المسائل التي حلف عليها أحمد بن حنبل

ابن أبي يعلى

المسائل التي حلف عليها أحمد بن حنبل

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِاللَّهِ نستعين سَأَلتنِي وفقك الله لطاعته أَن أذكر لَك الْمسَائِل الَّتِي سطرها القَاضِي الشريف أَبُو عَليّ رَحمَه الله (وَإِن) إمامنا أَبَا عبد الله أَحْمد حلف عَلَيْهَا وَلم يسم الرَّاوِي، وأضيف إِلَيْهَا مَا نقلته من كتب والدنا وشيوخنا مُتَفَرِّقَة غير مَجْمُوعَة بِمَا حلف عَلَيْهِ مِمَّا لم يسطره القَاضِي الشريف، فسطرت ذَلِك لَك، ولخصته وعزيت كل مَا أذكرهُ من مَسْأَلَة إِلَى الْكتاب الَّذِي نقلته مِنْهُ أَو الرَّاوِي. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق. فنبدأ بِمَا سطره وَلم يسم الرَّاوِي: قَالَ: 1 - سُئِلَ إمامنا رَحمَه الله: يزِيد الرجل على ثَلَاث مَرَّات فِي الْوضُوء؟ فَقَالَ: لَا وَالله إِلَّا رجلا مبتلى بالوسواس.

2 - وَسُئِلَ: يخلل الرجل لحيته إِذا تَوَضَّأ؟ قَالَ: إِي وَالله.

3 - وَسُئِلَ: يكون (فِي) الْجِهَاد بَين الصفين يبارز علجا بِغَيْر إِذن الإِمَام؟ فَقَالَ: لَا وَالله.

4 - وَقيل لَهُ: هَل تكره الصَّلَاة فِي الْمَقْصُورَة؟ فَقَالَ: إِي وَالله.

5 - وَسُئِلَ عَن الْمَرِيض: هَل يجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ؟ فَقَالَ: إِي الله.

6 - وَسُئِلَ: (أيؤجر الرجل على بغض من خَالف حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ ! فَقَالَ: إِي وَالله.

7 - وَسُئِلَ: من قَالَ: الْقُرْآن مَخْلُوق - كَافِر؟ ! فَقَالَ: إِي وَالله.

8 - وَسُئِلَ: هَل صَحَّ عنْدك فِي النَّبِيذ حَدِيث؟ فَقَالَ: وَالله مَا صَحَّ عِنْدِي حَدِيث وَاحِد إِلَّا على التَّحْرِيم.

9 - وَسُئِلَ عَن الرجل: أيؤم أَبَاهُ وَيُصلي الْأَب خَلفه؟ فَقَالَ: إِي وَالله، وَقد كره فِي مَوضِع آخر إجلالا للْأَب.

10 - وَسُئِلَ: هَل يكره النفخ فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ: إِي وَالله.

11 - وَسُئِلَ: يكره الخضاب بِالسَّوَادِ؟ فَقَالَ: إِي وَالله.

12 - وَسُئِلَ ... ... ... ... ... ... ... تكْتب عَنهُ؟ فَقَالَ ... ... ... ... ... ... ... ... . . وَنهى عَن الْأَخْذ عَنهُ.

13 - وَسُئِلَ: يتَزَوَّج الرجل الْمُسلم الْأمة من أهل الْكتاب؟ فَقَالَ: لَا وَالله.

14 - وَسُئِلَ عَن الْمَرْأَة: تستلقي على قفاها وتنام: يكره ذَلِك؟ فَقَالَ: إِي وَالله.

15 - وَسُئِلَ عَن الرجل يرْهن جَارِيَته: يَطَأهَا وَهِي مَرْهُونَة؟ فَقَالَ: لَا وَالله.

16 - وَسُئِلَ عَن الحَدِيث عَن عمر بن الْخطاب أَنه قضى فِي رجل استسقى قوما مَاء وَهُوَ عطشان فَلم يسقوه فَمَاتَ فغرمهم الدِّيَة: تَقول أَنْت كَذَا؟ فَقَالَ: إِي وَالله.

17 - وَسُئِلَ عَن الرجل إِذا حد فِي الْقَذْف ثمَّ قذف زَوجته: يلاعنها؟ فَقَالَ: إِي وَالله. 18 - وَسُئِلَ: يضْرب الرجل رَقِيقه؟ فَقَالَ: إِي وَالله. فَهَذَا آخر مَا جمعه القَاضِي الشريف أَبُو عَليّ. فلنذكر الْآن مَا عنينا بجمعه وعزيناه إِلَى مَوْضِعه وناقله:

19 - ونقلت من المحنة رِوَايَة صَالح. قَالَ صَالح: سَمِعت أبي يَقُول: وَالله لقد أَعْطَيْت المجهود من نَفسِي ولوددت أَنِّي أنجو من هَذَا الْأَمر الَّذِي كَانَ كفافا لَا عَليّ وَلَا لي.

20 - وَمن الْمَجْمُوع روى صَالح بن إمامنا أَحْمد أَنه قَالَ: وَالله لقد تمنيت الْمَوْت فِي الْأَمر الَّذِي كَانَ، وَإِنِّي لأتمنى الْمَوْت فِي هَذَا أَو ذَاك فتْنَة الدُّنْيَا.

21 - ونقلت من كتاب اللبَاس للوالد السعيد رَضِي الله عَنهُ. قَالَ: قَالَ إِسْحَاق لِأَحْمَد: يكره الْخَاتم من ذهب أَو حَدِيد؟ قَالَ: إِي وَالله.

