المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث
المديني، أبو موسى
حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة لمركز الْبَحْث العلمي وإحياء التراث الِإسلامي الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م دَار الْمدنِي للطباعة والنشر والتوزيع جدة: ص. ب: 18485 - ت: 6432362
المَّجْموعُ المُغِيثْ فِي غَرِيَبي القُرآنِ والحَّدِيثِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله حقّ حمده، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمدٍ المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعدُ: فإنّ أشرف الألفاظ ألفاظ كتاب الله جلّ ثناؤه، ثم ألفاظ أحاديث نبيّه محمّدٍ - صلى الله عليه وسلم - وآثار أصحابه رضي الله عنهم أجمعين. ولا شك أن كلام رسول الله " - صلى الله عليه وسلم - " أفصح الكلام ولغته من أفصح الّلغات. إلا أنه بعد تقادم الزَّمان وفساد الألسنة صار كثير من ألفاظ حديثه - صلى الله عليه وسلم - يحتاج إلى شرح وتفسير فاعتنى بها العلماء وشرحوها وفسَّروها في كتب خصصت بذلك. وضمن اختيارات مركز البحث العلمي وإحياء التراث الِإسلامي بكلية الشريعة والدراسات الِإسلامية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة لنوادر كتب التراث الإسلامي التي يقوم بتحقيقها ونشرها وقع اختيار مجلس المركز لكتاب: "المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث" لمؤلفه الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر بن عمر المديني الأصفهاني المتوفى سنة 581 هـ الذي أكمل كتاب "الغريبين" لأبي عُبَيْدٍ الهرويّ المتوفى سنة 401 هـ. وذلك لأهميَّة هذا الكتاب من بين كتب الغريب، وقد أدرك الإمام [مجد] الدين المبارك بن محمد بن الأثير الجزريّ المتوفى 606 هـ أهمية هذا الكتاب فجعله أحد روافد كتابه المشهور "النهاية في غريب الحديث والأثر". وقد أثنى العلماء - قديماً - على أبي موسى المديني وعلى كتابه هذا قال السَّمعاني: "سمعت من أبي موسى وكتب عنّى وهو ثقة صدوق". وقال الحافظ ابن النجار: "انتشر علم أبي موسى في الآفاق ونفع الله به المسلمين، وأجتمع له ما لم يجتمع لغيره من الحفظ والعلم والثِّقة والِإتقان والصلاح وحسن الطريقة وصحة النَّقل".
أمّا كتابه فقال عنه ابن الأثير: "وجدته غاية في الحسن والكمال وقال الحافظ الذَّهبيّ: "يدل على براعته في لسان العرب". وقد أبدى المركز اهتماماً ظاهراً في كتب غريب الحديث فتم طبع غريب الحديث للخطابي 388 هـ ثم منال الطالب في شرح طوال الغرائب لمجد الدين ابن الأثير 606 هـ. وتلاهما المجلدة الخامسة من غريب الحديث لأبي إسحاق الحرْبي 289 هـ. ثم تلاها كتابنا هذا. وقد أحال المركز تحقيق هذا الكتاب إلى الأستاذ عبد الكريم إبراهيم العزباوى، أحد الباحثين المفرغين للعمل في المركز. وقد بذل الأستاذ في إخراج هذا الكتاب جهوداً مشكورة أجزل الله له المثوبة. وفي الوقت الذى أقدّم به هذا الكتاب إلى طُلاب العلم والمعرفة من محبّي تراث أمتنا الِإسلامية الخالدة أمد يد الضراعة إلى الله جلت قدرته أن يرحم مؤلف هذا الكتاب وأن ينفع بعمله، وأن يجعل جهودنا المبذولة في إخراجه خالصة لوجهه الكريم. مدير مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى د. عَبد الرحمن بن سليمان العثيمين
تقديم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تقديم الحمد لله والصّلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى أصحابه والتابعين، وبعد: فقد (¬1) سَلِمت اللغة العربية الفصحى في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حين وفاته، وجاء عصر الصحابة، رضي الله عنهم سالكاً النهج الذى قبله، حيث كان اللسان العربي صحيحا ليس فيه خلل، إلى أن فتحت الأمصار، وخالط العَربُ أجناساً أخرى من الفرس والروم والنبط والحبش ممن فتح الله على المسلمين بلادهم، فاختلطت الأمم، وامتزجت الألسن. وتداخلت اللغات، ونشأ بينهم الأولاد، فأصبح اللحن في الكلام فاشيا، وبخاصة في البيت والشارع؛ وذلك لكثرة الأعاجم، ثم انتقل إلى العلماء، فأصبح أمراً عاديا، وعَدُّوا من يتكلّم بالفصحى متكلّما على النَّمَط البدوى، ومن أجل هذا نشأ الخلاف بين مَنْ لا تهمهم القواعد النحوية وبين المحافظين عليها. وربّما كان هذا هو السبب الذى دعا بعض العلماء إلى وضع كتب في لحن العوام، تُنَبِّه إلى هذه الأخطاء، وكُتُبٍ أخرى تقوم بجمع الغريب من القرآن الكريم، وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته والتابعين لتفسير الغامض من ألفاظهما، وتوضيح المُشكِل من معانيهما خدمةً للغة والدِّين جميعا. وإنّا لذاكرون هنا تقدمةً لنشأة كتب غريب القرآن وتطورها، والعلماء ¬
الذين قاموا بتأليف هذه الكتب، ثم نُتْبِعها بكلمة أخرى مماثلة بالنسبة لغريب حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم نذكر بعد ذلك مَرحلَة الجمع بين غريبى القرآن والسنة في كتاب واحد فنقول: أمّا بالنسبة (¬1) لغريب القرآن، فأوّل مَنْ يُعزَى إليه كتاب في غريب القرآن: هو عبد الله بن عباس (ت: 68 هـ) وهو يضمّ بعض الأقوال التي قالها ابن عباس في تفسير الغريب من ألفاظ القرآن، ولم يكن هو الذي دَوّنها في كتاب، وإنما دَوّنها بَعضُ رواة هذه الأقوال. وكان يعتمد على الشعر في تفسير ألفاظ القرآن الكريم. ثم صنّف أبو سعيد أَبَان بن تَغْلب بن رِيَاح البَكْرِى (ت: 141 هـ) كتابا (¬2) في غريب القرآن، وذَكَر شواهدَه من الشعر. ثم ألَّف في غريب القرآن من اللغويين أبو فيد مُؤرِّج السّدوسي (ت: 195 هـ) كتابا في غريب القرآن، ولكنه لم يصل إلينا. ثم تعاقبت التآليف في غريب القرآن، فَمِن مؤلّفِي القرن الثالث: أبو محمد يحيى بن المبارك اليَزِيدىّ (ت: 202 هـ)، والنَّضْر بنُ شُمَيل (ت: 203 هـ)، وأبو عبيدة معمر بن المثنى (ت: 210 هـ)، والأخفش الأوسط: سعيد بن مسعدة (ت: 221 هـ)، وأبو عبيد: القاسم ابن سلام (ت: 224 هـ)، ومحمد بن سلام الجُمَحِىّ (ت: 231 هـ)، وأبو عبد الرحمن: عبد الله بن محمد العدوي، المعروف بابن اليَزِيدي، تِلميذ الفَرّاء، وابن قتيبة (ت: 276 هـ)، وثعلب (ت: 291 هـ). ومنهج كتاب ابن قتيبة خليط من منهجي كتب اللغة، كتب التفسير، فهو يضم ظَواهرَهما معاً، فبينما يفسّر الألفاظ لغويا، ويستشهد عليها بالشعر ¬
والأحاديث وأقوال العرب يفسِّرها قرآنيا فيبيِّن في السُّوَر المدنيَّ من المَكِّيَّ أحيانا، ويقتبس أقوال مشهوري المفسرين. وعُزِى إلى بعض مَن تُوفِّى في القرن الرابع كتب في غريب القرآن أيضا، وأشهرهم: أبو طالب المُفَضَّل بن سَلَمَة (ت: 308 هـ)، وابن دريد (ت: 321 هـ)، ولم يتم كتابه، وأبو زيد: أحمد بن سهل البلْخِىّ (ت: 322 هـ)، ومحمد بن عثمان الجَعْد (ت: 322 هـ)، ونِفْطوَيه (ت: 323 هـ) ومحمد بن عُزَيْز السِّجِسْتاني (330 هـ)، وأبو عُمَر: محمد ابن عبد الواحد الزّاهد (345 هـ)، وأبو بكر محمد ابن الأنصارى النَّقّاش (ت: 351 هـ). ووصل إلينا من كتب هذا القرن كتابُ ابن عُزيْز، الذي روى أبو البركات الأنبارى في نزهة الأَلِبَّاء: أنه صنَّفه في خمس عشرة سنة، وكان يقرؤه على شيخه أبي بكر ابن الأنباري، فكان يُصْلِح له فيه مواضعَ. وقد طبع هذا الكتاب سنة 1936 م وعنوانه: "نزهة القلوب" ويختلف عن غريب ابن قتيبة كلَّ الاختلاف، فلا مقدّمة له يشرح فيها مَنهجَه ولا أقسامَ به، وإنما الألفاظ الغريبة تُرتَّب وفقا للحرف الأوّل منها وحده، وكان ابنُ عُزَيْز يقَسِّم الحرفَ الواحد في ترتيبه إلى ثلاثة أبواب، فيقدّم المفتوح، ثم المضموم، ثم المكسور، ولا يعتبر الحرف الثاني وما بعده، فيورد الألفاظ المبدوءة بالحرف الواحد مختلطة في غير نظام، والتفسير لغوي يكاد يكون خالصا، والألفاظ تُفسَّر تفسيراً مختصراً، لا تَرِد فيه أسماء اللغويين ولا المفسرين ولا الشواهد. ومن مؤلّفي غريب القرآن الذين توفوا في القرن الخامس: أحمد بن محمد المرزوقي (ت: 431 هـ)، ومكي بن محمد القيسي (ت: 437 هـ)، ومحمد ابن يوسف الكفرطابي (ت: 453 هـ) ...
وأَلَّف في الغريب في أوائل القرن السادس الراغب الأصفهاني (ت: 502 هـ) أبو القاسم حسين بن محمد (¬1)، ووصل إلينا كتابه: "المفردات في غريب القرآن" وطبع سنة 1324 هـ، ثم أعيد طبعه، وقدّم الراغب بين يدَى كتابه مقدمة طويلة ذكر فيها: أهمية معرفة ألفاظه، وتَعرَّض لمنهجه، حيث يقول: "ذكَرتُ فيه مفردات ألفاظِ القرآن على حروف التَّهجِىّ، فقدّمت ما أَوَّله الألف، ثم الباء، على ترتيب حروف المعجم معتبراً أوائل حروفه الأصلية، دون الزوائد، والِإشارة فيه إلى المناسبات التي بين الألفاظ المستعارات منها والمشتقّات، حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب". وكان هذا الترتيب أَيسر ترتيب وصل إليه العرب، وأُعجِبوا به كلّ الِإعجاب .. أمّا علاجه للألفاظ فكان لغويا، راعَى فيه التفسير الواضح، والالتفات إلى بعض المشتقات، والِإتيان بالشواهد من الحديث والشعر، والتزم إيراد ما يؤخذ من اللفظ من مجاز وتشبيه ... وقد أصبح هذا الكتاب علما بارزاً في هذا الفرع من العلوم، بفضل ترتيبه وعلاجه الاستعمال المجازي، وهو أشبه ما يكون بمعجم كاملٍ للألفاظ القرآنية. وأمّا الحديث (¬2) فقيل: إن أوّل من جمع في هذا الفنّ شيئا وألّف: أبو عبيدة معمر بن المثنى، فجمع من ألفاظ غريب الحديث والأَثر كتاباً صغيراً ذَا أوراقٍ معدودات، ولم تكن قِلَّتُه لجهله بغيره من غريب الحديث، وإنّما كان ذلك لأَمرين: أحدهما: أنّ كلّ مبتديء لشيءٍ لم يُسْبَق إليه، ومبتدعٍ لأَمرٍ لم يتقدَّم فيه عليه فإنه يكون قليلاً ثم يكثر، وصغيراً ثم يكبر. ¬
الثاني: أنّ الناس يومئذ كان فيهم بقيَّة، وعندهم معرفة. ثم جمع أبو الحسن النَّضْر بن شُمَيْل المازنى بعد كتاباً في "غريب الحديث" أكبرَ من كتاب أبي عبيدة وشرح فيه وبَسَط على صغر حجمه ولطفه. ثم جمع عبد الملك بن قُرَيْب الأصمعي - وكان في عصر أبي عبيدة وتأخّر عنه - كتابا أحسن فيه الصنع وأجاد، ونيَّف على كتابه وزاد. وكذلك محمد بن المستنير المعروف بقطرب، وغيره من أئمة اللغة والفقه، جمعوا أحاديث تكلّموا على لغتها ومعناها في أوراق ذات عدد، ولم يكد أحدهم ينفرد عن غيره بكثير حديث لم يذكره الآخر. واستمرت الحال إلى زمن أبي عبيد القاسم بن سلام وذلك بعد المائتين، فجمع كتابَه المشهور في "غريب الحديث والآثار" الذي صار، وإن كان أخيراً، أَوّلاً؛ لِمَا حواه من الأحاديث والآثار الكبيرة، والمعاني اللطيفة، والفوائد الجمّة، فصار هو القدوة في هذا الشأن، فإنه أفنى فيه عمره، وأطاب به ذكره، حتى لقد قال فيما يُروى عنه: "إني جمعت كتابي هذا في أربعين سنة، وكان خلاصة عمري". تَتَبَّع أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كثرتها، وآثار الصحابة والتابعين حتى جمع منها ما احتاج إلى بيانه بطرق أسانيدها، وظنّ - رحمه الله - أنه قد أتى على معظم غريب الحديث وأكثر الآثار، وبقى كتابه في أيدي الناس يرجعون إليه، ويعتمدون في غريب الحديث عليه إلى عصر أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري وصنف كتابه المشهور "في غريب الحديث والآثار" حذَا فيه حذوَ أبي عبيد، ولم يودعه شيئا من الأحاديث المودعة في كتاب أبي عبيد إلاّ ما دعت إليه حاجته من زيادة شرح وبيانٍ، أو استدراك، أو اعتراض، وجاء كتابه مثل كتاب أبي عبيد أو أكبر منه. وقد كان في زمانه الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي (ت: 285 هـ)
وجمع كتابه المشهور في غريب الحديث، وهو كتاب كبير ذو مجلدات عِدَّة، جمع فيه وبسط القول وشرح، واستقصى الأحاديث بطرق أسانيدها، وأطاله بذكر متونها وألفاظها، وإن لم يكن فيها إلا كلمة واحدة غريبة، فطال بذلك كتابه، فتُرِك وهُجِر بسبب طوله، وإن كان كثيرَ الفوائد، جَمَّ المنافع، فإن الرجل كان إماما حافظا مُتقِنا، عارفاً بالفقه والحديث، واللغة والأدب. ثم صنّف العلماء غيرُ مَن ذكرنا في هذا الفنّ تصانيفَ كثيرة، منهم شَمِر ابن حَمْدَوَيْه، وأبو العباس أحمد بن يحيى اللغوي المعروف بثعلب، وأبو العباس محمد بن يزيد الثُّمالي المعروف بالمُبَرِّد، وأبو محمد بن القاسم الأنباري، وأحمد ابن الحسن الكندي، وأبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد، صاحب ثعلب، وغير هؤلاء من أئمة اللغة والنحو والفقه والحديث. واستمرت الحال إلى عهد الِإمام أبي سليمان حَمْد بن محمد بن إبراهيم الخَطّابي البستي (ت: 388 هـ) وألّف كتابه المشهور في "غريب الحديث"، وسلك فيه نهج أبي عبيد، وابن قتيبة، ولقد قال يصف كتابه: "وأمّا كتابنا هذا، فإني ذكرت فيه ما لم يرد في كتابيهما، فصرفت إلى جمعه عنايتي، ولم أزل أتتبع مَظانَّها، وألتقط آحادَها حتى اجتمع منها ما أحبَّ الله أن يوفّقِ له، وأتسق الكِتابُ فصار كنحو من كتاب أبي عبيد أو كتاب صاحبه". فلمّا كان (¬1) زمن أبي عبيد أحمد بن محمد الهروي (ت: 401 هـ) صنّف كتابه المشهور السائر في الجمع بين غريبي القرآن العزيز والحديث الشريف، وذلك حيث يقول: "وكنت أرجو أن يكون سبقني إلى جمعهما، وضمّ كلّ شىء إلى لِفْقِه (¬2) منهما على ترتيب حسن واختصار كاف، سابق، ¬
فكفاني مؤونَةَ الدّأب، وصعوبة الطلب، فلم أجد أحداً عمل ذلك إلى غايتنا هذه". ورتّبه مقفّى على حروف المعجم على وضع لم يسبق في غريب القرآن والحديث إليه، فاستخرج الكلمات اللغوية الغريبة من أماكنها، وأثبتها في حروفها، وذكر معانيها، إذ كان الغرض والمقصد من هذا التصنيف معرفة الكلمة الغريبة لغةً وإعراباً ومعنىً، لا معرفة متون الأحاديث والآثار وطُرُق أسانيدها وأسماء رُواتها، فإنّ ذلك علم مستقل بنفسه مشهور بين أهله. وفي زمن (¬1) الِإمام أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت: 538 هـ) صنَّف كتابه المشهور في غريب الحديث وسمّاه الفائق، فكان فائقا في مادّته، ووضَّح ما تناوله من غريب الحديث توضيحاً، ورتَّبه على وضع اختاره مُقَفًّى على حروف المعجم، ولكن في العثور على طلب الحديث منه كُلفَة ومشقّة، وإن كانت دون غيره من متقدم الكتب، لأنه جمع في التقفية بين إيراد الحديث مسروداً جميعه أو أكثره أو أقلّه، ثم شرح ما فيه من غريب، فيجيء شرح كلّ كلمة غريبة يشتمل عليها ذلك الحديث في حرف واحد من حروف المعجم، فَتَرِدُ الكلمة في غير حروفها، وإذا تطلبها الِإنسان تعب حتى يجدها، فكان كتاب أبي عبيد الهروى أقرب متناولاً وأسهل مأخذا، وإن كانت كلماته متفرقة في حروفها، وكان النفع به أَتمّ، والفائدة منه أَعمّ. فلما كان زمن الحافظ الِإمام أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الأصفهاني، وكان إماماً في عصره، حافظاً مُتقناً تُشدَّ إليه الرحال، وتناط به من الطلبة الآمال ألَّف كتابه: "المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث" على ترتيب كتاب أبي عبيد سواء بسواء، وسلك طريقه حَذْوَ النَّعل بالنّعل في إخراج الكَلِم في الباب الذي يليق بظاهر لفظها، وإن كان اشتقاقها مخالفاً لَها. ¬
وهذا الكتاب هو الذي نقوم بتحقيق نَصّه بتكليفٍ من "مركز البحث العلمي وإحياء التراث الِإسلامي" بجامعة أم القرى، ويجدر بنا والحالة هذه أن نقول كلمة عن مؤلّف الكتاب الِإمام الحافظ أبي موسى المديني. فنبدأ وبالله التوفيق. * * *
أبو موسى المديني الأصفهاني
أبو موسى المديني الأصفهاني (¬1) الِإمام العلامة الحافظ الكبير الثّقة شيخ المحَدّثين أبو موسى محمد بن أبي بكر عمر بن أبي عيسى أحمد بن عمر بن محمد بن أبي عيسى المديني الأصفهاني الشافعي. صاحب التصانيف، مولده في ذي القعدة سنة إحدى وخمسمائة، ومولد أبيه المقريء أبي بكر سنة خمس وستين وأربعمائة، حَرَص عليه أبوه، وسمَّعه حضورا، ثم سمَّعه كثيرا من أصحاب أبي نعيم الحافظ وطبقتهم، وعمل أبو موسى لنفسه مُعجَماً لنفسه روى فيه عن أكثر من ثلثمائة شيخ. ذكر منهم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في سير أعلام النبلاء: أبا سعد محمد ابن محمد المُطَرِّز حضورا وإجازة، وأبا منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، وغانم ابن أبي نصر البُرْجِيّ، وأبا عليًّ الحدَّادِ فأكثر جدًّا، والحافظ هبة الله بن الحَسَنِ الأَبَرْقُوهِيَّ، والحافظ يحيى بن مَنْدَةَ، والحافظ محمد بن طاهر المَقْدسِي [ويعرف بابن القَيْسَرانِي]، وأبا العباس أحمد بن الحسين بن أبي ذَرًّ، ومحمد بن إبراهيم الصَّالْحانيّ، وابن عَمِّه أبا بكر محمد بن أبي ذر، خاتمة مَن رَوَى عن ¬
أبي طاهرِ بن عبد الرحيم، وأبا غالب أحمد بن العبّاس بن كُوشيذ، وإبراهيم بن أبي الحسين بن أَبرويه، سِبْط الصالحانيَّ، وعبد الواحد بن محمد الصبَّاغ، وأبا الفتح إسماعيل بن الفضل السَّراج، والحافظ أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التَّيْميّ، لازَمَه مدّة، وتخرَّجَ به، وأبا طاهر إسحاق بن أحمد الراشتينانيّ، والواعظ تميم بن عليّ القَصَّار، والرئيس جعفر بن عبد الواحد الثقفيّ، وأبا محمد حمزة بن العبّاس العلوىّ، وأبا شُكرٍ حَمْدِ بن علي الحبَّال، وأبا الطّيبِ حبيب بن أبي مسلم الطِّهرانيَّ، وأبا الفتح رجاء بن إبراهيم الخبَّاز، وطلحة بن الحُسَيْن بن أبي ذرٍّ الصَّالْحانيَّ، وأبا القاسم طاهر بن أحمد البَزَّار، والحافظ أبا الخير عبد الله ابن مرزوق الهَرَوِىّ، وأبا بكر عَبد الجبار بن عُبَيْد الله ابن فُورويه الدَّلَّال، من أصحاب أبي نُعَيْم، وأبا نهشل عبد الصمد بن أحمد العَنْبَرِىّ، ومحمود بن إسماعيل الصَّيْرَفيّ الأَشْقَر، والهيثم بن محمد بن الهيثم الأَشْعَرِيّ، وخُجَسْتة بنت علي بن أبي ذَرٍّ الصالحانيَّة، وأمّ الليث دَعْجاء بنت أبي سهل الفضل بن محمد، وفاطمة بنت عبد الله الجُوْزدَانِيّة. وارتحل فسمع من أبي القاسم بن الحُصَيْنِ، وهبة الله بن أحمد الحريري (¬1)، وقاضي المارستان أبي بكر، وأبي الحَسَنِ ابن الزاغونىّ، وأبي العِزّ ابن كادِشِ، وخلقٍ سواهم (¬2). ويستأنف الِإمام الذهبي الكلام عن أبي موسى فيقول: وصنّف كتاب الطوالات في الأحاديث في مجلدين، وكتاب اللطائف في رواية الكبار ونحوهم عن الصغار، وكتاب عوالى التابعين يُنبِيء عن تقدُّمِه في معرفة العالي والنازل، وكتاب تضييع العمر والأيام في اصطناع المعروف إلى اللئام، ¬
وأشياء كثيرة، نذكر شيئا منها عند تعداد مؤلفاته إن شاء الله. هذا وقد حَفِظ كتابَ علوم الحديث للحاكم وعَرَضَه على شيخه: قوام السنة: الحافظ إسماعيل التَّيمىِّ. وحدّث عنه: أبو سَعْدٍ السَّمْعانيُّ، وأبو بكر محمد بن الحازِميُّ، وأبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المَقْدِسيُّ (¬1)، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرُّهَاوِىُّ، ومحمد بن مكِّيًّ الأَصبهانِيّ، وأبو نجيحِ بن معاويةَ، والناصِحُ عبد الرحمن بن الحنبليّ. ولو سَلِمَتْ أصفهانُ من سيفِ التّتَار سنة اثنتين وثلاثين وستمائة لعاشَ أصحابُ أبي موسى إلى حدود نيفٍ وستين وستمائة. وقد رَوَى عنه بالِإجازة: عبد الله بن بركات الخُشُوعِيُّ وطائفةٌ. قال أبو سعد السَّمْعانِيُّ: سَمِعتُ من أبي موسى، كتَبَ عنِّى، وهو ثقةٌ صدوقٌ. وقال الحافظ عبد القادر الرُّهَاوِىّ: حصل أبو موسى من المسموعات بأصبهان ما لم يتحَصَّل لأحدٍ في زمانِه، وانضمَّ إلى كثرة مسموعاته الحِفظُ والِإتقان. وله التصانيف التي أربَى فيها على المُتقدّمين مع الثقة، وتعفّفه الذي لم نره لأحدٍ من حفاظ الحديث في زماننا. وكان له شيء يسير يكتسب منه ويُنفِقُ على نفسه، ولا يقبلُ من أحدٍ شيئا قطُّ. أوصى إليه غيرُ واحدٍ بمال فيردَّه، وكان يقال له: فرِّق على مَن تَرَى، فَيَمتنع، وكان فيه من التواضع بحيث أنه يُقرِيء الصغيرَ والكبيرَ، ويُرشِدُ المبتديء. ويقول تلميذه الحافظ الرُّهَاوِىّ: رأيته يُحَفِّظُ الصَّبيانَ القرآن في الألواح. ¬
وكان يَمنعُ مَنْ يمشي معه، فَعَلْتُ ذلك مَرّةً فزَجَرني وتردَّدتُ إليه نحواً من سنة ونصف، فما رأيتُ منه، ولا سمعتُ عنه سقطةً تُعابُ عليه. ويستأنف الذهبي كلامه فيقول: كان أبو مسعود كُوتاه (ت: 553 هـ) يقول: أبو موسى كَنْزٌ مَخْفِىّ. وسمعتُ شيخَنا العلامة أبا العباس بن عبد الحليم يُثْنِي على حفظ أبي موسى، ويُقدّمه على الحافظ ابن عساكر باعتبار تصانيفه ونفعها. وقال ابن النجار: انتشر عِلْمُ أبي موسى في الآفاق، ونفع الله به المسلمين، واجتمع له ما لم يجتمع لغَيْره من الحِفظ والعلم والثّقة والإتقان والصلاح، وحُسْن الطريقة، يصحة النقل. قرأ القرآن بالروايات، وتفقّه للشافعي، ومهر في النحو واللغة، وكتب الكثير. رحل إلى بغداد، وحجّ سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وسنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وقال إسماعيل التَّيميّ شَيخُه لِطالب عِلْم: الْزَم الحافِظَ أبا موسى فإنَّه شاب مُتقِن. وقال محمد بن محمود الُرَّوَيْدَشْتِيُّ: صنَّف الأئمة في مناقب شيخنا أبي موسى تَصانيفَ كثيرة. وقد توفّى الحافظ أبو موسى في تاسع جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وكان يومئذ حافظ المشرق، وفي هذه السنة مات حافظ المغرب أبو محمد عبد الحقّ بن عبد الرحمن الأزدىُّ مُصنِّف الأَحكام، وعالم الأندلس الحافظ أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أَصْبَغ الخَثْعَمِيّ السُّهَيْلِيّ المالَقِيّ الضّرِيرُ، صاحب "الرَّوْضِ الأُنُف". رأى علماء آخرين فيه: 1 - قال ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات (ت: 606 هـ): "كان أبو موسى المديني إماما في عصره، حافظاً متقنا تُشَدُّ إليه
الرحال، وتُناطُ به من الطلبة الآمال" (¬1). 2 - وقال ابنُ الدُّبَيْثِيّ مُحمدُ بنُ سَعِيد (ت: 637 هـ): "أبو موسى المديني حافظ للقرآن المجيد، له معرفة بالأدب، قد سمع الكثير، وكتب بخطه، ورحل وطلب العلم، ولقى الشيوخ والحفاظ، وعاش حتى صار أوحد وقته، وشيخ زمانه إسناداً وحفظا" (¬2). وقال أيضا (¬3): "سمعت أبا بكر، محمد بن موسى الحازمي ببغداد مراراً يذكر الحافظ أبا موسى المديني، ويثنى عليه الثناء الحسن، ويصفه بالحفظ والمعرفة، وحسن السمت والطريقة. وقالَ أيضا (¬4): كتب إليّ أبو غانم المهذب بن الحسن الواعظ من أصبهان يقول: "الحافظ أبو موسى المديني من الحفاظ المتقنين، وتصانيفه كثيرة ومسموعاته". 3 - وقال أبو شامة، عبد الرحمن بن إسماعيل (ت: 665 هـ): "أبو موسى المديني محدّث مشهور، وله تصانيف كثيرة (¬5) ". 4 - وقال ابن خلكان (ت: 681 هـ): "كان الحافظ أبو موسى المديني إمام عصره في الحفظ والمعرفة، وله في الحديث وعلومه تآليف مفيدة، قرأ القراءات، وتفقَّه على مذهب الشافعي على أبي عبد الله الحسن بن العباس الرُّسْتمِي، وقرأ النحو واللغة حتى تمهّر فيهما، وله التصانيف المفيدة "منها: ¬
أسماء الصحابة، والأمالي الكبير، وكتاب اللطائف، وعوالي التابعين، وكان ثِقة دَيّنا صالحا، وكان متواضعا يُقريء كلَّ من أراد" (¬1). 5 - وقال أبو الفداء، إسماعيل بن علي الملك المؤيد (ت: 732 هـ): لأبي موسى المديني في الحديث وعلومه تآليف مفيدة" (¬2). 6 - وقال الذهبي: (ت: 748 هـ): "لأبي موسى المديني التصانيف النافعة الكثيرة، والمعرفة التامة، والرواية الواسعة، انتهى إليه التقدّم في هذا الشأن مع علو الِإسناد" (¬3). وقال أيضا: "كان مع براعته في الحفظ والرجال صاحبَ وَرَعٍ وعبادةٍ وجلالة وتُقًى" (¬4). 7 - وقال صلاح الدين الصفدي (ت: 764 هـ): "أبو موسى المديني صاحب التصانيف، وبقية الأعلام، كان واسع الدائرة في معرفة الأحاديث وعِلَله وأبوابه ورجاله وفنونه، ولم يكن في وقته أعلم منه ولا أحفظ ولا أَعلى سنداً" (¬5). 8 - وقال السبكي (ت: 771 هـ): "أبو موسى المديني الأصبهاني، صاحب التصانيف" (¬6)، وذكر طائفة من مشايخه وتلاميذه. 9 - وقال الحافظ بن كثير، إسماعيل بن عمر بن كثير (ت: 774 هـ): ¬
"أبو موسى المديني أحد حفّاظ الدنيا الرحَّالين الجوَّالين، له مصنّفات عديدة وشرح أحاديث كثيرة" (¬1). 10 - وقال ابن الجزري، شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد الجزرى (ت 833 هـ): "أبو موسى المديني أحد الحفاظ المشهورين، قرأ القراءات العشر على محمد بن الحسين المرزوقي، وسمع وروى، وصنّف الكثير من الحديث" (¬2). 11 - وقال ابن تغرى بردى (ت 874 هـ): "توفّى العلامة أبو موسى المديني في جمادى الأولى وله ثمانون سنة" (¬3). 12 - وقال الحافظ جلال الدين السيوطي (ت: 911 هـ): أبو موسى المديني الحافظ الكبير شيخ الِإسلام، وصاحب التصانيف، سمع الكثير، ورحل وعنى بهذا الشأن، وانتهى إليه التقدّم فيه، مع علوّ الِإسناد، وعاش حتى صار أوحد زمانه، وشيخ وقته، إسناداً وحفظا مع التواضع، لا يقبل من أحد شيئا قط" (¬4). 13 - وقال ابن العماد (ت: 1089 هـ): "أبو موسى المديني الحافظ، صاحب التصانيف، لم يخلف بعده مثله، وكان مع براعته في الحفظ والرجال - صاحب ورع وعبادة، وجلالة وتُقًى" (¬5). * * * ¬
شيوخه
شيوخه: 1 - أبو القاسم الطَّلْحِيّ: إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر التيمىّ، الأصبهاني (¬1)، الملقّب بقوام السنة، وبجُوزى. قال السِّلَفِي: "سمع أبي عمرو بن مَندهَ، وأبي نصر الزينبي، وأبي بكر الشيرازي، ومالك البانياسي، وعائشة الوَرْكانِيّة. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وآخرون. قال ابن السَّمعانِى: كان إماماً في التفسير والحديث، واللغة والأدب، عارفاً بالمتون والأسانيد، عديم النظير لا مثيل له في وقته. وقال السِّلَفِى: كان فاضلا في العربية، ومعرفة الرجال، حافظاً للحديث، عارفا بكلِّ علم. قال أبو موسى في "معجمه": هو إمام أئمة وقته، وأستاذ علماء عصره، وقدوة أهل السنة في زمانه. ولد سنة 457 هـ، ومات بأصبهان سنة 535 هـ وكان يحضر مجلس إملائه الأئمةُ، والحفاظ والمسندون، وبلغ عدد أماليه نحواً من ثلاثة آلاف وخمسمائة مجلس. قال أبو موسى: وهو المبعوث على رأس المائة الخامسة الذي أحيا الله به الدّين، ولا أعلم أحداً في ديار الِإسلام يصلح لذلك غيره. وله المصنّفات والفتاوى الكثيرة، وكان أهل بغداد يقولون ما دخل ¬
بغداد بعد الإمام أحمد بن حنبل أفضل ولا أحفظ منه. 2 - أبو الفضل المقدسى: محمد بن طاهر بن على، ويعرف بابن القيسرانى (¬1) الشيبانى. كان عالماً مُكثِراً جَوَّالاً. سمع ببلده من الفقيه نصر، أبي عثمان بن ورقاء، وغيرهما. وببغداد: أبا محمد الصريفينى، وأبا الحسين بن النقور، وطبقتهما، وبمكة: الحسن بن عبد الرحمن الشافعى، وسعد بن على الزنجانى، وبمصر: أبا إسحاق الحبال، وبالثغر: الحسين بن عبد الرحمن، وبدمشق: أبا القاسم بن أبى العلاء، وبحلب: الحسن بن مكّى، وبالجزيرة: عبد الوهاب بن منده، وبنيسابور: الفضل بن المحب، وبهراة محمد بن مسعود الفارسى، وبجرجان: إسماعيل بن مسعدة، وبآمد: قاسم بن أحمد الأصبهانى الخياط. قال أبو زكريا بن منده: كان أَحدَ الحفاظ، حَسنَ الاعتقاد، جميل الطريقة، صدوقاً، عالما بالصحيح والسَّقِيم، كثير التصانيف، لازماً للأَثر. روى عنه: شيرويه بن شهر دار الديلمى، والسِّلَفى، وابن ناصر. قال السمعانى: سألتُ أبا الحسن الكرخى الفقيه عن ابن طاهر، فقال: ما كان له نظير على وجه الأرض. قال السِّلَفى: سمعت ابن طاهر يقول: كتبت الصحيحين وسنن أبي داود سبع مرات بالأجرة، وسنن ابن ماجه عشر مرات بالرّىّ. قال ابن طاهر: مولدى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. ومات في نصف ربيع الأول سنة سبع وخمسمائة. * * * ¬
3 - ابن منده: يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد ابن يحيى بن منده الأصبهانى العبدى (¬1). سمع أباه، وعَمَّيه: عبد الرحمن الحافظ، وعبيد الله التاجر، وأبا بكر بن ريذه، صاحب الطبرانى، وأبا طاهر بن عبد الرحيم صاحب أبي الشيخ، وأبا العباس أحمد بن محمد القصاص، وأحمد بن محمود الثقفى، ومحمد بن على الجصاص، وأبا الفتح على بن محمد الدليلى، ومحمد بن على بن الحسين الجوزدانى، وأبا بكر أحمد بن منصور المغربى، وأبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازى الزاهد، وأبا بكر البيهقى، وخَلقاً كثيرا. وله إجازة من أبي طالب بن غيلان وجماعة. حدَّث عنه: عبد الوهاب الأنماطى، ويحيى بن عبد الغافر بن الصباغ، وعلى بن أبي تراب، وابن ناصر، والسلفى، وعبد الحق اليوسفى، وأبو محمد بن الخشاب، وخلق، آخرهم موتاً محمد بن إسماعيل الطرسوسى. قال السمعانى: هو جليل القدر، وافر الفضل، واسع الرواية، ثقة، حافظ، مكثر صدوق، كثير التصانيف. مِن آثاره كتاب من عاش من الصحابة مائة وعشرين سنة، و"تاريخ أصبهان"، و"مناقب العباس"، و"مناقب أحمد"، في مجلد كبير. وأملى ببغداد. ومن مسموعاته: كتاب "المعجم الكبير" للطبراني. كان حسن السيرة، بعيداً من التَكلُّف، أَوحدَ بيِته في عصره. قال السمعانى: أجاز لى مسموعاته، وسألت إسماعيل بن محمد الحافظ عنه: فأثنى عليه، ويصفه بالحِفْظ والمعرفة، والدِّراية. ¬
قال الذهبي: قرأت بخط اليونارتى: مولد يحيى بن منده في شوال سنة أربع وثلاثين وأربعمائه، وتوفّى يوم النحر سنة إحدى عشرة، وقيل: توفّى في ثانى عشرة ذى الحجة، سنة خمسمائة. * * *
تلاميذه
تلاميذه: تلاميذه كثيرون، منهم: 1 - أبو سعد السمعانى: عبد الكريم بن محمد بن محمد بن عبد الجبار ابن أحمد بن محمد بن جعفر التَّمِيمى السَّمعانِى المروزى (¬1). سمع أبا عبد الله الفَراوى، وزاهر الشّحامى وطبقتهما بنيسابور، والحسين ابن عبد الملك الخلال، وسعيد بن أبي الرجاء وطبقتهما بأصبهان، وأبا الفتح المصيصى بدمشق، وأبا بكر محمد بن عبد الباقى الأنصارى وطبقته ببغداد، وعمر بن إبراهيم العلوى بالكوفة، كما سمع شيوخ بخارى وسمرقند وبلخ، وغيرهم. قال ابن النجار: سمعت مَن يذكر أنّ عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ، وهذا شيء لم يبلغه أحد. روى عنه: ولده عبد الرحيم مفتى مرو، وأبو القاسم بن عساكر، وابنه القاسم، وعبد الوهاب بن سكينة، وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروى، وأبو الفتح محمد بن محمد الصائغ، وخلق كثيرون. قال ابن النجار: كان مليح التصانيف، لطيف المزاح ظريفاً، حافظا، واسع الرحلة، ثقة صدوقا دَيِّناً، سمع منه مشايخه وأقرانه. ونقل ابن النجار أسماء تصانيفه من خَطِّه، نذكر منها: "الذيل" على تاريخ الخطيب، و"تاريخ مرو"، و"الِإملاء والاستملاء" و"معجم الشيوخ"، و"الأنساب"، و"فضائل الشام"، و"التحبير في المعجم الكبير"، و"مقام العلماء بين يدى الأمراء"، مات سنة اثنتين وستين وخمسمائة من الهجرة، وله ست وخمسون سنة. * * * ¬
2 - أبو بكر الحازمى: محمد بن موسى بن عثمان بن موسى بن عثمان بن حازم الهمذانى (¬1). سمع من أبي الوَقت السجزى حُضوراً، ومن شهردار بن شِيرَويه الديلمى، وأبى زرعة المقدسى، والحافظ أبي العلاء الهمذانى، ومعمر بن الفاخر، وقدم بغداد وسمع من أبي الحسين عبد الحق بن يوسف، وعبد الله بن عبد الصمد العطار، وبالموصل من الخطيب أبى الفضل الطوسى، وبواسط من أبى طالب المحتسب، وبالبصرة من طلحة المالكى، وسمع بأصبهان أبا الفتح الخرقى، وأبا العباس الترك، وأبا موسى الحافظ. قال ابنُ الدُّبَيثِى: قدم بغداد وسكنها، وتفقَّه على مذهب الشافعى، وجالس العلماء، وتميّز وفهم، وصار من أحفظ الناس للحديث وأسانيده ورجاله، مع زهد وتعبّد ورياضة وذكر. قال ابن النجار: كان من الأئمة الحفاظ العالمين بفقه الحديث، ومعانيه ورجاله، وكان ثقة حجّة نبيلاً، زاهداً عابداً ورعا، ملازما للخلوة والتصنيف، وبث العلم. ألّف كتاب "الناسخ والمنسوخ"، و"عجالة المبتدىء في الأنساب"، و"المؤتلف والمختلف" في أسماء البلدان، وأسند (¬2) أحاديث "المهذب" لأبى إسحاق. قال ابن النجار: سمعت محمد بن محمد بن محمد بن غانم الحافظ يقول: ¬
كان شيخنا الحافظ أبو موسى يُفضّل أبا بكر الحازمى على عبد الغنى المقدسى، ويقول: ما رأيت شابا أحفظ منه. وسمعت بعض الأئمة يذكر: أنّ الحازمى كان يحفظ كتاب "الإكمال" في المؤتلف والمختلف، ومشتبه النسبة. ولد الحازمى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وأدركه أَجَلُه شَابًّا سنة أربع وثمانين وخمسمائة. * * * 3 - عبد الغنى المقدسى: عبد الغنى بن عبد الواحد بن سرور بن رافع ابن حسن بن جعفر الإمام تقى الدين، أبو محمد المقدسى الجماعيلى ثم الدمشقى الصالحى الحنبلى (¬1)، صاحب التصانيف. ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. سمع: أبا المكارم بن هلال بدمشق، وهبة الله بن هلال، وابن البطى، وطبقتهما ببغداد، وأبا طاهر السِّلفى بالثغر، وأقام عنده ثلاثة أعوام، كتب عنه أَلفَ جزء.، وأبا الفضل الطوسى بالموصل، وعبد الرازق إسماعيل القومسهانى بهمذان، والحافظ أبا موسى المديني وأقرانه بأصبهان، وعلى ابن هبة الله الكاملى بمصر. رَوى عنه ولداه: أبو الفتح وأبو موسى، وعبد القادر الرُّهاوى، والشيخ موفق الدين، والضياء بن خليل، والفقيه اليونينى، وابن عبد الدايم، وعثمان بن ¬
مكى الشارعى، وأحمد بن حامد الأرتاحى، وعبد الله بن علاق، ومحمد بن مهلل الجيتى، وهو آخر مَن سمع منه. وصنّف كتباً منها: "المصباح"، في ثمانية وأربعين جزءا، يشتمل على أحاديث الصحيحين، و"نهاية المراد" في السنن نحو مائتى جزء لم يبيّضه، و"الكمال"، و"العمدة"، و"فضل مكة" وغير ذلك. قال الحافظ الضياء: وكان لا يسأله أحد عن حديث إلا ذكره له وبيّنه، ولا يسأل عن رجل إلا قال: هو فلان بن فلان - وبيّن نسبته، فأقول: كان أمير المؤمنين في الحديث، وسمعت أبا محمد عبد العزيز الشيبانى يقول: سمعت التاج الكندى يقول: لم يكن بعد الدارقطنى مثل الحافظ عبد الغنى المقدسى. توفى رحمه الله تعالى يوم الاثنين الثانى والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ستمائة وبعد فما ظنك بإمام جليل يستقى علمَه عن هؤلاء الأئمة الأعلام وغيرهم، ويتخرّج عليه هؤلاء الحُفَّاظ وأمثالهم من الثقات الأثبات.
مؤلفاته
مؤلفاته: 1 - كتاب (¬1) تتمة معرفة الصحابة الذي ذيّل به على ابن منده، جمع فأوعى. 2 - تتمة (¬2) الغريبين، أو كتاب المجموع المغيث في غريبى القرآن والحديث. 3 - ذيل (¬3) على كتاب "أنساب المحدثين" لشيخه: ابن القيسرانى المقدسى، أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسى، ويقع في جزء، ذكر فيه من أهمله شيخه أو قصّر فيه. وسماه ابن خلكان: كتاب الزيادات. 4 - كتاب عوالى (¬4) التابعين، ينبىء بتقدّمه في معرفة العالى والنازل. 5 - كتاب الطوالات (¬5) وهي في مجلدين، وفيهما الواهى والموضوع 6 - كتاب الحفظ (¬6) والنسيان. 7 - كتاب القنوت (¬7) في مجلد. 8 - كتاب نزهة (¬8) الحفاظ. ¬
9 - كتاب الوظائف (¬1). 10 - كتاب اللطائف (¬2) من دقائق المعارف في علوم الحُفّاظ الأَعارِف في رواية الكبار. 11 - كتاب من اسمه (¬3) صالح، أو من اسمه عطاء، عن أبي هريرة. 12 - كتاب السُّباعِيَّات (¬4) في الفروع. 13 - كتاب الذخيرة (¬5) والعُدَّة في مناقب أبي عبد الله بن مندة. 14 - كتاب دستور (¬6) المذكرين. 15 - كتاب تضييع (¬7) العمر والأيام في اصطناع المعروف إلى اللئام. 16 - كتاب الترغيب (¬8) والترهيب. 17 - كتاب الأسماء (¬9) المشتركة بين الرجال والنساء. ¬
18 - كتاب الهفوات (¬1). 19 - كتاب الأمالى (¬2) الكبير. 20 - كتاب الشرح (¬3) المكمّل في نسب الحسن المهمل. وبعد، فإذَا أنعمت النظر في هذه المؤلّفات تجدها كثيرة، وفي موضوعات متنوّعة، ولذلك كان العلماء يذكرونه بصاحب التصانيف. وإذَا حقّقت النظر في الكتب الثلاثة الأولى وهي: - 1 - تتمة معرفة الصحابة الذي ذيّل به على شيخه ابن منده. 2 - تتمة الغريبين في غريبى القرآن والحديث، أو كتاب المجموع المغيث الذي استدرك فيه ما فات أبا عبيد الهروى، وصحح ما وجده من خطأ. 3 - الذيل على كتاب "أنساب المحدثين" لشيخه ابن القيسرانى المقدسى، ذكر فيه من أهمله شيخه أو قصر. تجدها تدل على تفوقه ومقدرته العلمية العظيمة، لأنه يستدرك فيها على شيوخه ما فاتهم، ويصحح لهم ما أخطأوا فيه، وهم في مقدمة الشيوخ الذين تلقى عنهم. وبعد فما تقول عن إمام يحفظ كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم (¬4)، ويعرضه على شيخه الِإمام قوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ. وهذا كلام آخر، لابن الأثير يشهد لأبي موسى فيه بالأمانة والحفظ والمعرفة. ¬
انظر النهاية مادة (حرر) وحديث أشراط الساعة: "يُسْتَحلّ الحِرُ والحرير". هكذا ذكره أبو موسى في حرف الحاء والراء وقال: الحِرُ بتخفيف الراء: الفَرْج، وأصله حِرْحٌ، بكسر الحاء وسكون الراء، وجمعه أحراح، ومنهم من يشدّد الراء وليس بجيد، فعلى التخفيف يكون في حَرَح لا في حرر. والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه "يستحلون الخَزّ" بالخاء المعجمة والزاى، وهو ضرب من ثياب الإبرَيسم معروف، وكذا جاء في كتابى البخارى وأبى داود، ولعله حديث آخر ذكره أبو موسى، وهو حافظ عارف بما روى وشرح فلا يُتَّهم.
ثناء العلماء على كتابه: "المجموع المغيث في غريبى القرآن والحديث"
ثناء العلماء على كتابه: "المجموع المغيث في غريبى القرآن والحديث" 1 - قال ابن الأثير مجد الدين أبو السعادات (ت: 606 هـ): صنّفَ أبو موسى المديني، كتاب المغيث، جمع فيه ما فات الهروى من غريب القرآن والحديث يناسبه قدراً وفائدة، ويماثله حجما وعائدة، وسلك في وضعه مسلكه، وذهب فيه مذهبه، ورتبه كما رتبه. وقال في موضع آخر: لم يذكر أبو موسى في كتابه مما ذكره الهروى إلَّا كلمة اضطر إلى ذكرها، إمَّا لِخَلَلٍ فيها أو زيادة في شرحها، أو وجهٍ آخرَ في معناها، ومع ذلك فإن كتابه يضاهى كتاب الهروى كما سبق، لأن وَضْعَ كتابِه استدراكُ ما فات الهروى. ويمضى ابن الأثير فيقول: ولمّا وقفت على كتابه الذي جعله مكمّلا لكتاب الهروى ومتمِّما وجدتُه في غاية الحُسنِ والكمال (¬1) ". وقال ابن خلكان (ت: 681 هـ): صنّف كتابه: المجموع المغيث في غريبى القرآن والحديث في مجلد، كَمَّل به كتاب الغريبين للهروى، واستدرك عليه، وهو كتاب نافع (¬2) ". وقال الذهبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (ت: 748 هـ): "كتاب تتمة الغريبين لأبى موسى المديني يدل على براعته في لسان العرب (¬3) ". ¬
منهج أبي موسى في تأليف كتابه
منهج أبي موسى في تأليف كتابه: سبق أن قلنا: إن منهج أبي موسى في تأليف كتابه الغيث هو منهج أبي عبيد الهروى في تأليف كتابه الغريبين، فلا بد إذًا من الوقوف على منهج أبي عبيد. يقول أبو عبيد في مقدمة الغريبين: "كتابى (¬1) هذا لمن حمل القرآن، وعرف الحديث، ونظر في اللغة ثم احتاج إلى معرفة غرائبهما، وهو موضوع على نَسَق الحروف المعجمة، نبدأ بالهمزة، فنفيض بها على سائر الحروف حرفاً حرفاً، ونعمل لكل حرفٍ باباً، ونفتح كل باب بالحرف الذي يكون أوّله الهمزة، ثم الباء، ثم التاء ... إلى آخر الحروف إلّا أَلّا نجده فنتعدّاه إلى ما نجده على الترتيب فيه، ثم نأخذ في كتاب الباء على هذا العمل، إلى أن ننتهى بالحروف كلّها إلى آخرها، ليصير المفتش عن الحرف إلى إصابته من الكتاب بأهون سعى وأخف طلب. وشرطى فيه الاختصار إلا إذا اختلَّ الكلام دونه، وترك الاستظهار بالشواهد الكثيرة إلّا إذَا لم يستَغنِ عنها، وليس لى فيه إلا التَّرتيبُ والنقلُ من كتب الأثبات الثقات، طلباً للتخفيف، وحذفاً للتطويل، وحصرًا للفائدة، وتوطئة للسبيل. فمن حفظه كان كمن حصّل تلك الكتب عن آخرها .. ويقول أبو موسى المديني في مقدمة كتابه "المجموع المغيث في غريبى القرآن والحديث": أما بعد، فإنى لمّا طالعت كتاب الغريبين لأبي عبيد الهروى - رحمه الله -، ورأيت تقريبَه الفائدة لمطالعه، واحتياج طلاب فوائد القرآن والحديث إلى مُودَعِه استحسنته جدا، وأَحمدتُه سَعْيا وكَدًّا، غير أَنِّى وجدت كلماتٍ كثيرة شَذَّت عن كتابه، إذ لا يُحاطُ بجميع ما تُكلِّم به من غريب الكَلِمِ، فلم أزل أتتبع ما فاته، وأكتب ما غفل عنه، إلى أن وقعت على كراسة غير كبيرة جمعها بعض علماء خراسان بعد الخمسين والأربعمائة لم يُسَمَّ ¬
فيها مُصَنّفُها، قد شحَنَها بما شذَّ عن كتاب أبى عبيد مما أورده العُزَيزْى في كتاب غريب القرآن، وأضاف إليه معانى أسماء الله سبحانه وتعالى، وذكر في أثنائه كلمات غيرَ كثيرة من غرائب الألفاظ، فأضفت تلك الألفاظ إلى كتابى، وربما أشير إلى قولى في أثناء ما يمّر من ذلك، لأننى لم أستجز تضييعَ حَقّه، وإحمالَ ذكره وسَعْيه وجمعه. وخَرّجت كتابى على ترتيب كتاب أبي عبيد سواء بسواء، وسلكت طريقه حَذوَ النّعل بالنعل في إخراج الكلم في الباب الذي يليق بظاهر لفظها، وإن كان اشتقاقها مخالفا لها. ورأيت الأمرَ على أبي عبيد أسهل منه علىّ، إذ اسْتَخرجَها من كتب مجمعة مؤلَّفه في هذا الفنّ إلا اليسير منه. وأنى جمعته من متفرِّقة الأحاديث والكتب إلّا ما ذكرته من قِبَل التَّتِمّة التي أشرتُ إليها - يقصد في المقدمة - وكتابٍ آخر غير مرتّب أيضا. والذى دَعانِى إلى ذلك الّرغبةُ في الثواب الموعود للمفيد في دعاء الطالب المستفيد وسميته: "كتاب المجموع المغيث في غريبى القرآن والحديث". وأعلم أنّه يبقى بعد كتابى أشياءُ لم تقع لى ولا وقعت عليها، لأنّ كلام العرب لا ينحَصِر، فكيف وفي أمالىَّ ومصنّفاتى أشياءُ شرحتها لم أنقلها إلى هذا الكتاب كسَلاً واتكالاً على ذكره مَرّة .... ". ولكن إعجابه بشيخه أبي عبيد لم يمنعه من نقده في بعض أَشياءَ وقعت في الغريبين، منها الذي جاء في مادة "أدب". قال عمر بن الخطاب لسائل سأله عن شىء سبق أن سأل عنه رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -: "أرِبْتَ عن يَدَيْك، سألتَنِى عن شىءٍ سَأَلْتَ عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كَيْمَا أخالف". قال صاحب الغريبين: معناه ذهب ما في يديك. وقال أبو موسى: هذا القول غَيرُ مرتَضًى، لأنّه في رواية أخرى: "خَررْت عن يديك وهذه عبارة عن
الخجل مشهورة بالفارسية، كأنه أراد أصابَك خَجَل حيثُ أردتَ أن تُخجِلَنى بمخالفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. والذى جاء في مادة "برح" في الحديث: "حتى دلكت بَرَاحِ" ذكره صاحب الغريبين في كتاب الراء، على أن تكون الباء مكسورة زائدة، وقال: يعنى أنّ الشمسَ إذَا مالت فالناظر إليها يَضَع رأحتَه على عينيه يَتَوقَّى شعاعها. قال أبو موسى: وهذا قول بعيد، لأنّ صاحب العين، والمجمل (¬1) ذكرا أن بَراحِ "بفتح الباء وكسر الحاء" على وزن فَعالِ، وحَذامِ، وقَطَام: اسم الشمس، والباء على هذا أصلية غير ملصقة، قال الشاعر: هذا مُقام قَدمَى رَباحِ غُدوةَ حتى دَلكت بَراحِ وهذا القول أولى، لأنّ الشمس لم يجر لها ذكر يرجع الضمير إليه (¬2). وغر ذلك من المآخذ التي لا يتسع المكان لذكرها. هذا وقد ذكر حاجى خليفة (¬3) "أنّ أبا موسى محمد بن أبي بكر المديني عمل كتاباً آخر في هفوات كتاب الغريبين. قال: ولعلّ هذا هو السبب في أنَّنا لا نرى اعتراضه عليه في كتاب المغيث يكثر. ومما يذكر أنّ أبا موسى تجنّب شرح أي شىءٍ شرحه قَبله أبو عبيد الهروى، راجع مثلا مادة (جنب) والحديث: "ذات الجَنْب شَهادَة" فيكتفى بأن يقول: وقد فُسّر في كتاب أبي عبيد الهروى. ¬
وممّن كان يأخذ عنهم كثيرا: الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربى، راجع مثلا المواد: خطط، ودجر، وروح، وغيرها. والإمامُ أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشرى. راجع المواد: برح، وبضع، وبكر، وغيرهما. كما نقل كثيرا عن الجَبَّان (¬1) اللغوى ما يعرض له من الأبحاث اللغوية والصرفية، ونقل عن كتاب الأموال للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام، راجع مادة (أرس) - كما كان يحيل في شرح بعض الشعر على شرحه في كتابه "الطوالات"، راجع مادة (جعثن) حين ورد شطر من بيت الطرماح: * كوطأة ظبى القُفّ بين الجعاثن * قال: وقد شرحته من حديث خزيمة من الطِّوالات مُستوفًى، كما أحال أيضا على كتابه "السباعيات". راجع مادة (جلعد)، ورجز حميد بن ثور: " فحُمِّل الهِمُّ كَلازًا جَلعَدَا * وروى: جلادًا. قال: وقد فسرناه في "السباعيات". وكان يأخذ كثيرا هو وشيخه: أبو عبيد الهروى عن الِإمام الخطّابى، ونظرة إلى التعليقات التي أثبتناها في هذا الكتاب تنبىء عن أنّ أبا موسى اعتمد كثيرا على كتب الخطابى وبخاصة غريب الحديث، ولكنه أغفل ذكر الخطابى في بعض المواد. أمّا شيخه أبو عبيد الهروى فكان لا يذكر الخطابى حين ينقل عنه إلا نادرا، انظر المواد: (أنه، وبرد، وبرشم، وثرب، وثقل، ¬
وجزل) (¬1) وغيرها في الغريبين فستجد نصّ الكلام في غريب الخطابى، ومع ذلك لا يصرح باسم الخطابى. أما طريقة أخذه شيئاً من القرآن الكريم، أو الحديث الشريف فقد اقتصر أحياناً على ذِكر كلمتَين أو كلمة واحدة من الآية الكريمة، راجع مادة (أثل) فِيقِول: كقوله تعالى: (وَأَثْلٍ)، ومادة (ذرر) فيقول: قوله تعالى: (مِثْقَالَ ذَرَّةٍ) وكذلك الحديث فلا يأخذ منه أيضا إلا كلمة واحدة، راجع مادة (دوخل) فيقول: في حديث بعضهم "دَوْخَلَّة"، ويشرح كلمة دَوْخَلة. وهو بعمله هذا جارٍ على نظام شيخه أبي عبيد الهروى. جاء في الغريبين مادة (أب ب) قال: قوله تعالى: (وفَاكِهَةً وَأبَّا). ومادة (أبل) قال: قوله تعالى: (طَيْراً أَبَابيل). وكذلك الحديث، راجع مادة (أثل) قال: وفي الحديث "غير مُتأثِّلٍ مَالاً"، وهما في هذا ملتزمان بمنهجهما (¬2). وإذا اشتمل الحديث على أكثر من كلمة غريبة، وضع كلّ كلمة في ترتيبها الهجائى، فيجىء الحديث مفرقا بين مواد مختلفة، فمثلا حينما ذكر المثل "عسى الغُوَير أبْؤُساً" أورده مرة في مادة (بأس)، ومرة أخرى في مادة (غور). ¬
ومن عادته أنه يذكر أحياناً المادة اللغوية في غير مكانها الاشتقاقى مراعاة لظاهر اللفظ، ولكنه ينبّه على ذلك حتى لا يظنّ القارىء أنه مخطىء، وسبب ذلك أنّ طلبة غريب الحديث يلتبس عليهم موضع اللفظ الأصلى، لأنهم لا يكادون يفرقون بين الأصلى والزائد، فقد ذكر مثلا كلمة "الإِبْرِدَة، في (أبرد). وقال: وهمزتها زائدة، وإنما أوردناها هنا حملا على ظاهر لفظها. وكلمة "خُوّة" الإسلام، وهي لغة في الأخوة، ذكرها في مادة (خور) وليس هذا موضعها، وإنّما ذكرها لظاهر لفظها. وموضعها مادة (أخو)، وهو في هذا جارٍ على ما نبّه عليه في المقدّمة بقوله: "وخرجت كتابى على ترتيب كتاب أبى عبيد سواء بسواء، وسلكت طريقه حَذوَ النّعل بالنّعل في إخراج الكلمة في الباب الذي يليق بظاهر لفظها". ولقد رأيت أبا موسى يتقصى شرح بعض الأحاديث المحتاجة لهذا الاستقصاء، فيبينها تبيينا غير تارك أي مجال لقول بعده، راجع مادة (جذم)، وحديث: "إنَّ وفدَ ثقيف كان فيهم مجذوم، فأرسل إليه، ارجع فقد بايعناك" وفي رواية: "فقد بايعتك" فقد استوفى الشرح في ثلاثة أوجه محتملة، وعقب بكلام للأصمعى متصل بالمعنى ومبرر له. كما رأيته النحوى القدير حينما تَعرِض له مشكلة نحوية تتطلب الرأى. راجع مادة (جذع)، وحديث ورقة بن نوفل: "يا ليتنى فيها جَذَعاً". قال: إنما انتصب على الحال من الضمير الذي في الظرف، تقديره: يا ليتنى ثابت فيها جَذَعاً، أَو حَىٌّ فيها جَذَعا، كما قال تعالى: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا} (¬1). ومنهم من قال: إنما انتصب بإضمار كان فيه، فقيل: إنه غير مصيب في هذا القول، لأنّ كان الناقصة لا تضمر - وأَمّا قولهم: "إنْ خَيْراً فَخَيْرٌ، فإنمّا جاز تقديره بإن كان خيراً فخير، لأنّ لفظ "إن" يقتضى الفعل بكونه شرطاً، وأنشَد لهُ دُرَيْد ابن الصِّمَّة: ¬
يا ليتنى فيها جَذَعْ ... أَخُبُّ فيها وأَضَعْ ومن العرب من يُعمِل ليت معمَل ظَنَّ، فيقول: ليت زيداً شاخصا، كما تقول: ظننت زيداً شاخصاً. انظر كيف استوفى أوجه الاحتمال كلّها مُستشهداً من القرآن وغيره بمقدرة وإحاطة بأبواب النحو. * * *
نسخ كتاب المجموع المغيث في غريبى القرآن والحديث
نسخ كتاب المجموع المغيث في غريبى القرآن والحديث: 1 - نسخة مكتبة فيض الله بمدينة استانبول بتركيا، في جزأَين وعدد أوراقها 350 ورقة، والورقة تحتوى على صفحتين، والصفحة فيها عشرون سطراً، والسطر فيه أربع عشرة كلمة. وهي بخط نسخى جيد إلا الكراسة الأولى والأخيرة، وهي مكتوبة في القرن السابع، وناسخها مجهول، وعلى صفحة العنوان عِدَّة تمليكات، وتمتاز بأنَّها أَوفَى من نُسختَى ب، جـ، كما أَنَّها أَقرب النُّسَخ شبها بالنُّسخة التي اعتمد عليها ابن الأثير حين ألّف كتابه النهاية، فالأحاديث التي جات بها هي نفسها المدوّنة في النهاية - غير أنّ بها أخطاء كثيرة، وترتيب المواد اللغوية فيها غير جار على الأبجدية في بعض الأحيان. وقد نبهنا إليها الدكتور محمود الطناحى جزاه الله خيراً. وقد جعلتها النسخة الأصلية، ورمزت إليها بحرف (أ). 2 - نسخة مكتبة كوبريلى بمدينة استانبول بتركيا: في جزأين، وعدد أوراقها 318 ورقة والورقة تحتوى على صفحتَين، والصفحة فيها تسعة عشر سطراً، والسطر فيه تسع كلمات، وهي بخط نَسخى جيّد، ومكتوبة سنة 674 هـ، وناسخها مجهول، وعلى صفحة العنوان عِدَّة أَسماء غير واضحة لرجال رَوَوْا الكتاب، وكتب عليها شعر وهو: قال الشاعر (¬1): يا ناظِراً في الكتابِ بَعْدِى ... مُجْتَنِياً من ثِمارِ جهدى إنِّى فَقِيرٌ إلى دُعاءٍ ... تُهْدِيه لى في ظَلَامِ لَحْدِى وقال (¬2): ¬
لقد أتممتُه حمداً لِرَبِّى ... على ما قَدْ أَعانَ على الكتابِ لِيَدْعُو الله بَعدِى مَنْ رَآه ... بِمَغْفِرتِى وإِجْزَالىِ الثَّوابِ فقد أَيقنتُ أَنّ الكُتْبَ تَبْقَى ... وَتَبْلَى صُورَتِى تَحتَ التُّرابِ ومما يذكر أنّ هذه النُّسخة فيها سقط كثير، وتمتاز بأَنَّ فيها ضبطاً لبعض الكلمات، وجاءت ببعض عناوين للموادّ في الهامش، ورمزنا إليها بالحرف (ب). 3 - نسخة مكتبة شهيد على بمدينة استانبول بتركيا أيضا، في جزأين، وعدد أوراقها 234 ورقة، والورقة تحتوى على صفحتين، الصفحة فيها 23 سطرا، والسطر فيه سبع عشرة كلمة، وعلى صفحة العنوان تمليكات لأشخاص مختلفين، وهي بخط نَسخىّ غير واضح، وانتهت كتابتها ليلة صبيحة يوم الأربعاء التاسع من رجب سنة ثمان وعشرين وستمائة. وهي بخط عبد الرحمن بن أحمد الشافعى. وقد لاحظت أنّ فيها هي الأخرى السقط الذي في سابقتها، والكلام فيهما متفق مما ينبىء بأنهما منقولتان من نسخة واحدة أو أن تكون نسخة كوبريلى منقولة عن نسخة شهيد على، وكذلك فيها بعض الضبط، وبعض عناوين المواد في الهامش، ورمزنا إليها بالحرف (جـ). 4 - نسخة (¬1) ن وموقف ابن الأثير منها: قال ابن الأثير في مقدمة النهاية ما ملخصه: إنه لمّا وقف على كتاب أبي موسى الذي جعله مكملا لكتاب الهروى ومتمّماً ... وكان الِإنسان إذا أراد كلمة غريبة يحتاج إلى أن يتطلبها في أحد الكتابين، فإن وجدها، وإلا طلبها من الكتاب الآخر، وهما كتابان كبيران ذوا مجلدات عِدّة، ولا خفاء بما في ذلك من ¬
الكلفة، فرأيت أن أجمع ما فيهما من غريب الحديث مجردّا من غريب القرآن، وأضيف كلّ كلمة إلى أختها في بابها، تسهيلًا لكلفة الطلب. ثم يقول: وقد وجدتهما على كثرة ما أُودع فيهما من غريب الحديث والأثر، قد فاتهما الكثير الوافر ... وحيث عرفت ذلك تنبَّهت لاعتبار غير هذين الكتابين من كتب الحديث المدوّنة المصنّفة في أوّل الزمان وأوسطه وآخره فتتبعتها، واستقريت ما حضرنى منها، واستقصيت مطالعتها من المسانيد والمجاميع وكتب السنن، والغرائب قديمها وحديثها، كتب اللغة على اختلافها، فرأيتُ فيها من الكلمات الغريبة ممّا فات الكتابين كثيراً فصدفت حينئذ عن الاقتصار على الجمع بين كتابيهما، وأضفت ما عثرت عليه ووجدته من الغرائب إلى ما في كتابيهما في حروفها مع نظائرها وأمثالها. ثم يقول: وجعلت على ما فيه من كتاب الهروى (هاء) بالحمرة، وعلى ما فيه من كتاب أبى موسى (سينا)، وما أضفته من غيرهما مهملا بغير علامة، ليتميّز ما فيهما عما ليس فيهما. اهـ. ولكن هل تحقق هذا التمييز الذي أراده ابن الأثير؟ والجواب: كلّا، فكثير جداً من الأحاديث خلت من العلامة وهي لأبي موسى، وبعض الأحاديث عليها علامة (هـ) وهي لأبى موسى، وقليل جدا من الأحاديث معزوة لأبى موسى وهي للهروى، وبعض الأحاديث عليها علامتا (هـ، س) وهي لأبي موسى وحده. وبعض الأحاديث عُزِيت لأبى موسى ولم تأت في باقى نسخ المغيث فأظنها للهروى، فأرجع إلى كتابه فلا أجدها فيه، ولعلّها من الأحاديث التي أضافها أبو موسى، وهناك احتمال آخر، وهو أن يكون ابن الأثير كانت لديه نُسخَة من المغيث غير التي بأيدينا. هذا وابن الأثير يتصرّف في كلام أبي موسى مرّة بالزيادة، وهذا قليل جدا، وذلك حينما يريد التوضيح والبيان. انظر مادة (حلق) وحديث:
"الجالس وسط الحلْقة ملعون". ومرة بالنقص وهذا كثير جدا. يأتي أبو موسى بشرح مطوّل لبعض الأحاديث، مثل حديث "عليكم بالجهاد فإنه رهبانية أمتى" مادة (رهب)؛ فلقد استغرق شرحه صفحة من حجم "الفلوسكاب" ولخّص ابن الأثير هذه الصفحة في عبارة موجزة لا تتعدى ثلاثة أسطر، وذلك حيث يقول: "يريد أنّ الرهبان وإن تركوا الدنيا وزهدوا فيها، وتخلوا عنها فلا ترك ولا زهد، ولا تَخَلِّىَ أكثر من بذل النفس في سبيل الله، وكما أنّه ليس عند النصارى عمل أفضل من الترهب، ففى الِإسلام لا عمل أفضل من الجهاد، ولهذا قال: "ذروة سنام الِإسلام الجهاد في سبيل الله. وشىء آخر تميّزت به نسخة (ن)، وهو أَنّها تنسب بعض الأحاديث الواردة بغير نسبة في نسخ المغيث. ولله درّ ابن الأثير حيث قال في مقدمة (¬1) كتابه النهاية: "وجميع ما في هذا الكتاب من غريب الحديث والآثار ينقسم قسمين: أحدهما مضاف إلى مسمى، والآخر غير مضاف، فما كان غَيْر مضاف، فإن أكثره والغالب عليه من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلا الشّىء القليل الذي لا تعرف حقيقته، هل هو من حديثه أو حديث غيره، وقد نبّهنا عليه في مواضعه - وأمّا ما كان مضافاً إلى مسمّى فلا يخلو إما أن يكون ذلك المسمّى هو صاحب الحديث واللفظ له، وإما أن يكون راويا للحديث عن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أو غيره، وإمّا أن يكون سبباً في ذِكر ذلك الحديث أضيف إليه، وإمّا أن يكون له فيه ذِكر عرف الحديث به، وأشتهر بالنسبة إليه. ومن مميزات ابن الأثير الأخرى: أنّه حين ينقل عن أبى موسى حديثاً مقتضباً، أو غير واضح يورده كامِلًا أو يزيد جزءا منه يكفى لتوضيحه. فحينما يقول أبو موسى في مادة (برر) في الحديث: "الحجّ المبرور" ¬
نجده في (ن): "الحجّ المبرور ليس له ثواب إلّا الجنّة". وفي مادة (بحر): "ثم بحرها" يأتي في (ن): فيقول: ومنه حديث عبد المطلب وحفر بئر زمزم: ثم بحرها". وفي مادة (برك) في الحديث: ذِكْر "بَرْك الغُماد" يأتي في (ن): وفي حديث الهجرة: "لو أَمرتنَا أن نَبلُغ معك بَرْك الغُماد". وفي مادة (برض). في حديث خزيمة: "أَيَبست بَارِضَ الوديس" يأتي في (ن): وفي حديث خزيمة، وذَكَر السنةَ المُجدِبة: "أيبَسَت بارضَ الوديس". وفي مادة (برهوت) - في الحديث: "وادى برهوت" وهي بئر عميقة. يأتي في (ن): في حديث عَلِىّ: "شَرُّ بِئر الأرض بَرَهوت". وهكذا في موادّ كثيرة. وليس هذا فقط، بل قد يأتي بوجه آخر للشرح يكون وجيها ومتفقاً مع المعنى، وأغلب الظنّ أنّ هذا من عمل ابن الأثير. مثال ذلك ما جاء في مادة (بجر) والحديث: "أشِحَّة بَجَرَة". البَجَرة: العظام البطون: أي ذوو البَجَرة، يقال: رجل أبجر، إذَا كان ناتىء السُّرّة عظيم البطن. وفي (ن) ومنه حديث صفة قريش ... وزاد في الشرح قائلا: ويجوز أن يكون كناية عن كنزهم الأموال واقتنائهم لها، وهو أشبه بالحديث، لأنه قرنه بالشحّ، وهو أشدّ البخل. وأخيراً أريد أن أنبّه إلى أنّ هناك أحاديث كثيرة جاءت في (ن) فقط مسبوقة بعلامة (س) ولم تأت في نَسخ المغيث الأخرى مثل الموادّ: (أبا) في حديث رقيقة: "هنيئا لك أبا البطحاء".
و (تهم) وحديث: "جاء رجل به وضَحٌ إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: انظُر بطنَ وادٍ، لا مُنجدٍ ولا مُتْهِم، فتَمعَّك فيه، فلم يزد، الوَضَحُ حتى مات". و (جوز) وحديث: "أنه كان يجاور بحراء، ويجاور في الأواخر في العشر الأواخر من رمضان". و (خطأ) وحديث عثمان أنه قال لامرأة مُلِّكت أَمْرَها فطلَّقت زوجَها: "إن الله خَطَّأ نَوْءَها". و (ذبل) وحديث عمرو بن مسعود قال لمعاوية وقد كَبِر: ما تَسْأَل عمَّن ذَبُلت بَشَرتُه". و (رأى) وحديث حَنْظلة: تذكرنا بالنار والجنة كأنَّا رأى عين". وهذه الأحاديث وغيرها إمّا أَنَّها جاءت في النهاية نَقْلاً عن نسخة أخرى كانت عند ابن الأثير غَيرِ النسخ التي بين أيدينا، وإما أنَّ علامة (س) وُضعَت أمامها خطأ، وهي من الأحاديث التي أَضافَها أَبو مُوسَى. وهناك أحاديث أخرى جاءت في نسخ المغيث الثلاثة: أ، ب، جـ، ولكنها لم ترد في (ن) وذلك مثل المواد: (جلس) والحديث: "لا تجلسوا على القبور". وحديث: "كَسْر عَظْم المَيِّت ككَسْرِه حيا". و (خذم) وحدث: "كان له سيف يقال له المِخْذَم". و (خصو) وحديث: "إنَّ الله تبارك وتعالى يَجعَل، يعنى في الجنة مكان كُلِّ شوكَةِ منها مثل خُصْوة التَّيْس المَلْبُود". و (دقل) في حديث عمر - رضي الله عنه -: "أنه أُتِى بضَرْبَين: دَقَل وبَرْنِىّ".
و (ذخر) وحديث على - رضي الله عنه -: "واعَدتُ رجلا من بنى قَيْنُقاع صَوَّاغاً لنجىء بإذْخِر فنبيعَه". وهذه الأحاديث وغيرها تركها ابن الأثير إمَّا سهوا منه، أو اخْتِصارا، أو لسبَب آخر حال بَينه وبين ذِكْرِها. هذا ولا ننسى أن نُنَبّه إلى أن معجم لسان العرب اشتمل على كتاب النهاية كاملا، فنستطيع أن نعدّه نسخةً رأبعة لكتاب "المَجْمُوع المُغِيث"، فضلا عمّا اشتمل عليه من كتب (¬1) أخرى هامة. وأَختِم الكلام عن نسخة (ن) بما جاء في كلام الدكتور محمود الطناحى في منهج تحقيقه لكتاب النهاية لابن الأثير: قال: "وحيث اعتمد ابن الأثير على كتاب الغريبين للهروى، فقد اعتمدنا في عملنا نسخة من الغريبين ... وقد أفدنا كثيرا من مقابلتنا على كتاب الهروى هذا، لتوثيق نقول ابن الأثير، ووقعنا على فروق في غاية الأهمية". وأحسب لو فعل هذا بالنسبة لكتاب المغيث أحد الكتابين اللذين اعتمد عليهما ابن الأثير في تأليف كتابه فجعله بين يديه لاستفاد أكثر وأكثر، ولخلا كتاب النهاية مما علق به من الشوائب، ولعله يستدرك ذلك إن شاء الله في طبعة النهاية القادمة. * * * ¬
منهج التحقيق
منهج التحقيق: حققت الكتاب على النسخ الأربع أو الخمس التي سبق الكلام عنها، وهذا يكفى لأن يخرج صحيحا وافيا، وقد اتبعت ما يأتي: 1 - اتخذت أوفى النسخ أصلا وهي نسخة فيض الله، وهي أولى من نسختى ب، جـ اللتين سقطت منهما أحاديث كثيرة، وقد نبهت إلى هذا النقص في التعليقات، كما أنها أقرب النسخ شبها بالنسخة التي اعتمد عليها ابن الأثير حين ألف كتاب النهاية، وقابلت بينها وبين باقى النسخ مختارا أَصحَّ الروايات أيّا كان مصدرها، وأثبت في التعليقات ما عداها، حتى يكون بين يدى القارىء صورة كاملة للكتاب، وقد أثبت أرقام لوحاتها في هامش الكتاب ليرجع إليها من يريد. 2 - لم أكتف بنسخ الكتاب الأربع بل رجعت أيضا إلى كتب غريب الحديث السابقة كغريب أبي عبيد القاسم بن سلام، وغريب ابن قتيبة، وغريب الخطابى، والغريبين لأبى عبيد الهروى، والفائق للزمخشرى، بل كنت أرجع أحيانا إلى أحد كتب الحديث الستة المفهرسة إذا احتاج الأمر، وتجد ذلك واضحا في تعليقات الكتاب. 3 - خرجت الشعر والرجز من دواوين الشعراء إذا كان معزوا لشاعر من أصحاب الدواوين، فإذا كان الشعر غيرَ مَعْزُوٍ لأحد، أو لم يكن للشاعر دِيوانٌ خرَّجته من أحد كتب الأدب أو اللغة مثل دواوين الحماسة والمفضليات، وشرح أشعار الهذليين، والعقد الفريد، ولسان العرب وتاج العروس، وجمهرة ابن دريد، ومقاييس اللغة لابن فارس، وأساس البلاغة للزمخشرى أو غيرها. 4 - أكمل الآية القرآنية في الهامش إذا ذكرت مقتضبة وكثيرا ما تكون كذلك، وأدل على رقمها واسم السورة المنسوبة إليها. وكذلك أكمل الحديث إذا ذكر
جزء منه، وكان يحتاج إلى هذه التكملة ليكون مفهوما، وكثيرا ما يكون، فأكمله من كتب الغريب السابق بيانها، أو أحد الكتب الستة المفهرسة. 5 - إذا ورد مثل من الأمثال خرجته من كتب الأمثال ولسان العرب إذا كان فيها. 6 - شرحت بعض الكلمات الغريبة المعنى ولم يكن لها شرح في الكتاب. 7 - إذا ذكر موضع أو جبل أو بلد رجعت إلى مظنة وجوده من كتب البلدان، ونقلت منها ما يوضحه. وإذا ذكر اسم راوٍ غير واضح وضحتُه بالرجوع إلى الكتب المتخصصة للتعريف به ليتضح للقارىء. وإذا جاء اسم أعجمى في نص من النصوص حققته بالرجوع إلى الكتب الشارحة لهذه الألفاظ كالمعرب للجواليقى وغيره. 8 - أعدد أحيانا مراجع الحديث في التعليقات لإفادة الدارس والباحث. 9 - يخرج الكتاب إن شاء الله في ثلاثة أجزاء، وتلحق الفهارس المناسبة بآخر الجزء الثالث، لترشد القارىء إلى طَلِبته من مسألة فقهية أو نحوية أو بيت من الشعر أو الرجز، أو مثل من الأمثال، أو علم من الأعلام، أو مكان من الأمكنة. هذا، وأشكر الله سبحانه وتعالى وأحمده على أن أراد لى تحقيق هذا الكتاب الجيّد الذي أشاد به الجِلَّة من العلماء، وأسأله سبحانه العفو والعافية إنه على ما يشاء قدير. ولا يفوتنى أن أشكر الأساتذة الأجلاء القائمين على هذه الجامعة: جامعة أم القرى، وكلية الشريعة، ومركز البحث العلمى وإحياء التراث الاسلامى.
وكلهم صاحب فضل في تزويد هذا المركز بكل ما يسرع به نحو التقدم، وتحقيق رسالته الفاضلة بطبع الكتب القيمة التي أخرجها، ونرجو الله سبحانه أن يوفق للمزيد منها، وييسر تحقيق تراث أئمة المسلمين السابقين باستجلاب مخطوطاتهم المتنوعة من جميع الممالك والدول، والعمل على تحقيقها وطبعها لينتفع بها المسلمون في جميع أنحاء الدنيا. وأخص منهم بالشكر معالى مدير جامعة أم القرى الدكتور راشد الراجح وسعادة الدكتور عبد الرحمن العثيمين مدير المركز. كما أشكر الأخ/ عزت عبد المجيد شلقامى المحاضر السابق في المركز الذي أعاننى بنسخ الجزء الأول من الكتاب، وشاركنى في مقابلة نسخه، ويقوم بهذه المهمة - إن شاء الله - في الجزأين الثاني والثالث الأخ/ محمد حسن أبو العزم الزفيتى. المحاضر بالمركز. وأختم هذه المقدمة فأقول بقول الِإمام الجليل أبي موسى في آخر كتابه هذا قال: "بلغنى بإسناد لم يحضرنى، عن الشافعى فيما يغلب على ظنّى "أنه طالع كتاباً لَه مرارا عِدَّة يُصحِّحه، فلما نظر فيه بعد ذلك عَثَر على خَلَل فيه فقال: "أَبَى اللهُ تعالى أن يَصِحَّ كِتابٌ غَيرَ كتابه". ثم قال: "وأنشد بَعضُ مشايخى عن بعضهم: رُبَّ كِتابٍ قد تَصفَّحْتُه ... وقُلتُ في نفْسِىَ صَحَّحْتُه ثم إذا طَالعتُه ثانِياً ... رَأيتُ تصحيفاً فأصلَحتُه فعَلَى الناظر في هذا الكتاب، إذا عَثَر على سهو فيه أو خطأ، أن يتأمل فيه منصِفاً، فإن كان صَوابُه أكثر عَفَا عن الخطأ وأَصلَحه، وترحَّم على جامعه
وعَذَره بما شَقِى في جمعه وتَرتيبه، وأَفنَى من عمره في تَحصيله وتهذيبه رغبةً في دُعاءِ المستفيد منه بالغُفران والعَفْو، وتفَضُّل اللهِ تعالى على ذنوبه بالمَحْو، فإنه العفو الغفور الرحيم الكريم". مكة المكرمة في 6 من صفر 1405 هـ 30 أكتوبر 1984 م عبد الكريم إبراهيم العزباوى الأستاذ المشارك بجامعة أم القرى
المَّجْموعُ المُغِيثْ فِي غَرِيَبي القُرآنِ والحَّدِيثِ
[مقدمة المؤلف]
بسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحْيمِ [مقدمة المؤلف] رَبِّ يَسِّر خيرا وأعن (¬1) الحمد لله رب العالمين بجَمِيع محامدِه، رِضَا نفسِه وزِنَة عرشِه، ومِداد كَلِماته، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلّا الله، شَهادةً توصِّلُ القائمَ بها إلى أَرفعِ دَرجاتِه، وأَشهَد أَنَّ محمدًا عبدُه الذي اصْطَفاه لنفسه، وابتعَثَه برسالاته، وأَنزلَ عليه كَلامَه: القُرآنَ، وجعله من أرفَع معجِزاته، وآتَاه جوامعَ الكَلِم فيما خوّله من آياتِه بعد أن علَّمه اللغةَ الفُصحَى، التي كانت من لُغَة إسماعيل بن إبراهيم النبى عليهما السلام ودَلالاتِه - صلى الله عليه وسلم -، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذُرِّياته كما أَمر عِبادَه المؤمنين به وجَعلَه من مُوجِباته. والحَمدُ لله كما يَنْبَغِى أن يُحمَد بما جَعَلنا من أَهلِ الِإيمان وعلَّمنا كتابَه القُرآنَ، وبما رَزَقنا من العِلْم والبَيان في سائر نِعَمه المُتَعَدِّدة، المُتجاوزةِ للحَصْر، كما قال جلَّ مِنْ قائِل في مُحكَم الذِّكرِ: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (¬2) وصَلواتُه وسلامُه على عبدِه ونَبِيِّه المُخْتار من بَرِيَّتهِ مُحمدٍ المُصْطَفَى، وعلى آله. أَمّا بعد، فإِنّى لمَّا طَالعتُ "كتابَ الغَرِيبَين" لأبي عُبَيد ¬
الهَرَوِىّ، رَحِمَه الله، ورأيتُ تَقريبَه الفائدةَ لمُطالِعه، واحْتِياجَ طُلَّاب فَوائِد القرآن والحَديثِ إلى مُودَعِه، واستَحْسَنْتُه جِدًّا وأَحمدْتُه سَعْياً وكَدًّا، غَيْرَ أَنى وجدتُ كلماتٍ كثيرةً شَذَّت عن كِتابه، إذْ لا يُحاطُ بجَمِيع ما تُكُلَّم به من غَرِيب الكَلِم، فلم أزل أَتَتَبَّعُ ما فَاتَه، وأكتُب ما غَفَل عنه، إلى أن وقعتُ على كُرَّاسة غَيرِ كبيرة، جَمعَها بَعضُ عُلماء خُراسَان بعد الخَمْسين والأربعمائة، لم يُسَمَّ فيها مُصنِّفُها، قد شَحنَها بما شَذَّ عن كِتاب أبي عُبَيْد، مِمّا أَوردَه العُزَيْزِىُّ في كِتاب "غَريبِ القُرآن" وأَضافَ إليه مَعانِىَ أسماء الله سبحانه وتعالى، وذكر في أَثنائهِ كَلماتٍ غيرَ كَثِيرة من غَرائب الأَلْفاظ، فأَضفْتُ تلك الألفاظَ إلى كتابى، وربما أُشِير إلى قولهِ في أثناء ما يَمُرّ بي من ذلك، لأننى لم أَسْتَجِز تَضييعَ حقِّهِ وإخمالَ ذِكرِه وسَعْيه وجَمعِه. وخرّجتُ كِتابى على تَرتيب كِتابِ أبي عُبَيْد سَواءً بسواء، وسلكتُ طريقَه حَذْوَ النَّعل بالنَّعل في إخراج الكَلِم في الباب الذي يَلِيقُ بظَاهِر لَفظِها وإن كان اشتِقاقُها مُخالِفا لها. ورأيتُ الأمْرَ على أبي عُبَيْد أسهلَ منه علىَّ؛ إذ استَخرجَها من كُتُب مجموعة مؤلَّفَة في هذا الفَنِّ إلا اليَسيرَ منه، وإنى جَمعتُه من مُتَفَرِّقَةِ الأحاديثِ والكُتُب، إلا ما ذَكرتُه من قِبَل التَّتِمَّة التي أَشرتُ إليها، وكتابٍ آخرَ غيرِ مرتَّبٍ أيضا. والذى دَعَانى إلى ذلك الرَّغبةُ في الثَّواب المَوعُود للمُفِيد، في دعاء الطَّالِب المُستَفِيد، وسَمَّيتُه: "كِتابَ المَجموعِ المُغِيث في غَريبَى القُرآن والحَدِيث".
واعلم أَنَّ يَبْقَى (¬1) بعد كِتابى أَشياءُ لم تَقَع لى ولا وقَعْتُ عليها؛ لأَنَّ كَلامَ العَربِ لا ينحَصِر، فكيفَ وفي أَمالِىَّ ومُصَنَّفاتِى أشياءُ شرحتُها، لم أنقُلْها إلى هذا الكتاب كَسَلاً واتِّكالا على ذِكرهِ مَرَّةً، وهذا خَطْبٌ جَلِيلٌ له ثَوابٌ جَزِيل، غير أَنَّه أَمرٌ مُخطِرٌ، وبَيتٌ صاحِبُه مُعوِر، كما أَخبرَنا الشّريفُ أبو الحُسَيْن: علىُّ بن هَاشِم بن طاهر العَلَوىّ، وأبو غالب: أحمدُ بن العَبَّاس، رَحِمَهما الله، قالا: أنا أبو بَكْر محمدُ بنُ عبدِ الله بن أحمد، نا أبو القاسم: سُليمانُ بن أحمد بن أَيَوب، نا محمدُ بن العَبّاس المُؤدِّب، والحُسَين بن المُتَوكّل البَغدادِىّ، قالا: نا شُرَيْح بن النُعْمان، نا سُهَيْل بن أبي حَزْم، نا أبو عِمْران الجَوْنى، عن جُندَب، رضي الله عنه، قال: قال رسَولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَالَ في القرآن برأْيِه فأَصَابَ فقد أَخْطَأَ". وأَخبَرنا طَالبُ بن سَعْد بن أبي القَاسِم، شَيخٌ من مَحَلَّتِنا بقراءة والدى عليه، رَحِمَهُما الله، أنا أبو القَاسِم: أَحمدُ بنُ عُمَر بن يُونُس، نا أحمد بن موسى، نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، نا محمد بن غالب ابن حرب، نا سَعْدُ بن عبد الحَمِيد بن جَعْفر، نا عُثْمان بن مَطر، عن أَبِى عُبَيْدة، عن عَلِىّ بن زَيْد، عن سَعِيد بن المُسَيَّب، عن أبي هُرَيرة رضي الله عنه: ان رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من فَسَّر القرآن برَأْيه وهو على وضُوءٍ فَلْيُعِدْ وضُوءَه" (¬2). ¬
وأخبرنا أُستاذُنا الِإمام قِوامُ السُّنَّة أبو القَاسِم: إسماعيل بن محمد ابن الفَضْل الحَافِظ، رَحِمَه الله. أنا أبو الحُسَين: أَحمدُ بنُ عبد الرحمن، نا أَحمدُ بنُ موسَى، قال: في كتابى، عن مُحمَّدِ بنِ الحَسَن بنِ زِياد المقرى، نا أبو رَجَاء المَرْوَزِىّ، نا محمد بن عبد ربه، نا أبو عِصْمة، عن زيد العَمِّى عن سَعيد بن جُبَير، عن ابن عُمَر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ فَسَّر القرآن بَرأْيه (¬1)، فإن أصابَ تُكتَب عليه خَطِيَئة، لو قُسِّمت بين العباد لَوَسِعَتْهم، وإن أَخطأَ فلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَه من النَّار". وفي ذَلِك أَخبارٌ وآثار كثيرة. ووجدت بخَطِّ وَالدِى، رَحِمهُ الله، وهو إجازة لى عنه، حدثنا أبو الحَسَن عَلِىُّ بنُ محمّد بن عَلِى إملاءً، أنا أبو القاسم بن إبراهيم (2 بن محمد 2) الجلاّب، نا أَبو يَعْقُوب، نا (¬3) محمد بن الرَّبيعى بن نَافِع، نا المُعْتَمِر بن سليمان، عن أبيه قال: "كانوا يَكرَهُون أن يُفَسِّروا حديثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برأيهم، (4 كما كانوا يَكْرهُون أن يُفَسِّروا القرآنَ برَأْيِهم 4). وأخبرنا أبو سَهْل: مُحمّدُ بن إبراهيم المُعدَّل،، رَحِمَه الله، نا محمد بنُ الفَضْل الحافظ، نا محمد بن موسى، حدَّثَنِى محمدُ بنُ ¬
عبد الله بن الحسين، نا بَكْر بنُ أَحْمَد بن سَعْدُوية الطَّاحِى، قال: سمعتُ نصرَ بن على يقول: سَمِعت الأصمعىَّ يقول: يُتَّقى من حَديثِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يُتَّقى من تَفْسِير القُرآن. وأخبرنا أبو مَنْصور: عَبدُ الرَّحمن بنُ محمد بن عبد الواحد القرّان ببغداد، أخبرنا أبو بكر: أَحمدُ بنُ على بن ثَابِت الحافظ، نا أبو الحسن: أحمد بن عَلِى البَادِى (¬1)، أخبرنا عبد الله بن جَعْفَر بن بَيَان الزَّينَبِى، نا عبد الله بن العباس الطَّيَالِسِى (¬2)، قال: سمعت الهلال بن العلاء الرَّقِّىَّ يقول: مَنَّ اللهُ، عَزَّ وجل، على هَذِه الأُمَّةِ بأربعة في زمانهم: بالشّافعِى، تَفقَّه بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبأَحمدَ ابنِ حَنْبَل ثَبَتَ في المِحْنَة، ولولَا ذَلِك كَفَر الناس، وبيَحْيَى بنِ مَعِين نَفَى الكَذِب عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وبِأَبى عُبَيْد القَاسِم بن سلام فَسَّر الغَرِيبَ من حَدِيثِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولَولَا ذَلِك لاقْتَحَم النَّاسُ في الخَطَأ. وأخبرنا أبو منصور، أنا أبو بَكْر (¬3)، أنا القَاضِى أبو مُحَمد: الحَسَن بنُ الحُسَين بن رَامِين الأَسْتَراباذِى، نا أبو الحَسَن: مُحمّدُ بن هارون التَّمِيمِى المَرْوَزِى (¬4)، نا أَبِى، أنا الحَسَن بن أحمد بن مُوسَى ¬
الهَرَوِىّ، قال: سَمِعْت المِسْعَرِىَّ: محمد بن وَهْب يقول: قال أبو عُبَيْد: مَكَثتُ في تَصنِيف هذا الكتاب، يَعنى كِتابَ غَرِيب الحَدِيثِ، أَربعين سنةً، وربَّما كُنتُ أستفِيدُ الفائدةَ من أَفواه الرِّجال، فأَضعُها في مَوضِعها من الكِتاب، فأَبِيتُ ساهِراً فَرِحًا مِنّى بتِلكَ الفَائِدة. وأَحدُكم يَجِيئُنى فيُقيِم عِندى أَربعةَ أَشْهُر، أو خمسةَ أشْهُر فيَقول: قد أقمتُ الكَثِير. وأخبرنا أبو الفَتْح: محمّدُ بن عبد الله بن أحمد الخِرَقِىّ، رحمه الله، إذناً عن كتاب أَحمدَ بنِ عبد الله قال: سمعتُ سليمانَ بنَ أحمد يقول: سَمِعتُ عبدَ الله بن أحمد بن حَنْبَل يقول: عرضتُ كِتابَ غريبِ الحديثِ لأبى عُبَيْد على أَبى فاستَحْسَنه وقال: جَزاهُ الله خيرا. وأخبرنا ابن زُرَيق ببَغْداد قال: أنا الخَطِيب، أنا الهِلالُ بن المُحسِن الكاتب، أنا أحمدُ بنُ محمد بن الجرّاح الحَرّاز (¬1)، نا أبو بكر بن الأَنبارى، أنا مُوسَى بن محمد قال: سَمِعتُ عبدَ الله بن أحمد بن حَنْبل يقول: كَتَب أَبى "كِتابَ غَريب الحَدِيث" الذي أَلَّقَه أبو عُبَيد أولا. وأخبرنا ابنُ زُرَيْق، أنا الخَطِيب، قال: قرأتُ على أحمدَ بنِ عَلىّ بن الحَسَن بن المُحْتَسِب، عن محمد بن عمران بن موسى المَرْزُبانِيّ قال: قال عَبدُ الله بن جَعْفَر، يَعنِى ابنَ دَرَسْتَويْه الفارسى ¬
النحوى: كِتابُ "غَرِيب الحديث" أَولُ من عَمِله أبو عُبَيْدَة مَعْمَر بنُ المُثَنّى، وقُطْرُب، والأَخْفَش، والنَّضْر بن شُمَيْل، وا يَأتُوا بالأَسانِيد، وعَمِل أبو عَدْنان النَّحوى البَصرِى كِتاباً في غَرُيبِ الحَدِيث، ذَكَر فيه الأسانيدَ، وصَنَّفه على أَبوابِ السُّنَن والفِقْه، إلا أنه ليس بالكبير، فجَمَع أَبو عُبَيْد عامَّة ما في كُتُبهم، وفَسَّره، وذَكَر الأَسانِيدَ، وصَنَّفَ المُسنَد، على حِدَته، وأحاديثَ كلِّ رَجلٍ من الصَّحابة والتَّابعين على حِدَتِه، وأَجادَ تَصنِيفَه، فرَغِب فيه أَهلُ الحديث والفِقْه واللُّغة، لاجْتِماع ما يَحْتَاجون إليه فيه. وأخبرنا محمد بن إبراهيم المُعدّل، نا محمد بن الفضل، نا أحمد ابن موسى، نا عبد الله بن محمد بن حَفْص بن شَاذَان قال: سمعتُ علىَّ ابن عبد العزيز يقول: سمعت أَبَا عُبَيد يقول: عَمِلتُ ثلاثة كتب: فمنها كِتابٌ علىَّ ولا لِى، وكتاب منها لِى لا عَلَىَّ، وكتابٌ لَا لِى ولا عَلىَّ. فأما الكتاب الذي عَلَىَّ ولا لِى فكِتابُ غَرِيب الحَدِيث، فسَّرت ألفاظ النَّبِى - صلى الله عليه وسلم - فلا أَدْرِى أَصبتُ أو أخطأتُ. والكِتابُ الذِى لِى ولا عَلىَّ. فكِتابُ الأَموال، فسَّرت الأَموالَ، وكِتاب الزَّكاة، كيفَ يَعمَل الناسُ في أموالِهم فهو لِى ولا عَلىَّ. والكِتاب الذي لا لِى ولا عَلىَّ فكِتابُ القِراءات (¬1)، وضعتُ قِراءَة كُلِّ إنسان مكانه. ¬
وعلى هذا تَصْنِيف هذا الكتاب بأَهْلِ الحديث أَليقُ منه بأَهْلِ اللغة لأن الحَدِيثَ بالحديث يُفتَح، كما أَنَّ الحَدِيدَ (¬1) بالحَدِيد يُفْلَح. فأخبرنا الحَسَن بنُ أحمد المقريء بقِراءة وَالِدى، سنة سَبعٍ وخَمْسِمائة، نا أحمد بن عبد الله بن أحمد، نا عبد الله بن محمد بن جَعْفَر، نا إسحاق بن محمد بن على، نا عباس بن محمد قال: سَمِعتُ يَحْيَى بن مَعِين يقول: لو لم نَكْتُب الشَّىءَ من ثَلاثين وَجْهاً ماعَقَلْناه. ورُوِى لنا عن أبي عُبَيْد بإسناد لم يَحْضُرْنى في الحال قال: لأهل الحَدِيث لُغَة، ولأَهْل العَرَبِيَّة لُغَة، ولُغةُ أهلِ العَرَبِيَّة أقيَسُ، ولا بُدَّ من اتِّباع لغة أهل الحديث. وليس لى في هذا التَّصنِيفِ إلا الجَمْعُ والتّرتيبُ، فقد رُوِى عن بعض أهل السَّلَف أنه قال: مَنْ أحال على غَيْره فقَدِ استَوثَق. وقال غَيرُه: إذا أحلتَ على غيرِك فقد اكْتَفَيْتَ، إلا أن يَقَع لى شىءٌ في معنى كلمة استَدْللتُ عليه بحديث آخر أو نَحْوهِ فأَذْكُره وبالله عزَّ وجلَّ أَستَعِينُ في سَائِر الأمور، وعليه أتوكَّل، ولا (¬2) حولَ ولا قُوّةَ إلا بالله العَلِىّ العظيم وأسألهُ التوفيقَ لِمَا يُحِبّ ويَرضَى من القَوْل والعَمَل، وأستَغْفِره وأَتوبُ إليه مما جَرَى ويَجْرِى من الخَطأ والزَّلَل، وأسأله نَفْعى ونَفعَ سَائِرِ المُسلمين به. ¬
وقد كُنتُ أُسوِّف طُلَّابَه بإملائه رغبةً في استِزادَة الفَائِدة، والتَّكْثيرِ منه، إلى أن خِفتُ فَواتَ ذلك بعَوائِق الدهر، وانْقِضاء العُمْر، وعلى الله عز وجل التُّكْلَان في الِإتمام، ومنه أستَمِدُّ المَعونَة، وهو المُوفِّق للصَّواب، وهو نعم المَوْلى، ونعم النَّصير، فمن ذَلِك: * * *
كتاب الهمزة التي تسمى مجازا ألفا
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحْيمِ كتاب الهمزة التي تسمى مجازا ألفا من باب الهمزة مع الباء (أبر) - في حديث أسماءَ بنتِ عُمَيْس، رضي الله عنها، قيل لعَلِىًّ، رضي الله عنه،: "ألا تَتَزَوَّجُ ابنةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مَا لِى صَفْراءُ ولا بَيْضاءُ، ولَستُ بمأْبُورٍ في دِينِى، فيُورِّىَ بها رسَولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بها عَنِّى". كذا هو في الفَضائِل، عن ابن مَرْدَوَيْه، وذكر بعضُهم أَنَّ الصواب مَأْثور، ولم نلقَ أحدًا تَنْحَفِظ منه نحو هذه الأَلفاظ. وكنت إذا عرضتُ مثلَ هذا على أُستاذِى الِإمام: أبِى القَاسِم إسماعيل بن محمد الحَافظ، رَحِمَه الله، قال: اجْمَعْ طُرُقَه. أَخذَ هذا عن يَحْيى بنِ مَعِين كما ذكرناه. وقال أبو نصر السِّجْزِى الحافظ: مَنْ أراد معرفةَ الحديث، فَلْيَجْمَع الأبوابَ والتَّراجِمَ، فاحتجنا أن نَعرِف معنَى هذه اللّفظة، فوجدنا في طريق آخر، عن ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، لِهذا الحديث، قال: "لَستُ بأحَد الرَّجُلَين، لَستُ بصاحِب دُنْيا فيُزَوِّجَنِيها، ولا بالكَافر فيترفَّق بها عن دِيِنى، إني لأوَّل مَنْ أَسلَم، إنّى لَستُ مِمَّن يتألَّفُنى على الِإسلام بتَزْويجِها إيّاى". فعرفنا بذَلِك معنَى الحَدِيث.
فإن صحَّ حفظُ لفظِ "المَأْبور" فيه، يكون من أَبَرتْه العَقرَبُ، فهو مَأْبور: أي مَلْسوع، والمَلْسوع ضِدّ الصحيح، فيكون معناه: لَستُ بغير الصَّحِيح الدّين، ولا المُتَّهم في الإِسلام. وإن حُفِظ لَفظة "مَأْثور" يكون معناه: لستُ مِمَّن يُؤْثَر عَنِّى شَرٌّ في دينى وتُهَمَة فيه، ويكون قد وَضَع المَأْثور موضِعَ المَأْثُور عنه. ولو رَوَاه أَحدٌ عن ثِقَة: "ولَستُ بِمَأْبونٍ في دِينِى": أي مُتَّهم، لم أُخَطِّه، واللهُ تَعالَى أَعلمُ. - في حديث مَالِك بنِ دينار: "مَثَل المُؤْمِن مَثَل الشَّاة المَأْبُورة". : أي التي أَكلَت الِإبرةَ في عَلَفِها، فنَشِبَتْ بجَوْفِها (¬1)، فهى لا تَأْكل شَيئًا، وإن أَكلَت لم يَنْجَع فيها. - ومنه حَدِيث على (¬2): "والذى فَلَق الحَبَّةَ، وبرأَ النَّسَمة لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه، وأَشار إلى لِحْيَتِه ورأَسِه. فقال الناس: لو عَرفْناه أَبرنَا عِتْرتَه: أَى أهْلَكْناه. وهو من أَبرتُ الكَلبَ، إذا أطعمتَه الِإبرةَ في الخُبْز. ¬
(أبس) (¬1) - في حديثِ إبراهيم (¬2) قال: "جاء رجلٌ إلى قُرَيْش فقال: - يعنى كَذِباً منه - إنّ أَهْلَ خَيْبَر أَسَرُوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، يُرِيدون أن يرسلوا به إلى قَومِه ليَقتُلوه، فجعل المشركون يُؤبِّسون به العَبَّاسَ رضي الله عنه". قال عمرو بن سَلَمة عن أبيه: يُؤبِّسون: أي يُعيِّرون ويُرغِمون، وقيل معناه: يُوبِّخون به العبّاسَ، يقال: أبَستُه أبْساً، وأبَّسته تأبِيساً: وبَّختُه. قال الأصمعى: أبَس به وأبَّس به، إذا صغَّره وحقَّره: أي كانوا يُلحِقون الصَّغارَ بالعَبَّاس لأَجلِ ذلك، وقيل: الأَبْسُ والتّأبيسُ: التَّخْويف: أي كانوا يُخوِّفونَه بقَتْل النبى - صلى الله عليه وسلم -. وقيل: الأَبسُ والتَّأبِيسُ: التَعْيِير، وتأبَّس: قَبِلَ القَهْرَ والتَعْييرَ: أي كانوا يُعيِّرون العَبّاس بذلك، لِيأْنَفَ ويَرجِعَ عن دِينِه. ويقال: مكان أَبسٌ: غَلِيظ، قال الرَّاجز: ... مَكاناً أَبْسا ¬
(أبض)
فإن كان من هذا، فمعناه يُغضِبونه ويَحمِلونه على إغلاظ القول لهم، ويقال: أبسْت الرجلَ: أي حَبَسْتُه، فإن كان من هذا فَمَعناه، كانوا يَحبِسُونَه عن اللُّحوقِ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى يَبعثَ إليهم به. وقيل: تأَبَّس: أي تَغيَّر، فإن كان منه، فمعناه أنهم أَرادُوا تَغيِيرَ قَلْبِ العَبَّاس ونَصْره النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم -. وروى: يُربِسُون به العَبَّاسَ، رضي الله عنه، ويُذكَر ذلك في بابه إن شاء الله عز وجل. (أبض) - في الحَدِيث: "أَنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - بَالَ قائماً لعِلَّةٍ" بمأبِضَيْه". : المَأْبِض: باطِنُ الرُّكبة ها هنا، وقد يكون باطِنَ المِرفَق أيضا، وهذا عامٌّ لكل ذِى رُوحٍ، لا فَرقَ في شىء منهم. ولعله أُخِذ من الِإباضِ، وهو حَبْلٌ يُشَدُّ به رُسغُ البَعِير إلى عَضُده، والرُّسْغُ: مَوصِلُ الكَفِّ في الذراع والقَدَم في السَّاق، فَلعلَّ المَأبِضَ مَفعِل منه: أي مَوضِع الِإباضِ، وشبَّه باطنَ الركبة بذلك المَوضِع أيضا. والعَربُ تَقولُ: إن البَولَ قائما يَشفِى من تِلك العِلَّة، وإنما لم نُورِد هذه الكَلِمة على ظاهِرِها في باب المِيِم مع البَاء. كما يُوردُ المَاخِضُ في باب الميم مع الخَاء، لأنه لَيسَ في اللُّغة كلمةٌ أَولُها مِيمٌ ثم بَاءٌ. (أبل) - في الحديث: "كان عِيسَى عليه السَّلامُ يُسَمَّى أبِيلَ الأَبِيلِينَ"
الأَبِيلُ، على زنة الكَرِيم: الرَّاهِبُ، قال: * بأَبِيلٍ كُلَّما صَلَّى جَأَر (¬1) * قال: وكذلك الأَيبُل (¬2) والأَيبُلِىّ كالدَّيبُلِ والدَّيْبُلىّ. (¬3) والأبِيلِىّ أيضا قيل سُمِّى به لِتَأبُّله عن النِّساء وتركِه إِيَّاهن مثل الحَصُور، والفعل منه. أَبَل يَأبُل أَبالةً إذا نَسَك وتَرهَّب. قال الشاعر: * أبِيلَ الأَبِيلِيِّن عِيسى ابنَ مَرْيَمَا * (¬4) ¬
- في بعض أحاديث الاستِسْقاء: "فأَلَّف (¬1) اللهُ تعَالَى بين السَّحاب فأُبِلْنا". : أي مُطِرنا وَابِلاً، وهو المَطرَ الكَبِير (¬2) القَطرْ. والعرب قد تجعل مكانَ الوَاوِ أَلِفاً في الفِعْل، وفي الاسم جَمِيعاً، كما قالوا في الفعل: وَرَخَ الكِتابَ وأَرخَه، ووكَّد اليَمِينَ وأَكَّدَها وأَوكَفَ الدَّابَّةَ وأَكَفها، وَواخَيتُه وأَخَيْته، وأَوصَد البَابَ وأَصَدَه، ووَقَّت الشَّىءَ وأَقتَه، ولهذا قُرِىء "مُؤْصدَة" (¬3) بالهَمْز وبِغَيْر هَمْز. ومن الأسماء وِشاح وإِشاح، وأَحَد وَوَحَد، وَوِسادَة وإسادة، ووِلْدة وإلدة في جمع وِلْدان. - ومنه الحديث (¬4) الذي رُوى: "كُلُّ مالَ أُدِّيَتْ زكاتُه فقد ذهبت أبلَتُه". ويُرْوَى: "وَبَلَتُه". قال ابنُ فَارِس: الأَبَلة، الثِّقَل، والأَبِلة: الطَّلِبة أيضا. يقال: لى عنده أَبِلةٌ: أي طَلِبةٌ، وقيل: هو من الوَبَال أيضا. ¬
- في الحَدِيث: " (¬1) النَّاسُ كإبلٍ مِائَة". قيل: الِإبل هي الرّاعية التي تَجتَمِع في الموضع. والأُبُول: طُولُ الِإقامة في المَرعَى، وإِبلٌ مُؤَبَّلَة إذا كانت للقِنْيَة. ويقال أيضا: أَبلَت الِإبلُ أُبولًا إذا هَمَلت، وأُبِّلَت إذا أُهمِلت، فعلى هذا يكون من الأَضْداد، وإبل آبلة، إذا كانت تتبَع الِإبلَ، وهَامِلة، إذا كانت تغيب خِمْساً وسِدْسًا بلا راعٍ، وإبل آبِدَة (¬2)، إذا كانت تَبعُد شَهْرا وأَكثَر منه. ويقال: له إِبلٌ: أي مِائَةٌ من الِإبل (3 وإبلان: أي مائَتَين، فَعَلى هذا قَولُه: كإِبلٍ: أي كَمِائةٍ من الِإبل 3). وقوله: مِائَة، تَأكيد له. والآبِلُ: ذو الِإِبل، والآبِل: الحَاذِق بسِياسَتِها، وفي المَثَل: "هو آبَلُ من حُنَيْف الحَناتم" (¬4)، وهو رَجُلٌ من بَنِى تَمِيم عارفٌ بسِياسَةِ الِإبل. ويقال في إبِل إِبْل أيضا بِسُكون الباء. - (5 وفيه: "لا تَبع الثَّمرةَ حتى تأمَنَ عليها الأُبْلَة": الأبْلَة بَوزْن العُهْدة: العَاهَةُ والآفَةُ 5) ¬
(أبلم)
(أبلم) - ومن رُباعىّ الباب في حَديثِ السَّقِيفَةِ: "الأمر بَينَنَا وبينَكُم كَقَدِّ الأُبلُمَة" (¬1). الأُبلُمة: واحِدةُ الأُبْلُم؛ وهي خُوصُ المُقْل، وفيها ثَلاثُ لُغات: فَتْح الهَمْزة واللّام، وضَمُّهما، وكَسْرُهما، كأنه يقول: نَحنُ وإياكم في الحُكْم سَواء، لا فضلَ لأميرٍ على مَأمورٍ، كالخُوصة إذا شُقَّت طُولًا باثْنَتَين (¬2) فتَساوى شِقَّاهَا، فلم يكن لأحدهما فَضْلٌ على الآخر. (أبن) - في حديث أبي ذَرٍّ رضي الله عنه "أنه دخل على عثمانَ، رضي الله عنه، فما سَبَّه ولا أَبَنَه". كذا رواه الحَرْبِى، بتَقدِيم الباء على النون، وقال: إن كان محفوظا فمعناه ما ذَكَّره شَرًّا كان منه، وإِلّا فهو "ما أَنَّبَهَ" بتقديم النون: أي ما وَبَّخَهَ. - في الحديث: "أُبَيْنِىّ، لا تَرمُوا الجَمْرةَ حتى تَطْلُعَ الشّمسُ" (¬3). أوردناه في هذا الباب حَمْلا على ظاهره على أنه مُختلَف فيه. قال أبو عُبَيد: تَصغير بَنِىّ، وقال أبو منصور الجَبَّان: الابنُ: من باب بَنَوى: أي بَنَى، إلا أن من العرب مَنْ قال ¬
في النسبة إليه ابْنِىّ، كأنه جعله من باب الهمزة (¬1) وقد يُصَغَّر الابْن على أُبَيْن، ويُثَنَّى أُبيْنَيْن، ويُجمَع أُبيْنِين، فتُجْرَى هَمزَةُ الوَصْل مُجْرَى الأصلِية. قال: وجَمْع الابْنِ أَبناءٌ وبَنُون، وأبنَا مقصور، وأَبنٍ في مذهب، بدلالة أُبَيْنىّ وأُبيْنِيك، ويُنسَب إلى الأبناء، بَنَوِىٌّ، فإن جعلتَ الأَبناءَ كالقَبيلة والحَىِّ. قلت: أَبناوِىٌّ، وقال بعضُ نَحوِيّى زماننا: أُبينَى عند سِيبَوَيه أصلُه أُبيْنِين تَصْغِير أَبنَى على وزن أَعمَى، وهو اسم مفرد يدل على الجَمْع، والجُموع إذا صُغِّرت تُصغَّر آحادُها، ثم تُجمَع بالواو والنون إن كان الاسم مُذَكَّرا، وبالأَلِف والتاء إن كان مُؤَنَّثاً, فأُبنَى إذا صُغِّر قيل: أُبَيْن مثل أُعَيْم، ثم جمع بالوَاوِ والنون في الرفع، وباليَاءِ والنُّون في النَّصب والجَرِّ، فقيل: أُبيْنُون وأُبَيْنِين. وفي كتاب الحَماسَة: * يَسْدُدْ أُبينُوها الأصاغِرُ خَلَّتِى * (¬2) ¬
(أبه)
وأَصلُه أُبينُون فحذَف النونَ للإِضافة، وقال آخر: إن يكُ لا سَاءَ فقد سَاءَه ... تَركُ أُبيْنِيك إلى غير راع (¬1) وأصله أُبيْنِين فحَذف النونَ للِإضافة، قال: هذا مذهب سِيبَوَيْه، قال: والذى قاله أبو عُبَيْد خَطَأ، لأنه قال: هو تَصغِير ابْنٍ، وابنٌ الألِف فيه للوَصْل وهو مُفرَد، ولا يقال فيه ابْنُون فكيف يُتَصَوَّر ذلك (¬2). (أَبه) - في حديث معاوية، رضي الله عنه "إذا لم يَكُنْ المَخْزومِىُّ ذَا بَأوٍ وأُبَّهَة لم يُشْبِه قومَه". الأُبَّهَة: البَأْو أيضا، والمَخِيلَة، يقال: تَأبَّه علينا: أي تَكَبَّر، والأُبَّهة أَيضاً: الرَّونَقُ والبَهاءُ، يُرِيدُ أَنّ بَنِى مَخْزوم أكثرُهم يكونُون هَكَذا (¬3). ¬
(أبهر)
(أبهر) - ومن رُباعِيّهِ (¬1) قوُله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا أَوانُ انقَطَع أبْهَرِى" (¬2). قيل الأبْهران: العِرقَان في الظَّهْر، يقال: هو شَدِيد الأَبْهَر: أي الظهر. والأَبَاهِر: بَواطِنُ الذِّراعَيْن أيضا. وأَبهَرُ الوادى، وبُهَرَتُه: وَسَطه. يقال: بَهَره: أي أصابَ أَبْهَره، والأَبْهَران أيضا الأَكْحَلان والأَبهَر: عَمودُ البَيْت، والأَبْهران: معَقِدُ الحِمالة من القَوْس. وقيل: الأَبهَر: عِرق يَستَبْطِن القلبَ. وقيل: الأَبهَر: (3 يكون في الرَّأس ويَمتَدُّ إلى القَدَم، وله شَرايِينُ تَتَّصِل بأكثَرِ الأَطراف والبَدن والجَوف، فالذى في الرأس منه يُسمَّى النَّأمةَ، ومنه قولهم: أَسكنَ اللهُ نَأْمتَه، ويمتَدُّ إلى الحَلْق، والذى في الحَلْق منه يُسَمَّى: الوَريد. قال الله عز وجل: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (¬4). ويتًّصل بالصَّدر. والذى في الصَّدر منه يُسمَّى: الأَبْهَر، ويمتد إلى الذّراع ويُسمَّى المُتَّصِلُ منه في الذِّراع: الأَكْحَلَ، والفُؤادُ مُعلَّق به، والذى يتصل منه إلى الظَّهر يُسَمى الوَتِينَ، قال الله ¬
(أبا)
تبارك وتعالى: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} (¬1) ويَتَّصِل بالفَخِذ ويُسمّى: عِرق النَّسَا، ويَتَّصل بالسَّاق ويُسَمَّى الذي في السَّاق منه: الصَّافِن، وإذا انقَطَع من أَىِّ مكان كان مَاتَ صاحِبُه، فلِهذَا قال - صلى الله عليه وسلم -: "هذا أَوانُ (¬2) انقِطَاع أَبهَرى": أىْ هذا أَوانُ مَوتِى، وعلى هذا توافَقَت الأَقوالُ كلّها في الأَبْهر 3). (أبا) - في الحديث: "لا أبا لَك" قال المُؤَرِّج: هو مَدح: أي لَا كافِىَ لك ولا مُجْزِى، قال: وقولهم: "لا أُمَّ لك" ذَمٌّ: أَىْ أنتَ لَقِيط لا تُعرَف أُمُّك، وقيل: "لا أَبَا لكَ" تُذكَر مَدْحاً: أي لا كَافِىَ لك غيرُ نفسِك، وقال: وقد تُذكَر ذَمًّا: أي لا يُعرفُ أَبوك. قال الجَبَّان: وقد تُوردُ هذه اللَّفظةُ استِدفَاعًا للعَيْن كقولهم: "قاتَلَه الله" ويقال أيضاً: "لا أَباكَ" في مَعْنى "لا أبَا لَك، ولا بَاكَ" أيضا من غَيْر هَمْز، وقيل معنى "لا أَبا لَك": أي جِدَّ في أمرك وشَمِّر، فإنّ مَنْ له أبٌ ربَّما يتَّكلُ عليه لِيَكْفِيَه بعضَ الأمور، ومن لا أَبَ له يَتولَّى الأُمورَ بنَفْسِه، فيَحْتاج إلى زيادةِ عنايةٍ فيه ونَصَبٍ، وللأب مَحضُ شَفَقة، فإذا حَزَبه أمرٌ تَقاضَت شَفَقَتُه ¬
أن يُعاونَه ويَكفيَه بعضَ الكَلّ، فمعنى "لا أَبَا لَك" التَّحْضِيضُ والتَّحريضُ. - في الحديث: "لله أَبوك". في العادة أَنَّ الشىءَ إذا أُضِيف إلى عَظِيمٍ اكتَسبَ واكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً، كما يقال: "ناقةُ اللهِ، وبَيتُ الله" ونَحوُهما شَرفاً (¬1) لها، فإذا وُجِد من الولد ما يَحسُن موقِعُه قيل: "أَبُوك لله" حيث أَنجَب بِكَ، وأتَى بمِثْلِك: أي كان شَرِيفاً نَجِيبا حيث أنجَب بك. - في حديث أُمِّ عَطِية رضي الله عنها: "إذا ذَكرَت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: بِأَبَاه". أصله: "بأَبِى هُوَ": وهذا كَقَولِهم: "يا وَيْلَتا" قيل: أَصلُه يا وَيْلتى، فلما سَكَنت الياءُ قُلِبت ألفاً، وقيل: إنه بِمَعنى "يا وَيْلَتاه" فحُذِفت هَاءُ النُّدْبةِ، ومثله: يَا لَهْفَا ويا لَهْفَتَاه، وقال ابنُ الأنبارى: تقول العرب: يا بِيَبَا لِمَ فعلتَ كذا؛ لدَلالةِ المعنى مع كَثْرة الاستِعْمال. وفيه ثَلاثُ لُغَات: بأَبِى بِهَمز، وبِيَبِى (2 بغَيْر همز 2) وبِيَبَا، فمَنْ قال: بِيَبِى لَيَّن الهَمزة، وأبدل منها يَاءً، قال الشاعر: ألا بِيَبا مَنْ لستُ أَعرِفُ مثلَها ... ولو دُرتُ أَبغِى ذلك الشرقَ والغَربَا - في الحديث "بأَبِى أَنتَ وأُمِّى". المُقَدَّر قبلَ باء الِإلصاق اسمٌ فيما قيل لا فِعْل، فعَلَى هذا ¬
يكون ما بعده رَفعاً لا نَصباً، كما قال أبو بكر لفاطمة رَضِى الله عنها: "بأَبِى وأُمِّى أَبُوك": أي مُفدًّى أَبُوك بأَبِى وأُمِّى، فتُرِك ذلك لكثرة الاستِعْمال وحُصولِ عِلمِ المُخاطَب به. ولو قال قَائِل: إن المُقدَّر قبله فعل، وإن ما بعدَه نَصْبٌ لم يُعَنَّف، فيكون تَقديرُه: فَديتُ بأبِى وأُمِّى أَباكِ. - في حديث أبِى هُرَيْرة، رضي الله عنه عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُّكم في الجَنَّة إلا مَنْ أبى" (¬1). : أي إلا مَنْ تَرَك طاعةَ اللهِ عزَّ وجلَّ، لأنَّ مَنْ ترك التَّسَبُّبَ إلى شىء لا يُوجَد بغَيْرِه فَقَدْ أَباه إباء. - (2 وفي حديث رُقَيْقةَ "هَنِيئًا لك أَبا البَطْحاء". وإنما سَمّوه أبا البَطْحاء لأنهم شُرِّفُوا به، وعُظَّموا بدُعائِه وهِدايَتهِ، كما يقال للمِطْعام: أَبُو الأَضياف 2). * * * ¬
باب الهمزة مع التاء
باب الهمزة مع التاء (أتم) - في بعض الأَخبارِ عن أبي مُعاوِيَةَ: "فأقاموا عليه مَأْتَماً". المَأتَم في الأصل: مُجتمَع النِّساء والرِّجال في الحُزنِ والسُّرور، ثم خُصَّ به المَوتُ والاجْتماعُ له، وقيل: هو للشَّوابِّ من النساء لا غير، وأَتَم بالمَكانِ وأَتَن به: أَقامَ. (أتن) - في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنه، "جِئتُ على حِمارٍ أَتانٍ" (¬1). فالحِمار يَقَع على الذكر والأنثى، والأتان الأُنثَى، وهو تَفسِير للحِمار ها هنا: أي كَانَ الحِمار أُنثَى، والجَمِيع أُتُنٌ، والكثير أُتْنٌ، وإنما استدرك الحِمارَ بالأَتَانِ ليُعلمَ أَنَّ الأُنثَى من الحُمُر، لا تَقطَع الصلاةَ، فكذلك لا تَقطَعُها المَرأةُ. (أتى) - قَوْلُه عز وجل: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} (¬2): أي بخِذْلانِه إيَّاهم. يقال: أُتِيتُ من قِبَل فُلان: أي كان هو سَببَ ذلك، وأَتاك ¬
بِهذا فُلانٌ: أي وَقَع من جهَتهِ، وأُتِى فلان: أي وَردَ عليه من المَكْروه ما لم يَحْتَسِب، وأُتِى فلان في بَدَنِه: أَى أصابته عِلَّة. - وقَولُه تعالى: {يَأْتِ بِهَا اللَّهُ} (¬1): أي يُبَيِّنْها ويُظْهِرْها. - في الحديث. "خَيرُ النِّساء المُواتِيَةُ لزَوْجِها". المُواتاة: حُسنُ المطاوعة، وأَصلُه الهَمْز. يقال: أَتيتُ الشىءَ: أي سَهَّلتُ سَبِيلَه فتأَتَّى: أي تَسهَّل وتَهيَّأ. - في حديث الزُّبَيْر: (2 "كُنَّا نَرمِى الأَتْوَ والأَتْوَيْن" 2). الأَتْوُ: العَدْو. يَعنِى, بعدَ صلاةِ المَغْرب: أَى الغَلوَة والغَلْوَتَين، والدَّفعةَ والدَّفعتَيْن. * * * ¬
باب الهمزة مع الثاء
باب الهمزة مع الثاء (أثف) - (1 في حديثِ جَابِر "والبُرمَةُ بيْن الأَثافِىّ". هي جَمْع أُثفِيّة، وقد تُخفَّف اليَاءُ في الجَمْع، وهي الحِجارة التي تُنصَب وتُجعَل القِدرُ عليها، يقال: أَثفيتُ القِدرَ، إذا جَعلتَ لها الأثافِىّ، وثَفَّيتُها إذا وَضعتَها عليها، والهمزة فيها زَائِدة، وقد تَكرَّرت في الحديث 1). (أثكل) - في الحديث: "فجُلِد بأُثكول النَّخلِ" الأُثكول والِإثكال: لغة في العُثْكول والعِثْكال، الهَمزة بَدلٌ من العَيْن، وليست بزائِدَة، وهو الشِّمراخ من شَمارِيخ العِذْق، قال الشاعر: * طَويلةَ الأَقناءِ والأثاكل * (¬2) ويقال العِثْكال: الِإهانُ (¬3) ما دَام رَطْباً، فإذا يَبس فهو عُرجُون. ¬
(أثل)
(أثل) - قال الله تَعالَى: {وأَثْلٍ} (¬1). الأَثْلُ: شَجَرٌ شَبيهٌ بالطرَّفاء إلا أنه اعظَمُ منه. تُصنَع منه الأقداحُ. - ومن ذلك الحديث: "أَنَّ مِنبرَ النبىِّ - صلى الله عليه وسلم - كان من أَثْل الغَابَة". والغَابَة بالبَاءِ المنقوطة بواحدة: أَرضٌ على تِسعَةِ أميالٍ من المَدِينة، كانت إِبلُ النبىِّ - صلى الله عليه وسلم - مُقِيمةً بها للرَّعْى، وبها وَقَعَت قِصَّةُ العُرَنِيِّينَ الذين أغارُوا على سَرْحِه. (أثلب) - في الحَديث: "ولِلعَاهِر الِأَثلِب" (¬2). بفتح الهمزةِ واللَّام وبكَسْرِهِما، قِيَل: الفَتْح فِيهِما (¬3) أَكثَرُ، وهو الحِجارة، كما في حديث آخر: "وللعَاهِر الحَجَر": أَى للزَّانى الرَّجمُ، ولا يثبُت نَسبُ ولدِه من الزِّنا منه، بل الوَلَد لِزوْج المرأةِ التي زُنِى بها، وقيل: هو دُقاقِ الحِجارة، وقيل: هو التُّراب، وقيل: معناه: الخِسَّة، كما يقال: في يَدِه التُّرابُ؛ إذ ليس كُلُّ زَانٍ يُرجَم (¬4). ¬
(أثم)
(أثم) - في حديث سَعِيد بن زَيْد في كتاب سُنَنِ أَبى دَاوُد: "ولو شَهِدتُ (¬1) على العَاشِرِ لم إيثَم". هو لُغَةٌ لبعض العَرَب يَقولُون: إِيثَم مكان آثم، وله نَظائِر في كلامهم قالوا: تِيجَع وتِيجَل، مكان تَوجَع وتَيجَل. (أثن) - في قراءة ابن مَسعُود، رضي الله عنه: {إنْ يَدعُونَ مِنْ دُونِه إِلَّا أُثُناً} (¬2) وهو جمع وثن، استَثْقلُوا الضَّمَّة على الواوِ، فجَعَلُوها هَمْزة، وقراءة سَعِيد بن المُسَيَّب وغيرِه: بِسُكُون الثَّاء للتَّخْفِيف، كما يجمع أَسَد على أُسُد وأُسْد. * * * ¬
باب الهمزة مع الجيم
باب الهمزة مع الجيم (أجج) - قَولُه تَبارَك وتَعالى: {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} (¬1). قيل: هما مشتقان من أَجَّةِ الحَرِّ، وهي شِدّته وتَوقُّده، ومنه أَجِيجُ النَّار: تَوقُّدها. (2 وهو في حديث الطُّفَيل: "طَرفُ سَوطِه يتأجَّج" 2). فعَلَى هذا يكون مهموزا. والتَّقدِير في يَأْجوج (يَفْعول)، وفي مَأْجُوج (مَفْعُول)، فلهذا تَركَ هَمزتَهما، ذكر ذَلِك الأَزهرِىّ قال: ويجوز أن يكونا مفعولين وإنما لم يُصرفَا للتَّعريف والتَّأنِيث، لأنّهما اسمان لقَبِيلَتَين، وأَكثرهُم على أنهما اسمان أَعجَمِيّان، فلذلك لم يُهمزَا ولم يُصرَفا للعُجمة والتَّعريف. وقال سَعِيدٌ الأَخفشُ: يَاجُوج من يَجَّ، ومَاجُوج من مَجَّ وقال قُطْرب: مَنْ لم يَهْمِز فَمَاجُوج: فَاعُول، مِثْل دَاوُد وجَارُود، ويكون من المَجّ، ويَاجُوج فاعول من يَجّ، ذَكَره في الكِتاب الكَبِير ¬
(أجد)
في القِراءَات والأَسْماءِ الأعجَمِية، ومثلها لا يُهمَز نَحْو: هَارُوت، ومَارُوت، وطَالُوت، وجَالُوت، وقَارُون. قال قُطرْب: يجوز أَن يكون الأَصلُ الهَمزَ (1 فخَفَّف إذا لم يُهمَز1) كسائر ما يُهمَز، وإن كانا أعجمِيَّين، فإن العرب تَلفِظ بالعجمية بألفاظ مختلفة، ويجوز أن يكونا من الأَجَّة، وهي الاخْتِلاط كما قال تعالى في صفتهم: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} (¬2) جاء في تفسيره: أي مُخْتَلِطين بعضهم في بعض، مُقْبِلين ومُدْبِرين حَيارَى. ولَعلَّ يَجَّ الذي ذَكَره الأَخفَشُ وقُطرْب مُخَفَّف الهَمْز من أَجَّ, وإلاّ فإِن يَجَّ لا يُعرَف في كلام العرب لِقُربِ مَخرجَى الجِيمِ واليَاء. وقال الجَبَّان: هما اسمان مُعرَّبان من يَغُوغَاء ومَغُوغَاء، ولعلَّهما من لسان التُّرك، والله تعالى أعلم. (أجد) - (3 في حَديثِ خالدِ بنِ سِنان: "وجَدتُ أُجُدًا يَحُشُّها". الأُجُد: النَّاقةُ القَوِيَّة. (أجدل) - في حديث مُطرِّف: "هُوِىَّ الأَجادِل" (¬4) ¬
(أجر)
وهي الصُّقور، الواحِدُ أَجْدلُ 3). (أجر) - في حديث خِلاس بنِ عَمْرو: "في دِية التَّرقُوَةِ إذا كُسِرَتْ بَعِيران، فإن كان فِيهَا أُجورٌ فأَربعةُ أَبْعِرة". فالأُجُور ها هنا مَصْدَر أَجَرَتْ يدُه تأجُر أَجراً وأُجُورًا، إذا جُبِرت على عُقْدة فَبَقِى لها عَثْم، وقد آجرتُ يَدَه إيجارًا، وأَجرتُها أيضاً، إذا جَبرتَها على غَيْرِ اسْتِواءٍ. (أجل) - قَولُه تعالى: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} (¬1). : أي أُخِّرت، والتَّأجِيلُ: ضد التَّعْجيل. - (2 في حديث عُمَرَ، وذُكِر له شَىْء فقال: "أَجَلْ". هذه الكَلِمَة تَقع في جَوابِ الخَبَر مُحقَّقةً له، ولا تَصلُح في جَواب الاسْتِفهام، كما يُقال لك: قَد كَانَ كذا، فتَقُولُ: أَجَل، فأما نَعَم فمحقِّقَة لِكُلِّ كلام 2). (أجم) - في حَديثِ مُعاوية، رضي الله عنه: "أَنَّه أَجِم النِّساءَ" (¬3). : أي كَرِهَهُنَّ وعافَهُنّ كما يُعافُ الطَّعامُ، وأَجِمتَ اللحمَ، إذا ¬
(أجن)
أكثرتَ منه حتى تَعافَه، وآجَمَه: أي حَملَه على أن يَشَمَّ الشَّىءَ. (1 ومنه الأَجَمة لتمَنُّعها، والآجام أيضا، والوَاحِد أَجَم 1) (أجن) - في حَديثِ عَلىِّ، رَضى الله عنه: "أنَّه ارتَّوَى من آجِنِ". - وفي حَدِيث الحَسَن: "أَنَّه كان لا يَرَى بأْساً بالوُضُوءِ من الماءِ الآجِن". الماءُ الآجِنُ والآسِنُ: المُتغَيِّر. والفِعل منه أَجَن يَأجِن ويَأْجُن، إذا تَغيَّر من انْعِقاد العِرمِض عليه أو غَيرِه أَجْناً وأُجونًا، ويقال: ماء أَجْن أَيضاً، ويُقال: أَجِنَ فهو أَجِن ولَيْسَا بِفَصيحَيْن. - في حديث ثابت "أنَّ مَلِكا متَمرِّدا دخلت بَقَّةٌ في مَنْخِره، فصارت في دِماغِه، فإذا طنَّت، أي طَارَت حتى سُمِع لِطيَرانها صوتٌ، ضربوا رأسَه بمِيجَنَة". المِيجَنَة: عَصاً يَضْرب بها القَصَّارُ الثَّوبَ ويقال لها: الكُذَين. وقال الكلبىُّ. المِيجَنَة: الصَّخْرة، وقال الأَسلمىُّ: وجِّن جِلدَتَك: أي اضْرِبْها بالمِيجَنة. والمِيجَنَة والمِيكَعَة: عود يُدقُّ به جِلدُ (¬2) البَعِر إذا سُلِخ، يُمرَّنُ به؛ يقال: أصل الكلمة الواو، فلذلك قال: وَجِّن، فعلى هذا ¬
لا تُهمَز المِيجَنة، وقيل: هو من أَجَن القَصَّار الثَّوبَ: أي دَقَّه، فإن كان من هذا جَازَ هَمْزُ المِيجَنة، والجَمْعُ المَآجِن والمَوَاجِن. - في حديث ابنِ مَسْعود، رضي الله عنه: " (¬1) أجَنَّك من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - تَقولُ هذا؟ ". : أىْ مِنْ أجْلِ أَنَّك، والعَربُ تَفعَل هذا، تَدَعُ كلمةَ مِنْ مع أَجْل تَقُول: فَعلْت هذا أَجلَك، تُرِيد به من أَجلِك، قال الشّاعر: * أَجْلَ أَنَّ الله قد فَضَّلكم * (¬2) ويقال: من أَجلِك وإجلاكَ، وفَتْح الجيم أكثرُ في أَجَنَّك، وربما تُكْسَر، وقد حُذِف من أَجنَّك اللَّام والألف، كما حُذِف من قَوله تعالَى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} (¬3): أي لكن أَنا هو الله رَبِّى، حُذِفَت همزةُ أنا فالتَقتَ نُونَان، فأُدغِمت إحداهُما في الأُخرى، وفي نَحوِ هذا أنشد الكِسَائِىُّ: لهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيَمةٌ ... ملِيحةُ أطرافِ البنان كَعابُ (¬4) ¬
يريد: لله أنّك، فأسقَط إحدى اللَّامين من لله وحذف الهمزةَ من أَنَّك. وفي "أنا" في الوَصْل ثَلاثُ لُغات: إحدَاها "أَنَا" كما قال عَزَّ مِنْ قَائلٍ: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ} (¬1) الأَصل أَلفٌ ونُونٌ، لكنه يُكتَب في المصحف بأَلِف بعد النُّون، فعلى هذا قراءَةُ مَنْ قَرأ: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} (¬2). اللُّغَة الثَّانِيَة: أنَا مُشْبَعةً، كما قال الشاعر: * أنَا أبو بَرْزَةَ إذْ جَدَّ الوَهَلْ * (¬3) وقال آخر: أَنَا سَيفُ العَشِيرة فاعْرِفُونى ... حُمَيداً قد تَذَرَّيتُ السَّنامَا (¬4) فعَلَى هذا قِراءَةُ مَنْ قَرأ: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ}. اللُّغة الثّالِثة: أنْ بِسكُون النُّون، وهو أَضعفُ الوُجوهِ، وحَذفُ الأَلفِ أَقواها. (5 وقِيل: خُفِّفَت أَنْ ضرَبيْن من التَّخفيف: أحدهما حَذْف ¬
الهَمْزة، والثَّانى حذفُ إحدى النُّونَين، فَوَلِيت النُّونُ الباقِية اللَّامَ، وهما مُتفاوِتَا المَخْرجَينَ، فقُلِبت اللَّام نُوناً، وأُدغِمت في النون، وحَقُّ المُدْغَم أن يُسَكَّن، فالْتَقَى السَّاكنان هي والجِيم، فُحرِّكَت الجِيمُ بالكَسْر فصار: أَجِنّك 5). * * *
باب الهمزة مع الحاء
باب الهمزة مع الحاء (أحد) - في الحَدِيث: (1 "أَنَّه قال لِسَعْد: أَحِّد" 1). أراد وَحِّد، فقلبَ الواوَ هَمزةً، كما قَلَب في أحد وإحدى وآحاد، قلب في الحركات الثلاث، ومعناه: أَشِر بإصْبَع واحِدَة - يَعنِى في الدُّعاء - وكان يُشِير بإصْبَعَين. (أحن) - في الحديث: "وفي صَدْرِه عليه إحنَةٌ". الإِحْنَة: الحِقْد، وجَمعُه إِحَنٌ وإِحْنات مَعاً: ثَلَاثُ لُغَات: بكَسْر الهَمْزَة والحَاء، وبِكَسْر الهَمْزة وفَتْح الحَاءِ، وبكَسْر الهَمْزَة وسُكُون الحَاءِ. وَآحنتُ الرجلَ مؤاحَنَةً: عَادَيتُه، وأحِنَ عليه: غَضِب، ويقال: وحِنَ عليه حِنَةً، بِتَخْفِيف النّون وهي لُغَة (¬2)، والحِنَة قد تَجِىء في الحَدِيث. * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الخاء
ومن باب الهمزة مع الخاء (أخذ) - في الحديث (¬1): "فأَخذَنِى ما قَدُم وما حَدُث". قال الخَطَّابِىُّ: معناه الحُزنُ والكَآبة: أي عَاوَدَنى قدِيمُ الأحزانِ واتَّصل بحَدِيثها، وعندِى أَنَّه كان تَذَكَّر (¬2) فيما كان قد أَتاه وجَرَى عليه من الأَقوال والأَفعال القَدِيمَة والحَدِيثة، أَيُّها (¬3) كان مستوجِباً لِترك (¬4) ردّهِ السَّلام عليه: أي غَلَب علىَّ ذلك وأَثَّر فِىّ. (أخر) - قَوْله تعالى: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ} (¬5) : أي في آخِرِكم - في حَديثِ المَرْجُوم (¬6): أَنَّه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الأَخِر زَنَى" ¬
هو مقصور على وَزْن "فَعِل" (¬1): أي الأَبعد المُتأخِّر عن الخَيْر، وقال بَعضهم: أي المُتَأخّر عن مجلسِنا. يعنى (¬2) كما يقول في حَدِيث سَوْء: "حَاشَا مَنْ يَسْمَع"، والأول أَليقُ بالحَالِ. - في الحديث: "إذا وضع أحدُكم بين يديه مِثْل مُؤْخَّرة الرَّحل، وفي رِوَايَة: آخِرة الرَّحل (¬3)، (4 وفي رواية: مُؤْخَرة الرّحل 4)، فلا يُبالَ مَنْ مَرَّ وَراءَه". قال الأصمعى: هي من الرَّحْل بَمنْزِلة مُؤْخِرة السّرج، والوَاسِطَة منه بمَنْزِلة قَرَبُوس السَّرج، والقَادِمَة: ضِدُّ الآخِرَة، قال الشاعر: * ورِدْفٍ كمُؤْخَرَة الرَّحْلِ * ومُؤخَر كلِّ شىءٍ: مقابل مُقْدَمِه، واخْتِير في العين مُؤْخِرٌ ومُوْخِرَة بالتَّخْفِيف كسْر الخَاءِ. وقد يقال في الرَّحْل مُوخِرتَهُ، (5 والمآخير جَمْعٌ زِيدَ فيه الياءُ عِوضًا عن الخَاءِ المَحذُوفة في مُؤَخِّر، وقد يقال: مآخِرُ بلا ياءٍ 5). ¬
(أخق)
- في حديث عمر رضي الله عنه: "أنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - قال له: أَخِّر عنِّى يا عُمَر" : أَىْ تأخَّر عنّى، يقال: أَخِّر، بمعنى تأَخَّرْ، كما يقال: قَدِّم، بمعنى تَقدَّم. ومنه قولُه تعالى: {لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (¬1). (أخق) - (2 في الحديث: "أخَاقِيق جُرذان". قال الأزهرى: هي الأَخَاديد، يقال: خَقَّ في الأرض وخَدَّ بِمَعْنى، وهي من باب الخَاءِ 2). (أخو) - في حديث أبِى بَكْر، رضي الله عنه، حين نَزَل {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} (¬3). قال: "لا أُكَلِّم رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - إلا كأَخِى السِّرار". : أي لا أُكَلِّمه إلا سِرًّا، أو كأَشدِّ السِّرارِ، وأَخُو البُعد، وأَبُو البُعْد: أَبعَد البُعْد، وأَخو الجُهْد هو الجُهْد نَفسُه. وقيل: ¬
سُمِّى الأخوان أَخَوَيْن، لتأَخِّى كلِّ وَاحدٍ منهما ما يَتَأَخَّى أخوه: أَى يَطُلبه ويَقْصِدُه، (1 وقيل أَخُو السِّرار: المُسارُّ الذي من خُلُوصه يُسارُ معه، وأَخُو السِّرار في غَيرِ هذا: الجِهَاد كما يُقال: أَخُو الخَيْر: الشَّرُّ، وأَخُو الشَّرِّ: الخَيْر 1). - في حديث عمر رضي الله عنه: "أَنَّه قال للعَبَّاس رضي الله عنه: أنتَ أخِيَّةُ آباء رِسول الله - صلى الله عليه وسلم -". قيل: إن الأَخِيَّة: البَقَّيِة من الناس، ويقال له: عندى أَخِيَّة: أي ماتَّة قويَّة ووَسِيلةٌ قريبَةٌ، والأصل فيه أيضا آخِيَّةُ الدَّابَّة، وقيل: إن آخِيَّة الدَّابَّة من التَّأَخِّى، وهو إحكامُ الشىءِ وجَودَةُ صَنْعتِه. وربما تُحَفَّف الهَمْز من التّأَخِّى، فيقال: تَوَخَّى، وذكر بَعضُهم الآخِيَةَ بتَخْفِيف اليَاءِ، والأَولُ أَشهرُ. - (1 في الحديث: "لا تَجْعَلُوا ظُهورَكم كأَخَايَا الدَّوابِّ". : أي لا تُقَوِّسوها في الصَّلاةِ حتى تَصِير كهذه العُرَى، وجَمْع الآخِيَّة قِياساً أواخِىّ كَأوارىّ، وأَخَايا بلا قِيَاس، كما جاء ليَالٍ في جمع لَيْلَة، وقِياسُ وَاحِد الأَخَايَا أَخِيَّة كأَلِيَّة وأَلَايَا، كما أَنَّ قِياسَ واحدِ اللَّيالى لَيْلاةٌ 1). * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الدال
ومن باب الهمزة مع الدال (أدب) - في حديث عَلِىٍّ رضي الله عنه "أَمَّا إِخوانُنا بَنُو أُميَّة فَقادَةٌ أَدَبَةٌ، ذَادَةٌ" (¬1). الأَدَبَة: جميع الآدِب، وهو الذي يدعو إلى الطَّعام، قال طَرفَة: نَحنُ في المَشْتاة ندعو الجَفَلَى ... لا تَرَى الآدبَ فينا يَنْتَقِر (¬2) قال أبو طالب: يقال: الجَفَلى والأَجْفَلَى: أي عامّة من غير اخْتِصاص، والنَّقَرى بضِدِّه، يقال: أَدبَه أَدْباً، واشتقِاق الأَدَب منه أيضا؛ لأنَّ كُلَّ الناسِ يدعو إليه، أو لِأنَّه يدعو إلى المَحامِد، أو لأَنَّ العَقلَ يدعو إلى قَبوله واستحْسَانه. وأَدُب: صَارِ أَديباً، وكَثُر أَدبُه. (أدر) - في الحديث: "أَنَّ رجلا أَتاه وبه أُدرَةٌ فقال: ائتِ بعُسًّ (¬3) فحَسَا منه. ثم مَجَّه فيه، وقال انتَضِحْ به فدهَبَت عنه". قال الأصمعى: الأَدَرُ والأدَرَة، والأُدْرَة: أن تَضخُم الخُصْيَة من فَتْق أو غَيْره، قِيلَ: كان صِبْيان يَلعَبُون ويَنْزُون فَنَهاهم ناهٍ، فقال أعرابى: دعهم يَأْدَرُوا. ¬
(أدف)
- وفي الحديث: "أَنَّ بَنِى إسْرائِيل كانوا يقولون: إنَّ مُوسَى آدَرُ". من أَجْلِ أنَّه كان لا يَغْتَسِل إلا وَحدَه. وفيه أُنزِل قَولُه تَعالَى: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى ...} (¬1) الآية. والفِعْلُ أَدِرَ يَأْدَر (¬2). (أدف) - في الخَبَر (¬3): "في الأُدافِ الدِّيَة". يعنى الذَّكَر إذا قُطِع. قال أبو عُمَر: ويقال: بالذَّال المُعجمَة، قال الشاعر: * أولجتُ في كَعْثَبِها الأُدافَا * (¬4) وَوَدَف: قَطرَ، وبالذَّالِ أيضا. (أدم) - (5 في الحَدِيثِ: "نِعْم الِإدامُ الخَلّ" : أي ما يُؤدَم به الطَّعام ويُصلَح به ويُصطَبَغُ، وهذا البِناءُ كَثِير فيما يُفعَل به الشَّىءُ، كالرِّكَاب: لِما يرُكَب به، والحِزام لِما يُحزَم به. - في حَديثِ نَجَبَةَ (¬6): "فابنَتُكَ المُؤدَمَةُ المُبْشَرَة". ¬
(أدا)
قال أبو زيد: يقال للرَّجُل الكَامِل: إنه لَمُؤدَمٌ مُبشَرٌ: أي جَمَع شِدَّةَ البَشَرة وخُشونَتَها، ولِينَ الأَدَمة ونُعومتَها، والأَدَمة: باطِنُ الجِلْد، والبَشَرةُ: ظاهِرُه. - وفي حديث آخر (¬1): "إن كنتَ تُرِيد النِّساءَ البِيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ فعَلَيْك بِبَنِى مُدْلج". الأُدمَة في الِإبِل: البَياضُ مع سَوادِ المُقْلَتَين 5). (أدا) - وفي حديثِ ابنِ مَسْعُود: " ... رجلا نَشِيطاً مُؤدِياً" (¬2). المُؤدِى: التَّامُّ السِّلاح، الكامِلُ أَداةِ الحَرب. وفي تفسير: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} (¬3). : أي مُقْوون مُؤدُون: أي ذَوُو دوابّ قَوِيَّة، كامِلُو أَداةِ الحَرْب. وآدَى للسَّفَر: تأَهَّب له. * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الذال
ومن باب الهَمْزَة مع الذال (إذًا) (¬1) - قَولُه تَعالى: {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ} (¬2). قيل: هو اسمٌ بمعنى الحروف النَّاصِبَة، وقِيل: أَصلُه "إذَا" الذي هو من ظُرُوف الزمان فنُوِّن للفَرق، ومعناه لا حِيَنئِذٍ"، وقيل: هو حَرْف: أَى إن أَخرجُوك من مَكَّةَ فَحِينَئِذ لا يَلبَثُون بَعدكَ فيها إلا قَليلاً. (أذن) - قوله لأَنَس: "ياذَا الأُذُنَيْن". يُحتَمل أن يكون معناه الحَضَّ على حُسنِ الاسْتِماع والوَعْى، لأن السَّمعَ (¬3) بحاسَّة الأُذُن، ومَنْ خَلَق الله تعالى له أُذُنَيْن فأَغفَل الاسْتِماعَ، ولم يُحسِن الوَعىَ لم يُعذَر، والله تعالى أعلم. (أذى) - (4 وفي الحديث "كُلُّ مُؤذٍ في النَّار". يَعنِى المُؤذياتِ من السِّباع والهَوامّ، قيل: يُجعَلون في النار عُقوبةً لأهلِها، وقيل: هو وَعِيدٌ لمن يُؤذِى الناسَ 4). ¬
وفي حديثِ ابنِ عبَّاس في تَفسِير: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ} (¬1). قال: (2 أَخذَ اللهُ مِيثاقَ بنى آدم من ظُهُورِهم 2) كأنهم الذَّرُّ في آذِىِّ الماء. الآذِىّ: المَوجُ. * * * ¬
باب الهمزة مع الراء
باب الهمزة مع الراء (أرب) - في الحَديثِ، قالت قُرَيشٌ: "لا تَعْجَلُوا في الفِداءِ لا يَأْرَبُ عليكم مُحمدٌ وأَصحابُه". قال الأصمَعِىُّ: أرِب الدَّهرُ يَأرَب، إذا اشتَدَّ، وتأرَّب علىَّ: تَعدَّى: أي كَيلَا يَلْتَوِى (1 ويمتَنِع 1) ويتشَدَّد عليكم فيه. وقال غَيرُ الأصمعى: أرِبتُ بالشىءِ: أُولِعتُ به، وأَرِبت بالشىءِ: قَوِيت، وأرِب في الشىء: رَغِب فيه، وأرِب: أنِس، وأَرِب به: صار ماهِراً، وأرِبت لأَمرٍ: سَموتُ وطَلَبتُ. والأَرِبُ: الكَلِفُ بالشىء. ومَعنَى هذه الألفاظ مُتَقارِبٌ، والحديث يَحتَمِلُ الجَمِيعَ. - وفي حديث عَمْرو (¬2): "أرِبت بأَبِى هريرة". : أي احتَلْت به، والِإربة: الحِيلَة، قاله الزّمخشَرِىّ. - في حديث عمر رضي الله عنه "حين سَأَله الحارثُ بن أَوْس - أو ابنُ عبدِ اللهِ بنِ أوس - الثَّقَفِىّ، رَجلٌ من الصَّحابة، رضي الله ¬
(أرث)
عنهم، عن المرأةِ تَطُوف بالبَيْت ثم تَحِيضُ قال: لِيَكُن آخر عَهدِها بالبَيْت. فقال الحَارِثُ: هَكَذا أفتَانِى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال عُمَر: أَربْتُ عن يَدَيْك، سأَلتنِى عن شَىءٍ سألتَ عنه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَيْمَا أُخالِف". ذكر صَاحِبُ الغَرِيبَيْن أَن معناه: ذَهَب ما في يَدَيْك، وهذا القَولُ غَيرُ مُرتَضًى؛ لأنه في رِوايةِ أُخْرى: "خَررْتَ (¬1) عن يَدَيك". وهذه عبارة عن الخَجَل مشهورة بالفَارِسِيَّة أيضا، كأنه أراد أصابَك خَجَلٌ حَيثُ أردتَ أن تُخْجِلَنى بُمخالَفَةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. - في حديث جُندَب (¬2): "خَرَج برجل أُرابٌ" (¬3) وفي رواية: "قَرْحَة" وهو بمعناها، غير أنه يَقتَضِى أن يكون شيئا غير مُتَناةٍ، من سُقوط الآرابِ، وهي الأَعْضاء. (أرث) - في حَديثِ أَسلَم "كُنتُ مع عمر، رضي الله عنه، وإذا نَارٌ تُؤَرَّثُ بصِرارٍ". (4 قال الأصمعى 4): التَّأريثُ: إِيقادُ النَّار وإذكاؤُها، والِإراثُ: ¬
(أرج)
النار، وما تُؤرَّث به أيضاً، والأَرثةُ: عُودٌ أو شىء يُعَدّ لِتأريثِها، وأَرِثَتِ النَّارُ، فهى أَرثِة وأريِثة، وأرثَت أيضا تَأَرِث أَرثاً وأُروثاً، والأَرِيث: النار أيضاً، عن أبى زيد (¬1). وصِرَار، بالصَّاد المُهمَلة: موضِعٌ بقُرب المدينة، يُنسَب إليه بعضُ الرواة. - في الحديث: (2 "إنَّكم على إرثٍ من إِرثِ أَبِيكُم إبراهِيم" 2) يعنى الميِراثَ وأَصله وِرْث، كإشاح وإساد، في وِشاح وَوِساد، ومن ها هنا للتَّبيين كقوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (¬3). (أرج) - في الحديث: "لَمَّا جاء نَعِيُّه (¬4) إلى المَدَائِن أَرِج النَّاسُ" قيل معناه: ضَجُّوا بالبكاء، وأرَّجتُ النارَ: أضأْتُها. والِإرْجَانُ: الِإغراءُ بين النَّاس. (أرجوان) - ومن رُبَاعِيّه في الحَدِيث: "لا أركَب الأُرجوان" يعنى الأُحمرَ. قيل: أَراد به المَياثِرَ الحُمْرَ، وقد تُتَّخذ من دِيباجٍ ¬
(أرخ)
وحَريرٍ، وقد ورد النَّهىُ فيهما؛ لأنه من السَّرف ولَيْسَا من لِباس الرِّجال، وقد نُهِى الرِّجالُ عن لُبس المُعصفَر، وكُرِه لهم الحُمرةُ في اللِّباس، وذلك مُنصرِفٌ إلى ما صُبِغَ بعد النَّسْج، فأمَّا ما صُبِغ نَسجُه (¬1) فغَير داخلٍ في النَّهى. والحُلَلُ: بُرودُ اليَمَن ذَوُو ألوانٍ يُصَبغ الغَزْل، ثم تُتَّخذ منه الحُلَل، وهي العُصَب. (أرخ) - عن سَعِيد بن المُسَيَّب قال: "أولُ مَنْ كَتَب التَّاريخَ عُمرُ بن الخَطَّاب، رضي الله عنه". التّارِيخ: تَبْيِين وَقْتِ كتابةِ الشىءِ، يقال: أرَّخت الكتابَ ووَرَّخْتُه تَارِيخاً، وقيل: إنه مُشتَقٌّ من الأَرخِ، وهو وَلَدُ البَقَرة الحَدَثُ، لأن التاريخَ حَدَثَ كما يَحدُث الوَلدُ، حكاه الأزهَرِىّ عن الصَّيْداوِىّ، وقال: فيه نَظَر، وقيل: الِإراخُ: بَقَر الوَحْش. وقال بَعضُهم: التَّاريخ مُعرَّبٌ غَيرُ مُشْتَقٍّ (إردب) - في حَديث أبى هُرَيْرة: "مَنَعَتْ مِصرُ إردَبَّها". قيل: هو مكيال (¬2) لهم يَسَع أربعةً وعِشْرِين صَاعًا. (إردخل) - رُباعِيّه في حَديِث (¬3) أبِى بَكْر بنِ عَيّاش قال: "انتَخَبَها رَجلٌ إردَخْلٌ". ¬
(أرز)
: أي ضَخْم، يريد أنَّه رجل في العِلْم والمَعْرِفة بالحَدِيث كَبِير، والجِردَخْل أيضا الضَّخْم، وقيل: الِإردَخْلُ: التَّارُّ السَّمِين. (أرز) - في حديث أبى الأسود: "إن سُئِل أَرِزَ". : أىْ تقبَّض من بُخلِه، والأَرُوز: الذي لا يَنبَسِط للمَعْروف. (أرس) - في حديث هِرقْل (¬1) "إن تولَّيتَ (¬2) فإنَّ عليك إثمَ الأرِيسيِّين" قال أبو عُبَيد: هم الخَدَم والخَول: أي بِصَدِّه (¬3) إيَّاهم عن الدِّين كما قال تعالى: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا} (¬4) الآية، وكقَولِ سَحَرَة فِرعَون: {وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ} (¬5): أي عَلَيكَ مِثْل إثْمِهم، وكقولِه تَعالَى: {فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} (¬6): أي مِثل نِصفِه. قال أبو عُبَيْد في كِتابِ الأَموالِ: أَصحابُ الحديثِ يَقولُون: الِإرّيِسِيِّينَ، والصَّحِيحُ الأرِيسِيِّين. ¬
قال الطَّحاوى: وهو عِندنَا على خِلاف ما قاله أبو عُبَيْد، بل هو على نِسبَتِهِم إيَّاهم إلى رئيسٍ لهم يقال له: أَرِيس، فيقال في نَصْبه وجرّه: الأرِيسِيِّين، وفي رفعه الأرِيسيُّون، كالنِّسبة إلى يَعْقوب: يَعقُوبِيُّون، فأَمَّا إذا أردت الجَمْع للأَعْداد قلت: (1 الأَرِيسون كاليَعْقُوبِين وذكر بَعضُ أهلِ المعرفة بِهَذه المَعانى، أنَّ في رَهْطِ هِرَقْل فِرقةً تُعرَف: بالأرُوسِيّة، تُوحِّد اللهَ تَعالَى، وتَعتَرف بعُبُودِيَّةِ المَسِيحِ، ولا تَقول فيه 1) شيئاً مِمَّا يقَولُه النصارى، فإذا كان كذلك جاز أن يُقالَ لهم: الأريسِيّون، وجاز أن يكون هِرقلُ على مِثْل ما هِىَ عليه، فِلهذَا قال: "يُؤتك اللهُ أجرَك مَرَّتين". كما قال في حَديثِ أبى مُوسَى: فِيَمن لهم أجرُهم مَرَّتَيْن "رجل آمَنَ بنَبِيِّه، ثم آمَنَ بمُحَمِّد - صلى الله عليه وسلم -، وهذَا في النَّصارى خاصَّة مَنْ بَقِى منهم على دِينِ عيسى، عليه الصلاة والسلام، لم يُبدِّل، دُونَ اليَهُود، فإنّ دِينَهم نُسِخَ بعِيسى عليه الصلاة والسلام. وقال غَيرُه: إنهم أتباعُ عبدِ الله بنِ أُريس: رجل كان في الزَّمَن الأَوَّل فبَعَثَ الله تَعالَى إليهم نَبِيًّا فَقَتَله هذا الرَّجلُ وأشياعُه، وكأنه قال: عَليكَ إِثمُ الذين خالَفُوا نبِيَّهم. وقيل: الِإرِّيسُون: المُلوكُ، واحِدُهم إِرِّيسٌ على فِعِّيل، وهو الأَجيِر أيضا، من الأَضْداد، والمُؤرَّس: مَن استعمَله الِإرِّيس. ¬
(أرش)
(1 وفي رواية اللَّيث، في حَدِيث قال اللَّيثُ: الأريسِيُّون: العَشَّارون (أرش) - الأَرشُ المذكور في الأَحكام: الذي يَأْخذه الرَّجلُ من البَائِع إذا وَقَف على عَيْب. وأُروش الجِنايات سُمِّى أرْشاً، لأنه سَبَب من أسبَابِ الخُصومة. يقال: هو يُؤرِّشّ بَينَ القَوم: أي يُوقِع بينهم الخُصُوماتِ، يقال: لا تُؤرِّش بين أصدقائك 1). (أرق) - في الحديث: "أَنَّه ليلةً". (2 قال يعقوب 2): يقال: رجل: آرِق وأَرِقٌ، إذا كان يَسْهر بالليل لِعِلَّة، فإن كان السَّهَر من عَادَتِه بلا عِلَّة، قيل: رجل أُرُقٌ، وسُهُدٌ على وزن حُرُض. (أرك) - في حَديِث بَنِى إسرائيل (¬3): "وعِنَبُهم الأراك". الأَرَاكُ: شَجَر لها عناقِيدُ كعَناقِيد العِنَب، وحَملُها يُقال له: الكَباثُ يُؤكَل. - (2 وفي حديث: "أَرَاكٌ كَبَاثٌ". ¬
(أرم)
: أي أَراكٌ عليها ثَمرةُ الكَباثِ، وهو ما لم يَنضَج، فإذا نَضِجَت فهو المَرْد 2). - وفي حديث آخر: "أَنَّه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ أُتِى بلَبَن إبلٍ أَوَارِك". : أي قد أكَلت الأراكَ، يُقالُ لها: أَرَكت تأرُك، بضَمِّ الرّاءِ وكَسرِها، أُروكًا، إذا أَقامَت فيه فهي آرِكَة، فإن اشتَكَت بُطونَها من ذلك قيل لها أَرَكَت فهي أَراكَى. (أرم) - في الحديث: "فِيما يُوجَد في آرام الجاهِليَّة وخَرِبِها الخُمسُ". قِيل: هي أَعلامٌ كانت تبنيها عادٌ، ما يُلقونَ شيئًا إلا جَعلُوا عليه آراماً: أَي أعلامًا من حِجارة ليَعرِفوا مَكانَها، فَيلْتَقِطُوها عند انْصِرافهم، قال الكُمَيت: * بعد نَهْجِ السَّبِيل ذِى الآرامِ * (¬1) وواحد الآرام إِرَمٌ، فأما الأَرآم بمَدِّ الهمزة الثانية وقَصْرِ الأولى: فالظِّباء، واحِدُها رِئْم. ¬
- قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} (¬1). قيل هو اسمُ أَبِي عاد بنِ إرَمَ بن سام بن نُوح، ويقال: هو اسْمُ بلْدَتِهم، وقيل: اسمُ بُستانِهم. - في الحديث "كيف تَبلُغك صَلاتُنا وقد أرِمْتَ". قال الرَّاوى: أي بَلِيتَ، يقال: أَرمِ المالُ والنّاسُ: فَنُوا، وأرضٌ أَرِمَة: لا تُنبِت شَيئًا، وقيل: إنما هو أُرِمتَ، والأَرْم: الأَكل، ولذلك قيل للأَسْنان (¬2): أُرَّم، وأرمَتِ الِإبلُ تَأْرِم، إذا تَناوَلَت العَلَفَ. ويُروَى: "أرمَمْت" (¬3). - في حديث عُمَيْر بن أفْصَى: "إنّا من العرب في أرُومَةِ بِنائِها" الأَرومة: الأَصلُ، على وزن الأَكُولة، وأَرمتُ الشّىءَ: قلعتُ (¬4) أَرومَتَه. (5 وفيه ذِكْر إرَم - بكَسْرِ الهَمْزة وفَتْحِ الرَّاءِ الخَفيفَة - وهو مَوضِعٌ من دِيار جُذام، أقطعَه رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَنِى جِعال بنِ رَبيعة 5). ¬
(أرن)
(أرن) - في الحديث الذي رَواه رافِع بنُ خَدِيجٍ، رضي الله عنه، في الذَّبِيحَة: (¬1) "أَرِنْ أوِ اعْجَلْ ما أَنهَرَ الدَّمَ". (2 أخبرَنا إسْماعيلُ بن الفَضْل، أنا أَحمَدُ بن الفَضْل، أنا عُمَرُ بنُ إبراهيم في كِتابِه، ثنا مُحمَّدُ بنُ الحَسنَ، ثنا أحمدُ بن الحارِث، حدَّثنى محمدُ بن عبد الكريم، ثنا الأَصَمِعىُّ قال: قال عِيسىَ بنُ عُمَر: سألتُ أبا مالك الغَنَوىّ قلت. يَقُولُ: ارْنِى هَذا المتاع أَو أَرِنى فقال: إنما ارْنِى: هاتِ، وكان يَقولُ: كان من أفْصَحِ مَنْ رأيتُ 2). قال الِإمام إسماعيل (¬3)، رحمه الله، في شرح كِتابِ مُسلِم قوله: "اعجَلْ أو أَرِن" الشّكّ من الرّاوِى، ومَعْنَى قولِه: أَرِن "أيضا اعْجَل، ومنهم من يُسَكِّن الراءَ فيقول: "أَرْنِى"، ومنهم من يحذف الياءَ من آخر الكَلِمة، وهذا الذي ذكره لا أَعرفُ وجهَه. وقال غيره: أَرِن، على وزن عَرِن، ورواه بعضهم أَرْنِ على وزن عَرْنِ، قال: وهو مُشكِل، إلا أن يكون من أرانَ القَومُ، إذا هَلكَت ماشِيَتُهم، فيكون المعنى. كُنْ ذا شاةٍ هالِكَة وأَزهِق نفسَها بكُلِّ ما أَنهرَ الدَّمَ غيرَ السِّن والظُّفر، قال: ويحتمل أن يكون "إِيرَن" مثل عِيرَن، من الأَرْنِ، وهو النشاط، ومعناه: خِفَّ واعْجَل وانْشَط، ¬
واذْبَح بكل ما حَضَر لئَلّا تَختَنِق الذَّبِيحةُ؛ لأنَّ الذَّبْحَ إذا كان بِغَيْر حديد احْتاجَ صاحِبُه إلى خِفَّة يدٍ في إمرارِ تلك الآلةِ على المَرِىء والحُلْقُوم قبل أن تَهلِك الذَّبِيحةُ، بما يَنالُها من أَلَم الضَّغْط. يقال: أَرِن يأرَن أرَناً وإِرَاناً، إذا نَشِط، فهو أَرِن، والأمر ائرَنْ على وَزْن احْفَظ. والوجه الثالث: أن يكون أَرْنِ مثل عَرن: أي أَدم الحَزَّ ولا تَفتُر في ذلك، من قولك: رَنَوْتُ، إذا أدمتَ النَّظَر، وهذا أيضا غَيرُ صَحِيح، لأنَّ الأمرَ من رَنا يَرنُو ارْنُ. قال: ويقال: أَرِنِّ: أي شُدَّ يدَك على المَحزِّ والمَذْبَح واعتَمِد بها، واللهُ عزَّ وجَلَّ أَعلَم. (1 وقال الزمخشرى: أَرِن وأعْجَل، وكُلُّ مَنْ علاك وغَلبَك فقد رَانَ بك، ورَانَ عليك، ورِينَ بفُلان؛ ذَهَبَ به المَوتُ وأَرانَ القَومُ: رِينَ بمواشِيهم: أي هَلَكَت. وصاروا ذَوِى رَيْن في مَواشِيهم. ومنه أَرِن: أيْ صِر ذا رَيْن في ذَبِيحَتِك، قال: ويجوز أن يكون أَرانَ تَعْدِية لِرَان، كما يُعَدَّى بالباء في رانَ به. أي ازْهَق نفسَها. وقيل: ائرَنْ من أَرِن إذا نَشِط: أي خَفَّ وقيل: ارْنُ من الرَّنَا (¬2)، وهو إدامة النَّظر: أي رَاعِه بِبَصَرك لا يَزِلّ عن المَذْبح. ولو قيل: ارَّنَّ: أي اذبحَنَّ بالِإرَارِ وهو ظُرَرَة: أي حَجَرٌ ¬
(إرة)
مُحدّد يَؤُرُّبها الرّاعِى ثَفْرَ النّاقةِ، إذا انقطَع لبنُها كان وَجْهاً. (أرنب) (¬1) - من حَدِيث وائِل: "كان يَسجُد على جَبْهَتِه وأرنَبَتِه". الأَرنَبَةُ: طَرفُ الأَنف 1). (إرة) - في حَديثِ زَيْد بن حارِثةَ، رضي الله عنهما،: "ذبَحْنا شاةً وصنعناها (¬2) في الِإرَة، حتى إذا نَضِجت جعلناها في سُفْرتِنا" (¬3). قال الأصمعى: الِإرَةُ: حُفرة تُوقَد فيها النّارُ، وقيل: هي الحُفرة التي حَولَها الأَثافِىّ. كما يقال: وَأَرت إرةً، والوِآر: مَحافِر (¬4) الطّيِن. وأرض وَئِرة: شَدِيدةُ الأُوارِ، كأنَّها مقلوبة. وقال الوالِبىُّ: الِإرَةُ: النَّار. يقال: أُعِندَكم إرةٌ؟ ¬
(أرى)
(أرى) - في حديث عبد الرحمن النَّخَعِى: "ولَوْ كانَ رَأىُ النَّاس مِثل رأيِك ما أُدِّىَ الأَريانُ". قال أبو عُبَيدة: كانت العَربُ تُسمِّى الخَراجَ الِإتاوةَ، والأَرِيَان، وقال الحَيْقُطان: وقلتم لَقاحٌ لا نُؤدِّى إتاوةً ... وإعطاءُ أَريانٍ من الضُّرِّ أَيسَرُ (¬1) اللَّقاحُ، بفَتْح اللام، البَلَد الذي لا يُؤدِّى أهلُه إلى المُلوكِ خَراجًا. وقوم لَقاحٌ: إذا لم يُملَكوا. والأريان: اسم واحد كالشَّيطان. وقال الخَّطابِىّ (¬2): وأشبَه بكلام العرب أن يكون "الأُربان"، بضَمِّ الهَمزة وبالباءِ المُعجَمة بِواحِدَة، وهو الزِّيادة على الحَقِّ، يقال له: أُربان وعُربان. (3 ولو كانت الياء المعجمة باثْنَتَين فيه صَحِيحًا فكأنه من التَّأرِية، لأنه شَىءٌ قُرِّرَ على النّاسِ وأُلزِموه 3). * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الزاى
ومن باب الهمزة مع الزاى (أزب) - عن أَبِى الأَحوَصِ قال: "تَسْبِيحة (¬1) في طَلَب حاجة خَيرٌ من لَقُوحٍ صَفِىّ في عام أزْبَة أو لَزْبة" قال ثعلب: يقال أصابتهم أَزْبة ولَزْبَة وأزْلَة، وعامٌ: أي جَدْب ومَحْل، وأَزمة أيضا بمعناها. - (2 في حديث ابنِ الزُّبَير "أَنَّه خَرجَ فبات في القَفْر، فلما قام لِيَرحَل وجد رجلًا طُولُه شِبْران، عظيمَ اللِّحية على الوَلِيَّة - يعني البَرذَعة - فنَفَضَها فَوقَع، ثمَّ وضعها على الرّاحلة، وجاء وهو على القِطْعِ - وهو الطَّنفِسة - فَنَفَضه فوقَع، فوضَعَه على الرّاحلة، وجاء وهو بين الشَّرخَيْن - أي جانبى الرَّحل - فنفَضَ الرحلَ، ثمَّ شَدَّه وأخذ السوطَ، ثمَّ أتاه فقال: مَنْ أنت؟ فقال: أَنَا أَزبُّ، قال: وما أَزبُّ؟ قال: رجل من الجِنِّ، قال: افتحْ فاكَ أنظُرْ، ففَتح فاه فقال: أَهكذا حُلوقُكم، ثمَّ قَلَب السَّوط فَوضَعه في رأسِ أزَبَّ حتى باصَ" 2). (3: أي فاتَه واستَتَر. والأَزبُّ في اللغة: الكَثِير الشَّعْر. 3). ¬
(أزج)
- وفي حديث بيعَةِ العَقَبَة: "هو شيطان اسمُه أَزبُّ العَقَبَة"، بالفتح، وهو الحَيّةُ. (أزج) - في حديث جَرِيرٍ "صِرنا إلى بيت شَبِيةٍ بالأَزَج". وهو ضَربٌ من الأبنِيَة. (أزر) - في الحديث قال الله تَباركَ وتَعالَى: "العَظمَة إِزارِى والكِبرِياءُ رِدَائِى". ذكر بَعضُ العلماء، أن مَعنَاه: أَنَّ الكِبرياءَ والعظمةَ صِفَتان لله - تبارك وتعالى - اختَصَّ بهما فلا ينبَغِى لمخَلوقٍ أن يَتَعاطاهُما، وضَرَب الرِّداءَ والِإزارَ مثَلاً في ذلك. يقول، والله تعالى أعلم، كما لا يَشْرَك (1 [الِإنسانَ] 1) في رِدائِه وإِزاره اللَّذَين هو لاِبسهُما غَيرُه، فكذلك لا يَشرَكَنِي في هاتَين الصِّفَتين مَخلوقٌ: أي ليْستا كسائِر الصِّفات التي قد يتَّصف بها المَخلوقُ مَجازاً من صِفاتِه عَزَّ وجل كالرَّحمَة والكَرم وغيرهما. - وكذلك الحَدِيث الآخر: "إِنّ الله - عَزَّ وَجَلَّ - تَسَربل بالعِزّ وتردَّى بالكِبرياء وتَأَزّر بالعَظَمة" (¬2). وفي بَعضِ الروايات: "لِلهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلاثةُ أَثوابٍ، تَسَربَل بالعِزّ .. " الحديث. ¬
ونَحوُه ما رُوِى: "أَنَّ السُّلطانَ رُمحُ الله، عزَّ وجل، وفَيئُه وظلُّه في الأرض". وكقوله عليه الصلاة والسلام: (¬1) "مُوسَى اللهِ أحَدُّ". - وفي الحديث: "ما أَسفَل من الكَعْبَيْن من الِإزار في النَّار": أي ما دُونَه من قَدَم صاحِبه عُقوبةً له على فِعلِه، أو صَنِيعهِ ذلك في النّار، على مَعنَى أَنه مَعدودٌ في أَفعالِ أهلِ النّارِ. - في الحديث: (¬2) "أَنصُرْك نَصراً مُؤَزَّرا". قيل: كأنَّ الأَلِفَ سَقَط من أمام الواوِ، (3 فكان في الأصل مُوازَرًا من قولهم: وازَرتُه، بمعنى عاونتُه، فأما المُؤَزَّرِ، فالذي أُزِّرَ، بالِإزار، إلا أن يكون فاعل جُعِل فَعَّل قِياسًا على غَيرِه من الأَفعال. في بعض الأخبار: "وهو مُتَّزِر"، والصَّواب مُؤْتَزِر، والمُتَّزِر من تَحرِيف الرُّواة، لأَنَّ الهمزةَ، لا تُدغَم في التّاء، قال جَوَّاس: وأَيامَ صِدقٍ كُلَّها قد عَلِمتُمُ ... نَصَرْنا ويومَ المَرْج نصرًا مُؤَزَّرا (¬4) ¬
(أزم)
قيل: هو من الِإزار، لأنَّ المُؤْتَزِر يَشُدُّ به وَسَطَه وأُزُرَه، قال الشاعر (¬1): أجْلَ أنَّ الله قد فَضَّلكم ... فَوقَ من أَحكأ صُلبًا بإزار (أزفل) (¬2) - وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: "أنها أَرسلت إلى أَزفَلَة من النَّاس" بفَتْح الهَمْزة والفاء: أي إلى جماعةٍ منهم، وكذلك الثُّبَةُ، والزَّرافةَ، ولَيْسَت بعَدَدٍ بعَينه، ويقال ذلك للإِبل أَيضاً، وكذلك الأزْفَلى. يقال: جاءوا بأزفَلَتِهم وبأجفَلَتِهم. (أزم) - عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "إذا كُنتَ بين المأزِمَيْن دون مِنًى، فإنَّ هُنَاكَ سَرْحَةً سُرَّ تَحتَها سَبْعونَ نَبِيّا". قال الأصمعى: المَأزِم: المَضِيق في الجِبال حيث يَلْتَقِى (¬3) بَعضُها بَعضاً، ويتَّسع ما وَراءَ، ومأزِما مِنًى: موضِع مَعْروف. ولَعلَّ أَصلَه من الأَزْم، وهو الِإمساك بالشَّىءِ واللُّصوقُ به. وأَزَم الدّهرُ: اشتَدَّ، وأَزَم به: لَصِق. ¬
(أزى)
- (1 في الحديث: "فأَزَم القَوم". كذا رَواه بَعضُهم: أي أمسكوا، والمحفوظ: أَرمَّ 1): أي سَكتُوا. - وفي الحديث: "اشتَدِّى أزمةُ تَنْفَرِجى". الأَزْمَةُ: السَّنَة الجَدْبة، وأصلُه الِإمساكُ وضَمُّ (¬2) الفَمِ. يقال: إن الشِّدَّة إذا تَتابَعَت (¬3) انفرَجَت، (4 وإذا تَقيَّظت انقَضَت 4) وإذا جَلَّت تَجَلَّت، وإذا تَوالَت تَولَّت. وذَكَر بَعضُ الجاهِلِين: أَنَّ أَزمةَ اسمُ امرأَةٍ، أَخذَها الطَّلْقُ فَقِيل لها: اصْبِرى وتَشَدَّدِى تَنْفَرِجى عن قَرِيبٍ، وهَذا باطِلٌ لا أَصلَ له. (أزى) - (1 في قِصَّة موسَى عليه الصلاة والسلام "أنَّه وَقَف بإزاءِ الحَوضِ" (¬5). وهو مَصَبُّ الدَّلْو، وناقَةٌ أَزيَةٌ، إذا لم تَشْرَب إلَّا منه 1). * * * ¬
ومن باب الهمزة مع السين
ومن باب الهمزة مع السين (أسبذ) - (1 في الحديث أنَّه كتب لعِباد اللهِ الأسْبَذِيِّينَ (¬2): مُلوكِ عُمان في البَحرَين، قيل: هي كلمة أعجَمِية معناها: عَبَدَة (¬3) الفَرَس، لأنهم كانوا يعبدون فَرسًا، ويقال لِلفَرس بالفارِسِية: إِسْب، وقيل: الأسْدِيّون الذين تقول العامة لهم: الأَزدِيّون 1). ¬
(أسد)
(أسد) - في حديث لُقْمان بن عاد: "خُذِى مني أَخِى ذَا الأَسَد". كأنه وصَفَه بالشَّجاعة. يقال: أَسِدَ واستأْسَد إذا اجتَرأ. - ومنه ما في حديث أُمِّ زَرْع: "إن خَرَج أَسِدَ". ويقال: أسِد الرجلُ إذا خَرِف ودُهِشَ عند رؤية الأَسد. (أسر) - قَوله تَعالى: {وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (¬1). قال مجاهد: هو المَحبوسُ. - ومنه حديثُ عُمَر، رضي الله عنه. "لا يُؤسَر في الإِسلام أَحدٌ بشهادة الزُّور، وإنّا لا نَقبَل إلا العُدولَ" : أي لا يُحبَس، والأُسرَة: القِدُّ، وهي قَدرُ ما يُشَدُّ به الأَسِيرُ من القِدِّ. كالغُرفَة بقَدْر ما يُغرفَ من المَرَق. - وفي حديث عن أبي الدَّرداءِ، رضىَ الله عنه، وقال له رجل: "إنَّ أَبِى أَخَذَه الأُسْرُ". يَعنِي: احتِباسَ البَولِ، والرَّجل منه مَأْسُورٌ، والحُصْر: احْتِباسُ الغائِط. - في حديث عَمْرو بن مَعْدِ يكَرِب قال: "استَأْسَرَ". يقال: استَأْسَر: أي استَسْلَم للإِسار، وانْقادَ لأنْ يُؤْسَر. - في الحديث: "زَنَى رجلٌ في أُسْرة من النَّاس". ¬
(أسس)
الأُسرة: عَشِيرة الرَّجُل وأَهلُ بَيتِه؛ لأنه يتقوَّى بهم، وهو من الأَسْر أيضا وهو الشَّدّ. - (1 في الحديث "تَجفُو القَبيلةُ بأَسْرها". : أي جَمِيعها، كما يقال: جاء به بِرُمَّتهِ، وبعِلمِه، وأصلُه الشَّدّ 1). (أسس) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه، كَتَب إلى أبي مُوسَى، رضي الله عنه: "أسّس بَيْنَ النّاسِ في وَجْهِك وعَدلِك". : أَى سَوِّ بينَهم، أوردناه في هذا الباب حَمْلًا على ظاهِرِه (¬2). ويُروَى: "آسِ بينَ النَّاسِ": أي اجعَلْ بعضَهم أُسوةَ بَعْضِ. والتّأَسِّى من هذا، والمُواساة في أحَد القَوَلين أيضا. قال ابن الأَنبارِى: هو من آسى يُؤْسِى أسْوَةً، وهي القُدوَة، وقيل: إنه من أَساه يأْسُو إذا عالجه ودَاواه. وقيل: من آس يَؤُوس إذا عاضَه. فأُخِّرت الهَمزةُ ولُيِّنَت. (أسف) (3 - في الحدِيث: "لا تَقْتُلوا عَسِيفاً ولا أَسِيفاً". الأَسِيفُ: الشّيخُ الفَانِى، وقيل: العَبْدُ، وعن المُبرِّد أنَّه الأَجِيرُ، والأَسِير 3). ¬
(أسل)
(أسل) - في حديث مجاهد: "إن قُطِعَت الْأَسَلةُ فبَيَّن بعضَ الحُروفِ، ولم يُبيِّن بَعضاً يُحسَب بالحُروِف". الأَسَلة ها هنا طَرَفُ اللسان: أي تُقسَم دِيَة اللِّسان على قَدْر حروف كَلامِه في لُغَته التي يتكَلَّم بها، لأنَّ عددَ الحروف يَختَلفِ باختلاف اللُّغات، ففى بعضها حُروفٌ ليست في غيرها: أي تُقسَّطُ الدِّيةُ على حروف كلامِه، فما قَدَر أن يَتَكلَّم به من الحروف. سقط بقدْرِه من الدَّيةِ، وما لا يقدِر أن يَتكَلَّم به [(¬1) من الحُروفِ] وجَبَ بِقَدْرِه من الدِّيَة. (أسن) - في حديث عُمَر رضي الله عنه: "أنَّ رجلاً رَمَى ظَبْياً وهو مُحرِم فأَصابَ خُشَشَاءَه، فركِب (¬2) رَدْعَهُ فأَسِن فمات". قوله: أَسِن: أيْ دِيرَ به. يقال للرَّجل إذا دَخَل بِئْرا فاشتَدَّت عليه رِيحُها حتى يُصِيبَه دُوارٌ يُسقِطه: أسِن يَأْسَن أَسَنًا. (أسا) - في حديثِ ابنِ مَسْعُود، رضي الله عنه "يوُشِك أنْ ترمِىَ الأرضُ بأفلاذِ كَبِدِها أمثالَ الأَواسِىّ". أواسِىُّ المَسجِد: سَوارِيه. قال أبو نَصر صاحبُ الأَصمَعِىّ: الأواسِى: الأَصْلُ، وأنشد النّابِغَةُ: فإن تَكُ قد ودَّعْتَ، غَيرَ مُذَمَّمٍ ... أَواسِىَ مُلكٍ أَسَّسَتْها الأوائِلُ (¬3) ¬
- ومنه حديثُ عابِد بني إسرائِيل: "أنَّه أَوثَقَ (¬1) نفسَه إلى آسِيَة من أَواسِى المَسجد". (2 قيل: سُمِّيت آسِية لأنها تُصلِح السقفَ وتُقِيمه، من أَسوْتُ بين القوم إذا أَصلحتَ، ويحتمل أن تكون من باب الهَمزة والوَاوِ والسِّين. 2). - في حديث عمر رضي الله عنه كتب إلى أبي مُوسَى الأشعرى: "آس بينَ الناس". يُرِيد التَّسويةَ بين الخُصُوم: أي اجْعَل كُلَّ واحدٍ منهم أُسوَةَ خَصمه ومِثلَه، من المُواساةِ، وقد يقال: واسَيْته، ولا يُرتَضَى (3 وأنشد البُحتُرِىُّ: تَعَزَّ بالصَّبر واستَبدِل أَسًا بِأسًا ... فالشَّمسُ طالعة إن غُيِّب القَمَرُ قيل آسيْتُم: أي وافقتم، من الأُسوة، وهو القُدوةُ. 3). * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الشين
ومن باب الهمزة مع الشين (أشر) - في الحديث. "فَقَطَّعُوهم بالمَآشِيرِ". : أي المَناشِير. وفيه ثلاث لُغات: مآشِير بالهَمْز، واحدُها مِئْشار، ومَواشِيرُ واحِدُها مِيشار غير مَهْمُوز، ومَناشِيرُ بالنون واحدها مِنْشار، وأنشد: أنَاشِر لا زالتْ يَميِنُك آشِرَه (¬1) : أي يا ناشِرَة، وهو نِداءٌ مُرخَّم. والآشِرة يَعنى المَأْشُورَة. * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الصاد
ومن باب الهمزة مع الصاد (أصد) - قال الله تعالى: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ} (¬1). يقال: آصَدتُّ القِدر (¬2) وأوصدْتُها، إذا أطبقْتَها، فمَنْ لم يَهمز جاز أن يكون قد خَفَّفَ الهَمزَ، وجاز أن يكون من الوَصِيد، أو الوِصاد، وهو الفِناء، وإصاد التَّنُّور: طَبقُه. (اصطب) - (3 " رُئىَ أَبُو هُرَيْرة، رَضِى الله عنه، وعليه إزار فيه عَلْق (¬4) قد خَيَّطه بالأُصطُبَّة": أي مُشاقَة الكَتَّان. (اصطفل) - في حديث (¬5) مُعاويَة رضي الله عنه: "لأَنتزِعَنَّك انتِزَاعَ الِإصطَفْلِية". : أي الجَزَرة (¬6)، لُغَة شامِيَّة، والجَمْع: اصطْفَلِين. ¬
(أصل)
- وهو أيضا في حديث القاسم بن مُخَيْمِرة " ... (¬1) كما تَنْحِتُ القَدُومُ الِإصطَفْلِيَنَة" 3). (أصل) - في حديث عُتْبَهَ بن عَبْد، رضي الله عنه: "أنَّ النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن المُستَأْصَلَة". يعني في الأُضحِيَةِ - المُسْتأْصَلَة: التي استُؤْصِل قَرنُها كَسْرًا وقد رُوى في بعَض الرِّواياتِ مُفَسَّرا كذلك. يقال: استأصَلَ الله بنَىِ فُلانٍ: أي ذَهَب بأَصْلِهِم، وقيل: هو من الأَصِيلة: بمَعْنَى الهَلاك، وفي ضِدَّه يقال: أستأَصَلَتِ الشَّجَرةُ: ثَبتَ (¬2) أَصلُها. * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الضاد
ومن باب الهمزة مع الضاد (آض) (¬1) - في حديث (¬2) سَمُرة بنِ جُنْدب: "حتى آضَت الشَّمسُ" : أي صارَت. (أضم) - وفي الحَدِيث: "فأَضِمُوا عليه". يقال: أَضِم الرجلُ، إذا أضمرَ حِقدًا لا يستَطِيع إمضاءَه. - وفي بَعض (¬3) الأَحادِيث: "ذِكْرُ إضَمَ". هو بِكَسْر الهَمزة وفَتْح الضّاد، اسم جَبَل، وقيل: مَوضِع. * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الطاء
ومن باب الهمزة مع الطاء (أطأ) - في حَدِيث عُمَر، رضي الله عنه: "فِيمَ الرَّمَلان، وقد أَطَّأ اللهُ الِإسلامَ". أصله وَطّأَه الله: أَى ثَبَّتَه وأَرساه، والواو قد أُبدِلت همزة. (أطر) - في صفة آدمَ عليه الصلاة والسلام "كان طُوالًا فأَطَر اللهُ منه". : أي ثَناه وقَصَّره ونَقَص من طُولِه، ومنه إطارُ الثَّوْبِ. يقال: أطرتُ الثوبَ فانأَطَر وتَأَطَّر: أي انثَنَى. - وفي حديث على رضي الله عنه: "فأطرتُها (¬1) بين نسائي". قيل معناه: شقَقْتُها وقَسمتُها بيْنَهُنّ، يقال: طارَ لفلانٍ في القِسْمة كَذا: أي صارَ له، وَوقَع في حِصَّته، وأنشد: * (¬2) وما طارَ لِي في القَسْم إلا ثَمِينُها * ¬
: أي ثُمنُها، كالنَّصيف بمعنى النِّصف. - وفي حديث (¬1) قَصِّ الشّارب: "يُقَصّ حتى يَبدُوَ الِإطار" يعني الحَرفَ الذي يَحُولُ بين مَنابِتِ الشَّعر والشَّفَةِ، والِإطَارُ: جانِبُ الشَّىء الذي يُحِيطُ به، ومنه إطارُ الرَّحَى. * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الظاء
ومن باب الهمزة مع الظاء (أظر) - قال نِفْطوَيه في حديثه - صلى الله عليه وسلم -: " (¬1) وتأطُرُوه على الحَقِّ أَطْراً". قال: إنَّما هو بالظَّاء (¬2) المَنْقوطة من باب "ظَأَر". ومنه الظَّئر، كأنه أَرادَ به أنَّه مَقلُوب منه، والمَحفُوظُ هو الأولُ بالطَّاء المُهْملَة. * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الفاء
ومن باب الهمزة مع الفاء (أفد) - في حَديثِ الأَحَنَفِ: "قد أَفِد الحَجُّ" : أي دنا وقتُه وقَرُب. قال النَّابِغَةُ: أَفِدَ التّرحُّلُ غيرَ أنَّ ركِابَنا ... لَمَّا تَزُل بركِابِها وكأَن قَدِ (¬1) ورجل أَفِدٌ: أي مُستَعجِل، وخرجنا مُوفِدِين: أي في آخر الشهر والوقت، وأَفِد: أَبطأ، والأَفَد: الأَجلُ، والأَمد. (أفع) - (2 في الحديث: "لا بَأْس بقَتْل الأَفعَوْ". أراد الأَفعَى ولا يَرَى الحَدَّ، وقَلَب ألِفَ أفعَى واواً، وهي لُغة أهلِ الحجاز، إذا وقفوا على الألف نحو: حُبلَوْ في حُبلَى، وسُعْدَوْ في سُعدَى، ومنهم من يَقلِبُها ياء نحو حُبلِى وسُعدِى. وأما الحَذْف فَلمَّا وقف عليه فَسَكنَت هَمزتُه خفَّفها تَخفِيفَ هَمْزة كَأس ورَأس. ثمَّ فَعَل بها ما فَعَله بأَفْعَى. ¬
(أفق)
(أفق) - في شِعْر (¬1) العَبَّاس: * .. وضاءَت بنُورك الأُفْق * أَنَّث الأُفق ذِهاباً إلى الناحية، كما أَنَّثَ الأَعرِابىُّ الكِتابَ ذِهاباً إلى الصَّحيفة. وأرادَ "أُفُق السَّماء"، فأجراه مُجرَى "ذَهَبت بعضُ أصابعه" وجَمَع أُفُقاً على أُفْق، كما جَمَع فُلُكا على فُلْك، أو أرادَ الآفاقَ 2). * * * ¬
ومن باب الهمزة مع القاف
ومن باب الهمزة مع القاف (أقت) - قوله تَعالى: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} (¬1). ويقرأ (¬2) بالوَاو أيضا ومَعناهُما واحد، وهو من الوَقْت. غير أنَّ كُلَّ واو انضمَّت ضَمَّةً لازمة جاز إبدالُها همزةً. * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الكاف
ومن باب الهمزة مع الكاف (أكر) - في الحديث: "نَهَى عن المُؤَاكَرة". يعني المخابرة. يقال: أَكرتُ: أي حَفَرت، وكذلك كَرْوت والكُريَة (¬1)، والأُكرة: الحُفْرة، وبه سمى الأَكَّار. والمُخابَرة: إيجار المَزْرعة على الثُّلُث والرُّبع أو نَحوهما مِمَّا يحصُل مِمَّا يُزْرع فيها. وقيل: أُخِذَ أَصلُه من خَيْبَر، لأن النَبىَّ - صلى الله عليه وسلم - أَعطاها أهلَها كذلك، فتنازعُوا فيها، فنَهَى عنها للتَّنازُعِ، ولجَهالةِ الأُجرةِ. (أكل) - في الحديث: "أُمِرتُ بِقَريةٍ تَأكُل القُرَى" (¬2). : أيْ يَغلِب أهلُها بالِإسلام على القُرى، وينصُر الله تعالى دِينَه بأهلِها، وهي المَدِينَة، وهم الأَنصار، وتُفتَح القُرَى على أيديهم ويُغَنِّمها إيّاهم، فيَأكُلُونها، وحَقِيقَة الأكل التَّنَقُّص. - في حديث عَمرِو بن عَبَسَة (¬3): "مَأْكول حِمْيَر خَيْرٌ من آكلها". ¬
(أكم)
فَسَّره صَفْوان بن عمرو راويه فقال: يعني مَنْ مَضَى منهم خَيرٌ مِمَّن بَقِى: أي الذين ماتُوا فأكلَتْهم الأَرضُ خَيرٌ من الأَحْياءِ الآكِلين. وفَسَّره الهَرَوِىّ (¬1) على غَيِر هَذا. (أكم) - في حديث أبِي هريرة رضي الله عنه: "إذا صَلَّى أَحدُكم فلا يَجعَلْ يَدَيه (¬2) على مَأْكمَتَيْه". قال الأصمعى: هي اللَّحمَة التي في أصل الوَرِك، والجَمِيع مآكم، وقِيلَ: هما لَحمَتان بين العَجُز والمَتْنَين، وفيهما لُغَتان فتْح الكافِ وكَسْرِها. - وفي حديث المُغِيرَة: "أَحْمرُ المَأْكمَة". قيل: لم يُرِد حُمرة ذلك الموضع بعَيْنِه، وإنما أراد حُمرةَ ما دونها من سَفِلتِه، وهو مما يُسَبُّ به فَكَنَى عنها، وقيل: أرادَ حُمرةَ البَدَن كلّه، وذلك لا يُوجَد غالبا إلا في الهُجَناء دون الصُّرَحَاء من العَرَب. - في حديث الاسْتِسْقاء: "على الِإكَامِ والظَّرابِ" (¬3). وهي جمع أَكمَة وهي التَّلُّ العَظيمُ المُرتفِع من الأرض، وقيل: جَمعُ الأَكَمة إكام، وجمع الِإكامِ أُكُم، وجَمْع الأُكُم آكامَ. * * * ¬
ومن باب الهمزة مع اللام
ومن باب الهمزة مع اللام (ألل) - في حديث عائشة رضي الله عنها: "أَنَّ امرأةً سألت عن المرأة تَحتَلِم، فقالت لها عائشة، رضي الله عنها،: تَربت يَدَاك وأَلَّت، وهل تَرَى المَرأةُ ذَلِك" ألَّت: أي صاحَت بِما أَصابَها من شِدّة هذا الكلام. (1 والأَلِيل: الصَّوتُ 1)، وقد أورده عَبدُ الغافر (¬2) وغَيرُه بضم الهمزة وفَسَّروه: أي طُعِنْتِ (¬3) بالأَلَّة، وقالوا: يقال: مالَه أُلَّ وغُلَّ. وهذا لا وَجهَ له ها هنا البَتَّة؛ لأنه لا يُلائِم لَفظَ الحَديثِ. (4 ولو كان على ما قالوا فلا يَخلُو من وَجْهَين: إما أن نقول: إن المُرادَ بألَّت عائِشَة، فعلى هذا يَنبَغِى أن تَقولَ: تَرِبت يَداكِ. وأُلِلْت: أي طُعِنْت بالأَلَّة، والله تَعالَى أعلم 4). ¬
(إلى)
- قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ} (¬1). أَلَا: تُزادُ في الكلام ويُراد بها التَّنْبِيهُ: أي أعلَم أنَّ الأمرَ كذا، ويُحتَمل أن يكون مَعْناه: ألا تَسْتَمِع ليُسْتَمعَ إليه. (إلى) - وفي الحديث: "والشَّرُّ ليسَ إليْك". قال الخَلِيلُ: معناه: لا يُتَقَرَّبُ به إليك. وقال غَيرُه: هو كقَوْل القائِلِ: فلان إلى بَنى تَمِيم، إذا كان عِدادُه فيهم وصَغْوهُ (¬2) معهم، كما يقول الرجلُ لِصَاحِبِه: أَنَا بِك وإليك: أي الْتِجائِي وانْتِمائى إليك. - في الحديث: "كانوا يَجْتَبّون أَلْيات الغَنَم أَحياءً". الأَلْيات: جمع الأَلْية، ويَجْتَبّون ويَجُبّون: أي يَقطعَون ويَسْتَأصِلُون. - وفي حَديثِ ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "اللَّهُمَّ إليك. : أي خُذْنى إليك، أو أشكُو إليك. (3 وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: "أنَّه كان يقوم له الرجلُ من إليَتِه، فما يَجِلسُ في مَجلِسه". ¬
قال ابنُ الأَعرابى: إنما هو من إِلْيِه: أي مِنْ ذاتِ نفسه، ويروى: من لِيَته ويُذكَر في باب اللَّام. - في حديث البَراء "السُّجودُ على أَلْيَتَى الكَفِّ. أراد أَليةَ الِإبهام وضَرَّةَ الخِنْصر، فغَلَّب كالعُمَرَيْن والقَمَرين 3). * * *
ومن باب الهمزة مع الميم
ومن باب الهمزة مع الميم (أمر) - في الحديث (¬1): "أَمِر أَمرُ ابنِ أبي كَبْشَة". : أي عَظُم وارتفعَ، وأَمِر القومُ كَثُر عَدَدُهم. - ومنه الحديث "أنَّ رجلًا قال له: مالى أرَى أمْرَك يأمَر؟ فقال: والله ليأمَرَنَّ". : أي يَزِيد على ما تَرَى، وأبو كَبْشَة: رجل من خُزاعَة خالَف قريشاً في عبادة الأصنام، وعَبَد الشِّعْرَى العَبُور، فكانوا يَنسُبون النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - إليه، تَشْبِيهاً له في مخالفته إِيَّاهم في الدِّين. وقيل: بل أَبُو كَبْشَة كُنيةُ زوجِ حَلِيمةَ حاضِنَةِ النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - واسْمُه: الحارِث بن عبد العُزَّى ابن رِفاعة، أحد بني سَعْد بن بكر - وقيل: هو كُنيَة جَدِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - من قِبَل أُمِّه: وَهْب بن عَبدِ مَناف (2 وقيل: كَبشة أُمّ حَلِيمة، وأبوها أبو كَبْشَة، وقد نُسِبَت في بعض الرِّوايات، قِيل: حَلِيمة بنتُ كَبشَة 2)، والأولُ أشْهرُ وأَعرف. - في الحديث: "آمِرُوا النِّساءَ في أَنفُسِهن". ¬
(أمس)
: أي شاوِروهن في تَزْويجِهنّ. يقال: آمرَه مُؤامَرة وإمارًا: شاوَرَه. ويقال: وامَرتُه، وليس بفصيح. في حديث ابنِ عمر (¬1): "آمِروا النِّساءَ في بناتِهنّ" وذلك من جِهَةِ استِطابة أَنفُسِهِنّ؛ لأنَّ ذلك أَبقَى للصُّحْبة وأدعَى إلى الأُلفَةِ بين البَنَات. وأَزواجِهن، وإذا كان بخلافه لم يُؤمَن تَفرِيقُهُنّ، لا أَنَّهن يَملِكن من عَقْد النِّكاح شَيئًا. - (2 في حديث آدَمَ عليه الصلاة والسلام "من يُطِع إمَّرةً لا يأكل ثَمرةً" الِإمَّرة: تَأنِيث الِإمَّر، وهو الأَحمقُ الضَّعِيفُ الرَّأىِ الذي يقول لِغَيرِه: مُرنِي بأَمرِك: أَى مَنْ يُطِع امرأَةً حَمقاءَ يُحرَم الخَيرَ، والِإمَّرة: الأُنثى من وَلَد الضَّأن، ويجوز أن يُكْنى بها عن المَرْأة كما كُنِي عنها بالشَّاة. (أمس) - وفي الحَدِيث "حتَّى يَنظُر في وُجوهِ المُومِسات" (¬3). ¬
(أمم)
ظاهِرُه من هذا الباب، وهو من باب الواوِ مع المِيمِ، يذُكَر هُناك إن شاء الله 2). (أمم) - في حديث الحَسَنُ: "لا يَزالُ أمرُ هذه الأمة أمَمًا ما ثَبَتَت الجُيوشُ في أماكِنها". قال أبو نَصر صاحِبُ الأَصَمِعى: الأَممُ: اليَسيِر، والأَمَمُ: القَرِيبُ. - وفي حديث كعب: "لا تزال الفِتْنَةُ مُؤَامًّا بها، ما لم تَبدُ (¬1) من الشَّام" مَأْخوذ من الأَمَم أيضا، وهو القُرب واليُسر: أي لا تَزالُ خَفِيفةً مقارَباً بها، وهو مِفْعال من الأَمِّ، وهو القَصد، ويروى: مُؤَمًّا بغير مَدٍّ، وقيل مؤامّ مفاعل بالكَسْر، ومُؤامٌّ بها مُفاعِل بالكسر، ومُوامٌّ بِها مُفاعَل بالفتح والباءُ للتَّعدية. - في حَديثِ عبدِ الله بنِ عُمَر: "ومَنْ كانَتْ فَتْرتُه إلى سُنَّةٍ فلأَمًّ ما هُوَ" : أي قَصد الطرَّيقِ المُسْتَقيِم. يقال: تأَممْتُه، وتَيَمَّمتُه، وقَصَدْتُه، ويحتمل أن يكون الأَمُّ أُقِيم مُقام المَأْموم: أي هو على طَريقٍ يَنبَغِى أن يُقصَد ويُتَّبعَ، وأَمٌّ مأْمُوم: يأخُذ به النَّاسُ ويأتَمُّون به، وإن كانت الرَّوايةُ بضَمِّ الهَمْزة: أي أَنَّه يَرجِع إلى أصله (2 وأُمُّ الشَّىء: أَصلُه ومَوضِعه. وفي رواية "فِنِعمَّا هُوَ". فقوله: فلأُمّ 2) ما هُوَ بمَعْناه. ¬
- في حديث ثُمامةَ بن أُثال: "أَنَّه أَتَى أُمَّ مَنْزِلهِ". أُمُّ منزِل الرَّجُل: امرأَتُه، أو مَنْ تُدَبِّر أمرَ بَيتِه من النِّساء. - في حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، "أنَّه قال: لِرجُلٍ (¬1): لا أُمَّ لَكَ" قال مُؤرِّجٍ: هو ذَمٌّ: اى أنتَ لَقِيطٌ لا تَعرِف أُمَّك، وقيل: قد يَكُون مَدْحاً ويكون ذَمًّا. - قولُه تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} (¬2). قال أبو خالِد الوالِبىُّ: أراد أُمَّ رأسِه، كأن مَعْناه عِنده سَقَطَ رأسُه، وقيل: هو دُعاءٌ عليه، مِثْل: هَوَت أُمّه، وقيل: موضعه جَهَنّم. - قَولُه تَعالَى: {النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} (¬4) قيل: لأنه على أصل وِلادةِ أُمِّه لم يتعَلَّم الكِتابة ولا القراءة - كما قال الله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ} (¬5) الآية. وقوله: "إنَّا أُمَّة أُمِّيّة لا نكتُب ولا نَحسُبُ". (¬6) وقيل: لأَنَّه مَخْصُوص بنُزول أُمِّ الكِتاب عليه،. والثّالث لأَنَّه من أُمِّ القرى: مَكَّة. الرَّابع لأنه رَجَع طاهِراً إلى اللهِ تَعالَى كما وَلدَتْه أُمُّه. ¬
(أمن)
الخَامِس: أَنَّ شَفقَته كشَفَقة الأَمّ على ولدها. السّادسُ: أَنَّه مَنْسوبٌ إلى الأُمَّة فحُذِف منه التَّاء، كالنِّسبَة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: السُّنَّة سِنِّى لكَثْرة ما كان يقول: أُمَّتِى، أُمَّتِى. 3) - قَوُله تعالى: {وأمَّا عادٌ} (¬1). وقَولُه: {فإمَّا مَنًّا بَعْدُ} (¬2). يقال: إمّا بالكَسْر للتَّخْيِير. (أمن) - في الحديث: "أستودِعُ الله دِينَك وأمانَتَك" : أَيْ أَهلَك ومَنْ تُخَلِّفه بعدَك منهم، ومالَك الذي تُودِعه، وما تَستَحْفظه أمينَك ووكِيلَك ومن في مَعْناهُما. - في حَديثِ بُرَيْدَة: "مَنْ حَلَف بالأمانة فَليْس مِنَّا". قيل: يُشبِه أن تَكونَ الكراهةُ فيه، لأجل أَنَّه أمر أن يُحلَف بأسماء الله تعالى وصفاتِه، والأَمانة أمرٌ من أُمورِه وفرض، فنُهوا من أجل التَّسْوِيَة بينها وبين أسماءِ الله تعالى، كما نُهُوا أن يَحلِفوا بآبائهم. قال (¬3) أصحاب الرَّأْي: إذا قال: "وأمانَةِ اللهِ" كانَتْ يَمِيناً، وقال الشّافِعِىُّ: لا تكون يَمِيناً. - (4 "فَأَمَّا أَفلحَ وأَبِيه إن صَدَق". ¬
فَرَوى يَزِيدُ بنُ سِنان، أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، كانَ يَحِلفُ زَماناً هَكذا، حتَّى نُهِىَ عنه 4). - حديثه عليه الصلاة والسلام "لا يَزنى الزّانى وهو مُؤْمِن .. الحديث. قال بَعضُهم: معناه النَّهى وإن كان صُورتُه الخَبَر: أي لا يَزْنِ - بحَذفِ الياء - إذ هو مُؤمِنٌ، ولا يَسرِق ولا يَشرَبُ الخَمرَ، فإنَّ هَذِه الأفعالَ لا تَلِيقُ بالمُؤمِنين. وقيل: هو وعِيد يُقصَد به الرَّدعُ، كقوله عليه الصلاة والسلام: "المُسْلِم مَنْ سَلِم المُسلِمون من لِسانِه ويدِه". وكقوله: "لا إيمانَ لِمَن لا أَمانَة له"، وكقوله: " .... ولَيْس بالمُسْلم مَنْ لا يأمَن جَارُه بوائِقَه". وهذا كله على مَعنَى الزَّجْرِ، أو على نَفْى الكَمال دُونَ الحَقِيقة في رَفْع الِإيمان وإبطالِه. وقيل معناه: - الحَدِيثُ الآخَرُ: إذا زَنَى الرجلُ خَرَج منه الِإيمانُ، فكان فَوقَ (¬1) رأسِه كالظُّلَّة، فإذا أقلعَ رَجَع إليه الِإيمان". (إمالا) (¬2) - في حَدِيِث بَيْع الثَّمر "إمّالَا فلا تَبايَعوا حتى يَبْدُوَ صَلاحُ الثَّمر". هذه الكلمة تَرِد في المُحاوَرات كَثِيرًا، وقد جاءت في غير ¬
مَوضِع من الحَدِيث، وأَصلُها: إن، وَما، ولا، فأُدغِمَت النُّونُ في المِيم، وما زائِدة في اللَّفظ لا حُكمَ لها، وقد أَمالَت العَرب "لَا" إمالَةً خَفِيفة، والعَوامُّ يُشبِعُون إمالَتَها فتَصِير أَلِفُها يَاءً وهو خطأ، ومعناها إن لم تَفْعَل هذا فليكن هذا. * * *
ومن باب الهمزة مع النون
ومن باب الهمزة مع النون (أنب) - في حديث طَلْحةَ "أَنَّه قال لعُمَر: مات خالدُ بن الوَلِيد فاسترَجَع، فقلت: يا أمِيَر المُؤْمِنينَ: أَلَا أَراكَ بُعَيْد المَوتِ تَندُبُنِي ... وفي حَياتِىَ ما زَوَّدْتَنِي زادِى (¬1) فقال عمر: لا تُؤَنِّبْنِي". التَّأنِيبُ: المبالغة في التَّوبيخ والتعْنِيف. - ومنه حَدِيثُ الحَسَنُ (¬2) بن علي، رضي الله عنهما، "حين قيل له: سَوَّدتَ وجُوهَ المُؤْمِنين، فقال: لا تُؤَنَّبنى" - ونَحوه ما في حَديثِ كَعْب (¬3) بن مالك "ما زَالُوا يُؤَنَّبوننى". : أي يُعاتِبُونَنِي ويَلُومُونَنِي، ويقال: أصبحتُ مُؤْتَنِباً، إذا لم تَشْتَهِ الطَّعامَ. ¬
(أنبجان)
- في حديث خَيْفَان (¬1) بنِ عَرابَة: "صَعابِيبُ، وهُم أهلُ الأَنابِيب". الأَنابِيب: الرِّماح، أي المَطاعِين بالرِّماح. (أنبجان) - ومن رُباعِيِّه في الحَدِيِث: "ائْتُونى بأنْبِجانَّية أَبى جَهْم". المَحفُوظ بِكَسْر الباءِ، وقال الجَبَّان: "كِساءٌ أنبَجانِىّ ومَنْبَجانى" يعني بفَتْح الباءَين، مَنْسوب إلى مَنْبِج بِغَيْر قِياس، يَعنِي أنَّ المَكسورَ في النِّسبة يُفْتَح، كما يقال في النِّسبة إلى صَدِف، بكَسْر الدّالِ، صدَفِىّ بفتحها، وإلى سَلِمة بكَسْر اللَّام، سَلَمِىّ بِفَتْحها. وقيل: الأَنبِجانِية من أَدْوَن الثِّيابِ الغَلِيظة، تُتَّخذَ من الصُّوف، وإنما بَعثَها إلى أَبى جَهْم، لِما روَى عَلقمةُ بن أبي عَلْقَمة، عن أُمِّهِ (¬2)، عن عائشة، رضي الله عنها: "أَنَّ أبا جَهْم كان أَهدَاها - يعَنِي الخميصة ذات الأَعلام - إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: رُدُّوها عليه وخذوا أنْبِجانِيّته؛ لئَلا يُؤثِّر ردُّ الهَدِيَّة في قلبه. ¬
(أنج)
(أنج) - في حديث سَلْمان: "أُهْبِط آدمُ عليه الصَّلاة والسَّلام من الجَنَّة وعليه إِكْليل، فتَحاتَّ منه عُودُ الأَنْجوج". قال الحَرْبِىّ: هو العُود الذي يُتَبَخّر به، وإنما هو: يَلَنْجُوج وأَلَنْجوُج، ولم أسمَع أَنجوج، وقد رأَيتُه في كِتابٍ لي غيرِ مَسْموع. (أندر) - في الحديث "كان لِأَيُّوب النَّبي، عليه الصلاة والسلام، أَندَران". الأَندرُ (¬1): البَيْدَر، وهو الموضِعُ الذي يُداسُ فيه الزُّروع وتُنَقَّى، والأَندرُ أيضا: صُبْرَةٌ من الطَّعام. (أندَروَردِيَّة) - (2 في حديث على رضي الله عنه: "أنَّه أقبلَ وعليه أندَروردِيَّة". قيل: هي نوع من السَّراويل مُشَمَّر فوق التُّبَّان يُغَطى الرُّكبةَ. - وفي حديث سَلْمان (¬3): "أنَّه جاء من المَدائِن إلى الشام وعليه كِساءُ أندَروَرْد" كأن الأَوَّلَ مَنْسوبٌ إليه 2). ¬
(أنس)
(أنس) - قَوله تعالى: {وأناسِىَّ كَثِيرًا} (¬1). الأَناسِىُّ: جَمعُ إنسان، كبُسْتان وبَساتِين، وسِرْحان وسَرَاحِين، والأصل: أَناسِين، فُعوِّضَت الياءُ من النُّون، وقيل: هو جمع إِنِسىّ واحد الِإنس، مثل كُرسِىّ وكَراسِىّ، والِإنسانُ يَقَع على الواحد والجمع. وقيل: اشتِقَاقُه من النِّسْيان بدَلِيل أنَّه يُصغَّر أُنَيْسِيَانًا. وروى عن سَعِيد بن جُبَير أنَّه قال: إنما سُمَّى الِإنسانُ إنسانًا، لأَنّه نَسِى، يعني قَولَه تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ} (¬2). قال الشاعر: نَسِيتُ وعْدَك والنِّسْيانُ مُغتَفرٌ ... فاغْفِر فأَوَّلُ ناسٍ أَوَّلُ الناسِ (¬3) وقيل: إن الياءَ في التَّصغِير زَائِدةٌ، وإنما اشتِقاقُه من الِإينَاسِ، وهو الرَّوِيَّة، ويقال للمُؤَنَّث إنْسانَة، وإنسانُ العَيْن: ناظِرُها؛ لأنَّ الِإنسانَ يَرَى شَخصَه به، وتُسَمَّى الأُنمُلَة أَيضاً إنساناً، وقد جَمَع الشاعر هذه الألفاظ في بَيْت: تَمرِى بإنْسانِها إنسانَ ناظِرِها ... إنْسانةٌ في سَوادِ اللَّيل عُطْبول (¬4) ¬
(أنك)
- في الحديث: أنَّه عليه الصلاة والسلام، "نَهَى عن الحُمُر الِإنسِيَّة يوم خَيْبَر" يَعنِي التي تألَفُ البُيوتَ والِإنْسَ. وهي ضِدُّ الوحشِيَّة، ورواه بَعضُهم بفتح الهَمْزة والنُّون، ولَيسَ بِشَىءٍ. (أنك) - في الحَدِيث " (¬1) مَنِ اسْتَمع إلى حَديثِ قومٍ صُبَّ في أُذُنِه الآنُك". الآنُك: هو الأُسْرُبُّ، ويَجعلُه بعضُهم الخالِصَ منه، حكى ثَعلَب عن أَبى المُنذِر، عن القاسِم بن مَعْن، أَنَّه سَمِع أَعرابِيًّا يقول: هذا رصاصٌ آنُكٌ: يعني الخالِصَ، وحكى ثَعلَب أنَّه لم يُوجَد في كلامهم أَفعُل في الواحِد غَيْر هذا، وحكى الخلِيل أنَّه لم يَجِد أفعُل إلا جمعاً إلا قولهم: أَشُدّ، والأَشُدُّ قد اختُلِف فيه، هل هو جَمْع أو واحِد. وقيل: الآنُك: اسم جِنْس، والقِطعَة منه آنُكَة، قيل: ويُحتَمل أن يَكَونَ الآنُك فاعُلًا وليس بأفعُل، ويكون أيضا شَاذًّا. ¬
(أنكلس)
(أنكلس) - في حديث (¬1) على رضي الله عنه "أنه بَعَث إلى السُّوق فقال: لا تَأكلوا الإِنَكِلَيس". بفَتْح الهَمْزة وبِكَسْرها، وبالقَافِ بدل الكاف، قيل: هو شَبِيه بالحَيَّاتِ، ردِىءُ الغِذاء، وإنما كَرِهَه لهذا، لا أَنَّه حرام. (أنم) - قَولُه تَعالَى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} (¬2). قيل: الأَنام: الخَلْق، وقيل: هو النَّاس خاصّة، والأول أَجودُ؛ لأن في الأرض غَيْرَ النَّاسِ من الخَلْق. (أنن) - في حَديِث لَقِيط بنِ عَامِر: " (¬3) ويَقُولُ ربُّك عزَّ وجل: وإنَّه" فيه قَولِان: أحدُهما: أن يكون بمَعْنَى نَعَم، والهاء للوَقْف، والآخر: أن تَجعلَ الكَلَام مُختَصراً مُقْتَصِرا مِمَّا بَعدَه عليه، كأنه قال: "وإِنّه كَذَلَك"، أو إنه على ما تَقُول، كما قال الشاعر (¬4): ¬
بَكَرتْ علىَّ عَوازِلى ... يَلْحَيْنَنِي وألومُهُنَّه ويَقُلنَ شَيبٌ قد عَلاَ ... ك وقد كَبِرْت فقُلْت: إنَّه - ومنه حديث فَضالَة بن شَرِيك "أَنَّه أَتَى ابنَ الزُّبَير وقال: إنَّ ناقَتِى قد نَقِب خُفُّها فاحْمِلْنى، فقال ابنُ الزّبير: ارقَعْها بجِلْد واخْصِفْها بهُلْب (1 وانْجُد بها 1) يبرُدْ خُفُّها، وسِرْ بها البَردَين (¬2). فقال فَضَالَة: إنما أَتيتُك مُستَحْمِلا لا مُسْتَوصِفاً، لا حَمَل اللهُ ناقةً حملَتْنِي (¬3) إليكَ، فقال ابنُ الزُّبَيْر: إنَّ ورَاكِبِها". : أي نَعَمَ مَعَ راكِبِها، وهذا على القَولِ الأوّل. - (4 في الحَدِيث: "مَئِنَّة من فِقْه الرّجل". قيل: هي مَفْعِلة من لَفْظَة "إنَّ" التي هي للتَّأكيد والمُبالَغَة، كما تقول: إنَّ زيدًا عاقِل: أي مُبَالغ في العَقْلِ، وكذا يبنون مَفْعَلة بفَتْح العَيْن في هذا المعنى: كمَجْبَنة ومَحْزَنة ومَبْخَلة، وهذا للوَاحِد والجَمْع بلفظ واحد، وكُلُّ ما دَلَّك على شيء فهو مَئِنَّةٌ له، وقيل: ¬
(أنى)
هي من مَعنَى "إنَّ" لا من لَفظِها بعد ما جُعِلت اسْمًا، كما أُعرِبَت لَيْتَ ولَو، ونُوَّنَتا في قوله: * إنَّ لَوًّا، وإنَّ لَيتًا كان قَولاً * (¬1) - ومنه الحَدِيث: (2 "أَنَّه قال لابنِ عُمَر، رضي الله عنهما، في سِياقِ كَلام وصفَه به: إنَّ عبدَ الله إنَّ عبدَ الله" 2). وهذا وأَمثالُه من اختصاراتهم البَلِيغة وكَلامِهم الفَصِيح. (أنى) - قَولُه تَبارَكَ وتَعالَى: {وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (¬3). يعني الذي قد انْتَهى حَرُّه وبَلَغ مُنْتَهاه، والفِعل أَنَى يَأْنِى. (إن) - قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ} (¬4). النَّحوِيُّون يُسَمُّون ما كانَ من هذا النَّحو شَرطًا، وقال علىُّ بنُ الحُسَين بنِ وَاقِد: إنْ، يَعنِي في القُرآن على خَمسَةِ أوجهٍ: إن بِمَعْنَى مَا النَافِية كَقولِه تَعالَى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا} (¬5). ¬
الثَّانى: إنْ بمعنى لَمْ كقوله تَعالَى: {وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا} (¬1) {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} (¬2): أي لم يُمْسِكْهما أحَد، ولم يُمْكِنْكم فيه تَصدِيقُه {مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ} (¬3). الثالث: إن بمَعْنَى قَدْ، نَحو قَولِه تَبارَك وتَعالَى: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (¬4) {قال: تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ}. (¬5) {إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ} (¬6). الرابع: إن بمعنى إذْ، فذَلِك قَولُه: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (¬7). {وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (¬8). الخامِسُ: يُخاطِب الكُفّار بذلك، وهو قَولُه تَعالَى: {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (¬9): يَعنِي إن آمَنْتُم. وقَولُه: ¬
(أنى)
{اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (¬1). وهذا هو الشَّرط المُتَقَدِّم ذِكره، وقَولُه تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} (¬2). قال أبو عُبَيد: مَعْناه لأَنْ، ولا وَجْهَ للكَسْر إلا أن تكون أَنْ بمعنى إذ كقَوْله تَعالى: {إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} (¬3). وقد أجازَ الخَلِيلُ وسِيبَوَيْه والفَرّاء والكِسائىُّ الكَسْرَ. قال سِيبَويْه: سَألتُ الخَلِيلَ عن قولِ الفَرزْدق: أتَغضَب إنْ أُذنَا قُتَيْبةَ حُزَّتَا ... جِهاراً ولم تَغْضَب لقَتْلِ ابنِ خازِم (¬4) فقال: هي مَكْسُورة يَعنىِ إن، لأَنَّه قبيحٌ أنْ يُفصَل بين أَنْ والفِعْل، وهذا شَىءٌ قد مَضَى. (أنى) - في حَديِث أَبِى بَرْزَة: "أنَّ رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، أَمرَ ¬
رَجلا أن يُزَوِّجَ ابنَتَه جُلَيْبِيًا، فقال الرجل: حَتَّى أُشاوِرَ أُمَّها، فلما ذَكَره لها. قالت: حَلْقَى، أَلجُلَيْبِيب إِنيه؟ لا، لَعَمْرُ اللهِ". قال بَعضُ نَحوِيَّى زَمانِنا: إِنيه: لفظ يُستَعْمل في الِإنكار على وَجْهَين: أَحدُهما: أن يقول القائِل: جاءَنى زَيدٌ. فتقول أنت: أزيدُنيه، وإذا قال: رأيتُ زَيدًا فتقول أنت: أزيدَ نِيهْ، وإذا قال: مرَرتُ بزَيْد قلت: أَزيِد نِيه. فتُحرِّكُ التَّنوينَ وتَصِلُه بالياء، ثمَّ تَقِف بالهاء، ومَعْناه: إنكار مَجِىءِ زَيد فكأنّه حين قال: جاء زَيدٌ، تقول أنت: جاء زَيْد على سَبِيلِ الِإنكار! يعني ما جاءَ زَيْد. وقد يَزِيدون إن كما تَقول: أَزيدٌ إنيه، فتَزِيد إن كما زادُوها في النَّفْى المَحْضِ، قال الشاعر: * ومَا إن طِبُّنا جُبْنٌ وَلِكن * (¬1) وقال آخر: * وما إن طِبُّها إلا اللُّغوب * : أي ما طِبُّها، وإن زائدة، وكذلك إذا قال: أزيدٌ إنيه، وهو على معنى أزيدٌ نِيهِ يريد إنكارَ مَجِىء زَيْد. ووجه آخر: أن تقول: أزيدٌ نِيه، يعنِي تَقُول بمَجِىء زيدٍ عندي، وزيدٌ لا يُستَبْعَد مَجِيئُه عندِى، كأنه يَعنِي هو مَعروفٌ بهذا الفِعْل، قال: وقيل لأعرابى: كان إذا أَخصَبت البادِيةُ يدخُلُها فَقِيل: ¬
دخلتَ البادِيَة، فقال: أأنا إنيه؟ (¬1) يعني، أتَقولُون لِى هذا القَوْل، وأنا مَعْروف بهذا الفِعْل، إلى هنا قوله. وقد سَألتُ أبا الفَضْل بنَ نَاصِر ببَغدادَ في السَّفْرة الثانية عن هذا اللَّفْظِ، وحَكيَت له قولَ هَذا النَّحوِىِّ، فلم يرتَضِهْ وقال: إنما هو ألِجُلَيْبِيبٍ ابْنَه، تَعنِي ابنَتِى، فأَسقَط منه الياءَ ووقَف عليه بالهاءِ، وأُخْرِج إلىّ من مُسنَد الِإمام أحمد بن حَنْبَل بخَطَّ أبي الحَسَن بن الفُراتِ هَكَذا مُعْجَمًا مُقيَّدا في مواضِعَ، وقال: إنما خَطُّ ابنِ الفُرات حُجَّة، وقد كَتبَه عن القَطيعِى، عن عبدِ الله بن أحمد، عن أبيه، وهم أعلَمُ بالرواية. قلت: والرِّوَايَة إذا كانت بغَيْر عِلم لا تكون حُجَّة، فكيف وقد بلَغَنى بإسنادٍ لا أذكُرُه، عن الِإمام أحمد، أنَّه قِيل له: هل يَكُون في الحَدِيث شىءٌ لا يَعرِفون مَعْنَاه؟، فقال: كَثِير. وأخبرنا به أحمدُ بنُ على الأُسْوارِىّ إذنًا عن كتاب أحمد بن جعفر الفَقِيه، عن أبي بَكْر المُقْرِى بِمِثْله، قال: سَمِعتُ أَبَا عُبَيد عَلِىَّ بنَ الحُسَيْن بن حَزْبُويَه قال: سمعتُ إبراهيمَ الحَربِى يقول: قُلتُ: لأَحمدَ ابنِ حَنْبَل: يا أَبا عَبدِ الله رُبَّما جاءَكم عن النّبِىّ الله - صلى الله عليه وسلم -. شَىءٌ لا تَعرفُوَنه؟ فقال: كَثيرٌ. ووجدتُ بخَطِّ أبي نِزار قال: سَمِعتُ أبا بَكْر بنَ عاصِم يقول: سَمِعتُ أبا عُبَيْد بن حَزْبُويَه يقول: سمعت إبراهيم الحربىَّ يقول: سألتُ أحمدَ بن حنبل، فقلت: ربما جاءَكُم عن النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - شَىءٌ لم تَعرِفُوه فقال: كَثِيرٌ. ¬
وقد تَخْتَلِف النُّسَخ لمُسْنَد أحمد بِهَذا، فرأيتُه في مواضِعَ من نسخة: ابْنَة (1 وفي روايةَ ابْنِيَهْ 1). وَوَجَدْتُه في مُسنَد أَبى يَعْلَى الأَنِيه، وفي كِتاب مَعانى الأَخْبارِ لأبىِ بَكْرِ بن أبي عاصِم قالت: حَلْقَى ألِجُلَيْبِيبٍ أَلاهِيَهْ، مَرَّتَين (2 وقيل: إنَّ أَبَا إِسحاقَ بن حَمْزة رَواه، آمنة على أَنَّها اسمُ البِنْت، وقيل في رواية: الَأَمة 2) وهذا الاخْتِلافُ يَدُلُّ على عدم مَعِرفَتِهم بَحقِيقَتهِ. * * * ¬
من باب الهمزة مع الواو
من باب الهمزة مع الواو (أوب) - في الحَدِيثِ "شَغَلونا عن الصَّلاة حتى آبَتِ الشمسُ" آبت: أي غَرُبت، من قولهم: آبَ: أي رَجَع، لأنَّ الشَّمسَ تَرجِع بالغُروب إلى مَوضعِها الذي طَلَعت منه، ولو استَعْمل آبتِ الشَّمس إذا طَلَعت لكان له وَجْهٌ من حيث أَنَّها رَجَعَت إلى مَطْلَعِها، لكنه لم يُسْتَعْمل. - وفي حَدِيثِ أَنَسٍ في رِوايةٍ: "فآبَ إليه ناسٌ". : أي جاءُوا إليه من كُلَّ أَوْب ونَاحِية. - ومنه دُعاؤُه عليه الصَّلاة والسَّلام حين كان يَرجِعُ من سَفَره: "تَوبًا لربَّنا وأَوبًا" (¬1). يقال من هذا: آبَ أَوبًا، ومن رُجُوع المُسافِر: آبَ إيَابًا في الأَكْثَر، (2 وقال ابنُ السَّرَّاج: من كُلّ أوْب: أي من كُلِّ مآبٍ ومُستقَرّ. (أود) وفي صفَة (¬3) أَبِي بَكْر: "أقامَ الأَوَد وشَفَى العَمَد". ¬
(أور)
الأَوَد: العِوَج، وقد تَأوَّد الشَّىءُ، وأُدتُه فأَوِد، نحو عُجْتُه فعَوِج، والعَمَد: وَرَم في الظَّهر 2). - ومنه حديث (¬1) نادبة عُمَر: "واعُمَراه، أَقامَ الأَوَدَ، وشَفَى العَمَدَ". وقد تكرر في الحديث. (أور) - في حديث عَطاء أَنَّ في بَعضِ الكُتُب "أبشِرى أُورِى شَلِمَ براكِب الحِمار". ويُريد بيتَ المَقْدِس، قال الأَعشى: وقد طُفْت للمالِ آفَاقَه ... عُمانَ فَحِمْصَ فأُورِى شَلِمَ (¬2) وقال أبو نصر: فأورِى سَلِم، بالسين المهملة وكسر اللام، كأنّه عرَّبه، قال: وهذا بالعِبْرانية (3 أُورِى شُولُومِ 3) وقيل معناه: بَيتُ السَّلم، ويقال: بتَشْدِيد اللَّام. (4 ورُوِى عن كعب: أَنَّ الجَنَّة في السمّاء السَّابِعَة بمِيزان بَيتِ المقدس والصخرة، ولو وَقَع حجرٌ منها وَقَع على الصَّخْرة، لذلك دعيت أورَسَلِم، ودُعِيت الجنة دَارَ السلام 4). ¬
(أوز)
(أوز) - في الحديث "فرفَع يَدَيْه حتى آزتا شَحمةَ أُذُنَيه". : أي وازَتا وحَاذَتا، أوردْناه ها هنا حَمْلًا على لَفظِه، وإن كان من الِإزاء، لأنَّ لَفظَه يُشبِه لفظ آب. وآبَ من هذا الباب. (أوس) - في الحديث (¬1) "رَبِّ أُسْنِي على ما أَمضَيتَ". : أي عَوِّضنى، والأَوْسُ: العِوَض والعَطِية أيضا، قال رُؤبةُ: * أُسنِي فقد قَلَّت رِفادُ الأَوْسِ * (¬2) (أوق) - في الحديث: "لا صَدقَةَ في أقلَّ من خَمْس أَواقٍ (¬3) ". ويجوز أواقِىّ بالياء مُشَدَّدَةً غَيرَ مَصروفَة، وهو جَمْع أُوقِيَّة، والأُوقيَّة على ما في الخَبَر: أَربعُون دِرهَماً، وعلى ما ذَكَره الخَلِيل: سَبْعَةُ مَثاقِيل. وقيل: سَبْعَة ونِصْف. وليست هذه الأقوال مُتَضادَّة. بل تَخَتلِف باخْتلاِف البُلدان. كما يختلف المَنُّ وغَيرُ ذلك مِمّا يُوزَن به، وربَّما يَجِىء في الحَدِيث: "وَقِيَّة" مكان "أُوقِيّة" وهي لُغَة ليست بالفَصِيحَة، وقيل: اشتِقاقه من الأَوْقَةِ، وهي موضع مُنهَبِط يجتَمِع فيه ¬
(أول)
المَاءُ. وقيل هو من باب: وَقَى يَقِى (1 وهي مثل أُضْحِيَّة وأَضاحِىّ وأضاحٍ 1). واللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَعلَم. (أول) - في الحديث: "الرُّؤُيا لأول عَابِر". قيل: معناه إذا عَبَرها بَرٌّ صادق عالمٌ بأُصوِلها وفُروعِها، واجتهد ووفَّقَه الله للصّواب، وقَعَتَ له دون غيره مِمَّن فَسَّرها بعدَه، وأَوْلُ على وزن أَفْعل، كان أصلُه هَمزةً بعد الواو، بدليل أَنه يُجمَع أوائِل، فاستُثقِلت الهَمزةُ بعد الواو فجعلوها واوًا أُخرى فأدغَمُوا، وقيل أصلُه فَوْعَلِ (¬2). - في حديث الرؤيا (¬3) أيضا: "فاسْتأَى لَهَا". على وزن استَقَى، ويَروِيه بعضُهم: فاسْتاءَ لها، على وزن استاقَ، وكِلاهُما من المَسَاءة. وقال التّبريزِى: هو اسْتآلها على وزن اخْتارَها، فجعل اللَّامَ من الأَصْل، أَخذَه من التَّأوِيل: أي طَلَب تَأْوِيلها. قال: وما هو بِبَعِيد. قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} (¬4) قيل: هو من باب وَلِى، ¬
(أون)
وليس من هذا البابِ، وقيل: بل هو اسْمٌ موضوعٌ للوَعِيدِ، غيرُ مشتَقٍّ، فيَكُون من هذا البابِ. (أومأ) (¬1) - في الحديث "أَنَّه عليه الصلاة والسلام كان يُصَلّى على حمار يُومِئ إيماءً". الِإيماءُ: أن يُشِيرَ برأسِه ها هُنا، ويكون بِيدِه وبِحاجِبه أيضا، حَملناه على لَفظِه لقِلَّةِ استِعمال ثُلاثيِّه، وقد يقال في النَّادِر: وَمَأ بمعنَى أومَأَ، ووَمأْتُ عليهم: هَجَمْتُ. (أون) - في حديث ضِرار بن الأَزْورِ: "مَرَّ النبىُّ - صلى الله عليه وسلم -. برجُلٍ يَحْتَلِب شاةً آوِنةً، فقال: دع داعِىَ (¬2) اللَّبَن". وقيل: الآونة: أن يَحْتَلِبَها مَرَّةً بعد أخرى. وقيل: هي بِمَعْنى تَارة، وقيل: الآوِنَة والآنِيَة جَمعُ أَوانٍ. - (3 في الحديث "ارتَجَس إيوانُ كِسْرَى". هي فارسية ويقال: إوان (¬4)، بكَسْرِ الهَمْزة بلا ياء، والجمع إِوَانَات. 3). ¬
(أوى)
- في الحديث: "هذا أَوانَ قَطَعَتْ أَبْهَرِى". يجوز بنَصْبِ النّون على قول القائل: * على حينَ عاتبتُ المَشِيبَ على الصِّبَا * (¬1) يكتَسِب البِناءَ من المُضاف إليه. (أوى) - في الحديث: "الحَمدُ لله الذي كَفانا وآوَانَا" : أي رَدَّنا إلى مأوًى لنا، ولم يَجْعَلْنا مُنتَشِرين كالبَهائِم. - وفي حديث آخر: "لا قَطْع في ثَمَر حتى يَأْوِيَه الجَرِين" : أي يُؤوِيه، يقال: أويتُ إليه فأَوانى، وآوانِى: لازم ومتعد بلفظ واحد، والأشهر في المتعدى آوانى بالمَدّ. - وفي حديث آخر "لا يأْوِى الضّالَّةَ إلا ضالٌّ". بمعنى: لا يُؤوِى. - (2 وحديث المُغِيرة "لا تَأوِى من قِلَّة". : أي لا تَرحَم زَوجَها عند الفَقْر. 2). ¬
- وفي حَديث وَهْب: "أَنَّ الله تَعالَى قال: إنّى أَوَيتُ على نَفِسى أن أذْكُرَ مَنْ ذَكَرنى" (¬1). قال القُتَيْبِى: هذا غَلَط، إلا أن يكون من المَقْلُوب، والصَّحِيحُ وَأَيْت من الوَأْى: الوَعْد، يقول: جَعَلتُه وعدًا على نَفْسِى. * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الهاء
ومن باب الهمزة مع الهاء (أهل) - في حديث عَوْف بنِ مَالِك: "أنَّ النبىَّ - صلى الله عليه وسلم - أعطىَ الآهِلَ حَظَّيْن والأَعْزبَ حَظًّا". يعني إذا جِيءَ بِفَىءٍ، فالآهِل: المُتَأهِّل ذُو الأهْلِ والعِيالِ، ومكان آهِلٌ: له أَهلٌ، ومكان مَأْهولٌ: فيه أَهْل. - وفي حَدِيث: "لقد أَمستْ نِيرانُ بني كَعْبٍ آهلةً". : أي كَثِيرة الأَهلِ والقَوم، وآهَلَك (¬1) اللهُ: أي جَعَل لك زَوجَةً. - وفي الحَديثِ: "نَهَى عن الحُمُر الأَهليَّة". وهي التي تَألَفُ البُيوتَ والمَبارِكَ (¬2) مِثْلَ الِإنسيَّة. - في الحَديثِ: "أَهلُ القُرآنِ هم أَهلُ اللهِ وخاصَّتُه". سُئِل أبو بَكْر الوَرَّاق عن معناه فقال: أَهلُ القُرآن: مَنْ يَحُوطُه القُرآنُ ولا يُسِلمُه إلى الشَّيطان، ولا يُسلَك به غَيرُ طريقِ الرَّحمن، هل رَأيتُم أحدًا أَسلَم أهلَه إلى أعدائِه، فانْظُر أَأَسْلَمَك القُرآنُ إلى عَمَل الشَّيطان، أم إلى عِبادَةِ الرَّحمن، فإن أَسلمَك إلى عَمَل الشيطان فَلَستَ من أَهلِ القُرآن، وإن أَسلمَك إلى عبادة الرَّحمن، فأنْتَ من أهلِ القُرآن. * * * ¬
ومن باب الهمزة مع الياء
ومن باب الهمزة مع الياء (إيل) - في الحَديثِ: "إنَّما جِبريل ومِيكَائِيل". كقولك: عَبْد الله، وعبد الرحمن. قال الأصمَعِىّ: إيلٌ: الرُّبُوبِيَّة فأَضِيف جِبْر ومِيكَا إليه، وقال أبو عمرو: جَبْر هو الرجل، فكأن معناه: عَبدُ إيل، ورجلُ إيل مُضاف إليه. وكان يَحيَى بنُ يَعْمُر يَقْرأ جَبْرَإلّ ويقول: جَبْرٌ: عَبْدٌ، وإِلٌّ: اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وعلى مُقتَضَى لَفظِ الحَدِيث: كأن جَبْراً، ومِيكا من أَسمِاءِ الرُّبُوبيّة، لأنَّ العبدَ في عبدِ الله وعَبدِ الرَّحمن واحِدٌ، وكذلك إِيلٌ (¬1) في جَبْرائيل ومِيكَائيل وَاحِد، والله عَزَّ وجل أَعْلَم. وقيل: إِيلٌ ليس بعَرِبىّ، ومعناه اللهُ القَادِر. - وفي حديثٍ آخَر "يُوسُفُ الصِّدِّيق بنُ إسرائيل الله يَعْقُوب بن إسحاق ذَبِيح الله بن إبراهيم خَلِيل الله". فأَضافَ إسرائيل جُمْلة إلى اللهِ تعالى وهذا يَنقُضُ الأَقوالَ المُتقدِّمة كُلَّها. (أيم) - في حَدِيث عُروة (¬2) أنه كان يَقُولُ: "وأيمُ الله، لئن كُنتَ أخذتَ لقد أَبقيتَ" ¬
أَيمُ الله: قَسَمٌ ذَكَره صاحب الغريبين في باب الياءِ، وهذا المَوضِعُ أَليقُ بظاهِره. - في حديثِ ابنِ عُمَر الذي رَواهُ أحمَدُ في أول مُسْنَدِه، قال: حَدَّثَنا إسماعِيل، ثنا أَيُّوب، عن نَافِع، عن ابنِ عُمَر "أَنَّه دَخَل عليه ابنُه (¬1) فقال: إني لا إِيمَن أن يكون بَيْنَ النَّاس قِتالٌ" (¬2). هو من قولِهم: أَمِنَ يَأْمَن: أي لا آمَنُ، وإنَّما هو على لُغَة بني أَسَد، يَكِسرون أوائِلَ الأفْعال المُسْتَقْبَلة، إذا كانت على وزن فَعِل يَفْعَل بَكسْرِ العَيْن في الماضِى وفَتْحِها في الغَابِر. يقولون: أنا (¬3) إِعْمل، ونَحنُ نِعْمَل، وأَنتَ تِعْمل، بكَسْر الهَمْزة والنُّون والتَّاء، إلا إذا كان أَولُ الفِعل تاءً، وقال شاعِرهُم: قُلتُ لبَواب لَدَيْه دارُها ... تِيذَن فإنى حَمؤُها وجارُها (¬4) : أي لِتَأْذن، حَذَف لامَ الأمرِ لضَرورة الوَزْن، وتَركَ الكلمةَ مَجْزُومة كما كانت قبل حَذْف اللَّام، وبنو تَمِيم يَكسِرون أيضًا حُروفَ المُضارعةِ من الأفْعال كُلِّها، على أَىَّ وزنٍ كانت، نحو: تِخافُ وتِشاء {ألمْ إعْهَد إلَيْكُم} (¬5) وعلى هذا قِراءةُ يَحْيىَ بن وَثّاب، ¬
(أيم)
وعُبَيْد بنِ عَمْرو {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (¬1) بكسر نُونِ المُضارَعة، إلا إذا ضُمَّ (¬2) ما بَعْد حُرُوفِ المُضارعة مثل تَسُؤْ وتَلُوم، فأمَّا ياءُ المُضارَعة فمَعْفُوَّة عن هَذِه الكَسْرة لاستِثْقالِها عليها إلا أن يكون نَحوَ قَولِه تعالى: {يَهْدِي} (¬3) {يِخِصِّمُون} (¬4) فإنَّ الياءَ كُسرِت فيهما لمَجِىء الكَسْر بَعْدَها، وكانت لَيلَى الأخْيَلِيَّة مِمَّن يتكلم بهذه اللُّغَة، وللشَّعْبِى معها حِكايَةٌ مَلِيحَة عند عَبدِ المَلِك بن مروان، وتُسَمَّى هذه اللُّغَة: تَلْتَلَة. (أيم) - في حديث (¬5) أبي هُرَيْرة: "يَتَقارب الزَّمانُ ويَكْثُر الهَرْج. قيل: أَيْم هو يا رَسولَ اللهِ؟ قال: القَتْل" (¬6). قوله: أَيْمَ هو، يريد: ما هُوَ، وأصلُه: أيُّما هو. فخَفَّف الياءَ وحَذَف الأَلِف، كما قِيل: إِيش تَرَى، في موضع: أَىّ شَىْء. - أخبرنا أبو الرَّجاء القارى، أنا أبو الفَضْل الرَّازِى قال: قرأ ¬
(أينق)
الحَسنُ {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ} (¬1) بتَخْفيف الياء ساكنة كَراهَة التَّضْعِيف، وفي اليائى خاصَّة يكون التَّضْعِيف أثْقَل. (أينق) - في صحيح مُسلِم "إني لا إينَقُ (¬2) لِحَدِيثه". : أي لا أُعجَب، وهي لُغَة في آنَقَنِى الشىءُ يُؤْنقُنى. (إيه) - وفي حديث (¬3) مُعاوِيةَ: "آها أَبَا حَفْصٍ". هي كلمة تَأسَّفُ، وانتِصابُها على إجرائها مُجَرى المَصادِر، كقَولِهم "وَيْهاً له" على تَقْدِير فِعْل يَنْصِبُها، كأنه قال: أتأَسَّف تَأَسُّفاً. (أىّ) - في الحديث: "أنَّ النّبىَّ - صلى الله عليه وسلم - ساومَ رجلًا معه طَعام فجَعَل شَيَبةُ بنُ رَبِيعة يُشُير إليه: لا تَبِعْه، فَجَعَل الرجل يقول: أَيَّمَ تقول؟ " يعني: أَيَّا، وأىَّ شَىءٍ تَقولُ؟ - قال الله تعالى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا} (¬4). ¬
قال الكسائي: هو أيًّا تَدعُو، وما صِلَةٌ - {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ} (¬1): أي: أَىَّ الأَجَلَين، وقوله: {أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} (¬2) قيل: أصلُه: أَىُّ أَوانٍ؟ فحُذِفَت الهَمزةُ والوَاو جَميعًا، وجُعِلتا كلمة واحدة، ومعناه: أَىُّ وقت، وأَىُّ زَمانٍ، وهو بَمعْنَى مَتَى. - قَولُه عزّ وجل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} (¬3). يا: حَرف نِداء، وأىّ مُنادَى مُفردَ وإنما ضُمَّ لأنَّه في مَوضِع المَكنِىِّ، ولِهذا أجازَ المازِنىُّ: يا أيُّها النّاسَ، بنصبِ السِّين على المَوضِعِ كما تقول: يا زَيْدُ الظَّرِيفَ. وقال الأَخَفَشُ: إن الناسَ من صِلَةِ أَىّ، فِلهَذا ضُمَّ. وهَا لِلتَّنْبيه، إلا أنها لا تُفارِق أَيًّا عِوَضاً عن الِإضَافَة، لأَنَّ، أيًّا، لا تكون إلا مُضافَة. قال النّحَّاسُ: لغة (¬4) بعَض بَنِى مالك "يا أَيُّهُ الرّجلُ" بضَمِّ الهاءِ، لَمّا كانَت الهاءُ لازِمَةً لأَىًّ، حَرَّكُوهَا بحَرَكَتِها، وبِهِذِه اللَّغَة قَرأَ ابنُ عَامِرٍ في مَواضعَ من القرآن، وتَدخُلُ فيه تاءُ التَّأْنِيث. فيقال: يا أيُّتُّها المَرأةُ. - ومنه حديثُ كَعْبِ بنَ مالِك: "فتخَلَّفْنا أَيُّتُهَا الثَّلاثَة". ¬
وهي ها هُنَا من بابِ الاخْتِصاص والمَدْحِ. ذكر بعضُ النَّحويين أَنَّ الاخْتِصَاص يَجِىءُ بكلمة أَىّ، دُونَ ما سِوَاها، وتَخْتَصّ أَيّتُها الثَّلاثَة بالمُخبِر عن نَفسِه والمُخَاطَب فحَسْب، ويُستَعمل في الأَكْثَر بمَعْشَر مُضافًا، وببنى فلان فتَقول: أمَّا أنَا فأَفعَل كذا أَيُّها الرَّجَل. فقوله: "أيُّها الرَّجل" نِداءٌ واخْتِصاصٌ، صَدَر عن المتكلم لنَفْسه، وقالوا في المُخاطَب: بِكَ اللهَ أرجُو الفَضْلَ. قال الله تَعالَى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} (¬1) فقوله: "أَهَلَ البَيْت" بعد قَوِله: "عَنْكُم" بمَنْزلة لَفظَة "الله" بعد قوله: بِكَ، فنَصَبه بإضمار فِعلٍ تقِديُرُه: أَخُصُّ أَو أمدَح أو أَدْعُو، كقَولِ القَائِل: إنّا بَنى مِنْقَرٍ قَومٌ ذَوُو حَسَب ... فِينا سَراةُ بني سَعْد ونادِيها (¬2) : أي نَخُصُّ بَنِي مِنْقَر، وكذلك قَولُ كَعْب: أي نَخُصُّ أَيَّتُها الثَّلاثة، وإن لم يَكُن مَنصوبا. ومنه قَولُه عليه الصلاة والسلام: "أبو عُبَيْدة أمِينَنا أيَّتُها الأُمَّة". وقوله: "إنّا مَعْشَر (¬3) الأنْبِياء لا نُورَثُ". وما جاء في قِصَّة اليَهُود: "لو أَنزِلت علينا مَعْشَرَ اليهود، يعني قوله تعالى: ¬
(إيا)
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (¬1). (إيّا) - (2 في حديث عَطاء "كان مُعاوِيةُ إذا رَفَع رأسَه من السَّجدة الأخِيرة كانت إيَّاها". اسم كان وخَبَرُها ضَمِيرُ السَّجْدَة: أيْ كانَت هِىَ هِىَ، لم يَقتَرِن بها قَعدةٌ بعدها، أي كان يَرَفَع منها وينهَض للْقِيام إلى الرَّكَعةِ من غيرِ أن يَقْعُد للاستِراحَة. - في حديث عُمَر بن عبد العزيز: "إيّاىَ وَكَذا". : أَيْ إيَّاى نَحِّ عن كذا، ونَحِّ كَذا عَنِّي فاخْتَصَر. (إى) - في حديث أبِي ذَرٍّ "إِى واللهِ" يَعنِي نَعَم، إلا أَنَّها تَخَتَصُّ بالِإتْيان مع القَسَم، إيجاباً لِمَا سَبَقه من الاسْتِعْلام، ونَعَم تَجِىءُ مع القَسَم وغَيرِه. 2). * * * ¬
ومن كتاب الباء
ومن كتاب الباء من باب الباء مع الهمزة (بأس) - في الحَديثِ عَقِيبَ الصَّلاة: (1 "تُقنِعُ يَدَيْك، وتَبْأَسُ، وتَمَسْكَن" 1). ويُرَوى: تَباءَسْ (¬2) وتَمَسْكَن على الأَمرِ، ويُروَى: تَبأَسْ: أي أَظهِر البُؤسَ والمَسْكَنَة والافْتِقارَ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ. - ومنه الحديث الآخر: "أَنَّه عليه الصلاة والسلام، كان يَكرهُ البُؤسَ والتَّباؤُس". يَعْنِي عند النَّاس، ويَجوز فيهما القَصْرُ وتَشدِيدُ الهَمزَةِ. - في حديث عُمَر: "عَسَى الغُوَيْر أَبؤُسَا". وهو جمع بأس فانْتَصَب على أنَّه خَبَر عَسَى، والغُوَير: مَاءٌ لِكلْب، وهذا مَثَل (¬3)، وأولُ مَنْ تَكَلَّم به الزَّبَّاء المَلِكَة. ¬
- في الحديث: "نَهَى عن كَسْر السِّكَّة الجائِزةِ بينَ المُسْلِمِين إلا من بَأْس". قال الِإمامُ أبو القَاسِم إسماعيل، رَحمِه الله، فيما قَرأتُه عليه: أَصلُ السِّكّة: الحَدِيدَةُ التي تُطبَع عليها الدّراهِمُ، ثمَّ قيل لِلدَّراهم المَضْروبة سِكَّة؛ لأنَّها ضُرِبت بها. وفي كَراهَته لكَسْرِها وجوه: أحدها: أنَّه كَرِه قَطْعَ الدَّراهم والدَّنَانير وكَسْرِها لِما فِيها من اسْم (¬1) اللهِ، عَزَّ وجَلَّ. وقيل: إنما كَرِه ذلك لأَنّه تَضْيِيع، وقد نَهَى عن إضاعة (¬2) المَالِ. وقال أبو داود السِّجِسْتَانى: قُلتُ لأحمدَ بنِ حَنْبل: مَعِى دِرهُمٌ صَحِيح وقد حَضَر (¬3) سائِلٌ أَكْسِره؟ فقال: لا. وقيل: إنما نَهَى عنه كَراهَةِ التَّدنيِق، وكان الحَسنُ يقول: لَعَن الله الدَّانِق (¬4)، وأولَ مَنْ أحدَث الدّانِق، ما كانت العَربُ تَعرِفه ¬
ولا أَبناءُ الفُرسِ. وقيل: إنّما نَهَى عن كَسْره على أن يُعادَ تِبْراً، فأَمَّا أن يُكسَر للنَّفَقة فَلا، وإلَى هذا ذَهَب الأَنْصارِىُّ قَاضِى البَصْرة. وقال بَعضُهم: إنَّ المُعاملةَ كانت تَجرِى بها في صَدْر الإِسلام عَدَدًا لا وَزْنًا، وكان بَعضُهم يَقرِض أطرافَها، فلذلك نُهِى عنها. وسُئِل (1 أحمدُ 1) عن الرَّجل تُدفَع إليه الدَّرَاهِمُ الصِّحاح يَصوغُها، قال: لا، فيه نَهىٌ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن أصحابِه. وأنا أَكرَه كَسَر الدَّرهَم وقَطْعَه، قلت: فإن أُعطِيتُ دِيناراً لأَصُوغَه كيف أَصنَع؟: قال: تَشْتَرى به دراهم، ثمَّ تَشْتَرِى به ذَهَبًا. وقال: البَأْسُ: أن يُخْتَلف في الدِّرهَمِ، فيَقُول واحِدٌ: جَيِّد، ويقول الآخَرُ: رَدىءٌ، فُيكسَر هو لِهذَا المَعْنَى. * * * ¬
ومن باب الباء مع التاء
ومن باب الباء مع التاء (بتت) - في الحديث (¬1): "كان عليه بَتٌّ". : أي كِساءٌ غَلِيظ مُربَّع. وقيل: طَيْلَسَان من خَزًّ. - وفي الحديث: "أَبِتُّوا نِكاحَ هذه النِّساء" : أي أَحكِموه بشَرائِطِه واقطَعُوا الأمرَ فيه، وأعقِدُوه مُطلَقاً على خِلاف شَرْطِ المُتْعَة. (بتر) - في الحَدِيث (2 "نَهَى عن البُتَيْراء" 2). قيل: هو أن يُوتر بَركْعَة وَاحدةٍ، وقيل: هو الذي شَرَع في رَكْعَتَين فأَتمَّ أوَّلَهما ونَقَص آخِرَهما. (بتل) - في الحَدِيث قال النَّضْرُ بنُ كَلَدَة، في أَمرِ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "واللهِ يا مَعشَرَ قُريْشٍ، لقد نَزَلَ بَمَكَّة أَمرٌ ما ابتَلْتُم بَتْلَه". قال الخَطَّابى (¬3): هذا خَطَأٌ، والصَّواب ما انْتَبَلْتُم نَبلَه، ¬
ومعناه ما أنتَبَهْتم له، ولم تَعلَموا عِلمَه. تقول العَربُ: أنذرتُك الأَمرَ فلم تَنْتَبِل نَبلَه: أي ما انْتَبهتَ له. وقال غيره: مَرَّ على بَتِيلَةٍ وبَتْلاءَ وَمُتَبَتِّلة من رَأيِه: أي عَزِيمة لا تُردُّ. وانْبَتَل في السَّيرِ: مَضَى وجَدّ. - في حديث حُذَيْفَة: (1 "لَتُبَتِّلُنَّ لها إماماً أو لتُصَلُّنَّ وُحْداناً" 1). : أي لتَنْصِبُنّ وتَقْطَعُنَّ الأَمرَ بإِمامَتِه. * * * ¬
ومن باب الباء مع الجيم
ومن باب الباء مع الجيم (بجبج) - في حَدِيثِ عُثْمانَ رضي الله عنه،: "إنَّ (¬1) هذا البَجْبَاج النَّفَّاجَ لا يدْرِى أَينَ الله عَزَّ وجَلّ" البَجْبَجَة: شَىءٌ يُفعَل عند مُناغَاةِ الصَّبِىِّ لا تَحْصِيلَ على مَعْناه، يقول: هذا كَلامُ الرَّجُل لا يُوقَف على جُمْلَتِه، ويقال: بَجْباجٌ فَجْفاجٌ: أي كَثِيرُ الكَلام، والبَجْباج أيضاً: الأَحمَق. (بجج) - في الحديث: (2 "قد أراحَكم الله من السَّجَّةِ والبَجَّة" 2). البَجَّة: الفَصِيدُ، من البَجِّ: وهو البَطُّ، وطَعْن غَيرُ نافذ، وكانوا يتَبلَّغُون بها في السَّنَةِ، وقيل: هي اسم صَنَم. (بجر) - في حديث أبى بَكْر، رضي الله عنه: "إنَّما هو الفَجْر أو البَجْر". البَجْر: الدَّاهِيَة والأَمْر العَظِيم، ويقال: جِئْتَ بَبَجْرٍ وبُجْرٍ، بفَتْح الباءِ وضَمِّها، ومَعْناه: إن انتَظرتَ حتى يُضِىءَ الفَجرُ أَبصرتَ الطرَّيقَ، وإن خَبطْتَ الظَّلماءَ أَفْضَتْ بك إلى المَكْروه. ¬
(بجل)
وُرِوى البَحْر، بالحاء، يعني غَمراتِ الدّنْيا، مَثَّلها به لتَحَيُّر أهلِها فيها. - في الحديث (1: "أَشِحَّةٌ بَجَرةٌ" 1). البَجَرة: العِظامُ البُطون: أي ذَوُو البَجَرة، يقال: رجل أبجَرُ، إذا كان ناتِىءَ السُّرَّةِ عَظِيمَ البَطْن. - في حديث مازِنِ بنِ الغَضُوَبة: "كان لهم صَنَمٌ في الجاهِلِيَّة يقال له باجِر". تُكْسَر جيمُه وتُفتَح، وكان في الأَزْد. وبَعضُ الأصحابِ يَقولُه بالحَاءِ، إلَّا أَنَّ المَشْهور عند أهلِ اللغة وأَصْحابِ الأَخبار بالجِيمِ. (بجل) - في حديث سَعْدِ بنِ مُعاذَ: "أنَّه رُمِى يومَ الأحزابِ فَقَطَعُوا أبجَلَه" قال أَبو عُبَيْدة: الأَبجَلُ: عِرقٌ بَيْن العَصَب والشَّظَا، ويقال: هُمَا عِرقان في اليَدَيْن للدَّوابّ بمنزلة الأَكْحَلَين للنّاس، والشَّظَا: عَظْم رِخوٌ رَقِيق لاصِقٌ بالوَظِيف - يُثَنَّى شَظَيان، بالياءِ، ويُجمَع شَظَوات بالواو. وقيل: هو عِرقٌ في باطِن الذِّراع، وقيل: هو عِرقٌ غَلِيظ في الرِّجل. وكل غَلِيظ بَجِيلٌ، وقيل: هما الأَكْحَلان. ¬
(بجا)
(بجا) - في الحديث (1 "كان أسلَمُ مَولَى عُمَر، رضي الله عنه بُجاوِيًّا" 1). قيل: هو منسوب إلى بُجاوَةَ (¬2): جِنْسٌ من السُّودان، إِبِلُهم نَجائِب، قاله أبو عمرو، وقيل بُجَاوة: أَرضٌ. * * * ¬
ومن باب الباء مع الحاء
ومن باب الباء مع الحاء (بحت) - في كتاب (¬1) عُمَر، رضي الله عنه: "أنَّه كَرِه للمسلمين مُباحَتَه المَاءِ" : أي شُربَه بَحْتًا غَيرَ مَمْزُوج بعَسَل أو غَيرِه قال: * بِجُردٍ لم تُباحَتْ بالضَّرِيع * (¬2) : أي لم تُطعَم الضَّرِيع بَحْتاً، لأنه لا يَنجَع، وأَظنُّه أَرادَ بذلك ليكون أَمْرأ لهم. (بحح) - في الحَدِيث: "فأخذَتِ النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم - بُحَّةٌ". البُحَّة: غِلظَة في الصَّوتِ يقال: بَحَّ يَبَحُّ بُحوحًا، (3 وإن كان من داءٍ فهو البُحاحُ، والصَّحَل يَكُون فيه كالبُحَّة وهو مُستَحبُّ 3) ¬
(بحر)
يقال: بَحَّ يَبَحُّ بالفَتْح بَحَّا (¬1) وبُحوحَةً، وبَحَّ يَبِحُّ بالكَسْر وبُحوحَةً، ورجل أبحُّ إذا كان ذَلِك خِلقَةً فيه، وإِن كان من داءٍ فهو البُحَاحُ، والصَّحَل يكون فيه كالبُحَّة، وهو مستَحَبٌّ. (بحبح) وفي غِناءِ الأَنْصارِيَّة: وأهدَى لنا أكبُشًا ... تَبحبَح في المِرْبَدِ (¬2) التَّبحْبُح: التَّمكُّن في النُّزول. - ومن حَديث الأنصارِيَّة الحَدِيثُ الآخر: "مَنْ سَرَّه أن يَسْكُن بُحبُوحَةَ الجَنَّة" (¬3). : أي وَسَطَها وخِيارَها، وتَبَحْبَح في كذا، إذا حَصَل في بُحبُوحَتهِ. (بحر) - في حديث القَسَامَة: "قَتَل رجلًا ببَحْرة الرُّغاءِ" (4 في مسند أبي داود: "قتل رجلًا من بني نَضْر بن مالك بالقَسامَة بَحرة الرُّغاء". وقيل: بَحْرة الرُّغاء على شَطِّ لَيَّةَ" 4) البَحرة: البلدة تقول العرب: هذه بَحرتُنا: أي بلدَتُنا. قال الشاعر: ¬
كأنَّ بَقاياه ببَحرة مالِكٍ ... بَقِيَّةُ سَحقٍ من رِداء مُحَبَّر (¬1) - وفي حديث: "ثمَّ بَحَرها" (¬2). يعني البِئرَ حتى لا تَنزِف: أي شَقَّها ووسَّعَها، ومنه تبَحَّر الرجلُ في العِلم: أي تَوسَّع فيه، وسُمِّى البَحر بَحرًا لِسَعَته. - وقوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} (¬3) قيل: العرب تُسَمِّى العَذبَ والمِلحَ جَمِيعًا بَحرًا. - وفي الحديث: "أنَّه بَعث العَلاءَ إلى البَحرَين" (¬4) وهو بَلَد يقال له: البَحْرانُ، بضَمِّ النُّون، وعلى ذلك يقال في النسبة إليه بَحْرانِيٌ. - وفي حديثَ مازِن: (5 "كان لهم صَنَمٌ يقال له: باحَر" 5). بفَتْح الحاءِ، ويُروَى بالجِيمِ، وقد تَقدَّم. * * * ¬
ومن باب الباء مع الخاء
ومن باب الباء مع الخاء (بختر) - في حديث الحَجَّاج: "بَخْتَرِىٌّ إذا مَشَى" 1).: أي مُتَبَخْتِر. (بخند) - في حديث أبي هُرَيْرة: "ساقاً بخَنْداة" (¬2). بفَتْح البَاءِ والخَاءِ: أي مَمكُورة (¬3) القَصَب رَيَّا تارَّة، وكذلك الخَبَنْداة، وهو ثلاثى الأصل، والبَخْدن: الضخمة من النساء، والبُرخْدَاةُ: التَّارَّة الناعِمَة، والبَخْدلةُ: العَظِيمة. ¬
(بخل)
(بخل) - قَولُه تعالى: {فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا} (¬1). قيل: البَخِيل: هو الشَّحِيح الضّنِين بماله. واللَّئِيم: الذي جَمَع الشُّحَّ ومهانةَ النَّفْس ودَناءة الآباء، فُكلّ لَئِيم بَخِيل، وليس كُلُّ بَخِيلٍ لَئِيمًا، يقال بَخِل بَخَلًا نحو فَرِح فَرحًا، والبُخْلُ: الاسْم فهو باخِل، والبَخِيل يَدُل على المُبالَغة، ومعنى البُخْل: مَنعُ الوَاجِب في دينِ أَو مروءةٍ أو عادةٍ. - وفي الحديث: "الوَلدُ مَبْخَلَة". : أي يَحمِل الأبوَيْن على البُخل ويَدْعوهما (¬2) إليه، شَفَقًا على الوَلَد. * * * ¬
ومن باب الباء مع الدال
ومن باب الباء مع الدال (بدأ) - في حَديثِ سَعيد بِن المُسيَّب في حَرِيم (¬1) البِئْر: "البَدِىء خَمسٌ وعِشْرُون ذِرَاعًا". البَدِىءُ: التي (¬2) ابتُدِأَت فحُفِرت في الإِسلام في أرض مَواتٍ، ولم تَكُن عادِيَّةً. - في الحديث: "أَنَّ عائِشةَ، رضِى الله عَنْها، قالت في اليَومِ الذي بُدِىءَ فيه رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وارَأْساه". قال الأَصَمَعِىّ: يقال: مَتَى بُدِىء فُلانٌ؟ أي مَتَى مَرِض، ويقال ذلك للذى ماتَ: (3 مَتَى بُدِىء 3) أي: مَتَى مَرِض؟ (بدح) - في حديث أُمِّ سَلَمَة: "قالت لعائِشةَ، رضي الله عنهما، قد جَمَع القُرآنُ ذَيْلَكِ فلا تَبْدَحِيه". : أي لا تُوسِّعِيه بالحَرَكة والخُروجِ. والبَدْح: العَلَانِيَة والقَطْع، وبَدَح بالأَمر: بَاحَ به، ويُروَى هذا اللَّفظُ بالنُّون. (3 والبَدَاحُ: المُتَّسع من الأرضِ 3). ¬
(بدر)
(بدر) - في حديث جَابِر: "كُنَّا لا نَبِيعُ التَّمَر حتى يَبدُرَ": أي يَبلُغ (¬1). قال الأَصمَعِىُّ: غلام بَدْرٌ، إِذا تَمَّ واسْتَدار، قال الحَرِبىُّ: فلعَلَّ قولَه: "يَبدُر" من هذا. - في شِعر النَّابِغة الجعدىّ: ولا خَيْرَ في حِلمٍ إذا لم تَكُن له ... بَوادِرُ تَحمِى صَفْوَه أَن يُكَدَّرا (¬2) البَادِرَة: ما يَبدُر من الرَّجل في حَالةِ الغَضَب: أي مَنْ لَمْ يَقمَع السَّفيهَ استُضْعِفَ. - وفي حَديثِ اعتِزالِ (3 النّبىِّ - صلى الله عليه وسلم - نِساءَه، قال عُمر: "فابتَدَرَتْ عَيْنَاى": أي سَالَتا بالدُّموعِ 3). (بدع) - في حَديثِ عُمَرَ، رضي الله عنه، في قِيامِ شَهرِ رمضان: "فنِعْمَت البِدعَةُ هَذِه". إنَّما سَمَّاها بِدعةً، لأَنَّ رسوَل الله - صلى الله عليه وسلم - لم يَسُنَّها لهم، ولا كانَتْ في زمان أَبى بَكْر، وقِيامُ شَهرِ رَمضانَ جَماعَةً في حَقَّ التَّسْمِية سُنَّةٌ غَيرُ بِدْعَة، لقوله عليه الصلاة والسلام: "عليكم بسُنَّتِى وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرِّاشِدين من بَعْدىِ، واقْتَدُوا باللَّذَيْنِ من بَعْدِى: أَبِي بَكْر وعُمَر". قال الشَّافِعىُّ: البِدعَةُ بِدعَتان، بِدْعَة ¬
(بده)
حَسنَة كقولِ عُمَر: "نِعمَت البِدعةُ هَذِه" والأُخرَى بِدعَةُ ضَلالة. (بده) - في صِفَته عليه الصلاة والسلام: "مَنْ رَآه بَدِيهة هابَه": أي مُفاجَأَةً. يقال: بَدَهَة وبَادَهَهُ. إذا استَقبَله بَغْتَةً: أي مَنْ لَقِيه قبلَ الاخْتِلاط به، هَابَ (¬1) منه لوقارِه وسُكُونِه، فإذا خالَطَه وجَالسَه بَانَ له حُسنُ خُلُقِه. (بدا) - في الحديث: (¬2) "كان أَبرصُ، وأَقرعُ، وأَعمَى، بَدا الله عَزَّ وجَلَّ أن يَبْتَلِيَهم". : أي قَضَى الله تبارك وتعالى ذلك، وهو معنى البَداء ها هنا، لأَنَّ القَضاءَ سَابِقٌ. والبَداءُ: استِصْواب شىءٍ عُلِم ذلك فيه بعد أن لم يُعْلَم، وذلك على الله عَزَّ وَجَلَّ غَيرُ جَائِز، لأنه قد عَلِم جَمِيعَ ما يَكُون. - في الحديث: (3 "خرِجت أنا ورَباحٌ أُبْدِيه مع الِإبل" 3). : أي أُبرِزُه معها إلى مَواضع الكلأ، وكلُّ شَىءٍ أبدَيتَه فقد أَظهرتَه، ومنه البَادِيةُ. - في الحديث في رَجَزٍ: ¬
باسْمِ الِإلَهِ وبه بَدِينَا ... ولو عَبَدنَا غيرَه شَقِينَا (¬1) يقال: بَدِيتُ بالشَّىءِ: أي بَدأتُ به، إذا خَفَّفتَ الهمزة كسرتَ الدَّالَ، ولَيسَ هو من بَناتِ اليَاءِ. - في الحديث: (2 "أَمَر أن يُبادِىَ الناسَ بأمره". : أي يُظهِرَ أَمرَه لهم 2). * * * ¬
ومن باب الباء مع الذال
ومن باب الباء مع الذال (بذأ) - في الحَدِيث: "البَذَاءُ من الجَفاءِ" (¬1). يقال: بَذَأ يَبْذَأ، إذا أَفحَش في القَولِ، وهو بَاذِىء، وللمُبالغة بَذِىءٌ، وبَذُأَ: إذا صار ذلك طَبعَه. (بذذ) - في الحديث: "بَذَّ القَائِلين": : أي سَبقَهم وغَلبَهم يَبُذُّهم بَذًّا، وبَذَّت هَيئتُه: رَثَّت بَذاذًا وبَذاذَةً، فهو باذٌّ فيهما. (بذعر) - في حَديثِ عائِشةَ رضي الله عنها: "ابذَعَرَّ النِّفاق". : أي تفرَّق وكَثُرَ (¬2) ابذِعْرارًا، فهو مُبذَعِرٌّ، ومثلُه ابْذَقَرَّ، واشفَتَرَّ. يقال: بُذْعِرُوا فابَذَعَرُّوا: أي فَزِعُوا فتَفَرَّقوا. (بذق) - في الحديث: "سَبَق محمَّد الباذَق" (¬3). تَعرِيب بَاذَه وهو الخَمْر: أي لم يَكُن في زَمَانه، أَو سَبَقَ قَولُه فيه وفي غَيرِه من جِنْسِه. ¬
ومن باب الباء مع الراء
ومن باب الباء مع الراء (برأ) - في حديث عَبد الرحمن بنِ عَوْف لأَبِى بَكْر: "أَراكَ بارِئاً". من قولك: بَرَأ من المَرض، وبَرِىءَ أيضًا يَبْرَأُ ويَبْرُؤُ (¬1) بُرءًا فيهما جَمِيعا. وهو من البَراءَة، كأنه بَرِىءَ، من المَرَض وبَرِىء المَرضُ منه. - ومنه الحديث في "استبْراء الجارِية". أن لا يَمَسَّها حتى يَبْرَأَ رَحِمُها ويَتَبَيَّن الأَمرُ فيها، هَلْ هي حَامِلٌ أم لا، والاستِبْراء الذي يذكر مع الاستِنْجاء في الطَّهارَة: أن يُنَقَّىَ موضِعَ البَوْلِ ومَجْراه حتى يُبَرِّأَهما منه. (بربط) - عن عَلِىِّ بن الحُسَين قال: "ما قُدّسَت (¬2) أُمّةٌ فيها البَرْبَطُ". قيل: إنّما سُمِّى بَرْبَطاً، لأَنَّ الضاربَ به يَضَعُه على صدره، والصَّدر بالفارسية يسمى: بَرْ، والبَرْبَط: فارِسِىّ مُعَرَّب، وإنما هو: بَرْبَت. ¬
(برث)
(برث) - فيه (1 "يبعَث اللهُ تَعالَى منها سَبعِين ألفاً، لا حِسابَ عليهم ولا عَذاب، فيما بين البَرْثِ الأَحمَر وبين كَذَا" 1). البَرْث: الأرضُ اللَّيِّنة، وجمعها بِراثٌ (¬2)، يُرِيد بها أرضاً قَرِيبة من حِمْص، قُتِل بها جَماعةٌ من الشُّهداء والصّالِحِين. (برثم) - في حديث القَبائِل: " ... (¬3) وتَمِيمٌ بُرثُمتُها وجُرثُمتها". : أي بُرثُنُتُها، وهي إحدى البَراثِن، وهي المخالِب، يرِيد شَوكتَها وقُوَّتَها، والجُرثُمة: الجُرثُومة؛ وهي أصلُ الشيء ومُجْتَمعُه، والمِيمُ والنُّون يتَعاقبانِ في مَواضعَ، ويجوز أن يكون أَبدَل في البَراثِم النُّونَ مِيمًا لازدِواجِ الكلام وَزْناً وهجَاءً، كما قالوا: الغَدَايَا والعَشَايَا. (برج) - وفيه (4: "كان يَكرَه للنِّساء عَشْرَ خِلال، منها التَّبرُّج بالزِّينَة لغَيْرِ مَحَلِّها" 4). التَّبَرُّج: إظهار الزِّينة للنَّاس الأَجانِب، وهو المَذمُوم فأما للزَّوج فَلَا، وهو معنى قولِ: لغَيْر مَحَلِّها. ¬
(برجم)
(1 - وفي صِفَة بعضِهم: "طُوالٌ أَدلَمُ أَبرَج". : أي واسِع العَيْن المُحدق بَياض مُقلَتِه بسوادِها كلّه لا يخفَى منه شيء، ومنه التَّبرُّج 1). (برجم) - في الحديث: "من الفِطْرة غَسْلُ البَراجِم". البَراجِم: العُقَد التي في ظُهورِ الأَصابع، وهي المواضع التي تَتَشَنّج (¬2) ويَجتَمِع فيها الوَسَخ، واحِدَتُها بُرجُمة، والِإصْبَع الوُسطَى من الطَّائِر تُسَمَّى بُرجُمة، والرَّواجِب: ما بَيْن البَراجِم. - في حديث الحَجَّاجِ: "أَمِن أَهِل الرِّهْمَسَة (¬3) والبَرْجَمة أَنتَ؟ ". البَرْجَمَة: غِلَظ الكَلام. (برح) - في حديث الِإفك: "فأَخذَه البُرحَاءُ". : أي شِدَّة الكَرْبِ، من قولهم: برَّحُت بالرَّجلِ، إذا بَلغتَ ¬
به غاية الأَذَى والمَشَقَّة، وبَرَّح اللهُ عنه: فَرَّج وكَشَف، ولَقِيتُ منه البَرْحَ: أي شِدَّةَ الأَذَى. - وهو في رُؤْيا أَبِي مَيْسَرة في أهلِ النَّهْروان: "لَقُوا بَرْحًا". والتَّبارِيحُ: كُلَفُ المَعيِشة في مَشَقَّة. - ومنه الحديث في النِّساء: "اضرِبُوهُنَّ ضَرباً غير مُبرِّح" : أي غير مؤثِّرٍ ولا شَاقٍّ، ولعله من بَرِح الخَفاءُ: أي ظَهَر، يعني ضرباً لا يظهَر أَثَرُه. - وفي حديث آخر: "بَرَّحت بِيَ الحُمَّى" : أي أصابَنِي منها البُرَحَاء، وهي شِدَّتُها. - في الحَدِيث: "جاء بالكُفْر بَراحًا" (¬1). : أي جِهاراً، وهو من بَرِح الخَفَاء أيضا. - وفي الحديث: "حتى دَلَكت بَراحِ" ذكره صاحبُ الغَرِيبَيْن في كتاب الرَّاءِ على أن تَكُونَ البَاءُ مكسورةً زائدةً، وقال: يَعنِى أن الشَّمسَ إذا مالت فالنَّاظِر إليها يَضَع راحَتَه على عَينَيْه يَتَوقَّى شُعاعَها. (2 قيل: وهو مِثلُ قولِهم: أَفغرَ النَّجمُ إذا اسْتَوى على رُءُوسِهم؛ لأَنَّ الناظرَ إليه يُفغِر فاه 2). وهذا ¬
قَولٌ بَعِيد؛ لأَنَّ صاحبَ العَيْن والمُجْمَل ذَكَرا أن بَراحِ بفتح الباءِ وكَسْر الحَاء على وزن فَعَالِ وحَذام وقَطَامِ: اسم الشَّمس، والباء على هذا أصلية غير مُلْصَقة، قال الشاعر: هذا مُقامُ قَدَمَىْ رَباحِ ... غُدوةَ حتى دَلَكت بَرَاح (¬1) وهذا القولُ أَولَى، لأَنَّ الشَّمس لم يَجرِ لها ذِكْرٌ يرجِعُ الضَّمِيرُ إليه، قيل سُمَّيت به لأنها لا تستَقِرّ، من قولهم: ما بَرِح: أي ما زال، وغُدوةَ غير مُنَوَّن: أي غُدوَة هذا اليوم مَعرفة مُؤَنَّث. وقيل: بَرَاح: اسمٌ للشَّمس مَعدُول عن بارِحة، سُمِّيت به لظُهُورِها وانكشافِها من البَراحِ وهو البِرازُ، وعِلَّة بنائِها شَبَهُها بفَعَال في الأَمْر كَنَزالِ. - في الحديث: (2 "أحبُّ مالى إليَّ بَيْرَحَى" 2). قال الزَّمخشَرِىّ: هو فَيْعَلَى من البَراح، وهو الأَرضُ الظَّاهِرة، وقد يروى على غير هذا. ¬
(برد)
- في الحديث: "رأيتُ البارحَة كَذَا". : أي الليلةَ التي مَضَت، يقال: بَرِح: أي مَضَى، وما بَرِح:: أي لم يَزُل، تقول العَربُ: فعلتُ الليلةَ كذا. إذا أَخْبَرتْ به في أَولِّ النّهار إلى نِصِفِه، فإن أُخبَرتْ بعد الظّهر قالتْ: فعلتُ البارحةَ. هذا أصلُ كَلامِهم، غير أَنَّ في الحديث، رُوِى: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ذَلِك بعد صَلاةِ الغَداةِ. (برد) - في حديث الأَسودِ: "أَنَّه كان يَكتَحِل بالبَرُود وهو مُحرمٌ". البَرودُ: كُحلٌ فيه أَشياءٌ بارِدَةٌ، وبَرَدْتُ عَينِى بالتَّخْفِيف: كَحَلْتُها به. في حديث عائِشةَ, رَضى الله عنها، وانْسِلالِ قِلادَتِها منها قالت: "كنا بِتُرْبَان". : بَلدٌ بينَه وبينَ المدينة بَرِيدٌ وأَميال، وهو بلَدٌ لا ماء به. وذكرت رُخصةَ التَّيَمُّمِ. البَرِيدُ: أربعةُ فراسِخ، ولذلك قال الفُقَهاء: "لا يَجوزُ (¬1) قَصْرُ الصَّلاة إلا في سَفَر يَبلُغ أربعةَ برد": أي ستة عشر فرسخا، وتُرْبان (¬2): قيل هو وادٍ به مِياهٌ كَثِيرة، فَلعلَّه كان في الأصل ¬
(برر)
كَذَلِك، فذهب مَاؤُها في ذلك الوَقْت، ولهذا نَزلُوا به، لأَنَّ السَّفْر في الغالب يَنزِلون موضعاً به ماء. - في الحديث: "التَقَطْنا بُردَةً". قال الجُبَّان: البُردَةُ: كِساء تلتَحِف به العَرَب. (1 - في حديث أُمِّ زَرْع: "بَرُودُ الظِّلِّ". : أي طَيّبِ العِشْرة، وإنَّما لم يُؤنَّث، لأنها أَرادَت شَخْصاً أو غَيرَه 1). (برر) - في الحديث: "ما لَنا طَعامٌ إلا البَرِيرَ". قال ابنُ الأَعرابِىّ: الأَسودُ من ثَمَر الأَراكِ بَرِير، وما لم يَسوَدَّ: كَباثٌ، وجِماعُه المَرْدُ، وقال الأَصْمَعِىُّ: الكَبَاثُ: ثَمَر الأَراك، والبَرِيرُ: الغَضّ، ويانِعُه المَرْد، وقيل: البَرِيرُ: اسمٌ للجميع. - في حديث سَلْمان: "مَنْ أصَلح جَوَّانِيَّه أَصلَح اللهُ بَرانِيَّة" يريد بالبَرَّانى: العَلانِيةَ: (2 والألف والنون للتّأْكِيد 2)، من قولهم: خرج فلان بَرًّا: أي خَرَج من الكِنِّ إلى الصحراء، وليس من كلامهم القَدِيم. يقال رجل بَرٌّ: أي خارج، وتَبابَر: رَكِب البَرِّ، كما يقال: أَبحَر: رَكِبَ البَحر، وأَبَّر أيضا: رَكِبَ البَرَّ على قِياس أَبحَر. ¬
(برز)
- في الحديث: "أبرَّ اللهُ تَعالى قَسَمه" (¬1). يقال: بَرَّ قَسَمَه وأَبرَّها: صَدَّقَها. - في الحديث (2: "الحَجُّ المَبْرورُ" 2). : أي المَقْبوُل، المُقابَل بالبِرِّ. - في الحديث: "أَبرَّ ناضِحُهم" (¬3). : أي غَلَب واستَصْعَب. - في حديث أبى بَكْر: "لم يَخرُجْ من إِلَّ ولا بِرٍّ" : أي صَدَق، من قولهم: بَرَّ في يَمِينِه. (برز) - في الحديث: "كان إذا أَرادَ البَراز أبعد". البَرازُ، بفَتْح الباء: اسمٌ للفَضاء الواسع، كَنَوْا به عن حاجَةِ الِإنسان، كَنُّوا بالخَلاءِ عنه، يقال: تَبرّز إذا تَغوَّط، وكَسْرُ الباءِ فيه غَلَط، لأَنَّ البِرازَ مَصدر بارَزْتُه في الحربِ مُبارَزةً وبِرازًا. (برس) - في حديث الشعبى: "هو أَحلُّ من مَاءِ بُرْسٍ". بُرس: أجمة معروفة بالجامع [عَذْبةُ الماء] (¬4) - والبِرْس بالكَسْر: القُطْن. ¬
(برش)
- ومنه الحَدِيثُ في ذِكْرِ "البُرْنُس". قيل: هو عَرِبىُّ اشتُقَّ من البِرْس وزِيدَ فيه النُّون. - وفي حديث عمر: (1 "سَقَط البرنُسُ عن رَأْسى" 1). وهو كُلُّ ثوبٍ رَأسُه منه مُلتَزِق به، من دُرَّاعَةٍ أَو جُبَّة، أو مِمْطَرٍ. (برش) - في حديث الطَّرِمَّاح: "رأَيتُ جَذِيمَةَ الأَبرَشِ قَصِيرًا أُبَيْرِش" (¬2). قال الأَصَمَعِىُّ: البَرَش والبُرْشَة: لون مختَلِط حُمرةً وبَياضًا أو غَيَرهما من الأَلْوانِ، وقيل: هو أَن يَكُونَ بِجِلْدِ الفرَس نُقَطٌ بِيضٌ. وقيل: كان جُذَيْمة أَبرصَ، فكُنِى عنه بذَلك إعظاماً له، وقيل: بل أَصابَتْه نَارٌ فبَقِى أَثرُها عليه. (3 في شِعرِ بعض الصُّوفِيَّة: البَرْشاء يقال: ما أدرِى أَىّ البَرشَاء هو: أي أَىّ النَّاس. ¬
(برض)
والبَرنْساء (¬1) أيضا، بزِيادة نون، بالسِّين والشِّين مَعًا، قيل: أَصلُه بالنَّبَطِيَّة ابنُ الِإنسان 3). (برض) - في حديث خُزَيْمة (¬2): "أَيبَسَت بارِضَ الودَيِس". قال ابنُ فارس: البارِضُ: أولُ ما يبدو من البُهمَى، وهو نبت، وقال غيره: البارِضُ: ما بَرَض من النَّبْت، وهو أن يَكْسُوَ الأَرضَ. (برط) - عن مُجاهِد في قَولِه تَعالَى: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} (¬3) قال: هي البَرْطَمَة. والبَرطَمة: الانْتِفاخ من الغَضَب، ورجل مُبَرْطِم: مُتكَبِّر. (برق) - في حديث المعراج ذِكْرُ "البُرَاقِ" وهي دَابَّة رَكِبَها النّبىُّ - صلى الله عليه وسلم - لَيلَتَئِذٍ، وفي رواية أَنَّها استصعَبت عليه فجِىء ببَرقَة، وهي أُخْرى، قيل سُمِّى بذلك لِنُصوعِ لونِه وشِدَّةِ تَلألُئِه وبَرِيقِه. وقِيلَ: بل لِكونِه أَبيَضَ، وقيل لسُرعة مَرِّهِ وقُوَّةِ حَرَكَتِه تَشْبِيهاً له بالبرق، ويُحتَمل اجْتِماعُ الكُلِّ فيه. - في حديث قَتادَةَ: "تسُوقُهم النَّارُ سَوْقَ البَرَق الكَسِير". : أي الحَمَل المَكْسُور القوائم، وهو فارِسىٌّ مُعرَّب. أَصلُه ¬
(برك)
بَرَه: أي تَسوقُهم سَوقًا رَفِيقاً، يُساقُ الحَمَلُ الظَّالِع (¬1). (برك) - في حديث عَلِىِّ (¬2) بنِ الحُسَيْن: "ابتَرك النَّاسُ في عُثْمانَ". يقال: ابتَرك فُلانٌ في آخَرَ، إذا شَتَمه وتَنَقَّصَه. - في حديث التَّشَهُّد: "بَارِكْ على مُحمَّد" (¬3). : أي أَدِم له ما أَعْطَيَته من التَّشْرِيف ونَحوِه، من قولهم: بَرَك البَعِيرُ إذا استَناخَ في مَوضعٍ فلَزِمه، وسُمِّى الصَّدرُ بَرْكًا وبَرَكةً، لأَنَّ البُروكَ عليه يَكونُ، وقد يُرِيد بقولِه: "بارِكْ عليه" الزِّيادَة فِيَما هو فيه، وأصلُه ما ذَكَرنَاه لأَنَّ تَزايُدَ الشَّىءِ يُوجِب دَوامَ أَصلِه، وقد يُوضَع هذا القَولُ مَوضعَ اليُمنِ لأن البَرَكةَ إذا أُرِيدَ بها الدَّوامُ، فإنّما تُستَعمل فيما يُرغَبُ في بَقائِه لا فيما يُكْرَه، ويقولون: فُلانٌ مُبارَكٌ له في جَهْلِه. إذا كان ما عُرِض له منه لا يُزايِلُه، فلا يُنكر على هذا أن يقال: للمَيمُونِ مُبارَك: أي مَحبُوبٌ. - في الحديث ذِكْرُ (¬4) "بَرْك الغُماد"، بفتح الباء وكسرها وبضم الغين، ومنهم من يكسرها، وهو مَوضِع باليَمَن، قيل هو أَقصى حَجْرٍ (¬5) به. ¬
