المرحمة الغيثية بالترجمة الليثية

ابن حجر العسقلاني

المرحمة الغيثية بالترجمة الليثية

الْمَرْحَمَةُ الْغَيْثِيَّةُ بِالتَّرْجَمَةِ اللَّيْثِيَّةِ فِيهَا أَفْرَادٌ مُخْتَصَرَةٌ مِنْ أَخْبَارِ الإِمَامِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. تَأْلِيفُ الإِمَامِ الْعَلامَةِ فَرِيدِ عَصْرِهِ الشَّيْخِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلانِيِّ الشَّافِعِيِّ، تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوَانِ، وَأَسْكَنَهُ أَعْلَى فَرَادِيسِ الْجِنَانِ، وَنَفَعَنَا وَالْمُسْلِمِينَ بِبَرَكَتِهِ فِي الدَّارَيْنِ، آمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَبِهِ ثِقَتِي قَالَ شَيْخُنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَلامَةُ وَحِيدُ دَهْرِهِ وَفَرِيدُ عَصْرِهِ أَفْضَلُ الْمُتَأَخِّرِينَ شِهَابُ الدِّينِ أَحْمَدُ الْعَسْقَلانِيُّ الشَّافِعِيُّ شَيْخُ الْحَدِيثِ، أَدَامَ اللَّهُ أَيَّامَهُ الزَّاهِرَةَ، وَجَمَعَ لَنَا وَلَهُ بَيْنَ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ، وَأَسْبَغَ نِعَمَهُ فِي الدَّارَيْنِ بَاطِنَهُ وَظَاهِرَهُ عَلَيْهِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَ بَعْضَ خَلْقِهِ عَلَى بَعْضٍ دَرَجَاتٍ، وَالصَّلاةُ وَالتَّسْلِيمُ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمَبْعُوثِ بِالآيَاتِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ فَازُوا بِنُصْرَةِ دِينِهِ حَتَّى حَازُوا أَصْنَافَ الصَّلَوَاتِ، وَعَلَى التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ لَهُمْ صَلاةً وَسَلامًا دَائِمَيْنِ إِلَى يَوْمِ بَعْثِ الأَمْوَاتِ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ جَمَاعَةً مِنَ الإِخْوَانِ الْتَمَسُوا أَفْرَادًا مُخْتَصَرَةً مِنْ أَخْبَارِ فَقِيهِ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ أَبِي الْحَارِثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَشَيْئًا مِنْ عَوَالِي حَدِيثِهِ، تَذْكِرَةً لِعَهْدِهِ، وَتَبْصِرَةً لِمَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ حَالُ مَنْ قَبْلَهُ إِذَا أَتَى مَنْ بَعْدَهُ، فَأَجَبْتُ طِلْبَتَهُمْ، وَصَوَّبْتُ رَغْبَتَهُمْ، وَجَمَعْتُ فِي هَذِهِ الأَوْرَاقِ مَا تَيَسَّرَ مِنْ ذَلِكَ، لِمَا فِيهِ مِنْ نَشْرِ السُّنَّةِ، وَرَتَّبْتُهَا عَلَى ثَمَانِيَةِ أَبْوَابٍ، عَدَدَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ: الْبَابُ الأَوَّلُ: فِي ذِكْرِ نَسَبِهِ، وَنِسْبَتِهِ، وَمَوْلِدِهِ، وَبَلْدَتِهِ. الْبَابُ الثَّانِي: فِي ذِكْرِ طَلَبِهِ لِلْعِلْمِ وَرِحْلَتِهِ، وَأَسْمَاءِ بَعْضِ شُيُوخِهِ، وَصِفَةِ مَبْدَأِ أَمْرِهِ وَنَشْأَتِهِ. الْبَابُ الثَّالِثُ: فِي مَهَارَتِهِ فِي شَبَابِهِ، وَتَحَرِّيهِ أَسْبَابَ الْمُرُوءَةِ، وَمَكَارِمَ الأَخْلاقِ فِي جَمِيعِ أَسْبَابِهِ. الْبَابُ الرَّابِعُ: فِي ثَنَاءِ الأَئِمَّةِ عَلَيْهِ بِالصِّفَاتِ الْجَمِيلَةِ، وَبَيَانِ سَعَةِ حِفْظِهِ، وَكَثْرَةِ عُلُومِهِ الْجَزِيلَةِ. الْبَابُ الْخَامِسُ: فِي عِظَمِ مِقْدَارِهِ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الأَحْرَارِ وَالْخُلَفَاءِ. الْبَابُ السَّادِسُ: فِي مَعْرِفَةِ بَعْضِ الآخِذِينَ لِلْحَدِيثِ عَنْهُ، وَالإِشَارَةِ إِلَى بَعْضِ الْمُقْتَبِسِينَ لِلْفِقْهِ مِنْهُ. الْبَابُ السَّابِعُ: فِي بَيَانِ وَقْتِ وَفَاتِهِ، وَمِقْدَارِ عُمْرِهِ عِنْدَ مَمَاتِهِ. الْبَابُ الثَّامِنُ: فِي سِيَاقِ عَوَالِي حَدِيثِهِ الدَّالِّ عَلَى رَفِيعِ قَدْرِهِ، فِي قَدِيمِ أَمْرِهِ وَحَدِيثِهِ. وَاللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ لا يَجْعَلَ مَا عَلِمْنَا عَلَيْنَا، وَبِالأَوَانِ يُسْبِلُ عَلَيْنَا سِتْرَ حِلْمِهِ وَكَرَمِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.

الباب الأول

الْبَابُ الأَوَّلُ

1 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعِزِّ الْحَنْبَلِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنْ دِمَشْقَ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَخْبَرَنَا التَّقِيُّ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْحَاكِمِ، مُشَافَهَةً، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمُقْبِرِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ، إِذْنًا، أَخْبَرَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى، فِي تَارِيخِ مِصْرَ، قَالَ: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ، مُكَنَّى أَبَا الْحَارِثِ، يُقَالُ: إِنَّهُ مَوْلَى فَهْمٍ، ثُمَّ لآلِ خَالِدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ طَاعِنٍ الْفَهْمِيِّ، ثُمَّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْقَيْسِ، وَكَانَ اسْمُهُ فِي دِيوَانِ مِصْرَ فِي مَوَالِي بَنِي كِنَانَةَ: ابْنَ فَهْمٍ، وَأَهْلُ بَيْتِهِ يَقُولُونَ: نَحْنُ مِنَ الْفُرْسِ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ، قَالَ ابْنُ يُونُسَ: وَلَيْسَ لِمَا قَالُوهُ مِنْ ذَلِكَ عِنْدَنَا صِحَّةٌ، يَعْنِي: كَوْنَهُمْ مِنَ الْفُرْسِ، فَأَمَّا أَنَّ أَصْلَهُمْ مِنْ أَصْبَهَانَ، فَجَاءَ عَنِ اللَّيْثِ نَفْسِهِ ذَلِكَ

2 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ ابْنِ أَبِي الْمَجْدِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الدِّمَشْقِيِّ، أَنَّ يُوسُفَ بْنَ خَلِيلٍ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُمْ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْجَمَّالُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الطَّحَّانَ يَقُولُ: سَمِعْتَ ابْنَ حَمَّادٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: نَحْنُ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ فِي تَارِيخِهِ: كَانَ اللَّيْثُ يَقُولُ: أَصْلُنَا مِنْ أَصْبَهَانَ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ فِي الْكُنَي: أَبُو الْحَارِثِ اللَّيْثُ بْنَ سَعْدٍ مَوْلًى مِنْ بَنِي فَهْمِ بْنِ قَيْسٍ. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ فِيمَا أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ أَبِي الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْحِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ يَقُولُ: سَعْدٌ وَالِدُ اللَّيْثِ كَانَ مِنْ مَوَالِي قُرَيْشٍ، ثُمَّ افْتَرَضَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ وَتَبِعَهُ اللَّيْثُ بَعْدَهُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: اللَّيْثُ مَوْلَى بَنِي قَيْسٍ، وَظَنَّ أَبُو نَصْرٍ الْكَلابَاذِيُّ اخْتِلافَ التَّسْمِيَتَيْنِ، فَجَعَلَهُمَا قَوْلَيْنِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، بَلْ فَهْمٌ مِنْ قَيْسٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

ذكر مولده

ذِكْرُ مَوْلِدِهِ

3 - قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ فِي تَارِيخِهِ: قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ اللَّيْثِ، يَقُولُ: كَانَ اللَّيْثُ يَقُولُ لَنَا: قَالَ لِي بَعْضُ أَهْلِي: إِنِّي وُلِدْتُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ، وَالَّذِي أُوقِنُ أَنِّي وُلِدْتُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ، يَقُولُ: مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلِي سَبْعُ سِنِينَ، قُلْتُ: وَكَانَتْ وَفَاةُ عُمَرَ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، فَيَكُونُ مَوْلِدُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ: وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَنَةَ ثَلاثٍ، وَكَذَا قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وُلِدَ اللَّيْثُ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ: قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ اللَّيْثُ لأَرْبَعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَكَذَا قَالَ ابْنُ حِبَّانَ وَزَادَ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قُلْتُ: فَيَكُونَ لَهُ الآنَ مُنْذُ وُلِدَ سَبْعُ مِائَةِ سَنَةٍ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً لا تَزِيدُ يَوْمًا وَلا تَنْقُصُ يَوْمًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

