفُضُ عَنْهَا الْغُبَارَ وَنَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ.

باب صفة قلب / ابن آدم

93 - بَابُ صِفَةِ قَلْبِ / ابْنِ آدَمَ

2842 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي بحير بن سعيد عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي عبيدة رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §قَلْبُ ابْنُ آدَمَ مِثْلُ الْعُصْفُورِ يَتَقَلَّبُ فِي الْيَوْمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ

باب حب الولد

94 - بَابُ حُبِّ الْوَلَدِ

2843 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حدثنا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سعيد رَضِيَ الله عَنْه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / قَالَ: §الْوَلَدُ ثَمَرَةُ الْقَلْبِ مجبنة مبخلة [محزنة] . [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ " بْنُ أَبِي شَيْبَةَ " بِهَذَا.

باب الرؤيا

95 - باب الرُّؤْيَا

2844 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §الرؤيا على ثلاث مَنَازِلَ، فَمِنْهَا مَا يُحَدِّثُ المرؤ نَفْسَهُ، وَلَيْسَتْ بِشَيْءٍ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرجيم، وليبصق عن يَسَارِهِ فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ، وَمِنْهَا بُشْرَى مِنَ اللَّهِ. وَرُؤْيَا المسلم جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى ذِي رَأْي نَاصِحٍ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا وليأول خَيْرًا. فَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه لَوْ كَانَتْ حَصَاةً وَاحِدَةً مِنْ عَدَدِ الحصا لَكَانَ كَثِيرًا.

[2] أخبرنا يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ الْأَنْصَارِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى ذِي نَاصِحٍ فَلْيَقُلْ خَيْرًا وليتأول خيراً. قلت: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُجْتَبَى وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ -[230]- وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو / بْنِ عَلْقَمَةَ وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ رَبِّهِ بْنُ سَعِيدٍ، / وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بِأَصْلِ الْحَدِيثِ وَفِي هَذَا السِّيَاقِ زِيَادَةٌ لَيْسَتْ عِنْدَهُمْ وَلَا عِنْدَهُمْ حَدِيثُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه.

2845 - وَقَالَ إسحاق: أخبرنا أبو عامر الْعَقَدِيُّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، ثنا سُلَيْمَانُ وهو ابْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ: قَالَتْ صَفِيَّةُ حَيْثُ كَانَتْ فِي أَهْلِهَا: §رَأَيْتُ كَأَنِّي وَهَذَا الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ وَمَلَكٌ يُسَيِّرُنَا بِجَنَاحِهِ فَرَدُّوا عَلَيْهَا رُؤْيَاهَا وَقَالُوا لَهَا قَوْلًا شَدِيدًا.

2846 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب قال: إن عائشة رَضِيَ الله عَنْها (قَالَتْ: لِأَبِي بَكْرٍ) إِنِّي §رَأَيْتُ ثَلَاثَةَ أَقْمَارٍ سَقَطْنَ فِي حُجْرَتِي أو قال فِي حِجْرِي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: خَيْرٌ،

قَالَ يَحْيَى بْنُ سعيد الأنصاري: فسمعت النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّهُ لَمَّا دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بيت عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: §هَذَا أَحَدُ أَقْمَارِكِ وَخَيْرُهَا.

2847 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عن هشام قال: سمعت محمداً يقول: كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه §أَعْبَرَ هَذِهِ الأمة بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

2848 - وقال الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سفيان قال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يُحَدِّثُ / عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قالت: عائشة رَضِيَ الله عَنْها: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن فِي حجرتي، فَسَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ إِنْ صَدَقَتْ رُؤْيَاكِ §يُدْفَنُ فِي بَيْتِكِ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ ثَلَاثَةٌ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودفن، قال لي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا عَائِشَةُ هَذَا خَيْرُ أَقْمَارِكِ وَهُوَ أَحَدُهَا. (صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ مِنْ هَذَا الوجه وأخرجه أيضاً مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه مَرْفُوعًا.

2849 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حدثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أبي عائشة السعدي عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا، وَفِيهِ: " §وَمَنْ تَحَلَّمَ مَا لَمْ يَحْلُمْ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ الزور، وَكُلِّفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ يُعَذَّبُ حَتَّى يَعْقِدَهُمَا وَلَا يَعْقِدُهُمَا ".

2850 -[1] وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حدثنا الْخَضِرُ بن مُحَمَّدٌ الْحَرَّانِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ الأعرج، حدثنا " سليمان بن عريب " قال: سمعت أبا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ لابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §رُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ أَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: مِنْ سِتِّينَ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه: فسمعني أقول /: قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقول: مِنْ سِتِّينَ؟ فَقَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: وَأَنَا أَقُولُ: قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْه. قال عمرو بن النَّاقِدُ: قُلْتُ أَنَا وَأَصْحَابُنَا: فَهُوَ عِنْدَنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ الْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

[2] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ، حدثنا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ " §رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ بُشْرَى من الله تعالى وَجُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ قَالَ: فَحَدَّثْتُ -[240]- بِهاِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قال: قَالَ لي / الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جزء مِنْ خَمْسِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ.

2851 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: §رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ حَقٌّ.

2852 -[1] وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حدثنا حَمَّادٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطفيل، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وعن حَبِيبٍ وَحُمَيْدٍ، عَنِ الحسن رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §بَيْنَا أَنَا أَنْزِعُ اللَّيْلَةَ، إِذْ وَرَدَتْ عَلَيَّ غَنَمٌ سُودٌ، وَغَنَمٌ عُفْرٌ / فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ / ذَنُوبَيْنِ، فِيهِمَا ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فاستحال غَرْبًا فَمَلَأَ الْحِيَاضَ وَأَرْوَى الوارد فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ أَحْسَنَ نَزْعًا مِنْهُ فَأَوَّلْتُ أَنَّ الْغَنَمَ السُّودَ الْعَرَبُ والعفر العجم. [2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ غَنَمًا سُودًا يَتْبَعُهَا غَنَمٌ عُفْرٌ، فَأَوَّلْتُ السُّودَ الْعَرَبَ وَالْعُفْرَ الْعَجَمَ.

2853 - وقال الحارث: حدثنا السكن بْنُ نَافِعٍ، حدثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، وَأَنِّي جَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: " §بِأَيِّ عَيْنٍ كُنْتَ تَنْظُرُ إلى رأسك إذا قُطِعَ قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى تُوُفِّيَ، فَأَوَّلُوا قَطْعَ رأسه موت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَظَرَهُ اتِّبَاعَهُ سننه ". -[248]- انتهى الجزء الأول من كتاب المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية جمع شيخنا الإمام العلامة شيخ الإسلام خاتمة الحفاظ قاضي القضاة شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن حجر الكناني العسقلاني المصري الشافعي تغمده الله برحمته آمين. في يوم السبت من شهر ربيع الثاني [أحد شهور] سنة خمس وسبعين وثماني مائة بمكة المشرفة والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

كتاب الإيمان والتوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم رب يسر يا كريم 31 - كِتَابُ الْإِيمَانِ وَالتَّوْحِيدِ

باب تحريم دم من شهد أن لا إله إلا الله

1 - باب تحريم دم مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

2854 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الفضيل بْنُ دُكَيْنٍ، حدثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، أُقَاتِلُهُمْ، وَأَدْعُوهُمْ، §فَإِذَا قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حُرِّمَتْ عَلَيَّ دماءهم وَأَمْوَالُهُمْ.

2855 - حدثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حدثنا عيسى هو ابن " المختار " عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي ليلى، عن أبي الزبير عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وأني محمد رَسُولُ اللَّهِ حُرِّمَ عَلَيَّ دَمُهُ إِلَّا لثلاثة: التَّارِكُ دِينَهُ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَمَنْ قَتَلَ نَفْسًا ظُلْمًا.

2856 - وَبِهِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ §لِي جَارًا مُنَافِقًا يَصْنَعُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: عَنْ قَتْلِ أُولَئِكَ نُهِيتُ.

2857 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حدثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أبي عائشة السعدي، عن يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر حديثاً طويلاً وَفِيهِ " أَلَا " وَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ §أَمَرَنِي أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عصموامني دماءهم وأموالهم إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ عز وجل.

باب فضلها

2 - بَابُ فَضْلِهَا

2858 -[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حدثنا شَيْبَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ شَقِيقٍ قال: لقي أَبُو بَكْرٍ / طَلْحَةَ، فَقَالَ: §مَا لِي أَرَاكَ أصبحت واجماً؟ قال، لَا، إِلَّا كَلِمَةً سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! يَقُولُ: إِنَّهَا مُوجِبَةٌ / فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْهَا قَالَ: لَكِنِّي أعلمها، قال: ما هي؟ قَالَ: لَا إِلَهَ إلا الله. هذا إسناد حَسَنٌ إِنْ كَانَ شَقِيقٌ سَمِعَهُ مِنْ طَلْحَةَ وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ. [2] فَقَدْ: قال إسحاق، أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ حُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَقِيَ طَلْحَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

2859 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أنعم قال: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ قَيْسٍ قَالَ: قَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَلَى مُعَاوِيَةَ وَهُوَ بإيليا، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَطُلِبَ فَلَمْ يُوجَدْ، قال فأتيناه، فإذا هو يُصَلِّي فِي بَرَازٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ قُلْنَا: جِئْنَا لِنُحْدِثَ بك عهداً أو نقضي مِنْ حَقِّكَ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: فَعِنْدِي جَائِزَتُكُمْ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ الصديق رَضِيَ الله عَنْه، قال: يَا ابْنَ عَامِرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَ ".

2860 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حدثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ " أَيُّهَا الناس إن §مَنْ لقي الله تعالى، وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْلِصُ بِهَا، أَلَّا يخلط معها غيرها؟ بَيِّنْ لَنَا حَتَّى نَعْرِفَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا وَجَمْعًا لَهَا من غير حلها، وَرِضًا بِهَا، وَأَقْوَامٌ يَقُولُونَ أَقَاوِيلَ الأحبار، وَيَعْمَلُونَ عَمَلَ الْفُجَّارِ، فَمَنْ لقي الله عز وجل، وليس فيه شيء مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ، يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

2861 - وقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا الْمُؤَمَّلُ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حدثنا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامر الجهني رَضِيَ الله عَنْه، قال: حَدَّثَنِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §مَنْ مَاتَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قِيلَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شِئْتَ. حديث عقبة عن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ. (112) وتقدم حديث جابر رَضِيَ الله عَنْه في باب ذم الكبر في كتاب الأدب.

2862 - وقال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن موسى، حدثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إسحاق، عن سعيد بْنِ وَهْبٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه اليمن، فقال: §إني رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ أَنْ تعبدوا الله تعالى، / وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تُطِيعُونِي لَا آلُوكُمْ خَيْرًا وَأَنَّ الْمَصِيرَ إلى الله تعالى، وإلى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ إقامة بلا ظَعْنٌ وَخُلُودٌ بِلَا مَوْتٍ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ

2863 -[1] وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ، حدثنا أبي ح. [2] وقال البزار، وحدثنا بشر بن آدم وزيد بن أخزم قالا: حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنا مُسْتُورُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو هَمَّامٍ، حدثنا ثَابِتٌ عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قال: جَاءَ رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا تَرَكْتُ حَاجَةً وَلَا دَاجَةً إِلَّا أَتَيْتُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " ذَاكَ يأتي على ذاك " لفظ عمرو. قال / الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَى مستور عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا هَذَا.

2864 -[1] وَقَالَ ابن أبي عمر: حدثنا مَرْوَانُ الفزازي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد، قال: قَالَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ لأيمن بن خريم، أَلَا تَخْرُجُ فَتُقَاتِلُ مَعَنَا؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَهِدَا إِلَيَّ أَنْ §لَا أقاتل أحداً يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ جِئْتَنِي بِبَرَاءَةٍ مِنَ النَّارِ قَاتَلْتُ مَعَكَ، قَالَ: اذْهَبْ فَلَا حاجة لنا فيك. [2] وقال أبو يعلى:

حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ذحمويه، حدثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيُّ قَالَ: لَمَّا قَاتَلَ مَرْوَانُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، أَرْسَلَ إِلَى أيمن بن خريم الْأَسَدِيِّ فَقَالَ: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تُقَاتِلَ مَعَنَا، فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي / شَهِدَا بَدْرًا فَعَهِدَا إِلَيَّ أَنْ §لَا أقاتل أحداً يشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنْ جِئْتَنِي بِبَرَاءَةٍ قَاتَلْتُ مَعَكَ، قَالَ: اذْهَبْ، وَوَقَعَ في نفسه وَشَتَمَهُ، فأنشأ أيمن ابن خريم يَقُولُ: [البحر الوافر] ("لَسْتُ بِقَاتِلٍ رَجُلًا يُصَلِّي ... عَلَى سُلْطَانِ آخَرَ مِنْ قُرَيْشِ) (لَهُ سُلْطَانُهُ وَعَلَيَّ إِثْمِي ... مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ جَهْلٍ وَطَيْشِ) (أَأَقْتُلُ مُسْلِمًا فِي غير شيء ... فلست بِنَافِعِي مَا عِشْتُ عَيْشِي)

2865 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَيْسَ عَلَى أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْشَةٌ فِي قُبُورِهِمْ /، وَكَأَنِّي بِأَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَنْفُضُونَ التُّرَابَ عَنْ رؤوسهم وَيَقُولُونَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ.

2866 - حدثنا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنِي نَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا إله إلا الله §تمنع الْعَبْدُ مِنْ سخط الله عز وجل مَا لم يؤثروا شفقة دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ثُمَّ قالوا: لا إله إِلَّا اللَّهُ عز وجل: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَذَبْتُمْ.

2867 - حدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حدثنا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أم هانئ رَضِيَ الله عَنْها، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَتْبَعْهُ يَوْمَهُ ذَنْبٌ وَلَمْ يَسْبِقْهُ عَمَلٌ ". [[حَدِيثٌ فِي فَضْلِهَا يَأْتِي فِي بَابِ طَلَبِ الْمَغْفِرَةِ وَحَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ فِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَأْتِي فِي الْإِيمَانِ وَحَدِيثُ جَابِرٍ فِي فَضْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي بَابِ ذَمِّ الْكِبْرِ مِنْ كِتَابِ الْأَدَبِ]] (*)

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

2868 - حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ، حدثنا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ الله عَنْه، بَيْنَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ هَبَطَ ثَنِيَّةً، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ وَحْدَهُ، فَلَمَّا اسْتَهَلَّتْ بِهِ الطَّرِيقُ ضَحِكَ، وَكَبَّرَ فكبرنا لتكبيره ثم سار رتوة، ثُمَّ ضَحِكَ وَكَبَّرَ فكبرنا لتكبيره ثم سار [رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] رتوة ثُمَّ ضَحِكَ وَكَبَّرَ فكبرنا لِتَكْبِيرِهِ ثُمَّ أَدْرَكْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْقَوْمُ: كبرنا لتكبيرك، فلا نَدْرِي مِمَّ ضحكت؟ فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أتاني جبريل عليه السلام لما استهليت، الْتَفَتَ إلي جبريل عليه الصلاة والسلام فَقَالَ: أبشر، وبشر أن §مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وحرم عَلَى النَّارِ.

2869 -[1] وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا فُلَانُ فعلت كذا وكذا؟ قَالَ: لَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إلا الله مَا فَعَلْتُ، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَعْلَمُ أَنَّهُ فَعَلَهُ، وَكَرَّرَ عَلَيْهِ مِرَارًا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: لَا، وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هو ما فعلته، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم أنه فعله، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَفَّرَ عَنْكَ ذَنْبَكَ بِتَصْدِيقِكَ لَا إله إلا الله. [2] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الحارث به. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أبو الربيع، ثنا الْحَارِثُ بِهِ. [4] وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَأَشَارَ إِلَى تَفَرُّدِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدٍ بِهِ. قُلْتُ: خَالَفَهُ حماد بن مسلمة، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِهِ، فَقَالَ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ حَمَّادٌ: لم يسمعه ثابت من ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، بَيْنَهُمَا رَجُلٌ.

2870 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو النَّضْرِ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْوَرْقَاءِ، عَنِ ابْنِ أبي أوفى رَضِيَ الله عَنْهما، / عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ قَالَ أَحَدَ عَشَرَ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ / وَحْدَهُ لَا شريك له أحداً صمداً لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يكن له كفؤاً أَحَدٌ) كتب الله تبارك وتعالى له أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةً. [2] وقال عبد: حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا حماد به. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أبو النصر التَّمَّارُ، حدثنا حَمَّادُ بِهِ.

(113) وحديث في فضلهما يأتي إن شاء الله في باب طلب المغفرة.

باب الإسلام شرط في قبول العمل

3 - بَابُ الْإِسْلَامِ شَرْطٌ فِي قَبُولِ الْعَمَلِ

2871 -[1] قَالَ أَبُو بكر: حدثنا عبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَتْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْمُغِيرَةِ كَانَ يُطْعِمُ الطَّعَامَ وَيَقْرِي الضَّيْفَ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ، ويفك العناة، - تعني الْأَسْرَى - وَلَوْ أدرك لَأَسْلَمَ، فَهَلْ لَهُ فِي ذَلِكَ من أجر؟ قالت: فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §عَمَّكِ كَانَ يُعْطِي لِلدُّنْيَا، وَذِكْرِهَا وَجَمَالِهَا، وَمَا قَالَ يوما: رَبِّ اغْفِرْ لِي خطيئتي يَوْمَ الدِّينِ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ /، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ.

2872 - وقال أَبُو دَاوُدَ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، حدثنا الْحَسَنُ حدثنا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ قَالَ: يَأْتِي الْإِسْلَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: §أَنْتَ الْإِسْلَامُ وَأَنَا السَّلَامُ، الْيَوْمَ بِكَ أُعْطِي وَبِكَ آخُذُ.

2873 - وقال مسدد: حدثنا زَيْدُ بْنُ الحُبَابٍ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ السَّكْسَكِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الجهم، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مالك الأنصاري رَضِيَ الله عَنْه. قال: أَنَّهُ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: يا حارث كيف أصبحت؟ قال: أصبحت مؤمناً حقاً. . قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْظُرْ مَا تَقُولُ: إِنَّ §لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ فَمَا حقيقتك، قال رَضِيَ الله عَنْه: الست قَدْ عَزَفَتِ الدُّنْيَا عَنْ نَفْسِي، وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، كأني أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أهل النار يتضارغون فِيهَا، يَعْنِي يَصِيحُونَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا حَارِثُ عَرَفْتَ فَالزَمْ. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

باب تعريف الإسلام والإيمان

4 - بَابُ تَعْرِيفِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ

2874 -[1] قَالَ مسدد: حدثنا إسماعيل، حدثنا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْلِمْ تسلم قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ §وَمَا الْإِسْلَامُ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن تسلم قلبك لله تبارك وتعالى ويسلم الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ قَالَ: فَأَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْإِيمَانُ، قَالَ: وَمَا الْإِيمَانُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ: أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْهِجْرَةُ قَالَ: وَمَا الْهِجْرَةُ؟ قَالَ: أَنْ تَهْجُرَ المأتم قَالَ: فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْجِهَادُ، قَالَ: وَمَا الْجِهَادُ؟ قَالَ: أَنْ تُجَاهِدَ الْكُفَّارَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ ثُمَّ لَا تَغُلُّ، وَلَا تَجْبُنُ، ثُمَّ عملان هما من أفضل / الأعمال، إلا كَمِثْلِهِمَا حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ أَوْ عُمْرَةٌ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ فَذَكَرَهُ إِلَى قَوْلِهِ مِنْ " لِسَانِكَ وَيَدِكَ ". [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عن أيوب به إلى قوله: " ثم لَا تَغُلُّ، وَلَا تَجْبُنُ -[295]- ". [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا جعفر بن مهران السباك، حدثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَيُّوبَ بِتَمَامِهِ وَزَادَ " البعث بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ ".

2875 - وقال أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، حدثنا زَائِدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قال: قيل: يا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ. قيل: فَأَيُّ الإيمان أفضل؟ فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ. قيل: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرُ إِيمَانًا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا. قيل: فأي الجهاد أفضل؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نحر جواده وأهريق دمه. قيل: فَأَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: طُولُ الْقُنُوتِ. قيل: فأي الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَهْدُ الْمُقِلِّ. قِيلَ / فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَنْ تَهْجُرَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ. أَخْرَجُوهُ مُخْتَصَرًا.

2876 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر رَضِيَ الله عَنْه، قال: سُئِلَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الْإِيمَانِ قَالَ: §الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ.

2877 - حدثنا أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَسْعَدَةَ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §الْإِسْلَامُ علانية، والإيمان في القلب ثم يشير بيده إِلَى صدره، التقوى ها هنا التقوى ها هنا،

2878 - وقال مسدد: حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمر قال سمعته يقول: الإيمان هيوب.

باب ما يعطاه المؤمن بعد موته

5 - بَابُ مَا يُعْطَاهُ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ مَوْتِهِ

2879 - وقال أَحْمَدُ بْنُ منيع: حدثنا الحسن بْنُ مُوسَى، حدثنا الْهَيْثَمُ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله تعالى وَكَّلَ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ، يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ §فَإِذَا قبض الله عز وجل عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ، قَالَا: يَا رَبُّ وَكَّلْتَنَا بِعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ نَكْتُبُ عَمَلَهُ وقد قبضته إليك، فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السماء، قال جل وعلا: سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ من ملائكتي يسجدوني. وقالا: فأذن لَنَا أَنْ نَسْكُنَ الأرض قال عز وجل: أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يسجدوني وَلَكِنْ قُومَا عَلَى قَبْرِ عَبْدِي، فَسَبِّحَانِي، وَهَلِّلَانِي، وَكَبِّرَانِي، وحمداني إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، واكتباه لِعَبْدِي.

باب الحب في الله من الإيمان

6 - بَابُ الْحَبِّ فِي اللَّهِ مِنَ الْإِيمَانِ

2880 -[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ عَنْ عَقِيلٍ الْجَعْدِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ أَتَدْرِي / §أَيُّ عُرَى الْإِسْلَامِ أَوْثَقُ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْوِلَايَةُ في الله عز وجل، وَالْحُبُّ في الله عز وجل، وَالْبُغْضُ في الله تبارك وتعالى. [2] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حدثنا الصَّعْقِ بن حزن البكري به. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا شيبان هو ابن فَرُّوخَ، حدثنا الصَّعْقُ بِهِ.

باب الزجر عن كل من قال لا إله إلا الله

7 - باب الزجر عن كل من قال لا إله إلا الله

2881 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حدثنا ابن مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بهرام، حدثنا شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ / حَدَّثَنِي جُنْدُبُ ابن سُفْيَانَ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ قَالَ: إني عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ جاء بَشِيرٌ مِنْ سرية فأخبره بنصرة الله تعالى الَّذِي نَصْرَ سَرِيَّتَهُ وبفتح الله عز وجل الَّذِي فتح لهم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا نَحْنُ نَطْلُبُ الْعَدُوَّ، وَقَدْ هزمهم الله تعالى إِذْ لَحِقْتُ رَجُلًا بِالسَّيْفِ، فَلَمَّا أَحَسَّ أَنَّ السَّيْفَ وَاقَعَةُ، الْتَفَتَ وهو يسعى، فقال: إِنِّي مُسْلِمٌ فَقَتَلْتُهُ، وَإِنَّمَا كَانَ يَا نَبِيَّ اللَّهَ مُتَعَوِّذًا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §ألا شَقَقْتَ عَنْ قلبه فَنَظَرْتَ صادقاً هو أو كاذباً؟ قَالَ: لَوْ شَقَقْتُ عَنْ قَلْبِهِ مَا كَانَ يُعْلِمُنِي، هَلْ قَلْبُهُ إِلَّا مُضْغَةٌ مِنْ لَحْمٍ قَالَ: فَأَنْتَ قَتَلْتَهُ لَا مَا فِي قَلْبِهِ عَلِمْتَ، وَلَا لِسَانَهُ صَدَّقْتَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا أَسْتَغْفِرُ لَكَ فَمَاتَ فَدَفَنُوهُ، فَأَصْبَحَ عَلَى وَجْهِ الأرض ثلاث مرات، فَلَمَّا رَأَى قَوْمُهُ ذلك، استحيوا وحذروا (مما لقي حمله) فألقوه فِي شِعْبٍ مِنْ تِلْكَ الشِّعَابِ. [2] وقال: وحدثنا محمد بن بكار، حدثنا عبد الحميد بن بهرام، -[312]- حدثنا شهر بن هوشب، حدثنا جندب بن سفيان رجل من بجيلة رَضِيَ الله عَنْه، قال: إني لعند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر نحوه.

2882 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا معاوية بن عمرو، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بن رئاب قال: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثاً، ففتح له، فَبَعَثُوا بَشِيرَهُمْ / إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُخْبِرُهُ بفتح الله تعالى (لَهُمْ) وَبِعَدَدِ مَنْ قَتَلَ اللَّهُ مِنْهُمْ، قَالَ: فَتَفَرَّدْتُ بِرَجُلٍ مِنْهُمْ فَلَمَّا غَشِيتُهُ لِأَقْتُلَهُ، قَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ فقتلته، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَتَلْتُهُ وقد قال إني مُسْلِمٌ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قال ذلك مُتَعَوِّذًا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §فَهَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ، قَالَ: وَكُنْتُ أَعْرِفُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا لِسَانَهُ صَدَّقْتَ، وَلَا قَلْبَهُ عَرَفْتَ، إِنَّكَ لَقَاتِلُهُ، اخْرُجْ عَنِّي فَلَا تُصَاحِبْنِي، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ تُوُفِّيَ، فَلَفَظَتْهُ الْأَرْضُ مَرَّتَيْنِ فألقي فِي بَعْضِ تِلْكَ الْأَوْدِيَةِ، فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّ الْأَرْضَ لَتُوَارِي مَنْ هو أنتن منه، وَلَكِنَّهُ مَوْعِظَةٌ.

2883 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي مجلز، (عن أبي عبيدة) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ /: §إذا أشرع أَحَدُكُمُ الرُّمْحَ إِلَى الرَّجُلِ، فَإِنْ كَانَ عِنْدَ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلْيَرْفَعْ عَنْهُ الرُّمْحَ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو عبيدة: فجعل الله تعالى هَذِهِ الْكَلِمَةَ أَمَنَةَ الْمُسْلِمِ، وَعِصْمَةَ دَمِهِ، وَجَعَلَ الْجِزْيَةَ أَمَنَةَ الْكَافِرِ وَعِصْمَةَ دَمِهِ.

باب الخصال التي تدخل الجنة وتحقن الدم

29 - بَابُ الْخِصَالِ الَّتِي تُدْخِلُ الْجَنَّةَ وَتَحْقُنُ الدَّمَ

2884 - قَالَ إِسْحَاقُ: وأخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ: قِيلَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ، وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ، وإذا اؤتمن وفى، وَمَنْ غَضَّ بَصَرَهُ وَحَفِظَ فَرْجَهُ، وكف يده ". قلت: هَكَذَا أَخْرَجَهُ إِسْحَاقُ فِي مُسْنَدِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ عَنْ عَبْدِ الرزاق، ورواه غيرهم عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مَنْسُوبٍ فَإِنْ كَانَ مَعْمَرٌ حَفِظَهُ فَهُوَ صحيح الإسناد، ولكنه مُنْقَطِعٌ، وَإِنْ كَانَ زُهَيْرٌ حفظه فهو متصل.

2885 - وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حدثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حدثنا أَبُو زُمَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بن مرثد الزماني، عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَاذَا يُنْجِي الْعَبْدَ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: الإيمان بِاللَّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ مَعَ الْإِيمَانِ عَمَلًا، قَالَ: تُرْضَخُ مِمَّا رَزَقَكَ اللَّهُ أَوْ يُرْضَخُ مِمَّا رَزَقَهُ اللَّهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فَقِيرًا لَا يَجِدُ مَا يُرْضَخُ؟ قَالَ: يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَيِيًّا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلْيَصْنَعْ لِأَخْرَقَ قَالَ: قُلْتُ يَا رسول الله: أرأيت إن كان أَخْرَقَ [لا يحسن أن يَصْنَعَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُعِينُ مَغْلُوبًا، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ ضَعِيفًا] لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُعِينَ مَغْلُوبًا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تُرِيدُ أَنْ تَدَعَ لِصَاحِبِكَ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلْيُمْسِكْ أَذَاهُ عَنِ النَّاسِ قَالَ: قلت: يا نبي اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ فَعَلَ هَذَا ليدخل الْجَنَّةَ؟ قَالَ: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَصْنَعُ خَصْلَةً مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ إِلَّا أَخَذَتْ بيده حتى يدخل الْجَنَّةَ.

2886 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ علي بن مسهر، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ الجارود العبدي رَضِيَ الله عَنْه قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ أُبَايِعُهُ فَقُلْتُ لَهُ: عَلَى أَنِّي إِنْ §تَرَكْتُ دِينِي وَدَخَلْتُ فِي دِينِكَ لَا يعذبني الله تعالى فِي الْآخِرَةِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

2887 - وَقَالَ أَبُو بكر: حدثنا عفان، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُثْمَانَ البتي، عن نعيم بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه قال: كنت مسند النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / إِلَى صَدْرِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا الله [ختم له] بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ.

2888 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ /، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ بِشْرِ بْنِ صُحَارٍ، حَدَّثَنَا أَشْيَاخُنَا أَنَّ عَيَّاذًا، حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ / بَعَثَهُ في سرية، فجابوا من أجوبة الْأَعْرَابِ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادَّعَى بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ: من يعلم ذاك؟ قَالُوا: عَيَّاذٌ سَمِعَهُ مِنَّا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عياذ §هل سمعته أو شهدته؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُ أَذَانًا ولا إِلَهَ إلا الله فأعتقهم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

2889 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سعيد عن سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عامر قال: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخرج فناد في الناس §مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: فَخَرَجْتُ فَلَقِيَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أبا بكر؟ قلت: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ قَالَ: فَقَالَ: ارْجِعْ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَيْهَا فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا رَدَّكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ.

2890 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ هلال أبي عمرو، حدثنا أبو بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §مَنْ جَاءَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ حُرِّمَ عَلَى النَّارِ ,

2891 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا نصر بن علي، حدثنا نوح عن قيس، حدثنا الأشعث الْحُدَّانِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ: أَقْبَلَ شيخ كبير يدعم عَلَى عَصًا حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ §لِي غَدْرَاتٌ وفجرات فهل تغفر لي؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَسْتَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قَالَ: بَلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فقد غفرت لَكَ غَدْرَاتُكَ وَفَجَرَاتُكَ.

باب

9 - باب

2892 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §ثَمَنُ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إلا الله. هذا مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ

2893 - أخبرنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الذماري: أخبرني أحمد بن سَعِيدِ بن رمانة أخبرني أبي قَالَ: قِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَلَيْسَ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ §لَيْسَ مِنْ مِفْتَاحٍ إِلَّا وَلَهُ أَسْنَانٌ فَمَنْ أَتَى الْبَابَ بَأَسْنَانِهِ فُتِحَ لَهُ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ الْبَابَ بِأَسْنَانِهِ لَمْ يُفْتَحْ لَهُ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ مَوْقُوفٌ وَقَدْ عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ لِوَهْبٍ

2894 - وقال إسحاق أيضاً: أخبرنا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ وَهْبِ ابن مُنَبِّهٍ قَالَ: §الْإِيمَانُ قَائِدٌ (وَالْعَمَلُ) سَائِقٌ، وَالنَّفْسُ حَرُونٌ بَيْنَهُمَا، فَإِذَا قَادَ الْقَائِدُ، وَلَمْ يَسُقِ السَّائِقُ / لَمْ يُغْنِ ذَلِكَ شَيْئًا، وَإِذَا ساق السائق وتبعتها النَّفْسُ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا.

2895 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا إسماعيل، أخبرنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن ابن الديلم قال: عَنْ أَحَدِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ كَانُوا يَخْدُمُونَ مُعَاذًا رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ لَمَّا حضر، قلت له: أَلَا أُرَاكَ قَدْ حَضَرْتَ؟ قال: نعم، وساء حين الْكَذِبَ هَذَا، مَنْ مَاتَ وَهُوَ مُوقِنٌ بثلاثة، §يَعْلَمُ أن الله تعالى حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ قَائِمَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، قَالَ: فقال قولاً رغب لهم فيه، إن لم يكن إِلَّا غُفِرَ لَهُ فَلَا أَدْرِي.

2896 - وقال عَبْدُ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: §مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلَى مَغْفِرَةِ الذُّنُوبِ غَفَرْتُ لَهُ وَلَا أُبَالِي مَا لَمْ يُشْرِكْ بِي شَيْئًا.

2897 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: حدثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ لَهُ مَا سِوَى ذلك لمن شاء، §مَنْ مَاتَ وَلَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَمْ يَكُنْ سَاحِرًا يَتَّبِعُ السَّحَرَةَ، وَلَمْ يَحْقِدْ عَلَى أَخِيهِ.

باب إثبات الإيمان لمن شهد الشهادتين وعمل صالحا

10 - بَابُ إِثْبَاتِ الْإِيمَانِ لِمَنْ شَهِدَ الشَّهَادَتَيْنِ وَعَمِلَ صَالِحًا

2898 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو الْجَزَرِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ عَمِيرَةَ السَّكْسَكِيُّ، وَكَانَ تِلْمِيذًا لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: فَقُبِضَ مُعَاذٌ رَضِيَ الله عَنْه، وَلَحِقَ يَزِيدُ بِالْكُوفَةِ، فَأَتَى مَجْلِسَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسعود رَضِيَ الله عَنْه، وليس ثمة فَجَعَلُوا يَتَذَاكَرُونَ الْإِيمَانَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ شَهِدْتُ أَنِّي مُؤْمِنٌ لَشَهِدْتُ أَنِّي فِي الْجَنَّةِ، قال يزيد: فأشهد أَنِّي مُؤْمِنٌ، وَلَا أَشْهَدُ أَنِّي فِي الْجَنَّةِ، إِذْ جَاءَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: لِيَزِيدَ أكذاك؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ: ومن أين ذاك؟ قَالَ يَزِيدُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إن الله تعالى يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ ءامنوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ والذي أشركوا} [سورة الحج، الآية 17] فَمِنْ أَيِّ هَؤُلَاءِ أَنْتَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا، قَالَ: نَعَمْ حَقًّا ثُمَّ قَالَ لِيَزِيدَ: آللَّهُ أَكُنْتَ تِلْمِيذًا لِمُعَاذِ بن جبل رَضِيَ الله عَنْه؟ قال: نَعَمْ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّ §مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا، ولم يك من المشركين. -[343]- قال أصحابه: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله} [سورة النحل، الآية 120] ، قال ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه: " إن معاذاً رَضِيَ الله عَنْه، كان أمة قانتاً لله حنيفاً ".

2899 - وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قال: أَنَّ رجلاً أتى / النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ عَلَى أُمِّي رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، وَعِنْدِي رَقَبَةٌ سَوْدَاءُ أَعْجَمِيَّةٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ائت بها، فجاء بها، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَتَشْهَدِينَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْهَدِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْتِقْهَا.

2900 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الحرث سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حدثنا (مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ) الْفَزَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قيس، عن سليمان بْنِ مُوسَى، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قال حدثني أبو رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: / §لَأَشْرَبَنَّ أَنَا وَأَنْتَ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ لَوْنُهُ، قُلْتُ: كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا مَرَرْتَ بِأَرْضٍ مُجْدِبَةٍ ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُجْدِبَةً، ثُمَّ مَرَرْتَ بِهَا مُخْصِبَةً؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَلِكَ النُّشُورُ. قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ لِي بِأَنْ أَعْلَمَ أَنِّي مُؤْمِنٌ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ مِنْ أُمَّتِي عَمِلَ حَسَنَةً وَعَلِمَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ، وأن الله عز وجل جَازِيهِ بِهَا خيراً أو عمل سَيِّئَةً وأن الله تعالى جَازِيهِ بِهَا سُوءًا أَوْ يَغْفِرُهَا إِلَّا وَهُوَ مُؤْمِنٌ.

باب بقاء الإيمان إذا أكره صاحبه على الكفر

11 - بَابُ بَقَاءِ الْإِيمَانِ إِذَا أُكْرِهَ صَاحِبُهُ عَلَى الْكُفْرِ

2901 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا مَعْمَرٌ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ: أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَعَذَّبُوهُ، فَقَارَبُوهُ فِي بَعْضِ مَا أرادوا به فشكى ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟ قَالَ: مُطْمَئِنًّا بِالْإِيمَانِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنْ عَادُوا فعد. (113) وسيأتي إن شاء الله تعالى مِنْ وجه آخر (بساق آخَرَ) فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّحْلِ.

باب خصال الإيمان

12 - بَابُ خِصَالِ الْإِيمَانِ

2902 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حدثنا محمد بن / سليمان المسمولي عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَوِّلٍ الْبَهْزِيِّ عَنْ أَبِيهِ قال: قلت لرسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصِنِي، قَالَ: §أَقِمِ الصَّلَاةَ، وَآتِ الزَّكَاةَ، وَصُمْ رَمَضَانَ وَحُجَّ، وَاعْتَمِرْ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ... الْحَدِيثَ.

2903 -[1] وقال عبد بن حميد: حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي، حدثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول عن أم أيمن رَضِيَ الله عَنْها قالت: إنها سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوصي بعض أهله، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تشرك شيئا، وإن قطعت أو حرقت بالنار، وإياك والمعصية فإنها تسخط الله عز وجل ... الحديث. [2] وقال أبو يعلى: حدثنا أبو بكر بن زنجويه، حدثنا أبو مسهر، حدثنا سعيد بن عبد العزيز به. [3] وقال عَبْدُ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْيدٍ، حدثنا " غَيْرُ سَعِيدٍ " عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ الْمُوصَى بِهَذِهِ الْوَصِيَّةِ ثَوْبَانُ رَضِيَ الله عَنْه.

2904 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارٌ، حدثنا أَبُو الْمِقْدَامِ / هِشَامُ بن زياد [حدثني أبي] عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سلام، عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ.

2905 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ، عن عامر رَضِيَ الله عَنْه قال: " §الصَّبْرُ نِصْفُ الإيمان، والشكر ثلثا الْإِيمَانِ، اليقين الْإِيمَانُ كُلُّهُ ".

2906 - وقال الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبٍ عن عمه أو عن أمه مَرْفُوعًا: يَا هَؤُلَاءِ إِنَّ §الْبَذَاذَةَ مِنَ الْإِيمَانِ.

2907 - وقال عبد: حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا بشر بن نمير عن القاسم، عن أبي أمامة رَضِيَ الله عَنْه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: §عُرَى الْإِيمَانِ أربع: وَالْإِسْلَامِ تَوَابِعٌ، عُرَى الْإِيمَانِ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَبِمُحَمَّدٍ، وَمَا جَاءَ بِهِ، وَتُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَتَعْلَمَ أَنَّكَ مَبْعُوثٌ بَعْدَ الْمَوْتِ، وإقامة الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةَ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَحَجُّ الْبَيْتِ وَالْجِهَادُ فِي سبيل الله تعالى. بِشْرٌ ضَعِيفٌ جدا

2908 - وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو يُوسُفَ الْجِيزِيُّ حدثنا مُؤَمَّلٌ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حدثنا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ حَمَّادٌ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ رفعه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §عُرَى الْإِسْلَامِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلَاثَةٌ، عليهن أُسِّسَ الْإِسْلَامُ، مَنْ تَرَكَ منهن وَاحِدَةً فَهُوَ كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وإقامة الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، ثُمَّ قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: تجده كَثِيرَ الْمَالِ وَلَا يُزَكِّي، وَلَا يَزَالُ بِذَلِكَ كَافِرًا، وَلَا يَحِلُّ دَمُهُ، وتجده كَثِيرَ الْمَالِ لَمْ يَحُجَّ، فَلَا يَزَالُ بِذَلِكَ كَافِرًا وَلَا يَحِلُّ دَمُهُ.

2909 - وقال عبد والحارث جميعاً: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن زياد عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ راشد مولى عثمان بن عفان رَضِيَ الله عَنْه قال: سَمِعْتُ أَبَا سعيد الخدري رَضِيَ الله عَنْه يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ بَيْنَ يدي الرحمن تبارك وتعالى لَلَوْحًا فيه ثلاثمائة وخمسة عشر شَرِيعَةً، يَقُولُ الرَّحْمَنُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، §لَا يَأْتِينِي عَبْدٌ مِنْ عِبَادِي لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا، فِيهِ وَاحِدَةٌ مِنْكُنَّ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حدثنا أَبُو عَبْدِ الرحمن المقرئ به.

2910 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حدثنا أبو جعفر أنبأنا الرَّبِيعِ بْنِ أنس قال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الْإِخْلَاصِ لِلَّهِ وَعِبَادَتِهِ لَا شَرِيكَ لَهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، فارقها والله عز وجل عنه راضٍ وقال أنس وَذَلِكَ دين الله عز وجل الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ وبلغوا عَنْ رَبِّهِمْ / قَبْلَ هَرْجِ الْأَحَادِيثِ / وَاخْتِلَافِ الأهواء يقول الله عَزَّ وَجَلَّ: {فإن تابوا} (قال: خلعوا الأنداد وعبادتها) {وأقاموا الصلاة وءاتوا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} التوبة: 5.

باب الدين يسر

13 - بَابُ الدِّينِ يُسْرٍ

2911 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حدثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ الأدرع قَالَ: كُنْتُ أَحْرُسُ لَيْلَةً رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُمْتُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا، فَأَتَيْنَا عَلَى رجل يصلي في المسجد رَافِعًا صَوْتَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §عَسَى أَنْ يَكُونَ مُرَائِيًا، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ يُصَلِّي وَيَدْعُو، فَرَفَضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدِي وَقَالَ: إِنَّكُمْ لَنْ تُدْرِكُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ أَوْ قَالَ بالشدة / قال: ثُمَّ خَرَجْنَا لَيْلَةً أُخْرَى فَمَرَرْنَا بِرَجُلٍ يُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَسَى أَنْ يَكُونَ مرائياً فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا، وَلَكِنَّهُ أَوَّاهٌ قَالَ: فَإِذَا الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ رَضِيَ الله عَنْه والآخر أعرابي. هذا إسناد حسن -[373]- [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيَّبِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم رَضِيَ الله عَنْه، بنحوه.

2912 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حدثنا يُونُسُ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ قَالَ: كان مِنَّا ثَلَاثَةُ نفر صحبوا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُرَيْدَةُ وَمِحْجَنٌ وَسُكْبَةُ. فَقَالَ مِحْجَنٌ لِبُرَيْدَةَ: أَلَا تُصَلِّي كَمَا يُصَلِّي سُكْبَةُ فَقَالَ: لَا، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُحُدٍ نتماشى، يده فِي يَدِي فَرَأَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُصَلِّي، فقال: أتراه جداً؟ أَتُرَاهُ صَادِقًا؟ فَذَهَبْتُ أُثْنِي عَلَيْهِ فَلَمَّا دَنَوْنَا نَزَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ مِنْ يَدِي. وَقَالَ: وَيْحَكَ، اسْكُتْ لَا تُسْمِعْهُ فَتُهْلِكَهُ، إِنَّ §خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ.

2913 -[1] وقال مسدد أيضاً: حدثنا خالد، حدثنا حسين بن قيس (ح) . [2] وقال أبو يعلى: حدثنا وهب هو ابن بقية، حدثنا خالد، عن حسين عن عكرمة، عن ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما. قال: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطب الناس فقال: إن الله عز وجل قد أعطى كل ذي حق حقه، إن الله فرض فرائض، وسن سنناً وحد حدوداً، وأحل حلالاً وحرم حراماً، وشرع الإسلام فجعله سهلاً فسيحاً واسعاً ولم يجعله ضيقاً، أيها الناس إنه لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، ومن نكث ذمة الله تعالى طلبه، ومن نكث ذمتي خاصمته، ومن خاصمته فلجت عليه بالحجة، ومن نكث ذمتي لم تنله شفاعتي، ولم يرد على الحوض، ألا والله عز وجل لم يرخص في القتل إلا في ثلاث: مرتد بعد إيمان، وزان بعد إحصان، أو قاتل نفس، فيقتل بها / اللهم هل بلغت.

باب الحدود كفارات

14 - بَابُ الْحُدُودُ كَفَّارَاتٌ

2914 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عبد الواحد ح. [2] قال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أبو نصر، حدثنا حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ كِلَاهُمَا عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده رَضِيَ الله عَنْهما قال: قال لنا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَمَنْ أصاب هذا مِنْكُمْ فَعُجِّلَ لَهُ عُقُوبَتُهُ فَهُوَ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ سُتِرَ عَلَيْهِ فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ، وَمَنْ لم يصب منه شَيْئًا ضَمِنْتُ لَهُ الْجَنَّةَ. لَفْظُ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَفِي رِوَايَةِ حَمَّادٍ " هل تدرون على ما بايعتموني قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أعلم، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: على أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، / وَالْبَاقِي نَحْوَهُ. وَقَالَ: فَهُوَ كَفَّارَةُ ذَنْبِهِ، وَقَالَ: فَحِسَابُهُ على الله عز وجل.

باب مثل المؤمن

15 - بَابُ مَثَلِ الْمُؤْمِنِ

2915 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ابن أَبِي سَمِينَةَ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ المحاربي عن لَيْثٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قال: §مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النَّخْلَةِ، إِنْ شَاوَرْتَهُ نَفَعَكَ، وَإِنْ مَاشَيْتَهُ نَفَعَكَ، وَإِنْ شَارَكْتَهُ نفعك. [2] حدثنا سويد هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، حدثنا فُضَيْلُ ابن عِيَاضٍ عَنْ لَيْثٍ نَحْوَهُ. (*)

_ (*) في هامش المطبوع: زاد في (ك) : [3] (َثنا زُهَيْرٌ، عَنْ جَرِيرٍ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ) (سعد)

2916 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " §مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ ".

باب علامات الإيمان

16 - بَابُ عَلَامَاتِ الْإِيمَانِ

2917 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ أَبِي رَافِعٍ يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: حِينَ سَأَلَهُ §مَا الْإِيمَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْإِيمَانُ أَنْ تؤمن بالله تعالى وَرَسُولِهِ، ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّانِيَةَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَأَلَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: أَتُحِبُّ أَنْ أُخْبِرُكَ مَا صَرِيحُ الْإِيمَانِ، قَالَ: ذَلِكَ أَرَدْتُ، قَالَ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَرِيحَ الْإِيمَانِ إِذَا أَسَأْتَ أَوْ ظَلَمْتَ أَحَدًا عَبْدَكَ أَوْ أَمَتَكَ أَوْ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَصَدَّقْتَ، وَصُمْتَ، وَإِذَا أَحْسَنْتَ اسْتَبْشَرْتَ.

2918 -[1] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بن البريد قال سمعت الأعمش يحدث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [§كُلُّ خَلَّةٍ] يُطْبَعُ عَلَيْهَا أَوْ يُطْوَى عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ / شَكَّ عَلِيُّ بن هاشم. [2] قال البزار: حدثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ الصَّائِغِ، حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ بِهَذَا، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أَسْنَدَهُ مَرْفُوعًا إِلَّا عَلِيَّ بْنَ هَاشِمٍ.

2919 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَامِعٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا يَبْلُغُ عَبْدٌ صَرِيحَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَدَعَ الْمِزَاحِ وَالْكَذِبَ، وَيَدَعَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا ".

2920 -[1] وقال أَبُو دَاوُدَ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إسحاق قال: سَمِعْتُ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ يُحَدِّثُ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §الْإِسْلَامُ ثَمَانِيَةُ أَسْهُمٍ، والإسلام سَهْمٌ، وَالصَّلَاةُ سَهْمٌ، وَالزَّكَاةُ سَهْمٌ، وَالْحَجُّ سَهْمٌ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ سَهْمٌ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ سَهْمٌ، وَالنَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ سَهْمٌ، وَالْجِهَادُ فِي سبيل الله تعالى سَهْمٌ، وَقَدْ خَابَ مَنْ لَا سهم له. [2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا شُعْبَةُ بهذا موقوفاً وقال البزار: وحدثنا مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حذيفة رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْفُوعًا. وقَالَ الْبَزَّارُ: لَمْ يُسْنِدْهُ إِلَّا يَزِيدُ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: الصَّحِيحُ أَنَّهُ مَوْقُوفٌ /. 2921 -[393]- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا حَبِيبُ بْنُ حَبِيبٍ أَخُو حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن الحارث، عن علي رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: الإسلام ثمانية أسهم فذكره. قلت: أخطأ فيه حبيب، والصواب عن أبي إسحاق، عن صلة، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَوْلَهُ كَمَا مَضَى /.

باب فضل من يؤمن بالغيب

17 - بَابُ فَضْلِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْغَيْبِ

2922 -[1] قال إسحاق: أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَبْدُ الملك بن عمرو، حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ / عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنْتُ جالساً مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَدْرُونَ §أَيُّ أَهْلِ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ إِيمَانًا؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَلَائِكَةُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمْ كَذَلِكَ، وَحُقَّ ذَلِكَ لَهُمْ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أنزلهم الله تعالى الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بَلْ غَيْرَهُمْ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْأَنْبِيَاءُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمْ كَذَلِكَ، وَحُقَّ لَهُمْ ذَلِكَ بَلْ غَيْرَهُمْ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَنْ هُمْ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قوم يأتون من بعدي هم فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ فَيُؤْمِنُونَ بِي، وَلَمْ يَرَوْنِي وَيَجِدُونَ الْوَرَقَ الْمُعَلَّقَ فَيَعْمَلُونَ بِمَا فِيهِ، فَهَؤُلَاءِ أَفْضَلُ أَهْلِ الْإِيمَانِ إِيمَانًا. مُحَمَّدٌ ضعيف الحديث سيىء الْحِفْظِ.

[2] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا، فَقَالَ: §أَنْبِئُونِي بِأَفْضَلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ إِيمَانًا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ -[395]- الْمَلَائِكَةُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمْ كَذَلِكَ وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ، وَمَا يَمْنَعُهُمْ، وقد أنزلهم الله تعالى الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا بَلْ غَيْرَهُمْ، قَالُوا: الْأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ أكرمهم الله تعالى بِرِسَالَتِهِ وَالنُّبُوَّةِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمْ كَذَلِكَ ويحق لهم ذلك، وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أنزلهم الله تعالى الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الشُّهَدَاءُ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمْ كَذَلِكَ ويحق لهم ذلك وَمَا يمنعهم وقد أكرمهم الله تعالى بِالشَّهَادَةِ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ بَلْ غَيْرَهُمْ. قَالُوا: فَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَقْوَامٌ فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ. فَذَكَرَ الحديث. [3] حدثنا أبو مُوسَى مُحَمَّدٍ، حدثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ بِهِ.

2923 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرُوا أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا سَبَقَ لَهُمْ مِنَ الْفَضْلِ، قَالَ: إِنَّ أَمْرَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَيِّنًا لِمَنْ رَآهُ، وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، §مَا مِنْ أَحَدٍ أَفْضَلُ مِنْ إِيمَانٍ بِغَيْبٍ ثُمَّ قَرَأَ {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} إِلَى {الْمُفْلِحُونَ}

باب كثرة أهل الإسلام

18 - بَابُ كَثْرَةِ أَهْلِ الْإِسْلَامِ

2924 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بن جابر الضبي عَنْ مُجَمِّعِ ابن عَتَّابِ ابن شُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا وَأَخُوهُ فَأَذْهَبُ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ أَنْ يُسْلِمُوا فَآتِيكَ بِهِمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِنْ هُمْ أَسْلَمُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُمْ، وإن أبو، فَالْإِسْلَامُ وَاسِعٌ عَرِيضٌ.

باب تفسير الكبائر

19 - بَابُ تَفْسِيرِ الْكَبَائِرِ

2925 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدثنا جَعْفَرٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لا يزني الزاني حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا ينتهب نهبة ذات شَرَفٍ، يَرْفَعُ إِلَيْهِ النَّاسُ رؤوسهم وَهُوَ مُؤْمِنٌ.

2926 - حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه، عن وهب قال: سألت جابراً رَضِيَ الله عَنْه، أسمعت النبي يقول: لا يزني الزاني " حين يزني " وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن؟ قال: لم اسمعه، وأخبرت أن ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما كان يقوله.

2927 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا عُمَرُ بن سعيد، ثنا سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين / رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِذَا رَأَيْتُمُ الزَّانِيَ، وَشَارِبَ الْخَمْرِ، مَا تقولون فيهم؟ قالوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: هُنَّ فَوَاحِشٌ، وَفِيهِنَّ عُقُوبَةٌ، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ثم قال عز وجل: {اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} قال: وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متكئاً فاحتفز وقال: أَلَّا وَقَوْلُ الزُّورِ، أَلَّا وَقَوْلُ الزُّورِ.

2928 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ الله عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §كُفْرٌ بِاللَّهِ مَنْ نُسِبَ إِلَى نَسَبٍ لَا يُعْرَفُ، وَكُفْرٌ بِاللَّهِ تَبَرُّؤٌ مِنْ نَسَبٍ وَإِنْ دَقَّ.

2929 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خَمْسٌ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَقَاطِعُ رَحِمٍ، وَمُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ، / وَمَنَّانٌ، وَكَاهِنٌ.

2930 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا مُعَاوِيَةُ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ غَشَّ امْرَءًا فِي أَهْلِهِ أَوْ خَادِمِهِ فَلَيْسَ مِنَّا.

2931 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ وَهِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، عَنِ الْكَبَائِرِ، قَالَ: §مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ كَبِيرَةٌ وَقَدْ ذَكَرَ النَّظْرَةَ.

2932 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلْمَانَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا مِنْ عَبْدٍ يَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَيَصُومُ رَمَضَانَ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، قِيلَ وَمَا الْكَبَائِرُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَقَتْلُ النَّفْسِ. صَحِيحٌ

باب

20 - بَابٌ

2933 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ مَشَى إِلَى سُلْطَانِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْأَرْضِ لِيُذِلَّهُ أَذَلَّ اللَّهُ تَعَالَى رَقَبَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ مَا ذَخَرَ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ، وَسُلْطَانُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

باب البيان بأن أصل الأشياء على الإباحة

21 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ أصل الأشياء على الْإِبَاحَةُ

2934 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ /، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا، وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ، فَلَا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ نِسْيَانٍ رَحْمَةً لَكُمْ فَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا. رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ.

2935 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ ابن خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ، فَكُلْ مِنْ طَعَامِهِ وَلَا تَسْأَلْ، وَاشْرَبْ مِنْ شَرَابِهِ وَلَا تَسْأَلْ ".

باب أصول الدين

22 - بَابُ أُصُولِ الدِّينِ

2936 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُلْوَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §ثَلَاثٌ مِنْ أَصْلِ الدِّينِ: تُجَمِّعُ وَرَاءَ كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ وَيُصَلَّى عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ، وَيُجَاهَدُ فِي خِلَافَةِ مَنْ كَانَ، لَكَ أَجْرُكَ.

2937 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْمُبَارَكِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا آمَنَ بِالْقُرْآنِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ ". [2] رَوَاهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ. خَالَفَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ فَقَالَ عَطَاءٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ صُهَيْبٍ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ.

2938 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأشج، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنَّ رَجُلًا، قَالَ لِأَخِيهِ: لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ فَقِيلَ لَهُ: بَلْ لَكَ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ ". صَحِيحٌ

2939 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ /، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: §وَطِئَ رَجُلٌ عَلَى عُنُقِِ رَجُلٍ، وَهُوَ سَاجِدٌ، فَقَالَ: أَوَطِئْتَ عَلَى عُنُقِي، وَأَنَا سَاجِدٌ؟ وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، فَقَالَ: تَأَلَّى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فَغَفَرَ لَهُ.

باب الملة ملة محمد صلى الله عليه وسلم

23 - بَابُ الْمِلَّةِ مِلَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

2940 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ مُعَاوِيَةَ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا: §أَعْلَى مِلَّةِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنْتَ؟ قَالَ: لَا، وَلَا مِلَّةِ ابْنِ عَفَّانَ قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَعَلَى أَيِّ مِلَّةٍ أَنْتَ؟ قَالَ: عَلَى مِلَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

باب البيان بأن العمل من الإيمان

24 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ الْعَمَلَ مِنَ الْإِيمَانِ

2941 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ وَالْمُلَائِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ فَسَأَلَهُ عَنِ الْإِيمَانِ، فَقَرَأَ {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البر من ءامن بِاللَّهِ} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} فَقَالَ الرَّجُلُ: لَيْسَ عَنِ الْبِرِّ سَأَلْتُكَ قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الَّذِي سَأَلْتَنِي عَنْهُ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأْتُ عَلَيْكَ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ لِي: فَلَمَّا أَبَى أَنْ يَرْضَى، قَالَ لَهُ: ادْنُ فَدَنَا قَالَ: إِنَّ §الْمُؤْمِنَ إِذَا عَمِلَ الْحَسَنَةَ سَرَّتْهُ، وَرَجَا ثَوَابَهَا، وَإِذَا عَمِلَ سَيِّئَةً سَاءَتْهُ، وَخَافَ عِقَابَهَا. هَذَا مُنْقَطِعٌ وَلَهُ طَرِيقٌ أَصَحُّ مِنْهُ فِي التَّفْسِيرِ.

باب الاعتبار بالخاتمة

25 - بَابُ الِاعْتِبَارِ بِالْخَاتِمَةِ

2942 - قَالَ الْحَارِثُ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ وَيُونُسَ وَحُمَيْدٍ فِي آخَرَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَعْجَلُوا بِأَحَدٍ مِنْكُمْ حَتَّى تَنْظُرُوا مَاذَا يُخْتَمُ بِهِ عَمَلُهُ؟

وَكَانَ الْحَسَنُ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ: §اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَحْسَنَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمَهَا وَاجْعَلْ ثَوَابَهَا الْجَنَّةَ،

قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَالِنَا مَا يَلِي آجَالَنَا، وَاجْعَلْ خَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ لِقَاكَ.

باب القدر

26 - بَابُ الْقَدَرِ (114) تَقَدَّمَتْ أَحَادِيثُهُ فِي التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ.

2943 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ يُحَدِّثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُنَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ نَسَمَةً، قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ مُعْرِضًا: أي رب، أذكر أَمْ أُنْثَى؟ قَالَ: فَيَقْضِي اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهُ ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَشَقِيُّ أَمْ سَعِيدٌ؟ فَيَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَهُ، ثُمَّ يَكْتُبُ بَيْنَ عينيه / ما هولاق حَتَّى النَّكْبَةَ يُنْكَبُهَا -[433]-. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا خُلِقَتِ النُّطْفَةُ فِي الرَّحِمِ قَالَ مَلَكُ الْأَرْحَامِ: أَيْ رَبِّ مَا أَكْتُبُ؟ فَيَقْضِيَ اللَّهُ تَعَالَى أَمْرَهُ فَيَقُولُ: أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَهُ. الْحَدِيثَ. قَالَ الْبَزَّارُ: تَفَرَّدَ بِهِ صَالِحٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ يَعْنِي عَنْ سَالِمٍ.

2944 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ تَكَلَّمِ فِي الْقَدَرِ بِشَيْءٍ سُئِلَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

2945 - حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §كَانَ بَدْءُ هَلَاكِ الْأُمَمِ مِنْ قِبَلِ، الْقَدَرِ وإنكم تُبْتَلُونَ أَوْ سَتُبْتَلَوْنَ أَيُّهَا الْأُمَّةُ بِهِمْ فَإِنْ لَقِيتُمُوهُمْ أَوْ أَدْرَكْتُمُوهُمْ فَسَلُوهُمْ أَوْ تَكُونُوا أَنْتُمُ السَّائِلِينَ وَلَا تُمَكِّنُوهُمْ مِنَ الْمَسْأَلَةِ /.

2946 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مُصْعَبٍ الْكُوفِيُّ عَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ أَوْ خَاصَمَ فِيهِ فَقَدْ جَحَدَ بِمَا جِئْتُ بِهِ، وَكَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ / عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

2947 - حَدَّثَنَا عَمَّارٌ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ وَعَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ كُلُّهُمْ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَابِ الْبَيْتِ، وَهُوَ يُرِيدُ الْحُجْرَةَ فَسَمِعَ قَوْمًا يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ فِي الْقَدَرِ، وَهُمْ يَقُولُونَ: أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: فَفَتَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَابَ الْحُجْرَةِ وَكَأَنَّمَا فُقِئَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ، فَقَالَ: §أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَمْ بِهَذَا بُعِثْتُمْ؟ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِأَشْبَاهِ هَذَا، ضَرَبُوا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، أمركم الله بأمره، فَاتَّبِعُوهُ، وَنَهَاكُمْ فَانْتَهُوا قَالَ: فَلَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ يَعْنِي - فِيهِ - حَتَّى جَاءَ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ فَأَخَذَهُ الْحَجَّاجُ فَقَتَلَهُ.

2948 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ النَّصِيبِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَتَذَاكَرُونَ الْقَدَرَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَبِهَذَا أُمِرْتُمْ قَدْ أَخَذْتُمْ فِي وَادِيَيْنِ لَنْ تَبْلُغُوا آخِرَهُمَا وَبِهِمَا هَلَكَتِ الْقُرُونُ قَبْلَكُمْ إِيَّاكُمْ وَإِيَّاكُمْ.

2949 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَبَضَ قَبْضَةً، فَقَالَ: §لِلْجَنَّةِ بِرَحْمَتِي، وَقَبَضَ قَبْضَةً، فَقَالَ: لِلنَّارِ وَلَا أُبَالِي. [2] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ الْعَبْدِيُّ بِهِ.

2950 - حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي (بَعْدِي خَمْسًا) تَكْذِيبًا بِالْقَدَرِ وَتَصْدِيقًا بِالنُّجُومِ.

2951 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ رَبِيعَةَ رَفَعَهُ " §هَلَاكُ أُمَّتِي فِي ثَلَاثٍ: الْقَدَرِيَّةِ، وَالْعَصَبِيَّةِ، وَالرِّوَايَةِ مِنْ غَيْرِ ثَبْتٍ ".

2952 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ §أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْقَلَمُ، وَأَمَرَ أَنْ يَكْتُبَ كُلَّ شَيْءٍ.

2953 - حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: / §لَا يَزَالُ هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ آمِنِينَ حَتَّى تَرُدُّوهُمْ عَنْ دِينِهِمْ كُفَّارًا حِمًا فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ قَالَ: فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ: أَفِي الْجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّارِ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْكُتُوا عَنِّي مَا سُكِتَ عَنْكُمْ، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَلَئِكُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى تَعْرِفُوهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَلَوْ أُمِرْتُ أَنْ أَفْعَلَ لَفَعَلْتُ. لَيْثٌ ضَعِيفٌ

2954 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، ثنا بَحْرٌ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ: قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَا كَانَ أَصْلُ زَنْدَقَةٍ [قَطُّ] إِلَّا كَانَ بَدْءَهَا تَكْذِيبٌ بِالْقَدَرِ.

2955 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا فَقَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §الطَّيْرُ تَجْرِي بِقَدَرٍ وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ.

2956 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حدثنا أبو قحدم عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا -[460]-. 2957 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ وَزَادَ: وَإِذَا ذُكِرَ الْأَنْوَاءُ فَأَمْسِكُوا.

2958 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ أَيْضًا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ أُخْتِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابن أَبِي رَوَّادٍ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ: إِنِّي لَقَاعِدٌ / عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ رجلااً يَقُولُونَ قَدَّرَ اللَّهُ تَعَالَى كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلَا الشَّرَّ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا غَضِبَ غَضَبًا قَطُّ مِثْلَ غَضَبِهِ يَوْمَئِذٍ حَتَّى هَمَّ بِالْقِيَامِ، ثُمَّ قَالَ: فَعَلُوهَا؟ وَيْحَهُمْ لَوْ تعلمون، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ / فِيهِمْ حَدِيثًا كَفَاهُمْ بِهِ شَرًّا قَالَ: قُلْتُ: وَمَا ذَاكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيَّ، وَقَدْ سَكَنَ غَضَبُهُ عَنْهُ فَقَالَ: حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §يَكُونُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَبِالْقَدَرِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ كَمَا كَفَرَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُونَ: كَيْفَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُونَ: الْخَيْرُ مِنَ اللَّهِ وَالشَّرُّ مِنْ إِبْلِيسَ قَالَ: وَهُمْ يقرأون عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَكْفُرُونَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ. فَمَاذَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالْجِدَالِ أُولَئِكَ زَنَادِقَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَفِي زَمَانِهِمْ يَكُونُ ظُلْمُ -[462]- السُّلْطَانِ، فَيَا لَهُ مِنْ ظُلْمٍ وَحَيْفٍ وَأَثَرَةٍ. فَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ طَاعُونًا. فَيَفْنَى عَامَّتُهُمْ ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ وَالْخَسْفُ، وَقَلِيلٌ مَنْ يَنْجُو مِنْهمُْ. الْكُلُّ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ فَرَحُهُ، شَدِيدٌ غُمُّهُ ثُمَّ يَكُونُ الْمَسْخُ / يَمْسَخْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَامَّةَ أُولَئِكَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، ثُمَّ بَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَكَيْنَا لِبُكَائِهِ، فَقِيلَ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَحْمَةً لَهُمُ الْأَشْقِيَاءُ لِأَنَّ فِيهِمُ الْمُجْتَهِدُ، وَفِيهِمُ الْمُتَعَبِّدُ مَعَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلِ مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ، وَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِهِ هَلَكَ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا الْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ، وَتَعْلَمَ أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ مَعَهُ أَحَدٌ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَتُؤْمِنَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَهُمَا قَبْلَ الْخَلْقِ ثُمَّ خَلَقَ خَلْقَهُ فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ، وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ.

2959 - قَالَ إِسْحَاقُ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ عَنِ ابْنِ طاووس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: الشَّرُّ لَيْسَ بِقَدَرٍ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ §بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ الْقَدَرِ {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا ءابآؤنا} حَتَّى بَلَغَ {فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} ،

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: §وَالْعَجْزُ وَالْكَيْسُ مِنَ الْقَدَرِ.

قَالَ طاووس: §وَالْمُتَكَلِّمَانِ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ يَقُولَانِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَاجْتَنِبُوا الْكَلَامَ فِي الْقَدَرِ.

قَالَ: §وَلَقِيَ إِبْلِيسُ عِيسَى بن مَرْيَمَ فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يُصِيبُكَ إِلَّا مَا قُدِّرَ عَلَيْكَ فَأَوْفِ بِذِرْوَةِ الْجَبَلِ فَتَرَدَّ مِنْهُ فَانْظُرْ أَتَعِيشُ أَمْ لَا؟ فَقَالَ عِيسَى: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُجَرِّبَنِي وَمَا شِئْتُ فَعَلْتُ. قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: لَقِيَ إِبْلِيسُ عِيسَى بن مَرْيَمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ وَقَالَ قَالَ عِيسَى لَهُ: إِنَّ الْعَبْدَ لَا يَبْتَلِي رَبَّهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَبْتَلِي عَبْدَهُ فَخَصَمَهُ.

2960 - وَقَالَ: أنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ مَكَّةَ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ فَقَالَ: أَرُونِيهِ آخُذُ بِرَأْسِهِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ وَقَعَتْ رَقَبَتُهُ فِي يَدِي لَأَدُقَّنَّهَا وَلَئِنْ وَقَعَ أَنْفُهُ فِي يَدِي لَأَعَضَّنَّهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §كَأَنِّي بنساء بني فهم يَطُفْنَ بِالْخَزْرَجِ تَصْطَكُّ أَلْيَاتُهُنَّ مُشْرِكَاتٍ " وَهَذَا أَوَّلُ شِرْكٍ فِي الْإِسْلَامِ وَاللَّهِ لَا ينتهي بهم سؤوهم حَتَّى يُخْرِجُوا اللَّهَ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الْخَيْرَ كَمَا أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الشَّرَّ.

قَالَ بَقِيَّةُ: §فَلَقِيتُ الْعَلَاءَ بْنَ عُيَيْنَةَ فَحَدَّثَنِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْرٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

2961 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا سَالِمٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِنَّ فِي بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْكُتُبِ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا قَدَّرْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.

2962 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ [مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ] ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: §أَتُبْتَدَأُ الْأَعْمَالُ أَمْ قَدْ قُضِيَ الْقَضَاءُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ ظَهْرِهِ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمْ مِنْ كَفَّيْهِ، قَالَ: هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ، وَهَؤُلَاءِ لِلنَّارِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْلُ النَّارِ مُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ. هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ

2963 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ. رَفَعَهُ " §مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِنْ صَامُوا وَصَلُّوا يَعْنِي الْقَدَرِيَّةَ ".

2964 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بِلَالٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §كَانَ يَدْعُو: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ. رِجَالُهُ ثِقَاتٌ / إِلَّا ابْنَ أَبِي لَيْلَى لَمْ يَسْمَعْ مِنْ بِلَالٍ رَضِيَ الله عَنْهُ.

2965 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي الْوَاصِلِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: §يَا وَلِيَّ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ سَكِّنِّي بِهِ حَتَّى أَلْقَاكَ بِهِ.

2966 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْخَلْقَ وَقَضَى الْقَضِيَّةَ وَأَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، فَأَخَذَ أَهْلَ الْيَمِينِ بِيَمِينِهِ، وَأَهْلَ الشِّمَالِ بِيَدِهِ الْأُخْرَى، وَكِلْتَا يَدَيِ الرَّحْمَنِ يَمِينٌ / ثُمَّ قَالَ: يَا أَصْحَابَ الْيَمِينِ، فَقَالُوا لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ، قَالُوا بَلَى، ثُمَّ قَالَ يَا أَصْحَابَ الشِّمَالِ فَقَالُوا: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ قَالَ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَخَلَطَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ رَبَّنَا لِمَ خَلَطْتَ بيننا قال: و {ولهم أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ} إِلَى قَوْلِهِ: {كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} ثُمَّ رَدَّهُمْ فِي صُلْبِ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى وَقَضَى الْقَضِيَّةَ، وَأَخَذَ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلُهَا، وَأَهْلُ النَّارِ أَهْلُهَا، قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا الْأَعْمَالُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَعْمَلَ كُلُّ قَوْمٍ بِمَنْزِلَتِهِمْ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: إِنَّا نَجْتَهِدُ، وَقَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأَعْمَالِ، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ الْأَعْمَالَ أَهُوَ شَيْءٌ يُؤْتَنَفُ أَمْ فُرِغَ مِنْهُ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلْ فُرِغَ مِنْهُ -[479]- ". [2] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحَنَفِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ: " وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، فَأَهْلُ الْجَنَّةِ أَهْلُهَا وَأَهْلُ النَّارِ أَهْلُهَا ".

2967 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ رِوَايَةً: " إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ السموات وَالْأَرْضِ وَخَلَقَ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَخَلَقَ آدَمَ ثُمَّ نَثَرَ ذُرِّيَّتَهُ فِي كَفَّيْهِ ثُمَّ أَفَاضَ بِهِمَا فَقَالَ: هَؤُلَاءِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي، وَهَؤُلَاءِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي وَكَتَبَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ، وَكَتَبَ أَهْلَ النَّارِ وَمَا هُمْ عَامِلُونَ ثُمَّ طُوِيَ الْكِتَابُ وَرُفِعَ ". مُرْسَلٌ

2968 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ رَفَعَهُ " §كَفَى بِالْمَرْءِ سَعَادَةً أَنْ يُوَفَّقَ فِي دِينِهِ ".

2969 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ /: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ فَيَكْمُلُ إِيمَانُهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ وَمُرِّهِ وَحُلْوِهِ وَضُرِّهِ وَنَفْعِهِ. هذا مُرْسَلٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْد ضَعِيفٌ.

2970 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ فَأَهْلَكْتَنَا، وَأَغْوَيْتَنَا وَذَكَرَ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ هَذَا، فَقَالَ لَهُ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلِمَاتِهِ وَرِسَالَاتِهِ، وَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السموات وَالْأَرْضَ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى /. [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، / أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ فَذَكَرَهُ مَرْفُوعًا، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: أفتلومني عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَقِيَ آدَمُ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ فَذَكَرَهُ فَزَادَ فِيهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَلَمْ يَقُلْ فَأَهْلَكْتَنَا وَأَغْوَيْتَنَا، قَالَ: فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ، وَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْجَنَّةِ وَزَادَ، وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، وَآتَاكَ التَّوْرَاةَ، فَبِكَمْ تَجِدُ الذَّنْبَ الَّذِي عَمِلْتُ مَكْتُوبًا عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أَعْمَلَهُ؟ قَالَ: بِأَرْبَعِينَ عَامًا، وَالْبَاقِي نَحْوَهُ. (115) وَحَدِيثُ جَرِيرٍ فِي الْعَزْلِ سَبَقَ فِي النِّكَاحِ وَفِي أُمَّهَاتِ الْأَوْلَادِ.

2971 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَشْرَسَ يُحَدِّثُ عَنْ سَيْفٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ صالح بن سرج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ. هذا إسناد ضعيف

باب الأطفال

27 - بَابُ الْأَطْفَالِ

2972 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي صَدَقَةَ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: هَذَا الْحَدِيثُ " §كُلُّ مولد يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ مَنْ قَالَهُ؟ قَالَ: قَالَهُ مَنْ كَانَ يَعْلَمُهُ ".

2973 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ ".

باب افتراق الأمة

28 - بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَّةِ

2974 -[1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: كُنْتُ بِدِمَشْقَ فَجِيءَ بِسَبْعِينَ رأساً من رؤوس الْحَرُورِيَّةِ فَنُصِبَتْ فَجَاءَ أَبُو أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجَ فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ يُهْرِيقَ عَبْرَتَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: مَا يَصْنَعُ إِبْلِيسُ بِأَهْلِ الْإِسْلَامِ؟ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا غَالِبٍ إِنَّكَ بِبَلَدٍ، أَهْوِيَتُهُ كَثِيرَةٌ، وَمَهُولَاتُهُ كَثِيرٌ، قُلْتُ أَجَلْ، قَالَ: أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ ... قُلْتُ: وَلِمَ تُهْرِيقُ عَبْرَتَكَ؟ قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ، إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، ثُمَّ قَالَ: تَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: اقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} ، قَالَ: كَانَ هَؤُلَاءِ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ، فَزِيغَ بِهِمْ، ثُمَّ قَرَأَ {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ} قُلْتُ: أَهُمْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ / اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §تَفَرَّقَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ، إِلَّا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ فَقَالَ رَجُلٌ إِلَى جَنْبِي: يا ألا أُمَامَةَ، أَمَا تَرَى السَّوَادَ الْأَعْظَمَ مَا يَصْنَعُونَ، قَالَ: " عَلَيْهِمْ " مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ خَيْرٌ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَالْفُرْقَةِ، يَقْضُونَ لَنَا ثُمَّ يَقْتُلُونَنَا، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: هَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثْتَ بِهِ شَيْئًا أَوْ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ تَقُولُهُ عَنْ رَأْيِكَ قَالَ: -[495]- إِنِّي إِذًا لَجَرِئٌ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعْتُهُ مِنْهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى قَالُوا سَبْعًا. [2] وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ السُّلَيْكِ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْبَصْرَةِ زَمَنَ عَبْدِ الملك، فجيء برؤوس الْخَوَارِجِ فَذَكَرَهُ نَحْوَهُ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَحْمَدُ بِاخْتِصَارٍ.

2975 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْأُمَمِ قَالَ: §تَفَرَّقَتْ أُمَّةُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً سَبْعُونَ مِنْهَا فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَتَفَرَّقَتْ أُمَّةُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، إِحْدَى وَسَبْعُونَ مِنْهَا فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَتَعْلُو أُمَّتِي عَلَى الْفِرْقَتَيْنِ جَمِيعًا بِمِلَّةٍ، اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْجَمَاعَةُ. قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدٍ: وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ إِذَا حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا مَعَهُ قُرْآنًا {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يُهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} ، ثُمَّ ذَكَرَ أُمَّةَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ ءامنوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ} ، ثُمَّ ذَكَرَ أُمَّتَنَا فَقَالَ: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةً يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} /.

2976 - حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ §فِي أُمَّتِي لَنَيِّفًا وَسَبْعِينَ دَاعِيًا، كُلُّهُمْ يَدْعُو إِلَى النَّارِ، لَوْ أَشَاءُ لَأَنْبَأْتُكُمْ بِآبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ.

باب التحذير من البدع

29 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْبِدَعِ

2977 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْقَدَرِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ. قُلْتُ: فِيهِ انْقِطَاعٌ.

2978 - أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرٍ / الْأَسَدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي لَيْلَى رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا يَرِدُونَ عَلَيَّ الْحَوْضَ الْقَدَرِيَّةُ والمرجية.

2979 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَنْبَأَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، عن عمر رَضِيَ الله عَنْهُمَا، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيَقُمْ خُصَمَاءُ اللَّهِ تَعَالَى وَهُمُ الْقَدَرِيَّةُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ بِهَذَا.

2980 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ. فِيهِمُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ سَرَّحَهُمْ وَحَبَسَهُ عِنْدَهُ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرِي لِمَ حَبَسْتُكَ؟ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §حَذَّرَنَا كُلَّ مُنَافِقٍ عَالِمِ اللِّسَانِ، وَإِنِّي تَخَوَّفْتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ، وَأَرْجُو أَنْ لَا تَكُونَ مِنْهُمْ، فَافْرُغْ مِنْ ضَيْعَتِكَ، وَالْحَقْ بِأَهْلِكَ. قَالَ حَمَّادٌ: وَقَالَ مَيْمُونٌ الْكُرْدِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ، نَحْوَهُ. قُلْتُ: حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ.

2981 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْقَصْدُ فِي السُّنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الِاجْتِهَادِ فِي الْبِدْعَةِ.

2982 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ أَبُو عُبَيْدَةَ / حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي مَهْدِيٍّ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: " §مَا يَأْتِي عَلَى النَّاسِ مِنْ عَامٍ إِلَّا أَحْدَثُوا فِيهِ بِدْعَةً، وَأَمَاتُوا فِيهِ سُنَّةً حَتَّى تحيى الْبِدَعُ وَتَمُوتَ السُّنَنُ ".

2983 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ جُبَيْرٍ وقال: وَقَفَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَلَى قَوْمٍ يَقُصُّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ فَضَلْتُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَنًا، وَلَقَدِ ابْتَدَعْتُمْ بِدْعَةً ظُلْمًا، §اتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا، وَاللَّهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ لَقَدْ سَبَقْتُمْ سَبْقًا بَيِّنًا، وَلَئِنِ ابْتَدَعْتُمْ لَقَدْ ظُلِمْتُمْ ظُلْمًا بَعِيدًا، أَوْ قَالَ: ضَلَلْتُمْ ضلالا بعيداً. الشك مِنَ ابْنِ أَبِي عُمَرَ.

2984 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ: §وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّمَا هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ. فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْهَدُ إِلَيْكُمْ أَنْ تَتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى، وَتَلْزَمُوا سُنَّتِي، وَسُنَّةَ الْخُلَفَاءِ الْهَادِيَةَ الْمَهْدِيَّةَ، عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ / وَإِنِ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، وَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ عَوْفٍ، بِهِ.

2985 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ جَمَعَ النَّاسَ لِقُدُومِ الْوَفْدِ، فَقَالَ لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: انْظُرْ / §أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فائدن لَهُمْ أَوَّلَ النَّاسِ، ثُمَّ الْقَرْنَ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ فَدَخَلُوا فَصُفُّوا قُدَّامَهُ فَنَظَرُوا فَإِذَا رَجُلٌ ضَخْمٌ عَلَيْهِ مُقَطَّعَةُ بُرُودٍ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: " إِيهٍ ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: (قَالَ الرَّجُلُ: " إِيهٍ ". ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: أُفٍّ، قُمْ، فَقَامَ فَنَظَرَ فَإِذَا الْأَشْعَرِيُّ رَجُلٌ خَفِيفُ الْجِسْمِ قَصِيرٌ ثَبْطٌ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: إِيهٍ، (فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ: إِيهٍ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: إِيهٍ) فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: سَلْ وَافْتَحْ حَدِيثًا فَنُحَدِّثُكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: أُفٍّ، قُمْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَنْفَعَكَ رَاعِيَ ضَأْنٍ، فَنَظَرَ، فَإِذَا رَجُلٌ أَبْيَضُ خَفِيفُ الْجِسْمِ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: إِيهٍ؟ فَوَثَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَهُ بِاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ وُلِّيتَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَاتَّقِ اللَّهَ تَعَالَى فِيمَا وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَهْلِ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ خَاصَّةً، فَإِنَّكَ مُحَاسَبٌ وَمَسْئُولٌ عَمَّا اسْتَرْعَيْتَ وَأَنْتَ أَمِينٌ، وَعَلَيْكَ أَنْ تُؤَدِّيَ مَا عَلَيْكَ مِنَ الْأَمَانَةِ، فَتُعْطَى أَجْرُكَ عَلَى قَدْرِ عَمَلِكَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: مَا صَدَقَنِي رَجُلٌ مُنْذُ اسْتُخْلِفْتُ غَيْرُكَ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الرَّبِيعُ بْنُ زِيَادٍ فَقَالَ: أَخُو الْمُهَاجِرِ بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ: نَعَمْ فَجَهِّزَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ جَيْشًا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمُ الْأَشْعَرِيَّ ثُمَّ قَالَ: انْظُرْ رَبِيعَ بْنَ زِيَادٍ فَإِنْ يَكُ صَادِقًا فِيمَا / قَالَ فَإِنَّ عِنْدَهُ عَوْنًا عَلَى هَذَا الْأَمْرِ فَاسْتَعْمِلُْه ثُمَّ لَا يَأْتِيَنَّ عَلَيْكَ عَشْرٌ إِلَّا تَعَاهَدْتَ مِنْهُ عَمَلَهُ، وَكَتَبْتَ إِلَيَّ بِسِيرَتِهِ فِي عَمَلِهِ، حَتَّى كَأَنِّي أَنَا الَّذِي اسْتَعْمَلْتُهُ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ -[523]- رَضِيَ الله عَنْهُ عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا فَقَالَ: " إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُنَافِقٌ عَالِمُ اللِّسَانِ ". (116) وَفِي بَابِ كراهية التَّنَطُّعِ مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا، وَكَذَا بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الْفِتْنَةِ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ.

2986 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ (عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ) ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: إِنَّهُ §سَيَكُونُ (نَاسٌ) يُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ / مِنْ مَغْرِبِهَا وَيُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ من النار بعد ما امْتُحِشُوا.

2987 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي §لَسْتُ أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مُؤْمِنًا مُوقِنًا، وَلَا كَافِرًا مُعْلِنًا، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ الْمُوقِنُ فَيَحْجِزُهُ إِيمَانُهُ، وَأَمَّا الْمُعْلِنُ فَبِكُفْرِهِ، وَلَكِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي عَالِمًا لِسَانُهُ جَاهِلًا قَلْبُهُ يَقُولُ مَا تَعْرِفُونَ وَيَعْمَلُ مَا تُنْكِرُونَ.

[2] أَخْبَرَنَا غَسَّانُ الْكُوفِيُّ أَبُو بِشْرٍ الْأَسَدِيُّ: وَكَانَ جَلِيسَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ فِي حَلْقَةٍ أَيُّكُمْ يُحَدِّثُنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §لَسْتُ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مُؤْمِنًا وَلَا كَافِرًا أَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَمْنَعُهُ إِيمَانُهُ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيَمْنَعُهُ كُفْرُهُ وَلَكِنَّ رَجُلًا بَيْنَهُمَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا ذَلِقَ بِهِ يَتَأَوَّلُهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ فَقَالَ مَا تَعْلَمُونَ وَعَمِلَ مَا تُنْكِرُونَ فَضَلَّ وَأَضَلَّ. قُلْتُ: أَظُنُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيَّ الْمَذْكُورُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُولَى هُوَ إِسْحَاقُ الْمَذْكُورُ فِي الثَّانِيَةِ وَإِنَّمَا دَلَّسَهُ بَقِيَّةُ لِضَعْفِهِ.

2988 - أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ يَزِيدَ الشَّامِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ أَحْدَثَ فِي الْإِسْلَامِ حَدَثًا. فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَا الْحَدَثُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوِ أَمْثَلَ مَثُلَةً بِغَيْرِ قَوَدٍ أَوِ ابْتَدَعَ بِدْعَةً بِغَيْرِ سُنَّةٍ، قَالَ: وَالْعَدْلُ: الْفِدْيَةُ وَالصَّرْفُ التَّوْبَةُ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ لَكِنَّهُ مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ.

2989 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: إِنَّ قَتَادَةَ جَاءَ إِلَيْهِ لِيَجْلِسَ فَقَالَ لَهُ إِنْ جَلَسْتَ قُمْتُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ فَقِيهٌ قَالَ: §إِبْلِيسُ أَفْقَهُ مِنْهُ: إِذْ قَالَ: {رَبِّ بما أغويتني} (سورة الحجر: الْآيَةَ 39) . قُلْتُ: يُشِيرُ بِذَلِكَ إِلَى مَا رُمِيَ بِهِ قَتَادَةُ مِنَ الْقَدَرِ.

2990 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ هُوَ ابْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْخُصَيْبِ بْنِ جَحْدَرٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا مِنْ شَيْءٍ يُعْبَدُ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَوًى مُتَّبَعٍ ".

باب الزجر عن مقعد الخوارج والمارقين

30 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ مَقْعَدِ الْخَوَارِجِ وَالْمَارِقِينِ /

2991 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يَزِيدَ السَّعْدِيُّ عَنْ نَهْشَلِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ (بْنِ مُزَاحِمٍ) قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَا نَافِعُ " أَدْنِنِي مِنْ سَبِيلِ الْحَاجِّ، قَالَ: وَذَلِكَ بَعْدَمَا ضَعُفَ بَصَرُهُ، فَفَعَلَ فَنَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْمَحَامِلِ، فَقَالَ: " رَحِمَكُمُ اللَّهُ مَا أَنْعَمَكُمْ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى أَصْحَابِ الْجَوَالِيقِ السُّودِ عَلَيْهَا الرِّجَالُ، فَقَالَ: (أَنْتُمُ الْحُجَّاجُ) لَعَلِّي لَا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا، فَاسْمَعُوا مِنِّي حَدِيثًا أُحَدِّثُكُمُوهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَهْلُ قِبْلَتِنَا مُؤْمِنُونَ لَا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الْإِيَمَانِ إَلَّا الْبَابُ الَّذِي دَخَلُوا فِيهِ مِنْهُ -[535]- ". 2992 -[1] وقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَامَ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ سَيَكُونُ قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يُكَذِّبُونِ بِالرَّجْمِ ويُكَذِّبُونَ بِالدَّجَّالِ، وَيُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، يكذبون بِعَذَابِ الْقَبْرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ، وَيُكَذِّبُونَ بِقَوْمٍ يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا امْتُحِشُوا. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حدثنا أشعث من عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ نَحْوَهُ وَزَادَ. وَيُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ، وَيُكَذِّبُونَ بِالْحَوْضِ، وَلَمْ يَذْكُرِ الدَّجَّالَ وَلَا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلَا عذَاَبَ الْقَبْرِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَدْبَةُ، حَدَّثَنَا / حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ / عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ مِثْلَ الْأَوَّلِ إِلَّا طُلُوعَ الشَّمْسِ وَعَذَابَ الْقَبْرِ. (117) وَحَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي ذَلِكَ مَرَّ فِي افْتِرَاقِ الْأُمَمِّ.

2993 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا فِيهِ أثنوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ يَقْتُلُهُ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ. أَنَا فانظلق فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي قَدْ خَطَّ عَلَى نَفْسِهِ خُطَّةً، فَرَجَعَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَلَمْ يَقْتُلْهُ لَمَّا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يَقْتُلُهُ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنَا فَذَهَبَ فَرَآهُ فِي خُطَّتِهِ قَائِمًا يُصَلِّي فَرَجَعَ وَلَمْ يَقْتُلْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ يَقْتُلْهُ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتَ وَلَا أَرَاكَ تُدْرِكُهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فَوَجَدَهُ قَدْ ذَهَبَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ / بِهَذاَ.

2994 -[1] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ رَجُلٌ لِرِسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَهُ نِكَايَةٌ فِي الْعَدُوِّ وَاجْتِهَادٌ، فَقَالَ: لَا أَعْرِفُ هَذَا قَالُوا: بَلَى، نَعْتُهُ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: لَا أَعْرِفُهُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ طَلَعَ الرَّجُلُ، فَقَالُوا: هُوَ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ هَذَا، هَذَا (هُوَ أَوَّلُ) قَرْنٍ رَأَيْتُهُ فِي أُمَّتِي إِنَّ فِيهِ لَسَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ فَلَمَّا دَنَا الرَّجُلُ سَلَّمَ فَرَدُّوا / عَلَيْهِ السَّلَامَ فَقَالَ لَهُ: أُنْشِدُكَ بِاللَّهِ هَلْ حَدَّثْتَ نَفْسَكَ حِينَ طَلَعْتَ عَلَيْنَا أَنْ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ أَفْضَلُ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ قُمْ فَاقْتُلْهُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِي نَفْسِهِ، إِنَّ لِلصَّلَاةِ حُرْمَةً وَحَقًّا، وَلَوْ أَنِّي اسْتَأْمَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ: لَا رَأَيْتُهُ قَائِمًا يُصَلِّي، وَرَأَيْتُ لِلصَّلَاةِ حُرْمَةً وَحَقًّا، إِنْ شِئْتَ أَنْ أَقْتُلَهُ قَتَلْتُهُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسْتَ بِصَاحِبِهِ، اذْهَبْ يَا عُمَرُ فَاقْتُلْهُ فَدَخَلَ عمر رَضِيَ الله عَنْهُ الْمَسْجِدَ، فإِذَا هُوَ سَاجِدٌ فَانْتَظَرَهُ طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي نَفْسِهِ: إِنَّ لِلسُّجُودِ حَقًّا، فَلَوْ أَنِّي اسْتَأْمَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدِ اسْتَأْمَرَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ: لَا رَأَيْتُهُ سَاجِدًا، وَرَأَيْتُ لِلسُّجُودِ حَقًّا، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَقْتُلَهُ قَتْلَتُهُ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَسْتَ بِصَاحِبِهِ قُمْ يَا عَلِيُّ، أَنْتَ صَاحِبُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ، فَوَصَلَ، فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَقَتَلْتَهُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَوْ قُتِلَ مَا اخْتلَفَ رَجُلَانِ مِنْ أُمَّتِي حَتَّى الدَّجَّالِ. هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَأَبُو مَعْشَرٍ فِيهِ ضَعْفٌ. -[539]- وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى أَخْرَجَهَا الْبَزَّارُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِيكٍ. حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَقْبَلَ رَجُلٌ حَسَنُ السَّمْتِ، ذَكَرُوا مِنْ أَمْرِهِ أَمْرًا حَسَنًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَرَى عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ النَّارِ، فَلَمَّا انْتَهَى فَسَلَّمَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / بِاللَّهِ - أَظُنُّهُ قَالَ -: هَلْ قُلْتَ فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَفْضَلُ الْقَوْمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا ذَهَبَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ قَدْ طَلَعَ قَرْنُ هَذَا وَأَصْحَابُهُ مِنْهُمْ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَفَلَا اقتلته يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَى: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ بِاخْتِصَارٍ. وَآخِرُهُ فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَجِدْهُ، وَذَكَرَ مَا بَعْدَهُ. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ تَفَرَّدَ بِهِ شَرِيكٌ، قُلْتُ: قَدْ خُولِفَ فِيهِ كَمَا تَقَدَّمَ، فَقِيلَ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ شَرِيكٍ كَمَا تَرَى بِإِسْنَادٍ آخَرَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ عِنْدَ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ.

باب الرفض

31 - بَابُ الرَّفْضِ /

2995 -[1] قَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ الثعلبي، حَدَّثَنِي حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الْإِسْلَامَ، وَيَلْفِظُونَهُ قَاتِلُوهُمْ، فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا هَاشِمٌ بِهَذَا.

2996 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأشج، حدثنا أبو إِدْرِيسَ عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْهَاشِمِيِّ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَلِيٍّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رضوان اللَّهِ عَلَيْهِمْ قَالَتْ: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ، فَقَالَ: §هَذَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ قَوْمًا يَعْلَمُونَ الْإِسْلَامَ، ثُمَّ يَرْفُضُونَهُ لَهُمْ نَبْزٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَعْلَمْ بِأَنَّهُمْ مُشْرِكُونَ.

باب ترك تكفير أهل القبلة

32 - بَابُ تَرْكِ تَكْفِيرِ أَهْلَ الْقِبْلَةِ (118) حَدِيثُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، فِي بَابِ الْخَوَارِجِ (إن شاء الله تَعَالَى يَأْتِي) .

2997 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَهْبٍ يَعْنِي ابْنَ مُنَبِّهٍ قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرًا رَضِيَ الله عَنْهُ، §هَلْ فِي الْمُصَلِّينَ مِنْ طَوَاغِيتَ؟ قَالَ: لَا، وَسَأَلْتُهُ هَلْ فِيهِمْ مُشْرِكٌ؟ قَالَ: لَا.

2998 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، [ثنا أَبِي] حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ سَأَلْتُ جَابِرًا رَضِيَ الله عَنْهُ، وَهُوَ مُجَاوِرٌ بِمَكَّةَ، وَكَانَ نَازِلًا فِي بَنِي فِهْرٍ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ §هَلْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ مُشْرِكًا؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ وَفَزِعَ لِذَلِكَ قُلْتُ: هَلْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَحَدًا مِنْهُمْ كَافِرًا؟ قَالَ: لَا. صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

2999 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ §نَاسًا يَشْهَدُونَ عَلَيْنَا بِالْكُفْرِ وَالشِّرْكِ، قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه: أُولَئِكَ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ.

3000 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ زَيْدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وَيْلٌ لِلْمُتَأَلِّينَ مِنْ أُمَّتِي الَّذِينَ يَقُولُونَ، فُلَانٌ فِي الْجَنَّةِ فلان فِي النَّارِ. [2] حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ بِهِ.

3001 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ ابن أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: §مَنْ تَأَلَّى عَلَى عَبْدِي، أَدْخَلْتُ عَبْدِيَ الْجَنَّةَ وَأَدْخَلْتُهُ النَّارَ.

باب الوسوسة

32 - بَابُ الْوَسْوَسَةِ

3002 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ / عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّهُ ليعترض فِي صَدْرِي الشَّيْءُ، وَوَدِدْتُ أَنْ أَكُونَ حُمَمًا فَقَالَ / رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي قد يئس الشَّيْطَانَ أَنْ يُعْبَدُ بِأَرْضِكُمْ هَذِهِ مَرَّةً أُخْرَى، وَلَكِنَّهُ قَدْ رَضِيَ بِالْمُحَقَّرَاتِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ. قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ذَرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ بَعْضَهُ. وَزَادَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ. وَالْأَوَّلُ مُنْقَطِعٌ.

3003 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ لَيْثًا / يُحَدِّثُ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا: إِنَّ §أَحَدَنَا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ لَوْ تَكَلَّمَ بِهِ ذَهَبَتْ آخِرَتُهُ وَلَوْ ظَهَرَ عَلَيْهِ لَقُتِلَ، قَالَ: فَكَبَّرَتْ رَضِيَ الله عَنْهَا ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَتْ: سُئِلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا يُخْتَبَرُ الْمُؤْمِنُ.

3004 - وَقَالَ الْحَارِثُ: ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا صَالِحٌ هُوَ الْمُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى رَضِيَ الله عَنْهُ. قَالَ: أَنَّ رَجُلًا قَامَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §فِي صَدْرِي شَيْئًا لَوْ أَبْدَيْتُهُ لَهَلَكْتُ. أَفَهَالِكٌ أَنَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ به أنفسها مالم تكلم أَوْ تَعْمَلْ.

باب كراهية التزكية

34 - بَابُ كَرَاهِيَةَ التَّزْكِيَةِ

3005 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ: إِنِّي مُؤْمِنٌ: فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: فَقُلْ: إِنِّي فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ: §آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ.

3006 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ابن كُرَيْزٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ إِنَّ §أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِرَأْيِهِ، وَمَنْ قَالَ: أَنَا عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ، ومن قال: إني فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ.

3007 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَهُوَ كَافِرٌ، ومن زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَالِمٌ فَهُوَ جَاهِلٌ، قَالَ: فَنَازَعَهُ رجل، قال: إِنْ تَذْهَبُوا بِالسُّلْطَانِ فَإِنَّ لَنَا الْجَنَّةَ. قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْجَنَّةِ فَهُوَ فِي النَّارِ.

3008 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، ثنا مُعَارِكُ بْنُ عَبَّادٍ الْقَيْسِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا يَتِمُّ إِيمَانُ الْمَرْءِ حَتَّى يَسْتَثْنِيَ فِي كُلِّ حَدِيثِهِ. أَوْ قَالَ: فِي كَلَامِهِ.

باب تكذيب من يؤمن بالرجعة في الدنيا

35 - بَابُ تَكْذِيبِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ فِي الدُّنْيَا

3009 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ / عَنْ عَمْرِو ابن الْأَصَمِّ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُمَا: إِنَّ §هَذِهِ الشِّيعَةَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْهُ مَبْعُوثٌ، فَقَالَ: كَذَبُوا مَا أُولَئِكَ بِشِيعَةٍ، لَوْ كَانَ مَبْعُوثًا مَا زَوَّجْنَا نِسَاءَهُ وَلَا قَسَّمْنَا مِيرَاثَهُ.

باب العفو عما دون الشرك

36 - بَابُ الْعَفْوِ عَمَّا دُونَ الشِّرْكِ

3010 - قَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ وَعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَمَلٍ ثَوَابًا فَهُوَ مُنْجِزُهُ لَهُ، وَمَنْ وَعَدَهُ عَلَى عَمَلٍ عِقَابًا، فَهُوَ فِيهِ بِالْخِيَارِ. قَالَ الْبَزَّارُ: سُهَيْلٌ لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.

باب عظمة الله وصفاته

37 - بَابُ عَظَمَةِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ

3011 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ} . قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا: §لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَقُولَ مِنْ فَوْقِهِمْ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَوْقَهُمْ.

3012 - أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ يَقُولُ: {§الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ارْتَفَعَ.

3013 - أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ / رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، §لَمَّا خَلَقَ الصُّورَ أَعْطَاهُ إِسْرَافِيلَ فَهُوَ وَاضِعُهُ عَلَى فِيهِ شَاخِصٌ إِلَى الْعَرْشِ يَنْتَظِرُ حَتَّى يُؤْمَرَ فذكر الحديث فقال فِيهِ: ثُمَّ يَضَعُ اللَّهُ تَعَالَى عَرْشَهُ حَيْثُ شَاءَ مِنَ الْأَرْضِ، وَيَحْمِلُ عَرْشَهُ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ، وَهُمُ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ، أَقْدَامُهُمْ عَلَى تُخُومِ الْأَرْضِ السُّفْلَى، وَالْأَرَضُونَ والسموات عَلَى عَجُزِهِمْ وَالْعَرْشُ عَلَى مَنَاكِبِهِمْ، لَهُمْ زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ، وَتَسْبِيحُهُمْ أَنْ يَقُولُوا سُبْحَانَ الْمَلِكِ ذِي الْمَلَكُوتِ، سُبْحَانَ ذِي الْعَرْشِ ذِي الْجَبَرُوتِ سُبْحَانَ الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ سُبْحَانَ الَّذِي يُمِيتُ الْخَلَائِقَ وَلَا يَمُوتُ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى، سُبْحَانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ، سُبْحَانَهُ أَبَدَ الْأَبَدِ. هَذَا إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.

3014 - أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: إِنَّ نَفَرًا مِنَ الْيَهُودِ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: نَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ، لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا نَبِيٌّ، §أَخْبِرْنَا عَنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ مَنْ هُمْ؟ وَعَنْ مَنِيِّ الرَّجُلِ وَمَنِيِّ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا حَمَلَةُ الْعَرْشِ فَإِنَّ الْهَوَامَّ تَحْمِلُهُ بِقُرُونِهَا وَالْبَحْرَةُ الَّتِي فِي الشمس من عرقهم، وَمَنِيُّ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَمَنِيُّ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ / وَذَكَرَ الثَّالِثَةَ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ، هَكَذَا نَجِدُهُ فِي التَّوْرَاةِ.

3015 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَوِ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمْ: الشَّكُّ مِنْ عُبَيْدٍ قَالَ: إِنَّ §اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى احْتَجَبَ مِنْ خَلْقِهِ بِأَرْبَعٍ: بِنُورٍ ثُمَّ ظُلْمَةٍ، ثُمَّ بِنَارٍ، ثُمَّ ظُلْمَةٍ، أَوْ بِنَارٍ ثُمَّ ظُلْمَةٍ ثُمَّ نُورٍ ثُمَّ ظُلْمَةٍ /.

3016 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §دُونَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ لَا يَسْمَعُ أَحَدٌ حِسَّ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْحُجُبِ إِلَّا زَهَقَتْ نَفْسُهُ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزُّمَّانِيُّ حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، بِهِ.

3017 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ: ثنا عَبْدَةُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَبْيَاتًا فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ: [البحر الطويل] (§شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ أَنَّ محمداً ... رسول الله فَوْقَ السموات مِنْ عَلُ) (وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلَاهُمَا ... لَهُ عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ) (وَأَنَّ أَخَا الْأَحْقَافِ إِذْ قَامَ فِيهِمُ ... يَقُومُ بِذَاتِ اللَّهِ فِيهِمْ وَيَعْدِلُ) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَنَا.

3018 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ شِبْلٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي، عَنْ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، قَالَ: §وَقَعَ فِي نَفْسِ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هَلْ يَنَامُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ مَلَكًا، فَأَرَّقَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَعْطَاهُ قَارُورَتَيْنِ فِي كُلِّ يَدٍ قَارُورَةٌ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَحْتَفِظَ بِهِمَا، قَالَ: فَجَعَلَ يَنَامُ /، وَتَكَادُ يَدَاهُ يلتقيان، ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ فَيَحْبِسُ إِحْدَاهُمَا عَنِ الْأُخْرَى، حَتَّى نَامَ نَوْمَةً، فَاصْطَفَقَتْ يَدَاهُ، فَانْكَسَرَتِ الْقَارُورَتَانِ، قَالَ: فَضَرَبَ (اللَّهُ تَعَالَى) لَهُ مَثَلًا: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَوْ كَانَ يَنَامُ لَمْ تَسْتَمْسِكِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ.

باب الترغيب في عصيان الوسواس في أمور الطاعة

38 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي عِصْيَانِ الْوَسْوَاسِ فِي أُمُورِ الطَّاعَةِ

3019 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ إِبْلِيسَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ: أَتُسْلِمُ وَتَتْرُكُ دِينَكَ، وَأَهْلَكَ، وَوَلَدَكَ، وَمَوْلِدَكَ؟ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ لَهُ: أَتُهَاجِرُ؟ وَإِنَّمَا الْهِجْرَةُ كَالْفَرَسِ فِي طُولِهِ، لَا يَرِيمُ / فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ لَهُ أَتُجَاهِدُ؟ إِنَّمَا الْجِهَادُ كَاسْمِهِ يَجْهَدُ الْمَالَ وَالنَّفْسَ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلَ، فَتُنْكَحَ الْمَرْأَةُ، وَيُقْسَمَ الْمَالُ فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ هَذِهِ الْخِصَالُ فَهُوَ مَضْمُونٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ مَاتَ، أَوْ قُتِلَ، أَوْ غَرِقَ أَوِ احْتَرَقَ أَنْ يُدْخِلَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ. هَذَا مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ.

كتاب العلم

32 - كِتَابُ الْعِلْمِ

3020 - قَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: بَلَغَنِي: أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ: يَا بُنَيَّ §لَا تَتَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِتُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ وَتُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ وَتُرَائِيَ بِهِ فِي الْمَجَالِسِ، وَلَا تَتْرُكِ الْعِلْمَ زُهْدًا فِيهِ وَرَغْبَةً فِي الْجَهْلِ، يَا بُنَيَّ إِذَا رَأَيْتَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ عَالِمًا يَنْفَعُكَ عِلْمُكَ، وَإِنْ تَكُ جَاهِلًا يُعَلِّمُوكَ وَلَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِمْ بِرَحْمَتِهِ فَتُصِيبَكَ مَعَهُمْ.

3021 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا فَقَالَ: §مَا سَلَكَ رَجُلٌ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ الْعِلْمَ إِلَّا سَهَّلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ سَبِيلًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ يُبْطِئُ بِهِ عَمَلُهُ، لَا يُسْرِعُ بِهِ نَسَبُهُ.

باب فضل العالم

1 - بَابُ فَضْلِ الْعَالِمِ

3022 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ الْبَكْرِيُّ، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ الْجَعْدِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا ابْنَ مَسْعُودٍ أَتَدْرِي أَيُّ عُرْي الْإِيمَانِ أَوْثَقُ؟ فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، حَتَّى قَالَ لِي ثَلَاثًا: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنَّ §أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ الْحَبُّ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ تَعَالَى "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: يَا ابْنَ مَسْعُودٍ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ حَتَّى قَالَهَا، ثَلَاثًا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنَّ أَفْضَلَهُمْ عِلْمًا إِذَا فَقُهُوا فِي دِينِهِمْ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ابْنَ مَسْعُودٍ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْلَمُهُمْ أَبْصَرُهُمْ بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ وَإِنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ. [2] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا الصَّعْقُ فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا الصَّعْقُ كَذَلِكَ.

باب عصمة الإجماع من الضلالة

2 - بَابُ عِصْمَةِ الْإِجْمَاعِ مِنَ الضَّلَالَةِ

3023 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ ابْنِ يَسِيرَ بْنِ عَمْرٍو / قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: " فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى §لَمْ يَكُنْ لَيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَلَالَةٍ ".

[2] أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ قَيْسِ بْنِ يَسِيرَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَحِقْتُ أَبَا مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَالَ: وَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، §لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَلَالَةٍ. يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِتَمَامِهِ فِي الْفِتَنِ.

3024 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا / إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §اللَّهَ تَعَالَى أَجَارَكُمْ مِنْ ثَلَاثٍ أَنْ تَسْتَجْمِعُوا عَلَى ضَلَالَةٍ كُلُّكُمْ وَأَنْ يَظْهَرَ أَهْلُ الْبَاطِلِ عَلَى أَهْلِ الْحَقِّ، وَأَنْ أَدْعُوَ عَلَيْكُمْ بِدَعْوَةٍ فَتَهْلِكُوا، وَأَبْدَلَكُمْ بِهَذَا: بِالدَّابَّةِ، وَالدَّجَّالِ، وَالدُّخَانِ.

باب طلب الإسناد

3 - بَابُ طَلَبِ الْإِسْنَادِ

3025 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: §إِنَّكَ تُحَدِّثُنِي فَأَسْنِدْهُ لِي، قَالَ: مَا قُلْتُ: لَكَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، وَإِذَا سَمَّيْتُ فَهُوَ مَنْ سَمَّيْتُ.

باب الأخذ باختلاف الصحابة

4 - بَابُ الْأَخْذِ بِاخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ

3026 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن عُتْبَةَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ الله عَنْهُ: §مَا يَسُرُّنِي بِاخْتِلَافِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمْرُ النَّعَمِ لِأَنَّا إِنْ أَخَذْنَا بِقَوْلِ هَؤُلَاءِ أَصَبْنَا وَإِنْ أَخَذْنَا بِقَوْلِ هَؤُلَاءِ أَصَبْنَا. صَحِيحٌ مَقْطُوعٌ

3027 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، اخْتَلَفَا فِي الرَّجُلِ يُصَلِّي، فَقَالَ أُبَيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ: يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ: فِي ثَوْبَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: §رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخْتَلَفَا فِي فُتْيَا وَاحِدَةٍ، فَبِأَيِّ الْقَوْلَيْنِ يَصْدُرُ النَّاسُ؟ ثُمَّ قَالَ: أَلَا إِنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَ أُبَيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ، وَلَمْ يَأْلُ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ. صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

باب الزجر عن السؤال عما لم يقع

5 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ السُّؤَالِ عَمَّا لَمْ يَقَعْ

3028 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ عَنْ عَامِرٍ هُوَ الشَّعْبِيُّ قَالَ: سُئِلَ عَمَّارٌ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ: كَانَ هَذَا بَعْدُ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: §دَعُونَا حَتَّى يَكُونَ، فَإِذَا كَانَ بَحَثْنَاهَا لَكُمْ. هَذَا مَوْقُوفٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَهُوَ صَحِيحٌ، إِنْ كَانَ الشَّعْبِيُّ سَمِعَ مِنَ عَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنْهُ.

3029 - أَخْبَرَنَا أَبُو خالد بن سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا تَعْجَلُوا بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا. فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا لَمْ يَنْفَكُّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ مَنْ إِذَا قَالَ وُفِّقَ أَوْ قَالَ سُدِّدَ، وَإِنَّكُمْ إِنِ اسْتَعْجَلْتُمْ بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا ذَهَبَ بكم السبيل ها هنا وها هنا.

3030 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الصَّلْتِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: سَأَلْتُ / طَاوُسًا، عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: أَكَانَ هَذَا؟ فَقُلْتُ نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ أَصْحَابَنَا أَخْبَرُونَا، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ. أَنَّهُ قَالَ: §لَا تَسْتَعْجِلُوا بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا. وَذَكَرَ مِثْلَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ

باب الإيجاز في الفتوى

6 - بَابُ الْإِيجَازِ فِي الْفَتْوَى

3031 - قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أُبَيٍّ. فَجَاءَ رَجُلٌ. فَقَالَ: إِنِّي مَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَمْسِ فَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ يَفُوتُنِي فَأُحِبُّ أَنْ تَسْأَلَهُ لِي عَنْ شَيْءٍ قَالَ: اذْهَبْ فَاسْتَفْتِهِ أَنْتَ قَالَ: وَعَبْدُ اللَّهِ قَائِمٌ بَيْنَ يَدَيْ فُسْطَاطِهِ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْفَضَاءِ فَأَتَاهُ ثُمَّ رَجَعَ: قَالَ أَخْبَرَنَا حِينَ جَاءَ قَالَ: قُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَفْتِنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو أَفْتِنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: §لَا تَقُلْ بِهَذَا إِلَّا حَقًّا، وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ، وَلَا تَعْمَلْ بِهَذَا إِلَّا صَالِحًا - يَعْنِي يَدَهُ - تَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ (وَلَا عَذَابٍ) قَالَ: قُلْتُ: جَوَّزْتَ فِي الْفُتْيَا، قَالَ: إِنَّكَ جِئْتَ، وَأَنَا أُرِيدُ الْكَعْبَةَ، وَقَدْ نُشِرَ بِرِدَائِي أَوْ حُلَّتِي، وَإِنْ قُلْتُ ذَلِكَ لَقَدْ أُوتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسْطُ أَمْرِهِ فَقِيلَ لَهُ: قُمْ فَجَوِّزْ، فَقَامَ فَجَوَّزَ، فَكَانَ أَجْوَزَ مَنْ قَبْلَهُ وَمَنْ بَعْدَهُ، قَالَ: قُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ يَقْبَلُ اللَّهُ التَّوْبَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

باب النهي عن كتابة غير القرآن

7 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ كِتَابَةِ غَيْرِ الْقُرْآنِ

3032 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ قَالَ: قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ: اكْتُبْ لِي هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: لَا، إِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ قَالَ: لَا تَكْتُبُوا فَتَتَّكِلُوا، ثُمَّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْهُ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَكْتُبُ شَيْئًا مِنَ الْحَدِيثِ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُعَاذُ؟ قُلْنَا سَمِعْنَاهُ مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §يَكْفِيَكُمْ هَذَا الْقُرْآنُ مِمَّا سِوَاهُ، فَمَا كَتَبْنَا شَيْئًا بَعْدُ.

3033 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: كَتَبْتُ عَنْ أَبِي كِتَابًا فَقَالَ أَبِي: §لَوْلَا أَنَّ فِيهِ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى لَأَحْرَقْتُهُ، ثُمَّ دَعَا بِمِرْكَنٍ، أو إجانة نفسه ثُمَّ قَالَ: عَنِّي عَنِّي، مَا سَمِعْتَ مِنِّي فَإِنِّي لَمِ اكْتُبْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / كِتَابًا فَقَالَ: كِدْتَ أَنْ تُهْلِكَ أَبَاكَ.

3034 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ، إِذْ أُتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، مَسْكَنُهُ بِالسُّوسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: أَنْتَ فُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ الْعَبْدِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ: فَضَرَبَهُ بِعَصًا مَعَهُ، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: اجْلِسْ فَجَلَسَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قرءاناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ،} / {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} الْآيَةِ. فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا وَضَرَبَهُ ثَلَاثًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا لِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي نَسَخْتَ كِتَابَ دَانْيَالَ، قَالَ: مُرْنِي بِأَمْرِكَ أَتَّبِعْهُ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ، انْطَلِقْ: فامته بِالْحَمِيمِ وَالصُّوفِ الْأَبْيَضِ ثُمَّ لَا تَقْرَأْهُ أَنْتَ وَلَا تُقْرِئْهُ أَحَدًا من المسلمين، فلأن بَلَغَنِي أَنَّكَ قَرَأْتَهُ أَوْ أَقْرَأْتَهُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَأَهْلَكْتُكَ عُقُوبَةً ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْهُ، لَهُ: اجْلِسْ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا فَانْتَسَخْتُ كِتَابًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ فِي أَدِيمٍ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا هَذَا الَّذِي فِي يَدِكَ يَا عُمَرُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كِتَابٌ نَسَخْتُهُ لِنَزْدَادَ بِهِ عِلْمًا [إِلَى عِلْمِنَا] قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / حَتَّى احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ نُودِيَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَةً، فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: أُغْضِبَ نَبِيُّكُمُ، السِّلَاحَ السِّلَاحَ فجاؤوا حَتَّى أَحْدَقُوا بِمِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَقَدْ §أَتَيْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، فَلَا تَتَهَوَّكُوا، وَلَا يَغُرَّنَّكُمُ الْمُتَهَوِّكُونَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ: فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِكَ رَسُولًا ثُمَّ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

باب الإذن في الكتابة

8 - بَابُ الْإِذْنِ فِي الْكِتَابَةِ

3035 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زيد بن حباب، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي §أُحِبُّ أَنْ أَعِيَ حَدِيثَكَ، وَلَا يَعِيهِ قَلْبِي، فَأَسْتَعِينَ بِيَمِينِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ شِئْتَ.

3036 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أُقَيِّدُ الْعِلْمَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ.

3037 - حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ: حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §مَا كُنَّا نَكْتُبُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مِنَ الْأَحَادِيثِ إِلَّا التَّشَهُّدَ وَالِاسْتِخَارَةَ. جُوَيْبِرٌ مَتْرُوكٌ. وَالضَّحَّاكُ لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ.

3038 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ قَالَ: كُنَّا إِذَا أَكْثَرْنَا عَلَى أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي الْحَدِيثِ أَتَانَا بمخالي لَهُ فَأَلْقَاهَا إِلَيْنَا فَقَالَ: §هَذِهِ أَحَادِيثُ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَتَبْتُهَا وَعَرَفْتُهَا.

3039 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ نَهِيكٍ قَالَ: §كُنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: فَكُنْتُ أَكْتُبُ بَعْضَ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أُفَارِقَهُ جِئْتُ بِالْكُتُبِ، فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ.

3040 - قَالَ إِسْحَاقُ أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ §كَتَبْتُ مِنْ فِيهَا يَعْنِي فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ كِتَابًا.

باب الترغيب في التصديق بما جاء عن الله تبارك وتعالى

9 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّصْدِيقِ بِمَا جَاءَ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

3041 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا بَزِيعٌ أَبُو الْخَلِيلِ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَضِيلَةٌ فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهَا لَمْ يَنَلْهَا ". بَزِيعٌ ضَعِيفٌ جِدًّا.

باب الزجر عن النظر في كتب أهل الكتاب

10 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ النَّظَرِ فِي كُتُبِ أَهْلِ الْكِتَابِ

3042 - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ، أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ حَفْصَةَ جَاءَتْ بِكِتَابٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَصَصِ يُوسُفَ فَجَعَلَتْ تقرأه، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَلَوَّنُ وَجْهُهُ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَوْ أَنْ أَتَاكُمْ يُوسُفُ فَاتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ.

باب السمت الحسن من الله تعالى

11 - بَابُ السَّمْتِ الْحَسَنِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى

3043 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ لَا أدري رفعه أم لَا قَالَ: §مِنْ فِقْهِ الْمَرْءِ مَمْشَاهُ وَمَدْخَلُهُ وَمَخْرَجُهُ.

باب الاستذكار بالشيء

12 - بَابُ الِاسْتِذْكَارِ بِالشَّيْءِ

3044 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا الْهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَالِمِ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا خَافَ أَنْ يَنْسَى شَيْئًا رَبَطَ فِي يَدِهِ خَيْطًا يَسْتَذْكِرُ بِهِ.

3045 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَنْسَى فَلْيَقُلِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مُذَكِّرِ النَّاسِي.

باب تتريب الكتاب

13 - بَابُ تَتْرِيبِ الْكِتَابِ

3046 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَرِّبُوا الْكِتَابَ أَنْجَحُ لَهُ ".

باب الزجر عن كتمان العلم

14 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ

3047 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ / حَدَّثَنَا الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَثَلُ عِلْمٍ لَا يُقَالُ بِهِ كَمَثَلِ كَنْزٍ لَا يُنْفَقُ مِنْهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

3048 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ / جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ / مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ ... وَمَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ ". صَحِيحٌ

باب الحث على الإخلاص في العلم

15 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْإِخْلَاصِ فِي الْعِلْمِ

3049 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ، وَلَا لِتُحَيِّرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ.

باب الحث على تبليغ العلم

16 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى تَبْلِيغِ الْعِلْمِ

3050 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ سَالِمٍ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §الْعَبْدَ لَيُسْأَلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ فَضْلِ عمله كَمَا يُسْأَلُ عَنْ فَضْلِ مَالِهِ " /.

باب كراهية الدعوى في العلم

17 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الدَّعْوَى فِي العلم

3051 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَظْهَرُ الدِّينُ حَتَّى يَتَجَاوَزَ الْبِحَارَ، وَتُخَاضُ الْبِحَارُ بِالْخَيْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِهِمْ أَقْوَامٌ يقرأون الْقُرْآنَ، وَيَقُولُونَ قَدْ قَرَأْنَا الْقُرْآنَ، مَنْ أَقْرَأُ مِنَّا؟ وَمَنْ أَفْقَهُ مِنَّا؟ ، وَمَنْ أَعْلَمُ مِنَّا؟ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: هَلْ فِي أُولَئِكَ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: أُولَئِكَ مِنْكُمْ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ. [2] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

باب كراهية الكذب والخلف

18 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الْكَذِبِ وَالْخُلْفِ

3052 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ. قَالَ: قَالَ لِي أَبُو مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ: جَهِّزْنِي فَإِنِّي خَارِجٌ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا قَالَ: فَجَاءَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَقَدْ بَقِيَ بَعْضُ جِهَازِهِ، فَقَالَ: أَفْرَغْتَ؟ قُلْتُ: بَقِيَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، قَالَ: فَإِنِّي خَارِجٌ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، لَوْ أَقَمْتَ حَتَّى يُفْرَغَ مِنْ بَقِيَّةِ جِهَازِكَ فَقَالَ: لَا، إِنِّي §أَكْرَهُ أَنْ أَكْذِبَ أَهْلِي فَيَكْذِبُونِي وَأَنْ أُخْلِفَهُمْ فَيُخْلِفُونِي وَأَنْ أَخُونَهُمْ فَيَخُونُونِي.

باب الترهيب من الكذب والتلقين

19 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ وَالتَّلْقِينِ

3053 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنِ اسْتَنْبَطَ حَدِيثًا بَاطِلًا فَهُوَ كَمَنْ حَدَّثَ بِهِ، قِيلَ وَكَيْفَ يَسْتَنْبِطُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ: / كَانَ ذَيْتَ وَذَيْتَ فَيَفْتَتِحُهُ فَلَا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ وَالْبَاطِلِ. (119) حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ " مَنْ قَالَ عَلَيَّ شَيْئًا لَمْ أَقُلْ ". تَقَدَّمَ فِي الذَّبَائِحِ.

3054 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: لَقَّنْتُ سَلَمَةَ بْنَ عَلْقَمَةَ حَدِيثًا فَحَدَّثَنِي بِهِ ثُمَّ رَجَعَ ثُمَّ قَالَ: §إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَكْذِبَ صَاحِبُكَ فَلَقِّنْهُ.

باب أدب المحدث

20 - بَابُ أَدَبِ الْمُحَدِّثِ

3055 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمِ قَالَ: §كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَتَحَدَّثُ فَيَضْحَكُ فَإِذَا جَاءَ الْحَدِيثُ خَشَعَ. صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

باب أدب الطالب

21 - بَابُ أَدَبِ الطَّالِبِ (120) حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ مِنْ أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

3056 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: كُنْتُ §إِذَا جِئْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْهُ دَعَا بِطِيبٍ فَيَمْسَحُ يَدَيْهِ وَعَارِضَيْهِ.

باب الورع في الفتوى

22 - بَابُ الْوَرَعِ فِي الْفَتْوَى

3057 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا السَّكَنُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِلَيْكُمْ عَنِّي إِنِّي كُنْتُ مَعَ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي / §وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنِّي أَبْقَى حَتَّى يُفْتَقَرَ إِلَيَّ لَتَعَلَّمْتُ لَكُمْ،، إِلَيْكُمْ عَنِّي.

3058 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْمَدَنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْخَبَرُ الصَّالِحُ يَجِيءُ بِهِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، وَالْخَبَرُ السُّوءُ يَجِيءُ بِهِ الرَّجُلُ السُّوءُ.

وَبِهِ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا يَخْطَلُ الرَّجُلُ ".

باب العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال

23 - بَابُ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ

3059 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا بُزَيْعٌ أَبُو الْخَلِيلِ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ. قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى فَضِيلَةٌ فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهَا لَمْ يَنَلْهَا.

باب التثبت في الحديث

24 - بَابُ التَّثَبُّتِ فِي الْحَدِيثِ

3060 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: §سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ سَمِعْتُهَا وَحَفِظْتُهَا فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ يُحَدَّثَ بِهَا إِلَّا أَنِّي أَرَى أَصْحَابِي يُخَالِفُونِي فِيهَا.

باب المذاكرة

25 - بَابُ الْمُذَاكَرَةِ

3061 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا إسماعيل، أخبرنا الجريري وأبو سلمة عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: كَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ الله عَنْهُ، يَقُولُ: §تَحَدَّثُوا فَالْحَدِيثُ يُذَكِّرُ الْحَدِيثَ. صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ

[2] حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي أبا سعيد الخدري رَضِيَ الله عَنْه، فَيَقُولُ: §تَحَدَّثُوا فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُهَيِّجُ الْحَدِيثَ.

[3] وقال الْحَارِثُ: حدثنا رَوْحٌ عَنْ كَهْمَسِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي سعيد / رَضِيَ الله عَنْه: (أكتبنا قال: لَنْ أُكْتِبَكُمْ) خُذُوا عَنَّا كَمَا كنا نأخذ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: §تَحَدَّثُوا فَإِنَّ الْحَدِيثَ يُذَكِّرُ بَعْضُهُ بَعْضًا.

3062 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: §أَطِيلُوا ذِكْرَ الْحَدِيثِ حَتَّى لَا يدرس , صَحِيحٌ مَقْطُوعٌ

باب ذم الفتوى بالرأي

26 - بَابُ ذَمِّ الْفَتْوَى بِالرَّأْيِ

3063 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْهُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحِمَّانِيُّ، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §تَعْمَلُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بُرْهَةً بكتاب الله عز جل، ثُمَّ تَعْمَلُ بُرْهَةً بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَعْمَلُ بِالرَّأْيِ، فَإِذَا عَمِلُوا بِالرَّأْيِ فَقَدْ ضَلُّوا وَأَضَلُّوا.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع: زاد في (ك) : وَفِي بَابِ الْعُمْرَةِ مِنْ كِتَابِ الْحَجِّ حَدِيثٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ، وقد تقدم برقم (1287)

باب الرواية بالمعنى

27 - بَابُ الرِّوَايَةِ بِالْمَعْنَى

3064 - قال أَبُو دَاوُدَ: حدثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حسين قال: بَيْنَمَا عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُ، وابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما عِنْدَهُ إِذْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مثل المنافق كمثل شَاةٍ بَيْنَ ربضين إذا أتت هؤلاء نطحتها وإذا أتت هؤلاء نطحتها) فَقَالَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما: §لَيْسَ كَذَلِكَ إِنَّمَا قَالَ: بَيْنَ غَنَمَيْنِ، فَقَالَ: عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ بَيْنَ ربضين وَغَنَمَيْنِ وَاحِدٌ، فَقَالَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ لَمْ أَقُلْهُ.

3065 -[1] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بن إسحاق الباهلي، حدثنا ابن دَاوُدُ، حدثنا عاصم بن رَجَاءِ ابن حَيْوَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ يزيد، ومكحول قالوا: أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ §إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا قَالَ: هَكَذَا أَوْ شَكْلُهُ. [2] حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُقَدَّمِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بن داود به. [3] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، حدثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ بِهِ.

3066 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا / يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، حدثنا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ عَنْ خَالِدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §من يقل عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ أَوِ ادَّعَى إِلَى أَوِ انْتَمَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ مَقْعَدًا " قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَهَلْ لَهَا عَيْنَانِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ: أَلَمْ تَسْمَعُوا / إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} . فَكَفَفْنَا عَنِ الْحَدِيثِ حَتَّى أُنْكِرَ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِنَا، فَقَالَ لَنَا: مَا لِي لَا أَسْمَعُكُمْ تتحدثون؟ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَكَيْفَ نَتَحَدَّثُ، وَقَدْ قُلْتَ مَا قُلْتَ؟ وَنَحْنُ لَا نقيم الحديث نقدم وَنَؤُخِّرُ وَنَزِيدُ وَنَنْقُصُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / لَيْسَ ذَلِكَ عَنَيْتُ وإنما عَنَيْتُ مَنْ أَرَادَ عَيْبِي وَشَيْنَ الْإِسْلَامِ.

باب سعة العلم

28 - بَابُ سَعَةِ الْعِلْمِ

3067 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بني عبس قال: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، فَمَرَرْنَا بِدِجْلَةَ، فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ انْزِلْ فَاشْرَبْ فَنَزَلْتُ فَشَرِبْتُ، ثُمَّ قَالَ: انْزِلْ فَاشْرَبْ، فَنَزَلْتُ فَشَرِبْتُ فَقَالَ: يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ، مَا نَقَصَ شرابك مِنْ دِجْلَةَ؟ قُلْتُ: مَا عَسَى أَنْ يَنْقُصَ شرابي مِنْ دِجْلَةَ، قَالَ: §كَذَلِكَ الْعِلْمُ لَا يَفْنَى، فَعَلَيْكَ مِنْهُ بِمَا يَنْفَعُكَ.

3068 - قَالَ إِسْحَاقُ أنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَحْسَبُهُ قَدْ رَفَعَهُ قَالَ: §مَنْهُومَانِ لَا يَقْضِي أَحَدُهُمَا نَهْمَتَهُ مَنْهُومٌ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ لَا يَقْضِي نَهْمَتَهُ وَمَنْهُومٌ فِي طَلَبِ الْمَالِ لَا يَقْضِي نَهْمَتَهُ. قُلْتُ: لَيْثٌ ضَعِيفٌ وَلَهُ شَاهِدٌ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عند الطبراني قال وَعَنْ أنس عن ابْنِ عَدِيٍّ وَرَفَعَاهُ وَعَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلٌ وَسَنَدُهُ صَحِيحٌ إِلَى الْحَسَنِ.

باب الحث على نشر العلم

29 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى نَشْرِ الْعِلْمِ

3069 - قَالَ إسحاق: أخبرنا عمر بن عبد الواحد الدمشقي عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، حَدَّثَنِي أبو كثير أنه سمع أباه يَقُولُ: أَتَيْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ يَسْتَفْتُونَهُ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَلَمْ يَنْهَكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْفُتْيَا، قَالَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَرَقِيبٌ أَنْتَ عَلَيَّ؟ §لَوْ وَضَعْتُمُ الصَّمْصَامَةَ عَلَى هَذِهِ وَأَشَارَ إِلَى قَفَاهُ ثم ظننت أنني أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ تُجِيزُوا عَلَيَّ لَأَنْفَذْتُهَا. هَذَا حَدِيثٌ صحيح، علق البخاري طَرَفًا مِنْهُ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ.

3070 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ عَنْ أبي عائشة السعدي، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا، وَفِيهِ §وَمَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَتَوَاضَعَ فِي الْعِلْمِ، وَعَلَّمَهُ عباد الله تعالى يُرِيدُ بِذَلِكَ مَا عند الله عز وجل لَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَفْضَلُ ثَوَابًا وَلَا أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْهُ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ منزلاً وَلَا دَرَجَةٌ رَفِيعَةٌ نفسية إلا وله فيها أَوْفَرُ نَصِيبٌ، وَأَوْفَرُ الْمَنَازِلِ أَلَا وَإِنَّ الْعِلْمَ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ، وَمِلَاكُ الدِّينِ الورع، وَإِنَّمَا العالم من عمل بعلمه، وَإِنْ كَانَ قَلِيلَ الْعِلْمِ.

3071 - وقال مسدد: حدثنا خالد، ثنا أَبُو سِنَانٍ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ شيخ من النخع قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِدَ إيليا فَصَلَّيْتُ إِلَى سَارِيَةٍ رَكْعَتَيْنِ فَجَاءَ رَجُلٌ فَصَلَّى قَرِيبًا فَمَالَ إليه الناس فإذا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بن العاص رَضِيَ الله عَنْهما، فَجَاءَ رَسُولُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَنْ أَجِبْ فَقَالَ: إِنَّ §هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَنْهَانِي أَنْ أُحَدِّثَ كَمَا كَانَ أبوه ينهاني وإني سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول فَذَكَرَ حَدِيثًا.

باب معاني الحروف

30 - بَابُ مَعَانِي الْحُرُوفِ

3072 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَفْرِيقِيُّ، ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سُئِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ حَدِيثًا مرفوعاً فيه قال: §وَأَمَا أَبُو جاد فالباء بها اللَّهِ، وَالْجِيمُ جَمَالُ اللَّهِ، وَالدَّالُ دين الله ارتضاه لِنَفْسِهِ وَمَلَائِكَتِهِ وأنبياءه وَرُسُلِهِ وَصَالِحِ خلقه وأما هواز فَالْهَاءُ هَوَانُ أَهْلَ النَّارِ وَالزَّايُ زَفِيرُ جَهَنَّمَ عَلَى أَهْلِ أَعْدَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ الْمَعَاصِي. وَأَمَّا حَطِّي فَحَطَّتْ عَنِ الْمُذْنِبِينَ / خَطَايَاهُمْ بِالِاسْتِغْفَارِ، وَأَمَّا كَلَمُنْ، فَالْكَافُ كَمَالُ أَهْلِ الْجَنَّةِ، {وقالوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ} ، وَأَمَّا النُّونُ فَالسَّمَكَةُ الَّتِي يَأْكُلُونَ مِنْ كَبِدِهَا قَبْلَ دُخُولِهِمُ الْجَنَّةَ، وَأَمَّا سَعْفَصْ، فَصَاعٌ بِصَاعٍ وَفَصٌّ بِفَصٍّ، وَكَمَا تَدِينُ تُدَانُ، وَأَمَّا قرشت فعرضوا على الحساب.

باب تصديق القرآن للسنة

31 - بَابُ تَصْدِيقِ القرآن للسنة 3073 - قال

ابْنُ أَبِي عُمَرَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السري، ثنا إسرائيل عَنْ أَبِي إسحاق، عن الأرقم بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قال: §إذا ما حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، فَلَمْ تَجِدُوا تَصْدِيقَهُ فِي كتاب الله تعالى وَلَمْ تجدوا فِي أَخْلَاقِ الناس حسناً فإنه كَاذِبٌ.

باب الحث على الأخذ بالسنة

32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ

3074 -[1] قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ عَوْفٍ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ أَحْسَبُهُ قَالَ: سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه الَّذِينَ وَقَعُوا إِلَى الشَّامِ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موعظة مرضت مِنْهَا الْجُلُودُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقُلْنَا: كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ وداع يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَنِ تتقوا الله تعالى وَأَنْ تَتَّبِعُوا سُنَّتِي وَسَنَةَ الْخُلَفَاءِ الْهَادِيَةِ الْمَهْدِيَّةِ مِنْ بَعْدِي وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ. [2] حدثنا عَفَّانُ، ثنا أَبُو الْأَشْهَبِ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ خُثَيْمٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشام قال: أَنَّ رَجُلًا من الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم حَدَّثَهُ قَالَ: خَطَبَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

3075 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ الْقُرَشِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَخْبَرَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم قال: أَنَّهُ §كَانَ يَرَى ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما مَحْلُولَ زِرِّ قَمِيصِهِ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ /.

3076 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي أَوْ قال عن أبيه، عَنْ جده رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ أَحْيَا سُنَّةً من سنتي فعملوا بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، ومن ابتدع بدعة فَعَمِلَ بِهَا كَانَ عَلَيْهِ أَوْزَارُ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهَا شيئاً. [2] وقال عبد: حدثنا زيد بن الحباب، به.

باب الرحلة في طلب العلم

33 - بَابُ الرِّحْلَةِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ 3077 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا ابن جريج قال: سمعت أبا سعد الأعمى يحدث عن عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ يَقُولُ: خَرَجَ أَبُو أَيُّوبَ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَهُوَ بِمِصْرَ يَسْأَلُهُ، عن حديث سمعه من رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ.

3078 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا هَارُونُ هُوَ ابْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا أَبُو عبد الرحمن المقرئ، ثنا سَعِيدٌ هُوَ ابْنُ أَبِي أَيُّوبَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ الملك بن فارغ قال: أَن أَبَا صَيَّادٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ مَسْلَمَةَ يَوْمًا نصف النهار إذ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ عَلَى راحلة له فَاسْتَأْذَنَ عَلَى مَسْلَمَةَ فَقَالَ: يَا مَسْلَمَةُ، فَأَمَرَ مَسْلَمَةُ جَارِيَةً لَهُ، فَقَالَ: انْظُرِي من هذا؟ قالت: شَيْخٌ قَدِمَ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ. فَقَالَ: ادْعُو لي مسلمة، فقلت: أَدْعُو لَكَ الْأَمِيرُ، فَقَالَ: ارْجِعِي إِلَيْهِ فَسَلِيهِ مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: أَنَا فُلَانٌ فَقَامَ مَسْلَمَةُ سَرِيعًا، وَكَانَ الرَّجُلُ من الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا، وَكَانَ أقرب القوم إليه يَوْمَئِذٍ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ لِأَتَثَبَّتْ فقم معي يا مسلمة إليه قَالَ: بَلْ أُرْسِلُ إِلَيْهِ: فَيَأْتِينِي، فَقَالَ قَدْ أَعْجَبَكَ سُلْطَانُكَ §فَمُرْ أَبَا صَيَّادٍ فَلْيَنْطَلِقْ مَعِي إِلَى عُقْبَةَ، فَلَمَّا رَآهُ عُقْبَةُ رَضِيَ الله عَنْه رَحَّبَ بِهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

3079 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرٌ هُوَ ابْنُ بُرْقَانَ، ثنا يحيى أبو هِشَامٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى مِصْرَ فَقَالَ لِحَاجِبِ أَمِيرِهَا: §قُلْ لِلْأَمِيرِ يَخْرُجْ إِلَيَّ فَقَالَ الْحَاجِبُ: مَا قَالَ لَنَا أَحَدٌ هَذَا مُنْذُ نزلنا هذا المنزل غَيْرُكَ إِنَّمَا كَانَ يُقَالُ استأذن لنا على الأمير فقال: إيته، فَقُلْ لَهُ هَذَا فُلَانٌ بِالْبَابِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْأَمِيرُ، فَقَالَ: إِنَّمَا أَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ عن حديث (في سترة عورة مسلم) .

3080 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عمران الجوني، ثنا جُنْدُبٍ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ: ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، وَإِذَا النَّاسُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِلَقٌ حِلَقٌ يَتَحَدَّثُونَ قَالَ: فَجَعَلْتُ أَمْضِيَ إِلَى الْحِلَقِ حَتَّى أَتَيْتُ حَلْقَةً فِيهَا رَجُلٌ شَاحِبٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ كَأَنَّمَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: §هَلَكَ أَصْحَابُ الْعِقْدِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، لَا آسَى عَلَيْهِمْ، قَالَهَا ثلاث مرات قال: فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَتَحَدَّثَ بِمَا قُضِيَ له ثم قال، فَلَمَّا قَامَ سَأَلْتُ عَنْهُ مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ، فَتَبِعْتُهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ فَإِذَا هُوَ رَثُّ الْهَيْئَةِ، وَرَثُّ الْكِسْوَةِ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ثُمَّ سَأَلَنِي مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه أَكْثَرُ شَيْءٍ سُؤَالًا، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ: غَضِبْتُ فَجَثَوْتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ وَاسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ وَرَفَعْتُ يَدَيَّ، فَقُلْتُ: اللهم إنا نشكوهم إِلَيْكَ، أَنَّا نُنْفِقُ نَفَقَاتِنَا، وَنُنْصِبُ أَبْدَانَنَا، وَنُرْحِلُ مَطَايَانَا ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، فَإِذَا لَقِينَاهُمْ تَجَهَّمُونَا وَقَالُوا لَنَا فَبَكَى أُبَيُّ رَضِيَ الله عَنْه، وَجَعَلَ يَتَرَضَّانِي وَقَالَ: ويحك اذهب هناك ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إني أعاهدك، لأن أَبْقَيْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لَأَتَكَلَّمَنَّ بِمَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أخاف فيك لَوْمَةَ لَائِمٍ ثُمَّ أُرَاهُ قَامَ فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ: انْصَرَفْتُ عَنْهُ، وَجَعَلْتُ أَنْتَظِرُ الْجُمُعَةَ لِأَسْمَعَ كَلَامَهُ قَالَ: فَلَمَّا كان يوم الخميس خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَاتِي [فَإِذَا السِّكَكُ غَاصَّةٌ مِنَ النَّاسِ لَا آخُذُ -[700]- فِي سِكَّةٍ إِلَّا يلقاني النَّاسُ قُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ] قَالُوا: نَحْسَبُكَ غَرِيبًا؟ قُلْتُ: أَجَلْ، قَالُوا: مَاتَ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه بِالْعِرَاقِ فَحَدَّثْتُهُ بالحديث، فقال: وا لهفاه أَلَا كَانَ حَتَّى يُبَلِّغَنَا مَقَالَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

باب الترغيب في طلب العلم والحث عليه

34 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

3081 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ الله بن يَحْيَى بْنُ أبي كثير، قال سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: §الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ، وَالنَّفْسُ الصَّالِحَةُ خَيْرٌ مِنَ اللُّؤْلُؤِ. مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.

3082 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عن أبي عمار، عَنْ أَنَسِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §طَالِبُ الْعِلْمِ أَوْ صَاحِبُ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى الْحُوتُ فِي الْبَحْرِ.

3083 - حدثنا هُذَيْلُ الْحِمَّانِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ": §طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.

3084 - حدثنا الهُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُجَاشِعُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ وَاثِلَةَ بن الأسقع رَضِيَ الله عَنْه، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَأَدْرَكَهُ أعطاه الله تعالى كِفْلَيْنِ مِنَ الْأَجْرِ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا يُدْرِكْهُ أعطاه الله عز وجل كِفْلًا مِنَ الْأَجْرِ. فَفَسَّرَهُ فَقَالَ: مَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَأَدْرَكَهُ أعطاه الله تبارك وتعالى أَجْرَ مَا عَلِمَ وَأَجْرَ مَا عَمِلَ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَلَمْ يُدْرِكْهُ أعطاه الله تعالى أَجْرَ مَا علم وسقط عنه أَجْرُ مَا لَمْ يعلم ".

3085 - حدثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ، حدثنا الرقاشي قال: كَانَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: إِنَّمَا كَانُوا §إِذَا صَلُّوا الْغَدَاةَ قعدوا حلقاً حِلَقًا يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَعَلَّمُونَ الفرائض وَالسُّنَنَ.

3086 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَا عبد الله تعالى بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ.

3087 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَا عبد الله عز وجل بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ فِقْهٍ فِي دِينٍ، وَلَفَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ /.

3088 - وَبِهِ قَالَ: §لِكُلِّ شَيْءٍ عِمَادٌ، وَعِمَادُ هَذَا الدِّينِ الْفِقْهُ.

3089 - قَالَ الْحَارِثُ: [حدثنا إسماعيل] حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشِ الْحِمْصِيُّ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عَلِّمُوا وَلَا تُعَنِّفُوا " فَإِنَّ الْمُعَلِّمَ خَيْرٌ مِنَ الْمُعَنِّفِ.

3090 -[1] وقال الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: دَخَلَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المسجد، وقم يذكرون الله تبارك وتعالى، وَقَوْمٌ يَتَذَاكَرُونَ الْفِقْهَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِلَا الْمَجْلِسَيْنِ عَلَى خَيْرٍ، أَمَّا §الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى، ويسألون رَبَّهُمْ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ، وَهَؤُلَاءِ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ وَيَتَعَلَّمُونَ وَإِنَّمَا بعثت معلماً، وهذا أَفْضَلُ فَقَعَدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهُمْ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ بِهِ

3091 - وقال أبو يعلى: حدثنا عقبة، ثنا مسعدة بن اليسع عن شبل بن عباد، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله رَضِيَ الله عَنْه: إن رجلا جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أي الناس أعلم؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يجمع علم الناس إلى علمه وكل صاحب علم غرثان.

3092 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أُمَّتِي.

3093 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بن حيان، ثنا محمد بن عمر بْنِ عَبْدِ الله الرومي قال: سَمِعْتُ الْخَلِيلَ بْنَ مُرَّةَ يُحَدِّثُ عَنْ مُبَشِّرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §فُضِّلَ الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ.

3094 - وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابن عباس رضى الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عَلِّمُوا وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا قَالَهَا ثالثاً، فَإِذَا غَضِبْتَ فَاسْكُتْ ".

3095 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عمرو بن الحصين، ثنا ابْنُ عُلَاثَةَ، ثنا خُصَيْفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا مِمَّا يَنْفَعُهُمْ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَفُضِّلَ الْعَالِمُ عَلَى الْعَابِدِ سَبْعِينَ دَرَجَةً "، اللَّهُ أَعْلَمُ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ.

3096 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشامي الْعَبَّادَانِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الْأَجْوَدِ، الأجود الله تعالى، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ، §وَأَجْوَدُهُمْ مِنْ بَعْدِي رَجُلٌ عَلِمَ عِلْمًا فَنَشَرَ عِلْمَهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وحده ورجل جاهد بَنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يُقْتَلَ.

3097 - حدثنا هَمَّام، ثنا الْوَلِيدُ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عُثْمَانَ بن أبي سودة، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قال: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ فِيهِ: §مَوْتُ الْعَالِمِ مُصِيبَةٌ لَا تُجْبَرُ وَثُلْمَةٌ لَا تُسَدُّ وَهُوَ نَجْمٌ طُمِسَ، مَوْتُ قَبِيلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوْتِ عَالِمٍ.

باب تبيين الحديث مجملات القرآن

35 - بَابُ تَبْيِينِ الْحَدِيثِ مُجْمَلَاتِ الْقُرْآنِ

3098 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: بَيْنَمَا عِمْرَانُ بن حصين رَضِيَ الله عَنْهما جالس وَعِنْدَهُ أَصْحَابٌ لَهُ يُحَدِّثُهُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا تُحَدِّثْنَا إِلَّا بِالْقُرْآنِ أَوْ لَا نُرِيدُ إِلَّا الْقُرْآنَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ §لَوْ وُكِلْتَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ إِلَى الْقُرْآنِ أَكُنْتَ تَجِدُ صَلَاةَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا وَصَلَاةَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا؟ وَصَلَاةَ المغرب ثلاثاً يقرأ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ، أَرَأَيْتُ لَوْ وُكِلْتَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ إِلَى الْقُرْآنِ أَكُنْتَ تَجِدُ فِي كُلِّ مِائَتَيْنِ خَمْسَةٌ؟ وَفَى الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا وَفِي الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا؟ أَرَأَيْتَ لَوْ وُكِلْتَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ إِلَى الْقُرْآنِ أَكُنْتَ تَجِدُ الطواف بالبيت سبعاً؟ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ كَذَا وَكَذَا.

3099 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ /، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §عَسَى أَنْ يُكَذِّبَنِي رَجُلٌ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَبْلُغُهُ الحديث عني فيقول: مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْ هَذَا وَهَاتِ مَا فِي الْقُرْآنِ.؟ قَالَ إِسْمَاعِيلُ: / فَحَدَّثْتُ بِهِ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ، فَقَالَ: حدثنا الْحَسَنُ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قُلْتُ: فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ، فَأَتَيْنَا الْحَسَنَ، فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَقَالَ " حَدَّثَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ رَضِيَ الله عَنْه.

باب اشتمال القرآن على جميع الأحكام إجمالا وتفصيلا

36 - بَابُ اشْتِمَالِ الْقُرْآنِ عَلَى جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِجْمَالًا وَتَفْصِيلًا

3100 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: §مَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فليؤثر الْقُرْآنَ، فَإِنَّ فِيهِ عِلْمَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ.

باب الترهيب من الكذب

37 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَذِبِ

3101 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَا: حدثنا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ عَنْ عِصْمَةَ بْنِ بشير قال: حَدَّثَنِي الفزع قال: حَدَّثَنِي الْمُنَقَّعُ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا، فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هذه صدقة إبلنا قال: فأمر بها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقسمت، قال: قلت: يا رسول الله إن فِيهَا مَا بَيْنَ هَدِيَّةٍ لَكَ وَصَدَقَةٍ، قَالَ: فَعَزَلْتُ الْهَدِيَّةَ عَنِ الصَّدَقَةِ فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، وَخَاضَ النَّاسُ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باعث خالداً بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إلى رقيق مصر فَمُصَدِّقُهُمْ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ لَنَا لَغِنًى، وَمَا عِنْدَ أَهْلِي مِنْ مَالٍ أَفَلَا أَصْدَقُهُمْ قبل أن يقدم عَلَى. فَأَتَيْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذ هُوَ عَلَى نَاقَةٍ، وَمَعَهُ أَسْوَدُ قَدْ حَاذَى رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما رَأَيْتُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَطْوَلَ مِنْهُ، فلما دنوت منه هَوَى إِلَيَّ قَالَ: فَكَفَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّاسَ خَاضُوا أنك باعث خالداً بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إلي رقيق مصر فَمُصَدِّقُهُمْ. قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: §اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ. قَالَ المنقع: فما حدثت حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ -[742]- كِتَابٌ أَوْ [جرت] (*) به سنة، يكذب عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ، فَكَيْفَ بَعْدَ مَوْتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في المطبوع (أخبرت) ، وما أثبتناه عن بعض النسخ

32 - كتاب العلم [تابع]

باب اشتمال القرآن على جميع الأحكام إجمالا وتفصيلا

36 - باب اشتمال القرآن على جميع الأحكام إجمالاً وتفصيلاً

3100 - قال مُسَدَّد: حدثنا يحيى عن شعبة، ثنا أبو إسحاق عن مُرَّة قال: قال عبد الله: " من أراد العلم [فَليُثَوِّر] القرآن، فإن فيه علم الأوَّلين والآخرين ".

باب الترهيب من الكذب

37 - باب الترهيب من الكذب

3101 - قال أبو يعلى: حدثنا زكريا بن يحيى، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، قالا: ثنا سيف بن هارون البُرْجُمي، عن عصمة بن بشير، ثنا الفَزَع، حدثنا المُنَقَّع قال: قدمت على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقة إبلنا، فقلت: يا رسول الله، هذه صدقة إبلنا. قال: فأمر بها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقُسمت. قال: قلت يا رسول الله، إن فيها ما بين هدية لك وصدقة. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعزلها ". فعزلت الهدية عن الصدقة، فمكثت أياماً، وخاض الناس أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باعثٌ خالدَ بن الوليد رَضِيَ الله عَنْه إلى رقيق مُضَر فمصدقهم، قال: قلت إن لنا لغنى وما عند أهلي من مال، أفلا أصدقهم قبل أن يقدم على أهلي؟ ، فأتيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإذا هو على ناقة، ومعه أسود قد حاذى رأس رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما رأيت أحداً من الناس أطول منه، فلما دنوت منه هوى إليَّ، قال: فكفَّه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلت: -[20]- يا رسول الله، إن الناس خاضوا أنك باعث خالد بن الوليد رَضِيَ الله عَنْه إلى رقيق مُضَر فمصدقهم، قال: فرفع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يديه حتى رأينا بياض إبْطيه، ثم قال: " اللهم إني لا أحل لهم أن يكذبوا عليّ ". قال المُنَقَّع: فما حدثت حديثاً عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا حديثاً نطق به كتاب، أو أخبرت به سُنَّة، يكذب عليه في حياته فكيف بعد موته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ! .

باب ترويح القلوب لتعي

38 - بَابُ تَرْوِيحِ الْقُلُوبِ لِتَعِيَ

3102 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادٌ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُدَيْرٍ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ قَالَ: " §رَوِّحُوا الْقُلُوبَ، تعي الذِّكْرَ ".

3103 - وَعَنْ حَمَّادٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الحسن رَضِيَ الله عَنْه قال: " §حَادِثُوا [هَذِهِ] الْقُلُوبَ، فَإِنَّهَا سَرِيعَةُ الدُّثُورِ ".

3104 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ [عُمَرَ] [بْنِ] خَالِدٍ [أَبُو] أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ، حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قُرِئَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرْآنٌ وَأُنْشِدَ شِعْرٌ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §أَقُرْآنٌ وَشِعْرٌ فِي مَجْلِسٍ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ ".

باب التحذير من الكذب على رسول الله [صلى الله عليه وسلم]

39 - باب التحذير من الكذب على رسول الله [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]

3105 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سعيد رَضِيَ الله عَنْه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".

3106 - حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا لِيُضِلَّ بِهِ النَّاسَ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".

3107 - وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا [ابن هُبَيْرَةُ] : سَمِعْتُ شَيْخًا، مِنْ حِمْيَرَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ، وَهُوَ عَلَى مِصْرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَضْجَعًا أَوْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ "

3108 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بن معبد قال: سمعت [مَعْبَدٍ] بْنَ كَعْبٍ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ رَضِيَ الله عَنْه خَرَجَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " §مَنْ قال عليَّ شيئاً لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".

3109 - وقال أَبُو يَعْلَى: [1] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يحيى الزِمَّاني، نبا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا دُجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ الْيَرْبُوعِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا شَيْخٌ إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ جَالِسٌ يُقَالُ لَهُ: سَالِمٌ أَوْ أَسْلَمُ، قَالَ: كُنْتُ أُسَافِرُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وأرجز له، فكان لَا يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلنا له: لَوْ حَدَّثْتَنَا، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنِّي سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ". [2] حدثنا نصر بن علي، ثنا مسلم عن الدُجين، عن أسلم مولى عمر، عن عمر رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكره. [3] حدثنا سفيان، يعني ابن وَكيع، ثنا أبي، عن الدُجين به.

3110 - حدثنا الْفَضْلُ بْنُ سِكِّينٍ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ سليمان بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ طلحة، كوفي ثقة، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا "، الْحَدِيثَ.

3111 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، ثنا جَارِيَةُ بْنُ [هَرِمٍ] ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَارِمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [بُسْر] الحُبراني قال: سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ، وَلَهُ صُحْبَةٌ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، أَوْ رَدَّ شَيْئًا أَمَرْتُ بِهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي جَهَنَّمَ ".

3112 - حَدَّثَنَا شَبَابُ بْنُ خَيَّاطٍ، ثنا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا محمد بن [عُبيد اللَّهِ] الْفَزَارِيُّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".

3113 - حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ [زِيَادٍ] ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي [رِيَاحُ] بن الحارث، قال: كُنَّا عِنْدَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ، فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَوْسَعَ لَهُ الْمُغِيرَةُ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: هُنَا فَاجْلِسْ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ سَعِيدٌ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، §مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ / مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".

باب تفسير قوله صلى الله عليه وسلم: ومن كذب علي [متعمدا] ، فليتبوأ مقعده من النار

40 - بَابُ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ومن كذب عليَّ [متعمدًا] ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ (120) تَقَدَّمَ فِي بَابِ الرِّوَايَةِ بِالْمَعْنَى مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ عَنْ رَجُلٍ من الصحابة، رَضِيَ الله عَنْهم.

كتاب الرقائق

33 - كِتَابُ الرَّقَائِقِ

باب العمر الغالب

1 - بَابُ الْعُمُرِ الْغَالِبِ

3114 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِذَا بَلَغَ الْعَبْدُ سِتِّينَ سَنَةً، فَقَدَ أعذر الله تعالى إِلَيْهِ من الْعُمُرِ " أو قال: " أبلغ الله عزّ وجل إليه من العمر ". رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ عَنْ يُوسُفَ الْقَاضِي، عَنْ سُلَيْمَانَ. ورَوَاهُ الرُّويَانِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ الصَّاغَانِيِّ، عَنْ خَلَفِ بْنِ هِشَامٍ. ورَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي مسنده عن عارم، [كلهم] : عَنْ حَمَّادٍ بن زيد، بِهِ -[56]-. [وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَكِنْ لَهُ عِلَّةٌ، رَوَاهُ] غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ عَلَّقَهُ البخاري، فَإِنْ كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حفظه فيحتمل على أَنْ يَكُونَ سَمِعَهُ مِنْ وَجْهَيْنِ.

باب ذكر الموت، وقصر الأمل

2 - بَابُ ذِكْرِ الْمَوْتِ، وَقِصَرِ الْأَمَلِ

3115 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ [بِشْرٍ] ، عَنْ يَعْلَى بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قِيلَ لَهُ: §مَا تُحِبُّ لِمَنْ تُحِبُّ؟ قَالَ: " الْمَوْتَ "، قَالَ: فَإِنْ لَمْ يمت؟ قال: " يقل مَالَهُ وَوَلَدُهُ ".

3116 - وقال أَبُو دَاوُدَ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ لي جبريل عليه السلام: " يَا مُحَمَّدُ، §عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ لَاقِيهِ ".

3117 -[1] وقال عَبْدُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمرو رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §تُحْفَةُ الْمُؤْمِنِ الْمَوْتُ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هَمَّامٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ بِهِ.

3118 - وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَحْيَى بْنُ [يَعْلَى] عن حميد، هو الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §عَجَبًا لِغَافِلٍ وَلَا يُغْفَلُ عَنْهُ، وَعَجَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا وَالْمَوْتُ يَطْلُبُهُ، وَعَجَبًا لِضَاحِكٍ مِلْءَ فِيهِ وَلَا يَدْرِي أَرْضَى اللَّهَ أَمْ أَسْخَطَهُ ".

3119 - وقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُونَ منها، فقال فلان: وَيْحَهَا قَدِ اسْتَرَاحَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّمَا يَسْتَرِيحُ مَنْ غُفِرَ لَهُ ". [إِسْنَادُهُ] مُرْسَلٌ، رجاله ثقات.

3120 - حدثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، أنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " §أَكْيَسُ الْمُؤْمِنِينَ: أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا ".

3121 - حدثنا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، أنا أَبُو خَالِدٍ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عن آبائه رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّ النَّاسِ أَكْيَسُ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §أَكْيَسَ النَّاسِ أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذكراً، وأحسنهم له اسْتِعْدَادًا ".

باب الوصايا النافعة

3 - بَابُ الْوَصَايَا النَّافِعَةِ

3122 - وقال أَبُو بكر: حدثنا أبو الأحوص عَنْ [مَنْصُورٍ] ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ غَيْرِهِ من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْهم، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ لِسَانًا ذاكراً، [أو قلباً] شاكراً، أو زوجة مُؤْمِنَةً تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ، أَوْ تيعن أَحَدَكُمْ عَلَى إِيمَانِهِ ". [أَوْرَدْتُهُ] لِلشَّكِّ فِيهِ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عَنْه وَحْدَهُ، وَسِيَاقُهُمَا أَتَمُّ.

3123 - وقال أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أنا عبد الله، أخبرنا يَحْيَى بِنُ أَيُّوبَ ح قال: وحدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا [ابْنُ المبارك] عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلة، قال: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " تَلِدُونَ لِلْمَوْتِ وَتُعَمِّرُونَ لِلْخَرَابِ، وَتَحْرِصُونَ عَلَى مَا يَفْنَى، وَتَذَرُونَ مَا يَبْقَى، ألا حبذا إليكم من هذه الثَّلَاثُ: الْمَوْتُ، وَالْمَرَضُ، وَالْفَقْرُ ". -[85]- قلت: وأخرجه أبو نُعيم في ترجمة أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه في الحلية، من طريق عبد الله بن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن [عُبيد الله] بن زَحْر، قال: إن أبا ذر رَضِيَ الله عَنْه قال: فذكره، ولكنه قال في آخره: " ألا حبذا المكروهان: الموت والفقر "، ولم يذكر بين [عُبيد الله] وأبي ذر رَضِيَ الله عَنْه [أحداً] .

3124 - ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا دُوَيْدٌ عَنْ عَبْدِ الواحد قال: قَالَ عِيسَى بن مريم عليه السلام: " يَا بَنِي آدَمَ، لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ، تَفْنَى أَرْوَاحُكُمْ، وَتَبْقَى دِيَارُكُمْ ".

3125 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بشر بن السَرِي، ثنا الثوري عن عبد الرحمن بن عابس حدثني [أبو إياس] عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: " إِنَّ §أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كَلَامُ اللَّهِ، وَأَوْثَقُ الْعُرَى كَلِمَةُ التَّقْوَى، وَخَيْرُ الْمِلَلِ ملة إبراهيم عليه السلام، وَأَحْسَنُ الْقَصَصِ هَذَا الْقُرْآنُ، وَأَحْسَنُ السُّنَنِ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَشْرَفُ الْحَدِيثِ ذكر الله تعالى، وَخَيْرُ الْأُمُورِ عَزَائِمُهَا، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ / هَدي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وَأَشْرَفُ الْمَوْتِ قتل الشهداء، وأغير الضَّلَالَةِ الضَّلَالَةُ بَعْدَ الْهُدَى، وَخَيْرُ الْعَمَلِ أَوِ الْعِلْمِ - شَكَّ بِشْرٌ -، مَا نَفَعَ، وَخَيْرُ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ، وَشَرُّ الْعَمَى عَمَى الْقَلْبِ، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَمَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى. وَنَفْسٌ تنجيها خَيْرٌ مِنْ إِمَارَةٍ لَا تحصيها، وشر الغِيْلة الغِيْلة عِنْدَ حَضْرَةِ الْمَوْتِ، وَشَرُّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَأْتِي الْجُمُعَةَ أَوِ الصَّلَاةَ إِلَّا دُبُرًا، وَلَا يذكر الله تعالى إِلَّا هَجْرًا، وَأَعْظَمُ الْخَطَايَا اللِّسَانُ الْكَذُوبُ وَخَيْرُ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وَخَيْرُ الزَّادِ -[89]- التَّقْوَى، وَرَأْسُ الْحِكْمَةِ مخافة الله تعالى، وَخَيْرُ مَا أُلْقِيَ فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ، وَالرَّيْبُ مِنَ الْكُفْرِ، وَالنَّوْحُ مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَالْغُلُولُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، وَالْكَنْزُ كَيٌّ مِنَ النَّارِ، وَالشِّعْرُ مَزَامِيرِ إِبْلِيسَ، وَالْخَمْرُ جِمَاعُ الْإِثْمِ، وَالنِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ، وَالشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ، وَشَرُّ الْمَكَاسِبِ مَكَاسِبُ الرِّبَا، وشر المآكل مأكل مَالِ الْيَتَامَى، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ مَا قَنَعَتْ بِهِ نَفْسُهُ، وَإِنَّمَا يَصِيرُ إِلَى مَوْضِعِ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ، وخير الأمر ناجزه، وَأَمْلَكُ الْعَمَلِ خَوَاتِمُهُ، وَشَرُّ الرَّوَايَا رَوَايَا الْكَذِبِ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ، وَسِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَأَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ معاصي الله تعالى، ولحرمة مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ، ومن يَتَأَلَّ على الله تعالى يُكَذِّبْهُ، وَمَنْ يَغْفِرْ يَغْفِرِ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ يَعْفُ يَعْفُ اللَّهُ عَنْهُ، وَمِنْ يَكْظِمِ الْغَيْظَ يأجره الله تعالى، وَمَنْ يَصْبِرْ على الرزايا يعنه الله عزَّ وجلّ، وَمَنْ يَعْرِفِ [الْبَلَاءَ] يَصْبِرْ عَلَيْهِ، وَمَنْ لَا يَعْرِفْهُ ينكره ومن يُنْكِرْهُ يضيعه الله تبارك وتعالى، وَمَنْ يَتْبَعِ السُّمْعَةَ يُسَمِّعِ اللَّهُ به، ومن ينو الدُّنْيَا تعجزه، ومن يطلع الشَّيْطَانَ يعص الله عزَّ وجلّ، وَمَنْ يعص الله تعالى يُعَذِّبْهُ ".

[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ، هُوَ الْأَعْوَرُ اسمه مَيْمُونٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يخطُب كل عشية خَمِيسٍ بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ، قَالَ: وَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا خُطْبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ §أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كتاب الله تعالى، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَوْقُوفُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يَنْفُذُكُمُ الْبَصَرُ، وَيَسْمَعُكُمُ الْمُنَادِي، وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ ".

3126 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا ابن لَهِيعَةُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عن الباهلي قال: أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، قَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، مَدْخَلَهُمُ الشَّامَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَالَ: " §تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ تُعْرَفُوا بِهِ، وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أهله، وإنه لن يَبْلُغْ مَنْزِلَةَ ذِي حَقٍّ أَنْ يُطَاعَ فِي معصية الله تعالى، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبَعِّدُ مِنْ رِزْقٍ قَوْلٌ بِحَقٍّ وَتَذْكِيرُ عَظِيمٍ، وَاعْلَمُوا أَنَّ بَيْنَ الْعَبْدِ وبين رزقه حجاب، قال: فيترأى له رِزْقِهِ وَإِنِ اقْتَحَمَ هَتَكَ الْحِجَابَ، وَلَمْ يُدْرِكْ فَوْقَ رِزْقِهِ، وَأَدِّبُوا الْخَيْلَ، وَانْتَضِلُوا، وَانْتَعِلُوا [وَتَسَوَّكُوا] ، وَتَمَعْدَدُوا، وَإِيَّاكُمْ وَأَخْلَاقَ الْعَجَمِ، وَمُجَاوِرَةَ الْجَبَّارِينَ، وَأَنْ يُرَى بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ صَلِيبٌ، وَأَنْ تَجْلِسُوا عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ، وتدخلوا الْحَمَّامَ بِغَيْرِ إِزَارٍ، وتدعوا نِسَاءَكُمْ يَدْخُلْنَ الْحَمَّامَاتِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ، وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَكْسِبُوا مِنْ عِنْدِ الْأَعَاجِمِ بَعْدَ نُزُولِكُمْ فِي [بِلَادِهِمْ] مَا يَحْبِسُكُمْ فِي أرضهم، فإنكم يوشك أَنْ تَرْجِعُوا إِلَى بِلَادِكُمْ، وَإِيَّاكُمْ والصفار أَنْ تَجْعَلُوهُ فِي رِقَابِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِأَمْوَالِ الْعَرَبِ الْمَاشِيَةِ [تزولون] بها حيث زلتم، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَشْرِبَةَ -[99]- تُصْنَعُ مِنْ الزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ وَالتَّمْرِ، فَمَا عُتِّقَ مِنْهُ، فَهُوَ خَمْرٌ لَا يَحِلُّ، وَاعْلَمُوا أن الله تعالى لَا يُزَكِّي [ثَلَاثَةَ] نَفَرٍ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلَا يُقَرِّبُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى إِمَامَهُ صَفْقَةً يُرِيدُ بِهَا الدُّنْيَا، فَإِنْ أَصَابَهَا وَفَى لَهُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا [لَمْ يَفِ] لَهُ، وَرَجُلٌ خَرَجَ بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ لَقَدْ أُعْطِيَ بِهَا كَذَا وَكَذَا فَاشْتُرِيَتْ لقوله، وَسِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَلَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَهْجُرَ أَخَاكَ فَوْقَ ثَلَاثٍ، وَمَنْ أَتَى سَاحِرًا أَوْ كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

2127 -[1] وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَلَاءُ أَبُو محمد الثَّقفي قال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ مَا عَلَّمَنِي أَنْ قَالَ لِي: " يَا بُنَيَّ، أَحْكِمْ وُضُوءَكَ "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي آخره: " ولا تَبِيْتَنَّ ولا تُصْبِحَنَّ يَوْمًا وَفِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَإِنَّ هَذَا مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَخَذَ بِسُنَّتِي، فقد أحبني، ومن أَحَبَّنِي، فَهُوَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، يَا بُنَيَّ، فَإِذَا علمت بِهَذَا وَحَفِظْتَ وَصِيَّتِي، / §فَلَا يَكُونَنَّ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ، فَإِنَّ فِيهِ رَاحَتَكَ -[113]- ". 3127 -[2] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مُحَمَّدُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، ثنا عَبَّادٌ الْمِنْقَرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، فذكر مثله، وأتمَّ منه -[115]-. 3127 -[3] حدثنا خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ حفص بن عُبيد اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَهُ وَزَادَ فِيهِ: " وَسَلِّمْ في بيتك [يَزِدُ] الله تعالى فِي بَرَكَاتِكَ، وَوَقِّرْ كَبِيرَ الْمُسْلِمِينِ، وارحم صغيرهم، أجيء أَنَا وَأَنْتَ كَهَاتَيْنِ ". وَجَمَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ -[116]-. 3127 -[4] حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَبِي خليفة عن ضرار بْنِ مسلم، قال: سمعته يَذْكُرُهُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أوصاني رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِي آخره: " [إن نمت وَأَنْتَ طَاهِرٌ فَمُتَّ، مُتَّ] شَهِيدًا، يَا أَنَسُ، وَقِّرِ الْكَبِيرَ، وَارْحَمِ الصَّغِيرَ ".

