المستخرج على المستدرك للحاكم = أمالي العراقي

العراقي، زين الدين

مقدمة المحقق

فضل شرف علم الحَدِيث وَأَهله إِن علم الحَدِيث وتفهم مَعْنَاهُ هُوَ علم عذب المشرب رفيع الْمطلب متدفق الينبوع متشعب الْفُصُول وَالْفُرُوع فَهُوَ علم رفيع الْقدر عَظِيم الْفَخر شرِيف الذّكر لَا يعتني بِهِ إِلَّا كل حبر وَلَا يحرمه الا كل غمر وَلَا تفنة محاسنه على ممر الدَّهْر إِذْ بِهِ يعرف المُرَاد من كَلَام رب الْعَالمين وَيظْهر الْمَقْصُود من حبله الْمُتَّصِل المتين وَمِنْه يدْرِي شمائل من سما ذاتا ووصفا وإسما وَحسب الرَّاوِي للْحَدِيث شرفا وفضلا وجلالة ونبلا أَن يكون أول سلسلة اخرها الرَّسُول والى مقَامه الشريف بهَا الِانْتِهَاء والوصول يَقُول الامام الْخَطِيب فِي مُقَدّمَة الْكِفَايَة أما بعد فَإِن الله تبَارك وَتَعَالَى أنقذ الْخلق من نائرة الْجَهْل وخلص الورى من زخارف الضَّلَالَة بِالْكتاب النَّاطِق وَالْوَحي الصَّادِق المنزلين على سيد الورى نَبينَا مُحَمَّد الْمُصْطَفى ثمَّ أوجب النجَاة من النَّار وَأبْعد

عَن منزل الذل والخسار لمن أطاعه فِي امْتِثَال مَا أَمر والكف عَمَّا عَنهُ نهى وزجر فَقَالَ {وَمن يطع الله وَرَسُوله ويخش الله ويتقه فَأُولَئِك هم الفائزون} وَطَاعَة الله فِي طَاعَة رَسُوله وَطَاعَة رَسُوله فِي اتِّبَاع سنته اذ هِيَ النُّور الْبَهِي والامر الجلى وَالْحجّة الْوَاضِحَة والمحجة اللائحة من تمسك بهَا اهْتَدَى وَمن عدل عَنْهَا ضل وغوى اهـ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ واله وَسلم لَا تزَال طَائِفَة من امتي ظَاهِرين على الْحق حَتَّى تقوم السَّاعَة وَهُوَ حَدِيث متواتر روى من حَدِيث سِتَّة عشر صحابيا وَقد نَص على تواتره الامام ابْن تَيْمِية فِي كِتَابه اقْتِضَاء الصِّرَاط الْمُسْتَقيم مُخَالفَة أَصْحَاب الحجيم فِي أَوَائِله أثْنَاء كَلَام وَنَصه بل قد تَوَاتر عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ وَذكر الحَدِيث وَكَذَلِكَ نَص على تواتره الكتاني فِي النّظم المتناثر والْحَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَاحْمَدْ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَغَيرهم وَلَقَد ثَبت عَن أهل الْعلم أَن المُرَاد بِهَذِهِ الطَّائِفَة هم أهل الحَدِيث مِنْهُم عبد الله بن الْمُبَارك قَالَ هم عِنْدِي أَصْحَاب لحَدِيث وعَلى بن الْمَدِينِيّ قَالَ هم أَصْحَاب الحَدِيث وَأحمد بن حَنْبَل قَالَ إِن لم تكن هَذِه الطَّائِفَة المنصورة أصَاب الحَدِيث فَلَا ادري من هم وَأحمد بن سِنَان الثِّقَة الْحَافِظ روى الْخَطِيب عَن ابي حَاتِم قَالَ سَمِعت احْمَد بن سِنَان وَذكر الحَدِيث فَقَالَ هم أهل الْعلم وَأَصْحَاب الْأَثر وَالْبُخَارِيّ روى الْخَطِيب عَن اسحاق بن احْمَد قَالَ ثَنَا مُحَمَّد بن اسماعيل البُخَارِيّ وَذكر الحَدِيث فَقَالَ البُخَارِيّ يَعْنِي أَصْحَاب الحَدِيث وَقَالَ فِي

صَحِيحه وَقد علق الحَدِيث وَجعله بَابا وهم اهل الْعلم وَلَا مُنَافَاة بَينه وَبَين مَا قبله كَمَا هُوَ ظَاهر لِأَن أهل الْعلم هم أهل الحَدِيث وَكلما كَانَ الْمَرْء أعلم بِالْحَدِيثِ كَانَ أعلم فِي الْعلم مِمَّن هُوَ دونه فِي الحَدِيث كَمَا لَا يخفى وَقَالَ فِي كِتَابه خلق أَفعَال الْعباد وَقد ذكر بِسَنَدِهِ حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي قَوْله تَعَالَى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ امة وسطا لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس قَالَ البُخَارِيّ هم الطَّائِفَة الَّتِي قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ واله وَسلم فَذكر الحَدِيث قَالَ الشَّيْخ الالباني حفظه الله فِي الصَّحِيحَة وَقد يستغرب بعض النَّاس تَفْسِير هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة للطائفة الظَّاهِرَة والفرقة النَّاجِية بِأَنَّهُم أهل الحَدِيث وَلَا غرابة فِي ذَلِك إِذا تذكرنا مَا يَأْتِي أَولا إِن اهل الحَدِيث هم بِحكم اختاصهم فِي دراسة السّنة وَمَا يتَعَلَّق من معرفَة تراجم الروَاة وَعلل الحَدِيث وطرقه أعلم النَّاس قاطبة بِسنة نَبِيّهم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهدية وأخلاقه وغزواته وَمَا يتَّصل بِهِ ثَانِيًا إِن الْأمة قد انقسمت إِلَى فرق ومذاهب لم تكن فِي الْقرن الاول وَلكُل مَذْهَب أُصُوله وفروعه وَأَحَادِيثه الَّتِي يسْتَدلّ بهَا ويعتمد عَلَيْهَا وَإِن المتمذهب بِوَاحِد مِنْهَا يتعصب لَهُ ويتمسك بِكُل مَا فِيهِ دون أَن يلْتَفت إِلَى الْمذَاهب الاخرى وَينظر لَعَلَّه يحد فِيهَا من الاحاديث مَا لَا يجده فِي مذْهبه الَّذِي قَلّدهُ فَإِن من الثَّابِت لَدَى أهل الْعلم أَن فِي كل مَذْهَب من السّنة والاحاديث مَا لَا يُوجد فِي الْمَذْهَب الاخر فالمتمسك بِالْمذهبِ الْوَاحِد يضل وَلَا بُد عَن قسم عَظِيم من السّنة المحفوظة لَدَى الْمذَاهب الاخرى وَلَيْسَ على هَذَا أهل الحَدِيث فَإِنَّهُم يَأْخُذُونَ بِكُل حَدِيث صَحَّ إِسْنَاده فِي أَي مَذْهَب كَانَ وَمن أَي طَائِفَة كَانَ رَاوِيه مَا دَامَ أَنه مُسلم ثِقَة حَتَّى لَو كَانَ سيعيا اَوْ قدريا اَوْ خارجيا فضلا

عَن أَن يكون حنفيا أَو مالكيا اَوْ غير ذَلِك وَقد صرح بِهَذَا الامام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ حِين خَاطب الامام احْمَد بقوله أَنْتُم أعلم بِالْحَدِيثِ مني فَإِذا جَاءَكُم الحَدِيث صَحِيحا فَأَخْبرنِي بِهِ حَتَّى اذْهَبْ اليه سَوَاء كَانَ حجازيا أم كوفيا أم مصريا فَأهل الحَدِيث حشرنا الله مَعَهم لَا يتعصبون لقَوْل شخص معِين مهما علا وسما حاشا مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخِلَاف غَيرهم مِمَّن لَا ينتمي إِلَى الحَدِيث وَالْعَمَل بِهِ فَإِنَّهُم يتعصبون لاقوال ائمتهم وَقد نهوهم عَن ذَلِك كَمَا يتعصب أهل الحَدِيث لاقوال نَبِيّهم فَلَا عجب بعد هَذَا الْبَيَان أَن يكون أهل الحَدِيث هم الطَّائِفَة الظَّاهِرَة والفرقة النَّاجِية بل وَالْأمة الْوسط الشُّهَدَاء على الْخلق اهـ وَقَالَ الْخَطِيب فِي مُقَدّمَة الْكِفَايَة مُنْكرا على أهل الرَّأْي منتتصرا لأهل الحَدِيث أخبرنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن عمر بن جَعْفَر الخرقى أَنا احْمَد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن سلم الختلى قَالَ حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس احْمَد بن عَليّ الْأَبَّار قَالَ رَأَيْت بالأهواز رجلا حف شَاربه وَأَظنهُ قد اشْترى كتبا وتعبأ للفتيا فَذكر أَصْحَاب الحَدِيث فَقَالَ لَيْسُوا بِشَيْء وَلَيْسَ يسوون شَيْئا فَقلت لَهُ أَنْت لَا تحسن تصلى قَالَ أَنا فَقلت نعم قلت إيش تحفظ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا افتتحت الصَّلَاة وَرفعت يَديك فَسكت فَقلت وإيش تحفظ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ

وَسلم إِذا وضعت يَديك على ركبتيك فَسكت قلت إيش تحفظ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سجدت فَسكت قلت مَالك لَا تَتَكَلَّم ألم أقل لَك إِنَّك لَا تحسن تصلى انما قيل لَك تصلى الْغَدَاة رَكْعَتَيْنِ وَالظّهْر أَرْبعا فَالْزَمْ ذَا خير لَك من أَن تذكر أَصْحَاب الحَدِيث فلست بِشَيْء وَلَا تحسن شَيْئا ثمَّ قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي أهل الحَدِيث وَأما الْمُحَقِّقُونَ فِيهِ المتخصصون بِهِ فهم الْأَئِمَّة الْعلمَاء والسادة الْفُقَهَاء أهل الْفضل والفضيلة والمرتبة الرفيعة حفظوا على الْأمة احكام الرَّسُول وأخبروا عَن أنباء التَّنْزِيل وأثبتوا ناسخه ومنسوخه وميزوا محكمَة ومتشابهه ودونوا أَقْوَال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأفعاله وضبطوا على اخْتِلَاف الْأُمُور أَحْوَاله فِي يقظته ومنامه وتعوده وقيامه وملبسه ومركبه ومأكله ومشربه حَتَّى القلامة من ظفرة مَا كَانَ يصنع بهَا والنخامة من فِيهِ كَيفَ كَانَ يلفظها وَقَوله عِنْد كل فعل يحدثه ولدى كل موقف يشهده تَعْظِيمًا لقدرة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعْرِفَة بشرف مَا ذكر عَنهُ وعزى اليه وحفظوا مَنَاقِب صحابته وماثر عشيرته وَجَاءُوا بسير الانبياء ومقامات الاولياء وَاخْتِلَاف الْفُقَهَاء وَلَوْلَا عناية اصحاب الحَدِيث يضْبط السّنَن وَجَمعهَا واستنباطها من معادنها وَالنَّظَر فِي طرقها لبطلت الشَّرِيعَة وتعطلت احكامها إِذْ كَانَت مستخرجة من الاثار المحفوظة ومستفادة من السّنَن المنقولة فَمن عرف لِلْإِسْلَامِ حَقه وَأوجب للدّين حرمته أكبر أَن يحتقر من عظم الله شَأْنه وَأَعْلَى مَكَانَهُ وَأظْهر حجَّته وَأَبَان فضيلته وَلم يرتق بطعنه الى حزب الرَّسُول وَاتِّبَاع الْوَحْي واوعية الدّين وخزنى الْعلم الَّذين ذكرهم الله تَعَالَى فِي كِتَابه فَقَالَ وَالَّذين اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَان رَضِي الله عَنْهُم رَضوا عَنهُ وَكفى الْمُحدث

شرفا أَن يكون اسْمه مَقْرُونا باسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكره مُتَّصِلا بِذكرِهِ ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء وَالله ذُو الْفضل الْعَظِيم اهـ وَقَالَ رَحمَه الله تَعَالَى فِي مُقَدّمَة كتاب شرف أَصْحَاب الحَدِيث لِأَن الحَدِيث يشْتَمل على معرفَة أصُول التَّوْحِيد وَبَيَان مَا جَاءَ من وُجُوه الْوَعْد والوعيد وصفات رب الْعَالمين تَعَالَى عَن مقالات الْمُلْحِدِينَ والإخبار عَن صفة الْجنَّة وَالنَّار وَمَا إعد صفة الْجنَّة وَالنَّار وَمَا أعد الله فيهمَا لِلْمُتقين والفجار وَمَا خلق الله فِي الْأَرْضين وَالسَّمَاوَات وصنوف الْعَجَائِب وعظيم الايات وَذكر الْمَلَائِكَة المقربين ونعت الصافين والمسبحين وَفِي الحَدِيث قصَص الْأَنْبِيَاء وأخبار الزهاد والاولياء ومواعظ البلغاء وَكَلَام الْفُقَهَاء وسير مُلُوك الْعَرَب والعجم واقاصيص الْمُتَقَدِّمين من الْأُمَم وَشرح مغازي الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسراياه وَجعل احكامه وقضاياه وخطبه وعظاته واعلامه ومعجزاته وعدة ازواجه واولاده واصهاره واصحابه وَذكر فضائلهم وماثرهم وَشرح اخبارهم ومناقبهم ومبلغ اعمارهم وَبَيَان انسابهم وَفِيه تَفْسِير الْقرَان الْعَظِيم وَمَا فِيهِ من النبأ وَالذكر الْحَكِيم وأقاويل الصَّحَابَة فِي الاحكام المحفوظة عَنْهُم وَتَسْمِيَة من ذهب الى قَول كل وَاحِد مِنْهُم من الْأَئِمَّة الخالفين وَالْفُقَهَاء الْمُجْتَهدين وَقد جعل الله اهله اركان الشَّرِيعَة وَهدم بهم كل بِدعَة شنيعة فهم أُمَنَاء الله فِي خليقته والواسطة بَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمته والمجتهدون فِي حفظ مِلَّته أنوارهم زاهرة وفضائلهم سائرة واياتهم باهرة ومذاهبهم ظَاهِرَة وحججهم قاهرة وكل فِئَة تتحيز الى هوى ترجع اليه وتستحسن رَأيا تعكف عَلَيْهِ سوى أَصْحَاب الحَدِيث فَإِن الْكتاب عدتهمْ وَالسّنة حجتهم وَالرَّسُول فئتهم وَإِلَيْهِ نسبتهم لَا يعرجون على الاهواء وَلَا يلتفتون إِلَى

