المسالك والممالك للمهلبي = العزيزي

المهلبي

تقديم نشأ علم «المسالك والممالك» في أوج ازدهار الخلافة العباسية، على يد عدد من المصنفين وكتاب الدواوين، الذين كانت تتجمع بين أيدهم معطيات كثيرة عن الطرق والمسالك والخراج والواردات والنفقات، وأسماء المواضع. وكان كتاب ابن خرداذبة «المسالك والممالك» الذي وضعه سنة 232 هجرية [846 م] فاتحة هذا العلم، بعد أن تولّى البريد والأخبار في «بلاد الجبل» في عهد المعتمد العباسي. وقد تطور هذا العلم بشكل مضطرد، إلى أن بلغ ذروته في القرنين اللاحقين. ثم تطور في صدر العصر المملوكي على شكل موسوعات كوزموغرافية لعلّ أشهرها وأهمها موسوعة «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» لابن فضل الله العمري المتوفى سنة 749 هجرية [1338 م] . واختتم بكتاب «زبدة كشف الممالك في بيان الطرق والمسالك» لخليل بن شاهين الظاهري المتوفى سنة 873 هجرية [1468 م] ، والذي يعدّ آخر المصنّفات العربية الإسلامية في هذا العلم. وبين كتاب ابن خرداذبة وكتاب الظاهري، ظهرت مؤلّفات كثيرة تحمل الاسم نفسه، أي «المسالك والممالك» أو شيئا قريبا من

ذلك، مثل كتاب الجيهاني وابن حوقل والإصطخري والبكري وغيرهم. ويرى العلّامة السوري الدكتور صلاح الدين المنجّد، أن علم «المسالك والممالك» هو أقرب ما يكون للجغرافيا الوصفية) Geographie Descriptive (لأنه لم يقتصر على ذكر الطرق والمسالك والمراحل بل وصف البلدان والمدن، إدارة وتاريخا واقتصادا، أوصافا تقلّ أو تزيد باختلاف العصر والمؤلف. ومن أبرز من وضعوا كتبا في علم «المسالك والممالك» مؤلّف عاش في الحقبة الفاطمية يدعى الحسن بن أحمد المهلّبي، الذي صنّف كتابا في هذا العلم للعزيز بالله الفاطمي في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري سمي بالكتاب «العزيزي» . وقد حظي هذا المصنّف المهم بعناية واهتمام الكثير من المؤلفين العرب المسلمين الذين أتوا بعده، فوصفه ابن العديم مؤلّف «بغية الطلب في تاريخ حلب» والمتوفى سنة 660 هجرية [1262 م] ، بأنه «كتاب حسن في فنه، يوجد فيه مما لا يوجد في غيره من أخبار البلاد وفتوحها وخواصها» . وقد نقل ابن العديم عن المهلّبي مقاطع مهمة تتعلق بحلب والثغور الشمالية قبل سقوطها نهائيا في يد البيزنطيين أواسط القرن الرابع الهجري. كما نقل ياقوت الحموي في معجم البلدان عن كتاب المهلّبي أكثر من ثلاث وخمسين مرة، ونقل عنه أبو الفداء في تقويم البلدان 210 مرات.

ورغم ذلك سكتت كتب التراجم العربية عن هذا المؤلف الفذ، ولم يذكره ابن خلّكان في «وفيات الأعيان» ، ولا الذهبي في «سير أعلام النبلاء» ولا الصفدي في «الوافي بالوفيّات» ، ولا ابن النديم في الفهرست. غير أن حاجي خليفة صاحب «كشف الظنون» قال فيه «المسالك والممالك المشهور بالعزيزي للحسين بن أحمد المهلّبي المتوفى سنة 380 هـ ألّفه للعزيز بالله الفاطمي صاحب مصر ونسبه إلى اسمه» . وربما يرجع خطأ حاجي خليفة في تسميته بالحسين بدل الحسن إلى اعتماده على ياقوت الحموي الذي يخطئ أيضا في الاسم غير مرة. ويشير الباباني في «هديّة العارفين» إلى المهلّبي ولكنه يذكر معلومات غير دقيقة، فينسب الكتاب للمعز الفاطمي وليس للعزيز. ولا نعرف على ماذا اعتمد حاجي خليفة والباباني في تقدير أن وفاة المهلّبي كانت في عام 380 هجرية [990 م] . وقد تجاوز المستشرقون الغربيون الذين درسوا التراث الجغرافي العربي هذا المؤلّف الفذ، باستثناء المستشرق آدم ميتز صاحب كتاب «الحضارة الإسلامية في القرن الرابع» [الهجري] . الذي قال: «إن لكتاب المهلّبي مزية، هي أنه أول كتاب وصف بلاد السودان وصفا دقيقا، وكان علماء الجغرافيا في القرن الرابع لا يعرفون من أخبار السودان شيئا» .

كما تحدث عنه المستشرق الروسي إغناتي يوليا نوفيتش كراتشكوفسكي صاحب «تاريخ الأدب الجغرافي العربي» ، الذي أكّد على الأثر الكبير لكتاب المهلّبي على المؤلفات التالية. ورغم أن كراتشكوفسكي يقرّ بصعوبة الحكم على هذا الكتاب بسبب فقدانه، فهو يلاحظ أن المقتطفات التي نقلها عنه المؤلفون المتأخرون، توضح أنه يستند على أوصاف الطرق، وخاصة طرق إفريقيا، فهو يمثل أحد المصادر الرئيسية لياقوت، الذي ينقل عنه أكثر من ستين مرة «1» ، ولكنه لا يقتصر على إفريقيا وحدها، فياقوت مثلا يرجع إليه أكثر من مرة بصدد مواضع مختلفة في الجزيرة العربية. ويلاحظ كراتشكوفسكي أن ياقوت يوليه عناية خاصة من بين مصادره ويضعه جنبا إلى جنب مع المقدسي. ويشير أخيرا إلى أن أبا الفداء استعان به كثيرا. كما ظل كتابه معروفا مباشرة إلى أيام دولة التيموريين، فاستعمله في بداية القرن التاسع الهجري [الخامس عشر الميلادي] حافظ آبرو «2» عند ما وضع مصنفه في الجغرافيا «3» . في صيف سنة 1957 م من القرن الماضي، عثر الباحث الدكتور صلاح الدين المنجّد على مخطوطة فيها قطعة من كتاب المهلّبي

«المسالك والممالك» في مجموعة يمنى من مخطوطات الأمبروزيانا بميلانو تحت رقم.G 3 وهي عدة أوراق قديمة إلى جانب أوراق أحدث منها، خطها واضح قليل الإعجام، وتقع في أربعة عشر ورقة، في الصفحة 30 سطرا، وفي السطر 10 كلمات وقد تبلغ 13 كلمة. وهي عبارة عن قطعة من كتاب لمحمد بن الحسن الكلاعي، ينقل فيه صفة بيت المقدس عن كتاب المسالك والممالك للحسن بن أحمد المهلّبي، وذكر لولاة مصر، وصفة دمشق، إضافة إلى اقتباس آخر من ابن حوقل. وقام الدكتور المنجّد بنشر هذه المخطوطة في مجلة المخطوطات العربية عام 1958 مع تحقيق مبدئي لها، وتعريف مختصر بالكاتب والكتاب. غير أن الدكتور المنجّد يخلط في تعريفه لهذا الجغرافي بينه وبين أحد رواة الحديث، ويدعى محمد بن الحسن بن المهلّب، والذي حدّث عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن جعفر المؤدّب الأبهري، حسبما يرد في مادة أبهر من «معجم البلدان» لياقوت الحموي. ومصدر هذا الخلط أن الدكتور المنجّد لم يحقق الاسم بشكل صحيح ليتأكد من أنه يخص شخصا آخر، ربما ولد في زمن آخر. كما أنه لم ينتبه إلى انتماء الحسن بن أحمد المهلّبي إلى المنظومة الفكرية الشيعية التي لا تعنى بعلم الحديث لا من قريب ولا من بعيد.

كما أن الكلاعي الذي ينقل عن المهلّبي في مخطوطة الأمبروزيانا، هو الآخر مجهول بشكل كامل، ولا نعلم شيئا عنه باستثناء ما رجّحه المنجّد من أن يكون قد عاش في القرن الخامس الهجري، بناء على تذييله لمن حكم مصر وصولا إلى الظاهر الفاطمي. ويبدو التساؤل مشروعا حول سبب توقف المهلّبي عند المعز لدين الله الفاطمي في تعداده لمن حكم مصر، ولماذا لم يذكر العزيز بالله رغم أن الكتاب أهدي له. فالاحتمال الأول أنه ألف الكتاب أثناء حياة المعز وعند ما كان العزيز وليا للعهد. أما الاحتمال الثاني وهو الأقرب للمنطق فهو أن اسم الحاكم يوضع عادة في كتب التراجم بعد نهاية حكمه، إما بالموت أو الخلع. ولذلك لم يوضع اسم العزيز في اللائحة لأنه كان ما يزال على قيد الحياة. وغير ذلك لا نكاد نعثر على شيء يخصّ هذا المؤلّف الذي شكّل أحد المصادر الرئيسية لأهم كتابين في البلدانيات العربية وهما «معجم البلدان» و «تقويم البلدان» . فلماذا سكتت الكتب عن ترجمته؟ ولماذا فقد الكتاب أساسا ما دام يحظى بهذه الأهمية؟! أسئلة تؤرق أي باحث بعد أن يقرأ ما يتوفر له من هذا الكتاب، ولكنه سرعان ما يكتشف أن حالة الانغلاق الفكري التي سادت الجزء الثاني من العصر المملوكي هي المسؤولة عن إغفال الحديث

عن المهلّبي، وربما إحراق كتابه بشكل نهائي، ومحاولة محو أثره من هذا الوجود. أول ما يلفت النظر في ما وصلنا من كتاب المهلّبي أنه يتبنى وجهة نظر شيعية حيال الواقع والتاريخ، وذلك ما نلمسه من خلال تعليقاته على بعض القضايا والأحداث التي يمرّ بها. فتجده يفسر سقوط الثغور الشمالية أي طرسوس والمصيصة وغيرها، بوصول قوم من الخوز والعجم إلى هذه البلاد ومجاهرتهم بالنصب أي شتم آل البيت. فيقول تعليقا على سقوط هذه الثغور «فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر» ، محاولا تصوير الأمر وكأنه انتقام إلهي. كما نلمس تبنيه لروايات شيعية حول بني أمية. حيث يذكر أن الوليد بن عبد الملك اصطبح في الجامع الأموي بين قيانه أربعين يوما، وقال: أخذت صفوه وتركت للناس كدره. كما أنه يشير إلى محاولة الوليد صرف أبناء الشام عن الحج إلى البيت الحرام ببنائه حرما في القدس لكي يحجّ الناس إليه ولا يذهبوا إلى الحجاز ويعرفوا فضل آل البيت على بني أمية. وكذلك روايته لزيارة عمر بن الخطاب إلى دمشق في الجاهلية ومساهمته في ترميم الكنيسة، وإرشاد اليهود له إلى موضع الصخرة التي أقيم عليها المسجد وغير ذلك من روايات وتفاسير وقراءات للتاريخ، ولا غرابة في ذلك، ففي عصر المهلّبي كان الشيعة يشكلون غالبية أهل

الشام، وكانت العائلات الشيعية تحكم معظم أجزائه بدءا بالحمدانيين في حلب والثغور الشمالية، ثم تلاهم بنو مرداس الكلابيين في نواحي حلب أيضا، ثم بعدهم بنو جندل في البقاع ووادي التيم. ناهيك عن وجود معاقل شيعية مدينية كبرى كمدينة حلب وطبرية وما حولهما، هذا إذا تجاوزنا الجبال والأرياف. وقد أدى صعود نجم السلاجقة الترك وبعدهم الأيوبيين الكرد، في فترة الحروب الصليبية وهم من السنّة، إلى تراجع النفوذ الشيعي في بلاد الشام بشكل متدرج، إلى أن تم إقصاؤه نهائيا في العصر الملوكي. وهنا لا بد وأن نشير إلى حالة الجمود الفكري التي سادت بلاد الشام ومصر في نهاية دولة الشراكسة، ما يجعلنا نعتقد بأن ذلك العصر تحديدا، شهد إحراق كتاب العزيزي، حيث فقد أثره ولم يعد قيد التداول. ورغم أن القلقشندي الذي عاش في الجزء الثاني من الفترة المملوكية نقل عنه أكثر من مائة مرة في «صبح الأعشى» ، إلا أن مراجعتنا النقدية لتلك المنقولات جعلتنا نتأكد أنها منقولة عن أبي الفداء وليس من المصدر. كما يمكن القول أن اقتباس عزّ الدين ابن شداد لمقطع حول مدينة حلب من المهلّبي كان عن طريق ابن العديم وليس من المصدر أيضا. ويتضح ضيق ابن شدّاد المتوفى سنة 684 هجرية [1285 م] مما ورد في كتاب المهلّبي عند ما استنكر بعض ما ذكر عن حلب قائلا في نهاية اقتباسه: «وذكر كلاما

كثيرا لا يليق بما نحن بصدده فأضربنا عنه» . عكس أبي الفداء الذي نقل خبر بناء الوليد بن عبد الملك للقباب في بيت المقدس، ومحاولته صرف الناس عن الحج إلى البيت الحرام، وقال معلّقا: «والعهد عليه في ذلك» ، أي أنه لم يصدر حكم قيمة، بل ذكر أنه لم يعثر على هذه الرواية في مصدر آخر، ولذلك أشار تلك الإشارة. ويثير الانتباه ذلك الخلط الكبير حول اسم المهلّبي في اقتباسات ياقوت الحموي حيث يرد بأكثر من رسم، فهو يسميه محمد بن الحسن المهلّبي، وأبو الحسن المهلّبي، والحسن بن محمد المهلّبي، والحسين بن محمد المهلّبي، والحسين بن أحمد المهلّبي. والحسن بن محمد المهلّبي المصري. وما يجعلنا نتأكد من أن الأسماء السابقة كلّها تخصّ شخصا واحدا وجود مشترك بينها وهو الكتاب «العزيزي» ، الذي يقطع الشك باليقين حول هذا الالتباس. والمؤكد أن السبب في ذلك غزارة إنتاج ياقوت، وانشغاله عن مراجعة الاسم بشكل صحيح. ولكن الكلاعي وأبي الفداء وابن العديم يجمعون على أن اسمه الحسن بن أحمد المهلّبي. وهو الذي يجعلنا نوقن بأنه الصحيح، نظرا لاعتناء أبي الفداء بالضبط والتدقيق والتمحيص في كتابه الذي وضع أساسا لهذه الغاية. لقد سعينا من خلال إعادة جمع هذا الكتاب من شتات الكتب والمخطوطات وترتيبه وتحقيقه، إلى إضاءة جانب مهم

وأساس من جوانب الثقافة العربية الإسلامية، بعد قرون من محاولات تأطيرها في نمط فكري محدد، أو ضمن لون واحد لا يرى الآخر ولا يعترف باختلافه، بل يلجأ إلى تكفيره واختزاله وقولبته في أنماط فكرية ومقولات جاهزة. ولنا في قول أبي الفداء: «والعهد عليه في ذلك» أي الرواية على ذمة الراوي، خير منهج في التعاطي مع الرواية المخالفة، أو تلك التي لا تتفق مع توجهاتنا، ذلك المنهج الذي غاب منذ نحو سبعة قرون فوصلنا إلى ما وصلنا إليه. ألّف الحسن بن أحمد المهلّبي كتابه «المسالك والممالك» للعزيز بالله الفاطمي، في الفترة ما بين عامي 365 هجرية [975 م] و 380 هجرية [990 م] أي تاريخ وفاته كما تشير المصادر المتوفرة. ولذلك سمي بالكتاب «العزيزي» . وينقل لنا المقريزي في «اتعاظ الحنفا» صورة مشرقة عن العزيز بالله الفاطمي الذي يبدو لنا قائدا حكيما حليما محبا للعلم والعلماء كارها لسفك الدماء، عفوّا إلى أقصى درجات العفو، لم ينتقم من رجل قام ضدّه أو تمرّد عليه، ولم يردّ طالبا ولم يخذل سائلا. جنوحا نحو السلم والمهادنة، حريصا على أداء فرائضه الدينية، مواظبا على خدمة الحرمين بالكسوة والنفقات. وإضافة إلى كل ذلك من صفات تجعله واحدا من أعدل وأعظم الحكام العرب المسلمين، تجده مهتما بالعلم والعلماء شغوفا

بالكتب إلى أقصى درجات الشغف. يقول المقريزي: «ذكر عند العزيز كتاب العين في اللغة، فأخرج منه نيفا وثلاثين نسخة من خزانته، منها واحد بخط الخليل بن أحمد مؤلّفها. وحملت إليه نسخة من تاريخ الطبري اشتراها بمائة دينار، فأمر الخزّان فأخرجوا من خزائنه عشرين نسخة، منها نسخة بخط محمد بن جرير جامعه. وذكرت عنده جمهرة ابن دريد فأخرج منها مائة نسخة» . كما يشير واضعو كتب التراجم إلى أن الشابشتي مؤلف كتاب" الديارات" عمل خازنا لمكتبة العزيز بالله، والرحالة الفذ المقدسي البشاري أهداه النسخة الأخيرة المنقحة من مؤلفة المهم" أحسن التقاسيم". ولذلك لم يكن غريبا أن يهدي المهلّبي كتابه لهذا الرجل الحليم، والذي سبق لمؤلّف آخر أن أهداه كتابا عن «البيزرة» أي علم أحوال الجوارح من حيث صحّتها ومرضها، ومعرفة العلائم الدالّة على قوتها في الصيد. حيث قال المؤلف إنه كان «بازيار العزيز بالله نزار الفاطمي ونشأ في ظل هذا الخليفة منذ كان صبيا، وغذاه بنعمته ورقّاه إلى أن صار إقطاعه عشرين ألف دينار، وجعله مقدّما على البيازرة» «4» . وحسب السمعاني في كتاب الأنساب فإن المهلّبي بضم الميم، وفتح الهاء، وتشديد اللام، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه

النسبة إلى أبي سعيد المهلّب بن أبي صفرة الأزدي أمير خراسان وأولاده العشرة نسبة وولاء. أي أن كل من يتكنى بالمهلّبي إما أنه ينتسب لأحد أبناء المهلّب بن أبي صفرة العشرة أو من مواليهم. ولا تتوفر لدينا معلومات لنحكم إن كان المهلّبي مهلبيا بالأصل أم بالموالاة. ويقوم ابن العديم بترجمة مختصرة للمهلّبي في سرده لرجال ولاية حلب. إذ يقول: «الحسن بن أحمد المهلّبي العزيزي: رجل فاضل كان متصلا بالعزيز الفاطمي المستولي على مصر، ووضع له كتاب المسالك والممالك «العزيزي» وهو كتاب حسن في فنه، يوجد فيه مما لا يوجد في غيره من أخبار البلاد وفتوحها وخواصها. ذكر في كتابه هذا أنه دخل حلب، ولحق بقية من ولد صالح بن علي، يقال لهم بنو القلندر، وأنه شاهد لهم نعما ضخمة ورأى لهم منازل في نهاية السرو» «5» . وفي أحد المقاطع التي ينقلها ياقوت عن المهلّبي يصفه بالمصري، وهي الإشارة الوحيدة التي نعثر عليها حول انتمائه إلى مصر ولو بالإقامة، علما أن احتمال أن يكون شاميا احتمال وارد. ويتضح لنا من خلال ما وصلنا من كتاب «المسالك والممالك» ، أن المهلّبي رحّالة لا يشق له غبار، وصل إلى أقاليم لم يسبقه أحد إليها وخصوصا في بلاد السودان. كما أنه يتحدث عن المسافات