22 - ونقلت من خطّ الْوَالِد السعيد رَحمَه الله قَالَ ابْن مَنْصُور: قلت لِأَحْمَد: يُؤجر الرجل يَأْتِي أَهله وَلَيْسَ لَهُ شَهْوَة فِي النِّسَاء؟ قَالَ أَحْمد: إِي وَالله يحْتَسب الْوَلَد وَإِن لم يرد الْوَلَد إِلَّا إِنَّه يَقُول: هَذِه امْرَأَة شَابة.

23 - وَمن خطة رَضِي الله عَنهُ: قَالَ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد: سُئِلَ أَحْمد عَن زَائِدَة وَزُهَيْر عنْدك بِمَنْزِلَة؟ قَالَ: إِي وَالله.

24 - وَمن خطه رَضِي الله عَنهُ: قَالَ مُحَمَّد بن عَوْف: يَا أَبَا عبد الله يَقُولُونَ: إِنَّك وقفت على عُثْمَان؟ فَقَالَ: كذبُوا وَالله عَليّ إِنَّمَا حدثتهم بِحَدِيث ابْن عمر: كُنَّا نفاضل بَين أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نقُول: أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان فَيبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَا يُنكره. وَلم يقل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تخايروا بعْدهَا وَلَا بَين أحد لَيْسَ فِي ذَلِك حجَّة لأحد، فَمن وقف على عُثْمَان وَلم يربع بعلي فَهُوَ على غير السّنة.

25 - وَذكر أَبُو عبد الله السجْزِي قَالَ: أتيت إِلَى بَاب المعتصم إِلَى أَن قَالَ: قَالَ: يحضر أَحْمد بن حَنْبَل فأحضرني فَلَمَّا وقفت بَين يَدَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ قَالَ يَا أَحْمد: تكلم وَلَا تخف. فَقَالَ لَهُ أَحْمد: لَا وَالله لقد دخلت عَلَيْك وَمَا فِي قلبِي مِثْقَال ذرة من الْفَزع. فَقَالَ: مَا تَقول فِي الْقُرْآن؟ فَقَالَ: كَلَام الله قديم غير مَخْلُوق.

26 - وَأخْبرنَا القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن ابْن الْمُهْتَدي بِاللَّه عَن الدَّارَقُطْنِيّ: نَا عَليّ بن صَالح الْمصْرِيّ، حَدثنَا سُلَيْمَان، ونقلت من خطّ ابْن (حزا) : سُئِلَ أَحْمد: فَقيل لَهُ: الْمقَام بالثغر أفضل من الْمقَام بِمَكَّة؟ ! فَقَالَ: إِي وَالله.

27 - ونقلت من كتاب الْأَطْعِمَة لأبي بكر الْخلال: قَالَ إِسْحَاق: قلت لأبي عبد الله: يكره الجري؟ قَالَ: لَا وَالله.

28 - وَذكر أَبُو مُحَمَّد ابْن عدي الْحَافِظ فِي كتاب الْجرْح وَالتَّعْدِيل أَن أَيُّوب بن إِسْحَاق بن سامري قَالَ: سَأَلت أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل فَقلت: يَا أَبَا عبد الله، ابْن إِسْحَاق إِذا انْفَرد بِحَدِيث نقبله؟ فَقَالَ: لَا وَالله إِنِّي رَأَيْته يحدث عَن جمَاعَة بِالْحَدِيثِ الْوَاحِد وَلَا يفصل كَلَام ذَا من كَلَام ذَا.

29 - ونقلت من الشافي لأبي بكر: قَالَ صَالح بن أَحْمد: قلت لأبي: نقْتل الْعَقْرَب والحية فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ: إِي وَالله.

30 - ونقلت من مسَائِل الْمَيْمُونِيّ قلت لِأَحْمَد: هَل يثبت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْعَقِيقَة شَيْء؟ فأملى عَليّ: إِي وَالله فِي غير حَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْغُلَام شَاتَان مكافأتان وَعَن الْجَارِيَة شَاة.

31 - وَقَالَ الكوسج: قلت لِأَحْمَد: التَّسْبِيح للرِّجَال والتصفيق للنِّسَاء؟ قَالَ: إِي وَالله.

32 - وَقَالَ أَيْضا: قلت لِأَحْمَد: تجْهر بآمين؟ قَالَ: إِي وَالله الإِمَام وَغير الإِمَام.

33 - وَقَالَ أَيْضا: قلت لِأَحْمَد: يفتح عَليّ؟ قَالَ: إِي وَالله.

34 - وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: قلت لِأَحْمَد: وَنحن نحتاج فِي رَمَضَان أَن نبيت الصَّوْم من اللَّيْل؟ قَالَ: إِي وَالله.

35 - وَقَالَ عبد الْملك بن عبد الحميد: قلت لِأَحْمَد: يُبَاع الْفرس من الْحَبْس إِذا أعطب أَو إِذا فسد؟ قَالَ: إِي وَالله.

36 - ونقلت من كتاب الْأَخْلَاق للخلال: قَالَ الْمَرْوذِيّ: سَأَلت أَبَا عبد الله عَن هَارُون الْحمال: فَكنت أكتب عَنهُ؟ فَقَالَ: إِي وَالله.

37 - وَقَالَ الكوسج: قلت لِأَحْمَد: قَالَ سُفْيَان: يجْزِيه تَكْبِيرَة إِذا نوى بهَا افْتِتَاح الصَّلَاة. قَالَ أَحْمد: إِي وَالله، تجزيه إِذا نوى قَالَه ابْن عمر وَزيد.

38 - وَقَالَ إِسْحَاق بن مَنْصُور: قلت لِأَحْمَد: الْمُؤَذّن يَجْعَل أصبعيه فِي أُذُنَيْهِ؟ قَالَ: إِي وَالله.