3128 -[1] وقال عَبْدُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أنا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، هو أَبُو الْمِقْدَامِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ عَلَيْنَا عَامِلٌ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ شَابٌّ غَلِيظُ الْبَضْعَةِ، ممتلىء الْجِسْمِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ وَقَاسَى مِنَ الْعَمَلِ وَالْهَمِّ مَا قَاسَى، تَغَيَّرَتْ حَالُهُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ لَا أَكَادُ أصرف بصري [عنه] ، فَقَالَ: يَا ابْنَ كَعْبٍ، إِنَّكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ نَظَرًا ما كنت تنظره إِلَيَّ مِنْ قَبْلَ، قَالَ: قُلْتُ: تُعْجِبُنِي. قَالَ: وما عَجَبُكَ؟ قَالَ: لِمَا حَالَ مِنْ لَوْنِكَ، وَنُفِيَ مِنْ شَعْرِكَ، وَنَحَلَ مِنْ جسمك، قال: وكيف لَوْ رَأَيْتَنِي بَعْدَ ثَلَاثٍ، حِينَ تَسِيلُ حدقتاي عَلَى وَجْهِي، [وَيَسِيلُ] مَنْخَرَايَ وَفَمِي صديداً ودوداً، أكنت لِي أَشَدَّ نُكْرَةً؟ أَعِدْ عَلَيَّ حَدِيثًا كُنْتَ حَدَّثْتَنِيهِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ §لِكُلِّ شَيْءٍ شَرَفًا، وَإِنَّ أَشْرَفَ الْمَجَالِسِ مَا اسْتُقْبِلَ بِهِ الْقِبْلَةَ، وَإِنَّمَا يُجَالَسُ بِالْأَمَانَةِ، وَاقْتُلُوا الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي صَلَاتِكُمْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَكْرَمَ النَّاسِ، فليتق الله تعالى، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ، فَلْيَتَوَكَّلْ على الله عز وجل، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَغْنَى النَّاسِ، فَلْيَكُنْ [بِمَا فِي] يد الله تبارك وتعالى أَوْثَقَ مِنْهُ بِمَا فِي يَدِهِ. أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ نَزَلَ وَحْدَهُ وَمَنَعَ رِفْدَهُ، وجلد عبده. ألا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ مِنْ هَذَا؟ " قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يُبْغِضِ النَّاسَ وَيُبْغِضُونَهُ. أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟ "، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يُقِلْ عَثْرَةً، وَلَمْ يَقْبَلْ مَعْذِرَةً، وَلَمْ يَغْفِرْ ذَنْبًا. أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ هَذَا؟ "، قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يُرْجَ خَيْرُهُ، -[119]- وَلَمْ يُؤْمَنْ شَرُّهُ، إِنَّ عِيسَى بن مريم عليه السلام قَامَ فِي قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، لَا تَكَلَّمُوا [بِالْحِكْمَةِ] عِنْدَ الْجَاهِلِ فَتَظْلِمُوهَا، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَظْلِمُوهُمْ، وَلَا تَظْلِمُوا، وَلَا تُكَافِئُوا ظالماً [بظلم] [فَيَبْطُلَ] فضلكم عن رَبِّكُمْ، يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، الْأَمْرُ ثَلَاثَةٌ: أَمْرٌ بَيِّنٌ رُشْدُهُ فَاتَّبِعُوهُ، وَأَمْرٌ بَيِّنٌ غِيُّهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَأَمْرٌ اخْتُلِفَ فِيهِ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ ". [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا [سُرَيْجُ] بْنُ يُونُسَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا أَبُو الْمِقْدَامٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: عَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عبد العزيز رضي الله، وهو علينا عَامِلٌ بالمدينة زَمَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُوَ شَابٌّ، فَذَكَرَهُ. قُلْتُ: فِي السُّنَنِ شَيْءٌ مِنْ أَوَائِلِهِ.

3129 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ أَضْحَكَهُمْ حَدِيثُهُمْ، فَوَقَفَ فَسَلَّمَ فَقَالَ: " §اذْكُرُوا هَاذِمَ اللَّذَّاتِ، الْمَوْتَ ". وَخَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ خَرْجَةً أُخْرَى، فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ فَقَالَ: " أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ". قال: وخرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا فَإِذَا قَوْمٌ يَتَحَدَّثُونَ وَيَضْحَكُونَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: " أَلَا إِنَّ الْإِسْلَامَ بدأ غريباً، وسيعود غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "، قِيلَ لَهُ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِينَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ صَلَحُوا ".

3130 -[1] وقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أبو الأحوص، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ النَخَع قال: شَهِدْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، حِينَ حضره الموت فقال: إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §اعبد الله تعالى كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي الموتى، واتق دعوات المظلوم فإنها تستجاب، وَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَشْهَدَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَصَلَاةَ الْغَدَاةِ فِي جَمَاعَةٍ، فَلْيَفْعَلْ وَلَوْ حَبْوًا ". صَحِيحٌ لَوْلَا الْمُبْهَمُ -[135]-. 3130 -[2] حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: " اعبد الله تعالى كَأَنَّكَ تَرَاهُ "، فَذَكَرَهُ مَوْقُوفًا إِلَى قَوْلِهِ: " الْمَظْلُومِ "، وَزَادَ: " وَاعْلَمْ أَنَّ قَلِيلًا يُغْنِيكَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يلهيك، وإن الدِّين لَا يَبْلَى، وَأَنَّ الْبِرَّ لَا يُنْسَى.

3131 - وقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّا الْكُوفِيِّ، عَنْ رجل حدثه قال: أَنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / نهى رجلاً عَنْ ثَلَاثٍ، وَأَوْصَاهُ بثلاث، فأما [التي] نَهَاهُ عَنْهَا، فَقَالَ: " لَا تَنْقُضْ عَهْدًا وَلَا تُعِنْ عَلَى نَقْضِهِ، وَلَا تَبْغِ، فَإِنَّ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لينصرنَّه الله تعالى، وَإِيَّاكَ وَمَكْرَ السيء، فَإِنَّهُ لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السيء إِلَّا بِأَهْلِهِ، وَلَهُنَّ من الله تعالى طَالِبٌ "، وَأَمَّا الَّتِي أَوْصَاهُ بها: " §أن تكثر ذِكْرَ الْمَوْتِ، فَإِنَّهُ يُسْلِيكَ عَمَّا سِوَاهُ، وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَتَى يُسْتَجَابُ لَكَ، وَعَلَيْكَ بِالشُّكْرِ، فَإِنَّهُ زِيَادَةٌ "، ثُمَّ قرأ سفيان: " [لإِن] شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ".

3132 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا [مُعْتَمِر] قال: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §عند الله تبارك وتعالى خَزَائِنُ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ ".

باب حسن الخلق

4 - بَابُ حُسْنُ الْخُلُقِ

3133 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " §خِيَارُكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ".

باب المحافظة على الدين، وبذل المال والنفس دونه

5 - بَابُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الدِّينِ، وَبَذْلِ الْمَالِ وَالنَّفْسِ دُونَهُ

3134 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: شَيَّعْنَا [جُنْدُبًا] إِلَى حِصْنِ الْمُكَاتَبِ، فَقُلْنَا لَهُ: أَوْصِنَا. فَقَالَ: " §عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ نُورُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَهُدَى النَّهَارِ، فاعلموا بِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جَهْدٍ وَفَاقَةٍ، فَإِنْ عَرَضَ بَلَاءٌ، فَقَدِّمْ مَالَكَ دُونَ نفسك، فإن تَجَاوَزَ الْبَلَاءُ، فَقَدِّمْ مَالَكَ [وَنَفْسَكَ] دُونَ دِينِكَ، فَإِنَّ المحروم من حرم دِينَهُ، وَإِنَّ الْمَسْلُوبَ مَنْ سُلِبَ دِينَهُ، وَإِنَّهُ لَا غِنًى يغني بَعْدَهُ النَّارُ، ولا فقر يفقر بَعْدَهُ الْجَنَّةُ، إِنَّ النَّارَ لَا يُفَكُّ أسرهاولا يَسْتَغْنِي فَقِيرُهَا ". صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

3135 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدثنا عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إن من أسوء [النَّاسِ] مَنْزِلَةً مَنْ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ ".

باب

6 - بابٌ 3136 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حدثنا عُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ عن يوسف بن الصَّبَّاغِ، عَنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْه لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ شَهِدَ أَمْرًا فَكَرِهَهُ، كَانَ كَمَنْ غَابَ عَنْهُ، وَمَنْ غَابَ عَنْ أَمْرٍ فَرَضِيَ بِهِ، كَانَ كَمَنْ شَهِدَهُ ".

باب الضيق على المؤمن في الدنيا

7 - بَابُ الضِّيقِ عَلَى الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا

3137 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيُّ، وَأَبُو مَعْمَرٍ، قَالَا: ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، ثنا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وهب، عن عطية بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: سمعت سلمان رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا سَلْمَانُ، إِنَّ §الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ ".

باب

8 - بَابٌ

3138 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أبي إسرائيل، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنِي عيسى بن سَبْرة، يحدث عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بن مالك رَضِيَ الله عَنْه يرفعه قال: " §إن الله عزّ وجل يُعْطَى الدُّنْيَا عَلَى نِيَّةِ الْآخِرَةِ، وَلَا يُعْطِي الْآخِرَةَ عَلَى نِيَّةِ الدُّنْيَا ".

باب فضل [العمل] الصالح في الزمن السوء

9 - بَابُ فَضْلِ [الْعَمَلِ] الصَّالِحِ فِي الزمن السوء 3139 - قال

ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، ثنا حَيْوة، أنا [شُرَحْبِيلُ] بْنُ شَرِيكٍ، أَنَّهُ سمع عبد الرحمن الحبلي يحدث، أنه سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " §لَخَيْرٌ أَعْمَلُهُ الْيَوْمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِثْلَيْهِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنَّا كنا مع رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تهمنا الْآخِرَةُ وَلَا تهمنا الدُّنْيَا، وَإِنَّا الْيَوْمَ قَدْ مَالَتْ بِنَا الدُّنْيَا ".

باب وقوع البلاء بالمؤمن الكامل ابتلاء

10 - بَابُ وُقُوعِ الْبَلَاءِ بِالْمُؤْمِنِ الْكَامِلِ ابْتِلَاءً

3140 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بن السائب قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أبي ليلى يقول: حَدَّثَنَا فُلَانٌ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: فَذَكَرَ حَدِيثًا، قَالَ: وقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تجتمع مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْعَصْرِ، وتبقى فِيكُمْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَتَبْقَى فِيكُمْ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ، وَيَقُولُونَ: أَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَتَرَكْنَا فِيهِمْ رَجُلًا لَمْ يُصِبْهُ خَيْرٌ قَطُّ، وَلَا بَلَاءٌ قَطُّ، إِلَّا عَلِمَ أَنَّهُ مِنْكَ، فَيَقُولُ: ابتلوا عبدي، أو زيدوا عَبْدِي "، قَالَ سفيان: لا أدري بأيتهما بدأ، قال: " فَيَبْتَلُونَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: ابْتَلُوهُ فَيُبْتَلَى، ثُمَّ يَقُولُ: ابْتَلُوهُ وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُونَ: انْتَهَى الْبَلَاءُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: زِيدُوهُ، فَيُزَادُ، ثُمَّ يَقُولُ: زِيدُوهُ، فَيُزَادُ، ثُمَّ يقول: زيدوه، فيزاد، ثم يَقُولُ: زِيدُوهُ، وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُونَ: انْتَهَى الْمَزِيدُ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عَبْدِي فِي الْبَلَاءِ، وَكَيْفَ رأيتموه فِي الرَّخَاءِ؟ فَيَقُولُونَ: أَيْ رَبِّ، أَصْبَرَ عَبْدٍ وأشكره، فَيَقُولُ: اكْتُبُوا عَبْدِي مِمَّنْ لَا يُبَدَّلُ وَلَا يُغَيَّرُ حَتَّى يَلْقَانِي ".

باب الحث على الصبر

11 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الصَّبْرِ

3141 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، §أَيُّ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ ". إِسْنَادُهُ حسن. أخرجه من حديث طويل، قد أَخْرَجُوهُ مُفَرَّقًا إِلَّا هَذِهِ الْجُمْلَةَ.

3142 - قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا عَبْدَةُ، هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مُحْرِزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا صَبَرَ أَهْلُ بَيْتٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ عَلَى جَهْدٍ، إِلَّا أتاهم الله عزَّ وجلّ بِرِزْقٍ ".

3143 - حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحسين الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن §النَّاسُ [الْيَوْمَ] كشجرة ذات جناء، وَيُوشِكُ أَنْ [يَعُودَ] النَّاسُ كشجرة ذات شوك، إن نافرتهم نافروك، وإن تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ طلبوك ". قال: قلت: وَكَيْفَ بِالْمَخْرَجِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: / " تُقْرِضُهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ ".

باب ذم الغضب

12 - بَابُ ذَمِّ الْغَضَبِ

3144 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُليم، حدثني أبو عَمْرٍو مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ، ستر الله تعالى عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ، كف الله عزّ وجل عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إلى الله تعالى، قَبِلَ مِنْهُ عُذْرَهُ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا -[183]-. 3144 -[3] وحدثنا أَبُو مُوسَى، أنا عِيسَى بْنُ [شُعَيْبٍ] الضَّرِيرُ أبو الْفَضْلِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمٍ النُّمَيري عَنِ [أبي عُمير] بن أَنَسٍ، [عن أبيه] ، نَحْوَهُ -[184]-. 3144 -[4] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ [بْنُ هَاشِمٍ] الْبَزَّارُ، حدثني خَالِدُ بْنُ [بُرْدٍ] الْعِجْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه بِهِ.

باب فضل من ترك المعصية من خوف الله تعالى

13 - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَرَكَ الْمَعْصِيَةَ مِنْ خوف الله تعالى

3145 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ أَبُو أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ، ثنا عِيسَى - يَعْنِي ابْنَ يُونُسَ -، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قَدَرَ عَلَى طَمَعِ الدُّنْيَا، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ لَا يُؤَدِّيَهُ، زوَّجه الله تعالى من الحور الْعِينِ حَيْثُ يَشَاءُ، ومن دعته بغية إِلَى نَفْسِهَا، فَتَرَكَهَا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تبارك وتعالى، زوَّجه الله تعالى من الحور العين حيث شاء ".

باب المبادرة إلى الطاعة

14 - بَابُ الْمُبَادَرَةِ إِلَى الطَّاعَةِ

3146 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يحيى، ثنا سفيان، حدثني أبي، ثنا أبو وَائِلٍ، عَنْ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ تَلَاطُخِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، أنه قال: " قال الله تبارك وتعالى: §يَا ابْنَ آدَمَ، قُمْ إِلَيَّ امش إِلَيْكَ، [وَامْشِ] إِلَيَّ، أُهَرْوِلُ إِلَيْكَ ". صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

باب الترهيب من مساوئ الأعمال

15 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنْ مَسَاوِئِ الْأَعْمَالِ

3147 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدٍ، هُوَ ابْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه قال: إن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: " اجْمَعْ لِي [قومك] "، فَجَمَعَهُمْ، فكانوا بِالْبَابِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَلَا إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْكُمُ الْمُتَّقُونَ، َإِيَّاكُمْ أَنْ يَجِيءَ النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ، وتجيؤون بِالْأَثْقَالِ تَحْمِلُونَهَا عَلَى ظُهُورِكُمْ ".

3148 - وقال الطيالسي: حدثنا عِمران الْقَطَّانُ، ثنا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لِكُلِّ إِنْسَانٍ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ: فَأَمَّا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: مَا أَنْفَقْتَ فَلَكَ، وَمَا أَمْسَكْتَ فَلَيْسَ لَكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ؛ وَأَمَا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: أنا معك، فإذا أَتَيْتَ بَابَ الْمَلِكِ، تركتك ورجعت، فذاك أَهْلُهُ وَحَشَمُهُ، وَأَمَا خَلِيلٌ، فَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ حَيْثُ دَخَلْتَ وَحَيْثُ خَرَجْتَ، فَذَلِكَ عَمَلُهُ، فَيَقُولُ: إِنْ كُنْتَ لَأَهْوَنَ الثَّلَاثَةِ عَلَيَّ ".

3149 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا فرات بن [سلمان] عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ أبي ذرّ رَضِيَ الله عَنْه قال: سَمِعْتُ خَلِيلِيَ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §كَمَا لَا يُجْتَنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، لَا يَنْزِلُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ، وَهُمَا طَرِيقَانِ، فَأَيَّهُمَا أَخَذْتُمْ، وَرَدَ بِكُمْ عَلَى أَهْلِهِ ".

3150 - وقال أَبُو يعلى: حدثنا مُؤَمّل، ثنا [مُكَبَّر] بْنُ عُثْمَانَ، ثنا الْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ عَنْ يزيد بن [مَرْثَد] الْمَذْحِجِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إن الله تبارك وتعالى بَنَى دِينَهُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَرْكَانٍ، فَمَنْ لَمْ يَصْبِرْ عَلَيْهِنَّ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِنَّ، لقي الله تعالى مِنَ الفاسقين، قال: وَمَا هُنَّ [يَا أَبَا ذر] ، قال رَضِيَ الله عَنْه: يُسلِّم حَلَالَ اللَّهِ لِلَّهِ، [وَحَرَامَ اللَّهِ لِلَّهِ] ، وَأَمْرَ اللَّهِ لِلَّهِ، وَنَهْيَ اللَّهِ لِلَّهِ، لا يُؤْتَمَنُ عَلَيْهِنَّ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: قال أبو القاسم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كما §لَا يُجْتَنَى مِنَ الشَّوْكِ الْعِنَبُ، كَذَلِكَ لَا يَنَالُ الْفُجَّارُ مَنَازِلَ الْأَبْرَارِ ".

باب التخويف من يوم القيامة

16 - بَابُ التَّخْوِيفِ مِنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

3151 -[1] قَالَ أَبُو يعلى: حدثنا أبو مَعْمَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ، قَالَ: اخْتَصَمَ إِلَى مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ رَجُلَانِ، فَشَهِدَ عَلَى أَحَدِهِمَا رَجُلٌ، فَقَالَ الْمَشْهُودُ عَلَيْهِ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ لِرَجُلُ صِدْقٍ، وَلَئِنْ سَأَلْتَ عَنْهُ، لَيُحْمَدَنَّ أَوْ [لَيُزَكِّيَنَّ] ، وَلَقَدْ شَهِدَ عَلَيَّ بِبَاطِلٍ، وَلَا أدري ما اجترأه إِلَى ذَلِكَ. فَقَالَ مُحَارِبٌ: يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ [عَبْدَ اللَّهِ بن عمر] رَضِيَ الله عَنْهما، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَعِظُ رَجُلًا ذَلِكَ الْيَوْمَ: فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَ: " §وإن الطير يوم القيامة لَتَضْرِبُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَتَرْمِي بِمَا فِي أجوافها مَا لَهَا طَلِبَةٌ -[207]- ". 3151 -[2] وقال الْحَارِثُ: حدثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُرَاتِ بِهِ مُخْتَصَرًا، وَفِي آخِرِهِ: " وَلَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ ".

باب الحث على العمل

17 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ

3152 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْمُقْرِئُ، ثنا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: " §أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْآخِرَةِ حَزَنٌ بربرة ثَلَاثًا وَإِنَّ عَمَلَ النَّارَ سَهْلٌ بِشَهْوَةٍ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُقِيَ الْفِتَنَ ".

باب عيش السلف

18 - بَابُ عَيْشِ السَّلَفِ

3153 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، ثنا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، قال: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ، فَوَجَدَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: " مَا أَخْرَجَكَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ؟ "، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: §أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَخْرَجَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ "، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: " أَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَعَدَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُهُمَا، ثُمَّ قَالَ: " هَلْ [بِكُمَا] قُوَّةٌ تنطلقان إِلَى هَذَا النَّخْلِ، فَتُصِيبَانِ طَعَامًا وَشَرَابًا وَظِلًّا؟ "، قَالَ: قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: " مُرُّوا بِنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ الْأَنْصَارِيِّ "، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وأم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها وَرَاءَ الْبَابِ، تَسْمَعُ الْكَلَامَ وَتُرِيدُ أَنْ يَزِيدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَرَادَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْصَرِفَ خَرَجَتْ أم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها خَلْفَهُمْ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَمِعْتُ وَاللَّهِ تَسْلِيمَكَ /، وَلَكِنْ أردت أن تزيدنا مِنْ سَلَامِكَ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا، وَقَالَ: " أَيْنَ أَبُو الْهَيْثَمِ؟ مَا أُرَاهُ "، قَالَتْ: هُوَ قَرِيبٌ، ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ -[211]- لَنَا الْمَاءَ، ادْخُلُوا، فَإِنَّهُ يَأْتِي السَّاعَةَ إِنْ شاء الله تعالى، فبسطت لهم بِسَاطًا تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَجَاءَ أَبُو الْهَيْثَمِ وَفَرِحَ بِهِمْ، وَقَرَّتْ عَيْنُهُ بِهِمْ، وَصَعِدَ عَلَى نَخْلَةٍ فصرم عِذْقا، فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " حَسْبُكَ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ "، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأْكُلُونَ مِنْ رُطَبِه ومن بُسْرِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، ثُمَّ أَتَاهُمْ بِمَاءٍ فَشَرِبُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ "، [[وَقَامَ أَبُو الْهَيْثَمِ لَيَذْبَحُ شَاةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكَ وَاللَّبُونَ "]] (*) وَقَامَتْ أم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها تَعْجِنُ لَهُمُ وَتَخْبِزُ، وَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رؤوسهم لِلْقَائِلَةِ، فَانْتَبَهُوا وَقَدْ أَدْرَكَ طعامهم، فوُضع الطعام بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا وحمدوا الله تعالى وَرَدَّتْ عَلَيْهِمْ أم الهيثم رَضِيَ الله عَنْها بَقِيَّةَ الْعِذْقِ، فَأَكَلُوا مِنْ رُطَبِهِ وَمِنْ تَذْنُوبِهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَهُمْ -[217]-. 3153 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: حَتَّى أَتَيْنَا مَنْزِلَ مَالِكِ بْنِ التَّيْهَانِ أَبِي الْهَيْثَمِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْه. وَزَادَ فِي آخره: " ثم دعا لَهُمْ بِخَيْرٍ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِأَبِي الْهَيْثَمِ: " إِذَا بَلَغَكَ أَنْ قَدْ أَتَانَا رَقِيقٌ فَأْتِنَا ". قَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ رَضِيَ الله عَنْه: فَلَمَّا بَلَغَنِي أَنَّهُ أَتَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برقيق، أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَعْطَانِي رَأْسًا فَكَاتَبْتُهُ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَمَا رَأَيْتُ رَأْسًا كَانَ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى: فَحَدَّثْتُ بِهِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُسْلِمٍ الْمَكِّيَّ، فَحَدَّثَنِي بِنَحْوِهِ، وَزَادَ فيه: قالت لهم أُمُّ الْهَيْثَمِ: لَوْ دَعَوْتَ لَنَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ ".

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

3154 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ الله عَنْه قال: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: [فَاتَنِي] الْعِشَاءُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَأَتَيْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكُمْ عَشَاءٌ؟ ، قَالُوا: لَا، وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا عَشَاءٌ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، فَلَمْ يَأْتِنِي النَّوْمُ مِنَ الْجُوعِ، فَقُلْتُ: لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فصلَّيت وتعلَّلت حَتَّى أُصْبِحَ، فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ تَسَانَدْتُ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ كَذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ عُمَرُ بْنُ الخطاب رَضِيَ الله عَنْه فقال: من هذا؟ ، قلت: أبو بكر، قال: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِي، فبينا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْكَرَنَا، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ " فَبَادَرَنِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: هَذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَخْرَجَكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ "، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: خَرَجْتُ فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَرَأَيْتُ سَوَادَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ فَذَكَرَ الَّذِي كَانَ، فَقُلْتُ: §وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَنِي إِلَّا الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، فَانْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْوَاقِفِيِّ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيْهَانِ، فَلَعَلَّنَا نَجِدُ عِنْدَهُ شَيْئًا يُطْعِمُنَا "، فَخَرَجْنَا نَمْشِي فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْحَائِطِ فِي الْقَمَرِ، فَقَرَعْنَا الْبَابَ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: مَنْ هَذَا؟ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَفَتَحَتْ لَنَا فَدَخَلْنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْنَ زَوْجُكِ؟ " قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ لَنَا مِنَ الْمَاءِ من حَشِّ بن حَارِثَةَ، الْآنَ يَأْتِيكُمْ، قَالَ: فَجَاءَ يَحْمِلُ قِرْبَةً حَتَّى أَتَى بِهَا [نَخْلَةً] وَعَلَّقَهَا عَلَى كِرْنَافَةٍ مِنْ كَرَانِيفِهَا ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، -[223]- فَقَالَ: مَرْحَبًا وَأَهْلًا، ما زار ناساً أَحَدٌ قَطُّ مِثْلُ مَنْ زَارَنِي، ثُمَّ قَطَعَ لَنَا عِذْقًا فَأَتَانَا بِهِ تجعلنا نُنَقِّي منه في القمر ونأكل، ثُمَّ أَخَذَ الشَّفْرَةَ فَجَالَ فِي الْغَنَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِيَّاكَ وَالْحَلُوبَ - أَوْ قَالَ - إِيَّاكَ وذات الدَّرِّ ". فَأَخَذَ رَضِيَ الله عَنْه شَاةً، فَذَبَحَهَا وَسَلَخَهَا، وَقَالَ لامرأته: قومي، فطحنت وَخَبَزَتْ وَجَعَلَتْ تَقْطَعُ فِي الْقِدْرِ مِنَ اللَّحْمِ وَتُوقِدُ تحتها حتى فرغ الخبز واللحم، فثرد وغرف عَلَيْهِ مِنَ الْمَرَقِ وَاللَّحْمِ، ثُمَّ أَتَانَا بِهِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ أَيْدِينَا، فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى القربة وقد [صفقتها] الرِّيحُ فَبَرَّدَ، فَصَبَّ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ نَاوَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبَا بَكْرِ رَضِيَ الله عَنْه فَشَرِبَ، ثُمَّ نَاوَلَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَشَرِبَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الحمد الذي الذي خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلَّا الْجُوعُ، ثُمَّ رَجَعْنَا وَقَدْ أَصَبْنَا هَذَا، لتسألن عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَذَا مِنَ النَّعِيمِ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْوَاقِفِيِّ: " مَا لَكَ خَادِمٌ يَسْقِيكَ الْمَاءَ؟ " قَالَ: لَا، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِذَا أَتَانَا سَبْيٌ، فَأْتِنَا حَتَّى نَأْمُرَ لَكَ بِخَادِمٍ "، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ سَبْيٌ، فَأَتَاهُ الْوَاقِفِيُّ فَقَالَ: " مَا جَاءَ بِكَ؟ " قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعْدُكَ الَّذِي وَعَدْتَنِي، قَالَ: " هَذَا سَبْيٌ، فقم فاختر منه "، فَقَالَ: كُنْ أَنْتَ تَخْتَارُ لِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خُذْ هَذَا الْغُلَامَ وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ "، قَالَ: فَأَخَذَهُ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَتْ: مَا هَذَا؟ فَقَصَّ عَلَيْهَا / الْقِصَّةَ قَالَتْ: فَأَيُّ شَيْءٍ قُلْتَ لَهُ؟ ، قَالَ: قُلْتُ لَهُ كن أنت الذي تَخْتَارُ لِي، [قَالَتْ: قَدْ أَحْسَنْتَ، قَالَ لَكَ أَحْسِنْ إِلَيْهِ، فَأَحْسِنْ إِلَيْهِ] ، قَالَ: مَا الْإِحْسَانُ إِلَيْهِ؟ ، قَالَتْ: أَنْ تعتقه، قال: فهو حُرٌّ لوجه الله تعالى.

3155 - وقال مُسَدَّد: حدثنا [بَشير بْنُ سُرَيْجٍ] عَنْ نُفَيْعِ بن الحارث قال: سَمِعْتُ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها [تَقُولُ] : " §لَمْ يُنْخَلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَقِيقٌ قَطُّ ".

3156 -[1] وقال إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قَالَتْ: حَفْصَةُ بِنْتُ عمر لعمر - رَضِيَ الله عَنْهما -: §لَوْ أَنَّكَ لَبِسْتَ ثِيَابًا أَلْيَنَ مِنْ ثِيَابِكَ، وأكلت طعاماً ألين مِنْ طَعَامِكَ، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: " أنا أُخَاصِمُكِ إِلَى نَفْسِكِ، أَلَمْ تَعْلَمِي مِنْ أَمْرِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وأبي بكر] كَذَا وَكَذَا "، حَتَّى بَكَتْ. قَالَ - رَضِيَ الله عَنْه -: " قَدْ قُلْتُ لَكِ، وَلَكِنِّي أُشَارِكُهُمَا فِي عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ، لَعَلِّي أُشَارِكُهُمَا فِي عَيْشِهِمَا الرضي؟ ". فَأَقَرَّ بِهِ وقال: نَعَمْ -[233]-. 3156 -[2] رَوَاهُ النسائي فِي الْكُبْرَى عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عن إسماعيل، [عن أخيه النُّعمان] . فَإِنْ كَانَ مُصْعَبٌ سَمِعَهُ من حفصة رَضِيَ الله عَنْهما، فَهُوَ صَحِيحٌ، وَإِلَّا، فَهُوَ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.

3157 -[1] وقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا أبي قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بن إسحاق يقول: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، هُوَ القُرَظي، قال: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه يُحَدِّثُ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي غَدَاةٍ شَاتِيَةٍ مِنْ بَيْتِي جَائِعًا حَرِضًا قَدْ أذلقني الْبَرْدُ، فَأَخَذْتُ إِهَابًا معطوباً قَدْ كَانَ عِنْدَنَا، فَجُبْتُهُ ثُمَّ أَدْخَلْتُهُ فِي عُنُقِي، ثُمَّ حَزَمْتُهُ عَلَى صَدْرِي أَسْتَدْفِئُ بِهِ، وَاللَّهِ ما فِي بَيْتِي شَيْءٌ آكُلُ مِنْهُ، وَلَوْ كَانَ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَبَلَغَنِي، فخرجت في بعض نَوَاحِي الْمَدِينَةِ فاطلعت إلى يهودي في حائط مِنْ ثُغْرَةِ جِدَارِهِ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَعْرَابِيُّ، هَلْ لَكَ فِي كُلِّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ؟ ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَافْتَحِ الْحَائِطَ، فَفَتَحَ لي، فدخلت، فجعلت أَنْزِعُ دَلْوًا ويعطيني تمرة، حتى إذا مَلَأْتُ كَفِّي، قُلْتُ: حَسْبِي مِنْكَ الْآنَ، فَأَكَلْتُهُنَّ ثُمَّ كَرَعْتُ فِي الْمَاءِ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عِصَابَةٍ من أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم، إذ طلع عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي بُرْدَةٍ لَهُ مَرْقُوعَةٍ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَكَرَ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ، وَرَأَى حَالَهُ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا، فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى، ثُمَّ قال: " §كيف أنتم إِذَا غَدَا أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَرَاحَ فِي أُخْرَى، وَسُتِرَتْ بُيُوتُكُمْ كَمَا تُسْتَرُ الْكَعْبَةُ؟ "، قُلْنَا: نَحْنُ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ، نُكْفَى المؤنة، وَنَتَفَرَّغُ لِلْعِبَادَةِ. قَالَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : " أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ يَوْمَئِذٍ -[241]- ". 3157 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ نَحْوَهُ. قلت: رواه الترمذي مِنْ طَرِيقِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِهِ مُخْتَصَرًا -[243]-. 3157 -[3] وَرَوَى أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه بعض قصة التمر.

3157 -[4] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أبو رافع قال: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ القُرَظي يحدث بأن أَهْلَ الْعِرَاقِ [أَصَابَتْهُمْ] أَزْمَةٌ، فَقَامَ بَيْنَهُمْ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَبْشِرُوا، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يمر عليكم إلاَّ يَسِيرٌ حَتَّى تَرَوْا مَا يَسُرُّكُمْ مِنَ الرخاء واليسر، قد رأيتني بكيت ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنَ الدَّهْرِ مَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَقْتُلَنِي الْجُوعُ، فأرسلت فَاطِمَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَطْعِمُهُ لِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا بُنَيَّةُ، وَاللَّهِ §مَا فِي الْبَيْتِ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إلاَّ ما ترى - لِشَيْءٍ قَلِيلٍ بَيْنَ يَدَيْهِ - وَلَكِنِ ارْجِعِي فسيرزقكم الله - تبارك وتعالى - "، فَلَمَّا جَاءَتْنِي فأخبرتني، انقلبت وَذَهَبْتُ حَتَّى آتِيَ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَإِذَا يَهُودِيٌّ عَلَى شَفِيرِ بِئْرٍ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، هَلْ لَكَ أَنْ تَسْقِيَ [نَخْلًا لِي] وَأُطْعِمُكَ؟ ، قُلْتُ: نَعَمْ. فَبَايَعْتُهُ عَلَى أَنْ أَنْزِعَ كُلَّ دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ، فَكُلَّمَا نَزَعْتُ دَلْوًا أَعْطَانِي تَمْرَةً، حَتَّى امْتَلَأَتْ يَدَايَ مِنَ التَّمْرِ، فَقَعَدْتُ فَأَكَلْتُ ثُمَّ شَرِبْتُ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا لَكَ بَطْنًا، لَقَدْ لَقِيتُ الْيَوْمَ خَيْرًا، ثم نزعت كذلك لِابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَضَعْتُ فَانْقَلَبْتُ رَاجِعًا، حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، إِذَا أَنَا بِدِينَارٍ مُلْقًى، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وأؤامر نفسي لآخذه أَمْ أَذَرُهُ، [فأبيت] إِلَّا أَخْذَهُ، وقلت: أستشير [بنت] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذْتُهُ، فَلَمَّا جِئْتُهَا أخبرتها الخبر، فقالت: هَذَا رِزْقُ من الله تعالى فَانْطَلِقْ فَاشْتَرِ لَنَا دَقِيقًا، فانطلقت حتى جئت السوق، فإذا أنا بيهودي من يهود فَدَك يبيع دقيقاً مِنْ دَقِيقِ الشَّعِيرِ، فَاشْتَرَيْتُ مِنْهُ فَلَمَّا اكْتَلْتُ قَالَ: مَا أَنْتَ لِأَبِي الْقَاسِمِ؟ ، قُلْتُ: ابْنُ عَمِّي، وابنته امْرَأَتِي، فَأَعْطَانِي الدِّينَارَ، فجئتها فأخبرتها الخبر، فَقَالَتْ: هَذَا رِزْقُ من اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَاذْهَبْ بِهِ فَارْهَنْهُ بِثَمَانِيَةِ قَرَارِيطَ، ذَهَبٍ فِي -[245]- لَحْمٍ، فَفَعَلْتُ، ثُمَّ جِئْتُهَا بِهِ، فَقَطَّعْتُهُ لَهَا، [ونَصَبَتْ] ، ثم عجنت وَخَبَزْتُ، ثُمَّ صَنَعْنَا طَعَامًا وَأَرْسَلْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَنَا، فَلَمَّا رَأَى الطَّعَامَ قَالَ: " مَا هَذَا؟ أَلَمْ تَأْتِنِي آنِفًا تَسْأَلُنِي؟ "، [فَقُلْنَا] : بَلَى، اجْلِسْ يَا رَسُولَ اللَّهِ نُخْبِرْكَ الْخَبَرَ، فإن رأيته طيباً، أَكَلْتَ وَأَكَلْنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ فَقَالَ: " هُوَ طَيِّبٌ، فَكُلُوا بِاسْمِ اللَّهِ "، ثُمَّ قَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ، فَإِذَا هُوَ بِأَعْرَابِيَّةٍ تَشْتَدُّ كَأَنَّهُ نُزِعَ فُؤَادُهَا، / فَقَالَتْ: يَا رسول الله، أبي أُبْضِعُ مَعِي بِدِينَارٍ فَسَقَطَ مِنِّي، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيْنَ سَقَطَ، فَانْظُرْ بِأَبِي وَأُمِّي أَنْ يُذْكَرَ لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْعِي لِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ "، فَجِئْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اذْهَبْ إِلَى الْجَزَّارِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ: إِنَّ قَرَارِيطَكَ عَلَيَّ، فَأَرْسِلْ بِالدِّينَارِ "، فَأَرْسَلَ بِهِ، فَأَعْطَاهُ الْأَعْرَابِيَّةَ، فَذَهَبَتْ.

3158 - وقَالَ عَبْدُ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو الْعَطُوفِ: الْجَرَّاحُ بْنُ مِنْهَالٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قال: خرجت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلْنَا فِي بَعْضِ حيطان الأنصار، فجعلنا نلتقط مِنَ التَّمْرِ ونأكل، فَقَالَ لي: " يا ابن عمر، مالك لَا تَأْكُلُ؟ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَشْتَهِيهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكِنِّي أَشْتَهِيهِ، وَهَذِهِ صُبْحُ رَابِعَةٍ مُنْذُ لَمْ أَذُقْ طَعَامًا وَلَمْ أَجِدْهُ، وَلَوْ شِئْتُ دَعَوْتُ رَبِّي فَأَعْطَانِي مِثْلَ مُلْكِ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، فَكَيْفَ بِكَ يَا ابْنَ عُمَرَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ [يخبئون] رزق سنة وَيُضَعِّفُ الْيَقِينَ؟ "، فَوَاللَّهِ مَا بَرِحْنَا وَلَا ذَهَبْنَا حَتَّى نَزَلَتْ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) } ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَأْمُرْنِي بِكَنْزِ الدُّنْيَا وَلَا اتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ، فمن كنزها يريد بِهَا حَيَاةً بَاقِيَةً، فَإِنَّ الْحَيَاةَ بيد الله عزَّ وجلّ، أَلَا وَإِنِّي لَا أَكْنِزُ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا أَخْبَأُ رِزْقًا لِغَدٍ ".

3159 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا الْمُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: جَعَلَ عُرْوَةُ بن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما لعائشة رَضِيَ الله عَنْها طَعَامًا، فَجَعَلَ يَرْفَعُ قَصْعَةً وَيَضَعُ قَصْعَةً، قال: فحوَّلت رَضِيَ الله عَنْها وَجْهَهَا إِلَى الْحَائِطِ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا عُرْوَةُ رَضِيَ الله عَنْه: كَدَّرْتِ عَلَيْنَا. فَقَالَتْ: " وَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ، §مَا رأى المناخل منذ بعثه الله تبارك وتعالى حَتَّى قُبِضَ ".

3160 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فِرَاشٍ حَشْوُهُ لِيفٌ، ووسادة حَشْوُهَا لِيفٌ، فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثَّرَ بِجِلْدِهِ، فَبَكَيْتُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أُمَّ سَلَمَةَ، مَا يُبْكِيكِ؟ "، فقلت: مَا أَرَى مِنْ أثر هذا. فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لا تَبْكِي، فَوَاللَّهِ لَوْ أَرَدْتُ أَنْ تَسِيرَ مَعِي الْجِبَالُ لَسَارَتْ ". (121) وحديث جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي قِصَّةِ الْجَفْنَةِ فِي بيت فاطمة رَضِيَ الله عَنْها فِي مَنَاقِبِهَا.

3161 - وقال مُسَدَّد: حدثنا هُشيم عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مسروق قال لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، قَالَ: " أَمُوتُ عَلَى أَمْرٍ لَمْ يَسُنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَلَا عمر رَضِيَ الله عَنْهما، أما أني §لَمْ أَدَعْ صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ، إِلَّا مَا فِي سَيْفِي هَذَا، فَبِيعُوهُ وَكَفِّنُونِي بِهِ ".

3162 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَرْزَةَ رَضِيَ الله عَنْه: " كَانَتِ الْعَرَبُ: تَقُولُ §مَنْ أَكَلَ الْخُبْزَ سَمِنَ، فَلَمَّا افتتحنا خَيْبَرَ، أَجْهَضْنَاهُمْ عَنْ خُبْزَةٍ لَهُمْ، فَقَعَدْتُ عَلَيْهَا فَأَكَلْتُ حَتَّى شَبِعْتُ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي عِطْفِي، هَلْ سَمِنْتُ؟ ".

3163 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدٌ، هُوَ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي فَائِدٌ مَوْلَى عَبَادل، حدثني [عُبيد اللَّهِ بن علي] قال: أَنَّ جَدَّتَهُ سَلْمَى أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهم، فَقَالُوا: §اصْنَعِي لَنَا طَعَامًا مِمَّا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ أَنْ يَأْكُلَهُ. قَالَتْ لِلْحَسَنِ: يَا بُنَيَّ، إِنَّا لَا نَشْتَهِيهِ الْيَوْمَ. فَأَخَذَتْ شَعِيرًا فَطَحَنَتْهُ وَنَسَفَتْهُ، وَجَعَلَتْ مِنْهُ خُبْزَةً، وَجَعَلَتْ أَدَمَهُ الزَّيْتَ، وَنَثَرَتْ عَلَيْهِ فُلْفُلًا، وَقَرَّبَتْهُ إِلَيْهِمْ، وَقَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ هذه، وَيُحْسِنُ أَكْلَهَا ". أَخْرَجَهُ الترمذي فِي الشَّمَائِلِ.

3164 - وقَالَ أَحْمَدُ في الزهد: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا مَهْدِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَعْرَسَ ابْنُ أُخْتٍ لَنَا فَصَنَعَ طَعَامًا، فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: " كَانَ الرَّجُلُ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَمْكُثُ أَيَّامًا لَا يَأْكُلُ، فَإِذَا وجد جَلْدة، اجتزأ بِهَا، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ، عَصَبَ عَلَى بَطْنِهِ حَجَرًا ".

3165 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، ثنا أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ قال: بعثنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سرية نخلة وَمَعَنَا عَمْرُو بْنُ سُرَاقَةَ، وَكَانَ رَجُلًا لَطِيفَ الْبَطْنِ طَوِيلًا، §فَجَاعَ فَانْثَنَى صُلْبُهُ، فَكَانَ لَا يَسْتَطِيعُ / أَنْ يَمْشِيَ فَسَقَطَ عَلَيْنَا، [فَأَخَذْنَا] صفيحة مِنْ حِجَارَةٍ، فَرَبَطْنَاهَا عَلَى بَطْنِهِ، ثُمَّ [شددناها] إِلَى صُلْبِهِ فَمَشَى مَعَنَا، فَجِئْنَا حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ فَضَيَّفُونَا، فمشى معنا، ثم قَالَ: " كُنْتُ أَحْسَبُ الرجلين يَحْمِلَانِ الْبَطْنَ، فَإِذَا الْبَطْنُ يَحْمِلُ الرِّجْلَيْنِ ".

باب الزجر عن المباهاة بالمطعم [والملبس]

19 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْمُبَاهَاةِ بِالْمَطْعَمِ [وَالْمَلْبَسِ]

3166 -[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عمر: حدثنا الْمُقْرِئُ، ثنا الْإِفْرِيقِيُّ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ رَاشِدٍ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " §إِنَّ شرار أمتي الذي غُذُّوا بِالنَّعِيمِ، [ونبتت] عَلَيْهِ أجسامهم -[265]- ". 3166 -[2] وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا عُمَارَةُ، بِهِ -[266]-. 3166 -[3] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، هُوَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ المقرىء، بِهِ. وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عُمَارَةُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ حدث بمَنَاكِيرَ عَنْ مَجَاهِيلَ.

باب الحذر من فتنة الغنى، [وكثرة] المال

17 - بَابُ الْحَذَرِ مِنْ فِتْنَةِ الْغِنَى، [وَكَثْرَةِ] الْمَالِ

3167 -[1] قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ الْعَدَوِيُّ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ الْعَدَوِيُّ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: دَعَانِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، §فَإِذَا بَيْنَ يَدَيْهِ نِطْعٌ عَلَيْهِ ذَهَبٌ مَنْثُورٌ نَثْرَ الحثا. قال ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: والحثا التِّبْنُ، فَقَالَ: " هَلُمَّ فَاقْسِمْ بَيْنَ قَوْمِكَ، والله أعلم حين حَبَسَ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ، [أَخَيْرًا أَرَادَ أَمْ شَرًّا] فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، يَبْكِي وَيَقُولُ فِي بُكَائِهِ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ما حَبَسَهُ عَنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، إِرَادَةَ الشَّرِّ بِهِمَا، وَأَعْطَانِيهِ إِرَادَةَ الخيربي " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ فِي مُسْنَدِهِ -[269]-. 3167 -[2] حدثنا ابْنُ الْمُنَادِي، ثنا أَبُو النضير هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا سُلَيْمَانُ بن المغيره عن حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَيَّانَ، وَكَانَ يَغْشَى ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، وَسَمِعَ مِنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: دَعَانِي عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَهُ. رجاله أَخْرَجَ لَهُمْ مُسْلِمٌ سِوَى زُهَيْرِ، وَهُوَ غَيْرُ مَجْرُوحٍ.

3168 -[1] وقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ عَنِ الْمُغِيرَةِ الضَّبِّيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَأَنَا فِي فِتْنَةِ السَّرَّاءِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنِّي فِي فِتْنَةِ الضَّرَّاءِ، إِنَّكُمُ ابْتُلِيتُمْ بِفِتْنَةِ الضَّرَّاءِ فَصَبَرْتُمْ، وَإِنَّ [الدُّنْيَا] خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ بِهِ.

3169 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، ثنا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبي هريرة رَضِيَ الله عَنْه، قال: عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا رَضِيَ الله عَنْه، فَأَخْرَجَ إِلَيْهِ صُبْرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا بلال؟ "، قال رَضِيَ الله عَنْه: تمرا ادَّخَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا خِفْتَ أَنْ تَسْمَعَ لَهُ [بُخَارًا] فِي جَهَنَّمَ؟ §أَنْفِقْ [بِلَالُ] ، وَلَا تَخَافَنَّ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا ".

3170 - حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، أنا ابْنُ وهب، أخبرني [مسلمة بْنُ عَلِيٍّ] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، [قَالَ: قَالَ] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قَلَّ ماله، وكثرعياله، [وحسنت صَلَاتَهُ] ، وَلَمْ يَغْتَبِ الْمُسْلِمِينَ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ مَعِي كَهَاتَيْنِ ".

3171 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ قِصَّةً قَالَ: ثُمَّ ذَكَرَ كُنُوزَ كِسْرَى، قَالَ: " §إِنَّ الَّذِي أَعْطَاكُمُوهُ وَخَوَّلَكُمُوهُ [وَفَتَحَهُ لَكُمْ، لِمُمْسِكٌ] خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، قَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عِنْدَهُمْ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، وَلَا مُدٌّ مِنْ طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ؟ "، ثُمَّ مَرَرْنَا [بِبَيَادِرَ تُذْرَى] ، فَقَالَ: " إِنَّ الَّذِيَ أَعْطَاكُمُوهُ وخولكمموه وَفَتَحَهُ لَكُمْ، [لِمُمْسِكٌ] خَزَائِنَهُ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، قَدْ كَانُوا يُصْبِحُونَ وَمَا عندهم مد من طَعَامٍ، فَفِيمَ ذَاكَ يَا أَخَا بَنِي عَبْسٍ؟ ".

باب فضل [التقلل] من الدنيا، ومدح أهل الزهادة فيهم

21 - بَابُ فَضْلِ [التَّقَلُّلِ] مِنَ الدُّنْيَا، وَمَدْحِ أهل الزهادة فيهم

3172 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ الْجُمَحِيِّ قَالَ: دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه رَجُلًا مِنْ بَنِي جُمَحَ يُقَالُ لَهُ: سَعِيدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ [حذيم] ، فقال له: إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ عَلَى أَرْضِ كذا وكذا، قال: أَوَتُقِيلَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ: والله لا أفعل، قلدتموها في عنفي وَتَتْرُكُونِي، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: أَلَا نَفْرِضُ لك رزقاً؟ قال: فإنك قَدْ جَعَلْتَ لِي فِي عَطَائِي مَا يَكْفِينِي دُونَهُ، وَفَضْلًا عَلَى مَا أُرِيدُ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ، ابْتَاعَ لِأَهْلِهِ قُوتَهُمْ، وَتَصَدَّقَ بِبَقِيَّتِهِ، فَتَقُولُ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ فَضْلُ عَطَائِكَ؟ فَيَقُولُ: قَدْ أَقْرَضْتُهُ. فَأَتَاهُ نَاسٌ [فَقَالُوا] : إِنَّ لِأَهْلِكَ / عَلَيْكَ حَقًّا، ولأصهارك عَلَيْكَ حَقًّا، فَقَالَ: مَا أَنَا بِمُسْتَأْثِرٍ عَلَيْهِمْ، وَلَا بِمُلْتَمِسٍ رِضَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ لطلب الحورالعين، لَوِ اطَّلَعَتْ خَيْرَةٌ مِنْ خَيْرَاتِ الجنة، لأشرقت لها الْأَرْضُ كَمَا تُشْرِقُ الشَّمْسُ، وَمَا أَنَا بِمُخْتَلِفٍ عَنِ العتق الْأَوَّلِ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يُجْمَعُ النَّاسُ لِلْحِسَابِ، فَيَجِيءُ فُقَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ فيدفون كما يدف الْحَمَامُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: قِفُوا عِنْدَ الْحِسَابِ، -[285]- فَيَقُولُونَ: مَا عِنْدَنَا مِنْ حِسَابٍ وَلَا آتيتمونا. فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ جَلَّ وَعَلَا: صَدَقَ عِبَادِي. فَيُفْتَحُ لَهُمْ بَابُ الْجَنَّةِ، فَيَدْخُلُونَهَا قَبْلَ النَّاسِ بِسَبْعِينَ عَامًا ".

3173 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا الشَّاذَكُونِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَلِيُّ بن الحزور، قال: سَمِعْتُ أَبَا مريم يقول: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ ياسر رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَا تَزَيَّنَ الْأَبْرَارُ فِي الدُّنْيَا بِمِثْلِ الزُّهْدِ فِيهَا ".

3174 - حَدَّثَنَا إسماعيل بن سيف، ثنا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ البلخي عَنْ سُفْيَانَ، [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عن أبيه رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا فَادْنُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلَقَّى الْحِكْمَةَ ".

3175 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، يَعْنِي ابْنَ عَطَاءٍ عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو الحديث الأول قبله: " §لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ ".

3176 - حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ أَبِي بِشْرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا حَيَّانُ بْنُ البصري، عن [إسحاق بن نُوحِ] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بن زيد رَضِيَ الله عَنْه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقبل عَلَى أُسَامَةَ بن زيد رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: " يَا أُسَامَةُ، §إِيَّاكَ وَكُلُّ كَبِدٍ جَائِعَةٍ تُخَاصِمُكَ إلى الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وإياك ودعاء عبار قَدْ أَذَابُوا اللُّحُومَ، وحرقوا الْجُلُودَ بِالرِّيَاحِ وَالسَّمَائِمِ، وَأَظْمَأُوا الْأَكْبَادَ، حَتَّى غُشِيَتْ أبصارهم، فإن شئت فانظر إليهم فتسر فيم الْمَلَائِكَةُ، بِهِمْ تُصْرَفُ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ "، ثُمَّ بَكَى حَتَّى اشْتَدَّ نَحِيبُهُ، ثُمَّ قَالَ: " وَيْحٌ لِهَذِهِ الأمة، ما تلقى مِنْهُمْ مِنْ أَطَاعَ رَبَّهُ، كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ وَيُكَذِّبُونَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ أطاعوا الله تبارك وتعالى " فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْإِسْلَامِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نعم "، قال: ففيم إذا [يقتتلون] ؟ فقال [رسول اللَّهَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : " [يَا عُمَرُ] تَرَكَ الْقَوْمُ الطَّرِيقَ، وَرَكِبُوا الدَّوَابَّ، وَلَبِسُوا [أَلْيَنَ] الثِّيَابِ، وَخَدَمَتْهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ تَتَزَيَّنُ لَهُمْ تَزَيُّنَ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا، فَإِذَا تَكَلَّمَ أولياء الله تعالى عَلَيْهِمُ [العباء] ، مَحْنِيَّةٌ أَصْلَابُهُمْ، قَدْ ذَبَحُوا أَنْفُسَهُمْ بالعطش، فَإِذَا تَكَلَّمَ مِنْهُمْ متكلم كذب، وقيل لَهُ: أَنْتَ قَرِينُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ الضَّلَالَةِ، تُحَرِّمُ زينة الله تعالى وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، يَتْلُونَ كتاب الله تعالى عَلَى غَيْرِ دِينٍ، اسْتَذَلُّوا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، وَاعْلَمْ يَا أُسَامَةُ أَنَّ أَقْرَبَ النَّاسِ من الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمَنْ طَالَ حُزْنُهُ وَعَطَشُهُ وَجُوعُهُ فِي الدُّنْيَا، [الأصفياء] الْأَبْرَارُ، الَّذِينَ إِذَا شَهِدُوا لَمْ يُقْرَبُوا، وَإِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، تَعْرِفُهُمْ بِقَاعُ الْأَرْضِ، يُعْرَفُونَ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ، وَيَخْفَوْنَ عَلَى أَهْلِ الأرض، وتحف به الملائكة، ينعم النَّاسُ وينعموا هُمُ بِالْجُوعِ -[299]- وَالْعَطَشِ، لَبِسَ النَّاسُ لَيِّنَ الثياب ولبسوا هم أخشن الثِّيَابِ، افْتَرَشَ النَّاسُ الفرش وافترشوا هم الْجِبَاهَ وَالرُّكَبَ، ضَحِكَ النَّاسُ وَبَكَوْا، يَا أُسَامَةُ، لَا يجمع الله عز وجل عَلَيْهِمُ الشِّدَّةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، لَهُمُ الْجَنَّةُ، يَا لَيْتَنِي قَدْ رَأَيْتُهُمْ يَا أُسَامَةُ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْآخِرَةِ، والأرض بِهِمْ رَحِيمَةٌ، وَالْجَبَّارُ عَنْهُمْ رَاضٍ، ضَيَّعَ النَّاسُ فِعْلَ [النَّبِيِّينَ] وَأَخْلَاقَهُمْ وَحَفِظُوا هُمُ. الرَّاغِبُ مَنْ رَغِبَ إلى الله تعالى فِي مِثْلِ رَغْبَتِهِمْ، وَالْخَاسِرُ مَنْ خَالَفَهُمْ، تَبْكِي الْأَرْضُ إِذَا فَقَدَتْهُمْ، ويسخط الله تعالى عَلَى كُلِّ بَلْدَةٍ لَيْسَ فِيهَا مِثْلُهُمْ. يَا أُسَامَةُ، وإذا رأيتم في قرية، فَاعْلَمْ أَنَّهُمْ أَمَانٌ لِتِلْكَ الْقَرْيَةِ، لَا يعذب الله تعالى قَوْمًا هُمْ فِيهِمْ اتَّخِذْهُمْ لِنَفْسِكَ، عَسَى أَنْ تَنْجُوَ بِهِمْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَدَعَ مَا هُمْ عَلَيْهِ فَتَزِلَّ قَدَمُكَ فَتَهْوِي فِي النَّارِ، حُرِمُوا حَلَالَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ، طلبوا الفضل من الْآخِرَةِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ عَنْ قُدْرَةٍ، لَمْ يَتَكَلَّبُوا عَلَى الدُّنْيَا تكلب الْكِلَابِ عَلَى الْجِيَفِ، شُغِلَ النَّاسُ بِالدُّنْيَا وَشَغَلُوا أَنْفُسَهُمْ بطاعة الله تبارك وتعالى، لَبِسُوا الْخِرَقَ وَأَكَلُوا الْفِلَقَ، تَرَاهُمْ شُعْثًا غُبْرًا، يَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ بِهِمْ دَاءً وَمَا ذَاكَ بِهِمْ، وَيَظُنُّ النَّاسُ أَنَّ عُقُولَهُمْ ذَهَبَتْ وَمَا ذَهَبَتْ، وَلَكِنْ نَظَرُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مَنْ ذَهَبَ بِعُقُولِهِمْ عَنِ الدُّنْيَا، فَهُمْ فِي الدُّنْيَا عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا يَمْشُونَ بِلَا عُقُولٍ، يَا أُسَامَةُ، عقلوا حين ذهبت عُقُولُ النَّاسِ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْآخِرَةِ ".

3177 - وقال مسدد: حدثنا أبو مُعَاوِيَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّمَا §أَهْلَكَ مَنْ قَبْلَكُمْ هَذَا الدِّينَارُ وَهَذَا الدِّرْهَمُ، وَهُمَا مُهْلِكَاكُمْ ". صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

باب فضل الرزق في الوطن

22 - بَابُ فَضْلِ الرِّزْقِ فِي الْوَطَنِ

3178 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا بَقِيَّةُ بْنُ الوليد، حدثني [إسحاق بن أبي يَعْقُوبُ الْمَدَنِيُّ] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَرْبَعٌ مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ: أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ مُوَافِقَةً، وَأَوْلَادُهُ أَبْرَارًا، وَإِخْوَانُهُ [صَالِحِينَ] ، وَأَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلَدِهِ ".

باب إظهار عمل العبد وإن أخفاه

23 - بَابُ إِظْهَارِ عَمَلِ الْعَبْدِ وَإِنْ أَخْفَاهُ

3179 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ عَوْفٍ، ثنا مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §لَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ بَيْتًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ فَأَدْمَنَ هُنَاكَ عَمَلًا، أوشك النَّاسُ أَنْ يَتَحَدَّثُوا بِهِ، وَمَا من عامل [عَمِلَ] عَمَلًا، إِلَّا كساه الله تعالى رِدَاءَ عَمَلِهِ، إِنْ كَانَ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَشَرٌّ ".

3180 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا يحيى عن شعبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ليلى قال: كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى [مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ] : " أَمَّا بَعْدُ، §فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بطاعة الله عزَّ وجلّ، أحبه الله تبارك وتعالى، وَإِذَا أَحَبَّهُ، حَبَّبَهُ إِلَى خَلْقِهِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ تعالى، أَبْغَضَهُ اللَّهُ عزَّ وجلّ، وَإِذَا أَبْغَضَهُ الله تعالى، بغَّضه إلى الخلق ".

باب جواز الاحتراز بتحصيل القوت، مع العمل [الصالح]

24 - بَابُ جَوَازِ الاحتراز بتَحْصِيلِ الْقُوتِ، مَعَ الْعَمَلِ [الصَّالِحِ]

3181 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا [أَبُو عُمَرَ] الصَّفَّارُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَيْزَارِ قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا بِالرَّمْلِ مِنَ الْأَعْرَابِ كَبِيرًا، فَقُلْتُ لَهُ: لَقِيتَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: نَعَمْ. فَقُلْتُ: مَنْ؟ . قَالَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العاص رَضِيَ الله عَنْهما. قلت له: فما سَمِعْتَهُ يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " §أحرز لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا، وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدًا ".

باب الترغيب في التسهيل في أمور الدنيا

25 - بَابُ التَّرْغِيبِ فِي التَّسْهِيلِ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا

3182 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جابر رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تُحَرَّمُ النَّارُ غَدًا؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ ".

3183 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الهيثم، ثنا حَفْصٌ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ ".

3184 - وقال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَزِنُ عند الله تبارك وتعالى جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ ".

3185 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو، هو ابْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ قَالَ: عَادَ خَبَّابًا رَضِيَ الله عَنْه، نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تَرِدُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحوض، فقال: فكيف بِهَذَا؟ - وَأَشَارَ إِلَى أَعْلَى الْبَيْتِ وَأَسْفَلِهِ - وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدُكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ ".

3186 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، أُرَاهُ عَنْ أَبِيهِ شك الراوي قال: سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْأَعْوَادِ، وَهُوَ يَقُولُ: " §مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى ".

3187 - حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَعْوَرُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَوْ هَرَبَ عَبْدٌ مِنِ رِزْقِهِ كَمَا يَهْرُبَ مِنَ الْمَوْتِ، لَأَتَاهُ رِزْقُهُ كَمَا يَأْتِيهِ الْمَوْتُ ".

3188 -[1] وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا خَالِدٌ، [ثنا] يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّمَا §الدُّنْيَا مِثْلُ [الثَّغَبِ] ، ذَهَبَ صَفْوُهُ، وَبَقِيَ كَدَرُهُ ".

3188 -[2] حدثنا خَالِدٌ ثنا يَزِيدُ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §ذَهَبَ صَفْوُ الدُّنْيَا، فلم يبق منه إِلَّا الْكُدْرَةُ، وَالْمَوْتُ الْيَوْمَ تُحْفَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمْ -[346]- ". 3188 -[3] وَقال الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ بِهِ. وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه.

باب فضل مخالطة الناس، والصبر على أذاهم

26 - بَابُ فَضْلِ مُخَالَطَةِ الناس، والصبر على أذاهم

3189 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داود عن [سعيد] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: " §اتقوا الله عزَّ وجلّ، واتقوا النَّاسَ ".

3190 -[1] وقال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا الْأَعْمَشُ عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورَضِيَ الله عَنْه عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ [أَجْرًا] مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ -[351]- ". 3190 -[2] وقال الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ.

3191 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §تَعَوَّدُوا الصَّبْرَ، فَيُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ بِكُمُ الْبَلَاءُ، كَمَا أَنَّهُ لَا يُصِيبُكُمْ مَا أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

3192 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ لِابْنِ زَيْدٍ - يَعْنِي ابْنَ صُوحَانَ -: " أَنَا كُنْتُ أَحَبُّ إِلَى أَبِيكَ مِنْكَ وَأَنْتَ إِلَيَّ مِنَ ابْنِي، §خَصْلَتَانِ أُوصِيكَ بِهِمَا خَالِصِ الْمُؤْمِنَ وَخَالِقِ الْفَاجِرَ، فَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرْضَى مِنْكَ بِالْخُلُقِ الحسن، وإنه لحق عَلَيْنَا أَنْ نُخَالِصَ الْمُؤْمِنَ ".

باب التبرك بآثار الصالحين

27 - بَابُ التَّبَرُّكِ بِآثَارِ الصَّالِحِينَ

3193 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ أَتَكَارَى مِنْهُ بَيْتًا فِي داره، فقال: تكار، فَإِنَّهَا مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ هِيَ لَهُ، مُبَارَكَةٌ عَلَى مَنْ سَكَنَهَا. فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ذَلِكَ؟ ، قال: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد نُحرت جزور، وَقَدْ أَمَرَ بِقِسْمَتِهَا، فَقَالَ [للذي] يقسمها: " §أعطوا [عَمْرًا] مِنْهَا قَسْمًا "، فَلَمْ يُعْطِنِي وَأَغْفَلَنِي، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ دَرَاهِمَ، فَقَالَ: " أَخَذْتَ الْقَسْمَ الَّذِي أَمَرْتُ لَكَ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَعْطَانِي شَيْئًا. قَالَ: فَتَنَاوَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدَّرَاهِمِ فَأَعْطَانِي، فَجِئْتُ بِهَا إِلَى أُمِّي فَقُلْتُ: خُذِي هَذِهِ الدَّرَاهِمَ الَّتِي أَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثُمَّ أَعْطَانِيهَا، أَمْسِكِيهَا حَتَّى نَنْظُرَ فِي أَيِّ شَيْءٍ نَضَعُهَا. ثُمَّ ضَرَبَ الدَّهْرُ [ضرباتِه] حَتَّى اشْتَرَيْتُ هَذِهِ الدَّارَ، قَالَتْ أُمِّي: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْقُدَ ثَمَنَهَا فَلَا تَنْقُدْ حَتَّى تَدْعُوَنِي، أَدْعُ لَكَ بالبركة. فدعوتها حتى هَيَّأْتُهَا، فَقَالَتْ لِي: خُذْ هذه الدراهم، فشركها فيها. فشركتها، ثُمَّ خَلَطَتْهَا. وَقَالَتِ: اذْهَبْ بِهَا.

3194 - وقال أبو يعلى: حَدَّثَنَا [سُرَيْجُ] بْنُ يُونُسَ أَبُو الْحَارِثِ، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه: " §اعتمرنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا، فَحَلَقَ شَعْرَهُ، فَاسْتَبَقَ النَّاسُ إِلَى شَعْرِهِ [فَاسْتَبَقْتُ] إِلَى الناصية، فَأَخَذْتُهَا، فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً "، فجعلها فِي مُقَدَّمِ [قلنسوته] ، فَمَا وجهها فِي وَجْهٍ إلا فتح له.

3195 - حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْحَارِثِ: ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: " §اسْتَوْهَبْتُ مِنْ أم سليم رَضِيَ الله عَنْها من [السك] التي كَانَتْ تَعْجِنُهُ بِعَرَقِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَهَبَتْ لِي مِنْهُ ". فَلَمَّا مات محمد، حنط بِذَلِكَ السك.

باب فضل المداومة على العمل

28 - بَابُ فَضْلِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الْعَمَلِ

3196 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو فَاخِتَةَ التَّيْمِيُّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن ابن أختي قَدِ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ، وَأَجْهَدَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تِلْكَ شِرَّةُ الْإِسْلَامِ، لِكُلِّ شِرَّةٌ فَتْرَةٌ، فارتقبه عِنْدَ فَتْرَتِهِ، فإن قارب، فلعل، وَإِنْ هَلَكَ، فَتَبًّا لَهُ ".

باب ذكر الأبدال

29 - بَابُ ذِكْرِ الْأَبْدَالِ

3197 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا معمر عن الزهري، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أو عبد الله بن صفوان، قَالَ: قال رجل يوم صفين: اللهم العن أهل الشام. فقال علي رَضِيَ الله عَنْه: " §لَا تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ جَمًّا غَفِيرًا، فَإِنَّ بِهَا الْأَبْدَالَ ". قَالَهَا ثَلَاثًا أخرجه أحمد في مسند علي رَضِيَ الله عَنْه مرفوعاً -[371]- 3197 -[2] أخبرنا النضر عن صالح بن أبي الأخضر، عن [ابن شهاب] ، عن صفوان بن عبد الله، عن علي رَضِيَ الله عَنْه مثله -[372]-. 3197 -[3] رَوَاهُ الذُّهْلِيُّ فِي " عِلَلِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ " عَنْ محمد بن كثير، عن معمر، عن الزهري، عن صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بِهِ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ [ابْنِ زُرَيْرٍ] الْغَافِقِيِّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه مَوْقُوفًا أَيْضًا، رَوَاهُ ابْنُ يُونُسَ فِي " تَارِيخِ مِصْرَ ".

باب بركة أهل الطاعة

30 - بَابُ بَرَكَةِ أَهْلِ الطَّاعَةِ

3198 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا [سُرَيْجُ] بْنُ يُونُسَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " مَهْلًا عن الله تعالى مَهْلًا، §لَوْلَا شَبَابٌ خُشَّعٌ، وَشُيُوخٌ رُكَّعٌ، وَأَطْفَالٌ رُضَّعٌ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ، لَصُبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابُ صَبًّا -[376]- ". 3198 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ بِهِ. وَقَالَ: لانعلمه إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

باب ما يكرم به الرجل الصالح

31 - بَابُ مَا يُكْرَمُ بِهِ الرجل الصالح 3199 - قال

الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ عَنْ مُحَمَّدُ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: " §إن الله تعالى لَيَحْفَظُ الرَّجُلَ الصَّالِحَ فِي وَلَدِهِ، وَوَلَدِ وَلَدِهِ، ودويرته التي ولد فِيهَا، وَالدُّوَيْرَاتِ حَوْلَهُ، فَلَا يَزَالُونَ فِي حِفْظٍ ". قَالَ سُفْيَانُ: وَأَرَى فِيهِ: " وَسَتْرٍ ".

باب ما جاء في القصاص والوعاظ

32 - بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقُصَّاصِ وَالْوُعَّاظِ

3200 - قال إسحاق: أخبرنا جَرير عن مطرِّف، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: كَانَ كَعْبٌ رَضِيَ الله عَنْه يَقُصُّ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا يَقُصُّ إِلَّا أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ [مُخْتَالٌ] ". قَالَ: فَقِيلَ لِكَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. فَتَرَكَ الْقَصَصَ، ثُمَّ إِنَّ مُعَاوِيَةَ أَمَرَهُ بِالْقَصَصِ، فَاسْتَحَلَّ ذَلِكَ بِذَلِكَ.

3201 - وقالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أبي هند قال: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه §مَرَّ بقَصَّاص، فَقَالَ: " مَا يَقُولُ؟ "، قَالُوا: يَقُصُّ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: " لَا، وَلَكِنْ يَقُولُ: اعْرَفُونِي ".

3202 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً، §فَوَعَظَنَا فِيهَا مَوْعِظَةً، ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَاقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ، وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الْأَحْشَاءُ، أَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا رَضِيَ الله عَنْه فَنَادَى الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: " وَمَنِ اخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، فَلَهُ النَّارُ، وَمَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ دُنْيَا وَمَدَحَهُ طَمَعًا فِي دُنْيَاهُ، سخط الله تعالى عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ قَارُونَ فِي أَسْفَلِ جَهَنَّمَ، وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً، حُمِّلَهُ يوم القيامة من سَبْعِ أَرَضِينَ، مطوقة ناراً [توقد] فِي عُنُقِهِ، ثُمَّ يُرْمَى بِهِ فِي النَّارِ "، فَقِيلَ: وَكَيْفَ [يَبْنِي] بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً؟ فَقَالَ: " بيني فَضْلًا عَمَّا يَكْفِيهِ، ويبنيه مُبَاهَاةً، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا، اسْتَوْجَبَ سخط الله تعالى وَكَانَ / فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كتاب الله تعالى وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا، وَمَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ وَبَثَّ شكواه، لم ترفع لَهُ إلى الله تعالى حَسَنَةٌ، ولقي الله عز وجل وَهُوَ عَلَيْهِ سَاخِطٌ، وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً حَلَالًا بِمَالٍ حَلَالٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ الْفَخْرَ وَالرِّيَاءَ، لَمْ يزده الله تعالى بِذَلِكَ إِلَّا ذُلًّا وَهَوَانًا، وأقامه الله تعالى بِقَدْرِ مَا اسْتَمْتَعَ مِنْهَا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا، وَمَنْ أَهَانَ فَقِيرًا مُسْلِمًا مِنْ أَجْلِ فَقْرِهِ فَاسْتَخَفَّ بِهِ، [فَقَدِ] اسْتَخَفَّ بحق الله تعالى، وَلَمْ يَزَلْ فِي مقت الله تعالى وَسَخَطِهِ حَتَّى يُرْضِيَهُ، وَمَنْ أَكْرَمَ فَقِيرًا مُسْلِمًا، لقي الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْهِ، وَمَنْ عُرِضَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ فَاخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ، لقي الله تعالى وَلَيْسَتْ لَهُ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ، وَإِنِ -[388]- اخْتَارَ الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، لقي الله تعالى وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ، وَمَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خشية الله تبارك وتعالى، كَانَ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ أُحُدٍ فِي مِيزَانِهِ، وله بكل قطرةٍ عينٌ فِي الْجَنَّةِ عَلَى حافتها مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ وَاصِفٍ ".

3203 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " §إِنَّ الْقَصَصَ بِدْعَةٌ ".

3204 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه، مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، أَتَاهُ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه، يَعُودُهُ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ، فَجَعَلَ سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه، يَبْكِي، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، ثُمَّ قَالَ: " وَأَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الرَّجُلُ، §فَاتَّقِ اللَّهَ تعالى عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ، وَعِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ ".

3205 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ خَبَّابٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " [إن بني إسرائيل] §لَمَّا هَلَكُوا، قَصُّوا ".

3206 - وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ يزيد الرَّقَاشي قال: اخْتَصَمَ قَوْمٌ فِي الْقَصَصِ، فَحَسَّنَهُ قَوْمٌ وَكَرِهَهُ قَوْمٌ، فَأَتَوْا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ وَسَأَلُوهُ، فقال: " §بُعث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقِتَالِ، وَلَمْ يُبْعَثْ بِالْقَصَصِ ".

باب كراهية تنجيد البيوت بالستور، والتبقر في التزين

33 - بَابُ كَرَاهِيَةِ تَنْجِيدِ الْبُيُوتِ بِالسُّتُورِ، وَالتَّبَقُّرِ فِي التَّزَيُّنِ

3207 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: دُعِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يزيد إلى طعام، فلما جاء، رَأَى الْبَيْتَ مُنَجَّدًا فَقَعَدَ خَارِجًا يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ: ما يبكيك؟ فقال رَضِيَ الله عَنْه: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا شَيَّعَ جَيْشًا فَبَلَغَ عَقَبَةَ الْوَدَاعِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ، وَأَمَانَتَكُمْ، وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ ". فَرَأَى رَجُلًا ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ رَقَعَ بُرْدَةً لَهُ بقطعة فرو، فقال: فَاسْتَقْبَلَ مَطْلَعَ الشَّمْسِ، وَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ، ووصف حَمَّادٌ بيديه بباطن الكفين وَمَدَّ يَدَيْهِ: " تَطَالَعَتْ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا - أَيْ أَقْبَلَتْ - حَتَّى ظننا أن تقع عَلَيْنَا، وَيَغْدُو أَحَدُكُمْ فِي حُلَّةٍ وَيَرُوحُ فِي أُخْرَى، وَتَسْتُرُونَ بُيُوتَكُمْ كَمَا تَسْتُرُونَ الْكَعْبَةَ "، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن يزيد: أو لا أَبْكِي، وَقَدْ رَأَيْتُكُمْ تَسْتُرُونَ بيوتكم كما تسترون الْكَعْبَةُ. قلت: أخرج أبو داود، والنسائي، قِصَّةَ الْقَوْلِ عِنْدَ التَّوْدِيعِ فَقَطْ [وإسنادهما] حَسَنٌ.

باب كراهية التبختر في المشي

34 - بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّبَخْتُرِ فِي الْمَشْي (122) فِيهِ حَدِيثُ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمالي رَضِيَ الله عَنْه الآتي إن شاء الله تعالى فِي آخِرِ الْكِتَابِ، فِي بَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ.

باب ذم الشح

35 - بَابُ ذَمِّ الشُّحِّ

3208 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا مَحَقَ الْإِسْلَامَ مَحْقَ الشُّحِّ شَيْءٌ ".

3209 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا خَالِدٌ ثنا حُصَيْنٌ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: " إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ، اطَّلَعَ مَلَكٌ فقا: سحبوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ. ثُمَّ يَطَّلِعُ مَلَكٌ آخَرُ فَيَقُولُ: سَبِّحُوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ. فَعِنْدَ ذَلِكَ تُحَرِّكُ الطَّيْرُ أَجْنِحَتَهَا، ثُمَّ يَطَّلِعُ مَلَكٌ آخَرُ فَيَقُولُ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ! هَلُمَّ. ثُمَّ يَطَّلِعُ مَلَكٌ آخر فيقول: يَا بَاغِيَ الشَّرِّ! أَقْصِرْ. ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: §اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِمُنْفِقٍ خَلْفًا، ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا ".

3210 - وقال أبو بكر: حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا يحيى بن أيوب عن أبي عبد الله الأسدي قال: سمعت أنس بن مالك رَضِيَ الله عَنْه، يقول: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دع ما يَريبك إلى ما لا يَريبك ".

باب فضل من أحب لقاء الله تعالى

36 - بَابُ فَضْلِ مَنْ أَحَبَّ لقاء الله تعالى 3211 - قال

ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ عَنْ عَطَاءِ بن السائب قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى وَهُوَ فِي جَنَازَةٍ، وَذَلِكَ أَوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُهُ فِيهِ، سمعته يَقُولُ: [ثنا فُلَانٌ] رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ أَحَبَّ لقاء الله عز وجل، أَحَبَّ اللَّهُ تعالى لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ تعالى كره الله عز وجل لِقَاءَهُ ". فَبَكَى الْقَوْمُ. فقالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا لَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَسْتُ ذَلِكَ أَعْنِي، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) ، فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) } . فَإِذَا كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ / أَحَبَّ لقاء الله تعالى، والله عَزَّ وَجَلَّ لِلِقَائِهِ أَحَبُّ، {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الظَّالِينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) } . فإذا كان كذلك، كَرِهَ لقاء الله تعالى، والله عَزَّ وَجَلَّ لِلِقَائِهِ أَكْرَهُ ".

باب التحذير من الرياء، والدعاء بما يذهبه

37 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنَ الرِّيَاءِ، وَالدُّعَاءِ بِمَا يُذْهِبُهُ

3212 -[1] قال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ الله عَنْه وَشَهِدَ بِهِ عَلَى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ذَكَرَ الشِّرْكَ، فَقَالَ: " هُوَ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلِ الشِّرْكُ إلاَّ أن يُجعل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ، وَسَأَدُلُّكَ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتَهُ ذَهَبَ عَنْكَ صِغَارُ الشِّرْكِ وَكِبَارُهُ، أَوْ صَغِيرُ الشِّرْكِ وَكَبِيرُهُ، قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ ". [[قَالَ أَبُو يَعْلَى: ثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا فَهِدٌ، وَرَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ قَالَا: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ]] (*) قُلْتُ: لَيْثٌ ضَعِيفٌ؛ لِسُوءِ حِفْظِهِ وَاخْتِلَاطِهِ، وَشَيْخُهُ مُبْهَمٌ -[423]-. [2] وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فِي قوله تعالى: { [أَمْ جَعَلُوا] لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ} : أَخْبَرَنِي لَيْثُ ابن أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنْ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْه قال: إِمَّا حَضَرَ ذَلِكَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِمَّا أَخْبَرَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:. . . . .، فَذَكَرَهُ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

3212 -[3] وحدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ [عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ] ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْقِلِ بن يسار قال: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْه أو حدثني أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الشِّرْكُ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ". ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا يُذْهِبُ عَنْكَ صَغِيرَ ذلك وكبيره، قل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ -[426]- ". 3212 -[4] حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ [حَيَّانَ] ، ثنا روح بن [أسلم] ، وَفَهِدٌ قَالَا: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ، بِهِ.

3213 - وَقال إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُسْلِمٍ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ أَحْسَنَ صَلَاتَهُ حَيْثُ [يَرَاهُ] النَّاسُ، وَأَسَاءَهَا إِذَا خَلَا، فَإِنَّمَا ذَلِكَ اسْتِهَانَةٌ يَسْتَهِينُ بِهَا رَبَّهُ ". هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

3214 - أخبرنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، ثنا الجُعيد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، فَجَاءَهُ الزبير بن سهل بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف رَضِيَ الله عَنْهم وَفِي وَجِهِهِ أَثَرُ السُّجُودِ، فَقَالَ: " مَنْ هَذَا؟ "، فَقُلْنَا: الزُّبَيْرُ بْنُ سَهْلٍ، فَقَالَ: " والله ما هذا بسيما الَّتِي سماه الله عزّ وجل وَلَقَدْ §سَجَدْتُ عَلَى وَجْهِي مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً، فَمَا أَثَّرَ السُّجُودُ بَيْنَ عَيْنَيَّ ". هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

3215 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هَارُونَ، أنا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ جَبَلَةَ الْيَحْصُبِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان فيما حدثنا أن قال: أَنَّ قَائِلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا النَّجَاةُ غَدًا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تخادع الله تعالى " قَالَ: §وَكَيْفَ يُخادَع الله عزّ وجل؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ تَعْمَلَ بِمَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهِ تُرِيدُ بِهِ غَيْرَهُ، فَاتَّقُوا الرِّيَاءَ، فَإِنَّهُ الشِّرْكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّ الْمَرَائِيَّ يُنَادَى بِهِ يَوْمَ القيامة على رؤوس الْخَلَائِقِ بِأَرْبَعَةِ أسماء: يا فاجر، يَا كَافِرُ، يَا خَاسِرُ، يَا غَادِرُ، ضَلَّ عَمَلُكَ، وَبَطَلَ أجرك، فلا خلاق لَكَ الْيَوْمَ عند الله تعالى فالتمس أَجْرَكَ مِمَّنْ كُنْتَ تَعْمَلُ لَهُ يَا مُخَادِعُ "، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: [آللَّهُ] الَّذِي لَا إِلَهَ إلاَّ هو، أنت سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقال: والله الَّذِي لَا إِلَهَ إلاَّ هو، لأنا سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ شَيْئًا لَمْ أَتَعَمَّدْهُ. قَالَ يَزِيدُ: وأظنه قَرَأَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ: {فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ، فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} ... الآية [الكهف: 110] ، وَ {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادعهم} ... الآية [النساء: 142] .

3216 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا حَجَّاجٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُجَاءُ بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ [بِذَجٍّ] ، وَرُبَّمَا قال: كأنه جمل، فيقول الله عزّ وجل: §يَا ابْنَ آدَمَ! أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ، انْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِي فأنا أجزيك عليه، وَانْظُرْ إِلَى عَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ لِغَيْرِي، فَيِجَازِيكَ عَلَى الَّذِي عَمِلْتَ لَهُ ".

باب التحذير من محقرات الأعمال

38 - بَابُ التَّحْذِيرِ مِنْ مُحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ

3217 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ح. [2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، ثنا زَيْدٌ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّهَا الناس! إن الشيطان §قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا آخِرَ الزَّمَانِ، وَقَدْ رَضِيَ مِنْكُمْ بِمَحَقَّرَاتِ الْأَعْمَالِ، فَاحْذَرُوهُ عَلَى دِينِكُمْ ". الْحَدِيثُ.

3218 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدَةَ النَّهْدِيِّ، عَنْ ابن مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إن الله تعالى لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً إِلَّا وقد علم أنه سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِع، ألا فإني مُمْسِكٌ بِحُجَزِكُمْ أَنْ تَتَهَافَتُوا فِي النَّارِ، كَمَا يَتَهَافَتُ الذُّبَابُ ". [2] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنِ الْمَسْعُودِيُّ بِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " آخذ بِحُجَزِكُمْ ". وَزَادَ: " كَمَا يَتَهَافَتُ الْفِرَاشُ وَالذُّبَابُ وَالْحَنْطَبُ ". [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ بِهِ.

باب الزجر عن الاستكثار من الدنيا

39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الِاسْتِكْثَارِ مِنَ الدُّنْيَا

3219 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي [حُيَيُّ] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص، رَضِيَ الله عَنْهما، قال: جَاءَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اجْعَلْنِي عَلَى شَيْءٍ أَعِيشُ بِهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا حمزة، §أنفس تُحْيِيهَا أَحَبُّ إِلَيْكَ، أَمْ نَفْسٌ تُمِيتُهَا؟ " قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: نَفْسٌ أُحْيِيهَا. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عليك نفسك ".

باب بقية التحذير من الرياء

40 - باب بقية التحذير من الرياء 3220 - قال

أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرَبِيٍّ عَنْ رَجُلٍ لَا أعلمه إلا [سعيداً] الْأَزْرَقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: رَأَى أُوَيْسٌ رَضِيَ الله عَنْه رَجُلًا يُصَلِّي يَقُومُ وَيَقْعُدُ، فَقَالَ: " مَا لَكَ؟ "، قَالَ: §أَقُومُ، فَيَجِيءُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: إِنَّكَ تُرَائِي، فَأَجْلِسُ، ثُمَّ تُنَازِعُنِي نَفْسِي إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَقُومُ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّكَ تُرَائِي، فَاجْلِسْ. قَالَ: " لَوْ خَلَوْتَ كُنْتَ تُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَاةَ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " صَلِّ، فلستَ بمُراءٍ ".

3221 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا خَالِدٌ، ثنا يَزَيْدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عن مجاهد قال: أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ: " كَيْفَ أَنْتُمْ والضحّاك بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ "، قَالَ: نحن وهو، §إذ لَقِينَاهُ، قُلْنَا لَهُ مَا يُحِبُّ، وإذا ولينا عنه، قُلْنَا لَهُ غَيْرَ ذلك. قال: " ذَلِكَ مَا كُنَّا نَعُدُّ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النِّفَاقِ ".

3222 - وقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حدثتي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلِ بن ورقاء قال: أتينا الزهري فأمر بِنَا فَطَرَدَنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْنَا فَجِئْنَا، فَحَدَّثَنَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ عن عمه رَضِيَ الله عَنْه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " [يَا نَعَايَا] الْعَرَبِ - ثَلَاثًا / -، §إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرِّيَاءُ وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ ".

3223 -[1] وقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا هقل - هو ابن زياد / - عن الْأَوْزَاعِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ عن عروة قال: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّا نَدْخُلُ عَلَى الْإِمَامِ يَقْضِي بِالْقَضَاءِ نَرَاهُ [جَوْرًا] ، فَنَقُولُ: وفقك الله تعالى، وننظر إِلَى الرَّجُلِ مِنَّا [يُثْنِي] عَلَيْهِ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: " أمَا نَحْنُ مَعَاشِرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلا ". [2] رَوَاهُ البخاري مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه مُخْتَصَرًا.

باب فضل الجوع

41 - بَابُ فَضْلِ الْجُوعِ

3224 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حدثنا يُونُسُ، هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَبِي زَيْنَبَ، عَنْ طَلْحَةَ مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ، " §مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ خَمِيصُ الْبَطْنِ ".

باب فضل الفقير القانع

42 - بَابُ فَضْلِ الْفَقِيرِ الْقَانِعِ (123) حديث أبي برزة رَضِيَ الله عَنْه، قد تَقَدَّمَ في أبواب الذِّكْرِ الَّذِي يذهب أبواب السَّقَمَ، فِي أَبْوَابِ الطِّبِّ.

3225 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَوْ قَامَ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ فَسَأَلَهُ دِينَارًا مَا أَعْطَاهُ، أَوْ دِرْهَمًا مَا أَعْطَاهُ، أَوْ فِلْسًا مَا أَعْطَاهُ، وَلَوْ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى الدُّنْيَا مَا أَعْطَاهُ، وَمَا يَمْنَعُهُ إِلَّا مِنْ كَرَامَتِهِ عَلَيْهِ، وَلَوْ سأل الله تعالى الْجَنَّةَ، لَأَعْطَاهُ، §وَلَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ، لَأَبَرَّهُ ".

باب ذم الكبر

43 - بَابُ ذَمِّ الْكِبْرِ

3226 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِنَانٍ، ثنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: زَعَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ مَرَّ فِي السُّوقِ عَلَيْهِ حُزْمَةٌ مِنْ حَطَبٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلَيْسَ قَدِ أغناك الله تعالى عَنْ هَذَا؟ ، قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَقْمَعَ الْكِبْرَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ / حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ ".

3227 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس رَضِيَ الله عَنْه قال: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقٍ، وَمَرَّتِ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ لَهَا رَجُلٌ: الطَّرِيقَ، فقالت: الطريق مه. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §دَعُوهَا، فَإِنَّهَا جَبَّارَةٌ ".

3228 - حدثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هَارُونَ، أنا الأزهر بن سنان، ثنا مُحَمَّدُ بن واسع، قال: دَخَلْتُ عَلَى بِلَالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا بِلَالُ، إِنَّ أَبَاكَ حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه عن النيي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: " §إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ: هَبْهَبُ، حَقًّا على الله تبارك وتعالى أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ "، فَإِيَّاكَ يَا بِلَالُ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَسْكُنُهُ.

3229 -[1] وقَالَ أحمد بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ بن خارجة ح. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ العزيز بن [عُبيد اللَّهِ] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ بِالْخُلُقِ الْحَسَنِ، وَإِنَّهُ ليكتب جباراً وما يَمْلِكْ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِهِ ".

3230 - وقال أبو يعلى: حدثنا المُقَدَّمي، ثنا مُعْتَمِر بن سليمان، ثنا عَبَّاد بن عَبَّاد بن علقمة عن أبي مِجْلِز، قال: إن أصحاب ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه قرصهم البرد، فجعلوا [يستحيون] أن يجيئوا في [الفساسير] والعبي، ففقدهم، فقيل له: أمرهم كذا وكذا، فأصبح أبو عبد الرحمن في عباءة، فقالوا: أصبح ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه في عباءة، ثم جاء اليوم الثاني، ثم جاء اليوم الثالث، فلما رأوه في العباءة، جاءوا في أكسيتهم، فعرف وجوهاً قد كان [فقدها] ، فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: " لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كِبْر - أو قال -: ذرة من كِبْر ".

باب الصمت

44 - بَابُ الصَّمْتِ

3231 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ مكحول رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْحَدِيثِ لِمُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه: " §مَا كُنْتَ سَاكِتًا، فَأَنْتَ سَالِمٌ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ، فَلَكَ أَوْ عَلَيْكَ ".

3232 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامُ أَبُو الْأَشْعَثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، ثنا عُثْمَانُ بن سعد قال: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " §الصَّمْتُ حُكْمٌ، وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ ".

3233 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْلَمَ، فَلْيَلْزَمِ الصَّمْتَ ".

3234 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا يحيى بن سفيان، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " يَا بُنَيَّ، §لِيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ، وَاخْزِنْ لِسَانَكَ -[496]- ". (124) وحديث أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه في ذلك فِي أَوَّلُ أحاديث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

3235 -[1] وقال أَبُو يَعْلَى، وَبَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، وَالْبَغَوِيُّ جَمِيعًا: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حدثنا مُعْتَمِر، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَسيب، عن مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَنْهَاكُمْ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ -[499]- ". 3235 -[2] وَقَالَ البخاري: حدثنا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا مُعْتَمِر به. ذكره فِي " التَّارِيخِ ". قَالَ ابْنُ السَّكَنِ: لَا أَعْرِفُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه غَيْرَهُ.

3236 -[1] وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْحَنَفِيُّ عَنِ الْهَجَرِيِّ، عن أبي عياض، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لِيُضْحِكَ بِهَا مَنْ حَوْلَهُ، وَلَقَدْ جَاءَتْ أَكْثَرَ مِنْ عُكَاظَ وَمَا يشعر ". [2] [حدثنا] حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، حدثنا زَائِدَةُ عَنِ الْهَجَرِيِّ، بِهِ.

3237 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو كُريب، ثنا سعيد بْنُ شُرَحْبِيلَ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ خالد بن يزيد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْهم قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ يَقُولُ: " §مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَحَفِظَ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ ".

3238 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ [حَرْبٍ] ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بن إسحاق، ثنا عَقَّال بن شَبَّة، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي، عَنْ أبيه رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: " §احْفَظْ مَا بَيْنَ لَحْيَيْكَ ورجليك ". قال: فنهضت وَأَنَا أَقُولُ: حَسْبِي.

باب الإيثار

45 - بَابُ الْإِيثَارِ

3239 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، ثنا ثَابِتُ بْنُ عُبيد قال: سمعت عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [مُغَفَّل] المُزَني رَضِيَ الله عَنْه، يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ كَانَ لَهُ قَمِيصَانِ، فَلْيَكْسِ أَحَدَهُمَا، أَوْ ليتصدق بِأَحَدِهِمَا ".

باب قصر الأمل

46 - بَابُ قِصَرِ الْأَمَلِ

3240 - قال مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ، عن الشعبي قال: أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَجْلِسُ إلى مسروق، فكان فِي آخِرِ مَنْ وَدَّعَهُ، [فَقَالَ: " يَا أَبَا عائشة] ، إنك قَريع الْقُرَّاءِ وسيدهم، وَإِنَّ زَيْنَكَ لَهُمْ زَيْنٌ، وَإِنَّ شَينَكَ لَهُمْ شَيْنٌ، §فَلَا تُحَدِّثَنَّ نَفْسَكَ بِفَقْرٍ، وَلَا بِطُولِ عُمْرٍ ".

باب السلامة في العزلة

47 - بَابُ السَّلَامَةِ فِي الْعُزْلَةِ

3241 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عِيسَى بْنُ يونس، نا الْأَوْزَاعِيُّ عن مكحول قال: " §إِنْ كَانَ فِي الْجَمَاعَةِ فَضْلٌ، فَإِنَّ السَّلَامَةَ فِي الْعُزْلَةِ ".

باب الحزن

48 - بَابُ الْحُزْنِ

3242 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو نَشِيطٍ، ثنا أبو الْمُغِيرَةُ عن أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ كُلَّ قَلْبٍ حَزِينٍ -[515]- ". 3242 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ ضَمْرَةَ بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ /.

باب فضل الحدة

45 - بَابُ فَضْلِ الْحِدَّةِ

3243 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ دُوَيْدِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي مَنْصُورٍ الْفَارِسِيِّ - وَكَانَتْ فِيهِ حِدَةٌ - فَذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: مَا أُحِبُّ أَنَّهَا أَخْطَأَتْنِي، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِنَّ الْحِدَّةَ تَعْتَرِي خِيَارَ أُمَّتِي ". [2] وقال أبو يعلى: حدثنا أبو الربيع العَتكي، ثنا عبد الرحمن بن أبان عن الليث بن سعد، به.

3244 - حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا سَلَّامٌ الطَّوِيلُ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْحِدَّةُ تَعْتَرِي خِيَارَ أُمَّتِي ".

باب الاستعطاف

50 - بَابُ الِاسْتِعْطَافِ

3245 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُثْمَانُ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا أَبِي، عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ: طَارِقٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الرُّوَاسي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، ارْضَ عَنِّي. فَأَعْرَضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي ثَلَاثًا، فَقُلْتُ: يَا رسول الله، والله §إن [الرب] تبارك وتعالى لَيُتَرَضَّى فَيَرْضَى "، قَالَ: " فَرَضِيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي -[525]- ". 3245 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ الصَّائِغُ، ثنا وَكِيعٌ بِهَذَا. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ لَهُ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ. يَعْنِي عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ.

باب خير الجلساء

51 - بَابُ خَيْرِ الْجُلَسَاءِ

3246 -[1] قَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §أَيُّ جُلَسَائِنَا خَيْرٌ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ ذَكَّرَكُمْ بِاللَّهِ رُؤْيَتُهُ، وَزَادَ فِي [عِلْمِكُمْ] مَنْطِقُهُ، وَذَكَّرَكُمْ بِالْآخِرَةِ عَمَلُهُ -[529]- ". 3246 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ [الْبُرَيْدِ] ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ حَسَّانَ، بِهِ.

باب فضل سكنى المقابر

52 - بَابُ فَضْلِ سُكْنَى الْمَقَابِرِ

3247 - قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أحدثكم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، [عَنْ أَبِيهِ] رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه: §مَا لَكَ تَرَكْتَ مُجَاوِرَةَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاوَرْتُ الْمَقَابِرَ - يعني البقيع -؟ فقال: " وَجَدْتُهُمْ جِيرَانَ صِدْقٍ، يُكَفِّرُونَ السَّيِّئَةَ، وَيُذَكِّرُونَ الْآخِرَةَ؟ ". فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ، وَقَالَ: نَعَمْ.

باب فضل هجر الفواحش

53 - بَابُ فَضْلِ هَجْرِ الْفَوَاحِشِ

3248 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْبِقَ الدَّائِبَ الْمُجْتَهِدَ، فَلْيَكُفَّ عَنِ الذُّنُوبِ ".

باب ثمرة طاعة الله تعالى

54 - بَابُ ثَمَرَةِ طاعة الله تعالى (125) فِي الأشربة من طريق مَالِكِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ ثَقِيفٍ، حَدِيثٌ يَدْخُلُ فِي هَذَا.

3249 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: " §مَا اسْتَقَرَّ لِعَبْدٍ ثَنَاءٌ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى يَسْتَقِرَّ فِي السَّمَاءِ ".

باب فضل البكاء من خشية الله تعالى

55 - بَابُ فَضْلِ الْبُكَاءِ مِنْ خشية الله تعالى

3250 - قَالَ عَبْدُ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، ثنا أَبِي هُوَ ابْنُ سعد عن صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرحمن قال: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا يبكي عبد فتقطر عَيْنَاهُ مِنْ خشية الله تعالى فيدخله الله عز وجل النَّارَ أَبَدًا، حَتَّى يَعُودَ قَطْرُ السَّمَاءِ ". وَيُقَالُ إِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ حِينَ رَجَعَ النَّاسُ مِنْ مُؤْتَةَ، وَفِي يَدِهِ قطعة من [خبز] ، فَلَمَّا ذَكَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَأْنَهُمْ، فَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَمَسَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجهه، وقال: " ألا إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّ الْمَرْءَ يَرَى أَنَّهُ كَثِيرٌ بِأَخِيهِ، مَنْ لَهُ عِنْدِي عِدَةٌ؟ ". فَقَالَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا، قَالَ: وقالت بركة رَضِيَ الله عَنْها: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ابْنَتَهُ] ، وَهِيَ تَمُوتُ، وَهِيَ تحت عثمان رَضِيَ الله عَنْهما فَاضَتْ عَيْنَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبكت بركة رَضِيَ الله عَنْها وَنَتَفَتْ رَأْسَهَا، فَزَجَرَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: أَتَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، ونحن سكوت؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الَّذِي رَأَيْتِ مِنِّي رَحْمَةٌ لَهَا، وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ مَنْزِلَةٍ صَالِحَةٍ من الله تعالى عَلَى عُسْرٍ أَوْ يُسْرٍ ".

3251 - وقال أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا أَبَانُ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أن جبريل عليه الصلاة والسلام أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا يبكيكَ؟ "، فقال عليه الصلاة والسلام: " وَاللَّهِ §مَا جَفَّتْ لِي عَيْنٌ، مُنْذُ خلق الله تعالى النَّارَ، مَخَافَةَ أَنْ أَعْصِيَهُ فَيَقْذِفُنِي فِيهَا ".

باب التوبة والاستغفار

56 - بَابُ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ

3252 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، قَالَ: ثُمَّ نَزَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْتَدَرَهُ رَهْطٌ من الأنصار رَضِيَ الله عَنْهم قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ، فَقَالُوا: أَنْفُسُنَا لَكَ الْفِدَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ [الشَّدَائِدِ] ؟ وَكَيْفَ الْعَيْشُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ: " وَأَنْتُمْ فِدَاكُمْ أَبِي وأُمِّي، نازلت ربي تبارك وتعالى فِي أُمَّتِي، فَقَالَ لِي: §بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَنَةٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ " / ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " [شَهْرٌ] كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمُعَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جُمُعَةٌ كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بيوم، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يوم كَثِيرٌ، مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِالْمَوْتِ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". ثُمَّ نَزَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَتْ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا. دَاوُدُ وَشَيْخُهُ مَعْرُوفَانِ بِالْوَضْعِ.

3253 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، هُوَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تُوبُوا إلى ربكم عزَّ وجلّ، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، أو أكثر من سبعين ".

3254 -[1] وقال أبو يعلى: حدثنا هُرَيم بن عبد الأعلى، ثنا مُعْتَمِر بن سليمان، عن أبيه، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك رَضِيَ الله عَنْه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إني أتوب في اليوم أربعين مرة -[555]- ". 3254 -[2] حَدَّثَنَا أَبُو الأشعث قال: سَمِعْتُ مُعْتَمِرًا، بِهِ -[556]-. 3254 -[3] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو بَحْرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه مِثْلَهُ، لكن قَالَ: " مِائَةَ مَرَّةٍ ".

3255 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا أَبُو أسامة عن بُريد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لله تعالى أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الَّذِي قَدْ أَسْرَفَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ رَجُلٍ أضل راحلته، فسعى فِي بَغائها يَمِينًا وَشِمَالًا حَتَّى أَعْيى أَوْ أيس منها، وإذْ قَدْ هَلَكَ، نَظَرَ فَوَجَدَهَا فِي مَكَانٍ لَمْ يَكُنْ يَرْجُو أَنْ يَجِدَهَا فيه، فالله عزّ وجل أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُسْرِفِ، مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِرَاحِلَتِهِ حِينَ وَجَدَهَا ".

3256 - حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ، أَوْ أَبُو عَبْدِ رَبٍّ شك الوليد قال: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إن رجلاً فيمن كَانَ قَبْلَكُمْ لَقِيَ رَجُلًا عَالِمًا أَوْ عَابِدًا فَقَالَ: §إِنَّ الْآخِرَ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نفساً، كلها يقتلها ظُلْمًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا. فَقَتَلَهُ، ثُمَّ لَقِيَ آخَرَ، فَقَالَ: إِنَّ الْآخَرَ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، كُلُّهَا [يَقْتُلُهَا] ظُلْمًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ توبة؟ قال: لإن قُلْتُ لَكَ إن الله تبارك وتعالى لَا يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ، لقد كذبت، ها هنا دَيْرٌ فِيهِ قَوْمٌ يَتَعَبَّدُونَ، فَأْتِهِمْ، فاعبد الله عزّ وجل مَعَهُمْ لعل الله تعالى يَتُوبُ عَلَيْكَ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ، فَاخْتَصَمَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَمَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ، فبعث الله تعالى مَلَكًا أَنْ قِيسُوا مَا بين المكانين، فإلى أيهما كَانَ أقرب، فهو منهم، فَقَاسُوهُ، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى دَيْرِ التَّوَّابِينَ بِأُنْمُلَةٍ فغُفر الله عزّ وجل لَهُ ".

3257 - حدثنا إبراهيم، حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمرو رَضِيَ الله عَنْهما، قال: جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ: " §إن الله تعالى لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ غَفَرَهُ، إِنَّ رَجُلًا كَانَ قَبْلَكُمْ قَتَلَ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَأَتَى رَاهِبًا فَقَالَ لَهُ: قَتَلْتُ ثَمَانِيَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا، فَقَتَلَهُ. ثم أتى راهباً آخَرَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وتسعين نَفْسًا، فَهَلْ تَجِدُ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ ، قال: لا، فقتله. ثم أتى آخر، فأخبره أنه قتل مائة نفس، فهل تجد لي من توبة؟ ، فقال: لَقَدْ أَسْرَفْتَ، وَمَا أدري، ولكن ها هنا قَرْيَتَانِ، إحداهما يُقَالُ لَهَا: نَضْرَةُ، أَهْلُهَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، لَا يَثْبُتُ فِيهِمْ غَيْرُهُمْ، وَالْأُخْرَى يُقَالُ لَهَا: كَفْرَةُ، أَهْلُهَا يَعْمَلُونَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، لَا يَثْبُتُ [فِيهِمْ] غَيْرُهُمْ، فَانْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ نَضْرَةَ، فإن عملت عملهم وتبت، فلا تشك فِي تَوْبَتِكَ، فَانْطَلَقَ يُرِيدُهَا، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ، أَدْرَكَهُ أَجَلُهُ، فسألت الملائكة عليهم السلام ربها، قال جل وعلا: انْظُرُوا أَيِّ الْقَرْيَتَيْنِ كَانَ أَقْرَبَ فَاكْتُبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إِلَى نَضْرَةَ بِقَدْرِ أُنْمُلَةٍ، فَكَتَبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا ".

3259 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ: سعبة مُغْلَقَةٌ، وَبَابٌ مَفْتُوحٌ لِلتَّوْبَةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ نَحْوِهِ -[570]- ". 3258 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.

3259 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: حملني عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَبَّانَةٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ وقال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ / لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَيَّ فَضَحِكَ، فقلت: يا أمير المؤمنين! §استغفارك ربك، والتفاتك إليّ تضحك؟ ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: جَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ ثُمَّ سَارَ بِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُكَ "، ثُمَّ الْتَفَتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ فَضَحِكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتِغْفَارُكَ رَبَّكَ، وَالْتِفَاتُكَ إِلَيَّ تَضْحَكُ؟ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضحكت لضحك ربي عز وجل لِعَجَبِهِ [لِعَبْدِهِ: أَنَّهُ يَعْلَمُ] أَنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ أَحَدٌ غَيْرُهُ ".

3260 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا مغيرة بْنُ أَبِي [الْحُرِّ] الْكِنْدِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ جُلُوسٌ، فَقَالَ: " §مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ، إلاَّ استغفرت الله تعالى فِيهَا مِائَةَ مَرَّةٍ ".

3261 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ، ثنا عَبْدُ الْغَفُورِ عَنْ [أَبِي نُصَيْرَةَ] ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §عَلَيْكُمْ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارُ، فَأَكْثِرُوا مِنْهُمَا، فَإِنَّ إِبْلِيسَ قَالَ: أَهْلَكْتُ النَّاسَ بِالذُّنُوبِ، فَأَهْلَكُونِي بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَالِاسْتِغْفَارُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، أهلكتم بِالْأَهْوَاءِ، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ".

3262 - وقال أبو يعلى: حدثنا أبو الربيع، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا جلس قوم مجلساً، فَخَاضُوا فِي حَدِيثٍ فاستغفروا الله تبارك وتعالى قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّقُوا، إِلَّا غفر الله عز وجل لَهُمْ مَا خَاضُوا فِيهِ ".

3263 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم، قالا: خطبنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وفيه: " إِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِعِلْمِهِ وَإِنْ كَانَ قَلِيلَ الْعِلْمِ، [وَلَا تحقرن] مِنَ الْمَعَاصِي شيئاً وإن صغر فِي أَعْيُنِكُمْ [فإنه §لا صغير مَعَ الإصرار، ولا كبير مَعَ استغفار] ، أَلَا وإن الله تبارك وتعالى سَائِلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، حَتَّى عَنْ مَسِّ أَحَدِكُمْ ثَوْبَ أَخِيهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَبْدَ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَا مات عليه، فقد خلق الله تعالى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَمَنِ اختار النار [على الجنة] ، فأبعده الله تعالى. أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَدَعْ شَيْئًا نَهَى عَنْهُ إِلَّا وَقَدْ بيّنه لَكُمْ، ليحيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، وَيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عن بينة "، الحديث.

3264 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا يَزِيدُ، هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُكَيْنٍ، حدثنا قَيْسٌ الْمَاصِرُ عَنْ دَاوُدَ الْبَصْرِيِّ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ذَنْبًا قَدِ اعْتَادَهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَوْ ذَنْبًا لَيْسَ بِتَارِكُهُ حَتَّى يَمُوتَ، أَوْ تَقُومَ عَلَيْهِ السَّاعَةُ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُذْنِبًا مُفَتَّنًا خَطَّاءً نَسِيًّا، فَإِنْ ذُكِّرَ ذَكَرَ ".

باب النهي عن التنطع

57 - بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّنَطُّعِ

3265 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ [مِسْعَرٌ] قَالَ: أَخْرَجَ إِلَيَّ مَعْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ كِتَابًا، فَحَلَفَ لِي أَنَّهُ خَطُّ أَبِيهِ، فَإِذَا فِيهِ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " وَالَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ، §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا مِنْ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْه، وَإِنِّي لأرى عمر رَضِيَ الله عَنْه كَانَ أَشَدَّ خوفاً عليهم، [أوْ لَهُمْ] ؟ ". فَأَقَرَّ بِهِ [أَبُو أُسَامَةَ] وَقَالَ: نَعَمْ. [2] وَقَالَ أبو بكر: حدثنا أبو أسامة، به. [3] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ، بِهِ.

3266 - وقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحن نُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْحَمْدُ لِلَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ وَاحِدٌ، فِيكُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ، اقرأوا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ أن يأتي قوم يُقِيمُونَ حُرُوفَهُ كَمَا يُقَامُ السَّهْمُ، يتعجلونه وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ ". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.

3267 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّ لِهَذَا الْقُرْآنِ شِرَّةً، ثُمَّ لِلنَّاسِ عَنْهُ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إلى القصد، فَنِعِمَّ ما هُوَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْإِعْرَاضِ، فَأُولَئِكَ بُورٌ ". [2] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ بِهَذَا.

باب كراهة البناء فوق الحاجة

58 - بَابُ كَرَاهَةِ الْبِنَاءِ فَوْقَ الْحَاجَةِ

3268 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ شُعيب بن [الحَبْحاب] ، عَنْ أبي العالية، قال: أَنَّ الْعَبَّاسَ رَضِيَ الله عَنْه، بَنَى غُرْفَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اهْدِمْهَا ". فَقَالَ: أَوْ أَتَصَدَّقُ بثمنها؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اهْدِمْهَا ". ثَلَاثًا.

3269 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زكريا، عن [أبي عَمَّارٍ] ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جانب من دور الأنصار رَضِيَ الله عَنْهم، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَأَبْصَرَ قُبَّةً مَبْنِيَّةً، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنَسُ، لِمَنْ هَذِهِ الْقُبَّةُ؟ " / فَقُلْتُ: لِفُلَانٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إلاَّ بناء كِفاف؟ ". فَبَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ الله عَنْه، فَكَسَرَهَا، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَرَهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَنَسُ، مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ؟ " قُلْتُ: بَلَغَ صَاحِبَهَا قَوْلُكَ فَكَسَرَهَا. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ".

باب كراهة سكنى البادية، والزجر عن العزلة بغير سبب

59 - بَابُ كَرَاهةِ سُكْنَى الْبَادِيَةِ، وَالزَّجْرِ عَنِ الْعُزْلَةِ بِغَيْرِ سَبَبٍ

3270 - قال إسحاق: أخبرنا عِيسَى بْنُ يونس، [عن يُونُسَ] ، ثنا مَعْمَرٌ عَنْ مُوسَى بْنِ [شيبة] رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ بَدَا أَكْثَرَ مِنْ شَهْرَيْنِ، فَهِيَ أَعْرَابِيَّةٌ ". هَذَا مُرْسَلٌ ضَعِيفُ الْإِسْنَادِ.

3271 - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ إياس بن مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: " §البداوة شهران، فما زَادَ، فَهُوَ تَعَرُّبٌ ". هَذَا مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.

3272 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا شَرِيكٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ بَدَا جَفَا ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا -[613]-. (126) وحديث عَسْعَسِ بْنِ سَلَامَةَ مَضَى فِي الْجِهَادِ.

3273 -[1] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا [ابن] عَبْدِ الله بن بدر بن واصل بْنِ عَبْدُ اللَّهِ بن سعد [ابن الأطول] ، حدثني أبي، قال: كان عبد الله بْنُ سَعْدٍ يَخْرُجُ إِلَى أَصْحَابِهِ بِتُسْتَرَ يَزُورُهُمْ، فَيُقِيمُ يَوْمَ دُخُولِهِ، وَالثَّانِي، وَيَخْرُجُ فِي الثالث، فيقولون [له] : لَوْ أَقَمْتَ؟ فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: " نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ سَمِعْتُهُ §يَنْهَى عَنِ [التناءة] ، فَمَنْ أَقَامَ بِبَلَدِ الْخَرَاجِ ثَلَاثًا، فَقَدْ [تَنَا] ، وأنا أَكْرَهُ أَنْ أُقِيمَ ". [2] وقال الحسن بن سفيان في مسنده: حدثنا واصل بن عبد الله بن بدر، حدثني أبي عبد الله بن بدر به -[616]-. 3273 -[3] وقال أبو نُعيم: حدثنا أبو عَمرو محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا الحسن به.

باب محبة المؤمن لقاء الله تعالى

60 - بَابُ مَحَبَّةِ الْمُؤْمِنِ لقاء الله تعالى

3274 - قال مُسَدَّدٌ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّهُ كَانَ يُجَالِسُهُ بِالْكُوفَةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا فِي صفّة له، وَتَحْتَهُ فُلَانَةٌ وَفُلَانَةٌ، امْرَأَتَانِ ذَوَاتَا مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، وَلَهُ مِنْهُمَا وَلَدٌ كأحسن الولدان، [سقسق] عَلَى رَأْسِهِ عُصْفُورٌ، ثُمَّ قَذَفَ ذا بطنه فنكته بِيَدِهِ، ثُمَّ قال: " والذي نفس عبد الله بِيَدِهِ، §لَأَنْ يَمُوتَ [آلُ عَبْدِ اللَّهِ] ثُمَّ أَتْبَعُهُمْ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَمُوتَ هَذَا الْعُصْفُورُ ".

كتاب الزهد والرقائق

34 - كتاب الزهد والرقائق

باب اجتناب [الشبهات]

1 - باب اجتناب [الشبهات] (127) تقدَّم في البيوع.

باب فضل كتم الغيظ

2 - بَابُ فَضْلِ كتم الغيظ

3274 م - قال إِسْحَاقُ: أنا الْمُقْرِئُ، ثنا نُوحُ بْنُ جَعْوَنَةَ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: " §وَمَا مِنْ جَرْعَةٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ كظمها عبد الله، مَا كظمها عبد الله إلا ملأ الله جَوْفَهُ إِيمَانًا.

باب تقديم عمل الآخرة على عمل الدنيا

2 - بَابُ تَقْدِيمِ عَمَلِ الْآخِرَةِ عَلَى عَمَلِ الدُّنْيَا

3275 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ قَالَ: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي رَكْبٍ من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِهِمْ رَجُلٌ، فَسَأَلَهُمْ، فَأَجَابُوهُ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى مُعَاذِ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ وَاضِعٌ رأسه على [رحله] يُحَدِّثُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: " عَمَّ سَأَلْتَهُمْ؟ " فَقَالَ: سَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فَقَالُوا كَذَا، وَسَأَلْتُهُمْ عَنْ كَذَا، فَقَالُوا كَذَا، فَقَالَ مُعَاذٌ رَضِيَ الله عَنْه: " كَلِمَتَانِ، إِنْ أَنْتَ أَخَذْتَ بِهِمَا أَخَذْتَ بِصَالِحِ مَا قَالُوا، وإن أنت تَرَكْتَهُمَا تَرَكْتَ صَالِحَ مَا قَالُوا، §إِنْ أَنْتَ ابْتَدَأْتَ بِنَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، [يَفُتْكَ] نصيبك من الْآخِرَةِ، وَعَسَى أَنْ لا تدرك بينهما الَّذِي تُرِيدُ، وَإِنِ ابْتَدَأْتَ نصيبك مِنَ الْآخِرَةِ [يَمُرُّ بِكَ] عَلَى نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَنْتَظِمُ لَكَ انْتِظَامًا، ثُمَّ يَدُورُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَدُورُ ".

3276 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يحيى بن سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه: " §التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَسَنٍ، إِلَّا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ ".

3277 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إن الله تعالى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا، حَمَاهُ الدُّنْيَا، كَمَا يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ الْمَاءَ -[633]- ". 3277 -[2] خالفه ابْنُ لَهِيعَةَ، فرَوَاهُ عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ مَحْمُودٍ، عَنْ عقبة بن [رافع] رَضِيَ الله عَنْه. وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْهُ -[634]-. 3277 -[3] ورواه التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُمَارَةَ، فَجَعَلَ الصَّحَابِيَّ: قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ رَضِيَ الله عَنْه. [4] وَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلَهُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ، فَلَمْ يَذْكُرْ فَوْقَ [مَحْمُودٍ] أَحَدًا. وكذلك رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ رَضِيَ الله عَنْه.

3278 -[1] وقال عَبْدُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَلَا أُبَشِّرُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَرَاءِ، إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْخُلُونَ الجة قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ، خَمْسِمِائَةِ عَامٍ -[639]- ". 3278 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَمرو بن [سُكَين] ، حدثنا مُحَمَّدِ بن الزِّبْرِقان، ثنا مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ بِهِ. وَزَادَ: وَتَلَا مُوسَى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) } . قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

3279 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا الزِّمَّانِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ هُوَ الثَّقَفِيُّ، ثنا الْمُثَنَّى بن الصَّبَّاحِ، ثنا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عن ميمونة رَضِيَ الله عَنْها قالت: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنِ اتَّقَى فِيهَا وَأَصْلَحَ فِي ذَلِكَ، وَإِلَّا، فَهُوَ كَالْآكِلِ وَلَا يَشْبَعُ، فَبُعْدُ النَّاسِ كَبُعْدِ الْكَوْكَبَيْنِ، يَطْلُعُ أَحَدُهُمَا مِنَ الْمَشْرِقِ، وَالْآخَرُ يَغِيبُ مِنَ الْمَغْرِبِ ".

3280 - حدثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا [الْجُنَيْدُ بْنُ الْعَلَاءِ بن أبي وَهْرَة] [عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ] ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أبي الدرداء رضي الله [عنهما] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَفَرَّغُوا مِنْ هُمُومِ الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ، أفشى الله تعالى عَلَيْهِ [ضَيْعَتَهُ] وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَمَنْ كانت الآخرة أكبر هَمَّهُ [جمع] الله عز وجل لَهُ [أُمُورَهُ] ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَمَا أَقْبَلَ عَبْدٌ بِقَلْبِهِ إلى الله عز وجل إِلَّا جَعَلَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ تُقَادُ إِلَيْهِ بِالْوُدِّ وَالرَّحْمَةِ، وكان الله تعالى إِلَيْهِ بِكُلِّ خَيْرٍ أَسْرَعَ ".

3281 - قال الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، أنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ كانت نيته [طلب] الْآخِرَةَ، جمع الله تعالى [له] شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ [طَلَبَ] الدُّنْيَا، جعل الله عزَّ وجلّ الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَشَتَّتَ عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْهَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ ".

3282 - وقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَكِيعٌ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ [لَبِيبَةَ] ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §خَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي، وَخَيْرُ الذكر ما يخفى ".

3283 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، ثنا عَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ جَائِعَانِ في غنم [افترقت] أَحَدَهُمَا فِي أَوَّلِهَا، وَالْآخَرَ فِي آخِرِهَا، بِأَسْرَعَ [فَسَادًا] مِنَ امْرِئٍ يُحِبُّ شَرَفَ الدُّنْيَا وَمَالَهَا فِي دِينِهِ ".

3284 -[1] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَرَامًا مُكَاثِرًا مُفَاخِرًا مُرَائِيًا، لقي الله تبارك وتعالى وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلَالًا اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ وَسَعْيًا عَلَى أَهْلِهِ، وَتَعَطُّفًا عَلَى جَارِهِ، لقي الله عز وجل وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ، هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ فُرافِصة مثله. هذا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ مَكْحُولٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه.

3285 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا حسين بن الْأَسْوَدُ: ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ، حدثني نافع - يعني ابن مَالِكٍ - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَمْنَعُ مِنْ سخط الله عز وجل، مَا لَمْ يُؤْثِرُوا دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، ثُمَّ قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قال الله عز وجل: كَذَبْتُمْ ".

3286 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ! ، مَا يَكْفِينِي مِنَ الدُّنْيَا؟ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا سَدَّ جَوْعَتَكَ، [وَوَارَى] عَوْرَتَكَ، وَإِنْ كَانَ لَكَ بَيْتٌ يُظِلُّكَ، أَوْ دَابَّةٌ تَرْكَبُهَا، فَبَخٍ بَخٍ ".

3287 - وقال أَبُو يعلى: حدثنا أبو عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن حَبيب قال: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " لَمَّا بُعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [أتت] إِبْلِيسُ جُنُودَهُ، فَقَالُوا: §لَقَدْ بُعِثَ نَبِيُّ، وَأُخْرِجَتْ أُمَّةٌ، فَقَالَ: أَيُحِبُّونَ الدُّنْيَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: لَئِنْ كَانُوا يُحِبُّونَهَا، مَا أُبَالِي أَنْ لَا يَعْبُدُوا الْأَوْثَانَ، إِنَّهُمْ لَنْ ينفلتوا مِنِّي، وَأَنَا أَغْدُو عَلَيْهِمْ وَأَرْوَحُ بِثَلَاثٍ: أَخْذِ الْمَالِ مِنْ غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَإِمْسَاكِهِ عَنْ حَقِّهِ، والشر كُلُّهُ لِهَذَا تَبَعٌ ".

باب الأمر بالمعروف

3 - بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ

3288 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا المُعْتَمِر بن سليمان قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَنْبَأَنَا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ يعني مولى أبي أسيد يقول: §أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، نَهَى عَنِ الْحُكْرَةِ، فلم يزل رجل يَسْتَشْفِعُ حَتَّى يَتْرُكَ مَوْلَاهُ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه، السُّوقَ، فَإِذَا هُوَ بِمَوَالِي بَنِي أُمَيَّةَ يَحْتَكِرُونَ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا، فَبَيْنَا هو كذلك إذا هُوَ بِعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، مُقْبِلًا عَلَى بَغْلَةٍ - أَوْ دَابَّةٍ - فَمَشَى إِلَيْهِ، فَأَخَذَ بِلِجَامِ الْبَغْلَةِ فَهَزَّهُ هَزًّا شَدِيدًا - وَأُرَاهُ - قَالَ لَهُ: " إِنَّكَ، وَإِنَّكَ "، غَيْرَ أَنَّهُ اشْتَدَّ عَلَيْهِ فِي الْقَوْلِ، ثُمَّ تَرَكَهُ، فَلَمَّا نَزَلَ، أُلْقِيَتْ لَهُ وَسَادَةٌ فَجَلَسَ عَلَيْهَا، وَجَاءَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: " وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ لَكَ عَلَيَّ حَقًّا، وَلَكِنِّي رَجُلٌ إِذَا رَأَيْتُ الْمُنْكَرَ لَمْ أَصْبِرْ "، فَقَالَ له عثمان رضي الله [عنه] : " اجْلِسْ "، فَأَجْلَسَهُ على الوسادة التي إِلَى جَنْبِهِ.

3289 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا هِشَامٌ عن ابْنُ سَعْدٍ، عَنْ عثمان بن عرق بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَعَرَفْتُ أنه قد حضره شَيْءٌ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا فَتَوَضَّأَ ثُمَّ خرج فسمعت مِنَ الْحُجُرَاتِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ §يَا أَيُّهَا النَّاسُ مُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ قبل أن تدعو إليه فَلَا يُجِيبُكُمْ وَتَسْأَلُونَهُ فَلَا يُعْطِيكُمْ وَتَسْتَنْصِرُونَهُ فَلَا يَنْصُرُكُمْ ". قُلْتُ: مَا عَرَفْتُ عُثْمَانَ بْنَ عُرْوَةَ بْنِ هَانِئٍ.

3290 - أخبرنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَزَارِيُّ عن الحسن قال: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، رَدَّ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، قِرَاءَةَ آية، فقال أُبَيّ رَضِيَ الله عَنْه: " لَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتَ يُلْهِيكَ يَا عُمَرُ الصَّفْقُ بِالْبَقِيعِ "، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: " صَدَقْتَ، إِنَّمَا §أَرَدْتُ أَنْ أُجَرِّبَكُمْ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَقُولُ الْحَقَّ؟ فَلَا خَيْرَ فِي أَمِيرٍ لَا يُقَالُ عِنْدَهُ الْحَقُّ، وَلَا يَقُولُهُ ". هذا منقطع.

3291 - أخبرنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا أَبُو سِنَانٍ عِيسَى بْنُ سِنَانٍ عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: ذَكَرَ مُعَاوِيَةُ الْفِرَارَ مِنَ الطَّاعُونِ فِي خُطبة، فَقَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَضِيَ الله عَنْه: " كَذَبْتَ، أُمُّكَ هِنْدٌ هِيَ أَعْلَمُ مِنْكَ "، ثُمَّ صَلَّى، ثُمَّ أَرْسَلَ إلى عبادة رَضِيَ الله عَنْه، فنفرت الْأَنْصَارَ مَعَهُ، فَاحْتَبَسَهُمْ، وَدَخَلَ عُبَادَةُ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: " [أَلَمْ تتق] الله تعالى وتستحيي إِمَامَكَ، كَذَّبْتَنِي عَلَى الْمِنْبَرِ "، فَقَالَ عُبَادَةُ رَضِيَ الله عَنْه: " §أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ أَنِّي بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، أَنِّي لَا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، فَكَيْفَ / إِذًا كَذَبْتُ على الله تعالى "، ثُمَّ خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عند العصر فصلَّى، ثُمَّ أَخَذَ بِقَائِمَةِ الْمِنْبَرِ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي ذَكَرْتُ لَكُمْ حَدِيثًا عَلَى الْمِنْبَرِ فَكَذَّبَنِي عُبَادَةُ رَضِيَ الله عَنْه، فَدَخَلْتُ الْبَيْتَ فَسَأَلْتُ، فَإِذَا الْحَدِيثُ كَمَا يُحَدِّثُنِي عُبَادَةُ، فَاقْتَبِسُوا مِنْهُ، فَهُوَ أَفْقَهُ مِنِّي ".

3292 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا أبو عَوانة [- أُراه - عَنِ عَبْدِ الملك بن [عُمير] ، عن الرَّبيع بن عُمَيلة] قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: " إِنَّهَا سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ، §بِحَسْبِ امْرِئٍ إِذَا رَأَى أَمْرًا لَا يَسْتَطِيعُ لَهُ تَغْيِيرًا، أن يعلم لديه أَنْ قَلْبَهُ لَهُ كَارِهٌ -[679]- ". (128) وحديث مخوّل البهزي، سبق فِي أَوَّلِ الْإِيمَانِ.

3293 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا يَزِيدُ عَنْ [ابن] أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، مَوْلَى أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: دَخَلَ أَبُو مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَلَى حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ مَرِيضٌ، فَأَسْنَدَهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: " أَوْصِنَا "، قَالَ: " §إِنَّ الضَّلَالَةَ حَقَّ الضَّلَالَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُهُ، وَتُنْكِرُ مَا كُنْتَ تَعْرِفُهُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دين الله تعالى ".

3294 - حدثنا يَزِيدُ، ثنا شَرِيكٌ عَمَّنْ أخبره قال: أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §لتأمرن [بالمعروف] ، [و] [لتنهون] عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ ليسلطن الله عز وجل عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ، فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ ".

باب النصيحة من الدين

4 - بَابُ النَّصِيحَةِ من الدِّينِ

3295 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الدِّينُ النَّصِيحَةُ "، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لكتاب الله تعالى وَلِنَبِيِّهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.

3296 - وقال أبو يعلى أيضاً: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا [سَلْمُ] بن قُتيبة، حدثنا الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أمرني جبريل عليه السلام بِالنُّصْحِ ".

3297 - حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، حَدَّثَنَا صالح المُرِّي قال: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيهِ عن ربه عزَّ وجلّ قَالَ: " §أَرْبَعُ خِصَالٍ: وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ لِي، وَوَاحِدَةٌ لَكَ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَوَاحِدَةٌ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي. فَأَمَّا الَّتِي لِي، فَتَعْبُدُنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا، وَأَمَّا الَّتِي لَكَ، فَمَا عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ جَزَيْتُكَ بِهِ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ، فَمِنْكَ الدُّعَاءُ وَعَلَيَّ الْإِجَابَةُ، وَأَمَّا الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبَادِي، فَارْضَ لَهُمْ مَا تَرْضَى لِنَفْسِكَ ".

باب الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان ممن [لا يأتمر]

5 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِنْ كَانَ مِمَّنْ [لَا يَأْتَمِرُ]

3298 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ أبي الأسود، ثنا عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ [دِثَارٍ] ، [عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ] ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ رَضِيَ الله عَنْه، مِنَ الْحَبَشَةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَعْجَبُ شَيْءٍ رَأَيْتَ؟ "، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: رَأَيْتَ امْرَأَةً عَلَى رَأْسِهَا مِكْتَلٌ فِيهِ طَعَامٌ، فَمَرَّ فَارِسٌ يَرْكُضُ فَأَذْرَاهُ، فَقَعَدَتْ تَجْمَعُ طَعَامَهَا، ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: وَيْلٌ لَكَ يَوْمَ يَضَعُ الْمَلِكُ كُرْسِيَّهُ، فَيَأْخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [تَصْدِيقًا] لِقَوْلِهَا: " §لَا قُدِّسَتْ - أَوْ كَيْفَ تُقَدَّسُ - أُمَّةٌ لَا يأخذ ضعيفها حقه مِنْ شَدِيدَهَا غَيْرَ مُتَعْتَعٍ؟ ". قوله: غير متعتع، أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه، أو يزعجه، وغير بالنصب حال للضعيف -[700]- ... 3298 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ - يَعْنِي ابْنَ حَرْبٍ - ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِهِ. [3] وَقَالَ الرُّويَانِيُّ: حدثنا ابْنُ إِسْحَاقُ هُوَ الصَّاغَانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِهِ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ لَهُ طَرِيقًا غَيْرَ هَذَا. وَمَنْصُورٌ لا أدري [أَسَمِعَ] مِنَ عَطَاءٍ بَعْدَ اخْتِلَاطِهِ أَوْ قَبْلَ؟ ، انْتَهَى. [4] وَقَدْ تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي قيس [عن عطاء بن السائب] ، عَنْ مُحَارِبٍ، أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ -[701]-. (129) وَحَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، في ذلك يأتي إن شاء الله تعالى فِي كِتَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهم.

3299 -[وقال أَبُو بَكْرٍ] : حدثنا ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ، يَعْنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لا قُدِّست أمة لا تعطي الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ ". أظن أن ابْنُ مَاجَهْ أَخْرَجَهُ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ، فَيُنْظَرُ فِي كِتَابِ الْأَحْكَامِ مِنْ كِتَابِهِ.

3300 - وقال الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ [سَعِيدٍ] ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي [حَكيم] قال: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ الله عَنْه: " إن §الله تعالى لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِعَمَلِ الْخَاصَّةِ، فَإِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَاصِي فَلَمْ تُنْكَرْ، أَخَذَتِ الْعَامَّةَ وَالْخَاصَّةَ ".

3301 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا وُهَيْبٌ، ثنا أَيُّوبٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَقَاضَاهُ تَمْرًا، فَاسْتَنْظَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبَى أَنْ يُنْظِرَهُ، فانتهره أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أُحَرّج به عَلَيْكَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَأَنَا أَطْلُبُكَ مِنْهُ بِشَيْءٍ، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَا أَرْجِعُ إِلَى [أرضي] حتى يُنهب مِنْهَا أكثر مما أطلب منك، فَأَرْسَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يُقَالُ لَهَا: خَوْلَةُ، يَسْتَسْلِفُهَا تمراً، فأرسلتْ إليه بتمر فَقَالَتْ: إِنْ أَرَدْتَ مِنْ هَذَا؟ فَعِنْدَنَا مِنْهُ مَا أَرَدْتُمْ. قَالَ: " تُرِيدُ مِنْ هَذَا؟ " قَالَ: نَعَمْ: " اذْهَبْ فَاكْتَلْ وَاسْتَوْفِهِ "، ثُمَّ قَالَ: " هُوَ كَانَ أَحْوَجَ إِلَى نُصْرَتِكُمْ / مِنِّي، وَأَنَا إِلَى أَنْ تَأْمُرُونِيَ بِأَدَاءِ أَمَانَتِي أَحْوَجُ "، وَقَالَ: " §إن الله تعالى -[لَا يُقَدِّسُ] أمة لا تنصر ضَعِيفُهَا - أَوْ قال: - لا تقوّي ضعيفها ". 3302 -[710]- وقال

الْحَارِثُ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا أَبُو الْفَضْلِ شَيْخٌ كَانَ بِوَاسِطَ، ثنا سَعِيدٌ المَقْبُريُّ قال: اتَّخذ مَرْوَانُ مِنْبَرًا ... الْحَدِيثَ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ رَأَى بِدْعَةً، فَلْيُغَيِّرْهَا ". 3303 -[712]- وقال أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: " قَالَ [أَبُو الدَّرْدَاءِ] رَضِيَ الله عَنْه: " إِنِّي لآمركم بمَا لا أفعل، ولكني أرجو أن أوجر عَلَيْهِ ".

3304 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَلِيٌ، هُوَ ابْنُ عَاصِمٍ، ثنا الحسين بْنُ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا ينبغي لامرئ شهد مَقَامَ حَقٍّ إِلَّا تَكَلَّمَ بِهِ، فَإِنَّهُ لَنْ يُقَدِّمَ أجله، ولن يَحْرِمَ رِزْقًا هُوَ لَهُ ".

باب فضل الورع والتقوى

6 - بَابُ فَضْلِ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى

3305 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا عَبَّادٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر رَضِيَ الله عَنْه، قال: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {§وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ العَالِمُون (43) } ، قال: " الْعَالِمُ الَّذِي عَقَلَ عن الله تعالى فَعَمِلَ بِطَاعَتِهِ، وَاجْتَنَبَ سَخَطَهُ ".

3306 - قَالَ: وَقَالَ عَطَاءٌ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما رفعه: " §أَفْضَلُ النَّاسِ أَعْقَلُ النَّاسِ ". قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: وَذَلِكَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

3307 - حدثنا دَاوُدُ، ثنا عَبَّادٌ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قال: قَدِمَ رَجُلٌ نَصْرَانِيُّ مِنْ أَهْلِ جُرَشٍ تَاجِرٌ، فَكَانَ لَهُ بيان ووقار، فقيل يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَعْقَلَ هَذَا النَّصْرَانِيَّ! ، فزجر القائل، وقال: " مَهْ، إِنَّ §الْعَاقِلَ مِنْ عَمِلَ بطاعة الله تبارك وتعالى ".

3308 - حَدَّثَنَا دَاوُدَ، [ثنا عبَّاد] ، ثنا سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وأبي سعيد رَضِيَ الله عَنْهما قالا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " §يَا ابْنَ آدَمَ، اتَّقِ رَبَّكَ، وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ، يُزَدْ لَكَ فِي عُمْرِكَ، وَيُيَسَّرْ لك يسرك، ويخف عُسْرَكَ، وَيُبْسَطْ لَكَ فِي رِزْقِكَ، يَا ابْنَ آدَمَ، أَطِعْ رَبَّكَ تُسَمَّى عَاقِلًا، وَلَا تَعْصِ رَبَّكَ فَتُسَمَّى جَاهِلًا ".

3309 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا سَلَّامٌ [عَنْ هِشَامٍ] ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه: " §لَمَوْتُ أَلْفِ عَابِدٍ قَائِمِ اللَّيْلِ صائم النَّهَارِ، أَهْوَنُ مِنْ مَوْتِ عَاقِلٍ، عَقَلَ عن الله عز وجل أمره، فعلم مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ وَمَا حَرَّمَ عَلَيْهِ، فَانْتَفَعَ بِعِلْمِهِ، وَانْتَفَعَ الناس به، ولو كَانَ لَا يَزِيدُ عَلَى الْفَرَائِضِ الَّتِي فرض الله تعالى عليه كبير زِيَادَةٍ "، وَكَذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

3310 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ وَدَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب رَضِيَ الله عَنْهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " §إن لله تعالى خَوَاصًّا، يُسْكِنُهُمُ [الرَّفِيعَ] مِنَ الْجِنَانِ، كَانُوا أَعْقَلَ النَّاسِ، قَالَ: هم الذين تهمهم الْمُسَابَقَةُ إِلَى رَبِّهِمْ، وَالْمُسَارَعَةُ إِلَى مَا يُرْضِيهِ، زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا وَفُضُولِهَا وَرِئَاسَتِهَا وَهَانَتْ عَلَيْهِمْ، فَصَبَرُوا قَلِيلًا، وَاسْتَرَاحُوا طَوِيلًا ".

3311 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا مَيْسَرَةُ عَنْ مُوسَى بْنِ جَابَانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ §الجاهل لا يكشف إِلَّا عَنْ سَوْءَةٍ، وَإِنْ كَانَ [حَصِيفًا] ظَرِيفًا عِنْدَ النَّاسِ، وَإِنَّ العاقل لا يكشف إِلَّا عَنْ فَضْلٍ، وَإِنْ كَانَ عَيِيًّا مَهِينًا عِنْدَ النَّاسِ ". هَذِهِ الْأَحَادِيثُ مِنْ كِتَابِ " الْعَقْلِ " لِدَاوُدَ بْنِ الْمُحَبَّرِ، كلها مَوْضُوعَةُ، ذَكَرَهَا الْحَارِثُ فِي " مُسْنَدِهِ " [عَنْهُ] ، وَسَبَقَ كَثِيرٌ مِنْهَا فِي بَابِ الْعَقْلِ مِنْ كِتَابِ الْأَدَبِ.

3312 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا رَوْحٌ [ثنا] سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، حدثنا أَبُو قَتَادَةَ، وَأَبُو الدَّهْمَاءِ، وَكَانَا يُكْثِرَانِ السَّفَرَ نَحْوَ الْبَيْتِ، قَالَا: أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ الْبَدَوِيُّ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي، فَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا علمه الله تعالى، فكان مِمَّا حَفِظْتُ أَنْ قَالَ: " §لَا تَدَعْ شَيْئًا اتقاء الله عز وجل إِلَّا أبدلك الله تعالى خَيْرًا مِنْهُ ".

3313 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عن أبي الجُويرية قال: أَنَّهُ سَمِعَ الحكم بن مِيناء يقول: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: " اجْمَعْ لي من ها هنا مَنْ قُرَيْشٍ "، فَجَمَعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ، أَمْ يَدْخُلُونَ؟ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ أَخْرُجُ إِلَيْهِمْ "، فَخَرَجَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَلْ فِيكُمْ غيركم؟ "، قالوا: لا، إِلَّا بنو أخواتنا، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ مِنْهُمْ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، اعْلَمُوا أَنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّبِيِّ الْمُتَّقُونِ، فَانْظُرُوا، §لَا يَأْتِي النَّاسُ بِالْأَعْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَأْتُونَ بِالدُّنْيَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَحْمِلُونَهَا، فَأَصُدَّ عَنْكُمْ بِوَجْهِي "، ثُمَّ قَرَأَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وهذا النبي} الآية.

باب فضل الخوف من الله تعالى والبكاء من خشيته

7 - بَابُ فَضْلِ الْخَوْفِ من الله - تعالى - وَالْبُكَاءِ مِنْ خشيته

3314 -[1] قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُجَاهِدُ بْنُ موسى، نبا مَكِّيٌّ، هُوَ ابْنُ إبراهيم (ح) . وحدثنا الحسن بن الصباح، وَأَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، كِلَاهُمَا عَنْ مُوسَى بْنِ [عُبَيْدَةَ] عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ [عُبَيْدِ اللَّهِ] بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ كتبها الله تعالى لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ، لَمْ تُكْتَبْ / عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتبت له سَيِّئَةٌ، وَإِنْ تَرَكَهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، يقول الله تبارك وتعالى: " إِنَّمَا [تَرَكَهَا] مِنْ مَخَافَتِي ". لَفْظُ مُجَاهِدٍ.

3314 -[2] وقال الْحَارِثُ: حدثنا يَعْلَى، ثنا عَبْدُ الْحَكَمِ عَنْ أنس رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَعَمِلَهَا، كُتِبَتْ عليه سيئة [واحدة] ، فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ.

3315 -[1] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " §لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَخَرَجْتُمْ تَجْأَرُونَ لَا تَدْرُونَ، تَنْجُونَ أَوْ لَا تَنْجُونَ -[739]- ". 3315 -[2] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن يحيى، [و] عبد الملك بن محمد، قَالَا: ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ شُعْبَةَ إِلَّا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. وَابْنَةُ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَا نعرفها.

3316 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، ثنا أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قال: قال أبو عبد الرحمن: سمعت أبا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §حَرَامٌ عَلَى عَيْنَيْنِ أَنْ تَنَالَهُمَا النَّارُ، عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خشية الله تعالى، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ ". وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَبْكِي عَبْدٌ فَتَقْطُرُ عَيْنَاهُ مِنْ خشية الله تعالى فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ النَّارَ أَبَدًا، حَتَّى يَعُودَ [قَطْرُ السَّمَاءِ] ". ويقال: قام صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر حين رجع الناس من مؤتة، وفي يده قطعة من [خبز] ، فلما ذكر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شأنهم، فاضت عيناه فمسح وجهه وقال: " إنما أنا بشر، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن المرء [يرى أنه] كثير بأخيه، من له عندي عِدَة؟ "، فقال سلمان الفارسي رَضِيَ الله عَنْه: أنا يا رسول الله فأعطاها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه، وقالت بركة رَضِيَ الله عَنْها: لما حضر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته وهي تموت، وهي تحت عثمان رَضِيَ الله عَنْه، فاضت عيناه، وبكت بركة رَضِيَ الله عَنْها ونتفت رأسها، فزجرها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: أتبكي يا رسول الله ونحن سكوت؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " [إن الذي رأيت مني رحمة لها، إنما أنا بشر] ، إن المؤمن بمنزلة من الله تعالى صالحة، على عسر أو يسر ".

3317 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرُّومِيُّ. حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ هَارُونَ [بْنِ] أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَهَاجَتِ الرِّيحُ، فَوَقَعَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ وَرَقٍ نَخِرٍ، وَبَقِيَ مَا كَانَ فِيهَا مِنْ ورق أخضر، فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مَثَلُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ؟ "، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ، إِذَا اقْشَعَرَّ مِنْ خشية الله تعالى، وَقَعَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ، وَبَقِيَتَ لَهُ حَسَنَاتُهُ -[744]- ". 3317 -[2] [رواه الْبَزَّارُ] مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أم كلثوم بِنْتِ الْعَبَّاسِ، عن أبيها رَضِيَ الله عَنْهم مُقْتَصِرًا عَلَى قَوْلِهِ: " إذا اقشعر [جلد] الْعَبْدُ مِنْ خشية الله تعالى، تَحَاتَّتْ عَنْهُ خطاياه، كما تحات عَنِ الشَّجَرَةِ الْيَابِسَةِ وَرَقُهَا ".

3318 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بن شَبيب الصنعاني، فيما عرضنا على رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن بحير قال: سمعت [عبد الرحمن بن يزيد] رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمر رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا تَنْسَوَا العظيمتين ". قلنا: يا رَسُولُ الله، وما العظيمتان؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ". فَذَكَرَ مَا ذكر حتى بكى إلى أن جرى الدمع، أَوْ بَلَّ الدَّمْعُ جَانِبَيْ لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مِنَ الْأَمْرِ مَا أَعْلَمُ، لَمَشَيْتُمْ إِلَى الصَّعِيدِ فَحَثَيْتُمْ عَلَى رؤوسكم التُّرَابَ ".

باب القصاص في القيامة

8 - بَابُ الْقِصَاصِ فِي الْقِيَامَةِ

3319 -[1] قال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، ثنا ابْنُ خُثَيْمٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ قَالَ: " أَلَا تخبروننا بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ فِي أَرْضِ الْحَبَشَةِ "؟ ، قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ، إِذْ مَرَّتْ عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رُهْبَانِهِمْ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةٌ مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ، الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ، إِذَا وضع الله تعالى الْكُرْسِيَّ وَجُمِعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، فَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ بِمَا كَانُوا / يَكْسِبُونَ، سَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا، قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " [صَدَقَتْ صَدَقَتْ] §كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ قَوْمًا لَا يؤخذ لضعيفهم مِنْ شَدِيدِهِمْ -[750]-؟ ". 3319 -[2] وقال أبو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ بِهِ -[751]-. 3319 -[3] تَابَعَهُ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، أَخْرَجَهُ حَرْمَلَةُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ.

3320 -[1] وقال أَبُو بَكْرِ: حدثنا وَكِيعٌ، ثنا داود بن أبي عَبْدِ الله عن ابن جُدْعَانَ، عن جدته، عَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها، قالت: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ وَصِيفَةً لَهُ فأبطأت عليه، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَوْلَا مَخَافَةُ الْقِصَاصِ، لَأَوْجَعْتُكِ بِهَذَا السِّوَاكِ ". [2] وقال أبو يعلى: حدثنا [أبو بكر بن أبي] ، ثنا وكيع به.

3320 -[3] حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي، ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [عَبْدِ الرحمن بن محمد] بن جُدْعان القرشي، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بيتي، وكان بيده سِوَاكٌ، فَدَعَا بوصيف لَهُ - أَوْ لَهَا - حَتَّى اسْتَبَانَتْ فِي وَجْهِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغَضَبَ، فَخَرَجَتْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها، إِلَى الْجِيرَانِ فَوَجَدَتِ الْوَصِيفَةَ وهي تلعب بينهم، فَقَالَتْ: §أَلَا أَرَاكِ تَلْعَبِينَ بِهَذِهِ [الْبَهْمَةِ] ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعوكِ؟ قالت: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ما سمعتكِ، فذكره.

كتاب الأذكار والدعوات

35 - كِتَابُ الْأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ

باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

1 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3321 - قال إسحاق: حدثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا أَبُو قُرَّةَ هُوَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " ذُكِرَ لِي أَنَّ §الدُّعَاءَ يَكُونُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى يُصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

3322 -[1] أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابن سلمة، أنا معبد، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ جَلَسَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليه، فَقَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ أَصَلَّيْتَ الضُّحَى؟ " فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: " §إِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ -[768]- " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 3322 -[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ هِلَالٍ الْعَنَزِيِّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، فَذَكَرَهُ.

3323 -[1] وقال إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ [سَعِيدُ بْنُ سَعِيدٍ] أَبُو الصَّبَّاحِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا من عبد يُصَلِّ عَلَيَّ صَلَاةً صَادِقًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، إِلَّا كتب الله تعالى لَهُ بها عشر صلوات، وكتب لَهُ بها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئات، ورفع له بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ؟ ". فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ، وَقَالَ: نَعَمْ -[772]-. 3323 -[2] رَوَاهُ النسائي فِي " الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ " عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى، عن [أبي كُريب] ، بِهِ -[773]-. (130) وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

3324 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ الله عَنْه: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَجْعَلُونِي كَقِدْحِ الرَّاكِبِ، إِنَّ الرَّاكِبَ إِذَا عَلَّقَ مَعَالِيقَهُ، أَخَذَ قِدْحَهُ فَمَلَأَهُ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الْوُضُوءِ تَوَضَّأَ، وَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الشُّرْبِ شَرِبَ، وَإِلَّا، أَهْرَاقَ مَا فِيهِ اجْعَلُونِي فِي أَوَّلِ الدُّعَاءِ، وَفِي وَسَطِ الدُّعَاءِ، وَفِي آخِرِ الدُّعَاءِ ".

3325 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا [مُحَمَّدُ] بْنُ مُنِيبٍ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ رجل من طيء - وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا - قَالَ: " §كُنْتُ أسأل الله تعالى أَنْ يُرِيَنِي الِاسْمَ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فرَأَيْتُهُ مَكْتُوبًا فِي الْكَوَاكِبِ فِي السَّمَاءِ: يَا بَدِيعَ السموات وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ".

3326 - وقال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ ضَمْضَمٍ الْعَامِرِيِّ، ثنا عِمْرَانُ الْحِمْيَرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى §أَعْطَانِي مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَقُومُ عَلَى قَبْرِي إِذَا أَنَا مُتُّ، فلا يُصَلِّي عبد عَلَيَّ صَلَاةٌ إِلَّا قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ يُصَلِّى عَلَيْكَ، يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ، فَيُصَلِّي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مَكَانَهَا عَشْرًا ".

3327 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا سَلَمَةُ، هُوَ ابْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه: يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَتَبَرَّزُ فَلَمْ يَجِدْ رَجُلًا يَتْبَعُهُ، فَفَزِعَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْهُ، فَاتَّبَعَهُ بِفَخَّارَةٍ وَمَطْهَرَةٍ، فَوَجَدَهُ سَاجِدًا فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَتَنَحَّى، فَجَلَسَ وَرَاءَهُ حَتَّى رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: " أَحْسَنْتَ يَا عُمَرُ حَيْثُ وَجَدْتَنِي سَاجِدًا فَتَنَحَّيْتَ عَنِّي، إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَتَانِي فَقَالَ: §مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ وَاحِدَةً، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَرَفَعَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ ".

3328 - وَبِهِ قال: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه / يَقُولُ: ارْتَقَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ دَرَجَةً فَقَالَ: " آمِينَ "، ثُمَّ ارْتَقَى دَرَجَةً فَقَالَ: " آمِينَ "، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ: " آمِينَ "، ثُمَّ اسْتَوَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ، فقال أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم: أَىْ نَبِيَّ اللَّهِ، عَلَى مَا أَمَّنْتَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فَقَالَ: §رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أدرك رمضان فلم يُغْفَرْ لَهُ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَرَغِمَ أَنْفُ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ ".

3329 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة رضي الله [عنه] قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: " آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ "، [فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حين] صعدت [المنبر] قلت: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَتَانِي، فَقَالَ: §مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فأبعده الله تعالى، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَلَمْ يَبَرَّهُمَا [فَمَاتَ] فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، ومن ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ ".

3330 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا [هُشَيْمٌ] عَنْ أَبِي حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهَا تُعْرَضُ عَلَيَّ ". هَذَا مُرْسَلٌ.

3331 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْأَعْمَى، عَنْ بُرَيْدَةَ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ السَّلَامُ عليك، فكيف الصلاة عَلَيْكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولُوا §اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا جَعَلْتَهَا عَلَى آل إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ".

3332 - وحدثنا هُشَيْمٌ، ثنا [أَبُو بَلْجٍ] الْفَزَارِيُّ، ثنا [ثُوَيْرٌ] مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ قَالَ: قُلْتُ لابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما: كَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: " §اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامِ الْمُتَّقِينِ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ، مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، إِمَامِ الْخَيْرِ، وَقَائِدِ الْخَيْرِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَامًا مَحْمُودًا يَغْبِطُهُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، [وَصَلِّ] عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ".

3333 - قال إِسْحَاقُ: أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ §لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ يُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ أَوْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا بَلَّغَهُ يُصَلِّي عَلَيْكَ فُلَانٌ وَيُسَلِّمُ عَلَيْكَ فُلَانٌ.

باب الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم

2 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى غَيْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3334 -[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا الرَّبَذِيُّ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَلُّوا عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَهُمْ كَمَا بَعَثَنِي، صلوات الله [وسلامه] عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ". [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، فَذَكَرَهُ.

3335 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ، ثنا حَسَنٌ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أيما رَجُلٍ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ تَكُونُ فِيهِ صَدَقَةٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ [صلِّ] عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، والمسلمين والمسلمات، فإن لَهُ بِهَا زَكَاةٌ ".

باب الترهيب [من] الغفلة عن ذكر الله تعالى

3 - بَابُ التَّرْهِيبِ [مِنَ] الْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى

3336 -[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْإِفْرِيقِيُّ عَنْ [حُدَيْجِ] بْنِ [صَوْمِيٍّ] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمرو رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْغَفْلَةُ فِي ثَلَاثٍ: عَنْ ذكر الله عزَّ وجلّ، وَحِينَ يُصَلَّى الصُّبْحُ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَغَفْلَةُ الْإِنْسَانِ عَنْ نَفْسِهِ حَتَّى يَرْكَبَهُ الدَّيْنُ ". [2] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، بِهِ.

3337 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا صاحب لنا ثقة ثقة يُقَالُ لَهُ: عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ يقال له: زُبيد، قَرَأَ الْقُرْآنَ عِشْرِينَ سَنَةً، يَخْتِمُهُ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَعِشْرِينَ سَنَةً، يَخْتِمُهُ فِي يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ، قَالَ: وَاللَّهِ لَكَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ نُورًا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَنِسَ مِنْ أَصْحَابِهِ غِرَّةً أَوْ غَفْلَةً، نَادَى فِيهِمْ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: " §أتتكم المنية [راتبة] ، إِمَّا شقوة، وَإِمَّا سَعَادَةٌ ". قَالَ عُمَرُ بْنُ حفص: وقال لنا هَذَا الشَّيْخُ: أنا العام خير مِنِّي الْعَامُ الْأَوَّلُ، كَانَتْ لِي الْعَامَ الْأَوَّلَ شَاةٌ وَلَيْسَ لِي الْعَامَ شاة، وقال له رَجُلٌ: أَرَدْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً، فادع الله تعالى لِي أَنْ يُزَوِّجَنِي امْرَأَةً صالحة، قال: فدعا الله تعالى، فهيئت له امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ.

باب فضل الدعاء

4 - بَابُ فَضْلِ الدُّعَاءِ

3338 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا [مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ] الْهَمْدَانِيُّ، ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ عَنْ ضِرَارِ بْنِ [عَمْرٍو] ، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عن أنس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عَمَلُ الْبِرِّ كُلُّهُ نِصْفُ الْعِبَادَةِ، وَالدُّعَاءُ نِصْفٌ، فَإِذَا أراد الله تعالى بِعَبْدٍ [خَيْرًا] ، انْتَحَى قَلْبَهُ لِلدُّعَاءِ ".

3339 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ [جَعْفَرِ] بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الدُّعَاءُ / سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ، وَعِمَادُ الدِّينِ، وَنُورُ السموات وَالْأَرْضِ ".

3340 -[1] حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ: ثنا سَلَّامٌ، يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُنْجِيكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَيُدِرُّ لَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ؟ تدعون الله تعالى فِي لَيْلِكُمْ وَنَهَارِكُمْ؛ فَإِنَّ §الدُّعَاءَ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ ". [2] حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا سَلَّامٌ، يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكذر، بِهِ.

3341 - وَقَالَ الْحَارِثُ: ثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا الْحَكَمُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: " إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ لَا يَسْقُطُ لَهَا أُنْمُلَةٌ، [أَتَدْرُونَ مَا هِيَ؟ "، قَالُوا: لَا، قَالَ: " هِيَ §النخلة لا تسقط لَهَا أنملة] ، ولا تسقط لِلْمُؤْمِنِ دَعْوَةٌ ".

3342 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ §أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلَامِ، وَأَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ ".

3342 -[2] وَحَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ، ثنا حَبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِثْلَهُ، وَزَادَ: " فَإِذَا دَعَوْتُمْ، §فَلْيَدْعُ مِنْكُمُ الصَّغِيرُ، وَالْكَبِيرُ، وَالْأَعْمَى، وَالْفَصِيحُ، فإنكم لَا تَدْرُونَ أَيُّكُمْ يُجَابُ " الْحَدِيثَ.

3343 - وَقَالَ الْحَارِثُ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " §رُبَّمَا أخر الله عزَّ وجلّ لِلْعَبْدِ الدَّعْوَةَ، [ويؤتها] لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ أَصَابَهُ عَرَضٌ مِنَ الدُّنْيَا ".

باب جوامع الدعاء

5 - بَابُ جَوَامِعِ الدُّعَاءِ

3344 -[1] قال الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ [جَبْرِ] بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّى، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عَلَيْكِ مِنَ الدُّعَاءِ بِالْكَوَامِلِ وَالْجَوَامِعِ "، فَلَمَّا انْصَرَفَتْ سَأَلَتْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُولِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ [وأعوذ بك من الشر كله ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من النار، وما قرَّب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك الجنة، وما قرَّب إليها من قول أو عمل] اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ "، الْحَدِيثُ. تَابَعَهُ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ [جَبْرٍ] ، وَخَالَفَهُ أَبُو نَعَامَةَ عَنْهُ.

3344 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو نَعَامَةَ، عَنْ [جَبْرِ] بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ الله عَنْه جَاءَ يستأذن عَلَيْهَا وَهِيَ تُصَلِّي، فَجَعَلَتْ تُصَفِّقُ وَلَا يَفْقَهُ عَنْهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: " §مَا مَنَعَكِ أَنْ تَأْخُذِي بِجَوَامِعِ الْكَلَامِ وَفَوَاتِحِهِ؟ " قَالَتْ: وَمَا جَوَامِعُهُ وَخَوَاتِمُهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، اللَّهُمَّ مَا قَضَيْتَ مِنْ قَضَاءٍ، فَاجْعَلْ عَاقِبَتَهُ رُشْدًا ". أَصْلُهُ فِي مُسْلِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.

3345 - حدثنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ [الْجِيزِيُّ] ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا سُفْيَانُ، ثنا شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْ سَالِمٍ، عَنِ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قال: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: " وَاقِيَةٌ كَوَاقِيَةِ الْوَلِيدِ ". قَالَ أَبُو يَعْلَى: يَعْنِي الْمَوْلُودَ.

3346 - حدثنا شَيْبَانُ، ثنا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ، حَدَّثَنِي عِصْمَةُ أَبُو حُكَيْمَةَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ [مِمَّا] علمني جبريل عليه السلام؟ " قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [§قُلِ] : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَاي، وَعَمْدِي، وَهَزْلِي، وَجِدِّي، وَلَا تَحْرِمْنِي بَرَكَةَ مَا أَعْطَيْتَنِي، وَلَا تَفْتِنِّي بِمَا حَرَمْتَنِي ".

3347 - وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، ثنا الْإِفْرِيقِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [عَمْرٍو] رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: " §اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الصِّحَّةَ، وَالْعِفَّةَ، وَالْأَمَانَةَ، وَحُسْنَ الْخُلُقِ، وَالرِّضَا بِالْقَدَرِ ".

3348 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ [الأعمى] ، عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، مَنْ أراد الله تعالى، بِهِ خَيْرًا، عَلَّمَهُ إِيَّاهُنَّ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَهُنَّ أَبَدًا؟ §اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الْإِسْلَامَ مُنْتَهَى رِضَايَ، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي، وذليل فَأَعِزَّنِي، وَفَقِيرٌ فَارْزُقْنِي -[846]- ". 3348 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ عَنِ الْعَلَاءِ بِهَذَا.

باب الزجر عن الإفراد بالدعاء

6 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الْإِفْرَادِ بِالدُّعَاءِ

3349 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص رَضِيَ الله عَنْهم، قَالَ: إِنَّ §رَجُلًا قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِمُحَمَّدٍ وَحْدَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَقَدْ حجرتها عَنْ ناس كثير ". أخرجه ابن حبان.

3350 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، [حدثنا] الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَقِيتُ شَيْخًا بِالشَّامِ، فَقُلْتُ: أَسَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ".

باب رفع اليدين بالدعاء

7 - بَابُ رَفْعِ الْيَدَيْنِ بِالدُّعَاءِ

3351 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ رزيق، حدثنا أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهُ كَانَ §إِذَا أصابه شِدَّةٌ / وَدَعَا، رَفَعَ يَدَيْهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

3352 - حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْأَحْوَصِ، حَدَّثَنِي أَبُو هِلَالٍ، صَاحِبِ هَذِهِ الدَّارِ، عَنْ أَبِي بَرْزَة الأسلمي رَضِيَ الله عَنْه قال: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ " صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

3353 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا بِشْرٌ، هُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا خَالِدٌ، هُوَ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا ". قَالَ خَالِدٌ: قُلْتُ لِأَبِي قِلَابَةَ: مَا مَعْنَى هذا؟ ، فرفع [بين] يَدَيْهِ، وَقَالَ: هَكَذَا التَّكْبِيرُ، وَالتَّهْلِيلُ.

باب ما يقول إذا دعا للقوم

8 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا دَعَا للقوم

3354 -[1] قَالَ عَبْدُ: حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا اجْتَهَدَ لِأَحَدٍ فِي الدُّعَاءِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صَلَاةَ قَوْمٍ أَبْرَارٍ، لَيْسُوا بآثمة ولا فجَّار، يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَيَصُومُونَ النَّهَارَ -[859]- ". 3354 -[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: " كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا اجْتَهَدَ لِأَخِيهِ فِي الدُّعَاءِ قَالَ " فَذَكَرَهُ.

باب الدعاء بكف واحد

9 - بَابُ الدعاء بكف واحد

3355 - قال مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، ثنا أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مَرَّ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو §يدعو باسطَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ: " أَحِّدْ، فَإِنَّهُ أَحَدٌ ".

3356 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا [عُبَيْدُ اللَّهِ] بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ رَجُلٍ من الأنصار رَضِيَ الله عَنْهم، حَدَّثَهُ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَيْهِ وَهُوَ §يَدْعُو بِيَدَيْهِ، فَقَالَ: " أَحِّدْ، فَإِنَّهُ أَحَدٌ ".

باب الأمر بالاسترجاع في كل شيء، وسؤال الله عز وجل كل شيء

10 - بَابُ الْأَمْرِ بِالِاسْتِرْجَاعِ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وسؤال الله عز وجل كُلَّ شَيْءٍ

3357 -[1] قال مُسَدَّدٌ: حدثنا هُشَيْمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ليسترجع أحدكم عن كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى فِي شِسْعِ نعله، فَإِنَّهُ مِنَ الْمَصَائِبِ ".

3357 -[2] وحدثنا حفص عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: " §إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ فَلْيَسْتَرْجِعْ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَصَائِبِ، وَسَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى الشِّسْعَ، فَإِنَّهُ إِنْ لَمْ [يُيَسِّرْهُ] ، لَمْ يَكُنْ ". 3357 -[3] حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بِهَذَا.

3358 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ [اللَّهِ] بْنِ الْمُنَادِي، ثِقَةٌ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ عَنْ هِشَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: " §سَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الشِّسْعَ، فإن الله تعالى إِنْ لَمْ يُيَسِّرْهُ، لَمْ يَتَيَسَّرْ ".

باب ما يقول إذ أخذ مضجعه

11 - بَابُ ما يقول إذ أَخَذَ مَضْجَعَهُ

3359 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؟ كَأَنَّهُ يَرْفَعُهُنَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " §إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ مِنَ اللَّيْلِ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وجهي إليك [وفوضت أمري إِلَيْكَ] ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الْمُنْزَلِ، وبنبيك الْمُرْسَلِ، اللَّهُمَّ نَفْسِي خَلَقْتَهَا، لَكَ مَحْيَاهَا، وَلَكَ مَمَاتُهَا، إِنْ قَبَضْتَهَا، فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَخَّرْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِحِفْظِ الْإِيمَانِ ". إسناده حَسَنٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه وَمِنْ حَدِيثِ غَيْرِهِ.

3360 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا سَلَمَةُ هُوَ ابْنُ وَرْدَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ تهلِّلين الله تعالى ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ عِنْدَ مَنَامِكِ، وَتُسَبِّحِينَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدِينَهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَإِنَّ تِلْكَ مائة خير لك مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ".

3361 -[1] قال الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن شَهْر، أخبرنا رَجُلٌ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جبل رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ نَامَ طَاهِرًا فَتَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، لَمْ يسأل الله تعالى شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ". [2] قَالَ ثَابِتٌ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ الَّذِي حَدَّثَنَا شَهْرٌ عَنْهُ، فَحَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ.

3362 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يونس هو ابن بُكَيْرٍ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِفِرَاشَهِ، فَيُفْرَشُ لَهُ، فَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ، §فَإِذَا آوَى إِلَيْهِ تَوَسَّدَ كَفَّهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ هَمَسَ لَا نَدْرِي مَا يَقُولُ: فَإِذَا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ رَبَّ السموات السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، إِلَهَ ورب كُلِّ شَيْءٍ، مُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، فَالْقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ ".

باب ما يقول إذا استيقظ

12 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ

3363 -[1] قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا خَالِدُ بْنُ القاسم، ثنا الليث عَنْ إِسْحَاقَ ابن أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ [نَابِلٍ] صَاحِبِ الْعَبَاءِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ قَالَ حِينَ يَسْتَيْقِظُ، وَقَدْ رد الله تعالى عَلَيْهِ رُوحَهُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ /، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ، وَإِنْ كَانَتْ [مِثْلَ زَبَدِ] الْبَحْرِ ". قُلْتُ: إسناده ضَعِيفٌ مِنْ أَجْلِ إِسْحَاقَ. [2] وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ السُّنِّيِّ فِي " عمل اليوم و [الليلة] " مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ. وَأَظُنُّ إِسْمَاعِيلَ غَلَطَ فِيهِ، وإنما هو من حَدِيثُ إِسْحَاقَ ابن أَبِي فَرْوَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

باب ما يقول إذا أرق

13 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَرِقَ

3364 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ: " إِنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ يُؤْرَقُ، أَوْ أصابه أرق، فشكا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ أَنْ §يَتَعَوَّذَ عِنْدَ مَنَامِهِ بِكَلِمَاتِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونَ ".

3365 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا ابْنُ عُلَاثَةَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بن مَعْدان قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: شَكَوْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَقًا أَصَابَنِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلِ: §اللَّهُمَّ غَارَتِ النُّجُومُ، وَهَدَأَتِ الْعُيُونُ، وَأَنْتَ حَيُّ قَيُّومٌ، لا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، أَهْدِئْ لَيْلِي، وَأَنِمْ عَيْنِي ". فَقُلْتُهَا، فأذهب الله عزَّ وجلّ عني ما مَا كُنْتُ أَجِدُ. قال ابن عَدي: تفرد به عَمرو بن الحُصين، وهو مظلم الحديث انتهى. ووهَّاه أبو زُرعة، وتركه أبو حاتم، وكذَّبه الخطيب. [[قُلْتُ: عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ مَتْرُوكٌ، وَلِلْحَدِيثِ شَاهِدٌ عَنْ أَنَسٍ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي كِتَابِ الدُّعَاءِ عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَنَسٍ، وَرِجَالِهِ لَا بَأْسَ بِهِمْ، إِلَّا الْمُبْهَمَ، فَأَظُنُّهُ مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ الرَّازِيَّ، فَإِنْ يَكُنْ فَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ]] (*)

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

باب ما يقول إذا خرج من بيته

14 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ

3366 - َقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عن ميمونة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِي، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَزِلَّ، أَوْ أَنْ أضل، أو أن أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ ".

باب ما يقول من طنت أذنه

15 - بَابُ مَا يَقُولُ مَنْ طَنَّتْ أُذُنُهُ

3367 -[1] قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِذَا طَنَّتْ أُذُنُ أَحَدِكُمْ، فَلْيَذْكُرْنِي، وَلِيُصَلِّ عَلَيَّ، وَلِيَقُلْ: ذَكَرَ اللَّهُ بِخَيْرٍ مَنْ ذَكَرَنِي -[898]- ". 3367 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، أَبُو الْخَطَّابِ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ [جَدِّهِ] ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَهُ، دُونَ قَوْلِهِ: " وَلِيُصَلِّ عَلَيَّ ".

باب ما يقول من ركب السفينة

16 - بَابُ مَا يَقُولُ مَنْ رَكِبَ السَّفِينَةَ

3368 -[1] قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ [الْحُسَيْنِ] بن علي رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَمَانٌ لِأُمَّتِي مِنَ الْغَرَقِ إذا ركبوا في الْبَحْرَ أن يقولوا: {بِسْمِ اللَّهِ [مَجْرِهاَ] وَمُرْسَهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) } ، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ، الْآيَةَ -[902]-. 3368 -[2] تَابَعَهُ [سيف] بْنُ الْحَجَّاجِ الْكُوفِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلَاءِ. وَيَحْيَى ضَعِيفٌ جِدًّا.

باب ما يرد بالدعاء من البلاء

17 - بَابُ مَا يُرَدُّ بِالدُّعَاءِ مِنَ الْبَلَاءِ

3369 -[1] قال إسحاق: أخبرنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو عَمْرٍو المدايني، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا يَنْفَعُ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَرُدُّ ". الْمُلَيْكِيُّ ضَعِيفٌ، وَمَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه. [2] وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه بِلَفْظٍ آخَرَ.

3370 - وَقال إِسْحَاقُ: أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ: " §لَا بَأْسَ أَنْ تُؤَمِّنَ عَلَى دُعَاءِ الرَّاهِبِ إذا دعا لكن وَقَالَ: إنهم مستجاب له هم فِينَا، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ ".

باب دعاء المريض

18 - بَابُ دُعَاءِ الْمَرِيضِ

3371 - قال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أبو [نصر] ، ثنا عَامِرُ بْنُ يِسَافٍ عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " [أَلَا أُخْبِرُكَ] بِأَمْرٍ هُوَ حَقٌّ، مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِهِ فِي مَرَضِهِ، نجاه الله تعالى مِنَ النَّارِ؟ " قَالَ: بَلَى، بِأَبِي وَأُمِّي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا أَصْبَحْتَ لَمْ تُمْسِ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ لَمْ تُصْبِحْ، وَإِنَّكَ §إِذَا قُلْتَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ مَضْجَعِكَ مِنْ مَرَضِكَ، نجاك الله تعالى به مِنَ النَّارِ، أَنْ تَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، سُبْحَانَ رَبِّ الْعِبَادِ وَالْبِلَادِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، اللَّهُ أَكْبَرُ، كِبْرِيَاءُ رَبِّنَا وَجَلَالُهُ وَقُدْرَتُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَمْرَضْتَنِي لِقَبْضِ رُوحِي فِي مَرَضِي هَذَا، فَاجْعَلْ رُوحِي فِي أَرْوَاحِ مَنْ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الْحُسْنَى، فَإِنْ مُتَّ فِي مَرَضِكَ ذَلِكَ، فَإِلَى رضوان الله تعالى وَالْجَنَّةِ، وَإِنْ كُنْتَ قَدِ اقْتَرَفْتَ ذُنُوبًا، تاب الله عزَّ وجلّ عَلَيْكَ ".

باب أفضل الدعاء

19 - بَابُ أَفْضَلِ الدُّعَاءِ

3372 - قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثنا عُمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ ثَوْرٍ يَقُولُ: حدثني فلان أن نبي الله تعالى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا قِيلَ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ قَبْلُ كَلِمَةً هِيَ أَفْضَلُ مَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَلَا سَأَلَ السَّائِلُونَ مِنْ رَبِّهِمْ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنَ الْمَغْفِرَةِ ".

باب الدعاء للغيرى

20 - بَابُ الدُّعَاءِ لِلْغَيْرَى (131) حَدِيثُ مَيْمُونَةَ بِنْتِ أَبِي عَنْبَسَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا / تَقَدَّمَ فِي النِّكَاحِ.

باب الزجر عن الدعاء على النفس والولد

21 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ عَلَى النَّفْسِ وَالْوَلَدِ

3373 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابن عمر رضي لله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ إِجَابَةً من الله عزَّ وجل ".

باب ما يقول من سافر

(/ 22 - بَابُ مَا يقول من سافر)

3374 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُسَاوِرٍ الْعِجْلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمْ يُرِدْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَفَرًا قَطُّ، إِلَّا قَالَ حِينَ يَنْهَضُ مِنْ جُلُوسِهِ، §اللَّهُمَّ بِكَ انْتَشَرْتُ، وَإِلَيْكَ تَوَجَّهَتْ، وَبِكَ اعْتَصَمْتُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي، وَأَنْتَ رَجَائِي، اللَّهُمَّ اكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي، وَمَا لَا أَهْتَمُّ (بِهِ) ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، وَزَوِّدْنِي التَّقْوَى، وَاغْفِرْ لِي، وَوَجَّهْنِي لِلْخَيْرِ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتُ.

3375 - حدثنا عَمْرُو بْنُ الحصين، أنا (يحيى) بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ (سُهَيْلٍ) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ سَفَرًا فَلْيُسَلِّمْ عَلَى إِخْوَانِهِ، فَإِنَّهُمْ (يَزِيدُونَهُ) بِدُعَائِهِمْ إِلَى دُعَائِهِ خَيْرًا ".