والطرق حديث العارف والمجرّب، وهو ما انتبه إليه أبو الفداء وأشار له أكثر من مرة. وتتصف معلومات المهلّبي بدقتها بالنسبة للمسافات بين المدن والأقاليم، وجدّتها حيث يبدو مصدرا وحيدا لبعض المواضع، وسعتها حيث يذكر مصادر المياه وعادات الناس وأحوالهم وزروعهم ومحاصيلهم. وأكثر ما يثير الاهتمام تلك الأرقام التي يسوقها عند حديثه عن نفقات طرسوس على تأمين حمايتها قبيل سقوطها بيد البيزنطيين بقيادة نقفور فوكاس عام 354 هجرية [965 ميلادية] . ومن خلال وصف المهلّبي، نستطيع أن نكوّن فكرة شبه كاملة عن التاريخ الاجتماعي، والتركيبة السكانية للثغور الإسلامية الشمالية قبيل سقوطها، وربما، العوامل التي أدت إلى هذا السقوط. كما أن الكتاب يحفل بمعلومات جديدة حول دمشق وبيت المقدس وحلب وأنطاكية وغيرها من المدن التي وصلتنا مقاطع مسهبة عنها، ما يؤشر إلى غنى وسعة معلومات، لم يغيبا عن ابن العديم، الذي نوّه إلى أن في «العزيزي» ما لا يوجد في غيره. ونستطيع أن نجزم بأنه زار البلاد التي تحدّث عنها في كتابه ولم يعتمد على النقل من غيره، وذلك من خلال إشارات عابرة وردت في متن ما وصلنا من كتابه، منها أنه أقام في مدينة نخشب

في بلاد ما وراء النهر مدة شهر، وأنه اجتاز بسامراء، وأنه أتى حلب، وغير ذلك. هذا إذا تجاوزنا طريقة وصفه للمدن والمواضع التي تشير بما لا يدع مجالا للشك أنه زارها وعاينها بنفسه. ومن الإشارات المهمة حديثه في مادة بصرى عن قلعتها التي شبّهها بقلعة دمشق، وهي إشارة من شأنها أن تضيء جانبا من تاريخ قلعة دمشق، التي يقال إن السلاجفة هم الذين بنوها، علما أن المهلّبي زار دمشق قبل دخول السلاجفة إليها بنحو قرن. كما أن إشارته لوجود كنيسة مقابلة للمسجد الأقصى من جهة المحراب بحيث تتصل أروقتها بأروقة المسجد، تعدّ على غاية من الأهمية بالنسبة إلى وضع المساجد والكنائس في بيت المقدس قبل الحروب الصليبية وما تلاها من عمليات هدم وإعادة بناء طالت كل شيء تقريبا. لقد قمنا بجمع مادة الكتاب من جميع المصادر العربية المتوفرة، وهو ما كلفنا جهدا كبيرا، وبوّبناه على نسق «تقويم البلدان» لأبي الفداء، نظرا لدقة المنهج الذي اعتمده، كما قمنا بوضع الحواشي والشروح والتعليقات بالاعتماد على المراجع والمعاجم المتوفرة لتوضيح اللبس الذي يلفّ بعض النصوص، الناتج عن عمليات الاجتزاء التي جرت عليها نتيجة النقل. كما عدنا إلى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد للوقوف على الاقتباسات التي أخذها المهلّبي عنه عند ما تحدث عن تاريخ بيت المقدس. وقد

لاحظنا أن النصوص تكاد تكون متطابقة بين ما نقله المهلّبي وبين ما هو موجود في أسفار العهد القديم، والذي ينقل عنه دون أن يشير إلى موضع النقل جريا على عادة القدماء، إذ يكتفي بالقول: «يزعم أهل الكتاب» ، أو «قال أهل الكتاب» ، أو «قال أهل الكتاب من النصارى» . ومن الواضح أن المهلّبي أراد لكتابه أن يكون جديدا في كل شيء، فلم ينقل عن غيره من المصنّفين العرب الذين سبقوه في هذا العلم، ولم يشر إلى أي مصدر، كما أن الدراسة المقارنة للنصوص تجعلنا نجزم بأن معلوماته أصيلة حققها بنفسه، ومصدرها تجربة شخصية وبحث ميداني. ومن هنا أتت أهمية هذا الكتاب، ولذلك نقل عنه مؤلفون رصينون مثل ابن العديم وياقوت الحموي وأبو الفداء. وفي النهاية لا بد من إيضاح أن المقاييس والأطوال التي ترد في نصوص هذا الكتاب تعتمد المصطلحات القديمة كالفرسخ والميل والمرحلة، وقد فصل أبو الفداء في هذه المقاييس وقارن بينها في مؤلفه" تقويم البلدان" ونفردها هنا لكي نزيل أي التباس: الفرسخ 3 أميال. الميل 3 آلاف ذراع حسب القياس القديم و 4 آلاف ذراع حسب القياس الحديث (المعاصر لأبي الفداء) .

الذراع 32 إصبعا حسب القياس القديم، و 24 إصبعا حسب الحديث. الإصبع 6 حبات شعير معتدلات مضمومة بطون بعضها إلى بعض. وحبة الشعير في المتوسط 6، 2 ملم. وعند المقدسي البشاري: المرحلة بريدين البريد 6 أميال «6» تيسير خلف دمشق في 13 آب من عام 2005 م 8 رجب 1426 هـ.

تقديم

جزيرة العرب الأبوا قال في العزيزي: والأبوا بها آبار، وبينها وبين الجحفة تسعة وعشرون ميلا «7» . أيلة قال محمد بن الحسن المهلّبي: من الفسطاط إلى جب عميرة ستة أميال، ثم إلى منزل يقال له عجرود وفيه بئر ملحة بعيدة الرشاء أربعون ميلا، ثم إلى مدينة القلزم «8» خمسة وثلاثون ميلا ثم إلى ماء يعرف بتجر يومان، ثم إلى ماء يعرف بالكرسي فيه بئر رواء مرحلة، ثم إلى رأس عقبة أيلة مرحلة، ثم إلى مدينة أيلة مرحلة. قال: ومدينة أيلة جليلة على لسان من البحر الملح وبها مجتمع حج الفسطاط والشام، وبها قوم يذكرون أنهم من موالي عثمان بن عفان، ويقال إن بها برد النبي صلّى الله عليه وسلم، وكان قد

تدمر

وهبه ليوحنة بن رؤبة لمّا سار إليه إلى تبوك؛ وخراج أيلة ووجوه الجبايات بها نحو ثلاثة آلاف دينار. وأيلة في الإقليم الثالث وعرضها ثلاثون درجة «9» . تدمر قال في العزيزي: وبينها وبين دمشق تسعة وخمسون ميلا، ومن تدمر إلى الرحبة مئة ميل وميلان. وقال في العزيزي أيضا: وهي مدينة قديمة كثيرة الآثار العجيبة، يقال إن سليمان بن داود بناها «10» . تيماء ومن الكتاب العزيزي قال: تيماء حاضرة طي، وبها الحصن المعروف بالأبلق، وينتسب إلى السموأل بن عادياء الذي يقول: لنا جبل يحتله من نجيره ... منيع يرد الطرف وهو كليل هو الأبلق الفرد الذي سار ذكره ... له غرر مشهورة وحجول «11»

جرش

جرش قال في العزيزي: وجرش بلدة صالحة وحولها من شجر القرط ما لا يحصى وبها مدابغ كثيرة وعرضها ست عشر درجة «12» . الجمّاء وفي كتاب أبي الحسن المهلّبي: الجمّاء اسم هضبة سوداء. قال وهما جماهان، يعني هضبتين من يمين الطريق للخارج من المدينة إلى مكة «13» . خيوان قال في العزيزي: وخيوان طرف منازل بني الضحّاك من آل يعفر من أولاد التبابعة، وماؤها من السماء «14» .

ذات عرق

ذات عرق قال في العزيزي: وبين ذات عرق وعمرة ستة وعشرين ميلا «15» . زبيد قال في العزيزي: ولها ساحل بعرف بعلافقة، وبينهما خمسة عشر ميلا «16» . السّرين قال في العزيزي: والسّرين مدينة على ساحل البحر بينها وبين مكة أربعة أيام كبار «17» . الشبا قال أبو الحسن المهلّبي: شبا واد بالأثيل من أعراض المدينة، فيه عين يقال لها خيف الشبا لبني جعفر بن إبراهيم من بني جعفر بن أبي طالب «18» .

شبام (قصبة حضرموت)

شبام (قصبة حضرموت) قال في العزيزي: في الجبل المذكور سكان كثيرون، وهو ممتنع من كل ناحية، وهو معدن الحجر المعروف بالعقيق والجزع «19» . صحار (قصبة عمان) قال في العزيزي: وعمان مدينة جليلة بها مرسى السفن من السند والهند والصين والزنج، والقصبة اسمها صحار وليس على بحر فارس «20» مدينة أجلّ منها، وأعمالها نحو ثلاثمائة فرسخ وهي ديار الأزد «21» . صعدة قال الحسن بن محمد المهلّبي: صعدة مدينة عامرة آهلة يقصدها التجّار من كل بلد وبها مدابغ الأدم وجلود البقر التي للنعال. وهي خصبة كثيرة الخير، وهي في الإقليم الثاني عرضها ست عشرة درجة وارتفاعها وجميع وجوه المال مائة ألف دينار ومنها

صنعاء

إلى الأعشبية قرية عامرة خمسة وعشرون ميلا. ومنها إلى خيوان أربعة وعشرون ميلا «22» . صنعاء قال في العزيزي: مدينة صنعاء مدينة جليلة وهي قصبة اليمن، وبها أسواق جليلة ومتاجر كثيرة «23» . عسفان قال في العزيزي: وبين عسفان وبين الجحفة أحد وخمسون ميلا، ومن عسفان إلى بطن مر ثلاثة وثلاثون ميلا، ثم إلى مكة تسعة عشر ميلا، فبين عسفان وبين مكة اثنان وخمسون ميلا «24» . فيد قال في العزيزي: وفيد نصف طريق حجاج العراق. قال وبينها وبين الجبلين المعروفين بسلمى وأجا ستة وثلاثون ميلا، والثعلبية ثلث طريق حجاج العراق «25» .

قرن

قرن قال الحسن بن محمد المهلّبي: قرن قرية بينها وبين مكة واحد وخمسون ميلا، وهي ميقات أهل اليمن، بينها وبين الطائف ذات اليمين ستة وثلاثون ميلا «26» . هجر وفي العزيزي: عرضها أربع وثلاثون درجة وزعم أنها في الإقليم الثالث «27» . الهماء في كتاب أبي الحسن المهلّبي الهماء موضع «28» . اليمامة وفي كتاب العزيزي: إنها في الإقليم الثالث، وعرضها خمس وثلاثون درجة «29» .

ديار مصر

ديار مصر أبوتيج قال العزيزي: ومن أسيوط إلى أبوتيج أربعة وعشرون ميلا، ومن أبو تيج إلى أخميم، مدينة قديمة على عنق البحر، أربعة وعشرون ميلا «30» . أرمنت قال في العزيزي: وبين أسوان وأرمنت مرحلتان، وبين أرمنت وقوص مرحلتان «31» . الأشتوم قال الحسن بن محمد المهلّبي في كتابه العزيزي: ومن تنيس إلى حصن الأشتوم، وفيه مصبّ ماء البحيرة، إلى بحر الروم ستة فراسخ، ومن هذا الحصن إلى مدينة الفرما في البرّ ثمانية أميال، وفي البحيرة ثلاثة فراسخ.

بنا

ثم قال عند ذكر دمياط: ومن شمالي دمياط يصب النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم، عرض النيل هناك نحو مئة ذراع، وعليه من حافتيه سلسلة حديد وهذا غير الأول «32» . بنا قال أبو الحسن المهلّبي: من الفسطاط إلى بنها ثمانية عشر ميلا، وإلى صنهشت بن زيد ثمانية أميال، وإلى مدينة بنا وهي مدينة قديمة جاهلية لها ارتفاع جليل، ومنها إلى سمنود ميلان «33» . بنها قال أبو الحسن المهلّبي: من الفسطاط إلى مدينة بنها، وهي على شعبة من النيل وأكثر عسل مصر الموصوف بالجودة مجلوب منها ومن كورتها وهي عامرة حسنة العمارة، ثمانية عشر ميلا «34» .

تنيس

تنّيس قال الحسين بن محمد المهلّبي: أما تنّيس فالحال فيها كالحال في دمياط، إلا أنها أجل وأوسط وبها تعمل الثياب الملونة، والفرش البوقلمون، وبحيرتها التي هي عليها مقدار إقلاع يوم في عرض نصف يوم، ويكون ماؤها أكثر السنة ملحا لدخول ماء بحر الروم إليه عند هبوب ريح الشمال، فإذا انصرف نيل مصر في دخول الشتاء وكثر هبوب الريح الغريبة حلت البحيرة وحلا سيف البحر الملح مقدار بريدين حتى يجاوز مدينة الفرما، فحينئذ يخزنون الماء في جباب لهم ويعدونه لسنتهم، ومن حذق نواتي البحر في هذه البحيرة، إنهم يقلعون بريح واحدة يريدون القلوع بها حتى يذهبوا في جهتين مختلفتين فيلقى المركب المركب مختلف السير في مثل لحظ الطرف بريح واحدة. قال وليس بتنيس هوام مؤذية لأن أرضها سبخة شديدة الملوحة «35» . الجفار قال أبو الحسن المهلّبي في كتابه الذي ألّفه للعزيز، وكان موته في سنة 386: وأعيان مدن الجفار، العريش، ورفح، والورّادة. والنخل في جميع الجفار كثير وكذلك الكروم وشجر الرمان،

وأهلها بادية محتضرون، ولجميعهم في ظواهر مدنهم أجنّة وأملاك وأخصاص فيها كثير منهم، ويزرعون في الرمل زرعا ضعيفا يؤدون فيه العشر، وكذلك يؤخذ من ثمارهم، ويقطع في وقت من السنة إلى بلدهم من بحر الروم طير من السلوى يسمونه المرع «36» ، يصيدون منه ما شاء الله يأكلونه طريّا ويقتنونه مملوحا، ويقطع أيضا إليهم من بلد الروم على البحر في وقت من السنة جارح كثير فيصيدونه، منه الشواهين والصقور والبواشق، وقلّ ما يقدرون على البازي، وليس لصقورهم وشواهينهم من الفراهة ما لبواشقهم، وليس يحتاجون لكثرة أجنتهم إلى الحرّاس، لأنه لا يقدر أحد منهم أن يعدو على أحد لأن الرجل منهم إذا أنكر شيئا من حال جنانه نظر إلى الوطء في الرمل ثم قفا ذلك إلى مسيرة يوم ويومين حتى يلحق من سرقه، وذكر بعضهم أنهم يعرفون أثر وطء الشاب من الشيخ والأبيض من الأسود والمرأة من الرجل والعاتق من الثيّب، فإن كان هذا حقّا فهو من أعجب العجائب «37» .

دمياط

دمياط قال الحسن بن محمد المهلّبي: ومن طريف أمر دمياط وتنيّس أنّ الحاكة «38» بها الذين يعملون هذه الثياب الرفيعة قبط من سفلة الناس وأوضعهم وأخسهم مطعما ومشريا، وأكثر أكلهم السمك المملوح والطريّ والصّير «39» المنتن، وأكثرهم يأكل ولا يغسل يده ثم يعود إلى تلك الثياب الرفيعة الجليلة القدر فيبطش بها ويعمل في غزولها ثم ينقطع الثوب، فلا يشك مقلّبه للابتياع أنه قد بخّر بالندّ «40» . قال: ومن طريف أمر دمياط في قبليها على الخليج مستعمل فيه غرف تعرف بالمعامل، يستأجرها الحاكة لعمل ثياب الشرب فلا تكاد تنجب إلا بها، فإن عمل بها ثوب وبقي منه شبر ونقل إلى غير هذه المعامل علم بذلك السمسار المبتاع للثوب، فينقص من ثمنه لاختلاف جوهر الثوب عليه «41» .

رشيد

رشيد قال في العزيزي: وهي على ضّفتي النيل، والبحر الملح عنها ثمانية عشر ميلا، وهي تغر جليل، ومنها على ساحل البحر إلى الإسكندرية ستة وثلاثون ميلا «42» . سندفا قال المهلّبي: المحلّة مدينة لها جانبان اسم أحدهما المحلّة والاخر سندفا «43» . شطا قال الحسن بن محمد المهلّبي: على ثلاثة أميال من دمياط على ضفة البحر الملح، مدينة تعرف بشطا وبها وبدمياط يعمل الثوب الرفيع، الذي يبلغ الثوب منه ألف درهم ولا ذهب فيه «44» . طنتثنا قال الحسين بن أحمد المهلّبي: من صحنان إلى مدينة مليج فرسخان وبينهما نهر يأخذ إلى غربي الريّف إلى طنتتنا حتى يصبّ

العريش

في بحر المحلّة، وهي من كورة الغربية، بينها وبين المحلّة ثمانية أميال «45» . العريش قال الحسن بن محمد المهلّبي: من الورّادة إلى مدينة العريش ثلاثة فراسخ. قال: ومدينة العريش مدينة جليلة وهي كانت حرس مصر أيام فرعون، وهي آخر مدينة تتصل بالشام من أعمال مصر ويتقلدها والي الجفار وهي مستقرّة، وفيها جامعان ومنبران، وهواؤها صحيح طيب، وماؤها حلو عذب، وبها سوق جامع كبير وفنادق جامعة كبيرة ووكلاء للتجار ونخل كثير، وفيها صنوف من التمور ورمّان يحمل إلى كل بلد بحسبه، وأهلها من جذام. قال: ومنها إلى بئري أبي إسحاق ستة أميال، وهما بئران عظيمتان ترد عليهما القوافل وعند هما أخصاص فيها باعة، ومنها إلى الشجرتين وهي أول أعمال الشام ستة أميال، ومنها إلى البرمكية ستة أميال ثم إلى رفح ستة أميال «46» .

العلاقي

العلّاقي قال في العزيزي: إذا أخذت من أسوان في سمت الشرق تصل إلى العلاقي بعد اثنتي عشرة مرحلة، وبين العلاقي وعيذاب ثمان مرحلات، ومن العلاقي يدخل الإنسان بلاد البجاء «47» . الفرما: قال الحسن بن محمد المهلّبي: وأما الفرما فحصن على ضفّة البحر لطيف لكنه فاسد الهواء وخمه، لأنه من كل جهة حوله سباخ تتوحّل فلا تكاد تنضب صيفا ولا شتاء، وليس بها زرع ولا ماء يشرب إلا ماء المطر فإنه يخزن في الجباب، ويخزنون أيضا ماء النيل يحمل إليهم في المراكب من تنّيس، وبظاهرها في الرمل ماء يقال له العذيب ومياه غيره في آبار بعيدة الرشاء وملحة تنزل عليها القوافل والعساكر، وأهلها نحاف الأجسام متغيّرو الألوان، وهم من القبط وبعضهم من العرب من بني جرى وسائر جذام، وأكثر متاجرهم في النوى والشعير والعلف لكثرة اجتياز القوافل بهم، ولهم بظاهر مدينتهم نخل كثير له رطب فائق وتمر حسن يجهّز إلى كل بلد «48» .

الفيوم

الفيّوم قال في العزيزي: وبين الفسطاط والفيّوم ثمانية وأربعون ميلا «49» . القسّ قال الحسن بن محمد المهلّبي المصري: الطريق من الفرما إلى غزّة على الساحل من الفرما إلى رأس القس وهو لسان خارج في البحر وعنده حصن يسكنه الناس ولهم حدائق وأجنّة وماء عذب ويزرعون زرعا ضعيفا بلا تور ميلا، وهذا يؤيد ما حكاه لي المقدم ذكره، وكان الحاكي لهذا قد صنّف للعزيز صاحب مصر كتابا، وكانت ولايته في سنة 365، ووفاته في سنة 386 «50» . القلزم قال المهلّبي: ويتصل بجبل القلزم جبل يوجد فيه المغناطيس، وهو حجر يجذب الحديد وإذا دلك ذلك الحجر بالثوم بطل عمله فإذا غسل بالخل عاد إلى حاله «51» .

مدينة مصر

مدينة مصر ذكر محمد بن الحسن المهلّبي في كتاب «العزيزي» : ومن مشاهير خطط مصر خطة عبد العزيز بن مروان، وهي التي في سوق الحمام غربي الجامع تسمى الآن المدينة «52» . مشتول قال المهلّبي: مر بينهما طريقان فالأيمن منهما إلى مشتول الطواحين وهي مدينة حسنة العمارة جليلة الارتفاع بها عدّة طواحين تطحن الدقيق الحواري وتجهز إلى مصر «53» .