39 - وَقَالَ الكوسج: قلت لِأَحْمَد: سُئِلَ سُفْيَان عَن امْرَأَة مَاتَت وَفِي بَطنهَا ولد يَتَحَرَّك؟ قَالَ: مَا أرى بِهِ بَأْسا أَن يشق؟ قَالَ أَحْمد: بئس وَالله مَا قَالَ - يردد ذَلِك - سُبْحَانَ الله بئس مَا قَالَ.

40 - وَقَالَ أَيْضا: قلت: يجوز شَهَادَة رجل وَامْرَأَتَيْنِ فِي الطَّلَاق؟ قَالَ أَحْمد: لَا وَالله.

41 - وَقَالَ أَيْضا: قلت لِأَحْمَد: المرجئ إِذا كَانَ دَاعيا: يجفا؟ قَالَ: إِي وَالله يجفا ويقصى. نقلتها من الرَّابِع من السّنة لأبي بكر الْخلال.

42 - ونقلت من السَّادِس من السّنة لأبي بكر الْخلال: أَبُو طَالب: قلت لِأَحْمَد: رجل قَالَ: الْقُرْآن كَلَام الله وَلَيْسَ بمخلوق، وَلَكِن لَفْظِي هَذَا بِهِ مَخْلُوق؟ ! قَالَ: من قَالَ هَذَا فقد جَاءَ بِالْأَمر كُله، إِنَّمَا هُوَ كَلَام الله على كل حَال: الْحجَّة فِيهِ: حَدِيث أبي بكر: {آلم غلبت الرّوم} ، فَقيل لَهُ: هَذَا مِمَّا جَاءَ بِهِ صَاحبك فَقَالَ: لَا وَالله وَلكنه كَلَام الله. هَذَا وَغَيره كَلَام الله. قلت: {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لله الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَجعل الظُّلُمَات والنور ثمَّ الَّذين كفرُوا برَبهمْ يعدلُونَ} هَذَا الَّذِي قَرَأت السَّاعَة كَلَام الله؟ قَالَ: إِي وَالله هُوَ كَلَام الله، وَمن قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فقد جَاءَ بِالْأَمر كُله.

43 - ونقلت من مسَائِل الْفضل بن زِيَاد: سَأَلت أَبَا عبد الله عَن حَدِيث ابْن شبْرمَة عَن الشّعبِيّ فِي رجل نذر أَن يُطلق امْرَأَته. فَقَالَ الشّعبِيّ: أوف بِنَذْرِك. أَتَرَى ذَلِك؟ ! فَقَالَ: لَا وَالله.

44 - وَقَالَ الْفضل أَيْضا: سَمِعت أَبَا عبد الله وَذكر يحيى بن سعيد الْقطَّان. فَقَالَ: لَا وَالله مَا أدركنا مثله.

45 - وَذكر أَحْمد من رسَالَته إِلَى مُسَدّد: وَلَا عين تطرف بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خير من أبي بكر، وَلَا بعد أبي بكر عين تطرف خير من عمر، وَلَا بعد عمر عين تطرف خير من عُثْمَان، وَلَا بعد عُثْمَان عين تطرف خير من عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم. قَالَ أَحْمد: هم وَالله الْخُلَفَاء الراشدون المهديون.

46 - وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: قلت لِأَحْمَد عَن جَابر الْجعْفِيّ: قَالَ: كَانَ يرى التَّشَيُّع. قلت: يتهم فِي حَدِيثه بِالْكَذِبِ؟ قَالَ: إِي وَالله.

47 - ونقلت من الْجُزْء الثَّانِي من الطَّبَقَات للخلال من ظهر الورقة الْخَامِسَة: أَخْبرنِي عبد الْملك بن عبد الحميد قَالَ: قلت لأبي عبد الله: من أَكثر فِي أبي إِسْحَاق؟ قَالَ: مَا أجد أَكثر فِي نَفسِي من شُعْبَة فِيهِ ثمَّ سُفْيَان. قلت: الثَّوْريّ؟ { قَالَ: الثَّوْريّ، وَشعْبَة أقدم سَمَاعا من سُفْيَان. قلت: وَكَانَ أَبُو إِسْحَاق قد تَأَخّر} ؟ قَالَ: إِي وَالله. هَؤُلَاءِ الصغار: زُهَيْر وَإِسْرَائِيل يزِيدُونَ فِي الْإِسْنَاد.

48 - أخبرنَا الْوَالِد الإِمَام فِي يَوْم الْجُمُعَة التَّاسِع من رَجَب سنة سبع وَخمسين وَأَرْبع مائَة بِجَامِع الْمَنْصُور قَالَ: أَنا عَليّ بن عمر الْحَرْبِيّ السكرِي فِي يَوْم السبت التَّاسِع عشر من ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة حَدثنَا حَمَّاد بن بِلَال البُخَارِيّ قَالَ: نَا مُحَمَّد بن عبد الله البُخَارِيّ، نَا أَبُو أَحْمد بحير بن النَّضر، نَا عِيسَى بن مُوسَى الْمَعْرُوف بغنجار عَن قيس بن الرّبيع عَن عَمْرو بن عبد الله يَعْنِي أَبَا إِسْحَاق عَن عَاصِم بن ضَمرَة قَالَ: سَمِعت الْحسن بن عَليّ يَقُول على هَذَا الْمِنْبَر: إِن عليا لم يسْبقهُ الْأَولونَ، وَلنْ يُدْرِكهُ الْآخرُونَ: وَالله مَا ترك صفراء وَلَا بَيْضَاء إِلَّا سبع مائَة دِرْهَم فضلت من عطائه ليبتاع بهَا خَادِمًا. وَالله إِن كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليدفع لَهُ الرَّايَة فَيُقَاتل عَن يَمِينه جبرئيل وَعَن يسَاره مِيكَائِيل فَمَا يرجع حَتَّى يفتح عَلَيْهِ.