(برم)
(برم) - في حَديث وَفْد (¬1) مَذْحِج: "كِرامٌ غيرُ أَبْرام". الأَبْرام: اللِّئَام، واحدهم بَرَم، بفتح الراء، وهو الذي لا يَدخُل في المَيْسر ولا يَخرُج فيه مع القوم شَيئاً، قال الشاعر (¬2): * ولا بَرَماً تُهدِى النِّساءُ لِعِرسِه * ويقال: "أبرَماً (¬3) قَروناً": أي هو لا يُخرِج معهم شيئًا، ثم لا يَأكُل إلا تَمْرتَين تَمْرَتَين يُقرِن بَينَهما. - وقال عَمرُو بنُ مَعدِى كرب لعُمَر: "أَأَبرامٌ بَنُو المُغِيرة؟ قال: ولِمَ؟ قال: نَزلتُ فيهم فما قَروْنِي غَيرَ قوسٍ وثَوْرٍ وكَعب. فقال عُمَر: إنَّ في ذلك لَشِبَعاً". القَوسُ: ما يَبقَى في الجُلَّة من التَّمر، والثَّورُ: قِطعَة عَظِيمة من الأَقِط، والكَعْبُ: قِطْعَة من السَّمن. فأما البَرِم، بكسر الراءِ فالمُتَبَرِّم الضَّجِر، (4 سَمَّوه البَرَم، مَصدَر بَرِم به، لأنهم كانوا يَضْجَرُون منه أو بِثَمر الأَراك، وهو شَىءٌ لا طَعْمَ له أَصلاً 4). ¬
(بره)
(بره) - في حديثِ ابنِ عباس، رضِى اللهُ عنهما: "أَهدَى النَّبىُّ - صلى الله عليه وسلم - جَمَلًا لأَبِى جَهْل، في أَنفِه بُرَةٌ من فِضَّة يَغِيظُ بذلك المُشركِين". البُرَة: حَلْقة تُجعَل في لَحْم الأَنِف، وتُجمَع بُرِين في مَوضِع النَّصب والجَرِّ، وبُرون في الرَّفْع، والفِعلُ منه أَبَريْتُ النَّاقةَ. - ومنه حَدِيثُ سَلمَةَ بنِ سُحَيْم: "إنَّ صاحباً لنا رَكِبَ ناقةً ليست بمُبْراة (¬1) فسَقَط، فقال النبىُّ - صلى الله عليه وسلم -: غَرَّر بنَفْسِه". وكُلّ حَلْقة من سِوارٍ أو خَلْخَال أو قُرطٍ أو ما أَشْبَهَها فهى بُرَةٌ، وأَصلُه بُرْوَة كقُلْوة في قُلَة، فلذلك جُمِعَتا على بُرِين وقُلِين، وناقة مَبْرُوَّة كمُبْراةٍ. (برهرهة) - في حَديثِ (¬2) جِبْريل عليه الصلاة والسلام: "فأَدخَل البَرهْرَهَة". قيل: هي سِكِّينة بَيضاءُ حَدِيدةٌ صافِيَةٌ، من المَرْأة البَرَهْرَهَة، وروى رَهْرَهَة: أي رَحْرَحَة واسِعة. ورُوِى بِسِكِّينة كأَنَّها دِرْهَمَة بَيْضَاء، ورُوِى: جِىءَ بَطسْت رَهْرَه. (برهوت) - في الحديث: (¬3) "وَادِى بَرَهُوت". ¬
(برى)
وهي بِئْر عَمِيقة لا يُستَطاع النُّزولُ إلى قَعرِها بوادى حَضْرَموْت، والقِياس في تَائِه الزِّيادة كالحَزَبُوتِ. (برى) - في حديث المِسْوَرِ بن مَخْرَمَة: "أَنَّ حلِيمة، رضي الله عنها، خَرَجَت في سَنَة حَمراء، قد بَرَتَ المَالَ". : أي هزَلَت الِإبلَ وأخذَت من لحمِها، وأصلُ البَرْى: القَطْع. ومنه يُقالُ: بَريْتُ القَلَم. والمَالُ في كَلَامِهِم الِإبِلُ؛ لأنها مُعظَمُ مالِهم. - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} (¬1). مَنْ قَرأها بالياء مُشَدَّدة قيل: هو مَأْخوذ من بَرَا اللهُ الخَلْق: أي خَلقَهم، فترك همزَها، ومنهم من يَجعلُها من البَرَى، وهو التُّراب، لِخَلْقِ اللهِ تَعالَى آدمَ عليه السلام من التُّراب. - في الحَدِيث: "أَنَّه نهى عن طَعام المُتَبَارِيَيْن أن يُؤكَل". وهما المُتَعارِضان بفِعلَيْهما. يقال: تَبارَى الرَّجُلَان: إذا فَعلَ كلُّ واحدٍ منهما ما فَعَله صاحِبُه، لِيُرِىَ أَىٌّ منهما أَغلبُ لصاحِبِه، وإنما كُرِه ذلك لِمَا فيه من الرِّياء والمُبَاهاةِ. * * * ¬
ومن باب الباء مع الزاى
ومن باب الباء مع الزاى (بزخ) - في حَديثِ عُمَر: "أَنَّه دعا بَفَرسَين: هجِين وعَربىّ إلى الشُّرْب، فَتَطاول العَتِيق فشَرِب بِطُول عُنُقه، وتَبازَخ الهَجين". قال دَاودُ بن رُشَيْد: التَّبازخ. أن (¬1) يَثْنِىَ حافِرَه إلى بطنِه، وهو تَقاعُس الظَّهر. يقال: تَبازَخ عن الأمرِ، إذا تَقاعَس وتأخَّر عنه. والبَزَخ: تَطامُنٌ في الظهر، ومنه رجل أَبزَخُ، وبَزَخْت ظَهرَه بالعَصَا بَزْخاً: كَسرتُه حتى اطمأَنَّ. (بزر) - في الحَدِيث (¬2): "ما شَبَّهتُ وقعَ السُّيوفِ على الهَامِ إلا بَصَوْتِ البَيازِر عله المَواجِن". يقال: بَزَره بالعَصَا: ضَربَه بها، والبَيَازر: المَواجِن، وهي العِصِىّ. واحدتُها بَيْزارة، وقيل: بَيْزَرة، والجمع بَيَازِر، وواحدة المَوَاجِن مِيجَنَة، وهي الخَشَبة التي يَدُقُّ بها القَصَّارُ. - في حديث أبى هريرة في الصَّحِيح: "لا تَقوُم السَّاعَة حتى تُقاتِلوا قومًا ينتَعِلون الشَّعَرَ، وهم البازِر". ¬
(بزز)
قيل: بازِر (¬1): ناحِيَة قَرِيَبة من كِرمان، بها جبال، وفي بعض الرِّوايات: هم الأَكْراد، فإن كَانَ من هذا، فكأَنَّه أَرادَ أَهلَ البازر، أو يكونوا سُمُّوا باسْمِ بِلادِهم. (بزز) - في الحَدِيث: "فيبْتَزُّ ثِيابى ومَتاعِى". (2 أي يُجرِّدنى منها 2) ويَغْلِبُنى عليها. يقال: بَزَّه ثِيابَه وابَتزّه: أي سَلَبَه إِيَّاهَا. (بزع) - في الحَدِيث: "مررتُ بقَصْرٍ مَشِيد بَزِيع" (¬3). البَزِيع: الظَّريفُ من الناس. شُبِّه القَصرُ به لحُسنِه وكمالِه، وتبزَّع الغلامُ: ظَرُف، وتَبزَّعَ الشَّرُّ (¬4): تَفاقَم. وقيل: البَزاعَة للأَحْداث: ظَرفُهم وخِفَّتُهم ولَباقَتُهم وكَيْسُهم. يقال منه: بَزُع بَزَاعَةً، ولا يقال: شَيخٌ بَزِيعٌ. (بزغ) - في الحَدِيث: "إن كان في شَىءٍ شِفَاءٌ ففى بَزْغَة الحَجَّام" ¬
(بزى)
البَزْغُ والتَّبزِيغُ: الشَّرط بالمِشْرطِ، وبَزَغَ دَمَه: أَسالَه، وآلتُه: المِبْزَغ. (بزى) - في حديث (¬1) جُبَير: "لا تُبازِ (¬2) كَتبازِى المَرْأة". التَّبازِى: أن يُحرِّك عَجُزَه في مَشْيِه، وكذلك التَّبازُخ. والأَبْزَى: الذي في ظَهْره انحِنَاء، وقال الفَرَّاء: هو الذي خَرجَ صَدرُه ودخل ظَهره، ومعنَى الحَديثِ فِيمَا قِيل: أي لا تَنْحَنِ لِكُلِّ أَحدٍ. * * * ¬
ومن باب الباء مع السين
ومن باب الباء مع السين (بسر) - في شَرْطِ مُشْتَرى النَّخْل على البَائِع (1 "ليس له مِبْسَار" 1). وهو الذي لا يَرطُب بُسرُه. (بسس) - في حَديثِ المُغِيرة: (¬2) "أَشأَمُ من البَسُوسِ". البَسُوسُ: ناقَة، وقيل: فَرَسٌ، وقيل: جَارِية كانت الحَرب بِسَبَبِها بَيْن بنى بَكْر وتَغْلِب، رَمَاها كُلَيْب بن وائل فقَتَلها، وقُتِل في سَبَبِها نَاسٌ كثير، وصارت مَثَلاً في الشُّؤْم، والبَسُوس: التي لا تَدِرّ حتى يُقال لها: بُسْ بُسْ. وهي كلمة تُقالُ عند الحَلْب للإِبِل، وقيل: قد يقال لِغَيْر الِإبل أيضا، ويقال في زَجْرِ الحِمار والبَغْل: بَسْ، والفِعلُ منه بَسَسْت، وأبْسَسْت، إذا قلت ذلك. - في حديث المُتْعَة: "مَعِى بُردةٌ قد بُسَّ منها". : أي نِيلَ منها ونُهِكت بالبِلَى. من قوله تعالى: {وَبُسَّتِ ¬
(بسط)
الجِبَالُ بَسًّا} (¬1): أي فُتِّتَتْ. ويقال لمكة الباسَّة: أي تَبُسّ الجَبَابرَة فتَطْردُهُم، ورُوِى بالنُّون (¬2): أي تَزجُرُهم وتَسُوقهم. (بسط) - في الحديث: "يَدُ اللهِ بَسْطَان". : أي مَبْسوطة. كما قال تعالى: {بَلْ يَدَاه مَبْسُوطَتَان} (¬3). سألتُ بَعضَ الأُدباءِ عن هذه الكَلمةِ فقال: هي بِفَتْح البَاءِ، لأن فَعْلان في الصِّفاتِ كالرَّحْمن والغَضْبان، فأمَّا فُعلَان بالضَّمِّ ففى المَصادِر، ويد بُسُطٌ أَيضًا إذا كان مِنْفاقاً. (4 وقال الزَّمَخْشرى: يَدُ اللهِ بُسْطان تَثْنِيَة بُسْط مثل روضة أُنُف، ومِشْيَة سُحُج، ثم يُخفَّف فيقال: بُسْط. كَعُنُق وأُذُن. وهي في قِراءَةِ عَبدِ الله كذلك {بل يَدَاه بُسْطَان}. - وفي الحَديثِ: "لا تَبسُط ذِراعَيْك انْبِسَاطَ الكَلْب" خرج بالمَصْدر إلى غيرِ لفظِه: أي لا تَبسُطْهما فتَنْبَسِطا انْبِساط الكَلْب. - في حديث عُروةَ: "لِيَكُن وجهُك بِسْطًا". : أي مُنبَسِطا منُطَلِقا. (بسق) - وفي الحديث في السَّحاب: "كيف تَروْن بواسِقَها". ¬
(بسل)
: أي ما استَطال من فُروِعها. 4). (بسل) - وفي حديث عُثْمان (¬1): "أَمَّا هذَا الحىُّ من هَمْدان أَنجادٌ بُسْل". : أي شُجْعان، وهو جَمع بَاسِل، سُمِّى به لامتِناعِه مِمّن يَقصِده. وكل مُمتَنِعِ أو ممنُوع بَسْلٌ. - في حديث عُمَر "مَاتَ أُسيْد (¬2)، وأبسِل مَالُه". : أي أسلِم بدَيْنِه، وكان نَخْلًا فردَّه عُمَرُ وباع ثَمَرَه ثلاثَ سِنِين، وقَضَى دَيْنَه. (بسم): قَولُه تَعالَى: {فَتَبَسَّم ضَاحِكاً} (¬3) قيل: التَّبسُّم: أولُ الضَّحِك، وهو ما لا صَوتَ له - وفي صِفَة النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم -: "جُلُّ ضَحِكه التَّبَسُّم" والمَبْسِم (¬4): أَولُ الفَم وما حَوَالَيْه، وبَسَم يَبْسِم بمعناه، وقيل: هو التَّبسُّم (¬5) الخَفِّى، وتَبَسَّم الطَّلعُ: تفَتَّقَت أَطرافُه. * * * ¬
ومن باب الباء مع الشين
ومن باب الباء مع الشين (بشر) - قَولُه تعالى: {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ} (¬1). البَشَر يَقَع على الواحِد والجَمْع والمَرْأة أَيضًا، وهم الِإنْسُ، سُمُّوا بَشَرًا لظُهُورهم بخِلاف الجِنِّ، والبَشَرة: ظَاهِر (¬2) الجِلْد، ومَدارُ هذه الكلمةِ على الظَّهور. - (3 في حديث الحَجَّاج في المَطرَ "كيفَ كان المَطَرُ وتَبْشِيرُه". : أي مَبدَؤُه وأَوّلُه، ومنه تَباشِير الصُّبح، وهو مَصْدر بَشَّر (¬4)، لأن طلوعَ فاتحة الشَّىءِ كالبشارة به 3). (بشق) - في حديث أَنَس بنِ مَالِك في الاسْتِسْقاءِ في كتاب البُخارِى من رواية يَحيَى بنِ سَعِيد: "بَشِقَ المُسافِر (5 ومُنِعَ الطَّريِقَ" 5). ¬
(بشم)
قال البُخارِىّ: أي انْسَدّ، وقال الخَطَّابى: بَشِق لَيس بشَىءٍ، إنما هو لَثِق من اللَّثَق، وهو الوَحْل. قال سَيِّدُنا: وبهذا اللَّفظِ هو في رِواية عَائِشَة قالت: "فَلمَّا رأى لَثَق الثِّياب على النَّاس". قال الخَطَّابى: ويُحتَمل أن يكون مَشِقَ أي: صَارَ مَزَلّة زَلقًا، ومنه: مَشَقُ الخَطِّ، والمِيمُ والبَاءُ يتَقارَبان. وقال غيره: إنما هُو بَشَق، يقال: بَشَق الثوبَ وبَشَكَه: قَطعَه في خِفّة، فعَلَى هذا يكون بُشِق: أي قُطِع (¬1) به، وبَشَكْتُ الناقةَ: سُقتُها. (بشم) - في حَديثِ سَمُرة بنِ جُنْدَب: "وقيل له: إنَّ ابنَك لم ينَم البَارِحة بَشَماً، قال: لو مَاتَ ما صَلَّيتُ عليه". البَشَم: التُّخَمة عن الدَّسم، ورجل بَشِم، والجمع مَباشِيم في الكَثْرة، قال الشاعر: مَباشِيمُ عن غِبِّ الخَزِير كأنما ... تُصوِّت في أَعْفاجِهِن الضَّفَادِع (¬2) ¬
(1 قال بَعضُهم: إن سُئِل أَهلُ القُبور ما سَبَب آجالكم؟ قالوا: التُّخَم 1). - في حديث عُبادَة: "تأكُل من وَرَق القَتادِ والبَشام" (¬2). البَشام: شَجَر طَيَّب الرَّيحِ، واحِدَتُها بَشَامَة (3 ومنه سُمِّى الرجل بَشَامة 3). - ومنه حديث عَمرِو بن دينار: "لا بَأْسَ بنَزْع السَّواك من البَشامة". - ومنه حَدِيثُ الحَسَن: (4 "وأَنتَ تتَجَشَّأُ من الشَّبَع بَشَمًا" 4). * * * ¬
ومن باب الباء مع الصاد
ومن باب الباء مع الصاد (بصبص) - في حديث دانيال عليه السلام "حين أُلِقى في الجُبِّ، وأُلقِى عليه السِّباع فَجَعَلْن يَلْحَسْنه ويُبَصْبِصْن إليه". يقال: بَصبَص الكلبُ بذَنَبه، إذا حَرَّكه، ويُقال للإِبل أَيضًا. قال رؤبة: * يُبَصْبِصْنَ بالأَذناب من لُوْحٍ وَبَقْ * (¬1) وإنَّما تَفعَل ذلك من طَمَع أو خَوْف. (بصق) - في الحَدِيث: "إذا صَلَّى أحدكُم فلا يَبصُق بين يَدَيْه". قال الفَرّاء: يقال فيه: بَصَق إذا بَزَق، ولا يقال: بَسَقَ، لأَنَّ البُسوقَ الطُّولُ. وقال الخَلِيل: بَصَق، وبَزَق، وبَسَق، والصَّادُ أجْودُها، ويقال لحجر أَبيضَ يَتلَأْلَأُ: بُصاقَةُ القَمَر. قيل: ولا يُقالُ له بُصاقٌ إلا إذا فارقَ الفَمَ، فأَمَّا ما دَامَ في الفَمِ فهو رِيقٌ. * * * ¬
ومن باب الباء مع الضاد
ومن باب الباء مع الضاد (بضض) - في الحَدِيثِ: (1 "الشَّيطانُ يَجرِى في إِلا حْلِيل ويَبِضُّ في الدُّبُر" 1) البَضِيضُ: سَيَلان قَلِيل شِبْه الرَّشْح. والمعنَى أَنّه يَدِبّ فيه فيُخَيَّل أنه رِيحٌ أو بَلَلٌ. (بضع) - في الحديث: "فَاطِمَةٌ بَضْعةٌ مِنِّى". : أي قِطْعَة، وأَصلُه في الّلحْم. وجمعها بِضَعٌ كَبَدْرة وبِدَر، وبَضْعٌ أيضا. وبُضْع المرأةِ: كِناية عن عُضوِها، والمُباضَعَة: إلصاق العُضْو بالعُضوِ. - في الحديث: "أَنَّه سُئِل عن بِئْر بُضاعةَ" (¬2). المَحفُوظ بضَمِّ الباء، وأجاز بعضُهم الكَسرَ فيه، وحَكَى بعَضُهم بالصَّاد المُهْمَلة وهي لِبَنِى ساعدة. - وفيه ذِكْر: "أبضعة" (¬3) : ملك من كندة، وَرَد اسْمُه في الحَديثِ على وزن: أَرنبَة، وقيل: بالصَّاد المُهْمَلة، (4 والمَحْفُوظ بالضَّاد المُعْجَمَة 4). ¬
- في حديث أَبِى ذَرٍّ: "وبَضِيعَتُه أَهلَه صَدَقَةٌ" (¬1). : أي مُباضَعَتُه. - (2 في الحديث: "المَدِينَة كالْكِيرِ تُبضِع طِيبَها". كذا ذَكَره الزَّمخشرِىُّ. وقال: هو من أبضَعتُه بِضاعَة إذا دفعتَها إليه، ولم أَجِد أحداً ذَكَره بالبَاءِ والضَّادِ المُعْجَمَة غَيرَه، إلا أَنَّ القَزَّاز ذَكَر ثَلَاثَ رِواياتٍ: بالضَّادِ والخَاءِ المُعْجَمَتَيْن، وبالحَاءِ المُهْمَلَة، وبالضَّادِ المُعْجَمة، وبالصَّاد والعَيْن المُهْمَلَتين، والمَحْفُوظ بالنُّون والصَّاد المُهْمَلَة، وفي جَمِيعِ الرِّوايات: "ذِكْر طِيبِها" بكسر الطاء 2). * * * ¬
ومن باب الباء مع الطاء
ومن باب الباء مع الطاء (بطأ) - قَولُه تَعالَى: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} (¬1). بَطَّأَ تَعدِية لبطُؤَ ومُبَالَغة فيه. يقال: بَطُأَ عن الأمر وَبَطَّأَ، إذا بَالَغ، ثم يُعدَّى بالبَاءِ فيقال: بَطَّأَ به، وبَطَّأْتُه أنا. (بطح) - في حَدِيث المَهْر: "لو كنتم تَعْرِفون من بُطْحانَ ما زِدْتُم". بُطْحَان بضم (¬2) البَاءِ: اسمٌ لوادى المَدِينة، والبطْحانِيُّون: منسوبون إليه. والبَطْحاءُ: كلُّ مكان مُتَّسع إذا أردتَ به البُقعةَ، وإن أردتَ به المكانَ قلت: الأَبطَح. - ومنه الحَدِيث: "أنَّه صلَّى بالأَبْطح". يعنى مَكَّةَ، وأكَثرُهم يَضُمُّون البَاءَ في بُطحَان، ولَعلَّه الأَصحّ. - في حَدِيثِ ابنِ الزَّبير وبِناءِ (¬3) البَيْت: "فأَهابَ بالنَّاسِ إلى بَطْحِه": أي تَسْوِيتِه. ¬
(بطط)
(بطط) - في الحديث: "أَنَّه دَخَل على رَجُل به وَرَمٌ فقال: ألَا أَخرجتُموه؟ فما بَرِح به حتَّى بُطَّ". البَطُّ: شَقُّ الجُرح، وبَطَّه يَبُطُّه، والمِبَطَّة: المِبْضَع. - وفي حديث عُمَر بن عبد العزيز: "أَنَّه أَتَى بَطَّةً فيها زَيتٌ، فصَبَّه في السِّراج". وهي الدَّبَّة (¬1) بلغة أَهلِ مَكَّةَ، وقيل: أَصلُ ذلك جلدٌ يُجعَل صُرَّةً للدَّنَانِير، فإذا جَفَّ صَعُب إخراجُ ما فيه حتى يُبَطّ: أَى يُشَقّ، ولمَّا كانت الدَّبَّه جِلدًا يابِساً، سُمِّيت باسم ذلك الجِلْد اليابس، وقيل: لأَنَّها على شكل البَطَّة الطَّائِرَة. (بطل) - (2 في حَدِيث الأَسوَد بن سَرِيع: "كُنتُ أُنشِدُ النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم - فلمَّا دَخَل عُمَر: قال: اسكُتْ، إنّ عُمَر لا يُحِبّ البَاطِل". أراد بالبَاطِل صِناعةَ الشِّعر، واتّخاذَه كَسْباً، يَمدَحون للدُّنيا ويَذُمُّون لها، كما قال تعالى: {أَلمْ تَرَ أنَّهم في كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} (¬3) الآية. فأَمَّا ماكان يُنشدُه النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم -، فإنه ثَناءٌ على اللهِ عَزَّ وجَلّ، ولكنه خَافَ أن لا يَفْرِق الأَسودُ بين ذَلِك، وبَيْن سَائِره، فأَعلَمه ذلك، والله تَعالَى أَعلَم 2). ¬
(بطن)
(بطن) - قَولُه تَعالَى: {بَطائِنُها مِنْ إسْتَبْرقٍ} (¬1). البَطَائِن: حمع البِطَانة، وهي ضدُّ الظَّواهِر وما تَحتَها، وقيل بَطائِنُها: ظَوَاهِرُها، وظَهْرُ السَّماء وبَطنُها (¬2) واحد: أي وَجْهها، وكُلُّ شىءٍ مُبطَّن له وَجْهان، كُلّ وجه بِطانَةٌ للوَجْهِ الآخر. - في الحديث في صِفَة القُرآن: "لِكُلِّ آيةٍ مبها ظَهْرٌ وبَطْنٌ". قيل: البَطْن: ما احْتِيج إلى تَفسِيره، والظَّهْر: ما ظَهَر (3 منه 3) بَيانُه. - وفي حديث عَطَاء: "بَطَنَت بك الحُمَّى". : أي أثَّرت في باطنك، يقال: بَطَنه الدَّاءُ يَبطِنه بُطوناً: دخل بَطْنَه. - في بعض الأحادِيث: "غَسْل البَطِنَة": أي الدُّبُر. - في صفة على رضي الله عنه "أَنْزَعُ، بَطِينٌ". البَطِين: العَظِيم البَطْن، والمِبْطان أيضا والمبطون، وبَطِن بَطَنًا: عَظُم بطنه، وقيل: المِبْطانُ: الكَثِير الأَكْل، والمُبَطَّن: الخَمِيصُ البَطْن. - في حديث عَلِىّ (¬4): "كَتَب على كُلِّ بَطْن عُقُولَه". ¬
(بطى)
البَطْن: ما دُونَ القَبِيلة، والفَخِذ: ما دون البَطْن: أي كُتِب عليهم ما تَغْرَمه العاقِلَةُ من الدِّيات، فبَيَّن ما عَلَى كُلِّ قومٍ منهم. - في الحديث: "يُنادِى مُنادٍ من بُطْنان العَرْش". البَطْن: المُنْخَفِض من الأرْض، وجَمعُه بُطونٌ وبُطْنَان، وضِدُّه الظَّهر. وجَمعُه ظُهورٌ وظُهْران، وبُطْنان الرِّيش وظُهْرانُه كذلك، وبُطْنان الرَّبِيع: صَمِيمُه، فكان بُطنانَ العَرشِ أَصلُه أيضا. - في الحَدِيث: "رجلٌ ارتَبطَ فرساً ليَسْتَبْطِنَها". : أي لِيَطلُب ما في بَطْنِها من النِّتاج. (بطى) - في حديث زاذان: "مَعَنا بَاطِيَةٌ، فيها نَبِيذٌ". البَاطِيَةُ: إناء واسعُ الأَعلى، ضَيِّق الأَسفَل، وهي فارِسَّية (¬1). * * * ¬
ومن باب الباء مع الظاء
ومن باب الباء مع الظاء (بظر) - في الحَدِيث: "يا بنَ مُقَطِّعَةِ البُظُور". البَظْر (¬1): العُذْرَة. دعاه بذَلِك، لأَنَّ أُمَّه كانت خَتَّانَةً للنِّساء، وتُسَمَّى المُبَظِّرةَ أيضا. * * * ¬
ومن باب الباء مع العين
ومن باب الباء مع العين (بعث) - قَولُه تعالى: {إِذِ انْبَعَثَ أشْقَاها} (¬1). هو انْفعَل من البَعْث، ومعناه: الِإسراعُ في الطَّاعة للبَاعِث المُحرِّض. يقال: بَعثتُه: أي حَرَّضتُه فانبعَثَ. - في حديث عُمَر (¬2): "لَمَّا صَالَح نَصارَى أَهلِ الشَّام كتبوا له، لا نُخرِج سَعانِينَ ولا بَاعُوثًا". الباعوث: استِسْقاء (¬3) النَّصَارى يخرجون بصُلْبانِهم إلى الصَّحارى فيَسْتَسْقَون. وقيل: هو بالغَيْن المُعْجَمة والتَّاء المَنْقُوطَة باثْنَتَيْن من فَوقِها. وهو اسمُ عِيدٍ لهم عَجَمِى. - في الحَدِيث: "ذِكْرُ يَومِ بُعاث". ¬
(بعثر)
وهي من حُروبِ الجاهِلِيَّة، بَيْن الأَوسِ والخَزْرَج. وبُعاثُ: اسم حِصْن للأَوسِ، وقد يقال بالغَيْن المُعْجَمة، ولا يَصِحّ. - في حديث عائِشَة: "فبَعَثْنَا البَعِيرَ فإذا العِقْدُ تَحتَه". : أي هَيَّجْناه وأَقْمنَاه فانْبَعَثَ. (بعثر) - في حديثِ أَبِى هُرَيْرة: "إنّى إذا لم أرَك تَبَعْثَرت نَفسى". : أي جَاشَت وخَبُثَت ولَقِسَت ولم تَطِب. (1 وقيل: أي انقَلَبَت، من قوله تعالى: {وإذا القُبورُ بُعْثِرَت} (¬2) " 1). (بعد) - قَولُه تَعالَى: {والأَرضَ بعدَ ذَلِكَ دَحَاها} (¬3) - قِيل: إنّ قَبْل وبَعْدَ من الأَضْدَاد، ومَعْنَى بَعْدَ هَا هُنَا قَبْل؛ لأنه تَبارَك وتَعالَى: {خَلَق الأرضَ في يَوْمَيْن} (¬4) ثم قال: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} (¬5). فَعلَى هذا خَلْقُ الأرضِ قَبلَ خَلْقِ السَّماءِ، فلما قال: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (¬6) كان المَعنَى قَبل ذلك، لأَنَّ قَبل هذا اللَّفْظ ¬
قَولُه: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} (¬1). وكذلك قَولُه تَعالى: {ولقد كَتَبْنَا في الزَّبُورِ مِنْ بعْدِ الذِّكْرِ} (¬2). قيل: مَعنَاه من قَبْلِه. - في الحديث: أنَّه عليه الصلاة والسلام "كان يَخرُج عند البَراز فيتبَعَّد". : أَى يَبْعُد عن النَّظر، وهو مثل يتَقرَّب بمعنى يَقرُب، ولو روى يَبْتَعِد بمعنى يَبْعُدُ لَجازَ، كما قال تعالى: {واقْتَربَ الوعْدَ} (¬3) بمَعنَى قربَ، وروى: "يُبْعِد". يقال: أبعَد في الأرض: أَى ذَهَب بَعِيدًا. - في الحديث: "أنَّ رَجُلاً جاء وقال: إنَّ الأبعدَ قد زَنَى". معناه البَاعِدُ عن العِصْمة والخير. يقال: ما عندَك أَبعدٌ، بالتَّنْوين، وإِنَّك لَغَيْرُ أَبْعدَ: أي غيَرُ طَائِلٍ - في (¬4) حديث المُهاجِرين إلى الحَبَشة: "جِئْنَا أَرضَ البُعَداء": أي الأَجانِبِ الذين لا قَرابَة بينَنَا وبَيْنَهم. - في حديث المَخْتُوم على فِيهِ في تفسير قَولِه تعالى: {الْيَوْمَ ¬
(بعق)
نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ} (¬1) فيقول لأَعضائِه: بعدًا لَكُنَّ (¬2)، ويجوز: بُعدٌ، كما يقال: وَيلاً له ووَيْلٌ. ويحتمل أن يكون من البُعْد الذي هو ضِدّ القُربِ: أي أبعدَكُنَّ الله، ويُحتَمل أن يَكُونَ من قَوِلهِم: بَعِدَ إذا هَلَك: أي هلَكْتُنّ حين (¬3) أَقررتُنَّ على أَنفُسِكن. - وفي حَديثِ أبِى جَهْل: "هلْ أبعدُ من رَجُلٍ قَتلْتُموه" (¬4). كذا في سُنَن أَبِى داود، والصَّحِيح: أَعمَد "بالميم". (بعق) - في الحديث: "كان يَكرَه الانْبِعاق (¬5) في الكَلاِم". يعنى التَّوسُّعَ فيه والتَّكَثُّر منه، وتَبعَّق وانَبعْق: تَفتَّح، (6 وأنْبَعَق المَطرَ: إذا سالَ بشِدَّة وكَثْرة 6). (بعل) في حديث عُروةَ: "فما زال وارِثُه بَعْلِيَّا حتى مَاتَ". قال: بعضُ رُواتِه في تفسيره: إنه الكَثِيرُ المَالِ، وقال: إذا ¬
عَلَا الناسَ بماله فهو البَعْلِىُّ. قال الخَطَّابى (¬1): لا أدرى ما هذا إلا أن يكونَ مَنْسوباً إلى بَغل النَّخِلِ، يُرِيد أنَّه اقْتَنَى نَخلًا كَثِيراً. فَنُسِب إليه، كما إذا نُسِبَ إلى النَّخلِ. يقال: نَخْلِىّ. والبَعْل أيضا: الرَّئِس، والمَالِك فَعَلَى هذا يكون قَولُه: بَعْلِيًّا: أي رَئِيسا مُتَمَلّكا - قال: ويجوز أن يكون " بِعَلْياء" على وزن فَعْلاء من العَلاءِ. قال الأصمعى: وهو مَثَل (¬2). يقال: "ما زَالَ بَعَلْياء فِيها"، إذا فَعَل الفَعْلةَ يَشرفُ بها قَدرُه، ويرتَفِعُ بها ذِكرُه. - (3 من حديث ابن مَسْعُود: "إلا امرأةً يَئِسَت من البُعُولَة في مُنْقَلَبِها" هي جَمْع بَعْل، والتَّاء لتَأْنِيث الجَمع، كالسُّهولة والحُزُونة، ويَجوز أن يَكُون مَصدر: بَعَلَت المَرأَةُ: أي صَارَت ذاتَ بَعْل 3). * * * ¬
ومن باب الباء مع الغين
ومن باب الباء مع الغين (بغت) - في حديث صُلْح النَّصارَى .. "ولا نُظْهِر باغُوتاً" تقدم في العَيْن والثَّاء. (بغث) - في حديث جَعْفَر بنِ عَمْرو: "ورأيتُ وحْشِيًّا - يَعنى ابنَ حَرْب - فإذا شَيخٌ مِثلُ البُغَاثَة (¬1) ". - وحديث عَطاءِ: "في بُغاثِ الطَّيرِ مُدٌّ". يعنى: إذا صاده المُحرِم، قال أبو عُبَيْد: بُغاثُ الطَّير: ضِعافُها، وقال الأصَمِعى: لِئامُها، وقيل: شِرارُها. قال أبو عُبَيْد أيضا: من جعل البُغاثَ واحِدًا جَمعَه على بُغْثان، ومن أَجرَاه مُجرَى النَّعام قال: بَغاثَةٌ وبَغَاث كنَعامةٍ ونَعامٍ. (بغثر) - في حديث أبي هريرة: "يا رَسُولَ اللهِ، إني إذا رأيتُك قَرّت عَينِى، وإذا لَمْ أركَ تَبغْثَرت نَفسى". : أي غَثَت ولَقِسَت. ويروى بالعَيْن غيرِ المُعجَمَة. (بغم) - في حديث المَرأةِ المُسْتَأْسَرة (¬2): "كانت إذا ¬
(بغى)
وضَعَت يَدها على سَنام بَعِيرٍ أو عَجُزه رَفَع بُغامَه". : أي صوتَه، ويقال لِصوْتِ الظَّبى (¬1) والعَناقِ أيضاً، بَغامٌ، قال الشاعِر: * حَسِبتَ بُغامَ راحِلَتى عَناقاً * (¬2) وقيل: عَنَاق: اسْمُ ناقَتهِ. (بغى) - في الحديث: (3 "انطلَقوا بُغْياناً" 3). : أي نَاشِدِين وطَالِبِين، حمع باغٍ كرَاعٍ ورُعْيان، ومصدره بُغَاء بالضَّمِّ، أخرِج على وزن الأَدْواء لِشَغْل القَلْب به، وبِغاء المَرأة على زِنَة العُيوبِ كالشِّراد والحِرانِ. * * * ¬
ومن باب الباء مع القاف
ومن باب الباء مع القاف (بقر) - في الحديث: "فأَمَر ببقرة من نُحاسٍ فأُحْمِيَت". الذي (¬1) يقع لى في معناه، أنه لا يُرِيد به شيئاً مَصُوغًا على صورة البَقَرة ولكنه لعَلَّه كانت قِدرًا كَبِيرةً واسعةً، فسُمِّيت بها. مأخوذاً من التَّبَقُّر، وهو التَّوسُّع، أو كان شيئاً يَسَع بقرةً تامَّةً بتَوابِلهِا، فسُمِّيت بذلك، والله تَعالى أَعلم. (بقع) - في حَدِيث أبي هُرَيْرة: "أَنَّه رأَى رجلا مُبقَّع الرِّجليْن وقد توضَّأ". البَقْع: اختلافُ اللَّونَيْن، يُرِيد مواضِعَ في الرِّجْل لم يُصِبْها الماءُ، ومنه غُرابٌ أَبقَعُ: أي كانت في رِجْلِه مَواضِعُ خَالَف لونُها لونَ سَائِرها الذي غُسِل - ومنه حديثُ عائِشَةَ في غَسْل المَنِىّ من الثَّوب: "إنِّى لأَرَى (¬2) بُقَع الغَسْلِ في ثَوبِه" تعنى المَواضِعَ التي غَسلَتْها. - في حديث أَبى موسى: "أَمَر لنا بذَودٍ بُقْعِ الذُّرَى". : أي بِيضِها. (3 من السَّمَن. 3). ¬
- ومنه الحَدِيث: "في بُقْعانِ أَهلِ الشّام" (¬1). كأَنَّ بياضَ شَحْمِه يختَلِط بحُمْرة لَحمِه. - وفي حديث الحَجَّاج: (2 "رَأَيتُ قوما بُقْعاً، قيل ما البُقْع؟ قال: رَقَّعُوا ثِيابَهم من سُوءِ الحَالِ" 2). شَبَّه الثِّيابَ المُرقَّعةَ بلون الأبقَع. - في الحديث ذِكْرُ "بَقِيعِ الغَرْقَد". قيل: البَقِيع: المَكانُ (¬3) المُتَّسِع، وقِيل: لا يُسَمَّى بَقِيعاً إلا وفيه شَجَر، أو أُصولُه لاخْتِلاف لونَى الأَرضِ والشَّجَر وهذَا البَقِيعُ، وكان ذا شَجَر، فذَهب شَجَرُه وبَقِى اسمُه، ولهذا يُقَال: بَقِيعُ الغرقَد، وهو جِنْس من الشَّجَر. (بقل): في صفة مَكَّة: "وأَبقَل حَمضُها". يقال: أبقل المكانُ إذا خرج بَقلُه، فهو بَاقِلٌ، ولا يُقَال: مُبْقِل. كما يقال: أَورسَ الشَّجَر، فهو وَارِسٌ، (¬4) ولا يُقالُ: مُورِس، وهو من النوادر. * * * ¬
ومن باب الباء مع الكاف
ومن باب الباء مع الكاف (بكر) - في الحديث: "جاءت هوازِنُ على بَكْرة أَبِيهم" (¬1) هذه الكَلِمة للعَرَب، يُرِيدون بها الكَثرةَ والوُفورَ في العدد. - في حديث عَلِىًّ، رَضِى الله عنه: "كانت ضَرَبَاته مُبْتَكراتٍ لاعُوناً" (¬2). قال ابنُ الأَنبارىّ (¬3): يُرِيد أنَّ ضَربتَه كانت بِكْراً يقتُل بواحدةٍ منها، ولا يَحْتاج أن يُعِيدَ الضَّربةَ ثانيا، وضَرْبَة بِكْرٌ: قاطِعَة لا تُثَنَّى. وقيل: أَبكارُ الأُمورِ: صِغارُها، وعُونُها: كِبارُها، والعُونُ: حمع عَوَان. - في حديث الجُمُعة: "مَنْ بَكَّر وابْتَكَر". قيل مَعنَى بَكَّر: أَدركَ بَاكُورةَ الخُطبَة، وهي أَوّلها. ومعنى ابْتَكر: قَدِم في أول الوَقْتِ. وقال ابن الأَنبارِىّ: مَعنَى بَكَّر: تَصدَّق ¬
قبل خُروجِه، يَتأَوَّلُ في ذلك ما رُوِى في الحَدِيث: "بَاكِروا بالصَّدقَة فإنَّ البَلَاءَ لا يَتَخَطَّاها" - في الحديث: "استَسْلَف من رجل بَكْراً" قيل: البَكْرُ من الِإبِل بمَنْزِلة الغُلامِ من الذُّكور، والقَلُوصُ بمنْزِلة الجَارِية من الِإناث. - (¬1) في حديث الحَجَّاج: "ابعَثْ إلىّ بعَسَلٍ أبكارٍ، من عَسَلِ خُلَّار، من الدِّسْتِفْشار، الذي لم تَمسَّه النَّار" (¬2)، ورُوِى: "من النَّحل الأَبْكار" : أي الأفْتاء، لأنَّ عَسلَها أطْيبُ، وقيل: أي الذي يَتولَّاه أَبكارُ الجَوارِى، والأَوَّلُ أصحُّ. وخُلَّار: موضع بفارِسَ، والدّسْتِفشار: فارِسِىّ: أي مِمّا عصَرتْه الأَيدِى وعالجَتْه، ولم تمسّه النَّار. (بكل) في حديث الحَسَن "بَكَّلتَ علىّ" (¬3): أي خَلَّطت، والبَكِيلَة والّلبِيكَة: السَّمْن، والزَّيتُ والدَّقِيق يُخلَط بَعضُها بِبَعضٍ 1). ¬
(بكم)
(بكم) - قَولُه تَعالَى: {صُمٌّ بُكْمٌ} (¬1). البُكْم: الخُرسُ، واحدُها أَبكَم. وقيل: هم المَسْلُوبُو الأَفْئِدة، والأَبكَمُ: الأَخْرَسُ مع ضَعْف العَقْل. (بكى) - قَولُه تَعالَى: {بُكِيًّا} (¬2). هو جَمعُ بَاكٍ. كان أَصلُه بُكُويًا على وزن "فُعُول" فأُدغِمَت الوَاوُ في اليَاءِ، نَظِيرُه: جَالِسٌ وجُلوُسٌ. - في الحَدِيث: "فإن لم تَجِدوا بُكَاءً فتباكَوْا" : أَىْ تكلَّفوا ذلك، واجتَهِدوا فيه، وبَكَت السَّحَابَةُ: استرخَت عَزَالِيَها (¬3)، ويمكن أن يكون البُكاءُ منه. والمُسْتَبْكِى: المُستَرخِى، وبَكَيْتُه، مُخَففَّ ومُشدَّد: أي بكَيتُ عليه. * * * ¬
ومن باب الباء مع اللام
ومن باب الباء مع اللام (بلبل) - " دَنَت (¬1) الزَّلازِل والبَلابِل". البلابِلُ: الهُمومُ والأَحزان. وبَلْبَلَةُ الصَّدْر: وَسْواس الهُموم واضْطِرابُها. (بلت) - في حَدِيث (¬2) سُلَيمانَ عليه الصلاة والسلام: "احشُروا الطَّير إلَّا البُلَتَ". قيل: هو طَائِر مُحتَرِق الرِّيش، إن وَقَعَت رِيشَةٌ منه على (¬3) الطَّيرِ أَحرَقتْه. (بلح) - في حديث ابنِ الزُّبَيْر "ارجِعُوا فقد طاب البَلَح". البَلَح: أول ما يَرطُب من النَّخْل. ويقال له: الخِلال أَيضًا، واحدتها بَلَحَة. (بلد) - قَولُه تعالى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} (¬4). يعنى: مَكَّة. وكان أَمناً قبل مَبعَث النَّبى، - صلى الله عليه وسلم -، لا يُغارُ ¬
(بلس)
عليه، والبَلَدُ من الأرض: ما كان مَأْوًى للحَيَوان، وإن لم يَكنْ فيه بِناءٌ. - ومنه الحديث: "أَعوذُ بالله من سَاكِنِى البَلد". يعنى الجِنَّ؛ وذلك أَنَّهم سُكَّان الأَرضِ، قال الشَّاعر: وبَلْدةٍ ليس بها أَنِيسُ ... إلاّ اليَعَافِيرُ وإلاَّ العِيسُ (¬1) وقيل: إنما سُمِّى البَرُّ بَلَدا (2 للأَثَر 2)، لأَنّ البَرَّ يُؤثِّر فيه الوَطْءُ، ولا يُؤَثّر في البَحْر. وقيل: سُمِّيت البِلادُ، لأَنَّها صُدورُ القُرَى، كما أنَّ البَلدةَ الصَّدرُ، ومنه البَلِيد، سُمِّى به إذا تَبلَّد: أي وَضَع يدَه على صَدرِه مُتَحيِّرًا وقيل: من ضربَة إحدَى بَلْدَتَيْه على الأخرى: أي راحَتَيْه. (بلس) - في حديث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "بَعَث اللهُ تَعالَى الطَّيْرَ على أَصحابِ الفِيلِ كالبَلَسان". البَلَسان: شَجَر كثير الوَرَق (¬3)، ينبُت بمِصْر، له دُهْن، وقال عَبَّاد بنُ موسَى: أَظنُّها الزّرازِيرَ، يَعنِى تِلكَ الطّيور. - في حدَيثِ المتكَبِّرين: "أَنَّهم في سِجْن في النّارِ. يقال له: بُولِسَ" كذا أَملاهُ الِإمامُ أَبو القَاسِم - بضَمِّ الباء ويجوز كسرُ لَامِه وفَتْحُها - ولَعلَّه من الِإبْلاس إن كان عَربِيًّا. ¬
(بلق)
- في الحديث: (1 "فأبْلَسُوا" 1). : أي سَكَتُوا، وإنما قيل للبَائِس مُبلِس، لأن نَفسَه لا تُحدِّثه بالرَّجاء. (بلغ) في الحديث: (2 "لِيكُن بَلاغَ أحدِكم من الدُّنيا زادُ الرَّاكب" 2). : أي حَياةَ أحدِكم. (بلق) - في حديث زَيْد بنِ كُثْوةَ: "فبلِقَ البابُ". : أي فُتِح كُلّه. يقال: بلَقْتُه فانْبَلَق، قال الشاعر: * فالحصن مُنثَلِمٌ والبَابُ مُنْبَلِق * (¬3) (بلل) - في حَدِيث لُقْمان: "ما شَىءٌ أَبلَّ للجِسْم من اللَّهو". وهو شَهِىّ (¬4) كلَحم العُصفُور: أي أَشدُّ تَصحيحًا وموافَقةً له، من قولهم: بلَّ من مَرضِه وأبل: إذا أَفرَق (¬5) منه. ¬
(بلم)
- في حديث المُغِيرة "بَلِيلَةُ الِإرْعاد" : أي لا تزال تُوعد وتُهَدِّد يقال: أَوعد (¬1) إذا هوَّل بالوَعِيد، والبَلِيلَة: من البلَلَ، يقال: هو بَلِيلُ الرِّيق بذِكرِ فلان، إذا كان لا يزال يَجرِى لسانُه بذِكره، ولا تُصِيُبك مِنّى بالَّة: أي خَيْر. - في الحديث: "إنَّ لكم رَحِماً سأَبُلُّها بِبِلالها". البِلَال، قيل: هو جمع البَلَل مثل جَمَل وجِمَال (2 يَعنِى أَصِلُكم في الدُّنْيا، ولا أُغِنى عَنكُم من الله شَيئًا 2). - في الحديث: "مَنْ قَدَّر في مَعِيشته بَلَّه الله تعالى". قال أبو عمرو: أي أغْناه. - في حديث عُمَر: "إن رَأيتَ بَلَلًا من عَيْشٍ". : أي خِصْباً، لأَنه يكون مع وجُودِ المَاءِ. (بلم) - في حديث الدَّجَّال: "بَيْلَمَانِىّ" (¬3). : أي ضَخْم مُنتَفخ، من قَولهم: شَفَةٌ مُبلِمَةٌ، وأَبلمَت النَّاقَةُ: وَرِم حَياؤُها، وأبلَم الرجلُ: انتفَخَت شَفَتاه. ويروى: "فَيْلَمانِى" بالفاء. ¬
(بله)
(بله) - في الحَدِيث: "بَلْهَ ما اطَّلعْتُم عليه" (¬1). بَلْه: مِن أَسماءِ الأَفعال كَرُوَيد، وصَهْ، ومَهْ. يقال: بَلْه زيدًا: أي دَعْه واتْرُكْه. ويُوضَع مَوضِعِ المَصْدر، فيقال: بَلْه زَيدٍ بالِإضافَةِ، كما يُقال: تَرْكَ زَيدٍ، ويُقْلَب في هذا الوَجْه فيقال: بَهْل زيدٍ؛ لأَنّ حالَ الِإعراب مَظنَّة التَّصرّف، وقوله: "ما اطَّلعَتْم عليه" يُحتَمل أن يكون مَنْصوب المَحَلّ ومَجْرُورَة على الُّلغَتِين. ورُوِى بيتُ (¬2) كَعْبِ بن مَالِك الأَنصارِىّ: تَذَرُ الجماجِمَ ضاحِياً هاماتُها ... بَلْهَ الأَكُفِّ كأَنَّها لم تُخْلَقِ على الوَجْهين أيضا". (بلا) - في الحديث (¬3): "إنَّ مِن أَصْحابِى مَنْ لا يرَانى بعد أن فَارقَنِى، فقال عُمَر لأُمِّ سَلَمَة: بِالله مِنْهم أَنَا؟ قالت: لا، ولن أُبْلِىَ أَحدًا بعدك" قال ابنُ الأعرابّى: أَبلَيتُه يَمِيناً، وأصبرتُه يَمِيناً، (4 وأجلَسته يَمِيناً 4) إذا حَمَلتَه عليها. وقال الأَصمَعىُّ: أبليتُ فُلانًا يَمِيناً، إذا حَلفْتَ له بيَمِين طَيَّبتَ بها نفسَه، وهذا يَدُلُّ على أَنَّها حَلَفَت له. ¬
وقال إبراهيم الحَربِىُّ: وفيه وَجهٌ حَسَن: أي لَنْ أُخْبر أَحدًا بَعدَك قال: وسَمِعتُ ابنَ الأَعرابِىِّ يقول: أُبْلى بمعنى: أُخْبِر، وأنشدنا: * كَفَى بالذى أُبلِى وأَنعَتُ مُنصُلاً * : أي أخبِر. - في حَدِيثِ بِرِّ الوَالَديْن: "أَبْلِ (¬1) الله تَعالَى عُذْرًا في بِرِّهما". قيل: أبلَى بمعنى أعطى، وأَبلاه: أحسنَ إليه. يعنى أحسِن فيما بَينَك وبَينَ الله تعالى بِبِرِّك إيَّاهما. - في حديِث الأَحنَف: "نُعِى له حَسَكَةُ الحَنْظَلِى، فما ألقَى له بَالاً". : أي ما استَمَع إليه، وما (¬2) اكْترثَ به. - ومنه الحَدِيثُ: "لا يُبالِى اللهُ تَعالَى بهم بَالَةً" (¬3). : أي لا يرفَع لهم قَدْرًا، ولا يُقِيم لهم وَزْناً. يقال: ما بَالَيتُ به مُبالاةً وبالِيَةً وبَالَةً، وقيل: هو اسْمٌ من بَالَى يُبالِى، حُذِفَت يَاؤُه بِناءً على قَولهم: لم أُبَلْ به، فأمَّا قَولُهم: لا أَصبتُك بِبَالَّة. فهو بالتَّثْقِيل: أي بخَيْر. ويقال: ما ألقِى لقَولِك بَالاً: أي ما أُبالِى به. وقيل قَولُهم: ¬
ما باليتُه وما بالَيْت به، هو كالمَقْلُوب من المُبَاوَلَة، مَأْخوذٌ من البَالِ : أي لم أُجرِه بِبالِى، وأصْل البَالِ: الحَالُ. ومنه الحَدِيث: "كُلُّ أَمرٍ ذِى بَالِ لم يُبَدأ فيه بحمد اللهِ تعالى فَهُوَ أَقْطَع". - قال الله تعالى: {وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} (¬1): (2 أي: حَالَهم 2)، وما بَالُ فلانٍ: أي حَالُه. في حديث المُغِيرَةِ: "أنَّه كَرِه ضربَ البَالَة". البَالَة بالتَّخْفِيف: حَدِيدةٌ يُصادُ بها السَّمَك. يقال: ارْمِ بها فَمَا خَرجَ فهو لِى بِكَذا، وإنما كرهه لأَنَّه غَرَرٌ، وقد يَخرُج وقد لا يَخْرُج. والبَالَة أيضا: فَأْرَةُ المِسْك، أو الجِرابُ الصَّغِير. وقيل: هو تعريب "بَيْلَة"، ومنه يُسَمَّى الصَّيدَلاَنِي بالفارسية: بَيْلَوَرْ، ويحتمل أن يكون الأول أيضا مُعرَّباً. - (3 في الحديث: "مَنْ أُبلِى فذَكَر فقد شَكَر". الِإبْلاء: الِإنْعام، يقال: أبلَيْت الرجلَ وأَبليتُ عندَه: أي بَلاءً حَسناً. قال زُهَيْر: * وأَبلاهُما خَيرَ البَلاءِ الذي يَبلُو * (¬4) ¬
- وفي حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "ما أُبالِيه بالَةً". : أي مُبالاةً وأَصلُه بَالِيَةٌ كالعَافية 3). - في حَديث أبى سَعِيد: "إدامُهم (¬1) بَالامٌ ونُونٌ، قالوا: وما هذَا؟ قال: ثَورٌ ونُونٌ". قال الخَطَّابى: النُّونُ: الحُوتُ، وأما بالَام فإنه شىء مُبْهم. دلَّ الجواب من اليَهُودِىِّ على أنه اسمٌ للثَّور. وهو لفظ مبهم لم يَنْتَظم، ولا يَصِحّ أن يكون على التَّفرِقة اسماً لشىء، فيشبه أن يكون اليَهُودِىُّ أراد أن يُعمِّىَ الاسَم فقطَع الهِجاءَ وقَدَّم أحدَ الحَرْفَين فقال: يَالَام. وإنما هو في التَّرتيب لَامٌ، يَاءٌ، لَأَى على وزن لَعَى: أي ثَوْر، يقال للثَّور الوَحْشِى: اللَّآى على وزن اللَّعَا، والجَمع اللأْلآء على وزن الأَلعاء. فصحَّف فيه الرُّواةُ. فقالوا: بَالاَم، جعلوا اليَاءَ باءً. فأَشكلَ واستَبْهم قال: وهذا أَقربُ ما يَقَع لِى فِيه، إلا أن يكون ذلك بغَيْر لسان العرب، فإن المُخبِرَ به يَهودىٌّ، فلا يَبعُد أن يكون إنما عَبَّر عنه بلِسانه. فيكون ذلك في لِسانهم يَلا (¬2)، أكثر العِبْرانِيَّة فيما يَقولُه أَهلُ المَعرِفة بها مقلوب عن لِسانِ العَرَب بتَقْديمِ الحُروفِ وتأخيرِها. ¬
وقيل: إن العِبْرانِىَّ هو العُربْانى، فقدَّمُوا الباءَ وأَخَّروا الرّاءَ، والله تعالى وتَقدَّس أَعْلَمَ. (1 قال سَيِّدنُا حَرسَه الله 1): ويَقَع لى أنَّه إنما فَعَل ذلك لأَنَّ "النُّونَ" الذي هو الحُوتُ لَمَّا كان يشْتبه في الّلفْظ بالنُّون الذي هو من الحُروفِ، أراد أن يُعبِّر عن الثَّور بالحُروفِ أَيضاً، فَلِهذا فَعَل ما فَعَل، والله تَعالَى أعلم. * * * ¬
ومن باب الباء مع النون
ومن باب الباء مع النون (بند) - في الحَديثِ: "مِنْ أَشراطِ السَّاعة أن تَغزُوَ الرُّومُ فتَسِير بثمانين بَنداً". والبَنْد: العَلَمُ الكَبِير، وجَمعُه بُنودٌ. (بنس) - في حديث عُمرَ، رضي الله عنه: " (¬1) بَنِّسوا عن البُيوتِ، لا تَطُمُّ امرأةٌ أو صَبِىّ" : أي تَأَخَّروا، قال ابنُ أَحمر: * (2 طَلٌّ 2) وَبنَّس عنها فَرقَدٌ خَصِرُ * (بنن) - قَولُه تَعالَى: {وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} (¬3). البَنَان: أَطرافُ الأصابع، ويقال: هي الأصابع نَفسُها، وأحدتُها بَنانَة، قال عنتَرةُ: عَهدِى به شَدَّ النَّهار كأَنَّما ... خُضِب البَنانُ ورأسُه بالعِظْلِم (¬4) ¬
(بنى)
وقيل: سُمِّى به، لأن صَلاحَ الأَشْياء (¬1) به يُبِنّ: أي يُقِيم ويَستَقِرّ. - في حديث شُرَيْح: (2 "تَبنَّن" 2). : أي تَثبَّت، والبَنيِنُ: العاقلُ المُتَثَبِّت. من قَولِهم: أَبنَّ بالمَكان، إذا أَقَام. (بنى) - في حديث البَراءِ بنِ مَعْرورٍ، رَضِى الله عنه: "رأيتُ أَنْ لَا أجعَلَ هذه البَنِيَّةَ مِنِّى بِظَهْر". يَعنِى الكَعْبَةَ، وكانت تُدعَى بَنِيَّة إبراهيم، عليه الصّلاة والسَّلام، لأنه بَناهَا، ولقد كَثُرت أَقسَامُهم "بِرَبِّ هذه البَنِيَّة" وهي البِناء المَبْنِىُّ، يَعنُون به الكَعبةَ. - في الحَدِيث أنَّ سُليمانَ النَّبِىَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، قال: "مَنْ هَدَم بِناءَ ربّهِ تَبارَك وتَعالَى فهو مَلعُونٌ". يَعنِى مَنْ قَتَل نفساً بِغَير حَقٍّ، لأن الجِسمَ بُنيانٌ خَلَقَه الله تعالى ورَكَّبه، فإذا أَبطلَه فقد هَدَم بُنيانَ رَبّهِ تَعالَى. - في حديثِ أبى حُذيْفَة، رضي الله عنه: "أنه تَبنَّى سَالِماً". : أي اتَّخذه ابناً، وقد مرَّ بعضُ هذا في كِتاب الهَمزةِ. ¬
- في الحَدِيثِ: "مَنْ بَنَى في دِيارِ العَجَم، فعَمِل نَيْروزَهم ومهرجانَهم حُشِر مَعَهم". كذا رواه بَعضُهم، والصواب "تَنَأَ" (¬1): أي أقام. - في حديث (¬2) عائِشةَ رضي الله عنها: "كُنت أَلعبُ بالبَناتِ (¬3) ". : أي التَّماثِيل التي تَلعَب بها الصَّبَايَا. * * * ¬
ومن باب الباء مع الواو
ومن باب الباء مع الواو (بوأ) - في الحديث: "فأمرهُم (¬1) رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن يَتَباءَوا" قال أبو عُبَيدْ (¬2): كذا قال هُشَيم، والصواب يتَباوَأُوا على مثال يتَقاوَلُوا من البَواء وهو المُساوَاة. وأَبوأْت فلانَا بفلان، أُبيئُه إباءَةً فتَباوأ (¬3)، وبَاوَأْت بين القَتْلَى: ساويتُ (¬4) وقال الزّمخشَرِى: يَتَباءَوْا: صحِيح، يقال: بَاء به إذا كان كُفْؤا له وهم بَواءٌ: أي أَكفاءٌ. ومعناه ذَوُو بَواء 4). - في حديث وَائِل بن حُجْر في القَاتِل: "إن عَفَوتُ عنه يَبوءُ بإثمه وإثم صاحبِهِ". : أي كان عليه عُقوبَة ذُنوبِه وعُقوبةُ قَتْلِ صاحبهِ، فأَضافَ الِإثمَ إلى صاحبه، لأنَّ قتلَه سبَبٌ لِإثْمه، كما قَالَ تَعالَى: (5) {قَالَ ¬
(بوج)
إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ} 5) وإنما هو رَسولُ اللهِ تَعالَى إليهم: أي لو قُتِل كان القَتلُ كَفَّارةً لذنُوبِه، فإذا عَفَا عنه تَثْبت (¬1) عليه ذُنوبُه. وفي رواية: إن قَتلَه كان مِثلَه، لأنه لم يَرَ لصاحبِ الدَّم أن يَقْتلَه، من قِبَل أنه ادَّعَى أَنَّ قتلَه كان خطأً، أو شِبْه عَمدٍ فأَورثَ شُبهَةً ويُحتَمل أن يُرِيد أنه إذا قَتلَه كان مِثلَه في حكم البَواءِ، وصارا مُتَساوِيَيْن، لا فَضَل للمُقتَصِّ إذا اسْتَوفَى حَقَّه على المُقَتَصِّ منه. - في حديث المَغازِى: "أَنَّ رجُلاً بوَّأَ رجلاً بِرُمحِه" (¬2). قال اللَّيثُ: يقال بَوّأتُ الرُّمحَ نحوة: أي سَدَدْته قِبَلَه وهيَّأْتُه له". (بوج) - في مرثية (¬3) عُمَر، رضي الله عنه: قَضيَتَ أموراً ثم غادرتَ بعدَها ... بَوائِجَ في أكمامِها لم تُفَتَّقِ البائِجَةُ: الدَّاهِيَة، وجَمعُها بَوائِجُ. - وفي حَديثٍ آخَرَ عن عُمَر: "اجْعَلْها باجًا وَاحِدًا". : أي بَيانًا وطَرِيقاً وشيئاً واحدًا، وقد يَجعَلُونَه مهموزا، وهو فارسِىّ مُعرَّب. ¬
(بور)
(بور) - في الحديث: "في الصَّلاة على البُورِىِّ" (¬1). البُورِيَّة والبَاريَّة مُشَدَّدتان، والبُورياء مُخَفَّف، ثَلاثُ لُغات، جِنْس من الحَصِير، وفُوعيل مَعدومٌ من كلام العَرَب، ويُحتَمل أن يكون مُعرَّباً. - (2 في حديث قَتْل عَلِىّ، رضي الله عنه: "أَبْرنا عِتْرَتَه" (¬3). : أي أَهلَكْناه، وأَصْلُه من قولهم: بار يَبُور بَوراً إذا هلَك، وأَبرْتُه: أَهْلَكتُه. - في حديث عَلقمةَ الثَّقفِىّ: "يُبتارُ إسلامُنا" (¬4). يقال: باره وابتَارَه. مثل خَبَره واخْتَبره بِناءً ومَعنًى. - ومنه أنَّ دَاودَ سأَلَ سُليمانَ، عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ: "وهو يَبْتار عِلمَه" 2). (بوك) - في الخَبَر قال رجلٌ لآخَرَ: (¬5) "عَلَام تَبوكُ يَتِيمَك ¬
(بول)
في حِجْرك، فكَتَب سُليمانُ بنُ عبدِ المَلِك إلى ابنِ حَزْم أَنِ اضرِبْه الحَدّ". البَوْكُ: سِفادُ الحِمار، وقد يُستَعار في الآدَمِىّ، أَرادَ أَنَّه قَذفَه بالِّلواط، فَحُدَّ. (بول) - في الحديث: "فِيمَن نامَ حتى أَصبحَ. قال: بَالَ الشَّيطانُ في أُذُنِه" (¬1) قيل: مَعْنَاه: سَخِر منه الشَّيطانُ وظَهر عليه، حين نَامَ عن طَاعَة الله، عَزَّ وجل. كما قال الشَّاعر: * بَالَ سُهَيْلٌ في الفَضِيخِ فَفَسَد * (¬2) : أي لَمَّا كان الفَضيِخُ يَفسُد بطلوع سُهيْل، فكأنه ظَهر عليه، فكان فَسادُه من قِبَلِه. - وقد ورد عن الحَسَن مُرْسلاً، عن النبى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "فإذا نام شَغَر (¬3) الشَّيطانُ برِجْلِه فبَالَ في أُذِنه". - وعن ابن مَسْعُود: (4 "كَفى بالرَّجل شَرًّا أن يَبولَ الشَّيطانُ في أُذُنِه" 4). وقد سَمِعتُ بعضَ مَنْ نَامَ عن الصَّلاةِ، فرأى في المَنام كأَنَّ شَخْصًا أَسودَ جاء، فشَغَر بِرِجْله كى يَبولَ في أُذنِه. - ورُوِى عن الأَعمش أنه كان يقول: "إنَما غَمِشتُ (¬5) من كثرة ما بَالَ الشيّطانُ في أُذنِى". ¬
وعن الحَسَن البَصْرى أنه قال: "لو ضَرب بِيدِه إلى أُذنى (¬1) لوَجَدها رَطْبَة" فعلى هذا، هو على ظَاهِره. وقيل: إنَّ معنَى ذلك عَقَد الشَّيطانُ على قَافِية رأسِه، رُوِى ذلك عن مُعاذ بن جَبَل، أظنُّه مَرفُوعًا، وهذا قرِيبٌ من المعنَى الأول. - في الحَدِيث: "كان لِلحَسَن والحُسَيْن، رضي الله عنهما، قَطيفَةٌ بَولْانِيَّة". بَوْلَان في أنسابِ العرب، ذَكَره ابنُ حَبِيب، وَوَادِى (¬2) بَوْلان: مَوضِع يَسْرِقُ فيه الأعرابُ مَتاعَ الحَاجِّ. - في الحديث في مثل الرَّجُل مع عَمَلِه وأَهلِه ومَالِه قال: "هو أَقلُّهم به بَالَةً" بتَخفِيف الَّلام. قال صاحب الديوان: ما بالَيْتُ به بَالَةً: أَى مُبالاةً من قولهم: لم أُبَلْ به مَحْذُوف حَرفٍ منه. وقال ابنُ فَارِس: لَعلَّ قَولَهم: لا أُبالِى به: أي لا أُبادِر إلى اقتِنَائه، والانتظار به، بل أَنبذُه ولا أعتَدُّ به. من قَولهم: تَبالَى القَومُ: تبادَروا فاستَقَوْا، وقد مَرّ ذِكْرُ بعضِ ذلك، أوردْناه في البَابَيْن لاحْتِمال ذَلِك. (3 وقيل كأنه مَقلُوب من المبُاوَلَة، المَأْخوذة من البَالِ: أي لم أُجْره بِبَالِى. ¬
(بون)
- وفي حديث الأَحْنَف: "ما أَلقَى لِذَلك بَالاً" (¬1) : أي ما احْتَفل به 3). (بون) - وفي حديث خالِدِ بنِ الوَلِيد: "فإذا ألقَى الشَّامُ بوانِيَه" (¬2). قال أبو نصر صاحِبُ الأصمعى: أي خَيْرَه وما فِيه، وأَلقَىَ الرجلُ بَوَانِيَه إذا أَلقَى نَفسَه وأَرواقَه. وقال سَلَمَة: البَوانِى: المُستَقَرّ. وقال الأَصمعِىُّ: هي أَضلاعُ الزَّوْر، والبوَانِي: المستَقرُّ الذي يَقَع عليه، الواحدة بانِيَة (¬3). ويقال: ألقَى بوانِيَه ومَراسِيَه وعَصَاه وجَرامِيزَه وأرواقَه بمعنًى. * * * ¬
ومن باب الباء مع الهاء
ومن باب الباء مع الهاء (بهر) في الحَديثِ: "إن خَشِيتَ أَنْ يبهرَكَ شُعاعُ السّيفِ": أي يَغلِبَك ضَوؤُه وبَرِيقُه، والبَاهِر: المُضِىء الشديدُ الِإضاءة، قال: * بَيضاءُ مثلُ القَمَر البَاهِرِ * - ومنه الحديث الآخر: "صلاةُ الضُّحَى إذا بَهَرت الشَّمسُ الأرضَ". : أي غَلبَها نُورُها وضَوؤُها. (بهرج) - (1 في الحَدِيث: "أَنَّه بَهرجَ دَمَ ذُبَاب بنِ الحَارِث" 1). : أَى أَبطلَه. (بهبه) - في صَحِيحِ مُسْلِم: "بَهْ بَهْ، إنَّك لَضَخْم". يقال: بَخْ بَخْ، وبَهْ بَهْ بمَعْنًى واحد. وبَخبَخ وبَهْبَه، غير أن المَوضِعَ، لا يحتَمِله إلا على بُعْد، لأَنَّه قال: "بَهْ بَهْ، إنَّك لضَخْم" في الِإنكارِ عليه. (بهت) - في الحَدِيث في صِفةِ (¬2) اليَهُود: "إنَّهم قَومٌ بُهْتٌ". ¬
(بهش)
الواحد بَهُوتٌ، من بناء المُبَالَغَة في البُهْت، نحو: صَبُور وصُبُر، وجَزُور وجُزُر، ثم يُسَكَّن تَخِفيفاً، ولو كان جَمعَ باهتٍ. لكان بَهْتًا. بفَتْح أوله كسَائِر نَظائِره 1). (بهش) - في حديث قَتادةَ، عن أَنَس في قِصَّة العُرَنِيِّينَ في مُسْنَد أبى يَعلَى: "اجتوَينا المَدِينةَ وأنْبَهشَتْ (¬1) لُحومُنا". قال ابنُ فارس: يُقال للقَوْم القِباحِ، السُّودِ الوُجوه: وُجُوه البَهْشِ. (بهم) - في الحديث: "أَنّ بَهمةً مرت بين يَدَيْه وهو يُصلَّى". قال الليث: هي اسْمُ للذَّكَر والأُنثَى من أَولادِ بَقَر الوَحْش والغَنَم والماعز. وقيل: البَهْمَة: السَّخْلَة. - وفي الحَديثِ: "أَنَّ النبى - صلى الله عليه وسلم - قال للرَّاعِى: ما وَلَّدت؟ قال: بَهْمَة، قال: اذْبَح مَكانَها شاةً". ولولا أن البَهْمة اسمٌ لِجِنس خَاصٍّ، لَمَا كان في سُؤاله عليه الصلاة والسلام الرَّاعى وإجابته عنه ببَهْمة كَثِيرُ فائدةٍ؛ إذ يُعرَف أَنَّ ما تَلِد الشَّاةُ، إنّما يكون ذَكَراً أو أُنثَى. فلما أَجابَ عنه بِبَهْمة. قال: اذْبَح مكانها شَاةً، دَلَّ على أنه اسمٌ (¬2) للأُنثَى دون الذَّكَر. ¬
(بهن)
: أي دَعْ هذِه الأُنثَى في الغَنَم للنَّسل، واذبَح مَكانَها ذَكَرًا، والله عز وجَلّ أعلم. (بهن) - (1 في حَدِيث الأَنصارِ: "ابهَنُوا منها آخِرَ الدَّهر". : أي افرَحوا وطِيبُوا نَفْساً بصُحبَتى، من قَولِهم: امرأَةٌ بهنَانَة: أي ضَحَّاكة طَيَّبة النَّفَس والأرَجِ. (بهى) - في الحديث: "أبهُوا (¬2) الخَيلَ". : أَى أَعُروا (¬3) ظُهورَها ولا تركَبُوها، من: أبهى البَيتَ: تَركَه غَيرَ مَسْكُون، والِإناءَ إذا فَرَّغَه، ومنه المَثَل: "المِعْزَى تُبْهِى ولا تُبْنِى" (¬4) 1). * * * ¬
ومن باب الباء مع الياء
ومن باب الباء مع الياء (بيت) - في حديث عائِشةَ، رضي الله عنها: "تزوَّجَنى رسَولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، على بَيْت قِيمتُه خَمُسون دِرهَمًا". قال يَحيَى بنُ مَعِين: أي على مَتاع بَيتٍ فَحَذَف المُضافَ وأَقامَ المُضاف إليه مُقَامة، كقَولِه تَعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ:} (¬1). (بيح) - في حَدِيث أَبى رَجَاء: "أَيُّما أَحبُّ إليك: كَذَا وكَذَا، أم بِياحٌ مُربَّب" (¬2) البِياحُ: ضَرْب من صِغارِ السَّمك قدرَ شِبْرٍ، يَستَطِيبه أَهلُ العِراق. قال بَعضُ الأَعرابِ: فذَلِك أَشَهى عندنا من بِياحِكم. (3 لحَى اللهُ شاريه وقَبَّح آكلَه 3). قال الجَبَّان: لو كان من بنات الوَاوِ لكان بالواوِ: كقِوَام؛ لأنه ليس بجَمع كسِياط، ولا بمَصدر كقِيام، ومَجِىءُ ذَلِك من بنات الواو باليَاءِ شَاذٌّ، يعنى فيُمكن أن يَكُون غَيَر عربى. (بيش) - في حديث علىًّ: "البَيْشِيَارجَاتُ تُعظِّم البَطنَ". قال أبو بَكْر بن السُّنِىّ: أرادَ به السُّلْفَة (¬4)، وما يُقدَّم إلى الضَّيف قبل الطَّعام، مُعَرَّب. ¬
(بيض)
وفي كتاب الأَطعِمَةِ لِإسماعيل بنِ يَزِيد: "الفَيَشْفَار جَات (¬1) وردت بأَسانِيد بالفاء، فَعَلَى هذا هو بالباء قبل الأَلِف، أبدَل منها الفَاءَ، وعلى قَولِ ابنِ السُّنَّى باليَاءِ. (بيض) - في بعضِ الأَخبارِ: "ذِكْرُ الموت الأَبيض والأحمر" (¬2). قيل: معنى المَوْت الأَبيض ما يَأتِى مُفاجأَةً، لم يكن قبلَه مرضٌ كالبَياض لا يُخالطُه لونٌ آخر. - (3 في الحديث: "لا تُسلَّط عَليهِم عَدُوًّا من غَيرِهم فيَسْتَبِيحَ بَيضَتَهم" : أي مُجتَمعَهم ومَوضعَ سُلطانِهم ومُستَقَرَّ دَعوتِهم، وتَشبِيهًا بالبَيْضة لاجْتِماعها وتَلاحُكِ (¬4) أجزائِها واسْتِنَاد ظاهرِها إلى باطِنها، وامتِناع باطِنِها بِظاهِرها. وقيل: المُرادُ بالبَيْضة المِغْفَر الذي هو من آلَةِ الحَرب فكأَنَّه شَبَّه مكانَ اجْتِماعِهم وَمظنةَ اتِّفاقِهم والتئِامِهم بِبَيْضَةِ الحَدِيد التي تُحصِّن الدَّارعَ وَتَرُدُّ القَوارعَ. وقيل: أي إذا أَهلكَ الفِراخَ التي خَرجت من البَيْضة ربّما انفَلَت منها بَعضُها، فإذا أُهلِكت البَيضةُ كان في ذَلِك هلاكُ كُلِّ ما فيها. - في الحديث: "فَخِذ الكَافِر في النَّار مِثلُ البَيْضاء" (¬5). ¬
(بيع)
كأَنَّه اسمُ جَبَل، لأنه في الحديث مَقْرون بِوُرقَان وأُحُد، وهما جَبَلان بالمَدِينِة 3). - في الحديث: "أُعطِيتُ الكَنْزَيْنِ: الأَحمرَ والأَبيضَ". فالأحمَر مُلكُ الشَّامِ، والأَبيضُ: مُلْك فَارِس. قاله - صلى الله عليه وسلم - في حَفْر الخَنْدَق. قال إبراهيم الحَربِىُّ: إنَّما قال لِمُلك فارس: الكَنزَ الأَبيضَ، لِبياضِ ألوانِهم، ولِذلِك قيل لهم: بَنُو الأَحْرار، يَعنِى البِيضَ؛ ولأنَّ الغالبَ على كُنوزِهم الوَرِق، وهو أبيضُ، وإنما فَتَحَها عُمَر، رضي الله عنه، وأخذ أبيضَ المَدائِن، وهو مَوضِعُ المَسْجِد اليوم. قال: والغَالِبُ على ألوانِ أهِل الشَّام الحُمرةُ، وعلى بُيوتِ أَموالِهم الذَّهب، وهي حَمْراء. - في حديث دُخولِ النبى - صلى الله عليه وسلم - المَدِينة للهِجْرَة قال: "فَنَظَرنَا فإذَا بِرَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -وأصحابِه مُبَيِّضِين". - بكَسْر الياء وتَشْدِيدها -: أي لابَسِين ثِيَاب بَياضٍ. يقال: هم المُبَيِّضَة والمُسَوِّدة، وذلك فيما قيل: إنّ الزُّبَيْر، رضي الله عنه، لَقِى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في رَكْب قَافِلينَ من الشام للتِّجارة مُسلِمين، فَكَسا رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أبَا بَكْر ثِيابَ بَيَاضِ. (بيع) - (1 في الحَدِيثِ: "نَهَى عن بَيْعَتَيْن في بَيْعة". ¬
ويُفسَّر على وَجْهَين: أحدهما: أن يَقُول: بِعتُك هذا الثَّوبَ نَقدًا بَعشَرة، ونَسِيئَة بخَمسَةَ عَشَر، فهذا لا يَجُوز، لأنه لا يَدرِى أَيُّهما الثَّمُن الذي يَخْتارُه، ويَقَع به العَقْد، وإذا جُهِل الثَّمَنُ بَطَل العَقْدُ. والثّاني أن يَقُول: بِعتُك هذا بعِشْرِين على أن تَبِيعَنى عبدَك بعَشَرة. وهذا أَيضًا فَاسِد؛ لأَنّه جَعَل ثَمَن العَقْد عِشْرين، وشَرَط عليه أن يَبِيعه عَبداً، وذلك لا يَلَزَمه، وإذا لم يَلزَمه سَقَط بَعضُ الثَّمن، وإذا سَقَط البَعضُ صار الباقى مَجْهولا 1). - وفيه: (1 "لا يَبِع أَحدُكم على بَيْعِ أخِيه" 1). فيه قولان: أَحدُهما: إذا كان المُتعاقِدان في مَجْلس العَقْد وطَلَب طالبٌ السِّلعة بأكثَر من الثَّمن لِيُرغِّب البائِعَ في فَسْخ العَقْدِ فهو مُحَرَّم، لأنه إضرارٌ بالغَيْر. ولكنه مُنعَقِدٌ لأن نَفسَ البَيْع غَيرُ مَقْصود بالنَّهْى، فإنه لا خَلَل فيه. الثاني: أن يُرغِّبَ المُشْتَرى في الفَسْخ بعَرضِ سِلعَةٍ أَجودَ منها ¬
(بين)
بِمثْل ثَمنِها أو مِثلِها بدون ذَلِك الثَّمَن. فإنه مِثلُ الأَوَّل في النَّهى، وسَواءٌ كانا قد تَعاقَدا على المَبِيع أو تَساومَا وقَارَبَا الانْعقادَ ولم يَبَق إلا العَقْد. فعَلَى الأول: يكون البَيْع بمعنى الشِّراء، تقول: بِعتُ الشىءَ بمعنى اشتَريتُه، وهو اخْتِيار أبى عُبَيد. وعلى الثّانى: يكون البَيْع على ظاهره. (بين) - في الحديث: "مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَناتٍ حتى يَبِنَّ أو يَمُتْنَ". قَولُه: يَبِنّ بِفَتْح اليَاء: أىْ يتزَوَّجْن. يقال: أَبانَ فُلانٌ بِنْتَه وَبيَّنَها، إذا زوَّجهَا، وبانَتْ من البَيْن وهو البعد، كأَنَّه أَبعدَها عن منزله. - في الحديث: "بَينْا نَحنُ عندَ رسَولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جَاءَه رَجُل". قيل: أصل بَيْنَا بَيْن، أُشبِعَت فَتحتُه، فتولَّدت منها أَلِف، وقد يُزادُ فيه ما، فيُقال: بينَما، وكِلاهُما ظرفَا زَمان، بِمَعْنى المُفاجَأة، يُضَافَان إلى جملة من فِعْل وفاعِلِه، أو مُبْتَدإٍ وخَبَرِه، ويَحتاجان إلى جَواب يَتمّ به المَعْنَى. - في الحَدِيث: (1 "أَولُ ما يُبِين على أحدكم فَخِذُه" 1). ¬
(بيى)
: أي يُعرِب (1 ويَشْهَد عليه 1) ويُقال للفَصِيح: البَيِّن، والجَمعُ الأَبيِنَاء، وهو أبيَن من سَحْبان. (بيى) - في حَديثِ (¬2) آدَمَ عليه الصَّلاة والسَّلام: "جَاءَه جِبْريلُ، عليه الصلاة والسلام، فقال: حَيَّاكَ الله وبَيَّاك". قيل: بَيَّاك: إتْباع لحَيَّاك لا مَعنَى له في نَفسِه، كما يقال: حِلّ وبِلّ، وقيل مَعناه: سًّركَ وأضحكَك، وقيل: قَرّبك، وقيل: اليَاءُ بدَلٌ من الوَاوِ: أي بَوَّأكَ مَنزِلًا. وقيل: قَصدَك بالتَّحِيَّة، من قَولِهم: بَوَّأتُ الرمحَ نَحَوه. * * * ¬
باب الباء المفردة
باب الباء المفردة (¬1) (ب) - (2 قَولُه تَعالى: {فَسَبِّح بحَمْدِ رَبِّك} (¬3). الباء في "بِحمد رَبِّك" تُشْبِه باءَ التّعدِية، كا يُقال: اذْهَب به: أي اجمَعْه مَعَك في الذِّهاب، كأنه قال: سَبِّح رَبَّك مع حَمدك إيَّاه. يَدُلّ عليه حَدِيثُ عَائِشةَ: "أَنَّ النبىّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: سبْحانَك اللَّهُمَّ وبِحمدِك، اللَّهُمّ اغْفِر لِى". يَتَأَوَّل القُرآنُ. - وقوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} (¬4). كأنه يُشبَّه بالبَاءِ التي في قَوله تَعالَى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} (¬5) وقَولِه تَعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} (¬6) في أَحَدِ الأَقوال. ¬
- في حديث ابنِ عُمَر: "أَنا بِهَا" (¬1). : أي أنا جِئْت بها، وفَعَلْتُها. - ومنه الحَدِيث الآخر: (2 "سُبْحانَ الله وبِحَمْدِه" 2). : أي وبِحَمدِه سَبَّحت. وقد تَكرَّر ذِكْر البَاءِ المُفردةِ على تَقْدِير عَاملٍ مَحْذُوف، واللهُ تَعالَى أَعْلَمُ. 2) * * * ¬
[ومن] كتاب التاء
[ومن] كتاب التاء من باب التاء مع الهمزة (تئد) - في خُصومَة عَلىًّ والعَبَّاس: "قال عُمَر رَضِى الله عنهم: تَيْدَكم". مَعْناه على رِسْلِكم، من التُّؤدَة: أي الزَمُوا تُؤَدَتَكم، كأن أَصلهَا: تَئِد تَأَدًا، فأراد أن يقول: تَأْدَكم. فأَبدَل من الهمزة يَاءً، وتَوأَّد: أي اتّئِد أَيضا، وأَصلُه من الوَأْد والوَئِيد، وهو الثَّقِيل الرزِين، والمَوْءُودَة من ذلك، لأنها تُثقَّل بالتُّراب حتى تَموت. وقيل: إن الوَأدَ مَقلُوب أَود، من قَولِه تعالى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} (¬1). (تأق) - في حَدِيث الصِّراطِ: (2 "فَيمُرُّ الرَّجلُ كشَدِّ الفَرَس التَّئِق الجَوادِ". : أي المُمْتَلِىءِ نَشاطًا. يقال: أتأقتُ الِإناءَ إذا مَلأتَه 2). (تأم) - في حديث عُمَيْر بنِ أفصَى: "مُتئِمٌ أو مُفرِدٌ". المُتْئِم: التي تَلِد اثْنَين مَعاً، والمُفِرِدُ: التي تَلِد وَاحدًا، وأَصلُ التَّوأم وَوْأَم من المُواءَمة، وهي المُوافَقَة، كأنه يُوائِم غيرَه: أي يُوافِقُه في الرَّحِمِ، والفعل منه أتأمت، وللمبُالَغَة: مِتْآم. * * * ¬
ومن باب التاء مع الباء
ومن باب التاء مع الباء (تبت) - في حَديثِ دُعاءِ (¬1) الليلِ، عن ابنِ عَبَّاس رضي الله عنهما: "اللَّهمَّ اجعَلْ في قَلبِى نُورًا، (2 وفي سَمْعِى نُوراً 2)، وفي كذا، وفي كذا في التَّابوتِ (¬3) ". (4 أَصلُ التَّابُوت 4): الأَضلاع بما تَحوِيه كالقَلْب والصَّدر ونَحوِهِما، ويُسَمَّى كُلّ ما يَحتَوِى على شَىءٍ تَابوتاً، وأرادَ به ها هنا شِبْهَ الصُّندوقِ الذي يُجعَل فيه الكُتُب ونَحوُها. أَراد أنه مَكْتوبٌ مَوضُوع في الصُّنْدوق. (4 وقِيل: لَيسَ بعَرِبىًّ أَصِلىًّ 4). (تبر) - وفيه (¬5): "الذَّهَبُ بالذَّهَبِ تِبرِها وعَينِها، والفضَّةُ بالفضة تبرِها وعينهِا". التِّبْر: هو الذهب والفِضَّة قبل أن يُضْرَبَا دَنَانيِر ودَرَاهِم، فإذا ضُرِبَا كانا عَينًا. وقد يُطلَق التِّبرُ على غَيرِهما من المعدَيِنَّات كالنُّحَاس ¬
(تبع)
والحَدِيد والرَّصاص، وأَكثر اختِصاصِه بالذَّهب، ومنهم من يَجْعَلُه في الذَّهَب أصلاً، وفي غَيرِه فَرعاً ومَجازًا. (تبع) - في الحَدِيثِ: "أوّلُ خَبَرٍ قَدِم المَدِينَة - يعَنِى مِنَ النَّبِى - صلى الله عليه وسلم - وهِجْرَتِه إلى المَدِينة - امرأَةٌ كان لها تَابِعٌ من الجِنّ". التَّابع هَا هُنَا: جِنّىٌّ يَتْبَع المَرأةَ يُحِبُّها، والتَّابِعة: جِنَّيَّة (¬1) تتبَع الرَّجلَ. - في الحَدِيث: "لا تَسُبُّوا تُبَّعًا، فإنَّه أولُ مَنْ كَسَا الكَعبَة". تُبَّع: مَلِك في الزَّمان الأَوَّل، غَزَا بأهلِ اليَمَن، قِيل: اسْمُه أَسعَد أَبو كَرِب (¬2)، وقد اخْتَلفَتِ الأَحادِيث فيه. رُوِى عن النَّبِى - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا أَدرِى أَسلمَ تُبَّع أَم لَا". ورُوِى في حَديثٍ آخرَ أنَّه قال: "لا تَسُبُّوا تُبَّعاً فإنه قد أَسلَم". فأَمَّا قَومُه (¬3) فكانوا كُفَّارا بِظاهِرِ القُرآنِ، وله قِصَّة في التَّفَاسيِر. والتَّبَابِعَة: مُلوكُ اليَمَن، واحِدُهم تُبَّع؛ لأن بَعضَهم يَتْبَع مَنْ قَبلَه في مُلكِه وسِيرَتِه. وقيل: كَانَ لا يُسَمَّى تُبَّعاً حتى يَملِك حَضْرمَوْت، وسَبَأ وحِمْير. ¬
- في حَديثِ الصَّدَقة (¬1): "في ثَلاثِين من البَقَر تَبِيعٌ". وهو الذي دَخَل في السَّنَة الثَّانِيَة، سُمِّى به؛ لأنه يَتبَع أُمَّه. وقيل: يَتْبع قَرنُه أُذُنَه لِتَساوِيهِما. - في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما: "بَيْنَا أَنَا أَقرأ آيةً في سِكَّةٍ من سِكَك المَدِينة إذْ سَمِعت صَوتًا من خَلْفِى: أَتْبِع يَا ابنَ عَبَّاس فالتفَتُّ فإذا عُمَر [بنُ الخَطَّاب] (¬2) فقلت: أُتبِعُك على أُبَيّ بنِ كَعب، فبعَثَ إلى أُبَىّ [بن كعب] (2) فَسَأَلَه". قوله: أَتبِع: أي أسْنِد قِراءَتَك مِمَّن أخذتَها وأَحِلْ (¬3) على مَنْ سَمِعْتَها منه. - من الحَدِيثِ الآَخرَ (¬4) "إذا أُتبِع أحدكُم على مَلىءٍ فَلْيَتْبَع" (5 في الدُّعاءِ: "تابعْ بينَنَا وبَيْنَهم". : أي اجْعَلْنا نَتَّبِعُهم على ما هم عليه. من قَولِهم: "شَاةٌ مُتْبِع": يَتبَعُها أَولَادُها 5). ¬
(تبل)
(تبل) - في شِعْر كَعْب بن زُهَيْر الذي أَنشَده النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم -: * بانَتْ سعُادُ فقَلبِى اليومَ مَتْبول * (¬1) يقال: قَلب مَتْبُول، إذا غَلبَه الحُبُّ، وتَبَل الحُبُّ قَلبَه وأتبلَه عِشْقُه فَتَبِل. وتَبَّلتُه: هيَّمتُه، والتَّبَال: الفَسادُ، وأَصلُه العَداوَة والحِقْد يُطلَب بِهِما. (تبن) - في حَديثِ عمَر بنِ عَبدِ العَزِيز: "أنَّه كَانَ يَلْبَس رِداءً مُتَّبناً بالزَّعفران" : أي مَصْبوغا صِبْغاً غَيَر فَاقِعٍ، يُشبهِ لَوْنُه لونَ التِّبْن. - في حَدِيثِ عُمَرَ، رضي الله عنه: " (¬2) حين ذَكَر الصَّلاة في ثَوبَيْن، قال: تُبَّاناً وقَمِيصاً". فالتُّبَّان: شِبْه السَّراوِيِل قَصِير ضَيِّق، والفِعلُ منه: اتَّبَنَ إذا لَبِسَه. - في حَدِيثِ عَمْرو (¬3) "وأَشْربُ التِّبنَ" وهو أَعظَم الأَقداحِ، يكاد يُروِى العِشْرِين (¬4). وتِبْنُ القَوْم: سَيِّدُهم. - ومنه حديث عمار: (5 "أنَّه صَلَّى في تُبَّانٍ، وقال: إني مَمثُون" 5) : أي يَشْتَكى مَثانَتَه. * * * ¬
ومن باب التاء مع الجيم
ومن باب التاء مع الجِيم (تجر) - في حَديثِ أَبِى ذَرٍّ: "كُنَّا نَتحدَّث أنَّ التَّاجِرَ فَاجِر" (¬1). أَصلُ التَّاجِر عندهم: الخَمَّار، اسمٌ يَخُصُّونَه من بين التِّجار. وقال الشاعر: وتَاجِرٍ فَاجِرٍ جاءَ الِإلَهُ به ... كأَنَّ عُثْنُونَه أَذنابُ أَجْمَالِ (¬2) وفيه وجه آخر: أنه عامٌّ لكُلِّ من اتَّجَر في مال وتَصَّرفَ فيه بالبَيْع والشِّراء، وإنّما ذَكَره بالفُجُور، لأنَّ البَيعَ والشِّراء مَظِنَّة الفُجُور؛ لكثَرةِ ما يَجْرِى فيه من الأَيمانِ الكَاذِبَة والغَبْن والتدلِيس، ولِمَا يَدخُله من الرِّبا الذي لا يَتَحَاشَاه أكثرُهم ولا يَفْطِنون له. ويَدُلُّ على هذا الوَجْه قَولُه عَقِيبَه: "إلّا مَنْ صَدَق وبَيَّن". - (3 في الحَدِيث: "مَنْ يَتَّجِر على هذا فَيُصَلِّى معه". من التِّجارة، لأنه يَشْتَرى بعَمَلِه الأَجرَ والمَثُوبَة. ¬
ولا يجوز أن يَكُونَ من الأَجْر؛ لأَنَّ الهمزةَ لا تُدغَم في التَّاء وقد غَلِطَ مَنْ قَرأَ: {الَّذِى اتَّمَنَ أمانَتَه} (¬1). وقَولُهم: اتَّزر أيضاً عَامِّىٌّ، والفُصَحاء يَقُولُون: ائتَزَر، وأئتَمَن، وائتَجَر 3). * * * ¬
ومن باب التاء مع الحاء
ومن باب التاء مع الحاء (تحف) - في الحَديِث: "تُحفَة المُؤْمِن المَوتُ". أَصلُ التُّحْفة: طُرفَةُ الفَاكِهَة، والجَمُع التُّحَف، ثم يُستَعمل في غَيرِ الفَاكِهَة. قال الأَزهَرِى: أَصلُها وُحفَة، فقُلِبت الوَاوُ تَاءً، كما في تُخَمَة وتُكَأة، ويقال فيه أَيضًا: تُحَفة، بفَتْح الحاء، ومثله: التُّهمَة من الوَهْم، وأصلُ الوَحف: القَصْد، كأَنَّ التُّحَفة يُقصَد بها قَصْد المُتْحَف، وأرادَ بالحَدِيث: ما يُصِيب المُؤمِنَ في الدُّنْيا من الأذَى، ومَالَه عندَ اللهِ تَعالَى من الخَيْر الذي لا يَصِل إليه إلا بالمَوْتِ، ولِهذَا قال الشَّاعِر: قَدْ قُلتُ إذ مَدَحُوا الحَياة فأَسرَفوا (¬1) ... فِى المَوتِ أَلفُ فَضِيلةٍ لا تُعرفُ مِنها أمانُ لِقائِهِ (¬2) بلِقائِه ... وفِراقُ كُلَّ مُعاشِرٍ لا يُنصِفُ - وفي حَدِيثٍ آخر: "المَوتُ راحَةُ المُؤمِن" (¬3). * * * ¬
ومن باب التاء مع الراء
ومن باب التاء مع الراء (ترب) - قَولُه تعالَى: {عُرُبًا أَتْرَابًا} (¬1). : أي أَقْرانا وأَسْناناً، واحدهم تِرْبٌ قِيل: سُمُّوا بذَلِك، لأَنَّهم دَبُّوا على التُّراب معا. - وقَولُه تَعالَى: {مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرائِبِ} (¬2). التَّرائِبُ: جمع تَرِيبَة؛ وهي ما بَيْن التَّرقُوتيَن، وقيل: ما فَوق الثُّندُوَتَيْن إلى التَّرقُوتَين، وكُلُّ عَظْم تَرِيبَة. وقيل: هي مَجَالُ القِلَادة على الصَّدر، (3 وقيل: إنَّها عِظام الصَّدْر 3)، ومنه قَولُ مَنْ قَالَ (¬4): * أَشرفَ ثَدْيَاها على التَّرِيبِ * وقيل: إنَّما سُمِّى بذلك، لأنَّ عِظامَ الصَّدرِ مُستَويِةٌ غَيْر مُحتَجَنَة، مأخوذ من الأَتراب أيضا. - في الحديث: "احْثُوا في وُجوه المَدَّاحِينَ التُّرابَ". ¬
قيل: أرادَ به الرَّدَّ والخَيْبَةَ، وهذا كَقْولِهم عندما يُذْكَر من خَيْبة الرَّجُل وخَسَارةِ صَفْقَتهِ: "لم يَحْصُل في كَفَّه غَيرَ التُّراب". ويُقَوِّى قَولَ هذا القَائِل ما رُوِى: "أنَّ ابناً لِسَعْدِ بنِ أَبِى وَقَّاص، جاء إلى أَبِيه يُشَبِّب بحاجَةٍ له، فقدَّمَ بين يَدَى حَاجَتهِ كَلامًا، فقال سَعْد: ما كُنتَ قَطُّ أَبْعَدَ من حاجَتِك مِنِّى الآن". يعَنِى لأَجْل كلامه الذي قَدَّمَه. ونَحوُه (¬1) قَولُه عليه الصَّلاة والسَّلام: "ولِلْعَاهِر الحَجَر". وفي رواية: "الِإثْلب"، ويحتمل عندى أنّه على ظَاهِر لَفظِه. ويَدُلُّ عليه ما رُوِى: "أن المِقْدادَ كان عِنْد عُثْمان فجَعَل رَجلٌ يُثنِى عليه، وجَعَل المِقدادُ يَحثُو في وَجهِه التُّرابَ، فقال له عُثْمان: ما تَفعَلُ؟ قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقول ذَلِك، ورَاوِى الحَدِيثِ أعرفُ بمَعْناه. وقد رَوَى أحمدُ بنُ حَنْبل هذِه القِصَّةَ في (¬2) مسنَده عَقِيبَ الحديث. - وكذلك قَولُه عليه الصلاة والسلام لعَائِشَةَ: "تَرِبَت يَمِينُك" ذَكَر أبو بكْر بن الأَنْبارِى عن أبيه عن (3 أحمدَ بنِ 3) ¬
مَنْصور الرَّمادِىّ، عن ابنِ أَبىِ مَرْيَم، عن يَحْيىَ بن أَيُّوب، عن عَقِيل، عن ابنِ شِهابٍ، قال: إنَّما قال لِعائِشَة: "تَرِبت يَمِينُكِ": أي احتاجَت، لأنَّه يَرَى الحَاجَة خَيراً لها من الغِنَى (¬1). - وقَولُه عليهِ الصَّلَاةُ والسَّلام لبَعْضِ أَصْحَابِهِ: "تَرِبَ نَحْرُكَ" فقُتِل الرجلُ شَهِيدًا، وهذا أيضًا يَدُلُّ على أنَّه على ظَاهِره. وقال ابنُ السِّكِّيت في قَولِه: "تَرِبَت يَمِينكُ": لم يَدْعُ عليه بِذَهاب مَالِه، ولكنه أرادَ المَثَل، لِيُرِى المَأْمور بذلك الجِدّ، وأنَّه إن خَالَفَه فقد أساءَ. - ورُوِى عن أنس بنِ مَالِك قال: "لم يَكُن رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبَّاباً ولا فَحَّاشًا، كان يَقُولُ لأَحدِنا عند المُعَاتَبةِ: تَرِبَ جَبِينُه" وهذا أَيضًا يُحتَمل أن يُرِيدَ به السُّجودَ لله تَعالَى؛ دُعَاءٌ له بكَثْرة العِبادة. - في حَدِيث عَائِشَةَ: "كُنَّا بِتُرْبان". قيل: هو مَوضِع كان كَثِيرَ المِياه، بَينَه وبين المَدِينة نحوٌ من خَمسَة فَراسِخَ. - في حَديثِ عَلِىٍّ (¬2)، رضي الله عنه: " (¬3) لأنفُضَنّهم ¬
(ترح)
نَفْضَ القَصَّابِ التِرّابَ الوَذِمَة". التِّراب: جمع تَخْفيف تَرِب، والوَذِمة: المُنْقَطِعَة الأَوذَام، وهي المَعَالِيق: أي كما يَنفُض الُّلحومَ التي تَعفَّرت بِسقُوطِها على الأرض لانقِطاع مَعَالِيقها. ويُروَى: "الوِذَامَ التَّرِبَة". (ترح) - في الحَدِيث: "ما مِنْ فَرحَةٍ إلَّا وتَبِعَها (¬1) تَرْحَة" التَّرَح (¬2): ضِدّ الفَرَح، وللمَرَّة ترحَة. والفِعلُ منه تَرِح يَتْرَح: أي حَزِن، والتَّرَح: الهلاكُ والانقِطاع أَيضًا. (ترز) - في حَدِيثِ الأَنصارِىِّ الذي كان يَستَقِى لليَهُودِىّ كُلَّ دَلْو بتَمرةٍ، واشْتَرط: "أن لا يأْخُذَ تَمرةً تَارِزَةً". : أي حَشَفةً يابِسَة لا يُمكِن أَكلُها. وتَرزَ الشَّىءُ: يَبِسَ وصَلُب، ومنه يُسَمَّى المَيِّتُ تَارِزاً ليُبْسِه، ومنه التُّرازُ: الذي هو مَوتُ الفُجَاءَة. (ترع) - في حَدِيث ابن المُنْتَفِقِ (¬3): "فأَخَذْتُ بخِطَام رَاحِلةِ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فما تَرَعَنِى". التَّرَع: الِإسْراع إلى الشَّىءِ، أي ما أسرعَ إلىّ في النَّهْى، وإنَّه لَمُتَتَرِّع. وتَرِعٌ: أي مُتَسَرِّع. وقيل: تَرَعه عن وَجْهِه: ثَناه وصَرَفَه. والتَّرَع: الاقْتِحام في الأُمور، والرَّدّ أيضا. ¬
وقَولُه عليه الصَّلاة والسَّلام: "مِنْبَرى على تُرعَةٍ من تُرَع الجَنَّة". وفي رِوَاية: "ومِنْبَرى على حَوْضِى، وما بَيْن بَيْتِى ومِنْبَرى روَضَةٌ من رِيَاض الجَنَّة". التُّرعَةُ: باب المَشْرعة إلى الماء، كأنّه يُرِيد هو بَابٌ إلى الجَنَّة، وقال سَهْلُ بنُ سعد: التُّرعةُ: البابُ، وقيل: الكُوَّةُ. قال ابنُ قُتَيْبَة: أي الصَّلاةُ والذِّكر في هذا الموضع يُؤَدِّيَان إلى الجَنَّة فكأَنَّه قِطعَةٌ منها. قال: ويَذْهَب قَومٌ إلى أنَّ ما بَيْن قَبْره ومِنْبَره حِذاء روضَةٍ من الجَنَّة، ومِنْبَره حِذَاءَ تُرعَة، فجَعَلَهما من الجَنَّة إِذ كَانَا في الأَرضِ حِذاء ذَينِكَ في الجَنَّة، والأَولُ أحسَنُ. قال: وكذا ارْتَعوُا في رِياضِ الجَنَّة": أي مَجالِس الذِّكْر، لأنه يُؤَدِّى إليها. وعَائِدُ المَرِيضِ على مَخارِف الجَنَّة): أي العِيادَةُ تُوصِّله إلَيْها، فَكأنَّها طَرِيقٌ إِلَيها. والمَخارِفُ (¬1): الطُّرُق. وكَأنَّ الذِّكْر لَمَّا (2 كَانَ 2) يُؤَدِّى إلى رِياض الجَنَّة فهو منها. وكذا: "الجنَّة تَحتَ بَارِقَة السُّيوفِ"، و"تَحتَ أَقدامِ الأُمَّهات". ¬
(ترق)
: أي الجِهادُ والبِرُّ يُؤَدِّيَانِ إليها، فكأنَّهما منها، فكأنَّها تَحتَهما. وقال الِإمام أبو القَاسِم إسماعيلُ بن مُحَمّد بن الفضل (¬1): المُصلِّى والذَّاكر فِيهِما كالعَامِل في رَوضَة الجَنَّة، والأُمُّ بابٌ من أَبوابِ الجَنَّة: أي بِرُّه بها ودُعَاؤُها له يُوصِّله إليها. قال: ويُحتَمل أَنَّ الله تبَارَك وتَعالَى: يُعِيدُ ذَلِك المِنْبَر بعَيْنه فيَجْعَله على حَوضِه (¬2) في الجَنَّة. قال: ويُحتَمل أن يُرِيدَ: وَلِى مِنْبَر أيضا على حَوْضى أَدعُو عليه الناسَ إلى الحَوْض، أو يُعاد هذا المِنْبَر فيُلقَى على حَوضِى. قال سيدنا حرسه الله: ويحتمل أن يُرِيدَ أن مَنْ عَمِل بما أَذكُره على مِنبَرى، واتَّعظَ بما أعظُ عليه دَخَل الجَنَّة، فلمَّا كان سَبَب ذلك أضافَه إليه، والله أعلم. وكذا قَولُه (¬3): "أنا مَدِينَة الحِكْمَة وَعَلِىٌّ بَابُها". لأنّه لا يُمكن دُخولُ المَوْضِع إلا من بَابِه، فَلمَّا كان سَبَبًا لذلك صارَ كَأَّنه منه. (ترق) - في الحَدِيث صِفَة جماعة (¬4): "يَقْرؤُونَ القُرآنَ لا يُجاوِزُ تَراقِيَهم". ¬
(ترك)
التَّراقِى جمع ترقُوةَ، وهي عَظْم يَصِل بين ثُغْرة النحر والعَاتِق من الجانِبَين، ويُقلب جَمعُها فيقال: تَرائِق. وفي رِوَايَة: "لا تُجاوِزُ حَناجِرَهم": أي لا تَصْعَد قِراءَتُهم إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ، ولا تُرفَع، ولا تُقَبل. ويُحتَمل أن يُرِيدَ أنهم لا يَعمَلُون بالقُرآن (¬1)، فكأَنَّ القِراءَة لا تَعدو ذَلِك ولا يَحُصل لهم إلا القِراءَةُ فحَسْب. (ترك) - في الحَدِيث: (2 "العَهْدُ الذي بَيْنَنَا وَبَيْنَهم الصَّلاة، فمَنْ تَركَها فقد كَفَر" 2). يَعنِى المُنافِقِين؛ لأنهم يُصَلُّون في الظَّاهِر رِياءً، فإذَا خَلَوْا لا يُصَلُّون: أي ما دَامُوا يُصَلُّون في الظَّاهر فلا أمرَ لنا مَعَهم، ولا سَبيل لنا عَلَيْهم، وإذا تَركُوها في الظَّاهِر كَفَروا، بحَيْث يَحِلُّ لَنَا دِماؤُهم وأَموالُهم. التَّركُ على ثَلاثَة أَضْرُبٍ: أَحدُها ما تُرِك إبقاءً لقَولِه تَعالَى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} (¬3)، {وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً} (¬4)، {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ} (¬5). ¬
الثاني: تَركُ رَفْض لِشَىءٍ لم يَكُن فيه قَبْل. كقَوْلِه تَعالَى: {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ} (¬1). الثالث: تَركُ مُفارَقةٍ، كقَولِه تَعالَى: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} (¬2) وهذا قَرِيبٌ من الأَوَّل. وقال قَومٌ: هو لِمَن تَرَكَها جَاحِدًا، وقيل: هو أن يَتْركَها حَتَّى يَخُرج وَقتُها بدَلَالة قَوله تَعالَى: {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} (¬3) وهذا لا يُحتَمل إلّا أن يَكُونَ تَاركًا للصَّلَوَات، لأنَّه قال: "الصَّلَاةَ" بالألِف والَّلام. ألَا تَرَى أنَّه قال: {فَسَوْفَ يَلْقَوْن غَيًّا} (¬4). والغَىُّ: وادٍ في جَهنَّم لا يَدخُله إِلا الكُفَّارُ، وقيل: لا يَجُوز أن يَتْرُكَ المُؤمِنُ الصَّلاةَ على كُلِّ حَال، لأَنَّ الله تَعالَى: أَخبرَ أَنَّ المُؤمِن يُقِيمُ الصَّلاةَ، فَقالَ تَعالَى: {يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} (¬5)، {وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} (¬6)، وفي النَّكِرَة: {وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} (¬7). أَخبَر أنَ مَنْ يُؤمِن بالآخِرة يُؤمِن بها، وهو على صَلاتِه مُحافِظ، فَثبَت باسم المَعرِفة والنَّكِرةِ في صِفَة المُؤمنَين، أَنَّهم يُقِيمون الصَّلاةَ ويُحافِظُون عليها، فلم يَكُن للتَّركِ منهم مَعنًى. ¬
(ترق)
(ترق) - في حَديثِ عَبدِ الله بن عُمَر: (1 "ما أُبالِى ما أتيتُ إن شَرِبتُ تِرياقاً، أو تَعَلَّقتُ تَمِيمَةً، أو قُلتُ شِعراً من قِبَل نَفْسِى" 1). كَراهَةُ التِّرياق، مِنْ أجِل ما يَقَع فيه من لُحومِ الأَفاعِى، وهي مُحَرَّمة. والتِّرياقُ أنواعٌ، فإذا لم يَكُن فيه ذَلِك فلا بَأْس به، قاله الخَطَّابِىّ: والحَدِيث مُطلَق فالأَوْلى اجْتِنابُ ذَلِك كُلّه. (ترى) - في حديث أُمِّ عَطِيَّة: "كُنَّا لا نَعُدّ (¬2) الكُدْرَة والصّفرةَ والتَّرِيَّة شَيْئًا". قال الأصمَعِىُّ: التَّرِيَّة: ما تَراهُ المَرأَةُ من صُفْرة، أو كُدْرَة بعد الحَيْض. وقال الجَبَّان: التَّرِيَّة والتَّرْيَة (¬3): الخِرقَةُ التي تَعرفُ بها المَرأةُ حَيضَها من طُهْرِها، وقيل: هي المَاءُ الأَصفَر الذي يَخرُج عند انقِطاع الدَّم، وقيل: البَياضُ تَراهُ الحائِضُ عند الطُّهر، كلُّ ذَلِك من الرُّؤْيَة، والأَصلُ تَرئِيَة (¬4)، والتَّاء مَزِيَدة، إلا أَنَّ ظاهِرَها بغَيْر همزِ يُخِيلُ أَنَّها فَعِيلَة: أي حينَ طَهرت من الحَيْض واغْتَسَلَت، إن عَاودَها كُدرَةٌ أو صُفْرةٌ ونَحوُهما لا يُعْتَدُّ بها، (5 وقِيلَ أيضاً: تَرَيَّةٌ وتَرِّيَّة بتَشْدِيد الرَّاءِ واليَاءِ 5). * * * ¬
ومن باب التاء مع العين
ومن باب التاء مع العين (تعع) - في (¬1) الحَدِيثِ الذي رَوَاه مُخارِق: "حَتَّى يَأَخذَ للضَّعِيف حَقَّه غَيرَ مُتعتَع". - بفَتْح التَّاءَين- أي غير مُؤْذَى، يَعنِى من غير أن يُصِيبَه أَذًى، ويقال لِكُلِّ مَنْ أُكرِه في شَىءٍ حتى يَقْلَق: تعتَع، وتَتَعْتَع الرَّجلُ: تَبلَّد في كَلامِه، وِتَتَعْتَع الفَرسُ: ارتَطَم في الطِّين. وتَعْتَعَه: حَرَّكه، وتَعْتَعَه السُّكْر وغَيرُهِ فتَتعْتَع وهو العِىُّ في المَنْطِق. وقَولُه: "غيْرَ مُتَعْتَع" حَالُ الضَّعِيفِ، وصِفةٌ له. (تعه) - في الحديث: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بِتُعُهِّن (¬2). وهو قَائِلُ السُّقْيَا (¬3) ". وهو اسمُ أرضٍ بالحِجاز، كذا يَقُولُه أَهلُ اللُّغَة، بضَمِّ التَّاء والعَيْنِ وتشْدِيدِ الهاءِ (¬4)، ومِنْهُم من يَكْسِر التَّاءَ. وأَصْحَابُ الحَدِيثِ يَقُولُون: "تَعْهن" (¬5). * * * ¬
ومن باب التاء مع الفاء
ومن باب التاء مع الفاء (تفأ) - في الحديِث: "دَخَل عُمَر فَكلَّم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم دَخَل أبو بكْر على تفِئَة ذَلِك" (¬1). : أي على أَثَره. وفيه لُغةٌ أُخْرى "تَئِفَةِ"، وقد تُشَدَّد الفَاء، وفي معناه: جِئتُ علما إفَّان ذلك وأَفْنِه (¬2) وحَبالَّته بَتَشْدِيد الَّلام. وقال ابنُ العَوَّام (¬3): بتَخْفِيفِها، ورَبَّانه: أَى عَلَى حِين ذَلِك. وتَفأَ فُلانٌ فلاناً، إذا دَبَره، وجَاءَ خَلفَه، يَتْفَأُ تَفْأ (¬4)، ولَيس من فَاء يفىء قال الزَّمخْشَرِىّ: لو كانت تفْعِلَة من فَاءَ يَفىِء (5 لكانت على وَزْن تَهْنِئَة، فهى إذًا لوَلا القَلْب فَعِيلَة لأَجْل الِإعْلال (6)، والِإعْلالُ في مِثلِه مُمْتَنِع 5). (تفث) في الحَدِيث: " (6) فتَفَثَت الدِّماءُ مكانَه". : أي لَطَخَتْه، مأخوذ من التَّفَثِ (¬7). * * * ¬
ومن باب التاء مع القاف
ومن باب التاء مع القاف (تقى) - قَولُه تَعالَى: {وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} (¬1) - قِيلَ: أَى جَزاءَ اتَّقائِهِم وثَوابَه. وقيل: أَلهَمَهم أن يَتَّقُوه ووَفَّقَهم لِذَلِك. - وفي الحَدِيث: "كُنَّا إذا احمَرَّ البَأْسُ اتَّقَينا برَسول الله - صلى الله عليه وسلم - " : أي جَعلْناه قُدَّامَنا واستقبَلْنا العَدُوَّ به، وقُمنَا خَلفَه. يقال: اتَّقَاه يَتَّقِيه، وتَقَاه يَتْقِيه، بتَخْفِيفِ التاء أيضا، وأصلُه من وَقَى يَقِى وِقايةً. - وهو مَعنَى الحَدِيث الآخر: "إنما الِإمامُ جُنَّةٌ يُتَّقى به ويُقاتَل من وَرَائِه". والأمرُ من تَقِى يَتَقِى بفَتْح التَاءِ وتَخْفِيفِه: تَقِ، وفِيهِما تَقْدِيرات لأهْلِ التَّصرِيف، ومن تَقَاه يَتْقِيه بسِكون (¬2) التَّاء اتْقِ على وزن ارْم، ذَكَره الجَبَّانُ. ¬
ومَعْنَى الحَدِيث الآخر: "إنَّ الِإمام يُدفَع به ويُتَّقَى بقُوَّته وحَشَمَتِه" (¬1). * * * ¬
ومن باب التاء مع الكاف
ومن باب التاء مع الكاف (تكأ) - قَولُه تَعالَى: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} (¬1) قيل: نُمرُقًا يُتَّكأ عليه، يقال: اتَّكأَ يَتَّكِىء اتِّكاءً ومُتَّكَأً، وأصلُهُ مُوتَكأ - (2 من وكَأْت 2) مشل مُتَّزِن على وزن مُفْتَعل من وَزَنْت. وقيل: مَعنَى مُتَّكأَ: أي مأكول (¬3) قال جَمِيل: فَظَلَلْنا بِنعْمَةٍ واتَّكَأْنَا ... وشَرِبْنا الحَلَال من قُلَلِه (¬4) قال ثَعلَب: اتَّكَأْنا في بَيْت فلان، أَكلْنا عنده، وأَصلُه الوَاوَ. - (5 في صِفَتِه عليه الصَّلاة والسَّلام: "هذَا الأَبيضُ المُتَّكِىء" (¬6) قال الخَطَّابِىُّ: كُلُّ مَنِ اسْتَوى قَاعِداً على وِطاءٍ فهو مُتّكِىِء، والعامة لا تَعرِف المُتَّكِىءَ إلَّا مَنْ مال في قُعودِه مُعتمِداً على أحدِ شِقَّيْه، وهو مأخوذ من الوِكَاء، فالمتَّكِىء هو الذي أوكَأ مقعدتَه وشَدَّها بالقعودِ على الوِطاءِ الذي تَحتَه. ¬
- ومنه الحَدِيثُ: "لا آكُل مُتَّكِأَّ". : أي إذا أَكلتُ لم أَقعُد مُتَمَكِّناً، فِعْلَ من يُريد الاسْتِكْثارَ منه، ولَكِن آكل عُلقَة وبُلْغَةً فيكون قُعودِى له مُسْتَوفِزاً. ورُوِى: "أَنّه كان يَأْكلُ مُقْعِياً" ويقول: "أَنَا عَبدٌ آكل كَمَا يَأْكُل العَبْد". ويتأَوّلُه بَعضُهم على مذهب الطِّبِّ، إذْ كان مَعلُومًا. أن الآكل مَائِلاً على أَحَد شِقَّية لا يَكادُ يَسلَم من ضَغْطٍ يَنالُه في مَجارِى طَعامِه ولا يُسِيغُه، أو لا يَسهُل نُزولُه إلى مَعِدَتِه. 5). - ومنه الحَدِيثُ: (1 التُّكَأَة من النِّعمَة" 1). التُّكَأَةُ بوزن الهُمَزَة - ما يُتكَّأ عليه. ورجل تُكَأَة: كَثِيرُ الاتِّكاء، والتَّاءُ بَدلُ الوَاوِ، وبَابُها حَرفُ الواوِ. * * * ¬
ومن باب التاء مع اللام
ومن باب التاء مع اللام (تلب) - في الحَدِيث. "فأخذتُ بتَلْبِيبِه" (¬1). يقال: لَبَّبَه، وأخَذ بتَلْبِيبِه: إذا جَعَل في عُنُقِه حَبلاً أو نَحوَه فأَمسَكه، والمُتَلَبَّب (¬2): موضِعِ القِلادة، وكذا الَّلبَّة والَّلبَبُ. (تلد) - في حَدِيثِ ابنِ مَسْعُود في سُوَرٍ ذَكَرَها من القُرآن: "هُنَّ من تِلَادى" (¬3). : أي مِمَّا (¬4) أَخذتُه وتَعَلَّمتُه قَدِيماً، وكَذَا التَّالِدُ والتَّلِيدُ. - ومنه حَدِيث عَائِشَةَ: "أَنَّهَا أعتَقَت عن أخِيها عبدِ الرحمن تِلادًا من تِلادِها" (¬5)، فإنه مَاتَ في مَنامِه. (تلع) - في الحديث: "فَيَجِىءُ مَطرٌ لا يَمتَنعِ منه ذَنَبُ تَلْعَة". ¬
(تلعب)
التَّلْعَةُ: مَسِيل، ومَجْرَى، وسَاقِيَة من أَعلَى الوَادِى إلى بَطْنِه، والتَّلْعةُ: المُرتَفِع من الأَرضِ والمُنخَفِض أَيضاً، فكأنه أرأد مَطراً يَبلُغ ويسِيل (¬1) في كُلّ مَكان، لا يَخلُو منه مَوضِع. (تلعب) - في حَدِيثِ عَلىٍّ رضي الله عنه: "كان تِلْعَابَةً" (¬2). التِّلْعابَةُ والتَّلْعِيبَةُ والتِّلِّعَابَة: ذو تَلَعُّبٍ كَثِير. واللُّعَبَة: كَثِير الَّلعِب، وأَصلُه من الَّلعِب. (تلل) - في حَدِيثِ إبنِ مَسعُود وأُتِى بِشَارِبٍ، فقال: "تَلْتِلُوه ومَزْمِزُوه" (¬3). قال أبو عَمْرو: وهو أن يُحَرَّك ويُسْتَنكَه حتى يُوجدَ منه الرِّيحُ ليُعْلَم ما شَرِب. وقال غَيرُه: التَّلَتلَةُ: الِإقلاقُ، والتَّلتَلَةُ: الحَرَكة، وَتَلتَلَه: أقْلَقه، (4 وقيل: هو السَّوْق بِعُنْف، وقِيل: هي التَّذْليل 4). (تلا) - في حَديثِ أَبِى حَدْرَد: "ما أَصبحْت أتَّلِيها (¬5) ولا أقدِر عليها". ¬
(تلان)
قال الجَبَّان: تَلِيَتْ له تَلِيَّة: أي بَقِيَت بَقِيَّة، وأنا أَتَّلِى حَقِّى: أي أتَتَبَّعُه لِأَستَوْفِيَه. (تلان) - في حدَيثِ ابنِ عُمَر: "وسُئِل عن عُثْمان: أَتخَلَّف عن بَدْر؟ فَذَكَر عُذرَه، ثم قال: اذْهب بِهذا تَلانَ مَعَك" (¬1). قال الأُمَوِىُّ: تَلانَ: أي الآَنَ، وهي لُغَة مَعْروفَة، يَزيدُون التاءَ في الآن ويَحذِفُون هَمزه، وكذلك في "حِين". يَقولُون: تَلَان، وتَحِينَ، كما تُزادُ التَّاء في آخرِ "لا، وثم" قال أبو وَجْزَة: (¬2) العَاطِفُون تَحِينَ ما من عاطِفٍ ... والمُطْعِمون زَمانَ ما مِن مُطْعِم وقال آخر: نَوِّلى قَبْلَ نَأْىِ دَارِى جُمَاناً ... وصِلِينَا كما زَعَمتِ تَلَانَا (¬3) وقال آخرِ: ولقد أَمُرُّ على اللَّئِيم يَسُبُّنِى ... فمضَيْت ثُمَّت قُلتُ لا يَعنِينِى (¬4) ¬
وفي القُرآنِ العَظِيم: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} (¬1) ورُبَّما يَتْركُونَ من الآن (2 كِلَا الهَمْزَتَين، كما قال: وقد كُنتَ تُخفِى حُبَّ سَمراء حِقْبةً ... فبُح لانَ منها بالذِى أَنتَ بَائِح (¬3): : أي الآن 2) فَخَفَّفَه. قال الأزهَرِىُّ: أصلُ الآن: آنَ، على زنة فَعَل، فأَدخَلُوا عليه الأَلِف واللَّام كالاسْمِ، فِلهَذَا بَقِى في جَمِيع الأَحول مَبْنِيًّا على الفَتْح. لأَنَّ أصلَه فعْل، وكذلك أَمس من قَولهم: أَمسَى يُمسِى، جُعِل اسماً وأُدخِل عليه الأَلِفُ واللَّامُ. * * * ¬
ومن باب التاء مع الميم
ومن باب التاء مع الميم (تمر) - في حَديث سَعْد: "أَسَدٌ في تَامُورَتِه" (¬1). التَّامُورَةُ ها هُنا: عِرِّيسةَ الأَسَدَ، وهو عَرِينه الذي يَكُون فيه، وأَصلُ التَّامُورَة: الصَّومَعَة، فاستعارها (¬2)، ويقال: تَامُورٌ بلا هاءٍ، والتَّامُورَة: عَلَقَة القَلْب. فعَلَى هذا يَجوز أن يَكُونَ أَرادَ: أَسدٌ في شِدّة قَلبِه وشَجاعَتهِ. والتَّامُور أيضا: الدَّمُ، والتَّامُور يُذكَرُ في أَشياء (¬3)، وكُلُّ شَىءٍ غَيَّب شَيئًا فهو تامُورَتُه وتَامُورُه. (تمم) في حَديثِ أَسماءَ: "خَرجتُ وأنَا مُتِمٌّ" (¬4). المُتِمُّ: من ذَواتِ الحَمْل: التي تَمَّت مُدَّةُ حَملِها وشَارفَت الوَضْع، والتِّمامُ بالكَسْر فيها، وفي لَيْلِ التِّمام، فأَمَّا سَائِرهُما فتَمَام بالفَتْح. - في الحدِيث: "أَعُوذ بَكِلماتِ اللهِ التَّامَّات". ¬
إنَّما وَصَف كَلَامَه تَبارَك وتَعالَى بالتَّمام؛ لأَنَّه لا يَجُوز أن يَكُونَ في شَىءٍ من كلامه نَقْصٌ أو عَيبٌ كما يكون في كَلام الآدَمِيين. ووَجهٌ آخر: وهو أنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ كانت على حَرْفَين فهى عند العرب نَاقِصَة. والتَّامَّة: ما كانَت في الأَصل على ثَلاثهِ أَحْرف. وقد أَخْبَر اللهُ سُبْحَانه وتَعالَى أَنَّه: {إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (¬1) وكَلِمة "كُنْ" نَاقِصَةٌ في الهِجاء، فنَفى - صلى الله عليه وسلم - النَّقصَ عن كَلِمات اللهِ تعالى قَطْعاً للأَوهَامِ، وإِعلاماً أَنَّ حُكمَ كَلامِه خِلافُ كَلامِ الآدمِيِّين، وإِن نَقَص هِجاؤه في الكِتابة لا يَسْلُبه صِفَة التَّمامِ والكَمالِ. وقيل: مَعنَى التَّمام هَا هُنا أَنَّها تَنفَع المُتَعَوِّذَ بها وتَشْفِيه وتَحْفَظُه من الآفاتِ وتَكْفِيه. وكان أحمدُ بنُ حَنْبلَ، رحِمَه اللهُ،: يَستَدِلُّ به على أن القرآن غَيرُ مَخْلُوق، لأنه ما مِنْ مَخْلُوقٍ إلَّا وفيه نَقْص. - وفي حَدِيثِ الدُّعَاءِ عند الأَذانِ: "اللَّهُمَّ رَبَّ هذه الدّعْوةِ التَّامَّةِ" إنَّما وصَفَها بالتَّمام، لأَنَّها أيضا ذِكرُ الله عَزَّ وجَلَّ، يُدعَى بها إلى عبادةِ اللهِ تَعالَى، وهذِه الأشياء هي التي تَسْتَحِقُّ صِفةَ الكَمالِ والتَّمامِ، وما سِواها من أمور الدُّنيا يَعرِضُ له النَّقْصُ والفَسادُ. ¬
- (1 في الحَدِيث "فَتَتَامَّت إليه قُرْيش" : أي تَوافرت (¬2). - ومن حديث (¬3) مُعاوِيَةَ: "إن تَمَمْتَ على ما تُرِيد" مُخَفَّف. يقال: تَمَّ عَلَى الأَمْرِ: أي استَمَرَّ عليه وتَمَّمَه 1). * * * ¬
ومن باب التاء مع النون
ومن باب التاء مع النون (تنأ) - في حديث ابنِ سِيرِين: "لَيسَ للتَّانِئَة شَىْء". التَّانِيءُ: المُقِيم في البَلد، وجَماعَتُهم تَانِئَة، والفِعلُ منه تَنَأَ، ويقال للزَّارع تَانِيءٌ، لأنه لا يَشْتَغِل بالزَّراعة إلَّا وهو يُرِيد (¬1) الِإقَامةَ، كَأَنَّه يريد أنَّ المُقِيمِين في البِلادِ الذين لا يَنْفِرون مع الغُزَاة، لَيسَ لهم في الفَىْء نَصِيب. - (2 ومنه الحَدِيث: "مَنْ تَنأَ في أَرضِ العَجَم فعَمِل نَيْروزَهم ومِهْرجَانَهم حُشِرَ مَعَهم" 2). (تنبل) - في شِعْر كَعْب بنِ زُهَيْر الذي أَنشدَه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: " ... السُّودُ التَّنَابِيلُ" (¬3) التَّنْبَل والتِّنْبال: القَصِيرُ، وقد شَرحتُ القَصِيدةَ كُلَّها في الأَحاديثِ الطَّوال فَلمْ أُعِد أَكثرَ كَلمَاتِه هَا هُنا. ¬
(تنر)
(تنر) - (1 في الحَدِيثِ أنَّه قال لِرجُلٍ (¬2) عليه ثَوبٌ مُعَصْفَرٌ: "لو أَنَّ ثَوبَك في تَنُّورِ أَهلِك أو تَحْتَ قِدْرِهم كان خَيراً" (¬3). قال أبو حَاتِم: التَّنُّور (¬4) ليس بِعَرَبِى ولم تَعرِف له العَربُ اسماً غيرَه فَلِذَلك جَاءَ في التَّنْزِيل. وقال أبو الفَتْح الهَمَذانِيّ: كَانَ الأَصلُ نَوُّور، فاجتَمَعَت وَاوَان وضَمَّة وتَشْدِيد فاستُثْقِل، فقَلَبُوا عَينَه إلى فَائِه فَصَار: "وَنُّور" فأبَدلوا من الوَاوِ تَاءً: كتَوْلَج وَوْلَج: أي هو من النَّار والنُّور. ومَعناه: لو صَرفْتَ ثَمَنه إلى دَقِيقٍ تَخْتَبِزه، أو حَطَبٍ تَطبُخ به. وذَاتُ (¬5) التَّنانَير: عَقَبة بحِذَاء زُبالَةَ 1). ¬
(تنف)
(تنف) - في الحديثِ: "سَافَر رَجُلٌ بأرضِ تَنُوفَة". قال الأصمَعِىّ: التَّنُوفَة: الأَرضُ القَفْر، وجَمعُها تَنَائِفُ. والتنوفِيَّة أيضاً جَمِيعًا بتَخْفِيف النُّونِ، وقيل: التَّنُوفَة: الأَرضُ البَعِيدَةُ المَاءِ، والنِّسْبَة إليها تَنَفِىٌّ وقيل: تَنُوفِىّ. (1 كأَحمَرِىّ في أَحمر 1)، وتَنَفَ فُلانٌ (1 فَلَا يُرَى 1): أَىْ بَعُد. (تنن) - في حَدِيث عَمَّارٍ، رَضِى الله عنه: (2 "أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تِنِّى وتِرْبِى" 2). تِنُّ الرجلِ: مِثلُه في السِّنِّ. يقال: هم أَتْنانٌ، وأَضتْرابٌ وأَسْنَان. * * * ¬
ومن باب التاء مع الواو
ومن باب التاء مع الواو (توج) - في الحَدِيث: "العَمائِمُ تِيجانُ العَرَب (¬1) ". قيل - أَراد أَنَّها لهم بمنزلة التَّاج للمُلُوك، لأنهم لا يَلبَسُون التِّيجانَ ولا القَلانِسَ، وأَكثَرُ ما يَكُونُون في البَوادِى مَكْشُوفِى الرّأْس. (تور) - في حَدِيث أُمِّ سُلَيْم "أَنَّها صَنَعَت حَيْسًا (¬2) في تَوْر" قيل: هو إناء شِبْه إِجَّانَة من صُفْر أو حِجارةٍ يُتَوضَّأ فيه ويُؤكَل. والجَمع أَتْوار، والتَّور أيضاً: الرَّسولُ، والتَّورَةُ: الجَارِية التي (3 تَتَوسَّل 3) وتَتَرسَّل بَيْن العُشَّاق. وتَورُ المَخَانِيثِ من ذَلِك. - (3 قَولُه تَعالى: {تارةً أُخْرَى} (¬4): أي مَرّة. وأَترتُه: فَعلتُه مَرَّة بعد أُخْرى وتَاوَرْتُه فهما يَتَتَاوَران، إذا فعل ذلك مرَّةً بعد أخرى، وتاورتُه فهما يتتاوران، إِذا فعل هذا مَرَّةً وذَاكَ أُخرى. - في حَدِيثِ مُعاوِيةَ: "فَهمُه تَاراتٌ" (¬5). ¬
(توس)
: أي يُكَرَّر عليه مَرَّات حتى يَفهَمه وجمع التَّارات تِيَر، كقَامَات وقِيَم 3). (توس) - في حَديثِ جَابِر: "كان من تُوسِى الحَياءُ". تُوسُ الرجلِ وسُوسُه: خِيمُه وطَبِيعَتُه، وخَلِيقَتُه، وأَصلُه ومَعدِنُه. والتُّوزُ أَيضاً. (توق) - في الحَدِيث: "قالت امْرأَةٌ للنَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم -: مالك تَتَوَّقُ في قُريْشٍ" (¬1). التَّوْقُ، والتُّؤُوقُ، والتَّوقَان: نُزوع النَّفس إلى الشىء. وفي المَثَل (¬2): "المَرءُ تَوَّاقٌ إلى ما لَمْ يَنَل". وتَاقَ إليه: خَفَّ، وتاق إليه: إذَا همَّ بفِعْله، أرادَت لِمَ تَتَزَوَّج في قريش وتَدَع سَائِرهم. - في الحَدِيثِ (¬3): "كانَتْ نَاقَةُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم -: مُتَوَّقة". كذا قَالَه عُبَيْد الله بنُ عُمَر. فقيل له: يا أبَا سَعِيد: ما المُتَوَّقَة؟ قال: مِثلْ قَوْلك: فَرنسٌ تَئِق: أي جَوادٌ. قال الحَربِىُّ: فكان تَفسيرُه أعجبَ من تَصحِيفه، قال: وما سمعت أَنَا نَاقَةٌ تَئِقٌ: أي جَوادٌ، إنَّما هِىَ "المُنَوَّقَة بالنُّون" [التي] (¬4) ¬
(تول)
رِيضَت، والمُنَوَّق من الرِّجال: المُؤَدَّب، ونَوِّق بَعِيرَك: أي ذَلِّله. قال أبو نَصْر: المُنَوَّقة: التي أُدِّبَت وعُلِّمَت المَشْىَ، والمُنَوَّق: المُذَلَّل. (تول) - في حَديثِ ابنِ عَبَّاس رَضِى الله عَنْهُما: "أفْتِنا في دَابَّةٍ تَرعَى الشَّجرَ وتَشرَبُ المَاءَ في كَرِشٍ لم تُثْغَر (¬1)؟ قال: قُلتُ: تِلكَ عِندَنَا الفَطِيمُ (¬2)، والتِّوَلَةُ، والجَذَعَة. قال الخَطَّابِى (¬3): هكَذَا رُوِى، وإنما هو التِّلْوَة. يقال للجَدْى إذا ارتَفَع وفُطِم وتَبِع أُمَّه: تِلْوٌ والأُنثَى تِلْوَةٌ، وأمَّهاتُها حِيَنئذٍ المَتَالِى (¬4). (توم) - في الحَدِيث: "قال للنِّساءِ: أَتعجِزُ إِحداكُنَّ أن تَتَّخِذَ حَلْقَتَيْن أو تُومَتَيْن من فِضَّة" (¬5). التُّومَةُ مِثلُ الدُّرَّة، والحَبَّة من فِضَّة وجَمعُها تُومٌ وتُوَمٌ وقال ¬
(توى)
بَعضُهم: التُّومُ. القِرَطَة، وهي ما عُلِّق في شَحْمة الأُذُن، والشَّنْف: ما عُلِّق في أَعلى الأُذُن، وصَبِيٌّ مُتَوَّم إذا كان عليه التُّوَمُ. كما يُقالُ للَّذى عليه التَّمِيمةُ: مُتَمَّمٌ. وقيل: التُّومَةُ: الخَرزَةُ واللُّؤْلُؤَة تُعَلَّق في الأُذن. وفي الحَدِيثِ في صِفَةِ الكَوْثرِ: "رَضْرَاضهُ التُّوم". وهي هَا هَنا الدُّرُّ، وقيل أَصلُه التُّوأَمِيَّة. وهي اللُّؤْلُؤَة المَنْسُوبة إلى تُؤَام (¬1): مَدِينَة من مَدائِن عُمَان. (توى) - في الحَدِيث فِيمَن يُدْعَى من أَبوابِ الجَنَّة: قال أبو بَكْر: "ذاك الَّذِي لا تَوَى عليه". : أي لا ضَياع ولا خَسَارةَ، من قولهم: تَوَى عليه المَالُ: إذا هَلَك يَتْوِي، وتَوِي حَقُّ فُلانٍ على غَريمِه إذا ذَهَب تَوًى وتَواءً. والقَصْر أَجْود، فهو تَوٍ وتَاوٍ. وقال الجَبَّانُ: قِيلَ: إنه من التَّوِّ بمَعْنَى المُنْفَرد. * * * ¬
ومن باب التاء مع الهاء
ومن باب التاء مع الهاء (تهم) - في الحَدِيث: أنَّه حُبِس في تُهْمَة". أَصلُ التُّهْمة وُهْمَة. فُعْلَة من الوَهْم، ويَجوزُ فَتْح الهَاءِ كالتُّخَمة، واتَّهَمْت: افْتَعَلت منه؛ لأنَّ مَنْ اتَّهمتَه فقد تَوهَّمتَ فيه أَمراً. - في الحَديثِ: ذِكْرُ "تِهامَة". وهي مَكَّة وما حَوَالَيها من الأَغْوار، من قَولِهم: تَهِم الحَرُّ، إذا اشتَدَّ مع رُكُود الرِّيح. والنِّسبة إليها تَهَامِيٌّ وتَهامٍ، كَيَمَنِيّ ويَمانٍ وتَهَمِيٌّ أَيضاً. - وفيه: (¬1) "جاءَ رَجُلٌ به وَضَحٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: انظُر بطنَ وادٍ لا مُنْجِدٍ ولا مُتْهِمٍ، فتمَعَّك (¬2) فيه، فلم يَزِد الوَضَحُ حتَّى مَاتَ". المُتْهِم: المَوضِعُ الذي ينصَبُّ مَاؤهُ إلى تِهامَة. قال الأزهَرِيّ: لم يُرِد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، أنَّ الوَادِيَ ليس من نَجْدٍ ولا تِهامةَ، ولكنه أَرادَ حَدًّا منهما، فَليس ذَلِك المَوضِعُ من نَجْد كُلُّه، ولا مِنْ تِهامة كلّه، ولَكِنَّه مِنهُما، فهو مُنجِدٌ مُتهِم. ¬
(تهن)
ونَجْد: ما بَيْنَ العُذَيْب إلى ذَاتِ عِرقٍ، وإلى اليَمَامة، وإلى جَبَلَى طَيِّيء، وإلى وَجْرَة، وإلى اليَمَن. وذَاتُ عِرْق: أَوّلُ تِهامَة إلى البَحْر وجُدَّة. وقِيلَ: تِهامَة: ما بَيْن ذَاتِ عِرْقٍ إلى مَرحَلَتَيْن من وَراء مَكَّة، وما وَراءَ ذلك من المَغْرب فهو غَورٌ. والمَدِينة: لا تِهامِيَّة ولا نَجْدِيَّة، فإنَّها فَوقَ الغَوْرِ ودُونَ نَجْد. (تهن) - في الحَدِيثِ في ذِكْرِ بلاِلٍ حِينَ أَذَّنَ قبلَ الوَقْتِ: "ألَا إنَّ العَبْد تَهِنَ" (¬1) ذَكَر الحَرْبِيُّ فيما أَظُنّ عن ثَعْلَب، وعن ابنِ الأَنْبارِيّ: التَّهِن: النَّائِم. وذَكَر الجَبَّانُ: تَهِم فَهُو تَهِمٌ بالمِيمِ إذا نَامَ، والمَعْنى صَحِيح وإن اخْتَلف في لَفظِه، لأَنَّ في بَعض الحَدِيث أَنَّه - صلى الله عليه وسلم -: أَمَر بِلالًا أن يَعود فِيهَا: "أَلَا إنّ العَبدَ قَد نَامَ".: أي هو نَاعِسٌ فَغَلِط في الوَقْتِ. * * * ¬
ومن باب التاء مع الياء
ومن باب التاء مع الياء (تيم) - في الحَدِيثِ: "أَجلَى اليَهودَ إلى تَيماءَ وأَرِيحاءَ". وهما مَوضِعَان. والتَّيماءُ: الفَلاةُ المُضِلَّة. (تين) - في الحَدِيث عن ابنِ مَسْعُود: "تَانِ كالمَرَّتانِ (1 الإمساك في الحياة، والتَّبذير عند الموت" 1). هَكَذا وَردَ في الرِّواية، وهو خَطأُ، والمُرادُ بِه: خَصْلَتان مَرَّتان، والصَّواب أن يُقالَ: كالمَرَّتَيْن مثل الصُّغْريَيْن. وقَولُ مَنْ قال: تَانِكَ المَرَّتان أَحسن، لأنَّه جَعَل الكَافَ مع تَانِك ولم يَصِلْها بالمَرَّتَين فيحَتْاج أن يَخْفِضَها بها. فَفِي القَولِ الأَوّل ينبَغِي أَن تَكُونَ تَان كالمَرَّتَين: أي هَاتَان الخَصْلَتان كخَصْلَتَيْن مَرَّتَيْن، والكَافُ للتَّشْبِيه. وفي القَوْل الثَانِي الكَافُ للخطاب: أي هَاتَان الخَصْلَتان الَّلتَان أَذْكُرهما لك. (تَيَّا) - في حديث عُمَر (¬2): "أَنَّه رَأَى جارِيَةً مهزولَةً ¬
فقال: مَنْ يَعرِف تَيَّا؟ " تَيَّا: تَصْغِير تَا. كما قِيل: ذَيَّا في تَصْغِير ذَا: أي من يَعرِف هذه المرأة. وتَا، وهَذِه، وهَذِي وتهِ وذِه (1 وذى واحدٌ في الِإشارة إلى المُؤَنّث وهي أَسماءٌ مُبْهمة ويقال أَيضًا: هَاتَا 1): أي هَذِه المَرْأَة قال النَّابِغَةُ: - ها إنَّ تَا عِذرةٌ إن لم تَكُن نَفعَت ... فإنَّ صاحِبَها قد تَاهَ في البَلَدِ (¬2) (3 والألف في آخرها علامة التَّصْغِير، ولَيسَت التي تَكُون في آخِر المُكَبَّر بدَلِيل اللَّذَيَّا واللَّتَيَّا في تصغير الَّذى والَّتِي وكذا المُبْهَمات مخالفةً بها ما ليس بِمُبْهَم، ومحافظة على بنائها 3). * * * ¬
ومن كتاب الثاء
ومن كتاب الثاء من باب الثاء مع الهمزة (ثأب) - في الحَدِيث: "التَّثاؤُبُ من الشَّيْطان". وهو مصدر تَثَاءَبت وتَثَأَّبت، والاسم: الثُّؤَباء، وهو أن تَفْتَح فَمَك وتَتَمطَّى لكَسَل أو فَتْرة. ومعناه: التَّحذِير من السَّبَب الذي يتوَلَّد منه ذَلِك. وهو التَّوسُّع في المَطْعَم حتَّى تَكتَظَّ المَعِدَة فيكون منه الثُّؤَباء، وإنما أُضِيف إلى الشيطان، لأنه الذي يَدْعو إلى إعطاء النَّفْس شَهوَتها. والثَّأبُ: أن يَأْكُلَ شَيئًا فيَغْشَاه له ثِقْل وفَتْرة كالنُّعَاس. وقدِ ثُئِبَ (¬1) الرَّجلُ وَثَئِب ثَأْبًا بالِإسكان، وهو يَتَثَأَّبُ الخَبَر أي: يَتَحَسَّسُه. (ثأج) - في كِتابِ عُمَيْر بنِ أَفصَى: "إنَّ لَهُم الثَّائِجَةَ" (¬2) يُرِيد الضَّائِنةَ. والثُّؤاجُ: صَوتُ الضَّأن، واليَعَارُ: صَوتُ المَعِز. يقال: ثَأَجَ يَثْأَج. ¬
(ثأر)
(ثأر) - في الخَبرَ: "يا ثَارَات عُثمانَ" : أي يَا أَهلَ ثَاراتِه، ويا أَيُّهَا الطَّالِبون بدَمِه، حَذفَ المُضافَ وأَقامَ المُضافَ إليه مُقامَه. كقَولِه تَعالَى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (¬1). والثَّأْر: طَلَب الدَّم. يقال: ثَأَرتُه بِقَتِيلي: أي قَتَلْتُه (2 وثَأَرتُه 2) وثَأرتُ به: طَلَبْت دَمَه، واثَّأَر واثَّارَ: أدرَك ذَلِكَ. (ثأط) - في شِعْر تُبَّع المَروِي في الحَدِيث: " .. وثَأْطِ حَرْمَدِ" (¬3) الثَّأْطة: الحَمْأَة وجَمعُها ثَأْطٌ. وفي المَثَل: "ثَأْطةٌ مُدَّت بِماءٍ (¬4) " إذا زِيدَ شَرٌّ على شَرٍّ. (ثأل) - في صِفَة خَاتَمِ (¬5) النُّبوَّة: "كأَنه ثَآلِيل". وهو جمع ثُؤْلُول، وهو هَنَة شِبْه بَثْر وخُرَاجٌ يظَهَر في البَدَن يقال: تَثَأْلَلَ جَسَدُه وثُؤْلِلَ، فهو مُثَألَلٌ. * * * ¬
ومن باب الثاء مع الباء
ومن باب الثاء مع الباء (ثبج) - في حَديثِ المُلاعَنةِ: "إن جَاءَت به أُثَيْبج فهو لِهِلال" (¬1). : يعنى الزَّوجَ الأُثَيْبج، تَصْغِير الأَثبَج، وهو النَّاتِيءُ الثَّبَج. والثَّبَج: ما بَيْن الكاهل إلى الظَّهر. - في حديث اُّمِّ حَمام عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "قَومٌ يركَبُون ثَبَج البَحْر". قيل: ثَبَجُ البَحْر وكُلّ شَىءٍ: مُعظَمُه. وقال الأزَهرِيّ: يَعنِي عُلْوَ وَسَط البَحْر إذا تَلاقَت أَمواجُهُ. ولَعلّه شُبِّه بالأَثْبَج، لأَنَّ السَّفِينةَ ناتِئةٌ عن ظَهْر البَحْر. - وفي الحديث: "يُوشِك أن يُرَى الرَّجلُ من ثَبَج المُسْلِمين" (¬2). ¬
(ثبر)
: أي من سَرَاتِهم وعِلْيَتِهِم. والثبجاء: المَرأةُ الغَلِيظَة العَرِيضَة، وهو اسْمُ المَرأةِ المُعَذَّبة من مَوالِي بَنِي أُميَّةَ. (ثبر) - في حَدِيث أبِي (¬1) مُوسَى: "أَتدْرِي ما ثَبَر النَّاسَ". : أي ما الّذِي صَدَّهم ومَنَعَهم عن طَاعةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وأَصلُه من الثُّبْرَةِ، وهي أرض حِجارَتُها كحِجارَةِ الحَرَّة إلَّا أَنَّها بِيضٌ. وقيل: هو شَيْء بَيْن ظَهْرَانَي الأرضِ أَبيضُ كالنُّورة (¬2)، فإذا بَلَغَهُ عِرقُ النَّخْلة وقَفَ ولم يَنفُذ. فيَقُولُون عند ذلك: بَلَغَت النَّخلةُ الثُّبرةَ فضَعُفَت. وقيل: هو مُجْتَمع المَاءِ ومَناقِعُه في القِيعان والسُّهولة. والمَثْبورُ: المَحْبُوس. وقيل: المَلْعُون. (3 يقال 3): اثَبأْرَرْت عن الأَمرِ: تَثَاقلْت عنه واحْتَبَسْت. * * * ¬
ومن باب الثاء مع الجيم
ومن باب الثاء مع الجيم (ثج) - في حَدِيثِ (¬1) رُقَيْقَة (¬2): "اكتَظَّ الوَادِي بِثَجِيجِه". : أي بمَثْجُوجِه ومَصْبُوبِه، وما سَالَ منه. (ثجر) - في الحَدِيثِ: "أنَّه صَلَّى الله عليه وسَلَّم أَخَذَ بثُجْرة صَبِيٍّ به جُنُون. وقال: اخْرُج أنا مُحَمَّد". ثُجْرة النَّحرِ: وَسَطُه، وهو ما حَوْلَ الثُّغرة. والثُّغرَة: الهَزْمة التي في اللَّبَّة، وجمعها ثُجَر: أي أَخَذَ بمَجْمَع نَحْرِه. والثُّجرةُ: الحُفْرة من الجَنْب، وثُجْرَة الوَادِي: أَوسَطُه وأَعرضُ مَوضِعٍ فيه. وقيل: هي مَشْرَفٌ (¬3) يَنْحَدِر عن شَفِيرِ الوَادِي إلى بَطنِه. * * * ¬
ومن باب الثاء - مع الدال
ومن باب الثاء - مع الدال (ثدى) - (1 في الحَدِيثِ: "ذِكْرُ ذِي الثُّدَيَّة" (¬2). وهي تصغير الثُّنْدُوَة بتَقْدِير حَذْف الزَّائد الذي هو "النُّون"، كأَنَّها من تَركِيب الثَّدْيِ وانْقِلاب الياء فِيهَا وَاوًا بضَمَّة ما قَبلَها، ولم يَضُرَّ لِظُهور الَّاشْتِقاق ارتكابُ الوَزْنِ الشَّاذّ، كما لم يَضُرّ في انْقَحَل. ورُوِي: "ذُو اليُدَيَّة" 1). * * * ¬
ومن باب الثاء مع الراء
ومن باب الثَّاءِ مع الرَّاءِ (ثرد) - (¬1) في الحَدِيث: "فَضْلُ عائِشةَ على النِّساء كفَضْل الثَّرِيِد على سَائِر الطَّعام" نُرَى، والله أعلم، أَنَّه لم يُرِد عَينَ الثَّرِيد، لأَنَّ الثَّرِيدَ غالباً لا يكون إلَّا من لَحْم، والعرب قَلَّما تَجِد طَبِيخاً لا سِيَّما بلحم، فكأَنَّه أَرادَ كفَضْل اللّحمِ على سَائِر الطَّعام. وقد وَرَد في حَدِيثٍ آخَر: "سَيِّد الِإدامَ اللَّحْمُ". فكما أَنَّ سَيِّدَ الِإدَامِ وهو الَّلحم والثَّرِيدُ من الَّلحمِ يَفضُلان سائِرَ الأَطْعِمة، فعَائِشَةُ تَفضُل النِّساءَ. وقد وَرَد في طَرِيق: عن ابنِ عُمَر: "فَضلُ عَائِشةَ على النِّساء كفَضْل الَّلحم على سَائِرِ الِإدام". ويقال: الثَّرِيدُ أَحدُ الَّلحْمَيْن، بل القُوَّةُ والَّلذَّة إذا كَانَ اللَّحمُ في غَايَةِ النُّضْج في المَرَق أَكْثرَ مِمَّا في نَفْسِ الَّلحْم، لا سِيَّما إذا عاضَدَهُما الخُبزُ الذي لا عِوضَ له في الغِذَاءِ. (ثرم) - في صِفَة فِرْعَون: "أَنَّه كَانَ أَثْرَم". الثَّرَم: أَن تَنْقَلِع السِّنُّ من أَصلها، والرَّجلُ أَثْرم، والمَرأَة ثَرْمَاء، قَالهُ الأَصمَعِيُّ. ¬
(ثرا)
- ومنه الحَدِيث في الأَضَاحِي المَنْهِي عَنْها: "الثَّرماء" (¬1). وهي التي ذَهَبَ بَعضُ أَسنانِها. وقيل: هو سُقُوط الثَّنِيَّة. يقال: أَثْرمتُه وثَرمْتُه: إذا صَيَّرتَه كذلك فَثَرِم وانْثَرمَت ثَنِيَّتُه، وهو أبلغ من الأَثلَمِ (¬2)، وإنَّما نَهَى عنها لنُقْصان أَكْلِها بسقوط سِنِّها. وقيل: لا يُقال ذَلِك إلَّا لِمَنْ سَقَطَت سِنُّه من قُدَّام كالثَّنِيَّة والرَّباعِيَة. (ثرا) - في الحديث (¬3): "ما بَعَثَ اللهُ تَبارَك وتَعالَى نَبيًّا بعد لُوطٍ إلّا في ثَرْوةٍ من قَومِه" - لِقَولِه: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً} (¬4). الآية. الثَّروةُ: العَدَد الكَثِير، ومنه سُمِّي الثُّرَيَّا، وهو تَصْغِير ثَرْوَى لكَثْرة كَواكِبها. وقيل: هي سِتَّة أَنجُم في خِلالها نُجومٌ كَثِيرة. قال الشَّاعِر: وفي الفَلَك الثَّرْوَى كَأَنَّ نُجومَها ... قِلادةُ دُرٍّ نَظْمُها لم يُفَصَّل - ومنه الحَدِيث: "أنَّه قال للعَبَّاس، رضي الله عنه: يَمْلِك من وَلَدِك بِعَدَد الثُّريَّا". يقال: ثَرَا القَومُ: كَثُر عَدَدُهم، وثَرَا المَالُ: كَثُر، وأَثرَى القَومُ: كَثُر ثَرَاهُم ومَالُهم، والثَّراءُ: المَالُ الكَثِير. قال الجَبَّان: الأَصلُ في كَثْرةِ عَدَد الرِّجال الثَّورَة، بتَقْدِيم الوَاوِ. وفي كَثْرة المَالِ: الثَّرْوة، ورُبَّما يَتَداخَلَانِ. * * * ¬
ومن باب الثاء مع الطاء
ومن باب الثاء مع الطاء (ثطط) - في حَدِيثِ أَبي رُهْم: "ما فعل النَّفَر الحُمْر الثِّطاط" (¬1). الثِّطاط: جمع ثَطٍّ، وهو الكَوسَج. يقال: ثَطَّ يَثِطُّ ثَطًّا وثُطوطةً وثَطَاطَةً، وثَطَّ يثَطُّ ثَطَطاً، وجمع الثَّطِّ: ثُطَطٌ وثِطَاطٌ وثُطَّانُ (¬2). - ومنه حَدِيث عُثْمان: "وجِيءَ بعَامر بنِ عَبْدِ قَيْس (3 فرآه 3) أَشْغَى ثَطًّا، وهو الذي عَرِي وَجْهُه عن الشَّعَر، إلَّا طَاقاتٍ في أَسفَلِ حَنَكِهِ، والأَشْغَى: المُتفَاوِتُ الأَسنانِ. وفي بَعْض الرِّواياتِ لِحَدِيث أبِي رُهم: "النَّطانِطُ" (4 جَمْعُ نَطْنَاط 4)، وهو الطَّوِيلُ. * * * ¬
ومن باب الثاء مع العين
ومن باب الثاء مع العين (¬1) (ثعد) - حدَّثنا محمدُ بن أبي نَصْر الّلفْتواني لَفظًا، أخبرنا أبو صَادِق إجازةً، أخبرنا أبو الفَرَج عَلِيّ بنُ أبي الحُسَيْن القَطَّان، أَخبرَنا الفَضلُ بنُ سَهْل، ثنا عليّ بنُ أبي هُبَيْرة، ثنا عَبدُ الله بنُ عبد الوهَّاب الخُوارَزْمي، ثنا يَحْيَى بنُ عُثْمان، ثنا إسحاق بنُ إبراهيم القُرشِيّ، عن يَزِيدَ ابنِ رَبِيعة، حدَّثَنى بَكَّار بنُ دَاود قال: "مَرَّ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بقَومٍ يَنالُون من الثَّعْد والحُلقَانِ، وأَشلٍ (¬2) من لَحْم، وينَالُون من أَسْقِية لهم قد عَلَاهَا الطُّحْلُب فقال: ثَكِلَتْكُم أُمَّهَاتُكم، أَلِهذَا خُلِقْتُم؟ أو بِهَذا أُمِرتم؟ قال: فَجازَ عنهم فَنَزَل الرُّوحُ الأَمِينُ، وقال: يا مُحَمَّد، رَبُّكَ عَزُّ وجل يُقْرِئُك السَّلامَ ويَقُول لك: إنما بَعثتُك مُؤَلِّفا لِأُمَّتك، ولم أَبعَثْك مُنَفِّرا، ارجع إلى عِبادِي فقل لهم: فَلْيَعْمَلوا، ولْيُسَدِّدوا، ولْيُيَسِّروا (¬3) ". قال أبو مُحَمّد: قال إسْحاقُ بنُ إبراهيم: الثَّعْد: الزُّبد، والحُلْقَانُ: البُسْر الذي قد أَرطَب بَعضُه، وأَشْل من لَحْم: الخَروفُ المَشْوِيّ، كذا قال. وقال أَهلُ اللغة: الثَّعْدَة: البُسْرة إذا لانَت، والجِنْس ثَعْد، ونَباتٌ ثَعْدٌ: لَيِّن، ورَجُلٌ أو شَيْءٌ ثَعْد: غَضٌّ طَرِيّ، وثَعْد: سَمِينٌ. * * * ¬
ومن باب الثاء مع الغين
ومن باب الثاء مع الغين (ثغا) - في حَدِيثه للمُصَدِّق (¬1): "انْظُر، لا تَجِيءْ بِشاةٍ لها ثُغاء". قال الأصمعيّ: الثُّغَاءُ: صِياحُ الشَّاءِ من الضَّأْنِ والمَعِز والظِّباء مع وَجَع. يقال: "مَالَه ثَاغِيةٌ ولا رَاغِيَةٌ": أَيْ لا شَاء ولا إبل، والفِعلُ منه ثَغَا يَثغُو ثُغاءً وثَغْوَى. وأَثْغانِي، وأَرغَاني: أي أَعطانِي من الشَّاء والإِبِل. وفي ضِدِّه: "ما أَثغَى ولا أَرغَى": أي هو بَخِيل لم يُفرِّق بين جَدْىٍ وأُمِّه (2 ولا بَيْن فَصِيلٍ وأُمّهِ 2) بنَحْرٍ ولا هِبَةٍ. * * * ¬
ومن باب الثاء مع الفاء
ومن باب الثاء مع الفاء (ثفأ) - (1 في الحَدِيث: "مَاذَا في الأمَرَّيْنِ من الشِّفَاء؟ الصَّبْرِ والثُّفَّاء" الثُّفَّاء (¬2): الحُرْف، سُمِّي به لِمَا يَتْبعَ في ذَوْقه: أي لَذْع الّلسان. يُقالُ: ثَفَاه (¬3) يَثْفُوه وَيثْفِيه: اتَّبعَه، وتَسْمِيَتُه بالحُرْف لِحَرافَتِه 1). (ثفل) - قال الشَّافعيّ: "وبَيَّن في سُنَّتِه - يَعنِي النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ زَكاةَ الفِطرْ من الثُّفْل مِمّا يَقْتاتُ الرَّجل، وما فِيهِ الزّكاة". الثُّفْل عند العرب: ما يُقْتات فيَكُون له ثُفْل دون المَائِع. - وفي الحديث: "أنَّه كان يُحِبُّ الثُّفلَ". وسُئِل الحَرْبِيّ عنه، فقال هو: الثَّرِيد، وأَنْشَد: يَحلِفُ بالله وإن لم يُسْأَلِ ... ما ذَاقَ ثُفلًا مُنْذ عَام أَوَّلِ (¬4) وهم مُثَافِلُون، إذا فَقَدوا الّلبَنَ. ¬
(ثفن)
- وفي حَدِيثٍ آخَرَ (¬1) "مَنْ كَانَ معه ثُفْلٌ فليَصْطَنِع". : أي فَلْيَطْبُخ. (ثفن) - وفي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ: "وَرأَى رَجُلًا بَيْن عَيْنَيْه مِثلَ ثَفِنَة البَعِيرِ (¬2). فقال: لَو لَمْ يَكُن هَذَا لَكَانَ خَيراً". الثَّفِنَة: ما وَلِي الأَرضَ من كُلِّ ذَواتِ الأربَع إذا بَرَك، يَعِنى كَانَ على جَبْهَتِه أَثَرُ السُّجود. * * * ¬
ومن باب الثاء مع القاف
ومن باب الثاء مع القاف (ثقب) - في الحَدِيثِ (¬1): "أبو بَكْر أثقَبُ أَنساباً". : أَي أَنْوَرُه، من ثَقَبَت النَّارُ، ونَجْم ثَاقِب، والأَصْل فيه نُفوذُ الضَّوءِ وسُطُوعُه. (ثقف) - في خُطْبَةِ (¬2) عَائِشَة في حَقِّ أَبيهَا "وأَقامَ أوَدَه بثِقَافِه". الثِّقافُ: ما تُقوَّم به الرِّماحُ، ضربَتْه مَثَلًا: أي أَقام وسَوَّى أَودَ المُسْلِمِين. (ثقل) - في حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس: "بَعَثَنى رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الثَّقَل من جَمْع بِلَيْل". الثَّقَل: مَتاعُ المُسافِر، والجَمْع أثْقالٌ، واحْتَملوا بثَقَلَتِهم: أي عِيالِهم، وكُلِّ شَىءٍ كان لَهُم. * * * ¬
ومن باب الثاء مع الكاف
ومن باب الثاء مع الكاف (ثكل) - في الحَديثِ أنَّه قال لبَعْضِ أَصحابِه: "ثَكِلَتْك أُمُّك" : أي فَقَدَتْك، دُعاءٌ عليه بالمَوْت لِسوءِ فِعْلِه أو قَولِه، والموت يَعُمُّ كلَّ أَحَد فإذًا الدُّعاءُ به كَلَا دُعاء، أو أَرادَ أَنَّك إذا كُنتَ هَكَذَا، فالمَوتُ خَيرٌ لك، لئَلَّا تَزدَادَ سُوءًا (¬1)، يقال: ثَكِلت ولدَها ثَكْلًا وثُكْلًا، فهي ثَاكِل وثَكْلَى، ورجل ثاكلٌ وثَكْلان، وأَثكَلها الله: أي جَعَلَها ثَكْلَى، وأَثكَلَت المَرأةُ: صارت ذَاتَ ثُكْلٍ. * * * ¬
ومن باب الثاء مع اللام
ومن باب الثاء مع اللام (ثلث) - قَولُه تَعالَى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (¬1) : أي ثَلاثًا من النِّساءِ. - وقَولُه تَعالَى: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (¬2). : أي ثَلَاثة من الأَجْنِحَة، لأَنَّ الجَناحَ مُذَكَّر، والأولُ مُؤنَّث وثَلاثٌ يُستَعْمَل فيهما على لَفْظٍ وَاحِدٍ لا يُصرَف ولا يَدخُل عليه الأَلِفُ واللَّامُ، وكَذَا أَخَواتها. - وقَولُه تَعالى: {ثَلَاثُونَ شَهْرًا} (¬3). قيل: هو جَمْع ثَلَاثَةٍ (¬4) وثَلَاثَةٍ عَشْر مَرَّات. (ثلج) - في حَدِيثِ الأَحْوصَ: "أُعطِيك ما تَثلُّج إليه". : أي ما تَسْكُن إليه. يقال: ثَلَجْتُ بهذا الأَمْر: أي فَرِحتْ به، وأَثلَجَنِي بِهَذا: أي وَثِقْت بقَوْله. وثَلِجْت به: استَيْقَنْتُه وفَرِحتْ به، وثَلَجَت نَفسِي وثَلِجَت: اطمَأَنَّت، وثَلِجْتُ إليه: اطمأنَنْت واستَيْقَنت، وثَلَج: هَشَّ (5 وبَشَّ 5)، وبه سُمِّي الثَّلْجُ لهَشَاشَتِه، لأنه لم يَسْتَحْكِم جُمودُه. ¬
(ثلط)
(ثلط) - في حَدِيثِ عَلِيِّ، رضي الله عنه، في الاستِنْجَاءِ: "كانوا يَبْعَرون وأَنتُم تَثْلِطُون" (¬1). الثَّلْط: الرَّجِيعُ الرَّقِيق، وأكثرُ ما يُقال: للبَعِير والبَقَر والفِيلِ،: أي كانوا يتَغَوَّطون بمِثْل البَعْر يابِساً، فأجزَأَ في الاستِنجْاء منه الحَجرُ،: أي أنَّهم كانوا قَلِيلِي الأَكلِ، وإذا كان رَقِيقاً لا بُدَّ أن يَنْتَشِر ويَتَجاوَزَ المَخْرَجَ غالبا، فلا يُجزِئ في الاستِنْجاء منه إلَّا المَاءُ، والله أعلم. (ثلم) - في الحَدِيث: (2 "نَهَى عن الشُّربِ من ثُلمَةِ القَدَح" 2). : أي مَوضِع الكَسْر منه، وإنما نَهَى عنه، لأنَّه لا يَتَماسَك عليها فَمُ الشَّارِب فينصَبّ على بَدَنِه وَثوبِه. وقيل: إنه مَقْعَد الشَّيْطان، وَرَد ذلك في الحَدِيث، ويُمكِن أن يكون المَعْنَى فيه، أن مَوضِعَها لا ينَالُه التَّنْظِيفُ التَّامُّ إذا غُسِل الِإناء، فيكون شُرْبُه على غَيرِ نَظَافة، وذلك من تَسْوِيل الشَّيْطان، وكذلك إذا سَالَ المَاءُ فأَصابَ وَجهَه وثَوبَه، فإنَّما هو من إِيذاءِ الشَّيطان. * * * ¬
ومن باب الثاء مع الميم
ومن باب الثاء مع الميم (ثمد) - في القُرآن: ذِكْرُ {ثَمُود}. وهو مُشتَقٌ (¬1) من الثَّمَد، وهو المَاءُ القَلِيل الذي لا مادَّة له، ومَنْ جَعَلَه اسمَ حَيٍّ أو أَبٍ صَرَفَه فَنوَّنَه، ومَنْ جَعلَه اسمَ قَبِيلَةٍ أو أرضٍ لم يُنَوِّنْه لكَونِه مَعرِفَةً مُؤنَّثًا. (ثمر) - في حَدِيث مُعاوِيَة، قال لِجارِيةٍ: "هل عِندَكِ قِرًى؟ قالت: نَعَم، خُبزٌ خَمِيرٌ، ولَبنٌ ثَمِيرٌ، وحَيسٌ جَمِيرٌ". اللَّبنُ الثَّمِيرُ: الذي قد تَحبَّب زُبدُه فيه فظهرَت ثَمِيرَتُه. يقال: أَثمرَ اللَّبنُ: صارت له ثَمِيرَة، والمُثمِر: الَّلبن الذي مُخِضَ فأَظْهَر الزُّبدَ: أي عِندِي لَبنٌ بزُبْدِه لم يُخرَج زُبدُه منه، والجَمِير: المُجْتَمِع، والخُبزُ الخَمِر ضِدُّ المَلَّة (¬2). - (3 في حَديثِ ابن مَسْعُود (¬4) "أنَّه أَمَر بسَوطٍ فدُقَّت ثَمرتُه". ¬
(ثمل)
: أي العُقْدة التي في طَرَفِها، وإِنما دَقَّها لتَلِين تَخْفِيفًا على الذي يَضْرِبُه به. - في حديث مُعاوِية (¬1): "أنَّه قُطِعَت ثَمَرتُه". يَعنِي نَسلَه، شَبَّهَه بثَمَرة الشَّجَر، ويجوز أن يُكْنَى بها عن العُضْو، يُرِيد انقِطاعَ شَهْوتِه، قال الشَّاعِر: إلى عُلَيْجَيْن لم تُقطَع ثِمارُهُما ... قد طَالَ ما سَجَدا للشَّمس والنَّارِ (¬2) : أَيْ لم يُخْتَنَا (ثمل) - في حَديثِ الهِجْرَة (¬3): "فَحَلَب منه حتَّى عَلتْه الثُّمالُ". : أي الرَّغوة، جَمْع ثُمالَة، والمُثْمِل: المُرغِي. ويروى: "حتَّى عَلَاهُ البَهاءُ" وفُسِّر البَهاءُ بالرَّغوة أَيضًا. - في حَدِيثِ عُمَر: "أنَّه طَلَى بَعِيرًا من (4 إِبِل 4) الصَّدَقَة ¬
بقَطِران. فقال رَجلٌ: لو أمرتَ عبدًا كَفاكَه، فضَرَب بالثَّمَلة في صَدْرِه وقال: وعَبدٌ أَعبدُ مِنِّي". قال أبو زيد: الثَّمَلة: صُوفَةٌ أو خِرقَة يُهنَأُ بها البَعِير، ويُدَّهَن بها السِّقاء. وقال الجَبَّان: الثُّمْلَة والثَّمَلة والثَّمِلَة (¬1) لِهذِه الصُّوفة، والثَّمَلَة: خرقة الحَائِض، والتى يُنزَل بها القِدْر، وقيل: الرِّبذَة، فإذا أُلقِيت الرِّبذَةُ فهي قِشَّة، ويُقالُ: لمَنْ لا خَيْر فيه قِشَّة. - في حَدِيثِ تَزْويجِ خَدِيجَة، رضي الله عنها: "أنَّها انْطَلقت إلى أَبيها وهو ثَمِل". : أي أَخَذ الشَّرابُ والسُّكْر فيه، وقَومٌ ثِمالٌ: سُكارَى، ومنه: وَطْب ثَمِلٌ: مَلآنُ، ويُحتَمل أن تَكُونَ الثَّمَلَة من هذا لامتلائها بِها مِمَّا يُطلَى بِهِ. - وفي حَدِيث عُمَر: "فإنَّها ثِمالُ حَاضِرَتِهِم" (¬2): : أي غِياثُهم وعِصْمَتُهم - وبَنو ثُمالَة: حَيٌّ من العَرَب، والنِّسبة إليهم ثُمالِيٌّ "بضَمِّ الثَّاء". ¬
(ثمن)
- في حَدِيث عُمَر: (¬1) "لو دعوتِ بمِلْفَفَةٍ فَثَمَلْتِه كَانَ أَشَبعَ" : أي أصلَحْتِه. (ثمن) - في حَدِيث بِنَاء المَسْجِد: (¬2) "ثامِنُونِي بحَائِطِكِم". : أَيْ قَرِّرُوا مَعِي ثَمنَه وبِيعُونِي (¬3) بالثَّمَن، وكذلك أَثمِنُونِي به، وأَثمَن له به: أَعطَاه ثَمنَه. وثَمَّن مَتاعَه: قَوَّمه. * * * ¬
ومن باب الثاء مع النون
ومن باب الثاء مع النون (ثند) - (1 في حَديثِ عَبدِ الله بنِ عَمْرو: "في الأنفِ إذا جُدِع الدِّيَةُ كامِلةً، وإِن جُدِعَت ثَنْدُوَتُه فنِصفُ العَقْل". الثَّندُوَة (¬2) في هذا المَوضِع يحتمل أن يُرادَ بها رَوثَةُ الأَنفِ. (ثنط) - في حَديثِ كَعْب: "لَمَّا مَدَّ الله تَعالَى الأرضَ مادت فَثَمَطها بالجبال". قال ابنُ الأعرابيّ: الثَّنْط: الشَّقُّ، ويقال: بتَقدِيمِ النّون 1). (ثنن) - في حَديثِ فَتْح نَهاوَنْد (¬3): "وبلَغَت الدِّماءُ ثُنَن الخَيْل". قال الأَصمَعِيُّ: هي شَعَرات في مُؤخِر الحَافِر في اليَدِ والرِّجلِ، الواحدة ثُنَّة. قيل: وهي أَيضاً ما دُونَ السُّرَّة من البَطْن فَوْقَ العَانَةِ، وقيل: هي وَسَط الِإنسانِ وغَيرِه. ¬
(ثنى)
(ثنى) - في الحديث: "مَنْ يَصْعَد (¬1) ثَنِيَّةَ المُرارِ، حُطَّ عنه ما حُطَّ عن بَنِي إسْرائِيل". يعنى حين ائْتَمروا قَولَه: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا} (¬2). قال الأَصْمَعِيُّ: الثَّنِيَّة في الجَبَل: عُلُوٌّ فيه، والجَمعُ الثَّنَايَا، وقال غَيرُه: هي أَعلَى المَسِيل في رَأْس الجَبَل، والثَّنِيَّة: العَقَبَة، والجَبَلُ، والطرَّيقُ في الجَبَل (3 عُلُوٌّ فيه، والجَمْع الثَّنايَا. وقال غَيرُه 3): والمرتَفِعُ من الأَرضِ وثَنِيَّة مُرار، بضَمِّ المِيم، ما بين مَكَّة والمَدِينَة من طَرِيق الحُدَيْبِيَة، وإنَّما قال ذلك، لأنها عَقَبةٌ شاقَّة وصلوا إليها لَيلًا حين أرادوا مكة سنة الحُدَيْبِيَة فرغَّبهم في صُعودِها، والله عز وجل أعلم. - في حَدِيثِ الحَجَّاج أنَّه قَالَ: (¬4) "طَلَّاع الثَّنَايَا". : أي هو جَلْدٌ يَطلُع الثَّنَايَا في ارْتفاعِها وصُعوبَتِها، ومَعْناه: أَنَّه يرتَكِبُ الأُمورَ العِظامَ. ¬
- في حديث الأَضْحِيَة: "أنَّه أَمَر بالجَذَعة (1 من الضَّأْنِ 1) والثَّنِيَّةِ مِنَ المَعِز". الثَّنِيَّة من الغَنَم: ما لها سَنَتَان ودَخَلَت في الثَّالِثَة (2 وقيل: ما لَهَا سَنَة تَامَّةٌ ودَخَلَت في الثَّانِية 2) والذَّكَر ثَنِيٌّ. والثَّنِيُّ من البَقَر: ما تَمَّ له ثَلاثُ سِنِين ودَخَل في الرَّابِعَة. وقِيل على مَذْهَب الِإمام أَحْمد: ما تَمَّ له سَنَة من المَعِز، ودخل في الثَّانِيَة، ومن البَقَر: ما تَمَّ له سَنَتَان ودَخَل في الثَّالِثَة، وأَمَّا من الِإبِل فما تَمَّ له خَمسُ سِنين ودخل في السَّادِسَة. وقيل: بل لا يَكُون مِنَ الإِبِل ثَنِيًّا حتَّى يُلقِي ثَنِيَّتَيه الرَّاضِعَتَين، وهما المُقدَّمتان ونَبتَت أُخْريَان وذلك في الثَّالِثَة. قلت: ويَجوزُ أن يَكُونَ اختِلافُهم هذا، إنما حَصَل من حَيث الوُجوُد، لأنه إذا كان إنَّما يُسَمَّى ثَنِيًّا بإسقاط ثَنِيَّتَيه، فقد يَختَلِف ذلك، عَسَى في الِإبِل والبَقَر والغَنَم وغَيرِها كالآدمِي. وقد يَختَلِف سُقوطُ السِّنَّيْنِ (¬3) ونَباتُهما في أَخَوَيْن فكيف في أَجْنَبِيَّين، والله تعالى أعلم والفِعلُ من ذلك أَثنَى يُثنِي إذا نَبَتَت له ثَنِيَّة، والجَذَع من الضَّأن ينَزُو فَيُلقِح، فلِهذا أُجِيز في الأُضْحِيَّة، ومن المِعْزَى لا يُلقِح حتَّى يَصِيَر ثَنِيًّا. ويقال له عن ذلك مُسِنٌّ ومُسِنَّة. وقيل: الجَذَع من الضَّأن يَجْذَع لثَمانِيَة أَشْهُر. ¬
- قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} (¬1). : أي ثِنْتَينْ ثِنْتَيْن، وثَلاثًا ثلاثًا، وأَربعًا أربعًا، ولَفظُ هَذَا القَبِيل في المُذَكَّر والمُؤَنَّت سَواءٌ. - في الحَدِيثِ: "من أَعْتَقَ أو طَلَّقَ ثم استَثْنَى فله ثُنْيَاه". : أي مَنْ شَرَطَ في ذَلِك شَرطًا أو عَلَّقَه على شَيْءٍ فله ما شَرَط، أو استَثْنَى منه شَيئًا فلَه ذَلِك، مثل أن يَقولَ: طَلَّقْتُها ثَلاثًا إلَّا واحِدةً، أو طَلَّقْتُهن إلَّا فُلَانَةَ، أو أَعتَقْتُهم إلَّا فُلانًا، والله تَعالَى أَعلَم. وقيل: الاسِتثْناء مُشتَقٌّ من الاثْنَيْن، لأَنه إذا تكلَّم بشيء فقد أَفادَ به فائِدةً، فإذا استَثْنى منه أَفادَ فائدةً ثانِيةً. - في الحَدِيث: "مَنْ قَالَ كَذَا عَقِيبَ الصَّلاةِ وهُو ثَانٍ رِجْلَه". : أَيْ (2 كَما هُوَ 2) قَاعِد في التَّشَهُّد (2 لأَن السُّنَّة في التَّشَهُّدِ 2) أن يُثنِي رِجلَه اليُمْنى. - وفي حَدِيث آخَرَ: "مَنْ قَالَ عَقِيبَ الصَّلاةِ كَذَا قبل أن يَثْنِي رِجلَه". وهَذا (¬3) ضِدُّ الأَوَّل في الَّلفْظِ، وفي المَعْنَى مُوافِقٌ له، لأَنَّ مَعْنَاه قَالَه قبل أن يَصرِفَ رِجلَه عن حالتِها التي هي عليها في التَّشَهُّد، فتَوافَق مَعنَى الحَدِيثَين. ¬
- (1 في حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرة: "كان يَثْنِيه عليه أَثناءً من سَعَته". الأَثْناء: جمع ثِنْى وهو ما ثُنِي 1). (2 وفي حَدِيث الصَّلاةِ: "صَلاةُ اللَّيلِ مَثْنَى مَثْنَى". : أي رَكْعَتان رَكْعَتان، بتَشَهُّد وتَسْلِيم، فهي ثُنائِيَّة لا رُبَاعِيّة. ومَثْنَى مَعْدُول عن اثْنَيْن اثْنَيْن. - ومنه حَدِيثُ الحُدَيْبِيَة: "دعوهم يَكُنْ (¬3) لهم بَدْءُ الفُجور وثِنَاه". : أي أَولُه وآخِرُه 2). * * * ¬
ومن باب الثاء مع الواو
ومن باب الثاء مع الواو (ثوب) - في الحَدِيثِ (¬1): "كلابِسِ ثَوبَيْ زُورٍ". الذي يُشكِل من هذا الحَدِيث على أَكثَرِ النَّاس، تَثْنِيَة الثَّوْبِ. فأَمَّا مَعنَى الحَدِيث فقد ذكر في باب الزُّورِ والتَّشَبُّع (¬2) - وإنَّما ثَنَّى الثَوبَ فيما نُرَى؛ لأنَّ العَربَ أَكثرُ ما كانت تَلْبَس عند الجِدَةِ إزاراً ورِداءً، ولهذَا حِينَ سُئِل رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصَّلاةِ في الثَّوب الوَاحِد. قال: "أوَ كُلُّكم يَجِد ثَوبَيْن". وفَسَّره عُمرُ، رضي الله عنه بإزارٍ ورِداءٍ، إزارٍ وقَمِيصٍ، رِداءٍ وتُبَّان في أَشياءَ ذَكَرهَا في كِتابِ البُخارِي، ولا يُرِيد بِذلِك الثَّوْبَيْن يَلبَس أَحدَهما فوقَ الآخَرِ كما جَرَت عادةُ العَجَم بها: (3 وفي الحَدِيث: "رُبَّ ذِي طِمْرَين" 3). ¬
وأخبرنا أبو عَلِيّ الحَدَّادُ، رَحِمه الله، قراءةً، قال: أخبرنا أبو نُعَيم إجازةً، ثنا أبو أَحمَد الغِطْرِيفيّ، ثَنَا ابن شِيرَوَيْه، ثنا إسحاقُ ابنُ رَاهَوَيْة، قال: سأَلت أَبا الغَمْر الأعرابِيَّ عن تَفسِير ذلك - وهو ابنُ ابنَةِ ذى الرُّمَّة فقال: كانت: العَرَبُ إذا اجتمَعَت في المَحافِل كانت لهم جَماعةٌ يَلبَس أَحدُهم ثَوبَيْن حَسَنَيْن فإن احْتاجُوا إلى شِهادَةٍ شُهِد لهم بِزُور. ومعناه: أن يَقول: أَمضَى زُورَه بثَوبَيْه، يَقولُون: ما أَحسنَ ثِيابَه! ما أَحسنَ هَيْئَتَه! فَيُجِيزون شَهادَتَه، فجعل المُتَشَبِّع بما لَمْ يُعطَ مِثلَ ذلك. قُلتُ: وقد قِيلَ: إنه الرّجُلُ يَجْعَل لقَمِيصه كُمَّين: أَحدِهما فَوقَ الآخَر، ليُرِي أنَّه لابِسُ قَمِيصَيْن. وها هُنَا يَكُونُ أَحدُ الثَّوبَين زُوراً، لا يكون ثَوبَى زُورٍ. وقيل اشتِقاق الثَّوبِ من قَولِهم: ثَابَ إذا رَجَع، لأن الغَزْلَ ثاب ثَوباً: أي عَادَ وصَارَ، ويُعَبَّر بالثَّوب عن نَفسِ الإنسان، وعن قَلبِه أَيضا. - (1 في الحَدِيث: "مَنْ لَبِس ثَوبَ شُهرةٍ أَلبسَه اللهُ تَعالى ثَوبَ مَذَلَّة" 1). : أي يَشمَلُه بالمَذَلَّة حتَّى يَضفُو عليه، ويَلتَقِي عليه من جَنَبَاته، كما يَشمَل الثّوبُ بدنَ لابسِه، ويُحَقِّرُه في القُلوبِ ويُصَغِّرُه في العُيون. ¬
- في حديث أَبِي سَعِيد (¬1)، رضي الله عنه: "أنَّه لَمَّا حَضَره المَوتُ دَعَا بثِياب جُدُدٍ فَلَبِسَها. ثم ذَكَر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2): "إنَّ المَيِّتَ يُبعَث في ثِيابِه التي يَمُوت فيها". قال الخَطَّابِي: أَمَّا أَبُو سَعِيد، رضي الله عنه، فقد استعمَل الحَدِيثَ على ظاهِرِه، وقد رُوِي في تَحْسِين (¬3) الكَفَن أَحادِيثُ. وقد تَأَولَه بعضُ العُلماء على خِلافِ ذلك فَقال: مَعْنَى الثِّياب العَمَلُ، كُنِي بها عَنه، يُرِيد أَنّه يُبعَث على ما مَاتَ عليه من عَمَل صالِحٍ أو شَىء والعَرب تَقُولُ: فُلانٌ طاهِرُ الثِّياب، إذا وَصَفُوه بطَهارَة النَّفسِ والبَراءة من العَيْب، ودَنِسُ الثِّياب إذا كان بخِلافِه. واستَدلَّ عليه بقَولِه عليه الصَّلاة والسَّلام: "يُحشَر النَّاسُ حُفاةً عُراةً". وقال بَعضُهم: البَعْث غَيرُ الحَشْر، فقد يَجُوز أن يَكُون البَعثُ مع الثِّيّاب، والحَشْر مع العُرْى والحَفَاء، والله أعلم. وحَدِيثُه الآخر: "إذا وَلى أَحدُكم أَخاه فَلْيُحْسِنْ كَفنَه". وحديثه الآخر: "يَتَزاوَرُون في أَكْفانِهم". والآثارُ والرُّؤْيَا التي وردت فيه تُبطِل تَأوِيلَه، والله تَعالَى أَعلم 1). ¬
(ثور)
(ثور) - في حَدِيثِ عَلِيٍّ - رضيِ الله عنه: (¬1) "أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -. حَرَّم المَدِينَة ما بين عَيْرٍ إلى ثَوْرٍ". قال مُصعَبُ بنُ الزُّبَيْر: لا يُعلَم بالمَدِينة عَيْر ولا ثَوْر، وإنَّما قال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - هذا بالمَدِينة، واللهُ تَعالَى أَعلمُ بمعناه. (2 قلت 2): ثَورٌ أَطْحَل: جَبَل بمَكَّة، فيه غَارُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - الذي باتَ فيه حين هَاجَر. وَعَيْر عَدْوَى أَيضاً: جَبَل بِمَكَّةَ قال الشَّاعِر في ثَوْر: ومُرسَى حِراءٍ والأَباطِحُ كُلُّها ... وحَيثُ الْتَقَت أَعلامُ ثَورٍ ولُوبُها (¬3) وكَلامُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لا يَخْلُو من فَائدةٍ ومَعنًى، وَهُوَ كان عليه الصلاة والسلام - أَعلمُ بجِبال مَكَّة والمَدِينَة ومعالمهما، فإمَّا أَن يَكُونَ أَرادَ به أنَّه حَرَّم من المَدِينةِ قَدرَ ما بَيْنَ عَيْرٍ وثَوْر من مَكَّة، أو يَكُونَ قد شَبَّه جَبَلَين من جِبال المَدِينة بَجَبَلَيْ مَكَّة هذين فحرَّم ما بَيْنَهُما، لأن ثَوَرَ الجَبَل سُمِّي به لاجْتمِاعه وَتَقارُبِ بَعضِه من بَعْض، تَشْبِيها بثَوْر الأَقِطِ، أو لخِصْبِه، أو بثَوْر الوَحْشِ لامتِناعِه. وكذلك عَيْر سُمِّي لِنُتُوِّ وسَطِه ونُشوزِه، والله تعالى أعلم. ¬
(ثول)
وفي رِوايةِ عَبدِ الله بن حُبَيْش، عن عَبدِ اللهِ بن سَلَام قال: "ما بَيْن عَيْر وأُحُد" غير أَنَّ الأولَ أَمتنُ إسنادًا وأَكثَر، (1 وقال أبو نُعَيْم: أَحمدُ بن عبد الله: عَيْر: جَبَلٌ بالمَدِينة 1). - وفي الحَدِيثِ: "جَاءَ رَجلٌ إلى رسَولِ الله - صلى الله عليه وسلم - من أَهلِ نَجدٍ ثَائِرَ الرَّأْس، يَسأَله عن الِإيمان". : أي مُنَتَشِر شَعَر الرَّأس قائِمَه. حَذَف المُضافَ وأقام المُضافَ إليه مُقامه وانْتَصب على الحَالِ. - وفي حَدِيثٍ آخر: "يَقُوم إلى أَخِيه ثَائِرًا فَرِيصَتُه يَضْرِبه": أي قَائِمَها وُمُنتفِخَها غَضَباً، وثَورُ الشَّفَق: مَا ثَار منه. - في حَدِيث عَمْرو بن مَعْدِ يكرِب: (¬2) "أَتانِي خالِدٌ بقَوْسٍ وكَعْبٍ وثَوْر". الكَعْب: القِطْعَة من السَّمْن، والقَوسُ: بَقِيَّة التَّمرْ في أَسفَل الجُلَّة، والثَّورُ: قِطْعة من الأَقِط، وسُمِّي ثَوراً؛ لأَن الشىءَ إذا قُطِع ثَارَ عن المَقْطوع منه وزَالَ. (ثول) - في حَدِيث الحَسَن: "لا بَأسَ ان يُضَحَّى بالثَّولاءِ". قال الأَصمَعِيّ: الثَّوَلُ: دَاءٌ يأخُذُ الغَنَم كالجُنُون يَلتَوِي عُنقُها منه، يُقالُ: تَيسٌ أَثولُ. ¬
(ثوى)
وقال أبو عَمْرو: هو دَاءٌ يأَخُذ المَعِز في ظُهورِها فلا تستَطِيع المَشىَ، ويَأخُذُ في رَأْس المَعِز والضَّأن فيَخِرَّان منه، وقيل: تَستَرخِي أَعضاءُ من يُصِيبه. - في حَدِيثِ ابن جُرَيْج: "سَأَل عَطاء عن مَسِّ ثُولِ الِإبِل. قال: لا يُتَوضَّأ منه". قيل: الثُّول بمَعْنَى الثِّيل، والثِّيلُ لُغَة فيه؛ وهو وِعاءُ قضِيبِ الجَمَل، وقيل: هو قَضِيبُ البَعِير، 1) وبَعِير أَثيَل: عَظِيم الثِّيلِ - وفي مَثَل: "أَخلَفُ من ثِيلِ البَعِير" 1) لأَنه يَبُولُ إلى خَلْف .. (2 في حَدِيثِ ابنِ (¬3) عَوف: "انْثال عليه النَّاسُ". هو مُطاوِع ثَالَه يَثُولُه. وثُلْثُ الوِعَاءَ ثَولًا، وثُلثُه ثَيلًا، إذا صَبَبْتَ ما فِيهِ قال الأَصْمَعِيُّ: الثُّولَة: الجَماعَة، وانْثَالُوا، وتَثَوَّلُوا: اجْتمعُوا. (ثَوَى) - في حَدِيثِ عُمَرَ: "أَصلِحُوا مَثَاوِيَكم". جَمع مَثْوى، وهو المَنْزِل 2). * * * ¬
ومن باب الثاء مع الياء
ومن باب الثاء مع الياء (ثيتل) - في حَدِيثِ إبراهِيم (¬1): "في الثَّيتَل بَقَرةٌ". الثَّيتَل: الذَّكَرُ (¬2) من الأَروَى، ويقال: هو التَّيسُ الجَبَلِيُّ. يعنى إذا صَادَه المُحْرِم يَجِب عليه فيه بَقَرةٌ فِدَاءً. * * * ¬
ومن كتاب الجيم
ومن كِتاب الجِيم من باب الجِيمِ مع الهَمْزة (جأج) - في حَدِيث الحَسَن: "خُلِقَ جُؤْجُؤُ آدمَ من كَثِيبِ ضَرِيَّة". الجُؤْجُؤ: الصَّدر، وقيل: عِظامُ الصَّدر، وأصلُه في الطَّير، والجَمْعُ الجَآجِيء. ومنه حَدِيثُ سَطِيح (¬1): * حتَّى أَتى عَارِي الجَآجِي والقَطَن * وجُؤْجُؤُ السَفِينة: صَدْرُها، وضَرِيَّة: بِئْر أَظنُّها بِناحِية الحِجاز يُنسَب إليها حِمَى ضَرِيَّة، كما أن الوَقْبَى: بِئْر يُنسَب إليها حِمَى الوَقْبَى. وقيل: سُمِّيت بضَرِيَّة بِنتِ رَبِيعَة بنِ نِزار. (جأش) - في حديث بَدْءِ الوَحْى: "ويَسْكُن لذلك جَأْشُه". ¬
(جأى)
الجَأشُ: القَلْبُ، والنَّفْس. ومنه يُقالُ: هو رَابِطُ الجَأْشِ: أي ثَابِتُ الصَّدْرِ. (جأى) - وفي حَدِيثِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوج: "وتَجْأَى (¬1) الأَرضُ من نَتْنِهم حين يَمُوتُون". كذا رُوِي بالهَمْز، ولعَلَّه لُغَة، في قَولِهم: جَوِيَ الماءُ إذا نَتِنَ يَجْوَى، ويكون مَعْنَاه: تُنْتِن الأَرضُ من رِيحِ جِيَفِهم. يقال: مَاءٌ جَوًى وجَوٍ، ومِياهٌ جَوًى أَيضا وجَوِيَّة: أي مُتَغَيِّرة وإن كان محفوظا (2 بهَذا الَّلفْظ 2). فيُمكن أن يكون تُجْأَى على صِيغَة ما لَم يُسَمَّ فَاعِله، من قَولِهم: سَمِعتُ سِرًّا فما جَأَيتُه جَأْياً: أي ما كَتمتُه، ويكون مَعْناه: تَنْكَتِم الأَرضُ ويَسْتَتِر (3 سِرُّها بكَثْرة جِيَفِهم لأنها تغطِّي وَجهَ الأرضِ، ويكون من قَولِهم: أصابَتْهم جَأوةٌ: أي سَنَةٌ شَدِيدَة،: أي لا تُنبِتُ الأَرضُ شيئا مِمَّا وَقَع على 3) وَجهِها من جِيَفِهم، والله أعلم. * * * ¬
ومن باب الجيم مع الباء
ومن باب الجيم مع الباء (جبب) - في حَديثِ أَسماءَ: "نَاولَنِي (¬1) جُبَّةَ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ". الجُبَّة: ثَوبانِ يُطارَقَان ويُجعَل بَينَهما قُطْن، فإن كانت من صُوفٍ جَازَ (¬2) أن يَكُونَ واحِدًا غيرَ مَحْشُوٍّ. - في حَدِيثِ زِنْبَاع: "أَنَّه جَبَّ غُلامًا له". : أي قَطَع ذَكَره، والمَزادَةُ المَجْبُوبة: التي قُطِع رَأْسُها، (3 والجَبُّ: القَطْع 3). - ومنه حَدِيثُ مَأْبورٍ الخَصِيِّ: "الذِي أمَر رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بقَتْلِه لَمَّا اتُّهِم بالزِّنا فإذا هو مَجْبُوب (¬4) ". - ومنه الحَدِيث: "أَنَّهم كانوا يَجُبُّونَ أَسْنِمةَ الِإبِل حَيَّةً". - ومنه حَدِيثُ عَمْرو بنِ العَاص: "إنَّ الإِسلام يَجُبُّ ما قَبلَه" (¬5). يَعنِي يَستَأْصِل ما عُمِل قَبلَه من الكُفْر من السَّيِّئاتِ ويَقْطَعُه. ¬
(جبجب)
(جبجب) - في حَدِيث البَيْعَة: "لَمَّا بايَعَت الأَنصارُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - نَادَى الشَّيطانُ: يَا أصْحابَ الجَباجِبِ". قال سَلَمة: الجَبَاجِب: الجَداجِدُ، وهي المُسْتَوِى من الأَرِض لَيسَ بحَزْن، الوَاحِد جَبْجَب، وهي هَا هُنَا أَسماءُ منازِلَ بمِنًى، قيل سُمِّيت به، لأنَّ كُروشَ الأضاحِي تُلقَى فيها أَيامَ الحَجّ، والجَبْجَبة: الكَرِشُ يُجعَل فيه الّلحم، (1 ويُسَمِّي الخَلْع 1) يُتَزَوَّدُ في الأَسفارِ. - في حَدِيثِ عُروةَ (¬2): "إن ماتَ شىءٌ من الِإبِل فخُذْ جِلدَه فاجعَلْه جَباجِبَ يُنقَلُ فيها". هي جَمْع جُبْجُبَة وهي زَبِيلٌ (¬3)، وقد تُسقَى فيها الِإبلُ. - في الحَدِيثِ: "تَناوَل جَبُوبَةً فَتَفَل فيها". الجَبُوبَة: المَدَرَة (¬4)، والجَمْع جَبُوبٌ، والجَبُوب: الأرضُ الغَلِيظةُ أَيضا. (جبر) - قَولُه تَعالَى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} (¬5). قال الجَبّان: أَصْلُ جَبْرَئِيل كَفْرئِيل ومَعْناه: عَبدُ اللهِ القادِر، وليس بعربي الأَصْل. وقيل: مَعْناه: رَجل الله. ¬
(جبل)
- (1 ومنه حدِيث خَسْفِ جَيْشِ البَيْداء: "فِيهِم المُسْتَبْصِرُ، والمَجْبُور، وابنُ السَّبيل" وهذا من جَبَرت، لا من أَجْبَرْت 1). (جبل) - في حَدِيثِ الدُّعاءِ للخَادِم والمَرأَةِ: "أَسأَلك من خَيرِها وخَيرِ ما جُبِلَتْ عليه". : أي خُلِقَتْ وطُبِعَتْ عليه. - وفي صِفَة عَبدِ اللهِ بنِ مَسْعود: "أنَّه كان رَجُلًا مَجْبُولًا ضَخْماً". المَجْبُول: المُجْتَمِع الخَلْق، وامرأة جَبْلَةٌ ومَجْبُولَة: عَظِيمة الخَلْق. وقيلِ: يُحتَمل أن يريد به مَطْبوعاً: أَى حَسَن الشَّمَائِل معِ كَونِه ضَخماً (¬2)، كأَنَّه جَمَع إلى الضَّخَامة في الجِسْمِ والخَلْق الّلطافَة في الطَّبع والخُلُق، وقَلَّ ما يَجْتَمِعان، كَما قال الشَّافِعى: ما رَأيتُ عاقِلًا سَمِينًا إلَّا رَجُلًا. ¬
(جبه)
(جبه) - في الحديث: "أَنَّه سَأَل اليَهُودَ عن حَدِّ الزَّاني عِندهم، فقالوا: التَّجْبِيَة. فقال: وما التَّجْبِيَة؟ قالوا: أن تُحَمَّم وجوه الزَّانِيَيْن، ويُحمَلَا على بَعِير (¬1)، ويُخالَف بين وُجُوهِهِما". أَصلُ التَّجْبِية. أن يُحملَ اثْنان على دَابَّة، ويُجعَلَ قَفَا أَحدِهما إلى قَفَا الأَخَر، كَذَا ذَكَروه. والقِياسُ: أَن يُقابَل بين وُجُوهِهِما، لأنه مأخوذٌ من الجَبْهَة. وذَكَر صَاحِبُ التَّتِمَّة، أَنّه يُشبِه أن يكون أَصلُه الهَمْز وأَنَّه التَّجْبئة: وهي الرَّدْعُ والزَّجْر. يقال: جَبأْتُه فَجَبأ: أي رَدَعْتُه فارتَدَع والتَّجْبِية أَيضا: أن يُنَكَّسَ رَأسُه، فيُحتَمل أَنَّ مَنْ فُعِل به ذَلِك نَكَّسَ رَأْسَه استِحْياءً، فسُمِّي ذَلِك الفِعْل تَجْبِئَة. ويُحتمل أن يَكُون تَجْبِيهاً من الجَبْه (¬2) (3 وهو الاستِقْبال بالمَكْروه، وأَصلُه: إصابَة الجَبْهَة. يقال: جَبَهْتُه، إِذا أَصبتَ جَبْهَتَه 3) كما يُقالُ: رَأَستُه. (جبا) - في حديث الحُدَيْبِيَة: (¬4) "فَقَعَد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جَبَاهَا" الجَبَا مَقْصُور: ما حَولَ البِئْر، والجَبَا: المَاءُ، والحَوضُ ¬
الذي فيه المَاءُ، والجِبَى بالكَسْر: ما جَمَعْتَ فيه من المَاءِ، والقِياس الفَتْح أَيضا. - في حَدِيثِ جَابِر: "كانت اليَهُودُ تَقولُ: إذا نَكَح الرَّجلُ امرأتَه مُجَبِّيةً جاء الوَلَدُ أَحولَ". التَّجْبِية (¬1): أن يَأْتِيَها من خَلفِها، من قولهم: جَبَّى الرجلُ إذا أَكبَّ على وَجْهِه، وجَبَّى يُجَبِّي إذا رَكَع، أو وَضَع يَدَيْه على رُكْبَتَيه قائِماً أو بَارِكاً. * * * ¬
ومن باب الجيم مع الثاء
ومن باب الجيم مع الثاء (جثم) - في الحَدِيث: (¬1) "تَجثَّمها". يقال: تَجثَّم الطائرُ أُنثَاه: إذا عَلاهَا للسِّفاد. (جثا) - في حديث عَامِر: "رَأَيتُ قُبورَ الشَّهداء جُثاً". الجُثَا: جَمعُ جُثْوة، وهي الحَجَرُ أو التُّراب المَجْمُوعُ. - وفي حَدِيثٍ آخَرَ: "فَإذا لم نَجِد حَجَراً جَمعْنا جُثوةً من تُرابٍ". : أي قِطعة تُجمَع فتكون كَوْمَة، ويقال الجُثْوة. بضَمِّ الجِيمِ وكَسْرها. وفَتْحِها - فجمع الأُولَيَينْ: جُثًا وجِثًا، بضَمِّ الجِيمِ وكَسْرها، وجَمعُ المَفْتُوحة: جَثَوات. - ومنه الحديث: "مَنْ دَعَا دُعَاءَ الجَاهِلِيَّة فهو من جُثَا جَهَنَّم". (2: أي جَماعَاتِها، وجَثَوتُ الِإبلَ والغَنَم، وجَثَيتُها: جَمَعْتُها. ¬
وقيل هو: من جُثِيِّ جَهَنَّم" 2). جَمْع جَاثٍ، فعَلَى هذا يَجُوز بكَسْر الجِيمِ وضَمِّها كالعِصِيّ والعُصِيّ: أي من الذين يَجْثُون في جَهَنَّم. - (1 وفي حدِيثِ إتْيان المَرْأَة في رِوايَة: "مُجَثّاة" بَدَل مُجَبِّيَة. لو صَحَّ نَقلُه، كأنه أَرادَ مُجَثَّاة للرُّكبَة. يقال: جَثَيْتُه وأَجثَيتُه فجَثَا 1). - ومنه حَدِيثُ ابنِ عُمَر رضي الله عَنْهُمَا: (2 "إن النَّاسَ يَصِيرُون يوم القيامة جُثًا، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبع نَبِيَّها" 2). : أي جَماعَة، وتُروَى هذه اللَّفظة: "جُثِيّ" بتَشْدِيد الياء، جمع جَاثٍ، وهو الذي يَجْلِس على رُكْبَتَيْه. * * * ¬
ومن باب الجيم مع الحاء
ومن باب الجيم مع الحاء (جَحجح) - (1 وفي حَدِيثِ الحَسَن، وذَكَر فِتنَةَ ابنِ الأَشعَثِ فقال: "واللهِ إنَّها لَعُقُوبة، فما أَدرِي أَمُسْتَأْصِلة أم مُجَحْجِحَة" 1). : أي كَافَّة. يقال: جَحْجَحْتُ عليه، وحَجْحَجْت، وهو من المَقْلوب. (جحح) - ومنه الحدِيثُ: "أنَّ كلبةً كانت في بنى إسرائِيل مُجِحًّا (¬2)، فعَوَى جِراؤُها في بَطنِها". ويروى: "مُجِحَّة" بالهَاءِ على أَصلِ التَّأْنيث 1). (جحد) - قَولُه تَعالَى: {وجَحَدُوا بِهَا} (¬3). الجَحْد: ضِدُّ الِإقرار، ولا يكون جَحْداً، إلَّا مع [عِلْم] (¬4) الجَاحِد به، بخِلاف الِإنكارِ، وكذلك الجُحُود. والجَحْد: قِلَّةُ الشَّىءِ. (جحدل) - (1 فيه: "قال له رَجلٌ: رأَيتُ في المَنام أَنَّ رَأسي قُطِع وهو يتجَحْدلُ وأنَا أَتبَعُه". هكذا جَاءَ في مُسنَدِ الِإمام أحمَد، والمَعروف في الرِّواية: "يتَدحْرَج"، فإن صَحَّت الرِّواية به، فالذى جَاءَ في اللغة أَنَّ جَحْدَلْتُه بمَعنَى صَرَعْتهُ 1). ¬
(جحف)
(جحف) - في الحديث: "أنَّ عَمَّار (1 بنَ يَاسِر 1) دَخَل على أُمِّ سَلَمَة - وكان أَخاهَا من الرَّضَاعة - فاجتَحَفَ زينبَ ابنَتَها من حِجْرِها". يَعنِي حين أَرادَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، أن يَبْنِي بها. يقال: جَحفْت الكُرةَ من وَجْه الأرضِ واجْتَحَفْتُها (¬2)، استَلبْتُها، والسَّيلُ الجُحافُ (¬3): الذي كان وَقَع، سُمِّي به لأَنَّه أَذهبَ كُلَّ ما مَرَّ به، ومنه الجُحفَة: قَريةٌ بين مَكِّةَ والمَدِينة، وكان اسْمُها "مَهْيَعَة" فجَحَف السَّيلُ بأَهِلها، فَسُمِّيت به. وجَحَف الشىءُ وأَجحفَ: ذَهَب به. (4 وقيل: كانت الجُحْفَة بعد دَارًا لليَهُود 4). (جحم) - في حَديثِ بَعض النِّساء (5): "أنَّه كَانَ لها كَلْب يقال له: مِسْمار فأَخذَه دَاءٌ يقال له: الجُحامُ. فقالت: وارَحْمَتَاه لِمسْمَار" (¬5). الجُحام: دَاءٌ يأخذ الكلبَ في رأْسِه، يُكوَى منه ما بَيْن عَيْنَيْه، وقد يُصِيب الِإنسانَ أَيضاً في عَيْنَيه فيَرِمان والكَلبُ منه مَجْحوم. * * * ¬
ومن باب الجيم مع الدال
ومن باب الجيم مع الدال (جدب) - في حديث: "مَثَل العِلْم من الصَّحِيح، وأَنَّ منها - يَعنِى من الأَرضِ - أَجادِب" (¬1). قال الِإمام إسماعيلُ رحمَه الله: الأَجادِبُ: الأَرضُ الصُّلبَة. وقال في مَوضعٍ آخَرَ: الأَجادِب: أراضٍ لا نباتَ بها، مأخوذ من الجُدُوبة، وهي القَحْط. وقال غَيرُه: مكان جَدْبٌ (¬2) وجَدِبٌ وجَدِيب، وأَرضُون جُدُوبٌ جمع جَدْب. فَعَلَى هذا الأَجادِبُ جَمعٌ (3 وهو من قولهم: جَدَب (¬4): إذا عَاب ومنه الجَدْب أيضا 3). وهذا الّلفظ يُروَى على وُجُوه. ¬
(جدح)
(جدح) - في الحَدِيثِ: "وانْزِل فاجدَحْ لَنَا". الجَدْح: أن يُخاضَ السَّوِيقُ بالمَاءِ ويُحرَّك حتَّى يَسْتَوِي وكذلك الّلبنُ ونَحوهُ، والمَجْدَح: عود مَجُنَّح الرَّأس تُخاضُ به الأَشرِبةُ لتَرِقَّ وتَستَوِي، وهو شِبْه مِلْعَقَة، وربمَّا يكون لِرأْسِ العُود ثَلاثُ شُعَب، وبه سُمِّي ثَلاثة كوَاكِب تُسمَّى المَجْدَح تَسْتَسقِي به العَرَب وقيل: هو الدَّبَران. (جدد) - وفي حَديثِ ابنِ عُمَر: "كان رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا جَدَّ به السَّيرُ جَمَع بَينَ الصَّلاة" (¬1). : أي انَكَمَشَ وأَسرَع يقال: جَدَّ في السَّيْر والأمرِ، يَجُدُّ بضَمِّ الجِيمِ وكَسرِها، وأجدَّ فيه أَيضاً، وَجَدَّ به الأمرُ والسَّيرُ بمعناه، وهو على جِدَّ أَمرٍ: : أي على عَجلَته. - في الحديث: "لا يُضَحَّى بجَدَّاء". الجَدَّاءُ: ما لا لَبَن لها من كُلِّ حَلُوبة، من آفةٍ أَيبَسَت ضَرعَها. وَجدَّت النَّاقة تَجَدُّ جَدَدًا، إذا يَبِستَ أَخلافُها من عَنَتٍ أَصابَها. فهي جَدَّاءُ والجَمعُ الجُدُّ، والجدَّاءُ أَيضا: الصَّغِيرة الثَّديَيْن في النِّساء. - ومنه حَدِيثُ عَليٍّ، رضي الله عنه، في صِفَة المَرأةِ: "إنَّها جَدَّاء". ¬
قال اليَزِيديُّ: هي القَصِيرة الثّدْيَيْن، والجَدَّاء أَيضا: المَفازَةُ اليَابِسَة وكذا السَّنَةَ الجَدَّاء. - في حَدِيثِ أَبِي سُفْيانَ: "جُدَّ ثَدْيَا أُمِّك". : أي قُطِعا، دُعاءٌ عليه. والجَدُّ: القَطْع، والجَدِيدُ: المَقْطُوع. - في حديثِ رُؤْيَا عَبدِ اللهِ بن سَلَام: "وإذا جَوادُّ مَنْهج عن يَمِينيِ" الجَوادُّ: الطُّرُقُ، والمَنْهجُ: الوَاضِح، وجَادَّة الطَّرِيق: سَواؤُه وَوَسَطُه، وقيل: الجَادَّةُ: الطرَّيق الأَعْظَمُ الذي يَجمَع الطُّرقَ ولا بُدَّ من المُرورِ عليه. - في الحديث: " [ما] (¬1) على جَدِيد الأَرضِ". : أي ما على وَجْهِها. - (2 في الحديث: "لا يَأْخذَنَّ أَحدُكم مَتاعَ أَخِيه لاعباً جادًّا". : لا يَأَخذُه على سَبيلِ الهَزْل ثم يَحبِسُه فيَصيرُ ذلك جِدًّا. - في قِصّة (¬3) حُنَيْن: "كَإمرارِ الحَدِيد على الطَّسْت الجَدِيدِ". ¬
(جدر)
الجَدِيد يُوصَف به المُؤنَّث بلا عَلَامَة، وعند الكوفيين بِمَعْنى مَفعُول كقَتِيل وعَقِير، وعند البَصْرِيِّين بمعنى فَاعِل كعَزِيز وذَلِيلِ، ولَكِنَّه قيل في المُؤَنَّث بغَيْرها، كقَولِه تَعالَى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (¬1) 2). (جدر) - في الحَدِيثِ: "أَنَّ رَسَولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال للزُّبَيْر: احْبِس المَاءَ حتَّى يَبلُغَ الجَدْرَ" (¬2). الجَدْر ها هنا المُسَنَّاة (¬3)، وهي للأَرضِين كالجِدَار للدَّار، وقيل: الجَدْر: الجِدار، وقيل: أَصلُ الجِدار. ورواه بَعَضُهم: "حتَّى يبلغ الجُدُر" وهو جَمْع جدارٍ، وبَعضُهم يَرْويِه الجَذْر، بالذَّالِ المُعْجَمَة، يُرِيد مَبلغَ تَمامِ الشُّرْب من جَذْر الحِساب، والجَذْر، بفَتْح الجيمِ وكَسْرِها وبالذَّال المُعْجَمَة: أَصلُ كُلِّ شيء، والمًحْفُوظُ بالدَّال المُهْمَلة (¬4). - في حَديث مَسْرُوق: "أَتينَا عَبْدَ اللهِ في مُجَدَّرِين ومُحَصَّبِين". فالمُجدَّر: الذي به الجُدَرِيّ، وهي بَثَرات تَخرُج في البَدَن، يُقالُ لِصاحِبها: مَجْدُور، فإن بالَغْتَ قُلتَ (¬5): مُجَدَّر ويُقالُ: جَدَرِيّ ¬
(جدع)
أَيضاً بفَتْح الجِيمِ مَنسوبٌ إلى جَدَرِ العِضَاة، وهي كالبَثَرات أو إلى الجَدَرة، وهي وَرَم كالسَّلْعة في الحَلْق وغَيرِه. وإذا ضَممتَ الجِيمَ، يكون من تَغْيِير النَّسَب. (جدع) - في الحَدِيث: "نَهَى أن يُضَحَّى بِجَدْعاء". الجَدْعُ: قَطْع الأَنفِ أو الأُذُنِ أو الشَّفَة، وهو في الأَنفِ أَشهَر. وفي المثل (¬1): "أَنفُك مِنكَ وإن كانَ أَجدَع". والرَّجلُ أَيضا أَجدَع، وجُدِع أَنفُه، ولا يَكادَ يُقالُ: جَدِع، كما لا يُقال: من الأَقطَع. قَطِع ولكن قُطِعَ. وجَدعْتُه جَدْعاً فهو مَجدُوعٌ، والجَدَعَة: مَوضِع القَطْع من العُضو. - ومنه الحَدِيثُ الآخر: "وإن أُمِّر عليكم عَبدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعُ الأَطرافِ" (¬2) فَعَلَى هذا قد يُقالُ: الجَدْعُ في سَائِر الأَعضاء. (جدل) - في الحَدِيث: "كَتَب عُمرُ، رضي الله عنه، في العَبْد إذا غَزَا على جَدِيلَتهِ لا يَنتَفِع مَولَاه بشَىءٍ من خِدْمَتهِ فأسْهِمْ له". قال الأَزهَرِي في التَّهذِيب: الجَدِيلةُ: الحَالَة الأُولَى، يقال: ¬
(جدا)
القَومُ على جَدِيلَةِ أَمرِهِم: أي على حَالِهم الأُولَى، وعلى جَدْلائِهم كَذَلِك، والجَدِيلَةُ: النَّاحِيَة ورَكِبَ جَدِيلَةَ رَأْيِه: أي عَزِيمَته، وما زال على جَدِيلَةٍ واحدة: أي عَلَى طَرِيقَة، وهو على جَدِيَّتِه أَيضا: أي على نَاحِيَتِه. والجَدِيلَة: العَرافَة. يقال: قَطَع بَنُو فلانٍ جَدِيلَتَهم عن بَنِي فلان: إذا عَزلُوا عرافَتهم عنهم. (1 قَولُه تَعالَى: 1) {كُلٌّ يَعْمَل على شَاكِلَتِه} (¬2). قيل: على جَدِيلَتِه؛ وهي الطرَّيقَة والنَّاحيةُ قال شَمِر: ما رأيتُ تَصحِيفاً أَشبَه بِالصَّواب، مِمَّا قَرأ مالِكُ بن سُلَيمان فإنَّه صَحَّف على جَدِيلَتِه فقال: على حَدٍّ يَلِيه (¬3). - في حَديثِ مُعاوِيةَ: "قال لِصَعْصَعَة: ما مَرَّ عليك جَدَّلْتَه". : أي رَميتَه، وشَبَّهه بالصَّائِد الذي يَرمِي كُلَّ ما أَكْثَبهَ (¬4). (جدا) - في حَديثِ أَبِي بَكْر: "أَنَّ خُفافَ بنَ نُدبَة السَّلمِي، ارَتدَّ قَومُه فَثَبَت هو عَلَى الِإسلام وقال شِعْراً قَوافِيه مَحدُودَة مُقَيَّدة وهو (¬5): ¬
لَيْسَ لِشىءٍ غَيرِ تَقْوَى جَدَاء ... وكُلُّ خَلْقٍ عُمْرهُ لِلْفَناءْ إِنَّ أَبَا بَكْر هو الغَيثُ إِذْ ... لم تُرْزِغِ الأَمطارُ بَقْلًا بماءْ المُعْطِيَ الجُرْدَ بِأَرسانِها ... والنَّاعِجاتِ المُسْرعاتِ النَّجَاءْ واللهِ لا يُدرِكُ أَيَّامَه ... ذو طُرَّةٍ نَاشٍ وَلَا ذُو رِدَاءْ مَنْ يَسْعَ كَيْ يُدرِكَ أَيَّامَه ... يَجْتَهِدُ الشَّدَّ بأَرضٍ فَضَاءْ الجَدَاء كالغَنَاء، من قَولِهم: أَجْدى عليه، والِإرزَاغُ: البَلُّ البَلِيغُ. ومنه الرَّزَغَة، وكَذَلك الرَّدْغَة، والمُعْطِيَ: نُصِبَ على المَدْح، والنَّاعِجاتُ: الِإبلُ السِّراع، وقد نَعَجت. وقِيل: الكِرامُ: الحِسانُ الألوانِ من النَّعَج، ويَجْتَهِد الشَّدَّ أي: يَجْتَهِدُه ويَبلُغ أقصَى ما يُمِكن منه، من قَولِهم: اجْتَهدَ رَأْيَه 1). - في حَديثِ زَيدِ بنِ ثَابِت (¬1): "لَيس عِندَ مَرْوَان مَالٌ (¬2) يُجادُونه عليه". يُقالُ: هُوَ من الجَدَا، وهو العَطَاء، وجَدَا عليه ولَهُ يَجْدُو جَدْوًا. والاسْمُ الجَدْوَى، وأَجْدَى أَيضا: أَعطى، والجَداءُ بالمَدِّ: ¬
الغَنَاءُ (¬1) وما يُجدِي عنك كذا: أي ما يُغْنِي: (2 وجَدَا أَيضًا: سَأَل,: أي يُسائِلُونه عليه، وهذا أَولَى 2). - وفي حَديِث مَرْوان (¬3): "أَنَّه رَمَى طَلْحةَ بنَ عُبَيْد الله بسَهْم فَشَكَّ فَخِذَه إلى جَدْيَةِ السَّرج. الجَدْيَة: قطعة من الأَكْسِية تُحشَى، ثم تُربَط على الدَّفَّتَيْن وتحت ظَلِفَات الرَّحْلِ على جَنْبِ البَعِير، والجَمْع جَدْيات، بفَتْح الدَّالِ وسُكونِها، في قول الأَصْمعِي، وجَدًى في قَوِل أَبيِ عُبَيْدَة. * * * ¬
ومن باب الجيم مع الذال
ومن باب الجيم مع الذال (جذب) - قال (¬1) مُحمَّدُ بنُ عِيسَى الأَدِيبُ: رأَيتُ شيخًا من المُحَدِّثِين يُقرأُ عليه: "أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، كان يُحِبُّ الجَذَب". فَقلتُ: ما هَذَا؟ مَال: الجَذَبُ: الجُمَّارُ، يَعنِي شَحْمَ النَّخْل. (جذذ) - في الحديِثِ: "قال يَومَ حُنَيْن: جُذُّوهم جَذًّا": أي استَأْصِلوهم، وأَصلُ الجَذِّ: القَطْع. (جذر) - في حَديثِ ابنِ الزُّبَيْر: "احْبِس الماءَ حتَّى يَبلُغ الجَذْرَ". تَقدَّم ذِكره في الجِيمِ والدَّالِ. - في حَدِيثِ (¬2) عَائشَةَ: "سأَلتُه عن الجَذْر". قاله عَبدُ الغَافِر، قال: هو الشَّاذَرْوَان الفَارِغُ من البِناء حَولَ الكَعْبِة". (جذع) - في الحَدِيثِ (¬3): "ضَحَّينَا مع رَسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بالجَذَع". ¬
الجَذَع من الدَّوابِّ: شَوابُّها، ولِكُلّ واحدٍ من الجُذعانِ حَدّ بحَسَب اخْتِلاف أَنواعِها، فَمِن الِإبل مَالَه خَمسُ سِنِين، ومن الشَّاءِ: ما تَمَّت له سَنَةٌ، وقِيلَ ذلك لِوَلد الضَّأن خَاصَّة، لأنه يَنْزُو فَيُلْقِح، فإِذا كان من المِعْزَى لم يُلْقِح حتّى يَصِيَر ثَنِيًّا. وَولَدُ المِعْزى الذَّكَر أَوَّلُ سنَةٍ جَدْىٌ، والأُنثَى عَناق، فإذا تَمَّت له السَّنَة فالذَّكر تَيْس، والأُنثَى عَنْز، ثم جَذَع في السَّنَة الثانية، ثم ثَنِيٌّ، ثم رَباعٌ. وذكر الخِرَقي عن أَبِيه: أنَّه سأَل بعضَ أَهلِ البادية: كيف تَعرِفون الضّأنَ إذا أَجذَع؟ قالوا: لا تَزالُ الصُّوفَةُ قائِمةً في ظَهْره ما دام حَمَلًا، فإذا نَامت الصُّوفَة على ظَهْرِه عُلِم أنَّه قد أَجذَع. وقيل: الجَذَع: ما تَمَّت له سِتَّة أَشْهُر، ودَخَل في السَّابِع، ومن الِإبل: إذا دخَلَت في الخَامِسَة جَذَعَة، لأنها تَجْذَع: أي تَسقُط سِنُّها، والبَقَر يُسَمَّى جَذَعا إذا خَرَج قَرنُه، وهو الذي دخل في السَّنَة الثانية. وقال الحَرْبِيُّ، عن ابنِ الأعرابِيِّ: الجَذَع إذا كَانَ بَيْن شَابَّيْن يُجذِع لِسِتَّة أشْهُر إلى سبعة، وإذا كان بين هَرِمَين لثَمانِية أَشْهُر، وقال أبو حاتم عن الأَصمعيّ: الجَذَع من المَعِز لِسِتَّةِ أَشهُر، ومن الضَّأن لِثَمانِية [أشهر] (¬1) أو تِسْعَة، وهذا خِلافُ قَولِ العامة. (2 قال سَيِّدُنا حَرَسَه الله 2): واخْتِلاف أَقوالِهم في ذلك ¬
يَدُلُّك على اخْتِلاف الأَحوالَ والطَّبائعِ واعتمادِهم في ذلك على الوجدان، كما ذَكَرنَاه في الثَّنِيّ. - وفي حَديثِ وَرقَةَ بنِ نَوفَل: "يَا لَيْتَنِى فيها جَذَعًا" (¬1). : أي شَابًّا، وإنما انتصَبَ على الحَالِ من الضَّمِير الذي في الظَّرفِ، تَقدِيرُه: يا لَيْتَنِى ثَابِتٌ فيها جَذَعًا، أو حيٌّ (¬2) فيها جَذعا، كما قَالَ تَعالَى: {أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا} (¬3). ومنهمُ من قال: إنما انْتَصب بإضمار كَانَ فيه، فقيل: إنه غَيرُ مُصِيب في هذا القول؛ لأَنَّ كَانَ النَّاقِصةَ لا تُضْمَر. وأمَّا قَولُهم: "إنْ خَيراً فَخَيْر" فإنما جَازَ تَقدِيرُه "بِأَنْ كان خَيراً فخَيْرٌ" لأَنّ لَفظَ إن يقتَضِى الفِعل بكَونِه شَرطًا، وأُنشِدَ لدُريدِ ابن الصِّمَّة: يا لَيْتَنى فيهَا جَذَعْ ... أَخُبُّ فِيهَا وأَضَعْ (¬4) ومن العَربِ مَنْ يُعمِل لَيتَ مَعْمَل ظَنَّ فيقول: لَيتَ زيدًا شاخِصاً، كما تقول: ظنَنتُ زَيدًا شاخِصاً. ¬
(جذم)
(جذم) - في الحَدِيثِ: "لا تُدِيمُوا النَّظَر إلى المَجْذُومِين". - وفي حَديثٍ آخر "أَنَّ وفْدَ ثَقِيف كان فيهم مَجْذُومٌ، فأَرسلَ إليه، ارجِع فقد بايَعْناك" (¬1). قِيلَ: الجُذام: دَاءٌ يَعْتَرِض في الرَّأس يتشَوَّه منه الوَجهُ، وأَصلُ الجَذْم: القَطْع. وقيلَ: سُمِّي جُذاماً لتقَطُّع الأَصابع منه، وقد جُذِم فهو مَجْذوم، وفي المُبالَغة: مُجَذَّم. والأَجْذَم: المَقْطُوع اليَدِ، ويَدٌ جَذماءُ ومَجْذُومَة: بَيِّنه الجَذْم، وأَجذَمه الله تَعالَى فجُذِم. فأَمَّا مَعنَى الحَدِيثِ، فإنَّ الرَّجل إذا أَدامَ النَّظَرَ إلى مِثلِه استَنْكره وحَقَره، ورَأَى لِنَفسِه فَضلاً عليه، أو إذا أَدامَ النَّظرَ إليه اكْتأَب المنَظورُ إليه، ويَقِلّ شُكره، بأَن ابْتَلَاه الله وعَافَى غَيرَه. فَفِي الوَجْه الأَوَّل: كُرِه لِئَلَّا يدخُل على النَّاظِر عُجبٌ وزَهْوٌ. وفي الثَّانِي: لئَلَّا يَحْزَن المَنظْورُ إليه بِرُؤية مَنْ فَضَل عليه، كما كُرِه أن يَسمَع المُبتَلَى الحَمدَ على العافِيَةِ مِمَّا ابتَلاه اللهُ به. وله وَجهٌ ثَالِث؛ وهو أنَّه إنما كَرِهَه لِما يُخافُ على النَّاظِر أن يَصِل إليه من دَائِه كما يَتَّصلُ المَعِينُ الذي رَثَا له. وقد زَعَم الأصمَعِيُّ عن أعرابِيٍّ كان شَدِيدَ العَيْن قال: إذا رَأيتُ شيئاً يُعجِبُني انْفَصَل من عَينِي حَرارةٌ شدِيدة، فَكأَنَّ تِلكَ الحَرارةَ ¬
تَتَّصِل بالمَعِين وتُؤَثِّر فيه. وإنّما قال للثَّقَفِي: ارجِع لِئَلَّا يَنْظُر إليه فيحصُل أَحدُ هذه المَعانِي الثَّلاثَة، أو لِئَلَّا يَحدُث بأَحَدهم هَذَا الدَّاءُ فَيُظَنَّ أَنَّه أَعداه. - وفي حديثٍ آخر: "أَنَّه أَخَذَ بيَد مَجْذُومٍ فوَضَعها مع يَدِه في القَصْعَة. فَقال: كُلْ ثِقةً باللهِ وتَوَكَّلًا عليه". وإنّما فَعَل ذلك ليُعلِم النَّاسَ أن شَيئاً من ذَلِك لا يَكُون إلَّا بتَقْدِير اللهِ عز وجَلّ، وأَمَر (¬1) بالأَوَّل لِئَلَّا يَأْثَم (¬2) فيه النَّاسُ، لأَنَّ يَقِيِنَهم يَقصُر عن يَقِينِه. - في الحَدِيث: "كُلُّ خُطبَةٍ لَيْست فيها شَهادَةٌ فهي كاليَدِ الجَذْماء". : أي المَقْطُوعَة، والجَذْم: سُرعَةُ القَطْعِ. - في حَدِيثِ حَاطِب: "لم يَكُن رَجُلٌ من قُريْشٍ إلَّا وَلَهُ جِذْم" (¬3). الجِذْمُ: الأَصلُ، والجَمْع أَجذَامٌ، يرُيِد به الأَهلَ والعَشِيرة. - في الحديثِ: "أَنَّه أُتِي بتَمرٍ من تَمْر اليَمَامَةِ، فقال: ما هَذَا؟ فَقِيل: الجُذَامِيّ، قال: اللَّهُمَّ بَارِك في الجُذَامِيّ". قِيلَ: الجُذَامِيُّ: نَوعٌ من تَمْرِ اليَمامة أَحمرُ اللَّون. ¬
(جذا)
- في حَدِيثِ (¬1) زَيدِ بنِ ثَابِت: "أنَّه كَتَب إلى مُعاوِيَة: إنّ أَهلَ المَدِينة طَالَ عليهم الجَذْمُ والجَدْب". : أي انْقِطاع المِيرة عنهم. (جذا) - في حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس رضي الله عنهما: "فجَذَا على رُكْبَتَيْه" (¬2). [أي جَثَا] (¬3). يقال: جَذَا وأَجذَى إذا رَسَخ وثَبَت، وجَذَا يَجْذُو مثل جَثَا يَجْثُو، إلّا أن جَذَا أَدلُّ على الَّلزومِ، والتَّجاذِي: تَجاثِي القَوْمِ للرُّكب عند الخُصومة والفَخار (¬4)، وجَذَوتُ على أَطرافِ أَصابِعى: أي قُمتُ. وهو من قَولِه: "مَثَل المُنافِق مِثْل الأَرْزة (¬5) المُجْذِيَة" : أي الرَّاسِخَة الثَّابِتَة. * * * ¬
باب الجيم مع الراء
باب الجيم مع الراء (جرد) - في الحديث (¬1): "لَقد سُرَّ تَحتَ سَرحَةٍ سَبْعُون نَبِيًّا لا تُسرف ولا تُعبَلُ (¬2) ولا تُجْرَد". : أي لا تُصِيبُها آفةٌ تَهلِك ثَمرَها، ولا وَرقَها، وجُرِدَت الأَرضُ، فهي مَجْرُودة: أَكلَها الجَرادُ، وإنما سُمِّي الجَرادُ جَرادًا، لأَنّه يَجرُد الأَرضَ بالأَكل: أي يَقْشِر، وكُلُّ شىءٍ قَشرتَه فقد جَردْتَه، والمَقْشُورُ: مَجْرُودٌ، والجَردَ من الأرض: فَضاءٌ (¬3) لا نبَتَ فيه: (4 وأَرضٌ جَردَاء، ومكان أَجردُ، وقد جَردَت الأَرضُ، وجَردَها القَحْطُ 4). - في الحَدِيث: "أَهلُ الجَنَّة جُردٌ مُرْدٌ". الأَجردُ من النَّاس: الذي لا شَعَر على جَسَدِه، ومن الخَيْلِ والدَّوابِّ: القَصِيرُ الشَّعَر. ¬
- في حَدِيثِ الحَجَّاج: "أنَّه قَالَ لأَنَس، رَضِى الله عنه: لأُجَرِّدَنَّك كما يُجَرَّد الضَّبُّ. : أي لأَسلُخَنَّك سَلْخ الضَّبِّ، لأنَّ الضَّبَّ إذا شُوِي جُرِّد من جِلدِه. ورُوِي: "لأُجَرِّدَنَّك". والجَرْدُ: أَخذُكَ الشَّيء عن الشَّيء جَرْفاً (¬1) وعَسْفًا، ومنه سُمِّيَ الجَارُود (¬2)، كَأنَّه يهَلِك النَّاسَ ويَجْرُدُهم. والمُجردُ: الذي ذَهَب مَالُه. - في حَديثِ أبِي بَكْر، رضي الله عنه: "لَيسَ عِندنَا من مَالِ المُسلِمين إلَّا جَردُ هَذِه القَطِيفَة". : أي التي انْجَرَد خَمْلُها وخلَقَ (¬3)، يقال: ثَوبٌ جَرْد ومُنْجرد: أي خَلَق. - ومنه: "أَخرجَ إلينا أَنسٌ، رضي الله عنه، نَعْلَيْن جَرْدَاوَيْن، فقال: هَاتَان نَعْلَا رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ". : أي (¬4) خَلَقَيْن. - ومنه حَدِيثُ عَائِشةَ، رضي الله عنها (¬5): "قالت لها امرأَةٌ: ¬
رأَيتُ أُمِّي في المَنامِ، وفي يَدِها شَحْمَة، وعلى فَرجِها جُرَيْدة كانت تَصدَّقَت بِهِما". جُرَيْدَة: تَصْغِير جَرْدَة؛ وهي الخِرقَةُ البَالِيَة. - في الحَدِيثِ (¬1): "فرمَيتُه على جُرَيْداءِ مَتْنِه". جُرَيْدَاء المَتْن: وَسَطُه؛ وهو مَوْضِع القَفَا المُتَجَرِّد عن الَّلحْم، تَصغِير الجَرْدَاءِ. ويُقال أَيضًا: رُمِي على جَردِه وأَجرَدِه: أي على ظَهْرِه. - من قِصَّة أَبِي رِغَالٍ (¬2): "فغَنَّته الجَرَادَتَان". : هما قَيْنَتَان مُغَنِّيتَان مَشْهُورَتان بحُسْنِ الصَّوتِ والغِناء، كانَتَا (¬3) في العَرَب في قَدِيمِ الدَّهْرِ. ¬
(جرذ)
(جرذ) - في حَديثٍ: "وإن أَكَلَها الجُرْذَان". الجُرْذَان: جمع الجُرَذ، وهو الفَأْر، وقيل: هو الذَّكَر منه، وأَرض جَرِذَة: كَثِيرةُ الجُرذَان "وأُمّ جُرْذَان" (¬1): نَوعٌ من التَّمر الكِبَار، وهو الّذِي يُسَمَّى بالكُوفَةِ المُوشَان (¬2) - يَعنى الفَأر بالفَارِسِيَّة. (جرر) - في حدِيثِ عَبدِ الله، رَضِي الله عنه: "طَعَنتُ مُسَيْلِمَة، وَمشَى في الرُّمحِ، فَنادَاني رَجُل: أَنِ اجْرِرْه الرُّمحَ، فلم أَفهَم، فنَادَانَي: أَلقِ الرُّمحَ من يَدِك" (¬3). : أي اطعَنْه بالرُّمح واترُكهْ فيه. - وفي بَعض الحديث: "أَجِرَّ لي سَرَاوِيلِي" (¬4). قال الأَزْهَرِيّ: هو من أَجرَرْتُه رَسَنَه: أي دَع السَّراوِيلَ عليَّ أَجُرّه مَعِي. يقال: أَجررتُ النَّاقةَ، أَي أَلقيتُ جرِيرَها تَجُرُّه، والجَرِير: حَبْلٌ من أَدَم نَحْو الزِّمام. ¬
- وقيل (¬1): "إن الصَّحابَةَ نازَعوا جريرَ (¬2) بنَ عبدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهم زِمامَه، فقال رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: خَلُّوا بَينَ جَرِيرٍ والجَرِير". : أي دَعُوا له زِمامَه، وأَجْررْتُه رَسَنَه: أي تَركتُه وما يُرِيد، وأَجررتُه الرمحَ: أي طَعَنتُه به فمَشَى وهو يَجُرُّه، قال الشاعِرُ (¬3): * ونُجِرُّ في الهَيْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي * - في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، "المَجَرَّة بَابُ السَّماء". المَجَرَّة: هي البَيَاضُ المُعْتَرِض في السَّماء بين النَّسْرَيْن. وقِيلَ: أُخِذَت من مَجَرِّ الطرِيق، كأنها طريقةٌ ممدودةٌ، وتُسمَّى شَرْجَ السَّماء، والمَجَرَّة أَيضا: المُسَنَّاةُ. - في حَديثِ بَعضِ التَّابِعِين (¬4): "أَنَّه سُئِلَ عن أَكِلِ الجِرِّيّ". والجِرِّيَّة: سَمَكة تُشبِه الحَيَّة يُسَمِّيها الفُصحاءُ: الجِرِّيثَ والجُرْجُورَ أَيضا. ¬
(جرس)
ويُسَمَّى بالفَارِسيةِ "مَارْمَاهِى" (¬1). مُختَلَفٌ في أَكلِه، وأَهلُ السُّنَّة من الكُوفيِّين يَشتَرِطون أَكلَه في السَّنَة. - (2 والحَدِيث الآخر: "أنَّه قال له نُقادة الأَسَدِيّ: إِنّى رجل مُغْفِلٌ فأَيْن أَسِمُ؟ قال: في مَوضِع الجَرِيرِ من السَّالِفَةِ" (¬3). : أَيْ في مُقَدَّم صَفْحَة العُنُق، والمُغْفِل: الذي لا وَسْم على إِبلِه. والحدَيِث الآخر: "أَنَّ رجُلًا كان يَجُرُّ الجَرِيرَ فأَصاب صَاعَيْن من تَمْر فتَصَدَّقَ بأَحدِهما (4 فَلَمزَه المنافقون 4) ". يُرِيد أَنَّه كان يَستَقِي المَاءَ بالحَبْل 2). (جرس) - في حَدِيثِ سَعِيد بنِ جُبَيْر في صِفَةِ الصَّلْصَالِ قال: أَرضٌ خِصْبَةٌ جَرِسَة خَشِنَة. الجَرِسَة: التي تُصَوِّتُ إذا قُلِبَت وحُرِّكَت. - وفي حَدِيث: "فأَقبَل القَومُ يَدِبُّون ويُخْفُون الجَرْسَ". الجَرْس: بفَتْح الجيم وكسْرِها: الصَّوتُ الخَفِيُّ، يقال: أَجرَس الطائِرُ والسَّبُع والحُلِيّ: إذا سُمِعَت أَصواتُها، وجَرسَ (¬5) الطائِرُ أَيضا: صَوَّتَ. ¬
قال الشَّاعِرُ (¬1): تَسْمَعُ للحَلْيِ إِذَا ما وَسْوَسَا ... وارْتَجَّ في أَجْيَادِهَا وأَجْرَسَا - رُوِي عن الأَصْمَعِي قال: كنت في مَجْلِس شُعبَةَ، فرَوَى حَدِيثًا فيه: "ويَسْمَعُون جَرْشَ طَيْر الجَنَّة". يَعِنى بالشِّين المُعْجَمَة، فقلت: "جَرْسَ". فنَظَر إليّ، وقال: خُذوهَا عنه، فإنَّه أَعلَم بِهَذا مِنَّا، وهذا اسْمٌ من أَجْرَس الطائِرُ. - وفي الحَدِيث: "لا تَصْحَبُ المَلَائِكةُ رُفْقةً فيها جَرَسٌ". الجَرَس: الصَّوتُ المُحْتَقَن كصَوْتِ الجُلْجُل يَخرُج من جَوفِه، وهو الذي يُعلَّق على الجِمالِ وغَيرِها، والجَمْع: الأَجْراس. وفي كَراهِيَته والنَّهْى عنه أَحَادِيثُ، وإنما كُرِه، فيما أَرَى، لأَنَّه يَدُلُّ على أَصحابِه بصَوتِه. وكان عليه الصَّلاة والسَّلام، يُحِبُّ أن لا يَعلمَ العَدوُّ به حتَّى يأْتِيَهم فَجأةً. - في حَدِيث عُمَر، قال له طَلْحَةُ، رَضِي الله عَنْهما: "قد جَرَّسَتْك الدُّهور" (¬2). ¬
(جرش)
قال الأصمعى: أي أَحكَمَتْك وحَنَّكَتك، ورجل مُجَرَّس: أي مُحَكَّك. والجَرْسُ: الدَّهْر، وقيل بالشِّين "جرش". (جرش) - في حَدِيثِ أبِي هُرَيْرة، رضي الله عنه: "لو رَأيتُ الوُعولَ تَجْرِشُ ما بَيْن لَابَتَيْهَا - يعنى المَدِينَةَ - ما هِجْتُهَا" (¬1). : [أي تَرعَى] (¬2) وتَقْضِم، والجَرشُ: صَوتٌ يَحصُل من أَكْلِ الشَّيءِ الخَشنِ، والجَرشُ: الحَكُّ أَيضًا. ويُحتَمَل أن يَكُونَ أَرادَ هذا المَعْنَى فتكون الرِّواية "تَجَرَّشُ": أي تَحَكَّك. (جرع) - في حَدِيثِ الحَسَن بن على، رضي الله عنهما: وقِيلَ له في يوم حَارٍّ: تَجَرَّع. فقال: إنَّما يَتجَرَّع أَهلُ النَّار". الجَرْعُ والتَّجَرُّع: شُربٌ في عَجَلَة. يقال منه: جَرِعَ وجَرَع مَعًا، وأَشارَ بله إلى قَولِ الله تعالى: {يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ ¬
(جرم)
يُسِيغُهُ} (¬1) ويقال: هو الشُّربُ قَلِيلًا قَلِيلًا. - في قِصَّةِ العَبَّاس بنِ مِردَاس، رضي الله عنه: * وكَرِّي على المُهْر بالأَجْرَعِ * (¬2) الأَجْرعُ: المَكانُ الوَاسِع الذي فيه حُزونَة، فإن كان صَغِيراً فهو: جَرَعٌ وجَرَعة، مَنْ أَنّث أراد البُقعةَ، ومن ذَكَّر أراد المكانَ. وقال ابنُ السِّكِّيت: هو ما لا يُنبِت شيئاً، والصَّحيحِ الأَولُ، وأرض جَرعاءُ: ذَاتُ حُزونَة. (جرم) - في الحَدِيث: "لا تَذهَبُ مِائَةُ سَنةٍ وعلى الأَرضِ عَينٌ تَطرِف، يُرِيدُ بذلك تَجَرُّمَ ذلك القَرْن". : أي تَصَرُّمَه وانْقِراضَه، والجَرْمُ: القَطْع، والجِرامُ: صِرامُ النَّخل ويُروَى "تَخَرّم (¬3) " بالخَاء المُعجَمة. (جرمز) - ومن رُبَاعِيِّه في حَدِيثِ الحَسَنِ (¬4): "أَقبلتُ ¬
(جرن)
مُجرَمِّزا حتَّى اقْعَنْبَيْتُ بين يَدَيْه" المُجْرمِّز: المُنقَبِض المُتَجَمِّع، وقد يَظْهر فيقُال: اجَرنْمَزَ فهو مُجْرَنْمِزٌ، وضَمَّ جَرامِيزَه إليه: أي أخذَ أُهبتَه، وقيل: قَوائمَه وجَماعَته وما انتَشَر من لِباسِه وثِيابِه، وتَجَرمَزَ الّليلُ: ذَهَب. (جرن) - في حَدِيثِ المُحَاقَلَةِ (¬1): "كانوا يَشْتَرِطُون قُمامةَ الجُرُن". الجُرنُ: جمع جَرين وهو البَيْدر، وهذا للبُرِّ كالمِسْطَح للتَّمر، ويُجمَع أَيضًا على جَرَنَة وأَجْرِنة وجَرَائِن وجُرْن، ولعَلَّ اشتِقاقَه من جَرِينِ الرَّحَى، وهو ما دَقَّتْه وطَحَنَتْه. وسوط مُجَرَّن: مُلَيَّن، وجَرنَ الثَّوبُ، والشَّيءُ: خَلُق وَلَان، والجَرْنُ السَّحْقُ. - وفي حَدِيثٍ آخر (¬2): "لا قَطْع في ثَمَرٍ حتَّى يُؤْوِيَه الجَرِينُ". وفي رواية: "حتَّى يَأْوِيَه الجَرِين". يقال: أَواه بمَعْنى آواه. كما جَاء في حَديثٍ آخر: "لا يَأْوِي الضَّالَّة إلّا ضَالٌّ.": أَى لا يُؤوِي. - وفي حديث أُبيٍّ، رضي الله عنه، مع الغُولِ: "أنَّه كان له جُرْنٌ من تَمْر". وأَهلُ الشَّام يُسَمُّونه "الأَنْدَر" قال الغَنَوِيّ: جَرِينُ الطَّعام ما كان فيه من مَدَر وعِيدَان، وهي لُغَةُ أَهلِ البَصْرِة. * * * ¬
ومن باب الجيم مع الزاي
ومن باب الجيم مع الزاي (جزأ) - في الحَدِيثِ: "لَيسَ شَىءٌ يُجزِيء من الطَّعام والشَّرابِ إلَّا اللَّبَنَ". : أي لَيْس يَكفِي. يقال: ما يُجزِئُني هذا: أي ما يَكْفِيني. ويقال: الَّلحمُ السَّمِين أَجزأُ من المَهزُول، وجَزَأَ البَعِيرُ يَجْزَأُ جَزْءًا إذا اكتفى بالبَقْل عن شُربِ المَاء، وأَجزأَ القَومُ: جَزَأت إِبلُهم عن الماءِ. - في الحَدِيثِ "أُتِي بِقنِاع جُزْء" (¬1). زَعَم الرَّاوِي: أَنَّه الرُّطَبِ عند أَهلِ المَدِينة، فإن كان صَحِيحاً فكأنهم سَمَّوه بذَلِك لاجْتِزائِهم به عن الطَّعام. كتَسْمِيَتِهم الكَلأَ (¬2) جُزْءًا. والمَحفُوظُ "بقِناع جِرْو" بالرَّاءِ المُهْمَلَة. وهو في كَلاِم أَهلِ الحِجاز القِثَّاءُ الصِّغار، والقِناعُ: الطَّبَق. ¬
(جزر)
(جزر) - في حَدِيثِ جَابِرٍ، رضي الله عنه: "ما جَزَر عنه البَحْر فَكُل". قال الأَخَفَشُ: جَزَر الماءُ يَجزُر جَزْراً: إذا ذَهَب. : أي ما انكَشَف عنه المَاءُ من دَوابِّ الماء، فَمَاتَ بفُقْدانِ الماءِ، وسُمِّيت الجَزِيرة جَزِيرةً لانحِسار المَاءِ عن مَوضِعها، بعد أن كان يَجرِي عليه. وقيل: الجَزْر: القَطْع، ومنه سُمِّيت الجَزِيرة، لأنها قِطعَة منه، أو لأَنَّ الماءَ جَزَر عنه: أي انْقَطَع، وجَزِيرةُ العَرَب سُمِّيت بِه، لأَنَّه قد جَزَرَت عنها المِياهُ التي حَوالَيها كبَحْر البَصْرةَ، وعُمَان، وعَدَن، والفُرات. وقيل: لأَنّ حوالَيْها بَحْرَ الحَبَش، وبَحْرَ فَارِس، ودَجلَة، والفُراتَ. ودَجْلَةُ وكُوَرُها إلى جَنْب الشام تُسمَّى جَزِيرة. وقال الخَلِيل: جَزِيرة العَرِب: مَعدِنُها ومَسكَنُها. وقال الأَصمَعِيّ: هي إلى أَقصَى عَدَن (¬1) أَبْيَنَ، إلى موضع أَطْرافِ اليَمَن حتَّى تَبلُغَ أَطرافَ بَوادِي الشَّام. (جزز) - في حديث حَمَّاد: "وإن دَخَل حَلقَكَ جِزَّةٌ فلا يَضُرُّك". يَعنِي في الصَّوم. والجِزّة: ما يُجزُّ من الشَّعَر. قال اللَّيثُ: الجِزَزُ جمع جِزَّة، وهو الصّوف الذي لم يُستَعْمل بعد ما جُزَّ. ¬
(جزع)
ويقال: للرجل الضَّخْم الِّلحية: كأنه عاضٌّ على جزَّة: أي على صُوفِ شَاةٍ. - ومنه حَدِيثُ قَتادَة (¬1): "ويُصِيبُ من جِزَزِها". يقال: صُوفٌ جَزَزٌ. (جزع) - في حَدِيثِ عائشةَ، رضي الله عنها: "انقَطع عِقدٌ لها من جَزْع ظَفارِ". الجَزْع: الخَرَزُ، الوَاحِدة جَزْعة، وظَفَارِ مَبْنِيًّا: جَبَل (¬2) باليَمَن، ينُسَب الجَزْع إليه. وقيل: هي خَرزٌ مُلونَّ، والجِزْع، بَكَسْر الجِيم فيه، لُغَيَّة (¬3). وفي كِتابِ النَّوادر لأبي عُمَر: جَزعَة بالفَتْح. - ومنه حَدِيثُ أبِي هُرَيرة، رضي الله عنه: "أنَّه كان يُسَبِّح بالنَّوَى المُجَزَّع" (¬4). : أي الَّذِي حُكَّ بَعضُه حتَّى ابيَضَّ المَوضِعُ المَحكوكُ منه، وبَقِي البَاقِي على لَونِه، وكُلُّ أَبيضَ (¬5) مع أسودَ مُجَزَّع، مأَخُوذٌ من ¬
(جزى)
الجَزْع، ومنه: رُطَب مُجَزَّع، وبكَسْر الزَّايِ أَيضاً، وبُسرٌ كَذَلِك إذا أَرطبَ بَعضُه. - في حَديثِ المِقْداد، رضي الله عنه: "أَتانِي الشَّيطانُ فقال: إنّ مُحمَّدا - صلى الله عليه وسلم -، يَأْتِي الأَنصارَ فيُتْحِفُونه، ما به حَاجَةٌ إلى هذه الجُزَيعْة". هي تَصْغِير جِزْعَة، وهي القَلِيلُ من الَّلبَن، وجَزَّعُ الِإناءُ تَجْزِيعاً، إذا لم يَكُن فيه إلَّا جِزْعَة، وذَلِك أَقلُّ من نِصْفِه (¬1)، وأَجزَعتُ جِزعَةً: أبقَيتُ بَقِيَّة. (جزى) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ} (¬2). الجِزْية عن يَدٍ: هي الخَراجُ المَجْعُول على رَأْس الذِّمِّي، سُمِّيَت به، لأنَّها قَضاءٌ منهم لِمَا عَلَيهم، مَأْخُوذَةٌ من الجَزَاء (¬3)، وهو بَذْلُ الشَّيء، والمُسْتَحِقّ على فِعْله. * * * ¬
ومن باب الجيم مع السين
ومن باب الجيم مع السين (جسد) - في حديث أبي ذَرٍّ، رضي الله عنه: "أَنَّ امرأَتَه ليس عليها أَثَرُ المَجَاسِد" (¬1). هي جَمْع مُجْسَد، بضَمِّ المِيمِ، وهو [الثَّوبُ] (¬2) المَصبوغُ المُشبَع بالجِسَاد، وهو الزَّعفَران، والعُصْفر أيضا. والمِجْسَد، بكَسْر المِيمِ،: الثَّوبُ الذي يَلِى الجَسَدَ. (جسس) - في حَديثٍ تَمِيمٍ (¬3)، رَضى الله عنه، قالت: "أَنَا الجَسَّاسَة" إنما سُمِّيت به، لأنها تَتَجسَّس الأَخبَار للدَّجَّال. * * * ¬
ومن باب الجيم مع الشين
ومن باب الجيم مع الشين (جشأ) - في حديث الحَسَن: "جَشَأَتِ الرُّومُ على عَهْد عُمَر رَضِى الله عنه". : أي أَقبلَت، يعنى أَقَبلَ أَهلُها، والجَشأَةُ: جَماعةٌ يُقبِلون مَعاً. وقال سَلَمَة: جَشَأت الأرضُ: [ظَهَر] (¬1) ثَرَاها من الرِّيّ، وذلك عند غُروبِ الشَّمس، أو من الَّليل، وجَشأ عليه من النَّاسِ والنَّعَم، إذا طَلَع عليه. وقال غَيرُه: جشَأ الرجلُ: نَهضَ من أرضٍ إلى أرضٍ، وجَشَأ القَومُ من بَلَدٍ إلى بَلَد: خَرجُوا، وجَشَأُ البَحرِ: ارْتفاعُه ومَوجُه، وجَشَأت نَفسُه: نَهضَت من حُزنٍ أو فَزَعٍ، وأَظُنُّ الجُشاءَ منه (¬2). وهو في حدِيث: "أَنَّ رَجُلًا تَجَشَّأَ عِنَد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقالَ: كُفَّ عَنَّا جُشَاءَك" (¬3). والجُشْأَة: تَنَفُّس المَعِدَة عند الامْتِلاء، وكذلك الجُشَاء إذا جَعلتَه من جِنْس الأَدواءِ. ¬
(جشب)
(جشب) - في حَدِيثِ عُمَر، رَضِي اللهُ عنه: "كان يَأْتِينا بطَعامٍ جَشِبٍ" (¬1). الجَشِبُ: غَيرُ المَأْدُوم. وقيل: هو الغَلِيظُ الخَشِن، وكُلُّ بَشِعِ الطَّعْم جَشِبٌ، وهو جَشِب (¬2) المَآكِل، وجَشُب جُشوبَةً فهو جَشِيب (¬3). (جشر) - في حَدِيثِ أبي الدَّرْدَاءِ، رضي الله عنه: "مَنْ تَرَك القُرآنَ شَهْرَين لم يَقْرأه فقد جَشَره". : أي تَباعَد عنه، وجَشَر الصُّبحُ جُشوراً: انْفَلقَ (¬4) وانَكَشَف عنه الظَّلام، وأَصبَحَ القَومُ جَشَراً، إذا بَاتُوا مكانَهم لم يَرجِعُوا إلى بُيوتِهم، وجَشّرتُ (¬5) فُلانًا: تَركْته، وجَشَّر عن أَهلِه: غاب جُشْرةً، والجَشَر والجَشِير (¬6): العَزَبُ، وكُلُّ ذَلِك من البُعْد. (جشس) - (7 في الحَديث: "سَمِعتُ تَكِبيرةَ رَجُلٍ أَجشِّ الصَّوت". : أي في صَوتِه جُشَّة؛ وهي صَوتٌ شَدِيدٌ غَلِيظٌ فيه غُنَّة 7). * * * ¬
ومن باب الجيم مع العين
ومن باب الجيم مع العين (جعثل) - في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "سِتَّة لا يَدخُلونُ الجَنَّة، منهم الجَعْثَلُ" (¬1). قيل هو مَقْلُوب، وإنَّما هو الجَثْعَل، وهو العَظِيمُ البَطْن، كَأَنّه بمَعْنَى الجَوَّاظ الذي في الحَدِيثِ الآخر. (جعثن) - في الحَدِيثِ (¬2): "ويَبِس الجِعْثِن". الجِعْثِن: أَصلُ النَّبات. وقِيلَ: هو أَصلُ الصِّلِّيان، قال الطِّرِمَّاح: يَذكُر [أثرا] (¬3) * كوَطْأَة (¬4) ظَبْى القُفِّ بين الجَعاثِنِ * ¬
(جعر)
وقد شَرحتُه من حدِيث خُزَيمَة من الطِّوالاتِ مُستَوفًى. (جعر) - في الحَديثِ أنَّ العَبَّاسَ، رضي الله عنه: "وسَمَ الجَاعِرَتَيْن" (¬1). الجاعِرَتَان: لَحْمَتان تَكْتَنِفَان أَصلَ الذَّنَب، وهما من الِإنسان في موضع رَقْمَتَى الحِمار من مُؤخَّرِه. - في حديث عَمْرِو بنِ دينار: "كانوا يَقُولُون في الجَاهِليَّة: دَعُوا الصَّرُورَة (¬2) بَجَهْلهِ، وإن رَمَى بِجَعْرِه في رَحْلِه". الجَعْر: ما يَبِس من الثُّفْل في الدُّبُر، أو خَرجَ يابِساً. - ومنه حَدِيثُ عُمرَ، رضي الله عنه: "إنِّي مِجْعارُ البَطْن". : أي يَابِسُ الطَّبِيعَة، ومن ذلك يُسَمَّى الضَّبُع "جَعارِ"، وأمّ (¬3) جَعْور، وكُلّ سَبُع يَجْعَر، وقد جَعَر وانْجَعَر: إذا وَضَعَه. - في الحَدِيث: "أنَّه نَزلَ الجِعِرَّانَة". وهو مِيقاتٌ لِإحرامِ الحَاجِّ، وقد تُسكَّن عَينُه وتُخفَّف رَاؤُه. ¬
(جعف)
(جعف) - في الحَدِيث: "مَرَّ بمُصْعَب (¬1) بنِ عُمَير وهو مُنْجَعِفٌ". : أي مَصْروع، والجَعْف: شِدَّة الصَّرْع، وجَعفتُه، وأَجْعَفته (¬2): قَلَعْتُه فانْجَعَف، وقد يُقلَب، فيُقال: جَفَعْتُه، قال جَرِير (¬3): * .. وضَيف بَنِى عِقال يُجْفَع * (¬4) : أي يُصْرَع من الجُوعِ. * * * ¬
ومن باب الجيم مع الفاء
ومن باب الجيم مع الفاء (جفر) - في حَديثِ المُغِيرةِ، رضي الله عنه، في صِفَة النِّساءِ: "إِيَّاكَ وكُلَّ مُجْفِرَةٍ" (¬1). يقال: رجل مُجْفِرٌ، وامرأةٌ مُجفِرةٌ: مُتَغَيِّرةُ رِيحِ الجَسَد، والفِعْل منه أَجفَر. - في حَدِيثِ طَلحَة، رضِي الله عنه، وما أَصابَه يوم أُحُد، قال أبو بكر، رضي الله عنه: "فوَجَدْنَاه في بَعْض تلك الجِفَار". الجُفْرة: كالحُفْرةِ في الأرضِ، والجَفْر: البِئْر التي لم تُطْوَ. والجِفَار: مَوضِعٌ خَاصٌّ بنَجْد. (جفف) - وفي حديثِ ابنِ عباس، رضي الله عنهما: "لا نَفَل حتَّى تُقْسَم جُفَّةً" (¬2) ويروى: "جُفَّه" (¬3). فَمَن قال: جُفَّه بالِإضافة: أي عَلَى جُفِّه، والجُفُّ والجُفَّةُ: ¬
(جفل)
الجَماعَة الكَثِيرة من النَّاسِ: أي لا نَفَل حتَّى يُقَسَّم على جَماعَةِ الجَيْش أولا. - ومنه الحديث: "الجَفاءُ في هَذَين الجُفَّيْن: رَبيعَة ومُضَرَ". : أي القَبِيلَتَين والجَماعَتَين. ومن رَوَاه جُفَّةً: أَى كُلَّها. - في حَديثِ أبي العَالِيَة (¬1): "قُلتُ لأَبِي سَعِيدٍ، رضي الله عنه، النَّبِيذُ في الجُفِّ؟ قال: أَخبَثُ وأَخبَثُ". الجُفُّ: وِعاءٌ من جُلُود لا تُوَكأُ. وقيل: هو نِصفُ قِربةٍ تُقطعَ من أَسفَلِها وتُتَّخذُ دَلْوًا، وقيل: هو ضَرْب من الدِّلاء، وقيل: شَيءٌ يُنْقَر من جُذوعِ النَّخْلِ. - في حديث أبِي موسى، رضي الله عنه: "أَنَّه كان عَلَى تَجافِيفِه الدِّيبَاجُ". هو: جَمْع تَجْفَاف؛ وهو سِلاحٌ يَلبَسه المُحارِب يَتَوقَّى به. (جفل) - في حَديِث عبد الله بن سَلَام، رضي الله عنه: "لَمَّا قَدِم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المَدِينَةَ انْجَفَل النَّاسُ قِبَلَه". : أي ذَهبوا مُسْرِعين نَحوَه، والجُفولُ: سُرعةُ العَدْو، ويقال: جَفَل الظَّلِيمُ، وأَجفلَ: أَسرعَ. - في حَديثِ الحَسَن: "أَنَّه ذَكَر النَّارَ فأَجْفَل مَغْشِيًّا عليه". : أي خَرَّ إلى الأَرضِ مائلا نَحْوَها. يقال: ضَربَه فجَفَله: أي صَرعَه. ¬
(جفن)
- ومنه الحَدِيث: "ما يَليَ رَجلٌ من أُمورِ النَّاس إلَّا جِيءَ به فَيُجْفَل على شَفِيرِ (¬1) جَهَنّم". : أي يُصرَع ويُمالُ. - في الحَديثِ: "قال رَجلٌ يَومَ حُنَيْن لِرَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، رَأَيتُ قوماً جافلةً جِباهُهُم يَقتلُون الناسَ". قال الأصمَعِيُّ: الجَافِلُ: القَائِم الشَّعر المُنْتَفِش، وهو جَافِلُ الشَّعرَ: أي مُنتَفِشُه، وقد جَفَل جُفولًا، وتَجفَّل الدِّيكُ والدَّجاجَة إذا تَنفَّشَا، وذَلِك يَبِين في شُعَيْرات القَفَا، (2 والجُفالَةُ: الجَماعةُ من النَّاس 2). (جفن) - في حَدِيثِ أَبِي قَتادَة، رضي الله عنه: "نَادِ يا جَفْنَة الرَّكْب" : أي يا صاحِبَ جَفْنة الرَّكْب، حَذَفَ المُضافَ وأَقامَ المُضافَ إليه مُقامَه، لِعِلْمِهم بأَنَّ الجَفْنَة لا تُنادَى ولا تُجِيب ولا تَحضُر، إرادةً للتَّخفِيفِ في الكلام، نَحْو قَولِه تَعالَى {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (¬3). ¬
(جفا)
(جفا) - في الحَدِيثِ: "اْقرأُوا القُرآنَ ولا تَجْفُوا عنه". : أي تَعَاهَدُوه، ولا تُبعِدُوا عن تِلاوتِه. والجَفاءُ: تَركُ الصِّلَة والبِرِّ، وأَجْفاه: أَبعدَه وأَقْصاه، وجَفوتُه جِفوةً، بالكَسْر، والجَفْوة: المَرَّة. (1 ومنه قَولُه عليهِ الصَّلاة والسَّلام "البَذَاء (¬2) من الجَفَاء" 1). : أي من غِلَظ الطَّبْع. - ومنه الحَدِيثُ الآخر: "مَنْ بَدَا جَفَا" (¬3). أي: غَلُظَ طَبعُه لقِلّة اختِلاطِه بالنَّاس فيَتْرُك المُروءَة والصِّلَةَ. * * * ¬
ومن باب الجيم مع اللام
ومن باب الجيم مع اللام (جلب) - في حديث سالم: "قَدِم أَعرابِيٌّ بجَلُوبَة فنَزلَ على طَلحَة، رضي الله عنه، فقال طَلحةُ: نَهَى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يَبِيع حاضِرٌ لِبادٍ". قال عَمُرو بن سَلَمة، عن أَبِيه: الجَلائِبُ: الِإبل التي يَجْلُبها القَومُ إلى الرجل النَّازلِ على الماء، ليس له ما يحتمل فيَجْلِبُون إليه إِبلَهم فيَحْمِلُونه. الوَاحِدة جَلُوبَة. وقال غَيرُه: الجَلُوبة: ما يُجلَب للبَيْع (1 من رُذَال المَال دُون الكَرِيم، وقال الأَصمَعِيُّ: هي الِإبِل 1) من أَىّ جِنْس كانت. يقال: جَلَب يَجلُب ويَجْلِب جَلْباً وجَلَبًا: فهو جَالِبٌ وجَلَّاب. وذلك جَلَبٌ لِلمَجْلُوبَة. وهذا هو المَعْنِيُّ بالحَدِيث، كأَنّه أَرادَ أن يَبِيعها له طَلْحَةُ، فلِذَلك رَوَى له الحَدِيثَ. - في حَدِيثِ مَالِك: "تؤخذ الزكاة (¬2) من الجُلْبان". الجُلْبَان: حَبٌّ كالمَاشِ (¬3)، ويقال له: الخُلَّر، الواحد جُلبَانَة، وقيل: غَيرُ ذَلِك. (جلد) في الحَديثِ: "حُسْنُ الخُلُق يُذِيبُ الخَطَايَا ¬
(جلس)
كما تُذِيب الشَّمسُ الجَلِيدَ". الجَلِيدُ: ما سَقَط من الصَّقِيع فَجَمَد. - في حَدِيثِ سُراقَة، رضي الله عنه: "وَحِلَ بِي فَرَسي، وإنّي لَفِي جَلَدٍ من الأرض". الجَلَد من الأَرضِ: ما صَلُبَ. - في الحَدِيث: "فنَظَر إلى مُجْتَلَد القَومِ، فقال: الآنَ حَمِي الوَطِيسُ". : أَي إلى مَوضِع الجِلاد، وهو الضَّربُ بالسَّيفِ. ويجوز أن يَكونَ مصدر اجْتَلدَ: أي جَالَد. وقيل: جَالدْناهم بالسَّيف، من التَّجَلُّد (¬1) والثَّباتِ (¬2) في المُضارَبَة. ويقال: جَلَدتُه بالسَّوط جَلْداً: أي ضَربتُ جِلدَه، ومنه قَولُه تعالى: {فاجْلِدُوهُم} (¬3). وجَلَدْتُ به الأَرضَ: ضَربتُها به، والمَجْلود: المَصْرُوع. (جلس) - في الحَدِيثِ: "لا تَجْلِسُوا على القُبُور". قيل: أَرادَ الجُلوسَ للحَدِيث. ويُحتَمل إجلالُ القَبْرِ من أن يُوطَأَ، وهو الأَظْهَر عندي، لِقولِه عليه الصَّلاة والسَّلَام: "إنَّ المَيِّتَ ¬
(جلعد)
يتأَذَّى بِمَا يَتأَذَّى منه الحَيُّ". وقَولِه عليه الصلاة والسلام: "كَسْر عَظْم المَيِّت كَكَسْره حَيًّا". وقد وَردَ من الآثارِ ما يَدُلّ على هَذَا المَعْنَى. (جلعد) - في شِعْر حُمَيْد بنِ ثَوْر، رضي الله عنه: * فَحُمّلِ الهِمُّ كِنَازاً جَلْعَدَا * (¬1) الكِنازُ: الضَّخم الغَلِيظ. يَصِف النَّاقة، ورُوِي: "كِلادًا (¬2) " وهو المُنْقَبِض، وقد فَسَّرنَاه في السُّبَاعِيَّاتِ. (جلف) - في الحَدِيثِ فِيمَن تَحِلُّ له المَسْأَلَةُ في بَعضِ الرِّوايات: "ورجُلٌ أَصابَتْ مالَه جَالِفَةٌ" الجَلْفُ أَحفَى من الجَرْفِ، وهو الاستِئْصَالُ: أي أَصابَت مالَه آفَةٌ أذهَبتْه واستَأْصَلَته، وقد يكون الجَلْفُ: القَشْرُ أَيضاً. ¬
(جلل)
(جلل) - في حدِيثِ أَنَس: "ألقَى إلينَا مَجالَّ". المَجَالُّ: الصُّحُف، جَمْع مَجَلَّة. - وفي حَدِيثٍ آخر قال (¬1): "ما مَعَك؟ قال: مَجَلَّة لُقْمان". يَعنِي: كِتاباً فيه حِكْمة لُقْمان، قال النابغة: مُجَلَّتُهمُ ذَاتُ الِإلَهِ ودِينُهم ... قَوِيمٌ فما يرجون غَيْرَ العَواقِبِ (¬2) : أي كِتابُهم وَحْيُ اللهِ تَعالَى. قال الجَبَّان: يقال: إنَّها مُعَرَّبة، أَصلها بالعِبْرانِيّة مُغْلَى. (3 وقيلَ: هو من جَلّ، لجلال الحِكْمَة. وهي مصدر كالمَذَلَّةِ (¬4)، فَسُمِّيَ بها كما سُمِّي بالكِتابِ، أو بِمَعْنَى الجَلال 3). وفي الحَدِيثِ: "أَنَّه جَلَّل فَرسًا له سَبَق بُردًا عَدَنِيًّا". جَلَّله: أَيْ أَلبسَه إيَّاه، وجَعَلَه جُلًّا لَه. ¬
- في الحَدِيثِ أَنَّه قال للضَّحَّاك بنِ سُفْيان: "أخذْتَ جِلَّةَ أَموالِهِم". الجِلَّة: العِظامُ من الِإبِل، وجُلُّ كُلِّ شىءٍ وجِلُّه: مُعظَمه. يقال: مَا لَه دِقٌّ ولا جِلٌّ (1 ويقال 1): هَلَك دِقُّ مَالِه وجِلُّه. وقيل: الجِّلةُ: المَسَانُّ من الِإبِل، وقيل: هي ما بَيْن الثَّنِىّ إلى البَازِل (¬2). والحَاشِيَة: ما بَيْنَ الفَصِيل إلى الجَذَع. - ومنه حَدِيثُ جَابِر: "تَزوَّجتُ امرأةً قد تَجالَّت". : أَى أَسنَّت وكَبرت، ومَشْيَخَة جِلَّة: مَسَانُّ، واحِدُهم جَلِيل. وجَلَّت النَّاقَةُ: أَسنَّت. - وفي الحَدِيث: "نِسْوة قد تَجَالَلْن" (¬3). : أي كَبِرْن وطَعَنَّ في السِّنِّ. يقال: تَجَالَّت المَرأةُ فهي مُتَجَالَّة، وجَلَّت فهي جَلِيلَة، إذا كَبِرت وعَجَزَتْ. - في حَدِيث العَبَّاس: "أَنَّه قال يَومَ بَدْر: القَتْلُ جَللٌ ما عَدَا مُحمَّدا - صلى الله عليه وسلم - ". ¬
: أي هَيِّن يَسِيرٌ، والجَلَل: من الأَضْدادِ، يَكُون اليَسِيرَ، ويَكُونُ العَظِيمَ، وأَجلَّ فُلانٌ إذا ضَعُف وإذا قَوِي، وفي المَثَل: "جَلَّت الهَاجِنُ عن الوَلَدِ" (¬1): أي صَغُرَت العَنَاق عن أَنْ تَلِدَ، (2 وقيل: هُوَ من جَلَّ 2). - وفي حَدِيثِ عَليٍّ، رضي الله عنه: "الَّلهُمَّ جَلِّل قَتَلةَ عُثمانَ خِزْياً". : أي غَطِّهم به، وألبِسْهم إيّاه، كما يتَجَلَّل الرّجلُ بالثَّوبِ. ومَطَرٌ مُجَلِّلٌ: لا يَدَع مَوضِعًا. - ومنه حَدِيثُ الاستِسْقاء: "وابِلًا مُجَلِّلًا" (¬3). : أي يُجَلِّل الأرضَ بمَائِه، أو بنَباتِه، كأنه يَكْسُوها إيّاه. - في الحَدِيث: "يَستُر المُصَلِّيَ مِثلُ مُؤَخِّرَة: الرَّحْل في مِثْل جُلَّة السَّوط". : أي في مِثْل غِلَظِه. - في الحَدِيثِ (¬4): "لا تَصْحَب المَلائِكَةُ رُفقةً فيها جُلْجُل". الجُلْجُل: كُلُّ شَىءٍ عُلِّقَ في عُنُق دَابَّةٍ، أو رِجْلِ صَبِيٍّ يُصوِّت. - في حَديثِ ابنِ عُمَر: "أَنَّه كان يَدَّهِنُ عند إحرامِه بدُهْنِ جُلْجُلان" الجُلْجُلانُ: السِّمْسِم. - (5 في حَدِيث عَطَاءٍ: "في الجُلْجُلان صَدَقَة". ¬
(جلا)
ذَكَر بَعضُهم أنَّ الجُلجلانَ الكُزبرةُ، ولا أُحِقُّه. وقال الجَبَّان: الجُلجُلانُ: السِّمْسِم 5)، وما في وَسَط التِّين من الحَبِّ، والخُلَّر: قيل: هو الجُلُبَّانُ، وقيل: شَىءٌ يُشبِهُه، والله أعلم. وفي شِعْر بِلالٍ، رَضِى اللهُ عنه: (1 ألا لَيتَ شِعْرِى هل أَبيتنَّ ليلةً ... بوادٍ 1) وحَولِي إذْخِرٌ وجَلِيلُ الجَليلُ: الثُّمام عند أَهلِ الحِجاز، وَاحِدَتُها جَليلة، وثُمامَة، وقيل: هو الثُّمامُ إذا عَظُم وجَلّ. - (2 وفي حَدِيث عُمَر، رَضى الله عنه: "قال له رَجُلٌ: التَقَطْتُ شَبَكَةً على ظَهْرِ جَلَّال". : هو اسْمٌ لَطرَيق نَجْد إلى مَكَّة 2). (جلا) - في حَديثِ ابنِ سِيرِين: "أنه كرِه أن يُجَلِّىَ الرَّجلُ امرأتَه شَيئًا ثم لا يَفِى به". يقال: جَلَّى الرَّجلُ امرأتَه وصِيفًا: أَعطَاها إيَّاه، ويقال: ما جَلَوْتُها ¬
: أَيْ ما أَعطيتُها عند جَلْوَتِها، وما تُعطى جِلوةً أَيضا. - في صِفَة المَهْدِيّ: "أَجلَى الجَبْهَة" (¬1). الأَجلَى والأَجلَحُ والأَجْلَه: الخَفِيف ما بين النَّزْعتَين. وجَبْهة جَلْواءُ: وَاسِعَة حسَنَة، وهو البَيَان، (2 وقِيلَ: الجَلاءُ: ذَهابُ الشَّعَر إلى نِصِفِه، والجَلَح دُونَه، والجَلَه فَوقَه 2). - وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة: "كَرِهَتْ للمُحِدِّ أن تَكْتَحِل بالجلاء (¬3) ". وهو الِإثْمِدُ، لأنه يَجلُو البَصَر. قال الجَبَّان: الجَلاء، بالمَدِّ والقَصْر: ضَربٌ من الكُحْل، وذَكَره بفَتْح الجِيمِ (¬4). قال: وقيل: هو الحُلاءُ بالحاء (¬5). - في حديث أبي شَجَرة، عن عَبدِ الله بن عُمَر مرفوعاً: "إنَّ رَبِّي، عَزَّ وجَلّ، قد رَفَع لِيَ الدُّنيَا، وأنا أَنظُر إليها جلِّيَاناً مِن اللهِ عَزَّ وجل". بتَشْدِيدِ اللَّام، أي إِظهارًا وكَشفاً, وعلى وزنه الصِّلِّيان فعِلِّيان من الجَلاِء أَيضا. ¬
ومن باب الجيم مع الميم
ومن باب الجيم مع الميم (جمح) - في حَدِيثِ عُمرَ بنِ عَبدِ العَزيزِ: "فطَفِق يُجَمِّح إلى الشَّاهِدِ النَّظَرَ" (1). : أي يُدِيم مع فَتْح العَيْن، ومِثْلُه التَّجَمُّح. (جمر) - وفي الحَدِيث: "إذا أَجْمَرتُم المَيِّتَ فجَمِّروه ثَلاثاً". يقال: ثَوبٌ مجمَّر ومُجْمَر: أي مُبَخَّر بالطِّيب، ولَعلَّه مأخوذ من جَمْر النّار، لأَنَّ الغَالِب في البَخُور أن يُجعَل الجَمْرُ في المِجْمَر (¬2) ويُوضَعَ الطِّيبُ عليه ما كَانَ من عُودٍ ونَحوهِ، ثم يُتَبخَّر به. ويُقال لِلَّذى يَلي ذَلِك مُجمِرٌ ومُجَمِّرٌ. ومنه (3 نُعَيم 3) المُجْمِر، الذي كان يَلي إِجمارَ مَسجِد رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. وقال الجَبَّان: يقال لِلَّذى يَلى ذَلِك جَامِرٌ (¬4). ¬
- في الحَديثِ: "كأَنِّي أَنظُر إلى سَاقِه في غَرزَة كأَنَّها جُمَّارة". الجُمَّارة: شَحْمَة النَّخل وقَلبُه، شَبَّه ساقَه في بَياضِها بها. - وفي حَديثٍ آخَرَ: "أُتِي بِجُمَّارٍ". وهو جَمْع جُمَّارة (1 وجُمّار النَّخْل: شَحْمُه وقَلْبُه 1)، وكذا جَامُور النَّخْل. وجَمَّرتُها: أي قَطَعْت ذَلِك منها. - في حَديثِ عُمَر، رَضِي الله عنه: "لأُلحِقَنَّ كُلَّ قَومٍ بجَمْرَتِهم". قال الحَربِيُّ: لم أَسمَع فيه شَيئًا، وأَظُنّه بجَمَاعَتهم التي هم منها، ولا أَدعُهم يَزِيدون على ذلك. قال: لأن الجَمارَ الجَماعةُ، وهي قِطْعة بعد قِطْعة، ومنه جَمَرات الشَّعَر: خُصَلُها - ويقال لقَومٍ من العَرَب: جَمراتٌ لِتَجَمُّعِهم. وقال غَيرُ الحَربِيّ: إنما سُمُّوا جَمَرات لأنهم يُتَّقَوْن لِشِدَّتِهم وشَجاعَتِهم كما يُتَّقَى جَمْرُ النَّار. وقيل: إنّ الجَمرةَ القَبِيلَة التي اجْتَمع فيها ثَلاثُمِائَةِ فارس. وقيل: كُلُّ قَبِيلةٍ انضَمُّوا وحَاربُوا غَيرَهم ولم يُخالِفوا أَحدًا فهي جَمْرة، ¬
فإن خَالفُوا غَيرَهم لم تَكُن جَمْرة، وهم: بَنُو الحَارِث بن كَعْب، وبَنُو نُمَيْر، وبنو عَبْس، وبنو ضَبَّة. وقيل: إن الحَصَا يُقال لها جِمارٌ وجَمَرات لتَجَمُّعِها، ومنه جَمَرات مِنًى (¬1)، والمُجَمَّر: المَوضِع الذي يُرمَى فيه الجِمار كالمُحَصَّب. والجَمَرات الثَّلاث التي تَقولُ العَامَّة إنَّهن يَسْقُطْن في آخرِ الشِّتاء، من جَمْر النَّار، يَعنُون إذا حَمِى الهَواء نَفِدَ البَردُ (¬2). - (3 في حَدِيث عُمَر: "لا نَسْتَجْمِر ولا نُحالِف". : أي لا نُشارِك مَنْ يتَجَمَّع علينا لاستِغْنائنا بأَنفُسِنا، من الجَمَار، وهو الجَماعَة، وتَجَمَّروا: اجْتَمعوا. - في الحَدِيثِ: "أَنَّ إبليسَ أَجمرَ بَيْنَ يَدَىْ آدم" (¬4). : أي أَسرَع، فسُمِّيت الجِمارُ به، قالَ لَبِيد (¬5): * وإذا حَرَّكتُ غَرْزِىَ أَجْمَرَت * 3). ¬
(جمز)
(جمز) - في الحَدِيثِ: "يَردُّونَهم (¬1) عن دِينِهم كُفَّارًا جَمَزَى". الجَمْز: عَدْو دُونَ الحُضْر. يقال: جَمَز يَجْمِز جَمزًا وجَمَزَى. ويقال: جَاءَت الخَيلُ تَعدُو الجَمَزى والقَفَزى. ويقال: حِمار جَمَزَى، وهذا غَرِيبٌ في وَصْفِ المُذَكَّر. - ومنه حَدِيثُ عبدِ اللهِ بنِ جَعْفَر: "ما كَانَ إلَّا الجَمْزَ". يعنى: السَّيرَ بالجَنائِزِ (¬2). (جمس) - في حديث ابنِ عُمَيْر: (¬3) "بِزُبدٍ جُمْسٍ". : أي جَامِس جَامِد. (جمع) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} (¬4). قِيل: هو المُزْدَلِفَة، وسَمَّى أَرضَها جَمْعًا فِيما قِيل، لأَنّ آدم عليه السلام وحَوَّاءَ بعد ما أُهبِطا إلى الأرضِ، كُلّ وَاحِدٍ في مَوضِعِ اجْتَمَعَا بِهَا. وقيل: بَلْ لاجْتِماع النَّاسِ به، وقيل: لِجَمْعِهم بين صلاتَيْن لَيلَتَئِذ، وقيل: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا}: أي جَمْع الكُفَّار. - قَولُه تَعالَى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} (¬5). قيل: قُرِن بَيْنَهما، وقيل: جُمِع بين حالَتَيْهِما في ذَهابِ الضَّوء. ¬
- قَولُه عز وجل: {مَجْمَع البَحْرَيْن} (¬1). يعَنِي: البَحْرَ العَذْبَ، والبَحرَ المَالحَ، وهُمَا بَحْر فَارِس، وبَحْر الرُّوم، وقيل: المَوضِع الذي اجْتَمع فيه العَالِمَان: مُوسَى، والخِضْر؛ لأنهما بَحْران في العِلْم، والأَولُ أَشْهَر. - في الحَدِيث: "له سَهْم جَمْع". : أي له سَهْم من الخَيْر، جُمِع له فيه حَظَّان. وقال الأَخفَش: السَّهم من الغَنِيمة كسَهْم غَيره من الجَيْش، والجَمْع هو الجَيْش. واستَدلَّ بقَولِه تعَالَى: {يَومَ الْتَقَى الجَمْعان} (¬2). - قَولُه تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} (¬3). قيل: سُمِّي به لاجْتِماع النَّاس فيه لِلصَّلاة، ويقال: مررت بجُمعَة: أي جَمَاعة. وقيل: لأَنه جُمِع فيه خَلْق آدَمَ، وقيل: لأنَّه كان آخرَ الأَيَّام السِّتَّة التي خَلَق اللهُ فيها المَخْلُوقات فاجْتَمع جَمِيعُ الخَلْق فيه، وقد تُسكَّن مِيمُه وتُفْتَح. - في الحديث (¬4): "إنَّ خَلقَ أَحدِكم يُجمَع في بَطن أُمِّه أَربَعِين يوما". ¬
(جمل)
أَخبرَنا أبو الخَيْر الهَرَوِيّ إذنًا، نا أبو المَحَاسن الرُّويَانِي، نا أبو نصر المقري، نا أبو سليمان الخَطَّابي، نا الأَصمُّ، ثنا السَّرِيّ بن يَحْيَى: أبو عبيدة (¬1)، ثنا قَبِيصة، ثنا عَمَّار بن رُزَيْق قال: قلت للأَعمشِ: ما يُجمَع في بَطْن أُمّه؟. حَدَّثَنِي خَيثَمَة قال: قال عَبْد الله: إنَّ النُّطفَة إذا وَقَعت في الرَّحِم فأرادَ الله تعالى أن يخلق مِنها بَشَراً طارت في بَشَر المَرْأة تَحتَ كلّ ظُفْرٍ وشَعَرٍ، ثم تَمكُثُ أَربعِين ليلة، ثم تَنْزل دَمًا في الرَّحِم فذلك جَمعُها (¬2). - في الحَدِيث: "مَنْ لم يُجْمِع الصِّيامَ من الّليلِ فلا صِيامَ له". الِإجماعُ: إحكام النِّيَّة والعَزِيمة. يقال: أَجمعتُ الرَّأى، وأزمَعْتُه بمعنًى واحد. (جمل) - (3 قيل في حَدِيثِ فَضالةَ بنِ عُبَيْد: "كَيفَ أَنتم إذا قَعَد الجُمَلاء على المَنابِر يَقْضُون بالهَوَى ويَقتُلون بالغَضَب". قال ابن فارِس (¬4): الجَمالِيُّ: الرَّجلُ العَظِيم الخَلْق، شُبِّه بالجَمَل، وناقة جُمَالِيَّة، فيُمكِن أن يَكُونَ الجُمَلاء من هذا. ¬
(جمل)
- في الحديث: "جاء بناقَةٍ حَسْناءَ جَمْلاء" (¬1). : أي جَمِيلة، وهو من الفَعْلاء التي لا أَفعلَ لها: كدِيمَة هَطْلاء 3). (جمل) - قوله تعالى: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} (¬2). الجُمَّل: قراءة ابن عبّاس، بَضّمِ الجِيم وتَشْدِيد المِيم، وفَسَّره: بالحَبْل الغَلِيظ، أو القَلْس (¬3). - في حديث عائشةَ، رضي الله عنها: "وسَألَتْها امرأةٌ: أَزُمُّ جَملِي؟ " (¬4). : أي أُصْبِيه (¬5) عن إِتيانِ النساء غيري، تريد بالجَمَل الزَّوجَ، كَنَت به عنه؛ لأن الجَملَ الذّكرُ من الِإبل، وقيل: إنما يستَحِق هذا الاسمَ إذا بَزَلَ. ¬
- في حديث أَبِي عُبيدة، رَضِي الله عنه: "حين أَذِن في جَمَل البَحْر". قال أبو نصر صَاحِبُ الأصمَعِي: هو سَمَكَة ضَخْمة، وأنشد: * كجَمَل البَحْر إذا خاض جَسَر * (¬1) - (2 في الحديث: "إنَّ الله تَعالَى جَمِيلٌ يُحِب الجَمالَ". : أي يحمِل (¬3) حُسنَ الأَفعالِ، وكما يُوصفُ الشيءُ بفِعله، يُوصَف بفِعْل ما هو سَبَبُه. - في حديث عُمَر: "لكُلِّ أُناسٍ في جُمَيْلِهم خُبْر" (¬4). ويروى: "في بَعِيرِهم". وهو مَثَل يُضرَب في معرفة كُلِّ قَومٍ بصاحبهم. - عن عاصمِ بنِ أبي النَّجود (¬5): "أَدركتُ أَقوامًا يتَّخذون ¬
(جمجم)
الليلَ جَمَلًا" (¬1) يقال للرَّجُل: إذا سَرَى لَيلتَه جَمِيعًا، أو أَحياها بالصَّلاة وغيرها: اتَّخَذَها جَملًا 2). (جمجم) - في حديث عُمَر: "ائتِ الكوفةَ فإن بها جُمْجُمة العَرَب". : أي سادتها، والجمع الجماجم. (2 وقيل: "جماجِمُ العَرب": التي تَجمَع البُطونَ فتُنْسب إليها دونهم 2). وفي العرب قَومٌ يقال لهم: الجُمْجُمة، إذا اجتمعوا على رأى واحد. - وفي حديث يَحْيَى بنِ مُحَمَّد: "أنَّه لم يَزَل يَرَى النَّاسَ يَجْعَلُون الجَماجِمَ في الحَرْث". الجَماجِم: المَعازِق؛ وهي خَشَبَة في رأسِها قُرونٌ حَدِيديةٌ تُكرَث بها الأرَضُ، تسمى بالفارسية: هَرَجان (¬3). - في حديث طَلحةَ بن مُصرِّف: "حِينَ رأى ضَحِكا من رجل (4 فقال 4): "إنّ هذا لم يَشْهد الجَماجِمَ". ¬
(جمم)
: هو موضع يُسمَّى دَيْر الجَماجم (¬1). قيل: بُنِي من جَماجِم القَتْلى لكَثْرة من قُتِل (¬2) بها، وقيل: غير ذلك. اقْتَتَل بها الحَجَّاج ومَنْ خَرجَ عليه من قُرَّاء الكُوفة، أي لو رَأَى كثرةَ القَتلَى ثَمَّ من المُسلِمين لم يَضْحك. (جمم) - في حديث الحُدَيْبِيةَ: "وإلَّا فقد جَمُّوا". مِنَ الجِمام: أي استَراحوا وكَثُروا. - في حديث عائِشةَ: "حين بَنَى بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: وقد وَفَتْ لى جُمَيْمَة". وهي تَصْغِير جُمَّة من الشَّعَر، وهي الشَّعَر المُجْتَمِع. - وفي حديث سَلْمان: "إنَّ الله تعالى ليَدِيَنَّ الجَمَّاء من ذات القَرْن". الجَمَّاء: التي لا قَرنَ لها، يمكن أن يكون مَأْخوذًا من الجمام: أي لا تَنْطَح (¬3) وتُنْطَح، ويَدِيَنَّ: أي يَجْزِي. - في الحديث: (¬4) "مَنْ أَحبَّ أن يستَجِمّ له بنو آدم قِياماً، فَلْيتَبوَّأ مقعدَه من النَّار". ¬
(جمن)
: أي يَجْتَمِعوا له في القِيام عنده، ويَحبِسوا أنفسَهم عليه. يقال: جَمَّ الشّىءُ، واستَجَمَّ: كَثُر. ورواه الطَّحاوِي بالخاء المعجمة. (جمن) - في صِفَة رَسولِ الله، - صلى الله عليه وسلم -: "يتَحَدَّر منه العَرَق مِثلُ الجُمان". الجُمان: اللُّؤلؤ الصّغار، وقيل: بل هو حب يُتَّخذ من الفِضّة أَمثال الُّلْؤْلُؤ، وقيل: هو فارسي وتَحَلَّت (¬1) به العَربُ قديما. (جَمْهَر) - ومن الرُّباعِيِّ في حَدِيثِ مُوسَى بنِ طَلْحَةَ: "وشَهِد دَفنَ رَجُل فَقال: جَمهِروا (¬2) قَبرَه". : أي اجمَعُوا عليه التُّرابَ جَمْعًا، ولا تُطَيِّنوه، ولا تُسَوُّوه. قال الأَصمَعِيُّ: الجُمْهُور: الرَّملة المُجْتَمِعَة المُشْرِفة على ما حَوْلَها مَأخوذٌ من جَمَاهِير الرِّجال، وهي جَمَاعَاتُهم، الواحِدُ جُمْهور. * * * ¬
ومن باب الجيم مع النون
ومن باب الجيم مع النون (جنب) - في حَديثِ أبِي هُرَيْرة، رضِي الله عنه، في الرَّجل الذي أصابَتْه الفاقَةُ: "فَخَرَج إلى البَرِّيَّة فَدَعَا، فإذا الرَّحا تَطحَن، والتَّنُّور مَمْلُوء جُنُوبَ شِواء". الجُنُوب: جَمْع جَنْب، وقد جَرَتِ العَادَةُ بأن يُشْوَى الجَنْب، وكان القِياسُ أن يُقال: جَنْبَ شِواء، لأنه نَصْبٌ على التَّمْيِيز، والتَّمْيِيز يكون مُوحَّد اللَّفظ قَلَّ ما يُجمَع. على أَنَّه قد جاء بلَفْظِ الجَمْع في قَولِه تَبارَك وتَعالَى: {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} (¬1). وأَرادَ أنَّه كان في التَّنُّور جُنوبٌ كَثِيرَة، لا جَنْبٌ واحد، فلِهذَا جَمَعَه مع كَونِه تَمْيِيزًا. - في حَديثِ الحَارِثِ بنِ عَوْف أنَّه جاء إلى نَجَبَة بنِ الحَارِث فقال: "إن الِإِبلَ جُنِّبَت (¬2) قِبلَنا العَامَ". : أي لم تَلْقَح فيَكُون لها أَلْبانٌ، قال الأَصمَعِيُّ: جَنَّب بَنُو فلان فَهُم مُجَنَّبُون، إذا لم يكن في إِبلهم لَبنٌ، وهو عام تَجْنِيب، وجَنَّبَ النَّخلُ: لم يَحمِلْ. ¬
- في الحَدِيث "ذُو الجَنْب شَهِيد". : أي الذي يَطُولُ مَرضُه واضْطِجَاعُه. - وفي حديث آخر: (¬1) "ذَاتُ الجَنْب شَهادَةٌ". وقد فُسِّر في كِتابِ أبِي عُبَيْد الهَرَوِيّ. - في حَدِيث الشَّعْبِيّ: "أنَّ الحَجَّاجَ سَأَل رَجُلا: هل كَانَ وَراءَك غَيثٌ؟ قال: كَثُر الِإعصار (¬2)، وأُكِل ما أَشرفَ من الجَنْبَة". الجَنْبَة: رَطْبُ الصِّلِّيان، فإذا يَبِس فهو الصِّلِّيان. وقيل: الجَنْبَة. يَقَع على عَامَّة الشَّجَر المُتَربِّلة (¬3) في الصَّيف، وقيل: هي ما فَوقَ البَقْل ودُونَ الشَّجَر. - في حَديِث الضَّحَّاك: "قال لِجارِية: هل من مُغَرِّبَةِ (¬4) خَبَرٍ؟ قالت (¬5): على الجَانِبِ الخَبَرُ". ¬
: أي على الغَرِيب القَادِم. يقال: جَنَب فُلانٌ في بَنِي فُلان، إذا نَزَل فيهم غَرِيبًا، ورَجلٌ جانِبٌ، وقَومٌ جُنَّابٌ. وقال بَعضُهم: رَجلٌ جُنُب: غَرِيبٌ، والجَمْع أَجنابٌ، وجَارُ الجَنابَة: جارُ الغُربَة. - في حديث جُبَيْر، رضي الله عنه: "أَتاه بتَمرٍ جَنِيبٍ". : هو نَوعٌ من أجود التُّمور، وقيل الجَنِيبُ: التَّمْر المَكْبوسُ، وقيل: هو التِّين. - في حَدِيث الشَّعْبِي: "أَجدَب بنا الجَنابُ". الجَناب: ما حَولَ القَوْم، وجَناب الشَّيءِ: ناحِيَتُه، وجَنابُ الدَّار: فِناؤُها. - وفي حديث آخر: "استَكَفُّوا جَنابَيْه" (¬1). : أي حَوالَيْه (¬2). - (3 في الحَدِيثِ "لا تَدخُل المَلائِكة بيتًا فيه جُنُب، ولا كَلبٌ، ولا صُوَرَة" 3). (4 الجُنُب 4) - قيل هو الذي يَتْرك الاغْتِسالَ من الجَنابة عادةً، فيكُون أَكثرُ أَوقاتِه جُنُباً. ¬
وأما الكَلْب إذا اتَّخذَه لِلَّهو لا لِحاجةٍ وضَرُورة كحِراسةِ زَرْع، أو غَنَم أو صَيْد. فأَمَّا الصُّورة فكل ما يُصَوَّر من الحَيوَان سَواءٌ في ذلك، المَنْصُوبَة القَائِمة التي لها أَشْخاص، وما لا شَخص له من المَنقُوشَة في الجُدُر، والصُّورَة فيها، وفي الفُرُش، والأَنْماطِ. وقد رَخَّص بَعضُهم فيما كان منها في الأَنماط التي تُوطَأ وتُداسُ بالأَرجُل، وهذه الرُّخْصَة، إنما هي لمَنْ تَكُون في بيْتهِ، فأما في تَصْوِيرِه فُكلُّها سَواءٌ. وقيل: يَعنِي بالمَلائِكَة في هذا الحدِيثِ غَيرِ الحَفَظة، وقيل لا تَحضُره المَلائِكَةُ بالخَيْر وذَلِك في رِواية. وقيل: هو للجُنُب الذي لم يَتوضَّأ بعدَ الجَنَابةِ. - في حَدِيثِ ذى المِشْعَارِ (¬1): "وأَهلِ جِنابِ الهَضْب" وهو مَوضِع. - في الحَديثِ: (¬2) "ثم ابتَع بالدَّراهِم جَنِيبًا". ¬
هو جِنْس جَيِّد من التَّمْر. - في حديث مُجاهِد في تَفسِيرِ السَّيَّارة من قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} (¬1) أَجْناب النَّاس". : أي الغُرَباء جَمْع جُنُب، قالت الخَنْساء (¬2): * وابْكِي أَخاكِ إذا جاوَرْت أجْنابا * - في الحديث: "الجَانِبُ المُسْتَغْزِرُ (¬3) يُثابُ من هِبَته" يَعنِي الغَرِيبَ. - في الحَدِيثِ (¬4): "لا جَلَب ولا جَنَب". ذكر أبو عُبَيْد: أَنَّ الجَلَب يَكُون في السِّباق والصَّدَقَة، وذَكَر الجَنَب في السِّباق، ولم يَذْكُر (¬5) وَجْهَه في الصَّدَقة، وهو أن يُجْنِب ¬
(جنح)
بماله ويُبْعِد حتَّى يَحْتَاجَ المُصَدِّقُ إلى الِإبْعادِ في اتِّباعِه وطَلَبِه، والله أعلم. (جنح) - في الحَدِيثِ: "إذا استَجْنَح، أو كَانَ جُنْحُ الَّليْلِ فُكفُّوا صِبْيَانَكم" (¬1). جُنِحُ الَّليلِ، بكَسْر الجيمِ وضَمِّها، قِطْعة منه نَحْو النِّصف، كأَنَّ اللَّيلَ مال بها - يَعْنِي إذا أَقبلَتِ الظُّلمَة، وقيل: جُنْحُ الَّليل: أَوَّل ما يُظلِم. وهذا المَعْنَى أَلْيَق بالحَدِيث؛ لِمَا وَرَد فيه من أَلفاظٍ أُخَر تَدُلُّ عليه. - في حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما (¬2): "إنِّي لأَجْنح أَنْ آكُلَ منه". : أي أَرَى أَكلَه جُناحًا وإثماً، والجُناح أَيضاً كأَنَّه مَيْل إلى المآثم. - في الحَدِيث: "إنَّ الملائكة لتَضَع أَجْنِحَتَها لِطَالبِ العِلْم". قيل: إنما وضعَتْها. لتَكُون وِطاءً له (¬3) إذا مَشَى. وقيل: إنه بِمَعْنى التَّواضُع تَعْظِيمًا لحَقِّه، فتَضُمّ أَجْنِحَتها له. كما قال سُبْحَانَه وتَعالَى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ ¬
الرَّحْمَةِ} (¬1). وقيل: وَضْع الجَناح، يُرادُ به النُّزولُ عند مَجالِس العِلْم وَتَركُ الطَّيَران. كما رُوِي: "ما من قَومٍ يَذْكُرونَ الله تَعالَى إلَّا حَفَّت بهم المَلائِكَةُ". ويُحتَمل أن يَكُون المُرادُ به وَضْعَ الأَجْنِحَة بَعضِها بجَنْب بَعْض إظلالاً لهم. كما يُحكَى عن فِعْلِ الطَّيْرُ بدَاودَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -. - وكما رُوى في حديثٍ آخَر: "تُظِلُّهُم الطَّيرُ بأَجْنِحَتِها". (2 وفي رواية أخرى: "فَرشَت له المَلائِكَةُ أَكَنافَها." فيَكُونُ دَلِيلاً للقَوْلِ الأَوَّل 2). وفي رواية أُخْرى "يركَب بَعضُهم بَعضًا حتَّى يَبْلُغُوا السَّماءَ". وهو دَلِيلُ القَولِ الآخَر. وفي رواية: "تَخفِض أَجْنِحَتَها" وهو دَلِيلُ القَولِ الآخَر. وذَكَر أبو الحُسَيْن ابنُ فَارِس صاحِبُ "كِتابِ المُجْمَل" في أَمالِيه، عن عليِّ بنِ إبراهيم القَطَّان. قال: سَمِعتُ أَبا حَاتِم الرَّازِي يقول: سَمِعتُ ابنَ أَبِي أُوَيْس يقول: سَمِعتُ مالِكاً يَقولُ: مَعْنَى قَولِ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: تَضَع، يَعنِي المَلائِكَةُ أَجْنِحَتَها، تَبسُطُها بالدُّعِاء لِطالِبِ العِلْم بَدَلاً من الأَيْدِي، ويُؤَيِّد هَذَا القَولَ مَا فِي ¬
(جند)
الحَدِيثِ الآخر: مِن "أنَّه تُصَلِّي عليه المَلائِكَة": أي تَدْعُو له وتَسْتغْفِر (1 والجَنَاحَان، قِيل سُمِّيا به، لأَنَّه يَميل على إحداهما مَرَّةً، وعلى الأُخْرى أخرى. - في حديث مرَضِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2) "فوجدَ خِفَّةً فاجْتَنَح على أُسامَة حتَّى دَخَل المَسْجد". : أي مَالَ 1). (جند) - في حَدِيثِ سَالِم بنِ عَبدِ اللهِ بن عُمَر أنَّه حِينَ بَنَى بأَهْلِه قال: "سَتَرنَا البَيتَ بجُنَادِيٍّ أَخْضَر، فَدخَل أَبُو أَيُّوب، رضي الله عنه، فَلَمَّا رَآهُ خَرَج إنكاراً له". وهذا أَظنُّه جِنْسًا من النَّمَط أو الثِّيابِ يُستَر به الجُدرانُ، ولا أَعرِف حَقِيقتَه. (جنف) - في الحَدِيثِ: "إنَّا نَرُدُّ مِن جَنَف الظَّالِم (3 مثل 3) ما نَرُدُّ من جَنَف المُوصِي". : أي جَورِه وظُلْمِه، وأَجنفَ أَيضا بمعنى جَنَف. ¬
(جنن)
(جنن) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} (¬1). قِراءَة (2 عَلِيٍّ 2) وأَنَس، وابنِ الزُّبيْر: {جَنَّهُ الْمَأْوَى} بالهَاءِ، بمعنى أَجنَّه: أي سَتَره وآوَاه. قال الأَصمَعِيُّ: جَنَّه وأجنَّه بِمَعنًى: قال الهُذَلِيّ (¬3): * وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ * وقال الفَرَّاء: يقال: أَجنَّه الَّليلُ، فإذا قلت: جَنَّ، قُلتَ عليه كما قَالَ اللهُ تَعالى {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} (¬4). - ومنه الحَدِيث: "وَليَ دَفْنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وإِجْنانَه عليٌّ والعَبَّاسُ". : أي دَفْنَه وسَتْرَه. - في الحَدِيثِ: "نَهَى عن ذَبائِحِ الجِنِّ". وهو أن يَبْنِي الرَّجلُ الدَّارَ، فإذا فَرَغ من بِنائِها ذَبَح ذَبِيحةً، كان يُقالُ: إذا فَعَل ذَكِ لا يَضُرُّ أهلَها الجِنُّ. ¬
- في حَدِيثِ بِلال وشِعْرِه: * وهل أرِدَن يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ * (¬1) قيل: هو سُوقٌ بأسفَلِ مَكَّة، على قَدر بَرِيد مِنها، وقال الجَبَّان: مَجَنَّة: أَرضٌ معروفة، من مَكَّة على أَميال، ذَكَرهَا بكَسْر المِيمِ. وقالها غَيرُه بالفَتْح. - في حديث الحَسَن: "لو أَصابَ ابنُ آدمَ في كُلِّ شَىءٍ جُنَّ" : أي أُعجب بنَفْسه حتَّى يَصِير كالمَجْنُون من شِدَّةِ إعجابِه. قال القُتَيْبِي: وأَحَسِب قَولَ الشَّنْفَرَى (2 في المَرْأة 2) من هذا: فلَوْ جُنَّ إنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتٍ (¬3) - ومنه الحدِيثُ "الَّلهُمَّ إني أَعوذُ بك من جُنُون العَمَل" (¬4). ¬
(جنا)
: أي من الِإعْجاب به. - ويُؤكِّد هذا ما رُوِي عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "رَأى قَوماً مُجْتَمِعِين على إنسان، فقال: ما هَذَا؟ قالوا: مَجْنُون، قال: هَذَا مُصابٌ، إنما المَجْنُون، الذي يَضْرِب بِمِنْكَبَيْه، ويَنْظُر في عِطْفَيه، ويتَمَطيَّ في مِشْيَتهِ". - (1 في حَدِيثِ زَيْد بنِ نُفَيلِ: "جِنَّانُ الجِبالِ". : أي الَّذِين يأْمُرون بالفَسادِ من الجنِّ، يقال: جَانّ وجنَّان، كحائطٍ وحِيطَان، وغَائِط وغِيطَان 1). (جنا) - في حديث أَبِي بَكْر: "أَنّهَ رَأَى أَبا ذَرٍّ، رضي الله عنهما، فَدَعَاه، فَجَنَا عليه، فَسَارَّه". قال ابنُ الأَعرابِيّ: جَنَا على الشَّيء يَجْنُو: أَكبَّ عليه. وقال ابنُ عَائِشة: جَنَا عَلَيه: انْحَنَى، ومنه رَجُلٌ به جِنًا، والمصدر الجُنُوُّ. وقال سَلَمَة (¬2): جَنَأَ يَجْنَأُ جُنُوءًا بالهمز، إذا مَالَ عليه وعَطَفَ، ورجل أَجْنَأُ: إذا كان به انْحِناء. قال الِإمام: وكِلاهُما صَحِيحٌ، لأَنَّ أصلَه الهَمْز، وما كان مَهْمُوزَ الوَسَطِ والآخِر يَجُوزُ تَركُ هَمزِه وإبدالُه، فإذًا لا خِلافَ بَينَهم. * * * ¬
ومن باب الجيم مع الواو
ومن باب الجيم مع الواو (جوب) - في حديث (¬1) الاستِسْقاء "حتَّى صَارَت المَدِينَةُ مِثلَ الجَوْبَة". الجَوْبة: الحُفرةُ الواسِعةُ المُسْتَدِيرة، وكل مُنْفَتِق بلا بِناءٍ جَوْبَة. والجَوْبَة: الوَهْدَة المنقَطِعَة عَمَّا عَلَا من الأرض حوالَيْها. والجَوبَة: التُّرسُ أيضا. - ومنه في قِصَّة أُحدٍ: "وأَبُو طَلْحَة، رضي الله عنه، بين يَدَيْه مُجَوِّب عليه بحَجَفَة (¬2) ". : أي مُترِّس عليه يَقِيه بالحَجَفَة والجَوْبة. - في الحَديث: "أَتاه قَومٌ مُجْتابي النِّمارِ" (¬3) ¬
(جوث)
: أي لابِسِيها. يقال: اجْتَبتُ الظَّلامَ والقَمِيصَ: لِبِسْتُهما ودَخَلْت فيهما، وكل مُجوّف قُطِع وَسَطُه، فهو مُجَوَّب. وجُبتُ القَمِيصَ: قَوَّرتُ له جَيباً، والجَوْبُ: القَطْع. يقال: جَابَه يَجُوبه جَوْباً، ويَجِيبُه جَيْبًا. - (1 في حَدِيثِ خَيْفَان بن عَرابَة: "جَوْبُ أَبٍ". : أي جِيبُوا من أَبٍ واحد. (جوث) - في حديث التَّلِب: "أَصابَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جَوْثَة" (¬2) كذا في رِوايةَ. والصَّواب خَوْبَة (3 وهي الفَاقَة 3) يُذكَر في الخَاءِ والوَاوِ. (جوح) - في الحَدِيثِ: "فإن أصابَتِ الثَّمرةَ جائِحةٌ". الجائِحةُ: الآفَةُ التي تَجْتاح الثِّمار: أي تَسْتَأْصِلُها وتَهْلِكُها 1). وكُلُّ مُصِيبَة عَظيمة وفِتْنَة مُبِيرة جَائِحة، والجَمْع الجَوائِح. - وفي حَدِيثٍ آخرَ: "أَعاذَكم الله تَعالَى من جَوْحِ الدَّهر" (¬4). ¬
يقال: جَاحَ يَجُوحُ إذا غَشِي بالجَوَائِح. - (1 في حدِيثِ جَابِر: "نَهَى عن بَيْع السِّنِين، وَوَضَع الجَوَائِحَ". وفي رواية: "وأَمَر بَوضْعِ الجَوائِح". وهذا أَمرُ نَدْب، واستِحْبَاب عند عَامَّة الفُقَهاء، لا أَمرُ وُجُوب. وقال أَحمدُ، وأبو عُبَيد، وجَماعةٌ من أَصْحاب الحَدِيث: هو لَازِم إذا باع الثَّمرَة، فأصَابَتْها آفَةٌ فهَلَكَت. وقال مَالِك: يُوضَع في الثُّلُث فَصاعِدًا، ولا يُوضَع فيما هو أَقلّ: أي إذا كانَت الجَائِحةُ دُون الثُّلُث. فهو من مال المُشْتَرِي، وإن كانَت أكثرَ فَفِي مَالِ البَائِع. وقال أَحْمد: يُوضَع ما هَلَك: أَىّ قَدْر كَانَ. وقال الزَّمخْشَرِي: معناه ذَوات الجَوَائح: أي صَدَقَاتِها 1). - في حَدِيث: "إنَّ أَبِي يُرِيدُ أن يَجْتَاحَ مَالِي" (¬2). ¬
(جود)
: أي يَسْتَأْصِلُه وَيأتِي عليه. يقال: جَاحَهم الزَّمان، واجْتَاحَهم. قال الخَطَّابي: يُشبِه أن يَكُونَ ما ذَكَره من اجْتِياح وَالدِه مالَه، إنَّما هو بِسَبَب النَّفَقَة عليه، وأَنَّ مِقدارَ ما يَحْتاج إليه بها النَّفَقَة شَيءٌ كَثِير لا يَسَعُه عَفْوُ ماله، إلَّا بأن يُجتَاح أصلُه فلم يَعِدْه النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ولم يُرخِّص له في تَركِ النَّفَقَة عليه. وقال له: "أَنْتَ ومَالُك لأَبِيك". على مَعْنَى أَنَّه إذا احْتاج إلى مَالِك. أَخذَ مِنكَ قَدْرَ الحَاجَة، كما يَأخُذ من مَالِ نَفسِه، وإذا لم يَكُن لَكَ مَالٌ، وكان لك كَسْب لَزِمَك أن تَكْتَسِب وتُنْفِق عليه. فأَمَّا أن يَكُونَ أَرادَ به إباحَة مَالِه له حتّى يَجْتَاحَه وَيأْتِي عليه إسرافاً وتَبْذِيراً فلا أعْلَم أحدًا ذَهَب إليه، والله تَعالَى أَعْلم. (جود) - في حَدِيثِ أبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِي الله عنه: "التَّسْبِيح أَفضَلُ من الحَمْل على عِشْرِين جَوادًا". الجَوادُ: الفَرسُ الجَيِّد العَدْو الذي يَبذُل ما عِنْدَه من السَّير من غير إكْراه، والجمع أَجوادٌ وجِيادٌ وجُودٌ، والمَصْدر من فِعْلِه الجُودَة بالضَّمِّ. - ومنه حَدِيثُ الصِّراطِ: "ومِنهُم مَنْ يَمُرّ كأَجاوِيِد الخَيْل". جَمْع: أَجْواد. - في الحَدِيثِ: "فإذا ابنُه إبراهيمُ عَلَيْهما الصَّلاةُ والسَّلام يَجُود بنَفسِه". : أي يُرِيدُ أن يَدْفَعَها، كما يَدْفَع الِإنسانُ مَالَه يَجُود به: أي أنَّه كَانَ في النَّزْع وسِياقَةِ المَوتِ.