الباب الثاني

الْبَابُ الثَّانِي

4 - قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ: أَدْرَكَ اللَّيْثُ تِسْعًا وَخَمْسِينَ رَجُلا مِنَ التَّابِعِينَ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: قَالَ اللَّيْثُ: سَمِعْتُ مِنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَهِيَ أَوَّلُ سَنَةِ حَجٍّ، وَرَوَى ابْنُ يُونُسَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ وَنَحْنُ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَسَمِعَ بِبَلَدِهِ مِنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَعْقُوبَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، وَخَيْرِ بْنِ نُعَيْمٍ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، وَبِالْحِجَازِ مِنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ، وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى الأُمَوِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَقَتَادَةَ، وَسَمِعَ فِي رِحْلَتِهِ إِلَى الْعِرَاقِ وَهُوَ كَبِيرٌ مِنْ هِشَامٍ وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ. قَالَ أَبُو صَالِحٍ: خَرَجْتُ مَعَ اللَّيْثِ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ، فَشَهِدْنَا الأَضْحَى بِبَغْدَادَ، فَقَالَ لِي اللَّيْثُ: سَلْ عَنْ مَنْزِلِ هُشَيْمٍ الْوَاسِطِيِّ، فَقُلْ لَهُ: أَخُوكَ اللَّيْثُ الْمِصْرِيُّ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامُ، وَيَسْأَلُكَ أَنْ تَبْعَثَ إِلَيْهِ شَيْئًا مِنْ كُتُبِكَ، فَذَهَبْتُ إِلَيْهِ، فَفَعَلَ، فَكَتَبْتُ لِلَيْثٍ مِنْهَا، وَسَمِعْتُهَا مِنْ هُشَيْمٍ مَعَ اللَّيْثِ. وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ اللَّيْثِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، قَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ قَيْسٍ، قَالَ: مِنْ كَمْ؟ قُلْتُ: مِنْ عِشْرِينَ، قَالَ: أَمَّا لِحْيَتُكَ، فَلِحْيَةُ ابْنِ أَرْبَعِينَ

90 - وَرَوَى الْخَطِيبُ مِنْ طَرِيقِ الْخَضِرِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، سَمِعْتُ اللَّيْثَ، يَقُولُ: حَجَجْتُ أَنَا وَابْنُ لَهِيعَةَ، فَرَأَيْتُ نَافِعًا مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ إِلَى دُكَّانِ عَلافٍ، فَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: مَوْلًى لَنَا، فَلَمَّا رَجَعْنَا إِلَى مِصْرَ، جَعَلْتُ أُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَقَالَ أَيْنَ لَقِيتَهُ؟ قُلْتُ: أَمَا رَأَيْتَ الْعَبْدَ الَّذِي فِي دُكَّانِ الْعَلافِ، هُوَ ذَاكَ. قُلْتُ: وَقَعَتْ لِي نُسْخَةُ اللَّيْثِ عَنْ نَافِعٍ مِنَ الأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ وَالْمَوْقُوفَةِ نَحْوَ الْمِائَةِ، وَمَعَ ذَلِكَ فَكَانَ اللَّيْثُ يَرْوِي عَنْهُ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ مِنْهُ مُشَافَهَةً بِالْوَاسِطَةِ، وَرُبَّمَا رَوَى عَنْهُ بِأَكْثَرَ مِنْ وَاسِطَةِ وَاحِدٍ، فَإِنَّهُ رَوَى عَنْ هِقْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ كَثِيرًا، وَتَدْخُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الزُّهْرِيِّ الْوَاسِطَةُ بِوَاحِدٍ كَعُقَيْلٍ، وَيُونُسَ، وَغَيْرِهِمَا، وَذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَبِاثْنَيْنِ كَمَا رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَبِثَلاثَةٍ كَمَا رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، وَحَدِيثُهُ عَنْهُ مِنْ أَصَحِّ الْحَدِيثِ، لَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ شَيْءٌ دُلِّسَ فِيهِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، وَمَا مِنْ هَؤُلاءِ الْوَسَائِطِ، إِلا مَنْ سَمِعَ فِيهِ الْكُتُبَ، وَلَكِنَّهُ كَانَ لا يُحِبُّ التَّدْلِيسَ، فَكَانَ لا يُبَالِي إِذْ نَزَلَ فِي الرِّوَايَةِ إِذْ لَمْ يَسْمَعْ، فَقَدْ حَدَّثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بِغَيْرِ وَاسِطَةٍ، وَرَوَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَسَمِعَ مِنْ رَبِيعَةَ، وَحَدَّثَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عَنْهُ، وَسَمِعَ مِنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَحَدَّثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حُبَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْهُ، وَكَانَ مِنْ سَعَةِ عِلْمِهِ يُحَدِّثُ مِنْ لِسَانِهِ بِمَا عِنْدَهُ. قَالَ ابْنُ يُونُسَ: انْفَرَدَ الغُرَبَاءُ عَنِ اللَّيْثِ بِأَحَادِيثَ لَمْ يَسْمَعْهَا مِنْهُ أَهْلُ مِصْرَ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَمِنْ أَقْرَانِهِ: ابْنُ لَهِيعَةَ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَهُشَيْمٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَغَيْرُهُمْ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ اللَّيْثَ يَقُولُ: كَتَبْتُ مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ، يَعْنِي: عَنْ غَيْرِهِ، قَالَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْكَبَ الْبَرِيدَ إِلَيْهِ إِلَى الرُّصَافَةِ، فَخِفْتُ أَلا يَكُونَ ذَلِكَ لِلَّهِ، فَتَرَكْتُ ذَلِكَ، يَعْنِي: عَنْ غَيْرِهِ، فَصَارَ يَرْوِي بِالْوَاسِطَةِ كَذَلِكَ

الباب الثالث

الْبَابُ الثَّالِثُ

91 - قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ فِي تَارِيخِهِ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، هُوَ الدَّرَاوَرْدِيُّ: رَأَيْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ عِنْدَ رَبِيعَةَ يُنَاظِرُهُمْ فِي الْمَسَائِلِ، وَقَدْ فَارَقَ أَهْلَ الْحَلَقَةِ

92 - وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ، بِالسَّنَدِ الْمَاضِي إِلَيْهِ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قُدَيْدٍ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، يَذْكُرُ أَنَّ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ شُرَحْبِيلَ بْنَ يَزِيدَ، يَقُولُ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ فِي زَمَنِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ، مِثْلَ: يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَجَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، وَابْنِ هُبَيْرَةَ، وَمَنْ تَقَدَّمَ سَفِيرٌ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَمِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الشَّامِ لِلرِّبَاطِ، وَاللَّيْثُ يَوْمَئِذٍ حَدَّثَ شَابٌّ، وَإِنَّهُمْ لَيَعْرِفُونَ فَضْلَهُ، وَيُقَدِّمُونَهُ وَيُشَارُ إِلَيْهِ

93 - وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُولُ: رَآنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَقَدْ نَقَلْتُ شَيْئًا مِنَ الْمُبَاحَاتِ، فَقَالَ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّكَ إِمَامٌ مَنْظُورٌ إِلَيْكَ، قُلْتُ: وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ تَابِعِيٌّ مِنْ شُيُوخِ اللَّيْثِ

5 - وَقَالَ يَحْيَى بْنُ عُمَرَ بْنِ صَالِحٍ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلَيْثٍ: بَلَغَنِي أَنَّكَ أَخَذْتَ بِرِكَابِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: نَعَمْ لِلْعِلْمِ، أَمَّا لِغَيْرِ ذَلِكَ فَلا، وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُهُ

6 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ الْعَابِدُ، إِذْنًا مُشَافَهَةً، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سِنَانٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقْبُرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا عِلانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، كَاتِبَ اللَّيْثِ، يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ بَابِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فَامْتَنَعَ عَلَيْنَا ـ أَيِ: احْتَجَبَ ـ فَقُلْنَا: لَيْسَ يُشْبِهُ هَذَا صَاحِبَنَا، قَالَ: فَسَمِعَ مَالِكٌ كَلامَنَا، فَأَمَرَ بِإِدْخَالِنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَنَا: مَنْ صَاحِبُكُمْ؟ قُلْنَا: اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: تُشَبِّهُونِّي بِرَجُلٍ كَتَبْتُ إِلَيْهِ فِي قَلِيلِ عُصْفُرٍ نَصْبِغُ بِهِ ثِيَابَ صِبْيَانِنَا، فَبَعَثَ إِلَيْنَا مِنْهُ مَا صَبَغْنَا بِهِ ثِيَابَ صِبْيَانِنَا وَثِيَابَ جِيرَانِنَا، وَبِعْنَا الْفَضْلَ بِأَلْفِ دِينَارٍ