3376 - حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِذَا عَلَا نَشَزًا مِنَ الْأَرْضِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَكَ الشَّرَفُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى كُلِّ حَالٍ.

باب اتقاء دعوة المظلوم

(23 - بَابُ اتِّقَاءِ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ)

3377 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ فِرَاسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سعيد رَضِيَ الله عَنْه رفعه: §اخشوا (دعوة) الْمَظْلُومِ.

باب ما يقول إذا هاجت الريح

(24 - بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا هَاجَتِ الريح)

3378 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا خَالِدٌ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إذا ثارت الريح، اسْتَقْبَلَهَا وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا، وَلَا تَجْعَلْهَا رِيحًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلَا تَجْعَلْهَا عَذَابًا) . [2] وَقَالَ أَبُو يعلى: حدثنا (وهب) ، ثنا خَالِدٌ نَحْوَهُ /.

3379 - وحدثنا أَبُو هشام الرِّفَاعِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: §اللَّهُمَّ (إِنِّي) أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرِّيحُ، وَشَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرُّسُلُ.

3380 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ، ثنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَبِيبِ ابن أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (§الرِّيحُ مِنْ نَفَسِ اللَّهِ عز وجل، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فسلوا الله تعالى مِنْ خَيْرِهَا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا) .

3381 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ ابن أبي (عبيد) قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الْأَكْوَعِ رَضِيَ الله عَنْه يَرْفَعُهُ: كَانَ §إِذَا (اشْتَدَّتِ) الرِّيحُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَقْحًا لا عَقِيمًا.

باب ما يقول إذا انفلتت دابته

(25 - بَابُ مَا يَقُولُ (إِذَا) انْفَلَتَتْ دَابَّتُهُ)

3382 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مَعْرُوفُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ (سَعِيدٍ) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ (ابْنِ بُرَيْدَةَ) ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِذَا انْفَلَتَتْ دَابَّةُ أَحَدِكُمْ بِأَرْضِ (فَلَاةٍ) ، فَلْيُنَادِ، يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا، يَا عِبَادَ اللَّهِ احْبِسُوا، (فإن لله تبارك وتعالى فِي الأرض حاضرا سيحبسه.

باب ختم المجلس

(26 - بَابُ خَتْمِ الْمَجْلِسِ)

3383 - / قَالَ أَبُو بكر: حدثنا أبو الْأَحْوَصُ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، حدثنا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَضِيَ الله عَنْه) ، أَنَّهُ جَلَسَ مَجْلِسًا، §فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَلِمَاتٌ علمنيهن جبريل عليه السلام كَفَّارَاتٍ لِخَطَايَا الْمَجْلِسِ. إسناده صَحِيحٌ، وأبو معشر كوفي (اسْمُهُ) زِيَادُ بْنُ كُلَيْبٍ (132) وَفِي بَابِ الِاسْتِغْفَارِ مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ حَدِيثٌ فِي الِاسْتِغْفَارِ.

باب الحمد

(27 - بَابُ الْحَمْدِ)

3384 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ثنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحمد لله حمدا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَاحِبُ الْكَلِمَةِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ الرَّجُلُ، وَرَأَى أَنَّهُ قَدْ هَجَمَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى شَيْءٍ كَرِهَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ هُوَ؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إِلَّا صَوَابًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَنَا قُلْتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرْجُو بِهَا الْخَيْرَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ §لَقَدْ (رَأَيْتُ) ثَلَاثَةَ عَشَرَ مَلَكًا، يَبْتَدِرُونَ كَلِمَتَكَ أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ /.

3385 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ قَالَ حَمَّادٌ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: §مَنْ قَالَ: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينِ (182) } ؛ فَقَدِ اكْتَالَ بِالْمِكْيَالِ الْأَوْفَى.

باب فضل الذكر

(28 - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ)

3385 - / قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنِي الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ وَحَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا يَدَعْ رَجُلٌ مِنْكُمْ أَنْ يَعْمَلَ لِلَّهِ ألف حسنة - أي يُسَبِّحَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ (فَإِنَّهُ لَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ ذَلِكَ - إِنْ شاء الله تعالى) فِي يَوْمِهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَيَكُونُ مَا عَمِلَ مِنْ خَيْرٍ سِوَى ذَلِكَ وَافِرًا.

3386 -[1] وقال عَبْدُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ، وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُجَاهِدَهُ، فَلْيُكْثِرْ ذِكْرَ الله تعالى ". [2] وقال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ.

3387 -[1] وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا بِشْرُ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى (غفرة) ، قال: سَمِعْتُ أَيُّوبَ بْنَ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ الْأَنْصَارِيَّ، يَقُولُ: قَالَ جَابِرُ بْنُ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ §إن (لله) تعالى سَرَايَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ (تَحِلُّ) ، فَتَقِفُ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ فِي الْأَرْضِ، فَارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ، قَالُوا: وَأَيْنَ رِيَاضُ الْجَنَّةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَجَالِسُ الذِّكْرِ، فَاغْدُوا وَرُوحُوا فِي ذكر الله (تعالى) ، وَذَكِّرُوهُ بِأَنْفُسِكُمْ، مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ الله تعالى، فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ منزلة الله عز وجل عِنْدَهُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى، يُنْزِلُ الْعَبْدَ مَنْزِلَتَهُ حَيْثُ أَنْزَلَهُ مِنْ نَفْسِهِ -[64]- ". [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ - هُوَ ابْنُ خَارِجَةَ -، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ نَحْوَهُ. [3] وَقَالَ عَبْدُ: حدثني حَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بِهِ. [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ - هُوَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا بِشْرُ بْنُ المفضل به. [5] وقال الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا بشر بن المفضل فَذَكَرَهُ. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عن جابر رَضِيَ الله عَنْهما إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

3388 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا مَرْوَانُ - هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ - عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : " §مَا مِنْ بُقْعَةٍ ذكر الله تعالى عَلَيْهَا (لِلصَّلَاةِ) أَوْ ذِكْرٍ، إِلَّا اسْتَبْشَرَتْ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى منتهاها من (سبع) أَرَضِينَ، وَإِلَّا فَخَرَتْ عَلَى مَا حَوْلَهَا مِنَ الْبِقَاعِ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا مُوسَى به وزاد (و) ما مِنْ عَبْدٍ يَقُومُ بِفَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ يُرِيدُ الصَّلَاةَ، إِلَّا (زُخْرِفَتْ) لَهُ الْأَرْضُ.

3389 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا المعتمر، ثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عنِ الْعَلَاءِ بْنِ زياد (قال) : أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §تَبَادَرُوا رِيَاضَ الْجَنَّةِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حِلَقُ الذِّكْرِ ".

3390 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ (بَحْرٍ) ، ثنا عَدِيُّ ابن أَبِي عُمَارَةَ، ثنا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّ الشَّيْطَانَ وَاضِعٌ خَطْمَهُ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ ذكر الله عز وجل خَنَسَ، (وَإِنْ) نَسِيَ الْتَقَمَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الْوَسْوَاسُ الْخَنَّاسُ ".

3391 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عِيسَى، ثنا هَارُونُ بْنُ (عَنْتَرَةَ) ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: " ذكر الله، اللَّهِ أَكْبَرُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ". ثُمَّ قَالَ: §مَا جَلَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بيوت الله تبارك وتعالى، يَتَدَارَسُونَ كتاب الله تعالى، وَيَتَعَاطَوْنَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا أَظَلَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَإِلَّا كَانُوا أضياف الله تبارك وتعالى حَتَّى يَقُومُوا.

3392 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا إِسْحَاقُ بْنُ سليمان الرازي، قال: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عبيدة (الربذي) يحدث عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (الْقَرَّاظِ) ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسِيرُ (بِالدُّفِّ) مِنْ جمدان إذ استر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُعَاذُ أَيْنَ السَّابِقُونَ؟ فَقُلْتُ: قَدْ مَضَى نَاسٌ، وَتَخَلَّفَ نَاسٌ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أين السابقون (الذين) يَسْتَهْتِرُونَ بذكر الله عز وجل، §مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْتَعَ فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ ذكر الله (عز وجل) .

3393 - َقَالَ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ: وَسَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: " §مَا عَمِلَ آدَمَيٌّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عذاب الله عز وجل مِنْ ذكر الله تعالى قَالُوا: وَلَا الْجِهَادُ فِي سبيل الله عز وجل؟ (قَالَ) ، لَا وَلَوْ ضَرَبَ بِسَيْفِهِ، قَالَ اللَّهُ: {وَلِذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} . قُلْتُ: روى أحمد من هَذِهِ الْقِطْعَةَ الْأَخِيرَةَ بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا مُنْقَطِعٍ. وَأَصْلُهُ فِي التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِهِ.

3394 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي (يَقُولُ) : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §المجالس ثلاثة، غَانِمٌ، وَسَالِمٌ، (وَشَاجِبٌ) . (فَالْغَانِمُ) الَّذِي يُكْثِرُ ذكر الله تعالى فِي مَجْلِسِهِ، وَالسَّالِمُ الَّذِي يَسْكُتُ لَا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، (وَالشَّاجِبُ) الَّذِي يَكُونُ كَلَامُهُ وَعَمَلُهُ فِي معصية الله تبارك وتعالى ".

3395 - حدثنا يَحْيَى عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ ثنا مِخْرَاقٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: " §الْمَجَالِسُ ثَلَاثَةٌ. فَمِنْهُمُ الْغَانِمُ، وَمِنْهُمُ السَّالِمُ، وَمِنْهُمُ / الشَّاجِبُ، فَالْغَانِمُ عَبْدٌ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ (فَذَكَرَهُ) اللَّهُ تَعَالَى، وَالسَّالِمُ عبد لم (يمل) على كاتبه خيرا ولا شرا، والشاجب الذي أخذ في الباطل فهو يستجرّ على نفسه ".

باب فضل الذكر بعد صلاة الصبح والعصر

(29 - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ)

3396 -[1] وقال الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَأَنْ أُجَالِسَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ دِيَةُ كُلِّ واحد منهم (اثني) عَشَرَ أَلْفًا، فَحَسَبْنَا دِيَاتِهِمْ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسٍ، فَبَلَغَ سِتَّةً وتسعين ألفا، وها هنا مَنْ يَقُولُ: أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاللَّهِ مَا قَالَ: إِلَّا ثَمَانِيَةً، دِيَةُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا.

3396 -[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أذكر الله عز وجل (بَعْدَ الْعَصْرِ) حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ) .

3396 -[3] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: §لَأَنْ أُصَلِّيَ الْفَجْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَلَأَنْ أُصَلِّيَ الْعَصْرَ وَأَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يذكرون الله عز وجل إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ (أَنْ) أُعْتِقَ ثَمَانِيَةَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كُلِّ رَقَبَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا) .

3396 -[4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ فَرَّقَهُمَا قَالَا: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أنس رَضِيَ الله عَنْه، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (§لَأَنْ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يذكرون الله تعالى مِنْ غُدْوَةٍ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ) .

3396 -[5] حَدَّثَنَا أَبُو الربِيعٍ، ثنا حَمَّادٌ ثنا الْمُعَلَّى بْنُ زياد عن يزيد الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§لَأَنَّ أَجْلِسَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ ثَمَانِيَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ -[98]-) . 3396 -[6] وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ ثنا حَمَّادٌ بِهَذَا نَحْوَهُ وَزَادَ: كُلُّهُمْ مُسْلِمٌ.

3397 - حدثنا شَيْبَانُ بْنُ فروخ، ثنا (الطيب بْنُ سليمان) ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَةَ تَقُولُ: سمعت عائشة رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (§مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ أَوْ قَالَ الْغَدَاةَ، فَقَعَدَ مَقْعَدَهُ، فلم يلغ شيء مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، ويذكر الله تعالى حَتَّى يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ، كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، لَا ذَنْبَ لَهُ) .

باب الذكر في الصلاة

(30 - بَابُ الذِّكِْر فِي الصَّلَاةِ)

3398 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى (بْنُ حَمَّادٍ) ، ثنا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْفُرَاتِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: §أَلَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ فَيُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَيَقُولُ فِيهِنَّ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَعَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وجهك أعظم الْوُجُوهِ، وَجَاهُكَ أَعْظَمُ الْجَاهِ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ الْعَطِيَّةِ وأهناها، (تُطَاعُ) رَبَّنَا فَتَشْكُرُ، (وَتُعْصَى) ربنا فتغفر، و (تجيب) المضطر، (وتكشف) الغم، و (تشفي) السَّقِيمَ (وَتَغْفِرُ) الذَّنْبَ، (وَتَقْبَلُ) التَّوْبَةَ، وَلَا يُجْزَى بِآلَائِكَ أَحَدٌ، وَلَا يَبْلُغُ مَدْحَكَ قَوْلُ قَائِلٍ) .

باب الذكر في الصباح والمساء

(31 - بَابُ الذِّكْرِ فِي الصَّبَّاحِ وَالْمَسَاءِ)

3399 - قَالَ عَبْدُ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، ثنا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي أَوَفِي، رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا (أَصْبَحْنَا) قَالَ: أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْكِبْرِيَاءُ، وَالْعَظَمَةُ، وَالْخَلْقُ، وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَمَا سَكَنَ فِيهِمَا لِلَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ هَذَا النَّهَارِ (صلاحا) وَأَوْسَطَهُ فَلَاحًا، وَآخِرَهُ نَجَاحًا، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

3400 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هارون، ثنا (معان) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَجُلٍ من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه، فَأُتِيَ، فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ دَارُكَ، فَقَدِ احْتَرَقَتْ، فَقَالَ: مَا احْتَرَقَتْ دَارِي؟ فَذَهَبَ، ثُمَّ جَاءَ (فَقَالَ لَهُ) : أَدْرِكْ دَارَكَ فَقَدِ احْتَرَقَتْ، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ دَارِي، فَقِيلَ لَهُ: يُقَالُ لَكَ قَدِ احْتَرَقَتْ دَارُكَ، فَتَحْلِفُ بِاللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ؟ فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: (إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: إِنَّ رَبِّيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، مَا شَاءَ اللَّهُ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، أَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِي يُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، إِنَّ رَبِّي / عَلَى صِرَاطٍ / مُسْتَقِيمٍ، لَمْ يَرَ يَوْمَئِذٍ فِي نَفْسِهِ وَلَا أَهْلِهِ، وَلَا مَالِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ، وَقَدْ قُلْتُهَا الْيَوْمَ) . قُلْتُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الدُّعَاءِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَسَمَّى الرَّجُلَ الصَّحَابِيَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُفَسَّرَ بِهِ الْمُبْهَمُ هُنَا، فَإِنَّ الْحَسَنَ لَمْ يُجَالِسْ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه.

3401 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بن زنجويه، ثنا أبو المغيرة، ثنا أبو (بَكْرٌ) حَدَّثَنِي (ضَمْرَةُ) بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت رَضِيَ الله عَنْهم، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ دُعَاءً، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ بِهِ أَهْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §قُلْ حِينَ تُصْبِحُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ. وَمِنْكَ وَلَكَ وَإِلَيْكَ، مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ، وعملت مِنْ عَمَلٍ، أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ، أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ كُلِّهِ، مَا شِئْتَ كَانَ، وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ مَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلَاةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتُ، وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعِنٍ، فَعَلَى مَنْ لَعَنْتُ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا، وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ.

3402 - حَدَّثَنَا أَبُو الربِيعٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَجْأَةِ الْخَيْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فَجْأَةِ الشَّرِّ. فَإِنَّ الْعَبْدَ (لَا يَدْرِي) مَا يَفْجَأُهُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى) .

3403 - (وَقَالَ مُسَدَّدٌ) : حدثنا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ منصور، يُحَدِّثُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ النَّخَعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §إِذَا قَالَ الْعَبْدُ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا شَرِيكَ لَكَ، وأصبحت وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ لَا شَرِيكَ لَهُ. إِذَا قَالَهَا الْعَبْدُ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى كَفَّرَتْ عَنْهُ مَا أَحْدَثَ بَيْنَهُمَا، أَوْ قَالَ: أَصَابَ بَيْنَهُمَا.

3404 - حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، ثنا حُصَيْنٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: كَانَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، §إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَعْظَمِ عِبَادِكَ نَصِيبًا فِي كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ فِي الْغَدَاةِ مِنْ نُورٍ تَهْدِي بِهِ، وَرَحْمَةٍ تَنْشُرُهَا، وَرِزْقٍ تَبْسِطُهُ، وَضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَبَلَاءٍ تدفعه، وَفِتْنَةٍ تَصْرِفُهَا، وَسُوءٍ تَدْفَعُهُ.

باب الحث على لزوم التسبيح

(32 - بَابُ الْحَثِّ عَلَى لُزُومِ التَّسْبِيحِ)

3405 - قال إسحاق: أخبرنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَيْلِيُّ، حدثنا الزُّهْرِيُّ، قَالَ: (أُتِيَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ الله عَنْه بِغُرَابٍ وَافِرِ الْجَنَاحَيْنِ، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَا صِيدِ صَيْدٌ، وَلَا عُضِّدَتْ عِضَاةٌ، وَلَا قُطِعَتْ وَشِيجَةٌ إِلَّا بِقِلَّةِ التَّسْبِيحِ "، ثُمَّ خَلَّى رَضِيَ الله عَنْه عَنِ الْغُرَابِ) . هَذَا مُعْضَلٌ أَوْ مُرْسَلٌ، وَالْحَكَمُ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ (133) حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فِي فَضْلِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي ذم الكبر في كِتَابِ الْأَدَبِ.

3406 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُخَارِقٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ بِحَدِيثٍ، أَنْبَأْتُكُمْ بِتَصْدِيقِ ذَلِكَ مِنْ كتاب الله عز وجل، قَالَ: §مَا قَالَ عَبْدٌ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَتَبَارَكَ اللَّهُ، إِلَّا قيض الله عز وجل عَلَيْهِنَّ مَلَكًا يُضْجِعُهُنَّ تَحْتَ جناحيه، وَيَصْعَدُ بِهِنَّ (إِلَى) السَّمَاءِ، لَا يَمُرُّ عَلَى جَمْعٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا اسْتَغْفَرُوا لقائلهن، حتى (يحيِّي) بِهِنَّ وجه الرحمن عز وجل، ثُمَّ تَلَا عَبْدُ اللَّهِ: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطِّيبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ.

3407 - حدثنا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، حدثنا مَنْصُورٌ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عبد الله بن مسعود رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §لَأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ (أَنْ) أُنْفِقَ بِعَدَدِ ذَلِكَ فِي سبيل الله عز وجل.

3408 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا (الْجُرَيْرِيُّ) ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ قَالَ: قُلْتُ (لِفَقِيهٍ) بِمَكَّةَ: إِنَّ لَنَا فَقِيهًا - أَعْنِي الْحَسَنَ - §إِذَا سَكَتَ فَإِنَّمَا هِجِّيرَاهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، (فَقَالَ) : إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا لَفَقِيهٌ، مَا قَالَهَا عَبْدٌ سَبْعَ مَرَّاتٍ، إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ.

3409 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا سَلَمَةُ - هو ابْنُ وَرْدَانَ - قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ هَلَّلَ مِائَةً، وَكَبَّرَ مِائَةً، وَسَبَّحَ مِائَةً، فَإِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ عَشْرِ رِقَابٍ يُعْتِقُهَا، وَسَبْعِ بَدَنَاتٍ يَنْحَرُهَا.

3410 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا (حِزَامُ) بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا مِنْ صَبَاحٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ (إِلَّا صارخ) يَصْرُخُ: يَا أَيُّهَا الْخَلَائِقُ: سَبِّحُوا الْمَلِكَ الْقُدُّوسَ.

باب فضل الذكر الخفي

(33 - بَابُ فَضْلِ الذِّكْرِ الْخَفِيِّ)

3411 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا (إِسْحَاقُ) ، ثنا مُعَاوِيَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قالت: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُفَضِّلُ الذِّكْرَ الْخَفِيَّ الَّذِي لَا (تَسْمَعُهُ) الْحَفَظَةُ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا، وَيَقُولُ: §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وجمع الله تعالى الْخَلَائِقَ لِحِسَابِهِمْ، وَجَاءَتِ الْحَفَظَةُ بما حفظوا أو كتبوا، قال الله تعالى (لَهُمْ) : انْظُرُوا هَلْ بَقِيَ لَهُ مِنْ شَيْءٍ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا ما تركنا شيء مِمَّا عَلِمْنَاهُ، وَحَفِظْنَاهُ، إِلَّا وَقَدْ أَحْصَيْنَاهُ، وَكَتَبْنَاهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّ لَكَ عِنْدِي (خَبِيئًا) لَا تَعْلَمُهُ، وَأَنَا أَجْزِيكَ بِهِ، وَهُوَ / الذِّكْرُ الْخَفِيُّ.

باب عظمة ذكر الله تعالى

(34 - بَابُ عَظَمَةِ ذكر الله تعالى)

3412 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا الْحَسَنُ، ثنا يَحْيَى، عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ خَادِمَهُ فذكر الله عز وجل، فَارْفَعُوا أَيْدِيكُمْ ".

باب التكبير

(35 - بَابُ التَّكْبِيرِ)

3413 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدَانُ، ثنا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ كَثِيرٍ ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عن أبيه رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إِذَا (رَأَيْتُمُ) الْحَرِيقَ فَكَبِّرُوا. هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ.

3414 - حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ (بْنِ زَاذَانَ) ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§إِذَا وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ، أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ فَعَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ فَإِنَّهُ يُجَلِّي الْعَجَاجُ الْأَسْوَدُ) .

باب حسرة من تفرق من غير ذكر

(36 - بَابُ حَسْرَةِ مَنْ تَفَرَّقَ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ)

3415 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (§أَيُّمَا قَوْمٍ جَلَسُوا فِي مَجْلِسٍ ثُمَّ تَفَرَّقُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يذكروا الله تعالى، وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَسْرَةً) .

3416 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو مَعْشَرٍ الْبَرَاءُ، ثنا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا جَلَسَ قَوْمٌ قَطُّ مَجْلِسًا لَمْ يذكروا الله تعالى، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

باب الاستعاذة

(37 - بَابُ الِاسْتِعَاذَةِ)

3417 - قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادٌ - وهو ابْنُ سَلَمَةَ - عَنْ مَعْبَدٍ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: (§تَعَوَّذْ) بِاللَّهِ مِنَ شَّيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ مَتْنَهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلِلْإِنْسِ شَيَاطِينُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ ". قُلْتُ: رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حديث عبيد الله ابن أبي الْخَشْخَاشِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، وَهَذَا إِنْ كَانَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه حَضَرَ الْقِصَّةَ، فَهُوَ مِنْ مُسْنَدِهِ.

3418 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا (شُعْبَةُ) عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا (عَلْقَمَةَ) ، ح، قَالَ شُعْبَةُ، وَحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَلْقَمَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَلَمْ يَرْفَعْهُ يَعْلَى إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §مَنْ قَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ سَبْعًا، قَالَتِ الْجَنَّةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَمَنِ اسْتَعَاذَ مِنَ النَّارِ (سَبْعًا) ، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنَ النَّارِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ يُونُسَ هُوَ - ابْنُ خَبَّابٍ - عن أبي عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... نَحْوَهُ [3] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا (يُوسُفُ بْنُ مُوسَى) ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ ... فَذَكَرَهُ.

3419 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ شَافَهَنِي بَعْدَ ذَلِكَ مُشَافَهَةً، قَالَ: إِنَّ كَعْبًا رَضِيَ الله عَنْه، حَدَّثَنَا أَنَّهُ قَالَ فِيمَا يَقُولُ: مِنَ التَّوْرَاةِ نَجِدُهُ مَكْتُوبًا: إِنَّ §الشَّيْطَانَ (لا يطيق) لعبد مِنْ لَدُنْ يُمْسِي حَتَّى يُصْبِحَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ الشَّرِّ فِي السَّامَّةِ وَالْعَامَّةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ، مِنْ خَيْرِ مَا تُسْأَلُ، وَمِنْ خَيْرِ مَا تُعْطِي، وَخَيْرِ مَا تُخْفِي، وخير ما تبدي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا (يجلى) بِهِ النَّهَارُ إِنْ كَانَ نَهَارًا، وَإِنْ كَانَ لَيْلًا، قَالَ: مِنْ شَرِّ مَا دَجَنَ بِهِ اللَّيْلُ -[147]-. (134) وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، فِي أَوَّلِ أحاديث الأنبياء عليهم السلام.

3420 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ، أنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّهُ قَالَ: §أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ حَقٌّ، وَأَنَّ لِقَاءَهُ حَقٌّ، وَأَنَّ السَّاعَةَ حَقٌّ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ. مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.

3421 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو النَّضْرِ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: " اللَّهُمَّ إِنِّي §أَعُوذُ بِكَ مِنَ الصَّمَمِ وَالْبُكْمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ مَوْتِ الْهَدْمِ " ... الْحَدِيثَ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا عَمْرٌو - وهو ابْنُ عَلِيٍّ - ثنا جَابِرُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ. . فَذَكَرَ نَحْوَهُ: وَزَادَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَمِّ - يَعْنِي: الْغَرَقَ - وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

3422 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ (الرفاعي، عن الْمُحَارِبِيُّ) ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنِ استعاذ بالله تعالى فِي الْيَوْمِ عَشْرَ مَرَّاتٍ مِنَ الشَّيْطَانِ، وكل الله تعالى بِهِ مَلَكًا يَذُودُ عَنْهُ الشَّيْطَانَ.

3423 - / حدثنا موسى بن محمد بن حيان، حدثنا روح بن (أسلم) ، (وفهد) ، قالا: ثنا عبد العزيز بن مسلم، ثنا ليث، عن أبي محمد، عن معقل بن يسار رَضِيَ الله عَنْه، قال: شهدت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحدثني أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل ... الحديث. (135) وقد سبق بطرقه في باب التحذير من (الرياء) في كتاب الرقائق.

باب فضل لا حول ولا قوة إلا بالله

(38 - بَابُ فَضْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)

3424 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا (النَّضْرُ) ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي / فُلَانٌ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ (رَضِيَ الله عَنْه) قَالَ: جَلَسَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كنوز الجنة، قلت: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.

3425 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدِ الْمَدَنِيِّ، حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: لَقِيتَ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: أَلَا آمُرُكَ بِمَا أَمَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ §أُكْثِرَ مَنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

3426 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ (سُلَيْمَانَ) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: (§أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كنوز من كَنْزٍ الْجَنَّةِ، تُكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) .

3427 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هُذَيْلٌ، ثنا صَالِحُ بْنُ بَيَانَ السَّاحِلِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، فَقُلْتُ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَدْرِي مَا تَفْسِيرُهَا؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، إِلَّا بِعِصْمَةِ اللَّهِ، وَلَا قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، إِلَّا بِقُوَّةِ اللَّهِ (هَكَذَا أَخْبَرَنِي جبريل) عليه الصلاة والسلام.

3428 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِفْرِيقِيُّ، ثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هريرة رَضِيَ الله عَنْه، قال: سُئِلَ عُثْمَانُ بْنُ عفان رَضِيَ الله عَنْه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ بِاللَّهِ مِنْ كُنُوزِ (الْعَرْشِ) .

باب الزجر عن الدعاء بالبلاء لمن لا يطيقه

(39 - بَابُ الزَّجْرِ عَنِ الدُّعَاءِ بِالْبَلَاءِ لِمَنْ لَا يُطِيقُهُ) (136) تَقَدَّمَ فِي بَابِ فَضْلِ (الْعِيَادَةِ) مِنْ كِتَابِ الطِّبِّ: حَدِيثُ كَثِيرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا فَقَدَ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ سَأَلَ عَنْهُ ... الخ.

كتاب بدء الخلق

(36 - كِتَابُ بَدْءِ الْخَلْقِ)

3429 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَزِيدَ ابن (جُعْدُبَةَ) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مخراق، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إن الله تعالى خَلَقَ فِي الْجَنَّةِ رِيحًا بَعْدَ الرِّيحِ (بِسَبْعِ) سنين، من دونها بَابٌ مُغْلَقٌ، وَإِنَّمَا تأتيكم الريح مِنْ خَلَلِ ذَلِكَ الْبَابِ، وَلَوْ فُتِحَ ذَلِكَ الْبَابُ لَأَذْرَتْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهِيَ عند الله عز وجل الْأَزِيبُ، وَعِنْدَكُمُ الْجَنُوبُ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ بِهِ. -[170]- قُلْتُ: وَيَزِيدُ بْنُ (جُعْدُبَةَ) هُوَ ابْنُ عِيَاضٍ، مَتْرُوكُ.

3430 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ §ما بين السماء الدُّنْيَا إِلَى الْأَرْضِ مَسِيرَةُ خمسمائة (سنة) ، وغلظ كل (منهما) مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَمَا بَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى الَّتِي تَلِيهَا (مَسِيرَةُ) خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، وَالْأَرَضُونَ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى الْعَرْشِ مِثْلُ (جَمِيعِ) ذَلِكَ.

3431 - أخبرنا حَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ الرَّازِيُّ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ (بْنِ) أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §السَّمَاوَاتُ أَوَّلُهَا مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، والثانية من صخرة، وَالثَّالِثَةُ مِنْ حَدِيدٍ، وَالرَّابِعَةُ مِنْ نُحَاسٍ، وَالْخَامِسَةُ مِنْ فِضَّةٍ، وَالسَّادِسَةُ مِنْ ذَهَبٍ، وَالسَّابِعَةُ مِنْ يَاقُوتٍ.

3432 - (حديث) عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ قَالَ: حُدِّثْتُ §أَنَّ الْعَرْشَ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ. (137) حَدِيثُ خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ وَقَضَى الْقَضِيَّةَ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ مِنْ بَابِ الْقَدَرِ.

باب ما يصلح في أيام الأسبوع

(1 - بَابُ مَا يَصْلُحُ فِي أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ)

3433 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: §يَوْمُ الْأَحَدِ يَوْمُ (غَرْسٍ) وَبِنَاءٍ، وَيَوْمُ الِاثْنَيْنِ يَوْمُ سَفَرٍ، وَيَوْمُ الثُّلَاثَاءِ يَوْمُ دَمٍ، وَيَوْمُ الْأَرْبِعَاءِ يَوْمُ أَخْذٍ وَلَا عَطَاءَ فِيهِ، وَيَوْمُ الخميس يوم دخول عَلَى السُّلْطَانِ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ (تزوج) وَبَاءَةٍ، وَيَوْمُ السَّبْتِ /.

باب خلق الأرض

(2 - بَابُ خَلْقِ الْأَرْضِ)

3434 - قال الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى ابن أَبِي (بُكَيْرٍ) ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قُلْتُ لِكَعْبٍ: مَا (يُمْسِكُ) هَذِهِ الْأَرْضَ الَّتِي نَحْنُ عَلَيْهَا؟ قَالَ: أمر الله تعالى، قَالَ: قُلْتُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أمر الله عز وجل الَّذِي يُمْسِكُهَا، فَمَا أَمْرُ اللَّهِ ذَلِكَ؟ قَالَ: §شَجَرَةٌ خَضْرَاءُ فِي يَدِ (مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ) ، قَائِمٍ عَلَى ظهر الحوت (منطو) ، والسموات -[183]- مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، قُلْتُ: فَمَا سَاكِنُ الْأَرْضِ الثَّانِيَةِ؟ قَالَ: الرِّيحُ الْعَقِيمُ، لَمَّا (أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ) عَادًا، أَوْحَى إِلَى خَزَنَتِهَا أَنِ افْتَحُوا مِنْهَا بَابًا، قَالُوا: رَبَّنَا مِثْلَ مَنْخَرِ الثَّوْرِ، قال: إذاً تلقى الْأَرْضَ (وَمَنْ) عَلَيْهَا، قَالَ: فَجَعَلَ مِثْلَ مَوْضِعِ الْخَاتَمِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ الثَّالِثَةِ؟ قَالَ: حِجَارَةُ جَهَنَّمَ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَنَ سَاكِنُ الْأَرْضِ الرَّابِعَةِ؟ قَالَ: كِبْرِيتُ جَهَنَّمَ، قُلْتُ: وَإِنَّ لَهَا لَكِبْرِيتًا؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، (وَبِحَارٌ) لَوْ طُرِحَتْ فِيهَا الْجِبَالُ لتفتت مِنْ حَرِّهَا قَالَ: (فَقُلْتُ) : مَنْ سَاكِنُ الْأَرْضِ الْخَامِسَةِ؟ قَالَ: حَيَّاتُ جَهَنَّمَ، قُلْتُ: وَإِنَّ لَهَا لَحَيَّاتٍ؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَمْثَالُ الْأَوْدِيَةِ، قُلْتُ: فَمَنَ سَاكِنُ الْأَرْضِ السَّادِسَةِ؟ قَالَ: عَقَارِبُ جَهَنَّمَ؟ قُلْتُ: وَإِنَّ لَهَا لَعَقَارِبٍ، قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، أَمْثَالُ الْفُلْكِ، وَإِنَّ لَهَا أَذْنَابًا مِثْلَ الرِّمَاحِ، وَإِنَّ إِحْدَاهُنَّ لَتَلْقَى الْكَافِرَ، فَتَلْسَعُهُ اللَّسْعَةَ، فَيَتَنَاثَرُ لَحْمُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا سَاكِنُ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ؟ قَالَ: تِلْكَ سِجِّينٌ فِيهَا إِبْلِيسٌ، مُوثَقٌ اسْتَعْدَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، فحبسه الله (تعالى) فِيهَا، يَدًا أَمَامَهُ، وَيَدًا خَلْفَهُ، وَرِجْلًا أَمَامَهُ وَرِجْلًا خَلْفَهُ، وَتَأْتِيهِ جُنُودُهُ بِالْأَخْبَارِ، وَلَهُ زَمَانٌ يُرْسَلُ فِيهِ.

باب الأرواح

(3 - بَابُ (الْأَرْوَاحِ))

3435 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: §الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ. مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ.

باب الملائكة عليهم السلام

(4 - بَابُ الْمَلَائِكَةِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)

3436 - قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ (مَلَكٍ) قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ (الْأَرْضِ) السَّابِعَةِ، وَالْعَرْشُ عَلَى مَنْكِبِهِ، يَقُولُ: سُبْحَانَكَ أَيْنَ كُنْتَ وَأَيْنَ تَكُونُ. صَحِيحٌ.

باب الجن

(5 - بَابُ الْجِنِّ)

3437 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا حُسَيْنُ بْنُ الْأَسْوَدِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ أَبُو فَرْوَةَ الرَّهَاوِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُنِيبٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §خلق الله تعالى الجن ثلاثة أَصْنَافٍ، صِنْفٌ حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ، وَخَشَاشُ الْأَرْضِ، وَصِنْفٌ كَالرِّيحِ فِي الْهَوَاءِ، وَصِنْفٌ عَلَيْهِمُ الْحِسَابُ وَالْعِقَابُ. وَخَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وجل الْإِنْسَ ثَلَاثَةَ أَصْنَافٍ، صِنْفٌ كَالْبَهَائِمِ، (قَالَ) اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} الْآيَةَ. وَصِنْفٌ أَجْسَادُهُمْ أَجْسَادُ بَنِي آدَمَ، وَأَرْوَاحُهُمْ أَرْوَاحُ الشَّيَاطِينِ وَصِنْفٌ فِي ظل الله تعالى، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ.

3438 - حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الزاهرية، عن (جبير بن نفير) ، عَنْ أبي ثعلبة الخشني رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §خلق الله تعالى الْجِنَّ عَلَى ثَلَاثَةِ (أثلاث) ، ثلث لَهُمْ أَجْنِحَةٌ يَطِيرُونَ فِي الْهَوَاءِ، وَثُلُثٌ حَيَّاتٌ وَكِلَابٌ، وَثُلُثٌ يَحِلُّونَ وَيَظْعَنُونَ.

باب الحجب التي دون الله تعالى

(6 - بَابُ الْحُجُبِ الَّتِي دُونَ اللَّهِ تَعَالَى) (138) (تقدمت في باب عظمة الله عز وجل) . 3439 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الزِّمَّانِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ) بن عمرو. 3440 - (و) عن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §دُونَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ وَظُلْمَةٍ، وَمَا تَسْمَعُ نَفْسٌ شَيْئًا مِنْ حِسِّ تِلْكَ الْحُجُبِ إِلَّا زَهَقَتْ نَفْسُهَا.

أحاديث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

(37 - أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ عليهم (الصلاة) والسلام)

3441 - قَالَ مُحَمَّدُ ابن أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا أَبُو رَافِعٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ المسجد، فإذا أنا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا وَحْدَهُ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَهُوَ لَا يَرَانِي، وَأَقُولُ مَا خَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا وَحْدَهُ، إِلَّا وَهُوَ عَلَى حَاجَةٍ، أَوْ عَلَى وَحْيٍ، فَجَعَلْتُ أُؤَامِرُ نَفْسِي أَنْ آتِيَهُ، فَأَبَتْ نَفْسِي إِلَّا أَنْ آتِيَهُ، فَجِئْتُ (فَسَلَّمْتُ) ثُمَّ جَلَسْتُ، فَجَلَسْتُ طَوِيلًا، لَا يَلْتَفِتُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِلَيَّ وَلَا يُكَلِّمُنِي، قَالَ قُلْتُ: قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَالَسَتِي، ثُمَّ الْتَفَتَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِلَيَّ، فَقَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ) ، فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: -[202]- أَرَكَعْتَ الْيَوْمَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُمْ فَارْكَعْ، فَقُمْتُ فَرَكَعْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ عُدْتُ فَجَلَسْتُ، فَمَكَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَوِيلًا لَا يُكَلِّمُنِي، فَقُلْتُ: قَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَالَسَتِي، ثم التفت صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إلي) فَقَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ) ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : §اسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، فَقُلْتُ: بِأَبِي (أَنْتَ) وَأُمِّي وَلِلْإِنْسِ شياطين؟ / قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (يَقُولُ) : {شَيَاطِينُ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ} الْآيَةَ. ثُمَّ الْتَفَتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، (قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : إِلَّا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً (هِيَ كَنْزٌ) مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، قُلْتُ: بلى بأبي أنت وَأُمِّي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ (أَصَرَّ) رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَتَكَلَّمُ، حَتَّى طَالَ ذَلِكَ مِنْهُ (فَاتَّنَفْتُ) الْحَدِيثَ، -[203]- فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلَاةِ، فَمَا الصَّلَاةُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ (وَمَنْ) شَاءَ اسْتَكْثَرَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا الصِّيَامُ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فرض مجزئ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَمَا الصَّدَقَةُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ، وَعِنْدَ اللَّهِ الْمَزِيدُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أُهَرِيقَ دَمُهُ، وَعُقِرَ جَوَادُهُ، قَالَ: قُلْتُ: يا رسول الله فأي الرقاب أفضل؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها. / قال: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (جَهْدٌ (مِنْ) مُقِلٍّ وَسِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَإِنْ لَمْ أَجِدْ مَا أَتَصَدَّقُ بِهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُعِينُ ضَعِيفًا، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَتَكُفُّ هَذَا، وَأَشَارَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى لِسَانِهِ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ حَسَنَةٌ يَتَصَدَّقُ بِهَا الْمَرْءُ عَلَى نَفْسِهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: (أَيُّمَا) أُنْزِلَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَعْظَمُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ -[204]-، (وَتَدْرِي) مَا مَثَلُ السموات وَالْأَرْضِ فِي الْكُرْسِيِّ؟ قُلْتُ: لَا إِلَّا أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ السموات وَالْأَرْضِ في الكرسي (إلا كَحَلْقَةٍ) مُلْقَاةٍ فِي فَلَاةٍ، وَإِنَّ فَضْلَ الْكُرْسِيِّ عَلَى السموات وَالْأَرْضِ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى تِلْكَ الْحَلْقَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ كَانَ الْأَنْبِيَاءُ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانُوا مِائَةَ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكُلُّهُمْ كَانُوا رُسُلًا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا كَانَ الرُّسُلُ مِنْهُمْ (خَمْسَةَ عَشَرَ) وثلثمائة رَجُلٍ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَيُّهُمْ كَانَ أَوَّلَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قُلْتُ: وَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ جَبَلَ اللَّهُ تُرْبَتَهُ، وَخَلَقَهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، (وَكَلَّمَهُ) قُبُلًا، ثُمَّ كَثُرَ النَّاسُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَبْخَلِ النَّاسِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

باب آدم وعدد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

(1 - بَابُ آدَمَ وَعَدَدِ الْأَنْبِيَاءِ عليهم (الصلاة) والسلام)

3442 - وقال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، (أنا) حَمَّادٌ - هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ - (أنا) مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، (قَالَ) إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §فَأَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أول، (قال) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آدم، فقلت: أو نبيا كَانَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: فَكَمِ الْأَنْبِيَاءُ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ثلاثمائة) وخمس عشرة جَمًّا غَفِيرًا.

3443 -[1] أخبرنا أَبُو (حَيْوَةَ) الْحِمْصِيُّ شُرَيْحٌ، ثنا (مُعَانُ) بْنُ رِفَاعَةَ السَّلَامِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ (يَزِيدَ) ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ - وَهُوَ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيةَ الشَّامِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §كم الأنبياء؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ (وَعِشْرُونَ) أَلْفًا، فَقَالَ: كَمِ الْمُرْسَلُونَ مِنْهُمْ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثلاثمائة وخمس عشرة جَمًّا غَفِيرًا. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هارون عن المسعودي، عَنْ (عُبَيْدِ) بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، نَحْوَهُ.

3444 - وَقَالَ (أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا (مُوسَى) بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §بَعَثَ اللَّهُ ثَمَانِيَةَ آلَافِ نَبِيٍّ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، أربعة آلاف، وَأَرْبَعَةَ آلَافٍ إِلَى سَائِرِ النَّاسِ ".

3445 - حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §كَانَ مِمَّنْ خَلَا مِنْ إِخْوَانِي من الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) ثَمَانِيَةَ آلَافِ نَبِيٍّ، ثُمَّ كَانَ عِيسَى بن مريم عليهما الصلاة والسلام ثُمَّ كُنْتُ أَنَا.

باب حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

(2 - بَابُ حياة الأنبياء عليهم (الصلاة) والسلام /)

3446 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الْجَهْمِ الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى ابن أَبِي (بُكَيْرٍ) . [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَا: ثنا (الْمُسْتَلِمُ) بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ (بْنِ مَالِكٍ) رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءُ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ. (قَالَ) الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا حَجَّاجٌ وَلَا عَنْ حَجَّاجٍ (إِلَّا الْمُسْتَلِمُ، وَلَا رَوَى الْحَجَّاجُ عَنْ ثَابِتٍ إِلَّا هَذَا -[227]-. [3] وَأَخْرَجَهُ عَنْ مُحَمَّدِ عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ) الْحَرَّانِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ الْحَسَنَ بْنَ قُتَيْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ إِيَّاهُ عَنْ حَمَّادٍ.

باب خلق آدم عليه الصلاة والسلام

(3 - بَابُ خلق آدم عليه (الصلاة) والسلام)

3447 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §إن الله (تبارك و) تعالى خَلَقَ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جَعَلَهُ طِينًا، ثُمَّ تَرَكَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ حَمَأً مَسْنُونًا، خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ صَلْصَالًا كَالْفَخَّارِ، كَانَ إِبْلِيسُ يَمُرُّ بِهِ، فَيَقُولُ: لقد خلقت لأمر عظيم، ثُمَّ نفخ الله تعالى فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ جَرَى -[230]- فِيهِ الرُّوحُ بَصَرَهُ وَخَيَاشِيمَهُ، (فَعَطَسَ) ، فلقنه الله (تبارك و) تعالى حَمْدَ رَبِّهِ، فقال الرب عز وجل: يَرْحَمُكَ (اللَّهُ) رَبُّكَ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ النَّفْرِ، فَقُلْ لَهُمْ، فَانْظُرْ مَاذَا يَقُولُونَ؟ فَجَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَجَاءَ إلى ربه عز وجل، فقال جل وعلا: مَاذَا قَالُوا لَكَ؟ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا (قَالُوا) - قَالَ: يَا رَبِّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فقالوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ الله، قال تبارك وتعالى: يَا آدَمُ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ، وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، قال: يا رب وَمَا ذريتي؟ قال جل وعلا: اختار (إِحْدَى) يَدَيَّ يَا آدم، قال (عليه الصلاة والسلام) : أَخْتَارُ يَمِينَ رَبِّي، وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ، فبسط الله تعالى كفه، فإذا كلما هُوَ كائن في ذُرِّيَّتِهِ فِي كف الرحمن تبارك وتعالى.

باب صالح وثمود عليهما الصلاة والسلام

(4 - بَابُ صالح وثمود عليهما (الصلاة) والسلام)

3448 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا كَثِيرُ بن هشام، ثنا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §مَرَّ بِالْحِجْرِ مِنْ وَادِي ثَمُودَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَسْرِعُوا السَّيْرَ وَلَا تَنْزِلُوا بِهَذِهِ الْقَرْيَةِ الْمُهْلَكِ أَهْلُهَا ".

3449 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ (قَالَ) سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ (قُدَامَةَ، عَنِ السَّعْدِيِّ) ، وَكَانَ السَّعْدِيُّ امْرَأَ صِدْقٍ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى وَادِي ثَمُودَ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: §اخْرُجُوا، اخْرُجُوا، فَإِنَّهُ واد ملعون، خبيث، إن لا (تَخْرُجُوا، يصبكم) كَذَا وَكَذَا.

باب أيوب عليه الصلاة والسلام

(5 - بَابُ أَيُّوبَ عليه (الصلاة) والسلام) 3450 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا سَعِيدُ ابن أَبِي مَرْيَمَ:

[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ، قَالُوا: ثنا سَعِيدٌ، ثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §أَيُّوبَ (نبي الله عليه السلام) ، كَانَ في بلائه (ثمان) عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إِلَّا رَجُلَيْنِ مِنْ إِخْوَانِهِ - زَادَ الْبَزَّارُ: كَانَا مِنْ أَخَصِّ إِخْوَانِهِ - كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ، فَقَالَ -[242]- أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: تَعْلَمُ وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ، قَالَ لَهُ صَاحِبِهِ: وَمَا ذَاكَ؟ قال: منذ ثمان عشرة سنة لَمْ يرحمه الله (تعالى) ، فكشف عَنْهُ مَا بِهِ، فَلَمَّا رَاحَا إِلَيْهِ، لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فقال أيوب عليه السلام: لَا أَدْرِي مَا تَقُولُ، غَيْرَ أن الله (تبارك وتعالى) ، يعلم أني كنت أَمُرُّ بِالرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ، فيذكران الله تعالى، فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي، فَأُكَفِّرَ عَنْهُمَا كراهية أَنْ يذكر الله تعالى إِلَّا فِي حَقٍّ، قال: وكان عليه (الصلاة) (والسلام) يَخْرُجُ إِلَى حَاجَتِهِ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ، أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا، وَأُوحِيَ إلى أيوب (عليه السلام) فِي مَكَانِهِ (ارْكُضْ) بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ، فَاسْتَبْطَأَتْهُ، فَتَلَفَّتَتْ تَنْظُرُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا، وَقَدْ أذهب الله (تبارك و) تعالى مَا بِهِ مِنَ الْبَلَاءِ، وَهُوَ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَ، فَلَمَّا رَأَتْهُ، قَالَتْ: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الْمُبْتَلَى، وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِهِ (مِنْكَ) مُذْ كَانَ صحيحا، قال عليه السلام: فَإِنِّي أَنَا هُوَ، وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ، أَنْدَرُ الْقَمْحِ، وَأَنْدَرُ الشَّعِيرِ فبعث الله تعالى -[243]- سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ، وَأَفْرَغَتِ الْأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ رَوَاهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، إِلَّا عَقِيلٌ وَلَا عَنْهُ إِلَّا نَافِعٌ. صححه ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ (يَزِيدَ) .

باب يعقوب ويوسف عليهما الصلاة والسلام

(6 - / بَابُ يعقوب ويوسف عليهما (الصلاة) والسلام)

3451 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: §أُوتِيَ (يُوسُفُ (وَأُمُّهُ)) ثُلُثَ الْحُسْنِ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

3452 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ (مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ) ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ فَأَكْرَمَهُ فَقَالَ (لَهُ) : ائْتِنَا فَأَتَاهُ، فَقَالَ: سَلْ حَاجَتَكَ، فَقَالَ: نَاقَةً يركبها، وأعنز يَحْلُبُهَا أَهْلِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَعَجَزْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن موسى عليه الصلاة والسلام، لَمَّا سَارَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ من مصر، ضلوا الطَّرِيقَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ عُلَمَاؤُهُمْ: إن يوسف عليه الصلاة والسلام، لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، أَخَذَ عَلَيْنَا مَوْثِقًا من الله تعالى أن لا نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ، حَتَّى نَنْقُلُ عِظَامَهُ مَعَنَا، قَالَ: فَمَنْ يَعْلَمُ موضع قبره، قال: عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا فَأَتَتْهُ، فَقَالَ: دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ، قَالَتْ: حَتَّى تُعْطِيَنِي حُكْمِي، قَالَ: مَا حُكْمُكِ؟ قَالَتْ: أَكُونَ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ، فَكَرِهَ أَنْ يُعْطِيَهَا ذَلِكَ، فأوحى الله تعالى إِلَيْهِ: أَنْ أَعْطِهَا حُكْمَهَا، فَانْطَلَقَتْ بِهِمْ إِلَى بُحَيْرَةٍ (مَوْضِعِ) مُسْتَنْقَعِ مَاءٍ، فَقَالَتْ: أَنْضِبُوا هَذَا الْمَاءَ، فنضبوه، فَقَالَتِ: احْتَفِرُوا، فَحَفَرُوا، وَاسْتَخْرَجُوا عظام يوسف (عليه السلام) ، فَلَمَّا أَقَلُّوهَا إلى الأرض، إذا (بطريق) مِثْلُ النَّهَارِ. صَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ

3453 - وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا مَرْوَانُ - هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ - ثنا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه رَفَعَهُ قَالَ: §إِنَّ رَجُلًا قال ليعقوب (عليه السلام) مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ، وَحَنَى ظَهْرَكَ؟ قَالَ: أَمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي فَالْبُكَاءُ عَلَى يُوسُفَ، وأما الذي (أحنى ظَهْرِي) ، فَالْحُزْنُ عَلَى أَخِيهِ بِنْيَامِينَ، (قَالَ) : فأتاه جبريل عليه (السلام) ، فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ أتشكو الله تعالى؟ فقال: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ له جبريل (عليه الصلاة والسلام) : اللَّهُ أَعْلَمُ، بِمَا قُلْتَ مِنْكَ، ثُمَّ انطلق جبريل عليه الصلاة والسلام، ودخل يعقوب (إلى) بَيْتَهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ أَذْهَبْتَ بَصَرِي، وَحَنَيْتَ ظَهْرِي، فَارْدُدْ عَلَيَّ رَيْحَانَتَيَّ، فأشمهما شَمَّةً، ثُمَّ اصْنَعْ بي بعد (ذلك) مَا شِئْتَ، فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ: إن الله (تبارك وتعالى) يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، (وَيَقُولُ) : أَبْشِرْ، فَإِنَّهُمَا لَوْ كَانَا مَيِّتَيْنِ (لَنَشَرْتُهُمَا) -[253]- لَكَ، وَلَأَقْرَرْتُ بِهِمَا عينيك، وَيَقُولُ لَكَ: يَا (يَعْقُوبُ) ، أَتَدْرِي، لِمَ أَذْهَبْتُ بَصَرَكَ، وَحَنَيْتُ ظَهْرَكَ، وَلِمَ فَعَلَ إِخْوَةُ يُوسُفَ مَا فَعَلُوا؟ قَالَ: لِأَنَّهُ أَتَاكَ يَتِيمٌ مِسْكِينٌ وَهُوَ صَائِمٌ جَائِعٌ، وَقَدْ ذَبَحْتَ أَنْتَ وَأَهْلُكَ شَاةً فَأَكَلْتُمُوهَا، وَلَمْ تُطْعِمُوهُ، وَيَقُولُ: إِنِّي لَمْ أُحِبُّ مِنْ خَلْقِي شَيْئًا حُبِّي الْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ. قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَكَانَ يعقوب عليه (الصلاة) والسلام، كُلَّمَا أَمْسَى نَادَى مُنَادِيهِ، مَنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيَحْضُرْ طعام يعقوب، وإذا أَصْبَحَ نَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ كَانَ مُفْطِرًا فَلْيَحْضُرْ طَعَامَ يَعْقُوبَ.

باب أخبار موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام

(7 - بَابُ أَخْبَارِ موسى وهارون عليهما (الصلاة) والسلام)

3454 - قال إسحاق: أخبرنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عبد الله بن مسعود، عن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا §بعث الله تعالى موسى عليه الصلاة والسلام إِلَى فِرْعَوْنَ، قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَقُولُ؟ قَالَ: قل: أهيا شر أَهْيَا، قَالَ الْأَعْمَشُ: (فَفَسَّرُوهُ) ، الْحَيُّ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْحَيُّ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ.

3455 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس (رَضِيَ الله عَنْهما) عن علي رضي الله (عنه) فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ} . قَالَ: §صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ الْجَبَلَ، فَمَاتَ هَارُونُ، فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: (أَنْتَ) قَتَلْتَهُ، وَكَانَ أَشَدَّ حُبًّا لَنَا مِنْكَ، وَأَلْيَنَ لَنَا مِنْكَ، فَآذَوْهُ بِذَلِكَ، فأمر الله تعالى الْمَلَائِكَةَ فَحَمَلُوهُ حَتَّى مَرُّوا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فتكلمت الملائكة (عليهم السلام) بِمَوْتِهِ، حَتَّى عَرَفَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَانْطَلَقُوا بِهِ فَدَفَنُوهُ، فَلَمْ يَطَّلِعْ عَلَى قَبْرِهِ أَحَدٌ مِنْ خلق الله تعالى إِلَّا الرَّخَمُ، فجعله الله عز وجل أَصَمَّ أَبْكَمَ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

3456 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §كَانَ مِنْ أصحاب موسى عليه (الصلاة) والسلام الَّذِينَ جَاوَزُوا الْبَحْرَ اثْنَا عَشَرَ سِبْطًا، (فَكَانَ) فِي كُلِّ طَرِيقٍ (اثْنَا) عَشَرَ أَلْفًا كُلُّهُمْ مِنْ ولد يعقوب (عليه الصلاة والسلام) . (139) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي / تَفْسِيرِ الْبَقَرَةِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا.

3457 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا سَلَّامٌ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §فُلِقَ الْبَحْرُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ.

باب ذكر داود عليه الصلاة والسلام

(8 - بَابُ ذِكْرِ دَاوُدَ عليه (الصلاة والسلام))

3458 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: (كَانَتْ) لِلْعَبَّاسِ رَضِيَ الله عَنْه، دَارٌ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: أعطنيها، أَوْ بِعْنِيهَا لِأُدْخِلَهَا الْمَسْجِدَ، فَأَبَى، (وَقَالَ) عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: فَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ (رَسُولِ اللَّهِ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَضَى عَلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ عُمَرُ (رضوان الله عليه) : إنك لمن أَجْرَأِ (أَصْحَابِ (رَسُولِ اللَّهِ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَوْ مِنْ أَنْصَحِهِمْ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ قَالَ (§لو) ما عَلِمْتَ أَنَّ دَاوُدَ عليه -[262]- السلام أَمَرَ بِبِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَدْخَلَ بُيُوتًا بِغَيْرِ إِذْنِ أَهْلِهَا، فَلَمَّا بَلَغَ الْبِنَاءُ (حُجَزَ) الرِّجَالِ، مَنَعَ بناءه، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ فَفِي عَقِبِي مِنْ بَعْدِي -[264]-. 3458 -[2] أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ (أنا) مَعْمَرٌ (أنا) زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِيهِ: فَقَالَ أُبَيُّ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَمَّا أَرَادَ ... الحديث.

3459 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا خَالِدٌ، حَدَّثَنِي الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عطاف قَالَ: كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ (الصلاة و) السَّلَامُ، §إِذَا قَرَّبَ الْإِنَاءَ مِنْ فِيهِ، لِيَشْرَبَ، (فَذَكَرَ) خَطِيئَتَهُ، بَكَى حَتَّى يَفِيضَ الْأَنَاءُ مِنْ دُمُوعِهِ.

باب عزير

(9 - بَابُ عُزَيْرٍ)

3460 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا أَدْرِي عزير كَانَ نَبِيًّا أَمْ لَا.

باب ذكر عيسى

(10 - بَابُ ذِكْرِ عِيسَى)

3461 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، أنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِفَاطِمَةَ §إِنَّهُ لَمْ يُعَمَّرْ نَبِيٌّ قَطُّ، إلا عُمْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَهُ نِصْفَ عُمْرِ صَاحِبِهِ، وَعُمْرُ عِيسَى أَرْبَعِينَ وَأَنَا عِشْرِينَ. قُلْتُ: مَعْنَاهُ عَمَّرَ فِي النُّبُوَّةِ.

باب قصة كرسف

(11 - باب قِصَّةُ كُرْسُفَ)

3462 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ: جَاءَ (عَكَّافُ) بْنُ وَدَاعَةَ الْهِلَالِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا عَكَّافُ) أَلَكَ زَوْجَةٌ؟ قَالَ لَا ... الْحَدِيثَ، -[274]- وَفِيهِ: §أَنَّهُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، وداوود وَكُرْسُفَ، فَقَالَ: وَمَا (كُرْسُفُ) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : رَجُلٌ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، عَلَى سَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ، يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، لَا يَفْتُرُ مِنْ صَلَاةٍ وصيام، ثُمَّ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ فِي سَبَبِ امْرَأَةٍ عَشِقَهَا، فَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ، فَتَدَارَكَهُ اللَّهُ (تعالى) بِمَا سَلَفَ مِنْهُ فَتَابَ عَلَيْهِ.

باب الخضر واليسع عليهما السلام

(12 - بَابُ الْخَضِرِ وَالْيَسَعِ عليهما السلام)

3463 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ بَهْرَامَ، ثنا أَبَانُ، عَنْ أَنَسِ (بْنِ مَالِكٍ) رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ §الْخَضِرَ (عليه السلام) فِي الْبَحْرِ، وَالْيَسَعَ (عليه السلام) فِي الْبَرِّ، يَجْتَمِعَانِ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ الرَّدْمِ الَّذِي بَنَاهُ ذُو الْقَرْنَيْنِ، بَيْنَ النَّاسِ و (بَيْنَ) يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَيَحُجَّانِ وَيَعْتَمِرَانِ كُلَّ عَامٍ، فَيَشْرَبَانِ مِنْ زَمْزَمَ شَرْبَةً تَكْفِيهِمَا إِلَى قَابِلَ. ضَعِيفٌ (جِدًّا) .

باب ما كان في بني إسرائيل

(13 - بَابُ مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ)

3464 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ فِي بَعْضِ الْمُلُوكِ رَجُلٌ، فَقَالَ: §لَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ أَحَدًا أَعَزَّ مِنِّي، قَالَ: فَبَعَثَ اللَّهُ تعالى إِلَيْهِ أَضْعَفَ خَلْقِهِ، فَدَخَلَتْ فِي مَنْخَرِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: اضْرِبُوا، اضْرِبُوا، فَضَرَبُوا رَأْسَهُ، (بالفؤوس) ، حَتَّى هَشَّمُوا رَأْسَهُ.

3465 - أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ (أَبِي) (وَائِلٍ شَقِيقِ) بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §قَتَلَ رَجُلٌ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، ثُمَّ أَرَادَ التَّوْبَةَ، فَأَتَى رَاهِبًا بِأَرْضٍ (عَرِيَّةٍ) ، فَقَالَ: يَا رَاهِبُ، قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: لا، جرم وَاللَّهِ لَأُكَمِّلَنَّهُمْ بِكَ مِائَةً، ثُمَّ أَتَى رَاهِبًا آخَرَ، قَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا، وَكَمَّلْتُهُمْ مِائَةً بِرَاهِبٍ، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَقَدْ أَسْرَفْتَ عَلَى نَفْسِكَ، وَرَكِبْتَ عَظِيمًا، وَمَنْ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَبَذَ السَّيْفَ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَأَخْدُمَنَّكَ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَنَا الْمَوْتُ، قَالَ: عاهده أَنْ لَا يَعْصِيَهُ، قَالَ: فجاء قوم سفرا أَوْ مُسْنِتُونَ، وَكَانَ (يَتَطَبَّبُ) ، فَقَالَ الرَّجُلُ: تَأْمُرْنِي بِشَيْءٍ؟ قَالَ اذْهَبْ فَاسْجُرِ التَّنُّورَ، قَالَ: فَذَهَبَ فسجره حَتَّى حَمِيَ، فَقَالَ: قَدْ حَمِيَ، فَمَا تَأْمُرُنِي قَالَ: اذْهَبْ / فَقَعْ فِيهِ، قَالَ: فَذَهَبَ، فَوَقَعَ -[283]- فِيهِ / ثُمَّ ادَّكَرَ الرَّاهِبُ، فَقَامَ وَقَامَ مَنْ مَعَهُ، فَإِذَا هُوَ فِي التَّنُّورِ، يَرْشَحُ عَرَقًا، لَمْ تَضُرَّهُ النَّارُ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ تَوْبَتَكَ قَدْ قُبِلَتْ فَلَأَخْدُمَنَّكَ أَبَدًا حَتَّى تُفَارِقَنِي. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِذَا أَذْنَبَ (أَحَدُهُمْ) ، أَصْبَحَ وَقَدْ كَتَبَ كَفَّارَةَ ذَنْبِهِ عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِهِ، فَفَضَّلَكُمُ اللَّهُ (تعالى) عَلَيْهِمْ، فَأُمِرْتُمْ بِالِاسْتِغْفَارِ فَتَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ (تعالى) قَالَ: وَلَقَدْ أَعْطَى هَذِهِ الْأُمَّةَ آيَةً مَا أُحِبُّ أَنَّ لَهُمْ بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} الْآيَةَ. إِسْنَادُهُ (صَحِيحٌ) . وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه.

3466 - أخبرنا جَرِيرٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فِي قَوْمٌ كفار، وَفِيمَا بَيْنَهُمْ قَوْمٌ صَالِحُونَ، فَقَالَ (الرَّجُلُ) : طَالَمَا كُنْتُ فِي كُفْرِي، فَلَآتِيَنَّ هَذِهِ الْقَرْيَةَ الصَّالِحَةَ فَأَكُونَ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَخَرَجَ فَأَدْرَكَهُ أَجَلُهُ فِي الطَّرِيقِ، فَاخْتَصَمَ الْمَلَكُ وَالشَّيْطَانُ فَقَالَ هَذَا: أَنَا أَحَقُّ، وَقَالَ هَذَا: أَنَا أَحَقُّ، فَقَيَّضَ اللَّهُ (تبارك وتعالى) لَهُمَا بَعْضَ جُنُودِهِ، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ (فَإِلَى) أيتهما كَانَ أَقْرَبَ هُوَ مِنْهَا، فَقَاسُوا بَيْنَهُمَا، فَوَجَدُوهُ إِلَى الْقَرْيَةِ الصَّالِحَةِ (أَقْرَبَ) فَكَانَ مِنْهُمْ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ. له شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ.

3467 - وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: (حدثنا) مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ (الربيع) بْنِ حَسَّانَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، فَإِنَّهُ كان فِيهِمُ الْأَعَاجِيبُ. هَذَا مُرْسَلٌ.

3468 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي (الزَّعْرَاءِ) ، عَنْ §عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ عَبَدَ اللَّهَ: تعالى رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَتِهِ سِتِّينَ سَنَةً، فَنَزَلَتِ امْرَأَةٌ إِلَى جَنْبِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهَا فَكَانَ مَعَهَا سِتَّ لَيَالٍ، ثُمَّ سُقِطَ فِي يَدِهِ، فَهَرَبَ فَأَتَى مَسْجِدًا فَمَكَثَ فِيهِ (ثَلَاثَةً) لَا يَطْعَمُ، ثُمَّ أُتِيَ بِرَغِيفٍ فَكَسَرَهُ (بِاثْنَيْنِ) ، فَأَعْطَى مِسْكِينًا عَنْ يَمِينِهِ نِصْفَهُ، وَآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ نِصْفَهُ ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ (تعالى) ، فوزن الستون (سَنَةً) فِي كِفَّةٍ، (وَالسِّتَّ) الليالي فِي كِفَّةٍ (فَرَجَحَتِ) الست، فوزن الست بِالرَّغِيفِ فَرَجَحَ الرَّغِيفُ -[293]-. 3469 - أخبرنا (النَّضْرُ) بْنُ شُمَيْلٍ، (ثنا) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: تَعَبَّدَ رَجُلٌ سِتِّينَ سَنَةً. . فَذَكَرَ نَحْوَهُ. هذا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

3470 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا وَرْقَاءَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §كَانَ يَدْخُلُ فِي شَقِّ الرُّمَّانَةِ خَمْسَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

3471 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو الْوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §دَعَا نَبِيٌّ عَلَى أُمَّتِهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتُحِبُّ أَن أُسَلِّطَ عَلَيْهِمُ الْجُوعَ، قَالَ: لَا، قِيلَ لَهُ: أَتُحِبُّ أَنْ أُلْقِيَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، قَالَ: لَا، قَالَ: فَسُلِّطَ عَلَيْهِمُ الطَّاعُونُ، مَوْتًا دقيقا، يُحْرِقُ الْقُلُوبَ، ويُقِلُّ الْعَدَدَ.

كتاب فضائل القرآن

(38 - كِتَابُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ)

3472 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ يُحَنَّسَ أَبِي مُوسَى، عَنْ رَاشِدِ بْنِ (سَعْدٍ) أَخٍ لِأُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ (أَبِي الدَّرْدَاءِ) رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: (أَنَّ) رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَنْ قَرَأَ بِمِائَةِ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يَكْتُبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ (بِمِائَتَيْ) (آيَةٍ) كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ، وَمَنْ قَرَأَ بِأَلْفٍ إِلَى خَمْسِمِائَةِ (آيَةٍ) أَصْبَحَ لَهُ -[300]- قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ، (الْقِيرَاطُ) مِنْهُ مثل التَّلِّ الْعَظِيمِ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. [2 و3] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا وَكِيعٌ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ يُحَنَّسَ، عَنْ أم الدرداء، عن أبي الدرداء رَضِيَ الله عَنْهم رفعه: مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِخَمْسِمِائَةِ آيَةٍ إِلَى أَلْفِ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ ... الحديث. [4] وقال عبد: حدثنا عبيد الله بن موسى، ثنا موسى بن عبيدة، به. [5] وقال أبو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، ثنا وكيع به.

3473 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يُحَاجَّهُ الْقُرْآنُ، وَمَنْ قَرَأَ بمائتين كتب (الله تعالى) لَهُ قُنُوتُ لَيْلَةٍ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْمِائَةِ إِلَى الْأَلْفِ أَصْبَحَ له قِنْطَارٌ وَالْقِنْطَارُ دية أحدكم (اثني) عَشَرَ أَلْفًا، قال: وإن أصغر (الْبُيُوتِ) مِنَ الْخَيْرِ، للبيت الَّذِي لَا يُقْرَأُ فِيهِ الْقُرْآنُ.

3474 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ أَبُو صَخْرٍ ثنا بَكْرُ بْنُ يونس، عن موسى بْنِ علي، عن أبيه، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ §عن جابر بن عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما، قال: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: " من قرأ ألف آية كتب الله تعالى لَهُ قِنْطَارٌ، والْقِنْطَارُ مِائَةُ رطل، والرطل اثنتا / (عَشْرَةَ) أُوقِيَّةً، وَالْوُقِيَّةُ سِتَّةُ دَنَانِيرَ، وَالدِّينَارُ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ قِيرَاطًا، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ (أُحُدٍ) ، وَمَنْ قرأ ثلثمائة (آية) ، قال الله تعالى لِمَلَائِكَتِهِ: يَا مَلَائِكَتِي نَصَبَ عَبْدِي، (أُشْهِدُكُمْ) يَا ملائكتي أني قد غَفَرْتُ (لَهُ) ، ومن بلغه عن الله (عز وجل) فَضِيلَةٌ، فَعَمِلَ بِهَا إِيمَانًا وَرَجَاءَ ثوابه، أعطاه (الله) ذَلِكَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ (ذَلِكَ كَذَلِكَ) .

3475 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، عَنْ (عَوْفِ) بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ (تعالى) ، كتب (الله) (تعالى) لَهُ بِهِ حَسَنَةً، لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنِ الْحُرُوفَ مُقَطَّعَةٌ، الْأَلْفُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ. [2] ورواه الْبَزَّارُ فَقَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، بِهِ.

3476 -[1] حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حدثني صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ ... الْحَدِيثَ. [2] وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ (بِهِ) . (140) وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ حُرْمَةِ مَكَّةَ.

3477 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُفْيَانُ - هو ابن وَكِيعٍ - ثنا أَبِي، عَنْ عبيد اللَّهِ ابن أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: / (§اعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ) ، أَحِلُّوا حَلَالَهُ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَاقْتَدَوْا بِهِ، وَلَا تَكْفُرُوا بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَمَا تَشَابَهَ (عَلَيْكُمْ فَرَدُّوهُ إِلَى اللَّهِ (عَزَّ وَجَلَّ) ، وَإِلَى أُولِي الْعِلْمِ مِنْ بَعْدِي كَيْمَا يُخْبِرُوكُمْ، وَآمِنُوا بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَلَا تَرُدُّوا مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ، وَلْيَسَعُكُمُ الْقُرْآنُ وَمَا فِيهِ مِنَ الْبَيَانِ، فَإِنَّهُ شَافِعٌ (يشفع) ، و (ما حل) مُصَدِّقٌ وَإِنَّ بِكُلِّ آيَةٍ مِنْهُ نور يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ مِنَ الذِّكْرِ الْأَوَّلِ، وَأُعْطِيتُ طه (وَالطَّوَاسِينَ) مِنْ أَلْوَاحِ مُوسَى، وَأُعْطِيتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَأُعْطِيتُ الْمُفَصَّلَ نَافِلَةً ".

3478 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ (بُرَيْدَةَ) ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ §الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ، كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، يَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ لَهُ: مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ، الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ (مِنْ وَرَاءِ) تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تاجر، قَالَ: فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ. وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ (تَاجُ الْوَقَارِ) وَيُكْسَى (وَالِدَاهُ) (حُلَّتَيْنِ) لَا يَقُومُ لَهُمَا -[325]- أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولَانِ: (بِمَ) كسبنا هَذَا؟ فَيُقَالُ: (بِأَخْذِ) وَلَدِكُمَا (الْقُرْآنَ) ثُمَّ (يُقَالُ) : اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي (درجة) الْجَنَّةِ، وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ (كَانَ) يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا. هَذَا إِسْنَادٌ (حَسَنٌ) ، رَوَى ابْنُ مَاجَهْ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى قَوْلِهِ أَسْهَرْتُ لَيْلَكَ. حسن.

3479 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هَمَّامٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ سَلَمَةَ ابن أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ الْكِتَابُ الْأَوَّلُ يَنْزِلُ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ §وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ مِنْ سَبْعَةِ أَبْوَابٍ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، زَاجِرٍ، وَآمِرٍ وَحَلَالٍ وَحَرَامٍ، وَمُحْكَمٍ وَمُتَشَابِهٍ، وَأَمْثَالٍ، فَآمِنُوا بِحَلَالِهِ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَافْعَلُوا مَا أُمِرْتُمْ، بِهِ، وَانْتَهُوا عَمَّا نُهِيتُمْ عَنْهُ، وَاعْتَبِرُوا بِأَمْثَالِهِ، وَاعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ، وَآمِنُوا بمتشابه، وقولوا آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا.

3479 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالِ، حدثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ (لِكُلِّ حَرْفٍ) مِنْهَا ظَهْرٌ وَبَطْنٌ. وَقَالَ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الْهَجَرِيِّ إِلَّا ابْنُ عَجْلَانَ ولا رواه هَكَذَا إِلَّا الْهَجَرِيُّ -[335]-. 3479 -[3] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ، بِهِ.

3480 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، قَالَ: (بَلَغَنِي) أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ عَلَى الْمِنْبَرِ: أُذَكِّرُ اللَّهَ تعالى رَجُلًا سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ §الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، كُلُّهُنَّ شَافٍ كَافٍ لَمَا قَامَ، (فَقَامُوا) ، حَتَّى لَمْ يُحْصَوْا، فَشَهِدُوا بِذَلِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: وَأَنَا أَشْهَدُ مَعَكُمْ ثَلَاثًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ. [2] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُوسَى، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ يَوْمًا - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ -: أُذَكِّرَ اللَّهَ (عز وجل) رَجُلًا، سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ.

3481 - وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: خَرَجَ (عَلَيْنَا) رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ / (نقترئ) الْقُرْآنَ، يُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : الْحَمْدُ لِلَّهِ: كِتَابُ اللَّهِ (وَاحِدٌ) ، فِيكُمُ (الْأَخْيَارُ) وَالْأَحْمَرُ وَالْأَسْوَدُ §اقرؤوا (الْقُرْآنَ) ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يقرأونه، يُقِيمُونَ حُرُوفَ الْقُرْآنِ كَمَا يُقَامُ السهم، لَا يَتَجَاوَزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَتَعَجَّلُونَ ثَوَابَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ.

باب متى نزل القرآن

(1 - بَابُ مَتَى نَزَلَ الْقُرْآنُ)

3482 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، (ثنا أَبِي) ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي المليح، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله (عنهما) ، قَالَ: §أَنْزَلَ اللَّهُ تعالى صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى لِسِتٍّ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، وَأَنْزَلَ الزَّبُورَ عَلَى دَاوُدَ لثنتي عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ. قُلْتُ: هَذَا مَقْلُوبٌ وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ وَاثِلَةَ رَضِيَ الله عَنْه.

باب كتابة المصحف

(2 - بَابُ كِتَابَةِ الْمُصْحَفِ)

3483 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا أَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ الْمُرَادِيُّ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ هَانِئَ الْبَرْبَرِيَّ. مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ (رَضِيَ الله عَنْه) ، يَقُولُ: لَمَّا كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ شَكُّوا فِي ثَلَاثِ آيَاتٍ، فَكَتَبُوهَا فِي كَتِفِ شَاةٍ، (وَأَرْسَلُونِي) إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله (عنهما) ، (فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، فَنَاوَلْتُهَا إلى) أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَرَأَهَا، فَوَجَدَ فِيهَا: لَا تَبْدِيلَ للْخَلْقِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ، (§فَمَحَا بِيَدِهِ رَضِيَ الله عَنْه (أَحَدَ) اللَّامَيْنِ -[354]-، (وَكَتَبَهَا) ، (لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) ، (قَالَ) : وَوَجَدَ (رَضِيَ الله عَنْه) (فِيهَا) : انْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ (يتسن) ، فمحى النُّونَ وَكَتَبَهَا لَمْ يَتَسَنَّهْ وَقَرَأَ (رَضِيَ الله عَنْه) منها: فأمهل الكافرين، فمحى الْأَلِفَ وَكَتَبَهَا (فَمَهِّلِ) ، قَالَ (رَضِيَ الله عَنْه) وَلَا (أَعْلَمُهُ) إِلَّا قَالَ فِيهَا، فَنَظَرَ فِيهَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ انْطَلَقْتُ بِهَا إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، فَأَثْبَتُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ كَذَلِكَ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.

باب جمع الناس عثمان رضي الله عنه على حرف واحد

(3 - بَابُ جَمْعِ النَّاسَ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ)

3484 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: الْحَرْفُ الْأَوَّلُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله (عنهما) (مَا) الْحَرْفُ الْأَوَّلُ؟ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، بَعَثَ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه مُعَلِّمًا إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ، فَحَفِظُوا قِرَاءَتِهِ، فَغَيَّرَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه الْقِرَاءَةَ، فَهُمْ يَدْعُونَهُ الْحَرْفَ الْأَوَّلَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما: §إِنَّهُ لَآخِرُ حَرْفٍ عَرَضَ، بِهِ إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جبريل عليه الصلاة والسلام.

باب القراءة بالألحان

(4 - بَابُ الْقِرَاءَةِ بِالْأَلْحَانِ)

3485 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَسَلٍ، (عَنِ) ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ (بِالْقُرْآنِ) فَلَيْسَ مِنَّا ". [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ، ثنا مَعْقِلُ بْنُ مَالِكٍ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى عَنْ أَيُّوبَ وَعَسَلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ بِهَذَا -[359]-. 3485 -[3] وقَالَ: حَدَّثَنَا (عبد اللَّهِ) السَّدُوسِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَسَلْ بِهِ، قال الْبَزَّارُ: مَا رَوَى شُعْبَةُ عَنْ عَسَلٍ إِلَّا هَذَا، وَلَا رَوَاهُ، عَنْ شُعْبَةَ إِلَّا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع: زاد في (ك) : [قُلْتُ: اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ اخْتِلَافًا كَثِيرًا بَيَّنَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي مُسْنَدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ مِنَ الْعِلَلِ] ...

3486 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، (ثنا) حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ §أَبَا مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه، كَانَ يَقْرَأُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَنِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعْنَ، (فَقِيلَ) لَهُ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُهُ تَحْبِيرًا، ولشوقته تَشْوِيقًا. صَحِيحٌ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع: زاد في (ك) : وَأَصْلُهُ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِهِ بِدُونِ [قَالَ: سَمِعْتُ مِنْهُنَّ عَائِشَةَ] وفِي رِوَايَةٍ عَنْ أَبِي مُوسَى، (سعد)

3487 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَيْفٍ، ثنا (عون) بْنُ عَمْرٍو، ثنا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §اقرؤوا الْقُرْآنَ بِالْحُزْنِ، فَإِنَّهُ نَزَلَ بِالْحُزْنِ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع: زاد في (ك) : [قُلْتُ: [2] أَخْرَجَهُ الْآجُرِّيُّ فِي كِتَابِ أَخْلَاقِ القراء عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَيْفِ بْنِ عَطَاءٍ، أنا عون بْنُ عَمْرٍو بِهِ [3] وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، أنا عون بْنُ عَمْرٍو أَخُو رباح بْنِ عَمْرٍو الْفَقِيهِ، فَذَكَرَهُ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عَوْنٌ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ وانظر الأوسط (3 /427) ، وأخلاق حملة القرآن (80) .. (سعد) ]

باب الترهيب من الكلام في القرآن بغير علم

(5 - بَابُ التَّرْهِيبِ مِنَ الْكَلَامِ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) (141) تَقَدَّمَ فِيهِ حَدِيثٌ فِي بَابِ الزَّجْرِ عَنْ كِتْمَانِ الْعِلْمِ.

باب فضل القراء

(6 - بَابُ فَضْلِ القرّاء)

3488 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَفْصُ أَبُو (عُمَرَ) الْقَارِئُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، (عن أبيه) ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، §فَسَمِعَ ضَجَّتَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ يقرؤون الْقُرْآنَ، فَقَالَ: طُوبَى لِهَؤُلَاءِ، هَؤُلَاءِ (كَانُوا) أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

3489 - وقال إِسْحَاقُ: أخبرنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قَالَ) : §مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، وَمَاتَ فِي الْجَمَاعَةِ، بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ السَّفَرَةِ وَالْبَرَرَةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَهُوَ ينفلت مِنْهُ، آتَاهُ اللَّهُ (تعالى) أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ، وَمَنْ كان حَرِيصًا عَلَيْهِ، وَلَا يَسْتَطِيعُهُ وَلَا يَدَعُهُ، بَعَثَهُ اللَّهُ تعالى مَعَ أشراف أَهْلِهِ، وَفُضِّلُوا عَلَى الْخَلَائِقِ كَمَا فُضِّلَتِ النُّسُورُ عَلَى سَائِرِ (الطيور) ، وَكَمَا فُضِّلَتْ -[375]- عَيْنٌ فِي مَرْجَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الَّذِينَ (كَانُوا) لَا تُلْهِيهِمْ رِعَايَةُ / الْأَنْعَامِ، عن تِلَاوَةِ كِتَابِي فَيَقُومُونَ (فَيَلْبِسُ) (أَحَدُهُمْ تَاجَ الْكَرَامَةِ) ، وَيُعْطَى الْيُمْنَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِيَسَارِهِ، ثُمَّ يُكْسَى أَبَوَاهُ إِنْ كَانَا مُسْلِمَيْنِ حُلَّةً خير (من الدنيا و) ما فِيهَا، فَيَقُولَانِ: أَنَّى لَنَا هَذَا، وَمَا بَلَغَتْ أَعْمَالُنَا، فَيُقَالُ: إِنَّ وَلَدَكُمَا كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ. هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ لَكِنْ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.

3490 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُثْمَانُ بن أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ ... الْحَدِيثَ.

3491 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §يَتَمَثَّلُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ قَدْ كَانَ حَمَلَهُ، فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَشَرَّ حَامِلٍ، تَعَدَّى حُدُودِي وَضَيَّعَ فَرَائِضِي، (وَرَكِبَ) مَعْصِيَتِي، وَتَرَكَ طَاعَتِي، فَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ عَلَيْهِ بِالْحُجَجِ حَتَّى يُقَالَ: فَشَأْنُكَ بِهِ، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، مَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكُبَّهُ عَلَى صَخْرَةٍ فِي النَّارِ، وَيُؤْتَى بِالْعَبْدِ الصَّالِحِ، قَدْ كَانَ حَمَلَهُ (فَحَفِظَ) أَمْرَهُ، فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَكَانَ خَيْرَ حَامِلٍ، حَفِظَ حُدُودِي وَعَمِلَ بِفَرَائِضِي، وَاجْتَنَبَ مَعْصِيَتِي، وَعَمِلَ بِطَاعَتِي، وَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ لَهُ بِالْحُجَجِ، حَتَّى يُقَالَ: شَأْنُكَ بِهِ، فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، فَمَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكْسُوَهُ حُلَّةَ الْإِسْتَبْرَقِ، وَيَعْقِدَ عَلَيْهِ تَاجَ الْمُلْكِ، وَيَسْقِيَهُ كَأْسَ الْخَمْرِ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

3492 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ النعمان بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §لِلَّهِ (تبارك وتعالى) أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ".

3493 - حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ الله عَنْه (قَالَ: إِنَّ) النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مِنْ تَعْظِيمِ اللَّهِ (تعالى) ، إكرام ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ (وَالْإِمَامِ العادل) .

3494 - حدثنا أَحْمَدُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ قال: إِنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنْ مَغْنَمٍ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَدْعُوَ لَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، (وَقَالَ) : §مَا غَنِمَ فُلَانٌ (أَفْضَلَ) مِمَّا غَنِمْتَ، تَعَلَّمْ خَمْسَ آيَاتٍ. 3491 -[2] وقال أبو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن (ابن) إسحاق، به.

3495 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ (رَضِيَ الله عَنْه) قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالوا: أَبْشِرُوا أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إلا اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنَّ §هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرْفُهُ بِيَدِ اللَّهِ تعالى، وطرفه بِأَيْدِيكُمْ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا. [2] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، به.

3496 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو النضر، ثنا (ليث) ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى أَصَحَابِهِ (رَضِيَ الله عَنْهم) وَهُمْ جُلُوسٌ يَنْتَظِرُونَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَجَلَسَ، فَقَالَ: §ألستم تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَتَشْهَدُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَتَشْهَدُونَ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (عز وجل) ؟ قَالُوا: بَلَى نَشْهَدُ عَلَى هَذَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبْشِرُوا فَإِنَّ هَذَا (القرآن) سَبَبٌ مِنَ اللَّهِ تعالى، طرفه بِيَدِ الله (تعالى) ، وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به، (لا) تَضِلُّوا وَلَا تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا.

3497 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عِيسَى - هُوَ ابْنُ الْمُخْتَارِ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ) §أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ، ثُمَّ سَرَقَ آخِرَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ حجرة آخِرَهُ عَنْ أَنْ يَسْرِقَ.

3498 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " §الْقُرْآنُ غِنًى لَا فَقْرَ بَعْدَهُ، وَلَا غِنًى دُونَهُ ".

3499 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ (شَارَةٍ) ، وَأَحْسَنِ هَيْئَةٍ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ أَعْطَيْتَ كُلَّ عَامَلٍ أَجْرَ عَمَلِهِ، فَأَيْنَ أَجْرُ عَمَلِي؟ قَالَ: فَيُكْسَى صَاحِبُ الْقُرْآنِ حُلَّةَ / وَيُتَوَّجُ تَاجَ الْمُلْكِ، قال: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ بما هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا، قَالَ: فَيُعْطَى الْخُلْدَ بِيَمِينِهِ، وَالنَّعِيمَ بِشِمَالِهِ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: أَرَضِيتَ، فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ. مُرْسَلٌ صَحِيحٌ) .

3500 - حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المقري: ثنا دَاوُدُ أَبُو بَحْرٍ، عَنْ صِهْرٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ مُسْلِمُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصمت رَضِيَ الله عَنْه: §إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ، فَإِنَّهُ يطير بِجَهْرِ قِرَاءَتِهِ الشَّيْطَانَ وَفُسَّاقَ الْجِنِّ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ فِي الْهَوَاءِ وَسُكَّانَ الدَّارِ يَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ وَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، فَإِذَا مَضَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةُ (و) أقبلت الْمَلَائِكَةُ الْمُسْتَأْنَفَةُ فَتَقُولُ: نَبِّهِيهِ لِسَاعَتِهِ، وَكُونِي عَلَيْهِ خَفِيفَةً، فَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ (جَاءَ) الْقُرْآنُ، فَوَقَفَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَهُمْ يُغَسِّلُونَهُ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ دَخَلَ حَتَّى صَارَ بَيْنَ صَدْرِهِ وَكَفَنِهِ، فَإِذَا وُضِعَ فِي حُفْرَتِهِ، وَجَاءَهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ خَرَجَ الْقُرْآنُ حَتَّى صَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا، فَيَقُولَانِ لَهُ: إِلَيْكَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَهُ، فَيَقُولُ، وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمُفَارِقِهِ. -[403]- قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إِلَيَّ هَذَا الْحَرْفُ: حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ فإن كُنْتُمَا أُمِرْتُمَا فِيهِ بِشَيْءٍ فَشَأْنُكُمَا به، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللَّهِ، فَيَقُولُ: أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي كُنْتُ أُسْهِرُ لَيْلَكَ، وأظمئ نَهَارَكَ، وَأَمْنَعُكَ (شَهْوَتَكَ) وَسَمْعَكَ وَبَصَرَكَ، فَتَجُدنِي مِنَ الْأَخِلَّاءِ خَلِيلَ صِدْقٍ، وَمِنَ الْإِخْوَانِ أَخَا صِدْقٍ، فَأَبْشِرْ، فَمَا عَلَيْكَ بَعْدَ مَسْأَلَةِ مِنْ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ مِنْ هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ، ثُمَّ يَخْرُجَانِ عَنْهُ، فَيَصْعَدُ الْقُرْآنُ إِلَى (رَبِّهِ) ، فَيَسْأَلُ لَهُ فِرَاشًا وَدِثَارًا (قَالَ) : فَيُؤْمَرُ لَهُ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ، وَقِنْدِيلٍ مِنَ الْجَنَّةِ وَيَاسَمِينَ مِنْ يَاسَمِينَ الْجَنَّةِ، فَيَحْمِلُهُ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي السَّمَاءِ (الدُّنْيَا) ، قَالَ: فَيَسْبِقُهُمْ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ (فَيَقُولُ) : هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي، فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِرَبِّي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ، حَتَّى آمُرَ لَكَ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَنُورٍ مِنْ نُورِ الْجَنَّةِ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فَيَحْمِلُونَهُ (وَيَفْرِشُونَ) ذَلِكَ الْفِرَاشَ (تَحْتَهُ) ، وَيَضَعُونَ الدِّثَارَ تَحْتَ قَلْبِهِ، وَالْيَاسَمِينَ عِنْدَ صَدْرِهِ ثُمَّ يَحْمِلُونَهُ حَتَّى يَضَعُونَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ عنه، فَيَسْتَلْقِيَ عَلَيْهِ، فَلَا يَزَالُ يَنْظُرُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ حَتَّى يَلْحَقُوا -[404]- فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ يُرْفَعُ الْقُرْآنُ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ فَيُوَسَّعُ عَلَيْهِ مَا شَاءَ أَنْ يُوَسِّعَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَكَانَ فِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إِلَيَّ، فَيُوسَعُ مَسِيرَةُ أَرْبَعمِائَةِ عَامٍ ثُمَّ يُحْمَلُ الْيَاسَمِينُ مِنْ عِنْدِ صَدْرِهِ فَيَجْعَلُهُ عِنْدَ أَنْفِهِ، فَيَشُمَّهُ غَضًّا إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فِي كُلِّ يومين مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَيَأْتِيهِ بِخَبَرِهِمْ، فَيَدْعُو لَهُمْ بِالْخَيْرِ وَالْإِقْبَالِ فَإِنْ تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ الْقُرْآنَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ عَقِبُهُ عقيب سُوءٍ أَتَى الدَّارَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فَبَكَى عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، أَوْ كَمَا قَالَ.

باب عقاب من تعلم القرآن ثم نسيه أو لم يعمل به أو رآئى به والنهي عن الجدل فيه

(7 - بَابُ عِقَابِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ أَوْ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ أَوْ رآئى بِهِ وَالنَّهْيِ عَنِ الجدل فِيهِ)

3501 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهم، (قَالَا) : خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وفيه: §وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ مُتَعَمِّدًا، لَقِيَ اللَّهَ عز وجل مَجْذُومًا مغلولا، وَسَلَّطَ اللَّهُ تعالى عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةً تَنْهَشُهُ فِي النَّارِ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ -[407]- الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ (تعالى) ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ (عز وجل) وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ، وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، أَوْ يُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا، لَقِيَ اللَّهَ (تعالى) وَوَجْهُهُ عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ، وَدَعَّ الْقُرْآنُ فِي قَفَاهُ، حَتَّى يَقْذِفَهُ فِي النَّارِ، فَيَهْوِي فِيهَا مَعَ مَنْ هَوَى. وَمَنْ قَرَأَهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، حَشَرَهُ اللَّهُ تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، فَيَقُولُ له: (رَبِّ) لَمْ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا؟ فَيَقُولُ رَبُّكَ: كَذَلِكَ أَتَتْكَ (آياتي) فَنَسِيتَهَا، وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ. وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ (تعالى) ، وتفقها في دين الله (عز وجل) كان لَهُ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ جَمِيعِ مَا أَعْطَى اللَّهُ تعالى الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ، وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً، لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، وَيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيَطْلُبَ بِهِ الدُّنْيَا (بَدَّدَ) اللَّهُ -[408]- تعالى عِظَامَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا، وَلَا يَبْقَى مِنْهَا (شيء) مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ إِلَّا عُذِّبَ بِهِ، لِشِدَّةِ عذاب الله تعالى وَسَخَطِهِ عَلَيْهِ.

3502 - وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، ثنا خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةِ يَقُولُ: كُنَّا نَعُدُّ §مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنَامُ عَنْهُ، (حَتَّى يَنْسَاهُ) .

3503 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ، (ثنا) زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي كِنَانَةَ / قَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه، جَمَعَ الَّذِينَ قرأوا الْقُرْآنَ، فَإِذَا هُمْ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِمِائَةٍ، فَعَظَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ قَالَ: §إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَائِنٌ لَكُمْ أَجْرًا، وَكَائِنٌ لَكُمْ ذخرا، وَكَائِنٌ عَلَيْكُمْ وِزْرًا، فَاتَّبِعُوا الْقُرْآنَ، وَلَا يَتَّبِعْكُمُ الْقُرْآنُ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ هَبَطَ بِهِ عَلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمَنِ اتَّبَعَهُ الْقُرْآنُ زخ في قفاه فقذفه فِي النَّارِ.

3504 - (وثنا) يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، (حدثنا) الْأَعْمَشُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي كَنَفٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: إِنِّي §أَكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الْقَارِئُ سَمِينًا. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: عَبْدُ اللَّهِ إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرَى الْقَارِئَ سَمِينًا نَسِيًّا لِلْقُرْآنِ.

3505 - حدثنا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: §لَا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُوقِعُ الشَّكَّ فِي قُلُوبِكُمْ.

3506 - وقال الطيالسي: حدثنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا تُجَادِلُوا فِي الْقُرْآنِ، فَإِنَّ جِدَالًا فِيهِ كُفْرٌ.

باب من كره تعليم الصبي القرآن حتى يميز

(8 - بَابُ مَنْ كَرِهَ تَعْلِيمَ الصَّبِيِّ الْقُرْآنَ حَتَّى (يُمَيِّزَ))

3507 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - وهو النَّخَعِيُّ - قَالَ: كَانُوا §يَكْرَهُونَ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمُ الْقُرْآنَ حَتَّى يَعْقِلُوا.

باب الأمر بإعراب القرآن

(9 - بَابُ الْأَمْرِ بِإِعْرَابِ الْقُرْآنِ)

3508 -[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ وَالْتَمِسُوا غَرَائِبَهُ. شَكَّ أَبُو مُعَاوِيَةَ. [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، به وَلَمْ يَشُكَّ.

باب في كم يقرأ القرآن

(10 - بَابُ فِي كَمْ يُقْرَأُ الْقُرْآنُ)

3509 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا هِشَامٌ، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ §لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ.

3510 - حدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ (رَضِيَ الله عَنْه) §يَخْتِمُ الْقُرْآنَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَكَانَ يَخْتِمُ فِي رَمَضَانَ فِي ثَلَاثٍ.

3511 - وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ §يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، وَقَلَّمَا كَانَ يَأْخُذُ مِنْهُ بِالنَّهَارِ.

كتاب التفسير

(39 - كِتَابُ التَّفْسِيرِ)

3512 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §أَيُّ سَمَاءِ تُظِلُّنِي، وَأَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي، إِذَا قُلْتُ فِي كِتَابِ (اللَّهِ) مَا لَا أَدْرِي، أَوْ مَا لَمْ أَسْمَعْ.

3513 - قال أَبُو يَعْلَى: ثنا إِسْحَاقُ، ثنا مَعْنٌ عَنْ فُلَانِ ابن مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §لَا يُفَسِّرُ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا آيًا بِعَدَدِ عَلَّمَهُنَّ إِيَّاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

3514 - حَدَّثَنَا (أَبُو مُوسَى) ، ثنا عَمْرُو بْنُ (عاصم) ، ثنا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، أَوْ سَمِعَهُ مِنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ: إِنَّ §فِي أُمَّتِي قَوْمًا يقرؤون الْقُرْآنَ (يَنْثُرُونَهُ نَثْرَ الدَّقَلِ) يَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ.

باب سورة الفاتحة

(1 - باب سُورَة الْفَاتِحَةِ)

3515 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا أَبُو زُبَيْدٍ وَاسْمُهُ عَبْثَرٌ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ إِنَّهُ سُئِلَ عَنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وقال حَدَّثَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَرَدَّدَهَا سَاعَةً حِينَ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّهَا §أُنْزِلَتْ مِنْ كَنْزٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ.

3516 - قال مُسَدَّدٌ: حدثنا إِسْمَاعِيلُ، أنا يُونُسُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §السَّبْعُ الْمَثَانِي، فَاتِحَةُ الْكِتَابِ. 3517 - قَالَ يُونُسُ: وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ ذَلِكَ أَيْضًا.

3518 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، أنا مَالِكٌ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ مَوْلَى عَامِرِ (ابن كُرَيْزٍ) أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَالْتَفَتْ إِلَيْهِ، فَلَمَّا صَلَّى لَحِقِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ (فَقَالَ) : أَرْجُو ألا تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى تَعْلَمَ سُورَةً مَا أَنْزَلَ اللَّهُ (تعالى) فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ مِثْلَهَا (قَالَ) : فَجَعَلْتُ أُبْطِئُ فِي الْمَشْيِ رَجَاءَ أَنْ يَذْكُرَ ذَلِكَ فَقُلْتُ: الَّذِي وَعَدْتَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَقْرَأُ إِذَا اسْتَفْتَحْتَ الصَّلَاةَ فَقُلْتُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) } حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرُ السُّورَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §هي السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ / الَّذِي أُعْطِيتُ. -[433]- هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ. ولكن اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى الْعَلَاءِ، فَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ -[434]-. 3518 -[2] وَرَوَاهُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عن رسول الله عنه قال، فذكره. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ.

3519 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبَانَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ (رَضِيَ الله عَنْه) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله (عنه) يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (:) " §فَاتِحَةُ الْكِتَابِ تَعْدِلُ (بِثُلُثَيِ) الْقُرْآنِ ". قُلْتُ: أَبَانُ هُوَ الرَّقَاشِيُّ: مَتْرُوكٌ.

سورة البقرة

(2 - سُورَة الْبَقَرَةِ)

3520 - قَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا هَاشِمٌ - هُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ /: §مَنْ قَرَأَ الْبَقَرَةَ فِي لَيْلَةٍ تُوِّجَ بِهَا تَاجًا فِي الْجَنَّةِ.

3521 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ دَاوُدَ ابن أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، بِالرَّوْحَاءِ، فَرَأَى أناسا يَبْتَدِرُونَ أَحْجَارًا، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: يَقُولُونَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى هَذِهِ الْأَحْجَارِ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا رَاكِبًا مَرَّ بِوَادٍ! فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَصَلَّى ثُمَّ حَدَّثَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ (أَغْشَى) الْيَهُودَ يَوْمَ دِرَاسَتِهِمْ، فَقَالُوا: مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ أَكْرَمُ عَلَيْنَا مِنْكَ، لِأَنَّكَ تَأْتِينَا، قُلْتُ: ما ذَاكَ إِلَّا أَنِّي أَعْجَبُ مِنْ كُتُبِ اللَّهِ (تعالى) يُصَدِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، كَيْفَ تُصَدِّقُ التَّوْرَاةُ الْفُرْقَانَ، وَالْفُرْقَانُ التَّوْرَاةَ، فَمَرَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا، وَأَنَا أُكَلِّمُهُمْ، فَقُلْتُ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ، وَمَا تقرأون مِنْ كِتَابِهِ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، -[447]- فَقُلْتُ: §هَلَكْتُمْ وَاللَّهِ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ لَا تَتَّبِعُونَهُ، فَقَالُوا: لَمْ نَهْلِكْ وَلَكِنْ سَأَلْنَاهُ مَنْ يَأْتِيهِ بِنُبُوَّتِهِ؟ فَقَالَ: عَدُوُّنَا جِبْرِيلُ لِأَنَّهُ (عليه الصلاة والسلام) يَنْزِلُ (بِالشِّدَّةِ وَالْغِلْظَةِ) وَالْحَرْبِ وَالْهَلَاكِ وَنَحْوِ هَذَا، فَقُلْتُ: فمن سِلْمُكُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالُوا: مِيكَائِيلُ (يَنْزِلُ) بِالْقَطْرِ وَالرَّحْمَةِ، وَكَذَا. . قُلْتُ: وَكَيْفَ مَنْزِلَتُهُمَا مِنْ رَبِّهِمَا؟ (فَقَالُوا) : أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ، قُلْتُ: فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِجِبْرِيلَ أَنْ يُعَادِيَ مِيكَائِيلَ، وَلَا يَحِلُّ لِمِيكَائِيلَ أَنْ يُسَالِمَ عَدُوَّ جِبْرِيلَ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمَا وَرَبَّهُمَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمُوا وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبُوا، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَهُ، فَلَمَّا لَقِيتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (قَالَ) : أَلَا أُخْبِرُكَ بِآيَاتٍ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَرَأَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {قل مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فإنه نزّله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين -[448]- (97) } . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا قُمْتُ مِنْ عندك إِلَّا إِلَيْكَ لِأُخْبِرَكَ بِمَا قَالُوا لِي، وَقُلْتُ لَهُمْ، فَوَجَدْتُ اللَّهَ (تعالى) قَدْ سَبَقَنِي. قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: فَلَقَدْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَشَدُّ فِي اللَّهِ مِنَ الْحَجَرِ. هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.

3522 - أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: (سَمِعْتُ) عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه، يُخْبِرُ الْقَوْمَ: أَنَّ §هَذِهِ الزَّهْرَةَ تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ الزَّهْرَةَ، وَتُسَمِّيهَا الْعَجَمُ (أَنَاهِيدَ) ، فَكَانَ الْمَلَكَانِ يَحْكُمَانِ بَيْنَ النَّاسِ، فَأَتَتْهُمَا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عن غَيْرِ عِلْمِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: يَا أَخِي إِنَّ فِي نَفْسِي بَعْضَ الْأَمْرِ، أُرِيدُ أَن أَذْكُرَهُ لَكَ، قَالَ: اذْكُرْهُ يَا أَخِي، لَعَلَّ الَّذِي فِي نَفْسِي مِثْلُ الَّذِي فِي نَفْسِكَ، فَاتَّفَقَا عَلَى أَمْرٍ فِي ذَلِكَ، فَقَالَتْ لَهُمَا: لَا حَتَّى تُخْبِرَانِي بِمَا تَصْعَدَانِ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وما تَهْبِطَانِ بِهِ إِلَى الْأَرْضِ، قَالَا: بسم اللَّهِ الْأَعْظَمِ نَهْبِطُ، وَبِهِ نَصْعَدُ، فَقَالَتْ: مَا أَنَا بمواتيتكما الَّذِي تُرِيدَانِ حَتَّى تُعَلِّمَانِيهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: عَلِّمْهَا إِيَّاهُ (قال: كَيْفَ لَنَا بِشِدَّةِ عَذَابِ اللَّهِ، فَقَالَ الْآخَرُ: إِنَّا نَرْجُو سَعَةَ رَحْمَةِ اللَّهِ (عز وجل) ، (فعلماها) إِيَّاهُ، -[452]- فَتَكَلَّمَتْ بِهِ، فَطَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ، فَفَزِعَ مَلَكٌ لِصُعُودِهَا، فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ، فَلَمْ (يَجْلِسْ) بَعْدُ، وَمَسَخَهَا اللَّهُ تعالى، فَكَانَتْ كَوْكَبًا.

3523 - أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ عَلِيِّ ابن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَعَنَ اللَّهُ سُهَيْلًا، كَانَ عَشَّارًا بِالْيَمَنِ، فَمُسِخَ، وَلَعَنَ اللَّهُ الزَّهْرَةَ، فَإِنَّهَا فَتَنَتِ الْمَلَكَيْنِ.

3524 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ الْأَخْنَسِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ} ، (فقال) : الْإِعْصَارُ، الرِّيحُ الشديد.

3525 - وَبِهِ في قوله تعالى: {§كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} قَالَ: الصَّيِّبُ: الْمَطَرُ.

3526 - وَبِهِ إلى ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، فِي قَوْلِهِ (تعالى) : {§الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} . قَالَ: يُعْرَفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِذَلِكَ، (لَا) يَسْتَطِيعُونَ الْقِيَامَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الْمُتَخَبِّطُ الْمُنْخَنِقُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا: {إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} وَكَذَبُوا عَلَى اللَّهِ (عز وجل) {وأحل اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} إِلَى قَوْلِهِ: فمن عَادَ فَأَكَلَ الرِّبَا، {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)) {وَقَوْلُهُ) (عز وجل) : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} الْآيَةَ. قَالَ: فَبَلَغَنَا وَاللَّهُ أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ مِنْ ثَقِيفٍ وَبَنِي الْمُغِيرَةِ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ، (وكان) (بَنُو) الْمُغِيرَةِ يُرْبُونَ لِثَقِيفٍ، فَلَمَّا أَظْهَرَ اللَّهُ تعالى رَسُولَهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَى مَكَّةَ، -[464]- وَوَضَعَ يَوْمَئِذٍ الرِّبَا كُلَّهُ وَكَانَ أَهْلُ الطَّائِفِ قَدْ صَالَحُوا عَلَى أَنَّ لَهُمْ رِبَاهُمْ، وَمَا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنْ رِبًا فَهُوَ مَوْضُوعٌ، وَكَتَبَ (رَسُولُ) اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ صَحِيفَتِهِمْ، أَنَّ لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، أَنْ لَا يَأْكُلُوا الرِّبَا وَلَا يُؤْكُلوهُ فَأَتَى بَنُو عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ بني الْمُغِيرَةِ إِلَى عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ عَلَى مَكَّةَ، (فقال) بَنُو الْمُغِيرَةِ مَا جُعِلْنَا (أَشْقَى) النَّاسِ بِالرِّبَا؟ وضع عَنِ النَّاسِ غَيْرِنَا، فَقَالَ بَنُو عَمْرِو بْنِ عُمَيْرٍ: صُولِحْنَا عَلَى أَنَّ لَنَا (رِبَانَا) فَكَتَبَ عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [[فَعَرَفَ بَنُو عَمْرٍو الْإِيذَانَ لَهُمْ بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ يَقُولُ:]] (*) وَإنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ /، (لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ) : لَا تَظْلِمُونَ فَتَأْخُذُونَ أكثر، وَلَا تُظْلَمُونَ (فَتُبْخُسونَ) مِنْهُ، {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} أَنْ تَذْرُوهُ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ / تَصَّدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (280) وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ} الْآيَةَ، فَذَكَرُوا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ مِنْ النِّسَاءِ نَزَلَتْ آخِرَ الْقُرْآنِ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

3527 - وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا. قَالَ يَزِيدُ: وَعَنِ الْفَضْلِ بن عَطِيَّةَ، قَالَ: §تَاهُوا فِي اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا، أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَجُعِلَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ حَجَرٌ (لَهُ) مِثْلُ رَأْسِ الثَّوْرِ، إِذَا نَزَلُوا انْفَجَرَ مِنْهُ (اثنتي) عَشْرَةَ عَيْنًا -[467]-. 3528 - قَالَ: وَعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (وَظَلَّلْنَا) (عليكم) الْغَمَامَ: قال: أَظَلَّتْ عَلَيْهِمْ فِي التِّيهِ.

3529 - حدثنا سُفْيَانُ، (عَنْ) إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ عَنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُطَلِّقُ، ثُمَّ يَقُولُ: لَعِبْتُ، وَيُعْتِقُ، ثُمَّ يَقُولُ: لَعِبْتُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} (الْآيَةَ) ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ طَلَّقَ أَوْ عتق، فَقَالَ: لَعِبْتُ، فَلَيْسَ قَوْلُهُ بشيء، يَقَعُ عَلَيْهِ، وَيَلْزَمُهُ. قَالَ سُفْيَانُ: يَقُولُ: يَلْزَمُهُ الشَّيْءُ.

3530 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَّهُ كَانَ §يَقْرَأُ: وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِرُهَا.

3531 - وَعَنْ يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْهُ كَانَ يَقْرَأُ: {§وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} ، أَعْجَمَ الزَّايَ.

3532 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عبد اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدَةُ، ثنا النَّضْرُ بْنُ (عَرَبِيٍّ) ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، في قوله (تبارك) وتعالى: {§إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وانظر} قَالَ: لَمْ يَتَغَيَّرْ.

3533 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه §سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْإِيمَانِ؟ (فَقَرَأَ) : {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} . هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَهُ شَاهِدٌ.

3534 - أخبرنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الرَّحَبِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ (رَضِيَ الله عَنْه) ، قَالَ: سُئِلَ الحسن بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهما، مَقْبَلَهُ مِنَ الشَّامِ §عَنِ الْإِيمَانِ فَقَرَأَ: {لَيْسَ الْبِرَّ} الْآيَةَ. (142) وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى فِي الْإِيمَانِ.

3535 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصَابُ بِمُصِيبَةٍ، فَيَذْكُرُ مُصِيبَتَهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَيُحْدِثُ لَهَا اسْتِرْجَاعًا، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ تعالى مِنَ الْأَجْرِ عِنْدَ ذَلِكَ، مِثْلَ مَا أُعْطِيَ يَوْمَ أُصِيبَ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع: زاد في (ك) : [قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا بِهِ] (سعد)

3536 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ قتادة، عَنْ أَبِي حَسَّانَ الْأَعْرَجِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: §أَشْهَدُ أَنَّ السَّلَفَ الْمَضْمُونَ إِلَى أَجَلٍ، قَدْ أَحَلَّهُ اللَّهُ (تعالى) وَأَذِنَ فِيهِ، قَالَ اللَّهُ (تعالى) جَلَّ ذَكَرَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} .

3537 - وقال إِسْحَاقُ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه §يَرَى أَنَّهَا الصُّبْحُ يَعْنِي (الصَّلَاةَ) الْوُسْطَى.

3538 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: وَسَأَلْتُهُ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ §الصَّلَاةِ الْوُسْطَى؟ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : هِيَ الْعَصْرُ الَّتِي فُرِّطَ فِيهَا.

3539 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَنَافِعُ (مَوْلَى ابن عمر) / (قالا) : إِنَّ عَمْرَو بْنَ رَافِعٍ مولى عمر رَضِيَ الله عَنْهما حَدَّثَهُمَا: أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ الْمَصَاحِفَ فِي عَهْدِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رَضِيَ الله عَنْهن) ، قَالَ: فَاسْتَكْتَبَتْنِي حَفْصَةُ رَضِيَ الله عَنْها مُصْحَفًا، وَقَالَتْ: إِذَا بَلَغَتْ هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَلَا تَكْتُبْهَا حَتَّى تأتني بِهَا، (فأملها) عَلَيْكَ كَمَا حَفِظْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا بَلَغْتُهَا جِئْتَهَا بِالْوَرَقَةِ الَّتِي أَكْتُبُهَا، فَقَالَتِ: (اكْتُبْ) : {§حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} ، وصلاة الْعَصْرِ: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ -[500]- (238) } . حَدِيثُ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي تَفْسِيرِ الدَّرَجَةِ تَقَدَّمَ فِي بَابِ فَضْلِ الرَّمْيِ مِنْ كِتَابِ الْجِهَادِ. وَحَدِيثُ عُبَادَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ (تعالى) : {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} ، تَقَدَّمَ فِي إِمْضَاءِ الطَّلَاقِ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ.

3540 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ (خُصَيْفًا) يُحَدِّثُ عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: {§فَلَا رَفَثَ} ، قَالَ: الرَّفَثُ: الْجِمَاعُ، {وَلَا فُسُوقَ} ، قَالَ: الْفُسُوقُ: الْمَعَاصِي، {وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} ، (قال) : الْجِدَالُ: الْمِرَاءُ.

3541 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَقْبَلَ صُهَيْبٌ (رَضِيَ الله عَنْه) مُهَاجِرًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (فَأَتْبَعَهُ) نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، وَانْتَثَلَ مَا فِي كِنَانَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ: لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ رَجُلًا، وَايْمُ اللَّهِ لَا تَصَلِونَ إِلَيَّ (حَتَّى) أَرْمِيَ كُلَّ سَهْمٍ مَعِي فِي كِنَانَتِي، ثُمَّ أَضْرِبَ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ فِي يَدِي (مِنْهُ) شَيْءٌ، ثُمَّ افْعَلُوا ما شئتم، وَإِنْ شِئْتُمْ دَلَلْتُكُمْ عَلَى مَالِي (دفينتي) (في مكة) ، وَخَلَّيْتُمْ سَبِيلِي، قَالُوا: نَعَمْ، نقبل، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ. قَالَ: §-[506]- رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى، قَالَ: وَنَزَلَتْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مرضات اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) } . [2] رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي التَّفْسِيرِ. حدثنا أَبِي، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، بِهِ.

3542 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، §هَذَا مَقَامُ خَلِيلِ رَبِّنَا، أَفَلَا تتخذه مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} .

3543 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، عَنْ زَمْعَةَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: {§إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}

قَالَ: ظُلَلٌ من السحاب، قد قطعن طَاقَاتٍ -[514]-. 3544 - حدثنا شَيْبَانُ، ثنا هَمَّامٌ، (عَنْ) قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما (قَالَ) : §كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً، قَالَ: عَلَى الْإِسْلَامِ كُلُّهُمْ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: عَلَى الْكُفْرِ كُلُّهُمْ.

3545 - حدثنا الْحَارِثُ بْنُ (سُرَيْجٍ) ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: (أَثْفَرَ) رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: (§أَثْفَرَ) فُلَانٌ امْرَأَتَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} .

باب فضل سورة البقرة

(3 - باب فضل سورة البقرة) 3546 - قال إسحاق: أخبرنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: بينا أَنَا أُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ، إِذْ رَأَيْتُ مِثْلَ الْقَنَادِيلِ نُورًا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، فَلَمَّا أَنْ رَأَيْتُ ذَلِكَ، وَقَعْتُ سَاجِدًا، (فَذَكَرْتُ) ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلَّا مَضَيْتَ يَا أَبَا عَتِيكٍ فَقَالَ: مَا اسْتَطَعْتُ إِذْ (رَأَيْتُ) أَنْ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَوْ مَضَيْتَ لَرَأَيْتَ الْعَجَائِبَ تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِلُ (لِلْقُرْآنِ) . 3547 -[520]- أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابن أَبِي لَيْلَى، قَالَ: إِنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: بينما أَنَا أُصَلِّي قَائِمًا لَيْلَةً، وَقَدْ قَرَأْتُ الْبَقَرَةَ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ -[521]-. 3548 -[1] أخبرنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ح. [2] وأخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

3549 - أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، (أنا) مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: بَيْنَمَا أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، يُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَالَ أُسَيْدٌ رَضِيَ الله عَنْه: (فَغَشِيَتْنِي) مِثْلُ (السَّحَابَةِ) فِيهَا الْمَصَابِيحُ، وَامْرَأَتِي نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِي وَهَى حَامِلٌ، وَالْفَرَسُ مَرْبُوطٌ فِي الدَّارِ، فَخَشِيتُ أَنْ تنفر الْفَرَسُ، فَتَفْزَعُ الْمَرْأَةُ، فَتُلْقِي وَلَدَهَا، فَانْصَرَفْتُ مِنْ صَلَاتِي، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحْتُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §اقْرَأْ أُسَيْدُ، ذَلِكَ مَلَكٌ يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ. قُلْتُ: رَوَاهُ البخاري تعليقا، ومسلم وَأَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه. -[523]- والنسائي فِي الْكُبْرَى مِنْ مُسْنَدِ أُسَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه.

3550 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: / حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها، قالت: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَسَمَ سُورَةُ الْبَقَرَةِ.

3551 - وحدثنا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، §وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهَا فِي بَيْتِهِ لَيْلًا، لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ فِي بَيْتِهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَمَنْ قَرَأَهَا نَهَارًا لَمْ يَدْخُلِ الشَّيْطَانُ بَيْتَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى.

3552 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عمرو (عَنْ) سَعْدٍ أَوْ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَعْقِلُ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الْآيَاتِ الْأَوَاخِرِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ.

باب فضل آية الكرسي

(4 - بَابُ فَضْلِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ)

3553 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ثنا حَمَّادُ - هو ابن سَلَمَةَ - أنا مَعْبَدٌ أَخْبَرَنِي، فُلَانٌ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَلَسَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ (حَدِيثًا) مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: §فَأَيُّمَا أُنْزِلَ اللَّهُ (عَلَيْكَ) أَعْظَمُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حَتَّى (تختم) . (145) وَحَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، نَحْوَهُ فِي أَوَّلِ أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ (عليهم الصلاة والسلام) وَفِيهِ صِفَةُ الْكُرْسِيِّ.

3554 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه §إِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ، قَرَأَ فِي زَوَايَاهُ آيَةَ الْكُرْسِيِّ.

3555 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَفْضَلُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَأَعْظَمُ آيَةٍ فِيهِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ. وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لِيَفِرُّ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي (تُقْرَأُ) فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. الْحَدِيثُ مُرْسَلٌ إِسْنَادُهُ إِلَى الْحَسَنِ صَحِيحٌ.

سورة آل عمران

(5 - سُورَة آلِ عِمْرَانَ)

3556 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ قِصَّةً عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ قَالَ: {§إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لِلَّذِي بِبَكَّةَ} ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بِأَوَّلِ بَيْتٍ (كَانَ) ، وقد كَانَ نُوحُ عليه الصلاة والسلام قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام فَكَانُوا فِي الْبُيُوتِ، (وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي البيوت) ، وَلَكِنَّهُ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ، مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا -[540]-. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بِهِ -[541]-. (146) وَفِي بَابِ وَقْعَةِ أُحُدٍ مِنَ الْمَغَازِي حَدِيثٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} الْآيَاتِ كُلِّهَا.

3557 - (وَقَالَ مُسَدَّدٌ) : حدثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: {§وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} ، هُوَ قولك: ادْخُلْ وَأَنْتَ آمِنٌ.

3558 - (وَقَالَ أَبُو بَكْرِ) : حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطٌ عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ الدُّنْيَا، حَتَّى نَزَلَ: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} .

3559 - حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ دَاوُدَ - (هو) ابن أَبِي هِنْدٍ -، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ بَيَانَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا مِنْ ذِي رَحِمٍ (يَأْتِي رَحِمَهُ) فَيَسْأَلُهُ مِنْ فَضْلِ مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى إِيَّاهُ، فَيَبْخَلُ عَلَيْهِ، إِلَّا أُخْرِجَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، شُجَاعٌ (يَتَلَمَّظُ) حَتَّى يُطَوِّقَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ، الْآيَةَ.

3560 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: {§كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} ، هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ.

3561 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا جَعْفَرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قال: كَانَ §الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ أَسْلَمَ ثُمَّ لَحِقَ بِقَوْمِهِ، وَكَفَرَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى هَذِهِ الْآيَةَ: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ -[554]- الرَّسُولَ حَقٌّ ) {إِلَى آخِرِ) الْآيَةِ. قَالَ: فَحَمَلَهُنَّ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَقَرَأَهُنَّ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْحَارِثُ: وَاللَّهِ إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ لَصَدُوقٌ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَصْدَقُ مِنْكَ، وَإِنَّ اللَّهَ تعالى لَأَصْدَقُ الثَّلَاثَةِ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَسْلَمَ إِسْلَامًا حَسَنًا.

3562 - حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ / عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §النُّعَاسُ عِنْدَ الْقِتَالِ أَمَنَةٌ، وَالنُّعَاسُ فِي الصَّلَاةِ مِنَ الشَّيْطَانِ.

3563 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ ابن أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ أَنَّهُ سَمِعَ الْحَكَمَ بْنَ (منهال) يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ: §اجْمَعْ لِي مَنْ هُنَا مِنْ قُرَيْشٍ ... الْحَدِيثَ. تَقَدَّمَ فِي بَابِ الْوَرَعِ وَالتَّقْوَى مِنَ الرَّقَائِقِ.

3564 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حَسَنٌ، ثنا أَبُو عَمْرٍو الْقَارِئُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما: إِنَّ §ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، يَقْرَأُ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُغَلَّ} ، بِفَتْحِ الْغَيْنِ فَقَالَ لي: قَدْ جَازَ لَهُ أَنْ يُغَلَّ وَأَنْ (يُقْتَلَ) ، إِنَّمَا هِيَ أَنْ يَغُلَّ (يَعْنِي) بِضَمِّ العين، وما كَانَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) لِيَجْعَلَ نَبِيًّا غَالًّا.

سورة النساء

(6 - سُورَة النِّسَاءِ)

3565 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ الصَّوَّافِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ قَالَ:: (رَحَلْتُ إِلَى) عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {§لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} قَالَتْ: هُوَ مَا يُصِيبُكُمْ فِي الدُّنْيَا.

3566 - أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصي رضي الله (عنهما) ، أَنَّهُ قَالَ: §الْكَبَائِرُ سَبْعٌ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَرَمْيُ الْمُحْصَنَةِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

3567 - أخبرنا ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ عَنْ طَيْسَلَةَ بْنِ مَيَّاسٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّجَدَاتِ فَأَصَبْتُ ذُنُوبًا لَا أُرَاهَا إِلَّا مِنَ الْكَبَائِرِ فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله (عنهما) فَقَالَ: §هِيَ (تِسْعٌ) وَعَدَّهُنَّ: الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَالْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَإِلْحَادٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالَّتِي (تَسْتَسْحِرُ) ، وَبُكَاءُ الْوَالِدَيْنِ (بِالْعُقُوقِ) فَلَمَّا رَأَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما (فَرَقِي) قَالَ: أَتَخَافُ أَنْ تَدْخُلَ النَّارَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قال: أو تحب أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: حي والدك، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

3568 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبِ ابن أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: خَرَجَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ رَضِيَ الله عَنْه فِي سَرِيَّةٍ، فَمَرُّوا بِقَوْمٍ (مُشْرِكِينَ) ، فَفَرُّوا، وَأَقَامَ رَجُلٌ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَتَلَهُ الْمِقْدَادُ (رَضِيَ الله عَنْه) فَقِيلَ لَهُ: §أَقَتَلْتَهُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ فقال: ودلو أَنَّهُ فَرَّ بأهله وماله فَقَالُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَاسْأَلُوهُ فَأَتَوْهُ) ، فَذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقَتَلْتَهُ وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ودلو أَنَّهُ فَرَّ بِمَالِهِ وَأَهْلِهِ) ، قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} ، إِلَى قَوْلِهِ: {كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ} . يَعْنِي: تُخْفُونَ إِيمَانَكُمْ وَأَنْتُمْ مَعَ الْمُشْرِكِينَ، فَمَنَّ اللَّهُ (تعالى) عَلَيْكُمْ، وَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ فَتَبَيَّنُوا -[575]-. 3569 -[1] وقال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَفَّانُ: [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ:

[3] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا أَبُو كَامِلٍ قَالُوا: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْفَلْتَانِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ، وَكَانَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ (دَامَ) بَصَرَهُ، مَفْتُوحَةٌ عَيْنَاهُ، وَفَرَغَ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ، لِمَا جَاءَهُ مِنَ اللَّهِ تعالى، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ لِلْكَاتِبِ: §اكْتُبْ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غير أولي الضرر وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} الْآيَةَ، قَالَ: فَقَامَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ (الْأَعْمَى) ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا ذَنْبُنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل، -[576]- فَقُلْنَا لِلْأَعْمَى: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَبَقِيَ قَائِمًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَتُوبُ إِلَيْكَ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اكْتُبْ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ ابن يَعْلَى.

3570 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ - وَهُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ (الْمُنْتَشِرِ) قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، إِنِّي §لَأَعْرِفُ أَشَدَّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ (تعالى) ، فَأَهْوَى عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ، وَقَالَ: ما لك (نَقَّبْتَ) عَنْهَا حَتَّى عَلِمْتَهَا، فَانْصَرَفَ حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ، قَالَ (لَهُ) عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: الْآيَةَ الَّتِي ذَكَرْتَ أَمْسِ، قَالَ: وَهَلْ تَرَكْتَنِي أُخْبِرُكَ عَنْهَا، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: مَا نِمْتُ الْبَارِحَةَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} الْآيَةَ، مَا مِنَّا أَحَدٍ يَعْمَلُ سوء إِلَّا جُزِيَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّا حِينَ نَزَلَتْ، مَا نَفَعَنَا طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ (تبارك و) تعالى بَعْدَ ذَلِكَ، وَرَخَّصَ قَالَ: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) } .

3571 - أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، (ثنا) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَ حَدِيثًا فِيهِ: ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَسَأَلَهُ - يَعْنِي عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه -: §وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ (يصالحا) بَيْنَهُمَا صُلْحًا، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه /: عَنْ مِثْلِ هَذَا فَاسْأَلُوا، هُوَ الرَّجُلُ يكون لَهُ الْمَرْأَتَانِ، فَتَعْجِزُ إِحْدَاهُمَا أَوْ تَكُونُ ذَمِيمَةً، فَيُصَالِحُهَا عَلَى أَنْ يَأْتِيَهَا كُلَّ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثلاثا مَرَّةً.

3572 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، نا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، أَخْبَرَنِي سَلَمَةُ - رَجُلٌ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ - (عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا) قَالَتْ: إِنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه، خَاصَمَ رَجُلًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنَّمَا قَضَى لَهُ، لِأَنَّهُ ابْنُ عَمَّتِهِ، §فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} الْآيَةُ.

3573 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: أَظُنُّ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إِنَّ (§الزُّبَيْرَ) رَضِيَ الله عَنْه، اخْتَصَمَ هُوَ وَرَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَضَى (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) (لَهُ) فَقَالَ: إِنَّمَا قَضَى لَهُ لِأَنَّهُ ابْنُ عَمَّتِهِ وَهَمَزَهُ بِفِيهِ، فَقَالَ يَهُودِيُّ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، يَلْمِزُ (نَبِيَّهُ) نحن أَطْوَعُ مِنْهُمْ، أَمَرَنَا نَبِيُّنَا لِنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا فَقَتَلْنَا أَنْفُسَنَا.

3574 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ (هُوَ ا) بن مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: §الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (تعالى) يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا غَيْرَ الْأَمَانَةِ، يُؤْتَى (بِالشَّهِيدِ) فِي سَبِيلِ اللَّهِ (عز وجل) ، فَيُقَالُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: مِنْ أَيْنَ أُؤَدِّيهَا فَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا، قَالَ: فقال: اذْهَبُوا بِهِ (إِلَى) الْهَاوِيَةِ، حَتَّى إِذَا انْتُهِيَ بِهِ إِلَى قَرَارِ الْهَاوِيَةِ، مُثِّلَتْ لَهُ أَمَانَتُهُ كَهَيْئَةِ يَوْمَ ذَهَبَتْ، فَيَحْمِلُهَا، فَيَضَعُهَا عَلَى (عَاتِقِهِ) ، (ف) يصعد فِي النَّارِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ (مِنْهَا) هَوَتْ، وَهَوَى فِي إِثْرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ، ثُمَّ قَرَأَ (عَبْدُ اللَّهِ) : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} .

3575 - وَقَالَ ابن أَبِي عُمَرَ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْزِلِهِ فَنَظَرَ، فَإِذَا حُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَرَأَهَا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَيْهِ، (فَلَقَّنَهَا) حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَنَظَرَ حُذَيْفَةُ (رَضِيَ الله عَنْه) فَإِذَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَأَقْرَأَهُ إِيَّاهَا فَلُقِّنَهَا، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ فِي الْكَلَالَةِ، فَلَقِيَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: والله إِنِّي لَأَحْمَقُ -[590]- إِنْ ظَنَنْتُ أَنَّ إِمَارَتَكَ تُحَمِّلُنِي غُلًّا، وَتَقُولُ: لقنيها هُوَ مَا قُلْتُ لَكَ قَالَ يرحمك اللَّهُ، لَيْسَ هَذَا أَرَدْتُ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَقَّنَنِيهَا فَلَقَّنْتُكَ كَمَا لَقَّنَنِيهَا، فَوَاللَّهِ لَا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا أَبَدًا.

3576 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §يَبْعَثُ اللَّهُ (تعالى) يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَوْمًا تَأَجَّجَ أَفْوَاهُهُمْ نَارًا، فَقِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ (فَقَالَ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} .

3577 - حدثنا سَعِيدٌ أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ صَدَقَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ يَقُولُ: §اتَّقُوا اللَّهَ (تعالى) ، وَأَدُّوا (الْأَمَانَةَ) ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وأدوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا.

3578 - حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، (عَنْ) أَشْعَثَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: خَرَجَ ضَمْرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ رَضِيَ الله عَنْه، مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: §احْمِلُونِي فَأَخْرِجُونِي مِنْ أَرْضِ الْمُشْرِكِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ الْوَحْي: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ} الْآيَةُ.

3579 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُبَشِّرٌ هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ تَمَامِ بْنِ (نَجِيحٍ) ، عَنْ كَعْبِ بْنِ ذُهْلٍ الْإِيَادِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ نبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عز وجل، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا، وَقَدْ كَانَتْ شَقَّتْ (عليهم) الْآيَةُ الَّتِي قَبْلَهَا {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} فَأَرَدْتُ أَنْ أُبَشِّرَ أَصْحَابِي (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ، غَفَرَ لَهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ) ثُمَّ قُلْتُ [[يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ غَفَرَ لَهُ؟ قَالَ: " نَعَمْ ". ثُمَّ ثَلَّثْتُ،]] (*) : فَقَالَ: (رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : نَعَمْ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ عُوَيْمِرٍ، ثُمَّ قَالَ كَعْبُ بْنُ ذُهْلٍ (رَضِيَ الله عَنْه) رَأَيْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه يَضْرِبُ أَنْفَ نَفْسِهِ بِأُصْبُعِهِ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

سورة المائدة

(7 - سُورَة الْمَائِدَةِ)

3580 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَدُّوا لِلْحُلَفَاءِ عُقُودَهُمُ الَّذِي عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ، قَالُوا: وَمَا عَقْدُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعَقْلُ عَنْهُمْ، وَالنَّصْرُ لَهُمْ.

3581 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ وَرْقَاءَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: §اخْتَارَ مُوسَى عليه (الصلاة) والسلام مِنْ كُلِّ سَبِطٍ رَجُلَيْنِ، فَدَخَلُوا مَدِينَةَ الْجَبَّارِينَ، فَخَرَجَ كُلُّ قَوْمٍ يَنْهَوْنَ سِبْطَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوا، إِلَّا يُوشَعَ بْنَ نُونَ وَكَالِبَ بْنَ يُوقَنَّهْ.

3582 -[1] قال: حدثنا يَزِيدُ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: §تَاهُوا فِي اثْنَىْ عَشَرَ فَرْسَخًا أَرْبَعِينَ عَامًا، وَجُعِلَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ حَجَرٌ لَهُ مِثْلُ رَأْسِ الثَّوْرِ، فَإِذَا نَزَلُوا انْفَجَرَ مِنْهُ اثنتا عَشْرَةَ عَيْنًا، فَإِذَا رَحَلُوا حَمَلُوهُ عَلَى ثَوْرٍ فَاسْتَمْسَكَ. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا (وَرْقَاءُ) بِهَذَا إِلَى قَوْلِهِ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ.

3582 -[3] حدثنا يَزِيدُ، ثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، قَالَ: §تَاهُوا فِي اثْنَيْ عَشَرَ فَرْسَخًا، أَرْبَعِينَ عَامًا، وَجُعِلَ لهم حجرا مِثْلُ رَأْسِ الثَّوْرِ، (يحمل على ثور) ، فَإِذَا نَزَلُوا منزلا وضعوه، فضربه موسى عليه الصلاة والسلام، فانفجر (ت) مِنْهُ (اثْنَتَا) عَشْرَةَ عَيْنًا، فَإِذَا ساروا حَمَلُوهُ عَلَى ثَوْرٍ (وَاسْتَمْسَكَ) الْمَاءُ.

3583 - حدثنا يَزِيدُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ الزبير بْنِ الْخِرِّيتِ عَنْ عِكْرِمَةَ، فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: {قال §فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} قَالَ: مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا أَبَدًا، ويتيهون فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

3584 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أُمِّ عَمْرٍو بِنْتِ عِيسَى قَالَتْ: حَدَّثَنِي عَمِّي (رَضِيَ الله عَنْه) : أَنَّهُ كَانَ مَعَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في منزله، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْمَائِدَةِ. فَعَرَفْنَا أَنَّهُ نَزَلَ عَلَيْهِ، §فَانْدَقَّتْ كَتِفُ (رَاحِلَتِهِ) الْعَضْبَاءِ مِنْ ثِقَلِ السُّورَةِ.

3585 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ، ثنا ابْنُ فضيل، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهمَا، قَالَ: مَا رَأَيْتُ قَوْمًا كَانُوا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (§مَا سَأَلُوهُ إِلَّا عَنْ ثَلَاثَ (عَشْرَةَ) مَسْأَلَةً) حَتَّى قُبِضَ كُلُّهُنَّ مِنَ الْقُرْآنِ.

3586 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فِي قَوْلُهُ (تبارك و) تَعَالَى: {§سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} قَالَ: يَهُودُ الْمَدِينَةِ، سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ، قَالَ: أَهْلُ فَدَكَ لَمْ يَأْتُوكَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.

3587 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِيَاضٍ الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي مُوسَى (رَضِيَ الله عَنْه) هُمْ §قَوْمُ هَذَا، يَعْنِي قَوْلَهُ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} .

3588 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنْ قَتَادَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا (نَزَلَ) مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} . قَالَ (رَسُولُ اللَّهِ) صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §نَحْنُ الْيَوْمَ نَحْكُمُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَعَلَى مَنْ سِوَاهُمْ مِنَ الْأَدْيَانِ.

3589 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا (نصير) بْنُ زِيَادٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنِي الصَّلْتُ، عَنْ حَامِيَةَ بْنِ رقاب، قَالَ: سَأَلْتُ سَلْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {§ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا} ، فَقَالَ: دَعِ الْقِسِّيسِينَ فِي الصَّوَامِعِ وَالْخِرَبِ، أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ صِدِّيقِينَ وَرُهْبَانًا.

3589 -[2] (وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا) يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا نصير بن زياد، فذكره بِلَفْظٍ: فَقَالَ: هُمُ الرُّهْبَانُ الَّذِينَ فِي الصَّوَامِعِ وَالْخِرَبِ دَعُوهُمْ فِيهَا، قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: وَقَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ، فَأَقْرَأَنِي ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ صِدِّيقِينَ.

3590 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنْ كَانَ §لتأتي عَلَيَّ السَّنَةُ، أُرِيدُ أن أسأل رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ، فَأَتَهَيَّبُ مِنْهُ وَإِنْ كُنَّا لَنَتَمَنَّى الْأَعْرَابَ. (147) (حَدِيثُ الْحَسَنِ) عَنْ أَبِي (بَكْرَةَ) رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى) : {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ) ، فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ.

3591 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: كَانُوا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرُوا هَذِهِ الْآيَةَ: {§الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ ... الْحَدِيثَ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: فَأَكْمَلَ اللَّهُ (تعالى) لنا الْأَمْرَ، فَعَرَفْنَا أَنَّ الْأَمْرَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي انْتِقَاصٍ. قُلْتُ: أَصْلُهُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ مِنْ حَدِيثِ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه دُونَ مَا هُنَا.

3592 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ، ثنا أَبِي عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي خُطْبَتِهِ (سُورَةَ) الْمَائِدَةِ، وَسُورَةَ التَّوْبَةِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَحِلُّوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِيهِمَا، وَحَرِّمُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِيهِمَا ".

3593 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْها: لَمَّا سَمِعَتِ النَّاسَ يَقُولُونَ: §يَحْرُمُ كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، قلت: لَا أَجِدُ فيما أوحي علي مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ ... إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: وَإِنَّ الْبُرْمَةَ (تكون) فِي مَائِهَا الصُّفْرَةُ ثُمَّ لَا يُحَرِّمُهَا ذَلِكَ.

3594 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا مُعْتَمِرٌ عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: (كَتَبَ إِلَى - يعني ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما -) : إِنَّ لَنَا (جِيرَانًا) مِنَ السَّامِرَةِ، يقرؤون بَعْضَ التَّوْرَاةِ (وَالْإِنْجِيلِ، §وَلَا يُؤْمِنُونَ بالغيب، فَمَا تَرَى فِي ذَبَائِحَهِمْ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنْ كَانُوا يقرؤون بَعْضَ التَّوْرَاةِ) وبعض الْإِنْجِيلِ (وَيَسْبِتُونَ) فَذَبَائِحُهُمْ كَذَبَائِحِ أَهْلِ الْكِتَابِ.

3595 -[1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: زنا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ فَدَكَ، فَكَتَبَ أَهْلُ فَدَكَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْيَهُودِ بِالْمَدِينَةِ، أَنْ سَلُوا (مُحَمَّدًا) عَنْ ذَلِكَ §فَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالْجَلْدِ فَخُذُوهُ عَنْهُ، وَإِنْ أَمَرَكُمْ بِالرَّجْمِ فَلَا تَأْخُذُوهُ عَنْهُ، فَسَأَلُوهُ (عَنْ ذَلِكَ) ، (فَقَالَ) : أَرْسِلُوا إِلَىَّ أَعْلَمَ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ، فجاؤوا بِرَجُلٍ أَعْوَرَ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ صُورِيَا، وَآخَرَ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتُمَا أَعْلَمُ مَنْ قِبَلَكُمَا، فَقَالَا: قَدْ نَحَا قَوْمُنَا لِذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَهُمَا) : أَلَيْسَ عندكما التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ تَعَالَى؟ قَالَا: بَلَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَنْشُدُكُمَا، بِالَّذِي فَلَقَ الْبَحْرَ (لموسى) وَظَلَّلَ عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ، وَأَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، وَأَنْزَلَ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: (مَا) نُشِدْتُ بِمِثْلِهِ قَطُّ؟ ثُمَّ قال: نَجِدُ تَرْدَادِ -[627]- النَّظَرِ زِنْيَةً، وَالْإِعْنَاقُ زِنْيَةً فَإِذَا شَهِدَ أَرْبَعَةٌ أَنَّهُمْ رَأَوْهُ يُبْدِي وَيُعِيدُ كَمَا يَدْخُلُ الْمِيلُ فِي الْمُكْحُلَةِ، فَقَدْ وَجَبَ الرَّجْمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ ذَاكَ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ، وَنَزَلَتْ: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أو أعرض عنهم} الْآيَاتُ -[628]-. 3595 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ ابْنُ (أَبِي) إِسْرَائِيلَ، عَنْ سُفْيَانَ فَذَكَرَهُ، وَأَوَّلَهُ: إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ، وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ (فَاحْذَرُوا) ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي ابن صُورِيَا حِينَ أَتَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. و (إن) لم يَذْكُرْ أَوَّلَهُ، وَزَادَ فِيهِ: وَالْقُبْلَةُ زِنْيَةٌ، وَآخِرُهُ كَمَا يَدْخُلُ الْمِيلُ فِي الْمُكْحُلَةِ فَالرَّجْمُ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ. وَهُوَ عِنْدَ (أبي) داود وَغَيْرِهِ، بِاخْتِصَارٍ (فِيهِ) أَيْضًا.

3595 -[3] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، عَنْ §حِيتَانٍ كَثِيرَةٍ أَلْقَاهَا الْبَحْرُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما: أَمَيِّتَةٌ هِيَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَنَهَاهُ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلَ دَعَا بِالْمُصْحَفِ، فَقَرَأَ: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا) ، قَالَ: فَطَعَامُهُ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ، فَكُلُوهُ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِيهِ يُؤْكَلُ مَيِّتًا فِيهِ أَوْ مَيِّتًا جَنْبَهُ. قُلْتُ: رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ عَنْ نَافِعٍ نَحْوَهُ، فَقَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ: فَقَرَأَ {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ متاعا} ، (فَأَرْسَلَنِي إِلَى) عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ فَكُلْهُ.

3595 -[4] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا (سُرَيْجُ) بْنُ يُونُسَ، ثنا مَرْوَانُ - هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ - حَدَّثَنِي خُصَيْفٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: بَعَثَ النَّجَاشِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدًا مِنْ أَصْحَابِهِ. . الْحَدِيثَ. §وأنزلت فِيهِمْ: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون (82) } الْآيَةَ. (148) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ.

8 سورة الأنعام

(8 - سُورَة الْأَنْعَامِ)

3596 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ §نَزَلَتْْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ وَمَعَهَا زجل مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَدْ نِيطُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِلَى الْأَرْضِ، وَهِيَ مَكِّيَّةٌ غَيْرَ آيَتَيْنِ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ} .

3597 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ قَالَ (لِأَصْحَابِهِ) : مَا تَقُولُونَ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {§إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} ، وَ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} ، (قَالُوا) : الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ عَمِلُوا بِهَا (ثم استقاموا) ، (عَلَى أَمْرِهِ) ، قَالُوا: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ، لَمْ يُذْنِبُوا، قَالَ: لَقَدْ حَمَلْتُمُوهَا عَلَى أَمْرٍ شَدِيدٍ، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ، يَقُولُ: بِشِرْكٍ، والذين قَالُوا: رَبُّنَا اللَّهُ، ثُمَّ اسْتَقَامُوا عَلَيْهَا، فَلَمْ يَعْدِلُوا عَنْهَا بِشِرْكٍ وَلَا غَيْرِهِ.

3598 - أَخْبَرَنَا (أَبُو) أُسَامَةَ عَنْ بَعْضِ الْمَكِّيِّينِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: {§وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} ، قَالَ: الْبِدَعُ وَالشُّبُهَاتُ.

3599 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُجَمِّعٍ التَّيْمِيِّ، حَدَّثَهُ عَنْ مَاهَانَ، قَالَ: إِنَّ قَوْمًا أَتَوَا النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالُوا: إِنَّا أَصَبْنَا ذُنُوبًا عِظَامًا، فَمَا إِخَالُهُ رَدَّ عَلَيْهِمْ، §فَلَمَّا أَدْبَرُوا (نَزَلَتْ) : {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} الْآيَةَ، فَدَعَاهُمْ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَتَلَاهَا عَلَيْهِمْ.

3600 - حدثنا أَبُو الْأَحَوَصِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ حَسَّانَ الْفِهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، فِي (قَوْلِهِ) : {§وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ} ، قَالَ: مَا مِنْ شَجَرَةٍ فِي بَرٍّ ولا بَحْرٍ إِلَّا وَبِهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ يَكْتُبُ مَا يَسْقُطُ مِنْ وَرَقِهَا.

3601 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو بَدْرٍ، عَنْ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §لِيَتَّقِ امْرُؤٌ أن لا يَكُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} .

3602 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا (ابْنُ) فُضَيْلٍ، ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ عَنْ نَافِعِ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ رضي الله (عنهم) ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ النَّاسُ (من) حَوْلَهُ، صَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً تَامَّةَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَسَجَدَ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَطَالَ (السُّجُودَ) ، حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ أَنِ اسْكُتُوا فَإِنَّهُ نَزَلَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَطَلْتَ السُّجُودَ حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ أَنَّهُ نَزَلَ عَلَيْكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا، وَلَكِنَّهَا (كَانَتْ) صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ، §سَأَلْتُ اللَّهَ تعالى ثَلَاثًا: فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً: سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَأَعْطَانِيهَا، (وَسَأَلْتُهُ أن لا يُسَلِّطَ عَلَى عَامَّتِكُمْ عَدُوًّا يَسْتَبِيحُهَا فَأَعْطَانِيهَا) وَسَأَلْتُهُ أن لا يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا، وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَمَنَعَنِيهَا، قَالَ: قُلْتُ: لله أَبُوكَ سمعتها مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَدَدَ أَصَابِعِهِ هَذِهِ عَشْرًا. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَلَى بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، نَحْوَهُ.

3603 -[1] حدثنا حُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو (الْعَنْقَزِيُّ) ، ثنا أَبِي، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ تبارك وتعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) } قَالَ: جَاءَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ رَضِيَ الله عَنْهما، فَوَجَدُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدًا مَعَ بِلَالٍ وَصُهَيْبٍ وَخَبَّابٍ رَضِيَ الله عَنْهم، وَنَاسٍ مِنَ الضُّعَفَاءِ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقَرُوهُمْ فأتوه، فَخَلَوْا بِهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالُوا: إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تجعل لك منك مَجْلِسًا، تَعْرِفُ لَنَا بِهِ الْعَرَبُ فَضْلَنَا، فإنا وجوه العرب (نفد عَلَيْكَ) ، §فَنَسْتَحِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ وَهَذِهِ الْأَعْبُدَ، فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ، فَأَقِمْهُمْ عَنَّا، فَإِذَا (نَحْنُ) فَرَغْنَا فَأَقْعِدْهُمْ إِنْ شِئْتَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، قَالُوا: فَاكْتُبْ لَنَا عَلَيْكَ (كِتَابًا) ، فَدَعَا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بِالصَّحِيفَةِ، وَدَعَا عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه -[652]- لِيَكْتُبَ وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ، إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ (الصلاة و) السَّلَامُ (بِقَوْلِهِ تَعَالَى) : {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ... إِلَى قَوْلِهِ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) } ، ثُمَّ قَالَ (جل وعلا) : {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ، فَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّحِيفَةِ مِنْ يَدِهِ، (ثُمَّ دَعَانَا فَأَتَيْنَاهُ) وَهُوَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ، فَدَنَوْنَا مِنْهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حَتَّى وَضَعْنَا رُكَبَنَا عَلَى رُكْبَتِهِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُ مَعَنَا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، قَامَ وَتَرَكَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ، قَالَ: فجالس الْأَشْرَافِ {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} . قَالَ: عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ، وَاتَّبَعَ هَوَاهُ، وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا، قَالَ: هَلَاكًا، ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ رَجُلَيْنِ وبمثل الْحَيَاةِ -[653]- الدُّنْيَا، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْعُدُ مَعَنَا، فَإِذَا بَلَغَ السَّاعَةَ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا، قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ، وَإِلَّا صَبَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَدًا حَتَّى نَقُومَ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيِّ مُخْتَصَرًا.

سورة الأعراف

(9 - سُورَة الْأَعْرَافِ)

3604 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: (إِنَّا) سَمِعْنَا (اللَّهَ) يَقُولُ: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152) } . قَالَ: §وَمَا نَرَى الْقَوْمَ (إِلَّا افْتَرَوْا) فِرْيَةً مَا أُرَاهَا إِلَّا سَتُصِيبُهُمْ. ذَكَرَهُ فِي أَثْنَاءِ حديثه -[659]-. 3605 - أخبرنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: تَلَا (أَبُو قِلَابَةَ) هَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَ: هِيَ وَاللَّهِ لِكُلِّ مُفْتَرٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، الذِّلَّةُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.

3606 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنِي (عَتِيقُ بْنُ حَيَّانَ) الْأَزْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: إِنَّ §السَّبْعِينَ الذي: اخْتَارَ مُوسَى مِنْ قَوْمِهِ إِنَّمَا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ، أَنَّهُمْ لَمْ يَنْهَوْا عَنِ الْعِجْلِ وَلَمْ (يَرْضَوْا بِهِ -[661]-) . (149) قَوْلُهُ : {إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} ، تَقَدَّمَ في تَفْسِيرُ قَوْلِهِ {وَمَا بَطَنَ} فِي بَابِ الْوَصِيَّةِ بِالنِّسَاءِ مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ.

3607 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: سَمِعْتُ تَبِيعَ ابن امْرَأَةِ كَعْبٍ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ} ، قَالَ: الْأَرْضِ مِنْهَا خَلَقَ اللَّهُ تعالى (آدَمَ) ، وَفِيهَا يُدْفَنُونَ إِذَا مَاتُوا، وَمِنْهَا يخرجون، §تُمْطِرُ السَّمَاءُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَيَخْرُجُ الْمَوْتَى مِنَ الْأَرْضِ. (وله شاهد في الصحيح) .

3608 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ (قَالَا) ، أنا أَبُو مَعْشَرٍ، ثنا يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (المزني) ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §عَنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ، قَالَ: هُمْ قَوْمٌ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (عز وجل) فِي مَعْصِيَةِ آبَائِهِمْ، فَمَنَعَهُمْ مِنَ النَّارِ قَتْلُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (عز وجل) ، وَمَنَعَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ مَعْصِيَتُهُمْ آبائهم -[667]-. 3609 - وزاد الْحَارِثُ: وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: قَوْمٌ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُمْ وَسَيِّئَاتُهُمْ، فَمُنِعُوا الْجَنَّةَ والنار، وسيدخلهم اللَّهُ تعالى فِي رَحْمَتِهِ وَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ (قتيلا) أَمْ لَا.

3610 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، (ثنا) كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ (الْهِلَالِيِّ) ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: (قَالَ) قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §مَا أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَوْمٌ خَرَجُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (تعالى) بِغَيْرِ إِذْنِ آبَائِهِمْ، فَاسْتُشْهِدُوا، فَمَنَعَتْهُمُ الشَّهَادَةُ أَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ، وَمَنَعَتْهُمُ الْمَعْصِيَةُ أَنْ يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ -[669]-. 3611 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ.

3612 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَسْخِ أيكون لَهُ نَسْلٌ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا مُسِخَ أَحَدٌ قَطُّ، فَكَانَ لَهُ نَسْلٌ وَلَا عَقِبٌ. قُلْتُ: هُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ الْمَعْرُورِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ) رَضِيَ الله عَنْهَا سَأَلْتُ، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَلَيْثٌ وَاهِي الْحِفْظِ.

باب سورة الأنفال

(10 - بَابُ سُورَةِ الْأَنْفَالِ)

3613 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا وَاصِلُ (بْنُ) السَّائِبِ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَبِي سَوْرَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَنَصَرَهَا اللَّهُ تعالى، وَفَتَحَ عَلَيْهَا، وَكَانَ مَنْ أَتَاهُ بِشَيْءٍ نَفَلَهُ (مِنْ بَعْدِ الْخُمُسِ) فَرَجَعَ رِجَالٌ، وَكَانُوا يَسْتَقْدِمُونَ وَيَأْسِرُونَ وَيَقْتُلُونَ، وَتَرَكُوا الْغَنَائِمَ خَلْفَهُمْ، وَلَمْ يَنَالُوا مِنَ الْغَنَائِمِ خلفهم، ولم ينالوا مِنَ الْغَنَائِمِ شَيْئًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: §مَا بَالُ رِجَالٍ مِنَّا يَسْتَقْدِمُونَ وَيَأْسِرُونَ، وَتَخَلَّفَ رِجَالٌ لَمْ يَصِلُوا بِالْقِتَالِ، فَنَفَلْتَهُمْ مِنَ الْغَنِيمَةِ، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : {يسئلونك عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} . فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُمْ: رُدُّوا مَا أَخَذْتُمْ، وَاقْسِمُوهُ بَيْنَكُمْ بِالْعَدْلِ وَالسَّوِيَّةِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَنْفَقْنَا وَأَكَلْنَا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاحْتَسِبُوا بِذَلِكَ.

3614 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّفَلِ؟ فَقَالَ: §الْفَرَسُ مِنَ النَّفَلِ، وَالسَّلَبُ مِنَ النَّفَلِ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ فَقَالَ: هَذَا مِثْلُ صَنِيعِ صبيغ الَّذِي ضَرَبَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه.

3615 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ شَرِيحُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنِ الْمُلَيْكِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (رَضِيَ الله عَنْه) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: (تبارك وتعالى) : {§وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ الله يعلمهم} ، قَالَ: هُمُ الْجِنُّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يُخَبِّلُ أَحَدًا فِي دَارٍ فِيهَا فَرَسٌ عَتِيقٌ.

3616 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ صُهْبَانَ، وَأَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، قال: سَمِعْنَا الزُّبَيْرَ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ: {§وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} ، فَلَقَدْ تَلَوْتُ هَذِهِ (الْآيَةَ زَمَانًا) : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً) زَمَانًا وَمَا أُرَانِي مِنْ أَهْلِهَا، (فَأَصْبَحْنَا) مِنْ أَهْلِهَا.

سورة التوبة

(11 - سورة التوبة)

3617 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، / عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ أُبَيِّ بن كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ §آخِرَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) } . [2] أخبرنا وَكِيعُ عَنْ شُعْبَةَ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ -[684]-. 3617 -[3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا هُشَيْمٌ، ثنا مَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ (أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ) رَضِيَ الله عَنْه نَحْوَهُ. (150) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما فِي ذِكْرِ النَّسِيءِ تَقَدَّمَ فِي بَابِ حُرْمَةِ مَكَّةَ.

3618 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، ثنا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه بِرَجُلٍ، وَهُوَ يَقْرَأُ: {§وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَالْأَنْصَارِ} حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: انْصَرِفْ، انْصَرِفْ، فَقَالَ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ؟ فَقَالَ: أَقْرَأَنِيهَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ (رَضِيَ الله عَنْه) : لَا تُفَارِقْنِي، حَتَّى نَذْهَبَ إِلَيْهِ، (فَجَاءَ) فاستأذن، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: زَعَمَ هَذَا أَنَّكَ أَقْرَأْتَهُ آيَةَ كَذَا، وَتَلَاهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: صَدَقَ، فَقَالَ عُمَرُ لِأُبَيٍّ رَضِيَ الله عَنْهما: أَتَلَقَّيْتَهَا مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، (فَرَدَّ) عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ أُبَيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى، أَنْزَلَهَا عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصلاة والسلام مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (تبارك و) تعالى، لَمْ يُؤَامِرْ فِيهَا الْخَطَّابَ وَلَا ابْنَهُ، قَالَ: فَخَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ.

3619 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا يَكُونُ الدِّينَارُ عَلَى الدِّينَارِ، وَلَا الدِّرْهَمُ عَلَى الدِّرْهَمِ، وَلَكِنْ يُوَسِّعْ جِلْدَهُ، {فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} الْآيَةَ هَذَا ضَعِيفٌ جِدًّا لِضَعْفِ سَيْفٍ.

3620 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ السَّائِبِ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ عَطَاءِ ابن أَبِي رَبَاحٍ، وعن أَبِي سَوْرَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَالَ فِيهِمْ: {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ، وَكَانُوا لَا يَنَامُونَ اللَّيْلَ كُلَّهُ. أَبُو سَوْرَةَ ضَعِيفٌ.

3621 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن §السائحين؟ فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُمُ الصَّائِمُونَ. هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.

3622 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَأَخَذَ جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام بِثَوْبِهِ، فَقَالَ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} . -[699]- هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، وَقَدْ خَالَفَ فِيهِ يَزِيدُ مَعَ ضَعَفِهِ، (مَا) ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ، و (أن) الْآيَةَ إِنَّمَا نَزَلَتْ بَعْدَ ذَلِكَ.

3623 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ: §مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، فَلَمْ أُصَلِّ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ قُلْتُ: إِنَّهُ مِنْهُمْ، فَقَالَ: أَبِاللَّهِ مِنْهُمْ أَنَا؟ قُلْتُ: لَا، قَالَ: (فَبَكَى) رَضِيَ الله عَنْه. (إِسْنَادُهُ) صَحِيحٌ ، وَقَدِ اسْتَنْكَرَهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ.

3624 - قَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا جعفر بن سليمان عن المعلى بن زياد، سَمِعْتُ الْحَسَنَ: {§يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} قَالَ: جِهَادُ الْكُفَّارِ بِالسَّيْفِ، وَجِهَادُ الْمُنَافِقِينَ بِاللِّسَانِ.

3625 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، (حَدَّثَنِي طَلْقُ) بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهما، يَقُولُ: لَقَدْ §رَأَيْتُ الدُّخَانَ فِي مَسْجِدِ الضِّرَارِ حَيْثُ انْهَارَ.

3626 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، (عَنْ) مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ: {§فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} .

3627 -[1] حدثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى: ثنا أَبِي، ثنا غَيْلَانُ، عَنْ عُثْمَانَ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} ، كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ (وَقَالُوا) : مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدُنَا أَنْ يَتْرُكَ لِوَلَدِهِ ما لا يَبْقَى بَعْدَهُ؟ فَقَالَ (رَضِيَ الله عَنْه) : أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ، فَانْطَلِقُوا وَانْطَلَقَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، وَاتَّبَعَهُ ثَوْبَانُ رَضِيَ الله عَنْه. فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّهُ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الْآيَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (§إِنَّا) لَمْ نَفْرِضِ الزَّكَاةَ، إِلَّا لِمَا بَقِيَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ، وَإِنَّمَا فُرِضَتِ الْمَوَارِيثُ فِي الْأَمْوَالِ لِتَبْقَى بَعْدَكُمْ، قَالَ: فَكَبَّرَ / عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ له النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُكْنَزُ؟ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ (وَإِنْ) غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ. [2] وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ ابن أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا.

3628 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَرَأَ أَبُو طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه هَذِهِ الْآيَةَ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله} فَقَالَ: §مَا أَسْمَعُ اللَّهَ (تعالى) (عذرا لأحد) ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مُجَاهِدًا حَتَّى مَاتَ بِهَا.

3629 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ أخبرنا خَالِدُ بْنُ (يَسَارٍ) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَقِيلٍ، عَنْ أَبِيهِ (رَضِيَ الله عَنْه) : أَنَّهُ بَاتَ يَجُرُّ الْجَرِيرَ عَلَى ظَهْرِهِ، عَلَى صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ، فَانْقَلَبْتُ بأحدهما إِلَى أَهْلِي، وَجِئْتُ بِالْآخَرِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى رَبِّي (عز وجل) ، فَأَخْبَرْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا كَانَ، (فَقَالَ) : انشره فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ، وَسَخِرُوا، بِهِ لَقَدْ كَانَ اللَّهُ (عز وجل) غَنِيًّا عَنْ صَاعِ هَذَا الْمِسْكِينِ، §فَأَنْزَلَ اللَّهُ (تبارك وتعالى) : {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} (الْآيَةَ) .

سورة يونس

(12 - سُورَة يُونُسَ)

3630 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ (الْمُحَبَّرِ) ، ثنا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، وَعَنْ رَجُلٍ عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ) بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَدْ سَبَقَ فِي فَضْلِ الْجِهَادِ، قَالَ: §فَيَنْظُرْ إِلَى ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ بُكْرَةً وَمَسَاءً، كَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ لَا تَشُكُّونَ فِي رُؤْيَتِهَا، وَلَهُ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالنَّعِيمِ كَمَا قَالَ اللَّهُ (سبحانه و) تَعَالَى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} . وقال: الذين أَحْسَنُوا: (الَّذِينَ) قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. والحسنى: الْجَنَّةُ، وَالزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ تعالى.

3631 - وقال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ §كَانَ يَقْرَأُ: فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا يَعْنِي: بِالْمُثَنَّاةِ.

سورة هود

(13 - سُورَةُ هُودٍ)

3632 -[1] وقال (أَبُو بَكْرٍ) : حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَيَّبَكَ؟ فقال: §شَيَّبَتْنِي هُودٌ والمواقعة، وَالْمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ. هَذَا مُرْسَلٌ (صَحِيحٌ) . إِلَّا أَنَّهُ مَوْصُوفٌ بِالِاضْطِرَابِ. [2] أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَخَلَفِ بْنِ هِشَامٍ، فَرَّقَهُمَا كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ بِهِ. [3] وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ هُودٌ وَأَخَوَاتُهَا.

3633 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ يَقْرَأُ: {§تَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا تَشَاءُ} يَعْنِي بِالتَّاءِ.

سورة يوسف

(14 - سُورَةُ يُوسُفَ)

3634 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا خَلَّادٌ الصَّفَّارُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} الْآيَةَ. قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ (تعالى) الْقُرْآنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلَاهُ عَلَيْهِمْ زَمَانًا، فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: §لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ (تبارك و) تَعَالَى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) } إِلَى قَوْلِهِ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} الْآيَةَ، فَتَلَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ حَدَّثَتْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} الْآيَةَ، كُلُّ ذَلِكَ يُؤْمَرُونَ بِالْقُرْآنِ. قَالَ خَلَّادٌ: وَزَادَ فِيهِ آخَرُ قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ ذَكَّرْتَنَا. -[739]- فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} الْآيَةَ. هَذَا حَدِيثٌ (حَسَنٌ) . [2] رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ جَمِيعًا: حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثنا أَبِي بِهِ. [4] وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ: أَيْضًا عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ حَفْصٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ عَنْ سَعْدٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

3635 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ، وَالْمُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، وَنُسْخَتُهُ مِنْ كِتَابِ زَكَرِيَّا وَهُوَ لفظه، قَالُوا: أنا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، يُقَالُ لَهُ (نسابي) (الْيَهُودِيُّ) ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ §أَخْبِرْنِي عَنِ النُّجُومِ الَّتِي رَآهَا يُوسُفُ سَاجِدَةً لَهُ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ، مَا اسْمُهَا؟ فَلَمْ يُجِبْهُ نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِشَيْءٍ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى (نسابي) / الْيَهُودِيِّ، فَقَالَ لَهُ: أَتُسْلِمُ إِنْ أَنْبَأْتُكَ بِأَسْمَائِهَا؟ ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ: (خِرْبَانُ) ، وَالذَّيَّالُ، وَالطَّارِقُ، واللسان، وَقَايِسُ، وَوَثَّابُ، وَعَمُودَانِ، وَالْفَيْلَقُ، وَالْمُصَبِّحُ، وَالصَّرُوحُ، وَذُو الْفَرَعِ، قَالَ: يَقُولُ: (نسابي) وَاللَّهِ إِنَّهَا أَسْمَاؤُهَا، قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمَّا رَآهَا يُوسُفُ (عليه الصلاة والسلام) قَصَّهَا عَلَى أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ هَذَا أَمْرٌ مُشَتَّتٌ يَجْمَعُهُ اللَّهُ مِنْ بَعْدُ، قَالَ: وَالشَّمْسُ أَبُوهُ وَالْقَمَرُ أُمُّهُ. أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى، عَنِ السُّدِّيِّ.

3636 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا (الْأَخْنَسِيِّ) ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، فِي قَوْلِهِ: {§أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ} ، قَالَ: هِيَ الْأَحْلَامُ الْكَاذِبَةُ.

3637 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما (فِي قَوْلِهِ) : {§وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ متكئا} ،

قَالَ الْأُتْرُجُّ -[747]-. 3638 - وَحَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: {§صُوَاعَ الْمَلِكِ} قَالَ: هُوَ الْمُكُّوكُ الْفَارِسِيُّ، الذي يَشْرَبُ فِيهِ الْأَعَاجِمُ يَلْتَقِي طَرَفَاهُ.

3639 - حدثنا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: §الصُّوَاعُ، وَالسِّقَايَةُ وَاحِدٌ هُوَ الْأَنَاءُ الَّذِي يُشْرَبُ فِيهِ.

3640 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى ابن أَبِي (بُكَيْرٍ) ، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §عُيِّرَ يُوسُفُ عليه الصلاة والسلام بقوله: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} وَقَوْلِهِ لِإِخْوَتِهِ: {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70) } ، قَالُوا: إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ (أَخٌ لَهُ) مِنْ قَبْلُ، وَقَالَ: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام: وَلَا حِينَ هَمَمْتَ؟ (قَالَ) : {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} الْآيَةَ.

سورة الرعد

(15 - سُورَةُ الرَّعْدِ)

3641 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي الزُّهْدِ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْوَرَّاقُ، ثنا (عَثَّامٌ) ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ سَمِعْتُ شَقِيقًا يَقُولُ: §اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنَا عِنْدَكَ (أَشْقِيَاءَ) فَامْحُنَا وَاكْتُبْنَا سُعَدَاءَ، وَإِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنَا سُعَدَاءَ، فَأَثْبِتْنَا، فَإِنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ.

3642 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} .

3643 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا هَمَّامٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، فِي قَوْلِهِ (تعالى) : {يمحوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) } ، قَالَ: §يَمْحُو اللَّهُ (عز وجل) مَا يَشَاءُ مِنَ الْأَشْيَاءِ مِنَ الأصل وَيَزِيدُ فِيهِ مَا يَشَاءُ. قُلْتُ لَهُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: أَبُو صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (151) وَحَدِيثُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه، فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ أَنَّ قرءانا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أو قطعت} يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ.

سورة الحجر

(16 - سُورَةُ الْحِجْرِ)

3644 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْبَكْرِيُّ، ثنا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، فِي قَوْلِهِ: {§لَعَمْرُكَ} قَالَ: وَحَيَاتِكَ.

3645 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهمَا، قَالَ: مَا خلق الله (عز وجل) ، §وَمَا ذَرَأَ مِنْ نَفْسٍ أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا سَمِعْتُ اللَّهَ (تبارك وتعالى) أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ إِلَّا بِحَيَاتِهِ، (فَقَالَ) : {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (72) } .

سورة النحل

(17 - سُورَةُ النَّحْلِ)

3646 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بَعَثَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، إِلَى بِئْرِ الْمُشْرِكِينِ يَسْتَقِي مِنْهَا، وَحَوْلَهَا ثَلَاثُ صُفُوفٍ يَحْرُسُونَهَا، فَاسْتَقَى فِي قِرْبَةٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى أَتَى الصَّفَّ الْأَوَّلَ فَأَخَذُوهُ، فَقَالَ: دَعُونِي فَإِنَّمَا أَسْتَقِي لِأَصْحَابِكُمْ فَتَرَكُوهُ، ثُمَّ عَادَ الثَّانِيَةَ فَأَخَذُوهُ فَفَعَلُوا بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَرَكُوهُ، فَذَهَبَ فَعَادَ فَأَخَذُوهُ فَفَعَلُوا بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَرَادُوهُ عَلَى أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْكُفْرِ، بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَيْلَ فَاسْتَنْقَذُوهُ، فَأُنْزِلَتْ فيه هَذِهِ الْآيَةُ: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} .

3647 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنِي فِرَاسٌ (عَنْ) عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَرَأَ §إِنَّ مُعَاذًا كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ (حَنِيفًا) ، فَقَالَ فَرْوَةُ بْنُ نَوْفَلٍ: نَسِيَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: مَا نَسِيتُ إِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيمَ. وَسُئِلَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ الْأُمَّةِ قَالَ: مُعَلِّمُ الْخَيْرِ، وَسُئِلَ عَنِ الْقَانِتِ قَالَ: الْمُطِيعُ لِلَّهِ (تعالى) وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

3648 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: / حدثنا (سريح) بْنُ يُونُسَ، ثنا مَرْوَانُ ابن مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ) بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله §زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بما كانوا يفسدون (88) } ، قَالَ: زِيدُوا عَقَارِبَ أَنْيَابُهَا كالنحل الطِّوَالِ. صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.

3649 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سريح، (ثنا) إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما، فِي قَوْلِهِ (تَعَالَى) : {§زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ} ، قَالَ: خَمْسَةَ أَنْهَارٍ يُعَذَّبُونَ بِبَعْضِهَا فِي اللَّيْلِ، وَبِبَعْضِهَا فِي النَّهَارِ.

سورة الإسراء

<§tit/2> [من كتاب التفسير] (18 - سُورَةُ الْإِسْرَاءِ)

3650 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حسين بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا الْفُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا الْحَرْفَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §وَوَصَّى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ فَلَصِقَتْ إِحْدَى الْوَاوَيْنِ بِالْأُخْرَى. فَقَرَأَ لَنَا: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} وَلَوْ نَزَلَتْ عَلَى الْقَضَاءِ مَا أَشْرَكَ بِهِ أَحَدٌ. فَكَانَ مَيْمُونٌ يَقُولُ: إِنَّ عَلَى تَفْسِيرِهِ لَنُورًا. قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} .

3651 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَامِرٍ فِي قَوْلِهِ عز وجل: {§وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} قَالَ: يَدُهُ، وَعَصَاهُ، وَالسِّنِينُ، وَالطُّوفَانُ، وَالْجَرَادُ، وَالْقُمَّلُ، وَالضَّفَادِعُ، وَالدَّمُ، وَنَقْصٌ مِنَ الثَّمَرَاتِ.

3652 - وَقَالَ أَحْمَدُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، وَعِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} قَالَ: السِّنَينُ: حَبَسَ عَنْهُمُ الْمَطَرَ، وَنَقَصَ مِنَ الثَّمَرَاتِ، وَالطُّوفَانُ، وَالْجَرَادُ، وَالْقُمَّلُ، وَالضَّفَادِعُ، وَالدَّمُ، وَعَصَاهُ، وَيَدُهُ.

3653 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ - عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ: §كَانُوا يَجْهَرُونَ بِالدُّعَاءِ. اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ أُمِرُوا أَنْ لا يَتَخَافَتُوا، وَلَا يَجْهَرُوا. (152) وَحَدِيثُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، رَضِيَ الله عَنْه، فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِاْلأَيَتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} الْآيَاتُ الثَّلَاثُ. يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الشُّعَرَاءِ.

سورة الكهف

(19 - سُورَةُ الْكَهْفِ)

3654 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا أَبُو قُرَّةَ الْأَسَدِيُّ. ثُمَّ الصَّيْدَاوِيُّ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ. قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ §مَنْ قَالَ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ، كَانَ لَهُ نوراً مِنْ عَدَنَ أَبْيَنَ إِلَى مَكَّةَ، حَشْوُهُ الْمَلَائِكَةُ ".

3655 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عِيسَى بْنُ عَوْنٍ، حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زُرَارَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً مِنْ أَهْلٍ، أَوْ مَالٍ، أَوْ وَلَدٍ، فَيَقُولُ: §مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَيَرَى فِيهِ آفَةً دُونَ الْمَوْتِ. وَكَانَ يَتَأَوَّلُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} .