(جور)
- في حَدِيثِ عَبدِ اللهِ بنِ سَلامَ، رضي الله عنه: "فإذا أَنَا بجَوادَّ" (¬1). هذا من بَابِ المُضَاعَف، وإِن كان لَفظُه يُشبِه أَلفَاظَ هذا البَابِ، وقد تَقدَّم ذِكْرهُ في (جدد). - في حديث سُلَيْمَان بنِ صُرَد: "فسرت إليه جَوادًا" (¬2). : أي سَرِيعًا كالفَرسِ الجَوادِ. ويجوز أن يُرِيد به سَيْراً جَوادًا، كما يقال: سِرنَا عَقَبةً جَوادًا، وعَقَبَتَيْن جَوادَيْن. - في صِفَة مَكَّة: (¬3) "وقَدْ جِيدُوا". : أَصابَهم الجَوْدُ. - في حَدِيثٍ: "تَجَوَّدْتُها لَكَ" : أي تَخَيَّرت الأَجودَ مِنْها. (جور) - في الحَدِيث: "يُجِير عليهم أَدناهُم". : أي إذا أَجَارَ واحدٌ منهم - عَبدٌ أو امْرأَةٌ - واحِدًا أو جَماعةً من الكُفَّار وخَفَرَهم، جَازَ ذلك على جَمِيع المُسْلِمِين. ¬
(جوز)
- في حديث عَطاءٍ: "سُئِل عن المُجَاوِر يَذْهَب للخَلَاءِ" (¬1). يَعْنِي المُعْتَكِف. (2 وفيه "أنَّه كَانَ يُجاوِر بحِرَاء، ويُجاوِرُ في العَشرْ الأَواخِر من رَمَضَان". : أي يَعْتَكِف، وقد تَكَرَّر ذِكرُها في الحَدِيث بِمَعْنَى الاعْتِكاف، وهي مُفاعَلة من الجِوار 2). (جوز) - في الحديث: "إنَّ الله تَبارَك وتعالى تَجَاوزَ عن أُمَّتى ما حَدَّثَت به أَنفُسَها". : أي عَفَا عنهم. يُقالُ: جَازَه وجَاوزَه، وتَجاوَزَه، إذا تَعدَّاه، وأَنْفُسَها (¬3) بالنَّصب أَجودُ، لأَنَّ حَدَّث يَحتاجُ إلى مفعولٍ ومَفْعُولٍ بهِ، وقد جَاءَ بالمَفْعُول به، فصار أَنفُسَها مَفْعُولًا لَهُ. ولو كان أَنفسُها بالرَّفع لوَجَب أن يَكُون: "تَحَدَّثَت به"، واللهُ أَعْلَم. ¬
- في حديث أبِي حُذَيْفَة: "رَبَط جَوزَه إلى سَماءِ البَيْت، أو جَائِزَ البَيْت". جَوزُ كُلِّ شَىءٍ: وَسَطُه. - ومنه حَدِيث عَلِيٍّ، رضي الله عنه: "أَنَّه قَامَ من جَوْزِ الَّليل يُصَلِّي" (¬1). وقيل: إنَّه من الجِيزَة، وهي الجانِبُ الأَقصَى، والنَّاحِيَةُ من النَّهر وغَيرِه. وقيل: الجِيزَة، من جَازَ يَجُوز أَيضا، كدِيمَة وجِيلَةٍ، من دَامَ، وجَالَ. وأما الجَوْزُ الذي يُؤْكَل فقِيل: هو مُعرَّب، ليس من هذا في شَيْءٍ (¬2). - في الحديث: ذِكْر: "ذِي المَجَازِ" (¬3). ¬
(جوع)
وهو سُوقٌ من أَسْواق العَرَب في الجَاهِلِيَّة. قِيلَ: سُمِّي به، لأن إِجازَةَ الحَاجِّ كانَتْ فيه. وقيل: هو مَاءٌ في أَصْل كَبْكَب. وكَبْكَب: جَبَلٌ مُطِلٌّ على عَرفَات. - (1 في حديث أَبِي ذَرٍّ: "قَبْلَ أنّ تُجِيزُوا عليَّ". : أي تُنَفِّذُوا قَتْلِي بِوُجُوه، ومثله: تُجْهِزُوا. - في الحَدِيث: "تَجَوَّزُوا في الصَّلاةِ". : أي أَسْرِعوا بِها، وخَفِّفُوها، من الجَوْز؛ وهو القَطْع. - في صِفَة حَيَّات جَهَنَّمَ: "كأَجوازِ الِإِبل" (¬2). : أي أَوسَاطِها، والشَّاةُ المُبْيَضُّ وَسَطُها جَوْزَاء، وبه سُمِّيت الجَوْزاء. (جوع) - في حَدِيثِ صِلَة (3 بنِ أَشْيَم 3): "كان سَرِيعَ الاسْتِجاعَةِ" الاسْتِجاعَة: قُوَّة الجُوعِ، كاسْتَعلَى من عَلَا، واستَبْشَر من بشرَ 1). ¬
(جوف)
(جوف) - في الحديث: "في الجَائِفَة (1 ثُلُث الدِّيَة 1) ". قال الأصمعيّ: هي طَعْنَة تَنفُذ إلى الجَوْف، يقال: أَجفْتُه الطَّعنةَ، وجُفتُه بها. - ومنه حَدِيثُ حُذَيْفَة (¬2): "ما مِنَّا أَحدٌ إلَّا فُتِّش عن جَائِفَةٍ أو مُنَقِّلةٍ". وهو مَثَل: يُرِيدُ به لَيسَ مِنَّا أَحدٌ إلَّا وفيه عَيْب عَظِيم. - ومنه حَدِيث خُبَيْب: "فجَافَتْنِي". : أي وَصَلَت إلى جَوفِي. - في حَدِيثِ القُرَظِيِّ (¬3) في الذي تَردَّى في البِئْر: "جُوفُوه". : أي اطْعَنُوه في جَوفِه. يقال: جُفتُه: أَصبتُ جَوفَه، كما يقال: بَطَنْتُه، ورَأَسْتُه. - في حديث مَالِكِ بنِ دِينار: "أَكلتُ رغيفاً ورأسَ جُوافَة فَعَلَى الدُّنيا العَفاء". ¬
(جول)
الجُوافة: كأَنَّها جِنْس من السَّمَك مَعْروف عند أَهلِ البَصْرة، وكَأَنَّها لَيْسَت من جَيِّده. وقال الجَبَّان: الجُوافُ والجُوفِيّ: ضَرْب من السَّمك. - في الحَدِيث: "أَيُّ الَّليلِ أَسمَع؟ قال: جَوفُ الَّليل الآخِرُ" (¬1). قال الخطابي (¬2): أي ثُلُث الَّليْل الآخر، وهو الجُزءُ الخَامِس من أَسْداس الَّليْلِ. (جول) - في الحَدِيثِ: "فلما جَالَت الخَيْل أَهْوَى (¬3) إلى عُنُقى". يقال: جَالَ في الحرب جَولةً: أي دَارَ، وفي الطَّوفَان جَوَلانًا، وجَوَّلتُ في الأرض تَجْوِيلًا. ¬
- ومنه حَدِيثُ أَبي بَكْر: "إنَّ للبَاطِل نَزْوةً، ولأَهل الحَقِّ جَولَةً" (¬1). - وفي حَدِيثٍ آخَرَ: "للبَاطِل جَولةٌ، ثم تَضْمَحِلّ". من قَولِك: جَالَ في البِلادِ: أي أَنَّ أَهلَه لا يَسْتَقِرُّون على أمرٍ يَعرِفونه ويَطْمَئِنُّون إليه. - (2 في حديث طهفة (¬3): "نَسْتَجِيلُ الرِّهامَ". : أي نَرَاه جَائِلًا: أي لا يَسْتَمْطِر إلَّا الرّهام. ويروى: نَسْتَحِيل "بالحَاء". - في حديث الأَحنَفِ: "لَيْس لك جُولٌ" (¬4). : أي عَقْل وتَماسُك، وأَصلُه جانِبُ البِئر. كما يُقالُ: ماله زَبْر، من زَبَرْت البِئرَ. ¬
(جون)
(جون) - في حَدِيثِ عُمَر: (¬1) "عليه جِلدُ كَبْشٍ جُونِيّ". الجُونُ: الأَسودُ، وقد يُقالُ: للأَحْمَر أَيضًا جَونٌ، كما يقال: له أَسوَد، واليَاءُ للمُبالَغَة. كالأَحمَرِيِّ للأَحْمَر، وجَمعُه (¬2): جُونٌ، كَوَرْد، وَوُرْد. وقيل: إنَّه يَقَع على كُلّ لَونٍ؛ لأنه مُعَرَّب كون: أي لون. (جوى) - في حديث العُرَنِيِّين (¬3): "فاجْتَوَوْا المدينةَ". : أي أَصابَهم الجَوَى، ولم يُوافِقْهم طَعامُها وكرهوها، وجَوَوْا كَذَلِك. - ومنه حَدِيثُ عبدِ الرَّحمن بنِ القَاسِم قال: "كان القَاسِمُ لا يَدخلُ منزلَه إلّا تَأوَّه. قلت: يَا أَبَه، ما أَخرَج هذا منك إلّا جَوًى". الجَوَى: دَاء الجَوْفِ إذا تَطَاول والفِعْل منه جَوِى يَجْوَى، فهو جَوٍ. وقال الكِسائِيُّ: هو الحُبُّ البَاطِن، والمَرأةُ منه جَوِيَة. * * * ¬
من باب الجيم مع الهاء
من باب الجيم مع الهاء (جهد) - في الحَدِيثِ "إذا جَلَس بين شُعَبِها (¬1) الأَرْبع، ثم جَهَدها، وجَبَ الغُسلُ" (¬2). قال صاحب التَّتِمَّة: أي حَفَزَها ودَفَعها. وقيل: أَرادَ التقاءَ الخِتَانَيْن. وقال ابنُ الأَعرابي: الجَهْد: من أَسماءِ النِّكاح. (جهر) - في الحَديثِ: "نَادَى العَبَّاسُ بَصْوتٍ جَهِير" (¬3). - (4 وفي حَدِيثِ صَفْوان بنِ عَسَّال، رَضِى الله عنه: "نَادَاه أَعرابِىٌّ بصَوْتٍ له جَهْوَرِيّ 4). يقال: فلان جَهِير الصَوتِ: أي غَلِيظُه وعَالِيه. وكذلك جَهْرٌ، وجهْوَرِيّ بَيِّن الجَهَارَة، وقد جَهُر. والجَهْوَرِيّ: العَالِي الصَّوت (¬5)، وجَهْوَر الحَدِيثَ: أَعلنَه. ورجل جَهْورٌ (¬6): جَرِىءٌ مُقدِم مَاضٍ. - ومنه الحَدِيثُ: "كان عُمَر رَجُلاً مُجْهِرًا" (¬7). ¬
(جهز)
: أي صاحبَ جَهْر ورَفْع لصَوتِه، يقال: جَهَر صَوتَه إذا رَفَعَه، فهو جَهير. وأَجْهَر: إذا عُرِف بشِدَّة الصَّوت فهو مُجْهِر. - ومنه الحَدِيث: "فإذا امرأَةٌ جَهِيرَةٌ". - في الحَدِيثِ: "كُلُّ أُمَّتِي مُعافًى إلّا المُجاهِرِين". يَعنِي الذين جَاهَروا بَمعَاصِيهم، وكَشفُوا ما سَترَه الله، عز وجل، عليهم من ذَلِك، فيتَحَدَّثون به. يقال منه: جَهَر وأَجْهَر لغتان. (1 وقيل: أَجْهَرتُه وجَهَرْت به 1). (جهز) - في حَديثِ ابنِ مَسْعُودٍ: "أَنَّه أَتَى على أَبِي جَهْل فأَجهَز عليه" (¬2). : أي أَسْرع قَتلَه، وموت مُجهِزٌ: وَحِيٌّ، والجَهِيزُ: السَّرِيعُ. - ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ، رضي الله عنه، في أَهلِ صِفِّين: "لا يُجهَز على جَرِيحِهم". : أي مَنْ صُرِع منهم، ودُفِع شَرُّه (¬3)، كفِي قِتالُه لا يُقتَل؛ لأَنَّهم مُسلِمُون، والقَصْد من قِتالِهم دَفْعُ شَرِّهم، فإذا لم يُمكِن ذَلِك إلَّا بَقتْلِهم قُتِلوا، كمَنْ يَقصِد قَتلَ رَجُلٍ، أو مَالَه. (جهم) - في حَدِيث سُبَيْع بنِ خَالِد: "فَتَجَهَّمني القَومُ". : أي لَقُونِي بغِلْظَة. قال الأصمَعِيّ: الوَجْه الجَهِيم: الغَلِيظُ الضَّخْم. وقال الخَلِيل: تَجهَّمتُ لفُلان: استقبلتُه بَوجْه كَرِيهٍ. ¬
(جهنم)
- ومنه دُعاؤُه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بالطَّائِفِ: "إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي". وقيل: جَهَمْتُه بمَعْناه (¬1)، وتَجَهَّمتُه: تَنَكَّرت له. - في حَدِيث كَعْبِ بنِ أَسَد، أَنَّه قال: لِحُيَيٍّ بنِ أخْطب: "جِئْتَنِي بِجَهَام". الجَهامُ: جَمْع جَهامة؛ وهي السَّحابةُ التي أَراقَت ماءَها (2 ضَرَبَه 2) مَثَلًا: أي هَذَا الذي تَعرِضه عليَّ لا خَيْر فيه. (جهنم) - ومن رُبَاعِيِّه ما ذَكَرَه اللهُ تَعالَى في القُرآن من لَفْظِ: "جَهَنَّم". قال صاحبُ التَّتِمَّة: أَكثرُ النَّحْويِّين على أَنَّها اسمٌ لِنارِ الآخِرة، وهي (¬3) أعجمية، لا تُجرَى (¬4) للتَّعْرِيف والعُجْمَة. وقال آخرُون: هو اسمٌ عربي، وسُمِّيت نَارُ الآخِرةِ به، لبُعدِ قَعْرها - وإنما لم تُجْرَ لِثِقَل التَّعْريِف، وثِقَل التَّأْنِيثِ. وحَكَى قُطْرب عن رِوَاية: "رَكِيَّة جَهِنَّام" بكَسْر الجيمِ والهَاءِ وبفَتْحِهما: أي بَعِيدَة القَعْر. قال الجَبَّان: هو تَعْرِيب كهَنّام بالعبْرانِيَّة (¬5). * * * ¬
ومن باب الجيم مع الياء
ومن باب الجيم مع الياء (جيب) - في الحَدِيث: "أَتاهُ قَومٌ مُجْتَابِي النِّمار". : أي لاِبسِيها. (1 يقال: اجْتَبْتُ القَمِيصَ: لَبِستُه، وقيل: أَصلُه الواو؛ لأنه من جَابَ يَجُوبُ: إذا خَرَقَ وقَطَع 1). - ومنه في صِفَة نَهْر الجَنَّة: "حافَتاه اليَاقُوت المَجِيبُ (¬2) ". : أي الأَجْوَف، من جُبتُه: قَطَعْتُه فهو مَجوبٌ ومَجِيبٌ. كما يِقال: (3 مَشُوبٌ 3) وَمَشِيبٌ ولو كانَت الرِّواية مُجَيَّب فهو مَجُوب ومَجِيب. كما يقال: مشُوبٌ ومَشِيبٌ ولو كانَت الرِّواية المُجَيَّب فهو من قَولهم: جَيبٌ مُجَيَّبٌ ومُجَوَّب ومَجُوبٌ أي: مُقَوَّر. ¬
(جيش): في حديث البَراءِ بن مَالِك: "فَكَأَنَّ نَفسِيَ جَاشَت" (¬1). : أي ارْتاعَت وخافت. قال: عَمرُو بنُ الِإطْنَابة (¬2) وقَولِي كُلَّما جَشَأَت وجَاشَت ... مَكانَك تُحمَدِي أو تَسْتَرِيحِي وكان الأَصْمَعِي يُفرِّق بَيْنَهما فَيقُول: جاشَت تَجِيش جَيْشاً، إذا دَارَت للغَثَيان، وجَشَأَت: إذا ارتَفَعَت من حُزْن أو فَزَع. - في حَدِيثِ عَامِر بنِ فُهَيْرة: "فاسْتَجاش عليهم عامِرُ بنُ الطُّفَيل، حتَّى أَخَذَهم". : أي طَلَب لهم الجَيشَ وجَمعَه (¬3) عليهم. - (4 في حَدِيثِ الحُدَيْبِيَة: "فَمَاِ زَالَ يَجِيشُ لهم بالرِّيِّ". ¬
(جيض)
: أي يَفُورُ مَاؤُة ويَرتَفِع، كما تَجِيشُ القِدرُ بما فيها 4). (جيض) - في الحَديثِ: "فَلمَّا جِضْنَا جَيضَةً" (¬1). يقال: جَاضَ في القِتال، إذا فَرَّ، وجَاضَ عن الحَقِّ جَيْضًا: عَدَل، وجَاضَ جَيَضانًا: رَجَع، وجَاض العَبدُ: أَبَقَ، وأَصلُ الجَيْضِ: المَيْل عن الشيء. (جيف) - في الحَدِيث: "فارتَفَعَت رِيحُ جِيفَة". يقال: جَافَت المَيْتَة، واجْتَافَت (¬2)، وجَيَّفتَ، بفَتْح الجِيمِ: أي أنتَنَت، فهي جِيفَة. - ومنه حَدِيثُ أَهلِ بَدْر: "قيل: يا رَسولَ اللهِ، أَتُكِّلم أُناساً قد جَيَّفُوا؟ " وقيل: هو من نَتْن الجَوْف أَيضًا، فيَكون من الواوِ. - في الحديث "أَجِيفُوا أَبوابَكم" (¬3). ¬
(جيل)
: أي رُدُّوهَا رَدًّا كُلِّياً. ورُوِي عن مَعْمَرٍ أَنَّ الزُّهرِيّ قال له: "أَجْفِ البَابَ"، قال: فلم أَدْرِ ما هو؟ حتَّى جِئْتُ (1 اليَمَنَ 1)، فإذا هو كَلامُهُم. ولَعلَّه من قَولِهم: أَجفْتُه الطَّعنَة، إذا وَصَلْتَها إلى جَوْفِه، فكذلك هو رَدُّ البَابِ إلى أَصلِ مَوضِعِهِ وجَوفِه. (جيل) - في حديث سَعْدِ بن مُعاذٍ: "ما أَعلَم من جِيلٍ كان أَخْبَثَ منكم". الجِيلُ: كُلُّ صِنفٍ من النَّاسِ، وقيل: الجِيلُ: الأُمَّة، وجَمعُه أَجيالٌ، وقِيل: كُلُّ قَومٍ لهم لُغَة جِيلٌ. (جيى) - في حَدِيث عِيسَى عليه السلام: "أَنَّه مَرَّ بنَهرٍ جارٍ وجِيَّةٍ مُنْتِنَة" (¬2) الجِيَّة: مُجتَمع المَاءِ في هَبْطَةٍ، وأَصلُها الهَمزُ، وهي فِعْلَة بوَزن النِّيَّة. من باب جَاءَ، أُخذَت من مَجِيء الماءِ إليها والجَيَّة بوزن المَرَّة، ومعناها أَيضاً، من المَجِيءِ. * * * ¬
ومن كتاب الحاء
ومن كتاب الحاء من باب الحاء مع الباء (حبب) - في حديث صِفَةِ أَهلِ الجَنَّة: "يَصِيرُ طَعامُها إلى رَشْحٍ مِثلِ حَبابِ المِسكِ" (¬1). الحَباب، بفَتْح الحَاءِ، الطَّلُّ الذي يُصبِح على الشَّجَر، شَبَّه رَشْحَ المِسْك به. ويجوز أن يكون مُشبَّها بحَباب المَاءِ، وهو فَقاقِيعُه وتَكاسِيرُه وطَرَائقُه. وقيل: ما تَطايَر منه. والحَباب أَيضا: مُعظَم الماء. - ومنه حَدِيثُ عَلِيٍّ، رَضِي الله عنه، قال لأبِي بَكْر رضي الله عنهما: طِرتَ بِعُبَابِها، وفزْتَ بَحَبابِها". : أي مُعْظَمِها. - في الحَدِيث: "الحُباب شَيْطَان" (¬2). قال الأصمَعّي: الحُبَاب، يَعنِي بالضَّمِّ، الحَيَّةُ، لأنه (¬3) اسمُ الشَّيطان، (4 والحَيَّة يقال لها: شَيْطَان 4)، قال الشاعر: ¬
(حبر)
كأَنَّه ... تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ (¬1) وقال المُبَرِّد: الحُبابُ، حَيَّة بعَيْنِها، (2 وكذلك اشْتَركا في اسم الجَانّ وابن قِتْرة (¬3) 2). - وفي صِفَتِه عليه الصّلاة والسَّلام: "ويَفْتَرّ (¬4) عن مِثْل حَبِّ الغَمَام". حَبُّ الغَمام: البَرَد، شَبَّه تَغرَه به في بَياضِه وصَفائِه وبُرودَتِه. (حبر) - (5 حَدِيثِ أَنَس: "إنَّ الحُبارَى لتَمُوت هَزلًا بذَنْب بَنِي آدم". يَعنِي: أَنَّ الله يَحبِس عنها القَطرْ بشُؤْم ذُنوبِهم، وإنّما خَصَّهَا (6 بالذِّكر 6)، لأَنّها أَبعدُ الطَّيرِ نُجعَةً؛ فرُبَّما تُذبَح بالبَصْرة، وتُوجَد في حَوْصَلَتها الحَبَّةُ الخَضراءُ، وبَيْن البَصْرة وبين مَنابِتها مَسِيرةُ أَيّام. ¬
(حبس)
- في حَديثِ أَبِي هُرَيْرة: "لا أَلبَس الحَبِيرَ" (¬1). : أي المُوشَّى من البُرود، وبُردُ حِبَرة، هو المُخَطَّط من بُرودِ اليَمَن 5). (حبس) - في حَدِيثِ بَشِير، رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَّه سَأَل: أينَ حِبْس سَيَل، فإنَّه يُوشِك أن يَخرُج منه نَارٌ تُضيء منها أَعناقُ الِإِبل بِبُصْرَى". والحِبْس، بكَسْر الحاء: فُلوقٌ في الحَرَّة يَجْتَمِع به ماءٌ، لو وَرَدَت عليه أُمَّة لَوسِعَهم. قال ابنُ أَبِي أُويْس: "حِبْس سَيَلٍ" (¬2): مَوضِع بحَرَّة بنى سُلَيْم. بينه وبين السَّوارِقيَّة (¬3) مَسِيرَة يومٍ. والحِبْس، والحِباسُ: ما يُحبَس به المَاءُ، وما يُحبَس من المَاءِ ¬
أَيضاً ويُجْمَع في مصنعه من غير مَادَّة حِبْس. وربما يُجمَع بحِجارةٍ حَوالَيه للسَّقى. والحُبْس بالضَّمِّ: الرّجّالة، لتحَبُّسِهم عن الرُّكبان. - في حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، قال: "لَمَّا نَزَلَت آيةُ الفَرائِض قال النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -: لا حُبْسَ بعد سُورةِ النِّساء". كَأَنّه أَرادَ لا يُوقَف مالٌ ولا يُزوَى عن وارثٍ، وكأنه إشارةٌ (¬1) إلى ما كانوا يَفعَلونه في الجَاهِلِيَّة من حَبْس مال المَيِّت ونِسائِه، ولذلك قَالَ الله تَبارَك وتَعالَى: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} (¬2). وكانوا إذا كَرِهُوا النِّساء لِدَمامةٍ أو قِلَّة مالٍ، لم يَتَزَوَّجُوهن، وحَبَسُوهُن عن الأَزواج؛ لأَنَّ أَولياءَ المَيِّت كانوأ أَولَى بها عِنْدَهم، والله تعالى أعلم. - (3 في حديث الشَّافِعِيّ، رضي الله عنه: "إنَّ الحُبُسَ التي بَعَث رسَولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بإطْلاقِها نحوَ البَحِيرَةِ والسَّائِبَةِ وأَمثالِها". - في حديث عمر رضي الله عنه: "حَبِّس الأَصلَ" (¬4). ¬
(حبش)
: أي اجْعَلْه وَقْفاً حَبِيساً، وكذلك حَبَس وأَحْبَس 3). - وفي الحَديثِ: "لا يُحْبَس دَرُّكم" (¬1). أي: لا تُحبَس ذَواتُ الأَلبان عن المَراعِي، بحَشْرها وسَوْقِها إلى المُصَدِّق لِيَعُدَّها ويَأخذَ حَقَّها، لِمَا في ذلك من الِإضْرار بها. فليأت (¬2) المُصَدِّق إليها في مُراحِها أو غيرِ ذلك، كما في الحديث الآخر: "ولا يُحْشَروا". (حبش) - في حَدِيثِ الحُدَيْبِيَة: "أَنَّ قُريشًا جَمعُوا لك الأَحابِيشَ". قال صاحِبُ التَّتِمَّة: هم أَحياءٌ من القَارَة، انْضمُّوا إلى بني لَيْث في مُحاربَتِهم قُريشًا، والتَّحَبُّش: التَّجَمُّع. وقال غَيرُه: هم أَحياءٌ من قُرَيش من القَارَةِ، وقَعَت بينهم وبَيْن قُريْش المُخالَفةُ تَحْت جَبل يُسَمَّى حَبَشِيًّا، فسُمُّوا بِذَلك. (حبق) - في الحَدِيث: ذِكْرُ "عِذْق ابنِ حُبَيْق" (¬3). ¬
(حبك)
وهو اسمٌ رَجُل يضَافُ إليه نَوعٌ ردِيءٌ من التَّمر. وقد يُقال له: نَباتُ حُبَيْق، وهو تَمرٌ أَغبَرُ صَغِيرٌ مع طُولٍ فيه. ويقال: حُبَيْق، ونُبَيْق وذَواتُ العُنَيْق لأَنواع من التَّمْر. فالنُّبَيْق: أَغْبر مُدَوَّر، وذَواتُ العُنَيق: لها أَعناقٌ مع طُولٍ في غُبْرة. وربما جَاءَت النَّخلةُ سنَةً بِحُبَيْق، وسنَةً بِنُبَيْق، وسَنةً بذوات العُنَيْق، ورُبَّما اجْتَمع ذلك كُلّه في عِذقٍ واحدٍ. (حبك) - في صِفَة الدَّجَّالِ: "رَأْسُه حُبُك" (¬1). حُبُك: أي شَعر رَأسِه مُتَكَسَّر، من الجُعودَة، مِثْل المَاءِ القائمِ، أو الرَّمل الذي تَهُبُّ عليه الرَّيحُ فيَصِير له حُبُك. وكِساءٌ مُحبَّك: أي مُخَطَّط، وحِباكُ الِّلبْد: الخُيوطُ السُّود أو غَيرُها تُخاطُ بها أَطرافُه. (حبل) - وفي حَديثٍ آخَرَ: "أَنَّه مُحبَّلُ الشَّعر". بالَّلامِ، وقد فَسَّره الهَرَوِيّ (¬2)، ويُروَى مُحَبَّك". - في حَديثِ عُروة (¬3) بنِ مُضَرِّس: "أَتيتُك من جَبَلَى طَيِّئٍ، ما تَركتُ من حَبلٍ إلّا وَقَفتُ عليه". ¬
الحَبْل: المُسْتَطِيل من الرَّملِ، وقيل: هو الضَّخْم منه، وجَمعُه حِبالٌ. وقيل: الحِبالُ في الرَّمل كالجِبالِ في غَيرِ الرَّمل. وجَبَلا طَيِّيء يقال لهما: أَجأٌ وسَلْمَى. وقال الأَخفَش: الحَبْل: جَبَل عَرفَة، وأنشد: فراحَ بها من ذِي المَجازِ عَشِيةً ... يُبادِر أُولَى السَّابِقَاتِ إلى الحَبْل (¬1) - ومنه في حَدِيثِ بَدْر: "صَعَدْنا على حَبْل" (¬2). : أي قِطْعَة من الرَّمل ضَخْمة مُمتَدَّة على وجه الأرض - يعنى - لِنَنْظُر إلى المُشرِكِين. - في صِفَة الجَنَّة: "فإذا فيها حَبَائِلُ اللُّؤْلُؤِ". : يعَنِي مواضعَ مرتَفِعةً كحِبال الرَّمْل، وكأنه جَمعٌ على غَيرِ قِياس؛ لأن الحَبائِلَ جَمعُ الحِبالَة. - ومنه الحَدِيثُ: "النِّساءُ حبَائِلُ الشَّيطَان". : أي مَصايِدُه، والحِبالَة: المِصْيَدة من أَيِّ شىءٍ كانَت، وحبَائِلُ الموتِ: أَسبابُه. ¬
- في حديث أبي قَتادَه: "فَضربْتُه (¬1) على حَبْل عاتِقِه". قال الأَصمَعِيُّ: هو مَوضِع الرِّداءِ من العُنُق. وقيل: هو وُصلَة ما بين العُنُق إلى المَنكِب، وقيل: هو عِرقٌ هُناك. (2 وقيل: عَصَبة 2). وحِبالُ الأَيدِي وغَيرِها من الأَعْضاء: عُروقُها وعَصَبُها، كأَنَّها حِبال تُشدُّ بها الأعضاءُ. - في الحَدِيثِ: "بَينَنَا وبَيْن القَوم حِبال" (¬3). : أي عُهودٌ ومَواثِيق، قال الأعشَى: وإذا تُجَوِّزُها حِبالُ قَبِيلَةٍ ... أَخذَتْ من الأُخرى إليك حِبالَها (¬4) - في حَدِيثِ الرَّجْم: "إذا كان الحبَلُ أو الاعْترِاف". يقال: حَبِلَت المرأةُ حَبَلاً، فهي حُبْلَى: إذا حَمَلت، أي إذا لم يَكُن لها زَوجٌ فَحَمَلَت، فصار حَملُها بمنزلة البَيِّنة على زِناها. ¬
(حبن)
(حبن) - في حديث عُروةَ: "أنَّ وَفْد أَهلِ النَّار يرجِعُون زُبًّا (¬1) حُبْنًا" الحُبْن جمع الأَحْبَن: وهو العَظِيم البَطْن، والحَبَن: عِظَم البَطْن وقد حَبِنَ: أي وَجِع بَطنُه مع وَرَم فيه. وقيل: هو أن يَكثُر السِّقْى في حَجْمِ البَطْن، فيعَظُم لذلك. - وفي حَدِيثِ عُقْبَةَ: "أَتِمُّوا صَلاتَكم، ولا تُصَلُّوا صَلَاة أُمِّ حُبَيْن". أُمُّ حُبَيْن: دُوَيْبَّة كالحِرباء ضَخْمَة البَطْن عَرِيضَتُه. قال أبو زيد: الحِرْباءُ ذَكَرُها، وأُمُّ حُبَيْن: الأُنثَى تُطَأْطِيءُ رأسَها كَثِيراً، وتُسرِع رَفْعَه كأَنَّها من عِظَم بَطْنِها لا تُقِلُّه فهي تَسقُط على رأسِها وتَقُوم، وكَأنّه مِثْل الحَدِيثِ الآخَر في نُقرَةِ الغُراب. - في حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّه رَخَّص في دَمِ الحُبُون". وهي الدَّمَامِيلُ، وَاحِدُها حِبْن، وإنّما أَرخَص فيه أن يكون في الثَّوب أو البَدَن حالةَ الصَّلاة. لأَنَّه (2 يَشُقُّ 2) الاحترازُ منه فأُلحِق بالمَعْفُوِّ عنه. (حبو) في الحديث: "لو يَعْلَمون ما فِي العِشاءِ والفَجْر، لأَتوْهُما ولو حَبْوًا على الرُّكَبِ". الحَبْو: أن يَمشِي على يَدَيْه. يقال: حَبَا البَعِير يَحبُو: إذا ¬
مَشَى مَعْقولا. واشْتِقاقه: من حَبَت السَّفِينَة، إذا جَرَت، ومن الحَابِي؛ وهو السَّهم الذي يَزحَفُ إلى الهَدَف بَعْد ما يَقَع على الأرض. ويقال: حَبَا الصَّبِيُّ: إذا زَحَفَ على إسْتِه، وحَبَا (¬1) البَعِيرُ: إذا بَرَك، ثم زَحَفَ من الِإعياءِ، وأَصلُه الدُّنُوُّ. - في الحَدِيثِ قال للعَبَّاس، رضي الله عنه، في صَلاة التسْبِيح: "ألَا أَحْبُوكَ" (¬2)؟ يقال: حَباه كَذَا وبِكَذَا. يَحْبُوه حَبْواً وحُبْوَةً: أَعطاه، والحِباءُ: العَطِيَّة الخَاصَّة. - في الحَدِيث: "نَهَى عن الاحْتِباء في ثَوبٍ وَاحدٍ". الاحْتِباء: جِلسةُ الأَعراب، وكذلك الحِبْوة والحِبْيَة، وهو ضَمُّ السَّاقَيْن (¬3) إلى البَطْن بثَوْب يَلُفُّونه (¬4) عليهما، يَعنِي إذا لم يَكُن عليه إلَّا ثَوبٌ واحِدٌ، رُبَّما تَحرَّك، أو زَالَ الثَّوبُ فتَبدُو عَورتُه. - ومنه الحَدِيثُ: "الاحْتِباء حِيطانُ العَرَب". : أي لَيْسَ في البَوادِي حِيطَان، فإذا أَرادُوا أن يَسْتَنِدُوا احْتَبَوْا، لأن الثوبَ يمنَعُهم من السُّقُوط (¬5). ¬
- (1 في حدِيث عَمْرو: "نَبَطِيٌّ في حَبْوَته". من ذلك، ويُروَى بالجِيم. - وفي حَدِيثِ مُعاذِ بنِ أَنَس عن أَبِيه: "نُهِي عن الحَبْوة يَومَ الجُمُعَةِ والإمامُ يَخْطُب". إنَّما نَهَى عَنْها في ذَلِك الوَقْتِ، لأنه يَجلِب النَّومَ، ويُعرِّض طَهارتَه للانْتِقاضِ. وفيه دَلِيل على أَنَّ الاسْتِناد يَومَ الجُمُعَة في ذَلِك الوَقْتِ مَكْروهٌ، لأنه مِثلُ الاحْتِباء إذا كَثُر، وأَمر بالاستِيفَاز في القُعُود لاسْتِماع الخُطْبة والذِّكر. قِيلَ: الاحْتِباء في ثَوْبٍ وَاحدٍ، هو أن يَقعُد على أَلْيَتَيه وقد نصب ساقَيْه وهو غَيرُ مُتَّزِرٍ، ثم يحْتَبِي بثَوبٍ يَجَمَعُ بين طَرفَيه ويَشُدُّهُما على رُكبَتَيه، فإذا فَعَل ذَلِك بَقِيت فُرجَةٌ بينَه وَبيْنَ الهَواء تنكَشِف منها عَورتُه 1). * * * ¬
ومن باب الحاء مع التاء
ومن باب الحاء مع التاء (حتت) - (1 في الحديث: "تَحاتَّت عنه ذُنوبُه". : أي تَساقَطَت، وهو مُطاوِع حَتَّه: أي حَطَّه، تَفاعُل من الحَتِّ. - وفي حَديثٍ آخر: "هم خِيار مَنْ يَنحَتُّ عنه المَدرُ" (¬2) 1). (حتن) - في الحَدِيث: "أفَحِتْنُه فُلان؟ ". يقال: هو حِتْنُه، وتِنُّه: أي نَظِيره وقِرنُه، والمُحَاتَنَة: المُساوَاة، والتَّحَاتُن: التَّبارِي. وكذلك: الحِتْن والحَتْن: المِثْل، وتَحَاتَنا في النِّضال: تَسَاويا. وكل اثْنَين لا يَخْتَلِفان: مُحْتَتِنان ومُتَحاتِنَان وتَحَاتَن الدَّمعُ (¬3): إذا وَقَع قَطْرتَين قَطْرتَيْن. * * * ¬
ومن باب الحاء مع الثاء
ومن باب الحاء مع الثاء (حثا) - في الحديث: "احْثُوا في وجُوه المَدَّاحِين التُّرابَ". يقال: حَثَاه يَحْثُوه حَثْواً، إذا أَثارَه، وحَثَى يَحْثِي حَثْياً لُغَة فيه. - وفي الحديث (¬1): "كان يَحْثِي على رَأسِه ثَلَاثَ حَثَياتَ". - وفي حَديثٍ آخَر: (¬2) "ثَلاث حَثَيَات من حَثَيَات رَبِّي تَبارَك وتَعالَى". ويقال: أَحثَتِ الخَيلُ البِلادَ: إذا دَقَّتْها وأَثارَتْها. ويقال: أَحاثَتْها كَذلك. * * * ¬
ومن باب الحاء مع الجيم
ومن باب الحاء مع الجيم (حجب) - في الحديث: "قالت بَنُو قُصَيِّ: فِينَا الحِجَابَةُ" (¬1). يَعنِي حِجابَة بَيْتِ اللهِ تَعالَى الحَرَام - الكَعْبَة - وهم بَنُو عَبدِ الدَّار بن قُصَيّ، منهم شَيْبَة بنُ عُثْمان الحَجَبِيّ، وهم الذين بأَيدِيهم مِفتاحُ الكَعْبة الآن، ويقال لهم: الشَّيْبِيّون. قيل: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، أَرادَ أن يَأخُذَه (¬2) منهم. فأَنْزل الله تَعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (¬3). فتَركَه في أَيْدِيهم، فَهُو لَهُم إلى يَوم قِيامِ السَّاعَة. (حجج) - في الحَدِيث: "كانت الضَّبُع وأَولادُها في حِجاج (¬4) عَيْن رَجُل من العَمَالِيق". ¬
الحِجَاج: العَظْم المُسْتَدِير حَولَ العَيْن الذي يَنبُت عليه الحاجِبُ، وقد تُفتَح حَاؤُه، وجَمعُه: أَحِجَّة وحُجُج. والأَحجُّ: العَظِيم الحِجَاج. - في حديث الدَّجَّال: "إن يَخرُج وأَنَا فيكم فأَنَا حَجِيجُه دُونَكم، وإلّا فامرؤٌ حَجِيجُ نفسِه". : أي يُحاجُّه ويُحاوِرُه. ويقال: حاجَجْتُه حِجَاجاً ومُحَاجَّةً فَحَجَجْتُه أَحُجُّه حَجًّا: أي غَلبْته. والحُجَّة لِإيضَاحِها الشَّيءَ يُمكِن أن تكون من المَحَجَّة. (1 في حَديثِ أَبي الطَّوِيل: "لم يترك حاجَّةً ولا داجَّةً". : أي الجَمَاعة الحَاجَّة، والدَّاجَّة: الذين مَعَهم من أَتْباعِهم، وقيل: الدَّاجُّ: المُقِيم، وأَنشدَ: عِصابَةٌ إن حَجَّ عِيسَى حَجُّوا ... وإن أَقامَ بالعِراقِ دَجُّوا (¬2) وهو مُوحَّد الَّلفْظ جَمْع المَعْنَى، كقَولِه تَعالى: {سَامِرًا تَهْجُرُونَ} (¬3). ¬
(حجر)
- في حَديِث مُعاوِيةَ: "فجَعلْت أحُجُّ خَصْمِي" (¬1). يقال: إنَّه كما قال أبو دُوَاد: أَنَّى أَتِيح لها حِرْباءُ تَنْضُبَةٍ ... لا يُرْسِلُ السَّاقَ إلَّا مُمْسِكاً سَاقَا (¬2) قوله: أَحجُّه: أي أَغلِبه بالحُجَّة، وأَتَعلَّق بحُجَّة بَعدَ أُخرَى 1). (حجر) - قَولُه تَعالى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ} (¬3). الحِجْر: هو اسمٌ لدِيارِ ثَمود؛ قَوم صَالِح النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد يَجِيء ذِكُره في أَحادِيث حِينَ وَصَل إليه (¬4) النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - والصَّحَابة، رضي الله عنهم. - في حَدِيثِ سَعْدِ بنِ مُعاذ: "أَنَّه لَمَّا تَحَجَّر جُرحُه للبُرءِ انْفَجَر". قوله: تَحَجَّر: أي اجْتَمَع وقَرُبَ بَعْضُه من بَعْض والْتَأَم، وقد يَجِيء تَحَجَّر مُتَعدِّيا. - في الحَدِيثِ الآخَر: "لقد تَحجَّرتَ واسِعًا". كما جاء حَجَّر لازِماً ومُتَعَدِّياً. ¬
يقال: حَجَّر القَمرُ: أي دخل في الدَّارَة (¬1) التي حَولَه، وحَجَّرتُ عَينَ البَعِيرِ: أي وَسمتُ حَولَها بمِيسَم مُستَدِير. - في حديث الجَسَّاسَة: "تَبِعه أَهلُ الحَجَر والمَدَر" (¬2). : أي أَهلُ البَوادِي الذين يَسكنونَ مواضع الحِجَارة (¬3) والجِبال، وأَهلُ المَدَر: أَهلُ البِلاد. - في الحديث: "كان له حَصِير يَبسُطُه بالنَّهار ويَحْتَجِرُه (¬4) بالليل". : أي يَجْعَلُه لنَفْسِه دُونَ غيرهِ. ومنه يقال: احْتَجَرتُ الأَرضَ، إذا ضَربتَ عليها مَناراً تَمنَعُها به عن غيرِك. ومنه حَجْر القَاضِي على المُفلِس وغيره، وأَصلُ الحَجْر (¬5): المَنْع. - وفي الحديث: "وللعَاهِر الحَجَر" (¬6). ¬
(حجز)
يَظُنّ بَعضُ النَّاس، أَنَّه يُرِيد به الرَّجمَ، وليس كذلك، فإنَّه ليس كُلُّ زانٍ يُرجَم، إنما يُرجَم الذي استَكمَل شَرائِطَ الِإحْصانِ، ولكن مَعنَى الحَجَر ها هُنَا: الخَيْبَة. : أي الوَلَد لصاحِب الفراش من الزَّوج أو المَولَى، وللزَّاني الخَيْبَة والحِرمان كقولِك: إذا خَيَّبتَ رجلاً من شيء: مَا لَك غَيرُ التُّراب، وما بيدك غَيرُ الحَجَر. ومنه الحَدِيثُ: "إذا جَاءَك صاحبُ الكَلْب يَطلُب ثَمَنه، فامْلأْ كَفُّه تُراباً". : أي أَنَّ الكَلبَ لا ثَمَن له، فضَرَب المَثَلَ بالتُّراب، قال الشّاعِر: * تُرابٌ لأَهلِي لا ولا نِعْمَة لهم * (حجز) - في الحديث: "لَمَّا نَزلَت سُورةُ النُّورِ عَمَدْن إلى حُجَز مَناطِقِهِنّ فشَققْنَهُنّ فاتَّخذْنَها خُمُراً" (¬1). تَعْنِي قَولَه تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (¬2). الحُجَز: جمع الحُجْزَة، وأَصلُه موضع مَلاثِ الِإزار، ثم قيل: للإِزار ¬
(حجل)
حُجْزَة والحُجُوز: جَمْع (¬1) جَمْع الحُجْزة كبُرْج وبُرُوج. واحتَجزَ بالِإزَارِ: شَدَّه على وَسَطِه. - وفي الحَدِيثِ: "إنَّ الرَّحِمَ أَخَذَتْ بحُجْزة الرَّحْمن". قال بَعضُهم: أي اعَتَصَمَت به، والتجَأت إليه مُسْتجِيرة. ويَدُلُّ عليه قَولُه في الحديث: "هذا مَكانُ العَائِذِ بك (¬2) من القَطِيعَة". وقال غيره: مَعْناه: أَنَّ اسْمَه (¬3) مشتَقٌّ من اسْمِ الرَّحْمن، فكأنه مُتَعَلِّق باسم الرَّحمن آخذ بِوَسَطِه. كما في الحَدِيثِ الآخرِ: "إنها شُجْنَة من الرَّحمن" (¬4). (5 وإجراؤُه على ظَاهِرِه أَولَى 5). (حجل) - في الحديث: "خَيرُ الخَيْل الأَقْرحُ المُحَجَّل" (¬6). ¬
قال الأَصمَعِيّ: المُحجَّل: الذي يَرتَفِع البَياضُ إلى مَوضِع القَيْد، وهو في الرِّجلِ كَذلك، فإذا كان البَياضُ في طَرَف اليَدِ، فهو العُصْمَة. يقال: فَرسٌ أَعصَمُ. - ومنه الحَدِيثُ الآخر: "أُمَّتِي الغُرُّ المُحَجَّلُون". : أي البِيضُ مَواضِع الوُضُوء من الأَيدِي والأَقْدام. - في حديث على، رضي الله عنه: "قال له رجل: إنَّ اللُّصَوصَ أَخذُوا حِجْلَيِ امْرأَتِي". : أي خَلْخَالَيْها، وسُمِّيّ القَيدُ حِجْلاً، لأَنه للرِّجل بمَوضِع الخَلْخَال، والجَمْع: أَحجَالٌ وحُجولٌ وحِجَالٌ. فأما الحَجَلة، بفَتْح الحَاءِ، فهي القَبَجَة (¬1)، وحَجلَة العَرُوس. (حجم) في حديث (2 ابن 2) عُمَرَ رَضى الله عنهما: "كالبَعِير المَحْجُوم". يعنى المَكْعُوم، والحِجام: الكِعامُ؛ وهو ما يُشَدُّ به فَمُ البَعِير إذا هَاجَ لئَلَّا يَعَضّ. ويمكن أن يَكُونَ الحَجَّام من هذا لِإلزامِه المِحْجَمة قَفَا المَحْجُوم. ¬
(حجن)
وقيل: هو من الحَجْم، وهو المَصُّ؛ لأنه يَمُصّ المِحْجَمة. وقيل: من الحَجْمِ (¬1) الذي هو النُّتُوء، لأَنَّ الَّلحمَ يَرِمُ فيَصِيُر له حَجْم عند مَصِّ الحَجَّام. (2 ومنه حَدِيثُ حَمزةَ، رضِي الله عنه: "أَنَّه خَرَج يوم أُحُد كأنَّه بَعِيرٌ مَحْجُوم". قال التَّوَّزِيّ عن أَبِي عُبَيْدة: رجل مَحجُومٌ: أي جَسِيم، من الحَجْم 2). (حجن) - في الحَدِيثِ: "أَنَّه كان يَسْتَلِم الرُّكنَ بمِحْجَنهِ". المِحْجُن: عَصاً مُعقَّفةُ الرَّأسِ كالصَّوْلَجان، وأَصلُ الحَجْن: الاعْوِجَاج، والفِعل بِهَذِه العَصَا الاحْتِجان. ومنه: الذي كان يَسْرِق (¬3) الحَاجَّ بمِحْجَنِه -: أي يَحْتَجِن أَمتِعَتَهم بها - فإذا فُطِن به قال: تَعلَّق بِمِحْجَني". - في الحَديثِ: "أَنه كان على الحَجُونِ كَئِيباً". قال ابنُ عائِشَة: مَوضِعٌ بمَكَّة فيه اعوِجاجٌ. وقال غَيرُه: هو الجَبَل المُشرِف بحِذاءِ المَسْجِد (¬4) الذي يَلي شِعْب الجَزَّارِين، ما بَيْن الحَوضَين الَّلذَين في حائِط عَوْف، وبُيوت ابنِ الصَّيْقَل. ¬
(حجا)
وقيل: سُمِّي به، لأَنَّ الطريقَ انْحَجَن (¬1) منه إلى مِنًى: أي اعْوَجَّ. (حجا) - في حديث ابنِ صَائِد: "مَا كَان في أَنفُسِنا أَحجَى من أن يكون (¬2) هو مُذْ مَاتَ". يَعنِي الدَّجَّال. يقال: أَحْج بذَلِك: أي أَخْلِق به وأَجْدِر. وكأَنَّه من قَولِهم: حَجَا بالمَكان يَحجُو، إذا أَقامَ وثَبَت، وفلان حَجِيٌّ وحَجٍ به: أي لازِمٌ له ثابِتٌ عليه. ويجوز أن يَكُون من قَولِهم: حَجَيْتُ بالشىء إذا تَمسَّكْت به لأَنَّ الخَلِيقَ بالشىء مُتَمسِّك به. - ومنه حَدِيثُ ابنِ مَسْعُود: "إنكم من أَحْجَى حَيٍّ بالكُوفَة" (¬3). (4 أي أَولَى وأَحقّ 4). - في حَديثِ عَمْرو، عن أَبِيه: "أقبلت سَفِينَة فَحَجَتْها الرِّيحُ إلى الشُّعَيْبة" (¬5). ¬
: أي ساقَتْها ورمَت بها إليها، ولَعلَّه (¬1) من الحَجَا، وهي نُقَّاحَات (¬2) ونُفَّاخَات وفَقَاقِيع تكون على المَاءِ والمَطَر حالةَ الوُقوعِ على الأَرضِ. - في الحَدِيثِ: "مَنْ بات على ظَهْر إِجَّار ليس عليه حِجًا بَرِئَت منه الذِّمَّة". يُروَى بفَتْح الحَاءِ وكسْرِها، يَعنِي السِّتر والحِجابَ، فمَنْ كَسَره شَبَّهَه بالحِجَا، الذي هو العَقْل، لأن السِّتْر يمنَع من الوقوع والتَّردِّي، كما أن العَقلَ يَمنَع من الفَسادِ. - ومنه الحَدِيثُ الآخر: (¬3) "حتَّى يَشهَد له ثَلاثةٌ من ذَوِي الحِجَا". يقال: حَجَاه يَحجُوه أي: مَنعَه وحَبسَه. ومن فَتَحه فالحَجَا: الطَّرفُ، والنَّاحِيَة، والسِّتر، والجَمْع: أَحْجَاء. * * * ¬
ومن باب الحاء مع الدال
ومن باب الحاء مع الدّال (حدب) - في حَدِيثِ قَيْلَة: "كانَت لها ابنَةٌ حُدَيْبَاء" (¬1). الحَدَب: ما ارتَفَع وغَلُظ من الظَّهر، وصاحِبُه أَحدَبُ، والمَرأةُ حَدْباء، وتَصْغِيره حُدَيْبَاء، وقد حَدِبَ، إذا ارْتَفَع من ظَهْرِه هَنَة. والحَدَب أَيضا: ما ارْتَفَع من الأرض. - (2 في حديث عَلِيٍّ في صِفَة أَبِي بَكْر رضي الله عنهما: "وأَحدَبُهم على المُسْلِمِين". يقال: حَدِبَ عليه: أي عَطَف. (حدبر) - في حَدِيث ابنِ الأَشْعَثِ أَنَّه كَتَب إلى الحَجَّاجِ: "سأَحمِلك على صَعْبٍ حَدْبَاء - وقيل: حِدْبَارٍ - يَنِجُّ (3 ظَهْرُهَا 3) ". الحِدْبار: التي بَدَا عَظْم ظَهْرِها، ونَشَزت حَراقِيفُها هُزَالًا. ¬
(حدث)
قال الكُمَيت: رَدَّهُنَّ الهُزالُ حُدْباً حَدا بِيرَ ... وطَيُّ الِإكامِ بَعْدَ الإكامِ (¬1) ضَربَه مَثَلاً: للأَمرِ الصَّعْبِ، والخِطَّة الشَّدِيدة 2). (حدث) - في الحَدِيث: "لولا حِدْثَان قَومِك بالكُفر" (¬2). : أي حَداثَةُ عَهدِهم به، وقُربُهم من الخُروج منه والدّخول في الِإسلام، وهو مَصْدر حَدَث. ومنه "حِدْثَان الشَّبَاب": أي أَوَّله وجِدَّتُه. - (3 في الحَدِيثِ: "أَنَّ فاطمةَ جَاءَت إلى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فوجدت عنه حُدَّاثًا فاسْتَحَيْت ورجَعْت 3) ". فالحُدَّاثُ جاء على غَيرِ قِياس كالجُلَّاسِ، والقِياس مُحدِّثُون، ولعله حُمِل على نَظِيره، وهو سُمَّار سمع سَامِر، فإن السُّمَّارَ المُحَدِّثون أيضا. كقَولِه: "مَأْزُوراتٍ غَيْر مَأْجُورات". - في الحَدِيث (¬4): "مَنْ أَحدَث فيها حَدَثًا، أو آوَى مُحدِثًا". ¬
(حدد)
: أي جَانِياً، وأَجارَه من خِصْمِه، وحَال بَينَه وبَينَ أن يُقتَصَّ منه". (حدد) - في حَديثِ عُمَر: "كنت أُدَارِي من أَبِي بَكْر بَعضَ الحَدِّ" كذا ذَكرَه الزَّمخْشَرِي ولم يُفَسِّره (¬1). وفي رِواية: "كان يُصادِي منه غَرْب": أي حِدَّة. ويَروِيه بَعضُهم "بعض الجِدِّ (¬2) " 3). (حدر) - في حَديثِ الاسْتِسقاء: "رَأيتُ المَطرَ يَتحَادَرُ على لِحيَته". : أي يَنزِل ويَقطُر - يَعنِي أن السَّقفَ قد وَكَف حتَّى خَلَص الماءُ إليه. ومثله انْحَدَر وتَحدَّر. - (3 في حَدِيث مُعاوِيةَ: "يَحدِرُها إليه". : أي يُرسِلُها. - في الحَديثِ: "أَنَّ أُبيَّ بنَ خَلَف كان على بَعيرٍ له، وهو يقول: يَا حَدْرَاهَا" (¬4) ¬
(حدق)
قال أبو عُبَيْدة: يُرِيد هل رَأَى أَحدٌ مِثلَ هذه. ويجوز أن يُرِيد يا حَدْراء الِإِبل فَقَصَرها، وهي تَأَنيث الأحْدَر وهو المُمتَلِيء الفَخِذ والعَجُز، الدَّقِيق الأَعلَى، وأراد بالبَعِر النَّاقَة. وفي كَلامِهم: حَلَبْت بَعِيري، وصرعَتْنِي بَعِير لي؛ يَعنُون النَّاقةَ. - في حَديثِ أُمِّ عَطِيَّة: "ولِد لنا غُلامٌ أَحدَرُ شَىءٍ" (¬1). يقال: حَدَر حَدْرًا، فهو حَادِرٌ: أي غَلُظ جِسْمُه 3). (حدق) - في حديث مُعاوِيةَ (2 بنِ 2) الحَكَم: "فحَدَّقَنِي القَومُ بأَبْصارِهم". : أي رمَوْني بحَدَقهم ونَظَرُوا إليَّ بها، والتَّحدِيقُ: شِدَّةُ النَّظَر. - في حَدِيثِ الأَحنَف: "نَزلُوا في مِثْل حَدَقَة البَعِير" (¬3). ¬
(حدا)
شَبَّه بِلادَهم في كَثْرة مائِها وخِصْبِها بها، لأنها تُوصَفُ بكَثْرة المَاءِ، وأَنَّ خِصْبَها لا ينقَطِع، لأن المُخَّ لا يَبقَى (1 في شَيْءٍ من الأَعْضاء 1). بَقاءَه في العَيْن. (حدا) - في الحَدِيثِ: "كان له حَادٍ جَيِّدُ الحُداءِ" (¬2). الحَدْو: سَوْقُ الِإبل وزَجْرُها بالغِناء لها، والفعل منه حَدَا يَحدُو من قَولِهِم: حَدوتُه على كَذَا: أي بَعَثْته وحَرَّضْتُه عليه. * * * ¬
ومن باب الحاء مع الذال
ومن باب الحاء مع الذال (حذف) - في حَديثِ عَرْفَجَةَ: "فتنَاولَ السَّيفَ فتَحذَّفه (¬1) به". الحَذْف: بالحَاءِ والخَاءِ: الضَّربُ والرَّمي، إلَّا أَنَّه بالخَاءِ المُعْجَمة يختَصُّ بالرَّمْيِ. يقال: خَذَفه بالحَصَا والحِجارة. ومنه حَدِيثُ رَمْى الجِمار: "عَليكُم بِمِثْل حَصَا الخَذْفِ" (¬2). وبالحَاءِ المُهمَلة يُستعْمَل في الضَّربِ والرَّمي مَعاً. والمُرادُ به ها هُنا: الضَّرْب، ولا يَجُوز بالخَاءِ المُعْجَمَة. - وفي حديثٍ آخر: "فحَذفَه بالسَّيْف". قال صاحِبُ التَّتِمَّة: أي رَماهُ عن جَانِب. - ومنه الحَدِيثُ: "حَذْفُ السَّلام في الصَّلاة سُنَّة". قال الأَوزَاعِيّ: تَأويِلُه عندنا: أن لا يَلْبَث إذا سَلَّم من الصَّلاة حتَّى يقوم. قال سيدنا (¬3) رحمه الله: وإذا لم يَكُن فيه ذِكرُ الصَّلاة لَكَانَ مَحمُولاً على إفشاءِ السَّلام. ¬
(حذل)
(حذل) - (1 في الحَدِيثِ: "مَنْ دَخَل حائِطًا فلْيَأكل منه غَيرَ آخذٍ في حُذْلِه شَيئاً". الحُذْل: حُجْزَة الِإزار. ويروى: "في حُذْنِه" (¬2). عاقَب النُّون اللام، وأَنشَد (¬3): أَنا من ضِئْضِيء صِدْقٍ ... بَخْ وفي أَكرَم حُذْل وأما الحَذَل فانْسِلاق في أَجْفانِ العَيْن. يقال: حَذِلَت عَينُه 1). (حذا) - في حديث نَوفِ: "إنّ الهُدهُدَ ذَهَب إلى خَازِن البَحْر فاستَعار منه الحِذْيَة، فجاء بها فأَلقَاها على الزُّجَاجَة فَفَلقَها". قال الحَربيُّ: أَظُنُّها الماسَ الذي يَحذِي الحِجارةَ أي: يَقْطَعُها. - في حديث الهَزْهَاز: "قَدِمت على عُمَر - رضي الله عنه - بفَتْح، فلمّا رَجعتُ إلى العَسْكَر قالوا: الحُذْيَا، ما أَصبتَ من أَميرِ المُؤمِنين؟ قلت: الحُذْيَا شَتْم وسَبٌّ" (¬4). الحُذْيَا: العَطِيَّة، يَعنِي البِشارةَ. يقال: أَحذَاه يُحذِيه إحذاءً، ¬
وحَذَاه يحَذِيه حِذْيَةً (¬1)، وحَذْوَة وحُذِيًّا: إذا أَعطاه. والحَذْيَة، والفِلْذَة، والحَزَّة: القِطعَة من الَّلحم إذا قُطِعَت طُولًا فإذا قُطِعت قَطْعاً مُجْتَمِعاً، فهي بِضْعَة وهِبْرةَ وفِدْرَة ووَذَرَة. - في حديث عُبَيْد (¬2) بن جُرَيجْ: "قُلتُ لابنِ عُمَر: رأيتُك تَحْتَذِي السَّبتَ. قال: كان النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - (3 هذا 3) حِذاؤُه". : أي تَجعَله نَعلَك، والحِذَاءُ: النَّعلُ يُقطَع على مِثال. - في حديث ابنِ عبَّاس، رضِيَ الله عنهما، "ذَاتُ عِرْقٍ حَذْوَ قَرَنٍ" (¬4). الحَذْو والحِذاءُ: الِإزَاءُ والمُقابِلُ. * * * ¬
ومن باب الحاء مع الراء
ومن باب الحاء مع الراء (حرب) - (1 في حَديثِ المُغِيرة "طَلاقُها حَرِيبَة". من الحَرَب، كالشَّتِيمَة: أَيْ له منها أَولادٌ إذا طلَّقها حَرِبُوا وفُجِعوا بها، وحَربتُه وأَحربتُه: أَخذتُ مالَه واستَلبْتُه. (حرث) - في حَديثِ مُعاوِية (¬2) "ما فَعَلت نَواضِحُكم؟ قالوا: حَرثْناها يومَ بَدْر". يقال: حَرثتُ الدَّابةَ وأَحرثْتُها: هَزلْتُها 1). (حرج) - في الحديث: "الَّلهُمَّ إنّي أُحرِّج حقَّ الضَّعِيفَين: اليَتِيمِ والمَرْأة". ¬
: أي أُضَيِّقه وأُحرِّمه على من ظَلَمَهما (¬1) والحَرَج: الحَرامُ. قال الأصمَعِيّ: يقال: حَرِج عليَّ ظُلمُك: أي حَرُمَ. ويقال: أَحرِجْها بِتَطْلِيقَة: أي حَرِّمها. وقيل: الحَرَج: أَضيَقُ الضِّيق. - ومنه الحَدِيث: "حدِّثوا عن بَنِي إِسرائيل ولا حَرَج". قال بعضهم: أي لا حَرَج إِن لم تُحدِّثوا عنهم؛ لأنَّ قولَه عليه الصَّلاة والسَّلام (2 في أَولِ الحَدِيث 2): "بَلِّغوا عَنِّي" على الوُجُوب، فلما أَتبعَ ذلك قَولَه: "وحَدِّثُوا عن بَنِي إسرائِيلَ ولا حَرَج" أَعلمَهم أَنَّه ليس على الوُجُوب، ولكنه على التَّوسِعَة. وهذا تَأوِيلٌ بَعِيدٌ. كتب إليّ قراتكِين بن الأَسْعَد بن المَذْكور (¬3) - رحمه الله - أَنَّ أَبا مُحمَّد الجوهَرِيّ أَخبرَهم، أنا علي بن عبد العزيز بن مَرْدَك، أنا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم (4 [الرَّازِي] 4) نا أَبِي، نا مُحَمَّد بن عبد الله ابن عبد الحكم قال: قال الشَّافعيّ: مَعنَى حَديثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "حَدِّثُوا عن بَنِي إسرائِيلَ ولا حَرَج". : أي لا بَأْس أن تُحَدِّثوا عنهم ما سَمِعْتم، وإن استَحال أن يَكُونَ في هذه الأمة مِثلُ ما رُوِي أَنَّ ثِيابَهم تَطُول، والنار تَنْزِل من السَّماءِ فتَأكُلُ القُربَان ليس أن يُحدَّث عنهم بالكَذِب، ويَدلُّ على صِحَّة قَولِ الشافِعِيّ، رضي الله عنه، ما رُوِي في بعضِ الرِّوايات عَقِيبَ الحَدِيث، فإنّ فيهم العَجَائِبَ. وأخبرنا الِإمامُ أبو نَصْر: أَحْمد بن عمر، رضي الله عنه، أنا ¬
مَسْعُود بن نَاصر، نا علِيّ بن بُشْرَى، أنا مُحمَّد بنُ الحُسَين بن عَاصِم. قال: أخبرني محمَّدُ بنُ عبد الرَّحْمَن الهَمْدَاني بَبَغْداد، نا مُحَمَّد ابن مَخْلد، نا أبو بَكْر: أَحْمد بن عثمان بن سَعِيد الأَحْوَل. قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل يقول: "ما كَانَ أَصحابُ الحَديثِ يَعرِفون مَعانِي حَدِيثِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى جَاءَ الشَّافِعِيُّ فَبيَّنَها لهم. وبإسناده أنا محمّدُ بن الحُسَين: أخبرَني عبدُ الرَّحمن بنُ العَبَّاس، قال: سَمِعتُ يَحيَى بنَ زكريا النَّيسَابُورِي، يقول: وجدت في كِتابِ أبي سَعِيد الفِريَابِي، عن المُزَنِيّ أَنَّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حَدِّثوا عن بَنِي إسرائِيلَ ولا حَرَج، وحَدِثُّوا عَنِّي ولا تَكذِبوا عَليَّ". قال: ومَعْناه: أَنَّ الحَدِيث عنهم إذا حُدِّثتَ به فأَدَّيتَه كما سَمِعْتَه، حَقًّا كان أو غَيرَ حقٍّ، لم يَكُن عليك حَرَج (1 لطُول العَهْد ووقُوعِ الفَتْرة 1). والحَدِيث عن رَسُولِ اللهِ، - صلى الله عليه وسلم -، لا يَنْبَغِي أن تُحَدِّث به وتَقْبلَه إلَّا عن ثِقَة. وقد قال: "مَنْ حَدَّث عَنِّي حَدِيثًا يَرَى أَنّه كَذِب، فهو أَحَدُ الكاذِبَيْن" قال: فإذا (¬2) حُدِّثْتَ بالحَدِيث يَكُون عِندَك كَذِباً، ثم تُحدِّثُ به فأَنتَ أَحدُ الكَاذبين في المَأْثمَ. - في الحديث: "قَدِم وفْدُ مَذْحِج على حَراجِيجَ" (¬3). ¬
(حرح)
الحَراجِيجُ: سمع حُرجُوج. قال الأصْمَعىّ: هي النَّاقة الطَّوِيلَة. وقال أبو عَمْرو (¬1): هي الضامِرَة. وقيل: هي الوَقَّادَة القَلْب، ويقال: هو الذاهب اللحم حتَّى يتقَوَّس. وكذلك الحُرجُج، والحُرجُوج أَيضا: الرِّيح البَارِدَة. - (2 في حَديثِ يَوم حُنَيْن: "تَركُوه في حَرجَة" (¬3). : أي شَجْراء مُلتَفَّة. - وفي حَديثٍ آخَر: "ذَهبتُ إلى أَبِي جَهْل في مثل الحَرَجَة (¬4) ". أي: الغَيْضَة التي تَضايَقَت لالْتِفافِها، والحَرَجُ: الضِّيق 2). (حرح) - في الحَديثِ (¬5): "أَوَّلُ دِينِكم نُبُوَّة، ثم كَذَا، ثم ¬
(حرد)
مُلكٌ عَضُوض، يُستَحلّ فيه الحِرُ والحَرِيرُ". الحِرُ، بتَخْفِيف الرَّاء، الفَرْج. قال الأصمعيّ: أصله حِرْحٌ، فَنقَصوا في الوَاحِد، وأَثبَتُوا في الجَمْع. فقالوا: أَحْراح، قال الشّاعِر: أَقودُ منها جَملاً مِمْراحَا ... في قبة مَوقُورةٍ أَحْراحَا (¬1) وقال غَيرُه: وقد يُقالُ: حِرْهٌ، بالهَاء، التي تكون تَاءً في الأصل، ورجل حَرِح: مُولَع بالأَحْراح. ومنهم مَنْ يشَدِّد الرَّاءَ وليس بَجيِّد. (حرد) - في حَدِيث صَعْصَعَة بنِ نَاجِيَة (¬2): "فرُفع لِي بَيْتٌ حَرِيد". : أي مُنتَبِذٌ مُتنَحًّ (¬3) عن النّاس، من قَولهم: تَحرَّد الجَملُ إذا تَنَحَّى عن الِإبِل فلم يَبرُك (4 معها 4)، قاله صاحِبُ التَّتِمَّة. ¬
وقال غَيرُه: يقال: حَرِيدٌ فَرِيدٌ، وحَرِدٌ فَرِدٌ بكَسْر الرَّاءَين وبفَتْحِهِما، وبسُكُونِهِما، وحَارِدٌ بَارِدٌ، ومُنْحَرِد مُنْفرِد، وقد حَرَد حُرودًا: أي تَحوَّل عن قَومِه، وأَحْردَه أي: أَفردَه (1 وفي شِعْر مُدِح به الزُّهْرِي: وقَطَعْتَ مَحرِدَها (2 بحُكْمٍ فاصل 2). يقال: حَرِدْتُ من السَّنام حَرَدًا أي: قَطَعْت 1). (حرر) في حديث عُيَيْنَة، رَضِي الله عنه: " ... لا، حَتَّى أُذِيقَ نِساءَه من الحَرِّ" (¬3). الحَرّ: بَمعْنى الحَرَارة، وهو حُرقَةٌ في القَلْب من الغَيْظ والتَّوجُّع. - ومنه حديثُ أُمِّ المُهاجِر: "أَنَّها لما نُعِي عُمَر، قالت: ¬
واحَرَّاه، فقال الغُلامُ: حَرٌّ انتَشرَ فملأ البَشَر. وفي المثل "سَلَّطَ الله عليه الحِرَّةَ بعد القِرَّة" (¬1): أي العَطَش بعد البَرْد، وحَرَّ يَحَرُّ: سَخُن. - وفي حَدِيثِ أسمَاءَ (¬2)، رضي الله عنها في الشُّبرُم: "إنه حَارٌّ جَارٌّ"، وفي رواية: "حَارٌّ يَارٌّ"، وهو الأَكثرَ في كَلَامِهم. قال الكِسائِي: حارٌّ، من الحَرَارة، ويَارٌّ: إتباع. - في الحديث: "في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْر" (¬3). الحَرُّ والحَرَر: يُبْس في الكَبِد من العَطَش (¬4)، أو الحُزْن. ويقال: حَرَّت كَبِده تَحِرُّ حِرَّةً، والحَرَّانُ: العَطْشَان، والحَرَّى: العَطْشَى وأنشد: * فالشُّرب يُمنَع والقُلُوبُ حِرَار * وفي بعض الروايات: "في كُلِّ كَبدٍ حَارَّةٍ أَجرٌ". قال بَعضُهم ¬
: معناه إذا ظَمِئَت الكَبِد في سَبِيل اللهِ عَزَّ وجَلَّ حتَّى تَحْمَى، فلصاحِبِها فيه أَجْر. وهذا المعنى لا يُلائِمِ سياقَةَ الحَدِيث، لأَنَّه - صلى الله عليه وسلم - "سُئِل عن سَقْى الِإبِل الغَرِيبَة"؟ وفي رواية: "الظَّمِيئَة" (¬1)، وفي أُخرى: "الكَلْب" فأَجابَ بِذَلك، فعَلَى هذا يَكُون في الجَوابِ إضمار: أي في سَقْى كل ذِي كَبِدٍ حَرَّى أجر. - (2 وفي حَديثٍ آخر: "ما دَخَل جَوْفِي ما يَدخُل جَوْفَ حَرَّان كَبِد". فكَأَنَّ حَرارَةَ الكَبِد كِنايةٌ عن الحَيَاة. وفي حديث (3 ابنِ 3) عَبَّاسٍ، رضي الله عنه: "أَنَّه نَهَى مُضارِبَه أن يَشْتَرِيَ بمَالِه ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ" 2). ويَروُونه في كِتاب الشِّهاب الذي جَمَعه القُضَاعِيُّ: "في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى رَطْبَةٍ أَجْر". وقد نَظرتُ في أَصلِ كِتاب القُضَاعيُّ المسند، فليس فيه ذِكر "حَرَّى" إنما أَخرجَه من رواية أبي هُرَيرة، رضي الله عنه، ولَفْظُ رِوايَتِه: "في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجر" (¬4). ¬
ورِوَاية سُراقَة ومُخَوَّل، رضي الله عنهما: "حَرَّى أو حَارَّة" بدل: "رَطْبة"، ولا أَعرِف مَنْ جَمَع بينهما في الرِّوَاية. فأَمَّا مَعنَى رَطْبَة فقِيلَ: إنَّ الكَبِد إذا ظَمِئت: تَرطَّبَت، وكذا إذا أُلقِيَت على النار. وقيل: وَصفَها (¬1) بما تُؤَول إليه، كقَولِه تَعالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ} (¬2). : أيْ تَصِير مَيِّتاً. فمَعْناه: في كُلِّ كَبِدٍ حَرَّى لمَنْ سَقَاها حتَّى تَصِير رَطْبَةً أَجْرٌ والأَولُ أَصحُّ؛ لأَنَّ الرَّطْبة قد وَرَدَت في الحَدِيث بدل الحَارَّة فَيَجِب أن تكون بمعناها، والله عز وجل أعلم. - في حَدِيثِ سُوَيْد، رضي الله عنه: "أنَّ رَجلًا لطَمَ وَجْهَ جارِية فقال سُوَيد: أَعجَزَ عليك إلَّا حُرُّ وَجْهِها". قال أبو نَصْر: صَاحِبُ الأَصْمَعِي: هو أَعتَق موضِعٍ من الوَجْه. وقيل: هو ما أَقبَل عليكَ منه، وقِيلَ: ما بَدَا من الوَجْه، وحُرُّ كُلِّ أرضِ ودارٍ: وَسَطُها وأَطَيَبُها، وكَذا (¬3) من الفَاكِهَة والبَقْل والطِّين. في حَدِيثِ ابنْ عُمَر: قال لمُعاوِيةُ: "حاجتِي عَطاءُ ¬
المُحَرَّرين (¬1) فإني رَأيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حين (¬2) جاءَه شَيءٌ، لم يَبْدَأ بَأَوَّل منهم". قال الطَّحاوِي: مَعْناه أنَّهم كانوا كُفَّارا، فأَردْنا منهم الِإيمَان الذي هو سَبَبٌ لهم إلى الفَوْزِ. كما قال: عَجِبْت من أَقوامٍ يُقادُون إلى الجَنَّة في السَّلَاسِل، ثم يُؤمَر مَوالِيهم بالِإحْسان إليهم، ونَدَبَهم الشَّرعُ إلى إعتَاقِهم. فكذا أَمَر بتَقْدِيمِهم في العَطَاء حتَّى لا يفارق إحسانهم إليهم أَبداً. - في حَديِثِ الحَجَّاج: "أَنَّه باع مُعتَقاً في حَرارِه" (¬3). يقال: حَرَّ المَمْلوك، يَحَرّ، حَرَارًا (¬4) قال الشَّاعِر: ¬
(حرس)
* وما رُدُّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ * (¬1) (حرس) - (¬2) في حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه: "ثَمَن الحَرِيسَة (¬3) حَرامٌ". قال الجَبَّان: الحَرِيسَة: السَّرِقَة في الِإبِل والشَّاةِ، وحَرِيسَةُ الجَبل: ما يُسرَق من الرَّاعى هُناكَ. والحَرِيسَة: المَسْرُوقَة كالذَّبِيحَة والقَتِيلَة. يقال: هو يَأُكل الحَرِيسات (¬4) : أي السَّرِقَات، فكأن المَعنَى أن ثَمَنَ المَسْرُوقَة من الِإبلِ والشَّاءِ وغَيرِها حَرامٌ كعَيْنِها. ¬
(حرش)
ولَعلَّه مِثْلُ الحَدِيثِ الآخر (¬1): "مَنِ ابْتاعَ سَرِقَةً وهو يَعلَم أَنَّها سَرِقَة، فقد شَرِكَ في عَارِها وإثْمِها". وقَولُه - صلى الله عليه وسلم -: "لَعَن اللهُ اليَهُودَ، حُرِّمت عليهم الشُّحومُ فبَاعُوهَا فأَكلُوا أَثمانَها". ورُوِى: (¬2) "أَنَّ الخَمرَ لَمَّا حُرِّمَت أَهدَى رَجلٌ راوِيَةً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أَمَا تَعلَم أنَّها حُرَّمَت؟ قال: ألا تَبِيعُها وتَسْتَنْفِقُ ثَمَنَها؟ فقال: إنَّ الّذِي حَرَّم شُربَها، حَرَّم ثَمَنها". فأَرادَ - صلى الله عليه وسلم -: أن يُبَيَّن أَنَّ ثَمَنَها حَرامٌ كَعَيْنِها، لئَلا يُظَنّ ما ظَنُّوه في الخَمْرِ. (حرش) - في الحَديثِ: "أَنَّ رَجُلاً أَتاه بضِبابٍ احْتَرشَها" (¬3). الاحْتِراش والحَرْشُ: أن يَهِيجَ الضَّبَّ من جُحرِه، بأن تَضْرِب جُحْرَه بِيَدِك أو بِخَشَبة من خارج، فيَحْسِب أَنَّه أَفعَى فيُخرِج ذَنَبَه فإذا خَرَج وقرب منك هَدَمْت عليه الجُحْر. ويقال: للأَسْود السَّالِخ حَراشٌ، لأنه يَحرِش الضَّباب، ¬
(حرشف)
وأَحرشَ الضَّبُّ إذا دَنَا (¬1) وضَرَب بَذَنَبه. وقيل: احتَرشْتُ الضَّبَّ: هَيَّجتُه، وحَرشْتُه: صِدْتُه. والاحْتِراش: الجَمْع والكَسْب للعِيال، والمِحْراش: مِحْجَن يُحرَش به البَعِير: أي يُحكُّ بطَرفِهِ لِيَمْشِي. - في الحديث: "أَنَّه نَهَى عن التَّحرِيش بين البَهائِم". - وفي حَدِيثٍ آخَرَ: "إنَّ الشَّيطانَ قد يَئس أن يُعبَد في جَزِيرة العرب، ولكنه في التَّحْرِيشِ بَيْنَهم". : أي الِإغْراء، وإِلقاء ما يُبغِضُ به بَعضُهم بَعضًا بينهم، وتَهَيُّجِ بَعضِهم على بعض. (حرشف) - ومن رُبَاعِيِّه في قِصَّة حُنَيْن: "أَرَى كَتِيبَةَ حرشَبِ" (¬2). رِجالٌ قد تَشَذَّرُوا للحَمْلة. قال ابنُ الأعرابِيّ: الحَرشَفُ: الرَّجَّالة. وقال غَيرُه: شُبِّهوا بالحَرْشَف من الجَرادِ، وهو أَشَدُّه أَكلًا. ¬
(حرض)
ويقال: ما ثَمَّ غَيْرُ حرشَفِ رِجالٍ: أي ضُعَفَاء وشُيُوخ، وصِغارُ كُلِّ شَىء حَرْشَفَة، قال الشّاعِر: وتحت نُحُورِ الخَيْل حرشَفُ رَجْلةٍ (1 تُتَاحُ لِغِرّاتِ القُلوبِ نِبالُها 1) (حرض) - في الحَدِيثِ: "ما من مُؤْمِن يَمرَضَ مَرضًا حتَّى يُحْرِضَه" (¬2). : أي يُدنِفَه. قَالَه صاحِبُ التَّتِمَّة، وقد استَوعَب الهَرَوِيُّ هَذَا البَابَ. (حرف) - في حَديث أَبِي بَكْر، رَضِي الله عنه: "سيَأكُلُ آلُ أَبِي بَكْر من هَذَا المَالِ (1 ويَحْتَرِف فيه للمُسْلِمِين" (¬3). : أي يَكْسِب للمُسْلِمِين بإزاء ما يَأْكلُ من بَيْتِ مَالِهم. يقال: هو يَحْرِف لعِيَالِه، ويَحرُف ويَحْتَرف 1). والحِرفَة: الصِّناعة، وحَرِيفُ الرَّجُلِ: مُعامِله في حِرْفَتِه. ¬
(حرق)
- وفي حِدِيثِ عُمَر، رضي الله عنه: "لَحِرْفَةُ أَحدِهم (¬1) أَشدُّ عليَّ من عَيْلَتِه" (¬2). قِيل: الحِرفَة: أَنْ يَكُونَ مَحْدُودًا إذا طَلَب فلا يُرزَق. ومنه المُحارِف، والحِرفَة (¬3) لا أَعرِفه بهذا المَعْنَى، إنما الحُرفُ، بضَمِّ الحَاءِ، الحِرْمان، وقد حُورِف (¬4)، فهو مُحارَف، ولَعلَّه من قَولِهم: انْحرَف عنه، وتَحَرَّفَ: أي مَالَ. والمُحارَف: الذي حُورِف كَسبُه فمِيلَ به عنه. وقيل: أَرادَ أَنَّ إِغناءَ الفَقِير وكِفايَةَ أَمرِه، أَيسَرُ عليَّ من إصلاحِ الفَاسِد. (5 وقيل: أَرادَ عَدَم حِرفَةِ أَحَدِهم والاغْتِمامَ لِذَلِك، لأنه مُنْحَرِف إليها. - وفيه ما يُرْوَى أَنَّه قال: "إنّى لأرَى الرّجلَ يُعجِبُنى فأَقولُ: هل له مِنْ حِرْفَة؟ فإن قَالُوا: (6 [لا] 6)، سَقَط من عَيْنِي" 5). (حرق) - في الحَدِيثِ: "يَحرِقُون أَنْيابَهم" (¬7). ¬
(حرقف)
: أي يَحُكُّون بعضَها على بعض غَيْظًا وحَنَقًا. ومنه قولهم: "هو يَحْرِق عَلَىّ الأُرَّم" (¬1). - في الحَدِيثِ: "نَهَى عن حَرْق النَّواةِ" (¬2). : أي إحراقَها بالنَّار، ويَجوزُ أن يُرِيدَ حَرقَها: أي تُبرَد بالمِبْرد، وقد يُفعَل ذلك بها وتُنْظَم. - وفي حَدِيثٍ آخَر: "أُوحِي إليَّ أنْ أَحْرِقَ قُريشًا". : أي أُهْلِكَهم، وأَصلُ الِإحْراق: الِإهْلاك. - ومنه حَدِيثُ المُظَاهِر: "احْترقْتُ" (¬3). - وفي رِوَايَةٍ: "هَلكتُ وأَهْلَكْتُ". (حرقف) - وفي حَديثِ سُوَيْد بنِ مَثْعَبَة قال: "إن دَبِرَتَ حَرْقَفَتِي - أو الحَرَاقِف" (¬4). ¬
(حرك)
قال الأَصمَعِيُّ: الحَرْقَفَة: مُجْتَمَع رَأسِ الوَرِكَين ورَأْسِ الفَخِذَين حيث يَلْتَقِيان من ظَاهِر، وقيل: رَأس الوَرِكَين مِمَّا يَلي الصُّلب وهما الغُرَابَان. وقيل: هو عَظْم رَأْسِ الوَرِك. فيُقالُ للمَرِيِضِ إذا طَالَت ضَجْعَتُه: دَبَرت حَراقِفُه، وهي الحَرَاكِكُ أَيضا. (حرك) - في الحَدِيثِ: "دَفَع النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، حتَّى إذَا أَتَى (1 وَادِي 1) مُحَسِّر حَرَّك قَلِيلا". : أي حَرَّك ناقَتَه وأَرادَ منها السَّيْر (¬2) أكثر مِمَّا كانَتْ تَسِير. وحَرَّكْتُه على الأَمِر: حَرَّضْتُه". (حرم) - قَولُ اللهِ تَعالَى: {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (¬3). وقد فَسَّرَه (¬4) الهَرَوِيّ. وذَكَر الحَرْبِيُّ فيه قَولًا حَسَناً، قال: المَحْرُوم: الذي أَصابَتْه الجَائِحَة، سَمَّاه اللهُ مَحْروماً في موضِعَين: قال الله تَبارَك وتعَالَى {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} (¬5) - إلى أَنْ قال: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} (¬6)، ثم قال -: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} (¬7). ¬
وقال تعالى في أَصْحَابِ الجَنَّة التي طَافَ عليها طَائِفٌ من رَبِّك: {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} (¬1). - في حَدِيثِ عُمَر، رضي الله عنه: "في الحَرَامِ كَفَّارةُ يَمِين". قال أبو زَيْد: العَقِيلِيُّون يَقُولون: "حَرامَ اللهِ لا أَفعَل كَذَا، ويَمِينَ اللهِ لا أَفعَلُه". ويُحتَمل أن يُرِيد: تَحْرِيمَ الزوجَةِ والجَارِيَةِ من غَيرِ نِيَّة الطَّلاق، كما في قَولِه تَعالَى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} (¬2) - إلى أَنْ قال: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (¬3). وهذه المَسْألة اخْتَلَف قَولُ الصَّحابة، رَضِي الله عنهم، والأَئِمَّة فيها. - في الحَدِيث: "حَرِيمُ البِئْرِ أَربَعُون ذِراعاً، عَطَن لِمَاشِيَته". يَعنِي البِئرَ التي يَحفِرها الرّجلُ في مَواتٍ لا يَملِكُه (¬4) أَحَد، فحَرِيمُها: مُلقَى تُرابِها، لَيسَ لأحدٍ أن يَنزِلَ فيه، ولا يتَصَرَّفَ فيه. وكذلك من حَفَر نَهْراً (¬5) فحَرِيمُه مُلقَى تُرابِه، وكَمَا أَنَّه مَلَك البِئْر والنَّهر بالحَفْر مَلَك حَرِيمَهما، تَبَعًا لَهُمَا، فيُمكِن أن يكون ¬
(حرمد)
سُمِّي به، لأَنَّه يَحرُم مَنْع صاحِبِه منه، أو لأَنَّه يَحرُم على غَيرِه التَّصرُّفُ فيه، وأَصلُ البَابِ المَنْع. - قَولُه تَعالى: {حَرَمًا آمنًا} (¬1). قيل: سُمِّيَت مَكَّة حَرَمًا، لأنّه يَحرُم انتِهاكُها بالصَّيد ونَحْوِه. - في الحَدِيثِ: "اسْتَحرمَ آدمُ عليه الصَّلاة والسَّلام بَعْد قَتْلِ ابنِه مائَةَ سَنَةٍ لم يَضْحَك". كأنَّه من الحُرمَة، ولَيسَ من قَولِهم: استَحْرَمت الشَّاةُ، إذا أَرادَتِ السِّفادَ في شَىءٍ. (حرمد) - ومن رُبَاعِيِّه في شِعرِ تُبَّع (¬2): ¬
(حرا)
وثَأْطٍ حَرْمَدِ الحَرمَدُ: طِينٌ أَسودُ شَدِيدُ السَّوادِ. (حرا) - في الحَدِيث: "إنَّ هَذَا لحَرِيٌّ إنْ خَطَب أن يُنكح". قال الأَصَمَعِيُّ: يقال: فلان حَرِيٌّ بكَذَا، وحَرًى من كَذَا، وبالحَرِيِّ أن يَكُون كَذَا: أي جَدِيرٌ وخَلِيقٌ (¬1). - في حَديثِ بعضِ الصَّحابةِ، رضي الله عنهم، قال: "إذَا كَانَ الرجلُ يَدعُو في شَبِيبَتِه، ثم أَصابَه أَمرٌ بعد ما كَبِر فبالحَرِيِّ أن يُستَجابَ له". : أي جَدِير، ويقال: هو حَرٍ أَيضا، ولَفظُ حَرٍ للوَاحِد والاثْنَيْن والجَمْع، والمُذَكَّر، والمُؤَنَّث على حَالةٍ واحِدَةٍ. - في حديث رَجُل من جُهَيْنَة قال: "لم يَكُن زَيدُ بنُ خالد يُقَرَّبُه بِحَراه سُخْطًا لله عزَّ وجَلّ". الحَرَا، مَقْصُور، جَنابُ الرَّجل ومَوضِعُه وحيث يَكُون. وأَصلُه يكون موضِعَ البَيْض، وهو الأُفحُوص. يقال: "لا أَرينَّك بعَرَاه وحَرَاهُ". - (2 في الحَدِيثِ: "كان يَأْتِي حِراءَ" (¬3). ¬
وهو بالكَسْر والمَدِّ: جَبَل من جِبال مَكَّة مَعْرُوف، ومنهم مَنْ يُؤنِّثه ولا يَصرِفه. قال الخَطَّابي (¬1): للعَامَّة فيه ثَلاثُ لَحْنَات، يفتَحُون حَاءَه، ويَقْصُرون أَلِفَه، ويُمِيلُونها. ولا تَسوغُ فيه الِإمالَةُ، لأن الرَّاءَ سَبَقَت الأَلِفَ مَفْتوحةً، وهي حرف مُكرَّر فَقامَت مَقامَ الحَرفِ المُسْتَعْلِي، كما لا يُمالُ: رَاشِد ورَافِع 2). * * * ¬
ومن باب الحاء مع الزاي
ومن باب الحاء مع الزاي (حزب) - في الحَدِيث: "أَنَّه كان إذا حَزَبَه أَمرٌ صَلَّى". : أي أَصابَه. (حزز) - في الحديث: "أَنَّه كان يحتَزُّ من كَتِف شَاةٍ" (¬1). هو من الحَزِّ، وهو قَطْع يُتَقَدَّر بمَوضِع (¬2) الحَاجَةِ. ومنه: الحُزَّة، وهي القِطْعَة من اللَّحم وغَيرِه. وقيل: الحُزَّة: ما قُطِع طُولاً، وقيل: الحَزُّ: قَطْع يُبَيِّن بَعضَ المَقْطوع دون بَعْض. - (3 في حديث مُطَّرف: لَقِيتُ عَليًّا، رضي الله عنه، بهذا الحَزِيز". الحَزِيز: المُنْهَبَط من الأَرض كَأَنَّه من الحَزِّ أَيضا، ويَكُونُ ما فيه خُشُونَة أَيضاً 3). (حزم) - في الحَدِيث: "الحَزْم سُوءُ الظَّنّ" (¬4). - وفي حَديثٍ آخَرَ: "سُئِل ما الحَزْم؟ قال: تَسْتَشِيرُ أَهلَ الرَّأيِ ثم تُطِيعُهم". ¬
وقيل: الحَزْم: ضَبْط الرّجلِ أَمرَه، وقد حَزُم حَزامَةً، من قولهم: حَزمْتُ الشَّيءَ: أي شَدَدْتُه حَزْماً، لأَنّ الحِزامةَ بمعنى التَّشَدّد في الأُمورِ بإِجالَةِ الرَّأْيِ وإجادَتِه، ومنه حِزَام الدَّابَّة، لأنها تُشَدُّ به. - وفي الحَدِيثِ: "إِنَّ حُزُمَ خَيلِ أَصحابِه (¬1) اللِّيفُ". جَمْع حِزام، وهو للسَّرِجِ بمَنْزِلة الوَضِين للرَّحْل، والحُزْمة من هَذَا؛ لأَنها تُشَدّ، وحِزَامة الشَّيء ومِحْزَمُه: ما يُشَدّ به، والمَحْزِم: موضع الحِزامِ. ومَعنَى سُوءِ الظَّنّ: أن تَظُنَّ بالأُمورِ التي تَعرِض لك أَسوأَ أَحوالِها فتَأْخُذَ له أُهبَتَه، فإن كانت على خِلافِه لم تَضُرَّك أُهبَتُك، وإن كانت على ما ظَنَنْتَ، كُنتَ قد أَخَذْت بالحَزْم ولم تُصِبْك نَدامةٌ. - ومنه الحَدِيث: "أَنَّه أمَر بالتَّحَزُّم في الصَّلاةِ" : أي التَّلَبُّب. - وفي حَدِيثِ شُعْبَةَ عن يَزِيدَ بن خُمَيْر (¬2)، عن رَجُل، عن أَبِي هُرَيْرة مَرفُوعاً: "نَهَى أن يُصَلِّيَ الرَّجلُ حتّى يَحْتَزِم". وهو مِثلُ الحَدِيثِ الآخر: "لا يُصَلِّيَنَّ أَحدُكم في الثَّوبِ الوَاحِد، لَيسَ على عاتِقِه شَيْء". ¬
وإنّما أَمَر به، لأنهم كانوا قَلَّ ما يَتَسَرْوَلُون، ومَنْ لم تَكُن عليه سَراوِيلُ، وكان جَيْبُه واسِعاً (¬1)، ولم يَتَلبَّب، فرُبَّما وَقَع بَصرُه، أو بَصَرُ غَيرِه على عَوْرَتِه. - في حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِي اللهُ عنه: اشْدُدْ حَيَازِيمَك للمَوْت ... فإنَّ المَوْتَ لَاقيكَا (¬2) الحَيَازِيم: جَمْع الحَيْزوم، وهو الصَّدْر، وقيل: وَسَط الصَّدر. يقال: شَدَّ حَزِيمَه وحَيازِيَمة للأَمْر: إذا تَشمَّر له وتَهَيَّأَ، وهذا الشِّعرُ يَصِحُّ وزنُه وإن حُذِف منه اشْدُد، لكِنَّ الفُصحاءَ يَزِيدون عليه ما يَصِحّ عليه المَعْنَى، ولا يَعْتَدُّون به في الوَزْن، ويَحذِفون تَارةً من الوَزْن، عِلماً بأنَّ المُخاطَب يعلَم ما يُرِيدُونَه. وإذا قال: "حَيَازِيمَك" فقد أَضْمَر اشْدُد، فأَظهَره ها هنا ولم يَعتدَّ به. (3 وقيل: الخَزْم (¬4) في الشِّعْر: أن يُزادَ في أَوّل البَيْتِ شَيءٌ، وأَكثَر ذلك خَزْم، وإنما الخَزْم نَبْذ، وقد وُجِد خَزْم بأربعَةِ أَحرُف، وهو قَولُ عَلِيٍّ، رَضِي الله عنه: "اشدُد حَيَازِيمَك". ¬
(حزن)
- في الحديث: "فتَحزَّم المُفْطِرُون". : أي تَلبَّبوا وشَدُّوا أَوساطَهم وعَمِلُوا للصَّائِمِين 3). - في الحديث: "أَقدِمْ حَيْزومُ". : أي تَقدَّم يا حَيْزومُ (¬1)، وهو اسْمُ فَرَس جِبْرِيلَ عليه الصَّلاةُ والسَّلام، وقال صَاحِبُ التَّتِمَّة: أَقدِم زَجْر للفَرس، كأَنَّه قال: تَقَدَّم. وحَزْمَةُ: اسمُ فَرَس، وحَزِيمةُ: اسم فَارِسٍ. - (2 وفيه: "أَنَّه نَهَى أن يُصَلِّي الرَّجلُ بغَيْر حِزَام". : أي من غير أن يَشُدَّ ثَوبَه عليه، وإنما أمر بذلك لأنهم كانوا قلَّما يتَسَرْوَلُون، ومن لم يَكُن عليه سَرَاوِيل، وكان عليه إزار، أو كان جَيبُه واسعا ولم يتلَبَّب أو لم يَشُدَّ وسَطَه ربما انكشَفَت عورتُه وبَطَلَت صَلاتُه 2). (حزن) - في حَدِيثِ الشّعبي: "أَحزَن بنا المَنْزِل" (¬3). هو من الحُزونَةِ: وهي غِلَظُ المَكَان وخُشونَتُه، يقال: أَحزَن إذا حَلَّ بالحَزْن. ويقال: الحَزْن من النَّاس والدَّوابّ. الذي فيه الحُزُونَة والخُشُونَة والشَّراسَة. ¬
(حزا)
- ومنه حَدِيث (¬1) سَعِيدِ بنِ المُسَيَّب بن حَزْن (¬2): "أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، أَرادَ أن يُغَيِّر اسمَ حَزْن، فأَبَى وقال: لا أُغَيِّر اسماً سَمَّانِي به أَبِي. قال سَعِيد: فما زَالَت فِينَا تِلكَ الحُزونَة بَعْد". - (3 في حَدِيثِ المُغِيرة: "محَزُونُ اللِّهْزِمَةِ أو الهَزَمَة" : أي خَشِنُها، أو أَنَّ لهازِمَه تَدَلَّت من الكَآبة. ويَجُوز أن يكون بِمَعْنى: رَكِب الحَزْن 3). (حزا) - في الحديث: "كان لِفرعَون حَازٍ". : أي كاهِنٌ. - ومنه "أَنَّ هِرقلَ كان حَزَّاءً". يقال: حَزَوتُ (¬4) الشىءَ وحَزَيتُه: (5 خَرَصْتُه 5) أَحزُو وأحْزِي، وحَزَى الطَّيْرَ: زَجرَها، والحَزَاءُ، والحَزْو والمَحْزَأَة: قَدْر الشَّيءِ، قال الشاعر: ¬
(حزور)
* ومَنْ تَحَزَّى عَاطِساً أو طَرَقا * (¬1) (حزور) - ومن رُبَاعِيّه في الحَدِيث: "كُنَّا غِلماناً حزَاوِرةً" (¬2). وهي جمع حَزْوَر وحَزَوَّر (¬3) وهو إذا قَارَب البُلوغَ. وقيل: جَمْع الحَزَوَّر حَزَاوِرُ، وإن عَوَّضت حَزَاوِرَة؛ لتَكونَ التَّاءُ عِوضاً عن اليَاءِ، كزَنادِقة في زَنَادِيق. ولَعلَّه مُشَبَّه بحَزْوَرةِ الأَرض؛ وهي الرَّابيَة الصَّغِيرة. وسوق الحَزْوَرة بمَكَّة. ورُوِي عن الشَّافِعِي، رَضِي الله عنه، أَنَّه قال: النَّاسُ يُشَدِّدُونَ الحَزْوَرة والحُدَيْبِيَة وهما مُخَفَّفتَان. - (4 ومنه حَدِيثُ عَبدِ الله بنِ الحَمْراء: "أَنَّه سَمِع رَسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم وهو وَاقِفٌ بالحَزْوَرة من مِكَّة". هو مَوضِع بها، عند بَابِ الحَنَّاطِين، وهو بِوَزْن قَسْوَرَة 4). * * * ¬
ومن باب الحاء مع السين
ومن باب الحاء مع السين (حسر) - في الحَديثِ: "لا تَقُوم السّاعةُ حتَّى يَحسُر الفُراتُ عن جَبَل من ذَهَب". : أي يُكْشَف، وحَسَر الماءُ: نَضَب عن السَّاحِل، وحَسَر عن ذِراعَيه إذا أخرجَهما من كُمَّيْه. - ومنه حَدِيثُ يَحْيَى بنِ عَبَّاد: "ما مِنْ لَيلَةٍ إلَّا مَلَكٌ يَحسُر عن دَوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ" (¬1). : أي يَكْشِفُ. - ومنه: "سُئِلَت (¬2) عائِشةُ، رضي الله عنها، عن امرأَةٍ طَلَّقَها زَوجُها، فتزَوَّجها رَجلٌ فَتحَسَّرت بين يَدَيْه، ثم فَارقَها". : أي قَعَدت بَيْن يَدَيه حَاسِرةً لا قِناعَ (¬3) عليها. يقال: فلان حَسَن الحَسْرَة (¬4) والحَسَر والمَحْسِرَ والمُحَسَّر، والمحَاسِر: أي المَوضِع الذي يكشف عنها الثَّوبُ من البَدنَ. ¬
وتَحسَّرت الجَارِيةُ: استَوتْ واعْتدَل جِسمُها. - في حَديثِ عَليٍّ، رضي الله عنه: "ابنُوا المسَاجِدَ حُسَّرًا ومُعَصَّبِين فإن ذَلِك سِيمَاءُ المُسلِمِين". وفي رِوايةِ أَنسِ: "ابنُوا المَساجِدَ جُمًّا" (¬1). وفَسَّره (¬2): بأَنْ لَيسَ لها شُرَفٌ. ولعل الحُسَّرَ بمَعْناه، لأن الحاسِرَ الذي لا دِرعَ ولا مِغْفَر معه في القِتال. في الحَدِيث: "أَنَّه وَضَع (3 في وادى مُحَسِّر" وهو وَادٍ بين عَرَفات ومِنًى، لَعَلَّه سُمِّي به، لأنه يُحَسِّر سَالِكِيه 3) ويُؤْذِيهم ويُتْعِبُهم. وحَسرتُ النَّاقةَ: أَتعَبْتُها (4 فحَسَرتْ 4) وقيل: سُمِّي الِإتعابُ به، لأنه يَتحسَّر بالَّلحْم: أي يَذهَب به. يقال: تَحَسَّر لحَمُه من الحَرَى،: أي ذَهَب. ¬
(حسس)
(حسس) - في حَدِيثِ قَتادَة: "أن المُؤمِن لَيَحِسُّ للمُنافِقِ" (¬1). : أي يَأوِي ويَتوجَّع له. قاله صاحِبُ التَّتِمَّة: (2 وحَسْحَس: تَوجَّع 2). (حسم) - (2 في حديث السُّنْبُك: "حِسْمَى جُذَام" (¬3). حِسْمى: اسم بَلَدِهم، وحِسْمَى: ماءٌ لكَلْب. ويقال: إنَّ آخرَ ما نَضَب من ماء الطُّوفانِ حِسْمَى، فبَقِيت منه هذه البَقِيَّة إلى اليَوْم، وأنْشد أبو عمرو: * وبَطْن حِسْمَى بَلَدًا هِرْمَاسَا * (¬4) : أي أَملَس 2). - (5 وفيه: "فله مِثْلُ قُورِ حِسْمَى" (¬6). ¬
(حسن)
حِسْمى، بالكَسْر والقَصْر، اسمُ بَلَد جُذَام، والقُورُ: جمع قَارَة، وهي دُونَ الجَبَل 5). (حسن) - قوله تعالى: {عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} (¬1). قال الفَرَّاء: الّذِي بمَعْنَى مَا،: أي على ما أَحْسَن مُوسَى تَمامًا، لِنِعْمَتِنا عليه من قِيامِه بأَمرِنا ونَهْيِنا. وقيل: على الَّذِين أَحسَنُوا، وعلى مَنْ أَحْسَن، وقِيلَ: على إحسانِ اللهِ تعالى إلى أَنْبِيائه. وقيل: تَمامًا في احْتجَاج مُوسَى عليه الصلاة والسلام على مَا أَحْسَن من طاعَة الله تَعالَى. (حسا) - في الحَدِيث: "شَرِبُوا من مَاءِ الحِسْيِ" (¬2). الحِسْيُ: حَفِيرةٌ قَرِيبَة القَعْر، ويقال: إنه لا يَكُون إلَّا في أَرضٍ أَسفَلُها حِجَارة وفَوقَها رَمْل، فإذا مُطِرت نَشِفَتْه الرِّمالُ، فإذا انْتَهى إلى الحِجَارةِ أَمسكَتْه، فإذا (¬3) احْتِيجَ إلى الماء نَبَش عنه الرَّملَ واستَقَى منه المَاءَ. وجَمعُه أَحْسَاء. ¬
ومنه سُمِّى البَلَد الأحْسَاء، وهو من هَجَر على مِيلَيْن، واحتَسَيْتُ: أي تَناولتُ المَاءَ من الحِسْى. - في حَدِيثِ عَوفِ بن مالك رضي الله عنه: "فهَجَمْتُ على رَجُلَيْن. فَقلتُ: هل حُسْتُما من شَىْء؟ " (¬1). كذا وَرَدَ، وإنما هو: "هل حَسَيْتُما". يقال: حَسِيتُ بالخَبَر. وأَحَسْت به: عَلِمتُه، وتَحسَّيتُ الخَبَر، وحَسِيتُه: تَحَسَّتُه فهو حَسٍ، وأنشد (¬2): * حَسِينَ به فَهُنَّ إليه شُوسُ * : أي عَلِمْن به. ¬
(1 وقيل: هو من حَسَّ وأَحسَّ، مثل ظَلْت ومَسْت، يَحذِفُون أَوّلَ المِثْلَيْن لتَعَذُّر الإِدْغام من حَيْثُ سَكَّن اليَاءَ سُكونًا لازِماً 1). * * * ¬
ومن باب الحاء مع الشين
ومن باب الحاء مع الشين (حشد) - (1 في حَدِيثِ الحَجاج: "أَمِنْ أَهلِ المَحَاشِد والمَخَاطِبِ" (¬2). : أي مَواضِع الحَشْد والخُطَب. وقيل: هما جَمْع الحَشْد والخُطَب على غير قياس كالمَشَابِه والمَلَامِح. : أي الذين يَجْمَعُون الجُموعَ للخُروجِ. وعن قُطْرب قال: المَخْطَبَة: الخُطْبَة، والمُخَاطَبَة: أن يُخاطِبَهم ويُشَاوِرَهم فيه. والحُشَّد جمع حَاشِدٍ وهو الجَامِع 1). (حشر) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {وَحَشَرْنَاهُمْ} (¬3). ¬
الحَشْر: الجَمْع بِكُرهٍ وسَوْق. - ومنه قَولُه تعالى: {وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} (¬1). : أي الشُّرَط؛ لأنهم يَحشُرونَ النَّاسَ: أي يَجْمَعُونَهم. - ومنه في حَدِيثِ أَسمائِه - صلى الله عليه وسلم -: "وأنَا الحَاشِرُ، أَحشُر النَّاسَ على قَدَمَىَّ" (¬2). : أي يَقدُمُهُم (¬3) وهم خَلْفَه. وقيل: لأن النَّاس يُحْشَرون بعد مِلَّتِه، دُون مِلَّةِ غَيرِه. - في الحَدِيثِ: "لم تَدَعْها تَأكُل من حَشَراتِ الأَرضِ". قيل: هي صِغَار دَوابِّ الأَرضِ، مِثْلِ اليَرْبُوع والضَّبّ. وقال سَلَمَة: هي هَوامُّ (¬4) الأَرضِ. ويقال لها: الأحناشُ أَيضًا، والواحِدَةُ حَشَرة. - ومنه حَدِيثُ التَّلِب (¬5): "لم أسمَع لحَشرَة الأرضِ ¬
(حشش)
تَحْريمًا" وأُذُن حَشْر وحَشْرَةٌ: لَطِيفَة، وسَهْم حَشرْ: لَطِيف الرِّيشِ، والحَشْر: الخَفِيف. (حشش) - في حَدِيث زَينَبَ بِنتِ جَحْش، رَضى اللهُ عنها: " دَخَل علىَّ رسَولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. فضَرَبَنِى بمَحَشَّةٍ معه". : أي قَضِيبٍ، جَعلَت تَحرِيكَه لها كالعُودِ الذي تُحَشُّ به النَّارُ: أي تُحرَّك، كأنه حَرَّكَها بعُودٍ لِتَفْهَمَ ما يَقُول لها. - في حَدِيثِ أَبِى السَّلِيْل (¬1) قال: "جاءَت ابنَةُ أَبِى ذَرٍّ عليها مَحَشُّ صُوفٍ". : أي مُخَلَّق، وهو كِساءٌ خَشِن. - ومنه حَدِيثُ عُمَر، رضي الله عنه: "أَنَّه رَأَى رجلاً يحتَشُّ في الحَرَم فزَبَرهَ" (¬2). : أي يَأخُذ الحَشِيش، وحَشَّ أَيضًا بمَعْناه، والمَحَشُّ: كِساءٌ يُوضَع فيه الحَشِيش كالمِخْلاة لِمَا يُخَتَلى فيه. قال الأَصَمَعِىُّ: المِحَشُّ - يَعنِى بكَسْر المِيمِ - ما يُقطَع به الحَشِيش، والمَحَشُّ: مَوضِعُه الذي يُوضَع فيه. وحَشَّ فَرسَه: أي احتَشَّ له. يقال: أَحُشُّك (¬3) وتُروِّعُنِى، لِلَّذى تُحسِن إليهِ ويُسىءُ إليك. ¬
والحَشِيش: اليَابِس منه، كالخَلَا للرَّطب، والكَلأَ لَهُما. ويقال: إنَّك لَبِمَحَشَّ صِدْق: أي بمَوضِعٍ كَثِيرِ الحَشِيش. - في الحَدِيثِ: "إنَّ هَذِه الحُشوشَ مُحْتَضَرة". : يَعْنِى الكُنُفَ والمَخارِجَ. الوَاحِد: حَشٌّ بالفَتْح. وأصلُ الحَشِّ: حائِطٌ فيه نَخْل، ويُجْمَع أيضا حُشَّان، كبَطن وبُطْنان. وقد تُضَم حَاؤُه، فإذا استُعْمِل في الكَنِيف فبِالفَتْح لا غَيْر، سُمِّى للجمع فيه. وكُلُّ شىءٍ جَمعتَه فقد حَشَشْتَه. وسُمِّيت حَفِيرةُ النَّخل به، لأنَّهم كانوا يَقضُون حوائِجَهم فيها. وَحُشُّ كَوْكَب (¬1): مَوضِع بالمَدِينة. - ومنه حَدِيثُ جَابِر، رَضِى الله عنه، مرفوعا: "نَهَى عن إتْيانِ النِّساءِ في حُشوشِهِنَّ". كَنَى به عن أَدْبَارِهنّ. - في حَدِيث زَمْزَم: "فانْفَلَتَت البقرةُ من جَازِرِها بحُشاشَةِ نَفسِها". : أي بِرَمَقِ بَقِيَّة الحَياةِ. ¬
(حشف)
(حشف) - في الحَدِيث: "أَنَّه رأى رَجُلًا عَلَّق قِنْو حَشَفٍ" (¬1). الحَشَف: يابِسُ فاسِدِ التَّمْر. وقيل: هو الضَّعِيف النَّوَى، أو العَدِيم النَّوَى مع رَداءَتِه، وأحْشَفَت النَّخْلَة إذا حَملَت ذلك. - في حَدِيث عَلىٍّ رَضِى الله عنه: "في الحَشَفةِ الدِّيَةُ". الحَشَفة: رَأسُ الكَمَرة، يَعنِى إذا قَطعَها إنسانٌ من آخَرَ وَجبَت عليه دِيَةُ نفسٍ كَامِلَة. (حشم) - في حَدِيث عَلِىٍّ، رضي الله عنه، في السَّارِقِ: "إني لأحْتَشِم أن لا أَدَعَ له يَدًا". : أي أَنقَبِض وأسْتَحْيِى، والحِشْمَة: الاسْتِحْياء والغَضَب، وتَحشَّمت به،: أَى تَحرَّمتُ به، وهو يتحَشَّم المَحارِمَ: أي يتَوَقَّاها. وحَشَمُ الرَّجُل: الَّذِين يَغْضَبون له ويغْضَب لهم. (حشن) - في حَدِيثِ أبِى الهَيْثَم بن التَّيِّهان، رَضِى اللهُ عنه: "مِن حِشَانِةٍ" (¬2). : أي سِقاء مُنتِن من طُول التَّعَهُّد. يقال: حَشِنَ السِّقاءُ يَحْشَن حَشَنًا فهو حَشِن، إذا تَغَيَّرت رائِحَتُه، وأَحْشَنتُه أنا. * * * ¬
(حشا)
(حشا) - في الحَدِيثِ (¬1): "خُذْ من حَواشِى أَموالِهم". هي جَمْع الحَشْو والحَاشِيَة، وهما صِغارُ الِإبل، وقيل: الحاشِيَتَان: ابنُ المَخاضِ وابنُ اللَّبُون. ويقال: لِلَّفِيف من النَّاسِ: الحَشو: تَسْمِيَة بالمَصْدر، كأَنَّ البَلدَ حُشىِ به. وهو مِثلُ الحَديثِ الآخر: "اتَّقِ كَرائِمَ أَموالِهم". - في حَدِيثِ الاسْتِحاضَة: "أَمَرَها أن تَغْتَسِل، فإن رَأتْ شيئاً احْتَشَتْ" (¬2). : أي استَدخَلَت شيئاً يمنَع الدَّمَ من القَطْر. يقال: حَشوتُه فاحْتَشَى، أي: امْتلأَ، ويُسَمّى ما يُحْشَى به حَشْوًا وحُشْوَةً. - ومنه في مَقْتل عبدِ الله (¬3) بن جُبَيْر، رضي الله عنه: "أَنَّ حُشوتَه خَرجَت". حُشْوة الإِنسان والدَّابَّة، بكَسْرِ الحاء وضَمِّها، الأَمعاءُ، والمَحْشَاة: مِمَّا يَلِى الدُّبُر من المَبْعَر. ¬
والأَحْشاء: الخَوَاصِر، وهي ما بَيْن الضُّلوع وما يَلِيها إلى الوَرِك. - (1 ويُروَى: "محَاشِى النِّساءِ حَرَامٌ" (¬2). يعنِى أدْبَارَهن 1). * * * ¬
ومن باب الحاء مع الصاد
ومن باب الحاء مع الصاد (حصب) - في حَدِيثِ مَسْروق (¬1): "أَتينَا عَبدَ اللهِ (¬2) - رَضِى الله عنه - في مُجَدَّرِين ومُحَصَّبِين". : أي الّذيِن بِهِم الجُدَرِىّ والحَصْبَة - بسُكونِ الصَّادِ وفَتْحِها وكَسْرِها - وهما جِنْسَان من بَثْر يَخرُجَان بالصَّبْيان غالبا. يقال: منه حُصِب فهو مَحْصُوبٌ، والمُحَصَّب للتَّكْثِير. (3 في حديِث عُمَر: "يا آل خُزَيْمَة حَصِّبِوا" (¬4). : أي أقيِمُوا (5 بالمُحَصَّب 5) أَحصبُوا بالأَبْطَح: موضع التَّحْصِيب قَبْل دُخولِ مَكَّة، ورُوِى: "أصْبِحُوا": أي بَيِّتُوا به لَيلةً 3). (حصص) - في الحَدِيثِ: "فجاءَتْ سَنةٌ حَصَّت كُلَّ شَىء". : أي أذهَبَتْه. والحَصُّ: إذْهَابُك الشَّعرَ عن الرّأس، كما تَحُصُّ ¬
(حصن)
البَيضَةُ رَأْس صاحبِها، وتَحاصَّ شَعَرُه (1 وحُصَّ وانْحَصَّ, ورَجلٌ أَحُصُّ, وذَنَبٌ أَحصُّ 1). (حصن) - قَولُه تَعالَى: {إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ} (¬2). يقال: أَحصنْتُ الشَّىءَ، أي: ادَّخَرْتُه وحَفِظْتُه. - وفي شِعرِ حَسَّانَ في صِفَة عَائِشَة رَضِى الله عَنْهما: * حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بِرِيبَةٍ * (¬3) الحَصانُ: المَرأةُ العَفِيفَة، والحِصَانُ، بالكَسْر، الفَرسُ العَتِيقُ وَكُلُّ هذا من الحِصْن، وهو ما يُتَحَصَّن ويُتَحَفَّظ به، فالمرأة: سُمِّيت به، لأَنَّ الله، عَزَّ وجَلَّ، حَصَّنَها، أو أَحْصَنَت هي فرجَها. والفَرسُ يُحَصَّن عَمَّا ليس بكَرِيمٍ من الخَيْل، هذا هو الأَصْل. ثم يُسَمَّى كُلُّ ذَكَرٍ من الخَيْل حِصانًا. - (4 في حَدِيثِ الأَشْعَث: "تَحصَّن في مِحْصَن". قال ثَعْلَبٌ عن ابْنِ الأَعرابّى: المِحْصَن: القَصْر، والقُفلُ، والزَّبِيلُ الكَبِير 4). * * * ¬
ومن باب الحاء مع الضاد
ومن باب الحاء مع الضاد (حضب) - قَولُه تَعالَى: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} (¬1). قِراءَةُ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، بالضَّادِ المُعْجَمَة، وهو ما هَيَّجتَ وأَوقدتَ به النَّارَ. وقيل: الحَضَب: الوَقُود، لأَنَّه يَحْضِب به أي: يَسْعَر، والمِحْضَب: مِسْعَر النَّار، وقيل الحَضَب: مثل الحَصَب. (حضر) - قوله تعالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} (¬2). : أي يُصِيبُنِى الشَّيطانُ بِسُوء. - ومنه: "الكُنُف مَحْضُورَة، والحُشُوشُ مُحْتَضَرة" (¬3). : أي يَحضُرها الجِنّ. - في الحَدِيث: "كُنَّا بحَاضِرٍ يَمُرُّ بنا النَّاس" (¬4). الحاضِرُ: القَومُ النُّزولُ على ماءٍ يُقِيمون به ولا يرحَلُون عنه، فَاعِل بِمَعْنَى مَفْعُول. ¬
(حضرم)
وفي رِواية: "كُنَّا بحَضْرة مَاءٍ مَمَرٍّ من النَّاس". وفي أُخرَى: "كُنَّا بحَضْر عَظِيم" وهو حَدِيثُ عَمْرو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِى (¬1). ويُقال للمُتَأَهَّل: الحَاضِرُ، لاجْتِماعِهم إذا حَضَروُا (¬2). - وقَولُه تَعالَى: {إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} (¬3). : أي يَحضُرون الحِسابَ والنَّارَ ونَحوَهما. يقال: أحضرتُه فحضر، وقد يُكسَر ضَادُه في الماضِى، ويُضَمُّ في المُستَقبَل مثل: فَضِل يَفضُل في الشَّواذِّ. - (4 وفي الحَدِيث: "هِجْرَة الحَاضِر". الحَاضِر: المَكَان المَحْضُور. يقال: نَزْلنا حَاضِرَهم. (حضرم) - في حَديثِ مُصْعَب بن عُمَيْر: "كان يَمشِى في الحَضْرَمِىِّ": أي السِّبْت (¬5) المَنْسوب إلى حَضْرموت. ¬
(حضض)
يَعنِى النِّعالَ المُتَّخَذة منه، والحَاضِر: خِلافُ البَاكِى 4). (حضض) - قَولُ اللهِ تَباركَ وتَعالَى: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} (¬1) الحَضُّ: الحَثُّ على الخَيْر، والخَلِيل يُفرِّق بين الحَضِّ والحَثّ. فَيقول: الحَثُّ في السَّيرْ والسَّوْقِ، وفي كُلَّ شىء. والحَضُّ: لا يَكُون في سَيْر ولا سَوْق. - ومنه الحَدِيث: "فأَيْنَ الحِضِّيضَى" (¬2). وهو الحَضُّ أَيضاً. - في الحَدِيث: "أَنَّه جاءَته هَدِيَّة فلم يَجِد لها مَوضِعًا. فقال: ضَعْه بالحَضِيض" (¬3). الحَضِيض: قَرار الأَرض. وقيل: مُنقَطع الجَبَل، إذا أَفضيتَ منه إلى الأرضِ، وقيل: وَسَط الجَبَل بين أَعلاه وأسْفَلِه. - ومنه الحَدِيثُ (¬4): "إنَّ العَدُوَّ بعُرْعُرة الجَبَل، ونَحنُ بالحَضِيض". : أي بأَسفَلِه، وعُرْعُرَتُه: أَعلاه. ¬
(حضن)
- حديث طاوس: " (1 لا بَأْسَ 1) بالحُضُضِ". : أي في التَّدَاوِى به، وهو دَواءٌ (¬2) يُعقَد من أَبوالِ الِإبِل. وقال الأزهرى: هو بالظَّاء. وقيل بِضَادٍ ثم بِظَاء، وقد يفتح أوسَطُه. ويقال: هو أَيضاً ما يَخرُج من المَقِر (¬3) بعد الصَّبْر. (حضن) - في الحَدِيث: "أَنَّه خرج مُحْتَضِناً أَحدَ ابنَى ابْنَتِه". : أي حامِلاً له في حِضْنِه، وهو ما دُونَ الإِبطِ. * * * ¬
ومن باب الحاء مع الطاء
ومن باب الحاء مع الطاء (حطم) - حَدِيثُ جَعْفر: "كنا نَخرُج سَنَةَ الحَطْمَة". قال الأصمَعِىُّ: الحَطْمة: السَّنَة الشَّدِيدة (¬1) الجَدْب. - وفي حديث سَوْدَة رَضِى الله عنها، "استَأْذنَت أن تَدفَع قبل حَطْمَةِ النَّاس" (¬2). : أي قَبلَ أن يَحطِم بَعضُهم بعضًا، ويَزدحِمَ بَعضُهم على بَعْض. وأصل الحَطْم: الكَسْر. - ومنه في حديث فَتْح مَكَّة: "احْبِس أبا سُفْيان عند حَطْم الجَبَل" (¬3). : أي بالمَوضِع الذي حُطِم منه أي: ثُلِم من عُرضِه، فبَقِى منقطِعاً، ويحتمل أن يُرِيد: عند مَضِيق الجَبَل، حيث يَزحَم بَعضُهم بَعضًا. * * * ¬
ومن باب الحاء مع الظاء
ومن باب الحاء مع الظاء (حظر) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} (¬1). : أي صاحب الحَظِيرة، لأنه صاحب الغَنَم الذي يَجمَع الحَشيش في الحَظِيرة لِغَنَمه. والحِظَار: حَائِطُ الحَظِيرة المُتَّخذ من خَشَب أو قَصَب، والمُحْتَظِر: الذي يتَّخِذها لنفسه، فإن اتَّخذَها لغَيْره فهو مُحَظِّر وحاظِر. وأَصلُ الحَظْر: المَنْع. (حظظ) - في حَدِيثِ المُرَجَّل (¬2): "من حَظِّ الرَّجل نَفاقُ أَيِّمه ومَوْضع حَقّه" الحَظُّ: الجَدُّ، وهو حَظِيظٌ ومَحْظُوظ،: أي يكون حَقُّه في ذِمَّة أَمِين. (حظا) - في حَدِيثِ مُوسَى بنِ طَلْحَة: "دَخَل علىَّ طَلحَةُ، رَضِى اللهُ عنه، وأنا مُتَصَبِّح، فأَخذَ النَّعلَ فحَظانى به حَظَياتٍ ذَواتِ عَدَد". ¬
: أي ضَرَبَنَى بِهَا، كذا رُوِى (¬1). وقال الحَرْبِىُّ: إنما أَعرِفها بالطَّاء غير مُعجَمة، وأَمَّا بالظَّاء، فهو لا وَجه لَه. وقال غَيرُه: يَجُوز أن يَكُون من الحَظْوة، وهو السَّهْم الصَّغِير الذي لا نَصْل له. وقيل: كُلُّ قَضِيب نابتٍ في أَصل فهو خِظْوة، وفيه ثَلاثُ لُغات: فَتْحُ الحَاءِ، وضَمُّها، وكَسرُها. والجمع حَظَوات، فَعلَى هذا حَظَاه: ضَرَبه بالحَظْوة. كما يُقال: عَصَاه: ضَربَه بالعَصَا إن حُفِظ لَفظُه. وفي المَثَل: "إِحْدَى حُظَيَّاتِ لُقْمان" (¬2): أي من فَعَلاتِه. - في حَدِيثِ عائِشةَ، رَضَى الله عنها: "تَزوَّجَنِى في شَوَّال، وبَنَى بِى في شَوَّال، فأَىُّ نِسائِه كان أَحظَى مِنِّى"؟ : أي أَقربَ مَنزِلةً. ويقال: له حُظْوة وحِظْوَة وحِظَة، والفِعلُ منه حَظِى فهو حَظٍ، والمرأة حَظِيَّة، وللمُبالَغَة حَظِىٌّ، وحَظِيَة، بتَخْفِيف الظَّاء، وليس من الحَظِّ في شَىْء. * * * ¬
ومن باب الحاء مع الفاء
ومن باب الحاء مع الفاء (حفر) - (1 في حَدِيثِ أُبَىّ: "بنَدَامَتِك عند الحَافِر" (¬2). قيل: كانوا لنَفَاسَة الفَرَس عِنْدَهم، لا يَبيعُونَها إلّا بالنَّقْد. يَقُولُون: "النَّقْد عند الحَافِر" (¬3). : أي بَيْع الحَافِر في أَوَّل العَقْد وجَعَلُوه مَثَلا، والمُرادُ ذَات الحَافِرِ. ومَنْ قال: "الحَافِرَة" أَرأدَ ذَواتِ الحَافِر، فأَلحَقَ التَّاءَ إشعاراً ¬
(حفز)
بالذَّاتِ، أو تكون فاعلة من الحَفْر، لأنّ الفَرسَ بِشدَّة دَوْسِها تَحفِر الأرضَ، كما سُمِّيت فَرسًا، لأنها تَفْرِسها أي: تَدُقُّها، ثم كَثُرت حتى استعملت في كل أوَّلِيَّة. أي: تَنْجِيز النَّدامة عند مُواقَعَته، والبَاءُ في قَولِه: "بِنَدَامتك" بِمَعْنَى مع، أو للاسْتِعَانة 1). (حفز) - في حَدِيثِ أَنَس، رَضِى الله عنه: "من أَشراطِ السَّاعة حَفْز المَوْت. قيل: وما حَفْز المَوْت؟ قال: مَوتُ الفُجَاءَة". الحَفْز: الحَثّ والإعْجَال. (حفل) - (1 في حَدِيثِ حَلِيمَة: "فَإِذا هي حَافِلٌ". : أي كَثِيرة الَّلبَن. - وفي صِفَة عُمَر: "ودَفَقَت (¬2) في مَحافِلِها". هي جمع مَحْفِل أو مُحْتَفَل حَيثُ يحتَفِلُ المَاء (¬3). (حفا) - وفي الحديث (¬4) "احْتُفِينَا إِذَن". : أي استُؤْصِلْنَا 1). * * * ¬
ومن باب الحاء مع القاف
ومن باب الحاء مع القاف (حقب) - في الحَدِيث: "كان أبو أُّمَامَة، رضي الله عنه، أحقَبَ زَادَه خَلفَه على رَحْلِه". : أي جَعلَه وراءَه حَقِيبَةً. - وقال زَيدُ بنُ أَرقَم، رضي الله عنه: "كُنتُ يَتِيماً لابن رَواحَة، رَضِى الله عنه، فَخرَج بي إلى مُؤتَةَ مُردِفِى على حَقِيبَة رَحلهِ". الحَقِيبة: وِعاء يَجَمعُ الرَّجلُ فيه زَادَه، والجَمْع الحَقَائِب. - في الحَدِيثِ: "ثم انتَزَع طَلًقاً من حَقَبه" (¬1). الحَقَب: نِسْعَة أو حَبْل يُشَدّ على حَقْو البَعِير، أو حَقِيبَتِه. والحَقِيبة: الزِّيادة التي تُجعَل في مُؤخَّر القَتَب، وكلَّ شَىءٍ جَعلتَه في مُؤَخَّرة رَحْلِك أو قَتَبِك فقد احتقَبْته (¬2). يقال: أَحقَبتُ البَعِيرَ، إذا شَدَدْتَه بالحَقَب. ¬
- وفي الحَدِيثِ: "فأَحقَبها على نَاقَة" (¬1). : أي أَردفَها خَلفَه على حَقِيبَة الرَّحْل. - وفي حديث: "حَقِبَ أَمرُ النَّاس". : أي فَسَد واحْتَبَسَ، من قولهم: حَقِب المَطرَ العامَ: أي تَأخَّر واحْتَبس وقَلَّ. - وفيه: ذِكْر: "الأَحْقَب" (¬2). أَحَد النَّفَر الجَائِين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جِنِّ نَصِيبِيْن، وقيل: كانوا خَمْسَة (¬3): خَسَا، ومَسَا، وشَاصَه، وبَاصَه، والأَحْقَب. - (4 في الحَدِيث "كان (¬5) نُفُجَ الحَقِيبَة". : أي رَابِى العَجُز نَاتِئَه، ولم يَكُن أزل. - في حَدِيثِ ابْنِ (¬6) مَسْعُود: "الذي يَحْقِبُ دِينَه الرِّجالَ". ¬
(حقف)
: أي المُردِف، من الحَقِيبة، يَعْنِى المُقَلِّد لِكُلّ واحدٍ بلا رَوِيَّة 4). (حقف) - في الحَدِيثِ: "وحِقَافُ الرَّمْل". جمع حِقْف، ويُجمَع أيضا أحْقَافاً، وهو ما اعْوجَّ منه واستَطال، ومنه يقال: احقَوْقَف: أي مَالَ. (حقق) - وفي الحديث الذي رَوَاه ابنُ عُمَر، رضي الله عنهما: "ما حَقّ امْرِىءٍ له مَالٌ يُوصِى فيه، يَبِيتُ لَيْلَتَيْن إلا وَوَصِيَّتُه مَكْتوبة عِنْدَه" (¬1). قال الشَّافِعِىُّ، رضي الله عنه: أي مَا الحَزْم والأَحْوط إلا هَذا. وحَكَى (¬2) الطَّحاوِى أنَّه قَالَ: ويُحتَمل، ما المَعْرُوف في الأَخْلاق إلا هَذَا من جِهَة الفَرْض. وقال الطَّحاوى ما مَعْنَاه: إِنَّ فِيه مَعْنًى آخَرَ أَولَى به عِنْدَه، وهو أَنَّ الله تَعالَى حَكَم على عِبادِه بقَوْله تَعالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} (¬3) الآية. ¬
ثم نَسَخ الوَصِيَّة للوَارِث على لِسانِ نَبِيِّه - صلى الله عليه وسلم - بقَوْله: "إنَّ الله أَعطىَ كُلَّ ذى حَقٍّ حَقَّه فلا وَصِيَّة لِوَارِثٍ". وإن كَانَ لم يَرِد إلا من جِهَةٍ وَاحِدَةٍ، في حَدِيثِ شُرَحبِيل، عن أَبِى أمامة، غَيْر أَنَّهم قَبِلوا ذلك واحْتَجُّوا به، فبَقِى مَنْ سِوَى الوَارِث من الأَقْرباء مَأْمورًا بالوَصِيَّة له. - في حَديثِ المِقْدَام: أَبِى كَرِيمة (¬1): "لَيلَةُ الضَّيْفِ حَقٌّ، فمَنْ أَصبَح بفِنائه ضَيْف فَهُو عَلَيْه دَيْن". قال الخَطَّابى: رَآهَا حَقًّا من طَرِيق المَعْرُوف والعَادَة المَحْمُودَة، ولم يزل قِرَى الضَّيْف من شِيَمِ الكِرامِ، ومَنْعُ القِرَى مَذْمُوم، وصَاحِبُه مَلُوم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ يُؤمِن باللهِ واليَومِ الآخِر فَلْيُكْرِم ضَيفَه". - وفي رواية: "أَيُّما رَجُلٍ ضَافَ قَوماً فأَصبحَ مَحْروماً، فإنَّ نَصْرَه حَقٌّ على كُلِّ مُسلِم حتى يَأْخُذَ قِرَى لَيْلَتِه من زَرْعِه ومَالِه". ويُشبِه أن يكون هذا في المُفْطِر الَّذِى لا يَجِد ما يَطْعَمُه، ويَخافُ التَّلَفَ على نَفسِه، كان له أن يَتَناولَ من مَالِ أَخِيه ما يُقِيم به نَفسَه، وإذا فَعَل فقد اخْتُلِف فيما يَلزَمه. فذَهَب بَعضُهم إلى أنه يَرُدُّ إلَيه قِيمَته، وهذا يُشْبِه مَذْهَب الشَّافعى، رضي الله عنه. ¬
وذَهبَ قَومٌ إلى أن لا شَىْءَ عليه، واحتَجُّوا بأَنَّ أَبا بَكْر، رضي الله عنه، حَلَب لرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لَبناً من شَاةِ رَجُلٍ من قُريْش وصَاحِبُها غَائِب. وبِحَدِيث ابنِ عُمَر: "مَنْ دَخَل حائِطًا فَلْيَأْكل ولا يتَّخِذْ جَنْبة" (¬1). وعن الحَسَن قال: "إذا مَرَّ الرَّجل بالِإبلِ وهو عَطْشَان صَاحَ برَبِّ الِإبِل ثَلاثًا، فإن أَجابَه، وإلَّا حَلَب وشَرِبَ". وقال زَيْد بنُ أَسلَم في الرَّجُل يَضْطرُّ إلى المَيْتَة، وإلى مَالِ المُسْلِم. فقال: يَأْكل المَيْتَة. وقال عَبدُ اللهِ بنُ دِينار: يَأكُلُ مَالَ المُسلِم. وقال سَعِيد: المَيْتَة تَحِلُّ إذا اضْطرُّ، ولا يَحِلُّ مَالُ المُسلِم. - في كِتابِه - صلى الله عليه وسلم - لِحُصَيْن: "أنَّ لَه كَذَا وكَذَا، لا يُحاقُّه فيها أَحدٌ" (¬2). ¬
قال أَحمدُ: حاقَّ فُلانٌ فُلانًا، إذا خَاصَمه وادَّعَى كُلُّ واحد منهما أنَّه حَقُّه، فإذا حَقَّه غلبه. قيل: قد حَقَّه، ويقال للرَّجُل إذا خاصم صِغَارَ (¬1) الأَشْياء: إنَّه لَنَزِق الحِقَاق. واحتَقُّوا في الشَّىء، إذا ادَّعى كُلُّ واحدٍ أَنَّه حَقُّه وحَقَّ الشَّىءُ: وَجَبَ. والحِقَّهُ من أَولادِ الِإبل: التي تَسْتَحِقُّ أن يُحمَل عليها. - في الحَدِيث: "مَتَى ما يَغْلُوا في القُرآنِ يَحْتَقُّوا" (¬2). : أي يَخْتَصموا. - وفي حَدِيثِ زَيْد: "لَبَّيكَ حَقًّا حَقًّا، تَعَبُّدًا ورِقًّا" (¬3). قوله: حَقًّا مَصْدَر مُؤكّدِ لغَيْره، المَعْنَى أَنَّه الدِّين، يعنى: الْزَم طَاعَتك الذي دَلَّ عليه "لَبَّيْك" كما تَقُول: هَذَا عَبدُ اللهِ حَقًّا، تَوكِيد مَضْمُون بِلَبَّيْك، وتَكْرِيرُه لِزِيادة التَّأْكِيد. وقَولُه: "تَعَبُّدًا" مَفْعولٌ له. ¬
(حقا)
(حقا) - في حَديث عُمَر في النِّساء: "لا تَزْهَدْن في جَفَاءِ الحَقْو" (¬1). : أي غِلَظِه، وتَضْعِيف الثِّياب عليه. يَعْنِى الِإزار؛ ليَسْتُر مُؤَخَّرَها. * * * ¬
ومن باب الحاء مع الكاف
ومن باب الحاء مع الكاف (حكأ) - في حَدِيثِ عَطَاء: "أَنَّه سُئِل عن الحُكَأَة، قال: ما أُحِبُّ قَتلَها" الحُكَأَة: العَظَاءة (¬1) بلُغةِ أَهلِ مَكَّة، وإنّما لا يَجِب قَتلُها، لأنها لا تُؤذِى. وقيل: هي العَظَايَة الضَّخْمة، وجَمعُها حُكَأ. وقد يُقال: حُكَاة، بغَيْر هَمْز، والجَمْع حُكاً مَقْصُور. والحُكَاءَ مَمدُودٌ: ذَكَر الخَنافِس. (حكر) - عن أَبِى هُرَيْرَة، رضي الله عنه: "إذَا وَردْتَ الحَكَرَ القَلِيلَ فلا تَطْعَمْه" (¬2). الحَكَر: هو المَاءُ القَلِيل المُجْتَمِع، وكذلك القَلِيل من الطَّعام واللَّبَن، كأنه احتُكِر لِقِلَّتِه. - ومنه الحَدِيثُ: "مَنِ احْتَكَر طَعاماً" (¬3). ¬
(حكك)
: أي اشْتَراه وحَبَسه لِيَقِلَّ فَيغْلُو. والحِكْرُ، والحُكْر، والحُكْرَة الاسْمُ منه. - (1 في الحَدِيث: "كان عُثْمان، رضي الله عنه، يَشْتَرِى العِيرَ حُكْرةً". : أي جُملةً، من الحِكْر، وهو الجَمْع، والإِمساك من الاحْتِكار، وقيل: حُكرةً: جُزافًا 1). (حكك) - في حَديِث ابنِ عُمرَ، رَضِى الله عنهما: "أَنَّه مرَّ بغِلمان (2 يَلْعَبُون 2) الحِكَّة، فأَمر بها فَدُفُنَت". قيل: هي لُعبَة لهم. - (3 وفي حَديثِ عَمْرو بنِ العَاص: "إذا حَكَكْتُ قرحةً دَمَّيتُها" (¬4). ¬
(حكم)
: أي إذا أَمَّمتُ غايةً تقصَّيْتُها، وهو مَثَل 3). (حكم) - في أَسماءِ اللهِ تَعالَى: "الحَكِيمُ" (¬1). قيل: مَعْناه الحَاكِم، وحَقِيقَتُه الذي سُلِّم له الحُكْمُ، ورُدَّ إليه فيه الأَمرُ (¬2). - كقَولِه تَعالَى: {لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (¬3). - في حديث عَضْلِ النِّساء: "فأَحكَم اللهُ تَعالَى ذَلك" (¬4). : أي منع. ¬
- وفي الحَدِيثِ: "ما مِنْ آدمِىٍّ إلا وفي رَأْسِه حَكَمَة". هذا مَثَلٌ. والحَكَمَة: حَدِيدةٌ في اللِّجَام مُسْتَدِيرة على الحَنَك، تَمنَع الفَرَس من الفَسادِ والجَرْىِ، بخِلاف ما يُرِيدُ صاحبُه. - ومنه الحَدِيثُ: "إِنّى آخِذٌ بحَكَمة فَرَسِه" (¬1). فلَمَّا كانت الحَكَمَة تَأخُذ بفَمِ الدَّابَّة، وكان الحَنَك مُتَّصِلاً بالرَّأس، جَعَلَها رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تَمنَع مَنْ هي في رَأسِه من الكِبْرِ، كما تَمنَع الحَكَمةُ الدَّابَّةَ من الفَسَاد. - ومنه حَدِيثُ عُمَر، رضي الله عنه: "مَنْ تَواضَع رَفَع اللهُ حَكَمتَه (¬2) ". : أي قَدْرَه ومَنْزِلَتَه؛ لأن الفَرَس إذا جَذَب حَكَمَته إلى فَوق، رفع رأسَه , فكُنِى بَرفْع الرَّأس، عن رَفْع المَنْزلة والقَدْر. قال الجَبَّان: وقد يُقالُ للرَّأس كما هُوَ: حَكَمَة، وله عِندَنا حَكَمَة: أي قَدْر ومَنْزِلَة، وهو عَالِى الحَكَمة. وأَصلُ البَابِ المَنْع. ¬
(1 وقيل: الحَكَمةُ من الإِنْسان: أَسفلُ وَجْهِه، فرَفْعُها كنايةٌ عن الِإعزْازِ؛ لأنَّ صِفَة الذَّليلِ نَكْسُ الرَّأسِ. وقيل: هي القَدْر والمَنْزِلَة. ويقال: حَكَمتُ الفَرَس، وأَحْكَمْتُه، وحَكَّمتُه إذا جَعلتَها في رأسِه. - في حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى الله عَنْهما: "قَرأتُ المُحْكَم على عَهْدِ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -" (¬2). : أي المُفَصَّل، سُمَّى به، لأنه لم يُنسَخ منه شَىءٌ، وقيل: ما لم يَكُن مُتَشَابِهًا؛ لأنه أُحْكِم بَيانُه بنَفْسِه 1). - (3 وفيه: "شَفَاعتى لأَهلِ الكَبَائر من أُمَّتِى حتى حَكَم وحاء" (¬4). هما قَبِيلَتَان جافِيتَان من وَرَاء رمل يَبْرِين 3). ¬
(حكا)
(حكا) - في الحديث: "ما سَرَّنِى أَنِّى حَكيتُ فُلانًا وأَنَّ لِى كَذَا وَكَذَا" (¬1). يقال: حَكَى فُلانٌ فُلاناً، إذا فَعَل مِثلَ فِعلِه، ويُستَعْمَل غالبا في الفِعْلِ الحَسَن، فإذا حَكَى القَبِيحَ، قيل: حَاكَاهُ. * * * ¬
ومن باب الحاء مع اللام
ومن باب الحاء مع اللام (حلأ) - في الحَدِيث: "ثم جِئْتُه على المَاء الذي حَلَّيْتُهم عنه" (¬1). : أي طَردْتُهم. وأَصلُه الهَمْز، يقال: حلَّأتُ الرجلَ عن الماءِ، إذا مَنعتَه الوُرودَ، ورجل مُحَلَّأُ: مَصْدُود عن وُرُودِ المَاءِ. - ومنه الحَدِيث: "يَرِد علىَّ يَوَمَ القِيامة رَهْط فَيُحلَّأُون عن الحوض". : أي يُذَادُون تَحلِّئًا وتَحْلِئَةً، قال الشاعر (¬2): لِحَائمٍ حَامَ حتى لا حَرَاكَ به ... مُحَلَّأٍ عن سَبِيلِ المَاءِ مَطرْود (حلب) - في الحَدِيث: "أَخذَ الرجلُ الشَّفْرةَ. فقال: إِيَّاكَ والحَلُوبَ". ¬
: أي ذات اللَّبَن. يقال: ناقَةٌ وشاةٌ حَلُوبٌ، فإذا أَفردتَه عن الموصوف. قلت: حَلُوبَة. وقد أَضمَر المَوصُوف في الحَدِيث، فلِهذَا حَذَفَ الهاء. وقِيلَ: الحَلُوب: الاسْم، والحَلُوبَة: الصِّفَة. وقِيلَ: إنَّ الحَلُوب: الوَاحِدَة، والحَلُوبَة: الجَمَاعَة. يقال: جَاءُوا بحَلُوبَتِهم ورَكُوبَتِهم. (1 وقيل: الحَلُوب بمَعْنَى مَفْعُولة، وهي غَرِيبَة، والحَقيقَة أَنَّه بمعنى فَاعِلَة، لأَنَّ الفِعلَ كما يُسنَد إلى مُباشِرِه، يُسنَد إلى الحَامِل عليه، والمُسَبِّب إلى إحداثه، فالنَّاقةُ تَحمِل على احْتِلابِها، بكَوْنِها ذات حَلَب، كأنها تَحلِب نَفسَها لحَمْلِها عليه. ومنه: ناقَة صَتُوتٌ (¬2)، وماء شَرُوبٌ، وطَرِيق رَكُوبٌ 1). - في الحَدِيث: "أَنَّه إذا دُعِى إلى طَعامٍ جَلَس جُلوسَ الحَلَب" : وهو الجُلوس على الرُّكبَة ليحلُب. وقد يقال: احْلُب فَكُلْ،: أي اجْلِس، ويقال في غير هذا: احْلُب،: أي افْهَم، والحُلُب: الفُهَمَاء من الرِّجال. - في حديث ابن عُمَر: "رأيتُ عُمَر، رضي الله عنه، يَتحَلَّب فُوهُ، فقال: أَشْتَهِى جَرَادًا مَقْلُوًّا". : أي يَتهَيَّأ رُضَابُه للسَّيَلان، وكذلك تَحلَّب الثَّدىُ: سَالَ. ¬
- في حَدِيثِ خَالِد بن مَعْدان: "لو يَعلَم الناس ما في الحُلْبَة لاشتَرَوْها ولو بِوَزْنِها ذَهَبًا". الحُلْبَة: من ثَمَر العِضَاه، وقيل: هي حَبٌّ (¬1). والحُلْبَةُ أيضا: العَرفَجُ، والقَتَادُ. يقال: صَارَ وَرَق العِضاه حُلبَةً، إذا خَرَج وعَسَا واغْبَرَّ وغَلُظ عُودُه وشَوكُه وقد يُقال: الحُلُبة بضَمَّتَيْن،. (2 وأوردَه الأَزهَرِىُّ بالخَاءِ المُعْجَمَة. وقال: هو مَوضِع (¬3) يَكْثُر به العَسَلُ الجَيِّد 2). - في حديث الحَجَّاج: "ابعَثْ إلىَّ بَعسَل حُلَّار". قيل: هو اسْمُ جَبَل يُشْتَار منه العَسَل، قاله صاحِبُ التَّتِمّة. - (4 في الحَدِيثِ: "لا تَسْقُونِى حَلَب امرأَةٍ". الحَلَب في النِّساء: عَيبٌ عِندَهم، قال الفَرزْدَق: كم عَمّةٍ لك يا جَرِيرُ وخالةٍ ... فَدْعَاءَ قد حَلَبَتْ علىَّ عِشَارِى (¬5) ¬
(حلج)
وفي المَثَل: "يَحلُب بُنَىَّ وأَضُبُّ (¬1) على يَدِه" (حلج) - في حديث المُغِيرة: "حتى تَروْه يَحلِجُ في قَومِه" (¬2). : أي يُسْرِع، ويقال بالخَاءِ المَنقُوطة أيضا أي: في حُبِّ قَومِه يُحَرِّك أَعضاءَه كالخَالِج، وهو الجَاذِب (4). (حلس) - في حديث أبى هريرة، رَضِى الله عنه، في مَانِعِى الزكاة (3 "مُحْلَسٌ أَخفافُها شَوْكًا". : أي طُورِقَت أَخفافُها بشَوكٍ من حَدِيد، مَأْخُوذ 3)، من الحِلْسِ لمُلازَمَتِه الظَّهر، وحَلَسْتُ البَعِيرَ أَحْلِسُه: طَرحْت الحِلْسَ عليه، وحَلَسَتِ الِإِبِل بالأَرضِ والمَرْتَع: لَزِمَتْهما، وحَلِس بي هَذَا الأَمر: لَزِمَنِى. ويُحتَمل أن يكون من قَولِهم: اسْتَحْلَس النَّبتُ، إذا غَطَّى الأرض، وعُشْب مُحلِس ومُتَحلِّس (¬4): تَراكَم بَعضُه فَوقَ بَعضٍ، وكذا أَرضٌ مُحلِسة ومُسْتَحْلِسَة: صار النَّباتُ فيها كالحِلْس، وكذا اللَّيل بالظَّلام والسَّنام بالشَّحم (¬5). ¬
(حلف)
(حلف) - (1 في حَديِث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "وجَدْنا وِلاية المُطَيَّبِىّ (¬2) خَيرًا من وِلايَةِ الأَحْلافِىّ (¬3) ". لأن أَبَا بَكْر كان في بَنِى تَيْم، وكانُوا من المُطَيَّبِين (¬4)، وعُمَر من بَنِى عَدِىّ، وكانوا من الأَحْلاف (¬5)، ولَمَّا مات عُمَر قالت امرأَة: "واسَيِّدَ الأَحْلاف" 1). - في الحَدِيثِ: "أَنَّ عُتْبَة بَرَزَ لِعُبَيْدة (¬6)، فقال: من أَنتَ؟ قال: أنا الذي في الحَلْفاء". : أي أَنَا الأَسَد، لأن مَأوَى الأَسَد الآجامُ ومنابِتُ الحَلْفاء، وهو نبت، واحِدتُه حَلْفَاءة. وقيل: هي قَصَب لم يُدرِك أَنَاه، فإذا مَسَّته النّارُ أَسرعَت في إِحراقه. يقال: نَارُ الحَلْفاء سَرِيعَة الانْطِفاء. ¬
وقيل: إنه حَشيش يَابِس، واحده حَلَفة، كقَصَبة وقَصْباء، وقد تُكسَر لامُه. وقيل: لا يَجُوز إدخالُ تَاءِ التَّأْنِيث في الحَلْفاءة، لأَنَّ فيها أَلِفَ التَّأْنيث التي صارَتْ هَمزةً. وقد أَحلَف الحَلفاءُ: ظهر قَصَبُها. - في الحَدِيثِ: "مَنْ حَلَفَ على يَمِين" (¬1). الحَلِف: هو اليَمِين، وأَصلُها العَقْد بالعَزْم والنَّيَّة، بدَلِيل أَنَّ يَمِينَ الَّلغو لا يُؤخَذ به، فكأَنَّ معناه: مَنْ عَزَم على عَقد يمينِ فخَالَف بين اللَّفْظين تَأكِيداً لِعَقْده، وإِعلامًا أَنَّ لَغْوَه لا يَنْدَرِج تَحتَه، والله أعلم. (2 في حَدِيثِ أَنَسَ: "حَالَف رَسولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -، بين المُهاجِرِين والأَنْصار في دَارِنا مَرَّتَين". قال سُفيان: مَعنَى حَالَف آخَى. - فأما قَولُه تَعالَى: {والَّذِين عَاقَدَتْ أَيْمَانَكم} (¬3) فمنسوخ. ¬
(حلق)
- وقوله: "لا حِلْفَ في الِإسْلام" (¬1). قَاله في فَتْح مكة على ما رواه عَمْرو بنُ شُعَيب عن أَبِيه عن جَدِّه 2). (حلق) - في الحَدِيث: "أَنَّه نَهَى عن حِلَقَ (¬2) الذهب". قال الحَربِىّ: هي جمع حَلْقَة؛ وهَى خَاتَم بلا فَصٍّ. وقال الأزهَرِىُّ: الخَاتَم بلا فَصٍّ هو حِلْق، وأنشد: * ونَاولَ مِنَّا الحِلْقَ أَبيضُ مَاجِدٌ * (¬3) ¬
(حلقم)
وقال غَيرُه الحِلْق: خَاتَم فِضَّة بلا فَصًّ، وهو خَاتَم المَلِكِ. (حلقم) - في حَدِيثِ الحَسَن (¬1): "في حَلاقِيم البِلاد". : أي في أَواخِرها، كما أن حُلقُومَ الرَّجل في طَرَفه، والحُلْقوم: مأخوذ من الحَلْق، والوَاوُ والمِيمُ مَزِيدَتَان. (حلق) - (2 في الحَدِيث: "مَنْ فَكَّ حَلْقةً، فَكَّ اللهُ عنه حَلْقةً يومَ القِيامة". قال ثَعْلب، عن ابنِ الأًعرِابى: أي أَعتَق مَملُوكًا، مِثْل قَولِهِ تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ} (¬3). - في الحَدِيث: "الجَالِسُ وَسْط الحَلْقَةِ مَلْعُون" (¬4). - وفي حديث آخر: "لا حِمَى إلاَّ في ثَلاثٍ: ثَلَّةِ البِئْر، وطِوَلِ الفَرَس وحَلْقَةِ القَوْم" (¬5). فلِلقَوم أن يَحْمُوها حتى لا يتَخَطَّاها أَحدٌ، ولا يَجْلِسَ وَسْطَها، ذَكَره الصُّولِىّ 2). ¬
(حلل)
(حلل) - قَولُه تَعالَى: {وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ} (¬1) هي جَمْع حَلِيلَة الرَّجُل،: أي امْرَأته، والمَرأَة حَلِيلُ الرَّجل، والرَّجلُ حَلِيلُها؛ لأنها تَحِلّ معه ويَحِلُّ مَعَها. وقيل: إنها بِمعنى مُحَلَّة، لأنه يَحِلُّ لها وتَحِلُّ له، وقيل: لأنَّ كُلَّ واحد منهما يَحُلّ إِزارَ الآخَر. - قَولُه تَبارَك وتَعالى: {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} (¬2). : أي المَوْضِع الذي يَحِلُّ فيه نَحْرُها، وكذلك مَحِلّ الدَّيْنِ: وَقتُ حُلُوله. - في حَدِيثِ عِيسَى، عليه الصلاة والسلام، وَقْتَ نزوله: "أنه يَزِيدُ في الحَلَال". قيل: إنه لم يَنكِحْ حتى رُفِعَ، فإذا نَزَل تَزوَّج فَزَاد فيما أَحلَّ اللهُ تَباركَ وتَعالى له.: أي ازْدَاد منه، فحِينَئِذ لا يَبقَى من أَهلِ الكِتاب أَحدٌ إلَّا عَلِم أنه عَبدُ الله، وأَيقنَ أنه بَشَر. - (3 في الحَدِيث: "أَنَّه كَرِه التَّبرُّجَ بالزِّينة لغَيْر مَحِلِّها". قيل: هو ما جاءه القرآن: {ولا يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ إلَّا لِبُعُولَتِهِنّ} (¬4) .. الآية. والتَّبرُّجُ: التَّبَذُّل. ¬
- في الحَدِيث: "بَعَث عَلِىٌّ إلى عُمَر بأُمِّ كُلْثُوم، فقال: هَلْ رَضِيتَ الحُلَّة". (¬1) الحُلَّةُ: كِنَايَة عَنْها؛ لأَنَّ النِّساء يُكَنَّى عَنْهن باللِّباس. كَما قَال تَعالَى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} (¬2). - في حَدِيثِ عَبدِ المُطَّلب: لا هُمَّ إنَّ المَرءَ يَمْـ ... ـنَعُ رَحْلَه فامْنَعْ حِلَالَك (¬3) يقال: قَومٌ حِلَّة وحِلالٌ: أي مُقِيمُون مُتَجاوِرُون، يَعنِى سُكَّان الحَرَم 3). (حلم) في الحَدِيث: "الرُّؤْيا من اللهِ، والحُلْم من الشَّيطان". قال الحَرْبِىُّ: رأَيتُ الأَحادِيثَ على أَنَّ الرُّؤْيَا: ما رَأَى الرَّجلُ من حَسَن، وقد جاء في القَبِيح أيضا. ¬
والحُلْم: ما رَأَى من القَبِيح. قاَلَ اللهُ تَعالى: {أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ} (¬1) (¬2) قال الضَّحَّاك: هي الأَحْلام الكَاذِبَة. - في الحَدِيث: "مَنْ تَحَلَّم كُلِّفَ أن يَعقِد بين شَعِيرَتَيْن". أي: تَكذَّب بما لم يَرَه في مَنامِه. يقال: حَلَم يَحلُم حُلْماً، إذا رَأَى. وتَحَلَّم، إذا ادَّعَى كَاذِباً. - حَدِيث ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "إنه كان يَنهَى أن تُنزَع الحَلَمَةُ عن دَابَّتِه". قال الأصْمَعىُّ: هي القُرادُ الكَبِير الذي يكون في الِإبِل، والحَلمَة أيضا: الدُّودَةُ تكُون بين جِلْدَى الشَّاة حَيَّةً. ومنه يُقالُ: حَلِم الأَدِيمُ، وجِلد حَلِمٌ. - حَدِيثُ مكحول: "في حَلَمة ثَدْى المَرْأة رُبعُ دِيَتها". قال الأَصمَعِىُّ: هي رَأسُ الثَّدْى من الرَّجُل والمَرْأة، وهي الهَنَأة النَّاتِئَة منها. ¬
(حلا)
- في الحَدِيث: "غُسلُ يوم الجُمُعة وَاجِبٌ على كُلِّ مُحتَلِم" (¬1). : أي بَالِغ مُدْرِك، ولم يُرِد الذي احْتَلَم فأَجْنَب، لأن ذَلِك يَجِب عليه الغُسْل جُمُعَةً كان أو غَيْره، وإنَّما أَرادَ الذي بَلَغ الحُلُم. (حلا) - في الحَدِيث: "فسَلَقَنى لِحُلَاوَةِ القَفَا". : أي أَضجَعَنى على حُقِّ (¬2) وَسْط القَفَا؛ أي لم يَمِل به إلى أَحَد جَانِبَيْه. وفيه لُغاتٌ: فَتْح الحَاءِ وضَمُّها وكَسْرُها - وحَلَاوَى القَفَا أيضا، قاله صاحِبُ التَّتِمَّة. وقال غَيرُه: بضَمِّ الحَاءِ مَقْصوراً وممدوداً، وحُلْواءُ القَفَا أَيضًا. * * * ¬
ومن باب الحاء مع الميم
ومن باب الحاء مع الميم (حمت) - في حَدِيث هِنْد: "اقْتُلوا الحَمِيتَ الأَسودَ" (¬1). الحَمِيت: النِّحىُ الذي فيه السَّمن والرُّبُّ ونَحوهُما، ثم يُستَعْمل في المُتَناهى في الخُبْث. - ومنه حَدِيثُ أَبى بَكْر، رضي الله عنه: "فَإذا حَمِيتٌ من سَمْن" (¬2). وقيل: هو وِعاءٌ لَطِيف كالعُكَّة ونَحوِها. والحَمِيت في غَيْرِ هذا: الصُّلْب من التَّمر الشَّدِيدُ الحَلاوَةِ، وغَضَبٌ حَمِيتٌ: شديد. والحَمِيت من كُلِّ شَىء: البَيِّر (3 المُتَبَيِّن، وإنّما سُمِّى النِّحى حَمِيتاً، لأَنَّهم يَرُبُّونه بالرُّبّ حتى مَتُنَ 3). ¬
(حمر)
(حمر) - في حَدِيثِ عَلِىٍّ، رَضِى الله عنه: "يُقطَع السَّارِق من حِمارَّة القَدَم". حِمارَّة القَدَم: ما أَشرَف بين مَفْصِلِها وأَصابِعِها من فَوْق. - وفي حَدِيث جَابِرٍ، رضي الله عنه: "على حِمارَةٍ من جَرِيد" (¬1). وهي ثَلاثَةُ أَعوادٍ تُشَدُّ أَطرافُها بَعضُها إلى بَعْض، ويُخالَف بين أَرجُلِها تُعَلَّق عليها الِإدَاوةُ. وكذا حِمارةُ الصَّيْقَل، وحِمَارَة السَّرجِ، وحِمارَة الحَلَّاج: ما يُنْصَب لهم يُعمَلون عليها، ويَضَعُون عليها أمتِعَتَهم. - في حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة، رَضِى الله عنها: "كانت لنا دَاجِنٌ فَحَمِرت من عَجِين فماتَت". الحَمَر: دَاءٌ يَعْتَرى الدَّابَّة من أَكلِ الشَّعِير. يقال: حَمِر حَمَرًا. كُلُّ حَمِرٍ أَبخَر. - في حَدِيثِ عَبدِ الله، رضي الله عنه: "فنزَلْنا مع رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - مَنزِلاً فجاءت حُمَّرَة" (¬2). ¬
والحُمَّرة: جِنْس من الطيّر بَقدْر العُصفور تَكُون كَدْرَاءَ ورَقْشَاء ودَهْسَاء (¬1)، وقد تُخَفَّف مِيمُه. - في الحَدِيث: "ما تَعْلَمون ما في هذه الأُمَّة من المَوْت الأَحْمَر". يَعنِى: القَتْلَ، سُمِّى بذلك لِمَا فيه من حُمْرة الدَّم. وفي حَدِيث عَلِىٍّ رَضِى الله عنه: "في حَمارَّة القَيْظِ". القَيْظُ: الصَّيفُ، وحَمَارَّته، بتَشْدِيد الرَّاء، اشتِدادُ حَرِّه واحْتِدامُه، وهذا الوَزْن قد جَاءَ في أَحرُف منها: صَبَارَّةُ الشِّتاء، وهي وَسَطه، وفي خُلُقه زَعَارّة (¬2)، وأَلقَى عَلَىَّ عَبَالَّتَه (¬3)، وجاء على حَبالَّة ذلك: أي أَثَرِه، وجَاءُوا بَزَرَافَّتِهم،: أي جُمْلَتِهم. ومنهم مَنْ يُخَفَّف بعضَ ذلك، ويجوز أن تُسَمَّى حَمارَّة، لأنها تُحمِّر الوُجوهَ من الحَرِّ، أو تَحْمُرها،: أي تَقْشِرُها. - وفي حَديثِه - صلى الله عليه وسلم -: "بُعِثْت إلى الأَحمَر والأَسْودِ" (¬4). سُئِل ثَعْلَب: لِمَ خَصَّ الأحمرَ دون الأَبْيضِ؟ قال: لأنَّ العَربَ لا تقول: رَجلٌ أبيضُ، من بَياض اللَّون، إنما الأبيضُ عندهم الطَّاهِرُ النَّقِىُّ من العُيُوب. ¬
(حمس)
وقد يُسمِّى الأَحمرُ الأَبيضَ، لأن الحُمرةَ تبدو في البَياضِ، ولا تَبدُو في السَّواد. والأَحَامِرة من الفُرسِ بالكُوفَة، كالأَسَاوِرَة بالبَصْرة، والأَبْنَاء باليَمَن. (حمس) - في حَدِيثِ عُمَر: "الأَحَامِس" (¬1). وهو جَمْع الأَحْمَس (¬2)،: أي الشُّجاع. (حمش) - في حديث هِنْد لَمَّا أَخبرَها أبو سُفْيان، رضي الله عنه، بدُخولِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ (3 قالت 3): "اقْتلُو الحَمِيتَ الدَّسِم الأَحْمَش". يقال: حَمِش واستَحْمَش: أي غَضِب غَضَباً شَدِيدا: أي هَلَّا غَضِب ولم يَقْبَل الأَمانَ. وقد رَواهُ بَعضُهم: "الأَحْمَشُ" من الحُمُوشَةِ (¬4). - وفي حديث أبى دُجَانَة، رضي الله عنه: "رَأيتُ إنساناً يَحمِشُ النَّاسَ". : أي يَسوقُهم بغَضَب. يقال: حَمِش الشَّرُّ: اشْتَدّ، وأَحمَشْتُه ¬
(حمض)
أنا، وتَحمَّش لفُلانٍ: غَضِبَ، (1مِنْ إحْماشِ النَّارِ 1). (حمض) - في حَدِيثِ ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "أَنَّه سُئِل عن التَّحمِيضِ قال: وما التَّحْمِيض؟ قال: أن يَأتِىَ الرجلُ المرأةَ في دُبُرِها (¬2)، قال: ويَفعَل هذا أَحدٌ من المُسْلِمين؟ ". التَّحْمِيض: أن يَدَع الرَّجلُ المَأْتَى إلى غَيرِه، يقال: أحمضْت الرَّجلَ عن الأمرِ،: أي حَوَّلْتُه عنه. وقال ابنُ الأعرابى: حَمَضْتُ عن فُلانٍ: كَرِهْتُه، وحَمضْت به: اشتَهَيْتُه. وأَحمضَ القَومُ: أَفاضُوا فيما يُؤْنِسهم من الحَدِيث. وقيل: التَّحْمِيض: التَّفْخِيذ (¬3) في الجِماعِ، والتَّحْمِيض: التَّقلِيل أيضا (4 قيل: أُخِذ التَّحْمِيضُ من حَمْضِ الإِبل إذا سَئِمَت الخُلَّة 4). (حمق) - في حَديثِ ابن عُمَر، رَضِى اللهُ عنهما: "أرأيتَ ¬
(حمل)
إن عَجَز واستَحْمَق" (¬1) يقال: استحَمَق الرَّجلُ: فَعَل فِعْلَ الحَمْقَى، واستَحْمَقْته أَيضًا: وَجدتُه أَحمقَ، لازم ومُتَعَدّ، ومنه: استَنْوَك، واستَنْوقَ الجَمَل. (حمل) - في حَدِيثِ ابنِ عُمَر، رَضِى الله عنهما: "أَنَّه كَانَ لا يَرَى بَأْسًا في السَّلَم بالحَمِيل". الحَمِيل: الكَفِيل، وجَمعُه حُمَلاء، وحَمَلتُ به حَمَالَةً: كَفَلت. - في حَدِيثِ قَيْس قال: "تَحمَّلْتُ بعَلىٍّ على عُثْمانَ، رَضِى اللهُ عنهما، في أمرٍ". : أي استَشْفَعتُ به إليه، وكذلك حَمَلتُه على فُلان. - في الحَدِيث (¬2): "حَتَّى استَحْمَل ذَبَحتُه فَتَصَدَّقْت به". ¬
: أي حين قَوِى على الحَمْل وأَطاقَه. - وفي الحديث: قال: "انْطَلق إلى السُّوق فتَحامَل" (¬1). : أي تَكَلَّف الحَمْلَ بالأُجرة، لِيكْتَسِبَ ما يتصدَّق به، وتَحاملتُ: تكلَّفْت الشىءَ على مَشَقَّة، وتَحاملتُ عليه: كَلَّفته ما لا يُطِيق. - وفي الحَدِيثِ: "إذَا كان الماءُ قُلَّتَيْن لم يَحمِل خَبَثًا" (¬2). : أي لم يُظْهِرْه ولم يَغْلِب الخَبَثُ عليه. من قَولِهم: فَلانٌ يَحمِل غَضَبه: أي لا يُظْهِرُه، (3 وحَمْل الإِثْم إِثْم: أي لم تَصْحَبْه النَّجاسَة ولم يَنْجَس، لأن كلَّ مَنْ حَمَل شَيئًا فقد صَحِبَه ذَلِك الشَّىءُ 3). (حمحم) في الحَدِيث: "لا أعرِفَنَّ أَحدًا يَجِىء يَوَم القِيامة بَفَرسٍ له حَمْحَمَة" الحَمْحَمَة والتَّحَمْحُم: الصَّوتُ دُون الصَّهِيل. وقيل: هو صَوتُ الفَرَس عند العَلَف وطَلَبه. ويقال: للثَّور أيضا حَمْحَمَة. ¬
(حمم)
(حمم) - في حدِيثِ عبدِ الله بن مُغَفَّل (¬1)، رضي الله عنه، قال: "يُكرَه البَولُ في المُسْتَحَمِّ". المسْتَحَمُّ: الموضِع الذي يُغتَسل فيه بالحَمِيم، وهو المَاءُ الحَارُّ. - ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما: "أن امْرأًة استحَمَّت من جَنَابَة، فَجاءَ النَّبِى، - صلى الله عليه وسلم -، يَستَحِمُّ من فَضْلِها" (¬2). أَصلُ الاستِحْمام: أن يكون بالحَمِيم، ثم يقال للاغْتِسَال الاسْتَحْمام، بأَىِّ ماءٍ كان. - في حَدِيث طَلْق: "كُنَّا بأَرضِ وَبِيئة مَحَمَّة". : أي ذات حُمَّى، كالمَأْسَدَة والمِضَبَّة، وأَحمَّت الأَرضُ: صارت ذَاتَ حُمَّى فهى مُحَمَّة، وأَحمَّه اللهُ عزَّ وجل. وقيل: مِحَمَّة: ذَاتُ حُمَّى، وطَعامٌ مِحَمٌّ: يجَلِب الحُمَّى، فعَلَى هذا يَجُوز مَحَمَّة، وُمحِمَّة، ومِحَمَّة. - في شِعْرِ عَبدِ الله بنِ رَواحَة، رَضِى عنه". ¬
* هذَا حِمامُ المَوتِ قد صَلِيتِ * (¬1) قيل: الحِمامُ: قَضاءُ المَوتِ، من قَولِهم: حُمَّ كَذَا: أي قُدِّرَ. - في الحَدِيثِ: "كان يُعجِبُه النَّظَرُ إلى الأَترُجِّ، وإلى الحَمام الأَحْمَر." وَجَدْتُه بخَطِّ أبِى بَكْر بنِ أبى عَلِى، عن أَبِى بَكْر بنِ المَقَّرِى، ثنا الحَسَن بن سُقْطان الرّقّى، ثنا هِلالُ بنُ العَلاء بإسناده عن أبى كَبْشَةَ، رَضِى اللهُ عنه، بهَذَا الحَدِيثِ مَرفُوعًا. قال أبو عُمَر (¬2) هِلَال: الحَمامُ يَعنِى به التُّفَّاح، وهذا التَّفْسِير لم أَرَه لغَيرْهِ. - في الحَدِيثِ: "إن بُيَّتُّم فلْيكُن شِعارُكم: حم لا يُنْصَرُون" (¬3) قال الخطابى (¬4): بلَغَنَى عن ابنِ كَيْسَانَ النَّحوِىِّ أَنّه ¬
سأل أَبَا العَبَّاس النَّحْوى - أَحمدَ بنَ يَحْيَى - عنه، فقال: مَعْنَاه الخَبَر، ولو كان بِمَعْنَى الدُّعاء لَكَان "لا يُنْصَرُوا" مَجْزُوما كأَنَّه قال: واللهِ لا يُنْصَرُون. وقد رُوِى عن ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّ حَامِيمَ اسمٌ من أَسماءِ الله تَعالَى". فكأَنه حَلَف بأَنَّهم لا يُنْصَرون (¬1). وقال غَيرُ الخَطَّابِى: "حَامِيم" غير مَعْرُوفٍ في أَسْماءِ الله تَعالَى، ولأَنَّه ما مِنْ اسمْ إلَّا وهو صِفَة مُفصِحَة عن ثَناءٍ، وحَامِيم حَرْفَان من المُعْجَم، لا مَعْنَى تَحتَه يَصلُح أن يكون مِثلَها، ولو كان اسماً لأُعْرِب، لأنه عَارٍ من عِلَل البِناء، أَلَا ترى أنه لما جُعِل اسماً للسُّورة أَعربَه فقال: يُذَكِّرُنى حَامِيمَ ... (¬2) ومَنَعَه الصرَّف، لأَنَّه عَلَم ومُؤَنَّث لَكِن سُوَر "حم" لها شَأْن فنَبَّه أنّ ذِكرَها لِشَرفِ مَنْزِلَتِها، مِمّا يُسْتَظْهر به عِندَ الله تَعالَى في استِنْزال النَّصْر. لِهذَا قال ابنُ مَسْعود: "إذا وَقَعْتُ في آلِ حَامِيم فكأنى ¬
(حمن)
وقعْت في رَوْضَات دَمِثات" (¬1) "ولا يُنْصَرون": كَلامٌ مُسْتَأْنف، كأَنّه حِين قال: قُولُوا حَامِيم، قِيلَ: ماذا يَكُون إذا قُلنَاها، فقال: "لا يُنْصَرُون" و"حمِ" لا يُجمَع، إنما يُقالُ: آلُ حَامِيم: أي جَماعَتُها. (حمن) - في حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى الله عنهما، قال: "كم قَتَلْتَ من حَمْنَانة (¬2) " الحَمْنَانَة: دُونَ الحَلَم من القُراد، وهي أيضا حَبُّ العِنَب الصَّغَار بَين العِظام. (حمة: حمو) - في الحَدِيث: "أَنَّه رَخَّص في الرُّقْيَة من كُلِّ ذى حُمَة" (¬3). الحُمَة، بتَخْفِيف المِيم: السُّمُّ، وحُكِى عن ابنِ الأَعرابِىّ فيه التَّشْدِيد أَيضاً. قال الأَزهَرِىّ: لم أسمَع التَّشديد فيه، إلا لابنِ الأَعرابى، وإنما الحُمَّة بالتَّشْديد: سَوادُ الشَّفَة، وفُلانٌ حُمَّةُ نَفسى وحَامَّتُها، وحَبَّة نَفْسِى: أي خاصَّتِى ومَنْ أُحِبّه، وحُمَّةُ الفِرَاقِ: تَقْدِيره. ¬
(حمى)
وقال غَيرُه: الحُمَة بالتَّخْفِيف، الأَجْوَدُ فيها أن تَكُونَ من الوَاوِ نَحْو لُغَة، وقُلَة، وثُبَة، وبُرَة. من حَمْوِ الشَّمْس، لأَنَّ السُّمَّ حَادٌّ حَارٌّ في الأَكْثَر على ما يُقال ويُعتَقَد. (1 وقد تُسَمَّى إبرةُ العَقْرب والزُّنبُور حُمَة، لأَنَّها مَجْرَى السّمّ، وقِيل: هي فُعْلَة من حَمْى الحَرَارة الّتِى فيها 1). (حمى) - في الحَدِيثِ: "الآن حَمِى الوَطِيسُ" (¬2). هو كِنايَةٌ عن شِدَّة الأَمرِ: أي سَخُن التَّنُّور، وحَرَّ. - في حَديثِ عائِشةَ، رَضِى اللهُ عنها: "عَتَبْنا عليه - تَعْنِى على عُثْمانَ رَضى الله عنه - مَوضِعَ الغَمامَة المُحْمَاة" (¬3). : أي الحِمَى الذي حَمَاه، وكان الذين خَرجُو عليه مِمَّا عَتَبوا عليه: أَنَّه حَمَى الحِمَى. ¬
- وقد قَالَ رَسولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -: "لا حِمَى إلا لله تَعالَى ولِرَسُولِه". وجَعلَتْه عَائِشَة، رَضِى الله عنها، مَوضِعاً للغَمَامة، لأَنَّها تَسْقِيه بالمَطر والنَّاسُ شُركَاءُ في الكَلَأ إذا سقَتْه السَّماءُ، فَلِذلك عَتَبوا عَلَيه وقد أَجابَهم عُثْمان، رضي الله عنه عن ذلك بحُجَّتهِ الثابِتَة عنه. - (1 في حديث أَبيضَ بنَ حَمَّال: "لا حِمَى في الأَراكِ". فقال أَبيضُ: أَراكَةٌ في حَظَارِى" (¬2). وفي رِوايَة: أَنَّه سَأَله عمّا يُحمَى من الأَراكِ؟ فقال: "ما لم تَنَلْه أَخفافُ الإِبل" (¬3). ذكر أَبُو دَاود (4 عن هارون بن عبد الله 4)، عن محمد بن الحَسَن المَخْزُومِى: أَنَّ مَعْناه: أن الإِبَل تَأكُل مُنْتَهى رُؤْيَتِها فَيُحمَى ما فَوقَه. ¬
(حميط)
وفيه وَجهٌ آخر: أَنَّه يُحمَى من الأَراكِ ما بَعُد عن العِمَارة، ولا تَبلُغه الإِبل الرَّائِحَةُ إذا أُرسِلَت في الرَّعى. وفيه دَلِيلٌ آخر: أَنَّ الكَلأَ والرَّعى لا يُمنَع من السَّارِحَة وليس لأَحدٍ أن يَسْتَأْثِر به دُونَ سَائِرِ الناس. ويُشبِه أن تَكُون هَذِه الأَراكة التي سَأَل عنها يَومَ أَحْيا الأَرضَ، وحَظرَ عليها قائمةً فيها. فَمَلك الأَرضَ بالِإحْياء ولم يَمْلِك الأَراكَة، وكان مَرعَى السَّارِحَة، فأَمَّا الأَراكُ إذا نَبَت في مِلْك رَجُل فإنه يُحمَى لصاحِبِه غَيرَ مَحْظور عليه، لا فرقَ بينَه وبين سَائِر الشَّجَر التي يَتَّخِذُها النَّاسُ في أرضِهم. (حميط) - في صِفَة رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، "حَمْيَاطَا" (¬1). قال أبو عُمَر: سألتُ بعضَ مَنْ أَسلَم من اليهود عنه؟ فقال: يَحْمِى الحُرَم، ويَمنَع من الحَرَام، ويُوطِىءُ الحَلالَ 1). * * * ¬
ومن باب الحاء مع النون
ومن باب الحاء مع النون (حنتم) - في الحَدِيث: "نَهى عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَم". (¬1) ذكر الهَرَوِى (¬2) تَفسِيرَ الحَنْتَم، وأما المَعْنَى في تَحريم ما فِيهِ، قال الحربِىُّ: له وجُوهٌ ثَلاثُة: أَحدُها: أنها جِرَارٌ مزفَّتةٌ، والمُزفَّت يُعِين على شِدَّة ما نُبِذ فيه، فيَقرُب من المُسكِر، وإن لم يَبْلُغْه. والثانى: أَنَّها جِرارٌ كانت تُحمَل فيها الخَمرُ، فنَهَى أن يُنْبذَ فيها مَخافَة أن لم يُنعَم غَسْلُها، فيكون فيها طَعمُ الخَمرِ ورِيحُها. والثالث: أَنَّها جِرارٌ تُعمَل من طِينِ، عُجِن بالدَّم والشَّعَر، فَنَهَى عنها لِيمْتَنِع مَنْ يَعْمَلُها، وهذا قَولُ عَطَاء. وقيل: إنَّها خُضْر تَضرِب إلى الحمرة، ثم يقال للخزف كله حَنْتَم. ¬
(حنت)
- في حَدِيث عُمَر، رَضِى الله عنه: "قال له (¬1) أَعرابِىٌّ: يا ابنَ حَنْتَمَة" قيل: لَعلَّه أَرادَ يا ابن الأَمَةِ السَّودَاء، تَشْبِيها بالحَنَاتِمِ، وهي سَحَابات تَضرِب إلى السَّواد، والصَّحِيح أَنَّه نَسَبَه إلى أُمِّه، لأنَّ اسْمَها حَنْتَمة، وهي (¬2) بِنتُ هِشام أُخْتُ أبى جَهْل. (حنت) - في حَدِيث عُمَر، رضي الله عنه: "أنَّه أَحْرق بَيْتَ رُوَيْشِد الثَّقفِىّ، وكان حانُوتاً تُعاقَر فيه الخَمْر وتُبَاعُ" (¬3). وكانت العَربُ تُسمِّى بُيُوتَ الخَمَّارِين: الحَوانِيتَ، وأَهلُ العِراق يُسَمُّونها المَواخِيرَ، والواحِدُ مَاخُور، وقد يُذَكَّر الحَانُوت ويُؤَنَّث (4 "وأصلُه: حانه، وهي في تَقدِيم لَامِه إلى مَوضِع العَيْن كالطَّاغوت أَصلُه حنووت، من حَنَا يَحنُو حَنْواً؛ لإِحْرازِه ما يُجعَل فيه، ثم قُلِب فَصَار حَوَنُوت، ثم حَانُوت. والحَانَة أَيضًا من تَرْكيبه، لأنَّها أَصلُها حانِيَة، من الحَنْو وجَمعُها حَوانٍ، والنِّسبة إليها حَانَوِىّ (¬5). ¬
(حنث)
(حنث) - في الحديث: "فيتحَنَّثُ فيه" (¬1). : أي يتجَنَّب الحِنْث، وهو الإِثْم، وقد فَسره الرَّاوِى بقَوْله: وهو التَّعبُّد. يُبَيِّن أَنَّ عِبادَتَهم كانت قَبْل الوَحْى تَركُ مُجامَعَة الكُفَّارِ على أَفعالِهم، إذْ لا وَحْىَ كان عندهم ولا كِتابَ، لأَنَّهم كانوا عَبَدةَ الأَوثان. ويَدُلُّ على هذا حَدِيثُ أَبِى ذَرٍّ، رَضِى الله عنه: "حين عَدَّد خِصالَ الخَيْر قال: فإن لم تَجِدْه؟ قال: تَكُفُّ عن الشَّرِّ، فإنَّ ذَلِك صَدَقَةٌ منك على نَفسِك". 4). (حنجر) - قَولُه تَبارَك وتَعَالى: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} (¬2) وهي جَمْع حُنْجُور وحَنْجَرة، وهي رَأْسُ الغَلْصَمَة حيث تَراهُ حَدِيدًا (¬3) من خارج الحَلْق، وحِدَّتُه طَرَف الحُلقُوم. - ومنه: "سُئِل القَاسِمُ عن رَجُل ضرب حَنْجَرةَ رَجُل فذَهَب صَوتُه، فقال: عَلَيْه الدِّيَة". ¬
(حندس)
(حندس) - في الحَدِيثِ: "في لَيلَةٍ ظَلمْاءَ حِنْدِسٍ (¬1) " : أي شَدِيدَة الظُّلمَة، وأَنشدَ: وليلَةٍ من اللَّيالى حِنْدِسِ ... لَوْنُ حَواشِيها كَلَوْنِ السُّنْدُسِ (¬2) (حنش) - في حديث سَطِيح: "أَحلِفُ بما بين الحَرَّتَيْن من حَنَش". الحَنَش: ما أَشبَه رَأسُه رُؤوسَ الحَيَّات من الوَزَغ والحِربَاءِ والذُّباب وغَيرِها وقيل: الأَحناشُ: هَوامُّ الأَرضِ، وقيل: كُلُّ ما يُصاد من الطَّيْر والهَوامِّ. وقيل الحَنَش: ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ. (حنظب) - في حديث سَعِيد بنِ المُسَيَّب: "وسَأَلَه رجل، فقال: قَتلتُ قُرادًا وحُنْظُبًا، فقال: تَصَدَّق بتَمْرة (¬3). الحُنْظُب، بضَمِّ الظَّاءِ وفَتحِها، ذَكَر الخَنافِس والجَراد، وقد يُسمَّى مِعْزَى الحِجازِيّة. ومنهم مَنْ يَقولُه: بالطَّاءِ المُهْمَلَة، ¬
(حنف)
(1 وهو فُنْعل والنُّونُ زِيادَة، وفُعْلَل: لا يَثبُت وَزنُه، وكأنه من حَظَب إذَا سَمِن 1). (حنف) - في الحَدِيث: "أَنَّه قال لِرجُلٍ: ارفَعْ إزارَك، قال: إنِّى أَحْنَفُ". الحَنَف: إقبالُ القَدَم بأَصابِعها على الأُخْرَى، هَذِه على هَذِه وهَذِه على هَذِه - وبه سُمِّى الأَحنَفُ بنُ قَيْس (¬2). وقيل: إن أُمَّه كانت تُرقِّصُه صَغِيرا فتَقُولُ: واللهِ لَولَا حَنَفٌ برِجْلِه ... ما كَانَ في صِبْيَانِكم من مِثْلِه (¬3) قيل: وهو الَّذِى اتَّخَذَ السُّيوفَ الحَنِيفِيَّة. وقد يَكُونُ الحَنَف: أن يَمشِىَ على ظَهْر قَدَمِه (¬4). - (5) في حَدِيثِ عياض بن حِمَار: "خَلَقتُ عِبادِى حُنَفَاءَ". قيل معناه: طَاهِرى الأَعْضاء من المَعَاصِى، لا أَنَّهُم خَلَقَهم كُلَّهم مُسلِمِين لِقَولِه تَعالَى: {هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم فمِنْكُم كَافِرٌ ومِنْكُم ¬
(حنك)
مُؤمِنٌ} (¬1) وقَوْلِه تَعالَى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} (¬2). وقولِه عليه الصلاة والسلام: "الغُلامُ الذِى قَتَله الخِضْر طُبِع كَافِراً" وقَولِه: "إِنَّ الله تَعالَى خَلَقَ النّارَ، وخَلَق لها أَهلاً، خَلَقَهم لها وهُم في أصْلابِ آبائِهِم". ويُحتَمَل أَنَّ مَعنَى الحَنِيفيَّةِ حين أَخذَ عليهم المِيثاقَ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} (¬3) فَليْس يُوجَد أَحدٌ إلا وهو مُقِرٌّ بأنَّ له رَبًّا، وإنْ أَشرَك به. قال اللهُ تَعالَى: {ولَئِنْ سَأَلْتَهُم مَنْ خَلَقَهَم لَيَقُولُنَّ اللهُ} (¬4). ولِقَولِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "فاجْتَالَتْهُم الشَّيَاطِينُ عن دِينِهم" هو إضافَةُ سَبَب، وهو أَنَّه تَعالَى جَعَل الشَّيطانَ سَبَبًا لِإظْهارِ مَشِيئَتِهِ فيهِم. (حنك) - فىَ حَدِيثِ عُمَر (¬5): "حَنَّكَتْكَ الأُمورُ". : أي راضَتْك، وكَذَلِك: أَحْنَكَك وحَنَكك، من قولهم: حَنك الفَرَسَ يَحنُكه، إذا جَعَل في حَنَكه الأَسْفَلِ حَبلاً يَقُودُه به فاحْتَنَك 5). ¬
(حنن)
(حنن) - في حَديث عَلىِّ، رَضِى الله عنه: "إنَّ هَذِه الكِلابَ التي لها أَربعَة أَعيُنٍ من الحِنِّ" الحِنُّ: حَىٌّ من الجِنِّ، وهي ضَعَفَة الجِنِّ. يقال: مَجْنُون مَحْنُون، وهو الذي يُصَرع ثم يُفِيق زَمانًا. وقال سَعِيد بنُ المُسَيَّب: الحِنُّ: الكِلابُ السُّودُ المُعَيَّنَة (¬1). وقال غَيرُه: هي سَفِلَةُ الجِنّ، وقيل الجِنُّ ثَلاثَةُ أَصْناف: جِنٌّ، وحِنٌّ وبِنٌّ. - في الحديث: "أنه دَخَل على أُمِّ سَلَمَة، رَضى الله عنها, وعِندَها غُلامٌ يُسَمَّى الوَلِيدَ. فقال: اتَّخَذْتُم الوَلِيدَ (¬2) حَناناً ,غَيَّروا اسْمَه". : أي تَرحَمُون (¬3) وتُحِبُّون هذا الاسْمَ، والحَنان: الرَّحْمَة. وفي حَديثٍ آخَر: "أَنَّه من أَسماءِ الفَرَاعِنَة" فكَرِه أن يُسَمَّى به، كما اسْتُحِبَّ أن يُسَمَّى بأَسماءِ الصَّالِحِين،: والله أعلم (4 في حديث زَيْدِ بنِ عَمْرو: "حَنَانَيْك" (¬5). ¬
(حنى)
: أي ارحَمْنِى رَحمة بعد رَحْمَةٍ. وقيل: الحِنُّ، من حَنَّ إذا رَقَّ عليه قَلبُه، والرِّقَّة والضَّعْف من باب. ويجوز: أن يَكُونَ من أَحنَّ إحْنَاناً إذا أَخْطَأ، لأَنَّ الأبصار تُخْطِئها ولا تُدرِكها، كما أن الجِنَّ من الاجْتِنَان. - في الحَديثِ: "لا تتزوَّجَنَّ حَنَّانَة" (¬1). : أي كان لها زَوجٌ قَبلك، فهى تَتَحَزَّن عليه وتَحِنُّ إليه 4). (حنى) - في الحَدِيثِ: "إنَّ العَدُوَّ يوم حُنَيْن كَمَنُوا في أَحْناءِ الوَادِى" (¬2). أَحْناء الوَادِى ومَحَانِيه: مَعَاطِفُه، وأَحْنَاءُ القَتَب: عِيدَانُه، الواحد حِنْو، وهو كُلُّ شَىءٍ فيه اعوِجَاجٌ. يقال: حَنوتُ العُودَ وحَنَيتُه: عَطَفْتُه. - ومنه في حَدِيثِ عُمَر، رضي الله عنه: "لو صَلَّيتم حَتَّى تَكُونُوا كالحَنَايَا (3 ما نِلتُم رَحمةَ اللهِ تَعالَى إلَّا بصِدْقِ الوَرَع 3) ". الحَنِىُّ والحَنِيَّة: القَوسُ، فَعِيل بمعنى مَفْعُول، لأَنَّها مَحْنِيَّة. ومَحْنُوَّة، والجَمِيع الحَنَايا، وابنُ الحَنِيَّة: السَّهْم. ¬
(حنة)
- وفي حَديِث عَائِشَةَ، رَضى الله عنها: "فحَنَتْ له قِسِيَّها" (¬1). : أي وَتَرتْ كأنها عَطَفَتْها. ويَجُوز أيضا: "حَنَّت قَوسُها" إذا جَعلته صوتًا للقَوسِ. (حنة) - في الحَدِيث: "إلَّا رَجُل بَينَه وبَيْن أَخِيه حِنَةٌ". - وفي حديث حَارِثَةَ بنِ مُضَرِّب (¬2): "ما بَيْنِى وبين العَربَ حِنَةٌ" - وقال مُعاوِيَةُ: "لقد مَنَعَتْنِى القُدرةُ من ذَوِى الحِنَات" (¬3). وأَخبرنَا غَيرُ واحد إذْنًا، رحمهم الله، قالوا: أَخبرنَا عبدُ الرَّحمن بنُ محمد، ثنا أبو مَنْصُور مُحمَّد بن أَحمَد بن على بن مَمُّوية (¬4) الدِّينَورَى: قال: قُرِىء على أحمدَ بنِ جَعْفَر بن حَمْدان ¬
ابن عَبدِ الله، ثنا إبراهيمُ بنُ الحُسَيْن بن دِيزِيل إملاءً، ثنا آدمُ بنُ أَبِى إياس (¬1)، ثنا ابنُ أَبِى ذئب، ثنا الحَكَم بنُ مُسْلِم [عن] (¬2) الأعرج، قال: - قال رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَجُوزُ شَهادة ذى الظَّنَّة (¬3) والحِنَةِ والجِنَّة". قال: الظِّنّة. التُّهَمة، والحِنَة: العَدَاوة، والجِنَّة: ما يَغِيب (¬4) عن الرَّجل، الحِنَة بتَخْفِيف النُّون بمَعْنى الإِحْنَة، وهي الحِقْد في الصَّدر. قال أبو زَيْد: يقال أَحَنتُ عليه أَحِنّ وأَحَنُّ أَحَناً. وَوَحِنْت عليه، إذا غَضِبْت عليه، وهو مُواحِن لك. وأنكر الأَصَمِعىّ والفَرَّاء حِنَةً (¬5)، غير أَنَّه قد وَرَد في أَحادِيث كما تَرَى. ¬
وقال غيره: حِنَةٌ: لُغَيَّة. يقال منه: وَحِنَ عليه. - في حديث أَنسِ، رضي الله عنه: "شَفَاعَتِى لأَهلِ الكَبائِر من أُمَّتى حتى حَاءَ وحَكَم" (¬1). وهما حَيَّان باليَمَن من العَرَب في آخر رَمْل يَبْرِين. قيل: يجوز أن يكون من حَوَى يَحْوِى، ويجوز أن يَكُونَ مقصوراً غَيرَ ممدود. - (2 في حَديث أَبِى هُرَيْرة: "إِيَّاك والحَنْوةَ، والإِقْعاءَ". الحَنْو: هو أن يُطَأطِىءَ رَأسه ويُقوِّس ظَهرَه، من حَنوتُ الشَّىءَ وحَنَيْتُه: عَطَفْتُه 2). * * * ¬
ومن باب الحاء مع الواو
ومن باب الحاء مع الواو (حوأب) (¬1) في الحَدِيثِ: أَنَّه قال لِنسَائِهِ: أَيَّتُكنَّ تَنْبَحُها كِلابُ الحَوْأَب". (¬2) الحَوْأَب: مَنزِل بَيْنَ البَصْرة ومَكَّة، وهو الذي نَزلَت به عَائِشَةُ، رضي الله عنها، مع القوم. وقيل: هو اسْمُ (3 ماءٍ 3) وأَنشَدَ: * كصَوْتِ المَواتِحِ بالحَوْأَبِ * (¬4) وقال آخر: ما هِىَ إلا شَربةٌ بالحَوْأبِ ... فصَعِّدى من بَعدِها أو صَوِّبِى (¬5) وهذا المَاءُ لِبَنِى كِلاب، سُمِّى: بحَوْأب بِنتِ كَلْب بنِ وَبْرة. ومَعْنَاه الوَادِى الكَثِير المَاءِ، وأَرضٌ، وسِقاءٌ، ودَلْو حَوْأَبٌ: واسعِاتٌ، ¬
(حوب)
ورجلٌ حَوأَبُ البَطْن: عَظِيمُه، وحافِرٌ حَوْأبٌ: مُقَعَّر ضَخْم، والحَوْأَبَة: مَزادَة عَظِيمةٌ رَقِيقة. (حوب) - في الحَدِيث: "ما زَالَ صَفْوانُ يتحَوَّبُ رِحالَنا مُنذُ اللَّيْلَة". قال أبو عَمْرو، والأَصمعىّ: التَّحَوُّب، والنَّحِيطُ، والنَّشِيجُ: صَوتٌ مع تَوجُّع، وأَرادَ به شِدَّةَ صِياحِه بالدُّعاء. من قولهم: "اجعَلْ حَوْبَتِى إليك": أي تَضَرُّعِى، ونَصَب رِحالَنا على الظَّرفِ؛ أَىْ في رِحالِنا. والحَوْبَة والحَيْبَة: الهَمُّ والحُزْن، والمُتَحوِّب: المُتَحَزِّن. - في حَدِيثِ عَمرِو بنِ العَاص، رَضِى الله عنه: "فَعَرفَ أَنَّه يُرِيد حَوباءَ نَفسِه". قال الأصمَعِىُّ: الحَوبَاءُ: رُوحُ القَلْبِ، وقيل: هو النَّفْس، وأنشد: * ونَفسٍ تَجُودُ بَحْوبَائِها * (¬1) (حوج) - في الحَدِيث: "أَنَّه كَوى أَسعَدَ (2 بنَ زُرَارَةَ 2). وقال: لا أَدَعُ في نَفسِى حَوجَاءَ من أَسْعَد" (¬3). ¬
(حور)
الحَوْجَاء: الحَاجَة: أي لا أَدعَ شَيئًا أرى فيه بُرأَة وأُؤَمِّل في مُعالَجَتِه صَلَاحَه إلَّا فَعَلْتُه. (1 وقيل: هي الرِّيبَة التي يُحتْاج إلى إِزالَتِها. قال قيسُ بُن رفاعة (¬2): مَنْ كان في نَفسِه حَوجَاءُ يَطْلبُها عِنْدِى فإنَّى له رَهْنٌ بِإصْحارِ 1) (3 وفي حديث أبى سُفْيان: "قلتُ: ما جَاءَ به؟ قال: هو مُحْوِجٌ". : أي شكا منه 3). (حور) - قَولُه تَبارَك وتَعال: {حُورٌ عِينٌ} (¬4). قال أبو عَمْرو الشَّيْبَانِى: الحَوراءُ: السَّوداءُ العَيْنِ التي ليس في عَينِها بَيَاضٌ، ولا يكُون هذا في الإِنس، إنما يكون في الوَحْش كالبَقَر والظِّباء، وكذلك قاله سَعِيدُ بنُ جُبَيْر. وقال ابنُ السِّكِّيت: الحَوَر عند العَرَب: سَعَةُ العَيْن وكِبَر المُقْلَة وكَثْرة البَياض. ¬
وقال قُطْرب: الحَوْراء: الحَسَنة المَحَاجر، صَغُرت العَيْن أم كَبُرت. وقيل: الحَوراءُ: الشَّدِيدةُ بَياض البَيَاض في شِدَّة سَوادِ السَّوادَ. (1 وقيل: هو أن يَكُونَ البَيَاض مُحدِقًا بالسَّواد 1). وقال الأصمَعِىُّ: ما أَدرِى ما الحَوَر. - في الحَدِيثِ: "والكَبْشُ (¬2) الحَوَرِىّ" قال القُتَبِىُّ: أُراهُ مَنسوباً إلى الحَوَر، وهي جُلُود حُمْر تُتَّخَذ من جُلودِ المَعِز وبَعضِ جُلُود الضَّأن. وقال أبو النَّجْم يذكُر قَتِيلاً: * كأَنَّما مَوقِع خَدَّيْهِ الحَوَر * (¬3) يقول: صار الدَّمُ على خَدَّيه، فكأَنَّه حَوَر لِحُمرَتِه. وقال غَيرُه: الحَوَر: جِلدٌ رَقِيق، يُتَّخذ منه الأَسْفَاط، والأَدِيمُ (¬4): شِدَّة الحُمْرة أَيضًا. ¬
(حوز)
- (1 في حَدِيثِ سَطِيح: "فَمَا أَحَارَ" (¬2). من قَولِهم: حَارَ إذا رَجَع، وأَحارَه: رَجَعَه ورَدَّه 1). (حوز) - في الحَدِيثِ: "أَنَّ رَجُلاً من المُشْرِكِن جَمِيعَ اللَّأْمةِ كان يَحُوز المُسلِمِين" (¬3). : أي يَسُوقُهم. يقال: حُزتُه: أي مَلكتُه وقَبضْتُه استبدَدْتُ به. - في حديث أَبِى عُبَيْدَة، رَضِى الله عنه: "وقد انْحازَ على حَلْقَة" (¬4). ¬
(حوس)
: أي أكبَّ عليها، والانْحِيَازُ: أن يَجمَع نَفسَه ويَنْضَمَّ بَعضُه إلى بَعْض. (حوس) - في الحَدِيثِ (¬1): "عرفتُ فيه تَحَوُّسَ القَوم وهَيْأتهم". التَّحَوُّس: التَّشَجُّع، والأَحْوَسُ: الجَرِىء. (حوش) - في الحَدِيث (¬2): "ولم يتَتَبَّع حُوشِىَّ الكَلَامِ". : أي وَحْشِيَّه، والإِبلِ الحُوشِيَّة: منَسُوبة إلى الحُوشِ؛ وهي فُحُول نَعَم الجِنّ ضَرَبت في الإِبل فنُسِبَت إليها، وقيل: الحُوشُ: بِلادُ الجِنّ، والرَّجلُ الحُوشِىّ: الذي لا يُخالِط النَّاسَ. والحُوشُ: الوَحْش، والوَحْشِىُّ: الحُوشِىُّ، ولَيلٌ حُوشىٌّ: مُظْلِم هائِلٌ. - (3 في حَديثِ ابنِ عُمَر: "أَحِيشُوه عَلَىَّ" يقال: حُشتُ الصَّيدَ عليه، وأَحشْتُه؛ إذا نَفَّرتَه وسُقْتَه نَحْوَه. - في حَدِيث عَمْرو: "إذا بِبَياضٍ يَنْحاشُ مِنِّى وأَنحاشُ منه" (¬4). ¬
(حوف)
أي يَنْفِر. أورده الهَرَوى في اليَاءِ، والزَّمَخْشَرِىُّ في الوَاوِ 3). - وفي حَدِيثِ مُعاوِيَة: "قَلَّ انْحِيَاشُه" (¬1). : أي حَركَتُه وتَصَرُّفُه في الأُمور. (حوف) - قَولُه تَبارَك وتعاَلى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} (¬2). قُرِئَ بالحَاءِ المُهْمَلة. وقيل: مَعْناه الأَخذُ من حَافَاتِه. ومن قَرأَه بالخَاءِ المُعْجمَة: أي علىَ خَوْفٍ من رَبِّهم: أي يُخَوِّفُهم فإن لم يُؤمِنُوا عَذَّبَهم. وقيل: مَعْناه النَّقْص والأَخذُ من الحَافَات تَنَقُّصٌ، فإذًا مَعْنَى اللَّفْظَين وَاحِد. ومما قُرِىء بالحَاءِ والخَاءِ مَعًا: {سَبْحًا طَوِيلًا} (¬3). - (4 في الحَدِيثِ: "سُلِّط عليهم مَوتُ طَاعُونٍ يَحُوفُ (¬5) القُلوبَ". ¬
(حوق)
هو من الحَافَة: أي يُغَيِّرها عن التَّوَكُّل، ويُنَكِّبُها، ويَدعُوها إلى الانْتِقَال والهَرَب. والحَافَة: النَّاحِيَة، وعَينُها واوٌ، يقال: تَحَوَّفتُه، وحُوَيْفَة للتَّصْغِير 4). - في حَدِيثِ حُذَيْفَة حِينَ قُتِل عُمَر، رَضِى الله عنهما: "تَركَ النَّاسُ حافَةَ الإِسْلام". حَافَة الشَّىءِ (¬1) وحِيفَتُه: ناحِيَته، وحافَةُ النَّهر: وَسَطه. يقال: تحيَّفْتُ الشَّىءَ، إذا أَخذتَه من جَوانِبِه. (2 وقيل هو وادٍ. يقال منه: تَحَوَّفْتُه، وتَحَيَّفَ من الحَيْف 2). (حوق) - وفي حَدِيثِ أَبِى بكر حين ضَرَب البَعثَ إلى الشَّام وكان في وَصيَّته أن قال: "ستَجِدُون أَقواماً مُحَوَّقَةً رؤْوسُهم". قال شَمِر: التَّحْوِيق: بمعنى السَّفَر. يقال: حُقْتُ البَيتَ حَوقًا،: أي سَفَرتُه وكَنَسْتُه بالمِحْوَقَة: أي سَفَروا وحَلَقوا أَوساطَ رؤُوسِهم، ويَكُون التَّحويق بِمَعْنَى الاستِدارة أَيضًا، من الحَوْق، وهو الإِطار، وحَوْق الحَشَفَة: الإِطار الذي فوق الخِتَان، والحَوقُ: الكَمَرة أيضا. ¬
(حول)
(حول) - وفي الحديث: "إذا ثُوِّبِ بالصَّلاةِ أَحالَ الشَّيطانُ، له ضُراطٌ"، رَوَاه أبو هُرَيْرة. يقال: أَحالَ يفعلَ كذا، إذا طَفِق وأَقْبَل وتَهَيَّأ لِفِعْلِه. وأَحالَ: إذا تَحوَّل من شَىءٍ إلى شىء، وقيل: وَثَب وخَبَّ. - ومنه حَدِيثُ قَبَاثِ بن أَشْيَم، رَضِى اللهُ عنه: "رأيت خَذْق (¬1) الفِيلِ أَخضَر مُحِيلاً". : أي مُتَغَيِّرا، ومنه سُمِّى الأَحولُ، كأَنَّ سَوادَ عَينِه تَحوَّل عن موضعه. وفي غير هذا، أَحالَ: إذا صَبَّ المَاءَ، وأَحالَ: إذَا غَيَّر الكَلَامَ عن جِهَتِه، وأَحالَ: إذا جاء بالمُحالِ. - في الحديث: "أَعوذُ بِكَ من شَرِّ كُلِّ مُلقِح ومُحيل". فالمُحِيل: الذي لا يُولَد له. من قَولِهم: حالت النَّاقةُ [وأَحَالَت] (¬2)، إذا حَمَلت عامًا ولم تَحمِل عامًا. وأَحالَ الرَّجلُ إِبِلَه العَامَ، إذا لم يَضْرِبْها الفَحلُ حتّى حَالَت: أي صَارتْ بلا حَمْل. - في الحديث: "أو فَسَد مَحالَةً". المَحالَة: مَنْجَنُونٌ يُستَقى عليها، شِبْه البَكَرة. - في حَدِيثِ الأَحنَفِ: "أَنَّ إخوانَنَا من أَهلِ الكُوفَة نَزلُوا في مثل حُوَلَاء النَّاقَة" (¬3). ¬
: أي في الخِصْب، وأَصلُه (¬1) جِلدَة رَقِيقَةٌ وهي كالمَشِيمة للمَرْأَة تخرج مع الولد، فيها مَاءٌ أَصفَر، وفيها خُطوطٌ حُمْر وخُضْر، قاله الأصمَعِىّ. وقد يُسَمَّى ذَلِك المَاءُ حُوَلَاءَ، وهو كِنايَةٌ عن الخِصْبِ. (2 في حَدِيثِ الحَجَّاج: * .. مِمَّا أَحالَ على الوَادِى * : أي ما أَقبَل عليه. من قَوْلِهم: أَحالَ عليه بالسَّوط، أو مِنْ قَولِهم: أَحالَ الماءَ، إذا صَبَّه: أي من الجَانِب الذي صَبّ الماء على الوَادِى، أو من الجَانِب الذي أَحالَ الشَّجَر على الوادى 2). - في حديث قُصَل: "إن حَوَّلْناها عنك بِمِحْوَل" (¬3). كأنه آلة من التَّحْويِل كالمِجْمَر. ويرِوى: بمُحَوَّل، وهو مَوضِع التَّحويل: أي لو حَوَّلناها عنك إلى غَيْرِك. ¬
- في حديث مُجاهِد: "في التَّوَرُّكِ في الأَرضِ المُسْتَحِيلة" (¬1) : أي المُعْوَجَّة، لاستِحالَتِها إلى العِوجَ. - في قِصَّة خَيْبَر: "فحَالُوا إلى الحِصْن" (¬2). : أي تَحوَّلوا، من قَولِه تعالى: {لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} (¬3). - في الحَدِيث: "من أَحالَ دَخَل الجَنَّة" (¬4) : أي أَسلَمَ، لأَنّه قُلِب لِحالَةٍ، من قَولِهم: حَالَ: أي تَغيَّر. - في قصة وَفاةِ مُعاوية: "قُلَّباً حُوَّلاً". وروى: "حُوَّلِيًّا قُلَّبِيًّا" (¬5). ¬
(حوم)
: أَىْ ذا تَصَرُّفٍ واحْتِيال، ويَاءُ النِّسْبة للمُبالَغَة. - (1 فيه: "لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِالله" الحَوْل ها هُنَا الحَرَكة: يُقال: حَالَ الشّخصُ يَحُول إذا تَحَرَّك، المَعنَى: لا حَركَةَ ولا قُوَّةَ إلا بمَشِيئة اللهِ تَعالَى، وقيل: الحَوْلُ: الحِيلَة، والأَوَّلُ أَشبَه. (حوم) - في حَدِيث جُهَيْش: "كأَنَّها أَخاشِبُ (¬2) بالحَوْمانةِ". : أَى الأَرضِ الغَلِيظَة المُنقَادَة، وجَمعُه حَواميِن. - في حَدِيث عُمَر: "ما وَلِى أَحدٌ إلا حَامَ عَلى قَرَابَتِه" (¬3). : أي عطف، كَفِعْلِ الحَائِم حَولَ الماءِ. ورُوِى: حَامَى 1). ¬
(حوى)
(حوى) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {فجَعَلَه غُثاءً أحْوَى} (¬1) : أي أَخْضَر، يَضْرِب إلى الحُوَّة، وهي السَّواد - ومنه الحَدِيث: "وَلَدتْ جَدْيًا أسْفَعَ أَحْوَى" (¬2). : أي أسود، ليس بالشَّدِيد السَّوادِ: أي كان لَطِيمًا، في الخَدَّين بَياضٌ. - في الحديث: "أَنَّ امرأةً قالَتْ: إنَّ ابْنِى هذا كان [حِجْرِى] (¬3) له حِواءٌ" الحِواءُ: اسمُ المَكانِ الذي يَجوِى الشَّىءَ، أي يَجمَعه، وأَصلُه أَخبِية دَنَا بَعضُها من بَعْض. * * * ¬
ومن باب الحاء مع الياء
ومن باب الحاء مع الياء أكثَر بَابِ الوَاوِ واليَاءِ في جُملة الحروف مُختَلِط بَعضُه ببَعض لِصُعُوبة التَّمْيِيزِ بينهما واخْتِلافِ أَهلِ اللُّغة فيهما، فالاحْتِياط أن يُطلبَ ما يَحْتَمِل الحَرفَين في البَابَين معًا. (حيب) - في حَديثِ رُؤْيا مَنْ رَأَى أَبا لَهب قال: "رأيتُه بشَرِّ حِيَبة" (¬1). : أي بشَرِّ حال. قال أبو عَمْرو: يقال: [فُلانٌ] (¬2) بِحِيبَة سَوْءٍ وبِكِينةٍ، والحِيبَة والحَوْبَة والحَابَةُ: الهَمُّ. وحَوبةُ الرَّجل، وحِيبَتُه وحُوبَتُه: أُمُّه، والحِيبَة أَيضاً: الحَاجَة. (حير) - في حديث ابن سِيرِين في غُسْل المَيِّت: "يُؤخَذ من سِدْرٍ فيُجعل في مَحارَةٍ أو سُكُرَّجة" (¬3). ¬
(حيس)
المَحارة، والحَيْرُ، والحائِرُ: المَوضِع الذي يجتمع فيه الماء، وجَمْع المَحَارة: مَحارٌ. قال ذو الرمة: * .... ومَنْ نُشِغَ المَحارَا * (¬1). : أي أُوجِر (¬2) في حَلْقه الماءُ أو غَيرُه، وأصلُ المَحارة: الصَّدَفَة. (حيس) - في الحديث: "أَنَّه أولَمَ بِحَيْسٍ (¬3) ". أصلُ الحَيْس الخَلْط، وهو في الحَدِيث الأَقِط والتَّمر يُخْلَطان بالسَّمن، وحِسْنَا الحَيْسَ: عَمِلْناه. ومنه قَولُ الحَارِث: * وإذا يُحاسُ الحَيْس يُدعَى جُنْدَب * (¬4). وحَيَّستُه تَحْيِيساً (¬5) أيضا، وحِستُ الحبلَ: فَتلْته، لأن قُواه تختَلِط بَعضُها ببعض. ¬
(حيش)
(حيش) - قَولُه تَعالى: {حَاشَ لِلَّهِ} (¬1). : أي مَعاذَ اللهِ، وأَصلُه التَّنْحِية، كأنه قال: نَحَّى اللهُ تعالى هذا عن فلان. ومِنهمُ مَنْ يجعَلُه من هذا الباب، وظَاهِرُ اللّفظِ يحتَمِله، وقد ذَكَرُوه في الحَاءِ مع الشِّين. - (2 في حَدِيثِ عُمَر: "ما هذا الحَيْشُ والقِلُّ"؟ : أي الفَزَع والرِّعدَة. ومنه: امرأَةٌ حَيْشَانَة: أي مَذْعورَةٌ من الرِّيبة. (حيص) - في حديث أبى مُوسَى: "أنَّ هَذِه الحَيْصَةَ من حَيَصَاتِ الفِتَنِ" (¬3). ¬
(حيض)
: أي رَوَغةٌ منها هَرَبَت إلينَا، وحَاصَ: فَرَّ 2). (حيض) - في الحديث: "في بئْر بُضاعَةَ تُلقَى فيها المَحائِض" : أي خِرَق الحَيْض، سُمِّيت بالمَصْدر فلهذا جُمِع، والمَحِيضُ: مصدر حاضَت حَيضًا ومَحِيضًا. - وفي الحديث: "إنَّ حِيضَتَكِ ليست بِيدِك" (¬1). بكسر الحَاءِ، وهي الحَالُ التي تلزمها الحَائِضُ من التَّجَنُّب والتَّحَيّض، كما قالوا: القِعْدَةُ والجِلْسَةُ (¬2)، لِحال القُعُود والجُلُوس. فأما بالفَتح: فهى الدَّفْعَة من دَفَعَات دَمِ المَحِيض. - وفي الحديث: "تَحَيَّضِى" (¬3) : أي عُدِّى نفْسَك حائضًا، وافْعَلِى ما تَفْعَل الحائِضُ. - في الحديث: "لا تُقبل صَلاةُ حائضٍ إلا بخِمَار" ¬
(حيف)
: أي التي بلَغَت سِنَّ المَحِيض، ولم يَرِد في أيام حيْضِها، لأن الحائِضَ لا تُصَلَّى بحَالٍ. (حيف) - في خبر: "كان عُمارةُ بن الوليد وعَمرُو بن العاص في البَحْر فَجَلَس عَمرو على مِيحَافِ السَّفِينة فدفَعَه عُمارةُ" قال الحَربِىّ: ما سَمِعتُ في المِيحاف شَيئًا، ولَعَلَّه أَرادَ إحدى ناحيتى السَّفينة (¬1). - قَولُه تَعالَى: {أَمْ يَخافُون أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِم} (¬2). : أي يَظْلِم. يقال: حَافَ في الحُكم ونَحوِه: أي جَارَ ومَالَ. - ومنه قَولُ عمر، رضي الله عنه: "حتى لا يطَمَع شَرِيفٌ في حَيْفِك". : أي مَيلِك معه لِشَرفِه. (حيق) - في الحديث: "ما أَجِد من حَاقِ الجُوع" (¬3) ¬
(حيك)
من قولهم: حَاقَ يَحِيقُ وحَاقًا: أي من اشْتِماله، ويَجُوز أن يَكُونُ بمعنى حَائِق. (حيك) - في حَديثِ عطاء: "فما حِياَكَتُكم هَذِه؟ قال: زَهْو" (¬1) [زهو] (¬2). الحِياكَة: مِشْيَةُ تَبخْتُر وتَثبُّط، يقال: رَجلٌ حَيَّاك، وقد تَحيَّك في مِشْيَتِه. وقال أبو زَيْد: الحَيَكَان الضَّيَطَان: أن يُحرِّك مِنكَبَيْه وخَدَّه حِين (¬3) يَمشىِ مع كَثْرة لَحْم وقِصَر. وقيل: هو تَحرِيك الأَليَتَين في المَشْى. (4 قال: * حَيّاكَةٌ وَسْط القَطِيع الأَعْرم * 4) (حين) - قوله تعال: {حِينَئذٍ} (¬5). ¬
(حيى)
الحِينُ: الوَقْتُ، وحِقْبَة من الدَّهر اخْتُلِف في قَدْرِه. والصَّحِيحُ: أَنَّه للقَلِيل والكَثيِر، أُضِيف إلى إذ، ومَعْناه: تَبعِيد قَولِك الآن للوقْت الذي أَنتَ فيه. (حيى) - في الحديث: "يُصَلِّى العَصْرَ والشَّمسُ حَيَّة" (¬1). قيل: حَياتُها: (2 شِدَّةُ وَهِيجِها وبَقاءُ حَرِّها لم ينكَسِر منه شىءٌ 2) وقيل: حَياتُها: صَفاءُ لَونِها لم يدخُلْها التَّغَيُّر. - في الحديث: "أنَّ المَلائِكَةَ قالت لآدم، عليه الصلاة والسلام: حَيَّاك اللهُ تَعالَى وبَيَّاك" حَيَّاكَ. قِيل: أَبقاكَ، من الحَيَاة، وقيل: مَلَّكَك، وقيل: سَلَّم عليكَ. وقيل: أَفرحَك. وقيل: هو من استِقبال المُحَيَّا، وهو الوَجْه، وهو من الفَرَس دَائِرَةٌ في أَسفلِ النَّاصِيَة. وبَيَّاك: إتباعٌ له، وقيل: أي بَوَّأَك منزِلاً، ترك الهمْزَ، وأَبدَل من الوَاوِ يَاءً لِيزْدَوِجَ الكَلامُ، كالغَدَايا والعَشَايا. وقال أبو زَيْد الأَنصارِىّ: بَيَّاك: قَرَّبك، وأنشد: * بَيًّا لهم إذْ نَزَلُوا الطَّعاما * (¬3). ¬
: أي قَرَّبه إليهم، وقال ابن الأعرابى: بَيَّاكَ: قَصَدَك بالتَّحِية، وأنشد: لَمَّا تَبَيَّيْنا أَخَا تَمِيمِ ... أَعطى عَطَاء اللَّحِزِ اللَّئِيمِ (¬1) : أي لَمَّا قَصدْناه. وقال الأصمعى: بَيَّاك: أَضْحكك، ذهب إلى قَولِ المفُسِّرين؛ لأنهم زَعَمُوا: أَنَّ قَابِيل لمَّا قَتَل هابِيلَ مَكَث آدمُ، عليه الصلاة والسلام، كَذَا وكَذَا لا يَضْحَكُ، فأَوحَى الله تعالى إليه: "حَيَّاكَ الله وبَيَّاك": أي أضحَكَك، فَضحِك حِينَئِذٍ. - قوله للأَنصَارِ: "المَحْيَا مَحْياكُم" (¬2). المَحْيَا: الحَياةُ، ومَوضِعُ الحَياةِ، وزمان الحَياةِ. - (3 في الحديث: "أنه كَرِه من الشَّاة سبعًا: الدَّمَ، والمَرارةَ، والحَياءَ، والغُدَّة، والذَّكَر، والأُنْثَيَيْنِ، والمَثَانَة". الحَياءُ ممدود: الفَرْج لِذَوات الخُفِّ والظَّلف، وجمعه أَحْيِية، من مصدر استَحْيَا قَصدًا إلى التَّورية، وأنه مِمَّا يُسْتَحَى من ذِكْره. ¬
- في حَدِيثُ عُمَرَ: "أَحيُوا ما بين العِشَاءَين" (¬1) : أي تَأَرّقوا، لأَنَّ النومَ موتٌ، واليَقظَة حَياةٌ، ومَرجِع الصِّفة إلى صَاحِب اللَّيل، وهو من باب قَولِه: (2 فأَتت به حُوشَ الجَنانِ مُبطَّناً ... سُهُدًا 2) إذَا مَا نَامَ لَيْلُ الهَوْجلِ أي: يُنام فيه، ويُرِيد بالعِشاءَين المَغرِبَ والعِشاءَ، فَغلَّب العِشاءَ: كالعُمَرين] 3). * * * ¬
ومن كتاب الخاء
ومن كتاب الخاء من باب الخاء مع الباء (خبأ) - في حديث أَبِى أُمَامة، رضي الله عنه: "لم أَرَ كاليَوْم ولا جِلدَ مُخَبَّأةٍ" المُخَبَّأة: الجارية المُعصِرُ التي لم تَتزوَّج بَعْد، لأَنَّ صِيانَتَها أبلغُ مِمَّن قد تَزوَّجت. والخُبَأَة: الجَارِية التي تَخْتَبِىءُ مَرَّةً وتَظهَر (¬1) أخرى. (خبب) - في الحديث: "لا يدخُل الجنَّةَ خَبٌّ ولا خَائِنٌ". - وفي حَديثٍ آخَرَ: "الفَاجِر خَبٌّ لَئِيم". الخَبُّ: الجُربُزُ: الذي يَسعَى بين الفاس بالفَسادِ، وهو بفَتْح الخَاءِ ولَعلَّه (¬2) الخِبُّ بالكَسْر أيضا، وقد خَبَّ: غَشَّ وخَدَع غِشًّا مُنكَراً. وامرأة خَبَّةٌ. وخَبَّ: مَنَع ما عِنْدُه، وخَبَّ: نَزَل مكاناً خَفِيًّا. كل هذا قَرِيبٌ بَعضُه من بَعْض، وخَبَّبَه تَخْبِيباً: خَدعَه وأَفسدَه. - ومنه الحَدِيث: "مَنْ خَبَّب امرأًة أو مَمْلوكاً على مُسلِمٍ فَليسَ مِنّا", وأَنشد: * زايَلَتْ عَينُ المُخَبِّب دُونَ كُلِّ حِجاب * ¬
ويقال: (1 فُلانٌ 1) خَبٌّ ضَبٌّ، إذا كان فاسِدًا مُفسِدًا. - في الحديث: "أَنه كَانَ إذا طافَ (¬2) خَبَّ ثَلاثاً". - وسُئِل عن السَّير بالجِنازة (¬3) فقال: "ما دُونَ الخَبَب". قال الحَربِىّ: الخَبَب: ضَرْب من العَدْو، وقال الأصمعى: إذا صار السَّير إلى العَدْو فهو الخَبَب، وذلك أن يُراوِح (¬4) بين يَديْه، وأنشد: * وخَبَّ تَخْبابَ الذِّئاب العُسَّلِ * وقيل: خبَّ الفَرسُ، إذا نَقَل أَيَامِنَه جميعا، وكذلك أَياسِره خَبًّا، وأَخْبَبْتُه أنا. - ومنه الحديث: "هَلْ تَخُبُّون أو تَصِيدُون" (¬5). أراد أن رِعاءَ الغَنَم، لا يحتاجون أن يَسْعَوا، ويَخُبُّوا في آثارها، ورِعاءَ الإِبلِ يَحتَاجون إليه إذا سَاقُوها إلى الماء. ¬
(خبت)
- في حديث شَهْر بن حَوْشَبٍ: "أنَّ يُونُس، عليه الصلاة والسلام، لَمَّا رَكِب البَحرَ أَخذَهم خَبٌّ شَدِيد" يقال خَبَّ البَحرُ: إذا اضطرب خِبًّا، وخِبُّ البَحْر: هَيَجَانه، وخَبَّ النَّباتُ: طَالَ وارْتَفع. (خبت) - وفي الحديث عن عَمْرو بن يَثْرِبىّ: "إن رأيتَ نعجَةً تحمل شَفرَةً وزِنادًا (¬1) بخَبْت الجَمِيش فلا تَهِجْها" (¬2) قال القُتَبِىُّ: سَألتُ الحِجازِيَّين فأَخبَرونى أَنَّ بَيْنَ المَدِينةِ والحِجازِ صَحراءَ تُعرَف بالخَبْتِ. والخَبْتُ: الأرضُ الواسعةُ المستَوِيةُ، والجَمِيش: المكان الذي لا نَبتَ فيه. وإنما خُصَّ الخَبْتُ، لِسَعَته وبُعدِه وقِلَّةِ مَنْ يسلكه، وشِدَّة (¬3) حاجَةِ الإِنسان إذا هو سَلَكه فأَقوَى إلى مالِ أَخِيه (4 وهذا حَدِيثٌ شَاذٌّ 4). - في حديث أبى عَامِر الرَّاهِب: "تَغَيَّر وخَبُتَ" (¬5). ¬
(خبث)
هكذا رُوِى بالتَّاء المنقوطة باثْنَتَين من فَوْق. يقال: رَجلٌ خَبِيتٌ: أي فَاسِدٌ. وقيل: هو كالخَبِيثِ سَوَاء، وليس من الإِخْبَات. وقيل: الخَبِيتُ: الحَقِيرُ الرَّدِىءُ، والخَبائِت: المُتَفَرِّقات، والخَتِيت، بتاءين، الخَسيس، وشَهْر خَتِيت: نَاقِص، ضد الكَرِيت. (1 قال السَّمَوْألُ: إنَّنى كُنتُ ميِّتًا فحَيِيتُ ... وحَياتِى رَهْن بأَنْ سَأَموتُ (¬2) فأتانِى اليَقِينُ أَنّى إذا ما مِتّ ... أو رَمَّ أَعظُمِى مَبعُوت - في حديث مَكْحول: "منها يكون الخَبْتَة" (¬3). : أي الخَبْطَة، وكان في لِسان مكحول لُكْنَةُ 1). (خبث) - في حديث الحَجَّاج: "قال لأَنسٍ، رضي الله عنه،: يا خِبْثَة (¬4) ... " الخِبْثَة: الخَبيثُ، ويقال: للأَخْلاق الخَبِيثَة خِبْثَة، وفلانٌ وَلَدُ خِبْثَة: أي ولدُ زِنْيَة. ¬
- في حديث سَعِيد (¬1): "كَذَب مَخْبَثان". المَخْبَثَان: الخَبيثُ. يُقالُ: للرَّجل والمَرأةِ جَمِيعًا، وكأنه يَدُلُّ علما مُبالَغَةٍ. ويقال للرَّجلِ: يا خَباثِ، مَبنِيًّا على الكَسْر، وللمَرأة: يا خُبَثُ، وقيل على العَكْس منه. - وفي الحديث: "كما يَنفِى الكِيرُ الخَبَثَ" (¬2). وهو ما تُبدِيه النَّارُ وتُميِّزه من رَدِىء الفِضَّة والحَدِيد وتُنقَّيه إذا أُذِيبَا. (3 في حَديثِ رافع: "كَسْبُ الحَجَّام خَبِيثٌ، وثَمنُ الكلب خَبِيثٌ، ومَهرُ البَغِىّ خَبِيثٌ". قيل: مَعنَى الخَبِيث في كَسْبِ الحَجَّام الذي كَقَولِه تَعالَى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} (¬4) بَدلَالَة حَدِيث مُحَيِّصَة: أنه رَخَّص له (¬5). ¬
وأما ثَمَن الكَلْب، ومَهْر البَغِى فإنهما على التَّحريم، لأن الكلبَ نَجس الذَّات مُحرَّم الثَّمَنِ، وفِعلُ الزِّنا مُحرَّم، وبَذْل العِوَض عليه وأَخْذه في التَّحريم مِثْله، لأنه ذَرِيعةٌ إلى التَّوسُّل إليه، والحِجامةُ مُباحَةٌ، وفِيها نَفْعُ وصلاحُ الأَبْدان. وقد يَجمَع الكَلامُ بين القَرائِنِ في اللَّفظ، ويُفرِّق بينَهما في المَعانِى وذلك على حَسَب الأَغراضِ والمَقاصِد فيها. وقد يكونُ الكَلامُ في الفَصْل الوَاحِد، بعضُه على الوُجوبِ، وبعضُه على النَّدْب، وبَعضُه عل الحَقِيقة، وبَعضُه على المَجاز، وإنما يُعرَف ذلك بدَلَائِل الأُصُول وباعْتِبار مَعانِيها، ونَحْو ذلك الحَدِيث فيما يُغْتَسل منه. - في حديث أَبِى هُرَيْرة: "نَهَى عن الدَّواء الخَبِيث" (¬1). وذلك من وَجْهَيْن: أحدهما: خُبثُ النَّجاسَة، كما فيه الخَمْر والبَوْل ونَحوُهما وذلك مُحرَّم، إلا ما خَصَّتْه السُّنَّة من أَبْوال الإِبِل. فرخَّص فيها لَنَفَر من عُكْل، وسَبِيل السُّنَن أن يُقَرّ كُلُّ شىء في مَوضِعه، ولا يُضرَب بَعضُه بِبعْض. وقدَ يكون خُبثُه من جهة الطَّعم والمَذَاق، ولا يُنْكَر أن يكون كَرِهَه لِمَا فيه من المَشَقَّة وتَكرُّهِ النَّفْسِ إيّاه. والغَالِبُ أَنَّ طُعومَ الأَدْوية كَرِيهَةٌ ولكن بعضَها أَقلُّ كراهةً وأَيسرُ احْتِمالا. - في حديث الحَسَن: "خَباثِ كُلَّ عِيدَانِك مَضَضْنا" (¬2). ¬
(خبج)
: أي يا خَبِيثَة، وحَرفُ النِّداء مَحذُوف، ويَجُوز ذلك في كُلّ مَعْرِفة، لا يَصِحُّ أن يُنعَت به: أي كَغَدارِ وفَسَاقِ، ويَعْنِى الحَسَنَ به الدُّنْيا 3). (خبج) - في حديث عمر رضي الله عنه: "خَرَج الشَّيطانُ وله خَبَجٌ كخَبَج الحِمار" (¬1). : أي ضُراطٌ، وبالحاء أيضا، والخَبج: الأَحمقُ. (خبر) - في حديث أَبِى هريرة، رضي الله عنه: "لا آكُلُ الخَبِيرَ" (¬2). : أي الخُبزَ المأدومَ. والخُبرةُ: الإِدامُ، وقيل: هي الطَّعام من اللَّحم وغيره، وقيل: هي قَصعَة فيها لَحْم وخُبزٌ بين أربعةٍ وخَمْسَة، والجَفْنَة أَكبرُ من ذلك. ويقال: اخْبُر طَعامَك: أي دَسِّمْه (3 يقال: أَتانَا بخُبْرة بلا خُبْزة، من الخُبْز، أو هِى الأَرضُ السَّهلة 3). وروى: "لا آكُلُ الخَمِير" (¬4). ¬
(خبط)
- في الحديث: "فدفَعْننَا في خَبارٍ (¬1) ". الخَبَار: الأَرضُ الَّليِّنة، وأنشد: * والخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عوابِساً * (¬2) (خبط) - في الحَدِيث: "كُنتَ تُعطِى المُخْتَبِط" (¬3). الاخْتِباط: طَلبُ المَعروفِ من غير وَسِيلةٍ ولا مَعْرفةٍ، والفعل منه خَبَط واخْتَبَط، وهو من خَبْط الوَرَق، وهو ضَربُك الشَّجر بالعَصَا ليَسقُط ورقُه، والخَبْط والاختِباط أيضا: السَّيرُ على غير هِدَاية. (خبل) - في حديث الأَنصار: "أنَّ صاحِبَ خَبْل يَأتِى إلى نَخلِهم فيُفسِد" (¬4). والخبْلُ: الفَسَاد. (5 وفي الحَدِيث "بَيْنَ يَدَى السَّاعة الخَبْلُ". : أي الفَسَادُ والفِتَن 5). * * * ¬
ومن باب الخاء مع التاء
ومن باب الخاء مع التاء (ختل) - في الحديث: "كأَنَّى أَنظُر إليه يَخْتِلُه لِيَطْعَنَه" (¬1). : أي يُراوِده ويطلبه من حيث لا يَشْعُر. - وفي أشراط الساعة: "وأَنْ تُختَل الدُّنيا بالدّين" (¬2). : أي تُطلَب بعَمَل الآخرة. - وفي حديث الحَسَن في طُلَّاب العِلم: "وصِنفٌ تَعلَّموه للاسْتِطالة والخَتْل" (¬3). الخَتْل: الخِداع (4 شُبَّه بخَتْل الصَّائِد الصيدَ. - قَولُه تعالى: {لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ} (¬5). ¬
(ختم)
: أي ذِي كِبْر، والخُيَلَاء، والخَالُ منه. قال العَجّاج: * والخَالُ ثَوبٌ من ثِيابِ الجُهَّالْ * (¬1) ظاهِرُه يُشبِه هذا البابَ، ولكنه من باب الخَاءِ مع الياء. (ختم) - في الحديث: "أَنَّه جَاءه رجل عليه خَاتَم شَبَه. فقال: مَا لِي أَجِدُ منكَ رِيحَ الأصنام". : أي لأَن الأَصنامَ كانت تُتَّخذ من الشَّبَه، فَطرَحَه، ثم جاء وعليه خَاتَم من حَدِيدٍ فقال: "مَا لِي أَرَى عليك حِلْيةَ أَهل النَّار" قيل: إنما كَرِهَه من أَجل سُهوكة (¬2) رِيحهِ. وقوله: "حِليةَ أهلِ النَّار": أي أَنَّه من زِيَّ الكُفَّار الذين هم أهلُ النَّار. - وفي حديث آخر: "أَنَّه نَهَى عن لُبسِ الخَاتَم إلاّ لِذِي سُلْطان" (¬3). : أي إذا لَبِسه لغَيْر حاجَةٍ، وكان للزِّينَةِ المَحْضَة فكَرِه (4 له ذَلِك 4). * * * ¬
ومن باب الخاء مع الثاء
ومن باب الخاء مع الثاء (خثر) - في الحديث: "وَجدتُه خَاثِرَ النَّفس" (¬1). : أي غَيرَ طَيَّبها ولا نَشِيطِها. وخَثُر (¬2) اللّبنُ: غَلُظ، وخَثِرَ (¬3) في الحَىَّ، إذا لم يَبْرَح 4). * * * ¬
ومن باب الخاء مع الجيم
ومن باب الخاء مع الجيم (خجل) - في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه: "مَرَّ رجلٌ بوادٍ خَجِلٍ مُغِنٍّ مُعْشِب" (¬1). الخَجِل: الكثير النَّبات المُلتَفّ، وخَجِل الوَادِي والنباتُ (¬2): كَثُر صوتُ ذِبّانه لكَثْرة ذلك، وقَمِيص وجلٌ خَجِلٌ: واسع. (خجى) - في الحَدِيثِ: "كالكوز مُخَجَّيًا" (¬3) كذا أَوردَه صاحِبُ التَّتِمَّة. وقال: خَجَّى الكُوزَ: أَمالَه, والمشهور بالجِيمِ قبل الخَاءِ. * * * ¬
ومن باب الخاء مع الدال
ومن باب الخاء مع الدال (خدب) - (1 في حديث حُمَيْد بنِ ثَوْر: * وبين نِسْعَيْه خِدَبًّا مُلْبِدا * (¬2) : أي ضَخْما، كأَنَّه يُرِيدُ سَنامَها، أو جَنْبَها المُجْفِر. 1) (خدر) - في الحديث: "أَنَّه عليه الصلاة والسلام كان إذا خُطِب إليه إحدى بَناتِه أَتَى الخِدْرَ. فقال: إنَّ فُلانًا يَخطُب فُلانةَ فإن طَعَنت في الخِدْر لم يُزَوِّجْها" (¬3). قال الأصمعيّ: الخِدْر: ناحية البَيْت يُقْطَع لِلسِّتر، فتكون فيه الجَارِيةُ البِكْر. ¬
وقال غَيرُه: الخِدْر: سِتْرٌ يُمَدُّ للجَارِية في ناحية البيتِ، والهَوْدَجُ وهما مَخدُوران ومُخَدَّران، والمرأة مُخدَّرةٌ. قال الحَربيُّ أوِ غيُره: ومعنى طَعَنَت: أي ذَهَبَت فيهِ وطَعَن الرجلُ في المَفَازة: ذهَب فيها، وأظن معنى طَعَنت غير مَا ذَهَب إليه. فإن في رواية قال: "نَقَرَت الخِدْر" مكان طَعَنت. فعَلَى هذا معنى طَعَنَت: أي ضَرَبت بِيَدِها على السِّترِ. - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أَنَّه رَزَق النَّاسَ الطِّلاءَ فَشرِبه رجل فَتَخَدَّر". هو تَفعُّل من الخَدَر، وهو ما يُصِيب الرَّجلَ من الضَّعف من الشّراب أو الدّواءِ. وقيل: هو فُتورٌ وَمذَلٌ يَغشَى الجَسدَ أو العُضوَ. - ومنه حَدِيثُ ابنِ عمر رضي الله عنهما: "أَنَّه خَدِرَت رجلُه، فقِيل له: ما لِرِجْلِك؟ قال: اجتمَع عَصبُها. قيل: اذْكُر أَحبَّ النّاسِ إليك. قال: يا مُحَمَّد، فبَسَطَها". قال أبو زيد: الخَدَر: تَشنُّج في الرِّجْل. يقال منه: خَدِرت ومَذِلَت، والخَدَر: الكَسلَ. وقال الأَصمعيّ: الخَدَر: ثِقَل العَيْنِ من قذًى يُصيِبُها، وهذا غير ذلك، وقيل: الخَدَر في العَيْن: ظُهور الحَدَقَة. - (1 وفي حديث الْأَنصار (¬2): "اشترَط أن لا يأخذ تَمْرةً خَدِرةً ولا تارِزَة (¬3) ". ¬
(خدش)
قيل: الخَدِرة: العَفِنَةُ التي اسْودَّ باطِنُها. (خدش) - في الحديث: "جاءت مَسألتَهُ خُدوشاً" (¬1). خَدْشُ الجِلدِ: قَشْرهُ من عُودٍ ونحوهِ 1). (خدع) - في الحديث: "أَنَّه احتَجَم على الأَخْدَعَيْن والكاهل". الأَخدَعان: عِرقَان في مَوضِعَى مَحْجَمَتى العُنُق، ويُقال لهما: الأَخادِع، وفلان شَدِيدُ الأَخْدع، إذا امتَنَع، ولَانَ أَخدَعُه إذا سَهُلَ ولَانَ، وخُدِعَ: قُطِع أَخدَعُه. - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أَنَّ أعرابيَّا قال: قَحِط السّحابُ، وخَدَعَت الضِّباب. فقال عُمَر: بل أَعْطَت بأَذنابِها الضِّبابُ" (¬2). خَدَعَت: إذا استَتَرت وتَغيَّبتِ؛ لأنهم طَلبُوها ومَالُوا علَيها للجَدْب (¬3) الذي أصابهم، والخَدْع: إخْفاءُ الشيءِ، وبه سُمِّي المُخدَع. ¬
(خدلج)
- في الحديث: " .. إِن دُخِلَ عليَّ بَيتِي. قال: ادْخُلِ المُخدَع" (¬1) وبالفَتْح أَيضا، وإن جُعِل كالآلة فبِالكَسْر أَيضا. وخَدَع الرَّجلُ: قلَّ شيبُه، وخَدَع المَطَرُ: قَلَّ. - "والحَرب خُدعة" (¬2) " : أي تَخْدَع أَهلَها (3 وتُمنِّيهم ثم لا تَفِي لهم كاللّعبُة 3). وخِدْعَة: أي تَخدَع هي، كُنِي بها عن أهلِها، وقيل: هو من خَدَع الدَّهرُ إذا تَلَّون: (3 وقيل: الخَدعَة بالفَتْح لُغةُ النّبي - صلى الله عليه وسلم -، وهي للمَرَّة الواحدة: أي إذا خُدِع المُقاتِلُ مرَّةً، لم يَكُن لها إقالةٌ، ويقال: خُدعَة بالضَّمِّ على الاسْمِ كاللُّعْبَة 3). (خدلج) - في حَديثِ المُلاعَنَة: "إن جاءت به خَدلَّجَ الساقين" (¬4). : أي عَظِيمَهُما. والخَدلَّجَّة: الضَّخمةُ السّاقَيْن والذِّرَاعَين المَمْكُورَتُهمَا (¬5) والمُستَوِية العِظام، والخَدْل كَذَلِك. ¬
(خدم)
(خدم) - (1 في حديثِ المُتْعة: "فمَتَّعها بخَادِمٍ سَوداء" (¬2). : أي جَارِية، وهو واحد الخَدَم غُلاماً كان أو جارِيةً لِإجرائِهِما مُجْرَى الأَسماءِ غَيرِ المأخوذةِ من الأَفْعال: كلِحْيَة نَاصِلٍ، وامرأةٍ عَاشِقٍ 1). (خدن) - قوله تبارك وتعالى: {وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ} (¬3). الأَخْدان: الأَصْدِقَاء، الواحد خِدْنٌ، ومثله خَدِينٌ وجَمعُه خُدَنَاء، وقد خَادَنتُه، وخِدْنُ الجَارِية: مَنْ يُحدِّثُها ويَصادِقُها، والخُدَنَة: المُتَّخِذُ أَخدانًا. * * * ¬
ومن باب الخاء مع الذال
ومن باب الخاء مع الذال (خذع) - في الحديث: "فخَذَعه بالسَّيف". الخَذْع: تَحْزِيز اللّحمِ وتَقطِيعُه في مَواضِع. وقيل: هو قَطْع اللحم من غير بَيُنونَةٍ كالتَّشْرِيح. وقيل خَذَعَه بالسَّيف: ضَربَه. (خذف) - في الحديث: "لم يَتْرُكْ عِيسَى عليه الصلاة والسلام إلّا مِدرَعةَ صُوف ومِخْذَفَة" (¬1). المِخْذَفَة: المِقْلاع، والخَذْفُ: الرَّميُ بالحِجارة، وبالحَاء المُهمَلة: الرَّميُ بالعَصَا. ونحوُه يقال: وقع بين حَاذِقٍ وخَاذِفٍ، وقيل الخَذْف: رَمْيكَ الحَصاةَ أو النَّواةَ من بين الِإصْبَعَين. وقيل: كان يَصِيد بها فَيأكُلُ. (خذم) - في الحديث: "بِمَواسِيَ خَذِمَة" (¬2). ¬
: أي قاطِعَة، وخَذمْتُ اللحمَ: قَطعتُه. - ومنه الحديث: "مُخَذَّمةِ الآذان" (¬1). : أي مُقَطَّعة. - ومنه حَديثُ جَابِر: "فضُرِبا حتَّى جُعِلا يتخذَّمانِ الشَّجرةَ" : أي يَقْطَعان (¬2) بِسُرْعةٍ. ومنه، كان له سَيفٌ يُقالُ له: "المِخْذَم" (¬3). : أي القَاطِع، وأنشد: * ولا يَأكلون اللَّحمَ إلَّا تَخذُّما * (¬4) وقيل: هو سُرعة القَطْع. ¬
(خذا)
(خذا) - في حديث النّخَعِي: "إذا كان الشَّقُّ أو الخَرْق، أو الخَذَا في أُذُن الأُضْحِية فلا بَأْس" (¬1). الخَذَا: انكِسارُ الأُذنِ واسترخاؤُها، وحِمار أَخذَى، وأُذنٌ خَذْواء، وقيل: هو من قولهم: خَذِئَ واستخْذَأَ الرجلُ، إذا انْكَسَر. وقيل: هذا غَيرُ ذاك، لأنَّ هذا مَهمُوز، وذلك وَاوِيٌّ. * * * ¬
ومن باب الخاء مع الراء
ومن باب الخاء مع الراء (خرب) - (1 في الحديث (¬2): "من اقْتِراب الساعة إخرابُ العَامِر (¬3) " قال أبو عمرو: الِإخْراب: تَركُ المَوضِع خَرِباً، والتَّخْريب: الهَدْم. وقرأ وَحدَه: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ} (¬4)، والباقون {يُخْرِبُونَ}. وقيل: المُرادُ بالحديث ما يُخرِّبه المُلوكُ من العُمران شَهوةً لا إصلاحا (¬5). - وفي حديث ابن مسعود: "ما سَتَرْتَ الخَرَبَةَ" (¬6). ¬
(خرت)
: أي العَيْبَ والفَسادَ، ومنه الخارِبُ لِعَيشِه بالسَّرِقة، وخَرابُ الأَرضِ: فَسادُها بتَرك العِمارة 1). - (1 وفي حديث ابنِ عُمَر: "في الذِي يُقلِّد بَدَنَتَه ويَبْخَل بالنَّعْل، قال: يُقَلِّدها خُرَّابة". ويُروَى، بتَخْفِيفِ الرَّاء وتَشدِيدها، يُرِيد عُروةَ المَزادَة، قال أبو عبيد: المَعْروف في كلام العرب أَنَّ عُروةَ المَزادة خُرْبَة، وسُمِّيت بها لاستِدارَتِها، وكُلُّ ثَقْب مُستَدير خُربَة 1). (خرت) - في حديث عَمْرو بن العَاصِ، رضي الله عنه، عند النَّزْع (¬2): "كأَنَّما أَتنفَّسُ من خُرتِ إبْرة". : أي من ثَقْبِها، وكذا خُرتُ الفَأس وغَيرِه، والمَخروتُ: المَثقوبُ. [والخُرتُ] (¬3) والخُرتَةُ: الحَلْقة في رأس النِّسْع، والجَمْع أَخراتٌ وخُرَتٌ وخُروتٌ. (خرج) - في حَدِيثِ أبي رَافِع: "فخرج بِسَاقِي خُراجٌ فأَمَدَّ فَبُطَّ". الخُراجُ: بَثْر يَخرُج من الجَسَد، وقيل: وَرَم، والجمع خُراجَات وخِرْجان. ¬
(خرر)
- في حديث أبي موسى، رضي الله عنه: " (¬1) كَمَثَلِ الأُترجَّةِ طَيِّب رِيحُها وخَراجُها" : أي طَعْم ثَمرِها، وكُلُّ ما خَرَج من شىءٍ وحَصَل من نَفْعه فهو خَراجُه. (خرر) - قَولُه تَباركَ وتَعالى: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا} (¬2). : أي سَقَطوا مُقدِّرين لِلسُّجود، ناوِين له؛ لأنَّهم في حال الخُرورِ غَيرُ ساجِدِين بَعْد، وهذا كما يُقال: مَررتُ برجُل معه بازٍ صائدًا به غَدًا (¬3). ومنه قَولُه تَعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ} (¬4): أي صائِر إلى المَوْت، ولو أَجابَ هذا القَائِلَ مُجِيبٌ فقال: إنما يُقال: سَقَط بعد ما وَقَع على الأَرضِ، وبعد وقُوعِه هو سَاجِد، لكان له وَجْه. - في حديث عُمَر، رَضِي الله عنه، قال للحَارِث (¬5): "خرَرتَ من يَدَيْكَ". ¬
(خرش)
قال الحَرْبِيُّ أو غَيرُه: أي سَقَطتَ من أَجلِ مَكْروه يُصِيبُ يَدَيْك من قَطْع أو وَجَع. وعندى أَنَّه كِنايةٌ عن الخَجَل، وقد استُعمِل بالفارِسِيَّة أَيضًا عند الخَجَل. يقال: خَررتُ عن يَدِي: أي خَجِلت، وسِياقُ الحَديثِ يَدُلُّ عليه، وقد تَقدَّم ذِكُره في بابِ الأَلِف. - حَدِيث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "من أَدخَل إصْبَعَيْه في أُذُنَيه سَمِع [خَرِيرَ] (¬1) الكَوثَر". الخَرِير: صوت الماء في شِدَّة جَرَيانه، وصَوتُ الهِرَّة في نومها. ومنه: عَيْن خَرَّارة، وقد خَرَّت تَخِرُّ، وأراد مثلَ صوتِ الكَوثَر، يَعنِي في كَثرةِ مائِه وشِدَّة جَرَيانِه، والله أعلم. (خرش) - في حديثِ أبي هُرَيْرة، رضي الله عنه: "لو رَأَيتُ العِيرَ تَخرِشُ ما بين لابَتَيْها ما مَسِسْته" (¬2). يعنى المَدِينةَ، قال الحَربيُّ: أَظنُّه "تَجْرِس" بالجِيم والسِّين، غيرِ معجمة، بمعنى يَأكُل ويأخُذ، ذَكَره الأَخفَش. وقال أبو غالب بن هارون: لا وَجهَ لِمَا ذَكَرهُ الحَربيُّ، وإنما هو بالخَاءِ والشِّين المُعجَمَتْين، وله وجهان: ¬
(خرص)
أحدهما: أن يكون بمعنى الخَرْش (¬1). والثاني: ما قالَه ابنُ الأَعرابِيِّ: وهو أن يكون بمَعْنَى اخترَشتُ الشيءَ: أَخذتُه وحَصَّلتُه. وفي كلام بَعضِهم: رُبَّ ثَدْىٍ افترشْتُه، ونَهْبٍ اختَرشْتُه، وضَبٍّ احْتَرشْته. - في حديث قَيْسِ بنِ صَيْفِيّ: "كان أبو مُوسَى، رَضِي الله عنه، يَسمَعُنا ونحن نُخارِشُهم فلا يَنْهانَا". يَعنِي أهلَ السَّواد، والمُخارشَة: الأَخذُ منهم على كُرْه، وتَخارُشُ الكِلاب: مَزْقُ بَعضِها بَعْضًا، والخَرشُ بالظُّفْر وغيرِه: الخَدْشُ. والمِخْرَشَة: خَشَبَة يَخُطُّ بها الخَرَّاز (¬2). - وفي حديث: "ضَربَ رأسَه بمِخْرَشٍ" (خرص) - في حديث علي، رضي الله عنه: "كُنتُ خَرِصًا" : أي بي جُوعٌ وبَردٌ، وأنشد: * فأصبَح طَاوِيًا خَرِصًا خَمِيصا * (¬3) ¬
(خرطم)
(خرطم) - في حديث أَبِي هُرَيرة، رضي الله عنه: "خِفافُهُم مُخَرْطَمَة" (¬1) : أي ذَاتُ خَراطِيمَ وأُنوف. يعنى أَنَّ صُدُورَها ورُؤوسَها مُحَدَّدة. (خرف) - في حديث الجَارُود، رَضِي الله عنه، "قُلتُ: يا رسولَ الله، ذَودٌ نأتِي عليهِنّ في خُرُفٍ، فنَسْتَمتِع من ظُهُورِهِن، وقد عَلِمتَ ما يَكفِينا من الظَّهْر. قال: ضَالَّة المُؤمنِ حَرَقُ النّار" (¬2). قيل: معنى "في خُرُف": أي في وقت خُروجِهِن إلى الخَرِيف. - في الحَدِيث: " (¬3) أيُّ الشَّجَر أَبعدُ من الخَارفِ". الخارفُ: الذي يَختَرِف التَّمرَ ويَجْتَنِيه. - وفي حَديثِ عُمر (¬4)، رضي الله عنه: "النَّخلةُ خُرفَة الصَّائِم" ¬
الخُرفَة: اسمٌ لِمَا يُختَرف، ونَسبَها إلى الصائم، لأنه يُستحَبُّ الِإفطارُ عليه. - ومنه الحديث: "عَائِد المَريضِ في خُرفَةِ الجَنَّة" (¬1). وروى: "في خِرافَة الجَنّة، وخُرُوفِ الجَنَّة، ومَخرفَةِ الجَنَّة، ومَخارِف الجَنَّة". ورُوِي: "كان له خَرِيفٌ في الجَنّة". قال ثُوَيْر (¬2)، عن أَبيه: هو السَّاقِيَة، وقيل: الرُّطَب المَجْنِي، والخارِفُ هو الجَاني له. (3 قال الخَطَّابي: "كان له خَرِيفٌ في الجَنَّة": أي مَخروفٌ من ثَمَر الجَنّة - فَعِيل بَمَعْنَى مَفعول. - وهذا مِثلُ قَولِه: "عائدُ المريض على مَخارِف الجَنَّة" (¬4). ¬
المَعْنَى، والله أعلم، أَنَّه بِسَعْيه إلى عِيادة المَريضِ يَستوجِبُ الجَنَّةَ ومخارِفهَا. - في حديث أبي قَتادة: "فابتَعْتُ به مَخرَفًا" (¬1). : أي حائطَ نَخْلٍ يُخرَف منه التَّمر، فأمَّا بِكَسْر المِيمِ فالوِعاء الذي يُختَرَفُ فيه. - في حديثِ عمَر: "إذا رأيتَ قومًا خَرفُوا في حائِطِهم" (¬2). : أي أَقاموا وقتَ اخْترافِ الثِّمار - وهو الخَرِيف - كقولهم: صَافُوا وشَتَوْا، فأما أَخرفَ وأَصافَ وأَشتَى: أي دَخَل في هذِه الأَوقاتِ 3). - في حديث عيسى، عليه الصلاة والسلام،: "إنَّما أَبعثُكم كالكِباش تَلْتَقِطُون خِرفانَ بَنِي إسْرائِيل". الخِرْفان: جَمْع الخَرُوف. قال اللَّيثُ: وهو الحَمَل الذَّكر. ¬
(خرق)
قيل: سُمِّي به، لأنه يَخرُف من هَا هُنا وها هنا: أي يَجْتَنى ويَأكُل، ويُرِيد بالكِباش الكِبارَ والعُلماءَ، وبالخِرْفان: الشُّبَّان، والصِّغارَ والجُهَّالَ. - في الحديث قال لعائِشةَ، رَضى الله عنها: "حَدِّثِينى، قالت: ما أُحدِّثُكَ حَدِيثَ خُرافةٍ". ورُوِي عن غيرِ هذا الوَجْه: خُرافَة، قيل: اسمُ رَجُل استهوَتْه الجِنّ ثم رَجَع، فكان يُحدِّث بِعَجَائِب رآها، يُصدِّقُها الناسِ، ويُكذِّبها البَعضُ. ثم يقال لكل مُستَملَحٍ عَجِيبٍ: حَدِيثُ (¬1) خُرافة. (خرق) - في الحديث: "تُعِين صانِعًا أو تَصنَع لأَخْرق" (¬2). - وفي حديث جَابِر، رَضى الله عنه: "فكَرِهْت أن أجِيئَهنَّ بخَرْقاء مِثلِهِنُّ". الخَرقَاء: التي تَجهَل ما يَجِب أن تَعلمَه، وقد خَرُق وخَرِق إذا لم يحسن العَملَ، فهو أَخْرق إذا لم يَكُن في يَدَيْه صَنْعَة. والخَرقاءُ: الحَمْقاء، والخَرقاءُ: المَثْقُوبة الأُذُن. - في حديث مَكْحُول: "فقَعد فخَرِق" (¬3). ¬
: أي وَقَع مَيِّتًا، والأَصلُ فيه أن يُصِيب الِإنسان فَزعٌ أو نَحوُه فيبْقَى مَبهوتًا، والخَرَقُ: الدَّهَش، والحَيَاء، والتَّحَيُّر، واللُّصوق (¬1) بالأرض. - في الحديث: "أنَّ أَيمنَ وفِتيةً معه، رَضِي الله عنهم، حلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجتَلَدوا بها، فرآهم رَسولُ لله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لا مِنَ اللهِ استَحْيَوْا، ولا من رَسُولِه استَتَرُوا، وأُمُّ أَيمَن تقول: استَغْفِر لَهُم، فبِلَأْيٍ ما استَغْفَر لهم". المَخارِيق: شَيء يَلعَبَ به الصِّبْيان، يَضفِرون أُزُرَهم يَضرِب بها بَعضُهم بعضاً، قيل: - ومنه حَدِيث ابنِ عَبَّاس رضي الله عنهما: " (2 كان عليه 2) عمامة خُرقَانِيَّة". كأَنَّه قد لَوَاهَا، ثم كَوَّرَها، كما يَفعلُه أهل الرَّسَاتِيق (¬3) ونَحوهُم، والثَّوبُ إذا لُوِي للضَّرب به سُمِّي مِخرَاقًا. وقد اختلفَتِ الرُّواةُ في هذه الكلِمة فروَوْها بألفاظٍ مُختَلِفةٍ لكل لَفْظ منها وَجْهٌ (¬4). ¬
(خردق)
(خردق) - أَخبرنا وَالدي إذنًا قال: أنا لاحِقٌ، عن كتاب أَبِي سَعِيد، أنا أبو بَكْر بن السُّنِّيّ، أنا أبو بكر النَّيْسَابُورِي، ثنا مُحمّدُ ابنُ يَحْيَى، ثنا أبو بكر بنُ أَبِي الأسود، ثنا حَمِيدُ بن الأَسوَد، عن أُسامَة بنِ زيد، عن مُحَمَّد بن كعب، عن امرأة سَمِعَت عائشةَ رضي الله عنها، تَقولُ: "دَعَا رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم - عَبدٌ كان يبيع الخُرْديقَ (¬1) كان لا يزال يَدعُو رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - " تَعنِي بالخُردِيق: المَرَق، فارسي معرب، وأنشد ابنُ السُّنِّي للفَرّاء: قالت سُلَيْمى اشْتَرْ لنا سَوِيقَا ... واشتَرْ لنا خُوَيْدِما لَبِيقَا واشتَرْ شُحَيْما نَتَّخذْ خُرْدِيقَا (¬2) (خرم) - في الحديث: "اسْلُك بِهِما مَخارِمَ الطُّرُق" (¬3) ¬
المَخارِم: جمع مَخْرَم، وهو الطَّرِيق في الجَبَل أو الرَّمل. - في حديث زَيد بن ثابت، رضي الله عنه، "في الخَرَمات الثَّلاثِ من الأنفِ الدِّيَةُ، في كل واحدة منها ثُلُثها" (¬1). الخَرَمات جمع الخَرَمة، وهي بِمَنْزِلة الاسْمِ من نعت الأَخْرم. قال الأصمعيّ: الخَرَم في الأنف. أن تنشَقّ الوَتَرة التي بين المَنْخَرين، أو ينخَرِمَ الأَنفُ من عَرضِه، فكأنه أَرادَ بالخَرَمات: المَخْرُومات، وهي الحُجُب الثَّلَاثَة: اثْنَان خارِجَان عن اليَمِين واليَسَار، والثَّالِثُ الوَتَرة. وهو مَعنَى الحديث الآخر: "في الأنفِ إذا استُوعِب جَدْعًا الدِّيَةُ". يعنى أنَّ الدِّية تتعلَّق بهذه الحُجُب الثَّلاثَةِ دون غَيرِها. والخَوْرمَة: الأَرنَبَة. * * * ¬
ومن باب الخاء مع الزاي
ومن باب الخاء مع الزاي (خزر) - في حديث سفينة نُوحٍ، عليه الصلاة والسلام: "فصَعِد الشّيطانُ على خَيزُرَانِ السَّفينةِ" (¬1). خَيْزُرانُها: الذي يقال له السُّكَّان، والكَوْثَل، ويقال له: خَيْزُرانَة أَيضًا، قال النابغة: يظَلُّ من خوفِه المَلّاحُ مُعْتَصِمًا ... بالخَيْزُرانَة بعد الأَيْنِ والنَّجَدِ (¬2) ويُجمَع خَيازِرُ. ويُشَكُّ في كَونِه عَربيًّا، (3 سُمِّي به لأنه يَنْثَنِي إذا اعتُمِد عليه، والخَيْزُرانُ: كُلُّ غُصنٍ مُتثَنٍّ. (خزز) - وفي حَدِيثِ عليّ: "نَهَى عن رُكُوبِ الخَزِّ والجلوسِ عليه". قيل: قد لَبِس الخَزَّ الصَّحابةُ ومَن بعدَهم إلى يَومِنا هذا، وإذا كان لُبسُه مُباحًا فالنَّهي عن رُكُوبِه لأَجْل التَّشَبُّه بالعَجَم لا غَيْر 3). ¬
(خزع)
(خزع) - في حديث أَنَس، رضي الله عنه، في الأُضْحِيَّة: "فتَوَزَّعوها، أو تَخَزَّعوها". : أي فَرَّقوها، وبه سُمِّيت القَبِيلة خُزَاعَة لِتَفرُّقِهِم بمكة، وقيل: إنهم خرجوا من اليَمَن فخَزَع بعضُهم: أي تَخلَّفوا فأقاموا بالحجاز. وتخزَّعنَا الشَّيءَ بينَنَا: اقتَسَمْناه قِطَعًا. وخَزَّعتُ الشيءَ بينهم: قَسَّمتُه، وتَخزَّعوا: تَفرَّقُوا أَيضًا. (خزل) - في حديث الأَنْصارِ، رضي الله عنهم: "أرادوا أن يَخْتَزِلوه دُونَنا" (¬1) : أي يقتَطِعُوه ويذهَبُوا به. والخَزْلُ، والاخْتِزال، والانْخِزَال: القَطْع والتَّقَطُّع. - في حديث قُصَل (¬2): "الذي مَشَى فخَزِل" : أي تَفَكَّك في مَشيِه - وهي (3 مِشْيَةُ 3) الخَيْزَلَى. ¬
(خزم)
(خزم) - في حديث أبي الدَّرْداء، رضي الله عنه: "مُرْهُم أن يُعطُوا القرآن بخَزَائِمِهم" (¬1). الخَزائم: جمع خِزامة؛ وهي ما يُجعَل في أَنفِ البَعِير يُذَلَّل به، والباء في قوله: بِخَزائِمِهِم (¬2) زَائِدَة، كَقَوله: * نَضرِبُ بالسَّيف ونرجو بالفَرَج * والمراد به: الانقِيادُ لِحُكم القرآن وإلقاء الأَزِمَّة إليه. وقيل الخِزامة: ما كان من شَعَرٍ أو وَبَر، والبُرَةُ من خَشَب ونَحوِه. وقد جاء في الحَدِيث: "أَنَّ النّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أهدى جَملاً لأَبِي جَهْل، في أَنفِه بُرةٌ من فِضَّة" (¬3). وقال غيره: خَزائِمُه: أي حَقُّه وتَمامُه، ويُنتَفَع بالبعير إذا كان ¬
(خزى)
مَخْزوما، أو في مَعْنَى المَخزوم، وأَصلُه شَدُّ الكِتاب بخِزامَتِه، وكل مخزوم مَثقوب. (1 وقيل: يعطو مفتوحة الياء من عطا يعطو، إذا تناول، وهو يتعدى إلى مفعول واحد، ويكون المعنى: أن يأخذوا القرآن بتمامه وحقّه، كما يؤخذ البعير بخزامته، والأول الوجه 1). (خزى) - قَولُه تَباركَ وتعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} (¬2). : أي أَهلكْتَه، وقيل: باعدْتَه من الخَيْر. ويقال: مَقَتَّه. - وقوله في الآية الأُخرى: {وَلَا تُخْزِنَا} (¬3). كأَنَّه راجِعٌ إلى هذا: أي لا تُدخِلْنا النارَ، لئلا يُصِيبَنا خِزْيُك. * * * ¬
ومن باب الخاء مع السين
ومن باب الخاء مع السين (¬1) (خسس) - وفي حديث الأَحنَفِ (¬2): "إن لم ترفع خَسِيسَتنا". هي صِفَة للحَالَة. (خسا) - وحديث عَليّ بنِ عَبَّاد: "ما أَدرِي كَمْ حدَّثَنِي أَبِي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ أَخَسًا أم زَكًا". يعنى فردًا أم زَوجًا (¬3). * * * ¬
ومن باب الخاء مع الشين
ومن باب الخاء مع الشين (خشب) - في حديث ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "أَنَّه كان يُصلِّى خَلفَ الخَشَبِيَّة". قال أبو نَضْر صاحِبُ الأَصمَعيّ: هم أَصحابُ المُختار بن أبي عُبَيد، وقيل: هم ضَرْب من الرَّافِضَة، سُمُّوا بذلك لأنَّهم حَفِظوا خَشَبةَ زيد بن عليّ رضي الله عنه، حين صُلِبَ، فَعلَى هذا كأن هذا الاسمَ وَقَع عليهم بَعْد عَبدِ الله بن عُمَر، رَضِي الله عنه، ولَمَّا كانوا جِنْسًا منهم سَمَّاهم بهذا الاسم وإن تَأخَّروا عنه. (1 - في حديث سَلْمان: "كان يُسَمِّى الخَشَب خُشْبانًا من شِدَّةِ عُجْمَتِه". ¬
(خشر)
قاله أبو عثمان: وخُشْبان في جَمْع الخَشَب صَحِيحٌ. كَحَمَل وحُمْلان، وسَلَق وسُلْقان، وأَنشدَ: * كأنهم بِجَنُوب القَاعِ خُشْبان * (¬1) (خشر) - وفي حديث: "بَقِيت خُشارَة كخُشَارة الشَّعِير" (¬2). وهي رَدِيء كلِّ شَيْء، ومن الشَّعِير: ما لا لُبَّ له 1). (خشش) - في الحديث: "فانقَادَت معه" - (3 يَعنِي الشَّجرةَ التيِ أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تَنضَمَّ إلى أُخرى لِيقضِيَ الحاجةَ خلفَهما، ورقَّت له كالبَعِير المَخْشُوش 3): أي الذي يُقاد بخِشاشِه، وهو ما يُجعَل في أَنفه من خَشَب وغيره. وقيل: الخِشاشُ: حَلْقة تُجعَل في عَظْم الأنف، والبُرَة: ما يُجعَل في المَنْخَرِ واللَّحم، والخِزامَة: ما يُجعَل في الخِشَاشِ، وقد خَشَّه، فهو أَخشُّ. وقد يقال: أخَشَّه. ¬
(خشخش)
- وفي الحديث: "أَنَّه أَهدَى - في عُمرة الحُدَيْبِيَة - جملًا لأبي جَهْل، في أَنفِه خِشاشٌ من ذَهَب" (¬1). (خشخش) - في الحديث: "أَنَّه قال لِبِلال، رَضِي الله عنه: "ما دخلتُ الجنَّة إلَّا سَمِعتُ خَشْخَشَةً" (¬2). الخَشْخَشَة: حَركَة لها صَوْتٌ، وخَشْخَشَتُه: حرَكَتُه. وقيل: هي صَوتُ السِّلاح واليَنْبُوت (¬3). - في الحَدِيثِ: "عليه خُشَاشَتَان". (4: أي بُرْدَاتان 4) وهذا يحتمل وجهين: إن كانت الرِّواية بالتَّثْقِيل فَيُمكِن أن يكون من الخَشْخَشة (¬5) أَيضًا، كأنهما كانتا مَصْقُولَتَيْن لهما صَوتٌ إذا حُرِّكَتا كالثِّياب الجُدُد المَصْقُولة، والخَشْخَاش: سُمِّي به لتَخَشْخُشِه في وِعائِه. ¬