7 - وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، هُوَ السَّرَّاجُ، سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: نَقَلْنَا مَعَ اللَّيْثِ مِنَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَكَانَ مَعَهُ ثَلاثُ سَفَائِنَ: سَفِينَةٌ فِيهَا مَطْبَخُهُ، وَسَفِينَةٌ فِيهَا عِيَالُهُ، وَسَفِينَةٌ فِيهَا أَضْيَافُهُ

8 - وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: صَحِبْتُ اللَّيْثَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَكَانَ لا يَتَغَذَّى وَحْدَهُ، وَلا يَتَعَشَّى وَحْدَهُ إِلا مَعَ النَّاسِ

9 - وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، سَمِعْتُ أَسَدَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ يَطْلُبُ بَنِي أُمَيَّةَ فَيَقْتُلَهُمْ، فَرَحَلْتُ إِلَى مِصْرَ، فَدَخَلْتُهَا فِي هَيْئَةٍ رَثَّةٍ، فَدَخَلْتُ عَلَى اللَّيْثِ، فَلَمَّا فَرَغَ الْمَجْلِسُ، خَرَجْتُ فَتَبِعَنِي خَادِمٌ، فَقَالَ: اجْلِسْ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ، فَجَلَسْتُ حَتَّى خَرَجَ، وَأَنَا وَحْدِي، فَدَفَعَ لِي صُرَّةً فِيهَا مِائَةُ دِينَارٍ، فَقَالَ: يَقُولُ لَكَ اللَّيْثُ أَصْلِحْ بِهَذِهِ النَّفَقَةِ أَمْرَكَ وَلُمَّ شَعْثَكَ، قَالَ: وَكَانَ مَعِي فِي خِرْقِي أَلْفُ دِينَارٍ، فَأَخْرَجْتُهَا لَهُ، وَقُلْتُ: اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى الشَّيْخِ، فَدَخَلْتُ فَأَخْبَرْتُهُ بِنَسَبِي، فَقَالَ: إِنَّهَا صِلَةٌ وَلَيْسَتْ صَدَقَةً، وَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِ عَنْ قَبُولِ صِلَتِهِ، وَقُلْتُ: أَكْرَهُ أَنْ أُعَوِّدَ نَفْسِي عَادَةً، وَأَنَا عَنْهَا غَنِيٌّ، قَالَ: فَادْفَعْهَا إِلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مِمَّنْ تَرَاهُ مُسْتَحِقًّا لَهَا، فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَخَذْتُهَا فَفَرَّقْتُهَا فِي جَمَاعَةٍ

10 - وَمِنْ طَرِيقِ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ اللَّيْثِ جَالِسًا، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَدَحٌ، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ، إِنَّ زَوْجِي يَشْتَكِي، وَقَدْ نُعِتَ لَنَا الْعَسَلَ، فَقَالَ: اذْهَبِي إِلَى الْوَكِيلِ، فَقُولِي لَهُ يُعْطِيكِ مَطَرًا، فَجَاءَ الْوَكِيلُ يُسَارُّهُ بِشَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ اللَّيْثُ: اذْهَبْ فَأَعْطِهَا مَطَرًا، إِنَّمَا سَأَلَتْ بِقَدْرِهَا، فَأَعْطَيْنَاهَا بِقَدْرِنَا، وَالْمَطَرُ: عِشْرُونَ وَمِائَةِ رَطْلٍ

11 - وَعَنْ مَنْصُورٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى اللَّيْثِ، وَعَلَى رَأْسِهِ خَادِمٌ سُمْرَةٌ، فَخَرَجَ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى مُصَلاهُ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ كِيسًا، فَرَمَى بِهِ إِلَيَّ، وَقَالَ: يَا أَبَا السَّرِيِّ لا تُعْلِمْ بِهِ ابْنِي، فَيَهُونَ عَلَيْهِ، فَإِذَا فِيهِ أَلْفُ دِينَارٍ

12 - وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: كَانَ اللَّيْثُ لا يَتَرَدَّدُ إِلَيْهِ أَحَدٌ إِلا أَدْخَلَهُ فِي جُمْلَةِ عِيَالِهِ، مَادَامَ يَتَرَدَّدُ عَلَيْهِ، ثُمَّ إِنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ زَوَّدَهُ بِالْبُلْغَةِ إِلَى وَطَنِهِ

13 - وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: كَانَ اللَّيْثُ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ كُلَّ صَلاةٍ عَلَى فِرَاشِهِ، وَكَانَ لَهُ مَجْلِسٌ فِيهِ، وَبِهِ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، فَغَمَزَهُ فَقَامَ مَعَهُ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَأَجَابَهُ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِمِائَةِ دِينَارٍ

14 - وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ، يَقُولُ: كَانَ اللَّيْثُ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَتَصَدَّقُ عَلَى ثَلاثِ مِائَةِ مِسْكِينٍ

15 - وَقَالَ أَشْهُب: كَانَ اللَّيْثُ لا يَرُدُّ سَائِلا، وَكَانَ يُطْعِمُ النَّاسَ الْهَرَايِسَ بِعَسَلِ النَّحْلِ وَسَمْنِ الْبَقَرِيِّ فِي الشِّتَاءِ. وَفِي الصَّيْفِ شَيْئًا مِنَ اللَّوْزِ وَالسُّكَّرِ

16 - وَبِالسَّنَدِ الْمَاضِي قَرِيبًا إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ رُمْحٍ، يَقُولُ: كَانَ دَخْلُ اللَّيْثِ فِي كُلِّ سَنَةٍ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَمَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ دِرْهَمًا قَطُّ بِزَكَاةٍ

17 - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيثِ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: قَالَ اللَّيْثُ: مَا وَجَبَتْ عَلَيَّ زَكَاةٌ قَطُّ مُنْذُ بَلَغْتُ، وَقَالَ حَرْمَةُ بْنُ يَحْيَى: سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ، يَقُولُ: كَانَ اللَّيْثُ يَصِلُ مَالِكًا كُلَّ سَنَةٍ بِمِائَةِ دِينَارٍ. وَكَتَبَ إِلَيْهِ مَرَّةً: أَنَّ عَلَيَّ دَيْنًا، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِخَمْسِ مِائَةِ دِينَارٍ

18 - وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: وَصَلَ اللَّيْثُ ابْنَ لَهِيعَةَ لَمَّا احْتَرَقَتْ دَارُهُ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَحَجَّ فَأَهْدَى إِلَيْهِ مَالِكٌ طَبَقًا فِيهِ رُطَبٌ، فَرَدَّ إِلَيْهِ عَلَى الطَّبَقِ أَلْفَ دِينَارٍ، وَوَصَلَ مَنْصُورَ بْنَ عَمَّارٍ الْقَاصَ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ: اشْتَرَى قَوْمٌ مِنَ اللَّيْثِ ثَمَرَةً بِمَالٍ، ثُمَّ إِنَّهُمْ نَدِمُوا فَاسْتَقَالُوهُ فَأَقَالَهُمْ لَمَّا اسْتَدْعَاهُمْ، فَأَعْطَاهُمْ خَمْسِينَ دِينَارًا، وَقَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا أَمَّلُوا أَمَلا فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُعَوِّضَهُمْ

الباب الرابع

الْبَابُ الرَّابِعُ

19 - قَالَ أَبُو بَكْرٍ الأَثْرَمُ، سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، يَقُولُ: مَا فِي هَؤُلاءِ الْمِصْرِيِّينَ أَثْبَتُ مِنَ اللَّيْثِ، لا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَلا غَيْرُهُ، مَا أَصَحَّ حَدِيثَهُ. وَجَعَلَ يُثْنِي عَلَيْهِ

20 - وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: قَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَجِدُ اللَّيْثَ كَثِيرَ الْعِلْمِ، صَحِيحَ الْحَدِيثِ

21 - وَقَالَ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ: سُئِلَ أَحْمَدُ، فَقِيلَ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَاللَّيْثُ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، أَيُّهُمْ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: اللَّيْثُ

22 - وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَثْبَتُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ

23 - وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ، يَقُولُ: كُلَّمَا كَانَ فِي كُتُبِ مَالِكٍ مِمَّا جَرَى مِنْ أَرْضٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، فَهُوَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ

24 - وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ: قِيلَ لأَبِي: إِنَّا نَسْمَعُ مِنْكَ الْحَدِيثَ لَيْسَ فِي كُتُبِكَ، قَالَ: لَوْ كَتَبْتُ مَا فِي صَدْرِي فِي كُتُبِي مَا وَسِعَهُ هَذَا الْمَرْكَبُ