الاراء يقبل مِنْهُم مَا رووا عَن الرَّسُول وهم المأمونون عَلَيْهِ الْعُدُول حفظَة الدّين وخزنته وأوعية الْعلم وَحَمَلته إِذا اخْتلف فِي حَدِيث كَا اليهم الرُّجُوع فَمَا حكمُوا بِهِ بهو المقبول المسموع مِنْهُم كل عَالم فَقِيه وامام رفيع نبيه وزاهد فِي قَبيلَة ومخصوص بفضليه وقارىء متقن وخطيب محسن وهم الْجُمْهُور الْعَظِيم وسبيلهم السَّبِيل الْمُسْتَقيم وكل مُبْتَدع باعتقادهم يتظاهر وعللا الافصاح بِغَيْر مذاهبهم لَا يتجاسر من كادهم قصمه الله وَمن عاندهم خذله الله لَا يضرهم من خذلهم وَلَا يفلح من اعتزلهم المحتاط لدينِهِ الى ارشادهم فَقير ويصر النَّاظر بالسوء اليهم حسير وَإِن الله على نَصرهم لقدير اهـ

فصل طالب العلم

فصل طَالب الْعلم يَقُول الشَّاعِر: رَأَيْت الْعلم صَاحبه شرِيف ... وَإِن وَلدته اباء لئام وَلَيْسَ يزَال يرفعهُ إِلَى أَن ... يعظم قدره الْقَوْم الْكِرَام ويتبعونه فِي كل أَمر ... كرَاع الضَّأْن تتبعه السوام وَيحمل قَوْله فِي كل أفق ... وَمن يَك عَالما فَهُوَ الامام فلولا الْعلم مَا سعدت نفوس ... وَلَا عرف الْحَلَال وَلَا الْحَرَام فبالعلم النجَاة من المخازي ... وبالجهل المذلة والرغام هُوَ الْهَادِي الدَّلِيل إِلَى الْمَعَالِي ... ومصباح يضيء بِهِ الظلام كَذَاك عَن الرَّسُول اتى عَلَيْهِ ... من الله التَّحِيَّة وَالسَّلَام وَقَالَ بعض السّلف فِي قَوْله تَعَالَى يَوْم نَدْعُو كل أنَاس بإمامهم هَذَا أكبر شرف لأَصْحَاب الحَدِيث لِأَن امامهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَكْفِي فِي بَيَان فضل أهل الحَدِيث أَنهم اكثر النَّاس حظا من فضل الصَّلَاة على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُم يخلدُونَ ذكره فِي كِتَابهمْ ويجددون الصَّلَاة وَالتَّسْلِيم عَلَيْهِ فِي مُعظم الْأَوْقَات فِي مجَالِس مذكراتهم ودروسهم فهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى الْفرْقَة النَّاجِية جعلنَا الله مِنْهُم وحشرنا فِي زمرتهم فَكفى خَادِم الحَدِيث فضلا دُخُوله فِي دَعوته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيْثُ قَالَ نضر الله امرا سمع مَقَالَتي فحفظها ووعاها وأدها وَهُوَ حَدِيث متواتر روى بالفاظ مُخْتَلفَة مُتَقَارِبَة وَقد نَص على تواتره غير وَاحِد من الْعلمَاء وَهُوَ مخرج عِنْدِي فِي تحقيقي لرسائل ابْن عَتيق يسر الله طبعها وانتشارها

قَالَ القارى خص مبلغ الحَدِيث كَمَا سَمعه بِهَذَا الدُّعَاء لِأَنَّهُ سعى فِي نضارة الْعلم وتجديد السّنة فجازاه بِالدُّعَاءِ بِمَا يُنَاسب حَاله وَهَذَا يدل على شرف الحَدِيث وفضله ودرجة طلابه حَيْثُ خصهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِدُعَاء لم يُشْرك فِيهِ أحد من الامة وَلَو لم يكن فِي طلب الحَدِيث وَحفظه وتبليغه فَائِدَة سوى أَن يَسْتَفِيد بركَة هَذِه الدعْوَة الْمُبَارَكَة لكفى ذَلِك فَائِدَة وَغنما وَجل فِي الدَّاريْنِ حظا وقسما انْتهى قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة لَيْسَ من أهل الحَدِيث أحد إِلَّا وَفِي وَجهه نَضرة لهَذَا الحَدِيث وَقَالَ القَاضِي ابو بكر بن الْعَرَبِيّ وَقَالَ عُلَمَاء الحَدِيث مَا من رجل يطْلب الحَدِيث الا كَانَ على وجهة نَضرة لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نضر الله امْرَءًا سمع مَقَالَتي فرعاها فأداها كَمَا سَمعهَا الحَدِيث قَالَ وَهَذَا دُعَاء مِنْهُ عَلَيْهِ السَّلَام لحملة علمه وَلَا بُد بِفضل الله تَعَالَى من نيل بركته انْتهى والى هَذِه النضرة أَشَارَ أَبُو الْعَبَّاس العزفي بقوله أهل الحَدِيث عِصَابَة الْحق ... فازوا بدعوة سيد الْخلق فوجوههم زهر منضرة ... لألاؤها كتألق السبرق يَا لَيْتَني مَعَهم فيدركني ... مَا ادركوه بهَا من السَّبق وَكَانَ الامام الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى يَقُول لَوْلَا اهل المحابر لخطبت الزَّنَادِقَة على المنابر وَقَالَ ايضا أهل الحَدِيث فِي كل زمَان كالصحابة فِي زمانهم

وَقَالَ أَيْضا إِذا رَأَيْت صَاحب حَدِيث فَكَأَنِّي رَأَيْت احدا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ احْمَد بن سُرَيج يَقُول أهل الحَدِيث أعظم دَرَجَة من الْفُقَهَاء لاعتنائهم بضبط الاصول وَكَانَ ابو بكر بن عَيَّاش يَقُول أهل الحَدِيث فِي كل زمَان كَأَهل الْإِسْلَام مَعَ الاهل الاديان وَكَانَ الاعمش يَقُول عَلَيْكُم بملازمة السّنة وعلموها للاطفال فَإِنَّهُم يحفظون على النَّاس دينهم إِذا جَاءَ وقتهم وَكَانَ وَكِيع يَقُول عَلَيْكُم بِاتِّبَاع الائمة الْمُجْتَهدين والمحدثين فَإِنَّهُم يَكْتُبُونَ مَا لَهُم وَمَا عَلَيْهِم بِخِلَاف أهل الْأَهْوَاء والرأى فَإِنَّهُم لَا يكتون قطّ مَا عَلَيْهِم وَكَانَ الشّعبِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي يُزْجَرَانِ كل من رأياه يتدين بِالرَّأْيِ وينشدان دين النَّبِي مُحَمَّد أَخْبَار ... نعم المطية للفتى الاثار لَا ترغبن عَن الحَدِيث وَأَهله ... فالرأى ليل والْحَدِيث نَهَار وَكَانَ مُجَاهِد يَقُول لاصحابه لَا تكْتبُوا عَنى كل مَا افتت بِهِ وانما يكْتب الحَدِيث وَلَعَلَّ كل شَيْء افتيتكم بِهِ الْيَوْم أرجع عَنهُ غَدا وَكَانَ ابو عَاصِم يَقُول اذا تبحر الرجل فِي الحَدِيث كَانَ النَّاس عِنْده كالبقر وَقَالَ الزُّهْرِيّ لَا يطْلب الحَدِيث من الرِّجَال الا ذكرانها وَلَا يزهد فِيهِ الا اناثها وَفِي غير هَذِه الرِّوَايَة الحَدِيث ذكر يُحِبهُ ذُكُور الرِّجَال وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ مَا شَيْء اخوف عِنْدِي من الحَدِيث وَلَا شَيْء أفضل مِنْهُ لمن اراد بِهِ مَا عِنْد الله

وَجَاء عَن الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَغَيرهم مثل ذَلِك فَكَانَ الامام ابو حنيفَة يَقُول اياكم وَالْقَوْل فِي دين الله تَعَالَى بِالرَّأْيِ عَلَيْكُم بِاتِّبَاع السّنة فَمن خرج عَنْهَا ضل وَدخل عَلَيْهِ مرّة رجل من أهل الْكُوفَة والْحَدِيث يقْرَأ عِنْده فَقَالَ الرجل دَعونَا من هَذِه الاحاديث فزجره أَبُو حنيفَة أَشد الزّجر وَقَالَ لَهُ لَوْلَا السّنة مَا فهم اُحْدُ منا الْقرَان وَقيل لَهُ مرّة قد ترك النَّاس الْعَمَل بِالْحَدِيثِ واقبلوا على سَمَاعه فَقَالَ نفس سماعهم للْحَدِيث عمل بِهِ وكا ن يَقُول لم تزل النَّاس فِي صَلَاح مَا دَامَ فيهم من يطْلب الحَدِيث فَإِذا طلبُوا الْعلم بِلَا حَدِيث فسدوا وَجَاء فِي حَاشِيَة ابْن عابدين فِي رِسَالَة رسم الْمُفْتِي وَفِي ايقاظ الهمم للفلاني وَنقل ابْن عابدين عَن شرح الْهِدَايَة لِابْنِ الشّحْنَة الْكَبِير شيخ ابْن الْهمام مَا نَصه إِذا صَحَّ الحَدِيث وَكَانَ على خلاف الْمَذْهَب عمل بِالْحَدِيثِ وَيكون ذَلِك مذْهبه وَلَا يخرج مقلده عَن كَونه حنفيا بِالْعَمَلِ بِهِ فقد سح عَن ابي حنيفَة انه قَالَ إِذا صَحَّ الحَدِيث فَهُوَ مذهبي وَقد حكى ذَلِك الامام ابْن عبد الْبر عَن ابي حنيفَة وَغَيره من الْأَئِمَّة وَأما الامام مَالك رَحمَه الله فَقَالَ إِنَّمَا أَنا بشر اخطىء وَأُصِيب فانظروا فِي رأيى فَكل مَا وَافق الْكتاب وَالسّنة فَخُذُوهُ وكل مَا لم يُوَافق الْكتاب وَالسّنة فاتركوه وَقد اشْتهر عِنْد الْمُتَأَخِّرين قَول الامام مَالك لَيْسَ أحد بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا وَيُؤْخَذ من قَوْله وَيتْرك الا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد صحّح هَذَا

القَوْل عَنهُ ابْن عبد الْهَادِي فِي ارشاد السالك وَرَوَاهُ ابْن عبد الْبر فِي الْجَامِع وَابْن حزم فِي اصول الاحكام من قَول الحكم بن عتيبة وَمُجاهد وَأوردهُ السُّبْكِيّ فِي الفتاوي من قَول ابْن عَبَّاس مُتَعَجِّبا من حسنه ثمَّ قَالَ وَأخذ هَذِه الْكَلِمَة من ابْن عَبَّاس مُجَاهِد واخذها مِنْهُمَا مَالك واشتهرت عَنهُ اهـ ثمَّ اخذها عَنْهُم الامام احْمَد بعد ذَلِك وَأما الامام الشَّافِعِي رَحمَه الله فالنقول عَنهُ فِي ذَلِك اكثر وَأطيب وَأَتْبَاعه اكثر عملا بهَا وأسعد فَمِنْهَا مَا روى الْحَاكِم والبيعقي عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول إِذا سح الحَدِيث فَهُوَ مذهبي قَالَ ابو حزم أَي صَحَّ عِنْده اَوْ عِنْد غَيره من الْأَئِمَّة وَفِي رِوَايَة اخرى إِذا رَأَيْتُمْ كَلَامي يُخَالف كَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاعملوا بِكَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واضربوا بكلامي الْحَائِط وروى عَنهُ أَنه قَالَ إِذا رَأَيْتُمُونِي اقول قولا وَقد صَحَّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خِلَافه فاعلموا أَن عَقْلِي قد ذهبوروى الْبَيْهَقِيّ عَن الامام احْمَد أَنه كَانَ إِذا سُئِلَ عَن مَسْأَلَة يَقُول أَو لأحد كَلَام مر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يتبرأ كثيرا من رأى الرِّجَال وَيَقُول لَا ترى احدا ينظر فِي كتب الرَّأْي غَالِبا إِلَّا وَفِي قلبه دخل وَكَانَ وَلَده عبد الله يَقُول سَأَلت الامام احْمَد عَن الرجل يكون فِي بلد لَا يجد فِيهَا الا صَاحب حَدِيث لَا يعرف صَحِيحه من سقيمه وَصَاحب رأى فَمن يسْأَل مِنْهُمَا عَن دينه فَقَالَ يسْأَل صَاحب الحَدِيث وَلَا يسْأَل صَاحب الرأى وَنقل ابْن الْقيم عَنهُ قَوْله لَا تقلدني وَلَا تقلد مَالِكًا وَلَا الشَّافِعِي وَلَا الاوزاعي وَلَا الثَّوْريّ وَخذ من حَيْثُ اخذوا اهـ

فطوبى لمن جد فِيهِ وَحصل مِنْهُ على تنويه يملك من الْعُلُوم النواصي وَيقرب من اطرافها الْبعيد القاصي وَمن لم يرضع من دره وَلم يخض فِي بحره وَلم يقتطف من زهره ثمَّ تعرض الْكَلَام فِي الْمسَائِل والاحكام فقد جَار فِيمَا حكم وَقَالَ على الله تَعَالَى مَا لم يعلم كَيفَ وَهُوَ كَلَام رَسُول الله صلى الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالرَّسُول اشرف الْخلق كلهم اجمعين وَقد اوتى جَوَامِع الْكَلم وسواطع الحكم من عِنْد رب الْعَالمين فَكَلَامه اشرف الْكَلم وأفضلها واجمع الحكم واكملها