49 - وَبِه حَدثنَا غُنْجَار، ثَنَا أَبُو حَمْزَة عَن عَطاء بن السَّائِب قَالَ: دَعَاني ميسرَة أَبُو صَالح، وَأرْسل إِلَيّ رجل يُقَال لَهُ: ابْن عَيَّاش مولى أبي جُحَيْفَة السوَائِي قَالَ: فحدثنا، قَالَ: مَا رَأَيْت مثل جزع عَليّ يَوْم النهروان. قَالَ: جعل يَقُول اطْلُبُوا ذُو الثدية. قَالَ: فَكُنَّا نلتمسه، وَأَنا فِيمَن يلتمسه، فَلَا نجده، فيأتيه فَيَقُول: مَا اسْم هَذَا الْمَكَان؟ {فَنَقُول: نهروان. فَيخرج، فَيَقُول: صدق الله وَرَسُوله وكذبتم وَالله إِنَّه لفيهم. قَالَ: ثمَّ يعرق من شدَّة الْجزع فِي غير حِين عرق، فَأَعَادَ ذَلِك مرَارًا: نلتمسه فَلَا نجده، ونعود إِلَيْهِ، فَيَقُول: أَي مَكَان هَذَا وَأي نهر هَذَا؟} قَالَ: ثمَّ قَالَ: على يَده حلمة كحلمة الثدي: عَلَيْهَا سبع شَعرَات أَو خمس شَعرَات عدد. قَالَ: فوجدناه كَمَا قَالَ.

50 - ونقلت من الْجُزْء الثَّانِي من كتاب المحنة عَن إمامنا أَحْمد رِوَايَة أبي بكر الْمَرْوذِيّ: قَالَ الْمَرْوذِيّ: ثمَّ بلغ أَحْمد أَنهم يُرِيدُونَ يشتروا لوَلَده دَارا على أَن يحولوا عيالاتهم، فَلَمَّا صلوا الْفجْر قَالَ: هَات الْجُزْء الْقُرْآن. فَجعل ينظر فِيهِ، ثمَّ قَالَ: قَالَ الله تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين ءامنوا أَوْفوا بِالْعُقُودِ} ثمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْعُقُود؟ ! إِنَّمَا هِيَ العهود. وَإِنِّي أعَاهد الله - ثمَّ قَالَ: وَالله وَالله عَليّ عهد الله وميثاقه إِن حدثت بِحَدِيث لقريب وَلَا بعيد حَدِيثا تَاما أبدا حَتَّى ألْقى الله تَعَالَى.

51 - وروى ابْن بطة فِي تَحْرِيم نِكَاح الْمُتْعَة: بِإِسْنَادِهِ أَن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ لرجل يَعْنِي فِي مُتْعَة النِّسَاء: إِنَّك امْرُؤ تايه فَانْظُر مَا تُفْتِي بِهِ النَّاس فِي مُتْعَة النِّسَاء، فوَاللَّه أَو أشهد بِاللَّه لقد نهى عَنْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام خَيْبَر وَعَن لُحُوم الْحمر الإنسية.

52 - وَفِيه بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عمر قَالَ: لما ولي عمر حمد الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: أَيهَا النَّاس إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحل الْمُتْعَة ثَلَاثًا ثمَّ حرمهَا ثَلَاثًا، وَأَنا أقسم بِاللَّه قسما بارا أَنِّي لَا أجد أحدا من الْمُسلمين أحصن مُتَمَتِّعا إِلَّا رَجَمْته إِلَّا أَن يَأْتِي بأَرْبعَة يشْهدُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحلهَا بعد أَن حرمهَا، وَلَا أحدا من الْمُسلمين مُتَمَتِّعا لم يحصن إِلَّا جلدته مائَة إِلَّا أَن يأتيني بأَرْبعَة يشْهدُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحلهَا بَعْدَمَا حرمهَا.

53 - وبإسناده عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن (عبد) الحكم قَالَ: سَأَلت الشَّافِعِي عَن الْمُتْعَة: كَانَ يكون فِيهَا طَلَاق أَو مِيرَاث أَو نَفَقَة أَو عدَّة أَو شَهَادَة؟ فَقَالَ: لَا وَالله مَا أَدْرِي.

54 - وروى نفطويه بِإِسْنَادِهِ وَهُوَ سَمَاعي عَن قَتَادَة قَالَ: وَالله إِن الْمَجُوسِيَّة لبدعة، وَإِن النَّصْرَانِيَّة لبدعة، وَإِن الْيَهُودِيَّة لبدعة. وَعدد أَشْيَاء. 55 - وبإسناده عَن يزِيد بن هَارُون: سُئِلَ عَمَّن يكذب بِحَدِيث إِسْمَاعِيل عَن قيس عَن جرير عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ترَوْنَ ربكُم عز وَجل. فَقَالَ رجل: يَا أَبَا خَالِد مَا تَقول فِيمَن يكذب بِهَذَا الحَدِيث؟ فَقَالَ: من كذب بِهَذَا الحَدِيث فَهُوَ بَرِيء من الله، وَهُوَ بَرِيء مِنْهُ، وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مَا هم إِلَّا زنادقة عَلَيْهِم لعنة الله.