3655 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ الْعَطَّارُ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَنْ رَأَى شَيْئًا " فَأَعْجَبَهُ فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. لَمْ يَضُرَّهْ. (153) حَدِيثٌ فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا} مَضَى فِي الْأَنْعَامِ.

3656 -[1، 2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهمَا قال: §رأى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّمْسَ حِينَ غَرَبَتْ، فَقَالَ: " فِي نَارِ اللَّهِ الْحَامِيَةِ لَوْلَا مَا يَزَعُهَا مِنْ أمر الله عز وجل لَأَهْلَكَتْ مَا عَلَى الْأَرْضِ -[35]- ". 3656 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا يَزِيدُ بِهِ.

3657 - حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ فِي تَفْسِيرِ ابْنِ جُرَيْجٍ: {وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا} قَالَ: مَدِينَةً لَهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ بَابٍ، لَوْلَا أَصْوَاتُ أَهْلِهَا لَسَمِعَ النَّاسُ دَوِيَّ الشَّمْسِ حِينَ تَجِبُ -[38]-. 3658 - فَحَدَّثَ الْحَسَنُ عَنْ سَمُرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §سِتْراً " بِنَاءً. لم يُبْنَ فِيهَا بِنَاءٌ قَطُّ. وَلَمْ يُبْنَ عَلَيْهِمْ فِيهَا بِنَاءٌ قَطُّ. كانوا إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ دَخَلُوا أَسْرَابًا لَهُمْ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ.

سورة طه

(20 - سُورَةُ طه)

3659 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا بِشْرٌ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ النعمان بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §إِنَّ الْمَعِيشَةَ الضَّنْكَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ تعالى هِيَ عَذَابُ الْقَبْرِ -[46]-. 3660 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: إِنَّ أَبَا السَّمْحِ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ نَحْوَهُ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ.

3661 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما في قوله تعالى {§طَهْ} [طه: 1] ، أَيْ: طَأْ يَا رَجُلُ وَهِيَ بِالنَّبَطِيَّةِ.

3662 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: " كَانَ - أَيِ §الْعِجْلُ - إِذَا خَارَ سَجَدُوا، وَإِذَا سَكَتَ رَفَعُوا رؤوسهم ".

3663 - وحدثنا يَزِيدُ، ثنا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§خُوَارٌ} [الأعراف: 148] قَالَ: خَارَ خَوْرَةً، لَمْ يُثَنِّ أَلَمْ تَرَ أن الله عز وجل قَالَ: {أَلَّا يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} ، وَقَالَ جل وعلا: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا} .

3664 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، هو ابن قُسَيْطٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: نَزَلَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيْفٌ، فَبَعَثَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَهُودِيٍّ فَقَالَ: قُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ: §بِعْنَا أَوْ أَسْلِفْنَا إِلَى رَجَبٍ. فَقُلْتُ لَهُ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَبِيعُهُ وَلَا أُسْلِفُهُ إِلَّا بِرَهْنٍ فَرَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهُ لَوْ بَاعَنِي أَوْ أَسْلَفَنِي لَقَضَيْتُهُ. إِنِّي أَمِينٌ فِي السَّمَاءِ. أَمِينٌ فِي الْأَرْضِ. اذْهَبْ بِدِرْعِي الْحَدِيدِ. فَذَهَبْتُ بِهَا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَعْزِيَةً لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} .

سورة الحج

(21 - سُورَةُ الْحَجِّ)

3665 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَكِيعٌ، ثنا سُفْيَانُ عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: §مَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْءٌ، وَإِنْ هَمَّ بِعَدَنَ أَبْيَنَ أَنْ يَقْتُلَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَذَاقَهُ اللَّهُ عز وجل مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. ثُمَّ قَرَأَ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} الْآيَةَ. مَوْقُوفٌ قَوِيُّ الْإِسْنَادِ.

3666 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عمرو رَضِيَ الله عَنْهما يَضْرِبُ قُبَّتَيْنِ، قُبَّةً فِي الْحِلِّ، وَقُبَّةً فِي الحرم، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ كُنْتَ مَعَ ابْنِ عَمِّكَ وَأَهْلِكَ؟ فَقَالَ: " إِنَّ مَكَّةَ بَكَّةُ. وَإِنَّا أُنْبِئْنَا أَنَّ §مِنَ الْإِلْحَادِ فِيهَا: كَلَّا وَاللَّهِ وَبَلَى وَاللَّهِ ". هَذَا مَوْقُوفٌ صَحِيحٌ. (154) قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: " لِيَنْزِلِ الْبَادِي حَيْثُ شَاءَ " تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْحَجِّ.

3667 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْهُ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَهْلِ دِينٍ كُنْتُ مَعَهُمْ. فَذَكَرَ مِنْ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامِهِمْ، وَعِبَادَتِهِمْ، §فَنَزَلَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَءَامَنْوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ} . . إلى قَوْلِهِ: {شَهِيدٌ} .

سورة قد أفلح المؤمنون

(22 - سُورَةُ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)

3668 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ الضَّبِّيُّ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه: §كُنْتُ أَكْتُبُ هَذِهِ الْآيَةَ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يملها {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} . . حَتَّى بَلَغَ: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًاءَاخَرَ} فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ لَهُ: لَمْ ضَحِكْتَ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ خُتِمَتْ بِمَا تَقُولُ: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} . جَابِرٌ: هُوَ الْجُعْفِيُّ ضَعِيفٌ.

3669 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا} . قَالَ: " الْقَضَاءُ ".

سورة النور

(23 - سُورَةُ النُّورِ)

3670 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيُّ، ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ، وَعَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَجَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زُفَرَ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْمُهَاجِرِينَ: لَقَدْ طَلَبْتُ هَذِهِ الْآيَةَ عُمْرِي فَمَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا، قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا} . وَإِنِّي لَأَسْتَأْذِنُ عَلَى بَعْضِ إِخْوَانِي فَيُقَالُ لِي: ارْجِعْ، فَأَرْجِعْ وَأَنَا قَرِيرُ الْعَيْنِ.

3671 - حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عمران الْأَخْنَسِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا} يَقُولُ: قِطَعًا: يَجْعَلُ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ، {فَتَرَى الْوَدْقَ} - يَعْنِي الْمَطَرَ - {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} : مِنْ بَيْنِهِ.

3672 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا الزُّهْرِيُّ، ثنا عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: خَرَجْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ الْأَنْصَارِيَّةُ رَضِيَ الله عَنْها لِحَاجَةٍ لَنَا فَعَثَرَتْ فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ. فَقُلْتُ: بِئْسَ مَا قُلْتِ لِرَجُلٍ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. §فَلَمَّا نَزَلَتْ بَرَاءَتِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَائِشَةُ أَبْشِرِي " فَقَامَ إِلَيَّ أَبِي وَأُمِّي رَضِيَ الله عَنْهمَا فَقَبَّلُونِي، فَدَفَعْتُ فِي صُدُورِهِمَا، فَقُلْتُ: بِغَيْرِ حَمْدِكُمَا وَلَا حَمْدِ صَاحِبِكُمَا. أحمد الله عز وجل عَلَى مَا عَذَرَنِي وَبَرَّأَنِي وَسَاءَ ظَنُّكُمَا إِذْ لَمْ تَظُنَّا بِأَنْفُسِكُمَا خَيْرًا ... " الْحَدِيثَ.

سورة الفرقان

(24 - سُورَةُ الْفُرْقَانِ)

3673 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: {§حِجْرًا مَحْجُورًا} قَالَ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ إِذَا رَأَتْ شَيْئًا تَكْرَهُهُ، قَالَتَ: حِجْرًا.

سورة الشعراء

(25 - سُورَةُ الشُّعَرَاءِ)

3674 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، أنا قَيْسُ بْنُ الربيع، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ، فِي قَوْلِهِ تعالى: {§فِي الْمَدَائِنِ حَشِرِينَ} قَالَ: الشُّرَطُ.

3675 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §دَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِصْرَ وَهُمْ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ إِنْسَانًا، وَخَرَجُوا مِنْهَا وَهُمْ سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ. فَقَالَ فِرْعَوْنُ: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} .

3676 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ حدثنا سُفْيَانُ، ثنا دَاوُدُ بْنُ شابور، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَرَى مَنْ خَلْفِهِ فِي الصَّلَاةِ كَمَا يَرَى مَنْ بَيْنِ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

3677 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ن صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِيَدِهِ وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنَّمَا تَقْتَحِمُونَ بِالنَّبْلِ.

3678 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، ثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عمر الْأَيْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ عَطَاءٍ، مَوْلَاةِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، قالت: إِنَّهَا سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: لَمَّا نَزَلَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} صَاحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ: §يَا آلَ عَبْدِ مَنَافٍ إِنِّي نَذِيرٌ، فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ، فَحَذَّرَهُمْ، وَأَنْذَرَهُمْ، فَقَالُوا: تزعم أَنَّكَ نَبِيٌّ يُوحَى إِلَيْكَ وَإِنَّ سُلَيْمَانَ عليه الصلاة والسلام سُخِّرَ لَهُ الرِّيحُ وَالْجِبَالُ. وأن موسى عليه الصلاة والسلام سُخِّرَ لَهُ -[93]- الْبَحْرُ، وَإِنَّ عِيسَى عليه السلام كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى، فَادْعُ اللَّهَ تعالى أن سير عَنَّا هَذِهِ الْجِبَالَ، وَيُفَجِّرَ لَنَا أَنْهَارًا فَنَتَّخِذَهَا مخايض، فَنَزْرَعُ وَنَأْكُلُ وَإِلَّا فَادْعُ اللَّهَ عز وجل أَنْ يُحْيِي لَنَا مَوْتَانَا فَنُكَلِّمُهُمْ وَيُكَلِّمُونَا وَإِلَّا فَادْعُ اللَّهَ تعالى أَنْ يُصَيِّرَ لَنَا هَذِهِ الصَّخْرَةَ الَّتِي تَحْتَكَ ذَهَبًا فنحت مِنْهَا وَتُغْنِينَا عَنْ رِحْلَةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. فَإِنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ كَهَيْئَتِهِمْ. فَبَيْنَا نَحْنُ حَوْلَهُ إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[94]- سِمَاتُ الْوَحْيِ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَعْطَانِي مَا سَأَلْتُمْ. وَلَوْ شِئْتُ لَكَانَ، ولكن جل وعلا خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ تَدْخُلُوا فِي بَابِ الرَّحْمَةِ فَيُؤْمِنْ مُؤْمِنُكُمْ. وَبَيْنَ أَنْ يَكِلَكُمْ إِلَى مَا اخْتَرْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَتَضِلُّوا عَنْ بَابِ الرَّحْمَةِ فَلَا يُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ فَاخْتَرْتُ بَابَ الرَّحْمَةِ، فَيُؤْمِنُ مُؤْمِنُكُمْ. وَأَخْبَرَنِي إِنْ أَعْطَاكُمْ ذَلِكَ ثُمَّ كَفَرْتُمْ أَنْ يُعَذِّبَكُمْ عَذَابًا شَدِيدًا لَمْ يُعَذِّبْهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ. فَنَزَلَتْ: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} إِلَى ثَلَاثِ آيَاتٍ. ونزلت: {وَلَوْ أَنَّ قُرْءَاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ} الْآيَةَ.

سورة القصص

26 - سُورَةُ الْقَصَصِ)

3679 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا كَثِيرُ بْنُ قاروند، عَنْ أَبِي جَعْفَرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} قَالَ: مَعَادُهُ: آخِرَتُهُ.

سورة الروم

(27 - سُورَةُ الرُّومِ)

3680 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا الْمُؤَمَّلُ - هُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ -، ثنا إِسْرَائِيلُ، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §لَمَّا نَزَلَتْ: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} الْآيَةَ، لَقِيَ نَاسٌ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالُوا: أَلَا تَرَى إِلَى صَاحِبَكَ يَزْعُمُ أَنَّ الرُّومَ سَتَغْلِبُ فَارِسَ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: [صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالوا: فَهَلْ نُبَايِعُكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه] : فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُهُ إِلَّا تَصْدِيقًا لِلَّهِ تعالى وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. -[105]- قَالَ: فَتَعَرَّضْ لَهُمْ، وَأَعْظِمْ لَهُمُ الْخَطَرَ، وَاجْعَلْهُ إِلَى بِضْعِ سِنِينَ، فَإِنَّهُ إن تَمْضِيَ السِّنُونُ حَتَّى تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ. قَالَ: فَمَرَّ بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: فَهَلْ لَكُمْ فِي الْعَوْدِ؟ فَإِنَّ الْعَوْدَ أَحْمَدُ. قَالُوا: نَعَمْ. فَبَايَعُوهُ، وَأَعْظَمُوا الْخَطَرَ. فَلَمْ تَمْضِ السِّنُونُ حَتَّى ظَهَرَتِ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ، فَأَخَذَ رَضِيَ الله عَنْه الْخَطَرَ وَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا لِلنَّجَائِبِ ".

سورة الم تنزيل السجدة

(28 - سُورَةُ الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ)

3681 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا مُعْتَمِرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: §فُضِّلَتْ سُورَةُ {الم (1) تَنْزِيلُ} ، و {تبارك} عَلَى كُلِّ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ بِسِتِّينَ حَسَنَةً ".

3682 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَقْرَأُ كُلَّ لَيْلَةٍ " تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ ".

سورة الأحزاب

(29 - سُورَةُ الْأَحْزَابِ)

3683 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أخبرنا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ بَجَالَةَ التَّمِيمِيِّ قَالَ: §وَجَدَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه مُصْحَفًا فِي حِجْرِ غُلَامٍ لَهُ، فِيهِ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} - وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ - {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ} فَقَالَ: احْكُكْهَا يَا غُلَامُ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَحُكُّهَا وَهِيَ فِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه. فَانْطَلَقُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ: شَغَلَنِي الْقُرْآنُ، وَشَغَلَكَ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ. إذ تَعْرِضَ رَحَاكَ عَلَى عُنُقِكَ بِبَابِ ابْنِ الْعَجْمَاءِ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ.

3684 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} ، قَالَ: يَوْمَ يَلْقَوْنَ مَلَكَ الْمَوْتِ لَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ يَقْبِضُ رُوحَهُ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ. (155) حَدِيثُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي نُزُولِ قوله تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ} ، يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمَغَازِي، فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع: زاد في (ك) : [حَدِيثُ أُمِّ هَانِئٍ فِي: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} [الأحزاب: 50] يَأْتِي فِي الْمَنَاقِبِ] وسيأتي برقم 4125 (سعد)

3685 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهم فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَءَاذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} ، قَالَ: صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ عليهما الصلاة والسلام ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي " لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى ". وقد تَقَدَّمَ فِي أَخْبَارِ الْأَنْبِيَاءِ عليهم الصلاة والسلام.

3686 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْأَسْلَمِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي الْحَمْرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، كُلَّمَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، أَوْ قَالَ: صَلَاةِ الْفَجْرِ، مَرَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَابِ فَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْها، فَيَقُولُ: §السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} .

3686 -[2] حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَبِي الْحَمْرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: رَابَطْتُ بِالْمَدِينَةِ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ جَاءَ إِلَى بَابِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: الصَّلَاةَ، الصَّلَاةَ. {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} . أَبُو دَاوُدَ هُوَ: نَافِعٌ، فِي الَّذِي قَبْلَهُ.

3686 -[3] وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ السَّبِيعِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَمْرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ. فَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ أَتَى، بَابَ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ رَضِيَ الله عَنْهما، وَهُوَ يَقُولُ: §الصَّلَاةَ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ، {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) الْآيَةَ. أَبُو دَاوُدَ: هُوَ نَافِعٌ، وَقِيلَ: نُفَيْعٌ الْأَعْمَى، كَذَّبَهُ قَتَادَةُ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدًّا. 3687 - وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه بِمَعْنَاهُ.

سورة فاطر

(30 - سُورَةُ فَاطِرٍ)

3688 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدثنا الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ أَبُو شُعَيْبٍ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ صُهْبَانَ الْهُنَائِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} الْآيَةَ. فَقَالَتْ لِي: يَا بُنَيَّ، كُلُّ هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ. §فَأَمَّا السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ فَمَنْ مَضَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَشَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحياة وَالرِّزْقِ. وَأَمَّا الْمُقْتَصِدُ فَمَنِ اتَّبَعَ أَثَرَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى يَلْحَقَ بِهِ. وَأَمَّا الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ فَمِثْلِي وَمِثْلُكَ. قَالَ: فَجَعَلَتْ نَفْسَهَا رَضِيَ الله عَنْها مَعَنَا.

سورة يس

(31 - سُورَةُ يَس)

3689 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قَرَأَ " يَس " فِي لَيْلَةٍ أَصْبَحَ مَغْفُورًا لَهُ ".

3690 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قَرَأَ " يَس " يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ تعالى غُفِرَ لَهُ، وَمَنْ قَرَأَ " يَس " فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، وَمَنْ قَرَأَ " يَس " وَهُوَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ جَاءَ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّةِ بِشَرْبَةٍ مِنْ شَرَابِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَسْقِيَهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ، حَتَّى يَمُوتَ رَيَّانَ، وَيُبْعَثَ رَيَّانَ.

3691 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أنا حُصَيْنٌ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ جَاءَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَتَّهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا بَعْدَ مَا أَرَمَّ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، §يَبْعَثُ هَذَا، ثُمَّ يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ " قَالَ: فَنَزَلَتِ الْآيَاتُ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ يَس: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا حَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ.

3692 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَلِيُّ "، §اقْرَأْ " يس " فَإِنَّ فِي " يس " عَشْرَ بَرَكَاتٍ. مَا قَرَأَهَا جَائِعٌ إِلَّا شَبِعَ، وَلَا ظَمْآنُ، إِلَّا رَوِيَ، وَلَا عَارٍ إِلَّا اكْتَسَى، وَلَا عَزَبٌ إِلَّا تَزَوَّجَ، وَلَا خَائِفٌ إِلَّا أَمِنَ، وَلَا مَسْجُونٌ إِلَّا خَرَجَ، وَلَا مُسَافِرٌ إِلَّا أُعِينَ عَلَى سَفَرِهِ. وَلَا مَنْ ضَلَّتْ ضَالَّتَهُ إِلَّا وَجَدَهَا، وَلَا مَرِيضٌ إِلَّا برأ، وَلَا قُرِئَتْ عِنْدَ مَيِّتٍ إِلَّا خُفِّفَ عَنْهُ.

سورة الصافات

(32 - سُورَةُ الصَّافَّاتِ)

3693 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فِي قَوْلِهِ عز وجل {§احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} ، قَالَ: وَأَشْبَاهَهُمْ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

سورة ص

33 - سُورَةُ ص

3694 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا حَنْظَلَةُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: " §لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زَمَانٌ، وَمَا نَدْرِي مَا وَجْهُ هَذِهِ الْآيَةِ: {يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ} حَتَّى رَأَيْنَا النَّاسَ يُصَلُّونَ الضُّحَى.

3695 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما في قوله جل جلاله: {رخاء حيث أصاب} قال: الرخاء: المطيعة. وأما حيث أصاب: قال: حيث أراد.

3696 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن §عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه سَجَدَ فِي " ص ".

3697 - حدثنا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىءَالِهَتِكُمْ} ، قَالَ: عُقْبَةُ ابن أَبِي مُعَيْطٍ.

3698 - وَبِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ في قوله عز وجل: {§مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} قَالَ: فِي النَّصْرَانِيَّةِ.

3699 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا لَيْثٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ - يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ - عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ الْأَسْوَدِ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ الله عَنْه مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: " إِنَّ رَبِّي أَتَانِي اللَّيْلَةَ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ... " الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَزَادَ فِي آخِرِهِ: " §اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبًّا يُبَلِّغَنِي حُبَّكَ ".

3700 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُرَيْجٌ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ لَيْثِ ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §جَاءَنِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ: يَا محمد، قلت: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: هَلْ تدري فيم يختص الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ . قُلْتُ: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ كَتِفَيَّ. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا فِي صَدْرِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الدَّرَجَاتِ وَالْكَفَّارَاتِ. أَمَّا الدَّرَجَاتُ فَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ، وَنَقْلُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ. وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، وَأَمَّا الْكَفَّارَاتُ فَإِطْعَامُ الطَّعَامِ وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ. قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَمَلَ الْحَسَنَاتِ، وَتَرْكَ السَّيِّئَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتْنَةً وَأَنَا بَيْنَهُمْ فَتَوَفَّنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ.

سورة الزمر

(34 - سُورَةُ الزُّمَرِ)

3701 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، ثنا الْأَغْلَبُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ هُذَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن تفسير (قوله تعالى) {§لَهُ مَقَالِيدُ السماوات وَالْأَرْضِ} قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ قَبْلَكَ، تَفْسِيرُهَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ، وَبِيَدِهِ الْخَيْرُ يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. مَنْ قَالَهَا إِذَا أَصْبَحَ عَشْرَ مَرَّاتٍ أُعْطِيَ عَشْرَ خِصَالٍ: أَمَّا أَوَّلُهُنَّ: فَيُحْرَسُ مِنْ إِبْلِيسَ -[179]- وَجُنُودِهِ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَيُعْطَى قِنْطَارًا مِنَ الْأَجْرِ. وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَتُرْفَعُ لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ. وَأَمَّا الرَّابِعَةُ: فَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ. وَأَمَّا الْخَامِسَةُ: فَيَحْضُرُهَا اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ وَأَمَّا السَّادِسَةُ: فَلَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ قَرَأَ التَّوْرَاةَ، وَالْإِنْجِيلَ، وَالزَّبُورَ، وَالْفُرْقَانَ، وَلَهُ مَعَ هَذَا يَا عُثْمَانُ مِنَ الْأَجْرِ كَمَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ وَقُبِلَتْ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ، وَإِنْ مَاتَ مِنْ يَوْمِهِ طُبِعَ بِطَابَعِ الشُّهَدَاءِ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ.

[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرحمن بْنُ وَاقِدٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْإِفْرِيقِيُّ، حدثنا حَكِيمُ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سُئِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ: مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِنْ كُنُوزِ الْعَرْشِ ... " الْحَدِيثَ.

3702 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ محمد، عن زيد بن أسلم عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ §سأل جبريل عليه الصلاة والسلام عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {وَنُفِخَ فِي الصُّوَرِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السماوات وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} . " مَنِ " الَّذِينَ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَصْعَقَهُمْ؟ قَالَ: هُمُ الشُّهَدَاءُ الْمُتَقَلِّدُونَ أَسْيَافَهُمْ حَوْلَ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْمَحْشَرِ بِنَجَائِبَ مِنْ يَاقُوتٍ نِمَارُهَا أَلْيَنُ مِنَ الْحَرِيرِ، مَدُّ خطاها، مَدُّ أَبْصَارِ الرِّجَالِ، يَسِيرُونَ فِي الْجَنَّةِ، يَقُولُونَ عِنْدَ طُولِ النُّزْهَةِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَنَنْظُرَ كَيْفَ يَقْضِي بَيْنَ خَلْقِهِ، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ إِلَهِي. وَإِذَا ضَحِكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ، فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ. (156) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ حَدِيثٌ فِي: {الَّذِينَ اتَّقُوا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} الْآيَةَ.

سورة فصلت

(35 - سُورَةِ فُصِّلَتْ)

3703 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَامِرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ نِمْرَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: {§إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قَالَ: هُمُ الَّذِينَ لَمْ يشركوا باللهِ عز وجل شَيْئًا.

سورة حم عسق

36 - سُورَةُ حم عسق

3704 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الصَّفِيرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ آيَةً ثُمَّ فَسَّرَهَا، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. قَالَ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} ، ثُمَّ قَالَ: §مَنْ أخذه الله عز وجل بِذَنْبِهِ فِي الدنيا فالله جل وعلا أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ، وَمَا عفا الله تعالى عَنْهُ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ فِي الدُّنْيَا وَيَأْخُذَ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ.

[2] أخبرنا يَزِيدُ ابن أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، -[189]- قَالَ: سَمِعْتُ ذياب بْنَ مُرَّةَ يَقُولُ: بَيْنَمَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه مَعَ أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ، إِذْ قَالَ لَهُمْ: سَمِعْتُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يُبَيِّنْ. ثُمَّ عَطَفَ رَضِيَ الله عَنْه فقال: ألا أَرَاكُمْ؟ ، قَالُوا: مَا كُنَّا نَتَفَرَّقُ حَتَّى تُبَيِّنَ لَنَا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: {§وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} فَمَا عفا الله تعالى عَنْهُ فَلَنْ يَرْجِعَ. وَهِيَ فِي " حم، عسق ".

3705 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: قَرَأْتُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ الطحان قال: هو مَا قَرَأْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ خُثَيْمٍ، عن فضيل بن مرزوق الكوفي، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لما نزلت: {§وَآتِ ذَا الْقُرْبَى} دَعَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة رَضِيَ الله عَنْها وَأَعْطَاهَا فَدَكًا.

3706 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَبْرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: §أَنْتُمُ الْمُؤْمِنُونَ، وَأَنْتُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَإِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ يَدْخُلَ مَنْ تُصِيبُونَ مِنْ فَارِسَ وَالرُّومِ الْجَنَّةَ. إِنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا قُلْتُمْ: أَحْسَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، أَحْسَنْتَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، ويقول الله عز وجل: {وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} .

3707 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا هُشَيْمٌ، ثنا دَاوُدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {قُلْ لَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} فَكَتَبْتُ إِلَى ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، فَكَتَبَ إِلَيَّ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما. إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان §وَاسِطَة النَّسَبِ فِي قُرَيْشٍ، لم يكن بطن مِنْ بُطُونِهِمْ إِلَّا وَقَدْ وَلَدُوهُ، فأنزل الله تعالى {قُلْ لَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ} إلى مَا أَدْعُوكُمْ إليه، إلا أَنْ تَوَدُّونِي لِقَرَابَتِي مِنْكُمْ وَتَحْفَظُونِي لَهَا. صَحِيحٌ. وَفِي الْبُخَارِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما مَعْنَاهُ.

3708 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخُشَنِيُّ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. قَالَ: صَعِدَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه الْمِنْبَرَ. فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفَسِّرُ حم عسق فَوَثَبَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، فقال لنا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §حَم " [الشورى: 1] اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَعَيْنٌ: قَالَ: عَايَنَ الْمُشْرِكُونَ عَذَابَ يَوْمِ بَدْرٍ. قَالَ: فَسِينٌ؟ قَالَ: سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. قَالَ: فَقَافٌ؟ فَجَلَسَ، فَسَكَتَ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ تَعَالَى، هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ مِنْكُمْ؟ فَوَثَبَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ كَمَا قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما. قَالَ: فَقَافٌ؟ قَالَ: قَارِعَةٌ مِنَ السَّمَاءِ تُصِيبُ النَّاسَ.

سورة الزخرف

37 - سُورَةُ الزُّخْرُفِ

3709 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ جُنَادَةَ ابن أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه الْجَابِيَةَ. قَالَ لِمُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا مُعَاذُ. مَا عُرْوَةُ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: قُلْتُ: الْإِخْلَاصُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَالطَّاعَةُ ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ أَجْرَمَ، §مَنِ اعْتَقَدَ لِوَاءً فِي غَيْرِ حَقٍّ، أَوْ عَقَّ والدته، أَوْ مَشَى مَعَ ظَالِمٍ يَنْصُرُهُ. [فَقَدْ أَجْرَمَ، يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} ] .

3710 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: {§وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} قَالَ: نُزُولُ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عليه الصلاة والسلام.

سورة الدخان

38 - سُورَةُ الدُّخَانِ

3711 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بن كعب رَضِيَ الله عَنْهم. قَالَ: " §مَنْ قَرَأَ الدُّخَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ غُفِرَ لَهُ ". 3712 -[211]- وَعَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ مِثْلَهُ.

3713 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَصْرِيُّ، ثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنِي يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وله فِي السَّمَاءِ بَابَانِ، بَابٌ يَدْخُلُ عَمَلُهُ مِنْهُ، وَبَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ عَمَلُهُ وَكَلَامُهُ. فَإِذَا مَاتَ فَقَدَاهُ، وَبَكَيَا عَلَيْهِ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} فَذَكَرَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْمَلُونَ عَلَى الْأَرْضِ عملاً صالحاً تبكي عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَصْعَدْ لَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ كَلَامِهِمْ وَلَا عَمَلِهِمْ كَلَامٌ طَيِّبٌ، وَلَا عَمَلٌ صَالِحٌ فَتَفْقِدَهُمْ فَتَبْكِيَ عَلَيْهِمْ. هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ. وقد أخرج البخاري والترمذي بَعْضَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.

سورة الأحقاف

39 - سُورَةُ الْأَحْقَافِ

3714 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَمَّا كَانَ يَوْمُ عَادٍ حَمَلَتِ الرِّيحُ أَهْلَ الْبَادِيَةِ بِأَمْوَالِهِمْ، وَمَوَاشِيهِمْ، فَلَمَّا رَفَعَتْهُمْ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ قَالُوا: هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا قَالَ: فَأَكَبَّتْ الْبَادِيَةِ " عَلَى الْحَاضِرَةِ ". [2] حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ نَحْوَهُ.

3715 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه الْإِسْلَامَ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ (أَرْسَلَكَ) بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، وَأَنَّ الْيَهُودَ يَجِدُونَكَ عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ مَنْعُوتًا. ثُمَّ قَالَ لَهُ أَرْسِلْ إِلَى نَفَرٍ مِنَ الْيَهُودِ، إِلَى فُلَانٍ، وَفُلَانٍ، فَسَمَّاهُمْ لَهُ. وخبأني فِي بَيْتٍ فَسَلْهُمْ عَنِّي، وَعَنْ وَالِدِي، فَإِنَّهُمْ سَيُخْبِرُونَكَ، وَإِنِّي سَأَخْرُجُ عَلَيْهِمْ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، لَعَلَّهُمْ يُسْلِمُونَ. فَفَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، فَخَبَّأَهُ فِي بَيْتِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى النَّفْرِ الَّذِينَ أَمَرَهُ بِهِمْ، فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ عِنْدَكُمْ؟ وَمَا كَانَ وَالِدُهُ؟ ، فقالوا: سَيِّدُنَا، وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَعَالِمُنَا، وَابْنُ عَالِمِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ أَتُسْلِمُونَ؟ قَالُوا: إِنَّهُ لا يسلم. [فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ أَتُسْلِمُونَ؟ قَالُوا: لَا يُسْلِمُ. قَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟ قَالُوا: لَا يُسْلِمُ] أَبَدًا، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، أَرْسَلَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، وَإِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ مِنْكَ مِثْلَ مَا أَعْلَمُ. فَقَالَتِ الْيَهُودُ لِعَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: مَا كُنَّا نخشاك يا عبدا اللَّهِ عَلَى هَذَا. قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوْحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (9) قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ عَلَى مِثْلِهِ / فَآمَنَ} الْآيَةَ.

سورة القتال

40 - سُورَةُ الْقِتَالِ

3716 -[1] قَالَ الْحَارِثُ ابن أَبِي أُسَامَةَ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا طَلْحَةُ - هُوَ ابْنُ عمرو - عن مجاهد، عَنْ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ: " إِنِّي §لَأَخْرُجَ مِنْكِ، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكِ لَأَخْيَرُ بِلَادِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَكْرَمُهُ عَلَيْهِ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ لَمَا خَرَجْتُ. يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، إِنْ كُنْتُمْ وُلَاةَ هَذَا الْأَمْرِ بَعْدِي فَلَا تَمْنَعُوا طَائِفًا ببيت اللهِ تعالى سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ -[221]- ". 3716 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا طَلْحَةُ، بِهِ.

[3] حدثنا حَسَنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: نا أَبِي، ثنا حَنَشٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ تِلْقَاءَ الْغَارِ، نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ فَقَالَ: §أَنْتِ أَحَبُّ بِلَادِ اللَّهِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ لَمْ أَخْرُجْ مِنْكِ. فَأَعْدَى الْأَعْدَاءِ مَنْ عَدَا على اللهِ تعالى فِي حَرَمِهِ، أَوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أَوْ قَتَلَ بِذَحْلِ الْجَاهِلِيَّةِ قَالَ: فأنزل الله عز وجل عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ} الْآيَةَ.

3717 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سلمة، ثنا وهيب، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يُقْرِئُ شَابًّا، فَقَرَأَ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} فَقَالَ الشَّابُّ: عَلَيْهَا أَقْفَالُهَا حَتَّى يفرجها الله عز وجل. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقْتَ. وَجَاءَهُ ناس من أهل الْيَمَنِ فَسَأَلُوهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَأَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ كِتَابًا، فَكَتَبَ لَهُمْ، فَجَاءَهُمْ بِهِ. فَقَالَ: أَصَبْتَ. وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه يَرَى أَنَّهُ سَيَلِي مِنْ أَمْرِ النَّاسِ شَيْئًا. فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه سَأَلَ عَنِ الشَّابِّ، فَقَالُوا: اسْتُشْهِدَ. فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ الشَّابُّ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقْتَ. فَعَرَفْتُ أن الله عز وجل سَيَهْدِيهِ. وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى بَيْتِ الْمَالِ.

سورة الفتح

41 - سُورَةُ الْفَتْحِ

3718 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً (16) } إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ " قَالَ: فَارِسُ، وَالرُّومُ ".

3719 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي خَلَفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ أبا جمعة جنيد بْنَ سَبْعٍ يَقُولُ: §قَاتَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ النَّهَارِ كَافِرًا. وَقَاتَلْتُ مَعَهُ آخِرَ النَّهَارِ مُسْلِمًا، وَكُنَّا ثَلَاثَةَ رِجَالٍ، وَسَبْعَ نِسْوَةٍ. وَفِينَا نَزَلَتْ: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ} الْآيَةَ. أَبُو خَلَفٍ اسْمُهُ: حُجْرٌ

سورة الحجرات

42 - سُورَةُ الْحُجُرَاتِ

3720 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ رَجُلًا خَاصَمَنِي يُقَالُ لَهُ: سَعْدٌ الْعَنَزِيُّ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَيْسَ بِالَّعَنِزِيِّ وَلَكِنَّهُ الزُّبَيْدِيُّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§قَالَتِ الأَعْرَابُ ءامَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} . فَقَالَ: هُوَ الِاسْتِسْلَامُ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: لَا. بَلْ هُوَ الْإِسْلَامُ.

3721 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابن بَكْرٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقُلْتُ: حَدِّثْنِي بِحَدِيثِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ. قَالَ: نَعَمْ، قُمْ مَعِي. فَقُمْتُ مَعَهُ، حَتَّى دُفِعْتُ إِلَى بَابِ دَارٍ فَأَجْلَسَنِي عَلَى بَابِهَا، ثُمَّ دَخَلَ فَلَبِثَ مَلِيًّا، ثُمَّ دَعَانَا فَأَدْخَلَنَا عَلَى امْرَأَةٍ، فَقَالَ: هَذِهِ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بن شماس رَضِيَ الله عَنْها، فَسَلْهَا عَمَّا بَدَا لَكَ، فَقُلْتُ: حَدِّثِينِي عَنْهُ رَحِمَكِ اللَّهُ قَالَتْ: §لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الْآيَةَ. دَخَلَ بَيْتَهُ، وَأَغْلَقَ بَابَهُ، وَطَفِقَ يَبْكِي، فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: [مَا شَأْنُ ثَابِتٍ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَدْرِي مَا شَأْنُهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ، وَهُوَ يَبْكِي فِيهِ. فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ] : مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. أُنْزِلَ عَلَيْكَ هذه الآية: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2] ، وَأَنَا شَدِيدُ الصَّوْتِ، وَأَخَافُ أَنْ أَكُونَ قَدْ حَبِطَ عَمَلِي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَسْتَ مِنْهُمْ، بَلْ تَعِيشُ بِخَيْرٍ، وَتَمُوتُ بِخَيْرٍ. -[245]- قَالَتْ: ثُمَّ أنزل الله عز وجل عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} ، فَأَغْلَقَ بَابَهُ، وَطَفِقَ يَبْكِي. فَافْتَقَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: ثَابِتٌ مَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا نَدْرِي غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ أَغْلَقَ بَابَهُ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُنْزِلَ عَلَيْكَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ الْجَمَالَ وَأُحِبُّ أَنْ أَسُودَ قَوْمِي. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَسْتَ مِنْهُمْ، بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا، وَتُقْتَلُ شَهِيدًا، وَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ، خَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ قَتْلِهِ، وَوَصِيَّتِهِ وَسَيَأْتِي إِنْ شاء الله تعالى ذَلِكَ فِي مَنَاقِبِهِ رَضِيَ الله عَنْه.

3722 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ وَإِسْحَاقُ جَمِيعًا: حدثنا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ الطُّفَاوِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: أَتَى نَاسٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ كَانَ نَبِيًّا فَنَحْنُ نَشْهَدُ بِهِ، وَإِنْ يَكُنْ مَلِكًا عِشْنَا فِي جَنَابِهِ. فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ. فَأَتَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادُونَهُ مِنْ حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ، يَا مُحَمَّدُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {§إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي فَمَدَّهَا، وَجَعَلَ يَقُولُ: لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ. [2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، ثنا مُعْتَمِرٌ، بِهِ.

3723 - قال إِسْحَاقُ: أنا رَوْحٌ هُوَ ابْنُ عُبَادَةَ ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ أَخْبَرَنِي ثَابِتٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْعَصْرِ فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَكَانَ بَعَثَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ يَأْخُذُ صَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ بَعْدَ الْوَقْعَةِ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِذَلِكَ خَرَجَ مِنْهُمْ قَوْمٌ رُكُوبًا فَقَالُوا: نُفَخِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهْدِيهِ فِي الْبِلَادِ ونحدثه، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مَنَعُوا صَدَقَاتِهِمْ فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ رَجَعَ أَقْبَلُوا عَلَى إِثْرِهِ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ فَصَلُّوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ مِنْ صَلَاةِ الْأُولَى، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالُوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْ غَضَبِهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ [[ذُكِرَ لَنَا أَنَّكَ بَعَثْتَ رَجُلًا يُصَدِّقُ أَمْوَالَنَا، فَسُرِرْنَا بِذَلِكَ، وَقَرَّتْ بِهِ أَعْيُنُنَا، فَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ رَجَعَ، فَخَشِينَا أَنْ يَكُونَ رَدَّهُ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ]] (*) فَمَا زَالُوا يَعْتَذِرُونَ حَتَّى جَاءَهُ الْمُؤَذِّنُ بِصَلَاةِ الْعَصْرِ " فَأَنْزَلَ اللَّهِ تعالى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} الْآيَةَ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

سورة ق

43 - سُورَةُ ق

3724 - قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ، وَهُوَ ابْنُ عَطِيَّةَ، ثنا أَبُو مِجْلَزٍ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه §اسْتَلْقَى فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَوَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى. وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَفْتَرِي عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَقُولُونَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَرَغَ مِنَ الْخَلْقِ يَوْمَ السَّبْتِ، ثُمَّ تَرَوَّحُ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السماوات وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} . فَكَانَ أَقْوَامٌ يَكْرَهُونَ أَنْ يَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى حَتَّى صَنَعَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه.

3725 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} قَالَ: الْبَاسِقَاتُ: الطِّوَالُ. وَالنَّضِيدُ: الْمُتَرَاكِمُ.

3726 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: وَسَأَلْتُهُ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ: {وإدبار النُّجُومِ} ؟ فَقَالَ: §أَدْبَارُ السُّجُودِ: الرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَإِدْبَارُ النُّجُومِ: الرَّكْعَتَانِ قَبْلَ الْغَدَاةِ.

سورة الذاريات

44 - سُورَةُ الذَّارِيَاتِ

3727 -[1] قال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَيُّوبَ - هُوَ السِّخْتِيَانِيُّ - عَنْ مُجَاهِدٍ. فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ} قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: " مَا نَزَلَتْ آيَةٌ كَانَتْ أَشَدَّ عَلَيْنَا مِنْهَا، وَلَا أَعْظَمَ عَلَيْنَا مِنْهَا. قُلْنَا: مَا هَذَا إِلَّا مِنْ سخطة، أو مقت، حَتَّى أُنْزِلَتْ: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} قَالَ: ذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ.

[2] أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا أَيُّوبُ عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه مُعْتَجِرًا بِبُرْدٍ مُشْتَمِلًا فِي خَمِيصَةٍ، قَالَ: §لَمَّا نَزَلَتْ: " فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ "، اشْتَدَّ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَبْقَ مِنَّا أحد إلاَّ أشفق لهلكة، إِذْ أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَوَلَّى عَنْهُمْ، حَتَّى نَزَلَتْ، {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} فَطَابَتْ أَنْفُسُنَا -[267]-. 3727 -[3] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، ثنا أَيُّوبُ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ (أَحْزَنَنَا ذَلِكَ) . فَقُلْنَا: أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَوَلَّى عَنَّا، حَتَّى نَزَلَتْ. . وَالْبَاقِي مِثْلُهُ، وَلَمْ يَقُلْ: فَطَابَتْ أَنْفُسُنَا -[268]-. 3727 -[3] قُلْتُ: رَوَاهُ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ فِي مُسْنَدِهِ. عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، بِهِ وَأَتَمَّ مِنْهُ. وَحَدِيثُ مُجَاهِدٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، عِنْدَ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِهِ لِحَدِيثٍ غَيْرِ هَذَا.

3728 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه ذَعَرَنِي ذَلِكَ ذُعْرًا شَدِيدًا - وَكَانَ سَلُّ السَّيْفِ فِينَا عَظِيمًا - فَجَلَسْتُ فِي بَيْتِي، فكانت حاجة لِي، فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ فَإِذَا أَنَا بِنَفَرٍ فِي ظِلِّ الْقَصْرِ جُلُوسًا نَحْوَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا، وَإِذَا سِلْسِلَةٌ قَدْ عُرِضَتْ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ: لَأَدْخُلَنَّ. فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَمَنَعَنِي الْبَوَّابُ. فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: دَعْهُ، وَيْحَكَ. فَذَهَبْتُ. فَإِذَا أَشْرَافُ النَّاسِ، وَإِذَا وِسَادَةٌ. فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه. رَجُلٌ جَمِيلٌ فِي حُلَّةٍ لَهُ. لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ، وَلَا عِمَامَةٌ. فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، فَلَمْ يُنْكِرْ مِنَ الْقَوْمِ غَيْرِي. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: §سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ. وَلَا تَسْأَلُونِي إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا قُلْتَ حَتَّى أَحْبَبْتَ أَنْ نَقُولَ لَكَ / فَأَسْأَلَكَ؟ فَقَالَ: سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ. فَقَالَ: {والذاريات ذَرْوًا} فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَا تَسْأَلُ عن غير هذي؟ فَقَالَ: أَنَا أَسْأَلُكَ عَمَّا أُرِيدُ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: الرِّيَاحُ. قَالَ: فَمَا {فالحاملات وِقْرًا} قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: السَّحَابُ. قَالَ: فَمَا {فالجاريات يُسْرًا} قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: السُّفُنُ. قَالَ: فَمَا {فالمقسمات أَمْرًا} ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: الْمَلَائِكَةُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَفِيهِ أَنَّ المسؤول عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه -[270]-. 3728 -[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا العباس بن الفضل الْأَزْرَقِ الْعَبْدِيُّ إِمْلَاءً بِبَغْدَادَ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ -[271]-. 3728 -[3] وَقَالَ ابن مَنِيعٍ: حدثنا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي حرب، عن أبي الْأَسْوَدِ ح وَعَنْ رَجُلٍ، عن زاذان قالا: بَيْنَا النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِذْ وَافَقُوا مِنْهُ نَفْسًا طَيِّبَةً. قالوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ: فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الكوَّا الْأَعْوَرُ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي بَكْرِ ابن وَائِلٍ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا الذَّارِيَاتُ ذَرْوًا؟ فَذَكَرَ مِثْلَهُ. وَزَادَ: قَالَ في: {والسماء ذَاتُ الْحُبُكِ} قَالَ: ذَاتُ الْخَلْقِ الْحَسَنِ. وَزَادَ فِيهِ أَيْضًا: وَلَا تَعُدْ لِمِثْلِ هَذَا. لَا تَسْأَلْنِي عَنْ مِثْلِ هَذَا. هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ سَاقَهُ بِطُولِهِ، وَفَرَّقْتُهُ فِي أَبْوَابِهِ.

3729 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا مَسْعَدَةُ بْنُ الْيَسَعِ، ثنا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ الشِّخِّيرِ. قَالَ: §لَمَّا نَزَلَتْ: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} خَرَجَ رِجَالٌ بِأَيْدِيهِمُ الْعِصِيُّ فقالوا: أَيْنَ الَّذِينَ كَلَّفُوا رَبَّنَا حَتَّى حَلَفَ؟

سورة الطور

45 - سُورَةُ الطُّورِ

3730 - قَالَ إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ:. . فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ، قَالَ: §سَلْنِي عَمَّا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ، فَقَالَ: مَا " السَّقْفُ الْمَرْفُوعُ "؟ قَالَ: السَّمَاءُ. قَالَ: فَمَا " الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ "؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه لِأَصْحَابِهِ: مَا تَقُولُونَ؟ قَالُوا: هَذَا الْبَيْتُ: الْكَعْبَةُ. فَقَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ بَيْتٌ فِي السَّمَاءِ بِحِيَالِ الْبَيْتِ الْحَرَامِ، يُقَالُ لَهُ: الضُّرَاحُ حُرْمَتُهُ فِي السَّمَاءِ كَحُرْمَةِ هَذَا فِي الْأَرْضِ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ.

سورة النجم

46 - سُورَةُ النَّجْمِ

3731 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، وهو شاهد: {§الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} . قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: هِيَ النَّظْرَةُ، وَالْغَمْزَةُ، وَالْقُبْلَةُ، وَالْمُبَاشَرَةُ، فَإِذَا مَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَهُوَ الزنا، وَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ.

3732 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه §قَرَأَ النَّجْمَ فَسَجَدَ. ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ سُورَةً أُخْرَى.

3733 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §رَأَيْتُهَا حَتَّى (اسْتَثْبَتُّهَا) ، ثُمَّ حَالَ دُونَهَا فِرَاشُ الذَّهَبِ.

3734 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلَمِ، عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما {§وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} ، قَالَ: كَانُوا يَمُرُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَامِخِينَ. أَلَم تَرَ إِلَى الْفَحْلِ كَيْفَ يَخْطِرُ شَامِخًا.

سورة القمر

47 - سُورَةُ الْقَمَرِ

3735 -[1] قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {§سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} الْآيَةَ. فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أَيُّ جَمْعٍ يُهْزَمُ؟ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَثِبُ فِي الدِّرْعِ. وَيَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} فَعَرَفْتُ أَنَّهُ هُوَ. [2] قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ مِثْلَهُ. هَذَا مُنْقَطِعٌ

3736 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا دَاوُدُ ابن أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَلِيِّ ابن أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما في قوله تعالى: {§اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} " قَالَ رَضِيَ الله عَنْه ": مَضَى انْشِقَاقُ الْقَمَرِ بِمَكَّةَ.

3737 - وَبِهِ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: {§سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} . قَالَ: يَوْمُ بَدْرٍ -[297]-. 3738 - وَفِي قَوْلِهِ تعالى: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} قَالَ: يَوْمُ بَدْرٍ.

سورة الرحمن

48 - سُورَةُ الرَّحْمَنِ (157) تَقَدَّمَ فِي فَضْلِهَا حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْأَدَبِ. فِي بَابِ مَا يَقُولُ إِذَا هَرَّ عَلَيْهِ الْكَلْبُ.

3739 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أبو نصر. قالا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، كَانَ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {§وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ. قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ / صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: هَذَا إذا تاب. اه.

3740 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خيثمة عن يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: فَقَرَأَ عَلَيْنَا هَذِهِ الْآيَةَ: {§وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ. قُلْتُ: إِنَّ النَّاسَ لَا يقرؤنها هَكَذَا؟ فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ، وَقَالَ: هَكَذَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

3741 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: {§حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} قَالَ: الدُّرُّ الْمُجَوَّفُ.

49 - سُورَةُ الْوَاقِعَةِ

سورة الواقعة

3742 -[1] قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، ثنا شُجَاعٌ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قَرَأَ َ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ " أَبَدًا، فَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه يَأْمُرُ بَنَاتَهَ بِقِرَاءَتِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حدثنا إِسْحَاقُ ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ الْعَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، بِهِ.

3743 - حدثنا عَبْدَانُ، ثنا نُوحٌ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ قَتَادَةَ في قوله تعالى: {§وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} قَالَ: الْمَوْزُ.

3744 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا} قَالَ: مِنْهُنَّ الثَّيِّبُ، وَغَيْرُ الثَّيِّبِ.

3745 -[1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ وَمُسَدَّدٌ جَمِيعًا: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {§ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ} قَالَ: كِلْتَاهُمَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ. رَوَاهُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا -[318]-. 3745 -[2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا خَاقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَهْتَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صَهْبَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ.

سورة الحديد، وسورة المجادلة

50 - سُورَةُ الْحَدِيدِ، وَسُورَةِ الْمُجَادَلَةِ

3746 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدٌ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §لَمَّا نَزَلَتْ {أَلَم يَأْنِ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} . أَقْبَلَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ: أَيُّ شَيْءٍ أَحْدَثْنَا؟ أَيُّ شَيْءٍ صَنَعْنَا؟

3747 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثِ ابن أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عَلِي رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّ §فِي كتاب الله تعالى الآية مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ قبلي، ولا عمل بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي: آيَةُ النجوى: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. قَالَ: كَانَ عِنْدِي دِينَارٌ بِعْتُهُ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ، فَنَاجَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُنْتُ كُلَّمَا نَاجَيْتُهُ قَدَّمْتُ بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَايَ دِرْهَمًا، ثُمَّ نُسِخَتْ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهَا أَحَدٌ. فَنَزَلَتْ: {ءأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ. .} إِلَى آخِرِ الْآيَةِ -[323]-. [2] رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ لَيْثٍ بِهِ. قُلْتُ: رَوَاهُ التِّرْمِذِي مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.

سورة الحشر

51 - سُورَةُ الْحَشْرِ

3748 - قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §كَانَ رَاهِبٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ، وَإِنَّ امْرَأَةً كَانَ لَهَا إِخْوَةٌ، فَعَرَضَ لَهَا شَيْءٌ. فَأَتَوْهُ بِهَا، فَزَيَّنَتْ لَهُ نَفْسَهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَتْ، فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ: اقْتُلْهَا، فَإِنَّهُمْ إِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ افْتَضَحْتَ، فَقَتَلَهَا، وَدَفَنَهَا. فجاؤوه فَأَخَذُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ بِهِ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ، فَقَالَ: أَنَا الَّذِي زَيَّنْتُ لَكَ فَاسْجُدْ لِي سَجْدَةً أُنَجِّكَ، فَسَجَدَ لَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} .

3749 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيُّ. قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَبَرَ صَائِمًا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، يَمْشِي فَلَا يَجِدُ مَا يُفْطِرُ عَلَيْهِ، فَيُصْبِحُ صَائِمًا، حَتَّى فَطِنَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي أَجِيءُ اللَّيْلَةَ بِضَيْفٍ لِي، فَإِذَا وَضَعْتُمْ طَعَامَكُمْ فَلْيَقُمْ بَعْضُكُمْ إِلَى السِّرَاجِ كَأَنَّهُ يُصْلِحُهُ فليطفه. . ثُمَّ اضْرِبُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى الطَّعَامِ / كَأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ، فَلَا تَأْكُلُوا حَتَّى يَشْبَعَ ضَيْفُنَا. فَلَمَّا أمسى ذهب به، فَوَضَعُوا طَعَامَهُمْ، فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى السِّرَاجِ كَأَنَّهَا تَصْلِحُهُ فَأَطْفَأَتْهُ. ثُمَّ جَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ فِي الطَّعَامِ كَأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ وَلَا يَأْكُلُونَ حَتَّى شَبِعَ ضَيْفُهُمْ، وَإِنَّمَا كَانَ طَعَامُهُمْ ذَلِكَ خُبْزَةً هِيَ قُوتُهُمْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ثَابِتٌ رَضِيَ الله عَنْه غَدَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ثَابِتُ، لَقَدْ §عجب الله تعالى الْبَارِحَةَ مِنْكُمْ. وَمِنْ صَنِيعِكُمْ. قَالَ: فَنَزَلَتْ فِيهِ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} .

3750 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا قَيْسٌ - هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ - عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِأَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه. في قوله تبارك وتعالى: {والسابقون §الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ} قَالَ: مَنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

3751 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا حَفْصٌ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: §رُخِّصَ لَهُمْ فِي قَطْعِ النَّخْلِ، ثُمَّ شُدِّدَ عَلَيْهِمْ فَأَتَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: عَلَيْنَا إِثْمٌ فِيمَا قَطَعْنَا، أَوْ فِيمَا تَرَكْنَا؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} .

سورة الممتحنة

52 - سُورَةُ الْمُمْتَحِنَةِ

3752 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ ابن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} قَالَ: هُوَ النَّوْحُ. هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنُ الْإِسْنَادِ.

3753 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا مِنْدَلٌ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: §أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، وَتَأَخَّرَتِ امْرَأَتُهُ فِي الْمُشْرِكِينِ. فَأَنْزَلَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} . يَقُولُ: إِنْ أَسْلَمَ رَجُلٌ وَأَبَتِ امْرَأَتُهُ، فَلْيَتَزَوَّجْ إِنْ شَاءَ أَرْبَعًا سِوَاهَا.

3754 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عباس رَضِيَ الله عَنْهما: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْتَحِنُ النِّسَاءَ؟ قَالَ: كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا أَتَتْهُ الْمَرْأَةُ، لِتُسْلِمَ، حَلَّفَهَا بِاللَّهِ، مَا خَرَجْتِ بُغْضَ زَوْجِكِ، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ الْتِمَاسَ دُنْيَا، وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ رَغْبَةً فِي أَرْضٍ إِلَى أَرْضٍ. وَبِاللَّهِ مَا خَرَجْتِ إِلَّا حباً لله تعالى. وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

3755 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ: عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ الله عَنْه طَلَّقَ امْرَأَتَهُ قُتَيْلَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَهِيَ أُمُّ أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما فَقَدِمَتْ عَلَيْهِمْ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ. فَأَهْدَتْ إِلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما قُرْطًا، وَأَشْيَاءَ، فَكَرِهَتْ أَنْ تَقْبَلَ مِنْهَا، حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {§لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} لَفْظُ أَبِي دَاوُدَ. وَفِي رِوَايَةِ الْآخَرِ: قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَسَدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ، عَلَى بِنْتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْها بِهَدَايَا، ضِبَابٍ، وَسَمْنٍ، وَأَقِطٍ، فَلَمْ تَقْبَلْ هَدَايَاهَا، وَلَمْ تُدْخِلْهَا بَيْتَهَا، فَسَأَلَتْ لها عائشة رَضِيَ الله عَنْها النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ: فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} الْآيَةَ. فَأَدْخَلَتْهَا مَنْزِلَهَا، وَقَبِلَتْ هَدَايَاهَا.

3756 -[1] حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا أَبُو زُمَيْلٍ، قَالَ: قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: كَتَبَ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ كِتَابًا إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فأطلع الله تعالى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَعَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علياً، والزبير رَضِيَ الله عَنْهما فِي أَثَرِ الْكِتَابِ، فَأَدْرَكَا الْمَرْأَةَ عَلَى بَعِيرٍ، فَاسْتَخْرَجَاهُ مِنْ قُرُونِهَا، فَأَتَيَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَى حَاطِبٍ، فَقَالَ: يَا حَاطِبُ، §أَنْتَ كَتَبْتَ هَذَا الْكِتَابَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لناصح لله تعالى، وَلِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ كُنْتُ غَرِيبًا فِي أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَهْلِي بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، وَخَشِيتُ، فَكَتَبْتُ كِتَابًا لَا يَضُرُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ شَيْئًا، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ مَنْفَعَةً لِأَهْلِي / قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمْكِنِّي مِنْ حَاطِبٍ - فَإِنَّهُ قَدْ كَفَرَ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ما يُدْرِيكَ. لعل الله تعالى اطَّلَعَ عَلَى هَذِهِ الْعِصَابَةِ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ. فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ. فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ " إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ. وَذَكَرَ الْحُمَيْدِي عَنِ الْبُرْقَانِيِّ أَنَّ مُسْلِمًا أَخْرَجَهُ. -[352]- قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَلَمْ يَذْكُرْهُ خَلَفَ، وَلَا أَبُو مَسْعُودٍ. قُلْتُ: أَخْرَجَ مُسْلِمٌ بِهَذَا السَّنَدِ عِدَّةَ أَحَادِيثَ غَيْرَ هَذَا.

سورة المنافقين

53 - سُورَةُ الْمُنَافِقِينَ

3757 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا أَبُو هَارُونَ الْمَدَنِيُّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ ابن سَلُولَ لِأَبِيهِ: وَاللَّهِ §لا تدخل المدينة أَبَدًا، حَتَّى تَقُولَ: رَسُولُ اللَّهِ الْأَعَزُّ وَأَنَا الْأَذَلُّ. قَالَ: وجاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُقْتُلَ أَبِي، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا تَأَمَّلْتُ وَجْهَهُ قَطُّ هَيْبَةً لَهُ، وَلَئِنْ شِئْتَ أَنْ آتِيَكَ بِرَأْسِهِ لاتينَّك بِهِ، فَإِنِّي أَكْرَهُ، أَنْ أَرَى قَاتِلَ أَبِي.

سورة الطلاق

54 - سُورَةُ الطَّلَاقِ

3758 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي عِدَدِ النِّسَاءِ، قَالُوا: قَدْ بَقِيَ عِدَدٌ مِنْ عِدَدِ النِّسَاءِ لَمْ يُذْكَرْنَ: الصِّغَارِ، وَالْكِبَارِ اللَّائِي قَدِ انْقَطَعَ عَنْهُنَّ الْحَيْضُ، وَذَوَاتِ الْحَمْلِ، فأنزل الله تعالى الْآيَةَ الَّتِي فِي سورة النساء الصغرى {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إن ارتبتم فعدتهن ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يضعن حملهن} . [2] أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُهَلْهَلٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي عِدَّةِ الْمُطَلَّقَةِ، وَعِدَّةِ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا، قَالَ أُبَيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

3759 - أنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {§وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} قَالَ: الْفَاحِشَةُ الْمُبَيِّنَةُ أَنْ تَسْفَهَ عَلَى أَهْلِهَا، فَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ حَلَّ لَهُمْ إِخْرَاجُهَا.

سورة التحريم

55 - سُورَةُ التَّحْرِيمِ

3760 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ أَبَانَ، ثنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §لَمَّا حَلَفَ أبو بكر رَضِيَ الله عَنْه أن لا يُنْفِقَ عَلَى مِسْطَحٍ رَضِيَ الله عَنْه، فأنزل الله عز وجل: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} فَأَحَلَّ يَمِينَهُ، وَأَنْفَقَ عَلَيْهِ.

3761 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه في قوله تعالى: {§تَوْبَةً نَصُوحًا} قَالَ: يَتُوبُ مِنَ الذَّنْبِ، ثُمَّ لَا يَعُودُ فِيهِ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

3762 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هُدْبَةُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قَالَا: ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ حَدِيثًا. قَالَ: وَبِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ §فِرْعَوْنَ أَوْتَدَ لِامْرَأَتِهِ أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ فِي يديها ورجليها، فكان إِذَا تَفَرَّقُوا عَنْهَا أَطْلَقَتْهَا الْمَلَائِكَةُ. فَقَالَتْ: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} ، قَالَ: فَكَشَفَ لَهَا عَنْ بَيْتِهَا فِي الْجَنَّةِ. صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

سورة تبارك

56 - سُورَةُ تَبَارَكَ (158) فِيهَا حَدِيثٌ فِي تَفْسِيرِ {الم تَنْزِيلُ} السَّجْدَةَ

3763 -[1] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، ثنا أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما. قَالَ لِرَجُلٍ: أَلَا أُطْرِفُكَ بِحَدِيثٍ تَفْرَحُ بِهِ؟ قَالَ: بَلَى يَا أَبَا عَبَّاسٍ يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اقْرَأْ §تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ، فَاحْفَظْهَا، وَعَلِّمْهَا أَهْلَكَ، وَجَمِيعَ وَلَدِكَ وَصِبْيَانَ بَيْتِكَ، وَجِيرَانَكَ، فَإِنَّهَا الْمُنْجِيَةُ، وَهِيَ الْمُجَادِلَةُ. تُجَادِلُ وَتُخَاصِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّهَا لِقَارِئِهَا، وَتَطْلُبُ إِلَى رَبِّهَا أَنْ يُنَجِّيَهُ مِنَ النَّارِ إِذَا كَانَتْ فِي جَوْفِهِ، وينجي الله تعالى بِهَا صَاحِبَهَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. قَالَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَدِدْتُ أَنَّهَا فِي قَلْبِ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْ أمتي " ورواه الترمذي مُخْتَصَرًا -[372]-. [2] وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ مُقْتَصِرًا عَلَى الْمَرْفُوعِ لَكِنْ قَالَ: يَعْنِي يَس. وَقَالَ: " لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ ".

سورة ن

57 - سُورَةُ ن

3764 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ رَوْحُ بْنُ جُنَاحٍ، (عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ) ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبي موسى رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {§يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قَالَ: نُورٍ عَظِيمٍ، يَخِرُّونَ لَهُ سُجَّدًا. [[وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرِي فِي التَّفْسِيرِ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ]] (*)

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

سورة الحاقة

58 - سُورَةُ الْحَاقَّةِ

3765 - قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا عِمْرَانُ أَبُو الْهُذَيْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ} الْآيَةَ. قَالَ: هُوَ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَحْمِلُونَهُ عَلَى أَكْتَافِهِمْ. لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ [وُجُوهٍ. وَجْهُ ثَوْرٍ، وَوَجْهُ أَسَدٍ، وَوَجْهُ نَسْرٍ، وَوَجْهُ إِنْسَانٍ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ] أَجْنِحَةٍ، فَأَمَّا جَنَاحَانِ فَعَلَى وَجْهِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى الْعَرْشِ فَيُصْعَقَ، وَأَمَّا جَنَاحَانِ فَيَنْتَهِضُوا بِهِمَا. لَيْسَ لَهُمْ كَلَامٌ إِلَّا: قَدَّسُوا اللَّهَ الْقَوِيَّ الْعَلِيَّ، قَدْ مَلَأَتْ عَظَمَتُهُ مَا بَيْنَ السماوات وَالْأَرْضِ ". هَذَا مَوْقُوفٌ ضَعِيفُ الْإِسْنَادِ /.

سورة سأل

(59 - سُورَةُ سَأَلَ)

3766 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ في قوله تبارك وتعالى: {§نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} ، قَالَ: لَحْمُ السَّاقَيْنِ.

سورة الجن

60 - سُورَةُ الْجِنِّ

3767 -[1] قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ غَيْلَانَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: حُدِّثْتُ أَنَّكَ كُنْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ. فَقَالَ: أَجَلْ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ، يَعْنِي نَحْوَ حَدِيثِ عَلْقَمَةَ. وَقَالَ: §خَطَّ عَلَيَّ خَطًّا، وَقَالَ: لَا تَبْرَحْ. فَلَمَّا جَاءَ قَالَ لِي: لَوْ خَرَجْتَ مِنَ الْخَطِّ لَمْ آمَنْ أَنْ يَتَخَطَّفَكَ بَعْضُهُمْ. وَقَالَ: إِنَّ الْجِنَّ تَشَاجَرُوا فِي قَتِيلٍ بَيْنَهُمْ فَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ. وَقَالَ: رَأَيْتُهُمْ مُسْتَثْفِرِينَ بِثِيَابِ بَعْضٍ. وَقَالَ: هُمْ جِنُّ نَصِيبِينَ سَأَلُوهُ الزَّادَ.

[2] أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَانْطَلَقَ بِي مَعَهُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَرَازِ، ثُمَّ خَطَّ لِي خُطَّةً، فَقَالَ: لَا تَبْرَحْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ، فَمَا جَاءَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ السَّحَرُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أُرْسِلْتُ إِلَى الْجِنِّ. فَقُلْتُ: فَمَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ الَّتِي أسمعها. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيَ أَصْوَاتُهُمْ حِينَ وَدَّعُونِي، وَسَلَّمُوا عَلَيَّ.

سورة المزمل

61 - سُورَةُ الْمُزَّمِّلِ

3768 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} ، قَالَ: بَيِّنْهُ بَيَانًا.

3769 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ: إِنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: {§إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَصْوَبُ قِيلًا} ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّمَا نَقْرَؤُهَا: {وَأَقُومُ قِيلًا} ، فَقَالَ إِنَّ: أَقْوَمَ، وَأَصْوَبَ، وَأَهْيَأَ، وَأَشْبَاهَ هَذَا وَاحِدٌ.

3770 - حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ، ثنا عبد الأعلى، ثنا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §لَمَّا نَزَلَتْ: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} لَمْ يَكُنْ إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ.

سورة المدثر

62 - سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ

3771 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، ثنا سَيْفٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: بَيْنَمَا ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما جَالِسًا فِي حَوْضِ زَمْزَمَ، وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ {§وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} فَسَكَتَ رَضِيَ الله عَنْه، فَلَمَّا ثَوَّبَ الْمُؤَذِّنُ، أَوْ نَادَى الْمُنَادِي، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه أَيْنَ السَّائِلُ عن: الليل إذا أَدْبَرَ قَالَ: قَدْ دَبَرَ اللَّيْلُ.

3772 - وقال إِسْحَاقُ: أنا النصر بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا ابْنُ صَمْعَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ حَبِيبَةَ أَوْ أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: كُنَّا فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §مَا مِنْ مُسْلِمَيْنَ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ أَطْفَالٌ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا جِيءَ بِهِمْ حَتَّى يُوقَفُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} فَعَقَّبَ قَالَ: نَفَعَتِ الآباء شفاعة أولادهم.

سورة المرسلات

63 - سُورَةُ الْمُرْسَلَاتِ

3773 - قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: {§فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا} : الرِّيَاحُ ذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.

3774 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الْأَخْنَسِيُّ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا الْكَلْبِيُّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {§وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} . قَالَ رَضِيَ الله عَنْه الْمُعْصِرَاتُ: الرِّيَاحُ. مَاءً ثَجَّاجًا قَالَ: مُنْصَبًّا.

سورة النبأ

64 - سُورَةُ النَّبَأِ

3775 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا مَرْوَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} . قَالَ: الْحِقْبُ: أَلْفُ شَهْرٍ، وَالشَّهْرُ ثَلَاثُونَ يَوْمًا، وَالسَّنَةُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ يَوْمًا، وَالْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، وَالْحِقْبُ: ثلاثون ألف أَلْفَ سَنَةٍ.

سورة التكوير

65 - سُورَةُ التَّكْوِيرِ

3776 - قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ قَالَ: §فَمَا {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} ؟ قَالَ: الكواكب. يعني: علياً رَضِيَ الله عَنْه. ذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.

3777 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه - وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ - وَهُوَ يَقُولُ: {§وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} ، قَالَ: تَزْوِيجُهَا أَنْ يُؤَلَّفَ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى شَبَهِهِمْ.

سورة إذا السماء انشقت

66 - سُورَةُ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ

3778 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو رَافِعٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه الْعِشَاءَ، §فَقَرَأَ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ فِيهَا.

3779 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا هُشَيْمٌ، ثنا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما: {§لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ} قَالَ: يَعْنِي نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: حَالًا بَعْدَ حَالٍ.

سورة البلد

67 - سُورَةُ الْبَلَدِ

3780 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: {§أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} ، يَعْنِي: بِفَتْحِ السِّينِ مِنْ يَحْسَبُ.

سورة الضحى

68 - سُورَةُ الضُّحَى

3781 - قَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا حَفْصُ بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ الْأَعْوَرُ، حَدَّثَتْنِي أُمِّي، عَنْ أُمِّهَا وَكَانَتْ خَادِمَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إِنَّ جَرْوًا دَخَلَ بَيْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ تَحْتَ السَّرِيرِ فَمَاتَ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ لَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خَوْلَةُ، §مَا حَدَثَ فِي بَيْتِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ جبريل عليه الصلاة والسلام لَا يَأْتِينِي. فَمَا حَدَثَ فِي بَيْتِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت رَضِيَ الله عَنْها: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا أَتَى عَلَيْنَا يَوْمٌ خَيْرٌ منا اليوم. قالت فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُرْدَيْهِ، فَلَبِسَهُمَا، وَخَرَجَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَوْ هَيَّأْتُ الْبَيْتَ، وَكَنَسْتُهُ. فَأَهْوَيْتُ بِالْمَكْنَسَةِ تَحْتَ السَّرِيرِ، فَإِذَا بِشَيْءٍ ثَقِيلٍ، فَلَمْ -[438]- أَزَلْ أهيِّه حَتَّى بَدَا لِي الْجَرْوُ مَيِّتًا، فَأَخَذْتُهُ بِيَدِي، فَأَلْقَيْتُهُ خَلْفَ الدَّارِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرْعَدُ لِحْيَتُهُ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ اسْتَبْطَنَتْهُ الرِّعْدَةُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خَوْلَةُ، دَثِّرِينِي، فأنزل الله عز وجل عَلَيْهِ: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} - إِلَى قَوْلِهِ - {فَتَرْضَى} ، فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمِهِ فَوَضَعْتُ لَهُ مَاءً، فَتَطَهَّرَ، وَلَبِسَ بُرْدَيْهِ.

سورة إذا زلزلت

69 - سُورَةُ إِذَا زُلْزِلَتْ

3782 -[1] قال إسحاق: أخبرنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الْوَاسِطِيُّ، أنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ قَالَ: بَيْنَمَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه يَتَغَدَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {§فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} فَأَمْسَكَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّ مَا عَمِلْنَاهُ مِنْ سُوءٍ رَأَيْنَاهُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا تَرَوْنَ مِمَّا تَكْرَهُونَ فَذَلِكَ مِمَّا تُجْزَوْنَ بِهِ، وَيُؤَخَّرُ الْخَيْرُ لِأَهْلِهِ فِي الْآخِرَةِ. [2] أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِمَعْنَاهُ فِي سُؤَالِهِ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ ابن أَبِي زُهَيْرٍ -[441]- الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْهُ. [3] وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بَعْضَهُ مِنْ طَرِيقِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ. وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، وَالطَّرِيقُ الَّتِي سُقْنَاهَا صَحِيحَةٌ، إِنْ كَانَ أَبُو أَسْمَاءَ سَمِعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ.

سورة الماعون

70 - سُورَةُ الْمَاعُونِ

3783 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا جِدًّا فِيهِ: " §وَمَنْ مَنَعَ الْمَاعُونَ جَارَهُ إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ منعه الله تعالى فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ هَلَكَ آخِرَ مَا عَلَيْهِ، وَلَا يُقْبَلُ لَهُ عُذْرٌ ".

باب فضل {قل يا أيها الكافرون} وما بعدها. . إلى آخر القرآن

71 - بَابُ فَضْلِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَمَا بَعْدَهَا. . إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ

3784 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ الْقُدَيْدِيُّ، ثنا أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابن أَبِي خَالِدٍ الرِّفَاعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ. قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَتُحِبُّ يَا جُبَيْرُ إِذَا خَرَجْتَ سَفَرًا أَنْ تَكُونَ مِنْ أَمْثَلِ أَصْحَابِكَ هَيْئَةً، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاقْرَأْ هَذِهِ السُّوَرَ الْخَمْسَ: {قُلْ يَا أيها الكافرون} ، و {إذا جَاءَ نَصْرُ الله والفتح} ، و {قل هُوَ الله أحد} ، و {قل أَعُوذُ برب الفلق} ، و {قل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، وَافْتَتِحْ كُلَّ سُورَةٍ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ واختم قراءتك بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قَالَ جُبَيْرٌ رَضِيَ الله عَنْه: وَكُنْتُ غَنِيًّا كَثِيرَ الْمَالِ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فِي سَفَرٍ، فَأَكُونُ مِنْ أَبَذِّهِمْ هَيْئَةً، وَأَقَلِّهِمْ زَادًا، فَمَا زِلْتُ مُنْذُ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَرَأْتُ بِهِنَّ، أَكُونُ مِنْ أَحْسَنِهِمْ هَيْئَةً، وَأَكْثَرِهِمْ زَادًا حَتَّى أَرْجِعَ مِنْ سَفَرِي.

3785 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا الْجُرَيْرِيُّ، ثنا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ - هُوَ فِيهِمْ - عَنْ رَجُلٍ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً يَقُولُ: " §نعم السورتان قرأتهما فِي الرَّكْعَتَيْنِ: الْأَحَدُ الصَّمَدُ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ.

3786 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا جُبَارَةُ، ثنا الْحَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مَيْمُونٍ، قَالَ: إِنَّ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَلِمَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنَ الإشراك باللهِ تبارك وتعالى. . تقرأون {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عِنْدَ مَنَامِكُمْ.

سورة إذا جاء نصر الله والفتح

72 - سُورَةُ إِذَا جَاءَ نصر الله والفتح

3787 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: §هَذِهِ السُّورَةَ نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمِنًى. وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} / حَتَّى خَتَمَهَا. فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ الْوَدَاعُ. الْحَدِيثَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ حُرْمَةِ مَكَّةَ. [2] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِطُولِهِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ - هُوَ ابْنُ حَرْبٍ - ثنا بُهْلُولٌ - هُوَ ابْنُ مُوَرِّقٍ - ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما بِطُولِهِ.

سورة تبت

73 - سُورَةُ تَبَّتْ

3788 -[1] قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا الْوَلِيدُ - هُوَ ابْنُ كَثِيرٍ - عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بكر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: §لَمَّا نَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ، أُمُّ جَمِيلٍ، بِنْتُ حَرْبٍ، وَلَهَا وَلْوَلَةٌ، وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ. وَهَى تَقُولُ: مُذَمَّمًا أَبَيْنَا - وَدِينَهُ قَلَيْنَا - وَأَمْرَهُ عَصَيْنَا. وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ. ثُمَّ قَرَأَ قُرْآنًا. وَمَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَقْبَلَتْ، وأخاف أَنْ تَرَاكَ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي، وَقَرَأَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُرْآنًا اعْتَصَمَ بِهِ، كما قال عز وجل: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} ، فَأَقْبَلَتْ حَتَّى وَقَفَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَلَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ -[463]- صَاحِبَكَ هَجَانِي. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لَا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ، قَالَ: فَوَلَّتْ وَهِيَ تَقُولُ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي ابْنَةُ سَيِّدِهَا. قَالَ: وَقَالَ الْوَلِيدُ فِي حَدِيثِهِ، أَوْ قَالَهُ غَيْرُهُ: فَعَثَرَتْ أُمُّ جَمِيلٍ وَهِيَ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مُذَمَّمٌ، فَقَالَتْ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّي لَحَصَانٌ فَمَا أُكَلِّمُ، ثقاف فَمَا أُعَلَّمُ وَكِلْتَانَا مِنْ بَنِي الْعَمِّ. ثم قريش بعد أَعْلَمُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ، عن أسماء رَضِيَ الله عَنْها بِطُولِهِ.

3789 -[1] حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، ثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: §لَمَّا نَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ، جَاءَتِ امْرَأَةُ أَبِي لَهَبٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا امْرَأَةٌ بذيئة، وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَكَ، فَلَوْ قُمْتَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي، فَجَاءَتْ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا بَكْرٍ. إِنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: مَا يَقُولُ الشِّعْرَ، قَالَتْ: أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ. وَانْصَرَفَتْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ تَرَكَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا زَالَ مَلَكٌ يَسْتُرُنِي بِجَنَاحِهِ -[466]- ". 3789 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قالا: ثنا أبو أَحْمَدُ، بِهِ.

سورة الإخلاص

74 - سُورَةُ الْإِخْلَاصِ

3790 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا مُحَمَّدُ ابن أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى بَنِي عَدِيٍّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. وَمَنْ يُطِيقُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ يَنَامَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ الله أحد} ، و {قل أَعُوذُ برب الفلق} ، و {قل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ.

3791 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَوْ رَجُلٍ من الأنصار رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ".

3791 -[2] حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ الصَّفَّارُ، عَنْ هَارُونَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بن كعب رَضِيَ الله عَنْهما، يرفعه قَالَ: " §مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، وَكُتِبَ لَهُ حَسَنَاتٌ بِعَدَدِ مَنْ آمَنَ وَمَنْ أَشْرَكَ.

3792 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا الْعَلَاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، وَصَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبُوكَ [[وَأَنَّهُ كَانَ " §يُكْثِرُ قِرَاءَةَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ]] (*) .

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

سورة المعوذتين

75 - سُورَةُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ

3793 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، ثنا هَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ قَرَأَ الْمُعَوِّذَاتِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ جَمِيعَ مَا أنزل الله تعالى عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

3794 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا مِغْلَسٌ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §قَرَأَ فِي الصُّبْحِ: {قُلْ أَعُوذُ برب الفلق} و {قل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} /، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْفَلَقُ: جَهَنَّمُ ".

3795 - حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه §يَحُكُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ مِنَ الْمُصْحَفِ، وَيَقُولُ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَعَوَّذَ بِهِمَا. وَلَمْ يَكُنْ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه يَقْرَؤُهُمَا.

كتاب المناقب

40 - كِتَابُ الْمَنَاقِبِ

باب علامات النبوة

1 - بَابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّةِ

3796 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَصَلْتُ الْحَدِيثَ عَنْ عُرْوَةَ - قَالَ: أَوَّلُ رِدَّةٍ فِي الْعَرَبِ رِدَّةُ مُسَيْلِمَةَ بْنِ حَبِيبٍ الْكَذَّابِ، صَاحِبِ الْيَمَامَةِ، وَالْأَسْوَدِ بْنِ كَعْبٍ الْعَنْسِيِّ بِالْيَمَنِ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي §رَأَيْتُ فِيَ ذراعي سوارين من ذهب، فَنَفَخْتُ فِيهِمَا فَطَارَا. فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَ الْيَمَامَةِ، وَكَذَّابَ صَنْعَاءَ ". فِيهِ انْقِطَاعٌ.

3797 - أخبرنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ هُوَ ابْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ الْمَسْجِدَ §يُصَلِّي إِلَى خَشَبَةٍ، فَلَمَّا بَنَى الْمَسْجِدَ، بُنِيَ لَهُ مِحْرَابٌ، فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، فَحَنَّتْ تِلْكَ الْخَشَبَةُ حَنِينَ الْبَعِيرِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَيْهَا فَسَكَنَتْ.

3798 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ، عَنْ أَبِي عائشة، عن يزيد بن عمرو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ. . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. . وَفِيهِ: فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ §كَائِنٌ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا. أَوَّلُهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ وَصَاحِبُ صَنْعَاءَ.

3799 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا هُشَيْمٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُعْطِيتُ فَوَاتِحَ الْكَلَامِ، وَجَوَامِعَهُ وَخَوَاتِمَهُ ". قَالَ: فَقُلْنَا: عَلِّمْنَا مِمَّا علمك الله تعالى، فَعَلَّمَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّشَهُّدَ.

3800 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الصُفَيْرَاءِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَكَانَ لَا يَأْتِي الْبَرَازَ حَتَّى يَغِيبَ فَلَا يُرَى. فَنَزَلْنَا بِأَرْضٍ فَلَاةٍ. لَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلَا عَلَمٌ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا جَابِرُ: §انْطَلِقْ، اجْعَلْ فِي الْإِدَاوَةِ مَاءً، ثُمَّ انْطَلِقْ بِنَا حَتَّى لَا نُرَى. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: فَإِذَا هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَجَرَتَيْنِ بَيْنَهُمَا أَذْرُعٌ. فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ، انْطَلِقْ إِلَى هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ فَقُلْ لَهُمَا: يَأْمُرُكُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَجْتَمِعَا، حَتَّى أَجْلِسَ خَلْفَكُمَا، فَجَاءَتَا، فَجَلَسَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُمَا، ثُمَّ رَجَعَتَا إِلَى مَكَانِهِمَا. قَالَ: وَكُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَلَاةٍ، كَأَنَّمَا عَلَى رؤوسنا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا، فَعَرَضَتْ لَنَا امْرَأَةٌ مَعَهَا صَبِيُّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الصَّبِيُّ يَأْخُذُهُ الشَّيْطَانُ كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ: فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَخَذَ الصَّبِيَّ، فَحَمَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُقَدَّمِ الرَّحْلِ، ثم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اخس عَدُوَّ اللَّهِ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ دفع صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبي لها. فَلَمَّا قَضَيْنَا مَسِيرَنَا مررنا بِذَلِكَ الْمَكَانِ عَرَضَتْ لَنَا الْمَرْأَةُ وَصَبِيُّهَا، وَمَعَهَا كَبْشَانِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اقْبَلْ مِنِّي هَذَيْنِ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَادَ إِلَيْهِ بَعْدُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذُوا أَحَدَهُمَا وَرُدُّوا الْآخَرَ. قَالَ: ثُمَّ سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[495]- وَسِرْنَا، وَرَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيننا كأن عَلَى رؤوسنا الطَّيْرُ تُظِلُّنَا. فَإِذَا جَمَلٌ نَادٌّ فَجَاءَ حَتَّى خَرَّ بَيْنَ السِّمَاطَيْنِ سَاجِدًا، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِلنَّاسِ: مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْجَمَلِ، قَالَ فِتْيَةٌ من الأنصار رَضِيَ الله عَنْهم هُوَ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا شَأْنُهُ؟ قَالُوا: سنينا عَلَيْهِ عِشْرِينَ سَنَةً، فَكَانَ بِهِ شُحَيْمَةٌ فَأَرَدْنَا أَنْ نَنْحَرَهُ وَنَقْسِمَهُ بَيْنَ غِلْمَانَنَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَتَبِيعُونِيهِ؟ قَالُوا: بَلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَّا لَا، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ أَجَلُهُ ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَحْنُ أَوْلَى بِالسُّجُودِ لَكَ مِنَ الْبَهَائِمِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدَ بَشَرٌ لِأَحَدٍ، كَانَ النِّسَاءُ لِأَزْوَاجِهِنَّ ". وَرَوَاهُ الدَّارِمِي فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بِطُولِهِ. -[496]- وَإِسْمَاعِيلُ سَيِّئُ الْحِفْظِ. وَقَدْ ذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّهُ تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ بِطُولِهِ. وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَةَ مِنْهُ فِي الطَّهَارَةِ: " كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ الْبَرَازَ انْطَلَقَ حَتَّى لَا يَرَاهُ أَحَدٌ " حَسْبُ.

3801 - وَقَالَ الحارث: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ / عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ حَبَّانَ بْنِ بُحٍّ الصُّدَائِيِّ، صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ قَالَ: §قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ قَوْمِي كَفَرُوا، وأخبرت أَنَّهُ جَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمِي عَلَى الْإِسْلَامِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَكَذَلِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاتَّبَعْتُهُ لَيْلَتِي إِلَى الصَّبَاحِ. فَأَذَّنْتُ بِالصَّلَاةِ لَمَّا أَصْبَحْتُ، وَأَعْطَانِي إِنَاءً تَوَضَّأْتُ فِيهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ فِي الْإِنَاءِ فَانْفَجَرَتْ عُيُونًا، ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَرَادَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَلْيَتَوَضَّأْ، فَتَوَضَّأْتُ، وَصَلَّيْتُ، فَأَمَّرَنِي عَلَيْهِمْ، وَأَعْطَانِي صَدَقَتَهُمْ، فَقَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ فُلَانًا ظَلَمَنِي. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا خَيْرَ فِي الْإِمْرَةِ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ. ثُمَّ جاء رجل فسأل صَدَقَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الصَّدَقَةَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَحَرِيقٌ فِي الْبَطْنِ، وَدَاءٌ. فَأَعْطَيْتُهُ صَحِيفَتَيَّ، صَحِيفَةَ إِمْرَتِي وَصَدَقَتِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَأْنُكَ؟ قُلْتُ كَيْفَ أَقْبَلُهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ مِنْكَ مَا سَمِعْتُ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ مَا سَمِعْتَ.

باب جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم

2 - بَابُ جُودِهِ وَكَرَمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3802 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زَكَرِيَّا، وَإِسْحَاقُ. قَالَا: ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ سَيَّارٍ، عَنْ أَبِي هُبَيْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه ... فَذَكَرَ حَدِيثَ الْبَعِيرِ. . قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ الله عَنْه: فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ، فَجَعَلَ يَتَعَجَّبُ، وَيَقُولُ: §أَعْطَاكَ الثَّمَنَ، وَرَدَّ عَلَيْكَ الْبَعِيرَ.

3803 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبَّادَانِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ أَخِيهِ أَيُّوبَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنِ الْأَجْوَدِ؟ اللَّهُ الْأَجْوَدُ، وَأَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

باب إنصافه من نفسه صلى الله عليه وسلم

3 - بَابُ إِنْصَافِهِ مِنْ نَفْسِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3804 - قَالَ عَبْدُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ §رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ضَعِيفًا، وَكَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرَادَ أَنْ يَلْقَاهُ عَلَى خَلَاءٍ فَيُبْدِيَ لَهُ حَاجَتَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَسْكِرًا بِالْبَطْحَاءِ، وَكَانَ يَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَطُوفُ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي وَجْهِ الْفَجْرِ رَجَعَ فَصَلَّى بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ. قَالَ: فَحَبَسَهُ الطَّوَافُ ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَصْبَحَ، فَلَمَّا اسْتَوَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ عَرَضَ لَهُ الرَّجُلُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً - فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكَ سَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ. فَأَبَى، فَلَمَّا خَشِيَ أَنْ يَحْبِسَهُ خَفْقَهُ بِالسَّوْطِ خَفْقَةً، ثُمَّ مَضَى، فَصَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ. -[517]- فَلَمَّا انْفَتَلَ أَقْبَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقَوْمِ، وَكَانَ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَرَفُوا أَنَّهُ حَدَثَ أَمْرٌ، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ حَوْلَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيْنَ الَّذِي خَفَقْتُ آنِفًا؟ فَأَعَادَهَا، إِنْ كَانَ فِي الْقَوْمِ فَلْيَقُمْ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقُولُ: أعوذ بالله ثم برسوله، وَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ادْنُهْ، ادْنُهْ، حَتَّى دَنَا مِنْهُ. فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَنَاوَلَهُ السَّوْطَ. فَقَالَ: خُذْ بمجلدك فَاقْتَصَّ. فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذْ بِمَجْلَدِكَ فَمَا بَأْسٌ عَلَيْكَ. قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَجْلِدَ نَبِيَّهُ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَّا أَنْ تَعْفُوَ قَالَ: فَأَلْقَى السَّوْطَ وَقَالَ: قَدْ عَفَوْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَامَ أَبُو ذَرٍّ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَذْكُرُ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، كُنْتُ أَسُوقُ بِكَ، وَكُنْتَ نَائِمًا، وَكُنْتُ إِذَا أَبْطَأْتُ. وَإِذَا أَخَذْتُ بِخِطَامِهَا أَعْرَضْتَ، فَخَفَقْتُكَ خَفْقَةً بِالسَّوْطِ، فَقُلْتُ: قَدْ أَتَاكَ الْقَوْمُ. فَقُلْتَ: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ. خُذْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَاقْتَصَّ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ عَفَوْتُ. قَالَ: اقْتَصَّ. فَإِنَّهُ -[518]- أَحَبُّ إِلَيَّ. فَجَلَدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَتَضَوَّرُ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّهَا النَّاسُ: اتقوا الله تعالى، فَوَاللَّهِ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إِلَّا انتقم الله تعالى لَهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

باب بركة دعائه صلى الله عليه وسلم

4 - بَابُ بَرَكَةِ دُعَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (159) فِيهِ حَدِيثُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي مَسْحِ بَطْنِهِ فَمَا اشْتَكَاهُ بَعْدُ. (160) وَحَدِيثُ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي بَابِ الْخِطْبَةِ، مِنْ كِتَابِ النِّكَاحِ.

3805 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُمِّهِ قَالَتْ: إِنَّ خَالَهَا حَبِيبَ بْنَ فُوَيْكٍ حَدَّثَهَا: أَنَّ أَبَاهُ خَرَجَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَيْنَاهُ مُبْيَضَّتَانِ. -[521]- لَا يُبْصِرُ بِهِمَا شَيْئًا. فَسَأَلَهُ §مَا أَصَابَكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَمْرُنُ جَمَلًا لِي فَوَضَعْتُ رِجْلِي عَلَى بَيْضَةِ حَيَّةٍ فَأُصِبْتُ فَنَفَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَيْنَيْهِ فَأَبْصَرَ. قَالَ: فَرَأَيْتُهُ يُدْخِلُ الْخَيْطَ فِي الْإِبْرَةِ. وَإِنَّهُ لَابْنُ ثَمَانِينَ. وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَمُبْيَضَّتَانِ.

3806 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفَرِيُّ، عَنْ بَدْرِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ / بْنِ مَرْوَانَ، ثنا أَبُو عَائِشَةَ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما: قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ. فَقَالَ: §رَأَيْتُ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ كَأَنَّمَا أُعْطِيتُ الْمَقَالِيدَ وَالْمَوَازِينَ. فَأَمَّا الْمَقَالِيدُ فَهَذِهِ الْمَفَاتِيحُ، وَأَمَّا الْمَوَازِينُ فَهِيَ الَّتِي يُوزَنُ بِهَا. وضعت فِي إِحْدَى الْكِفَّتَيْنِ، وَوُضِعَتْ أُمَّتِي فِي الْأُخْرَى، فوزنت خرجحتهم. فجيء بِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ جِيءَ بِعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَوُزِنَ فَوَزَنَهُمْ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتُ فَرُفِعَتْ.

3807 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الرحيم بْنِ الحارث بن عبيدة، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: §أُصِيبَتْ عَيْنُ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ أُحُدٍ، فَبَزَقَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ أَصَحَّ عَيْنَيْهِ. .

3808 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أنا خَارِجَةُ بْنُ زيد قال: أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه حَدَّثَهُ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجَّتِهِ الَّتِي حَجَّهَا. فَلَمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ الرَّوْحَاءِ عَارَضَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة لها صَبِيٌّ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَفَ لَهَا فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا ابْنِي فُلَانٌ، وَالَّذِي بعثك بالحق ما زال في حنق وَاحِدٍ مُنْذُ وَلَدْتُهُ إِلَى السَّاعَةِ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا. فأكسع إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَبَسَطَ يَدَهُ، فَجَعَلَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّحْلِ. ثُمَّ تَفَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِيهِ. ثُمَّ قَالَ: §اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ نَاوَلَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهُ فَقَالَ: خُذِيهِ، فَلَنْ تَرَيْ مَعَهُ شَيْئًا يَرِيبُكِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. قَالَ أُسَامَةُ رَضِيَ الله عَنْه: وَقَضَيْنَا حِجَّتَنَا، ثُمَّ -[531]- انْصَرَفْنَا، فَلَمَّا نَزَلْنَا بِالرَّوْحَاءِ. فَإِذَا تِلْكَ الْمَرْأَةُ أُمُّ الصَّبِيِّ، فَجَاءَتْ وَمَعَهَا شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أُمُّ الصَّبِيِّ الَّذِي أَتَيْتُكَ بِهِ. قَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا يَرِيبُنِي إِلَى هَذِهِ السَّاعَةِ، قَالَ أُسَامَةُ رَضِيَ الله عَنْه: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أُسَيْمُ، قَالَ الزُّهْرِيُّ: وهكذا كان يدعو به تحشمة نَاوِلْنِي ذِرَاعَهَا، قَالَ: فَامْتَلَخْتُ الذراع فناولته إياها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَلَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ: يَا أُسَيْمُ نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ، فَامْتَلَخْتُ الذراع فناولته إياها فَأَكَلَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ يَا أُسَيْمُ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ قَدْ قُلْتَ نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ نَاوِلْنِي، فَنَاوَلْتُكَهَا فَأَكَلْتَهَا، ثُمَّ قُلْتَ: نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ، وَإِنَّمَا لِلشَّاةِ ذِرَاعَانِ؟ . فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَهْوَيْتَ إِلَيْهَا مَا زِلْتَ تَجِدُ فِيهَا ذِرَاعًا مَا قُلْتُ لَكَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أُسَيْمُ: قُمْ فَاخْرُجْ فَانْظُرْ هَلْ تَرَى مَكَانًا يُوَارِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَخَرَجْتُ، فَمَشَيْتُ حَتَّى حَسِرْتُ، وَمَا قَطَعْتُ -[532]- النَّاسَ وَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّهُ يُوَارِي أحداً، وقد ملاء النَّاسُ مَا بَيْنَ السَّدَّيْنِ. فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَهَلْ رَأَيْتَ شَجَرًا أَوْ رَجْمًا؟ قُلْتُ: بَلَى، قَدْ رَأَيْتُ نَخَلَاتٍ صِغَارًا إِلَى جَانِبِهِنَّ رَجْمٌ مِنْ حِجَارَةٍ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أُسَيْمُ، اذْهَبْ إِلَى النَّخَلَاتِ فَقُلْ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ يَلْحَقَ بَعْضُكُنَّ بِبَعْضٍ حَتَّى تَكُنَّ سُتْرَةً لِمَخْرَجِ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقل كذلك لِلرَّجْمِ فَأَتَيْتُ النَّخَلَاتِ فَقُلْتُ لَهُنَّ الَّذِي أَمَرَنِي بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ تفاقرهن بِعُرُوقِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ حَتَّى لَصَقَ بَعْضُهُنَّ بِبَعْضٍ، فَكُنَّ كَأَنَّهُنَّ نَخْلَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ. فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تفاقرهنَّ حَجَرًا حَجَرًا، حَتَّى عَلَا بَعْضُهُنَّ بَعْضًا. فَكُنَّ كَأَنَّهُنَّ جِدَارٌ. -[533]- فَأَتَيْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذِ الْإِدَاوَةَ، فَأَخَذْتُهَا، ثُمَّ انْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُنَّ سَبَقْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُ الْإِدَاوَةِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَيْهِ، فَانْصَرَفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَهُوَ يَحْمِلُ الْإِدَاوَةَ فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ رَجَعْنَا. فَلَمَّا دَخَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخِبَاءَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أُسَيْمُ انْطَلِقْ إِلَى النَّخَلَاتِ، فَقُلْ لَهُنَّ: يَأْمُرُكُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَرْجِعَ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا، وَقُلْ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ. فَأَتَيْتُ النَّخَلَاتِ فَقُلْتُ لَهُنَّ، قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تَفَاقُرِهِنَّ وَتُرَابِهِنَّ، حَتَّى عَادَتْ كُلُّ نَخْلَةٍ إِلَى مَكَانِهَا. وَقُلْتُ ذَلِكَ لِلْحِجَارَةِ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى تفاقرهن حَجَرًا حَجَرًا حَتَّى عَادَ كُلُّ حَجَرٍ إِلَى مَكَانِهِ. فَأَتَيْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ ضَعِيفٌ. وَلَكِنْ لِحَدِيثِهِ شَاهِدٌ مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.

3809 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ المقرىء حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه يُحَدِّثُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ بَعَثَ جَيْشًا إِلَى قَوْمِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ارْدُدِ الْجَيْشَ، وَأَنَا لَكَ بِإِسْلَامِ قَوْمِي وَطَاعَتِهِمْ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: اذْهَبْ فَارْدُدْهُمْ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ / إِنَّ رَاحِلَتِي قَدْ كَلَّتْ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَخَا صُدَاءٍ، §إِنَّكَ لَمُطَاعٌ فِي قَوْمِكَ. فَقُلْتُ: بل الله تعالى هَدَاهُمْ بِكَ لِلْإِسْلَامِ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَلَا أُؤَمِّرُكَ عَلَيْهِمْ. فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا لِي فأمرني. قال: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْ لِي بِشَيْءٍ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ، فَكَتَبَ لِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا آخَرَ. قَالَ الصُّدَائِيُّ رَضِيَ الله عَنْه وَكَانَ ذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَزَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا. فَأَتَاهُ أَهْلُ الْمَنْزِلِ يَشْكُونَ عَامِلَهُمْ، وَيَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَذَنَا بشيء كان بينه وَبَيْنَ قَوْمِهِ فِي -[538]- الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ وَأَنَا فِيهِمْ. فَقَالَ: لَا خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مُؤْمِنٍ. قَالَ الصُّدَائِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: فَدَخَلَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفْسِي. ثُمَّ أَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَرُ فَسَأَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَصُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ. فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَاتِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله جل وعلا لَمْ يَرْضَ فِيهَا بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ، حَتَّى حَكَمَ فِيهَا بِنَفْسِهِ. فَجَزَّأَهَا، فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ، أو أعطيناك بحقك، قَالَ الصُّدَائِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: فَدَخَلَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي، أَنِّي سَأَلْتُهُ وَأَنَا غَنِيٌّ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَارَ بِنَا مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، فَلَزِمْتُهُ، وَكُنْتُ قَوِيًّا، وكان أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم يَنْقَطِعُونَ عَنْهُ وَيَسْتَأْخِرُونَ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرِي، فَلَمَّا كَانَ أَوَانُ أَذَانِ الصُّبْحِ أَمَرَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذَّنْتُ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: أُقِيمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَيَنْظُرُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ، إِلَى الْفَجْرِ، فَيَقُولُ: لَا، حَتَّى إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيَّ وَقَدْ تلاحق أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ مِنْ مَاءٍ يَا أَخَا صُدَاءٍ؟ قُلْتُ: لَا، إِلَّا شَيْءٌ -[539]- قَلِيلٌ لَا يَكْفِيكَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْهُ فِي [إِنَاءٍ ثُمَّ ائْتِنِي بِهِ، فَفَعَلْتُ] فَوَضَعَ كَفَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِنَاءِ، فَرَأَيْتُ بَيْنَ كُلِّ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَيْنًا تَفُورُ، فَقَالَ: يَا أَخَا صُدَاءٍ، لَوْلَا أَنِّي استحيي من ربي عز وجل لَسُقِينَا واستقينا، فَنَادِ فِي أَصْحَابِي، مَنْ كَانَ له حاجة في الْمَاءِ؟ فَنَادَيْتُ، فَأَخَذَ مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ، ثُمَّ قَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلَاةِ. فَأَرَادَ بِلَالٌ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يُقِيمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَخَا صُدَاءٍ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ. قَالَ الصُّدَائِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: فَأَقَمْتُ الصَّلَاةَ، فَلَمَّا قَضَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ أَتَيْتُهُ بِالْكِتَابَيْنِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْفِنِي مِنْ هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا بَدَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: سَمِعْتُكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ تَقُولُ: لَا خَيْرَ فِي الْإِمَارَةِ لِرَجُلٍ مؤمن، وأنا أؤمن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَسَمِعْتُكَ تَقُولُ لِلسَّائِلِ: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى فَهُوَ صُدَاعٌ فِي الرَّأْسِ، وَدَاءٌ فِي الْبَطْنِ، وَقَدْ سَأَلْتُكَ وَأَنَا غَنِيٌّ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَهُوَ ذَاكَ. فَإِنْ شِئْتَ فَاقْبَلْ، وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ، فَقُلْتُ: بَلْ أَدَعُ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ أُؤَمِّرُهُ عَلَيْكُمْ، فَدَلَلْتُهُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْوَفْدِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَيْهِ فَأَمَّرَهُ عَلَيْنَا. ثُمَّ قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ لَنَا بِئْرًا إذا كَانَ -[540]- الشِّتَاءُ وَسِعَنَا مَاؤُهَا. وَاجْتَمَعْنَا عَلَيْهَا، وَإِذَا كَانَ الصَّيْفُ قَلَّ مَاؤُهَا. فَتَفَرَّقْنَا عَلَى مِيَاهٍ حَوْلَنَا، وَقَدْ أَسْلَمْنَا، وَكُلُّ مَنْ حَوْلَنَا عَدُوٌّ، فادع الله تعالى لَنَا فِي بِئْرِنَا أَنْ يَسَعَنَا مَاؤُهَا فَنَجْتَمِعَ عَلَيْهَا وَلَا نَتَفَرَّقَ. فَدَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسِتِّ حَصَيَاتٍ فتركهن فِي يَدِهِ وَدَعَا فِيهِنَّ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبُوا بِهَذِهِ الْحَصَيَاتِ، فَإِذَا أَتَيْتُمُ الْبِئْرَ فَأَلْقُوهَا وَاحِدَةً وَاحِدَةَ، وَاذْكُرُوا اسم الله تعالى. قَالَ الصُّدَائِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: فَفَعَلْنَا. قَالَ: فَمَا اسْتَطَعْنَا بَعْدُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى قَعْرِهَا. أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ بَعْضَهُ مُفَرَّقًا.

3810 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَأَبُو خَيْثَمَةَ - وَاللَّفْظُ لحيى -، قَالَا: ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي طَلْحَةَ. عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ فِيمَا دَعَا لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اللَّهُمَّ آته مَالًا وَوَلَدًا "، فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَصَابَ مِنْ لِينِ الْعَيْشِ أَفْضَلَ مِمَّا أَصَبْتُ. وَلَقَدْ دَفَنْتُ بِكَفَّيَّ هَاتَيْنِ مِنْ وَلَدِي أَكْثَرَ مِنْ مِائَةٍ. لَا أَقُولُ لَكُمْ: فِيهِ وَلَدُ وَلَدٍ، وَلَا سَقْطٌ. هَذَا الْحَدِيثُ مُخَرَّجٌ عِنْدَهُمْ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.

3811 - حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: ذَكَرَ أَبِي وَلَا أُرَانِي سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عن جابر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السُّوقِ، إِذِ امْرَأَةٌ قَدْ أَخَذَتْ بِعَنَانِ دَابَّتِهِ - وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ - فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي لَا يَقْرَبُنِي، فَفَرِّقْ بَيْنِي وبينه. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ومن زَوْجُهَا؟ فَدَعَاهُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال: مالك وَلَهَا؟ جَاءَتْ تَشْكُو مِنْكَ جَفَاءً، تَشْكُو مِنْكَ أَنَّكَ لَا تَقْرَبُهَا. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، إِنَّ عهدي بها لهذه اللَّيْلَةَ. فَبَكَتِ الْمَرْأَةُ، وَقَالَتْ: كَذَبَ. فَفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَإِنَّهُ مِنْ أَبْغَضِ خَلَقِ اللَّهِ إِلَيَّ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ /، ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِهِ وَرَأْسِهَا، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ: §اللَّهُمَّ أَدْنِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ. قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ الله عَنْه: فَلَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ نَلْبَثَ، ثُمَّ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّوقِ. فَإِذَا بِامْرَأَةٍ تَحْمِلُ أُدُمًا فَلَمَّا رَأَتْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَحَتِ الْأُدُمَ، وَأَقْبَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ، إِلَّا أَنْتَ.

3812 - حدثنا: مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا حَاتِمٌ بن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، يَعْنِي ابْنَ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ عَبْدِ الله بن عبد اللَّهِ ابن أَبِي طلحة، عن أبيه، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُوعَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ أم سليم رَضِيَ الله عَنْها وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بن مالك رَضِيَ الله عَنْهم، كَانَتْ تحت مالك أبي أَنَسٍ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنِّي عَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُوعَ، فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَتْ عِنْدِي شَيْءٌ، وَأَشَارَتْ بكفها. فقال لَهَا: اصْنَعِي وَأَنْعِمِي، فَأَرْسَلْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: سَارِّهِ فِي أُذُنِهِ، وَادْعُهُ. فَلَمَّا أَقْبَلَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه. [قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] : §أَرْسَلَك أَبُوكَ يَدْعُونَا يَا بُنَيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ. فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم اذْهَبُوا بِاسْمِ اللَّهِ. قَالَ: فَأَدْبَرَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه يَشْتَدُّ حَتَّى أَتَى أَبَا طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَاكَ فِي النَّاسِ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: فَخَرَجْتُ أَنَا وَهُوَ حَتَّى لَقِينَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الْبَابِ عَلَى مُسْتَرَاحِ الدَّرَجَةِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. مَاذَا صَنَعْتَ بِنَا، إِنَّمَا عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْجُوعَ، فَصَنَعْنَا لَكَ شَيْئًا تَأْكُلُهُ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْخُلْ وَأَبْشِرْ، قَالَ: فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَهَا فِي الصَّحْفَةِ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَصْلَحَهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ مِنْ؟ -[547]- كَأَنَّهُ يَعْنِي الْأُدْمَ - قَالَ: فَأَتَوْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُكَّةٍ فِيهَا شَيْءٌ أَوْ لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، فَقَالَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ. فَأَسْلَتَ مِنْهَا السَّمْنُ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَدْخِلْ عَلَيَّ عَشَرَةً عَشَرَةً، فَأَكَلُوا كُلُّهُمْ وشبعوا. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْفَضْلِ الَّذِي فَضَلَ: كُلُوا أَنْتُمْ وَعِيَالُكُمْ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا. وَهُوَ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ.

3813 - حدثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا مُحَمَّدُ بن زياد البرجمي، عَنْ أَبِي ظِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن أُمه رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: كَانَتْ لِي شَاةٌ فَجَمَعْتُ مِنْ سَمْنِهَا فِي عُكَّةٍ فَمَلَأْتُ الْعُكَّةَ، ثُمَّ بَعَثْتُ بِهَا مَعَ ربيبة، فَقُلْتُ: يَا ربيبة أَبْلِغِي هَذِهِ الْعُكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتَدِمْ بِهَا. فَانْطَلَقَتْ بِهَا ربيبة حَتَّى أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا سَمْنٌ بَعَثَتْ بِهِ إِلَيْكَ أم سليم رَضِيَ الله عَنْها قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §فَرِّغُوا لَهَا عُكَّتَهَا، فَفُرِّغَتِ الْعُكَّةُ، فَدُفِعَتْ إِلَيْهَا، فَانْطَلَقَتْ فَجَاءَتْ أُم سليم رَضِيَ الله عَنْها فَرَأَتِ الْعُكَّةَ مُمْتَلِئَةً تَقْطُرُ، فَقَالَتْ أُم سليم رَضِيَ الله عَنْها: يَا ربيبة. أَلَيْسَ أَمَرْتُكِ أَنْ تَنْطَلِقِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا؟ قَالَتْ: قَدْ فَعَلْتُ. فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقِينِي فَانْطَلِقِي فَسَلِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَتْ أُم سليم رَضِيَ الله عَنْها وَمَعَهَا ربيبة. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثْتُ إِلَيْكَ مَعَهَا بِعُكَّةٍ فِيهَا سَمْنٌ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ فَعَلَتْ. جَاءَتْ بِهَا، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بالحق -[549]- وَدِينِ الْحَقِّ إِنَّهَا لَمُمْتَلِئَةٌ تَقْطُرُ سَمْنًا. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَعْجَبِينَ أَنْ كَانَ اللَّهُ أَطْعَمَكِ كَمَا أَطْعَمْتِ نَبِيَّهُ، كُلِي وأطعمي، قالت رَضِيَ الله عَنْها: فَجِئْتُ الْبَيْتَ فقست فِي قَعْبٍ لَنَا كَذَا وَكَذَا، وتركتها، فِيهَا مَا ائْتَدَمْنَا بِهِ شَهْرًا أَوْ شَهْرَيْنِ.

باب شهادة الشجرة بنبوته صلى الله عليه وسلم وطاعتها

5 - بَابُ شَهَادَةِ الشَّجَرَةِ بِنُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَاعَتِهَا

3814 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ. ثنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ عَطَاءِ ابن أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: §هَلْ لَكَ فِي خَيْرٍ؟ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: وَمَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذِهِ الشَّجَرَةُ. فَدَعَاهَا وَهِيَ عَلَى شَاطِئِ الوادي، فجاءت تجد: السير حَتَّى قَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَشْهَدَهَا، فَشَهِدَتْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا. فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: آتِي قَوْمِي فَإِنْ تَابَعُونِي أَتَيْتُكَ بِهِمْ وَإِلَّا رَجَعْتُ إِلَيْكَ فَأَكُونُ مَعَكَ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ. [3] وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ. -[553]- قَالَا: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ بِهِ. وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

3815 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِالْحَجُونِ. وَهُوَ كَئِيبٌ حَزِينٌ، فَقَالَ: §اللَّهُمَّ أَرِنِي الْيَوْمَ آيَةً لَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي، فَقِيلَ لَهُ: نَادِ شَجَرَةً. فَنَادَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَجَرَةً مِنْ قِبَلِ عَقَبَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. فَجَاءَتْ تَشُقُّ الْأَرْضَ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمَرَهَا فَذَهَبَتْ. قَالَ: فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مَا أُبَالِي مَنْ كَذَّبَنِي بَعْدَهَا مِنْ قَوْمِي. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا دَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، ثنا حَمَّادٌ به. [3] قال: وحدثنا / مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ: كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَجُونِ فَرَدَّ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ أَرِنِي آيَةً، فَقَالَ: ادْعُ شَجَرَةً. فَدَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَجَرَةً. وَقَالَ فيه: ثم ثُمَّ أَمَرَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَجَعَتْ إِلَى مَنْبَتِهَا. قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. (161) وَحَدِيثُ أُسَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ.

باب إطلاع الله تعالى إياه صلى الله عليه وسلم على ما يتكلم به أعداؤه وغيرهم في غيبته

6 - بَابُ إطلاع الله تعالى إِيَّاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ أَعْدَاؤُهُ وَغَيْرُهُمْ فِي غَيْبَتِهِ

3816 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَالِ أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: كَانَ أَبُو سُفْيَانَ رَضِيَ الله عَنْه جَالِسًا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَعْضِ بُيُوتِهِ مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ فِي مَكَانِهِ: §لَيْتَ شِعْرِي بِأَيِّ شَيْءٍ غَلَبْتَنِي؟ . قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ضَرَبَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: غلبتك بالله عز وجل قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ.

باب إعلامه صلى الله عليه وسلم بالخلفاء بعده

7 - بَابُ إِعْلَامِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ

3817 - قَالَ الْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لما بنى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَضَعَ حَجَرًا، ثُمَّ قَالَ: §لِيَضَعْ أَبُو بَكْرٍ حَجَرَهُ، ثُمَّ لِيَضَعْ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لِيَضَعْ عُثْمَانُ حَجَرَهُ إِلَى جَنْبِ حَجَرِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَؤُلَاءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ بَعْدِي.

3818 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ العوام، عن جدته، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §لَمَّا أَسَّسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ جَاءَ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ، وَجَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه بحجر فوضعه. قال: فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: " هَذَا أَمْرُ الْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِي ".

3819 - حدثنا أَبُو بَهْزٍ، الصَّقْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن بِنْتِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ إِلَى بُسْتَانٍ، فَجَاءَ آتٍ فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَنَسُ قُمْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِي. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُعْلِمُهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْلِمْهُ. فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قُلْتُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَأَبْشِرْ بِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ جَاءَ آتٍ فَدَقَّ الْبَابَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَنَسُ. فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً فَإِذَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه. فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: ثُمَّ جَاءَ آتٍ فَدَقَّ الْبَابَ. فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قم يَا أَنَسُ. قُمْ فَافْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بالجنة، وَبَشِّرْهُ بِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وَأَنَّهُ مَقْتُولٌ. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه. فَقُلْتُ لَهُ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، وَبِالْخِلَافَةِ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وَأَنَّكَ مَقْتُولٌ. فَدَخَلَ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا تَغَنَّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ وَلَا مَسَسْتُ فَرْجِي مُنْذُ بَايَعْتُكَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ ذَاكَ يَا عُثْمَانُ ". هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ. -[568]- قَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْأَعْلَى ابن أَبِي الْمُسَاوِرِ. وَأَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ بَكْرِ بْنِ الْمُخْتَارِ. وَبَكْرٌ وَعَبْدُ الْأَعْلَى، وَاهِيَانِ. وَالصَّقْرِ أَوْهَى مِنْهُمَا. فَلَعَلَّهُ تَحَمَّلَهُ عَنْ بَكْرٍ، أَوْ عَبْدِ الْأَعْلَى فَقَلَبَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ لِيَرُوجَ، وَلَوْ كَانَ هَذَا وَقَعَ مَا قَالَ أَبُو بكر رَضِيَ الله عَنْه للأنصار رَضِيَ الله عَنْهم: قَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ الرَّجُلَيْنِ: عمر أو أبو عبيدة رَضِيَ الله عَنْهما، ولا ما قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: الْأَمْرُ شُورَى فِي سِتَّةٍ.

باب حسن شمائله ووفاء عهده صلى الله عليه وسلم

8 - بَابُ حُسْنِ شَمَائِلِهِ وَوَفَاءِ عَهْدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (162) حَدِيثُ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه. تَقَدَّمَ فِي الْبُيُوعِ.

باب معرفته صلى الله عليه وسلم بكلام البهائم

9 - بَابُ مَعْرِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلَامِ الْبَهَائِمِ

3820 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ، أَوْ مُزَيْنَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، فَرَأَى قَرِيبًا مِنْ مِائَةِ ذِئْبٍ قَدْ أَقْعَيْنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَؤُلَاءِ وُفُودُ الذِّئَابِ تَسْأَلُكُمْ أَنْ تَرْضَخُوا مِنْ فُضُولِ طَعَامِكُمْ، وَتَأْمَنُونَ عَلَى مَا سِوَى ذَلِكَ. فَشَكَوْا -[572]- إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَاجَةَ، قَالَ: فأذنوهن، قَالَ: فأذنوهن، ولهن عواء. وتقدم في الذبائح حديث فِي الذئب.

باب طهارة دمه وبوله صلى الله عليه وسلم

10 - بَابُ طَهَارَةِ دَمِهِ وَبَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3821 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا هُنَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَاهُ رَضِيَ الله عَنْه حَدَّثَهُ، أَنَّهُ §أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْتَجِمُ. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، اذْهَبْ بهذا الدم فادفنه حَيْثُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ، فَلَمَّا بَرَزَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / عَمَدَ إِلَى الدَّمِ فَشَرِبَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ. مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: جَعَلْتُهُ فِي أَخْفَى مَكَانٍ عَلِمْتُ أَنُّهُ يَخْفَى عَنِ النَّاسِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَلَّكَ شَرِبْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلِمَ شَرِبْتَ الدَّمَ، وَيْلٌ لِلنَّاسِ مِنْكَ وَوَيْلٌ لَكَ مِنَ النَّاسِ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا عَاصِمٍ فَقَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْقُوَّةَ الَّتِي بِهِ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِهِ.

3822 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ - هُوَ ابنُ أَبِي فُدَيْكٍ - حَدَّثَنِي بُرَيَّهُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي سَفِينَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ، ثُمَّ قَالَ لِي: §خُذْ هَذَا الدَّمَ وَادْفِنْهُ مِنَ الدَّوَابِّ والناس، فذهبت فبغيت لَهُ ثُمَّ جِئْتُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا صَنَعْتَ؟ " قُلْتُ: شَرِبْتُهُ. فَتَبَسَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

3823 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ ابن أَبِي بَكْرٍ، ثنا سِلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُم أيمن رَضِيَ الله عَنْها: قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَخَّارَةٌ يَبُولُ فِيهَا. فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَصْبَحَ يَقُولُ: يَا أُمَّ أَيْمَنَ. صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ. فَقُمْتُ لَيْلَةً وَأَنَا عَطْشَى فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أُمَّ أَيْمَنَ: صُبِّي مَا فِي الْفَخَّارَةِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قُمْتُ وَأَنَا عَطْشَى فَشَرِبْتُ مَا فِيهَا. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكِ لَنْ تَشْتَكِي بَطْنَكِ بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا أَبَدًا.

باب بركته حيا وميتا

11 - بَابُ بَرَكَتِهِ حَيًّا وَمَيِّتًا

3824 - قَالَ الْحَارِثُ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ حبيبة ثنا جَسْرُ بْنُ فَرْقَدٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §حَيَاتِي خَيْرٌ لَكُمْ: تُحَدِّثُونَ ويحدث لَكُمْ، وَمَوْتِي خَيْرٌ لَكُمْ: تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ فَمَا كَانَ مِنْ حَسَنَةٍ حمدت الله عليه، وَمَا كان من شيء اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَكُمْ. (163) حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فِي شَعْرِ نَاصِيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَاقِبِ خَالِدِ بْنِ الوليد. 12 - باب

حَيَاتُهُ فِي قَبْرِهِ (164) فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى فِي ذِكْرِ عِيسَى: وَلَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ لأجيبنه: يَأْتِي فِي أَشْرَاطِ السَّاعَةِ.

باب تواضعه صلى الله عليه وسلم وإنصافه

13 - بَابُ تَوَاضُعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنْصَافِهِ

3825 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعَوَالِي §يَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَطْرَ اللَّيْلِ عَلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ فَيُجِيبُهُ.

3826 - حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أمر عائشة رَضِيَ الله عَنْها أَنْ تهيئ من أمر أُسَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه شيئاً، إما مخاط أَوْ غَيْرَهُ، فَكَأَنَّهَا كَرِهَتْهُ، فَانْتَزَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا يتولَّى ذَلِكَ مِنْهُ. له شَاهِدٌ مِنْ حديث عائشة رَضِيَ الله عَنْها، أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ البهيِّ عنها رَضِيَ الله عَنْها، صححه ابْنُ حَبَّانَ.

3827 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ الله بنت نابل مَوْلَاةُ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، عن أبيها رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: كُنْتُ §أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ (ثفروقة) فِيهَا تَمْرٌ. فَأَخَذَ تَمْرَةً، وَأَعْطَانِي تَمْرَةً.

3828 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §مَا أَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ قَطُّ. وَلَا نَاوَلَ يَدَهُ أَحَدًا قَطُّ فَتَرَكَهَا حَتَّى يَكُونَ هُوَ يَدَعُهَا. وَمَا جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ قَطُّ فَقَامَ حَتَّى يَقُومَ.

3829 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا عَدِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ لُطْفًا بِالنَّاسِ وَاللَّهِ ما كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْتَنِعُ فِي غَدَاةٍ بَارِدَةٍ مِنْ عَبْدٍ وَلَا أَمَةٍ وَلَا صَبِيٍّ أَنْ يَأْتِيَهُ بِالْمَاءِ فَيَغْسِلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ. وَمَا سَأَلَ سَائِلٌ قَطُّ أَذِنَهُ إِلَّا أَصْغَى إِلَيْهِ. وَلَا يَنْصَرِفُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَنْصَرِفُ، وَمَا تَنَاوَلَ آدَمِيٌّ يَدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهَا فَلَمْ يَدَعْهَا مِنْهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَدَعُهَا مِنْهُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الأزومي، ثنا أَبُو قَطَنٍ، حدثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، ثنا ثَابِتٌ بِهِ. صَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ.

3830 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا جُبَارَةُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يعْمُرَ، عَنِ ابْنِ عمر، عن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ §رَجُلًا نَادَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا، كُلَّ ذَلِكَ يَرُدُّ عَلَيْهِ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ.

3831 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي فَهْمٍ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أُتِيَ بِهَدِيَّةٍ فَنَظَرَ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يَضَعُهَا فِيهِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضَعْهَا بِالْحَضِيضِ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْعَبْدُ ... الْحَدِيثَ.

3832 - وقال الطَّيَالِسِيُّ؛ حدثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قال: §كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا بِالْعِيَالِ.

باب طيب عرقه صلى الله عليه وسلم

14 - بَابُ طِيبِ عَرَقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3833 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا بِشْرُ بْنُ سَيْحَانَ، ثنا حلبس بن غَالِبُ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي زَوَّجْتُ ابْنَتِي، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي بِشَيْءٍ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا عِنْدِي شَيْءٌ. وَلَكِنْ / إِذَا كَانَ غَدَاةَ غَدٍ فَأْتِنِي بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وعود شجرة. وإنه بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنْ تَدُقَّ نَاحِيَةَ الْبَابِ. قَالَ: فَأَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَارُورَةٍ وَاسِعَةِ الرَّأْسِ، وَعُودِ شَجَرَةٍ، فَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْلُتُ الْعَرَقَ مِنْ ذِرَاعَيْهِ حَتَّى امْتَلَأَتِ الْقَارُورَةُ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذْهَا، وَمُرْ بِنْتَكَ أَنْ تَغْمِسَ هَذَا الْعُودَ فِي الْقَارُورَةِ وَتَطَيَّبَ بِهِ. فَقَالَ: فَكَانَتْ إِذَا تَطَيَّبَتْ بِهِ شَمَّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ رَائِحَةَ ذَلِكَ الطِّيبِ. فَسُمُّوا بُيُوتَ الْمُطَيَّبِينَ.

3834 - حدثنا: مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عمر بن سعد، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §إِذَا مَرَّ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وُجِدَ مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ. فَيُقَالُ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

باب حلمه صلى الله عليه وسلم

15 - بَابُ حِلْمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3835 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا حَمَّادٌ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ يَرُدُّهُ إِلَى ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلْيِهِ جُبَّةٌ مِنْ سِيجَانٍ مُزَرَّرَةٌ بِالذَّهَبِ. فَقَامَ عَلَى رَأْسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يَرْفَعُ كُلَّ رَاعٍ ابْنِ رَاعٍ. وَيَضَعُ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ. قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، وَقَالَ: §اجْلِسْ، فَإِنِّي أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ. مَا بعث الله تعالى نَبِيًّا قَبْلِي إِلَّا وَقَدْ رَعَى، قَالَ: قِيلَ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ عَلَى الْقَرَارِيطِ وَأَنْصَافِ الْقَرَارِيطِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ النبي نوحاً عليه السلام قَالَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ لِابْنِهِ، إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ ... " الْحَدِيثَ. -[610]- وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَابِ ذَمِّ الْكِبْرِ مِنْ كِتَابِ الْأَدَبِ، أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الصَّقْعَبِ بْنِ زهير عن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر رَضِيَ الله عَنْهما، زَادَ فِيهِ عَطَاءً.

3836 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَالِمِ ابن أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §مَا قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ. مَا أَقْبَحَ مَا صَنَعْتَ، وَلَا لِشَيْءٍ يُعْجِبُهُ. مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعْتَ. غَرِيبٌ بِهَذَا اللَّفْظِ.

باب إخباره صلى الله عليه وسلم بأن فارس تنقرض وأن الروم تبقى فكان كذلك

16 - بَابُ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ فَارِسَ تَنْقَرِضُ وَأَنَّ الرُّومَ تَبْقَى فَكَانَ كَذَلِكَ

3837 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى ابن أبي عمرو، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §فَارِسُ نَطْحَةٌ أَوْ نَطْحَتَانِ، ثُمَّ لَا فَارِسَ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا. وَالرُّومُ ذَاتُ الْقُرُونِ كُلَّمَا هَلَكَ قَرْنٌ خَلْفَهُ قرن. أهل صبر، وأهل (بَحْرٍ) لِآخِرِ الدَّهْرِ. هُمْ أَصْحَابُكُمْ مَا دَامَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ ".

باب بركة يده صلى الله عليه وسلم ومسحه على وجوه الرجال والنساء وامتناعه صلى الله عليه وسلم من لمس المرأة الأجنبية

17 - بَابُ بَرَكَةِ يَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْحِهِ عَلَى وُجُوهِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَامْتِنَاعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَمْسِ الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ

3838 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا حَنْظَلَةُ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §امْسَحْ وَجْهِي، وادع الله عز وجل لِي، قَالَ: فَمَسَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجْهَهَا ودعا الله تعالى لَهَا. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَفِّلْ يَدَكَ. فَسَفَّلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهَا. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَفِّلْ يَدَكَ. فَأَبَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَاعَدَهَا.

3839 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادٌ عَنْ حَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ قَالَ: إِنَّ §امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَمْسَحَ وَجْهَهَا، فَمَسَحَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَعَا لَهَا. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَأْطِئْ يَدَكَ بَعْدَمَا قَدْ وَضَعَهَا عَلَى صَدْرِهَا. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَيْكِ عَنِّي. كَذَا فِيهِ، لَيْسَ فِيهِ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه.

3839 -[2] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ ابن أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا حماد، ثنا حَنْظَلَةُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ §امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ وَجْهَهَا، وَكُنَّ يَأْتِينَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَمْسَحُ وُجُوهَهُنَّ. وَيَدْعُو لَهُنَّ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، طَأْطِئْ يَدَكَ. قَالَ: فَدَفَعَهَا، وَقَالَ: إِلَيْكِ عَنِّي.

باب قوته صلى الله عليه وسلم على الجماع

18 - بَابُ قُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِمَاعِ

3840 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: §أُعْطِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ.

3841 - وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ إسرائيل، عن يونس، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: §أُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُوَّةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ رَجُلًا، كُلُّ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

باب

19 - بَابٌ

3842 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَدَّمْنَا إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تمراً §فجثا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَأَخَذَ قَبْضَةً، فَقَالَ: اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى فُلَانَةَ، وَأَخَذَ قبضة وقال: اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى فُلَانَةَ حَتَّى قَسَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ نِسَائِهِ قَبْضَةً قَبْضَةً. ثُمَّ أَخَذَ قَبْضَةً، يَأْكُلُ مِنْهَا وَيُلْقِي النَّوَى بِشِمَالِهِ، فَمَرَّتْ بِهِ دَاجِنَةٌ فَنَاوَلَهَا إِيَّاهُ فَأَكَلْتُهُ.

3843 - حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ [بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، نا أَبِي. قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ] بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الرُّبَيِّعِ بنت معوذ رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: §بعثتني عمتي رَضِيَ الله عَنْها إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجِئْتُهُ وَعِنْدَهُ حِلْيَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ صَاحِبُ الْبَحْرَيْنِ فَأَخَذَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تِلْكَ الْحِلْيَةِ مِلْءَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّةُ هَذَا لَكِ.

3844 -[1] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِهَذَا السِّنْدِ: " كَانَ / §يُعْجِبُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِثَّاءُ، وَكَانَ يُحِبُّ الْقِثَّاءَ ". [2] أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عن الربيع رَضِيَ الله عَنْها مُخْتَصَرًا.

باب صفته صلى الله عليه وسلم

20 - بَابُ صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3845 - قَالَ الطيالسي: حدثنا شَيْبَانُ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أم هانئ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §مَا رَأَيْتُ بَطْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا ذَكَرْتُ الْقَرَاطِيسَ الْمَثْنِيَّةَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ ".

باب سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم

21 - بَابُ سعة علم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3846 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، ثنا فِطْرٌ - هُوَ ابْنُ خَلِيفَةَ - عَنْ أَبِي يَعْلَى - هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَقَدْ §تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا تَقَلَّبَ طَيْرٌ بِجَنَاحَيْهِ فِي السَّمَاءِ إِلَّا ذَكَرَنَا مِنْهُ عِلْمًا. رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ، وَاخْتُلِفَ عَلَى فِطْرٍ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا يَحْيَى، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُ. . بِهَذَا.

3847 - حدثنا إِسْحَاقُ الْهَرَوِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ابن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْكَلَامِ، وَخَوَاتِيمَهُ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنَا [مِمَّا عَلَّمَكَ] اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَعَلَّمَنَا.

3848 - حدثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ حِكَايَةً طَوِيلَةً، فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ §أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وخواتيمه، وَاخْتُصِرَ لِي الْكَلَامُ اخْتِصَارًا ".

باب ما اختص به صلى الله عليه وسلم على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

22 - بَابُ مَا اختص به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

3849 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهمَا قَالَ: " §مَا أمن الله تعالى أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ إِلَّا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} وقال للملائكة عليهم السلام: {وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ} . فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ.

3850 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ طَارِقٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَمَعَهُ شَيْطَانٌ. قَالُوا: وَمَعَكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَعِي، إِلَّا أن الله تعالى أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، وَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ. قَالُوا: وَلَا أَنْتَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يتغمدني الله عز وجل مِنْهُ برحمته -[642]-. 3850 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُفْيَانُ - هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ - ثنا أَبِي، ثنا جَدِّي، هُوَ الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ. فَذَكَرَ مِثْلَهُ، إِلَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَسْلَمَ. وَهَكَذَا أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ. وَقَالَ: مَا رَوَى شَرِيكٌ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ وَآخَرَ، يَعْنِي الَّذِي ذَكَرَهُ مُسَدَّدٌ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

3851 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: " إِنَّ §أَكْرَمَ خلق الله تعالى عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بعث الله عز وجل الْخَلَائِقَ أُمَّةً أُمَّةً وَنَبِيًّا نَبِيًّا. حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ آخِرَ الْأُمَمِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرُ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ؟ " فَيَقُومُ، وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا ". هَذَا مَوْقُوفٌ.

3852 - حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا شَيْخٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَنَا سَابِقُ الْعَرَبِ ". إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.

3853 - حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَامِرُ بْنُ يَسَافٍ، عَنْ أيوب بن عقبة، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ سَيِّدُ الْعَرَبِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلَا فَخْرَ، آدَمُ تَحْتَ لِوَائِي وَلَا فَخْرَ ". وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ أَيْضًا.

3854 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، هُوَ مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ. قَالَ: §لَا يُفَضَّلُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ، وَلَا على إبراهيم عليه السلام خليل ربي عز وجل أَحَدٌ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا سُفْيَانُ، مِثْلَهُ.

باب شهادة أهل الكتاب بصدقه صلى الله عليه وسلم

23 - بَابُ شَهَادَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ بِصِدْقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3855 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنِ الْفَلَتَانِ بْنِ عَاصِمٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ: كُنَّا قُعُودًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَشَخَصَ بَصَرُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي فِي الْمَسْجِدِ. فَقَالَ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا يُنَازِعُهُ الْكَلَامَ إِلَّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَتَقْرَأُ التَّوْرَاةَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَالْإِنْجِيلَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَالْقُرْآنَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَشَاءُ لَقَرَأْتُهُ. قَالَ: ثُمَّ نَاشَدَهُ: هَلْ تَجِدُنِي نَبِيًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ؟ قَالَ: سَأُحَدِّثُكَ. نَجِدُ مِثْلَكَ، وَهَيْئَتَكَ، وَمِثْلَ مخرجك، وكنَّا نرجوا أَنْ تَكُونَ فِينَا، فَلَمَّا خَرَجْتَ تَخَوَّفْنَا أَنْ تَكُونَ أَنْتَ هُوَ، فَنَظَرْنَا فَإِذَا لَيْسَ أَنْتَ هُوَ [[قَالَ: " وَكَيْفَ "؟ قَالَ: إِنَّا نَجِدُ أَنَّ مَعَهُ مِنْ أُمَّتِهِ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَلَمْ نَرَ مَعَكَ إِلَّا الْقَلِيلَ]] (*) ، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فهو الذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَنَا هُوَ، وَإِنَّهُمْ لَأُمَّتِي، وَإِنَّهُمْ لَأَكْثَرُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا، وَسَبْعِينَ أَلْفًا.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

3856 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §لَمَّا كَانَ حِينَ فُتِحَتْ نَهَاوَنْدُ أَصَابَ الْمُسْلِمُونَ سَبَايَا مِنَ الْيَهُودِ، فَأَقْبَلَ رَأْسَ الْجَالُوتِ فَتَلَقَّى سَبَايَا الْيَهُودِ. فَأَصَابَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ جَارِيَةً وَضِيئَةً صَبِيحَةً. فَقَالَ لِي: هَلْ لَكَ أَنْ تَمْشِيَ مَعِي إِلَى هَذَا الْإِنْسَانِ عَسَى أَنْ يُثَمِّنَ لِي فِي هَذِهِ الْجَارِيَةِ؟ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَدَخَلْنَا / عَلَى شَيْخٍ مُسْتَكْبِرٍ لَهُ تُرْجُمَانٌ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مَعَهُ: سَلْ هَذِهِ الجارية هل وَقَعَ عَلَيْهَا هَذَا العربي؟ قال: وَرَأَيْتُ أَنَّهُ غَارَ حِينَ رَأَى حُسْنَهَا، فَرَاطَنَهَا بِلِسَانِهِ، فَفَهِمْتُ الَّذِي قَالَ، فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ أَثِمْتَ بِمَا تَجِدُ فِي كِتَابِكَ بِسُؤَالِكَ هَذِهِ الْجَارِيَةَ عَمَّا وَرَاءَ ثِيَابِهَا. فَقَالَ لِي: كَذَبْتَ، وَمَا يُدْرِيكَ مَا فِي كِتَابِي؟ قَالَ: قُلْتُ: أَنَا أَعْلَمُ بِكِتَابِكَ مِنْكَ. قَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِكِتَابِي مِنِّي؟ . قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَعْلَمُ بِكِتَابِكَ مِنْكَ. قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ. قَالَ: فَانْصَرَفْتُ -[659]- مِنْ عِنْدِهِ ذَلِكَ اليوم، فأرسل لي رَسُولًا لَتَأْتِيَنِّي بِعَزْمَةٍ. وَبَعَثَ إِلَيَّ بِدَابَّةٍ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ احْتِسَابًا رَجَاءَ أَنْ يُسْلِمَ فَحَبَسَنِي عِنْدَهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَقْرَأُ عَلَيْهِ التَّوْرَاةَ وَيَبْكِي. فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ وَاللَّهِ لَهُوَ النَّبِيُّ الَّذِي تَجِدُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ. فَقَالَ لِي: فَكَيْفَ أَصْنَعُ بِالْيَهُودِ؟ قَالَ: قُلْتُ: إِنَّ الْيَهُودَ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ الشَّقَاءُ. صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

باب اعتراف القدماء بأعلام نبوته صلى الله عليه وسلم

24 - بَابُ اعْتِرَافِ الْقُدَمَاءِ بِأَعْلَامِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3857 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: إِنَّ §نَاسًا مِنْ قُرَيْشٍ رَكِبُوا الْبَحْرَ عِنْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَلْقَتْهُمُ الرِّيحُ عَلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا فِيهَا رَجُلٌ. فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ نَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ. قَالَ: وما قريش؟ قالو: أَهْلُ الْحَرَمِ، وَأَهْلُ كَذَا. فَلَمَّا عَرَفَ قَالَ: نَحْنُ أَهْلُهَا لَا أَنْتُمْ. فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ مِنْ جُرْهُمَ. قَالَ: أَتَدْرُونَ لِأَيِّ شَيْءٍ سُمِّيَ أَجْيَادٌ؟ كَانَتْ خُيُولُنَا جِيَادًا عَطَفَتْ عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالُوا: إِنَّهُ خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَذَكَرُوا لَهُ أَمْرَهُ. فَقَالَ: اتَّبِعُوهُ فَلَوْلَا حَالِي الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا لحقت مَعَكُمْ بِهِ.

باب نفع شفاعته

25 - بَابُ نَفْعِ شَفَاعَتِهِ

3858 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أنا مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ امْرَأَةً فِي زِيِّهَا، فَقَالَ لَهَا: §أَتَرَيْنَ قَرَابَتَكِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يغني عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّهُ يَنْفَعُ شَفَاعَتِي. قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي خَلَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ تِلْكَ الْمَرْأَةَ أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا: إِنَّهُ ينفع شفاعتي وجاً وحكم. قَالَ عبد الرحمن: وهما قبيلتان: وجا: قبيلة مِنْ جولان، وَحَكَمُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ مَذْحِجٍ.

باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه

26 - بَابُ فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه

3859 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أُنَيْسِ ابن أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه: قَالَ: §خَرَجَ علينا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ، وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَأَهْوَى قِبَلَ الْمِنْبَرِ، فَاتَّبَعْنَاهُ. فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ السَّاعَةَ ... الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: فَضِيلَةُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. وَفِي آخِرِهِ: ثُمَّ هَبَطَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا قَامَ حَتَّى السَّاعَةِ.

3860 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ، أنا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَالَ بِلَالٌ لأبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما: قَدْ حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، وَلَيْسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاهِدًا، فَهَلْ لَكَ أَنْ أُؤَذِّنَ وَأُقِيمَ، وَتُصَلِّيَ بِالنَّاسِ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه إِنْ شِئْتَ. فَأَذَّنَ بِلَالٌ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَقَامَ، وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه وَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا فَرَغَ. فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ صَلَّى بِكُمْ؟ قَالُوا: أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحْسَنْتُمْ. لَا يَنْبَغِي لِقَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَؤُمَّهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُ.

3861 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو الْحَارِثِ الْوَرَّاقُ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن §الله تعالى يَكْرَهُ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُخَطَّأَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي الْأَرْضِ ".

3862 - حدثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُخَارِقٌ، عَنْ طَارِقِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: أَقْسَمْتُ أَنْ لَا أُكَلِّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَأَخِي السِّرَارِ.

3863 - حدثنا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، ثنا نَافِعٌ أَبُو هُرْمُزَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْغَزْوِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَابَةٌ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ، وَهُوَ فِي بيت عائشة رَضِيَ الله عَنْها، فَدَخَلَ فَسَلَّمَ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَرْحَبًا بِرَجُلٍ سَلِمَ وَغَنِمَ، هَاتِ حَاجَتَكَ. فَقَالَ: §أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذِهِ خَلْفِي - وهي عائشة رَضِيَ الله عَنْها - قَالَ: لَمْ أَعْنِكَ مِنَ النِّسَاءِ. أَعْنِيكَ مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُوهَا رَضِيَ الله عَنْه. نَافِعٌ مَتْرُوكٌ

3864 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا نَفَعَنَا مَالُ أَحَدٍ مَا نَفَعَنَا مَالُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه -[679]- ". 3864 -[2] حدثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ نَحْوَهُ. وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه.

3865 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُثْمَانَ - هُوَ النَّاقِدُ - ثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلَابِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ - هُوَ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ - عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبِي بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما مُعَاتَبَةٌ، فَاعْتَذَرَ أَبُو بَكْرٍ إلى عمر رَضِيَ الله عَنْهما، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَاحَ إِلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَجَلَسَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تَحَوَّلَ فَجَلَسَ إِلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. ثُمَّ قَامَ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَرَى إِعْرَاضَكَ عَنِّي، وَلَا أَرَى ذَلِكَ إِلَّا لِشَيْءٍ بَلَغَكَ عني، فما خبر جَثْوِي وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي، وَاللَّهِ ما أبالي أن لا أَعِيشَ / فِي الدُّنْيَا سَاعَةً وَأَنْتَ مُعْرِضٌ عَنِّي. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَنْتَ الَّذِي اعْتَذَرَ إِلَيْكَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَقْبَلْ مِنْهُ؟ إِنِّي جِئْتُكُمْ جَمِيعًا فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ. وَقَالَ -[683]- صَاحِبِي: صَدَقْتَ. ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ أَنْتُمْ تَارِكِيَّ وَصَاحِبِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. وَلَكِنْ لَهُ شَاهِدٌ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه.

3866 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ سَعِيدِ ابن أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَمَا مَرَرْتُ بِسَمَاءٍ إِلَّا وَجَدْتُ فِيهَا: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ مِنْ خَلْفِي رَضِيَ الله عَنْه.

3867 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ فِي هِرَّةٍ. . الْحَدِيثَ. وَفِيهِ يشهد عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر. وليس ثمة أَبُو بَكْرٍ ولا عمر رَضِيَ الله عَنْهما. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غنمه إذ جاءه الذِّئْبُ فَأَخَذَ شَاةً ... الْحَدِيثَ وَفِيهِ: يشهد عَلَى ذَلِكَ أَبُو بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما، مِثْلَهُ. وَبَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبٌ بَقَرَةً ... الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر. وليس ثمة أَبُو بَكْرٍ ولا عمر رَضِيَ الله عَنْهما. قَالَ: وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ خسف الله تعالى بِهِ. . الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: يَشْهَدُ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وعمر. وليس ثمة أَبُو بَكْرٍ ولا عمر رَضِيَ الله عَنْهما. هَذَا الْحَدِيثُ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ مُتَفَرِّقًا. وَلَمْ يَذْكُرُوا الشَّهَادَةَ إِلَّا فِي قِصَّةِ الْبَقَرَةِ حَسْبُ.

3868 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: §رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، رَجُلًا خَفِيفَ اللَّحْمِ، أَبْيَضَ.

3869 - حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَذْكُرُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ قَالَ: إن عائشة رَضِيَ الله عَنْها ذَكَرَتْ أَنَّ §أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ.

3870 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: بَيْنَا عَائِشَةُ بنت طلحة رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ لِأُمِّهَا أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بكر رَضِيَ الله عَنْهما: أَبِي خَيْرٌ مِنْ أَبِيكِ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ أم المؤمنين رَضِيَ الله عَنْها: أَلَا أَقْضِي بَيْنَكُمَا؟ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا §أَبَا بَكْرٍ، أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النار. قالت رَضِيَ الله عَنْها: فَمِنْ يَوْمِئِذٍ سُمِّيَ عَتِيقًا. وَدَخَلَ طَلْحَةُ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنْتَ يَا طَلْحَةُ مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ. إِسْحَاقُ فِيهِ ضَعْفٌ. وَإِنْ كَانَ مُوسَى سَمِعَهُ مِنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ. أَوْ مِنْ أم كلثوم رَضِيَ الله عَنْهم وَإِلَّا فَهُوَ مُنْقَطِعٌ أَيْضًا. وَذِكْرُ طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِيهِ أَخْرَجُوهُ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الطَّرِيقِ. وَقَدْ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ عَائِشَةَ بنت طلحة رَضِيَ الله عَنْها بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.

3870 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طلحة رَضِيَ الله عَنْهما، عَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِنَاءِ هو وأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم، وَالسِّتْرُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَتِيقِ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سَمَّاهُ أَهْلُهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ اسْمُ عَتِيقٍ ... رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها مُخْتَصَرًا بِلَفْظِ: أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْتَ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ فَسُمِّيَ مِنْ يَوْمِئِذٍ عَتِيقًا.

3871 - قَالَ إِسْحَاقُ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَقُولُ: " §إِنْ لَمْ أُفَضِّلْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ على علي رَضِيَ الله عَنْهم أكون قَدْ كَذَبْتُ عَلِيًّا، وَإِنِّي إِلَى تَصْدِيقِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه أَحْوَجُ مِنِّي إِلَى تَكْذِيبِهِ.

3872 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا مِسْعَرٌ، عن أبي عَوْنٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ: §رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا لَهَبُ الْعَرْفَجُ.

3873 - حدثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: §أَنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْضَى بِذَلِكَ.

3874 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا وَكِيعٌ، ثنا إِسْمَاعِيلُ ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ ابن أَبِي حَازِمٍ. قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه. بِيَدِهِ عَسِيبُ نَخْلٍ، وَهُوَ يَقُولُ: " §اسْمَعُوا لِخَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

3875 - وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ مسدد: حدثنا أبو مَكِيسُ الْخَادِمِ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه: §لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه بِإِيمَانِ أَهْلِ الْأَرْضِ لَرَجَحَ بِهِمْ.

3876 - حَدَّثَنَا أبو مَكِيسٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَالِكِ / بْنِ مِغْوَلٍ الْبَجَلِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ: " §وَدِدْتُ أَنِّي شَعْرَةٌ فِي صَدْرِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ ". قُلْتُ: لِلْأَوَّلِ شَاهِدٌ مَرْفُوعٌ مِنْ حَدِيثِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما عِنْدَ ابْنِ عَدِيٍّ، فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابن أَبِي رَوَّادٍ.

3877 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ. عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ آلِ أَبِي هَيَّاجٍ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مِنْبَرِي هَذَا عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ، إِنَّ رَجُلًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَعِيشَ، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه ... الْحَدِيثَ. مِثْلُ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَفِيهِ: وَلَكِنْ وُدٌّ وَإِخَاءُ إِيمَانٍ.

3878 - حدثنا أُمَيَّةُ بْنُ خالد بن الأسود، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سُمَيَّةَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: §مَا عِنْدَنَا مِنَ الْمَالِ غَيْرُ قَدَحٍ وَلَقْحَةٍ، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَابْعَثِي بِهِمَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه. فَلَمَّا مَاتَ بَعَثْتُ بِهِمَا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ -[724]-. (165) وَحَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما فِيمَا لَقِيَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ. يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي السِّيرَةِ النَّبَوِيَّةِ.

3879 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ، ثنا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَقَدْ §ضَرَبُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَجَعَلَ يُنَادِي: وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ. قَالُوا: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: ابْنُ أبي قحافة رَضِيَ الله عَنْهما. وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بِهِ. وَفِي آخِرِهِ: " الْمَجْنُونُ ". صَحِيحٌ. أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ نُمَيْرٍ بِهِ. وَاخْتَارَهُ الضِّيَاءُ. وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن العاص رَضِيَ الله عَنْهما فِي الْبُخَارِيِّ.

3880 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الدَّرَاوَرْدِيُّ. ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ ابن أَبِي عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَنَّاحٍ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمِ بن محمد رجلاً صدوقاً صَمُوتًا، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: الْيَوْمَ تَنْطِقُ الْعَذْرَاءُ مِنْ خِدْرِهَا. سَمِعْتُ عَمَّتِي عَائِشَةَ زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ: §لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ قَاطِبَةً، وَاشْرَأَبَّ الْقَوْمُ، وعاد أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُمْ مِعْزَى طُيِّرَتْ فِي حَشٍّ. فَوَاللَّهِ مَا اخْتَلَفُوا فِي لَفْظَةٍ إِلَّا طَارَ أَبِي بِفِنَائِهَا. ثُمَّ ذَكَرْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَتْ: وَمَنْ رَأَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه عَلِمَ أنه خلق عناء لِلْإِسْلَامِ، ثم قالت رَضِيَ الله عَنْها: كَانَ رَضِيَ الله عَنْه والله أحوذياً، نسيج وَحْدَهُ. قَدْ أَعَدَّ لِلْأُمُورِ أَقْرَانَهَا، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ خُلُقِهِ رَضِيَ الله عَنْه، حَتَّى تَعُدَّ سَبْعَ خِصَالٍ لَا أَحْفَظُهَا -[729]-. 3880 -[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى ابن أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: قالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَاللَّهِ لَوْ نَزَلَ بِالْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ مَا نَزَلَ بِأَبِي. . فَذَكَرَهُ. [3] وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، وَإِسْحَاقَ بْنِ بِشْرٍ. كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَقَدْ تَبَيَّنَ بِرِوَايَةِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ تَقْصِيرُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

باب فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

27 - باب فَضَائِلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه

3881 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَّهُ §ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَلَدَنِي مَرَّتَيْنِ.

3882 - حدثنا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §كُسِرَ بَعِيرٌ مِنَ الْمَالِ، فَنَحَرَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَدَعَا عَلَيْهِ نَاسًا من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْه: لَوْ صَنَعْتَ هَذَا كُلَّ يَوْمٍ تَحَدَّثْنَا عِنْدَكَ؟ قال رَضِيَ الله عَنْه: لا أعود لِمِثْلِهَا، إِنَّهُ مَضَى لِي صَاحِبَانِ سَلَكَا طَرِيقًا، فَإِنِّي إِنْ عَمِلْتُ بِغَيْرِ عَمَلِهِمَا سُلِكَ بِي غَيْرُ طَرِيقِهِمَا.

3883 -[1] حدثنا حَمَّادٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا أَصْحَابَ محَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §لَا نَشُكُّ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ عباد بن مُجَالِدٍ بِهِ نَحْوَهُ.

3884 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا جَعْفَرٌ - هُوَ ابْنُ بُرْقَانَ - عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَضِيَ الله عَنْه جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى خَتَنَتِكَ خَطَبَهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَأَبَتْهُ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مَنَعَهَا مِنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، §مَا بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ إِلَّا أن يكون نبي أَفْضَلُ مِنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: فَقُلْتُ لِلَّذِي حَدَّثَنِي: أَكَانَ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ: لَا أَدْرِي.

3885 - وقال مُسَدَّدٌ: حدثنا / عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ ابن أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: أَتَى أَهْلُ نَجْرَانَ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالُوا: نَسْأَلُكَ خَطَّكَ بِيَدِكِ، وَشَفَاعَتَكَ بِلِسَانِكَ أَنْ تَرُدَّنَا. قَالَ كَانَ §عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه رَشِيدَ الْأَمْرِ، فَلَوْ طُعِنَ عَلَيْهِ يَوْمًا لَطُعِنَ عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ.

3886 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ حَمَّادِ ابن أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَمَّارُ. §أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام آنِفًا، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، حَدِّثْنِي بفضائلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه مَا لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ، أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ. وَإِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه لَحَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما.

3887 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَعْرِفُ الْكَذِبَ فَعُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه.

3888 - حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: " §لَوْ مَاتَ جَمَلٌ فِي عَمَلِي ضَيَاعًا خَشِيتُ أَنْ يسألني الله تبارك وتعالى عَنْهُ ".

3889 - َقَالَ إِسْحَاقُ: أنا عبد الرزاق، أنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: §دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عَلَى أَبِي بكر وهو يشتكي فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ: اسْتَخْلَفْتَ عَلَيْنَا عُمَرَ، وَقَدْ عَتَا عَلَيْنَا وَلَا سُلْطَانَ لَهُ فَكَيْفَ لَوْ مَلَكَنَا، كَانَ أَعْتَى وَأَعْتَى، فَكَيْفَ تَقُولُ لِلَّهِ إِذَا لَقِيتَهُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسُوهُ، فَقَالَ: أبا الله تَعْرِفُونِي؟ قَالَ: أَقُولُ إِذَا لَقِيتُهُ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمْ خَيْرَ أَهْلِكَ. رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

3890 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى أَبُو هَمَّامٍ، ثنا دَاوُدُ ابن أَبِي هِنْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ كَانَ أَعْلَمَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه.

3891 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: وَالْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: §وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا - يَعْنِي الْإِمَارَةَ - كَفَافًا لَا عَلَيَّ وَلَا لي، الحديث. وسيأتي إن شاء الله تعالى بِطُولِهِ فِي كِتَابِ الْخِلَافَةِ.

3892 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عبيد بن حنين، عَنِ الْحُسَيْنِ بن عليَّ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: §صَعِدْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، فَقُلْتُ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي، وَاذْهَبْ إِلَى مِنْبَرِ أَبِيكَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّ أَبِي لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْبَرٌ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: ثُمَّ أَخَذَنِي رَضِيَ الله عَنْه بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلْتُ أُقَلِّبُ حَصًى فِي يَدِي، فَلَمَّا نَزَلَ ذَهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ فَقُلْتُ: مَا أَمَرَنِي بِهَذَا أَحَدٌ. قَالَ: جَعَلْتَ تَغْشَانَا، جَعَلْتَ تَأْتِينَا. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ يَوْمًا، وَهُو خَالٍ بِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَجَاءَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَرَجَعَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ رَجَعَ رَجَعْتُ. [فَلَقِيَنِي بَعْدُ فَقَالَ: لَمْ أَرَكَ تَأْتِينَا؟ فقلت: قد جئت وَكُنْتُ خَالِيًا بِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَرَجَعَ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ رَجَعَ رَجَعْتُ] . فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه أَنْتَ أَحَقُّ بِالْإِذْنِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، إِنَّمَا أَنْتَ على رؤوسنا، ما نرى إلاَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتُمْ، قَالَ: وَوَضَعَ يَدَهُ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى رَأْسِهِ.

3893 - أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ §لَا تَجْعَلْ قَتْلِي بِيَدِ رَجُلٍ صَلَّى لَكَ سَجْدَةً. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.

3894 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مُزَيْنَةَ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه ثَوْبًا غَسِيلًا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَجَدِيدٌ ثَوْبُكَ هَذَا أَمْ غَسِيلٌ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: غَسِيلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حُمَيْدًا، وَتَوَفَّ شَهِيدًا. ويعطيك الله تعالى قرَّة عين في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. هَذَا مُرْسَلٌ أَوْ مُنْقَطِعٌ، وَقَدْ رُوِيَ مَوْصُولًا مِنْ حَدِيثِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما. أخرجه أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ دُونَ آخِرِهِ.

3895 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا أَيُّوبُ بْنُ وَاصِلٍ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَأَتَيْتُهُ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الْبَابَ سَمِعْتُ نحيبه. فقلت: اعتري أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَدَخَلْتُ فَأَخَذْتُ بمنكبه، وَقُلْتُ: لَا بَأْسَ، لَا بَأْسَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: بَلْ أَشَدُّ الْبَأْسِ. فَأَخَذَ بِيَدَيْ فَأَدْخَلَنِي الْبَابَ فَإِذَا حَقَائِبُ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ، فَقَالَ: الْآنَ هَانَ آلُ الْخَطَّابِ على الله تعالى. إن الله عز وجل لَوْ شَاءَ لَجَعَلَ هَذَا إِلَى صَاحِبَيَّ - يَعْنِي: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبا بكر رَضِيَ الله عَنْهما - فَسَنَّا لِي فِيهِ سُنَّةً أَقْتَدِيَ بِهَا، فَقُلْتُ: اجْلِسْ بِنَا نُفَكِّرْ، اجْلِسْ بِنَا نُفَكِّرْ. فجلعنا لأمهات المؤمنين رَضِيَ الله عَنْهنَّ أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَجَعَلْنَا لِلْمُهَاجِرِينَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ، وَلِسَائِرِ النَّاسِ أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ.

3896 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ الرَّحَبِيِّ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: لَمَّا أُصِيبَ عمر رَضِيَ الله عَنْه دخلت عليه حفصة رَضِيَ الله عَنْها، فَقَالَتْ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا صِهْرَ رَسُولِ اللَّهِ، وَيَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ: فَقَالَ عُمَرُ لِابْنِ عمر رَضِيَ الله عَنْهما / أَجْلِسْنِي يَا عَبْدَ اللَّهِ أَجْلِسْنِي، فَلَا صَبْرَ لِي عَلَى مَا أَسْمَعُ. فَأَسْنَدَهُ إِلَى صَدْرِهِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهَا: §إِنِّي أحرِّج عليك لما لِي عَلَيْكِ مِنَ الحق ألاَّ تَنْدِبِينِي بَعْدَ مجلسك هذا. وأما عينيك فلم أَمْلِكُهُمَا، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مَيِّتٍ يُنْدَبُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنُهُ.

3897 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: لَمَّا صَدَرَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ مِنًى، أَنَاخَ بِالْأَبْطَحِ، ثُمَّ كَوَّمَ كُومَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ، ثُمَّ ألقى نفسه عَلَيْهِ. فَلَزِقَ بِثَوْبِهِ، وَاسْتَلْقَى، وَمَدَّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: §اللَّهُمَّ ضَعُفَتْ قُوَّتِي وَكَبِرَتْ سِنِّي، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفْرِّطٍ. ثُمَّ قَدِمَ رَضِيَ الله عَنْه الْمَدِينَةَ فخطب فقال: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ سَنَنْتُ لَكُمُ السُّنَنَ، وَفَرَضْتُ لَكُمُ الْفَرَائِضَ، وَتَرَكْتُكُمْ عَلَى وَاضِحَةٍ - وَصَفَّقَ يَحْيَى بِيَدَيْهِ - إِلَّا أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ يميناً وشمالاً. وذكر الْحَدِيثَ. قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا انْسَلَخَ ذُو الْحِجَّةِ حَتَّى قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه.

3898 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ §شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه غَدَاةَ طُعِنَ، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي. وَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ إِلَّا هَيْبَتُهُ. كَانَ رَضِيَ الله عَنْه يَسْتَقْبِلُ الصَّفَّ إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَإِنْ رَأَى إِنْسَانًا مُتَقَدِّمًا أَوْ مُتَأَخِّرًا أَصَابَهُ بِالدِّرَّةِ، فَذَلِكَ الَّذِي مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ. فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي، فَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه يُرِيدُ الصَّلَاةَ فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَنَاجَاهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ تَرَكَهُ، ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ. ثُمَّ نَاجَاهُ ثُمَّ تَرَكَهُ ثُمَّ طَعَنَهُ. فَرَأَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَائِلًا بِيَدِهِ هَكَذَا. يَقُولُ: دُونَكُمُ الْكَلْبَ فَقَدْ قَتَلَنِي. فَمَاجَ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: الصَّلَاةُ عَبَادَ اللَّهِ، قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. فَصَلَّى بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وَإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. قَالَ: فَاحْتُمِلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ نَاوِلْنِي الْكَتِفَ، فَلَوْ أراد الله تعالى أَنْ يَمْضِيَ مَا فِيهَا أَمْضَاهُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا أَكْفِيكَ أمحوها. فَقَالَ: لا وَاللَّهِ لَا يَمْحُوهَا أَحَدٌ غَيْرِي. فَمَحَاهَا عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه بِيَدِهِ. وَكَانَ فِيهَا فَرِيضَةُ الْجَدِّ. ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: ادْعُوا لِي علياً وعثمان رَضِيَ الله عَنْهما، وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ -[776]- عَوْفٍ، وَسَعْدًا يرضى الله عنهم قَالَ: فَدُعُوا، فَلَمْ يُكَلِّمْ رَضِيَ الله عَنْه أَحَدًا مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا عَلِيًّا وَعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْهما. قَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَعَلَّهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا أعطاك الله تعالى مِنَ الْفِقْهِ وَالْعِلْمِ، فَإِنْ وَلُّوكَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه يَا عُثْمَانُ لَعَلَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ أَنْ يَعْرِفُوا لَكَ صِهْرَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَفَكَ. فَإِنْ وَلُّوكَ هَذَا الْأَمْرَ فَاتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَحْمِلَنَّ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ. ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: يَا صُهَيْبُ، صَلِّ بِالنَّاسِ ثَلَاثًا، وَأَدْخِلْ هَؤُلَاءِ فِي بَيْتٍ. فَإِذَا اجمعوا عَلَى رَجُلٍ، فَمَنْ خَالَفَهُمْ فَلْيَضْرِبُوا رَأْسَهُ، فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنْ وَلَّوْا الْأَجْلَحَ سَلَكَ بِهِمُ الطَّرِيقَ. فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمر رَضِيَ الله عَنْهما: فَمَا يَمْنَعُكَ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه؛ أَكْرَهُ أَنْ أَحْمِلَهَا حَيًّا وَمَيِّتًا. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِأَتَمَّ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ، وَقَدْ تَوَخَّيْتُ مَا زَادَ عَلَيْهِ.

باب ذكر قتل عمر

28 - بَابُ ذِكْرِ قَتْلِ عُمَرَ

3899 - قَالَ إِسْحَاقُ: ثنا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ §لَمَّا قُتِلَ عُمَرُ قَالَتْ أم أيمن: اليوم وهى الْإِسْلَامُ. ذكره عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قَيْسٍ.

3900 - قال ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه دَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَهُو يَقُولُ: §لَا تَعْجَلُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ أَعِشْ رَأَيْتُ فِيهِ رَأْيِي. وَإِنْ أَمُتْ فَهُوَ إِلَيْكُمْ. قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. إِنَّهُ وَاللَّهِ قَدْ قُتِلَ وَقُطِّعَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: وَيْحَكُمْ. مَنْ هُوَ؟ قَالُوا: أَبُو لُؤْلُؤَةَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اللَّهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ نَظَرَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ، أَيُّ وَالِدٍ كُنْتُ لَكَ؟ قَالَ: خَيْرُ وَالِدٍ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: فَأُقْسِمُ عَلَيْكَ لَمَا احْتَمَلْتَنِي حَتَّى تَلْصِقَ خَدِّي بِالْأَرْضِ، حَتَّى أَمُوتَ كَمَا يَمُوتُ الْعَبْدُ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: وَاللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ لِيَشْتَدَّ عَلَيَّ يَا أَبَتَاهُ. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: قُمْ فَلَا تُرَاجِعْنِي. قَالَ: فَقَامَ فَاحْتَمَلَهُ حَتَّى أَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ. ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: يَا عَبْدَ اللَّهِ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بحق الله تعالى، وَحَقِّ عُمَرَ إِذَا مُتُّ فَدَفَنْتَنِي لَمَا لَمْ تَغْسِلْ رَأْسَكَ حَتَّى تَبِيعَ مِنْ رِبَاعِ آلِ عُمَرَ بِثَمَانِينَ أَلْفًا فَتَضَعَهَا فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه - وَكَانَ عِنْدَ رَأْسِهِ - يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: وَمَا قَدْرُ هَذِهِ الثمانين ألفاً. قد أَضْرَرْتَ بِعِيَالِكَ، أَوْ بِآلِ عُمَرَ. -[780]- قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِلَيْكَ عَنِّي يَا ابْنَ عَوْفٍ، فَنَظَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، وَاثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ أَلْفًا أَنْفَقْتُهَا، فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حَجَّةً حَجَجْتُهَا فِي وِلَايَتِي وَنَوَائِبَ كَانَتْ تَنُوبُنِي فِي الرُّسُلِ تَأْتِيَنِي مِنْ قِبَلِ الْأَمْصَارِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَبْشِرْ، وَأَحْسِنِ الظن بالله تعالى، فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنَّا، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ إِلَّا وَقَدْ أَخَذَ مِثْلَ الَّذِي أَخَذْتَ مِنَ الْفَيْءِ الَّذِي قَدْ جعله الله تعالى لَنَا، وَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ. وَقَدْ كَانَتْ لَكَ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوَابِقُ. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: يَا ابْنَ عَوْفٍ. وَدَّ عُمَرُ أَنَّهُ لَوْ خَرَجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلَ فِيهَا. إِنِّي أَوَدُّ أَنْ ألقى الله تعالى فَلَا تَطْلُبُونِي بِقَلِيلٍ وَلَا كَثِيرٍ. ثُمَامَةُ تَكَلَّمَ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُ. وسيَاقُ قِصَّةِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فِي الصَّحِيحَيْنِ لَيْسَ فِيهَا غَالِبٌ هَذَا الْمَذْكُورُ هُنَا.

3901 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ الْغُبَرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كان أبو لؤلؤ عَبْدًا لِلْمُغِيرَةِ بن شعبة فكان يَصْنَعُ الرحا. وَكَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ يَسْتَغِلُّهُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَةَ دراهم، فَلَقِيَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ الْمُغِيرَةِ قَدْ أَثْقَلَ عَلَيَّ غَلَّتِي. فَكَلِّمْهُ يُخَفِّفْ عَنِّي. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: اتق الله تعالى، وَأَحْسِنْ إِلَى مَوْلَاكَ. وَمِنْ نِيَّةِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يَلْقَى الْمُغِيرَةِ فَيُكَلِّمَهُ فَيُخَفِّفَ عَنْهُ، فَغَضِبَ الْعَبْدُ وَقَالَ: وَسِعَ النَّاسَ عِدْلُهُ كُلَّهُمْ غَيْرِي. فَأَضْمَرَ عَلَى قَتْلِهِ. فَاصْطَنَعَ خِنْجَرًا لَهُ رَأْسَانِ، وَشَحَذَهُ وَسَمَّهُ، ثُمَّ أَتَى بِهِ الْهُرْمُزَانَ، فَقَالَ كَيْفَ تَرَى هَذَا؟ قَالَ: أَرَى أَنَّكَ لَا تَضْرِبُ بِهِ أَحَدًا إِلَّا قَتَلْتَهُ. فَتَحَيَّنَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فَجَاءَ فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ، حَتَّى قَامَ وَرَاءَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَتَكَلَّمَ يَقُولُ أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ، -[782]- فَذَهَبَ يَقُولُ كَمَا كَانَ يَقُولُ: فَلَمَّا كَبَّرَ وَجَأَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فِي كَتِفِهِ، وَوَجَأَهُ فِي خَاصِرَتِهِ فَسَقَطَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه. وَطَعَنَ بِخِنْجَرِهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَهَلَكَ مِنْهُمْ سَبْعَةٌ، وَجَرَحَ مِنْهُمْ سِتَّةً، وَحُمِلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَذُهِبَ بِهِ إلى منزله، وماج النَّاسُ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسَ أَنْ تَطْلُعَ، فَنَادَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ الصَّلَاةَ، الصَّلَاةَ. فَفَزِعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه فَصَلَّى بِهِمْ بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ. فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ تَوَجَّهُوا إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَدَعَا بِشَرَابٍ لَيَنْظُرَ مَا قَدْرُ جُرْحِهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ. فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَلَمْ يَدْرِ أَنَبِيَذٌ هُوَ أَمْ دَمٌ. فَدَعَا رَضِيَ الله عَنْه بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ. فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَقَالُوا: لَا بَأْسَ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنْ يَكُنِ الْقَتْلُ بَأْسًا فَقَدْ قُتِلْتُ. فَجَعَلَ النَّاسُ يُثْنُونَ عليه، فقال: على مَا تَقُولُونَ؟ وَدِدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْهَا كَفَافًا، وَأَنَّ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلِمَتْ لِي. فَتَكَلَّمَ ابْنُ عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: لا والله -[783]- لَا تَخْرُجُ مِنْهَا كَفَافًا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه يَسْتَرِيحُ إِلَى كَلَامِ ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما. فَقَالَ: كَرِّرْ. فَكَرَّرَ عليه. فقال رَضِيَ الله عَنْه: على مَا تَقُولُ؟ ؟ §لَوْ أَنَّ لِيَ طِلَاعَ الْأَرْضِ لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ هَوْلِ الْمَطْلَعِ. أخرجه ابن حبان عَنْ أَبِي يَعْلَى بِطُولِهِ. وَأَصْلُهُ في الصحيح بقليل من هَذَا السِّيَاقِ، وَمُعْظَمُهُ لَيْسَ فِيهِ.

3902 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه §وَأَخَذَ تِبْنَةً. وَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي هَذِهِ، وَوَدِدْتُ أَنَّ أُمِّيَ لم تلدني، وولدت أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.

3903 - وَبِهِ إِلَى عَاصِمٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: §وَيْلٌ لِي وَوَيْلٌ لِأُمِّي إِنْ لَمْ يَغْفِرِ اللَّهُ لِي. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَقَضَى مَا بَيْنَهُمَا كَلَامٌ.

(166) وأحاديث إسلام عمر رَضِيَ الله عَنْه ستأتي إن شاء الله تعالى في باب السيرة.

مناقب عثمان رضي الله عنه

<§tit/2> ( [من كتاب المناقب] ) (29 - مَنَاقِب عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه)

3904 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: ذَكَرَ رَجُلَانِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: قُتِلَ شَهِيدًا. فَتَعَلَّقَهُ الْآخَرُ، فَأُتِيَ بِهِ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه قُتِلَ شَهِيدًا؟ ! . فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ رَضِيَ الله عَنْه: أَقُلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأَنْتَ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي وَسَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَأَعْطَانِي، وَسَأَلْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَأَعْطَانِي وَسَأَلْتُكَ فَمَنَعْتَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لِي. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §وَمَا لك ألا يُبَارَكُ لَكَ وَقَدْ أَعْطَاكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ -[18]- وَشَهِيدَانِ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: دَعُوهُ -[19]-. 3905 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هُدْبَةُ، ثنا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إِنَّ رَجُلًا بِالْكُوفَةِ شَهِدَ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه قُتِلَ شَهِيدًا فَأَخَذْتُهُ الزَّبَانِيَةُ فَرَفَعُوهُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه وَقَالُوا: لَوْلَا أَنْ تَنْهَانَا أَوْ نهيتنا [أن نَقْتُلَ] أَحَدًا قَتَلْنَاهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه شَهِيدٌ. فَقَالَ الرَّجُلُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: وَأَنْتَ تَشْهَدُ أَوَ تَذْكُرُ أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي، وَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَسَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

3906 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَوْرٍ الفهري يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُدَيْسٍ الْبَلَوِيِّ وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فحمد الله تعالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ ذَكَرَ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَوَقَعَ فِيهِ. قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: فَدَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عُدَيْسٍ قَالَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: وَمِنْ أَيْنَ وَقَدِ اخْتَبَأْتُ عند الله عز وجل عَشْرًا: §إِنِّي لَرَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ وَزَوَّجَنِي / رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ ثُمَّ ابْنَتَهُ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيدي فما سترت بِهَا ذَكَرِي -[24]- وَلَا تَغَنَّيْتُ وَلَا تَمَنَّيْتُ وَلَا شَرِبْتُ خمرا في جاهل ة وَلَا إِسْلَامٍ ... الْحَدِيثَ. قُلْتُ: عِنْدَ بَعْضِهِمْ بَعْضُهُ.