25 - وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: مَا رَأَيْتُ فِي مَنْ رَأَيْتُ مِثْلَ اللَّيْثِ، وَمَا رَأَيْتُ أَكْمَلَ مِنْهُ، كَانَ نَقِيَّ الْبَدَنِ، عَرَبِيَّ اللِّسَانِ، يُحْسِنُ الْقُرْآنَ وَالنَّحْوَ وَالْحَدِيثَ وَالشِّعْرَ وَالْمُذَاكَرَةَ ـ إِلَى أَنْ عَدَّ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً ـ مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ

ذكر ثنائهم عليه بالفقه

ذِكْرُ ثَنَائِهِمْ عَلَيْهِ بِالْفِقْهِ

26 - وَبِالسَّنَدِ الْمَاضِي إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّدَفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: اللَّيْثُ أَنْفَعُ لِلأَثَرِ مِنْ مَالِكٍ

100 - وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ إِلا أَنَّ أَصْحَابَهُ لَمْ يَقُومُوا بِهِ. وَفِي رِوَايَةٍ عَنِ الشَّافِعِيِّ: ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ. وَفِي أُخْرَى: ضَيَّعَهُ أَصْحَابُهُ

101 - وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، يَقُولُ: اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ، وَلَكِنْ كَانَتِ الْحَظْوَةُ لِمَالِكٍ

102 - وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوذَنْجِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، يَقُولُ: أُخْبِرْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ مَالِكًا وَاللَّيْثَ اجْتَمَعَا، كَانَ مَالِكٌ عِنْدَ اللَّيْثِ أَبْكَمَ، وَلَبَاعَ اللَّيْثُ مَالِكًا فِيمَنْ يُرِيدُ

ذكر ثنائهم عليه بحفظ الحديث وضبطه

ذِكْرُ ثَنَائِهِمْ عَلَيْهِ بِحِفْظِ الْحَدِيثِ وَضَبْطِهِ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ، اللَّيْثُ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ؟ قَالَ: إِيْ لِعَمْرِي. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثَبْتٌ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَآخَرُونَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنْ سَادَاتِ أَهْلِ زَمَانِهِ، فِقْهًا، وَعِلْمًا، وَحِفْظًا، وَكَرَمًا. وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي تَهْذِيبِهِ: أَجْمَعُوا عَلَى جَلالَتِهِ، وَأَمَانَتِهِ، وَعُلُوِّ مَرْتَبَتِهِ فِي الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ.

الباب الخامس

الْبَابُ الْخَامِسُ

26 - وَبِالسَّنَدِ الْمَاضِي أَوَّلِ الْجُزْءِ إِلَى أَبِي سَعِيدِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ لِي اللَّيْثُ، قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ، حِينَ أَرَدْتُ أَنْ أُوَدِّعَهُ: قَدْ رَأَيْتُ مَا سَرَّنِي مِنْ سَدَادِ عَقْلِكَ، فَاتَّقِ اللَّهَ فِي الرَّعِيَّةِ أَمْثَالِكَ

27 - وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ: قُلْ لِي: إِنِّي أَضْعُفُ عَنْ ذَلِكَ، إِنِّي رَجُلٌ مِنَ الرَّأْيِ، قَالَ: مَا لَكَ ضَعْفٌ، يَعْنِي: إِلا ضَعْفُ بَدَنِكَ، أَتُرِيدُ قُوَّةً أَقْوَى مِنِّي؟ فَأَمَّا إِذَا ثَبُتَّ فَدُلَّنِي عَلَى رَجُلٍ، قَالُوا: وَكَانَ الأُمَرَاءُ بِمِصْرَ لا يَقْطَعُونَ أَمْرًا دُونَ اللَّيْثِ

29 - وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبُوشَنْجِيُّ، سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ الْوَزِيرِ، قَالَ: قَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَمَّا قَدِمَ اللَّيْثُ الْعِرَاقَ: الْزَمْ هَذَا الشَّيْخَ، فَقَدْ ثَبُتَ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِمَا كَانَ مِنْهُ

30 - وَقَالَ أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ لِلَيْثٍ أَرْبَعُ مَجَالِسَ كُلَّ يَوْمٍ، مَجْلِسٌ لِحَوَائِجِ النَّاسِ لا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ شَيْئًا فَيَرُدَّهُ، صَغُرَتْ حَاجَتُهُ أَوْ كَبُرَتْ

31 - وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ: كَانَ اللَّيْثُ إِذَا تَكَلَّمَ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ أَخْرَجَهُ، قَالَ: قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ مِصْرَ تَكَلَّمْتُ فِي الْجَامِعِ، فَإِذَا رَجُلانِ قَدْ دَخَلا فَأَخَذَانِي، فَقَالا: أَجِيبْ أَبَا الْحَارِثِ. قَالَ: فَذَهَبْتُ وَأَنَا أَقُولُ: وَاسَرَفَاهُ، أَخْرُجُ مِنَ الْبَلَدِ لِكَذَا، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى اللَّيْثِ سَلَّمْتُ، فَقَالَ: أَنْتَ الْمُتَكَلِّمُ فِي الْمَسْجِدِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ مَا قُلْتَ، قَالَ: فَأَعَدْتُهُ، فَرَقَّ الشَّيْخُ وَبَكَى، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: ابْنُ السَّرِيِّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَفَعَ إِلَيَّ كِيسًا، وَقَالَ لِي: أَقِلَّ مِنْ هَذَا الْكَلامِ عَنْ أَبْوَابِ السَّلاطِينِ، وَلا تَمْدَحَنَّ أَحَدًا مِنَ الْمَخْلُوقِينَ بَعْد مَدْحِكَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَكَ عَلَيَّ فِي كُلِّ سَنَةٍ مِثْلَهَا

32 - وَبِالسَّنَدِ الْمَاضِي إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرْجَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الطَّلائِعِيُّ، حَدَّثَنَا لُؤْلُؤٌ خَادِمُ الرَّشِيدِ، قَالَ: جَرَى بَيْنَ الرَّشِيدِ وَبِنْتِ عَمِّهِ زُبَيْدَةَ بِنْتِ جَعْفَرٍ كَلامٌ، فَقَالَ هَارُونُ الرَّشِيدُ: أَنْتِ طَالِقٌ، إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. ثُمَّ نَدِمَ، فَخَرَجَ الْفُقَهَاءُ فَاخْتَلَفُوا، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى الْبُلْدَانِ فَاسْتَحْضَرَ عُلَمَاءَهَا إِلَيْهِ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَلَسَ إِلَيْهِمْ فَسَأَلَهُمْ فَاخْتَلَفُوا، وَبَقِيَ شَيْخٌ لَمْ يَتَكَلَّمْ، وَكَانَ فِي آخِرِ الْمَجْلِسِ، قَالَ: فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: إِذَا أَخْلَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مَجْلِسَهُ كَلَّمْتُهُ، فَصَرَفَهُمْ، فَقَالَ: يُدْنِينِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَدْنَاهُ، فَقَالَ: أَتَكَلَّمُ عَلَى الأَمَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرَ بِإِحْضَارِ مُصْحَفٍ، فَأُحْضِرَ، فَقَالَ: تَصَحَّفْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى سُورَةَ الرَّحْمَنِ، فَاقْرَأْهَا، فَفَعَلَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} قَالَ: أَمْسِكْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدَرَ اللَّهِ، قَالَ: فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى هَارُونَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الشَّرْطُ أُمْلِكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ حَتَّى فَرَغَ الْيَمِينُ، قَالَ: قُلْ: إِنِّي أَخَافُ مَقَامَ رَبِّي، فَقَالَ ذَلِكَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَهِيَ جَنَّتَانِ، وَلَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَاحِدَةٍ. قَالَ: فَسَمِعْنَا التَّصْفِيقَ وَالْفَرَحَ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ، فَقَالَ الرَّشِيدُ: أَحْسَنْتَ وَاللَّهِ، وَأَمَرَ بِالْجَوَائِزِ وَالْخِلَعِ، وَأَمَرَ لَهُ بِإِقْطَاعٍ، وَلا يَتَصَرَّفُ أَحَدٌ بِمِصْرَ إِلا بِأَمْرِهِ، وَصَرَفَهُ مُتَكَرِّمًا

33 - وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: كَتَبَ الْوَلِيدُ بْنُ رِفَاعَةَ، وَهُوَ أَمِيرُ مِصْرَ فِي وَصِيَّتِهِ: قَدْ أَسْنَدْتُ وَصِيَّتِي لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ، وَإِلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَلَيْسَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ أَيُّ تُقَاتٍ عَلَى اللَّيْثِ، فَإِنَّ لَهُ نُصْحًا وَرَأْيًا، وَكَانَ اللَّيْثُ يَوْمَئِذٍ ابْنَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً

34 - وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: كَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ السَّبُعِ الْكِنْدِيُّ مِنْ خَيْرِ قُضَاتِنَا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يَذْهَبُ مَذْهَبَ أَبِي حَنِيفَةَ فِي إِبْطَالِ الْجَنِينِ، فَأَبْغَضُوهُ، فَكَتَبَ اللَّيْثُ فِي أَمْرِهِ فَعُزِلَ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ: جَاءَ اللَّيْثُ إِلَى إِسْمَاعِيلَ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَرَفَعَ إِسْمَاعِيلُ مَجْلِسَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا جِئْتُ إِلَيْكَ مُخَاصِمًا، قَالَ: فَبِمَاذَا؟ قَالَ: فِي إِحْبَاسِ الْمُسْلِمِينَ، قَدْ حُبِسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، فَمَنْ بَقِيَ بَعْدَ هَؤُلاءِ؟ وَقَامَ فَكَتَبَ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَوَرَدَ الْكِتَابُ بِعَزْلِهِ، فَآتَاهُ اللَّيْثُ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ، وَقَالَ لِلْقَارِئِ: اقْرَأْ كِتَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ: يَا أَبَا الْحَارِثِ وَمَا كُنْتَ تَصْنَعُ بِهَذَا؟ وَاللَّهِ لَوْ أَمَرْتَنِي بِالْخُرُوجِ لَخَرَجْتُ، فَقَالَ لِه اللَّيْثُ: وَاللَّهِ، إِنَّكَ لَعَفِيفٌ عَنْ أَمْوَالِ النَّاسِ. قَالَ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَعْلَى: كَانَ فِي كِتَابِ اللَّيْثِ إِلَى الْخَلِيفَةِ: إِنَّا لَمْ نُنْكِرْ عَلَيْهِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ أَحْدَثَ أَحْكَامًا لا نَعْرِفُهَا. وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَتَبَ فِيهِ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ وَلَّيْتَ عَلَيْنَا رَجُلا مَا نَقِمْنَا عَنْهُ فِي الدُّنْيَا وَالدِّرْهَمِ إِلا خَيْرًا، إِلا أَنَّهُ يَكِيدُ السُّنَّةَ. قَالَ: فَعَزَلَهُ

35 - وَبِالسَّنَدِ الْمَاضِي إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ صَالِحٍ، يَقُولُ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى هَارُونَ الرَّشِيدِ، قَالَ لِي: يَا لَيْثُ مَا صَلاحُ بَلَدِكُمْ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلاحُ بَلَدِنَا بِإِجْرَاءِ النِّيلِ، وَصَلاحُ أَمْرِهَا مِنْ رَأْسِ الْعَيْنِ يَأْتِي الْكَدَرُ، فَإِذَا صَفَا رَأْسُ الْعَيْنِ صَفَتِ الْعَيْنُ، قَالَ: صَدَقْتَ يَا أَبَا الْحَارِثِ

الباب السادس

الْبَابُ السَّادِسُ تَقَدَّمَ أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ بَعْضُ شُيُوخِهِ، وَأَقْرَانِهِ، وَأَنَّ قَوْلَ مَالِكٍ: حَدَّثَنِي مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، يُرِيدُ بِهِ اللَّيْثَ. وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ، فَمَنْ دُونَهُمْ: عَطَاءُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو نَصْرٍ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ سَوَادٍ، وَحُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ، وَبِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَكْثَرُ هَؤُلاءِ مِنْ شُيُوخِ الإِمَامِ أَحْمَدَ. وَسَعِيدُ بْنَ سُلَيْمَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَغَالِبُ هَؤُلاءِ مِنْ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ. وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَهَؤُلاءِ مِنْ شُيُوخِ مُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ، وَأَكْثَرَ عَنْهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَهُوَ مِنَ الأَئِمَّةِ الْخَمْسَةِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَعِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مِنَ الثِّقَاتِ، وَبَيْنَ وَفَاتِهِ وَوَفَاةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ مِائَةُ سَنَةٍ سَوَاءً، فَإِنَّ ابْنَ عَجْلانَ مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَقِيلَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ.

36 - وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ، يَقُولُ: مَا فَاتَنِي أَحَدٌ فَأَسِفْتُ عَلَيْهِ مَا أَسِفْتُ عَلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَابْنِ أَبِي ذِئْبٍ

37 - وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ يُوسُفَ، سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: لَوْلا مَالِكٌ وَاللَّيْثُ لَضَلَلْنَا. قُلْتُ: وَأَخَذَ عَنْهُ الْفِقْهَ أَيْضًا مَعَ ابْنِ وَهْبٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَاسِمٍ، وَأَشْهَبُ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَأَبُو صَالِحٍ، وَغَيْرُهُمْ، لَكِنَّهُ مَا صَنَّفَ شَيْئًا مِنَ الْكُتُبِ، وَلا دَوَّنَ أَصْحَابُهُ الْمَسَائِلَ عَنْهُ، وَلِذَلِكَ قَالَ الشَّافِعِيُّ: ضَيَّعَهُ أَصْحَابُهُ، يَعْنِي: لَمْ يُدَوِّنُوا فِقْهَ مَالِكٍ وَغَيْرَهُ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ قَدْ جَمَعَ مِنْهَا شَيْئًا

38 - وَقَدْ ذَكَرَ الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي الطَّبَقَاتِ، أَنَّ عِلْمَ التَّابِعِينَ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ تَنَاهَى إِلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَمَسَائِلُ اللَّيْثِ تُقْرَأُ عَلَيْهِ، فَمَرَّتْ بِهِ فَاسْتَحْسَنَهَا، فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ اللَّيْثُ، كَأَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ مَالِكًا، يُجِيبُ فَيُجِيبُ، فَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: بَلْ لَعَلَّ مَالِكًا كَانَ يَسْمَعُ اللَّيْثَ يُجِيبُ، وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَفْقَهَ مِنَ اللَّيْثِ

39 - قُلْتُ: وَلَقَدْ تَتَبَّعْتُ كُتُبَ الْخِلافِ كَثِيرًا، فَلَمْ أَقِفْ عَلَى مَسْأَلَةٍ وَاحِدَةٍ انْفَرَدَ بِهَا اللَّيْثُ عَنِ الأَئِمَّةِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، إِلا فِي مَسْأَلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَهُوَ أَنَّهُ كَانَ يَرَى تَحْرِيمَ أَكْلِ الْجَرَادِ الْمَيِّتِ، وَقَدْ نَقَلَ ذَلِكَ أَيْضًا عَنِ الْمَلائِكَةِ

الباب السابع

الْبَابُ السَّابِعُ

40 - قَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الصَّدَفِيُّ: جَالَسْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ، وَشَهِدْتُ جَنَازَتَهُ مَعَ أَبِي، فَمَا رَأَيْتُ قَطُّ بَعْدَهَا أَعْظَمَ مِنْهَا، وَرَأَيْتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَلَيْهِمُ الْحُزْنُ، وَيُعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَقُلْتُ لأَبِي: يَا أَبَتِ، كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلاءِ صَاحِبُ الْجَنَازَةِ، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ، كَانَ عَالِمًا كَرِيمًا، حَسَنَ الْعَقْلِ، كَثِيرَ الأَفْضَالِ، يَا بُنَيَّ لا تَرَى مِثْلَهُ أَبَدًا

41 - وَقَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَالْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: مَاتَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، زَادَ ابْنُ سَعْدٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لأَرْبَعَ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْ شَعْبَانَ، وَقَالَ حِبَّانُ: مَاتَ فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ قُلْتُ: فَيَكُونُ لَهُ مُنْذُ مَاتَ إِلَى الآنَ سِتُّ مِائَةِ سَنَةٍ وَسِتُّونَ سَنَةً تَنْقُصُ سَنَةً وَاحِدَةً. وَقَدْ وَقَعَتْ لَنَا مِنْ عَوَالِي حَدِيثِهِ إِلَيْهِ جُمْلَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فِيهَا ثَمَانِيَةُ أَنْفُسٍ أَكْثَرُهَا بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِلِ إِلَيْهِ، وَفِي بَعْضِهَا الإِجَازَةُ، وَقَدِ انْتَقَيْتُ مِنْهَا أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، تَكَلَّمْتُ عَلَى حَالِهَا، وَمَنْ أَخْرَجَهَا مِنَ الأَئِمَّةِ، وَإِذَا قُسِمَتِ الْمُدَّةُ الْمَذْكُورَةُ عَلَى عَدَدِ الرُّوَاةِ، كَانَ قِسْطُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَمَانِينَ مِنْ مَوْلِدِهِ وَوَفَاتِهِ، فَتَنَاسَبَ الأَمْرُ بَعْضُهُ مَعَ بَعْضٍ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.