56 - وَقَالَ يزِيد بن هَارُون: من قَالَ: إِن الْقُرْآن كَلَام الله مَخْلُوق أَو شَيْء مِنْهُ مَخْلُوق فَهُوَ وَالله عِنْدِي زنديق. 57 - وبإسناده عَن صُهَيْب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة نُودُوا: يَا أهل الْجنَّة إِن لكم عِنْد الله موعدا لم تروه، فَيَقُولُونَ؟ مَا هُوَ؟ ! أَلَيْسَ قد بيض وُجُوهنَا وزحزحنا عَن النَّار وأدخلنا الْجنَّة، قَالَ: فَيكْشف الْحجاب، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فوَاللَّه مَا أَعْطَاهُم الله شَيْئا أحب إِلَيْهِم مِنْهُ. ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة: {للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة}

58 - وبإسناده عَن أبي الجوزاء: أَنه ذكر أهل الْأَهْوَاء والبدع فَقَالَ: وَالله مَا هُوَ إِلَّا جُنُون يعتريهم.

59 - وَقَرَأَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة: {إِن الَّذين اتَّخذُوا الْعجل سينالهم غضب من رَبهم وذلة فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نجزى المفترين} وَقَالَ: وَالله لَا يزَال صَاحب الْبِدْعَة ذليلا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.

60 - وَأخْبرنَا مُحَمَّد بن مندة الْحَافِظ، ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الشِّيرَازِيّ، أَنا أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن أَحْمد الصفار الشِّيرَازِيّ الْحَافِظ، حَدثنَا أَحْمد بن جَعْفَر قَالَ: حضر رجل مجْلِس أبي خَليفَة الْفضل بن الْحباب بن مُحَمَّد الجُمَحِي فَذكر أَحْمد بن حَنْبَل، فَقَالَ أَبُو خَليفَة: فَهُوَ إمامنا وَمن نقتدي بِهِ ونقول بقوله: الواعي الْعَالم المتقي لروايته، الصَّادِق فِي حكايته، الْقيم بدين الله، الْمُبين عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِمَام الْمُسلمين والناصح لإخوانه من الْمُؤمنِينَ. فَقَالَ رجل: يَا أَبَا خَليفَة مَا تَقول فِي قَوْله: الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق؟ قَالَ: صدق وَالله فِي مقَالَته، وقمع كل بدعي بمعرفته، قَوْله الصَّوَاب، ومذهبه السداد، وَهُوَ الْمَأْمُون على الْأَحْوَال، والمعتد بِهِ فِي جَمِيع الْأَحْوَال. فَإِن قيل: كَيفَ استجاز أَحْمد أَن يحلف فِي مسَائِل قد اخْتلف فِيهَا؟ قيل أما مسَائِل الْأُصُول فَلَا يسوغ فِيهَا فهن إِجْمَاع. وَأما مسَائِل الْفُرُوع فَلِأَنَّهُ غلب على ظَنّه صِحَة ذَلِك: كَمَا لَو وجد فِي دفتر أَبِيه أَن لَهُ على فلَان دينا جَازَ لَهُ أَن يَدعِيهِ لغَلَبَة الظَّن بصدقه. فَإِن قيل: أَلَيْسَ قد امْتنع من الْيَمين على إِسْقَاط الشُّفْعَة بالجوار؟ قيل: لِأَن الْيَمين هُنَاكَ عِنْد الْحَاكِم، وَالنِّيَّة نِيَّة الْحَاكِم. وَجَوَاب آخر عَن السُّؤَال، وَهُوَ:

مَا قد روينَاهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعَن جمَاعَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ، وَمن بعدهمْ من الْأَئِمَّة الماضين: أَنهم سئلوا وابتدأوا بِالْجَوَابِ والفتيا وحلفوا. فَكَانَ لإمامنا أَحْمد أُسْوَة بهم: فَمن ذَلِك:

61 - مَا روى إمامنا أَحْمد بِإِسْنَادِهِ عَن (عَامر) ، وروى عبد الله بن أَحْمد قَالَ: حَدثنِي أبي نَا مُوسَى بن دَاوُد بِالْبَصْرَةِ حَدثنَا نَافِع بن عمر عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ: قَالَ عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ: مَا لي ولصفين، مَا لي ولقتال الْمُسلمين، لَوَدِدْت أَنِّي مت قبله بِعشر سِنِين وَالله على أَنِّي مَا رميت بِسَهْم وَلَا طعنت بِرُمْح - وَذكره.

62 - وَأخْبرنَا أَبُو الْحُسَيْن ابْن النقور، حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم ابْن حبابة قِرَاءَة عَلَيْهِ، نَا عبد الله بن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ، نَا عَليّ بن الْجَعْد، أَنا شُعْبَة عَن مُعَاوِيَة بن قُرَّة قَالَ: سَمِعت أبي يَقُول: قَالَ عمر بن الْخطاب: وَالله مَا أَفَادَ امْرُؤ فَائِدَة بعد إِيمَان بِاللَّه عز وَجل خير من امْرَأَة حَسَنَة الْخلق ولود، وَلَا خسر عبد بعد كفر بِاللَّه شَرّ من امْرَأَة سَيِّئَة الْخلق حَدِيدَة اللِّسَان، وَالله إِن مِنْهُنَّ لغل - وَذكره

63 - وروى أَبُو بكر الْخلال من كتاب الْإِمَارَة وَطَاعَة السُّلْطَان (و) بِإِسْنَادِهِ أَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: بَينا نَحن عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قريب من ثَمَانِينَ رجلا من قُرَيْش لَيْسَ مِنْهُم إِلَّا قرشي، وَالله مَا رَأَيْت صفحة وُجُوه رجال قطّ أحسن من وُجُوههم، قَالَ: تَذكرُوا النِّسَاء فتحدثوا فِيهِنَّ، وتحدث مَعَهم، حَتَّى أَحْبَبْت أَن يسكت، فَقَالَ: ثمَّ تشهد، ثمَّ قَالَ: أما بعد: يَا معشر قُرَيْش أهل هَذَا الْأَمر.