أثر لطيف رواه القاضي عياض

أثر لطيف رَوَاهُ القَاضِي عِيَاض (ص 29) من الالماع بِسَنَد فِيهِ أَبُو عصمَة نوح ابْن نصر وَكَذَلِكَ المقرى (1622) من نفح الطّيب والقسطلاني فِي مُقَدّمَة فِي توضيح مُقَدّمَة الْقُسْطَلَانِيّ (ص 87) وَرَوَاهُ السُّيُوطِيّ فِي تدريب الرَّاوِي (2156 و 157 و 158) بِسَنَد اخر ظَاهِرَة الصِّحَّة وَالله اعْلَم ثنتاهم اي الطَّرِيقَيْنِ قَالَا سمعنَا أباذر عمار بن مُحَمَّد بن مخلد التَّمِيمِي يَقُول سَمِعت أَبَا المظفر مُحَمَّد بن احْمَد بن حَامِد البُخَارِيّ يَقُول لما عزل أَبُو الْعَبَّاس الْوَلِيد بن ابراهيم بن زيد الْهَمدَانِي عَن قَضَاء الرىء ورد بخاري لتجديد مَوَدَّة كَانَت بَيِّنَة وَبَين ابي الْفضل البلعمي فَنزل فِي جوارنا فَحَمَلَنِي معلمى ابو ابراهيم اسحاق بن ابراهيم الْخُتلِي اليه وَقَالَ لَهُ اسألك أَن تحدث هَذَا الصَّبِي بِمَا سَمِعت من مشايخك فَقَالَ مَا لي سَماع قَالَ فَكيف وَأَنت فَقِيه فَمَا هَذَا

قَالَ لِأَنِّي لما بلغت مبلغ الرِّجَال تاقت نَفسِي الى معرفَة الحَدِيث وَمَعْرِفَة الرِّجَال ودارية الاخبار وسماعها فقصدت مُحَمَّد بن اسماعيل البُخَارِيّ ببخارى صَاحب التَّارِيخ والمنظور اليه فِي معرفَة الحَدِيث واعلمته مرادى وَسَأَلته الاقبال على فِي ذَلِك فَقَالَ لي يَا بني لَا تدخل فِي أَمر الا بعد معرفَة حُدُوده وَالْوُقُوف على مقاديره فَقلت لَهُ عرفني رَحِمك الله حُدُود مَا قصدتك لَهُ ومقادير مَا سَأَلتك عَنهُ فَقَالَ لي اعْلَم أَن الرجل لَا يصير مُحدثا كَامِلا فِي حَدِيثه إِلَّا بعد أَن يكْتب أَرْبعا من ارْبَعْ كأربع مثل ارْبَعْ فِي ارْبَعْ عِنْد ارْبَعْ بِأَرْبَع على أَربع عَن أَربع لأَرْبَع وكل هَذِه الرباعيات مر أَربع فَإِذا تمت لَهُ كلهَا هان عَلَيْهِ ارْبَعْ وابتلى بِأَرْبَع فَإِذا صَبر على ذَلِك اكرمه الله فِي الدُّنْيَا بِأَرْبَع وأثابه فِي الاخرة بِأَرْبَع قلت لَهُ فسر لي رَحِمك الله مَا ذكرت من احوال هَذِه الرباعيات من قلب صَاف بشرح كَاف وَبَيَان شاف طلبا لِلْأجرِ الوافى فَقَالَ نعم أما الْأَرْبَعَة الَّتِي تحْتَاج الى كتبتها هِيَ 1 - أَخْبَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وشرائعه 2 - وَالصَّحَابَة ومقاديرهم 3 - وَالتَّابِعِينَ واحوالهم 4 - وَسَائِر الْعلمَاء وتواريخهم

(مَعَ أَربع) مَعَ أَسمَاء رِجَالهمْ وَكُنَاهُمْ وأمكنتهم وأزمنتهم (كأربع) كالتحميد مَعَ الْخطب وَالدُّعَاء مَعَ الترسل والبسملة مَعَ السُّورَة وَالتَّكْبِير مَعَ الصَّلَوَات (مثل أَربع) مثل المسندات والمرسلات والموقوفات والمقطوعات (فِي ارْبَعْ) فِي صغره وَفِي إِدْرَاكه وَفِي شبابه وَفِي كهولته (عِنْد ارْبَعْ) عِنْد فَرَاغه وَعند شغله وَعند فقرة وَعند غناهُ بِأَرْبَع بالجبال والبحار والبلدان والبراري (على ارْبَعْ) على الاحجار والاصداف والجلود والاكتاف الى الْوَقْت الَّذِي يُمكنهُ نقلهَا الى الاوراق عَن ارْبَعْ عَمَّن هُوَ فَوْقه وَعَمن هُوَ مثله وَعَمن هُوَ دونه وَعَن كتاب ابيه يتَيَقَّن أَنه بِخَط أَبِيه دون غَيره (لأَرْبَع)

لوجه الله تَعَالَى طَالبا لمرضاته وَالْعَمَل بِمَا وَافق كتاب الله تَعَالَى مِنْهَا ونشرها بَين طالبيها ومحبيها والتأليف فِي احباء ذكره بعده ثمَّ لَا تتمّ لَهُ هَذِه الاشياء الا بِأَرْبَع من كسب العَبْد معرفَة الْكِتَابَة واللغة وَالصرْف والنحو مَعَ ارْبَعْ عَن من عَطاء الله تَعَالَى الصِّحَّة وَالْقُدْرَة والحرص وَالْحِفْظ فإاذا تمت لَهُ هَذِه الاشياء هان عَلَيْهِ ارْبَعْ الْأَهْل وَالْولد وَالْمَال والوطن وابتلى بِأَرْبَع شماتة الاعداء وملامة الاصدقاء وَطعن الجهلاء وحسد الْعلمَاء فإاذا صَبر على هَذِه المحن اكرمه الله تَعَالَى فِي الدُّنْيَا بِأَرْبَع بعز القناعة وبهيبة الْيَقِين وبلذة الْعلم وبحياة الْأَبَد وأثابه فِي الاخرة بِأَرْبَع بالشافعة لمن أَرَادَ من اخوته وبظل الْعَرْش يَوْم لَا ظلّ الا ظله وبسقى من أَرَادَ من حَوْض مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبجوار النَّبِيين فِي اعلى عليين فِي الْجنَّة فقد اعلمتك يَا بني بمجملات جَمِيع مَا اكنت سمعته من مشايخي مُتَفَرقًا فِي هَذَا الْبَاب فَأقبل الان على قصدتني لَهُ أَو دع

ترجمة الحافظ اللوبدي كاتب المخطوطة

تَرْجَمَة الْحَافِظ اللوبدي كَاتب المخطوطة احْمَد بن خَلِيل بن احْمَد بن ابراهيم بن ابي بكر الشهَاب الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي سبط الْجمال يُوسُف بن مُحَمَّد بن احْمَد الحجيني اُحْدُ المسندين الاتى فِي مَحَله وَيعرف بِابْن اللبودي وَابْن عرعر وَلكنه بالاولى اشهر ولد فِي سَابِع عشر شعْبَان سنة اربر وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة قاسيون من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقرَان وكتبا واشتغل فِي فنون وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه الْبَدْر بن قَاض شُهْبَة والزين عبد الرَّحْمَن بن النشاوى وَفِي الْعَرَبيَّة الشهَاب زيد وَطلب الحَدِيث وَتخرج بالخيضري فِيمَا قيل وَسمع على الشهَاب احْمَد بن حسن بن عبد الْهَادِي خَاتِمَة أَصْحَاب الصّلاح بن ابي عمر بِالسَّمَاعِ ومجير الدّين بن الذَّهَبِيّ واخرين اولهم مؤدبه شعْبَان بن مُحَمَّد بن جميل الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الخيضري مُعظم السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وتميز وتعافى نظم الشّعْر فبرع وتكسب بِالشَّهَادَةِ بِبَاب الْبَرِيد ولمنا دخلت دمشق بِقِرَاءَتِي على جمع من شيوخها وَكنت استفهمه عَمَّن بهَا من المسندين إِذْ ذَاك فَلَا يكَاد يفصح واوقفني على مُصَنف لَهُ جمع فِيهِ الاواخر ظريف فِي بَابه وعَلى تَارِيخه استفتحه من سنة مولده استمد فِيهِ من تَارِيخ التقى ابْن قَاضِي شُهْبَة وَغَيره وَأَظنهُ خرج الاربعين والمعجم وَكَذَا خرج الاربعين لشيخه الْبَدْر ابْن قَاضِي شُهْبَة بل ارسل الى يذكر أَنه جمع قُضَاة دمشق ثمَّ رَأَيْت نظمه فِي ذَلِك أرسل بِهِ للعز بن فَهد وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا رَأَيْت بِدِمَشْق طَالبا لهَذَا الشَّأْن غَيره وَقد كتبت من نظمه ونثره وَأكْثر الاستمداد منى على يَد صاحبنا الْبُرْهَان القادري وَمن ذَلِك الْخِصَال المستودبة للظلال وَبعد أَن فارقته حج ولقى صاحبنا ابْن فَهد وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره بعض الشَّيْء ظنا بل قَرَأَ على التقى ابْن فَهد وَكتب لَهُ وَأَنا بِمَكَّة بابلاغي سَلَامه وتعريفي بِكَثْرَة اشواقه واستمراره على نشر ألوية

الدُّعَاء وَالثنَاء وَأَنه لَوْلَا مَا يرَاهُ من استصغار نَفسه لكتب الى فَإِنَّهُ من أكبر المحبين ثمَّ أَنه كتب الى بعد ذَلِك طَائِفَة مُشْتَمِلَة على نظم ونثر وأدب كَبِير وتكررت مكاتباته الى وَفِي بَعْضهَا السُّؤَال عَن مُؤَلَّفِي فِي الرَّحْمَة وَنعم هُوَ ذكاء وفضلا وتواضعا وتوددا ولطافة وَمِمَّا كتب عَنهُ الْعِزّ بن فَهد قَوْله: قلت لوجه الحبيب يَوْمًا ... وَالْقلب قد مل مِنْهُ صجه قد كنتب تروى عَن ابْن بشر ... وَالْيَوْم تروي عَن ابْن عقده مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة قبل الْعَصْر سادس الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الاموي ثي بالجامع المظفري ثمَّ دفن بتربة الْمُوفق ابْن قدامَة عِنْد أَبِيه رَحمَه الله وإيانا اهـ من الضَّوْء اللامع قلت ذكر صَاحب ايضاح الْمكنون (1101) أَن لَهُ منظمة إِعْلَام الْأَعْلَام بِمن ولى قَضَاء الشَّام قَامَ بشرحها شمس الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن طولون الدِّمَشْقِي فِي مُجَلد

ترجمة الحافظ العراقي

تَرْجَمَة الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ اسمه ومولده ونشأته عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن ابي بكر بن ابراهيم الزين أَبُو الْفضل الْكرْدِي الرازناني الاصل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد الولى احْمَد وَجُوَيْرِية وَزَيْنَب وَيعرف بالعراقي انتاسبا لعراق الْعَرَب وَهُوَ القكر الاعم والا فَهُوَ كردِي الاصل تحول وَالِده لمصر وَهُوَ صَغِير مَعَ بعض اقربائه فاختص بالشيخ الشريف تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم بن احْمَد بن حجون القناوي

الشَّافِعِي شيخ خانقاه رسْلَان بمنشيى المهراني على شاطىء النّيل ولازم أَبوهُ خدمَة الشَّيْخ تَقِيّ وَتزَوج بِأم الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ وَهِي قرينَة صَالِحَة عابدة صابرة قانعة مجتهدة فِي انواع القربات فَولدت لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة وَسَماهُ بإسم جد الشَّيْخ تَقِيّ الْأَعْلَى توفّي وَالِده وعمره ثَلَاث سِنِين فَنَشَأَ يَتِيما وَكَانَ كثير التَّرَدُّد على صديق وَالِده الشَّيْخ تقى فيحنو ويعطف عَلَيْهِ ويكرمه واتجهت همته لحفظ الْقرَان فحفظه وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين واشتغل بِعلم الْقرَاءَات والعربية فَأخذ ذَلِك عَن جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ نَاصِر الدّين مَحْمُود بن شَمْعُون وانهمك انهما مَا بَينا فِي الْقرَاءَات فَنَهَاهُ عَن ذَلِك القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة قَائِلا لَهُ أَنه علم كثير التَّعَب قَلِيل الجدوى وَأَشَارَ اليه بالاشتغال بِعلم الحَدِيث لما رأى من قُوَّة ذكائه وتوقد ذهنه رحلاته قَامَ برحلة الى دمشق وَسمع عَن علمائها مِنْهُم تقى الدّين السُّبْكِيّ وَمُحَمّد ابْن اسماعيل الْحَمَوِيّ وارتحل الى حلب وحماة وَسمع من جمَاعَة من علمائهما والى طرابلس وبعلبك وغزة وَبَيت الْمُقَدّس وَمَكَّة وَالْمَدينَة شرفهما الله وَسمع عَن عدد كَبِير من عُلَمَاء هَذِه الْبلدَانِ الَّتِي جال فِيهَا وَمن وَقت أَن ارتحل الى الشَّام فِي سنة ارقع وَخمسين وَسَبْعمائة مكث مُدَّة لَا تَخْلُو لَهُ سنة فِي الْغَالِب من الرحلة فِي الْحَج أَو طلب الحَدِيث وَفِي مُدَّة اقامته فِي وكنه لم يكن لَهُ هم سوى السماع والتصنيف والافادة فتوغل فِي ذَلِك حَتَّى أَن غَالب اوقاته اَوْ جَمِيعهَا لَا يصرفهَا فِي غير

الِاشْتِغَال فِي الْعُلُوم وَكَانَ لَهُ ذكاء مفرط وَسُرْعَة حافظة من الالمام اربعمائة سطر فِي يَوْم وَاحِد شُيُوخه أحضرهُ أَبوهُ الى الشَّيْخ الشريف تقى الدّين مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم بن احْمَد بن حجون القناوي الشَّافِعِي شيخ خانقاه رسْلَان بمنشية المهراني على شاطىء النّيل بِمصْر وَسمع فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ من الامير سنجر الجاولي وَالْقَاضِي تقى الدّين الاخنائي الْمَالِكِي وَسمع من ابْن شَاهد الْجَيْش وَابْن عبد الْهَادِي وَحفظ الْقرَان وَهُوَ ابْن ثَمَان والتنبيه وَأكْثر الْحَاوِي وَكَانَ رام حفظه جَمِيعه فِي شهر فمل بعد اثْنَي عشر يَوْمًا وعد ذَلِك فِي كرامات الْبُرْهَان الرَّشِيدِيّ فَإِنَّهُ لما استشاره فِيهِ قَالَ إِنَّه غير مُمكن فَقَالَ لَا بُد لي مِنْهُ فَقَالَ افْعَل مَا بدالك وَلَكِنَّك لَا تتمه وَكَذَا حفظ الالمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَمن شُيُوخه أَيْضا الْحَافِظ عماد الدّين ابْن كثير صَاحب التَّفْسِير وَحمد بن مُوسَى الشقراوي وَعبد الله بن مُحَمَّد بن المهندس وَابْن قيم الضيائية عبد الله بن مُحَمَّد بن ابراهيم الْمَقْدِسِي وَأَبُو بكر بن عبد الْعَزِيز بن احْمَد بن رَمَضَان وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الْحَرَّانِي ثلامذته انْفَرد الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ فِي عصره بالاملاء فقصده لأجل ذَلِك وَلغيره النَّاس