3907 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ ثنا [الزبير] عمن حدثه قَالَ: إِنْ كَانَ §عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه لَيَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ إِلَّا هَجْعَةً مِنْ أَوَّلِهِ.

3908 - حدثنا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه §إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ: (مَرْحَبًا بِالْقَائِلِينَ عَدْلًا ... وَبِالصَّلَاةِ مَرْحَبًا وَأَهْلًا)

3909 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: §رَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ الْمَقَامِ قَدْ تَقَدَّمَ فَقَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ ثُمَّ انْصَرَفَ.

3910 - حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: أَشْرَفَ عَلَيْنَا عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ الدَّارِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ §لَا تَقْتُلُونِي فَإِنَّكُمْ إِنْ قَتَلْتُمُونِي كُنْتُمْ هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ رَضِيَ الله عَنْه.

3911 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا شَيْبَانُ هُوَ ابْنُ فَرُّوخَ ثنا طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ [الْكَيْخَارَانِيِّ] ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتٍ فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيُّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدُ بْنُ أبي وقاص رَضِيَ الله عَنْهم فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ إِلَى كُفْئِهِ " وَنَهَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَاعْتَنَقَهُ وَقَالَ: " أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ". رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَصَحَّحَهُ وَذَهَلَ عَنْ ضِعْفِ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ فَإِنَّهُ مَتْرُوكٌ.

3912 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: " بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس وعائشة رَضِيَ الله عَنْها وَرَاءَهُ اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه فَدَخَلَ ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فَدَخَلَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَدَّثُ كَاشِفًا عن ركبته فمد رُكْبَتِهِ وَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: " اسْتَأْخِرِي عَنِّي " فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ثُمَّ خَرَجُوا. قالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: دَخَلَ عَلَيْكَ أَصْحَابُكَ فَلَمْ تُصْلِحْ ثَوْبَكَ عَلَى ركبتيك وَلَمْ تُؤَخِّرْنِي عَنْكَ حَتَّى دَخَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَلَا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ [[تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَسْتَحِي مِنْ عُثْمَانَ، كَمَا تَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ]] (*) ؟ وَلَوْ دَخَلَ وَأَنْتَ قَرِيبٌ مِنِّي لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ وَلَمْ يَتَحَدَّثْ حَتَّى يَخْرُجَ ".

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في المطبوع [[يستحيي من الله ورسوله]] ، وما أثبتناه عن بعض النسخ

3913 - حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: لَقِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: §مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جَفَوْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه؟ فَقَالَ: أَبْلِغْهُ عَنِّي أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْنِ - قَالَ عَاصِمٌ: هُوَ يَوْمُ أُحُدٌ - وَلَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه: فَانْطَلَقَ يُخْبِرُ ذَاكَ عُثْمَانَ فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَّا قَوْلُهُ: يَوْمَ عَيْنَيْنِ فَكَيْفَ يُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ قَدْ عفا الله تعالى عَنْهُ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} الْآيَةَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ بَدْرٍ كُنْتُ أُمَرِّضُ رُقْيَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَاتَتْ، وَقَدْ ضُرِبَ لِي بِسَهْمٍ، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمٍ فَقَدْ شَهِدَ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي أَتْرُكَ سُنَّةَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَإِنِّي لَا أُطِيقُهَا أَنَا وَلَا هُوَ. فَأَتَيْتُهُ فَحَدَّثْتُهُ بِذَلِكَ.

3914 - وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثنا سَلَّامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: رَفَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه صَوْتَهُ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: §لِأَيِّ شَيْءٍ رَفَعْتَ صَوْتَكَ، وَقَدْ شَهِدْتُ بَدْرًا وَلَمْ تَشْهَدْ، وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ تُبَايِعْ، وَفَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ وَلَمْ أَفِرَّ؟ ! قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَا قَوْلُكَ: إِنَّكَ شَهِدْتَ بدرا ولم أَشْهَدُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَنِي عَلَى بِنْتِهِ وَضَرَبَ لِي بِسَهْمٍ وَأَعْطَانِي أَجْرِيَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أُبَايِعْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ علمت ذَلِكَ فَلَمَّا احْتَبَسْتُ ضَرَبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَقَالَ: " هَذِهِ لِعُثْمَانَ " وَشِمَالُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرٌ مِنْ يَمِينِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ: فَرَرْتَ يَوْمَ أُحُدٍ وَلَمْ أَفِرَّ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} الْآيَةَ. فَلِمَ تُعَيِّرُنِي بِذَنْبٍ قَدْ عفا الله تعالى عَنْهُ؟ ! . قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ إِلَّا سَلَّامٌ.

3915 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، [حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يزيد، حدثنا إِبْرَاهِيمَ بْنِ عمر بن أبان] قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ §شَهِدَ ذَلِكَ حِينَ أَعْطَى عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جَهَّزَ بِهِ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَجَاءَ رَضِيَ الله عَنْه بِسَبْعِمِائَةِ أُوقِيَّةٍ ذَهَبٍ.

3916 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا بَشَّارُ / ابن مُوسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِأَهْلِهِ إِلَى الْحَبَشَةِ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فَاحْتُبِسَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرُهُ، فَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَتَوَكَّفُ الْأَخْبَارَ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَدْ رَأَيْتُ خَتَنَكَ مُتَوَجِّهًا فِي سَفَرِهِ وَامْرَأَتُهُ عَلَى حِمَارٍ مِنْ هَذِهِ الدَّبَابَةِ، وَهُوَ يَسُوقُ بِهَا يَمْشِي خَلْفَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صحبهما الله تعالى، إِنَّ §عُثْمَانَ لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِهِ بعد لوط عليه السلام ".

3917 - حدثنا أَبُو وَائِلٍ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فَاحْتَمَلَنِي عَلَى جَنَاحِهِ الْأَيْمَنِ فَأَدْخَلَنِي جَنَّةَ عَدْنٍ، فَبَيْنَا أَنَا فيها إذ [رقبت] بِعَيْنَيَّ تُفَّاحَةً فَانْفَلَقَتِ التُّفَّاحَةُ نِصْفَيْنِ فَخَرَجَتْ مِنْهَا جَارِيَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا حُسْنًا، وَلَا أَكْمَلَ مِنْهَا جَمَالًا، تسبح الله تعالى بِتَسْبِيحٍ لَمْ يَسْمَعِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ بِمِثْلِهِ قُلْتُ: مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْحَوْرَاءُ خلقني ربي جل جلاله مِنْ نُورِ عَرْشِهِ. قُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَنَا لِلْأَمِينِ الْأَمْعَرِ الْخَلِيفَةِ الْمَظْلُومِ، عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه ".

باب فضائل علي رضي الله عنه

(30 - بَابُ فَضَائِلِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ)

3918 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّارٍ قَالَ: نَزَلَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَسْرُوقٍ فَحَدَّثَ عن صفية رَضِيَ الله عَنْها أَنَّهَا قَالَتْ: " قُمْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ: §لَيْسَ مِنْ أَزْوَاجِكَ أَحَدٌ إِلَّا لَهَا قَرَابَةٌ وَعَشِيرَةٌ فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي؟ . قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُوصِي بِكِ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه ".

3919 - حَدَّثَنَا الْفَضْلُ هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ ثَعْلَبَةَ بْنَ [يَزِيدَ] ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ: " §سَيِغْدِرُونَكَ مِنْ بَعْدِي ".

3920 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ [سَالِمٍ] ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِكَ مِنْ بَعْدِي ".

رَوَاهُ الْبَزَّارُ وابن ماجة -[66]-. 3921 - حدثنا حَبِيبٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: §وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ: " إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَغْدِرُ بِي ".

3922 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: [حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ جَبْرٍ] ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ انْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ فَحَاصَرَهَا تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ فَلَمْ يَفْتَحْهَا ثُمَّ أَوْغَلَ رَوْحَةً أَوْ غُدْوَةً فَنَزَلَ ثُمَّ هَجَرَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الناس §إني فرطكم وَأُوصِيكُمْ بِعِتْرَتِي خَيْرًا، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لتقيمن الصَّلَاةَ، ولتؤتن الزَّكَاةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إليكم رَجُلًا مِنِّي أَوْ كَنَفْسِي فَلْيَضْرِبَنَّ أَعْنَاقَ مقاتليهم، وَلْيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيَّهُمْ. قَالَ: فَرَأَى النَّاسُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرٍ أو عمر رَضِيَ الله عَنْهما. فأخذ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يد عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: " هَذَا -[70]- ". 3922 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا.

3923 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: " §أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي ". صَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ.

3924 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو قَطَنٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن بن يزيد، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا §نَتَحَدَّثُ أَنَّ مِنْ أَقْضَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ، حدثنا شُعْبَةُ بِهِ. وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.

3925 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا الثَّوْرِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ عَلِيمٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَوَّلَكُمْ وَارِدًا عَلَى الْحَوْضِ أَوَّلُكُمْ إِسْلَامًا، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه ".

3926 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا فُضَيْلٌ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَجَعْتُ مِنْ [جِنَازَةٍ] قَوْلًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ الدُّنْيَا جَمِيعًا.

3927 - حدثنا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ الرَّازِيُّ، ثنا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §آخَى بَيْنَ النَّاسِ وَتَرَكَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وتركتني؟ ! . فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ترى تَرَكْتُكَ؟ إِنَّمَا تَرَكْتُكَ لِنَفْسِي، أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ، قَالَ: فَإِنْ حَاجَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي عَبْدُ الله وأخو رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَدَّعِيهَا أَحَدٌ بَعْدَكَ إِلَّا كَذَّابٌ ".

3928 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ الْخُرَاسَانِيُّ ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمْ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ - الشَّكُّ مِنْ حَمَّادٍ - قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: " يَا عَلِيُّ خُذِ الْبَابَ §فَلَا يَدْخُلَنَّ عَلَيَّ أَحَدٌ فَإِنَّ عِنْدِي زَوْرًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ اسْتَأْذَنُوا رَبَّهُمْ أَنْ يَزُورُونِي ". فَأَخَذَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه الْبَابَ وَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: لَيْسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْنٌ. فَرَجَعَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، وَظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ سَخْطَةٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَصْبِرْ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ رَجَعَ فَقَالَ: اسْتَأْذِنْ لِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْنٌ. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: وَلِمَ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لِأَنَّ زُورًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَهُ واستأذنوا رَبَّهُمْ أَنْ يَزُورُوهُ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: وَكَمْ هُمْ يَا عَلِيُّ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا. ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَتْحِ الْبَابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ زُورًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ اسْتَأْذَنُوا رَبِّهُمْ أَنْ يَزُورُوكَ وَأَخْبَرَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ عِدَّتَهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: " أَنْتَ أَخْبَرْتَ بِالزُّورِ "؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. -[91]- قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَأَخْبَرْتَهُ بِعِدَّتِهِمْ؟ ". قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: نَعَمْ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَكَمْ هُمْ يَا عَلِيُّ؟ " قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَكَيْفَ عَلِمْتَ ذَلِكَ؟ " قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ نَغَمَةً فَعَلَمْتُ أَنَّهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا. فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ: " يَا عَلِيُّ زَادَكَ اللَّهُ إِيمَانًا وَعِلْمًا ".

3929 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ واستعمل علينا عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَلَمَّا جِئْنَاهُ قَالَ: §كَيْفَ رَأَيْتُمْ صَاحِبَكُمْ؟ قَالَ: فَإِمَّا شَكَوْتُهُ وَإِمَّا شَكَاهُ [غَيْرِي] فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَكُنْتُ رَجُلًا مِكْبَابًا، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ وَهُوَ يَقُولُ: " مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ".

3930 - حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا بِالْجُحْفَةِ بِغَدِيرِ خُمٍّ، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ يَدَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: " §مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ".

3931 -[1] حدثنا شَرِيكٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه الْمَسْجِدَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَابٌّ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالِاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ "؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: " اللَّهُمَّ نَعَمْ -[98]- ". 3931 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. [3] وَقَالَ البزار: حدثنا عَلِيُّ بْنُ شُبْرُمَةَ الْبَاهِلِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، ثنا رَجُلٌ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ دَاوُدَ وَإِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه بِهِ -[99]-. 3931 -[4] وَقَالَ: وَوَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ بِهِ.

3932 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ قَالَا: لَمَّا أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ الْحَدِيثَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ، وَفِيهِ: فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ إِنِّي §لَمْ آلُ أَنْ أُنْكِحَكِ أَحَبَّ أَهْلِي إِلَيَّ.

3933 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عَمِيرَةَ أَبُو قُتَيْبَةَ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي مَيْمُونٌ [الْكُرْدِيُّ] أَبُو بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذٌ بِيَدِي وَنَحْنُ نَمْشِي فِي بَعْضِ سِكَكِ الْمَدِينَةِ إِذْ أَتَيْنَا عَلَى حَدِيقَةٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنُهَا مِنْ حَدِيقَةٍ! قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا " حَتَّى مَرَرْنَا بِسَبْعِ حَدَائِقَ، كُلُّ ذَلِكَ أَقُولُ: مَا أَحْسَنُهَا! وَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكَ فِي الْجَنَّةُ أَحْسَنُ مِنْهَا "، فَلَمَّا خَلَا لِي الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِي ثُمَّ أَجْهَشَ بَاكِيًا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ضَغَائِنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ لَا يُبْدُونَهَا إِلَّا مِنْ بَعْدِي ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِكَ -[103]- ". 3933 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَا: ثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ بِهِ. لَا يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَا جَاءَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه غَيْرُ هَذَا.

3934 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن هِنْدٍ الْجَمَلِيِّ قَالَ: لَمَّا §كَانَتْ لَيْلَةُ أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إلى علي رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُحْدِثْ شَيْئًا حَتَّى آتِيَكَ " قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِ اتَّبَعَهُمَا، فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَابِ فَاسْتَأْذَنَ فَدَخَلَ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه مُعْتَزِلٌ عَنْهَا فَقَالَ: إِنِّي قَدْ علمت أنك شهاب اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَدَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي الْإِنَاءِ ثُمَّ نَضَحَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدرها وصدره رَضِيَ الله عَنْهما وَسَمَّتْ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ خَرَجَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عندهما.

3935 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَلٌ مَشْوِيٌّ بِخُبْزَةٍ وظبابة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي مِنْ هَذَا الطَّعَامِ، فقالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبِي. وقالت حفصة رَضِيَ الله عَنْها: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبِي. قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه: فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. قَالَ: فَسَمِعْتُ حَرَكَةً بِالْبَابِ فَخَرَجْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه، فَقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَاجَةٍ. فَانْصَرَفَ، ثُمَّ سَمِعْتُ حَرَكَةً الباب فَخَرَجْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه كَذَلِكَ فَسَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ فَقَالَ: " انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ ". فَخَرَجْتُ فَإِذَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ وَإِلَيَّ اللَّهُمَّ وَإِلَيَّ -[110]- ". 3935 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عثمان، ثنا عبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَلْمَانَ الْكَحَّالُ الْأَزْرَقُ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَطْيَارٌ فَقَسَمَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين نسائه رَضِيَ الله عَنْهن فَأَصَابَ كُلَّ امْرَأَةٍ ... " الْحَدِيثَ.

3936 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا يُونُسُ ابن أَرْقَمَ، عَنْ [مَطِيرِ] بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ سَفِينَةَ رَضِيَ الله عَنْه، صَاحِبِ زَادِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَهْدَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَيْرَيْنِ بَيْنَ رَغِيفَيْنِ، وَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ - وَلَمْ يَكُنْ فِي الْبَيْتِ غَيْرِي وَغَيْرِ أَنَسِ رَضِيَ الله عَنْه، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَدَعَا بِالْغَدَاءِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَدْ أَهْدَتْ لَكَ امْرَأَةٌ هَدِيَّةً فَقَدَّمْتُ إِلَيْهِ الطَّيْرَيْنِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ " - أَحْسَبُهُ قَالَ: " إِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ " - قَالَ: فَجَاءَ عَلِيُّ رَضِيَ الله عَنْه فَضَرَبَ الْبَابَ ضَرْبًا خَفِيفًا فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو الْحَسَنِ. ثُمَّ ضَرَبَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ هَذَا؟ " قلت: علي. فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " افْتَحْ لَهُ " فَفَتَحْتُ فَأَكَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الطَّيْرَيْنِ حَتَّى فَنِيَا.

3937 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بن شروس [الصنعاني] ، عن ابن مينا، عَنِ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الْتَزَمَ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه، وَقَبَّلَهُ وَهُوَ يَقُولُ: " بِأَبِي الْوَحِيدُ الشَّهِيدُ، بِأَبِي الْوَحِيدُ الشَّهِيدُ ".

3938 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَجُلَيْنِ فَتَذَاكَرْنَا عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه، فَتَنَاوَلْنَا مِنْهُ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا لَكُمْ وَلِي، مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي، يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " قَالَ: فَكُنْتُ أُوتَى مِنْ بَعْدُ فَيُقَالُ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يُعَرِّضُ بِكَ يَقُولُ: اتَّقُوا فِتْنَةَ الْأُخَيْنَسِ فَأَقُولُ: هَلْ سَمَّانِي؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَأَقُولُ: إِنَّ خَنَسَ النَّاسِ لَكَثِيرٌ، معَاذَ الله أن أوذي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ مَا سَمِعْتُ. [2]- وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَرْوَانُ بِهِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ [سَعْدٍ] إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. [3]- وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا مَرْوَانُ بِهِ.

3939 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ شقيق [بن] أبي عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ قَالَ: أَتَيْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: §ذُكِرَ لِي أَنَّكُمْ تَسُبُّونَ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْنَا. قَالَ: فَلَعَلَّكَ قَدْ سَبَبْتَهُ؟ . قَالَ: [قُلْتُ] : مُعَاذَ اللَّهِ. قَالَ: لَا تَسُبَّهُ فَلَوْ وُضِعَ الْمِنْشَارُ عَلَى مِفْرَقِي عَلَى أَنْ أَسُبَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه مَا سَبَبْتُهُ أَبَدًا بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا سَمِعْتُ.

3940 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " §هَلَكَ فِي رَجُلَانِ مُحِبٌّ مفرط، ومبغض مفتري ".

3940 -[2] حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، ثنا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى: §هَلَكَ فِيَّ رَجُلَانِ، مُحِبٌّ غَالٍّ وَمُبْغِضٌ قال -[136]-. 3940 -[3] وَعَنْ [عَبَّادٍ] ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرِ الْأُصْبُعَيْنِ.

3941 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا مروان [بن معاوية الفزاري عَنْ قَنَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مالي وَلَكُمْ، §مَنْ آذَى عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَدْ أَذَانِي ".

3942 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [الْصُّهْبَانِيُّ] ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §طَلَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَنِي فِي جَدْوَلٍ نَائِمًا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ مَا ألأم النَّاسَ يُسَمُّونَكَ أَبَا تُرَابٍ ". قَالَ: فَرَآنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنِّي وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَاكَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ وَاللَّهِ لَأُرْضِيَنَّكَ أَنْتَ أَخِي، وَأَبُو وَلَدَيَّ، تُقَاتِلُ عَنْ سُنَّتِي، وَتُبْرِئُ ذِمَّتِي، مَنْ مَاتَ فِي عهدي فهو أسير الله تعالى، وَمَنْ مَاتَ فِي عَهْدِكَ فَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ، وَمَنْ مَاتَ يُحِبُّكَ بَعْدَ مَوْتِكَ ختم الله تعالى لَهُ بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غَرَبَتْ، وَمَنْ مَاتَ يُبْغِضُكَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَحُوسِبَ بِمَا عَمِلَ فِي الْإِسْلَامِ ".

3943 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [عُمَرَ] بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَضَرَ الشَّجَرَةَ بِخُمٍّ، ثُمَّ خَرَجَ آخِذًا بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أن الله تبارك وتعالى رَبُّكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ وأن الله تعالى وَرَسُولَهُ أَوْلِيَاؤُكُمْ؟ ". فَقَالُوا: بَلَى. قَالَ: " فَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ هَذَا مَوْلَاهُ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا كتاب الله تعالى، سَبَبُهُ بيدي، وَسَبَبُهُ بِأَيْدِيكُمْ، وَأَهْلُ بَيْتِي ". / هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَحَدِيثُ غَدِيرِ خم قد أخرج النسائي -[143]- مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَعَلِيٍّ، وَجَمَاعَةٍ من الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم، وَفِي هَذَا زِيَادَةٌ لَيْسَتْ هُنَاكَ، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا.

3944 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْمَدَائِنِيُّ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، ثنا أَبُو مَرْيَمَ وبعض جُلَسَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَقَالَ: " §اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيُّ مَوْلَاهُ "، قَالَ: فَزَادَ النَّاسُ بَعْدُ: اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ والاه وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. (167) وَحَدِيثُ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها تَقَدَّمَ فِي الطَّهَارَةِ.

3945 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنَ المهاجرين والأنصار رَضِيَ الله عَنْهم، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنَّ §خِيَارَكُمُ الْمُوفُونَ، الْمُطَيَّبُونَ: إن الله تعالى يحب الحفي التَّقِيَّ " قَالَ: وَمَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْحَقُّ مَعَ ذَا، الْحَقُّ مَعَ ذَا ". (168) وَحَدِيثُهُ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي قِصَّةِ بنت حمزة رَضِيَ الله عَنْهما تَقَدَّمَ فِي الْحَضَانَةِ.

3946 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جُرَيِّ بْنِ كليب، قال: §رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَأْمُرُ بِشَيْءٍ، وَعُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه يَنْهَى عَنْهُ فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّ بَيْنَكُمَا لَشَرًّا. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: مَا بَيْنَنَا إِلَّا خَيْرٌ، وَلَكِنْ خَيْرُنَا أَتْبَعُنَا لِهَذَا الدِّينِ.

3947 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَ عَلِيٌ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هو §ما رَزَيْتُ مِنْ مَالِكُمْ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا إِلَّا هَذِهِ، وَأَخْرَجَ رَضِيَ الله عَنْه قَارُورَةً مِنْ كُمِّ قَمِيصِهِ فِيهَا طِيبٌ فَقَالَ: أَهْدَاهَا إِلَيَّ دِهْقَانٌ.

3948 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مُضْطَجِعُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَضَرَبَنَا بِعَسِيبٍ كان بيده رطبا فَقَالَ: " تَرْقُدُونَ فِي الْمَسْجِدِ؟ ! ، إِنَّهُ لَا يُرْقَدُ في المسجد " قال: فَانْجَفَلْنَا وَانْجَفَلَ مَعَنَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تعال يَا §عَلِيُّ، إِنَّهُ يَحِلُّ لَكَ فِي الْمَسْجِدِ مَا يَحِلُّ لِي، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكَ لَتَذُودُ عَنْ حَوْضِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ عن الماء بعصى لَكَ مِنْ عوسج، ولكأني أنظر إلى مقامك مِنْ حَوْضِي ".

باب فضائل فاطمة صلى الله وسلم على أبيها وعليها " رضي الله عنها "، وفضل ابنيها رضي الله عنهما

(31 - بَابُ فضائل فَاطِمَةَ صلى الله وسلم على أبيها وعليها " رَضِيَ الله عَنْها "، وفضل ابنيها رَضِيَ الله عَنْهما)

3949 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِيِّ، عَنِ [الْمِنْهَالِ عَمْرٍو] ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ: " [§مَلَكٌ] عَرَضَ لِي فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرُنِي أن فاطمة رَضِيَ الله عَنْها سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ".

3950 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْأَحْوَصِ الْعَبْسِيُّ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ خِيرَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بنت عميس رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: خَطَبَنِي عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَبَلَغَ ذلك فاطمة رَضِيَ الله عَنْها فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: §إن أسماء رَضِيَ الله عَنْها مُتَزَوِّجَةٌ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كَانَ لَهَا أَنْ تُؤْذِيَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

3951 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي زُنَيْمٍ؛ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُخَرِّمِيُّ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تُقَطَّعُ الْأَسْبَابُ وَالْأَنْسَابُ والأصها إِلَّا صهري، فاطمة رَضِيَ الله عَنْها شُجْنَةٌ مِنِّي، يَقْبِضُنِي مَا قبضها، وَيَبْسِطُنِي مَا بسطها ".

3952 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه أَرَادَ أَنْ يَخْطُبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَالَ النَّاسُ: أَتَرَوْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجِدُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ نَاسٌ: وَمَا ذَلِكَ إِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ. وَقَالَ نَاسٌ: ليجدن مِنْ هَذَا، يَتَزَوَّجُ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحمد الله تعالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: " §أَمَّا بَعْدُ: فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنِّي لَا أجد لفاطمة رَضِيَ الله عَنْها وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، إِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". - هَذَا مُرْسَلٌ ، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ -[166]- الْمِسْوَرِ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ حَدَّثَ بِهِ عَلِيُّ بن الحسين رَضِيَ الله عَنْهما، فَانْقَلَبَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ زيد وهو سي الْحِفْظِ.

3953 - حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، هُوَ ابْنُ عَائِشَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §خديجة رَضِيَ الله عَنْها / خَيْرُ نِسَاءِ عالمها، ومريم عليها السلام خَيْرُ نِسَاءِ عالمها، وفاطمة رَضِيَ الله عَنْها خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا ". - هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وقد أخرجه الترمذي مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ، عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ] بْنِ جَعْفَرٍ عن علي رَضِيَ الله عَنْهم بِلَفْظِ: " خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ، خير نِسَائِهَا فَاطِمَةُ ". وَهَذَا الْمُرْسَلُ يُفَسِّرُ هَذَا الْمُتَّصِلَ. (169) وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتَنِ فِي ذِكْرِ الْحُسَيْنِ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما أَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ -[168]-. (170) وَحَدِيثُ أَبِي الْحَمْرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه فِي ذِكْرِ أَهْلِ البيت وفاطمة رَضِيَ الله عَنْهم تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ الْأَحْزَابِ.

3954 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: §زَارَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَاتَ عِنْدَنَا، والحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما نَائِمَانِ، فَاسْتَسْقَى الْحَسَنُ رَضِيَ الله عَنْه فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قِرْبَةٍ فَجَعَلَ يَعْتَصِرُهَا فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ جَاءَ يَسْقِيهُ، فَتَنَاوَلَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ الله عَنْه يَشْرَبُ فَمَنَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَدَأَ بِالْحَسَنِ، فقالت فاطمة رَضِيَ الله عَنْها: كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى أَوَّلَ مَرَّةٍ " ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي وَإِيَّاكَ وهذان - وَأَحْسَبُهُ قَالَ -: وَهَذَا الرَّاقِدُ يَعْنِي عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ -[170]- ". 3954 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي فَاخِتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَهُ.

3955 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا النَّضْرُ هُوَ ابْنُ شُمَيْلٍ ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرٍو - هُوَ ابْنُ دِينَارٍ - سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَاطِمَةَ، إِنَّهُ كَانَ §يُعْرَضُ عَلَيَّ الْقُرْآنُ فِي كُلِّ عَامٍ، وَإِنَّهُ عُرِضَ عَلَيَّ الْعَامَ مَرَّتَيْنٍ وَإِنِّي مَيِّتٌ، فَبَكَتْ، فَقَالَ: إِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي. هَذَا مُرْسَلٌ وَقَدْ وُصِلَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.

3956 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ بَعْضِ أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى فاطمة رَضِيَ الله عَنْها، فَجَاءَتْ تَمْشِي مِشْيَةَ أَبِيهَا، فَحَدَّثَهَا فبكت، فسئلت رَضِيَ الله عَنْها فَقَالَتْ: §لَا أُخْبِرُ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَقَدْ أَخْرَجُوا مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها نَحْوَهُ مُطَوَّلًا، لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ الْإِرْسَالُ فَيُحْتَمَلَ أَنْ تَكُونَ امْرَأَةٌ أُخْرَى.

3957 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْه: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَصْدَقَ مِنْ فَاطِمَةَ غَيْرَ أَبِيهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سَلْهَا فَإِنَّهَا لَا تَكْذِبُ.

3958 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَامَ أَيَّامًا لَمْ يَطْعَمْ طَعَامًا حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَطَافَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ فَلَمْ يُصِبْ عِنْدَ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ شَيْئًا، فأتى فاطمة رَضِيَ الله عَنْها فَقَالَ: " يَا بنية §هل عندك شَيْءٌ آكُلُهُ فَإِنِّي جَائِعٌ؟ " فَقَالَتْ: لَا والله بأبي أنت وَأُمِّي، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بَعَثَتْ جَارَةٌ لَهَا بِرَغِيفَيْنِ وَقِطْعَةِ لَحْمٍ، فَأَخَذَتْهُ مِنْهَا فَوَضَعَتْهُ فِي جَفْنَةٍ لَهَا وَغَطَّتْ عَلَيْهَا، وقالت: وَاللَّهِ لَأُوثِرَنَّ بِهَذَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفْسِي وَمَنْ عِنْدِي، وَكَانُوا جَمِيعًا مُحْتَاجِينَ إِلَى شِبْعَةِ طَعَامٍ، فَبَعَثَتْ حَسَنًا أو حسينا رَضِيَ الله عَنْهما إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَدْ أتى الله تعالى بِشَيْءٍ فَخَبَّأْتُهُ لك. قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هلمي بِهِ " فأتته به فكشف عَنِ الْجَفْنَةِ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ خُبْزًا وَلَحْمًا، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهَا بُهِتَتْ وَعَرَفَتْ أَنَّهَا بَرَكَةٌ من الله عز وجل فحمدت الله تعالى، وَصَلَّتْ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدَّمَتْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَآهُ حمد الله تعالى وَقَالَ: " مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا بُنَيَّةُ " فقلت يَا أَبَتِ: {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مِنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ -[179]- (37) } . فَحَمِدَ اللَّهَ تعالى وَقَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَكِ يَا بُنَيَّةُ شبيهة لِسَيِّدَةِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّهَا كَانَتْ إِذَا رَزَقَهَا اللَّهُ شَيْئًا فَسُئِلَتْ عَنْهُ قَالَتْ: {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) } ". فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ وجمع أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته رَضِيَ الله عَنْهم جَمِيعًا حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِيَتِ الْجَفْنَةُ كَمَا هِيَ، قَالَتْ: " فَأَوْسَعْتُ بِبَقِيَّتِهَا عَلَى جَمِيعِ جِيرَانِي وجعل الله تبارك وتعالى فيها بَرَكَةً وَخَيْرًا كَثِيرًا ".

3959 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هشام، ثنا عمرو بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن §فاطمة رَضِيَ الله عَنْها حَصَّنَتْ فَرْجَهَا فحرم الله تعالى ذُرِّيَّتَهَا عَلَى النَّارِ ". قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلَّا عَمْرٌو، وَهُوَ كُوفِيُّ ضَعِيفٌ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ مُرْسَلًا.

3960 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ يُحَنَّسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ الْحَسَنَ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما، فَقَالَ: " §اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ -[187]- ". 3960 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.

3961 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، هُوَ الْقَوَارِيرِي، ثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عِلْبَاءِ بْنِ أَحْمَرَ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه: " §خَطَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته فاطمة رَضِيَ الله عَنْها، فَبَاعَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه دِرْعًا لَهُ، وَبَعْضَ مَا بَاعَ مِنْ مَتَاعِهِ فَبَلَغَ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا. وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ ثُلُثَيْهِ فِي الطِّيبِ وَثُلُثًا فِي الثِّيَابِ، وَمَجَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَرَّةٍ مِنْ مَاءٍ / فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَغْتَسِلُوا به، وأمرها صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن لا تَسْبِقَهُ بِرَضَاعِ ولدها، قال: فَسَبَقْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَضَاعِ الحسين رَضِيَ الله عَنْه. قال: وَأَمَّا الْحَسَنُ رَضِيَ الله عَنْه فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَ فِي فِيهِ شَيْئًا لَا أَدْرِي ما هو، كان أَعْلَمَ الرَّجُلَيْنِ ".

3962 - حَدَّثَنَا [ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي] ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ علي رَضِيَ الله عَنْهما؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ ".

3963 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو نَصْرٍ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَمَّارٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §سَمِعْتُ الْجِنَّ تَنُوحُ عَلَى الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْه -[191]-. 3963 -[2] وقال عبد بن حميد: حدثنا [الحسن] ابن موسى، ثنا حماد، به.

3964 - وقال الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما: " §مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ ". أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه.

3965 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.

3966 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: §اصْطَرَعَ الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " هِيَ حَسَنُ " فَقَالَتْ له فاطمة رَضِيَ الله عَنْها: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّهُ - يَعْنِي الْحَسَنَ - أَحَبُّ إِلَيْكَ من الحسين رَضِيَ الله عَنْهما؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن جبريل عليه الصلاة والسلام يُعِينُ الْحُسَيْنَ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أعين الحسن رَضِيَ الله عَنْهما ". هَذَا مُرْسَلٌ.

3967 - حدثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " بَصُرَ عَيْنِي وَسَمِعَ أُذُنِيَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ §أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ أو حسين رَضِيَ الله عَنْهما وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ حُسَيْنٌ، وَوَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى قَدَمَيْهِ ... الْحَدِيثَ ".

3968 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا حُسَيْنُ - يَعْنِي الْأَشْقَرَ - عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عمر رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: " §رَأَيْتُ الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما على عاتقي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: نِعْمَ الْفَرَسُ تَحْتَكُمَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَنِعْمَ الْفَارِسَانِ هُمَا ".

3969 - حدثنا عُثْمَانُ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ فاطمة الكبرى رَضِيَ الله عَنْهم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لِكُلِّ بَنِي أُمٍّ عَصَبَةٌ يَنْتَمُونَ إِلَيْهِ إِلَّا ولد فاطمة رَضِيَ الله عَنْها فَأَنَا وَلِيُّهُمَا وَأَنَا عَصَبَتُهُمَا ".

3970 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسجد فيجيء الْحَسَنُ أو الحسين رَضِيَ الله عَنْهما، فيركب على ظَهْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُطِيلُ السُّجُودَ، فَيُقَالُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَطَلْتَ السُّجُودَ؟ ! فَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ارْتَحَلَنِي ابْنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أَعْجَلَهُ ".

3971 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْبَدَ النَّخَعِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: دَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ وَأَنَا جَالِسَةٌ عِنْدَ الْبَابِ، فَاطَّلَعْتُ ورأيت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّهِ، وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ تُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّكَ وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِكَ وَدُمُوعُكَ تَسِيلُ؟ فَقَالَ: " إِنَّ §جِبْرِيلَ أَتَانِي بِالتُّرْبَةِ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا، وَأَخْبَرَنِي أَنَّ أُمَّتَكَ يَقْتُلُونَهُ ".

وَقَالَ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ يُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ". قُلْتُ: هُوَ فِي صَحِيحِ البخاري مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بكر.

باب فضل أهل البيت صلوات الله عليهم

(32 - بَابُ فَضْلِ أَهْلِ الْبَيْتِ صلوات الله عليهم)

3972 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ، وَأَهْلُ بَيْتِي رَضِيَ الله عَنْهم أَمَانٌ لِأُمَّتِي -[217]- ". 3972 -[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ بِهِ. 3972 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهِ.

3973 -[1] حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُفَضَّلٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَنَشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ آخِذٌ بِحَلَقَةِ الْبَابِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنْي، وَمَنْ أَنْكَرَ أَنْكَرَ، أنا أَبُو ذَرٍّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا §مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ دَخَلَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ ".

3973 -[2] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هِلَالٍ، أَخْبَرَنِي أَسْلَمُ الْمَكِّيُّ، أَخَّبرنِي أَبُو الطفيل أَنَّهُ رَأَى أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَائِمًا عَلَى الْبَابِ وَهُوَ يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تَعْرِفُونِي؟ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنِي فَأَنَا جنوب صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأنا أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ §مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مِثْلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ، وَإِنَّ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ ". [3] أخرجه الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ ابن أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ حَنَشٍ.

3974 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا [سَهْلُ] بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ [أُثَالِ بْنِ قُرَّةَ] ، عَنِ ابْنِ حَوْشَبٍ الْحَنَفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَضِيَ الله عَنْها وَعَلَيْهَا الْهَيْبَةُ مُتَوَرِّكَةً الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ الله عَنْهما فِي يَدِهَا بُرْمَةٌ لِلْحَسَنِ فِيهَا سَخِينٌ حَتَّى أَتَتْ بِهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قُدَّامَهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَيْنَ أَبُو حَسَنٍ "؟ قَالَتْ: فِي الْبَيْتِ. فَدَعَاهُ فَجَلَسُوا جَمِيعًا يَأْكُلُونَ، قَالَتْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها: وَمَا سَامَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا أَكَلَ طَعَامًا قَطُّ وَأَنَا عِنْدَهُ إِلَّا سَامَنِيهِ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ - يعني / دَعَانِي إِلَيْهِ فَلَمَّا فَرَغَ لَفَّهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبِهِ. -[225]- أَخْرَجَهُ مُخْتَصَرًا.

3975 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْهمَا جَاءَهُ قَوْمٌ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ فَقَالَ: §وَيْحَكُمْ مَا أَكْذَبَكُمْ وَأَجْرَأَكُمْ عَلَى اللَّهِ تعالى، نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا، وَحَسْبُنَا أَنْ نكون مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا.

باب فضل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

(33 - بَابُ فَضْلِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه)

3976 - قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بنت عقبة رَضِيَ الله عَنْها وَكَانَتْ مِنَ المهاجرات الْأُوَّلِ قَالَتْ: غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه غَشْيَةً حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُ فَاضَتْ نَفْسُهُ، فَخَرَجَتْ أم كلثوم رَضِيَ الله عَنْها إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: §أَغُشِيَ عَلَيَّ؟ . قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: صَدَقْتُمْ إِنَّهُ جَاءَنِي مَلَكَانِ فَقَالَا: انْطَلِقْ نُحَاكِمْكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ فَقَالَ مَلَكٌ آخَرُ: أرجعناه فَإِنَّ هذا ممن كتبت له السَّعَادَةُ، وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَسَيُمَتَّعُ بِهِ بَنُوهُ مَا شَاءَ الله تعالى، فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرًا ثُمَّ مَاتَ رَضِيَ الله عَنْه. وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ رَجُلَانِ مَلَكَانِ كَانُوا يَأْتُونَ فِي صُورَةِ الرِّجَالِ قال الله عز وجل: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا} ، أَيْ: فِي صُورَةِ رَجُلٍ.

3977 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا أَبُو الْمُعَلَّى الْجَزَرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ لِأَصْحَابِ الشُّورَى: هَلْ لَكُمْ أَنْ أختار لكم وانقضى منها؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: نَعَمْ أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §أَنْتَ أَمِينٌ فِي أَهْلِ السَّمَاوَاتِ أَمِينٌ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ ". (171) وَحَدِيثُ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْبَسَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " تَقَدَّمَ فِي اللِّبَاسِ.

3978 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا الْمُعْتَمِرُ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ. قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيِّنُ الصَّوْتِ، لَيِّنُ الْقِرَاءَةِ فَمَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا فَاضَتْ عَيْنُهُ غَيْرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف رَضِيَ الله عَنْه فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنْ لَمْ يَكُنْ عَبْدُ الرحمن بن عوف فَاضَتْ عَيْنُهُ فَقَدْ فَاضَ قَلْبُهُ ".

3979 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا ابْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، ثنا نَفَرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: حَدَّثَنِي أبو بكر الصديق رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَمْ يَمُتْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يَؤُمَّهُ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِهِ "، يَعْنِي: فِي قِصَّةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه.

فضل الزبير رضي الله عنه

(34 - فَضْل الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه)

3980 -[1] قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما: إِنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: يَا ابْنَ حَوَارِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عمر رَضِيَ الله عَنْهما: " §إِنْ كُنْتَ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ وإِلَّا فَلَا -[236]- ". 3980 -[2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أحمد بن [سنان] ، ثنا يَزِيدُ بِهَذَا. وَقَالَ: مَا رَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ إِلَّا سَعِيدٌ، وَلَا عَنْهُ إِلَّا يَزِيدُ.

3981 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرٌ هُوَ [أَبُو خَيْثَمَةَ] ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَدَنِيُّ حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ فِيمَا أَحْسِبُ ابْنَةَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بن العوام رَضِيَ الله عَنْهم أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: §دَعَا لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِوَلَدِي وَلِوَلَدِ وَلَدِي، فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لِأُخْتٍ لِي كَانَتْ أَسَنَّ مِنِّي: إِنَّكِ مِمَّنْ أَصَابَتْهُ دَعْوَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (172) وَحَدِيثُ [اللِّوَاءِ] يَأْتِي إن شاء الله تعالى فِي غَزْوَةِ الْفَتْحِ.

فضل طلحة رضي الله عنه

(35 - فَضْل طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه)

3982 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقِدَاحُ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ، عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ ذَهَبَ عَنِّي اسْمُهُ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَدْنَاهُ حَتَّى أَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الْفِرَاشِ ثُمَّ أَخَذَ بِذِرَاعِ مُوسَى فَغَمَزَهَا، ثُمَّ قَالَ: §هَوِّنْ عَلَيْكَ يَا ابن أخي، فوالله إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَأَبَاكَ - يَعْنِي طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه - مِمَّنْ نَزَعَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غَلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ.

3983 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أم المؤمنين رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي بَيْتِي ذَاتَ يَوْمٍ وَرَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم فِي الْفِنَاءِ وَالسِّتْرُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ إِذْ أَقْبَلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه ". (173) وَحَدِيثُ عَائِشَةَ عَنْ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما فِي ذِكْرِ طلحة رَضِيَ الله عَنْه يأتي إن شاء الله تعالى فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ.

3984 - وقال الطيالسي: حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، ثنا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: ذُكِرَ طَلْحَةُ رَضِيَ الله عَنْه عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: §ذَاكَ رَجُلٌ فِيهِ بَأْوٌ مُنْذُ أُصِيبَتْ يَدَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

(36 - فَضْلُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص رَضِيَ الله عَنْه)

3985 - وقال الطيالسي: حدثنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §مَا مِنْ مَوْتَةٍ أَمُوتُهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُقْتَلَ مَظْلُومًا.

3986 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا شَيْخٌ لَنَا، عَنْ عائشة بنت طلحة رَضِيَ الله عَنْهما / قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اتَّقُوا دَعْوَةَ سَعْدٍ ".

باب فضل الأصهار والأختان رضي الله عنهم

(37 - بَابُ فَضْلِ الأصهار والأختان رَضِيَ الله عَنْهم)

3987 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ ثنا عمار بن سيف الضَّبِّيُّ وَصِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر أو عبد الله بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §سألت ربي تبارك وتعالى أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أُمَّتِي، وَلَا أُزَوِّجُ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي إِلَّا كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ فَأَعْطَانِي ذَلِكَ ".

3988 - حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا جرول بن جندل، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ أَوِ ابْنِ رِزْقٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عَزِيمَةٌ من ربي عز وجل، وَعَهْدٌ عَهْدِهِ إِلَيَّ، أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ، وَلَا أُزَوِّجُ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِي إِلَّا كَانُوا رُفَقَائِي فِي الْجَنَّةِ ".

3989 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عُمَرُ أُمَّ كُلْثُومٍ بنت علي رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: أَلَا تهنوني فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرَ سَبَبِي ونسبي ". [2] قال: وأخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عُرْوَةَ الْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَقَالَ: أَلَا تهنوني؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: تَزَوَّجْتُ أم كلثوم رَضِيَ الله عَنْها لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِفَاطِمَةَ ولعلي رَضِيَ الله عَنْهما، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ... فَذَكَرَهُ. قَالَ: فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ. هَذَا مُنْقَطِعٌ.

باب ما اشترك فيه جماعة من الصحابة رضي الله عنهم

(38 - بَابُ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ من الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم) 3990 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، ثنا أَبُو حَرْبِ بْنُ أبي الأسود [و]

عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَاذَانَ قَالَا: بَيْنَا النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِذْ وَافَقُوا مِنْهُ طِيبَ نَفْسٍ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: عَنْ أَيِّ أَصْحَابِي؟ قَالُوا: أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: §كُلُّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابِي فَأَيُّهُمْ تُرِيدُونَ؟ . قَالُوا: النَّفْرُ الَّذِي رَأَيْنَاكَ تَلَطِّفْهُمْ بِذِكْرِكَ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ دُونَ الْقَوْمِ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَيُّهُمْ؟ قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: عَلِمَ السُّنَّةَ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، وَكَفَى بِهِ عِلْمًا. ثُمَّ خَتَمَ بِهِ عِنْدَهُ فَلَمْ يَدْرُوا على مَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ: كفى بِهِ عِلْمًا. كَفَى بِعَبْدِ اللَّهِ أَمْ كَفَى بِالْقُرْآنِ؟ . -[260]- قَالُوا: فَحُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: عَلِمَ أَوْ عُلِّمَ أَسْمَاءَ الْمُنَافِقِينَ، وَسَأَلَ عَنِ الْمُعْضِلَاتِ حَتَّى عَقَلَ عَنْهَا، فَإِنْ سَأَلْتُمُوهُ عَنْهَا تجدونه بِهَا عَالِمًا. قَالُوا: فَأَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: وِعَاءٌ مُلِئَ عِلْمًا وَكَانَ رَضِيَ الله عَنْه شَحِيحًا حَرِيصًا، شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ، حَرِيصًا عَلَى الْعِلْمِ، وَكَانَ يُكْثِرُ السؤال فيعطى ويم ع، أَمَّا إِنَّهُ قَدْ مُلِئَ لَهُ فِي وِعَائِهِ حَتَّى امْتَلَأَ. -[261]- قَالُوا: فَسَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: امْرُؤٌ مِنَّا وَإِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، مَنْ لَكُمْ بِمِثْلِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ، عَلِمَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَأَدْرَكَ الْعِلْمَ الْآخِرَ وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ وَالْكِتَابَ الْآخِرَ وَكَانَ رَضِيَ الله عَنْه بَحْرًا لَا يَنْزِفُ. قَالُوا: فَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: ذَاكَ امْرُؤٌ خلط الله تعالى الْإِيمَانَ بحلمه وَدَمِهِ وَعَظْمِهِ وَشَعْرِهِ وَبَشَرِهِ لَا يُفَارِقُ الْحَقَّ سَاعَةً، حَيْثُ زَالَ زَالَ مَعَهُ، لَا يَنْبَغِي لِلنَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْهُ شَيْئًا. قَالُوا: فَحَدِّثْنَا عَنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: مَهْلًا نَهَى اللَّهُ عَنِ التَّزْكِيَةِ. قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ: فإن الله تعالى يَقُولُ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكِ فَحَدِّثْ (11) } ؟ . قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ بنعمة ربي تبارك وتعالى، كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ أُعْطِيتُ وَإِذَا سَكَتُّ ابتديت، وَبَيْنَ الْجَوَارِحِ مِنِّي مُلِئَ عِلْمًا جَمًّا.

3991 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الرزمي، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §افْتَخَرَ الْحَيَّانُ مِنَ الْأَنْصَارِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فَقَالَتِ الْأَوْسُ: مِنَّا غَسِيلُ الْمَلَائِكَةِ حَنْظَلَةُ الرَّاهِبِ رَضِيَ الله عَنْه، وَمِنَّا مَنِ اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَمِنَّا مَنْ حَمَتْهُ الدُّبُرُ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ رَضِيَ الله عَنْه، وَمِنَّا مَنْ أُجِيزَتْ شَهَادَتُهُ بشهادة رَجُلَيْنِ خُزَيْمَةُ بن ثابت رَضِيَ الله عَنْه. وقال الخزرج رَضِيَ الله عَنْهم: مِنَّا أَرْبَعَةٌ جَمَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْمَعْهُ غَيْرُهُمْ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذُ بن جبل رَضِيَ الله عَنْهم. -[266]- رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَطَاءٍ. وَأَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ.

3992 - وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ مُسَدَّدٍ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه وَأَمَرَ بِالشُّورَى دَخَلَتْ عليه حفصة رَضِيَ الله عَنْها فقالت: يا أبة إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ السِّتَّةَ لَيْسُوا بِرضًا. فَقَالَ / رَضِيَ الله عَنْه: أَسْنِدُونِي. فَأَسْنَدُوهُ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا §عَلِيُّ يَدَكُ فِي يَدِي، تَدْخُلُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْثُ أَدْخُلُ " مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَوْمَ يَمُوتُ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لِعُثْمَانَ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟ . قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه خَاصَّةً "، مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ سَقَطَ رَحْلُهُ فَقَالَ: " مَنْ يُسَوِّي لِي رَحْلِي وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ " فَبَدَرَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه فَسَوَّاهُ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى رَكِبَ، فَقَالَ [لَهُ النَّبِيُّ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا طَلْحَةُ هذا جبريل عليه الصلاة والسلام يقريك السَّلَامُ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فِي أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى أُنْجِيَكَ مِنْهَا ". -[269]- مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ نَامَ فَجَلَسَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ الله عَنْه يَذُبُّ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ فَقَالَ لَهُ: " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَمْ تَزَلْ؟ " قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لَمْ أَزَلْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هذا جبريل عليه الصلاة والسلام يقريك السَّلَامَ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى أَذُبَّ عَنْ وَجْهِكَ شَرَرَ النار ". مَا عَسَى أَنْ يقولوا فِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ أَوْتَرَ قَوْسَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً يَدْفَعُهَا إِلَيْهِ وَيَقُولُ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي. وما عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه؟ ! رَأَيْتُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يقول فِي منزل فاطمة رَضِيَ الله عَنْها والحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما يَبْكِيَانِ جُوعًا وَيَتَضَوَّرَانِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ يَصِلُنَا بِشَيْءٍ؟ " فَطَلَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف رَضِيَ الله عَنْه ب فِيهَا حَيْسَةٌ وَرَغِيفَانِ بَيْنَهُمَا إِهَالَةٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كفاك الله تعالى أَمْرَ دُنْيَاكَ، وَأَمَّا أَمْرُ آخِرَتِكَ فَأَنَا لَهَا ضَامِنٌ ".

3993 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §أتى جبريل عليه الصلاة والسلام النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إن الله تعالى يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِكَ ثَلَاثَةً فَأَحِبَّهُمْ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَبُو ذر، والمقداد رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: وأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ، وَعِنْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه فَرَجَا أَنْ يَكُونَ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ فَهَابَهُ، فَخَرَجَ فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آنِفًا فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فَقَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ تشتاق إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، فَهِبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَلْ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ فَتَسْأَلَهُ؟ فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَسْأَلَهُ فَلَا أَكُونُ مِنْهُمْ فَيَشْمَتُ بِي قَوْمِي. ثُمَّ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ لِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ مِثْلَ قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَلَقِيَ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: نَعَمْ أَنَا أَسْأَلُهُ فَإِنْ كُنْتُ مِنْهُمْ فأحمد الله تعالى، وَإِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْهُمْ يَعْنِي فَلَا يضر، فدخل علي -[273]- رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: إِنَّ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه حَدَّثَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ آنِفًا وأن جبريل عليه الصلاة والسلام أَتَاكَ فَقَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ فَمَنْ هُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ مِنْهُمْ يَا عَلِيُّ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه وَسَيَشْهَدُ مَعَكَ مَشَاهِدَ بَيِّنٌ فَضْلُهَا، عَظِيمٌ خَيْرُهَا، وَسَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَهُوَ نَاصِحٌ فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ -[274]- ". 3993 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ الْقُشَيْرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَذَكَرَهُ. وَقَالَ: النَّضْرُ وَسَعْدٌ لَمْ يَكُونَا قويين، وَمَا رَوَاهُ إِلَّا جَعْفَرٌ.

3994 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا يَجْتَمِعُ حُبُّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ إِلَّا فِي قَلْبِ مُؤْمِنٍ، أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وعثمان، وعلي رَضِيَ الله عَنْهم ". هَذَا مُنْقَطِعٌ.

3995 - وقال الْحَارِثُ: حدثنا الْمُقْرِئُ حدثنا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الله، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا مَعْشَرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ نَقُولُ: §أَفْضَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ، ثم عثمان رَضِيَ الله عَنْهم، ثُمَّ نَسَكْتُ.

3996 - / حدثنا يَزِيدُ [ثنا] : سُفْيَانُ [بْنُ حُسَيْنٍ] عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عن مجاهد، قال: قَرَأَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى الْمِنْبَرِ {§جَنَّاتُ عَدْنٍ} ، فَقَالَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَبِيٌّ، هَنِيئًا لك يَا صَاحِبَ الْقَبْرِ، وَأَشَارَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ صِدِّيقٌ، هَنِيئًا لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَوْ شَهِيدٌ، وَأَنَّى لَعُمَرَ بِالشَّهَادَةِ؟ وَإِنَّ الَّذِي أَخْرَجَنِي مِنْ مَنْزِلِي [بِالْحَثَمَةِ] لَقَادِرٌ عَلَى أَنْ يَسُوقَهَا إِلَيَّ.

3997 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: ذَكَرْنَا عِنْدَهُ أَبَا بَكْرٍ وعمر وعليا رَضِيَ الله عَنْهم فَقَالَ: §نِعْمَ الرَّأْي وَإِنِّي لَأَجِدُ لِعَلِيٍّ فِي قَلْبِي مِنَ الليطة مالا أَجِدُ لَهُمَا.

3998 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا بَشِيرُ بْنُ زَاذَانَ عَنْ رُكَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَبُو بَكْرٍ أَرْأَفُ أُمَّتِي وأرحمهما، وَعُمَرُ أَجْرَأُ أُمَّتِي وَأَعْدَلُهَا، وَعُثْمَانُ أحيا أُمَّتِي وَأَكْرَمُهَا، وَعَلِيٌّ أَلَبُّ أُمَّتِي وَأَشْجَعُهَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَبَرُّ أُمَّتِي وَآمَنُهَا، وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمَّتِي وَأَصْدَقُهَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْذَرُ أُمَّتِي وَأَتْقَاهَا، وَمُعَاوِيَةُ أَحْلَمُ أُمَّتِي وَأَجْوَدُهَا ".

3999 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ الْبَيْلَمَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَرْأَفُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَشَدُّهُمْ فِي الْإِسْلَامِ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عثمان رَضِيَ الله عَنْه، وأفضلهم عَلِيُّ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْه ".

4000 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ - وَكَتَبْتُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الرَّبِيعِ - قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ثنا النَّضْرُ أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِرَاءٍ فَتَزَلْزَلَ الْجَبَلُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اثْبُتْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ "، وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وسعد وسعيد رَضِيَ الله عَنْهم.

باب فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه

(39 - بَابُ فَضْلِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه) (174) تَقَدَّمَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ غَيْرُ حَدِيثٍ فِيهِ.

4001 - وقال إسحاق: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه: " §قَاتَلَتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ قِيلَ: وَكَيْفَ قَاتَلَتَ الْجِنَّ؟ قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي وَدَلْوِي لِأَسْتَقِيَ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ سَيَأْتِيكَ عَلَى الْمَاءِ آتٍ يَمْنَعُكُ " فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَتَانِي رَجُلٌ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ [مَرْسٌ] فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تَسْتَقِي الْيَوْمَ مِنْهَا ذَنُوبًا، فَأَخَذَنِي فأخذته فصرعته، ثم أخذت حَجَرًا فَكَسَرْتُ أنْفَهُ وَوَجْهَهُ ثُمَّ مَلَأْتُ قِرْبَتِي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " هَلْ أَتَاكَ عَلَى الْمَاءِ أَحَدٌ؟ " فَقُلْتُ: رَجُلٌ أَسْوَدُ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي صَنَعْتُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَاكَ الشَّيْطَانُ ". -[292]- هَذَا إِسْنَادٌ مُنْقَطِعٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. (175) [حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي بَابِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ] . (176) وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه فِي تَرْجَمَتِهِ. (177) وَالْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي " تقتل عمارا الف ة الباغية " تأتي إن شاء الله فِي وَقْعَةِ صِفِّينَ، وَكَذَا صِفَةُ قَتْلِهِ رَضِيَ الله عَنْه.

4002 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ فَأَخَذَ بِيَدِي. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ بِعَمَّارٍ وبأم عمار رَضِيَ الله عَنْهما يُعَذَّبَانِ فَقَالَ: " §صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ ".

4003 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَبْنِي الْمَسْجِدَ فَإِذَا نَقَلَ النَّاسُ حَجَرًا نَقَلَ عَمَّارُ رَضِيَ الله عَنْه حَجَرَيْنِ، فَإِذَا نَقَلُوا لَبِنَةً نَقَلَ لَبِنَتَيْنِ ".

باب فضل أبي موسى رضي الله عنه

(40 - بَابُ فَضْلِ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه)

4004 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثنا مُحْتَسِبٌ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §قَعَدَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه فِي بَيْتِهِ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ فَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا أُعَجِّبُكَ مِنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه قَعَدَ فِي بَيْتٍ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، وَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُقْعِدَنِي مِنْ حَيْثُ لَا يَرَانِي مِنْهُمْ أَحَدٌ؟ ". قَالَ: نَعَمْ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَأَقْعَدَهُ الرَّجُلُ حَيْثُ لَا يَرَاهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَسَمِعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِرَاءَةَ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ يَقْرَأُ عَلَى مِزْمَارٍ مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ ".

4005 - حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ فَرَّقَهُمَا قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ [قَنَانِ] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه يَقْرَأُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §كَأَنَّ صَوْتَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ ".

ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه

(41 - ذِكْر خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه)

4006 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: هَبَطْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ثنية هرشا، فَانْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَاوَلْتُهُ شِسْعِي فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ / وَجَلَسَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ لِيُصْلِحَ نَعْلَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: " §انْظُرْ مَنْ تَرَى؟ " قُلْتُ: هَذَا فُلَانٌ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ "، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: " انْظُرْ مَنْ تَرَى "؟ قُلْتُ: هَذَا فُلَانٌ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَ عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ "، قَالَ: ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِي: " انْظُرْ: مَنْ تَرَى "؟ قُلْتُ: هَذَا فُلَانٌ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَ -[306]- عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ ". وَالَّذِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: " نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ فُلَانٌ " خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَمَّا الْآخَرَانِ لَا أُخْبِرُ بِهِمَا أَحَدًا. أَبُو مَعْشَرٍ ضَعِيفٌ.

4007 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن [أَبِي] خَالِدٍ عَنْ قَيْسٍ بن أَبِي حَازِمٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تَسُبُّوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ مِنْ سيوف الله عز وجل، سلّه الله تعالى عَلَى الْكُفَّار ". صَحِيحُ الْإِسْنَادِ -[311]-. 4008 - لَكِنْ رَوَاهُ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ فَقَالَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ الخزاز، عَنْهُ وَأَوَّلُهُ: " شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَقَعُونَ فِيَّ فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُؤْذُوا خَالِدًا فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سيوف الله تعالى، صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ ".

4009 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه: لَقَدْ §مَنَعَنِي كَثِيرًا مِنَ القراءة الْجِهَادُ فِي سبيل الله تعالى. صَحِيحٌ -[316]-. 4010 - وَبِهِ قَالَ خَالِدٌ رَضِيَ الله عَنْه: مَا لَيْلَةٌ يُهْدَى إِلَى بَيْتِي فِيهَا عَرُوسٌ أَنَا لَهَا مُحِبٌّ، أَوْ أُبَشَّرُ فِيهَا بِغُلَامٍ بِأَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ لَيْلَةٍ شَدِيدَةِ الْجَلِيدِ فِي سَرِيَّةٍ مِنَ الْمُجَاهِدِينَ أُصَبِّحُ بِهَا الْعَدُوَّ.

4011 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ، ثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: نَزَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى الْمَرَازِبَةِ فَقَالُوا لَهُ: احْذَرِ السُّمَّ لَا تَسْقِيكَهُ الْأَعَاجِمُ. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: §إيتوني بِهِ. فَأُتِيَ بِهِ. فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ اقتحمه وقال: " بسم اللَّهِ " فَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئًا.

4012 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه: §اعْتَمَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عُمْرَةٍ اعْتَمَرَهَا، فَحَلَقَ شَعْرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَبَقْتُ إِلَى النَّاصِيَةِ فَأَخَذْتُهَا، فَاتَّخَذْتُ قَلَنْسُوَةً فَجَعَلْتُهَا فِي مُقَدَّمِ الْقَلَنْسُوَةِ فَمَا وُجِّهْتُ فِي وَجْهٍ إِلَّا فُتِحَ لِي.

باب فضل سلمان رضي الله عنه

(42 - باب فَضْلُ سَلْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه)

4013 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا قَطَنُ بْنُ نَسِيرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قال: " §آخى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ، بَيْنَ أَبِي الدرداء وسلمان رَضِيَ الله عَنْهما، وَبَيْنَ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وَالصَّعْبِ بْنِ جثامة رَضِيَ الله عَنْهما ".

4014 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ منيع: حدثنا أبو دَاوُدُ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَشْيَاخِهِ قَالُوا: دَخَلَ سَعْدٌ عَلَى سلمان رَضِيَ الله عَنْهما يَعُودُهُ فَبَكَى سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه: مَا يُبْكِيكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ؟ §تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ راض، وترد عليه الْحَوْضِ، وَتَلْقَى أَصْحَابَكَ. (178) وَحَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه تَقَدَّمَ فِي بَابِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ.

فضل زيد بن صوحان رضي الله عنه

(43 - فَضْلُ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ رَضِيَ الله عَنْه)

4015 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْهُذَيْلِ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ يَسْبِقُهُ بَعْضُ أَعْضَائِهِ إِلَى الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ رَضِيَ الله عَنْه ".

فضل حسان رضي الله عنه

(44 - فَضْلُ حَسَّانَ رَضِيَ الله عَنْه)

4016 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا حُدَيْجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَ: قَدْ جَاءَ حَسَّانُ اللَّعِينُ. فَقَالَ ابْنُ عباس رَضِيَ الله عَنْهما: §مَا هُوَ بِلَعِينٍ لَقَدْ جَاهَدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِسَانِهِ وَنَفْسِهِ.

4017 - حَدَّثَنَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ: ثنا عَبْدَةُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: أَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْيَاتًا فَقَالَ: [البحر الطويل] (§شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللَّهِ أَنَّ مُحَمَّدًا ... رَسُولُ الَّذِي فَوْقَ السموات مِنْ عَلُ) (وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلَاهُمَا ... [لَهُ] عَمَلٌ فِي دِينِهِ مُتَقَبَّلُ) (وَأَنَّ أَخَا الْأَحْقَافِ إِذْ قَامَ فِيهِمْ ... يَقُولُ بِذَاتِ اللَّهِ فِيهِمْ وَيَعْدِلُ) فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا ".

فضل صفوان بن المعطل رضي الله عنه

(45 - فَضْلُ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ رَضِيَ الله عَنْه)

4018 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَنِي الْحَسَنُ، عَنْ صَاحِبٍ زَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ يُسَمَّى سفينة - أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي سَفَرٍ وَرَاحِلَتُهُ بِهَا زَادُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ §صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ فَقَالَ: إِنِّي قَدْ جُعْتُ. فقال: ما أنا بمعطيك حَتَّى يَأْمُرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَنْزِلُ النَّاسُ فنأكل. قَالَ: فَقَالَ هَكَذَا بِالسَّيْفِ وَكَشَفَ عُرْقُوبَ الرَّاحِلَةَ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا حَزَبَهُمْ أَمْرٌ قَالُوا: احْبِسْ أَوَّلَ احْبِسْ أَوَّلَ، فَسَمِعُوا فَوَقَفُوا، وَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى مَا صَنَعَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ، بِالرَّاحِلَةِ قَالَ لَهُ: " اخْرُجْ " وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَسِيرُوا، فَجَعَلَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ يَتْبَعُهُمْ حَتَّى نَزَلُوا، فَجَعَلَ يَأْتِيَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ وَيَقُولُ: إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ / إِلَى النَّارِ -[337]- أَخْرَجَنِي؟ [قَالَ: فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا زَالَ صَفْوَانُ بن المعطل يتحوب رِحَالَنَا مُنْذُ اللَّيْلَةَ وَيَقُولُ: إِلَى أَيْنَ أَخْرَجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّارِ أَخْرَجَنِي؟] . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ خَبِيثُ اللِّسَانِ طَيِّبُ الْقَلْبِ ".

فضل خزيمة بن ثابت رضي الله عنه

(46 - فَضْلُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه)

4019 -[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ ثنا أَبُو فَرْوَةَ الْجُهَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّهُ §مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدِ اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَجَحَدَهُ الْأَعْرَابِيُّ الْبَيْعَ، فَقَالَ: لَمْ أَبِعْكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ بِعْتَنِي " فَمَرَّ عَلَيْهِمْ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَسَمِعَ قَوْلَهُمَا فَقَالَ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ بِعْتَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ ولم تشهدنا؟ ". فقال رَضِيَ الله عَنْه: قد شَهِدْنَا عَلَى مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ. فَأَجَازَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ حَتَّى مَاتَ خُزَيْمَةَ رَضِيَ الله عَنْه.

4019 -[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زُرَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى فَرَسًا مِنْ سَوَاءِ بْنِ قَيْسٍ الْمُحَارِبِيِّ فَجَحَدَهُ فَشَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا حَمَلَكَ عَلَى الشَّهَادَةِ وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا حَاضِرًا؟ ! " فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: صَدَّقْتُكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَا تَقُولُ إِلَّا حَقًّا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ شَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ أَوْ عَلَيْهِ فَهُوَ حَسْبُهُ -[341]- ". 4019 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.

4020 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَرَسًا فَجَحَدَهُ الْأَعْرَابِيُّ، فَجَاءَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا أَعْرَابِيُّ أَتَجْحَدُ؟ أَنَا أَشْهَدُ عَلَيْكَ أَنَّكَ بِعْتَهُ. فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: إِنْ شَهِدَ عَلَيَّ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَأَعْطِنِي الثَّمَنَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا خُزَيْمَةُ إِنَّا لَمْ نُشْهِدْكَ فكيف تشهد؟ "، فقال رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا أَصَدِّقُكَ عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ، أَلَا أُصَدِّقُكَ عَلَى ذَا الْأَعْرَابِيِّ؟ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ، فَلَمْ يَكُنْ فِي الْإِسْلَامِ رَجُلٌ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ غَيْرَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه.

فضل أبي هريرة رضي الله عنه

(47 - فَضْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه)

4021 - قَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنِّي §لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ مَرَّةَ، وَذَلِكَ عَلَى قَدْرِ دِيَتِهِ، أَوْ قَالَ: دِيَتِي.

فضل زيد بن عمرو بن نفيل وورقة رحمهما الله

(48 - فَضْلُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ وَوَرَقَةَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ)

4022 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ الْعَدَوِيِّ - عَدَوِيُّ قُرَيْشٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو وَوَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ خَرَجَا يَلْتَمِسَانِ الدِّينَ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى رَاهِبٍ بِالْمَوْصِلِ فَقَالَ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا صَاحِبَ الْبَعِيرِ؟ قَالَ: مِنْ بَنِيَّةِ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: فَمَا تَلْتَمِسُ؟ قَالَ: أَلْتَمِسُ الدِّينَ. قَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَظْهَرَ الَّذِي تَطْلُبُ فِي أَرْضِكَ، فَأَمَّا وَرَقَةُ فَتَنَصَّرَ، وَأَمَّا أَنَا فَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّصْرَانِيَّةُ فَلَمْ تُوَافِقْنِي، فَرَجَعَ وَهُوَ -[347]- يَقُولُ: لَبَّيْكَ حَقًّا حَقًّا ... تعَبُّدًا وَرِقًّا [البحر الرجز] الْبِرَّ أَبْغِي لَا الْخَالَ ... وَهَلْ تَرَى [مَهْجَرًا] كَمَنْ قَالَ: آمَنْتُ بِمَا آمَنَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ ثم يقول: (أبغي لَكَ [اللَّهُمَّ] عَانٍ رَاغِمُ، ... مَهْمَا تُجَشِّمْنِي فَإِنِّي جَاشِمُ) ثُمَّ يَخِرُّ فَيَسْجُدُ. قَالَ: وَجَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا رَأَيْتَ وَكَمَا بَلَغَكَ أَفَأَسْتَغْفِرُ لَهُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ فَإِنَّهُ §يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ ". وَأَتَى زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه وَهُمَا يَأْكُلَانِ مِنْ سُفْرَةٍ لَهُمَا، فَدَعَوَاهُ لِطَعَامِهِمَا. فَقَالَ زَيْدُ بْنُ -[348]- عَمْرٍو لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّا لَا نَأْكُلُ مَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ.

4023 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ عيسى عليه السلام ". وَسُئِلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نوفل قال: " أَبْصَرْتُهُ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ عَلَيْهِ سُنْدُسٌ ". إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ مُجَالِدٍ وَقَدْ تَابَعَهُ يَحْيَى [بْنُ] سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ. أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ، وَتَفَرَّدَ بِهِ مُجَالِدٌ وَفِيهِ ضِعْفٌ.

4024 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ أَمْلَاهُ عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا حَارًّا مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ وَهُوَ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الْأَنْصَابِ، وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا قَالَ: فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ تَحِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يا زيد: §ما لي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ [شَنِفُوا] لَكَ؟ " قَالَ: وَاللَّهِ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ ذلك لغير نايلة لِي مِنْهُمُ وَلَكِنِّي خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ فَدَكَ، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ الله تعالى وَيُشْرِكُونَ بِهِ فَقُلْتُ: مَا هَذَا بالذي أَبْتَغِي. فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا يَعْبُدُ اللَّهَ بِهِ -[355]- تعالى إِلَّا شَيْخًا بِالْحِيرَةِ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: / مِنْ أَهْلِ بَيْتِ اللَّهِ، وَمِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلَادِكَ قَدْ بُعِثَ نَبِيٌّ قَدْ طَلَعَ نَجْمُهُ وَجَمِيعُ مَنْ رَأَيْتُهُمْ فِي ضَلَالٍ. فَلَمْ أُحِسَّ بِشَيْءٍ بَعْدُ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: فَقَرَّبَ إِلَيْهِ السُّفْرَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لِنُصُبٍ مِنَ الْأَنْصَابِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا كُنْتُ لِآكُلَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهُ عَلَيْهِ ". قَالَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه: فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ وَأَنَا مَعَهُ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَكَانَ عِنْدَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ صَنَمَانِ مِنْ نُحَاسٍ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ: يَسَافٌ، وَالْآخَرُ يُقَالُ لَهُ: نَائِلَةُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تمسحنهما فَإِنَّهُمَا رِجْسٌ "، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لأمسحنهما، حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَّحْتُهُمَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا زَيْدُ أَلَمْ تُنْهَ "؟ وَمَاتَ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو وَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ: " إِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ ".

فضل أبي طلحة رضي الله عنه

(49 - فَضْلُ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه)

4025 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا قَبِيصَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما أَوْ أَنَسِ ابن مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §صَوْتُ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْجَيْشِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ ".

4026 -[1] حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ أَبَا طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه §قَرَأَ سُورَةَ بَرَاءَةَ فَأَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} فَقَالَ: أَلَا أَرَى رَبِّي يَسْتَنْفِرُنِي شَابًّا وَشَيْخًا؟ جَهِّزُونِي. فَقَالَ لَهُ بَنُوهُ: قَدْ غَزَوْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى مَاتَ وَمَعَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَنَحْنُ نَغْزُو عَنْكَ. قَالَ: جَهِّزُونِي. فَجَهَّزُوهُ فَرَكِبَ الْبَحْرَ حَتَّى مَاتَ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً يَدْفِنُوهُ فِيهَا إِلَّا بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ فَلَمْ يَتَغَيَّرْ -[365]-. 4026 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ، ثنا حَمَّادٌ بِهِ. صَحَّحَهُ ابْنُ حَبَّانَ.

فضل سعد بن معاذ رضي الله عنه

(50 - فَضْل سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رَضِيَ الله عَنْه) (179) تَقَدَّمَ لَهُ حَدِيثٌ فِي الْجَنَائِزِ. (180) وَحَدِيثٌ فِي الْمَغَازِي فِي حُكْمِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ.

4027 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ الله تعالى لِقَاءَ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي السَّرِيرَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} قَالَ: تفسخت أَعْوَادُهُ -[370]- قَالَ: وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهُ فَاحْتُبِسَ فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ضُمَّ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً فدعوت الله تعالى أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ -[372]- ". 4027 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَفْصٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ بِهِ. وَقَالَ: هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا التفسير لا نعلم إِلَّا عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما.

فضل أبي برزة رضي الله عنه

(51 - فَضْلُ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ الله عَنْه) (181) لَهُ حَدِيثٌ فِي بَابِ عَيْشِ السَّلَفِ مِنْ كِتَابِ الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ.

فضل عامر بن الأكوع رضي الله عنه

(52 - فَضْلُ عَامِرِ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ الله عَنْه)

4028 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مَجْزَأَةَ بْنِ زَاهِرٍ قَالَ: إِنَّ عَامِرَ بْنَ الْأَكْوَعِ رَضِيَ الله عَنْه §بَارَزَ رَجُلًا فَقَتَلَهُ وَجَرَحَ نَفْسَهُ قَالَ: فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " لَهُ أَجْرَانِ ".

4029 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْأَسْلَمِيُّ، ثنا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ قَالَ: إِنَّ عَمَّهُ §جُرِحَ يَوْمَ خَيْبَرَ وَقَتَلَ رَجُلًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكَ أَجْرَانِ ".

فضل صهيب رضي الله عنه

(53 - فَضْل صُهَيْبٍ رَضِيَ الله عَنْه)

4030 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَرَوْحُ بْنُ عبادة وأبو سلمة قَالُوا: ثنا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ؟ ، وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ. فَقَالَ لَهُمْ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مَالِي تخلون سَبِيلِي؟ فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالَ: أُشْهِدُكُمْ أن قَدْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " §رَبِحَ صُهَيْبٌ رَبِحَ صُهَيْبٌ ". هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ أَبُو عُثْمَانَ سَمِعَهُ مِنْ صُهَيْبٍ. وَقَدْ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا أَرَدْتُ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ. فَصَحَّ اتِّصَالُهُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ. -[379]- أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ للمسند مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرٍ. (182) وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ صُهَيْبٍ رَضِيَ الله عَنْه تَقَدَّمَ فِي التفسير للبقرة.

4031 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ ثنا دَفَّاعُ بْنُ دَغْفَلٍ، ثنا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه لِصُهَيْبٍ: يَا صُهَيْبُ إِنَّ فِيكَ خِصَالًا ثَلَاثًا أَكْرَهُهَا لَكَ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِطْعَامُكَ الطَّعَامَ وَلَا مَالَ لَكَ، وَاكْتِنَاؤُكَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، وَادِّعَاؤُكَ إِلَى الْعَرَبِ وَفِي لِسَانِكَ لُكْنَةٌ. قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الطَّعَامِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §أَفْضَلُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ " وَايْمُ اللَّهِ لا أَتْرُكُ إِطْعَامَ الطَّعَامِ أَبَدًا. وَذَكَرَ [الْكُنْيَةَ] [[فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: " يَا صُهَيْبُ " قُلْتُ: لَبَّيْكَ قَالَ: " أَلَكَ وَلَدٌ؟ " قُلْتُ: لَا قَالَ: " اكْتَنِ بِأَبِي يَحْيَى]] (*) قَالَ: فَعَلَيْهَا أَحْيَا وَعَلَيْهَا أَمُوتُ، وَذَكَرَ الِادِّعَاءِ قَالَ: فَأَنَا صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ حَتَّى انْتَسَبَ إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ، كُنْتُ أَرْعَى عَلَى أَهْلِي، وَإِنَّ الرُّومَ أَغَارَتْ فَرَقَّتْنِي فَعَلَّمَتْنِي لُغَتَهَا فَهُوَ الَّذِي تَرَى مِنْ لَكْنَتِي. قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ غَرِيبٌ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَهَذَا السِّيَاقُ أَوَفَى. -[382]- وَفِي الْبُخَارِيِّ طَرَفٌ مِنْهُ /. وَفِي ابْنِ مَاجَةَ طَرَفٌ آخَرُ. وَإِنَّمَا أَخْرَجْتُهُ لِغَرَابَةِ إِسْنَادِهِ وَاسْتِيفَاءِ سِيَاقِهِ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

فضل النابغة الجعدي رضي الله عنه

(54 - فَضْلُ النَّابِغَةِ الْجَعْدِيِّ رَضِيَ الله عَنْه)

4032 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّابِغَةَ يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْتُهُ قَوْلِي: [البحر الطويل] (§وَإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نُعَوِّدُ خَيْلَنَا ... إِذَا مَا الْتَقَيْنَا أَنْ تَحِيدَ وَتَنْفِرَا) (وتنكر يَوْمَ الرَّوْعِ أَلْوَانَ خَيْلِنَا ... مِنَ الطعن حتى تحسب الْجَوْنَ أَشْقَرَا) (وَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ لَنَا أَنْ نَرُدَّهَا ... صِحَاحًا وَلَا مستنكر أَنْ يُعَفَّرَا -[384]-) (بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدَنَا وَجُدُودَنَا ... وَإِنَّا لَنَبْغِي فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا) قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِلَى أَيْنَ؟ " قُلْتُ: إِلَى الْجَنَّةِ. قَالَ: " نَعَمْ إِنْ شاء الله تعالى ". قال رَضِيَ الله عَنْه: فلما أنشدته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَلَا خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ يكن لَهُ ... بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا) (وَلَا خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... أَرِيبٌ إِذَا مَا أُورِدَ الْأَمْرُ أَصْدَرَا ... فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا [يَفْضُضُ] اللَّهُ فَاكَ ". قَالَ: فَكَانَ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا، وَكَانَ إِذَا سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ نَبَتَتْ.

فضل المقعد الذي مات في حياته صلى الله عليه وسلم

(55 - فَضْل الْمُقْعَدِ الَّذِي مَاتَ فِي حَيَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

4033 -[1] قَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا أَبُو جَابِرٍ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، كِلَاهُمَا عَنْ فَائِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوَفَى رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ §بِالْمَدِينَةِ مُقْعَدٌ فَقَالَ لِأَهْلِهِ: ضَعُونِي عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى [مَسْجِدِهِ] قَالَ: فَوُضِعَ الْمُقْعَدُ عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ إِذَا اخْتَلَفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ سَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ، فَجَاءَ أَهْلُ الْمُقْعَدِ لِيَرُدُّوهُ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَبْرَحُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ مَا عَاشَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْنُوا لِي خُصًّا، فَبَنَوْا لَهُ خُصًّا فَكَانَ فِيهِ، - فَكُلَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَسْجِدِ دَخَلَ الْخُصَّ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُقْعَدِ - وَكُلَّمَا -[388]- أَصَابَ طُرْفَةً مِنْ طَعَامٍ بَعَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُقْعَدِ. قَالَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَى آتٍ فَنَعَى لَهُ الْمُقْعَدَ فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَضْنَا مَعَهُ حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ الْخُصِّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " لَا يَقْرَبَنَّ الْخُصَّ أَحَدٌ غَيْرِي ". فَدَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْخُصِّ فَإِذَا جبريل عليه الصلاة والسلام قَاعِدٌ عِنْدَ الْمُقْعَدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأْتِنَا لَكَفَيْنَاكَ أمره فأما إذ جِئْتَ فَأَنْتَ أَوْلَى بِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَّلَهُ بِيَدِهِ وَكَفَّنَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ وَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ. تَفَرَّدَ بِهِ فَائِدُ أَبُو الْوَرْقَاءِ وَهُوَ ضَعِيفٌ.

فضل ابن أم مكتوم رضي الله عنه

(56 - فَضْلُ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ رَضِيَ الله عَنْه)

4034 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §رَأَيْتُ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ، وَعَلَيْهِ دِرْعٌ وَبِيَدِهِ رَايَةٌ.

فضل عويمر [أبي الدرداء] رضي الله عنه

(57 - فَضْلُ عُوَيْمِرٍ [أبي الدرداء] رَضِيَ الله عَنْه) (183) له فِي تَرْجَمَةِ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه ذكر، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ.

فضل جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة رضوان الله عليهما

(58 - فَضْلُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بن حارثة رضوان الله عليهما) (184) حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه فِي شَأْنِ بنت حمزة رَضِيَ الله عَنْهما تَقَدَّمَ فِي الْحَضَانَةِ.

4035 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا وَهْبٌ وهو ابْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُسَيْنٍ، يَعْنِي: ابْنَ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اعْتَمَرَ وَكَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ أَنْ لَا يُخْرِجَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهَا، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمْرَتَهُ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنْتِ حَمْزَةَ بْنِ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْهما فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى مَنْ تَدَعُنِي؟ فَلَمْ يَلْتَفِتْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهَا لِلْعَهْدِ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مَكَّةَ، وَمَرَّ بِهَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَتْ: إِلَى مَنْ تدعوني؟ فَلَمْ -[393]- يَلْتَفِتْ عليها ، ومر بِهَا جَعْفَرٌ رَضِيَ الله عَنْه فَنَاشَدَتْهُ. فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، ثُمَّ مَرَّ بِهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْحَسَنِ إِلَى مَنْ تَدَعُنِي؟ . فَأَخَذَهَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَأَلْقَاهَا خلف فاطمة رَضِيَ الله عَنْها، فَلَمَّا نَزَلُوا أَدْنَى مَنْزِلٍ أَتَى زَيْدٌ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: أَنَا أَوْلَى بِهَا مِنْكَ ... فَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ. وَهُوَ عِنْدَ أَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ مِقْسَمٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما.

4036 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُصِيبَ جَعْفَرٌ وَكُنْتُ أُحِبُّ جَعْفَرًا رَضِيَ الله عَنْه ".

4037 - حدثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: كَانَ §حُصِرَ فِيمَا قِيلَ مِنْ جَعْفَرٍ رَضِيَ الله عَنْه تَسْعَوْنَ بَيْنَ ضَرْبَةٍ بِسَيْفٍ وَطَعْنَةٍ بِرُمْحٍ. أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ.

4038 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا [إِسْمَاعِيلُ] بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ رَضِيَ الله عَنْه مِنَ الْحَبَشَةِ عَانَقَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

4039 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: " §مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً قَطُّ فِيهِمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ " مُخْتَصَرًا.

4040 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ ابن [أَبِي] إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنْ زَيْدِ بن حارثة رَضِيَ الله عَنْهم أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: §آخَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْه.

فضل أبي أمامة رضي الله عنه

(59 - فَضْلُ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه)

4041 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْبَصْرِيُّ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ الْقَسْمَلِيُّ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِي فَانْتَهَيْتُ إليهم وأنا طاوي، وَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِمْ وَهُمْ يَأْكُلُونَ الدَّمَ. فَقَالُوا: هَلُمَّ. فَقُلْتُ: جِئْتُ أَنْهَاكُمْ عَنْ هَذَا، فَنِمْتُ وَأَنَا مَغْلُوبٌ فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي بِإِنَاءٍ فِيهِ شَرَابٌ فَقَالَ: خُذْ. فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُ فَشَبِعْتُ وَرُوِيتُ. / فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَتَاكُمْ رَجُلٌ مِنْ سُرَاةِ قَوْمِكُمْ فَلَمْ تُتْحِفُوهُ بِمُذَيِّقَةٍ. قَالَ: فَأْتُونِي بِمُذَيِّقَتِهِمْ فَقُلْتُ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا. قَالُوا: إنا رأيناك بجهد. فَأَرَيْتُهُمْ بَطْنِي فَأَسْلَمُوا عن آخرهم رَضِيَ الله عَنْهم.

4042 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا الْهَيْثَمُ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه: §ابْنُ كَمْ كُنْتَ على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ . قَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا غَيْرُكَ قَبْلَكَ، كُنْتُ ابْنَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي، وَحَضَرْتُ خطبة فَجَعَلَ يَمِيلُ بِصَدْرِ رَاحِلَتِهِ فيكاد أَنْ تُزِيلَنِي عَنِ السَّمَاعِ، فَأَضَعُ كَتِفَي فِي صَدْرِ رَاحِلَتِهِ فَأُزِيلُهَا.

فضل عبد الله بن قيس الأنصاري رضي الله عنه

(60 - فَضْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْه)

4043 - قال عَبْدُ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا سَالِمُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا عَلَى الْأَرْضِ رَجُلٌ يَمُوتُ وَفِي قَلْبِهِ مِنَ الْكِبْرِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ إِلَّا جعله الله تعالى فِي النَّارِ ". فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ الله عَنْه بَكَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ لِمَ تَبْكِي؟ " فَقَالَ: مِنْ كَلِمَتِكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَبْشِرْ فَإِنَّكَ فِي الْجَنَّةِ ". قَالَ: فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا فَغَزَا فَقُتِلَ فِيهِمْ شَهِيدًا ... الْحَدِيثُ. وَقَدْ تَقَدَّمَ بَاقِيهِ فِي الْأَدَبِ فِي ذَمِّ الْكِبْرِ.

فضل عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما

(61 - فَضْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أبي طالب رَضِيَ الله عَنْهما)

4044 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ ابن سَرِيعٍ، عن فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ: ثُمَّ مَرَّ، يَعْنِي: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَبْدِ اللَّهِ بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهما وَهُوَ يَلْعَبُ بِشَيْءٍ يَبِيعُهُ وَهُوَ غُلَامٌ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِي تِجَارَتِهِ ". [2] حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ فِطْرٍ مِثْلَهُ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ عَلَى شَرْطِ أَبِي دَاوُدَ. -[417]- أُخْرِجَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَوَّلُ هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يَذْكُرْ مَا أَوْرَدْتُهُ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ فِطْرٍ نَحْوَهُ وَقَالَ: " بارك الله تعالى لَهُ فِي بيعه أَوْ قَالَ فِي صَفْقَتِهِ ".

4045 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: " إِنَّ §رَجُلًا جَلَبَ سَكَرًا إِلَى الْمَدِينَةَ فَكَسَدَ عَلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ: ائْتِ عَبْدَ اللَّهِ بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهما، فَأَتَاهُ فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ بده وازده، وَقَالَ: مَنْ شَاءَ أَخَذَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: آخُذُ مَعَهُمْ. قَالَ: خُذْ ".

فضل أبي الدحداح رضي الله عنه

(62 - فَضْلُ أَبِي الدَّحْدَاحِ رَضِيَ الله عَنْه)

4046 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ، ثنا خَلَفُ ابن خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قرضا حسنا} الآية، قَالَ أَبُو الدَّحْدَاحِ رَضِيَ الله عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن الله تعالى يُرِيدُ مِنَّا الْقَرْضَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ ". قَالَ أَرِنِي يَدَكَ. فَنَاوَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ. قَالَ: قَدْ §أَقْرَضْتُ رَبِّي حَائِطِي. وَحَائِطَهُ فِيهِ سِتُّمِائَةِ نَخْلَةٍ. فَجَاءَ رَضِيَ الله عَنْه يَمْشِي حَتَّى أَتَى الْحَائِطِ وَأُمُّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ وَعِيَالُهَا، فنادى: يا أم الدَّحْدَاحِ. قَالَتْ: لَبَّيْكَ. قَالَ: اخْرُجِي فَقَدْ أقرضت رَبِّي. حُمَيْدٌ ضَعِيفٌ.

فضل أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه

(63 - فَضْلُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بْنِ حَرْبِ رَضِيَ الله عَنْه)

4047 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ مِسْعَرٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [عَنْ] سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ أَنَّهُ §لَمْ يَسْمَعْ صَوْتًا أَشَدَّ مِنْ صَوْتِهِ - يَعْنِي أَبَا سُفْيَانَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ - وَهُوَ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ يَقُولُ: هَذَا يَوْمٌ مِنْ أيام الله تعالى، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ نَصْرَكَ -[425]-. 4047 -[2] قَالَ: قَالَ مِسْعَرٌ مَرَّةً أُخْرَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ: حَدَّثَنَا مَنْ سَمِعَ أَبَا سُفْيَانَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ ... فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ.

فضل عمرو بن العاص رضي الله عنه

(64 - فَضْلُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه)

4048 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ [الْعُرَيْجِيِّ] ، قَالَ: §لَمَّا حُضِرَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه جَزَعَ جَزَعًا شَدِيدًا وَجَعَلَ يَبْكِي فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: لِمَ تَجْزَعُ وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعْمِلُكَ وَيُدْنِيكَ؟ ! فَقَالَ: قَدْ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَا أَدْرِي أَحُبًّا ذَلِكَ لِي أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلَّفُنِي، وَلَكِنْ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّهُمَا، ابْنُ سُمَيَّةَ يَعْنِي عَمَّارًا وابن مسعود رَضِيَ الله عَنْهما. فَلَمَّا جَدَّ بِهِ يَعْنِي النَّزْعَ جَمَعَ يَدَيْهِ ووضعهما مَوْضِعَ الْغُلِّ مِنْ عُنُقِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا فَلَا يَسَعُنَا إِلَّا رَحْمَتُكَ. قَالَ: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ هَجِيرَاهُ حَتَّى قُبِضَ.

باب [يسار] رضي الله عنه

(65 - بَابُ [يَسَارٍ] رَضِيَ الله عَنْه)

4049 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا جَسْرُ بْنُ فَرْقَدٍ، ثنا سَلِيطُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §بَايَعَ جد أبي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فضل [حارثة] بن النعمان رضي الله عنه

(66 - فضل [حَارِثَةَ] بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ الله عَنْه)

4050 -[1] قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ القاسم قال: §جاء الْحَارِثَ بن النعمان الأنصاري رَضِيَ الله عَنْه إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُنَاجِي جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام، فجلس ولم يسلم فقال جبريل عليه السلام: " لو سلم هذا علينا لرددنا عليه ". فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أتعرفه؟ " قال: " نعم. هذا من الثمانين الذي صبروا معك يوم حنين، أرزاقهم وأرزاق أولادهم على الله عز وجل في الجنة ". كذا قال الحسن بن قتيبة وهو ضعيف -[432]-. 4050 -[2] وخالفه بشر بن المفضل فقال: عن المسعودي بهذا الإسناد أن حارثة بن النعمان رَضِيَ الله عَنْه جاء إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يناجي جبريل عليه الصلاة والسلام ... فَذَكَرَهُ. َرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحَكَمِ فَخَالَفَ فِي إِسْنَادِهِ فَقَالَ: عَنْ مِقْسَمٍ / عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَخَالَفَ الْمَتْنِ فَقَالَ: يفر النَّاسُ عَنْكَ غَيْرَ ثَمَانِينَ فَيَصْبِرُونَ مَعَكَ وَهُوَ مِنْهُمْ. فَالْأَوَّلُ جَعَلَهُ خَبَرًا عَمَّا مَضَى، وَالثَّانِي جَعَلَهُ خَبَرًا عَمَّا يَأْتِي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

فضل معاوية رضي الله عنه

(67 - فَضْل مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه)

4051 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: قَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله عَنْه: §مَا زِلْتُ أَطْمَعُ فِي الْخِلَافَةِ مُنْذُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ: " يَا مُعَاوِيَةُ إِنْ مَلَكْتَ فَأَحْسِنْ ".

فضل بشير بن الخصاصية رضي الله عنه

(68 - فَضْلُ بَشِيرِ بن الْخَصَاصِيَةِ رَضِيَ الله عَنْه)

4052 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنِ الْجَهْدَمَةِ امْرَأَةِ بَشِيرِ بن الْخَصَاصِيَةِ، عَنْ بَشِيرِ بن الْخَصَاصِيَةِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِمَّنْ أَنْتَ؟ " قُلْتُ: مِنْ رَبِيعَةَ. قَالَ: " مِنْ رَبِيعَةَ الْفُرْسِ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَوْلَاهُمُ انتقلت الْأَرْضُ بِأَهْلِهَا، §أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ بَيْنِ رَبِيعَةَ ".

فضل عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه

(69 - فَضْلُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ الله عَنْه)

4053 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْمُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَنًا فَقَالَ: " مَتَّعَهُ اللَّهُ بِشَبَابِهِ ".

فضل عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه

(70 - فَضْلُ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه)

4054 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ هُوَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَقِيلٍ رَضِيَ الله عَنْه: " يَا أَبَا يَزِيدَ: إِنِّي §لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ، حُبُّ الْقَرَابَةِ، وَحُبٌّ لِحُبِّ أَبِي طَالِبٍ إِيَّاكَ ". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.

فضل عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه

(71 - فَضْلُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ الله عَنْه) (185) فِي الْمَغَازِي، فِي الْحُدَيْبِيَةِ وَفِي حُنَيْنٍ.

فضل عمرو بن حريث رضي الله عنه

(72 - فَضْلُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ رَضِيَ الله عَنْه)

4055 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: " ذَهَبَتْ بِي أُمِّي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَمَسَحَ بِرَأْسِي وَدَعَا لِي بِالرِّزْقِ -[444]- ". 4055 -[2] حدثنا وَهْبٌ هُوَ ابْنُ بَقِيَّةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بن حريث رَضِيَ الله عَنْهما قال: " ذهب بي أبي وأمي ... " الْحَدِيثَ.

فضل حذيفة رضي الله عنه

(73 - فَضْلُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه)

4056 -[1] قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا المقري، ثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ رَجُلٍ فَجَعَلْتُ أَدْعُو وَأَنَا مُمْسِكٌ بِحَصَاةٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ يَقُولُ: إِذَا سَأَلْتَ رَبَّكَ فَلَا تُمْسِكْ بِيَدِكَ الْحَجَرَ، فَلَمَّا سَمِعْتُهُ ذَكَرَ عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنَسْتُ إِلَيْهِ وَانْتَسَبْتُ إِلَيْهِ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنِي فَقَالَ: إِنَّ §أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ، ثُمَّ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ لَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُهُ فَأَذِنَ لَهُ وَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ وَحُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه جَالِسٌ فَقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه: فَأَيْنَ أَنَا يَا رَسُولَ الله؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ فِي خَيْرٍ أَوْ إِلَى خَيْرٍ -[448]- ". 4056 -[2] وَبِهِ إِلَى مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ رَجُلٍ فَحَدَّثَنِي أَنَّ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيْنَ أَنَا؟ ... فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا مِنَ الْأَوَّلِ.

فضل رافع بن خديج رضي الله عنه

(74 - فَضْلُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْه)

4057 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الأنصاري [حدثتني جدتي] عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ أَصَابَهُ سَهْمٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا رَافِعُ §إن شئت رفعت السَّهْمَ وَتَرَكْتُ الْقُطْبَةَ وَأَشْهَدُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنَّكَ شَهِيدٌ؟ ". قَالَ: فَفَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فضل أنس رضي الله عنه

(75 - فَضْلُ أنس رَضِيَ الله عَنْه)

4058 -[1] قَالَ الطيالسي: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنِّي §لَأَرْجُو أن ألقى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقُولَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خُوَيْدِمُكَ أَنَسٌ -[452]-. 4058 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هَارُونُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ بِهَذَا.

4059 - حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَخُو الْمُقَدَّمِيِّ، ثنا جَعْفَرٌ، ثنا ثَابِتٌ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا أَتَيْتُ أَنَسًا رَضِيَ الله عَنْه يُخْبِرُ بِمَكَانِي، فَأَدْخُلُ عَلَيْهِ فَآخُذُ يَدَيْهِ فأقبلهما وَأَقُولُ: §بِأَبِي هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ اللَّتَيْنِ مَسَّتَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأُقَبِّلُ عَيْنَيْهِ وَأَقُولُ: بِأَبِي هَاتَيْنِ [الْعَيْنَيْنِ] اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فضل سفينة رضي الله عنه

(76 - فَضْلُ سَفِينَةَ رَضِيَ الله عَنْه)

4060 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، ثنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ سَفِينَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ. قَالَ: §رَكِبْتُ الْبَحْرَ فِي سَفِينَةٍ فَكُسِرَتْ بِنَا، فَرَكِبْتُ لَوْحًا مِنْهَا، فَطَرَحَنِي فِي أَجَمَةٍ فِيهَا الْأَسَدُ فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا بِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ: أَنَا سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: فَضَرَبَنِي بِمَنْكِبِهِ وَطَأْطَأَ رَأْسَهُ وَجَعَلَ يَغْمِزُنِي بِمَنْكِبِهِ ثُمَّ مَشَى مَعِي حَتَّى أَقَامَنِي عَلَى الطَّرِيقِ، ثُمَّ ضَرَبَنِي بِيَدِهِ وَهَمْهَمَ سَاعَةً فَرَأَيْتُ أَنَّهُ يُوَدِّعُنِي. [2] وقال البزار: حدثنا محمد بن بشار، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، به.

فضل ابن مسعود رضي الله عنه

(77 - فَضْل ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه) (186) لَهُ رَضِيَ الله عَنْه فِي تَرْجَمَةِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه ذِكْرٌ.

4061 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمْ أَبُو طَلْقِ ابن حَنْظَلَةَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَوْسِ بْنِ / [ثَرِيبٍ] فَذَكَرَ حَدِيثًا قَالَ: §فَضَرَبَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه بَيْنَ كَتِفَيِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه وَقَالَ: لَقَدْ جعل الله تعالى فِي قَلْبِكَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ مِنَ الْعِلْمِ غَيْرَ قَلِيلٍ. قَالَ: فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ. وَالْحَدِيثُ بِتَمَامِهِ مَذْكُورٌ فِي عِشْرَةِ النِّسَاءِ.

4062 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا المقري، ثنا الْمَسْعُودِي عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: §أَوَّلُ مَنْ أَفْشَى الْقُرْآنَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه.

4063 - حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ [بْنُ أَبِي أَيُّوبَ] ثنا النُّعْمَانُ ابن عَمْرِو [بْنِ] خَالِدٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنْه قال: إِنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَأَتَى سَارِيَةً فَوَقَفَ إليها يصلي، قال: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §قائدنا ابْن مَسْعُودٍ " وَهُوَ لَا يَسْمَعُهُ، فقرأ: {قل يأيها الْكَافِرُونَ (1) } ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْلِصْ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ " فَقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) } ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ وَجَلَسَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْعُ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ تُجَبْ، وَسَلْ تُعْطَ ". وَهُوَ رَضِيَ الله عَنْه فِي ذَاكَ لَا يَسْمَعُهُ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى وَالنَّصِيبَ الْأَوْفَرَ مِنْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَأَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ والثرى وَالْبُشْرَى عِنْدَ انْقِطَاعِ الدُّنْيَا، وَأَسْأَلُكَ إِيمَانًا لَا يَرْتَدَّ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْفَدُ، وَفَرَحًا لَا يَنْقَطِعُ وَتَوْفِيقًا لِلْحَمْدِ وَلِبَاسَ التَّقْوَى وَزِينَةَ الْإِيمَانِ وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ. قَالَ: فَانْطَلَقَ رَجُلٌ فَبَشَّرَهُ.

4064 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا §عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ سليمان بن مينا، عَنْ نُفَيْعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ ثَوْبًا أَبْيَضَ، وَأَطْيَبَ النَّاسِ رِيحًا. (187) وَحَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه فِي تَرْجَمَتِهِ. (188) وَحَدِيثُ الْقَاسِمِ رَضِيَ الله عَنْه: " كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه إِذَا جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَعَ نَعْلَيْهِ مِنْ رِجْلَيْهِ " فِي كِتَابِ الْأَدَبِ ".

4065 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عقبة بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَا أَرَى رَجُلًا أَعْلَمَ بِمَا أَنْزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه. فَقَالَ أَبُو مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه: لئن قلت ذاك لَقَدْ كَانَ §يَسْمَعُ حِينَ لا يُسمع، وَيَدْخُلُ حَيْثُ لَا نَدْخُلُ رَضِيَ الله عَنْه.

4066 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: تَكَلَّمَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رِبًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: رَضِيتُ لَكُمْ مَا رَضِيَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَكَرِهْتُ لَكُمْ مَا كَرِهَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ ".

4067 -[1] وَقَالَ الطيالسي: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه ذَهَبَ يَأْتِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسِّوَاكِ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى دِقَّةِ سَاقِهِ وَيَعْجَبُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §هُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ -[472]- ". 4067 -[2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ سَهْلِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ سَهْلٌ.

4068 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنْتُ §أَسْتُرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ، وَأُوقِظُهُ إِذَا نَامَ، وَأَمْشِي مَعَهُ فِي الْأَرْضِ ... الْحَدِيثَ.

فضل ابن عباس رضي الله عنهما

(78 - فَضْلُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما)

4069 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ حَازِمٍ، عَنْ يَعْلَى هو ابن [حكيم] ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: §لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: تَعَالَ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنهم اليوم كثير. فَقَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فِيهِمْ؟ ! قَالَ: فَتَرَكْتُ ذَلِكَ فَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي عَنِ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِي عَلَى بَابِهِ يسفي الرِّيحُ عَلَيَّ مِنَ التُّرَابِ فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جَاءَ بِكَ؟ أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: لَا، أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ، فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ، فَعَاشَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلِي يَسْأَلُونَنِي فَقَالَ: كَانَ هَذَا الْفَتَى أَعْقَلَ مِنِّي.

4070 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا ابْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: §جَالَسْتُ سَبْعِينَ أَوْ خَمْسِينَ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ خَالَفَ ابْنَ عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَيَلْتَقِيَانِ إِلَّا قَالَ: هُوَ كَمَا قُلْتُ. أَوْ قَالَ: صَدَقْتَ. صَحِيحٌ.

4071 - / وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا قُتَيْبَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ الَّذِيَ هُوَ أَعْلَمُ مِنَ ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما، وَلَا أَوْرَعَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما.

4072 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا أيوب قال: نبئت عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: §مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تَعْظِيمًا لحرمات الله تعالى مِنَ ابْنِ عباس رَضِيَ الله عَنْهما، وَاللَّهِ لو أَشَاءُ إِذَا ذَكَرْتُهُ أَنْ أَبْكِيَ لَبَكَيْتُ.

4073 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا وَكِيعٌ ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طاووس قَالَ: §مَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ خَالَفَهُ أَحَدٌ حَتَّى يُقَرِّرَهُ ... الْحَدِيثَ تَقَدَّمَ فِي الْحَجِّ.

مناقب أبي ذر رضي الله عنه

(79 - مَنَاقِب أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه)

4074 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنِ الْقُرَظِيِّ قَالَ: خَرَجَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى الرَّبَذَةِ فَأَصَابَهُ قَدَرُهُ فَأَوْصَاهُمْ أَنِ اغْسُلُونِي وَكَفِّنُونِي، ثُمَّ ضَعُونِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّونَ بِكُمْ فَقُولُوا: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعِينُونَا عَلَى غُسْلِهِ وَدَفْنِهِ، فَفَعَلُوا فَأَقْبَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي رَكْبٍ مِنَ الْعِرَاقِ وَقَدْ وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ فَقَامَ إِلَيْهِ غُلَامٌ فَقَالَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَبَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §تَمْشِي وَحْدَكَ، وَتَمُوتُ وَحْدَكَ، وَتُبْعَثُ وَحْدَكَ ". الْقُرَظِي مَا عَرَفْتُهُ، فَإِنْ كَانَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ فَالْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ -[487]-. 4074 -[2] وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ ذَرٍّ، عَنْ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْهم، يعني هَذَا.

4074 -[3] أخبرنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَاتَةَ قَالَ: خَرَّجْنَا عُمَّارًا فَعَمَدْنَا إِلَى مَنْزِلِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه فَإِذَا هُوَ قَدْ أَقْبَلَ يَحْمِلُ عَظْمَ جَزُورٍ أَوْ يَحْمِلُ مَعَهُ، فَأَتَى مَنْزِلَهُ ثُمَّ أَتَانَا فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ لَهُمْ: فِي كُلِّ كذا وكذا جزورا يَنْحَرُونَهَا فَيَأْكُلُونَهَا، §وَلِي فِي كُلِّ جَزُورٍ عَظْمٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا مَالُكَ؟ فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لِي قَطِيعٌ مِنْ إِبِلٍ، وَصَرِيمَةٌ مِنْ غَنَمٍ فِي إحداها ابْنِي، وَفِي الْأُخْرَى غُلَامٌ أَسْوَدُ اشْتَرَيْتُهُ فَهُوَ عَتِيقٌ يَخْدُمُنِي إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ هُوَ عَتِيقٌ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ: وَاللَّهِ مَا مِنَ الناس عندنا أحد أَكْثَرُ أَمْوَالًا مِنْ أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لَهُمْ فِي مَالٍ مِنَ الْحَقِّ إِلَّا وَلِي مِثْلُهُ. قَالَ: فَجَعَلْنَا نَسْتَفْتِيهِ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ: عِنْدَنَا رَجُلٌ يَصُومُ الدَّهْرَ إِلَّا الْأَضْحَى وَالْفِطْرَ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ. قَالَ: إِنَّهُ وَإِنَّهُ. قَالَ: فَأَعَادَهَا ... الْحَدِيثَ.

4075 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضَعِ عِيسَى بن مريم عليه السلام فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه ".

4076 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ، ثنا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا عِكْرِمَةُ، حدثنا أَبُو زُمَيْلٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي ذر رَضِيَ الله عَنْه قال: كُنْتُ §رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي الْإِسْلَامِ، أَسْلَمَ قَبْلِي ثَلَاثَةٌ وَأَنَا الرابع، فأتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَرَأَيْتُ الِاسْتِبْشَارَ فِي وَجْهِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " مَنْ أَنْتَ؟ ". قُلْتُ: جُنْدَبٌ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ.

4077 - وَبِهِ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ [§أرأيت أَنِّي وُزِنْتُ] بِأَرْبَعِينَ أَنْتَ فِيهِمْ فَوَزَنْتُهُمْ ". فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: كَأَنَّكَ قَدْ عير بِكَ. قَالَ: اسْكُتِي مَلَأَ اللَّهُ فَاكِ تُرَابًا.

4078 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ بِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَرَاهُ وَأَلْقَاهُ مِنْهُ §فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: إِنْ كَانَ لَكَ بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ حَاجَةٌ فَأَخْرِجْ أَبَا ذَرٍّ فَإِنَّهُ قَدْ ثَقُلَ النَّاسُ عِنْدِي. فَقَدِمَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه وَتَصَايَحَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ، هَذَا أَبُو ذَرٍّ. فَخَرَجْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِيمَنْ يَنْظُرُ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَعُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فِيهِ فَأَتَى سَارِيَةً فَصَلَّى عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَسَلَّمَ فَمَا سَبَّهُ وَلَا أَنَّبَهُ. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: أَيْنَ كُنْتَ يَوْمَ أُغِيرَ عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَسْتَسْقِي. ثُمَّ رَفَعَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه بِصَوْتِهِ الْأَشَدِّ فَقَرَأَ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا} - إِلَى قَوْلِهِ -: {مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35) } ، فَأَمَرَهُ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الرَّبَذَةِ.

4079 - وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه: إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ مَجْلِسًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [[وَذَلِكَ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ]] (*) مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ فِيهَا، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ مِنْ أحد إلا وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ، وهو لفظ أحمد في الزهد كما ذكر المحقق على هامش المطبوع

4080 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْمُلَيْكِيِّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ إلى أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: " §عُوَيْمِرٌ حَكِيمُ أُمَّتِي وَجُنْدَبٌ / طريدُ أُمَّتِي يَعِيشُ وَحْدَهُ وَيَمُوتُ وحده والله عز وجل يَبْعَثُهُ وَحْدَهُ ".

4081 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §وَدِدْتُ لَوْ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعْضَدُ ".

مناقب ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه

(80 - مناقب ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه)

4082 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابن [بكر] ثنا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَدْخَلَنِي رَجُلٌ عَلَى ابْنَةِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بن شماس رَضِيَ الله عَنْهما فَحَدَّثَتْنِي بِقِصَّةِ ثَابِتٍ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ... قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ [§تَعِيشُ] حَمِيدًا وَتُقْتَلُ شَهِيدًا، وَيُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ "، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ -[505]- خَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى مُسَيْلِمَةَ الكذاب قال: فَلَمَّا لَقِيَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحُمِلَ عَلَيْهِمْ فانكشفوا قال: قَالَ لِسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه: مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ حَفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حُفْرَةً فَحَمَلَ عَلَيْهِمَا الْقَوْمُ، فَبَقِيَا يُقَاتِلَانِ حتى قتلا رحمة الله عليهما، وَكَانَتْ عَلَى ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه دِرْعٌ لَهُ نَفِيسَةٌ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَخَذَهَا فَبَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَائِمٌ إِذْ أَتَاهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي مَنَامِهِ فَقَالَ: إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ، إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلْمٌ فَتُضَيِّعَهُ، إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ أَمْسِ مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينِ فَأَخَذَ دِرْعِي، وَمَنْزِلُهُ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرَ وَعِنْدَ خِبَائِهِ فَرَسٌ يَسْتَنُّ فِي طُولِهِ وَقَدْ كَفَأَ عَلَى الدِّرْعِ بُرْمَةً وَجَعَلَ فَوْقَ الْبُرْمَةِ رَحْلًا، -[506]- فَأْتِ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه فَمُرْهُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَى دِرْعِي فَيَأْخُذَهَا، فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرْهُ أَنَّ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وكذا، وَلِي مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا، وَفُلَانٌ رَقِيقِي عَتِيقٌ، وَفُلَانٌ. وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلْمٌ فَتُضَيِّعُهُ فَأَتَى الرَّجُلُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَ إِلَى الدِّرْعِ فَنَظَرَ إِلَى خِبَاءٍ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ فَإِذَا عِنْدَهُ فَرَسٌ يُسْتَنُّ فِي طُولِهِ فَنَظَرَ فِي الْخِبَاءِ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ فَدَخَلُوا وَرَفَعُوا الرَّحْلَ وَإِذَا تَحْتَهُ بُرْمَةٌ فَرَفَعُوهَا فَإِذَا الدِّرْعُ تَحْتَهَا فَأُتِيَ بِهِ خَالِدُ بنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ حَدَّثَ الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه بِرُؤْيَاهُ فَأَجَازَ وَصِيَّتَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ فَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ جُوِّزَتْ وَصِيَّتُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ غَيْرَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه.

مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه

(81 - مَنَاقِب عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه)

4083 - قال إسحاق: أخبرنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَذَا وَكَذَا فَأَيُّ عَمَلٍ لَكَ أَوْثَقُ تَرْجُو بِهِ؟ قَالَ: إِنَّ عَمَلِي لَضَعِيفٌ وَإِنَّ أَوْثَقَ عَمَلِي أَرْجُو بِهِ سَلَامَةُ صَدْرِي، وَتَرْكِي مَا لَا يَعْنِينِي. هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ وَمُنْقَطِعٌ أَيْضًا. وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ رِوَايَةِ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ وَخَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه مُتَّصِلًا دُونَ مَا فِي آخِرِهِ مِنَ السُّؤَالِ -[511]-. (189) وَحَدِيثُ جُنْدَبٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه مَوْقُوفٌ مَضَى فِي الْعِلْمِ. (190) وَحَدِيثُ الْحَسَنِ الْمُرْسَلُ فِي تَفْسِيرِ الْأَحْقَافِ.

مناقب حنظلة بن حذيم رضي الله عنه

(82 - مَنَاقِبُ حَنْظَلَةَ بْنِ حِذْيَمٍ رَضِيَ الله عَنْه)

4084 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا ابْنُ حَنْظَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّيَ حَنْظَلَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبِي حَنِيفَةُ بْنُ حِذْيَمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ ذُو بنين وهذا [أخص] بَنِيِّ فَسَمَتَ [عَلَيْهِ] . فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا غُلَامُ - §وَأَخَذَ بِيَدِي وَمَسَحَ رَأْسِي - بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ ". قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَمٍ رَضِيَ الله عَنْه يُؤْتَى بِالْإِنْسَانِ الْوَارِمِ فَيَضَعُ يَدَهُ عليه فيقول: بسم اللَّهِ. فَيَذْهَبُ الْوَرَمُ.

فضل أبي كعب الحارثي رضي الله عنه

(83 - فَضْل أَبِي كَعْبٍ الْحَارِثِيِّ رَضِيَ الله عَنْه)

4085 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ أَبِي كَعْبٍ الْحَارِثِيِّ هُوَ ذُو الْإِدَاوَةِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: §خَرَجْتُ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لِي ضَوَالٍّ فَتَزَوَّدْتُ لَبَنًا فِي إِدَاوَةٍ ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا أَنْصَفْتُ فَأَيْنَ الْوَضُوءُ فَأَهْرَقْتُ اللَّبَنَ وَمَلَأْتُهَا مَاءً وَقُلْتُ: هَذَا وَضُوءٌ وَهَذَا شَرَابٌ، فَكُنْتُ أَبْغِي إِبِلِي فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ اصَطْبَبْتُ مِنَ الْإِدَاوَةِ مَاءً فَتَوَضَّأْتُ، وَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَشْرَبَ اصَطْبَبْتُ لَبَنًا فشربته فَمَكَثْتُ بِذَلِكَ ثَلَاثًا. فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ البحرانية: يَا أَبَا كَعْبٍ أحقيبا كَانَ أَمْ حَلِيبًا؟ فَقَالَ: إِنَّكِ لَبَطَّالَةٌ، بَلْ كَانَ يَعْصِمُ مِنَ الْجُوعِ وَيَرْوِي مِنَ الظَّمَأِ. -[518]- أَمَّا إِنِّي حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَفَرًا مِنْ قَوْمِي فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ الْحَارِثِ سيد بني قيان قَالَ: مَا أَظُنُّ الَّذِي تَقُولُ كَمَا قُلْتَ. قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي فَنِمْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَإِذَا أَنَا بِهِ صَلَاةَ الصُّبْحِ عَلَى بَابِي فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ لِمَ تَعَنَّيْتَ إِلَيَّ؟ أَلَا أَرْسَلْتَ إِلَيَّ فآتيك؟ قَالَ: أَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ أَنْ آتِيَكَ، مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ إِلَّا أَتَانِي آتٍ فَقَالَ: أَنْتَ الَّذِي تُكَذِّبُ مَنْ يُحَدِّثُ بأنعم الله تعالى ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِي فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ فَمُرْ حَاجِبَكَ أَنْ لَا يَحْجُبَنِي. فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: يَا وَثَّابُ إِذَا جَاءَ الْحَارِثِيُّ فَأْذَنْ لَهُ. فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَقَالَ؛ مَنْ ذَا؟ فَقُلْتُ: الْحَارِثِيُّ [[فَأَذِنَ لِي، فَجِئْتُ يَوْمًا، فَقَرَعْتُ الْبَابَ، فَقَالَ: مَنْ ذَا؟ فَقُلْتُ: الْحَارِثِيُّ]] (*) قَالَ: ادْخُلْ. فَدَخَلْتُ فإذا عثمان رَضِيَ الله عَنْه [جالس] وَحَوْلَهُ نَفَرٌ سُكُوتٌ لَا يَتَكَلَّمُونَ كَأَنَّمَا عَلَى رؤوسهم الطَّيْرُ فَسَلَّمْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ لِمَا رَأَيْتُ مِنَ حَالِهِمْ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

فضل البراء بن مالك رضي الله عنه

(84 - فَضْلُ الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه)

4086 - / قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §دَخَلْتُ عَلَى الْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ مُسْتَلْقٍ عَلَى فِرَاشِهِ وَهُوَ يُنْشِدُ أَبْيَاتًا مِنَ الشَّعْرِ كَأَنَّهُ يَتَغَنَّى بِهِنَّ فَقُلْتُ لَهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ، الْقُرْآنُ، فَقَالَ: أَتَرْهَبُ أَنْ أَمُوتَ عَلَى فِرَاشِي؟ لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَحْرِمَنِي ذَلِكَ وَقَدْ قَتَلْتُ مِائَةً مُنْفَرِدًا سِوَى مَنْ شَارَكْتُ فِي ذَلِكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

باب: أخبار عبد خير

(85 - بَابُ: أَخْبَارِ عَبْدِ خَيْرٍ)

4087 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، ثنا مُسْهِرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ خَيْرٍ: كَمْ أَتَى عَلَيْكَ؟ قَالَ: عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ. قُلْتُ: تَذْكُرُ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا بِبِلَادِ الْيَمَنِ فَجَاءَنَا كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو النَّاسَ إِلَى خَيْرٍ وَاسِعِ، وَكَانَ أَبِي مِمَّنْ خَرَجَ وَأَنَا غُلَامٌ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لأمي: §مري بهذي القدر فلترق لِلْكِلَابِ فَإِنَّا قَدْ أَسْلَمْنَا فَأَسْلَمَ.

باب سعيد بن المسيب

(86 - بَابُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ)

4088 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَحْيَى ابن سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: §وُلِدْتُ لِسَنَتَيْنِ مَضَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه.

باب: أخبار أبي عثمان النهدي

(87 - بَابُ: أَخْبَارِ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ)

4089 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، قَالَ: سَأَلَ صُبَيْحٌ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ وَأَنَا أَسْمَعُ فَقَالَ لَهُ: هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ . قَالَ: نَعَمْ §أَسْلَمْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَدَّيْتُ لَهُ ثَلَاثَ صَدَقَاتٍ وَلَمْ أَلْقَهُ، وَغَزَوْتُ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه عِدَّةَ غَزَوَاتٍ، شَهِدْتُ فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ وَجَلُولَاءَ، وَنَهَاوَنْدَ، -[528]- وَالْيَرْمُوكِ، وَأَذْرَبِيجَانَ، وَمَهْرَانَ، وَرُسْتُمَ فَكُنَّا نَأْكُلُ السَّمْنَ وَنَتْرُكُ الْوَدَكَ، قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ الظُّرُوفِ فقال: لم يكن يسأل عَنْهَا. يَعْنِي ظُرُوفَ الْمُشْرِكِينَ.

فضل الأشج أشج عبد القيس واسمه المنذر

(88 - فَضْل الْأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ وَاسْمُهُ الْمُنْذِرُ)

4090 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ، أَبُو جَعْفَرٍ ثنا طَالِبُ بْنُ حُجَيْرٍ الْعَبْدِيُّ، ثنا هُودُ الْعَصَرِيُّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ إِذْ قَالَ: " §يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْفَجِّ رَكْبٌ مِنْ خَيْرِ أَهْلِ الْمَشْرِقِ ". فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَتَوَجَّهَ نَحْوَ ذَلِكَ الْوَجْهِ فَلَقِيَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَاكِبًا فَرَحَّبَ بِهِمْ وَقَرَّبَ وَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: قَوْمٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. قَالَ: فَمَا أَقْدَمَكُمْ هَذِهِ الْبِلَادَ التِّجَارَةُ؟ . قَالُوا: لَا. قَالَ: فَتَبِيعُونَ سُيُوفَكَمْ هَذِهِ؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَلَعَلَّكُمْ إِنَّمَا قَدِمْتُمْ فِي طَلَبِ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالُوا: أجل. فمشى معهم يُحَدِّثُهُمْ حَتَّى نَظَرَ إِلَى -[532]- النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُمْ: هَذَا صَاحِبُكُمُ الَّذِي تَطْلُبُونَ. فَرَمَى الْقَوْمُ بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ رِحَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ سَعَى سَعْيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ هَرْوَلَ هَرْوَلَةً، وَمِنْهُمْ مَنْ مَشَى حَتَّى أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذُوا يَدَهُ يُقَبِّلُونَهَا وَقَعَدُوا إِلَيْهِ، وَبَقِيَ الْأَشَجُّ وَهُوَ أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَأَنَاخَ الْإِبِلَ وَعَقَلَهَا وَجَمَعَ مَتَاعَ الْقَوْمِ ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى تُؤَدَةٍ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَبَّلَهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فِيكَ خَصْلَتَانِ يحبهما الله تعالى وَرَسُولُهُ ". قَالَ: وَمَا هما يا رسول اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْأَنَاةُ وَالتُّؤَدَةُ ". قَالَ: أَجِبِلًّا جُبِلْتُ عَلَيْهِ أَوْ تَخَلُّقًا مِنِّي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ جِبِلٌّ ". فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى مَا يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. وَأَقْبَلَ الْقَوْمُ قِبَلَ تَمَرَاتٍ يَأْكُلُونَهَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي التَّمْرِ الْبَرْنِيِّ. وَاسْمُ جَدِّ هُودَ مَزِيدَةٌ.

أخبار أبي عنبة الخولاني رحمة الله عليه

(89 - أَخْبَارُ أَبِي عنبة الخولاني رحمة الله عليه)

4091 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، ثنا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ زُرْعَةَ الْخَوْلَانِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وَهُوَ مِمَّنْ أَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.

أخبار عبد الله بن أنيس رحمه الله

(90 - أَخْبَارُ عَبْدِ اللَّهِ بن أنيس رحمه الله)

4092 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الصلت بن مسعود، ثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، حدثني عمي الحسن ابن يزيد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أنيس رَضِيَ الله عَنْه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بَعَثَهُ سَرِيَّةً وَحْدَهُ. قُلْتُ: وهو مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثٍ طَوِيلٍ.

أخبار مسلمة بن مخلد رحمه الله

(91 - أَخْبَارُ مَسْلَمَةَ بن مخلد رحمه الله)

4093 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، ثنا وَكِيعٌ، ثنا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ مَسْلَمَةَ بْنَ مُخَلَّدٍ يَقُولُ: §وُلِدْتُ مَقْدِمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةُ، وقبض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ.

أخبار زريب بن ثرملا

(92 - أخبار زريب بن ثرملا) (191) في الفتن.

باب ما يستدل به على أن بنات النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من أزواجه رضي الله عنهن

(93 - بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى أَنَّ بَنَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ من أزواجه رَضِيَ الله عَنْهن)

4094 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْوَلِيدُ -[546]- بن مُحَمَّدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تُزَوَّجُ حَفْصَةُ خَيْرا مِنْ عُثْمَانَ، وَيُزَوَّجُ عُثْمَانُ خَيْرًا مِنْ حَفْصَةَ " فَزَوَّجَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع: زاد في (ك) : [قُلْتُ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ، وَأَتَمُّ مِنْهُ، وَالْوَلِيدُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ]

فضل خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها

(94 - فَضْل خَدِيجَةَ أم المؤمنين رَضِيَ الله عَنْها)

4095 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيِّ أَبُو أَيُّوبَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَطِيَّةُ بْنُ يَعْلَى، حَدَّثَنِي يَزِيدُ مِنْ وَلَدِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ الضَّحَّاكِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ رَبِيعَةَ السَّعْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فُلَانَةُ، وَخَدِيجَةُ بنت خويلد رَضِيَ الله عَنْها أَوَّلُ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ إِسْلَامًا ".

4096 - حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن خديجة رَضِيَ الله عَنْها؛ لِأَنَّهَا مَاتَتْ قَبْلَ الْفَرَائِضِ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَبْصَرْتُهَا فِي نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارٍ الْجَنَّةِ فِي بَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ ".

فضل عائشة رضي الله عنها

(95 - فَضْل عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا)

4097 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، / ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §لَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ رُخْصَةُ التَّيَمُّمِ بِالصُّعُدَاتِ، دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: إِنَّكِ لَمُبَارَكَةٌ أُنْزِلَتْ عَلَيْنَا رُخْصَةُ التَّيَمُّمِ.

4098 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيَّ حَوْفٌ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ تَزَوَّجَنِي فَأُلْقِيَ عَلَيَّ الْحَيَاءُ -[556]-. 4098 -[2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سُفْيَانُ بِهِ -[557]-. 4098 -[3] وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ عن أبي سعيد الْبَقَّالِ بِهِ وَأَتَمَّ مِنْهُ.

4099 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: " مَا يُبْكِيكِ؟ " قُلْتُ: سبتني فاطمة رَضِيَ الله عَنْها. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا فَاطِمَةُ سَبَبْتِ عَائِشَةَ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ تُحِبِّينَ مَنْ أُحِبُّ وَتُبْغِضِينَ مَنْ أُبْغِضُ؟ " قَالَتْ: بَلَى. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §فَإِنِّي أُحِبُّ عَائِشَةَ فَأَحِبِّيهَا ". قالت فاطمة رَضِيَ الله عَنْها: لَا نقول لعائشة رَضِيَ الله عَنْها شَيْئًا يُؤْذِيهَا أَبَدًا.

4100 - وَقَالَ الْحَارِث: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: إن عائشة رَضِيَ الله عَنْها ذُكِرَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " §دَعُوا عَائِشَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، زَوْجَتِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ".

4101 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَمَّنْ سَمِعَ عَمَّارًا وَذَكَرَ [رَجُلٌ] عنده عائشة رَضِيَ الله عَنْها فَنَالَ مِنْهَا فَقَالَ عَمَّارٌ رَضِيَ الله عَنْه: §اسْكُتْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا، أَتُؤْذِي حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

4102 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: " §حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَاتِقِهِ وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ الدِّرْكِلَةَ ". 4103 -[568]- وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَمْرِو بِنْتُ حَسَّانَ عَجُوزُ صِدْقٍ قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ، وَهُوَ زَوْجُهَا، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: إن عائشة رَضِيَ الله عَنْها كَانَتْ تَقُولُ: لَا يُبْغِضُنِي إِنْسَانٌ فِي الدُّنْيَا إِلَّا تَبَرَّأْتُ مِنْهُ فِي الْآخِرَةِ.

4104 - وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ بَعْدَ وفاة عائشة رَضِيَ الله عَنْها فَسَأَلَهُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتَ وَجْدَ النَّاسِ عَلَيْهَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا اشْتَدَّ وَجْدُهُمْ كُلُّ ذَاكَ. قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: إِنَّمَا §يَحْزَنُ على عائشة رَضِيَ الله عَنْها مَنْ كَانَتْ لَهُ أُمًّا.

4105 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا زَمْعَةُ هُوَ ابْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: سَمِعَتْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها الصَّرْخَةَ على عائشة رَضِيَ الله عَنْها فَأَرْسَلَتْ جاريتها انْظُرِي مَا صَنَعَتْ. فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: قَدْ قَضَتْ. فَقَالَتْ: §يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَبَاهَا.

4106 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ وَآخَرُ مَعَهُ أَنَّهُمَا أتيا عائشة رَضِيَ الله عَنْها فقالت رَضِيَ الله عَنْها: يَا فُلَانُ، هَلْ سَمِعْتَ حديث حفصة رَضِيَ الله عَنْها؟ قَالَ: نَعَمْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ ابن صَفْوَانَ رَضِيَ الله عَنْه: وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ المؤمنين؟ قالت رَضِيَ الله عَنْها: §فِيَّ تِسْعٌ لَمْ تَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا آتى الله عز وجل مريم ابنة عمران رَضِيَ الله عَنْها، والله مَا أَقُولُ هَذَا أَنِّي أَفْتَخِرُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ صَوَاحِبَاتِي. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ رَضِيَ الله عَنْه: وَمَا هُنَّ يَا أُمَّ المؤمنين؟ . قالت رَضِيَ الله عَنْها: نَزَلَ الْمَلَكُ بصورتي، وتزوجني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَأُهْدِيتُ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِتِسْعٍ، وَتَزَوَّجَنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكْرًا لَمْ يُشْرِكْهُ فِيَّ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَأَتَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ وَأَنَا وَإِيَّاهُ فِي لِحَافٍ وَاحِدٍ، وَكُنْتُ أَحَبَّ النساء إليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل فِيَّ آيَاتٌ مِنَ الْقُرْآنِ كادت الأمة أن تَهْلَكُ فِيهِنَّ، ورأيت جبريل عليه الصلاة والسلام وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنْ نِسَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي، وَقُبِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ غَيْرَ الْمَلَكِ وَأَنَا.

4107 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §أُعْطِيتُ تِسْعًا مَا أعطيهن امْرَأَةٌ إِلَّا مَرْيَمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ فَقَالَتْ: وَإِنْ كَانَ الْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي أَهْلِهِ متفرقون عَنْهُ، وَإِنْ كَانَ لِيَنْزِلَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَهُ فِي لِحَافِهِ، وَإِنِّي لَابْنَةُ خَلِيفَتِهِ وَصَدِيقِهِ، لَقَدْ خُلِقْتُ طَيِّبَةً وَعِنْدَ طَيِّبٍ، وَلَقَدْ وُعِدْتُ مَغْفِرَةً وَرِزْقًا كَرِيمًا -[578]-. (192) وَحَدِيثُ ذَكْوَانَ مولى عائشة رَضِيَ الله عَنْها فِي قِصَّةِ الدَّرَجِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه إِلَيْهَا لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفُتُوحِ الْعُمَرِيَّةِ.

فضل أم ورقة رضي الله عنها

(96 - فَضْل أم ورقة رَضِيَ الله عَنْها)

4108 - قال إسحاق: أخبرنا / أَبُو نُعَيْمٍ الْمُلَائِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ ابن جُمَيْعٍ، حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي عَنْ أُمِّ وَرَقَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارث الأنصاري رَضِيَ الله عَنْهما، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا وَيُسَمِّيهَا الشَّهِيدَةَ، وَكَانَتْ قَدْ جَمَعَتِ الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فِي النَّاسِ فَقَالَ: إِنَّ أُمَّ وَرَقَةَ غَمَّهَا غُلَامُهَا وَجَارِيَتُهَا فَقَتَلَاهَا وَإِنَّهُمَا هَرَبَا فَأُتِيَ بِهِمَا فَصُلِبَا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: " §انْطَلِقُوا نَزُورُ الشَّهِيدَةَ ". أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ طَرَفًا مِنْهُ سِوَى مَا ذَكَرْتُ هُنَا.

فضل جمرة اليربوعية الحنظلية رضي الله عنها

(97 - فَضْلُ جَمْرَةَ اليربوعية الحنظلية رَضِيَ الله عَنْها)

4109 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مَعْمَرٍ هُوَ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَطْوَانُ هُوَ ابْنُ مشكان، عَنْ جمرة الحنظلية رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِبِلِ الصَّدَقَةِ فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لِي.

فضل زينب بنت جحش رضي الله عنها

(98 - فضل زَيْنَبَ بنت جحش رَضِيَ الله عَنْها)

4110 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا جَعْفَرٌ، ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَيْنَبَ بنت جحش رَضِيَ الله عَنْها وَكَانَتْ قَدْ أُعْطِيَتْ جَمَالًا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَدِيدَ الْحَيَاءِ ... الْحَدِيثَ.

4111 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُنْيَةَ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَةٍ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا: " §خَيْرُكُنَّ أَطْوَلُكُنَّ يَدًا " فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ تَضَعُ يَدَهَا عَلَى الجدار، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَسْتُ أَعْنِي هَذَا وَلَكِنْ أَصْنَعَكُنَّ يَدَيْنِ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا.

فضل ميمونة رضي الله عنها

(99 - فَضْلُ مَيْمُونَةَ رَضِيَ الله عَنْها)

4112 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: §ثقلت ميمونة رَضِيَ الله عَنْها بِمَكَّةَ وَلَيْسَ عِنْدَهَا مِنْ بَنِي أُخْتِهَا أَحَدٌ. فَقَالَتْ: أَخْرِجُونِي مِنْ مَكَّةَ فَإِنِّي لَا أَمُوتُ بِهَا، أَخْبَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي لَا أَمُوتُ بِهَا. حَتَّى أَتَوْا بِهَا [سَرِفَ إِلَى الشَّجَرَةِ] الَّتِي بَنَى بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَهَا فِي مَوْضِعِ الْقُبَّةِ فَمَاتَتْ، فَلَمَّا وَضَعْنَاهَا فِي لَحْدِهَا أَخَذْتُ رِدَائِي فَوَضَعْتُهُ تَحْتَ خَدِّهَا فِي اللَّحْدِ، فَأَخَذَهُ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما فَرَمَى بِهِ. [[وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنْ يَزِيدَ الْأَصَمِّ فَذَكَرَهُ]]

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

فضل صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها

(100 - فَضْلُ صَفِيَّةَ بِنْتِ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْها)

4113 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ ابن الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ زُبَالَةَ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ هِيَ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهَا عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بن العوام رَضِيَ الله عَنْها قَالَ: §لَمَّا خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ يَوْمَ أُحُدٍ بِالْمَدِينَةِ خَلَّفَهُنَّ فِي فَارِعٍ وَفِيهِنَّ صَفِيَّةُ بِنْتُ عبد المطلب رَضِيَ الله عَنْها وَخَلَّفَ فِيهِنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِيَدْخُلَ عَلَيْهِنَّ فقالت صفية رَضِيَ الله عَنْها لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه: دُونَكَ الرَّجُلَ. فَجَبُنَ حَسَّانُ رَضِيَ الله عَنْه وَأَبِي عَلَيْهَا فتناولت صفية رَضِيَ الله عَنْها السَّيْفَ فَضَرَبَتْ بِهِ الْمُشْرِكَ حَتَّى قَتَلَتْهُ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضرب لصفية رَضِيَ الله عَنْها بِسَهْمٍ كَمَا ضرب لِلرِّجَالِ. [قُلْتُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ زُبَالَةَ الْمَدَنِي ضَعِيفٌ جِدًّا، لَكِنْ -[593]-] (*) [2] تَابَعَ ابْنُ زُبَالَةَ عَلَيْهِ إِسْحَاقَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَهُوَ مِنْ رِجَالِ الْبُخَارِيِّ فَرَوَاهُ عَنْ أُمِّ عُرْوَةَ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ طَرِيقِهِ، وَسِيَاقُهُ أَتَمُّ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين أثبته محقق المطبوع في الهامش زيادةً من (ك)

باب سودة

(101 - بَابُ سَوْدَةَ)

4114 - قال إِسْحَاقُ: أنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ ابن أَبِي بَزَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَرْسَلَ إِلَى سَوْدَةَ بِطَلَاقِهَا فَقَالَتْ: أَمِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ طَلَّقَنِي؟ فَجَلَسَتْ عَلَى طَرِيقِهِ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ، فَمَرَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَطَلَّقْتَنِي مِنْ مَوْجِدَةٍ وَجَدْتَهَا عَلَيَّ؟ وَأَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْخَلْقِ لما راجعتني، فوالله لَقَدْ كَبِرْتُ وَمَا بِي حَاجَةٌ إِلَى الرجل وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُبْعَثَ وَأَنَا مِنْ نِسَائِكَ، فَرَاجَعَهَا، فَقَالَتْ: فَإِنِّي أَهَبُ يومي وليلتي بقرة عَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ عَائِشَةَ.

ذكر أم سلمة رضي الله عنها

(102 - ذِكْر أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها)

4115 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا [عبد الرحمن] بْنُ صَالِحٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَجْلَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي عَدِيٍّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه الْوَفَاةُ قَالَتْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها: إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ . فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اللَّهُمَّ أَبْدِلْ أُمَّ سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي كَبِيرَةُ السِّنِّ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَنَا أَكْبَرُ مِنْكِ سِنًّا، وَالْعِيَالُ على الله تعالى وَرَسُولِهِ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ فسأدعو الله عز وجل يُذْهِبُهَا ". فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا برحاءين وَجَرَّةِ الْمَاءِ.

4116 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو النَّضْرِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، [قَالَا] : ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: جَاءَ أَبُو سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه ... فَذَكَرَ الحديث في وفاته وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه خَطَبَهَا فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ §أَرْسَلَ إِلَيْهَا -[601]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطبها فقالت رَضِيَ الله عَنْها: إِنَّ فِيَّ خِلَالًا ثَلَاثًا. فَسَمِعَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه مَا رَدَّتْ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِمَّا غَضِبَ لِنَفْسِهِ فَأَتَاهَا فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ الَّتِي تَرُدِّينَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بم تَرُدِّينَهُ؟ قَالَتْ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ إِنَّ فِيَّ كَذَا وَكَذَا، وَفِي الْحَدِيثِ: فَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الغيرة فإني أدعوا الله تعالى أَنْ يُذْهِبَهَا. قَالَ: فَكَانَتْ فِي النِّسَاءِ كَأَنَّهَا ليست منهن لا تجد ما يجدن النِّسَاءُ مِنَ الْغَيْرَةِ. قُلْتُ: أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ بِدُونِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ.

4117 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا الْحَكَمُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ §الَّذِي تَزَوَّجَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها عَلَى شَيْءٍ قِيمَتُهُ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ -[604]-. 4117 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هَارُونُ الْحَمَّالُ، ثنا أَبُو دَاوُدَ بِهِ.

ذكر حفصة رضي الله عنها

(103 - ذِكْر حَفْصَةَ رَضِيَ الله عَنْها)

4118 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه على حفصة رَضِيَ الله عَنْها وَهِيَ تبكي، فقال: §ما لك؟ / أَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إِنَّهُ كَانَ قَدْ طَلَّقَكِ مَرَّةً ثُمَّ رَاجَعَكِ مِنْ أَجْلِي، وَاللَّهِ إِنْ كَانَ طَلَّقَكِ مَرَّةً أُخْرَى لَا أُكَلِّمُكِ أَبَدًا.

4119 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §طلق حفصة رَضِيَ الله عَنْها فَجَاءَ خَالَاهَا قُدَامَةُ وَعُثْمَانُ بْنُ مظعون رَضِيَ الله عَنْهما، فَبَكَتْ وَقَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عن شبع. فجاء رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَجَلْبَبَتْ فَقَالَ: إن جبريل عليه الصلاة والسلام قَالَ لِي: رَاجِعْ حَفْصَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ -[608]-. 4119 -[2] حدثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ أَوْ يَزِيدَ نَحْوَهُ.

ذكر صفية بنت حيي رضي الله عنها

(104 - ذِكْر صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رَضِيَ الله عَنْها)

4120 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو سَعِيدٍ الْجُشَمِيُّ، حَدَّثَتْنَا [عَلِيلَةُ] بِنْتُ الْكُمَيْتِ قَالَتْ: سَمِعْتُ أُمِّي أَمِينَةَ تَقُولُ: حَدَّثَتْنِي أَمَةُ اللَّهِ بِنْتُ رَزِينَةَ عَنْ أُمِّهَا رَزِينَةَ مَوْلَاةِ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سبى صفية رَضِيَ الله عَنْها يَوْمَ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، يَوْمَ فتح الله عز وجل عَلَيْهِ، فَجَاءَ يَقُودُهَا مَسْبِيَّةً، فَلَمَّا رَأَتِ النِّسَاءَ قَالَتْ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَرْسَلَهَا فكان ذراعها رَضِيَ الله عَنْها فِي يَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَعْتَقَهَا، ثُمَّ خَطَبَهَا وَتَزَوَّجَهَا وَأَمْهَرَهَا رَزِينَةَ. -[611]- قُلْتُ: حَدِيثٌ مُنْكَرٌ عَنْ نِسْوَةٍ مَجْهُولَاتٍ، وَالَّذِي فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ جَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا، وَكَذَا تَقَدَّمَ عنها نفسها رَضِيَ الله عَنْها فِي كِتَابِ النِّكَاحِ.

4121 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، عَنْ سُلَيْمَانَ هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ، حدثنا حُمَيْدٌ يَعْنِي ابْنَ هِلَالٍ قَالَ: إن صفية رَضِيَ الله عَنْها [قَالَتْ] : §انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَمَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ قَوْمَكِ صَنَعُوا كَذَا وكذا " قالت رَضِيَ الله عَنْها: فَمَا قُمْتُ مِنْ مَقْعَدِي ومن النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ.

4122 -[1] حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ [إبراهيم بن إِسْمَاعِيلَ] بْنِ مُجَمِّعٍ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ رَبِيعِ، عَنْ صَفِيَّةَ بنت حيي رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: - §أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَجُزِ ناقته، قالت رَضِيَ الله عَنْها: - فَجَعَلْتُ أَنْعَسُ فَيَمَسَّنِي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده ويقول: " يَا هَذِهِ، يَا بِنْتَ حُيَيٍّ "، وَجَعَلَ يَقُولُ: " يَا صَفِيَّةُ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكِ مِمَّا صَنَعْتُ بِقَوْمِكِ، إِنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا إِنَّهُمْ قَالُوا لِي كَذَا ".

4122 -[2] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا يُونُسُ، بِهِ. وَقَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيعٌ رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ وكان في حي صَفِيَّةَ عن صفية رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: §مَا رَأَيْتُ قَطَّ أَحْسَنَ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

ذكر أم أيمن رضي الله عنها

(105 - ذِكْر أم أيمن رَضِيَ الله عَنْها)

4123 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا رَوْحٌ، ثنا هِشَامٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ: §خَرَجَتْ أم أيمن رَضِيَ الله عَنْها مُهَاجِرَةً إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَهِيَ مَاشِيَةٌ لَيْسَ مَعَهَا زَادٌ وَهِيَ صَائِمَةٌ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَأَصَابَهَا عَطَشٌ شَدِيدٌ حَتَّى كَادَتْ تَمُوتُ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ، قَالَتْ: فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ إذا أنا بخفيق شَيْءٍ فَوْقَ رَأْسِي فرفعت رأسي فإذ أَنَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ بِرِشَاءٍ أَبْيَضَ فَدَنَا مِنِّي حَتَّى إِذَا كَانَ مِنِّي حَيْثُ أَسْتَمْكِنُ تَنَاوَلْتُهُ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حتى رويت. لقد كُنْتُ أَصُومُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ ثُمَّ أَطُوفُ فِي الشَّمْسِ كَيْ أَعْطَشَ فَمَا عَطِشْتُ بَعْدَهَا.

ذكر زينب امرأة [ابن] مسعود رضي الله عنهما

(106 - ذِكْرُ زَيْنَبَ امْرَأَةِ [ابن] مسعود رَضِيَ الله عَنْهما)

4124 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي العميس، عن يزيد بْنِ جُعْدُبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عبد الله رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §أَعْطَاهَا بِخَيْبَرَ جُذَاذَ خَمْسِينَ وَسْقًا تَمْرًا، وَعِشْرِينَ وَسْقًا شَعِيرًا.

ذكر أسماء بنت عميس

(107 - ذِكْر أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ) (193) لَهَا فِي حَدِيثِ تَزْوِيجِ عَلِيٍّ بِفَاطِمَةَ تَقَدَّمَ فِي النِّكَاحِ، وَفِيهِ: قَالَتْ: فَدَعَا لِي بِدُعَاءٍ إِنَّهُ لَأَوْثَقُ عَمَلِي عِنْدِي.

باب أم هانئ

(108 - بَابُ أُمِّ هَانِئٍ)

4125 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْرَائِيلُ عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وَاسْمُهُ - بَاذَانَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، قَالَتْ: خَطَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ فَعَذَرَنِي ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ: {§يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} إِلَى قَوْلِهِ: {هَاجَرْنَ مَعَكَ} قَالَتْ: لَمْ أَكُنْ أَحِلُّ لَهُ وَلَمْ أَكُنْ هَاجَرْتُ مَعَهُ، كُنْتُ مَعَ الطُّلَقَاءِ.

ذكر أم مالك الأنصارية رضي الله عنها

(109 - ذِكْرُ أُمِّ مالك الأنصارية رَضِيَ الله عَنْها)

4126 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بن ابن السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّ مالك الأنصارية رَضِيَ الله عَنْها قَالَ: §جَاءَتْ أم مالك رَضِيَ الله عَنْها بِعُكَّةِ سَمْنٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا رَضِيَ الله عَنْه فَعَصَرَهَا ثُمَّ رفعها إِلَيْهَا فَرَجَعْتُ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ سَمْنًا. فَأَتَيْتُ فَقُلْتُ: نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمَا ذَاكَ يَا أُمَّ مَالِكٍ؟ ". قَالَتْ: رَدَدْتَ عَلَيَّ هَدِيَّتِي! . قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا رَضِيَ الله عَنْه فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ عَصَرْتُهَا حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هنيئا لك يا أُمَّ مَالِكٍ، هَذِهِ بَرَكَةٌ عَجَّلَ اللَّهُ لَكِ ثَوَابَهَا ".

باب: فضل قريش

(110 - بَابُ: فَضْلِ قُرَيْشٍ) (194) تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْخِلَافَةِ وَالْإِمَارَةِ أَحَادِيثُ مِنْ هَذَا.

4127 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: §لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي بَابٍ إِلَّا دَخَلَ مَعَهُ نَاسٌ. وَلَا أَدْرِي مَا تَأْوِيلُ قَوْلِهِ حَتَّى طُعِنَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه فَأَمَرَ صُهَيْبًا رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يصلي بالناس، وأمر أَنْ يَجْعَلَ لِلنَّاسِ طَعَامًا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَدْ مَضَى فِي الْجَنَائِزِ.

4128 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرَ حَدِيثًا وَفِيهِ: " §وَلَوْلَا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَهَا عند الله عز وجل، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهَا نَكَالًا فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالًا -[626]- ". 4128 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا طَلْحَةُ بِهَذَا.

4129 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ [النضر بن [حميد] الْكِنْدِيِّ أَوِ الْعَبْدِيِّ عن أبي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَسُبُّوا قريشا فإن علم عَالِمَهَا يَمْلَأُ الْأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ / أَوَّلَ قريش نكالا عِقَابًا أَوْ وَبَالًا فَأَذِقْ آخِرَهَا نَوَالًا ".

4130 - حدثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §انْظُرُوا قُرَيْشًا فَاسْمَعُوا قَوْلَهُمْ وَدَعُوا فِعْلَهُمْ ".

4131 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اطْلُبُوا الْقُوَّةَ وَالْأَمَانَةَ فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَإِنَّ قَوِيَّ قُرَيْشٍ لَهُ فضلان على أقوى مَنْ سِوَاهُمْ، وَإِنَّ أَمِينَ قُرَيْشٍ لَهُ فضلان على أمين مَنْ سِوَاهُمْ -[634]- ". 4131 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا حَمَّادٌ، بِهِ.

4132 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ [بْنِ أَوْفَى] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ، خِيَارُهُمْ تَبَعٌ لِخِيَارِهِمْ وَشِرَارُهُمْ تَبَعٌ لِشِرَارِهِمْ ".

4133 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيْشٍ وَلَا تُعَلِّمُوهَا، وَقَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلَا تُؤَخِّرُوهَا فَإِنَّ لِلْقُرَشِيِّ قُوَّةَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ ".

عدم قيام بني هاشم لأحد

(111 - عدم قيام بني هاشم لأحد)

4134 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَقُومُ الرَّجُلُ عَنْ مَجْلِسِهِ لِأَخِيهِ إِلَّا بَنِي هَاشِمٍ فَإِنَّهُمْ لَا يَقُومُونَ لِأَحَدٍ ".

4135 - حدثنا شَبَّابُ بْنُ خَيَّاطٍ، ثنا الفضيل بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَوَّلُ الناس فناء قُرَيْشٌ، وَأَوَّلُ قُرَيْشٍ فَنَاءً بَنُو هَاشِمٍ ".

فضل المهاجرين رضي الله عنهم

(112 - فَضْل الْمُهَاجِرِينَ رَضِيَ الله عَنْهم)

4136 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا قَيْسٌ هُوَ ابْنُ الرَّبِيعِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِأَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْه فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {§للمهاجرين الأولين} قَالَ: مَنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

باب فضل الأنصار رضي الله عنه

(113 - بَابُ فَضْلِ الْأَنْصَارِ رَضِيَ الله عَنْه)

4137 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ هَارُونَ الْأَنْصَارِيِّ، ثنا مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ [عَنْ أَبِيهِ] رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ، وَلِذَرَارِيِّ الْأَنْصَارِ، وَذَرَارِيِّ ذَرَارِيِّهِمْ، وَمَوَالِيهِمْ وَجِيرَانِهِمْ ".

(195) حديث في الوصية بالأنصار رَضِيَ الله عَنْهم في باب " الخلفاء من قريش ".

4138 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ثنا عيسى عن ابن أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: §لَقَدْ لَبِثْنَا فِي الْمَدِينَةِ سَنَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا نَعْمُرُ الْمَسَاجِدَ ونُقِيمُ الصَّلَاةَ.

4139 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ يَضْرِبُ عَبَّاسَ بْنَ سهل في إمرة ابْنِ الزبير رَضِيَ الله عَنْهما، فَأَتَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَهُ ضَفِيرَتَانِ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ إِزَارٌ وَرِدَاءٌ، فوقف بين يدي السِّمَاطَيْنِ فَقَالَ: يَا حَجَّاجُ، أَلَا تَحْفَظُ فِينَا وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وَمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَنْ §يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِ الْأَنْصَارِ وَيُعْفَى عَنْ مُسِيئِهِمْ. قَالَ: فَأَرْسَلَهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى.

4140 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النِّيلِيِّ، ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ الْمُهَاجِرِينَ قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: §مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ نَزَلْنَا بِهِمْ، يَعْنِي: الْأَنْصَارَ لَقَدْ أَشْرَكُونَا فِي أَمْوَالِهِمْ، وَكَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ وَلَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَكُونُوا قَدْ ذَهَبُوا بِالْأَجْرِ كله. فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كلا ما دعوتم الله عز وجل لَهُمْ وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ فَلَمْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ ".

4141 - حَدَّثَنَا سعيدٌ، ثنا رُشَيْدٌ، ثنا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِنَّ، يَعْنِي: جَوَارِي بَنِي النَّجَّارِ ".

4142 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا هَمَّامٌ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يُكْثِرُ زِيَارَةَ الْأَنْصَارِ خَاصَّةً وَعَامَّةً، فَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا زَارَ خَاصًّا أَتَى الرَّجُلَ فِي مَنْزِلِهِ، وَإِذَا زَارَ عَامًّا أَتَى الْمَسْجِدَ ".

4143 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى [زَحْمَوَيْهِ] ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنِ ابْنِ شَفِيعٍ الطِّبِيبِ قَالَ: دَعَانِي أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَطَعْتُ لَهُ عِرْقَ النَّسَا فَحَدَّثَنِي بِحَدِيثَيْنِ قَالَ: §أَتَانِي أَهْلُ - بَيْتَيْنِ - مِنْ قَوْمِي أَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي ظُفَرٍ، وَأَهْلُ بَيْتٍ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ [فَقَالُوا] : كَلِّمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا، أَوْ نَحْوَ هَذَا، فَكَلَّمْتُهُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ أَقْسِمُ لِأَهْلِ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهُمْ بِشَطْرٍ فَإِنْ عاد الله عز وجل عُدْنَا عَلَيْهِمْ " قَالَ: قُلْتُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنْتُمْ فَجَزَاكُمُ اللَّهَ خَيْرًا فَإِنَّكُمْ مَا عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ " قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً ". -[662]- فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ عُمَرَ قَسَمَ حُلَلًا بَيْنَ النَّاسِ فَبَعَثَ إِلَيَّ مِنْهَا بِحُلَّةٍ فَاسْتَصْغَرْتُهَا فَأَعْطَيْتُهَا ابْنِي، فبينا أَنَا أُصَلِّي إِذْ مَرَّ بِي شَابٌّ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ حُلَّةٌ مِنْ تِلْكَ الْحُلَلِ يَجُرُّهَا، فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْطَلَقَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ فَجَاءَ وَأَنَا أُصَلِّي فَقَالَ: صَلِّ يَا أُسَيْدُ. فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلَاتِي قَالَ: تِلْكَ حُلَّةٌ بَعَثْتُ بِهَا إِلَى فُلَانٍ وَهُوَ بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ عَقَبِيٌ، فَأَتَاهُ هَذَا الْفَتَى فَابْتَاعَهَا مِنْهُ فَلَبِسَهَا فَظَنَنْتَ أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ فِي زَمَانِي؟ قَالَ: قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ظَنَنْتُ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ فِي زَمَانِكَ.

باب فضل قبائل من العرب

<§tit/2> ( [من كتاب المناقب] ) (114 - بَابُ فَضْلِ قَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ)

4144 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §قُرَيْشٌ، وَالْأَنْصَارُ، -[20]- وَجُهَيْنَةُ، وَمُزَيْنَةُ، وَأَسْلَمُ، وَغِفَارٌ، وَأَشْجَعُ، وَسُلَيْمٌ أَوْلِيَاءُ لِي، ليس لهم ولي دُونَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. قَالَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى: فلقيت إِسْحَاقَ بْنَ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي، عَنْ أَبِيكَ، فَذَكَرَهُ. فَقَالَ: إِنَّمَا هُمْ سَبْعَةٌ، لَا أَدْرِي الَّذِي نَقَصَ مِنْهُمْ. -[21]- قَالَ عَمْرٌو: وَقَدْ ذَكَرَ أَبِي عَنْ غَيْرِهِ أَنَّ الَّذِيَ نَقَصَ مِنْهُمْ سُلَيْمٌ. قلت: الحديث في الصحيح بغير هذا السياق من طريق سعد بن إبراهيم، لكن قال عن الأعرج، عن أبي هريرة، وهو الأصح.

بنو عامر وبنو تميم

(115 - بنو عَامِرٍ وبنو تَمِيمٍ)

4145 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: §مِمَّنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: مِنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكُمْ، أَنْتُمْ مِنِّي. [2] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، حدثنا حَجَّاجٌ نَحْوَهُ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، حدثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، بِهِ.

4146 - قال الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو النَّضْرِ، حدثنا سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَشُغِلَ عَنْهُمْ يَوْمَئِذٍ أَوْ شُغِلُوا عَنْهُ، إِلَّا أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ عَنْ ثَلَاثِ قَبَائِلَ، سَأَلُوهُ عَنْ بَنِي عَامِرٍ، فَقَالَ: جَمَلٌ أَزْهَرُ، يَأْكُلُ / مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ. وَسَأَلُوهُ عَنْ غَطَفَانَ، فقال: زهرة تنبع ماء. وَسَأَلُوهُ عَنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: هضبة حمراء لا يَضُرُّهُمْ مَنْ عَادَاهُمْ وَقَالَ النَّاسُ فِيهِمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَى الله لِبَنِي تَمِيمٍ إِلَّا خَيْرًا، هُمْ ضِخَامُ الْهَامِّ، رُجُحُ الْأَحْلَامِ، ثَبْتُ الْأَقْدَامِ، أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالًا لِلدَّجَّالِ، وَأَنْصَارُ الْحَقِّ فِي آخِرِ الزَّمَانِ.

بنو حمير والسكون

(116 - بنو حِمْيَرٍ وَالسَّكُون)

4147 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، حدثنا الْإِفْرِيقِيُّ، حدثنا أَبُو الْغَازِي الْعَنْسِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: [إِنَّ] §مِنْ خِيَارِ النَّاسِ الْأَمْلُوكِ: أملوك حمير، وشعبان وَالسَّكُونُ، والأشعريين.

بنو ناجية

(117 - بنو نَاجِيَةَ)

4148 -[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حدثني رجل، عن سَعْدٌ، قَالَ: إِنَّ بَنِي نَاجِيَةَ ذُكِرُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §هُمْ حَيٌّ مِنِّي، قَالَ: وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَنَا مِنْهُمْ. فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ غيرها، يَعْنِي سَامَةَ بْنَ لُؤَيٍّ، فَقَالَ رَجُلٌ: علقت ما بسامة الْعَلَاقَةَ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ قَالَ ذَلِكَ، فَأَجَابَهُ رَسُولُ اللَّهِ -[38]- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 4148 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُوسَى، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ بَنِي نَاجِيَةَ، فَقَالَ: هُمْ مِنَّا. قَالَ سَعْدٌ: يَرْوُونَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: هُمْ حَيٌّ مني. [قال شعبة] : وَأَحْسَبُهُ قَالَ: وَأَنَا مِنْهُمْ.

(118 - نَاجِيَة)

ناجية،

4148 -[3] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، حدثنا شُعْبَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: أَسَمِعْتَ مَا يُذْكَرُ فِي بَنِي نَاجِيَةَ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم §حَيٌّ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ، أَعَنْ ثِقَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. يُرْوَى ذَلِكَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ: وَقَدْ أَتَوْا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَأَهْدَوْا لَهُ رِحَالًا علافية. [4] قَالَ شُعْبَةُ: فَحَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: كُنَّا نَأْتِي مُدْرِكَ بْنَ الْمُهَلَّبِ فِي عَسْكَرِهِ، فَذُكِرَتْ بَنُو نَاجِيَةَ، وَثَمَّ رَجُلٌ جَدُّهُ سَعِيدٌ، فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هُمْ حَيٌّ مِنِّي، وَأَنَا مِنْهُمْ.

الأنصار رضي الله عنهم

(119 - الْأَنْصَار رَضِيَ الله عَنْهم)

4149 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حدثنا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه يُحَدِّثُ عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الْأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الْأَنْصَارِ خَيْرٌ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وغيرهما مِنْ حَدِيثِ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَذْكُرْ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه. وَهُوَ فِي الْإِسْنَادِ الَّذِي سُقْنَاهُ ثَابِتٌ، وَالزِّيَادَةُ مِنْ مِثْلِ النَّضْرِ مَعَ حِفْظِهِ وَإِتْقَانِهِ مَقْبُولَةٌ.

(120 - أَسْلَم) 4150 -

أسلم

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ - هُوَ ابْنُ مُكْرَمٍ -، حَدَّثَنَا يُونُسُ - هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ -، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ. فَجَاءَتْهُ أُمُّ سُنْبُلَةَ الْأَعْرَابِيَّةُ بِقَعْبِ لَبَنٍ، أَهْدَتْهُ لَهُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْرِغِي مِنْهُ فِي هَذَا الْقَعْبِ، فَأَفْرَغَتْهُ، فَتَنَاوَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشرب، فقلت له: أَنْتَ قُلْتَ لَا أَقْبَلُ هَدِيَّةً مِنْ أَعْرَابِيٍّ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَعْرَابَ َ أَسْلَمَ لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ، وَلَكِنَّهُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهِمْ، إِنْ دَعَوْنَا أَجَبْنَاهُمْ وَإِنْ دَعَوْنَاهُمْ أجابوا.

عبد القيس

(121 - عَبْد الْقَيْسِ)

4151 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا شَبَّابٌ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ كَهْمَسٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ، عَنْ مُحَمَّدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §خَيْرُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ عَبْدُ الْقَيْسِ.

أحمس

(122 - أَحْمَس)

4152 - قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: قَدِمَ وَفْدُ بَجِيلَةَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §ابْدَءُوا بالأحمسين، وَدَعَا لَنَا.

ربيعة ومضر

(123 - رَبِيعَة وَمُضَر)

4153 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، فَالْحَقُّ فِي مُضَرَ، وَإِذَا عَزَّتْ رَبِيعَةُ، فَذَلِكَ ذُلُّ الْإِسْلَامِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهِ.

(124 - بَكْر بْن وَائِلٍ) 4154 -

بكر بن وائل

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حدثنا مُعْتَمِرٌ، حدثنا مَسْلَمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: إِنَّ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ كَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ خُرَاسَانَ: أَنَّ الْمُشْرِكِينَ - يَعْنِي - قَدْ تَكَاثَرُوا عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَنِ اجْعَلْ ْ بَكْرَ بْنَ وَائِلٍ يَلُونَهُمْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ §الْعَدُوَّ لَا يَظْهَرُ عَلَى بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ.

باب ذم العباد، وهم طائفة من نصارى العرب

(125 - بَابُ ذَمِّ الْعُبَّادِ، وَهُمْ طَائِفَةٌ مِنْ نَصَارَى الْعَرَبِ)

4155 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا أَبُو إسحاق - يعني الفزاري -، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُوسَى بن [أبي عا] ئشة، عَنْ سليمان رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ الْإِسْلَامِ الْعُبَّادُ مِنَ الرُّومِ.

باب ذم البربر

(126 - بَابُ ذَمِّ الْبَرْبَرِ)

4156 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حدثنا حَيْوَةُ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حدثنا أبو هاني، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ الْقُرَشِيَّ، أَخْبَرَهُ [عَمَّنْ أَخْبَرَهُ] ، عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §الْخَبَثُ أَحَدٌ وَسِتُّونَ جُزْءًا، فَجُزْءٌ فِي الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَسِتُّونَ فِي الْبَرْبَرِ.

باب فضل الصحابة والتابعين على الإجمال

(127 - بَابُ فَضْلِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى الْإِجْمَالِ)

4157 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ: §لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمُقَامُ أَحَدِهِمْ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمُرَهُ.

4158 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سلام الطَّوِيلِ، عَنْ زَيْدٍ / العمي، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَثَلُ أَصْحَابِي فِي أُمَّتِي مَثَلُ النُّجُومِ يَهْتَدُونَ بِهَا إِذَا غَابَتْ تَحَيَّرُوا. إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ.

4159 - وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حدثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ حَمْزَةَ الْجَزَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §مَثَلُ أَصْحَابِي مَثَلُ النُّجُومِ يُهْتَدَى بِهِمْ، فأيهم أَخَذْتُمْ بِقَوْلِهِ اهْتَدَيْتُمْ. حَمْزَةُ ضَعِيفٌ جِدًّا.

4160 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَوْ أَنَّ لِرَجُلٍ أُحُدًا ذَهَبًا، فَأَنْفَقَهُ فِي سبيل الله تعالى وفي الْأَرَامِلِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْيَتَامَى لَيُدْرِكَ فَضْلَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ مَا أَدْرَكَهُ أَبَدًا.

4161 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابن إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ جَعْدَةَ بن هبيرة رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الْآخَرُونَ أَرْدَى. 4161 -[2] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهَذَا. 4161 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حدثنا ابْنُ إِدْرِيسَ فَذَكَرَهُ.

4162 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ العلاء بن زيد، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ مَا دَامَ فِيكُمْ مَنْ رَآنِي وَصَاحَبَنِي، وَاللَّهِ لَا تَزَالُونَ بِخَيْرٍ [مَا دَامَ فِيكُمْ] مَنْ رَأَى مَنْ رَآنِي [وَصَاحَبَ مَنْ] صَاحَبَنِي.

4163 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أبو معاوية، حَدَّثَنَا رَجُلٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: §لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَرَ بِالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ سِيُحْدِثُونَ وَيَفْعَلُونَ.

4164 - حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §يَكُونُ لِأَصْحَابِي مِنْ بَعْدِي زَلَّةٌ، يغفرها الله تعالى لِسَابِقَتِهِمْ مَعِي، يَعْمَلُ بِهَا قَوْمٌ مِنْ بَعْدِي يكبهم الله تعالى فِي النَّارِ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ.

4165 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَطْلُبُونَهُ فَلَا يَجِدُونَهُ. ثُمَّ يَخْرُجُ الْجَيْشُ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ من رأى أحدا مَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَطْلُبُونَهُ فَلَا يَجِدُونَهُ، فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي وَرَاءَ الْبَحْرِ لَأَتَوْهُ ".

4165 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، نَحْوَهُ، وَلَفْظُهُ: §لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَخْرُجُ الْجَيْشُ مِنْ جُيُوشِهِمْ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَسْتَنْصِرُونَ [بِهِ] فَتُنْصَرُوا؟ فَيُقَالُ: لَا. فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَهُ؟ وَيُقَالُ: مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ أَصْحَابَهُ؟ فَلَوْ سَمِعُوا بِهِ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ لَأَتَوْهُ.

4165 -[3] حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَاضِرٌ، عن الأعمش [فذكره] ، بِلَفْظِ: §يُبْعَثُ بَعْثٌ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ صَحِبَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيُقَالُ: نعم، فيلتمس، فيوجد الرَّجُلُ، فَيُسْتَفْتَحُ بِالرَّجُلِ. ثُمَّ يُبْعَثُ بَعْثٌ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيُلْتَمَسُ، فَلَا يُوجَدُ حَتَّى لَوْ كَانَ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَأَتَيْتُمُوهُ، ثُمَّ يَبْقَى قَوْمٌ يقرؤون الْقُرْآنَ لَا يَدْرُونَ مَا هُوَ -[80]-. 4165 -[4] وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرْزَةَ، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ [بِهِ] . وَهَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ، لَكِنْ قَصُرَ بِهِ أَبُو سُفْيَانَ. فَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو [بْنِ دِينَارٍ] ، وَمُسْلِمٌ، مِنْ طَرِيقِ أَبِي الزُّبَيْرِ [كِلَاهُمَا] عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ وَهُوَ الصَّوَابُ.

4165 -[5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حدثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَوْ يَسْمَعُونَ بِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِي مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لَأَتَوْهُ. هَكَذَا قَصُرَ ابْنُ لَهِيعَةَ فِي إِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ مَعًا.

4167 - قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْأَزْرَقُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا حَسَّانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ §النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَأَصْحَابِي يَقِلُّونَ، فَلَا تَسَبُّوهُمْ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّهُمْ.

4168 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حدثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْتَغَى الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِي كَمَا تُبْتَغَى الضَّالَّةُ، فَلَا يُوجَدُ.

4169 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حدثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حدثنا أَبُو هَانِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِي الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ الْغِفَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه بِالْمَدِينَةِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم: §كَيْفَ بِكُمْ إِذَا شَبِعْتُمْ مِنَ الْخُبْزِ وَالزَّيْتِ؟ فَضَجُّوا وَكَبَّرُوا سَاعَةً، ثُمَّ قَالُوا: مَتَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا فُتِحَتِ الْأَمْصَارُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا اخْتَلَفَتْ عَلَيْكُمْ الألوان، وَغَدَوْتُمْ بِثِيَابٍ وَجِئْتُمْ بِأُخْرَى؟ قَالُوا: مَتَى ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا فُتِحَتِ الْأَمْصَارُ، وَفُتِحَتْ فَارِسُ وَالرُّومُ. وقالوا: فَهُمْ خَيْرٌ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُدْرِكُونَ الْفُتُوحَ، قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَأَبْنَاؤُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، وَأَبْنَاءُ أَبْنَائِكُمْ خَيْرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ، لَمْ يَأْخُذُوا بِشُكْرٍ.

4170 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ /، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَثَلُ أَصْحَابِي مَثَلُ الْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ، لا يَصْلُحُ الطَّعَامُ إِلَّا بِالْمِلْحِ -[91]-. 4170 -[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا طَلِيقُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، بِهِ. وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ، وَلَيْسَ بِالْحَافِظِ.

4171 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §يَا لَيْتَنِي لَقِيتُ إِخْوَانِي، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ وَأَصْحَابَكَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ قَوْمًا يَجِيئُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ، يُؤْمِنُونَ بِي إِيمَانَكُمْ، وَيُصَدِّقُونِي تَصْدِيقَكُمْ، وينصروني نصركم، فيا ليتني لَقِيتُ إِخْوَانِي. (196) وَحَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه تَقَدَّمَ فِي الْإِيمَانِ.

باب الزجر عن ذكر الصحابة رضي الله عنهم بسوء

(128 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ ذكر الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم بِسُوءٍ)

4172 - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو الرَّقِّيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي نَفَرٍ، فَذَكَرُوا عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَشَتَمُوهُ، فَقَالَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه: §مَهْلًا عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّا أَصَبْنَا ذَنْبًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزل الله عز وجل: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ رَحْمَةٌ من الله تعالى سَبَقَتْ لَنَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنْ كَانَ والله يبغضك ويسميك الْأُخَيْنَسُ، فَضَحِكَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى اسْتَعْلَاهُ الضَّحِكُ، ثُمَّ قَالَ: أَوَ لَيْسَ الرَّجُلُ قَدْ يَجِدُ عَلَى أَخِيهِ فِي الْأَمْرِ، يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، ثُمَّ لَا يَبْلُغُ ذَلِكَ أَمَانَتَهُ، وَذَكَرَ كَلِمَةً أُخْرَى. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَقَدِ اشْتَمَلَ عَلَى فَوَائِدَ جَلِيلَةٍ.