64 - وروى أَبُو بكر الْخلال فِي تَفْرِيع أَبْوَاب مَا ذكره: لَا طَاعَة إِلَّا فِي الْمَعْرُوف. وعَلى مَا (أَسْتَطِيع) ذَلِك فِي أول الْجُزْء الثَّالِث. وبإسناده عَن عَليّ بن أبي طَالب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث سَرِيَّة، وَأمر عَلَيْهِم رجلا من الْأَنْصَار، وَأمرهمْ أَن يطيعوه، قَالَ: فَغَضب عَلَيْهِم يَوْمًا، وَقَالَ: عزمت عَلَيْكُم إِلَّا مَا جمعتم حطبا. قَالَ فَجمعُوا حطبا، ثمَّ أَمرهم قَالَ: فأوقدوا نَارا، فَقَالَ: عزمت عَلَيْكُم إِلَّا دخلتموها قَالَ: فَهموا أَن يَفْعَلُوا، وتحاجزوا، وَدفع بَعضهم بَعْضًا حَتَّى طفيت النَّار، وَسكن غَضَبه، فَلَمَّا رجعُوا ذكرُوا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: وَالله لَو دخلوها مَا خَرجُوا مِنْهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، إِنَّمَا الطَّاعَة فِي الْمَعْرُوف. 65 - وَقَالَ الشّعبِيّ: وَالله إِنَّه لعلم حسن إِذا سُئِلَ الرجل عَمَّا لَا يعلم أَن يَقُول: لَا أعلم.

66 - حَدثنَا الْمَيْمُونِيّ، ثَنَا أَحْمد بن حَنْبَل، نَا سُفْيَان قَالَ: (قَالَ شَيخنَا) : اجْتمع الشّعبِيّ وَأَبُو إِسْحَاق، فَقَالَ لَهُ الشّعبِيّ: أَنْت خير مني يَا أَبَا إِسْحَاق، فَقَالَ: لَا وَالله أَنْت خير مني وأسن مني. 67 - وبإسناده قَالَ: قَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: وَالله مَا بَايَعت لعُثْمَان حَتَّى سَأَلت صبيان الْكتاب فَقَالُوا: عُثْمَان خير من عَليّ.

68 - وروى ابْن بطة فِي الْإِبَانَة الْكَبِيرَة بِإِسْنَادِهِ عَن سهل بن سعد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: وَالله لِأَن يهدى بهداك رجل وَاحِد خير من حمر النعم. 69 - وبإسناده عَن حجين بن الرّبيع أَنه سمع عمرَان بن حُصَيْن يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْحيَاء خير كُله. فَقَالَ بشير بن كَعْب: إِن مِنْهُ ضعفا، وَمِنْه وقارا لله {} فَقَالَ عمرَان: أيا حجين من هَذَا؟ قلت: رجل لَيْسَ بِهِ بَأْس. قَالَ: سمعني أحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَيَقُول: مِنْهُ ضعف، وَمِنْه وقارا لله؟ ؟ {} وَالله لَا حدثتكم بِحَدِيث الْيَوْم.

70 - ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... . . أَنه أَتَاهُ رَهْط فَسَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ إِلَّا رجلا مِنْهُم قَالَ سعد: فَقلت: يَا رَسُول الله أَعطيتهم وَتركت فلَانا، فوَاللَّه إِنِّي لأراه مُؤمنا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَو مُسلم. فَرد عَلَيْهِ سعد فِي ذَلِك: مُؤمنا، ورد عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو مُسلما. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الثَّالِثَة: وَالله إِنِّي لأعطي الرجل الْعَطاء غَيره أحب إِلَيّ مِنْهُ تخوفا أَن يكبه الله على وَجهه فِي النَّار. 71 - وروى هبة الله الطَّبَرِيّ، وَهُوَ سَمَاعي بِإِسْنَادِهِ عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي بكر وَعمر: وَالله إِنِّي لأحبكما بحب الله إياكما. وَالله إِن الْمَلَائِكَة لتحبكما بحب الله لَكمَا. أحب الله من أحبكما، وَوصل من وصلكما.

72 - وبإسناده عَن هبة الله عَن عَطاء قَالَ: أتيت ابْن عَبَّاس قلت: قد تكلم فِي الْقدر {} فَقَالَ: أوفعلوها؟ ! قلت: نعم. قَالَ: وَالله مَا نزلت هَذِه الْآيَة إِلَّا فيهم: {ذوقوا مس سقر إِنَّا كل شىءٍ خلقناه بِقدر} لَا تعودوا مرضاهم، وَلَا تصلوا على موتاهم: لَو أريتني أحدا مِنْهُم فقأت عينه. 73 - وَقَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ: وَالله لقد أدْركْت أَقْوَامًا لَو شَاءَ أحدهم أَن يَأْخُذ هَذَا المَال من حلّه أَخذه فَيُقَال لَهُم: أَلا تأتون نصيبكم من هَذَا المَال فتأخذونه، فَيَقُولُونَ: لَا إِنَّا نخشى أَن يكون أَخذه فَسَادًا لقلوبنا. 74 - وَقَالَ مهنا: قلت لِأَحْمَد: سَمِعت عبد الرَّزَّاق يَقُول: قَالَ بعض أَصْحَابنَا لِسُفْيَان الثَّوْريّ: يَا أَبَا عبد الله حَدثنَا كَمَا سَمِعت، فَقَالَ: وَالله مَا إِلَيْهِ سَبِيل، وَمَا هُوَ إِلَّا الْمعَانِي. فَقَالَ أَحْمد: هُوَ كَذَلِك.