الباب الثامن

الْبَابُ الثَّامِنُ

الحديث الأول

الْحَدِيثُ الأَوَّلُ

42 - قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ التَّنُوخِيِّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيِّ، ثُمَّ الْقَاهِرِيِّ، بِمَنْزِلِهِ الْجَامِعِ الأَقْمَرِ غَيْرَ مَرَّةٍ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبِ بْنِ أَبِي النِّعَمِ الصَّالِحِيَّ، أَخْبَرَهُمْ سَمَاعًا عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُنَجَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ السِّجْزِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْعَلاءُ بْنُ يُونُسَ بْنِ عُقْبَةَ الْبَاهِلِيُّ، نَقْلا فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: §«الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ» ، قَالَ نَافِعٌ: حَسِبْتُ، قَالَ: «جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءٍ مِنَ النُّبُوَّةِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ، عَلَى طَرِيقَةِ الْمُسْنَدِ وَالصَّحِيحِ

الحديث الثاني

الْحَدِيثُ الثَّانِي

43 - وَبِهَذَا الإِسْنَادِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى إِذَا كَانَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ وَاحِدٍ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنُ. وَمُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا بِدَرَجَتَيْنِ أَيْضًا. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا عَلَى طَرِيقِهِ بِدَرَجَتَيْنِ أَيْضًا

الحديث الثالث

الْحَدِيثُ الثَّالِثُ

44 - وَبِهِ إِلَى أَبِي الْجَهْمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لا يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ، ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الرابع

الْحَدِيثُ الرَّابِعُ

45 - وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَامَ، فَقَالَ: §«لا حَبَسَ أَحَدٌ مَاشِيَةَ أَحَدٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِ، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تُؤْتَى مَشْرَبَتُهُ فَتُكْسَرُ خَزَانَتُهُ، فَيُنْتَقَلُ طَعَامُهُ، وَإِنَّمَا تَخْزُنُ لَهُمْ ضُرُوعُ مَوَاشِيهِمْ أَطْعِمَاتِهِمْ، فَلا يَحْبِسْ أَحَدٌ مَاشِيَةً بِغَيْرِ إِذْنِهِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَابْنُ مَاجَهْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ قُتَيْبَةَ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الخامس

الْحَدِيثُ الْخَامِسُ

46 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبِ الدِّمَشْقِيِّ، قَدِمَ عَلَيْنَا الْقَاهِرَةَ، وَكَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ، غَيْرَ مَرَّةٍ، كِلاهُمَا، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيِّ، قَالَ الأَوَّلُ: كِتَابَةً، وَالثَّانِي: سَمَاعًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ، أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ زُنْبُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، هُوَ مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: §«إِنِّي فَرَطُكُمْ، وَإِنِّي شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الآنَ، وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ ـ أَوْ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ ـ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، وَسَعِيدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، وَعَمْرِو بْنِ خَالِدٍ. وَأَخْرَجَهُ هُوَ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَكُلُّهُمْ عَنْ قُتَيْبَةَ، السِّتَّةُ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث السادس

الْحَدِيثُ السَّادِسُ

47 - قَرَأْتُ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ الْعِمَادِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ جَعْفَرٍ الدِّمَشْقِيَّةِ، بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ، وَعَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْقَارِئِ، بِالْقَاهِرَةِ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الصَّالِحِيِّ، سَمَاعًا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُنَجَّا بْنُ اللَّيْثِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقْتُولَةً، §«فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ قَاسِمٍ، وَعَلِيِّ بْنِ عَبَّاسٍ الْحِمْصِيِّ، وَيُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُؤَذِّنِ، فَوْقَهُمْ، وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَمُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى. وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَيْضًا التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، كُلُّهُمْ عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيِّ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، وَعَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الطَّرَسُوسِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ

الحديث السابع

الْحَدِيثُ السَّابِعُ

48 - وَبِهِ إِلَى أَبِي الْجَهْمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً قِبَلَ نَجْدٍ، فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَنَّ سُهْمَانُهُمْ بَلَغَتِ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا، وَتَنَفَّلُوا سِوَى ذَلِكَ بَعِيرًا بَعِيرًا §، «فَلَمْ يُغَيِّرْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . يَعْنِي: ذَلِكَ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ، وَالْقَعْنَبِيِّ، أَرْبَعَتُهُمْ عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الثامن

الْحَدِيثُ الثَّامِنُ

49 - وَبِهِ إِلَى أَبِي الْجَهْمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«أَلا كُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَامْرَأَةُ الرَّجُلِ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ. وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث التاسع

الْحَدِيثُ التَّاسِعُ

50 - وَبِهِ إِلَى أَبِي الْجَهْمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُسْتَقْبِلٌ الْمَشْرِقَ يَقُولُ: §«أَلا إِنَّ الْفِتْنَةَ هَهُنَا ـ مَرَّتَيْنِ ـ مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ هِشَامِ بْنِ الْقَاسِمِ. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، جَمِيعًا عَنْ قُتَيْبَةَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ

الحديث العاشر

الْحَدِيثُ الْعَاشِرُ

51 - وَبِهِ إِلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، هُوَ ابْنُ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ. وَمُسْلِمٌ أَيْضًا، وَابْنُ مَاجَهْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بِهِ بَدَلا عَالِيًا

الحديث الحادي عشر

الْحَدِيثُ الْحَادِي عَشَرَ

52 - أَنْبَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيِّ، إِجَازَةً، أَذِنَ فِي كِتَابَتِهِمَا لَنَا عَنْهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُظَفَّرِ بْنِ عَسَاكِرَ، وَأَبِي نَصْرِ بْنِ الشِّيرَازِيِّ، سَمَاعًا عَلَيْهِمَا. ح وَقَرَأْتُ عَلَى أُمِّ الْحَسَنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، بِدِمَشْقَ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَدَنِيُّ، إِجَازَةً مُكَاتَبَةً، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَامِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِئِ. ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الذَّهَبِيِّ، إِجَازَةً مِنْ دِمَشْقَ، وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ، بِالْقَاهِرَةِ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُظَفَّرِ بْنِ عَسَاكِرَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُقِيرِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي الرَّابِعَةِ، وَإِجَازَةً، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّاغُونِيِّ، فِي كِتَابِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخَلِّصُ، قَالَ هُوَ، وَابْنُ الْمَقْبُرِيِّ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §" بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ قَالَتْ: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، عَلَيْكَ أَغَارُ؟ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، وَسَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ، وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَارِبٍ الْبَصْرِيِّ، كُلُّهُمْ عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الثاني عشر

الْحَدِيثُ الثَّانِي عَشَرَ

53 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ بَهَادِرَ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ الشَّحْنَةِ، سَمَاعًا، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أَخْبَرَهُمْ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، أَخْبَرَهُمْ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ النَّارَ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَحُجَيْنِ بْنِ الْمُثَنَّى. وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، جَمِيعًا عَنْ قُتَيْبَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ، أَيْضًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ، كُلُّهُمْ عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الثالث عشر

الْحَدِيثُ الثَّالِثَ عَشَرَ

54 - وَبِهِ إِلَى اللَّيْثِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، §«أَمَرَ رَجُلا كَانَ يَتَصَدَّقُ بِالنَّبْلِ فِي الْمَسْجِدِ، أَلا يَمُرَّ بِهَا إِلا وَهُوَ آخِذٌ بِنُصُولِهَا» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُثَنَّى، وَيُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ قُتَيْبَةَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كُلُّهُمْ عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الرابع عشر

الْحَدِيثُ الرَّابِعَ عَشَرَ

55 - وَبِهِ إِلَى أَبِي الْجَهْمِ الْعَلاءِ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«خَيْرُ مَا رَكِبَتْ إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ مَسْجِدِي هَذَا، وَالْبَيْتُ الْعَتِيقُ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنِ اللَّيْثِ. وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الأَبَّارِ، عَنْ أَبِي الْجَهْمِ الْعَلاءِ بْنِ مُوسَى، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ اللَّيْثِ إِلا الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى، قُلْتُ: وَرِوَايَةُ أَحْمَدَ وَالنَّسَائِيِّ وَارِدَةٌ عَلَيْهِ، وَقَدْ رَوَاهُ أَيْضًا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئ، عَنِ اللَّيْثِ، رَوَيْنَاهُ فِي الْجُزْءِ الأَوَّلِ مِنْ فَوَائِدِ ابْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي مُرَّةَ، فَهَؤُلاءِ أَرْبَعَةٌ رَوَوْهُ عَنِ اللَّيْثِ، غَيْرَ أَبِي الْجَهْمِ

الحديث الخامس عشر

الْحَدِيثُ الْخَامِسَ عَشَرَ

56 - وَبِهِ إِلَى أَبِي اللَّيْثِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيُّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَعَدَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟» قَالَ: لا، قَالَ: «قُمْ فَارْكَعْهُمَا» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث السادس عشر

الْحَدِيثُ السَّادِسَ عَشَرَ

57 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي، وَأَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الذَّهَبِيِّ، إِجَازَةً مُكَاتَبَةً، قَالَ: أَنْبَأَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُطْعِمُ. ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ، فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ، عَنِ التَّقِيِّ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُنَجَّا بْنُ اللَّيْثِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ، أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، يَعْنِي: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، كُلُّهُمْ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ كَيْسَانَ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، وَسَقَطَ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِنَا قَوْلُهُ فِي السَّنَدِ عَنْ أَبِيهِ: وَلا بُدَّ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