4173 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا شبابة، حدثنا فضيل بْنُ مَرْزُوقٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: صَحِبْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §دَعُوا أَصْهَارِي وَأَصْحَابِي، فَإِنَّهُ مَنْ حَفِظَنِي فِيهِمْ كَانَ مَعَهُ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَمَنْ لَمْ يَحْفَظْنِي فِيهِمْ، تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ، وَمَنْ تَخَلَّى اللَّهُ مِنْهُ يُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ.

باب حق الصحابي رضي الله عنه في بيت المال زيادة على حق المسلم

(129 - بَابُ حَقُّ الصَّحَابِيِّ رَضِيَ الله عَنْه فِي بَيْتِ الْمَالِ زِيَادَةٌ عَلَى حَقِّ الْمُسْلِمِ) (197) حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما فِي كِتَابِ الْخُلَفَاءِ فِي بَابِ الْإِمَامَةِ فِي قُرَيْشٍ.

[باب] فضل القرون الأول

(130 -[بَابُ] فَضْلِ الْقُرُونِ الْأُوَلِ)

4174 -[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: أتيت المدينة في زَمَنَ الْأَقِطِ وَالسَّمْنِ، وَالْأَعْرَابُ يَأْتُونَ بِالزِّقَاقِ يَسْتَقُونَ بِهَا، فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طَامِحِ الْبَصَرِ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، وَقَالَ لِي: مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَقُلْتُ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ بَنِي هِلَالٍ، وَاسْمِي كَهْمَسٌ، ثُمَّ قَالَ لِي: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا شَهِدْتُهُ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَهُ، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: ثُمَّ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الذي أنا منه، ثُمَّ الثَّانِي، ثُمَّ الثَّالِثُ، ثُمَّ يَنْشَأُ قَوْمٌ تَسْبِقُ أَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ، -[100]- يَشْهَدُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْتَشْهَدُوا، لَهُمْ لَغَطٌ فِي أَسْوَاقِهِمْ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: قَالَ كَهْمَسٌ: أَتَخَافُ أَنْ يَكُونَ هَؤُلَاءِ مِنْ أُولَئِكِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَدْ سَبَقَ طَرَفٌ مِنْهُ فِي الصَّوْمِ، وَطَرَفٌ فِي النِّكَاحِ. وإسناده قوي. [2] وروى ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، بِهِ. [3] وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ، وَسَمَوْيَهِ فِي فَوَائِدِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حماد بن زيد، مِثْلَهُ. [4] وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْكُنَى مِنْ طَرِيقِ مُوسَى، بِهِ.

4175 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حدثنا بَقِيَّةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ الْحِمْصِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §سَدِّدُوا وَأَبْشِرُوا، فإن الله تعالى لَيْسَ إِلَى عَذَابِكُمْ بِسَرِيعٍ، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ لَا حُجَّةَ لَهُمْ.

4176 - وَبِهِ: §طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي، طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ.

4177 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْتُمْ نَظَرْتُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْيُنِكُمْ؟ قَالَ: [نَعَمْ] ، قَالَ: وَكَلَّمْتُمُوهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَبَايَعْتُمُوهُ بِأَيْمَانِكُمْ هَذِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ طُوبَى لَكُمْ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: أَفَلَا أُخْبِرُكَ عَنْ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §طُوبَى لِمَنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي، وَطُوبَى لِمَنْ آمَنَ بِي وَلَمْ يَرَنِي ثَلَاثًا. [2] وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، حدثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، بِهِ.

4178 -[1] وقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا الْخَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ جُهَيْنَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَجُلَيْنِ أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ: §مَذْحِجِيَّانِ أَوْ كِنْدِيَّانِ. ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ كِنْدِيَّانِ، فَأَتَيَاهُ فَإِذَا هُمَا كِنْدِيَّانِ، قَالَ أَحَدُهُمَا: أَرَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنِ اتَّبَعَ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ وَصَدَّقَكَ وَلَمْ يَرَكَ، قَالَ: طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى لَهُ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ طَلَعَ رَاكِبَانِ، فَلَمَّا رَآهُمَا، قَالَ: كِنْدِيَّانِ مَذْحِجِيَّانِ، حَتَّى أَتَيَا، فَإِذَا رَجُلَانِ مِنْ مَذْحِجٍ، قَالَ: فَدَنَا أَحَدُهُمَا إِلَيْهِ لِيُبَايِعَهُ، فَلَمَّا أَخَذَ بِيَدِهِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ مَنْ آمن بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ فَمَاذَا لَهُ؟ قَالَ: طُوبَى لَهُ. فَمَسَحَ عَلَى يَدِهِ فانصرف، ثُمَّ أَقْبَلَ الْآخَرُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ لِيُبَايِعَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ مَنْ آمَنَ بِكَ وَصَدَّقَكَ وَاتَّبَعَكَ وَلَمْ يَرَكَ، قَالَ: طُوبَى لَهُ ثُمَّ مَسَحَ عَلَى يَدِهِ / وَانْصَرَفَ.

باب فضل هذه الأمة

(131 -باب فَضْل هَذِهِ الْأُمَّةِ)

4179 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حدثنا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْيَهُودِ حَقٌّ، فَأَتَاهُ يَطْلُبُهُ، فَلَقِيَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَشَرِ لَا أُفَارِقُكَ وَأَنَا أَطْلُبُكَ بِشَيْءٍ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: وَاللَّهِ ما اصطفى [إليه] مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، فَلَطَمَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَبُو الْقَاسِمِ، فَقَالَ: إِنَّ عُمَرَ قَالَ: لَا وَالَّذِي اصْطَفَى مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا اصْطَفَى اللَّهُ مُحَمَّدًا عَلَى الْبَشَرِ، فَلَطَمَنِي. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا أَنْتَ يَا عُمَرُ! فَأَرْضِهِ مِنْ لَطْمَتِهِ، §بَلْ يَا يَهُودِيُّ! آدَمُ صَفِيُّ اللَّهِ، وَإِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ، وَمُوسَى نَجِيُّ اللَّهِ، وَعِيسَى رُوحُ اللَّهِ، وَأَنَا حَبِيبُ اللَّهِ، بَلْ يَا يَهُودِيُّ! تسمى الله عز وجل بِاسْمَيْنِ سمى بِهِمَا أُمَّتِي: هُوَ السَّلَامُ، وَسَمَّى بِهَا أُمَّتِي الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ الْمُؤْمِنُ، وَسَمَّى بِهَا أُمَّتِي الْمُؤْمِنِينَ. بَلْ يَا يَهُودِيُّ! طلبتم يوما [ذخر لَنَا] ، لَنَا اليوم ولكم غدا، وَبَعْدَ -[112]- غَدٍ لِلنَّصَارَى. بَلْ يَا يَهُودِيُّ! أَنْتُمُ الْأَوَّلُونَ وَنَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَلْ وَالْجَنَّةُ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ حَتَّى أَدْخُلَهَا، وَهِيَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى الْأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتِي.

4180 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ، حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §سألت ربي عز وجل لِأُمَّتِي مِنْ دُونِ الْبَشَرِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ فَأَعْطَانِيهَا.

4181 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ المعبر، حدثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم قال: خَطَبَنَا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بِلَالًا، فَنَادَى بِالصَّلَاةِ جامعة قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَارْتَقَى الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §ادْنُوَا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. فَدَنَا النَّاسُ، [وَانْضَمَّ] بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ. [وَالْتَفَتُوا] فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، [ثم] قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْنُوَا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ " فَدَنَا [النَّاسُ] ، وَانْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَالْتَفَتُوا فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ فِي الثَّالِثَةِ، فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: لِمَنْ نُوَسِّعُ، لِلْمَلَائِكَةِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا إِنَّهُمْ إذا كانوا معك لَمْ يَكُونُوا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ ولا خلفكم، ولكن عَنْ يَمِينِكُمْ وعن شِمَالِكُمْ، فَقَالَ: ولم يَكُونُوا بَيْنَ أَيْدِينَا ولا خلفنا، أهم أَفْضَلُ مِنَّا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَلْ أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، اجْلِسْ ". فَجَلَسَ.

4182 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا الْمُقْرِئُ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ أَنْفَعُ أَوْ آخِرُهُ.

4183 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا شَيْبَانُ هُوَ ابْنُ فَرُّوخَ، حدثنا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ، حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ يَزِيدَ العتيكة، قَالَتْ: سمعت عائشة رَضِيَ الله عَنْها تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §الْأُمَمَ السَّالِفَةَ، الْمِائَةُ أُمَّةٍ، إِذَا شَهِدُوا لِعَبْدٍ بِخَيْرٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَإِنَّ أُمَّتِي، الخمسون مِنْهُمْ أُمَّةٌ، فَإِذَا شَهِدُوا لِعَبْدٍ بِخَيْرٍ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ".

4184 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ الْحَلَبِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الرِّجَالِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: قَالَ لِي ثَابِتٌ الْأَعْرَجُ، أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا إِذَا قَالَتْ صَدَقَتْ، وَإِذَا حَكَمَتْ عَدَلَتْ، وَإِذَا اسْتُرْحِمَتْ رَحِمَتْ.

4185 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، حدثنا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ.

4186 - حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، حدثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ §هَذِهِ الْأُمَّةَ مَرْحُومَةُ، لَا عَذَابَ عَلَيْهَا، إَلَّا مَا عَذَّبَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، قُلْتُ: وَكَيْفَ تُعَذِّبُ أَنْفُسَهَا؟ قَالَ: أَمَا كَانَ يوم النهر عذاب، أَمَا كَانَ يوم الجمل عذاب، أَمَا كَانَ يوم صفين عذاب.

باب فضل أهل اليمن

(132 - بَابُ فَضْلِ أَهْلِ الْيَمَنِ)

4187 - قَالَ عَبْدُ: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حدثني أَبِي، حَدَّثَنِي عَبْدُ الله بن عيسى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، أَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِذَا هُوَ بِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ لِي: مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ لِي: ادْنُ مِنِّي أُحَدِّثْكَ بِحَدِيثٍ تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ، قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ عَمْرٌو رَضِيَ الله عَنْه: بَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسًا، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَعَدَ إِلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: " §أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أدخل الجنة، و [هم] يَدْخُلُونَ مَعِي؟ "، ثُمَّ قام فَذَهَبَ، [فما لَبِثَ أَنْ رَجَعَ فَقَعَدَ. ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَيَدْخُلُونَ مَعِي؟ ". ثُمَّ قَامَ فَذَهَبَ] ، فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ: لَوْ أَنَّا سَأَلْنَاهُ، أوغيرنا هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَمَا كَانَ إِلَّا قَلِيلًا أَنْ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ أَنَا مِنْهُمْ وَهُمْ مِنِّي، أَدْخُلُ -[129]- الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ [الْجَنَّةَ] مَعِي؟ "، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ [اللَّهِ] أَوْغَيْرُنَا هُمْ؟ قَالَ: " نَعَمْ هُمْ أَهْلُ الْيَمنِ، الْمَطْرُحُونَ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ، الْمَدْفُوعُونَ عَنْ أَبْوَابِ السُّلْطَانِ، يَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لَمْ يَقْضِهَا ".

4188 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، حدثنا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَدِينَةِ، قَالَ: §اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، قَدْ جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَجَاءَ أهل اليمن، قيل: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ؟ قَالَ: قَوْمٌ رَقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ، لَيِّنَةٌ طَاعَتُهُمْ / الْإِيمَانُ يَمَانٌ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا حُسَيْنٌ، فَذَكَرَهُ. وَقَالَ: لَمْ يُسْنِدِ الزُّهْرِيُّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ غَيْرَ هَذَا. قُلْتُ: حُسَيْنٌ ضَعِيفٌ.

باب فضل العجم وفارس

(133 - بَابُ فَضْلِ الْعَجَمِ وَفَارِسَ)

4189 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرٍ مِنَ الْآجُرِّ، وَخَلْفِي صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ، فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ بِشَيْءٍ خَفِيٍّ عَلَيْنَا، فَعَرَفْنَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ فَسَكَتَ، فَجَاءَ الأشعت بْنُ قَيْسٍ، فَجَعَلَ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْحَمْرَاءُ عَلَى وَجْهِكَ، فَضَرَبَ صَعْصَعَةُ بَيْنَ كَتِفَيَّ بِيَدِهِ، فَقَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، لَيُبْدِيَنَّ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ الْعَرَبِ أَمْرًا كَانَ يَكْتُمْهُ، قَالَ: فَغَضِبَ غَضَبًا، وَقَالَ: مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ هَؤُلَاءِ الضَّيَاطِرَةِ، يَتَمَرَّغُ أَحَدُهُمْ عَلَى حَشَايَاهُ، وَيُهْجِرُ أقوام تذكر الله عز وجل، فيأمرني أَنْ أَطْرُدَهُمْ وَأَكُونُ مِنَ الظَّالِمِينَ، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، لَقَدْ سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَاللَّهِ §لَيَضْرِبَنَّكُمْ عَلَى الدِّينِ عَوْدًا -[134]- كَمَا ضَرَبْتُمُوهُمْ عَلَيْهِ بَدْءًا. قَالَ إِسْحَاقُ: وَسَمَّاهُ غَيْرُ جَرِيرٍ: عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ. قُلْتُ: وَهُوَ كَمَا قَالَ -[136]-. 4189 -[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو النَّضْرِ، حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ رَضِيَ الله عَنْه [يَخْطُبُ] ، وَقَدْ أَحْدَقَتْ بِهِ الْمَوَالِي. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ [بِتَمَامِهِ] . [3] وأخرجه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبَّادٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. [4] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، بِهِ.

4190 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه رِوَايَةً، قَالَ: §لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مُعَلَّقًا بِالثُّرَيَّا، لناله نَاسٌ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ -[140]-. 4190 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ وَهَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَا: حدثنا سُفْيَانُ، بِهِ. وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ وَصَرَّحَ بِرَفْعِهِ وَقَالَ فِيهِ: " وَرُبَّمَا قَالَ مِنْ بَنِي الْحَمْرَاءِ بَنِي الْمَوَالِي ". صَحِيحٌ.

فضل البلدان

(41 - فضل الْبُلْدَانِ)

باب عسقلان

(1 - بَابُ عَسْقَلَانَ)

4191 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنِي أَخِي الْمِسْوَرِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسا بين ظهري أَصْحَابِهِ إِذْ قَالَ: " §صَلَّى اللَّهُ عَلَى تِلْكَ الْمَقْبَرَةِ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمْ يَسْأَلْهُ أَحَدٌ أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ، وَلَمْ يُسَمِّ لَهُمْ شَيْئًا. فَدَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ كَأَنَّهَا عَائِشَةُ، فَقَالَ لَهَا [[إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُخْبِرْنَا أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ؟]] (*) ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقَالَ: هِيَ مَقْبَرَةٌ بِعَسْقَلَانَ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

4192 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، [عَنْ عُمَرَ] رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ §يَذْكُرُ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ [يَوْمًا، فَصَلَّى عَلَيْهَا، فَأَكْثَرَ الصَّلَاةَ عَلَيْهَا، فَسُئِلَ عَنْهَا، فَقَالَ: أَهْلُ مَقْبَرَةِ] عَسْقَلَانَ، يُزَفُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ، كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا.

باب البصرة والكوفة

(2 - بَابُ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ)

4193 -[1] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنِي أُنَيْسُ بْنُ سَوَّارٍ، حدثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَإِذَا رَجُلٌ كث اللحية قعد لهم وأغلظ، فَتَفَرَّقُوا، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ! مَا أراك إلا قَدْ أَسَأْتَ، قَالَ: إِنَّ هَؤُلَاءِ مُدَاهِنُونَ، أَتَعْرِفُنِي؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ، فَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: §بلايا بِالْعِرَاقِ [وَذَلِكَ] بِالْكُوفَةِ، فَأَمَّا أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَأَقْوَمُ الْأَمْصَارِ قِبْلَةً، وَأَكْثَرُهُ مُؤَذِّنًا، يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ.

4193 -[2] حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ، حدثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الرَّبَعِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْأَحْنَفِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ذَكَرَ أَهْلَ الْكُوفَةِ، فَذَكَرَ أَنَّهُ ستنزل بِهِمْ بَلَايَا عظام. ثُمَّ ذَكَرَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ، فَذَكَرَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ أَهْلِ الْأَمْصَارِ قِبْلَةً، وَأَكْثَرُهُمْ مُؤَذِّنًا، يُدْفَعُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ.

4194 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا سَلَّامٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه: §مَا رَأَيْتُ أَخْصَاصًا إِلَّا أَخْصَاصًا كَانَتْ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَدْفَعُ عَنْ هَذِهِ - يَعْنِي بالكوفة -. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: الْأَخْصَاصُ بُيُوتٌ عِنْدَنَا مِنْ قَصَبٍ.

باب أهل مصر

(3 - بَابُ أَهْلِ مِصْرَ)

4195 -[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حدثنا حَيْوَةُ، أخبرني أبو هاني حميد بن هاني الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ وَعَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ وَغَيْرَهُمَا يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّكُمْ §سَتَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ جَعْدَةٌ رؤوسهم، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ، وَبَلَاغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بإذن الله تعالى - يَعْنِي قِبْطَ مِصْرَ -. [2] رَوَاهُ ابْنُ حَبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى. وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَابِعِيٌّ بِلَا رَيْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ لَيْسَ هُوَ الْمَخْزُومِيُّ، بَلْ هُوَ آخَرٌ مُخْتَلِفٌ فِي صُحْبَتِهِ /.

باب فضل من نزل حمص من الصحابة رضي الله عنهم

(4 - بَابُ فَضْلِ مَنْ نَزَلَ حِمْصَ من الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم)

4196 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حدثنا أَبُو حَيْوَةَ، عَنْ أَرْطَاةَ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ، قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عمر رَضِيَ الله عَنْهما فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنَ الْعِلْمِ، فَقَالَ: §مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الشَّامِ. قَالَ: مِنْ أَيِّ أَهْلِ الشَّامِ؟ قُلْتُ: مِنْ حِمْصَ، قَالَ: مِنْ حِمْصَ جِئْتَ تَطْلُبُ الْعِلْمَ هَاهُنَا! قُلْتُ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَطْلُبَ الْعِلْمَ مِنْ مِثْلِكَ، وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ ! قَالَ: فَأُخْبِرُكَ أَنَّ الْقَاصِيَةَ الْأُولَى سَارُوا تِلْوَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلُوا الشَّامَ، ثُمَّ جُنْدُكَ خَاصَّةً، فَانْظُرْ مَا كَانُوا عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ السُّنَّةُ.

باب فضل الشام

(5 - بَابُ فَضْلِ الشَّامِ) (198) حَدِيثُ النَّوَّاسِ رَضِيَ الله عَنْه عَقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِالشَّامِ. يَأْتِي - إِنْ شاء الله تعالى - فِي الْفِتَنِ.

4197 - وقال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ أَبُو طَالِبٍ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حوله، وعلى أبواب دمشق وَمَا حوله، وعلى أبواب بيت المقدس وما حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ -[160]-. 4198 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ - هُوَ الْفَزَارِيُّ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُمْ ستجندون أَجْنَادًا ... الْحَدِيثُ فِي فَضْلِ الشَّامِ.

4199 - قَالَ سَعِيدُ: وحدثنا ابْنُ حَلْبَسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي §رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي [فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ] عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا وإن الإيمان حين تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ ".

4200 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ خَوْلِيٌّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُمْ §ستجندون أَجْنَادًا، جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ. فَقَالَ لَهُ خَوْلِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! خِرْ لِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ، وليسق بِغُدُرِهِ، فإن الله تعالى قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ.

4201 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مسلم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، يَقُولُ: §وَجٌّ وَادٍ مُقَدَّسٌ. قُلْتُ: هُوَ بِفَتْحِ الْوَاوِ، وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ وَهُوَ بِالطَّائِفِ.

فضل الطائف

(6 - فَضْلُ الطَّائِفِ)

4202 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن إِنْسَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ [عَبْدِ الرَّحْمَنِ] بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ §وَجًّا مُقَدَّسٌ، مُنْذُ عَرَجَ الرَّبُّ إِلَى السَّمَاءِ يَوْمِ قَضَى الْخَلْقَ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: وَجٌّ بِالطَّائِفِ.

فضل نعمان

(7 - فَضْلُ نُعْمَانَ)

4203 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §نِعْمَ الْمُرْضِعُونَ أَهْلُ نُعْمَانَ.

فضل مكة شرفها الله تعالى

(8 - فَضْل مَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى)

4204 - قَالَ مُسَدَّدٌ: [حدثنا] خَالِدٌ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، قَالَ: §لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا.

كتاب السيرة والمغازي

(42 - كِتَابُ السِّيرَةِ وَالْمَغَازِي)

باب مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1 - بَابُ مَوْلِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

4205 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن أسعد بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنِي مَنْ شِئْتَ [مِنْ] رِجَالِ قَوْمِي، عَنْ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنِّي §لَغُلَامٌ يَفْعَةٌ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ ثَمَانٍ، أَسْمَعُ مَا أَرَى وَأَعْقِلُ، إِذْ أَشْرَفَ يَهُودِيٌّ عَلَى أُطُمٍ يَصْرُخُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ! فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: طَلَعَ اللَّيْلَةَ نَجْمُ أَحْمَدَ الَّذِي وُلِدَ بِهِ. قَالَ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: ابْنُ كَمْ كَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ مَقْدَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ؟ فَقَالَ: ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً.

4206 -[1] أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَوْ عن من حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: §لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ يَلْتَمِسْنَ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ، قَالَتْ حَلِيمَةُ: فَخَرَجْتُ فِي أَوَائِلِ النِّسْوَةِ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ، وَمَعِي زَوْجِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى، أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، ثُمَّ أحد بني ناصرة، قَدْ أَدْمَتْ أَتَانُنَا، وَمَعِي بِالرَّكْبِ شَارِفٌ، وَاللَّهِ مَا تَبِضُّ بِقَطْرَةٍ مِنْ لَبَنٍ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ، قَدْ جَاعَ النَّاسُ حَتَّى خَلَصَ إِلَيْهِمُ الْجَهْدُ، وَمَعِي ابْنٌ لِي، وَاللَّهِ مَا يَنَامُ لَيْلَنَا وَمَا أَجِدُ فِي ثَدْيَيَّ شَيْئًا أُعَلِّلُهُ بِهِ، إِلَّا أَنَّا نرجو الغيث، وكانت لَنَا غَنَمٌ، فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَمَا بَقِيَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَرِهَتْهُ، فَقُلْنَا: إِنَّهُ يَتِيمٌ وَإِنَّمَا يُكْرِمُ الظِّئْرَ وَيُحْسِنُ إِلَيْهَا الْوَالِدُ، فَقُلْنَا: مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ بِنَا أُمُّهُ أَوْ عَمُّهُ أَوْ جَدُّهُ؟ فَكُلُّ صَوَاحِبِي أَخَذَ رَضِيعًا، ولم أجد شَيْئًا، فَلَمَّا لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُهُ، وَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: وَاللَّهِ لَآخُذَنَّ الْيَتِيمَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ، وَلَا أَرْجِعُ مِنْ بَيْنِ صَوَاحِبِي وَلَا آخُذُ شَيْئًا، فَقَالَ: قَدْ -[178]- أَصَبْتِ، قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَتَيْتُ بِهِ الرحل، فأمسيت أفتل ثَدْيَايَ بِاللَّبِنِ حَتَّى أَرْوَيْتُهُ، وَأَرْوَيْتُ أَخَاهُ، وَقَامَ أَبُوهُ إِلَى شَارِفِنَا تِلْكَ يَلْمَسُهَا، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ /، فَحَلَبَهَا، فَأَرْوَانِي وَرَوِيَ، فَقَالَ: يَا حَلِيمَةُ! تَعْلَمِينَ، والله لقد أصبت نَسَمَةً مُبَارَكَةً، وَلَقَدْ أعطى الله تعالى عليهما مَا لَمْ نَتَمَنَّ، قَالَتْ: فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ شِبَاعًا، وَكُنَّا لَا ننام ليلنا مَعَ صَبِيِّنَا، ثُمَّ اغْتَدَيْنَا رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِنَا أَنَا وَصَوَاحِبِي، فَرَكِبْتُ أَتَانِيَ الْقَمْرَاءَ فَحَمَلْتُهُ مَعِي، فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةٍ بِيَدِهِ، لَقَطَعْتُ بِالرَّكْبِ، حَتَّى إِنَّ النِّسْوَةَ لَيَقُلْنَ: أَمْسِكِي عَلَيْنَا، أَهَذِهِ أَتَانُكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالُوا: إِنَّهَا كَانَتْ أَدْمَتْ حِينَ أَقْبَلْنَا، فَمَا شَأْنُهَا؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَمَلْتُ عَلَيْهَا غُلَامًا مُبَارَكًا. قَالَتْ: فَخَرَجْنَا فَمَا زَالَ يزيدنا الله تعالى فِي كُلِّ يَوْمٍ خَيْرًا، حَتَّى قدمنا والبلاد سنة، فَلَقَدْ كَانَتْ رُعَاتُنَا يَسْرَحُونَ، ثُمَّ يُرِيحُونَ، فَتَرُوحُ أَغْنَامُ بَنِي سَعْدٍ جِيَاعًا، وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا بِطَانًا حُفَّلًا، فتحلب وَنَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: مَا شَأْنُ غَنَمِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَغَنَمِ حَلِيمَةَ، تَرُوحُ شِبَاعًا حُفَّلًا، وَتَرُوحُ غَنَمُكُمْ جِيَاعًا، ويلكم اسرحوا حيث تَسْرَحَ رعاؤكم، فَيَسْرَحُونَ مَعَهُمْ، فَمَا تَرُوحُ إِلَّا جِيَاعًا كَمَا كَانَتْ، وَتَرْجِعُ غَنَمِي كَمَا كَانَتْ. قَالَتْ: وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشِبُّ شَبَابًا مَا يَشِبُّهُ أَحَدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ، يِشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الْغُلَامِ فِي الشَّهْرِ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ السَّنَةِ، فَلَمَّا اسْتَكْمَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَتَيْنِ، أَقْدَمْنَاهُ مَكَّةَ، أَنَا -[179]- وَأَبُوهُ، فَقُلْنَا: وَاللَّهِ لَا نُفَارِقُهُ أَبَدًا وَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ، فَلَمَّا أَتَيْنَا أُمَّهُ، قُلْنَا لَهَا: أَيُّ ظِئْرٍ! وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا صَبِيًّا قَطُّ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، وَأَنَّا نَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ وَأَسْقَامَهَا، فَدَعِيهِ نَرْجِعُ بِهِ حَتَّى تبرئي من دائك، فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى أَذِنَتْ، فَرَجَعْنَا بِهِ، فَأَقَمْنَا أَشْهُرًا ثَلَاثَةً أَوْ أَرْبَعَةً، فبينا هُوَ يَلْعَبُ خَلْفَ الْبُيُوتِ هُوَ وَأَخُوهُ في غنم لهم، إِذْ أَتَى أَخُوهُ يَشْتَدُّ، وَأَنَا وَأَبُوهُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: إِنَّ أَخِي الْقُرَشِيَّ أَتَاهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ، فَأَخَذَاهُ فَأَضْجَعَاهُ، فَشَقَّا بَطْنَهُ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَشْتَدُّ، فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا، قَدِ انْتُقِعَ لَوْنُهُ، فَلَمَّا رَآنَا أَجْهَشَ إِلَيْنَا، وَبَكَى، قَالَتْ: فَالْتَزَمْتُهُ أَنَا وَأَبُوهُ فَضَمَمْنَاهُ إِلَيْنَا، فَقُلْنَا: مَا لَكَ بِأَبِي أَنْتَ [وَأُمِّي] ؟ فَقَالَ: أَتَانِي رَجُلَانِ فَأَضْجَعَانِي، فشقا بطني، فصنع بِهِ شَيْئًا، ثُمَّ رَدَّاهُ كَمَا هُوَ، فَقَالَ أَبُوهُ: وَاللَّهِ مَا أَرَى ابْنِي إِلَّا وَقَدْ أُصِيبَ، الْحَقِي بِأَهْلِهِ، فَرُدِّيهِ إِلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يَظْهَرَ بِهِ مَا يتخوف منه. قالت: فَاحْتَمَلْنَاهُ، فَقَدِمْنَا عَلَى أُمِّهِ، فَلَّمَا رَأْتَنَا أَنْكَرَتْ شَأْنَنَا، وَقَالَتْ: مَا رَجَعَكُمَا بِهِ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَكُمَاهُ، وَقَدْ كُنْتُمَا حَرِيصَيْنِ عَلَى حَبْسِهِ؟ فَقُلْنَا: لَا شَيْءَ إِلَّا أن الله تعالى قَدْ قَضَى الرَّضَاعَةَ، -[180]- وَسَرَّنَا مَا تَرَيْنَ، وَقُلْنَا نُؤَدِّيهِ كَمَا تُحِبُّونَ أَحَبُّ إِلَيْنَا، قَالَ: فقلت: إِنَّ لَكُمَا لَشَأَنًا، فَأَخْبِرَانِي مَا هُوَ؟ فَلَمْ تَدَعْنَا حَتَّى أَخْبَرْنَاهَا، فَقَالَتْ: كَلَّا والله لا يَصْنَعُ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ، إِنَّ لَابْنِي شَأْنًا، أَفَلَا أُخْبِرُكَمَا خَبَرَهُ، إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ فَوَاللَّهِ مَا حَمَلْتُ حَمْلًا قَطُّ، كَانَ أَخَفَّ عَلَيَّ مِنْهُ، وَلَا أَيْسَرَ مِنْهُ، ثُمَّ رَأَيْتُ حِينَ حَمَلْتُهُ أَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ مِنْهُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى - أَوْ قَالَتْ: قُصُورَ بُصْرَى - ثُمَّ وَضَعْتُهُ حِينَ وَضَعْتُهُ، فَوَاللَّهِ مَا وَقَعَ كَمَا يَقَعُ الصِّبْيَانُ، لَقَدْ وَقَعَ مُعْتَمِدًا بيديه عَلَى الْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَدَعَاهُ عَنْكُمَا، فَقَبَضَتْهُ وَانْطَلَقْنَا -[183]-. 4206 -[2] أخبرنا يَحْيَى بن آدم، أنبأنا ابن إِدْرِيسَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا جَهْمُ بن أبي الجهم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَوْ عن من حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّعْدِيَّةُ: قَدِمْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، نَلْتَمِسُ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ ... فَذَكَرَ، نَحْوَهُ -[184]-. 4206 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ وَنَسَخْتُهُ مِنْ حَدِيثِ مَسْرُوقٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ جَهْمِ ابن أبي الجهم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر رَضِيَ الله عَنْهما عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ.

4207 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ عمر بْنُ النُّعْمَانِ الشامي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى الْكُوفِيُّ، حدثنا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، مِنْ بَنِي عَامِرٍ، وَهُوَ سَيِّدُ قومه وكبيرهم ومدرههم، يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصًا، فَقَامَ بَيْنَ يدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَسَبَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جَدِّهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ! إِنِّي نُبِّئْتُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ، أَرْسَلَكَ بِمَا أَرْسَلَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى، وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، أَلَا إنك تَفَوَّهْتَ بِعَظِيمٍ، إِنَّمَا كَانَ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُلُوكُ فِي بَيْتَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؛ بَيْتِ نُبُوَّةٍ، وَبَيْتِ مُلْكٍ، وَلَا أَنْتَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَلَا مِنْ هَؤُلَاءِ، إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْعَرَبِ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالْأَوْثَانَ، فَمَا لَكَ وَالنُّبُوَّةَ؟ وَلِكُلِّ أمر حقيقة، فأتني بِحَقِيقَةِ قَوْلِكِ، وَبَدْءِ شَأْنِكَ. قَالَ: فَأَعْجَبَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسألته، ثم قال: إِنَّ §لِلْحَدِيثِ [الَّذِي] تَسْأَلُ عَنْهُ نَبَأً وَمَجْلِسًا، فَاجْلِسْ. فَثَنَى رِجْلَهُ وَبَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ! إِنَّ حَقِيقَةَ قُولِي وَبَدْءَ شَأْنِي دَعْوَةُ أبي إبراهيم، وبشر بي أَخِي عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، وإني كُنْتُ بِكْرًا لِأُمِّي، وَإِنَّهَا حَمَلَتْنِي كَأَثْقَلِ مَا تَحْمِلُ النِّسَاءُ، حَتَّى جَعَلَتْ تَشْتَكِي إِلَى صَوَاحِبِهَا -[186]- بِثِقَلِ مَا تَجِدُ، وَإِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِيَ فِي بَطْنِهَا نُورٌ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ بَصَرِي النُّورَ، فَجَعَلَ النُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي، حَتَّى أَضَاءَ لِي مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، ثُمَّ إِنَّهَا وَلَدَتْنِي، فَلَمَّا نَشَأْتُ بُغِّضَ إِلَيَّ الْأَوْثَانُ، وَبُغِّضَ إِلَيَّ / الشِّعْرُ، فَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَطْنِ وَادٍ مَعَ أَتْرَابٍ لِي مِنَ الصِّبْيَانِ، إِذَا أَنَا بِرَهْطٍ ثَلَاثٍ، مَعَهُمْ طَشْتٌ مِنْ ذَهَبٍ، مَلْآنُ نُورٍ وَثَلْجٍ، فَأَخَذُونِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي، وَانْطَلَقَ أَصْحَابِي هِرَابًا، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي، فَأَقْبَلُوا عَلَى الرَّهْطِ، وَقَالُوا: مَا لَكُمْ وَلِهَذَا الْغُلَامِ؟ أَنَّهُ غُلَامٌ لَيْسَ مِنَّا، وَهُوَ مِنْ بَنِي سَيِّدِ قُرَيْشٍ، وَهُوَ مُسْتَرْضَعٌ فِينَا مِنْ غُلَامٍ يَتِيمٍ، لَيْسَ لَهُ أَبٌ، فَمَاذَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ قَتْلُهُ؟ وَلَكِنْ إِنْ كنتم لا بد فَاعِلِينَ، فَاخْتَارُوا مِنَّا أينا شِئْتُمْ، فلنأتكم، فَاقْبَلُونَا مَكَانَهُ، وَدَعُوا هَذَا الْغُلَامَ، فَلَمْ يُجِيبُوهُمْ، فَلَمَّا رَأَى الصِّبْيَانُ أَنَّ الْقَوْمَ لَا يُجِيبُونَهُمْ، انْطَلَقُوا هِرَابًا مُسْرِعِينَ إِلَى الْحَيِّ، يُعَلِّمُونَهُمْ، وَيَسْتَصْرِخُونَهُمْ عَلَى الْقَوْمِ، فَعَمَدَ إِلَى أَحَدِهِمْ، فَأَضْجَعَنِي إِلَى الْأَرْضِ إِضْجَاعًا لَطِيفًا، ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي، وَأَنَا أَنْظُرُ، فَلَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ شَيْئًا، ثُمَّ أَخْرَجَ أَحْشَاءَ بَطْنِي، فَغَسَلَهُ بِذَلِكَ الثَّلْجِ، فَأَنْعَمَ غَسْلَهُ، ثُمَّ أَعَادَهَا فِي مَكَانِهَا، ثُمَّ قَامَ الثاني، وقال لِصَاحِبِهِ: تَنَحَّ. ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَوْفِي، فَأَخْرَجَ قَلْبِي، وَأَنَا أَنْظُرُ، فَصَدَعَهُ، [فَأَخْرَجَ مِنْهُ -[187]- مُضْغَةً سَوْدَاءَ رَمَى بِهَا، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ يَمْنَةً مِنْهُ، كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شيئا] ثم أتى بِالْخَاتَمِ فِي يَدِهِ مِنْ نُورٍ النُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَةِ، يَخْطَفُ أَبْصَارَ النَّاظِرِينَ دُونَهُ، فَخَتَمَ قَلْبِي، فامتلأ نورا، وختمه، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ، فَوَجَدْتُ بَرْدَ ذَلِكَ الْخَاتَمِ فِي قَلْبِي دَهْرًا، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ، فَنَحَّى صَاحِبَهُ، فَأَمَرَّ يَدَهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ وَمُنْتَهَى عَانَتِي، فَالْتَأَمَ ذَلِكَ الشِّقُّ بإذن الله تعالى، ثُمَّ أَخَذَ بيدي، فَأَنْهَضَنِي مِنْ مَكَانِي إِنْهَاضًا لَطِيفًا، ثُمَّ قَالَ الْأَوَّلُ الَّذِي شَقَّ بَطْنِي: زِنُوهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنُوهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنُوهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، قَالَ: دَعُوهُ، فَلَوْ وَزَنْتُمُوهُ بِأُمَّتِهِ جَمِيعًا لَرَجَحَ بِهِمْ، ثُمَّ قَامُوا إِلَيَّ، فَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنِي، ثُمَّ قَالُوا: يَا حَبِيبُ! لِمَ تُرَعْ، إِنَّكَ لَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ، لَقَرَّتْ عَيْنُكَ، قَالَ: فبينما نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ الْحَيُّ بِحَذَافِيرِهِمْ، فَإِذَا ظِئْرِي أَمَامَ الْحَيِّ، تَهْتِفُ بِأَعْلَى صَوْتِهَا، وَهِيَ تَقُولُ: يَا ضَعِيفَاهُ! قَالَ: فَأَكَبُّوا عَلَيَّ يقبلوني، وَيَقُولُونَ: يَا حَبَّذَا أنت مِنْ ضَعِيفٍ! ثُمَّ قَالَتْ: وَاوَحِيدَاهُ! قَالَ: فَأَكَبُّوا عَلَيَّ يقبلوني، وَيَقُولُونَ: يَا حَبَّذَا أنت مِنْ وَحِيدٍ! مَا أَنْتَ بِوَحِيدٍ، إِنَّ اللَّهَ مَعَكَ وَمَلَائِكَتَهُ والمؤمنون مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا يَتِيمَاهُ! اسْتُضْعِفْتَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ، فَقُتِلْتَ لِضَعْفِكَ، فَأَكَبُّوا عَلَيَّ وَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي، وَقَالُوا: يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ يَتِيمٍ، مَا أَكْرَمَكَ على الله عز وجل، لَوْ تَعْلَمُ مَاذَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ، قَالَ: فَوَصَلُوا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي، فَلَمَّا بَصُرَتْ -[188]- بِي ظِئْرِي، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ! أَلَا أَرَاكَ حَيًّا بَعْدُ. فَجَاءَتْ حَتَّى أَكَبَّتْ عَلَيَّ، فَضَمَّتْنِي إِلَى صَدْرِهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَفِي حِجْرِهَا، قَدْ ضَمَّتْنِي إِلَيْهَا، وَإِنَّ يَدِي لَفِي يَدِ بَعْضِهِمْ، فَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ يُبْصِرُونَهُمْ، [فَإِذَا هُمْ لَا يبصرون] فَجَاءَ بَعْضُ الْحَيِّ، فَقَالَ: هَذَا الْغُلَامُ أَصَابَهُ لَمَمٌ، أَوْ طَائِفٌ مِنَ الْجِنِّ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيُدَاوِيهِ [فَقُلْتُ لَهُ: يَا هَذَا! لَيْسَ بِي شَيْءٌ مِمَّا تَذْكُرُونَ، أَرَى نَفْسِي سَلِيمَةً، وَفُؤَادِي صَحِيحًا، وليس بي قَلْبَهُ] ، فَقَالَ أَبِي - وَهُوَ زَوْجُ ظِئْرِي -: أَلَا تَرَوْنَ ابْنِي كَلَامُهُ صَحِيحٌ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ بِابْنِي بَأْسٌ، فَاتَّفَقَ الْقَوْمُ عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بِي إِلَى الْكَاهِنِ، فَاحْتَمَلُونِي، حَتَّى ذَهَبُوا بِي إِلَيْهِ، فَقَصُّوا عَلَيْهِ قِصَّتِي، فَقَالَ: اسْكُتُوا، حَتَّى أَسْمَعَ مِنَ الْغُلَامِ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ. فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتِي ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ، وَنَادَى بِأَعْلَى صوته: يا آل العرب! اقْتُلُوا هَذَا الْغُلَامَ، وَاقْتُلُونِي مَعَهُ، فواللات وَالْعُزَّى لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيُبَدِّلَنَّ دِينَكُمْ، وَلَيُسَفِّهَنَّ أَحْلَامَكُمْ وَأَحْلَامَ آبَائِكُمْ، وَلْيُخَالِفَنَّ أَمْرَكُمْ، وَلَيَأْتِيَنَّكُمْ بِدِينٍ لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ، قَالَ: فَانْتَزَعَنِي ظِئْرِي مِنْ يَدِهِ، قَالَ: لَأَنْتَ أَعْتَهُ مِنْهُ، وَأَجَنُّ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ [هَذَا] يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ، ثُمَّ احْتَمِلُونِي وَرُدُّونِي إِلَى أَهْلِي، فَأَصْبَحْتُ مُعَزًى مما فَعَلَ بِي، وَأَصْبَحَ أَثَرُ الشَّقِّ -[189]- مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي، كَأَنَّهُ شِرَاكٌ، فَذَاكَ حَقِيقَةُ قَوْلِي وَبَدْءُ شَأْنِي. فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ أَمْرَكَ حَقٌّ، فَأَنْبِئْنِي بِأَشْيَاءَ، أَسْأَلُكَ عَنْهَا. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَلْ عَنْكَ. قال: وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لِلسَّائِلِينَ قَبْلَ ذَلِكَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، فَقَالَ يَوْمَئِذٍ لِلْعَامِرِيِّ: سَلْ عَنْكَ. فَكَلَّمَهُ بِلُغَةِ بَنِي عَامِرٍ، فَكَلَّمَهُ بِمَا يَعْرِفُ، فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَخْبِرْنِي يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! مَاذَا يَزِيدُ فِي الشَّرِّ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: التمادي، قال: فهل يَنْفَعُ الْبِرُّ بَعْدَ الْفُجُورِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ التَّوْبَةُ تَغْسِلُ الْحَوْبَةَ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ، وَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ فِي الرَّخَاءِ، أَعَانَهُ عِنْدَ الْبَلَاءِ، قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ذَلِكَ بأن الله - تعالى - يَقُولُ: لَا أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَمْنَيْنِ، وَلَا أَجْمَعُ لَهُ خَوْفَيْنِ، قال: إلى ما تَدْعُو، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَدْعُو إِلَى عبادة الله تعالى وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ تَخْلَعَ الْأَنْدَادَ وَتَكْفُرَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِرُّ بِمَا جَاءَ من الله تعالى مِنَ كِتَابٍ وَرَسُولٍ، وَتُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِنَّ، وَتَصُومُ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ، وَتُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ، فيطهرك الله تعالى بِهِ، وَيَطِيبُ لَكَ مَالَكَ وَتَقِرُّ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ. قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! فَإِنْ أَنَا فَعَلْتُ ذَلِكَ، فَمَا لِي؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، قَالَ: فَهَلْ مَعَ هَذَا مِنَ الدُّنْيَا شَيْءٌ؟ فَإِنَّهُ تعجبنا الْوَطَاءَةُ فِي الْعَيْشِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ، النَّصْرُ وَالتَّم

باب محبة عبد المطلب جده فيه وبركته صلى الله عليه وسلم في صغره

(2 - بَابُ مَحَبَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَدِّهِ فِيهِ وَبَرَكَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صِغَرِهِ)

4208 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا وَهْبُ بن بقية، أنبأنا خَالِدٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عَبَّاسٍ، عَنْ كنديرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §حَجَجْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَإِذَا رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَرْتَجِزُ: (رُدَّ إِلَيَّ رَاكِبِي مُحَمَّدَا ... رُدَّهُ إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا) / قُلْتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: هَذَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ ضَلَّتْ إِبِلٌ لَهُ، فَأَرْسَلَ فِي أَثَرِهَا ابْنًا لَهُ فِي طَلَبِهَا، فَاحْتُبِسَ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُرْسِلْهُ فِي حَاجَةٍ قَطُّ إِلَّا جَاءَ بِهَا، قَالَ: فَمَا بَرِحْتُ حَتَّى جَاءَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَ بِالْإِبِلِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! وَاللَّهِ لَقَدْ حَزِنْتُ عَلَيْكَ هَذِهِ الْمَرَّةَ حُزْنًا، لَا تُفَارِقُنِي أَبَدًا. أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ نَحْوَهُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: لَقَدْ جَزِعْتُ عَلَيْكَ يَا بُنَيَّ جَزَعًا لَمْ أَجْزَعْهُ عَلَى شَيْءٍ، وَاللَّهِ لَا أَبْعَثُكَ فِي حَاجَةٍ أَبَدًا، وَلَا تُفَارِقُنِي بَعْدَ هَذَا أَبَدًا.

باب أولية النبي صلى الله عليه وسلم وشرف أصله

(3 - بَابُ أَوَّلِيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرَفِ أَصْلِهِ)

4209 - قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفُرَاتِ، عَنْ عثمان بن الضَّحَّاكِ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ نُورًا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بألفي عام، يسبح ذَلِكَ النُّورُ فَتُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيحِهِ، فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ جَعَلَ ذَلِكَ النُّورَ فِي صُلْبِهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَهْبَطَهُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ فِي صُلْبِ آدَمَ، فَجَعَلَهُ فِي صُلْبِ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ، وَقُذِفَ فِي النَّارِ فِي صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ، §وَلَمْ يَزَلْ يَنْقِلُنِي مِنْ أَصْلَابِ الْكِرَامِ إِلَى الْأَرْحَامِ، حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنْ بَيْنِ أَبَوَيَّ، لَمْ يَلْتَقِيَا عَلَى سِفَاحٍ قَطُّ.

4210 - قَالَ: وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، وَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أن ولدني [أبي] وأمي، فَلَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيْءٌ.

4211 - حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ، غَيْرُ نَسَبِي وَسَبَبِي. وَحَدِيثُ الْمِسْوَرِ، فِي مناقب فاطمة رَضِيَ الله عَنْها.

باب عصمة الله تبارك وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

(4 - بَابُ عصمة الله تبارك وتعالى رَسُولَهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ)

4212 - قال إسحاق: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حدثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §مَا هَمَمْتُ بِقَبِيحٍ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَهُمُّونَ بِهِ، إِلَّا مَرَّتَيْنِ مِنَ الدَّهْرِ، كِلْتَيْهِمَا يعصمني الله تعالى منها، قُلْتُ لَيْلَةً لِفَتًى كَانَ مَعِي مِنْ قُرَيْشٍ بِأَعْلَى مَكَّةَ فِي أَغْنَامٍ لأهلها يَرْعَاهَا: أَبْصِرْ إِلَى غَنَمِي حَتَّى أَسْمُرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِمَكَّةَ، كَمَا [يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ] قَالَ: نَعَمْ. فَخَرَجْتُ، [فَجِئْتُ] أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ، سَمِعْتُ غَنَاءً، وَضَرْبَ دُفُوفٍ وَمَزَامِيرَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فقالوا: فُلَانٌ تَزَوَّجَ فُلَانَةَ، لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَهَوْتُ بِذَلِكَ الْغِنَاءِ وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، قَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، فَفَعَلَ، فَخَرَجْتُ فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقِيلَ لِي مِثْلَ مَا قِيلَ لِي، فَلَهَوْتُ بِمَا سَمِعْتُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَمَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، [فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: مَا فَعَلْتُ شَيْئًا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: -[209]- فوالله، مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ مِمَّا يَعْمَلُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى أكرمني الله عز وجل بِنُبُوَّتِهِ. قُلْتُ: هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي السِّيرَةِ، وَهَذِهِ الطَّرِيقُ حَسَنَةٌ جَلِيلَةٌ، وَلَمْ أَرَهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَسَانِيدِ إِلَّا فِي مسند إسحاق هذا، وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ] .

4213 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما. وَطَلْحَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نُهِيتُ عَنِ التَّعَرِّي. وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ.

باب شهوده صلى الله عليه وسلم مشاهد المشركين قبل البعثة منكرا عليهم

(5 - بَابُ شُهُودِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشَاهِدَ الْمُشْرِكِينَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ)

4214 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا جَرِيرٌ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ، قَالَ: فَسَمِعَ مَلَكَيْنِ خَلْفَهُ وَأَحَدُهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: اذْهَبْ بِنَا حَتَّى نَقُومَ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: كيف نقوم خَلْفَهُ وَإِنَّمَا عَهْدُهُ بِاسْتِلَامِ الْأَصْنَامِ قَبْلُ؟ فَلَمْ يَعُدْ بَعْدَ ذَلِكَ يَشْهَدُ مَعَ الْمُشْرِكِينَ مَشَاهِدَهُمْ. قُلْتُ: هَذَا الْحَدِيثُ أَنْكَرَهُ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، فبالغوا، والمنكر فيه قَوْلُهُ عَنِ الْمَلَكِ أَنَّهُ قَالَ " عَهْدُهُ بِاسْتِلَامِ الْأَصْنَامِ " فَإِنَّ ظَاهِرَهُ [أَنَّهُ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاشَرَ الِاسْتِلَامَ. وَلَيْسَ ذَلِكَ مُرَادًا، بَلِ الْمُرَادُ أَنَّ الْمَلَكَ أَنْكَرَ شُهُودَهُ لِمُبَاشَرَةِ الْمُشْرِكِينَ استلامهم أَصْنَامِهِمْ.

باب البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مس الصنم إنما مسه موبخا لعابديه

[§بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَسَّ الصَّنَمَ إِنَّمَا مَسَّهُ مُوَبِّخًا لِعَابِدِيهِ] (*)

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ وفي هامش المطبوع هنا: في (ك) : "بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَسَّ الصَّنَمَ إِنَّمَا مَسَّهُ من مخالف يديه" (سعد)

4215 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: دخل جبريل عليه السلام الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، فَطَفِقَ يَتَقَلَّبُ، فَبَصُرَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمًا فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَأَيْقَظَهُ، فَقَامَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ مِنَ التُّرَابِ، فَانْطَلَقَ بِهِ نَحْوَ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَتَلَقَّاهُمَا مِيكَائِيلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ لِمِيكَائِيلَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَافِحَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَجِدُ مِنْ يَدِهِ رِيحَ النُّحَاسِ، فكأن جبريل عليه السلام أَنْكَرَ ذَلِكَ، فقال: أفعلت ذلك؟ فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسِيَ، ثُمَّ ذَكَرَ، فَقَالَ: صَدَقَ أَخِي، §مَرَرْتُ أَوَّلَ مِنْ أَمْسِ عَلَى إِسَافٍ وَنَائِلَةَ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى أَحَدِهِمَا، فَقُلْتُ: إِنَّ قَوْمًا رَضُوا بِكُمَا إِلَهًا مَعَ اللَّهِ قَوْمُ سُوءٍ. (200) وَقَدْ مَضَى فِي مَنَاقِبِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ رَضِيَ الله عَنْه، حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُهِيَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَنْ مَسِّ الصَّنَمِ.

باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم

(6 - بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

4216 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حدثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §شَبْحَ الذِّرَاعَيْنِ، بَعِيدَ مَا / بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، أَهْدَبَ الْأَشْفَارِ؛ أَشْفَارِ الْعَيْنِ، لَمْ يَكُنْ سَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَمْ يَكُنْ فاحشا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْبِلُ جَمِيعًا، وَيُدْبِرُ جَمِيعًا.

4217 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ النُّكْرِيُّ، حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، حدثنا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَلْعَدَوِيَّةَ، حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَنَزَلْتُ عِنْدَ الْوَادِي، فَإِذَا رَجُلَانِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ، وإذا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ: أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي. فلم ألبث إذ دَعَا الْمُشْتَرِيَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْ لَهُ يُحْسِنُ مُبَايَعَتِي. فَمَدَّ يَدَهُ، وَقَالَ: §أَمْوَالُكُمْ تَمْلِكُونَ، إِنِّي أرجو الله تعالى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ منكم بشيء من ظَلَمْتُهُ فِي مَالٍ، وَلَا دَمٍ، وَلَا عِرْضٍ، إِلَّا بِحَقِّهِ، رَحِمَ اللَّهُ امرءا سَهْلَ الْبَيْعِ، سَهْلَ الشِّرَاءِ، سَهْلَ الْأَخْذِ، سَهْلَ الْعَطَاءِ، سَهْلَ الْقَضَاءِ، سَهْلَ التَّقَاضِي. ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا الْهَاشِمِيُّ الَّذِي أضل الناس، لهو هُوَ. فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ، عَظِيمُ الْجَبْهَةِ، دَقِيقُ الْأَنْفِ، دقيق الحاجبين، فإذا ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى سُرَّتِهِ مِثْلُ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ شَعْرٌ أَسْوَدُ، وَإِذَا هُوَ بَيْنَ طِمْرَيْنِ. قَالَ: فَدَنَا مِنَّا، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. فَرَدَدْنَا عليه، فلم ألبث، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأُقَصَّنَّ هَذَا، فَإِنَّهُ حَسَنُ الْقَوْلِ، فَتَبِعْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ! فَالْتَفَتَ إِلَيَّ بِجَمِيعِهِ، فَقَالَ: مَا تَشَاءُ؟ فَقُلْتُ: أَنْتَ الَّذِي أَضْلَلْتَ النَّاسَ وَأَهْلَكْتَهُمْ وَصَدَدْتَهُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ؟ قَالَ: -[224]- ذَاكَ اللَّهُ. قلت: ما تدعو إِلَيْهِ. قَالَ: أَدْعُو عِبَادَ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ. قَالَ: قُلْتُ: مَا تقول؟ قال: أتشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ، وَتَكْفُرُ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ؟ قَالَ: قُلْتُ: وَمَا الزَّكَاةُ؟ قَالَ: يَرُدُّ غَنِيُّنَا عَلَى فَقِيرِنَا. قَالَ: قُلْتُ: نِعْمَ الشَّيْءُ تَدْعُو إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَقَدْ كَانَ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ يَتَنَفَّسُ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ، فَمَا بَرِحَ حَتَّى كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ وَلَدِي وَوَالِدَيَّ وَمِنَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ. قَالَ: قُلْتُ: قَدْ عَرَفْتُ. قَالَ: قَدْ عَرَفْتَ؟ قُلْتُ. نَعَمْ، قَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرِدُ مَاءً عَلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَأَدْعُوهُمْ إِلَى مَا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَتَّبِعُوكَ. قَالَ: نَعَمْ، فَادْعُهُمْ. فَأَسْلَمَ أَهْلُ ذَلِكَ الْمَاءِ رِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ. فَمَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ.

4218 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الشَّامِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ مَوْلَايَ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنَا شَعْرًا أَحْمَرَ، فَقَالَتْ: هَذَا شَعْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

باب بناء الكعبة

(7 - بَابُ بِنَاءِ الْكَعْبَةِ)

4219 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، فَذَكَرَ قِصَّةً فِيهَا: ثُمَّ حَدَّثَ - يَعْنِي عَلِيًّا - رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إن §إبراهيم عليه الصلاة والسلام أُمِرَ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ، فَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، فَلَمْ يَدْرِ كَيْفَ يَبْنِي، فأنزل الله عز وجل السَّكِينَةَ وَهِيَ رِيحٌ خَجُوجٌ، فَتَطَوَّقَتْ لَهُ مِثْلَ الْحَجَفَةِ، فَبَنَى عَلَيْهَا، فَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَبْنِي سَاقًا - يَعْنِي بِنَاءً - وَمَكَّةُ شَدِيدَةُ الْحَرِّ، فلما بلغ عليه السلام مَوْضِعَ الْحَجَرِ، قال لإسماعيل عليه الصلاة والسلام: اذْهَبْ فَالْتَمِسْ حَجَرًا، فذهب إسماعيل عليه السلام يَطُوفُ فِي الْجِبَالِ، ونزل جبريل عليه السلام بِالْحَجَرِ، فجاء إسماعيل عليه السلام وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا؟ فَقَالَ: مِنْ عِنْدِ مَنْ لَا يَتَّكِلُ عَلَى بِنَائِي وبائك، فَوَضَعَهُ. ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ الْعَمَالِقَةُ، ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ جُرْهُمُ، ثُمَّ انْهَدَمَ، فَبَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ تَنَازَعُوا فِيهِ، فَقَالُوا: أَوَّلُ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، بَابُ بَنِي شَيْبَةَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: هَذَا الْأَمِينُ. فَأَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبٍ، فَبَسَطَهُ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، وَأَمَرَ مِنْ كُلِّ قَوْمٍ رَجُلًا، فَأَخَذَ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، فَرَفَعَهُ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ.

4219 -[2] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا حَمَّادٌ، وَقَيْسٌ - وهو ابْنُ الرَّبِيعِ -، وسلام - هو أبو الْأَحْوَصِ - كُلُّهُمْ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §لَمَّا هُدِمَ الْبَيْتُ بَعْدَ جُرْهُمٍ، بَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا الْحَجَرَ تَشَاجَرُوا، مَنْ يَضَعُهُ؟ فَاتَّفَقُوا أَنْ يَضَعَهُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَابِ بَنِي شَيْبَةَ، فَأَمَرَ بِثَوْبٍ فَوَضَعَ الْحَجَرَ فِي وَسَطِهِ، وَأَمَرَ كُلَّ فَخِذٍ أَنْ يَأْخُذُوا بِطَائِفَةٍ مِنَ الثَّوْبِ، فَرَفَعُوهُ، وَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

4219 -[3] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْفَعُوا الْحَجَرَ - يَعْنِي قُرَيْشًا - اخْتَصَمُوا فِيهِ، فَقَالُوا: نَحْنُ نُحَكِّمُ بَيْنَنَا أَوَّلَ رَجُلٍ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ السِّكَّةِ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلُوهُ فِي مِرْطٍ، ثُمَّ رَفَعَهُ جَمِيعُ الْقَبَائِلِ كُلِّهَا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوْمَئِذٍ رَجُلٌ شَابٌّ. يَعْنِي قَبْلَ الْبَعْثَةِ.

4219 -[4] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَزْرَقُ بِبَغْدَادَ إِمْلَاءً، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ خَالِدٍ، قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: أَخْبِرْنِي عَنْ بِنَائِهِ، قَالَ: §أوحى الله - تعالى - إِلَى إِبْرَاهِيمَ، أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا، قَالَ: فَضُيِّقَ على إبراهيم عليه السلام ذَرْعًا، فأرسل الله تعالى رِيحًا يُقَالُ لَهَا: السَّكِينَةُ، وَيُقَالُ: الْخَجُوجُ، لَهَا عَيْنَانِ وَرَأْسٌ، فأوحى الله - تعالى إِلَى إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَسِيرَ إِذَا سَارَتْ، وَيَقِيلُ إِذَا قَالَتْ، فَسَارَتْ، حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ، فَتَطَوَّقَتْ عَلَيْهِ، مِثْلَ الْحُجْفَةِ، وَهِيَ بِإِزَاءِ الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، يَدْخُلُهُ كُلِّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ يَبْنِيَانِ كُلَّ يَوْمٍ سَاقًا فَإِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِمَا الْحَرُّ، اسْتَظَلَّا فِي ظِلِّ الْجَبَلِ، فَلَمَّا بَلَغَا مَوْضِعَ الْحَجَرِ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِإِسْمَاعِيلَ: ائْتِنِي بِحَجَرٍ أَضَعُهُ، يَكُونُ عَلَمًا لِلنَّاسِ، فَاسْتَقْبَلَ إسماعيل / الوادي، وجاء بِحَجَرٍ، فَاسْتَصْغَرَهُ إِبْرَاهِيمُ، وَرَمَى بِهِ، وَقَالَ: جِئْنِي بِغَيْرِهِ، فَذَهَبَ إِسْمَاعِيلُ، وهبط جِبْرِيلُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ الْأَسْوَدِ، فَجَاءَ إِسْمَاعِيلُ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: قَدْ -[232]- جَاءَنِي مَنْ لَمْ يَكِلْنِي فِيهِ إِلَى حَجَرِكَ، قَالَ: فَبَنَى الْبَيْتَ، وَجَعَلَ يَطُوفُ حَوْلَهُ، وَيَطُوفُونَ وَيُصَلُّونَ، حَتَّى مَاتُوا وَانْقَرَضُوا، فَتَهَدَّمَ الْبَيْتُ [فَبَنَتْهُ] الْعَمَالِقَةُ، فَكَانُوا يَطُوفُونَ بِهِ حَتَّى ماتوا وانقرضوا] ، فنبذته قُرَيْشٌ، فَلَمَّا بَلَغُوا مَوْضِعَ الْحَجَرِ اخْتَلَفُوا فِي وَضْعِهِ، فَقَالُوا: أَوَّلُ مَنْ يَطْلُعُ من الباب ... الحديث.

4220 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَتِ §الْكَعْبَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَبْنِيَّةً بِالرَّضْمِ لَيْسَ فِيهِ مَدَرٌ، وَكَانَتْ قَدْرَ مَا يَقْتَحِمُهَا الْعَنَاقُ، وَكَانَتْ غَيْرَ مهولة، إنما يوضع ثِيَابُهَا عَلَيْهَا، ثُمَّ تُسْدَلُ سَدْلًا عَلَيْهَا، وَكَانَ الرُّكْنُ الْأَسْوَدُ مَوْضُوعًا عَلَى سُورِهَا، بَادِيًا، وَكَانَتْ ذَاتَ رُكْنَيْنِ، كَهَيْئَةِ الْحَلَقَةِ، مُرَبَّعَةً مِنْ جَانِبٍ، وَمُدَوَّرَةً مِنْ جَانِبٍ، فَأَقْبَلَتْ سَفِينَةٌ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا قَرِيبًا مِنْ جُدَّةَ، انْكَسَرَتِ السَّفِينَةُ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ ليأخذوا خَشَبَهَا، فَوَجَدُوا رُومِيًّا عِنْدَهَا، فَأَخَذُوا الْخَشَبَ، فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا، وَكَانَتِ السَّفِينَةُ تُرِيدُ الْحَبَشَةَ، وَكَانَ الرُّومِيُّ الَّذِي فِي السَّفِينَةِ تَاجِرًا، فَقَدِمُوا بِالْخَشَبِ، وَقَدِمُوا بِالرُّومِيِّ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ: نَبْنِي بِهَذَا الْخَشَبِ بَيْتَ رَبِّنَا. فَلَمَّا أَرَادُوا هَدْمَهُ، إِذَا هُمْ بِحَيَّةٍ عَلَى سُوَرِ الْبَيْتِ، بَيْضَاءَ الْبَطْنِ، سَوْدَاءَ الظَّهْرِ، فَجَعَلَتْ كُلَّمَا دَنَا أَحَدٌ إِلَى الْبَيْتِ ليهدمه، يأخذ من حِجَارَتَهُ، سَعَتِ إلَيْهِ فَاتِحَةً فَاهَا، فَاجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ عِنْدَ الْمَقَامِ، فَعَجُّوا إلى الله - تعالى -، قَالَ: وَقَالُوا: رَبَّنَا، لَمْ تُرَعْ، أَرَدْنَا تَشْرِيفَ بَيْتِكَ، وَتَزْيِينَهُ، فَإِنْ كُنْتَ تَرْضَى بِذَلِكَ، وَإِلَّا فَمَا بَدَا لَكَ فَافْعَلْ، فَسَمِعُوا جَوَابًا فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا بِطَائِرٍ أَعْظَمَ مِنَ النَّسْرِ، أَسْوَدَ الظَّهْرِ، أَبْيَضَ الْبَطْنِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَغَرَزَ مَخَالِبَهُ فِي بَطْنِ الْحَيَّةَ، ثُمَّ انْطَلَقَ بِهَا، يَجُرُّهَا، وَذَنَبُهَا سَاقِطٌ، حَتَّى انْطَلَقَ بِهَا نَحْوَ جِيَادٍ، فَهَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ، فَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي، تَحْمِلُهَا قُرَيْشٌ عَلَى رِقَابِهَا، وَرَفَعُوهَا فِي السَّمَاءِ عِشْرِينَ -[234]- ذِرَاعًا، فبينا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم يَحْمِلُ حِجَارَةً مِنْ أَجْيَادٍ، وَعَلَيْهِ نَمِرَةٌ، فَضَاقَتْ عَلَيْهِ النَّمِرَةُ، فَذَهَبَ بَعْضُ النَّمِرَةِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَتُرَى عَوْرَتُهُ مِنْ صِغَرِ النَّمِرَةِ، فَنُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ! خَمِّرْ عَوْرَتَكَ، فَلَمْ يُرَ عُرْيَانًا بَعْدَ ذَلِكَ، وَكَانَ بَيْنَ بِنَائِهَا وَبَيْنَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا كَانَ جَيْشُ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ ... فَذَكَرَ حَرِيقَهَا فِي زَمَانِ ابن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما. قَالَ ابْنُ خُثَيْمٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ سَابِطٍ أَنَّهُ لَمَّا بَنَاهَا ابن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما كَشَفُوا عَنِ الْقَوَاعِدِ، فَإِذَا الْحَجَرُ فِيهَا، مثل الحلقة، مشبكة بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، إِذَا حُرِّكَتْ بِالْعَتَلَةِ تَحَرَّكَ الَّذِي مِنَ النَّاحِيَةِ الْأُخْرَى. قَالَ ابْنُ سَابِطٍ: فَأَرَانِيهِ زَيْدٌ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، قَالَ: فَرَأَيْتُهَا أمثال الحلقة، مشبكة أَطْرَافُ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ. قَالَ مَعْمَرٌ: فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: لَمَّا هَدَمُوا الْبَيْتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، حَتَّى إِذَا بَلَغُوا مَوْضِعَ الرُّكْنِ، خَرَجَتْ عَلَيْهِمْ حَيَّةٌ، كَأَنَّمَا عُنُقُهَا عُنُقَ بَعِيرٍ، فَهَابَ النَّاسُ أَنْ يَدْنُوا مِنْهَا، فَجَاءَ طَائِرٌ ظَلَّلَ نِصْفَ مَكَّةَ، فَأَخَذَهَا برجليه، ثُمَّ حَلَّقَ بِهَا، حَتَّى قَذَفَهَا فِي الْبَحْرِ. قَالَ مُجَاهِدٌ: وَخَرَجُوا يَوْمًا، فَنَزَعَ رَجُلٌ مِنَ الْبَيْتِ حَجَرًا، فَسَرَقَ مِنْ حِلْيَةِ الْبَيْتِ، ثُمَّ عَادَ فَسَرَقَ فَلُصِقَ الْحَجَرُ عَلَى رَأْسِهِ.

4221 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا موسى، عن مُحَمَّدٍ بْنُ [أَبِي] الْوَزِيرِ، حدثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ، حدثنا شُعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ عَنْ أَبِيهِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا §نَنْقُلُ الْحِجَارَةَ إِلَى الْبَيْتِ، حِينَ بَنَتْهُ قُرَيْشٌ، فَكَانَتِ الرِّجَالُ تَنْقُلُ الْحِجَارَةَ، وَالنِّسَاءُ يَنْقُلْنَ الشِّيدَ، وَالشِّيدُ مَا يُجْعَلُ بَيْنَ الصَّخْرِ، قَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْه: كُنْتُ أَنْقُلُ أَنَا وَابْنُ أَخِي مُحَمَّدٌ، فَكُنَّا نَنْقُلُ عَلَى رِقَابِنَا، وَنَجْعَلُ أُزُرَنَا تَحْتَ الصَّخْرِ، فَإِذَا غَشِينَا النَّاسُ، اتَّزَرْنَا، فَبَيْنَا أَنَا، وَمُحَمَّدُ بَيْنَ يَدَيَّ، إِذْ وَقَعَ، فَانْبَطَحَ، فَجِئْتُ أَسْعَى، فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَامَ فَاتَّزَرَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نُهِيتُ أَنْ أَمْشِيَ عُرْيَانًا. فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْه: فَكَتَمْتُ ذَلِكَ النَّاسَ، خَشْيَةَ أَنْ يَرْوَهُ جُنُونًا.

باب البعث

(8 - بَابُ الْبَعْثِ)

4222 -[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَخْبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قال: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §اعْتَكَفَ هُوَ وَخَدِيجَةُ شَهْرًا، فَوَافَقَ ذَلِكَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع: السلام [عليك] ، قالت: قَالَ: " وَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ فجأة الجن ". فقالت: أَبْشِرْ، فَإِنَّ السَّلَامَ خَيْرٌ. ثُمَّ رأى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا آخر جبريل عليه السلام عَلَى الشَّمْسِ، جَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ، وَجَنَاحٌ [له] بالمغرب، " فهبت مِنْهُ ". قَالَتِ: فانطلق، يُرِيدُ أَهْلَهُ، فَإِذَا هو بجبريل عليه السلام بَيْنَهُ وبين الباب، قال: فَكَلَّمَنِي حَتَّى آنَسْتُ به، ثُمَّ وَعَدَنِي مَوْعِدًا، فَجِئْتُ لِمَوْعِدِهِ، وَاحْتُبِسَ علي جبريل عليه السلام فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ -[238]- يَرْجِعَ إِذَا به وميكائيل عليهما السلام، فهبط جبريل عليه السلام إِلَى الْأَرْضِ، وَبَقِيَ مِيكَائِيلُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ. قَالَ: فأخذني جبريل عليه السلام فَصَلَقَنِي لِحَلَاوَةِ الْقَفَا، وَشَقَّ عَنْ بَطْنِي، فَأَخْرَجَ مِنْهُ مَا شاء الله تعالى، ثُمَّ غَسَلَهِ فِي طَشْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهِ، ثُمَّ كَفَأَنِي كَمَا يُكْفَأُ الْإِنَاءُ، ثُمَّ خَتَمَ فِي ظَهْرِي، حَتَّى وَجَدْتُ مَسَّ الْخَاتَمِ، ثُمَّ قَالَ لِي: [اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ. وَلَمْ أَقْرَأْ كِتَابًا قَطُّ، فَأَخَذَنِي بِحَلْقِي، حَتَّى أَجْهَشْتُ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ] : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، إلى قوله عز وجل: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ (*) ، فقال ميكائيل عليه السلام: تَبِعْتُهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. حَتَّى جِئْتُ إِلَى منزلي، فما تلقا [ني] حَجَرٌ وَلَا شَجَرٌ إِلَّا قَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ / حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، فَقَالَتِ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع: في الطيالسي زيادة: "ثُمَّ وَزَنَنِي بِرَجُلٍ فَوَزَنْتُهُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِآخَرَ فَوَزَنْتُهُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِمِائَةٍ"

4222 -[2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حدثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §نَذَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ شَهْرًا، هُوَ وَخَدِيجَةُ، فَوَافَقَ ذَلِكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَسَمِعَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ، [قَالَ] : فَظَنَنْتُهَا فَجْأَةَ الْجِنِّ، فَجِئْتُ مُسْرِعًا، حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، فَسَجَّتْنِي ثَوْبًا، وَقَالَتْ: مَا شَأْنُكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ؟ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ، إِلَى أَنْ قَالَ: حَتَّى انتهينا إِلَى خَمْسِ آيَاتٍ مِنْهَا، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِرَجُلٍ، فَوَزَنْتُهُ، ثُمَّ وَزَنَنِي بِآخَرَ، فَوَزَنْتُهُ، حَتَّى وُزِنْتُ بِمِائَةِ رَجُلٍ، فقال ميكائيل عليه السلام مِنْ فَوْقِهِ: تَبِعَتْهُ أُمَّتُهُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.

4223 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: §بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ.

باب أذى المشركين في أصنامهم

(9 - بَابُ أَذَى الْمُشْرِكِينَ فِي أَصْنَامِهِمْ)

4224 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرني شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْمَدَائِنِيُّ، حدثنا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ، حدثنا أَبُو مَرْيَمَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنْتُ §أَنْطَلِقُ أَنَا وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى أَصْنَامِ قُرَيْشٍ الَّتِي حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَنَأْتِي العذرات، فنأخذ حريراق بأيدينا، فَنَنْطَلِقُ بِهِ إِلَى أَصْنَامِ قُرَيْشٍ، فَنُلَطِّخُهَا، فَيُصْبِحُونَ، فَيَقُولُونَ: من فعل هذا بِآلِهَتِنَا؟ فَيَنْطَلِقُونَ إِلَيْهَا، وَيَغْسِلُونَهَا بِاللَّبِنِ وَالْمَاءِ. إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.

4225 - أخبرنا عثمان بن عمر، [حدثنا] ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، [عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدِ] قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَعْبَةَ، فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ لِي: ابْتَغِ لِي مَاءً. فَأَتَيْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فِي دَلْو، فَجَعَلَ يَبُلُّ بِهِ الثَّوْبَ، ثُمَّ يَضْرِبُ بِهِ الصُّوَرَ، وَيَقُولُ: §قَاتَلَ اللَّهُ أَقْوَامًا يُصَوِّرُونَ مَا لَا يَخْلُقُونَ.

باب ما آذى المشركون به النبي صلى الله عليه وسلم وثباته على أمره

(10 - بَابُ مَا آذَى الْمُشْرِكُونَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبَاتِهِ عَلَى أَمْرِهِ)

4226 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، حدثنا أَبُو صَخْرَةَ جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيُّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، وَأَنَا فِي بِيَاعَةٍ لي أبيعها، ومر وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ لَهُ حَمْرَاءُ، وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، §قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، تُفْلِحُوا. قَالَ: وَرَجُلٌ يَتَّبِعُهُ بِالْحِجَارَةِ، قَدْ أَدْمَى كَعْبَيْهِ وَعُرْقُوبَيْهِ وَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تُطِيعُوهُ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا غُلَامٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قُلْتُ: فَمَنْ هَذَا الَّذِي يَتْبَعُهُ يَرْمِيَهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ عَبْدُ الْعُزَّى، وَهُوَ أَبُو لَهَبٍ، قَالَ: فَلَمَّا ظَهَرَ الْإِسْلَامُ قِبَلَ الْمَدِينَةِ، أَقْبَلْنَا فِي رَكْبٍ مِنَ الرَّبَذَةِ، حَتَّى نَزَلْنَا قَرِيبًا مِنَ الْمَدِينَةِ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

4227 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حدثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حدثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، حدثنا عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ! إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا، وَفِي مَسْجِدِنَا، فَانْهَهُ عَنْ أَذَانَا، فَقَالَ: يَا عَقِيلُ! ائْتِنِي بِمُحَمَّدٍ [فَذَهَبْتُ] فَأَتَيْتُهُ بِهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي! إِنَّ بَنِي عَمِّكَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ، فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَحَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ. فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ الشَّمْسَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: §مَا أَنَا بِأَقْدَرَ عَلَى أَنْ أَدَعَ لَكُمْ ذَلِكَ مِنْ أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا شُعْلَةً، قَالَ: فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي. فَارْجِعُوا. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

4228 -[1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ - هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ -، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ تَدْرُسَ مَوْلَى حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بكر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: إِنَّهُمْ قَالُوا لَهَا: مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: §كَانَ الْمُشْرِكُونَ قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ يَتَذَاكَرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامُوا إِلَيْهِ بِأَجْمَعِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالُوا: أَدْرِكْ صَاحِبَكَ. فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا وَإِنَّ لَهُ لَغَدَائِرَ أَرْبَعٌ، وَهُوَ يَقُولُ: وَيْلَكُمْ {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبُّكُمْ} ، قَالَ: فَلُهُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَتْ: فَرَجَعَ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَجَعَلَ لَا يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ إِلَّا جَاءَ مَعَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.

باب إسلام عمر رضي الله عنه

(11 - بَابُ إِسْلَامِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه)

4229 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ أَوَّلُ إِسْلَامِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: ضَرَبَ أُخْتِي الْمَخَاضَ لَيْلًا، فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ، فَدَخَلْتُ فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ فِي لَيْلَةٍ قَارَّةٍ، قَالَ: فَجَاءَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ الْحِجْرَ وَعَلَيْهِ نَعْلَاهُ، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ. قَالَ: فَسَمِعْتُ شَيْئًا لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهُ، فَخَرَجْتُ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: عُمَرُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §يَا عُمَرُ! مَا تَتْرُكُنِي لَيْلًا وَلَا نَهَارًا، قَالَ: فَخَشِيتُ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيَّ، فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرُ! اسْتُرْهُ، قُلْتُ: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَأُعْلِنَنَّهُ كَمَا أَعْلَنْتُ بِالشِّرْكِ.

4230 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، حدثنا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو الْعَلَاءِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ §رَجُلًا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ لَقِيَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ، وَهُوَ مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ، فَقَالَ: / أَيْنَ تَعْمَدُ يَا عُمَرُ؟ فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُقْتَلَ مُحَمَّدًا، قَالَ: وَكَيْفَ تَأْمَنُ فِي بَنِي هَاشِمٍ، أَوْ بَنِي زُهْرَةَ وَقَدْ قَتَلْتَ مُحَمَّدًا؟ قَالَ: مَا أَرَاكَ إِلَّا قَدْ صَبَوْتَ، وَتَرَكْتَ دِينَكَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى الْعَجَبِ يَا عُمَرُ؟ إِنَّ خَتَنَكَ وَأُخْتَكَ قَدْ صَبَوْا، وَتَرَكَا دِينَهُمَا الَّذِي هُمَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَمَشَى إِلَيْهِمَا ذَامِرًا - قَالَ إِسْحَاقُ: يَعْنِي مُتَغَضِّبًا - حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ وَعِنْدَهُمَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ خَبَّابٌ، يُقْرِئِهُمَا سُورَةَ طه، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابٌ رَضِيَ الله عَنْه حِسَّ عُمَرَ، دَخَلَ تَحْتَ سَرِيرٍ لَهُمَا، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَيْنَمَةُ الَّتِي سَمِعْتُهَا عِنْدَكُمْ؟ قَالَا: مَا عِنْدَنَا حَدِيثٌ تَحَدَّثْنَا بَيْنَنَا، فَقَالَ: لَعَلَّكُمَا صَبَوْتُمَا، وَتَرَكْتُمَا دِينَكُمَا الَّذِي أَنْتُمَا عَلَيْهِ؟ فَقَالَ خَتَنُهُ: يَا عُمَرُ! أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ، قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَى خَتَنِهِ، فَوَطِئَهُ وَطْئًا شَدِيدًا، قَالَ: فَدَفَعَتْهُ أُخْتُهُ عَنْ زَوْجِهَا، فَضَرَبَ وَجْهَهَا، فَدَمِيَ وَجْهُهَا، فَقَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ فِي غَيْرِ دِينِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: أَرُونِي هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي كُنْتُمْ تقرؤون، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه يَقْرَأُ الْكُتُبَ، فَقَالَتْ أُخْتُهُ: لَا، أَنْتَ رِجْسٌ، أَعْطِنَا مَوْثِقًا من الله تعالى لَتَرُدَّنَّهُ عَلَيْنَا، وَقُمْ فَاغْتَسِلْ وَتَوَضَّأْ، قَالَ: ففعل، قال: فقرأ {طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ القرءان لِتَشْقَى} إِلَى قَوْلِهِ -[260]-: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} . فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: دُلُّونِي عَلَى مُحَمَّدٍ، فَلَمَّا سَمِعَ خَبَّابُ رَضِيَ الله عَنْه كَلَامَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، خَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبْشِرْ يَا عمر، فإني أرجوا أَنْ تَكُونَ دَعْوَةُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لك عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ: اللَّهُمَّ أَعَزِّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ، فَقَالُوا: هُوَ فِي الدَّارِ الَّتِي فِي أَصْلِ الصَّفَا - يَعْنِي: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوحَى إِلَيْهِ، فَانْطَلَقَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه [وَعَلَى الْبَابِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ الله عَنْه وَأُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى حَمْزَةُ رَضِيَ الله عَنْه وَجَلَ الْقَوْمِ مِنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه] قَالَ: نَعَمْ، هَذَا عُمَرُ، فَإِنْ يُرِدُ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُسْلِمُ وَيَتَّبِعُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ يَكُنْ قَتْلُهُ عَلَيْنَا هَيِّنًا، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ وَحَمَائِلِ السَّيْفِ، فَقَالَ: ما أنت منتهي يَا عُمَرُ حَتَّى ينزل الله تعالى بِكَ الْخِزْيِ وَالنَّكَالِ مَا أَنْزَلَ بِالْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، اللَّهُمَّ هَذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، اللَّهُمَّ أَعِزِّ الدِّينِ بِعُمَرَ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. [2] حدثنا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، حدثنا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ. فَذَكَرَ نَحْوَهُ. [3] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِالْبَصْرَةِ، حدثنا إسحاق. فذكره نَحْوَهُ. وَأَوَّلَهُ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ الْخَمِيسِ: اللَّهُمَّ أَعِزَّ الدِّينَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَوْ بِعَمْرِو بْنِ هِشَامٍ. قَالَ: فقلد عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه السَّيْفَ، فَلَقِيَهُ رَجُلٌ وَهُوَ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ ... الْحَدِيثَ.

باب الهجرة إلى الحبشة

(12 - بَابُ الهجرة إلى الْحَبَشَةِ)

4231 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أبو يعقوب إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حدثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حدثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §ائْذَنْ لِي أَنْ آتِيَ أَرْضًا أعبد الله تعالى فِيهَا، لَا أَخَافُ أَحَدًا، فَأَذِنَ لَهُ، فَأَتَى النَّجَاشِيَّ. قَالَ: فَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ مَكَانَهُ حَسَدْتُهُ، قُلْتُ: وَاللَّهِ لأستقتلن لِهَذَا وَأَصْحَابِهِ، فَأَتَيْتُ النَّجَاشِيَّ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: إِنَّ بِأَرْضِكَ رَجُلًا ابْنُ عَمِّهِ بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ، لَا أَقْطَعُ إِلَيْكَ هَذِهِ النُّطْفَةَ أَبَدًا، لَا أَنَا وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: ادْعُهُ. قُلْتُ: إنه لا يجيء مَعِي، فَأَرْسِلْ مَعِي رَسُولًا. فَجَاءَ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْبَابِ، -[264]- نَادَيْتُ: ائْذَنْ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَنَادَى هُوَ مِنْ خَلْفِي: ائْذَنْ لِعَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: فَسَمِعَ صَوْتَهُ، فَأَذِنَ لَهُ قَبْلِي. قَالَ: فَدَخَلَ هُوَ وأصحابه. قال: فأذن لِي، فَدَخَلْتُ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ، فَذَكَرَ أَيْنَ كَانَ مَقْعَدُهُ مِنَ السَّرِيرِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ جِئْتُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَجَعَلْتُهُ خَلْفَ ظَهْرِي، وَأَقْعَدْتُ بَيْنَ كُلِّ رَجُلَيْنِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فَقَالَ النَّجَاشِيُّ: نَحَرُوا نَحَرُوا، أَيْ: تَكَلَّمُوا، فَقَالَ عَمْرُو: إِنَّ ابْنَ عَمِّ هَذَا بِأَرْضِنَا، وَإِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلنَّاسِ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ، وَأَنَّكَ وَاللَّهِ إِنْ لَمْ تَقْتُلْهُ وَأَصْحَابَهُ لَا أَقْطَعُ هَذِهِ النُّطْفَةَ إِلَيْكَ أَبَدًا، ولا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي، قَالَ: فَتَشَهَّدَ، فَأَنَا أول ما سَمِعْتُ التَّشَهُّدَ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ: صَدَقَ ابْنُ عَمِّي، وَأَنَا عَلَى دِينِهِ، قَالَ: فَصَاحَ، وَقَالَ: أَوَّهْ، حَتَّى قُلْتُ: إِنَّ الْحَبَشَةَ لَا تتكلم، قَالَ: أَنَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى، مَا يَقُولُ فِي عِيسَى؟ قَالَ: يَقُولُ: هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ: مَا أَخْطَأَ شَيْئًا مِمَّا قَالَ وَلَا هَذِهِ، وَلَوْلَا مُلْكِي لَتَبِعْتُكُمْ، وَقَالَ لِي: مَا كنت لأبالي أن لا تَأْتِيَنِي أَنْتَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ أَبَدًا، وَقَالَ لِجَعْفَرٍ رَضِيَ الله عَنْه: اذْهَبْ فَأَنْتَ آمِنٌ بِأَرْضِي، فَمَنْ ضَرَبَكَ قَتَلْتُهُ، وَمَنْ سَبَّكَ غَرَّمْتُهُ، وَقَالَ لِآذِنِهِ: مَتَى أَتَاكَ هَذَا يَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ فَأْذَنْ لَهُ، إِلَّا أَنْ أَكُونَ عِنْدَ أَهْلِي، فَإِنْ كنت عند أهلي فَأَخْبِرْهُ، فَإِنْ أَبِي فَأَذَنْ لَهُ، قَالَ: وَتَفَرَّقْنَا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَكُونَ لَقِيتُهُ خَالِيًا مِنْ جَعْفَرٍ، فَاسْتَقْبَلَنِي فِي طَرِيقٍ مَرَّةً، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، وَنَظَرْتُ خَلْفِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، قَالَ: فَدَنَوْتُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ: تَعْلَمْ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسوله، قال: فقال: هداك الله تعالى، فَاثْبُتْ، قَالَ: وَتَرَكَنِي وَذَهَبَ. -[265]- قَالَ: فَأَتَيْتُ أَصْحَابِي، فَكَأَنَّمَا شَهِدُوا مَعِي، فَأَخَذُونِي فَأَلْقَوْا عَلَيَّ قَطِيفَةً أَوْ ثَوْبًا، فَجَعَلُوا يغممونني، فَجَعَلْتُ أُخْرِجُ رَأْسِي مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مَرَّةً، وَمِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ مَرَّةً، حَتَّى أُفْلِتَ وَمَا عَلَيَّ قِشْرَةٌ، قَالَ: فَلَقِيتُ حَبَشِيَّةً، فَأَخَذْتُ قِنَاعَهَا، فَجَعَلْتُهُ عَلَى عَوْرَتِي، فَقَالَتْ: كَذَا وَكَذَا، فَقُلْتُ: كَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ جَعْفَرًا رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: مَا لَكَ؟ فَقُلْتُ: ذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ لِي، حَتَّى مَا تُرِكَ عَلَيَّ قِشْرَةٌ، وَمَا الَّذِي تَرَى عَلَيَّ إِلَّا قِنَاعُ حبشه، قَالَ: فَانْطَلَقَ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى بَابِ الْمَلِكِ، فَقَالَ: ائْذَنْ لِحِزْبِ اللَّهِ، قَالَ آذِنْهُ: إِنَّهُ مَعَ أَهْلِهِ، قَالَ: / اسْتَأْذِنْ، فَأَسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّ عَمْرًا قَدْ تَابَعَنِي عَلَى دِينِي، قَالَ: كَلَّا، قَالَ: بَلَى، قَالَ: كَلَّا، قَالَ: بَلَى، فَقَالَ لِإِنْسَانٍ: اذْهَبْ مَعَهُ، فَإِنْ كَانَ فَعَلَ، فَلَا يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا كَتَبْتُهُ، قَالَ: نَعَمْ، فَجَعَلَ يَكْتُبُ مَا أَقُولُ، حَتَّى مَا تَرَكْتُ شَيْئًا، حَتَّى القدح، ولو شاء أَنْ آخُذَ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إِلَى مَالِي لَفَعَلْتُ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، إِلَّا أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْمَشْهُورِ أَنَّ إَسْلَامَ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْه كَانَ عَلَى النَّجَاشِيِّ نَفْسِهِ. تَفَرَّدَ بِهِ عُمَيْرُ بْنُ إِسْحَاقَ وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، وَقَدْ قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَا يُسَاوِي شَيْئًا، وَوَثَّقَهُ مَرَّةً، وَفِي الْجُمْلَةِ يَكْتُبُ حَدِيثَهُ. وَقَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

4232 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا الْمُلَائِيُّ ثنا زَكَرِيَّا عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَتِ §الْهِجْرَةُ مِنَ الْحَبَشَةِ لَيَالِي خَيْبَرَ.

باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام واقتراح قريش عليه الآيات

(13 - بَابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَاقْتِرَاحِ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ الْآيَاتِ) (201) [حَدِيثُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه، تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ الشُّعَرَاءِ] .

[باب اعتراف القدماء بأعلام النبوة]

(14 -[بَابُ اعْتِرَافِ الْقُدَمَاءِ بِأَعْلَامِ النُّبُوَّةِ] )

4233 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ، عَنِ الذَّيَّالِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْأَسَدِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ يَوْمًا، فَقَالُوا: انْظُرُوا أَعْلَمَكُمْ بِالسِّحْرِ وَالْكَهَانَةِ وَالشِّعْرِ، فَلْيَأْتِ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي قَدْ فَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعَابَ دِينِنَا، فَلْيُكَلِّمْهُ وَلْيَنْظُرْ مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا نَعْرِفُ أَحَدًا غَيْرَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، فقالوا: أنت يَا أَبَا الْوَلِيدِ! فَأَتَاهُ عُتْبَةُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَنْتَ خَيْرٌ أَمْ عَبْدُ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّ هَؤُلَاءِ خَيْرٌ مِنْكَ، فَقَدْ عَبَدُوا الْآلِهَةَ الَّتِي عِبْتَ، وَإِنْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ خَيْرٌ مِنْهُمْ فَتَكَلَّمْ حَتَّى نَسْمَعَ قَوْلَكَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا سَخْلَةً قَطُّ، أَشْأَمَ عَلَى قَوْمِكَ مِنْكَ، فَرَّقْتَ شَمْلَنَا، وَشَتَّتَ أَمْرَنَا، وَعِبْتَ دِينَنَا وَفَضَحْتَنَا فِي الْعَرَبِ، حَتَّى لَقَدْ طَارَ فِيهِمْ أَنَّ فِيَ قُرَيْشٍ سَاحِرًا، وَأَنَّ فِي قُرَيْشٍ كَاهِنًا، وَاللَّهِ مَا نَنْتَظِرُ إِلَّا مِثْلَ صَيْحَةِ الحبلى أن يقدم بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ، حَتَّى نَتَفَانَى، أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْحَاجَةُ، جَمَعْنَا لَكَ حَتَّى تَكُونَ أَغْنَى قُرَيْشٍ رَجُلًا -[270]- وَاحِدًا، وَإِنْ كَانَ إِنَّمَا بِكَ الْبَاءَةُ، فَاخْتَرْ أَيَّ نِسَاءِ قُرَيْشٍ شِئْتَ، فلنزوجك عَشْرًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَرَغْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) حَم (2) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} حَتَّى بَلَغَ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} فَقَالَ لَهُ عُتْبَةُ: حَسْبُكَ، حَسْبُكَ، مَا عِنْدَكَ غَيْرُ هَذَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا. فَرَجَعَ إِلَى قُرَيْشٍ، فَقَالُوا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ شَيْئًا أَرَى أَنَّكُمْ تُكَلِّمُونَهُ بِهِ إِلَّا قد كَلَّمْتُهُ بِهِ، قَالُوا: فَهَلْ أَجَابَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَالَّذِي نَصَبَهَا بَنْيَةً مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ، غَيْرَ أَنَّهُ أَنْذَرَكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ، قَالُوا: وَيْلَكَ، يُكَلِّمُكَ رَجُلٌ بِالْعَرَبِيَّةِ لَا تَدْرِي مَا قَالَ! قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا فَهِمْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَ غَيْرَ ذِكْرِ الصَّاعِقَةِ. [2، 3]- رَوَاهُ عَبْدُ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْأَجْلَحِ.

باب الإسراء

(15 - بَابُ الْإِسْرَاءِ)

4234 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، حدثنا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ مِقْلَاصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، انْتُهِيَ بِي إِلَى قَصْرٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ فِيهِ فرايص مِنْ ذَهَبٍ يَتَلَأْلَأُ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَوْ [فَأَمَرَنِي فِي عَلِيٍّ] بِثَلَاثِ خِصَالٍ: بِأَنَّكَ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينِ، وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ.

4235 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيٍّ الْأَنْصَارِيُّ، حدثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشيباني، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ، عن أم هاني رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِغَلَسٍ، فَجَلَسَ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §شَعَرْتُ أَنِّي بِتُّ اللَّيْلَةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فأتاني جبريل عليه السلام، فَذَهَبَ بِي إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ، فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، مُضْطَرِبِ الأذنين، فركبت، وكان يَضَعُ حَافِرَهُ مَدَّ بَصَرِهِ، إِذَا أَخَذَنِي فِي هُبُوطٍ، طَالَتْ يَدَاهُ وَقَصُرَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا أَخَذَنِي فِي صُعُودٍ، طَالَتْ رِجْلَاهُ وَقَصُرَتْ يداه، وجبريل عليه السلام لَا يَفُوتَنِي، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَوْثَقْتُهُ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي كَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ تُوثِقُ بِهَا، فَنُشِرَ لِي رَهْطٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام فَصَلَّيْتُ بِهِمْ، وَكَلَّمْتُهُمْ، وَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ أَحْمَرَ وَأَبْيَضَ، فَشَرِبْتُ الْأَبْيَضَ، فَقَالَ لي جبريل عليه السلام: شَرِبْتَ اللَّبَنَ وَتَرَكْتَ الْخَمْرَ، لَوْ شَرِبْتَ الْخَمْرَ لَارْتَدَّتْ أُمَّتُكَ. ثُمَّ رَكِبْتُهُ، فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وصليت بِهِ الْغَدَاةَ، قَالَتْ: فتعلقت بردائه [وقلت] : أَنْشُدُكُ اللَّهَ يَا ابْنَ عَمِّ! أَنْ تُحَدِّثَ بِهَذَا قُرَيْشًا، فَيُكَذِّبَكَ مَنْ صدقك. فضرب بيده عَلَى رِدَائِهِ، فَانْتَزَعَهُ مِنْ -[280]- يَدِي، فَارْتَفَعَ عَنْ بَطْنِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى عُكْنَةٍ فَوْقَ إِزَارِهِ كَأَنَّهَا طَيُّ الْقَرَاطِيسِ، فَإِذَا نُورٌ سَاطِعٌ عند فؤاده كاد يَخْطَفُ بَصَرِي، فَخَرَرْتُ سَاجِدَةً. فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِي إِذَا هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ خَرَجَ. فَقُلْتُ لِجَارِيَتِي نَبْعَةَ: وَيْلَكِ! اتْبَعِيهِ فَانْظُرِي مَاذَا يَقُولُ: وَمَاذَا يُقَالُ لَهُ! فَلَمَّا رَجَعَتْ نَبْعَةُ أَخْبَرَتْنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى إِلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الْحَطِيمِ، فِيهِمُ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مغيرة، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي صَلَّيْتُ اللَّيْلَةَ الْعِشَاءَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، وَصَلَّيْتُ بِهِ الْغَدَاةَ، وَأَتَيْتُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بيت المقدس، فنشر لِي رَهْطٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ: مِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ، وموسى، وعيسى عليهم الصلاة والسلام وصليت بِهِمْ، وَكَلَّمْتُهُمْ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِهِ: صِفْهُمْ لِي! فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما عيسى عليه السلام فَفَوْقَ الرَّبْعَةِ وَدُونَ الطَّوِيلِ، عريض الصَّدْرِ، ظَاهِرُ الدَّمِ، جَعْدُ الشَّعْرِ، تَعْلُوهُ صُهْبَةٌ، / كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ. وأما موسى عليه السلام فَضَخْمٌ آدَمُ، طُوَالٌ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، مُتَرَاكِبُ الْأَسْنَانِ، مُقَلَّصُ الشَّفَةِ، خَارِجُ اللِّثَةِ، عَابِسٌ. وأما إبراهيم عليه السلام فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَأَشْبَهُ النَّاسِ بِي خُلُقًا وَخَلْقًا. قَالَ: فَضَجُّوا، وَأَعْظَمُوا ذَلِكَ، فَقَالَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ: كُلُّ أَمْرِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ كَانَ أَمَمًا غَيْرَ قَوْلِكَ الْيَوْمَ، أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَاذِبٌ، نَحْنُ نَضْرِبُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، نَصْعَدُ شَهْرًا، وَنَنْحَدِرُ شَهْرًا تَزْعُمُ أَنَّكَ أَتَيْتَهُ فِي لَيْلَةٍ، وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا أُصَدِّقُكَ وَمَا كان الذي تقوله قَطُّ. وَكَانَ -[281]- لِلْمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ حَوْضٌ عَلَى زَمْزَمَ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، فَهَدَمَهُ، وَأَقْسَمَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَا يَسْقِي مِنْهُ قَطْرَةً أَبَدًا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا مُطْعِمُ، بِئْسَ مَا قُلْتَ لِابْنِ أَخِيكَ! جَبَهْتَهُ! وَكَذَّبْتَهُ! أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ صَادِقٌ. فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ! فَصِفْ لَنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ: دَخَلْتُهُ لَيْلًا وَخَرَجْتُ مِنْهُ لَيْلًا. فأتاه جبريل عليه السلام فَصَيَّرَهُ فِي جَنَاحِهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: بَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَبَابٌ مِنْهُ كَذَا فِي مَوْضِعِ كَذَا، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: صَدَقْتَ، صَدَقْتَ. قالت نبعة رَضِيَ الله عَنْها: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي قَدْ سميتك الصِّدِّيقَ، قَالُوا: يَا مُطْعِمُ! دَعْنَا نَسْأَلُهُ عما هو أغنى لَنَا مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، يَا مُحَمَّدُ! أَخْبِرْنَا عَنْ عِيرِنَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَيْتُ عَلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ بِالرَّوْحَاءِ، قَدْ أَضَلُّوا نَاقَةً لَهُمْ، فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهَا، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رِحَالِهِمْ، لَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَإِذَا قَدَحُ مَاءٍ، فَشَرِبْتُ مِنْهُ، فَاسْأَلُوهُمْ عَنْ ذلك، قالوا: هذا وَالْإِلَهِ آيَةٌ. ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ، فَنَفَرَتْ مِنِّي الْإِبِلُ، وَبَرَكَ مِنْهَا جَمَلٌ أَحْمَرُ، عَلَيْهِ جَوَالِقُ مَخِيطٌ بِبَيَاضٍ، لَا أَدْرِي أَكُسِرَ الْبَعِيرُ، أَمْ لَا، فَاسْأَلُوهُمْ عَنْ ذَلِكَ. فَقَالُوا: هَذِهِ -[282]- وَالْإِلَهِ آيَةٌ. ثُمَّ انْتَهَيْتُ إِلَى عِيرِ بَنِي فُلَانٍ فِي التَّنْعِيمِ، يَقْدُمُهَا جَمَلٌ أورق، هِيَ ذِهِ تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنَ الثَّنِيَّةِ. فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: سَاحِرٌ! فَانْطَلَقُوا، فَنَظَرُوا، فَوَجَدُوا الْأَمْرَ كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَمُوهُ بِالسِّحْرِ، وَقَالُوا: صَدَقَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فِيمَا قَالَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا جَعَلْنَا الرءيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القرءان} . قُلْتُ لأم هانئ رَضِيَ الله عَنْها مَا الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ؟ قَالَتِ: الَّذِينَ خُوِّفُوا فَلَمْ يَزِدْهُمُ التَّخْوِيفُ إِلَّا طُغْيَانًا وَكُفْرًا.

4236 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أُتِيَ بِالْبُرَاقِ، فَرَكِبَهُ خلف جبريل عليه السلام، فَسَارَ بِهِمَا، فَكَانَ إِذَا أَتَى عَلَى جَبَلٍ ارْتَفَعَتْ رِجْلَاهُ، وَإِذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ، فَسَارَ بِنَا فِي أَرْضٍ غمة منتنة، فسار بنا حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ، [فقلت: يا جبريل! إنا كنا نسير في أرض غمة منتنة حتى أفضينا إلى أرض فَيْحَاءَ طَيِّبَةٍ] ، فقال جبريل عليه السلام: تِلْكَ أَرْضُ النَّارِ، وَهَذِهِ أَرْضُ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ قَائِمٍ يُصَلِّي، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ مَعَكَ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ، فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ: سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ عِيسَى، قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَسَمِعْنَا صَوْتًا وَزَئِيرًا، فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: قَالَ هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ. قَالَ: فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، وَقَالَ: سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسَرَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا أَخُوكَ مُوسَى، قَالَ: قُلْتُ عَلَى مَنْ تَذَمُّرُهُ وَصَوْتُهُ قَالَ: عَلَى رَبِّهِ، [قُلْتُ: عَلَى رَبِّهِ؟ !] ، قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ يَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ وَحِدَّتَهُ، ثُمَّ سِرْنَا، فَرَأَيْنَا مَصَابِيحَ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جبريل؟ قال: هَذِهِ شَجَرَةُ أَبِيكَ إِبْرَاهِيمَ، أَتَدْنُو مِنْهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَنَوْنَا مِنْهُ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى دَخَلْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطَ الدَّابَّةَ بِالْحَلَقَةِ الَّتِي -[287]- تربط بِهَا الأنبياء، ثم دخلت بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَنُشِرَتْ لِي الْأَنْبِيَاءُ، مَنْ سمى الله تعالى مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ إِلَّا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ: مُوسَى وعيسى وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.

باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

(16 - بَابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ)

4237 - قَالَ إِسْحَاقُ: حُدِّثْتُ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَلَمَّا انْطَلَقَ سُرَاقَةُ رَاجِعًا مِنْ طَلَبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلَبِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، جَعَلَ يَذْكُرُ مَا رَأَى مِنَ الْفَرَسِ وَيُذْكَرُ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْجَهْدِ فِي طَلَبِهِمَا، فَسَمِعَ أَبُو جَهْلٍ بِذَلِكَ، فَخَشِيَ أَنْ يُسْلِمَ حين رأى ما رآه، فَقَالَ فِي ذَلِكَ أَبْيَاتًا: [البحر الطويل] (بَنِي مُدْلِجٍ إِنِّي أَخَافُ سَفِيهَكُمْ ... سُرَاقَةَ يَسْتَغْوِي لِنَصْرِ مُحَمَّدِ) (عَلَيْكُمْ به ألا يفارق جَمْعَكُمْ ... فَيُصْبِحَ شَتَّى بَعْدَ عَزٍّ وَسُؤْدُدِ) (يَظُنُّ سَفِيهُ الْحَيِّ أَنْ جَاءَ بِشُبْهَةٍ ... عَلَى وَاضِحٍ مِنْ سنة الحق مهتد) (فَأَنَّى يَكُونُ الْحَقُّ مَا قَالَ إِنْ غَدَا ... وَلَمْ يَأْتِ بِالْحَقِّ الْمُبِينِ الْمُسَدِّدِ) (وَلَكِنَّهُ وَلَّى غَرِيبًا بِسُخْطِةٍ ... إلى يثرب منا، فيا بَعْدَ مَوْلِدِ) (وَلَوْ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ يثرب هاربا ... لأشجاه وَقْعُ الْمَشْرَفِيِّ الْمُهَنَّدِ) فَأَجَابَهُ سُرَاقَةُ فِيمَا قَالَ، فقال: (أبا الحكم وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ شَاهِدًا ... لِأَمْرِ جَوَادِي إِذْ تَسِيخُ قَوَائِمُهْ -[290]-) (عَجِبْتَ وَلَمْ تَشْكُكْ بِأَنَّ مُحَمَّدًا ... أَتَانَا بِبُرْهَانٍ فَمَنْ ذَا يُكَاتِمُهْ) (عَلَيْكَ فَكُفَّ الْقَوْمَ عَنْهُ فَإِنَّنِي (أَرَى أَمْرَهُ يَوْمًا) ستبدوا مَعَالِمُهْ) (بِأَمْرٍ يَوَدُّ النصر فيه ويالها ... لو أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ طُرًّا تُسَالِمُهْ)

4238 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ، حدثنا مُوسَى بْنُ مَطِيرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، حَتَّى اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ / صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَوْرَتِهِ يَبُولُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَيْسَ الرَّجُلُ يَرَانَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ رَآنَا لَمْ يَسْتَقْبِلْنَا بِعَوْرَتِهِ ". يَعْنِي وَهُمَا فِي الْغَارِ.

4239 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ، قَالَ: كَانَ §أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي فِي الْهِجْرَةِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَسَهْلُ بن بيضاء رَضِيَ الله عَنْهما.

باب بيعة العقبة

(17 - بَابُ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ)

4240 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عِيسَى هُوَ ابْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَقَدْ §لَبِثْنَا بِالْمَدِينَةِ سَنَتَيْنِ، قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعْمُرُ الْمَسَاجِدَ، وَنُقِيمُ الصَّلَاةَ.

4241 -[1] حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا لقي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النُّقَبَاءَ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ: " §تَؤْوُونِي وَتَمْنَعُونِي "، قَالُوا: فَمَا لَنَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَكُمُ الْجَنَّةُ ". مُخْتَصَرٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجُوهُ مُطَوَّلًا. [2] قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ.

من باب الهجرة

(18 - من باب الهجرة)

4242 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: إِنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ قُرَيْشًا جَعَلَتْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ، إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ جَعَلَتْ فِيهِمَا قُرَيْشٌ مَا جَعَلَتْ، قريبا مِنْكَ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَأَتَيْتُ فَرَسِي وَهُوَ فِي الْمَرْعَى، فَنَفَرْتُ بِهِ، ثُمَّ أَخَذْتُ رُمْحِي، فَرَكِبْتُهُ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَجْرَ الرُّمْحِ مخامة أَنْ يَشْرَكَنِيَ فيهما أَهْلُ الْمَاءِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: بَاغٍ يَبْغِينَا، قَالَ: فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: §اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ، قَالَ: فَوَحَلَ بِي فَرَسِي، وَإِنِّي لَفِي جَلْدٍ مِنَ الْأَرْضِ، فوقعت عَلَى حَجَرٍ، فانقلبت، فَقُلْتُ: ادْعُ الَّذِي فَعَلَ مَا أَرَى أَنْ يُخَلِّصَهُ، وعاهده ألا يَعْصِيَهُ أَبَدًا، قَالَ: فَدَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ، فَخَلَّصَ الْفَرَسَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له: أواهبه أَنْتَ لِي؟ قَالَ: نعم، فقال: ها هنا، عم عنا النَّاسِ. وَأَخَذَ السَّاحِلَ مِمَّا يَلِي الْبَحْرَ، قَالَ: فَكُنْتُ لَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ طالبا وآخر النهار -[300]- لَهُمْ مَسْلَحَةً. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا اسْتَقْرَرْنَا بِالْمَدِينَةِ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَأْتِيَنَا فَأْتِنَا. فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَظَهَرَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ وَأُحُدٍ، وَأَسْلَمَ مَنْ حَوْلَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ: وبلغني أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى بَنِي مُدْلِجٍ، أَتَيْتُهُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْمَاضِيَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ النِّسَاءِ -[302]-. 4242 -[2] وقال الحارث: حدثنا بشر بن عمر الزهراني، حدثنا حماد بن سلمة بطوله. وقد أخرج البخاري هذا الحديث المذكور بمعناه من وجه آخر عن سراقة رَضِيَ الله عَنْه، وفي هذا مغايرة في مويضعات.

4243 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ، حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه مُسْتَخْفِيَيْنِ فِي الْغَارِ، مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا، فاستسقا مِنَ اللَّبَنِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لِي شَاةٌ تُحْلَبُ، غَيْرَ أَنَّ هَاهُنَا عَنَاقًا حَمَلَتْ أَوَانَ الشِّتَاءِ، فَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ، وَقَدِ اهْتُجِنَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ائْتِنَا بِهَا " فَدَعَا عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ حَلَبَ عَسًّا، فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ حَلَبَ آخَرَ، فَسَقَى الرَّاعِيَ، ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الْعَبْدُ: بِاللَّهِ مَنْ أَنْتَ؟ مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ، قَالَ: " وتراك إِنْ أَخْبَرْتُكَ تَكْتُمُ عَلَيَّ؟ " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَإِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ " قَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّكَ صَابِئٌ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ ذَلِكَ "، قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، وَأَنَّهُ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَهُ إِلَّا نَبِيٌّ، ثُمَّ قَالَ: أَتَّبِعُكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا، حَتَّى تَسْمَعَ أَنَّا قَدْ ظَهَرْنَا، فَإِذَا بَلَغَكَ ذَلِكَ فاخرج، فتبعه بعدما خَرَجَ مِنَ الْغَارِ.

باب سرية نخلة

(19 - بَابُ سَرِيَّةِ نَخْلَةَ) (202) حَدِيثُ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ فِي قِصَّةِ عَمْرِو بْنِ سُرَاقَةَ رَضِيَ الله عَنْه، تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الزُّهْدِ، فِي بَابِ عَيْشِ السَّلَفِ.

باب غزوة بدر

(20 - بَابُ غَزْوَةِ بَدْرٍ)

4244 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى أَوْ خَالِدٌ - شَكَّ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الرَّاوِي عَنْ مُسَدَّدٍ - حدثنا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَتْ §صَبِيحَةُ بَدْرٍ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ.

4245 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ: يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بَعْضِ بَنِي سَاعِدَةَ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ الله عَنْه أنه قال بعد ما ذَهَبَ بَصْرُهُ: §لَوْ كُنْتُ أُبْصِرُ لَأَرَيْتُكَ الْآنَ بِبَدْرٍ الشِّعْبَ الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ، لَا أَشُكُّ وَلَا أَتَمَارَى.

4246 - أخبرنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: دَفَعْتُ الَى أَبِي جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَضَرَبْتُهُ، فقتله الله تعالى، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثْتُهُ، وَوَجَدْتُ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عِنْدَهُ أَسِيرًا، فَقَالَ: §أَنْتَ قَتَلْتَهُ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَأَنْتَ تُكَذِّبُنِي؟ قَالَ: فَمَا رَأَيْتَ بِهِ؟ قُلْتُ: رَأَيْتُ بِفَخِذِهِ حَلَقَةً مِثْلَ حَلَقَةِ الْبَعِيرِ، قَالَ: صَدَقْتَ، هِيَ كَيَّةُ نَارٍ اكْتَوَى بِهَا مِنَ الشَّوْكَةِ. قَالَ: وَأَبُو جَهْلٍ يَقُولُ: / (مَا تَنْقِمُ الْحَرْبُ الْعَوَانُ مني ... بازل عامين سَدِيسٌ سِنِّي) (لِمِثْلِ هَذَا وَلَدَتْنِي أُمِّي ... ) قُلْتُ: قِصَّةُ أَبِي جَهْلٍ رَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ. وَهَذَا الْإِسْنَادُ ضَعِيفٌ -[315]-. 4247 -[1] أخبرنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَا: حدثنا إِسْرَائِيلُ. فَذَكَرَهُ.

[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا أَبُو أَحْمَدَ، حدثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} . قَالَ: لَقَدْ قَلُّوا فِي أَعْيُنِنَا حَتَّى قُلْتُ لِرَجُلٍ إِلَى جَنْبِي: أَتُرَاهُمْ سَبْعِينَ؟ فَقَالَ: أُرَاهُمْ مِائَةً، حَتَّى أَخَذْنَا رَجُلًا [مِنْهُمْ] فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: كُنَّا أَلْفًا. قُلْتُ: هَذَا إسناد صَحِيحٌ ، إِنْ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ سَمِعَهُ مِنْ أَبِيهِ، فَقَدِ اخْتُلِفَ فِي سَمَاعِهِ مِنْهُ.

4248 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: §افترض الله تعالى عَلَيْهِمْ أَنْ يُقَاتِلَ الْوَاحِدُ الْعَشَرَةَ، فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فوضع الله تعالى عَنْهُمْ إِلَى أَنْ يُقَاتِلَ الرَّجُلُ الرَّجُلَيْنِ، فأنزل الله تعالى فِي ذَلِكَ: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} إِلَى آخِرِ الْآيَاتِ، فَقَالَ: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} يَعْنِي: غَنَائِمَ بَدْرٍ، يَقُولُ: لَوْلَا أَنِّي لَا أُعَذِّبُ مَنْ عَصَانِي حَتَّى أَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأسارى ... .} الْآيَةَ. فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْه: فِيَّ وَاللَّهِ نَزَلَتْ حِينَ أَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلَامِي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُحَاسِبَنِي بِالْعِشْرِينَ الْأُوقِيَّةِ الَّتِي أَخَذْتُ مَعِي، فَأَعْطَانِي بِهَا عِشْرِينَ عَبْدًا، كُلُّهُمْ قَدْ تَاجَرَ بِمَالٍ فِي يَدِهِ، مَعَ مَا أَرْجُو مِنْ مَغْفِرَةِ اللَّهِ تَعَالَى. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي التَّفْسِيرِ الْمُسْنَدِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ هَكَذَا. وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ. [[قلت: أَخْرَجَ البخاري أَوَّلَهُ بِمَعْنَاهُ دُونَ قَوْلِهِ: ثُمَّ قَالَ: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ} [الأنفال: 68] إِلَى آخِرِهِ، وَأَظُنُّ ذَلِكَ مُدْرَجًا فِي الْخَبَرِ مِنْ كَلَامِ ابْنِ إِسْحَاقَ، وَحَدِيثُ الْعَبَّاسِ عَلَى هَذَا مُعْضَلٌ، وَأَمَّا عَلَى ظَاهِرِ السِّيَاقِ أَوَّلًا، فَهُوَ مُسْنَدٌ، وَعَلَى ذَلِكَ عَمِلَ إِسْحَاقُ]] (*)

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وزدناه من بعض النسخ

4249 - أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §رَأَيْتُ قَبْلَ هَزِيمَةِ الْقَوْمِ، وَالنَّاسُ يَقْتَتِلُونَ مِثْلَ الْبِجَادِ الْأَسْوَدِ، أَقْبَلَ مِنَ السَّمَاءِ مِثْلُ النَّمْلِ الْأَسْوَدِ، فَلَمْ أَشُكَكَّ أَنَّهَا الْمَلَائِكَةُ، فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا هَزِيمَةُ الْقَوْمِ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَ إِسْحَاقُ بن يسار سمعه مِنَ جُبَيْرٍ.

4250 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عمر، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: كَانَ §شِعَارُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ يَا مَنْصُورُ أَمِتْ.

4251 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه: أَيْ خَالُ، أخبرني عن قصتك يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اقْرَأْ بَعْدَ الْعِشْرِينَ وَالْمِائَةِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ تَجِدْ قِصَّتَنَا: {§وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} ، إِلَى قَوْلِهِ: {أَنْ تَفْشَلَا} ، قَالَ: هُمُ الَّذِينَ طَلَبُوا الْأَمَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِلَى قَوْلِهِ: {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} ، قَالَ: هُوَ تَمَنِّي الْمُؤْمِنِينَ لِقَاءَ الْعَدُوِّ، إِلَى قَوْلِهِ: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} .

4252 - حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حدثنا (يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ) ، حدثنا هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §أَمَرَنِي رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن أعوِّر آبَارَهَا، يَعْنِي: يَوْمَ بَدْرٍ.

4253 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ، حدثنا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §كُنْتُ عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ أَمْتَحُ، أَوْ أَمِيحُ مِنْهُ، فَجَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ لَمْ أَرَ [رِيحًا] أَشَدَّ مِنْهَا إِلَّا الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا، ثُمَّ جَاءَتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ، فَكَانَتِ الْأُولَى مِيكَائِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالثَّانِيَةُ إِسْرَافِيلَ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَنْ يَسَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والثالثة جبريل عليه السلام فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ يَمِينِهِ، وَكُنْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا هزم الله تعالى الْكُفَّارَ حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَرَسٍ، فَلَمَّا اسْتَوَيْتُ عَلَيْهَا، حَمَلَنِي فَصِرْتُ عَلَى عُنُقِهِ فدعوت الله تعالى فَثَبَّتَنِي عَلَيْهِ، فَطُعِنْتُ بِرُمْحِي حَتَّى بَلَغَ الدَّمُ إِبْطِي.

4254 - حدثنا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، حدثنا الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، إِذْ تَبَسَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاتِهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! رَأَيْنَاكَ تَبَسَّمْتَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَرَّ بي ميكائيل عليه السلام، وَعَلَى جناحه أثر غبار، وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ طَلَبِ الْقَوْمِ، فَضَحِكَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمْتُ إِلَيْهِ.

ذكر فضائل من شهد بدرا

(21 - ذِكْر فضائل مَنْ شَهِدَ بَدْرًا)

4255 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا عَبْدُ الْمُهَيْمنِ بْنُ عَبَّاسٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ أَبَاهُ سَعْدًا رَضِيَ الله عَنْه §خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ تُوُفِّيَ، فَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ فِي آخِرِ رَحْلِهِ، وَأَوْصَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَاحِلَتِهِ وَرَحْلِهِ، وَثَلَاثَةَ أَوْسُقٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَقَبِلَهَا، ثُمَّ رَدَّهَا عَلَى وَرَثَتِهِ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ.

4256 - حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، §ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه بِسَهْمِهِ يَوْمَ بَدْرٍ. (203) وَحَدِيثُ حَاطِبٍ رَضِيَ الله عَنْه مَضَى فِي تَفْسِيرِ الْمُمْتَحِنَةِ.

ذكر من قتل ببدر

(22 - ذِكْرُ مَنْ قُتِلَ بِبَدْرٍ)

4257 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يوم بدر أوتي بعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ أَسِيرًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَأَقْتُلَنَّكَ ". فَقَالَ: تَقْتُلُنِي مِنْ بَيْنِ / قُرَيْشٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ ". ثُمَّ أَقْبَلَ على أصحابه رَضِيَ الله عَنْهم فَقَالَ: " إِنَّهُ أَتَانِي وَأَنَا سَاجِدٌ فَوَطِئَ عَلَى عُنُقِي، فَوَاللَّهِ مَا رَفَعَهَا حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ عَيْنَيَّ ستقعان، وأتى بسلى جَزُورٍ، فَأَلْقَاهُ عَلَيَّ، حَتَّى جَاءَتْ فَاطِمَةُ، فَأَمَاطَتْهُ عَنْ رَأْسِي ". [قَالَ] : ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ.

4258 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: §ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ، وَذَفَّفَ عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، يَعْنِي: أَبَا جَهْلٍ.

باب قتل كعب بن الأشرف

(23 - بَابُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ)

4259 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: إِنَّهُمُ اجْتَمَعُوا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَشَى مَعَهُمْ حَتَّى بَلَغَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ، فَقَالَ: §انْطَلِقُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ. وَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِهِ، قَالَ: فَأَقْبَلُوا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى حِصْنِهِ - يَعْنِي: كَعْبَ بْنَ الْأَشْرَفِ - فَهَتَفَ أَبُو نَائِلَةَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ وَهُوَ حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: إِنَّكَ مُحَارِبٌ وَإِنَّ صَاحِبَ الْحَرْبِ لَا يَنْزِلُ فِي مِثْلِ هَذِهِ السَّاعَةِ، فَقَالَ لَهَا: إِنَّهُ أَبُو نَائِلَةَ، وَاللَّهِ لَوْ وَجَدَنِي نَائِمًا مَا أَيْقَظَنِي، فَقَالَتْ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ فِي صَوْتِهِ الشَّرَّ، فَقَالَ لَهَا: لَوْ يُدْعَى الْفَتَى لِطَعْنَةٍ لَأَجَابَ، فَنَزَلَ إِلَيْهِمْ، فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً، ثُمَّ قَالُوا: لَوْ مَشَيْنَا إِلَى شِعْبِ الْعَجُوزِ فَتَحَدَّثْنَا لَيْلَتَنَا هَذِهِ، فَإِنَّهُ لَا عَهْدَ لَنَا بِذَلِكَ، قَالَ: نَعَمْ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ. ثم إن [أبا نائلة] -[338]- شَامَ يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَاللَّيْلَةِ عِطْرًا أَطْيَبَ، ثُمَّ مَشَى سَاعَةَ، ثُمَّ عَادَ بمثلها حَتَّى اطْمَأَنَّ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي فَوْدِ رَأْسِهِ، فَأَخَذَ شَعْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: اضْرِبُوا عَدُوَّ اللَّهِ، قَالَ: فَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ أَسْيَافُهُمْ، قَالَ: وَصَاحَ عَدُوُّ اللَّهِ صَيْحَةً فَلَمْ يَبْقَ حِصْنٌ إِلَّا أُوقِدَتْ عَلَيْهِ نَارٌ، قَالَ: وَأُصِيبَتْ رِجْلُ الْحَارِثِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: فَلَمَّا رَأَيْتُ السيوف لا تغني شَيْئًا، ذَكَرْتُ مِغْوَلًا فِي سَيْفِي، فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعْتُهُ عَلَى سُرَّتِهِ، فَتَحَامَلْتُ عَلَيْهِ، حَتَّى بَلَغَ عَانَتَهُ فَوَقَعَ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَسَلَكْنَا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، ثُمَّ عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ عَلَى بُعَاثَ، ثُمَّ أَسْرَيْنَا فِي حَرَّةِ الْعُرَيْضِ، وَأَبْطَأَ الْحَارِثُ وَنَزَفَ الدَّمُ، فَوَقَفْنَا لَهُ، ثُمَّ احْتَمَلْنَاهُ حَتَّى جِئْنَا بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَخَرَجَ عَلَيْنَا فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَتْلِ عَدُوِّ اللَّهِ، فَتَفَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جُرْحِ الْحَارِثِ، فَرَجَعْنَا بِهِ إِلَى بَيْتِهِ، وَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ إِلَى رِحَالِهِمْ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَافَتْ يَهُودُ لِوَقْعَتِنَا بِعَدُوِّ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ وَجَدْتُمُوهُ مِنْ رِجَالِ يَهُودَ فَاقْتُلُوهُ، فَوَثَبَ مُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ عَلَى ابْنِ سَنِينَةَ رَجُلٍ مِنْ تُجَّارِ يَهُودَ، وَكَانَ يُبَايِعُهُمْ وَيُخَالِطُهُمْ فَقَتَلَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ حُوَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ، وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ، يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ: أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ! أَقَتَلْتَهُ؟ وَاللَّهِ لَرُبَّ شَحْمٍ فِي بَطْنِكَ مِنْ مَالِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَمَرَنِي بِقَتْلِهِ رَجُلٌ لَوْ أَمَرَنِي بِقَتْلِكَ لَضَرَبْتُ عُنُقَكَ، قَالَ: آللَّهِ لَوْ أَمَرَكَ مُحَمَّدٌ بِقَتْلَى لَقَتَلْتَنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، -[339]- وَاللَّهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ دينا بلغ بك هَذَا لَدِينٌ عَجَبٌ، فَكَانَ أَوَّلُ إِسْلَامِ حُوَيْصَةَ مِنْ قِبَلِ قَوْلِ أَخِيهِ، فَقَالَ مُحَيِّصَةُ فِي ذَلِكَ شِعْرًا. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ مُتَّصِلٌ ، أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ: " اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ " فَقَطْ، وَهُوَ الْمَرْفُوعُ مِنْهُ الْمَوْصُولُ، وَالْبَاقِي مُدْرَجٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ عمرو عن جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه.

4259 -[2] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حدثنا سُفْيَانُ، حدثنا الْعَبْسِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَتْ امْرَأَتُهُ: إِنِّي §أَسْمَعُ صَوْتًا أَجِدُ مِنْهُ رِيحَ الدَّمِ، قَالَ: إِنَّمَا هُوَ أَبُو نَائِلَةَ أَخٌ لِي، لَوْ وَجَدَنِي نَائِمًا مَا أَيْقَظَنِي، وَإِنَّ الْكَرِيمَ إِذَا دُعِيَ إِلَى طَعْنَةٍ لَأَجَابَ. وَسَمَّى الَّذِينَ أَتَوْهُ مَعَ أَبِي نَائِلَةَ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ معاذ، وأبو عبيس بن جابر.

باب وقعة أحد

(24 - بَابُ وَقْعَةِ أُحُدٍ)

4260 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي §لَأَنْظُرُ يَوْمَئِذٍ إِلَى خَدَمِ النِّسَاءِ، مُشَمِّرَاتٍ يَسْعَيْنَ حِينَ انْهَزَمَ الْقَوْمُ، وَمَا أَرَى دُونَ أَخْذِهِنَّ شَيْئًا، وَإِنَّا لَنَحْسَبُهُمْ قَتْلَى مَا يَرْجِعُ إِلَيْنَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُصِيبَ أَصْحَابُ اللِّوَاءِ، [وَصَبَرُوا عِنْدَهُ حَتَّى صَارَ إِلَى عبد له حَبَشِيٍّ، يُقَالُ لَهُ " صَوَابٌ " ثُمَّ قُتِلَ صَوَابٌ فَطُرِحَ اللِّوَاءُ] فَمَا يَقْرَبُهُ أَحَدٌ مِنْ خلق الله تعالى، حَتَّى وَثَبَتْ إِلَيْهِ عَمْرَةُ بِنْتُ عَلْقَمَةَ الحارثية، فَرَفَعَتْهُ لَهُمْ، وَثَابَ إِلَيْهِ النَّاسُ. قَالَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ الله عَنْه: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَكَذَلِكَ قَدْ عَلَوْنَاهُمْ وَظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ، إِذْ خَالَفَتِ الرُّمَاةُ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلُوا إِلَى الْعَسْكَرِ حِينَ رَأَوْهُ مُخْتَلًّا قَدْ أَجْهَضْنَاهُمْ عنه، فرغبوا إلى الْغَنَائِمِ، وَتَرَكُوا عَهْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ الْأَمْتِعَةَ، فَأَتَتْنَا الْخَيْلُ مِنْ خَلْفِنَا، فَحَطَّمَتْنَا، وَكَرَّ النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ، فَصَرَخَ صَارِخٌ يَرَوْنَ أَنَّهُ الشَّيْطَانُ: إِلَّا إِنَّ مُحَمَّدًا قد قتل. فأعظم النَّاسُ، وَرَكِبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَصَارُوا أَثْلَاثًا: ثُلُثًا -[344]- جَرِيحًا، وثلثا مَقْتُولًا، وَثُلُثًا مُنْهَزِمًا، قَدْ بَلَغَتِ الْحَرْبُ، وَقَدْ كَانَتِ الرُّمَاةُ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ رَأَوُا النَّاسَ وَقَعُوا فِي الْغَنَائِمِ، وَقَدْ هزم الله تعالى الْمُشْرِكِينِ، وَأَخَذَ الْمُسْلِمُونَ الْغَنَائِمَ: فَمَاذَا تَنْتَظِرُونَ؟ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: قَدْ تَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَاكُمْ أَنْ تُفَارِقُوا مَكَانَكُمْ إِنْ كَانَتْ عَلَيْهِ أَوْ لَهُ، فَتَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّ الطَّائِفَةَ الْأُولَى مِنَ الرُّمَاةِ أَبَتْ إِلَّا أَنْ تَلْحَقَ بِالْعَسْكَرِ، فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ، وَتَرَكُوا مَكَانَهُمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ حَمَلَتْ خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، لَهُ شَاهِدٌ / فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه.

4260 -[2] وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ إِلَى الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ النُّعَاسَ لَيَغْشَانِي، إِذْ سَمِعْتُ ابْنَ قُشَيْرٍ يَقُولُهَا وَمَا أَسْمَعُهَا مِنْهُ إِلَّا كَالْحُلْمِ، ثُمَّ قَرَأَ: {§إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} . قَالَ: وَالَّذِينَ تَوَلَّوْا عِنْدَ جَوْلَةِ النَّاسِ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وسعد بْنُ عُثْمَانَ الزُّرَقِيُّ، وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ، حَتَّى بَلَغُوا جَبَلًا بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ يقال له: " الحاجب " بِبَطْنِ الْأَعْوَصِ، فَأَقَامُوا بِهِ ثَلَاثًا، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ لَمَّا رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَقَدْ ذَهَبْتُمْ فِيهَا عَرِيضَةً. ثُمَّ قَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا} ، يَعْنِي: الْمُنَافِقِينَ {وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} الآية. قال: ابتغاء وَتَحَسُّرًا، وَذَلِكَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا. ثُمَّ كَانَتِ الْقِصَّةُ فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ نَبِيُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَعْهَدُ إِلَيْهِ، حَتَّى انْتَهَى إلى قوله: {أو لما أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} ، يَعْنِي: يَوْمَ بَدْرٍ فِيمَنْ قُتِلُوا وَأُسِرُوا {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} ، الَّتِي كَانَتْ مِنَ الرُّمَاةِ، قَالَ: فَقَالَ {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} ، يَقُولُ: عَلَانِيَةً -[348]- أَمَرَهُمْ، وَيَظْهَرُ أَمْرُهُمْ ويعلم الَّذِينَ نَافَقُوا، فَيَكُونُ أَمْرُهُمْ عَلَانِيَةً، ويعني عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَمَنْ مَعَهُ، مِمَّنْ رَجَعَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَارَ إِلَى عَدُوِّهِ {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ} وَذَلِكَ لِقَوْلِهِمْ حِينَ قَالَ لَهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ سَائِرُونَ إِلَى أُحِدٍ حِينَ انصرفا عَنْهُمْ: أَتَخْذِلُونَنَا وَتُسَلِّمُونَنَا لِعَدِوِّنَا، فَقَالُوا: مَا نَرَى أَنْ يَكُونَ قِتَالًا، لَوْ نَرَى أَنْ يَكُونَ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ، يقول الله عز وجل: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بأفواههم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ} ، مِنْ ذَوِي أَرْحَامَهُمْ، ولم يعن تعالى إِخْوَانَهُمْ فِي الدِّينِ {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} . قَالَ إِسْحَاقُ: هَكَذَا حَدَّثَنَا بِهِ وَهْبٌ، وَأَظُنُّ بَعْضَ التَّفْسِيرِ مِنَ ابْنِ إِسْحَاقَ، يَعْنِي: قَوْلَهُ كَذَا يَعْنِي كَذَا. قُلْتُ: بَلِ انْتَهَى حَدِيثُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه إلى قوله تبارك وتعالى: {غَفُورٌ حَلِيمٌ} ، وَمِنْ قَوْلِهِ: قَالَ وَالَّذِينَ تَوَلَّوْا إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِغَيْرِ إِسْنَادٍ.

4260 -[3] أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، [حدثنا] ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَقَدْ §رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْنَا الْخَوْفُ، وَأُرْسِلَ عَلَيْنَا النَّوْمُ، فَمَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وذقنه، أَوْ قَالَ: ذَقَنُهُ فِي صَدْرِهِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْمَعُ كَالْحُلْمِ قَوْلَ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ: " لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قتلنا هاهنا " فَحَفِظْتُهَا، فأنزل الله عز وجل فِي ذَلِكَ: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدَ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} ، إِلَى قَوْلِهِ: {مَا قُتِلْنَا ههنا} لِقَوْلِ مُعَتِّبِ بْنِ قُشَيْرٍ قَالَ: {لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} ، حَتَّى بَلَغَ {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}

4260 -[4] أَخْبَرَنَا وَهْبٌ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعِدِينَ فِي أُحُدٍ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ: ثُمَّ §أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَأْتِي الْمِهْرَاسَ، فَأَتَاهُ بِمَاءٍ فِي دَرَقَتِهِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرَادَ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ، فَوَجَدَ لَهُ رِيحًا فَعَافَهُ، فَغَسَلَ بِهِ وَجْهَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدِّمَاءِ الَّتِي أَصَابَتْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ على من أدمى وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ. وكان الذي أدماه يَوْمَئِذٍ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ.

4261 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ، يَعْنِي: ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ فَخُمِشَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُسِرَتْ ثَنِيَّتُهُ، فَجَاءَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَأَكَبَّ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ائْتِنِي بِمَاءٍ، فَأَتَاهُ بِمَاءٍ فِي حجفة مِنَ الْمِهْرَاسِ، فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْهُ عَافَهُ، فَجَعَلَ يَغْسِلُ عَنْهُ الدَّمَ، وَيَقُولُ: §اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ كَلِمُوا وَجْهَ نَبِيِّهِ. ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا مَا صَنَعَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ اثْنَيْ عشر رمحا شرعى فِيهِ. فَأَتَاهُ رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنْظُرَ مَا صَنَعْتَ، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنِّي السلام، وأخبره بأني بِآخِرِ رَمَقٍ، وَاقْرَأْ عَلَى قَوْمِكَ السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُمْ: إِنْ هَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنكم شفر تطرف، فَإِنَّهُ لَا عُذْرَ لَكُمْ عند الله تعالى. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ قَالَ: فَهَذَا الْحَدِيثُ يُحَدِّثُهُ الزُّبَيْرُ عَنْ نَفْسِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا. فَأَعْرَضَ عَنِّي مَرَّةً، فَقُلْتُ مَا أَعْرَضَ عَنِّي إِلَّا مِنْ شَرٍّ هُوَ فِيَّ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا. فَأَعْرَضَ عَنِّي مَرَّتَيْنِ أَوْ ثلاثا، فَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا آخُذُهُ، فَأَضْرِبَ بِهِ حَتَّى يَنَثَنِيَ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، فَأَعْطَاهُ السَّيْفَ، قَالَ الزُّبَيْرُ: فَاتَّبَعْتُهُ لِأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ؟ فَجَعَلَ لَا يَأْتِي رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ -[352]- إِلَّا قَتَلَهُ، فَأَتَى رَجُلًا كَانَ عاطبا فِي الْقِتَالِ، فَقَتَلَهُ، وَأَتَى عَلَى امْرَأَةٍ وَهِيَ تَقُولُ: [البحر المديد] (إِنْ تُقْبِلُوا نُعَانِقْ ... ونفرش النَّمَارقْ) (أَوْ تُدْبِرُوا نُفَارِقْ ... فِرَاقَ غَيْرِ وَامِقْ) فَشَهَرَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، ثُمَّ كَفَّ يَدَهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا دُجَانَةَ! فَعَلْتَ كَذَا وكذا، حَتَّى أَتَيْتَ الْمَرْأَةَ فَشَهَرْتَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، ثُمَّ كَفَفْتَ يَدَكَ عَنْهَا، قَالَ: أَكْرَمْتُ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا.

4262 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ صَاحَ يَوْمَ أُحُدٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه: وَأَنَا أَوَّلُ / مَنْ عَرَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْمِغْفَرِ، فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اسْكُتْ، فأنزل الله عز وجل: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفإين مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أعقابكم} الآية. رجاله ثِقَاتٌ، وَلَكِنَّهُ مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ.

4263 - أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، حَتَّى إِذَا خَلَّفَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ نَظَرَ وَرَاءَهُ فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بن سَلُولَ فِي مَوَالِيهِ مِنَ الْيَهُودِ [مِنْ بَنِي] قَيْنُقَاعَ، وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فَقَالَ: أَوَقَدْ أسلموا؟ قال: إنهم عَلَى دِينِهِمْ، قَالَ: قُلْ لَهُمْ فَلْيَرْجِعُوا، فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

4264 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حدثنا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ وَعَلَيْهِ (دِرْعَانِ، وَقَالَ: §لَيْتَ أَنِّي غُودِرْتُ مع أصحابي بنحص الْجَبَلِ. يَعْنِي: شُهَدَاءَ أُحُدٍ) .

4265 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ مُعَاذٌ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §ظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ -[364]-. 4265 -[2] وحدثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حدثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، حدثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، لَكِنْ قَالَ: عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ طَلْحَةَ.

4266 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرِ حَمْزَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَمُدَّتِ النَّمِرَةُ عَلَى رَأْسِهِ فَانْكَشَفَتْ رِجْلَاهُ، فَمُدَّتْ عَلَى رِجْلَيْهِ فَانْكَشَفَ رَأْسُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مُدُّوهَا عَلَى رَأْسِهِ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ شَجَرِ الْحَرْمَلِ.

4267 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو مُوسَى، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ ابن أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: §لَمَّا انْجَلَى النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، نَظَرْتُ إِلَى الْقَتْلَى (فَلَمْ أَرَ) رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَفِرَّ، وَمَا أُرَاهُ فِي الْقَتْلَى، وَلَكِنِّي أَرَى أن الله عز وجل غَضِبَ عَلَيْنَا بِمَا صنعنا، فَرَفَعَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا لِي خَيْرٌ [مِنْ] أَنْ أُقَاتِلَ حَتَّى أُقْتَلَ، فَكَسَرْتُ جَفْنَ سَيْفِي ثُمَّ حَمَلْتُ عَلَى الْقَوْمِ، فأخرجوا لِي، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ.

4268 -[1] وحدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حدثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُقْبَةَ مَوْلَى جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، قَالَ: شَهِدْتُ أُحُدًا مَعَ مَوَالِي، فَضَرَبْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا قَتَلْتُهُ، قُلْتُ: خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الرَّجُلُ الْفَارِسِيُّ، فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §أَلَا قُلْتَ خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ؟ فَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْ أَنْفُسِهِمْ -[372]-. 4268 -[2] وقال الحسن بن سفيان: حدثنا شيبان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن العلاء، عن داود بن الحصين، عن عقبة بن عبد الرحمن، عن أبيه رَضِيَ الله عَنْه، قال: شهدت مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا. فذكره. 4268 -[3] وقال أبو نعيم: حدثنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن به. فلزم من هذا أن ترجم أبو نعيم وسلمة بن نافع لعبد الرحمن بن عقبة في الصحابة، ولا أصل له، والله أعلم.

4269 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: §مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَلُ: أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فأرناه. فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَرَآهُ وَقَدْ شُقَّ بَطْنُهُ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مُثِّلَ بِهِ وَاللَّهِ. فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَوَقَفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْقَتْلَى، فَقَالَ: أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ، كَفِّنُوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ جُرْحٌ يُجْرَحُ فِي اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ، قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا فَاجْعَلُوهُ فِي اللَّحْدِ.

4270 -[1] وقال أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حدثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَا: حدثنا أَبُو مَعْشَرٍ، حدثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: جَاءَ عَلِيٌّ بِسَيْفِهِ إِلَى فَاطِمَةَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ: اغْسِلِي سَيْفِي هَذَا فَقَدْ أَحْسَنْتُ الضِّرَابَ الْيَوْمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَئِنْ كُنْتَ أَحْسَنْتَ الْقِتَالَ فَقَدْ أحسنه عاصم بْنُ ثَابِتٍ، وَسَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، والحارث بْنُ الصِّمَّةِ.

4271 -[1] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أُمِّ المؤمنين عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا ذَكَرَ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ: ذَلِكَ يَوْمٌ كَانَ كُلُّهُ يَوْمَ طَلْحَةَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ، قَالَ: §كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَرَأَيْتُ رَجُلًا يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَهُ، قَالَ: أُرَاهُ يَحْمِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: كُنْ طَلْحَةَ حَيْثُ فَاتَنِي مَا فَاتَنِي، فَقُلْتُ: يَكُونُ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي أَحَبَّ إِلَيَّ، وَبَيْنِي وبين [المشرق] رَجُلٌ لَا أَعْرِفُهُ وَأَنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَبُ مِنْهُ، وَهُوَ يَخْطَفُ الْمَشْيَ خَطْفًا لَا أَخْطَفُهُ، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، / فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ وَشُجَّ فِي وَجْهِهِ، وَقَدْ دَخَلَ فِي وَجْنَتَيْهِ حَلَقَتَانِ مِنْ حِلَقِ المغفر، فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكُمَا صَاحِبَكُمَا - يُرِيدُ طَلْحَةَ - وَقَدْ نَزَفَ، فَلَمْ نَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَهَبْتُ لِأَنْزِعَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تَرَكْتَنِي، فتركته فَكَرِهَ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا بِيَدِهِ فيؤذي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأزم عَلَيْهِ بِفِيهِ فَاسْتَخْرَجَ إِحْدَى الْحَلَقَتَيْنِ، وَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ مَعَ الْحَلَقَةِ، وَذَهَبْتُ لِأَصْنَعَ مَا صَنَعَ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تَرَكْتَنِي، فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى، فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ الْأُخْرَى مَعَ الْحَلَقَةِ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ [مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ] هَتْمًا، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، -[380]- ثُمَّ أَتَيْنَا طَلْحَةَ فِي بَعْضِ الْجِفَارِ فَإِذَا بِهِ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ وَرَمْيَةٍ وَإِذَا قَدْ قُطِعَ أُصْبُعُهُ، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِهِ. [2] أَخْرَجَهُ ابن حَبَّانَ مِنْ طَرِيقِ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، بِهِ.

باب غزوة الأحزاب وقريظة

(25 - بَابُ غَزْوَةِ الْأَحْزَابِ وَقُرَيْظَةَ)

4272 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَرْزُوقِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طَلَبِ الْأَحْزَابِ وَنَزَلَ الْمَدِينَةَ اغْتَسَلَ وَاسْتَجْمَرَ وَوَضَعَ عَنْهُ لَأْمَتَهُ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

4273 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي الْمُخْتَارِ، عَنْ بِلَالٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ النَّاسِ تَفَرَّقُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا، فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جَاثِمٌ مِنَ الْبَرْدِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ الْيَمَانِ! ، §قُمْ فَانْطَلِقْ إِلَى عَسْكَرِ الْأَحْزَابِ فَانْظُرْ إِلَى حَالِهِمْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا قُمْتُ إِلَيْكَ إِلَّا حَيَاءً، مِنَ الْبَرْدِ - قَالَ: وَبَرَدُ الْحَرَّةِ وَبَرَدُ الصبخة - قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْطَلِقْ يَا ابْنَ الْيَمَانِ، فَلَا بَأْسَ عَلَيْكَ مِنْ بَرْدٍ وَلَا حَرٍّ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى آتِيَ عَسْكَرَهُمْ، فَوَجَدْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُوقِدُ النَّارَ فِي عُصْبَةٍ حَوْلَهُ، وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْهُ الْأَحْزَابُ، فَجِئْتُ حَتَّى أَجْلِسَ فِيهِمْ، فَحَسَّ أَبُو سُفْيَانَ أَنَّهُ قَدْ دَخَلَ فِيهِمْ منْ غَيْرِهِمْ، فَقَالَ: لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ بِيَدِ جَلِيسِهِ، قَالَ: فَضَرَبْتُ بِيَمِينِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَمِينِي، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَضَرَبْتُ بِشِمَالِي عَلَى الَّذِي عَنْ يَسَارِي، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَكُنْتُ فِيهِمْ هنيهة، ثُمَّ قُمْتُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فأومى إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنِ ادْنُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى أَرْسَلَ عَلَيَّ مِنَ الثَّوْبِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ لِيُدْفِئَنِي، فَلَمَّا فَرَغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: يَا ابْنَ اليمان! اقعد، فأخبر النَّاسِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا فِي عُصْبَةٍ تُوقِدُ النَّارَ، وَقَدْ صب الله تعالى عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَرْدِ مِثْلَ الَّذِي صب علينا ولكن نَرْجُو من الله مالا يَرْجُونَ. -[387]- هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ وَفِي هَذَا زِيَادَاتٌ. قَالَ الْبَزَّارُ لَمَّا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ يُوسُفَ هَذَا: لَا يُرْوَى عَنْ بِلَالٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

4273 -[2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، حدثنا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْأَحْزَابِ أَصَابَ النَّاسَ جَهْدٌ شَدِيدٌ، وَأَصَابَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ مَا لَمْ يُصِبْهُمْ مِثْلُهُ قَطُّ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، ثُمَّ قَالَ: §مَنْ يَقُومُ الْآنَ فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ بِيَّضَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَاعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ لِمَا بِهِمْ مِنَ الشِّدَّةِ، ثُمَّ صَلَّى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّيَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَقُومُ الْآنَ فَيَعْلَمُ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا اسْتَطَاعَ رَجُلٌ مِنْهُمْ أَنْ يَقُومَ لِمَا هُمْ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا فُلَانُ! قُمْ، قَالَ: وَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لَا أَقُومُ إِلَيْكَ الْآنَ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا حُذَيْفَةُ! قُمْ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَحْلِفَ كَمَا حَلَفَ صَاحِبِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُمْ لَحُلَّفٌ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ فَاعْلَمْ لَنَا خَبَرَ الْقَوْمِ، وَلَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ، قَالَ حُذَيْفَةُ: فَدَعَا لِي أَنْ يَحْفَظَنِيَ اللَّهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ سَبِخَةٌ يَابِسَةٌ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ قَطَعْتُهَا فَإِذَا هُمْ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ، وَإِذَا أَبُو سُفْيَانَ يَصْطَلِي عَلَى نَارٍ لَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ، وَإِذَا نُوَيْرَةٌ لَهُمْ تُضِيءُ أَحْيَانًا وَتَخْبُو أَحْيَانًا، فَإِذَا أَضَاءَتْ رَأَيْتُ مَنْ حَوْلَهَا، فَقُلْتُ: مَا أَنْتَظِرُ؟ لَهَذَا عَدُوُّ اللَّهِ قَدْ رَأَيْتُ مَكَانَهُ، فَأَخَذْتُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، فَوَضَعْتُهُ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[391]- لَا تُحْدِثَنَّ شَيْئًا حَتَّى تَرْجِعِ إِلَيَّ، فَأَلْقَيْتُهُ فِي الْكِنَانَةِ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا هُمْ فِيهِ، فَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحمد الله تعالى، فأرسل الله عز وجل الرِّيحَ وَذَكَرَ الآية: {يأيها الَّذِينَ آمنوا اذكروا نعمت اللَّهِ عَلَيْكُمْ} الْآيَةَ.

4274 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي الْخَنْدَقِ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: (§بِسْمِ اللَّهِ وَبِهِ بَدَيْنَا ... وَلَوْ عَبَدْنَا غَيْرَهُ شقينا) (حبذا ربا وحبذا دِينًا ... )

4275 - وبه إلى أبي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: (§اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ ... فَارْحَمِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ) (وَالْعَنْ عَضْلًا وَالْقَارَةَ ... هَمْ كَلَّفُونَا نَقْلَ الْحِجَارَةِ)

4276 - وبه إلى أبي إِسْحَاقَ، حدثنا رَجُلٌ مِنَ الْأَنْعُمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: §أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَالْخَنْدَقِ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَأَتَاهُ قَوْمٌ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُمْ وَجَدُوا صَفَاةً لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَنْقُبُوهَا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ، فَلَمْ أَسْمَعْ ضَرْبَةً مِنْ رَجُلٍ كَانَتْ أَكْبَرَ [صَوْتًا] مِنْهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُتِحَتْ فَارِسُ، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فُتِحَتِ الرُّومُ، ثُمَّ ضَرَبَ أُخْرَى مِثْلَهَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، جَاءَ اللَّهُ بِحِمْيَرَ أَعْوَانًا وَأَنْصَارًا.

4277 - قال إسحاق: ثنا روح هو ابن عبادة، ثنا حماد بن سلمة، عن هِشَام بْن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بَعَثَ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ الزُّبَيْرَ وَرَجُلًا آخَرَ في ليلة قمرة فَنَظَرَا ثُمَّ جَاءَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِرْطٍ لِأُمِّ سَلَمَةَ فَأَدْخَلَهُمَا فِي الْمِرْطِ وَلَزَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُمِّ سَلَمَةَ. قُلْتُ: هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ السند ذكر فِيهِ نَظَرٌ.

ذكر قريظة

(26 - ذِكْرُ قُرَيْظَةَ)

4278 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: حَكَمَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ يَوْمَئِذٍ أَنْ يُقْتَلَ مَنْ جَرَتْ عَلَيْهِ الْمُوسَى، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §قَدْ حكمت فيهم بحكم الله تعالى مِنْ فَوْقِ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ.

4279 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ يَدْعُوهُمْ، فَقَالُوا: إِنَّمَا مَثَلُنَا مَثَلُ رَجُلٍ، كَانَ لَهُ جَنَاحَانِ، فَقَطَعَ أَحَدُهُمَا وَبَقِيَ الْآخَرُ، فَأَبَوْا. مرسل صحيح إسناده.

4280 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا سُفْيَانُ - هُوَ ابْنُ وَكِيعٍ -، حدثنا أَبِي، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ - هُوَ الْجُعْفِيُّ -، عَنْ عَامِرٍ - هُوَ الشَّعْبِيُّ -، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لما كان بنو قُرَيْظَةَ، قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §ادْعُوا إِلَيَّ سَيِّدَكُمْ يَحْكُمُ فِي عِبَادِهِ، يَعْنِي: سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ قَالَ: فَجَاءَ، فَقَالَ لَهُ: احْكُمْ. قَالَ: أَخْشَى أَلَّا أُصِيبَ فِيهِمْ حكم الله عز وجل، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احْكُمْ فِيهِمْ. فَحَكَمَ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصَبْتَ حكم الله عز وجل وَرَسُولِهِ. هَذَا إِسْنَادٌ كُوفِيٌّ، فِيهِ ضَعِيفَانِ جَابِرٌ وَسُفْيَانُ.

4281 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا الْقَوَارِيرِيُّ، حدثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّ الْحَسَنِ، قَالَتْ: قَالَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها: مَا نَسِيتُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يُعَاطِيهِمُ اللَّبَنَ وَقَدِ اغْبَرَّ شَعْرُهَ، يَعْنِي: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: (إِنَّ §الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَةِ ... فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَةِ -[411]-) 4281 -[2] حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حدثنا عَفَّانُ، حدثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حدثنا ابْنُ عَوْنٍ نحوه. والأول أعم. (204) وتقدم حديث صفية رَضِيَ الله عَنْها فِي فَضْلِهَا.

باب قصة العرنيين

(27 - بَابُ قِصَّةِ الْعُرَنِيِّينَ)

4282 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بن هارون، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو بن حماس، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ لأبي ذر رَضِيَ الله عَنْهما: §أَيْنَ كُنْتَ يَوْمَ أُغِيرَ عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَسْقِي.

باب بعث بني لحيان

(28 - بَابُ بَعْثِ بَنِي لِحْيَانَ)

4283 -[1] قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، حدثنا شَيْبَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُمْ فِي غَزْوَةٍ أَغْزَاهَا بَنِي لِحْيَانَ: §لينبعث مِنْ كُلِّ رَجُلَيْنِ مِنْكُمْ رَجُلٌ، وَالْأَجْرُ بَيْنَهُمَا. [2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا شَيْبَانُ مِثْلَهُ.

باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيصر

(29 - بَابُ كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَيْصَرَ)

4284 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو عُبَيْدٍ، حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، [عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن شداد رفعه] ، قَالَ: §كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ صَاحِبِ الرُّومِ: مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى هِرَقْلَ صَاحِبِ الرُّومِ، [إِنِّي] أَدْعُوكَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَسْلَمْتَ فَلَكَ مَا لِلْمُسْلِمِينَ، وَعَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ، فَإِنْ لَمْ تَدْخُلْ فِي الْإِسْلَامِ فَأَعْطِ الْجِزْيَةَ، فإن الله تعالى يَقُولُ: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} . الْآيَةَ، وَإِلَّا فَلَا تَحُلْ بَيْنَ الْفَلَّاحِينَ وَبَيْنَ الْإِسْلَامِ أَنْ يَدْخُلُوا فِيهِ أَوْ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ.

باب بعث عمرو بن أمية الضمري

(30 - بَابُ بَعْثِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ)

4285 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حدثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، عَنْ أَعْمَامِهِ وَأَهْلِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعَثَ مَعِي رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: " ائْتِيَا أَبَا سُفْيَانَ فَاقْتُلَاهُ بِفِنَائِهِ " فَنَذَرُوا بِنَا، فَصَعِدْنَا فِي الْجَبَلِ، فَجَاءَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَتَلْتُهُ، ثُمَّ دَخَلْتُ غَارًا، فَجَاءَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي دِيلِ بْنِ بَكْرٍ، فَدَخَلَ مَعَنَا، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ بَنِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ: وَأَنَا مِنْ بَنِي بَكْرٍ، فَاضْطَجَعَ وَرَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى، فَقَالَ: [البحر الوافر] (لست بِمُسْلِمٍ مَا دُمْتُ حَيًّا ... وَلَا دَانٍ بِدَيْنِ الْمُسْلِمِينَ) فَقُلْتُ: نَمْ فَسَتَعْلَمُ. فَنَامَ فقتله. ثُمَّ خَرَجْتُ فَوَجَدْتُ رَجُلَيْنِ بَعَثَتْهُمَا قُرَيْشٌ، فَقُلْتُ لَهُمَا: اسْتَأْسِرَا، فَأَبَى أَحَدُهُمَا فَقَتَلْتُهُ، وَاسْتَأْسَرَ الْآخَرُ. فَقَدِمْتُ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

4285 -[2] أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حدثنا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يقول: حدثني بعض آلُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، عَنْ أَعْمَامِهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّهُ قَالَ: §بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعَثَ مَعِي رَجُلًا من الأنصار بعدما قُتِلَ خبيب وأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم، فَقَالَ: " اقْتُلَا أَبَا سُفْيَانَ بِفِنَائِهِ " فَخَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبِي حَتَّى قَدِمْنَا بَطْنَ يَأْجَجَ مِنْ قِبَلِ الشِّعْبِ، قَالَ: / وَكَانَ صَاحِبِي رَجُلًا سُهَيْلًا، لَيْسَتْ لَهُ رِحْلَةٌ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنْ خِفْتَ شَيْئًا، فَانْطَلِقْ إِلَى بَعِيرِكَ، فَارْكَبْهُ حَتَّى تَلْحَقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ لِي صَاحِبِي: هَلْ لَكَ أَنْ تَطُوفَ بِالْبَيْتِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا أَعْلَمُ بِأَهْلِ مَكَّةَ، إِنَّهُمْ إِذَا أَظْلَمُوا رَشُّوا أَفْنِيَتَهُمْ، فَجَلَسُوا فِيهَا وَأَنَا أَعْرَفُ فِيهِمْ مِنَ الْفَرَسِ الْأَبْلَقِ، فَلَمْ يَزَلْ عني حتى طُفْنَا سَبْعًا، ثُمَّ خَرَجْنَا حَتَّى مَرَرْنَا بِمَجَالِسِهِمْ، فَقَالُوا: هَذَا عَمْرٌو، وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ خَيْرٌ، وَكَانَ عَمْرٌو رَضِيَ الله عَنْه رَجُلًا فَاتِكًا، يُسَمَّى " -[421]- الْخُلَيْعَ "، قَالَ: فَشَدَّدْنَا حَتَّى صَعِدْنَا الْجَبَلَ، فَدَخَلْتُ غَارًا فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ مَالِكٍ - أَوْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ التَّيْمِيُّ - يَخْتَلِي لِفَرَسٍ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْغَارِ، قُلْتُ لِصَاحِبِي: وَاللَّهِ لَئِنْ رَآنَا هَذَا لَيَدُلَنَّ عَلَيْنَا، قَالَ: فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَوَجَأْتُهُ بِالْخِنْجَرِ تَحْتَ ثَدْيِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ الْقَاضِيَةَ، فَصَرَخَ صَرْخَةً أَسْمَعَهَا أَهْلَ مَكَّةَ، قَالَ: فَجَاءُوا، وَرَجَعْتُ إِلَى مَكَانِي، فَدَخَلْتُ فِيهِ، فَجَاءَ أَهْلُ مَكَّةَ فَوَجَدُوا بِهِ رَمَقًا، فَقَالُوا: مَنْ طَعَنَكَ؟ فَقَالَ: عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ، ثُمَّ مَاتَ، فَمَا أَدْرَكُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يُخْبِرَهُمْ بِمَكَانِنَا، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا فَإِذَا نَحْنُ بِخُبَيْبٍ عَلَى خَشَبَتِهِ، فَقَالَ لِي صَاحِبِي: هَلْ لَكَ أَنْ تُنْزِلَ خُبَيْبًا عَنْ خَشَبَتِهِ فَتَدْفِنَهُ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَتَنَحَّ عَنِّي، فَإِنْ أَبْطَأْتُ عَلَيْكَ فَخُذِ الطَّرِيقَ، فَعَمَدْتُ لِخُبَيْبٍ، فَأَنْزَلْتُهُ عَنْ خَشَبَتِهِ، فَحَمَلْتُهُ عَلَى ظَهْرِي، فَمَا مَشَيْتُ بِهِ عِشْرِينَ ذِرَاعًا حَتَّى بَدَرَنِي الْحَرَسُ، وَكَانُوا قَدْ وَضَعُوا عَلَيْهِ الْحَرَسَ، قَالَ: فطرحته فما أنس وَجْبَتَهُ بِالْأَرْضِ حِينَ طَرَحْتُهُ، ثُمَّ أَخَذْتُ عَلَى الصَّفْرَاوَاتِ حَتَّى انْصَبَبْتُ عَلَى الْعَلِيلِ عَلِيلَ ضَجْنَانَ، وَهُمْ يَتْبَعُونَنِي، فَدَخَلْتُ غَارًا - فَذَكَرَ قِصَّةَ الَّذِي قَتَلَهُ - ثُمَّ خَرَجْتُ مِنَ الْغَارِ عَلَى بِلَادٍ أَنَا بِهَا عَالِمٌ، ثُمَّ -[422]- أَخَذْتُ عَلَى ركوبة، فَرَأَيْتُ رَجُلَيْنِ بَعَثَتْهُمَا قُرَيْشٌ يتجسسان الْأَخْبَارَ، فَقُلْتُ لِأَحَدِهِمَا: اسْتَأْسِرْ، فَأَبَى، فَرَمَيْتُهُ فَقَتَلْتُهُ، وَاسْتَأْسَرَ الْآخَرُ، فَقَدِمْتُ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

4285 -[3] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §بَعَثَهُ وَحْدَهُ عَيْنًا إِلَى قُرَيْشٍ، فَجِئْتُ إِلَى خَشَبَةِ خُبَيْبٍ وَأَنَا أَتَخَوَّفُ الْعُيُونَ، فَرَقِيتُ فِيهَا فحليت خبيبا، فوقع على الأرض، فانتبذت غَيْرَ بَعِيدٍ، وَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ خُبَيْبًا، وَلَكَأَنَّمَا ابْتَلَعَتْهُ الْأَرْضُ، قَالَ: فما رئي خبيب رُمَّةٌ حَتَّى السَّاعَةِ. [4] وَقَدْ كَانَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده رَضِيَ الله عَنْهم.

باب الحديبية

(31 - بَابُ الْحُدَيْبِيَةِ)

4286 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا عِكْرِمَةُ بن عمار، أخبرنا أَبُو زُمَيْلٍ سِمَاكٌ الْحَنَفِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ: §كَاتِبُ الْكِتَابِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ رَضِيَ الله عَنْه وَغَيْرِهِ.

4287 - أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَرٌ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ: §مَنْ كَاتِبُ الْكِتَابِ يَوْمَئِذٍ؟ فَضَحِكَ، وَقَالَ: هُوَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه، وَلَوْ سَأَلْتُ هَؤُلَاءِ، يَعْنِي: بَنِي أُمَيَّةَ، لَقَالُوا: هُوَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه.

4288 - وقال أبو بكر: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: إِنَّهُ §كَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ، وَهُوَ مُتَلَثِّمٌ، فَجَعَلَ عُرْوَةُ، يَعْنِي: ابْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ، يَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُكَلِّمُهُ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ: لَتَكُفَّنَّ يَدَكَ أَوْ لَا تَرْجِعُ إِلَيْكَ يَدُكَ، وَالْمُغِيرَةُ مُتَقَلِّدٌ سَيْفًا، فَقَالَ عُرْوَةُ: مَنْ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا ابْنُ أَخِيكَ الْمُغِيرَةِ "، قَالَ: أَجَلْ يَا غُدَرُ، مَا غَسَلْتُ رَأْسِي مِنْ غَدْرَتِكَ. هَذَا إِسْنَادٌ فِي نهايَةِ الصِّحَّةِ ، وَهُوَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ فِي قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَعُمْرَةِ الْقَضِيَّةِ، وَفِيهِ إِرْسَالٌ، وَهَذَا أَحْسَنُ اتِّصَالًا، فَلِهَذَا اسْتَدْرَكْتُهُ. (205) وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ فِي بَابِ الْقِيَامِ عَلَى رَأْسِ الْأَمِيرِ بِالسَّيْفِ.

4289 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ قَالَ: إِنَّ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ لِقَوْمِهِ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ، أَيْ قَوْمُ! قَدْ رَأَيْتُ الْمُلُوكَ وَكَلَّمْتُهُمْ فَابْعَثُونِي إِلَى مُحَمَّدٍ فَأُكَلِّمُهُ، فَأَتَاهُ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فَجَعَلَ عُرْوَةُ يُكَلِّمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَتَنَاوَلُ لِحْيَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ شَاكٌ فِي السِّلَاحِ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَةُ، كُفَّ يَدَكَ من قبل أن لا تَصِلَ إِلَيْكَ، فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ؟ وَاللَّهِ إِنِّي لَفِي غَدْرَتِكَ مَا خَرَجْتُ مِنْهَا بَعْدُ، فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمُ! إِنِّي رَأَيْتُ الْمُلُوكَ وَكَلَّمْتُهُمْ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ قَطُّ، مَا هُوَ مَلِكٌ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ الْهَدْيَ مَعْكُوفًا، وَمَا أَرَاكُمْ إِلَّا سَتُصِيبُكُمْ قَارِعَةٌ. فَانْصَرَفَ هُوَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ قَوْمِهِ، فَصَعِدَ سُوَرَ الطَّائِفِ، فَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ بِسَهْمٍ فَقَتَلَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي أُمَّتِي، مثل صاحب ياسين. هَذَا مُرْسَلٌ أَوْ مُعْضَلٌ ، وَأَصْلُهُ فِي الْبُخَارِيِّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ الْمِسْوَرِ وَمَرْوَانَ دُونَ مَا فِي آخِرِهِ، وَالَّذِي فِي / آخِرِ هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا رُمِيَ -[431]- بِالسَّهْمِ عَقِبَ غَزْوَةِ الطَّائِفِ بَعْدَ أَنْ رَحَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمْ، فَجَاءَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ فَأَسْلَمَ، وَرَجَعَ إِلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ أَسْلَمُوا بَعْدُ.

4290 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ - هُوَ ابْنُ سَعْدٍ -: عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بالسقيا قَالَ مُعَاذٌ: مَنْ يَسْقِينَا فِي أَسْقِيَتِنَا؟ قال: فخرجت مع فَتْيَانٍ مَعِي حَتَّى أَتَيْنَا الْأُثَايَةَ، فَأَسْقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ عَتَمَةٌ من الليل إذا رَجُلٌ يُنَازِعُهُ بَعِيرُهُ الْمَاءَ، قَالَ: فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُ رَاحِلَتَهُ فَأَنَخْتُهَا، قَالَ: فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى الْعِشَاءَ وَأَنَا عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةَ. إسناده حَسَنٌ.

قصة قتل [ابن] أبي الحقيق

(32 - قِصَّة قَتْلِ [ابْنِ] أَبِي الْحُقَيْقِ)

4291 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حدثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي: أَبِي أُمِّي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا قَتَادَةَ وَحَلِيفًا لَهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ إِلَى ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ لِنَقْتُلَهُ، فَخَرَجْنَا لَيْلًا، فَتَتَبَّعْنَا أَبْوَابَهُمْ، فعلقناها عَلَيْهِمْ مِنْ خَارِجٍ، ثُمَّ جَمَعْنَا الْمَفَاتِيحَ، فصعد الْقَوْمُ فِي النَّخْلِ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ فِي دَرَجَةِ ابْنِ أَبِي الْحُقَيْقِ، فَتَكَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ، فَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ عَبْدَ اللَّهِ! أَنَّى لَكَ بِهَذِهِ البلدة، قُومِي فَافْتَحِي لَهُ، فَإِنَّ الْكَرِيمَ لَا يُرَدُّ عَنْ بَابِهِ هَذِهِ السَّاعَةَ، فَقَامَتْ، فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيكٍ: دُونَكَ، فَشَهَرَ عليهم السَّيْفَ، فَذَهَبَتِ امْرَأَتُهُ لِتَصِيحَ، -[438]- فَأَشْهَرَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، فَأَدْرَكَهُ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ، فَأَكَفَّ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُنَيْسٍ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَى شِدَّةِ بَيَاضِهِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، فَلَمَّا رَآنِي أَخَذَ وِسَادَةً فَاسْتَتَرَ بِهَا، فَذَهَبْتُ أَرْفَعُ السَّيْفَ لِأَضْرِبَهُ، فَلَمْ أَسْتَطِعْ مِنْ قِصَرِ الْبَيْتِ، فَوَخَزْتُهُ وَخْزًا، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَقَالَ صَاحِبِي: فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَدَخَلَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجْنَا فَانْحَدَرْنَا مِنَ الدَّرَجَةِ، فَسَقَطَ عَبْدُ اللَّهِ بن عتيك في الدَّرَجَةِ، فَقَالَ: وَارِجْلَاهُ! كُسِرَتْ رِجْلِي. فقلت: ليس برجلك بَأْسٌ، وَوَضَعْتُ قَوْسِي فَاحْتَمَلْتُهُ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَصِيرًا ضَئِيلًا، فَأَنْزَلْتُهُ فَإِذَا رِجْلُهُ لَا بَأْسَ بِهَا، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى لَحِقْنَا أَصْحَابَنَا، وَصَاحَتِ الْمَرْأَةُ وَابَيَاتَاهُ! فَيَثُورُ أَهْلُ خَيْبَرَ لِقَتْلِهِ، فَذَكَرْتُ مَوْضِعَ قَوْسِي، فَقُلْتُ: لَا أَرْجِعُ حَتَّى آخُذَ قَوْسِي، فَرَجَعْتُ فَإِذَا أَهْلُ خَيْبَرَ، قَدْ ثَوَّرُوا، وَإِذَا مَا لَهُمْ كَلَامٌ إِلَّا مَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ؟ [فَجَعَلْتُ لَا أَنْظُرُ فِي وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَلَا يَنْظُرُ فِي وَجْهِي إِلَّا قُلْتُ كَمَا يَقُولُ: مَنْ قَتَلَ ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ؟] حَتَّى جِئْتُ الدَّرَجَةَ، فَصَعِدْتُ مَعَ النَّاسِ، فَأَخَذْتُ قَوْسِي، ثُمَّ لَحِقْتُ بِأَصْحَابِي، فَكُنَّا نَسِيرُ بِاللَّيْلِ، وَنَكْمُنُ بِالنَّهَارِ، فَإِذَا كَمِنَّا النَّهَارَ أقعدنا ناطورا ينظرنا حَتَّى إِذَا اقْتَرَبْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَكُنَّا بِالْبَيْدَاءِ كُنْتُ أَنَا ناطرهم، ثُمَّ إِنِّي أَلَحْتُ لَهُمْ بِثَوْبِي، فَانْحَدَرُوا، فَخَرَجُوا جَمْزًا، وَانْحَدَرْتُ أَنَا فِي آثَارِهِمْ، فَأَدْرَكْتُهُمْ حَتَّى بَلَغْنَا الْمَدِينَةَ، فَقَالَ لِي -[439]- أَصْحَابِي: هَلْ رَأَيْتَ شَيْئًا؟ فَقُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ رَأَيْتُ مَا أَدْرَكَكُمْ مِنَ العياء، فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَحْمِلَكُمُ الْفَزَعُ. وَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ الناس، فَقَالَ: أَفْلَحَتِ الْوُجُوهُ، فَقُلْنَا: أَفْلَحَ وَجْهُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَقَتَلْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، فَدَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ الَّذِي قُتِلَ بِهِ، فَقَالَ: هَذَا طعامه في طنبات السَّيْفِ.

باب غزوة خيبر

(33 - بَابُ غَزْوَةِ خَيْبَرَ)

4292 - قَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ - هُوَ الْفَزَارِيُّ -، عَنْ بِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ: §مَنْ كَانَ مُضْعَفًا أَوْ مُصْعَبًا فَلْيَرْجِعْ، وَأَمَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا فَنَادَى بِذَلِكَ، فَرَجَعَ نَاسٌ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ، فَمَرَّ مِنَ الليل على سواد، فَنَفَرَ بِهِ، فَصَرَعَهُ، فَوَقَصَهُ، فَلَمَّا جِيءَ بِهِ إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: مَا شَأْنُ صَاحِبِكُمْ؟ قَالُوا: كَانَ مِنْ أَمْرِهِ كَذَا كذا، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بِلَالُ مَا كُنْتَ أَذَّنْتَ فِي النَّاسِ: مَنْ كَانَ مُضْعَفًا أَوْ مُصْعَبًا فَلْيَرْجِعْ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَأَبَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ. بِشْرُ ضَعِيفٌ جِدًّا.

4293 - حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حدثنا خَالِدُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ المطاع الْأَسْلَمِيَّةَ، وَكَانَتْ قَدْ شَهِدَتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، قَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُ أَسْلَمَ حِينَ شَكَوْا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِدَّةِ الْحَالِ، §فَنَدَبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، فَنَهَضُوا، فَرَأَيْتُ أَسْلَمَ أَوَّلَ مَنِ انْتَهَى إِلَى الْحِصْنِ، فَمَا غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى فتحه الله تعالى عَلَيْنَا، وَهُوَ حِصْنُ الصَّعْبِ بْنُ مُعَاذٍ، بِالنَّطَاةِ.

4294 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي صَالِحِ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: §قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ لِلْفَارِسِ ثَلَاثَةُ أَسْهُمٍ، وللراجل سَهْمًا.