75 - وَقَالَ يحيى بن معِين: وَالله مَا رَأَيْت أحدا يحدث لله تَعَالَى غير وَكِيع بن الْجراح وَمَا رَأَيْت أحدا قطّ أحفظ من وَكِيع، ووكيع فِي زَمَانه كالأوزاعي فِي زَمَانه.

76 - وَقَالَ أَيْضا: إِذا أَرَادَ النَّاس منا أَن نَكُون مثل أَحْمد، لَا وَالله مَا يقدر على ذَلِك أحد (لَا على طَرِيق أَحْمد) . 77 - وَقَالَ أَيْضا: مَا رَأَيْت وَالله تَحت أَدِيم السَّمَاء أفقه فِي دين الله من أَحْمد بن حَنْبَل.

78 - وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم: حَدثنَا يُوسُف بن إِسْحَاق بن الْحجَّاج قَالَ: قَالَ هَارُون الْمُسْتَمْلِي: من قَالَ الْقُرْآن مَخْلُوق فَهُوَ وَالله كَافِر.

79 - وَفِي حَدِيث ابْن علاقَة عَن المخلص عَن ابْن صاعد أَن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ اسْتَلم الْحجر، ثمَّ قَالَ: وَالله إِنَّه حجر لَا ينفع وَلَا يضر. وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبلك مَا قبلتك.

80 - وروى أَبُو بكر ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الدّين وَحسن القضايا بِإِسْنَادِهِ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والتفت إِلَى أحد فَقَالَ: وَالله مَا يسرني أَن أحدا هَذَا لي ذَهَبا أنفقهُ فِي سَبِيل الله أَمُوت يَوْم أَمُوت وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارا وَلَا درهما إِلَّا دِينَارا أرصده لدين. 81 - وروى أَبُو بكر الْخلال فِي كتاب الْإِمَارَة وَطَاعَة السُّلْطَان عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: عرض على أبي بكر فرس، فَقَامَ رجل فَقَالَ: احملني عَلَيْهِ، قَالَ: لَا أحملك عَلَيْهِ غُلَاما قد ركب على عزلته، فَقَالَ: أَنا خير مِنْك فَارِسًا (قَالَ) وَمن أَبِيك، قَالَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة، فَقُمْت إِلَيْهِ فَأخذت بِرَأْسِهِ فوكيت على أَنفه فابتدر منخراه كَأَنَّهُمَا عزلا مزادة فتواعدني قومه، فَقَامَ أَبُو بكر خَطِيبًا فَقَالَ: مَا بَال أَقوام يَزْعمُونَ أَنِّي مقيدهم من الْمُغيرَة بن شُعْبَة وهم وَالله إِلَى أَن أخرجهم من دِيَارهمْ أقرب من أَن أقيدهم من الْمُغيرَة بن شُعْبَة: وزعة الله الَّتِي يُوزعُونَ.

82 - وروى ابْن جرير فِي تَهْذِيب الْآثَار بِإِسْنَادِهِ عَن زر بن حُبَيْش أَنه قَالَ لأبي بن كَعْب: إِن عبد الله بن مَسْعُود يَقُول: من قَامَ السّنة أصَاب لَيْلَة الْقدر. فَقَالَ أبي بن كَعْب: وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِنَّهَا لفي شهر رَمَضَان - يحلف مَا يَسْتَثْنِي - وَالله إِنِّي لأعْلم أَي لَيْلَة: هِيَ اللَّيْلَة الَّتِي أمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نقومها: صبيح سَبْعَة وَعشْرين.

83 - روى الدَّارَقُطْنِيّ فِي الأول مِمَّا رُوِيَ عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ فِي مدح أبي بكر بِإِسْنَادِهِ: لما توفّي أَبُو بكر قَالَ: رَحِمك الله يَا أَبَا بكر كنت أول الْقَوْم إسلاما، وأخلصهم إِيمَانًا، وأشدهم يَقِينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم غناء، و (أحدبهم) على الْإِسْلَام، وأيمنهم على أَصْحَابه، وَأَحْسَنهمْ صُحْبَة، وأفضلهم مَنَاقِب، وَأكْرمهمْ سوابق، وأرفعهم دَرَجَة، وأقربهم من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وأشبههم بِهِ هَديا وخلقا وسمتا وفعلا، وأشرفهم منزلَة، وَأكْرمهمْ عَلَيْهِ، وأوثقهم عِنْده: فجزاك الله عَن الْإِسْلَام وَعَن رَسُول الله وَالْمُسْلِمين خيرا: صدقت رَسُول الله حِين كذبه النَّاس فسماك الله فِي كِتَابه صديقا فَقَالَ: وَالَّذِي جَاءَ بِالصّدقِ: مُحَمَّد. وَصدق بِهِ: أَبُو بكر. وأنسته حِين بخلوا، وَقمت (بِهِ) حِين عَنهُ قعدوا، وصحبته فِي الشدَّة أكْرم الصُّحْبَة: ثَانِي اثْنَيْنِ إِذْ هما فِي الْغَار. والمنزل عَلَيْهِ السكينَة، ورفيقه فِي الْهِجْرَة ومواطن الكريهة، ثمَّ خلفته فِي أمته بِأَحْسَن الْخلَافَة حِين ارْتَدَّ النَّاس، وَقمت بدين الله قيَاما لم يقم بِهِ خَليفَة نَبِي قطّ: قويت حِين ضعف أَصْحَابك، وبدرت حِين اسْتَكَانُوا، ونهضت حِين وهنوا، ولزمت منهاج رَسُوله إِذْ هم أَصْحَابه.