(خشع)
وإن كانت الرِّواية بالتَّخْفِيفِ: فيُحتَمل أن يُرِيدَ خِفَّتَهما. والخَشَاشُ (¬1): الصَّغِيرُ الرأس، الخَفِيف اللّحم، والحَيَّة الصّغيرةُ الرّأسِ، وصِغَار الطَّير. وقد رواه ابنُ السُّنِّي بالقاف، وأورده في ترجَمَة لُبْس الكِساء الغَلِيظ. (2 والفَشَاش بالفاء: الكِساء الغَلِيظ، وأَظُنُّه الصَّواب ها هُنَا أَيضًا -2). (خشع) - في حَدِيثِ جابر، رضي الله عنه: "فَخَشَعْنَا" (¬3). : أي فخَشِينا وخَضَعْنا، والخُشُوع في الصوت والبَصَر كالخُضُوع في البدن. وقيل في تَفسير قولهِ تَعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (¬4): خَائِفُون، وأَصلُ الخُشوع التَّطَأْطُؤ. وجَبَل خَاشِع: مُتَطأْطِيء. (خشم) - في الحَدِيث: "لَقِيَ الله تعَالَى وهو أَخْشَم". ¬
(خشن)
الأَخْشَم (¬1): الأنف الذي لا يَجِد ريحَ الشّيءِ، وهو الخُشَام، وقد خَشِم، وقد يكون الخَشَم: نَتْن الخَيْشُوم. والخَيْشُوم: أَقاصِي الأنفِ التي فيها تُدرَك الرَّوائحُ. وخَيْشوم الجَبَل: أَنفُه. (خشن) - في حديث الخُروج إلى أُحُد: "فإذا بكَتِيبَة خَشْنَاء". : أي (¬2) كثِيرة السلاح. واخْشَوْشَنَ: لَبِس الخَشِنَ. ويقال: للخَشِن أَخْشَنَ. والخَشْنَاء مَبنِيّ عليه. - وفي حديث ظَبْيان "ذَنَبُوا خِشانَه" (¬3). الخِشانُ: ما خَشُن (¬4) من الأرض. (5 ومنه حديث عُمَر: "اخشَوْشِنُوا": في إحدى رِوايَاتِه 5). ¬
(خشى)
(خشى) - ورُوِي أنَّ بعضَهم قرأ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (¬1). بِرَفْع الهَاءِ على أَنَّه فَاعِل، ونَصْب الهَمْز على أَنَّه المَفْعول. ويحتمل أن يَكُون من المُتارَكَة: أي أنَّ الله تعالى يعَفُو عنهم ويُمْهِلُهم، أو ما في مَعْنَاه، والله تعالى أعلم. * * * ¬
ومن باب الخاء مع الصاد
ومن باب الخاء مع الصاد (خصر) - في الحَدِيث: "أَنَّ (¬1) نعلَه، - صلى الله عليه وسلم -، كانت مُخَصَّرَة (¬2) ". : أي قُطِع خَصْراها (3 حتَّى صارا مُسْتَدَقَّين 3)، ورجل مُخصَّر: دَقِيق الخَصْر. وقيل المُخَصَّرة: التي لها خَصْران، والمُلسَّنة: التي لها لِسان، وهو الهُنَيَّة الناتِئَةُ من مُقدَّمِها. (خصص) - في الحديث: "أَنَّه مَرَّ بَعبْدِ اللهِ (4 بنِ عُمَر 4)، رَضِي الله عنهما، وهو يُصلِح خُصًّا له". الخُصُّ: بَيْت يُسقَّف بخَشَب مِثلُ الأَزَج، وجَمعُه خِصاصٌ. وقال الأَزهريُّ: جَمعُه أَخْصاصٌ وخُصوصٌ، سُمِّي به لِمَا فيه من الخِصاص، وهي الفُرَج. ¬
(خصف)
- ومنه الحَدِيثُ: "أَنَّ أعرابِيًّا أَتَى بابَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فألقم عَيْنَيْه (¬1) خَصاصةَ البابِ". : أي فرجَتَه. (خصف) - (2 في حديث عمر: "أَنَّ النبيَّ، - صلى الله عليه وسلم -، كان مُضْطَجِعًا على خَصَفَة". قال ابن فارس: الخَصَفَة: جُلَّة التَّمر، قال الأَخطُل (¬3): * تَبِيع بَنِيها بالخِصافِ وبالتَّمر * 2) (خصو) - في الحديث في ذِكْر الطَّلحِ: "أَنَّ الله تبارَك وتَعالَى يَجعَل - يَعنِي في الجَنَّة - مَكانَ كُلِّ شوكة منها مِثلَ خُصْوةَ التَّيس المَلْبُود" الخُصْوة: لُغَيَّة في الخُصْيَة، كالكُلْوة في الكُليَة" (¬4). * * * ¬
ومن باب الخاء مع الضاد
ومن باب الخاء مع الضاد (خضد) - في إسلام عُروةَ بنِ مسعود، رضي الله عنه: "قالوا: السَّفَرُ وخَضُدُه" (¬1). : أي تَعبُه وما أَصابَه من الِإعياء. وأَصلُ الخَضْد كَسرُ الشيءِ اللَّيِّن من غير إبانة له. يقال: خَضَدتُ العُودَ إذا ثَنَيتَه، فهو خَضِيد ومَخْضُود، والخَضَدُ: العُودُ، وكل ما قُطِع من النبات رَطْبًا. والخَضِد: الذي لا يَقدِر على النُّهوض، وخَضِدَ: بَرَد جَسَدُه، وبَعِير (¬2) خَضِدٌ ومَخْضُودٌ: خَضَدَه الحِمْل: أي آذاه، وإِبِل مَخْضُودَات وخَضَادَى. (خضر) - (3 في الحديث: "فأَبِيدُوا خَضرَاءهم" (¬4). ¬
(خضع)
: أي دَهْمَاءَهم وسَوادَهم. - وفي صفته عليه الصلاة والسلام: "أَنَّه كان أَخضَرَ الشَّمَط" (¬1). : أي أَخْضر بالطِّيبِ والدُّهن والمُرَوَّح. وفي رواية: "أَنَّه شَمِط مُقَدَّمُ رأسهِ ولحيَتِه، فإذا ادَّهَن لم يَتَبَيَّن" - في حديث زَيْدِ بنِ ثَابِت: "أَنَّ الحارِثَ بنَ الحَكَم - أخا مروان - تَزوَّجَ أعرابِيَّةً فدَخَلَ عليها فإذا هي خَضْراءُ فَطَلَّقها" (¬2). : أي سَوداء. - في حديث عمر: "اغْزُوا، والغَزْو خَضِر حُلْو" (¬3). : أي أَخضَر طَرِيّ 3). (خضع) - في الحَدِيث (¬4): "خُضْعَانًا لقَولِه". وهو مَصْدر خَضَع خُضوعًا وخُضْعَانًا، كما يقال: كَفَر كُفورًا ¬
(خضل)
وكُفرانًا (1 وغَفَر غُفْرانًا 1). (خضل) - في حديث النَّجاشِي: "بَكَى حتّى أَخضَلَ لِحْيتَه" : أي بَلَّها. ولو رُوِي: "حتَّى اخَضَلَّت لِحيَتُه": أي ابتلَّت بالدموع لصَحَّ، يقال: أَخضَلَه فاخْضَلَّ، وأخضَلَتْنا السَّماءُ: بَلَّتنا بَلَلًا شَدِيدًا. والخَضِل: كُلُّ شىءٍ نَدٍ يترشَّشُ نَدَاه، ومصدره: الخَضْل. - وفي حديثِ قُسٍّ: "مُخْضَوْضِلةَ" (¬2) : أي رَطْبَة نَدِيَّة. (خضم) - في الحديث: "نَسِيتُها في خُضْم الفِراشِ" (¬3). ¬
: أي جَانبهِ، وكذلك هو من كُلِّ شَىءٍ، وجَمعُه خُضومٌ وأَخْضام، قاله صاحب التَّتِمَّة، والصَّحيحِ بالصَّاد المُهْمَلة. - (1 في حديث المُغِيرة: "خُضَمَةَ". : أي شَدِيد الخَضْم، والهاء للمُبَالَغَة 1). * * * ¬
ومن باب الخاء مع الطاء
ومن باب الخاء مع الطاء (خطأ) - في حَديث ابنِ عَبَّاس: "خَطَّأَ اللهُ نوءَها" (1) : أي جعله مُخطِئا لها، لا يُصِيبها مَطَر. ويقال لمَن طَلَب حاجةً فلم يَنْجَح: أَخَطَأ نَوؤُك. ويروى: خَطَّى بلا هَمْز، ويكون أَصْله: خَطَط من الخَطِيطة، وهي الأرض التي لم تُمْطرَ، فقلبت الطَّاءُ الثّالثةُ حرف لِين كالتَّظنّى، وتَقَضَّى البَازى. وروى بهذا المعنى: خَطّ، وما أَظنُّه صَحِيحا، ولو يكون من خَطَّى اللهُ عنك السُّوءَ: أي جعله يتخَطَّاها فلا يُمْطِرُها. - (2 ومنه حديث عُثْمان: "أَنَّه قال لامرأة مُلِّكَت أَمرَها فطَلَّقت زوجَها: إنَّ الله خَطَّأَ نَوءَها" : أي لم تَنْجَح في فِعْلِها، ولم تُصِب مَا أَرادَت من الخَلاصِ 2). ¬
(خطب)
(خطب) - في الحديث: "إنَّه لحَرِيٌّ إن خَطَب أن يُخْطَب" : أي يُجابَ إلى خِطبَته ويُنكَحَ، وكذلك أن يُخَطَّب. يقال: خَطَب إلى فُلان فأخْطَبه وخَطَّبَه: أي أجابَه، وأَخطَبه الأَمرُ: أَمكنَه، وكذلك الصَّيْد. (خطط) - في حديثِ عبدِ الله بن أُنَيْس، رضي الله عنه: "ذهب بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مَنزِله، فدَعَا بطَعام قَليلٍ، فجعلت أُخَطِّط لِيَشْبَع رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ". : أي أَخُطّ في الطَّعام، كأَنَّه يُرِى أَنَّه يَأْكل وليس يَأْكُلُ. - في الحديث "كان نَبِيٌّ من الأنبياء يَخُطّ، فمَنْ وافَق خَطَّه فَذَاك" (¬1). قال الحَرْبِيّ: هو أن يَخُطَّ ثلاثةَ خُطوط، ثم يضْرِب عليهن بشعِيرٍ أو نَوًى ويقول: يَكُون كَذَا وكَذَا، وهو ضَرْبٌ من الكَهانَة. - في الحديث: "نَامَ حَتَّى سُمِع غَطِيطُه أو خَطِيطُه" (¬2). الخَطِيط: قريبٌ من الغَطِيط، والغينُ والخَاءُ مُتقَارِبَتا المَخْرج. وقال الجَبَّان: خَطَّ في نَومه يَخُطّ بمنزلة غَطَّ. ¬
(خطف)
- (1 في حَدِيث قَيْلَةَ: "يَفصِل الخُطَّة" (¬2). : أي إن نَزَل به مُشكِلٌ فَصَله بَرأْيه، وهي الحَالُ والخَطْب. - في حديث أبي ذَرٍّ: "نَرعَى الخَطائِطَ ونَرِدُ المَطائِطَ" (¬3). الخَطِيطَة: أرض لم تُمطرَ بين أرضَين مَمْطُورَتَين (¬4) 1). (خطف) - في حَديثِ ابن مَسْعُود ذِكْرُ "الخُطَّاف" (¬5) وهو طَيْر سَرِيع الطَّيران ويقال له: الخُفْدُود أَيضًا، وجمعهما: الخَطَاطِيف والخَفادِيدُ. - وفي حَديثِ عَلِي، رضي الله عنه: "نَفَقَتُك رِياءٌ وسُمَعَةٌ للخَطَّاف". قال إسحاقُ (¬6) بن سليمان: يَعنِي الشَّيطان، سُمِّي به ¬
لاخْتِطافه السّمعَ، وهو تَكْثِير الخَاطِف (¬1). وقال الجَبَّان: هو بضَم الخَاء، يذهَب به إلى الخُطَّاف الذي يُختطَف به الشّيءُ، وهي حَدِيدة حَجْناء كالكَلُّوب. - في حديث عائِشةَ، رضي الله عنها "لا تُحرِّم الخَطْفَةُ والخَطْفَتَان" (¬2). تَعنِي الرَّضعةَ القَلِيلة يَأخُذُها الصّبِي بِسُرعة. وهو مَعْنَى الحديث: "لا تُحرِّم المَصَّةُ والمَصَّتَان". * * * ¬
ومن باب الخاء مع الظاء
ومن باب الخاء مع الظاء (¬1) (خظا) - في حديث سَجَاح (¬2): "خَاظِي البَضِيع". لَحمُه خَظَابَظا (¬3): أي مكتنِز اللَّحم، وخَظَا لحمُه (¬4) , ولحمه خَظًابَظًا أي: مُكْتَنِزُه. * * * ¬
ومن باب الخاء مع الفاء
ومن باب الخاء مع الفاء (خفأ) - (1 في الحَدِيث: "إنّى أَجِد خَفأَ" قاله ابنُ السُّنِّي: بالخَاءِ. وقال الجَبَّان: خَفأتُه: صَرَعتُه، وإنما حكاه من الديوان، قال الجَبَّان: وهو تَصْحِيف، إنما هو بالجيمِ، وكأنه أراد به البُخْلَ والفُتورَ. 1). (خفج) - في حديث عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما: "يَرَى (¬2) التُّيوسَ تَلِبُّ - أو تَنِبّ - (3 على الغَنَم 3) خَافِجَةً". : أي سافِدةً، والخَفَج: السِّفاد، وقد يُستَعمل في مباضَعةِ الرجلِ أهلَه، ويحتمل أن يقال: جَافِخَة، بتَقْدِيم الجِيم، والجَفْخ: الكِبرْ. ¬
(خفر)
وقيل: الخَفْج: ضَربٌ من المُباضَعَة، والخَفَج: العَرَج، والرِّعْدَة. والخَفَج: الضَّعْفُ (¬1). وبنو خَفاجَة: حَيٌّ من قَيْس. (خفر) - في بعض الحديث: "الدُّموعُ خُفَرُ العُيونِ" قال بَعضُ أصحابِنا: مَعنَاه مَعنى قولِه عليه الصلاة والسلام: "عَينَانِ لا تَمَسُّهُما النَّارُ، عَينٌ بَكَت مِن خَشْيَة الله تَعالَى" : أي الدُّموعُ تَحفَظ العُيونَ من النَّار، من قَولِهم: خَفَرتُه، إذا حَفِظَته. والخُفَر: جمع خُفْرة، وهي: الذِّمَّة والأَمان. - في حَديثِ لُقمانَ بنِ عَاد: "حَيِيٌّ خَفِرٌ" (¬2). والخَفَر: الحَياء أَيضًا. يقال: خَفِرت المَرأةُ: استَحْيَت. - ومنه حديث أُمِّ سَلَمَة لعائشة، رضي الله عنهما (¬3) "وخَفَر ¬
(خفش)
الِإعراض". يَعنِي الاسْتِحْياء، والِإعْراض عن كل ما يُكْره لَهُنَّ أن يَنظُرن إليه، وإن كانت الرِّوايةُ: "الأَعراض" بالفَتْح فَجمعُ عِرضٍ: أي أنّهن للخَفَر يتَسَتَّرن (¬1). (خفش) - في حديث عائشة، رضي الله عنها: "كأنَّهم مِعْزَى مَطِيرةٌ في خِفْش (¬2) ". قال الخَطَّابي: إنما هو الخَفَش، مصدر خَفِشَت عَينُه خَفَشًا: أي هم في عَمًى وحِيرَة، أو في ظُلمَة لَيلٍ أو نحوِه. وضَربَتِ المَثلَ بالمِعْزَى، لأنها من أَضعفِ الغَنَم في المَطرَ والنَّدَى والبَرْد، والخَفَش: فَسادٌ في العَيْن بحيث تَضِيقُ من غَيْر وجَعٍ ويَضعُف نُورُها وتَغْمَصُ (¬3) دائِمًا. (خفض) (4 في حديث أبي بكر: "خَفِّضِي عليك". ¬
: أي هَوِّني الأَمرَ عليك 4). (خفف) في صفة عبدِ الله بن مَسْعود، رضي الله عنه: "أَنَّه كان خَفِيفَ ذاتِ اليَدِ". يقال: أَخفَّ فُلانٌ، إذا خَفَّت حالُه ودابَّتُه، وإذا كان قليل الثَّقَل (¬1) فهو خِفٌّ وخَفِيفٌ، كحِبٍّ وحَبِيب. - ومنه الحديث: "خَرَج شُبَّانُ أَصحابِه وأَخْفَافُهم (¬2) حُسَّرًا" الأَخْفاف: جمع الخِفّ، يَعنِي الذين لا سِلاحَ معهم ولا مَتاعَ. - في حديث ابنِ عُمَر، رَضِي الله عنه: "قد كان مِنِّي خُفوفٌ" : أي عَجَلَةٌ وسُرعَةُ سيرٍ إذا ارتحَلُوا، وهو من الخِفَّة أَيضًا. - وفي الحديث: "لَمَّا ذُكِر له قَتلُ أَبِي جَهْل استَخَفَّه الفَرحُ" : أي تحرَّك لذلك وخَفَّ (3 له 3)، وأَصلُه السُّرعة أَيضًا. - (4 في الحديث: "نَهَى عن حَمْيِ الأَراك إلَّا ما لم تَنلْه أَخفافُ الِإبل" (¬5). ¬
(خفق)
: أي ما كان كَلأً لها وتَصِل إليه. وقال الأَصمَعِيُّ: الخُفُّ: الجَمَل المُسِنّ، أي ما قَرُب من المَرعَى لا يُحمَى. بل يُتْرك لمَسانِّ الِإبل وما في مَعْناها من الضِّعافِ التي لا تَقوَى على الِإمْعان في طَلَب المَرعَى، وأنشد: * سأَلتُ زيدًا بعد بَكْرٍ خُفَّا * (¬1) : أي جَمَلا مُسِنًّا 4). (خفق) - في الحديث: "كانوا ينتَظِرون العِشاءَ حتَّى تَخفِقَ رُؤُوسُهم" : أي تَسقُط أَذْقانُهم عليِ صُدورِهم، من قولهم: خَفَقَت الأَعلامُ: اضطربَت. وقيل: خَفق يَخفِق ويَخفُق: أي نَامَ. - وفي الحديث: "ضَربَه بالمِخْفَقَة" (¬2). : أي السَّوط، وقيل: الخَفْق: الضّربُ بالدِّرَّة، أو بشىءٍ عريضٍ. (خفا) - في حديث إسلام أبي ذَرٍّ، رضي الله عنه: (¬3) "سَقَطْتُ ¬
كأَنَّى خِفاء". قال ابنُ الأعرابي: هو الكِسَاء، وقيل: هو ثَوبٌ تَلبَسه المرأةُ فوقَ ثِيابها غِطاءً لِثِيابِها، وكُلُّ شىء غَطَّيت به شيئًا فهو خِفاء، وجَمعُه أَخْفِية، (1 وهو من خَفِي 1). قال ابنُ جِنَّي، يقال: أَخفيتُه: إذا أزلتَ عنه الِإخفاء (¬2)، كما يقال: أَشكيتُه، إذا أزلتَ شِكايتَه. - ومنه قوله تبارك وتعالى: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} (¬3). (4 أُخفِيها 4): أي أُظهِرها وأُزيل خَفاءَها، (4 وهو 4) ها هنا بفَتْح الخاء، وهذا المَعْنَى قَالَه أبو عَلِي، ويقرأ (أَخْفِيها): أي أُظهِرها أَيضًا، بفتح الهَمْزة، وخَفيتُ الشيءَ: أي استخرجْتُه بعد خَفائِه، فأما خَفِي: أي استَر، (1 وأخفَيتُه: سَترتُه 1). - في الحديث: "لَعَن المُخْتَفِي والمُخْتَفِية" (¬5). - وفي حديث آخر: "مَنِ اخْتَفى مَيِّتًا فكأنَّما قَتَله". قال الأصَمِعيُّ: الاخْتفِاء: الاسْتِخْراج، وأَهلُ الحِجاز يسمون النَّبَّاشَ المُختَفِي، لأنه يستَخرج المَيِّتَ. ¬
- في حديث عَلِيّ بنِ رَباح (¬1): "السُّنَّة أن تُقطَع اليَدُ المُسْتَخْفِية ولا تُقطَع اليَدُ المُسْتَعْلِنَة". قال الحَربيُّ: لَيْسِ فيه اخْتِلاف أَنَّه الاسْتِخْفاءُ الذي هو الاسْتِتَار والتَّغَيُّب، يَعنِي (2 أَنَّ 2) السَّارقَ والنَّبّاشَ ومَنْ في معناها تُقْطَع أيديهم (¬3)، والمُنْتَهِب والغاصِب ومَنْ في معناها لا تُقطَع أَيدِيهم. وقد جاء في الحديث: "ليس في النُّهَبة ولا في الخُلَسة قَطْع". فعَلَى هذا (2 يكون 2) الاخْتِفاء من الأَضْداد، كما أَنَّ أَخفَى من الأَضْداد. - في الحَدِيث: "خَيرُ الذِّكر الخَفِيُّ". ذهب قَومٌ إلى أَنَّ الذِّكر ها هنا ذِكْرُ الله عَزَّ وجَلّ، والدُّعاءُ، وأَنَّ خَيرَه ما أَخفاه الدَّاعِي والذَّاكِر. - (4 قال اللهُ تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} (¬5) 4). قال الحَربِيّ: والذي عِندِي أَنَّه الشّهرةُ وانْتِشارُ خَبَر الرّجل؛ لأن سَعدًا، رضي الله عنه، أَجابَ ابنَه على ما أَرادَه عليه، ودَعَاه إليه من الظُّهور وطَلَب الخِلافَةِ بهذا الحَدِيث. ¬
- في حديثِ أَبِي سُفْيان، رضي الله عنه: "ومَعِي خِنْجَرٌ مِثلُ خافِيةَ النَّسْر". وهي ضِدُّ القَادِمَة من الجناح، والجَمْع الخَوافِي. يُرِيد صِغَره. - ومنه حديث مَدِينَة قومِ لُوط: "حَمَلَها جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام على خَوافِي جَناحِه". والخَوافِي (¬1): الجِنُّ لِخَفائِهِم. * * * ¬
ومن باب الخاء مع اللام
ومن باب الخاء مع اللام (خلب) - في حديث ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما: "وإن كان أَسرعَ من البَرْقِ الخُلَّب". الخُلَّب: السحاب يُومِضُ حتَّى يُرجَى مَطرُه، ثم يُخلِف وينصَرِف، ولَعلَّه من الخِلابَة، وهي الخِداع بالقَول اللَّطِيف. يقال: "إذا لم تَغْلِب فاخْلُب" (¬1). - (2 في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، في شعر: * في عَينِ ذِي خُلُبٍ (3 وَثأْطٍ حَرْمَدِ 3) * ¬
(خلج)
قال: الخُلُب في لُغَتِنا: الطِّينِ 2). (خلج) - في الحديث: "أَنَّ فلانًا سَاقَ خَلِيجًا". الخَلِيج: نَهر يُساقُ من النَّهر الأعظم إلى موضعِه، وجمعه: خُلُج؛ لأنه اخْتُلِج منه: أي اقْتُطِع واجتُذِب، والخَلْج: الجَذْب والانتِزاعُ بسُرعة، وقال بعضهم: الخَلِيجُ: وادٍ له عُمْق. - في حديثِ عبدِ الرَّحْمَن بن أَبِي بَكْر، رضي الله عنهما: "أن فُلانًا كان يَجلِس خَلْفَ (¬1) النَّبِيّ، - صلى الله عليه وسلم -، فإذا تَكلَّم النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - اخَتَلَج بوَجْهِه. فقال له: كُنْ كَذَلِك، فلم يزل يَخْتَلِج حتَّى مَاتَ." : أي كان يُحرِّك شفَتَيْه وذَقْنَه اسْتِهزاءً (2 به 2) وحِكايةً لِفِعلهِ، فبَقِي يرتَعِد ويَضْطرَب إلى أن مَاتَ، والاخْتِلاج: الاضْطِراب والارتِعادُ، وخَلَج جَفنُه واختَلَج: تَحرَّك، ومنه اختِلاجُ العَيْن والأَعضاء الذي يُتَطَيَّر به. - وفي الحديث: "ما اخْتَلَج عِرقٌ إلَّا ويكَفِّر اللهُ تَعالَى به". أو نَحْو ذلك. (خلس) - (3 في الحديث: "نَهَى عن الخَلِيسَة". قيل: هو ما يُؤْخَذُ من السَّبُع فَيَمُوت قبل أن يُذَكَّى (¬4). ¬
(خلص)
(خلص) - في الخبر (¬1): "قَضَى في قَوس كَسَرها رجل بالخَلاص". : أي ما يُتَخَلَّص به من الخُصُومَة. - في حَديثِ الاسْتِسْقاء: "فَلْيخْلُص هو وولَدُه لِيَتَمَيَّز من النَّاس". - ومنه قَولُه تَعالَى: {خَلَصُوا نَجِيًّا} (¬2) 3). (خلط) - في حديث الوَسْوَسَةِ: "رَجَع - يعنى الشَّيْطان - يَلتَمِس الخِلاطَ". : أي يُخالِطُ قَلبَ المُصلِّي بالوَسْوَسَة. - ومنه حديث عَبِيْدَة: "وسُئِل ما يُوجِبُ الجَنابَة (¬3)؟ قال: الخَفْق والخِلَاطُ". فالخِلاطُ: مصدر خَالَط المرأةَ في الجِماع خِلاطًا ومُخالَطَةً. - ومنه قَولُ الحَجَّاج في خُطْبَتهِ: "لَيس أَوانَ يكثُرُ الخِلاطُ".: يعني السِّفادَ. وأما الخَفْق، فقِيل: هو: تَغْييبُ مَا لِلرَّجُلِ في ما لِلْمَرْأة (¬4). ¬
(خلع)
- في حديث الحَسَن في صِفَة الأَبرارِ: "يَظُنّ (¬1) النَّاسُ أن قد خُولِطُوا وما خُولِطُوا، ولكن خالَطَ قَلبَهم (¬2) هَمٌّ عَظِيم". يقال: خُولِط فُلانٌ في عَقْله مُخالَطَةً وخِلاطًا، إذا اختلَّ عَقلُه. (3 - في الحَدِيث: "ما خَالَطَت الصَّدقةُ مَالًا إلَّا أَهْلَكَتْه". قال الشَّافعيّ: يعنى أَنَّ خِيانَة الصَّدقَةِ يُتْلِفُ المَالَ المَخلوطَ بالخِيانة في الصَّدقة. وقيل: هو حثٌّ على تَعْجِيل أَدائِها قبل أن تَخْتَلِط بِمالِه، وقيل: هو تَحذِير للعُمَّال عن اخْتزال شىءٍ منها 3). (خلع) - في حَدِيثِ عمر: "أَنَّ امرأَةً نَشَزَت على زوجها فحَبَسها في بيت الزِّبل ثَلاثًا. فقالت: ما رَأيتُ راحةً إلَّا هَذِه الثَّلاث فقال عمر لزَوْجِها: اخلَعْهَا". : أي طَلِّقْها واتْرُكْها. - ومنه الحَدِيث: "المُخْتَلِعَات هُنَّ المنَافِقَات". يَعنِي اللَّاتِي يَطلُبْن الخُلْعَ والطَّلاق من أزواجِهن بغَيْر عُذْر. ¬
(خلف)
يقال: خَلَع امرأَتَه خُلْعًا، وخَالَعَها مُخَالَعَة، واخْتَلَعَت هِيَ، فهي خَالِع (¬1). - في الحَدِيث: "مَنْ خَلع يدًا من طاعةٍ لَقِي الله تَعالَى لا حُجَّة لَه" : أي خَرَج من طاعَةِ سُلْطانِه وَعَدا عليه بالشَّرِّ، والخَلِيع: الشَّاطرُ الخَبِيثُ الذي خَلَعَته عَشِيرتَهُ: أي بَرِئ قَومُه من جِنايته، فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول، والجمع خُلَعَاءُ، وقد خَلُع خَلاعَةً. - وفي الحديث: "شَرُّ ما في الرَّجُل جُبْنٌ خَالِع" (¬2). : أي شَدِيد كأَنَّه يَخلَع فؤادَه من شِدَّة خَوفِه، وقيل: الخَلْع: كالنَّزْع إلَّا أَنَّه أَشدُّ اتِّصالا وأقلُّ مُهلَةً. (خلف) - قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً} (¬3). قال مُجاهِد: أي أَبيض وأسْودَ، كأنَّه ذَهَبَ به إلى اختِلافهما، من قولهم: نِتاجُ بَنِي فلان خِلْفَة: أي ذَكَرٌ عَامًا، وأُنثَى عَامًا، وعَبْدَانِ خِلْفَان: أَحدُهما طَوِيل، والآخر قَصِير. وقال الضَّحَّاك: أي مَنْ لم يَستطِع أن يعمَلَ باللَّيل فَلْيَعْمل بالنّهار، فَفِي كُلِّ واحدٍ خَلَفٌ من الآخَر. ¬
- قوله تعالى: {أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ} (¬1). : أي يَده اليُمْنَى ورجلَه اليُسْرى يُخالَف بينهما في القَطْع. - وقَولُه تعالى: {جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} (¬2). : أي على إنفاقه في الصَّدَقَات ووجوه البِرِّ، ويقال: مُمَلَّكِين فيه: أي جَعَلَه في أَيدِيكم، وجَعلَكم خُلفاءَ له في مِلكِه. - في الحديث: "دَعْ دَاعِيَ اللَّبَنِ، قال: فتركْتُ أَخلافَها قائِمَةً". الأَخلافُ: جمع خِلْف. وهو مَقبِض يَدِ الحالِب من الضَّرع، وقيل: هو الضَّرع نَفسُه لِذِي الخُفِّ والظِّلفِ، كالظَّبْي لِذِي الحافِرِ والسِّباع. - في حَديثِ الدِّيَة: "كذا وكذا خَلِفَة". وهي الحَامِل من الِإبل، والجَمعُ الخَلِفات، يقال: خَلِفَت إذا حَمَلَت وأَخْلَفَت إذا حَالَت فلم تَحمِل، وهُنَّ المَواخِضُ (¬3) أَيضًا، ولا واحدَ له من لَفْظِه، إنما واحدته خَلِفة كالنِّساء جَمْعٌ، واحدَتُها امرأَة. ¬
- في حديث الدُّعاءِ: "أَخلِفْ لِي خَيرًا منه" (¬1). - وفي حَدِيثٍ آخَر: "تكفَّل اللهُ تَعالَى للغَازِي أن يُخلِفَ نفقتَه". - وفي حديث أَبِي الدَّردَاء: "أَنَّه كان يقول في الدُّعاءِ للمَيِّت (¬2): اخلُفْه في عَقِبه". قال الأصمعيّ: يقال: خَلَف اللهُ تعالى لك بخَيْر، وأَخلَف عليك خَيرًا. إذا أَسقطتَ الباء أَثبتَّ الأَلِف، قال: ويقال: أَخْلف الله تعالى لك: أي أَبدلَك ما ذَهب منك. وقال أبو زيد: أَخلفَ الله تعالى مَالَك، وأخلفَ عليك بخَيْر، وخَلَف عليك مَالَك. وقال الفَرَّاء: إذا ذَهَب للرجل ما يُخلَف مِثْل ابنِ صَغِيرِ أو مالٍ. قيل: أَخلَف الله تَعالى لَكَ، وإذا مات أَبُوه أو أُمُّه أو ما لا يُخلَف قيل: خَلَف الله عليك، بغير ألف. وقال غَيرهُم: أَخلَف اللهُ عليك: أي أَبَدَلَك، وخَلَف اللهُ عليك، إذا ماتَ له مَيِّت: أي كان اللهُ عزَّ وجَلَّ خليفَتَه عليك. ¬
- في الحديث: "سَوُّوا صُفوفَكم ولا تختَلِفوا فتخْتلِفَ قلوبُكم". قيل: إذا اخْتلَفوا فتقَدَّم بعضُهم على بَعضِ تَغيَّر قَلبُ بعضِهم على بعض ووَقَع بينَهم الاخْتِلافُ. - وفي حديث آخر: "لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكم أو ليُخالِفَنَّ اللهُ بيْنَ وجُوهِكم". ذَكَر لي بَعضُهم أَنَّه أَرادَ ليُحوِّلَنَّ الله وجوهَكم إلى أقفائِكم، والله تعالى أعلم. - (1 في حديث سَعْد: "أتخَلَّف عن هِجْرتي". معناه: خَوْف المَوتِ بمَكَّة، وهي دار تركوها لله، عزَّ وجلَّ، وهاجروا إلى المدينة، فلم يُحِبُّوا أن تكون مَنَاياهم بها (¬2). - وفي الحديث: "فكان يَخْتَلِفُ بالماء". : أي يَجِيءُ ويَذْهَب. - وفي الحديث: "خِلْفَة فَم الصَّائِم" (¬3). قال أبو عمر: أَصلُها في النَّبات أن يَنبُتَ الشّيءُ بعد الشَّيءِ، فاستُعِير ها هُنا، لأنها رَائِحةٌ بعد الرَّائِحةِ الأولى 1). ¬
(خلق)
(خلق) - في حديثِ عَمَّار، - رضي اللهُ عنه -: "خَلِّقوني بزَعْفرَان" (¬1). : أي لَطِّخُوني بالخَلُوق، وهو طِيبٌ معروف من الزَّعْفَران وغيرِه يتضَمَّخُ به الرّجلُ. يقال: خَلَّقْتُه به فتَخَلَّق: أي تَلطَّخ. - وفي حديث عُمَرَ بنِ عبد العزيز: "في امرأَةٍ خَلْقَاء" (¬2). : أي رَتْقاء، سُمِّيت به لأنَّ ما مَعَها مُصَمَتٌ مُنسَدّ المَسْلَك، والأَخلَق: الأَملَس، وقد خَلِق. ويقال للسَّماء الخَلْقاء لمَلَاسَتِها، كما يقال لها: الجَرْبَاء لكواكبها، والأخْلَق من الفَراسِنِ: ما لا شَقَّ فيه. - (3 قَولُه تَعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (¬4). قيل: أَيْ دِينٍ عَظِيم، وقِيلَ: إِنَّ حُسنَ الخُلُق على أَنْحاءٍ، منها: لِينُ العَرِيكَة، ومنها السَّجِيَّة الحَسَنَة تَكُون في بَعضِ النَّاس، ومنها الدِّينُ، كقولِهِ عليه الصَّلاة والسّلام: "إنَّ العَبدَ لَيُدْرِك بحُسْن خُلُقه" (¬5). : أي دِينهِ، وليس شَيءٌ أَثقَلَ في الميزان من حُسْنِ الخُلُق. ¬
(خلل)
- "وأَكثرُ ما يُدخِل النَّاسَ الجَنَّة تَقْوَى اللهِ وحُسنُ الخُلُق" : أَي الدِّين. - فأما قَولُه: "أَكملُ المُؤمِنين إيمانًا أَحْسَنُهم خُلُقًا". : أي سَجِيَّة. - في حديث ابنِ مَسْعُود وقَتْلِه أَبَا جَهْل: "بفَخِذِه حَلْقَة كحَلْقَة الجَمَل المُخَلَّق". : أي تامِّ الخَلْق، من قوله تعالى: {مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} (¬1) 3). (خلل) - في حَدِيث أَبِي بَكْر، رَضِي الله عنه: "أَنَّه كان له كِساءٌ فَدَكِيٌّ فكان إذا رَكِب خَلَّه عليه". قال الأَصَمِعى: خَلَّ كِساءَه يَخُلُّه خَلًّا، والخِلَال للأَكْسِيَة: خَشَب يُجعَل كالمَدارَى يُجمَع به الشِّقاقُ بَعضُها إلى بَعْض. وقال غيره: خَلَلْتُ الكِساءَ وغيرَه، إذا شددتَه بخَشَبَة دَقِيقة الرَّأْسِ أو حديدة، وخَلَلْتُه بالرُّمح: طعَنتُه فانتظمْتُه به. - وفي الحديث: "التَّخَلُّل من السُّنَّة". وهو استِعْمال الخِلالِ لِإخْراِج ما بَيْن الأَسنانِ من الطَّعام، وهو الخِلالَة، والخِلَل بالكَسْر جمع خِلَّة. وقد يُستعمَل في غير الأَسْنان أَيضًا. ¬
- كما في الحَدِيث الآخر: "خَلِّلُوا بينَ الأَصَابع لا يُخَلِّلُ اللهُ بَينَهما بالنَّار". - وفي حديث آخر: "رَحِمَ اللهُ المُتَخَلِّلين من أُمَّتِي في الوضوء والطَّعامِ". وأنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان يُخلِّل لِحْيَته، وأَصلُه إدخالُ الشيءِ خِلالَ الشَّيئَين. وخِلالُ الشَّيءِ وخَلَلَهُ: وَسَطُه. كالبِلال والبَلَل. والخَلَل: مُنْفرَج ما بَيْن الشَّيئَين، والجَمْع: خِلالٌ. - ومنه قولُه عَزَّ وَجَلَّ: {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ} (¬1). : أي حَوالى حُدودِها وأَوساطِها أَيضًا. - وفي الدعاء للمَيِّت: "اللهمّ اسْدُدْ خَلَّتَه". : أي الفُرجةَ التي تركها، وأَصلِح ما كان فيه خَلَلٌ من أَمره. والخَلَّة: الحَاجَة. تَقول العَربُ: الخَلَّة تَدعُو إلى السَّلَّة، تَعنِي السَّرِقة. - وفي حديث المِقْدامِ، رَضِي الله عنه: "ما هذا بأوَّلِ ما أَخْلَلتُم بِي" (¬2). : أي ما أوهنتموني ولم تُعِينُوني فيه، والخَلَل في الحَرْب والأمرِ وغَيرِهما كالوَهَن والفَسَاد، وأَخَلَّ الوَالِي بالثَّغْر: أَقلَّ الجُندَ فيه، وأَخَلَّ بالشَّيء: تَركَه وغَابَ عنه. ¬
(خلا)
- في حَدِيثِ سِنانِ بنِ سَلَمة، رَضِي الله عنه، قال: "إنَّا نَلْتَقِط الخَلالَ" (¬1) يَعْنِي: البَلَح، وهو البُسْر أولَ ما يُدرِكُ من الرُّطَب، واحِدُها خَلالَة بالفَتْح فِيهِما. (خلا) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} (¬2). هو تَفعَّلت من الخَلْوَة: أي خَلَت الأرضُ مِمَّا فيها. - في حَديثِ الرُّؤْيا: "ألَيسَ كُلُّكم يَرَى القَمَر مُخلِياً به". يقال: خَلوتُ به ومَعَه وإليه، وأَخلَيتُ به. إذا انْفردْتُ به: أي يراه كُلُّكم مُنفَرِدًا، كقوله: "لا تُضَارُّون في رؤْيَتِه" - وفي حديثِ أُمِّ حبِيبَةَ، رضي الله عنها: "لَستُ لك بمُخْلِيَةٍ" : أي لم أَجِدْك خالِيًا من الأَزواج غَيرِي. يقال: أَخليتُ: أي أَصبتُ خَلاً وخَلوةً، وخَلَا لكَ الشَّيءُ وأَخلَى، إذا أَمكنَك خَالِيًا، وأَخلَيتُ المكانَ: صادَفتُه خالِيًا، وليس من قَولِهم: امرأة مُخلِيَة: خَلَتْ من الزَّوج فهي عَزَبٌ، وكذلك رجل خَلِيّ (¬3): لا زوجَ له. ¬
وفي حديث جابر، رضي الله عنه: "تزوَّجْتُ امرأةً قد خَلَا منها". : أي أسَنَّت وتَخَلَّت من عُمرِها. - في حديث ابن عُمَرَ، رضي الله عنهما: "الخَلِيَّةُ ثلاثٌ". قال الأصْمَعيُّ: كان الرَّجلُ في الجاهِلِيَّة يقول للمَرْأَة: أنت خَلِيَّة. فكانت تُطَلَّق بِهَذه الكَلِمة، وقد بَقِي حُكمُها في الِإسلام إذا نَوَى بها الطَّلاقَ وَقَع، وأَصلُه ما ذَكرناه: أي لا زَوج لَكِ. - في حديث تَحرِيم مَكَّة: "لا يُختَلَى خَلَاهَا". : أي لا يُقطَع، والخَلَا مقصور: النَّبتُ الرَّقيق كله رَطْبًا، لأنه يُخلَى ويُخْتَلَى: أي يُقْطَع، فإذا يَبِس فهو حَشِيش، وأَخلَت الأَرضُ: أكثرت إنباتَ الخَلَا، والمِخْلاة من ذَلِك، لأنهم يَخْتَلون فيها (1 والقِطعَة منها خَلاة، كالشُّهدة والجُبْنَة، من الشُّهد والجُبْن. - في الحديث: "فاسْتَخلاه البُكَاء". قال أبو عمر: هو بالخَاءِ المعجَمة، وبالحاء لا شيء. يقال: أَخلَى فلان على شرُبِ اللَّبن، إذا لم يأكُلْ غَيرَه. - في حديث عمر: "أَنْتَ خَلِيَّة طالق" (¬2). ¬
هي النَّاقة تُخلَّى عن عِقالِها. وطَلَقَت من العِقال تَطلُق طَلْقًا، فهي طَالِق. - في حديث ابنِ عُمَر: "كان يَخْتَلِي لفَرسِه". : أي يجتَزُّ الخَلَا، وهو الرَّطْب، ولَامُه يَاءٌ، تقول: خَلَيْت الخَلَا 1). * * * ¬
ومن باب الخاء مع الميم
ومن باب الخاء مع الميم (خمر) - في حديث قَيْس (¬1) الأرحَبِيّ: "ملِّكه على عُربِهم وخمُورِهم". : أي أَهلِ القُرَى، ولَعلَّه من قَولِهم: استَخمرْتُه (¬2): أي أَخذتُه قَهرًا، وأَخْمِرنِي كَذَا: أي أَعطِنِيه ومَلِّكْنِيه، على لُغَة أهل اليَمَن، لأَنَّ أَهلَ القرى مَغلُوبُون مَغْمُورونَ لِمَا عليهم من الخَراجِ والمُؤَن، ولكَوْنهم مُقِيمِين لا يستَطِيعون البَرَاحَ. - في الحديث: "أَنَّه كان يَمسَح على الخُفِّ والخِمارِ" (¬3). قال حُمَيد الطَّويل: يعنى العِمامَة، ولَعلَّ ذلك لأَنَّ الرجلَ يُغَطِّي رأسَه بها، كما أَنَّ المرأةَ تُغَطِّيه بخِمارها، وهذا إذا كان قد اعتَمَّ عِمَّة العرب فأَدارَها تَحتَ الحَنَك فلا يستطيع نَزْعَها في كل وقت، فتَصِير كالخُفَّين غَير أَنَّه يحتاج إلى مَسْح القَلِيل من الرّأس، ثم يمسَحُ على العِمامة بدل الاسْتِيعاب. - (4 في حديث عَمْرو لمُعاويةَ: "ما أَشبه عينكَ (¬5) بخِمرَةِ هِنْد". ¬
(خمس)
: أي هَيْئة الاخْتِمار. - ويقال: "إنَّ العَوانَ لا تُعلَّم الخِمْرة" (¬1) 4). (خمس) - في حديث خالد: "أَنَّه سَأل (¬2) عَمَّن يشترى غُلامًا تامًّا سَلَفًا، فإذا حَلَّ الأَجلُ. قال خُذْ مِنِّي غُلامَين خُماسِيَّيْن، أو عِلجًا أَمردَ، قِيل: لا بأس بِذَلك". الخُماسِيَّان: وَصِيفان طُولُ كُلِّ واحد خَمسةُ أَشبارٍ، ولا يقال: سُداسيّ أو سُباعِيّ، والخُماسِيَّة: الوَصِيفَة كذلك، والخَمِيس: الثَّوب المَخمُوس: الذي طولُه خَمسُ أَذرُع. هذا كله في الخَمْس خَاصَّة دون ما سِوَاه من العَدَد. - في حديث عَدِيِّ بنِ حَاتِم: "رَبعْت في الجاهِلِيَّة، وخَمَسْت في الِإسلام". : أي قُدتُ الجَيشَ في الحالَيْن، لأن الأمِيرَ في الجاهلية يأخُذ رُبعَ ما غَنِموا، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - له: "إنَّك تأخُذُ المِرْباع وفي الِإسْلامِ الخُمسَ". (خمش) - في حديث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "حِينَ سُئِل: هل يُقرأُ في الظُّهْر والعَصْر؟ فقال: خَمشًا". ¬
(خمط)
دُعاءٌ عليه بأن يُخمَش وَجهُه أو جِلدُه، كما يقال: جَدْعًا (¬1) وصَلْبًا. وقيل: الخَمْشُ في الوَجْه، والخَدْش في غَيرِه، والخَمُوش: البَعُوض الواحدة خَمُوشَة. (خمط) - (2 في حديث رِفاعة بن رَافِع: "المَاءُ من الماء فتَخَمَّط عُمَر" تَخمَّط الرَّجلُ: غَضبِ، والفَحلُ: هَدَر، والبَحرُ: الْتَطَمَ (¬3) 2). (خمل) - في الحديث: "أَنَّه جَهَّزَ فاطمةَ، رضي الله عنها، في خَمِيل وقِربَةٍ ووسادةِ أَدَم" الخَمِيل، والخَمِيلَةُ: القطِيفَة، وهي ثَوبٌ من صُوف، وكُلُّ ذاتِ خَمْل خَمِيلَة. وقال الجَبَّان: الخَمِيلةُ: الأَسودُ من الثِّياب. - في حديث فَضالَةَ: "أَنَّه مَرَّ ومعه جارِيةٌ له على خَمْلة بين أَشجارٍ فأصاب منها". ¬
(خمم)
قيل الخَمْلة: الثَّوب المُخمَل، وقيل: الصَّحِيح على خَمِيلة، وهي مَفْرَج بين رَمْل في هَبْطَة وصَلابَة. وقيل: هي الأَرضُ السّهلة وقيل: هي الشَّجَر المُجْتَمِع. (1 قال أبو عُمَر: الخَمِيلة، القَطِيفة البَيضاء، وهي القَطَوانِيَّة 1). (خمم) - في الحديث: "وخَمُّ العَيْن" (¬2). : أي كَسْحها، والأصل فيه الكَنْس. يقال: خَمَمت المَكان: كَنستُه، والمِخَمَّة: المِكْنَسَة. - (3 في حَديثِ مُعاويةَ: "مَنْ أَحبَّ أن يسَتَخِمَّ له الرِّجالُ قِيامًا". قال الطحاوي: بالخَاءِ المُعْجَمة، وقال: أن تتغَيَّر رَوائِحُهم من طُولِ قِيامِهم عنده، يَعنِي من قَولِهم: خَمَّ الخَمرُ وأَخَمَّ إذا تغيَّرت رائِحَتُه 3). * * * ¬
ومن باب الخاء مع النون
ومن باب الخاء مع النون (خنب) - في حديث زَيدِ بن ثَابِت، رضي الله عنه: "في الخِنَّابَتَيْن إذا خُرِمَتا، في كُلُّ واحدةٍ ثُلُث دِيَةِ الأَنف". الخِنَّابَة: طَرَفُ الأنف، وقيل: طرف الأَرنَبة من أَعلاها، وهَمَزها اللّيثُ، ورد عليه الأَزهَرِيّ فقال: هذه الهَمْزة لا تَصِحّ إلَّا أن تُجتَلَب كما أُدخِلَت في الشّمأَل، وغِرقِيءِ البَيْض. قال الخليل: رجل خَنَّابٌ: ضَخْم في عبَالَةٍ، والجمع خَنابِيب. (خنبج) - (1 تحريم الخَمْر: ذِكرُ "الخُنابِجَ". وهي حِبابٌ (¬2) تُدَسُّ في الأرض، الواحدة خُنْبَجَة، وهي مُعَرَّبة. (خندف) - في حديث الزُّبَير (¬3): "سَمِع رَجلًا يقول: ¬
(خندم)
يَا آلَ خِنْدف، فخَرج وبيدهِ السَّيفُ يقول: أُخَنْدِف إليك أيها المُخَنْدِف" : أي أَهَرْوِلُ، ويحتمل أن يكون من خَندَفَت السَّماءُ بالثَّلج، إذا رَمَت به، لأن المَهُرْوِل يَرمِي بنفسِه في السَّير. (خندم) - في حديث العَبَّاس حين أَسرَه أبو اليَسَر (¬1): "إنَّه لأعظَمُ في عينَيَّ من الخَنْدَمة" أظنها: جبلا (¬2). (خنز) - في الحديث ذِكْر "الخُنْزُوانة". وهي الكِبْر: لأنها تُغَيِّر عن السَّمْت الصَّالح، "فُعْلُوانة" ويمكن أن تَكُون "فُنْعُلانة" من الخَزْو، وهو القَهْر. (خنزب) - في الحَدِيث: "ذَاكَ شَيطانٌ يقال له: خُنْزَب". قال أبو عَمْرو: هو لَقَب له، والخَنْزب: قِطعَةُ لَحمٍ مُنتِنَة. هو عندنا بالكَسْر، ووجدت في رواية خُراسَان بالضَّمِّ 1). (خنس) - في الحديث: "تُقاتِلون قَومًا خُنْسَ الأُنُفِ" الخَنَس: انْخِفَاض قَصَبة الأنف وعِرَضُ الأَرنَبَة وَتَأخُّرها، والمُراد بهم: التُّركُ لأنه صِفَتُهم، وهو جَمعُ أَخْنَس. ¬
(خنف)
- وفي حديث عبد الملك بن عُمَيْر: "قال لِرَجُل من أهل المَدِينة، ما طَعامُ أرضِك؟ قال: عَجْوَةٌ خُنْسٌ فُطْس، يَغِيب فيها الضِّرسُ" (¬1). شَبَّه العجْوة في اكْتِنازها وانْحِنائها (¬2) بالآنف الخُنْس؛ لأنّها صِغارُ الحَبّ لاطِئَةُ الأَقماع، ويقال: خُنْس: صِغارُ الأُنوف. - وفي حديث الحَجَّاج: "إنَّ الِإبلَ ضُمَّزٌ خُنَّسٌ" (¬3). هو جمع خَانِس. يقال: خَنَسه: أي أَخَّره فخَنَس. (خنف) - وفي رواية: "خُنُفٌ" (¬4). والخَنُوف: الناقة اللّيِّنة اليَدَين من السَّيْر. وقيل: خِناف الناقة في العُنُق: أن تُمِيلَه إذا مُدَّ بزِمَامِها. ¬
(خنق)
(خنق) - في الحديث: "وخَنْقِ الشَّيْطَان". قال أبو عمر: يقال: خَنْق، وخَنِق بالكَسْر أَجودُ. (خنن) في الحديث (¬1): "إنَّك تَخِنُّ خَنِينَ الجَارِيَة". الخَنيِنُ: ضَرْب من البُكاءِ دُونَ الانْتِحاب. - وفي حديث آخَرَ: "أَنَّه كان يُسمَع خَنِينُه (¬2) في الصَّلاة". - ومنه الحديث: "فخَنُّوا يَبْكُونَ" (¬3). وقد يجعلون الخَنِينَ والحَنِينَ واحِدًا، إلَّا أَنَّ الخَنِينَ من الأَنفِ وبالحَاءِ المُهمَلَةِ من الصَّدْرِ. * * * ¬
ومن باب الخاء مع الواو
ومن باب الخاء مع الواو (خوب) - (1 في حديث التَّلِب (¬2): "أصاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - جَوْثَةٌ". قال الخطَّابي (¬3): لا أُراهَا مَحفُوظة، وإنما هي "الخَوْبة" وهي الفاقَةُ، وقد خَابَ يَخُوب 1). (خوص) - في الحديث: "أَنَّ الرَّجْمَ أُنزِل في الأَحْزاب، وكان مَكتوبًا في خُوصَةٍ في بيت عائِشةَ فأكلَتْها شَاتُها" (¬4). الخُوصَة: وَرقُ النَّخل والمُقْل، والجَمْع: خُوصٌ. - وفي حَدِيثِ أَبانِ بنِ سَعِيد: "تَركْتُ الثُّمامَ قد خَاصَ". كذا ورد في الحَدِيث، إنما هو أَخْوصَ: أي تَمَّت خُوصَتُه. (خوض) - (1 قَولُه تَعالَى: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} (¬5). ¬
(خول)
: أي كخَوْضِهم، والعَرب تَجعَل ما والَّذى، وأَنْ صِلَتها بِمَنْزِلة المَصْدر 1). - في الحديث: "رب مُتَخَوِّضٍ في مَالِ اللهِ تَعالَى". أصل الخَوْضِ المَشْي في المَاءِ وتَحْرِيكُه، ثم يُستَعمل في التَّلبُّس بالأَمْر والتَّصَرُّف فيه، والتَّخَوُّض تَفعُّل منه: أي رُبَّ مُتَصرِّفٍ فيه بِمَا لا يَرضاه الله عَزَّ وجل (¬1). (خول) - في حَديثِ عبدِ الله بن عُمَر، رضي الله عنهما: "أَنَّه دعا خَوْلِيَّه". الخَوْلِيُّ: القَيِّم بأَمرِ الِإبل والمُتَعَهِّدُ لها، وهو من الخَائِل أَيضًا. يقال: هو خَائِلُ مالٍ، إذا كان حَسَنَ القيام عليه، والتَّخَوُّل: حُسنُ الرِّعاية، وهو من قَولِهِم: خَوَّلَه اللهُ عزَّ وجَلَّ: أي مَلَّكَه. (خوم) - (2 في الحديث: "مِثْل الخَامَة من الزَّرْعَ" (¬3). : أي الغَضَّة (¬4) الرَّطبَة من النَّبات على ساقٍ واحدةٍ. قال الشَّمَّاخ: إنَّما نَحنُ مِثلُ خامةِ زرعٍ ... فمَتَى يأنِ يَأتِ مُختَضِدُه (¬5) ¬
(خون)
ولو قيل: إن خَامَ بمعنى نَكَل وجَبُن من هَذَا، أو هذا من ذَاكَ ما كان بَعِيدًا 2). (خون) - في الحديث: "ما كان لِنَبِيٍّ أن تَكُونَ له خائِنَةُ الأَعْيُن". : أي يُضمِر في قَلبِه غيرَ ما يُظهِرُه، فإذا كَفَّ لِسانَه وأَومأَ بعَيْنه إلى خلاف ذلك فقد خَانَ، وإذا كان ظُهورُ تلك الخِيَانة من قِبَل (¬1) العَيْن سُمِّيت خَائِنَة الأَعين، والخَائِنَة: الخِيانَة كالخَاصَّة بمعنى الخُصُوصِ. - ومنه قَولُه تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} (¬2). : أي ما تَخُون (¬3) به من مُسارقَة النَّظَر إلى ما لا يَحِلّ. - (4 في الحديث: "أَنَّه ردَّ شَهادةَ الخَائِن والخَائِنَةِ". قال أبو عُبَيد: لا نراه خَصَّ به الخِيانةَ في أَماناتِ النَّاس دُونَ ما افتَرضَ اللهُ تَعالَى على عبادِه وائْتَمَنهم عليه، فإنَّه قد سَمَّى ذلك أَمانةً فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} (¬5) فمن ضَيَّع شيئًا مِمَّا أَمَر اللهُ تعالى به، أو رَكِب شيئًا مِمَّا نَهَى الله عنه. فليس ينبغي أن يَكُونَ عَدلًا، لأنه قد لَزِمَه اسمُ الخِيانة. ¬
(خوو)
- في الحديث: "نَهَى أن يَطرُق الرّجلُ أهلَه لَيلًا يتخَوَّنهُم". : أي يَطْلُب خِيانَتَهم 4). (خوو) - في صِفَةِ أبي بكر، رضي الله عنه، "ولكن خُوَّةُ الِإسلام" (¬1). كذا في بعض الأحادِيث، وهي لغة في الأُخُوَّة. (خوى) - قوله تَعالَى: {خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} (¬2). : أي سَاقِطَة، وهو أن يَسقُط السَّقْف، وهو العَرشُ، ثم يَسقُط عليه الأَصْل والحَائِط. * * * ¬
ومن باب الخاء مع الياء
ومن باب الخاء مع الياء (خير) - (1 في الحديث: "أَنَّ صَبِيَّيْن تَخَايرا في الخَطّ إلى الحَسَنِ بنِ عَلِيّ، فقال له أبوه: احذَرْ يا بُنَيّ، فإنَّ الله تَعالَى سائِلُك عن هذا". : أي قال كلُّ واحد منهما: خَطِّى خَيْر. - في حديثِ أَبِي ذَرٍّ: "فَخَيَّر أُنَيسًا في شِعرِه" (¬2). : أي فَضَّله، وقال: شِعْرُه خَيرٌ من الآخر. (خيس) - في حديث مُعاويَة: كتب إلى الحُسَيْن: "إني لم أَكِسْكَ ولم أَخِسْكَ" (¬3). يقال: خَاسَ وَعْدَه: أَخلفَه وخَانَه، ويجوز أن يكون من قولهم: يُخاسُ أَنفُه فيما كَرِه: أَي يُذَلُّ، يعنى لم أُهِنْك. (خيسر) - في حديث عُمَر: ذِكْر "الخَيْسَرَى" (¬4). ¬
(خيف)
وهو الذي لا يُجِيب إلى الطَّعام لئلا يَحْتَاجَ إلى المكافأة 1). (خيف) - في الحَديثِ: "نَحن غَدًا نازِلُون بخَيْفِ بَنِي كنانة". يعنى: المُحَصَّب. قال الأصمعيّ: الخَيْفُ: ما ارتفَع عن مَجْرى السَّيْلِ (¬1) وانْحَدَر عن غِلَظ الجبل. ومَسجِدُ مِنًى يُسَمَّى الخَيْف، لأنه في سَفْحِ الجَبَل. قال مُصْعَب الزُّبَيْرِي: كلّ شَىءٍ أَشرفَ على شىء فهو خَيْف. والمُشْرِف خَيْف للمُتَطامن، وخَيفُ النَّاقة: إشرافُ الضّرع على البَطْن. - وفي حديث (¬2): "مَضَى حتَّى قَطَع الخُيوفَ في مَسيرهِ إلى بدر" (¬3). وهو جَمْع خَيْف. - (4 في صِفة أَبِي بَكْر: "أَخْيَفُ بَنِي تَيْم". ¬
(خيل)
الخَيْفُ في الرَّجل: أن تَكُونَ إحدَى العَيْنَيْن زَرقاءَ، والأُخرى كَحْلَاء (¬1) 4). (خيل) - في الحَدِيث: "ما أَخالُك سَرقْتَ". يقال: خِلتُ الشيءَ كذا أَخاله، بكَسْر الهمزة وفتحها، خَيَلانًا وخَيْلَةً : أي حَسِبته، والقِياسُ فَتحُ الهمزة في مستَقْبَله، والسَّماع كَسرُها، ولَعلَّه على لغة مَنْ يَكْسِر حروفَ الاستِقْبال. والخَيْل سُمِّيت بذلِك لاخْتِيالِها واخْتِيال رَاكِبيها بِها. - في الحديث: "من الخُيَلاءِ ما يُحِبُّه اللهُ عزَّ وجلّ" يَعنِي في الصَّدَقة، وهو أن تَهُزَّه أَريحِيَّةُ السَّخاء فيُعطِيها بِطِيبةِ نفسِه. واخْتِيالُ الحَرْب: أن يتقدَّم فيها بنَشاطٍ وقُوَّة جَنانٍ. - في حديث عثمان، رضي الله عنه: "فَصار خَيالٌ بكَذَا وخَيالٌ بكذا" (¬2). قال الأَصمَعِيُّ: تَفْسِير الخَيالِ أنَّهم كانوا يَنصِبون خَشَبًا عليها ثِيابٌ سُود ليُعلَم أَنَّها حِمًى. (3 وفي رواية: "خَيالٌ بإمَّرَةَ، وخَيالٌ بأَسْودِ العَيْن" وهما جَبَلان. ¬
- وفي الحديث: " (¬1) نَسْتَخِيلُ الرِهّام". : أي نَظنّه خَلِيقًا بالأَمطَارِ. - في حديث زَيْد: "البِرَّ أَبغِي لا الخَالَ" (¬2) : أي الخُيَلاء. - في الحديث: "الشَّهِيد في خَيْمة اللهِ تَعالَى تحت العَرْشِ" الخَيْمة: ما يُمكَث فيه ويُقام، من قَولِهم: خَيَّم بالمكان. وفي حديث آخر: "في ظِلِّ اللهِ وفي ظِلِّ عرشِه". : أي في كَنَفه وحيث يَستَقِرّ فيه ولا يَخشَى الانْزِعاجَ عنه 3). * * * ¬
ومن كتاب الدال
ومن كتاب الدال من باب الدال مع الهمزة (دأب) - (1 في حديث البَعِير الذي سَجَد له فقال: "إنّه يَشكُو أنك تُجِيعُه وتُدئِبُه" (¬2). : أي تُكِدّه وتُتعِبه. (دأدأ) - في عُرْوة أُحد: "فتَدَأْدَأَ عن فَرسِه". : أي تَحرَّك ومال. - ذُكِر عن ابنِ خَالَوَيْه، قال: سَألتُ ابنَ مجاهِد عن حَدِيثِه، - صلى الله عليه وسلم -، "أَنَّه نَهَى عن صَوْم الدَّأْدَاء" فقال: هو يَومُ الشَّكِّ. والدَّآدِئُ (¬3): اللَّيالِي الثَّلاث بعد البِيضِ وقيل: الدَّأْدَاء: المُظْلِم 1). - في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه: " (¬4) وَبْر تَدَأْدَأَ من قَدُومِ ضَأنٍ". ¬
ويجوز أن يكون تَدَهْدَه، فقُلِبت الهَاءُ هَمزَةً: أي تَدحْرج، كأَنَّه قال: هَجَم علينا. ويقال: تَدَأْدَأَ: أي مَالَ، وتَدَأْدَأَ عن فَرَسِه: مال عنها مُنْحَنِيًا، والدَّأْدَأَة: صَوتُ وقْعِ الحِجارة في المَسِيلِ. ويُروَى: "من قَدُوم ضَالٍ" قال ابنُ دُرَيد: قَدُوم: ثَنِيَّة السَّراة من أَرضِ دَوْس. وقَدُوم (¬1) أَيضًا: أَرضٌ أو قَريةٌ بالشَّام، اختَتَن بها إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام. وفي حديث فُرَيْعَةَ بِنْتِ مالك أُختِ أَبِي سَعِيد الخُدرِي، رَضى الله عنهما: "أَنَّ زوجَها قُتِل بطرَفِ القَدُوم" جاء في بَعضِ الرِّوايات: أَنَّ القَدُومَ جَبَل من المدينة، على سِتَّة أَميْال، وكُلُّ ذلك بِفَتْح القَافِ. * * * ¬
ومن باب الدال مع الباء
ومن باب الدال مع الباء (دبب) - في حديث عمر، رضي الله عنه: وسُئِل (¬1): "كيف تَصْنَعُون بالحُصون؟ قال: نَتَّخِذ دَبَّابَات، يَدخُل فيها الرِّجالُ يَحفِرون" الدَّبَّابَة: جِلد مُربَّع يُقرَّب إلى الحصون، يدخل تَحتَه الرِّجال يَنْقُبُونَها، يَقِيهم مِمّا يُرْمَوْن به من فَوْق، فإن جُعِل مُكنَّسا كهيئة النَّعش سُمِّي ضَبُورًا (¬2) أو ضَبْرًا. - (3 في حَدِيثٍ: "عَمِلَ عنده عُلَيِّم يُدَبِّب" : أي يَدرُج على (¬4) المَشْي رُويدًا 3). (دبر) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} (¬5) وقوله: {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (¬6). ¬
يقال: وَلَّوْا الدُّبُر والأَدبَار، إذا انَهزَموا. وأَدبارُ السُّجودِ: أواخِرُه، وبالكَسْر: أي خَلْفَه (¬1)، والأَدْبَارُ: جَمْع دُبُر خِلافُ القُبُل في المواضع، إلَّا قَولَهم: دَبْر أُذُنِه، ودَبْرَ ظَهرِه، فإنَّه بفَتْح الدَّال. - في حديث عمر، رضي الله عنه، أَنَّه قال لامرأةٍ: "أَدْبَرْتِ وأَنْقَبْتِ". يقال: أَدْبرَ الرّجُل: دَبَرت دابَّتُه، والدَّبْر: أن يَقرَح خُفُّ البَعِير. - ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "كانوا يقولون - يَعنِي في الجاهلية -: إذا بَرَأَ الدَّبَرُ وعَفَا الأَثَرُ، وانسلَخَ صَفَرُ حلَّت العُمرةُ لمَنِ اعْتَمَر". - وفي الحَدِيثِ: "أُهلِكت عَادٌ بالدَّبُورِ" (¬2). الدَّبُور: رِيحُ المَغْرِب التي هي بإزاء الصَّبَا، سُمِّيت به، لأنها تَأتِي من دُبُر الكَعْبةِ، وفِعلُها دَبَرَت (¬3). (4 في الحديث: "منهم مَنْ لا يَأتِي الجُمُعَة إلَّا دُبْرًا". قال أبو زيد: الصَّواب بضَمِّ الباءِ، معناه آخِرَ الوَقْت. ¬
- في حديث النَّجاشِيّ: "ما أُحِبّ أَنَّ لِي دَبْرًا أو دَبْرى ذَهبًا" (¬1) قيل: هو بسُكونِ الأَلِف، والنَّجاشِي بتَخْفِيف الياءِ وسُكونِها. - وفي حديث أبي جَهْل: "ولمَنِ الدَّبْرة" (¬2). قال الفَارابِيّ: بفتح الباء. وقال غيره: بِسُكُونِها: أي لِمَن النُّصرَة. - في الحَديث: "لا تَدابَرُوا" (¬3). معناه: التّهاجر والتَّصارم. من تَولِيَةِ الرجلِ دُبُره أَخاهُ إذا رآه، وإعراضِه عنه. وقال المُؤَرِّج: معناه آسَوْا، ولا تَسْتَأثِروا. واحتجَّ بقَول الأعشَى: ومُسْتَدبرٍ بالذى عِنْده ... عن العَاذِلاتِ وإِرشادها (¬4) وإنما قِيل: للمُسْتَأْثِر مُستدبِرٌ، لأنه يُولِّي عن أَصحابِه إذا استأثَر بشَىءٍ دُونَهم. وأما هِجْرانُ الرَّجلِ أَخاه لعَتْبٍ ومَوْجدة فمُرخَّص في مُدَّة الثّلاث، وهِجرانُ الوَالِد الوَلَد والزوجةَ، ومَنْ في معناهما فلا يَضِيق أكثرَ من ثلاث، وقد هَجَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نِساءَه شَهرًا 4). ¬
(دبن)
(دبل) (¬1) - في حديثِ مُعاويَة، رضي الله عنه: "أَنَّه كتب إلى صاحبِ الرّوم لأَردَّنَّك إرِّيسًا من الأَرَارِسَةِ تَرعَى الدَّوابِلَ". : أي الخَنَازِيرَ، سمع دَوْبَل، وهو ولدُ الخَنازِير، وولدُ الحِمار أَيضًا، ورَاعِي الصِّغارِ أوضَعُ من رَاعِي الكِبار، ولهذا خَصَّه به. في حديث عامِر بنِ الطُّفَيْل: "فأخذَتْه الدُّبَيْلَة". الدُّبَيْلة: داءٌ في الجَوْف، تصغير دُبْلَة، ويقال لها: دِبْل أَيضًا، من قولهم: دَبلْتُ اللُّقمةَ. وكُلُّ شَىءٍ اجتَمَع فهو دَبْل كأَنَّها فَسادٌ يَجْتَمِع، والفعل منها: دَبَلَت. (دبن) - في حديث جُنْدَب بنِ عَامِر: "أَنَّه كان يُصلِّي في الدِّبْن" الدِّبْنُ: حَظِيرة الغَنَم (¬2) من القَصَب، فإذا كانت من الحِجارة فهي صِيرَة، ومن الخَشَب زَرْب وزَرِيبَة، والجمع أَدْبَان ودُبُون. (دبى) - في الحديث: "أَنَّ رجلًا قال لعُمَر، رضي الله عنه: أصبْتُ دَباةً وأنا مُحْرِم. قال: اذبَحْ شُوَيْهةً". الدَّبَاة: واحدة الدَّبَا؛ وهي صِغارُ الجَراد قَبلَ الطَّيرَان. وقيل: هو نوع بِرأسِه يُشبِه الجَرادَ، ودُبِيَتْ (¬3) الأَرضُ: أَكلَها الدَّبَا فهي مَدْبِيَّة، ولا يقال: مَدبُوَّة، وهذا يدل على أَنَّه من الياء. * * * ¬
ومن باب الدال مع الثاء
ومن باب الدال مع الثاء (دثث) - في الحديث: "دُثَّ فُلان". : أي أصابه الْتِواء في جَنْبِه (¬1)، أو في بَعضِ جَسدِه، والدَّثُّ: الرّمىُ المُقارَب من وراءِ الثِّيَاب، والدَّثُّ: الدَّفع، وتَدَاثَثْنَا بالكلام: ترامَيْنا (¬2)، ودَثَّه بالعَصَا والصَّخْر: ضَرَبَه بهما، ودَثَّتْه الحُمَّى: أَوجعَتْه. (دثر) - في حديث أبي الدَّردَاءِ، رضي الله عنه: "إنَّ القَلبَ يَدثُر كما يَدثُر السَّيف" (¬3). : أي يَصْدأ، وأَصلُ الدُّثُور الدُّرُوسُ. - ومنه حديثُ عائشة، رضي الله عنها: "دَثَر مَكانُ البيتِ فلم يَحُجَّه هودٌ عليه الصلاة والسلام" (¬4). * * * ¬
ومن باب الدال مع الجيم
ومن باب الدال مع الجيم (دجج) - في حديث وَهْب بنِ مُنَبّه: "خرج جَالوتُ مدجِّجًا في السِّلاح". : أي أَخَذَ السِّلاحَ التَّامَّ، وتَدجَّج أَيضًا. ويجوز مُدَجَّجًا، بفتح الجِيمِ، قيل سُمِّي به، لأنه يَدِجُّ: أي يَمشِي رُوَيْدًا؛ لِثَقل السِّلاح وقيل: لأنه يتغَطَّى بالسّلاح، ودَجَّجت السَّماءُ: تَغيَّمت. (دجر) - في حديث عُمرَ رضي الله عنه: "اشترِ لنا بالنَّوَى دَجْرًا (¬1) ". قال الحَربِيّ: إنما هو دُجْر، بضَمِّ الدَّال، قاله جرير بن حازم. وهو اللُّوبِياء، وقال الأزهري: الدَّجْر، والدُّجْر واحد، يعنِي بضَمِّ الدَّال وفَتحِها. وذكره الجَبَّان: بالفَتْح والكَسْر في اللُّوبِياء. وبالضَّم قال: خَشَبَة يُشَدُّ عليها حَدِيدة الفَدَّان. (دجل) - في الحديث: "لَستُ بدَجَّال" (¬2). ¬
(دجن)
: أي خَدَّاع ولا مُلَبِّس عليك أَمرَك، والدَّجْل: الخَلْط، ويقال: الطَّلْيُ والتَّغْطِية، ومنه دِجْلَة، لأنها غَطَّت الأرضَ بمائِها، ودُجَيل: نَهرٌ آخرُ قرِيبٌ منها، وقيل: سُمِّي الدَّجَّال منه، لأنه يُغَطِيّ الأرضَ بكثرةِ أَتباعِه. وقيل: لأنه مَطموسُ العَيْن، من قولهم: دَجَل الأَثَرُ، إذا عَفَا ودَرَس فلم يُوجَد منه شيء. وقيل من قولهم: دَجَل إذا كَذَبَ، والدَّجَّال: الكَذَّابُ (دجن) - في حَدِيث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّ اللهَ مسَح ظَهْرَ آدَمَ بدَجْناء". (1 وهو بالحَاء أَصحُّ 1). قال صاحب التَّتِمَّة: هي اسمُ أرضٍ، (1 وذكره غَيرُه بالقصر 1). (دجا) - في الحديث: "أَنَّه بَعَث عُيَيْنَةَ حين دَجَا الِإسلامُ" (¬2). : أي فَشَا وكَثُر. يقال: دجا اللَّيلُ: تَمَّت ظُلمتُه، ودَجَا ثوبُه: سَبَغَ، ودَجَا أَمرُهم على ذاك: أي صَلَح، وتدَجَّت السّماءُ فهي مُتَدَجِّيَة: أي لا تَرَى فيها فُرُجًا، وكُلُّ ما غَطَّى شيئًا فقد دَجَا عليه. * * * ¬
ومن باب الدال مع الحاء
ومن باب الدال مع الحاء (دحدح) - (1 في حَدِيث عُبَيْدِ الله بن زِياد 1): "أَنَّ محمَّدِ يَّكم هذا الدَّحْدَاح" : أي القَصِير المُسَمَّن، وكذلك الدَّحْدَح، والمُنْدَح: المُمتَدُّ المُتَّسِع. (دحسم) - في الحديث: "أَنَّه كان يُبايع النَّاسَ، وفيهم رجل دُحْسُمان قال: هل رُزِئتَ بشَىء؟. قال: لا. قال: إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلّ يُبغِض العِفْرِيَة النِّفرِيَةَ" (¬2). ¬
(دحمس)
ذُكِر أَنَّ ابنَ قُتَيْبَةَ قال: الدُّحْسُمان: السَّمِين الصَّحِيح الجِسْم، وقال غيره: الدُّحْسُمان والدُّحْمُسَان، ومع يَاءِ النِّسبة أَيضًا: الغَليظُ الأَسود والدُّحْمُسَانِيّ: الحَادِر السَّمِين في أُدْمَةٍ. (دحمس) - (1 وفي حَدِيثِ حمزةَ بنِ عَمْرو (¬2): "في ليلة دَحْمَسة" 1). يقال: لَيْل (¬3) دَحْمَس ودُحْسُم: أَسودُ مُظْلِم، قال أبو نُخَيْلة: فادَّرِعى جِلبابَ ليل دَحْمَسِ ... أَسْودَ دَاجٍ مثلَ لَونِ السُّنْدُسِ (¬4) (دحض) - في حديث الحَجَّاج في صِفَة المَطرَ؟ "فَدحَّضَت التِّلاعَ" (¬5). ¬
(دحن)
: أي صَيَّرتها مداحِضَ وَمزالِقَ. (دحن) - وفي الحديث: "مَسَح" ظَهرَ آدَمَ بَدَحْناء (¬1). * * * ¬
ومن باب الدال مع الخاء
ومن باب الدال مع الخاء (دخخ) - في الحديث أَنَّه قال لابنِ صَائِدٍ: "خَبأْتُ لك خَبِيئًا. قال: ما هُوَ؟ قال: الدُّخُّ" (¬1). الدُّخُّ، بضم الدال وفتحها، الدُّخَان، وأنشد: * عند رِواقِ البَيْت يَغْشَى الدُّخَّا * (¬2) وفي غير هذا الموضع هو الظِّلُّ والنُّحاس. - وفي الحديث أَنَّه أَرادَ بذلك: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} (¬3). وقيل: إنَّ الدَّجَّال يَقتُلُه عِيسَى، عليه الصَّلاة والسلام، بَجَبَل الدُّخَان فَيُحْتَمل أن يكون أَرادَه. ¬
(دخل)
(دخل) - في الحديث: "إذَا أَوى أَحدُكم إلى فِراشِه فَلْيَنْفُضْه بِداخِلَة إزارهِ" (¬1). قيل: لِمَ يَأْمُره بِدَاخِلة الِإزارِ دون خَارِجَته، لأَنَّ ذَلك أَبلَغُ، أو لأن لها فِعْلًا ليس لغَيرها، وإنّما ذلك على جِهَة الخَبَر عن فِعْلِ الفاعلِ لأن المُتَّزِر إذا اتَزّرَ يَأْخُذ إزارَه بيَمِينه وشِمالِه فَيلزَق ما بِشِمَاله على جَسَدِه فهو دَاخِلَة إزارِه ويَرُدُّ ما بِيَمِينه على دَاخِلة إزاره، فمَتَى ما عَاجَله (¬2) أَمرٌ فخَشِي سُقوطَ إزاره أمسَكَه بمَرْفِقِه الأيسَر ودَفَع بِيَمِينه عن نفسه، فإذا صار إلى فِراشِه فحَلّ إزارهَ، فإنَّما يَحُلّ بيمينه خارِجَةَ الِإزار وتَبقَى الدَّاخِلُة مُعَلَّقة، وبها يَقَع النَّفضُ لأنها غَيرُ مَشغُولةِ اليَدِ. * * * ¬
ومن باب الدال مع الراء
ومن باب الدال مع الراء (درأ) - في حَديثِ دُرَيد بن الصِّمَّة، في غزوة حُنَيْن: "دَرِيئَةٌ أَمام الخَيْل" قيل الدَّرِيئَة بالهَمزِ: حَلْقَة يُتَعلَّم عليها الطَّعْن، قال عَمرُو بنُ مَعْدِ يكرب: * ظَلِلْتُ كأَنِّي للرِّماح دَرِيئَةٌ * (¬1) والدّرِيّةُ (¬2): بغير هَمْز، حَيوانٌ يستَتِر به الصائدُ فيَترُكه يَرعَى مع الوحش حتَّى إذا أَنِسَت به الوَحْشُ وأمْكَنَت مِنْ طالبِها رَمَاها، وقيل: على العَكْسِ من ذلك في الهَمْز وتَركِه (3 وقيل: هو من دَرَأَه إذا خَتَله، أو مِنَ الدَّرء، وهو الدَّفْع 3). (درب) - في حديث جعفر بن عمرو: "وأَدْرَبْنا". ¬
(درج)
: أي دَخَلْنا الدَّربَ، وكُلُّ مَدْخَل إلى الرّومِ دَرْب، والأصل فيه باب السِّكَّة. وقيل: بفَتْح الرَّاءِ للنّافذ منه، وبالِإسْكان لغَيْر النَّافذ. - (1 في حَدِيثِ أبي بَكْر: "لا تَزالُون تَهْزِمُون الرُّومَ، فإذا صاروا إلى التَّدرِيب وَقَفَت الحَرْبُ". قال ابنُ الأَعرابِيّ: التَّدرِيبُ: هو الصَّبْر في الحَرْب وقتَ النِّزالِ (¬2)، وأَصلُه من الدُّرْبَة، ويَجوزُ أن يكون من (¬3) الدُّرُوب 1). (درج) - في حَديثِ كَعْب (¬4): "أَمَّا المَقْتول فَدَرَج" (¬5). : أي مات وذَهَب. يقال: هو أَكذبُ مَنْ دَبَّ ودَرَج (¬6)،: أي كذب الأَحياء والأموات. ¬
(درر)
- (1) في حديث الأَذَان: "أَدبَر الشيطان له هَرَج ودَرَجَ". يذكر في الهاء. - في حديث عَائِشَةَ: "كن يَبْعَثْن بالدُّرْجَة - وقيل: الدِّرَجَة (¬2) - فيها الكُرسُف". كذا يُروَى، قال الِإمام إسماعيل: قال ابنُ الأَعرابِىّ: يقال للذى يَدخُل في حَياءِ النَّاقة إذا ارأدُوا إِرآمها: الدُّرجُ والدُّرْجَة 1). (درر) - في حديث أَبي قِلَابَة: "صَلَّيتُ الظّهر، ثم رَكِبْت حِمارًا دَريرًا، فانتَهَيتُ إلى أَنسَ، رضي الله عنه، وهو يُصلَّى العَصر". الدَّرِيرُ: السَّرِيع العَدْو من الدَّوابِّ، المُكْتَنِز الخَلْق. - في الحَدِيث: "نَهَى عن ذَبْح ذواتِ الدَّرِّ". الدَّرُّ ها هنا اللَّبن، وقد يكون مصدر دَرَّ اللّبن. - (1 في حديث الاستسقاء "دِيَمًا دِرَرًا" (¬3). ¬
(درس)
: أي دَارًّا. كقوله تعالى: {دِينًا قِيَمًا} (¬1): أي قَائِماً 1). (درس) - في حديث عِكرِمةَ في صِفة أَهلِ الجَنَّةِ: "يَركَبون نُجُباً هىَ ألْيَنُ مَشياً من الفِراش المَدْرُوس" (¬2) : أي المُوَطَّأ المُمَهّد، وأَصلُ الدِّراسةِ: الرياضةُ والتَّعهُّدُ لِلشَّىءِ، ودَرسْتُ الدَّابَّةَ؛ رُضْتُها وذَلَّلتُها، ودَرَستُ الحِنطَة إذا دُسْتَها أو طَحَنْتها، ودَرَسْت القُرآنَ: قَرأتُه وتَعَهَّدتُه لأحفَظَه ومنه الحديث: "تَدارَسُوا القُرآنَ": أي اقْرؤُوه واحْفَظُوه. - في حَديثِ اليهودىِّ الذي زَنَى: "فوَضَع مِدْراسُها كَفَّه على آية الرَّجْم". المِدراسُ: صاحِبُ دِراسَةِ كُتُبِهم، ومِفْعَل ومِفْعَال من أَبنِية المُبالَغَة في الفعل الذي يُشتَقُّ منه. (درع) - في حديث المِعْراج: "فإذا نَحنُ بقَوم دُرْعٍ، أنصافُهم بِيضٌ، وأَنْصافهم سُودٌ". قال الأصمعىّ: يقال. تَيسٌ أدرعُ وشَاةٌ دَرعَاءُ: صَدرُه أسودُ وسائره أبيضُ. ولَيالٍ دُرْعٌ: سُودُ الصّدورِ بيضُ الأعجاز، وبالعَكْس أيضًا. وقد حكاه أبو عُبَيدَة بفَتْح الرَّاءِ ولم يُسمَعْ من غَيْره، وقال: واحدتها دُرْعَة، وكان القِياسُ أن يُقالَ: دُرْع، بسكون الرَّاء، كحُمْر وصُفْر، في جمع أَحمرَ وأَصْفَر والمَصْدَرُ الدَّرَع. ¬
(درم)
(درم) - في شِعْرِ الذي أنشَدَ ابا هُرَيْرة، رضي الله عنه: (1 قامتْ تُرِيكَ خَشْيَةً أن تَصْرمَا ... سَاقاً بخَنْداةً 1) كعْباً أدْرَمَا الدَّرَم: استِواءُ الكَعْب، ودَرَم أظَفارَه: سَوَّاها، يريد بذلك السِّمَن، والأدْرَم أيضًا: الذي لا أسنانَ له، والذى لا حَجْم لعِظامِه. (درمق) - قال خَالِدُ بنُ صَفْوان: "الدِّرهمُ يُطْعِم الدَّرمَقَ ويكْسُو النَّرْمَقَ" (¬2). (درمك) - ومِنْ رُباعِيِّه في صفة الجنة: "وتُربَتُها الدَّرْمَك" (¬3). - وفي حديث آخر: "دَرْمَكَة بَيْضَاءُ" (¬4). ¬
(درن)
وهو الدَّقِيق الحُوَّارَى، وأنشد: * امسَحْ مِنَ الدَّرْمَكِ عِنْدِى فَاكَا * (¬1) : أي أَخْرِجْ، من قَولِهم: امتسحتُ السيفَ من الغِمْدِ، ويقال بالقَافِ أيضًا. (درن) - في الحَدِيث في الصَّلَوات الخَمْس: "يُذهِبْنَ الذُّنوبَ كما يُذهِب المَاءُ الدَّرن". الدَّرَن: الوَسَخ. - وفي حَدِيث الصَّدَقَة: "لم يُعْطِ الهَرِمَةَ ولا الدَّرِنةَ" (¬2). قال صاحب التَّتِمَّة: أي الجَرْبَاء، وأصلُه الوَسَخ أيضًا. (درنك) - ومن رُبَاعِيِّه في حديث عائشة، رَضى اللهُ عنها: "ستَرتُ على بَابِى دُرْنُوكاً" (¬3). ¬
(درى)
: أي بِساطاً، وجَمعُه دَرانِكُ، وقيل: هي الطَّنَافِسُ، وقيل: كلُّ ثوبٍ ذى خَمْلِ. (درى) - في حديث أُبَىٍّ، رَضِى الله عنه: "أنَّ جارِيةً له كانت تَدَّرِى رأسَه بِمِدْرَاها". : أي تُسَرِّحه، وهي حَدِيدة كالقَرن يُحكُّ بها الرَّأس، والجمع المَدارَى - بفتح الراء وكسرها - والعرب تستَعْمِلُها مكان المُشْط. يقال: تَدَرَّت المَرأةُ وأدَّرَت تَدَّرى ادِّراء: رجَّلت شَعْرَها به وسَرَّحَته، وادَّرَى (¬1) الرجلُ: امتَشَط ولَيَّن شَعرَه بالتَّسْرِيح، ومنه قِيلَ: للمُلاينَةِ: مُدَارَاة. - (2 في الحدِيث: "لا يُدارِى شَرِيكَه". مِنْ دَرَاه: أي خَتَله، وهو تَخْفِيف المُدَارَأَة، وهي المُدَافَعَةَ (¬3) 2). * * * ¬
ومن باب الدال مع الزاى
ومن باب الدال مع الزاى (دزج) - (1 - في الحدِيثِ: "أدبَر الشيطانُ له هَزَج ودزَجٌ". الهَزَج: صَوتُ الرَّعد والذِّبَّان، وتَهزَّجت القَوسُ: صَوَّتت عند إنباضِها، فيُحتَمل أن يكون مَعْناه مَعْنَى الحَدِيثِ الآخر: "حَالَ وله ضُراطٌ" (¬2). والدَّيْزَج: معرب دَيْزَه، وهو لون غيرُ صافٍ ولا خَالِص بين لونَيْن، ولا أعرف (¬3) معناه ها هنا. ويروى: بالراء المهملة وسكونها فيهما. فالهَرْج: سُرعةُ العَدْو للفَرَس، والاخْتِلاط في الحديث 1). * * * ¬
ومن باب الدال مع السين
ومن باب الدال مع السين (دسس) - قَولُه تَبارَك وتَعالى: {أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} (¬1). : أي يَدفِنه حيًّا، وأصلُ الدَّسِّ: الدّفنُ (¬2) والِإخفاء. (دسع) - في حديث مُعَاذ رضي الله عنه: "مَرَّ بي النّبىُّ - صلى الله عليه وسلم -، وأنا أسلُخ شَاةً فَدَسَعَها بين الجِلْدِ واللَّحْمِ دَسْعَتَين" (¬3). : أي دَفَعها، وجَعلَ يدَه فيما بَينَهما ليَفصِلَ أحدَهما من الآخر. - في الحديث: " .. أو ابْتَغَى دَسِيعَةَ ظُلم" (¬4). هو من الدَّسْع الذي هو الدَّفْع أيضًا (¬5): أي "أو ابتَغَى دَفْعًا بظُلْم". والدَّسعَة بمعنى القَىْء. ¬
(دسكر)
(دسكر) - في حديث هِرَقْل: "إنّه أَذِن في دَسْكَرةٍ" (¬1). الدَّسْكَرة: بناء على هَيْئَة (¬2) القَصر، فيها منازلُ وبيوتٌ للخَدَم والحَشَم. وقيل: ليست بعَرَبيَّة (¬3) مَحْضَة: أي جلس فيها وأَذِن للنَّاس والدّخول عليه. (دسا) - (4 قَولُه تَبارك وتَعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (¬5). قال الخليل: دَسَا يَدسُو دَسْوًا ودَسْوةً: نَقِيض زَكَا يَزكُو زكَاةً فهو داسٍ، وقد تَدسَّى ودَسَّى نفسه، ودَسَى يَدْسَى لُغَة. وقيل: التَّدسِيَة: الِإغواء والِإغراء، وأنشد: وأنت الذي دَسَّيتَ عَمراً فأصبَحَت ... حلائلُه منه أرامِلَ ضُيَّعَا (¬6) 4) * * * ¬
ومن باب الدال مع العين
ومن باب الدال مع العين (دعج) - في صِفَته - صلى الله عليه وسلم -: "وفي عَيْنَيْه دَعَجَ" (¬1). الدَّعَج (2 والدُّعْجَة 2) عند العَرَب: السَّواد في العَيْن وغيرها، وعند العامة: سَوادُ الحَدَقة فقط. وهو المَعْنِى في صِفَته. يقال رجلٌ أدعَجُ: أسودُ الجِلدِ، ولَيلٌ أدعجُ، قال الشاعر: * يَسِير في أَعجازِ لَيلٍ أَدعَجا * (¬3) - ومنه في حديث الخوارج: "آيتُهم رجلٌ أَدعَجُ" (¬4). ¬
(دعر)
- وفي حديث المُلاعَنَة: إن جاءَت به أُدَيْعِج جَعْدًا" (¬1). (2 وهو تَصْغِير الأَدْعج 2) وفي رواية: "إن جاءَت به أَسْحَم" (¬3)، فدل على أَنَّه (2 لم يُرِد سَوادَ الحَدَقَة، وإنما أراد سَوادَ اللّون، وكذلك في حديث الخَوارج جاء ما دَلَّ على 2) سَوادِ لَونِه، والله تَعالَى أعلم. والدَّعْجاءُ: اللّيلةُ الثامِنَةُ والعِشْرون من الشَّهر. (دعر) - في حديثِ سَعِيد: "كان في بَنى إسْرائِيلَ رجلٌ دَاعِرٌ". الدَّاعِر: المُفسِد، والجمع دُعَّار ودَاعِرُون، وأَصلُه. من العُودِ الدَّعِر. وهو ما احتَرق فطَفِىء قبلا أن يُبالَغ في احتِراقه فهو يُدخِّن. ¬
(دعمص)
- ومنه حديث عَدِىّ بنِ حَاتِم، رضي الله عنه: "فأَينَ دُعَّار طَيَّىْ الذين سَعَّرُوا (¬1) البلادَ". فالدَّاعِر: الخَبِيثُ من الرجال، وسَعَّروا: أي هيَّجوا الفِتنَ والفسادَ وأَوقدوا نارَ الفِتنة والشّرّ. وقيل: عودٌ دَعِر: وقع فيه الدَّعْر، وهو دُودٌ يأكل الخَشبَ. (دعمص) - في حديد الوِلْدان: "هم دَعامِيصُ الجَنَّة (¬2) ". الدَّعامِيصُ: جمع دُعْمُوص، وهو (¬3) دُوْيبَّة تكون في مُستنقَع الماء. وفي حَديثٍ آخرَ: "يتَقَمَّسُون في أَنْهار الجَنَّة". فيُحتَمل أن يكون هذا تَفسِيره. والدُّعْموص أيضًا: الدَّخَّال في الأمور، وفي المَثَل: "هو ¬
(دعم)
أَهدَى من دُعَيْمِيص الرَّمل" (¬1). "وهو رجل معروف عِندَهم، فيُحتَمل أن يكون من هذا (2 ويحتمل أن يكون من هذا 2) ويكون معناه: أنهم سَيَّاحون في الجنة دَخَّالون في المَنازِل لا يُمنَعون من مَوضِع، كما أنَّ الصِّبيان في الدنيا لا يُمنَعُون من الدُّخُولِ على الحُرَم، ولا يَحتجِب منهم أَحدٌ. (دعم) - (3 في الحديث: "لِكُلِّ شىءٍ دِعامة". الدَّعامة: السَّيِّد (¬4)، والدِّعَامَتَانِ: خَشَبَتا البَكرة 3). (دعا) - في حديث عُمَيْر بن أَفصَى، رضي الله عنه: "لَيْس في الخَيْل داعِيةٌ لعامِل". : أي لا دَعوَى للمُصَدِّق (¬5) فيه، ولا حَقَّ يدعو إلى قَضائِه. لأنه تَجِب فيه الزَّكاة. - في الحديث: "لا دِعْوةَ في الإِسلام (¬6) ". ¬
الدَّعوة، بالكِسْر: ادِّعاء وَلَدِ الغَيْر، (1 كما كانوا في الجاهِلِيَّة يَتَبَنّون أَولادَ الغَيْر 1)، فإنَّ حُكمَ الِإسلام أنَّ الوَلد للفِراش. - في كتاب هِرَقْل: "أَدعُوكَ بدِعايَةِ الإِسلام" (¬2). : أي بدَعْوَتِه، وهي كلمة الشِّعار (¬3) التي يُدعَى إليها أَهلُ المِلَل الكَافِرة. وفي رواية: "بِدَاعِيَة الإِسلام". وهي بمعنى الدَّعو أيضًا، مَصْدَر كالعَافِيَة والعَاقِبة. - في الحَدِيث: "كَمَثل الجَسَد إِذَا اشْتَكَى بَعضُه تَداعَى سَائِرُه بالسَّهَر والحُمَّى" (¬4). - وفي حَديثٍ آخَرَ: "تَداعَتْ عليكم الأُمَمُ" (¬5). يقال: تَداعَى عليه القَوُم: أي أقْبَلُوا وتداعَت الحِيطان: تَساقَطَت أو كَادَت - (1 وفي حدِيث ثَوْبَان: "يوُشِكُ أَنْ تَداعَى عليكم الأُممُ كما ¬
تَدَاعَى الأَكلَةُ على قَصْعَتِها (¬1) ". - في حديث ضِرَارِ بنِ الأَزْور (¬2): "دَعْ دَاعِىَ اللَّبَن" (¬3). قال الطَّحاوِىُّ: من أَخْلاقِ العَرَب إذا حَلَبُوا النَّاقةَ أن يُبقُوا في ضَرْعِها شَيئًا، فإذا احتَاجوا إلى اللَّبنِ لِضَيفٍ نَزَل، أو لغَيْره احتَلَبُوا ما بَقَّوه وإن قَلَّ، ثم خَلَطوه بالماءِ البَارِد، ثم ضَربُوا به ضَرعَها وأَدنَوْا منها حُوارَها أو جِلدَه فتَلْحَسه وتَدُرّ عليه من اللَّبَن مِلءَ ضَرْعِها فيَصرِفُونَه في حَوائِجِهم. - في الحَدِيثِ: "فإنَّ دَعوتَهم تُحِيطُ من وَرائِهم" (¬4). : أي تَحوطُهُم وتَكْنُفهُم وتَحفَظُهم، يُرِيدُ أَهلَ السُّنَّة دُونَ أهل البِدْعَة، والدَّعوةُ: المَرَّة الوَاحِدَةُ من الدُّعاءِ 1). * * * ¬
ومن باب الدال مع الغين
ومن باب الدال مع الغين (دغل) - (1 في حَدِيثِ عَلِىّ: "لَيْس المُؤمِن بالمُدْغِل" بالمُدْغِل". أَدغَل في الأَمرِ: أَدخلَ فيه ما يُفسِدُه، وهو الدَّغَل 1) * * * ¬
ومن باب الدال مع الفاء
ومن باب الدال مع الفاء (دفع) - في الحَدِيث: "أنَّه دَفَع من عَرفَات يَسِيرُ العَنَق" (¬1) : أي ابتَدأ السَّيرَ من عَرفَات. وحَقِيقَتُه (¬2)، دَفَع نَفسَه منها ونَحَّاهَا (3 وانْتِصَابُ العَنَق كانتِصَابِ الخَيْزَلَى، والقَهْقَرى في قَولِهم: مَشَى الخَيْزَلَى، ورجَع القَهْقَرَى في أحدِ الوَجْهَيْن 3). - ومنه حَدِيثُ خَالِد: "أَنَّه دَافَع بالنَّاس يَوْمَ مُؤْتَة" (¬4). ويُروَى: "رَافِعَ"، من رُفِعَ الشَّىء إذا أزِيل عن موضِعه. (دفف) - في الحَدِيثِ: "طَفِقَ القَومُ يَدِفُّون حَولَه" (¬5). ¬
الدَّفِيفُ: سَيْرٌ لَيس بالسَّرِيع، وكأنه بخلاف الدَّفِيف، ومنه: دَفِيف الطَّائِر إذا أَرادَ النُّهوضَ قبل أن يَستقِلَّ، وأَصلُه ضرب بجَنَاحَيْه دَفَّيه (¬1)، وهما جَنْبَاه، وكذلك الدَّفَّة. ومنه دَفَّتَا المُصْحَف: ضِمامُه كأَنَّهما جَنْباه، (2 والدُّفُّ: الذي يُلعَب به، قيل: سُمِّى به, لأنه جِلْد الجَنْب. - ومنه حَدِيثُ عَبدِ الله بن عَمْرو: "أَنَّ امرأَتَه نَذَرَت أن تَضْرِبَ بالدُّفِّ على رأس رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أَوفِى بنَذْرِك". ولَيْسَ هذا من الطَّاعَات التي يتَعَلَّق بها النُّذُور، وأحسَنُ حَالِهم أن يكون من المُبَاح، غَير أَنَّه لَمَّا اتَّصل بإِظْهار الفَرَح بسَلامة مَقدَمِ رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - من بَعض غَزَواته، وكانت فِيه مساءَةُ الكُفَّارِ وإِرغامُ المُنافِقِين صار فِعلُه كبَعْض القُرَب التي هي من بِرِّ أَهلِ الطَّاعات، ولهذا استُحِبَّ ضَربُه في النِّكاح، ولما فيه من الِإشَاعَة والخُروج به عن مَعنَى السِّفاح. ومِثلُه قَولُه لحَسَّان حين استَنْشَده: كأَنَّما تَنضَح (¬3) به وجُوهَ القَوم بالنَّبْل بِرَديِع؟ 2). * * * ¬
ومن باب الدال مع القاف
ومن باب الدال مع القاف (دقر) - (1 في حَدِيثِ عَبْدِ خَيْرِ (¬2): "رأيتُ عَلَى عَمَّارٍ دِقرارةً، وقال: إِنِّي مَمْثون" (¬3). حَكَى ثَعْلَب عن ابنِ الأَعرْابِىّ: الدِّقْرارَةُ: التُّبَّان (¬4)، والقَصِير من الرِّجال، والدَّاهِيَة، والخُصُومَة. والمَمْثُون: الذي يَشْتَكِى مَثانَتَه، حكاه أبو عُمَر في اليَاقُوت 1). (دقق) - في مُناجَاةِ مُوسَى عليه الصَّلاة والسَّلام، قال: "سَلْنِى حتى الدُّقَّةَ" بَتثْقِيل القاف: يَعنِى المِلحَ المَدْقُوقَ. وهي أيضًا: ما تَسحَقُه الرِّيحُ من التُّراب. (دقل) - في الحديث: "فصَعِد القِردُ الدَّقَل" ¬
الدَّقَل: خَشبَة يُمدُّ عليها شِراعُ السَّفِينة، ويقال لها: مَنارَةُ (¬1) السَّفِينَة. - في حَدِيثِ عُمَر، رَضى الله عنه: "أَنَّه أتِىَ بضَرْبَيْن: دَقَل، وبَرْنِيّ". الدَّقَل: أَردأُ التَّمر، والبَرْنِيُّ: أَجودُه. وأَدقلَ النَّخلُ، إذا أَثْمر الدَّقَل، وجَمعُه دُقُلٌ كأَنَّ أصلَه دَقُول فحُذِفت واوُه. * * * ¬
ومن باب الدال مع الكاف
ومن باب الدال مع الكاف (دكن) - في حديث فَاطِمَةَ، رَضى الله عنها: "أَوقدَت تَحتَ القِدْر حتّى دَكِنَت ثِيابُها" (¬1). الدُّكْنَة: لَونٌ غَيرُ صافٍ. * * * ¬
ومن باب الدال مع اللام
ومن باب الدال مع اللام (دلج) - في الحَدِيث: "عليكم بالدُّلْجَةِ". : أي بِسَيْر اللَّيلِ، وهو الدَّلَج أَيضًا، إلَّا أَنَّهم قَالُوا في سَيْرِ أَوَّلِ اللّيلِ أَدلَج بالتَّخْفِيف، ولسَيْر آخره ادَّلَج، والاسْم منه (1 الدَّلَجَة والدَّلَج بفَتْحَتَهما، ومن الأول 1) الدُّلْجَة بالضّمِّ. والعرب تُفرِّق بَيْن أَوّلِ الأوقاتِ وآخِرِها: تَقولُ لأَوَّل اللَّيلِ زُلفَة، ولآخِرِه سُحْرة، ولأَوَّلِ يومِ من الشَّهر غُرّة، ولآخرِ يومٍ غُبْرَة، ولأَوَّل النَّهار بُكْرةٌ ولآخِرِه طَفَلٌ. ومنهم من يجعل الادّلاج لِلَّيل كُلّه، وكأنه المَعنِىُّ به في الحَدِيث لأنه عَقَّبَه بقوله: "فَإنَّ الأرضَ تُطوَى باللَّيل" لم يُفرِّق بين أَوَّلِه وآخِرِه. وأَنشَد لِعَلىٍّ رَضِى الله عنه: اصْبِر على السَّيْر والإدلاجِ في السَّحَرِ وفي الرَّواحِ على الحَاجَاتِ والبُكَرِ (¬2) فجَعَل الِإدلاجَ (1 في السَّحَرِ 1). (دلم) - في صِفَة عَقارِب جَهَنَّم: "كالبِغَالِ الدُّلْم" (¬3). ¬
(دلدل)
الدُّلْمَةُ: سَوادٌ مع طُولٍ، ودَلِم: اشْتَدَّ سَوادُه، ولَيلَةٌ دلماءُ، ورجلٌ أدلَمُ: أَسْودُ. (دلدل) - في حَدِيثِ أَبي مَرْثَد، رَضى الله عنه: "فَقَالت عَناقُ البَغِىّ: يا أهل الخِيَام، هذا الدُّلْدُل الذي يَحمِل أَسْرَاكم" (¬1). قال الأَزهَرِىُّ: الدُّلْدُل: القُنْفُذ، أو شَىءٌ أَعظمُ من القُنْفُذ يُشِبهُه أيضًا، وقيل: إنّه الذَّكَر من القَنافِذ. - وفي الحَدِيث: "كانت بَغْلَتُه الدُّلْدُل" (¬2). ولَعلَّه من قَولهم: مَرَّ يَتَدَلْدَلُ ويُدَلْدِل في مَشْيِه، إذا اضْطرَب، ودَلْدَل في الأَرض: ذَهَب، فيُحتَمل أن يَكُونَ الأَوّلُ من هذا أيضًا ويُحتَمل أن يكون شُبِّه بالقُنفُذ, لأنه يُخْفِى (¬3) رأسَه وجَسَده ما استَطاع. فكأنه شُبِّه به لاستخْفَائِه في مَجِيئِه وذَهابِه يَحَمِل الأُسارَى. (دلل) - (4 في الحَدِيثِ: "يَمشِى على الصِّراطِ مُدِلاّ" : أي مُنبَسِطًا لا خَوفَ عليه 4). ¬
(دلا)
(دلا) - في حَدِيث عُثْمان، رَضى الله عنه: "تَطَأْطَأتُ لكم تَطَأْطُأَ الدُّلَاةِ" (¬1). الدُّلَاة: جمع دَالٍ، وهو النَّازِع بالدَّلْو. يقال: أَدليتُ الدَّلوَ ودَلَيْتُها" (¬2) أَرسلتُها في البِئْرِ، ودَلَوتُها: أَخرجْتُها، فأنا دَالٍ، وهو يُطَأْطِئ ظَهْرَه لأخذِ الدَّلْو، والمَعْنَى: تَواضَعْت لكم وتطَامنْت. (3 في حديث [ابنِ] (¬4) الزُّبَيْر: "أَنَّ حَبَشيًّا وَقَع في بِئْرِ زَمزَم فأمرَهم أن يَدْلوا مَاءَها (¬5) ". (دله) - وفي حَدِيثِ رُقَيْقَة: "دَلَّه عَقلى" (¬6). ¬
أي: حَيَّره. ودَلِه [يَدْلَه] (¬1): تَحيَّر ودَهِش. وكذا وَلِه وأَلِه، وتَلِه وعَلِه 3). * * * ¬
ومن باب الدال مع الميم
ومن باب الدال مع الميم (دمج) - (1 في حَدِيثِ زَيْنَب: "أَنَّها كانت تَكرَه النَّقْطَ والأَطرافَ إلا أن تَدمُجَ اليَدَ دَمْجًا في الخِضابِ". : أي تَعُمَّ جَمِيعَ اليَدِ 1). (دمس) - في أَراجيزِ مُسَيْلِمَةَ الكَذَّاب: " ... واللَّيلِ الدَّامِس، والذِّئبِ الهَامِسِ (¬2)، ما رَطْبٌ كَيابِسٍ". الدَّامِس: الشَّدِيد الظُّلمَة، ودَمَس: اسوَدَّ. وأصلُ الدَّمْسِ: التَّغْطيَة. (دملج) - في حَدِيثِ خَالِد بن مَعْدَان: "دَملَج اللهُ تَعالَى لُؤْلُؤةً" قال الجَبَّان: دَمْلَجَ الشىءَ إذا سَوَّاه وأحْسَنَ صَنْعَتَه كما يُدمْلج السِّوار، والدُّمْلُج والدُّمْلُوج: الحَجَر الأَملَس، والمِعْضَد من الحُلِىّ. (دمم) - في حَدِيثِ البَهِىِّ (¬3): "كانَتْ بأُسامَةَ، رضىِ الله عنه، دَمامَةٌ، فقال النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -: قد أحَسَن بِنَا إذْ لم يَكُن جَارِيَةً". ¬
(دمى)
الدَّمِيمُ: القَصِير، والحَقِيرُ. والدَّمَامَة: القُبْح، وأَساءَ فُلانٌ وأدَمَّ. : أي أَقْبَح وأَتَى بالقَبِيح، وقد دَمَّ وجهُه فَهُو دَمِيمٌ إذا تَشَوَّه، وقد دَمُمْتَ يا وَجْه، وأدمَّ أيضًا: أقبَح. وأدمَّت المَرأةُ: وَلَدَت دَمِيماً. (دمى) - في حَدِيثِ زَيْد بنِ ثَابِت، رضي الله عنه: "في الدَّامِيَة بَعيرٌ" الدَّامِيَة: شَجَّةٌ تَشُقّ الجِلدَ حتى يَظْهَر منه الدَّمُ، وتُسَمَّى دَامِعَة أيضًا، لأَنَّها تدمَع بقَلِيلِ دَمٍ. - في حَدِيثِ الوَلِيد بن المُغِيرة: "والدَّمِ ما هو بِشَاعرٍ" (¬1). هَذِه يَمِين، كانوا يَحلِفون بها في الجاهِلِيّة. - في حَدِيث بَيْعَةِ الأَنصارِ: "الدَّمُ الدَّمُ" (¬2). فَسَّره الهَرَوِى (¬3) في بابِ الهَاءِ. * * * ¬
ومن باب الدال مع النون
ومن باب الدال مع النون (¬1) (دندن) - في الحَدِيثِ: "لا أُحسِن دَنْدَنَتَك" (¬2). هي قِرَاءة مُبهمَة غَيرُ مَفهْومَة، ومِثلُه الهَيْنَمَة. وقيل: كلام أَرفَع منها تُردِّدُه في صَدْرِك تَسْمَع نَغْمَته ولا يُفْهَم. ومنه: دَنْدَن الرَّجلُ، إذا اخْتَلف في مكان وَاحدٍ ذهابًا ومَجِيئًا، ويجوز أن يَكونَ في المَعْنَى الدَّنَن، وهو التَّطَامُن. يقال: بيت أَدَنُّ [متطامن] (¬3) وفَرسٌ أَدنُّ؛ لأنه يَخفِضُ صَوتَه ويُطامِنُه (¬4). وقوله: "لا أُحسِن دَنْدَنَتَك، ولا دَنْدَنَة مُعاذ فلا نُحسِنُها" وَحَّد الضَّمِيرَ لأنه أَضْمرَ الأَوّل. وفي رواية: "عَنْهُما نُدَنْدِن": أي دَنْدَنَتُنا صَادِرة عَنْكما كائِنَةٌ بسَبَبِهما. ¬
(دنا)
(دنا) - في الحَدِيثِ: "سَمُّوا ودَنُّوا وسَمِّتُوا" (¬1). : أي كُلُوا مِمَّا دَنَا. * * * ¬
ومن باب الدال مع الواو
ومن باب الدال مع الواو (¬1) (دوخل) - في حَدِيث بَعضِهم: "دَوخَلَّة" (¬2) الدَّوخَلَّة: سَفِيفَة من خُوصٍ، قُلْناه بظَاهِرِه، وإن كانت الوَاوُ زائِدَة. * * * ¬
ومن باب الدال مع الهاء
ومن باب الدال مع الهاء (ده) - في حَدِيث الكَاهِن: "إلَّا دَهٍ فلا دَهٍ". (¬1) : أي إن لم تَنلْه الآن لم تَنلْه أبدا. قال الجَبَّان: دِهْ (¬2): أَصلُه فارسى مُعرَّب: أي إن لم تُعطَ الآن لم تُعطَ أَبدًا. (دهر) - في حديث النَّجاشى، رضي الله عنه: "فلا دهْوَرة (¬3) اليَوم على حِزب إبراهيم عليه الصلاة والسلام". قال الجَبَّان: الدَّهْورةُ: جَمعُك الشىءَ وقَذفُك إيَّاه في مَهْواة. كأَنَّه أراد: لا ضَيعَة عليهم، ولا يُتركُ حِفظُهم وتَعَهُّدهم. ودَهْورَ اللُّقَم، ودَهْوَر: سَلَح أيضًا. ¬
(دهق)
- (1 في حديث أمِّ سليم: "ماذاكِ دَهرُكِ". يقال: ماذاك دَهْرِى: أي هِمَّتِى وإرادَتِى. (دهق) - في حديث عَلِيِّ: "نُطفَةً دِهاقًا وعَلَقَةً مُحاقًا" (¬2). : أي نُطفةً قد أُفرِغت إفراغًا شَدِيدا، من قولهم: أدهقتُ المَاءَ إذا أفرغتَه إفراغًا شَدِيدا، فهو إذًا من الأَضْداد 1). (دهقن) - في حديث: "أَهدَاها إِلىَّ دُهْقان" (¬3). بَضَمِّ الدَّال وكَسرِها، وهو مُعرَّب ونُونُه أَصلية بِدَليل الدَّهقنة (¬4). (دها) - قوله تعالى: {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} (¬5). : أي أشَدّ. * * * ¬
ومن باب الدال مع حرفى العلة
ومن باب الدال مع حرفى العِلَّة (1 (دوأ) - وفيه: "إنَّ الخَمر، دَاءٌ ولَيْسَت بِدَواء". : أي لِمَا فِيهَا من الِإثْم، ويُستَعْمَل لَفظُ الدَّاء في الآثامِ والعُيُوب كما في بَيْع الحَيَوان. وبَرِئْتُ إليك من كل دَاءٍ، يعني العَيْبَ. - ومنه قَولُه: "دَبَّ إليكم دَاءُ الأُمم قَبلَكم: البَغْضَاءُ والحَسَد". كذلك الخَمْر نَقَلها من الطَّبِيعَةِ إلى الشَّرِيعَة، ومن أَمْرِ الدُّنْيا إلى الآخرة" (¬2). - ومنه قَولُه: "أَىُّ دَاءٍ أَدوَى من البُخْل" (¬3). والفِعلُ منه: دَاءَ يَدَاءُ كشَاءَ يَشَاء، ونَامَ يَنامُ. وهو دَاءٌ وهي دَاءَةٌ بوزن: القَالِ والقَالَة، وتَقْدِيرُهُما: فَعِل وفَعِلة، عَينُه حرفُ علَّةٍ ولامُه هَمْزَة أصلِيَّة غَيرُ مُنْقَلِبَة، وأَمَّا دَوِىَ يَدْوَى فتَركيبٌ آخرُ. ¬
(دوبل)
(دوبل) - في حديث مُعاوِيَة: "أنَّه كَتَب إلى ملِك الروم: لأَرُدَّنَّك إرِّيساً من الأَرَارِسَة تَرْعَى الدَّوَابل". هي جمع دَوْبَل، وهو ولد الخِنْزِير والحمار، وإنما خصَّ الصغارَ لأنّ راعِيها أوضَعُ من راعى الكبار، والواو زائدة 1). دوث - في حديث أَبِي الرَّبَاب: "فأَتَى رَجلٌ فيه كالدِّيَاثَة واللَّخْلَخَانِيَّة (¬1) " (¬2). قيل: الدِّيَاثَة: الالْتِواءُ في اللِّسان، كما قال عزَّ وجلّ: {يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ} (¬3) وَ {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ} (¬4). ولَعلَّه من دَاثَ يدُوثُ ويَدِيثُ: إذا لَانَ، ومنه الدَّيُّوث فِيما قِيل كأَنَّ لِسانَه أُلِينَ وذُلِّلَ فهو يُحرِّكه فيما يُرِيده. قال ابنُ الأَنْبارى: الدَّيُّوثُ سُرْيانِي (¬5) عُرِّب، وهو الذي لا يَغار على أَهِله. ¬
(دوج)
(دوج) - في الحَدِيث: "ما تَركْتُم من حَاجةٍ ولا داجَةٍ" (¬1). الدَّاجَةُ: إتباعُ (2 الحَاجَة 2) وعَينُها مَجْهُولَة، فحُمِل على الأَغلَبِ، وهو الوَاو, لأَنَّ بَابَ الوَاوِ من مُعْتَل العَيْن أَكثرُ (2 من اليَاءِ 2) وإنْ كانت لامًا حُمِل على اليَاءِ، لأَنَّ بَناتِ اليَاءِ في المُعْتَلّ الآخِر أَكثرُ. (دود) - في الحَدِيثِ: "أَنَّ المُؤَذِّنِين لا يُدادُون". : أي لا تَأكلُهم الدِّيدَان. يقال: دَادَ الطَّعامُ يَدَادُ دَادًا، ودَوَّدَ [وأَدَادَ] (¬3)، إذا وَقَع فيه الدُّودُ، فهو مُدَوِّد بالكَسْر. (دوذ) - في قِصّةٍ (¬4) لسُفْيانَ الثّورِىّ: "مَنَعْتُهم أن يَبِيعوا الدَّاذِىَّ" قال الأَزهَرِىّ: هو حَبٌّ يُطرح في النَّبِيذِ فيَشتَدُّ حتى يُسْكِر. (دور) - في حَدِيثِ الزِّيارة: "السَّلامُ عليكم دَارَ قَومٍ مُؤمِنين" (¬5). ¬
(دوف)
فَدلَّ على أنَّ اسمَ الدَّارِ من جِهَة اللُّغَة يَقَع على الرَّبْع العَامِر المَسْكُون، وعلى الخَرَاب غَيرِ المَأْهُول، ويُقال: للعَرْصَةِ والمَحَلَّة: دَارٌ ودَارَةٌ، وهي من الاسْتِدَارَة، وذلك أنَّ الواحِدَ منهم كان يَخُطّ بِطَرَف رُمحِه قدرَ ما يَتَّخِذُه دَارًا، ودَار حَولَه ولِذَلِك قِيل: الدَّارُ دَارٌ وإن زَالت حَوائِطُه ... والبَيتُ ليس بِبَيْت وَهْو مَهْدُومُ والدَّارُ: اسمٌ للمَدِينة في قَولِه تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ} (¬1). (دوف) - في حَدِيث سَلْمان، رضي الله عنه: "أَنَّه دعا بِمِسْك فَقَال لامرأَتِه: أدِيفِيه في تَوْر (¬2) " قال ابنُ فارس: دُفتُ الدَّواءَ إذا بَللتَه بماء، فهو مَدُوف ومَدْوُوف على الأَصلِ، مثل مَصُون ومَصْوُون ولَيْس لهما نَظِير. - ومنه الحديث: "عَرقُك أدُوفُ به طِيبِى" (¬3). : أي أَخلِط، والدَّوْفُ: خَلْط الزَّغْفَران والدَّواء ونَحوِهِما بالماء ونَحوِه لينْمَاع فيه. يقال: دَافَه يَدُوفُه. ولُغةٌ أُخْرى: يَدِيفه، فهو مَدِيفٌ (¬4) ومَدْيُوف، ولعل أَدَاف لُغَة أخرى. ¬
(دوفص)
(دوفص) - (1 في حَدِيثِ الحَجَّاجِ: "أكْثِرْ دَوْفَصَها" (¬2). وهو البَصَل الأَملَس الأَبيضُ. (دولج) - في الحديث: "فأدْخَلْتُه الدَّوْلَج" (¬3). : أي المُخْدَع وكذلك التَّوْلَج (¬4)، وهما من الوُلُوج 1). (دوم) - في حَدِيث عَائشَة، رَضى الله عنها: "أنَّها كانَت (5 تَنْعَت 5) من الدُّوَامِ سَبْع تَمراتٍ عَجْوَةً في سبع غَدَواتٍ". قال الأصمعيُّ: أخذَ فُلانًا الدُّوامُ: أي الدُّوارُ، وقد دِيمَ به وأُدِيمَ: أي دِيرَ به. ومنه: دُوَّامة الصَّبِىِّ، بضَمِّ الدَّال وفَتْحِها وبتثْقِيل الوَاوِ وتَخْفِيفِها لاسْتِدَارَتها. والتَّدْوِيمُ في العَيْن: أن تَدُورَ الحَدَقَة كأنَّها في ¬
(دوو)
فَلَكة، والتَّدْوِيمُ: تحليق الطَّائِر في الهَواء ودَوَرَانُه، والشَّمسُ في جَرَيانِها، وقيل: أُخِذَ من الماء الدَّائِم وهو السَّاكِنُ كأنه لِسُرعة حَرَكَتِه يُرى ساكِنًا. (1 - في حَدِيث قُسًّ: "دَوَّم عِمامَتَه" (¬2). : أي بَلَّها أو أدَارَها. - في الحَدِيث: ذِكْرُ "دُوْمَةِ الجَنْدَلِ" (¬3). بضَمِّ الدَّالِ وهو مُجْتَمَعه ومُسْتَدِيره كما تَدُور، الدُّوَّامة: أي تَسْتَدِير. (دوو) - في حَدِيثِ جُهَيْش: "وكَائن قَطَعْنَا من دَوِّيَّةٍ" (¬4). ¬
(ديد)
الدَّوُّ: الصَّحراء التي لا نَباتَ (1 بها 1)، والدَّوِّيَّة: مَنسوبَة إليها، وتُبدَل من الوَاوِ المُدْغَمَة أَلِف، فيُقال: دَاوِيّة على غَيرِ قياس كَدَارِىٍّ، وطَائىًّ. (ديد) - في حَديث ابن عُمَر (¬2)، رَضى الله عَنْهُما، "خَرجْتُ لَيْلة أَطوفُ، فإذا بامْرأة تَقُول: كَذَا وكَذَا، ثم عُدْتُ فَوجَدتُها ودَيدانُها أن تَقُولَ ذَلِك". الدَّيْدَان، والدَّيْدَن، والدَّيْن: العادة. (ديم) - وفي حديث جُهَيْش: "دَيْمُومَةٍ صُرْدَحٍ" (¬3). فَعْلُولَة من الدَّوَام: أي مُتَقَاذِفَة الأَرجاء، يَدُوم السَّيرُ فيها، واليَاءُ منقَلِبَة عن وَاوٍ تَخْفِيفا. وقيل: فَيْعُولة، من دمَمْتُ القِدرَ: طَلَيتُها بالرَّمادِ والطِّحال. : أي مُشْتَبِهَة لا عَلَم بها، مَسالِكُها مُغَطَّاة على سَالِكها، وكما يُغَطّى الدِّمامُ أَثرَ الشَّعْبِ (¬4) من القِدْر، وجَمعُ الدِّيَمَة دِيَمٌ، وهي فِعْلَة من الدَّوَامَ. (دين) - في حَدِيثِ عَبدِ الله بن عُمَر، رَضِى الله عَنْهما: "لا تَسُبُّوا السُّلطانَ، فإنْ كان لَا بُدَّ، فقولوا: اللَّهُمَّ دِنْهُم كما يَدِينُونَنَا" ¬
: أي اجْزِهم بما يُعامِلُونَنَا به. - ومنه حَدِيث سَلْمَان، رَضى الله عنه: "إنَّ الله عَزَّ وجَلَّ لَيَدِينُ للجَمَّاءِ من ذَاتِ القَرْن". : أي يَقتَصُّ له ويَجْزِيه ويُحاسِبُه، سُمِّى الفِعلُ باسْمِ الجَزَاء، وهذا عَكْسُ ما تَجرى به العَادةُ من تَسْمِيَة جَزاء الشَّىءٍ باسْمِه. - (1 روى أَحمدُ بن حَنْبَل رَضِى اللهُ عنه، عن الوَلِيدِ، عن سَعِيد بنِ عَبدِ العَزِيز، عن مَكْحُول، قال: "الدَّيْنُ بَيْن يَدَى الذَّهَب والفِضَّة، والعُشْر بين يَدَى الدَّين في الزَّرع والِإبِل والبَقَر والغَنَم" (¬2). قال أحمدُ: ابنُ عُمَر وابنُ عَبَّاسٍ. اخْتَلَفا في هذا، قال ابنُ عُمَر: يُقضَى الدَّيْن ويُزَكِّى ما بَقِى، وقال ابنُ عَبَّاس: ما استدَان على الثَّمَرة فليَقْضِ من الثَّمَرة وليُزَكَّ، قال أحمدُ: إذا كان استَقرَض على الثَّمرَة فأَنفَق عليها يَبدَأ بالدَّيْن فَيقْضِيه، ثم ينظر ما بَقِى عنده بعد إخراج النَّفَقَة فيزُكِّى ما بَقِى، ولا يَكُون على رجل دَيْنُه أَكثَر من مَالِه صدَقَةً في ضَرْعٍ، أو إبلٍ، أو بَقَرٍ، أو زَرْعٍ، ولا زَكاةَ. وقَولُه: "بين يَدَىْ هذا" أي: يَبدَأُ به قَبلَه 1). * * * ¬
ومن كتاب الذال
ومن كتاب الذال من باب الذال مع الهمزة (ذأب) - في حَدِيثِ دَغْفَل النَّسَّابة مع أَبِي بَكْر الصِّدّيق، رَضِى اللهُ عنه: "إنَّكَ لَستَ من ذَوائِبِ قُرَيْش". ذُؤَابة الجَبَل: أَعْلاه، والذُّؤَابَةُ: المَضْفُور (¬1) من شَعَر الرّأس، ثم استُعِير للعِزِّ (¬2) والشَّرَف والمَرْتَبَة: أي لَستَ من أشرافِهم وذَوِى أَقْدارِهم. وفي الأَمثال: "فُتِلَت ذُؤَابَتُه": أي أُزِيلَ عن رَأْيِه. (ذأم) - (3 في حَدِيث عَائِشة (¬4)، رَضى الله عنها: "عَلَيكم السَّامُ والذَّامُ" الذَّامُ: الذَّمُّ والعَيْبُ، من قَولِه تَعالَى: {مَذْمُومًا مَدْحُورًا} (¬5) 3). * * * ¬
ومن باب الذال مع الباء
ومن باب الذال مع الباء (ذبب) - في حَدِيثِ (¬1) عُمرَ، رضي الله عنه: "إنَّما هو ذُبَابُ غَيْثٍ". يَعنِى النَّحلَ: أي أَنَّه يَكُون مع الغَيْث ويَعِيش به, لأنه يَأكُل ما يَنبُت منه. وذُبَاب: اسمُ جَبَل بالمَدِينة جاء ذِكْره في حديث. - وفي الحديث: "عُمْر الذُّبابِ أَربَعونَ يومًا، والذُّبَابُ في النَّار". قِيلَ: كَونُه في النّار ليس بِعَذابٍ له، وإنَّما يُعذَّب به أَهلُ النَّار لوقُوعِه (¬2) عليهم. ¬
(ذبذب)
- في حَديثِ المُغِيرة: "شَرُّهَا ذُبابٌ". قال الزَّمخْشَرِى: الذُّبَاب: الشَّرُّ الدَّائِم. (ذبذب) - في الحَدِيثِ: "كانت عَلَىَّ بُردةٌ لها ذَبَاذِبُ" (¬1). : أي أَهْداب، وسُمِّيَت ذَبَاذِب لتَذَبْذُبِها وأضْطِرَابها. - ومنه الحَدِيثُ: "كأَنَّي أَنظُر إلى يَدَيْه تَذَبْذَبان". : أي تَتحرَّكان وتَضْطربان، يُرِيد الكُمَّين. - وفي الحَدِيث: "مَنْ وُقِى شَرَّ ذَبْذَبِه" (¬2) يَعنِي الذَّكَر، سُمِّى بِذلِك لتَذَبْذُبِه. (ذبح) - في حديث أبِي الدَّرْدَاء: "ذَبْح الخَمْر المِلحُ والشَّمسُ والنِّينانُ". هذا مُرِّىٌّ (¬3) يُعمَل بالشَّام. تُؤخَذ الخَمْر فيُجعَل فيها المِلْحُ والسَّمك، وتُوضَع في الشَّمس فتَتَغَيَّر عن طعم الخمر إلى طعم المُرِّىّ. يَقُول: كما أَنَّ المَيتَة حَرامٌ، والمُذَكَّاة حَلالٌ، فكَذَلك هذِه الأَشْياء ذَكَّت الخَمرَ وذَبَحَتْها فحَلَّت بها, ولولاها كانت حَرامًا، وأصل الذَّبْح الشَّقُّ، ومنه ذبْح الشَّاة؛ لأنه شَقَّ الأَوداجَ، ثم يُستَعمل في الغَلَبة والِإهْلاك، والنِّينان: جمع نُونٍ، وهو السَّمَك. ¬
(ذبر)
(ذبر) - (1 في حَدِيثِ ابنِ جُدْعَان: "أنا مُذُابِر" : أي ذَاهِب، والتَّفْسِير في الحَدِيث. (ذبل) - في حديثِ عَمْرِو بنِ مَسْعُود، قال لمُعاوِيَة وقد كَبِر: "ما تَسْأَل عَمَّن ذَبَلَت بَشَرتُه" (¬2). : أي قَلَّ ماءُ جِلدِه، وذهبَت نَضارَتُه 1). * * * ¬
ومن باب الذال مع الحاء
ومن باب الذال مع الحاء (ذحج) - (1 " مَذْحِج". : أي أكَمَة حَمراءُ باليَمَن (¬2)، وُلِدَ عليها أبُو هذه القَبِيلَة فسُمُّوا بها، من قَولِهم (¬3): ذَحَجَه إذا سَحَجَه، وذَحَجَتْه الرِّيحُ: جَرَّته من مَوضِع إلى آخر 1). (ذحل) - في حديث عامر بن المُلَوِّح: "مَا كَانَ رَجلٌ ليَقْتُل هذا الغُلام بذَحْلِه إلا قد استَوفَى". : أي بِدَمِه، والذَّحْل: الوِتْر، وطَلَب المُكافَأَةَ (1 بجِنَايَة جُنِيَت 1) عليه, أو عَداوةٍ أُتِيَت إليه من (¬4) القَتْل أو الجَرْح ونَحْوهِما. * * * ¬
ومن باب الذال مع الخاء
ومن باب الذال مع الخاء (ذخر) - في أصحابِ المَائِدَة: "أُمِرُوا أن لا يَدَّخِرُوا فادَّخَرُوا". أَصل ادَّخَرُوا: اذْتَخَروا، افْتَعلوا من الذَّخْر، أُبدِلَت التَّاء ذَالًا فأُدغِمتَ في الذَّال، وتَاءُ الافْتِعال تَتَغَيَّر عند الصَّاد والضَّاد والطَّاء، والظَّاء والدَّال والذَّال، والرَّاء والثَّاء نحو: اصْطَحبَ، واضْطَرَب، واطَّلَع واظَّلم، وادَّعى، وادَّكَر، واتَّغَر. أَصلُ هذه كُلِّها: افْتَعَل، فصارت التَّاء حَرفًا آخر كما تَرَى. ومنهم من يَجعَل الغَلَبة للحُرُوف الأَصْلِيَّة، فيُدغِم التاءَ فيها، ويَتركُها على حالِها نَحْو: اثَّغر، وازَّجَر واضّرَب واذَّكر، ونحو ذلك. والاسْمُ من هذا: الذُّخْر، ولِمَا يُذْخَر: الذَّخِيرَة. قال اللهُ تَبارَك وتَعالَى: {وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} (¬1): أي تُعِدُّون وتَقْتَنُون لوَقْت مّا، والمَذاخِر (¬2): الجَوفُ، والأَمعاءُ التي يُدَّخَر فيها الطَّعام. - في الحَدِيث، فقال العَبَّاس، رضي الله عنه: "إلَّا الإذْخِر فإنَّه لِبُيُوتِنا وقُبورِنا" (¬3). ¬
الإِذْخِر، بكَسْر الهَمْزة، حَشِيشَة طَيَّبة الرَّائِحَة تُسقِّف بها البُيوتُ، بمنزلة القَصَب فوق الخَشَب، وتُجعَل في القُبُور. وفي رواية: "لِقُيُونِنا": أي تَحرِقُها الصَّاغَة. - ومنه حَدِيثُ على، رَضِى الله عنه: "واعَدْت رجلًا من بَنِي قَيْنُقَاع صَوَّاغًا لنَجِىءَ بإِذْخِرٍ فَنَبِيعَه" (¬1). * * * ¬
ومن باب الذال مع الراء
ومن باب الذال مع الراء (ذرب) - في حَديثِ أبي بَكْر، رَضى الله عنه: "لتَألَمُنَّ النَّومَ على الصُّوفِ الأَذْرَبِى". هو مَنْسُوب إلى أَذرَبِيجَان، أورده صاحبُ التَّتِمَّة ها هنا. وقد ذَكَره الهَرَوِى في باب الهَمْزَة. وقيل: إنَّ الفَصِيح (¬1) فيه الأذَرِىّ - بغير باء - كما يُقالُ في النِّسْبة إلى رَامَ هُرمُز: رَامِىّ. - (2 في حَدِيثِ أبي بَكْر: "ما الطَّاعُون؟ قال: ذَرَبٌ كالدُّمَّل". الذَّرَب: جُرحٌ لا يقبلَ الدَّواء 2). (ذرر) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} (¬3). قال بَعضُ العُلمَاءِ: الشَّعِيرة أَربعُ رُزَّات، والرُّزَّة: أَربعُ سِمْسِمات، والسِّمْسِمَة: أَربعُ خَرْدَلات، والخَردَلة: أَربعُ ورَقَات نُخالَة، والوَرَقة: أربع ذَرَّات، وقد تُشَبَّه أَجزاءُ الغُبار التي تُرَى عند طُلوعِ الشَّمسِ في الكُوَّة بالذَّرَّات، والذَّرَّة: هي النَّملَة الحَمْراء (2 الصَّغِيرة، فأَمَّا ما كان لها قُراعٌ فهي النَّمْل. وهي الطَّوالُ الأرجُل لا ضَرَرَ فيها, ولا يَجوزُ قَتلُها، والصِّغار هي المُؤذِيَة 2). ¬
(ذرع)
وسُئِل ثَعْلَب عن الذَّرَّة. فقال: إن مِائَةَ نَمْلَة وَزنُ حَبَّة، والذَّرَّة واحِدةٌ منها. وقال يَزِيد بن هارون: زَعَمُوا أن الذَّرَّة ليس لها وَزْن، وذُكِر عن بَعضِهم. قال: وَضعتُ كَذَا وكَذَا ذَرَّةً في كِفَّة المِيزان فَلمْ يترجَّح بها. وقال آخر: وضَعتُ خُبزًا فغَشِيَتْه النَّملُ بحَيْث عَمَّته، فوزَنْتُه مع النَّملِ ثم نَقَّيْته فوزَنْته فما نَقَص من وَزْنه شَىء. وقيل: إنَّ الذَّرَّةَ ليس لها في الدُّنيا وَزنٌ أَصلاً. فأَخبرَ اللهُ تَباركَ وتَعالَى أنه يُحاسِب في الآخرة بِما لا وَزْن له في الدُّنيا. - في حَديثِ إبراهيم (¬1): "تكتَحِل المُحِدُّ بالذَّرُور". الذَّرُور: ما يُذرُّ (¬2) على العَيْن. يقال: ذَررْتُ عينَه بالدَّواء، وذَرَرَتُ الدَّواءَ في العَيْن، إذا أَخذتَه بأطراف أَصابِعِك فطَرحتَه فيها، ولَعلَّه من الذَّرِّ أيضا. - وفي حَدِيثهِ أيضًا: "يُنْثَرُ على قَمِيص الميِّتِ الزَّرِيرَةُ". وهي فُتاتُ قَصَبٍ مّا، كالنُّشَّابِ وغيره. - (3 وفي حَدِيثِ عُمَر: "ذُرِّى وأَحِرُّ لَكِ" : أي ذُرِّى الدَّقيق في القِدْر، والذَّرُّ: التَّفْرِيق 3). (ذرع) - قَولُه تَبارَك وتَعالى: {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} (¬4). ¬
: أي ضَاقَ ذَرعُه بهم، والذَّرْع: القَدْر الذي يَبلُغه، والطَّوقُ: الذي يُطِيقه، أي كَلِفَ أو تَكَلَّفَ أكثَر مِمَّا يُطِيق، (1 وقيل: هو من ذَرْع النَّاقَةِ، وهو خَطْوها، ومَذَارِعُها: قَوائِمُها، وهو من المَقلُوب فَلمَّا حُوِّل الفِعلُ صَارَ ذَرْعًا مُفَسِّرا 1). - في الحَدِيثِ: "مَنْ ذَرعَه القَىءُ فلا قَضاءَ عليه". يَعنِى في الصَّوم: أي غَلبَه، وقيل: سَبَقَه، وقيل: أَفرط عليه. - ومنه: "مَوتٌ ذَرِيعٌ". : أي سَرِيعٌ فاشٍ (1 لا يتَدافَنُ أَهلُه. - قَولُه تَبارَك وتعالى: {سَبْعُونَ ذِرَاعًا} (¬2). : أي طُولُها إذا ذُرِعَت 1). - في حَدِيثِ المُغِيرة، رَضِى الله عنه: "أَنَّ النّبىَّ - صلى الله عليه وسلم -، اذَّرَعَ ذِراعَيْه اذِّراعاً من أَسفَلِ الجُبَّة" (¬3). ¬
: أي أَخرَجَهما ونَزَع ذِرَاعَيْه عن الكُمَّيْن فأَخرجَهما من تَحتِ الجُبَّة. ووزنه افْتَعل من ذَرَع: أي مَدَّ ذِراعَيْه، ويَجُوزُ بالدَّالِ وبِالذَّال معا كما ذكرناه في ذَخَر. (1 ويقال: أَذرَع وذَرَّع إليه بِيدِه: أي حَرَّكَها، وأنشد: * أَوائلَ خَيلٍ لم يُذَرِّع بَشِيرُها * (¬2) وقيل: الذَّرعُ: مَدّ الذِّراع، وضِيقُ الذِّرَاع: قِصَرُها عن بُلوغ ما يُرِيد أن يَتَناوَلَها وعَجْزُها عن ذلك، كما أَنَّ سَعَة الذِّراع وبَسْطَها: طُولُها وقُدرتُها على ما يُرِيد، كما يُقال: هو بَاسِط الذِّراع بالخَير وغيره. - وفي حَدِيثِ عَائِشةَ وزَيْنَب: "قالت زَيَنب لِرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: حَسَبُك إذْ قَلَبَت لك ابنَةُ أبِي قُحافَةَ ذُرَيِّعَتَيْها" الذُّرَيِّعة: تَصْغِير الذِّراع، ولحُوقُ الهاءِ فيها لكونِها مؤنَّثَة، ثم ثَنَّتْها مُصغَّرة، وأَرادَت به: سَاعِدَيْها. ¬
(ذرق)
(ذرق) - في الخَبَر: "قاع كَثِير الذُّرَق" (¬1). : أي الحَنْدقُوق (ذرا) - في الحديث: "أُتِى بإِبل غُرِّ الذُّرَى" (¬2). : أي سَمِينِي السَّنامِ، والأَغرُّ: الأَبيضُ 1). - في حديثِ سُلَيْمان بنِ صُرَد: "بَلَغَنى عن عَلِىٍّ، رَضِى الله عنه، ذَرْوٌ من قَوْل" (¬3). : أي طَرَف منه لم يَتَكامَل، (4 وهو ما ارتَفَع إليكَ من أَطرافِه وحَواشِيه 4). وهو غَيرُ مَهْموز، ويُقال: عَرفتُه في ذَرْو كَلامِه: أي فَحْواه، وأَنمَى اللهُ ذَرْوَك: أي ذُرِّيَّتَكَ ونَمَّاكَ. (4 في الحَدِيث: "أَوَّلُ الثَّلاثة يدخُلُون النّارَ كذا وكذا، وذو ذَرْوةٍ لا يُعْطِى حَقَّ اللهِ" (¬5). ¬
: أي ذو ثَروَةٍ، فإمَّا أن يكون من باب الاعْتِقاب (¬1)، وإمَّا أن يَكُونَ من الذِّرْوَة لِما في الثَّروة من مَعْنَى العُلُوِّ والزِّيادة. - وفي حَدِيثِ أبي الزِّناد: "أَنَّه كان يَقُولُ لابْنِه عَبد الرحمن كيف حَدِيث كَذَا؟ يُرِيدُ أن يُذَرِّىَ منه" (¬2). : أي يرفَع منه ويُنَوِّه به، قال رُؤبَة: * عَمدًا أُذَرِّى حَسَبى أن يُشْتَما * أي مَخافَة ذَلِك 4). * * * ¬
ومن باب الذال مع العين
ومن باب الذال مع العين (ذعر) - في الحَدِيث: "قال له لَيلَةَ الأَحزَابِ: قم يا حُذَيْفَة فَأْتِ القَومَ (¬1) ولا تَذْعَرْهم علىَّ" يقال: ذَعرتُه: أي أَفزعتُه فذُعِرَ، وهو مَذْعور، والذُّعر: الفَزَع: أي لا تُعلِمْهم بك فيفزَعُوا ويُقبِلوا علىّ أو نَحْو ذلك. - (2 في الحَدِيث: "لا يَزالُ الشَّيطانُ ذاعِراً من المُؤمِن" : أي فَزِعًا، وذَاعِراً أيضًا: أي ذا ذَعْر (¬3). (ذعلب) - في حديث سَوادِ بن مُطَرَّف: "الذِّعْلِب (¬4) الوَجنَاء" : أي النَّاقَةُ السَّريعَة 2). * * * ¬
ومن باب الذال مع الفاء
ومن باب الذال مع الفاء (ذفر) - في الحَدِيث: "فمَسَحَ سَراةَ البَعِير وذِفْرَاه" (¬1). الذِّفرَى (¬2): سالِفةُ العُنُق، وهما الذِّفْريان، وكذلك المَقَذَّان (¬3) بالتَّشْدِيد، وهما أَولُ ما يَعرَق من البَعِير، وإنّما سُمِّيا بذلك لذَفَر العَرقَ. قال الأصمَعِىُّ: قلت لأَبِى عَمْرو: الذِّفْرَى من الذَّفَر؟ قال: نَعَم، وهو شِدَّةُ الَّرائحة الطَّيَّبة أو الخَبِيثَة. - (4 ومنه في صِفَة الحَوض: "مِسكٌ أَذفَرُ" (¬5). والذِّفْرى: مُؤنَّثَة، جُعِلت أَلِفُها للتَّأْنيث أو للإِلحاق 4). (ذفف) - في الحديث: "فإذا هو يُصَلِّى صَلاةً ذَفِيفة (¬6). ¬
: أي خَفِيفَة. يقال: رجل خَفِيفٌ ذَفِيفٌ، ومنه: ذَفَفْت على الجَرِيح: أي أَجهَزْت وأَسرعتُ قَتلَه، وكذلك: خُفَافٌ ذُفافٌ. - وفي الحدِيثِ قال لِبلَالٍ، رَضِى اللهُ عنه: "إنِّي سَمِعتُ ذَفَّ نَعْلَيْك في الجَنَّة". : أي حَفِيفَهما وما يُحَسُّ من صَوْتِهما عند وَطْئِهما، ذَكَره صاحبُ التَّتِمَّة، بالذال المعجمة، وأَصلُه السَّيرُ السَّريعُ. - ومنه قَولُ الحَسَن: "إنَّهم وإن ذَفَّفْت بهم الهَمَالِج" (¬1). : أي أسرَعْت. وقد يُقالُ: دَفَّ نَعْلَيْك، بالدَّال المُهْمَلة، ومَعنَاهُما قَرِيبَان. * * * ¬
ومن باب الذال مع الكاف
ومن باب الذال مع الكاف (ذكر) في حَدِيث عَائِشَة، رضِي الله عنها: "كان يَتَطيَّب بذِكَارةِ الطِّيبِ". ذِكَارتُه، بكَسْر الذَّال: ما يَصلُح للذُّكْران (¬1). كما في الحَدِيثِ الآخر: "طِيبُ الرِّجال: ما ظَهَر رِيحُه وخَفِى لَونُه" وهو كالمِسْك والعَنْبَر ونَحْوِهما. ويحتمل أن يُرادَ به شِدَّةُ الرائِحَة: أَىْ بما هو أَذكَى رَائِحَةً. - في الحَديث: "إذا غَلَب ماءُ الرَّجل مَاءَ المَرأةِ - وفي رواية: إذا سَبَق أَذكَرا"، وفي رِواية: "أَذكرَت بإذنِ اللهِ عزَّ وجل". : أي وَلَدَا، أو وَلَدَت ذَكَراً فهي مُذكِر، وإن صَارَ عَادَتَها قِيلَ: مِذْكَار. (2 قوله تعالى: {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} (¬3). ذِكْرَى بَدَل من الخَالِص فِيمَن قرأ بالتَّنْوِينِ: أي جَعَلْناهم يُكْثرون ذِكْرَ الآخِرَة، ومن قَرأ بالِإضَافة، الذِّكْرَى: يَعْنى التَّذْكرة. - وفي حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما، "قَالت اليَهُود: نَأكُل مِمَّا قَتَلْنا, ولا نَأكُل مِمَّا قَتَل اللهُ عزَّ وجَلَّ، فأَنزلَ الله تَعالَى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} (¬4). ¬
(ذكا)
فهذا يَدُلّ على أنَّ مَعْنَى ذِكْرِ اسْمِ الله عَزَّ وجَلَّ على الذَّبِيحَة في هَذه الآيةِ ليس باللِّسَان، وإنّما مَعْنَاه تَحرِيمُ ما لَيس بالمُذَكَّى من الحَيَوان، فإذا كَانَ الذَّابِح مِمَّن يَعتَقِد الاسم وإن لم يَذْكُر بلِسانِه، فَقَد سَمَّى. قال عَبدُ الله بنُ يَزِيد المقرى: ذَكَّرتُه، من المَوعِظَة، وأذْكَرتُه (¬1) من النِّسْيان. - في الحَدِيث: "كَانَ يَطُوف على نِسائِهِ، ويَغْتَسِل من كل وَاحِدَة وقال: إنه أَذْكَرُ" (¬2). : أي أَحدُّ، وذُكَرةُ السَّيفِ والرَّجُل: حِدَّتُهُما 2). (ذكا) - وفي الحَدِيثِ: "قَشَبَنى رِيحُها، وأَحرقَنِي ذَكَاؤُها". الذَّكَاءُ: شِدَّة وَهَجِ النَّارِ، من ذَكَتِ النَّارُ، وأذكَيْتُها إذا أوقدتَها فحَيِيت ولاحَت. والذَّكَاء: شِدَّةُ رَأئِحَةِ الشَّىْءِ وتَمَامُها. - ومنه حَدِيثُ الحَجَّاج: "لقد فُرِرْتُ عن ذَكاء" (¬3). الذَّكَاءُ: الانْتِهاء في السِّنّ: أي أُصِبْتُ، وَوُجِدتُ تَامَّ السِّنِّ. * * * ¬
ومن باب الذال مع اللام
ومن باب الذال مع اللام (ذلف) - في الحَدِيثِ: "حتى تُقاتِلوا التُّركَ ذُلْفَ الآنُفِ" (¬1) الذُّلْف، بسُكُون اللَّاِمِ، جمع أذْلَف. ويقال: يجوز في كل فُعْل فُعُل بالتَّحْريك إلا في جَمْع أفْعَل، فإنه لا يَجُوز إلا فُعْل بالسكون. والذَّلَف: قِصَر الأَنف وانْبِطَاحُه، وقيل: غِلَظٌ واسْتِواء في طَرَفِ الأَنْف، والمرأة ذَلْفَاء. (ذلق) - في حَدِيثِ جَابِر، رَضى الله عنه: "فكَسرتُ حَجَراً وحَسَرتُه فانذَلَق فَقَطَعْتُ بِه". : أي تَحدَّد وصار له حَدٌّ، وذَلَقْته وأذْلَقْتُه: أحدَدْته فَذَلَق ذَلاقَةً، ومنه ذَلِيقُ اللِّسان، والذَّلْق: حَدُّ كُلِّ شىءٍ. - في الحديث: "أَنَّه ذَلِق يومَ أُحُد من العَطَش". : أي (¬2) أَخرَج لِسانَه، فَقِيلَ: إنه من قَولِهم: ضَبٌّ مُذلَق من جُحْره: أي مُسْتَخرَج. وذلِيقٌ (¬3) أَيضًا: أي خَارِج. والدَّلَق بالدَّالِ (¬4)، أَيضًا: خُروجُ الشَّىءِ من الشَّىءِ بسُرعَةٍ. * * * ¬
ومن باب الذال مع الميم
ومن باب الذال مع الميم (ذمر) - في حَديثِ عَلىٍّ، رضي الله عنه: "أَلَا إنَّ عُثمانَ فَضَح الذِّمارَ، فقال النَّبىُّ - صلى الله عليه وسلم -: مَهْ". الذِّمَار: ما لَزِمَك حِفظُه ويَذمُرُك على المُحافَظَة (1 عليه: أي يَحُضُّك 1). ومنه الحَدِيثُ: "فخَرَج يَتذَمَّر". : أي يُعاتِب نفسَه ويَلُومُها على فَواتِ الذِّمار (¬2)، وذَمِرَ: غَضِب. - (3 وفي فَتْح مَكَّة، قال أبو سُفْيان: "حَبَّذَا يوم الذِّمار" : أي يوْم الحَرْب 3). - ومنه الحَدِيثُ: "فَتذَامَر المُشْركُون فيما بَيْنَهُم" (¬4). : أي تَلاوَمُوا واستَقْصَرُوا أَنفسَهم على الغَفْلة وتَرْك انْتِهازِ ¬
(ذمل)
الفُرصَةِ، وقد يَكُون بمعنى تَحَاضُّوا على القِتالِ. يقال: ذَمَر الرّجلُ صاحِبَه: إذا حَضَّه مع لَوْم واستِبْطَاء. - (1 ومنه حَدِيث مُوسَى، عليه السَّلَام: "أنَّه كان يَتَذَمَّر على رَبَّه عَزَّ وجَلَّ". وهو المُعاتَبَة ورفْعُ الصَّوتِ والاحْتِدَادُ والتَّجَرُّؤ (¬2). ومنه: الذِّمْر الشُّجَاعُ. (ذمل) - في حَديثِ قُسًّ: "يَسِيرُ ذَميلاً". : أَيْ سَرِيعًا لَيِّناً، وأصلُه في (3 سَيْر 3) الِإِبل. (ذمم) - قيل لسَلْمَان: "ما يحَلّ لنا من ذِمَّتِنَا؟ (¬4). فقال: مِنْ عَماك إلى هُدَاك، ومن فَقْرِكَ إلى غِناك". : أي من أَهْلِ ذِمَّتِنا، أو مَعْناه إذا ضَلَلْت طَرِيقاً أَخذتَ منهم مَنْ يَدُلُّك، وإذا مَررْتَ بحَائِطِه وافتَقَرت إلى ما لا غِنًى لك عَنْه، أخذتَ منه بقَدْر الكِفاية، هذا إذا صُولحُوا عليه، وإلَّا فَلَا إلَّا الجِزْيةَ (¬5). - في الحَدِيثِ: "قد بَرِئَتْ منه الذِّمَّة" (¬6). ¬
: أي لِكُلَّ أَحَدٍ من الله، عَزَّ وجَلّ، عَهْدٌ أو ذِمَّة بالحِفْظِ والكَلَاءَةِ فإذا أَلقَى بِيَده إلى التَّهْلُكَة خَذَلَتْه ذِمَّةُ اللهِ تَعالَى 1). * * * ¬
ومن باب الذال مع النون
ومن باب الذال مع النون (ذنب) - في الحَدِيث: "كان فِرْعونُ على فَرسٍ ذَنُوبٍ" (¬1). : أي وَافِر هُلبِ الذَّنَب. ويَومٌ ذَنُوبٌ: لا ينقَضِى شَرُّه لطُولِ ذَنَبه (¬2). - في الحديث: "مَنْ مَاتَ على ذُنَابَى طَرِيقٍ فَهُو من أَهلِه". أَوردُوهُ في الأَمثالِ في الهَوَى. وسَألتُ الِإمامَ إسماعيلَ، رَحمه الله عنه فقال: يعني على قَصْد الطرَّيق كقَولِه تَعالَى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (¬3) الآية. قال صاحِبُ المُجْمَل: الذُّنَابَى. الأَتباعُ، وقِيلَ: الذُّنَابَى: مَنبِتُ الذَّنَب. ويقال لِذنبِ الطَّائِر: ذُنَابَى. والذُّنَابَة: ذَنَب الوَادِى والطرَّيق، ومُؤْخِر العَيْن. والذِّنَاب بالكَسْر: عَقِب كُلِّ شَىْءٍ. * * * ¬
ومن باب الذال مع الواو
ومن باب الذال مع الواو (¬1) (ذوب) - في حديثِ عَبدِ الله: "فيفرَح المَرءُ أن يَذُوبَ له الحَقُّ على أَبِيه أو ابنه". : أي يَجِب. - وفي حَدِيث الغَارِ: "فيُصبِح في ذُوبَانِ النَّاسِ". ذُوبَان العَرَب: صَعَالِيكُها (¬2) ولُصوصُها, لأنهم كالذِّئابِ، وهو جمع ذِئْب. - في حَدِيثِ قُسًّ: * أَذُوبُ اللَّيالِى (3 أو يُجِيبَ صَدَاكُمَا 3) * : أي أَنتَظِر في مُرورِ اللَّيالِى. ¬
(ذود)
(ذود) - في حديث عَلِىّ، رَضِى الله عنه: "قُريشٌ ذَادَةٌ" (¬1). : أي يَذُودُون عن الحُرَم. * * * ¬
ومن باب الذال مع الهاء
ومن باب الذال مع الهاء (ذهب) - في الحديث: "فبعث عَلِىٌّ بذُهَيْبَة" (¬1). هي تَصْغِير ذَهَبة، أَدخَل الهاءَ فيها على نِيَّة القِطْعَة منها. وقد يُؤَنَّثُ الذَّهَب، فعَلَى هذا تَكُون تَصْغِير ذَهَبَ. كما يُقالُ: في تَصْغِير قِدْر وطَسْت (¬2): قُدَيْرَة وطُسَيْسَة. * * * ¬
ومن باب الذال مع الياء
ومن باب الذال مع الياء (¬1) (ذيع) - في حَديثِ علىًّ، رَضِى الله عنه: "لَيْسُوا بالمَذَايِيع" (¬2). هو جَمْع مِذْيَاع، وهو الذِى يُفشِى الحديثَ ولا يَكتُمه. (ذيف) - في شِعْرٍ جاهِلىٍّ أَدركَ الإِسلام: * من الذِّيفَانِ (3 مُترعةً مَلايَا 3) * : أي السّمّ القَاتِل. (ذيل) - في الحَدِيث: "أذالَ النَّاسُ الخَيلَ" (¬4). : أي وضعُوا الأَداةَ عنها وأَرسلُوها، والأَصل في الِإذالةِ: الِإهانة وسُوءُ القِيام على الشَّىء. ¬
(ذى)
(ذى) - (1 في حَدِيث جَرِير: "يَطلُع عليكم رَجلٌ من ذِى يَمَن على وَجهِه مَسْحَة من ذِى مَلَك". كذا أَوردَه أبو عُمَر الزَّاهِد وقال: ذِى ها هُنَا صِلَةٌ 1): أي زائدة. * * * ¬
ومن كتاب الراء
ومن كتاب الراء من باب الراء مع الهمزة (رأب) - في حَديثِ عَائِشَةَ في وَصْفِ أَبِيها، رضي الله عنهما: "ورَأَبَ الثَّأْىَ". : أي سَدَّ الخَلَل، يقال: رَأَيتُ الشىءَ إذا جَمعتَه وسَدَّدْتَه برِفْقٍ، ورَأَب الصَّدعَ: شَعَبه وأَصلَحه. ويقال للسَّيَّد رَأْب (¬1) , لأنه يَرأَبُ الأُمور: أي يُصلِحُها. (2 ومنه في صِفَة عَلىِّ لأَبى بَكْر، رضي الله عنهما: "كُنتَ للدِّينِ رَأْباً". (رأبل) - في الحَدِيثِ: "الرِّئْبالُ الهصُور". (¬3) : أي الأَسَد 2). (رأم) - وفي حديث عَائِشَةَ، رَضِى الله عنها، "تَرْأَمُه ويَأْباها" (¬4). ¬
(رأى)
: أي تَعطِف عليه كما تَرأَمُ الأُمُّ ولدَها، والناقَةُ حُوارَها. وناقة رَؤُومٌ ورَائِمَةٌ، وكُلُّ مَنْ أحبَّ شيئًا وأَلِفَه فقد رَئمَه. (رأى) - في حَدِيثُ عُمَر (¬1)، رضي الله عنه: "ارتأَى امرؤٌ بعد ذلك ما شاء أن يرتَئِى". ارتَأَى هو افْتَعَل، من رُؤْية القَلْب وبَدْوِ الرَّأْى: أَي إن وَقَع له رَأْى بعد ذلك. - في حَديثِ الرُّؤْيَا في صِفَة مَالِك خَازنِ النَّار: "كَرِيه المَرْآة" (¬2). بفَتْح المِيم: أي المَنْظَر كالمَسْمَع. - (3 في حَديثِ عُثْمان: "أُراهم أَراهُمُنى الباطِلُ شيطَاناً". فيه شُذُوذانِ: أحَدُهما: أن ضميرَ الغائب إذا وَقَع متقدِّماً على ضَمِير المُتَكَلِّم والمُخَاطب، فالوَجْه أن يُجَاء بالثَّانِي مُنفَصِلا نحو أَعطاهُ (¬4) إيّاى. الثاني: أنّ (¬5) الوَاوَ حَقُّها أن تَثْبُت مع الضَّمائِر، كقَولِه ¬
تَعالَى: {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} (¬1) إلا ما ذَكَر أَبُو الحَسَنُ من قَولِ بَعْضِهم: "أَعطَيتُكه" 3). - (2 وفي حَدِيثِ حَنْظَلَة "تُذكِّرنا بالنَّار والجَنَّة كَأنَّا رَأْى عَيْن" تقول: جَعلتُ الشىءَ رأْى عينِك وبمَرْأَى منك: أي حِذاءَك ومقابِلَك بحيث تراه، وهو مَنْصُوب على المَصْدر: أي كأنَّا نراهُما رَأْى العَيْن 2). * * * ¬
ومن باب الراء مع الباء
ومن باب الراء مع الباء (ربأ) - في الحديث: "مَثَلى ومَثَلُكم كرَجُلٍ ذَهَبَ يَربَأُ أَهلَه". : أي يَحْفَظُهم من عَدُوِّهم، والاسْمُ الرَّبِيئَة. يقال: هو رَبِيئَةُ القَومِ: أي عَينهُم. وإنما يُقال له ذَلِك، لأَنَّه يكون على جَبَل أو شَرَف يَنظُر منه، ويقال: إنِّي لأَرْبَأُ بِكَ عن هذا: أي أرفَعُك عنه، وما عَرفْت فُلاناً حتى أَربأَ لي: أي أَشْرَف، وارْتَبَأ: أي صَعِدَ. (ربب) - في صِفَةِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى الله عنهما، "كأَنَّ على صَلْعَتِه الرُّبَّ من مِسْك وعَنْبَر". الرُّبُّ: سُلافُ التَّمرِ الخَاثِر [القَوِىّ] (¬1)، وكَذَا الخَاثِر من كُلِّ شَىءٍ مثل ثُفْل الدِّبس والزَّيت الأَسْود. - وفي حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس [مع الزُّبَيْر] (¬2)، رضي الله عنهما: "لأن يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّى أَحبُّ إلىّ من أن يرُبَّنى غَيرُهم". ¬
: أي يكون رَبًّا علىَّ وأَمِيراً. والعَرَب كانت تَقُولُ لكُلِّ مَلِك رَبّ. ومنه ما ذَكَره (¬1) اللهُ - عَزَّ وجَلّ - في قِصَّة يُوسُف عليه الصَّلاة والسلام لعَزِيزِ مِصْر. والرَّبُّ: المُنعِم، والمُصلِح للشَّىء، والمُتَمَّم له. - ومنه الحَدِيثُ في الدُّعاءِ بعد الأَذانِ: "اللَّهُمّ رَبَّ هَذِه الدَّعْوةِ التَّامَّة". : أي المُتَمِّم لها والزّائِدَ في أَهلِها والعَمَلِ بها والِإجابة لها، ونَحْو ذلك. - في الحديث: "لَيسَ في الرَّبَائِب صَدَقَةٌ" (¬2). الرَّبَائِب: الشّاءُ تكون لِصاحِبها في البَيْت ولَيْسَت بسَائِمَة، وربما احْتَاج إلى لَحمِها فيَذْبَحها، واحدتها رَبِيبَة بمعنى مَرْبُوبَة, لأنه يَرُبُّها، ويَعْلِفُها ويُسَمِّنْها. - (3 في حَدِيث أَبِي هُرَيْرة: "لا يَقُل المَمْلُوكُ لسَيِّدِه رَبِّى". وَجْه الجَمْعَ بينَه وبَيْنَ قَولهِ تَعالى في قِصَّة يُوسُف عليه الصلاة والسلام: ¬
{اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} (¬1). أنه خَاطَبَهَم على المُتَعارَف عِندهم، وعلى ما كَانُوا يُسَمّونَهم به. وذَلك كقَول مُوسَى، عليهِ الصَّلاة والسَّلام، للسَّامِرِىّ: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} (¬2): أي الَّذى اتَّخذْتَه إلهاً، لا أنَّه كان عند مُوسَى، عليه الصَّلاة والسَّلام، كذلك. ولَيْسَ المَمْلوك يَجعَل مَالِكَه رَبًّا له فيُخَاطِبَه بِذَلك. - فأَمَّا قَولُه في ضَالَّةِ الِإبلِ: "حَتَّى يَلقَاهَا رَبُّها". فإنَّ البَهائِم غَيرُ مُتعَبَّدة، وهي بمنزلة الأَمْوال (¬3) التي تَجُوزُ إضافتها إلى مَالِكِيها وأَنَّهم أَربابٌ لها. كقول عمر، رضي الله عنه: "رَبَّ الصُّرَيْمَة ورَبَّ الغُنَيْمة" (¬4). وقيل: إنَّما نَهَى المَمْلُوكَ في هذا, لأنه من الآدمِيين الذين أَخذَ المِيثاقَ منهم، بقَولِه تَعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} (¬5). وغير الآدمِيِّين لم يَكُن فيهم. - في حَدِيثِ عُروةَ بنِ مَسعُود: "أَنكرَ القَومُ دخولَ مَنزِله قبلَ أن يأتِىَ الرَّبَّة" (¬6). ¬
(ربخ)
يَعنِي اللَّات، وكانت صَخرةً تَعُبُدُها ثَقِيفٌ بالطَّائف. - في حَدِيثِ المُغِيرة: "حَمْلُها رِبَابٌ" (¬1). : أي تَحمِل بعد الوَقْتِ بيَسِير، من قولهم: الشَّاةُ في رِبابِها، وهو ما بَيْن أن تَضَع إلى عِشْرِين يَومًا. (ربخ) - في حَدِيثِ عَلِىٍّ (¬2): "تِلْك الرَّبُوخ". وهي التي يُغْشَى عليها إذا جُومِعَت، ولا بُدَّ لها من استِرْخَاء عند ذلك. يقال: مَشَى حتى تَربَّخ: أي اسْتَرخَى. قال: أَطْيَبُ لذّاتِ الفَتَى ... نَيْكُ رَبُوخٍ غَلِمَه : أي أَنَّ ذَلِك يُحمَد منها، وأَربَخَ: اشْتَرى جاريةً رَبُوخًا. (ربد) - في حَديث صَالِح بن عَبْدِ الله بن الزُّبَيْر: "أنَّه كان يَعْمَل رَبَدًا بمكَّة" الرَّبَد: الطِّينُ، أي بِنَاءٌ من طِينِ، والرَّبَّادُ: الطَّيَّانِ بِلُغَة أهلِ اليَمَنِ. وقيل: بالزَّاىِ والنُّونِ، وهو بالرَّاء والبَاءِ، من الرَّبَدِ، وهو الحَبْس, لأنه يَحبِس المَاءَ. (ربز) - في حَدِيثِ عَبدِ الله بن بُسْر: "وضَعنَا له قطِيفةً رَبِيزَةً". ¬
(ربس)
: أي ضَخْمَة. ويقال للعَاقِل الثَّخِين: رَبِيزٌ، وقد رَبُز رَبازَةً، ويقال رَمِيز، قَالَه أبو زَيْد 3). (ربس) - في حَدِيثِ إبراهِيمَ: "أَنَّ رجُلاً جاء إلى قُرَيشٍ فقال: إنّ أهلَ خَيْبَر أَسَروا مُحمَّدا - صلى الله عليه وسلم -، يُرِيدُون أن يُرسِلوا به إلى قومِه ليَقْتلُوه، فجَعَل المشركون يَرْبِسُون به العَبَّاسَ رضي الله عنه". يُحتَمل أن يكون من الرَّبْس، وهو الدَّاهِيَة من قولهم: جاء بأُمورٍ رُبْسِ: أي سُودٍ. يَأتُون إلى العَبَّاس، رضي الله عنه، بدَاهِيَةٍ من أَجْلِ قَتْلِ النَّبِىِّ، - صلى الله عليه وسلم -، والأولَى (1 على 1) هَذَا، أن يَكُونَ يُربِسُون، بضَمِّ الياء، كما يقال: أَطْرفْتُك بكذا وأَيَّدتُك، وأَنْبَأْتُك (¬2). ويُحْتَمل أن يكون من الرَّبيس، وهو المُصابُ بِمَالٍ أو غَيْرِه: أي يُصِيبُون العَبَّاسَ بما يَسُوؤُه، وأَصلُ الرَّبْس: الضَّربُ باليَدَيْن. يقال رَبَسَه بِيدِه، ويجوز أن يكون يُربِسُون من الِإرباسِ، وهو المُرَاغَمَة. (ربض) - في الحَدِيث: "أنا زَعِيمٌ بِبَيْت في رَبَض الجَنَّة لمَنْ تَرَكَ المِراءَ" رَبَض الجَنَّة: ما حَوْلَها، وما حَوْلَ المَدِينَةِ والمِصْرِ من المَسَاكِن أرباضٌ. - في حَديثِ نَجَبَةَ (¬3)، وقد زَوَّج ابنتَه من رَجُل وجَهَّزَها، وقال: "لا يَبِيت عَزَبًا وله عندنا رَبَض". ¬
قال ابنُ الأَعرابِىّ: رَبَضُ الرَّجُل: هي المَرْأة تَقُومُ بشَأنِه وعَشِيرَتِه أيضًا. وقِيل: الرَّبَض: كُلّ ما استَرحْت إليه كالأُمِّ، والأُختِ، والخَالَة، والبِنْت، والأَرض، والقَيِّم، وما يُقِيمُ الِإنسانَ من القُوت. ويُربِضه: أي يَكْفِيه ويَكُفُّه. وقيل: لا يقال ذَلِكْ إلَّا في التَّأْنيث. - في حَديثِ مُعاوِيَة, رَضِى اللهُ عنه: "لا تبعَثُوا (¬1) الرَّابِضَيْن: التُّركَ والحَبَشة". : أي المُقِيمَيْن السَّاكِنَيْن. ورَبَض رُبوضاً للحيوان، كجَلَسَ جُلوساً للإِنسان. والمَرْبِضُ: حيث يَرْبِض: أي لا تُهَيِّجُوهم عَليْكم ما دَامُوا لا يَقْصِدُونَكم. - ومنه حَدِيثُ عُمَر، رَضِى الله عنه: "فإذا عُلِّيَّةٌ فَفَتَح البَابَ فإذا شِبْه الفَصِيل الرَّابِضِ" (¬2). يقال: رَبَض البَعِيرُ: أَقامَ. - ومنه في رُؤْيا عَوْف، رضىِ الله عنه: "أَنَّه رأَى قُبَّةً حولَها غَنَم رُبوُض". جَمْع رَابضٍ أيضًا. ¬
- وفي الحَدِيثِ: "الرَّابِضَة ملائِكَةٌ أهبِطوا مع آدم، عليه السلام، يَهْدُون الضُّلَّالَ". ولَعلَّه من الِإقامةِ أيضًا. - في صفَة (¬1) القُرَّاء يَومَ الجَماجِم: "كانوا رِبْضَةً". الرِّبْضَة: مَقْتَل قومٍ قُتِلُوا في بُقعَة وَاحِدة. ويقال: جَاءَنا بثَرِيدٍ كرِبْضَةِ أرنَب بالكَسْر. فأَمَّا الرُّبْضَة: فالقِطْعَة من الثَّريد، وجاء بثَمَر مِثْل رُبضَةِ الخَرُوف: أي بقَدْر الخَرُوف في حال رُبُوضِه. - في حَدِيث (¬2) ابنِ الزُّبَيْر، رضي الله عنه: "أَنَّ ابنَ مُطِيع أَخذَ العَتَلةَ من شِقِّ الرُّبض الذي يَلى دَارَ بني حُمَيْد". الرُّبْضُ: أَساسُ البِناء (3 والرَّبَض: ما حَوْله 3)، والرَّبَضُ: الأَرطاةُ الضَّخْمَة. يقال: رُبْضٌ ورَبَض، كَسُقْم وسَقَم. قال سُلَيْمانُ بنُ عَيَّاشٍ في عَينِ الرُّبْضِ. إنَّما سُمِّى به؛ لأن مَنْبِتَ الأراكِ في الرَّملِ يُسَمَّى الأَرباض. ¬
(ربع)
(ربع) - في الحديث: "لم أَجِدْ إلا جَمَلاً خِيارًا رَباعِيًا". بالتَّخْفِيف وفَتْح الرَّاء. يقال للذَّكَر من الِإبلِ إذا طَلَعَت رَبَاعِيتُه رَباعٌ، وللأُنثَى رَبَاعِيَةٌ، وذَلِك في الغَالِب، إذا أَتَت عليه سِتُّ سِنين ودَخَل في السَّابِعَة. وقيل: وإنّما سُمِّيت الرَّبَاعِيَتَان رَبَاعِيَتَيْن لأنهما مع الثَّنِيَّتَيْن أَربعٌ. وأَربَع الفَرسُ: أَلقَى رَبَاعِيَته، فهو رَبَاع، والجمع رُبُع. - وفي حَديثٍ آخر: "مُرِى بَنِيك أن يُحسِنوا غِذاءَ رِباعِهم". بكَسْر الراء (1 وإحسانُ غِذائِها: أن لا يُسْتَقْصَى حَلَبُ أُمَّهاتِها إبقاءً عليها. وقيل الرُّبَعَة: التي وَلَدت في رِبْعِيَّة النِّتاج: أي أَوَّله 1)، والرَّباع جمع الرُّبَع وهو وَلَدُ النّاقَة إذا نُتج في الرَّبيع (1 والأُنثَى رُبَعة 1). - ومنه حَدِيثُ سُلَيْمان (2 بنِ عَبدِ الملك 2): إنَّ بَنِيَّ صِبْيَةٌ صَيْفيّونْ ... أَفلح مَنْ كان له رِبْعِيُّونْ ¬
فالرِّبعىُّ: الذي وُلِد في الرِبّيع على غَيرِ قِياسٍ، والذى وُلِد في شَبابِ أبَويْه أيضًا. يقال: أربَعَ: أي وُلِدَ له في شَبَابه فهو مُربِع، وأولادُه رِبْعِيّون، وأَصلهُ في أولادِ الِإبل: والرِّبْعِىُّ قَبْلَ (¬1) الصَّيْفِىّ. - في الحديث: "جَعَلْتُك تَرْبَع" (¬2). : أي تَأخُذ المِربَاع، وهو ربعْ الغَنِيمة: أي ملَّكتُك على قَومِك، فإنَّ المَلِك في الجاهِلِيَّة كان يَأخُذ رُبْعَ الغَنِيمَةِ. وقد رَبَع الجَيشُ ربْعاً ورَبْعَة، فهو مِرْبَع للذى يَأخُذُ، ومِرْباعٌ: لِمَا يُؤخَذ كالمِعْشَار للعُشْر. - في حَديثِ عائِشَةَ، رضي الله عنها: "أرادَت بَيْعَ رِباعِها" : أي منازِلَها، الواحد رَبْع، ورَبْع القَومْ: مَحِلَّتُهم، ورَبْعَةٌ أيضًا كدَارٍ ودَارَةٍ، والجمع رُبُوعٌ ورِباعٌ. - ومنه الحَدِيثُ: "الشُّفْعَة في كلّ رَبْعَةٍ أو حَائطٍ أو أَرضٍ". - في حديثِ الشَّعْبِىّ: "إذا وَقَع في الخَلْق الرَّابع" (¬3). ¬
يَعنِي إذا صار مُضْغَةً في الرَّحِم؛ لأنَّ اللهُ سُبحانَه وتَعالَى قال: {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ} (¬1). - في حَدِيثِ المُغِيرَة قال لأَبِى عُبَيْدَةَ، رَضِى الله عنهما: "إنّ فُلانًا قد ارتبَع أمرَ القَوِم لَيْس لك مَعَه أمرٌ". : أي يُنتَظر أن يُؤَمَّر عليهم، والمُسْتَربِع: المُطِيق للشَّىء، وأرْتَبَع: أصابَ رَبِيعًا، ورَبع الصَّخرةَ وارتبَعها: أشَالَها، وارْتَبَعتِ النَّاقَةُ: استَغْلَق رَحِمُها، فلم يَقبَل المَاءَ. وما فيهم أَحدٌ يَضْبِط رِباعَتَهم: أي أمرَهم، والنَّاسُ على رِباعَتِهم أي: حَالِهم الحَسنَة، ولا يُقال في غَيرها. والأصل حَيثُ يَرتَبِعُون، وهو على رِباعَةِ قَومِه: أي هو سَيِّدُهم. - في بَعضِ الأَحادِيثِ: "فجَاءَت عَيْناهُ بأَربَعَةٍ" : أي يَبْكِى وتَسِيلُ دُموعُه من نَواحِى عَيْنَيْه الأَربَع. - في الحَدِيثِ: "وفي اليَرْبُوع جَفْرة" (¬2). اليَرْبُوعُ نوعٌ من الفَأْر، قيل: سُمِّى به؛ لأَنَّ له أَربعَةَ أجْحِرة. - وفي الحَدِيث: "كُنتُ رابعَ أَربعَةٍ". ¬
: أي كَانُوا ثَلَاثةً فانضَمَمْت إليهم فصاروا بِي ومَعِى أَربعَة. - في حدِيثِ عَمْرو بنِ عَبْسَة، رَضِى الله عنه: "لقد رَأيتُنِي وإنّى لَرُبعُ الإِسلام". : أي رَابِعُ أَهلِ الإِسلام، تَقدَّمَنِي ثَلاثةٌ وكُنتُ رَابِعَهم. - (1 في خَبَرٍ: "أَنَّ القاضِىَ ينزِلُ في حُكْمِه في مَرْبَعَة" الرَّبْعُ: مَحَلَّة القَومِ، والمَرْبَع: مَنْزِلُهم في الرَّبِيع خَاصَّةً. - في حَديثِ عُمَر بنِ عَبدِ العزيز "أَنه جَمَّع في مُتَرَبَّع له". : أي كان يَتَربَّعهُ: أي المَوضِع الذي ينزل فيه أَيَّامَ الرَّبيع، ويقال له: المَرْبَع والمُرتَبَع، كأَنَّه لم يَرَ الجُمُعة لغَيْر الِإمام إلَّا في المِصْر. - في مَثَلٍ لِشُرَيْح: "حَدِّث حَدِيثَيْن امرأَةً فإن أَبتْ فَارْبَع" (¬2). إذا كَرَّرتَ مَرَّتَيْن فلم تَفهَم فأَمسِك ولا تُتْعِب نفسَك. وروى: "فأَرْبَعة": أي يُعادُ الحَدِيثُ للرَّجُل مَرَّتَين، وللمَرْأةِ أَربع مَرَّاتٍ لنُقصانِ عَقْلِها. ¬
(ربق)
- في حَدِيثِ هِشام في صِفَة ناقةٍ له: "إنَّها لمِربَاعٌ" (¬1). : أي تُبكِّر بالحَمْل، أو تَضَع في أَوّل النِّتاج. والنَّخْلةُ المِرْباع: التي تُطعِمُ أولًا 1). (ربق) - في الحَديثِ: "وتَأْكلوا الرِّبَاقَ" (¬2). الرِّباق: جَمْع رِبقَة. وهي الحَبْل، والعَهْد، شَبَّه ما لَزِم الأَعناقَ منه بالرِّبقَة التي تُجعَل في أعناق البَهْم، وإنّما استعْملَها مَوضِعَ العُهودِ, لأنها تَلزَم كَلُزوم الرِّباقِ للأَعناق. ومعناه: ما لم تَنْقُضوا العُهودَ. (ربك) - في حَديثِ ابنِ مَسْعُود، رضي الله عنه: "ارْتَبَك واللهِ الشَّيخُ" يقال: ارتبَك في أَمرٍ أو وَحْل: وَقَع فيه، وارْتَبَك الصَّيدُ في الحِبالَة، ورَبَكْتُه: خَلطْتُه فارتَبَك، ومنه الرَّبِيكة (¬3). (ربل) - (4 ومنه حَدِيثُ ابن أُنَيْس: "كأنه الرِّئبالُ الهَصُورُ". : أي الأَسد، والجَمْع الرآبِيلُ والرَّيابِيل، على الهَمْز وتَرْكِه 4). * * * ¬
ومن باب الراء مع التاء
ومن باب الراء مع التاء (رتب) - (1 في الحَدِيث: "مَنْ مات على مَرْتَبة من هذه المراتب بُعِث عليها" المَرْتَبَة: المَنزِلة الرَّفِيعة، من رَتَب إذا انْتَصَب قائما: أي الغَزْو والحَجِّ وغَيرِهِما من العِبادَاتِ الشَّاقَّة 1). (رتت) - في حَدِيث المَسْوَر، رَضِى اللهُ عنه: "أَنَّه رَأَى رجلًا أَرتَّ يَوم النَّاسَ فأَخَّره". الأَرتُّ: الذي في كلامه عَجَلة ورَتَّةٌ، وهي العُقْدة والحُبْسَة، كأنه يَعْجَل بالكَلام فلا يَطُوع (¬2) لِسانُه به. (رتم) - في حديث أَبِى ذَرٍّ، رَضِى الله عنه، "بَيانُك عن الأَرتَمِ صَدَقةٌ" (¬3). كذا وَقَع في الرِّواية، فإن كان مَحفُوظًا فلعله من قولهم: رتَمْتُ الشَّىءَ: كَسَرتُه، وشَىءٌ رُتام ومُرتَم: رُفاتٌ. (4 وإن كان ثلاثيا بالثاء فمن رَثيم الحَصَى، وهو ما دُقَّ منه بالأَخْفاف. ومِنْسَم أَرثم ورَثيم ومَرثُوم: أدمَتْه الحجارة. والرَّثَم: خَدْش وشَقٌّ في طرف الأنف حتى يخرج الدم منه، وقد رَثِم أنفُه فكأن معناه معنى الأرتّ: الذي لا يفصح الكلام ولا يصححه، كأنه يكسره لانكسار أسنانه، وفساد مخارج الحروف ولا يُبَيِّنُه، والله أعلم 4). * * * ¬
ومن باب الراء مع الثاء
ومن باب الراء مع الثاء (رثث) - في الحَدِيث: "عَفوتُ لكم عن الرَّثِيَّةِ" (¬1). كذا رواهُ بَعضُهم، والصَّوابُ: الرَّثَّة، وهي مَتاعُ البَيْت الدُّون، والرِّثَّة من الناس: سُقَّاطُهُم، والرَّثَّة: الضَّعِيف أيضًا، ورِثُّ كُلِّ شيء: خَسِيسُه. - في حَدِيث أُمِّ سَلَمَة، رَضى اللهُ عنها: "فرآني مُرْتَثَّة" (¬2). : أي سَاقِطَة ضَعِيفة. قال الأَصَمِعىُّ: المُرتَثُّ: الذي يُحمَل من بين القَتْلَى وبه رَمَق، كأَنَّه صار رَثًّا من الجُرحِ كالثَّوبِ الرَّثِّ الخَلَق. - وفي حَدِيثِ زَيْد بن صُوحَان: "أَنَّه ارتُثَّ وبه رَمَق" (¬3). : أي أُثخِن فحُمِل حَيًّا لم يَمُت، والرَّثِيثُ أيضًا: الجَرِيح مِثلُ المُرتَثّ، وهو من الرَّثَّة، وهم الضُّعَفاء. (رثم) - في الحَدِيث: "خَيرُ الخَيْلِ الأَرثَمُ الأَقرحُ". ¬
(رثى)
قال الأَصمِعىُّ: إذا ابيضَّ طَرَف الجَحْفَلة العُلْيا فهي اللُّمْظَة (¬1) وهو أَلمَظُ، فإذا بَلَغ أَنفَه وكان على الأَنْف وحده فهي الرُّثْمة، وهو أَرَثَمُ. وقال وَهْبُ بنُ جَرِير: الأَرثَم: الذي في مَنْخِره بَياضٌ، كأنه رُثِم به: أي لُطِخ وأنشد (¬2): * كأَنَّ مَارِنَها بالمِسْكِ مَرثُوم * والرَّثْم: شَقٌّ أو خَدْشٌ في طَرَفِ الأَنفِ وقد دَمِى. (3 وقد رُثِمَ أَنفُه فهو مَرْثوم 3). (رثى) - في الحَدِيثِ: "أنَّه نَهَى عن التَّرثَى". وهو أن يَقُولَ (¬4): وافُلانَاه، ورَثَيْتُه بالشّعر إذا مَدَحْتَه، مَرثِيَةً مُخَفَّفَة كمَحْمِيةٍ. وقيل: الرَّثَاةُ: النَّائِحَةَ، وبَعضُهمِ يَقُولُ: الصَّحِيحُ أن يُقالَ: رَثَى لِفُلان، إذا رَقَّ له، ولا يُقالُ: رَثيْتُه، والله أعلم. * * * ¬
ومن باب الراء مع الجيم
ومن باب الراء مع الجيم (رجب) - في الحَدِيث: "ألا تُنَقُّون رَواجِبَكم". قال ثَعْلَب: هي جمع الرَّاجِبةَ، وهي ما بَيْن البَرَاجِمِ (1 من السُّلامى بين المِفْصَلَين 1)، والبَراجِمُ: العُقَد المُتَشَنِّجَة في الأصَابع، فأما الأرجابُ فهي جَمْع رَجَب، وهي الأَمعاء. وأما شَهْر رَجَب فقد قيل: سُمِّى به؛ لأَنَّه كان يُرجَّب: أي يُعَظَّم، أو كان يُرجَب: أي يُهابُ. يقال: رَجَبْته: هِبْتُه واستَحْيَيْت منه. والرَّجَبُ: الحَياءُ والعِفَّة. (رجج) - في حَدِيثِ عُمَر بنِ عَبدِ العزيز: "النَّاس رَجاجٌ (¬2) بعد هذا الشَّيْخ" يَعنِى مَيمُونَ بنَ مِهْرَان: أي ضُعَفاء، ومَنْ لا خَيْر فيهم، من قَولِه تَعالَى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا} (¬3): أي حُرَّكَت * فهم رَجَاجٌ وعلى رَجَاج * (¬4) ¬
(رجح)
(رجح) - في الحَدِيث: "أَنَّه وَزَن فأَرجَح". : أي أَثقلَ أَحدَ جانِبَى المِيزَان حتّى مَالَ، تقول: رَجَح الشَّىءُ يَرجُح رُجوحًا ورُجْحانًا، وأَرجَحه: جَعلَه راجِحًا، وأَعطاهُ راجِحًا أيضًا، والتَّرَجُّح: التَّذَبْذُب بين شَيْئَين. - ومنه حَدِيث عائِشةَ، رَضِى الله عنها: "أَنَّها كانت على أُرجُوحَة" وفي بَعضِ الرِّوايات: "على مَرجُوحة". فأَمر بقَطْع المَراجِيح، والفَصِيحُ الأَوَّلُ، وهي حَبْل يُعَلَّق (¬1) طَرفَاه على مَوضِعٍ عَالٍ فيرُكَبُ ويُحَرَّك، سُمِّى به لتحَرُّكهِ (¬2) وتَذَبْذُبِه. (رجز) - في الحَدِيثِ، قال الوَلِيدُ بنُ المُغِيرة حين قالت قُريْش للنَّبِىّ، - صلى الله عليه وسلم -، إنَّه شَاعِر: "لقد عَرَفتُ الشِّعرَ: رَجَزَه وهَزَجَه وقَريضَه فما هُوَ به" قال الحَربىُّ: الرَّجَز أَقصرُ من القَصِيدة، وهو كهَيْئَة السَّجع، إلاّ أنه في وَزْن الشِّعر. قال (¬3): ولم يَبلُعْنى أَنَّه جَرَى على لِسانِ النَّبِىّ، - صلى الله عليه وسلم -، من ضُرُوبِ الرَّجز إلَّا ضَرْبان: المَنْهُوك، والمَشْطُور. رَوى البَراءُ رضىِ الله عنه، أَنَّه رآه عليه الصلاة والسَّلام على بَغْلَة بَيْضاء يَقُولُ رَجَزًا مَنْهوُكًا ليس بِشِعْر: أَنَا النَّبِىُّ لا كَذِبْ ... أَنَا ابنُ عَبدِ المُطَّلبْ (¬4) ¬
ورَوَى جُندَب، رَضِى الله عنه، أَنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام دَمِيتَ إصَبَعُه فقال رَجَزا مَشطُوراً: هل أَنتِ إلاّ إصْبَعٌ دَمِيتِ ... وفي سَبِيلِ اللهِ ما لَقِيتِ (¬1) وكان عليه الصلاة والسلام: لا يُنكِر ما يُرجَز به، وكان يَستَحِبّه على القَصِيد وغَيْرهِ من عَرُوضِ الشِّعر. رُوِى أَنَّ العَجَّاجَ أَنشدَ أَبَا هُرَيْرة رضي الله عنه: * (2 سَاقاً بَخَنْداةً 2) وكَعْباً أَدرَمَا * فقال: كان النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم -، يُعجِبه نَحو هذا من الشِّعر. وأما (¬3) القَصِيدَة فلم يَبلُغْنِي أَنَّه أَنشَد بيتاً تَامًّا على وَزْنِه، كان يُنشِد الصَّدرَ أو العَجُزَ، ويَسْكُت عن الآخر، فإنْ أَنشدَه تَامًّا لم يُنشِدْه على وَزْنِه ولم يُقِمْه على ما بُنِي عليه. أَنْشدَ صَدرَ بَيْت: * ألَا كُلُّ شَيءٍ ما خَلَا الله بَاطِلُ * (¬4) وسَكَت عن عَجُزِه، وهو: * وكُلُّ نَعِيمٍ لا مَحالةَ زائِلُ * وأنشَد عَجُزَ بَيْتِ طَرَفة: * ويَأْتِيك بالأَخْبارِ مَنْ لم تُزَوِّد * (¬5) ¬
وصَدْرُ البَيْت: * سَتُبدِى لك الأَيّامُ ما كُنتَ جاهلًا * وأنشْدَ ذَاتَ يومٍ: أَتَجْعَل نَهْبِى ونَهْبَ العُبَيْـ (¬1) ... ـدِ بَيْن الأَقْرع وعُيَيْنة فَقالُوا: إنَّما قال: * بَيْنَ عُيَينَة والأَقْرع * فأعادَها: بَيْن الأَقْرع وعُيَيْنَة. وتَمثَّل يومًا: * كَفَى الِإسْلامُ والشَّيْبُ للمَرءِ نَاهِياً * فقيل: كَفَى الشَّيبُ والِإسلامُ يَعنى فَأعادَه مِثلَ الأوَّل. فقام أبو بَكْر، رضي الله عنه، فقال: أَشهَد أَنَّك رَسولُ الله (2 ثم 2) قال: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} (¬3) قال (4 الِإمَامُ 4): وأما الرَّجَز فَليْسَ بشِعْر عند أَكثَرِهم، وقَولُه: * أنَا ابنُ عَبْدِ المُطَّلِب * ¬
(رجس)
قِيلَ: لم يَذْكُره افتِخاراً به، لأَنَّه كان يَكْرَه الانْتِساب إلى الآباءِ الكُفَّار، أَلَا تَراه حين قال له الأَعرابِىُّ: يا ابْنَ عَبدِ المُطَّلب، قال: قد أَجبتُك ولم يَتَلَّفظْ بالِإجابة كَراهةً منه لِمَا دَعَاه به، حيث لم يَنسُبْه إلى ما شَرَّفَه اللهُ تَعالَى به، من النُّبُوَّة والرِّسالة، ولكنه أَشار بقوله: * أَنَا ابنُ عَبدِ المُطَّلب * إلى رُؤْيَا رآها عَبدُ المُطَّلب كانت مَشْهُورة عندهم، رَأَى تَصدِيقَها فذَكَّرهم إيَّاهَا بهذا القَوْل، والله أعلم. في حَدِيثِ عَبدِ الله (1 بنِ مَسْعُود 1) رضي الله عنه: "مَنْ قَرأَ القُرآنُ في أَقلَّ من ثَلاثٍ فهو راجِزٌ". قيل: إنَّما قاله لأن الرَّجَزَّ أَخفُّ على لِسان المُنْشِد، واللِّسانُ به أَسْرع من القَصِيدَة. (رجس) - في الدُّعَاءِ: "أَعُوذُ بِكَ من الرِّجْسِ النِّجْسِ". قال الفَرَّاء: إنّهم إذا بَدَأُوا بالنِّجْس ولم يَذْكُروا الرِّجْس فتحوا النُّونَ والجيمَ، وإذا بَدَأوا بالرِّجْسِ ثم أَتبَعُوه النِّجس كَسَروا (¬2) النُّونَ، ومَعْنَى الرَّجْسِ: القَذَر. وقد يُعبَّر (¬3) به عن الحَرامِ. (رجع) - في صِفَة قِراءَتِه عليه الصَّلاة والسَّلام يَومَ الفَتْح: "أَنَّه كان يُرجَّع" ¬
- وفي حَديثٍ آخر قال: "غَيرَ أَنَّه كان لا يُرَجِّع". التَّرجِيعُ: تَردِيدُ القِراءة. قال الأصمَعِىُّ: رَجَّع الفَحلُ في هَدِيرِه إذا رَدَّدَه، ومنه التَّرجِيعُ في الأَذانِ. وقيل: هو تَقَارُب ضُرُوبِ الحَرَكات في الصَّوت. يقال: رَجَّع الوَشْىَ والنَّقشَ، إذا قَارَب ما بَيْن أجْزائِها. وقد حَكَى عَبدُ الله بن مُغَفَّل، رضي الله عنه، تَرْجِيعَه بَمدِّ الصَّوت في القراءة نحو آء، آء، آء. وهذا إنَّما حصل منه - والله أعلم - لأَنَّه كان راكِبًا فجَعَلت النّاقةُ تُنَزِّيه وتحرِّكه فيَحصُل هذا من صَوْتِه. والمَوضِع الذي رُوِى: "أَنَّه كان لا يُرَجِّع" لَعلَّه حين لم يَكُن راكِباً فلم يَلجَأ إلى التَّرجِيع. - في حَديِث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أنَّه حِينَ نُعِى له قُثَم (¬1) استَرجَع". : أي قال: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} (¬2) ومِثلُه: رَجَّع. - في حَديث عَبدِ الله (3 بنِ مَسْعُود 3)، رَضِى الله عنه: "أَنَّه قال للجَلَّاد: اضْرِبْ وارْجِع يَدَيْك". قيل مَعْناه: أن لا يرفَع يَدَيْه إذا أرادَ الضَّرب، لَعلَّه كان قد رَفَع يَدَه فقال: ارْجِعْها إلى مَوضعِها. ¬
(رجل)
- (1 في حَدِيثِ حَبِيب بنِ مَسلَمَةَ: "أَنَّه نَفَّل في البَدْأَةِ الرُّبُع، وفي الرَّجْعَة الثُّلُث". إذا نَهضَت سَرِيَّة من جُمْلةِ العَسْكر، فأَوقعَت بالعَدُوِّ، فما غَنِموا كان لهم منه الرُّبْع، ويَشْرَكُهم سائِرُ العَسْكر في ثَلاثَةِ أَرْباع، فإن قفَلُوا من الغَزَاة ثم رَجَعُوا من الطريق، فأوقَعُوا بالعَدُوِّ ثانية، كان لهم مِمَّا غَنِموا الثُّلُثَ، لأنَّ نهُوضَهم بعد القُفولِ أَشقُّ والخَطرُ فيه أَعْظَم 1). (رجل) - في الحَدِيث: "أَنَّه لَعَن المُتَرجِّلات من النِّساء" وفي رواية "الرجلة من النساء". يعني اللَّائِى يَتَشبَّهن بالرِّجال في زِيَّهم، فأَمَّا في العِلْم والرَّأى فمَحمُود. - كما رُوِى أَنّ عائِشةَ، رَضِىَ الله عنها: "كانت رَجُلَة الرَّأى". - في حَدِيث العُرَنِيِّينَ: "فما تَرجَّل النَّهار حتى أُتِىَ بهم". : أي ما ارتَفَع. يقال: تَرجَّلَتِ الضُّحَى: أي ارْتَفَع وقتُها، كما ارتَفَع الرَّجلُ عن الصِّبَا. - في الحَدِيث: "الرِّجْل جُبَار". يَعنِي ما أَصابَ الدَّابَّة برِجْلِها، وصاحِبُها راكِبٌ عليها أو يَقودُها فلا قَوَد فيه، ولا دِيَةَ. فإن كان يَسُوقُها سائِقٌ فما أَصابَت برِجْلِها فعَلَى السَّائِق دونَ القَائِد والرَّاكِب، فإن اجْتَمع معها رَاكِبٌ وسَائِق وَقائِدٌ، ¬
(رجا)
فما أصابَت بِيَدِها فَعَلَيْهم أَثلاثاً، وما أَصابَت برِجْلِها فعَلَى السَّائِق دُونَ غَيْره، وللفُقَهاء في هَذِه المَسْألة خِلاف. - (1 في الحَدِيثِ: "ولِصَدْرِه أَزِيزٌ كأَزِيزِ المِرْجَل". قيل: المِرْجَل: ما يُطبَخ فيه الشَّىءُ من حِجارة أو حَدِيدٍ أو خَزَف, لأنه إذا نُصِب، كأنَّه أُقِيم على رِجْل. - في الحَدِيث: "نَحَتَه (¬2) بالمِرْجَل" : أي المُشْط، والمِسْرَح أيضا. وهو رَجِلُ الشَّعْر، ورَجَلٌ شَعْرُه. - في الحديث: "رِجْلٌ من جَرادٍ" (¬3). : أي جَماعةٌ منها 1). (رجا) - في حَديثِ حُذَيْفةَ، رَضى الله عنه: " (¬4) إن يُصِبْ أَخُوكم (¬5) خَيرًا فعَسَى، وإلَّا فَلْيَتَرامَ بي رَجَواهَا إلى يَومِ القِيامَة". ¬
رَجَواها، بفَتْح الجِيمِ: يريد ناحِيَتَى القَبْر، إنما أَنَّث على نِيَّة الأَرضِ أو إضمار الحُفْرة، كقَولِه تَعالَى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ} (¬1). ولم يتقدَّم ذِكر الأَرض، وأرجاءُ الشّىءِ: نَواحِيه بلغة هُذَيل، وأحِدُها رَجًا مَقصُورٌ، والتَّثْنِية رجَوَان، وإنما ظَهَرت الوَاوُ في التَّثْنِية, لأنَّ الاسمَ مُتَحَرك الحَشْو، وتَقْدِير بِنائِه فَعَل، كما يُقال: أخَوان وأَبَوان. (2 ويقال ذَلِك: لمَنْ حُمِل على خِطَّة لا يكون له مَعَها قَرار. ولَفظُه لَفظُ الأَمْر، والمُرادُ الخَبَر، كقَولِه تَعالَى: {فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا} (¬3) 2). - في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى الله عنهما: "والطَّعام مُرجًى" (¬4). : أي غَائِب مُؤَجَّل. - في الحَدِيث: ذِكْرُ "المُرجئَة" (¬5). ¬
قيل هو: من أَرجأَ أمراً، وأرتَكَب الكَبائِرَ؛ وذَلِك أَنَّ الله تَبارَك وتَعالَى أَرجأَهم في تَعْذِيبِهم وغُفْرانهم. وقال ابنُ قُتَيْبة (¬1): مَنْ قال: الِإيمانُ قَولٌ بلا عَمَل. قَدَّم القَولَ وأخَّر الفِعْلَ. وقد يُهمَز فيقال مُرجِىءٌ. * * * ¬
ومن باب الراء مع الحاء
ومن باب الراء مع الحاء (رحب) - (1 في حَدِيثِ نَصْر بنِ سَيَّار: "أَرَحُبَكم الدُّخولُ في طَاعةِ فُلانٍ"؟ : أي أوَسِعَكم؟ قاله الخَلِيلُ، وهو شَاذٌّ (¬2). - ومنه حَدِيثُ ابنِ عَوْف: "قَلِّدُوا أمرَكم رَحْبَ الذِّراع". : أي وَاسِعَ القُوَّة عند الشَّدائدِ 1). (رحرح) - في حَدِيثِ أَنسٍ، رضي الله عنه، "فَأُتِى بَقَدَحٍ رَحْرَاح، فوَضَع فيه أصابِعَه. فجَعَل المَاءُ ينْبُع من بين أَصابِعِه". الرَّحْراح: قَصْعَة رَوْحاءُ قَريبَة القَعْر. حَكَى أبو نَصْر، عن الأصمَعِىّ: أنه مأخوذ من رَحَحِ حَافِرِ الفَرَس، وهو أن يَتَّسِع ويَقِلّ عُمقُه، وذلك مَكرُوه في الفَرَس، ويقال: حوافِرُ رُحٌّ: أي واسِعَة، جمع أرَحّ. وقال أبو غَالَب بنُ هَارُون: لا يَمتَنِع أن يَكونَ الرَّحْرَاح، من رَحَّ كحَثْحَث من حَثَّ، وحَصْحَصَ من حَصَّ، وحَضْحَضَ، من حَضَّ. (رحض) - في الحَدِيث: "فمَسَح عنه الرُّحَضَاء" (¬3). ¬
(رحل)
الرُّحَضَاء: عَرقٌ يَغسِل الجِلدَ لكَثْرته، ويُستَعمل غَالِباً في عَرَق الحُمَّى، وقد رُحِضَ: أَصابَه الرُّحَضَاء، وأَصلُ الرَّحضِ الغَسْل، والشَّىءُ مرحُوضٌ ورَحِيضٌ. (رحل) - في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما، قال: "جاء عُمَر رضي الله عنه، فقال: يا رَسولَ اللهِ: حَوَّلتُ رَحْلِى (¬1) البارِحَةَ". الرَّحلُ: مَنزِل الرَّجلِ ومَأْواه، ومَركَبُ البَعِير أيضًا يُركَب عليه، وقد رَحَله وارْتَحَله: رَكِبَه وعَلاه، ومنه: "لأرحَلَنَّك بالسَّيْفِ". وأَرادَ به غِشْيانَه امرأَتَه من دُبُرها في قُبُلِها؛ لأن المُجامِعَ يَعلُوها ويَركَبُها، فلَمّا أتاهَا من غَير مَأْتاها - فيما قِيلَ - سَمّاهّ تَحْوِيلَا، كَنَى بالرَّحْل عن الغِشْيان. - والرَّاحِلَة في قَولِه: "لا تَجِدُ فيها رَاحِلَة". قيل: هي بمَعْنَى مَرحُولَة، كسِرٍّ كَاتِم، ولَيْل نَائِم. - (2 في قِصَّة مُؤْتَةَ (¬3): "لَتَكُفَّنَّ أو لأَرحَلَنَّك بسَيْفِى". ¬
(رحم)
يقال: رَحلْتُه بما يَكْره: أي رَكِبْتُهُ، وأَصلُه من رَحَلْت النَّاقَة. (رحم) - في حَدِيثِ مَكَّة: "هي أمُّ رُحْم". : أي أَصلُ الرَّحْمَة. (رحا) - وفي حَدِيثِ صِفَة (¬1) السَّحابِ: "كَيفَ تَرَوْنَ رَحَاهَا". : أي استِدَارَتها، أو ما اسْتَدَارَ منها 2). * * * ¬
ومن باب الراء مع الخاء
ومن باب الراء مع الخاء (رخل) - في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما: "أنَّه سئل عن رجلِ أسْلَمَ في مائة رِخْلٍ. قال: لا خَيْرَ فيه". الرِّخْل (¬1): الأُنثَى من سِخال الضَّأْن، والجمع رُخَال ورُخْلان، بكَسْر الرَّاءَين وضَمِّهِما, ولَعلَّه إنما كَرِه السَّلَم فيها, لأنها تَتفاوتُ صِفاتُها وقَدرُ سِنِّها، فلا تُضبَط بالصِّفَة، وقد جاء في حَديثٍ آخَرَ: "أنه نَهَى عن السَّلَم في السِّنِّ" (رخم) - (2 في حَديثِ الشَّعْبِى: "لو كَانُوا من الطَّير كانوا رَخَمًا" الرَّخَم موصوفة بالقَذَر والمَزْق. ومنه يقال: "رَخِم السِّقاء": أَنْتَن 2). (رخا) - في الحَدِيث: "استَرخِيَا عَنِّي". : أي انبَسِطا، والرَّخَاء: السَّعَة واللِّين، وشَىءٌ رِخْوٌ: لَيَّن. واسترْخَت حالُه: حَسُنَت بعد ضِيقٍ. * * * ¬
ومن باب الراء مع الدال
ومن باب الراء مع الدال (ردد) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا} (¬1). : أي نَرجِع للكُفْر. يقال ذلك لكل من جاء لِينْفُذَ فسُدَّ سَبِيلُه، ويقال: لكُلِّ مَنْ لم يَظْفَر بِمَا يُرِيد أيضا، ويقال: رَدَدْتُه على عَقِبِه، : أي خَيَّبْته، والارْتِداد عن الشَّىءِ: الرُّجوع عنه، ومنه رِدَّة الكُفْر. - (2 في حَدِيث القِيامَة: "يقال: إنَّهم لم يَزالُوا مُرتَدِّين على أَعقابِهم" : أي مُتَخلِّفين عن بَعضِ الواجبات، ولم يُرِد رِدَّة الكُفْر، ولهذا قَيَّده بأَعقابِهِم، لأنه لم يرتَدَّ أَحدٌ من الصَّحابَة، وإنّما ارتَدَّ قَومٌ من جُفاةِ الأعراب. - قوله: "لا تَردُّوا السَّائِلَ ولو بظِلفْ" (¬3). ¬
وفي رِوَايَة: "رُدُّوا السَّائِلَ ولو بِظِلْف" (¬1). ومعناها: شَىْءٌ واحِد وليس يُضَادّ أَحدُهما الآخر: أي لا تَردُّوهم بلا شَىْء واصرِفوهم ولو بِظِلْفٍ 2). - في حديث الزُّبَيْر، رَضِى الله عنه: "أنَّه وَقَف دَاراً على المَرْدُودَة من بَناتِه" (¬2). قال الأَصَمَعىُّ: هي المُطَلَّقة، فأما التي مات زَوجُها فيقال لها: فَاقِد، ويَشْهد لِقَوْلِ الأصمَعِىّ حَدِيثُه حين ذَكَر الصَّدقَة فقال: "ابْنَتُك مردُودَةٌ إليك لَيس لها كاسِبٌ غَيرك"، ولأنَّ التي مات زَوجُها ربما أَصابَها من المِيراثِ ما تَحصُل (¬3) منه مسكَناً وغير ذلك. فأما المُطَلَّقة فإذا سَرَّحَها زَوجُها فلا مَسْكَنَ لها في الغَالِب، لأَنَّ الِإنسانَ في العادة إذا جَهَّزَ بِنتاً أَعطىَ غَيرَها من الأولاد بقدر ما جَهَّزَها به، فإذا رَجَعَت كان قد أَحرزَ إخوَتُها أَنْصِبَاءهم فلا يَكُون لها شَىْء. (4 وفي حَدِيث عُمَر بن عبد العزيز: "لا رِدِّيدَى في الصَّدَقَة" : أي لا ثِنْىَ فيها، ونَحْوُهُ في المَصَادر: قِتِّيتَى ونِمِّيمَى 4). ¬
(ردع)
(1 وفي حديث أبى إدريس الخَوْلانى قال لمعاوِيةَ: "إن كان دَاوَى مرضاها، وردَّ أُولَاها على أُخْراها". : أي إذا تقدَّمتِ أَوائِلُها، وتباعَدَت عن الأَواخِر لم يَدَعْها تَتَفَرَّق، ولكن يَحْبِس المُتَقدَّمةَ حتى تَصِل إليها المُتَأخِّرةُ 1). (ردع) - في حَديثِ عائِشةَ، رَضِى الله عنها: "كُفِّنَ أبو بَكْر، رضي الله عنه، في ثلاثَةِ أَثوابٍ، أَحدُها به رَدْع" (¬2). : أي لَمْع من زَغفَران، لم يَعُمّه كُلّه. والمَرْدَعة: قَمِيص يَلمَع بالطَّيبِ والزّعفران. والرَّدْع: أَثرَ الطِّيب ونَحوِه (¬3). (ردغ) - في الحديث: "مَنْ قال في مُؤمِنٍ ما لَيْس فيه حَبَسه اللهُ تعالى في رَدغَةِ الخَبَال" (¬4) الرَّدْغَة، بِسُكُونِ الدَّالِ وفَتْحِها، طِينٌ ووَحْل كَثِير، والجَمعُ رِداغٌ، وتَفسِيرُها في الحَدِيث: عُصارَةُ أَهلِ النَّار. - وفي حَديثٍ آخَر: "مَنْ شَرِب الخَمرَ سَقاه الله تَعالَى من رَدغَة (¬5) الخَبالِ". ¬
(ردم)
يقال: مَكانٌ رَدِغٌ، وأرتَدغَ فلان: وَقَع في الرِّداغ. - وفي حَديثٍ آخَرَ: "منَعَتْنا هذه الرِّداغُ" (¬1). يَعنِى الطَّين والوَحَل عن الجُمُعَةِ، جمع رِدْغَة. وقد يقال: ارْتَدَع، بالعين المهملة، تَلطَّخ بالشَّىء، والصَّحِيح الأول. وقد يُروَى بالزَّاى بدل الدَّال، ومَعناهُما قَرِيبٌ من السَّواء. - في حَديثِ الشَّعْبِى قال: "دَخلتُ على مُصْعَب (2 بنِ الزُّبير 2) فدنوت منه حتى وَقعَتْ يَدِى على مَرادِغِه". المَرادِغ: جمع مَرْدَغَة؛ وهي ما بَيْنَ العُنُق إلى التَّرقُوَة. وقيل: هي لَحْم وسط العَضُد إلى المِرفَق، ومَرادِغُ السَّنام: ما لَصِق بالمَأْنَة (¬3) من الشحم، وهي في غير هذا الرَّوضَة البَهِيَّة. - (4 ومنه حَدِيثُ حَسَّان بنِ عَطِيَّة: "مَنْ قَفَا مُؤمِنا بما لَيَس فيه وقفه الله في رَدغَةِ الخَبال" (4). (ردم) - قوله تعالى: {... أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} (¬5). ¬
(ردى)
الرَّدمُ: سَدُّك بَابًا، وسَمَّاه رَدْماً بالمَصْدر، والارْتدَامُ: الارْتِفاعُ في الثَّوبِ، والرَّدِيم: الثَّوبُ المُرقَّع، والمُردَّم أيضا: الخَلَق المُرَقَّع. (ردى) - في الحديث (¬1): "فَردَيْتُهم بالحِجَارة" : أي رَميْتُهم. يقال: رَدَى يَردِى رَدْياً: (2 إذا رَمَى 2) - ومنه في قِصَّة أُحُد: "قال أبو سُفْيان: مَنْ رَدَاه؟ " والمِرْدَاة: الحَجَر، وأَكثر ما يُقال ذَلِك في الحَجَر الثَّقِيل. - (3 في حديثِ ابنِ مَسْعُود: "مَنْ نَصَر قَومَه على غير الحَقِّ فهو كالبَعِير الذي رَدِى، فهو يُنْزَع بذَنَبه : أي تَردَّى في مَوضِع، ومعناه: أنَّه قد وَقَع في الِإثْم وهَلَك كالبَعِير إذا تَردَّى في البئر فصار يُنزَع بذَنَبِه فلا يُقدَر على خَلاصِه. - في حديث قُسٍّ: "تَردَّوْا بالصَّمَاصِم". : أي صَيَّروها بَمنْزِلَة الأَردِيَةِ 3). * * * ¬
ومن باب الراء مع الذال
ومن باب الراء مع الذال (رذذ) - في الحَدِيثِ: "ما أَصاب أَصحابَ مُحمَّد - صلى الله عليه وسلم -، ورَضِى الله عنهم - يَومَ بَدْر إلا رَذاذٌ لَبَّدَ لَهُم الأَرضَ". الرَّذَاذ: أَصغَر (¬1) ما يكون من المَطرَ قَطْراً، وقيل: هو كالغُبار. ويقال: أَرذَّتِ السَّماءُ فهى مُرِذَّة، وأرضٌ مُرِذٌّ: عليها الرَّذَاذ. (رذم) - في حَدِيثِ عَبدِ المَلِك بنِ عُمَيْر: " (¬2) في قُدُورٍ رَذِمَة". : أي مُتَصَبِّبةٍ، من الامْتلَاء، والرَّذْم: القَطْر والسَّيَلان، ورَذَم أَنفُه: سَالَ، ورَذِمَ أَيضاً، وأرذَمه غَيرُه. والرَّذُوم: القَطُور (3 من الدَّسَم 3) والرُّذُم: الأَعضاء المُمِخَّة. (رذا) - في حَدِيثِ سَلمَة بنِ الأَكْوع، رَضى الله عنه: "فأَخذْت فرسَيْن أَرذَوْهما" (¬4). ¬
: أي أَهزَلُوهُما. ورَذِى يَرْذَى رَذاوَةً، فهو رَذِىٌّ، وهي رَذِيَّة، والجمع رَذَايَا ورُذَاةٌ، وأرذَيتُه أنا. - ومنه في حَدِيثِ الصَّدَقةِ: "ولا الرَّذِية ولا الشَّرَط" (¬1). * * * ¬
ومن باب الراء مع الزاى
ومن باب الراء مع الزاى (رزأ) - في حَدِيثِ الشَّعْبِىِّ. قال رجل: "إنَّما نُهِينَا عن الشَّعْر إذا أُبِنَت فيه النِّساء وتُرُوزِئَت فيه الأَموالُ" (¬1). يقال: ما رَزأْتُه شيئاً: أي لم أُصِبْ منه، وكريم مَرْزُوءٌ (¬2): يُصِيبُ الناس بِرُّهُ (¬3). ومَعْناه إذا استُجْلِبَت به الأَموال وأُنفِقَت فيه. - ومنه حَدِيثُ سُراقَةَ (4 بنِ جُعْشُم 4): "فلم يَرْزَآنِى (4 شَيئاً 4) ". : أي لم يَأخُذَا مِنِّى شَيئًا. - وحَدِيث (¬5) المَرْأَة صاحبة المَاءِ "أَتعْلَمِين أَنَّا ما رَزأْنا من مَائِك شَيئًا؟ " تَقولُ العَربُ: ما رَزَأتُه رُبالاً، والزِّبال: ما تَحمِله النَّملةُ بِفِيها. - وفي حديث: "لَولَا أَنَّ اللهَ لا يُحِبُّ ضَلالَة العَمَل ما رَزَينَاكَ عِقالاً". ¬
(رزب)
هكَذا في بَعضِ الرِّوايات، والفَصِيحُ: "ما رَزَأْنَا" بالهَمْزة، غَيرَ أن كل مَهْمُوز يجوز تَركُ همزه وتَخْفِيفُه، وما لَيْسَ بمَهْمُوز في الأَصْل لا يَجُوز همزُه. والرُّزء، والرَّزِيئَة، والمُرْزِئَة: المُصِيبَة. وضَلالَةُ العَمَل: بُطْلانُه وذَهاب نَفْعِه. (رزب) - في حديث المَلَك: "وبِيَدِه مِرْزَبَة". : أي مِيتَدة (¬1)، من رَزَب، ورَزَم: أي لَزِم فلم يَبْرَح. والإِرْزَبَّة أيضا، قال: * ضَربُك (¬2) بالمِرْزَبَةِ العُودَ النَّخِر * (رزز) - في حَديثِ أَبِى الأَسْود: "إنْ سُئِل ارتَزَّ" : أي ثَبَت وبَقِى مكانَه ولم يَهَشَّ وخَجِل ولم يَنْبِسَط. ورُوِى: أَرَزَ (¬3): أي انْقَبَضَ. (رزق) - في حَديثِ أُمَيْمَة الجَوْنِيَّة، رَضِى الله عنها: "اكْسُها رَازِقَيَّيْن" (¬4) " الرَّازِقِيَّة: ثِيابُ كَتَّان بِيضٌ، والرّازِقِىُّ: الضَّعيف من كل شىء. ¬
(رزن)
(رزن) - في شِعْر حَسَّان يَمدَح عَائشَة، رضي الله عنها: حَصَانٌ رزانٌ ما تُزَنُّ بِرِيبَةٍ (1 وتُصبِح غَرثَى من لُحومِ الغَوافِلِ 1) يقال: امرأَةٌ رَزانٌ ورَزِينَة، إذا كان لها وَزْن وَوَقَار وثَباتٌ وسُكُونٌ. وشَىءٌ رَزِينٌ: ثقِيل. * * * ¬
ومن باب الراء مع السين
ومن باب الراء مع السين (رسب) - في حَدِيثِ الحَسَن في صِفَةِ أَهلِ النّار: "إذا طَفَت بهم النَّارُ أرسَبَتْهم الأَغلالُ في النَّار". : أي ذَهبَت بهم إلى أَسفَل، والرُّسُوب: الذَّهاب (¬1) سُفْلًا، وسَيفٌ رَسُوبٌ: ماضٍ في الضَّرِيبَة. وقال سَلَمة: رَسَب: أي ثَبَت. وقَولُه: طَفَت بهم، أي: رَفَعَتْهم وأَظْهَرَتْهم. - ومنه: "كان لِرَسُولِ الله، - صلى الله عليه وسلم -، سَيفٌ، يقال له الرَّسُوبُ". : أي يَمضى في الضَّرِيبَة، ويَثْبُت ويَغِيبُ فيها. والمِرْسَب (¬2): سَيفٌ لخَالِدِ بن الولِيد، رضي الله عنه، من هذا أَيضاً. (رسح) - في حَدِيثِ المُلاعَنَة: "إن جاءَت به أَرسَحَ فهو لِفُلان" (¬3). ¬
(رسف)
- وفي حَديثٍ آخَرَ: "لا تَسْتَرضِعُوا أَولادَكم الرُّسْحَ (¬1)، ولا العُمْشَ، فإن اللَّبنَ يُورِث الرَّسحاءَ والرَّصعاءَ (¬2) والزَّلَّاء (¬3) ". الرَّسْحاء: المَمْسُوحَة التي لا عَجِيزَة لها، أو هي صَغِيرة لَاصِقَة، والرَّجُلُ الأَرسَحُ، وقد رَسِحَ رَسَحًا، ومنه يُقالُ لِلذِّئبِ أَرسَح. (رسف) - في حَديِثِ الحُدَيْبِيَة: "فَجَاءَ أبو جَنْدَل، رَضِى الله عنه، يَرسُف في قُيودِه" الرَّسْف والرَّسِيف والرَّسَفَان: مَشْىُ المُقَيَّد، أي يَتَحامل برِجْله مع القَيْد. وأَرسفْتُ الِإبِلَ: طَردتُها مُقَيَّدة، وقد رَسَف، فهو رَاسِفٌ. (رسل) (4 في الحَدِيثِ: "كان في كلامه تَرسيلٌ (¬5) ". يقال: تَرسَّل الرّجلُ في كلامِه ومَشيِه, إذا لم يَعْجَل، والتَّرْسيلِ (¬6) والتَّرتِيلُ واحد، والرِّسْل من القَوْل الخَفِيضُ. قال الأعشى: ¬
(رسم)
فقال لِلمَلْكِ أَطلِق منهمُ مِائَةً ... رِسْلاً من القَوْل مَخفُوضاً وما رَفَعا (¬1) 4) - في الحديث: "أَيُّما مُسلِم استَرْسَل إلى مُسلِمِ فَغَبَنَه فهو كذا". - وفي حديثٍ آخرَ: "غَبْنُ المُسْتَرسِل رِباً". الاستِرسَالُ (¬2): الانْبِساط والاستِئْناس والطُّمَأْنِينَة إلى الشىء، والرِّسْل: السُّكُون. - وفي الحَدِيثِ: "إذَا أذَّنتَ فَتَرسَّل" (¬3). : أي اطلُب الرِّسْلَ وتَمَكَّثْ. (رسم) - وفي حَديث عَينِ زَمْزَم: "فرُسِّمت بالقَبَاطِىِّ (¬4) والمَطِارِف حتى نَزَحُوها" : أي حَشَوْهَا حَشْواً بالِغًا، كأنّه مأخوذ من الثِّياب المُرَسَّمَة وهي المُخَطَّطة خُطُوطًا خَفِيَّة، ورَسَمِ في الأرضِ: غَابَ. والرَّسْمُ: الأَثَر؛ كأَنَّه ذَهب أصلُه، وبَقِى أَثَرُه. * * * ¬
ومن باب الراء مع الشين
ومن باب الراء مع الشين (رشح) - في الحديث: "حتى يبلغ الرَّشْحُ أَطرافَ آذانِهم" (¬1). الرَّشْح: العَرق، لأنه يرشَح ويَخرجُ من البدن شيئاً فشيْئاً، وقد رَشَح رَشْحا. - وفي حديث خالدِ بنِ الوَلِيد، رضي الله عنه: "أنَّه رَشَّح ولدَه لولاية العَهْد". : أي أَهَّلَه لها، وأَصلُه تَرشِيحُ الأُمِّ ولدَها، وهو تَدرِيجُها إيّاه باللبن حتى يَقْوَى على المَصِّ. وقيل: هو التَّربية، من قولهم: فلان يُرشَّح للوِلَاية: أي يُربَّى لها ويُهيَّأ ويُؤَهَّل. وقيل: أَصلُه تَمشِيَةُ الظَّبيةِ ولدَها أَولَ ما يقدِر على المَشْى لِيَرشَح عَرقاً، ويَقوَى على السَّعْى. (رشد) (2 وفي الحديث: "من ادَّعى ولدًا لغَيْر رِشْدة فلا يرِث ولا يُورَث". ¬
(رشق)
يقال: هذا وَلَدُ رِشْدَة (¬1) إذا وُلِد لِنِكاحٍ صَحِيحٍ. وفي ضِدَّه: ولد زِنْيَة وبِغْيَة 2). (رشق) - في حديث فَضالَةَ، رضي الله عنه: "أَنَّه كان يَخرُج فيَرمِى الأَرشاقَ". والأَرشَاقُ: جمع رِشْق بالكَسْرِ؛ وهو أن يرمِىَ بالسِّهام كُلِّها، وقيل: جمع رِشْق، وهو الوَجْهُ من الرَّمى. - وفي حديث: "فرشَقُوهم رَشْقاً". والرَّشقُ: الرَّمْى. وقيل: الرِّشق هو الشَّوطُ، والوَجْه من الرَّمْى إذا رَمَى القومُ كُلُّهم دَفعةً وأحدة قالوا: رَميْنا رِشقاً. - وفي حديث سَلَمة، رضي الله عنه: "فأَلحَقُ رجلاً فأرشُقُه بسَهْم". : أي أَرمِيه. وقيل: رَشَق في الرَّمى، إذا ابتدأ فيه، وأَرشقَ إذا رَمَى رِشْقًا، ورَشَقْتُهم بِبَصرى، وأرشَقْتُهم: إذا نَظرتَ إليهم نَظَرًا طامحًا، وكذلك رَشقتُه بالكلام. (رشا) - (2 في الحديث: "الرّاشِى، والمُرتَشِى- وفي رواية - والرَّائشُ في النار" (¬3). ¬
وقيل: هذا إذا رَشَا لِينالَ به بَاطِلاً، فأمَّا إذا أعطى ليتَوصَّل إلى حَقّ أو يَدفَع ظُلماً فغَيْر داخلٍ فيه. رُوىِ: أنَّ ابنَ مَسْعود أُخِذَ بأرضِ الحَبَشة في شَىء، فأَعطَى دِينَارَين حتى خُلِّى سَبِيلُه. ورُوِى عن الحَسَنِ والشَّعبى وأَبِى الشَّعْثاء قالوا: لا بَأسَ أن يُصانِعَ الرَّجلُ عن نَفسِه وماله، إذا خاف الظُّلمَ. وأمَّا الرائِشُ (¬1) فهو الذي يَمشِى بَيْنَهما، والرُّشوة بكسر الراء وضمها: الوُصلَة إلى الحاجة بالمصانَعَة، من الرِّشاء (¬2). يقال: رَشَاه فارتَشَى. وقيل: هو من رَشَا الفَرخُ إذا مَدَّ عُنقَه إلى أُمَّه لتَزُقَّه. والرَّيش: الاصْطِناع، من رِيشِ السَّهم 2). * * * ¬
ومن باب الراء مع الصاد
ومن باب الراء مع الصاد (رصع) - في حديثِ عبدِ الله بن عَمرو: "أنَّه بَكَى حتى رَصَعَت (¬1 عَينُه". : أي فسَدَت، وهو بالسِّين أَشهَر. - وفي حَديثِ قُسٍّ: "رَصِيعُ أَيهُقَان". يَعنِى أَنَّ هذا المَكانَ قد صار بحُسْن هذا النَّبتِ كالشىء المُحَسَّن المُزَيَّن بالتَّرصِيع. والأَيهُقان: نَبتٌ، ويروى: رَضِيعُ (¬2) أَيهُقان، بالضاد المعجمة. (رصغ) - في الحديث: "أنَّ كُمَّه كان إلى رُصْغه". الرُّصغ بالصّادِ والسين مَفْصِلُ (¬3) ما بَيْن الكوع والذِّراع، (4 والأَرسَاغ 4)، ومُجتَمع ما بين السَّاقَيْن والقدَمَين. ¬
(رصف)
(رصف) - في حَدِيث المَارِقة: "يَنظُر في رِصافِه، ثم في قُذَذِه ثم في كذا، قد سَبَق الفَرثَ والدَّمَ" (¬1). والرَّصَفة: عَقَبَة تُلوَى على موضع (¬2) الفُوقِ وعلى أَصلِ نَصْل السَّهم، والسَّهم من ذلك مَرصُوف، ويقال فيه: رِصَاف، والمعنى أَنَّه يخرج من الدِّينِ فلا يبقى فيه شَىْء منه، كما أَنَّ السَّهمَ لم يَعلَق من الفَرْثِ والدَّمِ بشَىءٍ. - (3 في حَديثٍ: "ضَربَه بمِرصَافَةٍ". : أي مِطْرقَة، من الرَّصف؛ لأنه يُرصَف بها المَضْروب أي: يُضَمُّ ويُلْزَق 3). * * * ¬
ومن باب الراء مع الضاد
ومن باب الراء مع الضاد (رضخ) - في قِصَّة بدر: "شَبَّهتُها النَّواةَ تَنْزُو من تَحتِ المَراضِخِ" (¬1). المِرضَخَة والمِرضَاخ: حجر يُرضَخ به النَّوَى، وهو بالحَاءِ المُهمَلة أَشْهَر، غير أَنَّ الرِّوايةَ بالخاء. - (2 وكذلك حَدِيثُ الجَارِية: "فرضَخَ رأسَه بين حَجرين" (¬3). (رضرض) - في الحَدِيث: "رَضْرَاضُه التُّوم" (¬4). الرَّضراضُ: الحَصَى الصِّغار. (رضض) - وفي الحديث: "لَصُبَّ عليكم العَذَابُ صَبًّا ثم رُضَّ (¬5) رَضًّا" ويروى بالصاد وهو الأَصَحُّ 2). ¬
(رضع)
(رضع) - في الحديث: "لا تَأْخُذ من راضِعِ لَبَن" (¬1) قِيلَ: الرّاضِعُ: ذَاتُ الدَّرِّ، والأَشبَه أن الراضِعَ: الصَّغِر الذي هو بعدُ يَرضع أُمَّه، إلا أن يُقَدَّر فيه شَىْءٌ محذوف (¬2). (3 قال الخَطَّابى: إنما نَهاهُ لأَنَّها خِيارُ المال، ولَفْظَةُ "مِنْ" فيه زَائِدة، كما يُقالُ: لا تَأكلْ من الحَرام، ويَجُوز أن يُرِيدَ الشَّاةَ الواحدة أو اللِّقْحَة، قد اتَّخذَها للدَّرِّ فلا يُؤخَذ منها شَىْء 3). - وفي حديث ثَقِيف: "أَسلمَها الرُّضَّاعُ وتَركُوا المِصاعَ" (¬4). الرُّضَّاع: اللِّئام، جمع رَاضِع. قيل سُمِّى به لأنه لِلُؤْمه يرضَع الغَنمَ ولا يَحلُبها لَيلًا، لِئَلا يُسمَع صَوتُ (¬5) اللَّبَن، وقيل: لأنه يَرضَع الناس: أي يَسْأَلهُم. - ومنه في رَجَزٍ يُروَى لفاطمةَ رضي الله عنها: * ما بِىَ من لُؤْمٍ ولا رَضاعَه * (¬6) ¬
(رضف)
والفعل منه رَضُع بالضَّمّ، والمِصاعُ: المُضاربةُ بالسُّيوف. - في حَديثِ قُسِّ: "رَضِيع أَيهُقَان" : أي السِّباع (¬1) في ذلك المكان تَرتَع هذا النَّبتَ وتَمَصُّه، بمنزلة اللَّبن لشِدَّة نُعومَة نَبتِ ذلك المَكان وكثْرِة مائِه. (رضف) - وفي الحديث: "أَنَّ هندا (2 بنَت عُتبة 2) لمَّا أَسلمَت أَرسلَت إليه بجَدْيَيْن مَرضُوفَين وقَدٍّ". الرَّضْف: الحِجارة المُحمَاة، ومنه رَضْف الشِّواء: وهو شَيُّه عليه. والقَدُّ: جِلدُ السَّخلة، أراد مُمتَلِئةً لبناً. - وفي حديث أبى بَكْر: "فإذا قُريصٌ من مَلَّةٍ فيه أَثَر الرَّضيف" (¬3). : أي اللّحم المَشْوِىّ على الرَّضْف. (رضم) - (4 ومنه حديثُ أبى الطُّفَيل: "لما أَرادت قُريشٌ بِناءَ البَيتِ بالخَشَب، وكان البِناءُ الأَول رَضْمًا 4) " (¬5). * * * ¬
ومن باب الراء مع الطاء
ومن باب الراء مع الطاء (رطأ) - في تاريخ يَحيَى بنِ مَعِين، عن رَبِيعة "كان أَصحابُ النبى - صلى الله عليه وسلم - يَدَّهِنُون الرِّطاءَ" (¬1). وفَسّره يَحيَى فقال: الرِّطاء: التَّدهُّن الكَثِير، أو قال: الدُّهْن الكَثِير، ولعل هذا من قولهم: رَطَأ بسَلْحه، إذا رمى به. (2 وقال غيره: "بالرِّطاء" يعنى الدَّهنَ بالماء، لأنه يَعلُو الماءَ، من رَطأتُ القومَ: رَكِبتُهم. وقيل (¬3): لَعلَّه الرِّطال، من تَرطِيل الشَّعر، وهو تَلْيِينُه، سَقطَت منه اللَّام 2). (رطب) في الحديث: "أنَّ امرأةً قالت: يا رسولَ الله، إنَّا كَلٌّ على آبائِنا وأَبنائِنا، فما يَحِلُّ لنا من أَموالِهم؟. قال الرَّطْبُ تأكُلْنَه وتُهدِينَه". ¬
(رطم)
قال الخَطَّابى: إنما خَصَّ الرَّطْب من الطعام؛ لأَنَّ خَطْبَه أَيسَر، والفَسادَ إليه أَسرَع، إذا تُرِك فلم يُؤكَل، وربما عَفِن ولم يُنتَفَعْ به، فَيَصِير إلى أن يُلقَى ويُرمَى به، وليس كذلك اليَابِس منه؛ لأنه يَبقَى على الخَزْن ويُنتَفَع به إذا رُفِع وادُّخِر، فلم يأذن لهم في استِهلاكِه، وقد جرت العادةُ بين الجِيرة والأقارب أن يَتَهادَوْا رَطْبَ الفاكهة والبُقول، وأن يَغرِفوا لهم من الطَّبِيخ، لأن يُتحِفوا الضيفَ والزّائرَ بما يحضُرهُم منها، فوقَعَت المُسامحَة في هذا الباب، بأن يُتركَ الاسْتِئذانُ له، وأن يُجْرَى على العادَة المُسْتَحْسَنة في مِثلِه، وإنما جاء هذا فيمَن يُتبَسَّطُ إليه في ماله من الآباء والأبناء دون الأَزواج والزَّوجات، فإنَّ الحَالَ بين الوَلَد والوَالِد أَلطفُ من أن يُحتَاج مَعَهُما إلى زِيادةِ استِقصاءٍ في الاستِئمار للشَّرِكة النِّسْبِيَّة بينهما والبَعْضِيَّة المَوْجُودة فِيهِما. فأما نَفَقة الزوج على الزَّوجَة فإنها مُعاوَضَةٌ علما الاستِمْتاع، وهي مُقدَّرة بكَمِّية ومُتَناهِيَة إلى غَايَة، فلا يُقاسُ أحدُ الأَمرين بالآخر، وليس لأَحدِهما أن يَفعلَ شيئاً من ذلك إلا بإذن صاحبه. - (1 في الحَديثِ: "مَنْ أَرأدَ أن يَقَرأ القُرآن رَطْباً". قيل: أي لَيِّناً لا شِدَّة في صَوتِ قارئِه، وقيل: غَضًّا، كما في رِوايةٍ أُخرَى 1). (رطم) - في حَديثِ الهِجرة: "فارتطَمَت بسُراقَة فَرسُه". : أي ساخَتْ قوائِمُها كما تَسُوخ في الوَحْل، ورَطَمْتُه: أوحلْتُه فارتَطَم. ¬
(رطن)
(رطن) - في حَدِيثِ أبى هريرة رضي الله عنه قال: "أَتتْ امرأةٌ فارسِيَّة فَرَطَنَت له". الرِّطانة: بفتح الراء كسرها، والتَّراطُن: كَلامٌ لا يَفْهَمُه الجُمهور، وإنما هو مُواضَعَة بين نَفْسَين أو جَماعَة، والعرب تَخُصُّ بها كَلامَ العَجَم، وقد راطَنَه، وتَراطَنَا. ويُقال: ما رُطَّيْنَاك؟ بَتَخْفِيف الطَّاء وتَشْدِيدها، أي ما كَلامُك الذي لا نَفْهَمه. * * *
ومن باب الراء مع العين
ومن باب الراء مع العين (رعج) - (1 في حَدِيث الإِفْك: "فارتَعج العَسْكَرُ". يقال: رَعَجَه الأَمرُ وأَرعَجَه: أَقلقه (¬2) فارتْعَجَ 1) (رعد) - قَوله تَباركَ وتَعالَى: {يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} (¬3). - في الحديث: "أَنَّ الله (4 تَباركَ 4) وتعالى ينشِىء السَّحابَ، فمَنْطِقُه الرعْدُ، وضَحِكُه البَرْقُ". ثم اختلف العُلماءُ فيه. فقال ابن عباس رضي الله عنهما: الرَّعْد: اسمُ مَلَكٍ تَسْمَعُون صَوتَه، والبَرْقُ: صَوْت (¬5) من نور يَزْجُر به الملِكُ السَّحاب. ورُوِى عن على رضي الله عنه قال: البَرق: مَخارِيقُ المَلائِكَة. وهي جمع مِخْراق، وهو ثَوب يَلفُّه الصِّبيان يَضرِب به بَعضُهم بعضاً. كأنَّه شَبَّه الصوتَ الذي يَزجُر الملكُ السَّحابَ به. وقال أبو عبيدة: الرَّعدُ إما أن يَكُونَ اسمَ مَلَك، وإِما صَوْتَ سحاب. وقال أبو الجَلْد: الرَّعد: الرِّيح، والبَرْق: الماء، ولم يعرِفْه وَهْبُ ابنُ مُنبِّه، والزُّهْرى. وقال أَهلُ اللغة: الرَّعد: صَوتُ السحاب، والبَرقُ: نُورٌ وضِياءٌ يَصْحبان السَّحابَ. ¬
(رعظ)
- في حديثٍ: "كَمْ من صَلَفٍ تَحتَ الرَّاعِدَة" (¬1). هذا مَثَل يُضرَبُ لِمَن يُكثِرُ قَولَ ما لا يَفعَل: أي تَحتَ سَحابٍ يُرعِد ولا يُمطِر. - في حديث ابْنَىْ مُلَيْكَة (¬2): "أَنَّ أُمَّنا ماتَت حين رَعَد الِإسلامُ وبَرَق". : أي حين جاء بِوَعيده وتَهدُّدهِ. وفيه لُغَتان رَعَدَ وبَرَق، وأَرعدَ وأَبْرَق، إذا تَوعَّد وتَهدَّد، ويَرعُد ويَبْرُق، ويُرعِد ويُبرِق، ورعَدَت السَّماء وبرَقَت: إذا أتت بالرَّعْدِ والبَرْق. (رعظ) - في الحَدِيث: "أهدَى له يَكْسُومُ سِلاحًا فيه سَهْم لَغْب، قد رُكِّب مِعْبَلُه في رُعظِه". الرُّعظُ: مَدخَل النَّصل في السَّهم، وقد رَعَظْتُه وأرْعَظتُه (¬3): كَسَرت رُعظَهُ، وسهم رَعِظ: غاب عن رُعْظِهِ. (رعع) - في حديث (¬4) عُمرَ: "أنَّ المَوسِم يجمَع رَعاع النَّاس". ¬
(رعف)
: أي غَوغَاءَهم وسُقَّاطَهم وأَخلاطَهم وسَفِلَتَهم، ورجل رَعَاعَة: لا فُؤادَ له، من الرَّعرعة، وهو اضْطِرابُ الماءِ عِلى وَجْهِ الأرض. (رعف) - (1 في الحَدِيث: "مَنْ رَعُفَ في صَلاتِهِ". ذَكَر الصُّولِىّ: أَنَّ سِيبَوَيه شَكا حَمَّادَ بن سَلَمة إلى الخَلِيل، قال: سَألتُه عن حديث هِشامٍ عن أبيه في رَجُل رَعُف في صَلاتِه - يعنى بضَمّ العَيْنِ - فانْتهرَنِى وقال: إنَّما هو بفَتْح العَيْن. فقال الخَلِيل: صَدقَ أَتلقَى أبا سَلَمة بمِثل هذا، ومَعنَاه سال الدَّمُ من أنفِه، وهو بضَمِّ العَيْن لُغَة ضَعِيفَة (¬2)، وبِضَمِّ الرَّاء وكَسْرِ العَيْن مَلحُونَة 1). (رعى) - في حديث لُقمَان بنِ عَاد: "إذا رَعَى القَومُ غَفَل". قيل: لم يُرِد رِعْيةَ الغَنَم، وإنما أَرادَ إذا تحافَظَ القَومُ لشيء يَخافُونَه غَفَل ولم يَرْعَهم. ومنه يقال: رَعَاكَ اللهُ. - وفي حَدِيثِ عُمَر رضي الله عنه: "كَأَنَّه رَاعِى غَنَم". : أي في الجَفَاء والبَذاذَةِ، والعرب تَضرِب المَثَل بِرَاعِى الغَنَم والِإبل في الجَفَاء. - في حديث حُنَيْن: "قال دُرَيْد لمالِك بنِ عَوْف: إنما هو راعى ضَأنٍ، ماله وللحَرْب" (¬3). كأنه يَستَجْهِله ويُقَصِّر به عن رُتبةِ مَنْ يَقودُ الجُيوشَ ويَسُوسُها. * * * ¬
ومن باب الراء مع الغين
ومن باب الراء مع الغين (رغب) - في حديث حُذَيْفَة، رضي الله عنه: " (¬1) ظَعَن أبو بكر، رضي الله عنه، ظَعْنةً رغِيبَةً بهم - أي بالناس - ثم ظَعَن عُمَرُ، رضي الله عنه، بهم كَذَلِك". : أي سار. والرَّغِيبَة: الواسِعَة الكثيرة، قال الحَربىُّ: وهو تَسْيِيرُه إيَّاهم إلى الشَّام، وفَتحُه إيَّاهَا بهم، وكذلك تَسْيِيرهُم عُمر، رضي الله عنه، إلى العِراقِ وفَتْحها بِهِم. - في الحديث: "أَفضلُ العَمَل مَنْحُ الرِّغاب، لا يعَلَم حُسْبان أَجرِها إلا الله عَزَّ وجَلّ". الرِّغاب: الِإبل الواسِعَة الدَّرِّ، الكَثِيرةُ النَّفعِ، حمع الرَّغِيبِ، وهو الواسِع. يقال: جَوفٌ رَغِيب، ووادٍ رَغِيب. (رغل) - في حديث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنّه كان يَكْره ذَبِيحةَ الأَرغَل" : أي الأَقلَف، وهو الأَغرل أيضا، والأَعرَم. والأَرغَلُ في غيرِ هذا: الطَّوِيل الخُصْيَتَيْن. ¬
(رغم)
(رغم) - في الحديث (¬1): "صَلِّ في مُراحِ الغَنَم، وامسَح الرُّغامَ عنها". كذا أَوردَه بَعضُهم وقال: الرُّغام: ما يَسِيل من الأَنفِ من دَاءٍ وغَيرِه، والمَشْهور بالعَيْن المهملة، إلَّا أن يكون من باب المَقْلوب. وقد قال أبو زيد: أمرغَ الرجل إمرأغًا، إذا سال مَرغُه، وهو لُعابُه إذا نام، والرُّغام: زَبَد الماء يَرمِى به السّيلُ، فَلعَلَّه شُبِّه بهذَا. - في حديث الشّاةِ المَسْمُومِة بخَيْبَر: فَلمَّا أرغَم رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أرغَم بِشْرُ بنُ البَراء مَا فِى فِيه" (¬2). فالرَّغام: التُّراب، والثَّرَى. يقال: أَرغمتُه: أي أَلقيتُه في الرَّغام. (رغا) - في الحديث (¬3): "لا يَكونُ الرَّجلُ مُتَّقِيًا حتى يكون أَذلَّ من قَعُودٍ، كُلُّ مَنْ أَتَى عليه أَرغاه". ¬
: أي قَهَره وغَلَبه، لأَنَّ البَعِيرَ لا يَرغُو إلا عن ذُلٍّ واستِكانة. والرُّغاءُ: صَوتُ الِإِبل. - (1 ومنه في حديث الِإفْك: "وقد أَرغَى النّاسُ للرَّحِيلِ" (¬2). : أي حَملُوا رواحِلُهم على الرُّغاءِ. - وفي حديث: "تراغَوْا عليه فَقَتَلُوه " : أي (¬3) تَصَايَحُوا وتَداعَوْا على قَتْلِه 1). - في حَدِيث المُغِيرة في صِفَةٍ امرأةٍ: "مَلِيلَةُ الِإرغاء" (¬4). : أي مَمْلُولَة الصَّوت، يَصِفها بكَثْرة الكَلَام ورَفْع الصَّوت حتى تُمِلَّ السامِعِين. شَبَّه صوتَها بالرُّغاءِ، أو أَرادَ إزبادَ شِدْقَيْها (¬5) عند إِكثارِ الكَلامِ، مأخوذ من الرَّغْوة، وهي الزَّبَدُ. * * * ¬
ومن باب الراء مع الفاء
ومن باب الراء مع الفاء (رفأ) - في الحَدِيثِ: "أَنَّه صلَّى اللهُ عليه قال لِقُريْش: جِئتُكُم بالذَّبْح، فأَخذتْهُم كَلِمَتُه، حتى إنَّ أَشدَّهم فيه وَضاءَةً ليرفَؤُه بأَحْسَن ما يَجِد (¬1) من القَوْل". : أي يُسكِّنه ويَرفُق به، من قولهم: رَفأْتُ الثوبَ رَفْأَ، والرِّفاءُ: الالتِئَام والصَّلاح، والنَّماء، والبَرَكَة. - في حديثِ تَميمٍ [الدَّارِىَّ] (¬2) رضي الله عنه في الجَسَّاسَة: "أَنَّهم رَكِبُوا البَحرَ ثم أرفَؤُوا إلى جَزِيرة". قال الأصمَعِىُّ: أرفأتُ السفينةَ أُرفِئُها إرفاءً: قَرَّبتُها من الشَّطِّ، وبعضهم يقول: أَرفَينا، باليَاء على الِإبدال، وهذا مَرَفأُ السُّفُن: أي المَوضِع الذي تُشَدُّ إليه وُتوقَف عِندَه. - (3 في الحديث: "كان إذا رَفَّأَ الِإنسانَ قال: بَارَكَ اللهُ لك" ¬
(رفت)
: أي هنَّأَه وَدَعَا له وكان من عادَتِهم أن يَقولُوا: "بالرِّفاء والبَنِين" (¬1). وقد جَاءَ النّهىُ عنه. وأَصلُه: الرَّفْو، وهو التَّسْكِين قال: رَفَوْنِى وقالوا يا خُوَيْلِد لَم تُرَعْ ... فَقلتُ وأَنكرتُ الوجوهَ هُمُ هُمُ (¬2) ويكون بمعنى المُوافَقَة والمُلاءَمة، من رَفأتُ الثَّوبَ، وقد لا يُهْمَز وأنشد أبو زَيْد: عِمامةٌ غَيرُ جِدَّ واسِعَةٌ ... أَخِيطُها تارةً وأَرفَؤها 3) (رفت) - في حديث ابنِ الزُّبَير، رضي الله عنهما، وقيل: إنَّه يَعنِى البَيتَ: يَرفَتُّ (¬4). : أي يتفَتَّت، والرُّفاتُ: نحو الفُتَات، وهو مُطاوِع رفتُّ الشىءَ بِيدِى نَحو المَدَر والعَظْم: إذا كَسرْتَ. ورفَتَ: دَقَّ. وارفَتَّ الحَبلُ: انقَطَع. ¬
(رفد)
(رفد) - في الحديث: "أَنَّه قال للحَبَشةِ: يا بَنِى أَرفِدَةَ دُونَكم" (¬1). هذا لَقَب للحَبَشة، ودُونَكم كَلِمَة إغراء، ومن حَقّها أن تُقدَّم على الاسْم، وقد جاء تَقْدِيم الاسم عليها (¬2) في الشعر كما قال: * يا أَيُّها المَائِحُ دَلْوِى دُونَكَا (¬3) * (رفس) - (4 في الحديث: "فرفَسه برِجْلِه". الرَّفْسُ: الضَّرب بالرِّجل خاصّة. وقال الخَلِيل: يكون على الصَّدرِ 4). (رفع) - في الحديث: "فرفَعتُ نَاقَتِى" : أي كَلَّفُتها المَرفوعَ من السَّيرِ، وهو فَوقَ المَوْضوع، ودون الحُضْر (¬5). ويقال: ارفع من دَابَّتِك: أي أَسرِع بها، ورَفَع الحِمارُ في العَدْو، إذا كان بعضُ ذلك أَرفعَ من بعض، ورَفَع البَعِيرُ في السَّير وأَرفعتُه، والرَّفْع: التَّقرِيبُ أيضا. من قوله تَبارَك وتَعالَى: {وفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} (¬6). ¬
(رفف)
قيل: مُقرَّبة، والرَّفْع: النِّسبَة، والِإسناد ومنه الحديث المَرفُوع. - (1 في حَديثِ ابنِ سَلَام: "ما هلَكَت أُمةٌ حتى يرفَعُوا القُرآن على السُّلطان" (¬2). : أي يَتأَوَّلوه ويَرَوا الخُروج به عليه 1). (رفف) - في الحديث: "أَنَّ امرأةً قالت لزَوْجها: أَحِجَّنى، قال: ما عِندِى شَىْء، قالت: بعْ تَمرَ رَفِّك". الرَّفُّ: خَشَب يُرفَع عن الأرضِ يُوقَّى به ما يُوضَع عليه، وجمعه رِفافٌ (¬3). وقال كَعبُ بنُ الأَشْرف: "إنَّ رِفافِى تَقصَّفُ تَمرًا من عَجْوةٍ يَغِيب فيها (¬4) الضِّرس". (رفرف) - والرَّفرَفُ في القُرآن، قال ابنُ عَبَّاس، رضِى الله عَنْهُما: رِياضُ الجَنَّة. وقال الحَسَن: مَرافِقُ خُضْر، وقيل: هو الوَسَائِد، وقيل: أَصلُه من رَفَّ النَّبتُ إذا صار غَضًّا. ¬
(رفق)
(1 وقيل: الرَّفرفُ: ما كان من الدِّيبَاج وغَيره رَقِيقاً حَسَن الصَّنْعَةِ 1). - في الحَدِيث: "رَفْرَفَتِ الرَّحمةُ فوقَ رأسِه" يقال: رَفرفَ الطائِرُ بجَناحَيْه، وهو أن يَبْسُطَها جاثِماً على شىء ليَقَع عليه، أو يَحُوم عليه ولا يَبْرح. - ومنه حَديثُ أُمِّ السَّائِب، رضي الله عنها: "أَنَّه مَرَّ بها وهي تُرفْرِف من الحُمَّى" (¬2). : أي ترتَعدِ، من قولهم: رَفَّ الحاجِبُ، إذا اختَلَج، وَرَوَاه بعَضُهم: "تُزَفْزف" بالزَّاى المنقوطة. (رفق) - في حديث رَافِع بنِ خَدِيج، رضي الله عنه: "نَهانَا عن أمرٍ كان بنا رافِقًا" (¬3). : أي ذَا رِفْق، أو كان مُرْفقا، كما قال: مَهْمَهٌ هالكٌ: أي مُهلِك، والرِّفقُ والرَّفْق: لِينُ الجانب ولَطَافَةُ الفِعل. - ومنه الحديثُ: "أَنتَ الرَّفِيقُ، والله الطَّبِيب" (¬4). وقد رَفَق به، وفي لغة: رَفُق وهو خِلافُ العُنفِ. ¬
(رفه)
- (1 في صِفَتِه عليه الصلاة والسلام: "هو الأَبيضُ المُرَتفِق" : أي المُتَّكِىء، لأنه يستَعمِل مِرفَقَه، كما قيل: مِصْدَغَة ومِخَدَّة لِمَا يُوضَع تَحْتَهُما 1). (رفه) - في حَديثِ ابنِ مَسْعُود، رضي الله عنه: "إِنَّ الرَّجلَ ليَتَكَلَّم بالكَلِمة في الرَّفَاهِية من سَخَط اللهِ عَزَّ وجَلّ" (¬2). أَصلُ الرَّفاهِيَة: السَّعَة في المَعاشِ والخِصْبِ: أي يتكلم بحال (¬3) الرَّفَاهِيَة والأَشَر والِإتْراف في دُنْياه مُستَهِيناً بها، لِمَا هو فيه من النِّعمة، فيُسْخِط اللهَ تعالى عليه. والرَّفَاغِيَة لُغَة فيه، وقد رَفُه عَيشُه رفاهةً ورَفاهِيَةً ورُفهَةً: رَغِد فهو رَافِهٌ: أي رَغِد العَيشِ. - ومنه حديثُ سَلْمان، رضي الله عنه: "إنَّ طَيْر السَّماءِ يَقَع على أَرفَه مَوضِع من الأرض" (¬4). ¬
: أي أخصبه. - وفي حَديثِ جابر رضي الله عنه: "أَرادَ أن يُرفِّه عنه". يعنى الدَّين: أي يُنَفِّس [ويُؤخِّر] (¬1). والرَّفه: السكون. (2 وقيل: يتكلم به، على حُسبان أنه في سَعَةٍ من التَّكَلُّم به. ويروى: "على أَرفَه خَمَر (¬3) الأَرضِ". وقيل: "على أُرفَةِ خَمَر الأرض": أي حَدَّه. وقيل: إن امرأةً كانت تَبِيع التَّمرَ فقالت: إنَّ زَوجِى أَرفَ لى أُرفةً لا أُجاوِزُها: أي حَدَّ لى في السِّعر حَدًّا (¬4) 2). * * * ¬
ومن باب الراء مع القاف
ومن باب الراء مع القاف (رقأ) - في الحَدِيث: "لا يرقَأُ دَمعُكِ". يقال: رَقَأَ الدَّمعُ، والعِرقُ، والدَّمُ وغَيرُه، يَرقأُ رَقُوءًا: سَكَن وقال أبو نَصْر صاحبُ الأَصمَعِى: رَقأَ اللهُ الدَّمعَ، وأَرقأَ النّاسُ الدمعَ، والاسمُ: الرَّقوء، قال ذو الرُّمَّة: * رَقُوءٌ لِتَذْرافِ الدُّمُوعِ السَّواكِبِ * (¬1) - وقيل: إنَّ في الحديث: "لا تَسُبُّو الِإبلَ، فإنّ فيها رَقُوءَ الدَّمِ" : أي تُعطىَ في الدِّيات فَيسْكُن بها الدَّمُ بَدَلًا من القَوَد فيَبْقَى بها الدَّمُ ولا يُهراق. والرَّقُوء أيضا: ما يُوضَع على الجُرح حتى يَرقَأَ دَمُه. (2 ومنه حديثُ عائشةَ: "فبِتُّ لَيلَتى لا يَرَقأُ لى دَمْع". وقد تَكَرَّر في الحديث 2). (رقب) - في حديث ابنِ سِيرِين: "لنا رِقابُ الأَرضِ". : أي ما كَانَ من أَرضِ الخَراج فهو للمُسْلِمين، ليس لأَصحابِه، الذين كانوا قبل الِإسلام، شَىْء، لأنها فُتِحَت عَنْوةً. ¬
(رقح)
والرِّقاب: جمع رَقَبَةَ، ويُعَبَّر بها عن الجَسد كُلَّه، وعن أَصلِ الشَّىءِ كقَوله تَعالَى: {فَكُّ رَقَبَة} (¬1). وإنَّما يُفَكُّ جَسدُه كُلُّه. وكقوله: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} (¬2). ويقال: ذَلك في رَقَبته: أي لازِمٌ واجِبٌ عليه. - (3 في حَديثِ حَفْر زَمْزَم: * فَغارَ سَهمُ اللهِ ذِى الرَّقِيبِ * الرَّقِيبُ: الثالِثُ من سِهامِ المَيْسِر. (رقح) - في حَديثِ الغَارِ، (4 والثَّلاثةِ الذين آوَوْا إليه 4). "حَتَّى كَثُرت وارتَقَحَتْ". : أي زَادَت، يقال: رَقَّح المالَ يَكسِبُه وقَامَ عليه 3). (رقد) - في حَدِيثِ عائِشةَ، رضي الله عنها: "لا تَشرَبْ في راقُودٍ ولا جَرَّة". الرَّاقُودُ: إناءُ خَزَفٍ مُسْتَطِيل مُقَيَّر شِبْه دَنٍّ، والجمع الرَّواقِيدُ، ووَجْه النَّهْى عنه كالنَّهْى عن الشُّرب في الحَناتِم والجِرارِ ونَحوِهما. - (5 في الحَدِيث: "فَبيْنا أَنَا رَاقدَة". ¬
(رقص)
الرُّقود (¬1): النَّوم المُمْتدّ، من قولهم: طريق مُرقِدٌّ، إذا كان بَيِّنا مُمتَدًّا وارقَدَّ ورقَّدَ إذا مَضَى على وجهِه وامتَدَّ، لا يَلوِى على شَىْء، وأَرْقَدَ بأَرضِ كَذَا إرقادًا: أَقامَ بها 5). (رقص) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {ولأوضَعُوا خِلالَكُم} (¬2). قيل: قِراءَة ابْنِ الزُّبَيْر: {ولأَرقَصُوا خِلَالَكم}. : أي ارتَفَعُوا وانْخَفَضُوا، وهو معنى الرَّقْصِ في اللُّغة، وأَرقصَ القَومُ في سَيرِهم: فَعَلُوا ذلك. والرَّقْص، بسُكُون القَافِ وفَتْحِها، كالخَبَب، وأرقصتُه البَعِير: حَملتُه عليه. (رقق) - في الحديث: "ما أَكَل خُبزاً مُرقَّقاً" (¬3). المُرقَّق: ضِدّ المُجَردَق. يقال: فلان يَخبِز الغَلِيظَ، والرَّقيقَ، والجَردَقَ، والرُّقَاق، فالمُرقَّق: الرَّقِيقُ. يقال: رَقِيق ورُقَاق، كطَوِيل وطُوال. - في الحَدِيث: "يُودَى المُكاتَبُ بقَدر ما رقَّ منه دِيَةَ العَبْد، وبقَدْر ما أَدَّى دِيَةَ الحُرِّ". ¬
رَقَّ: أي بَقِى رَقِيقاً، يعنى إذا قُتِل، وقد أَدَّى بعضَ الكِتابةِ، فإنَّ قاتِلَه يدفَع إلى وَرَثَتِه بقَدْر ما كان أَدَّى من كِتابَتِه دِيَةَ حُرٍّ، ويَدْفَع إلى مَوْلاه بقَدْر ما بَقِى من كِتابَتِه دِيَة عَبْدٍ، كأَنْ كاتَبَ على ألْفٍ، وقِيمَتُه مِائَة، فأَدَّى خَمسَمائة ثم قُتِل، وللعَبْد ابنٌ، فلاِبْنِه خَمسةُ آلاف نِصْفُ دِيَة حُرٍّ، ولِمَوْلاه خَمسُون دِرْهَمًا نِصف قيمَتِه. فإن كانت للعَبْد ابنَة وَوَرِثَه المَوْلَى، فِلوَرَثَة مَولاه خَمْسُون دِرْهَمًا (1 نِصْفُ قيمَتِه 1) بيْنَهم للذَّكَرِ والأُنثى, لأنه قِيمةُ العَبْد، ولابنةِ العَبْدِ أَلْفان وخَمْسُمِائَة نِصْفُ مِيرَاثِه، وأَلْفان وخَمسُمائةَ بَقِيَّة المِيرَاث لبَنِى المَوْلَى دون بَناتِه، لأنَّه مِيرَاثُه، ومِيراثُه لعَصَبة مَوْلَاه دون غَيْرهم. وَعَلى هذا إن كاتَبَه على ثَلاثِمائة وقِيمَتُه أَلْف، فأَدَّى مِائَةً ثم قُتِل فعلى قَاتِله ثُلُثا أَلفٍ لِوَرَثَة المَوْلى ذُكُورِهم وإِناثِهِم، لأنه ثُلُثَا قِيمَتِه، ولابْنِ العَبْد ثُلثُ دِيَةِ حُرٍّ، ثَلَاثَة آلافٍ وثَلَاثمِائة وثَلاثَةٌ وثَلاثُونَ دِرْهَماً وثُلُث دِرْهم، لأنه ثُلُث دِيَتهِ. وإن كانت له ابنَةٌ فلِوَرَثة المَوْلَى ثُلُثاَ ألفٍ للذَّكَر والأُنثَى، لأنه ثُلُثَا قِيمَتهِ، وسُدُس عَشرَة آلافٍ لابنَةِ العَبْد؛ لأنه نِصفُ مِيرَاثِه، والسُّدُس البَاقِى لِذُكور وَرَثَة المَوْلَى، لأنه بَقِيَّة دِيَتِه، وهو نِصْف مِيرَاثِه، والمِيرَاث يَرِثُه عَصبَةُ المَوْلَى، والقِيمَة يَرِثُها جَمِيعُ ورثَةِ المَوْلَى. ¬
(رقل)
(1 وهذا حَديثُ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، أخرجَه أَبُو دَاودَ، وهو مَذهبُ إبراهيمَ النّخعِىّ، ورُوِى عن على، رضي الله عنه، شَىءٌ منه، وأجمع الفُقَهاءُ أنّ المُكاتَب عَبْد ما بَقِى عليه دِرْهَم. (رقل) - في حَدِيث قُسِّ: ذِكْرُ "الِإرقالِ". وهو ضَربٌ من العَدْوِ، فَوقَ الخَبَب، وأَرقَلَت النَّاقةُ إرقالاً، فهى مُرقِل وَمِرْقالٌ، ومنه في قَصِيد كَعْبِ بنِ زُهَيْر: * فِيهَا على الأَيْن إرقالٌ وتَبْغِيل * (¬2) والمِرْقَالُ: لَقَب هاشِم بن عُتْبةَ الزّهرِىّ، لأَنَّ علِيًّا دَفَع إليه الرَّاية يوم صِفَّين فكان يُرقِلُ بها إرقالاً 1). (رقم) - في حَدِيثَ عُمَر، رضي الله عنه: "هو إذًا كالأَرقَم". : أي الحَيَّة، وجَمعُها الأَراقم، وقيل: الرَّقَم، والرُّقْمة: لَونُ الحَيَّة، والذَّكَر أَرقَم، والأُنثَى رَقْماء (¬3) لِرَقَمٍ بها، وهو كالكَيَّاتِ. ¬
(رقى)
- (1 في الحديث: "ما أَنتُم في الأُمَم إلَّا كالرَّقْمة في ذِراعِ الدَّابَّة". الرَّقْمَة: موضِع السِّمة، والرَّقْمتَان في قَوائِم الشَّاة: زِيادَتَان صَغِيرتَان مُتقَابِلَتان كالظُّفْرِين 1). (رقى) - في حَدِيثِ اسْتِراق السَّمْع: "ولَكِنَّهم يُرَقُّون فيه" (¬2) : أي يتزَيَّدون. يقال: رَقَّى فُلانٌ على الباَطِل، إذا تَقوَّل ما لم يَكُن، من الرُّقِىّ، وهو الصُّعودُ والارْتِفاع، وحَقِيقَتُه أنهم يَرْتَفِعون إلى البَاطِل ويَدَّعون فوق ما يَسمَعون. - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} (¬3). أَكثَرهم على أَنَّ مَعْناه مَنْ يَرْقِيه ويُداوِيه، من الرُّقْيَة، وقال بَعضُهم: هو من الرُّقِىّ: أي مَنْ يَرقَى برُوحِه، أملائِكَةُ الرَّحمة، أم مَلائِكَة العَذابِ؟ - في الحديث: "استَرْقُوا لها فإن بها النَّظْرَة" (¬4). هو استَفْعَلُوا من الرُّقْية: أي اطْلُبوا مَنْ يَرْقِيها (¬5). ¬
- ومنه الحدِيثُ (¬1) الآخر: "لا يَسْتَرقُونَ ولا يَكْتَوُون، وعلى رَبِّهم يتَوكَّلُون" قد وَردَت كراهيَةُ (¬2) الرُّقَى في أَحادِيث، ووجه الجَمْعِ بين الأَحادِيث ما قاله ابنُ قُتَيْبَة: إن الرُّقَى يُكرَه منها ما كان بغَيْر اللسان العَرَبىِّ وبغَيْر أسماء اللهِ تَعالَى، وذِكرِه وكَلامِه في كُتُبهِ، وأن يُعتَقَد أَنَّها نافعةٌ لا محَالَة، وإِيَّاها أَرأدَ بَقوله عليه الصلاة والسلام: "ما تَوكَّل من استَرْقَى". ولا يُكرَه ما كان من التَّعَوُّذِ بالقُرآن وبِأَسماءِ الله تَبارك وتَعالَى؛ ولذلك قال لرجُلٍ من صَحابَتِهِ: رَقَى بالقُرآن وأَخذَ على ذلك أَجرا: "مَنْ أَخَذ برُقْية باطِلٍ، فقد أَخذْتَ برُقْية حقًّ". ويَدُلُّ على صِحَّة قول القُتَبِى حَدِيثُ جابِرٍ، رضي الله عنه في الرُّقْية قال: "اعْرِضُوها عَلىَّ، فعرَضْنَاها فقال: لا بَأسَ بها، إنَّما هي مَواثِيقُ" (¬3). كأَنَّه خَافَ من أَنْ يَقَع فيها شَىءٌ مِمَّا كانوا يَتَلفَّظُون به ويَعتَقِدونه من الشِّرك في الجاهلية، وما كان بغَيْر اللِّسان العَرَبىّ، فلا يُدرَى ما هو أَصلاً. - وأما قَولُه عليه الصَّلاة والسَّلام: "لا رُقْيَةَ إلا من عَيْنٍ أو حُمَة". فقد قال الخطابى: أي لا رُقيةَ أَولَى وأَنفَع، وهذا كما قِيلَ: "لا فَتَى إلَّا عَلِىٌّ، ولا سَيفَ إلا ذُو الفَقَار". ¬
وقد أَمَر غَيرَ واحدٍ من أصحابِه بالرُّقْية، وسَمِع بجَماعةٍ يَرْقون فلم يُنكر عليهم. - فأَمَّا الحَدِيثُ الآخرُ في صِفَةِ أهل الجنة الذين يدخلونها بغير حساب: "هم الذيِن لا يَرقُون ولا يَكْتَوُون" (¬1). وهذا من صِفَة الأَولياءِ الغَافليِن عن أَسباب الدُّنيا الذين لا يَلْتَفِتون إلى شىء من عَلائِقِها، وتلك درجة الخَوَاصِّ لاَ يُطِيقُها غَيرُهم. فأما العَوامُّ فمُرخَّص لهم في التَّداوِى والمُعَالَجات، وبين الخَواصِّ والعَوامِّ فَرقٌ، ألا تَرَى أنَّ الله سبحانَه وتعالى أثنَى على قَومٍ من الأنصار بقوله: {ويُؤثِروُن عَلى أنْفُسِهِم ولَوْ كَانَ بِهِم خَصَاصَةٌ} (¬2). وأتَى أبو بَكْر، رضي الله عنه، بجَمِيع مَالِه فتَصَدَّق به، ولم يُنكِر عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عِلْماً منه بصِدقِ يَقِينِه وإطاقَتِه الصَّبْر إلى أن يَرْزُقَ الله سُبحَانه وتَعالَى. ولمَّا أتي الرجلُ بمِثْل بَيْضَة (¬3) الحَمامِ من الذَّهب فتَصدَّق به وقال: لا أَملِك غيرهَ ضَرَبه به بحَيثُ لو أَصابَه عَقَره، وقَالَ فيه ما قال. وقال أيضا - صلى الله عليه وسلم -: "خَيرُ الصَّدقَة ما أبقَت غِنًى". فهذَا حَالُ العَوام الذين لا يَصْبِرون على الشَّدائد، فكَذَلِك هَا هُنَا، مَنْ صَبَر على البَلَاء وانْتَظَر الفَرَجَ من اللهِ، عز وجل، بالدُّعاء كان من جُملَةِ الخَواصِّ والأَولِياء. ومن لم يَصْبِر رُخِّص له في الرُّقيَة والمُعَالَجة، والله عَزَّ وجَلَّ أعلَم. * * * ¬