الحديث السابع عشر

الْحَدِيثُ السَّابِعَ عَشَرَ

58 - وَبِالسَّنَدِ الْمَاضِي إِلَى أَبِي الْجَهْمِ الْعَلاءِ بْنِ مُوسَى، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ الأَنْصَارِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ فِي صُورَتِي» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَحُجَيْنِ بْنِ الْمُثَنَّى. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَابْنِ مَاجَهْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كُلُّهُمْ عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الثامن عشر

الْحَدِيثُ الثَّامِنَ عَشَرَ

59 - وَبِهِ إِلَى أَبِي الْجَهْمِ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلا يُخْبِرَنَّ النَّاسَ بِتَلاعُبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي الْمَنَامِ»

60 - وَبِهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ، قَالَ: إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِيَ قُطِعَ فَأَنَا أَتْبَعُهُ، فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: §«لا تُخْبِرْ بِتَلاعُبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَابْنِ مَاجَهْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث التاسع عشر

الْحَدِيثُ التَّاسِعَ عَشَرَ

61 - وَبِهِ، إِلَى أَبِي الْجَهْمِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا، وَيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ حُجَيْنِ بْنِ الْمُثَنَّى، وَيُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ أَيْضًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ خَالِدٍ، وَمُسْلِمٌ أَيْضًا، وَابْنُ مَاجَهْ، عَنْ مُحَمَّدٍ، خَمْسَتُهُمْ عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث العشرون

الْحَدِيثُ الْعِشْرُونَ

62 - وَبِهِ إِلَى أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ مُبَشِّرٍ الأَنْصَارِيَّةِ، فَرَأَى نَخْلا لَهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ غَرَسَ هَذَا النَّخْلَ؟ أَمُسْلِمٌ أَمْ كَافِرٌ؟» قَالَتْ: مُسْلِمٌ، قَالَ: «لا يُغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا، وَلا يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ وَلا دَابَّةٌ وَلا شَيْءٌ إِلا كَانَ لَهُ صَدَقَةً» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ بَدَلا عَالِيًا

الحديث الحادي والعشرون

الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ

63 - قَرَأْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي الْمَقْدِسِيَّةِ، بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْعِمَادِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشِّيرَازِيِّ، أَنَّ مَحْمُودَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ، كَتَبَ إِلَيْهِمْ: أَخْبَرَنَا مَسْعُودُ بْنُ الْحَسَنِ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ، سَمَاعًا عَلَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ، إِجَازَةً، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَطَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: §" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ، وَكَانَ يَقُولُ: «التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ، الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، سَلامٌ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، سَلامٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، جَمِيعًا عَنْ قُتَيْبَةَ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الثاني والعشرون

الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ

64 - وَبِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى السَّرَّاجِ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى الْحُرَقَةِ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §أَيُّمَا رَجُلٍ صَلَّى صَلاةً بِغَيْرِ قِرَاءَةٍ فَهِيَ خِدَاعٌ غَيْرُ تَمَامٍ. قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْرَأَ مَعَ الإِمَامِ، قَالَ: اقْرَأْ فِي نَفْسِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: " قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، فَأَوَّلُهَا لِي، وَأَوْسَطُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَآخِرُهَا لِعَبْدِي، وَلَهُ مَا سَأَلَ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: حَمَدَنِي عَبْدِي، قَالَ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، قَالَ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، قَالَ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قَالَ: أَخْلَصَ الْعِبَادَةَ لِي وَاسْتَعَانِ بِي عَلَيْهَا، فَهَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، وَقَالَ: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ، فَهَذَا لَهُ، وَلَهُ مَا سَأَلَ ". هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، وَأَصْحَابُ السُّنَنِ الثَّلاثَةُ مِنْ طُرُقٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ مَوْلَى الْحُرَقَةِ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: عَنْ أَبِيهِ، وَإِلَى السَّائِبِ بِهِ

الحديث الثالث والعشرون

الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ

65 - وَبِهِ إِلَى السَّرَّاجِ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: §" خَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَرَسٍ، فَجُحِشَ، فَصَلَّى لَنَا قَاعِدًا، فَصَلَّيْنَا مَعَهُ قُعُودًا، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ: إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ ". هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الرابع والعشرون

الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ

66 - وَبِهِ إِلَى السَّرَّاجِ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ وَهُوَ قَاعِدٌ، وَأَبُو بَكْرٍ يُسْمِعُ النَّاسَ تَكْبِيرَهُ، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا فَرَآنَا قِيَامًا، فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا، فَصَلَّيْنَا بِصَلاتِهِ قُعُودًا، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: §«إِنَّكُمْ آنِفًا لَتَفْعَلُونَ فِعْلَ فَارِسٍ وَالرُّومِ، يَقُومُونَ عَلَى مُلُوكِهِمْ وَهُمْ قُعُودٌ، فَلا تَفْعَلُوا، ائْتَمُّوا بِأَئِمَّتِكُمْ، إِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِنْ قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الخامس والعشرون

الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ

67 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ التَّنُوخِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الصَّالِحِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْمُنَجَّا بْنُ اللَّيْثِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السُّرَيْجِيُّ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ، يَعْنِي: ابْنَ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، كَانَ يَقُولُ: §«مَنْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَجْعَلْ آخِرَ صَلاتِهِ وِتْرًا، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِذَلِكَ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، أَيْضًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث السادس والعشرون

الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ

68 - وَبِهِ إِلَى الْعَلاءِ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«كَانَ يَوْمٌ يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ كَرِهَهُ فَلْيَدَعْهُ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِي قُتَيْبَةَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا، وَابْنُ مَاجَهْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث السابع والعشرون

الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ

69 - وَبِهِ إِلَى اللَّيْثِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي رَكْبٍ، وَعُمَرُ يَحْلِفُ بِأَبِيهِ، فَنَادَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: §«إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ، وَإِلا فَلْيَصْمُتْ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، خَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ، زَادَ مُسْلِمٌ: وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الثامن والعشرون

الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ

70 - وَبِهِ إِلَى اللَّيْثِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: §«أَيُّمَا مَمْلُوكٍ كَانَ بَيْنَ شُرَكَاءَ، فَأَعْتَقَ أَحَدُهُمْ نَصِيبَهُ، فَإِنَّهُ يُقَوَّمُ فِي مَالِ الَّذِي أعتق قِيمَةَ عَدْلٍ، فَيُعْتَقُ إِنْ بَلَغَ ذَلِكَ مَالَهُ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، زَادَ مُسْلِمٌ: وَمُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا، وَعَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ لِلَيْثٍ

الحديث التاسع والعشرون

الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ

71 - وَبِهِ إِلَى اللَّيْثِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً اشْتَكَتْ شَكْوَى فَنَذَرَتْ، إِنْ شَفَانِي اللَّهُ لأَخْرُجَنَّ وَلأُصَلِّيَنَّ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَبَرِئَتْ وَصَحَّتْ وَتَجَهَّزَتْ، تُرِيدُ الْخُرُوجَ، فَلَمَّا أَتَتْ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَتْهَا ذَلِكَ، فَقَالَتِ: انْطَلِقِي، وَكُلِي مَا مَنَعْتِي، وَصَلِّي فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: §«صَلاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَأَخْرَجَهُ الطَّحَاوِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَأَدْخَلَ بَيْنَ إِبْرَاهِيمَ وَمَيْمُونَةَ رَجُلا، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يُحَدِّثُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَاسٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ مَيْمُونَةَ قَالَتْ. هَكَذَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، كَمَا قَالَ اللَّيْثُ

الحديث الثلاثون

الْحَدِيثُ الثَّلاثُونَ

72 - قَرَأْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنَجَّا، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عِمَادٍ، كَتَبَ إِلَيْهِمْ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي شَرِيكٍ، إِذْنًا، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مُطْلَقًا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُورِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فِي سَنَةِ اثْنَيْ عَشْرَةَ وَثَلاثِ مِائَةٍ، قِيلَ لَهُ: حَدَّثَكُمْ عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ بِهِ " .