كنت خَلِيفَته حَقًا: لم تنَازع، وَلم تضرع برغم الْمُنَافِقين و (صغر) الْفَاسِقين، وغيظ الْكَافرين، وَكره الحاسدين. فَقُمْت بِالْأَمر حِين فَسَلُوا، ونطقت حِين تتعتعوا، ومضيت بِنور الله إِذْ وقفُوا: فاتبعوك فهدوا فَكنت أخفضهم صَوتا، أعلاهم فوقا وَأَقلهمْ كلَاما، وأصونهم منطقا، وأطولهم صمتا، وأبلغهم قولا، وَكنت أَكْثَرهم رَأيا، وأشجعهم قلبا، وأشدهم يَقِينا، وَأَحْسَنهمْ عملا، وأعرفهم بالأمور. كنت وَالله للدّين يعسوبا: أَولا حِين تفرق عَنهُ النَّاس، وآخرا حِين أَقبلُوا.

كنت للْمُؤْمِنين أَبَا رحِيما إِذْ صَارُوا عَلَيْك عيالا، فَحملت أثقالا مَا عَنهُ ضعفوا، وحفظت مَا ضيعوا، ورعيت مَا أهملوا، وشمرت إِذْ خنعوا، وعلوت إِذْ هلعوا، وَصَبَرت إِذْ جزعوا، فأدركت (أوثار) مَا طلبُوا، ونالوا بك مَا لم يحتسبوا. كنت على الْكَافرين عذَابا صبا، وللمسلمين غيثا وخصبا. نظرت وَالله بعنانها، وفزت بجنانها، وَذَهَبت بفضايلها، وأحرزت سوابقها. لم تقلل حجتك، وَلم يرع قَلْبك، وَلم تضعف بصيرتك. وَذكر تَمام الْخطْبَة إِلَى أَن قَالَ: فسبقت وَالله سبقا بعيد، وأتعبت من بعْدك إتعابا شَدِيدا. 84 - وَقَالَ الشَّافِعِي - رَحمَه الله - لِابْنِهِ أبي عُثْمَان: وَالله لَو أعلم أَن المَاء الْبَارِد يثلم مروءتي مَا شربت إِلَّا حارا.

85 - وَقَالَ ابْن مَسْعُود: دخل عمر بن الْخطاب على فَاطِمَة فَقَالَ: يَا فَاطِمَة إِنَّه وَالله مَا كَانَ أحد من النَّاس أكْرم عَليّ بعد أَبِيك مِنْك. رَوَاهُ ابْن بطة. 86 - وَجَاء عَليّ بن أبي طَالب فَقَالَ: أَخْبرنِي عَن أبي بكر وَعمر فَقَالَ: على الْخَبِير سَقَطت: كَانَا وَالله إمامي هدى مهديين راشدين مرشدين مفلحين منجحين (منتخبين) ، خرجا من الدُّنْيَا خميصين. رَوَاهُ ابْن بطة.

87 - عَن أبي جَعْفَر قَالَ: استسقى الْحسن فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَحلبَ نَاقَة فجَاء بِقَعْبٍ من لبن فَلَمَّا رأى الْحُسَيْن أَخَاهُ يشرب قبله بادره، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن أَخَاك استسقى قبلك. وَعلي وَفَاطِمَة جالسان على صدر فراشهما، فَقَالَت فَاطِمَة: يَا أبتاه إِنِّي أرى الْحسن أحب إِلَيْك من الْحُسَيْن، قَالَ: لَا، وَلكنه استسقانى قبله، أما وَالله إِنِّي وهما وَأَنت وَهَذَا يَوْم الْقِيَامَة بمَكَان وَاحِد. رَوَاهُ ابْن بطة فِي الْإِبَانَة الْكَبِيرَة.

88 - وَبعث عمر بن عبد الْعَزِيز مُحَمَّد بن الزبير الْحَنْظَلِي إِلَى الْحسن فَقَالَ: هَل كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتخْلف أَبَا بكر؟ {فَقَالَ: أَو فِي شكّ صَاحبك؟} نعم وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ لاستخلفه لَهو كَانَ أتقى من أَن يتوثب عَلَيْهَا. قَالَ الْمُبَارك بن فضَالة: استخلافه عِنْد الْحسن أمره أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَكَانَ هَذَا عِنْد الْحسن استخلافا. رَوَاهُ ابْن بطة.

89 - وروى أَبُو بكر النجاد بِإِسْنَادِهِ عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لما نسخ عُثْمَان بن عَفَّان الصُّحُف فِي الْمُصحف جَاءَهُ أَبُو هُرَيْرَة فَقَالَ: أصبت ووفقت أشهد لسمعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِن أَشد أمتِي لي حبا قوم يأْتونَ من بعدِي يُؤمنُونَ بِي وَلم يروني يعْملُونَ بِمَا فِي الْوَرق الْمُعَلق. فَقلت: أَي ورق؟ ! حَتَّى رَأَيْت الْمَصَاحِف. فأعجب ذَلِك عُثْمَان، وَأمر لَهُ بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم، وَقَالَ لأبي هُرَيْرَة: وَالله مَا علمت إِنَّك لتحتسب علينا حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.

تم بحمد الله

90 - وأنبأنا (عبد الله) بن الْقَاسِم عَن عبيد الله الْفَقِيه، نَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد حَدثنَا الْحُسَيْن بن عَليّ بن عَفَّان، نَا أَبُو أُسَامَة عَن زايدة عَن الْأَعْمَش عَن قيس بن مُسلم، نَا طَارق بن شهَاب، قَالَ: قَالَ حُذَيْفَة: وَالله لِأَن يكون فِيكُم مائَة مُؤمن أحب إِلَيّ من أَن يكون لي حمر النعم وسودها. تمّ الْجُزْء وَصلى الله على نَبينَا مُحَمَّد وَآله وَكتب سَلامَة بن إِبْرَاهِيم بن سَلامَة الْحداد متع تمّ بِحَمْد الله

§1/1