من أقطار الْعَالم الاسلامي للسماع عَلَيْهِ والاخذ عَنهُ فَأخذ عَنهُ الجم الْغَفِير وَالْعدَد الْكثير حَتَّى أَن بعض شُيُوخه كَانَ يَأْخُذ عَنهُ فَمنهمْ وَلَده قَاضِي الْقُضَاة أَبُو زرْعَة ولى الدّين الْعِرَاقِيّ وَمِنْهُم الْحَافِظ الامام احْمَد بن عَليّ بن حجر الْعَسْقَلَانِي لَازمه عشر سِنِين وَمِنْهُم الْحَافِظ نور الدّين ابو بكر الهيثمي لَازمه اكثر حَيَاته صِفَاته وثناء الْعلمَاء عَلَيْهِ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي إنباء الْغمر (2275) الشَّيْخ زين الدّين الْعِرَاقِيّ حَافظ الْعَصْر وَنقل السخاوي عَن الْحَافِظ ابْن حجر فِي الضَّوْء اللامع (4175) وَقَالَ فِي صدر اسئلة لَهُ سَأَلت سيجنا وقدوتنا ومعلمنا ومفيجنا ومخرجنا شيخ الاسلام اوحد الاعلام حَسَنَة الايام حَافظ الْوَقْت وَقَالَ التقى الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد كَانَ حَافِظًا متقنا عَارِفًا بفنون الحَدِيث وَالْفِقْه والعربية وَغير ذَلِك طثير الْفَضَائِل والمحاسن متواضعا ظريفا وَذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ حَافظ الديار المصرية ومدثها وشيخها وَنقل الْحَافِظ ابْن عبد الْهَادِي عَن الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين قَالَ حَافظ الْوَقْت وَقَالَ القَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة كل من يَدعِي الحَدِيث فِي الديار المصرية سواهُ فَهُوَ مُدع

قَالَ تِلْمِيذه الْحَافِظ ابْن حجر كَانَ منور الشيبة جميل الصُّورَة كثير الْوَقار نزر الْكَلَام طارحا للتكلف ضيق الْعَيْش شَدِيد التوقى فِي الطَّهَارَة لَا يعْتَمد الا على نَفسه اَوْ على الهيثمي وَكَانَ رَفِيقه وصهره لطيف المزاج سليم الصَّدْر كثير الْحيَاء قل أَن يواجه احدا بِمَا يكرههُ وَلَو أَذَاهُ متواضها منجمعا حسن النادرة والفكاهة قَالَ وَقد لازمته مُدَّة فَلم أره ترك قيام اللَّيْل بل صَار لَهُ كالمألوف وَإِذا صلى الصُّبْح اسْتمرّ غَالِبا فِي مَجْلِسه مُسْتَقْبل الْقبْلَة تاليا ذَا كرا الى أَن تطلع الشَّمْس ويتطوع بصياح ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر وَسِتَّة شَوَّال كثير التِّلَاوَة إِذا ركب وَقَالَ ابْن فَهد الْمَكِّيّ وَكَانَ رَحمَه الله صَالحا دينا ورعا عفيفا صينا متواضعا حسن النادرة والفاكهة وَكَانَ الامام جمال الدّين الاسنوي وَهُوَ من شُيُوخه يستحسن كَلَامه ويصغي اليه وَيَقُول ان ذهنه صَحِيح لَا يقبل الْخَطَأ وَكَانَ يثنى على فهمه ويمدحه بذلك وَكَانَ يحث النَّاس على الِاشْتِغَال عَلَيْهِ وعَلى كِتَابَة مؤلقاته وينقل عَنهُ فِي مصنافته وَقَالَ التقى الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد كَانَ حَافِظًا متقنا عَارِفًا بفنون الحَدِيث وَالْفِقْه والعربيى وَغير ذَلِك كثير الْفَضَائِل والمحاسن متواضعا ظريفا ومسموعاته وشيوخه فِي غَايَة الْكَثْرَة وَأخذ عَنهُ عُلَمَاء الديار المصرية وَغَيرهم وأثنوا عَلَيْهِ خيرا

وَفَاته مَاتَ الشَّيْخ رَحمَه الله تَعَالَى عقب خُرُوجه من الْحمام فِي ثامن شعْبَان وَله احدى وَثَمَانُونَ سنة وَربع سنة نَظِير عمر شيخ الاسلام سراج الدّين سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ ورثاه جمَاعَة من تلامذته مِنْهُم الْحَافِظ ابْن حجر فِي قصيدة أَطَالَ فِيهَا النَّفس مِنْهَا مصاب لم ينفس للخناق ... أصاد الدمع جَار للمافى فيا اهل الشَّام ومصر فابكوا ... على عبد الرَّحِيم بن الْعِرَاقِيّ على الحبر الَّذِي شهِدت قروم ... لَهُ بالانفراد على اتِّفَاق وَمن فتحت لَهُ قدما عُلُوم ... غَدَتْ عَن غَيره ذَات انغلاق مصنفاته 1 - إِخْبَار الاحياء بأخبار الاحياء وَهُوَ تَخْرِيجه الْكَبِير لاحياء عُلُوم الدّين الْغَزالِيّ ذكره ابْن فَهد فِي لحظ الالحاظ وَقَالَ إِنَّه فِي أَربع مجلدات 2 - الْمُغنِي عَن حمل الاسفار فِي الاسفار فِي تَخْرِيج مَا فِي الاحياء من الاخبار اخْتَصَرَهُ من اصل كِتَابه الاخبار وَهُوَ مطبوع مَعَ احياء عُلُوم الدّين 3 - الْكَشْف الْمُبين عَن تَخْرِيج احياء عُلُوم الدّين وَهُوَ سط بَين كِتَابيه اخبار الاحياء وَالْمُغني عَن حمل الاسفار 4 - إِكْمَال شرح التِّرْمِذِيّ لِابْنِ سيد النَّاس الْيَعْمرِي 5 - الدُّرَر السّنيَّة فِي نظم السِّيرَة الزكية وَهن الفية فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة طبع فِي الْقَاهِرَة ثمَّ طبع مَعَ شرح الْحَافِظ الْمَنَاوِيّ لَهَا فِي الرياض

6 - طرح التثريب فِي شرح التَّقْرِيب واكمله وَلَده الْحَافِظ ابو زرْعَة وَهُوَ مطبوع فِي اربعة مجلدات كبار 7 - التقيد والايضاح لما اطلق وأغلق فِي كتاب ابو الصّلاح 8 - ألفية الحَدِيث وَشَرحهَا فتح المغيث 9 - النكت على مُقَدّمَة ابْن الصّلاح 10 - الاحاديث المخرجة فِي الصَّحِيحَيْنِ 11 - اربعون تساعية 12 - اربعون عشارية 13 - اربعون بلدانية 14 - الاستعاذه بِالْوَاحِدِ من اقامة جمعتين فِي مَكَان وَاحِد 15 - الفية غَرِيب الْقرَان 16 - الذيل من الْكتب النافعة وَغَيرهَا من الْكتب الْكَثِيرَة النافعة

الأمالي

الأمالي قَالَ صَاحب كشف الظنون (1161) هُوَ جمع الاملاء وَهُوَ أَن يقْعد عَالم وَحَوله تلامذته بالمحابر والقراكيس فيتكلم الْعَالم بِمَا فتح الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَيْهِ من الْعلم ويكتبه التلامذة فَيصير كتابا ويسمونه الاملاء والامالى وَكَذَلِكَ كَانَ السّلف من الْفُقَهَاء والمحدثين وَأهل الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا فِي علومهم فاندرست لذهاب الْعلم وَالْعُلَمَاء والى الله الْمصير وعلماء الشَّافِعِيَّة يسمون مثله التَّعْلِيق اهـ وَقَالَ السخاوى فِي فتح المغيث (2295) يُقَال أمليت الْكتاب املاء وأمللت املالا وَجَاء الْقرَان بهما جَمِيعًا قَالَ تَعَالَى فليملل وليه فَهَذَا من أمل وَقَالَ تَعَالَى فَهِيَ تملى عَلَيْهِ فَهَذَا من املى فَيجوز أَن يكون اللفتان بِمَعْنى وَاحِد وَيجوز أَن يكون أصل أمليت أمليت فاسثقل الْجمع بَين حرفين فِي لفظ وَاحِد فأبدلوا احداهما يَاء وَكَأَنَّهُ من قَوْلهم أمْلى الله لَهُ أَي أَطَالَ عمره فَمَعْنَى أمليت الْكتاب على فلَان أطلت قراني عَلَيْهِ قَالَه النّحاس فِي صناعَة الْكتاب وَهِي طَريقَة مسلوكة فِي الْقَدِيم والْحَدِيث لَا يقوم بهَا الا أهل الْمعرفَة وَقَالَ السُّيُوطِيّ فِي الزهر (2313) جمع املاء على غير قِيَاس وَطَرِيقَة الاملاء أَعلَى وظائف حافاظ الحَدِيث وَقَالَ الكتاني فِي الرسَالَة المستطرفة (ص 159) وَمِنْهَا كتب تعرف بكتب الامالي جمع املاء وَهُوَ من وظائف الْعلمَاء قَدِيما خُصُوصا الْحفاظ من أهل الحَدِيث فِي يَوْم من أَيَّام الاسبوع يَوْم

الثُّلَاثَاء أَو يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ الْمُسْتَحبّ كَمَا يسْتَحبّ أَن يكون فِي الْمَسْجِد لِشَرَفِهِمَا وطريقهم فِيهِ أَن يكْتب المستملى فِي أول الْقَائِمَة هَذَا مجْلِس املاه شَيخنَا فلَان بِجَامِع كَذَا فِي يَوْم كَذَا وَيذكر التَّارِيخ ثمَّ يُورد المملى بأسانيده أَحَادِيث واثار ثمَّ يُفَسر غريبها ويورد من الْفَوَائِد الْمُتَعَلّقَة بهَا بِإِسْنَاد أَو بِدُونِهِ مَا يختاره ويتيسر لَهُ وَقد كَانَ هَذَا فِي الصَّدْر الاول غَالِبا كثيرا ثمَّ مَاتَت الْحفاظ وَقل الاملاء وَقد شرع الْحَافِظ السُّيُوطِيّ فِي الاملاء بِمصْر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وجدده بعد انْقِطَاعه عشْرين سنة من سنة مَاتَ الْحَافِظ ابْن حجر على مَا قَالَه فِي المزهر قلت قَالَ السُّيُوطِيّ فِي تدريب الرواوي (2139) جرت عادتنا بتخريج الاملاء وتحريره فِي كراسة ثمَّ نملى حفظا وَإِذا نجز قابله المملى مَعنا على الاصل الَّذِي حررناه وَذَلِكَ غَايَة الاتقان وَقد كَانَ الاملاء درس بعد ابْن الصّلاح الى اواخر ايام الْحَافِظ ابي الْفضل الْعِرَاقِيّ فافتتحه سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة فأملى اربعمائة مجْلِس وَبضْعَة عشر مَجْلِسا الى سنة مَوته سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة ثمَّ املى وَلَده الى أَن مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين أَكثر من ألف مجْلِس وكسرا ثمَّ أمْلى شيخ الاسلام ابْن حجر الى أَن مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين أَكثر من ألف مجْلِس ثمَّ درس تسع عشرَة سنة فافتتحه أول سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين فأمليت ثَمَانِينَ مَجْلِسا ثمَّ خمسين اخرى اهـ قَالَ قَالَ الكتاني وَكتبه كَثِيرَة مِنْهَا ثمَّ عد من أمْلى من الْحفاظ ثمَّ قَالَ وَلأبي الْفضل زين الدّين والحفاظ عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن الْعِرَاقِيّ الاثري الامام الْكَبِير حَافظ الْعَصْر وَصَاحب المصنفات البديعة فِي الحَدِيث المتوفي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَهِي تنوف عَن اربعمائة مجْلِس

قَالَ تِلْمِيذه ابْن حجر شرع فِي املاء الحَدِيث من سنة سِتّ وَتِسْعين فأحيا الله بهَا السّنة بعد أَن كَانَت دَائِرَة فأملى اكثر من ارعمائة مجْلِس غالبها من حفظَة متقنه معذبه محررة كَثِيرَة الْفَوَائِد الحديثية اهـ وَقَالَ ابْن فَهد فِي لحظ الالحاظ (ص 233) فِي الْكَلَام على الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله تَعَالَى وَشرع فِي الاملاء من سنة خمس وَتِسْعين الى أَن مَاتَ فأملى أَولا أَشْيَاء مفرقة ثمَّ على الاربعين للنواوي ثمَّ على امالي الرَّافِعِيّ ثمَّ شرع يملى من تَخْرِيج الْمُسْتَدْرك فَكتب مِنْهُ الى اثناء كتاب الصَّلَاة قَرِيبا من مُجَلد ثَلَاثمِائَة مجْلِس ومجلس وَاحِد وَذَلِكَ من أول السَّادِس عشر بعد الْمِائَة الى اخر السَّادِس عشر بعد الاربعمائة لَكِن الثَّامِن بعد الاربعمائة املاه فِيمَا يتَعَلَّق بغلاء السّعر وتغيير السِّكَّة وَغير ذَلِك مِمَّا كَانَ حدث وَذَلِكَ فِي شهر ربيع اخر سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَالثَّالِث عشر بعد املاه فِيمَا يتَعَلَّق بطول الْعُمر وختمه بقصيدة تزيد على عشْرين بَينا مِنْهَا قَوْله بلغته فِي ذَا الْيَوْم سنّ الْهَرم ... تهدم الْعُمر كسيل العرم وَالرَّابِع عشر وَالْخَامِس عشر املاهما من الاحاديث العشاريات السِّتين الَّتِي خرجها لَهُ الْحَافِظ أَبُو الْفضل بن حجر من مسموعاته صلَة للأربعين الَّتِي خرجها هُوَ لنَفسِهِ وَالسَّادِس عشر فِيمَا يتَعَلَّق بالاستسقاء خَتمه بقصيدة أَولهَا اقول لمن يشكو توقف نيلنا ... سل الله يمدده بِفضل وتأييد