ولاة مصر قال المهلّبي: كان عمرو بن العاص افتتح أرض مصر في سنة عشرين، فأقام واليها إلى سنة أربع وعشرين. ثم تقلّدها عبد الله بن أبي سرح. ثم تقلّدها محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة. ثم قيس بن سعد بن عبادة، رحمه الله. ثم محمد بن أبي بكر رحمه الله «54» . ثم عمرو بن العاص. ثم معاوية بن حديج السكوني. ثم عتبة بن أبي سفيان. ثم عقبة بن عامر الجهني. ثم مسلمة بن مخلد الأنصاري. ثم سعيد بن يزيد الأزدي. ثم عبد العزيز بن مروان.

ثم عبد الله بن عبد الملك بن مروان. ثم قرّ بن شريك. ثم عبد الله بن رفاعة. ثم أيوب بن شرحبيل. ثم بشر بن صفوان. ثم حفص بن الوليد. ثم عبد الملك بن المغيرة بن عبد الله بن عبد الملك. ثم صالح بن علي بن عبد الله بن العباس. ثم أبو عون عبد الملك بن يزيد. ثم موسى بن كعب. ثم حميد بن قحطبة. ثم يزيد بن حاتم المهلّبي. ثم إبراهيم بن يزيد الحميري. ثم عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج. ثم محمد بن [عبد الرحمن بن] معاوية بن حديج. ثم واضح مولى أبي جعفر. ثم سالم بن سوادة. ثم إبراهيم بن صالح بن علي.

ثم موسى بن مصعب. ثم الفضل بن صالح بن علي. ثم مسلمة بن يحيى. ثم محمد بن زهير. ثم داود بن يزيد بن حاتم المهلّبي. ثم موسى بن عيسى بن موسى. ثم إبراهيم بن صالح بن علي. ثم عبد الله بن المسيّب. ثم إسحاق بن سليمان. ثم هرثمة بن أعين. ثم إسماعيل بن صالح بن علي. ثم إسماعيل بن عيسى بن موسى. ثم أحمد بن إسماعيل. ثم عبيد الله بن محمد بن إبراهيم. ثم مالك بن دلهم. ثم حاتم بن هثرمة. ثم عبد المطلب بن عبد الله. ثم سليمان بن غالب.

ثم السرب بن الحكم. ثم عبيد الله بن السري. ثم عبد الله بن الطاهر. ثم محمد بن هارون، المعتصم. ثم علي بن يحيى الأرمني. ثم عنبسة بن إسحاق. ثم يزيد بن عبد الله بن دينار. ثم مزاحم بن خاقان. ثم أحمد بن طولون. ثم خمارويه بن أحمد. ثم النوشري. ثم ابن بسطام على الحرب والخراج. ثم تكين. ثم هلال بن بدر. ثم أحمد بن كيغلغ. ثم محمد بن تكين. ثم محمد بن طغج. ثم أنوجور بن محمد.

ثم علي بن محمد بن طغج. ثم كافور مولى محمد بن طغج. ثم وليها جوهر الرومي، قائد المعز لدين الله وعبده، في سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة. واختطّ القاهرة المعزية. فأقام بها واليا. حتى قدم المعز في سنة إحدى وستين وثلاث مئة. ثم توفي في سنة خمس وستين وثلاث مئة «55» .

ولاة مصر

بلاد المغرب أطرابلس الغرب قال في العزيزي وهي مرسى للمراكب «56» . أودغست قال في العزيزي: إن لأودغست أعمالا واسعة وهي حارّة جدا. قال وأمطارهم في الصيف، ويزرعون عليه الحنطة والدّخن والذرة واللوبيا والكرسنّة. والنخل ببلادهم كثير جدا وليس ببلادهم من الفاكهة غير التين. وببلادهم شجر الحجار كله من الصنط والمقل وغير هما. قال: وهي مدينة بين جبلين وهي مصر من الأمصار الجليلة وهي جنوبي مدينة سجلماسة بينهما نيّف وأربعون مرحلة في رمال ومفاوز على مياه معروفة. قال: ولها أسواق جليلة والسفر متصل إليها من كل بلد، وأهلها مسلمون والمتولّي عليها صنهاجة وشرقيها بلاد السودان وأما غربي بلادها فالبحر المحيط وجنوبيهم حدود السودان «57» .

برقة

وقال المهلّبي: أوذغست مدينة بين جبلين في قلب البحر. جنوبي مدينة سجلماسة بينهما نيّف وأربعون مرحلة في رمال ومفاوز «58» على مياه معروفة وفي بعضها بيوت البربر، وأوذغست بها أسواق جليلة وهي ومصر من الأمصار جليل، والسفر إليها متصل من كل بلد وأهلها مسلمون يقرءون القرآن ويتفقهون، ولهم مساجد وجماعات أسلموا على يد المهدي عبيد الله وكانوا كفّارا يعظّمون الشمس ويأكلون الميتة والدم. وأمطارهم في الصيف، يزرعون عليها القمح والدّخن والذرة واللوبياء، والنخل ببلدهم كثير. وفي شرقيهم بلاد السودان، وفي غربيهم البحر المحيط، وفي شماليهم منفتلا إلى الغرب بلاد سجلماسة، وفي جنوبيهم بلاد السودان «59» . برقة قال في العزيزي: ولبرقة جبلان، فيها عدة ضياع نفيسة وعيون ماء جارية ومزارع. وآثار بناء للروم جليل، وأسعارها على سائر الأوقات رخيصة جدا، ويجهز منها إلى مصر القطران والشراب والضان الكثير. قال: ولها ساحل ترسي [ترسو] به المراكب يقال له

بنزرت

أجية، ولها مدينة بها منبر وسوق وعدة محارس على ستة أميال من برقة، وساحل آخر يقال له طلميثه «60» . قال في العزيزي: وهي مرج أفيح واسع، وتربتها حمراء وبني السور عليها أيام المتوكّل «61» . بنزرت قال العزيزي في أمر البحيرتين المذكورتين (بحيرتي بنزرت) : إنه إذا جاء الشتاء وكثرت السيول على البحيرة الحلوة، فاضت على المالحة ومدّتها، وإذا جاء الصيف قلّ المدّ عنها وغارت واشتغلت عن المالحة، فتمدّ المالحة إلى أيام السيول «62» . بونة قال في العزيزي: ومدينة بونة هذه مدينة جليلة عامرة على البحر، خصبة الزرع، كثيرة الفواكه، رخية، بظاهرها معادن الحديد، ويزرع بها كتّان كثير، وحدث بها عن قريب مغاص على المرجان ليس كمرجان مرسى الخرز «63» .

تاهرت

تاهرت قال المهلّبي: بين أشير وتاهرت أربع مراحل، وهما تاهرتان القديمة والحديثة. ويقال للقديمة: تاهرت عبد الخالق «64» . قال العزيزي، تاهرت القديمة هي تاهرت عبد الخالق، وبينها وبين تاهرت الجديدة مرحلة، وهي مدينة جليلة وكانت قديما تسمى عراق المغرب، ولها من أعمالها مرسى على البحر، يقال له مرسى فروخ ومدينة تاهرت (كذا) الأولة [الأولى] على جبل متوسط، وبها منبر، وكذلك المحدثة بها منبر، وهي أعظم من القديمة ولأهلها مياه تتخرق دورهم «65» . تونس قال العزيزي: ومدينة تونس مدينة جليلة قديمة البناء، ولها مياه ضعيفة جارية يزرع عليها، وهي كثيرة الغلّات خصبة، وجبل زغوان بالقرب منها وهو عنها في جهة الغرب بميلة إلى الجنوب على مسيرة يومين وهو بفتح الزاي وسكون العين المعجمتين وفتح الواو وثم ألف ونون «66» .

زويلة

زويلة قال في العزيزي: ومدينة زويلة مدينة كثيرة النخل، وزرع أهلها يسقى من الآبار «67» . سوسة قال في العزيزي: وبين المهدية وبين مدينة سوسة مرحلتان. وسوسة مدينة أزلية بها سوق وفنادق وحمّامات، وهي على البحر الملح، وهي حد بين كورة الجزيرة وبين القيروان «68» . طبنة وطبنة مدينة عظيمة كثيرة المياه والبساتين والأهل والزروع وأكثر زرعهم سقي وأكثر غلّاتهم القطن «69» . غذامس قال في العزيزي: مدينة غذامس مدينة جليلة عامرة. في وسطها عين أزلية عليها أثر بنيان رومي عجيب، ويفيض الماء منها، ويقتسمها أهل المدينة بأقساط معلومة، وعليه يزرعون، وأهلها قوم

قابس

من البربر مسلمون، ولهم مسجد جماعة، وليس لهم رئيس ومرجعهم إلى مشايخهم «70» . قابس قال في العزيزي: وعليها سور وخندق، ومنها في سمت الجنوب إلى غذامس أربع عشرة مرحلة «71» . القيروان قال في العزيزي: ومدينة القيروان أجلّ مدن المغرب، وكان عليها سور عظيم فهدمه زيادة الله بن الأغلب لما ثار على عمار بن محالد، وشرب أهلها من ماء المطر يجتمع لها من الشتاء في برك عظام تسمى المواخل، ولهم واد في قبلة المدينة يأتي فيه ماء ملح يستعمله الناس فيما يحتاجونه «72» .

المسيلة

المسيلة قال في العزيزي: ومدينة المسيلة محدثة أحدثها القائم بالله الفاطمي سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وسماها المحمدية، ومنها إلى مدينة طبنة أربعة وعشرون فرسخا «73» . مرماجنة قال المهلّبي: بين مرماجنة والأربس مرحلة «74» .

بلاد السودان

بلاد السودان أكسنتلا قال أبو الحسن المهلّبي: أكسنتلا مدينة عظيمة جليلة، وهي مملكة لرجل من هوارة من البربر يقال له سهل بن الفهري، مسلم وله سلطان عظيم على أمم من البربر في بلاد لا تحصى كثرة، وتطيعه أحسن طاعة. قال: وسمعت غير محصّل يذكر أنه إذا أراد الغزو ركب في ألف ألف راكب فرس نجيب وجمل. قال: وبأكسنتلا أسواق ومجامع، وبظاهرها عمارة فيها جميع الفواكه من الكروم وشجر التين، والأغلب على ذلك النخل، وبها منبر ومسجد للجماعة وقوم يقرءون القرآن، وزروعهم على المطر. قال: ومن اكسنتلا طريقان، فطريق الشمال في حد المشرق، وسمته إلى بلاد الكنز الآتيين من السّودان، مسيرة خمسة أيام «75» .

زغاوة

زغاوة وقال المهلّبي: ولزغاوة مدينتان يقال لإحداهما مانان وللأخرى ترازكي، وهما في الإقليم الأول، وعرضهما إحدى وعشرون درجة. قال: ومملكة الزغاوة مملكة عظيمة من ممالك السودان في حدّ المشرق منها مملكة النوبة الذين بأعلى صعيد مصر بينهم مسيرة عشرة أيام، وهم أمم كثيرة، وطول بلادهم خمس عشرة مرحلة في مثلها في عمارة متصلة، وبيوتهم جصوص كلّها وكذلك قصر ملكهم، وهم يعظمونه ويعبدونه من دون الله تعالى ويتوهمون أنه لا يأكل الطعام، ولطعامه قومة عليه سرّا يدخلونه إلى بيوته لا يعلم من أين يجيئونه به، فإن اتفق لأحد من الرعية أن يلقى الإبل التي عليها زاده قتل لوقته في موضعه، وهو يشرب الشراب بحضرة خاصة أصحابه، وشرابه يعمل من الدّرة مقوّى بالعسل، وزيّه لبس سراويلات من صوف رقيق والاتشاح عليها بالثياب الرفيعة من الصوف الأسماط والخزّ السوسي والديباج الرفيع، ويده مطلقة في رعاياه ويسترقّ من شاء منهم، أمواله المواشي من الغنم والبقر والجمال والخيل، وزروع بلدهم أكثرها الذرة واللوبياء ثم القمح، وأكثر رعاياه عراة مؤتزرون بالجلود، ومعايشهم من الزروع واقتتاء المواشي، وديانتهم عبادة ملوكهم يعتقدون أنهم الذين يحيون

كوكو

ويميتون ويمرضون ويصحّون، وهي من مدائن البلماء وقصبة بلاد كاوار على سمت الشرق منحرفا إلى الجنوب «76» . قال في العزيزي: ومن دنقلة إلى بلاد زغاوة في سمت الغرب عشرون مرحلة «77» . كوكو قال المهلّبي: كوكو من الإقليم الأول وعرضها عشر درج وملكهم يظاهر رعيته بالإسلام وأكثرهم يظاهر به، وله مدينة على النيل من شرقيه اسمها سرناة بها أسواق ومتاجر، والسفر إليها من كل بلد متصل، وله مدينة على غربي النيل سكنها هو ورجاله وثقاته، وبها مسجد يصلي فيه؛ ومصلى الجماعة بين المدينتين، وله في مدينته قصر لا يسكنه معه أحد ولا يلوذ فيه إلا خادم مقطوع، وجميعهم مسلمون وزيّ ملكهم ورؤساء أصحابه القمصان والعمائم، ويركبون الخيل أعراء ومملكته أعمر من مملكة زغاوه، وبلاد الزغاوة أوسع؛ وأموال أهل بلاده الأموال المواشي، وبيوت أموال الملك واسعة وأكثرها الملح «78» .

جزيرة الأندلس

جزيرة الأندلس سمورة قال في العزيزي: مدينة سمورة مدينة جليلة من مدن الجلالقة وبها مستقر ملكهم الآن «79» . شنتياقو قال في العزيزي: ومدينة شنتياقو مدينة جليلة من مدن الجلالقة، بينها وبين البحر المحيط يوم واحد «80» . ليون قال في العزيزي: هي المصر الأعظم وأجل مدن الجلالقة. قال الجلالقة صباح الوجوه أشدّ الأبدان، ومن ليون إلى ساحل بحر الظلمات، أعني المحيط، أربع مراحل غربا. وقال في العزيزي أيضا: ويتصل ببلاد الأندلس من جهة الشمال بلاد الجلالقة وهم نصارى ولهم مملكة منفردة عن الروم الفرنجة «81» .

الجانب الشمالي من الأرض

الجانب الشمالي من الأرض أرطنوج قال في العزيزي: ومدينة الأبخاز العظمى تعرف بأرطنوج «82» . بلاد البلغار قال في العزيزي: إن على يمين بلاد البلغار في نحو الجنوب مملكة الكاساق أمة بين الأبخاز وبين اللان «83» ، ثم يصير على يمين بلاد البلغار. وفي الجنوب مملكة اللان إلى آخر حد البلغار ثم يتصل بعد ذلك من نحو الجنوب بمملكة الخزر وهو آخر حد البلغار لإفضائه إلى أمة يقال لها المروسية جيل من البلغار شداد عظائم الخلق لا يقوم للرجل منهم عشرة من أشد غيرهم جاهلية، يعبدون الشمس، وفي شرق المروسية إلى بلاد الروسية وفي شمالي الصقالبة «84» مفاوز لا عمارة فيها إلى البحر المحيط ولا يسكن لشدة

جبل القيتق

البرد الذي بها إلى نحو الروسية وهم أمة من الأتراك يتصلون بالشرق بالغزيّة «85» من الأتراك «86» . جبل القيتق ومن العزيزي قال: ويقال له جبل الألسن، لأن فيه أمما لغاتهم مختلفة، قيل إنهم أهل ثلاثمائة لغة، وفي جانبه الشمالي القيتق وهم جنس، وفي جانبه الجنوبي اللكزي وهم جنس أيضا، ويمتد من باب الأبواب «87» إلى بلاد الروم «88» نحو مسيرة شهر. وجانبه الجنوبي كالحائط لا طريق فيه كأنه نحت بقدّوم، وعرضه مسيرة عشرة أيام ولا يسلك إلى بلاد الترك إلا بين ساحل بحر الخزر وبين طرف الجبل، وبين طرفه والبحر ثلاثة أميال، وبنى هناك أنوشروان حائطا بالصخر والرصاص بعد صلحه واتفاقه مع ملك الخزر على ذلك، وجعل في ذلك الحائط بابا ومصراعيه من الحديد في قديم الزمان، فعرف بباب الحديد بسبب ذلك. وفي أثناء هذا الجبل

رومية

مسالك عشرة، وأكبرها مسلك في وسطه بنى عليه أيضا سورا وجعل فيه بابا يسمى باب اللان «89» . رومية قال المهلّبي: ومدينة رومية مدينة عظيمة، وتتصل بها الجبال من جهة الغرب والجنوب، وشرقيها سهل والبحر في شماليها «90» . قسطنطينية قال في العزيزي: وخليج قسطنطينية إذا جاوزها إلى الجنوب ضاق حتى يصير عرضه رمية سهم عند موضع يقال له أندلس. قال في العزيزي: والخليج يطوف بقسطنطينية من شرقيها وشماليها، وأما جانبها الغربي والجنوبي ففي البر، ولها في هذين الجانبين نحو مئة باب. قال: ولقسطنطينية أربعة عشر أعمالا [عملا] في غربي الخليج وشرقيه «91» .

قال في العزيزي: وارتفاع سور القسطنطينية واحد وعشرون ذراعا ولها أربع عشرة معاملة «92» .

ذكر الشام

ذكر الشام أذرعات قال العزيزي: وأذرعات مدينة كورة البثنية «93» ، مثلما أن نوى مدينة كورة الجيدور، وبين أذرعات وبين عمّان أربعة وخمسون ميلا، وبينها أيضا وبين الصنمين ثمانية عشر ميلا [والصنمين تثنية صنم وهي قاعدة ولاية وعمل] ، ومن الصنمين إلى الكسوة [بضم الكاف وسكون السين المهملة وواو وهاء] ، وهي ضيعة ومنزل يمر بها نهر الأعوج اثنا عشر ميلا، ومن الكسوة إلى دمشق اثنا عشر ميلا، وبينهما عقبة لطيفة تعرف بعقبة شحوره [بضم الشين المعجمة والحاء المهملة ثم واو وراء مهملة وهاء في الآخر] . والكسوة عن دمشق في جهة الجنوب «94» . أرسوف قال العزيزي: وبينها وبين الرملة اثنا عشر ميلا. قال: وبينها وبين يافا ستة أميال. قال: وأرسوف مدينة على البحر لها سوق وعليها سور.

أريحا

وقال أيضا: ومن أرسوف إلى قيسارية ثمانية عشر ميلا «95» . أريحا قال في العزيزي: هي أول مدينة فتحها يوشع بن نون من أعمال الشام «96» ، على أربعة أميال منها مشرقا نهر الأردن. ويزعم النصارى أن المسيح تعمّد في ذلك الموضع، وعندها مقالع الكبريت وليس بفلسطين معدن غيره. قال: وبأريحا يزرع الوسمة فيعمل منها النيل، وبينها وبين بيت المقدس اثنا عشر ميلا في جهة الغرب «97» . أفامية قال في العزيزي: وكورة أفامية لها مدينة كانت عظيمة قديمة، على نشز من الأرض، لها بحيرة حلوة يشقها النهر المقلوب «98» . أنطاكية وقرأت في كتاب «المسالك والممالك» للحسن بن أحمد المهلّبي العزيزي، وضعه للعزيز الفاطمي المستولي على مصر، قال: فأما مدينة أنطاكية فهي مدينة العواصم، وهي مدينة جليلة فتحها أبو

عبيدة بن الجرّاح، وأسكنها المسلمين، وهي من الإقليم الرابع، وعرضها خمس وثلاثون درجة، وهي مدينة عظيمة ليس في الإسلام، ولا في بلد الروم مثلها، لأنها في لحف جبل، هو من شرقها مطل عليها، لا تقع عليها الشمس إلا بعد ساعتين من النهار، وعليها سور من حجارة يدور بسهلها، ثم يطلع إلى نصف الجبل، ثم إلى أعلاه، ثم ينزل حتى يستدير عليها من السهل أيضا، وفي داخل السور عراص كثيرة في الجبل ومزارع وأجنة وبساتين، ويتخرق الماء من عيون له في الجبل مقناة إلى المدينة والأسواق والمنازل، كما يتخرق مدينة دمشق، وأبنيتها كلها بالحجر، والفواكه والزهر بها كالمجان «99» ، ومساحة دور السور اثنا عشر ميلا، وبها كنيسة القسيان، وهي كنيسة جليلة عظيمة البناء والقدر عند النصارى، ويقال إن بها كف يحيى بن زكريا عليه السلام، وبرسمها بطريق «100» ، وتجلّ النصارى قدره، لها أعمال واسعة من المشرق إلى المغرب، وأهلها الغالبون عليها قوم من الفرس، وقوم من ولد صالح بن علي ومواليه، وأهلها أحسن خلق الله تعالى وجوها، وأكرمهم أخلاقا، وأرقّهم طباعا، وأسمحهم نفوسا، والأغلب على خلقهم البياض والحمرة، ومذاهبهم على ما كان عليه أهل الشام إلا من تخصص. ولها من الكور:

بالس

كورة تيزين، وهي ضياع جليلة القدر. وكورة الجومة، وبها العيون الكبريتية التي تجري إلى الحمّة. وكورة جندارس مدينة عجيبة البناء، مبنية بالحجارة والعمد. وكورة أرتاح، وهي مدينة جليلة القدر. وكورة الدقس، وهي كورة جليلة. وكورة قرصيلي، وهي ضياع جليلة. وكورة السويدية، وهي مدينة على ضفة البحر المالح. وكورة الفارسية والعربية، وهي جليلة القدر. وكورة يدابيا والقرشية «101» . بالس قال في العزيزي: ومنها إلى قلعة دوشر [دوسر] [المعروفة الآن بقلعة جعبر في شرقي الفرات] خمسة فراسخ، وفي غربي الفرات مقابل قلعة جعبر أرض صفّين التي بها كانت الوقعة، ومن قلعة جعبر إلى الرقة سبعة فراسخ «102» .