ومن باب الراء مع الكاف
ومن باب الراء مع الكاف (ركب) - في كِتابِ أَبِى دَاوُدَ في الحَدِيث: "سَيأْتِيكُم رُكَيْب مبُغَضُون" (¬1) الرُّكَيْب: تَصغِير رَكْب، والرَّكْب: جَمع رَاكِب، كما يُقال: صَحْب وتَجْر في جمع صَاحِب وتَاجِر، وعَنَى بهم السُّعاةَ إذا أَقبلُوا لطَلَب الزَّكاةِ، وجَعلَهم مُبغَضِين لِمَا في نُفوسِ أَربابِ الأَموالِ من حُبِّها وشدَّة حَلاوَتها. ومنهم مَنْ يجعَل الرَّكْبَ اسماً واحِدًا: كالقَوْم. والرِّكاب: (2 الِإبلُ 2) التي تَحمِل القَومَ وما مَعَهم، لا واحِدَ لها من لَفظها. وجمع الرِّكاب الذي هو الغَرْز (¬3): رُكُب، والرَّاكب بالإِطلاق: رَاكِب البَعِير، فإذا أَرادُوا غَيرَه قَيَّدوه فَقالُوا: رَاكبُ حِمار أَو فَرَس. (4 قال أبو بَكْر السِّيرافِى: الصحيح أن رَكْباً وصَحْباً اسمٌ واحِدٌ كقَوْم، ويَجِىء على الجَمع، كقولك: رُكَيْب وصُحَيْب في التَّصغير، ولو كان جَمْعاً لَصُغِّر على: رُوَيْكِبُون 4). - في حَدِيث قِيامِ السَّاعَة بعد ظُهُور الآيات: "لو أَنتَج الرجلُ مُهراً لم يُركِب - بكَسْر الكَافِ - حتى تَقُوم السَّاعَة". ¬
يقال: أَركَبَ المُهر (1 يُركب فهو مُركِبٌ - بكَسْر الكاف - 1) إذا حَانَ له أن يُركَب. - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ} (¬2). فالرَّكُوب: ما يُركَب من كُلِّ دَابَّةٍ، فَعُول بِمَعنى مَفْعُول. وثَنِيَّة رَكُوبه (¬3): ثَنِيَّة صَعْبَة بالحِجاز عند العَرْج، سَلَكَها رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. والرُّكبة للآدَمِى في قَدَمه، وهي من كُلِّ ذِى حَافِر: المَوصِل بَيْن الذَّراع والوَظِيف. - (4 في حَدِيثِ أَبِى هُرَيْرة - في حَدِيثِ مُسلِم -: "فإذا عُمَر قد رَكِبَنِى وجَاءَ على أَثَرى". : أي تَبعَنى، وكأَنَّ مَعناه إنَّما اُّخِذ من أَنَّ الراكِب يَسِير بسَيْر المرْكُوبِ، كذلك عُمَر إنّما سار بسَيْر أبى هُرَيْرة واهْتَدَى إلى المَوضِع بِه، والله تَعالى أَعلَم. - في حَدِيثِ ابنِ سِيرِين: "أَمَا تَعرِف الأُزدَ ورُكَبَها؟ اتَّقِ لا يَرْكُبُوك" (¬5). ¬
(ركح)
- ومنه الحَدِيثُ (¬1) "وجَعَلَ المُهَلَّب يَضرِب مُعاوِيةَ بنَ عمْرو، ويَرْكُبهُ، فقال: أَعفِنى من أُمِّ كَيْسان". وهو كُنيَة الرُّكبَة: أي يَضرِبه برُكْبَتِه. - في حديث نُقَادَةَ: "ناقَةٌ حَلْبانَة رَكْبانَة" (¬2). : أي (¬3) تَصْلُح للأَمرَين، زِيدَت الأَلِفُ والنُّون فِيهِما لِتُؤَدِّيا (¬4) أَداءَ ياءِ النِّسبة في الحَلْبِيَّة والرُّكبِيَّة 4). (ركح) - في حَدِيثِ عُمَر قال لِعَمْرِو بنِ العَاص، رضي الله عنهما، "ما أُحِبّ أن أجعَل لك عِلَّة تَركَحُ إليها". : أي تَرجِعُ إليها وتَعتَلُّ بها. والرُّكُوحُ: الِإنابةُ إلى الأَمرِ. يقال: رَكحْتُ إليه، وأركحْتُ وارتَكَحْتُ: استَنَدْت ولَجَأْت، وأركَحَ ظَهرَه إلى الحَائِط: أَسنَده. (ركد) - في حَدِيثِ سَعْد (5 بنِ أَبِى وَقَّاص 5)، رَضِى اللهُ عنه، في الصَّلاة: "أَركُد بهم في الأُولَيَيْن وأَحْذِف في الأُخرَيَيْن". ¬
(ركس)
أَركْد: أي أُطِيلُ القِيامَ في الرَّكْعَتَين الأُولَيَيْن، يَعنِى في الصَّلاةِ الرُّباعيَّة والثُّلاثِيّة. والرُّكودُ: السُّكُون وطُولُ اللُّبْثِ، ورَكَد الرِّيحُ والمَاءُ: سَكنا (¬1). (ركس) - (2 في الحَدِيث: "الفِتَن تَرتَكِس بين جَراثِيم العَرَب" : أي تَزدَحِم، والرِّكْسُ: الجَماعَة الكَثِيرَةُ. (ركض) - في حَدِيثِ المُسْتَحاضَة: "إنَّما هي رَكْضَة من الشَّيْطان". قال الخَطَّابى: أَصلُ الرَّكض، الضَّرب بالرِّجْل والِإصابة بها، يُرِيد به الِإضْرارَ والِإفسْادَ، كما تُركِضُ الدَّابَّةَ وتُصِيبُها برِجْلِك. ومَعْناه، والله أعلم: أَنَّ الشَّيطانَ قد وَجَد بذلك طَرِيقًا إلى التَّلْبِيس عليها في أَمرِ دِينِها ووقْتِ طُهرِها وصَلَاتِها، حتى أَنساهَا ذلك عَادتَها وصَارَ في التَّقدِيرِ كأنه رَكْضَة بآلةٍ من رَكَضَاته 2). ¬
(ركك)
(ركك) - في الحَدِيثِ: "أَنَّه يُبغِضُ الوُلاةَ الرَّكَكَة" جمع الرَّكِيك، وهو الضَّعِيف الرَّأْى، والرَّكَاكَة والرَّكْرَكَة: الضَّعْف. (ركل) - (1 في حديث الحَجَّاجِ: "لأَركُلَنَّك رَكْلَة" وهي الرَّفسَة بالرِّجل. (ركن) - في حديث حَمْنَة: "كانت تَجلِس في مِرْكَن" (¬2). وهو الِإجَّانة التي يُغسَل فيها الثِّياب، وفي العَيْن: أنه شِبْه تَورٍ من أَدَم يُستَعمَل للماء 1). (ركا) - في حديث جَابِر، رضي الله عنه: "أُتِى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - برَكْوَة" (¬3). والرَّكوَة: تَورٌ من أَدَم والجمع ركِاءٌ. - في حديثِ البَراءِ، رضي الله عنه: "فأَتينَا على رَكِىٍّ ذَمَّة". الرَّكِىُّ (¬4): البِئر، والجمع رَكَايَا، وواحدتها رَكِيَّة، والذَّمَّة: القَلِيلةُ المَاء. * * * ¬
ومن باب الراء مع الميم
ومن باب الراء مع الميم (رمث) - في حديث حَنْظَلة: "سَألتُ رافع بنَ خَدِيج، رَضِى اللهُ عنهما، عن كِراء الأَرضِ البَيْضاء بالذَّهَبِ والفِضَّة، فقال: لا بَأسَ إنَّما نُهِى عن الِإرماث" فإن حُفِظ اللَّفظُ، فإمَّا أن يكون من قَولِهم: رَمَثتُ الشىءَ (1 بالشَّىءِ إذا خَلطتَه 1) فرَمِث وارتَمَث: أي اخْتَلَط. وإمَّا من قولهم: رَمَّثَ عليه وأَرمَث: أي زَادَ، وهو رَمِث على كذا: أي زِيادَة، أو من الرَّمَثِ، وهو بَقِيَّة اللَّبَن في الضّرع، وقد رَمَّثَ في الضّرعِ وأرمَث، واسْتَرْمَثْتُ الرجلَ في مالِه، وأَرمثتُ له: أَبقَيْت، وفي غَيرِ هذه الرواية عن حَنْظَلَة قال: "كُنَّا نُؤاجِر أَرضَنا بالمَاذِيَانَات (¬2) وإِقْبال الجَداول، فيَسْلَم هذا ويَهلِك هذا، فنُهِينا عن ذلك" ¬
(رمح)
وفي رِوَاية: "وطَائِفَة من التِّبن وما على رَبِيع السَّواقِى" (¬1). وفي رِوَاية: "فَيكُون لنا هذَا الشَّقُّ، ولهُم هذَا الشَّقّ" فكأنَّه نَهى عنه من أجْل اختلاط نَصِيب بَعضِهم ببَعْض، أو لزيادة (2 نصيب 2) بَعضِهم على بَعْض، أو لِإبْقاء بَعضِهم شَيئاً من الزَّرع على البَعْضِ، والله عَزَّ وجَلَّ أعلم. - في حَدِيثِ عَائِشةَ، رضي الله عنها: " (¬3) نَهيتُكم عن شُرِب مَا فِى الرِّماثِ والنَّقِيرِ". فإن كان هذا اللَّفظُ محفوظًا، فلعَلَّه من قَولِهم: حَبْل أرمَاثٌ (¬4) ورَمَثٌ. : أي خُلْقَان، ويَكُونُ المُرادُ به الِإناءُ المُضَرَّى (¬5) بالخَمْر الذي قَدُم وعَتُق فيها، فإنَّ النَّبِيذَ إذا جُعِل في مِثلِه كان الفَسادُ إليه أسرعَ والله أعلم. (رمح) - في الحَدِيثِ: "السُّلطان ظِلُّ اللهِ ورُمحُه في الأرضِ" (¬6). استوعَب بهاتَيْن الكَلِمَتَين نَوعَى ما عَلَى (¬7) الوَالِى للرَّعِيَّة: ¬
(رمد)
أَحَدُهما: الِإعانة للانْتِصار من الظَّالم، والانْتِصافُ من المُعْتَدِى، لأن الظِّلَّ يُؤْوَى إليه ويُتَبَرَّد به من الحَرَارة، كَأنَّ المَظلومَ يَتبرَّد من حَرارة ظُلْمِ الظَّالِم (¬1) بالسُّلْطان ويَأْمَن في جَنَبَتِهِ، ولهذا قال: "يَأوِى إليه كُلُّ مَظْلوم" والنَّوعُ الآخَر: إِرهابُ العَدُوِّ، ليرتَدِعوا عن قَصْد الرَّعِيَّة بالسُّوء، فيأمَنُوا بِمكانِه مِنْ شَرِّ مَنْ يَقْصِدُهم بسُوء أو يَطْمَع فيهم بِظُلم، ولهذَا قال: "رُمحُه"، لأَنَّ في الرُّمح طُولاً يمنَع من وُصُول أَحَد الخَصْمَين إلى الآخَر، يقال: يومٌ كظِلَّ الرُّمح، إذا كان طَوِيلاً. وذُو الرَّمَيْح: ضَربٌ من اليَرَابِيع، طَويلُ الرِّجْلَين. والعَرَبُ تجعَل الرُّمْحَ كِنايةً عن الدَّفْع والمَنْع. تقول للبُهْمَى: أَخذَت رِماحَها؛ إذا امتَنَعت بِطُول شَوْكِها من الرَّاعِيَة، وأَخذَت الِإبل رِماحَها: إذا مَنَع سِمَنُها من نَحْرِها. (رمد) - في حديث وافدِ عَادٍ: "خُذْها رَمادًا رِمْدِدًا" (¬2). الرَّماد: دُقاق الفَحْم، والرِّمْدِدُ: المُتَناهى في الاحْتِراق والدِّقَّة كما يُقال: لَيلٌ أَلْيَلُ، ويَومٌ أَيومُ، ودَاهِيَة دَهْيَاء، إذا أَرادُوا المُبالَغَةَ. - في الحَدِيثِ: "سَأَلتُ رَبِّى تعالى أَن لا يُسَلِّط على أُمِتَّى سنَةً فتُرمِدَهم" (¬3). ¬
(رمس)
أي: تُهلِكَهم، والرَّمْد والرَّمادة: الهَلاكُ، وعَامُ الرَّمادَةَ (¬1): سَنَة جَدْب مَشْهُورَة، كانت في زَمانِ عُمَر، رضي الله عنه، ورَمَد وأَرمَد كِلاهُما لازِمَانِ مُتَعَدِّيان. (رمس) - في حديث ابنِ عَبَّاس، ضى الله عنهما: "أنه رَامَسَ عُمَر بنَ الخَطَّاب بالجُحْفَة (¬2) وهما مُحرِمان" : أي أَدخَلا رُؤُوسَهما في المَاءِ وأغْتَمَسا فيه، فَصارا كالمَرْموسَيْن في التُّراب بتَغْطِية المَاءِ رُؤُوسَهَما. والرَّمْس: ما حُثِى على القَبْر من التُّراب، وقد يُسمَّى القَبرُ رَمْساً، وقيل: هو ما ليس بِلَحْد ولا ضَرِيح، ورَمْس الحُبِّ: دَفِينُه في القَلْب، ورَمستُ الخَبَر: كَتمتُه، ورَمَسْتُه وأرمَسْتُه: دفَنتُه. - (3 ومنه حَدِيثُ الضَّحَّاك: "ارْمُسُوا قَبرِى رَمْساً". والرَّمس، والدَّمْس، والنَّمْس، والطّمْس والغَمْس: الكِتْمان، ومن ذلك الرَّمْس والدِّيمَاس والنَّامُوس 3). (رمص) - في الحَدِيث (¬4): "كان الصِّبيانُ يُصبِحون غُمصاً ¬
رُمصًا، ويُصبِح رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صَقِيلاً دَهِيناً" (¬1). قال الأصمَعِىُّ: رَمِصَت عَينُه مثل غَمِصت، من الغَمَص. وقيل الرَّمَص: غَمَص أبيض تَيجَع منه العَينُ، وقيل: هو اليَابِس منه، وهو أَرمصُ، وهم رُمْصٌ. (2 وقيل: الرَّمص: الرَّطْب، والغَمْص: اليَابس، وانْتِصاب غُمصًا على الحَالِ لا على الخَبَر، لأَنَّ أَصبَح تَامَّة، وهي بمعنى الدُّخولِ في الصَّباح 2). - في الحَديثِ: "فلم تَكْتَحِل حتى كَادَت عَينَاها تَرمَصان" (¬3) من الرَّمَصِ، ورُوِى بالضَّاد المُعجَمة: أي هاجَ بَعَيْنِها من الحَرّ مثلُ الرَّمضاء، وهو أن يَشتَدَّ الحَرُّ على الحِجارة حتى تَحمَى. وقيل: في اشْتِقاق "رَمَضَان" أَنَّه من رَمضْتُ النَّصلَ أَرمِض رَمضًا: إذا جَعلتَه بين حَجَريْن ودَقَقْته لِيَرقَّ؛ سُمِّى به، لأنه شَهرُ بلاءٍ ومَشقَّة، ليذكُرَ صائِمُوه ما يُقاسِى أَهلُ النَّار فيها. ¬
(رمق)
وقيل: هو من رَمضْت في المَكانِ واحتبسْت، لأَنَّ الصائِمَ يَحتَبِس عما نُهِى عنه. وفَعْلان لا يَكاد يُوجَد من باب فَعِل، وهو في باب فَعَل بالفَتْح كَثِير، فعَلَى هذا هو بِهذَا أشبه منه بِقَولهِم: "رَمِضَت الفِصالُ". - (1 في حديث صَفِيَّة: "اشتَكَت عَينَها حتى كادت تَرْمَصُ". الرَّمَصُ: الرَّمَد، وإن رُوِى بالضَّادِ، فالرَّمَدُ: الحُمَّى. (رمق) - في حَدِيثِ قُسًّ: "أرمُقُ فَدْفَدَها" (¬2). الرُّموقُ: النَّظَر الطَّوِيلُ. (رمك) - في الحديث: "اسمُ الأَرضِ العُلْيا الرَّمْكاء" والرَّامِكُ: شَىءٌ أَسودُ يُخلَط بالمِسْكِ (¬3) 1). (رمل) - في حَديثِ عُمَر، رضي الله عنه: "فِيمِ الرَّمَلان والكَشْف عن المَناكِب وقد نَفى الله تَعالَى الكَفْرَ" (¬4). ¬
قال إبراهيم الحَرْبِىّ: الرَّملانِ، بكَسْر النُّونِ، يَعِنِى الرَّملَ في الطَّوافِ والسَّعى بين الصَّفَا والمَرْوَة، تثْنِية الرَّمَل. قال: والرَّمَل أن يَهُزَّ مَنكِبَه ولا يُسرِعُ، والسَّعْىُ: أن يُسرِع المَشىَ. وجاز أن يُقالَ للرَّمَل والسَّعى: الرَّمَلان، فإنّه لَمَّا خفَّ اسمُ الرَّمَل وثَقُل اسمُ السَّعْىِ غُلِّبَ الأَخفُّ فَقِيلَ: الرَّمَلانِ ولم يَقُل السَّعيان، كما قَالُوا: القَمَران والعُمَران. قال أَبو غَالِب بنُ هارون: إنَّما هو الرَّملانُ، بَضمِّ النّون، مَصْدَر رَمَل. ويكْثُر مَجىِءُ المَصْدر على هذا الوَزنِ خُصوصاً في أَنْواع المَشْى، كالرَّسَفان: لِمَشْى المُقَيّد، والرَّدَيَان إذا عَدَا (1 والجَرَيان 1) والسَّيَلان والنَّسَلَان في أَشباهٍ لها. وهذا الَّذِى ذَكَره هذَا القَائِلُ صَحِيح، وما ذَكَره الحَربىُّ غَيرُ مسُتَبْعَد إن كان حَفِظ اللَّفظَ كَذَلِك، فإنَّ الرَّمَل الخَبَبُ كالرَّملان سَواءً، فلا يَجِب أن يَجِىء مَصَدَرُه بالرَّمَلان دون الرَّمَل. ويُمكِن أن يُجابَ الحَربِىُّ بأَنَّ الرَّمَل في الطَّواف هو الذي أَمَر به النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه لِيُرِى المُشْركِين قُوتَهم حَيثُ قالوا: وَهتْهم حُمَّى يَثْرِب، وهو مَسنُون في بَعْض الأَطواف (¬2) دُونَ بَعْض، فأَمَّا السَّعىُ بَيْن ¬
(رمم)
الصَّفَا والمَرْوة فهو قَدِيم من سَنَةِ هَاجَر أُمِّ إسماعيل، عليهما السَّلام، ولم يَكُن الطواف بَينَهما قَدِيماً إلا سَعْياً، فإذًا هو رَمَلانُ الطَّواف وَحدَه الذي سُنَّ لأَجل الكُفَّار، فأَرادَه عُمرُ، رضي الله عنه، ولا يَحتَمِل التَّثْنِيةَ. - في حَدِيثِ (1 الحُمُرِ الأَهلِيَّة 1): "أَنُّه أَمَر بأن تُكْفَأَ القُدورُ، وأن يُرمَّلَ اللَّحمُ بالتُّراب". يَعنِى: لُحومَ الحُمُر الأَهلِية، أي تُلطَّخ بالرَّمل، يقال: رَمَّلتُ الطَّعامَ: جَعلتُ فيه رَمْلاً، ورَمَّلتُ الثّوبَ بالدَّم: لَطَّختُه فترَمَّل. (رمم) - في الحَدِيث: "كيف تُعرَض صَلاتُنا عليك وقد أَرِمْتَ" (¬2). قال الحَربىّ: كذا يَروِيه المُحدِّثون، ولا أَعرِف وَجهه. والصواب: أُرِمَتْ (¬3) فتكون التَّاءُ لتَأنيثِ العِظام، أو أرْممْتَ: أي صِرْتَ رَمِيمًا. وقال صَاحِبُ التَّتِمَّة: إنَّما هو أَرَمْتَ، وأَصلُه أَرمَمْت: أي بَلِيت وصِرتَ رَمِيماً، حَذَفوا إحدى المِيمَيْن، وهي لُغَة كما قالوا: ظَلْتُ أَفعلُ كذا: أي ظَلِلتُ، وقَالَ الله تَعالى: {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا} (¬4). ¬
ويقال أيضا: أَحسْتُ كذا: أي أَحْسَسْت. وقيل: إنَّما هو أَرْمَتَّ، بتَشْدِيد التَّاء، أدغَم إحدَى المِيمَين في التاء، والأَصلُ أَرمَمْت. كما جاء في حَدِيثِ أَبِى أَيُّوب، رضي الله عنه: "فإذا صافَتُّم العَدُوَّ". وفي حديثٍ آخر: "فصافَنَّاهم" والأصل: صافَفْتم، وصافَفْنا. وقال بَعضُهم: إنَّ هذا القَوْلَ سَاقِط، لأن مخَرَج المِيمِ من بين الشَّفَتَيْن. ومَخرَج التَّاء من طَرَف اللِّسان وأُصول الثَّنَايا وبينهما بُعْد، فلا تُدغَم إحداهما في الأَخرَى. والصّحيحُ أَنَّ أَصلَه: أَرممْتَ فحُذِفَت إحدى المِيمَيْن على لُغَة بَعضِهم، وهو مأخوذ من الرِّمَّة وهي العِظَام البَالِية، وأَرمَّ العَظمُ: بَلِىَ. وأَرَمَّ أيضا في غير هذا أَمخَّ، فالرِّمَّة تكون السَّمِينَ وتَكُون البَالِى من الأَضْدَاد. ويُقال أيضا: رَمَّ العَظمُ يَرِمُّ رَمًّا إذا بَلِى، وحَبْل أَرمامٌ: مُنقَطِع بالٍ، والرُّمَّة: القِطعَة من الحَبْل. - وفي حديث النُّعمان بن مُقَرِّن: "فلْيَنْظر إلى شِسْعه ورَمِّ ما دَثَر من سِلاحِهِ". الرَّمُّ: إصلاحُ ما فَسَد وتَفرَّق (¬1)، وكذلك المَرَمَّة. - في حديث زِيادِ بنِ حُدَير: "حَملْتُ على رَمٍّ من الأَكْراد": أي جَماعَة نُزولٍ بالحَىِّ من الأَعرابِ، وكأنَّه اسمٌ أَعجَمِىّ. ¬
(رمى)
- (1 في حَدِيثِ عُمَر، رَضِى الله عنه: "يَكُونُ ثُماماً ثم رُماماً". وهو مُبالَغَة في الرَّمِيم كالطُّوال في الطَّوِيل: يَعنِى الهشِيمَ من النَّبت، وقِيل: هو: حين تَنبُت رؤوسه فَتُرَمُّ: أي تُؤكَل 1). (رمى) - في حَديثِ طَاوُس: "مَنْ قُتِل في عِمَّيَّة في رِمِّيَّا تكَونُ بينهم بالحِجارة" الرِّمِّيَّا (¬2): من الرَّمى على وَزْن الحِصِّيصَى والهِجِّيرى والخِلِّيفَى. - (3 في حَدِيثِ عَدِىِّ الجُذامِىّ: "فَرُمِى في جِنازَتِها". : أي ماتَتْ، وهو كقولك: سِيرَ بِزَيْد، فلِذلَك لم يُؤنِّثْ الفِعلَ فاعِلُه الذي أُسند إليه - وهو الطَّرفُ بعَيْنه - والجِنازَة مرمِىٌّ فِيهَا 3). * * * ¬
ومن باب الراء مع النون
ومن باب الراء مع النون (رنح) - في حديث عَبدِ الرَّحمن بنِ الحَارِث: "أَنَّه كان إذَا نَظَر إلى مَالِكِ بنِ أَنَس يَطلبُ الحَدِيث قال: أَعُوذ باللهِ تعالَى من شَرِّ ما تَرنَّح له". : أي تَحرَّك له وطَلَبَه، والتَّرنُّح: المَيْل والتَّحَرك. - وفي حَدِيثِ يَزِيد الرَّقَاشِى: "المَرِيضُ يُرنَّح، والعَرقُ من جَبِينِه يَتَرشَّح". يُرنَّح: أي يُدَار به، وِرُنِّح فُلانٌ، ورَنَّح تَرنِيحاً، إذا اعْتَراه وَهْن في عِظامِه عن ضَرْب أو فزَع، ورَنَّحَه الشَّراب كَذَلِك. (رنق) - (1 في حَديثِ الصُّور: "كالسَّفينة المُرنِّقَة". يقال: رَنَّقَت السَّفِينةُ، إذا دارَت في مَكانِها ولم تَسِر، ورِنَّق النَّومُ: خَالَط العَيْنَ، ولَقِيَنِى مُرنِّقا عينَه من الجُوعِ، إذا كان ضَعِيف الطَّرف مُنكَسِرَه،. والتَّرنِيقُ: قِيامُ الرّجل لا يَدرِى أَيذْهَب أم يَجِىء؟ - في حَدِيث سُلَيْمان عليه السَّلام: "احْشُروا الطَّيرَ إلا الرَّنْقَاء" قيل: هي القاعِدَة على البَيْض 1). ¬
(رنم)
(رنم) - في الحَدِيث: "ما أَذِن الله تَعالَى لشَىْءٍ أَذَنَه (¬1) لِنَبِىٍّ حَسَنِ التَّرنُّم بالقُرآن". التَّرنُّم: التَّطْرِيب والتَّغَنِّى. والحَمَامَةُ والمُكَّاء يتَرنَّمان وكذلك القَوسُ، وأَنشد: إذا أُنبِضَت للرَّمى يوما تَرنَّمَت ... تَرنُّم ثَكلى أَوجعَتْها الجَنائِزُ (¬2) وقيل: هو التَّغَنِّى بما لا يُفهَم. * * * ¬
ومن باب الراء مع الواو
ومن باب الراء مع الواو (روب) - في حَديثِ أبى جَعْفَر (1 البَاقِر 1): "أَتجْعَلُون في النَّبِيذ الدُّردِىَّ؟ قيل: وما الدُّردِىّ؟ قال: الرُّوبَة، قالوا (¬2): نَعَم". قال الأصمَعِى: الرُّوبَةُ في الأَصْل خَمِيرةُ اللَّبنَ، ثم تُستَعمَل في كُلِّ ما أَصلَح شَيئاً. يقال في المَثَلِ: "هو يَشُوبُ ويَرُوبُ" (¬3): أي يُفسِدُ ويُصْلِحُ، ورَابَ: أَصلَح، والرُّوبَة: إصلاحُ الشَّأنِ، ومنه الرُّوبَةُ للقِطْعَة من الخَشَب تُدخَل في الِإناء يُشعَب بها، ويُوصَل بها، (4 ومنهم مَنْ يَهمِز بعضَ هذا الباب 4). (روث) - في حَديث ابنِ مَسْعُود، رضي الله عنه: "فأَتيتُه بحَجَريْن وَرَوْثَة (1 فرَدَّ الرَّوثَة" 1). ¬
(روح)
- في حَدِيثٍ آخَر (¬1): "نَهَى عن الرَّوْثِ والرِّمَّةِ". الرَّوثُ: رَجِيعُ ذَواتِ الحَافِر، وقد راثَت تَرُوثُ رَوثًا، ومَخرَجُه ومَطْرَحُه، وَمَكانه: المَراثُ، والرَّوثةُ أَيضاً: طَرَفُ الأَنْف. - ومنه حَدِيثُ مُجاهِد: "في الرَّوثَة ثُلثُ الدِّية". ورجل مُرَوَّثُ الأَنفِ: ضَخْمُه، ويقال: لمِنْقار العُقاب أَيضاً رَوْثَة. - في الحَدِيثِ: "أَنَّ رَوثةَ سَيفِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، كانت فِضَّة". وفُسِّر بأَنَّ روثةَ السَّيف أعلاهُ مِمّا يَلى الخِنْصَر من كَفِّ القَابِض، فإن حُفِظ اللَّفظ وصَحَّ التَّفْسِير فلَعلَّه يُشَبَّه بروثَةِ الأَنفِ. (روح) - قال إبراهيمُ الحَرْبِىُّ، رَحِمَه الله: ذَكَر الله تَعالَى "الرُّوح" في غَير موضِعٍ، ومِنْ ذَلِك ما اتَّفَقَت القُرَّاء على قِرَاءَته، وأَجمَع المُفَسِّرون على تَفسيرِه. ومنه ما اخْتُلِف في قِراءَتِه وتَفسيره، ومنه ما أُجمِع على قِراءَتهِ واخْتُلِف في تَفسِيره، ومنه ما اخْتُلِف في قِراءته وأُجمِع على تَفسيرِه. فأما ما أُجمِع على قِراءَته وتَفْسِيره قَولُه سُبحانَه وتَعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ} (¬2) وقَولُه تَعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا} (¬3)، وقَولُه ¬
تَعالَى: {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} (¬1). وأجمَعوا على أَنَّ المُرادَ به جِبْرِيل عليه الصلاة والسلام. وأما ما اخْتُلِف في قِراءَته وتَفْسيره قَولُه تَبارَك وتَعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} (¬2). قَرَأَ الحَسَن وقَتادَةُ وأبو عِمْران: بضَمِّ الرَّاءِ. وقَرأَ عاصمٌ والأَعمَشُ، وحَمزةُ، ونَافِع، وأبو عَمْرو، ومُجاهِد، وشَيْبَة، وأبو جعفر، وعِيسَى، بالفَتْح. وقال أبو عُبَيْدة في مَعْناه: حَياةٌ، وبَقاءٌ، ورزْقٌ. يَعنِى إذا قُرِىء بالضَّمِّ. وعن الفَرَّاء: حَياةٌ لا موتَ فيها، وعن الضَّحَّاك: مَغْفِرة ورَحمَة. ومعْناه. إذا قُرِئَ بالفَتْح رَوْح في القَبْر، عن الفَرَّاء، وعن أَبِى عُبَيْدَة: بَرْد وفَرَح. وأَمَّا ما أُجمِع على قِراءتهِ وأخْتُلِف في تَفْسِيره قَولُه تَعالَى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} (¬3). قال مُجاهِد: لا يَنزِل مَلَكٌ إلا وَمَعَه رُوحٌ، وعن الضَّحَّاك: بالرُّوح: بالقُرآن، وعن ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: بالوَحْى، وعن قَتادَة: بالوَحْى والرَّحمَة، وعن السُّدِّى: بالنُّبُوَّة. ومِثلُه قَولُه عزَّ وجَلَّ: {يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ} (¬4). وقوله: ¬
{وكَذَلِكَ أَوحَيْنَا إليكَ رُوحًا مِنْ أَمرنَا} (¬1) قيل فِيهِما هَذِه الأَقوالُ كُلُّها. وقال تَعالَى في قِصَّة مَرْيم عَلَيها السَّلام: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} (¬2). أَرادَ في جَيْبِها، وقال في عيسى، عليه الصَّلاةُ والسَّلام: {وَرُوحٌ مِنْهُ} (¬3) وقال لآدُمَ عليه الصَّلاة والسَّلام: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} (¬4). قال أبو عُبَيْدة: "ورُوحٌ منه": أَحْياهُ الله تَعالَى، فجَعَله رُوحًا، فكأَنَّ المَعْنَى أَنَّ الرُّوحَ التي كانت في آدَمَ وعِيسى عليهما الصَّلاةُ والسَّلام تَفرَّد اللهُ تَعالَى بابتِداء خَلْقِها فِيهِمَا، ولم يَجعَل لذلك سَبَبًا من أَبٍ كان لِعِيسَى، ومن أَبِ وأُمٍّ كَانَا لآَدَمَ. وأما ما اخْتُلِف في قِراءَته وَأُجمِع على تَفْسِيره قَولُه تعالى: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} (¬5). قَرأها الحَسَن بضَمِّ الرَّاءِ، وِمعْناها في قَولِ الضَّحَّاك وقَتادَة: مِنْ رَحْمَة الله، وعن السُّدِّى: من فرَجِ اللهِ أن يَرُدَّ يُوسفَ عليه الصَّلاةُ والسَّلام. وعن الأَعمَش: من فَضْل الله تَعالَى. ومثله: {وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} (¬6). يقال: بِرحْمةِ اللهِ، والله عَزَّ وجل أَعلَم. ¬
في حَدِيث ضِمَام (¬1)، رَضِى الله عنه، قال: "إني لَأُعالِج من هذه الأَرْواح". الأَرواحُ: كِنايَةٌ عن الجِنِّ ها هنا، سَمَّوْها أرواحا لكونِهم لا يُرَون، فَهُم بَمنْزِلة الأَرواحِ. ويُبَيِّنه (¬2) الحَدِيثُ الآخر أَنَّه قال: "إنِّى أُعالِج من الجُنُون". وكتاب في العَزِيمة يُسَمَّى قُرحَ الأرْواح بِهذا. - في الحَدِيثِ: "أَنَّ رجُلًا حَضَره المَوتُ فقال لأَهلِه (¬3): أَحرِقونى، ثم انْظُروا يوماً رَاحًا، فأَذْرُونِى فيه". يقال: يوم رَاحٌ ورَيِّح ورَوْحٌ، ولَيلَة راحَةٌ (4 وَروْحَةٌ 4) إذا اشتَدَّ الرِّيحُ فيهما، وقيل: يَومٌ رَاحٌ: أي ذُو رِيحٍ، كما يُقالُ: رجَلٌ مَالٌ، وكَبشٌ صَافٌ: أي ذو مَالٍ وصُوفٍ، وقِيلَ: رَاحَ يَومُنا يَراحُ ويَرُوحُ روْحًا ورَاحًا، فهو رَاحٌ: أي شَديدُ الرِّيح، ويَومٌ رَيِّح: ذو رَوْح. - في حديث قَتادةَ: "أَنَّه سُئِل عن المَاءِ الذي قد أروحَ (¬5)، أيُتوضَّأُ منه؟. قال: لا بَأْس". ¬
أَروَح: أي تَغيَّر وأَنتَن، وحكى أبو نَصْر صاحِبُ الأَصَمِعىّ عنه: أراحَ اللحمُ، وأروَح: أَنتَن. - في الحَدِيث: "فَأُتِى بَقَدَحٍ أَروَح" (1). : أي مُتَّسِعٍ مَبْطُوح. - في حَديثِ عبدِ الله (¬2) بن عَمْرو رضي الله عنه: "لَيسَ في الحَيوانِ قَطْعٌ، حتى يَأْوِىَ إلى المُراحِ". يعنى المَوضِعَ الذي يَرُوحُ إليه كالمَغْدَى: للمَوضِع الذي يَغدُو منه، قال أبو نَصْر: أَراحَ إِبِلَه: رَدَّها إلى أَهلِها. - في حَدِيثِ الزُّبَيْر، رَضِى الله عنه: "لولا حُدودٌ فُرِضَت، وفَرائِضُ حُدَّتْ تُراحُ على أَهلِها" (¬3). : أي تُردُّ إليهم، وأَهلُها هم الأَئِمَّة، ويجوز أن تَكُون الأَئِمَّة يَردُّونَها إلى أَهلِها من الرَّعِيَّة. يقال: أَرِحْ إليه حَقَّه: أي رُدَّه إليه. - في الحَدِيث: "أَنَّه عليهِ الصَّلاة والسَّلام، كان يُراوِح بين قَدَمَيْه من طُولِ القِيام". : أي يَعتَمِد على إحداهُما مَرَّةً، وعلى الأُخرى أُخرَى، وهذا إذا طَالَ قِيامُ الِإنسان. ¬
- ومنه أَنَّ عبدَ الله (1 بن مسعود 1) رضي الله عنه: "أَبصَر رجلاً صَافًّا قَدمَيه فقال: لو راوحَ كان أَفَضَلَ". والمُراوَحة: أن يُعمِل هذه مَرَّة، وهَذِه مَرَّة، كأنه يُرِيح إحداهُما وَقتًا، والأُخرى وَقتًا. وتَراوحَتْه الأَمطارُ: إذا مَطَرت عليه مَرَّةَ بعد مَرَّة. - ومنه: "صَلاةُ التَّراوِيح". لأَنهَّم كانوا يستَريِحُون بين التَّرويِحَتَيْن. - في الحَديثِ: "ذِكْرُ المَلَائِكة الرَّوحَانِيَّين". قال الِإمام إسماعيلُ، رحمه الله، ويُقال: بضَمِّ الرَّاء أيضا، قيل: والرَّوحانِىُّ من الخَلْق: اللَّطِيف، والذى ليس له دَمٌ. - (2 في حَدِيث عُقبَة: "رَوَّحتُها بالعَشِىِّ". : أي ردَدتُها إلى المُراح، وكَذَلِك أَرحْتُها. قال اللهُ تعالَى: {حِينَ تُرِيحُونَ} (¬3). - في الحَدِيثِ: "ذَاكَ مَالٌ رائِحٌ" (¬4). ¬
: أي يَرُوح عليك نَفعُه وثَوابُه، يَعنِى قُربَ وصُولِه إليه - قال الشاعر: سأَطلُب مَالاً بالمَدِينة إنَّنِى ... أَرى عازِبَ الأَموالِ قَلَّت فواصِلُه (¬1) وفي رواية: "رَابِح" بالباء: أي ذُو رِبْح، كَرجُل لابَنَ: ذى لَبَنٍ. - في حَدِيثِ الأَسْود بنِ يَزِيد: " .. حتى إنَّ الجَمَلَ الأَحمرَ لَيُرِيح فيه من الحَرِّ" (¬2). الِإراحَةُ ههُنا المَوتُ، قال الشَّاعِر (¬3): * أَراح بعد الغَمِّ والتّغَمْغُم * - في الحَديثِ: "رَأيتُهم يترَوَّحُون في الضُّحَى". أي: احْتاجُوا إلى التَّروُّح من الحَرِّ (¬4). (5 ومنه الحَدِيثُ: "كان يَقولُ إذا هاجَتِ الرِّيح: اللَّهُمَّ اجعَلْها رِياحًا ولا تَجْعَلْها رِيحًا" 5). ¬
(رود)
العَربُ تقول: لا تَلْقَح السَّحابُ إلا من رِياحِ مُخْتَلفة، يريد اجعَلْها لَقاحًا للسَّحابِ، ولا تَجْعلْها عَذابًا، ويُحقَّق ذلك مَجِىءُ الجَمْع في آياتِ الرَّحمَة، والواحِدُ في قِصَص العَذاب، كالرِّيح العَقِيم، ورِيحًا صَرْصَراً 5). (رود) - في حَدِيثِ قُسّ: * ومَرادًا لِمَحْشر الخَلْقِ طُرًّا * (¬1) : أي مَورِدًا، كان ضَمَمْتَ المِيمَ: أي اليَوْم الذي يُرادُ أن يُحشَر فيه الخَلْق. - في حَدِيثِ مَاعِزٍ: "كما يَغِيبُ المِرْوَد في المُكْحُلَة" (¬2) : أي المِيل ومِحْور البَكَرة من الحَدِيدِ أيضا. - (3 ومنه حَدِيثُ مَعْقِل بن يَسَار وأُختهِ: "فاستَرادَ لأَمرِ اللهِ". : أي رَجَع ولَانَ وانْقَادَ 3). (روز) - عن مُجاهِد في قَولِه تَعالَى: {يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} (¬4). قال: "يَرُوزُك": أي يَمتَحِنك، هل تَخافُ لائِمتَه أم لا؟ ¬
(روض)
- في حديث البُراقِ: "فاسَتَصْعَب فرَازَه جُبْرِيل، عليه الصَّلاةُ والسَّلام، بأُذُنِه". يقال: رَازَ صَنْعَته: أي قَامَ عليها، وَروَّز رَأْيَه: إذا همَّ بشَىءٍ بعد شَىْءٍ، والرَّوزُ: الاخْتبار. يقال: هو خَفِيف المَرازَة، إذا اخْتبره سَرِيعا. (روض) - (1 حَدِيثِ أُمّ مَعبَد: "فَدَعَا بإناء يُرِيضُ الرهطَ". : أي يُروِيهم بعضَ الرِّىِّ، والرَّوْض: نَحوٌ من نِصفِ قِربَة، واسْتَراضَ الحوضَ: إذا صَبَّ فيه من الماء ما يُوارِى أَرضَه، وفيه رَوضٌ من ماء. قاله شَمِر 1). (روع) - في حَديثِ عَطاء: "يُكرَه للمُحرِم كُلُّ زِينَةٍ رَائِعَة". : أي مُعجِبة، رائِقَة، وقيل: حَسَنَة. يقال: به رَوْعَة: أي مَسْحَة (¬2) من جمال، ورجل رُوَاع، وأروَعُ ورائِعٌ: بَيِّن الرَّوَع: أي جَمِيل، والجَمع أَرواع، وامرأَةٌ رُواعٌ أيضا. (روغ) - قوله تبارك وتعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} (¬3). : أي أَحالَ وأَقْبل، ويُقالُ: رَاغَ إلى فُلانٍ: أي حَالَ إليه سِرًّا، وراغ عنه: حَادَ، مثل (¬4): رَغِب فيه، ورَغِب عنه، وأَمسكَ به، وأَمسكَ عَنْه، وخَلع عليه، وخَلَع عنه، وقِيَل: راغَ عليه يَضْرِبُه، إذا فَعَل ذلك سِرًّا. ¬
(روق)
- وفي حَدِيثِ الأَحْنَف: "فعدَلْت إلى رَائِغَةٍ من رَوائغِ المَدِينَة". : أي طَرِيق يَعدِل عن الطرَّيق الأَعظَمِ، وطرِيقٌ رائِغٌ: أي مَائِل. ويقال لشِبْه الزُّقاقِ المُتَمَايِل: رَائِغَة. - في الحديث: "سَمِع عُمَر، رضي الله عنه، بُكاءَ صَبِىًّ، فسَأل أُمَّه فقالت: إنّى أُرِيغُه (¬1) على الفِطَام" أي: أُدِيره عليه. يقال: فلان يُرِيغُنِى (2 على أَمْر 2) وعَنْ أَمْرٍ وأُرِيغُه: أي يُدِيرنى عليه ويُداوِرُني (¬3)، وفلانَ يُرِيغ كذا ويَروغُ: أي يَطْلُب. (روق) - في شعر عَامِر بن فُهَيْرة، رضِىَ الله عنه: * كالثَّورِ يَحمِى أَنفَه برَوْقِه * (¬4) الرَّوقُ: القَرْن ها هنا، ويَأْتى على مَعانٍ جَمَّة في غَيرِ هذا - (5 وكذا فما شعْرِ علىٍّ: ¬
(روى)
* بذَاتِ رَوْقَين لا يَعفُو لها أَثَر * 5) (روى) - في حَدِيثِ قَيْلَة، ضى الله عنها: "إذَا رَأَيتُ رجُلًا ذَا رُواءٍ طَمَح بَصَرى إليه". الرُّواء، بضم الراء: ما رَأت العُيُون من حالةٍ حَسَنَة، وكذلك إذا رَأَت ذا سِحْنَة حَسَنة وزِىٍّ حَسَن في اللَّباس والمَتاعِ، وقد يكون الرُّواءُ من الرِّىِّ والارتواء، ويكون من المَرْآى والمَنْظَر. - في حديثِ عَائِشَة (1 تَصِف أَباهَا، رضي الله عنهما 1): "واجْتَهر دُفُنَ الرَّواء" الرَّواء بالفَتْح: المَاءُ الكَثِير - مَمدُودًا - فإذا كَسرتَه قَصرتَه. قال أبو زَيْد: ماء رَوَاءٌ، ومِياهٌ رَواء. - في حَدِيِثِ بَدْر: "فإذا هو بِروَايَا قُريش". الرَّوايَا: الإبل التي يُستَقى عليها، واحِدتها رَاوِيَة، وأصلها: المَزادَة، فَقِيل للبَعِير: رَاوِية لحَمْلِه المَزادَة. قاله الخَطَّابي. وقال الجَبَّان: الرَّاوِيَة، الجَمَل يَسْتَقِى المَاءَ، أو يُحمَل عليه، وسُمِّيت المَزادَة رَاوِيَةً بحَامِلها. * * * ¬
ومن باب الراء مع الهاء
ومن باب الرَّاء مع الهَاء (رهب) - في الحَدِيث: "عليكم بالجِهادِ فإنَّه رَهْبَانِيَّة أُمَّتِى". قال الحَلِيمِىُّ (¬1): أَى أَن النَّصارَي كانت تَترهَّبُ بالتَّخلِّى من أَشْغال الدُّنيا، ولا تَخَلِّىَ أَكثرُ من بَذْل النَّفْس في سَبِيل الله عَزَّ وجَلّ ليُقتلَ. وأَيضاً فإنَّ أُولئِك كانوا يَزعُمون أنهم يتخَلَّون من النَّاس لئلا يُؤذُوا أَحدًا، ولا أَذَى أَشَدّ (¬2) من ترك المُبطِل على باطِله؛ لأَنَّ ذَلِك يُعرِّضه للنَّار، فإن تَكُن الرَّهْبانِيَّةُ دَفْعَ الأَذَى فهذه الرَّهْبَانِيَّة إذًا، لا ما يَتَوهَّمُه (¬3) النصارى. وأَيضاً إنّ المُتَرهِّبة تَجرِى على أَيدِيهم مِمَّا هو احتسابٌ عندهم، وأَمرٌ بالمَعْروف ونَهْى عن المُنْكِرِ مَا لا يَقدِر على الامْتِناع منه آمِرٌ مَأْمُور. فقيل: الجِهادُ رَهبانِيَّة هذه الأمة، لأَنَّه رأسُ الأَمْرِ والنَّهى ولا يُحابِى فيه من المشركين رَئِيسٌ ولا مَرْؤُوس، قلت (¬4): وعندى وَجهٌ آخر أوجَه ممَّا ذَكَره الحَلِيمِىّ، وهو أن يَكُون معناه: كما أَنَّ عِندَ ¬
النَّصارى لا عَمَل أَفضَل من التَّرهُّب، فَفِى الِإسلام لا عَمَل أَفضلُ من الجِهاد، ولا (¬1) دَرجَةَ أَفضلُ من دَرجَته. ولِهذَا قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "ذِرْوَةُ سَنامِ الِإسلام الجِهادُ في سَبِيلِ الله عَزَّ وجَلَّ"، واللهُ تَبارَك وتَعالَى أَعلمَ. والتَّرهُّب: التَّعبُّد بِخَشْية، وهو من بِنَاء (¬2) التَّكَلُّف، كأنه يَتَكَلَّف الرَّهبةَ والخَوفَ من الله عَزّ وجَلَّ ويَقصِدُه ويتخَلَّق به. قال ابنُ قُتَيْبَة: الرَّهْبانِيَّة: لزُومُ الصَّوامِع، وتَركُ أَكلِ اللَّحم، والتَّفَرُّد من النَّاس بحَيْث لا يَحضُر جُمعةً ولا جماعةً. - (3 في حَديثِ البَراء والجَان: "ظَهْرِى إليكَ رَغبةً ورَهبةً إليك". عَطَف الرَّهبةَ على الرَّغْبة، ثم أَعملَ لفظَ الرَّغبة وحدَها، ولو أَعملَ كُلَّ وَاحدةٍ منهما لكان من حَقِّه أن يَقولَ: "رغَبةً إليكَ ورهبةً منك"، لأنه لا يقال: رَهَب إليك، والعَربُ تُكثِر فِعلَ ذَلِك، كما قال: ورأيتُ بَعْلَك في الوَغَا ... مُتقلِّداً سَيفاً ورُمْحَا (¬4) ¬
والرُّمْح لا يُتَقلَّد، وإنما يُتقَلَّد السَّيفُ. وقال آخرُ: * وزَجَّجْنَ الحواجِبَ والعُيونَا * (¬1) والعُيون لا تُزجَّج إنما تُكْتَحل، وكذلك يَعطِفُون اسماً على اسمٍ، ثم يَكْنُون عن أحَدِهما اكْتِفاءً به عن الآخر، كَقَولِه تَعالَى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} (¬2) وقَولِه: {ومَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أوْ إِثماً ثمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً} (¬3). {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} (¬4)؛ لأن الَّذِى تُرِكَ دَاخِلٌ فِيمَا دَخَل فيه الَّذِى هُوَ معه. وقال: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا} (¬5). وأَنشد: ¬
* رَمانِى بأَمرٍ كُنتْ منه ووالِدِى ... بَرِيئاً ... (¬1) وقال البُرجُمِىُّ (¬2): فمَنْ يَكُ أَمسَى بالمَدِينة رَحلُه ... فإِنِّى وقَيَّارٌ بها لَغَرِيبُ وأما قَولُه تَعالَى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ} (¬3) الهاءُ كِنايةٌ لِمَا، كأَنَّه قال على ظُهورِ ما تَركَبون، وقَولُه: {مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الْأَنْعَامِ خَالِصَةٌ} (¬4) أَنَّث "مَا" ثم قال: {وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا} ذَكَّر "ما" لأنَّه في اللَّفظ مُذَكَّر، كما قال تَعالَى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ} (¬5) ثم قال: {خَالِدِينَ} فجَعَل "مَنْ" واحِدًا في قَولِه: {قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا} وكقَولِه تَعالَى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (¬6). ¬
(رهج)
لَمَّا جَمعَه حمله على المعْنَى، ولَمَّا وَحَّدَه حَملَه على اللَّفْظِ. ويقال: (خَالِصَةً) مِثْل نَسَّابة وعَلَّامة ودَاهِيَة. وأما قَولُه تَعالَى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} (¬1) فكأَنَّه رَجَع إلى واحد الأَنْعام، وهو النَّعَم، وهو جَمْع أيضا، نَحو: قَوْم وأَقْوام، كما يُقالُ: "هو أحْسَنُ الفِتْيان، وأَجمَلهُ": أي أَجمَلُ مَنْ ذَكَرت وَتَرْك الفِتْيان 3). (رهج) - في الحَديثِ: "مَنْ دَخَل جَوفَه الرَّهجُ لم يَدْخُله حَرُّ النّار" الرَّهَج: الغُبار الذي يُصِيبه في الجِهاد. - وفي حديثٍ آخر: "لا يَجْتَمِع غُبارٌ في سبِيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ودُخانُ جَهنَّم في جَوفِ عبدٍ أَبدًا". وأَرهَجَ (¬2): غَبَّر. (رهش) - في الحَدِيثِ: "أَنَّ قُزْمانَ جُرِحَ يومَ أُحُد فاشتَدَّت به الجِراحَة (¬4)، فأَخذَ سَهماً فَقَطَع به رَواهِشَ يَدَيْه، فَقَتَل نفسه" (3). قال الأَصَمَعِى: الرَّواهِشُ: عَصَبٌ في بَاطِن الذِّراع. وقال الخَلِيل: الرَّهشُ في الدَّابَّة: أن تَصْطَدِم (5 يَدَاهُ 5) فتَعقِر رَواهِشَه،: أي عَصَب يديه، الوَاحِدَة رَاهِش. ¬
(رهص)
- في حَدِيث عَبدِ الله بنِ الصَّامِت: "وجمَاهِيرُ العَرَب تَرْتَهِش" (¬1) قال ابنُ الأَعرابِى: ارتَهَش النَّاسُ: وَقَعَت فيهم الحَربُ، وارْتَهَشَت الدَّابَّة: اضْطَرَبت. - وفي حَدِيثِ ابنِ الزُّبَير رضِى الله عَنْهما، "ورَهِيشُ (¬2) الثَّرَى غَرضًا" يُحتمَل أنه أَرادَ لُزومَ الأَرضِ: أي يُقاتِلون على أرجلِهم لئَلَّا يُحدِّثوا أنفسَهم بالفِرار, فِعْل البَطلِ إذا غُشِى (¬3) نزل عن دابَّتهِ واستَقتل لِعدُوِّه، ويحتمل أن يكون أَرادَ القَبرَ: أي اجْعلُوا غَايتَكَم المَوْتَ. والرَّهِيشُ من التُّرابِ: المُنْثَال الذي لا يَتَماسك، والارتِهاشُ: الاضْطِراب، ونَوعٌ من الطَّعْن، والرَّهِيشُ: الضَّعِيف من النُّوق، ومن السّهام، ومن الأصْلاب. (4 ولو رُوِى بالسِّين المُهْمَلة كان من الرَّهْسِ، وهو الوَطْء على هذا المَعْنَى لكان وَجْهًا، لأن المُنازِل يَطأ الثَّرَى 4). (رهص) - في الحَدِيث: "أَنَّه - صلى الله عليه وسلم - احتَجَم وهو مُحرِم من رَهْصَةٍ أصابَتْه". ¬
(رهط)
أَصلُ الرَّهْص: أن يُصِيب باطنَ حَافرِ الدَّابَّة شَىءٌ يُوهِنه، أو يَنزِل المَاءُ فيه عند الِإعْياء، أو من طُولِ المُقام على الآرىّ. يقال: رُهِص فهو مَرهُوصٌ، والرَّهْصُ: شِدَّةُ العَصْر. - ورُوِى عن مَكْحُول، أَنَّه كان يَرْقِى من الرَّهْصَة: "اللَّهُمَّ أنتَ الوَاقِى وأنتَ البَاقِى وأَنتَ الشَّافِى". (رهط) - (1 قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفسِدُونَ} (¬2). قال أَحدُهم: دُونَ العَشَرة، وقيل إلى الأربَعِين 1). (رهف) - وفي حديث ابنِ عَبَّاس، رَضِى الله عنهما، قال: "كان عامرُ بنُ الطُّفَيْل مَرهوفَ البَدَن" (¬3). : أي لَطِيفَ الجِسْم رَقِيقَه. يقال: رَهُفَ الرجلُ يَرهُف رَهافَةً، وأكثر ما يُقالُ: مُرهَفُ الجِسْم. ومنه إرهافُ السَّيْف، وهو إرقَاقُ حَواشِيه، وسَيفٌ مُرهَفٌ ورَهِيفٌ. - وفي حديث مُعاويَة، رَضِى الله عنه، قال له صَعْصَعَة ¬
(رهق)
(1 ابنُ صَوْحَان 1): "إنّي لأَتركُ الكَلَام حتى يَخْتَمر (¬2) في صِدرِى فما أَرهُف به". قِيلَ معناه: أي لا أَركبُ البَدِيهةَ، ولا أَقطَع القولَ بشىءٍ قبل أن أتأمَّله وأُرَوِّى فيه. ولَعلَّ الصَّوابَ: "فما أُرهِف به" بضَمِّ الهمزة (3 وقيل: هو بالزَّاىِ، وقد صَحَّفَ مَنْ رَواه بالرَّاءِ والِإزهْاف: الاستِقْدام 3). (رهق) - حديث عَبدِ اللهِ بن عَمْرو (¬4)، رَضِى الله عَنْهما: "أرهقْنا الصَّلاةَ ونحن نَتَوضَّأ" قال أبو زَيْد: رَهقَتْنا الصَّلاةُ تَرهَقُنا رُهوقاً: غَشِيَتْنا، وأرهقْنا نَحْن الصَّلاةَ نُرهِقُها إرهاقاً: أخَّرنَاها عن وَقْتِها: أي نَكَادُ أن نُغشِيَها ونُلْحِقَها بالصَّلاة التي بعدَها. - في الحديث: "فُلانٌ مُرَهَّق". : أي مُتَّهم بسُوء، والرَّهَق: السَّفَه، وقد رَهِقَ الذَّنْبَ: رَكِبَه، ورَهَّقْتُه به: نَسَبْتُه إليه. وروى: "مُرهِّق": أي ذُو رَهقٍ، قال الجَبَّانُ: المُرهِّق: الذي يُرهِّق السِّيئات: أي يَقربُ منها، بكَسْر الهاءِ. ¬
(رهك)
- (1 في حَديثِ عُمَر: "خَرَج علينا رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وعَلَيْه قَمِيصٌ مَصبُوغٌ بالرَّيهُقَان". : أي الزَّعْفَران والجَيْهمان أيضا. قال حُمَيْد بنُ ثَور: * عَليلٌ بماء الرَّيهُقَان ذَهِيبُ * (¬2) (رهك) - في الحديث: "ارْهِك هذَين حتى يَصْطَلِحَا" (¬3). : أي كَلِّفْهُما أن يَصْطَلِحا، من رهكْتُ الدَّابَّة إذا جَهَدْتَها في الحَمْل عليها، ودَهَكْتَها أَيضا 1). (رهم) - في الحَدِيثِ (¬4) ونَسْتَخِيل الرِّهامَ". : أي الأمطارَ الضَّعِيفَة الصَّغِيرةَ القَطْر، التي لا تَروِى الأَرضَ ولا يَسِيل منها وادٍ، واحِدَتُها رَهْمَة، وقيل الرَّهْمَة أشدُّ وَقْعاً من الدِّيمَةِ. * * * ¬
ومن باب الراء مع الياء
ومن باب الراء مع الياء (ريب) - في حَديثِ ابنِ مَسْعُود، رَضِى الله عنه: "ما رَابُك إلى قَطْعِها" قال الخَطَّابِىّ (¬1) هكَذا يَرْوُونه - يعْنى بضَمَّ الباءِ - وإنما وَجهُه ما إِربُك إلى قَطْعِها: أي ما حاجتُك إليه. - ومنه الحَدِيثُ: "أنَّ اليَهودَ مَرُّوا بَرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال بَعضُهم: سَلُوه، وقال بَعضُهم: ما رَابُكم إليه". : أي ما إِربُكم. قلت: ويحتمل أن يَكُونَ الصَّوابُ "ما رَابَك إليه" - بفتح الباء - ويكون مَعْنَاه: ما أقلقَكَ وألْجأَك إليه، وهكذا يَروِيه بَعضُهم. يقال: رَابَه الشَّىءُ: أَقلقه وحَرَّكَه، وإنما يَفعَلُ الفاعِلُ الشىءَ لِعارِضِ يعرِض له في نَفسِه وشَىءٍ يَحملُه عليه من خيرٍ أو شرٍّ. - وفي حَدِيث الطَّيْرِ (¬2): "لا يريبُه أحدٌ بَشْىءٍ". : أي لا يتعَرَّض له. (ريث) - في الحَدِيث: "فلم يَلْبَث إلَّا رَيثَما قُمتُ". : أي إلَّا قَدْر ذَلِك، وأَصلُ الرَّيْث ضِدُّ العَجَلَة، والرَّيثُ: ¬
(ريح)
البُطء (1 والرَّيِّثُ 1): البَطِىء. ويقال: ما قَعَد إلَّا ريثَ أَنْ فَعَلَ كَذَا، وقد يُستَعْمل بغَيْر مَا ولا كما قال: لا يُصعِبُ الأَمرَ إلَّا رَيْثَ يركَبُه ... (2 وكُلَّ أَمْرٍ سِوَى الفَحْشاءِ يأْتَمِرُ 2) (ريح) - في الحدِيثِ: "كان إذا هاجَتِ الرِّيحُ قال: اللَّهمّ اجْعَلْهَا رِياحًا ولا تَجْعَلْها رِيحًا" (¬3). قيل العرب تقول: لا يَلْقَحُ السَّحابَ إلا الرِّياحُ. - قال الله تَعالَى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} (¬4)، وقال تَعالَى في العَذاب: {فأرسَلْنَا عَلَيْهِم رِيحًا صَرْصَراً} (¬5) وقال عَزَّ وجَلَّ: {رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (¬6). (7 قال الطَّحَاوِى: هذَا الحَدِيث الذي جَاءَ: "اللهُمَّ اجْعَلْها رِياحًا ولا تَجْعَلْها رِيحًا" لا أَصلَ له، بدَلِيل قَولِه تعالى: {وجَرَيْن بِهِم بِرِيحِ طَيِّبةٍ} (¬8) وهي رَحْمَة. ¬
(ريد)
- وفي الحَدِيث: "أسأَلُك خَيرَ هذِه الرِّيح وخَيرَ ما أُرسِلَت به". والرِّيح رُوحِ اللهِ تَأتِى بالرَّحمَةِ وبالعَذابِ. وقوله: "نُصِرت بالصَّبَا" وهي وَاحِدَة، وروى عن أَبِى بَكْر بنِ عَيَّاش. قال: قَرأَ رَجُل على عَاصِم: {وأَرسَلْنا الرَّيحَ لَواقِحَ} (¬1) فقال عَاصِمٌ: {الرِّيَاحَ} لو كانَت الرِّيح لكانت مُلْقَحاً قال: فذكَرتُ ذلك للأَعْمَش فقال: لا يُلقِح من الرِّياح إلا الجَنُوب، فإذا تفرَّقت صارت رِياحًا 7). وقيل: الرِّيحُ من بَناتِ الوَاوِ، بدَلَالة المِرْوَحَة والمَرْوحَة والأَرواح، ومن الفِعْل رَوَّحْت (¬2) عنه، وأَروحَ الشّىءُ: تغَيَّر، واسْتَروحَ: شَمَّ الرَّيحانَ وغَيرَ ذلك، وقد تَقدَّم ذِكرُه في الوَاوِ. (ريحان) في الحديث: "إذا نُووِل أَحدُكم الرَّيْحانَ فلا يَرُدّه" (¬3). الرَّيحانُ: كل نَبتَةٍ طَيِّبة الرِّيح، قيل: كان أَصلُه رَيْوَحانًا فصير رَيّحانا، ثم رَيحَاناً. (ريد) - في حَديثِ عَبدِ الله، رَضِى الله عنه: "أنَّ الشَّيطانَ يُرِيدُ ابنَ آدم بكُلِّ رِيدَة". : أي مَطْلب. قال الفَارَابِى: أَردتُه بكُلِّ رِيدَةٍ فلم أَقدِر عليه: ¬
(رير)
: أي بكُلِّ إرادة، وأَصلُها من الوَاوِ (¬1)، والرَّيدَة: الاسْم، والإِرادَةُ المَصْدَر، أمَّا الرَّيْدَة بالفَتْح فيُقَال: رِيحٌ رَيْدَة: أي لَيَّنَه، وقال الجَبَّان: شَدِيدَة، والأَصلُ رَيِّدة. (رير) - (2 في حديث خُزَيْمة وذكر السَّنَةَ، فقال: "تَرَكَت المُخَّ رارًا". : أي ذَائِباً رَقِيقاً، للهُزال وشِدَّة الجَدْب 2). (ريع) - في الحَدِيث (¬3): "ومَاؤُنا يَرِيعُ". : أي يَعُود ويَثُوب، وكُلُّ ما عاد فقد رَاعَ، وأَصلُ الرَّيْع: الزَّيادة - (4 في حَديثِ عُمَر: "املُكَو العَجِينَ فإنه أَحدُ الرَّيْعَين". الرَّيعُ: فَضْل كُلِّ شىءٍ على أصلِه، كرَيْع الدَّقِيق، وهو فَضلُه على كَيْل البُرِّ، ورَيعُ البَذْر: فَضْل ما يَخرُج من النُّزْل (¬5) على أَصلِ البَذْر، ورَيعُ الدِّرع: فُضولُ كُميَّهْا على أطراف الأَنامِل، يعني الزَّيادةَ عند الطَّحْن والعَجْن والخَبْز. ¬
(ريف)
(ريف) - في الحَدِيثِ: "تُفتَح الأَريافُ" (¬1). جمعُ رِيف، وهو كُلّ أَرضٍ فيها زَرْع ونَخْل، وقال ابنُ دُرَيْد: هو ما قَاربَ المَاءَ من أَرضِ العَرَب. (ريق) - في حَدِيثِ عَلِىٍّ، رَضِىَ الله عنه: "فإذا بِرَيْق سَيفٍ" (¬2). من راقَ السَّرابُ إذا لَمَع، كذا رُوِى (¬3)، ولو رُوِى: " فإذا بَرِيق (¬4) سَيْف" كان وجهاً بَيِّناً 4). (رين) - في الحَدِيث: "أنَّ الصُّوَّام يدخُلُون (5 الجَنَّة 5) من بَابِ الرَّيَّان" قال الحَربِىُّ: إن كانَ هذا اسْماً للبَابِ، وإلَّا فإنّما هو من الرَّواءِ، وهو المَاءُ الذي يُرْوِى، والرِّىّ مصدر رَوِى يَرْوَى فهو رَيَّان، وهي رَيَّا. والرَّيَّا: رِيح طَيَّبَة، وجَمْع رَيّان رِواءٌ، لأنه من بَابِ رَوِى إلا أَنَّا أَوردْناه بظَاهرِ لَفظِه، كأنهم بتَعْطِيشِهم أنفسَهم أُدخِلوا من باب الرَّيَّان ليَأمنُوا من العَطَش قبل تَمَكُّنِهِم في الجَنَّة. ¬
(ريى)
(ريى) - في حديث قَتادَة في العَبْد يَأبِق: "فَكرِه الرَّايةَ ورَخَّصَ في القَيْد" الرَّايَة: حَدِيدة مُستَدِيرة تُجعَل في العُنُق. - ومنه الحَدِيثُ: "الدَّينُ رايةُ اللهِ في الأَرضِ، يَجعلُها في عُنُق مَنْ أَذلَّه" والرَّايَة: العَلَم أيضا، يقال: رَيَّيتُ الرَّايَة: أي ركَزْتُها، والله أعلم. * * * انتهى الجزء الأول من "المجموع المغيث في غريبى القرآن والحديث" للإِمام الحافظ أبى موسى محمد بن أبى بكر بن عمر المديني ويليه الجزء الثاني وأوله حرف الزاى
المملكة الْعَرَبيَّة السعودية جامعَة أم الْقرى مَرْكَز الْبَحْث العلمي وإحيَاء التراث الإسلامي كليّة الشريعَة والدّراسَات الإسلاَمية - مكَة المكرمة منَ التّراثِ الإسْلاَمي الْكتاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ المَّجْموعُ المُغِيثْ فِي غَرِيَبي القُرآنِ والحَّدِيثِ تأليف الإمَام الحَافظ أبي مُوسَى مُحَمَّد بْن أبي بكر بن أبي عِيسَى الْمَدِينِيّ الأصْفهاني الْمُتَوفَّى سنة 581 هـ تَحْقِيق عَبد الْكَرِيم العزبَاوي الْجُزْء الثاني
الطبعَة الأولى 1408 هـ - 1988 م حقوقُ الطَّبْع مَحْفُوظَة لجامعة أم الْقرى
ومن كتاب الزاي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ومن كتاب الزاي {من باب الزاي مع الهمزة} {زأد} - في الحديث: "فَزُئِدَ" (¬1) الزَّائِد والزَّؤُودُ: الفَزِع؛ وقد زُئِد: أي خاف فهو مَزْؤُود. {زأر} - في قصّة فتح العِراق، ذِكْرُ مَرْزُبان: (¬2) "الزَأْرَة" الزَّأْرَة - بالهَمْزِ وغيره -: الأجَمَه، والمرْزُبان: الرئيس، وأَهلُ الُّلغةِ يَضُمُّون مِيمه، وسُمِّيت زَأْرةً لِزَئِير الأسَد فيها، وهو صَوتُه. - وفي حديث آخر: "فَسَمِع زَئِيرَ الأسد". يقال: زأَر يَزْأر وَيَزْئِر زَأْرًا، وزَئِيرًا؛ (3 إذا صَوّت 3) * * * ¬
{ومن باب الزاي مع الباء}
{ومن باب الزاي مع الباء} {زبب} - في الحديث: "يجيء كَنزُ أَحدكم (¬1) شُجاعاً أقَرعَ له زَبِيبَتان (¬2) " الزَّبِيبَة: نُكتَة سَوداءُ فوق عَيْن الحَيَّة. وقيل: هما نقطَتان تكتَنِفان فَاهَا. وقيل: هما زَبَدَتان في شِدْقيها. - في حديث عروة: "يَبْعَثُ أَهلُ النَّارِ وَفدهُم فيرجعونَ إليهم زُبًّا حُبْنَا" قيل: الزُّبُّ: جمع الأَزبّ، وهو الذي تَدِقُّ مفاصِله وتكون زِيادتُه في سِفْلَتهِ. والحُبْن جمع الأحْبَن، وهو الذي اجتمعِ في بطنه الماءُ الأصفَر. (3 يُقال: تَكلَّم فلان حتى تَزبَّب شَدْقاه: أي أزبد 3). والزَّبَادُ: نَوعٌ من الطِّيب يُجْلَب من مكّة. قال سَلْمَان الأديب: الزَّبادة: دُوَيْبّة مثل السِّنور تكون ببلاد الهند يُحْلَب من حَلَمتِها شَبيه بالزَّبَد، له رائحةٌ طَيّبةٌ يقَعُ في الطيِّب. وقال الجَبَّان: الزَّبادُ: دابة معروفة، وسمّيت بذلك لأن ما يُؤخذُ منها كالزَّبَد. ¬
{زبر} - (1 في حديث شريح: (¬2) "ازبأَرّت" : أي اقْشَعَرَّت، ويجوز أن يكون من الزُّبرة، وهو مُجتمع الوَبَر في المِرْفَقَين والصَّدر؛ لأنها تنفش زَبْرَتها. - في حديث صفية [بنت عبد المطلب] (3): كيْفَ وجدْتَ زَبْرَا * أَأَقِطاً أَوْ تَمْرَا * أوْ مُشْمَعِلًّا صَقْرَا (¬4) * الزَّبر - بفتح الزاي وكسرها. مُكَبَّر الزُّبير (¬5)، وهو القويّ الشديد: أي وجَدتَه كطعام يُؤْكَل، أو كالصَّقْر مُختلِف الصَّيد، والمُشْمَعِلُّ: السَّرِيعُ 1). {زبل} - في حديث عمر رضي الله عنه -: "أن امرأة نَشَزت على زَوْجها فَحَبسها في بيت الزِّبل ثَلاثاً، فقالت: ما وجدت الرّاحة إلّا في هذه الثّلاث، فقال عمر: خالِعْهَا" الزِّبل: السِّرجين، وبفتح الزاي مصدَر زبَلْت الأرض؛ إذا سَمَّدتَها بالزِّبل، وبه سُمّى الزَّبِيلُ والزِّنْبِيل، لأنه يُنقَل فيه الزِّبلُ للسَّمادِ، والمزْبَلة: مُلْقَى الزِّبل. وزُباَلةُ: ماءٌ لبني أسدٍ بالبادية. يُقال: ما في البِئر زُبالة: أي شيء من الماء، وبه سمّيت زُبَالة. ¬
{زَبَى} - في حديث لعلىّ - رضي الله عنه -: "سُئل عن زُبْيَةٍ أَصْبَح النَّاسُ يتدَافَعُون فيها، فهَوَى فيها رجلٌ، فتعلق بآخَرَ، وتعلَّقِ الثَّاني بثَالثٍ، والثالِثُ برابع، فوقَعُوا أربعتُهم فيها، فَخَدشَهُم (¬1) الأسدُ فماتُوا، فقال: عَلَى حافرها الدِّيَة،: للأوّل رُبعها، وللثاني ثلاثَةُ أَرباعِها، وللثالث نصفها، وللرابع جميعُ الدِّية، فأُخْبر النَّبىُّ - صلى الله عليه وسلم - فأجاز قَضاءَه، ويُحكَى هذا الحكم على غير هذا الوجه. (2 الزُّبْيَة: حَفِيرة تحفَر للأسد وللصَّيْد، يُغَطَّى رَأسُها بما يَسْتُرها لِيقَع فيها. وفي رواية: "فَزَبَوْا زُبْيَةً": أي حَفَروها. 2) - في الحديث: "نهى عن مَزَابى القُبور" (¬3) قيل: المزَابى من الزُّبْيَة، كره - والله أعلم - أن يُشَقَّ القَبرُ ضَريحاً كالزُّبْيَة لَا يُلحَدُ، وهذا كقوله عليه الصلاة والسلام: "الَّلحْدُ لنا والشَّقُّ لِغَيْرِنَا" (¬4). وقيل: هو تَصْحِيف، وإنما هو نَهْي عن المَراثِي، وهو تأبين الميِّت. (2 من قولهم: مَا زَبَاهم إليه: أي دَعَاهم؟ قال الأصمعي: سمعت نَغْمَتَه وأُزْبِيّه: أي صوتَه. وكذا أُزْبيّ القوس، وقال النضر: الأزَابيّ: الصَّخَب لا واحد لها. 2) ¬
- في حديث كعب بن مالك - رضي الله عنه -: (¬1) "فقلتُ له كلمة أُزْبيه بذلك". : أي أُحَرّكه. يقاك زَبَيْت الشىءَ وازدبيته، (¬2) إذا احتملتَه فمعنى أزْبيه: أُزعِجُه وأُقْلِقُه كالشيء يُحمَل فَيُزال عن مكانه. قال الخطابي: (¬3) قال بعضُ أهل اللغة، وذاكرته بهذا - هذا مقلوب من أَبْزَيْتُ الرَّجلَ وبَزَوْتُه؛ إذا قهرته. وقال غَيره: زبيتُ كَذَا أَزْبِيه؛ أي سُقْته وحملته، وكذا ازْدَبَيْتهُ وزَبَّيْتُه تَزْبيَةً، وزَبَى (¬4) له شرّاً، وزَبَاهُ بشرٍّ: دَعَاهُ (¬5) به، وما زَبَاه إلى هذا: أي دعاه. * * * ¬
{ومن باب الزاي مع الجيم}
{ومن باب الزاي مع الجيم} {زجج} - في حديث الذي اسْتَسْلَفَ [ألف دينار في بنى إسرائيل] (¬1) "فأخذ خَشبةً فنقَرها وأدخل فيها ألفَ دِينارٍ وصحيفة، ثم زجَّجَ مَوضِعَها". : أي سَوَّى موضع النَّقْرِ وأَصلَحه، (¬2) من تَزْجيجِ الحواجب، وهو حذف زوائد الشَّعْر، ويحتمل أن يكونَ مأخوذاً من الزُّجّ، بأن تكون النُّقرة في طرف من الخشبة فَشَدّ عليه زُجًّا ليُمسكه، ويحفظ ما في جوفه، ويحتمل أن يكون من قولهم: ازدَجَّ النبتُ: انسَدَّ خَصَاصُه، أو قولهم: زَجَجتُ بالشيء: رميتُ به، والزَّجُّ: الدَّفْعُ بالجَوْزِ في الحُفرة: أي رمي في موضع النّقر شيئاً سَدَّه. - في حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "صلّى النبي صلّى الله عليه وسلم ليلةً رمضان فتحدّثُوا بذلك، فأمْسىَ المسجد من الَّليلة المُقْبِلةِ زَاجّاً". قال الحربي: أظنه أراد جَأْزاً: أي غَاصًّا بالنّاس، فَقَلب من قولهم: جَئِزَ بالشّراب؛ إذَا غَصَّ به يَجْأَزُ جَأَزاً، ويحتمل: أن يكون "رَاجًّا" بالراء أرادَ له رَجَّة من كثرة النّاس. ¬
{زجر} - في حديث أبي إسحاقَ: "كان شُريح زَاجِرًا شاعِرًا" (¬1) الزَّجرُ للطّير: هو التَيَمُّن والتَّشاؤم بأجناسِها، والتَّفَاؤل بطَيَرانها؛ وذلك ضَرْبٌ من التكَهُّن والعِيافَة. (2 ذكَر بعضُهم عن ابنِ مَسعود: "مَنْ قَرأ القُرآنَ في أَقلَّ من ثلاثٍ فهو زَاجر". وذُكِر عن أبي عمر: أَنَّه من زَجْر الإبل، يحمله على السُّرعة، والمحفوظ "راجِز" (¬3) {زجل} - في حديث الملائكة: "لهم زَجَلٌ بالتَّسْبِيح" : أي صوت رَفِيعٌ. قال الشاعر: .. زَجِلُ الحُدَا حَيْزُومُ * 2) {زجا} - في الحديث: "لاتَزْ جُو صلاةٌ لَا يُقْرأ فيها بفاتحةِ الكتاب" قال أبو زَيْد: أزجَيْت الدِّرهمَ فَزجَا: أي انتقدتُه (¬4) فصحَّ. ويقال: زَجَا الخراجُ يَزْجو: أي رَاجَ وتيَّسرت جِبايتُه، معناه: لا تَصحّ ولا تُجْزِي صلاةٌ إلّا بالفاتحة، وأزجَيتُه وزجَّيتُه؛ فَعلتُه أنا. - ومنه حديث جابر - رضي الله عنه -: "أَعْيَا ناضِحِي فَجعَلتُ أُزَجَّيهِ" (¬5) ¬
: أي أسُوقهُ. - وحديث علىّ - رضي الله عنه -: "ما زالَت تُزَجَّيني (¬1) حتى دخلتُ عليه" : أي تَسُوقني وتَدفَعُني. * * * ¬
{ومن باب الزاي مع الخاء}
{ومن باب الزاي مع الخاء} {زخر} - في حديث جابر - رضي الله عنه -: "فَزَخَرَ البَحرُ" : أي مَدَّ وكَثُر ماؤُه وارتفعتْ أمواجُه، وكذلك زَخَر النَّباتُ؛ إذا طال وكَثُر. * * *
ومن باب الزاي مع الراء
(ومن باب الزاي مع الراء) (زرب) - (1 في رجز لكَعْب: * تَبيتُ بين الزِّرْبِ والكنِيفِ * يصف المَذْقَةَ (¬2): أي تَوَلّدها (¬3) بينهما، لأنها تُعلَفُ في الزُّرُوب والحَظَائِر، لا بالكلأ والمرعى، لأن مكَّة لا رَعْي بها 1) - في الحديث: "فأخذوا زَرْبيَّة أُمِّي" (¬4) قال الفراء: هي الطّنفِسة، وقال أبو عبيدة (¬5): البِسَاطُ، وقيل: هي نوعٌ قد تكون ثوباً، وقد تكون وِسادةً وطِنْفِسَة كانت تُعمَل بالحِيرَة. (زرد) - في الحديث (¬6): "أنَّ زَرَدَتينْ من زَرَدِ التَسْبِغَةِ نَشِبَتا في خَدِّه" ¬
(زرر)
(زرر) - في صفة خاتم النُّبوة: أنّه مِثلُ زِرّ الحَجلَة. : أي الأزْرَار التي تُشَدُّ على ما يكون في حِجالِ العَرائِس من الكِلَلِ والسُّتُور ونَحْوها. وقيل: هي الحَجَلة بتَحْريك الجِيمِ. وهو طيرٌ. يُقال للأنثى حَجَلة. وللذّكر اليَعْقوب. وقال إبراهيم بن حمزة: إنّما هو رِزّ الحجلة، بَتْقديم الراء على الزاي، وهذا يُقَوّي القول الثاني؛ لأنه مأخوذ من أرَزَّتِ الجرادة؛ إذا هي أثَاخَت ذَنبهَا في الأرض فباضت. وذكره الترمذي في جامعه بهذا اللفظ في حديث (1 السائب 1) بن يزيد، ثم قال: حدّثنا سَعِيد بن يَعْقُوب الطَّالَقَاني، (¬2) ثنا أَيّوب بن جابر، عن سِمَاك بنِ حَرْب، عن جَابِر بن سَمُرة - رضي الله عنه - قال: "كان خَاتَم رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يعني الذي بين كَتِفَيه - غُدَّةً حَمراءَ مثل بَيضَةِ الحمامة". وقال أبو سَعِيد الخُدرِيِ - رضي الله عنه - فيما سَأَله أبو نَضْرة (¬3) "كان بَضْعَةَ ناشِزَةً" - وفي رواية عَبدِ اللهِ بن سِرْجِسَ - رضي الله عنه -: "كان مِثلَ الجُمْع - يعنى الكَفَّ - حوله خِيلانٌ كأنها الثآلِيلُ على نُغْضِ كَتِفِه". ¬
(زرنق)
- وفي رواية عن عائشة - رضي الله عنها -: "كان مثلَ التِّينَة يَضْرِبُ إلى الدُّهْمة مِمَّا يَلىِ الفَقَار من أصلِ كتفِه اليمنَى". وقال عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه -: كان أحمرَ فيه شَعَرات مُسْتَطِيرات: أي متفرقات - كأنهن في عُرفِ فَرس" - (1 وفي حديث بجير: "كأَنَّه تُفَّاحة أسفلَ من غُضْروف كَتِفه" - في حديث (¬2) أبي الأسود الدُّؤلي: "ما فَعَلت المرأةُ التي كانت تُزَارُّه". من الزَّرِّ، وهو العَضّ، وحِمار مِزَرٌّ: كَثِيرُ العَضِّ 1) (زرنق) - في حديث عن ابن المبارك قال: "لا بأس بالزَّرْنَقَة" (¬3) الزَّرْنقَة: العِينَة، وهو أن يَشتَرِىَ الشيءَ بأكَثر من ثَمَنه إلى أجل، كأنه معرب زُرْنُه: أي ليس الذَّهبُ معي. * * * ¬
ومن باب الزاي مع الطاء
(ومن باب الزاي مع الطاء) (زطط) - في بعض الأخبار: "فحَلَق رأسَهُ زُطِّيَّةً" (¬1) قيل: هو مثل الصَّليب، كأنه من فِعْل الزُّطِّ، وهم جنس من السودان والهُنودِ. * * * ¬
ومن باب الزاي مع العين
(ومن باب الزاي مع العين) (زعب) - في حديث: "فلم بَلْبَث أبو الهَيْثَم - رضي الله عنه - أن جَاءَ يحملُ الماءَ قِربةً يَزْعَبُها" (¬1). قال الأصمعي: هو يَزْعَب بحِمْله: إذا استَقَام، وقال غيرُه: زَعَبتُ القِربةَ: احتَمَلْتُها ورَفَعْتُها (2 لِثِقَلها 2)، وبالراء المهملة؛ أي مَلأتها، وهو يزِعَبُ بحملِهِ: أي يَتَدافَع، وسَيْلٌ زَاعبٌ: يدفَعُ بعضُه بعضاً، وسَيْلٌ راعبٌ، بالراء: يَمْلأُ الوَادِي. (زعج) - في حديث أنس - رضي الله عنه -: "رأيتُ عمرَ يُزعِجُ أبا بكْرٍ - رضي الله عنه - إِزْعَاجاً" (¬3) : أي يُقيمه ولا يَدَعُه يَستقِرُّ - أظنّه حينَ بايَعه -، والزَّعْج: القَلَق. - وفي حديث ابنِ مسعودٍ - رضي الله عنه -: "الحَلِفُ يُزْعِجُ السِّلعَةَ وَيمْحقُ البَرَكةَ" : أي يُنفِقُها ويُخْرِجها من يد صاحبها ويُتلِفها، والإزعاج نَقيضُ القَرَارِ يقال: أزعجْتُه فزَعَج وانْزَعَج. وقيل: الأَصحُّ في مُطاوعِه شَخص. ¬
(زعر)
(زعر) - في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: "أَنَّ امرأةً قالت (1 له 1): إني امرأَةٌ زَعْراء". : أي قليلة الشَّعر وهو الزَّعَر. وأنشد: دَعْ ما تَقَادَم من عَهْدِ الشَّباب فَقَدْ وَلَّى الشّبابُ وزَادَ الشَّيْبُ والزَّعَرُ (¬2) (زعم) - (3 في حديث المغيرة: "زَعيمُ الأنْفاس" : أي موكَّل بالأَنْفاس يُصَعِّدها لِغَلبة الحَسَد والكآبة عليه، أو يُريد أَنْفاسَ الشَّرْب إذا عاشر النّاس، كأنه يَتَحَسَّسُ كلامَ الناس وَيعِيبُهم بما يسقُط منهم 3). (زعن) - في حديث عثمان - رضي الله عنه -: "أردتُ أن تبلغَهم عَنّي مقالةً يَزْعَنُوا إليها" (¬4) هكذا رواه بَعضُهم وقال: أرد أن يَميلُوا، وأظُنُّه: يَركَنُوا (¬5) إليها فَصُحَّفَ. * * * ¬
ومن باب الزاي مع الغين
(ومن باب الزاي مع الغين) (زغب) - (1 في الحديث: " [أنّه] (¬2) أُهْدِي له أجْرِ زُغْبٌ" الأَجْرِي جَمعُ الجَرْو، وهي صغارِ القِثّاء، والزُّغْبُ جمع: الأَزْغَب، وهو الذي ينبت عليه الزَّغب؛ وهو صغار الرِّيش الذي لم يَطُل بَعْد ولم يَشْتَدّ. وقد زَغَّب الفَرخُ تَزْغِيباً، شَبَّه ما على القِثَّاء من الزّغب به. - وذكر بعَضُهم في مَازن بن الغَضُوبة: .. فكُنتُ امرأً بالزَّغْب والخَمر مُولعاً (3) .. وذُكِر عن ابن فارس: الرجلُ يزْغَبُ (¬3) بالمرأة؛ إذا جامَعَها، ويُنْظَرُ فيه، والمَحفُوظُ بالراء 1). * * * ¬
ومن باب الزاي مع الفاء
(ومن باب الزاي مع الفاء) (زفر) - (1 فيه: "وكان النساء يَزْفِرْنَ القِرَب يَسْقِين النّاس في الغَزْو". : أي يحمِلنَها مملوءةً ماء - زَفر وازْدَفَر؛ إذا حَمَل. والزِّفْرُ: الِقربةُ 1). (زفزف) - وفي حديث أمّ السَّائِب - رضي الله عنها -؛ "أَنَّه مَرَّ بها وهي تُزَفْزِف من الحُمَّى" الزَّفْزَفة: الرِّعدَة، وفي رواية: "وهي تَرْعُدُ" (زَفف) - وفي حديث: "يُزَفُّ علىٌّ - رضي الله عنه - بَيْني وبينَ إبراهيمَ عليه الصَّلاة والسلامُ إلى الجنَّة" إن رويتَه بكَسْر الزّاي فمعناه يُسْرِع، من قوله تعالى: {يَزِفُّونَ} (¬2). يقال: زَفَّ وأَزَفّ؛ إذا أسرعَ، يَزِفُّ ويُزِفّ، وإن رَويته بفَتح الزَّاي، فهو من زَفَفْتُ العَرُوسَ أزُفُّهَا، وهو مُقَاربة الخَطْو. (زفن) - في الحديث: "والحَبَشةُ يَزْفِنُونَ" (¬3) أَصلُ الزَّفْن: الَّلعِب والدَّفع. وقد يُسَمّى الرقص زَفْناً؛ لأنه لَعِبٌ وهو المَعنِيُّ بالحديث الأول؛ لأنه قد ورد في رِواية أُخرى: ¬
"يلعَبُونَ بِحِرَابهِم" ولم يُرَد الرَّقصُ في شيء من الحديث (1 وإن كان معناه الرقصَ، فقد ورد عن عبد الله بن عمرو: "أن الله عزّ وجلّ أنزل الحَقَّ ليُذهِبَ به الباطلَ، ويُبطِل به الَّلعِب والزَّفْن، والزَّمَّارات والمزاهر، (¬2) والكَنَّارَات" (¬3). ساق هذه الألفاظ سِياقاً واحداً 1). * * * ¬
ومن باب الزاي مع القاف
(ومن باب الزاي مع القاف) (زقق) - (1 في حديث سَلْمان - رضِى الله عنه 1): "أَنّه حَلَق رأْسَهُ زُقَّيَّةً" : أي حَلَق (¬2) شعرَه كله، كما يُزَقَّق الجلدُ، يقال: زقَّقتُ الجلد تَزْقِيقاً؛ إذا سلختَه من القَفَا، وهو منَ الزِّقّ أو الزِّق منه (¬3) (زقم) - في الحديث: "أنّ أبا جَهل قال: إن محمدا يخوِّفنا شجرةَ الزَّقُّومِ، هاتوا الزُّبدَ والتّمرَ وَتَزَقَّمُوا" التَّزَقُّم والازدقام والتَّسَرّط: الازْدِرَاد، وقيل: هو على لُغةٍ إفريقية: يعني أكْلَ الزُّبْد بالتَّمر، وهذا منه على معنى المعارضة للآية التي أنزِلت: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ} (¬4) فبيَّن الله تعالى مُرادَه في آيةٍ أخرى فقال: {إَنَّهَا شَجَرَةٌ تَخرُجُ في أَصْلِ الجَحِيمَ} (¬5). وقيل: هي في الدنيا شَجرة غَبْراءُ دَفِرَة (¬6) مُرَّة، قَبِيحةُ الرُّؤوسِ. * * * ¬
ومن باب الزاي مع الكاف
(ومن باب الزاي مع الكاف) (زكت) - في صِفةِ عليّ - رضي الله عنه - "كان مَزْكُوتاً" قيل: مَملُوءًا عِلماً. وقيل: كان مَذَّاءً، والأصل من قولهم: زَكَتُّ الإناءَ: مَلأتُه، والمزكُوتُ: الذي زَكَّتَه النّاسُ غَضَباً، والجَرادُ الذي في بطنه بيضٌ مزكُوتٌ، وزكَتَه الحديثَ زَكْتاً: أَوعَاه إيّاه. (زكن) - (1 في المثل: "أزكَنُ من إياس" (¬2) يَعني ابنَ معاوية، والزَّكْن والإزْكان: الفِطْنة والحَدْس. (زكا) - في حديث معاوية - رضي الله عنه -: "أَنّه قَدِمَ المدينةَ بمال، فسَألَ عن الحَسَن بنِ عليّ - رضي الله عنهما -، فقيلَ: إنه بمكَّة، فأزْكَى المالَ ومضى، فَلقِى (¬3) الحسنَ - رضي الله عنه - فقال: قدِمْتُ بمالٍ فلما بلَغني شُخُوصك أَزكَيتُه وها هو ذَا" كأنّه يريد أوْعَيْتُه (¬4) ممَّا تَقدَّم. - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} (¬5) ¬
الزكاة: فعَلَة كالصدقة تقع علِىِ المال المُزَكَّى بها، وعلى المعنى، وهو الفِعل بمعنى التَّزكية، كما أَنَّ الذَّكاةَ هي التّذكية (¬1) في قوله: "ذَكَاة الجَنِين ذَكاةُ أْمِّه" ومن الجهل بهذا أتى مَنْ ظَلَم نفسَه بالطَّعن على قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} (¬2)، وقد قال أُميَّةُ بن [أبي] (¬3) الصَّلْتِ: المُطعِمونَ الطَّعامَ في سَنَةِ الْـ أزْمَةِ والفَاعِلُونَ للزَّكَوَاتِ. 1) * * * ¬
ومن باب الزاى مع اللام
(ومن باب الزاى مع اللام) (زلف) - قَولُه تَعالَى: {فَلَمَّاِ رَأَوْهُ زُلْفَةً} (¬1) : أي حاضراً قريباً. يعني حَضَرهم من عَذابِ الله عزّ وجلّ ما أوعدَهم بهِ. - في الحديث: "غفر الله له كُلَّ سَيِّئة زلَّفها" (¬2) : أي قَدَّمها (3، ومنه سُمِّي المَشْعَر الحرام "مُزْدَلِفَة" (¬4) لاجتماع آدمَ وحَوّاءَ بها وازْدِلافِهما إليه فيما قِيلَ. (زلق) - في الخَبَر: "هَدَر الحَمامُ فزَلَقَت الحَمامَة". : أي لَمَّا هَدَر الذَّكَرُ ودَارَ حَولَ الأُنثَى أَدارَتْ إليه مُؤخَّرها 3) (زلل) - في حديث (¬5) علىّ - رضي الله عنه -: "اخْتطافَ الذّئْبِ الأزلِّ دَامِيةَ المِعْزَى". الأزَلُّ: الأرسَحُ، وهو الصَّغير العَجُزِ، (¬6) (7 وقال ابن السِكّيت 7) هو من قولِهمِ: زَلَّ إذا عَدَا زَلِيلًا، وكلاهما من صفاتِ الذِّئب، والأول أَوْلَى، وخَصّ الدّاميةُ؛ لأنّ من طَبْع ¬
الذئب مَحبَّةَ الدَّم. فهو يؤثره على غيره. وقيل: إنّه يرى ذِئباً دَامِيًا. فَيَثِبُ عليهَ ليأكُلَه. - وفي صفة الصِّراطِ: "مَدْحَضَةٌ مَزَلَّة" (¬1) : أي تَزِلّ وَتزْلَق عنه الأقدام، وفَتْح الزّاي فيه وكَسْرها لُغَتان. * * * ¬
ومن باب الزاي مع الميم
(ومن باب الزاي مع الميم) (زمر) - (1 في الحديث: "أبِمَزْمُور الشيطان سمعناه" (¬2) بفتح الميم. وذكره عبد الغافر بضَمِّها، وهي لغة فيِ المِزْمار. - في حديث الحجاج: "ابْعث [إلىَّ] (¬3) بفلان مُزَمَّراً مُسَمَّعاً" : أي مُقَيَّدا مُسَوْجَراً، والزَّمَّارة: السَّاجور والغُلّ. (¬4) - في حديث سَعِيد (¬5) بنِ جُبَيْر: "أُتِى به إلى الحجاج وفي عُنُقه زَمَّارة" 1) (زمع) - في قِصّة أبي بكر - رضي الله عنه - مع النَّسّابة: "إِنّك مِن زَمَعَات قريش" (¬6) قيل: الزَّمَعَة: التَّلْعَة الصغيرة: أي لستَ من أشَرافِهم، وقيل: هي ما دُونَ الرَّحَبة مِن مَسايِل المَاءِ في جانب الوادي. والزَّمَعِ (¬7) والَأزْمَاعُ: المآخِيرُ والأَدْوانُ والأتْباعُ والرُّذَّال: : (1 زوائدُ خَلْفَ الظِّلفِ. 1) ¬
(زمل)
(زَمَل) - (1 وفي حديث ابنِ رَوَاحة: "أَنَّه غَزَا على زاملةٍ" (¬2) وهي البَعِير الذي يُحمَل عليه الزَّمْل، وهو الحَمْل: أي حاملة (¬3) الزَّمْلِ 1) - في الحديث: "أنّه مَشىَ عن زَميلٍ". الزَّمِيل: هو العَديلُ الذي حِملُه مع حِمْلِك على البعير. وقد زامَلَني: عادَلَني، ومنه الزَّاملة، والزَّميل أيضاً: الرَّديف على البعير. يقال: زَاملتُه على البَعيرِ: حَملْتُهُ، وهو أيضا الرَّفيق في السَّفر، الذي يؤاكلك وَيُعيُنك على الحِلِّ والتَّرحالِ والاستقاء. (¬4) (زمهر) - قوله تبارك وتعالى: {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} (¬5). قال الخليل: الزَّمْهَريِر: شِدّةُ البَرْد في ريحٍ وغير ريح، وقيل: هو البَردُ القَاطِعُ المُقطِع. وقال مُقاتِل بن حيّان: هو شيء مثل رُؤُوس الإبَريَنْزِل من السماء في غاية البَرْدِ، ويومٌ زمْهَرِيرٌ، وليلة زَمْهَرِيرة، ويوم وليلة مُزْمَهِرّان، وقد ازْمَهَرَّ: أي اشتد البرد. ¬
وذكر أبو الوَفَاء البَغدادِيُّ قال: حُكِىَ عن أبي العباس ثعلب أنه قال: الزَّمْهَرير: القَمَر بلُغَةِ طَيَّئ، قال شاعرهم: وليلةٍ ظَلاَمُهَا قد اعْتكَرْ قطعتُهَا والزَمْهَرِيرُ ما زَهَرْ : أي لم يَطلُع القَمَر. * * *
ومن باب الزاى مع النون
ومن باب الزاى مع النون (زنأ) (1 - في حديث سعد بن ضُمَيرةَ (1): "فَزَنَأُوا عليه بالحجارة": أي ضَيَّقُوا 1) (زنجبيل) - قوله تبارك وتعالى: {كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً} (¬2) : أي طُيِّبَت به، والعرب تَسْتَطِيبُ رائحةَ الزَّنْجَبِيل وطَعْمَه، وتَصِفُهما كما قال قائِلُهم: كَأَنَّ القَرَنْفُلَ وَالزَّنجبِيـ ... ــل باتَا بِفيها وأَرْياً مَشُوراً (¬3) وقال المُسَيَّب بن عَلَس: (¬4) وكأنَّ طَعْم الزَّنجبيِل إذِا ... [ما] (¬5) ذُقْتَه وَسُلافَةَ الخَمْرِ وقال النَّحّاس: العرب تَضرِب المثلَ بالخمر إذا مُزِجَت بالزَّنْجبيِل. وقال ابنُ مسعودٍ - رضي الله عنه -: طَعْمُها طَعمُ الِزَّنْجَبيِل. وقال قَتادةُ: "زَنْجَبِيلاً" لَا يَقرِضُ الّلِسانَ: أي أنّه بخلاف زَنْجَبِيل الدنيا. ¬
(زنج)
وقال الزَّجَّاج: جائز أن يكون طَعمُ الزَّنْجَبيل فيها، وجائز أن يكون مِزاجَها، كما قيل في الكافور: إنَّ مِزَاجَها كالكافور، كما قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا} (¬1): أي كَالنَّار، وقيل: إنّ مِزَاجَها كافورٌ يشْتَدُّ به بَردُها، فَلهَا طِيبُ الكافور وَبَرْدُه دُون ضرَرِه ومَرارَتِه، وليس كَكَافور الدُّنْيا؛ لَأنّه لا أذَى فيه، بل هو طَيِّب كُلُّه وِرَاحَة، فإن أهلَ الجنة لا يَمَسُّهم فيما يَأكلون ويشربون ضَرَرٌ ولا نَصَبٌ، فكذلك الزَّنْجَبِيِل لا غائلةَ له (¬2). (زنج) - في الحديث: "هَوَّمتُ تهويمةً فَزنَجَ شيءٌ" (¬3) قال الخطَّابي: لا أَدرِي ما زَنَج، وأحسبُه بالحاء، والزَّنْجُ: الدّفْع. قال ابنُ دُرَيد: كأنّه يريد هُجومَ هذا الشخص وإقباله، ويحتمل أن يكون "سَنَح": أىِ عرض من السُّنُوح، فغَلِط بعضهُم فقلب السِّين زاياً، ويحتمل أن يكون زلج - باللام والجيم -. والزَّلَج: سرعة ذَهاب الشيء ومضيّه كالسّهم (¬4) الزَّالج. (زند) - في صفة رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في حديث هند: ¬
(زنق)
" (¬1) طوِيلُ الزَّنْدَين". قيل: هما طرفا عظمي السَّاعِدَين، وقيل: هما عظمان مُتلاصِقَان في السَّاعد، أَحدُهما أَدَقُّ وطرفاهما يلتَقِيان عند مَفْصلِ الكَفّ، فالذي يَلي الخِنْصر الكُرسُوعُ، والذي يَلي الإبهامَ الكُوعُ. (زنق) - (2 في حديث أبي هريرة: "أنّه ذكر المَزْنُوق فقَال: هو المائِلُ شِقُّه لا يَذكُر الله تعَالَى" من الزَّنَقَة؛ وهي مَيْل في جِدارٍ في سِكَّة أو عُرقوب وادٍ. - ومنه حديث أبي ثَوْر عن عُثْمان (¬3): "أَنَّه عليه الصّلاة والسّلام قال: "مَن يَشتَري هذِه الزَّنَقَة فَيزِيدُهَا في المَسْجِد؟ " أورده أبو عَرُوبة، وزِناقُ الفَرسِ: حَلْقَة في الجُلَيْدة تحت حَنَكه الأسفَل يُجعَل فيها خَيطٌ يُشَدُّ برأسِه يُمِيله ليَنْقَادَ. كأنه معرب زنه. (زنم) - في حديث عمر (¬4): "الضَّائِنَة الزَنمة". وهي ذات الزَّنَمة، وهي شيءٌ يُقطَع من أُذُنِها ويُتْرك مُعلَّقا، ويروى: "الزَّلَمة" بمعناه. 2) ¬
(زنن)
(زنن) - في حديث (¬1) الأنصار وتَسْوِيدِهم جَدَّ بنَ قيس: "إِنَّا لَنَزُنُّه بالبُخْلِ". : أي نَتَّهِمه. يقال: زَنَّه بكذا وأَزَنَّه: اتَّهمه به. - ومنه شِعرُ حَسَّان في عائشة - رضي الله عنهما -: حَصَانٌ رَزانٌ ما تُزَنُّ بريبَةٍ (2 وتُصْبِحُ غَرْثَى من لُحُومِ الغَوَافِل 2) - في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "ما رأيت مِحْرَباً يُزَنُّ به" (¬3) : أي يُتَّهم بمُشاكَلَتِه. (زنى) (4 - في الحديث: "أنّه قال لِبني مالِك بنِ ثَعْلبةَ: مَن أنتم؟ قالوا: بَنوُ الزِّنْية، قال: بل أنتمَ بَنوُ الرِّشْدَة، أحلاسُ الخيل" تُفتح الزاى وتكسر وهي كالعِجْزة: آخر وَلَد الرجل والمرأةِ ومالك الأصْغَر كانت تُرقِّصُه أمّه وتقول: وا بأبى زِنْيَة أمّه ¬
قال الشاعر: نحنُ بَني الزِّنْيةِ لا نَفِرُّ حتى نرى جَمَاجماً تَخِرُّ (¬1) وأراد به نَفْيَهم عمّا يُوهِمهُ نَقِيضُ الرِّشدَةِ، وليسَت من الزِّنَا 4) * * * ¬
ومن باب الزاى مع الواو
(ومن باب الزاى مع الواو) (زود) - (1 في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "مَلأنا أَزْوِدَتَنَا" ذكر بَعضهُم قال: كأنه جمع الزِّواد بمعنى المِزْوَد قيِاساً على الوِعَاء، والأحسنُ عندىِ أن يقال: إنه جمع المِزْودِ، لأن الزِّوادَ لم يُسْمَع به، إلّا أنه جَمعَه حَمْلاً على نظيره، وهو الأوْعِيَة. وقد وَردَ في طريق آخر بدل الَأزْوِدَة: الَأوْعِية، وهو من باب حمل النَّظِير على النَّظِير، كالغَدَايا والعَشَايا، وخَزَايَا ونَدَامَى، ومَأْجُورات وَمأزُورات، وقيل: إنه في الشُّذوذ مثل نَدِىٍّ وأَنْدِية، والقِياسُ أَزْوادٍ وأَنْدٍ. - وفي حديث ابن الأكْوع: "فأَمَرَنَا النبىُّ - صلى الله عليه وسلم - فجَمَعْنَا تَزَاودنَا" (¬2) : أي مَا تَزَوَّدْناه في سَفرِنا من طعام. (زور) - في حديث طَلْحَة (¬3): "حتى أَزارَ به شَعُوب" أي أَوردَ به المَنِيَّةَ فَزارَها 1) - في حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: "إِنّ لِزَوْرِك عليك حَقًّا". ¬
(زوغ)
: أي لِزَائرِك، والمصادر كثيرا ما تُوضَع مواضعَ الَأسماءِ والصّفات كقولهم: صَوْمٌ، ونَوْمٌ، بمعنى صَامَ ونَامَ، وصَائِم ونَائم؛ - ومنه حديث أبي رافع: "أنه وقف على الحَسَن بن علي - رضي الله عنهم -، وهو نائم، فقال: أيها النَّومُ" يُرِيد النائمَ، وقد يكون الزَّوْرُ جمع: زائر، كَرَاكِب ورَكْب، وتاجِر وتَجْر. - (1 في حديث المغيرة - في صفة النِّساء: "إن زَارَتْ زار": أي خرجت للزِّيارة. (زوغ) - في حديث الحكم: "وسُئل عن الغِربان، فَرخَّص في الزَّاغِ" الزَّاغ: نَوعٌ من الغِرْبَانِ صغِير (¬2). (زوق) - في الحديث: "ليس لي ولنَبِىّ أن نَدخُلَ بَيْتاً مُزَوَّقاً" : أي مُزَيَّناً. وأصلَ الزَّاوُوقِ: الزِّئْبق؛ لأنه يُزَين به الشىءُ. (زول) - في حديث النساء: "بزَوْلَةٍ وجَلْسٍ (¬3) " الزَّوْلَةُ: المرأة الفَطِنَة الدَّاهِيَةُ 1) ¬
(زوى)
(زوى) - في الحديث: " (¬1) كان لابن عمر- رضي الله عنهما - أرضٌ زَوَتْهَا أَرضٌ أُخرى" وقال ابن الأعرابي: أي قَرُبت منها فَضَيقَتْها. قال سَلَمة: تَأزّى القَومُ في حِلّتهم: أي تقاربوا وقال أبو نَصْر: أي قَرُبَت منها وأحَاطَت بها. - (2 في حديث عمر - رضي الله عنه -: "زَوَّيتُ في نَفْسى كَلَاماً" : أي سَوَّيتُ وجَمعتُ، من الزَّيَّ، ويُروَى: "زَوَّرْتُ" 2) * * * ¬
ومن باب الزاي مع الهاء
(ومن باب الزاي مع الهاء) (زهد) - في حديث خالد بن الوليد - رضي الله عنه -: (¬1) "وَتَزَاهَدُوا الجَلْدَ" : أي تَقالُّوا عَدَدَه وحَقَّرُوه. وقال ابن الأعرابي: الزَّهْد: الحزْر، ويُقال: أُتِينا بزَاهِدٍ يَزْهَدُ: أي بِخَارِصٍ يَخرُص - وفي حديث ساعة الجمعة: "فجعل يُزَهِّدُها" : أي يقَلِّلُها. (زهر) - قَولُه تعالَى: {زَهْرَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا} (¬2) : أي زينتها، وبفَتْح الزَّاي والهَاءِ: نَوْرُ النَّبات، وبضَمِّ الزَّاي وفَتْح الهاء: النَّجم، وبضَمِّ الزَّاي وسُكُون الهاء: قَبِيلة *. - في الحديث: "فما كان لهم فيها من مُلْكٍ وعُمْرَانٍ ومَزاهِرَ" المَزاهِر: الرِّياض، سُمّيت بذلك لأنّها تجمَعُ أصنافَ الزَّهْر والنبات. وذَاتُ المَزاهِر: موضعٌ، والمَزاهِرُ: هَضَباتٌ حُمْرٌ. ¬
(زهف)
قيل لها ذلك، لحُمْرتِها كأنَّها تُشعَل (¬1) بنِيران تَزْهَرُ. (2 قيل: وسُمِّيت فاطِمةُ الزَّهْراءَ؛ لحُسْنِها ونوُرِها وبَياضِها. (زهف) - في حديث صَعْصَعَةَ: "قال لمعاوية: فما أُزْهِف به" (¬3) والإزْهَاف: الاسْتِقدام، وأزهفْتُ قَدَماً: أي ما أُقدّمه قبل النّظر فيه. وقيل: هو من أزْهَفَ في الحديث؛ إذا زَادَ فيه وقد تقدّم في الراء في رواية. (زهم) - في حديث يأجوجَ ومأجوجَ: "وتجأَى الأرضُ من زَهَمِهم" الزّهَم: أن تَزهُم اليَدُ من [رائحة] (¬4) الَّلحْم. والزَّهَم: شَحْم الوحشْ، والزَّهِمُ: السَّمين 2) (زها) - في الحديث: "مَن اتَّخذَ الخَيْلَ زُهَاءً ونواءً على أهْلِ الإسلام فهي عليه وِزْرٌ" الزُّهَاء والزَّهْوُ: الكِبْر، وأَصلُه الاستِخْفاف. يُقال: زَها فهو مَزْهُوٌّ - ومنه الحديث: "إنَّ الله تبارك وتعالى لا يَنْظُرُ إلى العائِل المَزْهُوّ". ¬
- (1 - في حديث عائشة: "أَنّ جَارِيَتىِ تُزْهَى أن تلبِسَه في البَيْتِ" (¬2) من الزَّهو أيضا، وأصله الرَّفْع. 1). * * * ¬
ومن باب الزاي مع الياء
(ومن باب الزاي مع الياء) (زيد) - في الحديث: "بين سَطيحتَين أو مَزَادَتَين" (¬1) السَّطِيحة: تكون مِن جِلْدَيْن، والمَزَادة التي تُفْأم (¬2) بجلد ثالث بين الجلدين. (زير) - حديثه في صِفَةِ أهل النَّارِ: "الضَّعيفُ الذي لا زِيرَ لهُ" كذا ذكره بَعضُهم وفَسَّره: أي لا رَأْىَ له، والمحفوظ بالباء (¬3) المَنْقُوطة بواحدةٍ وفَتْحِ الزّاي، فأمّا الزِّيرُ فهو القُطن المَحْلُوج والمَنْدوف، وحُبُّ الماء، والعَادة، والكَتَّان، وغير ذلك. - وفي قِصّة الشافِعىِّ: "كنت أكتُب [العِلْمَ] (4) وأُلقيه في زِير [لنا] (¬4) " - في قصّة أَيّوب: "إلَّا من يَجعَلُ الزِّيارَ في فَمِ الأَسَد" (¬5) وهو مثل الزِّوَارِ. ¬
(زين)
(زين) - (1 في حديث شريح: "أنه كان يُجِيزُ من الزِّينةِ ويرُدُّ من الكَذِب" قيل: هذا في تدليس البائع إذا باع الثوب على أنّه هروىِ أو مَرَوي، فإن لم يكن كذلك فللمشترى الرّدّ، فأَمَّا إنْ زَيَّنَه بالصَّبغ حتى ظنّ أنه هَرَوِيّ، فليس له الرَّدُّ، لأنه فَرَّط حيث لم يُقلِّب ولم يَنظُر. 1) * * * ¬
ومن كتاب السين
ومن كتاب السين (من باب السين مع الهمزة) (سأر) - في الحديث: قال ابن (¬1) عباس - رضي الله عنهما -: "لا أُوثِرُ بسُؤْرِك أَحَدًا" السُّؤْرُ - مهموز -: فضْلُ الشَّراب والطَّهور؛ أي لا أتركه لأحدٍ دُونِي (¬2). - وفي حديث آخر: "فَمَا أَسْأرُوا منه شيئاً" : أي ما أبْقَوْا وما تركوا، قال الأعْشىَ: .. فبَانَت وقد أَسأَرَتْ في النَّفس حَاجَتَها .. (¬3) والمطاوع منه: سَأَرَ وسُئرِ (¬4). ويُقال: ذلك في فَضْلةِ الطعام أَيضاً، وسَائِر الشيء: باَقِيه. ويُقَال: سار بلا همز قال الشاعر: ... فَهى أَدْماءُ سَارُها .. (¬5) : أي سائرها، (6 والعامة تغلط فتَضَع السَّائِرَ مَوضِعَ الجميعِ 6). ¬
(سأل)
(سأل) - في الحديث: "أَنَّه كَرِه المسَائِلَ وعابَها" قال الحربيّ: هي مسائل دَقائِق لا يُحتاج إليها من غامض أمرِ الدِّين. وقال الخَطَّابي: يريد بها المَسألة عمّا لا حَاجةَ بالسَّائلِ إليه، دُونَ ما به إليه الحَاجَة. وذلك أنه قاله في سؤال عاصم بن عَدِىّ، وكان يسأل لغيره لا لنفسه - يعني (¬1) - "في أمر من يَجدُ مع أهله رجُلاً، فأظْهر رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الكراهَةَ في ذلكَ" إيثاراً لِسَتْر العَوْرات، وكَراهةً لِهَتْك الحُرُماتِ. - وكذلك حديث سعيد (¬2): "أعظَم المسلمين في المُسْلِمين جُرْماً مَن سَأَل عن أمرِ لمِ يُحَرَّم، فَحُرِّم على الناس من أجل مَسْألَتِه" قال: وقد وجَدنَا المسألةَ في كتاب الله عزّ وجلّ على وجهين: أحدهما ما كان على وجه التَبَيّن (¬3) والتَّعَلُّم فيما تلزم الحاجة إليه من أمر الدّين. والآخر: ما كان على طريق التّكَلُّف والتعنُّت، فأباح النوعَ الأوّل وأمرَ به، وأجاب عنه، فقال سبحانه وتعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ ¬
الذِّكْرِ} (¬1): {فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} (¬2)، وقال: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} (¬3) فأَوجَب على من سُئِل عن عِلْم أن يُجيبَ عنه. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَن سُئِل عن عِلْم يَعلمُه فكَتمَهُ ألْجمَ بلِجامٍ من نارٍ"، وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ} (¬4)؛ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} (¬5) , و {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} (¬6) وقال في النوع الآخر: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (¬7)، وقال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} (¬8)، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا ..} (¬9) الآيات، فعاتَبه (¬10) ولم يُبَيِّن. ¬
(سأم)
وعَابَ مسألةَ بَنىِ إسرائيل في قِصَّة البَقَرة، لَمَّا كان على سبيل التكَلُّف لِما لا حاجةَ بهم إليه، وقد كانت الغُنْية (¬1) وَقعَت بالبَيانِ المتقدّم فيها. قال ابن عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "فما زالوا يَسْألون ويَتعَنَّتون حتى غُلَّظَ عليهم" فكُلُّ ما كان من المسَائِل على هذا الوَجْه فهو مكروه، فإذا وَقَعَ السُّكوتُ عن جَوابه، فإنّما هو رَدعٌ وزجرٌ للسائل، وإذا وَقَع الجَوابُ فهو عُقوبةٌ وتَغْلِيظ. - في الحديث: "إن هَذِه المسائلَ كَدٌّ يكُدُّ بها الرجُل وَجْهَه" يعني مَسألةَ الناس في أَيديِهم، والسَّائِل غَنيٌّ عنها. - ومِثلهُ الحديثُ الآخر: "ما تَزَالُ المسألةُ بالعَبْد حتىَ يَلْقَى الله تعالى وما في وجهه مُزْعَةُ لَحْمٍ". وقد يُتْرَك هَمزُه كما قال: * سَالَتْ هُذَيلٌ رسولَ اللَّهِ فاحِشَةً * وقد قُرِىءَ: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} (¬2)، ومنه (¬3) قوله: "فَسَلُوا". - وفي الحديث: (¬4) "كَرِه لكم كَثْرَةَ السُّؤَال" فُسِّر على سُؤَالِ النَّاسِ أموالَهم، ولا حاجةَ به إليها، وعلى سُؤال ما لا يَعْنِيه من المَسائِل. (سأم) - في الحديث: "إنَّ الله عزّ وجّل لا يَسْأَمُ حتى تَسْأَمُوا" : أي لَا يَسْأَمُ إذا سَئِمْتُم. وقيل: لَا يَتْرُك الثوابَ ما لم تَتْركوا (¬5) العَملَ. ¬
ومن باب السين مع الباء
(ومن باب السين مع الباء) (سبأ) - قوله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ} (¬1) قيل: هو اسم أَرضٍ، هي مدينة بِلْقِيس فلا ينَصرَف حينئذ، وقيل: اسمُ رَجُلٍ، ولَدَ عامَّةَ قبائِلِ اليمنِ فينصرف، وبه ورد الحديث، - في حديث عم - رضي الله عنه -: "أَنّه دَعَا بالجِفانِ فَسَبَأَ الشَّرابَ فيها (¬2) ". يُقال: سَبَأْتُ الخمرَ أسْبَؤُها سَبْأً وسِبَاءً: اشتريتُها. والسَّبِيئَة: الخَمْر، والمعنى في الحديث، كما قيل: جَمعَها وخَبأَهَا (¬3). (سبب) - في حديث عُقْبة: "وَإن كان رِزْقُه في الأَسْباب" : أي في طُرُق السَّماءِ وأَبوابِها، ويُحتَمل أن يكونَا سُمِّيا سَبَباً، لأَنَّ بهما يُتوصَّل إليها. - في حديث عوف بن مالك: "أَنَّه رأَى في المنامِ كأنّ سَبَباً دُلِّىَ من السَّماء" : أي حَبْلاً، ولا يُسَمَّى الحَبْلُ سَبَباً حتى يكون أحدُ طرفيه مُعَلَّقاً بالسَّقف أو نَحوِه. ¬
- في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لَا تَمشِيَنَّ أمَام أبيك وَلا تَسْتَسِبَّ له" (¬1) : أي لا تُعرِّضه للسَّبّ؛ بأن تَسُبَّ أبا غيرك فيسُبَّ أباكَ مجازاةً لك، فيكون كأنك سأَلْتَه ذلك، وعلى هَذا معنى قَوله تبارك وتعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ..} (¬2) الآية. وقيل: أَصلُ السَّبِّ القَطْع، ثم كَثُر ذلك حتر صار السَبُّ شَتْماً. - في حديث ابن عبّاس - رضي الله عنه -: "أَنّه سُئِل عن سَبَائِبَ يُسْلَف فيهنّ" قيل: السَّبائبُ: ضَرْبٌ من الكَتَّان جمع سَبِيبةٍ، والمشهور في السَّبِيبة: الشُّقَّة من الثِّياب (¬3) أىَّ نوع كان. - في الحديث: "ليس في السُّبُوب زَكاةٌ" قال أبو عَمْرٍو: هىِ الثِّيابُ الرِّقاق، الواحِدُ سِبٌّ - يعنى - إذا كانت لِغير التِّجارة. وقيل: أنهَا السُّيُوب، بالياء، وهي الرِّكاز. إلا أَنَّ الرِّكاز يجب فيه الخُمسُ. ¬
(سبح)
(سبح) - قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فىِ النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً} (¬1) قال الأثْرم: أي مُتَقلَّبا، من قَولِهم: فَرسٌ سابحٌ؛ إذا كان حَسَن مَدِّ اليَدَيْن في الجَرْى. - (2 ومنه حديث المِقْداد: "إِنَّه كان يوم بَدْرٍ على فَرَس يقال له: سَبْحة" يُشَبَّه بالسَّابحِ في الماءِ 2). وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: هو الصِّحَّة، والفَراغ وقيل: نَوْماً. وسَبَح: أي رَقَد. قاله الجَبَّان، فيكون معناه: إذا صلّيتَ بالَّليل وسَهِرتَ. فإنَّ لك في النهار أن تَرقُدَ إن شِئْتَ. - في دعاء السُّجود: "سُبُّوحٌ" (¬3) : أي مُنَزَّه بمعنى المُسَبّح، جاء بلفظ "فُعُّولٍ" مِن سَبَّحْتُ. والسَّماع بالضّم، والقِياسُ الفَتْح: "وسُبْحان الله" قائمٌ مقام الفعل: أي أُسَبِّحهُ، وسَبّحتُ: أي لفظتُ بسُبْحان الله. وقيل: معنى "سُبحانَ اللَّهِ": التَّسَرُّع إليه والخِفَّةُ في طاعته، من قولهم: فرسٌ سابحٌ. وحُكِى عن النَّضْر بن شُمَيْل أن معناه: السُّرعة إلى هذه اللَّفْظَةِ؛ لأنّ الإنسان يبدأُ فيقول: سُبْحان الله. وزَعَم أنه سَأَلَ في المنام عن هذا ففُسِّر له هكذا. ¬
(سبحل)
- في الحديث: "حجابهُ النُّور أو النَّار، ولو كَشَفها (¬1) لأحرقت سُبُحاتُ وجهه، كُلَّ شىء أَدْرَكه بَصَرهُ" (¬2) حُكِي (¬3) عن النَّضْر أيضاً أن معناه: لو كشفها لأحرقت - يعني النَّارَ، والعِياذُ بالله - كُلَّ شيءٍ [أدركَه] (¬4) بَصرُه. فمعنى "سُبُحاتِ وَجْهه": سُبحانَ وَجْهه، وعائِذٌ بوجهِهِ، فَسُبُحات وَجْهِه اعْتِراضٌ بَينْ الفِعْل والمَفْعُول، كما تقول: لو دَخَل المَلِكُ البَلدَ لقَتَل - والعِياذُ بالله - كُلَّ مَن في البلد، هذا معنى كَلامِه، والمفهوم منه. وقيل معناه: تَنْزيهٌ له؛ أي سُبْحان وَجْهه. وقيل: سُبُحات الله تَعالَى: جَلَالُه وعَظَمَتُه، وقيل: أَضْواء وَجْهه. وقيل: سُبُحَات وَجْهِه: مَحاسِنهُ؛ لأنَّك إذا رأيتَه قُلْت: سُبْحانَ الله. (سبحل) - (5 في خَبَر: "خَيرُ الإبلِ السِّبَحْلُ" : أي الضَّخْمُ، ومن الجَارِيَةِ: (¬6) التَّارَّة 5) (سبذ) - في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "أنّ رَجُلًا من الأسْبَذِيِّينَ = ضَرْبٌ من المَجُوسِ من أهل البَحْرَيْن - جاء إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم، فدخل ثم خَرجَ، فقلت: ما قَضىَ فيكم؟ قال: الإسلامُ أو القَتْل" ¬
(سبرة)
قيل: هم ناسٌ من الفُرسِ كانوا مَسْلَحَة (¬1) لحِصْنِ المُشَقَّرِ (¬2) منهم: المُنذِر بن سَاوَى، من بني عَبدِ الله بن دَارِم، ومنهم عِيسىَ الخَطِّى (¬3) وسَعْد بن دَعْلَج، الواحد أسْبَذِىّ، والجمع الأسَابِذَة. (سبرة) - في حديث الغار: "فقال له أبو بكر - رضي الله عنه -: لَا تَدْخُله حتى أسْبُرَه قَبْلك". : أي أَبْلُوَه وأجرِّبَه (¬4)؛ من قولهم: سَبَرْتُ الجُرْح؛ إذَا قِسْتَه (¬5) بالمِسْبار لتعرف غَورَه. وقال أبو عمروِ: سَبَره: قاسه، ومعناه: أَنظُر هل فيه أَحدٌ، أو دَابَّة، أو شيءٌ يُردِى (¬6). - في الحديث: "رأَيتُ عَلَى ابنِ عبَّاس ثوباً سابِريًّا" (¬7) قال ابنُ دُرَيد: كُلُّ رَقِيق عندهم سَابِرِيٌّ، والأصل: الدُّروعُ السَّابِرِيَّة، مَنْسوبَة إلى سَابُور. ¬
(سبسب)
(سبسب) - في الحديث (¬1): "أبْدَلكُم الله تَعالَى بيَومِ السَّباسِب يومَ العِيدِ" يَومُ السَّباسِب: عِيدٌ للنَّصارى يُسمَّىَ السَّعَانِين. - في حديث قُسٍّ: "أَجُولُ سَبْسَبَها" (¬2) : أي مَحْمَلها. (سبط) - في الحديث: "أنه أَتَى سُبَاطة قَوم فَبالَ قائِماً (¬3) ". قال حُذَيْفة - رضي الله عنه -: فدعاني حتى كنت عند عَقِبه قال ابن الأعرابي: السُّباطَة والقُمَامة والخُمامة: هيِ الكُناسَة ومُلقَى التُّراب والقُمام ونحوه، يكون بفِناءِ الدار مَرْفِقاً للقَوم. قيل: وإضافَتُها إلى القوم ليست إضافة مِلْك. بل كانت في ديارهم ومَحَلَّتهم، وكانت مَوَاتاً مُبَاحةً. وأمّا قَولُه: "قائما" فَلعَلّه لم يجد موضعاً للقُعودِ؛ لأنَّ الظاهرَ من السُّبَاطة أن لا يكون موضعها مُسْتَويا. وقيل: كان برِجْله جُرْحٌ لم يتمكَّن من القُعود معه. وفي رواية أخرى: لِعلَّةٍ بِمَأْبِضَيْه. وأخبرنا الإمام أبو نَصرْ أحمد بن عُمَر قال: أخبرنا مسعودُ بن ناصر، أنا على بن بُشْرَى، أنا محمد بن الحسين بن عاصم، حدثني إبراهيم بن محمد (¬4) بنِ المُوَلّد الرَّقِّى بالرَّقَّة، أَملَاه عَلَىّ عن ¬
الحُسَين بن الضَّحَّاك عن الربيع قال: جاء حَفْصٌ الفَرْدُ إلى الشافعي، وكان يُبطِل أخبارَ الآحاد، قال: فقال للشافِعيِّ: يا أبَا عبدِ الله. تَقولُون: إنه لم يُرْوَ للنّبى - صلى الله عليه وسلم - حديثٌ إلاّ وفيه فائدةٌ، فأيُّ فائدةٍ فيما رُوِىَ عنه: "أنّه أَتَى سُبَاطَةَ قَوم فَبالَ قائماً؟ " قال: فقال الشّافعي - رحمه الله -: وَيْلكَ يا حَفْص، في هذا أكبرُ الفَوائِد، أما تَعلَم أنّ العربَ تقول: إذا كان بالرجل وجَعُ الظَّهْرِ شَفَاه البَولُ قائماً؛ وإنما بال النبي - صلى الله عليه وسلم - قائما يَطلُب الشفاءَ ثم تَرَك. وقد رُوى: "أنَّ عمر بَالَ قائما، ثم قال: البَولُ قائِماً أحصَنُ للدُّبُر" يريد إذا تَفَاجّ قَاعِداً ستَرخَت مَقْعَدَته. وقَولُ حُذَيْفة: "دَعَاني حتى كُنتُ عند عَقِبه" قيل: أراد أن يكون سِتْراً بينه وبين النَّاس؛ لأن السُّباطَةَ في الأفنِيةِ لا تكَادُ تخلو من المارَّة. وقيل: السُّباطة: الكُناسَة، كَنَى عن مَوضِعها بها. وقيل: السُّباطَة، من سَبَط عليه العَطاءَ؛ إذا تابعه؛ لأن السُّباطَة تُطْرح بالأفنية كلّ وقت فتكْثُر.
(سبع)
- في حديث المُلاعَنة: "إن جاءت به أمَيْغِر (¬1) سَبْطا فهو لزوجها - أي تام الخلقِ -، وإن جاءت به أُدَيْعج جَعْداً - أي قصِيراً - (2 فهو للذى يُتَّهَم" 2). (سبع) - قوله تبارك وتعالى: {سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} (¬3) يجوز أن يكون "من" للتَّبعيض؛ أي سَبْع آيات من جملة ما يُثْنَى به (¬4) على الله عزَّ وجلّ من الآيات. ويجوز أن يكون السَّبعُ هي "المَثَاني"، ويكون "من" للصِّفةِ كما قَالَ تَعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الَأوْثَانِ} (¬5)، لَا أنّ بَعضَها رِجسٌ دون بَعض ويَجوزُ على هذا أن يكون المَعنَى سَبْعاً مَثاني. وقيل: السَّبع من المثاني: هي السبع الطُّوَال مِن البقرة إَلى الأعراف ستّ، واختلفوا في السّابعة، فقيل: يونس، وقيل: الأنفال والتوبة. - في حديث سَلَمَة بنِ جُنادةَ: "إذَا كان يوم سُبُوعِه" ¬
هو لُغةٌ في الأُسبوع للأيام والطواف، والفصيح بالألف (¬1). - في الحديث: (¬2) "مَنْ لها يومَ السَّبْع (¬3) يوم لا راعِىَ لها غَيْرى" أَمْلَى أبو عامر العَبْدرِىُّ الحافظ، عن ثابت بن بُنْدَار، وأحمدَ بن الحسين البَاقِلاَّني، قالا: أنا أبو القَاسِم عُبَيدُ الله بن عبد العزيز البَردَعِىّ، ثنا أبو الحسين محمد بن المُظَفَّر الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرَّملى قال: سمعت إسماعيل بن إسحاق القاضي يقول: سمعت علىَّ بنَ المدِيني يقول: سمعت أَبَا عُبَيدَة معمر بن المثنى يقول: وذكر حَديثَ النبى - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَهَا يَومَ السَّبُع غيرى" قال: يوم السَّبُع: عِيدٌ كان لهم في الجاهلية يشتغلون بعيدهم ولَهْوهم، وليس بالسَّبُع الذي يَأكُلُ الناسَ. أملاه أبو عَامِر بضمِّ البَاءِ، وكان من العِلْم والإتقان بمكان، وبخَطِّ بعَضهِم بفَتْح البَاءِ وليس بشيء. وفي رواية: "يوم تشغل عني" وقال محمدُ بنُ عَمْرو بنِ عَلْقمة راوى الحديث: يَعنى يَومَ القيامة، وقيل: يوم السَّبْع - بسكون الباء -: أي يوم الفَزَع. ¬
يقال: سبَعَ الأَسدَ: أي ذَعَرَه، قال الطِّرِمَّاح: فلماّ عَوَى لِفْتَ الشِّمال سَبَعْتُه كما أَنّ أحياناً لهنَّ سَبُوعُ (¬1) يَصِفُ الذِّئبَ. - في حديث أبي المَلِيح (¬2) عن أبيه - رضي الله عنه -: "نَهَى عن جُلُود السِّباعِ". السِّباع: تَقَع على الأسد، والذِّئب، والضَّبُع وغيرها، واحدها سَبُعٌ. وكان مالك يَكرَهُ الصَّلاةَ في جلود السِّباع وإن دُبِغَت ويمنع من بيعها. ويرى الانتفاع بها، واحَتجَّ بالحديث جماعةٌ وقالوا: إنّ الدِّباغَ لا يُؤثِّر فيما لا يُؤكَل لَحمُه. وذَهَب جماعة إلى أنّ النَّهى تناوَلَها قبل الدِّباغ، فأَمّا إذا دُبِغَت طَهُرت بدليل الأحاديث الأخرى. وتأوَّلَه أصحابُ الشافعي انَّ الدِّباغ يُطَهِّر جلودَ السِّباع دُون شعورها، وأنَّه إنما نُهِى عنها من أجل شَعَرها، لأنّ جُلودَ النُّمورِ ونَحوها إنّما تُستَعْمل مع بقاء الشَّعَر عليها، وشَعَر المَيْتَة نَجِسٌ، فإذا دُبغ ونُتِف شَعَره فإنه طاهرٌ، وقد يكون النَّهى عنها أيضاً مِن أَجل أنّها مَراكِبُ أهل السَّرَفِ والخُيَلاء، وقد جاء النَّهى عن ¬
(سبغ)
ركوب جلد النَّمِر أَيْضاً (¬1). (سبغ) - قولُه تبارك وتعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} (¬2): يعني أدَامَها وأَكَثرها. - ومنه حديث شُرَيْح: "أَسْبِغُوا لليَتِيم في النَّفَقةِ" : أي أَكْثِروا وأَنفِقوا عليه تَمامَ ما يَحتَاج إليه من غير نَقْصٍ منه. - وفي حديث المُلَاعنة: "إن جاءت به سَابِغَ الألْيَتَين فهو لفلان" : أي تامَّهما وَعظِيمَهما (¬3). (4 - ومنه حديث أبي عبيدة: "أَنَّ زَردَتَين من زَرَد التَّسْبِغَة نَشِبتَا في خَدِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحُدٍ" وهي تَفْعِلَة، مصْدر سَبَّغَ، من السُّبوغ: الشُّمول. - ومنه الحديث (¬5): "كان اسْمَ دِرْعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذُو السُّبوُغِ" 4). (سبق) - في حديث الخَوارج: "سَبَق الفَرْثَ والدَّمَ (¬6) " : أي مَرَّ سَريعا في الرَّمِيَّة، وخرِج سريعاً. لم يَعْلَق به شيء من الفَرْث والدَّم لِسُرعَة مُرورِه، فشَبَّه به خُروجَهم من الدِّين لم يَعْلقوُا بشيء منه، بخروج ذلك السَّهم. ¬
(سبك)
- في الحديث: "لا سَبَق إلّا في خُفٍّ أو حافِرٍ أو نَصْلٍ" السَّبَق، بفتح الباء، ما يُجعَلُ من المال للسَّابقِ على سَبْقِهِ. والسَّبْقُ بسكون الباء مصدر سَبَقت: أي لا تجوز المُسَابقة بالعِوض ولا يَحلّ أَخذُ المال بالسَّبَق، ولا يُسْتَحَقُّ (¬1) الجُعْل إلاَّ في السِّباق بهذهَ الأشياء. - وفي الحديث: "أَمَرَ بإِجْراء الخَيْلِ، وسبَّقَها ثلاثةَ أَعْذُقٍ من ثَلاثِ نَخْلات" سَبَّق - ها هنا بمعنى أَعْطَى السَّبَق، وقد يكون بمعنى أَخذَ السَّبَق، وهو من الأَضْدَاد. (سبك) - حديث عمر - رضي الله عنه -: "لو شئْنا لمَلْأنا الرِّحَابَ صَلاَئِق وسَبائِكَ" (¬2) : أي ما سُبِك من الدقيق ونُخِل فأُخِذ خالِصُه يعني الحُوَّارَي (¬3)، وكانوا يُسَمَّوْن الرُّقَاق السَّبائِكَ. (سبل) - في حديث مَسْروق: "لا تُسْلِم في قَراحٍ حتى يُسْبِلَ" يقال: أَسْبَل الزَّرِعُ: إذا سَنْبَل، والسُّبوُلة (¬4): سُنْبُلة الذُّرَة؛ أي لا تَبِع زَرعَ قرَاح (¬5) حتى يَتسَنْبَل، وهذا يدلّ على أن نُونَ السُّنبُل زَائِدةٌ. ¬
- في حديث سَمُرة [بن جُنْدَب] (¬1) - رضي الله عنه: "فإذا الأرضُ عندَ أَسْبُلِه" : أي طُرُقِه، وهو جمع القِلّةِ للسَّبيل إذا أنِّثَ، وأسْبِلَة إذا ذُكِّرَ - في حديث رُقَيْقَة، رضي الله عنها: * فَجادَ بالماءِ جَوْنِيٌّ له سَبَلُ (¬2) * : أي مَطَرٌ جَوْدٌ، وكذلك المُسْبِلُ، وأَسْبَلَت السماءُ: أَرسلَتْ أوَّلَ مَطَرِها. ورأيت سَبَلَ السَّماءِ؛ إذا رأيتَه من بَعيِد ولم يُصِبْك. - في حديث الحَسَن: "دخلتُ على الحجَّاج وعَلَيه (¬3) ثِيابٌ سَبَلَةٌ". قيل: هي أغلظ ما يكون تُتَّخذ من مُشَاقَةِ (¬4) الكَتَّان. يُقال: جاء يَجُرّ سَبَلَتَه: أي ثِيابَه. - (5 في حديث الاستِسقاءِ: "وَابِلٌ سَابِل" : أي مَطَر ماَطِرٌ 5). ¬
(سبن)
(سبن) - في حديث علىّ - رضي الله عنه - في تفسير القَسِّىِّ (¬1) في مُسْنَد الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - قال: "ثِيابٌ كانت تأتينَا من الشام أو البَحْر - شَكَّ الرَّاوي فيهما -، فيها حَرِيرٌ، وفيها أَمثالُ الأُتْرُجّ. قال أبو بُرْدَةَ: فلما رَأَيتُ السَّبَنِىَّ عَرفْتُ أنّها هي". قال سلمانُ الأديب: السَّبَنِيَّةُ: ضَرْبٌ من الثياب تُتَّخذ من مُشَاقَةِ الكَتَّان منسوبة إلى موضع بناحية المغرب يقال له: سَبَنٌ. (سبنت) (2 - في مرثية عمر - رضي الله عنه -: وما كُنْتُ أرجو أن تكُونَ وفاتُه بكَفَّى سَبَنْتَى أَزْرَقِ العَين مُطْرِقِ السَّبَنْتَى والسَّبَنْدَى: النَّمِر. (سبنج) - في الحديث: "كان لِعَلِىِّ بن الحُسَين سَبَنْجوُنة من جُلُودِ الثَّعالب (¬3) ". : أي فَرْوَة، وكان أبو حاتم يَذهَب فيه إلى لون الخُضْرة: أي آسمان جون (¬4). ¬
(سبهلل)
(سبهلل) - في حديث عُمَر: "إني أكْرَه أن أَرَى أَحدَكم سَبَهْلَلاً لا في الدُّنيا ولا في الآخرة (¬1) " قال الأصمعي: أي إذا جاء وذَهَب فَارِغاً، وقال أبو زيد: هو المُخْتال في مِشيتِهِ. - وفي الحديث: "لَا يجيئَنَّ أَحدُكم يوَمَ القِيامةِ سبَهْلَلاً" : أي فارغا من عَمَل الآخرة 2). (سَبَى) - في الحديث: "تِسْعَةُ أَعْشَار الرِّزقِ في التِّجارةِ والعُشْر الباقي في السَّابِيَاءِ (¬2) ". : أي المواشي، وإذا كثرت الغَنَمُ سُمَّيت السَّابِيَاء، وأَصلهُ شيء يكون للغَنَم كالحُوَلَاءِ للنَّاقَة، يكون مِثلَ البَيْضَة ثم يتفقَّأُ عن أَنفِ الوَلَد قالَهُ سَلَمَةُ. وقال الأصمعِىّ: هي جِلدةٌ تَخرُج قبل الوَلَد، وربّما خرجت على وَجْهِ الولد، وقال الأحمر: هو السَّخْد، وقال أبو عمرو: الفَقْء والسَّابِيَاء للإبل (3 من قولهم: سَبَأْتُ جِلْدَه؛ إذا سَلختَه، وسَبِىُّ الحَيَّة: مِسْلاخُها، ويُسَمَّى أيضا: مَشِيمةً، من شَامَ السَّيفَ من غِمدِه؛ [إذَا سَلَّهُ] (¬4)، ويُسَمَّى: سَلاً، من سَلاَ عن الهَمّ: إذا خَرَج 3). ¬
ومن باب السين مع التاء
(ومن باب السين مع التاء) (¬1) (ستت) - في الحديث: "أنّ سَعْدًا خَطَب امرأة بمكَّةَ فقيل: إنَّها تَمْشي على سِتٍّ إذا أقْبَلَت، وإذا أَدْبَرت على أربع (¬2) " يعني بالسِّت: يَدَيها وَثَدْيَيْها مع رجليها؛ أي لِعِظَم ثَدْيَيْها وَعَبالَة يديْها تمشى مُكِبَّة؛ فكأنها تَمشي على سِتٍّ. والَأربع: أَليتَاها مع رجليها، وأنهما كادتا تمسَّان الأرض لرجحانهما (¬3)، وهي بنت غَيْلان [الثّقَفِيَّة] (4) التي قيل [فيها] (¬4): تُقْبِل بأربع، وتُدْبِر بثَمانٍ، وكانت تحتَ عبد الرحمن ابنِ عوف. وقيل: هي كانت سَبَبَ اتّخِاذِ النَّعْش الأعلَى، وذلك أنها هلكت في خلافة عُمَر - رضي الله عنه -، فصَلَّى عليها، ورأى خَلْقَها من تحت الثوب (¬5)، ثم هلكت بعدها زينبُ بنتُ جَحْش وكانت خَلِيقةً (¬6). فقال عمر: إني أخاف أن يُرَى منها مثلُ ما رُئِىَ من بنت غَيْلَان، فهل عندكم حِيلَةٌ؟ فقالت أسماءُ بنت عُمَيْس: فقد رأيتُ بالحَبَشة نُعوشاً لموتاهم فعُمِل نَعْش [لزينب] (¬7)، فلما رآه عمر قال: نِعْمَ خِبَاءُ الظّعِينَةِ. ¬
ومن باب السين مع الجيم
(ومن باب السين مع الجيم) (سجد) - (1 في الحديث: "كان كسرى يسجد للطّالِع" : أي يتَطَامن وَينْحَنِى. والطّالِع: هو السّهم يُجاوِزُ الغَرضَ من أعلاه شيئا، والذي يقع عن يَمينِه وعن شماله عاضِدٌ، وقال القُتَبِىُّ: الطالع هو السَّاقِطُ فوق العَلامَة، وكانوا يعدونه كالمُقَرْطِس: أي كان يُسَلَّم لِرامِيه، ولو قيل: الطالع: الهِلال لم يُبعِد. يقال: منذ طالِعَينْ: أي كان يَتطامَن له إذا طَلعَ إعظاماً لله عزّ وجَلّ 1) (سجر) - في صفته عليه الصلاة والسلام: "أَنَّه كان أَسْجَرِ العَيْنِ (¬2) " قال الأصمعي: هو أن يكون سَوادُها مُشرَباً حُمرةً (¬3). وقيل: بل تكون الحُمرةُ في بياضها؛ وهو أشبَه لِأنَّه في حديث آخَرَ: "أَنّه كان أَشكلَ العَيْن". وأَصلُ السَّجْرِ والسُّجْرةِ الكُدرةُ، وقيل: هو أن يُخالِطَ الحُمرةَ الزُّرقةُ. - في حديث عَمْرو (¬4) بن عَبَسَة - رضي الله عنه -: "فصَلِّ حتى يَعدِل الرُّمحَ ظِلُّه، ثم اقْصُر، فإن جهنَّم تُسْجَر وتُفَتح أَبوابُها، فإذا زَاغَت فصَلِّ". ¬
(سجف)
تُسْجَر: أي تُوقَد، والذي يقتَضِيه العقل أَنَّ عند تسجير جهنّم يُستحبُّ الإكثارُ من الصلاة لكَيْما يكون سَبَباً للنّجاة منها، وقد جعله عِلَّةً للمنع من الصّلاة إلا أن يكون معناه معنَى حديثِه الآخر: "أَبردوا بالظُّهر، فإن شِدَّةَ الحرِّ من فَيْح جهنّم": أي يشتَدُّ الحَرُّ في ذلك الوقتِ بحيث لا يعَقِل المُصلِّي صلاتَه، لشِدَّة الحَرَّ. وقد جاء في حديث آخر: "أَنَّ الشمسَ إذا طلعت قارنَها الشَّيطان، فإذا ارتَفعَت فارقَها، فإذا استَوتْ قارَنَها، فإذا زالت فارقَها" فلعَلَّ تَسجِيرَ جهنم حينئذ لمُقارنَةِ الشَّيطانِ الشَمسَ وتَهْيِئَتِهِ لأن يسجُد له عُبَّادُ الشمس، فلهذا (¬1) نَهَى عن الصلاة في ذلك الوَقْت، والله أعلم. (سجف) - في الحديث: "وألقى الِسَّجْف". الِسَّجْف: السِّتر، واسْتَجفَّ: اسْتَتَر، وأَسجَفَ السِّترَ: أَرسلَه. - (2 في حديث أُمِّ سَلَمةَ: "قالت لعائِشةَ: وجَّهْتِ سِجافَتَه" : أي هَتكْتِ سترَه وأَخَذْتِ (¬3) وَجهَه. 2) ¬
(سجلط)
(سجلط) - في الحديث: "أُهدِي له طَيلَسانٌ من خَزٍّ سِجِلاطِىّ". قال أبو عُمَر: يريد الكُحلِىّ. وقال غيره: السِّجِلاَّط (¬1): الياَسِمِين، وهو أيضاً نَمَط الهَوْدَج: شَىءٌ من الصُّوف تلقيه المرأة على هَودَجِها، وضرْب من ثياب الكَتَّان مُوشًّى، وقيل: هو معرّب سِجِلاَّطِس بالرُّومِيَّة، أي على لونه، وسِجلاَّطُس وسِجِلاَّط. (سجم) - (2 في شِعْر أبي بكر - رضي الله عنه: * فَدمعُ العَيْن أهونهُ سِجامُ (¬3) * سَجَم الدَّمعُ: سَالَ، وسَجَمت العَينُ الدمعَ، وعَينْ سَجوم. وأَرضٌ مَسْجُومة: مَمْطُورة، وأَسجَمَتِ السّماءُ: صَبَّت. 2) (سجا) - في الحديث (¬4): "أنه سُجِّىَ بِبُرْد حِبَرة" : أي غُطِّى، وَتَسجَّى، أي تَغَطَّى به، والمُتَسَجِّي: نحو السّاجِى، وأَصلُه من السُّكون؛ لأن مَنْ نام فتَسَجَّى بشيءٍ سَكَنت حَركاتُه (2 وقيل لِلَّيل السَّاجِى؛ لأنه يُغَطِّى بظَلامِهِ وسُكونهِ. 2). ¬
ومن باب السين مع الحاء
(ومن باب السين مع الحاء) (سحب) - في قصة (¬1) سَعْد - رضي الله عنه - وأَرْوَى: "فقامت فتَسحَّبت في حقّه" : أي اغْتَصَبته وأضافته إلى أَرْضِها. - في قصة أهل بدر: "فسُحِبوا إلى القَلِيب" السَّحْب: جرٌّ بعُنف. ومنه قَولهُ تعالى: {يُسْحَبُونَ (71) فِي الْحَمِيمِ} (¬2) وسُمِّي السَّحابُ سَحابًا لانْسِحابه في الهَواءِ. (سحر) - في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "مات بين سَحْرِى ونَحْرى" (¬3). قال الأصمعي: السَّحْر: الرِّئة: (4 أي مُحاذِي ذلك من جَسَدها 4). وقال أبو عبيدة: هو ما لَصِق بالحُلْقوم من أَعلَى البَطْن. - وفي حديث أبي جَهْل: "انَتفَخ سَحْرُك" يقال ذلك للجَبان. وقال القُتَبِىُّ: بَلغَني عن عُمارةَ بنِ عَقِيل بنِ بِلال (4 بنِ جَرِير 4) أنه قال: إنما هو بين شَجَرى ونحْرى - بالشين المنقوطة والجيم -. وسئل عن ذلك، فشَبَّك بين أصابعه وقَدَّمها من ¬
(سحق)
صَدْرِهُ، كأنه يَضُمّ شيئا إليه، أراد أنه قُبِضَ وقد ضَمَّته بيدها (¬1) إلى نَحرِها وصَدْرِها. والشَّجْرُ: التَّشْبيك، والمحفوظ الأول. - في الحديث: "تَسَحَّرُوا فإن في السَّحور بركةً". المحفوظ عند الأصْحَاب بفتح السين. وقال الجَبَّان: السَّحور: ما يُؤْكَل سَحَراً - يعنى بالفتح - وذكر بعضهم: أن الصَّواب بالضَّم لأنه بالفَتْح الاسْم لما يُتَسَحَّر به، وبالضَّمِّ المصدر، والبركة في الفِعْلِ لا في الطَّعام، ومثله الطَّهُور والوَقُود. قال أبو عَمرُو بن العَلاء: الذي رَوَوْه عن الفقهاء: تعالوا أُرِيكُم طَهُور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفَتْحِ خَطَأ، إنما هو بالضَّمِّ لا غير. (سحق) - (2 في حديث قُسًّ: "كالنَّخَلةِ السَّحُوقِ" أي (¬3) الطويلة. 2) (سحل) - في الحديث: "أن رَجُلًا جاء بكبائِس من هذه السُّحَّل". يعني الشِّيصَ، كذا جاء تفَسِيره في الحديث، ويَروِيه أكَثرهُم بالحَاءِ المُهْمَلة كأنه الرُّطَب الذي لم يَتِمَّ إدرَاكُهُ وقُوَّتُه، ولعله أُخِذ من السَّحِيل وهو الحَبْل المَفْتُول على طاق، والمُبْرَم على طاقَيْن، وذكر بعَضُهم أنه بالخاء المعجمة يُذكَر في موضعه إن شاء الله تعالى. - في الحديث: "ساحِلُ البَحْر" : أي شَاطئه، من سَحْلِ الماءِ إيَّاه: أي كَشْطِه. قيل: إنه ¬
(سحم)
بمعنى المَسْحول، وقيل: ذو السَّحل، فقد يضاف المفعول إلى المصدر أيضاً. - في الحديث: "فَساحَل أَبو سُفْيان بالعِير" : أي أَتَى بهم السّاحل. في حديث معاوية: "سُحِلَت مَرِيرَتُه" : أي جُعل حَبلهُ المُبرمُ سَحِيلًا، وهو المفَتْول على طَاقٍ واحدٍ، وقد سَحَله. والمَريرة، والمَرِيرُ: المُمَرُّ المفتول على طاقين فَصاعِداً، يُريِد استرخَاءَ قُوَّته. (سحم) - في حديث المُلاعَنَةِ: "إن جاءت به أسحَم". الأسحَم: الأَسودُ والسَّحَم: سَوادٌ كَلَون الغُراب. يقال لِلَّيل: أَسحَم، وللسَّحاب الأسودِ أَسْحَم. - وفي حديث أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -: "وعنده امرأةٌ سَحْماءُ" : أي سَوْدَاء. (سحا) - في الحديث (¬1): "من عَسَل النَّدغِ والسِّحاء" (2 النَّدْغ (¬3): السَّعْتَرُ البَرِّىُّ 2) والسَّحاء: نَبْتٌ يأكله النَّحْل، ويعتاده الضِّبابُ أيضا. يُقال: ضَبُّ السِّحاء وضَبٌّ سَاحٍ، ويَطِيب عَسَلُ آكلِه، والسِّحاءُ (¬4): شَجَرةٌ صَغِيرة كالكَفِّ، لها شوكٌ وزهرة حَمراءُ في بياض، وزهرتها تُسَّمى البَهْرَمة. ¬
ومن باب السين مع الخاء
(ومن باب السين مع الخاء) (سخل) - في الحديث: "فأهدت له رُطَباً سُخَّلاً". قيل: هو الذي تدعوه العامَّةُ الشِّيصَ، وأهل الحجاز يقولون: سَخَّلَت النَّخلةُ، إذا حَمَلت شِيصًا. والسُّخَّل من الرّجال: الضّعفاء، الواحد سَخْل، وقد مضى في الحاء المهملة. (سخم) - في الحديث: "اللهُمَّ اسلُلْ سَخِيمةَ قَلبِي". السَّخِيمة: الحِقد والضِغن في النفس. - وفي حديث آخر: "نَعوذُ بك من السَّخِيمة". وقد سَخَّمت (¬1) بصَدْرِه سَخْماً، من السُّخَامِ، ويقولون للعدو: أَسودُ الكَبِد. (سخن) - في الحديث: "أُنزِلَ علىَّ طَعامٌ في مِسْخَنَة (¬2) " : أي قِدْرٍ كأنها تَوْر (¬3) يُسخَّن فيها الطَّعام. - وفي حديث: "فَصُنِعت لهم سَخِينة (¬4) " وهي طعام يُعَمل من دقيق وسَمْن، وقيل: دَقِيق وتَمْر، أَغلَظُ من الحَساء وأرقُّ من العَصِيدة يُؤكل في غَلاء السِّعر، وكانت قُريشٌ تُعَيَّر بأَكلها؛ لأنها كانت تُكثِر منها حتى صاروا يُسَمَّوْن ¬
سَخِينةً تعْييرا لهم بها، قال خِداشُ بنُ زُهَيْر: يا شِدَّةً ما شدَدْنا غَيرَ كاذبةٍ على سَخِينَة لولا اللَّيل والحَرَمُ (¬1) ولعلها إنما تسمى سَخِينَة لأنها تُؤكَل سُخْنا، والسُّخن: ضد البارد. - وفي حديث آخر: "أن فاطمة - رضي الله عنها - جاءت ببُرمةٍ فيها سَخِينة" : أي طَعام حَارّ. - ومنه حديث معاويةَ بن قُرَّةَ: "شَرُّ الشِّتاءِ السُّخَيْخِينُ (¬2) " : يعني الحَارَّ لا بَرْد فيه، ورجل سَخِين العَيْن: حَزِين لأن دُموعَ الحُزْن سُخْنَة. - وفي حديث أبي الطُّفَيل - رضي الله عنه -: "أقبل رَهْط معهم امرأةٌ فخرجوا وتِركُوِها مع رَجُل منهم، فشَهِد عليه رَجلٌ منهم قال: رأيت سُخيْنِيَّتَيه (¬3) تَضْربُ استَها" ¬
: يعني بَيْضَتَيه لِحرارتهِما. وطعام سَخَاخِينُ، ومَرَقةٌ سَخاخِيَنةٌ. : أي سُخْن. (1 ووجدت سُخْنَ الماء، فهو سَخُنٌ كَرجُلٍ: حَارٌّ، وقد سخُن بفتح الخاء وضَمِّه وكَسْرِه. 1) * * * ¬
ومن باب السين مع الدال
(ومن باب السين مع الدال) (سدد) - في الحديث (¬1): "سَلِ الله تعالى السَّداد واذكُر بالسَّداد تَسْدِيدَك السَّهمَ". السَّداد: القَصدُ، وتَسْدِيد السَّهم: إصابةُ القَصْد به. ويقال: سدَّ السهمُ إذا استَقام في الرَّمْي: أي انْوِ بما تَسأَله إصابةً كإصابة السهم. - ومنه الحديث الآخر: "قارِبُوا وسَدِّدوا" : أي اطْلبُوا بأعمالكم القُربَ من الحَقِّ واطلبوا السدادَ وهو القَصْد (¬2). - وفي صفة متعلم (¬3) القرآن: "يُغفَر لأبويه إذا كانا مسدَّدَينْ". يقال: سَدَّد الرجلُ: إذا لَزِم الطريقةَ المستقِيمةَ، فهو مُسدِّد (¬4) بالكسرء. ويقال أيضاً: سدَّده الله فتَسدَّدَ، والسَّدادُ: القَصْد والصَّواب. - في حديث عَرْضِ الأنبياء عليهم الصَّلاة والسّلام: " (¬5) فإذا الأُفقُ مُسْتَدَّة بوجوه الرِّجال" : أي مُنْسَدَّة. ¬
(سدر)
قال الأصمعي: جاءنا سَدٌّ إذا سدّ الأفُق من كثرته، والسَدُّ: سحابٌ يُرَى في جانِب السَّماء كَثِيفاً غليظاً قد سَدَّ جانبَه الذي فيه، أَمطَر أم لم يُمطِر. (سدر) - ق حديث عَبدِ الله بن حَبَشي - رضي الله عنه -: "مَنْ قَطَع سِدْرةً صَوَّبَ الله رأسَه في النار". قال الفراء: ذُكِر أنه السَّمُرُ. وقال الأصمعي: السِّدر: ما نبت منه في البر فهو الضَّالُ، بتخفيفِ الّلام، وما نبت على الأنهار فهو العُبْرِيُّ (¬1)، وقيل السِّدر هو الذي ثمره النَّبْق، والمراد بالحديث فيما قيل: سِدْرُ مَكَّة، لأنها حَرَمٌ. وقال الخَطَّابي: هو سِدْر المدينة، نَهَى عن قَطْعه لئلا توُحِش وليبْقَى فيها شَجرُها، فيَسْتَأْنِسَ بذلك مَنْ هاجر إليها، ويستظِلّ بها. وقال أبو داود السِّجِسْتاني: هو السِّدر بالفَلاة يَسْتَظِل بها ابنُ السَّبيل والبَهائِم غَشْماً وظُلْماً بغير حق يكون له فيه (¬2). (3 وذكر بعضهم أن الحَديثَ المرويَّ في السِّدر مُضْطَرب الإسناد، وأكثر ما يروى فيه عن عُروَة. وقال هشام بن عُروةَ عن أبيه أَنَّه كان يقطع السِّدر يجعله أبوابًا، وأَشارَ إلى أبواب فقال: هذه من سِدْرٍ قَطَعَها أبي. قال الطحاوي: حدّثنا ابنُ أبى عِمْران، حدثنا على بن الجَعْد ¬
قال: سمِعتُ سُفْيانَ بنَ سعيد، وقيل: سُئِل عن قَطْع السِّدر فقال: قد سَمِعنا فيه حديثاً ما ندرى ما هو، ما نرى بقَطْعِه بأسا. قال الطحاوي: مع أن سائِرَ أهل العلم على إباحة قَطْعه. 3) - في الخبر "الذي يَسْدَر في البَحْرِ كالمُتَشَحِّط في دمه". السدَر كالدُّوارِ، وقد سَدِر فهو سَدِرٌ، والسَّدَر: الصُّداع أيضا. - في حديث يَحيى بن أبي كَثير: "السُّدَّر (¬1) هي الشَّيطانة الصُّغرى". هي لُعْبَة يُقامَر بها، وهي فارِسيَّة مُعَرَّبَة، وتُضَمُّ سِينُه وتُكْسَر، يعنىِ أَنَّها من أمرِ الشيطان. - (2 في حديث الحَسَن: "يَضْرِب أَسْدَرَيْهِ" أي عِطْفَيْهِ، يضرِب بيديه عليهما، وهو بمعنى الفَارغ، ويقال ¬
(سدف)
بالزَّاى. (¬1) (سدف) - في شعر (¬2) بني تميم: "السَّدِيف" وهو شَحم السَّنام 2). (سدم) - في الحديث: "من كانت الدنيا هَمَّه وسَدَمَه، جعل الله تعالى فَقْرَه بين عَيْنَيه" السَّدَم: الَّلهَج بالشي والوَلُوع بهِ، وهو أيضا هَمٌّ في نَدَمٍ. يقال: هو نَادِم سَادِمٌ. * * * ¬
(ومن باب السين مع الراء)
(ومن باب السين مع الرّاء) (سرب) - في صِفَتهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان ذا مَسْرُبَة". المسْرُبة: الشَّعَر النّابِتُ وَسَط الصَّدْر، وقيل: هي ما دَقَّ من شَعَر الصَّدر سائلا (1 إلى الجَوْف 1) - وفي حديث آخر: "أنه كان دقيق المَسْرُبة" والمَسْرُبة في حديث الاستنجاء: مَجْرَى الحَدث (1 من الدُّبُر 1) والمَسرُبة - بضَمِّ الرَّاء وفتحها - مثل الصُّفَّة بين يدى الغُرفَة، وقد جاء في بَعْض الأخبار: دخل مَسرُبتَه، وقد تُصحَّف بالمَشْرُبة (¬2). ومسرُبَة كلِّ دابة: أعالِيه من لَدُن عُنُقه إلى عَجْب ذَنَبِه. - في حديث الحُباب بن عَبْد: "كأَنَّهم سِرْبُ ظِباء" السِّرب والسُّربة: القَطيع من الظِّباء والقَطَا والخَيْلِ والحُمُرِ والبَقَرِ، والنِّساءِ. وقيل: السُّرَبة: الطائفة، من السِّرْب. - ومنه حديث جابر - رضي الله عنه -: "فإذا قَصَّر السَّهْم قالَ: سَرِّب شيئاً" : أي أَرسِلْه. - وحديث عَلىّ - رضي الله عنه -: "إني لأُسَرِّبه عليه" : أي أُرسِلهُ قِطعةً قِطْعَةً. وسرَّبتُ إليك الشيءَ: أي (3 أرسلتهُ 3) واحداً واحداً، (4 وقيل: سِرْباً سِرْباً 4) ¬
(سربخ)
والسَّربُ: جماعة النساء (1 على التَّشْبيه بالظِّباء 1) (سربخ) - (2 في حديث جُهَيش "دَوِّيَّة سَرْبَخ" : أي واسِعَة. 2) (سرج) - في حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "سِراجُ أهل الجَنَّة" قيل: أراد أن الأربعين الذين تَمُّوا (¬3) بعُمر - رضي الله عنهم - كُلُّهم من أهل الجنة، وكان عمر فيما بينهم كالسِّراج؛ لأنهم به كانوا يتقَوّون، وبإسلامه وقوته يذهَبوُن ويَجيئوُن بعد ما كانوا مُخْتَفِين مُختَبئِين، كما أنّ بضوء السّراج يَمشىَ المَاشى. وأخبرنا غانم بن أبي نصر إذناً عن كتاب أبي على بن شاذان قال: قال لنا أبو عمر: محمد بن عبد الواحد: سألت أبا العباس ثَعلباً عن هذا الحديث فقال: "سِراجُ أَهلِ جنّته"، لأن جَنَّة أبي بكر فوق جَنَّة عمر - رضي الله عنهما -. (سرح) - في حديث الفَارعة "أنها رَأت إبليسَ ساجِداً تَسِيلُ دمُوعُه كَسَرِيح (¬4) الجنين". السُّرُح: انفجار (¬5) البَوْل بعد احتِباسِه، وإذا سَهُلت وِلادةُ المرأة قيل: وَلدَت سُرُحا وسَرِيحاً. ¬
(سرد)
- وفي حديث الفَجْر الأول؛ "كأنه ذنَب السِّرحانِ لا يحرِّم". السِّرْحان: الذئب، وجمعه سَراحِين وسِرَاح، وعند بعضهم هو الأَسَد، قيل: سُمِّيا بذلك لانسراح مَشْيهما. وقيل: المُنْسَرح: الخارج من الثياب، وسُمِّي السِّرحان به لذلك. (1 في الحديث: (1) "بِمنىً سَرْحَةٌ لم تُسْرَح" : أي لم يُصِبها السَّرح : أي الإبل والغَنَم السَّارِحة، وقيل: أُخِذ من لفظ السَّرْحَة، كما يقال: شجَرْتُ الشَّجَرَة: أي أخذت منها شيئا. (سرد) - وفي الحديث: (¬2) "أنه كان يَسْرُدُ الصَّوْمَ سَرْداً" : أي يُوَالِيه ويتابعه. 1) (سرر) حديث سَلَامةَ: "فاسْتَسرَّني" : أي اتَّخذَني سُرِّيَّةَ، والقياس أن تقول: تَسَرّانى أو تَسرَّرَني، فأما استَسَرَّني، فمعناه ألقَى إليَّ سِرًّا. واختلفوا في اشْتِقاق السُّرِّية، فَقِيل نُسِبَت إلى السِّرّ وهو ¬
الجماعُ (¬1)، وضُمَّت السِّين فرقا بينها وبين المهَيرَة (¬2) إذا انُكِحَت سرًّا. فيقال: سُرِّيَّةً، وقيل: لأنها موضع السُّرُور من الرَّجل. والسُّرُّ: السُّرور. وقيل: لأنها موضع سِرِّ الرجل. يقال: تسرَّرت، ثم تُبدَل إحدى الراءين ياء فيقال: تسرَّيت كقوله تعالى: {دَسَّاهَا} (¬3) ونحوه. - في حديث حُذَيْفة - رضي الله عنه -: "لا تَنزل سُرَّةَ البَصْرة". : أي وَسَطها وجَوْفَها (¬4). - في حديث طاوس (¬5) في ما نِعي الزكاة: "جاءت - يعنى الإبل - كأَسَرَّ ما كانت، تَخْبِطُه بأَخْفافِها" : أي كأسْمنِ ما كانت وأوفَره. ¬
وقال أعرابي لرجل: انْحَر البَعيرَ، فلتجدنَّه ذا سِرٍّ: أي ذا مُخًّ. (1 وروى كأَبْشَر ما كانت: أي أسمَنِه وأوفَرِه، وقيل: الأَوْلَى أن يكون من السُّرور؛ لأنها إذا سَمِنت سَرَّت النّاظِرَ إليها. 1) - في حديث عمر (¬2) - رضي الله عنه -: "كان يحدَّثه كأَخِى السَّرارِ لا يَسْمَعه حتى يَسْتَفْهِمه". قال ثَعْلب: أي كالسِّرار وأَخى صِلَة، وقيل: معناه كصَاحِب السِّرار. - في حديث أُمِّ سَلَمة - رضي الله عنها - في صِفةِ ابن صائِدٍ: "وُلِد مَسْرُوراً" : أي مقطوع السَّرَرِ (¬3)، وهو ما تقطعه القابلة، وهو السُّرُّ (¬4) أيضا. وسُرّ: أي قُطعت سُرَّتهُ، والسُّرَّة أيضا: ما يَبقَى. ¬
(سرع)
- ومنه الحديث: "سُرَّ تَحتَها سَبْعُون نبيّا" (¬1) (سرع) - في الحديث: "فخرج سَرَعانَ النّاس". قال الخَطَّابي (¬2): ترويه العامة: سِرْعان بكَسْر السِّين ساكنة الراء، والصواب فَتْحهُما في قول الكسائى، ويجوز بفتح السّين وسكون الرّاء، وسَرَعان الخيل على وزن الغَلَيَان: الأوائل الذين يتسارعون إلى الشيء ويقبلون بسُرْعة، فأما بكَسْر السِّين فهو جمع سرِيع كرعيل ورِعْلان، وقولهم: سُرْعان ما فعلت، فالرَّاء ساكنة، ويجوز كَسْرُ السِّين وضَمُّها وفَتْحها: أي ما أَسْرَعَه. (3 - في حديث خَيْفَان بن عَرابة (3) "مَسَاريعُ في الحَرْب" هو جمع مِسْراع، وهو الشَّدِيد الإسْراع 3) (سرف) - في الحديث: (¬4) "فإنّ بها سَرْحةً سُرَّ تَحْتَها سَبْعُون نبيا، فهي لا تُسرَف ولا تُعبَل ولا تُجْرَد" : أي لا تُصِيبها السُّرْفَة؛ وهي دويبَّة صَغِيرة تَثْقبُ الشَّجر تَتَّخِذهُ ¬
(سرم)
بَيتاً، يُضرَب بها المَثَل فيُقالُ: (¬1) "أَصْنَع من سُرْفَةٍ" والفعل منه سُرِف فهو مَسْرُوف، وسَرَفت السُّرفةُ الشَّجَر: أكلت ورقَه سَرْفاً. وقوله: لا تُعْبَل: أي لا يَسقُطُ وَرقُها - ولا تُجَرد: أي لا يأكلها الجَرادُ. وروي: لا تُسْرَحُ: أي لا تُترك فيها الإبلُ والغَنَم لِتَرعاه. - في حديث عَائِشة - رضي الله عنها -: "إن لِلَّحم سَرَفاً كَسَرَف الخَمْرِ" قال أبو عمرو: سَرِفْتُ الشيءَ: أغفَلتهُ وأَخطأْته: أي أنّ إدمانَه خَطَأ أو أن إدمانه يَحمِل الناسَ على الإغْفال والخَطَأ، وقيل: السَّرَفُ بمعنى الضَّراوة: أي ضَرَاوَتُه كضَرَاوة الخَمْرِ. - في الحديث: "أنه تزوّج مَيْمونةَ بِسَرف (¬2) ". سَرِف، بكسر الراء، موضع من مَكَّةَ على عشرة أميال. وقيل: هو من السَّرف الذي هو الإغْفال، كأنه لِصِغَره يُغْفَل عنه، وهو مُنْصَرِف منوَّن. (سرم) - حديث علىّ - رضي الله عنه -: "لا يذهَب أَمرُ هذه الأُمَّة ¬
(سرول)
إلا على رَجُل وَاسعَ السُّرْم، ضَخْم البُلعُوم (¬1) " قال ابن الأعرابي: السُّرم: الدُّبر، وقيل: باطن طَرَف الخَوْرَان (¬2). (سرول) - في الحديث: "أنه صلّى الله عليه وسلّم اشترى رِجْلَ سَراويل" السَّراويل كأنه جمع سِرْوال، وهو معرّب، وقد أُجْرى السَّراويل على الواحد أيضا، وقيل: إنه لا يَنْصرف كقَنَاديل، وصُرِّف الفِعلُ منه نحو سَرْولْته فتَسَرْوَل، وبَعض أَهلِ اليمن يسمون السِّرْوال (3 وكل قطعة منها سِرْوَالَة، قال الشاعر: يُمشِّى بها ذَبُّ الرِّيادِ كأنه فَتًى فارِسِىٌّ في سَراويلَ رامِح (¬4) 3). ¬
(سرا)
وقوله: رِجْل (¬1) سراويل كما يقال زَوْج خُفّ، وزَوْج نَعْل وبعضهم يُسَمِّي السَّراويل الرَّجْلَ. (سرا) - في حديث أم زرع: "فنكَحتُ بعده سَرِيًّا": : أي سَخِيًّا (¬2). والسَّروُ: سَخاء في مروءة أو جمع السَّرِى سَرَاةٌ على غير قياس، ولا نظيرَ له والفعل منه سَرَا وسَرِى، والسَّرِىّ من سَرُو. - ومنه حديث عمر رضي الله عنه -: "أنه مرَّ بالنَّخَع فقال: أرى السَّرْوَ فيكم مُتَربِّعا (¬3) " : أي السّخاء (¬4) متمكنا. والسَّرو: الشَّرَف، وما ارتفعَ مِن الجبل، وشَجَر معروف أيضا. - ومنه حديثُ رِياح بنِ الحارثِ: "فصَعِدوا سَرْواً (¬5) ". والسَّرو أيضا: مَحَلَّة حِمْيَر (¬6). - وفي حديث عمر رضي الله عنه -: "سرَوَات حِمْير" (¬7) وهو ما انْحدر عن حُزونَةِ الجَبَل وارتَفَع عن الوادي. - وفي الحديث: "فمَسَح سَراةَ البَعِيرِ وذِفْراه". : أي رأسَه وسَنامَه. ¬
وقيل: سَراةُ كل شيء: ظَهْرهُ وأَعْلاه. - في الحديث: "يَرُدّ مُتسرِّيهم على قاعِدهِم". المُتَسرِّى: الذي يخرج في السَّرِيَّة (¬1)، ومعناه أن يخرج الجيش فَيُنِيخوا بقُرب دارِ العَدوّ، ثم تَنفَصِل منه سَرِيَّة، فيَغْنمون فإنهم يَردُّون ما غَنِموه على الجيش الذين هم رِدْء لهم، فأما الذين يخرجون من البَلَد فإنهم لا يَردُّون على المُقيمين في أوطانهم شيئا. - في الحديث: "خير الرفقاء أربعة، وخير السَّرايَا أربعمائة، وخَيرُ الجيوش أَربعة آلاف (¬2) ". السَّرايَا: جمع سَرِيَّة، وهي خَيلٌ تَبلغُ ذلك العدد. وسُئِل أبو العباس بن شُرَيحٍ عن معنى هذا الحديث، وقيل: إن خَمسةَ آلاف أكثر فقال: المعنى أنه إشارة إلى الأنواع الأربعة من الناس: الشُّيوخُ، والكُهولُ، والشُبَّان، والأَشرافُ. فأما الأَشراف ففيهم أَنَفَة من الهَرَب، والشُّيوخُ لهم تَجارِبُ في الحَرْب، والكُهولُ لهم ثبات في الحرب، والشُّبَّان لهم بِراز (¬3) إلى الحرب، وقلَّ ما اجتمعت هذه الأنواع إلا غَلَبُوا. وقيل: إنَّ تَخْصِيصَه الأربعة في الرُّفقَاء هو أن المسافر لا يخلو من ¬
رَحْلٍ (¬1) يَحْتَاج إلى حفْظِه، وحاجةٍ يحتاج إلى التَّردُّد فيها، فلو كانوا ثلاثة كان المُتَردَّدُ في الحاجة واحداً (¬2) فيتردد في السَّفَر بلا رفيق، فلا يخلو عن ضِيق القَلْب لِفَقْد أُنس الرفيق، ولو تَردَّد في الحاجة اثْنان لكان الحافِظُ للرَّحْلِ واحداً، فلا يخلو عن الخَصْلة المذكورة، فإذاً فما دون الأرْبعة لا يَفى بالمقصود، وما فَوقَ الأربعة لا يُعتدُّ به؛ لأن الخامس زيادة ورَاءَ الحاجة، ومن استُغْنى عنه لا تُصَرف الهِمَّة إليه، فلا تَتِمّ المُرافَقَة معه، نَعَم في كثرة الرّفقاء فائدةُ الأمْن، ولكن الأربعة خير للرَّفاقة الخاصة لا للرَّفاقة العامة، فكم من رَفيق في الطريق عند كثرة الرفقاء لا يُكلَّم ولا يُخالط إلى آخر السفر للاستغناء عنه. - في الحديث (¬3): "ثم تَبرُزون صَبيحةَ ساريةٍ". : أي صَبيحةَ ليلةٍ فيها مَطَر، والسَّارية: سَحابةٌ تُمطِر ليلاً، ومَطْرة ليْلِيَّة أيضا. والسَّارِية: الأُسْطُوانة أيضا، وجَمعُها: سَوارٍ - ومنه: "النّهى أن يُصَلَّى بين السَّواري" يعني إذا كان في الجماعة (¬4) لانقِطاعِ الصَّفِّ. - في حديث الإفك: "فسُرِّى عنه" : أي انْجلَت عنه الغَشْية التي لَحقَته وانكشف عنه الكَربُ الذي خامره. يقال: سَروْت الثَّوبَ عن بَدني، والجُلَّ عن الدابة: نَزعتُ، وسريتُ أيضا: كَشَفْت. ¬
(ومن باب السين مع الطاء)
(ومن باب السّين مع الطاء) (سطح) - في حديث عمر (¬1) - رضي الله عنه - للمرأةِ التي معها الصِّبْيان: "أطْعِميهم وأنا أَسطَح لك" : أي أَبسُطه حتى يَبْرُد، وأَصلُ السَّطْح: المَدّ والبَسْط. قال الله تَعَالى: {وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} (¬2). وسَطَحْتُ الثَّرِيدة في الصّحفة إذا بَسطتَها، وانْسطَح الرّجلُ: امتَدَّ على قَفَاه ولم يَتَحرَّك، وقيل: أسطَح أيضا. ومنه سَطِيحٌ الكاهِن، سُمَّي به لذلك. والمِسْطَح - بكَسْر الميم وفتحها (¬3): الموضِع الذي يُبْسط فيه التَّمر، ومنه السَّطح. وسَطْح كلّ شيء: أعلاه المُنْبَسط، ومنه القُبورُ المُسطَّحة. (سطم) - (4 في الحديث: "العَربُ سِطامُ الناسِ" السِّطام والسَّطْم: حَدّ السَّيف؛ أي هم منهم كالحَدِّ من السَّيف في شوكتهم وحِدَّتِهم. (سطة) - في حديث صلاة العيد: "فقامَتْ امرأةٌ من سِطَةِ النِّساء" : أي من أوساطِهنّ حسَباً ونَسباً. وأصل الكلمة الواو (¬5)، وهو بابها، والهاء فيها عوض من الواو كعِدَة، وزِنة، من الوعد والوزن. 4) ¬
(سطا)
(سطا) - في حديث الحَسَن في المرأة يَعْسُر وَلَدُها قال: "لاَ بأس أن يَسْطُوَ عليها الرَّجُل" السَّطْوُ: أن يُدخِلَ الرّجلُ يدَه في الرحِم يستخرج الولدَ؛ وأصله البَطْش والتَّبَسُّط على الإنسان بالقَهْر، قال هِشَام: وذلك إذا خِيفَ عليها ولم تُوجَد امرأةٌ تُعالِج ذلك منها، يعَنى إذا نَشِب الولَدُ في بطنها مَيَّتاً، وقد يَفعَلوُن ذلك بالنَّاقة، وربمَا أخرجوا الجَنينَ مُقَطَّعا. والأُسْطوانة، قيل: هي أْفعُلانة من السَّطْو. والأسْطوان: الطويل القَوِيّ. وقيل: هي أُفعوالة (¬1) من باب (س ط ن)؛ لأنَّ جمعَها أَساطِين. وقيل: فُعْلُوانة من باب (أس ط). * * * ¬
ومن باب السين مع العين
(ومن باب السين مع العين) (سعد) قوله تبارك وتعالى: {وَأمَّا الَّذينَ سُعِدُوا} (¬1) من قرأها بضَمِّ السِّين فمن قولهم: سَعَده الله بمعنى أَسْعَده، ومنه مَسْعُودٌ في الأَسماء في صِفَة منْ يَخَرُج من النّار يهتَزُّ كأنه سَعْدَانة. قال الأصمعي: هي نَبتٌ من الأَحْرار ذوُ شَوك. وقال غيره: هي من العُشْب، وقيل: من البَقْل، وهي مُفَلْطَحة كالفَلْكَة شُبِّهت بها سَعْدَانة (¬2) الإنسان، وهي ما استدار من السَّوادِ حول الثَّدي، وهي من النَّاقَة الكِرْكِرة. والسَّعدان: من أفْضَلِ المرَاعي، تَسْمَن عليه الإبلُ، وشَوْكُه إلى العَرْض. يُقال: "مَرعًى ولا كالسَّعدان (¬3) " - (4 في التَّلْبِية: "لَبَّيْكَ وسَعْدَيْك". قال الجَرمِىُّ: أي إجابةً ومساعدةً، وهي المُطاوعَة ولم يُسْمَع مفردا. وعن العرب: سُبْحانَه وسَعْدانه: أي أُسِبِّحه وأُطِيعُه بسَعْدان، كالتَّسْبِيح بسُبْحان عَلَمَان كَعُثْمان ونُعْمان، ونَظِيره في الحَذْف قَعْدك وعُمْرك، والتَّثْنية للتكْرِير والتكْثير كحَنَانَيْك وهَذَاذَيك، كقوله تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} (¬5). 4) ¬
(سعر)
(سعر) - في حديث أبي بَصِير: "ويلُ امِّه مِسْعَرُ حَرْب (¬1) " من قولهم: سَعرتُ النارَ والحربَ: أوقدتهما، وللتكثير بالتَّثْقيل. والسَّعِير: النار الموُقدةُ، يَصِفه بالمبالغة في الحُروب وجَودَةِ مُعالجَتهِ لها، وهو مُشَبَّه. بِمسْعَر التَّنُور، وهو ما يُسْعَر به - (2 ومِسْعار: كَثِير الحَرْب، وجَمعُه مَساعير، وهو أَبلَغ من مِسْعَر. 2) - ومن قِصَّة السَّقِيفَةِ (¬3): * لا يَنامُ النَّاسُ من سُعارِه * : أي من شَرِّه. والسُّعار: حَرُّ النار، والسَّعِير نَفْسُها. والسَّاعور كهَيْئَة التَّنُّور يُحْفَر في الأرضِ. - في الحديث: "إنَّ الله هو المُسَعِّر" (¬4). يقال: سعَّر النّاس وأَسْعَروا إذا فَرضُوا أو قدّروا سِعراً، (5 وأسْعَروا أيضا: اتَّفقوا على سِعْر، وهو من سَعَّر النارَ إذا رَفَعَها؛ لأن السِّعرَ يُوصَف بالارْتِفاع. - في حديث عمر: "حين أراد أن يدخلَ الشَّام وهو يَسْتَعِر طَاعوناً". أصل الاسْتِعار الاشْتِعال، ثم استُعِير. يقال: استَعَرت اللُّصوصُ، والحَربُ، والشَّرُّ، والجَرَبُ في البعير. والمعنى ¬
(سعط)
الكَثْرة والانْتِشَار وشِدَّة تَأثيره وسُرْعَتهِ، والفعل للطَّاعون، فأُسنِد إلى الشَّام ونُصِب الفاعل عَلى التَّمييز، كقَولِه تعَالَى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} (¬1). وإِنما يُفعلُ ذلك للتَّوكِيد. 5) (سعط) - في الحديث "أنه شرِب الدَّواءَ واسْتَعَط". يقال: أسْعَطْتُه (¬2) الدَّواءَ وسَعَّطتُه فاسْتَعَط، وهو ما يُجْعَل في الأنف من الدَّواء واسمهُ السَّعُوط، وآلتهُ المُسْعُط بلا قياس، وطَعَنْتهُ فأسْعَطْته (¬3) : أي أصبتُ أنفَه. (سعف) - في حديث عَمَّار، رضي الله عنه: "لو ضَربُونا حتّى يَبلغُوا بنا سَعَفاتِ هَجَر". هي موضِع يُباعَد، مِثْل حَوْضِ الثَّعلب ومَدَر الفُلفُل، وبَرْك الغِمَاد وذي (¬4) بِلِّيانِ. - في حديث سَعِيد بن جُبَير في صفة الجنّة ونَخِيلِها: "كَرَبُها ذَهَب، وسَعَفُها كُسوة أَهلِ الجَنَّة". ¬
(سعل)
السَّعَف: أَغصان النَّخْل إذا يَبِس (1 فإذا كانت رَطْبةً فهى الشَّطْب، الواحدة: شَطْبة، وقد سَعِفَ: أي يَبِس. 1) - في الحديث: "فَاطِمةُ بَضْعَة منّي يُسْعِفُني ما أَسعَفها". قال الأصمعي: الإسعافُ: القُربُ، وقَضاءُ (¬2) الحاجةِ. وقال غيره: أسعَفْتُه: أي أَعنْته. يقال: انطلِقْ مَعِي حتى أُسعِفَ بأهلى: أي أُلِمَّ بهم، فكأنّ معناه يُلِمُّ بي ما أَلَمَّ بها ويُصيِبُني ما أَصابَها، كما في الروايات الأخر. - في الحديث: "أنه رأى جارِيَةً في بيت أُمَّ سَلَمة, رضي الله عنها، بها سَعْفة". ساكنة العين. قال الحَرْبِىُّ: هي قروح تَخرجُ على رَأسِ الصَّبِىِّ، وهو دَاءٌ يقال له داءُ الثَّعلب يُورِث القَرَع (¬3)، فهو مسعوف، كذا رواه، والمحفوظ بتقديم الفاء، وحُكِى عن الأزهَرِيِّ أنه قال: سَعْفَةٌ: أي ضرْبَة. (سعل) - في الحديث: "لا صَفَرَ ولا غُولَ ولكنَّ السَّعالِى". السَّعالِى: سَحَرة الجنِّ جمع سِعْلاة: أي أن الغولَ لا يقدر أن يغَولَ أَحداً أو يُضِلَّه، ولكن في الجِنِّ سَحَرة كسَحَرة الإنس لهم تَلْبِيس وتَخْيِيل. ¬
(سعن)
(سعن) - في الشروط على النَّصارى "ولا نُخِرج سعانِيناً" (¬1). قيل: إنه عِيدُهم الأَوّلُ قَبْلَ فِصْحِهِم بأسبوع؛ وذلك أنهم يَخرجون بِصُلْبانهم، وقيل: هو معرّب (¬2)، وقيل: هو جَمْع، واحِدُه سَعْنُون. (سعى) - في الحديث: "لا مُساعَاة في الإسلام، ومَنْ سَعَى (¬3) في الجاهلية فقد لَحِق بعَصَبتِه". المُساعاةُ: الزِّنَى، وكان الأَصمَعِىُّ يَجعَل المُساعاةَ في الإماء دون الحرائر؛ لأنهن كن يَسْعَيْن (¬4) لمواليهن فيَكْسِبْن لهم بضرائب كانت عليهن، فأُبطِل ذلك في الإسْلاَم ولم يُلحِق النَّسبَ بها، وعَفَا عما كان منها في الجاهلية، وأَلحَق النَّسب بها. - في حديث (¬5) مَالك: " .. بعضُ العَبْد إذا أَعتقَه، فإن لم يكن له مالٌ استُسْعى العَبْد". : أي استَسْعاه مالكُ باقِيه لِكَسْب ثَمن البَاقي منه. وقال بعضهم: معناه اسْتَسْعَى العَبدُ لِسَيِّده: أي يستخْدِمه مالكُ باقِيه غير مَشْقُوق عليه: أي يُقدِّر ما فيه من الرِّقِّ لا يُحمَّل فَوقَ طاقَتهِ، والأَوّلُ أشهَر، ولَفظُ السِّعاية مُدرَج في الحديث، وهو من قَوْلَ قَتَادَة رواية. ¬
(من باب السين مع الغين)
(من باب السين مع الغَيْن) (سغب) - في الحديث: " (¬1) ما اطْعَمتَه إذْ كان ساغِباً" : أي جائعاً، وأنشد: فلو كنتَ حُرًّا يابن قَيس بنِ عاصمٍ لَمَا بِتَّ شَبْعاناً وجَارك ساغِب وقيل: لا يكون السغَب إلّا مع التَّعَب. * * * ¬
ومن باب السين مع الفاء
(ومن باب السين مع الفاء) (سفح) - في حديث أبي هِلال، رضي الله عنه -: "فقُتِل على رَأْس الماء حتى سَفَح الدّمُ الماءَ" قال صَفوانُ بن صَالِح راويه (¬1): سَفَح: يعني غَطَّى الماءَ، وهذا التفسير لا يلائِم اللغَة؛ لأن السَّفح الصَّبُّ، فيحتمل أن يريد أنه غلب على الماء فاستَهْلكَه كالإناء الممتلىء إذا صُبّ فيه شيء أثقلُ (¬2) مما فيه، فإنه ينصَبّ مِمَّا في الإناء بقدر ما يُصَبّ فيه، فكأنه من كثرة الدم صَبّ الماء الذي كان في ذلك الموضع، فخلفه الدَّمُ، والله أعلم. وسَفح الجَبَل: وَجهُه وما قَرُب من أسفلهِ ولم يبلغ ذِرْوَتَه. (سفر) - في حديث معاذ - رضي الله عنه -: "قرأتُ على النّبي - صلى الله عليه وسلم - سَفْراً سَفْراً، فقال: هَكَذا فاقْرأ". جاء تَفْسِيره في الحديث يعني "هذًّا هذًّا" قال الحَربيُّ: فإن كان هذا صحيحا فهو من السُّرْعَة والذَّهابِ؛ من قولهم: أَسْفَرتِ (¬3) الإبلُ إذا ذهبت في الأرض، وإلَّا فلا أَعرِف وجهَه. - في حديث شِهاب: "ابْغِنيِ ثَلاثَ رواحل مُسْفَرات" يقال: أسْفَرتُ البَعِيرَ وسَفرْتُه إذا خَطمتَه وذلَّلتَه بالسِّفارِ، وهو (¬4) الحَدِيدةُ التي يُخْطم بها البَعيرُ. ¬
- ومنه حديث محمد (¬1) بن علي: "تصَدَّق بجِلالِ بُدْنك وسُفْرها". هو جمع السِّفار - وإن رُوِى: مِسْفَرات، بكسر الميم، فمعناه القَويَّة على السَّفَر. يقال: رجلٌ مِسْفرٌ، وناقة مِسْفَرةٌ: قَوِيّان على السَّفر، قاله الأَصمَعِىّ. - في حديث إبراهيم (¬2): "أنَّه سَفَر شَعْرَه" : أي استَأْصَلَه، كأنه سَفَره عن رَأسه: أي كَشَفه، ومنه سُمِّي السَّفَر لأنه يُسْفِر ويَكْشِف عنِ أخلاقِ الرَّجال. وأَسفَر الصُّبْح: انكَشَف، وسَفرت المَرأَةُ عن وَجْهِها، والرجلُ عن رَأسِه، فهُمَا سَافِران. - ومنه الحَديثُ: "أسْفِروا بالصُّبح (¬3) فإنه أعظَمُ للأَجْر". قال الخَطَّابي: يحتمل أنهم حين أُمِرُوا بالتَّغْلِيس بالفَجْر كانوا يُصلُّونها عند الفَجْر الأَوَّل رغبةً في الأَجْر فقيل: أسْفِروا بها أي أَخَّروها إلى ما بعد الفجر الثاني، فإنه أَعظَمُ للأَجْر، (4 ذكَرَ الأَثْرمُ عن أحمدَ. نحوه 4). ويَدُلّ على صحة قَول الخَطَّابي ما أخبرنا أحمدُ بنُ العباس، ومحمد بن أبي القاسم، ونوشروان بن ¬
شير زاد (¬1)، قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله، أنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو حُصَين القاضي، ثنا يحيى الحِمَّاني، قال سليمان: وحدثنا عبدُ الله بِنُ أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن بكَّار، قالا: ثنا أبو إسماعيل المُؤدِّب، حدثنا هُرَيْر بن (¬2) عبد الرحمن بن رافع بن خديج، عن جدّه - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال: "ثَوِّبْ (¬3) بالفَجْر قدرَ ما يُبصِر القَومُ مواقِعَ نَبْلهِم" ويَدُلّ عليه أيضا فِعلُه - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان يُغلِّس بها إلا يوماً واحداً على ما روى، فلو كان الإسفار (4 البالغ 4) أفَضلَ لَمَا كان يَخْتار عليه) (¬5). قال الخَطَّابي: فإن قيل: فإنَّ قَبْل الوقَتْ لا تُجْزِئُهمُ الصَّلاة، قيل: كذلك هو، إلا أنه لا يفَوتهُم ثَوابهُم (¬6)، كالحاكم إذا اجتهد فأخطأ كان له أجر، وإن أخطأ. وقيل: إنّ الأَمرَ بالإسفار إنما جاء في الليالي المُقْمِرة؛ لأن الصبحَ لا يتبين فيها جدَّا (¬7) فأُمِرُوا بزيادة تَبينُّ فيه، والله عز وجل أعلم. ¬
- في حديث زَيْد بن حارثة رضي الله عنهما قال: "ذَبحنَا شاةً فجعلناها سُفْرتَنا أو في سُفرتنا". قال الخليل: السُّفْرة: طعام يتَّخِذُه المسافرُ وكان أكَثر ما يُحمل في جِلْد مستَدير، قنُقِل اسمُ الطعام إلى الجلد، يدل عليه حديثُ عائشةَ رضي الله عنها: "صَنعْنا لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكر - رضي الله عنه - سُفرةً في جِراب". ولم يكن في الذي تسمّيه الناس سُفْرة، والسُفْرة كالسُّلْفَة، واللُّهنَة للطعام الذي يُؤكَل بالغَداة. ومما نُقلِ اسْمُه إلى غيره لقربه منه الرّاوية؛ وهو البَعير الذي (¬1) يُسقى عليه، فَسُمِّيت المَزَادَة راويةً؛ لأن الماء يجعل فيها. ومنه المَلَّة وهي الرَّماد الحارُّ يُجعَل فيه العَجِين، ثم قيل لِمَا طُرِح عليه من العَجِين مَلّة، ومنه الرَّكْض بالرِّجل للدّابة لتُسرِع، ثم سَمَّوْا سَيرَهَا رَكضاً. ومنه العَقِيقةُ لِمَا يُحْلَق من شَعرِ (¬2) الصَّبي يوم يُذبَح عنه، ثم قيل للمَذبوُح عَقِيقة. ومنه أن الرجل يَبني الدار ليتزوَّجَ فيها، ثم يقال: بَنَى بأَهلِه. ومنه الغائط، وهو المُنْهبَط من الأرضِ، ثم سُمِّى الحَدَث غائطا ¬
(سفف)
لمَّا كان قَضاؤُه فيه أَكثَر. (1 ومنه العَذِرة لِفناء الدارِ، سُمِّي به لكَونها فيه 1) - في حديث عبد الله بن مُعَيْز، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، في قَتْل ابنِ النَّوَّاحَة "قال: خَرجتُ في السَّحَر أسْفِر (¬2) فرساً لي، فمررت بمسجد بنى حَنِيفةَ، فَسَمِعتُهم يشهدون أنَّ مُسَيْلمةَ رسولُ الله". فلعله من قولهم: سفَّرت البعيرَ إذا رَعَّيتَه (¬3) السَّفِيرَ؛ وهو أسافِلُ الزّرعِ وكُسارُه فتَسفَّر، أو من تَسفَّرت الإبلُ إذا رعت بين المغرِب والعِشاء، وسفَّرتُها أنا، وتَسفَّر وانْسَفَر عن البلد: جَلا وانكَشَف، ويروَى هذا اللفظ لأبي وائل بالقاف والدَّال. (سفسف) في حديث فاطمةَ بنتِ قَيْس: "إني أخاف عليك سَفَاسِفَه" ذكره العسكري بالفاء والقاف (¬4) (سفف) - (5 في الحديث: "كأنما تُسِفُّهم المَلَّ" ¬
(سفق)
يقال: سَففتُ الدَّواءَ وغيرَه إذا اقتَمْحتَه يَابِساً، وأسَففْتُه غَيرى، وهو السَّفُوف لِمَا يُسْتَفُّ. وأَسفَفْتُ الجُرحَ دَواءً، وأسفَفَتُ الفَرَس اللِّجَامَ: ألقيتهُ في فِيه. - وفي الحديث: "سَفُّ المَلَّة خَيرٌ من ذلك" (¬1). - في حديث أبي ذَرٍّ، قالت له امرأته (¬2): "ما في بيتك سُفَّة ولا هُفَّة". السُّفَّة: ما يُسفُّ من الخُوصِ كالزَّبيل ونحوه (3 أي يُنْسَج 3) ويحتمل أن يكون مِنَ (¬4) السَّفوف وهو ما (¬5) يُسْتَفُّ. وسَفَسَفَت الرِّياح النَّباتَ: يبَّسَتْه. وأما الهِفَّة والهِفُّ سَحابٌ لا ماء فيها، وشَهْدٌ هِفٌّ: لا عَسَل فيه، وزرعٌ هِفٌّ: تَناثَر حبُّه، والهِفُّ: جنس من السَّمك، وقد تُفتَح الهاء فيه، ويُحتَمل أن تكون الهُفَّة إتباعا للسُّفَّة. 5). (سفق) - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "كان يَشْغَلهُم السَّفْقُ بالأسواق". يُريد صَفْقَ الأكُفِّ عند البَيْع والشِّراء، وقد تُبدَل السِّينُ مكانَ الصّاد في أحرف معدودة. ¬
قال الخليل: كلُّ صادٍ تجىء قبل القَافِ، وكُلُّ سِينٍ تجىء بعد القاف فللعرب فيهما لُغَتان: السَّينُ والصَّاد، لا يُبالون مُتَصِلَةً بالقاف أو مُنْفَصِلة بعد أن تكونا في كلمة واحدة، إلاّ أن الصاد قي بعض أحسن، والسين في بعض - وكانوا إذا تبايعوا تصافقوا بالأكُفِّ، فيكون ذلك أَمارةَ انتقال المِلْك وانْبرام البَيْع منهما. - وفي حديث البَيْعَة: "أعطاه سَفْقَةَ يَمينهِ وثَمرةَ فؤاده" : أي بايَعه، وخَصَّ اليمين لأن ذلَك باليَمِين يُفْعَل. (سفن) قوله تعالى: {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} (¬1). السفينة: الفُلْك، سُمَيت به لأنها تَسْفِن وَجْهَ الماء: أي تقشره، وسَفَنَت الرِّيحُ التُرابَ عن وجهِ الأرض: كَشفَته. وحاتِم طَيِّءٍ يُكْنَى أبا سَفَّانة. * * * ¬
ومن باب السين مع القاف
(ومن باب السين مع القاف) (سقب) - " الجَارُ أحقُّ بسَقَبه" قال ابن عائشة: السَّقَبُ: المُلازِق، والأمَم المُسْتَقْبِل. وقال ابن الأعرابي: السَّقَب: القَريِب منك حيث كان من كل وَجْه، والأَمَم: فوق القَريِب، ودُونَ البَعِيد، والصَّددُ: المائل عن يمينك وشِمالِك، ويُقال: الصَّقَب بالصاد أيضا، كما ذكرناه في السَّفق، وقد أسقَبت الدارُ، وسَقَبت: أي قَرُبت، وأنشد: * لا أَممٌ دَارُها ولا سَقَبُ * (¬1) وأسقَبَت الناقةُ: وضَعت سَقَباً: أي ولدًا ذكَرًا، لا يكاد يقال هذا إلا بالسِّين، ويُحَمل هذا الحديث على الشُّفعة للجَارِ وإن كان مُقَاسِما، وقد يحتمل أن يكون أرادَ أنه أحقُّ بالبِرِّ والمعونة. - كما في حديث الذي سأله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إنّ لى جارَيْن فإلى أيِّهما أُهدِي؟ قال: إلى أَقربهِما منك باباً". وحمله بعَضُهم على أنّ الجارَ أحَقُّ بسَقَبه بالشُّفْعَة إذا كان مُشارِكاً، فإنَّ اسمَ الجارِ قد يقع على الشَّريكِ؛ لأنه يُجاوِرُ شريكَه في الدَّارِ المشتركة. وقد جاء في الحديث الآخر الثَّابِت: "الشُّفْعَة في كل ما لم يُقْسَم". فإذا وقعت الحدود فلا شُفعةَ. ¬
(سقر)
(سقر) - قوله تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} (¬1) : أي نَارَ الآخرة، سُمِّيت سَقَر لأنها تُذيِب الأجسامَ والأرواحَ، من سَقَرَتْه الشّمسُ: أَذابتْه، وأصابَه منها سَاقُورٌ؛ وهو حديدةٌ تُحمَى ويُكْوَى بها الحِمارُ، وقيل: هو اسمٌ أعجمي لا يُعرف اشتِقاقُه، فلا ينصرف للتّأنيث والعُجْمَة، ومَنْ قال عربىّ فلا ينصرف للتأنيث والتَّعريف. - في الحديث: "السَّقَّارُون" وتَفسِيرهُ في الحَديِث الكَذَّابون. - وفي حديث آخر: "السَّقَّارون الذين تَحِيَّتهُم لَعْنَة" (¬2). وقيل: سُمِّي سَقَّارا لِنَتْن فَمهِ وخُبْثِ ما يَتَكلَّم به، نُسِب إلى السَّقْر لِنَتْن فَمِ السَّقْر الذي يُسَمَّى صَقْراً أيضاً. (سقط) - في الحديث: "لأن أُقدِّم سَقْطاً أَحبُّ إلىّ من مائة مُسْتَلْئم". : أي الولَدُ (¬3) الذي يَسقُط له من بَطْن أْمِّه قبل تَمامِه، تُضَمّ سِينُه وتُفْتَح وتُكْسَر. وسِقْطُ النَّارِ، بالكسْرِ: ما يَسقُط من الزَّندِ. - في الحديث: "لَلَّهُ عَزَّ وجَلَّ أَفرحُ بتَوْبة عبدِه من أحدكم يَسقُط على بَعِيره قد أضلَّه". ¬
: أيَ يعَثُر على مَوضِعه ويَطَّلع عليه ويَقَع. من قولهم: "على الخَبِير سَقَطْتَ (¬1) " - في حديث ابن عُمَر رضي الله عنهما: "كان لا يمرّ بسَقَّاطٍ إلا سَلَّم عليه" (¬2). : أي بائِع سَقَطِ المَتاعِ، وهو رُذاَلُه (¬3)، والعوام يُسَمُّونه السَّقَطَى. - في حديث أبي بكر، رضي الله عنه؛ "بهَذِه الأَظْرُب السَّواقِطِ". : أي صِغار الجبال المُنخَفِضَة اللَّاطِئَة بالأرض. (4 - في حديث الإفك: "فأَسقَطوُا لَهَابه". : أي سَبُّوها وقالوا لها من سَقَط الكلام بسبَب ذلِك، وصحَّفه بَعضُهم فقالوا: أسقطوا لهاته. 4). (سقع) في الحديث: "أنك سَقعتَ الحاجِبَ وأوَضعْت بِالراكب (¬5) ". السَّقْع: الضَّرب بباطن (¬6) الكَفِّ، وبالصاد أيضا، والمعنى ¬
(سقف)
أنك جَبَهْته بالقَوْل وواجهتَه بالمكروه حتى وَلَّى (¬1) عنك وأسرع، ويجوز أن يريد بالإيضاع أَنَّك أَشدْت وأَذعْتَ بذِكرِ هذا الخَبَر وسَيَّرتَ به الرُّكبان. والسَّقْع: الضَّرب على الرَّأس، وبالصاد أيضا. (سقف) - (2 في حديث مَقْتَل عثمان: "فأَقبلَ رجلٌ مُسقَفٌ بالسِّهام". والأَسقَف. والمُسقَّف: الطويل مع جَنَأٍ (¬3) فيه، ومنه السَّقْف لإظلاله وتَجانُئهِ على ما تحته. - في حديث الحجاج: "إيَّاىَ وهذه السُّقَفَاء". قيل: هو تَصحِيِف، والصَّواب "شُفَعاء" جمع شَفِيعِ، لأنهم كانوا يجتَمِعون إلى السّلطان فيشفَعُون في المُرِيبِ، أو نهاهُم عن الاجتماع؛ لأن كلَّ واحد يَشفَع للآخر، كما قَرنَه بالزَّرَافاَت. 2) (سقم) - قوله تعالى في قِصَّةِ إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {إِنِّي سَقِيمٌ} (¬5) قال الفَرَّاء: أي كُلُّ مَنِ المَوتُ في عُنُقه فهو سَقِيم وإن لم يكن به سُقْم ظاهِرٌ في الحَالِ، قال بُزُرْجَمهْر: كيف يَصِحُّ مَنِ المَوتُ في عُنُقِه. وقيل: إنه استدل بالنّظر فيَ النجوم على وقت حُمَّى كانت ¬
(سقى)
تَأتيِه (¬1)، وقيل: إني سقيم لِمَا (¬2) أرى من عبادتكم غَيرَ الله تبارك وتعالى، كما يقال: إني مريض القَلْب من كذا، وقيل: إنّ عَصْرَ إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان عَصْرَ نجُوم وكَهانةٍ، فلذلك نَظَر في النجوم فقال: إني سَقِيم، وأراد سَأَسْقَم غَداً، كما قال تعالى: {إنَّكَ مَيِّتٌ} (¬3): أي سَتَموُت. وقيل: إن مَلِكَهم أَرسلَ إليه إنَّ غَداً عِيدُنا، فَاخْرُج، فنَظَر إلى نجم فقال: إن ذا النجم لم يَطلُع قَطّ إلا أُسْقَم، وأراد التَّخلُّفَ عنهم لِيكِيدَ أَصنامَهم. وقال سَعِيدُ بنُ المُسَيَّب؛ كابَدَ (¬4) عن دينه فقال: إني سَقِيم. : أي طَعِينٌ، وهذه خَطيئَتهُ التي قال: اغفر لي خَطِيئَتي يَومَ الدين، والصحيح ما رَوَى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يَكذِب إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام إلا ثَلاثَ كذبات: ثِنْتَينْ في ذَاتِ الله: قَولُه: {إِنِّي سَقِيمٌ} (¬5). وقولُه: {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} (¬6). وقوله (¬7) لِسَارَة: إنَّها أُختي. (سقى) - قَولُه تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} (¬8). ¬
: أي نَصِيبَها من الماء، والسُّقْيا: ما مِنه يُسْقَى (1 وُيسْتقَى 1) - وقوله تعالى: {جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ} (¬2). : أي المَشْرَبَة، وقيل: الصُّواعُ (¬3). - في حديث عِمران بن حُصَينْ، رضي الله عنه: "أنه سَقَى بَطنُه ثلاثين سنَةً". والسَّقْى: الماءُ الأَصفَر، فيقال: سَقَى بَطنُه (1 سَقْياً لازم، وأَسقاَه اللَّهُ، وقد يقال: سُقِى بَطنُه 1) واسْتَسْقَى والأَوَّلُ أفصح (¬4)، وكذلك سَقَى فَلانٌ في ذَكَرهِ إذا اشتَدَّت غُلمَتُه، ويقال أيضا: سَقَى بَطنُ فلان ماءً، اذا وَقَع فيه. (5 - في الحديث: "أنه كان يستَعْذِب الماءَ من بُيوتِ السُقْياَ". قيل: هي عَيْن على يَومِين من المَديِنة. - في الحديث: "أنه تَفَل في فمِ عَبدِ الله بنِ عامِرٍ. فقال: أرجو أن تكون سِقاءً". : أي لا تَعْطَش. 5) * * * ¬
ومن باب السين مع الكاف
(ومن باب السين مع الكاف) (سكت) - في الحَديث: "إسكاتَتُك، ما تَقولُ فيها؟ " (¬1) هي إفعالةٌ من السكوت، ومعناها سُكوتٌ يقتَضى بعده كلاماً أو قراءةً مع قِصَر المُدَّة، وإنما (¬2) أرادوا بهذا السكوت، تَركَ رَفْعِ الصوت بالكلام. ألا تَراه يقول: ما تقول في إسكاتتك: أي سُكُوتِك عن الجَهْر دون السُّكُوت عن القِراءةِ والقَول. (3 - في الحديث عن أبي أُمَامَةَ، رضي الله عنه، "فَعَلَّن (¬4) كلامَه وأَسْكَت واستَغْضَب ومكَث طَوِيلاً، ثم تَكلَّم". قيل معنى أَسَكَت: أعرضَ (¬5)؛ وأَسْكَت إذا سَكَت مُنْقَطِعاً ذِليلاً (¬6). (سكر) - في حديث (¬7) أُمِّ حَبِيبةَ في المُسْتَحاضَة: "اسكُرِيه" : أي سُدَّيه بعِصابةٍ من السَّكْر. 3) (سكك) - في الحديث: "أنه مرّ بجَدْىٍ أَسَكَّ". : أي مُصْطَلِم (¬8) الأُذُنَيْن. يقال: سَكّه يَسُكُّه سَكًّا، إذا استَأصلَ أُذُنَه. ¬
(سكن)
والأَسَكُّ أيضا: الصَّغِيرُ الأُذُن، وهو السَّكَكُ (سكن) - في حديث عبد الله (¬1)، رضي الله عنه، "مَا كُناَّ نُبعد أن السَّكِينَةَ تَنْطِقُ على لِسانِ عُمَرَ" ورُوِى عن على - رضي الله عنه، قال: السَّكِينة (¬2) لها وَجْه كوَجْه الإنسان مُجتَمِعٌ، وسائِرُها خَلْق رَقِيق كالرِّيح والهواء" وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "هي صورة كالهرَّةِ كانت معهم في جُيُوشهِم، فإذا ظَهَرت انْهزَمَ أعداؤهم وأُرعِبُوا. وقال عِكْرِمة: هي طَسْت من ذَهَب، تُغسَل فيه قلُوبُ الأنبياء (¬3) عليهم السلام كان عندهم في التَّابُوت، فسَلَبَتْه (¬4) العَمَالِيق، ثم ردَّه الله تعالى عليهم. وقال عطاء: السّكِينَة ما يَسكُنُون إليه من الآيات التي أُعطِيت (¬5) مُوسىَ عليه الصَّلاة والسلام. وقال الضَّحَّاك: السَّكِينَةُ: الرَّحمة، وهي فَعِيلَة من السُّكونِ والوَقارِ. - ومنه قوله عليه الصلاة والسلام في الدَّفْع من عَرفَة: "عليكم ¬
السَّكينة" (¬1) - وفي حديث الخروج إلى الصّلاة: "وعليكم السَّكِينَة" (¬2). والقَولان الأوّلان أليَقُ بحديث عُمَر، رضي الله عنه. - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "إِنْ سَمِعتُ بالسِّكَّينِ إلاّ في هذا (¬3) الحديث، ما كنا نُسَمِّيه إلا المُدْيَة" السِّكِّين مِن السُّكون؛ لأن المذبوحَ به يَسْكُن ولا يَتَحَرَّك. * * * ¬
ومن باب السين مع اللام
(ومن باب السين مع اللام) (سلأ) - في صِفَة الجَبَان: "كأنما يُضرَب جِلدُه بالسُّلاءَة" (¬1) : أي شَوْكِ النَّخل، والجمع سُلاَّء على وزن جُمَّار النَّخل. وسَلَأتُ النَّخْلةَ: نَزعتُ سُلاَّءَها. (سلب) - في الحديث: "مَن قَتَل قتيلاً فلَه سَلَبُه". : أي ما معه من آلاتِ الحرب. وأَصلُ السَّلَب: المَسْلُوب كالنَّفَضِ والخَبَط. قال مَكْحُول: مِن السَّلَب: السَّلاح، والمِنْطَقَة، والثِّياب والدَّابَّة، فما كان بَعدَها فلَيْس من السَّلَب. (سلت) - في الحديث: "ثم سَلَت الدَّمَ عنها". : أي أمَاطَه، وأصله القَطْع. يقال: سَلَت الله أنفَه، أي جَدَعَه. - وفي حديث آخر: "أُمِرناَ أن نَسْلُتَ الصَّحْفةَ" (¬2). : أي نتَتَبَّع ما بَقِى فيها من الطَّعام ونَمْسَحَها بالإصْبَع ونَحوها. (سلح) - (3 في حديث عمر: "لمّا أُتِىَ بِسَيْف النعمان بن المنذر دعا جُبَيْر بن مُطْعِم فَسلَّحه إيَّاهُ" : أي جعله سِلاحَه، والسَّيفُ وَحْدَه يُسَمَّى سِلاحاً. 3) ¬
(سلخ)
(سلخ) - في حديث عائشة رضي الله عنها: "ما رأيت امرأةً أَحبَّ إلىّ أن أكون في مِسْلَاخِها من سَوْدَةَ". : أي أكون (¬1) مِثلَها ومكانَها. ومِسْلاخُ الحَيَّة وسِلْخُها: جلدُها (¬2)، والسِّلخُ: الجلد والسّلْخُ: النَّزْع والكَشْط. (سلسل) - في الحديث: "عَجِبتُ لأقوام يُقادُون إلى الجنة في السَّلاسِلِ" (¬3) قال الحربى: يعنى الأَسْرى يُقادون إلى الإسلام مُكرَهين، فيكون ذاك سَبَب دخولهم الجَنّة لَيسَ أَنَّ ثَمَّ سلسلة (¬4) (5 قال الشاعر 5): * ولكن أَحاطَت بالرقاب السَّلاسِلُ * : أي أُدخِلوا في الإسلام مُكْرَهِينَ. - في حديث ابن عمرو: "وفي الأرضِ الخامسة حَيَّاتٌ كسَلاسِلِ الرَّمل". وهي رمل يَنْعَقِد (6 بَعضُه على بعض مُمتدًّا 6) ¬
(سلع)
(سلط) (1 - في حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: " (¬2) كضَوْءِ سِراجِ السليط" السَّليِط: دُهْن الزَّيت، وعند أَهلِ اليمن دُهْن السِّمْسِم. 1) (سلع) - في حديث أبي رِمْثَة (¬3) - رضي الله عنه -: "أَنَّ أباه أتي النّبىّ - صلى الله عليه وسلّم - فرأى مثل السِّلْعَةِ، بين كَتِفَيْه" يَعنى خاتَم النبوّة. قال الأزهري: السَّلْعَة، بالفتح، شَجَّة في الرأس، وبِالكَسْر: الجُدَرىُّ يَخرُج من الرأس. وقال ابن فارس: "السِّلعة: خُرَاج كهَيْئة الغُدَّة. وأصل السَّلِع: الشَّقُّ في الجَبَل، وفي العَقب كهَيئة الصَّدع، وتسلَّع مثل تزلَّع، وسَلَّعتُ رأسَه فتَسَلَّع. وسَلْع: جبل بالمدينة. (سلف) - قوله تبارك وتعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا} (¬4) : أي متقدمين، ومن قرأه بضَمَّتَينْ فقد قيل جَمع سَلَف كأَسَد وأُسُد، وخَشَب وخُشُب. وقيل: هو جمع سَلِيف: أي جَماعةٌ مَضَوا من النَّاس. ¬
- في حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: "أرض الجنة مَسْلُوفة" (¬1) : أي مَلْسَاء لَيِّنة ناعمة. يقال: سَلَفْتُ الأرضَ بالمِسلَفَة؛ وهي حجرة: أي سَوَّيتُها للزَّرع. - في الحديث: "أنه استَسْلفَ من أعرابىٍّ بَكْراً". : أي استَقرضَ. والسَّلف: القَرْض. وأَسلفَه: أقرضَه لأنه يُقدِّمه له. - وفي حديث الحُدَيْبيَة: "إلا أن تَنْفَرِد سَالِفَتي" (¬2). السالِفَتان: ناحيتا مُقدَّم العُنَق من لَدُن مُعلَّق القُرْط إلى قلب التَّرقُوَة، فكأنه قال: لا أزال أُجاهِد حتى أُنْفِذَ أمرَ الله عز وجل، أو يُفْرَق بَيْن رأسي وجَسَدى. - في الحديث: "لا يَحِلّ سَلَفٌ وبَيْع، ولا شَرْطان في بيعٍ، ولا رِبح ما لم يُضْمَن، ولا بَيْع ما ليس عِندَك." وهذا ظاهر الألفاظ، ويحتاج إلى شرحِ ليُفهَم معناه. فقوله: "سَلَف وبَيْع" مِثلُ نَهْيه عن بَيْعَتَين في بَيْعة، وهو مِثْل أن يقول: بِعتُك هذا العَبدَ بأَلفٍ، على أن تُسلِفَني ألفاً في مَتاعٍ ¬
أَبِيعُه منك إلى أَجَل، أو يقول: أَبِيعُكَه على أن تقرضني ألفا، ويكون مَعنَى السَّلَف ها هنا القَرضَ، لأنه إنما يَقْرضه على أن يُحابِيَه في الثَّمَن، فيدخُل الثَّمن في حَدِّ الجَهاَلة ولأن كُلَّ قَرضٍ جَرَّ منفعةً فهو رِباً. وأما رِبْح ما لم يُضمَن فهو أن يَبِيعَه شيئاً قد اشتراه ولم يَقبِضه فهو بَعدُ من ضَمانِ البائع الأَوَّل دون الثاني، فهذا لا يجوز بَيْعه حتى يَقبِضَه وَيصِير من ضَمَانه. فأما شرطان في بَيْع، فإنه بمنزلة بيعتين وهو أن يقول: بِعتُك هذا نَقداً بدِينار ونسِيئَةً بدِينَارَيْن، فهذا بيع تَضَمَّن شَرْطَين يختلف (¬1) المَقْصُودُ منه باختلافهما وهو الثَّمن ويدخله الغَرَرُ والجَهالة ولا فَرْق فيه بين شَرْط واحد وشَرْطَين. وقال أحمد: إذا اشترى ثوباً وشَرَط على البائع (¬2) قِصارتَه (¬3) صَحَّ، فإن اشتَرط مع القِصَارة الخياطَةَ، فَسدَ قَولاً بظاهر الحديث. وإنما يَختلِف الحالُ باختلاف الشّروط، فإن الشروط على ضروب، منها ما يُناقِض البَيع ويُخالِفُه ويُفسِده. ومنها: ما يلائِمه ولا يُفسِده، فلا فرقَ إذاً بين شَرْط وأكثر. ¬
(سلق)
(سلق) - في حديث أبي الأسود الدُّؤَلىّ: "أَنه وَضَع النَّحو حين اضْطَرب كَلامُ العرب وظَهَرت (¬1) السلِيقِيَّة". السَّلِيقِيَّةَ: ما كان الغالب عليه السُّهُولَة من غير أن يُتَعهَّدَ إعرابُه، مَنْسوبَة إلى السَّليِقَة وهي الطَّبيعة. (2 قال الشاعر: ولَستُ بنَحوِيٍّ يَلُوكُ لسانَه ولكن سَليقِىٌّ أَقول فأُعْرِبُ 2) (سلك) - قوله تبارك وتعالى: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} (¬3). : أي أَدْخِلْها. - وقوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} (¬4). : أي أَدخَلكم، وعلى لغة هُذَيْل: أَسْلكه، والسِّلك: الخَيْط لأنه يُسْلَك في الأشياء المَثْقوُبِة. (سلل) - قَولُه تَعالَى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} (¬5). : أي يخرجون من الجَماعةِ واحِداً واحداً من قولهم: سَلَلتُ كَذَا من كَذَا: أَخرجتُه. - ومنه حديث عائشة رضي الله عنها: "فانسلَلتُ من بين يَدَيْه". ¬
وفي رواية: "فانْسَلّ". وكأنه لا يكون دَفعَةً واحدة ولكن على التَّدريج. - في الحديث: "سَقَى الله ابن عَوْفٍ - يعني عبد الرحمن - من سَلْسَبيل الجَنَّة". ورُوِى: "من سَلْسَل الجَنَّة"، وفي رواية عن أُمِّ سَلَمَة: "من سَلِيل الجنة" أما السَّلْسَبِيل فقد ذكره الهَرَوِىّ. وأما السَّلْسَلُ فذكَر الأَخفَشُ أنه الباردُ وأنشد: أم لا سَبِيلَ إلى الشَّراب وذِكْرُهُ أَشْهَى إلىَّ من الرَّحِيقِ السَّلْسَل (¬1) (2 وقيل: هو السَّهْل في الحَلْقِ 2) فأما السَّلِيل: فهو الصافي من الشرَّاب كأنه سُلَّ منه كل كَدَرٍ، فهو بمعنى مَسْلُول. - ومنه قوله في الدعاء: "اللهُمَّ اسلُلْ سَخِيمةَ قَلبىِ". (2 - وفي حديث أمِّ زرع: "كمَسَلِّ شَطْبَةٍ" (¬3). مَصْدَر بمعنى المسْلُول: أي ما سُلّ من قِشْرِه. - في المعجم الصغير: مَنْ سلَّ سَخِيمَتَه في طَريق الناسِ؟ كَنَى بذلك عن الغَائِط، لأنه كان يُكْنَى عنه "ما يُسْتَحْسَن ذِكرُه ¬
(سلم)
بلفظ حسن، كما يَجىء عنها بإتيان الغَائِطِ وقَضَاءِ الحَاجَة وغَيرها. 2) (سلم) - فيَ الحديث: "ما من آدمي إلا ومَعَه شيطان. قيل: ومَعَك؟ قال: نعم، ولكن الله تَعَالى أَعانَني عليه، فأَسْلَمُ" وفي رواية: "حتَّى أَسْلَم". : أي انْقادَ وكَفَّ عن وَسْوَسَتِى. وقيل: دَخَل في الإسْلام، فسَلِمتُ من شَرِّه. وأنكره بعضهم فقال (¬1): الشيطان لا يُسلِم، وإنما هو فأَسلَمُ برفعِ الميم على المستقبل، وتكون الألف للمتكلم أي أَسلمُ مِنْه ومن شَرِّه. ويَدُلّ على الرواية الأولى الحديث الآخر: - "كان شَيطانُ آدمَ كافِراً. وشيطانِي مُسلِمٌ (¬2)، أو كما قال" - في الحديث: "أنَّهم مَرُّوا بماءٍ فيهم سَلِيمٌ" (¬3) : أي لَدِيغٌ. يقال: سَلمَتْه الحَيَّةُ: أي لَدَغَتْه. وقيل: بل إنما سُمِّى سَلِيماً (¬4) تفاؤلاً ليسْلَم. كما يقال للفلاة: مَفَازَة وهي مَهْلَكة، ويحتمل أن يُسَمَّى سَلِيماً لأنه قد أُسلِمَ وتُرِكَ للإِياسِ من بُرئِه. - في الحديث (¬5): "بين سَلَم وأَرَاك" السَّلَم: شجر من العضاهِ، واحِدَتُها: سَلَمة، وبه يُسمَّى ¬
الرَّجلُ سَلَمَة. - في الحديث: "ثَلاثَةٌ كلهم ضَامِنٌ على الله عز وجل: أَحدُهُم مَنْ دَخَل بَيتَه بِسَلامٍ". : أي سَلَّم إذا دخل بيتَه امتِثالاً لقولهِ تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا} (¬1). ويُحتمَل أن يريد لَزِم بيتَه طَلَباً للسَّلامة من الفِتَن، يُرغِّب بذلك في العُزلة ويأمُرُ بالإقْلال من الخُلْطَة. وقوله: "ضامِن": أي مَضْمُون. كقوله تعالى تعالى: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} (¬2). : أي مَرْضِيَّة. وماء دافِقٌ: أي مَدفُوق. وقوله: "كلهم ضامِنٌ". أي كُلُّ واحدٍ منهم. وأَنْشَدَ أبو العَبَّاس: فَكُلّهم لا بارَكَ الله فِيهمُ إذا جاء أَلقَى خَدَّه فَتَسَمَّعا (¬3) ولفظ الكُلِّ يَقَع على الوَاحدِ والجَمْع حَملًا على اللَّفظ في الواحد وعلى الجَمْع في المعنَى. - في حديث أبي جُرَىّ (¬4) رضي الله عنه: "قُلِ السَّلام عليك، فإن عَلَيْكَ السَّلامُ تَحِيَّة المَوتي". ¬
وهذا إشارة إلى ما كان قد جرت به عادتهُم للمَوتَي، فكانوا يقدِّمون اسْمَ الميت على الدعاء وهو في أشعارهم كثير، كما أنشد: عَليكَ سَلامُ الله قَيْسَ بن عاصم (1 وَرَحْمَتُه مَا شَاءَ أن يترحَّمَا 1) وأنشد الآخر: عليك سَلامٌ من أَمير وباركَت (2 يَدُ الله في ذاك الأَديمِ المُمزَّقِ 2) (3 وقيل: أراد بالمَوتَى أهلَ الجاهلية الكفارَ، وكذلك في الدعاء بالخير، فأما في ضِدِّه فيُقدَّم الاسم، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي} (¬4). 3) والسُّنَّة لا تختلف في تَحِيَّة الأَموات والأَحياء، وقد ثَبَت أنه دَخَل المَقْبَرة فقال: "السَّلام عليكم دَارَ قوم مُؤْمِنينِ". و"السلام" في أسماء الله تعالى قيل: سَمّى الله تعالى نَفسَه سَلاماً لِسَلامته مِمَّا يَلحَق الخَلْقَ من العَيْب والفَناء. وقال أبو بكر الوَرَّاق في قَولِ النَّاس: السَّلام عليكم: أي الله عَزَّ وجَلَّ مُطَّلعٌ عليكم، فلا تَغْفُلُوا. وقيل: السَّلامُ عَلَيكُم: سَلِمْتَ مِنِّي فَاجْعَلْنِي أَسْلَم منك. ¬
ويقال: معناه اسم السلام عليك، أي اسم الله عليك وفي السلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا}: أي اسم الله عليك، أي لا خلوتَ من الخَيْرات وسَلِمت من المَكارِه؛ إذ كان اسمُ الله تَعالى يُذكَر على الأَعْمال تَوقُّعاً لاجتماع معَاني الخيرات فيها (1) وانتِفاء عَوارض الفَساد عنها (¬1) وقيل: معناه ليكن قَضَاءُ الله تعالى عليكَ السّلامُ، وهو السَّلامة كالمَقام والمُقامَة، والمَلامِ والمَلامَةِ. وفي استِلام الحَجَر الأَسودِ قيل: الاسْتِلامُ: أن يُحَيِّىَ نَفسَه عن الحَجَر بالسَّلام لأن الحَجَر لا يُحَيِّيه، كما يقال: اخْتَدَم إذا لم يكن له خَادِمٌ، فَخَدم نفسَه. وقال ابن الأعرابي: هو مهَموزُ الأَصْل، تَرَك هَمزَه، مَأْخُوذٌ من المُلاءَمة وهي المُوافَقَة. يقال: استلام كذا: أي رَآه موافِقاً له مُلائما. - قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ} (¬2). فالسِّلْمُ: هو الإسلام، ويقال: الإسلام دَرَجتُه دون دَرَجة الإيمان، فكيف خاطبَهم بالإيمان، ثم أَمرَهم بالدخول في الإسلام؟ قيل: نزلت في مُؤمِني أَهلِ الكتاب كانوا قد آمَنْوا ولم يَتركُوا أَعمالَ اليهود، فأُمِروا أن يَدَعُوا ما سِوَى دِيِن الإسلام، وأن يَدخُلوا في موافقة المسلمين، والله تعالى أعلم. ¬
قال الإمام إسماعيلُ، رحِمَه الله، فيما قرأتُهُ عليه: في التَّسْليم لغتان: سَلامٌ عليكم، والسَّلام عليكم. فالأَلِف والَّلام للتَّفخِيم. وروى الرَّبِيع عن الشَّافِعِيّ، رحمه الله، في تسليم المُصَلّى: أَقلُّ ما يكفيه أن يقول: السلام عليكم، فإن نَقَص من هذا حرفاً عاد وَسَلَّم، ووجه هذا أن يكون السَّلام عنده اسماً من أسماء الله عز وجل، فلم يَجُزْ حَذفُ الألف واللام منه، فكانوا يَسْتَحْسِنُون أن يقولوا في أول الكلام: سَلامٌ عَليكَ بمعنى التَّحِيّة، وفي آخره: السَّلام عليكم بمعنى الوَدَاع. قال: وفي دُعاءِ الَخيْر يُقَدَّم الدُّعاءُ والسَّلام على الاسْم، كقوله تَعالَى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} (¬1). {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ} (¬2) {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ} (¬3) ونظائره. وفي دعاء الشَّرِّ يُقَدِّمون الاسْمَ كَقولِه: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي} (¬4). وقال: {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} (¬5). وأَمثالِهما. ¬
(سلا)
(1 - في الحديث: "أخذ ثَمانِينَ من أَهلِ مكَّةَ سَلَماً". : أي مُسْتَسْلِمِين. يقال: رجل سَلَم، ورِجَالٌ سَلَمٌ: أي أُسَرَاءُ 1) (سلا) - في حديث عبد الله بن عَمْرو، رضي الله عنه،: "وتكون لكم سُلْوةٌ من العَيْش". : أي نِعْمة ورَفَاهِيَةٌ تُسَلِّيكم عن الهَمِّ. - في الحديث: "أَنَّ المشركين جَاءُوا بِسَلَى جَزُورٍ، فَطَرَحُوه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يُصَلِّى". - وفي حديث آخر: "أنه مَرَّ بسَخْلةٍ (¬2) تتنفَّس في سَلاهَا". السَّلَى: لُفافةُ الوَلَد ورَأسُه، يُسَمَّى الحِوَلاء. قاله أبو عبيدة. وقال الأَصمَعِي: هو في الماشية السَّلَى وفي الناس المَشيمة. وقال أبو زيد: هو جِلدةُ الوَلَد. - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "لا يدخُلَنّ رَجُلٌ على مُغِيبة (¬3)، يقول: ما سَلَيتُم العَامَ وما نَتَجْتُم العامَ؟ ". : أي ما أَخذتُم، من السَّلاَ، فيكون معناه معنى ما نَتَجتُم، ويحتمل أن يكون معناه ما سَلأْتُم، من السَّلاءِ وهو السَّمْن، فيكون أَصلُه الهَمزَ، فَتَرك هَمزه، فَصارت ألِفاً، ثم قَلبَ الأَلِفَ يَاءً. ¬
ومن باب السين مع الميم
(ومن باب السين مع الميم) (سمح) (1 - في حديث عطاء: "اسْمَح يُسْمَح بك" يقال: أَسْمَحت قَرُونَتهُ: أي سَهُلَت وانْقَادَت 1) (سمخ) - حديث ابن عمر رضي الله عنه: "أنه كان يُدخِل أُصْبعَيه في سِماخَيْه". السِّماخ: خَرْقُ (¬2) الأُذُن الذي منه يَسمَع الشيءَ، وسمَخْتُه: أَصبتُ سِماخَه، وسَمَخنيِ بِشِدَّة صوتِه: أي آذى سِماخِي، ويجوز فيه الصَّاد. (سمد) في حديث عمر - رضي الله عنه -: "أَنَّ رجلاً كان يُسمِّد أرضَه بعَذِرةِ النَّاس فقال: أمَا يرضىَ أَحدُكم حتى يُطعِمَ الناسَ ما يخَرجُ منهم" (¬3) السَّماد: ما يُطرَح في أصولِ الزرع يَقْوَى به، من تُرابٍ وغَيره. (1 - وفي حديث بعضهم: "اسْمادَّت رِجلُها" : أي انتَفخَت، واسمَدَّ أيضاً: وَرِم، وكلُّ شيء ذهب فقد اسمادَّ. 1) (سمر) - في حديث سَعْد - رضي الله عنه -: "ما لَنا طَعامٌ إلا هَذَا السَّمُر". السَّمُر: ضَرْب من شجر الطَّلْح (¬4)، الواحدة سَمُرة، وقد ¬
تُسكَّن مِيماهُما. - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في المُصَرَّاة: "إذا حَلَبها رَدَّها، وَردَّ معها صَاعاً من تَمْرٍ، لا سَمْرَاء". وفي رواية عنه: "صَاعاً من طَعامٍ سَمْرَاء". وفي رواية ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما -: "رَدَّ مِثلَ أو مِثْلَى لَبنِها قَمْحاً" قال أبو إسحاق: الواجب هو التَّمر، وهو الأَصْل والمَوضِع الذي قال: لا سَمْراء، أي لا يُكَلَّف الُبرَّ لأنه أغلى قيمةً من التَّمر بالحجاز. والموضع الذي جاء من طعام سَمْراء، يعني إذا رَضِي بدَفْعه من ذات نفسِه. وقوله: "مِثْل لبنها": أي إذا كان اللَّبَنُ صاعا. وقوله: "مِثْلَىْ لَبَنِها": أي إذا كان لَبنُها دون صَاعٍ. وقال أبو العباس: إنما أراد صاعاً من قُوتِ البلد الذي هو فيه يُحمَل كلُّ شيء منه على بَلَدٍ، قُوتُه ذَلِك، كما أنه نَصَّ في زكاة الفطر على أشياءَ، ثم يُحَمل كلُّ شيء منها على البَلَد الذي قُوتُ أهلِه ذلك. والسَّمراء قيل: هي حِنْطةٌ فيها سَوادٌ خَفِىّ. (1 - في صفته عليه الصلاة والسلام: "أنه كان أسَمرَ اللون" وفي رواية: "أَبيضَ مُشرَباً حُمرةً". : أي ما يَبرُز (¬2) للشَّمس أَسمَر، وما تُوارِيه الثِّيابُ أبيض 1). ¬
(سمط)
(سمط) - في الحديث: "أنه ما أكل شَاةً (¬1) سَمِيطاً". السَّمِيط: فَعيل بمعنى مَفْعُول، والسَّمْطُ: نَزْع الصوف عن الخَروف والشَّعر عن الجَدْي بعد أن يُصَبَّ عليهما ماءٌ حَارٌّ. وإنما يُرادُ بذلك المَصْلِيَّة (¬2) على هذه الصفة، لأن العادَةَ في الشَّاة إذا شُوِيت أن تُسْمَطَ، ثم تُشْوَى. (3 - في حديث أبى سَلِيط: "رأيت على النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم - نَعْلَ (¬4) أَسْماط" يقال: نَعْلُ أَسماطٍ إذا كانت طاقاً واحدا. 3) (سمع) - في الحديث: "قال أبو جهل: إنّ محمدا نزل يَثْرِبَ وإنه حَنِق عليكم، نَفَيْتُمُوه نَفْى القُرادِ عن المَسامِع". المَسامِع: جَمْع مِسْمع، وهي الأُذُن. والمَسْمَع بالفتحِ خَرقُها: أي أخرجْتُموه من * مَكَّةَ إخراجَ اسْتِئصال؛ لأنَّ أَخْذ القُرادِ عن الدابَّة قَلْعُه بكُلِّيَّته، والآذان أخفُّ الأعضاءِ شَعَراً، فيكون النَّزْعُ منها أَبلغَ. ¬
- في الحديث: "من سمَّع سمَّع اللَّهُ به" (¬1). قيل: أي من سَمَّع الناسَ بعَملِه سَمَّعَه الله تَعالى وأَراه ثَوابَه من غير أن يُعْطِيه. وقيل: مَنْ أرادَ بعَمَله الناسَ أَسمعَه الله تعالى النّاسَ، وذلك ثَوابُه فقط. - وفي حديث دُعاءِ السَّحَر: "سَمِعَ سامِعٌ بحَمْد اللَّهِ وحُسْن بَلاَئِه علينا" : أي شَهِد شَاهِد، وحَقِيقَتُه لِيَسمع السَّامعُ وليَشْهَد الشَّاهدُ على حَمدِنا لِلَّه عَزَّ وجَلّ على نِعَمه. - وفي الحديث: "أَعُوذُ بك من دُعاءٍ لا يُسْمَع". : أي لا يُجاب، وأَنْشَد: دَعوتُ الله حتى خِفْتُ أَلَّا يكونَ اللَّهُ يَسْمَع ما أَقُولُ (¬2) : أي لا يُجيب ما أَدعُو به. ¬
(سمعمع)
- (1 وفي الحديث: "ملأَ اللَّهُ مَسامِعَه". جمع مِسْمَع، وهو آلة السَّمْع، أو جمع سَمْع على غير قِياسٍ كمَشابِه، ومَلامِح جَمْع شَبَه وَلمْحَة، وانما جُمِع ولم يُثَنَّ لإرادة المَسْمَعَينْ وما حولهما مُبالغةً وتَغْليظا. - في حديث قسٍّ: ... أَنِّي بِسِمْعَانَ مُفْرَدٌ (¬2) * وهو جبل (¬3) ببلاد عبد القَيْس. (سمعمع) - وفي حديث على: (¬4) * سَمَعْمَعٌ كأَنَّنِى من جِنِّ * : أي سريع خَفِيف، وهو في وصف الذِّئب أَشْهَر، والذِّئْب يُوصَف بحِدَّة السَّمْع، ولهذا قيل لولَدِه من الضَّبُع السِّمع. ويقال: أَسْمَعُ من سِمْع 1). ¬
(سمغد)
(سمغد) - في الحديث: "أنه صَلَّى حتى اسمغَدَّت رِجْلاه" : أي تَورَّمت وانتفَخَت. يقال: اسمَغَدَّ الجُرحُ. إذا وَرِم. والسَّمغَد: الطّويل، والوَارِم أيضا، وفي غير هَذَا الأَحَمق، والعَظِيم المتكَبَّر، والمُسْمَغِدُّ: المُنتَفِخ غَضَبا، والَضَّعِيف أيضا، والنَّاعِم: السَّمين. واسمَدَّت يَدُه واسمادَّت: وَرِمت أيضا. واسمَادَّ غَضبهُ: اشتَدَّ، واسمادَّت النُّجومُ: ذهب ضَوؤُها. (سمك) - في حديث ابن عمر: "أنه نظر فإذا هو بالسِّماك فقال: قد دَنَا طُلوعُ الفَجْر، فأوتَر بركْعَةٍ". قال الحربي: إنما يكون هذا في أول تَشْرين الأول، لأنَّ السِّماك يَطلُعُ في عشرين منه مع الفَجْر فيمكث، يطَلعُ مع الفَجْر عَشْر ليال وخَمسَ عَشْرة ليلة مع الصَّبَا (¬1)، [والسِّماك] (¬2)، ثم يتقدم طُلوعه فَيُرى في كل درجة عَشْراً أو خَمْسَ عَشْرة حتى يُرَى مع المَغْرب وهما سماكان: السِّماكُ الرامحُ: وهو الذي يتوسَّط الفَلَك، والسِّماكُ الأَعزلُ أَسفلَ منه، مِمّا يلى القِبْلة، وهو كوكب أَزْهَر، ويقال لسُقوطه بالغَداة نَوْءُ لَيلة: أي ما كان فيه من مطر نُسِب إليه، وله بَارِحُ لَيلة: أي ما كان من ريح فمنسوب إليه. وأكثر العرب يُعجِبهم المطَرُ بنَوءِ السِّماكِ ويستَحِبُّونه ويَسْتَسْقُون به، وكَرِهَه بعضُهم لا للمطر (¬3) ولكن لِما ¬
(سمل)
ينبُت عنه من المَرْعى، لأن نَوْءه يَجِىءُ وقد هاجَت الأَرضُ: أي يَبِس نَباتُها إلا أن في عِرْقِه بقيةً من النَّدَى (¬1)، فيُصِيب المَطرُ العِرقَ، فينبت فيه الرُّطْبُ (¬2)، فيَتَّصِل بالنَّبتِ القديم فتَأكُلهُ الماشيةُ، وذلك السُّمُّ، ويصيب الماشيةَ منه السُّهَامُ؛ وهو داء يصيب الإبل، لأن سقوطه في سبعٍ من نَيْسان. وسُمِّى السِّماكَان بارتفاعهما، وسَمَك الله السماءَ: رفعها. (سمل) - في حديث العُرَنِيِّينَ: "فسَمَل أَعْيُنَهم" (¬3). : أي فَقأَها. وبنو السَّمأَل: قوم من العَرَب سَمَل أبوهم عيناً، ويروى بالرَّاء، ومَخْرجاهما قَريِبَان. وقيل: إن الحَجَّاج كان يُعذِّب الناسَ بهذا الحديث. ورُوِى أَنَّ الحَسَن قال: وَدِدْت أن أَنَساً، رضي الله عنه، لم يُحدِّث الحَجَّاجَ بهذا الحديث. ورُوِى أَنَّ ابنَ سِيرين قال: كان هذا قَبلَ أن تَنْزِل الحدود. وعن أبي الزِّنادِ أنه قال: فَعلَ ذلك بهم، ثم أَنزَل الله، عزّ وجَلَّ، الحُدودَ فوعَظَه ونَهاه عن المَثُلة (¬4) فلم يَعُد. ورُوِى أنهم فعلوا مِثلَ ذلك بالرُّعاةِ، فاقتَصَّ منهم على مثال فِعلِهم. ¬
(سمم)
(سمم) - حديث عِياضٍ: مِلْنا إلى صَخْرة، فإذا بَيْض قال: ما هذا؟ قلنا: بيض السَّامِّ. قال الفرَاء: السَّامُّ، هو سَامُّ أَبرص، والاثنان سامَّا أبرص والجمع سَوامُّ أَبرص، وهو ضَرْب من كبار الوِزْغان. - في حديث سَعِيد بن المُسَيَّب: كُنَّا نقول إذا أصبحنا: "نَعوذُ بالله تعالى من شَرِّ (¬1) السَّامَّة والعَامَّة". السَّامَّة: خَاصَّة الرجل. قال أبو نصر: سمَّ إذا خَصَّ. وأنشد: وهو الذي أَنعَم نُعمَى عمَّتِ على الذين أَسلَموا وسَمَّت (¬2) وقيل: هي مأخوذة من سُمِّ الإبرة كأنهم يدخلونه، لخصُوصهم. - وفي حديث عمير بن أَفْصَى: "يوُرِده السَّامَّةَ" : أي الموت، والصحيح في المَوتِ أنه السَّامُ "بتَخفيف الميم". - في حديث عائشة رضي الله عنها: "أَذلقَها السَّمُومُ" (¬3). : أي حَرُّ النَّهار، والحَرُورُ: حَرُّ الليل. ¬
(سما)
(1 - في حديث أم سلمة: "فأتوا حَرثَكم أَنَّى شِئْتم سِماماً واحدا" هو من سِمام الإبْرة وهو خَرْقُها: أي مَأْتًى واحدا، انتصَب على الظَّرْف إلا أنه ظرف مَحْدودٌ أُجْرِى مُجرى المُبْهَم. 1) (سما) - في حديث هاجَر: "تلك أُمُّكم يا بنى ماءِ السماء" تريد العربَ، وذلك أنهم يَعِيشون بماء المطر ويتَتَبَّعُون (¬2) مواقعَ القَطْر. وقيل: أراد زَمزَم، أنبطَها الله تعالى لِهاجَر، فعاشوا بها، فكأنهم أَولادُها. - في الحديث: "صَلَّى بنا في إثر سَماءٍ كانت من الليل". : أي مَطَر لأنه يَنزِل من السَّماء. يقال: ما زِلْنا نَطَأُ السَّماءَ حتى أتيناكم. وأنشد: إذا سَقَط السماءُ بأَرضِ قَومٍ رَعَينَاهَا وإن كانوا غِضابَا (¬3) ومنهم (¬4) من يُؤُنِّث السَّماءَ بمعني المَطَر. - وفي حديث (¬5) الإفك: "فَسأَل زَيْنَب عن شَأِني. فقالت: ¬
يا رسول الله: أَحْمِى سَمْعِي وبَصَري. قالت: وهي التي كانت تُسامِيني مِنْهنّ". : أَي تُعالِيني، مُفاعَلة من السُّمُوّ: أي تُنازعنى في الحُظْوةِ عنده وتُطاوِلُني وتُفاخِرني، من قولهم: سَمَا الفَحلُ، إذا تطاول على شَوْله. وقَولُها (¬1): أَحمِي سَمْعى وبَصَري: أي لا أكذِبُ عليهما لِئَلَّا أُعَذَّب فيهما. (2 - ومنه حَدِيثُ أَهل أُحُد: "أَنَّهم خرجوا بسُيوفِهم يَخْطُرون يَتَسَامَوْن كأَنَّهم الفُحولُ" (¬3) - قوله: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} (¬4). قيل: اسم هَا هُنا صِلَة، أي سَبِّح رَبَّك. ويؤيده الحَدِيثُ الآخر أنه لَمَّا نزل: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}. قال: اجعَلُوها في رُكُوعِكم، فلمّا نزلَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (¬5). قال: اجعَلُوها في سُجودِكم، ثم رُوىِ عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول في. رُكُوعِه: "سُبْحان رَبِّىَ العَظِيم". وفي سُجُودِه: "سُبَحان رَبِّىَ الأَعلَى". ¬
وكذا رُوى عن ابن الزبير أنه كان إذا قَرأَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} في الصَّلاة قال: "سُبْحانَ رَبِّىَ الأعْلَى". وهذا قَولُ مَنْ قال: إن الاسْمَ هو المُسَمَّى. قال الشّاعر: * إلى الحَوْلِ ثم اسْمُ السَّلام عَليكُما (¬1) * - في حديث شُرَيْح: "اقْتَضىَ مَالِى مُسَمًّى". : أي بِاسْمِى. 2) * * * ¬
ومن باب السين مع النون
(ومن باب السين مع النون) (سنبك) - (1 في الحديث: "كَرِه أن يُطْلَبَ الرِّزْقُ في سَنابِك الأَرضِ" : أي أطرافِها. وفي حديث آخر: "في أَكارِع الأَرضِ" (¬2) : أي يُسافِر السَّفَر الطويل في طَلَب المَالِ. (سنبل) - في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "سَلمانُ عليه قَميصٌ سُنْبُلانِىٌّ" (¬3) : أي سَابِغ مُسْبِلٌ، وقد سَنْبل قَمِيصَه إذا حَرَّكه ذنَباً خَلفَه أو أمامَه، والنون مزيدة لعدمها (¬4)، وفي أَسْبَل وكذلك في السُّنْبل لقولهم السَّبَل في مَعْناه 1) (سنح) - في حديث عائشة، رضي الله عنها، في اعتِراضها (¬5) بَيْن يديه في الصلاة: "أَكره أن أَسْنَحه" من قولهم: سَنَحِ لي الشيءُ إذا عَرضَ: أي أكره أن أستقْبِلَه بِبَدني في صلاته وأُشَوِّشَها (¬6) عليه؛ وِمنه سَوانحُ الطَّيرِ والظِّباء، وهي ما يَعرِض للرَّكب والمُسافِرين، فتجِىءُ عن مَياسِرِهم وتَجوزُ إلى ميامنهم. ¬
(سنخ)
وقيل: هي ما أَتتْ عن المَيامِن، والسَّانح ضِدُّ البَارح. - (1 في حديث أبي بكر: "قال لأُسامَة: أَغِر غَارةً سَنْحاء" من سَنِح (¬2) له الشيء 1). (سنخ) - في حديث الزُّهْرِىِ: "أَصلُ الجهاد وسِنْخُه الرِّباط" (¬3) السِّنْخ: أصلُ كلّ شىء؛ ومنه سِنْخ السِّكّين، وسِنْخُ الأَسنان، وهو ما تَغَيَّبَ في الِّلثَة. - وفي حديث علَىّ - رضي الله عنه -: "ولا يَظْمَأُ على التَّقْوى سِنخُ أَصْل". السِّنْخ والأَصْل واحد، أَضافَ أَحَدَهما إلى الآخر لَمَّا اخْتلَف لَفظُهما. (سند) (4 - قولُه تَعالى: {خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ} (¬5) : أي مُمالَة إلى الجدارِ، وأَسْندتُ الشىَّءَ إلى الشيء وسنَّدت؛ أي أَملْت 4) - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "خَرج ثُمامةُ بن أُثَال ومُحَلِّم (¬6) اليمامة مُتَسانِدَيْن" ¬
(سنع)
: أي متعاونين، والمساندة: المكافأة، وهما مُتَسانِدان: إذا كان كُلُّ واحد منهما رئِيساً على قَومهِ ليس للآخر فيه شَرِكَة. وخرج القَوُم مُتَسانِدِين: أي على راياتٍ شَتَّى، كلُّ فِرقة تَستَنِد إلى رايةٍ. - في حديث أُحُد: "رأيتُ النِّساءَ يُسْنِدْن في الجَبَل" (¬1). : أي يُصَعِّدن فيه، ويقال: سَنَد في الجبل والنَّخلة: رَقِى فيهما. والسَّنَد: ما ارتفع من الأَرضِ. وقيل: السَّنَد: ما قابَلك من الجَبَل وعَلا عن السَّفْح. - في حديث عبدِ الملكِ بن مَرْوان: "إن حَجَراً وُجِد عليه كتاب بالمُسْنَدِ". قيل: المُسْنَد: كِتابةٌ قَدِيَمة، وقيل: هو خَطُّ حِمْير: أي مَكْتوبٌ بالحِمْيَرية. (سنع) - (2 في حديث هشام في صِفة ناقةٍ: "إِنَّها لَمِسْناعٌ". : أي حَسنَة الخَلْق. والسَّنَع: الجَمال فهو سَنِيع - وروى (¬3) مِسْيَاع 2). ¬
(سنم)
(سنم) - في الحديث: خَيرُ الماء السَّنِم" : أي الذي على وجه الأرض (¬1). وكلُّ شيِء عَلَا شَيئاً فقد تَسنَّمه، مأخوذ من سَنَام البَعير، وهو ما شَخص من ظَهْره، وبَعِير سَنِم: عَظِيم السّنَام، ويُروى: الشَّبِمُ. (2 - في الحديث: "نِساء على رُؤوسِهِنّ كأَسْنِمة البُخْت" قال أبو نُعَيْم: قيل: إنَّهنّ المُغَنِّيات، وبِالعِراق يَتعمَّمن كِوَاراتٍ (¬3) كِبار على رُؤوسِهنّ. 2) (سنن) - في الحديث: "إنما أُنَسىَّ لِأَسُنّ" : أي أُدفَعُ إلا النِّسيان لأَسوقَ النَّاسَ بالهِدايةِ إلا الطريقِ المستقيمِ. وسنَنتُ (¬4) الإبلَ: سُقتُها سَوقاً شديدا: أي لأُبَيِّن لهم ما يحتاجون إليه أن يَفعَلوُا إذا عَرَض لهمِ النِّسيان. - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "نَهَى عن السَّلَم في السِّنِّ" (¬5) يعني الرَّقيقَ والدَّوابَّ والحَيوانَ. وقال أبو عمرو: السِّنّ: الثَّور خاصة، والأَولُ أَولَى؛ لأن السِّنّ لجميع الحيوان. ¬
- وفي حديث عمر أيضا: "رأَيتُ أباه يستَنُّ بسَيْفهِ كما يَسْتَنُّ الجَمَل". : أي يَمرَحِ (¬1). ويقال: فلان يَستَنُّ الريحَ والسَّيلَ إذا كان على جِهَتِهِما وممَرِّهما، واستَنَّ على وَجْه واحدٍ: أي مَضىَ. - وفي الحديث (¬2): "أنه كان يَسْتَنّ". الاسْتِنان: الاسْتِياك، مأخوذ من السَّنَّ. - وفي حديث الجُمُعة (¬3) وسُنَّتِها: "وأن يَسْتَنَّ". وهو من ذلك السّنّ بالسِّواك وإمرار المِسْواك عليها. (4 - في كتاب البخاري عن عائشة في حديث وفاة النّبي صلى الله عليه وسلم -: "فسَنَنْتُه بها" (¬5). : أي أجريتُها على سِنِّه وجَعلتُها مِسواكاً له، كما يقال: رأَستُه وكَبدتُه 4). - في الحديث: "فقام رجلٌ قَبِيحُ السُّنَّة" (¬6). يعني سُنَّةَ الوَجْهِ، وهي صورته، وما أقبلَ عليك منه. وقيل: الخَدّ. قال ذو الرّمّة: تُريكَ سُنَّةَ وجهٍ غَيرَ مُقرفةٍ مَلْساء ليس بها خَالٌ ولا نَدَبُ (¬7) ¬
(1 يقال: هو أَشبَهُ به سُنَّةً ومُنَّةً وأُمَّةً: أي صورةً وقُوةَ عَقْل وقَامَةً. والمَسنُون: المصَوَّر. - وفي الحديث: "أعْطُوا السِّنَّ حظَّها" (¬2) : أي ذوات السِّنّ وهو الرَّعْي، وقد سَنّ الإِبلَ: صَقَلها بالرَّعْىِ. - وقول على (¬3): * ... حَدِيثٌ سِنّىِ * هو كما يقال: طلِع الشَّمس؛ لأَنَّ "حديث" اعْتَمد على "أَنَا" المَحْذُوف وليس بخبرٍ مُقَدَّم. - في الحديث (¬4): "استَنَّت شَرَفاً". : أي لَجَّت في عَدْوِها. 1) - في الحديث: "لا يُنْقَض عَهدُهم عن سُنَّةِ ما حلٍ" : أي لا يُنْقَض عهدهم بسَعْى ساعٍ بالنَّمِيمَة والإفسَاد، كما يقال: لا أُفسِد ما بَيْنىِ وبَيْنك بمذاهب الأَشْرار. ¬