واخرها وَأَنت فغفار الذُّنُوب وَسَائِر ال ... عُيُوب وكشاف الكروب إِذا ... وَفِي أثْنَاء ذَلِك استسقى بِهِ أهل الديار المصرية فصلى بهم وخطبهم بِخطْبَة بليغة ضمنهَا أَحَادِيث الْمجْلس الْمَذْكُور وَغَيرهَا فَرَأَوْا الْبركَة بعد ذَلِك من تراجع الاشياء بعد اشتدادها وَلم تطل حَيَاته بعد ذَلِك اهـ

توثيق النص

تَوْثِيق النَّص بمراجعة بسيطة لأرقام الْمجَالِس المحققة مَعَ مَا ذكر من ارقام الْمجَالِس الَّتِي املاها الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله من تَخْرِيج الْمُسْتَدْرك وتواريخ تِلْكَ الْمجَالِس نجد أَنَّهَا دَاخِلَة ضمن مجَالِس الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ أهمية الامالي تعْتَبر أَعلَى مَرَاتِب الرِّوَايَة وَأجل وظائف الْحفاظ وَقد نَص على ذَلِك العديد من الْحفاظ مِنْهُم الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ نَفسه فَقَالَ فِي ألفيته (ص 288) وأعقد للاملا مَجْلِسا فَذَاك من ... أرفع الاسماع وَالْأَخْذ ثمَّ إِن تكْثر جموع فَاتخذ مستمليا ... ومحصلا ذَا يقظة مستويا بعال أَو فقائما يتبع مَا ... يسمعهُ مبلغا اَوْ مفهما وَقَالَ رَحمَه الله فِي شرحها يسْتَحبّ للمحدث الْعَارِف أَي يعْقد مَجْلِسا لاملاء الحَدِيث فَإِنَّهُ من اعلى مَرَاتِب الاسماع والتحمل فَإِن كثر الْجمع فليتخذ مستمليا يبغ عَنهُ فقد فعل ذَلِك مَالك وَشعْبَة ووكيع وابو عَاصِم وَيزِيد بن هَارُون فِي عدد كَبِير من الْحفاظ والمحدثين فَإِن تكاثر الْجمع بِحَيْثُ لَا يَكْتَفِي بمستمل وَاحِد اتخذ مستلمين فَأكْثر وَليكن الْمُسْتَمْلِي محصلا متيقظا فهما لَا كمستملي يزِيد بن هَارُون حَيْثُ سُئِلَ يزِيد بن هَارُون عَن حَدِيث فَقَالَ حَدثنَا بِهِ عدَّة فصاح المستملى يَا ابا خَالِد عدَّة بن من

فَقَالَ لَهُ عدَّة بن فقدتك وَليكن المستملى على مَوضِع مُرْتَفع من كرْسِي أَو نَحوه والا فقائما على قَدَمَيْهِ ليَكُون أبلغ للسامعين وَقَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ فِي الْجَامِع (255) يسْتَحبّ عقد الْمجَالِس لاملاء الحَدِيث لِأَن ذَلِك أَعلَى مَرَاتِب الراوين وَمن أحسن مَذَاهِب المجدثين مَعَ مَا فِيهِ من جمال الدّين والاقتداء بسنن السّلف الصَّالِحين اهـ قَالَ الْحَافِظ السلَفِي وأظب على كتب الامالي جاهدا ... من السن الْحفاظ والفضلا فأجل أَنْوَاع الْعُلُوم بأسرها ... مَا يكْتب الانسان فِي الاملاء قَالَ الْخَلِيفَة الْمَأْمُون أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا أشتهى من لذات الدُّنْيَا الا أَن يجْتَمع أَصْحَاب الحَدِيث عِنْدِي ومجيء الْمُسْتَمْلِي فَيَقُول من ذكرت اصلحك الله

وكتب الامالي في الحديث كثيرة فمنه

فَائِدَة قَالَ النَّوَوِيّ فِي التَّقْرِيب يسْتَحبّ للمحدث الْعَارِف عقد مجْلِس لاملاء الحَدِيث فَإِنَّهُ أَعلَى مَرَاتِب الرِّوَايَة وَقَالَ السُّيُوطِيّ فِي شرحها: يسْتَحبّ للمحدث الْعَارِف عقد مجْلِس لاملاء الحَدِيث فَإِنَّهُ أَعلَى مَرَاتِب الرِّوَايَة وَالسَّمَاع وَفِيه احسن وُجُوه التَّحَمُّل واقوالها وَقَالَ ابْن الصّلاح فِي مقدمته يسْتَحبّ للمحدث الْعَارِف عقد مجْلِس لاملاء الحَدِيث فَإِنَّهُ من أَعلَى مَرَاتِب الرِّوَايَة والسماح فِيهِ احسن وُجُوه التَّحَمُّل واقوالها قلت وَكتب الامالي فِي الحَدِيث كَثِيرَة فَمِنْهَا 1 - أمالي ابْن حجر أَحْمد بن عَليّ بن حجر الْعَسْقَلَانِي الْحَافِظ المتوفي سنة 852 اكثرها حَدِيث املاه بِمَدِينَة حلب 2 - امالي ابْن شَمْعُون هُوَ ابْن الْحُسَيْن مُحَمَّد بن احْمَد املاه فِي الحَدِيث ورتب على اجزاء 3 - امالي ابْن عَسَاكِر فِي الحَدِيث وَهُوَ ابْن الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن هبة الله الدِّمَشْقِي صَاحب التَّارِيخ الْكَبِير المتوفي سنة 571 4 - امالي ابي بكر يُوسُف بن الْقَاسِم بو يُوسُف بن فَارس القَاضِي فِي الحَدِيث 5 - امالي ابي جَعْفَر مُحَمَّد بن الْقَاسِم البخْترِي فِي الحَدِيث

6 - أمالي ابو طَاهِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخمش الزيَادي فِي الحَدِيث 7 - أمالي ابي طَاهِر المخلص فِي الحَدِيث 8 - امالي ابي عبد الله حُسَيْن بن هَارُون بن جَعْفَر الضَّبِّيّ فِي الحَدِيث 9 - أمالي ابي عُثْمَان اسماعيل بن مُحَمَّد بن احْمَد الاصفهاني الْحَافِظ 10 - امالي ابي الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر السلَامِي وَهِي فِي الحَدِيث أَيْضا 11 - امالي ابي الْقَاسِم ابْن بَشرَان وَهِي فِي الحَدِيث 12 - أمالي ابي الْقَاسِم عبيد الله بن مُحَمَّد بن اسحاق بن حبابة الْبَزَّاز فِي الحَدِيث ايضا 13 - امالي الْجَوْهَرِي فِي الحَدِيث وَهُوَ ابو مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْحَافِظ 14 - أمالي الزَّعْفَرَانِي فِي الحَدِيث هُوَ الامام ابو عبد الله حسن بن احْمَد قَالَ الذَّهَبِيّ رَأَيْت مجلدا من أَمَالِيهِ من سنة (607) وَسنة (589) 15 - الامالي الشارحة على مُفْرَدَات الفاتحه للامام ابي الْقَاسِم عبد الْكَرِيم ابْن مُحَمَّد الرَّافِعِيّ الشَّافِعِي المتوفي (623) وَهِي ثَلَاثُونَ مَجْلِسا املاها احاديث بأسانيدها عَن أشياخه على سُورَة الْفَاتِحَة وَتكلم عَلَيْهَا 16 - أمالي القَاضِي المارستاني فِي الحَدِيث هُوَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي 17 - أمالي الْقُضَاعِي فِي الحَدِيث هُوَ ابو عبد الله مُحَمَّد بن سَلامَة الشَّافِعِي المتوفي سنة (454) 18 - أمالي الْمُنْذِرِيّ فِي الحَدِيث 19 - أمالي نظام الْملك فِي الحَدِيث هُوَ ابو عَليّ الْحُسَيْن بن عَليّ بن اسحاق 20 - أمالي النقاش فِي الحَدِيث هُوَ ابو سعيد 21 - أمالي ولي الدّين ابي زرْعَة احْمَد بن عبد الرَّحِيم الْعِرَاقِيّ الْحَافِظ المتوفي سنة (826)

الاصل المعتمد للتحقيق

فَوَائِد الاملاء قَالَ السخاوي وَمن فَوَائِد اعنتاء الرَّاوِي بطرق الحَدِيث وشواهده ومتابعه وعاضده بِحَيْثُ بهَا يتقوى وَيثبت لاجلها حكمه بِالصِّحَّةِ اَوْ غَيرهَا وَلَا ينزوي وَيَتَرَتَّب عَلَيْهَا إِظْهَار الْخَفي من الْعِلَل ويهذب اللَّفْظ من الخأ والزلل ويتضح مَا لَعَلَّه يكون غامضا فِي بعض الرِّوَايَات ويفصح بِتَعْيِين مَا ابهم اَوْ اهمل اَوْ ادرج فَيصير من الجليات وحرصه على ضبط غَرِيب الْمَتْن والسند وفحصه عَن الْمعَانِي الَّتِي فِيهَا نشاط النَّفس وَيبعد السماع فِيهَا عَن الْخَطَأ والتصحيف الَّذِي قل أَن يعرى عَنهُ لَبِيب اَوْ حصيف وَزِيَادَة التفهم والتفهيم لكل من حضر من اجل تكرز الْمُرَاجَعَة فِي تضاعيف الاملاء وَالْكِتَابَة والمقابلة على الْوَجْه الْمُعْتَبر وحوز فضيلتي التَّبْلِيغ وَالْكِتَابَة والفرز بِغَيْر ذَلِك من الْفَوَائِد المستطابة كَمَا قَرَّرَهُ الرَّافِعِيّ وَبَينه ونشره وعينه اهـ الاصل الْمُعْتَمد للتحقيق ابرزت هَذِه الطبعة اعْتِمَادًا على نُسْخَة مصورة لمخطوطة ليدن وَهِي مَكْتُوبَة بِخَط الْحَافِظ اللبودي بِخَط وَاضح جميل وَهِي عبارَة عَن سَبْعَة مجَالِس فِي الحَدِيث من امالي الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ وَيُوجد نُسْخَة من الْمجَالِس السَّبْعَة مخطوطة فِي مكتبة البلدية فِي الاسكندرية رقم (2436) أَشَارَ اليها الشَّيْخ صبحي البدري السامرائي أثْنَاء تخريجه لأحاديث مختصر الْمِنْهَاج فِي أصول الْفِقْه لِلْحَافِظِ الْعِرَاقِيّ

[عملي في الكتاب]

[عملي في الكتاب] 1 - عمل فصل مُفِيد ضمن الْمُقدمَة فِي شرف الحَدِيث وَأَهله والتعريف بالأمالي وادابها وأهميتها وفوائدها وتوثيق الاصل الْمُعْتَمد 2 - عمل تَرْجَمَة لكاتب المخطوطة الْحَافِظ ابْن اللبودي وَعمل تَرْجَمَة مستوفية إن شاء الله لِلْحَافِظِ الْعِرَاقِيّ 3 - تَحْقِيق النُّصُوص الْوَارِدَة فِي متن الأمالي وَتَصْحِيح الاخطاء وَالْحَالة كَمَا قَول الى مصدره وَتَخْرِيج الاحاديث وَبَيَان درجاتها من الصِّحَّة اَوْ الْحسن أَو الضعْف

المجلس الأول

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ أَثِقُ الْمَجْلِسُ الأَوَّلُ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْعَلَّامَةُ الْقُدْوَةُ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ الأريحي الشَّافِعِي قِرَاءَة على وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ ثَنَا الْحَافِظُ زَيْنُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحِيم ابْن الْحُسَيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِرَاقِيُّ إِمْلاءً يَوْمَ الثُّلاثَاءِ الثَّامِنِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ بِالْقَاهِرَةِ الْمُعِزِيَّةِ قَالَ وَاخْتُلِفَ عَلَى الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَعَلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي السَّرِيِّ فِي إِسْنَادِ الْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ وَمَتْنِهِ وَقِيلَ عَنِ ابْنِ أَبِي السَّرِيِّ وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الذِّرَاع عَنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسٍ فِي الْجَهْرِ بِهَا كَمَا تَقَدَّمَ

وَقِيلَ عَنِ ابْنِ أَبِي السَّرِيِّ عَنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ فِي الإِسْرَارِ بِهَا وَقِيلَ عَنِ ابْنِ أَبِي السَّرِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ فِي الْجَهْرِ بِهَا وَقِيلَ عَنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْجَهْرِ بِهَا أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ المهلبي وَعبد الله ابْن عَليّ الصنهاجي قَالَا أَنا اسمعيل بْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ بْنِ أَبِي الْعِزّ ابْن عِزُّونٍ

وَأَخْبَرَنَا عَالِيًّا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْميدُومِيُّ مُشَافَهَةً عَنِ ابْن عزون قَالَ أتنا فَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر أتنا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْزَدَانِيَّةُ أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيدَةَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وُهَيْبٍ الْغَزِّيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السُّرِّيِّ ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسِرُّ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ

وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَهُوَ دَالٌّ عَلَى انْقِطَاعِ رِوَايَةِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَنَسٍ وَأَمَّا رِوَايَةُ الْمُعْتَمِرِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ

@ 50 فَأَخْبَرَنِي بِهَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بن اسمعيل بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَمَوِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِجَامِعِ دِمَشْقَ عَمَّرَهَا اللَّهُ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُخَارِيِّ أَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ فِي كِتَابِهِ أَنا مُحَمَّد بن اسمعيل الْفَارِسِيُّ أَنَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنَا أَبُو احْمَد الْحُسَيْن ابْن عَليّ التَّمِيمِي أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن الْحُسَيْن الماسرجسي ثَنَا اسحق بن ابرهيم الْحَنْظَلِيُّ ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعت اسمعيل بْنَ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلاةِ يَعْنِي كَانَ يَجْهَرُ بِهَا وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنِ الْمُعْتَمِرِ عَن اسمعيل بْنَ حَمَّادِ بْنِ

أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ أَيْضًا وَيُحْتَمَلُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ اخْتِلافًا عَلَى الْمُعْتَمِرِ وَإِنَّمَا كَانَ عِنْدَهُ حَدِيثٌ آخَرُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي ذَلِكَ ثُمَّ رَوَى الْحَاكِمُ بِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إِلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مَكِّيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبَرْدَعِيُّ ثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ عِمْرَانَ الْقَاضِي ثَنَا أَبُو جَابِرٍ سَيْفُ بْنُ عَمْرٍو ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السّري ثَنَا اسمعيل بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ثَنَا مَالِكٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ

صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَلْفَ أَبِي بَكْرٍ وَخَلْفَ عُمَرَ وَخَلْفَ عُثْمَانَ وَخَلْفَ عَلِيٍّ فَكُلُّهُمْ كَانُوا يَجْهَرُونَ بِقِرَاءَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالَ الْحَاكِمُ إِنَّمَا ذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ شَاهِدًا لِمَا تَقَدَّمَهُ خَالَفَ فِي هَذِهِ الأَخْبَارِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مُعَارَضَةً لِحَدِيثِ قَتَادَةَ الَّذِي يَرْوِيهِ أَئِمَّتُنَا عَنْهُ قُلْتُ وَقَدْ أَنْكَرَ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيُّ فِي مُخْتَصَرِ الْمُسْتَدْرَكِ إِخْرَاجَهُ لِهَذَا الطَّرِيقِ الأَخِيرِ فَقَالَ أَمَا اسْتَحَى الْمُؤَلِّفُ أَنْ يُورِدَ هَذَا الْمَوْضُوعَ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ وَللَّهِ بِأَنَّهُ كَذِبٌ قُلْتُ لَمْ يُبَيِّنِ الذَّهَبِيُّ مُسْتَنَدَهُ فِي أَنَّهُ مَوْضُوعٌ كَذِبٌ فَإِنْ

كَانَ لِمُخَالَفَتِهِ لِرِوَايَةِ الْمُوَطَّأِ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ

@ 55 صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فَكُلُّهُمْ كَانَ لَا يَقْرَأُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَعَلَى تَقْدِيرِ كَوْنِهِ مَرْدُودًا فَنِهَايَةُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ أَنَّهُ شَاذٌّ وَلا يَلْزَمُ بِالشُّذُوذِ الْحُكْمُ بِأَنَّهُ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ وَقَدْ أَعَلَّ الشَّافِعِيُّ رِوَايَةَ حُمَيْدٍ هَذِهِ بِأَنَّهُ قَدْ خَالَفَ مَالِكًا فِيهَا سَبْعَةٌ أَوْ ثَمَانِيَةٌ لَقِيَهُمْ هُوَ يَعْنِي مِنْهُمْ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ وَالدَّرَاوَرْدِيَّ وَالثَّقَفِيَّ قَالَ وَالْعَدَدُ الْكَثِيرُ أَوْلَى بِالْحِفْظِ من وَاحِد انْتهى

واسمعيل بن ابي اويس احتح بِهِ الشَّيْخَانِ وَلَكِنْ فِيهِ تَغَفُّلٌ قَالَ أَحْمَدُ لَا بَأْسَ بِهِ وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ صَدُوقٌ ضَعِيفُ الْعَقْلِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَحِلُّهُ الصِّدْقُ مُغَفَّلٌ وَقَدْ قَالَ الْحَافِظُ شمس الدّين ابْن عَبْدِ الْهَادِي فِي تَنْقِيحِ التَّحْقِيقِ وَقَدْ قِيلَ إِنَّ الْحَدِيثَ صَحِيحٌ ثَابِتٌ عَنْ مَالِكٍ لَكِنْ سَقَطَ مِنْهُ لَفْظُ لَا ثُمَّ قَالَ الْحَاكِمُ وَقَدْ بَقِيَ فِي الْبَابِ عَنْ أَمِيرِ

59 - الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَجَابِرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْن عمر وَالْحكم بن عمر الثمالِي وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَعَائِشَةَ كُلُّهَا مُخَرَّجَةٌ عِنْدِي فِي الْبَابِ قُلْتُ الَّذِي صَحَّ مِنْ حَدِيثِ هَؤُلاءِ الْعَشَرَةِ عَلِيٌّ وَسَمُرَةُ فَحَدِيثُ عَلِيٍّ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَقَالَ هَذَا إِسْنَادٌ عَلَوِيٌّ لَا بَأْسَ بِهِ وَحَدِيثُ سَمُرَةَ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ وَقَالا إِنَّ رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ وَقَدْ صَحَّحَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ سَمَاعَ الْحَسَنِ مِنْ سَمُرَةَ

آخِرُ الْمَجْلِسِ (25)

المجلس الثاني

الْمَجْلِسُ الثَّانِي وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ الأَرِيحِيُّ قَالَ ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعِرَاقِيُّ إِمْلاءً يَوْمَ الثُّلاثَاءِ تَاسِعَ عَشَرَ جُمَادَى الآخِرَةِ سنة ارْبَعْ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ بِالْقَاهِرَةِ الْمُعِزِيَّةِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن اسمعيل عَن إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا أَخْبَرَنِي الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَا حَنْبَلٌ أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَاصِمٍ الْعَنَزِيِّ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ح وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ ثَنَا يحيى بن سعيد عَن مسعر حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي صَلاةِ التَّطَوُّعِ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَالْحَمْدُ للَّهِ كَثِيرًا ثَلاثَ مَرَّاتٍ الْحَدِيثَ

ح وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ وَسَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ ثَنَا عبد الله ابْن إِدْرِيسَ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ وَفِيهِ أَنَّ ذَلِكَ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ حَ وَأَخْبَرَنِي عَالِيًّا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله ابْن مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ الْمَقْدِسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي

66 - عَلَيْهِ بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُخَارِيِّ ثَنَا مُحَمَّد ابْن أَبِي زَيْدٍ الْكَرَّانِيُّ أَنَا مَحْمُودُ بن اسمعيل الصَّيْرَفِيُّ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ فاذ شاه أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَاصِمٍ رَجُلٍ مِنْ عَنَزَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ فِي صَلاتِهِ فَقَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَالْحَمْدُ للَّهِ كَثِيرًا ثَلاثَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ نَفْخِهِ وَنَفْثِهِ

وَهَمْزِهِ قَالَ فِي مُعْجَمِهِ الْكَبِيرِ وَنَفْثُهُ الشِّعْرُ وَهَمْزُهُ الْمَوْتَةُ وَاللَّفْظُ للطبراني هَذَا حَدِيث حَسَنٌ مَشْهُورٌ مِنْ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ شُعْبَةَ وَعَنْ مُسَدَّدٍ عَنْ يَحْيَى ابْن سَعِيدٍ وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهما وعاليا بِالنِّسْبَةِ لراوية أبي دواد الثَّانِيَةِ وَعَالِيًّا مِنْ طَرِيقِنَا الثَّانِي بِالنِّسْبَةِ لِرِوَايَةِ ابْنِ مَاجَهْ

وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ ثَلاثِ طُرُقٍ أَحَدُهَا عَنِ الْقَطِيعِيِّ فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ عَالِيَةً بِطَرِيقِنَا

الأول وعاليا بدرجتين من طَرِيقا الثَّانِي وَرَوَاهُ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ وَآدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ وَقَالَ وَفِي حَدِيثِ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ قُلْتُ وَأَوْرَدَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ فِي تَرْجَمَةِ عَاصِمِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَنَزِيِّ طُرُقَ هَذَا الْحَدِيثِ وَذَكَرَ الاخْتِلافَ فِيهِ على عَمْرو ابْن مُرَّةَ فِي اسْمِ الرَّجُلِ الْعَنَزِيِّ فَقَالَ شُعْبَةُ عَاصِمٌ الْعَنَزِيُّ وَقَالَ حُصَيْنٌ عَبَّادُ بْنُ عَاصِمٍ وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنٍ عَمَّارُ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ وَلا يَصِحُّ وَذَكَرَهُ أَيْضًا فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَاصِمٍ سَمِعَ مَا فِي تَرْجَمَتِهِ بِنَحْوِهِ كَذَا ذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ الِاخْتِلافَ الْمَذْكُورَ فِي اسْمِهِ قَالَ وَالرَّجُلُ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُنْذِرِ عَبَّادُ بْنُ عَاصِمٍ وَعَاصِمٌ الْعَنَزِيُّ مَجْهُولانِ لَا يُدْرَى مَنْ هُمَا وَذَكَرَهُ

الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْعِلَلِ أَبْسَطَ مِنْ ذَلِكَ وَأَنَّ بَعْضَهُمْ أَسْقَطَ الرَّجُلَ مِنَ الإِسْنَادِ قَالَ وَالصَّوَابُ قَوْلُ مَنْ قَالَ عَنْ عَاصِمٍ الْعَنَزِيِّ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَ عَاصِمًا الْعَنَزِيَّ فِي الثِّقَاتِ وَرَوَى لَهُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي صَحِيحِهِ وَوَهِمَ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي الأَطْرَافِ فَجَعَلَهُ مِنْ رِوَايَة مُحَمَّد بن جيبر بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ وَمَا ذُكِرَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ فِي تَفْسِيرِ نَفْخِهِ وَنَفْثِهِ وَهَمْزِهِ هُوَ مُدْرَجٌ فِيهِ وَهُوَ مِنْ قَوْلِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ كَمَا هُوَ مُصَرَّحٌ بِهِ فِي مُسْنَدِ الْبَزَّارِ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ وَحُصَيْنٍ وَفِي سُنَنِ الْبَيْهَقِيِّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ عَنْ شُعْبَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ آخِرُ الْمَجْلِسِ الْحَادِي وَالثَّمَانِينَ بَعْدَ الثُّلُثِمِائَةِ مِنَ الأَمَالِي وَهُوَ 65 بَعْدَ 2 مِنْ الْمَسْتَخْرَجِ عَلَى الْمُسْتَدْرَكِ

المجلس الثالث

الْمَجْلِسُ الثَّالِثُ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ الأَرِيحِيُّ أَعَادَ اللَّهُ مِنْ بَرَكَتِهِ قَالَ ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعِرَاقِيُّ إِمْلاءً يَوْمَ الثُّلاثَاءِ سَادِسَ وَعِشْرِينَ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ارْبَعْ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ بِالْقَاهِرَةِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْميدُومِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ أَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ أَنَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ أَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرٍ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُؤِيُّ ثَنَا الإِمَام أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان ابْن الأَشْعَثِ ثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى وَأَخْبرنِي عَالِيا مُحَمَّد بن اسمعيل بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَمَوِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِجَامِعِ دِمَشْقَ أَنا عَليّ بن احْمَد ابْن الْبُخَارِيِّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الصَّفَّارُ فِي كِتَابِهِ أَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ

أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قَالا ثَنَا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ ثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلائِيُّ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلاةَ قَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعالَى جَدُّكَ وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ هَذَا حَدِيثٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ هَكَذَا

وَقَالَ هَذَا الْحَدِيثُ لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ عَنْ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ حَرْبٍ لَمْ يَرْوِهِ إِلا طَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ قَالَ وَقَدْ رَوَى قِصَّةَ الصَّلاةِ عَنْ بُدَيْلٍ جَمَاعَةٌ لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ شَيْئًا مِنْ هَذَا وَقَالَ الْحَاكِمُ هَذَا

حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ قَالَ وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ حَارِثَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ اسمعيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا أَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَا حَنْبَلٌ أَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ أَنَا أَبُو عَلِيِّ ابْن الْمُذْهِبِ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ

ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثَنَا حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَمْرَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ فَيُكَبِّرُ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعالَى جَدُّكَ وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ هَذَا حَدِيثٌ فِيهِ ضَعْفٌ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ وَيَحْيَى بْنُ مُوسَى وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيِّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِمْرَانَ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمَا عَالِيًّا

قَالَ التِّرْمِذِيُّ لَا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَحَارِثَةُ بْنُ

مُحَمَّدٍ قَدْ تُكُلِّمَ فِيهِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ وَلَمْ يَسُقِ الْحَاكِمُ إِسْنَادَ هَذَا الشَّاهِدِ وَقَالَ بَعْدَ ذِكْرِ مَتْنِهِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ قَالَ وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللَّهُ لَا يَرْضَى حَارِثَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ وَقَدْ رَضِيَهُ أَقْرَانُهُ مِنَ الأَئِمَّةِ قَالَ وَلا أَحْفَظُ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصَّلاةِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَصَحَّ مِنْ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ قُلْتَ حَارِثَةُ هَذَا مُتَّفَقٌ عَلَى ضَعْفِهِ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ عَدِيٍّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَالْبَيْهَقِيُّ وَقَوْلُ الْحَاكِمِ أَنَّهُ رَضِيَهُ أَقْرَانُ مَالِكٍ مِنَ الأَئِمَّةِ فِيهِ نَظَرٌ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ الَّذِينَ لَا يَرْوُونَ إِلا عَنِ الثِّقَاتِ كَمَالِكٍ وَإِنَّمَا رَوَى عَنْهُ مِنَ الأَئِمَّةِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ يَرْوِي عَنِ الثِّقَاتِ وَالضُّعَفَاءِ وَقَدِ اعْتَرَضَ الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ عَلَى قَوْلِ التِّرْمِذِيِّ لَا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِأَنَّ الطَّبَرَانِيَّ رَوَاهُ مِنْ رِوَايَةِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهُوَ كَمَا ذَكَرَ رُوِّينَاهُ فِي الدُّعَاءِ

لِلطَّبَرَانِيِّ وَفِي سُنَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ مِنْ رِوَايَةِ سَهْلِ بْنِ عَامِرٍ

الْبَجَلِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ عَطَاءٍ لَكِنَّ سَهْلَ بْنَ عَامِرٍ كَذَّبَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَقَالَ الْبُخَارِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ثُمَّ قَالَ الْحَاكِم وَقد صحت الرِّوَايَةُ فِيهِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُهُ أَخْبَرَنِي الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الأُمَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَا الإِمَامُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الصَّلاحِ أَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ وَأَخْبَرَنِي عَالِيا مُحَمَّد بن اسمعيل بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَمَوِيِّ بِقِرَاءَتِي أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُخَارِيِّ عَنْ مَنْصُورٍ أَنَا مُحَمَّدُ بن اسمعيل الْفَارِسِيُّ أَنَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ احْمَد ابْن الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ

ثَنَا يزِيد يَعْنِي ابْن هرون أَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ أَنَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ افْتَتَحَ الصَّلاةَ كَبَّرَ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعالَى جَدُّكَ وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ وَهُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ

عُمَرَ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ وَعَزَاهُ ابْنُ الْعَرَبِيِّ فِي الْعَارِضَةِ لِلصَّحِيحَيْنِ وَلَيْسَ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ رِوَايَةِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ وَقد اسند هَذ الْحَدِيثَ عَنْ عُمَرَ وَلا يَصِحُّ قُلْتُ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ شَيْبَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ مَرْفُوعًا وَقَالَ

رَفَعَهُ هَذَا الشَّيْخُ عَنْ أَبِيهِ وَالْمَحْفُوظُ عَنْ عُمَرَ مِنْ قَوْلِهِ قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي التَّحْقِيقِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثِقَةٌ قَدْ أَخْرَجَ عَنْهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ قُلْتَ كُلا لَمْ يَرْوِ عَنْهُ الْبُخَارِيِّ فِي صَحِيحِهِ بَلْ هُوَ مَجْهُولٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ آخِرُ الْمَجْلِسِ 82 بَعْدُ 3 وَهُوَ 66 بَعْدَ 2 مِنْ الْمَسْتَخْرَجِ عَلَى الْمُسْتَدْرك

المجلس الرابع

الْمجْلس الرَّابِع وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ الأَرِيحِيُّ قَالَ ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعِرَاقِيُّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ رَابِعَ رَجَبٍ سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ بِالْقَاهِرَةِ الْمَحْرُوسَةِ قَالَ ذَكَرَ الْحَاكِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ فَلَمَّا سَلَّمَ نَادَى رَجُلا كَانَ فِي آخِرِ الصُّفُوفِ فَقَالَ يَا فُلانُ أَلا تَتَّقِي اللَّهَ أَلا تَنْظُرُ كَيْفَ تُصَلِّي الْحَدِيثُ من رِوَايَة مُحَمَّد بن اسحق ثَنَا سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ قُلْتُ بَلْ قَدْ خَرَّجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ رِوَايَةِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ مَعَ خَلَفٍ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِهِ وَلَيْسَ

فِي رِوَايَةِ الْحَاكِمِ زِيَادَةٌ إِلا قَوْلَهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي إِنَّمَا يَقُومُ يُنَاجِي رَبَّهُ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ يُنَاجِيهِ وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ مِنْ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَلا يَبْصُقْ أَمَامَهُ فَإِنَّمَا يُنَاجِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَا دَامَ فِي مُصَلاهُ الْحَدِيثَ فَلا حَاجَةَ لاسْتِدْرَاكِهِ

أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَرَمِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْحَرَمِ الْقَلانِسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَسَمَاعًا عَلَيْهِ عَوْدًا عَلَى بَدْء أَنا احْمَد بن اسحق الأَبَرْقُوهِيُّ أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَسَدِيُّ أَنَا جَدِّي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ أَنَا سَهْلُ بْنُ بِشْرٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ برهَان أَنا اسحق بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ النَّسَوِيُّ أَنَا جَدِّي ثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ يُحَدِّثُنَا فِي مَجْلِسِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَابْنِ الْمُسَيِّبِ جَالِسٌ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَزَالُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مُقْبِلا عَلَى الْعَبْدِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ فَإِذَا صَرَفَ وَجْهَهُ انْصَرَفَ عَنْهُ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ عَنِ

ابْنِ الْمُبَارَكِ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُ وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ من رِوَايَة اللَّيْث ابْن سَعْدٍ عَنْ يُونُسَ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ

يُخَرِّجَاهُ وَأَبُو الأَحْوَصِ هَذَا مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ تَابِعِيٌّ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَثَّقَهُ الزُّهْرِيُّ وَرَوَى عَنْهُ وَجَرَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مُنَاظَرَةٌ فِي مَعْنَاهُ قُلْتُ قَالَ فِيهِ ابْنُ مَعِينٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي الْكُنَى لَمْ نَقِفْ عَلَى اسْمِهِ وَلا نَعْرِفُهُ وَلا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ غَيْرَ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ لَيْسَ

بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ وَقَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ لَا يُعْرَفُ لَهُ حَالٌ وَلا قَضَى لَهُ بِالثِّقَةِ قَوْلُ الزُّهْرِيِّ سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ فِي مَجْلِسِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَأَمَّا الْمُنَاظَرَةُ الَّتِي وَقَعَتْ بَيْنَ الزُّهْرِيِّ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ فَذَكَرَهَا الْحَمِيدِيُّ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ أَنَّ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ لِلزُّهْرِيِّ مَنْ أَبُو الأَحْوَصِ كَالْمُغْضَبِ حِينَ حَدَّثَ عَنْ رَجُلٍ مَجْهُولٍ فَقَالَ الزُّهْرِيُّ أَمَا تَعْرِفُ الشَّيْخَ مَوْلَى بَنِي غِفَارٍ الْمَدَنِيَّ كَانَ يُصَلِّي فِي الرَّوْضَةِ الَّذِي وَجَعَلَ يَصِفُ لَهُ وَسَعْدٌ لَا يَعْرِفُهُ أَخْبَرَنَا الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ المهلبي أَنا اسمعيل بْنُ عَبْدِ الْقَوِيِّ حَ وَأَخْبَرَنَا عَالِيًّا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْميدُومِيُّ مُشَافَهَةً عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْقَوِيِّ أَنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدِ الْخَيْرِ أَنَا فَاطِمَةُ الْجَوْزَدَانِيَّةُ أَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَةَ الْمِصِّيصِيُّ ثَنَا أَبُو تَوْبَةَ

@ 90 الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامِ عَنْ أَبِي سَلامٍ حَدَّثَنِي الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ يَعْمَلُ بِهِنَّ وَيَأْمُرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ فَوَعَظَ النَّاسَ ثُمَّ قَالَ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ فَإِذَا نَصَبْتُمْ وُجُوهَكُمْ فَلا تَلْتَفِتُوا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْصُبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ إِذَا قَامَ يُصَلِّي فَلا يُصْرِفُ وَجْهَهُ عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ الْعَبْدُ هُوَ يَصْرِفُ

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَن مُحَمَّد بن اسمعيل الْبُخَارِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا بِدَرَجَتَيْنِ مِنَ الطَّرِيقِ الأَوَّلِ وَعَالِيًّا مِنْ طَرِيقِنَا الثَّانِي بِثَلاثِ دَرَجَاتٍ قَالَ التِّرْمِذِيُّ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ قَالَ مُحَمَّدُ بن اسمعيل الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ وَلَهُ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفَقِيهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِي تَوْبَةَ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا مِنَ الطَّرِيقِ الثَّانِي وَقَالَ قَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ بِرُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ وَلَمْ نَجِدْ

لِلْحَارِثِ الأَشْعَرِيِّ رَاوِيًّا غَيْرَ مَمْطُورٍ أَبِي سَلامٍ فَتَرَكَاهُ قَالَ وَالْحَدِيثُ عَلَى شَرْطِ الأَئِمَّةِ صَحِيحٌ مَحْفُوظٌ قُلْتُ إِنْ كَانَ الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ هُوَ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ كَمَا فَعَلَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْمُعْجَمِ الْكَبِيرِ فَقَدْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ كَثِيرُونَ وَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ وَكَذَا الْبُخَارِيُّ فِي الْمَتْنِ

@ 94 الَّذِي قَالَ فِيهِ قَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ فَذَكَرَ حَدِيثَ الْمَعَازِفِ آخِرُ الْمَجْلِسِ 83 بَعْدُ 3 وَهُوَ 67 بَعْدُ 2 مِنْ الْمَسْتَخْرَجِ عَلَى الْمُسْتَدْرَكِ

المجلس الخامس

الْمَجْلِسُ الْخَامِسُ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ الأَرِيحِيُّ قَالَ ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعِرَاقِيُّ إِمْلاءً يَوْمَ الثُّلاثَاءِ الْحَادِي عَشَرَ مِنْ رَجَبٍ سنة ارْبَعْ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ بِالْقَاهِرَةِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّد بن ابي الْفضل ابْن أَبِي الْقَاسِمِ الرَّبَعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غُلامِ اللَّهِ بْنِ اسمعيل بْنِ الشَّمْعَةِ أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ بَاقَا أَنَا أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيُّ أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن بن حمد الدُّونِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْكَسَّارُ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ أَنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن احْمَد ابْن شُعَيْبٍ أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَفِتُ فِي صَلاتِهِ

يَمِينًا وَشِمَالا وَلا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى السِّينَانِيِّ بِلَفْظِ كَانَ يَلْحَظُ فِي الصَّلاةِ الْحَدِيثَ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَقَدْ خَالَفَ وَكِيعٌ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى فِي رِوَايَتِهِ ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ

@ 98 ابْن سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ عِكْرِمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَلْحَظُ فِي الصَّلاةِ قَالَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَقُلْ فِيهِ عَنْ عِكْرِمَةَ فَهُوَ مُعْضِلٌ وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الطَّيِّبِ بْنِ الأُشْنَانِيِّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْمَرْوَزِيِّ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى فِيمَا ذَكَرَهُ الْمِزِّيُّ فِي الأَطْرَافِ وَلَيْسَ فِي رِوَايَةِ اللُّؤْلُؤِيِّ وَلا رِوَايَةِ ابْنِ دَاسَةَ وَرَوَاهُ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ ابْنِ الأُشْنَانِيِّ عَنْ هَنَّادٍ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ عبد الله ابْن سَعِيدٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلا قَالَ وَهَذَا أَصَحُّ وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَن مُحَمَّد ابْن إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حُرَيْثٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُ عَالِيًّا وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ حَكِيمٍ الْمَرْوَزِيِّ عَنْ أَبِي الْمَوْجَةِ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عِيسَى وَأَبِي عَمَّارٍ الْحُسَيْنِ بْنِ حُرَيْثٍ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ قَالَ وَقَدِ اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ الِالْتِفَاتَ

فِي الصَّلاةِ اخْتِلاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاةِ الْعَبْدِ قَالَ وَهَذَا الالْتِفَاتُ غَيْرُ ذَاكَ فَإِنَّ الالْتِفَاتَ الْمُبَاحَ أَنْ يَلْحَظَ بِعَيْنِهِ يَمِينًا وَشِمَالا قَالَ وَلَهُ شَاهِدٌ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ أَخْبَرَنَا شَيْخُ الإِسْلامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْكَافِي بْنِ عَلِيٍّ السُّبْكِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ مُشَافَهَةً بِدِمَشْقَ أَخْبَرَنِي اسحق بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيُّ حَ وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ الْهَمَذَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ مُشَافَهَةً أَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ الْحَافِظُ قَالا أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ الْحَافِظُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْدِ ابْن حَمَدٍ الْكَرَّانِيُّ حَ وَأَخْبَرَنَا عَالِيًّا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَزْرَجِيُّ إِجَازَةً مُعَيَّنَةً عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبُخَارِيِّ عَنِ الْكَرَّانِيِّ أَنَا مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ فَاذَشَاهْ

أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْحَلَبِيُّ ثَنَا أَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلامٍ حَدَّثَنِي أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُمْ سَارُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ الْحَدِيثَ وَفِيهِ ثُمَّ قَالَ مَنْ يَحْرُسُنَا اللَّيْلَةَ فَقَالَ أَنَسُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ارْكَبْ فَرَكِبَ فَرَسًا فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَقْبِلْ هَذَا الشِّعْبِ حَتَّى تَكُونَ فِي أَعْلاهُ وَلا نُغَرَّنَّ مِنْ قِبَلِكَ اللَّيْلَةَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مُصَلاهُ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ هَلْ أَحْسَسْتُمْ فَارِسَكُمْ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَسَسْنَاهُ فَثَوِّبْ بِالصَّلاةِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ يَلْتَفِتُ إِلَى الشِّعْبِ حَتَّى إِذَا قَضَى صَلاتَهُ قَالَ أَبْشِرُوا فَقَدْ جَاءَ فَارِسُكُمْ فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ إِلَى خِلالِ الشَّجَرِ فِي الشِّعْبِ فَإِذَا هُوَ قَدْ جَاءَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي قَدِ انْطَلَقْتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلا هَذَا الشِّعْبِ حَيْثُ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ طَلَعْتُ الشِّعْبَيْنِ كِلَيْهِمَا فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلْتَ فَقَالَ لَا إِلا مُصَلِّيًا أَوْ قَاضِيًّا حَاجَةً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَوْجَبْتَ فَلا عَلَيْكَ أَنْ لَا تَعْمَلَ بَعْدَهَا هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْجِهَادِ بِطُولِهِ عَنْ أَبِي تَوْبَةَ وَفِي الصَّلاةِ مُقْتَصِرًا عَلَى الْتِفَاتِهِ إِلَى الشِّعْبِ فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ وَعَالِيًّا مِنْ طَرِيقِنَا الأَخِيرِ وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي السِّيَرِ