4295 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ أَبُو رَاشِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ فَرْوَةَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ / سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بِرَايَتِهِ إِلَى بَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ، فَقَاتَلَ، وَرَجَعَ وَلَمْ يَكُنْ فَتَحَ، وَقَدْ جُهِدَ، ثُمَّ بَعَثَ عُمَرَ بن الخطاب [من الغد] فقاتل، ثم رَجَعَ وَلَمْ يَكُنْ فَتَحَ، وَقَدْ جُهِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ دَعَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَلِيٍّ، فَتَفَلَ فِي عينه، ثُمَّ قَالَ: خُذْ هَذِهِ الرَّايَةَ، فَامْضِ بِهَا حَتَّى يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْكَ. قَالَ: يَقُولُ سَلَمَةُ: فَخَرَجَ بِهَا وَاللَّهِ يُهَرْوِلُ هَرْوَلَةً، وَنَحْنُ خَلْفَهُ نَتَّبَّعُ أَثَرَهُ، حَتَّى رَكَزَ رَايَتَهُ فِي رَضْمٍ مِنْ حِجَارَةٍ تَحْتَ الْحِصْنِ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ يَهُودِيٌّ مِنْ رَأْسِ الْحِصْنِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ الْيَهُودِيُّ لِأَصْحَابِهِ: غَلَبْتُمْ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى مُوسَى - أَوْ كَمَا قَالَ - فَمَا رَجَعَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ.

باب غزوة مؤتة

(34 - بَابُ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ)

4296 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا يَزِيدُ بن هارون، أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: جَاءَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ مِنَ الْغَدِ، فَقَامَ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ: §أُلَاقِي مِنْكَ الْيَوْمَ مَا لَقِيتُهُ مِنْكَ أَمْسِ. هَذَا صُورَتُهُ مُرْسَلٌ، فَإِنْ كَانَ قَيْسٌ سَمِعَهُ مِنْ أُسَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه فَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.

باب غزوة الفتح

(35 - بَابُ غَزْوَةِ الْفَتْحِ)

4297 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، أَنَّهَا قَالَتْ: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَضِبَ فِيمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ بَنِي كَعْبٍ غَضَبًا لَمْ أَرَهُ غَضِبَهُ مُنْذُ زَمَانٍ. وَقَالَ: " §لَا نَصَرَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَنْصُرْ بَنِي كَعْبٍ ". وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُولِي لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ فَلْيَتَجَهَّزَا لِهَذَا الْغَزْوِ. قَالَ: فَجَاءَا إِلَى عَائِشَةَ، فَقَالَا لَهَا: أَيْنَ يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ غَضِبَ فِيمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ بَنِي كَعْبٍ غَضَبًا لَمْ أَرَهُ غَضِبَهُ مُنْذُ زَمَانٍ مِنَ الدَّهْرِ.

4298 - حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ، عَنْ أُخْتِهَا عَائِشَةَ بِنْتِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ §أَعْطَاهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ لِوَاءَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَدَخَلَ الزُّبَيْرُ مَكَّةَ بِلِوَاءَيْنِ. [مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ زَبَالَةَ ضَعِيفٌ جِدًّا] .

4299 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حدثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، أَمَّنَ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةً.

4299 -[2] وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الله الحافظ، أخبرنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، حدثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ إِلَّا أَرْبَعَةً مِنَ النَّاسِ: عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ خَطَلٍ، وَمَقِيسُ بْنُ صبابة، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ، وَأُمُّ سَارَةَ، فَأَمَّا عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ خَطَلٍ فَإِنَّهُ قُتِلَ وَهُوَ آخِذٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، قَالَ: وَنَذَرَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَقْتُلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ إِذَا رَآهُ، وَكَانَ أَخَا عُثْمَانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَشْفَعُ لَهُ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الْأَنْصَارِيُّ اشْتَمَلَ عَلَى السَّيْفِ ثُمَّ آتَاهُ، فَوَجَدَهُ فِي حَلَقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ الْأَنْصَارِيُّ يَتَرَدَّدُ وَيَكْرَهُ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ فِي حَلَقَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يَدَهُ] فَبَايَعَهُ. ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَنْصَارِيِّ: قَدِ انْتَظَرْتُكَ أَنْ تُوُفِّيَ بِنَذْرِكَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هِبْتُكَ أَفَلَا أَوْمَأْتَ إِلَيَّ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ لَيْسَ للنبي أن يكون يُومِئَ. قَالَ وَأَمَّا مَقِيسُ بْنُ صُبَابَةَ فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ أَخٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُتِلَ خَطَأً، فَبَعَثَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ بَنِي فِهْرٍ لِيَأْخُذَ عَقْلَهُ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ الْعَقْلَ وَرَجَعَ، نَامَ الْفِهْرِيُّ فَوَثَبَ مقيس فأخذ حجرا فجلد بِهِ رَأْسَهُ، فَقَتَلَهُ، وَأَقْبَلَ يَقُولُ: [البحر الطويل] (شَفَى النَّفْسَ مَنْ قَدْ بَاتَ بِالْقَاعِ مُسْنَدًا ... يُضَرِّجُ ثَوْبَيْهِ دِمَاءُ الْأَخَادِعِ) (وَكَانَتْ هُمُومُ النَّفْسِ مِنْ قَبْلِ قَتْلِهِ ... تُلِمُّ وَتُنْسِينِي وِطَاءَ الْمَضَاجِعِ -[456]-) (قَتَلْتُ بِهِ فِهْرًا وَغَرِمْتُ عَقْلَهُ ... سَرَاةُ بَنِي النَّجَّارِ أَرْبَابُ فَارِعِ) (حَلَلْتُ بِهِ نَذْرِي وَأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتِي ... وَكُنْتُ إِلَى الْأَوْثَانِ أَوَّلَ رَاجِعِ) وَأَمَّا [أُمُّ] سَارَةَ فَإِنَّهَا كانت مولاة قريش، فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَتْ إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَأَعْطَاهَا شَيْئًا، ثُمَّ أَتَاهَا رجل فبعث معها بِكِتَابٍ إِلَى مَكَّةَ ... فَذَكَرَ قِصَّةَ حَاطِبٍ. كَذَا فِي الْأَصْلِ.

4299 -[3] وقال الْحَارِثُ: حدثنا أَبُو سَلَمَةَ - هُوَ الْخُزَاعِيُّ -، قَالَ: اسْمُ ابْنِ خَطَلِ: عَبْدُ اللَّهِ، كَانَتْ لَهُ جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِهِجَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ §كُلَّهُمْ آمِنِينَ، إِلَّا ابْنَ خَطَلٍ وَقَيْنَتَيْهِ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَمَقِيسَ بْنَ صُبَابَةَ اللَّيْثِيَّ، فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُمُ الْأَمَانَ، فَقُتِلُوا كُلُّهُمْ، إِلَّا إِحْدَى الْقَيْنَتَيْنِ فَإِنَّهَا أَسْلَمَتْ.

4300 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ / بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ محمد بن عباد بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: §بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قُرَيْشٍ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكُمْ إِنْ تَبْرَءُوا مِنْ حِلْفِ بَنِي بَكْرٍ، أَوْ تَدُوا خُزَاعَةَ، وَإِلَّا أُوذِنَكُمْ بِحَرْبٍ. فَقَالَ قَرَظَةُ بْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ صِهْرُ مُعَاوِيَةَ: إِنَّ بَنِي بَكْرٍ قَوْمٌ مَشَائِيمُ فَلَا نَدِي مَا قتلوا، لا يَبْقَى لَنَا سَبَدٌ وَلَا لَبَدٌ، وَلَا نَبْرَأُ مِنْ حِلْفِهِمْ فَلَمْ يَبْقَ عَلَى ديننا أحد غير [هم، وَلَكِنَّا نُؤْذِنُهُ] بِحَرْبٍ. هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحٌ إِسْنَادُهُ.

4301 - وَقَالَ [إِسْحَاقُ: أخبرنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ، حَدَّثَنِي] أَبِي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن عبد اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: §خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّةَ لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَصَامَ، وَصَامَ النَّاسُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْكَدِيدِ، أَفْطَرَ، فَنَزَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ ظهران، فِي عَشَرَةِ آلَافٍ مِنَ النَّاسِ، فِيهِمْ أَلْفٌ مِنْ مُزَيْنَةَ، وَسَبْعُمِائَةٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، وَقَدْ عَمِيَتِ الْأَخْبَارُ عَلَى قُرَيْشٍ، فَلَا يَأْتِيهِمْ خَبَرٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ فَاعِلُهُ، وَقَدْ خَرَجَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ، وَبُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيُّ، يَتَحَسَّسُونَ الْأَخْبَارَ، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ نَزَلَ، قُلْتُ: وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ لَئِنْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ عَنْوَةً، لَيَكُونَنَّ هَلَاكُهُمْ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ، فَرَكِبْتُ بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْضَاءَ حَتَّى جِئْتُ الْأَرَاكَ رَجَاءَ أَنْ أَلْتَمِسَ بَعْضَ الْحَطَّابَةِ، أَوْ صَاحِبَ لَبَنٍ، أَوْ ذَا حَاجَةٍ يَأْتِي مَكَّةَ، فَيُخْبِرُهُمْ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَخْرُجُوا إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لِأَسِيرُ أَلْتَمِسُ مَا جئت له، إذا سَمِعْتُ كَلَامَ أَبِي سُفْيَانَ وَبُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ، وَهُمَا يَتَرَاجَعَانِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ كاللية نِيرَانًا وَلَا عَسْكَرًا، فَقَالَ بُدَيْلٌ: هَذِهِ وَاللَّهِ خُزَاعَةُ، قَدْ خمشتها الْحَرْبُ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: خُزَاعَةُ وَاللَّهِ أَقَلُّ وَأَذَلُّ مِنْ أَنْ تَكُونَ -[460]- هَذِهِ نِيرَانُهَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَنْظَلَةَ! فَعَرَفَ صَوْتِي، فَقَالَ: أَبُو الْفَضْلِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَا لَكَ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، فَقُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ، وَاصَبَاحَ قُرَيْشٍ، قَالَ: فَمَا الْحِيلَةُ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي؟ قَالَ: قُلْتُ: وَاللَّهِ لَئِنْ ظَفِرَ بِكَ لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ، فَارْكَبْ عَجُزَ هَذِهِ الْبَغْلَةَ، فَرَكِبَ وَرَجَعَ صَاحِبَاهُ، فَخَرَجْتُ بِهِ، فَكُلَّمَا مَرَرْتُ بِنَارٍ مِنْ نِيرَانِ الْمُسْلِمِينِ، فقالوا: ما هذا؟ فَإِذَا رَأَوْا بَغْلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: هَذِهِ بَغْلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا عَمُّهُ، حَتَّى مَرَرْتُ بِنَارِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ وَقَامَ إِلَيَّ، فَلَمَّا رَآهُ عَلَى عَجُزِ الْبَغْلَةِ عَرَفَهُ، فَقَالَ: وَاللَّهِ عَدُوُّ اللَّهِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمْكَنَ مِنْكَ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ نَحْوَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَفَعْتُ الْبَغْلَةَ فَسَبَقْتُهُ بِقَدْرِ مَا تَسْبِقُ الدَّابَّةُ الْبَطِيئَةُ الرَّجُلَ الْبَطِيءَ، فَاقْتَحَمْتُ عَنِ الْبَغْلَةِ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَخَلَ عُمَرُ، فَقَالَ: هَذَا عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو سُفْيَانَ قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْهُ، فِي غَيْرِ عقد ولا عهد، فدعني أضرب عُنُقَهُ، فَقُلْتُ: قَدْ أَجَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ جَلَسْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخَذْتُ بِرَأْسِهِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا يُنَاجِيهُ اللَّيْلَةَ [رَجُلٌ] دُونِي، فَلَمَّا أَكْثَرَ عُمَرُ، قُلْتُ: [مَهْلًا] يَا عُمَرُ، فَوَاللَّهِ لَوْ كَانَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَدِيٍّ مَا قُلْتَ هَذَا، وَلَكِنَّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، فَقَالَ: مَهْلًا يَا عَبَّاسُ، لَا تَقُلْ هَذَا، فَوَاللَّهِ لَإِسَلَامُكَ حِينَ أَسْلَمْتَ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ إِسْلَامِ أبي الْخَطَّابِ لَوْ أَسْلَمَ، وَذَلِكَ أَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ إِسْلَامَكَ أَحَبُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِسْلَامِ الْخَطَّابِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَبَّاسُ! اذْهَبْ بِهِ إِلَى رَحْلِكَ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَأْتِنَا -[461]- بِهِ، فذهب بِهِ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ بِهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَا أَبَا سُفْيَانَ! أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي ما أحلمك، و [مَا] أَكْرَمَكَ، وَأَوْصَلَكَ وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، لَقَدْ كَادَ أَنْ يَقَعَ فِي نَفْسِي أَنْ لَوْ كَانَ إِلَهٌ غَيْرَهُ لَقَدْ أَغْنَى شَيْئًا بَعْدُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ، أَلَمْ يَأْنِ لَكَ أَنْ تَعْلَمَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ: بِأَبِي وَأُمِّي مَا أَحْلَمَكَ، وَأَكْرَمَكَ، وَأَوْصَلَكَ، وَأَعْظَمَ عَفْوَكَ، أَمَّا [هَذِهِ] فَإِنَّ فِي النَّفْسِ مِنْهَا حَتَّى الْآنَ شَيْءٌ، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَقُلْتُ: [وَيْلَكَ، أَسْلِمْ، وَاشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ] قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عُنُقُكَ، فَشَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قال العباس: فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ يُحِبُّ الْفَخْرَ، [فَاجْعَلْ لَهُ شَيْئًا] ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ. [فَلَمَّا انْصَرَفَ] إِلَى مَكَّةَ ليخبرهم، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احْبِسْهُ بِمَضِيقٍ مِنَ الْوَادِي [عِنْدَ حَطْمِ الْخَيْلِ، حَتَّى تَمُرَّ بِهِ جُنُودُ] اللَّهِ، فَحَبَسَهُ الْعَبَّاسُ حَيْثُ أَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّتِ -[462]- [الْقَبَائِلُ عَلَى راياتها، فكلما مرت راية، قَالَ: مَنْ هذه] ؟ فأقول: بني سُلَيْمٍ، فَيَقُولُ: مَا لِي وَلِبَنِي سُلَيْمٍ، ثُمَّ تَمُرُّ أُخْرَى، فَيَقُولُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ [فَأَقُولُ: مُزَيْنَةُ، فَيَقُولُ: مَا لِي وَلِمُزَيْنَةَ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ] ذَلِكَ حَتَّى مَرَّتْ كَتِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَضْرَاءُ، فِيهَا الْمُهَاجِرُونَ [وَالْأَنْصَارُ، لَا يُرَى مِنْهُمْ إلا الحدق] ، قال: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَقَالَ: مَا لِأَحَدٍ [بِهَؤُلَاءِ قِبَلٌ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَصْبَحَ] مُلْكُ ابْنِ أَخِيكَ الْيَوْمَ لَعَظِيمٌ، فَقُلْتُ: وَيْحَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ! إِنَّهَا النُّبُوَّةُ، قَالَ: فنعم إذاً، فقلت: [النَّجَاءُ إِلَى قَوْمِكَ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَاهُمْ] بِمَكَّةَ، فَجَعَلَ يَصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ! هَذَا مُحَمَّدٌ، قَدْ أَتَاكُمْ بِمَا لَا قِبَلَ [لَكُمْ بِهِ، فَقَامَتِ امْرَأَتُهُ] هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ، فَأَخَذَتْ بِشَارِبِهِ فَقَالَتِ: اقْتُلُوا الحميت الدسم حمس الْبَعِيرِ مِنْ طَلِيعَةِ [قَوْمٍ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَا] تَغُرَّنَّكُمُ هَذِهِ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، فَقَالُوا: قَاتَلَكَ اللَّهُ، (وَمَا يغني عَنَّا دَارُكَ) ، قَالَ: / وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ. -[463]- وَرَوَى مَعْمَرٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَمَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ طَرَفًا مِنْهُ فِي قِصَّةِ الصَّوْمِ، وَأَخْرَجَ ذَلِكَ الشَّيْخَانِ وَغَيْرُهُمَا. وَرَوَى أَحْمَدُ طَرَفًا مِنْهُ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ طَرَفًا مِنْهُ، مِنْ قِصَّةِ أَبِي سُفْيَانَ مُخْتَصَرًا جِدًّا. وَلَمْ يَسُقْهُ أَحَدٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ السِّتَّةِ وَأَحْمَدُ بِتَمَامِهِ. وَرَوَاهُ الذُّهْلِيُّ بِتَمَامِهِ بالزهريات مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إِسْحَاقَ، لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ تصريحُ ابْنِ إِسْحَاقَ بِسَمَاعِهِ لَهُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. وَالسِّيَاقُ الَّذِي هُنَا حَسَنٌ جِدًّا.

4302 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حدثنا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: §لَمَّا فَتَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، رَنَّ إِبْلِيسُ رَنَّةً، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ ذُرِّيَّتُهُ، فَقَالَ: ايأسوا أَنْ تَرُدُّوا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ إِلَى الشِّرْكِ بَعْدَ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَلَكِنْ أَفْشُوا فِيهِمْ - يَعْنِي بِمَكَّةَ - النَّوْحَ وَالشِّعْرَ.

4303 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا شَبَابَةُ - هُوَ ابْنُ سَوَّارٍ -، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر رَضِيَ الله عَنْه، قال: §دخلنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَفِي الْبَيْتِ أَوْ حَوْلَ الْبَيْتِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَمًا، تُعْبَدُ مِنْ دون الله تعالى، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكَبَّتْ لِوَجْهِهَا، ثُمَّ قَالَ: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنٍ، فَرَأَى فِيهِ تِمْثَالَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ، وَقَدْ جَعَلُوا فِي يَدِ إِبْرَاهِيمَ الْأَزْلَامَ يَسْتَقْسِمُ [بِهَا] فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَسْتَقْسِمُ بِالْأَزْلَامِ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَعْفَرَانٍ، فَلَطَّخَهُ بِتِلْكَ التَّمَاثِيلِ. إسناده حَسَنٌ.

4304 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ، §أَرْسَلَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ أَنَّهُ يُرِيدُ مَكَّةَ، مِنْهُمْ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ، وَفَشَا فِي النَّاسِ أَنَّهُ يُرِيدُ حُنَيْنًا، قَالَ: فَكَتَبَ حَاطِبٌ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُكُمْ، قَالَ: فَبَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَأَبَا مَرْثَدٍ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ [الْكِتَابِ الَّذِي مَعَ الْمَرْأَةِ بِرَوْضَةِ خَاخٍ] ، وَفِيهِ قَالَ حَبِيبُ ابن أَبِي ثَابِتٍ: فَأَخْرَجْتُهُ مِنْ [قُبُلِهَا] .

4305 - وَقَالَ [مُسَدَّدٌ] : حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، [عَنْ أَيُّوبَ] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُؤَذِّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ قَاعِدَانِ، أَحَدُهُمَا بِجَنْبَيْ صَاحِبِهِ، يُشِيرَانِ إِلَى بِلَالٍ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا: انْظُرْ إِلَى هَذَا الْعَبْدِ، فَقَالَ الْآخَرُ: إِنْ يَكْرَهَهُ اللَّهُ يُغَيِّرُهُ. (206) وَحَدِيثُ حَاطِبٍ رَضِيَ الله عَنْه مَضَى فِي الْمُمْتَحِنَةِ.

4306 - قَالَ إِسْحَاقُ: أنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: §لَمَّا وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي طُوًى؛ قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لِأَصْغَرِ بَنَاتِهِ: اصْعَدِي بِي عَلَى الْجَبَلِ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ أَعْمَى، فَذَكَرَ الْقِصَّةَ، وَفِيهَا: وَكَانَ فِي عُنُقِ الْجَارِيَةِ طَوْقٌ لَهَا مِنْ وَرِقٍ فَمَرَّ عَلَيْهَا رَجُلٌ فَاقْتَطَعَهُ؛ وَفِي آخِرِهِ: قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ: يَا أخته احْتَسِبِيهِ؛ فَوَاللَّهِ إِنَّ الْأَمَانَةَ فِي النَّاسِ لَقَلِيلَةٌ. أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِطُولِهِ إِلَّا قَوْلَ أَبِي بَكْرٍ الْأَخِيرِ.

باب غزوة حنين

(36 - بَابُ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ)

4307 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ انْكَشَفَ عَنْهُ النَّاسُ، فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ، يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ، آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §وَيْحَكَ يَا زَيْدُ، ادْعُ الْمُهَاجِرِينَ، فإن لله تعالى فِي أَعْنَاقِهِمْ بَيْعَةً، فَحَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ قَالَ: أَقْبَلَ مِنْهُمْ أَلْفٌ، قَدْ طَرَحُوا الْجُفُونَ وَكَسَّرُوهَا، ثُمَّ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.

4308 -[1] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ [طَهْمَانَ] ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُتْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: §لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطائف نزل الْجِعْرَانَةِ قَسَمَ بِهَا الْغَنَائِمَ، ثُمَّ اعْتَمَرَ مِنْهَا، وَذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ شَوَّالٍ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.

4309 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا يَحْيَى، عَنْ عَوْفٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ السِّقَايَةِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، قَالَ: لَمَّا الْتَقَيْنَا نَحْنُ وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقُومُوا لَنَا حَلْبَ شَاةٍ أَنْ كشفناهم، فبينا نحن نَسُوقُهُمْ فِي أَدْبَارِهِمْ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى صَاحِبِ الْبَغْلَةِ الْبَيْضَاءِ أَوِ الشَّهْبَاءِ فَنَلْقَى عِنْدَهَا رِجَالًا بِيضَ الْوُجُوهِ، فَقَالَ: §شَاهَتِ الْوُجُوهُ، ارْجِعُوا فَانْهَزَمْنَا مِنْ قَوْلِهِمْ، فَرَكِبُوا أَكْتَافَنَا فكانت إِيَّاهَا.

4310 - وَقَالَ عَبْدُ: حدثنا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي السَّائِبِ بْنُ يَسَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ السُّوَائِيَّ، قَالَ: وَكَانَ شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ أَسْلَمَ، فَنَحْنُ نَسْأَلُهُ عَنِ §الرُّعْبِ الَّذِي ألقاه الله تعالى فِي قُلُوبِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: كُنَّا نَأْخُذُ [الْحَصَاةَ] ، فَنَرْمِيهَا فِي الطَّسْتِ فيه الماء فيطن، قَالَ: كُنَّا نَجِدُ فِي أَجْوَافِنَا مِثْلَ هَذَا.

4311 - وَبِهِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: فَذَكَرَ انْكِشَافَةً انْكَشَفَهَا الْمُسْلِمُونَ، فَتَبِعَهُمُ الْكُفَّارُ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْضَةً مِنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا عَلَى الْمُشْرِكِينِ، فَرَمَى بِهَا فِي وجوههم، فَقَالَ: §ارْجِعُوا شَاهَتِ الْوُجُوهُ، قَالَ: فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَلْقَى أَخَاهُ، إِلَّا وَهُوَ يَشْكُو الْقَذَى فِي عَيْنَيْهِ.

4312 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حدثنا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، [حدثنا] أَبُو الْعَوَّامِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ، §وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَبَّاسَ أَنْ يُنَادِيَ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ! يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ! ثُمَّ اسْتَحَثَّ النِّدَاءَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الخزرج، فَلَمَّا سَمِعُوا النِّدَاءَ أَقْبَلُوا، فَوَاللَّهِ مَا شَبِهَتْهُمْ / إِلَّا الْإِبِلُ تَحِنُّ إِلَى أَوْلَادِهَا، (فَلَمَّا الْتَقَوُا الْتَحَمَ الْقِتَالُ) فَقَالَ: الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ، وَأَخَذَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفًّا مِنْ حَصًى أَبْيَضَ، فَرَمَى بِهَا، [وَقَالَ: هُزِمُوا وَرَبِّ] الْكَعْبَةِ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ [يَوْمَئِذٍ أَشَدُّ] النَّاسِ [قِتَالًا بَيْنَ يَدَيْهِ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

باب غزوة [الطائف]

(37 - باب غزوة [الطائف] ) (207) تقدم في غزوة الحديبية قصة عروة بن مسعود رَضِيَ الله عَنْه.

باب غزوة تبوك

(38 - بَابُ غَزْوَةِ تَبُوكَ)

4313 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، - هُوَ ابْنُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِعَيْنِ الرُّومِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا [غَزْوَةُ] تَبُوكَ، أَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! إنا نلقى العدو غدا، وهم شِبَاعٌ، وَنَحْنُ جِيَاعٌ، فَخَطَبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ، ثُمَّ قَالَ: " §مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ طَعَامٍ، فَلْيَأْتِنَا بِهِ " وَبَسَطَ نِطَعًا، فَأُتِيَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ صَاعًا، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ دَعَا النَّاسُ، فَقَالَ: " خُذُوا "، فَأَخَذُوا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَرْبِطُ كُمَّ قَمِيصَهُ فَيَأْخُذُ فِيهِ فَفَضَلَ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَلَا يَقُولُهَا رَجُلٌ مُحِقٌّ فَيَدْخُلُ النَّارَ ". 4314 -[497]- وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حدثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ " فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ فَلَا يكلمه وَلَا يجالسه ". وَفِيهِ: " هَذِهِ طَيْبَةٌ أَسْكَنَنِيهَا رَبِّي، تَنْفِي خَبَثَ أَهْلِهَا، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، فَمَنْ لَقِيَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ فَلَا يُكَلِّمُهُ وَلَا يُجَالِسُهُ ".

4315 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن هارون، أخبرنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ فَضَالَةَ الزَّهْرَانِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَبَيْنَا [نَحْنُ] نَسِيرُ مَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ إِذْ مَالَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاحِلَتُهُ، فَاتَّبَعْتُهُ فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: §أَيْنَ النَّاسُ؟ قُلْتُ: تَرَكْتُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَأَنَاخَ [رَسُولُ اللَّهِ] صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَاحْتُبِسَ قَدْرَ مَا يَقْضِي الرَّجُلُ حَاجَتَهُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: ثُمَّ قَالَ: حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ، فَرَكِبْنَا حَتَّى أَدْرَكْنَا النَّاسَ. إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ.

4316 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - هُوَ الْمُزَنِيُّ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §مَنْ يَذْهَبُ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى قَيْصَرَ، وَلَهُ الْجَنَّةُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ، فَأَتَاهُ بِالْكِتَابِ فَقَرَأَهُ، فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى نَبِيِّكُمْ فَأَخْبِرْهُ أَنِّي مُتَّبِعُهُ وَلَكِنْ لَا أُرِيدُ أَنْ أَدَعَ مُلْكِي، وَبَعَثَ مَعَهُ بِدَنَانِيرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَجَعَ فأخبره، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَبَ. وَقَسَّمَ الدَّنَانِيرَ.

باب بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أكيدر دومة

(39 - بَابُ بَعْثِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةَ)

4317 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا جَعْفَرُ بْنُ حميد، حدثنا عبيد اللَّهِ بْنُ إِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §خَرَجَتْ خَيْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ بِهَا أُكَيْدِرَ دُومَةِ الْجَنْدَلِ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! بَلَغَنِي أَنَّ خَيْلَكَ انْطَلَقَتْ، [وَإِنِّي] خِفْتُ عَلَى أَرْضِي وَمَالِي، فَاكْتُبْ لِي كِتَابًا لَا يُتَعَرَّضُ لِشَيْءٍ هُوَ لِي، فَإِنِّي مُقِرٌّ بِالَّذِي عَلَيَّ مِنَ الْحَقِّ، فَكَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

[باب وفد الحبشة]

(40 -[بَابُ وَفْدِ الْحَبَشَةِ] )

4318 - وَقَالَ الْحَارِثُ: [حدثنا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حدثنا مَرْوَانُ - هُوَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ -، حَدَّثَنِي [خُصَيْفٌ] ، عَنْ] سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: §بَعَثَ النَّجَاشِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدًا [مِنْ أَصْحَابِهِ] ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ، فَأَقَرُّوا، وَأَسْلَمُوا، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} إِلَى قَوْلِهِ: {الشَّاهِدِينَ} ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى النَّجَاشِيِّ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَغَتْهُ وَفَاتُهُ، فَصَلُّوا عَلَيْهِ، كَمَا يُصَلَّى عَلَى الْمَيِّتِ.

باب وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

(41 - بَابُ وَفَاةِ سَيِّدَنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

4319 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ [عَنْ عِكْرِمَةَ] قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ الله عَنْه: لَأَعْلَمَنَّ مَا بَقَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِينَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَوِ اتَّخَذْتَ شَيْئًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَدْفَعُ عَنْكَ الْغُبَارَ، وَيَرُدُّ عَنْكَ الْخَصْمَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [وَاللَّهِ] §لَأَدَعَنَّهُمْ ينازعوني رِدَائِي، وَيَطِئُونَ عَقِبِي، وَيَغْشَانِي غُبَارُهُمْ، حَتَّى يكون الله تعالى هُوَ الَّذِي يُرِيحُنِي مِنْهُمْ. قَالَ: فَعَلِمْتُ أَنَّ بَقَاءَهُ فِينَا قَلِيلٌ، قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَلْسِنَتَهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، يَقُولُونَ: قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ أَوْ عَقْدٌ مِنْ رَسُولٍ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَمُتْ حَتَّى قَطَعَ الْحِبَالَ وَوَصَلَ، وَحَارَبَ وَسَالَمَ، وَنَكَحَ النِّسَاءَ وَطَلَّقَ، -[509]- وَتَرَكَكُمْ عَلَى مَحَجَّةٍ بَيِّنَةٍ، وَطَرِيقٍ نَاهِجَةٍ، وَلَئِنْ كَانَ كَمَا قَالَ عُمَرُ، لَمْ يعجز الله تعالى أَنْ يَحْثُوَ عنه، فيخرجه لنا، فَخَلِّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَلْنَدْفِنَهُ، فَإِنَّهُ يَأْسُنُ كَمَا يَأْسُنُ النَّاسُ. قُلْتُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس [عن العباس] رَضِيَ الله عَنْه نَحْوَهُ.

4320 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ / بْنُ الْمُحَبَّرِ، حدثنا مَيْسَرَةُ عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يزيد بن عمر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عباس رَضِيَ الله عَنْهم، قَالَا: §خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ، وَهِيَ آخِرُ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِينَةِ، حَتَّى لحق بالله تعالى، فذكر الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنه قد كبرت سِنِّي، وَدَقَّ عَظْمِي، وأُنْهِكَ جِسْمِي، وَنُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَاشْتَقْتُ إِلَى رَبِّي، أَلَا وَإِنَّ هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَمَا دُمْتُ حَيًّا فَقَدْ تَرَوْنِي، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

4321 - قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا كَامِلٌ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حدثنا أَبُو الْأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها، قَالَتْ: §مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ. هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ مُنْكَرَاتِ ابْنِ لَهِيعَةَ.

4322 - حدثنا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادٍ، حدثنا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ الْفَضْلِ بن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، وَعِنْدَهُ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ، أَوْ قَالَ: صَفْرَاءُ. فَقَالَ: §ابْنَ عَمِّ، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي، فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ، قَالَ: ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَرَبَ مِنِّي الرَّحِيلُ مِنْ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ قَدْ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ، أَوْ مِنْ بَشَرِهِ، أَوْ مِنْ شَعْرِهِ، أَوْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، فَهَذَا عِرْضُ مُحَمَّدٍ، وَشَعْرُهُ، وَبَشَرُهُ، وَمَالُهُ، فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ، وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَتَخَوَّفُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ، إِلَّا إِنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ طَبِيعَتِي وَلَيْسَا مِنْ خُلُقِي، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ [الْغَدِ أَتَيْتُهُ] ، فَقَالَ: ابْنَ عَمِّي، لَا أَحْسَبُ أَنَّ مَقَامِيَ بِالْأَمْسِ أَجْزَأَ عَنِّي، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي، قَالَ: فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ، قَالَ: ثُمَّ تَوَكَّأَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ [حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالْأَمْسِ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيْنَا مَنِ اقْتَصَّ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ يَوْمَ أَتَاكَ السَّائِلُ، فَسَأَلَكَ، فَقُلْتَ: مَنْ مَعَهُ شَيْءٌ يُقْرِضُنَا؟ فَأَقْرَضْتُكَ ثَلَاثَةَ دراهم، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا فَضْلُ أَعْطِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَنْ غُلِبَ عَلَيْهِ فَلْيَسْأَلْنَا نَدْعُ لَهُ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي رَجُلٌ جَبَانٌ كَثِيرُ النَّوْمِ، قَالَ الْفَضْلُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَشْجَعَنَا، وَأَقَلَّنَا نَوْمًا. قَالَ: ثُمَّ أَتَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ عَائِشَةَ، فقال للنساء مثلما قَالَ لِلرِّجَالِ.

4323 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبِ الزَّمْعِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §سَيُعَزِّي النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ بَعْدِي لِلتَّعْزِيَةِ بِي، فَكَانَ النَّاسُ، يَقُولُونَ: مَا هَذَا؟ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقي الناس بَعْضُهُمْ [بَعْضًا] يعزي [بعضهم] بعضا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

4324 - وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حدثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ §أَبَا بَكْرِ رَضِيَ الله عَنْه دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَيِّتٌ، فَقَبَّلَ جَبْهَتَهُ.

4325 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حدثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، قال: [قال علي] : §وَوَلِيَ دَفْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإخفاؤه دُونَ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: عَلِيٌّ، وَالْعَبَّاسُ، والفضل، وصالح رَضِيَ الله عَنْهم، وَأَلْحَدَ لَهُ لَحْدًا، وَنَصَبَ عَلَيْهِ اللَّبِنَ نَصْبًا.

4326 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَذْكُرُهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: لَمَّا كَانَ [قَبْلَ] وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلَاثٍ، أَهْبَطَ اللَّهُ [إليه] جبريل عليه السلام، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ! إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إِكْرَامًا لَكَ، وتفضلا لَكَ، وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنْكَ، يَقُولُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا. [ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّانِيَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، ثُمَّ جَاءَهُ] الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، [وَزَادَ: وَأَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَغْمُومًا، قَالَ: وَهَبَطَ مع جبريل عليه السلام] مَلَكٌ فِي الْهَوَاءِ يُقَالُ لَهُ [إِسْمَاعِيلُ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ] فَقَالَ له جبريل عليه السلام: يَا أَحْمَدُ! هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى آدَمَيٍّ قَبْلَكَ، وَلَا يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمَيٍّ بَعْدَكَ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ، فَأَذِنَ له جبريل عليه السلام، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: يَا أَحْمَدُ! إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أُطِيعَكَ، إِنْ أَمَرْتَنِي -[526]- بِقَبْضِ نَفْسِكَ قَبَضْتُهَا، وَإِنْ كَرِهْتَ تَرَكْتُهَا، فقال جبريل عليه السلام: إن الله تعالى قَدِ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ! امْضِ لما أمرت له، فقال جبريل عليه السلام: يَا أَحْمَدُ! عَلَيْكَ السَّلَامُ هَذَا آخِرُ وَطْئِي الْأَرْضَ، إِنَّمَا كُنْتَ حَاجَتِي [مِنَ الدُّنْيَا] ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ، جَاءَ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ وَلَا يَرَوْنَ شَخْصَهُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فِي اللَّهِ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، [وَخَلَفٌ مِنْ] كُلِّ هَالِكٍ، وَدَرَكٌ مِنْ كُلِّ مَا فَاتَ، فَبِاللَّهِ فَثِقُوا، وَإِيَّاهُ فارجو، فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ [وَإِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هذا الخضر عليه السلام -[531]-. 4326 -[2] رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْآثَارِ الَّتِي سَمِعَهَا الطحاوي [عن الْمُزَنِيِّ عَنْهُ، قَالَ: عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ [عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ] عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ / دَخَلُوا عَلَى أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، [فَقَالَ: أَلَا] أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: بَلَى، فَحَدَّثَنَا، قَالَ: لَمَّا مَرِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ جِبْرِيلُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: يُقَالُ [لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَى مِائَةِ] أَلْفِ مَلَكٍ، كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ مِائَةِ أَلْفٍ. وَقَالَ فِيهِ بَعْدُ " تركتها " فقال: أو تفعل يَا مَلَكَ الْمَوْتِ؟ قَالَ نَعَمْ، بِهَذَا أُمِرْتُ وَأُمِرْتُ أَنْ أُطِيعَكَ، قَالَ: فَنَظَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: يا محمد ... فذكره نَحْوَهُ. وَقَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ: " الثَّوَابُ "، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ: تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا الْخَضِرُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

4327 - وقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ: حدثنا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ، حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، نُعِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسُهُ حِينَ أُنْزِلَتْ، فَأَخَذَ فِي أَشَدِّ مَا كَانَ قَطُّ اجتهادا فِي أَمْرِ الْآخِرَةِ.

باب غسل النبي صلى الله عليه وسلم

(42 - بَابُ غُسْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

4328 -[1] قال إسحاق: أخبرنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ، حدثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: §سَمِعُوا صَوْتًا عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْرَعَ الْعَبَّاسُ، فأصاب رِجْلُهُ ظَهْرَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ، يَا أُمَّتَاهُ، يَا أُمَّتَاهُ، لَا تَلُومِينَنِي هَذِهِ، فَأَدْرَكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: الرَّفِيقِ الْأَعْلَى، قَالَ الْعَبَّاسُ: فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خَيْرٌ، فَلَمَّا قَضَى عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَوْتُ، غَسَّلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ يُنَاوِلُهُمُ الْمَاءَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُغَسِّلَهُ إِلَّا أَنَّا كُنَّا صِبْيَانًا نَحْمِلُ الْحِجَارَةَ فِي الْمَسْجِدِ ... الْحَدِيثُ. فِيهِ انْقِطَاعٌ. [2] أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي نَحْوَهُ.

4329 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ صَالِحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الأشعت بْنِ طَلِيقٍ، إِنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ الْعُرَنِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، نَعَى لَنَا نَبِيُّنَا وَحَبِيبُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ - وَنَفْسِي لَهُ الْفِدَاءُ - قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ، فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ جَمَعَنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ أمنا عائشة رَضِيَ الله عَنْها، فَنَظَرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا، فَدَمَعَتْ عَيْنُهُ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: §مَرْحَبًا بِكُمْ، حَيَّاكُمُ اللَّهُ، رَحِمَكُمُ اللَّهُ، آوَاكُمُ اللَّهُ، حَفِظَكُمُ اللَّهُ، نَصَرَكُمُ اللَّهُ، نَفَعَكُمُ اللَّهُ، هَدَاكُمُ اللَّهُ، وَفَّقَكُمُ اللَّهُ، سَلَّمَكُمُ اللَّهُ، قَبِلَكُمُ اللَّهُ، رَزَقَكُمُ اللَّهُ، رَفْعَكُمُ اللَّهُ. أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُوصِي اللَّهَ بِكُمْ وَأَسْتَخْلِفُهُ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي لَكُمْ نذير مبين، أن لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ فِي عِبَادِهِ وَبِلَادِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِي وَلَكُمْ: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ} الآية. وقال عز وجل: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} . قُلْنَا: فَمَتَى الْأَجَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَنَا الْأَجَلُ، وَالْمُنْقَلَبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإِلَى جَنَّةِ الْمَأْوَى، وَإِلَى الْكَأْسِ الْأَوْفَى، وَالرَّفِيقِ الْأَعْلَى، وَالْعَيْشِ الْأَهْنَا. قُلْنَا: فَمَنْ يُغَسِّلُكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، الْأَدْنَى فَالْأَدْنَى. قُلْنَا: فَفِيمَ نُكَفِّنُكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي ثِيَابِي هَذِهِ أَوْ ثِيَابِ مِصْرَ أَوْ حُلَّةٍ يَمَانِيَةٍ. -[539]- قُلْنَا: فَمَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: فَبَكَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَكَيْنَا. فَقَالَ: مَهْلًا غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ وَجَزَاكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ خَيْرًا، إِذَا غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي، فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي فِي بَيْتِي هَذَا، عَلَى شَفِيرِ قَبْرِي هَذَا، ثُمَّ اخْرُجُوا عَنِّي سَاعَةً، فَأَوَّلُ مَنْ يُصَلِّي عَلَيَّ خَلِيلِي وَحَبِيبِي جِبْرِيلُ، ثُمَّ مِيكَائِيلُ، ثُمَّ إِسْرَافِيلُ، ثُمَّ مَلَكُ الْمَوْتِ وَجُنُودُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ بِأَجْمَعِهَا، ثُمَّ ادْخُلُوا عَلَيَّ فَوْجًا فَوْجًا، فصلوا علي وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، وَلَا تُؤْذُونِي بتزكية، ولا صيحة، وَلَا رَنَّةٍ، وَلْيَبْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَيَّ رِجَالُ أَهْلِ بَيْتِي وَنِسَاؤُهُمْ، ثُمَّ أَنْتُمْ بَعْدُ، وَمَنْ غَابَ عَنِّي مِنْ أَصْحَابِي، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلَامَ، وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِي مِنْ إِخْوَانِي، فَأَبْلِغُوهُ عَنِّي السَّلَامَ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ سَلَّمْتُ عَلَى مَنْ يَتَّبِعُنِي عَلَى ديني من اليوم إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قُلْنَا: فَمَنْ يُدْخِلُكَ قَبْرَكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَهْلِي مع ملائكة كثيرة يَرَوْنَكُمْ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ. قُلْتُ: فِي هَذَا تُعَقِّبُ عَلَى الْبَيْهَقِي، حَيْثُ قَالَ: إِنَّ سَلَّامًا الطَّوِيلَ تَفَرَّدَ بِهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.

4329 -[2] وَقَدْ رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنِ ابْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §نَعَى لَنَا حَبِيبُنَا وَنَبِيُّنَا - بِأَبِي هُوَ نفسي لَهُ الْفِدَاءُ - نَفْسَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ، فَلَمَّا دَنَا الْفِرَاقُ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ فِي دِينِكُمْ بَعْدِي، فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي أَقْرَأُ السَّلَامَ - أَحْسَبُهُ قَالَ -: عليه وعلى كل مَنْ تَابَعَنِي عَلَى دِينِي مِنْ يَوْمِي هَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ الْبَزَّارُ: رُوِيَ هَذَا عَنْ مُرَّةَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ، وَالْأَسَانِيدُ عَنْ مُرَّةَ مُتَقَارِبَةٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنْ مُرَّةَ، إِنَّمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنْهُ، وَلَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه غَيْرُ مُرَّةَ.

باب دفن النبي صلى الله عليه وسلم

(43 - بَابُ دَفْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)

4330 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا بشر بن عمر الزَّهْرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ بِلَالٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، يُحَدِّثُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ النَّاسُ اخْتَلَفُوا فِي دَفْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §مَا مِنْ نَبِيٍّ [يَمُوتُ] إلا يدفن حين يُقْبَضُ. فَخُطُّوا حَوْلَ فِرَاشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ادْفِنُوهُ حَيْثُ قُبِضَ. رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ ضَعِيفٍ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثٍ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا بِسَنَدٍ مُعْضَلٍ، / وَهَذِهِ الطَّرِيقُ الْمُرْسَلَةُ أَصَحُّ مَخْرَجًا، وَهِيَ تُعْضَدُ ذَلِكَ الْمُتَّصِلَ، وَتُشْعِرُ أَنَّ لَهُ أَصْلًا.

4331 - أخبرنا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بن عمرو، أخبرنا أَشْيَاخُنَا، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §وُضِعَ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ أَفْوَاجًا [أَفْوَاجًا] .

4332 -[1] قال أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مجالد، أخبرنا عَامِرٌ - وهو الشَّعْبِيُّ - قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنِّي §لِآخِرُ النَّاسِ عَهْدًا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنا حَفَرْنَا لَهُ وَلَحَدْنَا، فَلَمَّا دَفَنُوهُ وَخَرَجُوا، أَلْقَيْتُ الْفَأْسَ فِي الْقَبْرِ، فَقُلْتُ: الْفَأْسَ، الْفَأْسَ، فَدَخَلْتُ، فَأَخَذْتُهُ، وَمَسَحْتَ يَدَيَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: مُجَالِدٌ ضَعِيفٌ.

4332 -[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حدثنا هشيم، أخبرنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كان يحدثنا هاهنا بِالْكُوفَةِ، [فَقَالَ: §أَنَا آخِرُ النَّاسِ عَهْدًا] بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنَ الْقَبْرِ، [وَدُفِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أَلْقَيْتُ خَاتَمِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْحَسَنِ! خَاتَمِي، قَالَ: انْزِلْ فَخُذْ خَاتِمَكَ، فَنَزَلْتُ وَأَخَذْتُ خَاتَمِي، ووضعته عَلَى الْكَفَنِ ثُمَّ خَرَجْتُ. 4332 -[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، حدثنا هُشَيْمٌ، حدثنا مُجَالِدٌ بِهَذَا.

كتاب الفتن

(43 - كِتَابُ الْفِتَنِ)

باب بيان بدء [الفتنة]

(1 - بَابُ بَيَانِ بَدْءِ [الْفِتْنَةِ] )

4333 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ صَدَقَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه فَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثَمُّ ذَكَرَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: بَعْدَ الثَّلَاثِينَ اصْرِفْ وَجْهَكَ حَيْثُ شِئْتَ، فَإِنَّكَ لَنْ تَصْرِفَهُ إِلَّا إِلَى عَجْزٍ أَوْ فُجُورٍ. قُلْتُ: فِيهِ انْقِطَاعٌ مَعَ ضَعْفِ لَيْثٍ -[553]-. 4334 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا ابْنُ [نُمَيْرٍ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ. . فَذَكَرَ حَدِيثَ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه الَّذِي [تَقَدَّمَ فِي صَلَاةِ الضُّحَى] .

4335 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا المقرئ، أخبرنا [شَرِيكٌ] ، عَنِ الْمُجَالِدِ، عَنْ [مَسْرُوقٍ] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ] رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ [لَنَا] رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §ستدور رحى الْإِسْلَامِ [بَعْدَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ] سَنَةً، فَإِنِ اصْطَلَحُوا بَيْنَهُمْ عَلَى غَيْرِ قِتَالٍ، أَكَلُوا الدُّنْيَا سَبْعِينَ عَامًا. قُلْتُ: رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، بِلَفْظِ: [[فَإِنْ يَهْلِكُوا فَسَبِيلُ] مَنْ هَلَكَ] ، وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دينهم، يقم لهم سَبْعِينَ عَامًا. ولم يذكر: فإن اصْطَلَحُوا [بَيْنَهُمْ] عَلَى غَيْرِ قِتَالٍ.

4336 - أخبرنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ العزيز الدمشقي، أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " §ألا وإن رحى الْإِيمَانِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ يَدُورُ ... " الْحَدِيثَ.

4337 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا زَيْدُ بْنُ الحباب، حدثنا العلاء بن [المنهال] العتوي، حدثنا مُهَنَّدٌ الْقَيْسِيُّ - وَكَانَ ثِقَةً -، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §إِنَّكُمْ فِي نُبُوَّةٍ وَرَحْمَةٍ، وَسَتَكُونُ خِلَافَةٌ وَرَحْمَةٌ، وَيَكُونُ كَذَا وَكَذَا، وَيَكُونُ مُلْكًا عَضُوضًا، يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ، وَيَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ، وَمَعَ ذَلِكَ يُنْصَرُونَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ.

4338 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا [عَاصِمُ] بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِي الْجُوَيْرِيَةِ الجرمي، عن زيد بْنِ خَالِدٍ الجهني، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنِّي خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَتَوَجَّهْنَا نَحْوَ حَائِطِ بَنِي فُلَانٍ، فَأَتَيْتُهُ بِطَهُورٍ، فَلَمَّا جَاءَ وَضَعْتُهُ لَهُ، فَجَعَلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يُصْعِدُ) بَصَرَهُ [فِيَّ] وَيُصَوِّبُهُ، قَالَ: §وَيْحَكَ بَعْدِي، فَبَكَيْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنِّي لَبَاقٍ بَعْدَكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، فَإِذَا رَأَيْتَ الْبِنَاءَ عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ، فَالْحَقْ بِالْعَرَبِ أَرْضَ قُضَاعَةَ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِي يَوْمٌ قَابَ قَوْسٍ أَوْ قَوْسَيْنِ، أَوْ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ.

4339 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حدثنا هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكُوفِيِّ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه، أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّا §نَجِدُكَ قَائِمًا عِنْدَ رَبِّكَ، محمارة وَجْنَتَاكَ، مستحييا مِنْ رَبِّكِ مِمَّا أَحْدَثَتْ أُمَّتُكَ مِنْ بَعْدِكَ. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

باب الأمر باتباع الجماعة

(2 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الْجَمَاعَةِ) (208) تَقَدَّمْتُ مِنْهُ أَحَادِيثُ فِي الْإِيمَانِ.

4340 -[1] قال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عن ابن يسير بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: إِنَّ أَبَا مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ الله عَنْه خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ، وَأَنَا مَحْمُومٌ، فَرَكِبْتُ فَلَحِقْتُهُ بِالسَّالِحِينَ، فَإِذَا هُوَ فِي بُسْتَانٍ، فَدَخَلْتُ فِي الْبُسْتَانِ، فَإِذَا نَفَرٌ جُلُوسٌ فِي أَقْصَى الْبُسْتَانِ قَدْ تَوَضَّأَ وَالْمَاءُ يَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، قَالَ: فَتَلَقَّيْتُهُ، قَالَ: فحمدت الله تعالى وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ [لَهُ] : إِنَّهُ كَانَ لَكَ صَاحِبَانِ، إِلَيْهِمَا الْمَفْزَعُ، حُذَيْفَةُ وَأَبُو مُوسَى، وأنشدك الله تعالى وَأَنْشُدُكَ بِالْإِسْلَامِ إِنْ كُنْتَ سَمِعْتَ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْفِتْنَةِ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثْتَنِي بِهِ، وَإِلَّا اجْتَهَدْتَ رَأْيَكَ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: §عَلَيْكَ بِعُظْمِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فإن الله عز وجل لَمْ يَكُنْ لِيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى ضَلَالَةٍ، وَاصْبِرْ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ.

4340 -[2] أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حدثنا شَرِيكٌ، عَنْ قَيْسِ بْنِ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْهُ، لَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي بَيْتِ دِهْقَانَ بِالسَّالِحِينَ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدِّثْنِي بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا تَكْتُمْنِي، فَقَالَ: §إِنَّا لَا نَكْتُمُ شَيْئًا أَيُّهَا الْفَتَى، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكَ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّهَا / الْفِتْنَةُ وَالضَّلَالَةُ، وإن الله تعالى لَمْ يَكُنْ لَيَجْمَعَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَلَالَةٍ.

4341 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ، حَدَّثَنِي جُنْدُبُ بْنُ سُفْيَانَ - رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ رَضِيَ الله عَنْه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، تَصْدِمُ الرَّجُلَ كَصَدْمِ جِبَاهِ فُحُولِ الثِّيرَانِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُسْلِمًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، فَقَالَ رَجُلٌ: فَكَيْفَ نَصْنَعُ عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ، وَأَخْمِلُوا ذِكْرَكُمْ. فَقَالَ رَجُلٌ: أَرَأَيْتَ إِنْ دُخِلَ عَلَى أَحَدِنَا بَيْتَهُ، قَالَ: فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ، وَلْيَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ، وَلَا يَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يكون في قبة الْإِسْلَامِ فَيَأْكُلُ مَالَ أَخِيهِ، وَيَسْفِكُ دَمَهُ، وَيَعْصِي رَبَّهُ، وَيَكْفُرُ بِخَالِقِهِ، وَتَجِبُ لَهُ جَهَنَّمُ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، حدثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ بِهِ.

4342 - قال أَبُو يَعْلَى: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حدثنا يُونُسُ، حدثنا ابْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَبِيعُنَا دِينَهُ بِكَفٍّ مِنْ دَرَاهِمَ.

4343 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ، عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَمَا ارْتَفَعَتِ، وَنَاسٌ عِنْدَ الْحُجُرَاتِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَهْلَ الْحُجُرَاتِ، §سُعِّرَتِ النَّارُ، وَجَاءَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا.

باب ترك العطاء مخافة الفتنة والحث على طاعة الله تبارك وتعالى

(3 - بَابُ تَرْكِ الْعَطَاءِ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ وَالْحَثِّ عَلَى طاعة الله تبارك وتعالى)

4344 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §خُذُوا الْعَطَاءَ مَا دَامَ عَطَاءً فَإِذَا صَارَ رِشْوَةً عَلَى الدِّينِ، فَلَا تَأْخُذُوا وَلَسْتُمْ بِتَارِكِيهِ، يَمْنَعُكُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَخَافَةُ وَالْفَقْرُ، إلا وإن رحى الْإِيمَانِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ يَدُورُ، أَلَا وَإِنَّ السُّلْطَانَ وَالْكِتَابَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ، إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ، وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، قَالُوا: فَكَيْفَ نَصْنَعُ يَا رَسُولَ الله؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كما صنع أَصْحَابُ عِيسَى بن مريم عليه الصلاة والسلام، حُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ وَنُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرِ، مَوْتٌ فِي طاعة الله عز وجل خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَتِهِ.

باب البيان بأن سبب الفساد والفتن تأمير ولاة السوء

(4 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَبَبَ الْفَسَادِ وَالْفِتَنِ تَأْمِيرُ وُلَاةِ السُّوءِ)

4345 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حدثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ §بَعْدِي أَئِمَّةً، إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ، كَفَّرُوكُمْ، وَإِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، أئمة الكفر ورؤوس الضَّلَالَةِ.

4346 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ حَسَّانَ السُّلَمِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ §لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ تُفْسِدُهُ، وَإِنَّ آفَةَ هَذَا الدِّينِ وُلَاةُ السُّوءِ.

4347 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أَعْشَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِلٍ، عَنْ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَقْبَلَ عُبَادَةُ رَضِيَ الله عَنْه، [حَاجًّا] مِنَ الشَّامِ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §سَيَكُونُ [عَلَيْكُمْ] أُمَرَاءُ يَأْمُرُونَكُمْ بِمَا تَعْرِفُونَ، وَيَعْمَلُونَ مَا تُنْكِرُونَ، فَلَيْسَ لِأُولَئِكَ عَلَيْكُمْ طَاعَةٌ.

4348 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: §يَكُونُ أُمَرَاءُ لَا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ، يَتَهَافَتُونَ فِي النَّارِ، يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.

4348 -[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: وَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ، فَشَكَكْتُ فِيهِ، وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنِّي سَمِعْتُهُ مِنْهُ عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، قَالَ: خَطَبَنَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله عَنْه فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَقَالَ: إِنَّمَا الْمَالُ مَالُنَا، وَالْفَيْءُ فَيْئَنَا، مَنْ شِئْنَا أَعْطَيْنَا، وَمَنْ شِئْنَا مَنَعْنَا، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ. فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ، قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ أَحَدٌ. فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الثَّالِثَةُ، قَالَ [مِثْلَ] مَقَالَتِهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِمَّنْ شَهِدَ، فَقَالَ: كَلَّا، بَلِ الْمَالُ مَالُنَا، وَالْفَيْءُ فَيْئَنَا، فَمَنْ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ حَاكَمْنَاهُ بِأَسْيَافِنَا، فَلَمَّا صَلَّى أَمَرَ بِالرَّجُلِ فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، ثُمَّ أَذِنَ لِلنَّاسِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي تَكَلَّمْتُ فِي أَوَّلِ جُمُعَةٍ، فَلَمْ يَرُدَّ أَحَدٌ عَلَيَّ، وَفِي الثَّانِيَةِ فَلَمْ يَرُدَّ أَحَد ٌعَلَيَّ، فَلَمَّا كَانَتِ الثَّالِثَةُ أَحْيَانِي هَذَا، أَحْيَاهُ اللَّهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: §سَيَأْتِي قَوْمٌ يَتَكَلَّمُونَ، فَلَا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ، يَتَقَاحَمُونَ فِي النَّارِ تَقَاحُمَ الْقِرَدَةِ، فَخَشِيتُ أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنْهُمْ، فَلَمَّا رَدَّ عَلَيَّ هَذَا أَحْيَانِي، أَحْيَاهُ اللَّهُ، ورجوت الله أن لا يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ.

باب البيان بأن لا يبقى من الصحابة أحد إلى بعد المائة من الهجرة

(5 - بَابُ الْبَيَانِ بأن لَا يَبْقَى مِنَ الصحابة أحد إلى بَعْدَ الْمِائَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ)

4349 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ / بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §إِلَى مِائَةِ سَنَةٍ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً طَيِّبَةً، يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ. [2] وَقَالَ الرُّويَانِي: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بن موسى، أخبرنا بَشِيرٌ بِهِ. إِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

باب العزلة في الفتن

(6 - بَابُ الْعُزْلَةِ فِي الْفِتَنِ)

4350 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ [بْنُ سُلَيْمَانَ [الْمَسْمُولِيُّ]] ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُخَوَّلٍ الْبَهْزِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا، قَالَ: §سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، خَيْرُ الْمَالِ فِيهِ غَنَمٌ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ، تَأْكُلُ الشَّجَرَ، وَتَرِدُ الْمَاءَ، يَأْكُلُ صَاحِبُهَا مِنْ رِسْلِهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ أَلْبَانِهَا، وَيَلْبَسُ مِنْ صوفها - أَوْ قَالَ: أَشْعَارِهَا - وَالْفِتَنُ تَرْتَكِسُ بَيْنَ جَرَاثِيمِ الْعَرَبِ، والله ما يعبؤون. يَقُولُهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا.

4351 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حَبِيبِ بْنِ شهاب، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عباس رَضِيَ الله عَنْهما، يقول: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَطَبَ النَّاسَ بِتَبُوكَ: §مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ مُجَاهِدًا فِي سبيل الله تعالى، وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ، وَمِثْلُ رَجُلٍ بَادٍ فِي نِعْمَةِ يَقْرِي ضَيْفَهُ وَيُعْطِي حَقَّهُ.

باب نصرة أهل الحق حتى يأتي أمر الله

(7 - بَابُ نُصْرَةِ أَهْلِ الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ)

4352 -[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ صَاحِبُ الدَّسْتُوَائِيِّ، حدثني أبي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ [[الديلي] ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَزُرْعَةُ بْنُ ضَمْرَةَ [مَعَ الْأَشْعَرِيِّ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فلقيت عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ:] يُوشِكُ أَنْ لَا يَبْقَى فِي أَرْضِ [الْعَجَمِ] مِنَ الْعَرَبِ] إِلَّا قَتِيلٌ أَوْ أَسِيرٌ [يُحْكَمُ فِي دَمِهِ] . فَقَالَ لَهُ زُرْعَةُ: أَيَظْهَرُ الْمُشْرِكُونَ عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ؟ فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ بَنِي عَامِرِ ابن صَعْصَعَةَ، فَقَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَدَافَعَ مَنَاكِبُ نِسَاءِ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ عَلَى ذِي الْخَلَصَةِ، [وَثَنٌ] -[596]- كَانَ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: فَذَكَرْنَا لِعُمَرَ قَوْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو، فقال: عبد اللَّهُ [أَعْلَمُ بِمَا] يَقُولُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةٌ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ. [قَالَ] : فَذَكَرْنَا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَوْلَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: صَدَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [إِذَا أَتَى] أمر الله عز وجل] كَانَ الَّذِي قُلْتُ. قُلْتُ: فِيهِ انْقِطَاعٌ بَيْن قَتَادَةَ وَأَبِي الْأَسْوَدِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ -[600]-. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هشام، به، بنحوه. [3] وَحَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، بِهِ.

[4] وَقَالَ أبو داود: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ. [5] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنُ أَبِي سَمِينَةَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، بِهِ.

باب الأمر بترك القتال في الفتنة

(8 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَرْكِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ)

4353 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ الْيَمَامِيِّ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ عَمْرٌو، حَدَّثَنِي عَمِّي، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبَةَ، فَلَمَّا حَاذَيْنَا بِوَادٍ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، أَرْسَلَنِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَأْتِكَ؟ قَالَ: فَأْتِنِي بِرَأْسِهِ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: أَجِبِ الْأَمِيرَ، فَقَالَ: مَنِ الْأَمِيرُ؟ فَقُلْتُ: مُسْلِمُ بْنُ عُقْبَةَ، فَقَالَ: وَمَا يُرِيدُ أَنْ يَصْنَعَ بِيَ الْأَمِيرُ، وَقَدْ بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي هَذِهِ، فَمَا نَكَثْتُ وَلَا بَدَّلْتُ. فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، فَقُلْتُ: آتِيهِ بِرَأْسِكَ، قَالَ: فَهَاتِ، قُلْتُ: فَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَهِدَ إِلَيَّ، فَقَالَ: §إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ يُبَايِعُونَ الْأَمِيرَيْنِ فَخُذْ سَيْفَكَ الَّذِي جَاهَدْتَ بِهِ [مَعِي، فَاضْرِبْ بِهِ] أُحُدًا حَتَّى يَنْكَسِرَ، ثُمَّ اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ يَدٌ خَاطِئَةٌ أَوْ مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ. قُلْتُ: رَوَى أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِهِ حَدِيثًا فِي الْمَعْنَى غَيْرَ هَذَا، -[602]- وَلَيْسَ هَذَا بِالسِّيَاقِ، وَلَا فِيهِ: حَتَّى تَأْتِيَكَ [يَدٌ] ... إِلَى آخِرِهِ، وَهَذَا إِسْنَادٌ لَيِّنٌ، فِيهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ حَالُهُ.

4354 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا أَتَاهُ الرَّجُلُ يقتله - يَعْنِي مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ - أَنْ يَكُونَ هَكَذَا، فَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى، فَيَكُونُ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ فَإِذَا هُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِذَا بِقَاتِلِهِ فِي النَّارِ.

باب كراهية الاختلاف

(9 - بَابُ كَرَاهِيَةِ الِاخْتِلَافِ)

4355 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ أَبِي سِنَانٍ أَنَّهُ سَمِعَ الْحُسَيْنَ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما، يُحَدِّثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبأ لابن صايد دُخَانًا، فَسَأَلَهُ عَمَّا خَبَأَ لَهُ، فَقَالَ [لَهُ] : دُخٌّ، فَقَالَ: اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُو قَدْرَكَ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا قَالَ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: دُخٌّ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: دُيخ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدِ §اخْتَلَفْتُمْ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، وَأَنْتُمْ بَعْدِي أَشَدُّ اخْتِلَافًا.

4356 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ الْبَجَلِيُّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، قَالَ: إِنَّ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، حدثه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ بَهْجَتَهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ [رِدْءًا] لِلْإِسْلَامِ] انْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَسَعى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ، قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ! أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ الرَّامِي، أَوِ الْمَرْمِي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلِ الرَّامِي.

باب النهي عن بيع السلاح في الفتنة

(10 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّلَاحِ فِي الْفِتْنَةِ)

4357 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بن هارون، أخبرنا بَحْرُ بْنُ / كَنِيزٍ السقا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ اللَّقِيطِيِّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ السِّلَاحِ فِي الْفِتْنَةِ.

باب علامة أول الفتن

(11 - بَابُ عَلَامَةِ أَوَّلِ الْفِتَنِ)

4358 - قَالَ الطَّيَالِسِي: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي [ذِئْبٍ] ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: إِنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْه فِي شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: §إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ، فَسَمِعْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِي شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَاخْرُجْ مِنْهَا. قَالَ: فَخَرَجَ أَبُو الدَّرْدَاءِ، فَأَتَى الشَّامَ.

باب جواز الترهب في أيام الفتن

(12 - بَابُ جَوَازِ التَّرَهُّبِ فِي أَيَّامِ الْفِتَنِ)

4359 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عياش، حَدَّثَنَا رَوَّادٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §خَيْرُكُمْ فِي رَأْسِ الْمِائَتَيْنِ الْخَفِيفُ الْحَاذِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا خِفَّةُ الْحَاذِ؟ قَالَ: مَنْ لَا أَهْلَ لَهُ وَلَا مَالَ.

4360 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحيم بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بْنُ صَدَقَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §سَيَأْتِي عَلَى الناس زمان، يحل فيه الْعُزْبَةُ، وَلَا يَسْلَمُ لِذِي دِينٍ دِينُهُ إِلَّا مَنْ فَرَّ بِدِينِهِ، مِنْ شَاهِقٍ إِلَى شَاهِقٍ، وَمِنْ جُحْرٍ إِلَى جُحْرٍ كَالطَّائِرِ يَفِرُّ بِفِرَاخِهِ، وَكَالثَّعْلَبِ بِأَشْبَالِهِ، فأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ، وَاعْتَزَلَ النَّاسَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ، وَلَمِائَةُ شَاةٍ عَفْرَاءَ أَرْعَاهَا بِسَلْعٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مُلْكِ بَنِي النَّضِيرِ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ كَذَا وَكَذَا.

باب عدد الفتن

(13 - بَابُ عَدَدِ الْفِتَنِ)

4361 - قَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُمُ الأعمش، عن منذر الثوري، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: [§جعل الله عز وجل فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَمْسَ فِتَنٍ] : فِتْنَةٍ خَاصَّةٍ، ثُمَّ فِتْنَةٍ عَامَّةٍ، ثُمَّ فِتْنَةٍ خَاصَّةٍ، ثُمَّ فِتْنَةٍ عَامَّةٍ، ثُمَّ تَجِيءُ فِتْنَةٌ سوداء مظلمة، فيصير النَّاسُ فِيهَا كَالْبَهَائِمِ. فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ، وَقَالَ: نَعَمْ.

ورد بين هذا القسم والقسم الآتي في جميع النسخ ما يأتي: (14<§tit/2> - بَابُ مَبْدَإِ الْفِتَنِ وَقِصَّةُ اسْتِخْلَافِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه) (209) [تَقَدَّمَ فِي مَنَاقِبِ عُمَرَ] حَدِيثُ جَعْلِهِ الْأَمْرَ شُورَى فِي سِتَّةٍ.

4362 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي فِي صَبِيحَتِهَا يَفْرُغُ النَّفَرُ الَّذِينَ اسْتَخْلَفَهُمْ عُمَرُ بن الخطاب - رَضِيَ الله عَنْهم - مِنَ الْخِلَافَةِ؛ صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي؛ فَنِمْتُ فَأَيْقَظَنِي مِنَ النَّوْمِ صَوْتُ خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عوف رحمة الله عليه: يَا مِسْوَرُ! ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مُشْتَمِلًا بِثَوْبِي، قَالَ: أَنِمْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ؛ قَدْ نِمْتُ، قَالَ: خُذْ عَلَيْكَ ثَوْبَكَ ثُمَّ الْحَقْنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَفَعَلْتُ [فَلَمَّا انْتَهَيْتُ] إِلَيْهِ قَالَ لِي: ادْعُ لِي الزُّبَيْرَ وَسَعْدًا أَوْ أَحَدَهُمَا -[625]- [فَانْطَلَقْتُ] فَدَعَوْتُهُ، فَلَمَّا [انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَيْهِ قَالَ] : اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا، قال: ففعلت [فتناجيا] شَيْئًا يَسِيرًا، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي [الْآخَرَ، فَلَمَّا] انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَيْهِ قَالَ: اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا، قَالَ: فَتَنَاجَيَا شَيْئًا يَسِيرًا، ثُمَّ نَادَى: يَا مِسْوَرُ اذْهَبْ فَادْعُ لِي عَلِيًّا، وَذَلِكَ حِينَ ذَهَبَتْ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ، قَالَ: فَجِئْتُ بِعَلِيٍّ، فَقَالَ: اسْتَأْخِرْ عَنَّا قَدْرَ مَا لَا تَسْمَعُ كَلَامَنَا، قَالَ: فَلَمْ يَزَالَا يَتَكَلَّمَانِ مِنَ الْعِشَاءِ حَتَّى كَانَ السَّحَرُ، إِلَّا أَنَّنِي لَمْ أَسْمَعْ مِنْ فيهما مَا أظنني أنهما قد أقبلا، فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ نَادَانِي، وَعَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه عِنْدَهُ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: ففعلت؛ فتناجيا، وأذن الْمُؤَذِّنُ بِالصُّبْحِ، قَالَ: فَتَفَرَّقُوا لِلْوُضُوءِ، وَقَدْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهَا صَبِيحَةُ الْخِلَافَةِ فَاجْتَمَعُوا لِلصُّبْحٍ -[626]- كَمَا يَجْتَمِعُونَ لِلْجُمُعَةِ، فَأَمَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ الله عَنْه النَّفَرَ أَنْ يَجْلِسُوا بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ، فَلَمَّا أَبْصَرَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَطَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى جَنْبِ الْمِنْبَرِ فحمد الله تعالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِي كَانَ مِنْ وَفَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَاسْتِخْلَافِهِ إِيَّانَا أَيُّهَا النَّفْرُ، وَرَضِيَ أَصْحَابِي أَنَّ ذَلِكَ إِلَيَّ، فَأَخْتَارُ رَجُلًا منهم؛ وهؤلاء هم بَيْنَ أَيْدِيكُمْ. ثُمَّ اسْتَقْبَلَهُمْ رَجُلًا رَجُلًا، فَقَالَ: أَيْ فُلَانُ §عَلَيْكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ لَتَسْمَعَنَّ وَلَتُطِيعَنَّ لِمَنْ وَلَّيْتُ وَلَتَرْضَيَنَّ وَلَتُسَلِّمَنَّ، فَيَقُولُ: نَعَمْ؛ رَافِعًا صَوْتَهُ يُسْمِعُ النَّاسَ، حَتَّى فَرَغَ مِنْهُمْ رَجُلًا رَجُلًا: عُثْمَانُ وَعَلِيٌّ والزبير وسعد رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: أَمَّا طَلْحَةُ فَأَنَا حَمِيلٌ بِرِضَاهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لَمْ أَزَلْ دأبا مُنْذُ ثَلَاثٍ أَسْأَلُكُمْ عَنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ، ثُمَّ سَأَلْتُهُمْ عَنْ أَنْفُسِهِمْ، فَوَجَدْتُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَإِيَّاهُمُ اجْتَمَعْتُمْ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه: قُمْ يَا عُثْمَانُ، فَلَمْ يَقُلْ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَلَا الْأَنْصَارِ وَلَا وُفُودِ الْعَرَبِ وَلَا صَالِحِي النَّاسِ: -[627]- إِنَّكَ لَمْ تَسْتَشِرْنَا وَلَمْ تَسْتَأْمِرْنَا، فَرَضُوا وَسَلَّمُوا؛ فَلَبِثُوا سِتَّ سِنِينَ لَا يَعِيبُونَ شَيْئًا، قَالَ: كَانَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يُفَضِّلُونَهُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُونَ: الْعَدْلُ مِثْلُ عُمَرَ، وَاللِّينُ أَلْيَنُ مِنْ عُمَرَ، ثُمَّ حَدَثَ مَا حَدَثَ -[628]-. 4363 - وَبِهِ قَالَ اللَّيْثُ: عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ: أَنَّهُ (يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ - رَضِيَ الله عَنْه) ، كَانَ كُلَّمَا دَعَا رَجُلًا مِنْهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، ذَكَرَ مَنَاقِبَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّكَ لها لأهل، فإن أَخْطَأَتْكَ فَمَنْ؟ فَيَقُولُ: إِنْ أَخْطَأَتْنِي فَعُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه.

[كتاب الفتوح]

[كِتَابُ الْفُتُوحِ]

ذكر فتوح العراق

15 - ذِكْرُ فُتُوحِ الْعِرَاقِ

4364 - (قَالَ) أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [§نَظَرَ قِبَلَ الْعِرَاقِ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ (أَقْبِلْ) بِقُلُوبِهِمْ "] .

4365 -[وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: (حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِّيِّ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ] عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، / عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ §شَاوَرَ الْهُرْمُزَانَ فِي أَصْبَهَانَ، وَفَارِسٍ، وَأَذْرَبِيجَانَ، بَأَيِّهِمْ يبدأ بِهَا؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَصْبَهَانَ الرَّأْسُ، وَفَارِسٌ وَأَذْرَبِيجَانَ، الْجَنَاحَانِ، فَإِنْ قُطِعَتْ أَحَدُ الْجَنَاحَيْنِ لَاذَ الرَّأْسُ بِالْجَنَاحِ الْآخَرِ، وَإِنْ قُطِعَتِ الرَّأْسُ وَقَعَ الْجَنَاحَانِ، فَابْدَأْ بأصبهان. [قال: (ودخل) ] عُمَرُ، رَضِيَ الله عَنْه الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِالنُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ يُصَلِّي، فَانْتَظَرَهُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهُ، (فَقَالَ) : إِنِّي مُسْتَعْمِلُكَ، فَقَالَ: أَمَّا جَابِيًا فَلَا، وَلَكِنْ غَازِيًا، قَالَ: فَإِنَّكَ غَازٍ: قَالَ: فَسَرَّحَهُ وَكَتَبَ (إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ) أَنْ يَلْحَقُوا بِهِ، وَفِيهِمُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو (وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ) وَالْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ، وعمرو بن معد يكرب رَضِيَ الله عَنْهم، قَالَ: فَأَتَاهُمُ النُّعْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه، [وَبَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ -[24]- نَهَرٌ] فَبَعَثَ إِلَيْهِمُ الْمُغِيرَةِ بْنَ شُعْبَةَ، وَمَلِكُهُمْ ذُو الْجَنَاحَيْنِ [فَاسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ، أَقْعُدُ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْحَرْبِ، أَمْ أَقْعُدُ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْمُلْكِ وَبَهْجَتِهِ؟ قَالُوا: لَا، بَلِ اقْعُدْ لَهُمْ فِي هَيْئَةِ الْمُلْكِ وَبَهْجَتِهِ] .

4366 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ [بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَتَبَ] خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى مِهْرَانَ وَرُسْتُمَ وَبِلَادِ فَارِسٍ: مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مِهْرَانَ وَرُسْتُمَ: سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي §أَعْرِضُ عَلَيْكُمَا الْإِسْلَامَ، [فَإِنْ (أَقْرَرْتُمَا) بِالْإِسْلَامِ] فَلَكُمَا مَا لِلْإِسْلَامِ، وَعَلَيْكُمَا مَا عَلَى الْإِسْلَامِ، وَإِنْ أَبَيْتُمَا فَإِنِّي أَعْرِضُ عَلَيْكُمَا (الْجِزْيَةَ) فَإِنْ أَبَيْتُمَا، فَإِنَّ عِنْدِي رِجَالًا يُحِبُّونَ الْقِتَالَ كَمَا تُحِبُّ فَارِسٌ الْخَمْرَ.

4367 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ، سريج بن يونس، ثنا يحيى بن زكريا بْنُ أَبِي [زَائِدَةَ، ثنا مجالد] عن عامر (يَعْنِي الشَّعْبِيِّ) ، قَالَ: وَكَتَبَ أبو بكر رضي الله ع نه إِلَى خَالِدٍ رَضِيَ الله عَنْه (يَعْنِي يَوْمَ الْيَمَامَةِ (وَقَتْلِ) أَهْلِ الرِّدَّةِ) أَنْ يَسِيرَ إِلَى الْحِيرَةِ، ثُمَّ يَمْضِي إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا نَزَلَ الْحِيرَةَ، كَتَبَ إِلَى " أَهْلِ فَارِسٍ ثُمَّ، قَالَ: إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ لَا أَبْرَحَ حَتَّى أُفْزِعَهُمْ، فأغار عليهم، حتى انتهى إلى سورا فَقَتَلَ وَسَبَى، ثُمَّ أَغَارَ عَلَى عَيْنِ التَّمْرِ، فَقَتَلَ وَسَبَى، ثُمَّ مَضَى إِلَى الشَّامِ. قَالَ عَامِرٌ (يَعْنِي الشَّعْبِيَّ) : فَأَخْرَجَ إِلَى ابْنِ بُقَيْلَةَ (يَعْنِي عَبْدَ الْمَسِيحِ الحميري) كِتَابَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَيْهِمْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مَرَازِبَةِ فَارِسٍ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ -[31]- الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ بِالْحَمْدِ الَّذِي هُوَ أَهْلُهُ، الَّذِي فَصَلَ حَرَمَكُمْ، وَفَرَّقَ جَمَاعَتَكُمْ، وَوَهَّنَ بَأْسَكُمْ، وَسَلَبَ مُلْكَكُمْ، فَإِذَا جَاءَكُمْ كِتَابِي هَذَا، فَاعْتَقِدُوا مِنِّي الذِّمَّةَ، وَأَدُّوا الْجِزْيَةَ، وَابْعَثُوا إِلَيَّ بِالرَّهْنِ، وَإِلَّا، فَوَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، لَأُقَاتِلَنَّكُمْ بِقَوْمٍ، يُحِبُّونَ §الْمَوْتَ كَحُبِّكُمُ الْحَيَاةَ، وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى. (210) وَحَدِيثُ نَضْلَةَ بْنِ عَمْرٍو فِي فَتْحِ حُلْوَانَ يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتَنِ.

باب ما وقع في خلافة عمر رضي الله عنه من الفتوح

16 - بَابُ مَا وَقَعَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه مِنَ الْفُتُوحِ

4368 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ داود، عن بشر بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه §إِذَا بَعَثَ إِلَى الشَّامِ بَايَعَهُمْ عَلَى الطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ.

4369 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، ثنا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ذَكْوَانَ مولى عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَ: إِنَّ دُرْجًا أُتِيَ بِهِ عُمَرُ بن الخطاب رَضِيَ الله عَنْه، فنظره أَكْثَرُ أَصْحَابِهِ، فَلَمْ يَعْرِفُوا قِيمَتَهُ، فَقَالَ: أَتَأْذَنُونَ أَنْ أَبْعَثَ بِهِ إلى عائشة رَضِيَ الله عَنْها لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا، قَالُوا: نَعَمْ، فَأُتِيَ به عائشة رَضِيَ الله عَنْها، فَفَتَحَتْهُ، فَقِيلَ: هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الخطاب رَضِيَ الله عَنْه، فقالت رَضِيَ الله عَنْها: §مَاذَا فَتْحَ عَلَيَّ ابْنُ الْخَطَّابِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ لَا تُبْقِنِي لِعَطِيَّةِ قَابِلٍ.

باب فتح الإسكندرية

17 - بَابُ فَتْحِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ

4370 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ - (هُوَ) الطَّحَّانُ -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ - (هُوَ) عَمْرُو بْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ -، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: عَمْرُو بن العاص رَضِيَ الله عَنْهما: §خَرَجَ جَيْشٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَا أَمِيرُهُمُ، حَتَّى نَزَلْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَقَالَ عَظِيمٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ: أَخْرِجُوا إِلَيَّ رَجُلًا أُكَلِّمْهُ (وَيُكَلِّمْنِي) فَقُلْتُ: لَا يَخْرُجُ إِلَيْهِ غَيْرِي: فَخَرَجْتُ مَعِيَ بِتُرْجُمَانٍ وَمَعَهُ تَرْجُمَانُهُ، حَتَّى وُضِعَ لَنَا منبران. فقال: ما أنتم؟ قلنا: نَحْنُ الْعَرَبَ مِنْ أَهْلِ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ، وَنَحْنُ أَهْلَ بيت الله (عز وجل) كُنَّا أَضْيَقَ النَّاسِ أَرْضًا، وَشَرَّهُ عَيْشًا، نَأْكُلُ الْمَيْتَةَ (وَالدَّمَ) وَيُغِيرُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، كُنَّا بِشَرِّ عَيْشٍ عَاشَ بِهِ -[39]- النَّاسُ، حَتَّى خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ لَيْسَ بَأَعْظَمِنَا يَوْمَئِذٍ شَرَفًا، وَلَا أَكْثَرِنَا مَالًا، قَالَ: " أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ " يَأْمُرُنَا بِمَا لَا نَعْرِفُ، وَيَنْهَانَا عَمَّا كُنَّا عَلَيْهِ، وَكَانَتْ عَلَيْهِ آبَاؤُنَا، فَشَنَّعْنَا بِهِ، وكذبنا، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ مَقَالَتَهُ [حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ غَيْرِنَا، فَقَالُوا: نَحْنُ نُصَدِّقُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنَتَّبِعُكَ، وَنُقَاتِلُ مَنْ قَاتَلَكَ] فَخَرَجَ إليهم، وَخَرَجْنَا إِلَيْهِ، (وَقَاتَلَنَا) وَقَاتَلْنَاهُ، فَقَتَلَنَا، وَظَهَرَ عَلَيْنَا، وَغَلَبَنَا، وَتَنَاوَلَ مَنْ يَلِيَهُ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَاتَلَهُمْ (حَتَّى) ظَهْرَ عَلَيْهِمْ، فَلَوْ يَعْلَمُ مَنْ وَرَائِي مِنَ الْعَرَبِ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلَّا جَاءَكُمْ حَتَّى يُشْرِكَكُمْ فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ، فَضَحِكَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَكُمْ قَدْ صَدَقَ، وَقَدْ جَاءَتْنَا رُسُلُنَا بِمِثْلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُكُمْ، وَكُنَّا عَلَيْهِ، حَتَّى ظَهَرَتْ فِينَا مُلُوكٌ، فَجَعَلُوا يَعْمَلُونَ فِينَا بِأَهْوَائِهِمْ، وَيَتْرُكُونَ أَمْرَ الْأَنْبِيَاءِ فَإِنْ أَنْتُمْ أَخَذْتُمْ بِأَمْرِ نَبِيِّكُمْ، لَمْ يُقَاتِلْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبْتُمُوهُ، وَلَمْ يُشَارِفْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا ظَهَرْتُمْ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَا، فَتَرَكْتُمْ أَمْرَ نَبِيِّكُمْ، وَعَمِلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي عَمِلُوا بِأَهْوَائِهِمْ، فَخُلِّيَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، لَمْ تَكُونُوا أَكْثَرَ عَدَدًا مِنَّا، وَلَا أَشَدَّ قُوَّةً مِنَّا، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه: فَمَا كَلَّمْتُ رجلا قط أمكر مِنْهُ.

4371 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ثنا، مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَمَّا صَدَّ أَهْلُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه، §نَصَبَ عَلَيْهَا الْمَنْجَنِيقَ.

باب مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه

18 - بَابُ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْهُ

4372 - قال إسحاق: أخبرنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنا أَبِي، أنا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مولى أبي أسيد الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §سَمِعَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ مِصْرَ قَدْ أَقْبَلُوا، فَاسْتَقْبَلَهُمْ، وَكَانَ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَرْيَةٍ خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ - أَوْ كَمَا قَالَ - فَلَمَّا سَمِعُوا بِهِ، أَقْبَلُوا نَحْوَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، قَالُوا: كَرِهَ أَنْ يقدموا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، فَأَتَوْهُ فَقَالُوا لَهُ: ادْعُ بالمصحف قَالَ: فَدَعَا بِالْمُصْحَفِ، فَقَالُوا لَهُ: افْتَحِ السَّابِعَةَ، وَكَانُوا يُسَمَّوْنَ سُورَةَ يُونُسَ السَّابِعَةَ، فَقَرَأَ حَتَّى أَتَى هَذِهِ الْآيَةِ: {قُلْ أَرَءَيْتُم مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ ءاللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [يونس: 59] ، فَقَالُوا لَهُ: قِفْ، أَرَأَيْتَ مَا حُمِيَ مِنْ حِمَى اللَّهِ -[43]- (تعالى) (آللَّهُ) (أَذِنَ لَكَ) أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرِي؟ فَقَالَ: أَمْضِهْ، نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا، وَأَمَّا الْحِمَى، فَإِنَّ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه حَمَى الْحِمَى قَبْلِي لِإِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا وُلِّيتُ حَمَيْتُ لِإِبِلِ الصَّدَقَةِ، أَمْضِهْ، فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَهُ بِالْآيَةِ، فَيَقُولُ: أَمْضِهْ نَزَلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا قَالَ: وَكَانَ الَّذِي (يَلِي) عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فِي سِنِّكَ (قَالَ: يَقُولُ أَبُو نَضْرَةَ ذَلِكَ لِي أَبُو سَعِيدٍ وَأَنَا فِي سِنِّكَ، قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَخْرُجْ وَجْهِي يَوْمَئِذٍ، لَا أَدْرِي لَعَلَّهُ قَالَ: مَرَّةً أُخْرَى وَأَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ ثَلَاثِينَ سَنَةً) . قَالَ: ثُمَّ أَخَذُوهُ بِأَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا مَخْرَجٌ، فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ [ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: (مَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: فَأَخَذُوا مِيثَاقَهُ وَكَتَبَ عَلَيْهِمْ شَرْطًا، ثُمَّ أخذ عليهم أن لا يَشُقُّوا عَصًا، وَلَا يُفَارِقُوا جَمَاعَةً) مَا قَامَ لَهُمْ بِشَرْطِهِمْ] أَوْ كَمَا أَخَذُوا عَلَيْهِ - فَقَالَ لَهُمْ: مَا تُرِيدُونَ؟ قالوا: نريد أن لا يَأْخُذَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ عَطَاءً، فإنما هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ، وَلِهَذِهِ الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَضُوا، وَأَقْبَلُوا مَعَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ رَاضِينَ. -[44]- قَالَ: فَقَامَ (رَضِيَ الله عَنْه) (فَخَطَبَهُمْ) ، فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ وَفْدًا فِي الْأَرْضِ هُوَ خَيْرٌ مِنْ هَذَا الْوَفْدِ الَّذِي مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ زَرْعٌ فَلْيَلْحَقْ بِزَرْعِهِ، وَمَنْ كَانَ لَهُ ضَرْعٌ فَيَحْتَلِبْ، أَلَا إِنَّهُ لَا مَالَ لَكُمْ عِنْدَنَا [[إِنَّمَا هَذَا الْمَالُ لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهِ، وَلِهَذِهِ الشُّيُوخِ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]] (*) ، قَالَ: فَغَضِبَ النَّاسُ وَقَالُوا: هَذَا مَكْرُ بَنِي أُمَيَّةَ. ثُمَّ رَجَعَ الْوَفْدُ الْمِصْرِيُّونَ رَاضِينَ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِي الطَّرِيقِ إِذَا هُمْ بِرَاكِبٍ يَتَعَرَّضُ لَهُمْ وَيُفَارِقُهُمْ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ يُفَارِقْهُمْ وَيَسُبُّهُمْ، قَالُوا لَهُ: مَا لَكَ؟ إِنَّ لَكَ لَأَمْرًا [ (مَا شَأْنُكَ) ؟ فَقَالَ: أَنَا] رَسُولُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ، فَفَتَّشُوهُ، فَإِذَا هُمْ بِالْكِتَابِ مَعَهُ عَلَى لِسَانِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، عَلَيْهِ خَاتَمُهُ إِلَى عَامِلِهِ بِمِصْرَ (أَنْ يَقْتُلَهُمْ أَوْ يُصَلِّبَهُمْ) أَوْ يُقَطِّعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ [ (مِنْ خِلَافٍ) فَأَقْبَلُوا] حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَتَوْا عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالُوا: أَلَمْ تَرَ إِلَى عَدُوِّ اللَّهِ يَكْتُبُ فِينَا [ (كَذَا وَكَذَا) ، وَإِنَّ] اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ دَمَهُ، (قُمْ مَعَنَا إِلَيْهِ) ، -[45]- قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقُومُ مَعَكُمْ إِلَيْهِ، قَالُوا: فَلِمَ كَتَبْتَ [ (إِلَيْنَا) ؟ قَالَ] : وَاللَّهِ مَا كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ كِتَابًا قَطُّ، قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَقَالُوا: لِهَذَا تُقَاتِلُونَ (أَمْ لِهَذَا تَغْضَبُونَ) فَانْطَلَقَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه يَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى قَرْيَةٍ. فَانْطَلَقُوا حتى دخلوا إلى عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالُوا لَهُ: كَتَبْتَ فِينَا كَذَا وَكَذَا وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَلَّ دَمَكَ (فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّهُمَا اثنتان) : أَنْ تُقِيمُوا عَلَيَّ رَجُلَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أَوْ يَمِينِي بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا كَتَبْتُ، (وَلَا أَمْلَيْتُ) وَلَا عَلِمْتُ، وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْكِتَابَ يكتب على كتاب الرَّجُلِ، وَقَدْ يُنْقَشُ الْخَاتَمُ عَلَى الْخَاتَمِ، قَالُوا: فَوَاللَّهِ، لَقَدْ أَحَلَّ اللَّهُ دَمَكَ بِنَقْضِ الْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ. قَالَ: (فَحَاصَرُوهُ رَضِيَ الله عَنْه، فَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ) وَهُوَ مَحْصُورٌ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ " (قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه: (فَوَاللَّهِ) مَا أَسْمَعُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، إِلَّا أَنْ يَرُدَّ الرَّجُلُ -[46]- فِي نَفْسِهِ) ، فَقَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ هَلْ عَلِمْتُمْ؟ قَالَ: فَذَكَرَ شَيْئًا فِي شَأْنِهِ، وَذَكَرَ أَيْضًا (أُرَى) (كِتَابَتَهُ) الْمُفَصَّلَ فَفَشَا النَّهْىُ، فَجَعَلَ يَقُولُ النَّاسُ: مَهْلًا عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَفَشَا النَّهْيُ فَقَامَ الْأَشْتَرُ (فَلَا أَدْرِي أَيَوْمُئِذٍ أَمْ يَوْمٌ آخَرُ) قَالَ: فَلَعَلَّهُ قَدْ مُكِرَ بِهِ (وَبِكُمْ) ، قَالَ: فَوَطِئَهُ النَّاسُ حَتَّى لَقِيَ كَذَا وَكَذَا. ثُمَّ إِنَّهُ رَضِيَ الله عَنْه أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَى، فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ، فَلَمْ تَأْخُذْ فِيهِمُ الْمَوْعِظَةُ، وَكَانَ النَّاسُ تَأْخُذُ فِيهِمُ الْمَوْعِظَةُ أَوَّلَّ مَا يسمعون بِهَا، فإذا أعيدت عليهم لَمْ تَأْخُذْ فِيهِمْ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ رَضِيَ الله عَنْه فَتَحَ الْبَابَ وَوَضَعَ الْمُصْحَفَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: " يَا عُثْمَانُ، أَفْطِرْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ ". قَالَ أَبِي، فَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه دَخَلَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لَقَدْ أَخَذْتَ مِنِّي مَأْخَذًا، أَوْ قَعَدْتَ مِنِّي مَقْعَدًا - مَا كَانَ أَبُوكَ لِيَقْعُدَهُ - أَوْ قَالَ: لِيَأْخُذَهُ - فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَضِيَ الله عَنْه رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ (الْمَوْتُ الْأَسْوَدُ) فَخَنَقَهُ، ثُمَّ خَنَقَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ خَنَقْتُهُ فَمَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ ألين من حلقه، حَتَّى رَأَيْتُ نَفَسَهُ يَتَرَدَّدُ فِي جَسَدِهِ كَنَفَسِ الْجَانِّ، قَالَ: فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ. -[47]- قَالَ: وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه: وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ (فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى) وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَهْوَى بِالسَّيْفِ، فاتقاه عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا، فَمَا أدري أبانها، أم / قَطَعَهَا، وَلَمْ يُبِنْهَا، قَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَا وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَوَّلُ كَفٍّ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ. قَالَ: وَقَالَ فِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه: فَدَخَلَ عَلَيْهِ التُّجِيبِيُّ، فَأَشْعَرَهُ مشقاً، فَانْتَضَحَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] (قَالَ) فَإِنَّهَا فِي الْمُصْحَفِ مَا حُكَّتْ بَعْدُ، قَالَ: وأخذت بنت الفرافصة رَضِيَ الله عَنْها حُلِيَّهَا (فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه) فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ رَضِيَ الله عَنْه، فَلَمَّا أَشْعَرَ - أَوْ قُتِلَ - تَفَاجَّتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَاتَلَهَا اللَّهُ مَا أَعْظَمُ عَجِيزَتَهَا! فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه: فَعَلِمْتُ أَنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ لَمْ يُرِيدُوا إِلَّا الدُّنْيَا. قُلْتُ: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، سَمِعَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

4373 - أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَ مِصْرَ، يدخل على رؤوس قُرَيْشٍ، فَيَقُولُ لَهُمْ: §لَا تَقْتُلُوا هَذَا الرَّجُلَ (يَعْنِي: عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه) فَيَقُولُونَ: وَاللَّهِ مَا نُرِيدُ قَتْلَهُ، فَيَخْرُجُ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدَيَّ، يَقُولُ: وَاللَّهِ، لَيَقْتُلُنَّهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: لَا تَقْتُلُوهُ، فَوَاللَّهِ لَيَمُوتَنَّ إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَأَبَوْا، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ (بَعْدَ أَيَّامٍ) فَقَالَ لَهُمْ: لَا تَقْتُلُوهُ، فَوَاللَّهِ لَيَمُوتَنَّ إِلَى خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً. هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

7374 - أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنِ ابْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: إِنَّ §الْمَلَائِكَةَ لَمْ تَزَلْ (مُحِيطَةٌ) بِمَدِينَتِكُمْ هَذِهِ مُنْذُ قَدِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَوْمِ، وَاللَّهِ لَئِنْ قَتَلْتُمُوهُ (ليذهبن) ثم لا يعود إِلَيْكُمْ أَبَدًا، وَإِنَّ السَّيْفَ لَّمْ يَزَلْ مَغْمُودًا فيكم، فوالله لئن قَتَلْتُمُوهُ ليسلّنه اللَّهُ عَلَيْكُمْ، ثم لا يغمد (عَنْكُمْ) أَبَدًا - أَوْ قَالَ: إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ - وَمَا قُتِلَ نَبِيُّ إِلَّا قُتِلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَلَا قُتِلَ خَلِيفَةٌ إِلَّا قُتِلَ بِهِ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفًا، وَذَكَرَ أَنَّهُ قُتِلَ عَلَى دَمِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعُونَ أَلْفًا -[56]-. 4375 - أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عن أيوب الْأَحْمَرِ، وَهُوَ أيوب بن عايد عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه يَأْتِي عَلَى أَتَانٍ مِنْ أَرْضٍ لَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ حَدِيثِ مَعْمَرٍ.

4376 - حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا سُلَيْمَانُ - وَهُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ - ثنا حُمَيْدٌ - وَهُوَ ابْنُ هِلَالٍ الْعَدَوِيُّ - ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ (رَضِيَ الله عَنْه) يَجِيءُ مِنْ أَرْضٍ لَهُ عَلَى أَتَانٍ أَوْ حِمَارٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيُبَكِّرُ، فَإِذَا قضى الصلاة أتى أَرْضَهُ، فَلَمَّا هَاجَ النَّاسُ بِعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه: §لَا تَقْتُلُوهُ، وَاسْتَعْتِبُوهُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا قَتَلَتْ أُمَّةٌ نَبِيَّهَا، فَأَصْلَحَ اللَّهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ حتى يهريقوا دم سَبْعِينَ أَلْفًا، وَمَا قَتَلَتْ أُمَّةٌ خَلِيفَةً، فَأَصْلَحَ اللَّهُ ذَاتَ بَيْنِهِمْ حتى يهريقوا دم أَرْبَعِينَ أَلْفًا، وَمَا هَلَكَتْ أُمَّةٌ قَطُّ حَتَّى يَرْفَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى السُّلْطَانِ، ثُمَّ (قَالَ لَهُمْ) : لَا تَقْتُلُوهُ وَاسْتَعْتِبُوهُ، قَالَ: فَمَا نَظَرُوا فِيمَا قَالَ فَقَتَلُوهُ. قَالَ: فَجَلَسَ عَلَى طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (رَضِيَ الله عَنْه) حَتَّى أَتَاهُ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ لَهُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ (فَقَالَ: الْعِرَاقَ) فَقَالَ: لَا تَأْتِ الْعِرَاقَ، وَعَلَيْكَ بِمِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالزَمْهُ، وَلَا أَدْرِي هَلْ -[58]- يُنْجِيكَ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ تَرَكْتَهُ لَا تَرَاهُ أَبَدًا، فَقَالَ مَنْ حَوْلَهُ: دَعْنَا فَلْنَقْتُلْهُ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ مِنَّا رَجُلٌ صَالِحٌ. قَالَ ابْنُ مُغَفَّلٍ: وَكُنْتُ اسْتَأْذَنْتُ ابْنَ سَلَامٍ فِي أَرْضٍ إِلَى جَنْبِ أَرْضِهِ أَنْ أَشْتَرِيَهَا فَقَالَ لِي بَعْدَ ذَلِكَ: هَذَا رَأْسُ أربعن سَنَةً، وَسَيَكُونُ بَعْدَهَا صُلْحٌ، فَاشْتِرِهَا، قَالَ سُلَيْمَانُ، فَقُلْتُ لِحُمَيْدٍ: كَيْفَ يَرْفَعُونَ الْقُرْآنَ على السلطان، فقال: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْخَوَارِجِ كَيْفَ يَتَأَوَّلُونَ الْقُرْآنَ عَلَى السُّلْطَانِ.

4377 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ زِيَادٍ الزَّيَّاتُ، حَدَّثَنِي زُرْعَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ §أَبِي رَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِيمَنْ دَفَنَ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْهُ يَوْمَ الدَّارِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ بِالْبَقِيعِ.

4378 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي رَاشِدٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَسِيدٍ، وَرَجُلٍ آخَرَ سَمَّاهُ، كِلَاهُمَا عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: حَدَّثَتْنِي نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ الْكَلْبِيَّةُ امرأة عثمان رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: §لَمَّا حُوصِرَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه [ظَلَّ يَوْمَهُ صَائِمًا، فَلَمَّا كَانَ (عِنْدَ) الْإِفْطَارِ سَأَلَهُمُ الْمَاءَ الْعَذْبَ، فَقَالُوا: دُونَكَ هَذَا الرَّكِيِّ (وَإِذَا ركيّ يلقى فيه النَّتَنَ، فَبَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى حَالِهِ) لَمْ يَطْعَمْ، فَلَمَّا كَانَ (مِنَ السحر، أتيت جارة لنا) على أحاجين (يَعْنِي: أَسْطِحَةٍ مُتَوَاصِلَةٍ) فَسَأَلْتُهُمُ] الْمَاءَ الْعَذْبَ، فَجِئْتُهُ بِكُوزٍ مِنْ مَاءٍ، فَلَمَّا نَزَلْتُ إِذَا هُوَ رَضِيَ الله عَنْه نَائِمٌ فِي أَسْفَلِ الدَّرَجَةِ يَغِطُّ، فَأَيْقَظْتُهُ، فَقُلْتُ: هَذَا مَاءٌ عَذْبٌ قَدْ أَتَيْتُكَ بِهِ، فَرَفَعَ رَضِيَ الله عَنْه رَأْسَهُ، فَنَظَرَ إِلَى الْفَجْرِ، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ أَصْبَحْتُ صَائِمًا، فَقُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ، وَلَمْ أَرَ أَحَدًا أَتَاكَ بِطَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ اطَّلَعَ عَلَيَّ مِنْ هَذَا السَّقْفِ، وَمَعَهُ دَلْوٌ مِنْ مَاءٍ، فَقَالَ: اشْرَبْ يَا عثمان، فشربت، فرويت، ثُمَّ قَالَ: ازْدَدْ، فَشَرِبْتُ حَتَّى تَمَلَّأْتُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ الْقَوْمَ سينكرون عَلَيْكَ [فَإِنْ (تَرَكْتَهُمْ) ] أَفْطَرْتَ عِنْدَنَا " قَالَتْ: فَدَخَلُوا عَلَيْهِ مِنْ يَوْمِهِ، فَقَتَلُوهُ رَضِيَ الله عَنْهُ

4379 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي (سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ) قَالَ: أَشْرَفَ (عَلَيْنَا) عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ الدَّارِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، §لَا تَقْتُلُونِي [فَإِنَّكُمْ إِنْ قَتَلْتُمُونِي كُنْتُمْ هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ رَضِيَ الله عَنْه] .

4380 - وَقَالَ الْحَارِثُ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ هِشَامِ (بْنِ عُرْوَةَ) ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ وإزاره محلول، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ادْنُ مِنِّي يَا عُثْمَانُ " فَدَنَا مِنْهُ، ثم قَالَ: " ادْنُ مِنِّي يَا عُثْمَانُ " فَدَنَا مِنْهُ، حَتَّى أَصَابَتْ رُكْبَتُهُ رَضِيَ الله عَنْه ركبة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزرّرعليه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : يَا عُثْمَانُ، إِنَّكَ §تَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْدَاجُكَ تَشْخَبُ دَمًا، فَأَقُولُ: مَنْ فَعَلَ بِكَ هَذَا؟ فَتُسَمِّي وَتَشْتَكِي، بَيْنَ آمِرٍ وَمَاكِرٍ (وَخَاذِلٍ) فَبَيْنَمَا أَنْتَ كَذَلِكَ، إِذْ تَسْمَعُ هَاتِفًا يَهْتِفُ مِنَ السَّمَاءِ: أَلَا إِنَّ عُثْمَانَ (رَضِيَ الله عَنْه فِي حُكْمِ أَعْدَائِهِ وَلِيٌّ) فَكَيْفَ أَنْتَ يَا عُثْمَانُ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ (ثَلَاثًا) .

4381 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: لَبِسَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما (الدِّرْعَ) يَوْمَ الدَّارِ دار عثمان رَضِيَ الله عَنْهما، مَرَّتَيْنِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §فَكُنْتُ أَعْرِفُ لَهُ حَقَّ النُّبُوَّةِ، وَحَقَّ الْوِلَايَةِ، وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَكُنْتُ أَعْرِفُ لَهُ حَقَّ الْوِلَايَةِ، ثُمَّ صَحِبْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه، فَكُنْتُ أَعْرِفُ لَهُ حَقَّ الْوِلَايَةِ، وَحَقَّ الْوَالِدِ، وَأَنَا أَعْرِفُ لَكَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا يَا آلَ عُمَرَ، اقْعُدْ فِي بَيْتِكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي.

4382 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §كُنْتُ مَحْصُورًا فِي الدَّارِ مَعَ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَرَمَوْا رَجُلًا مِنَّا، فَقَتَلُوهُ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! طَابَ الضِّرَابُ، قَتَلُوا مِنَّا رَجُلًا، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: عَزَمْتُ عَلَيْكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لَمَا رَمَيْتَ بِسَيْفِكَ، فَإِنَّمَا تُرَادُ نَفْسِي، وَسَأَقِي الْمُسْلِمِينَ بِنَفْسِي، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه: فَرَمَيْتُ بِسَيْفِي فَمَا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ حَتَّى السَّاعَةَ.

4383 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا ابْنُ فَضَالَةَ، عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ حَبِيبٍ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مَصْقَلَةَ، قَالَا: بَعَثَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ (رَضِيَ الله عَنْه) وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، تَرَى هَذِهِ الْكُوَّةَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَفَ مِنْهَا اللَّيْلَةَ، فَقَالَ: " يَا عُثْمَانُ، أَحَصَرُوكَ؟ " قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَدْلَى لِي دَلْوًا شربت منه، فإني أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنْ شِئْتَ دعوتُ الله تعالى، فَنَصَرَكَ عَلَيْهِمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْطَرْتَ عِنْدَنَا " قَالَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه: فَقُلْتُ لَهُ: مَا الَّذِي اخْتَرْتَ؟ قَالَ: الْفِطْرَ عِنْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ، قَالَ لِابْنِهِ: اخْرُجْ، فَانْظُرْ مَا صَنَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذِهِ السَّاعَةَ حَيًّا، فَانْصَرَفَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ قُتِلَ الرَّجُلُ.

4384 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَفَّانُ، ثنا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: نَامَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ، وَهُوَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: تَمَنَّى عُثْمَانُ (رَضِيَ الله عَنْه) أُمْنِيَةً، لَحَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا، قَالَ، قُلْنَا: حَدِّثْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ، فَلَسْنَا نَقُولُ كَمَا يَقُولُ النَّاسُ، قَالَ (رَضِيَ الله عَنْه:) رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي هَذَا فَقَالَ: " §إِنَّكَ شَاهِدٌ مَعَنَا الْجُمُعَةَ ". [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثنا المغيرة بن مسلمة، ثنا وُهَيْبٌ، عَنْ مُوسَى، حدثنا أَبُو عَلْقَمَةَ، بِهِ. [3] وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ.

4385 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا: ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (الرَّازِيُّ) يَذْكُرُ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما. قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه أَصْبَحَ [يُحَدِّثُ النَّاسَ] قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: " §يَا عُثْمَانُ، أَفْطِرْ عِنْدَنَا " فَأَصْبَحَ رَضِيَ الله عَنْه صَائِمًا، وَقُتِلَ مِنْ يَوْمِهِ رَضِيَ الله عَنْه. [2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ، بِهِ. [3] وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَصَحَّحَهُ.

4386 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْهُنَائِيُّ، حَدَّثَنَا ابن أَبِي فَضَالَةَ، أنا الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ أَبِي مريم بن رَضِيعِ الْجَارُودِ، قَالَ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ، فَقَامَ الْحَسَنُ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما خَطِيبًا فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِي مَنَامِي عَجَبًا! رَأَيْتُ الرَّبَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ عَرْشِهِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَامَ عِنْدَ قَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه، فَكَانَ نُبْذَةً، فَقَالَ: يَا رَبِّ، §سَلْ عِبَادَكَ فِيمَ قَتَلُونِي؟ قَالَ: فَانْبَعَثَ مِنَ السَّمَاءِ مِيزَابَانِ مِنْ دَمٍ فِي الْأَرْضِ قَالَ: فَقِيلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه: أَلَا تَرَى مَا يُحَدِّثُ بِهِ الحسن (رَضِيَ الله عَنْه) ؟ قال (رضوان الله تعالى عليه:) يُحَدِّثُ بِمَا رَأَى.

4378 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ الْعِجْلِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَوْ مُجَالِدٍ، عَنْ طُحْرُبٍ الْعِجْلِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: لَا أُقَاتِلُ بَعْدَ رُؤْيَا رَأَيْتُهَا، §رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى الْعَرْشِ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَيْتُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَرَأَيْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، وَرَأَيْتُ دَمًا بَيْنَهُمْ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الدَّمُ؟ قِيلَ: دَمُ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه يطلب الله تعالى، بِهِ.

4388 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: §اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي ذَنْبَهُ فِي عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه.

4389 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ ثُمَامَةُ، كَانَ عَلَى صَنْعَاءَ، فَلَمَّا قُتِلَ عثمان رَضِيَ الله عَنْه خطب، فبكا بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: §الْيَوْمَ انْتُزِعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَارَتْ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ.

4390 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ - هُوَ ابن هارون - أخبرنا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا فِي عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه وَتَخَاصَمُوا فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى مَا أَرَى أَدِيمَ السَّمَاءِ، وَإِنَّ إِنْسَانًا مِنْ حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَارَ بِمُصْحَفٍ، وَقَالَ: أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ §مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بريء ممن فارق دِينَهُ وَكَانُوا شِيَعًا: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} الآية.

4391 - حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه: إِنَّ مَعَكَ فِي الدَّارِ عصبة مُسْتَنْصَرَةً، ينصر الله تعالى بِأَقَلَّ مِنْهَا، فَأْذَنْ لِي فَلْأُقَاتِلْ، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: §أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا أَهْرَاقَ فِي دَمِهِ، أَوْ قَالَ: أَهْرَاقَ فِيَّ دَمًا.

4392 - قَالَ إِسْحَاقُ: ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَنْ مُحَمَّدٍ وهو ابْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ حَدَّثَنِي كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ أَنَّهُ §شَهِدَ مَقْتَلَ عُثْمَانَ قَالَ: أَنَا يَوْمَئِذٍ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، قَالَ: أَمَرَتْنَا صَفِيَّةُ أَنْ نُرَحِّلَ بَغْلَةً بِهَوْدَجٍ فَرَحَّلْنَاهَا ثُمَّ مَشَيْنَا حَوْلَهَا إِلَى الْبَابِ فَإِذَا الْأَشْتَرُ وَنَاسٌ مَعَهُ فَقَالَ لَهَا الْأَشْتَرُ ارْجِعِي إِلَى بَيْتِكِ فَأَبَتْ فَرَفَعَ قَنَاةً مَعَهُ أَوْ رُمْحًا فَضَرَبَ عجز البغلة فثبت الْبَغْلَةِ وَمَالَ الْهَوْدَجُ حَتَّى كَادَ أَنْ يَقَعَ فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ قَالَتْ: رُدُّونِي، رُدُّونِي، قَالَ: قَدْ خَرَجَ مِنَ الدَّارِ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ مَضْرُوبِينَ مَحْمُولِينَ كَانُوا يدرؤون عَنْ عُثْمَانَ فَذَكَرَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزبير وابن خاطب وَمَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ، قُلْتُ: فَهَلْ تَدَمَّى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ مِنْ دَمِهِ بِشَيْءٍ؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، دَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ عُثْمَانُ: لَسْتُ بِصَاحِبِهِ، وَكَلَّمَهُ بِكَلَامٍ فخرج ولم يدر مِنْ دَمِهِ بِشَيْءٍ، قُلْتُ: فَمَنْ قَتَلَهُ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ يُقَالُ لَهُ: جَبَلَةُ فَجَعَلَ يَقُولُ: أَنَا قَاتِلُ نَعْثَلٍ، قُلْتُ: فَأَيْنَ عُثْمَانُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ فِي الدَّارِ.

باب براءة علي من قتل عثمان رضي الله عنه

5 - بَابُ بَرَاءَةِ عَلِيٍّ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه

4393 - قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، عن ربيح، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ §بَنِي أُمَيَّةَ يقاتلونني، يزعمون أني قَتَلْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، وَكَذَبُوا، إِنَّمَا يُرِيدُونَ الْمُلْكَ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ يُذْهِبُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ أَنِّي أَحْلِفُ لَهُمْ عِنْدَ الْمَقَامِ: وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، وَلَا أَمَرْتُ بِقَتْلِهِ، لَفَعَلْتُ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يُرِيدُونَ الْمُلْكَ وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَعُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه مِمَّنْ قال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} الْآيَةُ.

باب قتال أهل البغي

20 - بَابُ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ

4394 -[1] قال إسحاق: أخبرنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا سَالِمٌ الْمُرَادِيُّ أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه الْبَصْرَةَ فِي أَمْرِ طلحة وأصحابه رَضِيَ الله عَنْهم، قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْكَوَّاءِ وَابْنُ عَبَّادٍ فَقَالَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا، أَوَصِيَّةً أَوْصَاكَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمْ عَهْدًا عَهِدَهُ عِنْدَكَ، أَوْ رَأَيًا رَأَيْتَهُ حِينَ تَفَرَّقَتِ الْأُمَّةُ وَاخْتَلَفَتْ كَلِمَتُهَا؟ فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: مَا أَكُونُ أَوَّلَ كَاذِبٍ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْتَ فَجْأَةٍ، وَلَا قُتِلَ قَتْلًا، وَلَقَدْ مَكَثَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ، كُلَّ ذَلِكَ يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ، فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَيَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ "، وَلَقَدْ تَرَكَنِي وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَى مَكَانِي، وَلَوْ عَهِدَ إِلَيَّ شَيْئًا لَقُمْتُ بِهِ، حَتَّى عَارَضَتْ فِي ذَلِكَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ، فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ " فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ الْمُسْلِمُونَ فِي أَمْرِهِمْ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ وَلَّى أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه أَمْرَ دِينِهِمْ، فَوَلَّوْهُ أَمْرَ دُنْيَاهُمْ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ، فَكُنْتُ أغزوا إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ الله عَنْه فِي إِقَامَةِ -[102]- الْحُدُودِ، فَلَوْ كان مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ رَضِيَ الله عَنْه لَجَعَلَهَا فِي وَلَدِهِ، فَأَشَارَ بِعُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، وَلَمْ يَأْلُ، فَبَايَعَهُ الْمُسْلِمُونَ، وَبَايَعْتُهُ مَعَهُمْ، وَكُنْتُ أغزوا إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ الله عَنْه فِي إِقَامَةِ الحدود، فلو كان مُحَابَاةً عِنْدَ حُضُورِ مَوْتِهِ رَضِيَ الله عَنْه، لَجَعَلَهَا فِي وَلَدِهِ، وَكَرِهَ أن يتخير من مَعْشَرَ قُرَيْشٍ رَجُلًا، فَيُوَلِّيهِ أَمْرَ الأُمة، فلا يكون فِيهِ إِسَاءَةٌ مِنْ بَعْدِهِ إِلَّا لَحِقَتْ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه فِي قَبْرِهِ، فَاخْتَارَ مِنَّا سِتَّةً. أَنَا فِيهِمْ، لِنَخْتَارَ لِلْأُمَّةِ رَجُلًا، فَلَمَّا اجْتَمَعْنَا وَثَبَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَوَهَبَ لَنَا نَصِيبَهُ مِنْهَا عَلَى أَنْ نُعْطِيَهُ مواثيقاً عَلَى أَنْ يختار مِنَ الْخَمْسَةِ رَجُلًا فيولّيه أَمْرَ الْأُمَّةِ، فَأَعْطَيْنَاهُ مواثيقنا، فأخذ بيده عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه فَبَايَعَهُ، وَلَقَدْ عَرَضَ فِي نَفْسِي عِنْدَ ذَلِكَ، فَلَمَّا نَظَرْتُ فِي أَمْرِي، فَإِذَا عَهْدِي قَدْ سَبَقَ بَيْعَتِي، فَبَايَعْتُ وَسَلَّمْتُ، وَكُنْتُ أغزوا إِذَا أَغْزَانِي وَآخُذُ إِذَا أَعْطَانِي، وَكُنْتُ سَوْطًا بَيْنَ يَدَيْهِ رَضِيَ الله عَنْه فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ، فَلَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه، نَظَرْتُ فِي أَمْرِي، فَإِذَا الْمَوْثِقَةُ الَّتِي كَانَتْ فِي عُنُقِي لِأَبِي بكر، وعمر رَضِيَ الله عَنْهما قد انجلت، وَإِذَا الْعَهْدُ لِعُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه قَدْ وَفَّيْتُ بِهِ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، لَيْسَ لِأَحَدٍ عِنْدِي دَعْوَى، وَلَا طَلِبَةٌ، فَوَثَبَ فِيهَا مَنْ لَيْسَ مِثْلِي (يَعْنِي مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه) لَا قَرَابَتُهُ قَرَابَتِي، وَلَا عِلْمُهُ كَعِلْمِي، وَلَا سَابِقَتُهُ كَسَابِقَتِي، وَكُنْتُ أَحَقُّ بِهَا مِنْهُ، قَالَا: صَدَقْتَ، فَأَخْبِرْنَا عَنْ قِتَالِكَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ (يَعْنِيَانِ طلحة والزبير رَضِيَ الله عَنْهما) صَاحِبَاكَ فِي الْهِجْرَةِ، وَصَاحِبَاكَ فِي بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، وَصَاحِبَاكَ فِي الْمَشُورَةِ، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: بَايَعَانِي بِالْمَدِينَةِ، وَخَالَفَانِي بِالْبَصْرَةِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِمَّنْ بَايَعَ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه خَلَعَهُ لَقَاتَلْنَاهُ -[103]-. [2] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، عَنْ سَالِمٍ الْمُرَادِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه مِثْلَهُ سَوَاءً. قلت: روى أبو داود والنسائي طَرَفًا مِنْهُ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ.

4395 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ النَّسَائِيُّ، عَنْ كَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَدْرِي §كَيْفَ حُكْمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ قَالَ: قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: لَا يُجْهَزُ عَلَى جَرِيحِهَا، وَلَا يُقْتَلُ أَسِيرُهَا، وَلَا يُتْبَعُ هَارِبُهَا -[109]-. 4396 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بن سنان، عن الْكَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ ... ، فَذَكَرَهُ بِلَفْظٍ: قَالَ لِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ: هَلْ تَعْلَمُ ... إِلَى آخِرِهِ، وَزَادَ: " وَلَا يُقْسَمُ فَيْئَهُمْ " هَذَا حُكْمُ اللَّهِ فِيمَنْ بَغَى مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُمْ عِنْدَنَا الْخَوَارِجُ.

4397 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنِي سعيد بن عبيد، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا لِي أُرَاكَ تَسْتَحِيلُ النَّاسَ اسْتِحَالَةَ الرَّجُلِ إِبِلَهُ، أَبِعَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ شَيْئًا رَأَيْتَهُ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: §وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ، وَلَا كُذِّبْتُ، وَلَا ضَلَلْتُ وَلَا ضُلَّ بِي، بَلْ عهد من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى.

4398 - وَبِهِ: §عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، المارقين. رَوَاهُ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثنا الرَّبِيعُ، ... وَقَالَ: لَا نَعْلَمْهُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

4399 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ الْجَحْدَرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: §أُمِرْتُ بِقَتْلِ النَّاكِثِينَ، وَالْقَاسِطِينَ، وَالْمَارِقِينَ

باب وقعة الجمل

21 - بَابُ وَقْعَةِ الْجَمَلِ

4400 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الْجَمَلِ الأديب، يُقْتَلُ حولها قتلى كثيرة، تنجو بعدما كَادَتْ.

4401 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنًا، يحدث عن عمر بْنُ جَاوَانَ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ، خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي منازلنا، نَضَعُ رِحَالَنَا، إِذْ أَتَانَا آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ فَزِعُوا وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الْمَسْجِدِ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي مُنَاشَدَةِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه الصحابة وإقرارهم رَضِيَ الله عَنْهم بِمَنَاقِبِهِ - قَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: وَلَقِيتُ طلحة والزبير رَضِيَ الله عَنْهما، فَقُلْتُ: §لَا أَرَى هَذَا إِلَّا مَقْتُولًا، فَمَنْ تَأْمُرَانِي أَنْ أُبَايِعَ؟ قَالَا: عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه فَقُلْتُ: أَتَأْمُرَانِي بِذَلِكَ وترضيانه لي؟ فقالا: نَعَمْ، فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَأَنَا لَكَذَلِكَ إِذْ قِيلَ: قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ الله عَنْه، وَبِهَا عَائِشَةُ أم المؤمنين رَضِيَ الله عَنْهما، فَأَتَيْتُهَا، فَقُلْتُ لها: أنشدك الله مَنْ تَأْمُرِينِي أَنْ أبايع؟ قالت رَضِيَ الله عَنْها: عَلِيًّا، فَقُلْتُ: أَتَأْمُرِينِي بِذَلِكَ وترضينه لِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَرَجَعْتُ، فَقَدِمْتُ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه بِالْمَدِينَةِ فبايعته، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي بِالْبَصْرَةِ، وَلَا أَرَى إِلَّا أَنَّ الْأَمْرَ قَدِ اسْتَقَامَ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أتانا آتٍ، فَقَالَ: هَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، وطلحة، والزبير رَضِيَ الله عَنْهم قَدْ نَزَلُوا جَانِبِ الْخُرَيْبَةِ، فَقُلْتُ: فَمَا جَاءَ بِهِمْ؟ قَالُوا: أَرْسَلُوا إِلَيْكَ يستنصرون عَلَى دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، قُتِلَ مَظْلُومًا، فَأَتَانِي أَفْظَعُ أَمْرٍ (أَتَانِي) قَطُّ فَقُلْتُ: إِنَّ خُذْلَانِي قَوْمًا مَعَهُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَشَدِيدٌ، وَإِنَّ قِتَالِيَ رَجُلًا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرُونِي -[127]- بِبَيْعَتِهِ لَشَدِيدٌ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُمْ، قُلْتُ لَهُمْ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ فَقَالُوا: جِئْنَا نَسْتَنْصِرُ عَلَى دَمِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه، قُتِلَ مَظْلُومًا، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْشُدُكِ اللَّهَ! أَقُلْتُ لَكِ: بِمَنْ تَأْمُرِينِي؟ فَقُلْتِ: عَلِيًّا، فَقُلْتُ: أَتَأْمُرِينِي بِهِ وترضينه لِي؟ فَقُلْتِ: نَعَمْ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَقُلْتُ لِلزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه: يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَا طَلْحَةُ! أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ، أَقُلْتُ لَكُمَا: مَنْ تَأْمُرَانِي أَنْ أُبَايِعَ؟ فَقُلْتُمَا: لِعَلِيٍّ: فَقُلْتُ: أَتَأْمُرَانِي بِهِ وَتَرْضَيَانِهِ لِي؟ فَقُلْتُمَا: نَعَمْ؟ فَقَالَا: نَعَمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُكُمْ وَمَعَكُمْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهِ لَا أُقَاتِلُ ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا أَمَرْتُمُونِي بِبَيْعَتِهِ، اخْتَارُوا مِنِّي إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تَفْتَحُوا لِي بَابَ الْجِسْرِ، فَأَلْحَقَ بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا (يَعْنِي بِأَرْضِ الْعَجَمِ) حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِي أَمْرِهِ مَا قَضَى، أَوْ أَلْحَقَ بِمَكَّةَ، أَوْ أَعْتَزِلَ فَأَكُونَ قَرِيبًا مِنْكُمْ، لَا مَعَكُمُ وَلَا عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: نَأْتَمِرُ، ثُمَّ نُرْسِلُ إِلَيْكَ، قَالَ: فَأْتَمَرُوا، فَقَالُوا: إما أن يفتح لَهُ بَابَ الْجِسْرِ فَيَلْحَقَ بِأَرْضِ الْأَعَاجِمِ فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ الْمُفَارِقُ وَالْخَاذِلُ، وَأَمَّا أَنْ يَلْحَقَ بِمَكَّةَ ليتعجبنكم فِي قُرَيْشٍ، وَيُخْبِرُهُمْ بِأَخْبَارِكُمْ، لَيْسَ ذَلِكَ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَلَكِنِ اجعلوه قريباً ها هنا، حيث تطؤون عَلَى صماخه، فاعتزل بالجلحاء مِنَ الْبَصْرَةِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ فَاعْتَزَلَ مَعَهُ نَاسٌ زُهَاءَ سِتَّةِ -[128]- آلَافٍ، ثُمَّ الْتَقَى النَّاسُ، فَكَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: وَكَانَ كَعْبُ بْنُ سُورٍ يَقْرَأُ الْمُصْحَفَ، وَيَذْكُرُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ حَتَّى قُتِلَ كَعْبٌ، وَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ، وَبَلَغَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ الله عَنْه سَفَوَانَ مِنَ الْبَصْرَةِ بِمَكَانِ الْقَادِسِيَّةِ مِنْكُمْ، قَالَ: فَلَقِيَهُ النعر، رَجُلٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ، فَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبُ يَا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَيَّ، فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِي، لَا يُوصَلُ إِلَيْكَ فَأَقْبَلَ مَعَهُ، قَالَ: فَأَتَى إِنْسَانٌ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَالَ: هَا هُوَ ذَا الزُّبَيْرُ قَدْ لَقِيَ سَفَوَانَ قَالَ: فَمَا يَأْمَنُ؟ جَمَعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى ضَرَبَ بَعْضُهُمْ حَوَاجِبَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ ثم لحق ببنيه وَأَهْلِهِ، قال: فسمعه عويمر بْنُ جُرْمُوزٍ، / وَفَضَالَةُ بْنُ حَابِسٍ وَنُفَيْعٌ، فَرَكِبُوا فِي طَلَبِهِ، فَلَقَوْهُ مَعَ النعر.

[2] وَأَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ حصين، ثنا عمر بْنُ جَاوَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، وَذَاكَ أَنِّي قُلْتُ لَهُ: أَرَأَيْتَ اعْتِزَالَ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه، مَا كَانَ، فَقَالَ سَمِعْتُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَأَنَا حَاجٌّ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَ مَا تَقَدَّمَ. قَالَ: §فَسَمِعَهُ غُوَاةٌ مِنَ النَّاسِ مِنْهُمُ ابْنُ جُرْمُوزٍ، وَفَضَالَةُ، وَنُفَيْعٌ، فَانْطَلَقُوا فِي طَلَبِهِ، فَلَقَوْهُ مُقْبِلًا مَعَ النعر، فَأَتَاهُ عُمَيْرُ بْنُ جُرْمُوزٍ مِنْ خَلْفِهِ، فَطَعَنَهُ طَعْنَةً ضَعِيفَةً، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ ضَعِيفٌ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى فَرَسٍ لَهُ، يُقَالُ لَهُ، ذُو الْخِمَارِ، فَلَمَّا ظَنَّ ابْنُ جُرْمُوزٍ أَنَّ الزُّبَيْرَ رَضِيَ الله عَنْه قَاتِلَهُ، نَادَى فَضَالَةَ وَنُفَيْعًا، فَحَمَلَا عَلَى الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه، فَقَتَلَاهُ.

4402 - أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ مَوَالِي بَنِي تَمِيمٍ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو سُفْيَانَ: أَن عَاتِكَةَ امْرَأَةَ عُمَرَ قَالَتْ: [البحر الكامل] (§غَدَرَ ابْنُ جُرْمُوزٍ بِفَارِسِ بُهْمَةٍ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ، وَكَانَ غَيْرَ مُعَرِّدِ) (يَا عَمْرُو، لَوْ نَبَّهْتَهُ لَوَجَدْتَهُ، لَا ... طَائِشًا رَعْشَ الْيَدَيْنِ وَلَا الْيَدِ) (شُلَّتْ يَمِينُكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُؤْمِنًا ... حَلَّتْ عَلَيْكَ عُقُوبَةُ الْمُتَعَمِّدِ)

4403 -[1] أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، أنا أَبُو إِسْرَائِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ وَاصْطَفُّوا، دَعَا عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه الزُّبَيْرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَأَتَاهُ فَقَالَ: أنشدك الله تعالى أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ "؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَمَا ذَكَرْتُهُ قَبْلَ مَقَامِي هَذَا، فَانْطَلَقَ رَاجِعًا، فَلَمَّا رَآهُ صَاحِبُهُ تَبِعَهُ، يَعْنِي: طَلْحَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَرَمَاهُ مَرْوَانُ بِسَهْمٍ، فَشَدَّ فَخِذَهُ بحديد السَّرْجِ.

[2] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، ثنا أَبُو إِسْرَائِيلَ، به.

4404 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ رَجُلٍ مِنْ حَيَّةَ، قَالَ: خَلَا علي بالزبير رَضِيَ الله عَنْهما يَوْمَ الْجَمَلِ فَقَالَ: أنشدك الله تعالى: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَأَنْتَ لَاوِي يَدِي فِي سَقِيفَةِ بَنِي فُلَانٍ: " §لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ لَهُ ظَالِمٌ، ثُمَّ لَيُنْصَرَنَّ عَلَيْكَ " فَقَالَ: قَدْ سَمِعْتُ، لَا جَرَمَ، لَا أُقَاتِلُكَ.

4405 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو عَوْنٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، قَالَ: قَالَ سليمان بن صرد لِلْحَسَنِ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما: اعْذُرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ الْحَسَنُ: لَقَدْ §رَأَيْتُهُ يَوْمَ الْجَمَلِ وَهُوَ يَلُوذُ بِي، وَهُوَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِكَذَا وَكَذَا سَنَةٍ. قَالَ شُعْبَةُ: فَلَقِيتُ مَنْصُورًا فَقَالَ: مَا يَدْرِي ذَلِكَ الْأَعْوَرُ، يَعْنِي: أَبَا عَوْنٍ.

4406 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ الله بن أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ (عَنْ أَبِي الضُّحَى) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ قَالَ: جِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه فَقُلْتُ: اعْذُرْنِي عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَيْثُ لَمْ أَحْضُرِ الْوَقْعَةَ، فَقَالَ الْحَسَنُ رَضِيَ الله عَنْه: مَا تَصْنَعُ بِهَذَا، لَقَدْ §رَأَيْتُهُ يَلُوذُ بِي وَهُوَ يَقُولُ: يَا حَسَنُ لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعِشْرِينَ سَنَةً.

4407 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّهُ وَخَالَتَهُ دَخَلَتَا على عائشة رَضِيَ الله عَنْها ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، قَالَتَا: فَأَخْبِرِينَا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَتْ: أَيَّ شَيْءٍ §تسألينني عَنْ رَجُلٍ وَضَعَ يَدَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْضِعًا فَسَالَتْ نَفْسُهُ فِي يَدِهِ، فَمَسَحَ بِهَا وَجْهَهُ، قَالَتَا: فَلِمَ خَرَجْتِ عليه؟ قالت رَضِيَ الله عَنْها: أَمْرٌ قُضِيَ، فَوَدِدْتُ أَنِّي أَفْدِيهِ بِمَا عَلَى الْأَرْضِ.

4408 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْهَجَنَّعِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قِيلَ لَهُ: مَا مَنَعَكَ أن تقاتل مع نُصْرَتِكَ يَوْمَ الْجَمَلِ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يَخْرُجُ قَوْمٌ هَلْكَى لَا يُفْلِحُونَ، قَائِدُهُمُ امْرَأَةٌ، قَائِدُهُمْ فِي الْجَنَّةِ ". [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا محمد بن عمر، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَا: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ، بِهِ، وَقَالَ: تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْجَبَّارِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: عَنْ عطاء، عن بلاك بن يقطر، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه.

4409 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ، ثنا شَرِيكٌ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى الزُّبَيْرَ رَضِيَ الله عَنْه يَقْعَصُ الْخَيْلَ (يَعْنِي يوم الجمل) فنوّه به عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ! فَأَقْبَلَ حَتَّى الْتَقَتْ أَعْنَاقُ دَوَابِّهِمَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: نشدتك بالله عز وجل أَتَذْكُرُ يَوْمًا أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُنَاجِيكَ، فَقَالَ: " أَتُنَاجِيهِ، وَاللَّهِ §لَيُقَاتِلَنَّكَ وَهُوَ لَكَ ظَالِمٌ " قَالَ: فَضَرَبَ الزُّبَيْرُ رَضِيَ الله عَنْه وَجْهَ دَابَّتِهِ وَانْصَرَفَ.

4410 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي جِرْو الْمَازِنِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ علياً والزبير رَضِيَ الله عَنْهما حِينَ توافقا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: " يَا زُبَيْرُ، أَنْشُدُكَ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّكَ §تُقَاتِلُ عَلِيًّا وَأَنْتَ ظَالِمٌ؟ " قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: نَعَمْ، وَلَمْ أَذْكُرْ ذَاكَ إِلَّا فِي مَقَامِي هَذَا، ثُمَّ انْصَرَفَ رَضِيَ الله عَنْه.

باب مقتل عمار رضي الله عنه بصفين وقوله صلى الله عليه وسلم: " تقتل عمارا الفئة الباغية "

22 - بَابُ مَقْتَلِ عَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنْه بِصِفِّينَ وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ "

4411 -[1] قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: إِنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ رَجُلًا ضَابِطًا، وَكَانَ يَحْمِلُ حَجَرَيْنِ حَجَرَيْنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ فَقَامَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَيَقُولُ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ، §تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ". [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا عَبْدُ الوارث بِهَذَا. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ، ثنا عَبْدُ الوارث فذكره فِي حَدِيثٍ.

4412 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ".

4413 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ حَبَّةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لحذيفة رَضِيَ الله عَنْهما، إِنَّ الْفِتْنَةَ قَدْ وَقَعَتْ فَحَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِابْنِ سُمَيَّةَ رَضِيَ الله عَنْه: " وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ §تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ".

4414 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §تَقْتُلُ عَمَّارًا رَضِيَ الله عَنْه الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ".

4415 - وبه إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: أَتَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي دَمِ عَمَّارٍ وَسَلَبِهِ، فَقَالَ عَمْرٌو رَضِيَ الله عَنْه: خَلِّيَا عَنْهُ، وَاتْرُكَاهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " أُولِعَتْ قُرَيْشٌ بِعَمَّارٍ، §قَاتِلُ عَمَّارٍ وَسَالِبُهُ رَضِيَ الله عَنْه فِي النَّارِ ".

4416 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه، مُنْصَرَفَهُ مِنْ صِفِّينَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْه إِذْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما: يا أبت! أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ §تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ".

4417 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ قَالَ: إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه إِذْ دَخَلَ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْه: لِيَطِبْ أَحَدُكُمَا بِهِ نَفْسًا لِصَاحِبِهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله عَنْه: أَلَا تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو، فَمَا بَالُهُ مَعَنَا، قَالَ: إِنِّي مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ، إِنَّ أَبِي شَكَانِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا، وَلَا تَعْصِهِ "، فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ.

4418 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَطْعَنْ بِرُمْحٍ، وَلَمْ أَضْرِبْ بِسَيْفٍ، وَلَمْ أَرْمِ بِسَهْمٍ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: لِمَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: §أَطِعْ أَبَاكَ فَأَطَعْتُهُ

4419 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، ثنا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْغَادِيَةِ الْجُهَنِيِّ يَقُولُ: حَمَلْتُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ صِفِّينَ، فَدَفَعْتُهُ فَأَلْقَيْتُهُ عَنْ فَرَسِهِ، وَسَبَقَنِي إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أهل الشام، فاحتز رَأْسَهُ فَاخْتَصَمْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه فِي الرَّأْسِ وَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، كِلَانَا يَدَّعِي قَتْلَهُ، وَكِلَانَا يَطْلُبُ الْجَائِزَةَ عَلَى رَأْسِهِ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بن العاص رَضِيَ الله عَنْهم، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عمرو بن العاص رَضِيَ الله عَنْهما: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنْه: " §تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، بَشِّرْ قَاتِلَ عَمَّارٍ بِالنَّارِ " فَتَرَكْتُهُ مِنْ يَدَيَّ فَقُلْتُ: لَمْ أَقْتُلْهُ، وَتَرَكَهُ صَاحِبِي مِنْ يَدِهِ فَقَالَ: لَمْ أَقْتُلْهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله عَنْه أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: مَا يَدْعُوكَ إِلَى هَذَا؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَوْلًا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَقُولَهُ.

4420 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ انصرفوا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عمرو رَضِيَ الله عَنْهما: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " قَالَ عَمْرٌو لمعاوية رَضِيَ الله عَنْهما: أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى ابْنِ أَخِيكَ مَا يَقُولُ؟ قَالَ: أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنَ الشَّكِّ، أَفِي الشَّكِّ أَنْتَ؟ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ.

4421 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَسْبَاطُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ: رَجَعْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه، مِنْ صِفِّينَ، فَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ يَسِيرُونَ فِي جَانِبٍ، وَعَمْرٌو وَابْنُهُ يَسِيرَانِ فِي جَانِبٍ، فَكُنْتُ بَيْنَهُمْ، لَيْسَ أَحَدٌ غَيْرِي، فَكُنْتُ أَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلَاءِ وَأَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلَاءِ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما يَقُولُ لِأَبِيهِ: يَا أَبَتِ. أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنْه حِينَ كَانَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ: " إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الْأَجْرِ "؟ قَالَ: أجل، رَضِيَ الله عَنْه، وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ " قَالَ بَلَى، قَدْ سَمِعْتُهُ قَالَ: فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: فذكره، قال: ويحك، مَا تَزَالُ تدحض في قولك، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ، إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ.

4422 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَاشْتَدَّ الْحَرُّ، قَالَ عَمَّارٌ رَضِيَ الله عَنْه: إيتوني بِشَرَابٍ أَشْرَبُهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةُ لَبَنٍ " ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَقُتِلَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ نَحْوَهُ.

4423 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الفضل بن سكين، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَلِعَ بِقُرَيْشٍ وَوَلِعَتْ بِهِ فغدوا عَلَيْهِ وضربوه، فَخَرَجَ عُثْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه مُغْضَبًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ؟ مَا لِي وَلِقُرَيْشٍ، فَعَلَ اللَّهُ بقريش وفعل، غدوا عَلَى رجل فضربوه، فسمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنْه: " §تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ".

4424 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ، عن عطاء بن السائب، عَنْ مَيْسَرَةَ وَأَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَا: إِنَّ عَمَّارًا رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَ صِفِّينَ جَعَلَ يُقَاتِلُ فَلَا يُقْتَلُ، فَيَجِيءُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه فَيَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ! أَلَيْسَ هَذَا الْيَوْمَ كَذَا وَكَذَا هُوَ؟ فَيَقُولُ: أَذْهِبْ عَنْكَ. فَقَالَ ذَلِكَ مِرَارًا، ثُمَّ أُتِيَ رَضِيَ الله عَنْه بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ، فَقَالَ عمار رَضِيَ الله عَنْه: §إن هذا لَآخِرُ شربة أشربها في الدُّنْيَا، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ رَضِيَ الله عَنْه.

4425 - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قال: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُحَدِّثُ مُغِيرَةَ، عَنْ بِنْتِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَتْ تُمَرِّضُ عَمَّارًا رَضِيَ الله عَنْه قَالَتْ: جَاءَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عمار بن ياسر رَضِيَ الله عَنْهما يَعُودُهُ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنِيَّتَهُ بِأَيْدِينَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ".

4426 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بِالشَّامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ الله بنت منبه بْنِ الْحَجَّاجِ تُلْطِفُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: " كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟ " قَالَتْ: بِخَيْرٍ. فكيف أَنْتَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ [قَالَ: بِخَيْرٍ] قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَكَيْفَ عَبْدُ اللَّهِ "؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ رَجُلٌ تَرَكَ الدُّنْيَا، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَوْمَ صِفِّينَ: اخْرُجْ فَقَاتِلْ، فَقَالَ، يَا أَبَتِ! كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُقَاتِلَ؟ وَقَدْ كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدْ سَمِعْتَ. قَالَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ، أَتَعْلَمُ أَنَّ §آخِرَ مَا كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَخَذَ بِيَدِكَ فَوَضَعَهَا فِي يَدِي، فَقَالَ: " أَطِعْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ " قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: آمُرُكَ أَنْ تُقَاتِلَ، فَخَرَجَ فَقَاتَلَ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ أَنْشَأَ عَمْرٌو رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: [البحر الرمل] (شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْتُ لَهَا ... مُفْرِعَ الْحَارِكِ مَرْوِيَّ الثَّبَجْ) (يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ وَإِذَا ... وَثَبَ الخيل من الشَّدِّ مَعَجْ) (جُرْشُعٌ أَعْظُمُهُ جفرته ... فإذا وثب مِنَ الْمَاءِ حَدَجْ) -[187]- وقال عَمْرٌو رَضِيَ الله عَنْه أَيْضًا: [البحر الطويل] (لَوْ شَهِدَتْ جَمْلٌ مَقَامِي وَمَشْهَدِي ... بِصِفِّينَ يَوْمًا، شَابَ مِنْهَا الذَّوَائِبُ) (عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ ... سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ) (وَجِئْنَاهُمْ تَرَدَّى كَأَنَّ سُيُوفَنَا ... مِنَ الْبَحْرِ مَدٌّ مَوْجُهُ مُتَرَاكِبُ) (إِذَا قُلْتُ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا ... كَتَائِبُ مِنْهُمْ، وَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ) (فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمُ ... سَرَاةَ النَّهَارِ مَا تَوَلَّى الْمَنَاكِبُ) (فَقَالُوا لَنَا: إِنَّا نَرَى أَنْ تُبَايِعُوا ... عَلِيًّا فقلنا: بل نرى أن نُضَارِبُ)

4427 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بن وردان، ثنا أَبِي، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا بِصِفِّينَ إِلَى جَنْبِ الْأَحْنَفِ رَضِيَ الله عَنْه، وَالْأَحْنَفُ إِلَى جَنْبِ عَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنْه فَسَمِعْتُ عَمَّارًا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: عَهِدَ إِلَيَّ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ §آخِرَ زَادِي مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحَةُ لَبَنٍ، قَالَ: فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَطَعَ الْغُبَارُ وَقَالُوا: جَاءَ أَهْلُ الشَّامِ وَقَامَتِ السُّقَاةُ يَسْقُونَ النَّاسَ فَجَاءَتْهُ جَارِيَةٌ مَعَهَا قَدَحُ لَبَنٍ، فَنَاوَلَتْهُ عَمَّارًا رَضِيَ الله عَنْه فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَ عَمَّارُ رَضِيَ الله عَنْه فَضْلَهُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ رَضِيَ الله عَنْه، ثُمَّ نَاوَلَنِي الْأَحْنَفُ فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ صَاحِبُكَ صَادِقًا فَخَلِيقٌ أَنْ يُقْتَلَ الْآنَ، قَالَ: فَغَشِيَنَا الْقَوْمُ فَتَقَدَّمَ عَمَّارٌ رَضِيَ الله عَنْه فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (الْجَنَّةُ تَحْتَ الْأَسِنَّةِ ... الْيَوْمَ أَلْقَى الْأَحِبَّةَ ... مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ) ثُمَّ كَانَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ رَضِيَ الله عَنْه.

باب

23 - بَابٌ

4428 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، قَالَ: اجْتَمَعَ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنهم ابْنُ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَعْدٌ، وَابْنُ عمر، وعمار رَضِيَ الله عَنْهم فَذَكَرَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ الله عَنْه فِتْنَةً، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا §فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا عَلِمْتُ الْمَخْرَجَ مِنْهَا، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه: وَأَنَا إِنْ أَدْرَكْتُهَا عَلِمْتُ الْمَخْرَجَ مِنْهَا، فَقَالَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه: أما أنا إن أَدْرَكْتُهَا فَوَجَدْتُ سَيْفًا، يَقُولُ: هَذَا مُؤْمِنٌ فَدَعْهُ، وَهَذَا كَافِرٌ فَاقْتُلْهُ، قَاتَلْتُ وَإِلَّا لَمْ أُقَاتِلْ، قَالَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما: وَأَنَا مَعَكَ، فَقَالَ عَمَّارٌ رَضِيَ الله عَنْه: أما أَنَا فَإِنْ أَدْرَكْتُهَا أَخَذْتُ سَيْفِي فَوَضَعْتُهُ عَلَى عَاتِقِي، ثُمَّ قَصَدْتُ نَحْوَ جُمْهُورِهَا الْأَعْظَمِ فَضَرَبْتُ حَتَّى يَتَفَرَّقَ ". هَذَا مُنْقَطِعٌ.

4429 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرَادِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: كَانَ شَاعِرٌ، لَيْلَةَ صِفِّينَ، يُنْشِدُ هِجَاءَ مُعَاوِيَةَ وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَعَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: الزِّقُّ بِالْفُجُورَيْنِ، فَقَالَ رَجُلٌ: هَذَا وَأَنْتُمْ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ عَمَّارٌ رَضِيَ الله عَنْه: §إِنْ شِئْتَ أَنْ تَجْلِسَ فَاجْلِسْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تَذْهَبَ فَاذْهَبْ.

باب الإشارة إلى العفو عمن قاتل من الصحابة رضي الله عنهم في هذه المواطن

24 - بَابُ الْإِشَارَةِ إِلَى الْعَفْوِ عَمَّنْ قَاتَلَ من الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم فِي هَذِهِ الْمَوَاطِنِ

4430 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ §هَذِهِ الْأُمَّةَ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَا عَذَابَ عَلَيْهَا إِلَّا مَا عَذَّبَتْ هي أنفسها، قالت: قُلْتُ: وَكَيْفَ تُعَذِّبُ نفسها؟ قَالَ: أَمَا كَانَ يوم الجمل عذاب؟ أَمَا كَانَ يوم صفين عذاب؟ أَمَا كَانَ يوم النهر عذاب؟ .

4431 - حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، ثنا خَالِدٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ ".

4432 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزهري، قال: §قَاتَلَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْه الذي يُدْعَى [[ذَا]] (*) الشَّهَادَتَيْنِ، يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في المطبوع (ذو) !

باب

25 - باب

4433 - قال ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا رَأَيْتُمْ فُلَانًا يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْتُلُوهُ ".

باب أخبار الخوارج

26 - بَابُ أَخْبَارِ الْخَوَارِجِ (211) تَقَدَّمَ فِي بَابِ قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ حَدِيثُ عَلِيٍّ وَعَمَّارٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا.

4434 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، ثنا أَفْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ وَهُوَ يُقَسِّمُ الْغَنِيمَةَ ... الْحَدِيثَ. فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: " هَذِهِ قِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ ". قَالَ: فَحَضَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه حِينَ قَتَلَهُمْ بِالنَّهْرَوَانِ، فَالْتَمَسَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه (يَعْنِي الْمُخْدَجَ) قَالَ: فَلَمْ يَجِدْهُ، ثُمَّ وَجَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ تَحْتَ جِدَارٍ عَلَى هَذَا النَّعْتِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: §أَيُّكُمْ يعرف هذا الرجل؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: نَحْنُ نَعْرِفُهُ، هَذَا حُرْقُوصٌ وَأُمُّهُ هَاهُنَا، قال: فأرسل علي رَضِيَ الله عَنْه إِلَى أُمِّهِ: فَقَالَ لَهَا، مِمَّنْ هَذَا؟ قَالَتْ: مَا أَدْرِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِلَّا كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرْعَى غَنَمًا لِي بِالرَّبَذَةِ، فَغَشِيَنِي شَيْءٌ كَهَيْئَةِ الظُّلْمَةِ، فَحَمَلْتُ مِنْهُ، فَوَلَدْتُ هَذَا.

4435 -[1] وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أبو كثير، قال: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه حِينَ قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ، فَكَأَنَّ النَّاسَ قَدْ وَجَدُوا فِي أنفسهم من قتله. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنِي: " أَنَّ §نَاسًا يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا، أَلَا وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ، إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ امْرَأَةٍ، لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ الْمَرْأَةِ " قَالَ: وَأَحْسِبُ قَالَ: " حَوْلَهَا سَبْعُ هُلْبَاتٍ " فَالْتَمِسُوهُ، فَإِنِّي لَا أُرَاهُ إِلَّا مِنْهُمْ، فَوَجَدُوهُ عَلَى شَفِيرِ النَّهَرِ، تَحْتَ الْقَتْلَى، فَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَإِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه لمتقلداً قَوْسًا لَهُ عَرَبِيَّةً، يَطْعُنُ بها في مخرجه قَالَ: فَفَرِحَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ، وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَهُ. [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ مَوْلَى الْأَنْصَارِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي علي بن أبي طالب رَضِيَ الله عَنْهُ، فَذَكَرَهُ.

4436 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعُرْيَانِ الْحَارِثِيُّ، ثنا الْأَزْرَقُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ، قَالَ: شَهِدْتُ يَوْمَ قُتِلَ أَهْلُ النهراون ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ: §فَلَوْ خَرَجَ رُوحُ إِنْسَانٍ مِنَ الْفَرَحِ لَخَرَجَ رُوحُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَئِذٍ، قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، مَنْ حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَآهُ فِي النَّاسِ مِنْ قَبْلِ مَصْرَعِهِ هَذَا فَأَنَا كَذَّابٌ.

باب فضل من قتل الحرورية

27 - بَابُ فَضْلِ مَنْ قَتَلَ الْحَرُورِيَّةَ

4437 - قال إسحاق: أخبرنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كَانَتْ مَجَالِسُ النَّاسِ الْمَسَاجِدَ، حَتَّى رَجَعُوا مِنْ صِفِّينَ، وبرؤوا مِنَ الْقَضِيَّةِ، فَاسْتَخَفَّ النَّاسُ فقعدوا فِي السِّكَكِ يَتَخَبَّرُونَ الْأَخْبَارَ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ قُعُودٌ عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، إِذْ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: ائْذَنْ لِي أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَشُغِلَ بِمَا كَانَ فِيهِ، قُلْنَا لَهُ: مَا الَّذِي أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِي الْعُمْرَةِ، فَدَخَلْتُ على عائشة رَضِيَ الله عَنْها، فَقَالَتْ: مَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ خروا قِبَلَكُمْ يُقَالُ لَهُمْ: حَرُورَاءُ؟ [[فَقُلْتُ: قَوْمٌ خَرَجُوا إِلَى أَرْضِ قَرْيَةٍ قَرِيبَةٍ مِنَّا يُقَالُ لَهَا حَرُورَاءُ]] (*) فَقَالَتْ: أَشَهِدْتَ هَلَكَتَهُمْ، أَمَا إن علي بن أَبِي طَالِبٍ لَوْ شَاءَ حَدَّثَكُمْ حَدِيثَهُمْ، فَلَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه مِمَّا كَانَ فِيهِ قَالَ: أَيْنَ الرَّجُلُ؟ فَقَصَّ عَلَيْهِ فَأَهَلَّ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه وَكَبَّرَ. ثُمَّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ غير عائشة رَضِيَ الله عَنْها فقال له النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَيْفَ أَنْتَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَقَوْمُ كَذَا وَكَذَا؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §قَوْمٌ يَخْرُجُونَ مِنْ قِبَلِ -[212]- الْمَشْرِقِ يقرؤون الْقُرْآنَ، لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فِيهِمْ رَجُلٌ مُخْدَجُ الْيَدِ، كَأَنَّ يَدَهُ ثَدْيَ حَبَشِيَّةٍ "، فَقَالَ رَضِيَ الله عَنْه: أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ قد أخبرتكم أن فِيهِمْ، فَقُلْتُمْ، لَيْسَ فِيهِمْ، ثُمَّ أَتَيْتُمُونِي بِهِ، تَسْحَبُونَهُ، فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نَعَمْ، فَأَهَلَّ رَضِيَ الله عَنْه وَكَبَّرَ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

4438 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عن أبيه قال: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، وَهُوَ فِي بَعْضِ أَمْرِ النَّاسِ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ ثِيَابُ السَّفَرِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فشغل علي رَضِيَ الله عَنْه مَا كَانَ فِيهِ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ، قَالَ أَبِي: فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ حَاجًّا - أَوْ مُعْتَمِرًا - فَمَرَرْتُ على عائشة رَضِيَ الله عَنْها. فَقَالَتْ لِي، وَسَأَلَتْنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ خَرَجُوا فِيكُمْ يُقَالُ لَهُمُ الحرورية، فقلت: خَرَجُوا فِي مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ حَرُورَاءُ، فَسُمُّوا بِذَلِكَ الحرورية، فقالت رَضِيَ الله عَنْها، §طُوبَى لِمَنْ شَهِدَ هَلَكَتَهُمْ، قَالَتْ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شَاءَ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ لَأَخْبَرَكُمْ خبرهم، فمن ثمة جئت اسأله عَنْ ذَلِكَ، قَالَ: وَفَرَغَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَصَّ عَلَيْهِ، فَأَهَلَّ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه وَكَبَّرَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَذَكَرَ مِثْلَهُ. وَقَالَ فِي آخِرِهِ: تَسْحَبُونَهُ كَمَا نَعَتُّ لَكُمْ قَالَ: ثُمَّ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قُلْتُ: أَصْلُ قِصَّةِ الْمُخْدَجِ فِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ، وَلَمْ يُخَرِّجُوهُ بهذه السِّيَاقِ، وَلَا مِنْ حديث عائشة رَضِيَ الله عَنْها. [2] وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ به. [3] وَعَنْ أَبِي هِشَامٍ عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ نَحْوَهُ. [4] وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ نَحْوَهُ.

4439 -[1] قال إِسْحَاقُ: أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ وَهُوَ فِي مَسْجِدِ حَيِّهِ فَاعْتَزَلْنَا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيُّ رَضِيَ الله عَنْه، فيم فارقوه وفيم اسْتَجَابُوا لَهُ حِينَ دَعَاهُمْ، وَحِينَ فَارَقُوهُ، فَاسْتَحَلَّ قِتَالَهُمْ؟ قَالَ: لَمَّا كُنَّا بِصِفِّينَ اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ فِي أَهْلِ الشَّامِ ... فَذَكَرَ قِصَّةً. قَالَ: فَرَجَعَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه إِلَى الْكُوفَةِ، وَقَالَ فيه الخوارج بما قالوا، ونزل حَرُورَاءَ وَهُمْ بَضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا، فَأَرْسَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه إِلَيْهِمْ، يُنَاشِدُهُمُ اللَّهَ تَعَالَى: ارْجِعُوا إِلَى خَلِيفَتِكُمْ، فِيمَ نَقَمْتُمْ عَلَيْهِ؟ أَفِي قِسْمَةٍ أَوْ قَضَاءٍ؟ قَالُوا: نَخَافُ أَنْ نَدْخُلَ فِي فتنة، قَالَ: فَلَا تَعْجَلُوا ضَلَالَةَ الْعَامِ مَخَافَةَ فِتْنَةِ عَامٍ قَابِلٍ، فرجعوا، فقالوا: يكون عَلَى نَاحِيَتِنَا، فَإِنْ قَبِلَ الْقَضِيَّةَ قَاتَلْنَاهُ عَلَى مَا قَاتَلْنَا عَلَيْهِ أَهْلَ الشَّامِ بِصِفِّينَ، وَإِنْ نَقَضَهَا قَاتَلْنَا مَعَهُ، فَسَارُوا حَتَّى قَطَعُوا نَهْرَوَانَ، وافترق مِنْهُمْ فِرْقَةٌ يَقْتُلُونَ النَّاسَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُمْ: مَا عَلَى هَذَا فَارَقْنَا عَلِيًّا، فَلَمَّا بلغ عليّاً رَضِيَ الله عَنْهم صَنِيعُهُمْ قَامَ فَقَالَ: أَتَسِيرُونَ إِلَى عَدُوِّكُمْ، أَوْ تَرْجِعُونَ إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ خَلَّفُوكُمْ فِي دِيَارِكُمْ؟ قَالُوا: بَلْ نَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، قَالَ: فَحَدَّثَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ §طَائِفَةً تَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ عِنْدَ اخْتِلَافٍ الناس، لا يرون جِهَادَكُمْ مَعَ جِهَادِهِمْ شَيْئًا، وَلَا صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ شَيْئًا، وَلَا صِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ شَيْئًا، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، عَلَامَتُهُمْ رَجُلٌ عَضُدُهُ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ، يَقْتُلُهُمْ أَقْرَبُ الطَّائِفَتَيْنِ مِنَ الْحَقِّ ". فَسَارَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه إِلَيْهِمْ، فاقتتلوه قِتَالًا شَدِيدًا، فَجَعَلَتْ خَيْلُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه تَقُومُ لَهُمْ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تُقَاتِلُونَهُمْ -[217]- فِيَّ، فَوَاللَّهِ مَا عندي ما أخبركم بِهِ، وَإِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تقاتلون لله تعالى، فَلَا يَكُونَنَّ هَذَا قِتَالُكُمْ، فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ، فَقَتَلُوهُمْ كلهم، فقال: ابتغوه، فَطَلَبُوهُ، فَلَمْ يُوجَدْ، فَرَكِبَ عَلَى رَضِيَ الله عَنْه دَابَّتِهِ، وَانْتَهَى إِلَى وَهْدَةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَإِذَا قَتْلَى، بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهِمْ، فَجَرَّ بِرِجْلِهِ يَرَاهُ النَّاسُ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: لَا أَغْزُو الْعَامَ، فَرَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ فَقُتِلَ. وَاسْتَخْلَفَ النَّاسُ الْحَسَنَ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما، فَبَعَثَ الْحَسَنُ بِالْبَيْعَةِ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه وَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَسَنُ إِلَى قَيْسِ بن سعد رَضِيَ الله عَنْهما، فَقَامَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أتاكم أمران، لا بد لَكُمْ مِنْ أَحَدِهِمَا: دخول في فتنة، أَوْ قَتْلٌ مَعَ غَيْرِ إِمَامٍ، فَقَالَ النَّاسُ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ أَعْطَى الْبَيْعَةَ مُعَاوِيَةَ فَرَجَعَ النَّاسُ، فَبَايَعُوا مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَلَمْ يَكُنْ لِمُعَاوِيَةَ هَمٌّ إِلَّا الَّذِينَ بِالنَّهْرَوَانِ فَجَعَلُوا يَتَسَاقَطُونَ عَلَيْهِ فَيُبَايِعُونَهُ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَنَيِّفٍ، وَهُمْ أَصْحَابُ النَّخِيلَةِ ". قُلْتُ: هَذَا الْإِسْنَادُ صَحِيحٌ. [2] وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ بِهِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ. وَأَصْلُ الْمَرْفُوعِ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهُ، وَإِنَّمَا سُقْتُ هَذَا لِأَنَّ فِيهِ زِيَادَاتٌ عَلَى الطُّرُقِ الَّتِي خَرَّجَهَا أَصْحَابُ الْكُتُبِ وَأَحْمَدُ أَيْضًا.

4440 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، أُرَاهُ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، قَالَ: كَفَّ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ قِتَالِ أَهْلِ النهر حَتَّى يحدثوا، فَانْطَلَقُوا، فَأَتَوْا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، وَهُوَ فِي قَرْيَةٍ لَهُ، قَدْ تَنَحَّى عَنِ الْفِتْنَةِ، فَأَخَذُوهُ، قَالَ: فَرَأَوْا تَمْرَةً وَقَعَتْ مِنْ رَأْسِ نَخْلَةٍ، فَأَخَذَهَا رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالُوا: تَمْرَةٌ مِنْ تَمْرِ أَهْلِ الْعَهْدِ، أَخَذْتَهَا بِغَيْرِ ثَمَنٍ، قَالَ: فَلَفَظَهَا، قَالَ: وَأَتَوْا عَلَى خِنْزِيرٍ، فَبَعَجَهُ أَحَدُهُمْ بِسَيْفِهِ، فَقَتَلَهُ، فَقَالُوا: خِنْزِيرٌ مِنْ خَنَازِيرِ أَهْلِ الْعَهْدِ قَتَلْتَهُ، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ رَضِيَ الله عَنْه: أَلَا أُنَبِّئُكُمْ أَوْ أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ أَعْظَمُ عَلَيْكُمْ حَقًّا مِنْ هَذِهِ التَّمْرَةِ وَهَذَا الْخِنْزِيرِ؟ قَالُوا: مَنْ؟ قَالَ: أَنَا (أُرَاهُ قَالَ) مَا تَرَكْتُ صَلَاةً، مُنْذُ بَلَغْتُ وَلَا صِيَامَ رَمَضَانَ، وَعَدَّدَ أَشْيَاءَ، فَقَرَّبُوهُ، فَقَتَلُوهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِمْ، وَقَالَ: §أَقِيدُونَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ، قَالُوا: كَيْفَ نُقِيدُكَ بِهِ وَكُلُّنَا قَتَلَهُ؟ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: اسْطُوا عَلَيْهِمْ فَوَاللَّهِ لَا يُقْتَلُ مِنْكُمْ عَشَرَةٌ، ولا يفر منهم عَشَرَةٌ، فَكَانَ ذَلِكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: اطْلُبُوا رَجُلًا، صِفَتُهُ كَذَا وَكَذَا فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ، ثُمَّ طَلَبُوهُ، فَوَجَدُوهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: مَنْ يَعْرِفُ هَذَا؟ فَلَمْ يُعْرَفُ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا رَأَيْتُ هَذَا بِالنَّجَفِ، فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ هَذَا الْمِصْرَ، وَلَيْسَ فِيهِ ذُو نَسَبٍ وَلَا معرفة، فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: صَدَقْتَ، هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ. (212) وَتَقَدَّمَ حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي بَابِ الزَّجْرِ عَنْ مُعْتَقَدِ الْخَوَارِجِ مِنْ كِتَابِ الْقَدَرِ.

4441 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، ثنا هُودُ بْنُ عَطَاءٍ اليمامي، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ فِينَا شَابٌّ ذُو عِبَادَةٍ وَزُهْدٍ وَاجْتِهَادٍ، قَالَ: فَسَمَّيْنَاهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَعْرِفْهُ، وَوَصَفْنَاهُ بِصِفَتِهِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أقبل، فقلنا لرسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ هَذَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي §لَأَرَى عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ " فَجَاءَ فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَعَلْتَ فِي نَفْسِكَ أَنْ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ خَيْرًا منك "، فقال: اللَّهُمَّ نَعَمْ، ثم ولّى ودخل الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا، فَدَخَلَ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، فَقَالَ: أَقْتُلُ رَجُلًا يُصَلِّي وَقَدْ نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ضَرْبِ الْمُصَلِّينَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [[" مَا فَعَلْتَ؟ " قَالَ: كَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ وَهُوَ يُصَلِّي، وَقَدْ نَهَيْتَ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ. فَقَالَ:]] (*) : مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ سَاجِدٌ، فَقَالَ مِثْلَ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما، وَزَادَ: لَأَرْجِعَنَّ فَقَدْ رَجَعَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَهْ يَا عُمَرُ " فَذَكَرَ لَهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: أَنَا، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ تَقْتُلُهُ إِنْ وَجَدْتَهُ " فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قتلته، لَكَانَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ وَمَا اخْتَلَفَ فِي أُمَّتِي اثْنَانِ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِهِ. [3] وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ مَخْلَدٍ، ثنا أَبِي، ثنا مُوسَى بِهِ. [4] وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ أَبُو جَعْفَرٍ بِبَغْدَادَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، حَدَّثَنِي موسى بن عبيدة بِهِ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

4442 -[1] حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، ثنا عِكْرِمَةُ - هُوَ ابْنُ عَمَّارٍ - عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، حَدَّثَنِي أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: كَانَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو مَعَنَا، فَإِذَا رَجَعَ وَحَطَّ عَنْ رَاحِلَتِهِ، عَمَدَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ يُصَلِّي فِيهِ فَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، حَتَّى جَعَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرَوْنَ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَيْهِمْ، فَمَرَّ يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: هُوَ ذَاكَ فَإِمَّا أَرْسَلَ إِلَيْهِ، وَإِمَّا جَاءَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلًا قَالَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ §بَيْنَ عَيْنَيْهِ لَسَفْعَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ "، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى الْمَجْلِسِ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُلْتَ فِي نَفْسِكَ حِينَ وَقَفْتَ: لَيْسَ فِي الْقَوْمِ خَيْرٌ مِنِّي؟ "، قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ انْصَرَفَ. فَأَتَى نَاحِيَةً الْمَسْجِدِ، فَخَطَّ خِطَّةً برجله، ثم صف كَعْبَيْهِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. (213) وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه -[228]-. 4442 -[2] قال الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن شريك، ثنا أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَقْبَلَ رجلٌ حسن الصمت وذكر نَحْوَهُ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. قلت: وقد علمت أن له وجهاً غَيْرَ ذَلِكَ.

باب قتل علي رضي الله عنه

28 - بَابُ قَتْلِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه

4443 - قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَعْيَنَ، قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: أَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه وَقَدْ أَدْخَلْتُ رِجْلَيَّ فِي الْغَرْزِ، فَقَالَ لِي: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: الْعِرَاقَ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّكَ §إِنْ جِئْتَهَا لَيُصِيبَنَّكَ بِهَا ذُبَابُ السَّيْفِ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَهُ يَقُولُهُ، فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: فَعَجِبْتُ مِنْهُ وَقُلْتُ: رَجُلٌ مُحَارِبٌ يُحَدِّثُ عَنْ نَفْسِهِ بِمِثْلِ هَذَا. [2] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ. [4] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ قَالَا: أنا سُفْيَانُ بِهِ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ إِلَّا عَبْدُ الْمَلِكِ عَنْ أَبِي حَرْبٍ، وَلَا عَنْهُ إِلَّا ابْنُ عُيَيْنَةَ. وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ.

4444 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ يَزِيدَ بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: مَرِضَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه مَرَضًا خِفْنَا عَلَيْهِ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَقِهَ وَصَحَّ، فَقُلْنَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَصَحَّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ! قَدْ كُنَّا خفنا عليك من مَرَضِكَ هَذَا، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لَكِنِّي لَمْ أَخَفْ عَلَى نَفْسِي، حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ: " §لَا تَمُوتُ حَتَّى يُضْرَبَ هَذَا مِنْكَ، وَيَقْتُلَكَ أَشْقَاهَا، كَمَا عَقَرَ ناقة الله تعالى أَشْقَى بَنِي فُلَانٍ، خَصَّهُ إِلَى فَخِذِهِ الدُّنْيَا دُونَ ثَمُودَ ".

4445 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَنْ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ "؟ قُلْتُ: عَاقِرُ النَّاقَةِ، قَالَ: " صَدَقْتَ، فَمَنْ أَشْقَى الْآخِرِينَ؟ " قُلْتُ: لَا عِلْمَ لِي، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِي يَضْرِبُكَ عَلَى هذه، وَأَشَارَ إِلَى يَافُوخِهِ. وَكَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ لَوْ قَدِ انْبَعَثَ أَشْقَاكُمْ فَخَضَّبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ - يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ -.

4446 - وحدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي، فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ مَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِهِ مِنَ التَّكْذِيبِ وَالْأَذَى، فبكيت، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَبْكِ يَا عَلِيُّ " والتفت، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا رَجُلَانِ يتصعدان، وإذا جَلَامِيدُ تَرْضَخُ رؤوسهما حتى تفضح، ثُمَّ تَعُودُ. فَغَدَوْتُ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه كَمَا كُنْتُ أَغْدُو عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْحَرَارِيقِ لَقِيتُ النَّاسَ فَقَالُوا: قُتِلَ.

4447 - وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسة، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنِ الْحَسَنِ أَوِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَقِيَنِي حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَعْنِي فِي الْمَنَامِ) نَبِيُّ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ مَا لَقِيتُ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ بَعْدَهُ، §فَوَعَدَنِي الرَّاحَةَ مِنْهُمْ، فَمَا لَبِثَ رَضِيَ الله عَنْه إِلَّا ثَلَاثًا.

4448 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، ثنا سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ العزيز، ثنا جعفر بن محمد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ رَضِيَ الله عَنْه قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه خَطِيبًا فحمد الله تعالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: وَاللَّهِ لَقَدْ §قَتَلْتُمُ اللَّيْلَةَ رَجُلًا فِي لَيْلَةٍ نَزَلَ فِيهَا الْقُرْآنُ وَفِيهَا رُفِعَ عِيسَى بن مَرْيَمَ، وَفِيهَا قُتِلَ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ فتى موسى عليهم السلام -[240]-. 4449 -[1] وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، ثنا سُكَيْنٌ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ الله عَنْه مِثْلَهُ، وَزَادَ، وَفِيهَا تِيبَ عَلَى بَنِي إسرائيل. وزاد: وأنه مَا سَبَقَهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَلَا يَلْحَقْهُ أَحَدٌ كَانَ بَعْدَهُ، وَإِنْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَبْعَثُهُ فِي السريّة، جبريل عليه السلام عَنْ يمينه، وميكائيل عليه السلام عَنْ يَسَارِهِ، وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَضِيَ الله عَنْه صَفْرَاءَ وَلَا بَيْضَاءَ إِلَّا ثَمَانِمِائَةٍ أَوْ سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، أَرْصَدَهَا لِخَادِمٍ يَشْتَرِيهَا. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا سُكَيْن به، فَذَكَرَهُ (1) ، وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا إِلَّا الْحَسَنَ وَلَا حَدَّثَ به عن جعفر إِلَّا سُكَيْنٌ (2) .

_ (1) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في هامش المطبوع: وهم الحافظ في هذه الإحالة، لأن البزار رواه عن عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ عن أبي عاصم، عن سكين بن عبد العزيز، عن حفص بن خالد، عن أبيه. انظر كشف الأستار (3/205) (2) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في هامش المطبوع: لم أجد هذا القول في كشف الأستار، وإنما قال: "ولا نعلم حدث به عن حفص إلا سكين، وإسناده صالح" في (ك) : [وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ]

4450 - وقال أبو بكر والحارث: حدثنا الحسن بن موسى، ثنا محمد بن راشد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن فضالة، قال: خرجت مع أبي إلى ينبوع عائداً لعلي رَضِيَ الله عَنْه، وكان مريضاً بها، فقال له أبي. ما يقيمك بهذا المنزل؟ لو هلكت به لم يلك إلاَّ أعراب جهينة، احتمل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وَلِيَكَ أصحابك، وصلوا عليك - وكان أبو فضالة رَضِيَ الله عَنْه من أهل بدر - فقال له علي رَضِيَ الله عَنْه: إني لست بميت من وجعي هذا، إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إليَّ أن لا أموت حتى أؤمَر، ثم تخضب هذه - يعني لحيته - من دم هذه - يعني هامته - فقتل أبو فضالة رَضِيَ الله عَنْه بصفين. رواه البزار عن محمد بن عبد الرحيم عن الحسن رَضِيَ الله عَنْه، قال: ولا نعلم فضالة رَضِيَ الله عَنْه روى عن علي رَضِيَ الله عَنْه إلاَّ هذا.