- في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "رَمَل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بِسُنَّة". : أي أنه أَمرٌ لم يَسُنَّ فِعلَه لكافَّة الأُمَّة على معنى القُربَة كالسُّنَن التي هي عبادات، ولكنه شيءٌ فَعلَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسبب خَاصٍّ؛ وهو أنه أراد أن يُرِىَ الكُفَّارَ قُوَّةَ أصحابِه وقد يَفعَل الشَّىءَ لِمعْنًى، فيَزُولُ ذلك المعنى، ويَبْقَى الفِعلُ على حاله كقَصْر الصلاة في السَّفَر للخوف، كما قال تبارك وتعالى: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ} (¬1). ثم زال الخَوفُ وبَقِىَ القَصْر ليس بسُنَّة لكافَّة الأُمَّة ابتداءً، ولكن سُنَّت للصَّحابة، رضي الله عنهم، ثم بَقِيت للأُمَّة. ولهذا (¬2) يُفعَل في طوافٍ واحدٍ دون سَائِر الطَّوْفاَتِ. - في حديث بَرْوعَ (¬3): "وكان زَوجُها سُنَّ في بئر". : أي تَغيَّر وأَنتَن من قوله تعالى: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} (¬4). وقيل: أراد بِسُنَّ أَسِنَ، وهو أن يَدُورَ رأسُه من رِيحٍ (¬5) أصابَتْه. ¬
(سنه)
قال الفَراءُ: أَسِن أَسَناً: إذا غُشى عليه من رِيح البِئْرِ، ويحتمل أن تكون الروايةُ أَسِنَ، فسَقَطَت الأَلِف على بعضِ الرُّواةِ. (سنه) - في الحديث: "نَهَى عن بَيْع السِّنِين". يعني إذا باع ثَمرةَ نَخلة لعدة سِنِين لأنه غَرَرٌ، فإنها لا تُؤمَن عليها العاهات التي تَجْتاحُها. وهو (¬1) مِثلُ نَهْيهِ عن المُعَاوَمة، وإذا كان بيع الثمرة قبل بُدوِّ صلاحها مَنْهيًّا عنه، فكيف يَبِيعها قَبلَ خَلْقِ الله تعالى إِيَّاها. - وفي حديثَ الدُّعاءِ على قُريْش: "أَعِنِّى عليهم بسِنِين كَسِنِى يوُسُف" يعني الذي ذَكَره الله عز وجل في قِصَّة يوسف عليه الصلاة والسلام حين قال الملِك: {إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ} (¬2). إلى أن قال: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ}: أي سَبْعُ سِنِين فيها جُدوبَةٌ وقَحْطٌ. والسَّنَة: القَحُط، ويجمع سَنَوات، وقد أَسْنَنْت: أي دخلت في السَّنَة، وهذه التَّاء بدل حروف العِلَّة وهي الياء لأن أَصلَ أسنَنْت أَسنَيْت. ¬
- ومنه حديث أبي تَمِيمَة (¬1)، رضي الله عنه،: "اللَّهُ الذي إذا أَسْنَتَّ (¬2) أَنبتَ لك". : أي أَصابَك القَحْط فهو مُسنِت. - ومنه حَديثُ أُمِّ مَعْبد: "فإذا القَوم مُرْمِلُون مُسْنِتُون (2) ". : أي داخلون في المَجاعَة والجَدْب، وأَسنَتَت الأَرضُ: إذا لم يُصِبْها المَطرُ، فلم تُنبِت شَيئاً. - قوله تبارك وتعالى: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (¬3). قال المُفضَّل الضَّبِّىُّ: السِّنَة في الرأس، والنَّومُ في القَلْب، ويشهد لذلك قَولُه عليه الصَّلاة والسلام: "تَنامُ عَيناىَ ولا يَنامُ قَلبِى". ¬
(سنا)
وأنشد: وَسْنان أَقصَدَه النُّعاسُ فرنَّقَت في عَينِهِ سِنَةٌ وليس بنائِم (¬1) وهذا من باب الواو؛ لأن الفعل منه وَسَن كالعِدَة من وَعَد، وإنما أوردناه لِظَاهر لَفظِه. (سنا) - في حديث الزَّكاة: "ما سُقِىِ بالسَّوانِى فَفِيه نِصفُ العُشْر". السَّانِية: النَّاقةُ التي يُسْتقى عليها، والجمع السَّواني. - ومنه حديثُ البَعيرِ الذي شَكَا (¬2) إليه فقال أَهلُه: "كنا نَسْنُو عليه". : أي نَسْتَقِى. - في الحديث: "بَشِّر أُمَّتي بالسَّنَاءِ". : أي بارتفاعِ المنزلة والقَدْر عند الله عز وجل، وقد سَنِىَ يَسْنَى سَنَاءً: أي ارتفَع، والسَّنَا بالقَصْر: الضَّوءُ. * * * ¬
ومن باب السين مع الواو
(ومن باب السين مع الواو) (سوأ) - في الحديث: "قال رجل يا رسول الله: رأَيتُ كأن مِيزاناً دُلِّى من السماء، فوُزِنت أنتَ وأَبوَ بكْر إلى أن قال: فاستَاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم" (¬1). استَاءَ: هو افْتَعل من السُّوء، على زِنة اسْتَاكَ، يعني سَاءَته وأَصابَه سُوءٌ، بمَنزِلة اهْتَمَّ من الهَمّ. - في حديث عَبدِ الملك بنِ عُمَير: "السَّوْآءُ بنتُ السَّيِّد أَحبُّ إلىّ من الحَسْناءِ (¬2) بِنتِ الظَّنُونِ". يقال: رجلٌ أَسْوأُ وامرأة سَوْآء على وَزْن حَسْناء: أي قَبِيحان. (سوخ) - في حَديِث سُراقةَ (¬3) - رضي الله عنه -: "فَساخَت يَدُ فَرسىِ" : أي انْخسَفت. يقال: ساخَتِ الأَرضُ به تَسوخُ سَوْخاً وسُؤُوخاً وقيل: تَسِيخُ، والأَولُ أَشهَرُ. - في حديث الغَار: "فانْساخَت الصَّخرةُ". كذا رُوِى بالخاء، وإنما هو بالحَاءِ المُهْمَلة، وأَصلُه الصاد، ويذكر في بابه إن شاء الله تعالى. ¬
(سود)
(سود) - في حديث (¬1): "قال لِعُمر - رضي الله عنهما: انظُر إلى هؤلاء الَأسَاودِ حَولَك" قال أبو زيد: يقال: مَرَّت بنا أَسْوِدَاتٌ من النّاس وأَساوِدُ وأَسَاوِيدُ، وهم الجماعات المُتَفَرّقُون. ومنه السَّوادُ الأَعظَم. والسَّوادُ: الشَّخْص؛ لأنه يُرَى من بَعِيد أَسْود. - وقوله للحَسَن رضي الله عنه: "إن ابْنى هذا سَيِّد". : أي يَلِى السَّواد العَظِيم (¬2). - وفي الحديث: "قُومُوا إلى سَيِّدكم". يعني سَعد بن مُعاذ، يُخاطِب الأَنصار، يعني الذي سَوَّدناه ورَأَسْناه وكان سَيِّد الخَزْرج في الجاهلية، رضي الله عنه، فجعَله نقِيباً في الإِسلام. - وفي حديث (¬3) ابن عمر رضي الله عنهما: "ما رَأَيتُ بعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَسْودَ من مُعاوِيةَ رضي الله عنه. قيل: ولا عُمرَ! قال: كان عمر رضي الله عنه خَيراً منه، وكان (¬4) أَسودَ من عُمَر. قيل: أي أَعطَى للمال وأَحلَم منه" وقال أَحمدُ بن حَنْبل: أي أسخَى منه. وقال ابن فارس: السَّيِّد: الحَلِيم. ¬
وسُئِل بَعضُ العَرَب: مَنِ السَّيِّد؟ قال: من إذا حَضَر هِيبَ، واذا غاب اغْتِيب. وقيل: السَّيِّد: المُتحمِّلُ لأَذَى قَومِه المُنْفِقُ عليهم من مَالِه. - وفي حديث: "قالوا يا رسول الله: مَنِ السَّيِّد؟ قال: يُوسُف ابن يعَقوبَ بن إسْحاقَ بن إبراهيمَ عليهم الصلاة والسلام. قالوا: فما في أُمّتِكَ من سيّد؟ قال: بلى، من أتاه الله مالاً ورُزِق (¬1) سَماحةً، فأَدَّى الشُّكرَ (¬2)، وقَلّت شِكايتُه في الناسِ". - وفي حديث آخر: "كُلُّ بَنِى آدمَ سَيِّد، فالرجل سَيِّد أَهلِ بَيْتهِ، والمرأة سَيِّدة أَهلِ بَيْتها." - وفي حديثه للأنصار: "مَنْ سَيّدُكمِ؟ قالوا: الجَدُّ بن قَيْس، عَلَى أَنا نُبَخِّله. قال: وأىُّ دَاءٍ أَدْوَى من البُخْل". وهذا دليل على أنّ السَّيِّد هو السَّخِىّ. - وفي حديث: "بل السَّيِّد اللَّهُ" (¬3). : أي الذي تَحِقّ له السِّيادة هو الله. - وفي حديث آخر حين قالوا له: أنت سَيِّدُنَا. قال: "قُولُوا بقولكم" : أي ادْعُوني نبيًّا وَرَسُولاً، كما سَمَّاني الله عزَّ وجلَّ، ولا تُسمُّوني سَيِّدا كما تُسَمُّون رُؤَسَاءَكم ولا تَضُمُّوني إليهم، فإنّي لَستُ كأَحدِهم الذين يسودُونَكُم في أَسبابِ الدُّنيا.". ¬
(سور)
وهذا كما قال أبو سُفْيان للعَبّاس - رضىِ الله عنهما -: "لَقَدْ أصبحَ مُلكُ ابْنِ أخِيك عَظِيما. قال: لَيْس بمُلْكٍ ولكنه نُبُوَّة" : أي لَيَس أَمرِى وشرفىِ ومَنْزِلتي كَشَرف أَهلِ الدُّنيا بدُنياهم. - وفي حديث: "لا تَقُولُوا للمُنافِق سَيِّد، فإنّه إن كانَ سيّدَكم - (1 فقد أغضَبْتُم ربَّكم، عز وجلّ". : أي إن كان كما تقولون: إنّه سيّدكم 1) - وهو منافِق، فحَالُكم دُون حَالِه، والله تبارك وتَعالى لا يَرضَى لكم ذلك، والله أَعلم. - في الحديث: "ثَنِىُّ الضَّأْن خَيرٌ من السَّيّدِ من المَعِز". قال الكِسائىُّ: السَّيِّد: المُسِنّ. وقال دَاوُد بن قَيْس: السَّيِّد: الجَلِيل وإن لم يكن مُسِنًّا. (سور) - قولُ الله تبارك وتعالى: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ} (¬2) السُّور: الحائط. وقال أبو عُبَيْدة: السُّورُ: جَمع سُورَة البِناءِ، بطرح الهاء، مِثل بُسْرَةٍ (¬3) وبُسْرٍ. ¬
وقال الأزهري: السُّورة: عِرقٌ (¬1) من أَعرَاقِ الحائط، وجمعه سُوَرٌ وسُورَات كَغُرفَة وغُرَف وصُورَة وصُوَر، وبه سُمِّيت سُورَة من القرآن لارتفِاعِها، وسُرتُ الحائطَ وسَوَّرته: عَلوتُه .. - وفي حديث شَيبةَ: "لم يبقَ إلا أن أُسَوِّرَه". : أي أرتَفِعَ إليه وآخُذَه. - وفي حديث عمر، رضي الله عنه،: "فكِدتُ أُساوِرُهُ في الصلاة". : أي أُواثِبهُ وأُقاتِلهُ. (2 - وفي حديث آخر له: "فتَسَاورْت لها". : أي رفَعتُ لها شَخْصي. - وقَولُه تعالى: {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} (¬3). : أي أَتَوْه من أَعلَى سُورِه يقال: تَسَوَّرَ الحائِطَ: تَسَلَّقَه. والسُّورُ: حائِطُ المدينةِ. 2) - في صِفَةِ (¬4) أَهلِ الجَنَّةِ: "أَخذَه سُوارُ فَرَحٍ". قال الأَخفَش: السُّوارُ: دَبِيبُ الشَّراب في الرَّأس: أي دَبَّ فيه. الفرح دَبِيبَ الشَّرابِ في الرّأسِ، وهو من الارْتِفاعِ أيضا. - في الحديث: "وفي يَدِى سُوارَان من ذهب". رُوى بضَمِّ السِّين، وهو لُغَة في السُّوار وهو الدُمْلُج. ¬
(سوط)
(سوط) - في حديث سَوْدَةَ - رَضى الله عنها -: "أَنَّ النّبىَّ صلّى الله عليه وسلم نظر إليها وهي تنظر في رَكْوَةٍ (¬1) فيها ماء، فَنَهاها وقال: إني أخاف عَليكم (¬2) منه المِسْوَط". : يعني الشَّيطانَ. والمِسْوَط: اسمٌ لبعض أولاد إبليس. ولعلَّه سُمِّى به من قولهم: سَاطَ القِدرَ بالمِسْوط والمِسْواط؛ وهو ما يُحَّرك به ما فيها ليَخْتلِط كأنه يُحرَّك النَّاسَ للمَعْصية ويُحَرِّضهم (¬3) عليها. - ومنه (¬4) حديثُ علىّ وفاطِمةَ، رضي الله عنهما: * مَسُوطٌ لحَمُها بِدَمِى ولحمِي * السَّوط: المَزْج والخَلْط. - وفي حديث: "أولُ مَنْ يدخُلُ النَّارَ السَّوَّاطُون". : يعني (¬5) الشُّرَط. - وفي حديث آخر: "معَهم سِياطٌ كأَذنابِ البَقَر" (¬6). ¬
(سوع)
(سوع) - قوله تَباركَ وتَعالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} (¬1) قال الزَّجَّاج: معنى السَّاعة في كل القُرآن: الوَقْت الذي تقوم فيه القِيامَة، كأنه يُريد أَنَّها ساعةٌ عَظِيمة خَفِيَّة يَحدُث فيها أَمر عظيم، فلِقلَّة الوَقْت الذي تَقوم فيه سَمَّاه سَاعة، والله أعلم. فأما سَاعَةُ الزَّمان فلأَنها تَجرِى وتذَهَب، من قَولِهم: سَاعَ وانْساعَ: إذا جَرَى، وانْساعَ الجَمْدُ: ذَابَ. (سوغ) - في حديث أبي أيوب رضي الله عنه: " (¬2) إذا مِتُّ، فاركَب، ثم سُغْ في الأَرضِ مَساغاً، ثم ادفنّى". : أي ادْخُل ما وَجدتَ مَدْخَلاً. وقال أبو السَّمْحِ: ساغَت به الأَرض: أي سَاخَتْ، ولَعلَّه من ساغ الطَّعامُ (¬3)، وانْساغ لُغَيَّة، وأَساغَه الله وسَوَّغهُ. (سوف) في الحديث: "لَعَن اللَّهُ المُسَوِّفَةَ والمُفَسِّلةَ" (¬4). المُسوِّفة: التي إذا أَرادَ زَوجُها أن يأتِيَها لم تُطاوِعْه وقالت (¬5): سوف أَفْعل تماطِلُه. والمُسَوِّف: الذي يصَنَع ما يشاء لا يَمنَعه أَحدٌ. والتَّسْوِيف: ¬
(سوق)
المَطْل (¬1) والتَّأخير، (2 من السَّوْف وهو الشَّمُّ كأنها تُشِمُّه المُطاوعَةَ وتُطمِعهُ، ثم لا تَفى به. - وفي حديث الدُّؤَلىّ: "ضَعِيفٌ مُسِيفٌ (¬3) " : أي ذاهِبٌ مَالُه، من السُّواف، وهو دَاءٌ يُهلِك الإِبلَ. وقال ابن الأعرابي: السُّوافُ بالضم (¬4) دَاء، وبالفتح الفَنَاء. 2) (سوق) - في الحديث: "دَخَل سَعِيد على عُثمانَ، رضي الله عنهما، وهو في السَّوْقِ" : أي النَّزْع. يقال: سَاقَ فلانٌ يَسُوق سَوْقاً شديداً: إذا نَزَع للموت. ويقال له: السِّياق (¬5) أيضا. - وفي حديث المرأةِ (¬6) التي أراد أن يَدْخُل بها فقال عليه الصلاة والسَّلامُ: "هَبِى لىِ نَفْسَك. فقالت: هل تَهَبُ المَلِكةُ نَفسَها للسُّوقَة؟ " يُقدِّر بعضُ الناسِ أن السُّوقة أَهل الأَسْواق، وإنما السُّوقَةُ مَنْ دون المَلِك. من قولهم: سَوَّقتُه أَمرِى: أي مَلَّكْتُه، وأَسَقْتُه إبلا كذلك. ¬
(سوك)
- في الحديث في صِفَة الأولياء: "إن كانت السَّاقة كان فيها، وإن كان في الحَرَس كان فيه". السَّاَقة: الذين يَحفِزون على السَّير في أعقاب الناس (¬1). - في الحديث: "لا يستَخرِج كَنزَ الكَعَبةِ إلّا ذو السُّوَيْقَتَين من الحَبَشَة". هي تَثْنِية تَصغِير السَّاق، والساق يُؤَنَّث، فلذلك أدخلِ في تصغيرها التاء (¬2)، وعَامّة الحبشة في سُوقهم حُموشَةٌ (3 ودِقَّة 3) (4 - في حديث أم مَعبَد: فجاء زوجُها يَسوقُ أَعنُزاً ما تَسَاوَقُ". : أي ما تَتَابَع، والمُسَاوقَةُ: المُتَابعة، كأنَّ بَعضَها يَسوقُ بعْضاً. 4) (سوك) - وفي رواية: "فَجَاء زَوجُها يَسوق أَعنُزاً عِجافاً تساوَكْن هُزالاً". قال ابن فارس: تَسَاوكتِ (¬5) الإبلُ: اضْطَرَبت أَعناقُها من الهُزال. وقال قوم: جاءتِ الإبلُ ما تَسَاوَكُ هُزالاً: أي ما تُحرِّك رُؤُوسَها، وسَاكَه يسُوكه: دَلَكه. ومنه السِّواك. ويقال له: المِسْواك أيضا. ¬
وهو يَسُوكُ فَمَه، فإذا لم تذكر الفَمَ قلت: استَاكَ. (1 ومنه الحديث: "كان إذَا قام من الّليل يَشوصُ فاه بالسِّوَاك" قال أهل اللّغة: سِوَاك، ومِسْواك، ويُجمَعَان على سُوُكٍ ومَسَاوِيك. ويقال: استَاكَ بالسِّواكِ يَسْتاكُ، وسَاكَ به يَسُوك، واستَنَّ به يَسْتَنُّ، وشَاصَ يَشُوصُ، قال الشاعر ووَصَف ثَغْر امرأة: أَغَرُّ الثَّنَايَا أَحَمُّ الِّلثَا تِ تَمنَحه سُوكُ الإسْحِلَ (¬2) والإِسْحِلُ: شجر لطيف تُتَّخذُ منه المَسَاويكُ، تُشَبِّه العَربُ بَنانَ المرأة بها، قال امرؤ القيسِ: وتَعطُو برَخْصٍ غَير شَثْنٍ كأنه أَسَارِيعُ ظَبْىٍ أَو مساوِيكُ إسْحِلِ (¬3) تعطو: تَتَناول. - ومنه حديث عائشَةَ: "لا تَعطُوهُ (¬4) الأَيدىِ" والشَّثَن: الغَلِيظُ، والأساريع: دُودٌ يكون في أَدْنَي البَقْل لَيِّنة مُنَقَّطة، واحدها: أُسْروعٌ، وظَبْى: اسم وادٍ. وتُتَّخذ المَساوِيكُ من شَجَر السَّرْو، وشَجَر البُطْمِ، وهو طَيِّب الريح، وتُتَّخذ من العُتْمُ؛ وهو شَجَر الزَّيتون، أو شجر يُشبِه شَجَر الزيتون 1). ¬
(سوا)
(سوا) - في الحديث: "سألت ربّى عزّ وجلّ أَلَّا يُسَلِّطَ على أُمَّتِى عَدُوًّا من سَواءِ أَنفسِهم، فيَسْتَبِيحَ بَيْضتَهم" : أي من غَير أهلِ دِينهم بمعنى سِوَى كالقِرَى والقَراء والقِلَى والقَلاء والصِّلى والصَّلاء. قال الأعشى: تَجانَفُ عن جَوِّ اليَمامَةِ ناقَتى وما عَدَلَت عن أهَلِها لسَوائِكَا (¬1) إذَا فَتحتَ مَدَدت، وإذا ضَممْتَ أو كسرتَ قَصَرتَ. - وفي حديث هِنْد بن أَبِى هَالَة في صِفَته صلّى الله عليه وسلّم: "سَواءُ (¬2) البَطْنِ والصَّدْر". : أي أَنَّ بَطنَه غَيرُ مستَفِيض، فهو مساوٍ لصَدْره، وصَدرُه عريضٌ فهو مُساوٍ لبَطْنه. وقال عِيسىَ بنُ عُمرَ: كنتُ أكتبُ حتى انْقَطَع سَوائِى (¬3): أي ظَهرى. وسَواء الشىَّءِ: وسَطُه، (4 لاسْتِواء المَسافةِ إليه من الأَطرافِ. ¬
- وفي حديث مُطَرِّف: "الحَسَنَة بين السَّيِّئَتَين". : أي الغُلوُّ سَيِّئة، والتَّقْصِير سيِّئَةٌ، والاقتِصاد بينهما حَسَنة. - في حديث ابن مسعود: "يُوضَع الصِّراط على سَواءِ جهنّم" : أي وسطها - وفي حديث (¬1) قُسٍّ: "فإذا بهَضْبة في تَسْوائِها". : أي في الموضع المُستَوِى منها. 4) * * * ¬
ومن باب السين مع الهاء
(ومن باب السين مع الهاء) (سهب) (1 في حديث الرُّؤْيَا: "أَكلُوا وشَرِبُوا وأَسْهَبُوا" : أي أكثَرُوا وأَمعَنوا. يقال: حَفَر فأَسهَب: أي بَلَغ الرَّملَ، وبئر سَهْبَةٌ: بعيدة القَعْر. والمُسْهَب: الكَثِيرُ الكَلام. - ومنه الحديث: "أنَّه بعث خَيلاً فَأَسْهَبَت شَهْراً" : أي أَمعَنَت في سَيرها. - وقال ابن عمر: "أَكرَه أن أَكَونَ من المُسْهَبين" (¬2). بفتح الهاءِ، وأَصلُه من السَّهْب، وهي الأرضُ الواسعة. (سهر) - في الحديث: "خَيرُ المالِ عينٌ ساهِرةٌ لِعَينْ نائِمة". : أي عَيْن مَاءٍ تَجرِي لَيلاً ونَهاراً، وصاحِبُها نائم (¬3). (سهل) - في حديث أمِّ سَلَمة - رضي الله عنها - في مقتل الحُسَين رضي الله عنه: "أَنَّ جِبريلَ أتاه بسِهْلةٍ، أو تُرابٍ أحمر" السَّهْلَة: رَمْل خَشنٌ ليس بالدُّقاقِ" 1). ¬
(سهم)
- في الحديث: "من كَذَب علىَّ فقد استَهَلَّ مكانه من جَهَنَّم". قال الإمام إسماعيلُ، رحمه الله، فيما قَرأتُه عليه: هو افْتَعل من السَّهْل بمعنى تبوَّأ وأَخَذ: أي اتَّخذ مَكاناً سَهلاً من جَهَنَّم، وليس في جَهَنَّم سَهْلٌ لكنه بمعنى تَبَوَّأَ أو نَحْوه. (سهم) - في حديث جَابِر رضي الله عنه: "أنه كان يصلى في بُردٍ مُسَهَّمٍ أَخَضَرَ" (¬1). المُسَهَّم: بُردٌ مُخَطَّط فيه وَشْىٌ كالسِّهام. - وفي حديث ابن (¬2) عمرَ رضي الله عنهما: "وَقَع في سَهْمي جَارِيةٌ". السَّهْم: النَّصِيب. - وفي حديث بَرُيدة، رضي الله عنه،: "خَرج سَهْمُك" : أي بالفَلْج والظَّفَر. وأصل السَّهْم: الشيّءُ يتَداعاه الناسُ، فيُحِيلون السِّهامَ عليه، فَمنْ خرج سَهمه أخذَه. (3 وأصل السَّهْم؛ وأحد السِّهام التي يُطَلب بها، ثم سُمِّي ما يَفوُز به الفَالِج سَهْماً تَسْمية بالسَّهْم المَضْروب به، ثم كَثُر حتى سُمِّي كُلُّ نصيب سَهْما. - في الحديث: "كان للنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - سَهْمٌ من الغَنِيمةِ، شَهِدَ أو غَابَ" (¬4). ¬
(سها)
(سها) - قوله عز وجل: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} (¬1). السَّهْو عن الشيء: تَركُه، والسَّهْو في الشيء إثباتُه، وقد سَهَا (¬2) النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - في الصَّلاةِ، والمُنافِق يَسْهو عَنْها في السِّرِّ، ويُرائِى بها في الظَّاهر؛ فلهذا أَوعدَهم بالوَيْل. 3) * * * ¬
ومن باب السين مع الياء
(ومن باب السين مع الياء) (سيأَ) - في الحديث: "لا تُسلِّم ابنك سَيَّاء" : أي الذي يبيع الأكفانَ ويتمنَّى موتَ الناس، جاء تفسيره في الحديث، ولعلّه من السُّوء والمَساءَة. والسَّيْءُ: اللبَن في مَقدَّم الضَّرعِ، وسيَّأتِ (¬1) الناقةُ: اجتمع السَّيْءُ في ضَرْعِها. وسَيَّأْتَها: حلبتَ ذلك منها، فَتَسَيَّأت: أرسلت ذلك من غير حَلْبٍ، وتسَيَّأت أيضا: أبقَت في ضَرْعِها بعد الدَّرَّة. قال ذلك كله الجَبَّان، فيُحتَمل أن يكون فَعَّالا من سَيَّأْتُها: أي حَلبتُها، والله أعلم. (¬2) (سيب) - في حديث عبد الله، رضي الله عنه: "السَّائِبةُ يَضَع مالَه حيثُ شَاء" قال الحَرْبى: هو الرَّجل يُعتَق سائِبةً، فلا يكون وَلَاؤُه لأحدٍ. وقال أبو عبيدة: السَّائِبةُ من العَبِيد: أن يَعتِقَه سائِبةً فلا يَرِثُه. : أَىْ سَيْبَه، ولا عَقْلَ له. ¬
قال الأزهرى: السَّائبة: ما أهملته وتركته. قال ابنُ فارس: هو العَبْد يُعتَق ولا يكون وَلاؤُه لمُعتقِه وَيضَع مالَه حَيثُ شاء، وهو الذي وَرَد النَّهىُ عنه. - في الحديث: "عُرِضَت علىَّ النارُ، فرأيت صاحبَ السَّائِبتَين يُدفَعُ بِعَصاً". السَّائبتان: بَدنَتان أَهْداهما النَّبىُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت، فأَخذَهما رجل من المشرِكين فذهب بهما، سَمَّاهما سائِبَتَين كأنه سَيَّبَهما لِلَّه عزَّ وجلَّ. - (1 في حديث عمر: "الصَّدقَة والسَّائِبَةُ لِيَوْمِهما". : أي يُراد بهما ثَوابُ يومِ القِيامة، فإن وَرِثَهما فليَصْرِفْهما في مِثْلِهِما، وذلك على سَبِيل الكراهة 1). - في الحديث: "أن رجلا شَرِب من سِقاءٍ فانسابَت في بَطنِه حَيَّةٌ، فنُهِى عن الشُّرب منِ فَمِ السِّقاء". : أي دخلت وجَرَت مستِمرَّةً مع جَرَيان الماء. - وفي حديث الاسْتِسْقاء: "واجْعَله سيبا نَافِعاً". السَّيْب: العَطَاء ويُشبِه أن يُرِيد مَطراً سائِباً: أي جاريا. وفي رواية بالصَّاد: "صَيِّبا" وهو المطر من قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ} (¬2) - وفي حديثَ عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: "إنّ الِحيلةَ بالمَنطِق أَبلغُ من السُّيُوب في الكَلِم" ¬
(سيح)
السُّيُوب: ما سُيِّب وخُلِّى، فَسَابَ: أي ذهب. ومنه يُسَمَّى الرجلُ ساَيِبا، (1 وساب في الكلام: خَاضَ فيه بِهَذَر، أي التَّلَطُّفُ والتَّقَلُّلُ منه أبلغ من الِإكْثَار. (سيح) - في حديث الغار: "فانْسَاحَت الصَّخرة" : أي أندفَعت واتَّسَعت، ومنه سَاحَةُ الدَّارِ. وروى بالخاء وبالصاد 1) (سيخ) - في الحديث: "ما مِن دابَّة إلّا وهي مُسِيخَةٌ يَومَ الجُمُعة" (¬2) : أي مُصْغِية مستَمِعة. يقال: أَساخَ وأَصاخَ بمعنى واحد. (سيد) - في حديث مَسْعُود بن عَمرٍو: "لكَأَني بجُنْدَبِ بن عَمْرٍو أَقبلَ كالسِّيدِ" : أي الذِّئب، وقد يقال ذلك للأَسَد. (سير) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "رَأَى حُلَّةً سَيراءَ." (¬3) - وفي حديث عَلىٍّ، رضي الله عنه: "حُلَّة مُسَيَّرةً" (¬4) إمَّا سَدَاها وإمّا لُحمَتُها. قال ابن دريد: السِّيَراء: بُرودٌ مُخَطَّطة يَمانِيّة. ¬
(سيس)
وقال أبو نَصر: صاحبُ الأصمعى: هو ثَوبٌ من حَرِيرٍ فيه خُطُوط. والمُسَيَّرة: المُخطَّطةُ، وقيل: هي فِعَلَاء من السَّيْر الذي هو القِدّ، لأنّ عليها أمثالَ السُّيورِ، والمُسَيَّر أيضا منه. (1 وقيل: المُسَيَّر: الذي فيه سَيْر. - في حديث حُذَيْفَة: "تَسايَر عنه الغَضَبُ". : أي سار وزَالَ. - في الحديث: مَسِيرةَ كذا" (¬2) : أي المسافة التي يُسار فيها (3 من الأرض 3) كالمَنْزِلَة والمَتْهَمَةِ، أو هو مَصْدر بمعنى السَّيْر كالمَعِيشة والعَيْش والمَعْجِزَة والعَجْزِ. (سيس) - وفي حديث البَيْعة: "حَمَلَتْنِى العَربُ على سِيَسائِها" سِيسَاء الظهر (¬4) من الحِمار، والبَغْلة، والبَعير: مجُتَمع وَسَطِه، وهو مَوضِع الرّكوب وجَمعُها سَيَاسِىُّ. : أي حَمَلَتْنا على ظَهْر الحرب وحَارَبَتْنَا. 1) (سيف) - في حديث جابر، رضي الله عنه،: "فأَتَينا سِيفَ البَحْر" : أي سَاحِلَه. وقيل: هو والسَّيْف من شىءٍ واحد، سُمِّيا بِهِ، لامْتِدادِهما. ¬
(سين)
(سين) - قوله تعالى: {طُورِ سَيْنَاءَ} (¬1)، و {وَطُورِ سِينِينَ} (¬2) الطُّور: الجَبَل. والسِّينَاءُ: الحجارة المباركَة، سُرْيانِّي. وقيل: حَبَشىّ. وقيل: نَبَطِىّ، وقَعَت إلى العرب، فاختَلفَت بها لُغاتُهم. وقراءَةُ ابن أبى إسحاق وعِيَسى البَصْري: {سَيْنِين} "بفتح السّين". قال الأزهري: يقال: هو جبَل بين حُلْوان وهَمَذان. قال: والسِّيناء: الحُسْن. ومن قرأ: {سَيْنَاءَ} على وزن صَحْراء، فهو اسْم للمكان لا يُجرَى. ومَن قرأ بالكسْر فليس في الكلام على فِعْلاء، على أنّ الأَلِفَ للتأنيث، وما جاء في الكلام على فِعْلاء نحو حِرْباء وعِلباء وخِرشاء فهو مُنصرِف مذكر، ومَن قَرأَها بالكسر جَعَلها اسماً للبُقْعة فلم يَصْرِفْها. وقيل: بالكسر لُغة كِنانَة، والفتح إعرابية. وقيل: بالكَسْر يُمدُّ ويُقْصَر، ولا يكون فِعلاء بالكَسْر إلّا مدخولة على غير صِحّة، وإنّما يكون فِعْلاء مقصورة أو ممدودة بِزِيادة كَسِيمْياء وحِرْبياء. وقال عبدُ الله الأنصاري: {سِينِينَ} أصلُه سَيْناء منصوبة السِّين ومكسورتَها، وهي لُغة حَبَشِية: للشىَّء الحَسَن المبارَك. و {وَطُورِ سِينِينَ} معناه: جَبَل حَسنٌ مبارك، وهو جَبل الزَّيتون ¬
بالشَّام، وإنَّما قال ها هنا: سِينين؛ لأنّ بَاج (¬1) الآياتِ على النون، كقوله تعالى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} (¬2)؛ وهو الآمِن، جعلَها أَمِيناً على بَاجِ آيات السورة، كقَوله تعالى: {حَرَمًا آمِنًا} (¬3)، {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (¬4) كما قال تعالى في الصافّات: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} (¬5) وإنّما هو إلياس، فخُرِّج على بَاجِ آياتِ السُّورة. وأَصلُ الكلام في مَدْح الجَبَل الحَسَنِ من قِبَل النَّبات والشَّجر والمَاءُ به. وقال: هو جَبَل موسىَ عليه السَّلامُ، وبه البُقْعة المباركة. وقال الأخفش: سِينين: شَجَر، واحدتُها: السِّينِينَة (¬6). وقيل: هو جبل كلَّم الله تعالى عليه موسىَ عليه الصلاة والسلام. وقال السّدِّىّ: طور سِينينِ: اسم مسجد. وقيل: قول مَنْ قال: معناه مبارك لو كان كذلك كان نصباً؛ لأن الشيء لا يُضاف إلى نفسِه. وقَولُ الأَنصاري: إنما قاله على باجِ الآياتِ فقولٌ لا أُحِبّه ولا أَجسُرُ أن أَقولَه في القرآن. ¬
(سيه)
(سيه) - في الحديث: "في يده قَوسٌ آخِذٌ بسِيَتِها". سِيَةُ القوس: ما حُنِىِ منها، ولها سِيَتان. - ومنه الحديث (¬1): "فانثَنَتْ عَلىَّ سِيَتَاها". : أي جانِبَا القَوْس. (سي) - في حديث جُبَيْر بنِ مُطعِم، رضي الله عنه: "إنَّما بَنوُ هاشم وبَنوُ المُطّلب سِىٌّ واحِدٌ". هكذا رواه يحيى بن معين: أي مِثْل وسَواءٌ، ورواه (¬2) غَيرُه. شيء واحد، والسِّىُّ بِمَعْنى السَّواءِ والجمع أَسْواء. ولا سِيَّما: كلمة يُسْتَثْنى بها، وهو سِىٌّ بمعنى مِثْل، ضُمَّ إليهِ ما الزَّائِدة. * * * ¬
ومن كتاب الشين
ومن كتاب الشين (من باب الشين مع الهمز) (شأم) - في صفة الإبل: "ولا يَأتيِ خَيْرُها إلا من جَانِبِها الأَشْأَم" (¬1) يعني: الشِّمالَ. يقال لليَدِ الشِّمال الشُّؤْمَى تَأنِيثُ الأَشْأَمِ. - ومنه قوله تعالى: {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} (¬2) وهو الذي يُقال له الجَانِبُ الوحْشِىُّ، والأَيْمن هو الإنسىُّ، قاله الأصمعي. وقال غيره: الإنْسىُّ هو الذي يَأتِيه النَّاسُ في الاحتِلاب والركوب، والوحْشىُّ هو الأَيْمن؛ لأنّ الدَّابَّة لا تُؤتَي من جَانِبها الأَيْمن إنما تُؤَتي من الأَيْسر. وسُمِّيت الشَّامُ شَاماً؛ لأنها عن مَشْأَمَة القِبْلة (¬3). (شأن) - في حديث الحَكَم (¬4) بن حَزْن: "والشَّأْن إذا ذاك (¬5) دُونٌ". الشَّأنُ: الخَطْب، والجمع شُؤُون: أي لم يرتَفِع الحَالُ بَعدُ. ¬
(شأو)
- وفي حديث أيُّوب المُعلِّم: "لمَّا انَهزمْنا رَكِبتُ شَأناً من قَصَب، فإذا الحَسَن على شاطِىء دِجْلَةَ، فأدَنيْتُ الشَّأْنَ فحَملتُه معى". قيل: الشَّأن: عِرْق (¬1) في الجَبَل فيه تُراب يُنبِت، والجَمْع شُؤُون، ولا (¬2) أرَى هذا تَفسِيراً له. (شأو) - حديث عُمَر: "قال لابْن عَبَّاس، رضي الله عنهم -: "هذا الغُلامُ الذي لم يَجْتمع شِوَى رَأسِه". : يَعنِى شُؤونَ رَأسِه، والشُؤُون: مَواصِلُ القَبائِل، بين كلّ قَبِيلَتَيْن شَأنٌ، والدُّموعُ تَجرِى من الشُّؤُون، وهي أربعة بَعضُها إلى بعض. قال ابن الأَعرابي: وللنِّساء ثَلاثةُ شؤُونٍ. قال أبو عَمْرو: الشَّأْنَان: عِرقَان من الرأس إلي العَيْنَيْن. قال عَبِيدٌ: * كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ (¬3) * ¬
- في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "تركتُهما سُنَّتَهما شأْواً بعيداً" (¬1) : أي شَوْطاً. - وفي حديث: "فَطلبتُه أرفعُ فَرسِى شَأْواً وأَسِيرُ شَأْواً". : أي دَفْعةً من السَّيْر. والشَّأْوُ: السَّبْق أيضا، وما يَخرُج منِ البئر إذا نُظِّفت. ومنه المِشْآة للزِّنْبِيل (¬2) الذي يُخرجُ به الشَّأْوُ. وقد شَأوتُه وشَأيتُه: سَبَقْته. * * * ¬
ومن باب الشين مع الباء
(ومن باب الشين مع الباء) (شبب) - في حديث عبدِ الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما -: "أنه كان يُشَبِّب بلَيْلَى بِنْتِ الجُودِىّ في شِعْرِه" قال الأزهري: تَشْبِيب الشِّعر: تَرقِيقُه (¬1) بذِكْرِ النّساء، وهو من تَشْبِيب النَّار. - (2 وفي حديث (¬3) وَائل بن حُجْر: "أَنَّه من الأَشِبّاء" جمع شَبِيب. وفي رواية: "المشَابِيب" قال ابن الأعرابي: رجل مُشَبِّب: شَهْم ذَكِىُّ الفُؤادِ، كأنما شبَّت فؤادَهم القَنَا: أَوْقَدَت، وقيل: الرُّؤُوس السَّادةُ الجُهْر (¬4) المَناظِر الظواهر الحَالِ 2). - في حديث أَسماءَ، رضي الله عنها: "أنها دَعَت بمِرْكن (¬5) وشَبٍّ يَمانٍ" قال: فكنا لا نَتنَاول منِ ابنِ الزُّبَير، رضي الله عنه، عُضْواً إلاّ جاء معنا فَنغْسِلُه ونضَعُه في أكفانِه" ¬
(شبح)
الشَّبُّ: حَجَر يُشْبِه الزَّاجَ (¬1)، وقيل: هو زَاجٌ معروف. - في حديث شُرَيْح: "تَجُوزُ شَهادةُ الصِّبْيان على الكِبار يُسْتَشَبُّون" : أي يُسْتَشْهد مَنْ شَبَّ وكَبِر من البَالِغين دُونَ الصِّبْيان. وقيل: أي يَنْتَظِر بهم وقتَ الشَّباب وإدراك السِّنّ التي تَجوز معها الشَّهادة، كأنه يقول: إذا تَحمّلُوها في الصِّبَا وأَدَّوْها في الكِبَر جَاز. - في حديث عمر - رضي الله عنه في الجَواهِر (¬2): "يَشُبُّ بَعضُها بعضا" : أي يَتَوقَّدُ (¬3) وَيتَلْألأ كالنَّارِ ضِياءً ونُوراً. (شبح) - (4 في الحديث: "نَزَع سَقْفَ بَيْتى شَبْحةً شَبْحةً" : أي عُوداً عُوداً، والشَّبَحَان (¬5): خَشَبَتَا المِنْقَلَة. وكُلّ ما عَرَّضتَه وَمَددْته فهو شَبْح. (شبر) - وفي الدّعاء (¬6) لعَلىّ - رضي الله عنه -: "بارَكَ الله في شَبْرِكما" الشَّبْر: العَطَاء، فكَنَى به عن النِّكاح. - ومنه: "نَهيُه عن شَبْرِ الجَمَل" ¬
(شبرق)
ويُراد به: ما يُعطَاه من أُجْرةِ الضِّراب، أو الضِّراب نَفْسه، ويُقَدَّر فيه مُضَافٌ محذوف: أي عن كِراءِ شَبْر الجمل. (شبرق) - في صِفَة (¬1) العَاصِ: "أنه خَرَج على حِمارٍ، فدخَل في أخمَصِ رِجْلِه شِبْرقَة" قال الفَرَّاء: هي نَبْت يُسَمِّيه أَهلُ الحجاز: الضَّرِيع فيه حُمرة. وقال أبو عبيدة: الضَّرِيع: يابسُ الشِّبرق، وهو يُؤكل غير أنه كما ذَكَر اللَّهُ تعالى: {لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} (¬2). - وفي الحديث: "لا بأسَ بالشِّبْرق ما لم تَسْتَأصِلْه" يعنى في الحَرَم إذا قَطعتَه 4). (شبرم) ومن رُباعِيِّه حديثُ أمّ (¬3) سَلمة، رضي الله عنها: "شَرِبتُ الشُّبْرُمَ" فقال: "إنّه حارٌّ جارٌّ" الشُّبْرم: حَبٌّ يشبه الحِمَّص يُطْبَخُ ويُشرَب مَاؤُه. وقيل: إنَّه نَوعٌ من الشِّيح. ¬
(شبك)
(شبك) - في الحديث: "إذَا مَضىَ أَحدُكم إلى الصّلاة فلا يُشبِّكَنَّ بين أَصابِعه، فإنه في الصَّلاة" تَشْبِيك اليَدِ: إدخالُ الأَصابع بعضِها في بعض والامتساك (¬1) بها. وقيل: كُرِه ذلك كما كُره عَقْصُ الشَّعَر، واشْتِمالُ الصَّمَّاء (¬2). وقيل: إنما كُرِه لأنه إذَا احْتَبَى بيديه (¬3)، وشبَّك بين أصابِعه ربَّما غَلبه النومُ؛ فتَنتقِض طَهارتُه فنهى عن التَّعَرّض لِنَقْض الطَّهارة، وتأَوّله (¬4) بعَضُهم على أَنَّ تَشْبِيكَ اليَدِ كِنايةٌ عن مُلابَسةِ الخصومات والخَوْض فيها، واحتَجَّ بقَوله عليه الصلاة والسلام حين ذكر الفِتَن: "فشَبَّك بين أَصابِعه". وقال: اخْتَلَفوا فكانوا هَكَذا. وأَصلُ التَّشْبِيك الاخْتِلاط. يقال: شبَكْتُه فاشْتَبَكَ. وشَبَّكْتُه فتَشَبَّك، ومنه اشْتِباك النُّجوم التي (¬5) في الحدِيث: أي اختلاطُها من كثرة ما بَدَا منها، واشتبكَت الحَرْبُ: نَشِبَت وتَداخَلت، ومنه شَبَكَة النَّسَب. - في الحديث: "وقَعَت يَدُ بَعِيره في شَبَكة جُرذَان". وهي جُحْرها. والشَّبَكَة أيضا رَكِيَّة تُحفَر في المَكَان الغَليِظ نَحْو ¬
(شبه)
القَامَة والقامَتَيْن لاحْتباسِ الماءِ فيها (¬1). (شبه) - (2 في صفة القرآن؛ "وآمِنُوا بمُتَشَابهِه واعْمَلُوا بمُحْكَمِه" قال الخَطَّابي: المُحْكَم (¬3): مَا يُعرَفُ بِظَاهِره مَعْناه، والمُتَشَابِهُ: ما لم يُتَلَقَّ معناه من لَفْظِه، وهو على ضَرْبَيْن: - أَحدُهُما: إذا رُدَّ إلى المُحكَم عُرِف معناه. والآخر: ما لا سبيل إلى معرفة حقيقته، ولا يُعلَم إلّا بالإيمان بالقَدَر والمَشِيئة، وعِلْم الصِّفاتِ ونَحوِها ممَّا لم نُعَبَّد به، فالمُتَّبع لها مُبتغٍ للفِتْنَة؛ لأَنّه لا يَنتَهى إلى شيء تَسكُن نفسه إليه. * * * ¬
ومن باب الشين مع التاء
(ومن باب الشين مع التاء) (شتر) - في حديث عَلِىّ (¬1): "قَرُبَ مَفَرُّ ابن الشّتْراء" هو رجل كان يقَطَع الطريقَ، يَأتيِ الرُّفْقَةَ فَيدنوُ حتى إذا هَمُّوا به نَأَى قليلا، ثم عَاودَهم حتى يُصِيبَ منهم غِرَّةً : أي مَفَرُّه قَرِيبٌ وسَيَعودُ، صار مَثَلاً 2). * * * ¬
ومن باب الشين مع الجيم
(ومن باب الشين مع الجيم) (شجب) - في حديث جَابِر - رضي الله عنه -: "وثَوبُه على المِشْجَب". وهو عِيدانٌ تُضَمُّ رُؤوسُها ويُفَرَّج بين قَوائِمها لوَضْع (¬1) الثّياب عليها، وهو من تَشاجَبَ الأَمْرُ إذا اخْتلَط وتَداخَل. (شجر) - (2 وفي الحديث (¬3): "كُنتُ في الشَّجراء". : أي بين الأشْجارِ المُتكاثِفة، اسمُ جَمعِ (¬4) الشَّجَرة كالقَصْبَاء والطَّرْفاء. - في حديث عائِشة (¬5): "بَينْ شَجْرِي ونَحْرِى". قال الأصمعى: هو الذَّقَن بعينه حيث اشْتَجر طَرَفا اللِّحْيَيْن من أسفل. وقيل: هو التَّشْبِيك؛ أي أنها ضَمَّتْه إلى نَحرِها مُشَبِّكة أَصابِعَها. (شجع) - في صِفَةِ أبي بكر: "عَارِى الأَشَاجِع". جَمْع أشْجَع؛ وهي مَفَاصِل الأَصَابع: أي كان الّلحمُ عليها قَلِيلًا. ¬
(شجا)
(شجا) - في حَدِيث الحَجَّاج: "إِنَّ رُفقةً ماتَتْ بالشَّجِى". الشَّجِى: مَنْزِل على طريق مكّة؛ لأنه شَجٍ بما حَوْله من الماء وأنشد: تَراءَت له بَيْنَ الِّلوَى وعُنَيْزَةٍ وبين الشَّجِى ممَّا أحَال على الوَادِي (¬1) 2). * * * ¬
ومن باب الشين مع الحاء
(ومن باب الشين مع الحاء) (شحث) - في الحديث: "يا عَائشَةُ هَلُمِّي المُديَةَ فاشحَثِيها بحَجَر". : أي اشْحَذِيها وحُدِّيها (¬1)، والذَّالُ والثَّاء قَرِيبتَا المَخْرج. (شحح) - في الحديث: "إيّاكُم والشُّحَّ". قال الحَرْبي: الشُّحُّ وُجوه ثلاثةٌ: - أَحدُها: أن تأخُذَ مَال أخِيك بغْير حَقّهِ. وعلى هذا رُوِى عن ابن عُمَر - رضي الله عنه -: "أن رَجلًا قال له: إِنّي شَحِيح. قال: إنْ كان شُحُّك لا يَحمِلُك على أن تأخُذَ ما لَيس لَكَ، فليس بشُحِّك بأّسٌ". - وقال آخرُ لابن مَسْعود - رضي الله عنه: "ما أُعطِى ما أقْدِرُ على مَنْعِه. قال: ذَاك (¬2) البُخلُ، والشُّحُّ: أن تأخذ مَالَ أخِيك بغَيْر حَقّه". - والوَجْه الثاني: ما رُوِى عن ابن (¬3) مسعود - رضي الله عنه قال: "الشُّحُّ: مَنْع الزَّكاة وادِّخارُ (¬4) الحَرام" - والثالث: ما رُوِى في الحَدِيث: "أَنْ تَصدَّقَ وأَنتَ صَحِيحٌ شَحِيح تَأمُل البَقاءَ وتَخافُ الفَقْر" (¬5). ¬
(شحط)
- قال: والذي يَبْدأ من الوُجُوه الثلاثة ما رُوِى في الحديث: "بَرِىء من الشُّحِّ مَنْ أدَّى الزَّكاة وقَرَى الضَّيفَ وأَعطَى في النَّائِبة" وقال غيره: "الشُحُّ أَبلغُ في المَنْع من البُخْل". والبُخْل في أفراد الأمور وخَواصّ الأَشياء، والشُّحُّ عَامٌّ وهو كالوَصْف الّلازم من قِبَل الطَّبْع والجِبِلَّة. وقيل: البُخل بالمَالِ، والشُّحُّ بالمَالِ (¬1) والمَعْرُوف. وقيل: الشَّحِيح: البَخِيلُ مع الحِرْص. وزَنْد شَحاحٌ: لا يُورِى، وشِحَّتُه: حالته التي يَشِحّ فيها. (شحط) - في حديث مُحَيِّصَةَ (¬2) - رضي الله عنه -: "وهو يَتشَحَّط في دَمِه" التَّشَحُّطُ؛ التَّرَمُّل (¬3) والاضْطِراب، والولد يتَشَحَّط في السَّلَا: أي يَضْطَرِب فيه. (شحم) - في حديث عَلِى - رضي الله عنه: "كُلُوا الرُّمَّان بشَحْمه، فإنه دِباغُ المَعِدة" شَحْم الرُّمّان: ما في جَوفِه سِوَى الحَبّ. وقيل: هي الهَنَة التي بين حَبَّاتِها. ¬
- في الحديث (¬1): "أنه كان يرفَع يَدَيْه إلى شَحْمة أُذُنَيه". شَحْمَة الأُذُن: ما لان من أَسفِلها عند مُعَلَّق القُرط. - في الحديث: "لَعَن الله اليهُودَ حُرِّمَت عليهم الشُّحومُ فبَاعُوها" (¬2) قيل: الشّحْم شَحْمان: شَحْم الثَّرْب، وشَحْم الظَّهر، فالذي حُرِّم عليهم شَحْم الثَّرْب، وهو الرقيق الذي يُغَشِّى الكَرِش والأَمعاءَ. وأما شَحْمُ الظَّهر فَبِمَنْزلة الَّلحم، سمّاه الله تعالى شَحْمًا واستَثْناه ممَّا حَرَّمه عليهم. فقال تَبارك وتعالى: {حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} (¬3)، فإني لم أُحرِّمْه أو حَمَلَتْه الحَوايَا، يعنى المَباعِر، أو ما اختَلَط بِعَظْم من مُخًّ. * * * ¬
ومن باب الشين مع الخاء
(ومن باب الشين مع الخاء) (شخب) - في الحديث: "إن المَقتولَ يَجِىءُ يَوَم القِيامة تَشخُب أَوداجُه دمًا". - وفي حديث الحَوْضِ: "يَشخُب فيه مِيزاباَن من الجَنَّة". الشُّخْب: ما خَرَج من تَحتِ يَدِ الحَالبِ عند كل غَمْزَة. ويَشخُب: أي يَسِيل. ومنه يُقالُ: "شُخْبٌ في الإناء وشُخْبٌ في الأَرْضِ" (¬1). يقال ذلك لمن يُخطِىء مَرَّةً ويُصيبُ أُخرى: أي أن الدَّمَ يمتَدُّ من الأَوْداج إلى الأرضَ في سَيَلانه. - ومنه الحَديثُ: "فأخذ مَشَاقِصَ فقَطَع بَرَاجِمَه. فشَخَبت يَدَاه حتى مَات". ويقال: شَخبْتُ اللبنَ فانْشَخَبَ. (شخص) قولهُ تَباركَ وتَعَالى: {شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (¬2). : أي مُرتفِعةُ الأَجْفانِ لا يَكادُ يَطرِف من هَوْل ما هُمْ فيه. * * * ¬
(شدخ)
(ومن باب الشين مع الدال) (شدخ) - في الحديث: "فشَدخُوه (¬1) بالحجارة". الشَّدْخ: كَسْرُك رأسَ الحَيَّة ونحوه من الأعْضاء المُجَوَّفة. (شدد) - في خُطبَة الحَجَّاج: هذا أَوانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّي زِيَمْ (¬2) الشَّدُّ: العَدْو، يُخاطِب نَاقتَه أو فَرسَه. وزيَم كأنه اسمٌ لها وهو اللَّحم المكْتَنِز. - في الحديث: "مِنْ يُشَادُّ هذا الدِّين يَغْلِبهُ". مِثلُ قولِه: "إنَ هَذَا الدَّين مَتِينٌ فأوغِلْ فيه بِرِفْق". (شدق) - في حديث هِند في صِفة النّبىّ صلى الله عليه وسلم: "يَفْتَتِحُ الكلامَ ويَختِمه بأَشْداقِه". وإنما يكون ذلك لِرُحْب شِدْقَيه، والعرب تَمْتدحُ بذلك. ويقال للرَّجُل إذا كان كذلك أَشدَق بَيِّن الشَّدَق. ¬
(شدقم)
- في الحديث: "الثَّرثَارُون المُتَشَدِّقُون" (¬1). قيل: المُتَشَدِّق: المُستَهْزِىءُ بالنَّاس الذي يَلْوِى شِدْقَه بهم وعليهم، وقِيلَ: غَيرُ ذلك. (شدقم) - ومن رُباعِيِّه في حديث ابنِ عباسِ (¬2)، رضي الله عنهما،: "مِمَّن سَمِعت هذا؟ قال: من الشَّدْقم" الشَّدْقَم أيضًا: الواسِعُ الأَشْداق، يُوصَف به الرجُلُ البَلِيغُ، ومثله الشَّدقَمِىُّ والشُّداقِمُ، والميم زائدة، وهو ثُلاثِىّ الأُصُوِل. * * * ¬
ومن باب الشين مع الراء
(ومن باب الشين مع الراء) (شرب) - في حديث أحد: (¬1) "وقد شُرِّب الزَّرعُ في الدَّقِيقِ". (2 وقيل: "شَرِبَ الزَّرعُ الدَّقِيقَ" 2) : أي اشتَدَّ الحَبُّ وقَاربَ الإِدْراكَ. قال أبو عمرو: شُرِّب قَصبُ الزَّرع إذا صار المَاءُ فيه. وقال غيره: شُرِّب السُّنْبُلُ الدَّقيقَ (¬3) إذا جَرَى فيه. - وفي صفته عليه الصلاة والسلام: "أَبيضُ مُشرَبٌ حُمْرةً" : أي أُشرِبَ حُمرة، والإِشْرابٌ: خَلْط لونٍ بلَوْنٌ، وقد أُشْرِب حُمرةً وصُفْرةً، والاسم الشُّرْبَة، وأُشْرب فُلانٌ حُبَّ فُلان. - وفي الحديث: "مَلْعونٌ من أحاطَ على مَشْرَبة". وهي بالفَتْح الموضِع الذي يُشْرب منه (¬4)، وَيعنِى به إذا تَملّكه ومَنَع منه غَيرَه. (5 - (¬6) وعن جَعْفَر الصَّادق في حديث مِنًى: "أَنَّها أَيَّامُ أَكْلٍ وشَرْب" بِفَتْح الشِّين 5) ¬
(شرج)
(شرج) - في حديث الأَحْنَفِ: "فعدلتُ إلى رائغة (¬1)، فأدخَلْت ثِيابَ صَونيِ العَيبةَ فأَشْرَجْتُها". يقال: أَشرجْتُ العَيْبَة والخَرِيطَةَ وشَرَجْتها مُخَفَّف ومُشَدَّد إذا شَدَدتَها بالشَّرَج، وهي العُرَى. قال الأصمعي: الشّرِيجَة: العَقَبة (¬2) التي يُشَدُّ بها الرِّيشُ. - في حديث مَازنِ بن الغَضُوبَة: * فلا رَأْيُهم رَأْيِى ولا شَرْجُهم شَرْجي (¬3) * الشَّرْجُ: المِثْل، والشَّرِيجَة أيضا: ويقال: ليس هو من شَرْجِه: أي من طَبَقَتِه .. (شرجب) - ومن رُباعِيِّه في حَديث خالد: "فَعارضَنا رَجلٌ شَرْجَبٌ" : أي طَوَيل. وقيل: هو الطَّويل القَوائِم العَارِى أَعَالِى العِظام في عِظَمٍ منه. (4 ويقال بالحَاءِ، والعَيْن أيضا 4) (شرخ) - في حديث ابن (¬5) الزُّبَيْر، رضي الله عنه،: "جاء وهو بَيْن الشَّرْخَيْن" الشَّرْخان: جَانِبا الرَّحْل. ¬
(شرر)
قال ذو الرمة: * كأنهَ بَيْن شَرْخَى رَحْل ساهِمَةٍ (¬1) * وشَرخَا السَّهْم: زَنَمتا فُوقِه. (شرر) - (2 في الحديث: "لا يأتي عليكم عَامٌ إلا والَّذي بَعدَه شَرٌّ منه". سُئل الحَسَن فَقِيل: ما بَالُ زَمانِ عُمرَ بنِ عبد العَزيز بعد زَمَان الحَجَّاجِ؟ فقال: لا بُدَّ للنَّاس من تَنْفيس، يَعنىِ أَنَّ الله عزّ وجَلّ يُنَفِّس عن عِبادِه وَقْتاً ويَكْشِف البَلاءَ عنهم مُدَّة. - في حديث الحجاج: "لها كِظَّة تَشْتَرّ". : أي تَجْتَرّ، من الجرَّة، قَلَب الجيمَ شِينًا لِتَقارُبِهما. -في الحديث: "لا تُشارِّ أَخاكَ". من الشَّرِّ (¬3) أن يَفعَل أَحدُهما بالآخر، ورُوِى بالتَّخْفِيف. 2) (شرط) - فِي حديث مالك (¬4): لقد هَممتُ أن أُوصِىَ أن يُشدَّ كِتابِى بشرِيطٍ. الشريط: خُوصٌ مَفْتول، فإن كان من ليف فهو دِسارٌ، والجمع دُسُر. - وقوله تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} (¬5). أشراطُ كلِّ شيء: أَوائِلُه. ¬
(شرع)
(شرع) - في الحديث: "كانت الأبوابُ شارعةً إلى المسجد". يقال: شَرعْتُ البابَ إلى الطريق: أَنفذتُه إليه، وأشرعتُ الرمحَ نحوه: (¬1) هَيّأتهُ. - ومنه الحديث: "فأَشرعَ ناقَتَه". : أي أَدخلَها نحوَ شَريعةِ الماء (¬2). وشَرَع في الماء: خاضَ فيه وكذلك فِى الأَمرِ. - في حديث أَبي موسى، رضي الله عنه: "بينا نحن نَسِير في البَحْر والرِّيح طَيِّبةٌ والشِّراع مَرفُوعٌ". شِراعُ السَّفِينة: ما يُشَدّ عليها (3 وهو كمُلاءَةٍ فَوقَ خَشَبة 3) معَرِّضا لتَصْفِيق الرِّياح. - في حديث صُوَر الأَنْبياء عليهم السَّلام: "شِراعُ الأَنْفِ" (¬4) : أي مُمتَدُّ الأَنْفِ طَوِيلُه. - وفي الحديث: قال رجل: "إني أُحِبَّ الجَمالَ حتى في شِرْع نَعْلى" : أي شِراكِها لأنه ممدود على النَّعل كشِرْع العُود، وهو أوتاره. الواحدة: شِرْعَة والجمع شِرَع، والشّرْع: جِنْسُه. ¬
(شرف)
(1 - في حديث الوُضُوء: "حتى أَشرَع في العَضُد". : أي أدْخَلَه في الغُسْلِ، وأوصَلَ الماءَ إليه، ومنه إشراع البابِ والجَناحِ. 1) - قوله تعالى: {شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ} (¬2). قال الأَخفَش: أي ابتَدَعُوا. (شرف) - في الحديث (¬3): "فاستَنَّت شَرفًا أو شَرَفَيْن". : أي عَدَت طَلَقا أو طَلَقَيْن، (1 وهو الجَرْىُ إلى الغَاية مَرَّةً أو مرتين 1) - في الحديث: "لا يَنْتَهِب نُهبَةً ذَاتَ شَرَف وهو مُؤْمِن". : أي ذاتَ قَدْر وقيمة يستَشْرِفُه الناس؛ وهو أن يرفَعوا أبصارَهم للنَّظَر إليه مِثْل المَتاع العَظِيم القَدْر إعظاماً له، لا كالتَّمْرة والفَلْس والشىء الحَقِير. - في حديث عائشةَ رضي الله عنها: "سُئِلت عن الخِمارِ يُصْبَغ بالشَّرَفِ (¬4) فلم تَرَ به بأْساً". الشَّرَفُ (¬5): شجَر له صِبْغ أَحمرُ يُصبَغ به الثِّيَابُ. ¬
(شرق)
(شرق) - في حديث عِكْرِمَة: "رأيت ابنَيْن لِسَالم عليهما ثيابٌ مُشَرَّقَة (¬1) ". : أي مُحَمَّرة. يقال: شَرِق الشىءُ: أي اشتدَّت حُمرتُه، وأَشرقْتُه بالصِّبْغ: حَمَّرته وبالَغْت فيه، وشَرَّقْته: صَفَّرتُه. وشَرْقَةُ الطِّين كالمَغْرة. والشَّرْقُ: اللَّحمُ الأحمر. - ومنه حديث الشَّعبِىّ: سُئِل عن رَجل لَطَم عَينَ آخر فشَرِقَت (2 بالدَّم وَلمَّا يَذهبْ ضَوؤُها. فقال الشَّعبِىّ: لهَا أَمرُها حتى إذا ما تَبوَّأَتْ بأَخْفافِها مَأْوًى تَبوَّأَ مَضْجَعَا (¬3) لَهَا: أي الإبل يُهمِلها الراعى حتى إذا جاءت إلى الموضع الذي أعجبها (¬4)، فأقامت فية، مالَ الرَّاعي إلى مَضجَعِه (¬5)، ضَرَبه مَثلاً للعَينْ، أي لا يُحْكَم فيها بشيء، حتى تَأتيِ على آخرِ أَمرِها والشِّعْر للرَّاعِى 2) قال الأصمعي: أي بقى فيها دَمٌ (¬6)، وإن اخْتلَطت كُدورةٌ بالشَّمس. فقُلتَ: شَرِقَت جَازَ، كما يَشرُقُ الشيءُ بالشىَّءِ ويختَلِط به. وشَرِق الدَّمُ بجَسَده شَرَقاً، إذا نَشِبَ. ¬
(شرك)
- ومنه حديثُ ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "كان يُخرِج يدَيْه في السُّجود وهما مُتَفَلِّقتَان، قد شَرِق فيهما (¬1) الدَّمُ". : أي ظَهَر ولم يَسِلْ. - في حديث مَسْروقٍ: "انطَلِق بنا إلى مُشَرَّقِكم". يعني المُصَلَّى، وأنشد: يا رَبِّ رَبَّ البَيت والمُشَرَّقِ والمُرْقِلَاتِ كُلَّ سَهْبٍ سَمْلَقِ. (¬2) قاله الأَخفَش. وقال غَيرُه: هو (¬3) جَبَل بِسُوق الطائف. - (4 وسأَل أَعرابّى آخَرَ: أين مَسْجِدُ المُشَرَّق؟ يَعنِى الذي يُصَلَّى فيه للْعِيدِ. 4) - في الحديث: "لا تَستَقْبلوا الِقبلَةَ لِغائِطٍ (¬5) أو بَولٍ ولكن شَرِّقُوا أو غَرِّبوُا". : أي استقبِلوا المَشْرِقَ والمَغرِب، وقد يجىء شَرَّقَ بمعنى أتَي الشَّرقَ. (شرك) - في الحديث: "الشِّرْك أَخْفَى من دَبِيبِ النَّمْل" (¬6) قال الحَربىّ: هذا شِرْك رِياءٍ. وهو أن يعمل عَمَلاً يُرائِى به غَيرَ الله عز وجل، فكأنه أَشرَك فيه غَيرَ الله. ¬
وقد قال الله عزَّ وجَلَّ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ} (¬1). قال سَعِيدُ بنُ جُبَيْر: أي لا يُرائى. - في حديث عمر رضي الله عنه: "كالطَّيْرِ الحَذِر، يَرَى أنَّ له في كل طريق شَرَكًا" الشَّرَكُ: جمع شَرَكَة؛ وهي الحِباَلة. (2 وقال الأزهري: شَرَك الطَّريق: أَخادِيدُه. الواحدة: شَرَكة. وقيل: 2) الشَّرَك: لَقَم الطّريقِ (¬3) والجمع أَشْراكٌ وشِراكٌ. وقيل: هو نَبَات الطَّرِيق عن يَمِينهِ وشِماله. وقيل: هو الطَّريق الذي يكون ثَلاثةً أو أربعةً. - في الحديث: "صلَّى الظُّهْرَ حين زَالَت الشَّمْس وكان الفَىْءُ على قَدْرِ الشِّراكِ" الشِّراك: شِراكُ النَّعل، وقَدرُه ها هنا ليسَ على مَعنَى التَّحْديد؛ لكن الزَّوالَ لا يُستَبان إلا بأَقَلّ ما يُرَى (¬4) من الظِّلّ، وكان حِينَئذ بمكة هذا القَدْر إلا أنه يَخَتلِف باخْتلاف الأَزْمِنَة: أَزْمِنَة الشِّتاء والصَّيف، وباخْتِلاف البُلْدان وقُربِها من وَسَط السماءِ وبُعدِها. ¬
(شرى)
- (1 في الحديث: "مَنْ حَلَف بغير الله تعالى فقد أَشْرك". قيل: لم يُرِد به الشِّركَ الذي يَخْرُجُ به من الإسلام ولكنه حيث جَعَل ما لا يُحْلَف به مَحلُوفاً به كاسْمِ الله تعالى الذي يُحلَف به فقد أَشْركَ في ذلك خَاصَّة. وكذلك قَولهُ عليه الصَّلاة والسّلام: "الطِّيَرة شِرْك ولكَّن الله عزَّ وجل يُذهِبُه بالتَّوَكُّل". ولو كان شِركًا يخَرُجُ به من الإسلام لَمَا ذَهَب بالتَّوَكُّل 1) (شرى) - في حديث ابنِ عمر رضي الله عنهما: "أنه جَمَع بَنِيه حينَ أَشْرَى أَهلُ المدينةِ مع ابن الزُّبَير رضي الله عنهما" (¬2) : أي صاروا كالشُّراةِ في الخُروج من طاعَةِ السُّلْطان، وإنما لزم الخَوارِجَ هذا اللقب لأنهم زعموا أنهم شَرَوْا دنياهم بالآخرة: أي باعوها، فهم شُراةٌ جمع شَارٍ. قيل: ويجوز أن يكون من المُشَارَاةِ: (¬3) المُلَاجَّة. وأَشْرَيت بينهم: أَغْريتُ، وكذا أَشْرَيتهُ به، وأَشرَيْت الحوضَ والجَفْنَةَ: مَلأتهما. - وفي حديث سَعيد بن المُسيَّب: (¬4) "انْزِل أَشراءَ الحَرَم". ¬
: أي نَواحِيَه، الواحد: شَرًى. (1 ومنه أُسودُ الشَّرَى، يُرادُ جانب الفُراتِ وهو مَأسَدة 1) - وفي حديث أنس رضيِ الله عنه في تفسير قوله تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} (¬2). قال: الشَّرْيان، كذا جاء، وإنما هو الشَرْىُ وهو الحَنْظل. وقيل: وَرَقُه. الواحدة: شَرْيَة. وقيل: الشَّرْى في غير هذا نَبْت البِطِّيخ وما أَشْبَهَه في النَّبتَه. والشَّرْيَة: النَّخلة تنبت من النَّواة. وأما الشَّرْيانُ (¬3): فشَجَر تُعملُ منه القِسِىّ، الواحدة: شَرْيَانة، والشِّريان بالكَسْر من عُروقِ البَدَن التي لا تَبْقَى النّفسُ بقَطْعِها، ولا أَحسَبُه عَربيًّا. - (4 في الحديث: "لا تُشارِ أَخَاك". من المُشاراة، وهي اللَّجَاجَةُ، واستَشْرَى الفَرسُ في عَدْوِه 4) * * * ¬
ومن باب الشين مع الزاي
(ومن باب الشين مع الزاي) (ش ز ر) - في حديث عَلىًّ رضي الله عنه: "الْحَظُوا الشَّزْرَ واطْعُنُوا اليَسْرَ". الشَّزْر: ما كان (¬1) عن يَمِينِك وشِمالك ليس بمُسْتَقِيم الطَّريقة. واليَسْر: ما كان حَذْوَ وَجهك. وقيل: النَّظَر الشَّزْر بُمؤْخرِ العَيْن عن اليَمين واليَسار، كالنًّظَر إلى الأَعداءِ نَظْرةَ غَضَب، وقد شَزَرت العَينُ. (شزن) - في حديث الذي اخْتَطَفَتْه الجنُّ قال: " (¬2) إذا أكْثَروا هَبطْتُ شَزَنًا أَجِده بين الثَّنْدُوَتَيْن" الشَّزْن، بسكون الزاى وفتحها، الغَلِيظُ من الأَرضِ، وهو في شَزْنٍ من عَيْشِه: أي نَصَبٍ. والشَّزنةُ: المرَأةُ البَخِيلة. * * * ¬
ومن باب الشين مع السين
(ومن باب الشين مع السين) (شسع) - في حديث (¬1) الضَّرِيرِ قال: "إنّى رجلٌ شَاسِع الدَّارِ". : أي بَعِيدُها، وقد شَسَع شُسُوعًا. والشُّسُوعِ أيضا: جَمْعُ شِسْع النَّعل، وهو سَيْرُها. وجمع الشَّاسِع شواسِعُ. - وفي الحَديِث: "إذا انْقَطَع شِسْعُ (¬2) أَحدِكم فلا يَمْشِ في نَعلٍ واحدة". قيل: معناه أنه إذا مَشى في نَعلٍ واحدة كانت إحدى الرجلين أرفعَ من الأخرى، وأيضا فإنه يَعثُر كَثِيراً. * * * ¬
ومن باب الشين مع الصاد
(ومن باب الشين مع الصاد) (شصص) في حديث عبد الله (¬1) بنِ عُبَيْد بنِ عُمَيْرٍ: "في رَجُل أَلقَى شَصَّه وأَخَذَ سَمَكَة" الشِّصُّ، بالفتح والكسر، حديدةٌ عَقْفاءُ (¬2) يُصَادُ بها السَّمَكُ. * * * ¬
ومن باب الشين مع الطاء
(ومن باب الشين مع الطاء) (شطر) - في حديث الأَحنَفِ: "إني قد عَجَمْتُ الرجُلَ وحَلَبْتُ أَشْطُرَه" (¬1) يقال: حَلَبَ فُلانٌ الدّهرَ أَشْطُرَه: أي اخْتَبر ضُروبَه من خَيرِه وشَرِّه. وأَصلُه (¬2) من حَلْب النّاقَة ولها شَطْران: قَادِمان وآخِرَان، فكُلُّ خِلْفَيْن شَطْر، فإذا يَبِس خِلْفَان من أَخلافِها فهى شَطُور لِيُبْس الشَّطْر. وشَطَرتُ الشيءَ: نَصَّفْته. وشَطَرت (¬3) النَّاقَةَ: صَرَرْت شَطْرها : أي نِصْفَ أخلافِها، وحَلبْتُ الناقَة أَشْطُرَها. وحَلبتُ أَشْطُر النَّاقة بِمَعْنىً. - في حديث جَدِّ بَهْزِ بْن حَكِيم في مانِع الزَّكاةِ: "إنا آخِذُوهَا وشَطْرَ ماله" (¬4) ¬
كان الأَوزاعِيّ يَقُول في غَالِّ الغَنِيمَة: إن للإمام أن يَحرِقَ رَحْلَه، وكذلك قاله أَحمدُ وإسْحاق. وقال أحمد في الرجل يَحمِل الثَّمرةَ في أَكمامِها: "فيه القِيمَةُ مَرَّتَيْن وضَرْبُ النَّكالِ". وقال: "كلّ من دَرَأْنا عنه الحَدَّ أَضْعَفْنا عليه الغُرْم" (1 وغَرَّم عُمَرُ، رضي الله عنه، حَاطِبَ بن أبي بَلْتَعَة ضِعْفَ ثَمَن نَاقَة المُزَنى لمَّا سَرَقَها رَفِيقُه. 1) ورُوِى عن جماعة من الفقهاء: أَنَّ دِيَةَ مَنْ قُتِل في الحرَم دِيَةٌ وثُلث. وكان إبراهيمُ الحَربِىّ يتأوَّل حَديثَ جَدِّ بَهْز على أنه يُؤْخَذ منه خِيارُ مَالِه مِثْل السِّنِّ الواجِب عليه لا يُزاد على السِّن والعَدَد، لكن يُنتَقَى خِيارُ مالِه ويُزادُ عليه الصَّدقة بزيادة القيمةَ. وكان يَرْوِيه: وشُطِّر ماَلُه. قال الخطابي: لا أعرِف هذا الوَجْهَ. وقيل معناه: أنَّ الحَقَّ مُسْتَوفي منه غَيْرُ مَتْروك عليه وإن تَلِف مالُه فلم يَبْقَ إلا شَطْرُه كَرَجل كان له أَلفُ شاةٍ فتَلِفت حتى لم يَبْق له إلا عِشْرون، فإنه يُؤخَذ منه العُشْر لصدَقَة الأَلْف، وهو شَطْر مالِه البَاقي: أي نِصْفُه، وهذا أيضاً بَعِيدٌ؛ لأنه في الحديث قال: "إنا آخِذُوها وشَطْرَ مالِه". ولم يقل: آخِذُون شَطْرَ مَالِه. قال الخطَّابي: قِيلَ: إنه كان في صَدْر الإسلام تَقَع بَعضُ العقوبات في الأَمْوال، ثم نُسِخ. ¬
ونَحوُ ذَلكَ قَوله عليه الصلاة والسلام فِى الثَّمَر المُعَلَّق: "مَنْ خَرَج بشيء منه، فعَلَيْه غَرامةُ مِثْليه (¬1) والعُقُوبَةُ، ومن سَرَق منه شَيئاً بعد أن يُؤْوَيَه الجَرِين، فبلغ ثمن المجَنِّ، فعليه القَطْع، ومَنْ سَرَق دون ذلك، فعليهِ غَرامةُ مِثْلَيْه والعُقُوبة". والذي قاله أحمد يُحمَل (¬2) بهذا الحديث وكذلك في الحديث في ضَالَّة الِإبل المكْتُومَة: "غَرامَتُها ومِثلُها معها". وكان عُمَر رضي الله عنه يحكُم به، فغَرَّمَ حاطبَ بنَ أبي بَلْتَعَة - رضي الله عنه ضِعْفَ ثَمَن نَاقَة المُزَنِىِّ لَمَّا سَرَقها رَفِيقُهُ (3 ونحروها 3) وله في الحديث نظائِرُ، وعامَّة الفُقَهاء على أن لا وَاجِبَ على مُتْلِف الشيءِ أكثر من مِثلِه أو قِيمَتهِ. قال: فيُشْبه أن يكون هذا على سَبِيل التَّوَعُّد ليَنْتَهِىَ فَاعِلُ ذَلكِ عنه. (4 - في الحديث: "أنه رَهَن دِرْعَه بِشَطْرٍ من شَعِيرٍ". قال أبو عمرو: بنِصْف مَكُّوكٍ (¬5). 4) ¬
(شطن)
(شطن) - في الحَدِيثِ (¬1): "وحِصَانٌ مَربوُطٌ بشَطَنَيْن". الشَّطَن: الحَبلُ، أي مَرْبوط بحَبْلَين من قُوَّته. وقيل: هو الحَبْل الطَّوِيلُ الشّديد الفَتْل. ويقال للأَشِر البَطِر الغَوِىّ: هو يَنْزُو بين شَطَنَينْ. - في الحديث: "الراكِبُ شَيْطانٌ والراكِبَان شَيْطَانَان" (¬2). : أي أن التَّفَرُّدَ والذَّهَابَ في الأرضِ منفَرِداً من فِعْل الشَّيطان، أو شيَءٌ يَحمِله عليه الشَّيطَان. فقِيلَ على هذا: إن فاعِلَه شَيْطان. واسم الشَّيْطانِ عند أكثرِهم من الشُّطُون وهو البُعْد إلا عند أبي زَيْد البَلْخِي - (3 وفي حديث (¬4) النَّهْرَوان: "شَيْطَان الرَّدْهَةِ". ويكون الشَّيْطان: الحَيَّة، والرَّدْهَة: مُستَنْقَعٌ في الجَبَل 3) * * * ¬
ومن باب الشين مع الظاء
(ومن باب الشين مع الظاء) (شظظ) (1 - في حَدِيث أُمِّ زَرْع: "ابنُ أَبي زَرْع مِرْفَقُه كالشِّظاظِ". الشِّظاظُ: العُودُ الذي يَدخُلَ في عُروَةِ الجُوالِق. 1) (شظم) - في حديث عمر - رضي الله عنه: .. جَعدٌ شَيْظَمِىٌّ (¬2) : أي طويل، وقيل: هو الفِتىُّ الجَسِيمُ (3 من الناس 3) والفَرسُ الرائع. والأنثى شَيْظَمِيَّة. * * * ¬
ومن باب الشين مع العين
(ومن باب الشين مع العين) (شعب) - قول الله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} (¬1). قيل: يعني دُخَاناً يرتَفِع من جَهَنّم، فيَصِيرُ فَوقهم، فيتَشَعَّب ثَلاثَ شُعَب فيكون تَحْتَه. وهكذا الدُّخان إذا ارتَفَع تَفرَّق؛ أي يكون ظِلَّهم، كما قال الله تعالى: {لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} (¬2)؛ لأنه قد تَفرَّق، فانْفَرج بَيْن كلّ شُعْبة، ولأنه دُخانٌ لا يُظِلُّ مَنْ تَحتَه. وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} (¬3). والشُّعوب: جَمْع شَعْب بالفتح. قال الزُّبَيْر: العَربُ على سِتِّ طَبَقات: شَعْب، وقَبِيلٌ وعِمارَة، وبَطْن، وفَخِذٌ، وفَصِيلَةٌ. فمُضَر: شَعْب، وكِنانَةُ: قَبِيلَةٌ، وقُرَيْش: عِمارَةٌ، وقُصَىٌّ: بَطْن، وهَاشِمٌ: فَخِذٌ، والعَبَّاس: فَصِيلة. (شعث) (4 - في الحديث: (¬4) "أَنَّ أَبَا سُفْيان شَعَّث مِنِّي". : أي غضَّ وتنَقَّص؛ أي كان غَرضُه مَوفوراً، فكأنه ذَهَب بِبَعْضِه بقَدْحِه فيه، وشَعَّث منه 4) ¬
- في حديث عثمان رضي الله عنه: "حين شَعَّثَ النَّاسُ في الطَّعْن عليه" : أي أخذوا في التَّثْريب والفَسَاد، وأَصلُه من الشَّعْث؛ وهو انتْشارُ الأَمرِ وفَسادُه، - في حديث عمر رضي الله عنه: "أنه كان يَغْتَسِل وهو مُحرِم. قُلتُ: أَصُبُّ على رَأْسِك. قال: نَعَم: إنَّ الماءَ لا يَزيدهُ إلا شَعَثًا". قال الأصمعي: هو أن يتفَرَّق الشَّعَر فلا يكون مُتَلَبِّدا. وقيل: الشَّعَث: تَغَيُّر الرَّأسِ وتَلَبُّده لِعَدَمِ الادِّهان. ورجل أَشعَثُ وامرأة شَعْثَاءُ. والوَتِد يُسمَّى أَشعَثَ لتَشَعُّثِ رَأْسِه. - ومنه الحديث: "أَسألُكَ رحمةً تُلِمُّ بها شَعَثى". : أي تَجْمَع بها ما تَفرَّق من أَمرِى. والشَّعْثاءُ: النَّارُ لِتفَرُّقِها في الالْتِهاب. (1 - في حديث عطاء: "كان يُجِيزُ أن يُشَعَّث سَنَا الحَرَم (¬2) ". : أي يؤخذَ مِمَّا تَفرَّق منه من غير استِئْصالِه. - في حديث أبي ذَرٍّ: "أَحَلقْتم الشَّعَثَ" (¬3) ¬
(شعر)
: أي الشَّعَرَ ذا الشِّعَث، وهو أن يَغْبرَّ وَيَنْتَتِف لبُعدِ عَهدِه بالتَّعَهّد 1) (شعر) - في حديث عُمَر رضي الله عنه: "فدخَلَ رَجلٌ أَشعَرُ". : أي كَثير الشَعْر. وقيل: طَويلُه. - وفي الحديث (¬1): "حتى أَضَاء لىِ أشْعَرُ جُهَيْنة". وهو اسم لجَبَل لهم. والأَشْعَر: الذي يُنسَب إليه. قيل: اسمُه نَبْت وُلِدَ أَشْعَر، فسُمِّى به. - في الحديث: "أَتانِي آتٍ فشَقَّ من هَذِه إلى هَذِه، يعني من ثُغْرَةِ نَحْرِه إلى شِعْرته". الشِّعْره: مَنْبت الشَّعْر من العانَة، وقيل: هي شَعْر العَانَة. - في حديث أُمِّ سَلَمة، رضي الله عنها: "أنها جَعَلَت شَعائِرَ (¬2) الذَّهَب في رقَبَتِها". قال الحربي: أَظنُّه ضَربًا من الحَلْى. (¬3) وقال غيره: هي أَمثَال الشَّعِير من الحَلْى. في الحديث (¬4): "أَنَّه أَشعَر هَدْيَه". ¬
(شعشع)
الإشعار: أن تُطعَن البَدنةُ في سَنامِها حتى يَسِيل دَمُها. وأشعَره سِنَاناً: أَلزقَه به. والإشعار: إلزاقُك الشيءَ بالشيءِ. - وفي حديث (¬1) أُمّ مَعْبَدٍ الجُهَنِىّ: "قالت للحَسَن: إنك أَشعَرْت ابنىِ في الناس". : أي شَهَّرتَه، أَخذَه من إشعْار البَدَنةِ (2 وهو طَعْنُها 2) كأنّه شَهَرَه بالبِدعَةِ، فَصَارت له كالطَّعْنةِ في البَدنَة. (3 - في حديث سَعْدٍ، رضي الله عنه، "شَهِدتُ بَدراً ومالى غَيرُ شَعْرَة واحدةٍ، ثم أَكْثَر الله لىِ، من اللِّحَى بَعدُ". قال الإمام إسماعيلُ، رحمه الله، في إملائِه: "أي مَالِى إلا ابنَةٌ واحدةٌ، ثم أكْثَر الله تَعالَى من الوَلَد بَعْدُ". (شعشع) - في بَيْعةِ (¬4) العَقَبة: "أَبيضُ شعْشَاع". قال الجُرَيْرِىّ (¬5): طَويِلٌ حَسَن. وقيل: إنه المُبالغَة من الشّعاع، : أي مُنَوَّرُ الوَجْهِ 3) * * * ¬
ومن باب الشين مع الغين
(ومن باب الشين مع الغين) (شغب) - في الحديث: "قيل لابن عباس رضي الله عنهما: "ما هذه الفُتْيا التي شَغَبت النّاس؟ " الشَّغْب. بسكون الغين، تَهْيِيجُ الشَّرِّ. قال الجَبَّان: والعامة تُخطِىِء في فَتْحهِا. يقال: شَغَبْت عليهم، وشَغبْت بهم وشَغَبْتَهم. وهذه الكلمة تُروَى على وُجُوه. وشَغْبٌ، وبَدَا: موضعان كان للزُّهرى بهما مالٌ. (1 - ربما خَرَج إليه 1) - في الحديث: "نَهَى عن المُشَاغَبَة" (¬2). كأَنَّه من الشَّغْب. (شغر) - في حديث ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "فحَجزَ (¬3) ناقَتَه حتى أَشْغَرت". : أي اتَّسَعَت في السَّير وأَسْرَعَت. وتَشَغَّرت أيضا: اشتَدَّ عَدوُها، واشْتَغر الأَمرُ بفلان: اتَّسَع وعَظُم، وتَشَغَّرت الحَربُ بينهم، واشتَغَر الأَمرُ عليه: انْتَشَر، وتَفرَّق القَومُ شَغَر بغَرَ. (¬4) ¬
(شغزب)
(شغزب) - في حديث الفَرَع (¬1): "تَتركُه حتى يكون شُغْرُبًّا .. تكْفَأُ إناءِك، وتُوَلِّه ناقَتَك". كذا أخرجه أبو داود. قال الحربِيُّ: الذي عندى أنه زُخْزُبًّا (¬2) وهو الذي اشْتَدَّ لحمه وغَلُظ. قال الخَطَّابي: ويُحتَمل أن تكون الزَّاىُ أُبدِلت شِينًا والخاء غَينًا، فصُحِّف. - (3 وقوله: "تَكْفأُ إناءك". : أي إذا ذَبَح الحُوارَ انقطَعَت مادةُ اللَّبن، فبقي المِحْلَبُ مُكْفَأً لا يُحلَب فيه 3). ¬
(شغا)
- في حديث ابنِ مَعْمَر: "أَنَّه أَخَذ رَجلًا بِيَدهِ الشَّغْزَبِيَّة". قيل: هي ضرب من الصِّراع، وهو اعْتِقالُ المُصارع رِجْلَه برِجْلِ صاحبهِ وإلقاؤُه إياه شَزْراً، وقد صَرَعه صَرْعَةً شَغْزَبيَّة، وتَشغْزَبه تَشَغْزُباً، وكل أمر مُستَصْعَب شَغْزَبيٌّ. وأَصلُ الشَّغْزَبِيَّة: الإِلْتِواء والمَكْر، ومنْهلٌ شَغْزبىّ: مُلتَوٍ عَن الطِّريقِ. (شغا) - في حديث عمر رضي الله عنه: "أنَّه ضرَب امرأةً حتى أَشَاغَت بِبَولها". : أي أرسَلتْه، ولعلَّه أشْغَتْ، والتَّشْغِية: أن يَقْطُر البَولُ قَلِيلاً قَلِيلاً. - وفي حديث عمر أيضا - رضي الله عنه -: (¬1) "أَنَّ أعرابيًّا أتاه، فمَارَه فقال بعد حَوْل: لأُلِمَّنَّ (¬2) بِعُمَر، وكان شاغِىَ السِّنِّ، أو شَاغِرَ السِّنّ". الشَّاغِى السِّنّ: الشّاخِص السِّنّ. قال الأصمعي: الشَّغَى: اخْتِلاف الأَسْنان، وقد شَغِىَ شَغًى. وقيل: الأَشْغَى: الذي تَقَع أَسنانُه العُلْيَا تَحتَ رُؤُوسِ السُّفْلَى. ويقال: للعُقَاب: شَغْوَاء لِفَضل مِنقارِها (3 الأَعْلَى على الأَسْفَل، والمرأة شَغْواء وشَغْياء 3). ¬
وماره: أي أتاه بالمِيَرة. وقوله: "لأُلِمَّنَّ بِعُمَرَ": أي لأُلِمَّنَّ به وأَزُورَنَّه. (1 ويرويه أَصحابُ الحديث: شَاغِن السِّنِّ، بالنُّون، وهو تَصْحيف 1) * * * ¬
ومن باب الشين مع الفاء
(ومن باب الشين مع الفاء) (شفر) في الحديث: "إن لَقِيتَها نَعجةً تَحمِل شَفْرةً وزِنادًا فلا تُهجْها". الشَّفْرةُ: السِّكّين. والزِّناد: المِقْدَحَة. وقيل: الشَّفْرة: السِّكِّين العريضة: أي إن لَقِيتَها في المَوْضِع القَوَاء بِما يُحتاجُ إليه لِذَبْحها واتِّخاذها فلا تَعرِض لها. (شفع) - في الحديث: "الشُّفْعَةُ في كلِّ ما لم يُقْسَم". قيل: هىِ مُشْتَقَّة من الزِّيادة؛ لأن الشَّفِيع يَضُمُّ المَبِيعَ إلى ملكه، فيَشْفعُه به، والشَّافِع هو الجاعِلُ الفَرْدَ زوجاً والوِتْرَ شَفْعاً: أي لأن الخَيْرَ بالشَّفَاعة يُشْفَعُ ويقرن بما تَقَدَّم. (شفف) - في حديث كَعْب: "يُؤْمَر برجُلَين إلى الجنة، ففُتِحَت الأَبوابُ ورُفِعَت الشُّفُوف"، قال الأصمعي: هي جَمْع، الشِّفُّ: سِتْر أحمَرُ رقيق من صُوفٍ وقد تُفْتَح شِينُه. وقيل: هو ضَرْب من السُّتُور يَستَشِفُّ ما ورَاءَه، وكذلك كلِ ثَوْب صِفَتُه كذلك، من قولهم: استَشْفَفْتُ الشيءَ: إذا نظرت إليه في الضَّوْء أو رَفَعتَه في الشَّمسِ لتَعْرِف رِقَّتَه. (1 ويقال: استشَفَّ الكِتابَ: أي تأمَّل فيه. وشَفَّ الثَّوبُ عن المرأة: أَبدى ما وراءه. ¬
(شفن)
- في حديث الطُّفَيْل: "في ليلة ذَات ظُلْمَةٍ وشِفافٍ". قال ابن فارس: الشَّفِيفُ لا يكون إلّا بَرْدَ رِيحٍ (¬1) في نُدُوَّةٍ قليلة، ويقال لذلك الشَّفّانُ أيضاً. (شفن) - في حديث الحسن: "تَموتُ وتَتْرك مالَكَ للشَّافِنِ" : أي الذي ينتَظِر مَوتَك. والشَّفْن والشُّفُون: النظر في اعتراض. وقيل: هو النَّظَر بمُؤْخِر العَينْ، فاستُعمِل في الانتِظار، كما استُعمِل فيه النَّظَر، ويجوز أن يُريدَ العَدُوَّ الكاشِحَ؛ لأنّ الشُّفُون نَظَرُ المُبغِض. 1) (شفه) - في الحديث: "إن كان الطعامُ مَشْفوها" (¬2) : أي قليلا. يقال: ماء مَشْفُوه: إذا كثُرت (¬3) عليه الشِّفاه حتى قَلّ؛ وإن كان مَكْثُوراً عليه كَثُرت أَكلَتُه، وهو من الشِّفَة، وأَصلُها شَفْهَة ولهذا تُجمَع شفاهاً، والفعل منه شَافَهتُه، وتصغيرها شُفَيْهة وهذا كله يَدُل على أن المنَقوصَ منه الهاءُ. (شفا) - في الحديث: "أن رجلا أصاب من مَغْنَمٍ ذَهَبا، فأُتِى به النَّبىَّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو له فيه (¬4)، فقال: ما شَفَّى فُلانٌ أفضلُ ممَّا شَفَّيتَ، تَعلَّم خمسَ آياتٍ". : أي ما ازْدَادَ هو بتعلُّمِه الآيات أَفضلُ مما رَبِحْتَ واستَزَدْتَ من هذا الذَّهَب وأصبتَ، ولعله من باب الإبدال، فإن الشِّفَّ ¬
الزِّيادةُ والرِّبحُ، وقد شَفِفْت أَشَفُّ: رَبِحْت، والثَّوبُ يَشِفُّ عليَّ: أي يَزِيد، وَيشِفّ عَنِّى: أي يَنقُص شَفِيفاً وشُفُوفاً، وقد شَفَّ الشيءَ واشْتَفَّه، وتَشافَّه، وتَشَفَّفَه: أي استَوْعَبَه، وشَفَّفَ على صاحبِه: أي كَانَ أَفَضَلَ منه، وأَشَفَّ عليه: زَادَ، فكأَنَّ أَصلَ شَفَّي شَفَّفَ، فأُبْدلَت إحدى الفَاءَات يَاءً، كراهَةً لاجْتماع ثَلاثِ فاءات، كقوله تعالى: {دَسَّاهَا} (¬1) في (2 دسَّسَهَا 2). وكقوِلهم: تَقَضىَّ البَازي (2 في تقَضَّض 2) - في حديث المَلْدوغ: "فَشفَوْا له بِكُلِّ شىَءٍ". : أي عَالَجوه بكل ما يُسْتَشْفَى (¬3) به، والعرب تضع (¬4) الشِّفاءَ مكان العِلاج وأنشد (¬5): جَعلتُ لِعَرَّافِ اليَمامةِ حُكْمَه ... وعَرَّافِ نَجْدٍ إن هُمَا شَفَيانِي : أي عَالَجانىِ. * * * ¬
ومن باب الشين مع القاف
ومن باب الشين مع القاف (شقق) - في حديث قُرَّةَ بنِ خالِد: "أَصابَنا شُقاقٌ ونحن مُحرِمُون، فسأَلْنَا أبا ذَرٍّ رضي الله عنه فقال: عليكم بالشَّحْم". الشُّقَاق: تَشَقُّق الجِلدِ، وهو على صِيغَة الأَدواءِ كالسُّعَالِ والسُّلاقِ (¬1) ونَحوِهما. - في حديث عُثْمان رضي الله عنه: "أنه أَرسلَ إلى امرأةٍ بشُقَيْقَة سُنْبُلانِيَّة". هي تصغير شُقَّة، وهي جِنْس من الثِّياب. وقيل: هي نِصْفُ ثَوبٍ شُقَّ من ثَوْب، والجميعِ الشُّقَق. - في حديث أبي رَافع: "إنَّ في الجَنَّة شَجرةً تَحمِل كُسوةَ أهلِها أَشدَّ حُمرةً من شَقائِق (¬2) النُّعمان". الشَّقَائِقُ: جَمْع شَقِيقَة، وهي الفُرجَة بين الرِّمال الغَليظة تُنْبِت العُشْبَ والشَّجَر. والنُّعمانُ قيل: هو ابنُ المُنْذِر مَلِكُ العَربَ. يقال: إنه نَزَل شَقائِقَ رَمْل، قد أنبتَ الشَّقِرَ الأَحمرَ فاسْتحَبَّها، فأمر أن تُحمَى له، فَسُمِّيت الشَّقَرِيَّة (¬3). وقيل: النُّعمان: اسمُ الدَّم شُبِّهَت حُمرتُها بحُمْرته وشَقَائِقُه: قِطَعُه. ¬
- في الحديث: "النِّساء شَقائِقُ الرِّجالِ". : أي نظائِرهُم وأَمثالُهم في الخُلُق والطِّباع، كأنهن شُقِقْن منهم، ولأن حَوّاءَ خُلِقَت من آدمَ عليه الصلاة والسلام وشُقَّت منه. وشَقِيق الرَّجلِ أَخُوه؛ لأن نَسَبه شُقَّ من نَسَبه. والشَّقيقَان: القَسِيمان. (1 - ومنه الحديث: "أَنتُم إخوانُنا وأَشِقَّاؤُنا". جمع شَقِيق. 1) - في حَديث المِعْراج (¬2): "ألم تَرَوْا إلى المَيِّتِ إذا شَقَّ بَصرُه". بفتح الشين وضم الراء: أي انْفَتَح. قال الجَبَّان: وضَمُّ الشِّين فيه غَيرُ (¬3) مُخْتار، وشَقَّ نابُ البَعِير: إذا ظَهَر كأنه شَقَّ الموضِعَ الذي يخرج منه. (4 في حديث (¬5) السَّحابِ: "أخَفْوًا أَوْ وَميضًا أو يَشُقُّ شَقًّا". أراد استِطالَتَه إلى وَسَط السَّماء من غير أن يَأخُذ يَميناً وشِمالًا، أراد يخْفُو خَفْواً أو يَمُضُّ وَمِيضًا؛ ولذلك عَطَف عليه يَشُقّ. ¬
(شقل)
- في الحديث (¬1) " .. في شِقَّةٍ من تَمْر". : أي قِطْعة تُشَقُّ منه. - ومنه الحديث: "فطارت منه شِقَّةٌ" (¬2). - في حديث زُهَيْر: "على فَرَسٍ شَقَّاءَ مقّاءَ" (¬3). : أي طويلة، والذى أَشَقُّ. - في حديث البَيْعَةِ: "تَشْقِيقُ الكَلام عليكم شَدِيدٌ". : أي التَّطَلُّب فيه ليُخرِجَه أَحْسَن مَخْرجٍ 4) (شقل) - في الحديث: "أوّلُ مَنْ شَابَ إبراهيمُ عليه السَّلامُ". فأَوحَى الله تعالى إليه: "اشْقَلْ وَقَاراً" (¬4). الشَّقْلُ: الأَخْذُ. وقِيلَ: الشَّقْلُ: الوَزْنُ. * * * ¬
ومن باب الشين مع الكاف
(ومن باب الشين مع الكاف) (شكر) (1 في الخبر "فَشَكَرتُ الشَّاةَ": أي أَبدَلْتُ شَكرَها؛ وهو الفَرْجُ. 1) (شكك) - في حديث أبي (¬2) سَعِيد، رضي الله عنه: "أَنَّ رجلاً دخل بيتَه فَوجدَ حيَّةً. فشكَّها بالرُّمح". : أي خَرقَها وانْتظَمها به. يقال: شكَّه يَشُكُّه شَكًّا قال النابغة: شَكَّ الفَريصة بالمِدْرَى فأَنفذهَا شَكَّ المُبَيطِر إذ يَشْفِى من العَضُدِ (¬3) وقد شَككْتُ البِلادَ إليه: قطَعتُها. وقيل: لا يكون الشَّكُّ إلا أن يَجَمع بين الشَّيْئَين بسَهْم أو رمح. - في حديث الزانية (¬4): "أنه أمر بها فشُكَّت عليها ثِيابُها، ثم رَجَمها". : أي جُمِعَت (¬5) كأنه من الأوَّل. وقال أبو غالب بنُ هَارُون: ليس هذا من الأَوَّل، ومعناه أُرسِلَت عَلَيْها ثِيابُها. قال: والشَّكُّ: الاتِّصال والمُقَارَنَة. يقال: رَحِمٌ شَاكَّة: أي مُتّصلَة ¬
(شكل)
بَعضُها ببعض - في الحديث (¬1) .. فقام رَجل عليه شِكَّة". الشِّكّة: لَبُوسُ السِّلاح، وقد شَكّ يَشُكّ فهو شَاكٌّ. وقد يُقال: سلاحٌ شَاكٌّ. (2 - في حديث علىًّ - رضي الله عنه -: "أَنَّه خَطبَهم على مِنْبَر الكُوفَة وهو غَيرُ مَشْكُوك" : أي غيرُ مَشُدودٍ ولا مُثْبَت. يقال: رَمَاه فشَكَّ قَدمَه بالأَرضِ: أي أَثبَتَها 2) (شكل) - في الحديث: "أن ناضِحًا تَردَّى في بئر، فذُكِّي من قِبَل شَاكِلته" (¬3). : أي خَاصِرَتِه. وقيل: هي ما علا الِطَّفْطِفَة. والشَّاكلة أيضا: ما بين الِعذَار والأُذُن من البَيَاض. والشَّاكِلَة أيضا الرَّحِم، وذَكاةُ المُتَردِّى مِثلُ ذَكاةِ الصَّيْد في أَىِّ مَوضِع أَمكَن. - في الحديث: "أَنه كَرِه الشِّكالَ في الخَيْلَ". قيل: هو أن تكونَ إحدَى يدَيْه وإحدى رِجْلَيه من خِلافٍ مُحجَّلة. وقيل: هو أن يكونَ ثَلاثُ قوائم مُطلَقَةً: أي على لون البدن والرابعة مُحَجَّلة، ويُحتَمل أن تكون كَراهتُه ذلك لأنه كالمَشْكُول الذي عليه الشِّكال وهو القَيْد، والمَشْكُولُ لا يستَطِيع ¬
(شكم)
المَثنْىَ، فكْرِهَه تَفؤُّلا (¬1)، ويمكن أن يكون جَرّب ذلك الجنْس فلم يكن فيه بَلاءٌ. وقيل: إذا كان معِ ذلك أَغرَّ زالت الكَراهيَة؛ لأنه قد ورد في حديث آخر: "اشْترِ كُمَيتاً أَقْرحَ أَرْثَم مُحجَّل الثَّلاثِ مُطلَق اليُمْنَى". - وفي حديث آخر: "أَغَرّ مُحجَّلا". فإن لم يكن كُميتاً فأَدهَم على هذه الصفة. والفرق بينهما أَنَّ البَياضَ إذا كان في ثلاثِ قَوائم وِحدهَا فذلك شِكالٌ. فإذا كان معه في الوَجْه والشَّفَة بياضٌ ارْتَفع شِيَةُ الشِّكالِ، ويجوز أن يكون جرَّب هذا الجنْسَ، فوجد معه بَلاءً عند الطَّلَب والهَرَب، والله أعلم. (2 - في الحديث: "تَفقَّدوا الشَّاكِلَ في الطَّهارة". يَعنىِ البَياضَ الذي بين الصُّدغ والأُذُنِ 2). (شكم) - في حديث عبدِ الله بنِ رَبَاح: "قال للرَّاهب: إني صائِمٌ. فقال: ألا أَشكُمُك على صَومِك شُكْمَةً (¬3)، تُوضَع يومَ القيامة مائِدةٌ وأَولُ مَنْ يأَكُل منها الصَّائِمون". الشُّكْم: العَطاءُ جَزاءً: أي ألا أُبشِّرك بما تُعطَى على صَومك. ¬
(شكا)
(شكا) - في الحديث: "كان لعبدِ الله بنِ عَمْرو، رضي الله عنهما، شَكْوَةٌ ينقَعُ فيها زَبِيباً". قيل: الشَّكْوة: وِعاءٌ كالدَّلْو أو القِرْبَة الصَّغِيرة وجَمعُها شُكًا قال أبو زيد: مَسْك (¬1) السَّخْلة، ما دامت تَرضَع شَكْوَة، فإذا فُطِمت فهو البَدْرة، فإذا أَجْذَعت فهو السِّقاءُ. واشْتَكَى وتَشَكَّى وشَكَا: اتَّخذَ الشُّكَا. - في حديث عَمرِو بنِ حُريْث: "أَنَّه دَخَل على الحَسَن رضي الله عنهما في شَكْوله" الشَّكْو والشَّكَاةُ والشَّكْوَى والشِّكاية: الاشْتِكاء والمرض. - (2 في حديث الحجاج: "تَشَكّى النِّساءُ". : أي اتَّخذْن شُكاً لِلَّبَن وشَكَّى (¬3) مِثْله. وقيل: هو من الشِّكاية. 2) * * * ¬
ومن باب الشين مع اللام
(ومن باب الشين مع اللام) (شلح) - (¬1) في أَثَرٍ: "شَلَّحُونىِ". : أي عَرُّونيِ. (شلا) - في الحديث (¬2): "أنه مَرَّ بقَومٍ يَنالُون من ثَعْدٍ وحُلْقَانِه وأَشْلٍ من لَحْم". : أي قِطَع. والشِّلْو: العُضْو والجمع أَشْلاء وأَشْلٍ، فمن جَمعَه على أَشْلاءِ فهو كعَدْل وأَعْدال، ومن جَمعَه على أَشْلٍ فهو كجِرْوٍ (¬3) وأَجْرٍ، ووَزنُه من الفِعْل أَفعُل كضِرْس وأَضْرُس. - في الحديث (¬4): "أَنَّه من أشْلاءِ مَعَدٍّ". : أي من أَولادِه. * * * ¬
ومن باب الشين مع الميم
(ومن باب الشين مع الميم) (شمر) - في حديث (¬1) عُوج بن عُنُق: "إنَّ الهُدْهُدَ جاء بالشَّمُّور" كذا ذكره صاحب التَّتِمَّة وفَسَّره بالمَاسِ الذي يَثْقُب (¬2) الحَدِيدَ والحَجَر، وهو من الانْشِمار، وهو المُضِىّ. (شمخ) - في حديث قُسٍّ: "شامِخُ الحَسَب" الشَّامِخُ: العَالى. (شمس) - في الحديث: "مَا لِى أَراكم رَافِعِى أيدِيكم في الصَّلاةِ، كأنها أَذْنابُ خَيْلٍ شُمْسٍ" الشَّمُوسُ (¬3) من الدّوابِّ: النَّفُور التي لا تَسْتَقِرّ والجمعِ شُمُس. ورجل شَموسُ الأَخلاقِ: عَسِرُها، وقد شَمُسَ شَماسًا. (شمط) - (4 في حديث أبي سُفْيان: * صَرِيحُ لُؤَىٍّ لا شَماطِيطُ جُرْهُم * الشَّماطِيطُ: القِطَع المُتَفَرّقة. الواحد: شِمْطَاطٌ وشِمْطِيطٌ 4) ¬
(شمعل)
(شمعل) - في حديث الزُّبَير رضي الله عنه: "مُشْمَعِلًّا" (¬1) : أي سريعًا ماضِيًا، واشمعَلَّ الرّجلُ واشمعَلَّت الحَربُ: ثارت وشَمْعَلْتُها أنا، وعلى هذا يُحتَمل أن تكون المِيمُ زائدة، والأصل أَشْعَلْتُ (¬2). والمُشْمَعِلَّة من النُّوقِ: السَّريِعة الطَّويلَةُ، وكذا المُشْمَعِلُّ، واشمَعَلَّت الإبل: تَفرَّقت مَرَحاً ونَشاطاً. وشَجَرٌ مُتَشَمْعِلُ الَأغْصان: مُتَفرِّقها. (شمل) - في الحديث: "ولا تَشْتَمِل اشْتِماَل اليَهُود". قال الخَطَّابي: هو أن يُجَلِّل بَدَنَه الثَّوبَ ويَسْبِلَه من غير أن يَشِيلَ (¬3) طرَفهَ. - في الحديث: "لا يَضُرُّ أحدَكم إذا صلَّى في بيته شَمْلًا". قال أبو عمرو: أي في ثَوبٍ واحدٍ يَشْمَلُه، والسِّين المُهمَلة لُغَة فيه. (شمم) - في حديث هِنْد في صِفَتِه صلى الله عليه وسلم: "يَحسِبه من لم يتأمَّلْه أشمَّ". الشَّمَم: ارتِفاعُ قَصَبةِ الأنفِ، وحُسنُها، واستواءُ أعلاها، وإشرافُ الأَرنبة قلِيلًا. والأَشَمُّ في المَدْح: السَّيِّدُ ذو الَأنَفة. * * * ¬
ومن باب الشين مع النون
(ومن باب الشين مع النون) (شنأ) - في حديث كعب: "يُوشِك أن يُرفَع عنكم الطَّاعُونُ ويَفِيضَ فيكم شَنَآنُ الشِّتاء. قيل: وما شنَآنُ الشِّتَاءِ؟ قال: بَردُه." الشَّنَآن: البُغْض، والبَردُ في الشتاء أَبغَضُ، ولعله أراد بالبَرْد سُهولَةَ الأمرِ والرَّاحةِ؛ لأن العَربَ تَكْني بالبَرْد عن الرَّاحة، كما يُقال: غَنِيمةٌ باردةٌ: أي يُرفَعُ عنكم اَلطَّاعونُ والشِّدَّة، وتَكْثُر فيكم الرَّاحةُ والدَّعةُ، ويُحْتَمل أن يُرِيدَ به: تَغَيُّرَ أَهوِيةِ بُلْدان العَرَب؛ لأن الحجازَ وأكثرَ دِيارِ العرب دِيَارُ الحَرِّ: أي تَصِيرُ أَهويةُ بُلدانِكم طَيِّبةً وَيطِيبُ فيها عَيشُكم. (1 - ومنه حديث عَلِىّ: "ومُبْغِضٌ يَحْمِلهُ شَنآنِي على أن يَبْهَتنِى". (شنب) - في صفته عليه الصلاة والسلام: "ضَلِيعُ الفَمِ أشْنَب" الشَّنب: البَيَاضُ، والتّحْدِيد (¬2)، والبَريقُ في السِّنّ 1) (شنج) - في حديث الحَسَن: "مَثَل الرَّحِمِ كَمَثل الشَّنَّة إن صَبَبْتَ عليها ماءً لانَتْ وانْبَسَطت وإن تركتَها تَشَنَّجَت وَيبِسَت". التَّشَنُّج: تَقبُّض الجلدِ والأَصابع، وقد شَنِج، وتَشَنَّج. قال الأصمعي: يُستحبُّ في الفَرَسِ تَشَنُّج النَّسا وقِصَرُه، وذلك أَسْرعُ لِرْفع الرِّجل، فإذا اسْتَرخَى كان أضعفَ له. ¬
(شنخف)
- في حديث مَسْلَمة (¬1): "قال لصاحب شُرَطة: امنَعِ النَّاسَ من السَّراوِيلِ المُشَنَّجَة". قال عمارة: هي الوَاسِعَة التي تَسقُطُ علىِ الخُفِّ (¬2) حتى تُغَطِّى نِصْفَ القَدَم، كأنه أَرادَ إذا كانت واسعةً طَوِيلةً لا تزال تُرفَع فتَتَشَنَّج. (شنخف) - في حديث عبد الملك: "إِنَّك لَشِنَّخْف" (¬3) : أي طَويِلٌ عَظِيمٌ. (شنر) (4 في حديث النَّخَعِىّ: "كان ذلك شَنَارًا فيه نَارٌ" الشَّنَارُ: العَيبُ والعَارُ، وقيل: هو (¬5) العَيْبُ الذي فيه عارٌ، وقد تَكرَّر في الحديث 4) (شنق) - في الحديث: "لا شِنَاقَ" (¬6) ¬
(شنن)
قال أَحمدُ بنُ حَنْبَل: الشَّنَق: ما دون الفَرِيضَة، كما دون الأَربَعين من الغَنم. ذكر الهَرِوىُّ قولاً آخر. - (1 في قصة سُليْمان: "احْشُروا الطَّيرَ إلا الشَّنْقَاءَ والرَّنْقَاءَ (¬2) والبُلْه". : الشَّنْقاءُ: التي تَزُقُّ فِراخَها. - في الحديث: "سأل رَجلٌ عُمرَ فقال: عنَّت لي عِكْرِشَة (¬3) فشَنَقْتها بِجَبُوبة". : أي رمَيتُها حتى كَفَّت عن العَدْو، وأَصلُ الشَّنْق الكَفُّ. - في حديث (¬4) الحَجَّاج: * .. ضَخْم المنكِبَينْ شِنَاقُ * : أي طَوِيلٌ. (شنن) - في حديث (¬5) ابن عباس رضي الله عنهما: "فقام إلى شَنٍّ مُعلَّقَة" الشَّنُّ: القِربَة الخَلِقَة ولهذا أَنَّثه. ¬
- في حديث عمر بن عبد العزيز: "إذا استَشَنّ ما بَينَك وبَيْن الله تعالى، فابْلُلْه بالإحسانِ إلى عِبادِه". : أي أَخْلَق (¬1). 1) * * * ¬
ومن باب الشين مع الواو
(ومن باب الشين مع الواو) (شوحط) - (1 في خَبَر: ضربه بِمِخْرشٍ من شَوْحَطٍ وهو (¬2) شَجَر تُتَّخذ منَهَ القِسِىّ. 1) (شور) - قوله تبارك وتعالى: {وَشَاوِرْهُم في الأَمْرِ} (¬3). : أي استَخْرج آراءَهم واعْلَم ما عِنْدهم، من قَوْلهمِ: شُرتُ الدَّابَّةَ وشَوَّرتُها: إذا استَخرجْت جَرْيَها وعَلمت خَبَرها. - ومنه قَولُه عَزّ وجَلَّ: {وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} (¬4). : أي يتَشاوَرُون فيه، واستَشَرْتُه: أي طَلْبت منه أن يُشِير علىّ، فأَشارَ علىّ بكذا، أي أَمَرني به، وأَشارَ إلىَّ بيده: أي أومأ. - في حديث ابن اللُّتْبِيَّة (¬5): "أنه جاء بشَوَارٍ كثير". الشَّوار: مَتاعُ البَيْت، وفي غير هذا مَتاعُ الرَّجل. وأَبدَى الله شَوارَه: أي عَورَته. ¬
(شوس)
(1 - في حديث أُمِّ عَلْقَمة، عن عائِشةَ، رضي الله عنها،: "مَنْ أَشارَ إلى مُسلِم بحَديدة يُريدُ قَتلَه، فقد وَجَب دَمُه". يعني إذا أراد قَتْلَه حلَّ لصاحِبهِ قَتْلَه دَفْعاً عن نفسهِ. ووجب بمعنى حَلّ، كما يقال: وَجَب دَينُه: أي حَلَّ، وكذلك حَلَّ دَمُه لمنْ يحاول الدَّفعَ عنه. - في الحديث: "أقبل رجل وعليه شُورَةٌ حسَنة". : أي هَيئَة وجَمالٌ كالشَّارَةِ. 1) (شوس) - في (¬2) حديث التَّيمِىِّ: "رُبَّما رأَيتُ أبا عُثْمان (¬3) يتشَاوَسُ، يِنظُر؛ أَزالَت الشَّمسُ أم لا". التَّشاوُسُ: أن يَقلِب رأسَه، ينظُر إلى السماءِ بإحدى عَيْنَيه. والشَّوَسُ: النَّظَر بأحَد شِقَّى العَينْ تَغَيُّظاً، وفاعِلُه أَشوَسُ والجمع شُوسٌ، وقد شَوِسَ إذا صار كذلك. وقيل: هو الذي يُصَغِّر عَيْنَيه ويَضُمُّ أَجْفانَه. وشَاس يَشوُس مثل تَشاوَسَ. (شوص) - في الحديث (¬4): "استتَغْنُوا عن النَّاس ولو بشَوْصِ السِّواك". قيل: معناه ولو بِسِواك الشَّوْص. ¬
كما رُوِى أنه نَهَى عن غُبَيْراءِ (¬1) السُّكْر: أي سُكْرِ الغُبَيْراء وأنشد: * فلا زال يَسقِي ما مُفَدَّاةَ حَوْلَهُ * : أي ما حَولَ مُفَدَّاةَ، يعنىِ امرأَةً، وأظُنُّ هذا من كلام الحربىّ، وكأنه يَعنِى بالشَّوصِ شجرةً من أَدْوانِ الشجرِ، أي بِسِواك مُتَّخَذ من هذا الشَّجر، ولا أرَى أَحداً تابَعَه عليه. وقال صاحب التتمة: "ولو بشَوْصٍ من سواك" : أي بما يتفتَّت منه بالاسْتِياك، وهذا أَخذَه من قول ابنِ عائشة حين سُئِل: ما شَوْصُ السِّواك؟ قال: "أما رَأيتَ الرجلَ يستَاك، فتَبقَى بين أَسنانِه شَظِيَّةٌ من سِواكِ، فلا يُنتفَع بها في الدُّنيا لِشىَءٍ". وهذا وجهٌ لو عَاضَدَتْه اللُّغَة. وقد روى: "استَغْنُوا عن الناس ولو بقَصْمةِ السِّواك". : أي ما انكَسَر منها. وقيل: معناه بغُسالة السِّواكِ، وقد شاص: أي اسْتَاك. والشَّوْصُ: الغَسْل. وقيل: الدَّلك. وقيل: شُضْت معرب، معنى غسلت بالفارسية ولا يصح ذلك. ¬
(شوف)
(1 وقيل: شَاص أسنانَه: دَلكَها من أسفَلِها إلى أَعلَاها، وبه سُمِّى هذا الداءُ الشَّوْصَة لأنه ريح تَنْعقِد على الأَضْلاِعِ. - في الحديث: "مَنْ سَبَق العاطِسَ بالحَمْد أَمِن الشَّوْصَ والَّلوصَ والعِلَّوصَ" (¬2). وقيل: الشَّوْص: وَجَع الضِّرس، والَّلوْصُ: وَجَع الأُذُن. وقيل: الشَّوْصَة (¬3): وَجَعٌ في البَطْن يَرفَع القَلبَ عن مَوضِعه، من قولهم: شَاصَ: إذا استَاكَ من سُفْلٍ إلى عُلْو. 1) (شوف) - في حديث عائشة رضي الله عنها: "أنها شَوَّفَت جارِيةً فطافت بها وقالت: لَعلَّنا نُصِيبُ (¬4) بها بعضَ فِتْيان قُرَيش". : أي زَيَّنَتْها، وشَيَّفَت: أي زَيَّنت. والشَّوْفُ: الجَلْو، والمَشُوفُ: المَجلُوُّ. وتَشَوَّفَت: تَزيَّنت، وتَشَوَّف (¬5) للشىَّء: طَمَح له. - ومنه حديث سُبَيعةَ رضي الله عنها: "أنها تَشَوَّفت للرجال" (¬6) قال أبو نَصْر: "تَشوَّفت الأَوعالُ": تشرَّفَت وعَلَت معاقِلَ الجبال. ¬
(شوك)
(شوك) - في الحديث: "كَوَى أَسعدَ بنَ زُرارةَ من الشَّوْكَة". وهي حُمرةٌ تعلو الوَجْهَ والجَسَد. والرجل مَشُوكٌ، وقد شِيكَ، وكذلك من الشَّوْك، إذا أصابهَ ودَخَل في أعضائه. - ومنه الحديث: "وإذا شِيك فلا انْتَقَش" (¬1) وقد شَاكَه الشَّوكُ، وأشَكتُه أنا، وشِكْتُ الشَّوكَ أَشاكُه: إذا دَخلَتْ فيه. (شول) - في شِعرْ (¬2) زُهَير: .... شَالَت نَعامَتهُم * النَّعامَة: الجَماعَة: أي تَفَرَّقوا. (شوه) - في الحديث: "قال لحسَّان رضي الله عنه: أتَشَوَّهتَ عَلَى قَومى أن هداهم الله عَزّ وجَلَّ" (¬3) قال الأحمر: الأَشْوه: السَّرِيع الإصابَة بالعَينْ، ولقد شُهتَ مالِى. قال أبو عُبيَدة: "لا تُشَوِّه علىَّ": أي لا تَقُل ما أحَسنَك، فتُصِيبَنِي بعَيْن. ورَجُل شائِهُ البَصَرِ، وشَاهِى البَصَرِ: حَدِيدُه. ¬
(شوى)
- في الحديث: "فأمر لها بشِياهِ غَنَم" (¬1). إنما عَرَّفَها بالغَنَم لأنهم يُسَمُّون البَقرةَ الوَحْشِيَّة، والوَعِلِ والنَّعامة شَاةً. وأَصلُ الشَّاة: شوَهَة، فصُيِّرت شَاهَةً، ثم شَاةً وتُصَغَّر شُوَيْهة، وتُجمع على شِياهٍ وشَاءٍ، والهَمزةُ بَدلٌ من الهاء كالماء عند بَعضِهم. (شوى) - في حديث عبد المُطَّلب: "كان يَرَى أن السَّهْمَ إذا أَخْطأَه فقد أَشْوَى". يقال: "رَمَى فأَشْوَى" إذا لم يُصِب المَقْتَلَ، وشَويْتهُ: أصبتُ شَواه (¬2). والشَّوَى والشَّواةُ: جِلدُ الرَّأْسِ. وأَشْوَى: أي أَبقَى. (3 - في حديث ابن عُمر: "ما لِى وللشَّوِىّ" : أي الشَّاءِ، وأَنْشَد: * أربابُ خَيلٍ وشَوِىٍّ ونَعَم (¬4) * وهو اسم جمْعٍ كالضِّئِين والمَعِيز. 3) * * * ¬
ومن باب الشين مع الهاء
(ومن باب الشين مع الهاء) (شهب) - في حديث حَلِيمةَ، - رضي الله عنها -: "قالت: خَرجْتُ في سنَةٍ شَهباءَ" الشَّهباءُ: الأَرضُ البَيضاءُ التىِ لا خُضْرَة فيها لِقُحُوطِها وقِلَّةِ مَطَرها. والشُّهْبَة (¬1): سواد يَخلِطُه بَياضٌ. واليوَمُ البارد ذو الريح: أَشهَبُ، والليلة شَهْباء، واشْهَابَّ الزّرعُ: إذا هاج وفي خِلاله شىَءٌ أخضَرُ، وقد شَهَبَتْهم السَّنَةُ: إذا ذَهَبتْ بأَموالهم، وكذا القُرُّ، فكأن السنةَ سُمِّيت شَهْباءَ باسْمِ الأَرضِ فيها. (شهبر) - ومن رباعيه في الحديث: "لا تتزوجنَّ شَهْبَرةً" (¬2). : أي عَجوزاً فانيةً. وقيل: زَرْقاءَ، ولا لَهْبَرةً، أي طَوِيلةً مَهْزُوِلةً، ولا نَهْبَرةً: أي قَصِيرةً دَميمةً، ولا هَيْذَرةً: أي عَجوزةً مُدْبِرَةً شَهْوتُها، ولا لَفوتاً: أي ذَات وَلَد من غَيْره. قال الجَبَّان: امرأةٌ شَهْبَرةٌ وشَهْرَبةٌ: كَبِيرةٌ قَوِيَّةَ، سُمِّيَت شَهْبَرَة لقُرب وَجْهِها من البُكاءِ، وشَهْبَر لكذا: إذا أجهشَ للبكاء. وشَهْبَر وَبَرُ البَعِيرِ: اشْهَابّ، ومُشَهْبَر الرأسِ: ضَخمُه. ¬
(شهد)
والشَّهْبُوب (¬1) والشَّهْمَلة مثل الشَّهبَرة. وقال الزمخشرى: اللَّهْبَرة: القَصِيرة، (2 الدميمة 2)، والنَّهْبَرة: الطَّويلة (2 المْهزُولَة 2) والهَيْذَرة: الكَثِيرة الهَذْر. وقيل: النَّهْبَرة: التي أَشْرفَت على الهلاك، من النَّهابِر. (شهد) - في الحديث: "يَأتي قومٌ يَشْهِدون ولا يُسْتَشْهَدُون" (¬3). قيل: أراد به الشَّهَادَة على المُغَيَّب، كقَوْلهم: فُلانٌ في الجنَّة وفلان في النَّار. وفيه معنى التَّأَلِّى على الله عزَّ وجَلَّ وقيل: هو الذي يَشْهَد قبل أن يُسْتَشْهد، فإنَّ الشهادةَ في الحق الذي يَدَّعِيه الرَّجلُ قبَلَ صاحبِه إذا أتى بها الشَّاهدُ قَبلَ أن يُسْأَلَها لا قَرارَ لها، ولا يَجِب تَنَجُّزُ الحُكمِ بها حتى يَسْتَشْهِدَه صاحِبُ الحق. - فأما حَدِيثهُ الآخر: "خَيْرُ الشُّهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسْأَلهَا". فهو الذي لا يعلم بها صاحبُ الحَقِّ. وقيل: هي في الأمانةِ والوَديعةِ وما لا يَعلمُه غَيرُه. وقيل: هذا مَثَل في سُرعَة إجابة الشاهد إذ استُشْهِد أن لا يمنَعَها ولا يُؤَخِّرَها. وأصل الشَّهادة الإخبارُ بما شَاهد (¬4). والمَشهد: المَحْضَر. ¬
والشَّهِيدُ، قال ابنُ فارس: إنما سُمِّى شَهِيدا لأنَّ ملائِكَة الرحمة تَشْهَدُه فَعِيل بمعنى مَفْعُول. وقيل: لِسُقُوطه بالأرضِ، وهي الشَّاهِدَة. وقيل في قوله عزّ وجلّ: {ويَوْمَئذٍ تُحدِّثُ أَخْبَارَهَا} (¬1) : أي تَشهَدُ على كلِّ مَنْ عَمِل على ظَهِرها، والشَّاهد: المَلَك، والشاهِدُ: اللِّسان. قال الأَعشىَ فيهما: فلا تَحْسَبنّىِ كافرًا لك نِعمةً على شَاهِدِى يا شَاهِدَ اللَّهِ فَاشْهَدِ (¬2) شَاهدِى: أي لِساني، وشَاهِدُ الله المَلَك. وقيل: سُمى شَهيداً لأنه يُبَيِّن إيمانهَ وإخلَاصَه ببَذْلِه رُوحه في طاعة الله عز وجل، من قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ} (¬3). : أي بَيَّن وأَعْلَمَ وأَخْبَر. وقيل: لأنه شاهِدٌ عند ربّه عز وجل (¬4): أي يَحضُر ¬
(شهر)
وقيل: لأنهم يشهدون ملكوتَ الله عز وجل. وأما التَّشَهُّد في الصلاة فسُمِّى به لأن فيها (¬1) الشهادتين. (2 - في حديث (2) أَبِى نصرة وأبي سعيد: "لا صَلاةَ بَعْدَ العصْر حتى يبَدُوَ الشّاهدُ". قال أبو الشَّيخ: ذَكَر أن هذا الشَّاهِدَ نَجْم يقال له العَيُّوق، وهو كوكب أَحْمَر مُنِير مُنفرد في شِقِّ الشّمال على يَمِين الثُّرَيَّا يظَهَر عند غَيْبوبةِ الشمس 2). (شهر) - في الحديث: "صُومُوا الشَّهْرَ وسِرَّه" (¬3) قال الخَطَّابي: العرب تُسَمِّى الهِلالَ الشَّهَر. يقول: رَأيتُ الشَّهَر، : أي الهِلالَ. وأنشدَ ابنُ الأَعرابي: ¬
(شهق)
ابدأْنَ من نَجْدٍ على مَهَلٍ والشَّهْرُ مِثلُ قُلامةِ الظُّفْرِ (¬1) : أي الهلال، (2 والشّهرُ: من الاشْتِهارِ؛ لأنه يَظهَر فيه القَمَر، 2) وسِرُّه: آخره، : أي صوموا أَولَ الشهرِ وآخرَه. - في الحديث: "من لَبِس ثوبَ شُهْرَةٍ أَلبسَه الله تَعالَى ثَوبَ مَذَلَّةٍ". الشُّهْرَةُ: ظهور الشىَّءِ في شُنْعَةٍ (¬3) حتى يَشْهَرَه الناسُ وَيشْتَهِر (¬4) هو. - (2 في الحديث عن ابن الزُّبَيْر: "مَنْ شَهَر سَيفَه، ثم وَضَعه، فَدَمُه هَدَر". قال السِّينَاني (¬5): وضَعَه بمعنى ضَرَب به 2). (شهق) - في الحديث (¬6): "ليَتَردَّى من رؤوسِ شَواهِقِ الجِبال". : أي عَواليها. يقال: جَبَلٌ شَاهِقٌ؛ أي مُنِيف عالٍ. (شهل) - (2 وفي صِفَتِه عليه الصلاة والسلام: "كان أَشْهلَ العَيْن". : أي في سَوادِها حُمْرة، والشُّكْلَة في البَياضِ. 2) ¬
(شهم)
(شهم) - في الحديث: "كان شَهْماً" : أي نافِذاً في الأمور، وهي الذَّكِىُّ الفُؤَاد والسَّيِّد النَّجِيدُ أيضا. وفَرسٌ شَهْم: سَريِعٌ نَشِيط. (شها) - في حديث رابِعَةَ: "يا شَهْوَانىُّ". يقال: رجل شَهوانٌ وشَهْوانِىُّ، وامرأة شَهْوَى وشَهْوَانيَّة: شَديدةُ الشَّهْوة. والجمع شُهاوَى كسُكارَى وقد تُفتَح الهَاءُ فِيهِما.
ومن باب الشين مع الياء
(ومن باب الشين مع الياء) (1 - لا شِيَة: أي لا وَشىْ، مذكور في وَشىَ. (شيب) - شَيْبَة الحَمْد: لَقَب عبدِ المطلب، لِشَيْبَةٍ كانت في رأسِه حين وُلِد، وإنما سُمِّي عَبدَ المُطَّلِب لأن هاشِماً تَزوَّج سَلْمَى (¬2) بنتَ زيَدٍ النَّجَّارِىّ، فولدت له، فلما تُوفِّى هاشِمٌ وشَبَّ الغُلامُ انتزَعَه المُطّلب من أمه، وأردَفَه على رَاحلِته وقَدِم مكَّة فَقِيل: أَردَف المُطِّلبُ عبدَه، فبَقِى عليه واسمهُ عامر. (شيخ) - في الحديث: "شِيخَان (¬3) قُرَيْش". هو جَمْع شَيْخ، كَضِيفَان جمع ضَيْف. 1) (شيز) - في حديث عائِشةَ، رضي الله عنها، "قال زَوجُ أَمِّ بكر - امرأَة أبى بكر - رضي الله عنه: وماذا بالقَلِيبِ قَليب بَدْرٍ من الشِّيزَى تُزَيَّنُ بالسَّنَامِ (¬4) يَرثِى كُفَّارَ قريش. الشِّيزَى: شَجَر تُتَّخذ منه الجفانُ وكَانوا يُسَمُّون الرجلَ المطعِمَ جَفْنةً، لأنه يُطعِم الناسَ فيَ الجِفان، فكذلك أراد في البيت أصحاب الجِفان المُتَّخذَة من الشِّيزى، يعنى أنهم قُتِلوا ببَدْر. ¬
(شيص)
(شيص) - في الحديث: "أنه نَهَى عن التَّأْبِير، فتركوه، فصارت النَّخلُ شِيصًا". الشِّيص: التَّمر الذي لا يَشتَدُّ نَواه. الواحدة: شِيصَةٌ، واسْتَشاصَت النَّخلةُ. وقيل: الشِّيصُ: أَردأُ البُسْر والتَّمرِ. ويقَال له: الشِّيصاء أيضا الواحدة: شِيصَاءَة، وشِيسَاء أيضا. (شيط) - في صفةِ أهلِ النار: "ألم تَرَوا إلى الرَّأسِ (¬1) إذا شُيِّط". من قولهم: شَيَّطَ اللحم أو الشَّعَرَ أو الحَبلَ: إذا أحرَقَ بعَضَه. وتَشَيَّط الحَبلُ: مَسَّتْه النارُ. وشَيَّط الَّلحمَ: دَخَّنَه ولم يُنْضِجْه. - قرأ الحَسَن: {وما تَنَزَّلَت بِهِ الشَّيَاطُون} (¬2). جمع شِيَاط بمعنى الشَّيْطان. - وقَولُه تعالى: {كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ} (¬3). ¬
(شيع)
قيل: جَعَل الدّاءَ البَالِغَ غايتَه ونِهايتَه شَيطاناً لِضَرِّه وشَرِّه. كما قال الآخرُ: ما لَيلةُ الفَقِير (¬1) إلا شَيْطان. - (2 في الحديث في استعاذته عليه الصَلاة والسلام: "أَعوذُ بك من شَرِّ الشَّيطان وفُتُونِه وشِيطَاه وشُجُونه وموَاقفِ الخِزْى". قال أبو عُمَر: الصَّواب وأَشْطانُه: أي حِبالُه التي يَصِيدُ بها الناس 2) (شيع) - في الحديث: "أَيَّما رجل أَشاعَ على (3 رجُلٍ عَوْرَةً 3) لِيَشِينَه (2 بها 2) : أي أظهر عليه ما يَشِينُه وَيعِيبُه به. يقال: شاع (¬4) الحديثُ شَيْعُوعَةً وشَيَعاناً وشِياعاً، وأَشعْتُه، وشِعْتُ به، والرجل مِشْيَاعٌ. - في حديث صَفْوان: "إني لأَرَى مَوضِعَ الشَّهادة لو تُشايِعُنى نَفسِى". : أي تُتابِعُني وتُطاوِعُني. - في الحديث: "الشِّياعِ حَرامٌ". كذا رواه بعضُهم، وفسَّره بالمُفاخَرة بكَثْرة الجماعٍ، فإن حُفِظ نَقلُه، فلعَلَّه من تَسْمِيَتهم امرأةَ الرجلَ شاعَة. وشَايَعَتْه: صاحَبَتْه، والمُشايع: المُتابع. والشِّيعَة: الَأعوانُ والأَحزاب. ¬
(1 ذكر بعَضُهم أنه سأل أَباَ عُمَر عنه فقال: هو تصحيف، إنّما هو بالسِّين (¬2) المهملة والبَاءِ المنقوطة بواحدة. 1) - في حديث عائشة رضي الله عنها: "بعد بَدْر بشَهْر أو شَيْعه". : أي قَدْر شَهْر أو نحْوه. يقال: أقمتُ به شَهْراً أو شَيْعَ شَهْر: أي مِقداره أو قَريبًا منه، وأنشد: قال الخَلِيطُ غَدًا تصَدُّعُنَا أو شَيْعَه أفلا تُودِّعُنَا (¬3) : أي غَدًا أو بَعدَه. والشَّيْعُ: المِقدار. ويقال: آتِيك غَدًا أَو شَيْعَه : أي بعده، ونزل بموضع كذا أو شَيْعهِ: أي ناحيته. - في حديث عقبة رضي الله عنه في الأُضْحِيَة: "نهى عن المُشَّيِعة". وهي التي لا تَسِير مع الغنم ضَعْفًا وهُزَالًا كأنهِا تُشَيِّع الغَنَم، إن رويتَها بكَسْر الياء، وإن رَوَيتَها بالفَتْح، فَلأنَّها تَحتاج إلى مَنْ يُشَيِّعها لتأخُّرِها عن الغَنَم وانْفرادِها. - (1 في الحديث (¬4): "كان خالدٌ مُشَيَّعاً" : أي شُجاعًا لأن قلبَه لا يَخْذُلُه كأنه يُشَيِّعه أو شُيِّع (¬5) بغَيْره. ¬
(شيم)
- في حديث (¬1) الجراد: "تابعْ بَينَه بغير شِياعٍ". : أي صِيَاح، وشَاعَ بإِبلهِ وشَيَّع: صَاحَ. 1) (شيم) - في الحَديث: قال بلالٌ رضي الله عنه في شِعرِه: * وهل يَبدُوَن لى شَامَةٌ وطَفِيلُ (¬2) * قيل: هما جَبَلان مشرِفان على مَجَنَّة مكَّة. وقال الخَطَّابي: هما عَيْنان مُشْرِفان على مَجَنَّةَ، وهي سوق مَتْجَرٍ كانت بِقُرب مَكَّة. وقال بَعضُهم، أَظنُّه ابنَ دُرَيد، إنما هي شَابَةٌ بالبَاء جَبَل حجازي مذكور مع طُفَيْل، مأخوذ من الشَّيْب. (3 وقيل: تُضارُعُ وشَابةُ: جَبَلان بقُرب المدينة. - في حديث أبي بكر (¬4): "شِمْ سَيْفَك". ¬
: أي أغْمده، وقد يكون السَّلُّ أيضا من قِبَل أن الشَّيْم هو النَّظَرُ إلى البَرْق، ومنِ شَأن البَرْق أنه حين يَخفُق يَخفَى من فَوْره، فلا يُشامُ إلا خَافِقًا أو مُتَخافِيًا، وقد غلب تَشْبِيهُ السَّيْف بالبَرْق، فقيل: شِمْ سَيفَك: أي انظر إليه نَظَرَك إلى البَرْق، وذلك على حالِ الخُفُوق أو حالِ الخَفاء، وجَعَل النظر، كِنايةً عن السَّلِّ والِإغماد، لأن النَّظَر يتَقدَّمُهما 3). * * *
ومن كتاب الصاد
ومن كتاب الصاد (من باب الصاد مع الباء) (صبأ) في حديث بني جُذَيْمَة: "كانوا يَقُولُون: صَبأْنَا صَبَأْنَا حين أَسْلمُوا". يقال: صَبأ فلانٌ في دِيِنهِ صُبُوءًا، إذا خرج منه إلى ديِن غَيْره، من قولهم: صَبَأَت النُّجومُ: إذا خَرَجت من مَطالِعها، وصَبَأَ نابُ البَعيِر: طَلَع، وكانت قُريشٌ تقول لمن يَدخُل في الإسلام: صَبَوْتَ لأنّهم كانوا لا يهَمزِون، فأَبدلوا من الهمزةِ واواً. وأما الصَّابِئون فقِيلَ: إنه من هذا أيضا؛ لأنهم كانوا يَعبُدون الكَواكب، فدَخَلوا في دِين النَّصارى، وقِيلَ فيه غَيرُ ذلك. (صبب) - في حديث قَاتِل أبي رَافع اليَهُودِىّ: "فوضَعتُ صَبِيبَ السَّيفِ في بَطْنِه". قال الحربى: أظنه طَرْفَه وآخرَ ما بلغ سَيَلانُه حين ضُرِب وعَمِل. وقال الجَبَّان: ضربَه بصَبِيب سيفهِ: أي بطَرْفه. والصَّبِيبُ أيضا: أن يصيب النبتَ مَطرٌ، ثم يركبُه الترابُ فيُفسِده. والصَّبِيب أيضاً: صِبْغ أحمر. والصَّبِيبُ: الجَليد.
- وفي الحديث: "لِتَسْمَعَ آيةً خَيرٌ من صَبِيبٍ ذَهَبًا". قيل: أي من جَلِيد. وقيل: أي المَصْبُوب كِناية عن ذَهَب كَثِيرِ يُصَبُّ ولا يُعَدّ، ويحتمل أن يَكون اسمَ جَبَل أو نحوهِ. كما في حديث آخر: "خَيرٌ من صَبِيرٍ ذهَباً (¬1) ". إن لم يكن هَذَا ذَاكَ فصُحِّف. - في حديث عمر، رضي الله عنه: "اشتريتُ صُبَّةً من غنم" (¬2) قال أبو زيد: الصُّبَّة والفِزْر؛ ما بين العِشْرين إلى الأربعين من الضأن والمَعِز. وقال الأصمعي: الصُّبَّة من الإبل نحو خَمْسٍ أو سِتّ. وقال غيرهما: هي ما بين العِشْرينَ إلى الأربعين من المَعِز، وقيل: نحو الخَمْسِين. وقيل: ما بين السِّتِّين إلى السَّبْعين، ومضت صُبَّةٌ من اللَّيل : أي صَدْر، والصُّبَّة من الشيء كالصُّبَابَة، وهي البَقيَّة وجَماعةُ الناس أيضا. - في حديث ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما: "وسُئِل أَىُّ الطَّهُور أفضَلُ؟ قال: أن تقوم وأنت صَبَبٌ". : أي يَنصَبُّ (¬3) منك الماءُ، وهذا كما روى في إسْباغ الوُضُوء. والصَّبَب: ما انْحَدَر من الأَرضِ، وذلك لأنه ينصب مِنْه الماءُ كأنه شبهه به. ¬
- ومنه في صِفَتِه - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مشى كأنما يَنحَطُّ في صَبَب". وجَمعُه أَصبابٌ - وفي رواية: "كأنما يَهوِى من صَبُوب". إذا فُتِح كان اسماً لما يُصَبُّ على الإنسان من مَاءٍ وغيرهِ مثل الطَّهور والغَسُول والفَطُور. ومن رَواه بالضَّمِّ فَجَمْع الصَّببَ وباب فَعَل يُجمع على أَفْعَال، فجاء هذا على خِلافِ الِقَياس. قال الجَبَّان: الصَّبَب والصَّبُوب: تَصَوُّب نهرٍ أو طريقٍ. - في الحديث: "لتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبًّا (¬1) ". ذكر الزّهرىّ (¬2) أنه من الصَّبِّ. وقال: الحية السوداء إذا أرادت أن تَنْهَشَ ارتفَعَت ثم انصَبَّت. وقيل: ارتفَعَت بالسُّمِّ إلى فِيهَا، ثم صَبَّت، فكأنه على ما ذكر جَمْع صَبُوب أو صَابٍّ. والصَّابُّ: المُنْصَبّ. وروى صُبَّى على وزن فُعْلَى. وقد ذَكَر الهَروِىُّ له أوجُهًا في آخر هذا الباب. (3 - في الحديث: "أنه صَبَّ في ذَفِران". : أي أَفاضَ ودَفَع ومَضىَ. 3) ¬
(صبح)
(صبح) - في الحديث: "من تَصبَّح سَبع تَمرات عَجْوَة". هو تَفَعَّل من صَبَحتُ القَومَ: أي سَقَيتُهم الصَّبوحَ، وصَبَّحت: لغة في صَبَحت، والأَصلُ في الصَّبُوحِ شُربُ الغَداةِ، وقد يُستَعمل في الأَكلِ أيضًا لَأنَّ شُرْبَ اللَّبن عند العَرب بمَنْزِلَة الأَكل. - وفي الحديث (¬1): "أنه صَبَّح خَيبَرَ". : أي أَتَاها صَباحًا. يقال: صَبَّحتُ القَوم بالتَّشْدِيد: أي جِئتهُم صَباحًا، وبالتخفيف سَقَيتُهم الصَّبوُحَ. - في الحديث (¬2): "ولا يَحسُر صابِحُها". : أي لا يَكلّ ولا يَعْيا صابِحُها، وهو الذي يَسْقِيها صَباحًا؛ لأنه يُورِدُها ماءً ظاهراً على وَجْه الأرض. - في الحديث (¬3): "يَا صَبَاحَاه". هذه الكلمة دَعْوةُ الاستِغَاثَة، وأَصلُها إذا صاحُوا للغَارَة، ويقولون لِيَوم الغَارَة: يَومُ الصَّبَاح. - (4 في الحديث: "فأَصْبِحِي سِراجَك". : أي أَصْلِحِيها وأَضِيئِيها. (5 والمِصبَاحُ: السِّراج. 5) - ومنه حديث جابر في شُحوم المَيْتَةِ: "وَيسْتَصْبحُ بها الناسُ" : أي يُشْعِلُون بها سُرُجَهم 4) ¬
(صبر)
(صبر) - في حديث عِمْران بن حُصَين، رضي الله عنه،: "مَنْ حَلَف على يمين مَصْبُورَة كَاذِباً". : أي لازمةً لصاحِبِها من جِهة الحُكْم حتى يُصْبَر من أجلِها،: أي يُحبَس وهي يَمِين الصَّبْر، وأَصل الصَّبْر الحَبْس. - وفي حديث آخر: "من حلف على يمين صَبْر" ومنه قولهم: قُتِلَ صَبْراً: أي قَهْراً وحَبْسا على القَتْل. وقال هُدبة بن الخَشْرم: وكان قَتَل رجلاً، فطَلب أَولياءُ المقتُول القِصاصَ وقَدَّمُوه إلى مُعاوِيةَ، رضي الله عنه، فسأله عما ادُّعِى عليه، فأنشأ يقول: رُمِينا فَرامَينا فَصادفَ رَميُنا مَنيَّةَ نفسٍ في كتابٍ وفي قَدْرِ وأَنتَ أَميرُ المؤمنين فمَا لَنا وَراءَك من مَعدًى ولا عنك من قَصْر فإن تَكُ في أموالِنا لم نَضِق بها ذِراعاً وإن صَبْراً فنَصْبِر للدَّهْرِ (¬1) يريد بالصَّبر القِصاصَ. وقيل لليمين: مصبورة وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المَصْبُور لأنه إنما صُبِرَ من أَجلِها، فأُضِيفَ الصَّبْر إليها مَجازاً. ¬
- في حديث أُسَيْد بن حُضَيْر، رضي الله عنه، في الذي طَعَنه النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَصْبِرْني قال: اصطَبِرْ" (¬1). : أي أَقِدْنى من نَفسِك. قال: استقِد. وأَصبرْتُه: أَقدتُه بقَتِيلهِ، والاصْطِبار: الاقْتِصاص. وأَصبَره القاضى: أَقصَّه، وصَبَرَهَ أيضاً صَبْراً. وقيل: اليَمِينُ المَصْبورة هي أن يَحلِف بالله عز وجلّ. وفيه من الفِقْه: أنَّ القِصاصَ في الضَّرْبة بالسَّوط واللَّطْمة ونحوهما واجب، وهذا مَذهبُ جَماعةٍ من الصَّحابة والتَّابِعين. وذهب مَالِكٌ والشَّافِعىُّ وأَصحابُ الرَّأْى إلى أن لا قِصاصَ فيما لا يُوقَفُ على حَدِّه لتَعَذُّر المُمَاثَلَة فيه (2 وأصل القِصَاص المُمَاثَلَة 2) - في الحديث: "خَيرٌ من صَبِيرٍ ذَهَبًا" (¬3). قيل: هو اسمُ جَبَل. - (2 في الحديث: "وعنده صُبْرٌ من تَمْر" (¬4) : أي قِطَع مَجمُوعة. وصُبْر كلِّ شىء: أَعَلاه. - في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ} (¬5). ¬
(صبغ)
قال: كان يصعَد بُخارٌ من الماء إلى السَّماءِ، فاستَصْبَر (¬1) فَعادَ صَبِيرًا، فذلك قَولُه تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} (¬2) : أي كَثُف وتَراكَم. 2) (صبغ) - في الحديث (¬3): "أكذب الناس الصَّبَّاغُون والصَّوَّاغُون" قيل: هم صَاغَة الحُلِىّ، وصَبَّاغُو الثِّياب؛ لأنهم أكذبُ النَّاس في المواعيد. - ورُوي عن أبي رافع الصَّائِغ قال: كان عمر رضي الله عنه، يُمازِحُنى يقول: "أَكَذَب النَّاس الصَّوَّاغُ (¬4) يَقُوِلُ اليَومَ وغَدًا". وقيل: هم الذين يَصُوغُون الكَلامَ ويتَخرَّصُونه. (5 وقال الفَرَّاء: أصل الصَّبْغ التَّغْيِير. - وفي الحديث: " (¬6) اصبُغُوه في النَّارِ وفي الجَنَّةِ أيضا". : أي اغْمِسُوه 5) ¬
(صبا)
- في حديث أبي قَتادَة: قال أبو بكر - رضي الله عنهما -: "كلا لا يُعطِيه أُصَيْبغَ قُريْش". يَصِفه بالمَهانَة والضَّعفِ. والأَصبَغ: نوع من الطيور (1 ضعيف 1) ويجوز أن يكون شَبَّهه بنَباتٍ ضَعِيف، يقال له الصَّبْغاء كالثُّمامِ. (صبا) - في حديث هَوازِن: قال دُرَيدُ بنُ الصِّمَّة: "ثم ألقِ الصُّبَّى على مُتُون الخيل". : لم أر أَحداً فَسَّره، وكأنه جمعُ صَابٍ، مثل غَازٍ وغُزَّي: أي الذين لهم لَذَّة في الحرب وَيشْتَهون التَّقَدُّم فيها (¬2) والبِراز. - في حديث أُمِّ سلَمَة: " (¬3) إنِّي مُصْبِيَةٌ". : أي ذَاتُ صِبْيان. - وفي الحديث: "وَشَابٌّ ليست له صَبْوة" (¬4) : أي مَيْلٌ إلى الهَوَى، وهي المَرَّةُ مِنه. * * * ¬
ومن باب الصاد مع التاء
(ومن باب الصاد مع التاء) (صتم) - في حديث ابنِ صَيَّاد: "أنّه وزَن تِسْعِين فقال: صَتْما، فإذا هي مائةٌ" يقال: أَعَطيتُه ألفاً صَتْماً: أي تامًّا. وجبل صَتْم وحَجر صَتْم ومُصتَّم: تامٌّ عَظِيم، وقد صَتَمه: أحكَمه * وَأَتمَّه، والصَّتيِمَة: الصَّخْرة الصُّلْبة. والصَّتِيمَة والصَّتَم - بفتح التاء وسكونها -: الصُّلب الشَّديد، وصَتَّمتُه: مَلأتُه، وهامَةٌ صَتَّامَة: ضَخْمَة تَامَّةٌ. * * * ¬
(ومن باب الصاد مع الحاء)
(ومن باب الصَّاد مع الحاء) (صحح) - في الحديث: "يُقاسمُ ابنُ آدمَ أَهلَ النّار قِسْمَةً صَحَاحاً" يعني (¬1) الذي قَتَل أَخَاه أوّلًا، العامَّة تَروِيه بكَسْر الصَّادِ، ولا وجه له؛ لأنّه جَمعٌ صَحيح، وإنما هو "صَحَاحاً"، بفتح الصَّاد، لأنّ الصَّحاح الصِّحَّة. وصَحاح الأدَم صَحِيحُه؛ أي قِسْمةً صَحيحَةً أو صُحَاحاً، بضمِّ الصَّادِ؛ لأنّ الصَّحيحَ يُقال له صُحَاح كالطُّوالِ للطَّويل. وبَلدٌ صَحاحٌ: مُسْتوٍ (صحر) - (2 وفي حديث عثمان: "أنّه رَأى رجُلا يقطَع سَمُرة بصُحَيْرَاتِ اليَمَامِ" هو اسْمُ موضعِ. واليَمَامُ: شَجَر (¬3) أو طَيرٌ. والصُّحَيْرات: جَمعٌ مصَغَّر، واحدُه صُحْرة، وهي أرضٌ ليِّنةٌ تكون في وَسَط الحرّة 2) (صحصح) - في حديث جُهَيْشِ (¬4): "وكأَيِّن قَطعْنا إليك من دَوِّيَّةٍ سَرْبَح ودَيْمومةٍ سَرْدَحٍ وتَنُوفَةٍ صَحْصَح" ¬
(صحف)
والصَّحصَح: المَكانُ المُستَوِى الواسِع، وهو الصَّحْصَان أيضا. والدَّوِّيَّة السَّرْبَح: المَفازةُ البعيدةُ الأرجاءِ الواسِعةُ الأَرضِ. والدَّيمُومة السَّرْدَح: التي يُسمَع فيها الدَّوِىُّ، وهو صَوتُ الرّيح. والسَّردَحُ: الأَرضُ اللَّيِّنّة، والسَّردَح - بالسين والصّاد -: المُسْتَوِية. (صحف) - قوله تبارك وتعالى: {صُحُفًا مُطَهَّرةً} (¬1) قيل: الصَّحِيفة لا تُسمَّى صَحِيفة حتى تكون ظرفًا للمَكْتوب فيها. قال تعالى: {يَتْلُو صُحُفًا} : أي ما تَتَضمَّن الصَّحِيفةُ مِمَّا كُتِب فيها، ثم قال فيها - أي في الصَّحِيفةِ - مكتوب {كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} (¬2). والمُصْحَف (¬3) - بالضمّ - مُفعَل من الصُّحُف؛ أي جُعِلت فيه الصُّحُف، وبفتح الميم: مَوْضِع الصُّحُف، وبالكَسْرِ: آلةُ الصُّحُف، والمُصَحِّف: الذي يَجعَل الدَّالَ ذَالاً والحَاءَ خَاءً ونَحْوهَما، وكذلك الصُّحُفِىّ، والقِياسُ صَحَفِى كَحَنَفِىّ. ¬
(صحل)
- (1 وفيه: "ولا تَسْألُ المَرأةُ طلاقَ أُخْتِها لتَسْتَفْرغ صَحْفَتَها". الصَّحْفَة: إِناءٌ كالقَصْعَة المْبسُوطة ونحوِها، وجَمعُها: صِحَاف. وهذا مَثَلٌ يُريد به الاسْتِئثارَ عليها بحظِّها، فتكوُن كمَن اسْتَفرغ صَحْفَة غيرِه وقَلَب ما في إنائِه إلى إناء نَفْسِه. وقد تكرَّرت في الحديث 1) (صحل) - في الحديث: "أن ابن عمر - رضي الله عنه - كان يرفَع صَوتَه بالتَّلْبِيَة حتى يَصْحَل" : أي يَبَحَّ، والرَّجُل أَصْحَلُ. وأَنشَد: * وقد صَحِلَت من الصَّوْتِ الحُلُوقُ * (¬2) * * * ¬
(ومن باب الصاد من الخاء)
(ومن باب الصّاد من الخاء) (صخر) - في الحديث: "الصّخْرةُ مِن الجنَّة" (¬1) يُرِيد بيتَ المَقْدس، وُيروَى: "الشَّجَرة" بدل الصَّخْرة. قيل: وَيعنِى بها: شجرةَ الحُدَيْبِيَة التي بايعوا تَحتَها قال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنِ المُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} (¬2). * * * ¬
(ومن باب الصاد مع الدال)
(ومن باب الصّاد مع الدّال) (صدأ) - في الحديث: "إنّ هذه القُلوبَ تَصدَأ كما يَصْدَأ الحَديدُ" صدَأُ الحَديد: أن يَركبَه الرَّيْن، فيذهبَ بجَلائه، وكذلك (1 وَجْهُ 1) المِرآة إذا طَبِعَت ودَنِست، فمَنَعت من الإراءَة، والأَصْداء: ما لَونُه كَذَلك من الفَرَس وغيره. (2 - وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: "أنه سأل الأسقُفَّ عن الخُلفَاء، فحدَّثه حتى انتهى إلى نَعْتِ الرَّابع منهم، فقال: صَدأٌ من حَدِيد". ويُروَى: "صدَعٌ" أَرادَ دَوامَ لُبْس الحديد لاتِّصال الحُروب في أيّام علىٍّ، وما مُنِىَ به من مُقاتَلةِ الخَوَارج والبُغَاةِ، ومُلابَسَةِ الأمور المُشْكِلة والخُطوبِ المُعْضِلة؛ ولذلك قال عمر - رضي الله عنه - وادَفْرَاه، تَضَجُّرًا مِن ذلك واستِفْحَاشًا. ورَواه أبو عُبيد غَيرَ مهموز، كأنّ الصَّدَا لغة في الصَّدَع، وهو الَّلطِيف الجسْم، أَرادَ أنَّ عليًّا - رضي الله عنه - خفيف يَخِفّ إلى الحُرُوب ولا يَكْسَل لشدَّةِ بَأسِه وشَجَاعتهِ 2) (صدر) - في حديث الزُّهرى: "وقيل له: أكان عُبَيدُ اللَّهِ يَقولُ الِشِّعر؟ قال: ويَسْتَطِيع المَصْدُورُ أَلَّا يَنْفُثَ؟ " والمَصْدُور: الذي يَشْتكِي صَدْرَه، وهذا مَثَل، أي يَحدُث للإنسان حالٌ يتمثَّل فيه بالِشِّعر يُطيِّب به نَفسَه. ¬
(صدع)
- في حديث الخَنْساء: "أَنَّها دَخَلت على عائِشةَ، - رضي الله عنها -، وعليها خِمارٌ مُمَزَّق وصِدَارُ شَعَر" الصِّدَار: القَمِيصُ القَصِير، وكذلك الصُّدْرَة. وقيل: الصِّدار: ثَوبٌ رأسُه كالمِقْنَعَة وأَسفَلُه يُغَشىِّ الصَّدْرَ والمَنكِبَين. والصُّدْرةُ: ما أَشرَف من أَعلَى الصَّدر، وهو من صُدْرةِ القَوْم: أي من خِيارهم - في حديث عبد الملك: "أنه أُتىِ بأَسيرٍ مُصَدَّر" : أي عَظِيمِ الصَّدْر. والمُصَدَّر؛ الأسَدُ القَوِىُّ الصَّدر المِقْدامُ، وكذلك الذِّئْب. وسَهْمٌ مُصَدَّر: صَدرُه غَليِظٌ شَدِيدٌ. وَصدَّر الفَرسُ: جاءَ سَابِقاً. - في حديث الحَسَن: يَضرِب أصْدَرَيْه" : أي مَنكِبَيْه. وقيل: هما عِرْقان في الصُّدغَينْ، يقال ذلك للِفَارِغ، ويَجىِء بالسِّين وبالزَّاى بدل الصَّاد. (صدع) - في حديث الاسْتِسْقَاء، من رِواية عبدِ العَزيز بن أنس: "فَتَصدَّع السَّحَاب" : أي تَفرَّق وتَقطَّع وذَهَب، وهو مُطاوع صَدَّعتُه، وربّما خُصَّ به الشَّىءُ الصُّلْبُ. - في الحديث: "فأَعْطانىِ (*) قُبْطِيَّة فقال: اصْدَعْها صِدْعَينْ" : أي شُقَّها بنِصْفَينَ. ¬
(صدف)
يقال لكلّ شِقٍّ منهما صِدْع بالكسر، والمَصْدر بالفَتْح. (1 - في حديث الخلفاء: "صَدَعٌ (1) من حَدِيد". يعنى الوَعِل بين الوَعِلين يُوصَف بذلك لاجْتماع القوة والخِفَّة له، أي متوسط لا صغير ولا كبير، وتَشْبِيهُه بالحَدِيد لبَأسِه ونَجْدتِه، ويجوز أن تكون العين مبدلة من الهمز، كما قال: "وللَّهِ عَنْ يَشْفِيَكَ (¬2) ". يعنى دَوامَ لُبْس الحَدِيد للحروب. وصَدَأُ الحَديِد: سَهَكُه. وشَاة (¬3) صَدَعٌ. أي خَفِيفٌ 1) (صدف) - في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "إذا مَطَرت السّماءُ فَتَحَت الأَصدافُ أَفواهَها" الأَصدافُ: جمع الصَّدَف، وهو غِلافُ الُّلؤلؤِ، واحِدَتُها صَدَفَة، وقيل: إنها من حَيَوان البَحْر ودَوابِّه. (صدق) - في الحديث: "ولَيْس عند أبَوَيْنَا ما يُصْدِقَان (¬4) عَنَّا" : أي يُؤدِّيان إلى أَزواجِنا على وجْه الصَّداق والمَهْر. ¬
- وفي الحديث: "لا تُؤخَذ في الصَّدَقة هَرِمَةٌ ولا تَيْسٌ إلا أن يشاء الُمصَدِّق" رواه أبو عبيد - بفتح الدَّال - يُرِيد صاحبَ المَاشِيَة، وخَالفَه عامَّة الرُّواة فقالوا بكَسْرِ الدَّال والتَّخْفيف، أي العَامِل (¬1). (صدأ) (2 - في الحديث: "لَتَرِدُنَّ يومَ القِيامة صَوادِى" : أي عِطاشاً، والصَّدَى: العَطَش، ورجل صَدٍ وامرأة صَدْيا بالقَصْر 2) * * * ¬
ومن باب الصاد مع الراء
(ومن باب الصاد مع الراء) (صرب) - في حديث ابن الزبير - رضي الله عنه -: "فَيأْتىِ بالصَّرْبَة من اللَّبن" (¬1) الصَّرْبَةُ: اللبَن الحامِضُ. يقال: جاء بصَرْبَة تَزْوِى الوجْه (2 من حموضتها 2). وقد صَرَب اللبَنَ في الوَطْب يَصْرِبه صَرْباً إذا حَلَب بعَضَه على بعضٍ وتركه حتى يَحمُض فهو مَصْروب وصَرِيبٌ، والمِصْرَب: الوَطْب الذي يُحقَن فيه وهو الصَّرْب، والصَّرْبَة: القَلِيل منه كالعَسْلة من العَسَل، وناقةٌ صَرْبَى: تَصْرِب الَّلبنَ في ضَرْعِها. (صرح) - في حديث الوَسْوَسَةِ: "ذاك صَرِيحُ الإيمان" (¬3). : أي تفَادِيكم من ذلك وكَراهَتِكم له صَريحُ الإيمان. والصَّرِيح: الخَالِص من كل شىء، وصَرَّحَ الحَقُّ: انكشَف ووَضَح، وصَرَّح ما في نَفْسِه وبما في نَفسِه: أَظهَرَه. ¬
(صرد)
(صرد) - في الحديث: "أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبا هُرَيْرة، - رضي الله عنه -، فقال: إني رجل مِصْرَاد". المِصْراد: الجَزُوع من الرَّدَى الذي يَشتَدُّ عليه ولا يُطِيقه ويَقِلُّ صَبْرهُ عليه. والصَّرْد بسكون الراء وفتحه: الَبرْد، وقد صَرِد يَومُنا فهو صَرِد. والصَّرِد: الذي أَصابَه البَردُ أيضا. وذكر الجَبَّان: أن المِصْرادَ القَوِىُّ على البَرْدِ، فهو إذاً من الأضداد. - في الحديث: "نهى عن قتل الصُّرَد للمحرم" قال النَّضْر: هو طائر أَبقَع (¬1) ضَخْم الرَّأْس والمِنْقار، له رِيشٌ عظَيم، نِصفُه أَبيضُ ونِصفُه أَسود. - وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "نهى عن قَتْل أربَع من الدَّوابّ: النَّملة والنَّحلة، والهُدهُد، والصُّرَد" قال الخطابي: إن النَّهىَ إنما جاء في قَتْل النَّمْل عن نوع منه خاص وهو الكبار منها: ذوات الأَرجُل الطِّوال لأنها قَلِيلةُ الأَذَى والضَّرَر. ونَهيُه عن قتل النَّحلةِ لِمَا فيها من المنفعة. فأما الهُدْهُد والصُّرَد: فنَهْيه عن قَتْلِهما يدل على تَحرْيم لَحْمِهما (¬2)، لأن الحيوان إذا نُهِى عن قَتْله ولم يكن ذلك لحُرمته ¬
ولا لِضَرر فيه، كان لتَحْريم لحَمِه. ألا تَرَى أنه نَهَى عن ذَبْح الحَيوان إلا لمأْكَلَة. ويقال: إن الهُدهُدَ مُنْتِنُ الرِّيح، فصار في معنى الجَلاَّلَة (¬1). وأما الصُّرَدُ: فإن العرب تَتَشاءم به وتَتَطَيَّر بصَوْتهِ وشَخْصِه ويقال: إنهم إنما كَرِهُوا من اسْمِه مَعنى التَّصْرِيد وهو التَّقْلِيل. قال: وأنشدَنىِ بعضُ أصحابنا عن ابن (¬2) الأَعرابىّ، عن أبي العَبَّاس، يعنى ثعلَباً: غُرابٌ وظَبىٌ أعضَبُ القَرْنْ نَادَيا بصُرْمٍ وصِرْدَان العَشىِّ تَصِيحُ (¬3) قال: وكذلك عن قَتْل الضِّفْدَع يدل على تَحْريمِه. - (4 في الحديث: "تَحاتَّ ورقهُ من الصَّرِيدِ" (¬5). تفسيره في الحديث من البَرْد، في رواية: من الجَلِيد. - في الحديث: "لن يدخل الجنَّة إلا تَصْرِيدًا". التَّصْرِيد: السَّقْى دُونَ الرِّىِّ، وشَراب مُصَرَّد: مُقَلَّل، وصَرَّدله العَطاءَ: قَلَّلَه، والصُّرَّاد (¬6): غَيْم رَقِيقٌ. 4) ¬
(صرر)
(صرر) - في حديث جَعْفَر بنِ محمد قال: "اطَّلع علىَّ ابنُ (¬1) الحُسَينْ وأنا أَنْتِفُ صِرًّا". قال الحربى: الصِّرُّ: العُصفُور (2 سَمَّاه بصَوْتِه 2). يقال: صَرَّ العُصْفورُ يَصِرُّ صَرِيرًا: إذا صَاحَ. وقال غيره: هو طائِر (3 صغير 3) كالعُصفور في القَدْر، أَصفَر اللون، والجمع صِرَرَة، وصَرِيرُ الجُنْدب: صَوتُه أيضا وقد صَرَّ، وكذلك الباب، فإن كَرَّر الصَّرِيرَ ورَجَّع قيل: صَرْصَر صَرصَرَةً. ومنه أنه كان يخَطُب إلى جِذْع، ثم اتَّخَذ المِنْبَر، فاصطَرَّت السَّارِيَةُ: هو افْتَعَلَت من الصَّرِير: أي حَنَّت وصوَّتَت. - في الحديث: أنه قال لجبْرِيل عليهما الصلاة والسلام: "تَأتِينى وأنت صَارٌّ بين عَيْنَيكَ". : أي قَبضْتَ بين عَيْنَيْكَ وجَمعتَه كما يَفعلُ الحَزِينُ. وأَصلُ الصَّرِّ: جَمعُ الشيء في الشيء. - ومنه حديث أبي سعيد - رضي الله عنه -: "لا يَحِلُّ لرجل يُؤمِن بالله واليومِ الآخر أن يَحُلَّ صِرارَ ناقةٍ بغير (¬4) إذن صاحبها، فإنه خاتَمُ أهلِها". قيل: العرب تَصُرُّ ضُرُوعَ الحَلُوبَاتِ: إذا أرسلَتْها تَسْرَح ويُسَمُّون ذلك الرِّباط صِرَاراً، فإذا رَاحتَ حَلَّت تِلكَ الأَصِرَّة ¬
وحَلبَت فهي مَصْرُورَة ومُصَرَّرَة. قال عَنْتَرَة: العَبْد لا يُحسِنُ الكَرَّ، إنما يُحسِن الحَلْبَ والصَّرَّ؟ وقال مالِكُ بنُ نُوَيْرة حين جَمَع بَنوُ يرْبُوع صَدَقَاتِهم ليوجِّهُوا بها إلى أبى بكر، - رضي الله عنه -، فمنعهم من ذلك وأَنشَد: وقُلتُ خُذُوهَا هذه صَدَقاتكم مُصرَّرةٌّ أَخلافُها لم تُجَرَّدِ سأجعَلُ نَفْسى دُونَ ما تَحْذَرونه وأرهَنُكم يوما بما قُلتُه يَدِى (¬1) ويحتمل أن يكون أصلُ المُصَرَّاة المُصَرَّرَة، أُبدِلت إحدَى الرَّاءَيْن ياء كقولهم: تَقَضىِّ البَازِى. وأَصلُه تَقَضَّض، كرهوا اجْتِماعَ ثَلاثِة أحرف من جِنْس واحد في كلمة واحدة، فأبدلوا حَرفاً منها بحَرْفٍ من غير جِنْسِها (¬2). ومنه قَولُ الله تَبارك وتعالى: {وقد خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (¬3) - في حديث أبى مسلم: "فأَتَيْنَا صِرَارًا". ¬
(صرف)
هي بِئْر قَدِيمة على ثلاثةِ أميال من المدينة على طريق العراق وإليها يُنْسَب بعضُ الرُّواة. (1 - في الصَّحيح، في حديث عِمْران بن حُصَيْن: "تكاد تَنْصَرُّ من المِلْءِ" كأنه من صَرَرْتُه، إذا شَدَدْتَه. وقيل: إنما هو تَتَضرَّج: أي تنشَقُّ، وسقط منه الجيم 1). وجاء ذكرُها في حديث جَابِر أيضا - رضي الله عنه -. (صرف) - في الحديث: تَغَيَّر وَجْهُه حتَّى صار كالصِّرْفِ" : أي احْمَرَّ وجَهُه، والصِّرف: شَرابٌ غَيرُ مَمْزُوج، وهو أَشدُّ لحُمرَته. والصِّرفُ: الخالِصُ من كلِّ شىْء. - وفي حديث علىّ - رضي الله عنه -: "لَتَعْرُكَنَّكُم عَرْكَ الأَدِيم الصَّرْف" يَعنى الأَحمرَ، شُبِّه في حُمرَتِه بالشَّرابِ الخالص. وقال الأصمعي: الصِّرف: نَباتٌ أحمرُ يُصبَغ به الأَدِيم. وقيل: أراد كالخَمْر الصِّرفِ لحُمرَةِ لَونِه. - في الحديث (¬2): "إذا صُرِّفَت الطُّرُق فلا شُفْعَةَ". : أي بُيِّنَت مَصَارِفُها وشوارِعُها وجِهَاتُها، وكأَنَّه من التَّصَرُّف والتَّصْرِيف. - في الحديث: "أسمَعُ صَرِيفَ الأَقْلام". : أي صَوتَ جَرَيانِها بما تكتُبُه الملائكةُ من أَقضِيةِ الله عزّ وجلَّ ¬
(صرم)
ووَحْيِه وما (¬1) يَنْتَسِخُونَه من اللَّوحِ المحفوظِ، أو ممَّا شَاءَ الله عز وجل أن يكتُب من ذلك ويُرفَع لِمَا أَرادَ من أَمرِه وتَدْبِيره (2 في خلْقِه 2). قال بعضُ العُلَماء: فيه دَلِيلٌ على أن ذلك يُكْتَب بالأقْلام لا بِقَلم واحد. - وفي حديث موسى، عليه الصلاة والسلام: "أنه كان يَسْمع صَرِيفَ القلم". يعنى حين كَتَب الله تَبارك وتعالى له التَّوراةَ. والصَّرِيفُ أيضا: صَوتٌ يُسمَع من وَقْع الأَسْنان بعَضِها على بعض. يقال: صَرفَ البَعِيرُ نَابَه صَرِيفًا، وناقة صَرُوفٌ. - في حديث وفد عبد القيس: "هذا الصَّرَفَان" (¬3) وهو أَجْودُ التَّمرِ وأَوزَنُه. (صرم) - في حديث أبى ذَرٍّ، - رضي الله عنه -: " فأَغَار على الصِّرمِ" (¬4). - وكذلك في حديث المرأةِ صاحبة الماءِ: "أنهم كانوا يُغِيرون على مَنْ حولهَم ولا يُغِيرُون على الصِّرم الذي هي فيه". الصِّرمُ: الجماعةُ يَنْزِلوُن بإبلهم ناحيةً على ماء. ويقال (¬5) أيضا: أَهلُ صِرْم وجَمعُها أَصْرام. ¬
(1 والصِّرم أيضا: قِطَع من السَّحاب. الواحدة: صِرْمَة والصِّرمةُ والصِّرم: القَطِيعُ من الإبل من العِشْرِين إلى الثلاثين ويُصَغَّر صُرَيْمة. ومنه يُقال للففِير مَصْرُوم. 1) - ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: "أَدخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمَة والغُنَيْمة" (¬2) - في الحديث: "لا يَحِلّ لمُسْلم أن يُصارِمَ مُسلِماً فوقَ ثلاثٍ". : أي يَقَطع كلامَه ويَهْجُرَه وفي الهجرة تَفْصِيل نَذكُرُه فيما بعد إن شاء الله تعالى. والصِّرْم: القَطْع. يقال: صَرَمَه صَرْماً. ومنه صِرامُ النَّخلِ وهو جِدادهُ. - وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "لمَّا كان حين يُصْرَم النَّخل بَعَث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَبد الله بنَ رواحَةَ - رضي الله عنه -" يعنى إلى خَيْبَر، أي يُقْطَع ويُجَدُّ النَّخلُ إن رويته بنَصْب الرَّاء، وإن كَسَرْت الرَّاءَ فمِنْ قولِهم: أَصرَم النَّخلُ: بَلغَ وَقتُ صِرَامِه، وقد يكون الصِّرام النَّخل لأنه يُصْرَم: أي يُجْتَنَى ثَمرُه. - وفي حديث آخر: "لنا من دِفْئِهم وصِرَامهم" (¬3) : أي نخلهم. والصِّرام: التَّمر بعَيْنه أيضاً؛ لأنه يُصرَم فَسُمِّى بالمَصْدر (4 وأَصْرَمَه وصَرمَه 4) ¬
(صرا)
(1 والصَّارِم: السَّيفُ القاطع، يجمع صَوارِمُ. 1) (صرا) - في كتاب النَّسائى في آخرِ حديث المِعْرَاج في فرْضَ الصّلاة: "فعلمت أَنَّه صِرِّيٌّ" (¬2). على وزن جِرِّىّ وجِنِّىّ: أي حَتْم واجِبٌ، من قولهم: صَرَى: أي قَطَع، ثَبَّتَنىِ فيه بَعضُ أهلِ اللغة. وقال الجَبَّان: وصَرَى: قَطَع صَرْيًا كأنه مقلوب صَارَه. وقال أيضا في المضاعف: صِرِّىُّ العزم: ثابِتُهُ ومُسْتَقِرُّهُ. ومنه قولُ الأَعرابىّ: * صِرِّىَّ عَزْمٍ من أبى سَمَّالِ * فإذاً يَحْتَمل البَابَينْ (¬3) * * * ¬
ومن باب الصاد مع العين
(ومن باب الصاد مع العين) (صعب) - في حَدِيث خَيْفَان بنِ عَرابَة،: "صَعَابِيبُ" (¬1) هو جمع صُعْبُوب بمعنى الصِّعَاب: (2 أي الشِّداد 2). (صعد) - في حديث فيه رَجَز: * .. فهو يُنَمِّى صُعُدًا (¬3) * : أي يَزيد صُعُوداً وارْتِفاعا. يقال: صَعِد إليه، وفيه (2 وعليه 2) قيل: ولا يقال: صَعِد السَّطْحَ. (4 - في الحديث: "فصَعَّد فىَّ النَّظَر فصَوَّبَه" : أي نَظر إلى أعلاىَ وأَسفَلِى فتَأَمَّلَنى. 4) (صعر) - في الحديث: "كُلُّ صَعَّارٍ مَلْعون" (¬5) قال مالك: بَلَغنى ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ¬
(صعلك)
قال: والصَّعَّار: النَّمَّامُ، ويحتمل أن يكونَ أرادَ به ذَا الكِبْر والأُبَّهة، لأنه يَميل بِخَدِّه ويُعرِض عن الناس بِوَجْهِه. وقال الجَبَّان: الصَّعَّارُ: النَّمَّامُ، والمتكَبِّر. قال: وقد قيل الضَّفَّازُ بمعنى النَّمَّام، يعنى بالضَّاد والزَّاي المنقوطتين وبالفاء، (1 ويقال: بالصَّاد والرَّاء مهملتين والقاف 1) (صعصع) في حديث أبيِ بكرٍ - رضي الله عنه -: "تَصَعْصَعَ بهم الدَّهرُ فأَصبَحوا كلاشىْء". : أي بَدَّدهم وفرَّقهم يقال: صَعْصَعْتُهم فتَصَعْصَعُوا: أي فَرَّقتهُم فتَفرَّقوا. والصَّعْصَعَة: التَّحْريك والاضْطِراب. وتَصَعْصَعَت الصُّفوفُ في الحَرْب: زَالَت عن مَواقِعها، ويُروَى بالضَّاد المعجمة. (صعلك) - في الحديث: "أنَّه كان يَسْتَفْتِح بصَعالِيك المُهاجِرين" (¬2). : أي الذين لا مالَ لهم. الواحد: صُعْلُوك. وتَصَعْلَك: صار كذلك، وصَعْلكَه: أَفقَرهُ، وتصَعْلَكَت الإبلُ: طَارَت أَوبارُها ورَقَّت. - ومنه حديثهُ: "إنَّ معاوية امْرؤٌ صُعلوكٌ لا مَالَ له" (¬3) (صعو) - في حديث أم سُلَيْمِ، - رضي الله عنها -: "ماتت صَعْوتُه" (¬4) الصَّعْو: طائر أصغَرُ من العُصْفور والجمع الصِّعَاء، وجمع الصَّعْوَة: صَعَوات، ويجوز أن يكون مَقْلوبًا من الوَصْع (¬5) مثل: جَبَذَ وجَذَب. وقيل: الصَّعْو: صِغار العَصَافِير. ¬
ومن باب الصاد مع الغين
(ومن باب الصاد مع الغين) (صغصغ) في حديث ابن عَبّاسٍ - رضي الله عنهما -، " (¬1) أنه سُئِل عن الطِّيب للمُحْرِم؟ فقال: أمَّا أنا فأُصَغْصِغُه في رَأْسى". قال الحربِىُّ: إنما هو أُسَغْسِغُه بالسِّين: أي أُرَوِّيه بالدُّهْن، ولكن كل حرف فيه سِينٌ بَعَدها غَيْنٌ أو خاء أو قَافٌ أو طاءٌ، فجاز أن تَجعَل السِّينَ صاداً مثل: صُدْغ وسُدْغ ورُصْغ ورُسْغ، ومعنى أُصَغْصِغُه: أذهب به وأَجِىء. وقال غيره: صَغْصَغَ شَعْرَه: رَجَّله، وصَغْصَغْتُ الثَّرِيدَ: إذا دَهَنْتَه، وبالسِّينِ أَيضاً. * * * ¬
ومن باب الصاد مع الفاء
(ومن باب الصاد مع الفاء) (صفح) - قَولُه تَبارك وتعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} (¬1) : أي أَعرِض عنهم. وأَصلُ الصَّفح أن تَنْصَرف عنه وتُولِّيَه صَفحةَ وجهك، : أي ناحِيتَه وكذلك الإعراض أن تُوَلِّيَه عُرْضَك: أي جانِبَك ولا تُقبِل عليه. - ومنه حَدِيثُ عائشة - رضي الله عنها -، في صِفة أَبِيها: "صَفوحٌ عن الجاهِلين" : أي كَثير الصَّفْح. - في الحديث: "غَيرَ مُقَنِّعٍ رأسَه ولا صافحٍ بخَدِّه" : أي غَيرَ مُبْرزٍ صفحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّين. - في حديث ابنِ (¬2) الحنَفِيّة: "أنه ذكر رجلاً مُصْفَّحَ الرأسِ". : أي عَريضَه. وسيف مُصْفَّح وصَدْر مُصَفَّح كذلك. - في الحديث: "قُبلَة المُؤْمِن المُصافَحَة" (¬3) هي مُفاعلَة من إلْصاقِ الصَّفْح بالصَّفْح من الوَجْه واليَدِ (¬4). ¬
(صفر)
(صفر) - في الحديث (¬1): "سُمِعَ صَفِيرُه" الصَّفِيرُ: أن تَضُمَّ شَفَتَيك فتُصوِّت. ومنه الصَّفَّارة: هَنَة مُجَوَّفَة يُصَفِّر فيها الصِّبيان. والصَّفِير: صوْت الطَّائِر، وقد صَفَر يَصْفِر. ويُقال: ما في الدَّار صَافِرٌ: أي أحدٌ يَصفِر من الحيَوان. - في حديث (¬2) ابن عباس - رضي الله عنهما -: "اغْزُوا تَغْنَمُوا بَناتِ الأصفر" : يعنى الرُّومَ. قال ابن قُتَيْبة: عِيصُو بن إسحاق بن إبراهيم هو أبو الرُّوم، (3 وكان الرُّومُ 3) أَصفَر في بياض شَدِيد الصُّفْرة، فلذلك يُقال للرُّوم: بَنُو الأَصفر. وقال غيره: هو رُومُ بنُ عِيصُو بن يعقوب بن إسحاق. وقيل: سُمُّوا بذلك لأَنّ جَيشًا من الحَبَش غَلَب عليهم، فَوَطِىءَ نِساءَهم فَوُلدِ لهم أولادٌ صُفْر، فسُمُّوا بنى الأَصْفَر. - وفي حديث مَسِيره إلى بَدْر: "ثم جَزَع الصُّفَيْراءَ" : وهو موضع مُجاوِرُ بَدْر. ¬
(صفف)
والصَّفْراء: مَنزل نَزَله رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -، وهي قرية كَثيرةُ العُيون والنَّخْل، وهي فوق ينبع مِمَّا يَلِى المدِينة، وماؤها يَجرِى إلى ينبع، وهي من المدينة على ثلاث لَيالٍ من طَرِيق بَدْر، ومنه إلى بَدرٍ سَبْعَة عَشَر ميلا، قُتِل به النَّضْرُ بنُ الحَارِث مَرجِعَه من بَدْر، وبه قَسَم غَنائِمَ بَدْرٍ. (صفف) - قَولُه تَبارك وتَعالى: {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ} (¬1) قيل: هو من صَفِيفِ الأَجْنِحَة، وهو صَوتُها ولا أُحِقُّه (¬2). - وفي الحديث: "نَهَى عن صُفَف النُّمُور". وهو جمع صُفَّة، وهي من السَّرْج بمنزِله المِيَثرَة من الرَّحْل، وصَفَفْت وأصْفَفْت (¬3) الرَّحْلَ والسَّرجَ: اتَّخَذْتُها لهما. والصَّفَفُ: ما يُلبَس تحت الدِّرع في الحَرْب. والصَّفْصَفُ (¬4): الحَجَر المُستَوى. - في حديث أبى الدَّرْدَاء - رضي الله عنه -: "أَصبحت لَا أَملِك صُفَّةً ولا لُفَّةً" قيل: الصُّفَّة: ما يُجعَل على الرَّاحَة من الحُبُوب. والُّلفَّة: اللُّقْمَة. (صفق) - في حديث عُمر - رضي الله عنه -: "أنه سُئِل عن امرأَةٍ أَخذَت بأُنْثَيَىْ زَوجِها، فخَرقَت الجلدَ ولم تَخْرِق الصِّفاقَ، فقَضىَ بنِصْف ثُلُث الدِّيَة". ¬
(صفن)
قال الأصمعي: الصِّفاقُ: جِلدةٌ رَقِيقة تحتَ الجِلْد الأَعلَى إذا انْخَرق وقَعَت الأَمعاءُ في الجلد. - في الحديث: "نَهَى عن الصَّفْقِ والصَّفِير". الصَّفْق: ضَرْب اليَدِ على اليَدِ، كأنَّه مَعنَى قولهِ تبارك وتعالى: {إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} (¬1) - في حديث (¬2) معاوية - رضي الله عنه -. إلى ملك الروم: "لأنْتَزِعَنَّك من المُلْك انْتِزاعَ الأَصْفُقَانِيَّة" (¬3) وهم الخَوَل، لُغَةٌ يَمَانِيَّة. يقال: صفَقَهم من بَلدٍ إلىِ بَلدٍ؛ أخرجَهَم قَهْراً وذُلًّا، وصَفَقَهم عن كذا: صَرَفَهم. وصَفَقتُ به الأرضَ: ضَربتُه، وأَصفَقتْ يَدِى بكَذَا: ظَفِرَت. (4 - في حديث أبي هريرة: "إذا اصْطَفَق الآفاقُ بالبَياضِ" : أي اضْطَرب، من الصَّفْق وهو الضَّرب، يَعنِى انْتِشارَ الضَّوءِ واضْطِرابَ الآفاق به، كما تقول: اضْطَرب المجلسُ بالقَوْمَ، وتدفَّقت الشِّعاب بالماء 4). (صفن) - في حديث أبى وَائلٍ: "شَهِدتُ صِفِّينَ، وبئْسَت الصِّفُّون" ¬
(صفا)
إنما أعربَه لأنه أَجْراه مُجرَى الجَمْع كقوله: دخلت فَلَسْطين (¬1) وهذه فَلَسْطُونُ، ومثله: سَيْلَحون وقِنَّسْرون. ومن هذا النَّحوِ قَولُه تبارك وتعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} (¬2) وصِفِّين: ماء بين العِراقِ والشَّام، كانت بها وَقعَةُ عَلِىٍّ ومُعاوِية، - رضي الله عنهما -. (صفا) - قَولُه تبارك وتعالى {كَمثَلِ صَفْوَانٍ} (¬3). قِيل: هو واحِدٌ بمعنى الجَمْع، واحدتُها صَفْوَانة. - وفي حَدِيث مُعاوِيةَ، - رضي الله عنه -: "يَضْرِب صَفاتَها بِمعْوَلِه" الصَّفَاةُ: الصَّخْرة، وجَمعُها صَفًى، وجَمْع (¬4) الجَمْع الصُّفِىُّ: وهو الحَجَر الأَملسُ الصُّلْب، وهو الصَّفْوان أيضا، وهذا مَثَل: أي اجْتَهد عليه فبَالَغ وامْتَحنه واخْتَبَره. ¬
- في حديث عَلِىٍّ، - رضي الله عنه -: "كَسَانِيه صَفِيِّى عُمَر" صَفِىُّ الرجلِ: الذي يُصافِيه الوُدَّ، مأخوذ من الصَّفَاء، وقد أَصفَيتُه الوُدَّ وصافَيتُه. - في حديث عَوْفِ بنِ مالكٍ، - رضي الله عنه -، " (¬1) لهم صِّفْوةُ أَمرِهم" بِكَسْر الصاد: أي خِيارُه وخُلاصَتُه وما صَفَا منه، وإذا حَذفتَ الهاء فَتَحتَ الصَّادَ وكذلك مُصْطَفاه. * * * ¬
ومن باب الصاد مع القاف
(ومن باب الصاد مع القاف) (صقع) - في الحديث: "ومن زَنَى مِمْ بكرِ، فاصقَعُوه مِائةً" : أي اضْرِبوه. وأصل الصَّقْع: الضَّربُ على الرأس. وقيل: الضَّرب بِبَطْن الكَفِّ. وصَقَعه بالعَصَا، وصَقَع به الأَرضَ والصَّوقَعَة: وسط الرأس، ووَقْبَة الثَّرِيد. وصَوْقَعَه: ضَرَب رأسَه. وقوله: "مِمْ بِكرِ" لغة لِأهلِ اليمن، يُبدلِون من حَرْفَى التَّعريِف مِيمًا كقَول أبي هُرَيْرة - رضي الله عنه -: "طَابَ امْ ضَرْبُ": أي طاب الضَّرْب. وأنشد: ذَاكَ خَلِيلى وذُو يُعاتِبُنى يَرمِى وَرَائِىَ بامْسَهْمِ وامْسَلِمه (¬1) يريد بالسَّهم والسَّلِمة، فعلى هذا الراء من البِكر بكَسْرةٍ واحدة، لأن أصلَه من البِكْر، فلما أبدلُوا المِيمَ من اللاَّم بَقِيت الحركَةُ بحالِها كقولهم: "بَلْحَارث" في بنى الحارث إلا أن يكون أبدلَ النُّون مِيمًا، فكان من بكر، فعَلَى هذا الرَّاء بكَسْرتَينْ. * * * ¬
ومن باب الصاد مع الكاف
(ومن باب الصاد مع الكاف) (صكك) في كتاب عبد الملك (¬1) .. أصكّ الرِّجْلَينْ" الصَّك: أن تَصْطَكَّ الرّكبتَان. ومنه قيل للنَّعامة والظَّلِيم: صكّاء وأَصَكّ، وقد صَكَّ يَصَكُّ صَكَكاً؛ (¬2) إذا صار أصَكَّ. والصَّكُّ: ضَرْب الشىَّءِ بالشىَّء العَرِيضِ الصُّلب. - وفي حديث: "فاصْطَكُّوا بالسُّيوف" : أي تَضَاربوا بها بقُوَّة وهو افْتَعَلوا، الطَّاءُ بَدلٌ من التاء لمُجَاوَرتِها الصاد. * * * ¬
ومن باب الصاد مع اللام
(ومن باب الصاد مع اللام) (صلب) - في حديث أبي عُبَيْدة: "تَمْرُ ذَخِيرةٍ مُصَلِّبَة" (¬1) من الصَّلابَة، وتَمْر المَدِينة صُلْب، وهو أَجودُ ما يكون. قال الجَبَّان: رُطَب مُصَلِّبة، بكَسْر اللام، وقد صَلَّبَت إذا يَبِسَت. (2 وقال الجَبَّانُ أيضاً: صَيْحانِيَّة مَصْلِيَّة: أي مُشَمَّسَة، صُلِيَت بالشَّمس، ويحتمل أن يكون حَديثُ أبي عُبَيْدة من ذلك 2) - رُوِى للعَبّاس بن عبد المطلب: * إنَّ المُغالِبَ صُلْبَ اللَّهِ مَغْلوب (¬3) * قال الجَبّان: أي قُوَّةَ الله. - في حديث خُبَيْب (¬4) - رضي الله عنه - "أَنَّه صُلِب". من قولهم: صَلَّبْتُ اللحمَ: إذا أَخذتَ وَدَكَه. والصَّلَبُ: ودَك دَسَم اللَّحم، إذا شُوِىَ، ووَدَك الجِيفَة وغَيْرها، فسُمِّى المَصْلُوبُ بما يَقطُر منه إذا صُلب. (2 - في مَقْتَل عُمَرَ،- رضي الله عنه -: "ضَرَب ابنهُ عُبَيْدُ الله جُفَيْنَة ¬
(صلت)
(1 الأَعجمىَّ 1) فصلَّب بَيْنَ عَيْنَيْه". : أي ضربه على عُرضِه حتى (¬2) صَارَ كالصَّلِيب. - وفي حديث جَرِير: "رأيت على الحَسَن ثوبًا مُصَلَّبًا" قال الأصمعي (¬3): خِمارٌ مُصَلَّب، وقد صَلَّبَت المرأةُ خِمارَها وهي لِبْسَةٌ مَعْروفة عِنْدَ النِّساء، 2) (4 والأول الوجه 4) (صلت) - في حديث غَوْرَث (¬5): "فاخْتَرطَ السيفَ وهو في يده صَلْتاً". : أي مُجَرَّدًا. يقال: أَصلَت سيفَه: إذا جَرَّدَهَ. وخرج الدمُ صَلْتاً وصُلْتاً (¬6): أي صافِياً، والصَّلْتُ: الأَملَس الواضح، وهو صَلْت الجَبِين والوَجْه والخَدِّ. (صلصل) في صفة الوَحْى: "كأنه صَلْصَلَةٌ على صَفْوان" الصَّلْصَلَةُ: صوتُ الحَديد إذا حُرِّك، وصَلَّ الحَديِدُ وصَلْصَل؛ إذا تداخل صَوتُه. وَالصَّلْصَلَةُ: أَشَدُّ من الصَّلِيل. وفي رواية: كجَرِّ السِّلْسِلَةِ على الصَّفْوان: ¬
(صلع)
(صلع) - في الحديث: "كأني أنظر إلى صَلْعَته" الصَّلْعَة: مَوضع الصَّلَع، والصَّلَع نَفسُه. وأَصلُ الصَّلْع: ذَهاب الشَّىءِ (¬1) من أعَلا الشَّىْءِ. (صلغ) - في الحديث "عليهم فيه الصَّالِغُ" (¬2) وهو من البقَر والغَنَم الذي كَمُل وانْتَهى سِنُّه، وذلك في السَّنَة السَّادِسَة والقَارِحُ: من الخَيْل مِثلُه. وقد صَلَغَت الشاةُ صُلُوغاً: تَمَّت أَسنانُها. (صلف) - في الحديث: "قالت امرأَةٌ: لو أنَّ امرأةً لا تتصَنَّع لِزَوْجها صَلِفَت عِندهَ". : أي أبغَضَها وثَقُلت عنْدَه ولم تَحظَ لَدَيْه وولَّاها صَلِيف عُنُقِه. - ومنه حديثُ عَائشَة، - رضي الله عنها -، "تنطَلِق إحْدَاكُنّ فتُصانِع بمالِها عن ابنَتِها الحَظِيَّة ولو صَانَعت عن الصَّلِفة كانت أَحقَّ". يقال: امرأة صَلِفَة، ونِساءٌ صَلِفات وصَلائِفُ، ورجال صُلَفَاء وصُلَافَى وصَلِفُون. قال الأصمَعِىُّ: أَصلُه من الصَّلْفاء؛ وهي الأَرضُ الغَليظة الصُّلْبَة ¬
ويقال: أَصلَفَ الله رُفغَكِ: أي بَغَّضكِ إلى زوجكِ. - في حديث ابن (¬1) الأَفْرِيقى: "آفَةُ الظَّرْف الصَّلَف". : أي الكِبْر. وقال الخَلِيلُ: هو مُجاوَزَة الحَدِّ في الظَّرْفِ، والادِّعَاءُ فَوقَ ما فيه. يقال: لمن يُكثِر الكَلامَ بَمدْح نفسِه، ولا خيْرَ عنده: "رُبَّ صَلَفٍ تَحتَ الرَّاعِدة" (¬2). والصَّلَف: قِلَّةُ نَماءِ الطَّعام وبَرَكَتهِ وطَعَام صَلِف: لا طَعْم له، وإناء صَلِفٌ: قَلِيلُ الأخْذ للماء. - في حديث ضُمَيْرة - رضي الله عنه -: "قال يا رسولَ الله: إني أُحالِف ما دَامَ الصَّالِفَان مَكانَه. قال: بل مَا دَامَ أُحدٌ مكَانَه". قال عبد الله بنُ حَسَن: الصَّالِف (¬3): جَبَل كان يتَحالَف أهلُ الجَاهِلِيَّة عِنده، وإنما كَرِه ذلك لئلاَّ يُسَاوِى فِعلُهم في الإسلام فِعْلَهُم في الجَاهِلِيَّة. ¬
(صلل)
(صلل) - في الحديث: "أتحبُّون أن تكونوا كالحَمِير الصَّالَّة" قال أبو أحمد العسكري: هو بالصَّادِ غَيرَ مُعْجَمةٍ، فرَوَوْه بالضَّاد المُعْجَمةِ وهو خَطأٌ. ويقال للحِمارِ الوحشىِّ الحَادِّ الصَّوْتِ: صَلْصَلٌ (¬1) ومُصَلْصِلٌ كأنه يُريدُ الصَّحِيحةَ الأَجْسادِ الشَّديِدةَ الأَصْوات من صحَّتِها ونَشاطِها وهو من الأَوَّل أَيضاً. (صلم) - في حديث الفِتَن: ويُصْطَلَمُون في الثَّالِثة" (¬2). الاصْطِلام: الافْتِعال من الصَّلْم، وهو القَطْع المُسْتأصِل. والطاء فيه أَصلُه التاء، صارت طاءً لمجاورة الصَّاد. (صلا) - قولُه تَبارك وتَعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ} (¬3). قال الحَلِيمِىُّ (¬4): الصَّلاة في اللّغة: التَّعْظِيم، وسُمِّيت الصَّلاةُ صَلاةً لِمَا فيها من حَنْى الصَّلَا، وهو وَسَط الظَّهْر لأنّ انحناء الصَّغير للكَبِير إذا رآه تَعظَيمٌ منه له في العبادات، ثم سَمَّوْا قرائِنَه صلاةً؛ إذ كان المُرادُ من عامة ما في الصلاة تَعظِيمَ الرَّبِّ سبحانَه وتعالى، فأَتْبعُوا عامَّةَ الأقوالِ والأفعالِ الانْحِنَاء، ¬
وسَمَّوها باسْمِه، ثم تَوسَّعوا فسَمَّوْا كل دُعاءٍ صَلاةً؛ إذ كان الدعاء تَعظِيماً للمدعُوِّ بالرَّغبة إليه والتَّباؤس له وتعظيما للمدعُوِّ له لابتغاء ما يَبتَغِي له من فَضْل الله عز وجل النَّظَر له. - وقولنا (¬1) في التشهد: "الصَّلَوَات لِلَّهِ" : أي الأَذْكار التي يُراد بها تَعظِيمُ المذكور والاعترافُ له بجَلالِ العُبُودِيَّة وعُلوِّ الرُّتْبة كلّها لله عز وجل: أي هو مستَحِقُّها لا يَلِيق بأحدٍ سِواه. - وقولنا فيه: "اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ". فمعناه: عَظِّم مُحَمَّداً في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهارِ دَعْوتِه وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتَشْفِيعه في أمته وتَضْعِيف أَجْرِه ومَثُوبَتِه وإبداءِ (¬2) فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود وتَقْديمِه على كافة النبيين في اليوم المشهود، وهذه الأمور وإن كان الله عز وجل أَوجَبَها للنَّبىّ - صلى الله عليه وسلم -، فإذا دَعَا له أَحدٌ من أُمَّتِه فاستُجِيب دُعاؤُه فيه أن يُزادَ النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - في كلِ شيء مما سَمَّينا رتُبةً ودَرَجةً، فكذلك كانت الصّلاةُ عليه ممَّا يُقضى به حَقُّه ويتُقَرَّبُ بإكثارها إلى الله عز وجل، فَيدُلّ على أن قولَنا: اللهمَّ صلِّ على محمّد صلاة مِنّا عليه، إلا أنَّا لا نملك إيصالَ ما يَعظُم به أَمرُه إليه، وإنما ذلك إلى الله عز وجل، فصح أن صَلاتَه عليه الدُّعاءُ له بذلك. ¬
وقيل: لَمَّا أَمرَ الله سُبْحانه وتَعالى بالصَّلاة عليه ولم نَبلغ كُنْهَ فضَيلته وحَقِيقةَ مُرادِ الله تعالى فيه أحَلْنا ذَلِك على الله عز وجل فقلنا: اللَّهمَّ صلِّ أنتَ على محمَّد مِنَّا؛ لأنك أعلمُ بما يَلِيق به وأَعرفُ بما أردتَه له، وإذا قلنا: الصَّلاةُ على رسولِ - صلى الله عليه وسلم -، فمَعْناه الصلاة من الله تعالى عليه؛ لأن التَّمنِّى على الله تبارك وتعالى سُؤالٌ، كما يقال: غَفَر الله لك، فيقوم مَقام اللَّهمّ اغْفِر لَه، فكذلك - صلى الله عليه وسلم - يقوم مَقام الدُّعاء. - وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ} (¬1). قال عطَاءُ بن أبي رَبَاح: "صَلاتُه على عِبادِه سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ (¬2)، سَبَقَت رَحمَتِى غَضَبِى". وقد قيل: إن الصَّلاة من الله تعالى الرَّحمةُ، ومن الملائكة الاستغفارُ، ومن الخَلْق الدُّعاء، فلما جَمَعه في قَولِه تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} (¬3) ¬
كأنَّه يُشِيرُ إلى أنّ هذه المَعانِىَ كلّها واجِبةٌ عليهم من الله عزّ وجلّ. (1 وقيل: الأَصلُ في الصَّلاة الُّلزومُ، فكأنّ المُصَلِّى لَزِم هذه العِبادةَ لاسْتِنْجاح طَلِبَتهِ من الله عزّ وجلّ 1) وقيل: سُمِّيَت صَلاةً، لأنَّها في أكْثر المواضع ثَاني الإيمان وتَالِيه في الذكر، كقوله تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ} (¬2) والمُصَلِّى: الذي يتلُو الأَوَّلَ. قال الخطابي: الصَّلاة التي هي بَمْعنَى الدُّعاء والتَّبْرِيك تجوز على غير النَّبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - بدليل قوله تعالى في مُعْطِى الزكاة -: {وصَلِّ عَلَيْهِم} (¬3)؛ فأمّا التي هي لِرسُول الله - صلى الله عليه وسلّم -: فإنها بمعنى التَّعْظِيم والتّكْريِم، وهي خِصِّيصىَ له لا يَشْرَكه فيها غَيرُه. - قوله تبارك وتعالى: {لعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} (¬4) وهو تَفْتَعِلون من الصَّلَى: أي تسخُنون. يُقال: اصطَليْت النارَ وبِالنَّار، ومُصْطَلَى الرَّجُلِ: وَجْهُه وَيَدَاه ورِجْلاه، وما يَلْقَى (¬5) به النارَ إذا اصْطَلَى بها، والطاء في هذه الكلمات أَصلُها التَّاء وصارت طاءً لمجاورتها الصاد. ¬
- في حديث السَّقِيفَة: أَنَا الذي لا يُصْطَلَى بناره ولا يَنَامُ النَّاسُ من سُعاره (¬1) : أي لا يُتَعَرَّض لحرْبِي وحَدِّى. والسُّعارُ: حَدُّ النَّار. (2 والسَّعِير: النَّار 2) والسَّاعُور: التَّنُّور. - في حديث عمر، - رضي الله عنه -، "لو شِئتُ دَعوتُ بِصِلاءٍ" (¬3) : أي بشِواءٍ؛ لأنه يُصْلَى بالنَّار: أي يُشْوَى. يقال: صَلَيتُه صَلْياً: شَويْتهُ، فإذا ألقيتَه في النار قُلتَ: صَلَيْتُه وأصلَيْتُه. (2 وقيل: أَصلُ التَّصْلِية من صَلَّى عَصَاه إذا سَخَّنَها بالصَّلَى ليُقوِّمَها فقيل: للرَّحْمَة، والدُّعاء صلاةٌ لأن بِهما يقوم أَمرُ من يَرحَمُه ويُدعَى له ويذهَب باعْوِجَاجِ عَمَلِه. وقولهم: صلَّى إذا دَعَا، معناه: طَلَب صَلاةَ الله وهي رَحمتُه، كما يقال: حَيَّيتُه إذا دَعَوْتَ له بِتَحيَّة الله. - في الحديث: "أطيبُ مُضْغَةٍ صَيْحانِيَّة مَصْلِيَّة" : أي صُلِيَت في الشمس، ورواه الثِّقاتُ: مُصَلَّبَة: أي بلغَت الصلابةَ في اليُبْس 2) ¬
- في حديث كعب: "إن الله تَباركَ وتَعالى بَارَك لِدَوابِّ المُجاهِدِين في صِلِّيان أرض الروم، كما بارك في شَعِير سُورِيَة" (¬1) قال الأصمعي: هو نَبْت، ومن أَمْثَالِهم: "جَذَّه جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيَانَة (¬2) " وقال غيره: هو نَبْت له سَنَمة عَظيمة، كأنّه رَأسُ القَصَب؛ وهو خُبزُ الإبل: أي يَقوُم لدَوابِّهم مَقام الشِّعِير، وأرض مُصَلَّاة: كَثُرت فيها الصِّلِّيانَةُ، (3 قال: * وصِلِّيَانٍ كَسِبَال الروم * 3) * * * ¬
ومن باب الصاد مع الميم
(ومن باب الصاد مع الميم) (صمصم) في حديث أبىِ ذَرٍّ، - رضي الله عنه -،: "لو وَضَعْتُم الصَّمْصَامَةَ على رَقَبَتى" (¬1) : أي السَّيْفَ القَاطِعَ، ويُجمَع الصَّماصِم. (صمع) - في الحديث: "كإبل أَكلَت صَمْعَاء". الصَّمْعاء: البَقْلة التي ارْتوَت واكْتَنَزَت. وقيل: هي البُهْمَى إذا ارتَفَعَت قبل أن تَتَفقَّأَ. وقَناةٌ صَمْعاءُ: مُكْتَنِزةُ الجَوْف، لَطِيفَة العُقَد. (صمعد) - في الحديث: "أَصبَح وقد اصْمَعَدَّت قَدماه" : أي انْتَفَخت ووَرِمَت، واصْمَعدَّ أيضا: ذَهَب في الأرض، فهو مُصْمَعِدٌّ. (صمغ) - في حديث الحَجَّاج: "لأقْلعَنَّك قَلْعَ الصَّمْغَة". : أي لأَستَأْصِلَنَّك، والصَّمْغُ إذا قُلِع انْقَلَع كُلُّه ولم يَبقَ له أَثَرٌ (¬2). ¬
(صمل)
ويقال: تَركتُه في مثل مَقْلَع الصَّمْغة: أي لا شيء معه. والصَّمْغُ: ما يَسِيل من الشجر فَيَجْمُد. (1 - في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - في التَّيمُّم إذا كان مَجْدُوراً: "كأَنه صَمْغَةٌ". يُرِيد حين يَبْيَضُّ الجُدَرِىُّ على (¬2) بَدَنِه. (صمل) - وفي الحديث: "أَنتَ رَجُلٌ صُمُلٌّ". : أي شَدِيدُ (¬3) البَضْعة مُجْتَمع، وصَمَل صُمولًا: اشْتَدَّ وصَلُب. - في حديث معاوية: "إنَّها صَمِيلَةٌ" (¬4). : أي في ساقِها يُبْسٌ وجُسُوٌّ، وقد صَمُل وصَمِل صَمْلا وصُمُولًا، فهو صَامِلٌ وصَمِيلٌ 1) (صمم) - في حديث أبي هُريرة - رضي الله عنه -: "الفِتْنَة الصمَّاءُ العَمْياءُ أَسْرع إليهم من الفَرَس المُضَمَّر". : أي الشديدة التي يُصمُّ الآذانَ وقَعُها. وقيل: التي لا سَبِيل (¬5) إلى تَسْكِينها كالحَيَّة الصَّمَّاء التي لا تَقْبل الرُّقَى. وقيل: البَليِغة المُتَناهِيَة في دهائها (¬6). ¬
يقال: ضَرَبَه ضَرْبَ الأَصَمِّ: أي بالغ فيه لأن الأَصَمَّ وإن بَالَغ يَظُنُّ أنه مُقَصِّر لأنه لا يَسمَع الاستِغاثَةَ فلا يُقلِع. ويقال في المَثَل: "صَمِّى صَمَام" (¬1)، وصَمِّى ابنَةَ الجَبَل (¬2)، يُرادُ به الدّاهيةُ. والصّمَّاء: الدَّاهيِةُ. ويقال للحَرْب إذا اشْتَدَّت وسُفِكَت فيها الدِّماءُ: صَمَّت حَصَاةٌ بدمٍ (¬3): أي إن وقَعَت حَصاةٌ لم يُسْمَع لها صَوتٌ لأنها تَقَع على (¬4) الدم. - في حديث جابر (¬5) - رضي الله عنه -: "في صِمامٍ واحدٍ". : أي مَسْلك واحد، يعنى الفَرْجَ. وأصلُه الشيء الذي تُسَدّ ¬
به الفُرْجَة: (1 أي مَوضِع الصِّمام، ويجوز أن يريد به السِّمام وهو سَمُّ الإبرة إلا أن إبدال الصاد من السِّين ها هنا شَاذٌّ لأنه ليس بَعدَها عينٌ ولا خَاءٌ ولا قَافٌ ولا طَاءٌ 1). ومنه صِمَام القَارُورة، ويروى بالسِّين. - في الحديث: "شَهْرُ الله الأَصَمُّ رَجَب". قيل: سُمِّى أَصَمّ لأنه كان لا يُسمَع فيه صَوتُ السِّلاح (¬2)، فكأنّ الإنسان فيه أَصَمُّ عن ذلك، كما يقال: لَيلٌ نَائِمٌ، وإنما النَّائِم مَنْ في الليل. وقيل: سُمِّى بذلك لأن أوَّلَه كآخِرِه في الأَجْر، كما أنَّ الصَّخرَ الأَصمَّ مُتَشابِهٌ في الشِّدَّة والتَّلَزُّزِ، والأَوَّلُ أَشهَرُ وأَصحُّ. * * * ¬
ومن باب الصاد مع النون
(ومن باب الصاد مع النون) (صنبر) في الحَدِيث: "أن رَجُلًا وَقَف على ابنِ الزُّبَيرْ، - رضي الله عنه -، حين صُلِبَ فقال: قد كُنتَ تَجمَع بين قُطْرَىَ اللَّيلةِ الصِّنَّبرة قائِماً". قال أبو نصر: أي الشديدة البَرْد. وقال غيره: الصِّنَّبر: البَرْد، ورِيحٌ بارِدَة في غَيْم، والسَّحاب البَارِدُ. وصِنَّبْرة الشِّتاء: شِدَّةُ بَردِه. (صند) - في الحديث: "صَنَادِيدُ قُريْش" يعني العُظَماءَ والأَشْرافَ، الواحِدُ صِنْدِيد. - وفي حديث آخر (¬1): "أعوذ بك من صَنَادِيد القَدَر". يعني الشَّدائِدَ والدَّوَاهِى، (2 والوَاحِدَة 2) الصِّندِيد (¬3). والصَّنْدَدُ: القَاهِرُ الغالبُ من كُلِّ شَىءٍ، (4 ومثله: الصِّنْتِيت من الصَّدِّ والصَتِّ، وهو الصَّدْم والقَهْر، لأنه يَصُدُّ مَنْ يُقَابِلُه ويَقْهَرُه. 4) (صنع) - قَولُه تَباركَ وتعالى: {صُنْعَ اللَّهِ} (¬5). : أي قَولَه وفعلَه. ¬
- وقَولُه تعالى: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (¬1). : أي عَملاً. والصُّنْع والصَّنْع والصَّنْعة واحِدٌ. - وفي حديث عُمر، - رضي الله عنه -: "الأَمَة غَيْرُ الصَّنَاعِ": الرَّفِيقَة (¬2) عَمَل اليَدْين، ضِدُّ الخَرْقاء. يقال: رجل صَنَع وامرأة صَنَاع: إذا كانا لهما صَنْعة يَعْملانِها بأَيْدِيهما. - في حديث جابر - رضي الله عنه -: "كانَ يُصانِعُ قائِدَه". : أي يُدارِى، والمُصانَعة: الرِّشْوة؛ وهو أن تَصْنَع له شيئاً ليَصْنَع لكَ شيئاً آخرَ، (3 وهي مُفاعَلَة من الصُّنْع. 3) - في حديث سَعْد، - رضي الله عنه -،: "لو أَنَّ لأحَدِكم وادِيَىْ (¬4) مَالٍ، ثم مرّ (¬5) على سَبْعة أَسْهُم صُنُعٍ لَكلَّفته نَفسُه أن يَنْزِل فيأخُذهَا". كذا قال: صُنُع. قال الحربي (¬6): وأظنّه صِيغَةً: أي مُسْتَوِيةً من عمل رجل واحد. ¬
(صنن)
(1 - في الحديث: "مَنْ بَلغَ الصِّنْع بسَهْم" : أي ما يُتَّخَذ للمَاءِ، وجَمعُه أَصْنَاع (¬2). ويقال لها (3 المصْنَع 3) والمصانع أيضا. ويقال: المَصانِع: المَبانىِ من القَصُور وغَيرِها. كأنه (¬4) يُريِد الحِصْن ها هنا 1). (صنن) - في مُسْنَد النِّساءِ لأحمَد رحمه الله: "فأُتىِ بعَرَقٍ (¬5): يَعْنىِ الصَّنَّ". قال الجَبَّان: الصَّنُّ: زَبِيلٌ كَبِير. وقال أيضا: الصَّنُّ: شِبْه السَّلَّة المُطْبَقَة، يعنى بفَتْح الصَّاد. والصِّنُّ بالكَسْر: بَولُ الوَبْرِ، (6 يُخَثَّر للأَدْوِيَة، وهو مُنْتِنٌ جِدًّا 6) * * * ¬
ومن باب الصاد مع الواو
(ومن باب الصاد مع الواو) (صوب) (1 - في حديث الفجر: "وصَوَّب يَدَه". : أي خَفَضَها. وصَوَّب رأسَه: نكَّسَه 1). (صوت) - في الحديث: "فَصْل ما بين الحَلال والحَرام الصَّوتُ والدُّفُّ" : يعنى إعلانَ النِّكاح وذَهابَ الصَّوتِ والذِّكرَ في النَّاس. يقال: ذَهَب صَوتُه في الناس، وله صِيتٌ وصِيتَةٌ وصَوْتٌ: أي ذِكْر يَرفَع به الصَّوتَ. والدُّفُّ: هو الذي يَضْرِب به النِّساء. وقيل: فَتْح الدَّال لغة فيه. فأما الذي هو الجَنْب (¬2) فبالفَتح لا غَيْر. (1 - في الحديث: "كان العَبَّاس - رضي الله عنه - صَيِّتاً" مِن صَاتَ يَصُوتُ ويصَات، إذا اشتَدَّ صوتُه، كالمَيِّت من مَاتَ، فهو صَاتٍ وصَائِت ومِصْوَات. (صوح) - في حَديِث ابنِ الزُّبَيْر: "فهو يَنْصَاح عليكم بِوابِل البَلايا". فهو مطاوع صَاحَه يَصُوحُه، إذا شَقَّه. قال عَبِيدُ بن الأَبْرص في صِفَة السَّحاب: فثَجَّ أَعلاه ثم ارتَجَّ أَسفَلُه وضاق ذَرعاً بِحَمْل الماءِ مُنصاحِ (¬3). قال الزمخشرى: ذَكَره الهروى بالضَّاد والخَاءِ وهو تصحيف منكر. 1) ¬
(صور)
(صور) - في الحديث (¬1): "ألا أعلمك كَلِماتٍ لو قُلتَهن وعليك مثل صَوْر، غُفر لك". قيل: صَوْر: اسم جَبَل، وفي رواية: مثل صِيرٍ. - وفي صفة مشيته - صلى الله عليه وسلم -: "كان فيه شيء من صَوَر" : أي مَيَلٌ، ويُشْبِه (¬2) أن تكون هذه الحالُ إذا جدَّ به السيرُ، لا خِلقة. وقد صَوِرَ فهو أَصْور وصَوِر، وصُرْتُه وأَصَرْتُه: أَملْته. - وفي صفة الجَنَّة: "وتُرابُها الصِّوار". وفي رواية: " (¬3) وحِصْلِبُها" وهو التُّراب بمعنى المِسْك، وأَصْوِرَةُ المِسْك: نَوافِجُه. (4 - في الحديث: "تَعهَّدوا الصِّوارَين فَإنَّهما مقَعَد الملَك": أي مُلْتَقَى الشِّدْقَيْن 4): (5 أي تَعهَّدُوهما بالنَّظَافَة 5) ¬
(صوع)
- في حديث ابن عمر: "إني لأُدنِي الحائِضَ مِنّى وما بي إليها صَوَرَة" (¬1) من الصَّوَر، وهو العطف أي شَهْوَة تَصُورُنيِ إليها. - في صحيح مسلم: "يتصَوَّرُ المَلَك على الرَّحِم" يقال: ضَربتُه ضربةً تَصوَّر منها: أي سقَطَ، وتَصَوَّرتُ الأَمَر: عَلِمت حَقِيقَته. (صوع) - في حديث الأَعرابي: "فانْصَاعَ مُدبرًا" : أي ذَهَب سَرِيعًا. وقيل: هو من بَناتِ الوَاوِ، جعله رُؤْبَة من بَناتِ الياءِ فقال: * فظَلَّ يَكسُوها النَّجاءَ الأصْيَعا (¬2) * قال: ولو رَدَّه إلى الأَصْل لقال: الأَصْوَعَا. قال الإمام الحافِظُ رحمه الله: وحُجَّةُ رُؤبةَ أن مصدَره الانْصِياعُ وإن كان من الواو فلَعَلَّه من قولهم: تَصَوَّعُوا: أي تَفرَّقُوا وتباعَدُوا وتَصوَّع الشَّعَر: تشقَّقت أطرافهُ وتمعَّط، وكذلك انْصَاع: أي تشَقَّق (3 مطاوع، صَاعَه: إذا فَرَّقه، وصَاعَ الأَقرانَ: طَردَهم 3). ¬
(صوغ)
(صوغ) - في حديث الحجاج: "قال له رجل: رَمَيْتُ بكذا وكذا سَهْمًا صِيغَةً من كَثَبٍ في عَدُوِّكَ" قال الأصمعي: رماه بسِهامٍ صِيغَةٍ (¬1): أي مُسْتَوِيَة من عَمَل رجل واحد. قال أبو عمرو: يقال هذا صَوْغ فُلان: أي شِبْهه، وهما صَوْغَان: أي سِيَّان (¬2)، وهو صَوْغُه وصَوْغَتُه: أي مِثلُه. (3 - في حديث (¬4) أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أَكذبُ النَّاسِ الصَّوَّاغُون" : أي الذين يَصُوغُون الحديثَ ويُزَيِّنوُنه. ويروى: "الصَّيَّاغون (¬5) " منه أيضا كالدَّيَّار والقَيَّام. - في حديث بَكْرٍ المُزَنىّ: "فِى الطَّعَام يَدْخُل صَوْغًا ويَخْرج سُرُحًا". : أي الأطعِمةُ المَصنُوعَةُ أَلواناً مُهَيَّأة بعَضُها إلى بَعْضٍ. (صول) - في الدُّعَاء: "بِكَ أُصَاوِل" (¬6) وفي رواية: "أَصُولُ". المُصاوَلة: المُواثَبَة. والصَّوْلَة: الحَمْلة 3) (7 والوَثْبَة 7) ¬
(صومع)
(صومع) - قَولُه تبارك وتعالى: {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} (¬1) : أي مَنازِلُ الرُّهْبان. قال الجَبَّان: قال بَعضُهم: كلُّ مُنْضَمٍّ مُتَصَمِّع. والصَّومَعة من ذلك. وقال أيضاً: ثَرِيدَةٌ مُصَمَّعة: مُدَقَّقَة، وصَوْمَعَتُها: ذِرْوَتُها. وصَومَعَةُ الرَّاهِب منها، أو هي منها لأنها مُدَقَّقَة. ويقال: صَوْمَعٌ أيضا بلا هاء، والعِقَابُ: صَوْمَعَةٌ لأنها أبداً مرتَفِعَة مُنْتَصِبَة على شَرَفٍ (¬2). والصَّوامِعُ: البَرانِس. * * * ¬
ومن باب الصاد مع الهاء
(ومن باب الصاد مع الهاء) (صه) - في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "قالت: صَه". هي كلمة زَجْر تُقالُ عند الإسْكات، يُخاطَب بها الواحِدُ والجَمْع والمُذَكَّر والمُؤَنَّث، وهي عند البَصْريين اسمٌ كقَوْلك: اسْكُت. ويقال: صهٍ بالتَّنوين، فإذا لم تُنَوَّن كانت للتّعريف وإذا نُوِّنَت فللتَّنْكِير: أي اسكُت سُكوتاً، وللتَّعْريف: اسكُت السُّكُوتَ المَعْرُوفَ منك، وقد صَهْصَهْت وصَهْصَيْت به: أي قُلتُ له ذَلِك، مثل: دَهْدَهْتُ ودَهْدَيْتُ، وعند الكُوفِيِّين تَنْوينُه للوَصْل وتَركُه للوَقْف. وقد يقال: صَهْ مَبْنِيًّا بلا تنوين (¬1). (صهب) - في حديث الملاعنة: "إن جاءت به أُصَيْهب فهو لفلان" (¬2) الأُصَيْهب: تصغير الَأصْهَب. والصُّهْبَة: حُمرَة شعر الرأس يعلوه سَوادٌ وصُفْرة، فإذا احمَرّ فهو أَصْهبُ، وقد اصْهابَّ اصْهِيباباً. قال الخَطَّابي: الَأصْهَبُ: الذي تعلوه صُهْبَة، وهو كالشُّقْرَة. كأنه ذهب به إلى لون الجِلْد دون الشَّعر. ¬
ومن باب الصاد مع الياء
(ومن باب الصاد مع الياء) (صَيَأ) - (1 في حديث عَلىٍّ (1) رضي الله: "أنتِ مِثلُ العَقْرب تَلدَغ وتَصِىءُ". : أي تَصِيح. قال العَجَّاج: * لهُنّ من شَباتِه صِئِىُّ (¬2) * 1) (صيب) - في الحديث: "يُولَد في صُيَّابَة قَوْمِه (¬3) " صُيَّابَة القَوْم وصُوَّابَتُهم مُشَدَّدَتَان: صَمِيمُهم وخَالِصُهم، وخِيارُ كُلِّ شيء، وصُيَّابٌ أَيضاً. (صيخ) - في حديث الغَارِ: "فانْصَاخَت الصَّخْرة" هكذا روى بالخاء المعجمة وإنما هو بالحاء غَيرَ مُعْجَمة، وأَصلُه انصاحت،: أي انْشَقَّت وانْصاحَ الثَّوبُ انْصِياحًا: تَشَقَّق من قِبَل نَفسِه، والصاد أُختُ السِّين. - في الحديث: "ما مِنْ دَابَّة إلا وَهِي مُصِيخَةٌ يَومَ الجُمُعة" (¬4) : أي مُسْتَمِعَة مُنْصِتة، وقد جَاءَ بالسِّين بَدلَ الصَّاد. ¬
(صير)
(صير) - في الحديث: "مِثلُ صِيرٍ دَينًا" (¬1) قيل: هو اسم جبل. قال أبو غالب بنُ هارُون: لم يُعرفْ صِيرٌ في اسمِ الجَبَل، وإنما يُعرف صَارةُ الجَبَل، وهي رأسُه. والصِّيرُ: الصَّحنَاة، والشَّقُّ (¬2) وليس كما ذَكَر؛ لأنه قد ورد في حَديث ولم يقُل إنه اسم لجِنْس الجَبَل في اللغة، وإنما هو اسم لجَبَل خاصٍّ ولا ننكر هذا وإن لم يبلُغ ابن هارون. (3 وأما الصِّير الذي هو الصِّحناة (¬4). قال ابن دريد: أَحسَبه سُريَانِيًّا لأنَّ أهلَ الشامِ يَتَكلَّمون به، وقد دخل في عربِيَّة أهلِ الشام كَثِيرٌ من السريانية، كما استَعْمَلت عَرَبُ العِراق شَيئاً من الفارِسِيَّة. 3) (صيف) - في حديث عُبادَة، - رضي الله عنه -: "أنه صَلَّى في جُبَّةٍ صَيِّفَةٍ". : أي كَثِيرة الصُّوفِ. يقال: صَافَ الكَبشُ بعد زَمَن يَصُوف صُوفًا وصُؤُوفًا فهو صائف، وصَافٌ، وصَيِّفٌ: إذا كَثُر صُوفُه وهذا من الوَاوِ أَصلُه صَيْوَفَة، أخرجناه ها هنا لِظاهر لَفْظِه. ¬
- في حديث سليمانَ (¬1) بن عبد المَلِك لَمَّا حَضَرتْه الوفاة قال: إنَّ بَنِىَّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ أَفْلَحَ مَنْ كانَ له رِبْعيُّونْ قال الأصمَعىّ: أَصَاف يُصِيف إصافَةً: إِذا لم يُولَد له حتى يُسِنَّ (2 ووَلدُه صيْفِيُّون 2). والرّبْعِىّ (¬3): الذي وُلِد في رِبْعىِّ الشباب: أي أَوّله. ورجل مِصْياف: لا يَتَزوَّج حتى يَشْمَط. وأرض مِصْيَافٌ: مُتَأَخِّرة (¬4) النبات، وهما من تَأخُّرِ الصَّيْف عن الرَّبِيعِ، وصَافُوا، وأصافُوا، واصْطَافُوا: أقاموا صَيْفَهم. ومنه غَزوةُ الصَّائِفة (¬5). - وفي حديث الكَلاَلَةِ حين سَأَلَ (¬6) عنها عُمَر - رضي الله عنه -،. فقال: "تَكْفِيك آيةُ الصَّيْف" قال الخطابي: يُشْبِه أن يكون إنَّما لم يُفْتِه عن مَسْألتِه، ووَكَل الأمَرَ إلى بيان الآية اعْتِمادا على عِلْمِه وفِقْهِه ليَتَوصَّل إلى مِعْرِفَتِها ¬
بالاجْتهاد، ولو كان غَيرُ عُمَر، - رضي الله عنه -، لاحْتَمل أن لا يَقْتَصِر على الإشَارَة إلى مَا أجْملَ، دون البيان والله أعلم. (1 - في الحديث: "فَتَكلَّم (¬2) أبو بكْر - رضي الله عنه - فَصَاف عَنْه" : أي عَدَل. 1) * * * ¬
ومن كتاب الضاد
ومن كتاب الضاد (من باب الضاد مع الهمزة) (ضأل) - في حديث الأَحْنَفِ: "إنَّك لضَئِيل". : أي نَحِيفٌ ضَعِيف صَغِيرٌ؛ وقد ضَؤُلَ ضَآلةً وضُؤُولَةً، وجَمعُه ضُؤْلان وضُؤَلَاء وضَئِلون. والضَّؤُولة: الضَّئِيل، وما في حَسَبه ضُؤُولة: أي عَيْب، وعلىَّ في هذا ضَآلة. أمّا الضَّال بلا هَمْز فَالسِّدْرُ البَرِّىُّ (¬1). * * * ¬
ومن باب الضاد مع الباء
(ومن باب الضاد مع الباء) (ضبأ) - في الحديث: " (¬1) فضَبَأ إلى ناقتِه" : أي لَزِق بالأرض يِسْتَتِر بها. يقال: ضبَأ الذِّئبُ بالأرض، وضَبَأْتُ إليه: لَجأْت. وضَبَأ: طرأ وأَشرَف، واستَخْفَى. وأَضْبَأ على ما في يَدَيْه: أَمسَكه، وأضَبَأ علىَّ سَوأَةً: كَتَمها وسَكَت عليه، وأَضبأ عليه: أشْرَف. (ضبب) - في الحديث: "فلما أَضَبُّوا عليه". : أي أَكَثَروا، وأَصلُه من الضَّبِّ، وهو الحِقْد والغَضَب. (2 - ومنه الحَديثُ: "لم أَزَلْ مُضِبًّا بَعدُ" 2) وأضَبَّ عليه (¬3): أي حَقَد. وأَضَبُّوا: تكلَّمُوا مُتَتابِعاً، وأَضَبُّوا فيه: نَهضُوا جَميعاً، وأَضبُّوا: تَفَرَّقوا وتَفَرَّدوا، وهو من الأَضْداد ولا يكاد. يُقالُ للوَاحِدِ: أَضَبَّ بهذا المَعْنَى. - في الحديث: "ما تَضِبُّ (¬4) بِقَطْرٍ" : أي ما تَسِيلُ. يقال: ضَبَّ وبَضَّ (¬5): إذا سَال سَيَلانًا ليس بالشَّدِيد، وأَضْبَبْتُه وأَبْضَضْتُه: أَسَلْته. ¬
(ضبح)
(1 - في الحديث (¬2): "إن الضَّبَّ لَيَموتُ هُزَالاً بذَنْبِ ابن آدم" إنما خَصَّ الضَّبَّ لأنه أَطولُ الحيوان ذَمَاءً وأَصبرُها على الجُوع، يعنى يُحبَس المَطَر عنه بشُؤْم ذُنُوبِهم. (ضبح) - في حديث أبي هريرة: "إن أُعطِىَ مَدَحَ وضَبَح". : أي صَاحَ وخَاصَم عنه (¬3). وأصلُ الضُّبَاح: صَوتُ الثَّعْلبِ. 1) (ضبر) - في حديث سَعْد، - رضي الله عنه -،: "الضَّبْرُ ضَبْر البَلْقاء والطَّعْن طَعْن أبي مِحْجَن" (¬4). الضَّبْر: عَدْوُ الفَرَس؛ وهو أن يمشىَ مُفَاجًّا، يَقْلِب قَدمَيْه كأنه يغَرِف بهما. ومن هذا قيل للرَّجُل المُجتَمِع الخَلْق مَضْبُورٌ، وللجَماعَة يَغزُون ضَبْرٌ، والضَّبْر: أن يَجْمَعَ قَوائِمَه للوثْب. (ضبع) - في الحديث: "أنَّه مَرَّ على امرأَةٍ معها ابنٌ، فأخذَت بضبْعَيه" (¬5) الضَّبْع: وَسَط العَضُد. وقال أبو زَيْد: هو إذا أَدخَلَ يدَه من تَحتِ إِبطِه من خَلْفِه، ثم احْتَمَله. ¬
(ضبن)
- ومنه في صِفَة طَوافِه، عليه الصلاة والسلام،: "وعليه بُرْدٌ أَخضَرُ مُضْطَبِعًا به" (¬1). : أي متأَبِّطاً ثَوبَه، مُلقِياً له على كَتِفه الأَيْسرِ، سُمِّى بذلك لإبْدائِك ضَبْعَيك. ويقال للإِبْطِ الضَّبْعُ (¬2) للمُجاوَرَة. (3 - وفي قصة (3) إبراهيم: "فَيَمْسَخُه الله ضِبْعَاناً أَمدَر". وفي رِوايَة: "ذِيخاً أَمْجَر" وفي أخرى: "عَيْلَامًا" وهذه كلها الذَّكَر من الضِّباع 3) (ضبن) - في حديث ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -،: "يقول القَبْرُ: يابن آدمَ قد حُذِّرْتَ ضِيقِى ونَتْنى وضِبْنِى وظُلُماتى وهَوْلِى". ضِبْنِى: أي جَنْبى ونَاحِيتى، ومكان ضِبْنِ: ضَيِّق. والضَّبِن: زَوَايا البِئْر ومَضَايِقُها، الوَاحِدَة: ضَبِنة، وأَضْبَان الجَبَل: مَضَايِقُه. وأَضْبَنْتَنِي: ضَيَّقْتَ علىّ. وضَبِنَاتُ (¬4) الغَدِيرِ: مَضَايِقه. * * * ¬
ومن باب الضاد مع الجيم
(ومن باب الضاد مع الجيم) (ضجج) - في حديث حُذَيْفَة، - رضي الله عنه -: "لا يأتي على الناس زَمان يَضِجُّون منه، إلا أَردَفهم الله أمراً يَشْغَلهم عنه" الضَّجِيج: الصِّياح عند المَكْرُوه والمَشَقَّة والجَزَع. وهذا مِثْلُ قَولِ الآخر: ما بَكَيْتُ من زَمانٍ إلا بَكَيْت عليه. (ضجع) (1 - في حديث عُمَر، - رضي الله عنه -، "انْضَجَع" (¬2). هو مطاوع أَضجَعَه نحو: أزعَجْته فانْزَعَج، وأَطلقْتُه فانطَلَق، وحَقُّ انْفعَل أن يكون مُطاوِعَ فَعَل لا غَيْر، وإنَّما فَعَل هذا على سبيل إنَابَة أَفعَل مَنابَ فَعَل. (ضجن) - في الحديث: "أذَّنَ بِضَجْنَان" (¬3) قال ابن فارس: هو جَبَل بِنَاحِيَة مَكَّة. 1) * * * ¬
ومن باب الضاد مع الحاء
(ومن باب الضاد مع الحاء) (ضحح) - (1 في الحديث: " (¬2) لو مات كَعبٌ عن الضِّحِّ والرِّيحِ". الضِّحّ: ضَوءُ الشَّمس كالقَمْراء للقَمَر، وهو إذا اسْتَمْكن من الأرض. ومنه: ضَحْضَحة السَّراب، وهو تَرَقْرُقُه. وقوله: "والرِّيح": أي ما تَهُبّ عليه. وقيل: بالضِّيح، وإنه قَلْب الضُّحَى، من ضُحَى الشَّمس، والأَوَّل أَصحُّ. 1) (ضحل) - في كِتابِه لِأُكَيْدِر: "ولَنَا الضَّاحِيَة من الضَّحْل" الضَّحْل: القَلِيل من الماء. وقيل: الماءُ القَريب المَكانِ. وضَحَل الماءُ: رَقّ. وضَحَلَت الغُدْران: قَلَّ ماؤُها. والضَّحَل، بالتَّحريك: مكان الضَّحْل (1 ويروى من البَعْل 1) (ضحا) - في الحديث: "إنَّ عَلَى كُلِّ أَهلِ بيتٍ أَضْحاةً كلَّ عامٍ" : أي أُضْحِيَّة. قال الأصمعى: فيها أربعُ لُغاتٍ: أُضْحِيَّة، وإِضْحِيَّة، وضحِيَّة، وأَضْحاةٌ، والجَمْع ضَحَايَا، وأَضَاحىُّ. ونَحْوُه إضْبارة، وضِبَارة، وإضْمامة، وضِمَامة، وطُمَأْنِينَة وأُطْمَأْنِينَة وغَيْر ذلِك، وإنما سُمِّيَت أَضْحاةً لأنها تُذبَح بعد ارتفاع النَّهار. ¬
- وفي حديث سَلَمَة، (¬1) - رضي الله عنه -،: "بينا نحن نَتَضَحَّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". : أي نَتَغَذَّى، والاسْمُ الضَّحاء. وإنما سُمِّى الغَداءُ ضَحَاءً باسْمِ الوَقْت وهو مفتوحُ الأوّل مَمْدُودٌ، فإذا ضَمَمْت قَصَرْت فقلت: ضُحًى. - في الحديث (¬2): "رأيتهم يتَروَّحُونَ في الضَّحاءِ" : أي قريبا من نِصْفِ النَّهارِ. والضَّحْوة: ارتِفاعُ النَّهَار، والضُّحَى: فُوَيْق ذلك، والضَّحاء: أَرفعُ منه قَرِيبٌ من النِّصْف، وضَحَوْنا وضَحَيْنا وأَضْحَيْنا: دخَلْنا في الضُّحَى، وضَحَّيت الماشيةَ فتَضَحَّت، وأَضْحَى يَفعَل كذا: إذا فَعلَه من ضَحْوةِ النَّهار، مثل أَصبَح وأَمسى، وأَضْحَى عنه: بَعُد، وضَحَّيت عنه: رَفقْت به. (3 - في حديث تزويج عائشة، - رضي الله عنها -،: "فلم يَرُعْنِى إلا ورسولُ الله - صَلّى الله عليه وسلم - قد ضَحَا". : أي ظَهَر، وضَحِى (¬4) كَذَلِك، قاله عَبدُ الغافر. ¬
- في شرح (¬1) كتاب مُسلِم: "اضْحُوا بصلاة الضُّحَى" : أي صَلُّوها لوَقْتِها ولا تُؤخِّروها إلى أن ترتَفعَ الضُّحَى - في حديث عُمَر، - رضي الله عنه -: "أنَّه رأى عَمرَو بن حُرَيْث فقال: إلى أَين؟ قال: إلى الشَّامِ. قال: أَمَا إنَّها ضاحيةُ قَومِك". : أي ناحِيَتُهم. والضَّاحِيَة: النَّاحِيَة البَارِزَة، ومنه قُرَيْشُ الضَّوَاحى. - وفي الحديث (¬2): "أَخافُ عليكَ من هَذِه الضَّاحِيَة" : أي النَّاحِيَة البَارِزَة التي لا حَائِلَ دُونَها. 3) * * * ¬________ (¬1) ن: "ومنه حديث عمر". (¬2) ن: ومنه الحديث: أنه قال لأبى ذَرٍّ: "إنّى أَخافُ عليكَ من هذه الضاحية.".
من باب الضاد مع الراء
(من باب الضاد مع الراء) (ضرأ) (1 - في حديث مَعدِى كَرِب: "مَشَوْا في الضَّراء" وهو الشجر المُلتَفُّ في الوَادِى. وفلانٌ يَمْشى الضَّرَاءَ، إذا مَشَى مُسْتَخْفيًا فيما يوُارِى من الشَّجر. ويقال للرَّجل إذا خَتَل صاحبَه ومَكَر بِه: هو يَدِبُّ له الضَّراءَ، ويمشى له الخَمَر 1). (ضرب) - في صِفَة الدَّجَّال: "طُوالٌ ضَرْبُ اللَّحْم" (¬2) : أي خَفِيفُ اللَّحم مَمْشُوقٌ. والضَّرْب: المَطَر الضَّعِيف، والَّلبَن القَلِيلُ، والإسْراعُ. - وفي الحديث: "لا يذهَبُ الرَّجُلان يَضْرِبان الغَائِطَ يتحدَّثان" يقال: ذَهَب يَضْرِب الغائِط: أي لِقَضاء الحَاجَة. قال أبو عمرو: يقال: ضَرِبتُ الأَرضَ إذا أَتيتَ الخَلاءَ، وضَربتُ (¬3) في الأَرضِ؛ سافَرْت. - في حديث: "فضَرَب الدَّهْرُ من ضَرَبانِه" (¬4) : أي مرَّ من مُرُورِه، ورُوِى: "من ضَرْبِه". يقال: ضَرَب الدَّهرُ ضَرَبَاناً: أي مَرَّ منه البَعضُ. ¬
- وفي الحديث: "لا تُضْرَب أَكَبادُ المَطِىِّ إلا إلى ثَلاثةِ مَساجِد" (¬1) : أي لا تُركَب ولا تُسَيَّر. - في حديث أبي هُرَيْرة، - رضي الله عنه -: "ضِرابُ الفَحْل من السُّحْتِ" : أي ما يُؤْخَذ عليه؛ وهو إِنزاءُ الفَحْل على النَّاقةِ. يقال: أَضربَ فُلانٌ ناقَتَه: أي أَنزَى الفَحلَ عليها، ومعناه مَعْنَى عَسْب الفَحْل. - في حديث الحَجَّامِ: "كَمْ ضَرِيبَتُك؟ " الضَّرِيَبة: ما يُؤَدِّى العَبدُ إلى سَيِّده، كأنه فَعِيلة بمعنى مَفْعُولة: أي ما ضُرِب عليه من الخَراج ووُظِّف. - في الحديث: "الصُّدَاعُ ضَرَبانٌ في الصُّدْغَين" (¬2) يقال ضَرَب (¬3) العِرقُ ضَرْباً وضَرَباناً: تَحرَّك (4 بِقُوَّةٍ 4) - في حديث الحجَّاجِ: "لأجْزُرَنَّك جَزْرَ الضَّرَب" الضَّرَب: العَسَل الأَبيضُ الغَلِيظ. يقال: اسْتَضْرَب العَسَلُ: غَلُظَ. ¬
(ضرج)
(1 ويروى بالصَّاد وهو الصَّمْغ الأَحْمر. - في حديث (¬2) عُمرَ بنِ عَبدِ العَزِيز: "إذا ذَهَب هذا وضُرَباؤه". وهو جَمْع ضَرِيب، وأَصلُه من ضَريِب القِدَاح، وهو المَثَل الذي يضربه معه، ثم كَثُر في كُلِّ نَظِير. - في حديث عائشة، - رضي الله عنها -: "عتَبوا على عُثمانَ ضَربةَ السَّوْطِ والعَصَا" : أي كان مَنْ قَبلَه يَضْرِب في العُقُوبَات بالدِّرَّةِ والنَّعْلِ (3 فخَالفَهَم 3). - في حديث الزُّهْرِىِّ: "لا تصلح مُضاربةُ (¬4) مَنْ طُعْمَتُه حَرامٌ". : أي العَقْد على الضَّرْبِ في الأَرضِ والسَّيرِ فيها للتِّجارة. 1) (ضرج) - في الحديث: "مَرَّ بي جَعْفَرٌ، - رضي الله عنه -، في نَفَر من المَلَائِكَةِ مُضَرَّجَ الجَناحَينْ بالدَّم". : أي مُلَطَّخًا به. ¬
(ضرح)
- في الحديث: "وعَلَىَّ رَيْطَةٌ مُضَرَّجَةٌ" (¬1). : أي ليس صِبْغُها بالمُشْبَع العام، وإنما هو لَطْخ عَلِق به. وتَضَرَّج الثَّوْبُ: إذا تَلَطَّخ بدَمٍ أو نَحْوِه، وهذا يُقال في الحُمْرة خاصَّة، وإنّما استُعمِل في الصُّفْرَة. - في حديث وَائِلٍ: "ضَرِّجُوه بالأَضَامِيمِ" (¬2). من الضَّرْج، وهو الشَّقُّ: أي دَمّوه. - في حديث (¬3) عِمْران بن حُصَين: "تكادَ تَتَضَرَّج من المَلْء" : أي تَنْشَق. (ضرح) - في حديث سَطِيح (¬4): "أَوفَى على الضَّريح" : أي القَبْر المَضْرُوح؛ وهو المَشْقُوق في الأَرضِ طُولًا، فإذا كان ملحوداً لم يُسَمَّ ضَرِيحًا. ومنه: كان بالمدينة حَفَّارَان: أَحَدُهما يَضْرَح، والآخَرُ يَلْحَد. ¬
(ضرر)
(1 - في الحديث (1): "الضَّرِيحُ"، وفي رِوايَة: "الضُّراح"؛ بَيتٌ في السماء حِيالَ الكَعْبَة. والمُضَارَحَة: المُقَابَلَة. ومن رواه بالصَّاد فَقَدْ صحَّف. قال المَعَرِّى: وقد بلغ الضُّراحَ وسَاكِنيهِ نَثاكَ وزَارَ مَن سَكَن الضَّرِيحا 1) (ضرر) - في حديث (¬2) علىٍّ، - رضي الله عنه -: "نهَى عن بَيْعِ المُضْطَرِّ" قيل: هذا يَكُون من وجْهَين: أَحدُهما: أن يُضْطَرَّ إلى العَقْد من طَرِيقِ الإِكراهِ عليه، فهذا فاسِدٌ لا يَنْعَقِد. والآخر: أن يُضطَرَّ إلى البَيْع لِدَيْن رَكِبَه أو مَؤُونَة تَرهَقُه، فيَبِيعَ ما في يده بالوَكْسِ من أَجلِ الضَّرُورة، فهذا سَبِيلُه في حَقّ الدِّين والمرُوءَةِ أَلَّا يُبَايَعَ على هذا الوَجْه وأَلَّا يُفْتَات عليه بمالِه، ولكن يُعانُ، ويُقْرض، ويُسْتَمْهَل له إلى المَيْسَرة حتى يكونَ له في ذلك بَلاغُ، فإن عُقِد البَيْعُ مع الضَّرُورة على هذا الوَجْه جَازَ في الحُكْمِ ولم يُفْسَخْ. وفي إسنادِ هذا الحديث رَجلٌ مجهولٌ إلا أَنَّ عامَّةَ أَهلِ العلم كَرِهوا هذا البَيعَ. ومَعنَى البَيعِ ها هنا الشِّراءُ، أو المُبايعَةُ، أو قَبولُ البَيْعِ. ¬
(ضرس)
وأَصلُ اضْطُرّ اضْتُر، افتُعِل من الضَّرُورة، صارت التَّاءُ طاءً لِمُجاورَة الضَّاد. (ضرس) - في حديث وَهْبِ بنِ مُنَبِّه: "أنّ وَلَدَ زِنىً في بنى إسرائِيل قَرَّبَ قُرباناً، فَرُدَّ (¬1) عليه فقال: يا رَبِّ، يَأكُل أَبَواى الحَمْضَ وأَضرَسُ أنا، أَنْتَ أَكرمُ من ذلك، فقُبِل قُرْبَانُه". الحَمْضُ: ما كان مِلْحاً من النَّبات. وأَحمضَ الرجلُ: رَعَت إبلُه الحَمْضَ، فهى حامِضَة، وإذا رعَتْها ضَرِسَت أَسنانُها. والضَّرَس: خَوَرٌ في الضِّرس من أَكلِ الشيءِ الحامضِ، وأَضْرسَه أَكْلُ الحامِضِ، وضَرَّسَه، وضَرَّسَتْه الحَربُ: عَضَّته. وضرَّسَتْه الأُّمورُ: جَرَّبها. ومعناه: يُذْنِب أَبَواى وأُؤاخَذُ أَنَا بِجِنَايَتهِما. - في حديث عَبدِ الله بن عَيَّاش بن أبي رَبَيعة في صِفَة عَلىٍّ - رضي الله عنه -: "كان مَا نَشَاءُ من ضِرْسٍ قاطعٍ (¬2) ". قال محمد بن حُمَيْد الرَّازِى: يعنى السِّطَةَ (¬3) في النَّسَب. وقال غَيرُه: يقال: هو ضِرْسٌ من الأَضْراس: أي دَاهِية. ¬
(ضرط)
(1 - والأَضْراس عِشْرون تَلِى الأَنيابَ من كل جَانبٍ من الفَمِ خَمْسةٌ من أَعْلَا، وخَمْسَةٌ من أسفَل، وربما تُذَكَّر وتُؤَنث 1) (ضرط) - وفي حديث عَلِىّ، - رضي الله عنه -: "أنه سُئِل عن شَىْءٍ، فأضْرط بالسَّائِل" : أي حَمَل (¬2) شَفَتيه على أن خَرَج منها صَوتٌ يُشبِه الصوتَ الذي يَخرجُ من الَأسْفَل، وهو أَفْعَل، من ضَرِطَ يَضْرَط. وقيل: أضْرَطَ به: أنكَر قَولَه. (3 وهذا القول الثانى أشبه بمنزلته وأليقُ بها 3) - في الحديث: "أدبَر الشَّيطانُ وله ضَرِيطٌ" (¬4) يقال: ضَرَطَ ضُراطاً وضَريطاً وضِرْطا كنَهِيق وشَحِيج ونُهاق وشُحَاج. (ضرع) - في الحديث (¬5): "ضارَعْتَ فيه النَّصْرانِيّة". المُضَارَعة: المُقارَبة في الشَّبَه. وهذا ضَرْع هَذَا: أي قَرِيبٌ منه. وقيل: إنه من الضَّرْع الذي فيه الَّلبَن من الشَّاءِ والبَقَر ونَحوِهما لشِبْه بَعضِ أخلافِهِما بِبَعْض. وقيل: بل الضَّرْع من المُضارَعة. ¬
(ضرغم)
(1 وقيل: أَصلُه إذا شربا من ضَرْع واحد، وإن رُوِى بالصَّادِ، أي نَازَعت وخاصمت. والحَدِيث رَواه قبيصة (¬2) بن الهُلْب، - رضي الله عنه -: "أن رجلا سَألَ وهو عَدِىُّ بن حاتِم، - رضي الله عنه -، وقد رواه عَدِىُّ أيضا، وقد ذكره الهَروِىُّ في باب الحاء مع اللاَّم على غير وَجهِه بحَيْث لا يُفهَم معناه، وإنما لَفظهُ أنه سأل فقال: طَعامٌ لا أَدَعُه إلا تَحرُّجاً. فقال: لا يَخْتَلِجَنّ في صَدْرِكَ شيءٌ ضَارعْتَ فيه النصارى" فذكر الهَرَوِىُّ: أنه يُروَى بالحَاءِ والخَاءِ. وفي رِوايَة شَريك عن سِماكٍ: "لا يَحيكَنَّ في صَدْرِكِ" وفيها أيضا: أَنَّه سَأَله عن طَعام النصارى، فعَلَى هذا كأنه أَراد لا يكُوَنَنَّ في قَلْبِك شَكٌّ، أَنَّ ما شَارَكْت وشابَهْت فيه النَّصارَى حَرامٌ أو خَبيثٌ أو نَحوُه وكَذَلك لَفَظُ شُعْبَة، عن سِماكٍ. وفَسَّره الهَرَوِىُّ بأنَّه نَظيِفٌ، ولا وَجْه له، والله أعلم. (ضرغم) - في حديث قُسٍّ: "والأَسَدُ الضِّرغامُ" ¬
(ضرك)
: أي الضاري المِقْدَام، وهو اسمٌ للأَسَد، وكذلك الضِّرغامة 1) (ضرك) - في قِصَّة ذِى الرُّمَّة ورُؤْبة في القَدَر: "عَيَائلُ (¬1) عَالةٌ ضَرَائِك" الضَّرائِكُ: جَمْعُ ضَرِيك، وهو السَّيِّئُ الحَالِ الفَقِير. وقِيل: الهَزِيل، وفي (¬2) غَيْرِ هذا الأَعْمَى، والأَحْمَق، والزَّمِن. * * * ¬
ومن باب الضاد مع العين
(ومن باب الضاد مع العين) (ضعف) - في الحديث (¬1): "أَهلُ الجَنَّة كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّف" : أي مُسْتَضْعَف. يقال: تَضعَّفتُه، واستَضْعَفْته، كما يُقالُ: تَخَبَّر (¬2) واستَخْبَر، وتَنَجَّز (¬3) واستَنْجَزَ، وتَيقَّن واستَيْقَن. - في الحديث: "تَضْعُفُ صَلاةُ الجَماعَةِ على صَلاةِ الفَذِّ كَذا وكَذَا" (¬4) : أي تُزَادُ. ويقال: ضَعَّفتُه وأضْعَفْته وضاعَفْته: إذا زِدْتَ عليه مثلَه أو أَكثَر. وقيل: إنَّه من الضَّعْف، من باب السَّلْب، لأن الضَّعيِفَ إذا ضاعَفْته بغَيره قَوِى وزال ضَعفُه. وروى: تُفَضَّل وتُضَعَّف. والضَّعْف بالفَتْح في الرَّأى والعَقْل، والضُّعْفُ بالضَّم. في البَدَن. وقيل: غَيرُ ذلك. والضِّعْف: المِثْل. وقيل: المِثْلان. (5 - في الحديث: "اتَّقُوا الله في الضَّعِيفَين" : يعَنِى المَرْأَةَ والمَمْلُوكَ. 5) * * * ¬
ومن باب الضاد مع الغين
(ومن باب الضاد مع الغين) (ضغث) - في حديث عائِشةَ - رضي الله عنها -: "كانت تضغَثُ رَأسَها" الضَّغْث: مُعالَجَة شَعَر الرّأسِ باليَدِ عند الغَسْل، وهو اللَّوكُ بالأَنياب أيضا. وضَغَثْت ظَهْر البَعِير: نَظَرتُ هلِ به سِمَن؟ وضَغَثْت الثوبَ: غَسلتُه ولم أُنْقِه، وكذلك مَغثْتُه، ومَرَسْتُه. (ضغط) - في الحديث: "لا يشَترِينَّ أَحدُكم مَالَ امرىءٍ ذي (¬1) ضُغْطَةٍ من سُلْطان" : أي قَهْر. يقال: ضَغَطَه ضغْطاً: عَصَره وزَحَمَه وضَيَّق عليه. والاسم الضُّغْطَة وهي الشِّدَّة، والمَشَقَّة والقَهْر، والاضْطِرَار. - في الحديث: "لا تجُوز الضُّغْطَة" (¬2) قيل: هي أن تُصَالِح منْ لك عليه مَالٌ على بَعضٍ منه، ثم تَجِدَ البَيِّنَةَ فتَأخُذَه بجَمِيع المَالِ. - في الحديث: "لتُضْغَطُنَّ على باب الجَنَّة" : أي تُزْحَمُون (¬3). ¬
(ضغا) (1 - في قصة قوم لُوطٍ: حَتَّى سَمعَت الملائِكَةُ ضَواغِىَ كلابِها" جمع ضَاغِيَة (¬2)، وهي الضَّغْوُ 1) - ومن حديث (¬3) عائشة، - رضي الله عنها -: " .. أَسْمَعْتُكِ تَضَاغِيَهم" الضَّغْوُ والضَّغَا: صوت الذَّلِيل المَقْهُور، وقيل: صوت الهِرَّة. * * * ¬
ومن باب الضاد مع الفاء
(ومن باب الضاد مع الفاء) (ضفر) - في حديث علىٍّ، - رضي الله عنه -: "مُضَافَرَة القَوْم" : أي معاونَتهُم، وكأنه من ضَفْر (¬1) الشَّعَر؛ لأن بعَضَ الطَّاقات تَقْوَى بِبَعض. - في حديث الحَسَن بنِ عَلِىّ، - رضي الله عنهما -،: "أَنَّه غَرَز ضَفْرَه في قَفَاه" (¬2) الضَّفْر: المَضْفُور من شَعَره. وأَصلُ الضَّفر: الفَتْل. والضَّفَائِر: العَقَائِص المَضْفُورَة. - (3 ومنه حديث النَّخَعِىّ: "الضَّافِرُ والمُلَبِّد والمُجَمِّر عليهم الحَلْق" 3) وإن رويتَه بفتح الفَاءِ فهو كالنَّفْض بمعنى المَنْفوُضِ. والسَّلْب بمعنى المَسْلوبِ (ضفز) (4 - في الحديث: "أَنَّه ضَفَزَ بَيْن الصَّفَا والمَرْوَة" : أي هَرْوَل 4). (ضفط) - في حديث ابن سيرين: "أَنَّه شَهِد نِكاحًا فقال: أينَ ضَفَاطَتكم؟ " (¬5) ¬
(ضفن)
يعنى الدُّفَّ، سمَّاه به لأنه لَهْو ولَعْب، وهو راجع إلى ضَعْف الرأى. والضَّفاطَة: الحُمْق. ورجل ضَفَّاط وضَفِيطٌ: أَحمَق. وقيل: الضَّفَاطَة: لُعْبَة. (ضفن) - في حديث (¬1) عائشة بِنتِ طَلْحة: "أَنَّها ضَفَنت جارِيةً لها" الضَّفْن: ضَربُك استَ الإنسان بظَهْر قَدَمِك، واستَ الشَّاةِ وضَرْعَها ونَحوَ ذلك (2 وهو راجع إلى ضَعْف الرَّأىِ 2) (3 وضفَنتُ به الأَرضَ: ضَربتُها به 3). * * * ¬
ومن باب الضاد مع اللام
(ومن باب الضاد مع اللام) (ضلع) - في الحديث: "قُلْنَا لعَلِىٍّ، - رضي الله عنه -، ما القَسِّيَّة؟ قال: ثيابٌ مُضَلَّعة فيها حَريرٌ" وهي أمثالُ الأُتْرجِّ المُضَلَّعَة المَوْشِيّة بخطوط عَرِيضَة كالأَضْلاع. ومنه باب مُضَلَّع إذا كان معَمُولًا من قَصَبٍ أو (¬1) خَزفٍ، لأنه يُشبِه الأَضلاعَ. - وفي حديث آخر: "أُهْدِى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثَوبٌ سِيَراءُ مُضَلَّع بقَزٍّ" قيل: المُضَلَّع (¬2): المُسَيَّر من الثيِّاب. وقال ابن شُمَيْل: هو الثَّوبُ الذي قد نُسِج بعَضُه وتُرِك بعضٌ (¬3). - وفي حديث زمزم: "فأَخَذَ بعَرَاقِيها (¬4) فَشَرِب حتى تَضَلَّع" : أي رَوِى فتمدَّد جَنبُه وضُلوعُه، يُرِيد الاسْتِيفاءَ من الشُّرب. - وفي حديثِ ابنِ عبَّاس، - رضي الله عنهما -: "أنه كان يتضَلَّع من زَمْزَم" ¬
: أي يَمْتلىءُ حتى يبلغَ الماءُ أَضلاعَه. - في مَقْتَل أَبىِ جَهْل قال: "فتمنَّيتُ أن أكونَ بين أَضْلَعَ منهما" : أي بَيْن رَجُلَين أَقوَى من الرَّجُلَين اللذين كُنتُ بَيْنَهما. والأَضلع: الشَّديِدُ أو الغَليظ، واضْطَلعتُ (¬1) بالحِمْل واضْطَلَعت الحِمْل: إذا احْتَملَتْه أَضلاعُك وأنا أَضْطَلع به: أي تَقْوى عليه أَضلاعى. والضَّلاعَةُ: القُوَّة. ودَابّة (¬2) ضَلِيعٌ: قَوِىُّ الضِّلع. - في حديث ابنِ الزُّبَيِر، - رضي الله عنه -: "فرأى ضَلْعَ معاويةَ، - رضي الله عنه -، مع مَرْوَانَ" : أي مَيْلَه، ورُمْح ضَلْع: مائِل إذا كان خِلقَةً. وضَالِعٌ: إذا لم يكن خِلقةً، وقد ضَلِعَ يَضْلَع. - وفي الحديث: "لا تَنْتقِشُوا (¬3) الشَّوكةَ بالشَّوْكَة، فإن ضَلْعَها معها" ¬
(ضلل)
: أي مَيْلَها، وقد ضَلِعَت ضَلْعًا. - وفي الحديث: "الحِمْلُ المُضْلِع، والشَّرُّ الذي لا يَنْقَطِع إظهارُ البِدَعِ" المُضْلِعُ: المُثْقِل. كأنه يَتَّكى على الأَضلاع (¬1). (ضلل) - في الحديث: "لَولَا أَنَّ الله تَعالى لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمَل ما رَزَأْناكم عِقالًا". : أي بُطْلان العَمَل، والبِطالَة: العَمَل الذي لا مَنْفَعةَ فيه، مأخوذ من الضَّلالِ الذي هو الضَّيَاع من قَولِه تعالى: {ضَلَّ سَعْيُهُمْ} (¬2). * * * ¬
ومن باب الضاد مع الميم
(ومن باب الضاد مع الميم) (ضمخ) - في الحديث: "أنه كان يُضَمِّخ رأسَه بالمِسْك (¬1) " - وفي حديث آخر: "أَنّه كان مُتَضَمِّخًا بالخَلُوق" والتَّضَمُّخ: التَّلَطُّخ بالطِّيب والإِكثارِ منه حتى كاد يَقْطُر، وقد ضَمَّخْتُه فتَضَمَّخَ، وضَمَخْتُه فَانْضَمَخ. والضَّمْخَة: المَرأةُ والنَّاقَة السَّمِينة. (ضمد) - في الحديث (¬2): "من خُوصٍ وضَمْدٍ وبَقْل" الضَّمْدُ: رَطْب الشَّجَر وَيابسُه، وشَبِعَت الإِبلُ من ضَمْد الأرضِ، وأَقْضِيك من ضَمْد هَذهِ الغَنَم (¬3): أي خِيارِها ورُذالِها وصِغارِها وكبارِها، وضَمَد ضمائد من النَّاس: أي جَمَع جَماعاتٍ، واحِدتُها: ضَمِيدَة. ويقال ضَمِيد والجمع ضُمُدٌ، وأَضَمَدْتُهم: جَمعْتُهم. والضَّمْد: اختِلاطُ بَعضِ الشَّجرِ بِبَعْض. والمُضَمَّد: المُضَمَّخُ أيضًا. (ضمز) (4 - وفي حديث الحَجَّاج: "إن الإِبِل ضُمُزٌ خُنُسٌ" جمع ضَامِز، وهو المُمْسِك عن الجرَّة، وقد ضمَزَ يَضْمُز ويَضْمِزُ: أي أنها صَوابِرُ على العَطَش 4) ¬
(ضمعج)
(ضمعج) - ومن رُبَاعِيِّه في حَدِيث الأَشْتَر في صِفَةِ امرأةٍ أَرادَها: "ضَمْعَجاً طُرْطُبًّا. قال أبو عُبَيْدة: الضَّمْعَج: الغَلِيظَة وقال الأصمعي: الشّدِيدَة. وقال غَيرُهما: الضَّمْعَج من الِإبِل: الواسِعَةُ المَشىْ، ومن النُّوقِ: الضِّخْمَة، ولا يقال ذلك للبَعِير. وامرأة ضَمْعَجٌ: قصِيرَةٌ. وقيل: ضَخْمَة تامَّة الخَلْق، وناقَةٌ أو دَابَّة ضَمْعجٌ وضُماعجُ: أي صُلبَة. وضَمْعَج: والدُ أَوْسِ بن ضَمْعَج. والطَّرْطُبَّة: الطَّوِيلةُ الثَّدْيَيْن. والطُّرطُبُّ: الثَّدْى المُسْترخِى. (ضمم) - في حديث يَحْيَى بن خالد: "لنا أَضَامِيمُ من هَا هُنا وهَا هُنا" : أي جَمَاعاتٌ. الواحدة: إضْمَامَة، واشْتِقاقُها من الضَّمِّ. وأَضامِيمُ النَّاس: جَمَاعاتٌ لَيسَ أَصلُهم واحداً، فكأنَّهم ضُمَّ بعَضُهم إلى بعضٍ. - وفي حديث أبي اليَسَر، - رضي الله عنه -،: "ضِمامَةٌ من صُحُف" : أي حُزْمَة، وهي لُغَة، والفَصِيح إضْمَامَةٌ مِثْلُ إضبارةٍ.