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ الْحَرَّانِيِّ عَنْ أَبِي تَوْبَةَ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُ عَالِيًّا بِدَرَجَتَيْنِ مِنْ طَرِيقِنَا الأَخِيرِ وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِي تَوْبَةَ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا مِنْ طَرِيقِنَا الأَخِيرِ وَأَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ قَالَ فِيهِ عَبْدُ الْحَقِّ إِنَّهُ مَجْهُولٌ وَأَخْطَأَ فِي ذَلِكَ بَلْ هُوَ ثِقَةٌ مَعْرُوفٌ وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَاحْتج بن الْبُخَارِيُّ وَرَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ وَذَكَرَ الْحَاكِمُ فِي الْمَدْخَلِ أَنَّ اسْمَهُ الْبَراء بن قيس وَخَطأَهُ عِنْد الغثي الأَزْدِيُّ فِي ذَلِكَ وَقَالَ إِنَّ الْبَرَاءَ بْنَ قَيْسٍ كُنْيَتُهُ أَبُو كَيْسَةَ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتٍ وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَأَمَّا أَبُو كَبْشَةَ السَّلُولِيُّ فَإِنَّهُ لَا يُسَمَّى كَمَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَمَا قَالَهُ عَبْدُ الْغَنِيِّ فِي كنية الْبَرَاءُ أَنَّهَا بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحت السِّين الْمُهْملَة جزم الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن مَا كولا بِخِلافِهِ فَقَالا إِنَّ كُنْيَةَ أَبِي كَبْشَةَ بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْمُعْجَمَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ

آخِرُ الْمُجْلِسِ 84 بَعْدُ 3 مِنَ الأَمَالِي وَهُوَ 68 بَعْدَ 2 مِنْ الْمَسْتَخْرَجِ عَلَى الْمُسْتَدْرَكِ

المجلس السادس

الْمَجْلِسُ السَّادِسُ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ الأَرِيحِيُّ أَعَادَ اللَّهُ مِنْ بَرَكَتِهِ قَالَ ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعِرَاقِيُّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ 2 شَعْبَانَ سَنَةَ 804 بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ بِالْقَاهِرَةِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْكَرَّانِيِّ الْعَطَّارُ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ الْحَافِظُ أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ الْحَافِظُ أَنَا نَاصِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوِيرِيُّ أَنا اسمعيل بْنُ الْفَضْلِ الإِخْشِيدُ أَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَ وَأخْبرنَا عالبا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَزْرَجِيُّ إِجَازَةً مُعَيَّنَةً عَنْ عَلِيِّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُخَارِيِّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الصَّفَّارُ فِي كِتَابِهِ أَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَبِيوَرْدِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّوْقَانِيُّ قَالا أَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ ابْن عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن مَرْوَان

الْعَتِيق ثَنَا اسحق بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بن يحيى عَن اسحق بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَامَ إِلَى جَنْبِي عِبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فَقَرَأَ مَعَ الإِمَامِ وَهُوَ يَقْرَأُ قُلْتُ لَهُ يَا أَبَا الْوَلِيدِ تَقْرَأُ وَتَسْمَعُ وَهُوَ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ قَالَ نَعَمْ إِنَّا قَرَأْنَا مَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَلِطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ سَبَّحَ فَقَالَ لَنَا حِينَ انْصَرَفَ هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ قُلْنَا نَعَمْ قَالَ قَدْ عَجِبْتُ قُلْتُ مِنْ هَذَا الَّذِي يُنَازِعُنِي الْقُرْآنَ إِذَا قَرَأَ الإِمَامُ فَلا تَقْرَءُوا مَعَهُ إِلا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ لَا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا وَبِهِ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ ابْنُ أَبِي فَرْوَةَ ضَعِيفٌ رَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حِمْدَانَ الْجَلابِ عَن اسحق بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ اسحق بْنِ سُلَيْمَانَ الرَّازِيِّ أَوْرَدَهُ

@ 107 فِي أَحَادِيثَ شَوَاهِدَ لِحَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَقَالَ إِنَّ

أَسَانِيدَهَا مُسْتَقِيمَةٌ وَقَالَ هَذَا مُتَابِعٌ لمكحول فِي رِوَايَة اسحق ابْن أَبِي فَرْوَةَ فَإِنِّي ذَكَرْتُهُ شَاهِدًا وَاعْتَرَضَ عَلَيْهِ الذَّهَبِيُّ فِي مُخْتَصَرِ الْمُسْتَدْرَكِ بِقَوْلِهِ ابْنُ أَبِي فَرْوَةَ هَالك أَخْبرنِي مُحَمَّد بن اسمعيل بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَالِمٍ الدِّمَشْقِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا أَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَيْسِيُّ أَنَا حَنْبَلٌ الْمُكَبِّرُ أَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ فينادي لاصلاة إِلا بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَمَا زَادَ

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَوْ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ ابْن بَشَّارٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُ عَالِيًّا وَسَكَتَ عَلَيْهِ فَهُوَ عِنْدَهُ صَالِحٌ وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الرَّازِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ فِي النَّوْعِ الْعَاشِرِ مِنَ الْقِسْمِ الثَّالِثِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد الْأَزْدِيّ عَن اسحق بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا بِدَرَجَتَيْنِ وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بن اسحق الْفَقِيه عَن احْمَد ابْن سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرٍ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ فَإِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مَيْمُونٍ مِنْ ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لَا يُحَدِّثُ إِلا عَنِ الثِّقَاتِ قُلْتُ أَوْرَدَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ فِي تَرْجَمَةِ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ وَقَالَ لَمْ أَرَ أَحَادِيثَهُ مُنْكَرَةً وَأَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ وَيُكْتَبُ حَدِيثُهُ فِي الضُّعَفَاءِ وَأَعَلَّهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي التَّحْقِيقِ بِجَعْفَرِ بْنِ

مَيْمُونٍ وَحَكَى فِيهِ قَوْلَ ابْنِ مَعِينٍ لَيْسَ بِثَقَةٍ وَأَوْرَدُ النَّوَوِيُّ فِي الْخُلاصَةِ حَدِيثَهُ فِي فَصْلِ الضَّعِيفِ وَقَالَ فِيهِ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ صَالِحُ الْحَدِيثِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ صَالح وَقَالَ الداقطني يُعْتَبَرُ بِهِ ثُمَّ قَالَ الْحَاكِمُ وَقد صحت الرِّوَايَةُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا يَأْمُرَانِ بِالْقِرَاءَةِ خَلْفَ الإِمَامِ فَأَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَنِي بِهِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ التَّاجِرُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ الْحَافِظُ ح وَأَخْبَرَنَا عَالِيًّا مُحَمَّدُ بن ابراهيم بن مُحَمَّد المخزرجي إِجَازَةً مُعَيَّنَةً بِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إِلَى الدَّارَقُطْنِيِّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثَنَا حَفْص ابْن غياث عَن ابي اسحق الشَّيْبَانِيِّ عَنْ جَوَّابٍ التَّيْمِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ سَأَلْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الإِمَامِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ قَالَ قُلْتُ وَإِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَالَ وَإِنْ

كُنْتُ أَنَا قُلْتُ وَإِنْ جَهَرْتَ قَالَ وَإِنْ جَهَرْتُ وَبِهِ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ اسحق عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَزَادَ مَعَ قَوْلِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِر عَن الْحَرْث بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَاكِمِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ سَائِرُ الرِّوَايَاتِ أَنَّ جَوَّابًا أَخَذَهُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ وَإِبْرَاهِيمُ اخذه عَن انحرث بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي شَرِيكٍ وَأَمَّا حَدِيثُ عَلِيِّ بن طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَمَوِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِجَامِعِ دِمَشْقَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُخَارِيِّ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الصَّفَّارُ فِي كِتَابِهِ أَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ

مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سفين الْفَارِسِيُّ ثَنَا الْمُعَلَّى عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ أَنْ يَقْرَأَ خَلْفَ الإِمَامَ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ عَن سفين بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَفْظُهُ فِي

الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ وَفِي الأُخْرَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ إِنَّ رِوَايَةَ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَصَحُّ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ حَيْثُ قَالَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ وَرَوَاهُ غَيْرُهُ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ نَحْوَ رِوَايَةِ مَعْمَرٍ ثُمَّ رَوَاهُ مِنْ رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ كَذَلِكَ قَالَ وَسَمَاعُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثَابِتٌ وَكَانَ كَاتِبًا لَهُ آخِرُ الْمُجْلِسِ 87 بَعْدُ 3 مِنَ الأَمَالِي وَهُوَ 71 بَعْدَ 2 مِنْ الْمَسْتَخْرَجِ عَلَى الْمُسْتَدْرَكِ

المجلس السابع

الْمَجْلِسُ السَّابِعُ وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ شَمْسُ الدِّينِ الأَرِيحِيُّ أَعَادَ اللَّهُ مِنْ بَرَكَتِهِ قَالَ ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْعِرَاقِيُّ إِمْلاءً يَوْمَ الثُّلاثَاءِ 16 شَعْبَانَ سَنَةَ 804 بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْحَمَوِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِجَامِعِ دِمَشْقَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ فِي كِتَابِهِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ أَنَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَنَا القَاضِي ابو بكر احْمَد ابْن مَحْمُودٍ خُرَّزَاذُ ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ثَنَا مُحْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ فَكَانَ كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُهَا لَهُمْ فِي الصَّلاةِ مِمَّا يَقْرَأُ بِهِ افْتَتَحَ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حَتَّى يَفْرَغَ مِنْهَا ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا فَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ

@ 116 فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُهُ وَقَالُوا إِنَّكَ تَفْتَتِحُ بِهَذِهِ السُّورَةِ ثُمَّ لَا تَرَى أَنَّهَا تُجْزِئُكَ حَتَّى تقرأبأخرى فَإِمَّا أَنْ تَقْرَأَهَا وَإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا وَتَقْرَأَ بِأُخْرَى فَقَالَ مَا أَنَا بِتَارِكُهَا إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِذَلِكَ فَعَلْتُ وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ وَكَانُوا يَرَوْنَهُ أَفْضَلَهُمْ وَكَرِهُوا أَن يؤمهم غَيرهم فَلَمَّا أَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ فَقَالَ مَا يَمْنَعُكَ مِمَّا يَأْمُرُكَ أَصْحَابُكَ وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُحِبُّهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ حُبَّهَا يُدْخِلُكَ الْجَنَّةَ

وَبِهِ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ وَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سخْتَوَيْهِ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الصَّقْرِ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ ثَنَا عبد الْعَزِيز ابْن مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ تَعْلِيقًا فَقَالَ وَقَالَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنِ الْبُخَارِيِّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ ثَابِتٍ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا عَنْ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ عَنِ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ ثَابِتٍ مُخْتَصَرًا وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ فَقَالَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بِخَبَرٍ

@ 119 غَرِيبٍ قَالَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيِّ عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ مُخْتَصَرًا وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمْشَاذٍ وَهُوَ ابْنُ سَخْتَوَيْهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّقْرِ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ قَالَ وَقَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا مَسْتَشْهِدًا بِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ قُلْتُ إِنَّمَا رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ فَلا يُقَالُ احْتَجَّ بِهِ مُسْتَشْهِدًا وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ الْحَدِيثَ

وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ إِنَّ الرَّجُلَ الَّذِي بُعِثَ عَلَى السَّرِيَّةِ كُلْثُومُ بْنُ زَهْدَمٍ قَالَهُ أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا انْتَهَى وَالصَّوَابُ ابْنُ هَدْمٍ وَهُوَ شَيْخُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَعَلَيْهِ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبَاءٍ وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذِهِ قِصَّةً أُخْرَى فَإِنَّ هَذَا كَانَ يَخْتِمُ بِهَا وَذَاكَ يَفْتَتِحُ بِهَا وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ هُوَ فَإِنَّهُ كَانَ يَؤُمُّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأَنَّهُ رُبَّمَا قَدَّمَهَا وَرُبَّمَا أَخَّرَهَا

123 - @ 124 أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْخَبَّازِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَنْزِلِهِ بِدِمَشْقَ أَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَا حَنْبَلٌ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحَصِينِ أَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا يَحْيَى عَنْ قُدَامَةَ بن عبد الله بن جَسْرَةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَا ذَرٍّ رَحِمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ بِآيَةٍ لَيْلَةً يُرَدِّدُهَا

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ نُوحِ بْنِ حَبِيبٍ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ بَكْرِ بْنِ خَلَفٍ كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمَا عَالِيًّا وعينا فِي رواياتهما الآيَةُ الَّتِي قَامَ بِهَا وَهِيَ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْ أَبِي بكر بن اسحق الْفَقِيهِ عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى عَنْ مُسَدَّدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَصْرٍ الْمَقْدِسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُخَارِيِّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْدِ بْنِ حَمْدٍ الْكَرَّانِيُّ فِي كِتَابِهِ وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ أَنَا مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ فَاذْشَاهْ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ

@ 127 ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا مِسْعَرٌ عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئًا فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يُجْزِئُنِي مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ تَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ فَذَهَبَ أَوْ قَامَ أَوْ نَحْوَ ذَا قَالَ هَذَا للَّهِ فَمَا لِي قَالَ قُلِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي قَالَ مِسْعَرٌ وَرُبَّمَا اسْتَفْهَمَهُ بَعْضَهُ مِنْ أَبِي خَالِدٍ

قُلْتُ وَأَبُو خَالِدٍ هُوَ الدَّالانِيُّ الآتِي ذِكْرُهُ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الدَّالانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا بِثَلاثِ دَرَجَاتٍ وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ يُوسُفَ بْنِ عِيسَى وَمَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ كِلاهُمَا عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى عَنْ مِسْعَرٍ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا بِدَرَجَتَيْنِ وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ عَنْ مِسْعَرٍ وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِسْحَاقَ الْفَقِيهِ عَنْ بِشْرِ بْنِ مُوسَى عَنِ الْحَمِيدِيِّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ مِسْعَرٍ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًّا بِدَرَجَةٍ بِالنِّسْبَةِ لِطَرِيقِ الْحَاكِمِ الأَوَّلِ وَعَالِيًّا بِدَرَجَتَيْنِ بِالنِّسْبَةِ لِطَرِيقِهِ الثَّانِي وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي رِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ بِلَفْظٍ فَمَا يُجْزِئُنِي فِي صَلاتِي

آخِرُ الْمُجْلِسِ 89 بَعْدُ 3 مِنَ الأَمَالِي وَهُوَ 73 بَعْدَ 2 مِنْ الْمَسْتَخْرَجِ عَلَى الْمُسْتَدْرك وَالْحَمْد لله انهى الْمُسْتَخْرج على الْمُسْتَدْرك للْحَاكِم وَهُوَ أمالي الحافط الْعِرَاقِيّ وَللَّه الْحَمد والْمنَّة

§1/1