بانياس

بانياس قال العزيزي: ومدينة بانياس في لحف جبل الثلج، وهو مطل عليها، والثلج على رأسه كالعمامة لا يعدم منه صيفا ولا شتاء «103» . وفي رأس الجبل ضيعة تعرف بصردا «104» ، ومنها إلى ضيعة تعرف بكفرلا «105» بوادي كنعان «106» ثمانية عشر ميلا ومن كفرلا إلى جب يوسف «107» اثنا عشر ميلا. ومن بانياس إلى ضيعة تعرف ببيت سابر «108» على وادي يعرف ببيت جن «109» ثمانية عشر ميلا، ومنها إلى

بصرى

قرية كالمدينة تعرف بداريا «110» من غوطة دمشق خمسة عشر ميلا ومنها إلى دمشق ثلاثة أميال «111» . بصرى قال العزيزي: وبصرى مدينة كورة حوران «112» ، مدينة أزلية مبنية بالحجارة السود مسقفة بها، وبها سوق ومنبر، وهي من ديار بني فزارة وبني مرة وغيرهم، ولها قلعة ذات بناء متين وبساتين، وبناء قلعتها شبيه ببناء قلعة دمشق «113» . بعلبك قال في العزيزي: وهي مدينة جليلة قديمة بها مذبح تقول الصابية [الصابئة] إنه بيت من بيوتهم عظيم عندهم جدا، ومن بعلبك إلى الزبداني ثمانية عشر ميلا. والزبداني مدينة ليس لها

بغراس

أسوار، وهي على طرف وادي بردى، والبساتين متصلة من هناك إلى دمشق، وهي بلد حسن كثير المنازه والخصب ومنه إلى دمشق ثمانية عشر ميلا «114» . بغراس قال في العزيزي: وبغراس بينها مدينة أنطاكية اثنا عشر ميلا، وبينها وبين اسكندرونة أيضا اثنا عشر ميلا، وهي في الجبل المطل على عمق حارم، وحارم في جهة الشرق عنها. وبينهما نحو مرحلتين، وبغراس في جهة الجنوب عن دربساك وبينهما بعض مرحلة «115» . بلنياس قال العزيزي: ومدينة بلنياس دون مدينة جبلة وبينها وبين أنطرطوس اثنا عشر ميلا «116» . بيت المقدس قال محمد بن الحسن الكلاعي: قرأت في كتاب المسالك والممالك العزيزي تأليف الحسن بن أحمد المهلّبي:

صفة بيت المقدس

صفة بيت المقدس «117» قال الحسن بن أحمد المهلّبي: كان أبو عبيدة بن الجراح قد افتتح من فلسطين مدينة نابلس، وسفسطية «118» ، وبيت جبرين، ومدينة يافا، كل ذلك صلحا على أداء الجزية والخراج في الأرضين. وكان ذلك كله في أيام عمر بن الخطاب في سنة ست عشرة من الهجرة. وكان عمرو بن العاص قد افتتح غزة قبل ذلك في أيام أبي بكر صلحا على هذه الشريطة. ثم إن أبا عبيدة حاصر مدينة إيليا، وهي بيت المقدس. فطلب أهلها الصلح على مثل صلح الجند كله من أداء الجزيرة والخراج، على أن يكون عمر بن الخطّاب المتولّي للعقد بنفسه. فكتب أبو عبيدة إلى عمر بذلك فسار عمر من المدينة حتى نزل الجابية «119» ، ثم سار إلى بيت المقدس فتمّم الصلح في سنة سبع عشرة. وكتب لأهلها، واستثنى عليهم موضعا من كنيستها فبناه مسجدا يعرف به الآن. ومدينة إيليا «120» هذه مدينة عظيمة في جبل شامخ على مسيرة يوم من مدينة الرملة، مبنية بالحجارة العادية «121» . بناها سليمان بن داود

عليهما السلام، وبها الجامع الأعظم، طوله تسع مئة ذراع، وعرضه خمس مئة ذراع وعشرون ذراعا، مبني على أزاج عظام، تحته، ينزل إليها بدرج، ويخرج من أبواب لها شاهقة إلى طرقات تحت المسجد مستقلة كأنها طبقة ثانية تحت المسجد. والمسجد على شفير واد من شرقيه يعرف بوادي جهنم. والطرقات المستقلة تحت المسجد في الطبقة الثانية تفضي إليه. وحيطانه وأساسه مبنية بحجارة منحوتة، منها ما طول الحجر منه عشر أذرع، وعرضه وسمكه أربع أذرع. ورواق المسجد القبلي الذي فيه المحراب شبيه بسدسه في الذرع. وليس الرواق في عرض الصحن كله، بل هو في مقدار ثلثي الصحن، والثلث الآخر مكشوف لا رواق عليه. وسقف الرواق على كنائس شاهقة على عمد رخام، عليها حنايا معقودة تحمل الكنائس، وأوسطها كنيسة هي أعظمها، وهي المقابلة للمحراب. فإذا صار الإنسان في وسط الكنيسة بين المحراب والباب المساوي له، صار تحت قبة تقطع الكنيسة العظمى، سعتها عشرون ذراعا في مثلها «122» .

والرواق كله مبلّط بالمرمر وحيطانه كلها منقوشة. ويدور بالرواق من سائر جهاته أبواب مطوية، بين يديها أروقة على عمد من سائر جهات المسجد، كما يدور الصحن بأروقة على عمد عرض الرواق أربع عشر ذراعا. ووسط الصحن دكة الصخرة، ارتفاعها من الأرض ست أذرع، وطولها مئة وعشرون ذراعا في عرض مثلها. ووسط الدكة قبة عالية على أركان مربعة بحيطان تدور بين الأركان، طول كل واحد خمس وخمسون ذراعا، بأربعة أبواب في أربع جهات القبة. يدخل من كل باب منها إلى مثل دهليز مقدار طوله خمس أذرع، وتفضي جميعها إلى البيت الذي القبة في وسطه. وهي على عمد بتقطيع مثمن، ارتفاعها نيف وستون ذراعا من عرضه للأرض، ملبسة بقراميد نحاس مذهبة، ومن تحتها عمد رخام ملوّح ومجزّع، والقبة وحيطانها منقوشة بالفسافس «123» الملون المذهب.

والصخرة المقدسة وسط القبة عليها حظار «124» مبني. وارتفاعها من أرض القبة نحو ثلاث أذرع، وطولها نحو اثني عشر ذراعا في مثلها. والحظار الذي حولها أيضا مثمن. وتحتها مغارة ينزل الناس إليها بدرج. وهذه القبة كلها مفروشة بحصر البيامان النفيسة، وفيها عدد كبير من قناديل الفضة، وهذا المسجد هو الذي بناه سليمان بن داود عليهما السلام على الأساس الذي بناه داود عليه السلام. ويزعم أهل الكتاب أن أول ظهور هذه الصخرة أن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام خص ابنه يعقوب بدعاء وبركة. فحسده أخوه العيص على ذلك. وكان شرسا شديدا. فخافت عليه أمهما رفقى من أخيه فأشارت عليه بالمسير إلى حرّان ليأخذ ابنة خاله رابان، وكانت امرأته هناك، ويستدفع مغبة شر أخيه عنه. فسار حتى إذا صار في الموضع الذي فيه الآن الصخرة، غشيه الليل فنام هنالك، وقد جعل تحت رأسه اثني عشر حجرا. فرأى في منامه كأن بابا في السماء انفتح، وعليه سلّم موضوع، والملائكة تطلع منه وتنزل. فقال في نفسه: هذا باب السماء. وشرف الموضع عنده.

ثم وجد الحجارة التي كانت تحت رأسه قد صارت حجرا واحدا، فازداد شرف الموضع في نفسه «125» .

ويقول أهل الكتاب: إن أول جزو [جزء] خلق من الأرض الصخرة، وإن آدم عليه السلام هنالك خلق. وإن ماء الطوفان تجافى عن موضع الصخرة، وإنه أول مذبح كان بعد الطوفان. وإن الله تعالى قد كان أمر إبراهيم عليه السلام بالصلاة في هذا الموضع. ولم يزل الموضع شريفا يخص الله عز وجل بمعرفته أولياءه إلى أن دخل بنو إسرائيل الشام من مصر. فلما تمكنوا وظهر الإيمان بالله وعظم أمرهم، ورأوا سائر أهل الأرض بملوك، وأحبوا أن يكون لهم ملك يجمعهم. وإنما كان يسوسهم رؤساؤهم على غير سبيل الملك. وكان النبي في ذلك الوقت شمويل. فسأل الباري عز وجل، أن يملك عليهم ملكا منهم يجمع أمرهم وأن يعرفه به. فأوحى الله إليه: اجمع القوم، فأطولهم قدرا هو ملكهم. وكان طالوت الذي ذكره الله في الكتاب أمد بني إسرائيل قامة. فكان أطولهم يلحق منكبه. فلما طلب للملك هرب ورعا فيه وكراهية لحمل ثقل الملك. فقدّمه النبي مكرها فملكه عليهم، فأقام مدة ثم هلك «126» .

وملك بعده داود عليه السلام. فأقام في الملك أربعين سنة، فأراد في بعضها أن يبني البيت الذي هو المسجد الآن. فأوحى الله تعالى إليه أن ابنه سليمان هو الذي يبنيه. فبنى داود الأساس الذي ذكرته، وأعدّ للبيت، على ما يذكر أهل الكتاب من الذهب الإبريز ثلاثة آلاف قنطار، ومن الفضة البيضاء سبعة آلاف قنطار، ومن الذهب الدون، ومن الفضة الدون، والحديد والنحاس ألف ألف قنطار، ومن الجواهر ما لا يحصى. ولما ابتدأ سليمان عليه السلام ببناء البيت، تبرع بنو إسرائيل في ذلك اليوم له بخمسة آلاف قنطار ذهبا، وعشرة آلاف قنطار فضة، ومئة آلف قنطار نحاسا وحديدا. وبنى سليمان عليه السلام البيت في ثلاث عشرة سنة «127» . وكان عدد الأجراء في البيت سبعين ألف أجير. وكان قطّاعوا الحجارة

ثمانين ألف قطاع، وكان رؤساء البنائين والوكلاء ثلاثة آلاف وخمس مئة رجل «128» . ولم يكن يسمع [يسمح] في البيت يضرب [بضرب] قدّوم، لأن الحجارة والخشب كانت تنحت خارج البيت، ويدخل بها مفروغا منها «129» . قال أهل الكتاب: وكان البيت قد غشي بالذهب. قالوا: وكان سليمان قد عمل في البيت بستانا من ذهب، فيه على مثال سائر الأشجار من ذهب. قالوا: وجعل الله فيه آية. قالوا: فكانت كل شجرة فيه تطعم من الثمر ما تطعمه الشجرة التي هي معمولة على مثالها. قالوا: وكان في هذا البيت عشر آيات. منها: أنه لم يسقط حبلى قط من روائح طبيخ فيه. ولم ينتن لحم القربان به قط، ولم تر فيه ذبابة قط،

ولم يجنب الإمام ليلة صومه الأكبر فقط، ولم يوجد في خبز فيه عفن قط، ولم تملّ الريح دخان القربان في صعوده إلى الجو قط، ولم يطفئ المطر نار القربان قط، ولم يلسع الهوام المؤذي بها أحد قط، وكان الناس يصلّون في البيت متضاغطين، فإذا سجدوا وجدوا بين كل اثنين منهم أربع أذرع، وكأن الأرض تتسع لسجودهم. وكانت النار على صورة أسد رابض على المذبح. فهذه عشر آيات. قالوا: وفي اليوم الذي فرغ فيه سليمان عليه السلام من بناء البيت، قرّب مئة ألف وعشرين ألفا من الخرفان، واثنين وعشرين ألفا من البقر، وأحرق جميع شحومها على المذبح «130» . قالوا: وبني هذا البيت على رأس أربع مئة وثمانين سنة لخروج بني إسرائيل من مصر «131» .

قالوا: وأخربه بخت نصّر ومدينة بيت المقدس، وسبى بني إسرائيل وقتلهم أبرح القتل بخلافهم أمر الله، على رأس أربع مئة وعشر سنين من بنائه «132» . قالوا: وردّ البيت واستؤنف بناؤه الكرة الأخيرة في أيام دارا بن دارا، ودانيال النبي عليه السّلام، على رأس سبعين سنة من إخرابه المرة الأولى «133» . قالوا: وأقام بهذه العمارة الأخيرة تسع مئة وإحدى وعشرين سنة. ثم تنصّرت الروم، فأخربه طيطوس ملك لهم «134» . وقال أهل الكتاب النصارى: ولد المسيح عليه السلام ببيت لحم على أربعة أميال من بيت المقدس في الحد القبلي منها. فبنوا على موضع مولده كنيسة ليس على وجه الأرض مثلها «135» .

قالوا: وكان مع بني إسرائيل يتعلم العلم. قالوا: وبمدينة بيت المقدس قتله بنو إسرائيل، وموضع خشبته التي يدّعون صلبه عليها، وقبره الذي يدّعون دفنه فيه، هو الكنيسة المعروفة بالقمامة «136» ، أعظم كنيسة على وجه الأرض، مبنية بالرخام المجزّع والفسافس الملون، والنحاس المذهب. وقبر مريم عليها السلام على شفير الوادي المعروف بوادي جهنم، قد بنيت عليها كنيسة جليلة تعرف بالجسمانية «137» . ولما بنت هلانة أم قسطنطين الملك كنيسة قمامة وغيرها من الكنائس أمرت بتقصي هدم البيت، وجعلت موضع الصخرة

حشوش البلد ومزابله فدثر «138» . فلما فتح عمر البلد جاءه اليهود فعرفوه بالموضع، فأمر المسلمين بتنظيفه، وعاونه اليهود على ذلك فكشف عن الموضع وبنى المسلمون عليه مسجدا «139» . فلما كان في أيام الوليد بن عبد الملك بنى المسجد على أساسه القديم وبنى القبة على الصخرة، وحسّن الموضع وسواه، وبنى فيه قبابا غيرها سمى بعضها قبة المعراج، وبعضها قبة الميزان، وبعضها قبة السلسلة، وبعضها قبة المحشر. وأقام في نفوس الطغام من أهل الشام أن الناس يحشرون إلى ذلك الموضع ويحاسبون فيه، وأنه عرج بالنبي عليه السلام من ذلك الموضع إلى السماء، استنئاء لهم، وصدا عن الحج، وإشغالا لهم بهذا المكان عن الحجاز، خوفا على أهل الشام أن يدخلوا الحجاز فيلقاهم الناس ويعرّفونهم فضل أهل البيت عليهم السلام على بني أمية، لأنه لم يكن بالشام أحد يظن أن للنبي قرابة إلا بني أمية «140» .

مسجد إبراهيم الخليل

مسجد إبراهيم الخليل وعلى ثمانية عشر ميلا من بيت المقدس في سمت القبلة، مسجد إبراهيم عليه السلام، وهو الموضع الذي كان به منزله وضيافته، وبه استضافه الملائكة المرسلون إلى قوم لوط. ويقول أهل الكتاب: إن إبراهيم عليه السلام إنما رغب في ذلك الموضع واتخذه وطنا لأن قبر آدم وحواء عليهما السلام فيه، وأنه اشترى المغارة التي فيها القبر من عفرون بن صوحر بأربع مئة قنطار فضة «141» . قالوا: وفي الموضع الآن قبر إبراهيم وسارة وإسحاق ورفقى ويعقوب ولايا.

بيروت

بيروت قال العزيزي: وبين بيروت ومدينة بعلبك على عقبة المغيثة ستة وثلاثون ميلا، وبينهما مدينة عرجموس «142» على أربعة وعشرين ميلا عن مدينة بيروت. قال: وبيروت مدينة جليلة شرب أهلها من قناة تجرّ إليها ولها مينا جليل، وبينها وبين مدينة جبيل ثمانية عشر ميلا، وجبيل لها مينا وسوق وجامع «143» . جبلة قال في العزيزي: ومدينة جبلة أكبر من مدينة بلنياس، وبين جبلة وبين بلنياس أربعة وعشرون ميلا، ومن جبلة إلى اللاذقية اثنا عشر ميلا ولها أعمال واسعة «144» . حلب قرأت في كتاب «المسالك والممالك» الذي وضعه الحسن بن أحمد المهلّبي للعزيز الفاطمي المستولي على مصر قال: فأمّا حلب

فهي مدينة قنسرين «145» العظيمة وهي مستقر السلطان، وهي مدينة جليلة عامرة آهلة، حسنة المنازل، بسور عليها من حجر، وفي وسطها قلعة على جبل وسط المدينة لا ترام، ليس لها إلا طريق لا مقابلة عليه، وعلى القلعة أيضا سور حصين؛ وشرب أهل حلب من نهر على باب المدينة يعرف بقويق، ويكنّيه أهل الخلاعة أبا الحسن. وأعمال قنسرين كلها ومدينة حلب فتحت صلحا. وقال: فأمّا الأقاليم التي هي منها، فإن من الإقليم الرابع حلب، وعرضها أربع وثلاثون درجة، فأما أهلها فهم أخلاط، من الناس من العرب والموالي، وكانت بها خطط لولد صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، وتأثلت لهم بها نعمة ضخمة، وملكوا بها نفيس الأملاك، وكان منهم من لحقت بقيتهم بنو القلندر فإنني شاهدت لهم نعما ضخمة، ورأيت لهم منازل في نهاية السرو «146» . وكان بها أيضا قوم من العرب يعرفون ببني سنان، كانت لهم نعمة ضخمة. وسكنها أحمد بن كيغلغ وبنى بها دارا معروفة إلى الآن؛ وملك بها بدر غلامه ضياعا نفيسة، فأتى على ذلك كله الزمان، وسوء معاملة من كان يلي أمورهم، لأنه لم يكن بالشام مدينة أهلها أحسن نعما من أهل حلب، فأتى على ذلك كله، وعلى

البلد نفسه سوء معاملة علي بن حمدان لهم؛ وما كان يراه من التأول في المطالبة «147» . ( ... ) عدنا إلى كلام العزيزي قال: وحلب من أجلّ المدن وأنفسها، ولها من الكور والضياع ما يجمع سائر الغلّات النفيسة، وكان بلد معرّة مصرين إلى جبل السّماق «148» بلد التين والزبيب والفستق والسّماق، وحبّة الخضراء يخرج عن الحد في الرخص، ويحمل إلى مصر والعراق، ويجهّز إلى كل بلد، وبلد الأثارب والأرتاح إلى نحو جبل السّماق أيضا، مثل بلد فلسطين في كثرة الزيتون. ولها ارتفاع جليل من الزيت، وهو زيت العراق، يحمل إلى الرقة إلى الماء. ماء الفرات، إلى كل بلد، وقد اختلّ ذلك ونهكه الروم. فأمّا خلق أهلها، فهم أحسن الناس وجوها وأجساما، والأغلب على

حمص

ألوانهم الدرّية «149» والحمرة والسمرة، وعيونهم سود وشهل، وهم من أحسن الناس أخلاقا وأتمهم قامة وكانت اعتقاداتهم مثل ما كان عليه أهل الشام قديما، إلا من تخصّص منهم، وقبلتهم موافقة لقبلة أهل الشام «150» . قال في العزيزي: وهي مدينة جليلة العمارة حسنة المنازل عليها سور من حجر وفي وسطها قلعة على تل لا ترام وبينها وبين معرّة النعمان ستة وثلاثون ميلا وبينها وبين مدينة بالس خمسة عشر فرسخا «151» . حمص قال العزيزي: مدينة حمص هي قصبة الجند، وهي من أصحّ بلدان الشام هواء، وبظاهر حمص على بعض ميل، يجري النهر المقلوب وهو نهر الأرنط «152» ولهم عليه أجنّة حسنة وكروم «153» .