باب مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما

59 - بَابُ مَقْتَلِ الْحُسَيْنِ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما

4451 -[1] قال إسحاق: أخبرنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ، قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه حِينَ نَزَلَ كَرْبَلَاءَ فَانْطَلَقَ فَقَامَ فِي نَاحِيَةٍ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ، فَقَالَ: مُنَاخُ رِكَابِهِمْ أَمَامَهُ، وَمَوْضِعُ رِحَالِهِمْ عَنْ يَسَارِهِ، فَضَرَبَ رَضِيَ الله عَنْه بِيَدِهِ الْأَرْضَ، فَأَخَذَ مِنَ الْأَرْضِ قَبْضَةً فشمّها، فقال: واها، §وَاحَبَّذَا الدِّمَاءُ تُسْفَكُ فِيهِ، ثُمَّ جَاءَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ الله عَنْه، فَنَزَلَ كَرْبَلَاءَ، قَالَ الضَّبِّيُّ، فَكُنْتُ فِي الْخَيْلِ الَّذِي بَعَثَهَا ابْنُ زِيَادٍ إِلَى الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْه، فَلَمَّا قَدِمْتُ فَكَأَنَّمَا نَظَرْتُ إِلَى مُقَامِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه وَأَشَارَ بِيَدِهِ، فَقَلَّبْتُ فَرَسِي، ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَى الْحُسَيْنِ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ أَبَاكَ رَضِيَ الله عَنْه كَانَ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَإِنِّي شَهِدْتُهُ فِي زَمَنِ كَذَا وَكَذَا قَالَ كَذَا وَكَذَا، وَإِنَّكَ وَاللَّهِ لمقتول الساعة، فقال: فَمَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ أَنْتَ، أَتَلْحَقُ بِنَا أَمْ تلحق بأهلك؟ فقلت: وَاللَّهِ إِنَّ عَلَيَّ لَدَيْنًا وَإِنَّ لِي لَعِيَالًا وَمَا أَظُنُّنِي إِلَّا سَأَلْحَقُ بِأَهْلِي قال: أمالاً، فَخُذُ مِنْ هَذَا الْمَالِ حَاجَتَكَ -[247]- (وَإِذَا مَالٌ مَوْضُوعٌ بَيْنَ يَدَيْهِ) قَبْلَ أَنْ يَحْرُمَ عَلَيْكَ، ثُمَّ، النجا، فَوَاللَّهِ لَا يَسْمَعُ الدَّاعِيَةَ أَحَدٌ، وَلَا يَرَى الباقرة أَحَدٌ وَلَا يعيننا إِلَّا كَانَ مَلْعُونًا عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَجْمَعُ الْيَوْمَ أَمْرَيْنِ: آخُذُ مَالَكَ، وَأَخْذُلُكَ، فَانْصَرَفَ وَتَرَكَهُ. (214) وَحَدِيثُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ الله عَنْه مَضَى فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ، فِي بَابِ إِزَالَةِ النَّجَاسَةِ، وَتَقَدَّمَ شَيْءٌ مِنْهُ فِي فَضْلِهِ فِي الْمَنَاقِبِ.

4452 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا علي بن محمد أَبُو مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، ثنا أَبُو عَبْدِ الرحمان الْغَنَوِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ §رَأَيْتُ رَأْسَ الْحُسَيْنِ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما أُتِيَ بِهِ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، وَرَأَيْتُ رَأْسَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ أُتِيَ بِهِ إِلَى المختار بن أبي عُبَيْدٍ، وَرَأَيْتُ رَأْسَ المختار بن أبي عبيد أُتِيَ بِهِ إِلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَرَأَيْتُ رَأْسَ مصعب بن الزبير أُتِيَ بِهِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.

باب استخلاف معاوية رضي الله عنه ولده يزيد

30 - بَابُ اسْتِخْلَافِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه وَلَدَهُ يَزِيدَ

4453 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، ثنا جَعْفَرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله عَنْه أَنْ يَسْتَخْلِفَ يَزِيدَ، بَعَثَ إِلَى عَامِلِ الْمَدِينَةِ أَنْ أَوْفِدْ إِلَيَّ مَنْ شَاءَ، قَالَ: فَوَفَدَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ الْأَنْصَارِيُّ يَسْتَأْذِنُ، فَجَاءَ حَاجِبُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: هَذَا عَمْرٌو قَدْ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِهِمْ إِلَيَّ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! يَطْلُبُ مَعْرُوفَكَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله عَنْه: إِنْ كَانَ صَادِقًا، فَلْيَكْتُبْ إليّ، أعطيه بما سأل وَلَا أُرَاهُ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْحَاجِبُ فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ؟ اكْتُبْ مَا شِئْتَ، فَقَالَ، سُبْحَانَ اللَّهِ أَجِيءُ إِلَى بَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينِ، فَأُحْجَبُ عَنْهُ، أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُ فَأُكَلِّمَهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله عَنْه لِلْحَاجِبِ: عُدْهُ إِلَيَّ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ فليجيء، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله عَنْه الْغَدَاةَ أَمَرَ بَسَرِيرِهِ فَجُعِلَ فِي الإيوان ثم أخرج النَّاسُ عَنْهُ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ أَحَدٌ إِلَّا كُرْسِيٌّ وُضِعَ لِعَمْرٍو، فَجَاءَ عَمْرٌو رَضِيَ الله عَنْه، فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ عَلَى الْكُرْسِيِّ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله عَنْه: حَاجَتُكَ؟ قَالَ: فحمد §الله تعالى -[255]- وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: لَعَمْرِي لَقَدْ أَصْبَحَ يَزِيدُ بن مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه وَاسِطَ الْحَسَبِ في قريش، غَنِيٌّ عن المال، غني إلاَّ عَنِ كُلِّ خَيْرٍ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَسْتَرْعِ عَبْدًا رَعِيَّةً إِلَّا وَهُوَ سَائِلُهُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَيْفَ صَنَعَ؟ وَإِنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ يَا مُعَاوِيَةَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَسْتَخْلِفُ عَلَيْهَا، قَالَ: فَأَخَذَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنْه رَبْوٌ وَنَفَسٌ فِي غَدَاةٍ قَرٍّ، حَتَّى عَرِقَ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ مَلِيًّا، ثُمَّ أَفَاقَ، فحمد الله تعالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّكَ امْرُؤٌ نَاصِحٌ، قُلْتَ بِرَأْيِكَ بَالِغَ مَا بَلَغَ، وَإِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلَّا ابْنِي وَأَبْنَاؤُهُمْ، فَابْنِي أَحَقُّ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، حَاجَتُكَ؟ قَالَ: مَا لِي حَاجَةٌ، قَالَ: قُمْ، فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ: إِنَّمَا جِئْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ نَضْرِبُ أَكْبَادَهَا مِنْ أَجْلِ كَلِمَاتٍ، قَالَ: مَا جِئْتَ إِلَّا لِلْكَلِمَاتِ، فَأَمَرَ لَهُمْ بِجَوَائِزِهِمْ، وَأَمَرَ لِعَمْرٍو بِمِثْلَيْهَا.

باب لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبي العاص وبنيه وبني أمية

31 - بَابُ لَعْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَكَمَ بْنَ أبي الْعَاصِ وبنيه وبني أمية

4454 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْجَزَرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفَ كَلَامَهُ، فَقَالَ: §ائْذَنُوا لَهُ، لَعَنَهُ اللَّهُ وَكُلَّ مَا خَرَجَ مِنْ صُلْبِهِ إِلَّا مؤمنيهم، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ، يسرفون فِي الدُّنْيَا، وَيُوضَعُونَ في الآخرة، ذو مَكْرٍ وَخَدِيعَةٍ، يُعْطَوْنَ فِي الدُّنْيَا، وَمَا لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ.

4455 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي يَحْيَى قَالَ: كُنْتُ بَيْنَ الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما، وَمَرْوَانُ يَشْتُمُ الْحُسَيْنَ، وَالْحَسَنُ ينهى الحسين رَضِيَ الله عَنْهما، إِذْ غَضِبَ مَرْوَانُ، فَقَالَ: أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ، فَغَضِبَ الْحَسَنُ رَضِيَ الله عَنْه، وَقَالَ: أَقُلْتَ أَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ §لَعَنَكَ اللَّهُ وَأَنْتَ فِي صُلْبِ أَبِيكَ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا حَمَّادٌ، بِهِ.

4456 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا مَعَ الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما، فَسَبَّهُمَا مَرْوَانُ سَبًّا قَبِيحًا، حَتَّى قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّكُمْ لَأَهْلُ بَيْتٍ مَلْعُونُونَ، فَقَالَ الحسن والحسين رَضِيَ الله عَنْهما أَوْ أَحَدُهُمَا: وَاللَّهِ، وَاللَّهِ، ثُمَّ وَاللَّهِ، لَقَدْ §لعنك الله عز وجل عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتَ فِي صُلْبِ الْحَكَمِ، فَسَكَتَ مَرْوَانُ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، ثنا جَرِيرٌ، بِهِ.

4457 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عن ابن عون، عَنِ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ أَمِيرًا عَلَيْنَا سِنِينَ، فَكَانَ يَسُبُّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه كُلَّ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عُزِلَ مَرْوَانُ، وَاسْتُعْمِلَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ سِنِينَ، فَكَانَ لَا يَسُبُّهُ، ثُمَّ عُزِلَ سَعِيدٌ، وَأُعِيدَ مَرْوَانُ، فَكَانَ يَسُبُّهُ، فَقِيلَ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْهما: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ مَرْوَانُ؟ فَلَا تَرَدُّ شَيْئًا؟ فَكَانَ يَجِيءُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَيَدْخُلُ حُجْرَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَكُونُ فِيهَا، فَإِذَا قُضِيَتِ الْخُطْبَةُ، خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهِ، فَلَمْ يَرْضَ بِذَلِكَ مَرْوَانُ، حَتَّى أَهْدَى لَهُ فِي بَيْتِهِ، فَإِنَّا لَجُلُوسٌ مَعَهُ، إِذْ قِيلَ لَهُ: فُلَانٌ عَلَى الْبَابِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ فَقَالَ: إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ سُلْطَانٍ، وَجِئْتُكَ بِعَزْمَةٍ، فَقَالَ: تَكَلَّمْ، فَقَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِعَلِيٍّ وَبِعَلِيٍّ بك وَبِكَ، وَمَا وَجَدْتُ مَثَلَكَ إِلَّا مَثَلَ الْبَغْلَةِ، يُقَالُ لَهَا: مَنْ أَبُوكِ؟ فَتَقُولُ: أُمِّي الْفَرَسُ. فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: وَاللَّهِ لَا أَمْحُو عَنْكَ شَيْئًا مِمَّا قُلْتَ بِأَنِّي أَسُبُّكَ، وَلَكِنْ §مَوْعِدِي وَمَوْعِدَكَ اللَّهُ، فَإِنْ كُنْتَ صَادِقًا يَأْجُرُكَ اللَّهُ بِصِدْقِكَ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا، فَاللَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً، قَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ تَعَالَى جَدِّي أَنْ يَكُونَ مَثَلِي مَثَلُ الْبَغْلَةِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَلَقِيَ الْحُسَيْنَ رَضِيَ الله عَنْه فِي الْحُجْرَةِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: قَدْ أُرْسِلْتُ بِرِسَالَةٍ وَقَدْ أَبْلَغْتُهَا، قَالَ: وَاللَّهِ لَتُخْبِرَنِّي بِهَا، أَوْ لَآمُرَنَّ أَنْ تُضْرَبَ حَتَّى لَا يدرى مَتَى يَفْرُغُ عَنْكَ الضَّرْبُ، فَلَمَّا رَآهُ الْحَسَنُ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أَرْسِلْهُ، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ: لِمَ؟ قَالَ: قَدْ حَلَفْتُ، قَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِعَلِيٍّ وَبِعَلِيٍّ وَبِكَ وَبِكَ، وَمَا وَجَدْتُ مَثَلَكَ إِلَّا مَثَلَ الْبَغْلَةِ، يُقَالُ لَهَا: مَنْ أَبُوكِ؟ فَتَقُولُ: أُمِّي الْفَرَسُ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ الله عَنْه: أَكَلْتَ بَظْرَ أُمِّكَ إِنْ لَمْ تُبْلِغْهُ عَنِّي مَا أَقُولُ لَهُ، قُلْ لَهُ: بِكَ وَبِأَبِيكَ -[268]- وَبِقَوْمِكَ، وَآيَةِ مَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ أَنْ تَمْسِكَ مَنْكِبَيْكَ مِنْ لَعْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. 4458 -[269]- أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بن إسحاق، فذكره، نَحْوَهُ. وَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: قَدْ أكرم الله تعالى جَدِّي أَنْ يَكُونَ مَثَلَهُ مَثَلُ الْبَغْلَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ الرَّسُولُ فَاسْتَقْبَلَهُ الْحُسَيْنُ رَضِيَ الله عَنْه، وَكَانَ لَا يَتَعَوَّجُ عَنْ شَيْءٍ يُرِيدُهُ، وَقَالَ: فَقَالَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ الله عَنْه إِنِّي قَدْ حَلَفْتُ، قَالَ الْحَسَنُ رَضِيَ الله عَنْه: فَأَخْبِرْهُ، فَإِنَّهُ إِذَا لَجَّ فِي شَيْءٍ لَجَّ. وَقَالَ: فَاشْتَدَّ عَلَى مَرْوَانَ قَوْلُهُ رَضِيَ الله عَنْه جِدًّا، يَعْنِي قَوْلَهُ: " أَنْ تُمْسِكَ مَنْكِبَيْكَ " إِلَى آخِرِهِ.

4459 - أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، والمجالد عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: §لَعَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَكَمَ وَمَنْ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ -[271]-. 4460 - رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَمُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ الله عَنْه وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ، فَذَكَرَهُ.

4461 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §لِكُلِّ شَيْءٍ آفَةٌ، وَآفَةُ هَذَا الدِّينِ بَنُو أُمَيَّةَ.

4462 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَمِيرًا بِالشَّامِ، غَزَا الْمُسْلِمُونَ، فَسَلِمُوا وَغَنِمُوا، وَكَانَ فِي غَنِيمَتِهِمْ جَارِيَةٌ نَفِيسَةٌ، فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ المسلمين، فأرسل إليها يَزِيدُ، فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، وَأَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه يَوْمَئِذٍ بِالشَّامِ، فَاسْتَعَانَ الرَّجُلُ بِأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه عَلَى يَزِيدَ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ، فَقَالَ لِيَزِيدَ: رُدَّ عَلَيْهِ جَارِيَتَهُ، فَتَلَكَّأَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ §أَوَّلَ مَنْ يُبَدَّلُ سُنَّتِي لَرَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ " ثُمَّ وَلَّى عَنْهُ، فَلَحِقَهُ يَزِيدُ، فقال: أذكرك الله تعالى أَنَا هُوَ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ لَا، وَرَدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ -[278]-. 4463 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَمِينَةَ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ أَبِي مَخْلَدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، ثنا أَبُو مُسْلِمٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْه بِالشَّامِ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَغَزَا الْمُسْلِمُونَ، فَغَنِمُوا وَأَصَابُوا جَارِيَةً نَفِيسَةً فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنَ المسلمين في سهم ... فَذَكَرَ، نَحْوَهُ.

4464 - حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي الْمَنَامِ، كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ، فَأَصْبَحَ كالمتغيظ، وقال: " §ما لي رَأَيْتُ بَنِيَ الْحَكَمِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي نَزْوَ الْقِرَدَةِ " فَمَا رُئِيَ ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ.

4465 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ - هُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ - عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلَاثِينَ، كَانَ دَيْنُ اللَّهِ دَغَلًا، وَمَالُ اللَّهِ دِوَلًا، وَعِبَادُ اللَّهِ خَوَلًا -[284]-. 4466 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ.

[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بن موسى، قالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا يَزَالُ هَذَا الْأَمْرُ قَائِمًا بِالْقِسْطِ، حَتَّى يَثْلِمَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ ". رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنَّهُ مُنْقَطِعٌ. [3] وَقَالَ الْحَارِثُ وَأَبُو يَعْلَى جَمِيعًا: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا الْوَلِيدُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ نَحْوَهُ، وَزَادَ: " يُقَالُ لَهُ: يَزِيدُ ".

باب الإشارة إلى الحجاج والمختار وغيرهما

32 - بَابُ الْإِشَارَةِ إِلَى الْحَجَّاجِ وَالْمُخْتَارِ وَغَيْرِهِمَا

4467 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا، مِنْهُمْ مُسَيْلِمَةُ، وَالْعَنْسِيُّ، وَالْمُخْتَارُ، وَشَرُّ قَبَائِلِ الْعَرَبِ بَنُو أُمَيَّةَ، وَبَنُو حَنِيفَةَ، وَثَقِيفٌ ".

4468 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ، ثنا وَكِيعٌ، حَدَّثَتْنَا أُمُّ غُرَابٍ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: عَقِيلَةُ، عَنْ سَلَّامَةَ بنت الحر رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §فِي ثَقِيفٍ مُبِيرٌ ".

4469 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَيَرْعَفَنَّ جَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا " قَالَ: فَحَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عَمْرَو بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، رَعَفَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى دَرَجِ الْمِنْبَرِ ".

4470 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ بن علي رَضِيَ الله عَنْهما أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي الْأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ: وَيْحَكَ، §أَلَمْ يَلْعَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعَمْرَو بْنَ سُفْيَانَ.

باب ظهور الفساد قي آخر الزمان وفضل الأمر بالمعروف ذلك الوقت

33 - بَابُ ظهور الفساد قي آخِرِ الزَّمَانِ وَفَضْلِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ الْوَقْتَ

4471 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ (هُوَ ابْنُ هَارُونَ) ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ §لِكُلِّ شَيْءٍ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا وَإِنَّ لِهَذَا الدِّينِ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا، وَإِنَّ مِنْ إِقْبَالِ هَذَا الدِّينِ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ، حَتَّى إِنَّ الْقَبِيلَةَ لَتَفْقَهُ مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا، حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا الفاسق أو الفاسقان، فَهُمَا مَقْهُورَانِ، مَقْمُوعَانِ، ذَلِيلَانِ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا، وَقُهِرَا، وَاضْطُهِدَا، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ إِدْبَارِ هَذَا الدِّينِ أَنْ تَجْفُوَ الْقَبِيلَةُ كُلُّهَا مِنْ عِنْدِ آخِرِهَا حَتَّى لا يبقى فيها إِلَّا الفقيه أو الفقيهان، فَهُمَا مَقْهُورَانِ، مَقْمُوعَانِ، ذَلِيلَانِ، إِنْ تَكَلَّمَا أَوْ نَطَقَا قُمِعَا وَقُهِرَا، وَاضْطُهِدَا، وَقِيلَ لَهُمَا أَتَطْغَيَانِ عَلَيْنَا؟ حَتَّى يُشْرَبَ الْخَمْرُ في ناديهم المنكر، وَمَجَالِسِهِمْ، وَأَسْوَاقِهِمْ، وَتُنْحَلُ الْخَمْرُ غَيْرَ اسْمِهَا، حَتَّى يَلْعَنَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوَّلَهَا، إلاَّ حلت عليه اللَّعْنَةُ وَيَقُولُونَ: لَا بَأْسَ بِهَذَا الشَّرَابِ. يَشْرَبُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ مَا بَدَا لَهُ، ثُمَّ يَكُفُّ عَنْهُ، حَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ فَيَقُومُ إِلَيْهَا، فَيَرْفَعُ ذَيْلَهَا فَيَنْكِحُهَا وَهُمْ يَنْظُرُونَ، كَمَا يَرْفَعُ ذَيْلَ النَّعْجَةِ، وَرَفَعَ ثَوْبًا عَلَيْهِ مِنْ -[299]- هَذِهِ السُّحُولِيَّةِ فَيَقُولُ الْقَائِلُ مِنْهُمْ: لَوْ تَجَنَّبْتُمُوهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَذَلِكَ فِيهِمْ كَأَبِي بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ وَأَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فَلَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ مِمَّنْ صَحِبَنِي وَآمَنَ بِي وَصَدَقَنِي. هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ، فِيهِ أَرْبَعَةٌ فِي نَسَقٍ.

4472 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يمكّن الله تعالى لَكُمْ فِي الْأَرْضِ، تَعْمَلُونَ فِيهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَعْمَلُوا، فَإِذَا عملتهم فِيهَا بِالْمَعَاصِي أُدِيلَ مِنْكُمْ عَدُوُّكُمْ فَرَدُّوكُمْ إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ، قَالَ: فَقُلْتُ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تَحْمِلُنَا أَرْضُ الْعَرَبِ، وَقَدْ حَدَّثَتْنَا بِكَثْرَةِ الْمُسْلِمِينَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُنَزِّلُ اللَّهُ لَكُمْ فِيهَا رِزْقًا، كَمَا أَنْزَلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ تَاهُوا ".

4473 - وقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا [محمد بن جعفر الوركاني] ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش، عن أبان بن أبي عياش، قال: حدثني أبو الجلد عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيِّ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا تَذْهَبُ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامُ حَتَّى يَخْلَقَ الْقُرْآنُ فِي صُدُورِ أَقْوَامٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمَا تَخْلَقُ الثِّيَابُ، وَيَكُونُ غَيْرُهُ أَعْجَبَ إِلَيْهِمْ، وَيَكُونُ أَمَرُهُمْ طَمَعًا كُلُّهُ، لَا يُخَالِطُهُ خَوْفٌ، إِنْ قَصَّرَ عَنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى مَنَّتْهُ نَفْسُهُ الْأَمَانِيَّ، وَإِنْ تَجَاوَزَ إِلَى نَهْيِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ: أَرْجُو أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنِّي، يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ عَلَى قُلُوبِ الذِّئَابِ، أَفْضَلُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمُ المداهن ". قيل: ومن الْمُدَاهِنُ؟ قَالَ: " الَّذِي لَا يَأْمُرُ وَلَا يَنْهَى.

باب بقاء الإسلام إلى أن يأتي أمر الله

34 - بَابُ بَقَاءِ الْإِسْلَامِ إِلَى أَنْ يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ

4474 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنِ النَّوَّاسِ ابن سَمْعَانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: فُتِحَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحٌ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سِيبَتِ الخيل ووضع السِّلَاحُ، وَقَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَقَالُوا: لَا قِتَالَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، لَا يَزَالُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَزِيغُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ يقاتلونهم، يَرْزُقُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَلَى ذَلِكَ، وَعُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِالشَّامِ ".

4475 -[1] حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش الحمصي أبو عتبة، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ ". وَزَادَ ابْنُ حَمْدَانَ: " لَا يَضُرُّهُمُ خُذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ. [2] وَقَالَ تَمَّامٌ فِي فَوَائِدِهِ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أيوب بن خذلم، حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثنا ابْنُ عَيَّاشٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عَبَّادٍ، بِهِ. [3] وَأَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ عَنْ جعفر بن أبي عَاصِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ وَقَالَ: لَا يَرْوِيهِ بِهَذَا اللَّفْظِ غَيْرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الْوَلِيدِ. [4] قُلْتُ: رَوَاهُ أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْجَبَّارِ فِي تَارِيخِ " دَارَيَّا " عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أيوب بن خذلم، إِلَّا أَنَّهُ قَلَبَ إِسْنَادَهُ، جعله عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، وَالصَّوَابُ: عَامِرٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ. [5] وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، مُخْتَصَرًا، وَلَفْظُهُ: " لَا يَزَالُ لِهَذَا الْأَمْرِ عِصَابَةٌ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمُ خِلَافُ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أمر الله عز وجل ".

4476 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، ثنا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الْحَضْرَمِيَّ أَيَّامَ ابْنِ الأشعت يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ، أَبْشِرُوا، فَإِنَّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يكون §قوم في آخِرِ أُمَّتِي يُعْطَوْنَ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ مَا يُعْطَى أَوَّلُهُمْ يُقَاتِلُونَ أَهْلَ الْفِتَنِ، يُنْكِرُونَ الْمُنْكَرَ " وَأَنْتُمْ هم، فقال له أَبُو الْبَخْتَرِيِّ: أَخْطَأَتِ اسْتُكَ الْحُفْرَةَ.

باب الزجر عن قتال الترك لما يخشى من تسلطهم على بلاد الإسلام

35 - بَابُ الزَّجْرِ عَنْ قِتَالِ التُّرْكِ لِمَا يُخْشَى مِنْ تَسَلُّطِهِمْ عَلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ

4477 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يعقوب، قال: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إبراهيم قال: [حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ] بن الغمر مولى سموك، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ يَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ الله عَنْه حِينَ جَاءَهُ كِتَابُ عَامِلِهِ يُخْبِرُهُ أَنَّهُ وَقَعَ بِالتُّرْكِ وَهَزَمَهُمْ، وكثرة مَنْ قَتَلَ مِنْهُمْ، وَكَثْرَةُ مَا غَنِمَ، فغضب معاوية رَضِيَ الله عَنْه في ذَلِكَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يُكْتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ فهمت ما ذكرته مِمَّا قَتَلْتَ وَغَنِمْتَ، فَلَا أَعْلَمَنَّ مَا عُدْتَ لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَلَا قَاتَلْتَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أمري، قلت له: لِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ §التُّرْكَ تُجْلِي العرب حتى تلحقها بِمَنَابِتِ الشِّيحِ وَالْقَيْصُومِ " فَأَكْرَهُ قِتَالَهُمْ لِذَلِكَ.

باب جواز ترك النهي عن المنكر لمن لا يطيق

36 - بَابُ جَوَازِ تَرْكِ النَّهْي عَنِ الْمُنْكَرِ لِمَنْ لَا يُطِيقُ

4478 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! إِنَّ الْحَجَّاجَ قَدْ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى قَرُبْنَا مِنَ الْعَصْرِ، فَقُمْ إِلَيْهِ، وأمره بتقوى الله تعالى، قَالَ الْحَسَنُ: إِذًا يَقْتُلْنِي، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَلَيْسَ قال الله تعالى عَزَّ وَجَلَّ: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} الْآيَةُ، قَالَ الْحَسَنُ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ " قَالُوا: وَكَيْفَ يُذِلُّهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَتَكَلَّفُ مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يُطِيقُ ". رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا الْخَلِيلُ، وَهُوَ عِنْدَ أَبِي يَعْلَى فِي قِصَّةٍ طَوِيلَةٍ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيِّ عَنِ الحسن البصري أنه حَدَّثَ بِحَدِيثَيْنِ: أَحَدُهُمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، وَالثَّانِي: قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكر هنا الْمَتْنَ.

4479 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْمُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: لَمَّا هَزَمَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ أَهْلَ الْبَصْرَةِ خَشِيتُ أَنْ أَجْلِسَ فِي حَلْقَةِ الْحَسَنِ، فَأُوجَدَ فِيهَا فَأُعْرَفَ، فَأَتَيْتُ الْحَسَنَ فِي مَنْزِلِهِ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، كَيْفَ بِهَذِهِ الْآيَةِ؟ قَالَ: أَيَّةُ آيَةٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} الْآيَةُ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنَّ §الْقَوْمَ عَرَضُوا السَّيْفَ فَحَالَ السَّيْفُ دُونَ الْكَلَامِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، فَهَلْ تَعْرِفُ لِمُتَكَلِّمٍ فَضْلًا؟ قَالَ: لَا، قَالَ الْمُعَلَّى: ثُمَّ حَدَّثَ بِحَدِيثَيْنِ،

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا رَآهُ فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ، وَلَا يُبَعِّدُ مِنْ رِزْقٍ ". قَالَ: ثُمَّ حَدَّثَ الْحَسَنُ بِحَدِيثٍ آخَرَ،

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَيْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قِيلَ: وَمَا إِذْلَالُهُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ " قِيلَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ! فَيَزِيدُ الضَّبِّي فِي كَلَامِهِ فِي الصَّلَاةِ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ، قَالَ الْمُعَلَّى: فَأَقُومُ مِنْ مَجْلِسِ الْحَسَنِ، فَأَتَيْتُ يَزِيدَ الضَّبِّي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مَوْدُودٍ، بَيْنَمَا أَنَا والحسن نتذاكر إذا نَصَبْتَ أَمْرَكَ نَصْبًا، فَقَالَ: مَهْ يَا أَبَا الْحَسَنِ! قُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ: فَمَا قَالَ؟ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَخْرُجْ مِنَ السِّجْنِ حَتَّى نَدِمَ عَلَى مَقَالَتِهِ، قَالَ يَزِيدُ: مَا نَدِمْتُ عَلَى مَقَالَتِي، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ قُمْتُ مَقَامًا أَخْطِرُ فِيهِ بِنَفْسِي، قَالَ يَزِيدُ: أَتَيْتُ الْحَسَنَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، عَلَى كُلِّ شَيْءٍ نُغْلَبُ، فَنُغْلَبُ عَلَى صَلَاتِنَا؟ فَقَالَ: يَا عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّكَ تُعَرِّضُ بِنَفْسِكَ لَهُمْ، ثُمَّ إِنَّكَ لَا تَصْنَعُ شَيْئًا، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقُمْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي الْمَسْجِدِ وَالْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ يَخْطُبُ، فَقُلْتُ: الصَّلَاةَ -[328]- رحمك اللَّهُ، فَلَمَّا قُلْتُ ذَلِكَ احْتَوَشَنِي الرِّجَالُ، فَأَخَذُوا بِلِحْيَتِي، وَرَأْسِي، وتلبيتي، وَجَعَلُوا يَجِئُّونَ بَطْنِي بِنِعَالِ سُيُوفِهِمْ، وَمَضَوْا بِي إِلَى نَحْوِ الْمَقْصُورَةِ، فَدَخَلْتُ، فَقُمْتُ بَيْنَ الْحَكَمِ وَهُوَ سَاكِتٌ، فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ أَنْتَ؟ أَوَ مَا كُنَّا فِي صَلَاةٍ؟ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ هَلْ مِنْ كَلَامٍ أَفْضَلُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: لَا، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوَ أَنَّ رَجُلًا نَشَرَ مُصْحَفًا يَقْرَؤُهُ غُدْوَةً إِلَى اللَّيْلِ أَكَانَ ذَلِكَ قَاضِيًا عَنْهُ صَلَاتَهُ؟ قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَحْسَبُكَ مَجْنُونًا، قَالَ: وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ جَالِسٌ تَحْتَ مِنْبَرِهِ سَاكِتٌ، فَقُلْتُ: يَا أَنَسُ! يَا أَبَا حَمْزَةَ، أنشدك الله تعالى فَقَدْ خَدَمْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَحِبْتَهُ، أَبِمَعْرُوفٍ قُلْتُ أَمْ بِمُنْكَرٍ؟ أَبِحَقٍّ قُلْتُ أَمْ بِبَاطِلٍ؟ قَالَ: فَلَا وَاللَّهِ مَا أَجَابَنِي بِكَلِمَةٍ، فَقَالَ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ أَيُّوبَ: يَا أَنَسُ، قَالَ: لَبَّيْكَ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ، قَالَ: أَكَانَ وَقْتُ الصَّلَاةِ قَدْ ذَهَبَ؟ قَالَ: بَلْ بَقِيَ بَقِيَّةٌ، فَقَالَ الْحَكَمُ: احْبِسُوهُ. قَالَ يَزِيدُ: فَأُقْسِمُ لَكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ، لَمَا لَقِيتُ مِنْ أَصْحَابِي كَانَ أَشَدُّ عَلَيَّ مِمَّا لَقِيتُ مِنَ الْحَكَمِ، قال بعضهم: مرائي، وقال بَعْضُهُمْ: مَجْنُونٌ، قَالَ: وَكَتَبَ الْحَكَمُ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي ضَبَّةَ قَامَ إِلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَأَنَا أَخْطُبُ، فَقَالَ: الصَّلَاةَ، وَقَدْ شَهِدَ عِنْدِي الْعُدُولُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ، إِنْ شَهِدَ الشُّهُودُ الْعُدُولُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ فَخَلِّ سَبِيلَهُ، وَإِلَّا فَاقْطَعْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وسمر عَيْنَيْهِ، وَاصْلُبْهُ، قَالَ: فَشَهِدُوا عِنْدَ الْحَكَمِ أَنِّي مَجْنُونٌ، فَخَلَّى عَنِّي. قَالَ الْمُعَلَّى: عن يزيد الضبي، ثُمَّ مَاتَ أَخٌ لَنَا فَتَبِعْنَا جَنَازَتَهُ، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا دُفِنَ تَنَحَّيْتُ فِي عِصَابَةٍ، فذكرنا الله تعالى عز وجل، وَذَكَرْنَا مَعَادَنَا، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ رَأَيْنَا نَوَاصِيَ الْخَيْلِ وَالْحِرَابِ، فَلَمَّا رَآهُ -[329]- أَصْحَابِي تَفَرَّقُوا وَتَرَكُونِي وَحْدِي، فَجَاءَ الْحَكَمُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيَّ فَقَالَ: مَا كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ، مَاتَ صَاحِبٌ لَنَا، فَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ وَدَفَنَّاهُ وَقَعَدْنَا نَذْكُرُ رَبَّنَا، وَنَذْكُرُ مَعَادَنَا، وَنَذْكُرُ مَا صَارَ إِلَيْهِ، قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَفِرَّ كَمَا فَرُّوا؟ قلت: أصلحك اللَّهُ، أَنَا أَبْرَأُ سَاحَةً مِنْ ذَلِكَ، أَوَ مِنَ الْأَمِيرِ أَفِرُّ؟ فَسَكَتَ الْحَكَمُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُهَلَّبِ - كان عَلَى شُرْطَتِهِ - أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: هَذَا الْمُتَكَلِّمُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَغَضِبَ الْحَكَمُ، وَقَالَ أَمَا إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، خُذْهُ فَأُخِذْتُ، فَضَرَبَنِي أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ، فما دريت متى تَرَكَنِي مِنْ شِدَّةِ مَا ضَرَبَنِي قَالَ: وَبَعَثَ بِي إِلَى وَاسِطٍ، فَكُنْتُ فِي دِيمَاسِ الْحَجَّاجِ حَتَّى مَاتَ الْحَجَّاجُ. وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِي، وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ نَحْوَ حَدِيثِ الْحَسَنِ، عن أبي بكرة رَضِيَ الله عَنْهُ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ أَصْلَحُ حَالًا مِنَ الْخَلِيلِ بْنِ زَكَرِيَّا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

4480 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ المقدام، ثنا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ الله عَنْهُ قال: رأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَقَالَ لِي أَصْحَابُهُ: إِلَيْكَ يَا وَاثِلَةُ، أَيْ تَنَحَّ عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ: دَعُوهُ فَإِنَّمَا جَاءَ لِيَسْأَلَ، فَدَنَوْتُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفْتِنَا عَنْ أَمْرٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ مِنْ بَعْدِكَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِتَفْتِكَ نَفْسُكَ " قُلْتُ: وَكَيْفَ لِي بِذَلِكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكُ وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ " قُلْتُ: وَكَيْفَ لِي بِعِلْمِ ذَلِكَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَضَعُ يَدَكَ عَلَى فُؤَادِكَ فَإِنَّ الْقَلْبَ يَسْكُنُ إِلَى الْحَلَالِ، وَلَا يَسْكُنُ لِلْحَرَامِ، وَإِنَّ وَرَعَ الْمُسْلِمِ أَنْ يَدَعَ الصَّغِيرَ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ فِي الْكَبِيرِ " قُلْتُ: فَمَنِ الْحَرِيصُ؟ قَالَ: الَّذِي يَطْلُبُ الْمَكْسَبَ فِي غَيْرِ حِلِّهَا، قُلْتُ، فَمَنِ الْوَرِعُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الَّذِي يَقِفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ " قُلْتُ: فَمَنِ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: " مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَدِمَائِهِمْ " قُلْتُ: فَمَنِ الْمُسْلِمُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ " قُلْتُ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ ". الْعَلَاءُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ. وَلِآخِرِهِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي عبدة رَضِيَ الله عَنْهُ أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ.

باب الإشارة إلى غلبة الأعاجم على المماليك الإسلامية وذهاب زينة الدنيا بذل العرب

37 - بَابُ الْإِشَارَةِ إِلَى غَلَبَةِ الْأَعَاجِمِ عَلَى المماليك الْإِسْلَامِيَّةِ وَذَهَابِ زِينَةِ الدُّنْيَا بِذُلِّ الْعَرَبِ

4481 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ ".

4482 - حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب عن حديج بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَ سَمِعْتُ الْمُسْتَوْرِدَ بْنَ شَدَّادٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ، وَإِنَّ أَجَلَ أُمَّتِي مِائَةُ سَنَةٍ، فَإِذَا مَرَّ عَلَى أُمَّتِي مِائَةُ سَنَةٍ أَتَاهَا مَا أوعدها اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ".

4483 -[1] وَقَالَ أَبُو بكر: حدثنا حميد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §إِلَى مِائَةِ سَنَةٍ يبعث الله تعالى رِيحًا بَارِدَةً طَيِّبَةً، يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. [3] حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، ثنا أَبِي، ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، نَحْوَهُ. [4] وَقَالَ الرُّويَانِيُّ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إبراهيم، ثنا عبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا بَشِيرٌ، فَذَكَرَهُ. إسناد حَسَنٌ.

باب في المهدي وغيره من الخلفاء العادلين

38 - بَابٌ فِي الْمَهْدِيِّ وَغَيْرِهِ مِنَ الْخُلَفَاءِ الْعَادِلِينَ

4484 - قَالَ مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي يُونُسَ، ثنا أَبُو بَحْرٍ، أن أبا الجلد حَدَّثَهُ وَحَلَفَ عَلَيْهِ: أَنَّهُ §لَا تُهْلَكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ حَتَّى يَكُونَ فِيهَا اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، كُلُّهُمْ يَعْمَلُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ، مِنْهُمْ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَعِيشُ أَحَدُهُمَا أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَالْآخَرُ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَيَكُونُ خُلَفَاءُ بعدهم ليسوا منهم ".

4485 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ بْنِ قَحْذَمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَحْذَمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَتُمْلَأُ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا، فَإِذَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا بعث الله تعالى رجلاً مني، اسْمُهُ اسْمِي أَوِ اسْمُ نَبِيٍّ، يملأها قِسْطًا وَعَدْلًا، فَلَا تَمْنَعُ السَّمَاءُ شَيْئًا مِنْ قَطْرِهَا، وَلَا الْأَرْضُ مِنْ نَبَاتِهَا فيلبث فِيهِمْ سَبْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً فَإِنْ كَثُرَ فَتِسْعَةً " يَعْنِي سِنِينَ. [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السُّوسِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، فَذَكَرَهُ وَقَالَ: رَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنْ أَبِي هَارُونَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه. [[قُلْتُ مَدَارُهُ عَلَى دَاوُدِ بْنِ الْمُحَبَّرِ وَهُوَ ضَعِيفٌ]] (*)

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

4486 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ ابن أبي النضر، ثنا أبو النَّضْرِ، حَدَّثَنِي الْمُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: حَدَّثَنِي خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَيَضْرِبَهُمْ حتى يرجعوا إلى الحق، قَالَ: قُلْتُ: وَكَمْ يَمْلِكُ؟ قَالَ: خَمْسٌ واثنتين، قُلْتُ وَمَا خَمْسٌ واثنتين؟ قَالَ: لَا أَدْرِي.

باب الآيات التي قبل قيام الساعة كالدابة، وطلوع الشمس من مغربها

39 - باب الْآيَاتِ الَّتِي قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ كَالدَّابَّةِ، وَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا

4487 -[1] قَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْن عُمَيْرٍ، قَالَ طَلْحَةُ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ أَنَّ أبَا الطُّفَيْلِ حَدَّثَهُ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ أَبِي سَرِيحَةَ. وَأَمَّا جَرِيرٌ: فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَحَدِيثُ طَلْحَةَ أَتَمُّهَا وَأَحْسَنُهَا قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §الدَّابَّةَ فَقَالَ: " لَهَا ثَلَاثُ خَرَجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ، فَتَخْرُجُ فِي أَقْصَى الْبَادِيَةِ لَا يَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ - يَعْنِي مَكَّةَ - ثُمَّ تَكْمُنُ زَمَانًا طَوِيلًا، ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً أُخْرَى دُونَ ذَلِكَ، فَيَعْلُو ذِكْرُهَا فِي الْبَادِيَةِ وَيَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ - يَعْنِي مَكَّةَ - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثُمَّ بَيْنَمَا النَّاسُ فِي أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ عَلَى اللَّهِ حرمة أجرها، خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، لَمْ يَرُعْهُمْ إلاَّ وهي ترغو بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، تَنْفُضُ عَنْ رَأْسِهَا التُّرَابَ، فَانْفَضَّ النَّاسُ عَنْهَا شَتَّى وَمَعًا، وَثَبَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَرَفُوا أَنَّهُمْ لَنْ يعجزوا الله تعالى. فَبَدَأَتْ بِهِمْ، فَجَلَتْ وُجُوهَهُمْ حَتَّى جَعَلَتْهَا كَأَنَّهَا الْكَوْكَبُ الدُّرِّي، وَوَلَّتْ فِي الأرض لا يدركها طَالِبٌ وَلَا يَنْجُو مِنْهَا هَارِبٌ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَعَوَّذُ مِنْهَا -[355]- بِالصَّلَاةِ، فَتَأْتِيَهُ مِنْ خَلْفِهِ، فَتَقُولُ: الْآنَ يَا فُلَانُ تُصَلِّي، فَيُقْبِلُ عَلَيْهَا، فَتَسِمُهُ فِي وَجْهِهِ ثُمَّ تَنْطَلِقُ، وَيَشْتَرِكُ النَّاسُ فِي الْأَمْوَالِ، ويصطحبون فِي الْأَمْصَارِ يُعْرَفُ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْكَافِرِ، حَتَّى إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَقُولُ: يَا كَافِرُ أَقْضِنِي حَقِّي، وَحَتَّى إِنَّ الْكَافِرَ يَقُولُ: يَا مُؤْمِنُ أَقْضِنِي حَقِّي ". [2] أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ العبقري عَنْ طَلْحَةَ وَحْدَهُ بِطُولِهِ. وَطَلْحَةُ ضَعِيفٌ.

4488 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثٍ - هو ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما، أَنَّهُ قَالَ: " أَلَا أُرِيَكُمُ الْمَكَانَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §دَابَّةَ الْأَرْضِ تَخْرُجُ مِنْهُ " فَضَرَبَ بِعَصَاهُ الشِّقَّ الَّذِي فِي الصَّفَا فَقَالَ: " وَإِنَّهَا ذَاتُ رِيشٍ وَزَغَبٍ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ ثُلُثُهَا حُضْرُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَثَلَاثَ لَيَالٍ، وَإِنَّهَا لَتَمُرُّ عَلَيْهِمْ وَإِنَّهُمْ لَيَفِرُّونَ مِنْهَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، فَتَقُولُ لَهُمْ: أَتَرَوْنَ الْمَسَاجِدَ تُنْجِيكُمْ مني؟ فتخطمهم، فيساقون فِي الْأَسْوَاقِ وَيَقُولُونَ: يَا مُؤْمِنُ! يَا كَافِرُ! .

4489 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْتَقِيَ الشَّيْخَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَتَى وُلِدْتَ؟ فَيَقُولُ: يَوْمَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنَ الْمَغْرِبِ ".

4490 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن أَبِي إِدَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّهُ §سَيَأْتِي مِثْلُ ثَلَاثِ لَيَالٍ مِنْ لَيَالِيكُمْ هَذِهِ، فَإِذَا عَرَفَهَا الْمُتَهَجِّدُونَ يَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنَامُ ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، ثُمَّ يَنَامُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيَقْرَأُ حِزْبَهُ، فَبَيْنَمَا هُمْ كذلك إذا هَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ يَقُولُونَ: مَا هَذَا؟ فَيَفْزَعُونَ إِلَى الْمَسَاجِدِ فَإِذَا هُمْ بِالشَّمْسِ قَدْ طلعت من ها هنا من مغربها، فتجي حَتَّى إِذَا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ رَجَعَتْ فَذَلِكَ: {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} الْآيَةَ -[363]-. 4491 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، سَبْعَةٌ مُغَلَّقَةٌ وَبَابٌ مَفْتُوحٌ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ".

باب أول من يهلك من الأمم

40 - بَابُ أَوَّلِ مَنْ يَهْلِكُ مِنَ الْأُمَمِ (215) تَقَدَّمَ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ فِي بَابِ الصَّيْدِ وَالذَّبَائِحِ، " أَوَّلُ شَيْءٍ يَهْلِكُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ الْجَرَادُ ".

4492 - وقال مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدًا رَضِيَ الله عَنْه، مَا §عَلَامَةُ هَلَكَةِ النَّاسِ؟ قَالَ: إِذَا هَلَكَ عُلَمَاؤُهُمْ.

باب الأشراط وعلامات الساعة

41 - بَابُ الأشراط وعَلَامَاتِ السَّاعَةِ

4493 - قال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ، ثنا المعافى بن عمران، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، عَنْ شُفَيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ، قِيلَ: وَمَا قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا، سُنَّتُهُمْ سُنَّةُ الْأَعْرَابِ، مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ رِزْقٍ جَعَلُوهُ فِي الْحَيَوَانِ، يَرَوْنَ الجاهد ضِرَارًا وَالصَّدَقَةَ مَغْرَمًا ". [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي ابْنُ هَانِئٍ حَدَّثَنِي شُفَيٌّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَوْلَهُ بِهَذَا. قلت: وهذا أصحه.

4494 - وقال الطَّيَالِسِي: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَرْجِعَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي إِلَى أَوْثَانٍ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ".

4495 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعْبُدَ الْعَرَبُ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ آبَاؤُهَا مِائَةً وَخَمْسِينَ عَامًا ".

4496 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا إِمَامَكُمْ، وَتَجْتَلِدُوا بِأَسْيَافِكُمْ، وَيَرِثَ دُنْيَاكُمْ شِرَارُكُمْ ".

4497 -[1] وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ الْبُرْجُمِيِّ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه مِنْ دَارِهِ وَالْإِمَامُ رَاكِعٌ، فَرَكَعْنَا، ثُمَّ مَشَيْنَا حَتَّى اتَّصَلْنَا بِالصَّفِّ، فَمَرَّ رَجُلٌ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ، قُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، كَأَنَّهُ رَاعَكَ تَسْلِيمُ الرَّجُلِ، قَالَ: أَجَلْ، كَانَ يُقَالُ: " إِنَّ §مِنْ أَشْرَاطِ الساعة أن يتخذ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا، وَأَنْ يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالْمَعْرِفَةِ، وَأَنْ تَتَّجِرَ الْمَرْأَةُ وَالرَّجُلُ جميعاً، وأن تغلوا النِّسَاءُ وَالْخَيْلُ جَمِيعًا، ثُمَّ ترخص، فلا تغلوا أبداً ". [2] أخبرنا النَّضْرُ: أنا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مِثْلَهُ. [3] وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، نَحْوَهُ. [4] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، ثنا حُصَيْنٌ، نَحْوَهُ. [5] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْرُوقٍ، فَمَرَّ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ، فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه فسئل، قال: فذكره، نَحْوَهُ. [6] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حُصَيْنٍ، نَحْوَهُ. ورَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله -[379]- عنه، بِمَعْنَاهُ، مُخْتَصَرًا، وَمِنْ طَرِيقِ طَارِقٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه، بِمَعْنَاهُ أَيْضًا.

4498 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: §مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَدْ رَأَيْنَا غَيْرَ أَرْبَعٍ، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ، وَالدَّجَّالُ، وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ. فِيهِ انْقِطَاعٌ.

4499 - وَقَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأُمَّتِي ". هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ.

4500 - أخبرنا الْمُلَائِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ وَهُوَ ابْنُ جُمَيْعٍ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَقْبَلْتُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَابْنُ رُمَّانَةَ مَوْلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ قَدْ نَصَبْنَا لَهُ أَيْدِيَنَا وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيْنَا، فدخلنا مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيهِ ابْنُ نِيَارٍ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنِ ائْتِنِي، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُكُمَا وَابْنَ رُمَّانَةَ بَيْنَكُمَا مُتَّكِئٌ عَلَيْكَ وَعَلَى زَيْدِ بن الحسن، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ الدُّنْيَا عِنْدَ لُكَعِ بن لُكَعٍ ".

4501 - وَقَالَ الْحُمَيْدِي: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ، يُحَدِّثُ عَنْ بُقَيْرَةَ امْرَأَةِ الْقَعْقَاعِ بْنِ أَبِي حدرد الأسلمي رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " يَا هَؤُلَاءِ §إِذَا سَمِعْتُمْ بِجَيْشٍ قَدْ خُسِفَ بِهِ قَرِيبًا، فَقَدْ أَظَلَّتِ السَّاعَةُ ".

4502 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حدثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ جَعْفَرِ بن زيد، عن أبي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَيَأْتِيَنَّ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ يَوْمٌ يُمْسُونَ فِيهِ، يَتَسَاءَلُونَ: بِمَنْ خُسِفَ اللَّيْلَةَ؟ كَمَا يَتَسَاءَلُونَ: مَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلَانٍ؟ وَمَنْ بَقِيَ مِنْ آلِ فُلَانٍ؟ .

4503 - قال: [حدثنا داود] بن المحبر، ثنا حماد بن سلمة عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شَيْخٍ حَدَّثَهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يَكُونُ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ " قِيلَ: الْخَسْفُ بِأَرْضٍ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِذَا كَانَ أَكْثَرُ عَمَلِهِمُ الْخَبَثَ ".

4504 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَسَافَدُوا فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ، قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ؟ قَالَ: نَعَمْ لَيَكُونَنَّ ".

4505 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ قال: إن سعيد الْمَقْبُرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ §لَيَنْزِلَنَّ عِيسَى بن مريم عليه الصلاة والسلام ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: " وَلَيُصْلِحَنَّ ذَاتَ الْبَيْنِ وَلَيُذْهِبَنَّ الشَّحْنَاءَ، وليقرضن الْمَالُ. ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! لَأُجِيبَنَّهُ ".

4506 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " §لَيُدْرِكَنَّ رِجَالٌ مِنْ أُمَّتِي عِيسَى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وَلَيَشْهَدُنَّ قِتَالَ الدَّجَّالِ ".

4507 -[1] وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى رَاوِي مُسْنَدِ مُسَدَّدٍ فِيمَا زَادَ فِيهِ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُنْتَصِرُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: وَجَّهَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْه نَضْلَةَ بْنَ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيَّ رَضِيَ الله عَنْه فِي ثَلَاثِمِائَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَأَغَارُوا عَلَى حُلْوَانَ فافتتحها، فَأَصَابَ غَنَائِمَ كَثِيرَةً وَسَبْيًا كَثِيرًا، فجاؤوا يَسُوقُونَ مَا مَعَهُمْ وَهُمْ بَيْنَ جبلين، حتى أرهقتهم الْعَصْرُ، فَقَالَ لَهُمْ نَضْلَةُ رَضِيَ الله عَنْه: §اصْرِفُوا إِلَى سَفْحِ الْجَبَلِ، فَفَعَلُوا، ثُمَّ قَامَ نَضْلَةُ رَضِيَ الله عَنْه فَنَادَى بِالْأَذَانِ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، فَأَجَابَهُ صَوْتٌ مِنَ الْجَبَلِ لَا يُرَى مَعَهُ صُورَةٌ، كَبَّرْتَ كَبِيرًا يَا نَضْلَةُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: أَخْلَصْتَ يَا نَضْلَةُ إِخْلَاصًا، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: نَبِيٌّ بُعِثَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، قَالَ: حَيِّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: فَرِيضَةٌ فُرِضَتْ، قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ قَالَ: أَفْلَحَ مَنْ أَتَاهَا وَوَاظَبَ عَلَيْهَا قَالَ: قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَالَ: الْبَقَاءُ لَأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى رؤوسها تَقُومُ السَّاعَةُ، فَلَمَّا صَلُّوا، قَامَ نَضْلَةُ رَضِيَ الله عَنْه فَقَالَ: أَيُّهَا الْكَلَامَ الْحَسَنَ الطَّيِّبَ الْجَمِيلَ قَدْ سَمِعْنَا كَلَامًا حَسَنًا، أَفَمِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ أَنْتَ، أَمْ طَائِفٌ، أَمْ سَاكِنٌ؟ ابْرُزْ لَنَا فَكَلِّمْنَا، فَإِنَّا وَفْدُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَوَفْدُ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فبرز له شَيْخٌ مِنْ شِعْبٍ مِنْ تِلْكَ الشِّعَابِ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ، لَهُ هامة كأنها رحى، طَوِيلُ اللِّحْيَةِ فِي طِمْرَيْنِ مِنْ صُوفٍ أَبْيَضَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَرَدُّوا عَلَيْهِ السَّلَامَ، فَقَالَ لَهُ نَضْلَةُ: مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ؟ قَالَ: أَنَا زَرْنَبُ بْنُ ثَرْمَلَا -[406]- وَصِيُّ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عِيسَى بن مريم، دعالي بِالْبَقَاءِ إِلَى نُزُولِهِ مِنَ السَّمَاءِ، فَقَرَارِي فِي هَذَا الْجَبَلِ، فَاقْرَأْ عَلَى عُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ الله عَنْه السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: اثْبُتْ وَسَدِّدْ وَقَارِبْ، فَإِنَّ الْأَمْرَ قَدِ اقْتَرَبَ، وَإِيَّاكَ يَا عُمَرُ، إِنْ ظَهَرَتْ خِصَالٌ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْتَ فِيهِمْ، فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ، فَقَالَ نَضْلَةُ رَضِيَ الله عَنْه يَا زَرْنَبُ! رَحِمَكَ اللَّهُ، أخبرنا بِهَذِهِ الْخِصَالِ، نَعْرِفُ بِهَا ذَهَابَ دُنْيَانَا وَإِقْبَالَ آخِرَتِنَا، قَالَ: " إِذَا اسْتَغْنَى رِجَالُكُمْ بِرِجَالِكُمْ، وَنِسَاؤُكُمْ بنساؤكم، وَكَثُرَ طَعَامُكُمْ فَلَمْ يَزْدَدْ سِعْرُكُمْ بِذَلِكَ إِلَّا غَلَاءً، وَكَانَتْ خِلَافَتُكُمْ فِي صِبْيَانِكُمْ، وَكَانَ خُطَبَاءُ مَنَابِرِكُمْ عَبِيدَكُمْ، وَرَكَنَ فُقَهَاؤُكُمْ إِلَى وُلَاتِكُمْ، فَأَحَلُّوا لَهُمُ الْحَرَامَ وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمُ الْحَلَالَ، وَأَفْتَوْهُمْ بِمَا يَشْتَهُونَ، وَاتَّخَذُوا الْقُرْآنَ أَلْحَانًا، وَمَزَامِيرَ بِأَصْوَاتِهِمْ، وَزَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ وَأَطَلْتُمْ مَنَابِرَكُمْ، وَحَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَرَكِبَتْ نِسَاؤُكُمُ السُّرُوجَ، وَكَانَ مُسْتَشَارُ أَمِيرِكُمْ خِصْيَانُكُمْ، وَقُتِلَ الْبَرِيءُ لتوعظ بِهِ الْعَامَّةُ، وَبَقِيَ الْمَطَرُ قَيْظًا، وَالْوَلَدُ غَيْظًا، وَحُرِمْتُمُ الْعَطَاءُ، وأخذه الْعَبِيدُ وَالسُّقَّاطُ، وَقَلَّتِ: الصَّدَقَةُ حَتَّى يَطُوفَ المسكين من حول إلى حول لَا يُعْطَى عَشَرَةُ دَرَاهِمَ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ نَزَلَ بِكُمُ الْخِزْيُ وَالْبَلَاءُ "، ثُمَّ ذَهَبَتِ الصُّورَةُ فَلَمْ تُرَ، فَنَادَوْا فَلَمْ يُجَابُوا، فَلَمَّا قَدِمَ نَضْلَةُ عَلَى سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْه أَخْبَرَهُ بِمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَبِمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ زَرْنَبَ، فَكَتَبَ سَعْدٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه يُخْبِرُهُ، -[407]- فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: لِلَّهِ أَبُوكَ سَعْدٌ! ارْكَبْ بِنَفْسِكَ حَتَّى تَأْتِيَ الْجَبَلَ، فَرَكِبَ سَعْدٌ رَضِيَ الله عَنْه حَتَّى أَتَى الْجَبَلَ، فَنَادَى أَرْبَعِينَ صَبَاحًا فَلَمْ يُجَابُوا، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، وَانْصَرَفُوا. هَذَا مَوْقُوفٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوجه، ما رأيت بِطُولِهِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ. [2] وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الراسي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَهُ وَلَيْسَ بِطُولِهِ، وَسَمَّى الْأَمِيرَ نَضْلَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ مِنْ طَرِيقِهِ. وَوَقَعَ لَنَا بِإِسْنَادٍ آخَرَ فَسَمَّى جَعْوَنَةَ بْنَ نَضْلَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَقَدْ شَرَحْتُ أَمْرَهُ فِي تَرْجَمَةِ جَعْوَنَةَ فِي حَرْفِ الْجِيمِ مِنْ كِتَابِي في الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم.

4508 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ، عَنْ مَشْيَخَةٍ من الأنصار رَضِيَ الله عَنْهم أَنَّهُمْ سَمِعُوهُ يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §بُعِثْتُ فِي نَسَمِ السَّاعَةِ " قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي نَفْسَ السَّاعَةِ.

4509 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إسماعيل، عن شبل بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي جَبِيرَةَ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِ الْأَنْصَارِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، فَسَبَقْتُهَا فِي نَفْسِ السَّاعَةِ ".

4510 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَسَدِيُّ، ثنا هَارُونُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الْجُلَاسِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ ابن سَبَإٍ السبيء: ويلك! والله مَا أَفْضَى إِلَيَّ بِشَيْءٍ [كتمه] أَحَدًا مِنَ النَّاسِ، وَاللَّهِ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابِينَ ثَلَاثِينَ " وَإِنَّكَ أحدهم. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا. [3] وحدثنا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الحسن الأسدي، به.

4511 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا أَبِي عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ سَبْعُونَ كَذَّابًا ".

4512 - وَقَالَ أبو يعلى: نا زهير، نا جَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ بِشْرٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَكُونُ قَبْلَ خُرُوجِ الدَّجَّالِ نَيِّفٌ وَسَبْعُونَ دَجَّالًا ".

ذكر ابن صياد والتردد في كونه الدجال

42 - ذِكْرُ ابْنُ صَيَّادٍ وَالتَّرَدُّدِ فِي كَوْنِهِ الدَّجَّالَ

4513 - قَالَ إِسْحَاقُ: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §لَقِيتُ ابْنَ صَيَّادٍ يَوْمًا، وَمَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَإِذَا عينه قد طفئت وَكَانَتْ خَارِجَةً مِثْلَ عَيْنِ الْجَمَلِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهَا قُلْتُ: ابْنَ صَيَّادٍ! أَنْشُدُكَ الله متى طفئت عَيْنُكَ؟ فَمَسَحَهَا، وَقَالَ: لَا أَدْرِي وَالرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: كَذَبْتَ، لَا تَدْرِي وَهِيَ فِي رَأْسِكَ، فَزَعَمَ لِيَ الْيَهُودِيُّ أَنِّي ضَرَبْتُ بيدي على صدره وَلَا أَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ، قَالَ: أَجَلْ، لَا أَعْدُو قدري، قال: وذكر شَيْئًا لَا أَحْفَظُهُ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذلك لحفصة رَضِيَ الله عَنْها، فَقَالَتْ: اجْتَنِبْ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ عِنْدَ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا. قُلْتُ: أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه عن حفصة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: " إِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ عِنْدَ غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا "، وَلَمْ يُخَرِّجْ أَوَّلَ الْقِصَّةِ الْمَذْكُورَةِ هُنَا بِهَذَا السِّيَاقِ.

4514 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: " §ابْنُ صَيَّادٍ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مَسْرُورًا أَعْوَرَ، مَخْتُونًا ".

4515 - قال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبَّادُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: لَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنِ صَيَّادٍ، قَامَ إليه في بعض أَصْحَابِهِ، [[وَقَالَ لَهُمْ: " إِنِّي §أُخْبِئُ لَهُ خَبْئًا، وَإِنِّي أُخْبِئُ لَهُ سُورَةَ الدُّخَانِ ". قَالَ: فَسَأَلَ عَنْهُ أُمَّهُ،]] (*) فَقَالَتْ أُمُّهُ: هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، قَالَتْ: وَلَدْتُهُ أَعْوَرَ، مَخْتُونًا، فَدَعَا بِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، [قَالَ: قَدْ خبأت] لك شيئاً فَمَا هُوَ؟ قَالَ: دُخٌّ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اخْسَأْ " فَقَالَ: انْظُرْ مَا تَرَى قَالَ: أَرَى إِعْصَارًا وِعَرْشًا عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ: لُبِسَ عَلَيْهِ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: أَلَا أَقْتُلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنْ يَكُنْ هُوَ الدَّجَّالُ لَا تُسَلَّطُ على قتله، وإن لا يَكُنِ الدَّجَّالُ فَلَا يَحِلُّ قَتْلُهُ ".

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

4516 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عمرو لحذيفة رَضِيَ الله عَنْهما: أَلَا تُحَدِّثُنَا بِمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بَلَى، سَمِعْتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ §مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خرج ماءً وناراً، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ، فَنَارٌ تُحْرِقُ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهُ نَارٌ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ " فَقَالَ عُقْبَةُ رَضِيَ الله عَنْه: وَأَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَلِكَ. قُلْتُ: حَدِيثُ حُذَيْفَةَ عِنْدَهُمْ.

4517 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَكُونُ §أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنُونَ خَوَادِعَ، يَكْثُرُ فِيهَا الْمَطَرُ، وَيَقِلُّ فِيهَا النَّبْتُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَتَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ لَا يُؤْبَهُ لَهُ ". [2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، بِهِ، وَقَالَ فِي إِسْنَادِهِ: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: " الْمَرْءُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ".

4518 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ حدثني يَحْيَى هُوَ الْقَطَّانُ , عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صُبَيْحٍ، أَوْ صُبَيْحٍ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: §الدَّجَّالَ إِذَا خَرَجَ يَخْرُجُ مِنْ نَحْوِ الْمَشْرِقِ، فَتَكْثُرُ جُنُودُهُ، وَمَسَالِحُهُ فَلَا يَخْلُصُ إِلَيْهِ إِلَّا مَنْ قَالَ: أَنَا وافد، فيجيء الرجل فَيَقُولُ: أَنَا وَافِدٌ، فَإِذَا رَآهُ الدَّجَّالُ قَالَ: ابْنَ آدَمَ! أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنِّي رَبُّكَ؟ قَالَ: لَا، أَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ الدَّجَّالُ، قَالَ: فَإِنِّي قَاتِلُكَ، قَالَ: وَإِنْ قَتَلْتَنِي، قَالَ: فَيَأْخُذُ الْمِنْشَارَ، فَيَضَعُهُ بَيْنَ ثُنَّتِهِ، فَيَشُقُّهُ شقتين، ثُمَّ يَقُولُ لِمَنْ حَوْلَهُ: كَيْفَ تَرَوْنَ إِذَا أَنَا أَحْيَيْتُهُ؟ ، قَالُوا: فَذَاكَ حِينَ نستيقين أَنَّكَ رَبُّنَا، قَالَ: فَيُحْيِيهِ، قَالَ: فَيَقُولُ لَهُ: ابْنَ آدَمَ، زَعَمْتَ أَنِّي لَسْتُ رَبَّكَ، قَالَ: مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدُّ بَصِيرَةً مِنِّي فِيكَ الْآنَ، قَالَ: إِنِّي ذَابِحُكَ قَالَ: وَإِنْ ذَبَحْتَنِي، قَالَ: فَيُرِيدُ ذَبْحَهُ فَلَا يَسْتَطِيعُ ذَبْحَهُ، فَيَقُولُ مِنْ تَحْتِهِ: إِنْ كُنْتَ صَادِقًا فَلْتَذْبَحْنِي، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَرْتَابُ فِيهِ جنوده، وينزل عليه ابن مريم عليه السلام، فَإِذَا رَآهُ وَوَجَدَ رِيحَهُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ.

4519 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ الْعُرْيَانِ بْنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَذَكَرَ قِصَّةً، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما: " §أبأرضكم [[أَرْضٌ]] (*) يقال لها: كوثى ذَاتُ سِبَاخٍ وَنَخْلٍ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ فَإِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْهَا ".

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في المطبوع (أرضًا) !

4520 -[حَدَّثَنَا يَحْيَى، ثنا فِطْرٌ، حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فِي §الدَّجَّالِ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيثًا أَشْرَفَ مِنْهُ، إِنَّهُ يَجِيءُ عَلَى حِمَارٍ، يَأْتِي الرَّجُلُ عَلَى صُورَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ: إِنِّي] أَدْعُوكَ إِلَى الْحَقِّ، إِنَّ أَمْرِيَ حَقٌّ.

4521 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ أَيْضًا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أُحَذِّرُكُمُ الدَّجَّالَ ... الْحَدِيثَ. خَالَفَهُ [[أَيْ خَالَفَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ]] (*) مُحَاضِرٌ، فَقَالَ: عَنْ هِشَامٍ عَنْ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهما، أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ مَعَ إِرْسَالِهِ -[441]-. 4522 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَمَّنْ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ الدَّجَّالِ. وَهُوَ عِنْدَ ابْنِ مَاجَةَ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه، وَزَادَ هِشَامٌ فِيهِ: " فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ ".

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ للإيضاح

4523 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: إِنَّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ الدَّجَّالِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ §كُلَّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ الدَّجَّالَ، أَلَا وَإِنَّهُ قَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ، أَلَا وإني عَاهِدٌ إِلَيْكُمْ فِيهِ عَهْدًا لَمْ يَعْهَدْهُ نَبِيٌّ إِلَى أُمَّتِهِ. أَلَا وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُمْنَى مَمْسُوحَةٌ كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَانِبِ حَائِطٍ، أَلَا وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ. مَعَهُ مِثْلُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالنَّارُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ، وَالْجَنَّةُ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلَانِ يُنْذِرَانِ أَهْلَ الْقُرَى، كُلَّمَا دَخَلَا قَرْيَةً أنذار أهلها، فإذا خرجا منه دَخَلَ أَوَّلُ أَصْحَابِ الدَّجَّالِ، فَيَدْخُلُ الْقُرَى كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ حُرِّمَتَا عَلَيْهِ، وَالْمُؤْمِنُونَ مُتَفَرِّقُونَ فِي الْأَرْضِ، فيجمعهم الله تعالى، فَيَقُولُ رَجُلٌ (مِنْهُمْ) : وَاللَّهِ لَأَنْطَلِقَنَّ فَلَأَنْظُرَنَّ هَذَا الَّذِي أَنْذَرَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ لَهُ أَصْحَابُهُ: إِنَّا لَا نَدَعُكَ تَأْتِيهِ وَلَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لَا يَفْتِنُكَ لَخَلَّيْنَا سَبِيلَكَ، وَلَكِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْتِنَكَ فَتَتَّبِعَهُ، فَيَأْبَى إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُ، فَيَنْطَلِقُ حَتَّى إِذَا أَتَى أَدْنَى مَسْلَحَةٍ مِنْ مَسَالِحِهِ، أَخَذُوهُ، فَسَأَلُوهُ مَا شَأْنُهُ؟ وَأَيْنَ يُرِيدُ؟ فَيَقُولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ، فيقولون: أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ، فَيَكْتُبُونَ إِلَيْهِ، إِنَّا أَخَذْنَا رَجُلًا يَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فنقتله أَمْ نَبْعَثُ بِهِ إِلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: أَرْسِلُوا بِهِ إِلَيَّ، فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَهُ بِنَعْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الدَّجَّالُ الْكَذَّابُ الذي أنذرنا منه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ الدَّجَّالُ: أَنْتَ تَقُولُ ذَلِكَ؟ -[444]- لَتُطِيعَنِّي فِيمَا آمُرُكَ بِهِ أَوْ لَأَشُقَّنَّكَ شقتين، فَيُنَادِي الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فِي النَّاسِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ! هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، فَيَأْمُرُ بِهِ فَمَدَّ رجليه ثُمَّ أَمَرَ بِحَدِيدَةٍ فوضعت على عجب ذَنَبِهِ فَشَقَّهُ شقتين، ثُمَّ قَالَ الدَّجَّالُ لِأَوْلِيَائِهِ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَحْيَيْتُ لَكُمْ هَذَا، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَبُّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَأْخُذُ عَصًا فَيَضْرِبُ (بِهَا) إِحْدَى شِقَّيْهِ أَوِ الصَّعِيدِ، فَاسْتَوَى قَائِمًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَوْلِيَاؤُهُ صَدَّقُوهُ، وأحبوه وأيقنوا به أَنَّهُ رَبُّهُمْ وَاتَّبَعُوهُ، فَيَقُولُ الدَّجَّالُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ: أَلَا تُؤْمِنُ بِي؟ فَقَالَ: أَنَا الْآنَ أَشَدُّ بَصِيرَةً فِيكَ مِنِّي، ثُمَّ نَادَى فِي النَّاسِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! هَذَا الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ، مَنْ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ وَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ الدَّجَّالُ: لَتُطِيعَنِّي أَوْ لَأَذْبَحَنَّكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُطِيعُكَ أَبَدًا، إِنَّكَ لَأَنْتَ الْكَذَّابُ، فَأَمَرَ بِهِ، فاضطجع وَأَمَرَ بِذَبْحِهِ فَلَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، لَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً، فَأَخَذَ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَأُلْقِيَ فِي النار وهي غير ذَاتُ دُخَانٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَلِكَ الرَّجُلُ أَقْرَبُ أُمَّتِي (مِنِّي) وَأَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه [[: كَانَ يَحْسِبُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ رَضِيَ الله عَنْهُ.]] (*) . قُلْتُ: فَكَيْفَ يَهْلِكُ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ. قُلْتُ: إِنَّ عِيسَى بن مريم عليه الصلاة والسلام هُوَ يُهْلِكُهُ؟ [قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ] غَيْرَ أن الله تعالى مهلكه وَمَنْ مَعَهُ. قُلْتُ: فَمَاذَا يَكُونُ بَعْدَهُ. -[445]- قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُ الْغُرُوسَ، وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ الْأَمْوَالَ " قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَبْعَدَ الدَّجَّالِ؟ : قَالَ: نَعَمْ، فَيَمْكُثُونَ فِي الْأَرْضِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثُوا، ثُمَّ يُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، فَيَهْلِكُونَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ تَعَلَّقَ بِحِصْنٍ، فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فَقَالُوا: إِنَّمَا بَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ وَمَنْ فِي السَّمَاءِ، فيمرون بسهامهم، فخرت عليه متغيرة دَمًا، فَقَالُوا: قَدِ اسْتَرَحْتُمْ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ، وَبَقِيَ مَنْ فِي الْحُصُونِ، فَحَاصَرُوهُمْ حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحَصَرُ وَالْبَلَاءُ، فبينماهم كَذَلِكَ إِذْ أرسل الله تعالى عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَعْنَاقِهِمْ، فَقَصَمَتْ أَعْنَاقَهُمْ، فَمَالَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ مَوْتَى، فَقَالَ رَجُلٌ: قَتَلَهُمُ رَبُّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: إنما يفعلون ذلك مُخَادَعَةً، فَنَخْرُجُ إِلَيْهِمْ فَيُهْلِكُونَا كَمَا أَهْلَكُوا إِخْوَانَنَا، فَقَالَ: افْتَحُوا لِيَ الْبَابَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: لَا نَفْتَحُ فَقَالَ: دَلُّونِي بِحَبْلٍ، فَلَمَّا نَزَلَ وَجَدَهُمْ مَوْتَى، فَخَرَجَ النَّاسُ مِنْ حُصُونِهِمْ. فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّ مَوَاشِيَهُمْ (جعلها) الله تعالى لَهُمْ حَيَاةً يَقْتَضِمُونَهَا، مَا يَجِدُونَ غَيْرَهَا، قَالَ: وَحَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ النَّاسَ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُمُ الْغُرُوسَ، وَيَتَّخِذُونَ الْأَمْوَالَ، قَالَ: قُلْتُ: فسبحان اللَّهِ! أَبَعْدَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِي تجاراتهم إِذْ نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَفَزِعَ أَهْلُ الْأَرْضِ حِينَ -[446]- سَمِعُوا الدَّعْوَةَ، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ثُمَّ أَقْبَلُوا عَلَى تِجَارَتِهِمْ وَأَسْوَاقِهِمْ وَصِنَاعَتِهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نُودُوا مَرَّةً أُخْرَى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَتَى أَمْرُ اللَّهِ، فَانْطَلَقُوا نَحْوَ الدَّعْوَةِ الَّتِي سَمِعُوا، وَجَعَلَ الرَّجُلُ يَفِرُّ مِنْ غَنَمِهِ وَسِلْعِهِ قِبَلَ الدَّعْوَةِ [إِذْ لقوا الله، وَذُهِلُوا فِي مَوَاشِيهِمْ، وَعِنْدَ ذَلِكَ عُطِّلَتِ الْعِشَارُ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ يَسْعَوْنَ قِبَلَ الدَّعْوَةِ؟] إِذْ لَقُوا اللَّهَ تَعَالَى فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ، وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السموات وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ، فَمَكَثُوا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نفخ فيه مرة أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ، ثُمَّ تَجِيءُ جَهَنَّمُ لَهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ثُمَّ يُنَادَى "، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَقَدْ أَخْرَجَ أَصْحَابُ السُّنَنِ مِنْهُ قِصَّةَ الشَّفَاعَةِ، وَقِصَّةَ بَعْثِ النَّارِ وَغَيْرَ ذَلِكَ، وَفِي سِيَاقِ هَذَا بَعْضُ مُخَالَفَةٍ وَمَا فِي الصَّحِيحِ أَصَحُّ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

4524 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ (أَبِي) إِسْرَائِيلَ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الدَّجَّالُ قَدْ أَكَلَ وَمَشَى فِي الْأَسْوَاقِ ".

4525 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَمْ يُسَلَّطْ عَلَى الدَّجَّالِ إِلَّا عِيسَى بن مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ".

4526 -[1] قال إِسْحَاقُ، أنا جرير، أنا المغيرة، أنا الشَّعْبِيِّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ §فِي قِصَّةِ الدَّجَّالِ قَالَتْ: وَإِنَّهُ فِيكُمْ أيتها الأمة. [2] أنا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حدثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ، فِي قِصَّةِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ مَعَ الدَّجَّالِ، وَفِي أَوَّلِهِ حَدَّثَنِي تَمِيمٌ بِحَدِيثٍ فَرِحْتُ بِهِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ فَتَفْرَحُوا بِهِ كَمَا فَرِحَ بِهِ نبيّكم. [3] وفيه: أنا أَبُو أُسَامَةَ، ثنا الْمُجَالِدُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِالْحَدِيثِ. وَفِيهِ: إِنَّ تَمِيمًا أتاني وأخبرني خبراً مَنَعَنِي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ. [4] وَفِيهِ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: فَلَقِيتُ الْمُحَرَّرَ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، بِهِ. وَزَادَ: فَخَبَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ نحو المشرق قريب مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً. [5] أنا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ الشَّعْبِيَّ زَادَ فِيهِ. أَنَّهُ سَأَلَهُمْ هَلْ بني الناس ثقة، وَفِيهِ أَنَّهُ ضَرَبَ قَدَمُهُ بَاطِنَ قَدَمِهِ، وَفِيهِ أَنَّهُ قَالَ مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ.

[باب يأجوج ومأجوج]

43 -[بَابُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ]

4527 - حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما فَذَكَرَ حَدِيثًا مَرْفُوعًا، قَالَ: ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا: أَنَّ §يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِنْ وَلَدِ آدَمَ، وَأَنَّهُمْ لَوْ أُرْسِلُوا عَلَى النَّاسِ لَأَفْسَدُوا معايشهم، وَلَنْ يَمُوتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا تَرَكَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَلْفًا فَصَاعِدًا، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ ثَلَاثَ أُمَمٍ: تاويل، وتاريس ومنك ".

4528 - وَقَالَ أَبُو يَعْلي: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ ".

4529 - حَدَّثَنَا غَسَّانُ وهو ابْنُ الرَّبِيعِ، ثنا مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى مُؤْمِنٍ، يبعث الله تعالى رِيحًا، فَتَهُبُّ فَلَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا مَاتَ ".

4530 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مسهر، عن سعد بْنِ طَارِقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا حَمْرَاءَ مِنَ الْيَمَنِ، فيكفت الله عز وجل بها [كل نفس تؤمن] بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا [يُنْكِرُهَا النَّاسُ مِنْ قِلَّةِ] من يموت فيها، مَاتَ شَيْخٌ فِي بَنِي فُلَانٍ (مَاتَتْ) عَجُوزٌ فِي بَنِي فُلَانٍ. (ويسرى) على كتاب الله تعالى، فَيُرْفَعُ إِلَى السَّمَاءِ فَمَا يَبْقَى عَلَى [الْأَرْضِ (مِنْهُ) ] آيَةٌ، وَتُلْقِي الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَلَا يُنْتَفَعُ بِهَا بَعْدَ ذَلِكَ [الْيَوْمِ، فَيَمُرُّ بِهَا] الرَّجُلُ، فَيَضْرِبُهَا برجليه، فَيَقُولُ: فِي هَذِهِ كَانَ يقتل مَنْ قَبْلَنَا، وَأَصْبَحَتِ الْيَوْمَ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا ".

باب فتنة القبر وعذاب القبر

44 - بَابُ فِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ

4531 - قَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه: يَا عُمَرُ، §كَيْفَ بِكَ إِذَا أَنْتَ مِتَّ، فَقَاسُوا لَكَ ثَلَاثَةَ أَذْرُعٍ وَشِبْرًا، فِي ذِرَاعٍ وَشِبْرٍ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْكَ فَغَسَّلُوكَ وَكَفَّنُوكَ وَحَنَّطُوكَ، ثُمَّ احْتَمَلُوكَ حَتَّى يَضَعُوكَ فِيهِ، ثُمَّ هِيلُوا عَلَيْكَ التُّرَابَ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْكَ أَتَاكَ فَتَّانَا الْقَبْرِ، مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، أَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَبْصَارُهُمَا مِثْلُ الْبَرْقِ الْخَاطِفِ [فَتَلْتَلَاكَ] وثرثراك، وَهَوَّلَاكَ، فَكَيْفَ بِكَ عِنْدَ ذَلِكَ يَا عُمَرُ! قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَعِيَ عَقْلِي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: إِذًا أَكْفِيكَهُمَا. رِجَالُهُ ثِقَاتٌ مَعَ إِرْسَالِهِ.

4532 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ السَّامِيُّ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَى صَبِيٍّ أَوْ صَبِيَّةٍ فَقَالَ: " §لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَنَجَا هَذَا الصَّبِيُّ ". إسناد صَحِيحٌ.

4533 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ §الْمَعِيشَةَ الضَّنْكَ الَّتِي قال الله تعالى هُوَ عَذَابُ الْقَبْرِ.

4534 - قال: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ الدَّانَاجُ، قَالَ: شَهِدْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَبَا حَمْزَةَ! إِنَّ §قَوْمًا يُكَذِّبُونَ بِالشَّفَاعَةِ، قَالَ (رَضِيَ الله عَنْه) : لَا تُجَالِسُوهُمْ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ قَوْمًا يُكَذِّبُونَ بِعَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: لَا تُجَالِسُوهُمْ.

4535 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَحْرٍ، ثنا عَدِيُّ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ، ثنا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ كَيْفَ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ".

4536 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ وَكَانَ قَدْ لَقِيَ بِضْعَةَ عَشَرَ صَحَابِيًّا، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ الله عَنْه وَغَيْرِهِ من الصحابة رَضِيَ الله عَنْهم، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ عُذِّبَ. [2] حَدَّثَنَا رَوْحٌ، ثنا شعبة عن (كذا) .

4537 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ وَلَيْسَ بِالزَّهْرَانِيِّ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ، وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ! §مَا غَرَّكَ بِي، أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بَيْتُ الْفِتْنَةِ، وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ، مَا غَرَّكَ بِي إِذْ كُنْتَ تَمُرُ بِي فَدَّادًا، فَإِنْ كان مصلحاً أجاب عَنْهُ مُجِيبُ للقبر: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: فَيَقُولُ الْقَبْرُ: إِذًا (أَعُودُ) عَلَيْهِ خَضِرًا، وَتَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ". فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَائِذٍ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ، وَمَا الْفَدَّادُ؟ قَالَ: الَّذِي يُقَدِّمُ رِجْلًا وَيُؤَخِّرُ أُخْرَى كَمِشْيَتِكَ يَا ابْنَ أَخِي أَحْيَانًا، قَالَ: وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ وَيَتَهَيَّأُ.

4538 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا السَّمْحِ أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ فِي رَوْضَةٍ، وَيُرْحَبُ (لَهُ) فِي قَبْرِهِ سبعون ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ البدر، أتدرون فيما أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) } ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: " عَذَابُ الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ؟ قَالَ: تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ حَيَّةً، لِكُلِّ حية سبعة رؤوس يَنْفُخُونَ فِي جِسْمِهِ وَيَلْسَعُونَهُ، وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ".

باب صفة البعث

45 - بَابُ صِفَةِ الْبَعْثِ

4539 - قال إسحاق: أخبرنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، ثنا قَيْسُ بْنُ السَّكَنِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه حَدَّثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: " §إِذَا حُشِرَ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَامُوا أَرْبَعِينَ، عَلَى رؤوسهم الشَّمْسُ، شَاخِصَةً أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، يَنْتَظِرُونَ الْفَصْلَ كُلُّ بَرٍّ مِنْهُمْ وَفَاجِرٍ، لَا يَتَكَلَّمُ مِنْهُمْ بَشَرٌ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَلَيْسَ عَدْلًا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَصَوَّرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ ثُمَّ عَبَدْتُمْ غَيْرَهُ، أَنْ يُوَلِّيَ كُلَّ قَوْمٍ مَا تَوَلَّوْا، فَيَقُولُونَ: بَلَى فَيُنَادِي بِذَلِكَ مَلَكٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ يَمْثُلُ لِكُلِّ قَوْمٍ آلِهَتُهُمُ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا، فَيَتَّبِعُونَهَا، حَتَّى تُورِدَهُمُ النَّارَ، فَيَبْقَى الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُنَافِقُونَ، فَيَخِرُّ الْمُؤْمِنُونَ سُجَّدًا، وَتُدْمَجُ أَصْلَابُ الْمُنَافِقِينَ، فَتَكُونُ عَظْمًا وَاحِدًا، كَأَنَّهَا صَيَاصِي الْبَقَرِ، وَيَخِرُّونَ عَلَى أَقْفِيَتِهِمْ، فيقول الله تعالى لَهُمُ: ارْفَعُوا رؤوسكم إِلَى نُورِكُمْ بِقَدْرِ أَعْمَالِكُمْ، فَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ، وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْجَبَلِ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ الْقَصْرِ، وَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ وَنُورَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ الْبَيْتِ، حَتَّى ذَكَرَ مِثْلَ الشَّجَرَةِ، فَيَمْضُونَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ، وَكَحُضْرِ الْفَرَسِ، وَكَاشْتِدَادِ الرَّجِلِ. حَتَّى يَبْقَى آخِرُ النَّاسِ نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ رِجْلِهِ مِثْلُ -[493]- السِّرَاجِ، فَأَحْيَانًا يُضِيءَ لَهُ وَأَحْيَانًا يخفى عليه، فتشعب مِنْهُ النَّارُ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ، فَيَقُولُ: مَا يَدْرِي مَا نَجَا مِنْهُ غَيْرِي. وَلَا أَصَابَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أَصَبْتُ، إِنَّمَا أَصَابَنِي حَرُّهَا وَنَجَوْتُ مِنْهَا، قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ باب في الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! أَدْخِلْنِي هَذَا، فَيَقُولُ: عَبْدِي لَعَلِّي إِنْ أَدْخَلْتُكَ تَسْأَلْنِي غَيْرَهُ، قَالَ: فَيُدْخِلُهُ، فبينما هو يعجب بِمَا هُوَ فِيهِ، إذ فتح له بَابٌ آخَرُ، فَيُسْتَحْقَرُ فِي عَيْنِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ! أَدْخِلْنِي هذا، فيقول: أو لم تَزْعُمْ أَنَّكَ لَا تَسْأَلْنِي غَيْرَهُ، فَيَقُولُ: وَعِزَّتِكَ وَجَلَالِكَ لَئِنْ أدخلتينه لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، قَالَ: فَيُدْخِلُهُ حَتَّى يُدْخِلَهُ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ كُلُّهَا يَسْأَلُهَا، ثُمَّ يَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ مِثْلُ النُّورِ، فَإِذَا رآه هوى، فسجد لَهُ، فَيَقُولُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَيَقُولُ: أَلَسْتَ بِرَبِّي؟ فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا قَهْرَمَانٌ، لَكَ فِي الْجَنَّةِ أَلْفُ قَهْرَمَانٍ عَلَى أَلْفِ قَصْرٍ، بَيْنَ كُلِّ قَصْرَيْنِ مَسِيرَةُ أَلْفِ سَنَةٍ، يُرَى أَقْصَاهَا كَمَا يَرَى أَدْنَاهَا، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا سَبْعُونَ بَابًا فِي كُلِّ بَابٍ مِنْهَا أَزْوَاجٌ وَسُرُرٌ وَمَنَاصِفُ فَيَقْعُدُ مَعَ زَوْجَتِهِ، فَتُنَاوِلُهُ الْكَأْسَ، فَتَقُولُ: لَأَنْتَ مُنْذُ نَاوَلْتُكَ الْكَأْسَ أَحْسَنُ مِنْكَ قَبْلَ ذَلِكَ بِسَبْعِينَ ضِعْفًا، عليها سَبْعُونَ حُلَّةً، أَلْوَانُهَا شَتَّى، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا، وَيَلْبَسُ الرجال ثِيَابَهُ عَلَى كَبِدِهَا وَكَبِدُهَا مِرْآتُهُ ". هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مُتَّصِلٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

4540 - قال مُسَدَّدٌ: حدثني يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §الصُّورُ كَهَيْئَةِ الْقَرْنِ ينفخ فيه ". صحيح، موقوف.

4541 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، ثنا أَبُو غَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ زِيَادٍ، قَالَ لِأَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه: §كَيْفَ يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَضِيَ الله عَنْه: " يُبْعَثُونَ وَالسَّمَاءُ تَطِشُّ عَلَيْهِمْ ".

4542 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا أَبُو عَقِيلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيلٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرهاوي، أنا أَبُو يَحْيَى الْكَلَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنِّي §لَأَعْلَمُ آخِرَ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَجُوزُ الصِّرَاطَ، رَجُلٌ يَتَلَوَّى عَلَى الصِّرَاطِ كَالْغُلَامِ حِينَ يُقَرِّبُهُ أَبُوهُ، تَزِلُّ يَدُهُ مَرَّةً، فَتُصِيبُهَا النَّارُ، وَتَزِلُّ رِجْلُهُ مَرَّةً، فَتُصِيبُهَا النَّارُ، قَالَ: فيقول لَهُ الْمَلَائِكَةُ: أَرَأَيْتَ إِنْ بعثك الله تعالى في مَقَامِكَ هَذَا فَمَشَيْتَ سَوِيًّا أَتُخْبِرُنَا بِكُلِّ عَمَلٍ عَمِلْتَهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: إِي وَعِزَّتِهِ لَا أَكْتُمُ مِنْ عَمَلِي شَيْئًا، قَالَ: فَيَقُولُونَ لَهُ: قُمْ، فَامْشِ سَوِيًّا، فَيَقُومُ، فَيَمْشِي حَتَّى يُجَاوِزَ الصِّرَاطَ، فَيَقُولُونَ لَهُ: أَخْبِرْنَا بِعَمَلِكَ الَّذِي عَمِلْتَ فَيَقُولُ فِي نَفْسِهِ: إِنْ أَخْبَرْتُهُمْ بِمَا عَمِلْتُ رُدُّونِي إِلَى مَكَانِي، قال: فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِهِ، مَا أَذْنَبْتُ ذَنْبًا قَطُّ، قَالَ: فَيَقُولُونَ لَهُ: لَنَا عَلَيْكَ بَيِّنَةٌ، قَالَ: فَيَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا هَلْ يَرَى مِنَ الْآدَمِيِّينَ ممن كان يشهد فِي الدُّنْيَا أَحَدًا، فَلَا يَرَى أَحَدًا، فَيَقُولُ: هَاتُوا بَيِّنَتَكُمْ، فيختم الله تعالى فِيهِ، وَتَنْطِقُ يَدَاهُ وَرِجْلَاهُ وفخذه بِعَمَلِهِ، فَيَقُولُ: إِي وَعِزَّتِكَ لَقَدْ عَمِلْتُهَا فَإِنَّ عِنْدِي الْعَظَائِمُ الْمُوبِقَاتُ، قَالَ: فيقول الله تعالى لَهُ، اذْهَبْ فَقَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ ".

4543 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْضًا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي §لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا (الْجَنَّةَ) رَجُلٌ كَانَ يسأل الله تعالى أَنْ يُزَحْزِحَهُ عَنِ النَّارِ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ! أَدْنِنِي مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، [فَقِيلَ: يَا ابْنَ آدَمَ! أَلَمْ تَسْأَلْ أَنْ تُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ! وَمَنْ مِثْلُكَ، ادنني مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ] فَيُدْنَى مِنْهَا، فَيَنْظُرُ إِلَى شَجَرَةٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! أَدْنِنِي مِنْهَا أَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَآكُلُ مِنْ ثمرها، فقال (جلا وعلا) : يَا ابْنَ آدَمَ! أَلَمْ تَقُلْ، قَالَ: يَا رَبِّ! وَمَنْ مِثْلُكَ، فَأَدْنِنِي مِنْهَا، فَرَأَى أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا رَبِّ! أَدْنِنِي منها، فقال جل جلاله: يَا ابْنَ آدَمَ! أَلَمْ تَقُلْ، قَالَ: يَا رَبِّ! وَمَنْ مِثْلُكَ فَأَدْنِنِي فَقِيلَ لَهُ: اعْدُ، فَلَكَ مَا بَلَغَتْهُ قَدَمَاكَ وَرَأَتْهُ عَيْنَاكَ، قَالَ: فَيَعْدُو، حَتَّى إِذَا بَلَّحَ (يَعْنِي أَعْيَا) ، قَالَ: يَا رَبِّ! هَذَا لِي وَهَذَا؟ فَيَقُولُ: لَكَ مِثْلَهُ وَأَضْعَافَهُ، فَيَقُولُ: قَدْ رضي عني رَبِّي، فَلَوْ أَذِنَ لِي فِي كِسْوَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وطعامهم لَأَوْسَعْتُهُمْ ".

4544 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا أَبُو عَاصِمٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ وأبي سعيد رَضِيَ الله عَنْهم، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يَبْلُغُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّاسِ " قَالَ أَحَدُهُمَا: إِلَى شَحْمَةِ أُذُنِهِ، وَقَالَ الْآخَرُ: إِلَى أَنْ يُلْجِمَهُ الْعَرَقُ، فَقَالَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما: هَكَذَا. وَوَصَفَ أَبُو عَاصِمٍ فَأَمَرَّ إِصْبِعَهُ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى فِيهِ، هذا وذاك سويٌّ. رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عَاصِمٍ وَقَالَ فِيهِ: فَقَالَ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما: " بِإِصْبِعِهِ تَحْتَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ " وَقَالَ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.

4545 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §الصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ، دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، ذَا حَسَكٍ وَكَلَالِيبَ ".

4546 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِيَدْعُو الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، §فَيُذَكِّرُهُ آلَاءَهُ وَنِعَمَهُ حَتَّى يَقُولَ فِيمَا يَقُولُ: سَأَلْتَنِي يَوْمَ كَذَا وَكَذَا أَنْ أُزَوِّجَكَ فُلَانَةَ يسميها، فَتَزَوَّجْتَهَا ".

4547 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ §الْكَافِرَ لَيُلْجِمُهُ الْعَرَقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: أَرِحْنِي وَلَوْ إِلَى النَّارِ ".

4548 - حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ §الْكَافِرَ لَيُحَاسَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُلْجِمَهُ الْعَرَقُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ: أَرِحْنِي وَلَوْ إِلَى النَّارِ ".

4549 - حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سُرَيْجٍ، ثنا مُعْتَمِرٌ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: إِنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله رَضِيَ الله عَنْهما حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْعَارُ وَالتَّخْزِيَةُ تَبْلُغُ مِنَ ابْنِ آدَمَ فِي الْقِيَامَةِ بَيْنَ يدي الله عز وجل مَا يَتَمَنَّى المرء أَنْ يُؤْمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ ".

4550 - وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §الْعَرَقَ لَيَلْزَمُ الْمَرْءَ فِي الْمَوْقِفِ حَتَّى يَقُولَ: يَا رَبِّ! إِرْسَالُكَ بِي إِلَى النَّارِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِمَّا أَجِدُ، وَهُوَ يَعْلَمُ مَا فِيهَا مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوُى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ ".

4551 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، ثنا أَبِي، قَالَ: إِنَّ أَبَا هَارُونَ الْغِطْرِيفِ حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَا الشعثاء حَدَّثَهُ، أَنَّ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَهُ، أَنَّ الروح الأمين عليه السلام حَدَّثَهُ، أن الله عز وجل قَضَى §لَيُؤْتَى بِعَمَلِ الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حسناته وسيئاته فيقص بَعْضُهَا بِبَعْضٍ، فَإِذَا بَقِيَتْ لَهُ حَسَنَةٌ وَاحِدَةٌ وَسَّعَ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا شَاءَ ". قَالَ إِبْرَاهِيمُ: قَالَ أَبِي: فَقُلْتُ لِأَبِي سَلَمَةَ يَزْدَادُ: فَإِنْ ذَهَبَتِ الْحَسَنَةُ فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ؟ فَقَالَ: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ} الْآيَةُ:

4552 - وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يَأْتِي مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالسَّيْلِ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: لَمَّا جَاءَ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّا جَاءَ مَعَ عَامَّةِ الْأَنْبِيَاءِ ". ضَعِيفٌ.

4553 -[1] وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا دُرُسْتُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه رَفَعَهُ قَالَ: " §الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ فِي النَّارِ ". [2] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا دُرُسْتٌ بِهِ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا دُرُسْتٌ، بِهِ.

4554 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ مُطِيعٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً، عُرَاةً، غُرْلًا "، فقالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها: وَالنِّسَاءُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَقَالَتْ: واسوأتاه! فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ عجبت، يا بنت أَبِي بَكْرٍ "؟ قَالَتْ: عَجِبْتُ مِنْ حَدِيثِكَ، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، قَالَ: فَضَرَبَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْكِبِهَا وقال: " يا بنت أبي قحافة، قد شُغِلَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّظَرِ، وَتَسْمُو أَبْصَارُهُمْ إِلَى فَوْقِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لَا يَأْكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ، شاخصين بأبصارهم، فيهم مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ قَدَمَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ بَطْنَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ مِنْ طُولِ الْوُقُوفِ، ثُمَّ يَرْحَمُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْعِبَادَ، فَيَأْمُرُ الْمَلَائِكَةَ الْمُقَرَّبِينَ، فَيَحْمِلُونَ عَرْشَهُ مِنَ السموات إِلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ، لَمْ يُسْفَكْ عَلَيْهَا دَمٌ، وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ، كَأَنَّهَا الْفِضَّةُ الْبَيْضَاءُ، ثُمَّ تَقُومُ الْمَلَائِكَةُ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ، وَذَلِكَ أَوَّلُ يَوْمٍ نَظَرَتْ فِيهِ عَيْنٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ يَأْمُرُ مُنَادِيًا، فَيُنَادِي بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ الثَّقَلَانُ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ: أَيْنَ فُلَانُ ابن فُلَانٍ، فَيَشْرَئِبُّ لِذَلِكَ، وَيَخْرُجُ مِنَ الْمَوْقِفِ، فيعرفه الله تعالى النَّاسَ ثُمَّ يُقَالُ: تَخْرُجُ مَعَهُ حَسَنَاتُهُ، فيعرف الله تعالى أَهْلَ الْمَوْقِفِ تِلْكَ الْحَسَنَاتِ، فَإِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينِ، قِيلَ: أَيْنَ أَصْحَابُ الْمَظَالِمِ؟ فَيَجِيئُونَ رَجُلًا رَجُلًا، فَيُقَالُ: أَظَلَمْتَ فلاناً كذا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، يَا رَبِّ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ ألسنتهم وأرجلهم وَأَيْدِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَتُؤْخَذُ حَسَنَاتُهُ، فَتُدْفَعُ إِلَى مَنْ ظَلَمَهُ يَوْمَ لَا دِرْهَمٌ وَلَا دِينَارٌ، إِلَّا أَخْذٌ مِنَ الْحَسَنَاتِ وَرَدٌّ مِنَ السَّيِّئَاتِ، فلا يزال أهل الْمَظَالِمِ يَسْتَوْفُونَ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، ثُمَّ يَقُومُ مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ لَمْ يَأْخُذْ -[528]- شَيْئًا، فَيَقُولُونَ: مَا بَالُ غَيْرِنَا، اسْتَوْفَى وَبَقِينَا؟ فَيُقَالُ لَهُمْ: لا تعجلوا، يؤخذ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَيْهِ، حَتَّى لَا يَبْقَى أَحَدٌ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ، فيعرف الله تعالى أَهْلَ الْمَوْقِفِ أَجْمَعِينَ ذَلِكَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، قِيلَ: ارْجِعْ إِلَى أُمِّكَ الْهَاوِيَةِ، لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ، إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحساب، فلا بقى يَوْمَئِذٍ مَلَكٌ وَلَا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلَا صِدِّيقٌ وَلَا شَهِيدٌ وَلَا بَشَرٌ، إِلَّا ظَنَّ بِمَا رَأَى من شدة العذاب أَنَّهُ لَا يَنْجُو، إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ".

4555 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بنت يزيد رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَاءَ مُنَادٍ يُنَادِي بِصَوْتٍ يُسْمِعُ جَمِيعَ الْخَلَائِقِ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي: لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانَتْ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الْآيَةَ فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فينادي: أين الذي كَانُوا {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} الْآيَةَ، فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُنَادِي: لِيَقُمِ الَّذِينَ كَانُوا يَحْمَدُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَيَقُومُونَ وَهُمْ قَلِيلٌ، ثُمَّ يُحَاسَبُ سَائِرُ النَّاسِ ".

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة:في هامش المطبوع: في (ك) : [لَفْظُ عَلِيِّ (بْنِ مُسْهِرٍ) ، وَقَدَّمَ أَبُو مُعَاوِيَةَ الثَّالِثَ، ثُمَّ الثَّانِيَ، ثُمَّ الْأَوَّلَ]

4556 - حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، ثنا دَرَّاجٌ أَبُو السَّمْحِ، أَنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §تَأْكُلُ الْأَرْضُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْإِنْسَانِ إِلَّا عَجْبَ ذَنَبِهِ، قيل: ومثل ما هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مثل حبة الْخَرْدَلِ مِنْهُ يَنْبُتُونَ ". أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: إِنَّ دَرَّاجًا حَدَّثَهُ بِهِ، وَسَمِعْنَاهُ بِعُلُوٍّ فِي الْبَعْثِ لِابْنِ أَبِي دَاوُدَ.

4557 - قال الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ، ثنا عَوْفٌ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ فِي سَعَتِهَا كَذَا وَكَذَا، وَجَمِيعُ الْخَلَائِقِ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ جِنِّهِمْ وِإِنْسِهِمْ، فَإِذَا كان ذلك قِيْضَتْ هَذِهِ السَّمَاءُ الدُّنْيَا عَنْ أَهْلِهَا، فينثرون عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ، وِجِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ بِالضِّعْفِ، فَإِذَا نثروا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ، وَقَالُوا: فِيكُمْ رَبُّنَا؟ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، يقولون: سُبْحَانَ رَبِّنَا لَيْسَ هُوَ فِينَا، وَهُوَ آت، ثم يقبض أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَحْدَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالضِّعْفِ، فَإِذَا نُثِرُوا على أهل وجه الْأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ وَقَالُوا: فِيكُمْ رَبُّنَا؟ فَيَفْزَعُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ، وَيَقُولُونَ: سُبْحَانَ رَبِّنَا لَيْسَ فِينَا وَهُوَ آت، ثم تقاض السماوات كُلِّهَا، فَتُضَعَّفُ كُلُّ سَمَاءٍ عَلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَحْتَهَا وَجَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ، كُلَّمَا نثروا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَزِعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْأَرْضِ وَيَقُولُونَ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ مِثْلُ ذلك، ثم تقاض أَهْلُ السماوات السَّابِعَةِ، فَلَأَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ أَكْثَرُ أَهْلًا مِنَ السَّمَاوَاتِ السِّتِّ، وَمِنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالضِّعْفِ، فيجيء الله تبارك وتعالى فِيهِمْ، وَالْأُمَمُ جُثًا صُفُوفًا، فَيُنَادِي مُنَادٍ: سَتَعْلَمُونَ الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، -[537]- لِيَقُمِ الْحَمَّادُونَ رَبَّهُمْ عَلَى كُلِّ حَالٍ، فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُنَادِي ثَانِيَةً. سيعلمون الْيَوْمَ مَنْ أَصْحَابُ الْكَرَمِ، لِيَقُمِ الَّذِينَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الْآيَةَ فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُنَادِي ثَالِثَةً: ليقم الذين {رجال لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ} الْآيَةَ، فَيَقُومُونَ فَيَسْرَحُونَ إِلَى الْجَنَّةِ، فَإِذَا أُخِذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ خَرَجَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ، فَأَشْرَفَ عَلَى الْخَلَائِقِ، لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وَلِسَانٌ فَصِيحٌ، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثَةٍ، إِنِّي وُكِّلْتُ بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حب السمسم، فيجلس بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَانِيَةً، فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِمَنْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ (قَالَ) فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حب السمسم، فيجلس بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُ ثَالِثَةً (أَحْسِبُهُ قَالَ) فَيَقُولُ: إِنِّي وُكِّلْتُ بِأَصْحَابِ التَّصَاوِيرِ، فَيَلْتَقِطُهُمْ مِنَ الصُّفُوفِ لَقْطَ الطَّيْرِ حب السمسم، فيجلس بِهِمْ فِي جَهَنَّمَ، فَإِذَا أَخَذَ مِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةً وَمِنْ هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةً، نُشِرَتِ الصُّحُفُ، وَوُضِعَتِ الْمَوَازِينُ، وَدُعِيَ الْخَلَائِقُ لِلْحِسَابِ. هَذَا مَوْقُوفٌ، إِسْنَادُهُ حَسَنٌ.

4558 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَاصِمٍ الْحَبَطِيُّ، وَكَانَ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ من أصحاب حرم وسالم بْنِ أَبِي مُطِيعٍ، قَالَ: ثنا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ تميم الداري رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ: §انْطَلِقْ إِلَى وَلِيِّي، فَأْتِنِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُهُ بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، فَوَجَدْتُهُ حَيْثُ أُحِبُّ، ائْتِنِي بِهِ، فَلَأُرِيحَنَّهُ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَمَعَهُ خَمْسُمِائَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَعَهُمْ أَكْفَانٌ وَحَنُوطٌ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَعَهُمْ ضَبَائِرُ الرَّيْحَانِ، أَصْلُ الرَّيْحَانَةِ وَاحِدٌ، وَفِي رَأْسِهَا عِشْرُونَ لَوْنًا، لِكُلِّ لَوْنٍ مِنْهَا رِيحٌ سِوَى رِيحِ صَاحِبِهِ، مَعَهُمُ الْحَرِيرُ الْأَبْيَضُ فِيهِ الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، قَالَ: فَيَجْلِسُ مَلَكُ الْمَوْتِ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَتَحُفُّهُ الْمَلَائِكَةُ، وَيَضَعُ كُلُّ مِنْهُمْ يَدَهُ عَلَى عُضْو مِنْ أَعْضَائِهِ، وَيُبْسَطُ ذَلِكَ الْحَرِيرُ الْأَبْيَضُ وَالْمِسْكُ الْأَذْفَرُ، مِنْ تَحْتِ ذَقْنِهِ وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلى الجنة، فإن نَفْسَهُ لَتُعَلَّلُ عِنْدَ ذَلِكَ بِطَرَفِ الْجَنَّةِ، مَرَّةً بِأَزْوَاجِهَا، وَمَرَّةً بِكِسْوَتِهَا، وَمَرَّةً بِثِمَارِهَا، كَمَا يُعَلِّلُ الصَّبِيُّ أَهْلَهُ إِذَا بَكَى، وَإِنَّ أَزْوَاجَهُ لينهسنه عِنْدَ ذَلِكَ انتهاساً، وَقَالَ: وَتَبْرُزُ الرُّوحُ (قَالَ الْبُرْسَانِيُّ، يريد الْخُرُوجَ سُرْعَةً لِمَا يرى مما يحب) قَالَ: وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ الطَّيِّبَةُ إِلَى سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ، وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ، قَالَ: ومَلَكُ الْمَوْتِ أَشَدُّ بِهِ لُطْفًا مِنَ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا، يَعْرِفُ أَنَّ ذلك الروح حبيب إلى ربه، فَهُوَ يتلمس لُطْفَهُ تَحَبُّبًا لِرَبِّهِ، وَرِضَا لِلرَّبِّ عَنْهُ، فَتُسَلُّ رُوحُهُ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ -[540]- مِنَ الْعَجِينِ، قَالَ: وَقَالَ اللَّهُ تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طيبين} وقال عز وجل: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) } قَالَ: (رَوْحٌ) مِنْ جَهْدِ الْمَوْتِ (وَرَيْحَانٌ) يتلقى به و (جنة نَعِيمٍ) تُقَابِلُهُ، قَالَ: فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ، قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ: جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا، فَقَدْ كُنْتَ سَرِيعًا بِي إِلَى طاعة الله تعالى بَطِيئًا بِي عَنْ معصية الله عز وجل، فَقَدْ نَجَيْتَ فأنجيت قَالَ: وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: وَتَبْكِي عَلَيْهِ بِقَاعُ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يطيع الله تعالى فِيهَا، وَكُلُّ بَابٍ مِنَ السَّمَاءِ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ، وينزل مِنْهُ رِزْقُهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قَالَ: فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ أَقَامَ الْخَمْسُمِائَةِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ عِنْدَ جَسَدِهِ، فَلَا يُقَلِّبُهُ بَنُو آدَمَ لِشِقٍّ إِلَّا قَلَّبَتْهُ الْمَلَائِكَةُ قَبْلَهُمْ، وعَلَتْه بِأَكْفَانٍ قَبْلَ أَكْفَانِ بَنِي آدَمَ، وَحَنُوطٍ قَبْلَ حَنُوطِ بَنِي آدَمَ، وَيَقُومُ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ إِلَى بَابِ قَبْرِهِ صَفَّانِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، يَسْتَقْبِلُونَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ، قَالَ: فَيَصِيحُ عِنْدَ ذَلِكَ إبليس صيحة يتصدع مِنْهَا عِظَامُ بَعْضِ جَسَدِهِ وَيَقُولُ لِجُنُودِهِ: الْوَيْلُ لَكُمْ كَيْفَ خَلَصَ هَذَا الْعَبْدُ مِنْكُمْ، قَالَ: فَيَقُولُونَ: هَذَا الْعَبْدُ كَانَ مَعْصُومًا، قَالَ فَإِذَا صَعِدَ الملك بِرُوحِهِ إِلَى السَّمَاءِ استقبله جبريل عليه الصلاة والسلام فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ، كُلٌّ يَأْتِيهِ بِبِشَارَةٍ مِنْ رَبِّهِ سِوَى بِشَارَةِ صَاحِبِهِ، قَالَ: فَإِذَا انْتَهَى مَلَكُ الْمَوْتِ بِرُوحِهِ إِلَى الْعَرْشِ خَرَّ الرُّوحُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ: انْطَلِقْ بِرُوحِ عَبْدِي هَذَا، فَضَعْهُ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ، وَظِلٍّ مَمْدُودٍ، وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ. قَالَ: فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ جَاءَتْهُ الصَّلَاةُ فَكَانَتْ عَنْ يَمِينِهِ، وَجَاءَهُ الصِّيَامُ فَكَانَ عَنْ يَسَارِهِ، وَجَاءَهُ القرآن والذكر فكانا عِنْدَ رَأْسِهِ، وَجَاءَهُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلَاةِ فكان عن رِجْلِهِ، وَجَاءَهُ الصَّبْرُ فَكَانَ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ. -[541]- قَالَ: فَيَبْعَثُ الله تَعَالَى عَذَابًا مِنَ الْعَذَابِ، فَيَأْتِيهِ عَنْ يَمِينِهِ، فَتَقُولُ الصَّلَاةُ: وَرَاءَكَ، وَاللَّهِ مَا زَالَ دَائِبًا عُمْرَهُ كُلَّهُ، وَإِنَّمَا اسْتَرَاحَ الْآنَ حِينَ وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، قَالَ: فَيَأْتِيهِ عَنْ يَسَارِهِ فَيَقُولُ الصِّيَامُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ الْقُرْآنُ وَالذِّكْرُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَأْتِيهِ مِنْ عِنْدِ رجله، فَيَقُولُ مَشْيُهُ إِلَى الصَّلَاةِ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَا يَأْتِيهِ الْعَذَابُ مِنْ نَاحِيَةٍ يَلْتَمِسُ هَلْ يَجِدُ مَسَاغًا إِلَّا وَجَدَ ولي الله تعالى قد احدحسه، قَالَ فَيَنْدَفِعُ الْعَذَابُ عِنْدَ ذَلِكَ. فَيَخْرُجُ، وَيَقُولُ الصَّبْرُ لِسَائِرِ الْأَعْمَالِ: أَمَّا أَنَا لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُبَاشِرَ أَنَا بِنَفْسِي إِلَّا أَنِّي نَظَرْتُ مَا عِنْدَكُمْ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ كُنْتُ أَنَا صَاحِبُهُ، فَأَمَّا إِذَا أَجْزَأْتُمْ عَنْهُ، فَأَنَا لَهُ ذُخْرٌ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَالْمِيزَانِ. قَالَ: وَيَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكَيْنِ، أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِي وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللَّهَبِ، يَطَآنِ فِي أَشْعَارِهِمَا، بَيْنَ مَنْكِبِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَسِيرَةُ كَذَا وَكَذَا، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ، يُقَالَ لَهُمَا: مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ، لَوِ اجْتَمَعَ عليهما رَبِيعَةُ وَمُضَرُ لَمْ يُقِلُّوهَا، قَالَ: فَيَقُولَانِ لَهُ: اجْلِسْ، قَالَ: فَيَسْتَوِي جَالِسًا، وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ فِي حِقْوَيْهِ قَالَ: فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دينك؟ ومن نَبِيُّكَ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَنْ يُطِيقُ الْكَلَامَ عِنْدَ ذَلِكَ وَأَنْتَ تَصِفُ مِنَ الْمَلَكَيْنِ مَا تَصِفُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَوةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) } قَالَ: فَيَقُولُ: اللَّهُ رَبِّي وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَدِينِيَ الْإِسْلَامُ الَّذِي دَانَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، قَالَ: فَيَقُولَانِ: صَدَقْتَ قَالَ: فَيَدْفَعَانِ الْقَبْرَ فَيُوَسِّعَانِهِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَمِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَعَنْ يَمِينِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا وَعَنْ -[542]- شِمَالِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وَمِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا قَالَ فيوسّعان أربعين ذراعاً (قَالَ الْبُرْسَانِيُّ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ) وَأَرْبَعِينَ تُحَاطُ بِهِ. ثُمَّ يَقُولَانِ لَهُ: انْظُرْ فَوْقَكَ، قَالَ: فَيَنْظُرُ فَوْقَهُ، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ! هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ أطعت الله تعالى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ يَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فَرْحَةٌ لَا تَرْتَدُّ أَبَدًا " ثُمَّ يُقَالُ لَهُ. انْظُرْ: تحتك، فينظر تحته، فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: يَا وَلِيَّ اللَّهِ! هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ عَصَيْتَ الله، فنجوت أخرها عَلَيْكَ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ فرحة لا يزيد أَبَدًا قَالَ: وقالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها: يُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ يَأْتِيهِ رِيحُهَا وَبَرْدُهَا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.

وهذا الِاسْنَادِ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ: §انْطَلِقْ إِلَى عَدُوِّي فَأْتِنِي بِهِ، فَإِنِّي قَدْ بَسَطْتُ له من رِزْقِي وَسَرْبَلْتُهُ نِعْمَتِي فَأَبَى إِلَّا مَعْصِيَتِي، فَأْتِنِي بِهِ لِأَنْتَقِمَ مِنْهُ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ إِلَيْهِ مَلَكُ الْمَوْتِ فِي أَكْرَهِ صُورَةٍ رَآهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ، لَهُ اثْنَا عَشَرَ عَيْنًا، وَمَعَهُ سَفُّودٌ مِنْ حَدِيدٍ كَثِيرُ الشَّوْكِ، وَمَعَهُ خَمْسُمِائَةٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، مَعَهُمْ نُحَاسٌ وَجَمْرٌ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، وَمَعَهُمْ سِيَاطٌ مِنْ نَارٍ، لِينُهَا لِينُ السِّيَاطِ وَهِيَ نَارٌ تَأَجَّجُ، قَالَ: فَيَضْرِبُهُ مَلَكُ الْمَوْتِ بِذَلِكَ -[543]- السَّفُّودِ ضَرْبَةً تغيب أَصْلُ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْ ذَلِكَ السَّفُّودِ فِي أَصْلِ كُلِّ شَعْرَةٍ وَعِرْقٍ وَظُفْرٍ، ثُمَّ يَلْوِيهِ لَيًّا شَدِيدًا فَيَنْزِعُ رُوحَهُ مِنْ أَظْفَارِ قَدَمَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي عَقِبَيْهِ، قَالَ: فيكسر عَدُوُّ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً فَيُرَوِّحُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، فَتَضْرِبُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ، ثُمَّ تنثره الملائكة نَثْرَةً، فَتُنْزَعُ رُوحُهُ مِنْ عَقِبَيْهِ، فَيُلْقِيهَا فِي رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يُسْكَرُ عدو الله عز وجل سَكْرَةً عِنْدَ ذَلِكَ فَيُرَفِّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، قَالَ فَتَضْرِبُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ فَيَنْثُرُهُ مَلَكُ الموت نثرة فتنتزع رُوحَهُ مِنْ رُكْبَتَيْهِ فَيُلْقِيهَا فِي حِقْوَيْهِ قَالَ: فَيُسْكَرُ عَدُوُّ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِكَ سَكْرَةً، فَيُرَفِّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَنْهُ، فَتَضْرِبُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ وَدُبُرَهُ بِتِلْكَ السِّيَاطِ قَالَ: فَكَذَلِكَ إِلَى صَدْرِهِ إِلَى حَلْقِهِ، فَتَبْسُطُ الْمَلَائِكَةُ النُّحَاسَ وَجَمْرَ جَهَنَّمَ تَحْتَ ذَقْنِهِ، وَيَقُولُ مَلَكُ الْمَوْتِ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا الرُّوحُ اللَّعِينَةُ الْمَلْعُونَةُ إلى سموم جهنم وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ. قَالَ: فَإِذَا قَبَضَ مَلَكُ الْمَوْتِ رُوحَهُ، قَالَ الرُّوحُ لِلْجَسَدِ: جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي شَرًّا قَدْ كُنْتَ بَطِيئًا بِي عَنْ طاعة الله تعالى، سَرِيعًا بِي إِلَى معصية الله عز وجل وَقَدْ هَلَكْتَ وَأُهْلَكْتَ، قَالَ وَيَقُولُ الْجَسَدُ لِلرُّوحِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَتَلْعَنُهُ بِقَاعُ الْأَرْضِ الَّتِي كَانَ يعصي الله عز وجل عَلَيْهَا، قَالَ: وينطلق -[544]- جُنُودُ إِبْلِيسَ يُبَشِّرُونَهُ بِأَنَّهُمْ قَدْ أَوْرَدُوا عَبْدًا مِنْ وَلَدِ آدَمَ النَّارَ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ضُيِّقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ، وَتَدْخُلُ الْيُمْنَى في اليسرى (وتدخل) الْيُسْرَى فِي الْيُمْنَى، فيبعث الله تعالى إِلَيْهِ أَفَاعِيَ كَأَعْنَاقِ الْإِبِلِ، يَأْخُذُونَهُ بِأَرْنَبَتِهِ وَإِبْهَامَيْ قَدَمَيْهِ، فَتَقْرِضُهُ حَتَّى يَلْتَقِينَ فِي وَسَطِهِ، ويبعث الله تعالى بملكين أَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ وَأَصْوَاتُهُمَا كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ وَأَنْيَابُهُمَا كَالصَّيَاصِي، وَأَنْفَاسُهُمَا كَاللَّهَبِ، يَطَآنِ شُعُورِهِمَا، بَيْنَ مَنْكِبَيْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، مَسِيرَةَ كَذَا وَكَذَا، قَدْ نُزِعَتْ مِنْهُمَا الرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ، يُقَالَ لَهُمَا: مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ فِي يَدِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِطْرَقَةٌ، لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا رَبِيعَةُ وَمُضَرٌ لَمْ يُقِلُّوهَا، قَالَ: فَيَقُولَانِ لَهُ: اجْلِسْ قَالَ: فَيَجْلِسُ، فَيَسْتَوِي جَالِسًا وَتَقَعُ أَكْفَانُهُ إِلَى حِقْوَيْهِ قَالَ: فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ وَمَا دِينُكَ؟ وَمَنْ نَبِيُّكَ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ قَالَ: فَيَضْرِبَانِهِ ضَرْبَةً يَطِيرُ شَرَارُهَا فِي قَبْرِهِ، ثُمَّ يَعُودَانِ فَيَقُولَانِ لَهُ: انْظُرْ فَوْقَكَ، فَيَنْظُرُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ مِنَ الْجَنَّةِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: عَدُوَّ اللَّهِ! هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ كُنْتَ أطعت اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ لَا يزيد أَبَدًا قال: فَيَقُولَانِ لَهُ: انْظُرْ تَحْتَكَ فَيَنْظُرُ فَإِذَا بَابٌ مَفْتُوحٌ إِلَى النَّارِ، -[545]- فَيَقُولَانِ: عَدُوَّ اللَّهِ! هَذَا مَنْزِلُكَ إِذْ عَصَيْتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيَصِلُ إِلَى قَلْبِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَسْرَةٌ ولا تزيد أَبَدًا ". وقالت عائشة رَضِيَ الله عَنْها: وَيُفْتَحُ لَهُ سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا إِلَى النَّارِ يَأْتِيهِ حَرُّهَا وسمومها حتى يبعث اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَيْهَا. هَذَا حَدِيثٌ عَجِيبُ السِّيَاقِ، وَهُوَ شَاهِدٌ لِكَثِيرٍ مِمَّا ثَبَتَ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ رَضِيَ الله عَنْه الطَّوِيلِ الْمَشْهُورِ، وَلَكِنَّ هَذَا الْإِسْنَادَ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُ أَحَدًا رَوَى عَنْ أَنَسٍ، عَنْ تميم الداري رَضِيَ الله عَنْهما إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، ويزيد الرقاشي سَيِّءُ الْحِفْظِ جِدًّا، كَثِيرُ الْمَنَاكِيرِ، كَانَ لَا يَضْبُطُ الْإِسْنَادَ فَيُلْزِقُ بِأَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه كُلَّ شَيْءٍ يَسْمَعُهُ مِنْ غَيْرِهِ، وَدُونَهُ أَيْضًا مَنْ هُوَ مِثْلَهُ، أَوْ أَشَدَّ ضَعْفًا. (216) وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه فِي الأشتراط.

4559 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ (هو ابن كثير) ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ، وَكَانَ يَتِيمًا لِأَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §إِذَا جمع الله تعالى النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَقْبَلَتِ النَّارُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا وَهِيَ تَقُولُ: وَعِزَّةُ رَبِّي لتخلين بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عَنَقًا وَاحِدًا، فَيَقُولُونَ: وَمَنْ أَزْوَاجُكِ؟ فَتَقُولُ: كُلُّ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ، فَتُخْرِجُ لسانها، فتلتقطهم بها مِنْ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ النَّاسِ، فَتَقْذِفُهُمْ فِيهَا ثُمَّ تَسْتَأْخِرُ، ثُمَّ تُقْبِلُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا وَهِيَ تَقُولُ: وَعِزَّةِ رَبِّي لتخلين بَيْنِي وَبَيْنَ أَزْوَاجِي أَوْ لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عَنَقًا وَاحِدًا، فَيَقُولُونَ وَمَنْ أَزْوَاجُكِ؟ فَتَقُولُ: كُلُّ [[مُخْتَالٍ]] (*) فَخُورٍ، فَتَلْتَقِطُهُمْ بِلِسَانِهَا فَتَقْذِفُهُمْ فِي جَوْفِهَا، ثُمَّ تَسْتَأْخِرُ، ويقضي الله عز وجل بَيْنَ الْعِبَادِ ".

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: في المطبوع (مختار) ، وما أثبتناه عن بعض النسخ

4560 - وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: إِنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §يُخْرِجُ الله تعالى قَوْمًا من النار بعدما امْتُحِشُوا فِيهَا، وَصَارُوا فَحْمًا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرٍ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، يُسَمَّى نَهْرُ الحياة، فينبتون فيها كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، أَوْ كَمَا تَنْبُتُ الثَّعَارِيرُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُقَالَ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ من النار ". وقال رجل متهم بِرَأْيِ الْخَوَارِجِ يُقَالُ لَهُ هَارُونَ أَبُو مُوسَى أَوْ أَبُو مُوسَى بْنُ هَارُونَ: مَا هَذَا الَّذِي تُحُدِّثَ بِهِ أبا عَاصِمٍ؟ فَقَالَ: إِلَيْكَ عَنِّي يَا عِلْجُ! فَلَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ أَكْثَرِ مِنْ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ. (صَحِيحٌ) ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه.

باب الشفاعة، وفيه أحاديث من البعث

46 - باب الشفاعة، وفيه أحاديث من البعث

4561 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَيَخْرُجَنَّ مِنَ النار قوم منتون، قَدْ مَحَشَتْهُمُ النَّارُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ، يُسَمَّوْنَ فِيهَا الْجَهَنَّمِيُّونَ ". (حَسَنٌ صَحِيحٌ) .

4562 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ وَكَانَ قَدْ لَقِيَ بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَغَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ الله عَنْهُمْ قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَقٌّ، فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهَا، لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِهَا ".

4563 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " إِنَّ §أَكْرَمَ خليقة الله تعالى عَلَيْهِ، أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الْأَرْضِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ (اللَّهُ) الْخَلِيقَةَ (أُمَّةً أُمَّةً، وَنَبِيًّا نَبِيًّا) حَتَّى يَكُونَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ الْخَلَائِقِ مَرْكَزًا، ثُمَّ يُوضَعُ جِسْرٌ عَلَى جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُنَادِي: أَيْنَ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ؟ فَيَقُومُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا ".

4564 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا (يُونُسُ هُوَ ابْنُ بُكَيْرٍ) ، ثنا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يُعَرِّفُنِي اللَّهُ نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَسْجُدُ سَجْدَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ أَمْدَحُهُ مِدْحَةً يَرْضَى بِهَا عَنِّي، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي بِالْكَلَامِ، ثُمَّ تَمُرُّ أُمَّتِي عَلَى الصِّرَاطِ، وَهُوَ مَضْرُوبٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَيَمُرُّونَ أَسْرَعَ مِنَ الطَّرْفِ وَالسَّهْمِ، ثُمَّ أَسْرَعَ مِنْ أَجْوَدِ الْخَيْلِ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ مِنْهَا حَبْوًا، وَهِيَ الْأَعْمَالُ، وَجَهَنَّمُ تَسْأَلُ الْمَزِيدَ حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيهَا، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ، قَطْ، وَأَنَا عَلَى الْحَوْضِ " قِيلَ: وَمَا الْحَوْضُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ شَرَابَهُ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ النُّجُومِ، لَا يَشْرَبُ مِنْهُ إِنْسَانٌ فَيَظْمَأَ أَبَدًا، وَلَا يُصْرَفُ فَيُرْوَى أَبَدًا.

4565 - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي الزعراء، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ غَرِقُوا فِي النَّارِ برحمة الله تعالى وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ ".

4566 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَالْحَارِثُ جَمِيعًا: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سلمة رَضِيَ الله عَنْهما قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قَدْ §رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، فَأَخَّرْتُ شَفَاعَتِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ. [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَنَسِ، عَنْ أم سلمة رَضِيَ الله عَنْهما، بِهِ. [3] حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ.

4567 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ أَبِي بكر وعمر رَضِيَ الله عَنْهما، ثُمَّ أَذْهَبُ إِلَى أَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَيُبْعَثُونَ مَعِي ثُمَّ أَنْتَظِرُ أَهْلَ مَكَّةَ حَتَّى يَأْتُونِي فَأُبْعَثُ بَيْنَ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ.

4568 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَسْمَعُ الصَّيْحَةَ فَأَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ، فَأُحْشَرُ مَعَهُمْ ".

4569 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: §تُمْطِرُ السَّمَاءُ حَتَّى تَنْشَقَّ الْأَرْضُ عَنِ الْمَوْتَى، فَيَخْرُجُونَ.

4570 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ، ثنا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ كفتي الميزان، ويُؤكَّلُ بِهِ مَلَكٌ، فَإِنْ ثَقُلَ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ: سَعِدَ فُلَانٌ سَعَادَةً لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا، وَإِنْ خَفَّ مِيزَانُهُ نَادَى الْمَلَكُ بِصَوْتٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ: شَقِيَ فُلَانٌ شَقَاوَةً لَا يَسْعَدُ بَعْدَهَا أَبَدًا ". رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الْحَارِثِ عَنْ دَاوُدَ وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ إلاَّ صالح، وَلَا عَنْ جَعْفَرٍ إِلَّا صَالِحٌ.

4571 -[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيَسْأَلُهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلَا تُرْجُمَانٌ ". [2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ عَنْ صَفْوَانَ المفلس، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَشَارَ إِلَى تَفَرُّدِهِ بِهِ.

4572 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذَيْفَةَ، رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: §يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، فَأَوَّلُ مَدْعُوٍّ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ، عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ، أَنَا مِنْكَ وَإِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ رَبَّ الْبَيْتِ، فهو قوله عز وجل: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا -[581]- (79) } . 4573 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: يجمع الله تعالى النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، حُفَاةً عُرَاةً كَمَا خُلِقُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ. [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ شُعْبَةَ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا شُعْبَةُ، بِهِ. [4] وَقَالَ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ (ثنا مُحَمَّدٌ) ثنا شعبة، به. وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.

4574 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا زُهَيْرٌ، ثنا أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ الْأَسَدِيُّ، ثنا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقَمْنَا بِالْبَابِ وَمَا فِي النَّاسِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ نَلِجُ عَلَيْهِ، فَمَا خَرَجْنَا وَفِي النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْنَا من رجل ندخل عَلَيْهِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَلَا سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ؟ فَضَحِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: " §لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عند الله تعالى أَفْضَلُ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ، إن الله تعالى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا أَعْطَاهُ دَعْوَةً، فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَ بِهَا دُنْيَا، فَأُعْطِيَهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إِذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُوا بِهَا، وإن الله عز وجل قَدْ أَعْطَانِي دَعْوَةً فَاخْتَبَأْتُهَا شَفَاعَةً عِنْدَ رَبِّي لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". [2] وَقَالَ الْحَارِثُ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ الشِّبَامِيُّ، ثنا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ نَحْوَهُ. [3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، فَذَكَرَهُ. [4] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَذَكَرَهُ. وَقَالَ: لَا نَعْلَمُ لِابْنِ أَبِي عَقِيلٍ إِلَّا هَذَا.

4575 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: يَأْتُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُونَ لَهُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! أَنْتَ الَّذِي فَتَحَ اللَّهُ بِكَ وَخَتَمَ بِكَ، وَغَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، جِئْتَ فِي هَذَا الْيَوْمِ آمِنًا، وَتَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَقُمْ فَاشْفَعْ لنا إلى ربنا، فَيَقُولُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : أَنَا صَاحِبُكُمْ، فَيَخْرُجُ فَيَحُوشُ النَّاسَ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَأْخُذُ بِحَلْقَةٍ فِي الْبَابِ مِنْ ذَهَبٍ، فَيَقْرَعُ الْبَابَ، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: مُحَمَّدٌ، فَيُفْتَحُ لَهُ حَتَّى يَقُومَ بَيْنَ يدي الله عز وجل، فَيَسْتَأْذِنُ فِي السُّجُودِ فَيُؤْذَنُ لَهُ، فَيُنَادَى: يَا مُحَمَّدُ! §ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ، قَالَ: فَيُفْتَحُ لَهُ (بَابٌ) مِنَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّمْجِيدِ مَا لَمْ يُفْتَحْ لِأَحَدٍ مِنَ الْخَلَائِقِ، فَيُنَادَى: يَا مُحَمَّدُ! ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَادْعُ تُجَبْ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَيَقُولُ: رب أمتي، رَبِّ أُمَّتِي، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ الله عَنْه: فَيَشْفَعُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ حِنْطَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، أَوْ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ من إيمان، فذلك هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ. صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ.

4576 - قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا شُجَاعٌ الْبَلْخِيُّ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ، عَنِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَا أَزَالُ أَشْفَعُ لِأُمَّتِي حَتَّى يُقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَخْرِجْ مِنَ النَّارِ مَنْ فِي قَلْبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ " إِلَى أَنْ قَالَ: " فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ! أَخْرِجْ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِقْدَارُ جَنَاحِ بَعُوضَةٍ مِنْ إِيمَانٍ ".

4577 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ قَالَ، قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §أَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ، فَيُفْتَحُ بَابٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَحَلْقَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، فَيَسْتَقْبِلُنِي النُّورُ الْأَكْبَرُ فَأَخِرُّ سَاجِدًا، فَأُلْقِي مِنَ الثَّنَاءِ على الله عز وجل مَا لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ قَبْلِي، فَيُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَسَلْ تعطه، وقل يسمع، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ أُمَّتِي، فَيُقَالُ: لَكَ مَنْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ " إِلَى أَنْ قَالَ: " خَرْدَلَةً، إِلَى أَنْ قَالَ: " مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ".

4578 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §تُمَدُّ الْأَرْضُ مَدَّ الْأَدِيمِ، لِعَظَمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَا يَكُونُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فِيهَا إِلَّا مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ أُدْعَى أَوَّلَ النَّاسِ، فَأَخِرُّ سَاجِدًا، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أَخْبَرَنِي هذا - وجبريل عليه السلام عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ، وَاللَّهِ مَا رَآهُ قَطُّ قَبْلَهَا - أَنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إِلَيَّ، وَجِبْرِيلُ سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَدَقَ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فِي الشَّفَاعَةِ، فَأَقُولُ: أَيْ رَبِّ، عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ وَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ. صَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.

باب أول من يكسى يوم القيامة

47 - بَابُ أَوَّلِ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ

4579 -[1] قال إسحاق: أخبرنا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ) الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: " §أَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ القيامة إبراهيم عليه الصلاة والسلام قُبْطِيَّتَيْنِ، ثُمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثنا سُفْيَانُ بِهَذَا. هو فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ مِنْ مُسْنَدِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ.

باب المظالم

48 - بَابُ الْمَظَالِمِ

4580 - قَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، ثنا أَبُو هَارُونَ، عَنْ أَبِي سعيد رَضِيَ الله عَنْه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنًا إِلَّا انْتَقَمَ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".

4581 - وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، عَنْ يَزِيدَ هُوَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §الظُّلْمُ ثَلَاثَةٌ، فَظُلْمٌ لَا يتركه الله تعالى، وَظُلْمٌ يُغْفَرُ وَظُلْمٌ لَا يُغْفَرُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لَا يُغْفَرُ، فَالشِّرْكُ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يُغْفَرُ، فَظُلْمُ الْعَبْدِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا الَّذِي يُتْرَكُ، فَيَقُصُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ ".

4582 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: §يَجِيءُ الرَّجُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْحَسَنَاتِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ الرُّوَاسِي، فَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَطْلُبُهُ بِمَظْلَمَةٍ، وَيَأْخُذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى مَا تَبْقَى لَهُ حَسَنَةٌ، وَحَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ، فَقُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ فَذَكَرَ سِتَّةً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَفِظْتُ مِنْهُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ وحذيفة وسلمان رَضِيَ الله عَنْهم.

باب شفاعة المؤمنين

49 - بَابُ شَفَاعَةِ الْمُؤْمِنِينَ

4583 - وقال أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي أَبُو ظِلَالِ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §سَلَكَ رَجُلَانِ مَفَازَةً، أَحَدُهُمَا عَابِدٌ، وَالْآخَرُ بِهِ رَهَقٌ، فَعَطِشَ الْعَابِدُ حَتَّى سَقَطَ فَجَعَلَ صَاحِبُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَهُوَ صَرِيعٌ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ مَاتَ هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ عَطَشًا وَمَعِيَ ماء، لا أصبت مِنَ اللَّهِ خَيْرًا، وَإِنْ سَقَيْتُهُ مَائِي لَأَمُوتَنَّ، فَتَوَكَّلَ على الله تعالى وَعَزَمَ، وَرَشَّ عَلَيْهِ مِنْ مَائِهِ وَسَقَاهُ مِنْ فَضْلِهِ، فقام حتى قطعا الْمَفَازَةَ، قَالَ: فَيُوقَفُ الَّذِي بِهِ رَهَقٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْحِسَابِ، فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَتَسُوقُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَرَى الْعَابِدَ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ! أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا فُلَانٌ الَّذِي آثَرْتُكَ عَلَى نَفْسِي يَوْمَ الْمَفَازَةِ، قَالَ: فَيَقُولُ: بَلَى أَعْرِفُكَ، فيقول للملائكة: قِفُوا، فَيُوقَفُ وَيَجِيءُ حَتَّى يَقِفَ وَيَدْعُوَ رَبَّهُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ قَدْ تَعْرِفُ يَدَهُ عِنْدِي، وَكَيْفَ آثَرَنِي عَلَى نَفْسِهِ، يَا رَبِّ هَبْهُ لي فيقول جل وعلا: هُوَ لَكَ، قَالَ: فَيَجِيءُ فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ. قَالَ جَعْفَرٌ: قُلْتُ لَهُ: حَدَّثَكَ أَنَسٌ رَضِيَ الله عَنْه؟ قَالَ نَعَمْ.

4584 -[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §تَخْرُجُ صُفُوفُ أَهْلِ النَّارِ، فَيَمُرُّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ! أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي اسْتَوْهَبْتَنِي وَضُوءًا فَوَهَبْتُ لَكَ، فَيَشْفَعُ لَهُ، فَيُشَفَّعُ فِيهِ، وَيَمُرُّ الرَّجُلُ بِالرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ! أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَمَا بَعَثْتَنِي فِي حَاجَةِ كَذَا وَكَذَا فَقَضَيْتُهَا لَكَ، فَيَشْفَعُ لَهُ، فَيُشَفَّعُ فِيهِ ". (فِيهِ الرَّقَاشِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ) . [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النرسي، ثنا يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، بِهِ. (يُوسُفُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ)

4585 - حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَارَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيُشْرِفُ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُنَادِي مَنْ فِي النَّارِ: يَا فُلَانُ! أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: لا والله لَا أَعْرِفُكَ، مَنْ أَنْتَ (وَيْحَكَ) ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِي فِي الدُّنْيَا فَاسْتَسْقَيْتَنِي شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ فَسَقَيْتُكَ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ، قَالَ: فَدَخَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى الله في زوره فَقَالَ: يَا رَبِّ! إِنِّي أَشْرَفْتُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَنَادَى: يَا فُلَانُ! أَمَا تعرفني؟ فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِي فِي الدُّنْيَا فَاسْتَسْقَيْتَنِي فَسَقَيْتُكَ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِيهِ وَيُخْرِجُهُ مِنَ النَّارِ ". 4586 -[614]- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، ثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه فَذَكَرَهُ ... وَزَادَ: قال، وقال: وتصديق هَذَا فِي الْقُرْآنِ {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً (31) } الْآيَةَ، فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ الْكَبَائِرَ، وَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَقَعُونَ فِيهَا، ثَبَتَتْ لَهُمْ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

4587 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ".

4588 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا خَلَفٌ، ثنا أَبُو الْمُطَرِّفِ الْمُغِيرَةُ الشَّامِيُّ، عَنِ الْعَرْزَمِيَّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْفَضْلِ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الجنة سراعاً. فتلقاهم الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا رَأَيْنَاكُمْ سِرَاعًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الْفَضْلِ، فَيَقُولُونَ: وَمَا فَضْلُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا إذا ظُلِمْنَا صَبَرْنَا، وَإِذَا أُسِيءَ إِلَيْنَا عَفَوْنَا وَإِذَا جُهِلَ عَلَيْنَا حَلُمْنَا، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الصبر؟ فيتقدم نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سراعاً، قال: فتلقاهم الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: إِنَّا نَرَاكُمْ سِرَاعًا إلى الجنة، فمن أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ فَيَقُولُونَ: وَمَا صَبْرُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَصْبِرُ عَلَى طاعة الله تعالى، وَكُنَّا نَصْبِرُ عَنْ معاصي الله عز وجل فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ في الله تعالى - أَوْ قَالَ: فِي ذات الله عز وجل - (شَكَّ أَبُو مُحَمَّدٍ) ؟ فَيَقُومُ نَاسٌ وَهُمْ يَسِيرٌ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى الْجَنَّةِ سِرَاعًا، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ، فَيَقُولُونَ: رَأَيْنَاكُمْ سِرَاعًا إلى الجنة، فمن أَنْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: نَحْنُ الْمُتَحَابُّونَ في الله عز وجل - أَوْ فِي ذات الله عز وجل - فَيَقُولُونَ: وَمَا كَانَ تَحَابُّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: كُنَّا نَتَحَابُّ فِي اللَّهِ، وَنَتَزَاوَرُ في الله تعالى، وَنَتَعَاطَفُ في الله تعالى، وَنَتَنَاوَلُ في الله تعالى، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ، قَالَ -[618]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثُمَّ يضع الله عز وجل الْمَوَازِينَ لِلْحِسَابِ، بَعْدَمَا يَدْخُلُ هَؤُلَاءِ الْجَنَّةَ ". ضَعِيفٌ.

باب معرفة أول ما يخاطب الله تعالى به المؤمنين

50 - بَابُ مَعْرِفَةِ أَوَّلِ مَا يخاطب الله تعالى بِهِ الْمُؤْمِنِينَ

4589 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِنْ شِئْتُمْ أَنْبَأْتُكُمْ (بِأَوَّلِ) مَا يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَبِأَوَّلِ مَا يَقُولُونَ، قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَحْبَبْتُمْ لِقَائِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، يَا ربنا [فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك] فيقول: فإني قَدْ أَوْجَبْتُ لَكُمْ رَحْمَتِي ".

باب العفو عن المظالم

51 - باب العفو عن المظالم

4590 - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، ثنا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ الْحَبَطِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ، إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: (مَا أَضْحَكَكَ) يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §رَجُلَانِ جَثَيَا مِنْ أُمَّتِي بَيْنَ يدي رب العزة جل جلاله، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: يَا رَبِّ، خُذْ لِي مَظْلَمَتِي مِنْ أَخِي، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَعْطِ أَخَاكَ مظلمته، قال: يا رَبِّ لَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِي شَيْءٌ [[قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَظْلُومِ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِأَخِيكَ وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ؟]] (*) ، قَالَ: رَبِّ فَلْيَحْمِلْ عَنِّي مِنْ أَوْزَارِي " قَالَ: وفاضت عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ ذَلِكَ لِيَوْمٌ عَظِيمٌ، يَحْتَاجُ النَّاسُ فِيهِ أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِمْ، فقال الله تبارك وتعالى لِلطَّالِبِ: ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ فِي الْجِنَانِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضَّةٍ، وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبٍ، مُكَلَّلَةً بِاللُّؤْلُؤِ لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا، لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا، لِأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَنْ يَمْلِكُ ذلك؟ قال جل وعلا: أَنْتَ تَمْلِكُهُ، قَالَ: بِمَاذَا يَا رَبِّ؟ قَالَ: تَعْفُو عَنْ أَخِيكَ قَالَ: يَا رَبِّ، فَإِنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ " ثُمَّ قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذَلِكَ: " فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ -[623]- عز وجل يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". ضَعِيفٌ جِدًّا.

_ (*) قال مُعِدّ الكتاب للشاملة: ما بين المعكوفين ليس في المطبوع، وأثبتناه عن بعض النسخ

4591 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، ثنا كَوْثَرُ بْنُ حكيم، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهم قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ: أَيْنَ أَهْلُ الْعَفْوِ؟ قَالَ: فَيُكَافِئُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا كَانَ مِنْ عَفْوِهِمِ عَنِ النَّاسِ.

4592 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ سَدُوسٍ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا الْتَقَى الْخَلَائِقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَادٍ يُسْمِعُ الْخَلَائِقَ: يَا أَهْلَ الْجَمْعِ، تَتَارَكُوا الْمَظَالِمَ وَثَوَابُكُمْ عَلَيَّ ". [2] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ نَحْوَهُ.

باب صفة النار وأهلها أعاذنا الله منها

52 - بَابُ صِفَةِ النَّارِ وَأَهْلِهَا أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْهَا

4593 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفقراء، واطلعت في النَّارِ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْأَغْنِيَاءَ وَالنِّسَاءَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا ثَلَاثَةً يُعَذَّبُونَ: (امْرَأَةً) مِنْ حِمْيَرِ طُوَالَةَ رَبَطَتْ هِرَّةً (لَهَا) فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ، فَهِيَ تَنْهَشُ قُبُلَهَا وَدُبُرَهَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا أخا بني دعدع الَّذِي كَانَ يَسْرِقُ الْحَاجَّ بِمِحْجَنِهِ، فَإِذَا فُطِنَ لَهُ قَالَ: إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي، وَالَّذِي سَرَقَ بَدَنَتَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ.

4594 -[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حُدِّثْتُ عَنْ جَرِيرٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَوْ أَنَّ حَجَرًا قُذِفَ بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ لَهَوَى سَبْعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَسْتَقِرَّ فِي قَعْرِهَا ". [2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. [3] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: ثنا جَرِيرٌ. وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ، بِهِ.

4595 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثنا أَبُو عُبَيْدَةَ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَوْ كَانَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، وَفِيهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَتَنَفَّسَ فَأَصَابَ نَفَسُهُ، لَاحْتَرَقَ الْمَسْجِدُ بِمَنْ فِيهِ. " رَوَاهُ الْبَزَّارُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.

4596 - حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حِجْرِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: [سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §إِذَا جَمَعَ اللَّهُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ] أَقْبَلَتِ النَّارُ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَخَزَنَتُهَا يَكُفُّونَهَا ... " الْحَدِيثَ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْبَعْثِ.

4597 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يوماً) دَوِيًّا، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ! مَا هَذَا؟ قَالَ §أُلْقِيَ حَجَرٌ مِنْ شفير جهنم منذ سَبْعِينَ خَرِيفًا، الْآنَ اسْتَقَرَّ فِي قَعْرِهَا.

4598 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَوْ أَنَّ حَجَرًا كَسَبْعِ خَلِفَاتٍ بِشُحُومِهِنَّ وَأَوْلَادِهِنَّ أُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ، لَهَوَى سَبْعِينَ عَامًا، لَا يَبْلُغُ قَعْرَهَا.

4599 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، ثنا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْنَاهُ كَئِيبًا، فَقَالَ بَعْضُنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَا لَنَا نَرَاكَ كَئِيبًا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §سَمِعْتُ هَدَّةً لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَهَا فأتاني جبريل عليه السلام، فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا فَقَالَ: هَذَا صَخْرٌ قُذِفَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَالْيَوْمَ اسْتَقَرَّ قَرَارُهُ ". وقال أَبُو سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه: وَالَّذِي ذهب بنفس (محمد) نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْنَاهُ ضَاحِكًا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ حَتَّى وَارَيْنَاهُ التُّرَابَ.

4600 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا مُعَلَّى بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §اشْتَكَتِ النَّارُ إلى ربها عز وجل، فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَجَعَلَ لها نفسين: نَفَسٌ في الشتاء، وَنَفَسٌ فِي الصَّيْفِ، فشدة ما تجدونه مِنَ الْحَرِّ مِنْ حَرِّهَا، وشدة ما تجدونه مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا.

4601 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ، ثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ! §ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ فِي النَّارِ حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُمْ فِي خُدُودِهِمْ، كَأَنَّهَا جَدَاوِلُ، حَتَّى تَنْقَطِعَ الدُّمُوعُ فَيَسِيلُ - يَعْنِي الدَّمَ - فيقرح الْعَيْنُ ".

باب صفة الجنة وأهلها

53 - بَابُ صفة الجنة وأهلها

4601 -[1] قال إسحاق: أخبرنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا الثَّوْرِيُّ وَمَعْمَرٌ - يَزِيدُ كُلُّ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {§وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَآءُوهَا} [الزمر / 73] وَجَدُوا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ شَجَرَةً (قَالَ مَعْمَرٌ:) يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا، (وَقَالَ الثَّوْرِيُّ:) مِنْ أَصْلِهَا - عَيْنَانِ، فَعَمَدُوا إِلَى إِحْدَاهُمَا، فَكَأَنَّمَا أُمِرُوا بِهَا (قَالَ مَعْمَرٌ: فَاغْتَسَلُوا بِهَا (وَقَالَ الثَّوْرِيُّ:) فتوضؤوا مِنْهَا - فَلَا تُشْعَثُ رؤوسهم بَعْدَ ذَلِكَ أَبَدًا، وَلَا تُغَيَّرُ جُلُودُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَدًا، كَأَنَّمَا ادَّهَنُوا بِالدِّهَانِ، وَجَرَتْ عَلَيْهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيمِ، ثُمَّ عَمَدُوا إِلَى الْأُخْرَى فَشَرِبُوا مِنْهَا، فَطَهَّرَتْ أَجْوَافَهُمْ، فَلَا يَبْقَى فِي بُطُونِهِمْ قَذًى وَلَا أذى ولا سوءاً إِلَّا خَرَجَ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) } [الزمر / 73] ، وَتَتَلَقَّاهُمُ الْوِلْدَانُ كَاللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ، كاللؤلؤ الْمَنْثُورِ، يُخْبِرُونَهُمْ بِمَا أعد الله تعالى لَهُمْ، يُطِيفُونَ بِهِمْ كَمَا يطيف وِلْدَانُ أَهْلِ الدُّنْيَا -[648]- بِالْحَمِيمِ (يَجِيءُ) مِنَ الْغَيْبَةِ (يَقُولُونَ) : أَبْشِرْ أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ كَذَا وَكَذَا، وَأَعَدَّ لَكَ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ يَذْهَبُ الْغُلَامُ مِنْهُمْ إِلَى الزَّوْجَةِ مِنْ أَزْوَاجِهِ، فَيَقُولُ: قَدْ جَاءَ فُلَانٌ بِاسْمِهِ الَّذِي يُدْعَى (بِهِ) فِي الدُّنْيَا، فَيَسْتَخِفُّهَا الْفَرَحُ، حَتَّى تَقُومُ عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِهَا فَتَقُولُ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: فَيَجِيءُ فَيَنْظُرُ إِلَى تَأْسِيسِ بُنْيَانِهِ عَلَى جَنْدَلِ اللُّؤْلُؤِ بَيْنَ أَخْضَرَ وَأَصْفَرَ وَأَحْمَرَ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ فَإِذَا زَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ، وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَيَنْظُرُ إِلَى سَقْفِ بِنَائِهِ، فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ تعالى (قَالَ مَعْمَرٌ:) قَدَّرَ ذَلِكَ لَهُ (وَقَالَ الثَّوْرِيُّ:) سَخَّرَ ذَلِكَ لَهُ، لَأَلَمَّ أَنْ يُذْهَبَ بِبَصَرِهِ، إِنَّمَا هُوَ مِثْلُ الْبَرْقِ، فَيَقُولُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا} الآية [الأعراف / 43] . [2] أخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، ثنا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ فَعَظَّمَ أَمْرَهَا، ثُمَّ قَالَ: يُسَاقُ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا، فَذَكَرَ نَحْوَهُ قَالَ: -[649]- فَإِذْ جَنْدَلُ اللُّؤْلُؤِ فَوْقَهُ صَرْحٌ، أَحْمَرُ وَأَخْضَرُ وَأَصْفَرُ، قَالَ: ثُمَّ نَظَرُوا إِلَى تِلْكَ النِّعْمَةِ واتكؤوا عَلَيْهَا وَقَالُوا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هدانا لهذا} . [3] أخبرنا يَحْيَى، ثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ وَقَالَ: ثُمَّ يَتَّكِئُ عَلَى أَرِيكَةٍ مِنْ أرائك، ثُمَّ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. [4] قَالَ يَحْيَى: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ، فَذَكَرَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَذْكُرَ، ثم قَالَ: فِي عَمَدٍ ممدود، ثُمَّ قَالَ: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} [الزمر / 73] فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ زُهَيْرٍ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَحُكْمُهُ حُكْمُ الْمَرْفُوعِ، إِذْ لَا مَجَالَ لِلرَّأَيِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأُمُورِ. [5] وَقَدْ رَوَاهُ الْبَغَوِيُّ فِي الْجَعْدِيَّاتِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرٍ بِتَمَامِهِ. [6] وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ عَنِ ابْنِ فَارِسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ بِتَمَامِهِ.

4602 - وَقَالَ عَبْدُ وَالْحَارِثُ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، ثنا مُخَارِقٌ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَفِي الْجَنَّةِ فَاكِهَةٌ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، §فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ "، قَالُوا: فَيَأْكُلُونَ كَمَا يَأْكُلُونَ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَعَمْ، وَأَضْعَافُ ذَلِكَ " قَالُوا: فَيَقْضُونَ الْحَوَائِجَ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا وَلَكِنْ يَعْرَقُونَ ثُمَّ يَرْشَحُونَ، فيذهب الله تعالى مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ أَذًى ".

4603 -[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْإِفْرِيقِيُّ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ رَاشِدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكِنَانِيُّ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ §هَلْ يَمَسُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَزْوَاجَهُمْ؟ قَالَ: " نَعَمْ بِذَكَرٍ لَا يَمَلُّ، وَفَرْجٍ لَا يُحْفَى، وَشَهْوَةٍ لَا تَنْقَطِعُ ". [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثنا الْمُقْرِئُ، بِهِ.

4604 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ الْخَوْلَانِيُّ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ الْهَيْثَمِ الطَّائِيِّ وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَا: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §سُئِلَ عَنِ الْبُضْعِ فِي الْجَنَّةِ، فقال: نعم، مقيل شَهِيٍّ، وَذَكَرٍ لَا يَمَلُّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ ليتكئ فيه الْمُتَّكَأَ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، لَا يَتَحَوَّلُ عَنْهُ وَلَا يَمَلُّهُ، يَأْتِيهِ فِيهِ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ وَقَرَّتْ عَيْنُهُ.

4605 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، ثنا خَالِدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §هَلْ يُجَامِعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: " نَعَمْ دحاماً دحاماً، وَلَكِنْ لَا مَنِيَّ وَلَا مَنِيَّةَ ".

4606 - حَدَّثَنَا أبو هَمَّامٌ، ثنا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ §أَنُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا نُفْضِي إِلَيْهِنَّ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْضِي الْغَدَاةَ الْوَاحِدَةَ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ ".

4607 - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: §ثِيَابُنَا فِي الْجَنَّةِ نَنْسُجُهَا بِأَيْدِينَا؟ فَضَحِكَ أَصْحَابُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لِمَ تَضْحَكُونَ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عالماً؟ ! فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَدَقْتَ يَا أَعْرَابِيُّ وَلَكِنَّهَا ثَمَرَاتٌ ".

4608 - حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ أَخْرَجَتْ يَدَهَا، لَوَجَدَ رِيحَهَا كُلُّ ذِي رُوحٍ " فَأَنَا أَدَعُهُنَّ لَكَ؟ بِالْحَرِيِّ أَنْ أَدَعَكَ لَهُنَّ.

4069 - حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ فُلَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ §الْحُورَ الْعَيْنَ لَيَتَغَنَّيْنَ، فِي الْجَنَّةِ، يَقُلْنَ: (نَحْنُ خَيِّرَاتٌ حِسَانٌ ... خُبِئْنَا لِأَزْوَاجٍ كِرَامٍ)

4610 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه، يَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: §انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى السُّوقِ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى مَنَابِرَ مِنْ كُثْبَانٍ مِنْ مِسْكٍ - أَوْ جِبَالٍ مِنْ مِسْكٍ - فَإِذَا رَجَعُوا إلى أزواجهم يقول أَزْوَاجِهِمْ: إِنَّا لَنَجِدُ مِنْكُمْ رِيحًا مَا وَجَدْنَاهَا حِينَ - أَوْ حَتَّى - خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِنَا قَالَ: ويقول هَؤُلَاءِ: إِنَّا لَنَجِدُ مِنْكُمْ رِيحًا مَا وَجَدْنَاهَا حِينَ - أَوْ حَتَّى - خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكُمْ، أَوْ كَمَا قَالَ.

4611 - وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ، عن عمر بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْجَنَّةِ كَيْفَ هِيَ؟ قَالَ: " §مَنْ يَدْخُلُ [الْجَنَّةَ يحيى] لَا يَمُوتُ، وَيَنْعَمُ (حَتَّى) لَا يَبْأَسُ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِنَاؤُهَا؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ، وَلَبِنَةٌ مِنْ ذهب، ملاطها مسك، أذفر، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ ".

4612 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ وَشُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: {§جَنَّاتٌ عَدْنٍ} ، بُطْنَانُ الْجَنَّةِ، قُلْتُ: مَا بُطْنَانُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ سُلَيْمَانُ: وَسَطُهَا.

4613 -[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §فِي الْجَنَّةِ لَعُمُدًا مِنْ يَاقُوتٍ، عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، لَهَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، تُضِيءُ كَمَا يُضِيءَ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ، قِيلَ: مَنْ يَسْكُنُهَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ، وَالْمُتَجَالِسُونَ فِي اللَّهِ، وَالْمُتَبَاذِلُونَ فِي اللَّهِ ". [2] وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ بِهِ. ضَعِيفٌ.

4614 - وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: قَالَ كَعْبٌ، §نَهْرُ النِّيلِ نَهْرُ الْعَسَلِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ دِجْلَةَ نَهَرُ اللَّبَنِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ الْفُرَاتِ نَهْرُ الْخَمْرِ فِي الْجَنَّةِ، وَنَهْرُ سَيْحَانَ نَهْرُ الْمَاءِ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: فأطفا الله تعالى نُورَهُنَّ لِيُصَيِّرَهُنَّ فِي الْجَنَّةِ.

4616 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ، قال: نا يونس، نا ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ، فَذَهَبْتُ أَتَنَاوَلُ مِنْهَا قِطْفًا أُرِيَكُمُوهُ فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ " فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مِثْلُ مَا فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْعِنَبِ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَأَعْظَمِ دَلْوٍ فَرَّتْ أُمُّكَ قَطُّ ".

4616 -[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ، ثنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (بْنِ الْحَارِثِ) عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّكَ §لَتَنْظُرُ (إِلَى الطَّيْرِ) فِي الْجَنَّةِ، فَتَشْتَهِيهِ فَيَخِرُّ بَيْنَ يَدَيْكَ مَشْوِيًّا ". [2] وَقَالَ الْبَزَّارُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا خَلَفٌ بِهَذَا وقال: لا نعلم إِلَّا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ. وَحُمَيْدٌ هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ كُوفِيٌّ ضَعِيفٌ. قُلْتُ: سَمِعْنَاهُ بِعُلُوٍّ فِي جُزْءِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ.

4617 - وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابن عباس رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: " §لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِمَّا فِي الْجَنَّةِ إِلَّا الْأَسْمَاءُ ".

4618 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِيَ الله عَنْه يَقُولُ: §لَمَّا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الجنة قال: (الله عز وجل) أُعْطِيكُمْ خَيْرًا مِنْ هَذَا؟ قَالُوا: رَبَّنَا، مَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا؟ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: رِضَائِي.

4619 - وَقَالَ عَبْدُ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثنا أَبُو شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ النِّيلِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابن عمر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: أَلَا §أُخْبِرُكُمْ بِأَسْفَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: رَجُلٌ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ، فَيَتَلَقَّاهُ غِلْمَانُهُ فَيَقُولُونَ: مَرْحَبًا بِكَ يَا سَيِّدَنَا، قَدْ آنَ لك أن تؤوب، قَالَ: فَتُمَدُّ لَهُ الزَّرَابِيُّ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ فَيَرَى الْجِنَانَ، فَيَقُولُ: لِمَنْ مَا هَاهُنَا؟ فَيُقَالُ: لَكَ، حَتَّى إِذَا انْتَهَى رُفِعَتْ لَهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ أَوْ زُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ (لَهَا) سَبْعُونَ شِعْبًا، فِي كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ غُرْفَةً، فِي كُلِّ غُرْفَةٍ سبعون باباً ن فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، قَالَ: فَيَرْتَقِي، حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ اتَّكَأَ عَلَيْهِ، سَعَتُهُ مِيلٌ فِي مِيلٍ، وَلَهُ عنه فضول، يسعى إِلَيْهِ بِسَبْعِينَ أَلْفِ صَحْفَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، لَيْسَ فِيهَا صَحْفَةٌ مِنْ لَوْنِ صَاحِبَتِهَا، فَيَجِدُ لَذَّةً آخِرَهَا كَمَا يَجِدُ لَذَّةً أَوَّلَهَا، ثم يسعى عليه بِأَلْوَانِ الْأَشْرِبَةِ، فَيَشْرَبُ مِنْهَا مَا يشتهي ثُمَّ يَقُولُ الْغِلْمَانُ: ذَرُوهُ وَأَزْوَاجَهُ (قَالَ أبو شهاب: أحسب قَالَ:) فَيَتَجَافَى عَنْهُ الغلماء، فَإِذَا الحوارء قَاعِدَةً عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهَا، فَيُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالدَّمِ، فَيَقُولُ لَهَا: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ اللَّاتِي خُبِّئْنَ لَكَ، فينظر إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَرْفَعُ بَصَرَهُ عَنْهَا، ثُمَّ يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَى الْغُرَفِ فَوْقَهُ فَإِذَا أُخْرَى أَجْمَلُ مِنْهَا، فتقول له: أم -[701]- آنَ أَنْ يَكُونَ لَنَا مِنْكَ نَصِيبٌ؟ فَيَرْتَقِي إِلَيْهَا، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَصْرِفُ بَصَرَهُ عَنْهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَ النَّعِيمُ مِنْهُمْ كُلَّ مبلغ، وظنوا أن لا أَفْضَلَ مِنْهُمْ، تَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَنَظَرُوا إِلَى (وَجْهِ) الرَّحْمَنِ، فَنَسُوا كُلَّ نُعَيْمٍ عَايَنُوهُ حِينَ نَظَرُوا إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ، فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، هَلِّلُونِي، فَيَتَجَاوَبُونَ بِالتَّهْلِيلِ، فَيَقُولُ: يَا دَاوُدُ! مَجِّدْنِي كَمَا كُنْتَ تُمَجِّدُنِي فِي الدُّنْيَا، فَيُمَجِّدُ دَاوُدُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: قُلْتُ لِأَبِي شِهَابٍ، حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ فِي ذِكْرِ الْجَنَّةِ مَرْفُوعٌ؟ قَالَ: نَعَمْ.

4620 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ، ثنا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَرَّق الله تعالى بَيْنَ أهل الجنة وبين أَهْلِ النَّارِ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ إِثْنَيْنِ وخمسين وُضِعَتْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ حَوْلَ الْعَرْشِ، وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهَا: رَبِّ، لِمَنْ وَضَعْتَ هَذِهِ الْمَنَابِرَ؟ فَيُلْقِي عَلَى أَفْوَاهِهِمْ: لِلْغُرَبَاءِ، فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ فَيُلْقِي عَلَى أَفْوَاهِهِمْ: قَوْمٌ تَحَابُّوا في الله عز وجل مِنْ غَيْرِ أَنْ يروه، فَبَيْنَمَا كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَعْلَمُ بِمَجْلِسِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بمجلسه في قبته عِنْدَ زَوْجَتِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، وَدُنُوُّهُمْ من الرب تبارك وتعالى عَلَى قَدْرِ دَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا تَتَامَّ الْقَوْمُ فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: عَبِيدِي وَخَلْقِي وَزُوَّارِي وَالْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْنِيَ أَطْعِمُوهُمْ، فَيُطْعِمُونَهُمْ، ثُمَّ يَقُولُ: فكهوههم، ثُمَّ يُؤْتَوْنَ بِفَاكِهَةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ شَهْوَةٍ وَلَذَّةٍ وَرِيحٍ طَيِّبَةٍ، ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ: اسْقُوهُمْ، فَيُؤْتَوْنَ بِآنِيَةٍ لَا يُدْرَى الْإِنَاءُ أَشَدُّ بَيَاضًا أَوْ مَا فِيهِ؟ ثُمَّ يَقُولُ: اكسوهم، فيؤتون بثمرة [تَخُدُّ الْأَرْضَ] كَثَدْيِ الأبكار في النِّسَاءِ فِي كُلِّ ثَمَرَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، لَا تُشْبِهُ الْحُلَّةُ أُخْتَهَا، ثُمَّ يَقُولُ: طَيِّبُوهُمْ، فَتَهُبُّ رِيحٌ فَتَمْلَؤُهُمْ مِسْكًا أَذْفَرَ، لَا بَشَرَ شَمَّ مِثْلَهُ، فَيَقُولُ: اكْشِفُوا لَهُمُ الْغِطَاءَ، وبين الله تعالى وَبَيْنَ أَدْنَى خَلْقِهِ مِنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ، لَا يَسْتَطِيعُ أَدْنَى خَلْقِهِ مِنْهُ مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى أَدْنَى حِجَابٍ مِنْهَا، فَتُرْفَعُ تِلْكَ الْحُجُبُ، فَيَقَعُ الْقَوْمُ سُجَّدًا مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ عظمة الله تعالى، فَيَقُولُ الرب جل وعلا: ارْفَعُوا رؤوسكم، فَلَسْتُمْ فِي دَارِ عَمَلٍ، -[704]- بَلْ أَنْتُمْ فِي دَارِ نعمة ومقام، فلكم مِثْلُ الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ هَلْ رَضِيتُمْ عَبِيدِي؟ فَيَقُولُونَ: رَضِينَا رَبَّنَا إِنْ رَضِيتَ عَنَّا، فَيَرْجِعُ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ، وَقَدْ أُضْعِفُوا مِنَ الْجَمَالِ وَالْأَزْوَاجِ وَالْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِمْ عَلَى ذَلِكَ النَّحْوِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا شَيْءٌ إِلَى جَانِبِهِ قَدْ أَضَاءَ عَلَى صِمَاخَيْهِ لَهُ مِنَ الْجَمَالِ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي قال الله تعالى: (وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، مَعَ كُلِّ مَلَكٍ إِنَاءٌ لَا يُشْبِهُ صَاحِبَهُ، وَعَلَى إِنَائِهِ شَيْءٌ لَا يُشْبِهُ صَاحِبَهُ، يتشاورون أيهم يؤخذ مِنْهُ، يَقُولُونَ: هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكَ رَبُّكَ، وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ. قَالَ: وَلَيْسَ مِنْ عَبْدَيْنِ تَوَاخَيَا في الله تعالى إِلَّا ومنزلهما مُتَوَاجِهَانِ، يَنْظُرُ الْعَبْدُ إِلَى أَقْصَى مَنْزِلِ أَخِيهِ، غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا أَرَادُوا شَيْئًا مِنْ شَهَوَاتِ النِّسَاءِ، أُرْخِيَتْ بَيْنَهُمُ الْحُجُبُ.

باب

54 - باب

4621 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي بكر رَضِيَ الله عَنْهما قَالَ: جِئْتُ أَزُورُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعائشة رَضِيَ الله عَنْها، فَإِذَا هُوَ يُوحَى إِلَيْهِ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ: " نَاوِلِينِي رِدَائِي " فَخَرَجَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا فِيهِ قَوْمٌ، لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمٌ غَيْرُهُمْ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ، حَتَّى إِذَا قَضَى الْمُذَكِّرُ تَذْكِرَتَهُ قَرَأَ تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ، فعجز الناس عن الْمَسْجِدُ، فأرسلت عائشة رَضِيَ الله عَنْها إِلَى أَهْلِهَا: احْضُرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا لَمْ أَرَهْ، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: أَطَلْتَ السُّجُودَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §سَجَدْتُ شُكْرًا لِرَبِّي فِيمَا أَعْطَانِي مِنْ أُمَّتِي سبعين أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُمَّتُكَ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ فَاسْتَكْثِرْ لَهُمْ، حَتَّى قَالَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ الله عَنْه: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدِ استوعبتك أُمَّتُكَ.

4662 - حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: " §يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ "، فَقَالَ عُكَّاشَةُ رَضِيَ الله عَنْه: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادع الله تعالى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ "، فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ: ادع الله تعالى أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ " ثُمَّ سَكَتَ الْقَوْمُ سَاعَةً، وَتَحَدَّثُوا، فَقَالَ بعضهم: لو قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَبَقَكُمْ عُكَّاشَةُ وَصَاحِبُهُ، إِنَّكُمْ لَوْ قُلْتُمْ لَقُلْتُ، وَلَوْ قُلْتُ لَوَجَبَتْ ".

4623 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ، ثنا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ، ثنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْه، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا "، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " لِكُلِّ رَجُلٍ سَبْعُونَ أَلْفًا "، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَانَ عَلَى كَثِيبٍ فَحَثَا بِيَدِهِ، قَالُوا: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذِهِ "، فَحَثَا بِيَدَيْهِ، قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ هَذَا.

4624 - ثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثنا مُعْتَمِرٌ، ثنا أَبِي، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أُنَيْسَةَ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ أَبِيهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى زَيْدٍ يَعُودُهُ مِنْ مرض كان به فَقَالَ: §لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْ مَرَضِكَ هَذَا بَأْسٌ وَلَكِنْ كَيْفَ بِكَ إِذَا عُمِّرْتَ بَعْدِي فَعَمِيتَ قَالَ: إِذًا أَحْتَسِبُ وَأَصْبِرُ، قَالَ: إِذًا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، قَالَ: فَعَمِيَ بَعْدَمَا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ ثُمَّ مَاتَ.

4625 - حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ الله عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (شَكَّ زُهَيْرٌ) " §مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا يُرَدُّونَ إِلَى سِتِّينَ سَنَةً، لَا يَزِيدُونَ عَلَيْهَا، أَبَدًا، فِي الْجَنَّةِ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ ".

4626 - وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، حدثنا أَبُو يَحْيَى الْكَلَاعِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ المقدام بن معد يكرب فِي الْمَسْجِدِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا يَزِيدَ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عَمِّي، فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ، فَقَالَ لِعَمِّي: " أَتَرَى هَذَا يَذْكُرُ أُمَّهُ أَوْ أَبَاهُ؟ " فَقُلْنَا لَهُ: حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يُحْشَرُ السِّقْطُ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي، أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ فِي خَلْقِ آدَمَ، وَحُسْنِ يُوسُفَ وَقَلْبِ أَيُّوبَ جُرْدًا مُكَحَّلِينَ " قُلْتُ: فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ؟ قَالَ: " يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، وحتى يصير (كل) نَابٌ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلُ أُحُدٍ ".

باب آخر من يدخل الجنة

55 - بَابُ آخِرِ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ

4627 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي §لَأَعْلَمُ آخِرَ الْجَنَّةِ دُخُولًا فِيهَا: رَجُلًا كَانَ يَسْأَلُ اللَّهَ تعالى أَنْ يُزَحْزِحَهُ عَنِ النَّارِ ... " الحديث. وقد تقدم بيانه في باب صفة البعث. وأسأل الله تعالى أن يزحزحني عن النار، ويدخلني الجنة، بمنه وكرمه آمين.

§1/1