وَبِهِ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «§طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَرَمِهِ وَحِلِّهِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ بِاللَّفْظِ الأَوَّلِ النَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، وَابْنِ مَاجَهْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِاللَّفْظِ الأَوَّلِ بِمَعْنَاهُ، مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَهُوَ الْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ مِنْ رِوَايَةِ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ بِسَنَدِهِ بِاللَّفْظِ الثَّانِي

الحديث الحادي والثلاثون

الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالثَّلاثُونَ

73 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَهَادِرَ الْمَسْعُودِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عِمَادِ بْنِ جَعْوَانَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَارِئ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِمْ مُفْتَرِقِينَ، كُلُّهُمْ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الشَّحْنَةِ، سَمَاعًا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُنَجَّا بْنُ اللَّيْثِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ طَلَّقَ امْرَأَةً وَهِيَ حَائِضٌ تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، «فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ §يُرَاجِعَهَا، ثُمَّ يُمْسِكَهَا حَتَّى تَطْهُرَ ثُمَّ تَحِيضَ عِنْدَهُ حَيْضَةً أُخْرَى , ثُمَّ يُمْسِكَهَا حَتَّى تَطْهُرَ مِنْ حَيْضِهَا، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا حِينَ تَطْهُرُ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُجَامِعَهَا، فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ» ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، قَالَ لَهُ: أَمَّا أَنْتَ إِنْ طَلَّقْتَ امْرَأَتَكَ تَطْلِيقَةً أَوْ تَطْلِيقَتَيْنِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنِي بِهَذَا، فَإِنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهَا ثَلاثًا، فَقَدْ حُرِّمَتْ عَلَيْكَ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَكَ، وَعَصَيْتَ اللَّهَ فِيمَا أَمَرَكَ مِنْ طَلاقِ امْرَأَتِكَ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي نَضْرٍ هَاشِمِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ قُتَيْبَةَ، زَادَ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَتِهِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، الْقِصَّةُ الأُخْرَى، وَعَلَّقَهَا الْبُخَارِيُّ، فَقَالَ: وَقَالَ اللَّيْثُ، وَأَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ بِتَمَامِهِ، عَنِ الْبَغَوِيِّ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً

الحديث الثاني والثلاثون

الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالثَّلاثُونَ

74 - وَبِهِ إِلَى اللَّيْثِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ؟ قَالَ: §«نَعَمْ، إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُدْ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الثالث والثلاثون

الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالثَّلاثُونَ

75 - وَبِهِ إِلَى اللَّيْثِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ، فَقَالَ: §«لا آكُلُهُ، وَلا أُحَرِّمُهُ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الرابع والثلاثون

الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالثَّلاثُونَ

76 - وَبِهِ إِلَى اللَّيْثِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«لا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ»

77 - وَبِهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لا يَخْطِبْ أَحَدُكُمْ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَفَرَّقَهُمَا النَّسَائِيُّ، وَاقْتَصَرَ أَحْمَدُ عَلَى الأَوَّلِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث الخامس والثلاثون

الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالثَّلاثُونَ

78 - وَبِهِ إِلَى اللَّيْثِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §«نَهَى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، وَمُحَمَّدِ بْنِ رُمْحٍ، ثَلاثَتُهُمْ عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا

الحديث السادس والثلاثون

الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالثَّلاثُونَ

79 - قَرَأْتُ عَلَى أُمِّ الْحَسَنِ التَّنُوخِيَّةِ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ، وَهِيَ آخِرَ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ مُطْلَقًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمَادٍ الْحَرَّانِيُّ، فِي كِتَابِهِ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَاسِبِ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُورِ الْبَزَّازُ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْهُ بِالسَّمَاعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، إِمْلاءً، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ لَيْلَةٍ إِلا وَمَعَهَا رَجُلٌ ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ. وَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ حَمَّادٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ كَذَلِكَ. وَاخْتُلِفَ عَلَى مَالِكٍ فِيهِ، فَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْهُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَرَّةً لَمْ يَقُلْ: عَنْ أَبِيهِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: عَنْ أَبِيهِ، وَحَكَى أَبُو دَاوُدَ الاخْتِلافَ فِيهِ، وَالأَكْثَرُ لَمْ يَقُولُوا: عَنْ أَبِيهِ

الحديث السابع والثلاثون

الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالثَّلاثُونَ

80 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَالِسِيِّ، ثُمَّ الصَّالِحِيِّ بِهَا، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَقْدِسِيَّةِ، سَمَاعًا، عَنْ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ الأَنْجَبِ الْمَارِدْينِيِّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ وَجِيهُ بْنُ طَاهِرٍ الشَّحَّامِيُّ. ح أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِقِيُّ، إِجَازَةً، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ نِعْمَةَ، سَمَاعًا، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ مَعْمَرِ بْنِ الْفَاخِرِ، عُمُومًا، قَالَ: قُرِئَ عَلَى بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيَّةِ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عُثْمَانَ سَعِيدٍ الْعَيَّارِ، سَمَاعًا، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُجَلِّدِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَشْتِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ قُتَيْبَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيًا لِلْجَمِيعِ

الحديث الثامن والثلاثون

الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالثَّلاثُونَ

81 - وَبِهِ إِلَى السَّرَّاجِ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: §«لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مِنَ الْبَيْتِ إِلا إِلَى الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ جَمِيعًا، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ. وَمُسْلِمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، كِلاهُمَا عَنِ اللَّيْثِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا عَالِيًا. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ أَيْضًا، وَالنَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَافَقْنَاهُمَا فِيهِ بِعُلُوٍّ. وَهَذَا مِنَ الأَمْثِلَةِ الَّتِي تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْهَا مِنْ آخِرِ التَّرْجَمَةِ، أَنَّ اللَّيْثَ كَانَ يُحَدِّثُ عَنْهُ بِوَاسِطَةٍ، فَقَدْ حَدَّثَ فِي هَذَا، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَحَدَّثَ فِي الَّذِي قَبْلَهُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَهُوَ ابْنُ شِهَابٍ، وَكِلا الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحَيْنِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

الحديث التاسع والثلاثون

الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالثَّلاثُونَ

82 - وَبِهِ إِلَى السَّرَّاجِ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، وَبُكَيْرُ بْنُ مُضَرَ، كِلاهُمَا، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، هُوَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: §«أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟» قَالُوا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةِ عَالِيَةً

الحديث الأربعون

الْحَدِيثُ الأَرْبَعُونَ

83 - قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ التَّنُوخِيِّ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُمْ، سَمَاعًا، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْفَارِسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ السُرَيْحِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَهْمٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، أَنَّ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةَ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَهِيَ حُبْلَى، فَلَمْ تَلْبَثْ إِلا لَيَالِيَ حَتَّى وَضَعَتْ، فَلَمَّا حَلَّتْ خُطِبَتْ، فَاسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النِّكَاحِ حِينَ وَضَعَتْ، §«فَأَذِنَ لَهَا» ، فَنَكَحَتْ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ طُرُقٍ مُطَوَّلا وَمُقَصَّرًا، مِنْ حَدِيثِ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّةِ. وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زُفَرَ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ أَبِي السَّنَابِلِ، عَنْ سُبَيْعَةَ. بِاعْتِبَارِ الْعَدِّ كَانَ شَيْخُنَا سَمِعَهُ مِنَ النَّسَائِيِّ وَمَشَايِخِهِ بِهِ، وَبَيْنَ وَفَاتِهِمَا أَرْبَعُ مِائَةِ سَنَةٍ إِلا يَسِيرًا، وَهَذَا فِي غَايَةِ الْعُلُوِّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

84 - أَنْشَدَنَا الْعَلامَةُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، عَنِ الشِّهَابِ أَبِي الْبَنَّاءِ مَحْمُودِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الْعَلامَةُ مَجْدُ الدِّينِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الطَّيَالِسِيِّ، لِنَفْسِهِ: أَهْلُ الْحَدِيثِ قلدتهم ... أَعْلَى الْوَرَى قَدْرًا فَأَعْلا نَقَلُوا لَنَا سُنَنَ الرَّسُولِ ... فَأَحْسَنُوا عَدْلا فَعَدْلا جَابُوا ألسنتهم لذلك ... حسنة حزنا وسهلا وَسَرَى كَمَا تَسْرِي النُّجُومُ ... فَأَرْشَدَ رأي كان لنا أملا أبان فضلهم المبين ... بالسن الجاد يملى

85 - وَأَنْشَدَنَا الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ التَّنُوخِيُّ، أَنْشَدَنَا عَنِ ابْنِ فَضْلِ اللَّهِ الْعَدُوِّ، وَأَنْشَدَنَا الْقَاضِي أَبُو الْمُفَضَّلِ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ لِنَفْسِهِ إِجَازَةً: إِلَهِي إِنْ عَفَوْتَ فَفَضْلُ جُودٍ ... وَإِنْ عَاقَبْتَنِي أَوْسَعْتَ عَدْلا فَقَدْ خَوَّلْتَنِي نِعَمًا جِسَامًا ... وَلَمْ أَكُ مَا عَلِمْتُ لِذَاكَ أَهْلا وَلَمْ يَمْنَعْكَ تَقْصِيرِي وَجَهْلِي ... وَسَتْرُ صَنَائِعِي فِعْلا وَفَضْلا مِنَ الإِحْسَانِ يد وثم عود ... مَعَ اسْتِئْنَاسِ إِحْسَانًا وَفَضْلا نقمتها بمغفرة تغفر ذنوبا ... جنيتها خطأ وجهلا تَمَّتْ بِحَمْدِ اللَّهِ وَعَوْنِهِ وَإِحْسَانِهِ، يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ثَامِنِ يَوْمٍ خَلَتْ مِنْ شَهْرِ ذِي الْحَجَّةِ سَنَةَ 1175، عَلَى صَاحِبِهَا أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ، آمِينَ.

§1/1