دمشق

ويقال: إذا غسل بماء حمص ثوب لم يضر لابسه حيّة ولا عقرب إلى أن يغسل الثوب بغير ماء حمص وبشرة أهلها من أحسن بشرة «154» . دمشق قال المهلّبي: وأمّا دمشق فإنها مدينة عادّية أزلية. وهي مدينة الشام العظمى، وقصبة الجند «155» . وهي من الإقليم الرابع. وعرضها ثلاث وثلاثون درجة. قالوا: وهي إرم ذات العماد. وهي من أحسن البلاد وأجلّها موقعا سهلية جبلية، وفي شمالها جبل عظيم ممتد مسيرة أربعة أيام «156» . وكانت مدينة اليونانية ودار ملكهم. وقيل: إنه وجد في ركن من أركان البيت الذي كان للعبادة- ثم صار كنيسة، ثم صار مسجد الجامع- مكتوبا باليونانية «بنى هذا البيت دامشقيوس على اسم الإله ازيس» . قالوا: وداماشقيوس اسم الملك الذي بناها، وإيزيس تفسيره بالعربية المشتري «157» .

وقال قوم: بناها جيرون بن عاد. والصابئة تزعم أن البيت الذي كان بها هو أحد البيوت السبعة المبنية على أسماء الكواكب، وأنه بيت المشتري. ويرون حجّه والسعي إليه. قالوا: وبني والمشتري راجع. فأقام أربعة آلاف وخمس مئة سنة. قالوا: وغلب عليه عبّاد الأصنام من اليونانية لما تركوا دين آبائهم. فأقام في أيديهم ألف سنة. فقالوا ثم تنصرت اليونانية فصيّروا البيت كنيسة. فأقام بذلك خمس مئة سنة. قالوا: ثم جاء الإسلام فبني مسجدا منذ ثلاث مئة سنة. قال: وطول الغوطة ثلاثون ميلا، وعرضها خمسة عشر ميلا. ولا تكاد الشمس أن تصل إلى أكثر أرضها لكثرة الشجر، والماء يتخرق في جميع هذه الغوطة فإنها مقسومة للضياع متوزعة للشرب. قالوا: واسم الجبل المذكور في شمالي دمشق القسيون «158» . قالوا: وفي هذا الجبل المغارة التي قتل فيها هابيل قابيل.

قالوا: وبها استتر إبراهيم عليه السلام من النمرود. قال: ونزل المسلمون على دمشق لأربع عشر ليلة بقيت من المحرّم سنة أربع عشرة للهجرة، بعد أن فتحت غوطتها كلها عنوة. فنزل أبو عبيدة ابن الجراح على باب الجابية، ونزل خالد بن الوليد على باب شرقي، ونزل يزيد بن أبي سفيان على باب بسيان «159» ، ونزل شرحبيل بن حسنة على باب الفراديس، ونزل عمرو بن العاص على باب توما. وحصرها المسلمون مدة، ثم فتحها أبو عبيدة من ناحية باب الجابية. فلما أحسّ من فيها بالغلبة مالوا إلى خالد بن الوليد فصالحوه من ناحية الباب الشرقي، وفتحوا له فدخل، فالتقى بأبي عبيدة في المدينة. فاختلفا في فتحها هل هو عنوة أو صلحا، وكتبا في ذلك إلى عمر، فأمضاها على الصلح وبنى المسلمون الجامع إلى جانب كنيسة يوحنّا «160» . فلما تملّك معاوية بن أبي سفيان، أراد أن يزيد الكنيسة في المسجد فمنعه النصارى عن ذلك، فأمسك عن طلبها.

ثم لما تملّك عبد الملك أراد أن يفعل ذلك، وبذل فيه مالا كثيرا فمنعه النصارى منه. فلما تملّك الوليد بن عبد الملك جمعهم وأرغبهم، وبذل لهم مالا عظيما فأبوا عليه. فقال لهم إنكم إن أجبتموني إلى ما أريده وإلّا خربت الكنيسة. فقال له بعضهم: إن من خرب كنيسة جن. فأحفظه ذلك. فنهض في ثوب خز أصفر فوضع المعول بيده فيها فنقضها وزادها في أرض المسجد. وبناه بنية ليس على وجه الأرض مثلها، أسرف فيها. وطول مسجد دمشق مئة وست وخمسون ذراعا بالسوداء، من حائطه الشمالي إلى قبلته. وعرضه أكثر من طوله وهو مئة وسبعون ذراعا، والرواق منه مقدار نصف ذرع الطول. وفي رواقه اثنان وأربعون عمودا، عليها ثلاثة صفوف من الحنايا. والعمد كلها رخام مجزّع، والحنايا وحيطان المسجد كلها إلى حد سقفه منقوشة أبدع نقش بالفسيفساء الملون المدهون والمذهب، يخطف الطرف. وفي وسطه قبّة ارتفاعها خمسين ذراعا، منقوشة مذهبة الباطن، مقرمدة من خارجها بالقراميد الرصاص، وكذلك جميع سطوح الجامع. وأرض صحنه كلها مفروشة بالمرمر الأبيض. وكذلك حيطانه كلها في صحنه وسائر أروقته منقوشة مذهبة بالفسيفساء.

ولما تمّم الوليد بن عبد الملك بناءه اصطبح فيه أربعين يوما يشرب الخمر على قيانه ثم قال: أما أنا فقد أخذت صفو هذا البيت وتركت للناس كدره «161» . (كذا) وقد ذكر بعض أهل العلم أن حائطه القبلي بناه هود النبي عليه السلام. ومن طريف الاتفاقات فيه أن كتب في حائطه القبلي سور من القرآن بالفسيفساء المذهب في تضاعيف النقش. فأول سورة كتبت من ذلك (والنازعات غرقا) [سورة النازعات، 79، الآية 1] واتفق أن وقع على نفس حنية القبلة تجاه وجه الإمام من آيات القرآن (عاملة ناصبة. تصلى نارا حامية) [سورة الغاشية، 88، الآية 3 وما بعدها] . قالوا: وفي سقف المسجد خمس طلسمات للحيّات، والعقارب، والعناكب، والخطاطيف والغربان، فما يدخله شيء من هذا الحيوان. ومن عيوب هذا المسجد أن قبلته منحرفة عن سمت القبلة الصحيحة إلى نحو المشرق كثيرا «162» .

قالوا: وكان من رسم الروم إذا استرمّت «163» كنبسة أن يسخروا من وجدوه من الغرباء في مدنهم. وكانت قريش قديما قبل الإسلام يسافرون إلى الشام في التجارات، فاتفق أن دخل عمر بن الخطاب في أيام احتيج فيها إلى تسخير الغرباء، فتسخّر في الكنيسة أياما «164» . وفي ظهر الجامع كانت خضراء معاوية وهي داره، وهي الآن مجلس الشرطة ودار الضرب. ومن طرائف دمشق، دار تعرف بدار قرمان. وهي الآن ثابتة، فيها ثلاث وستون بئرا كلها ماء معين «165» . وبظاهر دمشق وادي البنفسج. تكسيره نحو أربعة أميال ونهر بردى يشقه، فالوادي كله مملوء بشجر السرو، لا تصل الشمس إلى أكثر أرضه. وأرضه كلها بنفسج متشح بعضه ببعض، في نهاية الحسن. وبدمشق عدة من ألوان الورد. فمنها أصفر إبريز، وأسود، وسمّاقي، وورد موجّه، للورقة لونان من خارجها وداخلها. وليس الزهر على وجه الأرض ببلد أكثر منه بدمشق «166» .

رفح

رفح قال المهلّبي: ورفح مدينة عامرة فيها سوق وجامع ومنبر وفنادق، وأهلها من لخم وجذام وفيهم لصوصية وإغارة على أمتعة الناس، حتى إن كلابهم أضر كلاب أرض بسرقة ما يسرق مثله الكلاب، ولها والي معونة برسمه عدة من الجند، ومن رفح إلى مدينة غزة ثمانية عشر ميلا. وعلى ثلاثة أميال من رفح من جنب هذه غزة شجر جمّيز مصطف من جانبى الطريق عن اليمين والشمال نحو ألف شجرة متصلة أغصان بعضها ببعض مسيرة نحو ميلين «167» . وهناك منقطع رمل الجفار ويقع المسافرون في الجلد «168» . الرّملة قال العزيزي: والرملة قصبة فلسطين، وهي محدثة، وبينها وبين البيت المقدس مسيرة يوم. وقال: الرملة لم تكن مدينة قديمة وإنما كانت المدينة لدّ، فأخربها سليمان بن عبد الملك وبنى مدينة الرملة، وبينهما نحو ثلاثة فراسخ، ولدّ في ناحية المشرق وكان لعبد الملك دارا بالرملة، وجرّ إلى الرملة قناة ضعيفة للشرب منها،

سليمة

وأكثر شربهم الآن من الآبار العذبة ومن صهاريج يجتمع فيها مياه المطر في سهل من الأرض «169» . سليمة قال في العزيزي: ومدينة سلمية على ضفة برية كثيرة المياه والشجر، رخية خصبة «170» . سيسية (سيس) قال في العزيزي: وبين حصن سيسية وبين عين الزربة أربعة وعشرون ميلا، وبين حصن السيسية أيضا وبين المصيصة أربعة وعشرون ميلا «171» . شيزر ومدينة شيزر هي مدينة جليلة يشقّها النهر المقلوب «172» عليه القنطرة وهي عامرة كثيرة الفواكه مخصبة، وبينها وبين حماة تسعة أميال وبينها وبين حمص ثلاثة وثلاثون ميلا، ومن شيزر إلى أنطاكية ستة وثلاثون ميلا، ولها سور من لبن، ولها ثلاثة أبواب، والعاصي يمرّ بها مع السور من شماليها «173» .

صيدا

صيدا قال في العزيزي: ومن مدينة صيدا إلى مدينة مشغرا، وهي من أنزه بلد في تلك الناحية واد في نهاية الحسن بالأشجار والأنهار، أربعة وعشرون ميلا، من مدينة مشغرا إلى مدينة تعرف بكامد، قاعدة تلك البلاد، قديما ستة أميال. ومن مدينة كامد إلى ضيعة تعرف بعين الجر ثمانية عشر ميلا. ومن عين الجر إلى مدينة دمشق ثمانية عشر ميلا. فجملة المسافة بين صيدا ودمشق ستة وستون ميلا «174» . طبرية قال العزيزي: وبين طبرية وبين عمّان اثنان وسبعون ميلا، وبين طبرية أيضا وبين جب يوسف ستة أميال. ومدينة طبرية في الغور على ضفة بحيرة لها طولها اثنا عشر ميلا وعرضها ستة أميال. والجبل من غربي المدينة، والبحيرة من شرقيها، والجبال تدور بها «175» .

طرابلس

طرابلس قال في العزيزي: وبين طرابلس وبعلبك أربعة وخمسون ميلا. وبين طرابلس ودمشق تسعون ميلا. قال ومنها إلى أنطرطوس «176» ثلاثون ميلا «177» . طرسوس وقرأت في كتاب المسالك والممالك الذي وضعه الحسن بن أحمد المهلّبي للعزيز المستولي على مصر: فأما مدينة طرسوس فهي من الإقليم الخامس، وعرضها ست وثلاثون درجة. وارتفاع الثغور بجميع جباياتها ووجوه الأموال بها مائة ألف دينار على أوسط الارتفاع، تنفق في المراقب والحرس والقوائين والركاضة والموكلين بالدروب والمخاض «178» ، وغير ذلك مما جانسه، وكانت تحتاج بعد ذلك لشحنتها من الجند وما يقوم للماليك وراتب تعاريفها للصوائف والشواتي «179» في البر والبحر وعمارة الصناعة على الاقتصاد إلى مائة وخمسين ألف دينار، وعلى التوسعة إلى ثلاثمائة ألف دينار «180» . فأمّا ما يلقاها من بلاد العدو

ويتصل بها فإنها من جهة البر، وما يسامت الثغور الجزرية تواجه بلاد الفندق «181» من بلد الروم، وبعض الناطلين «182» ، ومن جهة البحر بلاد سلوقية. وكانت عواصم هذه الثغور من ناحية الشام، أنطاكية وبلاد الجومة «183» وقورس «184» . فأما أهل هذه الثغور ومن كان يسكنها وأحوال البلاد ومقاديرها، فإن طرسوس كانت أجلّها مدينة وأكثرها أهلا، وأغصّها أسواقا، وليس على وجه الأرض مدينة جليلة إلا ولبعض أهلها دار حبس عليها حبس «185» نفيس وغلمان برسم تيك الدار بأحسن العدّة وأكمل الآلة، يقوم بهم الحبس الذي عليهم، وكان أكثر ذلك لأهل بغداد، فإنه كان لهم بها ولغيرهم من وجوه أهل البلدان وذوي اليسار منهم جلة الغلمان، مقيمين عليهم الوقوف السنية، والأرزاق الدارّة، ليس لهم عمل إلا ارتباط فرهة الخيل وتخريجها في الطراد والعمل عليها بسائر

السلاح، يعملون ذلك في صدور أيامهم، ويتصرفون في أعجازها إلى منازل فيّاحة، فيها البساتين والمياه الجارية والعيش الرغد. وكان أهل البلد في نفوسهم على هذه الصفة من ركوب الخيل والعمل بالسلاح ليس فيهم من يعجز عن ذلك ولا يتخلف عنه، حتى أن دور المتاجر الدنية والصنائع الوضيعة كانوا يلحقون بالطبقة العليا في الفروسية والشجاعة وارتباط الخيل وإعداد السلاح. وكانت غزواتهم تتصل، ومن الغنائم والمقاسم لهم معيشة لا تنقطع. فأمّا أهل البلد، فكانوا من سائر أقطار الأرض بخلق حسن وألوان صافية، وفيهم رقيق وأجسام عبلة، والأغلب على ألوانهم البياض والحمرة والسمرة الصافية. وكان في أكثرهم جفاء وغلظة على الغريب، إلا من كان منهم قريب عهد بالغربة، وكذلك الشحّ كان فيهم فاشيا إلّا في الغريب، وغلب على السوقة والمستخدمين قوم من الخوز «186» وسفلة العجم. ومن كانت فيه فسولة عن الحرفة، وكسل عن طلب المعاش فأظهروا زهدا وورعا، وأعلنوا بالنصب «187» ، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر «188» .

قال: فأمّا أهل البلد وأولاد المجاهدين وأولاد الغلمان وأولاد خراسان فكانوا من الأخلاق السمحة، والنفوس الكريمة، والهمم العالية والمحبة للغريب على ما ليس عليه أحد، ولكنهم كانوا في تقيّة من هؤلاء الأوباش، فهذا الأكثر من حال طرسوس. وأما ما سوى ذلك من مدن الثغر فعلى هذا الوصف وهذا النعت، وخاصة المصيصة. قال: وكان يعمل بها- يعني بالثغور- ثياب كانت تسمى الشفايا مثل رفيع الدبيقي تحمل إلى كل بلد، وبالثغر زبيب لا عجم فيه كالقشمش «189» ، ويقطع إلى الثغور الجارح من بلد الروم، فتؤخذ فيه البزاة الفره، وقد كان في جبال الثغر أيضا أوكار للجارح والكلاب السلوقية الموصوفة من بلاد سلوقية. فهذه أحوال الثغر ومن فيه ولم تزل أحواله تجري على الانتظام والرخاء والسلامة والغزو متصل والمعايش رغده، والسبل آمنة ما دام الغزاة إليهم من العراق ومن مصر متصلين. فلما زهد الناس في الخير، وقع بينهم في نفوسهم من التنافس والتحاسد والغلّ ما وقع، وخاصة بين الغلمان الثملية «190» ، وابن الزيّات «191» ، و [بين] المعروف بسيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان «192» .

عرقة

عرقة قال في العزيزي: ومن أعمال دمشق مدينة عرقة، وهي آخر عملها من جهة الشمال على ساحل البحر، وبين عرقة وبين طرابلس على سمت الجنوب اثنا عشر ميلا، وبين عرقة وبين بعلبك ستة وستون ميلا، وهي عن البحر على نحو من فرسخ «193» . عسقلان قال العزيزي: ومدينة عسقلان هي على ضفة البحر على تلعة، وهي من أجل مدن الساحل وليس لها مينا، وشرب أهلها من آبار حلوة، وبينها وبين غزّة اثنا عشر ميلا، وبينها وبين الرملة ثمانية عشر ميلا «194» .

عكا

عكّا قال العزيزي: هي جليلة وشرب أهلها من قناة تجري إلى المدينة، ولها مينا جليل واسع كانت الصناعة به. ومنها إلى مدينة صور اثنا عشر ميلا. وبين عكا وطبرية أربعة وعشرون ميلا «195» . عمتا قال المهلّبي من عمّان إلى عمتا، وبها يعمل النبل الفائقة وهي في وسط الغور، اثنا عشر فرسخا ومنها إلى مدينة طبرية اثنا عشر فرسخا «196» . عمواس قال المهلّبي: كورة عمواس هي ضيعة جليلة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس «197» . عين زربة قال في العزيزي: إن بين سيس وعين زربة أربع وعشرين ميلا «198» .

غزة

غزة وفي كتاب المهلّبي، أن غزة والرملة من الإقليم الرابع. وغزّة مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر بينها وبين عسقلان فرسخان أو أقلّ وهي من نواحي فلسطين غربي عسقلان. وغزّة أيضا بلد بإفريقية بينه وبين القيروان نحو ثلاثة أيام تنزلها القوافل القاصدة إلى الجزائر. ذكر ذلك أبو عبيد البكري والحسن بن محمد المهلّبي في كتابيهما «199» . قيسارية قال العزيزي: وبينها وبين الرملة على ضفة البحر اثنان وثلاثون ميلا. قال: ومدينة قيسارية مدينة جليلة. قال: ومنها إلى مدينة عكا ستة وثلاثون ميلا «200» . كفر طاب قال في العزيزي: ومدينة كفر طاب أهلها أخلاط من اليمن. وبينها وبين شيزر اثنا عشر ميلا، وكذلك بينها وبين المعرة «201» .

اللاذقية

اللاذقية قال في العزيزي: ومدينة اللاذقية جليلة من أعمال حمص «202» ومنها إلى جبلة اثنا عشر ميلا، ومن اللاذقية إلى أنطاكية ثمانية وأربعون ميلا. قال أيضا: وهي أجل مدينة في الساحل منعة وعمارة ولها مينا عظيم «203» . ماب [مؤاب] قال في العزيزي: وبينها وبين عمّان على طريق الموجب ثمانية وأربعون ميلا «204» . مرعش قال في العزيزي: وبينها وبين أنطاكية ثمانية وسبعون ميلا، وبينها أيضا بين مخاضة العلوي على نهر جيحان اثنا عشر ميلا «205» .