والضَّمْضَمُ والضُّماضِمُ (¬1): الذي يَضُمُّ كُلَّ شيء. (ضمن) (2 - في الحديث (2): "كَان لِعامِرٍ ابنٌ مُضَمَّن" : أي زَمِن. - وفي الحديث (¬3): "كانوا يَدْفَعُون المفَاتِيحَ إلى ضَمْنَاهم" : أي زَمْنَاهم. 2) * * * ¬
(ومن باب الضاد مع النون)
(ومن باب الضَّاد مع النُّون) (ضنك) - في الحديث: "امتَخِط فإنَّكَ مَضْنُوك" : أي مَزْكُوم، والضُّناك: الزُّكَام. ويقال: رجل مزْكُوم ومَضْنُوك، والفِعل منه: أَضْنَكَه اللَّهُ وأَزكَمَه - بالألف - ويجىء وَصْفُ صَاحبِها على مِثال مَفْعُول بخِلاف القِياس. - قَولُه تَبارَك وتعالى: {مَعِيشَةً ضَنْكًا} (¬1) قال الضَّحَّاك: هو الكَسْب الخَبِيث. وقال أبو عُبَيدة: أراد ضَيِّقةً شَدِيدةً، ويُوصَف به الرَّجلُ والمَرأَةُ بغير هَاءٍ، ورَجُلٌ وامرأةٌ ضِنَاكٌ: أي مُكْتَنِز ضَيِّق الجِلْد، وضُنْأَكٌ (¬2) على مثال فُعْلَل، وامرأة ضُنْأَكَة، وقد ضَنُك (¬3) عَيشُه ضَناكَةً. (ضنا) - في الحديث (¬4): "اشْتكى حتى أَضْنَى". - أي أَصابَه الضَّنَى، وهو شِدَّةُ المَرَض وسُوءُ الحال حتى يَنحَلَ بَدنُه ويَهزُل. وقيل: الضَّنَا: انتِكاسُ العِلَّة كلما قِيل: بَرَأ نُكِس، وقد ¬
أَضْناه المرض، فَضَنِىَ (¬1) وهو ضَنٍ. - في الحديث: "لا تَضْطَنِى عَنَّى" : أي لا تَبخَلىِ بانبِساطِك إلىَّ، وهو افْتِعال من الضَّنَا، وهو المَرضُ والفُتوُر. يقال: اضْطَنَى يَضْطَنِى اضْطِناءً، وأَصلُه اضْتَنَى بمعنى ضَنِى. (2 - وأنشد: * ولا يَضْطَنِى من شَتْم أَهلِ الفَضائلِ (¬3) * 2) * * * ¬
ومن باب الضاد مع الهاء
(ومن باب الضاد مع الهاء) (ضهد) - في حَديث شُرَيح: "كان لا يُجِيز الاضْطِهادَ" (¬1). وهو الظُّلُم والقَهْر. يقال: ضَهَده واضْطَهَده، وأَضْهَدْته إضْهادًا، وهو افْتِعال أيضا. أَصلُه اضْتِهاد، والمعنى أنه لا يُجِيزُ البَيعَ واليَمِينَ ونَحوَهما (¬2) في الِإكراهِ والقَهْرِ. * * * ¬
ومن باب الضاد مع الياء
(ومن باب الضاد مع الياء) (ضيح) - في الحديث (¬1): "لو مات فلان عن الضِّيح والرِّيح لَوَرِثَه فلان" الضِّيحُ: قَرِيبٌ من الرِّيح وقلَّ مَا يُتَكَلَّم به وَحدَه. قال يعقُوبُ: إنّما يُقال: جاء بالضِّحِّ والرِّيح، ولا يقال: جاء بالضِّيح، والضِّحُّ: ضَوءُ الشَّمْس: أي لو مات عَمَّا طَلَعت عليه الشَّمسُ وجَرَت عليه الرِّيح، كَنَى بهما عن كَثْرة المَالِ. ويقال: رِيحٌ ضِيحٌ إتباع. (2 - في حديث أبى بكْرٍ،. - رضي الله عنه -،: "ضَيْحَة حَامِضَة" (¬3) : الضَّيْحة، من الضَّيْح، كالشَّحْمَة من الشَّحْم. (ضيع) - وفي الحَديثِ: "نَهَى عن إضَاعَةِ المَالَ" يَعنِى إنفاقَه في غَير طاعَةِ الله عزّ وجلَّ، والسَّرفَ، وإعطاءَه صاحِبَه، وهو سَفِيهٌ. 2) (ضيف) - في الحديث: "أَنَّ العَدُوَّ يوم حُنَيْن كَمَنُوا في أَحْناءِ الوادى ومَضَايفه" : أَى جَوانِبِه. والضِّيفُ: جَانِبُ الوَادِى. وتَضَايَفَ (4 الوادي 4): أي تَضَايَقَ. وتَضَايَفْناه: أَتَينَاه من ضِيفَىِ الوَادِى وأَخذنا بهما عليه، وأصله من الضَّيْف وهو المَيْل: أي الموضع الذي يميل عن ¬
(ضيل)
السَّمت في الوَادِى مثل أحْنائِه ومَعاطِفِه، (1 وضَافَ يَضِيف: ماَلَ، وضِفْت فلانا: مِلْتُ إليه ونَزلْت عليه 1) (ضيل) - في الحديث: "أنه قال لجَرِيرٍ، - رضي الله عنه -،: "أين مَنْزِلُك؟ قال: بأكنافِ بِيشَةَ بين نَخْلَة وضَالَة" (¬2) الضَّالَة - بتَخْفِيف اللَّام - وَاحِدَة الضَّالِ - غير مهموز - وهو السِّدْر الَبرِّى، فإذا نَبَت على شَطِّ الأَنْهار فهو العُبْرِىّ (¬3)، وقد أَضَالَت الأَرضُ وأَضْيَلَت: نَبَت فيها الضَّالُ. والضَّالَة أيضا السِّلاحُ، والأَصْل فيه النِّبال، والقِسِىّ التي تُؤخَذُ من الضَّالِ. - وفي الحَدِيث: "يا وَبْراً تَدَلَّى وتَحَدَّر علينَا من رَأْسِ ضَالٍ" (¬4) قَالَه أَبانُ بنُ سَعِيد لأَبِى هريرة - رضي الله عنه -. ضَالٌ: مَكَان أو جَبَل بعَيْنه، يُرِيدُ به تَوهِينَ أَمْرِه وتَحْقِيرَ قَدْرِه. ويُروَى من قَدُوم (¬5) ضَانٍ. وضَانٌ قِيلَ: هو جَبَل في أَرضِ دَوْسٍ، والله أعلم. ¬
ومن كتاب الطاء
ومن كتاب الطاء (من باب الطاء مع الباء) (طبخ) - في حديث جابرٍ، - رضي الله عنه -،: "فاطَّبَخْنَا". وهو لغة في طَبَخْنا ووزنه افْتَعَلْنا، ومَعْناه: طَبَخْنا لأَنفُسِنا، فأما طَبَخْنا فَعَامُّ. (طبس) - في حديث عُمَر، - رضي الله عنه -،: "كيف لي بالزُّبَيْر، وهو رجل طَبِسٌ؟ " قال الحَرْبىُّ: أَظنُّه أَرادَ لَقِصٌ: أي ضَيِّق كَثِيرُ الكَلَام أو لَقِس : أي شَرِهٌ حَرِيصٌ. وقال الأزهَرِىُّ: الطِّبْس: الذِّئب. وقال أبو غَالِب بن هارون: يجوز أن يكون الطِّبْس منه: أي يُشبِه الذِّئب في شَرَهِه وحِرصهِ. وقيل: طبَّسَ بمَعْنَى طَيَّن (¬1). (طبع) (2 - في حديث: "ألقى الشَّبكةَ فطَبَّعها سَمَكًا" : أي مَلأَها، وناقة مُطبَّعة: مُثْقَلَة بالحِمْل، وتَطبَّع النَّهرُ: امتلأَ. والطِّبْع: مِلْءُ المِكْيَال، والسِّقاءِ، 2) ¬
(طبق)
(طبق) - قَولُه تعالى: {خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} (¬1) انتَصَب على المَصْدر: أي مُطابَقةً طِباقًا. وقيل: هو نَعْت للسَّبْع: أي ذَاتُ طِباق، يعنى بَعضَها على بعض فهى مُطابِقة. - في حديث ابنِ مسعود - رضي الله عنه - في أَشْراطِ السَّاعَة "تُوصَل الأَطباقِ وتُقطَع الأَرحامُ" (¬2) كأنه يَعنى بالأَطباقِ البُعَداءَ؛ لأن الطَّبَقاتِ أَصنافٌ مختَلِفة وجَماعاتٌ شَتَّى. - في كتاب على إلى عَمْرو بن العاص، - رضي الله عنهما -،: "كما وافَق شَنًّا طَبَقُه" قال الأصمَعِى: "هم قَوم كان لهم وِعاءُ أَدَم فتَشَنَّن (¬3)، فجعلوا له طَبقًا فوافَقَه" وقيل: شَنٌّ: قبِيلة من عَبْدِ القَيْس، وطَبَق: حَىٌّ من إياد، فاتَّفقوا على أَمرٍ. ويقال: كان الحَيَّان رُماةً فاقْتَتَلوا، فقِيلَ ذلك لأَنَّ كلَّ واحدٍ منهم وافق شَكْلَه ونَظِيرَه. وقيل: طَبَق: اسمُ إياد، سُمُّوا به لشِدَّة إطباقِهم بالشَّرِّ على النَّاس. وقيل: شَنٌّ: ¬
من دُهاةِ العَرَب، وطَبَقَةُ: امرأة زُوِّجَت منه، فوافَقَهُما ولهما قِصَّة (¬1). (2 - في حديث أبي عَمْرو النَّخَعِىّ: "يَشْتَجِرون اشْتِجارَ أَطباقِ الرَّأس" : أي عِظَامِه، وهي مُتَطابِقَة مُشْتَبِكَة كما تَشْتَبِك الأَصابِع، أراد التِحامَ الحَرْبِ والاخْتِلاطَ في الفِتْنة. - في حديث: "لوَ كُشِفَ طَبَقُه" (¬3) : أي غِطاؤُه الَّلازمُ له. - في حديِث مُعاوِيةَ (¬4): "ليركبَنَّ منكَ طَبَقًا تَخافُه" : أي أَحوالاً ومَنازِلَ في العَدَاوة مَخُوفَة، جمع طَبَقة، وهي مَنزِلة فَوقَ منزلة. 2) ¬
(طبا)
(طبا) - في حديث ابن الزُّبَيْر، - رضي الله عنهما -،: "أَنَّ مُصْعَبًا اطَّبىَ القلوبَ حتى ما تَعدِل به" : أي تَحبَّب إلى قُلوب الناسِ وقَرَّبها منه. يقال: اطَّباه يَطَّبِيه، وطَبَاه يَطبُوه ويَطْبِيهِ طَبْوًا وطَبْياً: دَعَاه، واطَّبَاه وطَبَاه: صَرَفَه. وأنشد: لا يطَّبِينى العَملُ المَقْذِىُّ ... ولا من الأَخْلاقِ دَغْمَرِىُّ (¬1) وقد اطَّبَوْهُ: أي قَبِلوه واخْتَارُوه. والمُدَغْمَر: المَعِيبُ. * * * ¬
ومن باب الطاء مع الحاء
(ومن باب الطاء مع الحاء) (طحر) - في حديث النَّاقة القَصْواء: "فَسَمِعْنا لها طَحِيرًا" قال الأصمَعِىّ: هو الزَّحِيرُ. وقال ابنُ فَارِس: هو النَّفَس العَالِى. وأَصلُ الطَّحْرِ الطَّرح، وطَحَرت العَينُ قَذَاها، وطَحَرت عَينُ الماءِ الِعَرْمَضَ (¬1). قال أبو عمرو: رَمَى فأَطْحَر: إذا أَنفذَ سَهْمَه. وقَوسٌ مُطحِر: تَرمِى بسَهْمِها صُعُداً. ويقال: خَتَن الخَاتِنُ فأَطحَر القُلفَةَ: أي استَأْصَلَها فرَمَى بها، وأَصلُ الحَدِيث يَرجِع إليه لأنه نَفَسٌ مَرمِىٌّ به. - في حدِيث يَحْيَى بنِ يَعْمَر: "فإنَّك تَطْحَرُها" (¬2) : أي تدحَرُها وتُقْصِيهَا، أَبدلَ الدَّالَ طَاءً. والطَّحْر أيضا: الجِماعُ، والتَّمَطِّى والتَّمَدُّد. * * * ¬
ومن باب الطاء مع الراء
(ومن باب الطاء مع الراء) (طرأ) - في الحَدِيث: "طرأَ علىَّ حِزْبِى من القرآن" : أي وَرَدَ. يقال: طَرَأ طُروءًا، إذا جاء مفاجَأة كأنه فَجِئَه الوقتُ الذي كان يقوم فيه لحِزْبه. (طرب) - في الحديث: "من غَيَّر المَطْرَبَة والمَقْربَة فعَلَيه اللَّعْنَة" (¬1) المَطارِبُ والمَقارِبُ: طرُقٌ صِغارٌ تَنفُذ إلى الطُّرُق الكِبارِ. وقيل: المَطَارِبُ: الطُّرقُ الضَّيِّقة المُتَفَرِّقَة، من طَرِبْت (¬2): أي عَدَلْت عن الطَّرِيق. ويقال: الْزَم هذه المَطْرَبة والمَقْرَبة: أي الطَّرِيقَ الواضحَ. (طرر) - في حديث الشَّعْبى: "يُقطَع الطَّرَّارُ" أصل الطَّرِّ: القَطْع. والطَّرَّار: الذي يَشُقُّ كُمَّ الرَّجلِ (¬3) ويَسُلُّ ما فيه. - في الحديث: "أنه كان يَطُرُّ شارِبَه" : أي يَقُصُّه، وطَرَّ شارِبُه لازم إذا نَبَت وصَارَ جَميلاً، من طَرَّ النَّبتُ يَطُرُّ وَيطِرُّ طُرُورًا إذا رَفَّ واهتزَّ وطَرَّت يَدُه: سَقَطَت. وطَرَّ وبَرُ البَعِير: سَقَط، ثم نَبَت طَرًّا وطُرُورًا. ¬
(طرطب)
(طرس) (1 - في حديث (1) عَبِيدَةَ: "طَرِّسْها يا إِبرهِيم" يعنى الصَّحيفَة. يقال: طَلَسْتُها إذا مَحوتَها وهي مَقْرُوءة بَعْد. وطَرَّسْتُها: إذا أَنعَمْتَ مَحوَها. والطِّرسُ: الكِتاب المَمْحُوّ. 1) (طرطب) - في صِفَةِ (¬2) امرأةٍ: "أرادها الأَشْتَر طُرْطُبًّا" قال اليَزيدِىُّ: هي العَظِيمَة الثَّديَيْن. والطُّرْطُبّان: الثَّدْيان الواحد: طُرْطُبٌّ. وقيل: هو الثَّدى المُسْتَرخِى. وقيل: هي الطَّوِيلةُ الثَّديَيْن الغَزِيرةُ. والطُّرطُبُّ: الذَّكر، وظَبْى العَنْز. (3 - في حديث الحَسَن قال: "دخلْتُ على أحَيْول يُطَرْطبُ شُعَيْراتٍ له" يعنى الحَجَّاج. يقال: طَرْطَب بالغَنَم وأَطرَب بها: أشْلَاها، من الطَّرَب وهو الخِفَّة. : أي يستَخِفُّ شارِبَه ويُحَرِّكُه. وقيل: يَنْفُخ بشَفَتَيْه في شارِبَيْه غَيظاً وكِبْراً كالمُطَرْطِبِ إذا دَعَا الغَنَم يُصَفِّر لها 3). ¬
(طرف)
(طرف) - في حديث عَذَابِ القَبْر: "كان لا يَتَطَرَّف من البَوْلِ" (¬1). : أي لا يَتباعَد. قال الأصمَعِىّ: طَرَّف الرَّجلُ حَولَ العَسْكَر: إذا قاتل في ناحيتهم، وبه سُمِّى الرجلُ مُطَرِّفًا. وِطَرَّفَ البَعِيرُ: ذَهبَت سِنُّه وكذلك الشَّاة، وطَرَفْتُه وطَرَّفتُه: مَنعتُه وصرفْتُه فتَطَرَّف. - في حديث طَاوُس: "أن رَجُلاً واقَعَ الشَّرابَ الشَّديدَ، فَسُقِى فَضَرى، فلقد رَأيتُه في النِّطَع (¬2)، وما أَدرِى أَىُّ طَرفَيْهِ أَسرَع" أَراد بالطَّرَفَين: حلْقَه ودُبُرَه، أي أَصابَه القَىءُ والإسهالُ، فلم أَدرِ أَيُّهما أَسرَعُ خُروجًا من كَثْرته. - في حديث فُضَيْل: "كأن مُحمدُ بنُ عَبدِ الرحمن أَصْلَعَ، فطُرِف له طَرْفَة" (¬3) أَصل الطَّرْف: الضَّربُ على الطَّرْف، وهو العَينْ، ثم جُعِل الضَّرْب على الرَّأس كذلك. - في الحديث: "رَأَيتُ على أبى هُرَيْرة مِطْرَفَ خَزٍّ". بفَتْح المِيمِ وكَسْرها، وهو الذي في طَرَفيه عَلَمان. - في الحديث: "كان عَمْرٌو لمُعاوِيَة كالطِّرافِ المُمَدَّدِ" (¬4) هو بَيْت من أَدَم. ¬
(طرق)
(طرق) - في الحديث: "لا أَرَى أَحدًا به طِرقٌ يَتَخَلَّف" (1) : أي قُوَّة. قاك الأصمعى: الطِّرقُ: الشَّحْم. ويقال: إذا أكلت الإِبِل الخُلَّة اشتَدَّ طِرقُها: أي نِقْيُها، وأكَثر ما يُستَعمل في النَّفْى. - في حديث نَظَر الفُجَاءَة قال: "أَطْرِق بَصَرَك" (¬1) ويروى: اصْرِف بَصَرَك. والإطراقُ أن يُقبِل ببصره إلى صَدْرِه، والصَّرْفُ أن يُقْلِبَه إلى الشِّق الآخر. ويُروَى: اطْرِف - بالفاء - بمعنى اصْرِف. في الحديث: " (¬2) لا تَطْرقُوا أَهْلكم ليلًا". قيل: أصل الطَّرْق الدَّقّ والضَّرْب. ومنه سُمِّى الطَرِيقُ؛ لأن المارَّة تَدُقُّه بأرجُلِها، والمِطْرَقَة من هذا. وسُمِّى الآتىِ بالليل طارِقًا لحاجَتِه في الوقت الذي يأتي فيه إلى دَقِّ الأبواب التي يَقْصِدُها، لأن العادةَ في الأبوابِ أن تفتح بالنَّهار وتُغْلَق باللَّيل. وقيل: الطُّروقُ: السُّكُون. - ومنه الحديث: "أنه أطرَق رأسَه" (¬3) : أي أَمسَك عن الكَلَام وسَكَن، وَلمَّا كان اللّيلُ يُسْكَن فيه، ومن يأتيِ فيه يأتي بِسُكُون قيل: طَارِق. ¬
(طرا)
- في حديث عمر، - رضي الله عنه -، "فَلبِسْت خُفَّيْن مُطَارَقَيْن" : أي مُطْبَقين، وكل ما ضُوعِف فقد طُورِق، وطَارَقْتُ نَعِلى: طَبَقْتها. - في حديث عَلِىٍّ رضِي الله عنه: "أنها حارِقَة طَارِقَة فَائِقة" (¬1) : أي طَرَقَت بخَيْر. (طرا) - في حديث ابنِ عمر، - رضي الله عنهما -،: "أنه كان يَسْتَجْمِر بالأَلُوَّةِ غَير المُطَرَّاة" الأَلُوَّة: العُودُ، والمُطَرَّاة: التي يُطْلى (¬2) عليها أَلوانُ الطِّيب لِيَزِيدَ في رِيِحها. * * * ¬
ومن باب الطاء مع السين
(ومن باب الطاء مع السين) (طسم) قولُه تَبارَك وتَعالَى: {طسم} (¬1). قال القُرظِىُّ: أَقْسَم اللَّهُ تَعالَى بطَوْله وسَنائِه ومُلكِه. وقال ابنُ عبّاس - رضي الله عنهما -: هي قسَمَ من أسماء الله تعالى. ورُوِى عن عَلِىٍّ - رضي الله عنه - مرفوعا قال: الطَّاءُ: طُورُ سِينَاء والسِّينُ: الإِسْكَنْدَرِيَّة، والمِيمُ: مَكَّة. وعن جَعْفَر الصَّادق قال: الطَّاء: شَجَرة طُوبَى، والمِيمُ: محمدٌ المُصْطَفَى. وقال عِكْرِمَة: عَجَزت العُلماءُ عن عِلْم تَفسِيرها. - في ذِكْرِ قُطَّانِ (¬2) مَكَّةَ: "طَسْمٌ وجَدِيسٌ" (¬3). قيل: طَسْم: حَىٌّ من عاد وهو على وزن كَلْب. * * * ¬
ومن باب الطاء مع الشين
(ومن باب الطاء مع الشين) (طشش) - في حَديث الحَسَن: "أنه كان يَمشى في طَشٍّ ومَطَر (1 يومَ جُمُعة 1) " الطَّشُّ (¬2): قَطَرات تَمطُر، ثم تَذْهَب. يقال: طَشَّت السَّماء تَطِشّ طَشًّا، وأطَشَّت أيضا، وأَصابَنَا طَشَاشٌ ورَشَاشٌ. وقيل: الطَّشُّ والطَّشِيش: المَطَر الضَّعِيف أَقلُّ من الرَّشّ، وقد طَشَّت الأَرضُ فهى مَطْشُوشةٌ. * * * ¬
ومن باب الطاء مع العين
(ومن باب الطاء مع العين) (طعم) - في حديث عَلِىٍّ، - رضي الله عنه -: "إذا اسْتَطْعَمَكم الإمامُ فأَطْعِمُوه". : أي إذا (¬1) تَعاَيَا في القِراءة في الصَّلاة فلَقِّنُوه، وإذا استَفْتَح فافْتَحوا عليه. - قوله تبارك وتعالى: {وطَعَامُهُ مَتَاعًا لكُمْ} (¬2) : أي أَكْله (¬3). وقيل: أي طَعَام السَّمك، وما يَطعَمه في الماء، وما يُوجَد في جَوفِه. وقيل: أي طَعامُ البَحْر وما يوجَد فيه حَيًّا أو مَيِّتًا. - قوله تبارك وتعالى: {ومَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّى} (¬4) : أي لم يَشْرَبْه. ¬
- في حديث أَبىِ سَعِيد، - رضي الله عنه -،: "كُنَّا نُخرِج (¬1) صدقة الفطر صاعاً من طَعامٍ، أو صَاعًا من شَعِيرٍ" والطَّعامُ عند بَعضِهم البُرُّ خَاصَّة. - في حديث المُصَرَّاة: " .. صاعاً من طَعامٍ لا سَمْرَاء" (¬2) كأنه أَرادَ به التَّمر، وأَطْلَق الطَّعَامَ عليه ونَفَى معه البُرَّ. (3 - في حديث بدر: "ما قَتَلْنا أَحدًا له طُعْم" (¬4) الطَّعم: ما يُؤَدِّيه ذَوْقُ الشَّىء من حَلاوةٍ ومَرارةٍ وغَيرهِما وله حَاصِلٌ ومَنْفَعَة. والمَسِيخ: ما لا طَائِلَ فيه للطَّاعم، أي أَحدًا له نَفْس وغَنَاءٌ وجَدوَى. ¬
(طعن)
- في الحديث: "نَهَى عن بَيْع الثَّمَرة حتى تُطْعِم" : أي تُدْرِكَ وتَصير ذا طَعم، وروى: حَتى تُطْعَم: أي تُؤكَل ولا تؤْكل إلا إذا أَدْرَكَت - ومنه حَدِيثُ ابنِ مسْعُود: "كرِجْرِجَةِ الماء لا تَطَّعِم" (¬1) : أي لا طَعْم لها، وروى: لا تُطْعِم: أي ليس لها طَعْم. 3). (طعن) - في الحديث: (¬2) "كان إذا خُطِبَ إليه بعَضُ بناته أَتَى الخِدْر فقال: إن فُلانًا يَذكُر فُلانَة، فإن طَعَنت في الخِدْرِ لم يُزَوِّجْها" قال ابن فارس: طَعَن الرجلُ في المفَازَة: ذَهَب فيها. ويُحتَمل أن يُريد طَعَنَت بإِصْبَعها أو يَدهِا على (¬3) السِّتْر المُرخَى على الخِدْر، وعليه يَدُلُّ بعَضُ الحَديثِ. - وقد جاء في حديث آخر: "طَعَن بِإصبَعهِ في بَطْنه" : أي ضَرَبه بها. يقال: طَعَن عليه بالقَوْل: إذا عَابَه، يَطْعَن بالفتح وقد تُضَمُّ، وطَعَنه بالرُّمح يَطْعُن بالضم طَعْنًا فيهما. ¬
وطُعِن فُلانٌ: أصابه الطَّاعونُ، وهو مَرَض كالوَبَاءِ. وقيل: شىَءٌ يَخرُجُ بالبَدَن، وفي الحديث: "أنَّه وَخْزُ أَعْدائِكم من الجِنِّ" وفي رواية (¬1) أبي بكر: "هو ذَرَبٌ كالدّمّل" : أي جُرْح لم يَقْبَل الدَّواءَ، فهو مَطْعُون وطَعِين. - في الحديث: " ... طَعَنَ في نَيْطه" (¬2) : أي دَخَل في جِنازَته، ورُوِى: طُعِن وقيل: نَيْطُه: نِياطُ قَلْبِه. * * * ¬
ومن باب الطاء مع الغين
(ومن باب الطاء مع الغين) (طغم) - في حَديث عَلِىٍّ، - رضي الله عنه -، "يا طَغامَ الأَحلامِ" الطَّغَام: مَنْ لا عَقْل له ولا مَعرِفةَ. وأنشد: * فما فَضْلُ اللَّبِيب على الطَّغَام (¬1) * وقيل: هم أَوغادُ النَّاس، وأَرذالُ الطَّيْر والسِّباع. (طغا) - في الحديث: "لا تَحلِفوا بآبائِكم ولا بالطَّواغِى" قيل: هو جَمْع طَاغِيَة، وليس من الطَّواغِيت، وَيُشْبه أن يُرِيدَ به مَنْ طَغَا في الكُفْر، وجَاوزَ القَدْرَ في الشَّرِّ: أي عُظمائهم، ويجوز أن يُريِدَ به الأَوثانَ أيضا، كما وَرَد في الحديث: "طاغِيَة بنى فلان": أي ما يعبدونه. وفي بَعْضِ الرِّواياتِ: "ولا بالطَّواغِيت" جمع طَاغُوت، وهو الشَّيْطان، أو ما يُزَيِّن الشَّيطانُ لهم أن يَعبدُوه. - في حديث وَهْب بنِ مُنَبِّه: "إن للعِلْم طُغْيانًا كَطُغْيانِ المَالِ" : أي يَحملُ صاحِبَه على التَّرخُّص بما اشْتَبَه منه إلى ما لا يَحلُّ له أو يَترَفَّع به على من دونه، أو لا يُعطِى حَقَّه بالعَمَل به، كما (¬2) يَمنَع حقَّ المالِ. (3 يقال: طَغَوْت وطَغَيْت 3) * * * ¬
ومن باب الطاء مع الفاء
(ومن باب الطاء مع الفاء) (طفر) - في الحديث: "فطَفَر عن راحِلَتهِ" الطَّفْر: الوُثوبُ. وقيل: هو وَثْب في ارتفاع. والطَّفْرة: الوَثْبة. (طفف) - في حديث حُذَيْفَة، - رضي الله عنه -، "أنه استَسْقَى دِهْقانًا، فأَتَاه بِقَدَح فِضَّة، فحَذَفه به، فنكَّسَ الدِّهْقَانُ وطَفَّفَه القَدحُ" (¬1) قال ابن الأَعرابى: طَفَّف لَه بِحَجرٍ وأَطَفَّ (¬2): إذا أَهوَى له به. وطَفَّف الفَرسُ الحائطَ: عَلَاه، وهذا مَعنَى الحديث. - وفي حديث ابنِ عُمَر، - رضي الله عنهما -، "سَبقْتُ الناسَ وطفَّف بِى الفَرسُ مَسجِد بَنى زُرَيْق" يَعنى وَثَب بي حتى كَاد يُساوِى المَسْجد، ومن هَذَا إناءٌ طَفَّانُ، إذا (¬3) قَرُب من الامتِلاء وأن يُساوِىَ أَعْلَى المِكْيال، (4 من طَفَّ إذا أسرعَ. 4) - وفي صِفَة إسْرافِيلَ، عليه السلام، "حتى كَأَنَّه طِفافُ الأَرضِ" (¬5) ¬
(طفل)
: أي قُرْبها، كما يُقالُ: بَلَغ الكَيلُ طِفَافَه - بالفتح والكسر -: أي قريبًا من رَأسِه وقيل: الطِّفاف ما فوق المِكْيال. ويقال: لِمَا فَوقَه - بضَمِّ الطَّاءِ أيضا - ويكون طَفَّ بمعنى طَفَا. ويقال: خُذ ما طَفَّ لك واسْتَطَفَّ وأَطَفَّ: أي تَهيَّأ ودَنَا وارتَفَع. والطَّفُّ: ساحِلُ البَحْر وفِناءُ الدَّار ومنه: الطَّفُّ الذي في طَريِق (¬1) العِراقِ، يَجىء ذكرهُ في مقَتَل الحُسَينْ - رضي الله عنه -. (طفل) - في حديث ابن عُمَر، - رضي الله عنهما -: "كرِه الصَّلاةَ على الجَنازة إذا طَفَلَت الشَّمْسُ (2 للغُروب 2) " قال الأصمعي: إذا دَنَت للغُروب، واسمُ تِلكَ السَّاعة الطَّفَل. قال لَبِيد: * وعَلَى الأَرضِ غَيايَاتُ الطَّفَل * (¬3) وقد طَفِلت تطْفَل وطَفَلَت أيضاً. وقيل: سُمِّى الطَّفَل لِطَفَالة الشَّمس وطُفُولَتها، (4 وهي أن تكون طِفلةً صَغِيرة 4). والطَّفَل أيضا يُسْتَعْمل بالغَداةِ من حِينَ تَهُمُّ الشَّمسُ بالذُّرُورِ إلى أن يَسْتَمكنَ الصُّبْح. في الحديث (¬5): "جاءوا بالعُوذِ المَطَافِيل". : أي الإبل مع أَولادِها، والمُطفِل: الظَّبيةُ القريبةُ العهد ¬
بالنِّتاج، معها طِفلُها، وقد أَطْفَلَت: صار لها طِفْل، فَهى مُطفِل ومُطفِلة. والطُّفَيْليّ: قيل هو مَنْسوب إلى طُفَيْل: رجلٍ من أهلِ الكوفة، طَمُوعٍ أَكُول يأتي الدَّعَواتِ من غير أن يُدْعَى. - في الحديث (¬1): * وهل يَبْدُوَنْ لى شامَةٌ وطَفِيل * قال الخَطَّابِى: كان عِندِى أَنَّهما جَبَلان حتى ثَبَت لى أَنّهما عَيْنَان. * * * ¬
ومن باب الطاء مع اللام
(ومن باب الطاء مع اللام) (طلب) (1 في حديث أبى بكر: "أَخشىَ الطَّلَبَ" (¬2) وهو جمع طَالِب أو مَصْدر أُقيِم مُقامَه أو حُذِف وهو أَهْلُ الطَّلَب. - في حَديث نُقادَةَ (¬3): "اطْلُب إلىَّ طَلِبةً" : أي حاجِةً كالنكِرة لِمَا يُنْكَر، وأَطْلبتُه (¬4): أَنجزْتُه وأسعَفْته. يقال: سَألتُه فأَسْأَلنى، أي أَعطانىِ، وحَقِيقَتُه أنه من باب الإشْكاءِ والإعتاب. (طلح) - ذُكِر في الأَخبارِ: "طَلْحَة الطَّلَحات" قيل: جَمَعَ بين مائة عربِىٍّ وعَربيَّة بالمَهْر والعَطاء الواسِعَيْن، فوُلد لكُلِّ واحدٍ منهم وَلَدٌ سُمِّى طَلْحة، وهو رَجُلٌ من خُزاعَة (¬5) 1) (طلع) - في حديث الحَسَن: "أَنَّ هَذِه الأَنفُسَ طُلَعَةٌ" ¬
: أي مُسارِعَة إلى الأُمُور يَروِيه بَعضُهم بفَتْح الطَّاءِ وكَسْرِ الَّلام (¬1). قال الأصمَعِىّ: هو بِضَمِّ الطاءِ وفَتحْ الَّلام: أي كَثِيرةُ التَّطُّلع إلى هَوَاهَا وما تَشْتَهيه حتى تُرْدِى صاحِبَها، وامرأةٌ طُلَعَةٌ قُبَعَةٌ: تُبرِزُ رَأْسَها للنَّظَرِ وتؤَخِّره مَرَّةً بعد أُخرَى. - في حديث (¬2) سَيف بن ذى يَزَن: "أَطلعتُك طِلْعَه" : أي أَعْلمتُكَه، والطِّلْع - بالكَسْر - الاسمُ، من قَولِهم: اطَّلَع على الشىّءِ، إذا أشرَف عليه أو عَلِمَه. وهو بِطِلَع الوَادِى: أي بحذائِه. والطَّلْع: وِعاءُ مَبْدأ البُسْر والتَّمرِ. - في الحديث: "كان كِسْرَى يَسْجُد للطَّالِع" (¬3) الطَّالِع ها هُنَا من السِّهامِ؛ الذي يُجاوِز الهَدَف ويعَلوه، وقد أَطلعَه الرَّامِى وكانوا يَعُدُّونه كالمُقَرطِس، وسُجُودُه له أن يَتَطامَن له إذا رَمَى: أي يُسلِم لِرامِيه ويَسْتَسْلم. - في صِفَة (¬4) القرآن: "لكل حدٍّ مُطَّلَع" قال ابن خُزَيْمة: أي مُنْتَهَك يَنْتَهكه مُرْتكِبه. ومعَنَى الحديث: أَنَّ الله تَعالَى لم يُحرِّم حُرمَةً إلاَّ عَلِم أن سَيَطَّلِعُها مُسْتَطلِع. وقال أبو عبيد: أي لكل حَدٍّ مَصْعَد: أي يُصْعَد منه في مَعِرفَة عِلمِه. ¬
(طلق)
والمُطَّلع (¬1): المَصْعَد من أَسفَل إلى المكانِ المُشْرِف، وهذا من الأَضْدَادِ. وقال الحسن: أي جَماعَة يَطَّلعُون يعملون به. (طلق) - في حَديث ابنِ عُمر - رضي الله عنهما -: "أَنّ رجُلاً حَجّ بأُمِّهِ، فحَمَلها على عاتِقِه، فسَأَلَه هل قَضَى حَقَّها؟ قال: لا، ولا طَلْقةً واحدة" الطَّلْق: وَجَع الوِلَادة، وقد طُلِقَت طَلْقًا. والطَّلْقة الوَاحِدة، فهى مَطْلوقَة، وهي في الآدَمِيَّة خَاصَّة، والمخَاضُ في النَّاسِ والبَهائِم. - في الحديث: "أن رَجُلًا استَطْلَق بَطْنُه" : أي سَهُل خُروجُ ما فيه وكَثُر. وأَطلقَه الدَّواءُ، يُريدُ الإسهال. - في صِفَةِ لَيلةِ القَدْر: "لَيلةٌ سَمْحَةٌ طَلْقَة" : أي سَهْلة طَيِّبَة، وَيومٌ طَلْق كذلك إذا لم يكن فيهما حَرٌّ ولا (¬2) بَردٌ يُؤذِيان. - في الحديث: "الخَيْلُ طِلْقٌ" (¬3). ¬
: أي الرِّهانُ عليها حَلالٌ. يقال: أَعطيتُه من طِلْق مالى: أي من صَفْوتِه وما طَابَتْ به نَفسِى. - في حديث ابن عَبَّاسٍ، - رضي الله عنهما -، "الحَياءُ والإيمانُ مَقْرونان في طَلَق" الطَّلَق: حَبْل مفتولٌ شَدِيدُ الفَتْل يَقوُم قِيامًا من شِدَّة فتْلِه، وهو كما يقال: مَقْرُونَان في قَرَن. والطَّلَق أيضا الشَّوْطُ. يقال: عدا الفَرسُ طَلَقًا أو طَلَقَين أو شَوطاً أو شَوْطَين (1 وهو الجَرْى إلى الغَاية مَرّةً أو مرَّتَين 1) - وفي الحديث: "أَفضلُ الإيمان أن تُكَلِّمَ أَخاكَ وأَنتَ طَلِيقٌ" : أي طَلْقُ الوَجْه مُنْبَسِطُه. وقيل: طَلُق وجههُ طَلاقَةً: إذا تَهَلَّل وانْبسَط. - في الحديث (¬2): "ومَعَهُ الطُّلَقاء" : أي الذين خَلَّى عنهم بَعْدَ الأَسر يَوَم فَتْح مَكَّة، فلم يَسْتَرقَّهم. - وفي حديث آخر: "الطُّلَقَاء من قُرَيْش، والعُتَقَاء من ثَقِيفٍ" كأنه مَيَّز قُريشًا بهذا الاسْمِ لأنه أَحسَنُ من العُتَقَاء، فإن العِتْقَ لا يكون إلا بعد رِقٍّ، واحِدُهُم: طَلِيق. ¬
(طلل)
- في حديث الحسن، - رضي الله عنه -: "إنَّك طَلِقٌ" (¬1) : أي كَثِيرُ طَلاقِ النِّساء، والأَجودُ أن يقال في هذا العنى مِطْلاق ومِطْلِيق. - في حديث الرَّحِم: "تَتَكلَّم بلِسانٍ طَلْق" يقال: رجل طَلْق اللَّسان وطُلَقُه وطُلَقُه وطَليقُه: أي مُنْطَلِقهُ. والانْطِلاق: سُرعَة الذَّهاب. (طلل) - في حديث بَكْر (¬2): "أنه كان يُصَلِّى على (¬3) أَطْلالِ السَّفِينَة" : أي (¬4) شِراعِها وهي جَمْع طَلَل. ويقال له أيضا: الجُلُّ وجَمعُه الجُلُول. وأصل الطَّلَل الشَّخْص، وكلّ ما شَخَص طَلَل، ومَشَى على طَلَل الماءِ: أي على ظَهْرِه. - في الحديث (¬5): "فأطَلَّ علينا يَهُودِىٌّ" : أي أَشرفَ ونَظَر إلينا من عُلُوٍّ. (طلا) - في قِصَّة (¬6) الوليد: "إنَّ عَلَيْه طُلَاوَة" : أي رَوْنقًا وحُسْنًا كالطَّرَاوة، وقد تُفْتَح طَاؤُها، والطَّلاوة: الشيءُ القَليِل يركَب الشيءَ ويَغْشاه كالطُّحْلُب على المَاءِ والبَياض الذي يَعلُو اللِّسانَ لِمَرضٍ أو عَطَش، وقَليلٌ من الكَلأ يبقى. ¬
- في حديث على - رضي الله عنه -: "أَنَّه كان يَرزُقهم الطِّلَاء" أَصلُ الطِّلاء: القَطِران الخَاثِرُ الذي تُطلَى به الِإبلُ، ثم نُقِل ذلك إلى مطبوخ عَصِير العِنَب، قال عَبيِدُ بن الأَبْرصِ: هي الخَمرُ صِرْفاً وتُكنَى الطِّلاءَ كما الذِّئبُ يُكْنَى أَبَا جَعْدَةِ (¬1) وقد طَلَيت الإبِلَ بالطِّلاء، واطّليَت اطِّلاءً إذا طلَيتَ بَدنَك. - وفي الحديث: "إن أولَ ما يُكفَأُ الإسلامُ، كما يُكَفأُ الإناءُ في شَراب يقال له: الطِّلَاء". وهو نحو الحديث الآخر: "سَيَشْرَبُ نَاسٌ من أمّتِى الخَمرَ يُسمّونَها بغَيرِ اسْمِها" فأما الذي يُروَى (¬2) عن عَلِيًّ - رضي الله عنه - فهو نَحْو: "الدِّبس لَيْسَ من الخَمْر في شَىء". * * * ¬
ومن باب الطاء مع الميم
(ومن باب الطاء مع الميم) (طمح) - في حديث قَيلَةَ، - رضي الله عنها -: "كُنتُ إذا رأيتُ رجلاً ذا قِشْر (¬1) طَمَح بَصَرى إليهِ" : أي امتدَّ وعَلَا. يقال: طَمَح ببصره نَحوِ الشيءِ: أي رَمَى به إليه، وكل مرتفع طامِح، وطَمَح: رَفع يدَيه، وطَمَح بِبَوْله: رَمَاه في الهواء. والطَّمّاح: البَعير الطوِيل العنق. (طمس) (2 - في حديث الدَّجَّال: "أَنَّه مَطمُوسُ العَيْن". : أي ذاهِبُها ومَمْسُوحُها من غير بَخْق (¬3) وبه سُمِّى مَسِيحًا. 2) (طمم) - في الحديث: "وعنده رجل مَطْموم الشَّعر". : أي مُسْتَأْصَلُهَ. يقال: طَمَّ رأسَه: أي استَأصَلَ شَعْرَه. - في حديث عُمَر، - رضي الله عنه -، "لا تُطمُّ امرأَةٌ أو صَبِىٌّ يَسمَعُ كَلامَكم" (¬4) : أي لا تُراعُ ولا تُغْلَبُ بكلمة تَسمعُها من الرَّفَث، وأَصلُه من طَمَّ الشىءُ إذا عَظُم، وطَمَّ المَاءُ: كَثُر. ¬
قال الخطابي (¬1): وسَمِعت رَجُلاً فَصِيحًا من حَضْرموت يقول: "لا تُطَّمَى امرأَةٌ" بتشديد الطَّاءِ: أي لا يُصبَأُ بها نحو الهَوَى. يقال: اطَّمى فُلانٌ، وهذا معروف في كلامهم. (2 ومنه الطَّامَّة: الدّاهِية. وقيل: أي لا تَضِلّ. قال أبو زيد (¬3): دَعْه يترَمَّعُ في طُمَّتِه: أي يتسَكَّع في ضَلالَتِه، ولو روى: لا تَطِمُ امرأةٌ، من طَمَت المرأة بزَوْجها: أي نَشَزتَ كان وجهًا. 2) * * * ¬
ومن باب الطاء مع النون
(ومن باب الطاء مع النون) (طنن) - في الحديث: "فَمَنْ تَطَّنُّ" : أي مَنْ تَتَّهِم، وأصله تَظْتَنّ، من الظِّنَّة تَفتَعل، فأدغمت الظَّاء في التَّاء، ثم أُبدِل منهما طَاءٌ مُشَدَّدة، كما يقال: مُطَّلم ومُذَّكِر وأَصلُه (¬1) مُظْتَلم ومُذْتكر، أورده صاحِب التَّتِمة في هذا الباب لِظاهِر لفظهِ، ولو رُوِى بالظَّاء المُعْجَمة لجَازَ. (2 في حديث عَلِىٍّ - رضي الله عنه -: "فأطَنَّ قِحْفَه" (¬3) : أي (¬4) جعله يَطِنُّ وهو صَوتُ القَطْع 2) * * * ¬
ومن باب الطاء مع الواو
(ومن باب الطاء مع الواو) (طوح) - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "كفّ طَائِحَة" (¬1) : أي باَئِنَة من مِعْصَمِها سَاقِطَة. يقال: طَاحَ الشىّءُ: إذا سَقَط وذَهَب وتَلِفَ وهَلَك وفَنِى. ويقال: طَاحَ يَطِيح، وأَصلُه فَعِل يَفْعِل بالكسر فيهما عند الخَلِيل وسِيبَوَيْه مثل: حَسِب يَحسِب وعند غَيرهِما مثل: بَاعَ يَبِيع، وقد يقال: طَاحَ يَطُوحُ وقد طَوَّحه وطيَّحه. (طور) - في حديث النَّبِيذ: "تَعَدَّى طَوْرَه". : أي جَاوز حَدَّه الذي يَحِلّ شُربُه فيه، وكُلُّ شىَءٍ سَاوَى شَيئًا في طُولِه فهو طَوْرُه وطَوارُه. ومنه: طَوارُ الدَّارِ؛ وهو ما امَتدَّ مَعَها من الفِنَاء. يقال: طَارَ به يطُورُ طَوْراً، إذا حَامَ حَولَه ودَنَا منه، وأكَثرُ ما يُستَعْمل مع حرف النَّفْىِ وقيل: طَارَ يَطُورُ: أَسرَع المَشْىَ، وطَارَ يَطِير من الطَّيَران. (طوع) - قَولُه تبارَك وتَعالَى: {قَالتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (¬2) يقال: طَاعَ له يَطُوعِ ويَطِيع وِيَطَاع: إذا انْقادَ له وأَقرَّ بما يُرِيد، ولهذا قال: {أَتَيْنَا طَائِعِينَ} لأنه إذا مضى لأَمرِه فقد أَطاعَه، وهو مُطِيع والاسمُ الطَّاعَة، فإذا وافَقَه فقد طَاوعَه ¬
(طوف)
والاسْم الطَّواعِيَة، والاسْتِطاعةُ: القُدرة، من طَوْعِ الجَوارِح وانطِياعها: أي انْقيادِها. وقيل: هو من طَوْع المُسْتَطاع المَفْعُول. والتَّطَوُّع: التَّكلُّف لذلك. ويقال: طَاعَ وأَطَاعَ بمعنًى والطَّاعَة: الاسمُ من أَطاعَه إطاعةً. والطَّواعِيَة؛ مُقَابله الكَراهِيه من طَاعَ له. ويقال: اسْطَاع بمعنى اسْتَطَاع. وأَسَطَاع بفتح الهمزة بمعنى أَطاعَ، والسِّين زائدة (1 يُسْطِيع بضم الياء وقيل السِّين فيه زائِدةٌ عِوَض من نَقْل حَرَكةِ الوَاوِ التي في أطوع كما قُلنَا: في أَهْرَاق، فالسين لا تُزادُ بعد استَفْعَل ومُسْتَفْعل إلا في أَسْطاعَ. 1) - في الحديث: "لا طاعةَ في مَعْصِيَة الله تعالى" (¬2) يريد به طاعةَ وُلاةِ الَأمْرِ إذا أَمَروا بِمَا فيه مَعْصِية كالقَتْل ونحوه. وقيل: مَعناه أَنَّ الطاعةَ لا تَسْلَم لِصَاحِبها ولا تَخلُص إذا كانت مَشُوبَةً بالمعصية، وإنما تَصِحُّ الطاعاتُ مع (¬3) اجْتِناب المعاصى، والأول أَشبَه بمعنى الحديث؛ لأنه قد جاء في أحاديثَ مُقَيَّدا كقوله: "لا طاعةَ لِمْخلُوق في مَعْصِيَة الله تعالَى" وغَيرِه. (طوف) - في الحديث: "لقد طوَّفْتُما بي الَّليلَةَ" ¬
(طوق)
يقال: طَوَّفَ تَطْوِيفًا وتَطْوَافًا بمعنى طَافَ يَطُوف. قال الشاعر: لقد طوَّفْتُ في الآفاقِ حتّى رَضيتُ من الغَنِيمةِ بالإِيابِ (¬1) (طوق) - في حديث عَامر بن فُهَيْرة - رضي الله عنه -: * كُلُّ امرىءٍ مُجاهِدٌ بِطَوْقِهِ * (¬2) الطَّوْق: أَقصىَ الطَّاقة وهي اسمٌ لمقدار ما يُمكن أن يفعلَه بمَشَقَّة منه. - ومنه قَولُه تَعالَى: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} (¬3) : أي ما يَصعُب علينا مُزاوَلَتُه، وهي اسمٌ من أَطاقَة إطاقةً. - وقَولُه تَعالَى: {وعَلَى الّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيةٌ} (¬4) قَرأه جَماعة: "يُطَوَّقُونه": أي يُكَلَّفُونَه (5 ويحْمِلوُنهَ وروى عن مُجاهِد: "يَطَّوَّقُونَه" بفَتْح اليَاءِ، وتَشدِيد الطَّاءِ: أي يتكلَّفُونَه 5) ¬
(طول)
وروى عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: "يَطَّيَّقونه" مثل ما قبله إلا أنه بالياءِ بَدلَ الواوِ بمعنى يُطِيقُونه. يقال: طَاقَ وأَطاقَ واطَّيَّق بمعنًى. (طول) - في الحَديث في ذِكْر الخَيْل: "ورجلٌ طَوَّل لها في مَرْج، فقَطَعَت طِوَلَها، فاستَنَّت شرَفًا أو شَرَفَينْ" وفي رواية: فأَطَالَ لها، فقَطَعَت طِيَلَها. بمعنى طَوَّلَ وأَطَال: أي شَدَّها في طِوَلها، وطِيَلها: وهو حَبْل طَوِيل يُشَدُّ أَحدُ طرفَيْه في آخِيَةٍ أو وَتَدٍ، والطَّرَفُ الآخر في يَدِ الفَرَس لِيَدُورَ فيه ولا يَعِير (¬1) على وَجْهِه. والطِّوَل أيضا: حَبْل يُقَيَّد به البَعِير فيُرخَى. والطَّوِيلَة أيضًا: حَبْل يُشَدُّ بقَائِمةِ الدَّابَّة. - في الحديث (¬2): "كان يَقرأ في المَغْرِب بطُولَى الطُّولَيَيْن" الطُّولَى: تأنِيثُ الأَطْول على فُعْلى كالكُبْرى في تَأنِيثِ الأَكْبر والطُّولَيَيْن: تَثْنِيَتُه،: أي بأَطْول السُّورَتَين الطَّوِيلَتَيْن، يعَنىِ الأَنعامَ والأَعرافَ. - وفي الحديث: "أُوتِيتُ السَّبْعَ الطُّوَلَ" (¬3) : أي الطُّوَال. ¬
- في الحديث: "أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَة في عِرْض الناسِ" (¬1) الاستِطالَةُ والتَّطاوُلُ: اسْتِحقَار النَّاسِ والتَّرفُّع عليهم. - في حديث ابنِ مَسْعُود، - رضي الله عنه -، في قَتْلِ أَبي جَهْل: "وسَيْفِى غَيرُ طَائلٍ" (¬2) : أي غَير ماضٍ. وأَصلُ الطَّائِل: النَّفْع والفَائِدَة. (3 - في الحديث: " (¬4) بكَ أُصاوِلُ وأُطاوِلُ" من (¬5) الطَّوْل، وهو الفَضْلُ والعُلُوُّ على الأَعداء. - وفي الحديث (¬6): "فَطَال العَبَّاسُ عُمَرَ" : أي غَلَبه في الطُّولِ. يقال: طاولْتُه فَطُلْتُه. ورُوِىَ أَنّ امرأةً قالت: رأيت عبَّاسًا يَطُوفُ بالبيت كأَنَّه فُسطاطٌ أَبيضُ. يُقالُ: إنَّ عَلِىَّ بن عبد الله بن عَبَّاس كان إلى مَنكِب عبدِ الله، وعبد الله إلى مَنكِب العَبَّاس، والعَبَّاسِ إلى مَنكِب عَبد المُطَّلب، فرأَت المَرأةُ علىَّ بن عبد الله وقد فَرَع النَّاسَ كأنّه راكِبٌ مع مُشَاةٍ فقالت: مَنْ هذا؟ فأُعْلِمَت. فَقَالَت: إن الناسَ لَيَرْذُلُون 3) ¬
(طوى)
(طوى) - في الحديث: "فقُذِفُوا في طَوِىٍّ من أَطْواء بَدْر" : أي بِئْر مَطْويَّةٍ، وهي التي ضُرِّسَت (¬1) بالحِجارَة وأُحكِمَت لئَلَّا تَنْهارَ. والطَّوِىُّ في الأَصل صِفَة: أي بئْر مَطْوِيَّة إلا أَنَّهم جَعلُوه اسمًا، فَجمَعُوه على الأَطواء وأَجْرَوْه مُجْرَى شَرِيفٍ وأَشْرافٍ. - في الحديث: " ... يَبِيتُ شَبْعانَ، وجَارُه طاوٍ" : أي خَالِى البَطْنِ جَائِع. - وفي الحديث: "كان يَطْوِى يَوْمَيْن". يقال: طَوَى يوماً، وطَوَى بَطنَه، إذا لم يأكُل، وطَوِى أيضا فهو طَيَّان وهي طَيَّا كرَيَّان ورَيَّا، والجمع طِواءٌ كرِواء، والطَّيَّة المَّرة منه - في حديث بناء الكعبة: "فأَرسَلَ الله تَعالَى السَّكينَةَ، فتَطَوَّت (¬2) موضعَ البَيْت كالحَجَفَة" تَطَوَّت: تَفَعَّلت، من الطَّىِّ. * * * ¬
ومن باب الطاء مع الهاء
(ومن باب الطاء مع الهاء) (طهمل) - في الحَديث: "أَنَّ امرأةً وقَفتَ على عُمَر، - رضي الله عنه -، فقالت: إنّى امرأَةٌ طَهْمَلَة جُحَيمر" الطَّهْمَلة: الجَسِيمة القَبِيحَة، وقيل: الدقِيقَة، والرجلُ طَهْمَل. والطَّهْمَل: الذي لا يُوجَد له حَجْم إذا مُسَّ، والتَّطَهْمُل: أن يَمشىَ الرجلُ ولا شىَءَ معه، ومَرَّ القَوم يتَطَهْمَلُون لِبَنىِ فُلان: أي يتَصَنَّعون ليأخذوا منهم شَيئاً، والجُحَيْمر: تَصْغِير جَحْمَرش، حُذِف في التَّصغير آخِرُه لكثرة حُروفِه كسُفَيْرج في سَفَرْجَل، وهي العَجُوز الكَبِيرة وكذا الجَحْمَرِش. - قوله تَبارَك وتعالى: {طه} (¬1) : أي يا رَجُل بلُغَة عَكٍ (¬2)، وهو معروف فيهم، وقيل: هو قَسَم، وقيل: هو من أَسماءِ الله تَعالَى، وقيل: غَيرُ ذلك. * * * ¬
ومن باب الطاء مع الياء
(ومن باب الطاء مع الياء) (طيب) - في حديث جابر، - رضي الله عنه -: "عُرْجُونُ ابنِ طابٍ" (¬1) ابنُ طَاب: جِنْس من النَّخل، ونَوعٌ من أَنواعِ التَّمر، مَنسُوبٌ إلى ابنِ طَاب كلَوْن ابنِ حُبَيْق. (طير) - في حديث عَبد الله (2 بن مسعود 2) - رضي الله عنه -: "فَقَدْنا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - ليلةً فقُلنَا: اغْتِيلَ أو اسْتُطِير" : أي ذُهِب به بسُرعة كأنَّ الطَّيَر حَمَلتْه، ومعناه استَهوتْه (¬3) الشَّيَاطِينُ والاسْتِطَارة والتَّطَاير: التَّفَرُّق والذَّهاب. - ومنه في حديث عُروةَ: "حتى تَطَايَرَت شُؤُونُ رأسِه" : أي تَفرَّقت، فصارت قِطَعًا. - وفي حديث عائشة، - رضي الله عنها -: "أنها سَمِعَت مَنْ يقول: إن الشُّؤْمَ في الدَّارِ والمَرْأَة، فطارَت شِقَّةٌ منها في السَّماءِ وشِقَّةٌ في الأَرضِ". : أي كأنها تَفَرَّقَتَ (4 قِطَعًا 4) من شِدَّة الغَضَب، كما قال الله تعالى: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} (¬5). ¬
ويقال للسَّريع الغَضَب طَيُورٌ - بتَخْفِيف اليَاءِ وبتَثْقِيله - وإنه لطَيُّورٌ فَيُّوءٌ: أي سرِيعُ الغَضَب سَرِيعُ الرُّجوُع. - في الحديث: "خُذْ ما تَطَايَر من شَعَرِ رَأسِك" : أي ما طَاَلَ أو تَفرَّق، ومِثلُه طَار. - وفي الحديِث (¬1): "أَحدُنا يَطِيرُ له النَّصلُ والرِّيشُ" : أي يُصِيبُه في القِسْمة. وأنشد: * فَمَا طَاَر لى في القَسْم إلا ثَمِينُها (¬2) * : أي ثُمُنُها. - في الحديث: " (¬3) لا طِيَرةَ وإن يَكُن في شىءٍ فَفِى المَرْأَةِ والفَرسَ والدَّارِ" الطِّيَرَة (¬4): التَّشاؤُم، وهي مَصْدر التَّطَيّر. يقال: تَطَيَّر طِيَرَةً، كما يقال: تَخَيَّر خِيَرةً ولم يَجىء من المَصَادرِ هكذا غَيرُهما، فأَمَّا من الأَسْماء فقد جَاءَ التِّوَلَةُ لِنَوْع من السِّحر، وسَبْىُ ¬
طِيبَة: أي طَيِّب ومعناه إبطال مَذْهَبِهم في التَّطَيُّر بالسَّوَانِح والبَوَارح، من الطَّير والظِّباء ونَحوِهما، وكان ذلك يَصُدُّهم عن المَسِير وَيردُّهم عن مقاصِدِهم، فأَخبرَ أنه لَيسَ لها تأثِيرٌ في اجْتِلاب نَفْعٍ أو ضُرّ. - وفي (¬1) حديث: "الطِّيَرَة شِرْكٌ (¬2)، وما مِنَّا إلاَّ، ولكِنَّ الله تَعالَى يُذْهِبُه بالتَّوكُّل". أَىْ إلَّا وقد يَعترِيه التَّطَيُّر وَيسْبِق إلى قَلبِه الكَراهَة فحُذِف اخْتِصارًا للكَلَام واعتِمادًا على فَهْم السَّامع. وقيل: إن قَولَه: "وماَ مِنَّا إلاَّ" من قَولِ ابنِ مَسْعُود أُدْرِجَ في الحديث. - وفي حديث آخر: " (¬3) العِيافَة والطِّيَرة والطَّرْق من الجبْت" (4 في الحديث: (¬5) "الرُّؤْيَا على رِجْل طائِرٍ ما لم تُعْبَر" : أي لا يستَقِرّ تأْوِيلُها، كما أن الطَّيرَ لا يَسْتَقِرّ في أكثرِ أَحوالهِ، يَطِير ولا يَستَقِرّ، وإنما سُمِّى طائِرًا لِطَيَرانه. يقال: طار فهو طائِرٌ. ويقال: أنا على جَنَاح طائِرٍ: أي مسافرٌ غَيرُ مُستَقِرِّ، أي إذا احْتَملت الرُّؤيا تأوِيلَيْن أو أكَثر، فعَبَرها مَنْ ¬
(طيش)
يُحسِن عِبارَتَها وقَعَت على ما أوَّلهَا وانتَفَى عنه غَيرُه من التَّأوِيل 4) (طيش) - في حديث عُمَر بنِ أَبىِ سَلَمة، - رضي الله عنهما -، "كانَتْ يَدِى تَطِيشُ في الصَّحْفَة" الطَّيْش: الخِفَّة. يقال: طَاشَ يَطِيشُ، إذا تَناول من كُلِّ جانب. - ومنه حديثُ ابنِ شُبْرُمَه: "وسُئِل عن حَدِّ السُّكْر فقال: إذا طاشَتْ رِجْلاَه واخْتَلط كَلامُه" - وفي صفة (¬1) السِّهام: "ومنها الطَّائِشُ" : أي الزَّالُّ عن الهَدَف، وأَصلُ ذَلك كُلِّه الخِفَّةُ. والطائِشُ: الخَفِيفُ العَقْل. وقَومٌ طَاشَة. (طيف) - في الحديث: "فطَاَف بي رَجُلٌ (2 وأنا نائِمٌ 2) " من الطَّيْف، وهو الخَيالُ الذي يُلِمُّ بالقَلْب. يُقال منه: طَافَ يَطِيفُ ويَطُوف طَيْفًا وطَوْفًا، فهو طَائِف. وأَصلُه طَيِّف، وكان قَبلَ ذلك طَيُوفًا، فَعلَى هذا هو من الوَاوِ، فأَمَّا من الطَّوَاف: فَطَاف يَطُوف لا غَيْر. ¬
- في الحديث: "لا تَزال طائفَةٌ من أُمَّتىِ على الحقِّ" سُئِل إسحاقُ بنُ رَاهَوَيْه عن معناه، فقال: الطَّائِفةُ دُونَ الأَلْف وسيَبْلُغ هذا الأَمرُ إلى أن (¬1) يكون عَدَدُ المُتَمسِّكين بمَا كان عليه رسَولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَلفاً يُسَلِّى بذلك أَلاَّ يُعْجِبَهم كَثْرةُ أَهلِ البَاطلِ. * * * ¬
ومن كتاب الظاء
ومن كتاب الظاء (من باب الظاء مع الهمزة) (ظأر) - في حديث: "الشَّهِيد تَبْتَدِره زوجتَاه كَظِئْرَيْن أَضلَّتَا فَصِيلَيْهِما" والظِّئْر (¬1) يَقَع على الذَّكَر والأُنثى، وأَصلُه العَطْف. - ومنه حَديث (¬2) عُمَر - رضي الله عنه -: "أَعْطَى رُبَعَةً يَتبعُها ظِئراها" (3: أي أُمُّها وأبوها 3). * * * ¬
ومن باب الظاء مع الباء
(ومن باب الظاء مع الباء) (ظبب) - في حديث البَراءِ، - رضي الله عنه -: "فوضَعْت ظَبِيبَ السَّيفِ في بَطنِه" هكذا رُوِى وإنما هو ظُبَة السَّيْفِ ويجمع على الظُّباتِ والظُّبِين، فأما الظَّبِيب، فلا أَرَى له معنًى يَصِحِّ. وأما الضَّبِيب - بالضاد - فسَيَلان الدَّمِ من الفَمِ. يقال: ضبَّت لِثَتُه ضَبِيبًا. قال ذلك كله الحَربِىُّ، وإنما هو صَبِيبُ (¬1) السَّيف - بالصاد المهملة - وقد ذَكَرْناه فيما قَبْل. (ظبى) - وفي حديث قَيْلَةَ: "فأصابَت ظُبَتُه طائِفةً من قُرون (¬2) رَأْسِه" : أي حَدُّه. - وفي حديث عَلِىٍّ، - رضي الله عنه -: "نَافِحُوا بالظُّبَا" هو جمع ظُبَةِ (¬3) السَّيفِ، وهو من المَنْقوص مثل قُلَة وثُبَة، جَمعَه على الأَصلِ. * * * ¬
ومن باب الظاء مع الراء
(ومن باب الظاء مع الراء) (ظرب) - في (¬1) أسْماءِ أَفراسِه عليه الصَّلاة والسَّلام الظَّرِبُ. سُمِّى به لِصَوْته، من قَولِهم: ظُرِّبَت حَوافِرُ الدَّابة: أي اشْتَدَّت وصَلُبت. والمُظَرَّب: الذي كَدَّ (¬2) حَدَّه الظِّرابُ، وهي الأَحْجار المُحَدَّدَة الأَطْرافِ الثّابِتَةُ في الجبالِ، وَاحِدُها ظَرِب. وقيل: هو الصَّغِير من الجبَالِ. (ظرر) - في حَديث عَدِىٍّ: "لا سِكِّينَ إلا الظِّرَّان" (¬3) والظِّرَّانُ: جَمعُ ظُرَر كصُرَد وصِرْدَان، ويُجمَع أَيضًا ظِرَار كرُطَب ورِطاب، وهو حجَرٌ له حَدٌّ كَحَدِّ السِّكِّين. * * * ¬
ومن باب الظاء مع العين
(ومن باب الظاء مع العين) (ظعن) - في الحديث (¬1): "فإذا بِهوَازِنَ على بَكرة آبائِهم بظُعُنِهم وشَائِهم ونَعَمِهم" الظُّعُن (¬2): النِّساء، واحدتها ظَعِينَة. وأَصلُ الظَّعِينة: الرَّاحِلةُ التي تُظْعَن وتُرحَّل، فَقِيل للمَرأةِ ظَعِينَة، لأنها كانت تَظْعَن مع الزوج حَيْثُما ظَعَن، أو لأنها تُحمَل على الرَّاحِلَة إذا ظَعَنَت، وهذا من باب تَسْمِية الشىَّءِ باسمِ سَبَبِه، كما سَمَّوْا المَطَر سماءً: إذ كان نُزولُه من السَّماء، وكما سَمَّوْا حافرَ الدّابّةِ أرضًا لِوقُوعه عليها، وكما يُقال للجَمَلِ والمَزادَة رَاوِيَةٌ. وقيل: الظَّعِينَةُ: المرَأة في الهَوْدَج، والهَوْدَجُ مع المرأة وبلا امْرأَة. وقيل: كُلُّ حَمَلٍ مُوطَّأٍ للنِّساء ظَعِينَة، والظَّعُون: البَعيِر المُظْعَنُ لِلرَّحلة. (3 - في حديث سعيد: "ليْسَ في جَمَلِ ظَعِيَنةٍ صَدَقة" إن أَضَفْتَ فالظَّعِينَة المرَأةُ، وإلا (¬4) فهو الجَمَل الذي يُظْعَن عليه، أَدخلَ التَّاءَ للمُبالغَة 3). * * * ¬
ومن باب الظاء مع الفاء
(ومن باب الظاء مع الفاء) (ظفر) - في حديث أُمِّ عَطِيَّة - رضي الله عنها -: "لا تمَسُّ المُحِدُّ إلّا نُبذَةً من قُسْطٍ (¬1) وأَظْفارٍ". الأَظْفار: جِنْس من الطِّيب، لا واحدَ له من لَفْظِه. وقال الأَزهَرِىُّ: واحِدُه ظُفْر. وقال غَيرُه: الأَظْفار: شىَءٌ من العِطْر أَسْوَدُ، والقِطعَةُ منه شَبِيهةٌ بالظُّفْر. - وفي حَديثِ الإفك: "فإذا عِقْدٌ كان عَلىَّ من جَزْع أَظْفارٍ قد سَقَط" قال الإمامُ إسماعيلُ رحمه الله: أَظْفَار: شىَءٌ يُتَداوى بِه، كأنه عُودٌ وكأنّه يُثْقَبُ ويُجَعَلُ في القِلادةِ. وفي أَثْبَت الرِّوايات: "من جَزْعِ ظَفَارِ" وفي رِوايةٍ: "من جَزْع ظَفارِىّ" وظفَارِ: مَبْنِيًّا: مدينة لحِمْيَر باليَمَن، وفي المَثَل: "مَنْ دَخَل ظَفارِ حَمَّر" (¬2): أي تَكَلّم بالحِمْيَريَّة. وقيل: كل أرضِ ذَات مَغْرةٍ (¬3) ظَفَار. - في الحديث: "كان لبِاسُ آدمَ عليه الصلاة والسلام الظُّفُرَ" : أي لِباسٌ يُشْبِه الظُّفْر في صَفائِه وكَثافَتهِ وجَوْدَتِه. ¬
ومن باب الظاء مع اللام
(ومن باب الظاء مع اللام) (ظلع) (1 - في خُطْبة عَلِىّ، - رضي الله عنه -، يَومَ مَاتَ أبو بَكْر، - رضي الله عنه -: "عَلَوْتَ إذ ظَلَعُوا" : أي بَقُوا (¬2) وانْقَطَعُوا، من ظَلَع إذا عَرِج 1) (ظلل) - قَولُه تبارك وتعالى: {مَدَّ الظِّلَّ} (¬3). يعنى سَوادَ الَّليل، والظِّلُّ: ضد الضِّحِّ (¬4) ونقَيِضُه. قال الأَصَمعِىّ: الظِّلُّ: لَوْنُ النَّهار تَغلِب عليه الشَّمسُ. وقيل: الظِّلُّ: ما بَينْ الفَجْر والشَّمس. - في الحديث: "الجَنَّةُ تَحتَ ظِلالِ السُّيوف" : أي الدُّنُوُّ (¬5) من الضِّرابِ حتى يَعْلُوَه السَّيفُ، ولا يُولّى عنه، وكلّ شيء دَنَا منك فقد أَظَلَّك. وأنشد: ورَنَّقتِ المَنِيَّةُ فَهْى ظِلٌّ على الأبطالِ دَانِيَةَ الجَناحِ (¬6) - ومنه الحديث: "سَبْعَة في ظِلِّ العَرْش، والسُّلطانُ ظِلُّ الله في الأَرض". ¬
(ظلم)
لأن ظِلَّ (¬1) الشيءِ قريبٌ منه، وكالمُتَّصل به: أي أَنَّه في ذُرَاه وكَنَفِه ونَاحِيَتهِ وسِتْرِه. - قَولُه تَباركَ وتَعالى: {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} (¬2). قال الخَلِيل: هي كَهَيْئَة الصَّفَة. وقال يَعْقُوب: "ظُلَّةُ الرَّاعِى كِساؤه" وقيل: الظُّلَّة أَولُ سَحابة تُظَلّل. وقيل: هي الشىَّءُ المُظِلّ من شجرة أو غَيرِها. (3 وأظلَّه: أَلقَى عليه ظِلَّه، ثم اتَّسَع فقِيل: أَظلَّه الأمرُ والشَّهرُ. (ظلم) - في حَديث قُسٍّ: (¬4) "ومَهْمَهٍ فيه ظِلمانٌ" جمع ظَلِيم، وهوَ الذَّكَر من النَّعام. 3) * * * ¬
ومن باب الظاء مع الميم
(ومن باب الظاء مع الميم) (ظمأ) - قَوله تَبارَك وتعالى: {لَا تَظْمَأُ فِيهَا} (¬1) : أي لا تَعْطَش، وقد ظَمِىء (¬2) ظَمَاءَةً فهو ظَمْآن وظَمِىءٌ، وهي ظَمْأَى وظَمِئة، ورِجالٌ ونِساءٌ ظِمَاء. - وفي حَديث بَعضِهم: "حِينَ لم يَبْقَ من عُمْرِى إلا ظِمْءُ حِمارٍ" : أي يَسِير، والظِّمْءُ: ما بين السَّقْيَتَينْ والشَّرْبَتَينْ. وظِمْءُ الحَياةِ: من وَقْتِ الوِلادةِ إلى وَقْتِ المَوْتِ. والحِمارُ أَقلُّ الدَّوابِّ صَبْرا عن الماء. - في حَديث مُعاذٍ، - رضي الله عنه -: (¬3) "لا يُخْرَجُ منها ما أُعْطِىَ نَشْرُها عُشْرَ المَظْمِىّ ورُبْعَ المَسْقَوِىِّ" المَظْمِىُّ: أصله المَظْمَئِى - تَركَ الهَمزةَ - وهو الذي تَسْقِيه السَّماءُ، والمَسْقَوِى: الذي يُسْقَى بالسَّيْحِ (¬4). * * * ¬
ومن باب الظاء مع النون
(ومن باب الظاء مع النون) (ظنب) - في حَديثِ (¬1) المُغِيرةِ، - رضي الله عنه -: "عارية الظُّنْبُوب" وهو حرف (¬2) العَظْم اليَابِس من القَدَم والسَّاقِ، وهو في غَيرِ هذا مِسْمار في جُبَّة السِّنان: أي عَرِىَ عَظْمُ السَّاق من اللَّحم لِهُزَالها، والجَمعُ الظَّنَابِيب. (ظنن) - في حديث صِلَةَ (¬3): "طَلبتُ الدُّنْيا من مَظانِّ حَلاَلِها" هي جمع مَظِنَّةَ؛ وهي مَعْدِن الشيءِ. يقال: مَوضِع كذا مَظِنَّة من فلان،: أي مَعْلَم منه من قَولهم: ظَنَّ: أي عَلِم. قال النابِغَة: * فإنَّ مَظِنَّةَ الجَهْل الشَّبابُ (¬4) * : أي مَوضِعه ومَعْدِنه ومَألَفه، والقِياس فَتْح الظَّاءِ وكأنَّ الهَاء جَوَّزت فيه الكَسْر: أي طَلَبَتْها حَيْث يُظَنّ أَنّها حَلالٌ، وهو مَظِنَّة لكذا: أي حَرِىٌّ أن يكونَ موضِعَه، وهو مَظِنَّة أن يَفْعَل، وهي أيضا الوَقْت الذي يُظَنُّ كَوْن الشَّىءِ فيه. * * * ¬
ومن باب الظاء مع الهاء
(ومن باب الظاء مع الهاء) (ظهر) - قَولُه تَعالَى وتَقدَّس: {وَحِينَ تُظْهرُونَ} (¬1) : أي تَصِيرُون وتَدْخُلُون في وَقْت الظَّهيرة، وهي وَقْت (¬2) الحَرِّ في نِصفِ النهار. قيل: ولا يُقالُ ذَلِك في الشِّتاء وزَمانِ البَرْد (3 فكأنه في الشِّتَاء الوقتَ الذي يكَون في الصَّيف ظهيرة 3). فأما الظُّهر فوقت الصَّلاة في جَمِيع الأَزْمِنَة. قيل: سُمِّى به لأَنّه أَظهَرُ أَوقاتِها للأَبصار وقيل: أَظْهَرها حَرًّا. وقيل: لأنه أَظَهرُ الأَوقاتِ لأَوَّل الصَّلوات؛ لأَنَّها أَولُ صَلاةٍ أُظْهِرت، أو أَوَّل صَلاةٍ صُلِّيت، وأَتانَا مُظْهِرًا ومُظَهِّرًا،: أي في وَقْت الظُّهر. وأظْهَرنا: صِرْنَا في وَقْت الظَّهِيرة. - في الحَديث: "أَنَّه عَلَيه الصَّلاةُ والسَّلامُ ظَاهَر بَيْن دِرْعَينْ يَومَ أُحُد" : أي طَارَق وطَابَق وجَمَع ولَبِس إحدَاهما فَوقَ الآخَر، ولعَلَّه من المُظَاهَرة والتَّظاهُرِ: أي التَّعاون. - في حديث عَرْفَجة: "فتَناوَل السَّيفَ من الظَّهْرِ فتَحذَّفَه (¬4) به". ¬
الظَّهْر: الرِّكاب (¬1) الذي يُحمَل عليه في السَّفَر، وعند فُلانٍ ظَهْر: أي إِبلٌ جِيادُ الظُّهورِ. - وفي الحديث: "أتَأذَن لنَا في نَحْر ظَهْرنا (¬2) " - في حَديثِ صِفَةِ القُرآنِ: "لكِّل آيةٍ منها ظَهْرٌ وبَطْن" (¬3) الظَّهْر: ما ظَهَر تَأويلُه وعُرِف مَعْناه. والبَطْن: ما بَطُن تَفْسِيرُه (4 وظهَر لَفظُه، وبَطْنُه: مَعْناه، وقيل: قِصَصُها في الظَّاهِر أَخبارٌ وفي البَاطِن عِبْرة وتَنْبيهٌ وتَحْذِيرٌ. وقيل: مَعْنَاهما التِّلاوَة والتَّفَهُّم أن يَقرأه كما نَزَل وَيتَدبَّر فيه وَيتَفَكَّر، فالتِّلاوة بالتَّعلّم، والتّفَهّم بصِدْق النِّيَّة وتَعْظِيم الحُرمهِ. وفي هذا الحديث: "ولكل حَدٍّ مَطْلَع" والحَدُّ في التِّلاوة أن لا يُجاوِزَ المُصْحَفَ والتَّفْسِيَر المَسْمُوع: والمَطْلَعُ: المَصْعَد الذي يُصْعَد إليه من مَعْرِفَة عِلمِه. وقيل: هو الفَهْم الذي يَفْتَح الله تَعالَى على المُتَدَبِّر والمُتَفَكِّر من التَّأويلِ. 4) - في الحَديث: "أنه أَمَرَ خُرَّاصَ النَّخْل أن يَسْتَظْهِرُوا" : أي يَحْتاطوا (¬5)، مَأخوذٌ من الظَّهير وهو المُعِين، أي ¬
يدعو لهم قَدْرَ ما يَنُوبُهم ويَنْزِل بهم من الأضْيافِ وأبناءِ السبيل. - قوله عَزَّ وجَلَّ: {أَمْ بظَاهِرٍ مِنَ القَوْلِ} (¬1). : أي غَائِب بَعِيدٍ عن الحَقِّ. وقيل: بَاطِل، وقِيل: زَائلٌ. وأنشد: * وذَلك عَارٌ يابنَ رَيْطَة ظَاهِر (¬2) * (3 في الحديث: "فأَقَاموا بَيْن ظَهْرانَيْهم" (¬4) : أي بَينَهم على سَبِيلِ الاستِظْهار والاسْتناد إليهم، وكذلك بين ظَهْرِهم وبين أَظْهُرهم، زِيدَت فيه الأَلِف والنُّونُ تَأكِيدًا كالنَّفْسانىِ للعُيوُن، مَنْسُوبٌ إلى النَّفْس، والصَّيْدلانىِ مَنْسوب إلى الصَّيْدل، وهو أُصولُ الأَشياء وجَواهِرُها، وبالنُّون أيضا، وكان مَعَنى التَّثْنِيَة أن ظَهرًا منهم قُدَّامَه وآخِرَه وَرَاءَه، فهو مَكْنُوف من جَانِبَيه، ثم كَثُر حتى استُعمِل في الإقامة بين القَوْم وإن لم يكن مَكْنُوفًا. 3) * * * ¬
ومن كتاب العين
ومن كتاب العين (من باب العين مع الباء) (عبأ) - في حَديث عبد الرَّحمن بن عَوفٍ، - رضي الله عنه -،: "عَبَأَنَا النَّبىُّ - صلى الله عليه وسلم - بَبْدرٍ ليلاً" يقال: عَبأْتُ الجَيشَ عَبْأً (¬1)، وعَبَّأْتُهم تَعْبيئًا وتَعْبِئَة، وقد يترك الهمز فيقال: عَبَّيْتُهم تَعْبيةً : أي هَيَّأْتُهم في مواضِعهم وألبَسْتُهم السِّلاح. (عبب) - في الحديث: "إنَّا حىٌّ من مَذْحِحَ عُبابُ سَلَفِها ولُبابُ شَرَفِها" العُبابُ: أَولُ المَاءِ ومُعظَمُه، أي أهلُ سابِقَةٍ. وعُبابُ الأَمْرِ: أوّلُه وعُبابُ البَحْر: مُعْظَمُه، وهو يَعُبّ عُبَابُه إذا وُصِف بارتِفاع شَأنِه، وجاءوا يَعُبّ عُبَابُهم: أي جاءوا بأَجْمَعِهِم. (عبثر) - في حديث قُسٍّ: "عَبَيْثَران" (¬2) هو نَبتٌ طَيِّبُ الرَّائحة. ¬
(عبد)
(عبد) - في قِصَّة العَبَّاس بن مِرْدَاس، - رضي الله عنه - (1 وشِعْرِه 1) أَتَجْعَل نَهْبِى ونَهْبِ العُبَيْـ ـدِ بين عُيَيْنَةَ والأَقْرعِ العُبَيْد: اسْمُ فَرَسِه. - في الحديث: "ثلاثَةٌ أنا خَصْمُهم: رجل اعْتَبَد مُحَرَّرًا" وفي رِوَاية: "أَعبَدَ مُحَرَّرًا" : أي اتَّخذه عَبْدًا، وهو أن يُعتِقَه، ثم يكْتُمَه إيّاه، أو يَعْتَقِلَه بَعد العِتْق، فيَسْتَخْدِمَه كُرهًا. يقال: عَبَدْتُه وأَعْبَدْته: جَعلتُه عَبداً، وتَعَّبْدته واستَعْبَدْتُه: صَيَّرتُه كالعَبْد، واعْتَبَدتُه وأَعْبَدْتُه: اتَّخذتُه عَبدًا، والقِياسُ أن يكون اعْتَبَده: اتَّخذَه عَبدًا، وأَعْبَده: جَعلَه عَبدًا. وأَعبدْتُه فلانًا: مَلّكْتُه إيَّاه. - في كلام عَلِىّ، - رضي الله عنه -: "عَبِدْتُ فصَمَتُّ" : أي أَنِفْت (¬2). (3 - في حَديثِ أَبِى هُرَيرة، - رضي الله عنه - "لا يَقُل أَحدُكم لممْلُوكِه عَبْدِى وأَمَتِى" (¬4). ¬
وَجْه الجَمْعَ بينَه وبين قَولِ الله تعالى: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُم وإمَائِكم} (¬1) وَقولُه: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا} (¬2) أنَّ الآيةَ على نِسْبَة غَير المَوالى إليهم، والحَدِيثُ على إضافة المالكين إياهم إلى أَنفسِهم وفي ذلك مَعنَى استِكْبَارِهم عليهم 3) - في حديث وَرَقة: "كان يَكْتُب بالعِبْرانِية" (¬3) قال الخَطّابي: هو مَأخوذٌ من العَرْبَانِيَّة، فقدموا الباء وأَخَّرُوا الرَّاء. قال: وأَكْثَر العِبْرانية فيما يَقُولُه أَهلُ المعرفة بها مَقْلُوب عن لسان العَرَب بِتَقدِيمِ الحُروف وتأخيرها. وقال غَيرُه: إنه من عُبُورهم المَاءَ. وقيل: أي عَبَرُوا من السُّرْيَانِيَّة إليها. - في الحديث (¬4): "فعَبَروا النَّهْر" بَلَغُوا عَبْرَه، وهو شَطُّه، وكذا مَعْبَره، والمِعْبَر - بالكسر - الآلَةُ. والعُبُور: المُرُور. ¬
(عبرب)
والعِبْرة: الاسْمُ، من الاعْتبار، وهو مَعرِفة الحَقَائِق بالدّلَالاتِ. (عبرب) - ومن رُبَاعِيِّه في حَديثِ الحَجَّاج: "اتَّخِذْ لنا عَبْربِيَّةً وأكِثر فَيْجَنَها" (¬1) العَبْرَبُ: السُّمَّاقُ، والفَيْجَن: السَّذَاب. (عبس) (2 - في حديث شُرَيْح: "كان يَرُدُّ من العَبَس" (¬3) يَعنِى العَبْدَ البَوَّالَ في فِراشِه إذا تَعوَّدَه حتى بَانَ أَثرُه على بَدَنه. وأصل العَبَس في الإِبلِ إذا عَبِسَت في أَبوالِها من السِّمن. - وفي حديث مُعَاوية: "أنا عَنْبسَةُ" وهي من أَسْماءِ الأَسَد من العُبوسِ، والنُّون زائِدَةٌ كالعَنْسَل من العَسَلان 2) (عبط) - في حَديث عائشةَ، - رضي الله عنها -: "فَقَد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - رَجُلا كان يُجالِسه فقالوا: اعْتُبِط. فقال: قُمْ بنا نَعُوده". ¬
(عبل)
قالت: وكانوا يُسَمُّون الوَعْك الاعْتِبَاط. العَبِيط: الطَّرِىّ من كل شيء، وعَبَطَتْه الدَّواهِىِ: تَنَاوَلَتْه من غير اسْتِحقاق. فكأنه أَخَذَتْه الحُمَّى فُجاءَةً أَوَّلاً. (عبقر) (1 - في حديث عِصَام: "عَيْنُ الظَّبْيَة العَبْقَرَةِ" يقال: جَارية عَبْقَرةٌ: ناصِعَةُ الَّلونِ، ويَجوزُ أن تكون واحدة العَبْقَر، وهو النَّرجِسُ، تُشَبَّهُ به العَيْنُ 1) (عبل) - في صفة سَعْد بن مُعَاذ، - رضي الله عنه -: "كان عَبْلًا من الرِّجالِ" : أي ضَخْمًا. يقال: عَبُل (¬2) يَعبُل عَبالةً. قال ابنُ الأَعرابي: غُلامٌ عَبْلٌ: سَمِين، والجمع عُبُل (¬3)، وهو ذو عَبالَة: أي مَؤُونَةٍ وثِقَل. (عبا) - في الحَديثِ: "لِباسُهُم العَبَاء" (¬4) وهو ضَرْبٌ من الأكسِيَة، واحِدُها عَباءَة. * * * ¬
(عتب)
(ومن باب العين مع التاء) (عتب) - في حديث ابنِ النَّخَّام: "قال لِكَعْبِ بنِ مُرَّةَ وهو يُحدَّث بدَرَجاتِ المُجاهِد: ما الدَّرَجَة؟ فقالَ: أمَا إنَّها لَيسَت بعَتَبة أُمِّكَ" العَتَبَة: أُسْكُفَّة البَابِ. وقيل: هي المُقَابِلة للأُسْكُفَّة، وكُلُّ مَرقاةٍ إلى الدَّرجة عَتَبَة، والجَمعُ عَتَبات، والجِنْس عَتَب. : أي ليست بالدَّرجَة التي تَعرِفها في بيتكِ (¬1)، فقد رُوِى أَنَّ ما بَيْن الدَّرجَتَين كما بَيْن السَّماء والأَرض. - وفي حديث عائِشة - رضي الله عنها -، "أَنَّ عَتَبات الموتِ تَأخُذها" : أي شَدَائِدُه. يقال: حَمَل فُلانٌ فُلانًا على عَتبةٍ: أي أَمرٍ كَرِيهٍ من الشّدّة والبَلاءِ. والعَتَبَة: أَقصى الوَادِى. - في حديث سَعِيد بنِ المُسَيَّب: "في كلِّ عَظْم كُسِر، ثم جُبِر غَيْرَ مَنْقوصٍ ولا مُعْتَب، فلَيْس فيه إلا إعطاءُ المُداوِى، فإن جُبر وبه عَتبٌ فإنه يُقدَّر عَتَبُه بقِيمَة أَهلِ البَصَر، ثم يُعقَل". العَتَبُ: النَّقْصُ كأنه مِثْل العَثْم وهو إذا لم يُحسَن جَبرُه وبَقِى فيه ورَمٌ أو عِوَجٌ، إلا أنه يقال في العَظْم المَجْبُور أُعْتِب وأُتْعِب، وإذا مَشى على ثلاثِ قَوائمَ قيل: عَتَب عَتَبانا: وسَيْف ذو عَتَب: أي التِواء عن الضَّرِيَبة، وما في طاعَتِى لك عَتْبٌ: أي أَمرٌ يُفسِدها. ¬
(عتد)
- في الحديث: "عَاتِبُوا الخَيلَ فإنها تُعْتِب" : أي أَدِّبوها ورَوِّضُوها للحَرْب فإنها تَتَأدَّبُ وتَتَعَلَّم، والعِتابُ: المراجعة، من العَتْبِ، وأصله فَيْعال، وكذا أَصلُ كُلِّ فَعَّال بِمَعْنَى المُفاعَلَة فَيْعال، ويتَكلَّم به أَهلُ اليمن كذلك. - في حديث (¬1) سَلْمان: "أَنَّه عَتَّبَ سَرَاوِيلَه فتَشَمَّر" (2 التّعْتِيبُ 2): هو أن تُجْمَعَ الحُجْزَةُ، وتَطْوِيَها من قُدَّام، من عَتَب عَتَبات إذا اتَّخَذ مَرْقياتٍ؛ لأنه إذا فَعَل به ذلك فقد رَفَعَه، ويجوز أن يكون من عَتَّب إذا جَمَع حَدِيثَه في كلام قَليل. (3 - وفي حديث أُبَىّ في ذكر مُوسىَ حين سُئِل: "أىُّ الناسِ أَعلَمُ؟ قال: أَنَا، فعَتَب الله عليه" العَتْب: أَدْنَى الغَضَب 3) (عتد) - في الحديث (4: "وقد بَقِى عَتُودٌ". (¬5) وهو الصَّغيِرُ من أَولادِ المَعِز، والجمع (¬6) أَعْتِدَة وعِتْدَان وعِدّان مُدْغَم. 4) ¬
(عتر)
(عتر) - في الحديث: "أنه أُهدِى إلَيه عِتْرٌ" العِتْر: بَقْلة إذا طالت فَقُطِع أَصلُها خَرَج من القَطْع شِبْهُ اللَّبَن. وقيل: العِتْر: المرْزَنْجُوشُ (¬1). (2 - وفي حديث آخر: "يُفلَغُ رَأسى كما تُفْلَغ العِتْرة" وقيل: هي شَجَرة العَرْفَج. 2) (عتق) - في حديث عُمَر (¬3) - رضي الله عنه -: "أُمِرْنَا أن نُخْرِج في العِيدَيْن الحُيَّض والعُتَّق" هو جمع عَاتِق؛ وهي الجارية التي لم تَبِنْ من والديها ولم تُزَوَّج وقد أَدركت وشَبَّت، وإنما سُمِّيت به لأنها أَكْرمُ ما تَكون عند أَهلِها وأَجمَل. والعَتِيقُ: الكَريِم الرَّائع من كل شىْءٍ، وقد عَتقَ، وعِتْقُه كَرَمُه. ¬
(عتل)
ومنه عِتْق المَمْلُوك وإن لم يكن قَديمًا، وكُلُّ شيءٍ بَلَغ إِنَاه فقد عَتَق. - ومنه الحَدِيثُ: "عَليكُم بالأَمْرِ العَتيِق" (¬1) قال ابنُ الأعرابي (¬2): "قالت جَارَيةٌ من الأَعراب لأَبِيها: اشْتَرِ لىِ لَوْطاً أُغَطِّى به فُرعُلى فإنّى قد عَتَقْت" : أي أَدركْت. والَّلوْط: الإزَارُ. والفُرعُل: الشَّعَر (¬3). (عتل) - في حديث (¬4): "وأخَذَ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلَة" وهي البَيْرم ها هنا، وقد تكون الهِراوة الغَلِيظَة، والمِرْزَبَّةَ، والقَوسَ الفارِسِيّة. والنّاقةَ التي لا تَلْقَح، فهى قَويَّةٌ أبدا. - في الحديث: "قال لعُتْبةَ بن عَبْد، - رضي الله عنه -: "ما اسمُك؟ قال: عَتَلة. قال: بل أنت عُتْبَة". كأنه كَرِه العَتَلة لِمَا فيه من الغِلْظة والشِّدَّة. والعُتُلُّ: السَّرِيع إلى الشَّرِّ، والعُتُلُّ؛ الأكُولُ المَنوُع الجَافىِ، وقد وَصفَ الله تَعالَى المُؤمِنيِن بِلِيِن الجانِب. فأما عُتْبَة فكأنه من العِتَاب والإعتاب. ¬
(عتم)
(عتم) - في حَديث عمر - رضي الله عنه -: "نَهَى عن الحَرِير إلا هَكَذا وهَكَذا فما عَتَّمْنَا أَنَّه يَعْنى الأَعْلَامَ" : أي ما أبَطأنا عن مَعرِفة ما عَنَى بقَوله: وأَصْلُ العَتْم الإبطاءُ، وعَتَم خَبرُه فهو عَاتِم، وعتَّمت: أَبطأتُ وأنشد: ... قِرًى لم يُعَتَّمِ * - في حديث أبى زَيْدٍ الغافِقِىّ: "الأَسْوِكَة ثَلَاثَةٌ: أَرَاكٌ، فإن لم يَكُن فعَتَمٌ، أو بُطْم (¬1) " العَتَم (¬2): الزَّيتُون، وقيل: هو الزَّيْتُون البَرِّىّ. وقيل: شىءٌ يُشْبِه الزَّيتونَ. * * * ¬
ومن باب العين مع الثاء
(ومن باب العين مع الثاء) (عثر) - في الحديث: "لا حَلِيمَ إلا ذُو عَثْرة" : أي لا يُوصَف بالحِلْم حتى يَركَب الأُمورَ، فيعْثُر مَرَّة بعد أُخْرَى، فيَعْتَبر بها ويَسْتَبِين مواضعَ الخَطَأ فيَجْتَنِبَها، يَدُل عليه قَولُه بعدَه: ولَا حَكِيمَ إلا ذُو تَجْرِبَة. والعَثْرة: المَرَّة، من عَثَر يَعثُر ويَعْثِر عُثُورًا وعِثارًا إذا أصابت قَدمُه شَيئًا في مَشْيه، فسَقَط، أو كاد. - وفي الحديث: "لا تَبْدَأْهم بالعَثْرة" : أي بالجهاد؛ لأن الحربَ يُعثَر بها، يَعنى ادْعُهم إلى الإسلام أوّلاً، أو الجِزْيَة. - في الحديث في زَكاةِ التَّمْر: "ما كان بَعْلاً أو عَثَرِيًّا (1 ففِيه العُشْر" 1) وهو الذي يَشْرب بعُروقِه من ماء يَجتَمِع في حَفِير؛ وسُمِّى به لأن المَاشىَ يتعَثَّر به. وقيل: العَثَرِىّ: العِذْىُ. وقيل: ما سُقِى سَيْحًا. وقيل: ما لَيْس له حَمْل، والأَول أَشهَرُ وأَصحُّ؛ لأن ما لا حَمْلَ له فلا زَكاةَ عليه، وقد أَوجَب على العَثَرِىِّ الزَّكاةَ. ¬
(عثن)
- في الحديث: "هِىَ أَرضٌ عِثْيرَةٌ" وهي التي لا نَبات فيها، إنما هي صَعِيد قد عَلاها العِثْيَر؛ وهو الغُبار، والعِثْيَرة أيضا والعِثْيَر: ما قَلبْتَ من تُرابٍ أو غَيرِه بأطراف أَصابِعك في مَشْيِك. (1 - في الحديث: "أنه مرَّ بأرض تُسَمَّى عَثِرة أو عَفِرَة أو غَدِرَة، فسَمَّاها خَضرة". العَثِرة (¬2): الصَّعيد لا نَباتَ فيه. والعَفِرة: من عُفْرةِ الأَرضِ. والغَدِرَة: التي لا تَسمَح بالنَّبات، وإن أَنبتَت أَسْرعَت إليه الآفةُ، من الغَدْر. 1) (عثن) - في الحديث: "وَفِّروا العَثَانِين" وهو جَمْع عُثْنون، يعنى اللِّحيةَ وهو ما تَدلَّى منها. والعُثْنون أيضا: أَصلُ اللِّحَى؛ وهو شَعَرات (¬3) عند مَنْخَر البَعِير أيضًا، وأَولُ الرِّياحِ والسَّحابِ. والمُعْثِن: الطَّوِيلُ العُثْنون كالمُسْبِل. * * * ¬
ومن باب العين مع الجيم
(ومن باب العين مع الجيم) (عجج) - في الحديث: "من وحَّد (¬1) الله تعالى في عَجَّتِه وجَبَت له الجَنَّة" العَجُّ والعَجِيجُ: رَفْع الصَّوت. والعَجْعَاج: الصَّيَّاح. وأَعجَّت الِريحُ: اشتدَّ هُبوبُها وصَوَّتَت، وجَاءَ بالعَجَاج: وهو الغُبَار، ونَهْر عَجاجٌ يُسْمَع لِمَائِه صَوْت. فَكأَنَّ مَعنَى الحَديثِ: مَنْ وَحَّد الله تعالى عَلانِيَةً يُصَوّت به ويَصيح. (عجز) - قَوُل الله تَبارَك وتعالى: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ} (¬2). يقال: أَعجزَه كذا: أي طَلَبهَ فَفاتَه، فإذا عَجزْتَ عن طَلَبه فقد أَعجزَك - وعَاجَز: ذَهَب فلم يُلْحَقْ، (¬3) وعاجَزْتُه فعَجَزتُه : أي سابقْتُه فَسبَقْته. وأَعْجزْته: جَعلتُه عاجِزًا. - في الحَديث: "إيَّاكُم والعُجُزَ العُقُرَ" (¬4) العَجُوزُ والعَجُوزَة (¬5): المَرأةُ المُسِنَّة الهَرِمَة، والجميع عَجائِزُ وعُجُزٌ، وقد عَجَزَت وتَعجَّزت: صارت عَجُوزًا. ¬
(عجس)
- في الحديث: "لا تُدَبِّروا أَعجازَ أُمورٍ قد وَلَّت صُدورُها". الأَعْجاز: جَمْع عَجُز، وهو مُؤَخَّر الشيء، وكذلك العُجُز والعُجْز، والعَجْز. والعَجْزُ يُحرِّض على تَدَبُّر عَوَاقِب الأُمُور قبل الدُّخول فيها. (1 - في حديث البَراء: "أنه رفَع عَجِيزَتَه في السُّجود" العَجِيزَة للمَرأة خاصَّة، والعَجُز للجميع فاسْتَعَارَها. وعَجِزَت: عَظُمَت عَجِيَزتُها، فهى عَجْزاءُ والرَّجلُ آلَى (¬2). - في الحديث: "أنه قَدِمَ على النَّبىِ - صلى الله عليه وسلم - صاحِبُ كسرى فوهَبَ له مِعْجَزَة، فسُمِّى ذا المِعْجزَة". وهي المِنْطَقَة بلُغَةِ أَهلِ اليَمَن لأنها تَلِى عَجُز المُتَنَطِّق بها. - في حديث عُمَر: "ولا تُلِثُّوا بدارِ مَعْجِزَة" بكَسْر (¬3) الجِيم وفَتْحِها: أي حَيث تَعجِزون فيها عن الكَسْب. وقيل: بالثَّغْر مع العِيالِ وهي كالمَعْتِبَة. (عجس) - في حديث الأَحْنَف: "فيَتَعَجَّسُكم في قُرَيْش". : أي يَتَتَبّعكم. وتَعَجَّسَت الأَرضَ غُيوثٌ، أصابها غَيثٌ. بعد غَيْثٍ ومَطَر عَجُوسٌ: مُنْهَمِرٌ. (عجم) - في الحديث: "بِعَدَدِ كُلِّ فَصِيحٍ وأَعْجَم" : أي (¬4) آدمِىّ وبَهيَمة. 1) ¬
(عجن)
(عجن) - في الحديث: "إِنَّ الشَّيطَان يَأتىِ أَحدَكُم فيَنْقُرُ عندِ عِجَانِه" (¬1) قال الأصمَعِى: هو ما بَيْن الدُّبُر والأُنْثَيَينْ. وقيل: هو من أصل الذَّكَر إلى الدُّبُر. وقيل: ما بَيْن القُبُل والدُّبُر، والجمعَ أعجِنَة، ثم عُجُن. وهي أيضا الأَرضُ التي لا تُنْبت شَيئًا، والعُنُق، وما تَحتَ الذَّقَن، فكأن هذه الأَشياءَ سُمِّيت به تشْبِيهًا بالأول. - في حديث ابنِ عُمَر، - رضي الله عنهما -، "أنه كان يَعجِن في الصَّلاة" : أي يَعتَمِد على يَدَيْه إذا قام ويَضَعُ يَدَيْه على الأَرضِ، كما يفعَل الذي يَعجِن العَجِينَ، وقد عَجَزَ الرجلُ فهو عاجِزٌ إذا هَرِم فصَار يَعتَمِد على اليَدَيْن عند القِيام، وعَجَنَت النَّاقةُ: ضرَبَت بِيَدَيْها الأَرضَ في سَيرها. (عجا) - في الحَديث: "من تَصَبَحَّ بسَبْع تَمرَاتٍ من عَجْوة المَدِينةِ، لم يَضُرُّه ذَلِك اليومَ سُمٌّ ولا سِحْرٌ" وقيل: هي تَمْر نَخْلةٍ مَدِينيَّة ليسَت بأَجْوَدِها. وقيل: عَجْوة العَاليةِ أَجودُ تَمْرها، والجمع عِجَاء. - وفي حَديث "العَجْوَةُ مِنَ الجَنَّة" (¬2). ¬
ومن باب العين مع الدال
(ومن باب العين مع الدال) (عدد) - (1 قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} (¬2): أي تَسْتَوْفُونَها مِنْهُنّ. - في الحديث (¬3): "إن وَلَدى لَيَتَعادُّون مِائةً" (¬4) : أي يَزيدُون عليها، وكذا يتعَدَّدون. - في الحديث: "نَزَلُوا أَعْدَادَ مِياهِ الحُدَيْبِيَة" (¬5) : أي المِياه ذَواتِ المَادَّة كالعُيونِ والآبارِ، من المَاءِ العِدِّ. - في الحديث: "آدَى شَىْءٍ وأَعَدُّه" (¬6) : أي أَكَثرُه عِدَّةً وأَتَمُّه وأَشَدُّه استِعْدَادًا. 1) (عدس) - في حَدِيثِ أَبىِ رافعٍ، - رضي الله عنه -: "أَنَّ أبا لَهَبٍ رَمَاه الله تَعالَى بالعَدَسَةِ" وهي بَثْرة تُشْبِه العَدَسَة من جِنْس الطَّاعُون يُخاف عَدْوَاهَا (¬7)، وقد عُدِس الرَّجلُ إذا أصابَتْه العَدَسَة. ¬
(عدل)
(عدف) في الحديث: "ما ذُقت عَدُوفًا" : أي ذَواقًا، وكذلك عَدُوفةً، وما تعدَّفْتُ عَدُوفَة مثله. والعَدْف: الأَكل (¬1) والشَّراب الكَثِيران، واليَسِيرُ من العَلَف، والعَدْف: اليَسِير من المَالِ، والعَدْفُ: الشىَّءُ القَليِل. ويقال: ما ذُقت عَذُوفًا - بالذال المعجمة - وكذلك عذُوبًا وهو الَّلبَن القَلِيل. (عدل) - في الحديث: "العِلم ثلاثَة، منها فَرِيضَةٌ عادلة". قيل: يحتمل أنه أَرادَ العَدْلَ في القِسمَة: أي مُعَدَّلة على السِّهام المَذكُورة فِى الكِتابِ والسُّنَّة، ويُحْتَمل أن يُريَد مُسْتَنْبطةً من الكتاب والسُّنَّة فتكونَ هذه الفَريضَةُ تُعْدل بما أُخِذَ عن الكِتاب والسُّنَّة. (2 - في حَديث المِعْرَاج: "فأُتِيتُ بإناءَيْن فعَدَّلت بَيْنَهما". يقال: هو يُعادِل أمره ويُعدِّله، إذا كان مرتَبِكًا يَمِيلُ بَينهَ وبَين غَيرِه أيُّهما يَأتىِ. قال ابنُ الرِّقاع: * فقد لَقِيَتْ مَناسِمُها العِدالَا (¬3) * : أي يقول واحد: فيها بَقِيَّة، فيقُول الآخَر: لا بَقِيَّة فيها، مأخوذ من العِدْل. يقال: هما عِدْلان: أىَ مُسْتَويِان، وعَدَّلتُ ¬
(عدم)
الأَحمالَ: جعلتها أَعدالاً متساوية، كأنهما عنده بِمنزلة واحدةٍ لا يَقدِر على اخْتِيار أحدِهِما دون الآخر، أو من قَوْلهِم: عَدَل عنه إذا مال إلى غَيره، كأنه يَعدِل من هذا إلى ذاك، ومن ذَاكَ إلى هذا لتَساوِيهما عِنْدَهَ، يقال: عَدَلْتَه عنه فعَدَل، لازِمٌ ومُتَعَدٍّ. - في الحديث: "لا تُعدل سَارِحَتكم" : أي لا تُمنَع ولا تُصْرَف ماشِيَتكم، وتُمالُ عن المَرعَى. (عدم) - في الحديث (¬1): "تَكْسِبُ المَعْدُومَ" قال الخَطَّابي: المَعْدُومُ لا يَدخُل تَحَت الأَفْعال، والصواب المُعدَم. وقال غيره: المُرادُ به الفَقِير الذي صار من شِدَّة حاجَتِه وغاية اضْطِراره كالمَعْدُوم. وقيل: أي تكْسِب الناسَ المعدومَ من كلِّ ما لا يَجدونه مما يَحْتاجون إليه، فعَلَى القَولِ الأولِ: أي تُعِطى ¬
(عدن)
الفقير المالَ والمحذوف هو المال، وعلى القول الأَخِيرِ المَحْذوفُ هو الفَقِير المحتاج 2) (عدن) - في حَدِيثِ بِلالِ بنِ الحَارثِ، رضي الله عنه: "أقطَعَه المعَادنَ القَبَلِية" سُمِّى المَعدِنُ مَعْدِنًا لإقامة العَامِلين فيه، وهذه مَنْسوبة إلى ناحية من سَاحِل المَدِينة، بَينَهما خَمسةُ أيام، والمَعْدِن: الإقامةُ، والمعْدِن: مركز كل شيء. - وفي الحديث: "عَدَن أَبْينَ" وهي مَدِينة يَمَنِيّة أُضِيفَت إلى أَبْينَ: رَجلٍ من حِمْير عَدَن (¬1) بها، وهي أَحَدُ حَدَّى أَرضِ العَرَب عَرضًا إلى العُذَيْب من نَاحِيَة الكُوفَة (¬2). (عدا) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أنه أُهدِى له لبن بمَكَةَ فعَدَّاه" قال الأصمَعِىّ: عَدَّى الشَّىءَ يُعَدِّيه، إذا صَرفَه عن الشيءِ. وعَدّهِ عنك: أي اصْرِفْه، وعَدِّ عن كذا: أي انْصَرِف عنه، ومعناه أَنّه صَرَفَه إلى مُهْدِيه ولم يَقبَلْه، أو قَبِلَه وصَرفَه إلى غيره، ¬
وتَعدَّى مَأْخُوذٌ من عُدْوَةِ الوَادِى وهو جانبه، أي مَضىَ إليه. (1 - في حَديث خَيْبَر: "فخَرجَت عَادِيَتُهم" : أي الذين يَعدُونَ على أَرْجُلِهم، وهم العَدِىُّ أَيضًا. - في الحديث: "المُعْتَدِى في الصَّدقة كَمانِعها" وفي رواية: "في الزَّكاة" قيل: هو أن يُعْطِيَها غيرَ مُستَحِقِّيها. وقيل: أراد (¬2) أيضا، إذا أَجحفَ برَبِّ المَالِ في أخْذِ الخِيارِ؛ لأنه إذا فعل ذلك رُبَّما مَنَع رَبَّ المَالِ في السَّنَة الأُخرَى، فيكون سَبَبَ ذلك العامِلُ. فشَرَكَه في الإِثمِ. - في حديث قُسٍّ (¬3): "فإذا شَجَرةٍ عَادِيَّةٍ" : أي قَدِيمة كأنها نُسِبت إلى عَادٍ (¬4)، وكذا نَسَبوا كُلَّ قَديمٍ إلى عَادٍ وإن لم يُدرِكْهم، وبِئْر عَادِيَّة كذلك. 1) * * * ¬
ومن باب العين مع الذال
(ومن باب العين مع الذال) (عذب) - في الحديث: "أَنّه كان يُستَعذَب له المَاءُ من بُيوتِ السُّقْيَا". : أي يُطْلَب له المَاءُ العَذْب. يقال: استعْذَبْنَا: أي استَقَينا وشَرِبْنا عَذْبًا، وأَعذَبْنا: عَذُبَ مَاؤُنا: أي طاب. والعُذَيْب يأتي ذِكرُه في الأَخْبار وهو مَاءٌ لِبَنِى تَميمِ على مَرحَلَة من الكُوفَة؛ سُمِّى به لأنه طَرَف أرضِ العَربِ، مُشتَقُّ من العَذَبة، وهو طَرَف العِمَامَة المُرسَلَ من خَلْف، وعَذَبة اللِّسان وغَيرِه: طَرَفُه، والعُذيْب: أَحدُ حَدَّى أرض العرب في الَأرضِ. - في حديث الحَجَّاجِ: "ماء عِذَابٌ" يقال: مَاءَةٌ عَذْبَة، وماء عِذَاب جَمْعُه (¬1). (عذر) - في صِفَة (¬2) أهلِ الجَنّةِ: "إنَّ الرجلَ ليُفضِى في الغَداةِ الوَاحِدَة إلى مِائة عَذْرَاءَ" العَذْراء: الجَارِية التي لم يَمَسَّها رَجلٌ، والذى يَفْتَضُّها أبو عُذْرِها وأَبوُ عُذْرَتِها، والعُذْرة: ما لِلْبِكر من الالْتِحام قبل الافْتِضاضِ، وأصل العَذْر: القَطْع، وأَعذَرتُ المَرأةَ وعَذَّرتها: ذَهبتُ بعُذْرَتها ¬
- في الحديث (¬1): "أَنّه رأى صَبِيًّا أُعلِق عليه من العُذْرَة. فقال: عَلامَ تَدْغَرْن أولادَكن بهذا العِلاقِ، عَلَيكُنَّ بهذا العُوِد يُسْعَط به من العُذْرة وتُلَدّمْنَ (¬2) ذَاتَ الجَنْب" قال الأصمعى: العُذْرَة: وجَع فَي الحَلْق يَهِيج من الدَّم، وقد عَذَرَت المرأةُ الصبىَّ إذا غَمَزَت حَلقَه، من العُذْرة. وقال مصعب بن عبد الله: العُذْرَة: قُرحَةٌ تَخَرجُ في الخَرْم الذي بين آخر الَأنف وأَصْلِ اللَّهاة، تُصِيبُ الصِّبيان عند طُلُوع العُذْرَة، فتَعْمَد المَرأةُ إلى خِرقة فَتَفْتِلَها فَتْلًا شديدا وتُدخِلَها في أنفِه، فتَطْعَن ذَلِك الموضعَ فيَنْفَجِر منه دمٌ أَسودُ، وربما أَقرحَ الطَّعنُ ذَلِكَ المَوْضعَ وذلك * الطَّعْن يُسَمَّى الدَّغْر، وكانوا بعد أن يَفْعَلُوا ذلك بالصَّبِىّ يُعَلِّقون عليه عِلاقًا، فلما رَأَى النبىُّ صلى الله عليه وسلم ذلك العِلَاق عَلِم أنه دُغِر، فكَرِه العِلاقَ لأنه لا يُغنِى شَيئًا، وأمر بالعُودِ الهِنْدِىِّ بِأن (¬3) يُؤخَذ مَاؤهُ ويُسعَّط به، لأنه يَصِل إلى العُذْرَة فيَقْبِضه. وقَولُه: عند طلوع العُذْرَة. قيل: هي كَواكِبُ خَمْسة على أَثَر الشِّعْرى العَبُور، والشِّعْرى هي اليمانية، والشِّعْرَى الشامية، ¬
وهي متفرِّقة تُسمَّى العَذَارَى، وهي بحِذاء الزُّبُرَة (¬1)، وهي تَطلُع في الحَرِّ، وقيل في آخر المَجرَّة. - في الحديث: "الوَليِمةُ في الإعْذَار حَقُّ" الإعْذار: الخِتانُ. يقال: أَعذرتُه وعَذَرْتُه فهو مُعْذَرٌ ومَعْذُور، والخِتَانَة مُعذرة والإعذار: الطَّعَام الذي يُطْعَم في الخِتان. وأنشد: كُلُّ الطَّعَامِ تَشتَهِى رَبِيَعهْ الخُرسَ والإعذَارَ والنَّقِيعَهْ (¬2) - ومنه حَدِيثُ سَعدٍ، رضي الله عنه: "كُنَّا أَعذارَ عامٍ وَاحدٍ" : أي خُتِنّا في عام واحد، وكانوا يُخْتَتَنُون لِسِنٍّ معلُوم فيما بَيْن العَشْر وخَمْسَ عَشْرة. قال أبو زيد: يقال: عَذَرْتُه وأَعذَرْته جميعا: خَتَنْتُه، وهو من القَطْع أيضا. - وفي الحديث: "وُلدتُ مَسْرُورًا مَعْذورًا" (¬3) - وفي حديث ابنِ صَيّاد: "ولَدَته أَمُّه، وهو معذورٌ" (¬4). : أي مَخْتُون. ¬
- في الحديث: " (¬1) الفَقْر أَزينُ للمُؤْمن من عِذارٍ حَسَنٍ على خَدِّ فَرس" العِذارُ من الفَرَس كالعَارِضَينْ. يقال: عَذَّر فَرسَه: شَدَّ عليه العِذارَ؛ وهو ما يَكُونُ على العِذارَيْن من اللِّجام. - في حَديثِ عَبدِ الملك إلى الحَجَّاج: استَعْمَلتُك على العِرَاقَينْ صَدْمَةً. فاخْرُج إليهما كَمِيشَ الِإزارِ شَدِيدَ العِذار. يقال للرَّجُل إذا عَزَم على الأَمرِ: هو مُتَشَمِّر العِذارِ، ويقال: لَوى عنه عِذارَه: أي عَصَاه وخَلَع عِذَارَه؛ أي خرج من الطَّاعَة وهو خَلِيعُ العِذارِ: أي مُنْهَمِك في الغَىّ كالفَرس الذي لا لجام على رأسه يَعِير (¬2) على وَجْهِه. - في حديث ابن عمر رضي الله عنه: "أَنّه كَرِه السُّلْتَ (¬3) الذي يُزرَع بالعَذِرَة" يَعنِى ما يُثْفِلُه الإنسان، وأَعذَره: إذا تغوَّط، وعَذِرةُ الدَّار: فِناؤُها؛ لأنّ العَذِرةَ كانت تُلْقَى بها، والجمع عَذِر كنَبِقَة ونَبِقٍ. - قوله تبارك وتعالى: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} (¬4) : أي أَرخَى سُتورَه ليُخفِى عَملَه. والمِعْذار: السِّتر بلُغَة ¬
أَهلِ اليمن. وقيل: ولو أَدلى بكل حُجَّة عِنْدَه. وقيل: المِعْذَار بمعنى العُذْر. - في الحديث: "أنه كان يَتعذَّر في مَرَضِه" التَّعَذّر: يَجرِى مَجرى التَّمنُّع والتَّعسُّر، وتعذَّر عليه الأمر: تَعسَّر وصَعُب. - في حديث ابنِ عُمَر رضي الله عنهما: "إذا وُضِعَت المائدة فَليأكُل الرّجلُ ممَّا عِنده، ولا يَرفع يَدَه وإن شَبِع، وليُعْذِر؛ فإنَّ ذلك يُخْجِل جَليسَه" الإعْذار: المُبالَغة في الأَمْر، والتَّعْذِيرُ: التَّقْصِير: أي يُبالِغ في الأَكْل، كما في الحَديث الآخر: "إنه كَانَ إذا أَكَلَ مع قومٍ. كان آخِرَهم أَكْلاً" والعُذْر: السَّعَةُ، وأَعَذَر، وعَذَر: صارَ ذا عَيْب وفَسادٍ بحَيث يكون بمن يَلُومُه العُذرُ. وقال الخَطَّابىّ: أَعذَر: أي بَلَغ به أَقصى العُذْر، ولهذا قيل: أَعْذَر مَنْ أَنْذَر: أي جَاءَ بالعُذْر، وأَعْذَرت عليه عِند القَاضى: بلَغْتُ به أَقصَى العُذْر. قال الجَبَّان: العَاذِرُ: عِرقُ الاسْتِحاضَة، والعَاذِرَة: المَرأَة المُسْتَحاضَة، وقيل: إنّها أُقِيمت مُقامَ المَفْعُول؛ لأنّها تُعْذَر في تَركِ الغُسْل والصَّلاة، كذا ذكره بالرَّاء، والمَحفُوظ العاذِل بالَّلام، ولم يُورِدْه في الَّلام. - وفيه: "اليَهَودُ أَنتَن خَلْقِ الله عَذِرة" العَذِرةُ: فِناءُ الدَّارِ وناَحِيَتُها. * * *
ومن باب العين مع الراء
(ومن باب العين مع الراء) (عرب) - في الحديث (¬1): "كَرِه الإعْرابَ للمُحْرِمِ" وهو الرَّفَثُ من الكلام. والإعراب: الإفْحاشُ، والنِّكاح، والإعْراب والتَّعْريب والعَرَابَة - بفتح العين والكَسْر - التَّقْبِيح في الكَلامِ والإفساد. - في الخَبَر (¬2): ذكر عَرُوَبة يَومَ الجُمُعة: والأَفصَح أن لا يَدخُل فيها الأَلِفُ واللام، وعَرُوباء: اسمُ السَّماءِ السَّابِعَة؛ كأنه لَيس بعربىّ. - في حديث عمر رضي الله عنه: "أنه (¬3) اشْتَرَى دارا لِلسَّجْن بأربَعِة آلاف، وأَعرَبوا فيها أَربَعمائة" : أي أسْلَفُوا، من العُربَان والنَّهىُ عنه لا يَخفَى عن عمر رضي الله عنه، وإنما فَعَله خَلِيفَتُه بمكَّة نَافِعٌ، فأُضِيفَ الفِعلُ إلى عُمَر، وعَرْبَن مِثْل أَعرَبَ * (4 وفي حديث عائشة: "فاقْدُرُوا قَدْرَ الجاريةِ العَرِبَة" هي الحَرِيصَة علىِ اللَّهو: فأما العُرُب بضمَّتَين - فجمع عَرُوب، وهي المَرأةُ الحَسناء المُتَحبِّبَة إلى زَوْجها. ¬
(عرج)
- في حديث سَطِيح: "يَقُودُ خَيلاً عِرابًا" فرقوا بين الخَيْل والأَناسىّ، قالوا فيهم: عَرَبٌ وأعراب، وفيها: عِرَاب، كما قالوا فيهم عُرَاةٌ، وفيها أَعْراءٌ (¬1). - في حديث الحسن أنه قال له البَتِّىُّ: ما تَقُول في رجل رُعِفَ في الصلاة، فقال الحسن: "إن هذا يُعرِّب الناسَ وهو يَقُولُ: رُعِفَ" : أي يعلمهم العربية ويلحن! إنما هو "رَعُفَ" 4) (عرج) - في حديث المِعْراجِ: "هو شِبْه سُلّم تَعرُج فيه (¬2) الأَرْوَاحُ" كأنَّه من آلة العُرُوجِ وهو الصُّعُودُ. - في الحديث: "فلم أعَرِّج عليه" (¬3). : أي لم أُقِم ولم أَحْتَبِس. يقال: عَرَّج على الشيءِ وتَعَرَّج: أَقام عليه. (عرجم) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه، في الظُّفِر: "أَنَّه قَضىَ فيه إذا اعْرَنْجَمَ بِقَلُوص" تَفْسِيره في الحديث : أي فَسَد، ولا يُعرَف تَفْسِيرُه في اللغة، ولَعلَّه احْرَنْجَم - بالحاء - أي تَقبَّض، وقيل: لَعلَّه من العُرجُومِ (¬4)، وهي النَاقَةُ الشَّدِيدة. ¬
(عرد)
(عرد) - في حَديث (¬1) الحَجَّاج: "وتَرٌ عَرِد". : أي شَدِيدٌ. والعَرِد: الشَّدِيدُ من كُلِّ شىء. وقيل: وَتَر عُرُدٌ وعُرُنْد (¬2): شَدِيدٌ. (عرر) - (3 - في الحديث: "إنها تُظْهِر العُرَّةَ" (¬4). وهي القَذَر (¬5)، فاستُعِيرَ للمَساوِئ والمَثَالِب. - في الحديث: "أَنَّ مُشْتَرِى النَّخلَ يَشْتَرِط على البَائِع ليس له مِعْرارٌ" وهو الذي يُصيبه مِثل العُرِّ، وهو الجَرَب. (عرزم) - في حديث إبراهيمِ (¬6): "لا تَجعَلوا في قَبْرِى لَبِنًا عَرْزَمِيًّا". (7 عَرْزَم 7): جَبَّانة بالكوفَة فيها النَّجاسات، فكَرِه الَّلبِنَ (¬8) المَضْرُوبَ بها. 3) (عرس) - في الحَدِيث: "أنّه عَرَّسَ" (¬9). : أي نَزَل للنَّوم والاسْتِراحة - والتَّعْرِيسُ: النُّزول لِغَيْر إقامَة. وقيل: هو النُّزُولُ آخِرَ الليل. ¬
(عرش)
- في الحديث: "فأصبح عَرُوسًا" يُقال: للرَّجل عَرُوسٌ، كما يقال للمرأة، وذلك إذا أعَرسَا، أو أَعرسَ أَحدُهما بالآخر. والعُرسُ: الطَّعام الذي يُتَّخَذ لذلك، وهي مؤنثة. (عرش) - قَولُه تَبارك وتَعال: {مَعْرُوشَاتٍ} (¬1) يقال: عرشْتُ الكَرْمَ وعَرَّشْته: أي جَعلْت تحته قَصَبًا أو نحوه ليمتَدَّ عليه، فهِو مَعرُوشٌ ومُعرَّشٌ ومُعْرشٌ، ولمَا يُعرَّش به عَرْشٌ وعَرِيشٌ. وعَرَّشَ الطَّيرُ: ارِتْفَع ورَفْرفَ. - ومنه الحديث: "فجَاءَت حُمَّرة، فَجعَلت تُعَرِّش أو تُفَرِّش" والتَّعْرِيش: أن تَرْتَفع وتُظلِّل (2 بجناحيها 2) على من تحتها، ومنه أُخِذ العَرْش. (عرص) (3 - في حديث قُسٍّ: "في عَرَصَاتٍ جَثْجَاثٍ" العَرْصَة: كل مَوْضع واسِعٍ لا بِناءَ فيها. 3) (عرض) - في الحديث: "أنّه بَعَث بَدنَةً مع رجل فقال: إن عُرِضَ لها، فانْحَرْها" ¬
يعنى إن عُرِض لها بكَسْر أو مَرَض، والعَارِضُ: المَرِيضَة التي أصابها كَسْر، والعَرَض: ما يَعرِض من مَرضٍ ونحوِه. - في حديث عاشُوراءَ: "فأمر أن يؤذِنوا أَهلَ العَرُوضِ" قال وكِيع بن أبى سُود: كنا بالعَرُوضِ من أَكنافِ مكّة. قال الأصمعي: يقال لمكَّةَ والمَدينةِ العَرُوضَ (1 ويضاف إليهما غَيرهُ: اليَمَن 1). والعَرُوض: المكان الذي يُعارِضُك إذا سِرْتَ. - وفي حَدِيث أبى هريرة: "فأخَذَ في عَرُوضِ آخر" : أي طريق آخر من الكلام؛ لأن العَروض طَريق في عُرْضِ الجَبَل في مضيق. وقال الليث: هو ما اعْتَرض في عُرْضِ الجَبَل. يقال: تَعرَّض فلان في الجَبَل، إذا أخذ في عَرُوضٍ منه، فاحتاجَ أن يأخذ يَمينًا وشِمالًا. وقيل: عَروضُ الجبل: ناحِيةٌ منه. - وفي الحديث: "إن الحَجَّاجَ كان على العُرْضِ وعنده ابنُ عُمَر رضي الله عنهما" (¬2) كذا رُوِى بالضَّمَّ. وقال الحرْبِىّ: أَظنُّه أراد العُرُوضَ، يعنى جَمْعَ العَرْض، وهو الجيش. يقال للجيش إذا كان كَثِيرًا: ما هو إلّا عَرَض من الَأعراض، يُشْبِه ناحِيَةَ الجَبَل. ¬
وقال غيره: العَرْضُ: الجَيْش الضخم، شبه بالعَرْض من السَّحاب؛ وهو ما سَدَّ الأُفُق، وهو الجَبَل أيضا. - في الحديث: "ثَلاثٌ فيهن البَرَكة، مِنْهُن البَيعُ إلى أَجَل، والمُعَارَضَة". يعنى بيع العَرْض بالعَرْض وهو المتاع بالمتاع لا نَقْد فيه. والمُعارَضَة: المقابلة، وعَارضَه بمثل فِعلِه. وأَخَذتُ هذه السلعة عَرْضًا: إذا أعطيتَ بها مِثْلَها - في الحديث: "فتَلقَّته امرأَةٌ معها عَرِيضَانِ أهدَتْهما له". قال الأصمعى: العَريضُ من المَعِز: الذي أتى عليه نحوٌ من سَنَة، وتَناولَ الشَّجرَ والنَّبتَ بعُرْضِ شِدْقِه، وجَمعُه عِرْضَان. - ومنه خَبَر (¬1) سُلَيمان: "أنَه حَكَم في صاحب الغنم أن يَأكُلَ من رِسْلِها وعِرْضَانِها" قيل: هو الجَدْى إذا بَلَغ النَّزْو، يقال له عَرُوضٌ أيضًا. والعَرِيضُ عند أهل الحجاز خاصة الخَصِىّ. يقال: عَرضْت العِرضَان: إذا خَصَيْتَها. وقال أبو زيد: لا يكون العَرِيضُ إلا ذَكَرًا. وقيل: هو من الظِّباء ما عارَضَ الإثْنَاءَ (¬2). - في الحديث: "لا جَلَبَ ولا جَنَب ولا اعْتِراضَ" (¬3) ¬
الاعْتِراض: هو أن يَعْتَرضَ رَجلٌ بفَرسِه في بعض الغَايَة. فَيدْخُلَ مع الخيل، ومنه أَنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عارض جَنازَة أَبىِ طالب: أي أتاها مُعارضَة من بعض الطَّريق، ولم يَتْبَعْها من مَنْزله. (1 - في الحديث: "من سَعادَةِ المَرْء خِفَّة عَارِضَيْه" قيل: العَارِض من الِّلحية: ما يَنبُت على عُرْض الِّلحَى فوق الذَّقَن. وقيل: العارضان صفحتا الخدين: أي خِفَّة الِّلحية وقيل: هي كناية عن كَثْرة الذِّكْر لله عز وجل. - وفي حديث خَدِيجة: "أخاف أن يكون عُرِض له" : أي عَرَض له الجِنُّ وأَصابَه مسٌّ منهم 1) - في (¬2) حديث عبد الرحمن بن الزبير: "فاعتُرِضَ عنها". : أي أصابه عارِضٌ من الجِنِّ أو المَرضِ، مَنعه من إتْيَانِ زَوجتِه تَمِيمةَ. - في حديث الحَسَن: "أَنَّه كان لا يَتَأَثَّم من قَتْل الحَرُورِىِّ المُسْتَعرِض" : أي الذي (¬3) يَعْتَرِض الناسَ يَقْتُلهُم. يقال: استَعرضَ الخوارِجُ الناسَ: إذا خرجوا بأَسْيافِهم لا يُبالُون مَنْ قَتَلُوا. - في حديث عُثْمان بن أبى العاص رضي الله عنه: "أنه رَأَى رجُلًا فيه اعْتراض". ¬
الاعْتِراض: الظُّهُور، والدُّخول في الباطل، والامتناعُ من الحق، واعتَرض الفَرسُ في رَسَنه، إذا لم يستَقِم لقَائدِه، واعْترض فُلانٌ الشيءَ: تكلَّفه. واعترض عِرْضى: وَقعَ فيه، وفي فلان عَرَضْنِيَةٌ: أي صُعُوبة. - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "تَدْعونَ أَمِيرَ المؤمنين وهو مُعْرَض لكم" كذا روى. قال الحَربِىُّ: الصَّواب بكَسْر الرَّاءِ وبالفَتْح خَطَأ. يقال: أَعرضَ الشيءُ من بعيد: ظَهَر. - في الحديث: قال عَمْرو بن الأَهْتَم للزِّبْرِقَان: "إنه شَدِيدُ العَارِضَة" قال الخليل: أي ذُو جَلَدٍ وصَرَامَة. وقال الأصمعى: أي شَدِيدُ النَّاحِيَة. - في حديث سُرَاقَة: "أنه عَرَض لَأبِى بَكْرٍ، رضي الله عنهما، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الفَرَس" : أي اعْتَرض به الطريقَ يمَنَعُهما (¬1) من المَسِيرِ. - في حديث أبي سَعِيد، رضي الله عنه: "كُنتُ مع خَلِيلى صَلَّى الله عليه وسلم في غزوة؛ إذا رَجُلٌ يُقَرِّب فَرسًا في عِراضِ القَوْم". ¬
: أي ناحِيَة (¬1). يقال: عارَضْت فُلانًا: أي سِرْت حِياله. - في حديث الحَسَن: "أنه ذكر عُمَر، فأَخَذَ الحُسَيْنُ، رضي الله عنهما، في عِراضِ كلامِه" : أي في مِثْل قَولِه. - في الحديث: "رُفِعَ لِرَسُول الله صلى الله عليه وسلم عارِضُ اليَمامَةِ" وهو موْضِع معروف. (2 - في حديث (¬3) عُمَر: "سأل عَمْرَو بن مَعْدِ يكَرِبَ عن عُلَةَ بنِ جَلْد فقال: أُولئِك فوارسُ أَعْراضِنا، وشِفَاءُ أَمراضِنا". الأَعراض: جمع عُرْض، وهو الجانب: أي يَحمُون نواحِيَنَا عن تَخَطُّفِ العدو، أو جَمعُ عَرْض وهو الجَيْش، أو جَمعُ عِرْضٍ : أي يَصونُون بِبَلائِهم أَعراضَنَا عن أن تُذَمَّ وتُعَابَ. - في حديث حُذَيْفَةَ: "تُعرض الفِتَن على القُلُوبِ عَرضَ الحَصِير". : أي تُوضَع عليها وتُبْسَط، كما يُبسَط الحَصِير، من قَولِهم: عرَضْت العودَ على الإناءِ، والسيفَ على الفَخِذين 2) ¬
(عرعر)
(عرعر) - في الحديث (¬1): "أَنَّ العَدُوَّ بعُرْعُرَةِ الجَبَل" : أي رأسِه ومُعْظَمِه ومُسْتَغْلَظِه. وعُرْعُرَة السَّنام: أعلاه. وعُرْعُرَة كُلِّ شيءٍ: رَأْسُه. وظَهرُ الأَرضِ أيضًا. (عرف) - في الحديث: "مَنْ فَعَل كَذَا وكذَا لم يَجِدْ عَرْفَ الجنَّة" : أي رِيحَها الطَّيِّبة. والعَرْفُ: الرِّيح. - في حديث سَعِيد بن جُبَيْر: "ما أَكَلْتُ لحمًا أَطْيَبَ من مَعْرَفَةِ البِرْذَوْن" : أي مَنْبِت عُرْفه، وأَعرَفَ الفَرسُ: طال عُرْفُه. وعَرفْتُه: جَزَزْته. - في الحديث: "العِرافَة حَقٌّ، والعُرفَاء في النار" العُرَفَاء: جمع العَرِيفِ، وهو القَيِّم بأَمْرِ القَبِيلة والمَحَلَّة يَلِى أُمورَهم ويتعَرَّف الأَميرُ منه أَحوالَهم، وهو مبالغة في اسْمِ مَنْ يَعرِف حالَ الجُند ونَحوِهم، وقد عَرُفَ وعَرَف. وقوله: حَقٌّ: أي فيها مَصلحةٌ للنَّاس ورِفْقٌ في الأُمور. وقوله: في النَّار، معناه التَّحذِيرُ من التَّعرُّض للرِّياسة لِمَا في ذلك من الفِتْنة، وأَنّه إذا لم يَقُم بحَقِّه ولم يُؤدِّ الأَمانَة فيه أَثِم واستَحقَّ العُقوبةَ. ¬
(عرفج)
- في حديث عَوْفِ بنِ مالك - رضي الله عنه -: "لتَردَّنَّه (¬1) أو لأُعَرِّفَنَّكَها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم" : أي لأجازِينَّك بها حتى تَعرِف سُوءَ صَنِيعِك. قال الفَرَّاء: تقول العربُ للرجل إذا أَسَاء إليه: لَأعُرِّفَنَّ لك غِبَّ هذا: أي لأُجَازِينَّك عليه. تقول هذا لمن يَتَوعَّده : أي قد عَلِمتُ ما عَمِلتَ، وعَرفتُ ما صَنَعْتَ. ومعناه: سَأُجَازِيك عليه، لا أَنَّك تَقْصد إلى أن تعرِّفَه أَنَّك قد عَلِمتَ فقط. - ومنه قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عَرَّفَ بَعْضَهُ} (¬2) بالتَّخْفِيف : أي جَازَى على بَعْض. - في حديث كَعْب بن عُجْرَةَ: "جَاؤُا كأنّهم عُرْفٌ" (¬3) يقال: طار القَطَا عُرْفًا عُرْفًا: أي بَعْضُها خَلْفَ بعض. (عرفج) - ومن رباعيه (¬4) في الحديث: "كأَنَّ لِحيتَه ضِرامُ عَرْفَج" قال شَمِر: العَرْفَج: شَجَر بقَدْر قِعْدةِ الرَّجُل، لها ثَمَر كالحَسَك ذُو أغصانٍ كثيرة سَريعةُ الاشْتِعال بالنار. وقيل: هو من نَباتِ الصَّيْف لَيِّن أغبَر. ¬
(عرق)
(عرق) - (1 في حَديِث عُمَر - رضي الله عنه - أَنّه قال لِسَلْمان: "أين تَأخُذُ إذا صَدَرْت: أَعَلَى المُعَرِّقَةِ (¬2) أم على المدينة؟ " كذا رُوَيت مُشَدَّدة، والصَّوابُ التَّخْفِيف، وهي طَرِيقٌ كانت قريش تَسْلُكُها إذا سَارَت إلى الشَّام، تأخُذُ على السَّاحل، وفيها سَلكَت عِيرُ قُرَيش حين كانت وَقْعَة بَدْر 1). - في الحديث: "أَنَّه وقَّت لأَهلِ العِراقِ ذَاتَ عِرْقٍ" العِراقُ في الّلغة: شَاطِىءُ البَحْر والنَّهر، فقيل للعِراق عِراقٌ لأنه على شاطىء دِجْلَة (¬3) والفُرَات حِينَ يتَّصِل بالبحر. وقيل: العراق: الخَرَز الذي في أسفَلِ القِربةِ، فسُمِّى هذا الرِّيفُ عِراقًا لاستِفالِه (¬4) عن أرضِ نجدٍ، وقيل: لامْتِداده كامْتِداد ذاك الخَرَز. وقيل: لإحاطتِه بأرضِ العَرب كإحاطة ذلك بالقِرْبَة. وقيل: عِراق تَعْرِيب إيران (¬5)، وقيل: سُمِّى به لكَثْرة عُروقِ الشَّجَر فيه، وذَاتُ عِرْق، قيل: سُمِّى به لأن هناك عِرْقاً وهو الجَبَل الصَّغير. - ومنه حديث جَابِر - رضي الله عنه -: "خَرجُوا يَقُودُون به حتى لَمَّا كان عند العرْقِ من الجَبَل الذي دُونَ الخَنْدق نَكَّبَ" (¬6). ¬
وسُمِّى عِرْقًا كأَنَّه (¬1) عِرْقُ جَبَل آخر. - ومنه حديث ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "أنه كان يُصَلِّى إلى العِرْق (2 الذي في طَرِيقِ مَكَّةَ" 2). - في الحديث: "إن ماءَ الرَّجل يَجرِى من المَرْأَة إذا واقَعَهَا في كل عِرْقٍ وعَصبٍ" قيل: العَربُ لا تَكاد تُفَرِّق بين العِرْق والعَصَب، ومن الناس من يَجَعل العِرقَ الأَجوفَ، والعَصَب غَيرَ الأَجوفِ. - في حديث أبى الدَّرْدَاءِ، رضي الله عنه، "أنّه رأى في المَسْجِد عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا" قال الحربى: أَظُنُّها (¬3) خَشَبَة فيها صُورَة، ويقال: لكُلِّ صَفٍّ من خَيْل أو قَطًا عَرَقَة، والجَمعُ عَرَق. - في حديث عَطاء: "أَنَّه كَرِه العُروقَ للمُحرِم" العُروقُ: نَباتٌ أصفَر طَيِّبُ الريح والطَّعْم، يُعمَل في الطَّعامِ، وقيل: هو جمع واحِدُه عِرْقٌ. - في حديث وائل، بن حُجْر، قال (¬4) لِمعاوِيةَ، رضي الله عنهما، "تَعرَّق ظِلَّ ناقَتى" ¬
(عرقب)
كأنه من تَعرَّقْت العَظْمَ إذا أخذتَ ما عليه من اللَّحمِ بأَسْنَانك: أي امْشِ في ظِلِّها وانتفع به قَلِيلاً قَلِيلاً، كما (¬1) يؤخَذ مِنَ العَظْمِ بالأَسنَانِ. - ومن رُباعِيِّه: "رَأَيتُ كأَنَ دَلْوًا دُلِّىَ من السَّماءِ، فأخذ أبو بَكْر، رضي الله عنه، بعَرَاقِيها فشَرِب" العَراقِى: (2 جمع عَرْقُوة مُخَفَّفَتَين؛ وهي الخَشَبة المعروضَة على فَمِ الدَّلو، وهما عَرقوَتان 2) كالصَّلِيب، وهما أيضا الخَشَبَتان اللَّتان تَضُمَّان ما بَيْن واسِطَة الرَّحْل وآخِرَتهِ، وقد عرقَيْتُ الدَّلوَ: ركَّبتُ العَرقُوة فيها (¬3)، فهى مُعَرْقَاةٌ ومَعْرُوقة، وجِنْس العَرْقُوَة العَرْقِى بالياء. قال قائِلهُم: * حتىّ تَقُضىِّ عَرْقِىَ الدُّلِىِّ (¬4) * (عرقب) - وفي حديث القَاسِم: "كان يقول للجزَّار: لا تُعَرْقِبْها" : أي لا تَقْطَع عُرقوبَها، وهو عَقِب مُوَتَّر خَلفَ الكَعْبَين، بين مَفْصِل الوَظِيف ومَفْصِل الساق لِذَواتِ الأربع وقيل: من الإِنسان فُوَيْق العَقِب. (عرك) - في الحديث: "عاوَدَه كَذَا وكَذَا عَرْكةَ (¬5) " ¬
(عرم)
: أي مرَّةً. يقال: لقيتُه عَرْكَةً بعد عَرْكةٍ: أي مرّةً بعد أُخرَى. وقيل: العَرْك: الجَسُّ الكَثِير، والمَرَّة والمَرَّتَان لا تكون عَرْكًا. (1 - في حديث (¬2) عائِشةَ - تَصِفَ أباها, رضي الله عَنْهُما -: "عُرَكَةٌ للَأذَاةِ بجَنْبِه" : أي يَحْتَمله، وأنشد: إذا أنتَ لم تَعرُك بجَنْبِك بَعضَ ما يَرِيبُ من الَأدنَى رَمَاكَ الأَباعِدُ (¬3) وفي كتابه لقومٍ من اليهودِ: "إنَّ (¬4) عليهم رُبْعَ ما صادت عُرُوككُم ورُبعَ المِغْزَل" العُرُوك: هو جمع عَرَك، وهم الذين يَصِيدُون السَّمَك، ورُبعَ ما تَغْزِله النِّساء، وهذا حكم خاصٌ 1). (عرم) - في حديث مُعَاذ - رضي الله عنه -: "ضَحَّى بكَبْشٍ أَعرمَ" (¬5). قال الأصمعى: هو الأَبيضُ الذي فيه نُقَط سُود مع بَياضِه، والأُنثَى عَرْمَاءُ، وجمعُها عُرْم، وقد عَرِم عَرَمًا، والعُرْمَة: ¬
(عره)
الاسْم، وحَيَّة عَرْماءُ: منقَّطة بَبَياضٍ وحُمْرَة، وكذا بَيْضَةٌ عَرمَاءُ. والعُرْمة: بَياضٌ بِمَرمَّة الشاة. وقَطِيعٌ أَعرمُ، إذا كان ضَأنًا ومَعِزا. وعَرَّمتُ: خَلطتُ الشعَير بالحِنْطة. والعَرَمْرَم من الجيوُشِ: المْخَتلِف الأَلوان. - في حديث عَاقِر النَّاقةِ: "فانْبَعَث لها رجلٌ عَارِم" : أي خَبِيثٌ شِرِّير؛ ومنه عَرامة الصَّبِىَّ في صِغَره زيادةٌ في عَقْله في كِبَره. وقد عَرُم، بضم الراء وفتحها وكسرها، صار عارِمًا. والعُرامُ (¬1): العَرَامَة. والصَبِىُّ عَرِمٌ وعَرِيمٌ، وعَرَّمتُه: أصبْتُه بشَرٍّ، والعَرامُ: الشَّدِيدُ العَرَامة العَقُول لها. (عره) - في حديث (¬2) عروة بن مسعود، رضي الله عنه: "والله ما كلمتُ مَسعودًا منذ عَشْرِ سِنِين والَّليَلة أُكَلِّمه، فخرج إليه فَنادَاه، فقال: مَنْ هذا؟ فقال: عُروةُ، فأقبَلَ مَسعُودُ بنُ عَمْرو، وهو يقول: أطَرقْتَ عَراهِيَةً، أم طَرَقْتَ بِدَاهِيَه؟ ". قال الخطابي: هذا حَرفٌ مُشْكِل، وقد كَتبتُ فيه إلى الأزهرى، وكان من جوابِه: أنه لم يَجدْه في كلام العرب. والصَّواب عِندَه (¬3) عتاهِيَة. والعَتَاهيَةَ وجْهان: الغَفْلَةُ، والدَّهَش، كأنه قال: أطرقْت غَفلةً بلا رَوِيَّة، أم طَرقْت دَهَشًا. ¬
(عرا)
قال الخَطَّابى: وقد لَاحَ لى في هذا شىَء، وذلك أَن تكونَ الكَلِمةُ مركبةً، وأن يكون فيها اسْمَان: ظاهِرٌ ومَكْنِىٌّ، وأُبدِل منها حَرفٌ، فأصلُها إمَّا العَراءُ وهو وَجْه الأرض. وإمَّا العَرَى مَقصُورًا وهي النَّاحِيَة. يقال: فلان لا يَطُورُ بِحَرانَا ولا يطورُ بِعَرانَا: أي لا يَقربِ نَاحِيَتَنا، فكأنّه قال: أطرقْت عَرائِى: أي فِنائى زَائِراً وضَيْفاً، كما يَطرُق الزُّوَّارُ أم أَصَابَتْك داهِيَةٌ فجِئتَ مُسْتَنْجِدًا ومُسْتَغِيثًا، فالهاء الأُولَى من عَراهيَة مُبَدلَةٌ من الهَمْزة، والثّانِية مَزِيدةَ؛ لِتَبين حركَةُ اليَاء قَبلهَا، وهي لغة مشهورة، نحو قَولِه تَباركَ وتَعالَى: {كِتَابِيَه} (1) و {حِسَابِيَه} (¬1) (2 وقال الإمامُ حَرسَه الله: ويُحتَمل أن يكون مَصْدرًا - منِ عَرَاه يَعْروه؛ إذَا زَارَه، كالكَرَاهية من كَرِه، وأَبدلَ وَاوَه هَمْزةً، ثم هَاءً، لِيُزاوِجَ دَاهِيَةً، كما فُعِلَ بالغَدَايَا للعَشَايَا، وبالمَأْمُورَة للمَأْبُورة. ويجوز أن يكون عَزَاهِيه بالزاى المنقوطة - مصدر عَزه فهو عَزِهٌ؛ إذا لم يكَن له أَربٌ في الطَّرَب، ويكون معناه: أَطَرقْت بالأَرَب وحاجَة، أم أصابَتْك دَاهِيَه 2). (عرا) - في حَدِيث البَراء بِن مالكٍ، رضي الله عنه: "كانت تُصِيبُه العُرَوَاء". ¬
وهي الرِّعدةُ، وأَصلُها (¬1) في الحُمَّى حين تأخذ بقُرِّها. يقال: عُرِى فهو مَعْرُوٌّ، فإذا عَرِق، فهو الرُّحَضَاء. - ومنه حَدِيثُ أَبىِ سَلَمة: "كنتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعرَى منها" : أي يُصِيبُنى العُرَوَاءُ (¬2) - في الحديث: "كانت فَدكُ لحُقوقِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم التي تَعرُوه". : أي تَغْشَاه وتَنْتَابُه. يقال: عَرَاه هَمٌّ وضِيقٌ، واعْتَراه: أي نَزَلَ به. - في الحديث: "فكَرِه أن يُعْرُوا" (¬3) : أي تَصِير دُورُهم إلى العَرَاء، وهو الفَضَاء من الأرض. وفي رواية: "فكَرِه أَنْ تَعْرى المَدِينَةُ": أي تَخلُوِ وتَصِيرَ عَراءً. - في حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أنَّ امرأةَ مَخْزومِيَّة كانت تَسْتَعِيرُ المَتاعَ وتَجْحَدُه، فأَمَر بها فقُطِعت يَدُها" ذهب عامَّةُ أهلِ العِلْمِ إلى أَنَّ المُسْتَعِيرَ إذا جَحَد العَارِيَّة لم يُقْطَع، لأنَّ الله تعالى إنما أَوجبَ القَطْعَ على السُّرَّاق، وهذا خَائِنٌ ليس بِسَارق. وفي قوله صلّى الله عليه وسلّم: "لا قَطْع على خَائنٍ" دلِيلٌ على سُقُوط القَطْع عنه. وذهب إسحاق إلى القَوْل بِظَاهِر هذا الحديث. وقال أَحمدُ: لا أعلَمُ شَيئاً يدفعُه، يعنى حَديثَ المَخْزُومِيَّة. ¬
قال الخَطَّابىُّ: وهذا الحديث مُختَصَر غير مُتَقَصًّى لَفظُه، وسِياقُه: وإنما قُطِعت المَخزُومِيَّةُ؛ لأنّها سَرَقَت، وذلك بَيّن في رِواية عائِشةَ، رضي الله عنها، لهذا الحَديثِ. وإنَّما ذُكِرت الاسْتِعارةُ والجَحدُ في هذه القِصَّةِ تعريفًا لها بخاصِّ صِفتِها؛ إذ كانت الاستعارةُ صِفةً لها حتى عُرِفَت بذلك، كما عُرِفَت بأنّها مخزومِيَّة، إلا أنّها لمّا استمرَّ بها هذا الصَّنيعُ تَرَقَّت إلى السَّرِقَة، وتَجَرّأت عليها، فأمَرَ بها فقُطِعَتْ. ورواه مسعودُ بنُ الأَسْود أيضا، فذكَر أَنَّها سَرقَت قَطِيفةَ بَيْت (¬1) رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم. (2 - في صحيح مسلم: "لا ينَظُر الرجُلُ إلى عُرَيَّة المرأة" (¬3) كَنَّى عن العَوْرة بما يَعْرَى منها، وليست بتَصْغِير عَورَة؛ لأن تصْغِيرها عُوَيْرة - بتقديم الواو عِلى الراء - إلا أن يُقالَ: قدَّم الرَّاءَ على الواو في عَوْرَة، ثم صغَّرها. - في الحديث: "فأُتِى بفرسٍ مُعْرَوْرٍ" ¬
: أي ليس (¬1) على ظَهرِه شيء. والاعْرِيرارُ: كَونُه عُرْيانًا ليس عليه شىْء، وفي لفظه تقدير. - في الحديث: "لا تُشَدُّ العُرَى إلا إلى ثَلاثَة مَساجِدَ" وفي رواية: "لا يُشَدّ الغَرَض". وهو حِزَام الرَّحْل، والعُرَى بمعناه 2). * * * ¬
ومن باب العين مع الزاى
(ومن باب العين مع الزاى) (عزب) - في الحديث: "إِنَّهم كانوا في سَفَرِ مع رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فسَمِع مُنادِيًا، فقال: انظُروا تَجدُوه (¬1) مُعِزبًا أو مُكْلِئًا" المُعزِب: طالبُ الكَلأِ العَازِبِ، وهَو البَعِيدُ الذي لم يُرْعَ. وأعزَب القَومُ: أَصابُوا عَازِبًا من الكَلأِ. - ومنه حديث أبى بكر رضي الله عنه: "أنه كان له غَنَمٌ، فأَمَر عامِرَ بنَ فُهَيْرة، رضي الله عنه، أن يَعزُب بها" : أي يُبعِد في المَرعَى. (2 وقيل: يُعَزِّبَ بها - بالتشديد - أي يذهَبُ بها إلى عَازِبٍ من الكَلأِ، قاله يَعقُوبُ. وقال غيره: يقال: مَالٌ (¬3) عَزَبٌ، وجَشَرٌ وهو الذي يَعزُبُ عن أَهلِه. ورجل مُعَزَّبٌ ومُجَشِّر. يقال: عَزَّبَ السَّوامَّ وبالسَّوَامِّ فَعَزَبَ، كَغَرَّب، من غَرَبَ؛ وأما البَاءُ فيه فلِلزِّيادة أو بمِعْنى فِى. 2) ¬
(عزز)
(عزز) - في حديث أبى ذرّ رضي الله عنه: "كانت له أربَع عُزُزٌ" (¬1) هو جَمْع عَزُوز، وهي الشَّاةُ البَكِيئَة (¬2) الضَّيِّقَة الإِحلِيل؛ مأخوذ من العَزَازِ، وهِو الذي رُوِى في الحديث. - في الحديث: "أنَّه نَهَى عن البَوْلِ في العَزَاز" (¬3) وهو الأَرْضُ الصُّلْبَةُ. - في حديث عمر رضي الله عنه: " (¬4) تَمَعْزَزُوا" قيل: هو من العِزِّ، وهو الشِّدَّة: أي تشدَّدُوا وتصلَّبوُا، والميم زَائِدَة، كتَمسْكَن من السُّكُون. وقيل: هو من المَعَز، وهو الشِدّة (¬5) - أيضا -. ورجل ماعِزٌ: شَدِيدٌ. ومنه الأمْعَز والمَعْزَاءُ. (عزف) - في حديث عمر رضي الله عنه: "أنه مَرَّ بعَزْفِ دُفٍّ فقال: ما هذا؟ قالوا: خِتَانٌ، فَسَكَت" العَزْفُ: الَّلعِب بالمَعازِف؛ وهي الدُّفُوفُ وغَيرُها مِمَّا يُضْرَب، وهي جمع المِعْزَفَة، لِنَوعٍ منها. وقيل: جَمْع العَزْف. وقيل: إن كُلَّ لَعِبٍ عَزْفٌ. ¬
- في حديث حارثة (¬1) رضي الله عنه: "عَزفَتْ نَفْسى عن الدُّنْيا" : أي عافَتْها وكَرِهَتْها. تعزُف وتَعزِف، وأنشد: إذا عَزَفَتْ نفسى عن الشيء لم تكَدْ إليه بوجهٍ آخِرَ الدَّهر تُقْبِلُ (¬2) ويروى: عزَفْتُ نَفْسى. قال الإمامُ أَبُو القَاسِم، رحمه الله: أي حَبَسْتُها ومَنَعْتُها وصرفْتُها. - وفي الحديث: "أنّ جَارِيَتَينْ كانَتَا تُغَنِّيَان بِما تَعازَفَت الأنصارُ يومَ بُعَاث" (¬3) : يحتمل أن يكُون من العَزِيفِ، وهو صَوتُ الوَغَى (¬4) كعَزِيفِ الرِّياح، وهي ما يُسْمَع من دَوِيِّها. ومنه عزِيفُ الجِنِّ؛ وهو جَرسُ أصواتها. ¬
(عزق)
- ومنه حديث (¬1) ابن عباس رضي الله عنهما: "كانت الجنُّ تَعزِفُ الليلَ كلَّه بين الصَّفَا والمَرْوَة". العَزِيفُ: صَوتٌ من الجِنِّ يُسْمَع بالَّليل كالطَّبْل. وغَيثٌ عَزَّافٌ: كَثِيرُ صَوْت الرَّعْدِ. وقد عزَفَت الجنّ تَعْزِف. وقيل: إنه صَوتُ (¬2) الرِّياح، قَدَّرَها أَهلُ البادية صَوتَ الجِنِّ. وأَبرَقُ العَزَّافِ: موضع رَمْل لِبَنى سَعد، سُمّى به؛ لما قيل: إنه يَكْثُر به العَزِيف. (عزق) - في حديث سَعِيد (¬3): "وسأَلَه رجلٌ. فقال: تَكَارَيْتُ من فلان أرضًا فعَزقْتُها". يقول: أخرجتُ الماءَ منها. قال أبو زيد: عَزَقْت الأَرضَ أعزَقُها عَزْقًا؛ إذا شَقَقْتَها بَفأْس. والمِعْزَقة (¬4): البِيلُ أو المَرُّ وقيل: المِذراةُ. ويقال: عَزَقْت الأرضَ: كَربْتُها (¬5)، ويُسَمَّى ذلك الفِعْل الكِرَاب. ¬
- وفي الحديث (¬1): "لا تَعْزِقوا" : أي لا تَقْطَعُوا. (عزم) (2 - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "اشتَدَّت العزَائمُ" : أي عَزَمات الأُمَراءِ على النَّاسِ في الغَزْوِ إلى الأقطارِ البعيدة، وأَخْذَهم بِها. 2) * * * ¬
ومن باب العين مع السين
(ومن باب العين مع السين) (عسب) - في حديث "أَنَّه نَهَى عن عَسْب الفَحْلِ" وهو طَرْقُه. وقيل: العَسْب: ماء الفَحْل فَرَسًا كان أو بعيرًا. ويقال: قَطَع الله عَسْبه: أي ماءَه ونَسْلَه، وأَرادَ ما يُؤْخذُ عليه. وإنّما نَهَى عنه؛ لأنَّ عَملَه وقَدرَه مَجْهول، ولا بُدَّ في الإجارة من تَعْيِينِ الأُجرة، وتَعْيينِ قَدْر العَمَل، أو وَقْت العَمَل، مثل أن يَسْتَأْجِرَه لِيَبْنىَ دارَه بدينار، أو يَستَأجِرَه شَهْرًا بدِينارٍ لِيَبْنى له" وكان مالِكٌ يُجيِز أن يُسْتَأجَر الفَحلُ مشاهرَة؛ لأن الوَقتَ في العَمَل معَلُوم. - وفي حَديِث مِعْضَدٍ: "لولا ظَمَأُ الهَواجِر ما بَالَيتُ أن أكون يَعسُوبًا" اليَعْسُوب - ها هنا -: فَراشَة مُخضرّةٌ تطير (¬1) في الهواء في الربيع، لها أربعة أجنحة لا تَقبِضها أبدًا، ولا تَراه إلّا طائرا، أو واقعا على رَأس عُود، لا يَمْشى، ويُسَمَّى العَظِيمُ منها ¬
(عسر)
الجَحْل (¬1) والسُّرْمَان (¬2). وقيل: هو طائر أَعظمُ من الجراد يُشبَّه به الخَيلُ، والكِلابُ، والجَرادُ، والثِّيرانُ في الضُّمْر. - وفي الحديث: "وفي يَدِه عَسِيبةٌ" (¬3) : أي جَرِيدة دَقِيقة من النَّخْل. والجمع: عُسُبٌ وعُسْبَان؛ (4 وهو ما لم يَنبُت عليه الخُوصُ، فإذا نَبَت فهو غَضٌّ. (عسر) - في حديث الزُّهْرِى: "كان يدَّعِمُ على عَسْرائِه" تأنِيثُ الأعْسَر: أي اليَد العَسْراء، ويحتمل أنه كان أَعسَرَ 4) (عسس) - في الحديث: "أنه كان يَغْتَسِل في عُسٍّ حَزْرَ (¬5) ثَمانيةِ أرطالٍ، أو تِسعةٍ" العُسُّ: القَدَح الكبير الضَّخْم. والجَمعُ عِساسٌ وأَعْسَاسٌ. - في حديث عمر رضي الله عنه: "أنه كان يَعُسُّ بالمَدِينة" العَسُّ (¬6): نَقْضُ الَّليلِ عن أَهلِ الرِّيبَة. والعَسَس: اسم منه، كالطَّلَب، ويكون مَصْدرًا كالشَّلَل بمعنى الطَّرد. ويكون جَمعًا لِعَاسٍّ، كحَارِسٍ وحَرَس. ¬
(عسف)
(عسف) - في الحديث: "لا تَبْلُغ شَفَاعَتِى إمامًا عَسُوفًا" : أي جَائِرًا ظَلُومًا. قال الأصمعى: اعتَسفَ فُلانٌ فلانًا؛ إذا ظَلَمه وأَخذَ به على غَيرِ طَريقِ الحَقِّ. والعَسْفُ: أن يَأخُذَ الرجلَ على غير هدًى. وقيل: هي رُكُوب الأَمرِ من غَيْر رَوِيَّة، ورُكُوب الفَلاةِ على غَيرِ قَصْد، ولا طَريقٍ مَسلُوك. وقال شَمِر: العَسْف: السَّيرُ على غير علم. - في حديث عمر رضي الله عنه: قال (¬1) لِعَمْرو بنِ معدِ يكرب رضي الله عنه: "كَذَب؛ عَلَيْكَ العَسَل" (¬2) ¬
(عسم)
: أي لَزِمَك سُرعَةُ المَشْى، من العَسَلاَن (¬1)، وهو مَشْى الذِّئْب. واهتِزازُ الرِّيح. (عسم) - في الحديث: "في العَبْد الَأعْسَم إذا أُعْتِق" (2 - العَسَم (¬3): يُبْس في المِرفَقِ تَعوَجُّ منه اليَدُ. وقد عَسِم عَسَمًا. إذا أُعْتِق 2) (عسا) - في الحديث: "أفضل الصَّدَقةِ المَنِيحَةُ تَغدُو بِعِساء وتَرُوحُ بعِساءٍ". ¬
قيل: العِسَاء: العُسُّ الكَبِير - (1 رواه أبو خَيْثَمة، ثم قال: بعِسَاسٍ كان أجودَ، فعَلَى هَذَا هو جمع العُسّ، أَبدلَ الهَمزةَ من السِّينِ 1). - في حديث عمر، رضي الله عنه: "عسى الغُوَيْر أبؤُسًا" (¬2) أَبؤُس: جمع القِلَّة لبَأّسٍ. وعَسَى كلمة رَجَاء وظَنٍّ، ويقين وشَكٍّ. وقيل: هو من الله تعالى في القُرآن واجِبٌ : أي يَقِينٌ، وخَبَرُه يكونُ في فِعْل مضارع مع أَنْ في الغَالِب، كما قال الله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ} (¬3)، كما يُقال: عَسىَ الله جاعِلاً. وإنما انتَصب ها هنا؛ لأنه أَلْحَق عَسىَ بكان، وأنشَدَ في مَعنَى اليَقيِن: ¬
* ظَنِّى بهم كَعَسىَ وهم بِتَنُوفَةٍ (¬1) * وقال العجاج في الظّنّ: * قُلتُ وليس القَوْلُ بالتَّعَسِّى * (¬2) وعَسَا (¬3) جِلدُه: يَبِس عُسُوًّا وعُسِيًّا. ومنه قِراءَةُ مَنْ قَرأ: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} (¬4) : أىْ يُبْسًا. * * * ¬
ومن باب العين مع الشين
(ومن باب العين مع الشين) (عشر) - في صوم (¬1) "عَاشُورَاءَ". قال قَومٌ: هو اليَوْم التاسع؛ لأنّ العرب تُنقِص واحدًا من العَدَد. يَقُولون: وردت الِإبل عِشْرًا. إذا وَردَتِ اليَومَ التاسِعَ، ووَردَتْ تِسْعًا؛ إذا وَرَدَت اليَومَ الثّامِنَ. وفلان يُحَمُّ رِبْعًا: إذا (¬2) حُمَّ اليوم الثالث. وقال الجَبَّان: العِشْر: أن تَشْرَبَ اليوَمَ العاشِرَ من (¬3) يوم شَرِبَت. وقيل: هو اسمٌ إسلامِىٌّ، وليس فاعُولاَء بالمَدّ في كَلامِهم غَيْره؛ وقد يُلْحَق به تَاسُوعاءُ. - في حديث عبد الله (¬4)، رضي الله عنه: "لو بَلغَ ابنُ عبَّاس أسْنَانَنا ما عاشَره منا رَجُلٌ" (¬5) : أي لو كَان في السِّنِّ مِثلَنا ما بَلَغَ أحدٌ منا عُشْرَ عِلمِه. - في الحديث: "احْمَدُوا الله عز وجل إذ رَفَع عنكم العُشورَ" يعنى: ما كَانَت الملُوكُ تأخذه منهم. ¬
- وفي حديث آخر: "إن لَقِيتُم عاشِرًا (¬1) فاقْتلُوه" : أي إن وجَدتُم مَنْ يأخُذ العُشْر على ما كان يأخذه أَهلُ الجاهلية مُقِيمًا على دينِه فاقْتلُوه لكُفْرِه أو لاستِحْلالِه؛ لذلك إن كان أَسْلَم، وأَخذَه مُسْتَحِلًّا وتارِكًا فرضَ الله عزَّ وجلَّ مِن رُبْعِ العُشْرِ، فأمّا مَن يَعْشُرهم على ما فَرض الله سبحانه وتعالى فحَسَن جَميل، فقد عَشَرَ أَنَسٌ وزِيادُ بن جَرِير لِعُمرَ، وجَماعةٌ من الَصَّحابةِ والتَّابعين، رضي الله عنهم. ويجوز أن يُسَمَّى ذلك عَاشِرًا؛ لإضافَةِ ما يَأخُذُه إلى العُشْر، كَرُبْع العُشْرِ، ونِصْفِ العُشْر ونَحوهِما. يقال: عَشَرْتُه: أَخذتُ عُشْرَ مَالِه، أَعْشُره - بالضم، فأنا عَاشِرٌ. وعَشَّرتُه، أيضًا فأنا مُعَشِّر وعَشَّارٌ. فأَمَّا عَشَرتُهم: أَىْ صِرتُ عاشِرَهم أَعشِرهم بالكسر. ومنه: كِنت عاشِرَ عَشَرَة: أي كُنتُ أَحَدَ العَشَرة، فإذا قُلتَ: عَاشِرُ تِسْعة، فمَعْناه: صَيَّرتُهم بي عَشَرَة. ومَا وَرَد في الحَديث: "من عُقُوبَةِ العَشَّار". فمَحْمولٌ على الحَديث الذي ذَكَرْناه "إن لَقِيتُم عاشِرًا (¬2) فاقْتلُوه" - في حديث آخَرَ (¬3) "لَيْس على المُسْلِمِين عُشُورٌ إنما العُشُورُ على اليَهُودِ والنَّصَارَى" ¬
: يعنى: عُشورَ التِّجاراتِ دُونَ الصَّدَقَات والذى يَلْزمُهم من ذلك ما صُولِحوا عليه وَقْتَ العَهدِ عند الشافعى. وقال: أَصْحابُ (¬1) الرَّأْىِ: إنْ أَخَذوا من المسلمين إذا دَخَلوا بلادَهم أَخذْنا منهم إذا دَخَلوا بِلادَنا للتِّجارة. - وفي حَديث: عُثْمانَ بنِ أبى العَاصِ رضي الله عنه: "إِنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ اشْتَرطُوا أن لا يُحْشَرُوا ولا يُعْشرُوا ولا يُحَبُّوا، فقال لكم أن لا تُحْشَروا ولا تُعْشَروا، ولا خَيرَ في دينٍ ليس فيه رُكُوعٌ، الحَشْر في الجهاد والنَّفير له" ولاَ يُعْشَروا معناه الصَّدَقَة الواجِبَة، ولا يُجَبُّوا: أي لا يركَعُوا، وأَصلُ التَّجْبِيَةِ: أن يُكَبَّ الإنسانُ على مقدَّمه، ويرفَعَ مُؤَخّره. ويُشبِه أن يكون إنما سَمَح لهم بَترْك الجهادِ والصَّدقَة؛ لأنهما لم يكونَا واجِبَيْن (¬2) في الحَال عليهم، لأنَّ الصَّدقَةَ إنما تَجِب بحَوْل الحَوْل، والجِهادُ يَجب بحُضُور العَدُوّ. فأما الصَّلاة فهى رَاهِنَةٌ (¬3) في كل يَوْم وليَلْةٍ في أَوقاتِها. وقد سُئِل جابرٌ، رضي الله عنه، عن اشْتِراطِ ثَقِيف أن لا صَدقَةَ عليها ولا جِهادَ؛ فقال: علم أنهم سيَتَصَدَّقُون (¬4) ويُجاهِدُونَ إذا أَسْلَموا. ¬
- في حديث بَشِيرِ بن الخَصَاصِيَّة، رضي الله عنه، "حينَ ذَكَر له شرائعَ الإسلامَ. فقال: أَمَّا (¬1) اثنان منها فَلَا أُطِيقُهُما؛ أما الصَدقَةُ فإنّما لى ذَوْدٌ، هُنَّ رِسْلُ أَهلىِ وحَمُولَتُهم؛ وأما الجهادُ فأَخافُ إذا (¬2) حَضَرت خشَعَت نفسى. فكَفَّ يَده، وقالَ: لا صَدقَةَ ولا جِهادَ، فَبِمَ تَدخُل الجَنَّة؟ " فلم يَحتَمِل لِبَشِير ما احْتَمَل لِثَقِيف، فيُشْبِه أن يكون إنما لم يَسْمح له بِتَرْكه لعِلمِه بأنه يَقْبَل إذا قِيلَ له، وثَقِيفٌ كانوا لا يَقْبَلُونَه في الحال، ويحتمل أَنَّه عَلِم أَنَّ بَشِيرًا يُفارِقه على ذلك، فإذا سُمِح له بَتَرْكِه بَقِى على ذلك أبدا، فلا يَقبَل بَعَده، بخلاف ثَقِيفٍ فإنهم كانو يختَلِفون إليه، فكان يتدرجُهم على قَبولِه، حتى يُقرُّوا به، كما ذكره جابر؛ أو يكون خَافَ على ثَقِيف أنّه إن أَبَى عليهم إلا الإقرارَ به نَفَروا عن الإِسلامِ، فأَرادَ أن يَتَدرجَهم عليه شيئا فشيئا. كما رُوِى أَنَّ سَلْمَانَ، رضي الله عنه، كان يقول لامرأَةٍ فارسِيَّة: صَلّى كلَّ يومٍ صَلاةً، فقِيلَ له: وما تُغنِى عنها صَلاةٌ واحدةٌ؟ فقال: إن صَلَّت واحدةً صلَّت الخمسَ أو نحو ذلك، وعَلم من بَشِير خلافَ ذلك. ¬
- قوله تبارك وتعالى: {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} (¬1). قيل: إنَّما أَنَّث العَشْر؛ لأنه أَرادَ الأيامَ بلياليها. وقال المُبَرِّد: إنما أَنَّثَ العَشَرَةَ للمُدَّة. - وقوله تبارك وتعالى: {عِشْرُونَ صَابِرُونَ} (¬2) قيل: عِشرون: جمع عَشْر. وقيل: هو اسم العِشْرِين. وقيل: لا وَاحِدَ له كالاثْنَيْن. - في حديث مَرْحَب: "أَنَّ محمدَ بنَ مسْلَمَة، رضي الله عنه بارَزَه، فدَخَلت بينهما شَجَرةٌ من شَجَر العُشَر". قال الأَصمَعِىُّ: العُشَرَة: شَجَرةٌ ثَمَرُها الخُرْفُعُ، والخُرْفُع: جلدة إذا انشقَّت ظهر منها مثِلُ القُطْن يُشَبَّهُ به لُغامُ البَعِير. وقيل: العُشَر: شَجَر له صَمْغ يقال له: سُكَّر العُشَر. - في حديث عائشة رضي الله عنها: "كانوا يَقُولُون: إذا قَدِمَ الرجلُ أَرضًا وَبِئَةً (¬3) ووَضَع يَدَه خَلفَ أُذُنهِ، ونَهَق مِثْلَ الحِمار عَشْرا لم يُصِبْه وَبَؤُها! " يقال: من دَخَل خَيْبَرَ عَشَّر. والمَعْشَر في الأَصْل: الحِمارُ الشَّدِيدُ الصَّوت المُتَتَابع النَّهيق؛ لأنَّه لا يكُفُّ إذا نَهَق، حتى يبلُغَ ¬
(عشم)
عَشْرَ نَهَقَات، قال الشاعِرُ: لعَمْرِى لَئن عَشَّرتُ مِن خِيفَةِ الرَّدَى نَهِيقَ حِمارٍ، إنَّنِى لجَزوعُ (¬1). (2 - في الحديث: "أُتى بلَبَن عُشَرى" : أي: لَبَن إبلٍ تَرعَى العُشَر، وهو الشَّجَر الذي تَقَدَّم. والعُشر من النّوق. 2) (عشم) - في حديث عمر رضي الله عنه: (¬3) "أنَّه وَقَفَت عليه امرأَةٌ عَشْمَةٌ بأَهدامٍ لها، (4 فقالت: حَيَّاكُم الله قَومًا تَحِيَّةَ السَّلام وأَمارةَ الإسلامَ: إنِّى امرأَةٌ جُحَيْمرٌ طَهْمَلَةٌ، أَقبلْتُ من هَكْرَانَ وكَوكَب، وهما جَبَلان أجاءتْنى النَّآئِدُ لاسْتِيشاء الأبَاعِد بعد الرَّفِّ والوَقِير، فهل من ناصر يَجْبُر، أودَاعٍ يُشْكَر، أَعاذَكم الله من جَوْحِ الدَّهْرِ، وضَغْمِ الفَقْر" العَشْمَةُ: العَجُوز القَحْلَة. 4) ¬
(عشا)
وقال الجبَّان: رجل عَشْمَةٌ: مُسِنٌ يَائِسٌ من الهُزالِ، والكبيرة من النِّعاِج والمَالِ. والعَشْم: الخُبْز اليَابِس، والقطعة منه عَشْمَة، وشجَرة عَشْماءُ: يَابِسها أكثَرُ من رَطْبِها. والأَهْدامُ: الأخْلاقُ من الثِّياب. (عشا) - في حَدِيثِ أبى هُرَيْرَة، رضي الله عنه: "حتى ذَهَب عَشْوَةٌ من اللَّيْل". قال سَلْمانُ الأديب وغيره: هي ما بَيْنَ أوَّلهِ إلى رُبعهِ، كأنها مأخوذَةٌ من العِشاءِ. - في الحديث (¬1): "ما من عَاشِيَةٍ أدْوَمَ أَنَقًا ولا أَبعدَ ملاَلاً من عَاشِيَة عِلمٍ" العَشْو: إتْيانُك نارًا تَرجُو عندها خَيرًا. يقال: عَشَوْتُه أَعْشُوه، فأنا عاشٍ، ونحن عَاشِيَة. قال الشاعر: مَتَىَ تَأتِه تَعْشُو إلى ضوءِ نارِه تَجِدْ خيرَ نارٍ عِندها خَيْرِ مُوقدِ (¬2). ويعنى بالعَاشِيَة - ها هنا -: طالِبَ العِلْم الرَّاجى خيرَه ونَفعَه. ¬
- وفي الحديث: "إذا حَضَر العَشَاءُ، وأُقيِمتَ العِشَاء، فابدَأوا بالعَشاء (¬1) " العَشَاء - بالفتح -: الطَّعَام مُقابِلَ الغَداء. والعِشاءُ: اسْم ذَلِك الوَقتِ. والعِشاءُ من المَغْرِب (¬2) إلى العَتَمةِ. والعَشِىُّ: من زَوالِ الشَّمْسِ إلى الصَّباح. وقيل: العِشَاء أَوّلُ ظَلامِ اللَّيْلِ. * * * ¬
ومن باب العين مع الصاد
(ومن باب العين مع الصاد) (عصب) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أَنَّه أَرادَ أن يَنْهَى عن عَصْب اليَمَن، وقال: نُبِّئتُ أَنَّه يُصبَغُ بالبَوْل، ثم قال: نُهِينَا عنْ التَّعَمُّق" العَصْبُ: بُرودٌ يُعصَبُ غَزلُها ويُصبَغ، ثم يُنسَج. يقال: بُردٌ عَصْبٌ، وبُرُود عَصْبٌ، لا يُجَمع. - ومنه حَدِيثُ المُعتَدَّة: "لا تَلبَسُ المُصَبَّغَة إلّا ثَوبَ عَصْبٍ" (¬1) وقيل: هي بُرُودٌ مُخطَّطَة. والعَصْبُ: الفَتْلُ. والعَصَّابُ: بائِعُ (¬2) الغَزْلِ. - في حديث ثَوْبان، رضي الله عنه، "اشتَرِ لِفاطِمَةَ قِلاَدةً من عَصْب وسِوارَيْن من عَاجٍ" العاج: عظم ظهر السُّلَحْفاة البحرّية، وهو الذَبْل. فأما العصب؛ فقال الخطابى - في شَرْح كِتاب أبى داوود -: إن لم تكُن الثِّياب اليَمَانِيَّة فلا أَدرِى ما هي؛ وما أُرَى أَنَّ القِلادةَ تكونُ منها، لم يُفَسَّر بأكثرَ من ذلك. ويُحتَمل (¬3) عِندِى أَنَّ الرِّوايةَ إنما هو العَصَبُ - بفتح الصاد -: ¬
وهو أَطْنَابُ مَفاصِل الحَيَوانات وهي شيءُ مدَوَّر، فيُحتَمل أنهم كانوا يأخذُونَ عَصَب بعض الحَيَوانات الطاهرة فيَقْطَعُونه ويَجْعَلُونه شِبْه الخَرَز، فإذا يَبِس، يَتَّخذون منه القَلائِد، وإذا جَازَ وأمكَن أن يُتَّخَذ من عِظامِ السُّلحفاة وغيرها الأسْوِرَةُ جَازَ، وأمكنَ أن يُتَّخذ من عَصَب أَشباهِها خَرزٌ تُنظَم منها قَلائِدُ. ثم ذَكَر لي بَعضُ أهلِ اليمن أنّ العَصَبَ سِنُّ دابَّة بَحْرِيَّة تُسمَّى فَرسَ فِرعَون يُتَّخذ منها الخَرزُ يكونُ أَبيضَ، ويُتَّخذ منها غَيرُ الخَرزِ أيضا من نِصاب السِّكّين وغَيرِه. - في الحديث (¬1): "العَصبِىُّ من يُعينِ قومَه على الظُّلمِ". والعَصَبِىُّ: الذي يتعصَّب (¬2) لِعَصَبَتهِ، ويُحامِى عنهم. والعَصَبةُ: أَقاربُ الأب، لأنهم يَعْصبُونَه (¬3)، ويَعْتَصِب بهم ويَتَعَصَّبُون له، وعَصَبُوا به: أَحاطُوا به. - في الحديث: "أنَّه رخَّص في المَسْح على العَصَائِبِ والتَّسَاخِين" (¬4) العَصائِب: جمع عِصَابَة؛ وهي كلُّ ما عَصَبْت به رأسَك من عِمامةٍ أو خِرقَة. والعِصابُ - بلا هاء -: للرأس وغيره. ¬
- في حديث (¬1): "قال عُتْبَةُ: اعْصِبُوها برَأْسىِ". يريد: الحَربَ، وهي تُؤَنَّث، أو أَرادَ السُّبَّةَ (¬2) التي تَلحَقُهم بتَركِ الحَرْب، والجُنوحِ إلى السِّلْم؛ فأَضمَرها اعتمادا على معَرِفة المُخَاطِبِين (¬3). - في الحديث (¬4): "فأَتَاه جِبريل، عليه الصَّلاةُ والسَّلام؛ وقد عَصَبَ رأسَه الغُبارُ" : أي رَكِب الغُبارُ رَأْسَه وعَلِق به. يقال: عَصَب الرِّيقُ فَمِى وبِفَمى. وعَصَب فَمِى: إذا جَفَّ، فبَقيَت منه لُزوجَةٌ تُمسِك الفَمَ، والعَصَبُ كالّلطْخ من السَّحاب. - في الحديث: "أنه كان في مَسِير فَرفَع صوتَه، فلما سَمِعُوا صوته اعْصَوْصَبُوا" (¬5) : أي اجْتَمعوا وصاروا عِصابَةً واحدة؛ وذلك إذا جَدُّوا في السَّيْر، وكأنه من الأَمْر العَصيب، وهو الشَّدِيد. واعصَوْصَبَ الشَّىءُ (¬6): اشتَدَّ. ¬
(عصد)
(1 العُصْبَةُ (¬2): موضع بالمدِينة يجىء ذكرُها. (عصد) - في الحديث في البُخارِى: "في حدِيثِ خَوْلَةَ فقَرَّبت له عَصِيدَةً" (¬3) وفي رواية: خَزِيرَة، ومعناهما قَرِيبٌ. يقال: عَصَدْتُ الدّقِيق بالسَّمْن: إذا قَلبتَهما ولَفتَّهما (¬4)؛ ليَختَلِط بعَضُه ببَعضٍ. وقال أبو المُكارِم: "بضَمِّ الميم": لا تكُون العَصِيدة إلا بالبُرّ. وعَصَدتُ العَصِيدةَ وأَعصَدتُها: أي اتَّخَذْتها، وهو من العَصْد بمَعنَى الَّلىِّ والقَلْبِ. وعَصدتُ الطِّينَ: سَوَطْتُه (¬5). وقيل: إن الخَزِيرةَ: لحم يُطبَخ في ماء، ثم يُذَرُّ عليه دَقِيقٌ، فإذا لم يَكُن فيه لَحمٌ فهى عَصِيدَة 1) ¬
(عصر)
(عصر) - في حديث فَضَالةَ - رضي الله عنه -: " (¬1) حافِظْ على العَصْرَيْن" يريد: صَلاةَ العَصْر، وصَلاةَ الفَجْر، فيُشبِه أن يكونا سُمِّيا عَصْرَين. وقال حُمَيْد بنُ ثَورٍ: ولَنْ يَلْبَثَ العَصْرَان يَومٌ وليلَةٌ إذا طَلَبا أن يُدرِكَا ما تَيَمَّمَا (¬2) ويُشْبِه أن يكون الفَجْرُ، سُمَّى عصرا تَشْبيهًا وتخفيفا؛ لأن العرب تحمِل أَحَدَ الاسْمَينْ على الآخر إذا كان بينهما تناسبٌ في معنى، فتجمَع بَينَهما في التَّسْمِية، طَلَبًا للتَّخفِيف، كالعُمَرَين (¬3) لأَبي بَكْر وعُمَر، والأَسْوَدَين للمَاءِ والتَّمْر. (4 - في حَديِث الطَّحاوِى بإسْنَاده عَن أَبى جَمْرةَ، عن أبي بَكْر، عن أَبِيه، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم -: "من صلّى العَصْرَيْن دَخَل الجَنَّةَ". ورَوَاه أيضًا بأسانِيدَ عن دَاودَ بن أبي هِنْد، عن أبي حَرْب بنِ الأَسْود، عن عبدِ الله بن فَضَالَة (¬5)، عن أبيه: "أَنَّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: قال له: حافِظْ على العَصْرَيْن. قلت: ¬
(عصص)
وما العَصْران؟ قال: صَلاةٌ قَبلَ غُروبِ الشَّمسِ، وصَلاةٌ قَبلَ طلوعِ الشَّمسِ" قال الطَّحاوِى: سُمِّى عَصْرًا؛ لأنها تُصَلَّى بعد الإعصار؛ وهو التَّأْخِير، كذا قاله أبو قِلابَة. قال: ومنه قَولُ العَرب: عَصَرنى فُلانٌ حَقِّى؛ إذا أَخَّره عن وقت أدائه. 4) (عصص) - (1 وفي الحديث: "ذَاكَ الحَصِرُ الضَّيِّق العُصُصُ" ورجل عُصُصٌ، قِيلَ: سيِّءُ الخُلُق 1). وعَصَّ الشيَّءُ: صَلُبَ. (عصعص) - في حديث جَبَلَةَ بنِ سُحَيْم: "ما أَكلتُ أطْيَبَ من قَلِيَّةِ العَصَاعِصِ" (¬2). والعُصْعُصُ: لَحْم في باطن الألْية (¬3)، وهو من الإنسانِ: أصلُ الذَّنَب. وقيل: هو عَظْم عَجْب الذَّنَب، وكذلك العُصْعُص (4 والعُصْعُوص 4) ورَجُلٌ عُصْعُص: قَلِيل الخَيْر. ¬
(عصل)
(عصل) - وفي الحديث (¬1): "فيه العَصِلُ الطائِشُ" العَصِل: السَّهْمُ المُعْوَجُّ المَتْنِ، والأَعصَل: كل مُعْوَجٍّ فيه كَزَازَةٌ وصَلابةٌ. والأَعصَل: السَّهمُ القَلِيلُ الرِّيش، والطَّائِش: الزَّالُّ عن الرَّمِيَّة. (عصا) - في حديثِ أَبي جَهْمٍ: "أنَّه لا يَضَع عَصَاه عن عاتِقِه" (¬2) قيل: إنه أَرَادَ أنه يُؤدِّب أهلَه بالضَّرب، يقال: هو ضَعِيف العَصَا، للرَّاعي إذا كان قَلِيلَ الضَّرب للماشِيَة؛ وفي ضِدِّه: صُلْبُ العَصَا. ويقال للحَسَن السِّياسَةِ الرَّفِيقِ فيها: إنَّه لَيِّنُ العَصَا. ولا تَرفَعْ عَصَاكَ عن أَهلِك: أي أَدِّبْهم. وقيل: أَرادَ به كَثْرةَ الأَسفَارِ، والظَّعْن عن بَلَدِه. يقال: رَفَع عَصَاه؛ إذا سَارَ، ووَضَع عَصَاه؛ إذا نَزَل وأَقَامَ. * * * ¬
ومن باب العين مع الضاد
(ومن باب العين مع الضاد) (عضل) - (1 فِي صِفَتِه، عليه الصَّلاةُ والسلام في رواية. "كَانَ مُعَضَّلا" بدل: "مُقَصَّدا." : أي مُوَثَّق الخَلْق، والأَوّلُ (¬2) أَثبَتُ. 1) - في حديث حُذَيْفَة: "أَخَذَ النبي - صلّى الله عليه وسلّم - بأسْفَلَ من عَضَلةِ ساقي، فقال: هذا مَوضِعُ الإِزارِ" قال الأصمَعِي: العَضَلَة: كل لَحْمةٍ صُلْبة، مثْل عَضَلة السَّاق. ورجل عَضِلٌ: كثِير العَضَل: أي: مُكْتَنِزُ اللَّحم شَديدُ العَضَل. (¬3) وفي صِفَة ماعِز - رضي الله عنه - "أنَّه أَعضَلُ قَصِير." وفي رواية: "ذو عَضَلات" قال الإمام إسماعيل - رحمه الله -: يقال: رجل أَعضَل وعَضِل؛ إذا اكْتَنَز لَحمُه (¬4). والعَضَلات: جمع العَضَلة. - في حديث عيسى (¬5) عليه الصَّلاةُ والسَّلام: "أنه مَرَّ بظَبْيَة قد عَضَّلَها وَلَدُها." ¬
(عضه)
يقال: عضَّلَتِ الشَّاةُ والظَّبْيةُ تَعْضِيلاً: نَشِبَ وَلدُها في بَطنِها، وعَسُر خُروجُه. وكان الوَجهُ أن يَقول: "بظَبْيَة قد عَضَّلَت" إلا أنه أَرادَ أنَّ ولَدها جَعلَها مُعَضَّلَة. يقال: عَضَّلَت الحامِلُ، وأَعْضَلت: صعُب خُروِجُ ولدِها، وِكذلك عَضَّلَت الفَلاةُ بالنَّاس: أي عَضَّت. وعَضَّلتُ عليه: ضيَّقَت. (عضه) - في الحَديثِ: "إذا جِئتُم أُحُدًا فكُلُوا من شَجَره ولو من عِضَاهِهِ". قال أبو مُصْعَب: العِضَاه: شَجَرُ (¬1) أُمّ غَيْلاَن. وقال الأصمَعِيُّ: هي كلِّ شجَرٍ له شَوْك يَعظُم، الوَاحِدَة: عِضَةٌ بالتَّاءَ، وأصلُه عِضَهَة. وقيل: واحدتها: عِضَاهَة، وعَضَهْتُ العِضاةَ: قَطَعْتُها. - ومنه الحديث: "ما عُضِهَت عِضَاةٌ إلا بتركها التَّسْبِيح" : أي ما قُطِعَت. - وفي حديث أَبي عُبَيْدَة - رضي الله عنه -: "حَتَّى أَنَّ شِدْقَ أَحَدِهم بمنزلة مِشْفَرِ البعِير العَضِه" : أي الذي أَكَلَ العِضَاهَ. وقيل: بعيرٌ عاضِهٌ: يأكل العِضاهَ، وعَضِهٌ: يَشْتكي من أكل العِضاهِ (2، وأرض عَضِهَة ومَعْضَهَة: كَثِيرَةُ العِضَاهِ. وقَومٌ مُعضِهُون: تأكل إبلُهم العِضاهَ 2). ¬
(عضا)
- في الحديث: "مَن رأيتُموه يُعزِّي بعَزاءِ الجاهِلِيَّة فاعْضَهُوه" (¬1) كذا ذَكَرَه بَعضُهم. وقال: هو من العَضِيهَة: أي اشتموه صريحا. يقال: عَضَهتُه: بَهتُّه ورمَيْتُه بالزُّورِ. وأعْضَهَ: أي أتى بالعَضِيهَة؛ وهي الكَذِب. (عضا) - في حديث جابر (¬2) - رضي الله عنه - في وقت صلاة العَصْر. "ما لَوْ أنَّ رَجُلاً نَحَر جَزُورًا، وعَضاها قبل غُروب الشَّمس" : أي قَطَّعَها، وفَصَّل أعضاءَها. والتَّعْضيَةُ: التَّجْزِئَة من ذَلِك. * * * ¬
ومن باب العين مع الطاء
(ومن باب العين مع الطاء) (عطش) - في الحديث: "أَنَّه رَخَّصَ لِصَاحِبِ العُطاشِ واللَّهْثى (¬1) أن يُفْطِرا ويُطْعِمَا" العُطاشُ: شِدَّة العَطَش؛ وقد يكون داءً يَشْرَب منه (¬2) فلا يَرْوَى. (عطعط) - (3 في حديث ابنِ أُنَيْسِ: "أَنَّه لَيُعَطْعِطُ الكَلامَ" : أي يَقُول عِيطِ عِيطِ. 3) (عطف) - في حديث عَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَر - رضي الله عنه -: "خَرَج مُتَلَفِّعًا بِعِطَافٍ مُسْنَدًا بين رَجُلَينْ". العِطافُ: الرِّداءُ؛ أي مُشْتَمِلاً بِرِداء متكِّئًا على رَجُلَين. - وفي حديث الاسْتِسْقَاء: "حَوَّلَ رِداءَه، وجَعَل عِطافَه الأَيْمنَ على عاتِقِه الأَيْسَر". إنّما أَضافَ العِطافَ إلى الرِّداءِ؛ لأنه أَرادَ أَحدَ شِقَّي العِطافِ الذي عن يَمينِه وعن شِمالهِ. ويُحتَمل أن يُرِيدَ عِطافَه الأَيْمنَ: أي جانبَ رِدائِه الأيَمنَ، فتكونِ الهاءُ في عِطافِه كِنايةً عنِ الرَّجل، وفي الوَجْه الأول تكون كِنايةً عن الرِّدَاءِ، وسُمِّي عِطافًا؛ لوقوعه على العِطْفَين، وهما الجَانِبَانِ. ¬
(عطل)
- (1 في حديثِ الزَّكاة: "ليس فيها عَطْفَاءُ" وهي نحو العَقْصاء. 1) (عطل) - في الحديث: "مُرِ النِّساءَ لا يُصَلِّين عُطُلاً" (¬2) العَطَلُ: فِقدانُ الحُليّ. وقد عَطِلَت عَطَلاً وعُطولًا فهي عَاطِل وعَطِلٌ أَبلَغ. وقوسٌ عُطُلٌ: لا وَتَرَ عليها. ورجل عُطُلٌ: لا سِلاحَ معه، والجمع أَعْطَالٌ. ومن الخَيْل: ما لا قَلائِدَ (¬3) عليها ولا أرسانَ. ورجل عُطُلٌ: لا صِناعَةَ له. (1 - في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "وذُكِرَتْ لها امرأَةٌ ماتَت قالت: عَطِّلُوها" : أي انْتَزِعوا حَلْيَها. (عطا) - في الحديث: (¬4) "أربَى الرِّبا عَطْوُ الرَّجُل عِرضَ أَخِيه" : أي تَنَاوُلُه. 1) * * * ¬
ومن باب العين مع الظاء
(ومن باب العين مع الظاء) (عظم) - في الحديث: "أَنَّه كان يُحدِّث ليلةً عن بَنِي إسرائيل لا يَقُوم فيها إلاَّ إلى عُظْمِ صَلاةٍ". عُظْم الشيءِ: أَكبَرُه، كأنّه قال: لا يَقُومُ إلا إلى أَعظَم صَلاةٍ، يَعني الفَريضَةَ منها. - وفي حديث آخر: "فأَسْنَدوا عُظْمَ ذلك إلى ابنِ الدُّخْشُم (¬1) " : أي مُعظَمَه. - وفي حديث رُقَيْقَةَ (¬2): "انظُروا رَجُلاً طُوَالاً عُظامًا (¬3) " : أي عَظِيمًا بالغاً، وكذلك جُسَامًا: جَسِيم. وإذا أَرادُوا المُبالغَة في الوَصْف شَدَّدُوا، كما قَالَ تَعالَى: {مَكْرًا كُبَّارًا}. (¬4) - وفي الحديث: "من تَعظَّم في نَفسِهِ لَقِي الله تبارك وتعالى غَضْبَانَ". التَّعَظُّم في النَّفْس: هو (¬5) النَّخْوة والزَّهْو. - وفي الحديث: "قال الله تَباركَ وتعالى: لا يَتَعاظَمُني ذَنْبٌ أَنْ أَغفِرَه". ¬
: أي لا يَعظُم عليّ وعِنْدِي. (1 - في الحديث: "بَيْنَا النَّبِيّ - صلَّى الله عليه وسلم - وهو صَغِير يَلْعَب بعَظْمِ وَضَّاحٍ". في دَلائِلِ النبوة: وهي لُعبَة لهم، يَطْرحُون عَظْمًا بالَّليل يرمونه، فمن أصابَه غَلَب أصحابَه. يقولون: عُظَيم وَضَّاح ضِحَنَّ (¬2) الَّليلةَ لا تَضِحْنَ بَعدَها من الَّليْلَة. قال الجاحِظُ: إن غَلَب واحدٌ من الفَرِيقَين رَكِبَ أَصْحابُه الفَريقَ الآخَرَ من الموْضِع الذي يَجِدُونَه فيه إلى الموضِع الذي رَمَوْا به منه 1) * * * ¬
ومن باب العين مع الفاء
(ومن باب العين مع الفاء) (عفر) - في الحديث: "أَنَّ اسمَ حِمارِه عُفَيرٌ" (¬1) وهو تَصْغِير تَرْخِيمٍ لأعْفر (¬2)، فحَذَفوا الألفَ، كما قالوا في تصغير أسْوَد سُوَيْد، وفي أَعْوَر عُوَيْر، والقِيَاس: أُعَيْفِر كأُحَيْمر وأُصَيْفر، هذا في حَدِيثِ مُعاذَ رَضي الله عنه، - وفي حَديثِ شَكْوَى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ - رضي الله عنه -: "أنه (¬3) خَرَج على حِمَارِه يَعْفُور لِيَعُودَه" وقد يقال: أعفَر ويَعْفُور، كما يقال: أَخضَر ويَخْضُور. قال الشَّاعِرُ: * عَيْدَان شَطَّي دِجْلَةَ اليَخْضور * (¬4) وَلعَلَّه سُمِّي به للوْنِه. والعُفْرة (¬5): غُبْرَة في حُمْرة. واليَعْفُور: الخِشْف لكثرة لُزُوقِه بالأرضِ. وتَسْمِيةُ الدَّوابِّ والسِّلاح شَكْل من أَشْكال العرب، وعادة من عَادَاتِها. - وفي الحديث: "أَنَّه مرَّ على أرضٍ تُسَمَّى عَفِرة، فسَمَّاها خَضِرة". ¬
(عفل)
كذا رواه الخَطَّابي (¬1) وقال: هو من العُفْرة؛ وهي لَوْنُ الأرضِ. والمحفوظ بالقَافِ. - في حديث عليّ - رضي الله عنه -: "غَشِيَهم يَومَ بَدْرٍ لَيثًا عِفْرِيًّا". الَّليثُ العِفْرِيُّ: الخَبِيثُ الدَّاهِي. وأسَد عِفْرٌ وعِفِرٌّ، على وَزْن طِمِرٍّ: قَوِيٌّ عَظِيم. (عفف) (2 - في حديث المُغِيرَة: "لا تُحَرِّم العُفَّةُ" وهي بَقيَّة الَّلبَن في الضَّرْع بعد أن يُمتَكَّ (¬3) أكثر ما فيه، وكذلك العُفَافَة (¬4)، وهم يقولون: العَيْفَة 2) (عفل) - في حديث مَكْحُولٍ: "في امرأة بِهَا عَفَل" العَفَل: هَنَةٌ تَخرُج في فَرْج المرأة وَحَياءِ الناقة. وقد عَفِلَت, فهي عَفْلاءُ، والتَّعْفِيل: إصلاحُ ذلك. - في حديث عُمَيْر بن أَفْصىَ: "كَبشٌ حَوْليٌّ أَعفَلُ" : أي كَثير شَحْم الخُصْيَة من السِّمَن، وهو العَفْلِ - بإسكان الفاء - ورَجُلٌ أعفَلُ: من صَفَنِه إلى دُبُره لَحمٌ ضَخْم. ¬
(عفن)
(عفن) - وفي قِصَّةِ أَيُّوبَ عليه الصَّلاةُ والسَّلام: "عَفِنَ من القَيْح والدَّمِ جَوْفيِ" (¬1) : أي فَسَد من احْتِبَاس الدَّمِ والقَيْحِ فيه عَفَنًا وعُفُونَةً. (عفا) - (2 في حديث أُمِّ سَلَمةَ: "لا تُعَفِّ سَبِيلاً" : أي لا تَطْمِسْها 2) * * * ¬
ومن باب العين مع القاف
(ومن باب العين مع القاف) (عقب) - في الحديث: "كان عُمَرُ رضي الله عنه، يُعَقِّب الجيوش" (¬1). : أي يَبعَث جَماعَةً؛ ليكونوا في الغَزْو، ويَنْصرِف مَنْ طالت غَيْبَتُه. - وفي حَديثٍ: "فكَان النّاضحُ يَعْتَقِبُه منَّا الخمسةُ" : أي يَتَعاقَبُونَه في الرّكِوب واحدًا بعد واحدٍ. - وفي الحديث: "مَنْ مَشى عن دابَّتِه عُقْبةً فله كذا" : أي شَوطًا، ودارت عُقبَةُ فُلان: أي جَاءَت نوبَتُه ووقْتُ ركُوبِه. وأصلُ الباب: كَونُ الشيَّءِ عَقيبَ الشيّءِ - وفي الحديث: "سأُعطِيكَ منها عُقبَى" (¬2) : أي عِوضًا. - وفي حديث (¬3) الضِّيافَة: "فإن لم يَقْرُوه فَلَه أن يُعْقِبَهم بِمِثْل قِرَاه" : أي يأخذُ من مالِهم قَدْرَ قِرَاه عِوضًا وعُقْبَى مِمَّا حَرَمُوه من القِرَى؛ وهذا في المُضْطَرِّ الذي لا يَجد طَعامًا، ويَخافُ على نَفسِه التَّلَفَ. - وفي حديث: "ما من جَرْعَةٍ أَحمَدُ عُقْبانًا" : أي عاقِبةً. ¬
(عقد)
- وفي حديث (¬1) النَّصَارى: "جاء السَّيِّد والعَاقِبُ" العاقِبُ: الذي بَعْدَ السَّيِّد. وفي الحديث (¬2): "شُمِّى عَوارِضَها وانْظُرِي إلى عَقِبَيْها أو عَرْقُوبَيْها". قال الأصمَعِيُّ: يَعني إذا اسْوَدَّ عَقِبَاهَا اسوَدَّ سائِرُ جَسَدِها. قال النَّابِغَةُ: * لَيْسَت من السُّودِ أَعقابًا (¬3) ... أراد أن يستَدِلَّ بذَلِك على لَوْن جَسَدها. - (4 في الحديث: "أَنَّه مَضَغ عَقَبا - بفتح القاف - وهو صَائِمٌ". وهو عَصَب يَضْرِب إلى البَياض. وفي رواية: "مَضَغ وَترًا" 4) (عقد) - في حَديثِ عبد الله بن عَمْرو (¬5) - رضي الله عنهما -: "ألَم أكن أعلم السِّباعَ ها هنا كثِيرًا. قيل: نَعَم، ولكنها عُقِدَت، فهي تُخالِطُ البَهائِمَ ولا تَهيجُها" ¬
(عقر)
: أي عُولجت بالأُخَذِ كما تُعالِجُ الرُّومُ الهَوامَّ ذَواتِ الحُمَة بالشيَّء الذي يُسَمَّونه الطِّلَّسْم، وهو ضَرْبٌ من السِّحر أو شَبِيهٌ به: أي عُقِدَت عن (¬1) أَنْ تَضُرَّ البَهائمَ. (2 - في حديثِ أبي مُوسىَ: "ثوبَيْن ظَهْرَانِيًّا ومُعَقَّدًا" المُعَقَّد: ضَربٌ من بُرِودِ هَجَر. - في الدعاء: "أسأَلُكَ بمعاقِد العِزِّ من عَرْشِك" : أي بالخِصال التي استَحقَّ بها العَرشُ العِزَّ، وحَقِيقَةُ مَعْناه بعِزِّ عَرْشِك 2) (عقر) - في الحديث: "أَنّ خَدِيجَةَ - رضي الله عنها - لمَّا تزوَّجت بِرَسولِ الله - صلّى الله عليه وسلَّم - كَسَت أَباهَا حُلَّةً، وخَلَّقَتْه، ونحرَت جَزُورًا، فلما أَفاقَ الشَّيخُ قال: ما هذا الحَبِيرُ، وهذا العَبِيرُ، وهذا العَقِير" الحَبِيرُ: الحَرِير، والعَبِير: نَوعٌ من الطِّيبِ. والعَقِيرُ: المَعقُور، وهو المَنْحور. يَعنِي الجَزُور. قال ابنُ شُمَيْل: ناقَة عَقِيرٌ، وجمل عَقِيرٌ. والعَقْرُ لا يكون إلّا في القَوائِم. وقد عَقَره (¬3) إذا قَطَع قائِمَةً من قَوائِمه. ¬
وقال الأزهَرِيُّ (¬1): العَقْر عند العَرَب: كَسْفُ (¬2) عُرقُوب البَعِير، ثم جُعِلَ النَّحْر عَقْرًا؛ لأن العَقْرَ سبَبٌ لِنَحْرِه. وناحِرُ البعير يَعقِره ثم يَنْحَره. قُلتُ: لعلَّ ذلك لئلا يَشْرُدَ عند (¬3) النَّحْر. - في حديث عَمرِو بنِ العَاصِ - رضي الله عنه -: "أنه رَفَع عَقِيرَتَه يتغَنَّى" : أي صَوتَه. وأَصلُ ذلك أنَّ رجلاً قُطِعَت رِجلُه، فكان يَرفَع المَقطُوعةَ على الصَّحِيحة، ويتَحسَّر على قَطعِها، ويُبالِغ في رفْعِ صوتِه من شدَّة وَجَعِها؛ ثم قِيلَ لكل رَافعٍ صَوتَه رَفَع عَقِيرَتَه. (4 - في الحديثِ: "لا تُعاقِرُوا" : أي لا تُدمِنُوا شُربَ النَّبيذ، أي لا تَلزَموه كَلُزوم الشَّارِبَة العُقْرَ (¬5). والعُقَارُ في حديث (¬6) قُسٍّ الخَمْر 4) ¬
- وفي حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "أَنَّ رَجُلًا أَثنَى عنده على رَجُلٍ في وَجْهِه، فقال: عَقَرتَ الرجلَ، عَقَركَ اللَّهُ". : أي كأَنَّك نِلْتَه بعَقْرِ في جَسَدِه. - ومنه (¬1): "أَنَّه مَرَّ بحِمَارٍ عَقِيرٍ" : أي أصابه عَقْر ولم يَمُت بَعْدُ. - وفي حديث (¬2) مُسَيْلِمة: "ولئِن أَدْبَرت ليَعْقِرَنَّك اللَّهُ". : أي لَيُهْلِكَنَّك، وأَصلُه من عَقْر النَّخْلِ؛ وهو أن تُقْطَع رُؤُوسُها فَتَيْبَس. يقال: عَقَرتُ النخلَ عَقْرًا، ومن هذا الوجه يُشَبَّه النَّخلُ بالإنسان، إذا قُطعَ رَأسُه يَهْلك. - وفي الحديث: "أنَّه مَرّ بأرضٍ تُسَمَّى عَقِرةً فَسمَّاها خَضِرَة" كأنه كَرِه لها اسمَ العَقْر؛ لأن العَاقِرَ المرأةُ التي لا تَلِد. وشَجَرة عاقِرٌ: لا تَحْمِل، فسَمَّاها خَضِرةً تَفاؤُلاً. يقال: عَقَرت المرأةُ فهي عَاقِر، والرجلُ - أيضا - عَاقِر؛ إذا لم يُولَد لَهُما. وصارت الحَرْب إلى عَقْرٍ؛ إذا سَكَنَت وذَهَب لِقاحُها. والعَاقِر من الرَّمل: ما لا يُنْبِتُ أَعلَاه شَيئًا إنما يُنْبِت نَواحِيه، والجَمع عَواقِر. ¬
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: "فَلَّما (¬1) أن تَلَا أَبو بَكر - رضي الله عنه - الآيةَ عَقِرْتُ (¬2) وأَنَا قائِمٌ، حتى وقَعْت إلى الأَرضَ" - وفي حديثِ العبَّاس - رضي الله عنه -: "أنه عَقِر في مَجْلسِه، حِينَ أُخْبر أَنَّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسَلَّم - قُتِل" قال الأَصمَعِيُّ: العَقَر: أن تُسلِم الرجلَ قوائمُه فلا يَسْتَطيع أن يقاتِل من الفَرَق. وقد عَقِر يَعقَر عقرًا. وقال ابنُ الأَعرابيّ: عَقِر وبَقِر وبَحِر: تَحَيَّر. - في الحديث (¬3): "عُقْر دَارِ الإسلامِ الشَّام" : أي أصلُه ومَوضِعُه، كأنه أَشَار به إلى وَقْت الفِتْنةِ. : أي يكونُ الشامُ حينئذٍ آمِنًا من الفِتَن. وأهلُ الِإسلامِ حينئذٍ أَسلَمُ. - وفي حَديثٍ آخرَ: "خَيْرُ المَالِ العُقْرُ" : أيْ أَصلُ مَالٍ له نَماءٌ. وقال الجَبَّان: العُقْر: أَصلُ كلِّ شىء، بالضم. ¬
(عقص)
- (1 في الحديث: "أَنَّ الشَّمسَ والقَمَر نورَان عَقِيران في النَّار". قيل: لَمَّا وِصَفَهما الله تعالى بالسِّبَاحَة في قولهِ عَزَّ وجَلَّ: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (¬2)، ثم إِنَّه يَجْعَلُهما في النَّار يُعذِّبُ بهما أهلَها بحَيثُ لا يَبْرحَانِها صَارَا كأنَّهما زَمِنَان عَقِيرانِ. 1) (عقص) - فِي حديث إبراهيمَ النَّخَعِيِّ - في المختَلِعةِ -: "الخُلْع تَطْلِيقةٌ بائِنَةٌ، وهو ما دُون (¬3) عِقاص الرَّأسِ" يريد: أَنَّ المُخْتَلِعةَ إنِ افْتَدَت نَفسَها من زَوجِها بجميع ما تَملِك كان له أن يأخذَ ما دُونَ شعرِها من جميع مِلكِها. والعَقْصُ: أن تَلوِىَ كلَّ خُصْلةٍ من الشَّعَر، ثم تعقِدَها، حتى يَبقَى فيها التواءٌ، ثم تُرسِلَها. والعَقِيصَة: خُصْلة من ذَلِك، وجَمعُها عَقائِصُ وعِقاصٌ. والعِقاصُ أيضا: الخَيطُ الذي تَعقِص به أَطرافَ الذَّوائب، وقيل: العَقْص: الضَّفْرُ والفَتْل. - وفي حديث ابنِ عبَّاس - رضي الله عنهما -: "الَّذي يُصلِّي ورأسُه ¬
(عقعق)
مَعقُوصٌ، كالذي يُصلّي وهو مَكْفُوفٌ (¬1) ". قيل: أرادَ بذلِك أَنَّه إذا كان شَعْرُهُ منشُورًا يَقَع العَملُ به، فيُعطَى صاحِبُه ثَوابَ السُّجودِ به، وإذا كان عَاقِصًا، أو كَافًّا لِثوْبِه، صار المَعقُوصُ والمَكْفُوفُ في معنى ما لم يَسْجُد فَينقُص أَجرُهُ بذلك. وَيدُلُّك على صِحَّةِ هذا المعنى حَدِيثُ عُمَر - رضي الله عنه -: "يَسجُد الثَّوبُ والنَّعلُ وكلُّ شيءٍ منه مَعَه". (عقعق) - وفي حديث إِبراهيم (¬2): "يَقتُل المُحرِمُ العَقْعَقَ" وهو طائِرٌ أَبقَعُ، ويُقالُ له: القَعْقَعُ أيضا. (عقق) - في حديث أبي إدْريسَ: "مَثَلُكُم وَمَثلُ عائِشَةَ - رَضي الله عنها - مَثَلُ العَيْنِ فيِ الرَّأسِ تُؤذِي صَاحِبَها، ولا يَسْتَطِيعُ أن يَعُقَّها إلاّ بالَّذِي هو خيْرٌ لها". ¬
أصل العَقّ: القَطْعُ والشَّقُّ: يقال: عقَّ ثَوبَه: أي شَقَّه؛ ومنه الوَلَدُ العَاقُّ، والرَّحِم العَقُوِق. (¬1) - في الحديث: "أتاه رَجلٌ معه فرسٌ عَقُوق" : أي حَامِلٌ. وقيل: حَائِل، وهو من الأَضْداد. قال أَبو حَاتِم: أَظنُّ أنّ هذا من التَّفَاؤل، كأنهم أَرادُوا أنها سَتَحْمِل إن شَاءَ الله. - في الحديث (¬2): "الغُلامُ مُرْتَهَن بِعَقِيقتِه" ذُكِر عن أحمدَ بنِ حَنْبل - رحمه الله - أَنَّ مَعْنَاه أَنَّ (3 أباه 3) يُحَرمُ شَفاعةَ وَلَدِه (3 إذا لم يَعُقَّ عنه 3). - في الحديث: "أَيُّكم يُحبُّ أن يَغْدُوَ إلى بُطْحَانَ (¬4) أو العَقِيقَ" والعَقِيق هذا عَقِيقُ المَدِينة وادٍ من أَودِيَتِها - (5 مسِيلٌ للماء 5) الذي ورد ذِكرُه في الأَحادِيثِ، وأَنَّه وادٍ مُبارَك. - وفي حديث آخر: "إنَّ العَقِيقَ مِيقاتُ أهلِ العِراقِ" وهذا غَيرُ ذَلك، كما أَنَّ بَطْحانَ الذي ذُكِر مع العَقِيقِ ليس بِبَطْحاءِ مكَّةَ وأَبْطَحِها الذي ضُرِبَتْ بها قُبَّتُه حين حجَّ. قال الجَبَّان: قِيلَ للوَادِي المعَروفِ بالمدينة: العَقِيقُ؛ لأنه كان عُقَّ: أي شُقَّ، فهو عَقِيقٌ بمعنى مَعْقُوق. ¬
(عقم)
وكُلُّ شيءٍ شقَقْتَه من الأرضِ فهو عَقِيقٌ. والجمع أعِقَّة وعَقائِقُ. وفي بِلادِ العَرَب عَقائِقُ كَثيرَة. كُلُّ واحد منها يُسَمَّى العَقِيقَ. (1 - في حديث عمر - رضي الله عنه -: كُتِبَ إليه بأَبْيَاتٍ في صحيفة منها: فَمَا قُلُصٌ وُجِدْن مُعَقَّلات ... قَفَا سَلْعٍ بمُخْتَلَف التِّجَارِ (¬2) يعني نساءً مُعقَلاتٍ لأزواجهنّ، كما تُعَقَّل النُوقُ عند الضِّراب. ومن الأَبْياتِ أيضا: * يُعَقَّلهُنّ جَعْدَةُ من سُلَيْم * أرادَ أنه يَتَعرَّض لهُنَّ، فَكنَى بالعَقْلِ عن الجماع: أي أَنَّ أزواجَهنّ يُعَقِّلُونَهُنّ، وهو يُعَقِّلُهُنَّ أيضا، كأنَّ البَدْءَ للأَزْواجِ والإعادةَ له 1) (عقم) - (3 - في الحديث: "تُعْقَم أَصْلابُ المُشْرِكين" : أي تَصْلُب وتيْبَسُ، وعُقِمَتْ مفاصِلُه: يَبِسَتْ، وعُقِمَت الرَّحِم عُقْمًا وعَقَمًا؛ إذا كانت لا تَقْبَل الولَدَ، وعُقِمت المرأةُ من ذلك 3). ¬
(عقا)
(عقنقل) (1 - في قِصَّة بَدْرٍ ذُكِرَ: (¬1) "العَقَنْقَل" وهو كَثِيبٌ مُتَداخِل من الرَّمْل، وأَصلُه ثُلاثِيٌّ 1). (عقا) - في حَديثِ ابن عُمَر - رضي الله عنه -: "المُؤمِنُ الذي يَأْمَن من أَمسىَ بِعَقْوَتِه" قال الأصْمَعيُّ: نَزلَ فلان بِعَقْوتِه : أي قَريبًا منه. وقال غَيرُه: عَقْوةُ الدَّارِ: حَوالَيْها وما يَطُور (¬2) بها. ويقال للسَّاحة عَقْوةٌ وعَقَاةٌ. * * * ¬
ومن باب العين مع الكاف
(ومن باب العين مع الكاف) (عكد) - في الحَديثِ: "إذا قَطَعَ من عَكَدَتِه فَفِيه كذا" (¬1) العَكَدة: عُقْدةُ أَصْل اللِّسان. وقيل: وَسَطه أو مُعْظَمُه، وبالرَّاءِ أَيضًا. وَعُكَدُ كُلِّ شيءٍ: وَسَطُه. وناقة عَكِدَة: سَمِينَة. (عكرد) - ومن رُبَاعِيِّه في حديث العُرَنِيِّينَ: "فسَمِنُوا وَعكْرَدوا" (¬2) يقال: عكْرَدَ البَعِيرُ والغُلامُ؛ إذا سَمِن وغَلُظ وقوِى، والغُلامُ الحَادرُ الغَليظُ المُتَقارِب الحُكْم ... عَكْرَدٌ وعُكْرُودٌ وعُكْرُدٌ، والرّاءُ أو والدَّالُ زائدة (¬3). والأَصْل عَكِرَ أو عَكِدَ. (¬4) ¬
(عكرش)
(عكر) (1 - في حديث الحَارِث بن الصِّمَّة: "وعليه عَكَرٌ من المشركين" : أي جماعة. - وفي حديث قَتادةَ: "ثم عَادُوا إلى عِكْرِهم: عِكْرِ السَّوْءِ" : أي أَصْل مذهَبِهم الرديء. والعِكْر: الدَّيْدَن. ويقال: إلى عِكْرِهم: أي دَنسِهم. (عكرش) - في الحديث: قال رجلٌ لِعُمَر: عَنَّت لي عِكْرِشَة فشنَقْتُها (¬2) بِجَبُوبَة فسَكَنَت نَفْسُها، وسَكَتَ نَسِيسُها (¬3)، فقال: فيها جَفْرَةٌ (¬4) " العِكْرِشَةُ: أُنْثَى الأَرانِب 1) (عكك) - في الحديث: "أَنَّ رجلًا كان يُهدِي للنَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلّم - العُكَّةَ من السَّمْن أو العَسَل" وهي وِعاء من جُلودٍ مُسْتَديرِ للعَسَل (¬5)؛ فإذا كان للخَلّ فهي زُكْرَة (¬6)، فإذا استَطَال كَهَيْئَة الزِّقِّ، فإن كان لِلَّبَن فهي وَطْبٌ، وللسَّمْن نِحْىٌ، ولِلرُّبِّ حَمِيتٌ. ¬
(عكم)
(عكم) - في الحديث: "ما عَكَم عنه" (¬1) : أي ما تَحَبَّس وما انْتَظَر ولا عدَلَ. وعُكِم عنَّا فُلانٌ: رُدَّ عن زِيارَتِنا، ومَرَّ ولم يَعْكِمِ: أي لِم يَكُرَّ. - (2 في حديث أبي رَيحَانةَ: "نَهَىِ عن المُعَاكَمَة" كذا أوردَه الطّحاوِيُّ من رواية يحْيَى بنِ أيوب، عن عيّاش، وفَسَّره بضَمِّ الشَّيء. ومنه قِيلَ: عكَمْت الثِّيابَ: إذا شَدَدْت بَعضَها إلى بعضٍ. وقَيَّد هذا بحَدِيثهِ: "لا يُفضي الرَّجلُ إلى الرَّجُل، ولا المَرأَةُ إلى المَرأَة، ولا يُباشِرُ الرّجلُ الرجلَ ولا المَرأةُ المَرأَةَ." 2) * * * ¬
من باب العين مع اللام
(من باب العين مع اللام) (علب) - في حديث عُتْبةَ: "كُنتُ أَعمَد إلى البَضْعَةِ أَحسِبُها سَنَامًا، فإذا هي عِلْبَاءُ عُنُقٍ" قال الأصمَعِيُّ: العِلْباوَان: الصَّفْراوَان اللَّتان تأخذان يَمِينًا وشِمَالًا إلى الكَاهل. ويُسْتَحبُّ أَن يَكُونَ العِلْباءُ (¬1) من الفَرَس مُمْتدًّا. وعَلْبَى يُعَلْبِي: ظَهَرت عَلابِيُّه من الكَبر. وعَلِبَ البَعِيرُ: أَخذَه داءٌ في عِلْبَاوَيْه، وتَشَنَّج عِلْبَاؤُه؛ إذا أسَنَّ، والعُلْبُ: الغَلِيظُ العِلْبَاءِ. وقال الفَرّاء: الأَصل عِلْبَاىٌ، فَهُمِزَت اليَاءُ حِينَ صارت طرفا خامسة، وكذلك تُهمَز الياء إذا كانت رابعة، مثل غِطَاء وسِقَاء؛ واذا كانت ثالثةً لم تُهْمَز، نحو رايَةٌ ورَايٌ. ومن العرب مَنْ يقول فيها أَيضًا رَاءٌ بالهمز. وقال محمدُ بنُ زَيد: عِلبَاء، وما كان مِثلُه لا يكون إلا مُذَكَّرا (¬2)؛ لأن ما كان على هذا الوَزْن يُلحَق بسِرْدَاح وبِسِرْبَال، وكَذَلك ما كَانَ على هذا الوَزن مَكْسُورَ الأَوّل أو مَضمُومَه، فلا يَكُونُ للتَّأْنِيث أَبدًا، نحو القُوْبَاءُ (¬3)؛ لأنه يُلحَق بقُسْطَاس. ¬
(علث)
أَمَّا ما كان مَفتُوحَ الأَوَّلِ فلا يكون للتَّذكير أَبدًا، نحو حَمْراء وصَفْراء. (1 - في حديث خَالدٍ، رضي الله عنه: "أَعْطَاهُم عُلْبَةَ الحَالِبِ." وهي قَدَح (¬2) من خَشَب. (علث) - في الحديث: "ما شَبِع أَهلُه من الخَمِير العَليثِ" (¬3) وهو خَلْط الشَّعِير والسُّلْت. والعَلْث: الخَلْط. والعُلَاثَة - أيضا -، وبالغَيْن المُعْجمة كَذَلِك. (علص) - في الحديث: "مَنْ سَبَق العاطِسَ إلى الحَمْد أَمِنَ اللَّوْصَ والعِلَّوص" (¬4) العِلَّوص: اللَّوَى (¬5)، وهي التُّخَمَة 1). (علف) - في حديث بَنِي نَاجِيةَ (¬6): "أَنَّهم أَهدَوْا إلى ابنِ عوفٍ رِحالاً عِلافِيَّةً" قيل: العِلافِيَّة: أَعظَم الرِّحال. ¬
(علق)
قال ابنُ الكَلبِيّ: أَوَّلُ من عَمِلها عِلافٌ، وهو رَبَّان (¬1) أبو جَرْم - بالرَّاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة -، ولذلك قيل للرِّحال عِلافيَّة، قال حُمَيْد بنُ ثَورٍ: * تَرَى العُلَيْفِىَّ عليها مُؤكَدَا * (¬2) وفي رِوَاية: العِلاَفيَّ. (علق) - في حديث (¬3) سَرِيَّةَ للنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا الطَّيْرُ تَرْمِيهِم بالعَلَق" : أي بقِطَع الدَّم، الواحدة عَلَقَة. - ومنه حَدِيثُ (¬4) ابنِ أبي أَوفَى: "أنه بَزَقَ عَلَقَةً، ثم مَضَى في صَلاتِه" قيل: العَلَق من الدَّمِ: ما اشْتَدَّت حُمرتُه، والنَّجِيع: ما كان إلى (¬5) السَّواد، والعَبِيطُ: الخَالصُ. وقيل: العَلَق: هو الجامِد المُتَعَقِّد. وقيل: اليَابِس، كأن بعضه عَلِقَ ببَعْضٍ تَعَقُّدًا (¬6) ويُبْسًا. ¬
- في حديث عامِر: "خَيرُ الدَّواء العَلَقُ والحِجَامة" العَلَق: دُوَيْبَّة: مائية تَعْلَق (1 بحُلوقِ الشَّاربة، تَمُصُّ الدَّم من وسْط البدن، وكأنَّه سُمّي به لأنها تَعْلَق 1) بالبَدنِ وتَنْشَبُ. - في حديث (¬2) الوَصاةِ بالنِّساء: "إنَّ الرَّجلَ منِ أهلِ الكتاب يَتَزوَّجُ المَرأةَ (¬3)، وما يَعْلَقُ يَدَيْها الخَيْطُ، وما يَرغَب واحدٌ عن صاحبِه حتى يَمُوتَا هَرَمًا". : أي من صِغرها وقِلَّة رِفْقِها - ومع ذلك يَصْبِر عليها، فأنتم أَحقُّ بالوَفاء منهم. - وفي الحديث: "فعَلِقَت الَأعْرابُ به" : أي طَفِقُوا. وقيل: نَشِبوا (¬4) - ومنه الحديث (¬5): "فَعَلِقُوا وَجهَه ضَربًا" : أي أَخذُوا وطَفِقُوا، وجَعلُوا يَضْرِبُونه. - وفي حديث حَلِيمَة: "رَكِبتُ أتاناً لي، فخرجتُ أمام الرَّكْب حتى ما يَعلَقُ بها أحدٌ منهم" : أي ما يتَّصل بها، وما يَصِل إليها. وعَلِق الشيءُ بالشيَّء: تَشَبَّثَ ونَشِبَ به. ¬
- في الحديث (¬1): "يَسْرِقُونَ أَعلاقَنَا" : أي نَفائِسَ أَموالِنا. الواحدُ عِلْق، لعله سُمِّى به لتَعَلُّقِه بالقَلْب، وتَعلُّقِ القَلْب به. - وفي حديث المُتزوِّج: "فَعلِقَتْ منه كلَّ مَعْلَق" يقال: عَلِقَ بقَلْبه عَلاقَةً: أي أحَبَّه، وكُلُّ شيء وقع موقِعَه، قيل عَلِقَ مَعالقَه. - في الحديث (¬2): "مَنْ تَعلَّق شَيئًا وُكِلَ إليه" : أي علَّق على نفسِه، يُرِيد به التَّعاويذَ والتَّمائِمَ وأَشباهَها. - (3 في حديث سَعْدِ بن أبي وَقَّاص: * عَيْنُ فَابكِي سَامَةَ بنَ لُؤَىٍّ (¬3) * فقال رَجُلٌ: * عَلِقَتْ بسَامَةَ العَلَّاقة * هي بالتَّشْديدِ المَنِيَّةَ، وهي العَلوقُ أيضا. ¬
(علك)
- في مُسْنَدِ أبي دَاوُد (¬1): قيل: "يقال: عَلِقَت بثَعْلَبَةَ العَلُوق" يُضرَب مَثَلا للواقِع في أَمرٍ شَديدٍ. والعَلُوق: المَنِيَّة. وثَعْلَبَة رَجُلٌ 3) (علك) - في الحديث (¬2): "فلم يَزَلْ يَعلِكها" : أي يَلُوكُها. والعَلْك: مَضْغ ما لا يُطاوِع الأَسنانَ. يُقال (¬3): عَلَكَتِ الدَّابَّةُ اللِّجامَ والعِلْكُ (¬4): صَمْغة نُعْلك. (علل) - في حَديثِ عَليٍّ - رضي الله عنه -: "مِنْ جَزِيلِ عَطائِك المَعلُول". المَعْلُولُ، من العَلَلِ، وهو الشُّرْب بعد الشُّرْب. والأَولَّ: النَّهَل، يريد أَنَّ عطاءَه تَبَارك وتَعالَى مُضاعَف يَعُلُّ به عِبادَه مَرَّةً بعد أُخرَى، ويُعطِيهم عَطاءً بعد عطاءٍ. - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {لَعَلَّ اللَّهَ} (¬5) عَلَّ ولعَلَّ كَلِمتَا رَجاءٍ وطَمَع، ويمكن أن يقال: إنَّ ذلك في القرآن كَعَسى. ¬
(علم)
وقد تَكُون بمعنىِ كَىْ، كَقوْلِه تَعالَى: {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (¬1) : أي لكَي تَهْتَدوا. - وقَوله صلَّى الله عليه وسلّم: "وما يُدرِيكَ لعَلَّ اللَّهَ قد اطَّلَع على أَهلَ بَدْر (¬2) " قال ابنُ خُزَيْمةَ: ظَنَّ بَعضُ الجُهَّال أن قَولَه عليه الصلاة والسلام لعمر رضي الله عنه: لعَلَّ الله اطَّلَعَ إلى أَهلِ بَدْر من جهة الظَّنِّ والحُسْبَان، وليس كذلك؛ لِمَا رَوَى حَمَّادُ بنُ سَلَمة، مُنفَرِداً به، عن عاصِم، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي - صلّى الله عليه وسلّم: قال: "اطَّلَع اللَّهُ - عزَّ وجلّ - إلى أهل بدرٍ ... " الحديث. - (3 في حديثِ عَطاء: "في الضَّرْب بالعَصَا - إذا عَلَّ فَفِيه قَوَدٌ" : أي أَعادَه، من العَلَل فيَ السَّقْي 3). (علم) - في صِفَة سُهَيْل بنِ عَمْرو - رضي الله عنه -: "أَنَّه كان أَعْلَمَ الشَّفَةِ العُلْيَا". قال الأصمعي: الشَّفَة العَلْماء: التي انشَقَّت فبَانَت. قيل: والفِعْل منه عَلِمَ عَلَماً. وعَلِمتُ شفتَه وأعْلَمتُها، مثل حَزِنتُه وأَحزَنْتُه فَحَزِنَ. وقيل: هو في الشَّفَة العُلْيا خاصَّةً. ¬
(علا)
- في حديثِ (¬1) ابنِ مسعودٍ - رضي الله عنه -: "إنك غُلَيِّمٌ مُعَلَّم". : أي مُلْهَمٌ للخَيْر والصَّوَابِ؛ كَقوله: "يكون في أُمَّتي مُحدِّثُون". وَقَولُ الله سُبْحانَه وتَعِالَى: {وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ} (¬2)، كَقوْلِه: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} (¬3). (4 - في حديث الحَجَّاج (¬5): "أَخْسَفْتَ أَم أَعلَمْتَ؟ " يقال: أَعلَم الحافِرُ؛ إذا وجد البِئْرَ عَيْلَماً (¬6)، وهي دون الخَسْفِ 4). (علا) - في الحَديثِ: "اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ من اليَدِ السُّفْلَى" قال ابنُ قُتَيْبَة: العُليَا: المُعطِيَة، والسُّفلَى: السَّائِلة. قال (¬7): وفيه وَجْهٌ آخرٌ، وهو أَشبَه بمَعنَى الحَديثِ - وهو أن العُلْيَا: المُتَعَفِّفَة (¬8)، والسُّفلَى: السَّائِلة. وجاء ذلك عن ابنِ عُمَر - رضي الله عنه - مَرفُوعًا. ووَجهٌ ثالِثٌ عن الحَسَن أنه قال: العُلْيا. المُعْطية، والسُّفْلَى: المَانِعَة. ¬
وبَيْن الرُّواةِ في المُتَعَفِّفة والمنْفِقَة خِلافٌ، فقال عبد الوارث: العُلْيَا: المُتَعَفِّفَة. وقال أكثرهم عن حَمّاد بن زيد، عن أيّوبَ: المُنفِقَة. وقال وَاحدٌ: المُتَعَفِّفَة، وهو أَشبَهُ وأَصَحُّ في المعنى؛ لأنَّ ابنَ عُمَر - رضي الله عنهما - ذَكَر أنَّ رَسولَ الله - صلّى الله عليه وسلم - قاله وهو يَذكُر التَّعَفُّفَ. وذهب جَماعةٌ إلى أن يَدَ المُعطِي مُسْتَعْلِيَة، وليس بشيء. - أخبرنا الإمام أبو القَاسِم - رَحِمَه الله - أَنبأَ أبو بكر بنُ خَلَف، ثنا الحاكِمُ أبو عَبدِ الله، قال: قَرأتُ بخَطِّ أبي عَمْرٍو المُسْتَمْلي، سألت أَبَا بكر بنَ خُزَيْمة عن مَعنَى قولِ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: "مَنْ صَامَ الدهرَ ضُيِّقَت عليه جَهَنَّم" (¬1) فقال: ينبغي أن يكون ها هنا معنى عَلَيْه عَنْه، فلا يدخل جَهنَّم؛ لأَنَّ من ازدَادَ لِلَّهِ تعالى عَملًا وطَاعةً، ازداد به عند الله رِفْعَةً، وعليه كَرَامَة، وإليه قُربَةً. وقال الأَثْرم: قلت لأَبي عبدِ الله: فسَّر مُسَدّد قَولَ أَبي مُوسىَ "مَنْ صَامَ الدَّهرَ ضُيِّقَت عَليه جَهَنِّم"، قال تَضِيقُ فلا يَدْخُلُها، فَتَبَسَّم، وقال: مَنْ قَالَ هذا؟ وأينَ حَدِيثُ عبدِ الله بِن عَمْرو أَنَّ النبيَّ - صلَّى اللهُ عليه وسلم - كَرِه ذَلِك له، وما فيه من الأَحادِيث. ¬
- وفي حديث أَبِي سُفْيَان: "لولا الحَياءُ من أن يَأْثِروا علىّ كذِبًا لكَذَبت عَنْه (¬1) " عَليَّ بمعنى عَنِّى - أيضًا - قال الشاعر: إذا رَضِيَت عَلَىَّ بنو قُشَيْر لعَمرُ الله أعجَبَني رِضَاهَا (¬2) وقَولُه عليه بمعنى عَنْه، كما يجعلون عليَّ بمعنى عَنِّي، قال الشَّاعِرُ: لَاهِ ابنُ عَمِّكِ لا أَفْضلْتَ في حَسَبٍ عَنَّى ولا أَنْتَ دَيَّاني فَتَخْزُوني (¬3). : أي ما أَفْضَلْت علىَّ. والعُلْيَا من عَلاَء المَجْد، والفِعْل منه عَلىَ (¬4) في المكارم - بكسْر اللام - يَعْلَى، ومن ذلك يُسَمَّى يَعْلَىَ وأَبُو يَعْلَى. - في الحديث: "تَعلُو عنه العَيْنُ" : أَى تَنبُو، وإذا نَبَا الشيءُ عن الشيءِ ولم يَلْصَق به فَقَدْ علاَ عنه. ¬
- وفي حَديثِ ابنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "فإذا هُوَ يتعَلَّى عَنِّي" : أي يَتَرفَّع عَلَيَّ. - وفي حَديثِ سُبَيْعَة - رَضي الله عنها -: "فلما تَعلَّت، أو تَعالَت من نِفاسِها". : أي ارْتَفَعت وطَهُرت. وتَعَلَّى الرَّجلُ من عِلَّته؛ إذا ارتَفَع وبَرَأَ. (1 ويَجوزُ أن يكونَ مُطاوعَ عَلَّلها اللَّهُ : أي أَزالَها. فَفَعل به ما فَعَل بِتَقَضُّضِ البَازي وتَطَبَّبَت 1) - في حديث قَيْلةَ: "والله لا يِزَال كَعْبُك عاليًا" : أي لا تَزَالِين شَريفَةً مُرتَفِعةً على من يعاديك ظاهِرةً مَنصُورَةً على مَنْ يَقْصِدُك بِسُوء. - في حديث (¬2) زَكاةِ الفِطْر: "على كلِّ حُرٍّ وعَبدٍ صَاعٌ" قيل: مَعنَى على - ها هنا -: عَنْ (¬3)؛ لأن العَبدَ لا تَجب عليه، وإنما تَجب على سَيِّده عنه. كما قَالَ اللَّهُ تَعالَى: {إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ} (¬4): أي من النَّاسِ. (¬5) ومِثلُه قَولُه عليه الصَّلاةُ والسَّلام: "مَنْ صَامَ الدَّهرَ ضُيِّقَت عليه جَهَنَّمُ" ¬
قيل: معناه ضُيِّقَت عنه حتى لا يَدْخُلَها. - في حَديثِ ابنِ عُمَرَ - رَضي الله عنهما -: "أَخذْت بعَالِيَة رُمْح" وهي ما يَلِى السِّنانَ مِن القَناةِ. والجَمعُ العَواليِ. - وفي حديث (¬1): "بَعَثَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم - إلى أَهلِ العَالِيَة" وهي أَعلَى المدِينةِ، والمَنْسوب إليه عُلْوِىٌّ. وقِيلَ: عَالِيَةُ الحِجاز وغيرها: أَعْلَاها، وما ارْتَفَع منها، ويَتَبَيَّن ذَلِك بمَجِيء المَاءِ من ناحِيَتِه. وعالِيَةُ كلِّ شيء: عِلْوه وعُلْوه، وقد أَعلَى وعَالَى: أَتَى العَالِيةَ. - ومنه حَدِيثُ عَبدِ الله بن عَمْرو - رضي الله عنه: "جَاءَ أَعرابيٌّ عُلْوِيٌّ جَافٍ" - في حديث (¬2) عمر - رضي الله عنه -: "فارتَقَى عُلِّيَّة" على وزن حُرِّيّة، وهي الغُرفَة، وجَمْعُها عَلاَلِيّ. قيل: وهي في التَّصريف فُعُّوْلَة. وقال الأَزهَرِي (¬3): عِلِّيَّةٌ أكثر: يعني بكَسْر العين - وجَمعُها: عِلَّىٌّ. ¬
- (1 في حديث معاوية - رضي الله عنه -: "ما بَالُ العِلاَوةُ بين الفَوْدَيْن" (¬2) العِلاوةُ: ما زِيدَ على الحِمْل ووُضِع فَوقَه وعُولِى عليه، وضَربَ عِلاوَتَه: أي رَأْسَه 1). - وفي حديث عطاء: "في ذكر مَهْبِطِ آدمَ عليه الصلاة والسَّلامِ، فقال: هَبَطَ بالعَلاةِ" وهي السِّنْدَان (¬3). (4 - وفي حديث (¬5) أُحُدٍ: "عَالِ عَنْها" : أي تَجافَ عن ذِكرِها، يَعنِي هُبَل. - وفي الحديث: "عَليكُم بكَذَا". جُعِل اسماً للفِعْل الذي هو خُذْ. قيل: عَلَيْكَ بزَيدٍ، وعليك زيدًا: أي خُذْه. ¬
- في (¬1) شِعْر عَبَّاس: .. مِنْ * خِنْدِفَ عَلْياءَ تَحتَها النُّطُق * عَلْيَاء: اسم للمكان المرتَفِعِ، كالنَّجْد واليَفَاع، وليست بتَأْنِيث الأَعْلَى، ولو كانت صِفَةً قيل: عَلْوَاء كالعَشْواء والقَنواء، والخَذْواء؛ ولأَنَّها (¬2) استُعمِلت مُنكَّرة، وأفعل للتَّفْضِيل، ومُؤَنَّثُه بخِلافه. 4) * * * ¬
ومن باب العين مع الميم
(ومن باب العين مع الميم) (عمد) في حديث (¬1) الحَسَن: "وأَعْمَدَتَا رِجْلاه" : أي صَيَّرتاه عَمِيدًا، وهو المَريضُ الذي لا يستطيع أن يَثبُتَ على المَكانِ حتى يُعمَد من جَوانِبه لِطُولِ اعْتِماده في القيامِ عليهما، فَعِيل بمعنى مَفْعُول. وقيل: عَمدْتُ الشيّءَ: أَقمتُه. وأَعمدْتُه: جَعلْت تحتَه عِمادًا. الأَلِف للتَّثْنِية لا لِلضَّمير (¬2)، وهي لُغَةُ طَيِّىء. (عمر) - وقَولُه تَعالَى: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} (¬3) : أي زَارَ، والمُعْتَمِر: الزَّائر. قال الشاعر: * لقد سَمَا ابنُ مَعْمَرٍ حينَ اعْتَمَر * * مَغْزًى بَعيدًا من بَعيدٍ وَصَبَرْ (¬4) * : أي زَارَ البيْتَ. ويُقال: اعْتَمر: قَصَد. - في الحديث: "لِعَمَائِرِ كَلْب" (¬5) ¬
(عمرس)
وهو جمعُ عَمَارَةَ، وهي فوق البَطْنِ (1 من القَبائِل 1) قال الكَلبيُّ: الشِّعْب أَكْثَر من القَبِيلة، ثم القَبِيلَة، ثم العَمَارة، ثم البَطْن، ثم الفَخِذ. وقيل العَمارَةُ: الحَىُّ العظيم يُطيق (¬2) الانفِرادَ. ويقال (3: عَمارَة - بالفتح - لالْتِفَاف (¬4) بَعضِهم على بعض، كالعَمَارَة التي هي - العِمَامة، ومن كَسَرَ - فلأَنَّ بهم عِمارَة الأَرضِ. وقيل: هي من العَوْمَرَة، وهي الجَلَبة. ومنه اعْتَمر الحاجُّ؛ إذا رَفَع صوته بالعَمْر. وجئتم عُمَّارًا،: أي مُعْتَمِرين، جمع عَامِر. ولا يقال: عَمَر بمعنى اعْتَمر؛ ولكنه مِمَّا استَعمِل بَعضُ التّصاريفِ منه، أو يكون من عَمَر اللَّهَ: أي عَبدَه؛ لأنَّ العُمرةَ عِبادةُ الله، وعَمَر رَكْعَتَيْن: صلاَّهُما. 3) (عمرس) - ومن رُباعِيّه في حديث عبد الملك بن مَرْوان: "أَينَ أَنتَ من عُمروسٍ رَاضِع (¬5)! ". العُمروسُ: الحَمَلُ أو الجَدْى إذا بَلغَا العَدْوَ. ¬
(عمل)
وقد يكون الضَّعيف والغُلام (¬1) الحَادِر، ومن الإِبِل: ما قد سَمِن وشَبِع وهو رَاضِعٌ بَعْدُ، وجَمعُه (¬2) عَمارِسُ. (عمل) - في حديث (¬3) عُمَرَ، رَضي الله عنه -: "فعَمَّلنِي" : أي أَعْطانِي عُمَالتِي، وأجرةَ عَمَلي، وكذا أعْمَلَني؛ وقد يكون عَمَّلَني بمعنَى: ولاَّني وأَمَّرني. (4 - في الحديث: "ما تَركْتُ بعد نفَقَةِ عِيالِي (¬5) ومَؤونَةِ عَامِلي صَدَقَةٌ". قيل: عامِلُه: الخَلِيفةُ بَعدَه وأَزْواجه. قال ابنُ عُيَيْنَة: هُنَّ كالمُعْتَدَّات إذ لا يَجُوز لَهُنَّ أن يَنْكِحْنَ، فَجَرت لَهُنَّ النَّفَقَة. 4) (عملق) - ومن رباعِيِّه في حديث خَبَّاب (¬6) - رضي الله عنه -: "أَمَعَ العَمَالِقَة" ¬
(عمم)
يُرِيد القُصَّاصَ. والعَمَالِقَة: قوم كانوا بالشَّام جَبَابِرَة. قيل: هم بَنُو عِمْلاَق، (1 شَبَّه القُصَّاصَ بهم؛ لِمَا في بعضِهم من الكِبْر والاستِطالة على الناس، وهم كانوا أُعْطُوا قُوَّةً وبَطْشًا. وقيل: كانوا من قَوم عادٍ، كما قال سُبحانَه وتَعالَى فيهم: {وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} (¬2). (3 والعَمْلَقَة: التَّعْمِيقُ في الكَلام 3) واللاَّمِ زائدة عند قوم. والعِمْلاَقُ: الذي يَخدَع الناسَ بِطُرَفِه، وتشْبِيه القُصَّاص بهم لهذين المعْنَيَيْن أَشبَه. (عمم) - في الحديث: "سألتُ رَبِّي - عزّ وجلّ أن لا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِسَنَةٍ بِعَامَّة" : أي بسَنَة عَامَّة، والباء (¬4) زائدة، كما في قوله تعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} (¬5)، وقَولِه تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} (¬6)، وقَولِه سُبْحانَه وتَعالَى: {يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} (¬7): أي بقَحْط يَعُمُّ جَميعَهم. - في الحديث: "أَكرِموا عَمَّتَكُم النَّخْلَةَ" (¬8). ¬
قيل: لم يُرِد مُناسَبَةَ القَرَابةِ، وإنما أَرادَ المُشاكَلَةَ في أنَّها إذا قُطِع رَأْسُها يَبِسَ أَسْفَلُها، ولم تَحْمِل، كالإنسانِ إذا قُطِع رَأسُه مات. وقيل: النَّخْل خُلِق من فَضْلة طِينَة آدمَ عليه الصلاة والسلام. - في الحديث (¬1): "فأَتَيْنَا على رَوْضَةٍ مُعْتَمَّة" : أي وافِيَة النبات. والعَمَّة: الطَّويلُ من الثّياب. والعَمِيم والعَمَمُ: الطَّويلُ التَّامُّ من كلِّ شيءٍ. والعِمامةُ قِيَلَ: سُمِّيت بذلك؛ لأنها تَعُمُّ الرَّأسَ لكِبَرها؛ ولذلك يختصُّ بها الكِبارُ. - ومنه الحديث (¬2): "العَمائِم تِيجانُ العَرَب" - في حديث جابر - رضي الله عنه -: "فعَمَّ ذَلِك؟ " : أي لمَ فَعَلْتَه؟ وأَصلُه عن ما فسَقَطت الأَلِفُ عَنْ مَا في الاستفهام، مع حروف الجر، وتُدغَم النونُ في الميم، كقَولِه تعَالَى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} (¬3)، وكذلك مِمَّ، وفيم، وبِمَ، ولِمَ، ونَحوِها. ¬
(عما)
(1 - وفي حديث لُقْمَان: "يَهَبُ البَقَرَة العَمَمَة" : أي التَّامَّةَ الخَلْق 1) (عما) - وفي حديث (¬2) طَاوس مُرسَلاً: "مَنْ قُتِل في عِمِّيَّا في رَمْى يَكونُ بَينَهم فهو خَطَأ" عِمِّيَّا مَقصُور، ووزنه فِعِّيلَي، من العَمَى، كما يُقالُ: بَينَهم رِمِّيَّا، من الرَّمْي: أي يُوجَدُ بَينَهم قَتِيلٌ يَعمَى أمرُه، ولا يَتبيَّنُ قَاتِلُه ولا حَالُه (¬3). - (4 في الحديث: "إنَ لَنَا المَعامِىَ" وهي جَمْع: مَعْمَى؛ وهو مَوضِعُ العَمَى، كالمَجْهَل، وهي الأَغْفال، والأَرضُونَ المَجهُولَة. 4) * * * ¬
ومن باب العين مع النون
(ومن باب العين مع النون) (عنبر) (1 في الحديث: "فأَلقَى لهم البَحرُ دابَّةً يُقالُ لها: العَنْبر" وهي سَمَكة بَحْرِيَّة يُتَّخَذ من جِلدِها التِّراسُ، ويقال للتُّرس: عَنْبَرٌ. قال العَبَّاسُ بنُ مِرْدَاس: .. كَزُهَاءِ الصَّرِيم فيه الأَسِنَّة والعَنْبَرُ (¬2) 1) (عنت) - في الحديث: "البَاغُونَ البُرآءَ العَنَتَ" العَنَت: المشَقَّة، والفَسَاد، والهَلَاكُ، والإثْم، والغَلَط، والخَطَأُ، والزِّنَا: والحديث يَحتَمِل بَعضَ ذلك. والبُرآءَ والعَنَتَ مَنْصوبَان مَفْعولان لِلباغين. يقال: بغَيتُ فلانًا خَيرًا. - وفي حديث آخر: "حتى تُعْنِتَه" : أي تَشُقَّ عليه، وهو أَصلُ البَابِ. ¬
(عنتر)
- (1 وفي الحديث: "أَيُّما طَبِيبٍ تَطَبَّبَ ولم يَعرِف بالطِّبِّ فأَعْنَتَ فهو ضَامِنٌ" : أي أضَرَّ وأَفْسَد. - وفي حديث عُمَر: "أَردتَ أن تُعَنِّتَنِى (¬2) " : أي تَطلُبَ عَنَتِي وتُسْقِطَنى. 1) (عنتر) - ومن رباعيه: في حديث (¬3) أبي بكر - رضي الله عنه -: "يا عَنْتَر كَذَا" رُوِى في رِوايةِ سالِمِ بنِ نُوح العَطَّار. والعَنْتَر - بفَتْح العَيْن وضمِّها -: الذِّبَابُ، شَبَّهه به، تَصغِيرًا له وتَحقِيرًا لِقَدْرِه. وقال ابنُ الأَعرابي: سُمِّي الذُّبابُ به لِصَوْتِه. وقال غَيرُه: هو الأَزرَق من الذُّبَاب (4 ويجوز أن يكون شَبَّهَه به؛ لِشِدَّةِ أَذاه؛ قال الشاعر: * وَجْدَ الرِّكابِ من الذُّبابِ الأَزْرَقِ (¬5) * 4) ¬
(عنس)
وفي رواية البُخَارِي: "غُنْثَر" (¬1) بالغَيْن المعجمة، والثَّاء المُثَلَّثة. (عنج) (2 في الحديث: "أَعْلِ عَنِّج" وهو مذكور في الغَرِيبَيْن في العَيْن واللَّامِ 2) (عنس) - وفي صِفَتِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "لا عانِسٌ ولا مُفَنَّدٌ" العَانِسُ من النِّساء: التي تَبقَى زَمانًا لا تتزوَّج، وكذلك الرَّجُل إذا أَخَّر الَّتَّزْويجَ بعد ما يُدرِك عَانِسٌ. قال أبو ذُؤَيْب: فإنِّي على ما كُنْتَ تَعهَد بَينَنا وَلِيدَيْنِ حتى أَنتَ أَشمطُ عانِسُ (¬3) ويروى: لا عَابِسٌ ولا مُفَنَّد (¬4) (عنصر) - في الحديث: "يَرْجِع كل ماءٍ إلى عُنْصَرِه" (¬5) العُنْصَر: المَنْصِب، والأَصلُ. والعامة يرفَعُون العَيْنَ والصَّادَ. ¬
(عنط)
والفُصَحاء يَفتَحون الصَّادَ، وعند سيبويه النُّون (¬1) زَائِدَةٌ. (عنط) - ومن رباعيه في حديث المُتْعَة: "فَتاةٌ مِثْلُ البَكْرَةِ العَنَطْنَطَة" : أي الطَّوِيلةُ العُنُق، قال الراجز: عَنَطْنَطٌ تَغْدُو به عَنَطْنَطَهْ للمَاءِ تَحتَ البَطْنِ منه غَطْمَطَهْ (¬2) والعَنَط: طُولُ العُنُق. وأَعْنَط: جاء بولد عَنَطْنَط. وقيل: هو طُولُ العُنُق مع حُسْن قَوام. والغَطْمَطَة: الْتِطامُ الأَمواج. والتَّغَطْمُطُ: صَوت مَعَ بَحَح. وفي رواية: "بَكْرَة عَيْطاء" (عنف) - في الحديث: "إذا زَنَت أَمةُ أَحَدِكم فَلْيَجْلِدْها ولا يُعَنِّفْها" التَّعنِيفُ: التَّوبيخُ، والعُنْف: ضدُّ الرِّفْق. وأَعنَفْتُه وعَنَّفْتُه (¬3). قيل: أي وَجَدْت له مشقة، ومعناه فيما قاله الخَطَّابي أن لا يَقْنَع بتَعْنِيفِها، بل يُقيِم عليها الحدَّ (¬4). (عنفق) ومن رُبَاعِيِّه: "أَنَّه كان في عَنْفَقَتِه شَعَراتٌ بيضٌ" قال الأَصمَعِىُّ: هي الشَّعَر في الشَّفَةِ السُّفْلَى. وقال غيره: هي الشُّعَيْرات بين الشَّفَة السُّفْلَى وبين الذَّقَن. ¬
(عنق)
والعَنْفَقَة: قِلَّةُ الشَّيءِ وخِفَّتُه، وتِلكَ من هذا. (عنفوان) (1 - وحَديث مُعاويَةَ: "عُنْفُوان المَكْرَع (1) " : أي أوله، وَوَزْنُه فُعْلُوَان، من اعْتَنفَ الشيءَ: أي ائْتَنَفَه وابتَدأَه 1) (عنق) - في حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: "لو مَنَعُوني عَناقًا" (¬2) - وفي حديث خَالَ البَراءِ - رضي الله عنهما -: "عِندِي عَناقٌ جَذَعَةٌ في الأُضْحِيَةِ." قال الأَصمَعِىُّ: العَناقُ: وَلَد المَعِز. والجمع أَعْنُق وعُنُوقٌ. وقيل: هو ما لم يَتِمّ له سَنَةٌ من الإِناثِ خاصة. - وفي حديث الشَّعْبِيِّ: "نحن في العُنُوقِ ولم نَبلُغِ النُّوق" ¬
وفي المَثَل: "العُنُوقُ بعد النُّوقِ" (¬1) أي: القَلِيل بعد الكثير، والذُّلُّ بعد العِزِّ. - وفي حديث قَتادةَ: "عَناقُ الأَرضِ من الجَوارح" عَناقُ الأرضِ: دَابَّةٌ أصغَر من الفَهْد أسودُ الأذنين (¬2)، والجمع عُنُوقٌ. ويقال (¬3): لَقِي عَناقَ الأرضِ، وأُذُنَىْ عَنَاقٍ: أي دَاهِية. - في حديث ابن تَدْرُس (¬4): "كانت أمُّ جَمِيل - يعني امرأةَ أبي لَهَب - عَوراءَ عَنْقَاء" : أي طَويلَة العنُق. والرجُل أَعنَق. - وفي حديث (¬5) جعفر - رضي الله عنه -: "أنَّ النَّبىَّ - صلّى الله عليه وسلّم - عانَقَه" قال الحَربيّ: أي أَدْنىَ عُنَقَه من عُنُقِه، وهي للموَدَّة؛ وقد فَعلَه النبىُّ - صَلَّى الله عليه وسلّم - بأَبِي ذَرٍّ، وعُمرُ بحُذَيفَةَ، وأَبُو الدَّرْدَاءِ بسَلْمَان - رضي الله عنهم -، وعَمرُو بن مَيْمون بِسُوَيْد، وأَبو مِجْلَز بخَالدٍ (¬6) الأَشَجِّ، والحَسنُ بمُعاويةَ بنِ قُرَّة، وأبو نَضْرَة بالحَسَن، وبُدَيْلٌ بالتَّيْمِيِّ، وعَطاءٌ بعُمَر بنِ ذَرّ. والمُعَانَقَة في المودة أكثَر. والتَّعَانُق في الحرب. ¬
(عنك)
وعُنُق الإسلام: أَوّلُه، وأَعناقُ الرِّياح: ما سَطَع (¬1) من عَجَاجِها. - في تَفْسِير قوله تعالى: {طَيْرًا أَبَابِيلَ} (¬2) قال عِكْرمة: هي العَنْقَاءُ (¬3) المُغرِبُ، وهو طائرٌ لم يرَه أحد. - في الحديث: "كان يَسِيرُ العَنَق" (¬4) وهو سَيْرٌ وَسِيعٌ، ومنه دابَّةٌ مُعنِق وعَنِيق، وللمُبالَغة مِعْنَاق. (عنقز) (5 - في حديث قُسِّ ذُكِرَ "العُنْقُزَان" (¬6) العُنْقُزُ: أَصلُ القَصَبِ الغَضّ. (عنك) - وفي حديث أُمِّ سَلَمَة وَالشَّاة: "ما كَانَ لَكِ أن تُعَنِّكِيها" التَّعْنِيك: المَشقَّة والمَنع والتَّضْيِيقُ أيضا. 5) ¬
(عنن)
(عنن) - في الحديث (¬1): "وذُو العِنَان الرَّكُوب" يعني الفَرَس. والرّكُوبُ: الذَّلُول للرُّكُوب، ونَسبَه إلى العِنَان؛ لأنه يُلجَم ويُركَب. وقيل: العُنَّة من ذلك؛ لأن العِنِّين كأَنَّه مَكْبُوحُ العِنانِ عن الجماعِ. - في حديث قَيْلَة - رضي الله عنها -: "تَحسَب عَنِّي نائِمَةٌ" : أي تَحسَب أَنِّي، يُبدِلُون من الهَمْزة عَينًا، وبنو تَميم يتَكلَّمون بهذه اللُّغة. قال ذُو الرُّمَّة: أَعَن تَرسَّمْتَ من خَرقاءَ مَنزِلةً مَاءُ الصَّبابَةِ من عَيْنَيْك مَسْجُوم (¬2) : أي أأَن تَرسَّمْت، وتُسَمَّى العَنْعَنَة. - وفي حديث حُصَيْن (¬3) بنِ مُشَمِّت: "أَخْبَرنا فُلانٌ عَنَّ فُلانًا حدَّثَه" يريد أَنَّ فُلانًا، وهذا لِبَحَحٍ (¬4) في أَصواتِهم. (عنا) - في الحديث: "أَنَّه دَخَل مَكّة عَنْوَة" قال ثَعْلَب (¬5): يقال: أَخذتُ الشيءَ عَنْوةً: أي قَهْرًا في عُنْف، وأَخذْتُه عَنْوةً: أي صُلْحًا في رِفْق. وما رُوي: أَنَّه صَالَح أَهلَ الحُدَيْبِيَة أن لا يدخُلُوا مكّة إلّا بجُلُبَّان السِّلاح" ¬
فإنّما اشترطوا (¬1) دخوله مكّةَ والسيوف في قُرُبها، ليكون عَلَماً للسَّلْم والصُّلح؛ إذ كان دُخولُه صُلْحًا. كذا ذكره ثَعلَب. ودخوله بِجُلُبَّان السِّلاحِ كان في عُمْرة القَضاء بدَلاً من يوم الحُدَيْبِية. وما ذُكِر أنَّه دخلَها عَنْوةً، فيَومَ الفَتْح، على أنّه اختُلِف فيه أيضا، إلّا أنّ هَذَا غَيرُ ذاك. - في حديثِ المِقْدام - رضي الله عنه -: "الخَالُ وارِثُ مَن لَا وَارِثَ له يَفُكُّ عَانَه" : أي عَانِيَه، فحَذَف اليَاءَ. وفي روَايةٍ: "عُنِيَّه" يقال: عَنَا يَعْنُو عُنُوًّا وعُنِيًّا، فهو عانٍ، والعَاني: الأَسِير، وفي لُغَة عِنىَ يَعْنَى، ومَعنَى الإسار (¬2) - ها هنا: ما يَلزَمه وَيتَعلَّق به بِسبَبِ الجنَايَات التي سَبِيلُها أن تتَحَمَّلها العَاقِلَة. وفي رواية: "يَعقِل عِنه" وعند مَنْ لا يُوَرِّثُ الخَالَ يَكُونُ معناه: أنه طُعْمَة أُطْعِمُها الخَالُ، لا أن يَكُونَ وَارِثًا. * * * ¬
(ومن باب العين مع الواو)
(ومن باب العين مَع الواو) (عوج) - في حديثِ أُمِّ زَرْع (¬1): "رَكِبَ أعْوَجِيًّا" قيل: أَعْوَج: فِحلٌ كَرِيمٌ تُنْسَبُ (¬2) إليه الخَيْلُ الأَعْوَجِيَّة. (3 - في الحديث: "أَنَّه كَانَ له مُشْطٌ من العَاجِ" وهو عَظْمُ ظَهْر السُّلَحْفَاة البَحْرِيَّة. (عود) - في حديث شُرَيْح: "إنَّما القَضَاء جَمْر فادْفع الجَمْرَ عنك بعُودَيْن" يعني (¬4) شَاهِدَيْن، مَثَّلهُما في دَفْعِهِما الوَبَالَ عن الحاكم بعُودَين يُنَحِّي بهما المُصْطَلي الجَمْرَ عن مكانِه لئلا يَحْتَرق. 3) - في حديث (¬5) ابنِ أُمِّ مَكْتُوم - رضي الله عنه - "يَكْثُر عُوَّادُها" : أَي زُوَّارُها وكلُّ مَنْ أَتَاك مَرَّةً بعد أُخْرى فهو عائِدٌ، وإن اشْتَهَر ذلك في عِيادَةِ المريضِ. (6 - في الحديث: "عليكم بالعُودِ الهنْدِىِّ" قال الخَطَّابِي: هو القُسْط (6) البَحْرِيّ. 6) ¬
(عوذ)
(عوذ) - في الحديث: "عائذ بالله تَعالَى من النَّارِ" (¬1) : أي أنا عائِذٌ ومُتَعَوِّذ بالله، كما يُقال: مُسْتَجِيرٌ بالله. بِوَضع الفَاعِل مَكانَ المَفعولِ، كقَوْلِهم: سِرٌّ كاتِمٌ، وماءٌ دافِقٌ. ومن رَواهُ: "عَائِذًا" فمَعْناه المَصْدَر: أي أَعُوذُ بالله عِياذًا. (عور) - في الحديث: "أَنَّه أَمرَ عَلِيًّا- رضي الله عنه - أن يُعَوِّرَ آبارَ بَدْرٍ" : أي يَدفِنَها وَيطُمَّها. وعَوَّرت الرَّكِيّةَ: كَبَسْتُها، ورَكِيَّة عَوْرَان: مُتَهدِّمة، وعارَتِ العينُ تَعارُ عَوْرًا وعَوَّرَت، وتَعوَّرت: ذَهبَت وَعْرَتُها، وأَعورْتُها وعَوَّرتها أَنَا. ويُحْتَمل أن يكون تَعوِيرُ الآبارِ (2 والرَّكَايا 2) يُرادُ به تَعوِيرُ عُيونِها التي يَنْبُع منها المَاءُ، تَشبِيهًا بِعُيُونِ الحَيوانِ. - ومنه حَدِيثُ عُمَر - رضي الله عنه - وَذَكر امْرَأَ القَيْس فقال: "افْتقَر عن مَعانٍ عُورٍ" أَرادَ غُموضَ المَعاني ودِقَّتَها، من عَوِرَت (¬3) الرّكِيَّة، واحدتُها عَورَاء، وافْتقَر: أيَ فَتَح، من فَقِير النخل. - في حديث (¬4) عائِشةَ - رضي الله عنها -: "يتوضَّأُ أَحَدُكُم من الطَّعَامِ الطَّيِّب، ولا يتوضَّأ من العَوْرَاءِ يَقولُها" ¬
(عوز)
العَوْرَاء: الكَلِمَة القَبِيحَةُ الزَّائِغَة عن الرُّشْد. والعَوَر: الزَّيْغُ والذَّهَاب عن الحَقِّ وتَرْكُه. - وفي حديث (¬1) أُمِّ زَرْع: "فاستبدَلْتُ بَعدَه، وكُلُّ بَدَلٍ أَعْورُ " هذا مَثَل يُضْرَب في المَذمومِ بعد المَحمودِ. - في الحديث (¬2): "من حُليٍّ تَعوَّره بَنُو إسرائِيلَ" : أي اسْتَعَارُوه. وتَعوَّر واسْتَعَار بمَعنىً واحد، : أي أَخذَ عَارِيَةً (3 نحو تعَجَّبَ واسْتَعْجَبَ، واسْتَوفى وتَوَفَّى. - وفي الحديث: "يَتَعَاوَرُون على مِنْبَري" (¬4) تعَاوَرَ القَومُ فُلاناً؛ إذا تَعاوَنُوا عليهَ بالضَّرْب، كُلَّما كَفَّ واحدٌ ضَرَبَ آخرُ. وتَعاوَرَت الرِّياحُ رَسْمَ الدَّارِ : أي كُلَّما مَضىَ واحِدٌ خَلَفَه آخرُ. 3) (عوز) - في حديث عُمَرَ - رَضي الله عنه -: "أَمَا لَكَ مِعْوَزٌ؟ " : أي ثوْبٌ خَلَقٌ كأنه مأخوذ من العوَزِ (5، لأَنّه لِباسُ المُعْوِزين 5) ¬
(عوزم)
خُرِّجَ مَخْرَجَ الآلَةِ والأَدَاةِ، وجَمْعُه مَعاوِز. وقد أَعوزَه الدَّهْرُ فهو مُعْوِزٌ، وعَازَنيِ كذا، وأَعْوَزَني؛ إذا لم يَتَّخِذْه، وأَعوَزَ فُلانٌ: سَاءَ حَالُه. وعَوِزَ الأَمرُ: اشْتَدَّ. (عوزم) - وفي الحديث: "رُوَيدَكَ سَوْقًا بالعَوازِم" قال الأَصمَعِىّ: العَوْزَم: النَّاقةُ التي أَسنَّت وفيها بَقِيَّة (¬1). (عوف) - في حَديثِ جُنَادَةَ: "كَانَ الفَتَى إذا كان يَومُ سُبوعِه دَخَل على سِنَانِ بنِ سَلَمَة، فدخَلتُ عليه وعَلىَّ ثَوْبَان مُوَرَّدَان، فقال: نَعِم عَوفُك يا أَبَا سَلَمَة، فقلتُ: وعَوفُكَ، فنعِم" قال الأَزْهَري: أي نَعِمَ بَختُك وجَدُّكَ. وقيل: بَالُك وشَأْنُك. والعَوفُ: الذَّكَر. وهذا أَلْيَقُ (¬2) بمَعْنَى الحَديث؛ لأَنَّه كان يُرِيد يَومَ سُبُوعِه من العُرْس. وقد يكون العَوفُ أَشياءَ سِواها. (عول) - في الحديث: "المُعْوَل عليه يُعذَّبُ" : أي المَبْكىُّ (¬3). يقال: أَعْوَلَ يُعوِلُ إعْوالاً؛ إذا بَكَى ورفَعَ صَوتَه. (4 قيل: أَشارَ بحَرفِ التَّعْرِيِف إلى شَخْصٍ عُلِم بالوَحْى حَالُه. وقيل: أَرادَ به الكافِرَ, أو مَنْ يُوصِي بذلك. ويُروَى - بفَتْح العَيْن وتَشْدِيد الوَاو 4) ¬
في شِعْرِ عامرٍ - رضي الله عنه - * وبالصِّياح عَوَّلوا علينا (¬1) * قيل: معناه أجلَبُوا. وأعوَلَ وعَوّل واحد. والعَوِيلُ: صوت الصَّدْرِ بالبُكَاء. - في صِفَهِ شُعْبَة: "كان إذا سَمِع الحَدِيثَ أَخذَه العَوِيلُ والزَّوِيلُ (¬2) حتى يَحْفَظَه" وأَعْولَت القَوسُ: صَوَّتَت. وقيل: ما كَانَ من هذا البَابِ فهو مُعْوِل. فأَمَّا بالتَّشْدِيد - فيُقال: عَوَّلت به: استَعَنْت، وعوَّلْت عليه، ومَالَه من مُعوَّل: أي من يَسْتَعِين به. وعَوِّل علىَّ: أي أَعِنّى واحْمِل عَلىَّ، وصَيَّر أَمرَك إلىَّ. ويقال لمن يُنازِعُك مُتَطاوِلاً (¬3): أَعَلَىَّ تُعَوِّل بشِدَّة الصِّياح. - في مُنَاظَرة ذِي الرُّمَّة ورُؤْبَة في القَدَر: "أَتُرَى اللهَ - عزّ وجلّ - قدَّر على الذِّئْب أَنْ يَأْكُل حَلُوبَةَ عَيَايِل عَالَةٍ ضَرَائِكَ" (¬4) العَيَايِل: جمع عَيِّل، وَهُم العِيَال، كالسَّيَايِد؛ جمع سَيِّد. وقيل (¬5): عَيِّلٌ وعِيَالٌ، كَجَيِّدٍ وجِيَادٍ. والعَالَة: جَمْع عَائِل: وهو الفَقِير. ¬
- وفي حديث (¬1) أبي هريرة - رضي الله عنه -: "ما وِعَاءُ العَشَرَةِ؟ قال رَجلٌ: يُدخِل على عَشَرة عَيِّلٍ وِعاءً من طَعامٍ" يريد علَى عَشَرةِ أَنفُس يَعُولُهم. قال الأَصمَعِيُّ: واحد العِيَال عَيِّل (¬2)، كجِيادٍ جمع: جَيِّد، وجمع العَيِّل عَيَايِل (3 وأَصْلُه: عَيْوِل، من عَالَ يَعُولُ؛ إذا احْتَاجَ وسأل. وَضَع أَبو هُرَيْرَة - رضي الله عنه - العَيِّل موضع الجَماعَةِ، ولهذا مَيَّزَه بالجَمْع. في حديث (¬4) ابن مُخيْمِرَة: "دَخَل بها وأَعْوَلَت" يقال: أَعالَ وأَعوَل: كَثُر عِيالُه؛ من عَالَه الأَمرُ: إذا غَلبَه وأَثقَله؛ لأن العِيالَ ثِقَلٌ، ويُسَمُّونَه كَلًّا 3) ¬
(عوم)
- في حديث حَفْر الخَنْدَق (¬1): "فأَخذَ المِعْوَل" وهو حَدِيدَةٌ تُنْقَر بها الجبالُ. (عوم) - في الحديث (¬2): "عَلِّموا صِبْيَانَكم العَوْمَ." وهو السِّباحة في المَاءِ. يُقالُ: عَامَ يَعُوم عَوْمًا. (عون) (3 في حَديثِ عَلىّ: "كانَت ضَرَبَاتُه مُبْتَكَراتٍ لا عُونًا" (4 العُونُ: جَمعُ 4) العَوَانِ: التي وَقَعَت مُخْتَلَسَة فأَحْوَجَت إلى المُعَاوَدَة؛ ومنه: جَرَتْ عَوانٌ، وحاجَةٌ عَوانٌ؛ شُبِّهَت بالمَرأَةِ العَوانِ؛ وهي الثَّيِّب (¬5). (عوا) - في حديث حارِثَة: "كأَنِّي أَسمَعُ عُواءَ أهلِ النَّار" : أي صِيَاحَهم (¬6). واستَعْوَى قَومًا: دعاهم إلى الفِتْنَةِ 3) * * * ¬
ومن باب العين مع الهاء
(ومن باب العين مع الهاء) (عهد) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ} (¬1) : أي أَمرْنَاه. والعَهْد: الحِفاظُ والرِّعَاية. - ومنه قولُه عليِه الصَّلاةُ والسَّلام: "حُسْنُ العَهْد من الإِيمانِ" (¬2) والعَهْد: الوَصِيَّة. ومنه قَولُ علّى - رَضي الله عنه -: "عَهِدَ إلىَّ النَّبِىُّ الأُمِّيُّ (¬3) " والعَهْدُ: الأَمانُ، من قَولِه تَعالَى: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِميِنَ} (¬4). - في حَديثِ عَبدِ الله بنِ عَمْرو - رضي الله عنه -: "لا يُقْتَل مُؤمِنٌ بكَافرٍ، ولا ذُو عَهْد في عَهْدِه". قال الخَطَّابي: تأَوَّلَه مَنْ ذَهَب من الفُقَهاء إلى أن المُسلِمَ يُقْتَل بالذِّمِّي، علىَ أنَّ قَولَه: "ولا ذُو عَهْد" مَعْطُوف على قوله: "لا يُقْتَل"، ويَقَع في الكَلامِ على مَذهبِه تَقدِيمٌ وتأخِيرٌ، فَيَصِيرُ كأنَّه قَال: لا يُقتل مؤمِنٌ وَلا ذُو عَهْد بكافِرٍ. وقال الشَّافِعِىُّ - رَحِمه الله -: قَولُه عليه الصَّلاة والسّلام: "لا يُقتَل مُؤمِنٌ بكَافِر"؛ كَلامٌ تَامٌّ بنَفْسه، ثم قال: "ولا ذُو ¬
عَهْد" (¬1): أي لا يُقتَل مُعَاهَدٌ مَا دَامَ في عَهْده؛ وإنّما احْتِيج (¬2) إلى أن يُجرِىَ ذِكرَ المُعاهَد، ويُؤَكِّد تَحرِيمَ دَمِه - ها هنا -؛ لأنّ قَولَه: "لا يُقتَل مؤمِنٌ بكَافرٍ" يُوهِم ضَعفًا وتَوهِينًا لشَأنِه، ويُوقِع شُبْهَةً في دَمِه، فلا يُؤْمَن أن يُسْتَباح إذا عُلِمَ أن لا قَوَدَ على قَاتِلِه، فوكَّد تَحْرِيمَه بإعادةِ البَيانِ؛ لئَلاَّ يَعرِضَ الإشْكالُ والله تَعالَى أعلم. قال: ويَحْتَمِل الحَدِيثُ وَجْهاً آخَرَ؛ وهو أن يكونَ مَعنَاه: لا يُقتَل مؤمِنٌ بأَحَدٍ من الكُفَّار، ولا مُعاهَدٌ بِبَعْضِ (¬3) الكُفَّار، وهو الحَرْبِىّ، ولا يُنكَر أن تكون لَفظَةٌ واحِدَةٌ يُعطَف عليها شَيْئَان يَكونُ أَحدُهُما راجِعًا على جَميعِها، والآخر على بَعْضِها. - حديث عُقْبَةَ بنِ عَامِر - رضيَ الله عنه -: "عُهْدَة الرَّقِيقِ ثَلاثَةُ أَيَّام" هو أن يَشتَرِىَ الرَّقِيقَ، ولا يَشتَرِطُ البَائِعُ البَرَاءَةَ من العَيْب، فما أَصَابَ المُشْتَري به من عَيْبٍ في الأَيَّام الثَّلاثَة، فمِنْ (¬4) مَالِ البائع، ويُرَدُّ بلَا بَيِّنةٍ، فإن وَجَدَ به عَيبًا بعد الثَّلاثَة لا يُرَدُّ إلّا بِبَيِّنَة؛ هكذا فَسَّره قَتادَةُ، وبه قال مالِكٌ، قال: وعُهْدَة السَّنَةِ من الجُنُونِ والجُذَامِ والبَرَص، ولا عُهْدَةَ إلّا في الرقيق خاصَّة. وهذا قَولُ ابن المَسَيَّب والزُّهْرِىّ، يعني عُهْدَةَ السَّنَة. ¬
أما الشَّافِعىُّ فلا يَعْتَبِر ذلك، ولكن ينظر إلى العَيْب. فإن كان مما يُمكِن حُدوثُه في تلك المُدَّة، فالقَولُ قَولُ البَائِع معِ يَمِينِهِ، وإن كان لا يمكن حُدوثُه رَدَّه، وضَعَّف أَحمد هذا الحديثَ. - (1 في الحديث: "تَمسَّكوا بِعَهْد ابنِ أَمِّ عَبْد" (¬2) : أي ما يُوصِيكم به، وبمَا يَأْمُركم وَيعِظُكم. يَدُلُّ عليه حَدِيثُه الآخَر: "رَضِيتُ لأمَّتي ما رَضي لها ابنُ أُمِّ عَبْد"؛ - لمَعْرِفَتِه - صلَّى الله عليه وسلّم - بشفَقَتِه عليهم، ونَصِيحَتِه لهم. - في حديث أُمِّ سَلَمَة لِعَائِشَة - رضي الله عنهما -: "وتَركْتِ عُهَّيْدَاه" من العَهْد (¬3)، كالجُهَّيْدي، والعُجَّيْلى. يقال: لأَبْلُغَنَّ جُهَّيْدَاىَ، ويَمْشي العُجَّيْلى. 1) * * * ¬
ومن باب العين مع الياء
(ومن باب العين مع الياء) (عيث) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "كِسْرَى وقَيْصَر يَعِيثَان فيما يَعِيثَان، وأَنتَ هَكَذا" قال أبو زَيْد: عَاثَ في مالِه يَعِيث عَيْثًا وعَيَثَانًا: أَفسَدَه (¬1)، وعَاثَ الذِّئبُ: أَفسَدَ. - ومنه حَدِيثُ الدَّجَّال (¬2): "فَعَاثَ يَمينًا وشِمَالا" (عير) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {وَالْعِيرَ الَّتيِ أَقْبَلْنَا فِيهَا} (¬3) قيل: إنها (¬4) جَمْع عَائِر؛ وهو الذي يَتَصَرَّف حَيثُ يَشَاء للمِيرَة وغَيرها. وجَمعْ العِير عِيراتٌ. - وفي الحَديثِ: "أَنَّهم كانوا يتَرصَّدون عِيرات (¬5) قُرَيشٍ" - وفي الحَديثِ: "أَنَّ فرسًا لابنِ عُمَر - رضي الله عنهما - عَارَ" : أي أَفْلَت وذَهَبَ على وَجْهِه. ومنه: العَيَّارُ للخَليع (¬6) البَطَّال. ¬
- في حديث أَبِي سُفْيانَ: "قال رَجُلٌ: أَغْتالُ مُحمّدًا، ثم آخُذُ في عَيْر (¬1) عَدْوى" وهو اسْمُ جَبَل بمكَّة: أي أمضي فيه، وأَجعلُه طَرِيقي وأَهْرُب. (2 - في الحديث (¬3): "إذا أَرادَ اللَّهُ بعَبْدٍ شَرًّا أَمسَك عليه بذُنُوبِه، حتى يُوافِيَه يَومَ القِيَامَة، كأَنَّه عَيْر" قال أبو نُعَيْم الحَافِظ: عَيْرٌ: جَبَلٌ بالمَدِينة، شَبَّه عِظَمَ ذُنُوبِه وكَثْرَتِها به. وقال غَيرُه: هو الحِمارُ الوَحْشيّ. - في حديث عُثْمان: "كان يَشْتَرِي العِيرَ حُكْرَة" (¬4) وهي الإِبِل بأَحْمالِها، من عَارَ يَعِير؛ إذا سَارَ. وقيل: هي قَافِلةُ الحَمِير، ثم كَثُرت حتى سُمِّيت بها كُلُّ قافِلَة كأَنَّها جمع عَيْر، وقِياسُها. فُعْل، كَسُقْف ولُدْن في جَمْع سَقْف ولَدْن، إلا أَنَّه حُوفِظَ على اليَاءِ بالكَسْرة نَحْو بِيْض وعِيْن. - في حَديثِ ابنِ عَبَّاسٍ: "أَجازَ لها العِيَرات" وهي جَمْع عِيرٍ. قال سِيبَويْه: اجتَمَعُوا فيها على لغة هُذَيْل. يَعنِي تَحرِيكَ الياء، والقِياسُ التَّسْكِين بَيَضات وعِيرَات. 2) ¬
(عيط)
(عيط) - في الحديث (¬1): "فاعْمِدوا إلى عَناقٍ مُعْتَاطٍ" المُعْتَاط من الغَنَم: التي امتنعت عن (¬2) الحَمْل لِسِمَنِها، وكثرة شَحْمِها، وكذلك العَائِط، والجمع عُوطٌ وعِيطٌ، وعُوْطَط، وكذلك حَائِل والجمع حُولٌ وحُوْلَل .. والتَّعَيُّط: الامْتِناع. وقيل: الاعْتِياطُ: أن لا تَحمِل النَّاقةُ سَنَوَات من غير عُقْر، وجَمْعَاه يَدُلَّان على الوَاو واِليَاءِ مَعًا، إلّا أن يُقالَ: عَوْط، على قِيَاسِ عُوْطَط (¬3)، وطُوبَى وكُوسىَ (¬4) إن كَانَ من اليَاءِ. (عيف) - في الحَديثِ (¬5): "العِيافَة والطَّرْقُ من الجبْتِ." العِيافة: زَجْر الطير، واعْتِبارُها (¬6) بأَسَمائِها وأَصواتِها ومَسَاقِطِها، وأَمثَالِ ذلك منها، مِثْل قولِ الشاعر: تَغنَّى الطَّائِرانِ ببَيْن سَلْمَى على غُصْنَيْن من غَرَبٍ وبَانِ (¬7) ¬
وقال جِرانُ العَوْدِ: جَرَى يَومَ جِئْنَا بالرِّكاب نَزُفُّها عُقابٌ وشَحَّاجٌ من الطَّيْر مِتْيَحُ (¬1) العُقَاب: لِلعُقُوبة، والشَّحَّاج: الغُرابُ للاغْتِراب، والمِتْيَح: الذي يَعرِض (¬2) في كلّ وَجْه. وقال آخر: جَرَتْ سُنُحًا فقُلتُ لها أجِيزِي نَوًى مَشْمُولَةً فَمَتى الِّلقاءُ (¬3) : أي حَالِى نَوًى. والمَشْمولَة: المَكْروهَة، من الشَّمالِ؛ فإنهم (¬4) يَكْرَهُونَها لِما فيها من البَرْد وذِهابِها بالغَيْمِ الذي فيه الخِصْبُ والحَياء. وبَنُوِ أَسَد يُذْكَرون بالعِيافَةِ، فقيل: إنّ قَومًا من الجنّ تَذَاكَرُوا عِيَافَتَهم، فأَتَوْهم فَقالُوا: ضَلَّت لنا ناقَةٌ فلو أَرسَلْتُم مَعَنا مَنْ يَعِيفُ، فقالوا: لِغُلَيِّم منهم: انطَلِقْ معهم، فاسْتَرْدَفه أَحَدُهم، ثم سار فلَقِيَتْهم عُقابٌ كاسِرَة إحدى جَناحَيْها؛ فاقْشَعَرَّ الغُلامُ وبَكَى، فقالوا: مَالَك؟ فقال: كَسَرت جَناحًا، ¬
(عيم)
ورفَعَت جَناحاً، وحَلَفَت بالله صُراحًا ما أَنتَ بإِنسيٍّ، ولا تَبْغِي لِقاحًا. فأمَّا ما رُوِي أنَّ شُرَيْحًا كان عَائِفًا؛ فالمراد به إصابة الظَّنِّ، لا أَنَّه كان يَفعل، كفِعْلِ أَهلِ الجاهِلِيَّة. (عيل) (1 - في حديث صِلَة: "أَمَّا أَنَا فلا أَعِيلُ فِيها" : أي لا أَفتَقِر. 1) (عيم) - في كتاب عُمَرَ رضي الله عنه: "إذا وَقَفَ الرجلُ عَليكَ غَنَمَه فلا تَعْتَمْه" : أي لا تَخْتَر غَنَمه، ولا تَأخُذْ (¬2) خِيارَه. يقال: اعْتامَ الشيءَ واعْتَمَى: أىِ اخْتَار، وعِيْمَةُ الشَّيءِ: خيارُه؛ لأن النَّفسَ تَنزِع إليه، فكأنها تَعامُ إليه: أي تَشْتَهِيه. (عين) - في الحديث: "أَنَّه بَعَث بَسْبَسَةَ (¬3) عَيْنًا" : أي جَاسُوسًا. واعْتَان له: أَتَاه بالخَبَر. - وفي الحديث: "أَنَّ مُوسىَ - عليه الصَّلاةُ والسَّلام - فَقَأَ عَينَ مَلَكِ المَوتِ بِصَكَّةٍ صَكَّه" قال ابنُ عائشةَ: أي كلَّمه فأَغلَظ له، كما يُقالُ: أَتَيتُه فلَطَمَ ¬