المصيصة

المصيصة وقال الحسن بن أحمد المهلّبي العزيزي في كتاب المسالك والممالك الذي وضعه للعزيز المستولي على مصر، وذكر المصيصة: فكانت تسمى بغداد الصغيرة لأنها كانت جانبين على النهر، وكان بها من أهلها فتيان فرسان ظرفاء شجعان. قال: فأمّا خاصيات الثغر، فإنه كان يعمل بالبلد الفراء المصيصية، تحمل إلى الآفاق، وربما بلغ الفرو منها ثلاثين دينارا، ويعمل بها عيدان السروج التي يبالغ بثمنها إلى هذه الغاية. ولم يكن على وجه الأرض بلد يعمل فيه الحديد المحزوز للكراسي الحديد واللجم والمهاميز والعمد والدبابيس كما يعمل بالثغور «206» . معرّة النعمان قال في العزيزي: ومعرّة النعمان مدينة جليلة العمارة، كثيرة الفواكه والثمار والخصب، وشرب أهلها من الآبار «207» . معرّة مصرين وقال الحسن بن أحمد المهلّبي في كتابه: وكان بلد معرّة مصرين إلى جبل السّماق بلد التين والزبيب والفستق والسّماق وحبة

مؤتة

الخضراء، يخرج عن الحدّ في الرخص، ويحمل إلى مدن العراق، ويجهز إلى كل بلد «208» . مؤتة قال المهلّبي: مآب وأذرح مدينتا الشراة «209» ، على اثني عشر ميلا من أذرح ضيعة تعرف بمؤتة بها قبر جعفر بن أبي طالب «210» . نابلس قال في العزيزي: إن يربعم لما صار معه عشرة أسباط وخرج على بني سليمان بن داوود سكن نابلس وبنى على جبل بنابلس هيكلا عظيما وكفّر داوود وسليمان وغير هما من أنبياء بني إسرائيل، وقال بنبوة موسى وهرون ويشوع، وشرع للسمرة دينهم، وصدّهم عن الحجّ إلى البيت المقدس لئلّا يطّلعون على فضل بني سليمان فيتغيرون على يربعم. ومن حينئذ ابتدأ دين السمرة بعد أن لم يكن وصار حجّهم إلى جبل بظاهر نابلس «211» .

نهر أبي فطرس

نهر أبي فطرس قال المهلّبي: على اثني عشر ميلا من الرملة في سمت الشمال، نهر أبي فطرس. ومخرجه من أعين في الجبل المتصل بنابلس، وينصب في البحر الملح بين يدي مدينتي أرسوف ويافا، به كانت وقعة عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس مع بني أمية، فقتلهم في سنة 132 هـ. فقال إبراهيم مولى قائد العبلي يرثيهم «212» . أفاض المدامع قتلى كدا ... وقتلى بكثوة لم ترمس وقتل بوج وباللابتين ... بيثرب هم خير ما أنفس وبالزابيين نفوس ثوت ... وأخرى بنهر أبي فطرس أولئك قوم أناخت بهم ... نوائب من زمن متعس إذا ركبوا زينوا المركبين ... وإن جلسوا زينة المجلس هم أضرعوني لريب الزمان ... وهم ألصقوا الرغم بالمعطس فما أنس لا أنس قتلاهم ... ولا عاش بعدهم من نسي قال المهلّبي: وعلى نهر أبي فطرس أوقع أحمد بن طولون بالمعتضد فهزمه «213» .

الهارونية

قال وعليه أخذ العزيز هفتكين التركي وفلت عساكر الشام عليه، وبالقرب منه أوقع القائد فضل بن صالح بأبي تغلب حمدان فقتله، ويقال إنه ما التقى عليه عسكران إلا هزم المغربي منهما «214» . الهارونية قال في العزيزي: ومدينة الهارونية آخر حدود الثغور الشامية مما يتصل بالحدود الجزرية، بينها وبين الكنيسة السوداء اثنا عشر ميلا «215» .

ذكر الجزيرة بين دجلة والفرات

ذكر الجزيرة بين دجلة والفرات آمد قال في العزيزي: وآمد مدينة جليلة عليها حصن عظيم وسور من الحجارة السود التي لا يعمل فيه الحديد ولا تضرها النار والسور يشتمل عليها وعلى عيون ماء ولها بساتين ومزارع كثيرة «216» . برقعيد قال المهلّبي في كتابه المعروف بالعزيزي: ومن مدن الجزيرة برقعيد، وهي مدينة لها سور وأسواق كثيرة، ومنها إلى بلد أحد عشر فرسخا، ومنها إلى الموصل سبعة عشر فرسخا «217» . بلد وقال في العزيزي: بلد على دجلة ومنها إلى الموصل ستة فراسخ «218» .

تل أعفر

تل أعفر قال في العزيزي: وبين سنجار وتل أعفر خمسة فراسخ، وبين تل أعفر وبين بلد ستة فراسخ «219» . الحديثة قال في العزيزي: ومن تحت حديثة الموصل يصبّ الزاب الأكبر إلى دجلة، وبينها وبين الموصل أربعة عشر فرسخا «220» . الرّها قال في العزيزي: والرّها مدينة رومية عظيمة، فيها آثار عجيبة وهي بالقرب من قلعة الروم من الجانب الشرقي الشمالي عن الفرات «221» .

حران

حرّان قال في العزيزي: والجبل منها في سمت الجنوب والشرق على فرسخين، وتربتها حمراء، وشرب أهلها من قناة تجري من عيون خارج المدينة، ومن الآبار وهي والرقة من ديار مضر «222» . رأس عين قال في العزيزي: ورأس عين تسمى عين وردة، وهي أول مدن ديار ربيعة من جهة ديار مضر، وهي رأس ماء الخابور «223» . السّن قال في العزيزي: ومدينة السّن على شاطئ دجلة وهي عامرة وعندها يصب الزاب الأصغر إلى دجلة وبينها وبين الحديثة عشرة فراسخ «224» .

قرقيسيا

قرقيسيا قال في العزيزي: وقرقيسيا مدينة شرقي الفرات، والخابور الذي يخرج من رأس عين فيصب إلى الفرات قريبا منها، وهي مدينة الزبّاء صاحبة جذيمة الأبرش وبها عمارة «225» . ماكسين قال في العزيزي: بينها وبين قرقيسيا سبعة فراسخ. قال وبين ماكسين وسنجار اثنان وعشرون فرسخا «226» . نصيبين من العزيزي، ونصيبين قصبة ديار ربيعة ونهرها نهر الهرماس وبها عقارب قاتله «227» .

ذكر العراق

ذكر العراق وقال في العزيزي: في أطراف العراق من الغرب القادسية وهيت. ومن الشرق حلوان، ومن الشمال سرّ من رأى ومن الجنوب الابلّة «228» أقُر وفي كتاب العزيزي تأليف أبي الحسن المهلّبي: بين الأخاديد وبين أقر ثلاثون ميلا. وهي بين البصرة والكوفة بالبادية، وبينها وبين سلمان عشرون فرسخا «229» . البردان قال في العزيزي: ومدينة البردان مدينة عامرة على شاطئ دجلة الشرقي، وبينها وبين بغداد خمسة فراسخ «230» .

جلولا

جلولا قال في العزيزي: وجلولا بينها وبين مدينة خانقين سبعة فراسخ «231» . الحيرة قال في العزيزي: مدينة قديمة على ثلاثة أميال من الكوفة، وكانت منازل آل النعمان بن المنذر، وبها تنصّر المنذر بن امرؤ القيس وبنى بها الكنائس العظيمة. والحيرة على موضع يقال له النجف. زعم الأوائل أن بحر فارس كان يتصل به، وبينهما اليوم مسافة بعيدة «232» . خانقين قال في العزيزي: وخانقين قرية بينها وبين قصر شيرين امرأة كسرى الذي كانت تصيّف فيه سبعة فراسخ، وبه آثار الملوك

الدسكرة

العظيمة. ومن القصر المذكور إلى مدينة حلوان ستة فراسخ، وهي حدّ العراق من جهة المشرق «233» . الدسكرة قال في العزيزي: الدسكرة قديمة بها منازل الملوك من الفرس وأبنية عجيبة وآثار قديمة، ومنها إلى مدينة جلولا ستة فراسخ «234» . سرّ من رأى وذكر الحسن بن أحمد المهلّبي في كتابه المسمّى بالعزيزي قال: وأنا اجتزت بسرّمن رأى منذ صلاة الصبح في شارع واحد مادّ عليه من جانبيه دور كأن اليد رفعت عنها للوقت لم تعدم إلّا الأبواب والسقوف، فأمّا حيطانها فكالجدد، فما زلنا نسير إلى بعد الظهر حتى انتهينا إلى العمارة منها، وهي مقدار قرية يسيرة في وسطها، ثم سرنا من الغد على مثل تلك الحال فما خرجنا من آثار البناء إلى نحو الظهر، ولا شكّ أن طول البناء كان أكثر من ثمانية فراسخ «235» .

صرصر

قال في العزيزي: من مدينة سرّ من رأى إلى عكبرا اثنا عشر فرسخا. قال: وهي على شاطئ دجلة الشرقي وهو بلد صحيح الهواء والتربة. قال: وليس فيها عامر اليوم سوى مقدار يسير كالقرية «236» . صرصر قال في العزيزي: ومن بغداد إلى مدينة صرصر فرسخان ومن صرصر إلى مدينة الملك فرسخان «237» . عكبرا قال في العزيزي: وبين عكبرا وبين مدينة البردان أربعة فراسخ «238» . عين جمل وفي كتاب العزيزي: من البصرة إلى عين جمل لمن أراد الكوفة ثلاثون ميلا، ثم إلى عين صيد ثلاثون ميلا «239» .

عين صيد

عين صيد وفي كتاب العزيزي: من البصرة إلى عين صيد عمل ثلاثين ميلا «240» . فم الصلح قال في العزيزي: ومدينة فم الصلح بينها وبين مدينة جبّل اثنا عشر فرسخا. ومن فم الصلح إلى مدينة واسط سبعة فراسخ، وبها عرس المأمون ببوران ابنة الحسن بن سهل وزيره «241» . قصر ابن هبيرة قال في العزيزي: من قصر ابن هبيرة إلى عمود الفرات الأعظم فرسخان «242» .

كلواذا

كلواذا قال في العزيزي: ومدينة كلواذا بينها وبين بغداد فرسخان ومن كلواذا إلى النهروان أربعة فراسخ «243» . الكوفة قال في العزيزي: والكوفة في القدر كنصف بغداد وقبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه منها عليه مشهد جليل يقصده الناس من أقطار الأرض «244» . لعلع قال العزيزي: من البصرة إلى عين جمل ثلاثون ميلا، وإلى عين صيد ثلاثون ميلا والى الأخاديد ثلاثون ميلا، وإلى أقر ثلاثون ميلا وإلى سلمان عشرون ميلا، وإلى لعلع عشرون ميلا «245» .

المدائن

المدائن قال في العزيزي: والمدائن تحت بغداد من الجنوب، وكانت المدينة الكبرى التي كان بها إيوان كسرى في شرقي دجلة، وارتفاع الإيوان ثمانون ذراعا، وكان يقال لها رومية المدائن وطيسبون أيضا واسبانين أيضا. وكان في جانب دجلة الغربي مدينة تعرف بساباط المدائن، وكان إلى جانبها مدينة تسمى نهر شير «246» . نهر الملك قال في العزيزي: ومدينة نهر الملك على شعبة من الفرات يعبر إليها على جسر. وبينها وبين مدينة صرصر فرسخان، ومن مجينة نهر الملك إلى مدينة كوثى فرسخان، ومدينة كوثى لها سوق وجامع ومنبر. وبين كوثى وقصر ابن هبيرة ستة فراسخ «247» . هيت قال في العزيزي: وهيت حدود العراق، وهي على غربي الفرات فرضة من فرض الفرات، وبها عيون القار والنفط، وبينها وبين

القادسية ثمانية فراسخ، وبينها أيضا وبين الأنبار واحد وعشرون فرسخا «248» .

ذكر خوزستان

ذكر خوزستان أرجان قال في العزيزي: وأرجان أول مدن فارس، وهي مدينة جليلة لها كور وأعمال نفيسة وهي كثيرة الزيتون «249» . الأهواز قال في العزيزي: ومنها إلى مدينة أصفهان ثمانون فرسخا «250» . بصنى قال في العزيزي: ومنها إلى السوس سبعة فراسخ. قال في العزيزي: وبين متوث والسوس تسعة فراسخ «251» .

تستر

تستر قال في العزيزي: وتستر وسطة من البلاد ومنها إلى جنديسابور ثمانية فراسخ، وليس ببلاد الأهواز خطط إلا بتستر، فإن بها خططا للقبائل. وقيل إن تستر مدينة ليس على وجه الأرض أقدم منها «252» . جنديسابور قال في العزيزي: ومنها إلى تستر ثمانية فراسخ، ومن جنديسابور إلى مدينة السوس ستة فراسخ «253» . حصن المهدي قال في العزيزي: ومن حصن المهدي إلى الأبلة أحد عشر فرسخا، ومن الأبلة إلى البصرة أربعة فراسخ. وقال: من حصن المهدي إلى سوق الأربعاء ستة عشر فرسخا «254» .

الدورق

الدورق قال في العزيزي: ومن مدينة الدورق إلى مدينة باسيان عشرة فراسخ، قال: ومن مدينة الدورق إلى أرجان عشرة فراسخ «255» . رامهرمز قال في العزيزي: وبينها وبين سوق الأهواز تسعة عشر فرسخا، ومن رامهرمز إلى رستاق الزط سبعة فراسخ «256» . رستاق الزط قال في العزيزي: ومن رستاق الزط إلى مدينة أرجان اثنا عشر فرسخا «257» . عسكر مكرم من العزيزي: وعسكر مكرم مدينة محدثة وكانت قرية فنزلها مكرم بن الفزر أحد بني جعونة بعسكر كان قد أنفذه به الحجاج بن يوسف الثقفي لمحاربة خرداذ بن بارس، فنزل مكرم القرية المذكورة وأقام بها مدّة وأبنى بها البنايات، ثم تزايد البناء بها وسمّيت بعسكر مكرم. وبعسكر مكرم العقارب الصغار المشهورة القاتلة.

قرقوب

قال في العزيزي: ومن عسكر مكرم إلى تستر ثمانية فراسخ وليس بالأهواز مدينة محدثة إلا عسكر مكرم. ومن عسكر مكرم إلى سوق الأربعاء ستة فراسخ «258» . قرقوب قال في العزيزي: ومن قرقوب إلى مدينة الطيب سبعة فراسخ، ومن قرقوب إلى مدينة السوس عشرة فراسخ «259» . مهروبان قال في العزيزي: ومدينة مهروبان على البحر «260» .

ذكر فارس قال المهلّبي في العزيزي: ونهاية فارس الشرقية هي ناحية يزد. وعلى نهاية الحدّ الجنوبي سيراف والبحر. وحدّها الشمالي الريّ. قال ومن مدن فارس كركان على شعب بوّان، وهي على خمسة فراسخ عن النوبندجان. ومن مدن فارس السرمق وهي مدينة كثيرة الخصب والأشجار. ومن منتزهات فارس شعب بوّان، وهي أحد منتزهات الدنيا الأربعة. وهي غوطة دمشق ونهر الأبلّة وصغد سمرقند وشعب بوّان وهو- أعني شعب بوان- عن النوبتدجان على نحو فرسخين. وشعب بوّان عدة قرى ومياهه متصلة وعليها الأشجار حتى غطت تلك القرى فلا يراها إنسان حتى يدخلها. وقال المهلّبي في العزيزي: وبلاد فارس تنقسم إلى جنوبية وشمالية. فالبلاد الجنوبية سهول والشمالية بلاد جبال. ومن مدن السهول، أرجان والنوبندجان ومهروبان وسينيز وكازرون واصطخر والبيضاء ودارابجرد.

ذكر فارس

قال المهلّبي في العزيزي: من شيراز إلى سيراف ثلاثة وستون فرسخا جنوبا، ومن شيراز إلى أصفهان اثنان وسبعون فرسخا شمالا «261» . اصطخر قال في العزيزي: وبين شيراز واصطخر اثنا عشر فرسخا «262» . البيضاء قال في العزيزي: والبيضاء من كورة اصطخر، مدينة جليلة بينها وبين شيراز ثمانية فراسخ «263» . جنّابة قال في العزيزي: وبينها وبين شيراز أربعة وخمسون فرسخا «264» . جور قال في العزيزي: ومدينة جور بها رستاق، ومن جور إلى شيراز أربعة وعشرون فرسخا، وقال في موضع آخر عشرون فرسخا، ومن جور إلى كازرون ستة عشر فرسخا «265» .

حصن ابن عمارة

حصن ابن عمارة قال في العزيزي: ومن حصون بلاد شيراز قلعة ابن عمارة «266» . دارابجرد قال في العزيزي: وبأعمال دارابجرد معدن الموميا وبها معدن زئبق «267» . شيراز قال في العزيزي: مدينة شيراز جليلة واسعة بها منازل واسعة سرية كثيرة المياه، وشربهم من عيون تتخرق البلد وتجري في دورهم، وليس يكاد يخلو دار [في] شيراز من بستان حسن ومياه تجري، وأسواقها عامرة جليلة. ومنها إلى أصبهان اثنان وسبعون فرسخا «268» . كازرون قال في العزيزي: ومدينة كازرون لطيفة وصالحة العمارة «269» .

ذكر كرمان

ذكر كرمان بمّ قال في العزيزي: وهي من كبار مدن كرمان وهي مصر من الأمصار «270» . جيرفت وقال المهلّبي: وجيرفت أعظم مدن كرمان، وهي كثيرة النخل والأترج ومقصد للتجار «271» . زرند قال في العزيزي: بين مدينة زرند ومدينة السيرجان تسعة وعشرون فرسخا «272» .

ذكر سجستان

ذكر سجّستان بست قال في العزيزي: ومدينة بست مدينة جليلة بها عدة منابر ورباطات كثيرة عظيمة «273» . سجّستان وقال المهلّبي: وسجّستان شرقي كرمان بانحراف إلى الشمال «274» .

ذكر السند

ذكر السّند أزور قال في العزيزي: إنها مدينة كبيرة، أهلها مسلمون في طاعة صاحب المنصورة، وبينهما ثلاثون فرسخا «275» . بيرون قال المهلّبي: وبيرون مدينة أهلها مسلمون، ومنها إلى المنصورة خمسة عشر فرسخا «276» . المنصورة قال الحسن بن أحمد المهلّبي: سمّيت المنصورة، لأن عمرو بن حفص الهزارمرد المهلّبي بناها في أيام المنصور من بني العباس فسمّيت به. وللمنصورة خليج من نهر مهران يحيط بالبلد فهي منه في شبه الجزيرة، وفي أهلها مروة وصلاح ودين وتجارات، وشربهم من نهر يقال له مهران، وهي شديدة الحر كثيرة البق، بينها وبين الديبل ست مراحل، وبينها وبين الملتان اثنتا عشرة مرحلة، وإلى طوران خمس عشرة مرحلة.

الملتان

ومن المنصورة إلى أول حد البدهة خمس مراحل، وأهلها مسلمون وملكهم قرشي يقال إنه من ولد هبّار بن الأسود. تغلّب عليها هو وأجداده يتوارثون بها الملك. إلا أن الخطبة فيها للخليفة من بني العباس، وليس لهم من الفواكه لا عنب ولا تفاح ولا كمثرى ولا جوز، ولهم قصب السكر وثمرة على قمر التفاح يسمونها البهلوبة شديدة الحموضة، ولهم فاكهة تشبه الخوخ تسمى الأنبج يقارب طعمه طعم الخوخ، وأسعارهم رخيصة وكان لهم دراهم يسمونها القاهريات ودراهم يقال لها الطاطرى في الدرهم درهم وثلث «277» . الملتان قال المهلّبي في العزيزي: أعمال الملتان واسعة من الغرب إلى حد مكران، والجنوب إلى حد المنصورة، ومن الملتان إلى غزنة مئة وستون فرسخا «278» .

ذكر الهند

ذكر الهند التبت قال المهلّبي في العزيزي: وبلاد التبت تقع شمالي مملكة قنّوج وبينهما مسافة بعيدة «279» . سندان قال في العزيزي: ومدينة سندان بينها وبين المنصورة خمسة عشر فرسخا، ومدينة سندان مجمع الطرق. قال وسندان بلاد القسط والقنا والخيزران وهي من أجلّ فرضه على البحر «280» .

قامرون

قامرون وقال المهلّبي: ومدن قامرون منها دوكرا وأكشميبون، وهي مدينة ملك قامرون. قال وأكشميبون على نهر بقدر نيل مصر، ومراس كورة في آخر بلاد قامرون وأول الصين «281» . قنّوج قال المهلّبي في العزيزي: قنّوج مدينة في أقاصي الهند، وهي في جهة الشرق عن الملتان وبينهما مائتان واثنان وثمانون فرسخا، وقنّوج مصر الهند وأعظم المدن، وقد بالغ الناس في تعظيمها حتى قالوا إن بها ثلاثمائة سوق للجوهر ولملكها ألفان وخمس مئة فيل قال: وهي كثيرة معادن الذهب «282» .

ذكر جزائر بحر الشرق

ذكر جزائر بحر الشرق جزيرة خارك قال في العزيزي: وطولها فرسخ، وهي عن البصرة خمسة وثلاثون فرسخا، وبينها وبين كيش «283» خمسة وعشرون فرسخا «284» . جزيرة سريرة قال المهلّبي: وجزيرة سريرة في أعمال الصين. قال وهي عامرة آهلة، وإذا أقلع المركب منها طالبا للصين واجهه في البحر جبال ممتدة داخلة في البحر مسيرة عشرة أيام، فإذا قرب المسافرون منها وجدوا فيها أبوابا وفرجا في أثناء ذلك الجبل يفضي كل باب منها إلى بلد من بلدان الصين «285» .

جزيرة سقطرة

جزيرة سقطرة قال المهلّبي في العزيزي: وجزيرة سقطرة طولها ثمانون فرسخا وأهلها نصارى نسطورية «286» . جزيرة كله قال المهلّبي في العزيزي: وجزيرة كله في بحر الهند وفيها مدينة عامرة يسكنها مسلمون وهند وفرس، وبها معادن للرصاص ومنابت الخيزران وشجر الكافور، وبينها وبين جزائر المهراج عشرون مجرى «287» . الدردور قال المهلّبي: والدردور جبلان يقال لهما كسير وعوير وهما وسط البحر الشرقي. قال ويظهران على الماء شيئا يسيرا ويخاف على المراكب في ذلك الموضع. قال وهو من عمان في البحر خمسون فرسخا «288» .

ذكر أرمينية وأران وأذربيجان

ذكر أرمينية وأرّان وأذربيجان أردبيل قال المهلّبي: وأردبيل أعظم مدن أذربيجان، وهي في الجهة الشمالية من أذربيجان، قال: وعرض أردبيل م وفي غربييها جبل عليه الثلج دائما، وأهلها غليظو الطبع، شرّ، سواء الأخلاق. وبين أردبيل وبين تبريز خمسة وعشرون فرسخا «289» . أرمية قال المهلّبي: أرمية مدينة جليلة، ويقال: إن زرادشت نبي المجوس منها. قال: وهي آخر حد أذربيجان من جهة الغرب. وأرمية غربي سلماس على ستة عشر فرسخا. قال: والموصل في سمت الغرب عن أرمية، وبين أرمية وبين الموصل أربعون فرسخا «290» .

باب الأبواب

باب الأبواب قال في العزيزي: وباب الأبواب [يعني هذه البلدة التي بهذا المكان الذي يعرف بباب الحديد] مدينة قديمة بها آثار، وهي الحد بين مملكة الفرس وبين مملكة الخزر «291» . بدليس قال في العزيزي: وبينها وبين خلاط سبعة فراسخ «292» . برزند قال في العزيزي: من مدينة برزند إلى مدينة ورثان خمسة عشر فرسخا، ومن ورثان تفترق الطرق، فاليمنى منها إلى بلاد الباب، واليسرى إلى مدينة بردعة، ومن مدينة برزند إلى أردبيل عشرون فرسخا «293» .

بركري

بركري عن المهلّبي، أن بينها وبين أرجيش ثمانية فراسخ «294» . البيلقان قال في العزيزي: وبين البيلقان وبين ورثان ستة فراسخ «295» . خلاط قال في العزيزي: وبينها وبين ملازجرد سبعة فراسخ «296» . خويّ قال المهلّبي: وخويّ في الغرب والشمال من مرند، وبينهما اثنا عشر فرسخا «297» .

دبيل

دبيل قال في العزيزي: ومدينة دبيل من أجل البلاد وأنفسها، وهي قصبة أرمينية الداخل ومستقر السلطان، وعرضها ثمانية وثلاثون درجة «298» . سلماس عن المهلّبي: وسلماس في الغرب والشمال عن خويّ، وبينهما سبعة فراسخ. وقال المهلّبي أيضا: وسلماس هذه مصر من الأمصار جليل والمتاجر بها وإليها متصلة، ومنها أرمية ستة عشر فرسخا وهي آخر حدود أذربيجان من الغرب «299» . مراغة وقال المهلّبي: ومراغة غربي تبريز بينهما سبعة عشر فرسخا، ومراغة محدثة كانت قرية فنزل بها مروان بن محمد، وكان هناك سرجين فمرّ الناس فيه دوابهم ثم بناها مدينة فسميت مراغة، وهي نزهة جدا «300» .

مرند

مرند قال المهلّبي: وهي عن توريز [تبريز] أربعة عشر فرسخا، ومن مرند إلى خان كركر خمسة فراسخ، ومنه إلى مدينة نشوى اثنا عشر فرسخا وبينهما يعبر نهر الرس «301» . موقان قال في العزيزي: ومدينة موقان من عمل أردبيل. قال في العزيزي: وموقان في نهاية بلاد كيلان من جهة الغرب، وبين موقان وبين مصب الكرّ إذا أخذت على الساحل البحر مغربا بانحراف إلى الشمال ستة عشر فرسخا، وبين مصب نهر الكرّ وبين الباب على ساحل بحر الخزر واحد وعشرون فرسخا «302» . وسطان قال المهلّبي: ووسطان من بلاد أرمينية، وبينها وبين سلماس ثلاثة عشر فرسخا، وبين وسطان وبين وان ستة فراسخ «303» .

بلاد الجبل (عراق العجم)

بلاد الجبل (عراق العجم) أسد أباذ قال في العزيزي: وبين أسد أباذ وقصر اللصوص سبعة فراسخ، ومن أسد أباذ إلى همذان تسعة فراسخ، وبينها أيضا وبين الدينور سبعة عشر فرسخا «304» . آوة قال المهلّبي: وآوة مدينة في الشرق بانحراف إلى الشمال عن همذان، وبينهما سبعة وعشرون فرسخا. قال: وقزوين عن آوة كذلك أعني قزوين في الشرق بانحراف إلى الشمال عن آوة، وبين قزوين وعن آوة ستة عشر فرسخا «305» .

الدينور

الدينور قال في العزيزي: وبينها وبين الموصل أربعون فرسخا، ومنها إلى أول نهر الزاب عشرة فراسخ، ومنها إلى مدينة مراغة أربعون فرسخا «306» . ساوة قال المهلّبي في العزيزي: وساوة مدينة جليلة على جادّة حجّاج خراسان وبها الأسواق الحسنة وهي صالحة وبها المنازل الحسنة، وبين ساوة وقم اثنا عشر فرسخا «307» . شهرزور وقال المهلّبي في العزيزي: وشهرزور تتصل ببلاد المراغة وبينهما ست مرحلات «308» ، وبلد شهرزور حزن خشن. قال: وهي خصبة كثيرة المتاجر في عزلة، وفي أهلها غلظ وجفا. وقال في العزيزي أيضا: وبينها وبين حلوان اثنان وعشرون فرسخا «309» .

قاشان

قاشان قال في العزيزي: وقاشان مدينة لطيفة وسطة من مدن الجبل، وهي خصبة وخراجها مضاف إلى خراج قم «310» . قرماسين قال في العزيزي: ومدينة قرماسين أجلّ مدن الجبل وأعظمها خطرا، وهي عامرة غاصّة بالناس وينبت بها الزعفران «311» . قمّ وقال المهلّبي: وقمّ في مرج تقدير سعته عشرة فراسخ في مثلها، ثم تفضي إلى جبالها، وهي من بلاد الجبل وبها من الفستق ما ليس بغيرها «312» .

نهاوند

نهاوند قال في العزيزي: وبينها وبين همذان أربعة عشر فرسخا «313» .

بلاد الديلم وكيلان

بلاد الديلم وكيلان بلاد الجيل والديلم من العزيزي: بلاد الجيل في ساحل بحر الخزر الجنوبي، والبحر في شماليها ويمتد من جهة الشرق من حدود طبرستان مغربا إلى موغان، والديلم بلد حزن حدّ له إلى طبرستان شمالي بلادهم على بحر الخزر «314» . سالوس وقال المهلّبي: وسالوس آخر حدّ طبرستان من جهة الغرب، وإذا سرت من سالوس مشرّقا إلى آخر حد طبرستان كان أربعين ميلا، وهو جميع طول طبرستان من الغرب إلى الشرق، ومن سالوس وشمالا ومغرّبا أول بلاد كيلان في الغرب والشمال عن طبرستان «315» . كلار قال المهلّبي: وكلر مدينة الديلم وهي من جهة الشرق والجنوب عن الأهجان «316» .

كوتم

كوتم قال في العزيزي: كوتم مدينة كبيرة للجيل «317» . طبرستان قال المهلّبي: وطبرستان في نهاية المنعة والحصانة بالجبال المنيعة المحيطة بها من كل جانب، وفي وسط الجبال الأراضي السهلية، وفيها من كثرة المياه والغياض ما لا يشابهها فيه بلد آخر، وهي بلاد كثيرة الحرير وخبزهم الأرز. قال: وطبرستان عن قزوين في الشرق بانحراف إلى الشمال «318» . أستراباذ قال المهلّبي: وأستراباذ على حدّ طبرستان، قال: ومنها إلى آمل قصبة طبرستان تسعة وثلاثون فرسخا «319» . آمل قال المهلّبي: من آمل إلى سالوس وهي على ضفة البحر تسعة فراسخ «320» .

جرجان

جرجان قال المهلّبي: وجرجان غربي نسا من خراسان، وبينهما ثمانية وتسعون فرسخا. قال: وجرجان مدينة جليلة بين خوارزم وبين طبرستان، فخوارزم منها في جهة الشرق، وطبرستان منها في جهة الغرب. قال: وجرجان بلد كثير الأمطار متصل الشتاء، وفي وسطها نهر يجري، وهي قريبة من بحر الخزر والجبال محتفة بها، فهي سهلية جبلية يجتمع فيها فواكه الغور والنجد، وبها من خشب الخلنج ما ليس في بلد آخر مثله، وفرضتها آبسكون، ومن جرجان مغرّبا إلى استرآباذ، وهي أول حدّ طبرستان، خمسة وعشرون فرسخا «321» . الدامغان قال في العزيزي: والدامغان قصبة قومس، وهي أمّ البلاد مدينة عظيمة، وبلاد قومس من أعمال خراسان «322» . رويان قال في العزيزي: ومدينة الرويان اسمها شارستان على عقبة عظيمة، وبينها وبين قزوين ستة عشر فرسخا، ومن الرويان إلى وبار حد بلاد الجيل ستة فراسخ «323» .

مامطير

مامطير قال في العزيزي: وبين مدينة مامطير، وهي من طبرستان وأعظمها ستة فراسخ، ومن آمل إلى مدينة يقال لها الهمّ على ساحل بحر الخزر أربعة فراسخ، ومن الهم إلى سالوس على ساحل البحر خمسة فراسخ، وهذا آخر حدّ طبرستان من جهة الغرب، وآخر حدّها من الشرق مدينة طميشة، وطول ذلك أربعون فرسخا «324» .

بلاد خراسان

بلاد خراسان الداندانقان قال في العزيزي: ومدينة داندانقان من أعمال مرو الشاهجان ومتصلة بها، وهذه الناحية من أكثر البلاد حريرا، وبقطنها يضرب المثل في الجودة ويجهز منها إلى البلاد «325» . سرخس قال المهلّبي: سرخس مدينة عظيمة والرمال تحتفّ بها، وشرب أهلها من الآبار، وسرخس في الجنوب عن نسا وبينهما سبع وعشرون فرسخا «326» . شبورقان قال العزيزي: وهي مدينة الجوزجان، وبينها وبين بلخ تسعة عشر فرسخا «327» .

الشرمجان

الشرمجان قال في العزيزي: من الشرمجان إلى الترمذ ستة فراسخ، والشرمجان عن الترمذ في سمت الجنوب منحرفا إلى الشرق. قال: وبينها وبين الصغانيان اثنان وعشرون فرسخا «328» . الطابران قال في العزيزي: وطوس ناحية جليلة، ومدينتاها طابران ونوقان وبينهما ستة فراسخ، وهما من أجلّ مدن خراسان «329» . فارياب قال في العزيزي: وفارياب مدينة الجوزجان، وبينها وبين بلخ اثنان وعشرون فرسخا «330» . كشميهين قال المهلّبي: وهي قرية من أعمال مرو الشاهجان على خمسة فراسخ منها، على طرف المفازة «331» وبها الزبيب الموصوف الذي يحمل إلى الآفاق «332» .

نسا

نسا قال المهلّبي: ونسا في الشمال عن سرخس على سبعة وستين فرسخا «333» . نوقان قال في العزيزي: وهي من أجل مدن خراسان وأعمرها، وبظاهر مدينة نوقان قبر الإمام علي بن موسى بن جعفر، وبه أيضا قبر هرون الرشيد، وعلى قبر علي بن موسى حصن، وفيه قوم معتكفون، وبنوقان معدن البرّام ومعادن الفيروز والدّهنج «334» .

زابلستان

زابلستان الباميان قال المهلّبي: والباميان في جهة الشمال من غزنة وبينهما خمسة وأربعون فرسخا «335» . غزنة وقال المهلّبي: وغزنة عن بست، أوّل حدّ سجستان، على نحو أربعين فرسخا «336» .

طخارستان

طخارستان الطايقان قال في العزيزي: والطايقان مدينة كبيرة وهي في شعب بين جبال، وشرب أهلها من نهر لهم، ولها أشجار على غاية الخصب، ومن الطايقان إلى الختل سبعة فراسخ «337» . ولواش قال في العزيزي: ومدينة ولواش مدينة كبيرة من مدن طخارستان، وبينها وبين الطايقان ستة فراسخ. قال: وجميع مدن طخارستان في مستو من الأرض إلا سكندة وهلبك فإنهما في جبل «338» . خوارزم قال المهلّبي: وبلاد خوارزم في جهة الجنوب والشرق عن بحيرة خوارزم، ومن خوارزم إلى آمل نحو اثنتي عشر مرحلة، ومن خوارزم إلى بحيرة خوارزم نحو ستة مراحل «339» .

خوارزم

درعان قال في العزيزي: وبينها وبين هزار سب أربعة وعشرون فرسخا. قال: ومدينة درعان من أول أعمال خوارزم «340» . كاث قال في العزيزي: وبينها وبين القرية الحديثة من بلاد الترك [ينغي كنت] خمسون فرسخا. قال: ومن أجلّ مدينة ببلاد خوارزم مدينة كاث، ومدينة كركانة، ومدينة هزار سب «341» . هزار سب قال في العزيزي: وهي غربي جيحون، ومن مدينة هزار سب إلى مدينة كاث ستة فراسخ «342» .

بلاد ما وراء النهر

بلاد ما وراء النهر أسروشنة قال في العزيزي: واسم مدن أسروشنة زامين وساباط وذرك «343» . أسفيجاب قال في العزيزي: وأسفيجاب صقع جليل من أصقاع ما وراء النهر «344» . اشتيخن قال في العزيزي: بين اشتيخن وبين كشانبة خمسة فراسخ، واشتيخن عن سمرقند على مسيرة ثمانية فراسخ «345» . دبوسية قال في العزيزي: والدبوسية مدينة آهلة تقارب في القدر الطواويس، ومن الدبوسية إلى كشانبة خمسة فراسخ «346» .

الطواويس

الطواويس قال في العزيزي: ومن الدبوسية إلى الطواويس اثنا عشر فرسخا، وبين الطواويس وبين بخارا سبعة فراسخ «347» . فاراب وقال في العزيزي: والفارياب اسم للناحية، وهي يوم وفي أهلها منعة وبسالة، ومنها في بلاد الغزيّة إلى القرية الحديثة [ينغي كنت] سمت المغرب والشمال مئة فرسخ لا يسلك إلا وهدنة من الغزيّة «348» . كرمينية قال في العزيزي: ومدينة كرمينية بين الطواويس والدبوسية، وهي عن الدبوسية على مسافة خمسة فراسخ، وعن الطواويس على مسافة سبعة فراسخ. قال: وهي مدينة آهلة تقارب في القدر الطواويس «349» .

نخشب

نخشب قال المهلّبي: نخشب كثيرة الماء والثمار وهي وبية، وهي من أطراف بلاد ما وراء النهر، وأقمت بنخشب قريب من شهرين وخرج منها في كل فن جماعة لا يحصون «350» . كشّ قال في العزيزي: ولمدينة كش رستاق جليل من رساتيق سمرقند «351» . شلج قال في العزيزي: وهي مدينة من مدن الأتراك أهلها مسلمون، بينها وبين طراز أربعة فراسخ «352» . واشجرد قال في العزيزي: من مدينة واشجرد إلى قلعة الراسب ستة فراسخ «353» .

كاشغر

كاشغر قال في العزيزي: ومدينة كاشغر مدينة عظيمة آهلة عليها سور وأهلها مسلمون «354» . ختن قال في العزيزي: وهي مدينة عامرة خصبة لها أنهار كثيرة «355» .

مواضع مجهولة

مواضع مجهولة جولى: بوزن سكرى، موضع عن أبي الحسن المهلّبي «356» . حديلاء موضع عن أبي الحسن المهلّبي. ورواه بعضهم بالذال معجمة «357» . ضدنى قال أبو الحسين المهلّبي: ضدنى بوزن سكرى موضع «358» . قرحياء قال الحسن المهلّبي: موضع قال: وكل أرض ملساء قرحياء «359» . قرورى وقال المهلّبي: قرورى ماء بحزن بني يربوع «360» .

قنوى

قنوى قال المهلّبي: اسم جبل «361» . الهنيما موضع (كذا) هو في كتاب أبي الحسن المهلّبي «362» .

فهرس الأعلام والشعوب والجماعات

فهرس الأعلام والشعوب والجماعات أ إبراهيم (النبي) 75/82/89 إبراهيم بن صالح بن علي 40/41 إبراهيم بين يزيد الحميري 40 ابن الزيات 99 ابن العديم 6/12/13/16/17/19 ابن النديم 7 ابن بسطام 42 ابن حوقل 6/9 ابن خرداذبة 5 ابن خلكان 7 ابن فضل الله العمري 5 أبو العباس الأبهري 9 أبو الفداء 6/8/12/13/14/17/18/19 أبو عبيد البكري 102 أبو عبيدة بن الجراح 65/70/89 أبو عون عبد الملك بن يزيد 40 أبي تغلب حمدان 107 الأتراك الغزيّة 60 أحمد بن إسماعيل 41 أحمد بن طولون 42/106 أحمد بن كيغلغ 42/84 آدم 75/82 آدم ميتز 7 إسحاق 82 إسحاق بن إبراهيم 73 إسحاق بن سليمان 41 إسماعيل بن صالح بن علي 41 إسماعيل بن عيسى بن موسى 41 الإصطخري 6 إغناتي يوليانوفيتش كراتشكوفسكي 8

ب

آل البيت 11/81 آل يعفر 23 أنوجور بن محمد 42 أنوشروان 60 إيزيس 87 أيوب بن شرحبيل 40 الأيوبيين 12 ب الباباني 7 بخت نصر 79 بشر بن صفوان 40 البكري 6 بنو إسرائيل 75/79/80/105 بنو القلندر 16/84 بنو جندل 12 بني الضحاك 23 بني أمية 11/81/106 بني جعونة 123 بني سنان 84 بني فزارة 68 بني مرة 68 بني مرداس الكلابيين 12 بني يربوع 165 بوران ابنة الحسن بن سهل 117 ت التبابعة 23 الترك 60 تكين 42 ج جذام 36 جذيمة الأبرش 112 جعفر بن إبراهيم 24 جعفر بن أبي طالب 24/105 الجلالقة 57 جوهر الرومي 43 جيرون بن عاد 88 الجيهاني 6 ح حاتم بن هثرمة 41 حاجي خليفة 7

خ

حافظ آبرو 8 الحجاج بن يوسف الثقفي 123 حفص بن الوليد 40 الحمدانيين 12 حميد بن قحطبة 40 خ خالد بن الوليد 89 خرداذ بن بارس 123 خليل بن شاهين الظاهري 5 خمارويه بن أحمد 42 الخوز 11/98 د دارا بن دارا 79 دانيال النبي 79 داود 73/76/105 داود بن يزيد بن حاتم المهلبي 41 ذ الذهبي 7 ر رابان 73 رفقى 73/82 ز الزبّاء 112 زرادشت 139 زيادة الله بن الأغلب 50 س سارة 82 سالم بن سوادة 40 السرب بن الحكم 42 السّمرة 105 سعيد بن يزيد الأزدي 39 السلاجقة 12 سليمان بن داود 22/70/73/105 سليمان بن عبد الملك 93 سليمان بن غالب 41 السموأل بن عادياء 22 السمعاني 15

ش

سهل بن الفهري 53 ش الشراكسة 12 شرحبيل بن حسنة 89 شمويل 75 شيرين امرأة كسرى 114 ص الصابئة 88 صالح بن علي 16/65 صالح بن علي بن عبد الله بن العباس 40/84 الصقالبة 59 صلاح الدين المنجد 6/8 ط طالوت 75 طيطوس 76 ظ الظاهر الفاطمي 10 ع عبد العزيز بن مروان 38/39 عبد الله بن أبي سرح 39 عبد الله بن الطاهر 42 عبد الله بن المسيّب 41 عبد الله بن رفاعة 40 عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج 40 عبد الله بن عبد الملك بن مروان 40 عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس 106 عبد المطلب بن عبد الله 41 عبد الملك بن المغيرة بن عبد الله بن عبد الملك 40 عبيد الله بن السري 42 عبيد الله بن محمد بن إبراهيم 41 عتبة بن أبي سفيان 39 عثمان بن عفان 21 العجم 11 العرب 36

ف

عز الدين ابن شداد 12 العزيز بالله الفاطمي 6/7/10/14/16/37/64 عفرون بن صوحر 82 عقبة بن عامر الجهني 39 علي بن أبي طالب 118 علي بن حمدان 85/99 علي بن محمد بن طغج 43 علي بن موسى بن جعفر 155 علي بن يحيى الأرمني 42 عمار بن محالد 50 عمر بن الخطاب 11/70/81/89/92 عمرو بن العاص 39/70/89 عمرو بن حفص الهزارمرد المهلبي 133 عنبسة بن إسحاق 42 العيص 73 ف فرعون 35 فضل بن صالح 107 الفضل بن صالح بن علي 41 ق القائم بالله الفاطمي 51 قابيل 88 القبط 33/36 قرّ بن شريك 40 القلقشندي 12 قيس بن سعد بن عبادة 39 ك كافور 43 ل لايا 82 م مالك بن دلهم 41 المأمون 117 المتوكل 47 محمد بن [عبد الرحمن بن] معاوية بن حديج 40

ن

محمد بن أبي بكر 39 محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة 39 محمد بن الحسن الكلاعي 9/10/13/69 محمد بن الحسن بن المهلّب 9 محمد بن تكين 42 محمد بن زهير 41 محمد بن طغج 42/43 محمد بن هارون المعتصم 42 مروان بن محمد 142 مزاحم بن خاقان 42 مسلمة بن مخلد الأنصاري 39 مسلمة بن يحيى 41 معاوية بن أبي سفيان 89 معاوية بن حديج السكوني 39 المعتضد 106 المعتمد العباسي 5 المعز الفاطمي 7/10/43 المقدسي 8/15 مكرم بن الفزر 123 المنذر بن امرؤ القيس 114 المنصور 133 المهدي عبيد الله 46 المهلب بن أبي صفرة الأزدي 16 موسى (النبي) 105 موسى بن عيسى بن موسى 41 موسى بن كعب 40 موسى بن مصعب 41 ن النعمان بن المنذر 114 نقفور فوكاس 17 النمرود 89 النوشري 42 هـ هابيل 88 هبّار بن الأسود 134 هرثمة بن أعين 41 هرون (النبي) 105 هرون الرشيد هفتكين التركي 107 هلال بن بدر 42 هلانة أم قسطنطين 80 هود (النبي) 91

و

هلانة أم قسطنطين 80 هود (النبي) 91 وواضح مولى أبي جعفر 40 الوليد بن عبد الملك 11/13/81/90/91 ي ياقوت الحموي 6/8/9/16/19 يحيى بن زكريا 65 يربعم 105 يزيد بن أبي سفيان 89 يزيد بن حاتم المهلبي 40 يزيد بن عبد الله بن دينار 42 يشوع 105 يعقوب 73 اليهود 11 يوحنه بن رؤبة 22 يوشع بن نون 64 اليونانية 88

فهرس الأماكن

فهرس الأماكن أ الأبخاز 59 الابلة 113/122 أبهر 9 الأبوا 21 أبوتيج 29 أجية 47 الأخاديد 118 أخميم 29 أذربيجان 139 أذرح 105 أذرعات 63 الأربس 51 أرجان 121/123/125 أرجيش 141 أردبيل 139/140/143 أرّان 139 أرسوف 63/106 أرطنوج 59 أرمنت 29 أرمية 139/142 أرمينية 139/142/143 أريحا 64 أزور 133 اسبانين 119 استرآباذ 151 أسد أباذ 145 أسروشنة 161 أسفيجاب 161 اسكندرونة 69 الإسكندرية 34 أسوان 29 الأشتوم 29/30 اشتيخن 161 اصطخر 121/125/126 أصفهان 126/127 الأعشبية 26 أفامية 64 أقر 113/118

ب

أكسنتلا 53 أكشميبون 136 آمد 109 آمل 151/152/159 الأنبار 120 أنطاكية 17/64/69/94/97/103 أنطرطوس 69/96 الأهواز 121/122/123/124 آوة 145 أودغست 45/46 أيلة 21 إيليا 70 ب بئري أبي إسحاق 35 باب الأبواب 60/140 باب الجابية 89 باب بسيان 89 باب توما 89 باب شرقي 89 باسيان 123 بالس 66/86 الباميان 157 بانياس 67 بحر الخزر 60/149/152 بحر الهند 138 بخارا 162 بدليس 140 البردان 113/116 بردعة 140 برزند 140 برقة 46 برقعيد 109 بركري 141 البرمكية 35 بست 131/157 البصرة 113/116/118/122/137 بصرى 18/68 بصنى 121 بعلبك 68/83/100 بغداد 97/113/116/118 بغداد الصغيرة 104 بغراس 69

ت

البقاع 12 بلاد الباب 140 بلاد البجاء 36 بلاد البلغار 59 بلاد الجبل 5/145 بلاد الجلالقة 57 بلاد الجيل 149 بلاد الديلم 149 بلاد الروسية 59 بلاد الروم 60 بلاد السودان 7/16/45/46/53 بلاد الفندق 97 بلاد سلوقية 97/99 بلاد الجومة 97 بلاد قومس 151 بلاد كاوار 55 بلاد كيلان 143/149 بلاد ما وراء النهر 161 بلخ 153/154 بلد 109/110 بلد الأثارب والأرتاح 85 بلد الروم 65/97/99 بلنياس 69/83 بمّ 128 بنا 30 بنزرت 47 بنها 30 بونة 47 البيت الحرام 11 بيت المقدس 9/17/18/64/69/70/79/80/82/93/101/105 بيت جبرين 70 بيت جن 67 بيت سابر 67 بيت لحم 79 بيروت 83 بيرون 133 البيضاء 125/126 البيلقان 141 ت تاهرت 48 تاهرت الجديدة 48

ث

تاهرت عبد الخالق 48 التبت 135 تبريز 139 تبوك 22 تجر 21 تدمر 22 ترازكي 54 الترمذ 154 تستر 122 تل أعفر 110 تنيس 29/31/33/36 تونس 48 تيماء 22 ث الثعلبية 26 الثغور الجزرية 97 الثغور الشمالية 6/11/17 ج الجابية 70 جب عميرة 21 جب يوسف 67/95 جبّل 117 جبل الألسن 60 جبل الثلج 67 جبل السماق 85/104 جبل القيتق 60 جبل زغوان 48 جبلة 69/83/103 جبيل 83 الجحفة 21/26 جرجان 151 جرش 23 جزائر المهراج 138 جزيرة الأندلس 56 جزيرة العرب 21 جزيرة خارك 137 جزيرة سقطرة 138 جزيرة كله 138 الجفار 31/35/93 جلولا 114/115 الجمّاء 23 جنديسابور 122 جنّابة 126

ح

جور 126 الجوزجان 153/154 جولى 165 جيرفت 129 ح حارم 69 الحجاز 11/81 الحديثة 110 حديلاء 165 حرّان 73/111 حصن ابن عمارة 127 حصن المهدي 122 حلب 6/12/16/83/85 حلوان 113/115/146 حماة 94 حمص 86/87/94/103 الحيرة 114 خ الخابور 111/112 خانقين 114 ختن 164 خراسان 16/146/151/153 خلاط 140/141 خوارزم 159 خوزستان 121 خويّ 141/142 خيوان 23/26 د دار قرمان 92 دارابجرد 125/127 داريا 68 دامشقيوس 87 الدامغان 151 الداندانقان 153 دبوسية 161 دبيل 142 دجلة 110/113/119 دربساك 69 الدردور 138 درعان 160 الدسكرة 115 دمشق 9/11/17/18/22/63/68/87/95/96/100 دمياط 30/31/33/34

ذ

دنقلة 55 الدورق 123 دوكرا 136 ديار ربيعة 111/112 ديار مضر 111 الدينور 145/146 ذ ذات عرق 24 ذرك 161 ر رأس عين 111/112 رامهرمز 123 الرحبة 22 الرّملة 63/70/93/100/102/106 الرّها 110 رستاق الزط 123 رشيد 34 رفح 31/35/93 الرقة 66/85/111 رومية 61 رومية المدائن 119 رويان 151 الري 125 ز الزاب الأصغر 111 الزاب الأكبر 110 زابلستان 157 زامين 161 الزبداني 68 زبيد 24 زرند 129 زغاوة 54/55 زويلة 49 س ساباط المدائن 119 سالوس 119/150 سامراء 17 ساوة 146 سجستان 131/157 سجلماسة 45/46 سر من رأى 113/115/116 سرخس 153/154 السّرين 24

ش

السرمق 125 السّن 111 سفسطية 70 سكندة 159 سلماس 139/142/143 سلمان 118 سلمية 94 سمرقند 161/163 سمنود 30 سمورة 57 سنجار 110/112 السند 133 سندان 135 سندفا 34 السوس 121/122/124 سوسة 49 سوق الأربعاء 22/124 سيراف 125/126 السيرجان سيسية (سيس) 94/101 سينيز 125 ش شارستان 151 الشام 12/21/35/64/75/81/87 الشبا 24 شبام 25 شبورقان 153 الشرمجان 154 شطا 34 شعب بوّان 125 شلج 163 شنتياقو 57 شهرزور 146 شيراز 126 شيزر 94/102/127 ص صحار 25 صردا 67 صرصر 116/119 صعدة 25 الصغانيان 154 صنعاء 26

ض

الصنمين 63 صنهشت بن زيد 30 صور 101 صيدا 95 الصين 136/137 ض ضدنى 165 ط الطائف 27 الطابران 154 الطايقان 159 طبرستان 149/151/152 طبرية 12/95/101 طبنة 49/51 طخارستان 159 طرابلس 96/100 أطرابلس الغرب 45 طراز 163 طرسوس 11/17/96/97/99 طلميثة 47 طميشة 152 طنتثنا 34 طنطا 35 الطواويس 161/162 طوران 133 طوس 154 طيسبون 119 ع عجرود 21 العذيب 36 العراق 26/85/113/115 عرجموس 83 عرقة 100 العريش 31/35 عسفان 26 عسقلان 100/102 عسكر مكرم 123/124 عقبة المغيثة 83 عقبة أيلة 21 عكبرا 116 عكّا 101/102 العلّاقي 36 علافقة 24

غ

عمّان 63/103 عمتا 101 عمرة 24 عمواس 101 عوير 138 عيذاب 36 عين الجر 95 عين جمل 116/118 عين زربة 94/101 عين صيد 116/117/118 عين وردة 111 غ غذامس 49/50 غزة 93/102 غزنة 134/157 الغوطة 88 غوطة دمشق 68 ف فاراب 162 فارس 121/125 فارياب 154 الفرات 112/117/119 الفرما 29/31/36/37 الفسطاط 21/30/37 فلسطين 70/93 فم الصلح 117 فيد 26 الفيّوم 37 ق قابس 50 القادسية 113/119 قاشان 147 قامرون 139 القاهرة 43 القدس 11 قرحياء 165 قرقوب 124 قرقيسيا 112 قرماسين 147 قرن 27 قرورى 165 القرية الحديثة 160/162 قزوين 145/150 القسّ 37

ك

قسطنطينية 61 القسيون 88 قصر ابن هبيرة 117/119 قصر اللصوص 145 قصر شيرين 114 القلزم 37 قلعة الراسب 163 قلعة جعبر 67 قلعة دوشر [دوسر] 67 قم 147 قنسرين 84 قنّوج 136 قنوى 166 قورس 97 قوص 29 القيروان 49/50/102 قيسارية 64/102 ك كاث 160 كازرون 125/126/127 كاشغر 164 كامد 95 الكرسي 21 كركان 125 كركانة 160 كرمان 129 كرمينية 162 الكسوة 63 كسير 138 كشانبة 161 كشّ 163 كشميهين 154 كفر طاب 102 كفرلا 67 كلار 149 كلواذا 118 كوتم 150 كوثى 119 كورة أرتاح 66 كورة البثنية 63 كورة الجومة 66 كورة الجيدور 63 كورة الدقس 66 كورة السويدية 66

ل

كورة الفارسية والعربية 66 كورة تيزين 66 كورة جندارس 66 كورة حوران 68 كورة قرصيلي 66 كورة يدابيا والقرشية 66 الكوفة 113/114/116/118 كوكو 55 كيش 137 كيلان 149 ل اللاذقية 83/103 اللان 59/61 لدّ 93 لعلع 118 ليون 56 م مؤتة 105 مآب [مؤاب] 103/105 ماكسين 112 مامطير 152 مانات 54 متوث 121 مجينة 119 المحلة 24/35 المدائن 119 المدينة 23 مدينة القلزم 21 مدينة مصر 38 مراس 136 مراغة 142/146 مرعش 103 مرماجنة 51 مرند 141/143 مرو الشاهجان 153/154 المروسية 59 المسيلة 51 مشتول 38 مشتول الطواحين 38 مشغرا 95 مصر 7/9/10/35/38/39/46/75 المصيصة 11/94/99/104

ن

معرة النعمان 86/102/104 معرة مصرين 85/104 مكة 23/24/26/27 مكران 134 ملازجرد 141 الملتان 124/136 مليج 34 مملكة الخزر 59/140 مملكة الفرس 140 مملكة الكاساق 59 مملكة قنّوج 135 مملكة النوبة 54 المنصورة 133/124/135 مهروبان 124/125 الموصل 109/110/139/146 موغان 149 موقان 143 ميلانو 9 ن نابلس 70/105/106 الناطلين 97 نخشب 17 نسا 151/153/155 نصيبين 112 نهاوند 148 نهر أبي فطرس 106 نهر الأردن 64 نهر الأرنط 86 نهر الأعوج 63 نهر الكرّ 143 النهر المقلوب 64/86/94 نهر الملك 119 نهر الهرماس 112 نهر بردى 92 نهر جيحان 103 نهر قويق 84 نهر مهران 133 نهرشير 119 النهروان 118 النوبندجان 125 نوقان 154/155 نوى 63 هـ الهارونية 197

و

هجر 27 هزارسب 160 هلبك 159 الهماء 27 همذان 145/148 الهند 135/136 الهنيما 166 هوارة 53 هيت 113/119 ووادي بردى 69 وادي البنفسج 92 وادي التيم 12 وادي جهنم 71/80 وادي كنعان 67 واسط 117 واشجرد 163 وبار 151 ورثان 151 الورّادة 31/35 وسطان 143 ولواش 159 ي يافا 63/70/106 اليمامة 27 اليمن 27/102 ينغي كنت 125

المراجع -" اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا" تأليف تقي الدين أحمد بن علي المقريزي، تحقيق وتعليق جمال الدين السيال، القاهرة دار الفكر العربي، 1948 م. -" أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، جمع الشيخ الإمام العالم الفاضل الكامل الأديب الأريب المقنن المؤرخ شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء الشامي المقدسي المعروف بالبشاري، نشرة دي خوبيه، ليدن بهولاندا، 1875 م ونشرة ثانية كاملة في ليدن بالعربية ضمن سلسلة المكتبة الجغرافية العربية عام 1906 م. -" الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة" لعز الدين ابن شداد، الجزء الأول- القسم الأول، تحقيق دومونيك سورديل، منشورات المعهد الفرنسي للدراسات العربية، دمشق 1953. -" الجغرافيا" لابن سعيد المغربي، حققه وعلق عليه إسماعيل العربي، نشره بالمكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع ببيروت، ع 1970 م. -" بغية الطلب في تاريخ حلب" لابن العديم، تحقيق الدكتور سهيل زكار، دار الفكر، دمشق 1989.

-" تاريخ الأدب الجغرافي العربي" للمستشرق إغناتي يوليانوفيتش كراتشكوفسكي، ترجمة صلاح الدين عثمان هاشم، لجنة التأليف والترجمة والنشر بالقاهرة 1965. -" تقويم البلدان" لأبي الفداء، تحقيق المستشرقان الفرنسيان رينود والبارون ماك كوكين ديسلان، المطبعة الملكية بباريس 1840. -" دمشق الشام في نصوص الرحالين والجغرافيين والبلدانيين العرب والمسلمين"، أحمد الإيبش ود. قتيبة الشهابي، وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية 1998. -" رحلة ابن جبير"، طبعة دار التراث في بيروت، 1388 هجرية، 1968 م. -" زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك" لغرس الدين خليل بن شاهين الظاهري، اعتنى بتصحيحه بولس راويس، باريس 1894 م. -" صبح الأعشى في صناعة الإنشاء" لأحمد بن علي القلقشندي، طبعة دار الكتب السلطانية القاهرة 1913 و 1920. -" صورة الأرض" لمحمد بن علي النصيبي البغدادي والموصلي الأصل، المعروف بابن حوقل، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1979. -" عيون الأنباء في طبقات الأطباء" لابن أبي أصيبعة، بيروت دار الثقافة، 1987 م. -" كتاب الاعتبار" للأمير أسامة بن منقذ، تحقيق وتقديم قاسم السامرائي، دار الأصالة للثقافة والنشر والإعلام، الرياض 1987. - الكتاب المقدس.

-" كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" لحاجي خليفة الشهير بكاتب جلبي، وهدية العارفين في الذيل على كشف الظنون للباباني، دار الفكر، دمشق 1981. -" لسان العرب" لابن منظور، طبعة دار إحياء التراث العربي ومؤسسة التاريخ العربي، بيروت لبنان 1996 ميلادية، 1416 هجرية. -" مجلة معهد المخطوطات العربية" المجلد الرابع- الجزء الأول، مايو، 1958، مطبعة مصر. -" مدينة دمشق عند الجغرافيين والرحالين المسلمين"، الدكتور صلاح الدين المنجد، دار الكتاب الجديد، بيروت 1967. -" مروج الذهب ومعادن الجوهر" لعلي بن الحسن المسعودي، طبعة دار المعرفة، بيروت 1982 م. -" مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" لابن فضل الله العمري، السفر الأول، تحقيق احمد زكي باشا، القاهرة 1924. وأيضا طبعة مصورة من مخطوطة طوبقابو سراي باسطنبول في 27 جزءا صدرت ضمن منشورات معهد العلوم العربية والإسلامية في جامعة فرانكفورت الألمانية عام 1989. -" معالم دمشق التاريخية" لأحمد الإيبش وقتيبة الشهابي، وزارة الثقافة، دمشق 1996. -" معجم البلدان" لياقوت الحموي، طبعة مكتبة الأسدي، طهران 1965 م. وطبعات أخرى.

المحتوى تقديم 5 جزيرة العرب 21 ديار مصر 29 ولاة مصر 39 بلاد المغرب 45 بلاد السودان 53 جزيرة الأندلس 57 الجانب الشمالي من الأرض 59 ذكر الشام 63 ذكر الجزيرة بين دجلة والفرات 109 ذكر العراق 113 ذكر خوزستان 121 ذكر فارس 125 ذكر كرمان 129 ذكر سجستان 131 ذكر السند 133 ذكر الهند 135 ذكر جزائر بحر الشرق 137

ذكر أرمينية وآران وأذربيجان 139 بلاد الجبل 145 بلاد الديلم وكيلان 149 بلاد خراسان 153 زابلستان 157 طخارستان 159 خوارزم 159 بلاد ما وراء النهر 161 مواضع مجهولة 165 فهرس الأعلام والشعوب والجماعات 167 فهرس الأماكن 175 المراجع 189

§1/1