وَجْهِي بكلَامٍ غَليظٍ. والكَلامُ الغَلِيظ الذي كان من مُوسى - عليه الصّلاة والسّلام - له، أن قال له: أُحَرِّجُ عليك أن تَدنُوَ مِنّي، فإني أُحرّج دَارِي ومنزلي، فَجَعَل هذا تغلِيظًا من مُوسىَ عليه السلام له (¬1)، قال: فإنْ كَانَ أَرادَ من هَذِه الجهة وإلَّا فلا نَعْرِف وَجْهَه. وقال الإمَامُ إسماعيلُ - رحمه الله -: هذا مما يُؤْمَن به، ولا يَدخُل في كَيْفِيَّته. - في الحَديثِ: "خَيْرُ المَالِ عَينٌ ساهِرَةٌ لعَيْنٍ نائِمَةٍ" أَرادَ بالسَّاهِرَة: عَينَ ماءٍ تَجرِي لا تَنقَطَع ليلاً ولا نهارًا لعَيْن نائِمَةٍ: أي صَاحِبُها يَنامُ وهي تَجرِي، فجَعَل السَّهر مَثَلاً لِجَرْيِها. - في حَدِيثِ عُثْمانَ - رِضيَ الله عنه -: "إنّي لم أفِرَّ يوم عَيْنَيْن" (¬2). هو اسم جَبَل بأُحُد قام عليه إبلِيسُ، فَنادَى: إنَّ رَسُولَ الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم - قد قُتِل. وفي المغَازِي: "أَنَّ رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أقامَ الرُّماةَ يَومَ أُحُد على هذا الجَبَل" ¬
فقيل: هو جَبَل بِبَطْنِ مَكَّة على شَفِير الوَادِي مِمَّا يَلي المَدينَة، وهي جبالُ أُحُد بَيْنَهما وَادٍ، ويُقال لِيَوم أُحُد يَوْم عَيْنَيْن. (عيا) (1 - في حَديثِ الزُّهْرِي: أَنَّ بَرِيدًا من بَعضِ المُلوكِ جَاءَه يَسْأَله عن رَجُل مَعَه ما مَع الرَّجُل، وما مَعِ المرأة، كيف يُورَّث؟ قال: من حَيثُ يَخْرج المَاءُ الدَّافِق. فقِيل فيه: ومُهِمَّةٍ أَعيَا القُضاةَ عُياؤُها تَذَرُ الفَقِيهَ يشُكُّ شَكَّ الجَاهِلِ عجَّلتَ قَبلَ حَنِيذِها بشِوَائِها وقَطَعْتَ مُحْرَدَها بحُكْمٍ فَاصِلِ (¬2) العُيَاءُ كالعقَام والعُضَال؛ من عَيِىَ بالأَمْر. والمُجْرَد: المُقَطَّع، : أي لم تَسْتَأْن بالجَواب، ورَمَيتَ به بَدِيهَةً كَمَنْ نزل به ضيفٌ تَعجَّل قِرَاه بما افْتَلذَ من كَبِدها، واقْتَطع من سَنَامِها، ولم يَحْبِسْه على الحَنِيذِ والقَدِيرِ (¬3)، وتَعْجِيلُ القِرَى مَحمودٌ عِنْدَهُم. - في الحَدِيثِ: "شِفَاءُ العِيِّ السُّؤَالُ" : أي الجَهْل. وقد عَيَّ وعَيِىَ به يَعْيَا عِيًّا. 1) * * * ¬
ومن كتاب الغين
ومن كتاب الغين (من باب الغين مع الباء) (غبب) - في حديث (¬1) الغِيبَة: "فقَاءتْ لحمًا غَابًّا" يقال: غَبَّ اللَّحمُ وأَغبَّ: أَنْتَن، من قولهم: غبَّ عندنا؛ إذا بَاتَ، وغَبَّ الطَّعامُ يَغِبُّ غِبًّا وغُبُوبًا، والاسْمُ الغِبُّ (2 والمَغَبَّة: العاقِبَةُ 2) (غبر) - في حَديثِ (¬3) أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه -: "بَيْنَا رجل في مَفازةٍ غَبْراء" الغَبْراء: التي لا يُهتَدَى للخُروجِ منها. ودَاهِيةٌ غَبْراء: لا يُعلَم المَخْرجُ منها. وقال الأَزهَرِيُّ عن اللَّيْث: (¬4) الغُبَيْراء: الخَمْر. - في حديثَ عَبدِ الله بنِ الصَّامِت: "يُخَرِّبُ البَصْرةَ الجُوعُ الأَغْبَر، والمَوتُ الأَحمر" ¬
الجُوعُ الأَغْبَر: الذي يُجْتَزأُ فيه بما يُجْزِئ (¬1) من الطَّعامِ؛ والأَغبَر: الذي يخالِطُ لَونَه غُبْرةٌ. - وفي حديث ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: "سُئِل عن جُنُب اغْتَرفَ بكُوزٍ من حُبٍّ (¬2)، فأصابت يَدُهُ المَاءَ. فقال: غَابِرُه نَجِسٌ" : أي باقِيه، قال الشَّاعِرُ: أعابِرَان نَحنُ في العُبَّارِ أم غَابِرَان نَحنُ في الغُبَّارِ (¬3) - في حديث مُجاشِع: "فخرجوا مُغْبِرِين هم ودَوَابُّهم" (¬4) - وفي حديث (¬5) الحارث بن أبي مُصْعَب: "قَدِم رجل من أَهلِ المَدِينَة، فَرأيتُه مُغْبِرًا في جَهازِه" المُغْبِر: الطالب للشَّىءِ المُنكَمِش فيه، كأنه يُثِيرُ الغُبار. - في حديث أُوَيْس: "من غَبْراء النَّاس" : أي فُقرائِهم وبَنُو غَبْراء: المَحاوِيجُ، والُّلصوص. وابنُ غَبْراء: ابنُ السَّبِيل. ¬
(غبس)
(غبس) - في حَديثِ (¬1) أبي بَكر بنِ عبد الله: "قال: إذا استَقْبَلُوكَ يَومَ الجُمُعَةِ فاسْتَقْبِلْهمَ حتَّى تَغْبِسها (¬2) حتى لا تَعُودَ أن تَخَلَّفَ" يعني: إذا مَضَيْت إلى الجُمُعة فلقِيتَ الناسَ، وقد قَضُوا الجُمعةَ فاستَقْبِلْهم بوَجْهك، حتى تُسوِّدَه حَياءً منهم؛ لكي لا تَتَأَخَّر بَعدَ ذَلِك، والهاء (3 في تَغْبِسَها 3) ضمِيرُ الغُرَّةِ أو الطَّلْعَة. والغَبَس: لَونُ الرَّمَاد. ومنه قول (¬4) الأعشى: * كالذِّئبَةِ الغَبْساءِ (3 فىِ ظِلِّ السَّرَبْ 3) * وهي التي في لَوْنِها طُلْسَةٌ، والفِعْل منه: اغْبَاسَّ، وكذلك أَلْوانُ الذِّئَابِ، ويُسَمَّى السَّمَنْد. ¬
(غبط)
(غبط) - في حديث أَبِي وَائلٍ: "فغَبَط منها شاةً فإذا هي لا تُنْقِى" (¬1) : أي حَبَسَها. يقال غَبَطْت (2 الشَّاةَ 2) أغْبِطُها؛ إذا أَضْجَعْتها ثم لمَسْتَ منها الموضع الذي تَعرِف به سِمَنَها من الهُزَالِ غبْطا. وقال بَعضُهم: بالعَيْن المُهمَلَة، فإن حُفِظ فإنه أراد الذَّبْح. يقال: اعْتَبَط (¬3) الإبلَ والغَنَمٍ؛ إذا نَحَرهما أو ذبحهما لغَيْر دَاءٍ فهو عَبِيطٌ، ومنه الدَّمُ العَبِيط. (غبق) - في حديث المُغِيرَة بنِ شُعْبَة: "لا تُحَرِّم الغَبْقَةُ. قيلَ: وما الغَبْقَة؟ قال: المرأَةُ تَلِد فيَنْحَصِر لَبَنُها، فتُرضِعُ جَارتُها المَرَّةَ والمَرَّتَيْن، من الغَبُوقِ." : أي لا تُحرِّم المَصَّةُ. ورُوِي بالعَيْن (¬4) واليَاءِ والفَاءِ. (غبن) - في حديث عِكْرِمَة: "مَنْ مَسَّ مَغَابِنَه فَلْيَتَوضَّأ" (¬5) المَغابِنُ: الأَرفاغُ، والرَّفغ والرُّفْغُ: باطنُ الفَخِذِ عند الأرْبِيَّة (¬6). وناقة رَفْغَاء: واسعة الرُّفْغ. ¬
- ومنه الحَدِيثُ: "كان إذا اطَّلَى بَدأَ بمَغَابِنهِ" (¬1) وهي مَراقُّ البَطْن، والآباط أَيضًا مَغَابِن. واغْتَبَنْتُ الشيءَ: خَبَأْتُه في المَغْبِن، وغَبَنْتُ السِّقَاءَ أو الثَّوبَ: جَعلتُ فيه غُبونًا. وأَثْناءً، الوَاحِدُ غَبْنٌ وهو العِطْفُ (¬2). (غبا) (3 - في الحَديثِ: "إلا الشَّيَاطِين وأَغْباءَ بني آدم" الأَغْبَاء: جَمْعُ غَبِىّ، وهو القَلِيلُ الفِطْنَة. 3) * * * ¬
ومن باب الغين مع الثاء
(ومن باب الغين مع الثاء) (غثث) (1 - في حديث أُمِّ زَرْعِ: "لَحْم جَمَلٍ غَثٍّ" (1) : أي مَهْزُول. وغَثَّ يَغِثّ ويغَثُّ وأَغَثَّ أَيضًا. 1) (غثر) - في الحديث (¬2): "يُؤْتَى بالمَوْتِ كأنه كَبشٌ أَغَثَرُ" الأَغْثَر: الكَدِرُ اللَّون، وكذلك الأَرْمَد، والأَرْبَد، والأَطْحَل، وهي الغُثْرَة، فإن كانَت الغُثْرةُ تَضْرِب إلى الصُّفْرة؛ فهي غُبْسَة، وإن كانت تَضْرِبُ إلى الحُمْرَة فَهِي قُتْمَة. * * * ¬
ومن باب الغين مع الدال
(ومن باب الغين مع الدال) (غدد) - في حَدِيث (¬1) الطَّاعُون: "غُدَّة كَغُدَّة البَعِير" الغُدَّةُ: طَاعُونُ الإِبِل. يقال: بَعِير مُغِدٌّ , وقَلَّمَا تَسْلَم منه الإبلُ حتى تَمُوت. والغُدَّة والغُدَدُ في اللَّحْمِ. وغُدَّة من المَالِ: قِطْعَةٌ ونَصِيب. - (2 ومنه في حديث عُمَر: "ما هي بِمُغِدٍّ فيَسْتَحْجِي لَحمُها" (3 يعني الناقة 3)، ولم تَدخُل تاء التأنيث فيه؛ لأنه أَرادَ النَّسبَ، كامرأةٍ عاشِقٍ، ولِحْيَة نَاصِلٍ. وقيل: إنه يَرِم نَكَفَتَاه (¬4) في ذلك، فيَأخُذُه شِبْهُ المَوتِ، وهو غَادٌّ ومَغْدُود أَيضًا 2) (غدر) - في حدِيثِ الحُدَيْبِيَة (¬5) وغَيْره: "يا غُدَرُ" يريد المُبالغَةَ في وَصْفِه بالغَدْر. وهو كما قال أبو سُفْيان لِحَمزَةَ - رضي الله عنه -: "ذُق عُقَق" ¬
(غدا)
يَصِفُه بالعُقُوق المُبالَغ (¬1)، وقَطِيعَةِ الرَّحِم، وفي المُؤَنَّث: يا غَدارِ مَبْنِيًّا (2 على الكَسْرِ 2)، وفي الجَمْع: يَالَغُدَر، هذا كُلُّه في النِّداءِ، وكذلك يا مَغْدَرُ. - وفي الحديث: "أنه مرّ بأَرضٍ يقال لها: غَدِرَة" كأنها لا تَسْمَح بالنَّبات، أو تُنْبِت ثم تُسرع إليه الآفَة. شُبِّهَت بالغَادِر، الذي (¬3) يَخْتِل قَولاً ولا يَفِي فِعلاً. - ومنه: "بَيْن يَدَيِ السَّاعَةِ سِنُونَ غَدَّارة (¬4) يَكْثُر المَطَر وَيقِلُّ النَّباتُ" وليلة غَدِرَة ومُغْدِرَةٌ: بَيِّنَة الغَدَر - بفتح الدال: أي مُظْلِمة. والغَدْرَاء: الظَّلْماء. (غدا) - في الحديث (¬5): "كنت أَتَغَدَّى مع عُمَر - رضي الله عنه - في رمضان" يُريدُ السَّحور. سَمَّاه غَداء؛ لأنه بمنزلة الغَدَاءِ للصائم. - ومن هذا قَولُه عليه الصَّلاةُ والسَّلاَمُ: "هَلُمَّ إلى الغَداءِ المُبارَك" يريدُ: السحورَ، والغَداءُ: الطَّعام الذي يؤكل في أول النهار، إلى أن يقارب المَنْصَف. ¬
(2 - في حديث عبد المطلب والفِيل: لا يَغْلبَنَّ صَلِيبُهُم ... ومِحالُهم غَدْوًا مِحَالَكْ الغَدْو: أصلُ الغَدِ، وتَمامُه من اليوم الذي بَعدَ اليوم، ولم يُرِد عَينَه، إنَّما أراد قُرْبه 2). * * * ¬
(ومن باب الغين مع الذال)
(ومن باب الغين مع الذَّال) (غذذ) - في الحديث: فَأَغِذُّوا السَّيْرَ" (¬1) الإغذَاذُ: الإسْراع في السَّيْر. - وفي حديث آخَرَ: "فَجعَل الدَّمُ يَومَ الجملِ يَغُذُّ من رُكْبَةِ طَلْحةَ" الغَاذُّ والغَاذَّة: بَثْر يَسِيلُ منه المَاءُ، وغَذِيذَةُ الجُرح: مِدَّتُه. وغَذّ العِرقُ يَغُذُّ غَذًّا؛ إذا سال ما فيه ولم يَرقَأ (¬2)، وتركتُ جُرحَه يَغُذَّ؛ وبالبَعير غاذٌّ: أي دَبرَة تَندَي، وغَذّ الجُرحُ، وأَغذَّ: إذا وَرِم، ويجوز أن يكون من إغْذَاذِ السَّيْر، أي تَتَابَعَ بالسَّيَلانِ. (3 - في حديث الزَّكاةِ (3): "كَأَغَذِّ ما كانَتْ" من الإِغْذَاذ، وهو الإسْراع في السَّيْر، بُني علي تَقْدِير حَذْف الزَّائِد، ويجوز أن يكون من غَذَا العِرقُ يَغذُوَ، إذا لم يرقَأْ، يريد غُزْرَ أَلْبانِها. 3) (غذا) - في الحديث: "فإذا سَعدٌ - رضي الله عنه -: "يَغْذُو جُرحُه دَمًا" ¬
(غذور)
: أي يَسِيلُ. يُقالُ: غَذَا الجُرحُ؛ إذا دَامَ سَيَلانُه. - وفي الحديث (¬1): "مَرت سَحابةٌ، فقال: ما هَذَا؟ قالوا: السَّحَابُ، قال: والمُزْن، والغَيْذَى" ولم نَسمَع الغَيْذَى في أسماء السَّحاب إلّا في هذا الحديث، ولعله سُمِّي به لِسَيلَان الماءِ منه. وغَذَا العِرْقُ غَذْوًا يَغْذُو، وَغَذِى يَغذَى: سال. والقِرْبَة تُغَذِّي بالماء: أي تَرْمِي به وتَصُبُّه صَبًّا. وغَذَّى البَعِيرُ بِبَوْلِهِ تَغْذِيةً: رَمَى به. (2 وقال الزمخشري: هو غَيْذى على فَيْعل، من غَذَا يَغْذُو إذا سال. (غذور) - في الحديث: "لا تَلْقَى المُنافِق إلّا غَذْوَرِيًّا." هكذا ذَكَرُوه وهو الجَافِي (3 الغليظ 3) 2) * * * ¬
ومن باب الغين مع الراء
(ومن باب الغين مع الراء) (غرب) - في حديث أبي سَعِيدٍ - رَضي الله عنه -: "خَطبَنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلّم - إلى مُغَيْربانِ الشَّمسِ" قال الأَصمَعِيُّ: غَرَبَتَ الشَّمسُ تَغرُب غُروربا ومُغَيْربانا. وقال غَيرُه: المُغَيْرِبَان والمُغَيْرِبانات، والمَغْرِبانُ (¬1): غَيْبُوبة الشَّمْسِ. - في الحديث: أَنَّه ضَحِك حتى اسْتَغْرب" يقال: أَغْربَ في ضَحِكه، واستَغْرب: مَضىَ فيه (2 وبَالَغ 2) قال الأَصمَعِيّ: الاسْتِغْراب: القَهْقَهَة. وقال أبو عمرو: هو الإِكثارُ من الضَّحِك، وأَغربَ في مَنْطِقه؛ (3 إذا لَم يُبْقِ شيئًا إلَّا تَكلَّم به 3). - وفي دعاء ابن هُبَيْرة: "أَعوذُ بك من كُلِّ شَيْطان مُسْتَغْرِب، وكُلِّ نَبَطِيّ مُسْتَعْرب" قال الحربي: أَظنُّه الذي جاوز القَدْر في الخُبْث. من قولهم: اسْتَغرَب في الضَّحِك؛ إذا اشتدَّ وكثُر منه. وأُغْرِب عليه: صُنِع به صَنِيعٌ قبيح. ¬
قال ابنُ هَارُون: ويَجوزُ أن يكون المُسْتَغْرِب بمعنى المُتنَاهِي في الحِدَّة؛ مأخوذ من الغَرْب، وهو الحِدَّة والتَّمادِي أيضًا. - في حديثِ الذِي قال: "إنَّ امْرأَتِي لا تَرُدُّ يَدَ لامسٍ؟ فقال: غَرِّبْها" : أي أبْعِدها، يريد الطَّلاقَ. يقال: أَغْرَبْتُه وغَرَّبتُه: نَحَّيتُه، فغَرَب: أي تَنَحَّى وبَعُد، وبلدٌ غُرَّبٌ: بَعِيد، وغَرَّب تَغرِيبًا: بَعُد، كأنه لازمٌ ومُتَعدٍّ؛ ومنه: هَلْ (¬1) مِن مُغَرِّبةٍ خَبَرٌ، وشَأْوٌ مُغَرِّبٌ (2 ومُغَرَّب 2): بَعيد، وعَنْقَاءُ مُغْرِبٌ: بَعِيدٌ (¬3) في البلاد. (4 - في حَديثِ المُغيرَة: "ولا غَرِيبَة نَجِيبَة" يَزعُمونَ أن وَلَد الغَرائِب أَنْجَبُ. - وفي حَدِيثِ النابِغَة: "تَرِفُّ غُروبُه" : أي مَاءُ فَمِه، وأشَرُ (¬5) أَسْنانِه. - في الحديث: "أَنَّه غَيَّر اسْمَ غُراب" ¬
(غربب)
لِمَا فِيهِ من البُعْدِ، ولأَنَّه (¬1) أَخبَثُ طَيْرٍ، لوقُوعِه على الجيَف. - في حديث عائشة (¬2): " {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ}، فأَصبَحن على رُؤوسِهِنَّ الغِرْبَانُ" شَبَّهَتِ الخُمُر في سَوادِها (¬3) بالغِربَان، فَسَمَّتْها بها مجازًا، كما قال الكُميْت: * كغِرْبَان الكُرومِ الدَّوالِج (¬4) * : أي العَنَاقيدِ 4) (غربب) - ومن رباعيه (¬5) في الحديث: "أَنَّ الله - عَزَّ وجلَّ - يُبغِض الشَّيْخَ الغِرْبيبَ" : أي الذي لا يَشِيب، والغِرْبِيبُ: الأَسْود، وقيل: الشديد السوادِ، وقيل: الذي يُسَوِّد شَعْرَه. (غربل) - في حديث ابن الزبير - رضي الله عنهما -: "أَتَيْتُمونِي فَاتِحِي أَفْواهِكم كأنكم الغِربيلُ" : أي العُصْفُور، فيما قِيلَ. ¬
(غرث)
(غرث) - في الحديث (¬1): "إن أَكَلْتُه غَرِثْتُ" : أي جُعْتُ. والغَرَثُ: الجُوعُ، ورجل غَرْثَانُ وامرأةٌ غَرْثَي. - في شِعْرِ حَسَّان في عائشةَ رضي الله عنها: * فَتُصْبحُ غَرْثَي من لُحومِ الغَوَافِل (¬2) * (3 يعْنيِ الزَّبِيبَ، وأنَّه لا يَعْصِم منَ الجُوعِ عِصْمَةَ التَّمْر 3) (غرر) - في الحدَيث (¬4): "أَغارَ النبيُّ على بَني المُصْطَلِق وهم غَارُّون" : أي هم على غَفْلة وغِرَّة. فالغَارُّ: الغَافِل، والذي يَغُرُّ غَيرَه. - وفي حديث آخر: "أَنَّه قَاتَلَ مُحارِبَ خَصَفَة (¬5) فَرَأَوْا من ¬
المُسْلِمِين غِرَّةً، فصَلَّى صَلاةَ الخَوْفِ" : أي غَفْلَةً وسَهْوًا عن حِفْظِ ما هُم فِيهِ. - وفي حَديثِ سَارِق أَبي بكر - رضي الله عنه -: "أنه كان يَدعُو على السَّارِق، فقال: عَجِبْتُ من غِرَّتِه بالله، عَزَّ وجَلَّ" : أي اغْتِرَارِه. - وكتب عُمَر إلى أبي عُبَيْدة - رضي الله عنهما،: (¬1) "أَن لا يُمْضيَ أَمرَ الله تَعالَى إلا بَعِيدُ الْغِرَّةِ حَصِيفُ العُقْدَة" : أي مَن بَعُدَ حِفْظُه لِغرَّةِ المُسْلمِين وغَفْلَتهم. - وفي الحَديثِ: "نَهَى عن بيْعِ الغَرَر" وهو ما طُوِى عنك عِلْمُه، وخفِي عنك سِرُّه؛ من قولهم: طَوَيْتُ الثَّوبَ على غِرَّة. وكُلُّ بَيْعٍ كان المَقْصُودُ منه مَجهولاً أو غَيرَ مَقدورٍ عليه فهو غَرَرٌ - في حديثِ ابنِ عُمَرَ - رضيَ الله عنهما -: "إِنَّكَ ما أَخذتَها بَيْضَاءَ غَرِيرة" الغَرِيرةُ (¬2) والغِرّ والغِرَّة: الحَدَثَة التي لم تُجَرِّب الأُمورَ. والغَرِيرُ: الشَّابُّ. - ومنه الحديث: "المُؤمِنُ غِرٌّ كريم" قيل: مَعنَاه المُؤْمِن المحمُودُ مِنْ طَبْعِه الغَرارَة، وقِلَّةُ الفِطْنة للشَّرِّ، وتَركُ البَحْثِ عنه، وليس ذَلِك منه جَهْلاً، لكنه كَرَمٌ، وحُسنُ خُلُق، وضِدُّه الخِبُّ. ¬
(غرز)
(1 - في الحديث (¬2): "أنه كان يَغُرُّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - بالعِلْمِ" يقال: غَرَّ الطائِرُ فَرخَه؛ إذا زَقَّه - وفي صِفَةِ الأُمَّةِ: (¬3) "غُرٌّ مُحَجَّلُون" والغُرَّةُ: البَياضُ. يُريد بَياضَ وُجوهِهم. - في حديث (¬4) الأَوزَاعِي: "لا يَروْنَ بغِرارِ النَّومِ بَأْسًا": أي قَلِيلِه، وأنَّه لا يَنقُض الوُضُوءَ. - في حديث عُمَرَ رضي الله عنه: "قَضَى في وَلَدِ المَغْرُور بغُرَّة" وهو الرجل يتزوَّج مَمْلُوكة (¬5) على أنها حُرَّة فَيَغْرَم الزَّوجُ لِمولَى الأَمَة غُرَّةً (¬6) , ويَرجِع بها على مَنْ غَرَّه، ويكون وَلَدُه حُرًّا. 1) (غرز) - في حديث أبي بَكْرٍ: "قال لِعُمَر - رَضي الله عَنْهما -: اسْتَمْسِك بِغَرْزِه" (¬7) ¬
قيل: الغَرْز للرَّجُل بمَنْزِلة الرِّكَابِ المُسْرَج. يقال: غَرزْت رِجليِ في الغَرْز. - في الحَديثِ: "سَأَلَ رَجلٌ رَسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلّم - عن أَفضَلِ الجهادِ فسَكَت عنه، حتى اغْتَرزَ في الجَمْرةِ الثَّالِثَةِ" : أي: دَخَلَ فِيها (¬1) كما تَدخُل الرِّجْلُ في الغَرْزِ. واغْتَرزْتَ السَّيرَ اغْترازًا؛ إذا دَنَا مَسِيرُك. - وفي الحديث (¬2): "الجُبْنُ والجُرْأَةُ غرائزُ" : جمع غَرِيزَة، وهي الطَّبِيعة، من خُلُق صَالحٍ أو رَدِىءٍ. - وفي حديث عَطَاء: "وسُئِل عن تَغْريزِ الإبل، فقال: "إن كان مُباهاةً فلا، وإن كان يُرِيدُ أن تَصْلُحَ للبَيْع فنَعَم" قال الحَربيُّ: يجوز من قَولِهم: غَرزَ الناقةَ؛ إذا تَركَ حَلْبَها؛ لِيَذْهَب لَبَنُها، ويَظْهَر سِمَنُها. ويجوز أن يكون (3 تَغرِيزُها 3) نِتاجَها وتَنْمِيتَها كغَرْز الشَّجَر في موضع غَرْسِه (¬4) والله تعَالَى أَعلَم. قال: وروى عمر (¬5) عن أبيه - يعني غُلامَ ثَعْلَب - الغَارِزُ والمُوجِبُ: الناقة التي لا لَبَن لها، وكَذَلِك الجَدُود، والجمع الغَوَارِزُ (¬6) والجداد. ¬
(غرض)
وقال غَيرُه: غَرزَت النَّاقَة غِرَازًا: قَلَّ لَبنُها فهِي غَارِز - وغَزْر - بتقديم الزاي المنقوطة -: كَثُر لَبَنُها فهي غَزيرة (1 - في حديث الشَّعْبي: "ما طلع السِّمَاك قَطُّ إلا غارِزًا ذَنَبَه في بَرْدٍ" من غَرْزِ الجَرادِ ذَنَبَه؛ إذا أراد البَيْضَ، أَرادَ السِّماكَ الأَعزلَ (¬2)، وطُلُوعُه لخِمْسٍ تَخلُو من تَشْرِين الأَوَّل، وفي ذلك يَبْتَدىءُ البَردُ. 1) (غرض) - في الحديث (¬3): "فقَاءَت لَحماً غَرِيضًا" : أي طَريًّا. - ومنه حَدِيثُ (¬4) عُمَر - رضي الله عنه -: "فيُؤْتَى بالخُبْزِ لَيِّنًا، وباللَّحْمِ غَرِيضًا" ومَاءٌ ولَحمٌ غَرِيضٌ ومَغْروضٌ: طَرِىٌّ. واغْتُرِض (¬5): مات طَرِيًّا. - وفي حديث الدَّجَّال: "أنه يَدعُو شَابًّا ممتلِئًا شَبابًا فيَضْرِبُه بالسَّيفِ فيَقْطَعُه جَزْلَتَيْن رَمْيَةَ الغَرَض" (¬6) : أي بُعْد ما بَيْن قِطْعَتَيْن رميةَ غَرَض، وهو الهَدَف. - وفي الحديث: "فأَقَرْتُ بها حتَّى اشتَدّ غَرَضِي" ¬
(غرغر)
: (¬1) أي ضَجَري ومَلَالَتي. والغَرَض: الشَّوقُ أيضاً. (غرغر) - في الحديث (¬2): "لا تُحَدِّثْهم بما يُغَرْغِرهم" الغَرغَرة مِثل (¬3) كسْر القَوارِير وِالأنُوفِ، وهي صَوتٌ معه بَحَحٌ، وصَوتُ القِدر أيضًا. والغَرْغَرَة في الحَلْق: أن يترَّددَ فيه الماءُ وغَيرُه. وقال الجَبَّان: الغَرْغَرَة: مُتَعدّي التَّغَرغُر، وهو جَعْل الماءِ في الحَلْق. ويقال: غَرَرْتُ قصبةَ أنفِه: أي كَسَرتُها، قال: والصحيح بالعَيْن المهملة. - في الحديث: "من تَابَ قَبلَ أن يُغَرْغِر" (¬4) : أي قَبلَ أن تَبْلُغَ الرُّوحُ (غرق) - في حديث عَليٍّ - رضي الله عنه -: "لقد أَغرَق في النَّزْع": أي بَالغَ في الَمَدِّ، وبلغ الغَايةَ في النَّزْع، وأصلُه في النَّزْع في ¬
القَوْس، ثم يُسْتَعار لمَنْ بَالغَ فيِ الشَّيءِ. وإذا خالَطَ الفَرسُ الخَيلَ ثم سَبقَها قيل: أَغرقَها، وأَغرقَ في الدِّين: بالَغ فيه. - وفي صفة وَحْشيٍّ: "أَنَّه ماتَ غَرَقًا في الخَمْر" أصل الغَرَق: الرُّسوبُ في الماءِ. ثم يقال للمُتَناهِي في السُّكْر وغَيرِه: غَرِق فيه. (1 في حديث سَلَمَةَ بن الأَكْوَعِ: "وأَنَا على رِجْليِ فَأَغْتَرِقُها" من أَغْرَقَ (¬2) الفَرسُ واغْتَرقَ، ويُروَى بالعَيْن. - في حديث عَليٍّ (¬3) - رضي الله عنه - في مَسْجِدِ الكُوفَةِ: "أَنَّه الغَارُوقُ" فاعُول من الغَرَق؛ لأَنّ الغَرقَ كان منه في زَمانِ نُوح - عليه الصّلاة والسَّلام. - في الحديث: "فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاه" (¬4) : أي غَرِقَت في الدَّمْع. ¬
(غرل)
(غرل) - في حَديثِ طَلْحَة: "كان يَشُورُ نَفسَه على غُرْلَتِه" (¬1) : أي حينَ كان أَغرلَ لم يُخْتَتَنْ بَعد 1) (غرم) - قوله سبحانه وتعالى: {فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ} (¬2) : أي غُرْمٍ، وهو (¬3) ما يُلزِمُ الإنسانُ نَفسَه، أو يُلْزِمُه غَيرُه، وليس بِواجبٍ. - في حديث معاذٍ - رضي الله عنه -: "إِنَّ الله عزَّ وجلّ - ضَربَهم بِذُلٍّ مُغرَمٍ" : أي مُلِحٍّ لَازِمٍ دَائمٍ. والغُرْم: المَغْرَم، وأَصلُ الغَرامِ: الُّلزومُ والدَّاومُ. ¬
- ومنه الحَدِيثُ: "لا تَحِلُّ المَسأَلَةُ إلّا لِغُرْم مُفْظِعٍ" : أي حَاجةٍ لازِمَةٍ (¬1). - في حديث (¬2) عبد الله بنِ عُمَر - رَضيِ الله عنهما -: "في الثَّمَر المُعَلَّق لا قَطْعَ فيه، فمَنْ خَرجَ بشيءٍ منه فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيه والعُقُوبَةُ، ومنْ سَرَق منه شيئًا بعد أن يُؤوِيَه الجَرِينَ، فبَلَغ ثَمَنَ المِجَنِّ فعَلَيْه القَطْع، ومَنْ سَرَق دون ذلك فعَلَيه غَرامَةُ مِثْلَيه والعُقُوبَة" قال الخَطَّابي: يُشبه أن يكون هذا على سَبِيلِ التَّوعُّد؛ لِيَنْتَهِيَ فاعِلُ ذلك عنه؛ والأَصْلُ أن لا وَاجِبَ على مُتْلِفِ الشَّيءِ أَكْثَر من مِثْلِه. وقد قيل: إنَّه كان في صَدْرِ الإسلام تَقَع بَعضُ العقوبات في الأَموالِ ثم نُسِخَ؛ وإنما سَقَط القَطْع في الثَّمَر المُعلَّق؛ لأنّ حوائِطَ المدينةِ لَيسَ عليها حِيطَانٌ، ألَيْسَ قد أَوجبَ القطعَ في ذلك الثَّمرَ إذا أَواهُ الجَرِين، ومِثلُه: - حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "ضالَّةُ الإِبِل المكتُومَةِ غَرامَتُها, ومِثْلُها مَعَها" وكانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - يحكم به، وإليه ذَهَبَ أَحمدُ؛ فأَمّا عَامَّةُ الفُقَهاء، فعَلَى أن لا غَرامةَ أَكْثَر من مِثلِه، وكذلك فيمَن مَنَع الزكاةَ: إنَّا آخِذُوها، وشَطْرَ مَالِه؛ وقد تَقدَّم ذِكرُه. ¬
(غرا)
(غرا) - في حديث خالِد بنِ عبدِ الله: "لا غَروَ إلَّا أَكْلَةٌ بهَمْطَةٍ" (¬1) والغَرْو: العَجَب، وغَراهُ غَرْوًا: أَعْجَبَه. والصَّمغُ يَغْرُو كَبِدِي: أي يُعجِبُها ويُصلِحُها. والهَمْطُ: الأَخذُ بخُرْق وعَجَلة ونَهْبٍ. - في حديث الفَرَعَة: "لا تَذْبَحْها وهي صَغيرة (¬2) لم يَصْلُب لَحمُها، فيتَلَصَّق بَعضُها ببعْضٍ كالغِراءِ" وهو أن تُطْبَخ أَطرافُ الجُلودِ حتى تَذُوبَ بَعْد أن تُنقَع حتى تَلِينَ ثم تُصَفَّى. والغَرِيُّ: صِبْغٌ أحمر. - وعن مَعبِد قال: "لَبَّدتُ رأسي بِغِسْلٍ (¬3) أو بِغِراءٍ" يُمَدُ ويُقْصَر. والغِراءُ: الطِّلاءُ، وقد يُقْصَر أَيضا. وقيل: الغَرَى: وَلَد البَقَر، والمَهزولُ أَيضًا. والتَّثْنِية: غَروَان والجمع أَغْرَاءٌ. والغَراةُ أيضا، (4 والغِرَاء 4): صَمْغٌ. * * * ¬
ومن باب الغين مع الزاي
(ومن باب الغين مع الزاي) (غزر) - في الحديث: "مَنْ مَنَح مَنِيحةَ لبنٍ بَكِيئةً (¬1)، كانت أو غَزيرة" الغَزِيرةُ: الكَثِيرة اللَّبَن، والبِكيئة: قَليلَتُه. يقال: غَزُرت الناقةُ غَزارَةً، فهي غَزِيرَة: كَثُر لبنُها. وعَيْنٌ غَزِيرَة: كَثِيرةُ المَاءِ، وأَغزَر القَومُ: غَزَرت إِبلُهم. ومَعْرُوف غَزِيرٌ: مُتَتَابعٌ، وهو مُغْزَرٌ له: أي مَالُه كَثِير (¬2). (غزل) - في الحديث (¬3): "ورُبْع المِغْزَل" : أي رُبْع ما غَزلَ النِّساءُ. والمِغزَل: آلتُه - بالكَسْر، وبالفَتْح - مَوضع الغَزْل، وبالضَّمِّ: ما جُعِل فيه الغَزْل. (غزا) (4 - في الحديث (¬5): "لا تُغْزَى قريشٌ بَعدَها" : أي لا تكفُر حتى تُغزَى على الكُفْر. ونَظِيرُه: " (¬6) لا يُقْتَل قُرشيٌّ صَبْرا" : أي لا يَرتَدُّ فَيُقْتَلَ صَبْرًا على الرِّدَّة. 4) * * * ¬
ومن باب الغين مع السين
(ومن باب الغين مع السين) (غسل) - قَولُه تَباركَ وتعالى: {مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ} (¬1) المُغْتَسَل والغَسُول: الماء الذي يُغتَسل به. والمُغتَسَل مَصْدَر اغْتَسَل؛ لأن مَصْدَرَ افْتَعل على (2 افتِعَال 2) ومُفْتَعَل، فيُحتَمل أن يكون إنَّما سُمِّي بالمَصْدر. والمُغْتَسَل (¬3): المَوضِع الذي يُغتَسل منه وفيه. - وفي حَديثِ الصَّحِيح: "وَضَعْتُ له غُسْلَه من الجَنابة" - بضمِّ الغَيْن - وهو الماءُ الذي يُغتَسل به، كالأُكْل لِمَا يُؤْكَل، والغُسْل - أيضًا - الاسْم، من غَسَلْتُه غَسْلا. وقيل: إنه اسْمُ الاغْتِسَالِ. والغِسْل - بالكَسْر -: ما يُغسَل به الرَّأْس، من خِطْمِيٍّ وغَيْرِه. - وفي حديث الجُمُعة: "مَنْ غَسَّلَ واغتَسَل" قال أبو بكر الأَثْرم صاحبُ أَحمَد: مَعنَاه التَّوكِيد. وقال أبو عُبيد: معْنَاه (¬4) غَسْلُ الرَّأس خاصَّة؛ لأنَّ العربَ لهم لِمَمٌ وشُعورٌ وفي غَسْلِها مَؤُونَة، فأفردَ ذِكْر غَسَّل الرَّأْس من أَجْلِ ذلك؛ وإليه ذَهَب مَكْحُول. وقَولُه: اغْتَسل: أي غَسَلَ سائرَ الجَسَد. (5 وقد ذكر الهروي له وجوهاً كثيرة سواه 5) ¬
(1 قال الأَثرمُ: قُلتُ لأبيِ عبدِ الله تفْسِير قَولِه: مَنْ غَسَّل واغْتَسَل، هو غَسَل أو غَسَّل؟ فقال: غَسَّل مُشدَّدة، كَذَا كَتَبْنا عن غَيْر واحد ما كَتَبْنا إلّا هَكَذا. قلت: فيُريدُ يَغسِل غَيرَه، فقال: نَعَم، فأي شيء هذا وجهه؟ فذكرت له عن عليّ أنه قال: "من غَسَل" مُخفَّفَة. وقال: أَلَا تَرَى أنَّه كلام واحد: بَكَر وابْتكَر واحد، ومَشَى ولم يَرْكَبْ واحد، وغَسَل واغْتَسَل واحِدٌ , فإنما هذا كلام مكَرَّر؛ فقال أبو عَبدِ الله: يومئذ ما سَمِعْنا إلا غَسَّل، وغَيرُ واحدٍ من التَّابِعِين - يَعْني: عَبدَ الرحمن بنَ الأَسْود، وهِلالَ (¬2) بنَ يَساف - يَستحِبُّون أن يُغَسِّل الرجلُ أهله يوم الجمُعة، فإنما هذا أن يَطَأ، ثم قال: فَأَيَّ شيء يَعْني إذاً بقَولِه: غَسَّل، قلت: غَسَّلَ رَأسَه واغْتَسَل، فقال: لَيسَ بشَيء، ثم قال لي بعد ذلك يوما آخر: نَظرتُ في ذلك الحَدِيثِ؛ فإذا هو غَسَل، قالها أبو عَبدِ الله مُخفَّفَة، ثم قال: أَصَبتُه في غَير مَوضِع غَسَلِ، ولم أجد غَسَّل، ولَعلَّه أن يكونَ في بَعضِ الحديث، لَكِنِّي لم أَجِدْه. قلت له: من حَديثِ الأَوزاعِيِّ أصبْتُه، فقال: من حديث عَبدِ الرحمنِ بنِ يَزِيد بن جَابِر، قلت: عن حُسَيْن، أعني الجُعْفِيّ، فقال: نَعَم، سمِعْتُه من حُسَين. قال: ومن حَديثِ ابنِ المُبارَك عن الأَوزاعيّ. ¬
- في حَديثِ عِيَاض: "أَنزَلْتُ عَليكَ كِتابًا لا يَغسِلُه المَاءُ" (¬1) قيل: فيه أَربعةُ أوجهٍ: أحدها: أنّ بعضَ الأنبياءِ عليهمِ الصّلاة والسلام أُنزِل عليهم كُتُبٌ مَكتُوبَة، فلو غُسِل بالماء وقت نُزولِها لا نْمَحَى وذَهَب. وهذا الكتاب أُنزِل كما قَالَ: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ} (¬2)؛ فلم يَكُن مَحوُه بالمَاء؛ لأنه مَحفوظٌ في الصُّدور. الثاني: أن الغَسْلَ مِثلُ النَّسْخِ، والماء مَثَلٌ: أي كِتاباً لا يَنزِل بعدَه من الله تعالى كِتابٌ يَنْسَخُه كالكُتُب التي قَبلَه، وقد ضَرَب الله عزَّ وجلَّ الماءَ مَثَلاً للقرآن في قوله: {أَنْزَل مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} (¬3) قال ابنُ عُيَيْنَةَ: أي قُرآناً فاحْتَمَلَتْه القُلوبُ. الثالث: أَنَّه لما كان في العَادةِ أن يَضرِبَ المثلَ في الإبْطال والإفْنَاء بالمَاء أو النَّارِ اللَّذَيْن هما أقوى الأَشْياءِ في هذا البَابِ؛ يَقولُون: ¬
لِفُلان مالٌ لا يَأكلُه المَاءُ والنَّارُ، ضَربَ المثَلَ فيه بالماءِ: أي لا تُبطِلُه حُجَّةٌ تَبطُلُ بمِثلِها الأَشياءُ، كما قال الله تَعالَى: {لا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} (¬1). قالَ سَعدُ بنُ نَاشِب: * سَأَغْسِل عَنِّي العَارَ بالسَّيْف جالِباٍ (¬2) * وقال مُزَرِّدُ بنُ ضِرار: فمَنْ أَرْمِه مِنْها بِبَيْتٍ يَلُحْ به كَشَامَةِ وَجْهٍ ليسَ للشامِ غَاسِلُ (¬3) : أي من يُبْطِله. الرابع: أن سَبِيلَه سَبِيلُ قَولِه تعالى: {وَلا يَكْتُمُونَ الله حَدِيثًا} (¬4)؛ وقد قَالَ تَعالَى إنهم كَتَموه بقَوْلِه تَعالى: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} (¬5): أي وإن كَتَموه فإنَّه لا يَخفَى عليه. : أي إنَّ القُرآنَ وإن غُسِل بالمَاء فإنه لا يُبطِلُه غَسْلٌ ولا يُفنِيه، وقد ذَكَر الهَرَوِيُّ وَجْهًا سِواه. 1) * * * ¬
ومن باب الغين مع الشين
(ومن باب الغين مع الشين) (غشى) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {فَأَغْشَيْنَاهُم} (¬1) : أي جَعلْنا على أَبصارهم غِشاوةً: أي غِطاءً. - وفي حديث سَعْد (¬2) - رضي الله عنه -: "فلَّما دَخَل عليه وَجَده في غَاشِيَة فقال: قد قَضَى" ويُحتَمل أن يكونَ أَرادَ بالغَاشِيَة: القَومَ الحُضُورَ عندَه الذين هم غَاشِيَتُه: أي يَغْشَوْنه للخِدْمَة والزِّيارة ونَحوِها (3 فعلى هذا يكون جَمْعًا 3)، أو ما يتغَشَّاه من كَرْب الوَجَع الذي به، فخاف أَنْ قد هَلَك. والغَاشِيَة: الدَّاهِيَة من شَرٍّ أو مَرَضٍ (¬4)، أو مَكروه. * * * ¬
ومن باب الغين مع الصاد
(ومن باب الغين مع الصاد) (غصص) - قَولُه تَباركَ وتعالى: {وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} (¬1) قال ابنُ عَبَّاس - رضي الله عنهما - أي: يَأْخُذ الحَلْقَ فلا يَدخُل ولا يَخرُج. يقال: غَصَّ يَغَصُّ غَصَصًا فهو غَاصٌّ وغَصَّان، وامرأَةٌ غَاصَّة، وغَصَّى، والاسم الغُصَّة؛ فلهذا قال: ذا غُصَّةٍ. وقد يُرادُ بالغُصَّة: نَفْسُ المُعتَرِض في الحَلْق. وغَصَّ المَوضِعُ بالقَومِ: امتلأَ بهم. * * * ¬
ومن باب الغين مع الضاد
(ومن باب الغين مع الضاد) (غضض) - في الحديث: "مَنْ سَرَّه أن يَقرأَ القُرآنَ غَضًّا كما أُنْزِل" (¬1) : أي طَرِيًّا لم يَطُل مُكْثُه. والغَضُّ من كلِّ شَيءٍ: ما لم يَدخُلْه الفَسادُ والتَّغَيُّر بطُول المُكْث. وفي رواية: "رَطْبا" مكان "غَضًّا"، فقيل: أَرادَ طرِيقَتَه في القِراءَة، وهَيْئَتَه فيها، لا حُروفَه وقال عبدُ الرَّحمن بنُ مَهْدي: أَرادَ به أَربعينَ آيةً من سُورةِ النِّساء التي سَمِعَها النَّبِيُّ - صلّى الله عليه وسلَّم - من عَبدِ الله بنِ مَسْعود، رضي الله عنه. - في حديث عُمَر بن عبد العزيز: "أَنَّ رجلاً قال: إن تزوجتُ فُلانةَ حتى آكلَ الغَضِيضَ، فهي طَالِق" الغَضِيضُ: الطَّرِيُّ أيضاً، والمُراد به الطَّلْع في قَولِ الوَلِيد، والثَّمَر أَوَّلَ ما يَخرُج في قَولِ الأصمَعِيّ. - في حديث ابن عَبّاس - رضي الله عنهما -: "لو غَضَّ النَّاسُ في الوَصِيَّةِ من الثُّلُثِ" : أي لو نَقَصوا وحَطُّوا. وأصلُ الغَضِّ: الكَفّ؛ ومنه: غُضَّ المَلامَةَ: أي كُفَّ (¬2) عن اللَّومِ * * * ¬
ومن باب الغين مع الطاء
(ومن باب الغين مع الطاء) (غطط) - في الحديث: "نام حَتَّى سُمِع غَطِيطُه" (¬1) وهو صَوتٌ يُخرِجُه النائِمُ مع نَفَسِه. وقيل: تَرْدِيد النَّفَس إذا لم يَجِد مَساغاً. وقد غَطَّ يَغِطُّ غَطِيطًا وغَطًّا، وقد يَغِطّ المَخنُوق والمَذْبُوحُ. - ومنه حدِيثُ نُزولِ الوَحْي: "فإذا هو مُحمَرُّ الوجه يَغِطُّ" : أي يَنْخُر كالبَكْر إذا خُنِق، وشُدَّت الأنشُوطَة في عُنُقِه عند الرِّياضَة لِيَذِلَّ. - في حديث جابر - رضي الله عنه - في حَفْر الخَنْدق: "وإنَّ بُرْمتَنا لَتَغِطّ" : أي إنها مُمتَلِئة تَفُور، فيُسمع لها غَطِيطَة (¬2). والغَطِيطَةُ (¬3): شِدَّة غَلَيان القِدْر. وقيل: إنه بالظاء المعجمة أَولَى. (4 - وفي حديث ابْتِداءِ الوَحْي: "فأخَذَني فغَطني" والغَطُّ: الضَّغطُ الشديدُ. قيل: إنما غَطَّه لِيَخْتَبِره هل يَقولُ من تِلقاءِ نَفْسِه شيئاً إذا اضْطر، ومنه الغَطُّ في المَاءِ. 4) ¬
(غطا)
- في حديث زَيْدِ بنِ الخَطّاب وعَاصِم بن عُمَر: "إنهما كانا يَتغَاطَّان في المَاءِ، وعُمَر - رضي الله عنه - يَنْظُر" : أي يَتَغامَسَان فيه يَغُطُّ كُلُّ واحدٍ منهما صَاحِبَه. وغَطَّ يَغُطُّ غَطًّا؛ إذا غَيَّب رَأسَه في الماءِ. (غطا) - في الحديث: "نَهَى أَنْ يُغَطِّى الرَّجلُ فَاه في الصَّلاة". من عَادةِ العَرَب التَّلَثُّمُ بالعَمَائِمِ على الأفواه؛ فَنُهُوا عن ذلك في الصَّلاة إلَّا أَنْ تَعرِضَ له الثُّوَبَاء فيُغَطي (1 فَمَه 1) للحديث الذي وَرَدَ فيه. * * * ¬
ومن باب الغين مع الفاء
(ومن باب الغين مع الفاء) (غفل) - في حديث أبي مُوسىَ - رَضي الله عنه -: "لعلنا تَغَفَّلْنَاه" (¬1) : أي سَأَلْنَاه في وقْتِ شُغْله، ولم نَنْتَظِر فراغَه. يقال: تَغَفَّلتُه: أي استَغْفَلتُه وتَحيَّنت غَفْلَتَه. وقد جاء تَفعَّل بمَعنى استَفْعَل في حُروف، نحو: تَضَعَّفْته وتعظّم، وتكبّر، وتَيقَّن، وتثبّت بمعنى استضْعَفتُه. واستَعْظَمته، واسْتَكْبَر، واستَيقَن واستَثْبتَ. * * * ¬
ومن باب الغين مع اللام
(ومن باب الغين مع اللام) (غلب) - قَولُه سُبحانَه وتَعالَى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (¬1) قيل: إنَّ الأنبياءَ والأَولياءَ كَيفَما دار بهم الأَمرُ فهم المَنْصُورُون؛ لأنَّهم إن نُكِبوا فلهم الدرجاتُ في الجَنَّة، وإن ظَفِروا فلهم الثَّوابُ والغَنِيمة. ومنه قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بنَا إلَّا إِحدَى الحُسْنَيَيْنِ} (¬2) ولهذا قال بَعضُهم: هم الأَكْثَرون وإن قَلُّوا، والأَعزُّون وإن ذَلُّوا، والمَنْصُورُون وإن فَلُّوا. وقيل: مَنْ كان عاقِبَتُه الجَنَّة فهو المَنْصور كَيفَما دَارَت به الأُمورُ (¬3). وقيل: أرادَ به الحُجَّةَ والغَلبَة والنُّصرة، وإنَّ حُجَّةَ الإسلامِ أَعْلَى الحُجَج، ولن يأتيَ أَحدٌ بشُبْهة يَعجزُ أَهلُ الحَقِّ عن رَدِّهَا. (4 - في الحديث: "أهل الجَنَّة الضُّعفاء المُغَلَّبون" المُغَلَّبُ: الذي يُغْلَب كَثيرًا، وقد يكون الذي يُحْكَم له بالغَلَبة: أي لا يَزالُ يُغْلَبُ. ¬
(غلغل)
- في حديث إبْراهِيمَ: "يَجُوزُ التَّغَلُّب" : أي طَلَبُ الغَلَبة، وأن يُغالِطَ صاحِبَه حتى يَغلِب في الحِسابِ 4). (غلغل) - في حديث للمُخَنَّث هِيت (¬1) قال: "إذا قامت تَثنَّت، وإذا تكلمت تَغنَّت، قال: قد تَغَلْغلت يا عدوَّ الله." الغَلْغَلَة: إدخال الشَّىْءِ في الشَّىْءِ حتى يَلْتَبِس به، ويصير من جملته: أي بَلغْتَ بنظرك من مَحاسنِ هذه المرأَة حيث لا يبلغ نَاظِرٌ، ولا يَصِل واصِلٌ. (غلل) - قولُه تَباركَ وتَعالَى: {إِنَّا جَعَلْنَا في أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالاً} (¬2) قال الفَرَّاء: الغُلُّ لا يكون إلَّا في اليَمِين والعُنُق، فاكْتَفَى بذكْر العُنُق عن اليَميِن. وفي قِراءَةِ عَبدِ الله: {إِنَّا جَعَلْنَا في أَيْمانِهِم أَغلالا} (¬3) فاكتَفَى بِذْكر الأَيْمان عن الأَعناق. - وقوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} (¬4) الغِلُّ: الحَسَد. وقيل: الشَّحْنَاء، والسَّخِيمَة. ¬
وغَلَّ قَلبُ الرجلِ يَغِلُّ، فإذا كان بالضَّمِّ فمن الغُلُول. - في الحديث: " (¬1) الغَلَّةُ بالضَّمان." معناه معنى "الخَراجُ بالضَّمانِ"؛ وقد ذكره الهَرَوِيّ (¬2). - وفي حديث شُرَيْح: "ليس على المُسْتَعِير غَيْر المُغِلِّ ضَمانٌ" (¬3) يَعنِي: غَير الخَائِن. وقد أَغَلَّ إغلالاً: خَانَ. وقيل: المُغِلُّ: هو المُتَنَاوِل للغَلَّة. وقيل: معناه لا ضَمانَ على المُسْتَعِير غَير المُسْتغِلّ: أي غير القابض لأنه بالقَبْض يكون (¬4) مُسْتَغِلًّا. وأَغلَّت القِربة كَذَا وكَذَا. - في حديث أبي ذَرٍّ: "غَلَلْتُم (5 والله 5) " : أي خُنْتُم في القَول (5 والعمل 5) ولم تَصْدُقُوا. ¬
(غلم)
(غلم) - في (¬1) الحديث: "أَنَّه كان يَلْطَخ أُغَيْلِمَة بَنِي عَبدِ المُطَّلب" الأُغَيْلِمة: تَصْغِير الغِلْمَة (¬2)، كما قالوا في تَصْغِير الصِّبْية أُصَيْبِيَة، وهو جمع القِلَّة، وجَمعُ الكَثْرة غِلْمان. والغلامُ في الأَصْل: هو الطَّارُّ الشَّارِبِ في الأكثر. وقيل: هو ابنُ سَبْعَ (¬3) عشرة سنة، ثم هو شَابّ. - وفي الحديث: "خَيرُ النِّساءِ الغَلِمةُ على زَوجِها العَفِيفَةُ بِفَرْجِها" الغُلْمَة: هَيَجان شَهْوةِ النِّكاح. وقد اغْتَلَم وغَلِم (¬4) غَلماً وغُلْمَةً. (غلا) - في الحديث: "لا تُغالُوا صُدُقَ النِّساء" وفي رواية: "لا تَغْلُوا في صَدُقَاتِ النِّساء" أَصْلُ الغَلاء: الارْتِفاعُ؛ وقد غَلَا غُلُوًّا فهو غالٍ. والغُلُوُّ: مُجاوزَةُ القَدْر في كلّ شيءٍ. يقال: غَالَيت الشيءَ ¬
وبالشيءِ، وأغلَيتُ به، من غَلَاءِ السِّعر؛ ومنه قَولُ الشَّاعر: * ولو نُسَامُ بِها في الأَمْنِ أُغْلِينَا (¬1) * والغَالِيَة في الطِّيب، من غَلَاءِ السِّعر أيضا؛ لأنها استُغلِيَت لكَثْرة ثَمنِها حين عُمِلَت. - ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها: "كنت أُغَلِّل" وفي رواية: "أُغَلِّفُ لِحْيَةَ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - بالغَالِيَة" : أي أُغْلِى. قال الفراء: يقال: تَغَلَّلت بالغَالِيَة (¬2)، ولا يقال: تَغَلَّيت. - وفي الحديث (¬3): "بَينَه وبَينَ الطَّرِيقِ غَلْوَةٌ" الغَلْوَةُ: قَدرُ رَمْيَةٍ. - وفي الحديث (¬4): فسَمَّاه قِتْرَ الغِلاء" يقال: كم جَعَلْتُم قِتْرَتَكم: أي سِهامَكُم التي للمُغَالاة. ¬
وغَالَيْتُه: رَامَيتُه، وتَقتَّر (¬1) فلُانٌ للرَّمْي: تَهيَّأ له. وتَقَتَّر عن الشيءِ: اتَّقَاه. وغَلَا بسَهمِه غُلُوًّا: رَمَى به إلى أَقصَى الغَايَة. وقد تَغَالى (¬2) الرَّجُلان، وكُلُّ مَرمًى من ذلك غَلْوة. وقِيلَ: إنَّ ذلك لا يكون إلَّا مع تَصْعيدِ السَّهْم. وغَالَت الدَّابّةُ غِلاءً في سَيرِها، وغَلْوَةُ الشَّباب: غُلَوَاؤُه؛ أي أَوَّلُهُ. (3 - في الحديث: "إيّاكم والغُلُوَّ في الدِّين" : أي التَّشَدُّدَ فيه. كقَوْله: "إن هَذا (4 الدِّين 4) متِين فأوغِل فيه برِفق" وقيل: مَعْناه البَحثُ عن حَقائقِ (¬5) الأَشْياء، والكَشْف عن عِلَلها، فإنَّ ذلك قد يُؤَدِّي إلى الاخْتِلاف. 3) * * * ¬
ومن باب الغين مع الميم
(ومن باب الغين مع الميم) (غمر) - في الحَدِيث: "مَنْ بَاتَ وفي يده غَمَرٌ" : أي وسَخ ودَسَمٌ وزُهُومَة. وقد غَمَرت يدُه غَمْرًا. ومنه مِنْدِيل (¬1) الغَمَر. والغَمَر (2 - من اللَّحم 2) كالوَضَر من السَّمَن والصَّمَر (¬3) من السَّمَك، والقَتَم (¬4) من الزيت. - وفي الحديث: "أَعوذُ بك من مَوْتِ الغَمْر" : أَي الغَرَق. والغَمْر: المَاءُ الكَثير. - ومنه الحَدِيثُ: "مَثَل الصَّلواتِ الخَمْس مَثَل نَهْر غَمْرٍ" : أي كَثِير يَغمُر مَنْ دَخَله. - في حديث الخَنْدق: "حتى أَغْمَر بَطنَه" : أي وَارَى التُّرابُ جِلدةَ بَطْنِه. - وفي حديث حُجَيْر: "إنِّي لمَغْمُورٌ فيهم" : أي ليسَ بمَشْهُور، وغَمَره القومُ؛ إذا علَوْا عليه في الشرَف. ومنه: غُمارُ النَّاسِ؛ وهو جَمْعُهم إذا تَكاثَف، ومنه غُمرةُ الوَجْه؛ وهي ما يُطلَى به ممَّا يُلَوِّنُه ¬
(غمز)
- في الحَدِيث (¬1): "أَمَّا صَاحِبُكم فقد غَامَر." : أي خاصم غيره، ودخل في غَمْرة الخُصومة؛ وهي مُعظَمُها. والمُغامِر: الذي يرمِي بنَفْسِه في الأمور (¬2). وقيل: هو من الغِمْر (¬3)؛ وهو الحِقْد: أي حاقِدٌ غَيرَه. قال أبو نَصْر: الغِمْرُ: حَرٌّ يَجِدُه من العَطَش. - في حديث عَمْرِو بن حُرَيْث: "أَصابَنَا مَطَرٌ ظَهَر منه الغَمِيرُ" قال الأَصْمَعِيّ: هو نَبْت البَقْل إذا يَبِس عن مَطَر. وقال غَيرُه: هو نَباتٌ أَخضَر قد غَمَر ما قَبلَه من اليَبِيس، وأَكثَرُ البَابِ من الغَمْر؛ وهو السِّتْر. (غمز) - في الحديث (¬4): "أنه كان عِنْده غُلامٌ يَغمِز ظَهْرَه" الغَمْزُ: العَصْر باليَد، وغَمَزْتُ الكَبشَ: نَظَرتُ هل هو سَمِينٌ. (5 في حديث عائِشةَ - رضي الله عنها -: "اللَّدُودُ مَكانَ الغَمْزِ" وهو أن تَسْقُطَ اللَّهَاةُ فتُغْمَزَ (¬6) باليَدِ. 5) (غمص) - في حديث ابنِ عَبَّاس - رضَي الله عنهما -: "كان الصِّبْيَان ¬
(غمط)
يُصْبِحون غُمْصًا رُمْصًا، ويُصبح رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلَّم - صَقِيلاً دَهِيناً" (¬1) قال الأَصمَعِيّ: غَمِصَت عَينُه مثل رَمِصَت. وقيل: الغَمَص: اليابِسُ (¬2) منه. - في الحديث (¬3): "إلَّا مَغْموصٌ عليه بالنِّفاقِ" : أي مَطْعون في دِينِه وفِقْهِه. واغتَمصْتُه: احتَقَرتُه. (غمض) (4 - في حَدِيثِ مُعاذَ: "إيَّاكُم ومُغْمِضَاتِ الأُمورِ" وفي رواية: "المُغْمِضَاتِ من الذُّنوب" وقال النَّضْر: هي التي يَركَبُها الرَّجُل على مَعْرِفَة لكِنّه يُغمِّضُ عنها. (غمط) - في الحَدِيث (¬5): "أصابَتْه حُمَّى مُغْمِطَة" يمكن أن تكون المِيمُ بَدَلاً من البَاءِ. وأغبَطَت عليه الحُمَّى: دَامَت. ¬
(غمم)
وإمَّا أن يكون من الغَمْط؛ وهو كُفرانُ النِّعمَة؛ لأنها إذا أَخذَتْه ورَكِبَتْه كأَنَّها سَتَرَتْه. (غمم) - في حَدِيث المِعْراج - في رِوايَة ابنِ مَسْعُود -: "كنا نَسِير في أَرضٍ غُمَّة مُنْتِنَة" الغُمَّة: الضَّيِّقَة. - في حَدِيث (¬1) عائِشةَ - رضي الله عنها -: "فِيمَ عَتَبُوا على عُثْمانَ مَوضِعَ الغَمامَةِ المُحْمَاةِ." سَمَّت العُشْبَ بالغَمَامَة، كما يُسَمَّى بالسَّماء، : أي حَمَى الكَلأَ ومَوضِعَه؛ وهو حَقُّ جَميعِ النَّاس. 4) * * * ¬
ومن باب الغين مع النون
(ومن باب الغين مع النون) (غنثر) - في حديث أَبي بَكْر - رضي الله عنه -: "يا غُنْثَر" (¬1) قال الخطَّابي: حدَّثَناهُ خَلَفٌ الخَيَّام عن ابنِ مَعقِل بالعين غَير مُعْجَمة، والتاء التي هي أُخْتُ الطَّاء مَضْمُومَتَين؛ ورواه مَرَّةً أُخرَى بالغَيْن المعجمة والثاء المثلثة، فإن كانت الأولَى محفوظةً، فإنها مفتوحةُ العَيْن والتَّاء. سَألتُ أَبَا عُمَر عنه، فقال: سَمِعْت ثَعلَباً يقول: العَنْتَر: الذُّبابُ، سُمِّي به لصَوْتِه، فكأنه حين حَقَّرَه وصَغَّرَه شَبَّهه بالذُّبابِ. فأَمَّا الغُنْثَر - بالغَيْن المعجمة والثَّاء المُثَلَّثَة - فهو من الغَثَارة، وهي الجَهْل. يقال: رجل أَغثَر وغُنْثَر: معدول عنه، كما قيل: حَمِق من أَحْمَق، والنون زائدة. قال الخَطَّابي: لا يُقال لهذا مَعْدول، بل المَعْدول مثل عُمَر وَزُفَر إنَّما يُقَال مَزِيد، زِيدَ فيه النُّون، مِثالُه: غُنْدَر. ¬
(غنن)
(غنن) - (1 وفي الحَدِيث: "أَتى على وَادٍ مُغِنٍّ" : أي كَثُرت أَصواتُ ذِبَّانِه، وأَغَنَّ الوَادِي، مثل أقطَف الرجلُ إذا قَطَفَت دَابَّتُه، ووَادٍ أَغَنُّ أَيضًا، جَعَلَ الوَصْفَ له وهو الذُّبابِ 1) (غنا) - في الحديث: " (¬2) وعندَ عائِشةَ - رضي الله عَنْها "قَينَتَان تُغَنِّيَان" قيل: لم يُرِد بالغِناء ذِكْرَ الخَنَا والفُحْش، كما يُسَمِّيه أَهلُ الحِجاز، وإنما أَرادَ الجَهْرَ بالشِّعْرِ، فإن كلَّ مَنْ رَفَع صوتَه بشيءٍ وَوَالَى به مَرَّة بعد أُخْرى، فهو غِناءٌ؛ ولهذا يقال: غَنَّتِ الحَمامَةُ. - وعلى هذا قَولُه عليه الصَّلاة والسَّلام: "لَيسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرآن (¬3) " قال أبو عَاصِم النَّبِيل: أَخذَ ابنُ جُريْج بِيدي، فأَوقفَني على أَشْعَب، فقال: "غَنِّ ابنَ أَخي ما بَلَغ من طَمَعِك" : أي أَخْبِره مُعلِناً به غَيرَ مُسِرٍّ. وقال الخطابي: هذا يُتَأَوّل على وجوه؛ أحدها: تَحسِينُ ¬
الصَّوتِ، والثاني: الاسْتِغناءُ به عن غَيْره، وإليه ذَهَب ابنُ عُيَيْنَة. يقال: تَغَنَّى الرَّجُلُ بمعنى استَغْنَى. قال الأَعشَى: وكُنتُ امرأً زَمَناً بالعِرا ... قِ عَفِيفَ المُناخِ طَويلَ التَّغَنْ (¬1) وقال ابن الأعرابي: إن العربَ كانت تتَغنَّى بالرُّكْبانيِّ (¬2) إذا رَكِبَت الإبلَ، وإذا جَلَست في الأَفْنِيَة، وعلى أكثر أحوالِهَا؛ فلَمَّا نزلَ القرآنُ أحبَّ النبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم - أن يكون هِجِّيراهُم القُرآنَ مَكَانَ التَّغَنِّي بالرُّكْبَانيّ. - وفي حديث آخر: "ما أَذِنَ الله تَعالَى لشَيء أَذَنَه لنَبيٍّ حَسَن الصَّوتِ يتغَنَّى بالقُرآنِ يَجهَر به" (¬3) زَعَم بَعضُهم أَنَّ قَولَه: "يَجْهَر به" تَفسِيرٌ لِقوله: "يتغنَّى به" على معنى حِكايَة أَشْعَب. قال القُتَبِيُّ: أولُ من قرأَ (¬4) بالأَلحانِ عُبَيْدُ الله بنُ أَبي بَكْرة قِراءَة حُزْن، فوَرِثه عنه ابنُ ابنِه عُبَيدُ الله بن عمر؛ ولذلك يقال: قِراءَةُ العُمَرَيْن، وأخذ ذلك عنه الإباضِيُّ، (5 وأَخذَ عن الإباضيِّ 5) سَعِيدٌ العَلَّافُ وأَخُوه. ¬
وكان هَارون، يَعني الرشيدَ، مُعجَبًا بقِراءَةِ العَلَّاف , فكان يُعطِيه، ويُعرَفُ بِقَارىء أَمير المُؤْمِنِين. وكان القُرَّاءُ كلهم: الهَيْثَمُ وَأَبَانُ، وابنُ أَعْيُن يُدْخِلون في القِراءة (¬1) من أَلْحانِ الغِناء والحُداءِ. (2 وقِيلَ: مَعنَى "ليس مِنَّا مَنْ لم يَتَغَنَّ بالقُرآنِ" الاستِغْنَاء به عن سَائِر الأَشْياءِ؛ لأنا وَجدْنا مَنْ قَرأَ القُرآن بغَيْر تَحْسِين منه صوته مُثَابًا عليه غَيرَ مَذْمُوم، فعلِمنَا أَنَّه أَرادَ الاسْتِغناءَ دُونَ غَيرِه 2) - قَولُه تَباركَ وتَعالى: {كَأنْ لَمْ تَغْنَ بالأَمْسِ} (¬3) قال قَتادةُ: أي لم تَنْعم ولم تَعْمُر. وغَنِىَ: لَبِثَ، وبَقِي (¬4)، ونَزَلَ، والمَغْنَى: المَنْزِل. * * * ¬
ومن باب الغين مع الواو
(ومن باب الغين مع الواو) (غور) - في حديثِ عُمَر- رضي الله عنه -: "أَهَا هُنَا غُرْتَ" (¬1) : أي إلى هذا ذَهَبْت. - وفي حَجِّ أَهلِ الجَاهِلِيَّة: "أَشْرِق ثَبِيرُ كَيْما نُغِير" (¬2) : أي نَذْهَب سَريعًا. وأَغَار: أَسرَع في العَدْوِ. وقيل: نُغِير على لُحومِ الأَضَاحِي؛ من الإغارةِ (¬3). وقيل: نَدْخُل الغَورَ (¬4). يُقالُ: أَغارَ: إذا أَتَى الغَوْرَ، وهو تِهَامَة، وغَارَ فيه: أَفصَح. - وفي حَديثِ قَيْسِ بنِ عَاصِم - رضي الله عنه (¬5) -: "كُنتُ أُغَاوِرُهُم في الجَاهِلِيَّة" ¬
(غوص)
: أي أُغِير عليهم، ويُغِيرونَ عَليَّ - مفاعلة - من أَغارَ إغارةً على العَدوِّ، وهي (¬1) النَّهْب، والاسْمُ الغَارَة كالطَّاقَةِ، من أَطاقَ إطاقَةً، وهو من الوَاوِ كالطَّاقَةِ (¬2) من الطَّوْق، (¬3) ولأنه أكثر ما يقال: رَجلٌ مِغْوَارٌ إلا أنّ جمع الغَارةِ الغِيرَ، كقامَة وقِيَم. (4 - في حديث عَلِيٍّ - رَضي الله عنه -: "قال يَومَ الجَمَل: ما ظَنُّك بامْريءٍ جَمَع بَيْنَ هَذَين الغَارَيْن" قال الأَصمَعِيُّ: أي الجَيْشَيْن، وقالوا: لَقِي غَارٌ غَارًا. والغَارُ: الجَماعةُ. 4) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "عَسىَ الغُوَيرُ أَبؤُسًا" (¬5). قيل: غُوَيْر تَصْغِير غَارٍ. وقيل: هو مَوضِع. وقيل: ماء. ومَعنَاه: رُبَّما جَاءَ الشَّرُّ من مَعْدِن الخير. (غوص) - في الحديث: "لَعَنَ الله الغَائِصَةَ والمُتَغَوِّصة" (¬6) ¬
(غوط)
قيل: الغَائِصة: الحائِضُ التي لا تُعْلِم زَوجَها أنها حائِضٌ؛ فَيُجامعها. والمُتَغَوِّصة: التي تَكذِب زوجَها، وتقول: إنّي حَائِضٌ ولا تكون كذلك. - في الحديث: "نَهَى عن ضَرْبَه الغَائِص" وهي أن يَقولَ: أَغوصُ في البَحْر غَوصَةً بكذا، فما أَخرجتُه فهو لك؛ وإنَّما نَهَى عنه لأنَّه غَررٌ. (غوط) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} (¬1) : أي من قَضاءِ الحاجَةِ؛ لأنَّ العادة (¬2) أَنَّها تُقضَي في غَائِط؛ وهو المُطْمَئِن المُنْخَفِض من الأرضِ؛ ليكونَ أَسْترَ له. - ومنه الحديث: "لا يَذْهَبُ الرَّجُلانِ يَضْرِبانِ الغائِطَ يتحدَّثَان" (¬3) - وفي حديث آخر: "في ذِكْرِ جَماعَة بغَائِطٍ يُسَمُّونها البَصْرَة" (¬4) : أي بَطْنٍ مُطمَئِن من الأرض. وتَغوَّط الرَّجلُ: أَتَى الغائِطَ للحاجة. (غوغ) - في حديثِ (¬5) عبد الرَّحمن بنِ عَوْف - رضي الله عنه -: "يَحضُرك غَوغاءُ النَّاس" ¬
(غول)
الغَوغاءُ: الجَرادُ حين يَخِفّ للطَّيَرانِ، ثم جُعِل للسِّفْلة من النَّاسِ - والأَخِفَّاءُ المُتَسَرِّعُون غَوْغَاء. وقيل: هو كالبَعُوضِ. وهذا إن جعلتَه فَعَلاً فهو من البَاب، وإن جَعلتَه فَعْلَالاً كان مُضاعفاً كالضَّوضاءِ. والغَوغَاء: الصَّوتُ والجَلبَةُ أَيضًا بمعنى الضَّوضَاء (غول) - في حَديثِ الفِيلِ: "حِين أُتي به مَكَّة ضَربُوه بالمِغْول في رَأسِه" (¬1) وهي حَديدَةٌ دقِيقَة. وقال أبو عُبَيْد: هو سَوْط في جَوفِه سَيفٌ يَشُدُّه الفَاتِكُ على وَسَطه للغَوْلِ (¬2). وقيل: هو سَيفٌ دقِيقٌ ماضٍ (3 له قَفاً 3) شِبْه مِشمَلٍ، نَصْلُه دَقيقٌ ماض. (3 - في حديث أَبي أَيُّوبَ: "كان لي تَمْرٌ في سَهْوَةٍ (¬4)، فكانت الغُولُ تَجِيءُ فتَأْخُذ" - وفي حديث آخر: "لا غُولَ" (¬5) ¬
(غوا)
قال الطَّحاوِيُّ: يُحتَمل أن يكون الغُولُ قد كان، ثم رَفَعه الله تَعالَى عن عِبادِه. - في حديث قَيْسِ بنِ عَاصِم: "كنت أُغاوِلُهم" (¬1) : أي أُبادِرُهم بالغَارَةِ والشَرِّ؛ من غَالَه: أي أهلكه، وضعه مَوضِعَ المُغايَله، قال أبو عبيد: أُراهُ المُغَاوَرَة 3) (غوا) - في حديث الإسراء: "لو أَخذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ" : أي صَارَت من أَهلِ الغَوايَةِ والغَيِّ، وهو الانْهِماك في البَاطِل وفعلِ الجُهَّالِ. - وقَولُه تَباركَ وتَعالَى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (¬2) قيل: فَسَد عَيشُه. والغَوايَة: الضَّلال. والغَيُّ من هذا البَابِ، وإن كان ظاهِرُه مُضاعفًا؛ لأنّ الفعلَ منه غَوَى يَغْوِى، كأنَّ أصلَه غَوْيٌ استُثْقِل فَصُيِّر غَيًّا. * * * ¬
ومن باب الغين مع الياء
(ومن باب الغين مع الياء) (غيب) - في حديث (¬1) المِنْبَر: "أَنَّه عُمِلَ من طَرْفاءِ الغَابَة" الغَابَة: مَوضع قَرِيبٌ من المَدينة، ومَعْناها: الأَجَمَة، لأنها تُغَيِّب وتَسْتُر ما يَدخُل (¬2) فيها، والجَمْع: غَاباتٌ وغَابٌ ومنه يقال: لَيْثُ غَابٍ. (3 - في حدِيثِ عليٍّ - رضي الله عنه: "كَلَيْثِ غَابَاتٍ" (¬4) : أي لِقُوَّتِه وشِدَّتِه يَحْمِي غَاباتٍ شَتّى. - في حَرْف أُبَيٍّ: {في غَيْبَةِ الجُبِّ} (¬5) : أي هبْطَةٍ من الأَرْضِ 3). (غيض) - في حَديثِ عُمَر - رضي الله عنه -: "لا تُنْزِلُوا المُسْلِمين الغِياضَ فَتُضَيِّعُوهم" الغِيَاضُ: جمع غَيْضَة؛ وهي الشَّجَر المُلتَفُّ (¬6) (غيل) - وفي حديثٍ لعُمَرَ - رضي الله عنه -: "أَنَّ صَبِيًّا قُتِل غِيلَةً" (¬7). ¬
(غيا)
: أي في خُفْيَة واغْتِيَال؛ وهو أن يُغْتَال (¬1) الإنسانُ فيُخْدَع، حتى يَصِيرَ إلى موضِع يُسْتَخْفَى له فيه فيُقْتَل. - (2 ومنه حديث: "إنَّ مِمَّا يُنبِتُ الرَّبيع ما يَقتُل أو يَغِيلُ" (2). : أي يُؤْذِيهِ إلى أن يَهْلِك كالمُغتالِ 2). - (3 في حديث قُسٍّ: "أُسْدُ غِيلٍ" (3) وهو شَجَر مُلْتَفٌ في الغيْضَة يَسْتَتِرُ فيها الأَسد 3). (غيا) - في حديث أمِّ زَرْع: "زَوجِي (¬4) غَيَايَاء طَبَاقَاء" لا يَهْتَدي إلى مَسْلك يَنْفُذ فيه. والغَيَايَة: ما أَظلَّك كالسَّحاب ¬
والغَبَرة، ويمكن أن تكون وَصَفَتْه بِثِقَل الرُّوح، وأنه كالظِّلّ الذي لا إشراقَ فِيهِ، وأَنَّه غُطِّى على ذَكائِه. (1 - في الحديث: أنه سابَقَ بين الخَيْل فجعل غَايَة المُضَمَّرة من كذا إلى كذا" غَايةُ كلِّ شيء: مَدَاه ومُنْتَهاه. - وقوله تعالى: {مِنَ الغَيِّ} (¬2) : أي الضَّلال، وقد ذكرناه في العَيْنِ والوَاوِ 1) * * * ¬
ومن كتاب الفاء
ومن كتاب الفاء (من باب الفاء مع الهمزة) (فأد) - في الحديث (¬1): "إنَّك رَجُلٌ مَفْؤُودٌ" : أي أُصِيبَ فؤادُه وَوَجِعَ. والفُؤَاد: وَسَطُ القَلْب (¬2). قيل: سُمِّي به لتفَؤُّدِه: أي حَرَارَته وتَوقُّدِه، والمِفآد: السَّفُّود (¬3). وفَأَدْتُ الخُبْزةَ: مَلَلْتُها (¬4). واللَّحمَ: شَوَيتُه؛ فهو فَئِيد (¬5): أي مَشْوِيّ. وقيل: فُئِد الرجلُ فهو مَفْئودٌ وفَئِدٌ أيضا. ويقال: فَئِيد بمعنى مَفْئُود. وفَأدتُه فَأْداً: أَصَبتُ فُؤادَه. وقيل: الفُؤادُ: غِشاءُ القَلْب، والقَلبُ حَبَّتُه وسُوَيْدَاؤه، ويُشبِه أنه كان مَصْدُورا فكَنَي بالفُؤاَد عنه؛ لأنه مَحَلُّ الفُؤادِ. (فأر) (6 - في الحديث: "خَمسُ فواسِقُ منها الفأرة" الفأرة معروفة، وهي مهموزة، وقد يترك هَمزُها تخفيفا 6) (فأس) - في الحديث: "فجعَل إحدى يَدَيْه في فأسِ رأسِه" ¬
(فأم)
: أي في حَرْف (¬1) القَمحْدُوَة المُشرف على القَفَا، وربما احْتُجِم عليه. وقيل: فَأْس القَفَا: مُؤَخَّر القَمَحْدُوة، وجمعه: أَفؤُس وفُؤُوس. والفَأس: الذي يُشَقُّ به الحَطَبُ وغَيرُه. وفَأسُ اللِّجام: الحَديدَةُ القائِمَة في الحَنَك. (فأم) - في الحديث: "يَكُونُ الرَّجُلُ على الفِئَامِ من النَّاس" : أي جَمَاعاتٍ. قال الفَرَزْدَق: * فِئَامٌ يَنْهَضُون إلى فِئَامِ (¬2) * والفِئَام: الجَمل العَظِيم، وَوِطَاءٌ (¬3) مُشَاجِرٌ، وبَنِيقَةٌ (¬4) تُزَادُ في الدَّلْو. والجمع فُؤُمٌ، (5 وأَصلُه السَّعَةُ 5) * * * ¬
ومن باب الفاء مع التاء
(ومن باب الفاء مع التاء) (فتح) في الحديث: "لا يُفْتَحُ عَلَى الإمام" (1 قيل: أراد به إذا أُرْتج عليه في القِراءةِ؛ وهو في الصلاة. ورُوِي عن عليّ - رضي الله عنه -: "إذا استَطْعَمَك فأَطْعِمْه" يعني: إذا وَقَفَ في القِراءة كأنه يَطْلُب أن يُفتَح عليه ويُلقَّن فافْتَح عليه ولَقِّنه. وكذا فَعَل عُثمانُ وابنُ عُمَر وأَنَسٌ وابنُ عُكَيْم، رضي الله عنهم. قال أبو عُبَيْدة: إذَا أُرتِجَ على القَاريء ولقَّنْتَه قُلتَ: فَتَحْتُ عليه. وفي وجه آخر، أي لا تَحكُم على الإمام، يَعني السُّلطانَ، بأَنْ يَحكُمَ هو بشيء وتَحْكمَ 1) أنت بخِلافه. من قَولِه سُبْحانَه وتَعالَى: {افتَحْ بَيْنَنَا} (¬2): أي احْكُم. - وقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "لا تُفَاتِحوا أهلَ القَدَر" (¬3) : أي لا تُحَاكِمُوهم. وقيل: لا تُجادِلُوهم ولا تَبْدَءُوهم بالمُناظَرَة. ¬
(فتق)
(1 - وفي الحديث (1). "قَدْرَ حَلَب شَاةٍ فَتُوح" : أي واسَعَةِ الإِحْلِيل 1) (فتق) - في الحديث: "قَحِط النَّاسُ فَشَكوْا إلى عائشة - رضي الله عنها - فقَالَتْ: انْظُروا قَبْرَ النَبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلّم - فاجْعَلُوا منه كِواءً إلى السَّماء، ففعَلوا فَمُطِرُوا، حتى نَبَت العُشْبُ، وسَمِنَت الإبلُ حتى تَفَتَّقَت" : أي انْتَفَخَت خَواصِرُها من كَثْرة ما رَعَتْ، فسُمِّي عامَ الفَتَق. قال أبو نَصْر: أي عَامَ الخِصْب، وأَنشَدَ (¬2): * لم تَرْجُ رِسْلاً بعد أَعْوامِ الفَتَق * وقال بَعضُهم: عَامَ الفَتَق - بفتح التاء - والفَتَق: الجَدْب والشِّدَّة أيضا. ¬
(فتل)
(1 - وفي صِفَتِه عليه الصَّلاة والسَّلامُ: "كان في خاصِرَتَيْه انْفِتاق" : أي اسْتِرخَاء (¬2). (فتل) - وفي حديث حُيَىِّ (¬3) بنِ أَخطَب: "لم يَزَلْ يَفْتِل في الذِّرْوة والغَارِب" وهذا مَثَل (¬4) في المُخَادَعَة 1). - في الحديث: "أَلسْتَ تَرعَى مَعْوَتَها وبَلَّتَها وفَتْلتَها (¬5) " الفَتْل: من وَرَق الشّجَر ما كان مَفْتُولاً، كوَرَقِ الأرْطَي والأَثْلِ والطَّرْفَاء وقيل: الفَتْلة: حَبْل (¬6) السَّمُر والعُرفُط. وقيل: نَوْر العِضاهِ، وقد أَفْتَلَت إفتَالاً: أخرجت الفَتْلَة (7 والبَلَّة ما دام فيه بَلَل، فإذا تَفَتَّل فهي فَتْلَة. ¬
(فتا)
(فتا) - في حديث (¬1) عُمَر - رضي الله عنه - "أَنَّ الله - عزّ وجلّ - أَحقُّ بالفَتَاء" الفَتِّى: الطَّرِيّ السِّنِّ الحَدَث. (فجر) - في حَديثِ ابنِ الزُبَيْر: "فَجَّرْتَ بنَفْسِك" : أي نَسَبْتَها إلى الفُجُور، كما يُقالُ: فَسَّقْته وكَفَّرته 7). * * * ¬
ومن باب الفاء مع الحاء
(ومن باب الفاء مع الحاء) (فحص) - في الحَديثِ: "مَن بَنَى مَسْجِدًا ولو كمَفْحَصِ قَطاةٍ، أو أُفْحُوصَ" (¬1) : يَعنِي مَوضِعَها الذي تَجْثِم فيه، وسمى مَفْحَصًا؛ لأَنَّها لا تَجْثِم حتى تَفحَص عنه التّرابَ، وتَصِيرَ إلى مَوضِع مُسْتَوٍ. والفَحْص: الطَّلَب والبَحْث. وفَحَصَ برِجْلَيْه: ضَرَب بهما. - وفي حديثِ عُمَرَ - رضي الله عنه -: "أنَّ الدَّجَاجَةَ لتَفْحَص في الرَّمَادِ" : أي تَنْبَسِط (¬2) فتَتَمرَّغ فيه. - وفي حديث الشَّفَاعَة: "فأَنْطَلِقُ حتى آتِىَ الفَحْصَ" : أي قُدَّام العَرْش، والتَّفْسِير في الحديث (¬3). - (4 في تَزويج زَيْنَب: "فُحِصَت الأَرضُ أَفَاحِيصَ" : أي حُفِرت، وهي جَمْع: أُفْحُوص؛ وهو مَجْثَم الطَّيْر 4). * * * ¬
ومن باب الفاء مع الخاء
(ومن باب الفاء مع الخاء) (فخر) - في الحَديث: "أَنَّه خَرَج يَتَبَرَّزُ فأَتْبَعَه عُمَرُ - رضَي الله عنه - بإدَاوَةٍ (¬1) وفَخَّارةٍ" وهو ضَرْبٌ من الخَزَف مَعْروف، يَكُون منها الجِرارُ والكِيزانُ ونَحوُها (2 - في الحديث: "أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ ولا فَخْر" الفَخْر: ادِّعاءُ العِظَم والكِبْر والشَّرَفِ: أي لا أَقُولُه تَبَجُّحًا، ولكن شُكْرًا لله وتَحَدُّثًا بِنِعَمِه. 2) * * * ¬
(ومن باب الفاء مع الدال)
(1 (ومن باب الفاء مع الدّال) (فدر) - في حديث أُمِّ سَلَمَة: "أُهْدِيَت لِي فِدْرَةٌ من لَحْمٍ" : أَىْ قِطْعَة، وتَفَدَّر: تَكَسَّر. (فدا) - في الحديث (¬2): "فَدًى لَكُم" بفتح (¬3) الفاء مقصورا، بمعنى الفِداء، قاله الزمخشري 1) * * * ¬
ومن باب الفاء مع الذال
(ومن باب الفاء مع الذال) (فذذ) - في الحديث: "هَذه الآيَةُ الفَاذَّة الجَامِعَة" : أي المُنْفَرِدَة في مَعْنَاها (1 والفَذُّ 1): الواحِدُ الفَرْد. وقد فَذَّ الرجُلُ عن أصحابِه؛ إذا شَذَّ عنهم فبَقي فَردًا. قيلَ لخالِد بنِ صَفْوان بن الأَهْتم: يا صَفْوان؛ ما الفَاذَّة؟ قال: كَلِمَةٌ تقُولُها ثَقِيفٌ الَّتى لَيْسَ وراءَها شَيء. * * * ¬
ومن باب الفاء مع الراء
(ومن باب الفاء مع الراء) (فرج) - في حديث أبي جَعفَر الأَنصاري: "فمَلأتُ فُروجِي (¬1) " قال الإمام إسماعيل - رحمه الله -: الفَرْج: ما بين الرِّجْلَين. يقال لِلفَرس: مَلأَ فَرجَه وفُروجَه: إذا عَدَا وأسرَع. - وفي حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "قَدِمَ رجلٌ من بَعْضِ الفُروج" يَعنِي: الثُّغُورَ، الوَاحِد فَرْج. قال لبيد: * رابِطُ الجَأْشِ على فَرجِهِم (¬2) * وأصْلُ الفَرْج الشَّقُّ. - (3 في حديث عَقِيل: "أَدْرِكَوا القَومَ على فَرْجَتِهم" قال أبو عمر: أي على هَزِيمَتهم، ويروى: "على قَرْحَتِهم." 3) - في حديث الزُّبَيْر: "أنه كان أَجْلَع فَرِجًا (¬4) " هُمَا بمَعْنًى: أي لا يَزَال يَبدُو فَرجُه. ¬
(فرخ)
(فرح) (1 - في حديث عبد الله بن جعفر: "ذكرَت أُمُّنا يُتْمَنَا وجَعلَت تُفرِحُ له." كذا وجدته بالحَاءِ المهملة، وقد أَضربَ الطَّبَرانِيُّ عن هذه الكلمة فتركها من الحديث، كأنّه من قَول ابنَ الأعرابي: المُفرَج: الذي لا عشيرة له - يعني بالجيم - فإن كانت الرواية بالجيم، فكأنها أرادت أن أباهم تُوفِّي ولا عَشِيرةَ لهم، فقال النبي - صلّى الله عليه وسلّم: "أَتَخافِينَ العَيْلَةَ وأَنَا وَلِيُّهم" وإن كان بالحاء فيقال: أَفْرَحَه: أي غَمَّه وأَزالَ عنه الفَرَح، وأَفرحَه الدَّينُ: أَثْقَلَه 1). (فرخ) - في الحديث: "نَهَى عن بَيعِ الفُروخ بالمَكِيل من الطَّعام." وهو من السُّنْبُل: ما اسْتَبان عاقِبَتُه، وانْعَقَد حَبُّه. وقيل: الفَرْخ للزَّرْع؛ إذا تَهيَّأَ للانْشِقَاق. وقد أَفرخَ الزَّرْعُ (¬2). وهذا مِثْل نَهْيِه عن الإِجْبَاء (¬3) والمُخَاضَرة والمُحَاقَلة ونَحوِها. (4 - في حديث عليّ - رضي الله عنه -: "بَيضٌ لَتُفْرِخُنَّه 4)." يقال: أَفْرخَتِ البَيْضَةُ: خَلَتْ من الفَرْخ، وأَفرَختْها أُمُّها، يعني قَتْلَ عُثْمان: "إن تَفْعَلُوا يتَولَّدُ منه شَرٌّ كَثيِرٌ." ¬
(فرر)
قال: أَرَى فِتْنَةً هاجَتْ وباضَتْ وفَرَّخَتْ ولو تُرِكَتْ طارَتْ إليكَ فِراخُها (¬1) 4) (فرر) - في الحديث: "قال لِعَدِيِّ بنِ حَاتِم - رضي الله عنه -: " أَمَا يُفِرُّك إلَّا أن يُقَال: لا إله إلَّا الله، وهل من إله إلَّا الله؟ " يقال: فَرَّ فِرارًا، وأَفرَرتُه (¬2): حَمَلْتُه على الفِرارِ. وعَوامُّ الأَصْحاب يَقُولُونه: بفَتْح اليَاءِ وضَمِّ الفَاءِ، والصّحيح الأوَّل. - وفي حديث (¬3) الحَجَّاج: "لقد فُرِرْتُ عن ذَكاءٍ" الفَرُّ: التَّفْتِيش، وفَرَّ الدّهرُ جَذَعًا؛ إذا عَاد في أَوَّلِ الأَمْر. يُقال: فَررْتُ الدَّابَّة فَرًّا، وفرَرْتُ عن سنِّها؛ إذا فَتَحت فَاهَا؛ لِتَعْرِفَ سِنَّها. وفَررْتُ: بَحَثْتُ. (فرس) - في الحديث: "اتَّقُوا فِراسَةَ المُؤْمِنِ (¬4) ". الفِراسَةُ: إصابةُ الظَّنِّ. وهي نوعان: نَوْعٌ دَلَّ عليه هذا الحديثُ؛ وهو ما يُوقِعه الله تبارك وتعالى في قُلوبِ أَوْلِيائِه، فيَعْلَمُونَ أَحوالَ بَعضِ الناسِ. ¬
(فرسن)
ومنها نَوعٌ يُتَعَلَّم بالدَّلائل والتَّجَارب، كما حُكِى عن الشافعي وغَيره: أَنَّهم كانوا يتعلَّمُونَه فيَعرِفُون به أَحوالَ الناسِ. - في حديثَ قَيْلَة - رضي الله عنها -: "مَعَها ابنَةٌ لها أخذَتْها الفَرْسَة" قال أبو زيد: هي قَرْحَة تأخذ في العُنُق فتَفرِسُها: أي تَدقُّها. والفَرَسَة (¬1): رِيحُ الحَدَب، وهي التي في الحديث؛ وقد تَجيءُ بالصَّاد بَدَل السِّين. (فرسك) (2 في حديث (2) سُفْيان بنِ عَبدِ الله: "كَتَب إلى عُمَر عِنْدَنَا حِيطانٌ فيها من الفِرْسِك." وهو الخَوْخُ، والفِرْسِق أيضا. وقيل: مِثْلُ الخَوخ أَجردُ أَملسُ أَحمرُ وأَصفَرُ، طَعْمُه كطَعْمِ الخَوْخ من العِضَاه 2). (فرسن) - ومن رباعيِّه في الحديث (¬3): "ولو فِرْسِنَ شَاة" والفِرْسِنُ: عَظْم قليل اللحم، وهو للشاةِ والبعير بمنزلة الحافر للدَّابَّة. وقيل: هو خُفُّ البعير. ورجل مُفرسَن الوَجهِ: كثيرُ لحم الوجه. ¬
(فرش)
(فرش) - في حديث مَالِك: "في المُنقِّلَة التي تَطِير فَرَاشُها خَمْسة عَشَر" المُنقِّلَة (¬1): نَوعٌ من الشِّجاج، والفَراش: عِظامٌ رِقَاقٌ تَليِ القِحْف. وكلّ رَقيق من عَظْم أو حديدٍ فَراشَة؛ ومنه فَراشَة القُفْل. وشَجَّة مُفْتَرَشَةٌ، ومُفْرَشَةٌ: تَبلُغ فَراشَ الرَّأس. (2 - في حَديثِ أُذَيْنَةَ: "في الظُّفْر فرْشٌ (2) من الإِبِلِ" يقال للمَواشي التي لا تَصلُح إلّا للذَّبْح: فَرْش كَأَنها التي تُفرَشُ للذَّبْح. 2) (فرشح) - ومن رُبَاعِيِّه (¬3) في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: "أَنه كان لا يُفَرْشِح رِجْلَيْه في الصلاة" الفَرْشَحَة: أن يُفرِج بين رِجْلَيْه، ويُبَاعِد إحداهما من الأخرى. وفَرْشَحَت النَّاقةُ: تَفَحَّجَت للحَلْب. قال ابنُ الأَعرابيّ: افرَنْشَحَت عَنّي (¬4) الأَوجاعُ: تَفرَّفَت. (فرص) - في الحديث: "رَفَع الله تَعالَى الحَرجَ إلا من افْتَرصَ مُسلِماً ظُلْماً" ذكره بَعضُهم بالفاء والصَّاد المبهمة. والفَرْصُ: القَطْع، ¬
(فرض)
والفُرصَة كالنُّهْزَة تُفْتَرَص. وأَفْرَصَتني (¬1) الفُرصةُ: أمكَنتْني، فكَأَنَّ معناه: إلا مَنْ تمكَّن من عِرْض مُسْلِم ظُلْماً بالغِيبَة. (فرض) - في صِفِةِ مَرْيَم - عليها السّلام -: "لم يَفْتَرضْها (¬2) ولدٌ" ذَكرَه القُتَبِيّ بالفَاءِ والضَّادِ المُعْجَمَة: أي لم يَحُزَّها (¬3) ولم يُؤَثِّر فيها (¬4). - وفي حديث (¬5) أَبِي بَكْر، رضي الله عنه: "في فَرِيضَةِ الصَّدقَة التي فَرضَها رسَولُ الله - صلى الله عليه وسلَّم -" : أي فَرضَها الله تَعالَى في كِتابِه، ثم أَمرَ رسولَه - صلّى الله عليه وسلّم - بالتَّبْلِيغ، فأُضِيفَ الفَرْضُ إليه بمعنى الدُّعاءِ إليه. وقد فَرضَ الله - سبحانه وتعالى - طَاعتَه على الخَلْق، فجَازَ أن يُسَمَّى أَمرُه فَرضًا على هذا. وكان ابنُ الأعرابي يَقولُ: مَعنَى الفَرْضِ - ها هنا -: السُّنَّة. وقيل: الفَرضُ: الوَاجِبُ، والسُّنَّة كالقِراءَة. والأَشبَه أن يُقال - ها هُنا -: الفَرْض بمعْنَى التَّقْدِير. ¬
(فرط)
: أي قَدَّر صَدَقَة على كلّ شيء، وسَنَّه عن أمرِ الله - عز وجل - إيّاه ووَحْيِه إليه. - في حديث عبدِ الله بن عُمَر - رضي الله عنه -: "العِلمُ ثَلاثَة؛ منها: فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ" يَعني: العَدلَ في القِسْمَة، فتكون مُعدَّلةً (¬1) على السِّهام والأَنْصِباء المذكورة في الكِتابِ والسُّنَّة. وقيل: مُستَنْبَطة من الكتاب والسُّنَّة. وتكون هذه الفَرِيضَة - وإن لم يُنَصَّ عليها في الكتاب والسنة - تَعدِل بما أُخِذ عَنْهُما، إذْ كانَت في مَعنَى ما أُخِذ مِنْهما. كما قال زَيدُ بنُ ثَابِت - رضي الله عنه -: "في زَوجٍ وأبوَين: للأم ثُلثُ ما يَبْقَى بعد فَرْض الزَّوجِ، أَقولُه برأي لا أُفضِّل أُمًّا على أبٍ، فَهَذَا من باب تَعدِيلِ الفريضة، لِمَا لم يَكُنِ فيها نَصٌّ اعْتَبَرها بالمَنصُوص عليه؛ وهو قوله تعالى: {وَوَرِثَه أَبَواه فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ} (¬2)، فلو أَعطاهَا ثُلُثَ المَالِ كان للأَبِ السُّدسُ، فيكون خِلافاً للنَّصِّ. (3 وقال عَبدُ الله بن عُرْوَة: "الفَرِيضَةُ العَادِلَةُ: ما اتَّفَق عليه المُسلِمُون 3) " (فرط) - في حديث سُراقَة: "الذي يُفرِطُ في حَوضِه (¬4) " قال الأَصمَعِيُّ: أَفرطَ مَزَادَته: مَلأها، وأنا مُفْرِط. ¬
(فرع)
قال كَعْبُ بنُ زُهَيْر: .... وأَفْرَطَه * من صَوْب سَارِيةٍ (¬1) ... - وفي حديث ضُبَاعة - رَضي الله عنها -: "كان النّاسُ إنما يَذْهَبُون فَرْطَ اليَوْمَين فيَبْعَرُون كما تَبْعَر الإِبلُ" : أي بَعدَ يَومَين. قال الأَصْمَعِيُّ: آتِيكَ فَرْطَ يومٍ أو يَوْمَيْن: أي بَعْدَهُما. وقال غَيرُه: لَقِيتُه الفَرْطَ بعد الفَرْطِ: أي الحِينَ بعد الحِينِ، قال الشاعر: ومَنْ إن أَزُرْه فَرْطَ عامَينْ لم يَطِبْ لِىَ الدَّهرُ نَفْسًا بالذي كان يَبْخَل - وفي حَديثِ مُحمَّد: "أَنَّه نَامَ عن العِشَاءِ حتى تَفَرَّطَت" : أي تَأخَّر وَقتُها، وهو أَيضاً من فَرَط بمعنى: سَبَق، أي سَبَق وَقتُها قَبلَ أَداءِ الصَّلاة فيه. (فرع) - في الحديث: "أَىُّ الشَّجَرِ أَبعدُ من الخَارِف (¬2)؟ قالوا: فَرعُها. قال: وكَذلِك الصَّفُّ الأَولُ" فَرعُ كُلِّ شيءٍ: أَعلاه؛ وقد فَرعَ الشيءَ: عَلَاه. - ومنه حديثُ عَطاءٍ: "وسُئِل من أَينَ أَرمِي الجَمْرتَيْن؟ قال: تَفْرَعُهُما" : أي تَقِف على أَعلَاهُما فتَرْمِيهما. ¬
(فرعل)
(1 - في حديث عَلْقَمَةَ: "أنَّه كان يُفَرِّع بين الغَنَم (1)." ذَكَرَه الهَرَوِيُّ في القَافِ، وذَكرتُه في الهَفَواتِ 1). (فرعل) - ومن رُباعِيّه: سُئِل أبو هريرة، رضي الله عنه، عن الضَّبُع؟ فقال: "الفُرعُلُ تلك نعجة من الغَنَم" الفُرعُل عند العرب: ولد الضَّبُع (¬2)؛ وقد جعله أبو هريرة الضَّبُعَ نفسَه، قال الأعشى: غَادرتُه مُتَجَدِّلاً ... بالقَاع تَنْهَسُه الفَراعِلْ (¬3) والفُرْعلان: ذكر الضِّباع. (فرق) - في الحديث: "المُتَبَايِعَانِ (¬4) بالخِيارِ ما لَم يَتفرَّقَا" حكى أبو عُمَر الزَّاهد: أَنَّ أَبَا موسى النَّحوىَّ سأَل أَبَا العباس أحمَد بن يَحْيى: هَلْ بَيْن يَفْتَرِقَان ويتفَرَّقان من فَرْق؟ فقال: نعم. أخبَرنا ابنُ الأعرابِيِّ: عن المُفَضَّل، قال: يَفْتَرقَان بالكَلام، ويَتَفَرَّقَان بالأَبْدانِ. ¬
- في الحديث: " (¬1) فَجُئِثْتُ منه فَرَقًا" الفَرَق: الخوف؛ وقد فَرِق يَفْرَقُ فَرَقًا فهو فروق؛ وفي المبالغة فَرُوقَة: أي شَديدُ الخَوْف. ورجلٌ وامرأةٌ فَرُوقَة. - في حديث [أبي مِجْلَز (¬2)]: "عُدُّوا مَنْ أَفرَق من الحَيِّ" : أي (¬3) بَرأَ منَ الطّاعون. وقيل: إن ذلك لا يُقال إلَّا من عِلَّة تُصِيبُ الإنسانَ مَرَّةً كالجُدَريِّ والحَصبَة ونحوهما. - في الحديث: "في كلّ عَشرة أَفرُقِ (¬4) عَسَلٍ فَرَقٌ (¬5) " - وفي حديث آخر: "ما أَسكَر الفَرَق منه فالحُسْوَة منه حَرامَ" رُوِى عن الشافعي - رحمه الله - أن الفرَق ستَّة عَشَرَ رِطْلاً، وهو ثَلاثَةُ أَصْوُع (¬6). والفَرْق - بسكون الراء - مائَةٌ وعِشْرون رِطلاً. والمُدُّ: رِطلٌ وثُلُث. وقيل: رِطْلان، والأَولُ أَثبَتُ. - وقال الزُّهْرِي: في حديث عائِشةَ - رضي الله عنها -: "كان يَغْتَسِل (¬7) من إناء يُقالُ له: الفَرَق" أَظنُّ الفَرَقَ خَمسةَ أَقْسَاط. وقيل: القِسْط: نِصْف صاعٍ. وقال غيره: الفَرَق: القَدَح، والإناء لأَربَعةِ أَرْطال. والجمع ¬
فُرِقَان. والفَرَق جمعه أفْراق، ثم فُرقَان، وقيل: الفَرَق: مكيال ضَخْم بالعِراق غير الفَرْق (¬1)، والفُرْق والفُرقَان، كالشُّكْر للشُّكران. (2 - في حديث الزَّكاة: "لا يُفَرَّق بين مُجْتَمِع، ولا يُجمَع بين مُتَفَرِّقٍ (2) خَشْيَة الصَّدَقَة" ذهب أحمد إلى أن معناه: أنه لو كان لرجل بالكوفة أربعون شاة، وبالبصرة أربعون شاة كان عليه شاتان؛ لقوله عليه الصّلاة والسّلام: "لا يُجْمَع بين مُتَفَرِّق". ولو كان ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شَيءَ عليه لذلك، ولو كانت له إبلٌ في بُلْدان شَتَّى إن جُمعَت وَجَبت فيها الزَّكاةُ، وإن لم تُجمَع لم تَجِب في كل بلد لا يجب علَيه 2) - وفي الحديث: "كأنّهما فِرقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ (¬3) " الفِرْقُ: القَطِيع من الغَنَم. - في حديثِ ابنِ عبَّاس - رضي الله عنهما -: "فَرَق لي رَأْىٌ (¬4) " : أي بَدَا وظَهَر. ¬
(فرقب)
- وفي حَدِيثِه لِسَعْد: "وَصفَ له الفَريقَةَ (¬1) " وهي تَمْر يُطبَخ بحُلبَة، وفَرَقْتُ النُّفَسَاء وأَفرَقْتُها. - في صفته (¬2): "فارِقَ لِيَطا" : أي يُفرِّق بين الحَقِّ والبَاطِل. - في حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: "أبِالله تُفَرِّقُني؟ " : أي تُخَوِّفُني، وقد فَرِقَ فَرَقًا. (فرقب) - ومن رباعيه في الحديث: "وقميصي فُرْقُبِىّ (¬3)." وهو ثياب بيض من كَتّان، ويقال بالثاء المثلثة. وقيل: إنه بقافين منسوب إلى قُرقُوب، حذفوا الواو منه، كالسَّابُرِي من سَابُور. (فرقع) - في الحديث: "فَافْرَنْقَعوا عنه" : أي تَحوَّلُوا (¬4). (فرك) - في الحديث: "نَهَى عن بَيْع الحَبِّ حتى يُفرِك." وفي رواية: "حتى يَشتَدَّ" ومعناهما واحد. ¬
(فرم)
وأَفركَ الزرعُ: بَلغَ أن يُفرَكَ باليَدِ، (1 وفَركْتُه 1) فهو مَفْرُوك، وفَرِيك، ومن رَوَاه - بفَتْح الرَّاء - فمعناه: حتى يَخرُجَ من قِشْرِه. (فرم) - في حديث الحُسَينْ (¬2) - رضي الله عنه -: "حتى تكونوا أذلّ من فَرَم الأَمَة" قال جَعفَر بنُ سُليمان: فَرَمُ الأَمَة: خِرقَة الحَيْض. وقال غيرُه: الفَرْمَة والفِرامَ: ما تَحْتَشي به المَرأةُ. والمِفْرَمُ - أَيضاً - والفَرَمُ: الخِرقَة. (3 - في حديث أَنَس - رَضي الله عنه -: "أَيَّامُ التَّشرِيق أَيَّامُ لَهْوٍ وفِرام" كأنَّه يَعني المُجامَعَة (3). 3) (فره) - في حديث جُرَيْج: "دابَّة فَارِهَةٌ" : أي نَشِيطة قوِيَّة. وقد فَرُه فَراهَةً وفَراهِيَةً فهو فَارِه؛ أي حَاذِق، والجمع. فُرُه وفُرْهَة. ومن غَيْر النَّاس فَوَارِهُ. وفَرِه يَفرَه: نَشِطَ، فهو فَرِه وفَارِه أيضا. وناقة مُفْرِهٌ ومُفرِهة: تُنْتِجُ الفُرْهَ. * * * ¬
ومن باب الفاء مع الزاي
(ومن باب الفاء مع الزاي) (¬1) (فزع) - في الحديث: "ألا أَفْزَعْتموني" : أي أيقَظْتُموني (¬2)، ففَزِع: أي هَبَّ من نومِه؛ لأن من نُبِّه لا يَخلُو من فَزَعٍ مَّا. - في مَقْتَل - عُمَر رضي الله عنه -: "فَزِّعُوه بالصَّلاة" : أي نَبِّهوه. * * * ¬
(ومن باب الفاء مع السين)
(ومن باب الفاء مع السِّين) (فسد) - في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: "كَرِه عَشرَ خِلالٍ، منها إفسادُ الصَّبِيِّ غَيرَ مُحَرِّمِهِ" يعني: أَن يَطَأَ المرأةَ المُرضِع، فإذا حَمَلت فَسَد لَبنُها. وكان من ذلك فَسادُ الصَّبِيِّ، ويُسَمَّى الغِيلةَ. وقوله: "غَيرَ مُحَرِّمِه"،: أي أنه كَرِه (¬1) ذلك، ولم يَبْلُغ به حَدُّ التَّحْرِيمَ. (فسق) - وفي الحديث: "سَمَّى الغُرابَ فاسِقًا" قال القُتَبِيُّ (¬2): ولا أُراه سَمّاهُ فاسِقًا إلا أن نوحًا عليه الصلاةُ والسّلامُ أرسلَه لِيأْتِي بخبَر ماءِ الطُّوفانِ، فوجد جِيفةً طافيةً على الماء، فشُغِل بها، ولم يرجع إليه، فأرسل الحَمامةَ بعدَه، فرَجَعَت إليه بما أَحَبَّ من الخَبَر فسَمَّاه فاسِقًا لِمَعْصِيَتِه إيّاه، وأَمرَ بقَتْله في الحَرَم. قال الخَطَّابي: إنه أَرادَ بتَفْسِيقها: تحرِيمَ أكلِها. كقَولِه سُبْحانه وتَعالَى: - وقد ذَكَر ما حُرِّم من المَيْتَة وغَيرها - ثم قال: {ذَلِكُمْ فِسْقٌ} (¬3) ¬
(فسا)
- ويَدُلّ عليه حَدِيثُ عائشة (¬1) - رضي الله عنها -: "وسُئِلَت عن أَكْلِ الغُراب، فقالت: ومَنْ يَأْكُله بعد قَولِه: فَاسِق" والفُوَيْسِقَة في الحديث أَيضاً: الفَأرةُ، سَمَّاها به؛ لِخُروجِها من جُحرِها على الناس واغْتِيالِها إيَّاهم في أَموالِهم بالفَساد. والفِسْق. والفُسوقُ: الخُروجُ على وَجْه يَضُرُّ، ورُكُوبُ المَأْثَم، والخُروجُ عن طَاعةِ الله عزَّ وجَلَّ. قال ابنُ الأَعرِابيّ: لم يُسْمع بالفَاسِق في كلام الجاهلية. (2 وقال الزَّمخْشرِي (¬3): سُمِّينَ فَواسِقَ، لخُرُوجِهِن من الحُرمةِ. : أي لا حُرمةَ لهنّ بحَال. وقيل: لِخُبْثِهِنّ. (فسا) - في حديث شُرَيْح (¬4): "لَيسَ له إلّا فَسْوَةُ الضَّبُع" : أي لا طائِل (¬5) له. وإنما خَصَّ الضَّبُع لِحُمْقها وخُبثِها. وقيل: هي شَجَرة تَحمِل الخَشْخَاشَ ليس في ثَمَرها كَبِيرُ طَائِلٍ 1). * * * ¬
ومن باب الفاء مع الشين
(ومن باب الفاء مع الشين) (فشش) - في حديث ابنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "لا تَنْصَرِفْ حتى تَسْمَعَ فَشِيشَها" : أي طَنِينَها. والفَشِيشُ: الصَّوتُ. وفَشِيش الأَفْعَى، وكَشِيشُها: صَوتُ جِلدِها إذا مَشَت في اليَبَس. والفَخِيخُ (¬1): صَوتُها مِنْ فِيهَا. - ومنه حديثُ أبي (¬2) المَوالي: "فأَتَت جَارِيةٌ فأَقبلَت وأَدْبَرَت، وإنِّي لأَسمَعُ بين فَخذَيها من لَفَفِها مثلَ فَشِيش الحَرابِش" الحَرَابِش (¬3): جِنْس من الحَيَّات. واللَّفَفُ: تَدَاني الفَخِذَين من السِّمَن. - وفي حديث شَقِيقِ بنِ ثَوْر: "أَنَّه خَرَج إلى المسجد وعليه فِشَاشٌ له" قال الأصمعي: هو كِساءٌ غَلِيظٌ. وقال غيره: غَليظ لَيِّن. (فشغ) - في حَديثِ أبي هُرَيْرة - رضي الله عنه -: "كان آدَمُ ذا ضَفِيرَتَيْن، أَفْشَغَ الثَّنِيَّتَيْن" ¬
(فشفش)
: أىْ ناتِئَهُما (¬1). - وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "ما هَذِه الفُتْيا التي تَفَشَّغَت في النَّاس" : أي انتَشَرت، من قَولِهم: تَفشَّغ الشَّيبُ في رأسي. (2 وفي رواية "تَشَغَّفَت" كأنه مَقْلُوب تَفشَّغَت. وقيل: تَشغَّبَت: أي جَعلَت الناسَ شُعوبًا وفِرقًا. وقيل: تَشَغَّبت: أي حَمَلَتْهم على التَّشْغيب. وقيل: تَشَغَّفَت: أي شَعِفَ النَّاسُ بها وبذكرها 2). (فشفش) - في حديث الشَّعْبِي: "سمَّيْتَك الفَشْفَاشَ (¬3) " : المُنْتفِجُ بالكذِب إذا رُدَّ عليه، وثَوبٌ فَشْفَاش: لم يُحْكَم عَمَلُه. والفَشْفَاشُ: عُشْبَةٌ نحو البَسْبَاس (¬4). وفَشْفَشَ: أَفرطَ في الكَذِب (2 وأَصلُه فَشْفَشَة الوَطْب، وهي فَشُّه. 2) ¬
ومن باب الفاء مع الصاد
(ومن باب الفاء مع الصاد) (فصح) - في الحديث: "غُفِر له بعَدَد كُلِّ فَصِيحٍ وأَعْجَم" تَفْسِيرُه في الحديثِ: أَنَّ الفَصِيحَ بَنُو آدَمَ، والأَعْجَمَ. البَهائِمُ والفَصِيح في اللغة: المُنْطَلِق اللِّسان النَّقِيُّ الكَلامِ. ورجلٌ فَصِيحٌ، ولسان فَصِيحٌ، وكلامٌ فَصِيحٌ، وأَفصَح الرَّجُلُ الكَلامَ. (فصل) - في الحديث: "مَنْ أَنفَق نَفَقةً فاصِلَةً في سَبِيل الله - عَزّ وجَلَّ - فَبِسَبْعِمائة" الفَصْل: القَطْع: أي يَقطعُها من مَالِه، ويَفْصِل بينها وبين مَالِ نَفسِه. - ومنه قَولُه تعالى: {هَذا يَوْمُ الفَصْل} (¬1) : أي يُفصَل بين الإيمانِ والكُفْرِ وأَصْحابِهِما. - ومنه الحديث: "مَنْ فَصَلَ في سَبيل الله تَعالَى فماتَ أو قُتِل فهو شَهِيد" : أي من خرجَ مِنْ بَلدِه ومَنْزِله. - وفي حديث إبراهيم (¬2): "في كل مَفْصِل من الإِنسانِ ثُلثُ دِيَةِ الإِصْبَع" ¬
: يُرِيدُ مَفْصِلَ الأَصابع؛ وهو ما بَيْن كُلِّ أُنْمُلَتَيْن. (1 - في حديث رَبِيعَة في أَنَس: "كان على بَطنِه فَصِيلٌ من حَجَر": كأنه يُرِيد قِطعةً منه، فَعِيل بمعنى مَفْعُول. - كقوله تَعالَى: {وَفَصِيلَتِهِ} (¬2) : أي التي فُصِلَت منه، أو فُصِلَ منها. وقيل: الفَصِيلَة: قِطْعَة من لَحْمِ الفَخِذِ وهي أَيضًا من هَذَا. 1) * * * ¬
ومن باب الفاء مع الضاد
(ومن باب الفاء مع الضاد) (فضخ) - في حديث عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: "إن قَرَبْتَها فَضَخَتْ رَأْسَك بالحِجارةِ" الفَضْخ: كَسْر الشيءِ الأَجْوفِ كالبِطِّيخ ونَحوِه. وانْفَضَخَت القَرْحَة: انْفَتَحت (¬1). وبالجيم أيضا - والانْفِضاخ: مثل صَوْتِ الضُّراط. (2 - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "تَعْمِد إلى الحُلْقَانَةِ فَنَفْتَضِخُه" : أي نَشْدَخُه باليَدِ. 2) (فضل) - في حَديثِ (¬3) سَاِلم مولَى أبي حُذَيْفَةَ - رضي الله عنه -: "يَرانِي فُضُلاً" : أي مُبْتَذِلَةً في ثياب مهنتي. ¬
(فضا)
وتَفضَّلت المرأة؛ إذا تَبذّلَت (¬1) في ثياب مهنتها. ورجل فُضُل: عليه قَمِيصٌ ورِداءٌ من دُونِ سَراوِيل وإزار، وثَوبٌ فُضُل؛ إذا توشَّح به، وخالف بين طَرفَيْه على عَاتِقِه. وهم فُضَالَى: أي مُتَفَضِّلون في ثيابهم. (2 - في حديث (2) المُغِيرَةِ في صِفَة النِّساء: "فُضُل" : أي مُخْتَالة تُفْضِل من ذَيْلِها 2) (فضا) - في حديث (¬3) مُعاذٍ - رضي الله عنه -: "ضَربَه بمِرْضَافَةٍ وسَطَ رَأْسِه، حتى يُفْضِىَ كُلُّ شَيءٍ منه" : أي يصير فضاء، لا يَبقَى منه شَيْءٌ. وقد فَضَى المَكَانُ وأَفضَى: اتَّسَع فهو فَاضٍ. ويُحتَملِ أن يقال: حتى يُفَضَّ كلُّ شيءٍ: أي يكسَر. من قولهم: فَضَضْتُه فهو مَفْضُوض. (4 ورُوى: لا يَفُضُّ الله فَاكَ 4) * * * ¬
ومن باب الفاء مع الطاء
(ومن باب الفاء مع الطاء) (فطر) - في الحديث: "عَشْرٌ من الفِطْرة" أي من السُّنَّة، يعني: سُنَن الأَنْبياء عليهم الصّلاة والسّلام الَّذِين (¬1) أُمِرنا أن نَقتَدِىَ بهم. والفِطْرة: الدِّين الذي طُبِعَت عليه الخَليقَة. وأَصلُ ذلك ابتداءُ الشَّيءِ وابْتِكارُه من دين وغيره. وفَطَر الله تَعالَى الخَلْق: خَلَقَهم. والفَاطِر: المُبدِع للأَشياء المُبدِئُ. وفَطَر نَابُ البَعير: طَلَع، أي شَقَّ المَوضِع الذي طَلَع منه. وانْفَطَر الشيءُ، وتَفطَّر: انشَقَّ، - في الحديث: "إذا جَاءَ اللَّيلُ وذَهَبَ (¬2) النهارُ فقد أَفطَر الصائِمُ" : أي دَخَل في وَقْتِ الإفطار (¬3)، وجاز له أن يُفطر؛ كقولهم: أَصبحَ وأَمسَى. وقيل: أي صار في حكم المُفطِر (¬4) وإن لم يَأْكُل. - في الحديث: "أَفطَر الحاجِمُ والمَحْجُوم" : أي تَعرَّضا للإفْطَارِ. وقيل: إنه مَرَّ بهما مساء فعَذَرَهُما بهذا القول إذْ كَانَا قد أَمسَيَا. ¬
(فطم)
وقيل: معناه جَازَ لهما أن يُفطِرا. وقيل: (¬1) هو على التَّغْلِيظِ والدُّعاءِ. (فطس) (2 - في الحديث: " (¬3) تُقاتِلونَ قومًا فُطْسَ الأُنوفِ" قال ابنُ فارس: الفَطَس في الأَنْف: انفِراشُه وانْخِفَاضُ قَصَبَتِه، وهو أَفْطَس. - وفي صِفَة العَجْوَةِ "فُطْسٌ خُنْسٌ (¬4)." : أي صِغارُ الحَبِّ لاطِئَةُ الأقماع. وفَطَس الحدِيدَ: ضَربَه بالفِطِّيس (¬5) حتى عَرَّضه. 2) (فطم) - في الحديث: "أَنَّ ابن سِيرِينَ بَلَغَه أَنَّ عُمَر بنَ عَبدِ العَزِيزِ أَقرعَ بين الفُطُم فأنكَرَه (¬6) ". هو جمع الفَطِيم من اللَّبَن. وأَرادَ: ذَرَارِيَّ المُسلِمِين. ¬
والإقراعُ بَيْنَهُم في العَطَاء، وإنَّما أَنكَره؛ لأنّ الإقراعَ لِتَفْضِيلِ بَعضِهِم على بَعضٍ في الفَرْضِ. (1 وقد جاء فُعُل في جَمْع فَعِيل بمعنى فاعل قَلِيلاً في الصِّفات، وبِمَعْنى مَفْعُول في عَقِيم وعُقُم. شَبَّهُوها بجَدِيد وجُدُد. 1) - ومنه قيل للحَسَن والحُسَيْن، رضي الله عنهما، ابْنَا الفَواطِم. قال ابنُ عُيَيْنَة: إحداهُنَّ أُمُّهُما، والثانية: بِنْتُ أَسَد جَدَّتُهُما أُمُّ عَلِىٍّ رضي الله عنهم، والثَّالِثَةُ جَدَّةُ (¬2) النَّبي - صَلَّى الله عليه وسلّم - أُمُّ أَبِيه فاطِمَةُ بِنتُ عَبدِ الله بنِ عَمْرِو بن عِمْران بنِ مَخْزُوم. * * * ¬
ومن باب الفاء مع الظاء
(ومن باب الفاء مع الظاء) (فظع) - في الحديث: "لَمْ أَرَ مَنظرًا كاليوم أَفْظَع" يُحتَمل أن يكون بمعنى الفَظِيع: أي لَم أَرَ منظرًا فَظِيعا كاليوم. ويُحتَمل أن يُضمِرَ فيه كلمة منه؛ كأنه قال: لم أَرَ أَفظع منه، وهو كَلامُ العَرَب. وقد أَفظَع الأَمرُ وفَظُع: اشتَدَّ وعَظُم، واستَفْظَعتُه وأَفظَعتُه وتَفَظَّعته: استَعْظَمْتُه ووجَدتُه فِظِيعًا. وأَفظَعنِي الأَمرُ: أي تَعاظَمَنِي، ومِثلُه فُظِعْت به، وفَظِعْت به: أي ضِقتُ به ذَرْعًا. - ومنه الحَدِيثُ: "لَمَّا أُسْرِىَ بي وأَصبحْتُ بمَكَّةَ فَظِعْت بأَمرِي" وذلك إذا عَظُم، وهَابَه صاحِبُه وفَزِع منه. * * *
ومن باب الفاء مع الغين
(ومن باب الفاء مع الغين) (فغم) - في الحديث: "كُلُوا الوَغْمَ واطْرحُوا الفَغْم (¬1) " الفَغْم: ما بَيْن الأَسنانِ، والوَغْم: ما تَساقَطَ من (¬2) الطعام. وقيل: كُلِ الْفَغْم: أي الذي تُخرِجه من بين الأَسنانِ باللِّسان، ودَعِ الوَغْمَ: أي الذي تُخرِجُه بالخِلَال. والمعنَى فيه: أن ما يَدخُل بَيْن الأَسنانِ يُسرِع إليه التَّغَيُّر، وتُنْتِن رائِحتُه فكُرِه ذلك. وفي حديث آخر: "من فَعَل فقد أَحسَن ومَنْ لا فلا حَرَج" : أي أَنَّه نَهْيُ كَراهَةٍ (¬3) وتَنْزِيهٍ لا تَحريم. * * * ¬
ومن باب الفاء مع القاف
(ومن باب الفاء مع القاف) (فقأ) - في الحديث: "لو أن رَجُلاً اطَّلع في بَيْت قوم بغَيْر إذنِهم ففَقَؤُوا عَينَه لم يكن عليهم شَيْء" : أي شَقُّوها (¬1) فانفَقَأَت؛ وكذلك البَثْرة والقَرْحَة والبَطْن. - ومنه حَديثُ موسَى عليه الصَّلاة والسَّلام: "أنَّه فَقَأ عَينَ مَلَكِ المَوتِ - عليه الصّلاة والسلام"؛ وقد ذكرنا في باب العَيْنَ شَيئاً من مَعنَاه. وذكر القُتَبِيُّ فيه فَصلاً، حاصِلُه أن الله سبحانَه وتعالى جَعَل للمَلائِكَةِ من الاسْتِطاعة أن يتَمثَّلوا في صُوَر مُختَلِفة فأتى جِبريلُ النبىَّ عليهما الصلاةُ والسَّلامُ في صُورةِ دِحْيَة، وفي صُورةِ أَعْرابيٍّ، وليس ما تَتَنَقَّل إليه على الحقَائِق، وإنّما هي تَخْيِيل، لتَلحَقها الأَبصارُ؛ وقد ذُكر عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أَنَّ الله تعالَى لَمَّا أَهبَطَ المَلَكَين إلى الأرضِ؛ ليَحْكُما بين النَّاسِ نَقلَهما إلى صورةِ النَّاس، وقال تعالى حَيثُ قَالُوا: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} (¬2)، {ولَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لجَعَلْناهُ رَجُلاً} (¬3): أي رَجُلاً منهم ليَرَوْه، ويَفهمُوا عنه، وإلَّا فَهُم رَوْحانِيُّون لا يُرَوْن. قال: فلَمَّا تَمثَّل مَلَكُ المَوتِ لمُوسى عليهما الصَّلاةُ والسّلام، وجَاذَ به لَطَمَه لَطْمَةً أَذَهبَت عينَه التي هي تَمثِيل وتَخْيِيل ولَيْسَت ¬
(فقر)
حَقيقةً، وعَادَ مَلَكُ الموتِ إلى حَقِيقة خِلْقَته الرَّوحانِيَّة كما كان، لم يَنتَقِصْ منه شيء. وقد جاء في حديث: "إنَّ الله تَعالَى ردّ عليه عينَه" (1 - وفي حديثِ أبي بَكرٍ رضي الله عنه: "تَفَقَّأَت (¬2) " : أي تَقَلَّقت. 1) (فقر) - في حديث (¬3) جابرٍ - رضي الله عنه -: "أَنَّه اشْتَرى منه بَعِيرًا وأَفقَره ظَهْرَه إلى المَدينةِ" : أي أَعارَه رُكوبَه، مأخوذ من رُكوب فَقَار الظَّهر، والحَمْل عليه؛ وهو خَرزَات الظَّهْر المُتَّصِل بَعضُها بِبَعضِ، ومِثْلُه: أَجْنَبه جَملَه يَغزُو عليه، ومَنحَه شَاتَه يَحلُبُها، وأَقرضَه دَراهِمَ، وأَعمرَه دَارًا وأَعْرَاه نَخلةً، ثم يُسْتَعار بَعْضُه في غير ما وُضِع له. - وفي حديث آخر: "ما يمنَع أَحدَكم أن يُفْقِر البَعِيرَ مِنْ إِبِله (¬4) " - وفي حديث "حُقوقُ المالِ إفْقَارُ الظَّهْرِ (¬5) ". ¬
- وفي حَديث (¬1) الأَرضِ: "أَفقِرهَا أَخاكَ" : أي أَعِرْه إيَّاها، يَعني الأرضَ للزراعةِ، وأصل ذلك في الظَّهْر. - وفي حديث زَيد بن ثابتٍ - رضي الله عنه: "ما بَيْنَ عَجْب الذَّنَب إلى فِقْرَة القَفَا ثِنْتَان وثَلَاثُون فِقْرَة في كل فِقْرة أَحدٌ وثَلاثُونَ دِينارًا (¬2) " - في الحديث: قال لِسَلْمان - رَضي الله عنه -: "اذهَبْ ففَقِّر (¬3) للفَسِيل، قال: فَقُمتُ في تَفْقِيري وأَعانَني أَصحابِي حتى فَقَّرنا شُربَها." الفَقِير: الرّكيَّة يقال: فَقَّروا ما حَولَهم: أي حَفَروه. وإذا غُرِسَت الوَدِيُّ في أرضٍ صُلْبَة قيل إنها لا تَكْرُم حتى يُفَقَّر لها. والتَّفْقِير: أن يُحفَر لها بِئْرٌ ثَلاثاً في ثلاثٍ في خَمْس، ثم تُكبَس بتَرْنُون المَسَايِل وبالدّمن والتَّرْنُونُ: ما يَبقَى في أَصلِ الغَدِير من الطّين الّليِّن، إذا يَبِس تَكَسَّر، واسم تِلْك الحُفْرَة فُقْرَة، وفَقِير. والفَقِير: الذي يَشْتكي فَقَاره، وبه سُمِّي يَزِيدُ الفَقِيرُ صَاحِبُ جَابِر. ¬
(فقص)
(1 - في الحديث: "عاد البَرَاءُ بن مالك في فَقَارةٍ من (¬2) أَصحابه" - وفي حديث عُمَر: "ثَلاثٌ من الفَواقِر" : أي الدَّواهِي، كأنها تَحطِم الفَقَار، كما يقال: قاصِمَةُ الظَّهْر؛ وقال المبرد: أي ما يُضارِع الفِقَر. - في حديث عُثْمان: "كان يَشرَب من فَقير في دَارِه (¬3) " : أي بِئْر قَلِيلةِ الماءِ. والفِقْرَةُ مِثلُه، والفَقْر: الحَفْر. - في حديث معاوية أنه أنشد: لمَالُ المَرْء يُصْلِحُه فَيُغْني مفَاقِرَه أَعفُّ من القُنُوعِ (¬4). هو جمع فَقْر على غير قِياسٍ، كالمَشَابه والمَلامِح (¬5). ويجوز أن يكون جمع مَفْقَر، مصدر من أَفقره أو مُفْتَقَر بمعنى الافْتِقار، أو مُفْقِر: وهو ما يُورِث الفَقْرَ. (فقص) - في حديث الحُدَيْبِيَة: " (¬6) وفَقَصَ البَيْضَةَ" : كَسَرها، وبالسين أيضاً. 1) (فقع) - في حديث عاتِكَة لابْن جُرمُوز: "يا بْنَ فَقْع القَرْدَد" الفَقْع: ضَرْب من الكَمْأَة أَبيضُ من أَردَئِها. ¬
(فقم)
والقَردَدُ: أَرضٌ مُرتَفَعة إلى جَنْب وَهْدَةٍ. (فقم) - في حَديثِ (¬1) المُغِيرة - رضي الله عنه -: "فَقْمَاءُ سَلْفَعٌ" الفَقْماء: المائِلَة الفَقْم، وهو الحَنَك، والفَقْم لغة، ورجل أَفْقَم. وقيل: الفَقَم تَقَدُّم الثَّنَايا السُّفْلى حتى لا تَقَع عليها العُليَا. والفَقْمَان: اللَّحْيان. والأَفقَم (¬2): الأَعوَج. (3 - في مسند أحمد، من مسند سَمُرة بن جُنْدَب: " (3) حتى تَرَوْا أُمورًا يَتَفاقَمُ شَأْنُها في أَنْفُسِهم." 3) (فقا) (4 - في حديث المُلاعَنَة: (4) "فأخَذَتْ بِفَقْوَيْه" كذا في رواية، والصواب "بفُقْمَيْه" أي حنَكَيْه. 4) * * * ¬
ومن باب الفاء مع اللام
(ومن باب الفاء مع اللام) (فلت) - في الحديث "تَدارَسُوا القُرآنَ فلهو أَشَدُّ تَفَلُّتاً من اللِّقَاحِ من عُقُلها (¬1) " التَّفَلُّت والإِفْلاتُ والانْفِلاتُ: التَّخَلُّص والتَّمَلّس من الشَّيء فَلتَةً، وفُجاءةً من غير تَمَكُّث. - ومنه الحديثُ: "إن عِفريتًا من الجنِّ تَفلَّت عَلىَّ البَارِحَةَ" : أي تَعرَّض لي فَلتَةً وفَجأةً لِيَغْلِبَنَي في صَلَاتي (¬2). (فلج) - في حديث أَبي هريرة - رضي الله عنه -: "الفالِج دَاءُ الأَنْبِياء" هو دَاءٌ معروف يُرْخِي نِصْفَ (¬3) البَدَن في الغَالِب، واشتِقاقُه من الفَلْج وهو النِّصف من كلِّ شيءٍ؛ ومنه البَعيرُ ذو الفَالِج، وهو ذو السَّنَامَينْ. - ومنه الحديث: "أَنَّ فَالجاً تَردَّى في بِئر" ولا يكون السَّنَامَان إلَّا مُخْتَلِفَي المَيْل. وأمر مُفَلَّج: ليس بمُسْتَقِيم على وَجهِه، وفي المَثَل: "أنَا مِنْه فَالِجُ بن خَلَاوَة (¬4) ": أىِ برِيءٌ. ¬
(فلح)
- وفي حديث علي - رضي الله عنه -: "أَيُّنا فَلَج فَلَجَ أَصحابَه" والفُلج والفَلْج: الظَّفَر بالشَّيءِ والغَلَبَة عليه، وقد أَفْلَجَنِي الله عزّ وجلَّ. - في الحديث: "لَعَن اللَّهُ الوَاشِمَاتِ، والمُسْتَوشِماتِ والمُتَفَلِّجات (¬1) " وهُنَّ اللَّاتي يُعالْجِنَ أَسنانَهن حتى يكون لها تَحدُّدٌ وأُشُرٌ. يقال: ثَغْر أَفلَج؛ إذا كان مُتباعِدَ الثَّنَايا والرّبَاعيات، وتَفلَّجت قَدمُه: تَشقَّقَت. وفَلُّوجَة (¬2): من قُرَى سواد الكوفة يجيء ذِكرُها في الحديث. مَعنَاها الأَرضُ المُصْلَحَة للزَّرع؛ لِتفَلُّجِها بالغَرسِ والزَّرع: أي تَشَقُّقِها. (فلح) - في حديث كعب: "وسُئِل هل للأرضِ من زَوْجٍ؟ فقال: المَرأةُ إذا غاب زَوجُها تَفَلَّحت وتنكَّبَت الزينة (¬3) " قال الخطابي: أُراه تَقَلَّحت: أي توسَّخَت من القَلَح، وهو الصُّفرة التي تَعلُو الأَسنانَ، أو تَفَلَّجت: تَشَقَّقَت من الفَلْج؛ وهو الشَّقّ في الشَّفَة. - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "اتَّقُوا الله في الفَلَّاحِين (¬4) " ¬
(فلز)
يعني: الزَّرَّاعين الذين يَفْلَحُونَ الأرضَ: أي يَشُقُّونَها، ومنه "الحَديدُ بالحدِيد يُفْلَح (¬1) " (2 - في حَديث الخَيْل (¬3): "مَنْ رَبَطَها في سَبِيل الله، فإن أَرواثَها ... وكذا فلَاحٌ في مَوازِينه" الفَلاح من أَفلَح، كالنَّجاح من أَنْجَح؛ وهو الفَوْز والظَّفَر، من الفَلْح وهو الشّقّ؛ لأن مَنْ فَازَ بِها فقد اقْتَطعَها إليه. - في الحديث: "كلّ قوم على مَفْلَحَةٍ من أَنفسهم (¬4) " يَعنيِ قَولَه تَعالَى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِم فَرِحُون} (¬5) 2) (فلز) - في الحديث: "كُلُّ فِلِزٍّ أُذِيب" : أي نُحَاسٍ (¬6) وصُفْرٍ. ¬
(فلق)
وقال صَاحِبُ المُجْمَل (¬1): هو خَبَثُ الحَدِيدِ يَنفِيه الكِيرُ. وقيل: هو النّحاس الأَبيضُ تُعمَل منه القُدُورُ العِظام. (فلق) - في حديث جَابرٍ - رضي الله عنه -: "صَنَعْتُ للنبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - مَرقَةً يُسَمِّيها أَهلُ المدينة الفَلِيقةَ (¬2) " قيل: هي قِدْر، يُطبَخ ويُكسَّر فيها فِلَقُ الخُبْز، وهي كِسَرُه. - (3 - في حديث جابر في الدَّجّال: "فأشرف على فَلَق من أفلاق الحَرَّة" الفَلَق: المُطْمئِنّ من الأرض بين رَبْوَتَيْن - بفتح اللام - ويُجْمَع فُلْقان أيضا. والفَلْق - بالسكون -: الشَّقُّ، وهو أَصْلُ الباب. 3) (فلل) - في حديث الحجَّاج بن عِلاطٍ - رضي الله عنه: "لَعَلِّي أُصِيب من فَلِّ مُحمدٍ وأصحابه" الفَلُّ: المُنهَزِمون، من فَلَلتُ الحديدَ؛ إذا كسرتَ حدَّها: أي لَعَلِّي أَشتَري مِمَّا أُصِيب من الغَنائم في الوقْعَة وَقْت انْهزامِهم. وأصل الفَلِّ: الكَسْر والهَزْم، وجمعه فُلُولٌ وفِلالٌ. (فلن) - في حديث أُسَامَة - رَضي الله عنه -: "في الوَالي الجَائِر يُلْقَى في النَّار، فتَندَلِقُ أَقتابُه، فيقال: أي فُلَ، أين مَا كنتَ تَصِفُ؟ " قال ابن الأَنبارِىِّ: أي فُلَ، معناها يا فُلان، فحذفت النُّون ¬
للتَّرخيم، ثم حُذِفَت الأَلِف لسكونها، وتُرِكت اللَّامُ مفتوحةً (¬1) لِمجيئِها قَبلَ الألف، ويجوز ضَمُّها للنِّداء تَقدِيرًا أنها آخِرُ الاسْمِ، كما قال الشاعِرُ في ترخيم مَرْوان: يا مَروَ، إن مَطِيَّتي محبوسةٌ تَرجُو الحِبَاءَ ورَبُّها لم يَيْأَسِ (¬2). والتَّرخيم في اللُّغَة: حَذفُ آخرِ حُرُوفِ الكَلِمَة، كقولهم: يا عَزَّ ويا أسْمَ في ترخيم عَزَّة وأَسْماء، ويا ليلَ ويا عامِ ويا صاحِ ويا مالِ، في تَرخِيم لَيلَى وعَامِر وصَاحِب ومَالِك، وأنشَد الفَرَّاء: يا حَارِ لا أُرْمَيْن منكم بِداهيةٍ لمَ يَلْقَها سُوقةٌ قَبلِي ولا مَلِك (¬3) قال: وسَمِعتُ أبا العَبَّاس يقول: إنّما سُمِّي التَّرخيم تَرخِيما؛ لأنه قَطْع للحُروفِ. من قولهم: جَارِيَة مُرخِّمَة؛ إذا كانت تُقطِّعُ كَلامَها. وقال بعض نَحْوِيِّي زمانِنا: أَمَّا فلان فإنك تقول: يا فَلُ، وليس هو بتَرخِيم فُلان، أَلَا تَرَى أَنَّه لو كان تَرخِيمَ فُلانٍ لقَالُوا يا فُلَ ويا فُلُ. ¬
قال سيبويه: ولم يقل هذا أحد، إنما يقولون: يا فُلُ، لأَنَّ هذا صِيغَة ارتُجلَت في باب النَّداء نحو: يا نَوْمَان ويا هَنَاه، فلا يَجوزُ إذاً أن يُعتَقد فيه أنه من باب التَّرخِيم، وقد جاء: ... أَمسِكْ فُلانُ عن فُلِ ... فكَسرَ اللام (¬1) لِياءِ القافِيَة، فثَبَت أنه ليس بتَرخِيم من فُلانٍ. وأنشدَ ابنُ السِّكِّيت: وهو إذا قيل له: ويَهاً كُلْ فإنَّه مُواشِكٌ مُستَعْجِلْ وهو إذا قيلَ له: وَيْهاً فُلْ فإنَّه أَحْج به أن يَنْكُلْ (¬2) قال يوسف (¬3) بنُ الحَسَن السِّيرافي: في قولِه: فُلْ يريد: يا فُلَان، فحذف حَرفَ النِّداء، والعَربُ تَجعلُ في النِّداء خاصة فُل في موضع يا فُلَان، وقد استعمل في الشعر في غيرِ النِّداءِ، وليس بالجَيِّد. ¬
(فلا)
وهذا القَولُ إنما يَجِيء على مذهب الكُوفِيِّيِن دون البَصْرِيِّين لأَنَّهم يُجِيزُون أن يَبقَى بعد التَّرخِيمِ حَرفَان. وحُجَّتُهم قولهم: يا ثُبَ في ترخيم يا ثُبَة، ويا ثَمُ في ترخيم يا ثَمُود. وقال المتنبي: عُمَ ابن سليمان في ترخيم عُمَر. وهذه الكلمة في حديث أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - في صِفَةِ القِيامةِ والرُّؤْيةِ في آخر صَحيح مسلم وغيره: "يَقولُ الله تَعالَى: أَىْ فُلَ" وفي كتاب السنة لابنِ أَبي عَاصِم هذا يقول: "أي فلان لِرَجُلٍ في الجَاهِلِيّة هل ذَكَرتَني" وفُلانُ وفُلانَةُ كِناية عن الآدَمِيِّين فإن كَنيْتَ بهما عن غَيرِهم نحو الإبل والخَيْل ونَحوِهما أدخلتَ عليهما ألفَ التَّعْريف ولامَه، نحو الفُلان والفُلانة، ووزنه فُعْلَان محذوف اللام عند بَعضِهم، وفُعَال عند آخرين. قال الجَبَّانُ: وقد يُقَال: فُلُ بنُ فُلْ: أي فُلانُ بنُ فُلان. ويقال في النداء: يا فُلْ، وَيا فُلاَ: أي يا فُلَان. (فلا) - في الحديث (¬1): "الفَلُوُّ الضَّبِيسُ" : أي المُهْر الصَّغِير. والضَّبِيسُ: العَسِر الذي لم يُرَضْ. ¬
- وفي حديث (¬1) آخر: "كما يُربِّي أَحدُكم فَلُوَّه" : أي فَصِيلَه. وقيل: هو الفَطِيم من أولاد ذَواتِ الحَافِر. والجمع (¬2) أَفلاءٌ وفُلُوٌّ وفِلاء. وقد فَلَاه يَفلُوه: رَبَّاه وفَطَمَه أيضا. وفرس مُفْلٍ ومُفْلِيَة: ذات فَلُوٍّ. وأَفْلَى المُهرُ: بلغ وقت الفَلَاء وهو الفِطام. (فمه) (3 - في حديث أَبي قَتادَةَ: "ثم الْتَقَم فَمَها (3) " الأَكثَر في الإضَافة فَاهُ (¬4) وفُوهُ، إلَّا أنَّه قد جاء أيضا قال النَّضْر (¬5): يقال: رَأَيتُ فَمَه - بفَتْح المِيم - ووضعتُ في فَمِه - بكَسْرِها -، وهذا فَمُه بضَمِّها. 3) * * * ¬
ومن باب الفاء مع النون
(ومن باب الفاء مع النون) (فنخ) - في حديث المُتْعَةِ: "بُردُ هذا غَيْر مَفْنُوخٍ (¬1) " : أي غير مَنْهوكٍ ولا رِخْوٍ، ولا خَلَقٍ. يقال للرَّجُل الضَّعِيف: إِنَّه لَفَنِيخٌ. قال العَجَّاج: * لَعَلِم الجُهَّال أَنِّيَ مِفنَخ (¬2) * يقال: فَنَخْتُ رَأسَه: شَدَخْتُه، وفَنَّخْتُه - مُشَدَّدٌ ومُخَفَّف: ذَلَّلتُه. وقد فَنُخَ فَناخَةً: ضَعُفَ، والمُتَفَنِّخ: المُسْتَرخِي. (فنق) - في حَديث عُمَير بنِ أَفْصَى - رضي الله عنه -: ذَكَر "الفَنِيقَ" وهو الفحل المُكَرَّم من الإبل الذي لا يُؤذَى ولا يُركَب لِكَرامَته. والتَّفْنِيق (¬3): التَّنْعِيم. وجارية فُنُقٌ ومِفْنَاق ومُفَنَّقَة: مُنَعَّمَة فنَّقَها أَهْلُها. ¬
(فنا) (1 - في صحيح مُسْلِم: في حديث القيامةِ: "فيَنْبُتُونَ كما ينْبُتُ الفَنَا." مقصور - وهو بمَعنَى حَمِيلِ السَّيْل (غُثائه) والفَنَا - أيضا - عِنَبُ الثَّعْلَب، وقيل: شَجَرته (¬2). - في الحديث "رَجُلٌ من أَفْناءِ النَّاسِ" : أي لم يُعلَم مِمَّنْ هو؟ الواحد فِنْو. وقيل: فنؤ بالهمز. وقيل: هو من الفِنَاء، وهو المُتَّسَعُ أَمامَ الدَّارِ، وقيل: الشَّجَرة أيضا من هذا؛ لاتِّساعِ فِنائها، وهو حيث ينقضي ويَفْنَى حَدُّها. وشَجَرةٌ فَنْواء: كَثِيرةُ الأَغْصَان والأَفْنان. على غير قِياسٍ والقِياسُ فَنَّاء، وقيل: من الفِنَاء لا مِنَ الفَنَن. 1) * * * ¬
ومن باب الفاء مع الواو
(ومن باب الفاء مع الواو) (فوح) - في الحديث: "شِدَّة الحَرِّ من فَوْحِ جَهَنَّم" هو بمعنى الفَيْح، وهو الحَرُّ، وشِدَّتُه: غَلَيانُه (¬1). وفاحت القِدرُ: غَلَت، وأَفَحْتها أنا. - وفي الحديث: "كان يأمرنا (¬2) فَوحَ حَيْضِنَا أن نَتَّزِرَ" : أي مُعْظَمه وأَوَّله، ومِثْلُه فَوْعَة الدَّم. (فود) - في الحديث: "كان أكثرُ شَيْبهِ في فَودَى رَأسِه" : أي ناحِيَتَيْه، كُلُّ واحِدَةٍ منهما فَوْد، وفَوْدَا جَنَاحَى العُقَاب، والجوالِقان (¬3)، والأَفْوَادُ: النَّواحِي والأَرْكَان والأَفْوَاج، الوَاحد فَوْد؛ وهم مُعْظَم شَعْر اللِّمَة، وجَعلْت الكِتابَ فَودَيْن: إذا طَوَيْتَ أَسفلَه وأعلاه (فور) - في الحديث: "فَجعَل الماءُ (4 يَفُور 4) من بين أَصابِعه" وفي رواية جابر: "يَتَفَوَّر" ¬
وكلُّ شيء جَاشَ وغَلَى فقد فَارَ. وفار المَاءُ من العَيْن، كقَولِه تَعالَى: {وفَارَ التَّنُّورُ} (¬1)، وفَارَ الغَضَب والقِدْر. - وفي الحديث (¬2): "إن شدَّةَ الحَرِّ من فَوْرِ جَهَنَّم" وهو وَهَجُها، وأَن يَزيدَ حَرُّها على مِقْدارِ ما كان عليه. - وفي حَديث عَبد الله (¬3) بن عَمْرٍو - رضي الله عنهما -: "ما لم يَسْقُط فَوْرُ الشَّفَق" وهو بَقيَّةُ حُمرةِ الشَّمس في الأفُقُ، سُمِّي فوراً لفَوَرانِه وسُطُوعه. - وفي خبر قال: "خَرَج مِعْضَدٌ وعَمْرٌو، فضَرَبوا الخِيامَ، وقالوا: أَخرِجْنا من فَوْرَةِ النَّاس" : أي من مُجْتَمعِهم، وحيث يَفُورُون مِنْ (¬4) أَسْواقِهم كَفَورانِ القِدْر. (5 وفَارة المِسْك من الفَوْر والفَوَرَان، وهو فَوْحُ الرِّيح - فأما فَأْرَة البَيْت فمَهْمُوز، من فأر،: أي هَرَبَ وتَوَارَى. 5) ¬
(فوف)
(فوف) - وفي حديث عُثْمَانَ - رضي الله عنه -: "أَنَّه خَرَجَ وعليه حُلَّةٌ أَفْوافٌ" الأَفْواف: ضَرْب من عَصْب اليَمَن. وبُرودٌ أَفْواف، ومُفوَّف: فيه خُطوطُ بَياضٍ. وقيل: بُردٌ مفوَّفٌ، وبُرُودٌ أَفْوافٌ، والفُوفُ: القُطْن والبَيَاضُ الذي في أَظفار الأَحْداث. - وفي حديث كَعْب: "تُرفَع للعَبْد غُرفَةٌ مُفَوَّفَة" وتَفْوِيفُها: لَبِنَةٌ من ذَهَب، وأُخْرى من فِضَّة. (فوق) (1 - قَولُه تَعالَى: {فإن كُنَّ نِسَاءً فَوقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَركَ} (¬2) قيل: لَفْظَة "فَوْق" - ها هنا - صِلَةٌ، كما في قَولِه تَعالَى: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْناقِ} (¬3) والضرْب المُراد به: هو ضَرْب الأَعْناق لا ما سِواه. وما فَوقَها عِظَامُ الرَّأس، ولَيْسَت بموَضِعِ الضَّرب فيمَن يُرادُ قَتلُه في العادة، فكَذلِك البَناتُ إذا كانتا اثْنَتَيْن تَرِثَان الثُّلُثَيْن؛ ولأن الآية نزلَت في بِنْتي سَعْدِ بن الرَّبيع؛ وقد ورد في حديث جابر: "أَنَّها لما نَزلَت أَعْطَاهُمَا الثُّلُثَيْن". وكذلك قالَ تعالى: {ولَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ} (4)، ثم قال: {فإن كَانَتا اثْنَتَينْ فَلهُما الثُّلُثَان} (¬4) والبِنْتُ أَوكَدُ نَسَبًا من الأُخت. ¬
(فوه)
وقد قال تعَالَى: {وَإِن كانَتْ وَاحِدَةً فَلَها النِّصْفُ} (¬1)؛ فكَذلك إذا كانتا اثْنَتَيْن كان لهما الثُّلُثَان كالأُخْتَيْن؛ (فوه) - في حديث الأحنف: "خَشِيتُ أن تَكونَ مُفَوَّهًا" : أي بَلِيغا مِنْطيقًا، كأنه مأخوذ من الفَوَه، وهو سَعَةُ الفَمَ. 1) * * * ¬
ومن باب الفاء مع الهاء
(ومن باب الفاء مع الهاء) (فهر) - في الحديث: "لما نزَلَت {تَبَّتْ} (¬1) جَاءَت أُمُّ جَميل امرأَةُ أبي لَهَب في يَدِها فِهْر" الفِهْر: الحَجَرِ ملْءُ الكَفِّ؛ ومنهم من يُطلِقه على أىّ حَجَر كان، وهي مُؤَنَّثة تُصغَّر فُهَيْرة، وعامر بن فُهَيْرة من ذلك، وأنْشَدَ: * يُشَجِّجُ رَأْسَه بالفِهْر وَاجِي (¬2) * * * * ¬
ومن باب الفاء مع الياء
(ومن باب الفاء مع الياء) (فيأ) - في قصة عُمَر وابْنَةِ خُفافِ بنِ إِيمَاء: "ثم نَسْتَفِيء سُهْمَانَنا (¬1) فيه" : أي نَستَرجع، وهو من الفَيْء، والفَيْءُ في الغنيمة من الرُّجوعِ أيضا، كأنه الرَّاجع إلا المُسلِمِين من أَموالِ المشركين، وكأَنَّه كان في الأصل لهم لطاعتهم لله عزَّ وجلَّ. والفَىْءُ في الإيلاء في قَولِه تَعالَى: {فَإِنْ فَاءُوا} (¬2) هو الرُّجُوع إلا الجماعِ، أو ما يقوم مَقامَه. - وفي الحديث: "استَفَاءَ عَمُّهُمَا مَالَهُما (¬3) " : أي اسْتَردَّ واستَرجَع حَقَّهَما من المِيراثِ، وجَعلَه غَنِيمةً وفَيْئًا له خاصّةً. ¬
(فيح)
- وفي حَديث آخر: "نسْتَفِيء سُهمانَه (¬1) " : أي نسْتَرجِعُها غُنْما، ونَسْتَرِدّها مِلكًا. - وفي حديث أبي (¬2) شَقْرةَ في النِّساء: "إذا رَأيتُم الفَىْءَ على رؤُوسِهِنَّ مِثْلَ أَسنِمَة البُخْت، فأعْلِمُوهنّ أن لا تُقبَل لَهنَّ صَلاةٌ" شَبَّه رُؤُوسَهن بأَسْنِمَةِ البُخْت لكَثْرة ما وَصَلْن به شُعُورَهن. : أي صَارَ على رُؤُوسِهِنَّ من ذلك بما أمكَن أن تُفَيِّأَهَا وهو أن يُحَرِّكَها خُيلاءَ. - وسئل عَمرُو بنُ عَاصِمِ: "عن الفَىْءِ، فقال: هو الفَرْع" قال الحَربِيُّ: فأَظُنُّه ما كَثَّرنَ به شُعورَهنّ فَصَار كالفَرْع (¬3). - وفي حديث آخر: "تُفِيِّئُه الرِّيحُ (¬4) " : أي تُحرِّكُه وتُمَيِّلُه مَرَّةً يمينًا ومَرَّةً شِمَالاً. (5 - في الحديث: "الفَىءُ على ذِي الرَّحِم" : أي العَطْف عليه، والرُّجوع إليه بالبِرِّ. (فيح) - في الحديث: "اتَّخذَ رَبُّك في الجنَّةِ واديًا أَفْيحَ من مِسْكٍ" كلُّ مَوضِعٍ وَاسِع يقال له: أَفْيَح. وروضة فَيحاءُ؛ ¬
(فيض)
وقد فَاحَ يَفاحُ: اتَّسَع. وقد يقال: فَاحَ يَفِيح، كما قيل: فَيْحى فَيَاح: أي اتَّسِعى عليهم. - وفي حديثِ أُمِّ زَرْع: "وبَيْتُها فَيَّاح (¬1) " ورجل فَيَّاح: فَيَّاض بالخَيْر. - وفي الحديث: "شِدَّةُ الحَرِّ من فَيْح جَهَنَّم (¬2) " قد مرَّ تفسِيرُه، وأنه سُطوعُ حَرِّها وانتِشارُه. وأصله السَّعِير؛ فأما مَعنَاه: إن شِدَّة حَرِّ الصَّيْف منِ وَهَج نَارِ جَهَنَّم. كما رُوِى: "أَنَّ الله تَبَاركَ وتَعالَى أَذِنَ لجَهَنَّم بنَفَسين .. " الحديث. وقيل: إنه خَرَج مَخْرَج التَّشْبيه والتَّقْرِيب. : أي كأنه نَارُ جهنم في الحَرِّ فاحذَرُوا ضَررَها. (فيض) - في الحديث: "وَيفِيضُ المَالُ" : أي يَكْثُر، من قولهم: أَعطَى غَيْظًا من فَيْض (¬3). وفَاضَ الماءُ والدمعُ والخَيرُ وغَيرُها: كَثُر، يَفِيض فَيْضًا وفَيضُوضَة وفَيضاناً، وماء فَيْض: كثِير، سُمِّى بالمَصْدر. - في حديث ابن عباس- رضي الله عنهما -: "أخرج الله تعالى ذُرِّيَّة آدمَ - عليه الصّلاة والسّلام - من ظَهْرِه فأَفاضَهُم إفَاضَة القِدْح" ¬
(فيف)
إفاضَة القِدْح: دَفعُه وضَربُه وإجالَتُه للمَيْسِر. - وفي حديث اللُّقَطَة: "ثم أَفِضْها في مالك" : أي أَلقِها واخلِطْها به؛ من قولهم: فَاضَ (¬1) الأمرُ، ومِلك فائض: شائِع مُتَمَيّز. - وسُمِّي (¬2) طَلْحَة الفَيَّاضِ؛ لِسَعةِ عَطائِه؛ من فَاضَ الإناءُ؛ إذا امتلأ حتى انْصَبّ من نَواحِيهِ. وكان قَسَم في قَومِه مرة أَرْبَعمائةَ أَلفٍ. 5) (فيف) - في حديث حُذَيْفَة - رَضي الله عنه -: "يُصَبُّ عليكم الشَّرُّ حتى يبلُغَ الفَيافىَ." قال الأَصمعي: الفَيفُ: البلد (¬3) المُسْتَوِي، والفَيْفَاء: الصَّحراء المَلْسَاء، والجمع: الفَيافيِ. وقيل: الفَيفُ: المفَازَة الواسِعَةَ القَفْر لا مَاءَ بها. (فيل) - في حديث عليّ في صِفَةِ أبي بكر - رضي الله عنهما -: "حين فَيَّلُوا (¬4) " أو حين فَالَ رَأْيُهم، فلم يَسْتَبِينُوا (¬5) الحَقَّ في قِتالِ مَانِعى الزَّكَاةِ. يقال: فَالَ الرّجُلُ في رَأيهِ، وفُئِل؛ إذا لم يُصِب. ورجل فَئِلُ الرَّأْي، وفَالُه (*) وفَيِّلُه وفَائِلُه، وفي رأيه فَيَالةٌ ¬
(فين)
: أي ضَعْفٌ وسُخْفٌ. (فين) - في حديث هَيْثَم بن مَالِك: "جاءت امرأة تَشْكو زَوجَهَا، فقال النبي - صلّى الله عليه وسلّم -: تريدين أن تَتَزَوَّجي ذَا جُمَّةٍ فَيْنَانةٍ على كُلّ خُصلة منها شَيْطَانٌ" قال الأصْمَعيّ: الشَّعر الفَيْنان: الطويل الحَسَن، وأنشَدَ: * مُصَوَّرًا مِثل ضَوْءِ الشمس فيْنَانَا * وإنما أوْرَدَهُ ها هُنَا لظاهرِ لَفْظهِ، وهو من باب الفاء والنون، والفَنَن: الغُصْن المُستَقِيم، وشَجَرةٌ فَيْنَانَةٌ، وغُصْن وشَعَرٌ فَينَان: كَثِيرُ الأغصَان. وقد جَاء شجَرةٌ فَنْواء بهذا المعنى، غير أنه من الاتّسَاع، وفِنَاءِ الدَّارِ، وسُمِّيت الشجرة بذلك؛ لأنها كثيرة الأغصان متسعة الظلال. * * *
ومن كتاب القاف
ومن كتاب القاف (ومن باب القاف مع الباء) (قبب) - في حديث على - رضي الله عنه - في صفة امرأة: "إنها جَدّاءُ قَبَّاءُ" قال اليَزيديُّ: القَبَّاء: الخَمِيصَة البَطْن. والقَبْقَب: البَطْن، ودِقَّةُ الخَصْر، وبَطن مَقبُوبٌ، ورَجُلٌ أقبُّ، وكلُّ شيءٍ جَمَعْتَ أطْرَافَه فَقَدْ قَبَبْتَه (¬1)، وقَبَّ بَطْنُ الفَرَس؛ إذَا لَحِقت خاصِرَتَاها بحالِبَيْها. (قبر) (2 - في حديث بني تَميم: "قالوا للحَجَّاج - وكان قد صَلَب صالحَ ابنَ عبد الرحمن - أَقْبِرْنا صالِحا" : أي أمْكِنَّا من دَفْنِه في القَبْر. تقول: أقْبَرْتُه إذا جَعَلتَ له قَبْرًا، وقَبَرْتُه إذا دَفَنْتَه 2) (قبس) - في الحديث: "من اقتبَسَ عِلْماً مِنَ النّجوم اقْتبَس شُعْبَةً مِن السِّحْر" يُقال: قَبَسْتُ العِلْمَ واقتَبَسْتُه: تَعلَّمْتُه، وقيل: قَبستُه نَارًا وأقبسته علماً، وقيل: هما واحد وقيل: قَبَسْتُه نَارًا: جئتُهُ بها، فإن طَلَبها قُلْتَ: أَقْبَسْتُه نارًا، ¬
(قبص)
والقَابِسُ والمُقتَبِس بمعنًى والقَبَسُ: الشُّعْلَةُ مِن النّار، ومصدر قبَسْتُه نَاراً. (قبص) - وفي الحديث: "من حين قَبَصَ" : أي شبَّ وَارتَفَع، والقَبَص: ارتفَاع في الرأسِ وعِظَمٌ. والقَبِيصَةُ: التُّرابُ المَجموعُ. - وفي حديث أبي ذَرّ - رضي الله عنه -: "انْطَلَقْتُ مع أبي بكر - رضي الله عنه - فَفَتَح بابا فَجَعلَ يَقْبِصُ لي مِن زبيب الطائف" القَبْصُ: التَّناول بأطرافِ الأصابع، والقبصَةُ: المرَّة منه وبالضَمِّ، كالغَرْفَةِ والغُرفَة. - وفي حديث المعتدّة (1 للوفاة: "ثم تُؤتَى بدابَّةٍ؛ شاةٍ أو طَيْرٍ فتَقْبِص به 1) " قال الأَزْهَرِيّ: رَوَاه الشّافعيُّ "وتَقْبِص" بالقِاف، والبَاءِ المُعْجَمة بواحِدَةٍ والصَّاد المُهمَلة: أي تَعدُو مُسرِعَةً نحو مَنْزل أبَوَيْها؛ لأنها كالمُسْتَحْيِيَة من قُبْح مَنظَرِها، مأخوذٌ من فرسٍ قَبَّاصٍ: شَدِيد الجرى، وقد قَبَص يَقبِص: عَدا، وفرسٌ قَبُوص: إذا ركض لم يُصِب الأَرضَ إلّا أطرافُ سَنابِكِهِ من شِدَّةِ عَدْوه. والقَبْصُ: الخِفَّةُ والنَّشاط. - في حديث أسْمَاء - رضي الله عنها - قَالَت: "رَأيت رَسُولَ الله - صلّى الله عليه وسلّم - في المَنَامِ فَسَألني كيف بَنُوك؟ قُلتُ: (¬2) يُقْبَصُون قَبصًا شدِيدًا" ¬
(قبض)
قيل: كَأنهم يُجْمَعُ بَعضُهم إلى بعض من شِدَّة الحُمَّى. (قبض) - وفي الحديث: "فاطمةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يَقْبِضُني ما قَبَضها" : أي أكْرَه ما تَكْرَهُه. والقَبضُ: مَا تَنقَبِض منه، كأنّه مُتعَدَّى تقبَّضَ؛ أي تشنَّج، قَبَضْتُه فتَقَبّضَ. - وفي الحديث (¬1): "اطْرَحه في القَبَض" : أي فيما جُمِعَ من الغَنِيمَةِ، بمعنى المَقبُوض. - ومنه: "كان سَلْمانُ - رضي الله عنه - على قَبَضٍ من قَبَض المُهاجِرين" وأقبضْتُه: أعْطَيْتُه ما يَقبِضُه، وقُبِضَ الإنسَانُ: أي قُبِضَتْ رُوحُه ونَفْسُه، وانقَبَضَ عن الشّيءِ: أمْسَكَ، وانقبَضَ في الأمر: مَضَى وأسرَع فيه، كأنّه من الأضدادِ - (2 وفي حديث حُنَين: "فأخَذَ قُبْضَة من التُّراب" هو بمعنى المَقبُوض، كالغُرفة بمعنى المَغْروف، وهي بالضم الاسْم، وبالفتح المرّة، والقَبْضُ: الأَخْذُ بجَميع الكَفِّ 2). (قبع) - في حديث الأذان: " (3 فذَكرُوا له القُبَع 3) " قال الخطَّابي (¬4): ثنا ابن الأعرابي، عَن أبي داود - يعني في ¬
حديث الأذان - فقال: مَرّةً "القُنع" بالنون سَاكِنةً، ومرّة "القُبَعُ" بالباء مفتُوحَةً، وجاء تَفْسِيرُه في الحديث: أنّه الشَّبُّورُ، وهو البُوقُ. قال: وسَألتُ عنه غيرَ واحدٍ من أهل اللُّغَة فلم يُثبِتُوه لي على واحدٍ من الوجهين، فإن كانت الرواية في القُنْع بالنُّون * صَحيحَة، فلا أُراهُ سُمِّى إلّا لإقناع الصوت وهو رفعه، وأمّا القُبَعُ - بالباء - فلا أَحسَبه سُمِّي قُبَعا إلا لأنه يَقبَع فاصَاحِبه: أي يَسْتُره. وقَبَع الرجلُ رأسَه في جَيْبِه: أَدخَله فيه. قال: وسَمِعتُ أَبَا عُمَر يقول: القَثَع (¬1) - بالثاء المثلثة - ولم أَسمَع هذا الحرف من غيره. انتهى كلام الخطابي. وإن يُحفَظ القُبَع - بالباء - فلعله من قَوْلِهم: قَبَعَ في الأرض قُبوعًا: ذهب فيها، سُمِّي به لذهاب الصَّوت منه وشِدَّتِه. (2 - في الحديث: "إنْ وَلِيَكم رَءُوفٌ. قُلتُم: قُباعُ بنُ ضَبَّة" شَبَّهُوه به؛ وهو رجل كان في الجاهلية أَحمَقَ أهلِ زمانه. وكان يقال للحَارِث بنِ عبد الله القُبَاع؛ لأنه غَيَّر مكَايِيلَهم، فنَظَر إلى مِكْيَال صَغِير في رَأْي العَيْن أَحاطَ بدقيق كثير، فقال: إِنَّ مِكْيَالَكُم هذا لَقُبَاع؛ وهو الذي يُخفِي نَفسَه كالقُنْفُذِ فَنُبِز به 2) ¬
(قبقب)
(قبقب) - في حديث عمر - رضي الله عنه: "إن وُقِيتَ شَرَّ لَقْلَقِكَ وقَبْقَبِك (¬1)." القَبْقَب - ها هنا -: البطن، وقد يكون أشياءَ سِواه (قبل) - قولُه تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} (¬2) : أي مِنْ قَبْل كُلِّ شيءٍ، ومن بَعدِ كُلِّ شىء. قيل: والمُضافُ مع المُضافِ إليه كالجُزْء الوَاحدِ من الكلمة، والجُزْء (¬3) الواحِدُ من الجملة لا يُفِيد شيئاً، فَحلَّ محلَّ الحرف، وحَقُّ الحَرف البناءُ، وأَصلُ البِناءِ السُّكُون؛ لأنّ البناءَ ضِدُّ الإِعرابِ، (4 والحركَةُ للإعْرابِ 4)، وضِدُّ الحركة السُّكُون. وكان حَقّه أن يُبنَى على السُّكون، فصِينَ عن السُّكون، مخَافةَ أن يَتمخَّض حَرفاً، فيدخل في باب هَلْ وبَلْ، فَحُرِّكَ لِتَرَدُّدِهِ بين الاسم والحرف، فوقع بين الحرَكَات (4 الثلاث 4) فامتَنَع من الفتح؛ لأنه استَحَقَّه مَرَّة - حين تَقُول: قَبلَك وبَعدَك، وامْتَنع من الكَسْر؛ لأَنَّه أَلمَّ به في قَولِك: من قَبْلِك ومن بَعْدِك، فلم يبق إلا الضَّمُّ فَبُنى عليه. - في الحديث: "نَسأَلُك من خَيْر هذا اليومِ، وخَير ما قَبلَه، ¬
وخَير ما بَعْدَه، ونَعُود بك من شَرِّ هذا اليومِ، وشَرِّ ما قَبلَه، وشَرِّ ما بَعدَه" يَعْني الاسْتِعاذة من شَرِّ زَمانٍ مَضَى: طَلَب العَفْو عن ذَنْب قَارفَه فيه (1 والوَقْت وإن مَضَى فتَبِعَتُه باقيَةٌ 1) وكذلك مَسْأَلة خَيْر ما قَبْله: قَبُول الحَسَنة التي قَدَّمها في ذلك اليوم. - في الحديث: "طَلِّقُوا النِّساء لِقُبُل عِدَّتِهِنَّ" وفي رواية: "في قُبُل طُهْرِهِنَّ" : أي في إقْبالِه ومُقَابَلتِه، وحين يُمكِنها الدُّخولُ في العِدَّة والشُّروعُ فيها، فتكون لها مَحسُوبةً، وذَلك في حَالَة الطُّهْر. يقال: كان ذلك في قُبُل الشِّتَاءِ: أي إِقبالِه. - في حديث ابن جُرَيْج: قُلْت لِعَطاء: "مُحرِمٌ قَبَضَ على قُبُلِ امرأَتِه فقال: إذا أَوْغَل (¬2) إلى ما هُنَالِك فعَلَيه دَمٌ" القُبُل: الفَرْج من الذَّكر والأُنثَى، وقيل: هو فَرجُ المَرأة خَاصَّة، وهو خِلافُ الدُّبُر. وأَوْغَل: أي أَولجَ فيه. - في صفة هَارُونَ - عليه الصَّلاةُ والسَّلام -: "في عَيْنَيْه قَبَلٌ" قال الأَصمَعيُّ: قَبِلت عَينُه تَقبَل قَبَلاً؛ إذا كان فيها مَيَلٌ كالحَوَل. ورجل أَقبَلُ ورِجال قُبْلٌ. وقيل: القَبَل: إقبالُ السَّوادِ على المَحْجَر والأَنفِ. ¬
والقَبَل - أيضا كالفَحَجِ بَيْن الرِّجْلَيْن، وهو اعْوجاجٌ فيهما. - في حديث رافع (¬1) - رضي الله عنه - في المُزَارعَة: "يُسْتَثْنَى ما عَلَى المَاذِيَاناتِ، وأَقْبالِ الجَداوِل" الأَقْبَال: الأَوائل والرؤوس. جمع قَبَل (¬2) وهو رَأْس الجَبَل والأَكَمَة. وقد يكون القَبَلُ المَحَجَّة الواضِحَة. والقَبَل: الشَّيءُ الجَدِيد. وقيل: القَبَل: الكَلأ في دِبارِ (¬3) الأَرضِ؛ لأنه يَسْتَقْبِلُك. - في حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: "إيَّاكم والقَبَالات؛ فإنها صَغارٌ، وفَضلُها رِبًا" معناه: أن يَتَقبَّل الخَراجَ ويَجْبِيَه أَكْثَر ممَّا أَعْطَى، فذلك الفَضْل رِبًا؛ لأنه أعطى فَرقاً (¬4)، وأَخَذ أكثر مِمَّا أَعطَى؛ فإن تَقبَّل وزَرَعَ فلا بأْس. والقَبَالة: مَصْدَر قَبَل بالفَتْح: إذا كَفَل، وقَبُل - بالضَّمِّ -: صار قَبِيلاً. مثل: كَفَل وكَفُل. والمَكْتُوبُ إذا سُمِّى قَبالَةً فهو مُسَمًّى بالمَصْدر. والقَبِيل: الكَفِيلُ، والعَريف، والقِبالَة - بالكَسْر -: العِرافة. ¬
- في الحديث: "أَنَّه أَقطع بِلالَ بنَ الحَارث - رضي الله عنه - المعَادِنَ القَبَلِيَّة جَلْسِيَّها وغَورِيَّها، وحيث تَصلُح للزَّرْع من قُدْس (¬1) ولم يُعطِه حَقَّ مسلم" المعَادِن القَبَلِيَّة: من ناحية الفُرْع، وجَلْسِيُّها: نَجْدِيُّها، وكلُّ مرتَفِع جَلْسٌ (¬2)؛ والغَوْر: ما انْخَفَض من الأرض. ورجلى قَبَلِيُّ: منسوب إلى قَبائِل العرب (3 وقيل القَبَلِيَّة: منسوبة إلى نَاحِيَة من ساحل البَحْر، بينَها وبين المَدِينَة خمسةُ أيَّام. والفُرْع: مَوضِع بين نَخْلَة والمدَينَة. هذا هو المحفوظ. وفي كِتابِ الأمكِنَة: معَادِن القِلَبَة - بكَسْر القَافِ، وبَعدَها لَامٌ مَفْتُوحَة، وبَاءٌ وهَاءٌ حيث يَصْلُح للزَّرع من قُرَيْس، وقال: قِرْس وقُرَيْس جَبَلان (¬4) قُربَ المَدينة. 3) * * * ¬
ومن باب القاف مع التاء
(ومن باب القاف مع التاء) (قتب) - في الحديث: "لا تَمْنَع المَرأةُ نَفسَها من زَوْجِها وإن كانت على ظَهْر قَتَب (¬1) " القَتَب للجَمَل كالإكاف لِغَيْره. ومَعناه: الحَثُّ لَهُنَّ على مُطاوَعَة أَزْواجِهنّ، وأَنَّه لا يَسَعُ المَرأةَ الامْتِناع في هذه الحال، فكَيفَ في غَيْره. وقيل في مَعَناه: إِنّ نِساءَ العَرب كُنَّ إذا أردن وَضْع الحَمْل جَلَسْن على قَتَب، وتَقُولُ: إنّه أَسْلَس لخروج (¬2) الوَلَد، فأَرادَ عليه الصَّلاةُ والسَّلام تِلْكَ الحالةَ قال أبو عبيد (¬3): وكُنَّا نَرَى أَنَّ المعنى وهي تَسِير على ظهر البَعِير، فجاء التَّفسيرُ بغير ذلك. والقَتَب مؤنثة. يقال في تَصغِيرها قُتَيْبَة. وقيل: إنّه مذكَّر. وقُتَيْبة تصغير قِتْبَة. والقَتَب - إذا كان من آلات الجَمَل - بفَتْحَتَيْن -، فإذا كان من آلات السَّانيَة فهي قِتْب، والقِتْبُ والقَتَب الأَمْعاءُ، وجمع القَتَب والقِتْب الأَقْتَاب. ¬
(قتل)
(قتر) (1 - في حديث أَبِي أُمامَة: "من اطَّلَع من قُتْرةٍ فَفُقِئَت عَينُه فهي هَدَرٌ" قال حَفْصُ بنُ غِياثٍ: القُتْرة: الكُوَّة. رَوَاه ليثٌ، عن أبي أُمَامَة. والقُتْرة: الخَرْق الذي يَدخُل منه الماءُ إلى البُسْتان والحائط. وعَيْنُ (¬2) التَّنُّور، وحَلْقَة الدِّرع المُداخلَةُ فَرْج الرُّمْحِ، وبَيتُ الصَّائد، لأنه يَقْتَتِر فيها: أي يكتَنّ. والكُثْبَة من البَعْر والحَصَا ونحوه والعَلامة. - في حديث جابر: "لا تُؤذ جارَك بِقُتارِ قِدْرِك." وهو ريحُ القِدر والشِّواء. 1) (قتل) - في حديث (¬3) عَائِشَة - رضي الله عنها -: "على المُقْتَتِلين أن يَتَحَجَّزُوا الأَوْلى فالأَوْلَى، وإن كانت امرأَةً" قال الخَطَّابي: معناه أن يَكُفُّوا عن القَتْل، مِثْل أن يُقتَل رجلٌ له وَرَثَه، فأَيُّهم عَفَا سَقَط القَوَدُ، وصار دِيَة، والأَوْلَى (¬4) هو الأَقْرب. ومعنَى المُقْتَتَلِين يُشبِه أن يَطلُب أولياءُ المَقْتول القَوَدَ، فيَمتَنع القَتَلةُ، فيَنْشأَ بينهم القِتالُ من أَجلِه، ويُحتَمل أن تكون الرِّوايةُ بنَصْبِ التاءين. ¬
يُقالُ: اقْتَتَل فهو مُقْتَتَل، غير أن هذا إنما يُسْتَعمل أَكثرُهُ فيمن قَتَله الحُبُّ * هذا حديث الأَوزاعِي عن حُصَيْن، عن أَبي سَلَمة، عن عائِشة. قال الطّحاوِيّ: قد كُنَّا سأَلْنا غيرَ واحدٍ من شيوخنا عن تَأْوِيل هذا الحديث. فأَمَّا محمدُ بنُ عبدِ الله بنِ عبدِ الحكم فكان جوابُه لَنَا أن قال: قال الفِرْيابي، يَعني محمدَ بنَ يوسف: سألت الأوزاعيَّ عن تَأويلِ هذا الحديثِ، فقال: لا أَدرِي ما هو، قال محمد: وإذا كان الذي قَدْ رَوَى هذا الحديثَ لا يَدرِي ما تَأوِيلُه كُنَّا أَولَى. وأما المِزِّي فقال: تَأوِيلُه عِندِي أنه في المُقْتَتِلين من أَهلِ القِبلَةِ كل التَّأويل. فإن البَصائر ربَّما أَدركَت بَعضَهم، فيَحتاج إلى الانْصِراف من مُقامِه المَذْمُوم إلى المَحْمُود؛ فإذا لم يَجِدْ طريقًا يَمُرُّ فيه إليه بَقِى في مكانِه الأَوَّل وعَسَاه يُقتَل فيه، فأُمِروا بما في هذا الحديث. وأما أَحمدُ بنُ أبي عِمْران فحَكَى عن أَبي عُبيد أنه كان يَزعُم أنَّ هَذَا يحدّث به الناسَ على خِلافِ ما هو عليه في الحَقِيقة، ويَذكُر أنه بَلَغه عن الوَلِيدِ بن مسلم أنه كان يُحدِّث به عن الأَوزاعيِّ بإسناده، أَنَّه قال: لأَهلِ القَتيل أن يَنْحَجِزوا، الأَدْنَى فالأَدْنَى، وإن كانت امرأة. ¬
قال أبو عُبَيْد: وهذا الاحْتِجاز هو العَفْو عن الدم، فوجَدْنَا ما ذَكَره أبو عُبَيْد وَهْماً؛ إذ كان أصحابُ الوليد من أَهلِ الشامِ الذين رَوَوْا هذا عِندَهم الحُجَّة في حَديثِه قد رَوَوْا عنه، بخِلاف ما بَلَغ أبا عبيد عنه، لا سِيَّما ومعهم سَماعُه من الوَليد، وإنَّما معه بَلاغُه إياه عن الوليد؛ وقد تَابَعَهم على ذلك عن الأوزاعي بِشْرُ بن بكر. وبَعضُ أهلِ العِلم، ذكر أنه يدخل في ذلك أيضا المُقْتَتِلون من المسلمين في قِتالِهم أَهلَ الحرب؛ إذ كان قد يجوز أن يَطْرَأ عليهم من أهلِ الحَرْب مَنْ معه العُذْر الذي أُبِيح لهم الانصراف عن قِتالِه إلى فئة المُسلِمين التي يتقَوَّون بها على عدوِّهم، أو يصيروا إلى قَومٍ من المسلمين يَقْوَوْن بهم على قِتالِ عدوهم، فيُقَاتِلُونَهم معهم (*). - في حديث سَمُرةَ - رضي الله عنه -: "من قَتَل عَبدَه قَتَلْنَاه، ومن جَدَع عَبدَه جَدَعْنَاه" وذُكِر في رواية أنَّ الحَسَن نَسِىَ هذا الحديث، فكان يقول: لا يُقتَل حُرٌّ بعَبْد. قيل: يُحتَمل أن يكون الحَسَن لم يَنْسَ، ولكنه كان يَتأوَّله على غَير معنى الإيجابِ، ويَراهُ نَوعًا من الزَّجْر؛ لِيَرْتَدِعوا، ولا يُقدِمُوا على ذلك، كما قال في شارب الخمر: إن عَادَ في الرَّابِعَة أو الخَامِسَة فاقْتُلُوه، ثم لم يَقْتُله - حين جِيءَ به وقد شَرِبَ رابعًا أو خامِسًا؛ ¬
وقد تَأوَّلُه بَعضُهم: على أنه جاء في عَبْد كان يَملِكه مَرَّة، ثم زَالَ مِلْكُه عنه، وصار كُفْئاً (¬1) له بالحُرِّيّة؛ فإذا قَتَله كان مَقْتُولاً به. وهذا كَقول الله تَعالَى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} (¬2): أي مَنْ كُنَّ أَزواجًا له قَبلَ المَوتِ. ولم يَقُل بهذا الحَديثِ أحدٌ إلّا رِوايةً عن سُفْيان، وقد رُوي خِلافُه عنه: وقد أَثبتَ جماعةٌ القِصاصَ بيْنَ الحُرِّ والعَبْد إذا كان عَبْدَ غَيره، وأَجمعُوا أنّ القِصاصَ بَيْنَ الأَحرارِ وبَيْن العَبِيد سَاقِطٌ في الأَطرافِ؛ فإذا مَنَعُوا القِصاصَ بَينَهما في القَلِيل كان مَنعُه في الكَثير أولَى. أمّا حَديثُ سَمُرَة فَقِيل: إنه مَنْسوخٌ، وَلمَّا سَقَط حُكمُ الجَدعِ بالإِجماع سَقَط القِصاصُ كَذَلِك؛ لأنه لمّا ثَبَتَا ثَبَتَا معًا، فلما نُسِخا نُسخا مَعاً، وكَذَلِك في حَديثِ الخَمْر. - رُوِي عن قَبيصَةَ بنِ ذُؤَيْب: "أَنَ النبىَّ - صلّى الله عليه وسلّم - قال: "مَنْ شَرِبَ الخَمرَ فاجْلِدُوه، ثم إن عادَ فاجْلِدُوه" - إلى أَنْ قال: "فإن عَادَ فاقْتُلُوه" قال: فأُتِى برجل قد شَرِبَ الخَمرَ، فَجَلده، ثم أُتِى به يَعْني في الأخِير (¬3) الذي أَمَر في الأَوَّل بقَتْله فيه - فَجلَده" ورُفِع القَتلُ وكانت رُخصَةً؛ وقد يَرِدُ الأمرُ بالوَعيدِ ولا يُرادُ بِهِ وقُوعُ الفِعْل، وإنما يُقصَد به الرَّدْعُ والتَّحْذِير. ¬
وقد يُحتَمل (¬1) أن يكون القَتْل في الخَامِسَة واجِبًا، ثم نسخ لحصول الإجماع على أنه لا يُقْتَل، كما رُوِى عن قَبِيصَة، - وكذلك حَدِيثُ جَابِر - رَضي الله عنه - قال: "أُتِى بسَارِق فقال: اقْتُلُوه، فقيل: إنما سَرَق، فقال: اقْطَعُوه، فأُتِى به الثَّانِيَةَ، فقال: كَذلِك إلى أَنْ قال في الخامِسَة: فاقْتُلُوه" قال جَابِر: فقَتَلْنَاه. وفي إسْنادِه مَقَالٌ. وفي رواية الحَارِث بنِ حَاطِب - رضي الله عنه - أَنَّ قَتْلَه كان في زَمانِ أبي بكرٍ - رضي الله عنه - وقد عَارضَه الحَدِيثُ الصَّحيحُ: "لا يَحلّ دَمُ امرىءٍ مسلم إلّا بإِحدَى ثَلاثٍ"، وليس السَّارِقُ بواحد من الثلاثة، فالوقوف عن دَمِه واجبٌ، ولا نعلم أحدًا من العلماء يُبِيح دَمَ السَّارقِ، وإن تَكرَّرت منه السَّرِقَةُ، إلا أنه قد يُخَرَّج على مَذْهَب بعضِ الفقهاء أن يُباحَ دَمُه؛ وهو أن يَقولَ: هذا من المُفسدِين في الأرض. وللإمام أن يَجتَهِد في تَعزِير المُفسِد، ويَبلُغَ به ما رَأَى من العُقُوبة، وإن زاد على مِقْدار الحَدِّ؛ وإن رأى أن يُقْتَل قُتِل، ويُعزَى هذا إلى مالك. ويُحتَملِ أَنَّ هذا الرَّجُلَ كان مَشْهورًا بالشَّرِّ، مخْبُورًا بالفَسادِ، معْلُوماً أنه سَيعُود؛ فلِهَذَا أَمَر به أولَ مرَّةٍ أن يُقْتَلَ. ويُحتَمل أَنَّه عَلِم ذَلِك بوَحْي من الله - عز وجلّ - أن سَيَعُود؛ فلِذَلِك أَمرَ بقتله، والله عزّ وجلّ أعلم. ¬
(1 - في حدِيثِ مُطِيع: "لا يُقتَلُ قُرَشيٌّ بعد هَذَا اليَومِ صَبرًا" قال الطَّحاوىّ: إن كانت اللَّامُ مَرفوعَةً على الخَبَر فهو محمول على ما أباحَ من قَتْل القُرَشِيِّين الأَربَعةِ يوم الفتح، وهم: (¬2) ابن خَطَل ومَنْ مَعَه: أي أَنَّهم لا يَعُودونَ كُفَّاراً يُغْزَوْن ويقْتَلَون على الكُفْر، كَمَا لا تعود مَكَّةُ دَارَ كُفْر تُغْزَى عليه. وأَشَار إليه بقَوْلِه عليه الصَّلاة والسَّلام: "لا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ هَذَا اليَوْم (¬3) " - في حديثِ (¬4) مَالِك بنِ نُوَيْرةَ: "أقْتَلْتِني". : أي عَرَّضْتِني للقَتْل. - في حَديثِ السَّقِيفَة: "قَتَل الله سَعدًا، فإنه صاحِبُ فِتْنَةٍ وشَرٍّ" : أي دَفَع الله تَعالَى شَرَّه. يقال: قَتَلتُ الشَّرابَ: أي دَفعتُ سَوْأَتَه بالماء، كأنه إشارةٌ إلى ما كَانَ منه في حَديثِ الإفْك - والله تَعالَى أَعْلَم. 1) ¬
(قتم)
(قتم) - في حديث (¬1) عَمرِو بنِ العَاصِ وابنِه: "أَرَى عَلِيًّا - رضي الله عنهم - في الكَتِيبَةِ القَتْماء" : يَعني الغَبْراءَ. والقَتَم والقَتَام: الغُبارُ. وقيل: الأَصْل القَتَام والقَتَم مَحذُوفُ الأَلِفِ. وقد قَتَم (¬2) يَقْتِم قُتْمَةً. والأَقْتَم: الذي يَعلُوه سَوادٌ غَيرُ شَديدٍ. وقَتَم (¬3) الغُبارُ قُتومًا: ثَارَ واسوَدَّ. (قتن) (4 - في الحديث: "قال رجلٌ يا رسَولَ الله، تزوَّجتُ فُلانَةَ. قال: بَخٍ، تزوّجْتَ بِكرًا قَتِيناً" : أي قليلةَ الطُّعْم. وقد قَتُنَ قَتانَة، ويُحتَمل أن يُريد بِذَلِك قِلَّة الجِماع كما في حَديثٍ آخَرَ: "عَلَيْكُم بالأَبْكَارِ فإنَّهن أَرضَى باليَسِير وامرَأَةٌ قَتِينٌ بلا هَاءٍ، 4) ¬
(ومن باب القاف مع الثاء)
(ومن باب القَافِ مع الثَّاء) (قثم) - في الحديث: "أَتانِي مَلَك فقال: أَنتَ قُثَم وخَلْقُك قَيِّم" القُثَم: المُجتَمع الخَلْق، والقَثُوم: الجَمُوع للطَّعام والخَيْر وغير ذلك. وبه سُمِّى قُثَم (¬1). وقيل: القُثَم: الجَامِع الكَامِل. وقُثَام: اسمُ الغَنِيمة الكَثيرةِ. * * * ¬
ومن باب القاف مع الحاء
(ومن باب القاف مع الحاء) (قحح) - في الحديث: "أَعرابِيٌّ قُحٌّ" : أي مَحضٌ خَالِص. وقيل: جافٍ، والجَمْع: أَقحاحٌ. وقيل: القُحُّ: الجَافي من كلِّ شيءٍ. وقُحاحٌ مِثْل قُحّ، وأَعْجَمِىٌّ كُحٌّ (¬1): أي خالِصٌ لجَلافتِه. (قحف) - في الحديث: "كانت سُلافَةُ بنتُ سَعد بن شُهَيد نَذَرت لتَشْرَبَنَّ في قِحْفِ رَأسِ عَاصِم بن ثَابِت الخَمْرَ. وكان قَتَل ابنَيْها: مُسَافِعًا وخِلَابًا (¬2) " قِحفُ الرَّأس: ما انْفَلقَ من جُمْجُمَتِه فَبَان. والجمع: أَقحافٌ وقُحوفٌ وقِحَفَةٌ. ولا تُسمَّى الجُمْجُمَةُ قِحْفاً إلّا أن تَنكَسِر. وقيل: القِحفُ: هو الذي فَوقَ الدِّماغ. والقِحْفُ الذي يُشرَب به مُشَبَّه بذلك. ¬
(قحم)
(1 - وقيل: هو العَظْم الذي فوق الدِّمَاغ من الجُمْجُمَةِ. - في حديث أبي هُرَيْرَة: "أُقَبِّلُها وأَقْحَفُها (¬2) " : أي أَترشَّف رِيقَها. ويَجوزُ أن يُرِيدَ التَّمكُّن من تَقْبِيلِها، وقد ذكر في أَكْفَحَها. 1) (قحم) - في الحديث: "أَقبلَت زَيْنَبُ تَقَحَّم لِعائِشَة - رضي الله عنهما -" : أي تتعَرَّض لِشَتْمها، وتَتَدَخَّل (¬3) عليها؛ من قَولِهم: فلان يتقَحَّم في الأُمورِ؛ إذا كان يَقَع فيها من غير تَثَبُّتٍ. * * * ¬
ومن باب القاف مع الدال
(ومن باب القاف مع الدال) (قدح) - في حَديثِ أبي رَافِعٍ: "كُنتُ أَعمَلُ الأَقْداح فبَيْنا أنا أَنْحِتُها" قيل: فيه قولان؛ أَحَدُهما: أن يكون جَمعَ قَدَح (¬1)، وهو القَدَح الخَشَبِي؛ والثَّاني: أن تكون الأَقْداحُ بمعنى القِدَاح؛ وهي العِيدَان التي يُقْتَسَم بها. والقَدَح قيل: مَأخوذٌ من القَدْح بمعنى الغَرْف؛ لأنه يُغرَفُ به. والقَدَح: الشَّراب المعَروفُ أيضا، فَعَل بمعنى مَفْعُول كالخَبَط والنَّفَض. - وفي حَديثِ حُذيْفَة (¬2) - رَضي الله عنه -: "يكون عليكم أَميرٌ لو قَدَحْتُمُوه بشَعْرةٍ أَورَيْتُموه" : أي لو استَخْرجْتُم ما عِندَه لَظَهر ضَعْفُه، كما يَسْتَخرِج القَادِحُ النَّارَ من الزَّنْد، فَتُورِى فَتَظْهَر النَّارُ، وهو أيضا فيما قيل من الغَرْف؛ لأن القَدَّاحَةَ تَقْدَح النَّارَ. (3 - في حديث عمر: "كان يُطعِم الناسَ عَامَ الرَّمَادة (4 فاتَّخَذَ 4) قِدْحًا فيه فَرْضٌ" : أي حَزَّ حَزًّا عَلَّم به في القِدْح، فيَغْمِز القِدْح في الثَّرِيدةِ فإن لم تَبلُغ (¬5) الثَّرِيدَةُ مَوضِعَ الحَزِّ لَامَ صاحِبَ الطَّعام، وعاقَبَه. 3) ¬
(قدد)
(قدد) - في حديث سَمُرة - رضي الله عنه -: "نَهَى أن يُقَدَّ السَّيْرُ بَيْنَ إصْبِعَين". : أي لئلا (¬1) يَعقِر الحدِيدُ يَدَه؛ هو شَبِيهٌ بمعنى نَهْيِه أن يَتَعاطى (¬2) السَّيفَ مَسْلُولاً. - في حديث يَوْمِ أُحُد: "كان أَبُو طَلْحة - رضي الله عنه - شَدِيدَ القَدِّ" : أي المَدِّ والنَّزْع في القَوْس؛ ولذلك أَتبعَه بقوله "فكَسَر يَومَئذ قَوسَيْن أو ثلاثةً" ويُحتَمل أن تكون الرِّوايَة: "القِدَّ" بكَسْرِ القاف. يُريدُ وتَرَ القَوسِ. - في حديث الأَوزاعِيِّ: "لا تُقَسَّم الغَنِيمة للقَدِيدِيِّينَ (¬3) " : أي التُّبَّاع والصُّنَّاع. كذا يَروِيه أَصحابُ الحديثِ - بفَتْح القَافِ وكَسْرِ الدال - وقاله الجَبَّان - بضَمِّ القَافِ، وفتْح الدال - وقال: قِيل فيهم لخِسَّتِهم يَلبَسُون القُدَيْدَ، وهو مِسحٌ صَغير. وقيل: يُشْبِهُون أَهل قُدَيْد: قَريَة في طَريق مَكَّةَ إلى المدِينة، وهم ضُعَفَاء فُقَراء أبداً. وقيل: إنَّه من التَّقَدُّدِ؛ وهو التَّقَطُّع والتَّفَرّق؛ لأنهم للحاجَةِ يتفَرَّقُون في البِلاد. ¬
(قدس)
وقيل: إنه من القِدِّ؛ لأن القِدَّ مقْدُودٌ من غيره، وحُقِّرتْ أَسماؤُهم لتقدّد ثِيابهم (1 وهو مُبْتَذَل في كلام أهلِ الشَّام، فيُشتَم أَحدُهم فيُقالُ: يا قَدِيدِي (2 ويا قُدَيْدىّ 2) - في حديث (¬3) عمر: "كانوا يأكلون القَدَّ" قال أبو عُبَيْد: هو جِلْد السَّخْلة والمَاعِزَة. والقَدُّ: القَطْع طُولاً كالشَّقِّ. - وفي حَديثِ ابن الزُّبير: "رُبَّ آكلِ عَبِيطٍ سَيُقَدُّ عليه (¬4) " من القُدَاد، وهو دَاءٌ في البطن 1). (قدر) قوله تَبارَك وتَعالى: {عِندَ مَليكٍ مُقْتَدِرٍ} (¬5) قال أبو جَعْفَر النحاس: فَعَل وافْتَعَل بمعْنًى، كما يقال دَعَا وادَّعَى، وعَدَا واعْتَدَى، وقَدَرَ واقْتَدَر. إلّا أَنَّ افْتَعل يُقال فيما يَقَع شَيئاً بعد شَىْء. وفَعَل يُقال: فِيمَا يَقَع جُملةً ومُتفَرِّقا. (قدس) - في حديث بِلال بن الحَارث - رضي الله عنه: "أَقطعَه حيث يَصلُح للزَّرْع من قُدْس (¬6) " ¬
(قدع)
وهو الموضِع المُرتَفِع الذي يَصلُح للزِّراعة، وقيل: قُدْس: جَبَل معروف مُقَدّم على آرةَ في الذِّكرِ، ولا تَنْصرِف على معنى الجَبَلةِ. (1 وفي الأمكنة: إنّه قُرَيْس، قال: وقَرْس وقُرَيْس: جَبَلان قُربَ المدينة. (قدع) - في الحديث (¬2): "أَجِدُنِي قَدِعْتُ عن مَسْألتِه". القَدَع: الجُبْن والانكِسار. يقال: قَدَعتُه فقَدِع وانْقَدَع. 1) (قدم) - قَولُه تَبَاركَ وتَعالَى: {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (¬3) قيل: في تَفسِيره: سَابِقة خَيْر. يعني قَولَه جَلَّ جَلالُه: "سَبقَت رَحْمَتي غَضبي" كقَولِه تَباركَ وتَعالَى: {سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} (¬4) - في حديث يوم بدر: "أَقْدِم حَيْزُومُ" قيل: أَقْدِم: زَجْر للفَرَس، ورُبَّما جُعِلَت الألف وَصلاً. قال ابنُ دُرَيْد: كأنه يَأمرُه بالإقدام؛ وإذا لم تَقْطَع (¬5) الألف يكون أَمرًا بالتَّقَدُّم لا غير. - وفي الحديث: "طُوبَى لعَبْد مُغْبَرٍّ قُدُمٍ في سبيل الله عزّ وجلّ". ¬
رجُلٌ قُدُمٌ: أي شُجَاع، ومضى قُدُماً: أي لم يُعَرِّج. وقيل: القَدَم من ذلك؛ لأن الإنسانَ بها يَتَقدمُ في مَشْيِه - وفي حديث شَيْبَةَ بنِ عُثْمان - رضي الله عنه - "فقال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلّم -: قُدْمًا، هَا" : أي تَقدَّموا و"ها" تَنْبِيه، يُحرِّضُهم على القتال. - في الحديث: "فأخذني ما قَدُم وما حَدُث (¬1) " قيل: معناه الحُزْن والكآبة، يعني أنه عَاودَه الأحزانُ القَدِيمة. فاتَّصَلَت بحَديثِها. وعندي أن معناه: غَلَب علىَّ التفكُّرُ في أَحواليِ القديمةِ والحديثة. أيُّها كان سَبَبًا لَتْرك ردِّه السلام علىّ. - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - "تَدَلَّى من قَدُوم ضَأنٍ (¬2) " ¬
قال ابنُ دُرَيْد: قَدُوم: ثَنِيّة (1 أو جَبل 1) بالسَّراة من أرض دَوْس. - وفي حديث فُرَيْعَة، أُختِ أبي سَعِيد الخدري - رضي الله عنهما - "أَنَّ زَوجَها قُتِل بطَرَف القَدوم على ستة أميال من المدينة" - وفي خُطبَتِه (¬2) عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بمكَّةَ: "كُلُّ شيءٍ من أَمرِ الجاهلية مَوضوعٌ تَحتَ قَدَميَّ" المُرادُ به إذلالُ أَمْرِ الجاهلية، وحَطُّ أَعْلامِها، ونَقضُ أَحكامِها، كما يُسْتَذَلُّ الشيءُ المَوطوءُ الذي تَدوسُه الأَخَامِصُ السَّاعِيَةُ، والأَقْدامُ الوَاطِئَة، فلا يبقى منه مَرفوعٌ إلّا وُضِع، ولا قَائِمٌ إلّا صُرِع. وفي حديث (¬3) آخر: "ثَلاثَة في المَنْسَى تحت قَدَم الرَّحمَنِ تَبارَك وتَعالَى" : أي إنهم مَتْروكون مَنْسِيّون غَيرُ مَذكُورِين بخَيْر. ¬
- (1 - وفي حديث معاوية: "لأكوننَّ مُقَدِّمَتَه" : أي الجماعة الِتي تَتقدّم الجَيشَ، من قَدَّم بمعنى تَقَدَّمَ، وقد استُعِيرتَ لكُلِّ شيءٍ، فقيل: مُقدِّمةُ الكِتاب والكلام بكِسْر الدَّال - وفَتْحُها خَلَفٌ رَدِيءٌ. 1) * * * ¬
ومن باب القاف مع الذال
(ومن باب القاف مع الذال) (قذر) - في حديث (¬1) لكَعْب: "لأَهَبَنّ سَبْيَك لِبَنِي قَاذِر" : أي بني (¬2) إسماعِيلَ، يُريد العربَ. وهو اسمٌ لابن (¬3) إسماعيل، ويقال له: قَيْذَار وقَيْذَر أيضا. - وفي الحديث: "ويَبْقَى في الأرض شِرَارُ أهلها تَلفِظُهم أرْضُوهُم وتَقْذَرُهم نَفْسُ الله عزّ وجلّ" قيل: أي يَكرَه خُروجَهم إلى الشام، ومُقَامَهم بها، فلا يُوفِّقُهم لذلك، فكأنه قَذِرَهم، كقَوْلِه تَباركَ وتَعالَى: {كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ} (¬4) قَالَه صاحِبُ التَّتَّمِةِ. (5 قيل في الحديث: "هلك المُتَقَذِّرُون" يعني الذين يأتون القَاذُورات. (قذع) - في حديث الحَسَن: "وسُئِل عن الرجل يُعطِي غَيرَه الزَّكاةَ أيُخْبِرُه به؟ فقال: يريد أن يُقْذِعَه" : أي يُسْمِعَه ما يَشُقُّ عليه كالقَذَع (¬6)، فلِذلك عَدَّاه بغير لَامٍ؛ لأنه يقال: أَقذَع له 5). * * * ¬
ومن باب القاف مع الراء
(ومن باب القاف مع الراء) (قرأ) - في حديث (¬1) أُبيّ - رضي الله عنه -: "إن كانت لتُقَارِئُ سُورةَ البقرة أو هي أَطْولُ" : أي تُجارِيها مَدَى طُولِها في القراءة، أو أَنَّ قارِئَها لَيُسَاوي قَارئَ سورة البقرة في زَمَن (¬2) قِراءتها، وهي مُفاعَلة من القِراءَة. - في الحديث: "أَكثَر مُنافِقِي أُمَّتي قُرَّاؤُها" : أي أنهم يَحفَظُونه، نَفْياً للتُّهمَةَ عن أنفسهم، وهم مُعتَقِدون تَضْيِيعَه. وقد كانوا في عَصْر النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم - بهذه الصِّفَة. ولم يقل: أَكثَرُ القُرَّاء منافِقون، فيكون ذلك طعنًا على القُرَّاء. - في الحديث (¬3): "أنّ الرّبَّ - عزّ وجلّ - يُقْرِئُكَ السَّلامَ" ¬
(قرب)
يقال: أَقْرِئْ فلانًا السّلامَ، واقرأ عليه السلام، كأنه حِينَ يُبَلِّغُه السَّلامَ منه يَحمِله على أن يقرأ عليه السَّلامَ ويَرُدَّه. وإذا قرأ الرجلُ القرآن أو الحديثَ على الرجل يقول: أَقرأَني فُلانٌ: أي حَمَلنيِ على أن أَقرأَ عليه (¬1). (قرب) - في الحديث: "الصَّلاةُ قُربانُ كُلِّ تَقِيٍّ" : أي بها يُتَقَرَّبُ إليه ويُقرَب منه. والقُرْبَان مَصْدر كالقُرْب، والقِرْبان أيضا. - وفي صفَةِ هذه الأُمَّةِ في التَّورَاةِ: "قُربَانُهم دِماؤُهم" : أي يَتَقرَّبُون بإِراقَةِ دِمائهم في الجهاد (¬2). - في الحديث: "من غيَّر المَطْرَبَة (¬3) والمَقْرَبَة فعَليْه لَعْنَة الله" المَطارِبُ والمَقَارِب: طُرُقٌ صِغارٌ تَنفُذ إلى طُرُق كِبارٍ. والمُقرِبُ أيضاً: الطَّرِيقُ المُختَصر (4، من القَربِ وهو السَّيْر إلى الماءِ 4) ¬
(قرثع)
- في الحديث (¬1): "فجلَسُوا في أَقْرُب السَّفِينَةِ" : أي القَوارِب، وهي سُفُن صِغارٌ تكون مع السُّفُن البَحْرية الكِبَار كَالجَنَائِب لها تُتَّخَذ لِحوائِجهم. واحدُها قَارِبٌ وجمعها قواربُ (¬2) فأمَّا الأَقْرُب فَعَلَى غير قِياسٍ. (3 - في الحديث: "اتَّقُوا قُرابَ المُؤمنِ، فإنه ينظُر بنُورِ الله" ويُروَى: قُرابة المُؤمِن، من قولهم: ما هو بعَالمٍ، ولا قُرابُ عاِلمٍ، ولا قُرابةُ عاِلمٍ: أي ولا قَريبٌ من عَالم. : أي اتَّقوا (¬4) ظَنَّه الذي هو قرِيبٌ من العِلم والتَّحَقُّق لِصِدْقِه وإصابَتِه. - في الحديث (¬5): "إلَّا حَامَى على قَرابَتِه" : أي أَقَارِبِه، سُمُّوا بالمَصْدر كالصَّحابةِ. (قرثع) - في صفة (¬6) النَّاشِز: "هِىَ كالقَرْثَع" : أي البَلْهَاء. 3) (قرح) - وفي الحديث: "خَيرُ الخَيلِ الأَقْرَحُ المُحَجَّلُ الأَدْهَمِ" الأَقْرحُ: ما كان في جَبْهَتِه قُرْحَة، وهي غُرَّة بَيَاضٍ يَسِيرٍ في وسَط الجَبهَة (7. وهو دون الغُرَّة 7). ¬
(قرد)
والصُبْح أَقرَحُ؛ لأنَّه (¬1) سَوادٌ في بَيَاض. والمُحَجَّلُ: أن يكون في قوائِمِه تَحْجِيل؛ وهو بياض يَبلُغ الرُّسْغَ أُخِذ من الحَجْل، وهو الخَلْخَالُ (2 - في الحديث: "وعليهم الصَّالِغُ (2) والقارِحُ" وهو الذي كَمَل من الخَيْل ودَخل في السادسة؛ وجَمْعُهُ: قُرَّحٌ. 2) (قرد) - في حديثِ ابنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "لم يَرَ بتَقْرِيد المُحْرِم البَعيرَ بَأسًا" والتَّقريدُ: أن يَنْزِع منه القِردانَ بالطِّين أو باليَدِ، والتَّقْرِيد في غير هذا: الخِداعُ والخَتْل. (2 - في حديث عمر: للمرأَةِ "ذُرِّى الدَّقِيقَ وأنا أَحِرُّ؛ لئلَّا يَتقَرّدَ" : أي لِئَلَّا يَرْكَبَ بَعضُه بَعضًا. والسَّحاب القَرِد يَركَبُ بعضُه بعضا. والقِزْمُ القَرِد: المُتداخِلُ بَعضُه في بعض. ¬
(قرر)
(قرر) - في الحديث (¬1): "أَقِرُّوا الأَنْفُس حتى تَزْهَقَ" : أي سَكِّنوها حتى تُفارِقَها الأَرواحُ، ولا تَسْتَعْجِلُوا سَلْخَها قَبْل (¬2). - في حديث عَليّ: "ما أصَبْتُ مُنذُ وَليت عَمَلي إلّا هَذِه القُوَيْرِيرَة أَهْداهَا إلىَّ الدِّهْقان" القَارُورَة: فَاعُولَة؛ من قَرَّ الماءَ يَقُرُّه؛ إذا صَبَّه. قال الأَسدِيُّ: القَارُورةُ: ما قَرَّ فيها الشراب. - في الحَديث (¬3): "أُقِرَّت الصَّلاةُ بالبِرِّ والزَّكاة" وروى: "قَرَّت (¬4) الصلاة" : أي استَقَرَّت معهما وقُرِنَت بِهما 2). - في حديث أُمِّ زَرْع: "لا حَرَّ ولا قُرَّ (¬5) " : أي لا ذُو حَرٍّ وَلا ذُو قُرٍّ، كَرَجُلٍ عَدْل: أي ذِي عَدْل. والقُرُّ والقِرَّة: البَرْدُ. كالذُّل والذِّلَّة، وبالفتح. الصِّفَة، كيَوْمٍ قَرٍّ وقَارٍّ، وكلاهما كِنَاية عن الأَذَى، الحَرّ عَنْ قَلِيلِه، والبَرْد عن كثيره. ¬
(قرش)
كما يقال: الحَرُّ يُؤذِي، والبَردُ يَقْتُل. وقد يُكْنَى بالبرد عن الرَّاحَة في ضِدِّ الحرارَة. (قرش) - قولُه تَعالَى: {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ} (¬1) قال مَعرُوف (¬2) بنُ خَرَّبُوذَ: إنما سُمِّيَت قُريشٌ قُريشاً؛ لأنهم كانوا يُفَتِّشُون الحَاجَّ عن خَلَّتهم، فَيُطْعِمُونَ الجائعَ، ويَكْسُون العَارِىَ، ويَحمِلُون المُنقطِعَ. والتَّقْريشُ: التَّفتِيشُ. وقيل: معناه التّجَمّعِ؛ لأنهم تَجمَّعُوا بعد التَّفرُّق. وكانوا مُتَبَدِّدين حتى جَمَعَهُم قُصَيٌّ فسُمِّي مُجمِّعاً. وقيل: لجَمْعِهم المَالَ بالتجارة؛ من قولهم: فلان يَتَقَرّشُ المالَ. وقيل: لغَلَبَتِهم على غيرهم؛ سُمُّوا بدَابَّة في البَحْر تُسمَّى قِرشًا تَأكُلَ دَوابَّ البحرِ. (قرص) - في حديث دَمِ الحيض، قال: "فَلْتَقْرِصْه بشَيءٍ من الماءِ (¬3) " القَرصُ - ها هنا -: الدَّلْكُ بأَطْرافِ الأَصابع والأظفارِ ويُصَبُّ عليه المَاءُ حتى يَذهَبَ أَثرُهُ. وقَرصْتُه: إذا قَبضْتَ بإصْبَعِك على جِلدِه ولحمِه فآلَمْتَه، ¬
(قرصف)
وقَرصْتَه: شَتَمْتَه وتَناوَلْتَه باللِّسَان (1 والتَّقْرِيص مثله، وذَلك أَبلغُ في غَسْل الدَّم مِن أن يُغْسَل باليَدِ 1). - وفي حديث ابن (¬2) عُمَيْر: "قَارِصٌ قُمارِصٌ" : أي اللَّبَن الذي يَقرُص اللِّسان. - في حَديثِ عَليٍّ - رضي الله عنه -: "فوقَصَتْه قَارِصَةٌ (¬3) " القَارِصَة والقَامِصَة ذكرا في الواو. (قرصف) - في الحديث: "أنه خَرجَ على أَتانٍ وعليها قَرصَفٌ، لم يَبقَ منها إلا قَرْقَرُها" القَرصَفُ: القَطِيفَة. قال ابنُ الأَثير: هَكذَا ذَكَرَه (¬4) أبو مُوسىَ بالرَّاء، ويروى بالواو، وسيذكر في (قَوْصَف) (قرط) - في حديث أبي ذَرٍّ: "سَتَفْتَحون أَرضًا يُذكَر فيها القِيراطُ، فَاستَوْصُوا بأَهلِها خيرًا فإنَّ (¬5) لهم ذِمَّةً ورَحِمًا" ¬
(قرطف)
يعني مصر. قال الطَّحاوىُّ: ما معناه أن القيراط يذكر بغيرها من البلدان. وقد ورد في حديث تشييع الجنازة، وفي اقتناء الكلب وفي رَعْيِه علِيه الصلاة والسّلام بالقَرَارِيط، والذي ذكر في حديث أبي ذَرٍّ شيءٌ موجودٌ في كلام أهل تلك المدينة، يعني مِصْر يقولون: أَعطيتُ فلانًا قَراريطَ، إذا أَسمعَه ما يَكْرَهُه. ويقولون: اذْهَب لا أُعْطِيك قَرارِيطَك: سِبَابَك، وإسْمَاعَك المكروهَ، ولا يُوجَدُ ذلك في كلام غيرهم. (قرطف) - في الحديث: "كان مُتَدَثِّرًا في قَرطَفٍ (¬1) " وهو القَطِيفَة المُخْمَلَة، ويُقال له المَنامَةُ أيضا. (قرطق) - في حديث عمرْو (¬2) بنِ مُرَّة: "أنَّ أَباه دخَل على سَلْمَان - رضي الله عنه - فإذا قُرْطَاق (¬3) " قال الأَصمعِيُّ: هو ما يُوضع على ظَهْر ذَواتِ الحَافِر. ويُسمَّى أَيضاً قُرطَاطاً، وقُرطَاناً، وهي البَرْذَعَة بمَنْزِلة الحِلس للجَمَل، وقيل: هو للسَّرج بمَنْزلة الوَليَّة (¬4) للرَّحْل. ¬
(قرظ)
وقد يُسْتَعار للرَّحْل، وهو بالطَّاء والنون في آخرِه أَشْهرُ منه بالقَافِ. وقيل: هو ثُلاثي الأصْل مُلْحَقٌ بِقِرطَاس. - في حديث مَنْصُور بنِ عُبَيْدَة: "جاء الغُلامُ وعليه قُرْطَقٌ (¬1) أَبيضُ" : أي قَباءٌ (¬2)، وهو تَعرِيب كُرْتَه، كما يقال: إبْرِيق في تَعْرِيب إبْرَاهْ، وقد تُضَم طَاؤُه، وإبدال القاف من الهَاء في الأسماء المعربة كَثِير؛ من ذلك الزِّئْبَقُ (¬3)، والبَرَق (¬4) والبَاشَقُ (¬5)، والمُسْتُقُ (¬6). (قرظ) - في الحديث (¬7): "أَدِيم مَقرُوظ" : أي مَدْبُوغٌ بالقَرَظِ، وهو وَرَقُ السَّلَمِ؛ ومنه سَعدُ القَرَظ ¬
(قرف)
الذي كان يُؤَذّنُ لرَسُول الله صلّى الله عليه وسلّم. فأمّا محمدُ بنُ كَعْب القُرَظيّ فمنسُوبٌ إلى بني قُرَيْظَةَ، سِبْط من اليَهُود كالمُزَنِي في مُزَيْنَة. - وفي حديث عليٍّ - رضي الله عنه -: "لا تُقَرِّظُوني كما قَرَّظَتِ النَّصَارَى عِيسَى" والتَّقْرِيظ: مَدحُ الحَيِّ وتَزْيِينُ أمرِه. (قرع) (1 في حديث هشام في ناقة: "إنَّها لمِقْرَاع" وهي التي تَلْقَحُ في أوّل قَرْعَة يَقْرَعُها الفَحْل. 1) (قرف) - وفي حديث ابن جُحادَةَ عن الحَسَن: "أنّ النبيّ - صلَّى الله عليه وسلّم - كان لا يأَخُذ بالقَرَف (¬2) " : أي التُّهَمةِ , والجمع القِرافُ، وهذا ضِدُّ الحديث الآخر "أنه حَبَسَ في تُهَمةٍ" وهذا مُرسَل وذاك فيه مَقالٌ، ولو ثَبَتَا لأَمكَن الفَرقُ بَينَهما أَنَّ الموضِعَ الذي حَبَسَ إذا كان مع التُّهمَة لَوْث. - وفي الحديث: "أنه رَكِبَ فَرساً لأبي طَلْحَة مُقرِفاً، فقال: وَجَدْناه بَحْرًا". قال سَلَمَة: المُقْرِف: الهَجِين. وقيل: الذِي دانَى الهُجْنَة. والهَجِين: الذي أمُّه بِرْذَونةٌ وأَبُوه عَرَبي. (3 وقيل: الذي أمُّه عَرَبيةٌ وأبوه هَجِينٌ. 3) ¬
(قرق)
(1 وأنشد: فإن نُتِجَتْ مُهْرًا نَجِيبًا فبالحَرَى وإن يَكُ إِقْرافٌ فَمِن قِبَلِ الفَحْلِ - في حديث دَفْن أمِّ كُلْثُوم ابنة النبي - صلّى الله عليه وسلّم -: "مَن كان منكم لم يُقارِفْ أهلَه اللَّيلَة، فيَدْخُلَ قَبْرها" : أي لم يُجامِعْها ولم يُصِبْها، فلم يَدخُل عُثمانُ زَوجَها، ويُحتَمل أن يكون أراد أن يَعلَم: هَلْ كان منهما تلك الليلة ذَلِك أَمْ لَا؟ والله تعالَى أَعلَم. - في حديث وَائِل (¬2): "ما يَحْمِلُ القِرابُ" قيل: إنما هو القِرافُ، جمع قَرْف؛ وهو ما يُحمَل فيه الزَّادُ. 1) (قرق) - في حديث أبي هريرة، في ذكر الزكاة: "وبُطِح لها بقَاعٍ قَرِقٍ." ¬
(قرقب)
القَرِق - بكسر الراء -: المُسْتَوى الفارغ، والمروي: "بقاعٍ قَرْقَرٍ" وسيجيء، قال الشاعر: كأن أيديهن بالقاع القَرِق أَيدِي جَوَارٍ يَتَعَاطَيْنَ الوَرِقْ (¬1) يصف سَيرَ الإبل، شَبّه بياضَ أيديهن بِبَياضِ أَيدِي الجَوارِي. (قرقب) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "فأَقبل شيخٌ عليه قَمِيص قُرْقُبِيّ". ذكر ثَعلَب عن سَلَمَةَ أَنَّ أَوّلَه فَاءٌ، وقد يقال بالثاء أيضا، كما يقال: فُومٌ وثُومٌ. وقيل: إن أوّلَه قاف، منسوب إلى قُرْقُوب، فحذفوا الواو في النسبة إليها كالسَّابِرِىّ في النسبة إلى سَابُور؛ وهي ثياب بِيضٌ من كَتّان. (قرقر) - في حديث مَانِع الزَّكاة: "يُبْطَح لها بِقَاعٍ قَرْقَر". القَرْقر: المستوى من الأرض؛ الأَملَس اللَّيِّن المطمئن والقَرْقَرَة كذلك. (2 قال الخليل: القَرقَرة: الأَرضُ المَلْسَاءُ التي لَيْسَت بِجدِّ واسِعَة، فإذا اتَّسَعت قالوا: قَرْقَر بلا هَاء 2) ¬
(قرم)
- في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "كُنتُ زَمِيلَه في غَزْوة قَرْقَرة الكُدْر": قَرْقَرَة الكُدْر: غزاة (¬1) - في الحديث: "أَنَّه خَرَج على أَتَان عليها قَرصَفٌ (2) لم يَبْق منها إلا قَرْقَرُها (¬2) " (قرم) - في حديث عَلىّ - رضي الله عنه -: "أنا أبو الحَسَن القَرْم" أصل القَرْم: فَحْل الإبِل: أي هو فيهم بمَنْزلة الفَحْل في الإبل. ويَعنيِ به: الرئيسَ المُقدَّم في النَّاس (¬3). (قرمز) - في حديث جابر، في تفسير قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} (¬4) قال: "كالقِرْمِزِ (¬5) " وهو صِبْغ أَرَمَنىّ أحمر، وقيل: هو معرب كِرمج - وفي رواية: قال: صِبْغُهم الأُرجُوان. ¬
(قرمص)
(قرمص) - ومن رباعيّه - في مُنَاظَرة ذِي الرُّمَّة ورُؤْبة: "ما تَقْرمَص سَبُعٌ قُرْمُوصًا إلَّا بقَضاءٍ" القُرْمُوصُ: حُفرةٌ يحفرها الرّجُل يَكِنُّ فيها من البَرْدِ، ويأوي إليها (¬1) الصَّيْد. وتَقَرمَصَ (¬2) السَّبُعُ: دخل فيها للاصْطِيادِ. وقيل: القُرمُوصُ والقِرمَاصُ: حُفرة واسعةُ الجَوفِ ضيّقَةُ الرَّأسِ، يَستَدفِيءُ فيها الرّجُل الصَّرِدُ، وهو أيضا عُشُّ الحَمامِ تَبيضُ فيه. وقَرمَص وتَقَرْمَصَ: دَخَل فيه. (قرمط) (3 ومنه حَديثُ مُعاويةَ: "قَال لِعَمْرو: قَرْمَطْتَ؟ قال: لا (¬4) " القَرمَطةُ: مُقارَبَةُ الخَطْوِ، وفي الخَطِّ: مُقارَبةُ السُّطُورِ. 3) (قرمل) - وفي الحديث: "أنه رَخَص في القَرامِل" وهو شيءٌ من شَعَرٍ أو صُوفٍ تَصِلُ به المرأةُ شَعْرَها. والقَرْمَل: نَباتٌ طَوِيلُ الفُروع لَيِّن مِن دِقِّ الشَّجر. (قرن) - في الحديث: "نَهَى عن القِرانِ إلَّا أن يَستأذِنَ أَحَدُكم صاحِبَه" وفي رِواية: "عن الإِقرانِ". والأوّل أصحّ. ¬
وهو أن يَجْمَع بين التَّمرتَينِ، فيَقْرُنَ (¬1) بينَهُما في الأَكْل. وله وَجْهَان: ذهَبَ جابِرٌ وعَائِشةُ - رضي الله عنهما - إلى أنه قَبِيحٌ فيه هَلَعٌ وشَرَهٌ؛ وذلك يُزْرِي بصَاحبِه. - والآخر ما رُوِى (¬2) عن جَبَلةَ: "كُنّا بالمدينَة في بَعْث العِراق، فكان ابن الزُّبَير يَرْزُقُنا التَّمْر، وكان ابنُ عُمَر يَمُرُّ فيقول: لا تُقارِنُوا إلّا أن يَسْتَأذِن الرجلُ أخاه" فعلى هذا أنما كُرِه؛ لأن التَّمرَ كانَ رِزقاً من ابن الزُّبَيْر، وكان مِلكُهم فيه سَواء، فيَصِير الذي يَقْرُن أكثرَ أكلًا من غَيْره، ويَدلُّ عليه قَولُه: "إلّا أن يَسْتَأذِنَ"، فإن أَذِنَ له فكَأَنَّه جاد عليه. ورُوِى نَحوُه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في أصحاب الصُّفَّةِ. فإذا كان التمرُ مِلْكاً لَه، فله أن يَأكُلَ كما شَاء. كما رُوى أنّ سالمًا كان يأكل التمر كفًّا كَفًّا، وذهب ذاهب إلى أنّ النَّهىَ انصرف إلى وقتٍ كان الطَّعام فيه قَليلًا؛ فأمّا إذا كان الطعام بحيث يكون شِبَعًا للجَميع، وكان مُباحًا له أَكلُه، جاز أن يَأْكلَ كما شاء. - في الحديث: "أنه صلى الله عليه وسلّم مرّ بِرجُلَين مُقْتَرِنَيْن، فقال: ما بَالُ القِرانِ؟ قالا: نَذَرْنَا (¬3) " ¬
قال الأَصْمَعِي: القَرَن متَحرِكةَ الراءِ: جَمعُك دَابَّتَين في حَبْل. والحَبْل الذي يُلزَّان (¬1) به قَرَنٌ أيضا. ومنه حَديثُ ابنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "الحياء والإيمان في قَرَن" : أي قِرَانٍ (¬2). - في حديث علىّ - رضي الله عنه -، ويُروَى عن مَروانَ أَيضاً: "إذا تزوّج المرأةَ وبها قَرْن (¬3) " القَرْن - بسكون الراء -: شيء في الفَرْج كالسِّنِّ يَمنعُ من الوَطْء. ويقال له: العَفَل (¬4) أيضاً. - (5 ومنه حديث شُرَيح: "في جاريةٍ بها قَرْنٌ، فقال: أَقْعِدُوها، فإن أَصابَ الأرضَ فهو عَيْبٌ، وإن لم يُصِبْها فلَيْس بعَيْبٍ" 5) ¬
- في الحديث: "تَعَاهَدُوا أقْرانَكم" هو جَمْعُ القَرَنِ، وهو جَعْبَةٌ صغيرةٌ تُضَمُّ إلى الكَبِيرة، قَالَه الأصمَعِيُّ. وقال غَيرُه: هو جَعْبَةٌ (¬1) مَشْقُوقَةُ الجَنْبِ، لتدخلَ الرِّيحُ فيها، فلا يتآكل الرِّيشُ. : أي انْظُروا هل هي ذَكِيَّة أم مَيِّتَة، إذا حَمَلْتموها في الصَّلاة. - ومنه حديث عُمَيْر (¬2) بن الحُمام - رضي الله عنه -: "فأَخرَج تَمْرًا من قَرَنِهِ" : أي جَعْبَتِه (¬3). - في الحديث: "أَنَّ رجلًا أَتاه، فقال: علِّمني دُعاءً، ثم أَتَاه عند قَرْنِ الحَوْل" : أي عند آخر الحَوْل الأَوَّل، وأَوَّل الثاني. - في صِفَة (¬4) عُمر - رضي الله عنه -: "قَرنٌ مِن حديدٍ" : أي حِصْنٌ. - وفي الحديث: "أنه وَقَفَ على طَرَف القَرْن الأسْودِ" وهو جُبَيل صَغِير، أو رابِيَة تُشْرف على وهدَةٍ. ¬
- وفي حديث مَواقِيت الحَجِّ: "يُهِلُّ أَهْلُ نَجْد مِن قَرْنٍ" وقَرْنٌ: جَبَلٌ أَملسُ مُطِلٌّ على عَرفَات، كأنه بَيضَة من تَدْوِرَةٍ (¬1). - وفي الحديث: "أنه احْتَجَم على رأسه بقَرْنٍ حين طُبَّ" وهذا مما يُغلَط فيه، كما يُغلَط في حديث إبراهيم عليه الصّلاة والسَّلام: "أنّه اخْتَتَن بالقَدُومِ". قال عمر بن أبي رَبِيعَة: فَلَيتَ الَّذي لَام في حُبِّكُمْ وفي أَنْ تُزَارِى بِقَرْنٍ وقَاكِ (¬2) : أي بجانب. وقَرْن طَيّءٍ: موضع. وقَرن: وَادٍ لسَعد بن بَكْرٍ. وقَرن الجَوارِي، وقَرْن أُمِّ مَسْجد، وقَرْن الثَّعالِب: جِبالٌ بجَدِيلَة. وأنشد شَيخُنا الإمام أبو المَحاسِن مَسْعُودُ بنُ محمد بن غانم الهَرَوى ¬
في مَواقِيت الإحرام وأجازه لنا: قَرْنٌ يَلَمْلَمُ ذُو الحُلَيْفَةِ جُحفَةٌ بل ذَاتُ عِرقٍ كُلُّها مِيقَاتُ نَجدٌ تَهامَةُ والمدينَةُ مَغرِبٌ شَرْقٌ وهُنَّ إلى الهُدَى مَرقاةُ (¬1) والأصل في القَرْن ما ذكرناه. - في حديث كَرْدَمَ - رضي الله عنه -: "وبِقَرْنِ (¬2) أيِّ النّساء هي؟ " : أي بِسِنِّ أيِّهنّ. والقَرْنُ: بَنُو سِنٍّ وَاحِد، وأنشَد ثَعلَب: إذا مَا مضى القَرْن الذي أَنتَ فيهم وخُلِّفْتَ في قَرْنٍ فَأنْتَ غَرِيبُ (¬3) قال قَومٌ: القَرْنُ: عِشْرُون سَنَةً، وقيل: ثَلاثُون، وقيل: سَبْعُون. وقال أَبُو إسحاق: هو مِقْدَار التوَسُّطِ في أَعمارِ أهل الزَّمَان؛ ¬
فهو في قَومِ نُوحٍ على مِقْدارِ أعْمَارِهم، وكذلك في كُلِّ وَقْتٍ؛ مأخوذٌ من الاقْتِرَان، فَكَأَنَّه المِقْدارُ الذي هو أَكثَر ما يَقْتَرِن (¬1) فيه أَهلُ ذلك الزمَانِ في معايشِهم ومُقامِهم - في الحديث: "أنّ الشمسَ تَغرُبُ (¬2) بين قَرْنَىْ شَيطانٍ" قال الخَطَّابيُّ: قيل: هو مُقارنَتُه الشَّمسَ عند غُروبها، كما رُوِى "أنه يُقارِنها إذا طَلَعَتْ، فإذا ارتفعت فارقَها، فإذا استَوَت قارَنَها، فإذَا زالَت فارقَها، فإذا غَرَبت قارنَها" وقيل: قَرْنُه: قُوَّته؛ من قَولِهم: أنا مُقْرِنٌ له؛ فإنه يَقوى أمرُه في هذه الأوقاتِ؛ لأنه يُسَوِّلُ لِعَبَدَة الشّمسِ أن يَسجُدُوا لها في هذه الأزمانِ. وقيل قَرنُه: حِزبُه وأَصحابُه. يقال: هؤلاء قَرْنٌ،: أي نشْءٌ. وقيل: بين قَرْنَيْه؛ أي أَمَّتَيْه الأَوَّلَيْن والآخِريْن. وقيل: إنه تَمثِيل (¬3)؛ وذلك أنّ تأخيرَ الصَّلاةِ، إنما هو تَسوِيلُ الشَّيطان لهم. (4 وذوات القُرون إنما تُعالج الأَشياءَ بقُرونها، فكأنّهم لمَّا دَافَعوا الصَّلاةَ وأخَّروهَا بتَسْوِيلِ الشَّيطانِ لهم 4) حتى اصْفرَّت الشَّمسُ صار ذلك بمنزلة ما يُعَالِجه ذَوُو القُرون بِقرونِهَا. وفيه وجهٌ آخرُ: وهو أَنه يَنتصِبُ دُونَهَا، حتى يكون طُلُوعُها ¬
وغُرُوبُها بَين قَرْنَيه؛ وهما جانِبا رأسِهِ؛ فينقَلِبُ سُجُودُ الكفَّار (1 للشّمسِ 1) عِبادةً له. وقَرْنَا (¬2) الرأسِ: فَوْدَاه. قال: وكَوْن الشمسِ (¬3) بين قَرْنَي الشيطانِ، وذِكْرُ تَسْجِير جَهَنَّم، وما أَشبَهَه من الأشياءِ التي تُذكَرُ على سبيل التَّعْلِيلِ؛ لتَحريم شيَءٍ أو لِنَهىٍ عن شيءٍ أُمورٌ لا تُدْركُ مَعَانِيها من طريقِ الحِسِّ والعِيان؛ وإنما يجب علينا الإيمانُ بِها، والتَّصديقُ بمُخْبَراتها، والانْتهاءُ إلى أَحْكامِها التي عُلِّقَت بِهَا. (4 ذكر محمد بن موسى بن حماد البَرْبَرِي، أخبرنا أبو العباس عُبَيْدُ الله بنُ عَبدِ الله اللِّحياني المُؤدِّب، قال أبو عمرو الشَّيْبَاني: قال أبو بَكْر الهُذَليّ: قال عِكْرِمة: والذي نَفْسي بيَدِه ما طَلَعت؛ يَعني الشَّمسَ، قَط إلا يَنْخُسُها سَبْعُونَ ألفَ مَلك، يقال لها: اطْلُعِي، فتقول: لا أَطْلُع على قَومٍ يَعبُدَونيِ من دُونِ الله، قال: فيأتِيها مَلَكَان حتى تستَقِلّ لِضِيَاء العِباد، فيأتِيَها شَيْطانٌ يُريدُ أن يَصُدَّها عن الطلوع، فتَطْلُعَ على قَرْنَيْه؛ فَيَحْرُقَه الله تَعالَى تَحتَها، وما غَربَت قَطّ إلّا خَرَّت لله تعالى ساجِدةً، فيَأتِيهَا شَيْطان يُريدُ أن يَصُدَّها عن السُّجود لله تعالى فتَغْرُب على قَرْنَيه؛ فيَحْرُقَه الله تعالى تَحتَها؛ ¬
(قرا)
فذلك قَولُ النّبيِّ - صلِّى الله عليه وسلّم -: " (¬1) تَطلعُ بين قَرْنَي شَيْطان، وتَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَي شَيْطان 4) " - في حديث قَيْلةَ - رضي الله عنها -: "فأَصابَت ظُبَتُه طائِفةً من قُرونِ رَأْسِيَه." : أي بَعضَ نواحي رَأسي. - في الحديث: "أنه قُرِن بِنُبُوَّتِه إسْرافِيلُ ثَلاثَ سِنين، ثم قُرِن به جَبْرَئِيلُ (¬2) عليه السّلام" : أي كان يَأتِيهِ بالوَحي وغَيره. (3 في الحديث: "ما من أَحدٍ إلَا وُكِّلَ به قَرِينُه (¬4) " يعني قولَه: {نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطانًا فَهوَ لَهُ قَرِينٌ} (¬5) - وفي حديث آخر: "فقاتِلْه فإنَّ معه (¬6) القَرِينَ 3) " (قرا) - في حديث أم مَعْبَد - رضي الله عنها - في رِوايَة المَحَامِلِيِّ من طريق جَابِر - رضي الله عنه -: "أنها أرسلت إليه بشاةٍ وشَفْرة، فقال عليه الصّلاة والسّلام: "ارْدُد الشَّفْرة، وهَاتِ لي قَرْوًا" ¬
يعني (¬1): قَدَحًا، كذا في الحديث. وأنشد: شَتَّان مَا يَومِي على كُورِهَا ويَومُ حَيَّان أخي جَابِرِ أَرْمِي بها البَيْدَاءَ إذْ هَجَّرت وأَنْتَ بين القَرْوِ والعَاصِرِ (¬2) والقَرْوُ: أصل (¬3) النخلة يُنْقَرُ فيُنبَذُ فيه، وحَوضٌ ممدود عند الحَوضِ الضَّخم تَرِدُه الإِبلُ. (4 وقيل: هو إِنَاءٌ صغيرٌ يُرَدَّدُ في الحوائج؛ من قَروْتُ الأَرضَ تَردَّدتُ فيها 4) - في الحديث: "النَّاس قَوارِي الله - عزّ وجلّ - في الأرض" : أي شُهُودُه (¬5)؛ لأَنَّهم يتَتَبَّع بَعضُهم أحوالَ بَعْضٍ. قال أبو عُبيدَة: أَحسِبُه مأخُوذًا، من قَرَيْتُ الشيّءَ: جَمَعْتُه. : أي إذَا شَهِدُوا بخيرٍ أو شَرٍّ على إنسَانٍ وَجَبَ. وقيل: سُمُّوا بذلك تشبيهاً بالقَارِيَةِ؛ وهي طائر أخضَر. قال الكسائي يَدْخل جِحَرَةَ الجِرذَانِ، ويُجمعُ القَوارِي. ¬
وقيل: هو طَيرٌ مِن السُّودَانِيَّاتِ يأكُل العِنبَ، (1 وإنما جاء على فَواعِل ذِهاباً إلى الفِرَق، والطوائِف كالنَّواكِس (¬2) 1) - في الحديث: "لا تَرْجِعُ هذه الأُمَّةُ على قَرواها" : أي أوَّل أَمرها، وما كانت عليه. ويُروَى: "على قَرْوَائِها" بالمَدِّ. - في الحديث (¬3): "ما زال يَتَقَرَّاهُم" : أي يَتَتَبَّعُهم ويَقْصِدُهم. (4 وقَريْت وقَرَوْتُ واقْتَريْتَ، واستَقْرَيت وتَقَرَّيت بمعنىً. 4) - في حديث (¬5) أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه -: "وضَعْتُ قَولَه على أَقْرَاء الشِّعْرِ". : أي ضُروبِه وطرائِقه ورَوِيّه. الواحد: قَرْوٌ، وقَرْيٌ، وقَرِيٌّ. ¬
- في حديث علىّ - رَضي الله عنه: "انَّه قَرَوِيٌّ (¬1) " : أي مِن أَهل القُرَى، يعني المُدُنَ، يعني: أنه أُتىِ بضَبٍّ فلم يأكُلْه، فقال ذَلِك: أي إنَّما يَأكُلُه أَهلُ البَادِية. وقد يقال في النِّسْبَةِ إلى القَرْيةِ: قرْئِيٌّ (¬2)، كما يُنسَب إلى الظَّبْيَةِ: ظبْيىّ (¬3). - (4 في حديث ظَبْيَان: "رَعَوْا قُرْيانَه" : أي مَجارِى المَاء، واحدُها: قَرِيٌّ. - وفي حديث قُسٍّ: "ورَوْضةٍ ذَاتَ قُرْيَانٍ (¬5) " منه أيضا 4) * * * ¬
ومن باب القاف مع الزاي
(ومن باب القاف مع الزاي) (قزح) - (1 في الحديث: "أتَى على قُزَح (¬2) " وهو القَرْن الذي يَقِف عنده الإمام بالمُزْدَلِفَة. وامتناع صَرفه للعَلَمِيّة والعَدْلِ، كعُمر (¬3). (قزز) - في الحديث: "أَوحى الله إلى مُوسىَ عليه الصّلاة والسّلام: خُذ قَازُوزَتَيْنِ (¬4) ". وهي مَشْرَبَة دُونَ القَرْقَارَة (¬5)، والقَاقُوزَة (¬6) مثله. وقال أبو زيد: هي الجُمْجُمَة (¬7) من القَوارِيرِ 1) ¬
(قزل)
(قزل) - في حديث مُجالِد بنِ مَسْعودُ - رَضي الله عنه -: "فأَتاهُم وبه قَزَلٌ (¬1) " قال الأصمعي: هو أَسْوأُ العَرَج. وقال أبو زيد: هو أَشَدُّه (¬2). ويقال: للذِّئب: أَقْزَل، وقد قَزِلَ. (3 فأمّا قَزَل - بالفتح -: أي مَشَى مِشيةَ القُزْل. (قزم) - في الحديث: "كان يتعوَّذ من القَزَم (¬4) " وهو اللّؤْمُ والشُّحُّ. وقيل: بالرَّاءِ المُهمَلَة 3). * * * ¬
(ومن باب القاف مع السين)
(ومن باب القاف مع السّين) (قسب) - في حديث ابنِ عُكَيِم: "أهْدَيَتُ إلى عائشة - رضي الله عنها - جِرَابًا من قَسْب عَنْبَر" قال أبو عمرو: القَسْبُ: الشّديدُ اليابسُ من كُلّ شيء؛ ومنه قَسْبُ التَّمر، وهو الذي يتفَتَّتُ في الفَم؛ وقد قَسُبَ قُسُوبَة، فهو قَسْبٌ (¬1) (قسط) - (2 قوله تعالى: {بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} (¬3) قيل: هو الشَّاهِينُ (¬4)، وهو أَقومُ (¬5) الموازينِ، تُضَمُّ قافُه وتُكسَر 2) - وفي حديث أمّ عَطِيَّة في المُتوفَّى عنها زَوجُها: "لا تَمسُّ طِيبًا إلّا نُبذةً من قُسْطٍ وأَظْفَارٍ" القُسْطُ: العُودُ الذي يُتبخَّر به. وقيل: هو طِيبٌ غَيرُه. ¬
(قسم)
(قسم) - (1 في صفته عليه الصلاة والسلام: "قَسِيمٌ وَسِيمٌ" القَسَامُ (¬2): الجَمالُ، ورجُلٌ مُقَسَّم الوَجْه، كَأَنَّ كلَّ مَوضِع منه أخذَ قِسْماً من الجَمالِ: أي جَمِيلٌ كلُّه 1). * * * ¬
ومن باب القاف مع الشين
(ومن باب القاف مع الشين) (قشب) - (1 في حديث عمر: "اغْفِر للأَقْشَاب الخَبَائث" جمع قِشْبٍ؛ وهو مَنْ لَا خَيرَ فيه. 1) (قشر) - في الحديث: "قُرْصٌ بُرِّيٌّ بلبَنٍ قُشْرِيّ (¬2) " هو منسوب إلى القُشْرَة، (1 وهي التي تكون في رأس اللَّبَن 1). والقَاشِرة: وهي مَطْرة شديدة تَقشِرُ الحصَا عن مَتنِ الأَرْضِ، يُريد لَبَناً أدَرَّه المَرعَى الذي يُنبِته مِثلُ هذه المَطْرة. أو يكون أَرادَ: اللبَنَ الذي فَوقَه قِشْرٌ من الرُّغْوَة. - وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: "ثَارَ له قُشَارٌ (¬3) " : أي قِشْر. والقُشارَة (¬4): ما تُقْشَر عن الشَّيءَ الرَّقيق. (قشش) - في حديث الصَّادِق (¬5): "كونوا قِشَشاً" القِشَّةُ: جَرْو القِرْد. وقيل: دُوَيْبّة تُشْبه الجُعَلَ. وقيل: الأُنثَى من أولادِ القُرُود. ويقال أيضاً للقِرْد: قِشَّة ¬
(قشع)
(قشع) - في حديث الاسْتِسْقاء: " (¬1) فتقشَّعَ السَّحابُ" : أي تَصدَّع وأَقْلَع، وكذا أَقشَعَ وانقَشَعَ. وقَشَعَتْه الرِّيحُ: كَشَفَتْه. (قشعر) ومن رُباعِيّه قَولُه عزّ وجلّ: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ} (¬2) : أي تَنْقَبِض. واقْشَعَرَّ النَّبْتُ: لم يَجد رِيًّا. (قشف) - في الحديث: "رأَى رجُلاً قَشِفَ الهَيْئَةِ (¬3) " القَشِف: التَّارك للتَّنظيف. ورَجُلٌ مُتَقَشِّف: تَارِكٌ للغُسْل لا يَتَعاهَدُه. والقَشِف والمُتقَشِّفُ: اليابِسُ العَيشِ، وقَشِفَ قَشَفاً: لوَّحَتْهُ الشَّمسُ. وعامٌ أَقْشَفُ: يَابِسٌ. * * * ¬
(ومن باب القاف مع الصاد)
(ومن باب القاف مع الصَّادِ) (قصب) - في الحديث: "رأيت عَمْرَو بنَ لُحَيٍ يَجُرّ قُصْبَه في النَّارِ" قال أبو عُبَيدٍ: القُصْبُ: ما كان أسْفَلَ البَطْنِ مِن المِعاء. وقيل: الأمعاء كلُّها، والجمع الأَقْصَاب، سُمِّى به؛ لأَنّه أجوفُ. وقيلَ: البَطنُ كلُّه. - في حديث عَبدِ المَلِك بنِ مَرْوَان: "قال لعُرْوة (¬1): هلْ سَمِعْتَ أخاك يَقْصِبُ نِسَاءَنا؟ قال: لا" : أي يَعِيبُ. وقَصَبَه: عَابَه. ورَجُلٌ قَصَّابة: يقَع في النَّاسِ ويَثْلُبُهم ويُمَزِّقُهم. وأَصْل القَصْبِ: القَطْعُ؛ ومنه القَصَّاب (2 وقيل: لأنه يُعالِج الأَقصابَ. 2) (قصد) - قَولُه تَباركَ وتَعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} (¬3) : أي اعدِلْ فيه فلا تَتكبَّر، ولا تَدِبُّ دَبيبًا. والقَصْدُ: ما بَينْ الإِسْرَاف والتَّقْصِير في كلِّ شيَءٍ. - وفي شِعْرِ حُمَيْد بنِ ثَوْر: * أَصبَحَ قَلْبِي مِنْ سُلَيمَى مُقْصَدَا (¬4) * ¬
(قصر)
الإِقْصَاد: أن يُرْمَى الرجُلُ فَلا تُخْطَأَ مَقَاتِلُه فيُقتَلَ في الحَالِ. (قصر) - في حديث سَلْمانَ: "قال لَأبي سُفيانَ (¬1) - رضي الله عنهما - لقد كَان في قَصَرة هذا مَوَاضِعُ لَسُيُوفِ المُسلمين" القَصَرَةُ: أَصْلُ الرَّقَبة والشَّجَرة. والقَصَرُ: دَاءٌ يأخذ في العُنُق فيَلْتَوِى منه. : أي (¬2) كان في الأَوْقات أَهْلًا لأن يُقتَل لو كانوا حُرصَاءَ علي قَتْلِهِ. - (3 في الحديث: "لئِنْ كنْتَ أقْصَرْتَ الخُطبةَ لقد أعْرَضْتَ المسأَلةَ" (¬4) : أي جِئتَ بالخُطبة قَصيرةً. وأَقْصَرَتْ: ولدَت قِصارًا، وأَعْرضَتْ: ولدت عِراضًا. - في حديث عمر: "أنّه مَرَّ برجُل قَدْ قَصَر الشَعرَ في السُّوقِ فعاقَبَه" : أي جَزَّه. وإنما عاقَبَه لأنّ الرِّيحَ تَحْمِلُه فتُلقيه في الَأطعِمةِ. - في حديث عَلْقَمَةَ: "إذَا خَطَب في نِكاحٍ قَصرَّ دون أَهلِهِ (¬5) " ¬
(قصص)
: أي خَطَب إلى مَنْ هو دُونَه 3). (قصص) - في الحديث: "أتاني آتٍ فقَدَّ مِن قَصِّي إلى شِعْرَتي (¬1) " القَصُّ والقَصَصُ: عَظْمُ الصَّدْرِ؛ وهو المُشَاشُ المَغْروزُ فيه شَراسِيفُ الأَضْلاعِ في وَسَطِ الصَّدْرِ. ومنه حديث عَطَاء: "أنّه كَرِهَ أَن تُذْبَحَ الشَّاةُ من قَصِّهَا" والجمع قُصُوصٌ وأقصَاصٌ (¬2). - وفي حديث جابر - رضي الله عنه: "أنَّ النّبي- صلّى الله عليه وسلّم - كان يَسْجُدُ على قَصاصِ الشَّعْرِ" وهو مُنتَهى شَعْر الرَّأْسِ, حيث يُؤخَذ بالجَلَم (¬3). وقيل: مُنتَهى مَنْبتِه مِن مُقدَّمه؛ وتُفْتَح القَافُ وتُكْسَر. وقُصَاصُ الوَركَيْن: مُلْتقَاهما مِن مُؤَخّرهما. وقُصَاصُ الكَتِفَين: مُلْتقَاهما، كأنّه مِن قُصاصِ الشَّعر، ومِن اقْتِصاصِ الأَثَرِ واقْتِصاصِ الحديثِ. - وفي الحديث: "فجاء واقْتصَّ أثَرَ الدَّم (¬4) " قال الأَصمعِيُّ: خَرجَ فُلانٌ قَصَصًا في أَثَر فُلانٍ وقَصًّا؛ إذَا اقْتصَّ أثَرَه. ¬
- في حديث الرُّؤْيا: "لا تَقُصَّها إلَّا على وادٍّ (¬1) " يقال: قَصَصْتُ الرُّؤْيا على فُلانٍ: أخْبَرْتُه بها قال الله - عَزَّ وجَلَّ -: {لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ} (¬2) - وفي حديث ابنِ سِيرين: "كَرِهَ أن يَرفَع قِصَّةً لا يَعْلَم ما فِيهَا" وهي كِتَاب يُخِبرُ (¬3) فيه عن حالِه، وما في ضَمِيره، وهي فَعَلَة من القَصَصِ. وقد يُفسَّرُ بالأمر والحديث. - في الحديث (¬4): "لا يَقُصُّ على النّاس إلَّا أَمِيرٌ أو مَأْمُورٌ أَو مُرَاءٍ" ورُوِى: "أو مُخْتال" بَدَل "المُرائِي". وألفاظُ هذا الحديث مَشْهُورةٌ إلَا أنّها تحتاج إلى معنى؛ وهو أَنه لا يَنْبَغي ذلك إلَّا لِأميرِ يَعِظُ الناسَ ويُخْبِرهم بما مَضى ليَعْتَبِرُوا، أَو مأمُور بذلك يكون مذَهَبُه مَذهبَ الأَمير، ولا يَقُصُّ تَكَسُّبًا، أو مُختالٌ يَفْعَل ذلك تَكَبُّراً على الناسِ، وطَلباً للرِّياء، فهو مُخْتالٌ يُرَائِي بعَمله وقَولِه، لا يكون وعْظُه وكلامُه حقيقة. وقال ابن سُرَيْج: هذا في الخُطبة كان الأمراءُ يَلُونَ الخُطبةَ فَيعِظون الناسَ فيها. ¬
وقيل: إنّ المتكلّمين على النّاس ثلاثةُ أَصْنَافٍ: مُذَكِّرٌ وواعِظٌ وقاصٌّ؛ فالمذكِّرُ: الذي يُذكِّر الناسَ آلاءَ الله تعالى ولقاءَه؛ يَبعثُهم على الشكْر له. والواعِظُ: يُخوِّفُهم بالله - عزّ وجلّ - ويُنذِرُهم (¬1) عقوبَتَهُ، فيردَعُهم عن المعاصي. والقاصُّ: هو الذي يَروِي لهم أخبارَ الماضِن، وَيسْرُدُ عليهم القَصَصَ، فلا يَأْمَنُ أن يزيدَ أو ينقُصَ - فلهذا جاء في الحديث الآخر: "القاصُّ يَنتَظِرُ المَقْتَ (¬2) ". والآخران: مَأمُونٌ عليهما ذلك. (3 ذكر بعضُهم: ولا يُفتى الناسَ إلاَّ كذَا وكَذَا 3). - وفي الحديث: "أَنَّ بَني إسرائيل لمَّا قَصُّوا هَلَكُوا" وروي: "لَمَّا هَلَكُوا قَصُّوا" : أي اتَّكلُوا على الكَلام والقِصَصِ، وتركُوا العَملَ، فكان ذلك سَببَ هَلاكِهم (¬4). - (5 في حديث عُمَر: "أقِصَّ منه بعِشْرين" : أي اجْعل شِدَّة الضربِ الذي ضربْتَه قِصاصاً بالعِشْرِين البَاقِية وعِوَضًا (¬6) عنها 5) ¬
(قصع)
(قصع) - في حديث مُجاهدٍ: (¬1) "كان نَفَسُ آدمَ عليه الصّلاة والسَّلام قَد آذَى أَهلَ السَّماءِ، فقَصعَهُ الله عزّ وجلّ قَصْعَةً فأطمَأَنَّ" : أي كَسَرَه ودفَعه وردَّه. يقال: قصَعَ البَعيرُ بِجِرَّتِه (¬2): إذَا رَدَّدَها (¬3) إلى جَوفِه، وقَصَع الرّجُلُ عَطَشَه: إذا كَسَرَه بالرِّيّ. وقَصَع الله تعالى شَبابَه: أي منعَه (¬4) من الطُّول. والقَصْعُ: ابْتِلاعُ الجَرَّة مِن البَعِير، وابتلاع جُرَع الماءِ، وضَمُّ الشىّءِ إلى الشىّء. وقَصْعُ الرُّطَبَةِ: إخراجُها من قشرها. - وفي حديثِ الحائض: "فإن أصابَ ثَوبَها شيءٌ مِن دَمٍ بلَّته بِرِيقِهَا ثم قَصَعَتْه (¬5) " : أي دَلَكَتْه به؛ مِن قولِهم: قَصَعْتُ القَملةَ؛ إذا قَتَلْتَها بين ظُفْرَيكَ. (قصف) - في الحديث: "شَيَّبَتْني هُودٌ وأخَواتُها قَصَّفْنَ (¬6) عَليَّ الأُمَم" : أي ذُكِرَ فيهنَّ هَلاكُ الأُمَمِ فاجْتمعَ ذلك وتَقاصَفَ بَعضُه ¬
(قصا)
على بَعض. : أي تَلَوْنَ عَليَّ أَخبَارَ تِلْك المَهالِك، وقَصَصْن عَليَّ أَنباءَهم مُتتَابعًا. وأَصلُ القَصْفِ (¬1) كَسْرُ الشَّيءِ وحَطْمُه. - ومنه حدِيثُ اليَهُودِيّ: "لَمَّا قَدِمَ النبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم - المدينَةَ قال: تَركْتُ ابْنَيْ قَيْلَة يَتَقاصَفُون على رجُلٍ يَزْعُم أنه نَبِيٌّ" : أي يَتَزَاحَمُون ويكسِرُ بعضُهم بَعضًا. وقيل: قَصِفَ (¬2) إذَا انكَسَر فلم يَبِن، فإذَا بَان فقد انقصَف. (قصا) - في الحديث: "أَنّه رَكبَ القَصْوَاء (¬3) " : أي النَّاقةَ المقطوعةَ طَرَفِ أُذُنِها، وكُلُّ ما قُطِعَ من الأُذُنِ فهو جَدْعٌ، فإذا بَلَغ الرُّبُعَ فهو قَصْوٌ (¬4)، فإذا جاوَزَ الرُّبُعَ فهي عَضْباء (¬5) فإذَا اصطُلِمَت واسْتُؤْصِلَت فهي (¬6) صَلْمَاء. يقال: قَصَوتُه قَصْوًا فهو مَقْصُوٌّ، وناقة قَصْوَاء على غَير قِياس. ولا يقال: بَعِيرٌ أَقْصىَ (¬7). كما يقال: دِيمَة هَطْلاَء، وامرأةٌ حَسْناءُ؛ ولا يُقال: مَطرٌ أَهْطلُ ولا رَجُلٌ أحسَنُ. ¬
فعلَى هذا مَا رُوى عن أَنسٍ - رضي الله عنه -: قال: "كانت للنَّبِي - صلّى الله عليه وسلّم - ناقة تُسمَّى العَضْبَاء لا تُسْبَقُ" - وعن الهِرْمَاس (¬1) - رضي الله عنه - قال: "رَأيتُ النَّبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلّم - يَخطُبُ على رَاحِلَته العضْبَاءِ (¬2) " - وعن أَبي أُمَامَة - رضي الله عنه - قال: "خطب النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم - علَى ناقَتِه الجَدْعَاء" وفي روَاية: "على ناقَةٍ صَرْمَاءَ" وفي أخرى: "صَلْمَاءَ"، وفي رواية: "مُخَضْرَمَةٍ". قال الحَربيُّ: هذا كلُّه في الأُذُنِ. قُلتُ (¬3): فيُحتَمل أن يَكون الجميعُ صِفةَ ناقةٍ واحدة سمّاهَا كلُّ واحدٍ منهم بما تَخَيَّلَ فيها على حَسَبِ لُغَتِهِ. - ويؤيده (¬4) ما رُوِى في حديث عليّ - كرم الله وجهه -: "أنّه ركِبَ نَاقةَ رسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - القَصْوَاء حين أمرَهُ أَن يُبَلِّغ أهلَ مكّةَ سُورَةَ بَراءة" في رِواية ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - وفي رِوايَةِ جابر: "العَضْبَاءَ" وفي رواية (¬5): "الجدْعَاء" فهذا يُصرّحُ أنّ الثلاثَةَ صفَةُ ناقَةٍ واحدةٍ؛ لأنّ الحالَ واحَدٌ إن كَان لم يَتَبَيَّن ذلك. ¬
- في حديثه صَلَّى الله عليه وسلم، وقد رُوِى عن أَنس قال: "خَطَبَنَا علَى ناقَةٍ جَدْعَاءَ وليست بالعَضْباءِ". وهذا لا يَثبتُ عندي لموضع إِسْنَادِه. - وفي حديث (¬1) الهِجرة عن عائشة: "أنَّ أبا بكر - رضي الله عنهما - قال: إنَّ عندي ناقَتَين، فأَعطَى رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم - إحداهُمَا وهي الجَدْعاء" - في الحديث: "إنَّ الشّيطانَ ذِئبُ الإنسانِ، يَأخُذُ القَاصِيَةَ والشَاذَّةَ والنَّاجِيةَ" القَاصِيَة: المتَنحِّيَةُ (¬2) عن القَطيع. والقَاصي: البعيد. والقَصَا: النَّاحية. والشَّاذَّةُ: المنفَرِدةُ. والناجية: السَّريعَةُ العَدْوِ. - (3 في الحديث: "يُرَدُّ عليهم أَقْصاهُم (¬4) " : أي إذا دَخَل العَسْكرُ دارَ الحَرْب، فوَجَّه الإمامُ سَريَّةً، فما غَنِمَت من شيِء جَعل لها ما سَمَّى لها إن سَمَّى، ورَدَّ الباقِي على العَسْكر؛ لأنّهم رِدْءٌ لَهم 3). * * * ¬
ومن باب القاف مع الضاد
(ومن باب القاف مع الضاد) (قضب) - في مَقْتل الحسين - رضي الله عنه -: "فجعَل ابنُ زِيادٍ يَقْرَعُ فَمَه بِقَضِيبٍ." قال الأصمعي: القَضِيبُ: السَّيفُ اللَّطِيف (¬1). والقَضَّابُ: السَّريع القَطْع. وقال غَيرُه: القَضِيب: الغُصْن. وأظنّه سُمِّى قَضِيبًا بعد القَضبِ وهو القَطعُ، فَعيلٌ بمعنى مفعُولٍ. وقيل: إنّ القَضيبَ في السُّيوفِ الرَّقِيق تَشبيهاً بالقَضيبِ مِن الخَشَب. ويحتمل أن يكونَ السَّيفُ بمعنى فَاعل: أي قَاضِبٍ. (قضض) - في حديثِ صَفْوان بن مُحْرِز: " (¬2) أنّه بَكَى حتى يُرَى لقد اندَقَّ (¬3) قَضِيضُ زَوْرِه" قال القُتَبِيّ: هو عِندي خَطَأ من بَعضِ النَّقَلة، وأُرَاه "قَصَصُ زَوْرِه" وهو وسَط الصَّدر. وَفيه لُغَة أخرى: "قَصّ" وهو المُسْتَعمَل في الكَلَام. فأمّا (¬4) "قَصَصٌ" فَلأَهل الحجازِ. ¬
(قضم)
ويحتمل أن يُراد بالقَضِيض: صِغارُ العِظامِ تَشْبِيهًا بصِغَارِ الحجارةِ (¬1). (2 ويجوز أن يكون قَصَصَ الزَّوْرِ؛ وهو المُشاشُ المغرُوزُ فيه (3 أَطْرافُ 3) شراسِيف الأَضْلاع (3 في وسط الصدر 3) - في الحديث (¬4): "فاقْتَضَّ الإداوَة" : أي فَتَح رَأسَها، وابتدأ بما فيها؛ من اقْتَضاض البِكْر، ورُوِى بالفاء. (قضم) - في الحديث: "اخْضَموا فَسَنقْضِم (¬5) " القَضْمُ: المَضْغ (¬6) بأَطراف الأسنان، ومنه القَضِيم، وما ذُقْتُ (¬7) قَضَامًا 2) ¬
(قضا)
(قضا) - في حديث صُلْحِ الحُديْبِيَةِ (¬1): "هذا ما قَاضَى عليه محمدٌ صَلَّى الله عليه وسلَّم" : أي (¬2) فَصل الأَمرَ بالقضَاء والإِحْكام لَه، ووزنه فاعَل؛ مِن قَضَيتُ الشيء؛ لأنّه كان بَيْنَه وبين أَهلِ مكّةَ. * * * ¬
ومن باب القاف مع الطاء
(ومن باب القاف مع الطاء) (قط) - في حديث أُبَيّ - رضي الله عنه -: "أقَطْ؟ (¬1) " الأَلفُ للاستفهام وَقَطْ بالتخفيف: أي حَسْبُ. قال الجَبّان: وهو عندنا من القَطِّ المشدّد؛ لأنه قد جاء قَطاطِ بمعنى حَسْب. فأما قَطّ بالتشديد فهو فيما مَضَى، كقولك: أَبدًا (2 وعَوْض 2) فيما يُستَقْبَلُ. يُقالُ: مَا رَأيتُه قَطُّ ولا أراه أبدًا. قال: ويُقالُ: قَطَّنِى كذَا: أي كَفانِي، وقَطْني وقَطِى أيضًا. (2 وحَقُّه أن يُضافَ إلى صَاحبِ الوَقتِ، كما أُضِيفَ قَبْل وبَعْد، فلمّا اقْتُطِع عن ذاك بُنىَ علَى الضَّمَّ كَهُما. 2) (قطب) - في الحديث: "أنه أُتِيَ بنَبيذٍ فشَمَّهُ فَقَطَّب". بالتَّخْفِيف والتَّثْقِيل: أي قَبَض ما بين عَينَيه فِعلَ العَبُوس (¬3). - وفي حديث العباس: "ما بَالُ قُريشٍ يَلقَوْنَنا بوُجُوهٍ قاطِبَةٍ" : أي مُقَطّبةٍ، والفَاعلُ قد يَجِيءُ بمعنى المفعُول كعِيشَةٍ رَاضِيَة: أي مَرْضِيَّة (¬4) والقَاطِبةُ: اسم كلّ جيلٍ من الناسِ. وجَاءوا قاطبَةً، وقَطَبُوا مُخففًا؛ وأَقطَبُوا: أي اجتمعوا. ¬
(قطر)
- وفي حديث (¬1) فاطمة - رضي الله عنها -: "في يَدِها أَثَرُ قُطْب الرَّحى" القُطْب: حَديدَةُ الرَّحَى السُّفلَى التي تَدورُ حَولَها العُلْيَا. وقُطْبُ (¬2) القَوم: سَيّدُهم الذين يَلُوذُون به وَيدُورُون على أَمرهِ. وقُطْبُ رَحَى الحَربِ: رَئِيسُها. - وفي الحديث: "فيَأخذ سَهْمَه فيَنْظُر إلى قُطْبِه، فَلَا يَرَى عَليه دمًا". قال الأصمعي: القُطْب: نَصْل الأهْدَافِ. وقيل: القُطْبة (¬3): سَهْم صَغيرٌ تُرمَى به الأَغْرَاضُ. (قطر) - قوله تعالى: {مِنْ أَقْطَارِهَا} (¬4) : أي جَوانِبهَا، الواحد قُطْرٌ. والقُطْرُ - أيضاً -: العُودُ الذي يُتَبَخَّر بِه، و {أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ} (¬5): نَواحيهنَّ. - في الحديث: "أَنّه كان مُتَوَشِّحًا بِثوْبٍ قِطْرِىّ (¬6) " ¬
القِطْرُ: ضَربٌ مِن البُرودِ فيه حُمرةٌ .. يقالُ: لجَمعِها القِطْريَّةُ. وقَطَر: مَوْضِعٌ. قال الأزهري: أظُنّ القِطْرِيَّة نُسِبَت إليه، والأصل قَطَرِي، كما يُقَالُ: للفَخِذِ فِخْذٌ، قال جرير: * لَدَى قَطَرِيَّاتٍ إذَا مَا تَغوَّلَتْ (¬1) * أرادَ: نَجائبَ نَسَبها إلى قَطَر. وعن الأزهريّ أيضًا - قَالَ: القِطْرِيَّة: ثِياب حُمرٌ لَهَا أعْلاَم فيها بعض الخُشُونَةِ، مَنسُوبَة إلى قَطَر: موضع بين عُمَان وَسِيف البَحْر، وأنشَد: كَسَاكَ الحَنْظَلىُّ كِسَاءَ خَزٍّ وقِطْرِيًّا فأنْتَ بِهِ ثَقِيلُ (¬2) - في حديث عُمارة - رضي الله عنه: "أنه مَرَّت به قِطارة (¬3) جِمالٍ حَمراء" القِطارَةُ (¬4): أن تُشَدَّ الِإبِلُ على نَسَقٍ واحدٍ. ومنه المَقطَرة؛ لأَنَّ مَن حُبِس فيها كانُوا على قِطَارٍ وَاحدٍ. ¬
(قطع)
وقد أقطَرتُ (¬1) الإبلَ وقَطَّرتُها. - ومن رباعِيّه قوله تعالى: {مِنْ قَطِرَانٍ} (¬2) قال الفَرّاء: أكثر القُرَّاء على أنه حرفٌ واحدٌ؛ وهو ما يُتَحَلَّب (¬3) ويَسِيل منِ شَجر الأبَهل تُهنَأ به الإبل: أي تُطْلَى. أي يُجعَل القَطِرانُ لِبَاساً لهم؛ ليَزيد في حَرِّ النّارِ عليهم، فيَكُون مَا يُتَوقَّى به من العَذَاب عذابًا. يُقال: قَطرْت البَعيرَ فهو مَقطورٌ؛ إذا طَلَيْتَه. وقرأ عِكْرمَة وابنُ سِيرين وقَتَادةُ والسُّدِّيُّ: {مِنْ قَطْرٍ آنٍ} (¬4) على حَرفين. والقِطْرُ: النُّحاس المذابُ، والآنِي: الذي قد انتَهى حَرُّه (¬5). (قطع) - قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} (¬6) : أي قُرًى مُتَصِلَة. - في حديث الاسْتِسقَاء (¬7): "فتقطَّعُ السَّحَابُ" : أي ذهب وأَقْلع. ¬
(قطف)
- وفي الحديث: "أنَّ سَارِقًا سَرَقَ فَقُطِعَ، فَكانَ يَسرِقُ بقَطعَتِه" بفتح القاف والطَّاء: أي المَوضِع المَقْطُوع من يَدِه، وكذلك بضَمِّ القافِ وسُكُون الطّاءِ. - في حديث عَبدِ القَيْس (¬1): "يَقذِفُونَ فيه مِن القُطيْعَاء" قيل: هو نَوْع من التمر، وكأنه البُسْرُ قبل أن يُدْرِكَ، وقيل: ضَربٌ من التَّمرِ الشِّهْرِيزِ. - (2 وفي الحديث: "قَطِيعٌ مِن الغَنَم" : أي قِطعةٌ قُطِعَت من جَماعةِ غنم. 2) (قطف) - في الحديث: "تُدِيفُون" ويُروَى: "تَدْفِنُون, وتَقْذِفُون فيه من القَطِيف" القَطِيفُ: المقطوفُ مِن التَّمر وقيل: سُرَّة القَطِيف من بلاد عَبدِ القَيْس مَوضِع نَخْلِهم، فلَعلَّه أراد به التَّمر الذي يأخذُونه مِن هذَا الموضع. - في الحديث: "تَعِس عَبْدُ القَطِيفة" يعني الذي يَعْمل لها، ويَهْتَمُّ بتَحصِيلِ الدُّنيا وزِينَتِها، وهي كِسَاء أبيضُ كَبِيرٌ. ¬
(قطن)
(قطن) - (1 في حديث سَطِيح (¬2): * عَارِي الجآجيء والقَطَن * قيل: كذا رُوِى، وقيل: الصَّواب "قَطِنٌ" بكَسْر الطَّاءِ جَمْع: قَطِنَةٍ، وهي ما بَيْن الفَخِذَين 1) * * * ¬
ومن باب القاف مع العين
(ومن باب القاف مع العين) (قعد) - في حديث عَبدِ الله - رضي الله عنه -: "مِنَ النّاسِ مِن يُذلُّه الشَّيْطَانُ كما يُذِلُّ الرجُلُ قَعُودَه (¬1) " القَعُود مِن الدَّوابّ: ما يَقْتَعِدُه الرجُل للرُّكوب (¬2). وكذلك القُعْدَةُ. قال الأَزهريُّ: لا يَكونُ القَعودُ إلّا الذَّكَر، والجمع قِعْدَانٌ، والكَثير قَعَادِين (¬3)، ولا يُقَال للأنثى قَعُودَةٌ. وقال الجَبَّانُ: القَعُود والقَعُودَةُ من الإبل يقتِعدُهما الراعي فيركَبُهما، ويَحمِل عليهما زادَه. - ومنه حديثُ أَبي رَجَاء: "لا يَكُونُ الرجُل مُتَّقِيًا حتى يَكونَ أذَلَّ من قَعُودٍ، كُلُّ مَن مرَّ به أرْغَاه (¬4) " وهو البَعير الذَّلُول الذي يُرحَل ويُقْتَعَد. وقوله: "أَرغَّاهُ": أي قَهَرَهُ وأذَلَّه؛ لأنَّ البَعيرَ أنّما يَرْغُو عن ذُلٍّ واسْتِكَانَةٍ. ¬
(قعر)
- وفي الحديث: "كان رَجُلٌ مُقعَدًا (¬1) " الإقعاد والقُعادُ: دَاءٌ يأخذ الإبلَ في أَوْراكها فيُمِيلها إلى الأَرضِ، فسُمِّى الذي لا يَقْدِرُ عَلى النُّهوضِ مُقعَدًا لذلك. والمُقْعَدُ من الثُّدِىّ: النَّاهِدُ الذي لمِ يَنْثنِ (¬2) بَعْدُ. - (3 في حديث السحاب: "كيف تَروْن قَواعِدَها؟ " (¬4) : أي ما اعْتَرَض منها كَقَواعدِ البِناء 3) (قعر) - قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} (¬5) قال أَبو نَصر: انْقَعَر (¬6): انقَلع مِن أَصله. وقال مجاهد (¬7): سَقَطَت رُؤُوسُهم أَمثالَ الحَبَابِ وتَفَرَّدَتْ (¬8) أعنَاقُهم، فَشبَّهَها بأَعْجازِ نَخلٍ. ¬
(قعس)
وقال الضَّحَّاكُ: صَرَعَتْهُم الرّيحُ، فذكر مِن خِلَقِهم وطولهم مِثلَ النَّخلةِ إذَا قَلَعَتْها الرّيحُ. - وفي حديث ابن مَسْعودٍ: "أنَّ عُمَر- رضي الله عنهما - لَقِيَ شَيْطاناً فصارَعَه فقَعَره" : أي قَلَعَه من أَصْلِه. يُقال: قَعَرتُه فانقعَر. وقَعَر: أي سَقَطَ مِن أَصْلِهِ. وقَعْرُ الشَّيءِ: نِهايةُ أَسْفَلِه، وقَعرتُه: أي نَزلْتُ إلى قَعْرِه. (قعس) - في الحديث: "أنّه مَدَّ يَدهُ إلى حُذَيفَة - رَضي الله عنه - فتَقَاعَسَ عنه (1 أَوْ تَقَعَّسَ 1) " : أي تأخَّر عنه، واقْعَنسَسَ أيضًا. - وفي الحديث: "حتى تَأتىِ فَتَياتٍ قُعْسًا" القَعَسُ: نُتُوءُ الصَّدرِ خِلْقة، والحَدَبُ: نُتُوء الظَّهر. قال: فاقْعَسْ إِذَا حَدِبُوا واحدَبْ إذا قَعِسُوا ووَازِن الشَّرَّ مِثقَالاً بِمثقَالِ (¬2) وقد قَعِسَ فهو أَقعَسُ وهي قَعْسَاءُ، والجمعُ قُعْسٌ. (قعص) - (3 في حديث الزُّبير: "كان يَقْعَصُ الخَيْل بالرُّمْحِ (¬4) " قَعصَه وأَقعَصَه: قَتَله ذَرِيعًا 3) ¬
(قعقع)
(قعقع) - في حديثِ سَلَمة: "فَقَعْقَعُوا لك السِّلاحَ فَطار فُؤادُك (¬1) " : أي حَرّكُوه. - وفي حديث أبي الدّرْدَاء (¬2) - رضِي الله عنه -: "شَر النّساء السَّلْفَعة التي تُسْمَعُ لأَسْنَانها قَعْقَعةٌ" وهي حِكَاية صَوتِ التِّرسَة (¬3)، والجُلُود اليابِسَة ونحوها. وقال الأصمعي: هي صَوتُ الرّعد وصَواعقُه. - وفي الحديث: "آخُذُ بحَلَقة الجنة فأقعْقِعُها" : أي أحَرّكها لتُصَوّت. (قعيقعان) - " قُعَيْقِعَانُ (¬4) ". جَبَل وموضع بمكَّة. قيل سُمِّى به؛ لأنّ جُرْهُماً وقَطُورَاءَ لمّا تَحاربُوا كُثرت قَعْقَعةُ السِّلاح هناك. ¬
(قعنب)
(قعنب) - في حديثِ الحسَن (¬1): "أقبلتُ مُجْرَمِّزًا حتى اقْعَنْبَيْتُ بَين يَديه (¬2) " قال أبو عُمَر (¬3): هو أن يَقعُد قِعْدةَ المسْتَوْفِزِ. واقْعَنْبىَ: إذا جَعلَ يَدَيْه على الأرضِ وقَعَد مُسْتَوْفِزًا. وقال غيره: إنّما يُقال لهذا: اقْرنبَعَ واقرعَبَّ. والقَعْنَبُ: الشديدُ الصُّلْب من كلّ شيء؛ وهو القَصِير، وكذلك القُنْبُع. * * * ¬
ومن باب القاف مع الفاء
(ومن باب القاف مع الفاء) (قفر) - في الحديث: "رَجُل انْفَلتَت منه راحِلتُه بأَرضٍ قَفْرٍ (¬1) " : أي خالِية لا ماءَ بها. والجمعُ: قِفَارٌ بالكَسْرِ، والقَفارُ - بالفتح -: القَفْرُ أيضًا. وأقْفَر فُلانٌ مِن أَهلِه، والمَكانُ من سُكّانِه، والجسَدُ مِن اللَّحم، والرأسُ مِن الشَّعَر: إذَا انفَرد وَخَلَا. - في الحديث: "ما أَقْفَر بيتٌ فيه خَلٌّ" : أي مَا خَلاَ من الإدام، ولا عَدِم أهلهُ الأُدْمَ. والقَفارُ: الطَّعامُ بلا أَدْم. وامْرأَة قَفرَةٌ: قَليلةُ اللَّحمِ، وأقْفَر: أَكَل خُبْزًا قَفارًا (2 شديدًا 2) - في الحديث: "أَنّه سُئِلَ عمَّن يَرمِي الصَّيْدَ فَيَقْتَفِرُ أثَره" يُقال: اقْتَفَرَه وتقفَّرَه وقفَرَه، أي اتَّبعَ أثَرَه. واقْتَفَرتُ العَظْمَ: تعَرَّقتُه. (قفص) - في حديث أبي جَرِير (¬3) قال: "حَجَجْت فلَقِيَنى رَجُلٌ مُقَفِّصٌ ظَبْياً، فاتَّبَعْتُه فذَبَحْتُه وأَنا ناسٍ لإحْرامي، فقال عُمرُ - رضي الله عنه -: إيتِ رَجُلَينِ فَليَحكُما عَلَيكَ" قال أبو عبيدة: المُقَفَّصُ: الذي شُدَّت يَدَاه ورِجلَاه، مَأخوذٌ من القَفَص، وهو بَيتٌ مِن عِيدَان يُحبَسُ فيه الطَّيْر. ¬
(قفع)
والقَفِصُ: المُنقبِض (¬1) بَعضُه إلى بعض. وقَفَصْتُ الدَّابةَ بمعنى أَقفَصْتُها (¬2). (قفع) - في حديث القاسم بنِ مُخَيْمرِة: "أنَّ غُلاماً مَر به فعَبَث به، فتَنَاولَه القاسِمُ، فقَفعَه قَفْعَةً شَدِيدةً" : أي ضَرَبه. والمِقْفَعَةُ: خَشَبةٌ تُضْرَبُ بها الأَصَابع. فإمَّا أن يكُون قَفعَه بخَشَبَة، أو بِيَدِه، فَكانَت كالمِقْفَعَةِ، أو يكون من القَفْعِ. يقال: قَفَعه عَما أَرادَ (¬3): إذَا صَرفْهُ عنه. (قفعل) - (4 في حديث المِيلادِ: "يَدٌ مُقْفَعِلَّةٌ" : أي مُتَقَبِّضَة. يقال: اقْفعَلَّت يَدُه، إذا قُبِضَت وتَشَنَّجَت 4) (قفف) - في حديث أبي ذَرّ - رضي الله عنه -: "ضَعِي قُفَّتَكِ (¬5) " القُفَّة: شِبْه زَبِيلٍ (¬6) مِن خُوص يُجتَنَى فيه الرُّطَب، وتَجعَلُ فيها النّساءُ الغَزْلَ ونحوه (7 يُشَبَّه بها الشَّيخُ والعَجوزُ 7). ¬
- في الحديث: "فإذَا هو جَالِس على رَأسِ بِئْر أريسٍ وتَوسَّط قُفَّها (¬1) " يعني الدَّكَّةَ التي جُعِلَت حَولَ البِئْرِ. وأَصلُ القُفِّ: ما غَلُظ من الأَرض وارْتَفَع ولم يَبلغ أن يكونَ جَبَلًا. والقَفُّ: اليَابِسُ. ويحتملِ أن يَكُون سُمِّى به؛ لأَنّ مَا ارتفع حَوْل البئر يكُون يَابِسًا دون غَيْره في الغالبِ. - وفي حدَيث معاوية - رضي الله عنه -: "قالَت له امرأَةٌ (¬2): أُعِيذُك بالله - عزّ وجلّ -: أن تَنْزِلَ واديًا فَتَدَعَ أوَّلَه يَرِفُّ وآخِرَه يَقِفُّ" : أي يَيْبَسُ. ويُقالُ لِيَبِيس البُهْمَى: قَفٌّ، وقَفِيفٌ، واسْتَقَفَّ. (3 وتَقَفْقَفَ 3): انضَمَّ وتَشنَّجَ. - (4 في حديث عائِشةَ - رضي الله عنها -: "قَفَّ جلْدِي (¬5) " : أي تَقَبَّض 4). ¬
(قفل)
(قفل) - في حديث شُفَيٍّ (¬1)، عن عبد الله بن عُمر - رضي الله عنهما -: "قَفْلَةٌ كغَزْوَة" قال الخَطَّابيُّ: يحتَمِل وَجْهَين: أحدهما؛ أنه أرَادَ به: القُفُول عن الغَزْوِ والرُّجُوع إلى الوَطَنِ. : أي إنَّ أجْرَ المجاهدِ في انصِرافِه إلى أَهلِه (2 بعد غَزْوة 2) كأجْرِه في إِقباله إلى الجهادِ؛ وذلك لأنَّ تَجهيزَ الغازِي يَضرّ بأَهله، وفي قُفُولِه إليهم إزالةُ الضَّررِ عنهم، واسْتجمَامٌ للنَّفس، واسْتِعدَادٌ بالقُوَّةِ للعَوْدِ. والوَجْه الآخر: أن يَكُونَ أراد بذلك التَّعقِيبَ؛ وهو رُجُوعه ثانيًا في الوَجْه الذي جَاء مِنه مُنصَرِفًا، وإن لم يَلْقَ عَدُوًّا، ولم يَشهَدْ قِتَالاً، وقد يَفْعل ذلك الجيشُ إذَا انصَرَفُوا (3 مِن مَغْزَاهم، وذلك لأَحدِ أَمْرَيِن: أحدهما، أنّ العَدُوّ إذا رأَوهم قد انْصَرفوا 3) عن سَاحتهم خرجُوا مِن مكانهم وأَمِنُوهم، فإذَا قَفَل الجيشُ إلى دارِ العَدوِّ نَالُوا الفُرصَة منهم فأَغارُوا عليهم. والوَجْه الآخر: أنّهم إذَا انْصَرفُوا مِن مغْزاتهم (¬4) ضاهرين لم يَأمَنُوا أن يَقْفُو العَدُوُّ أثَرَهم فَيُوقِعوا (¬5) بهم وهم غَارُّون، فربما ¬
اسْتَظْهر (¬1) الجَيشُ أو بَعضُهم بالرُّجوع على أدْراجِهم يَقُصُّون الطَّريقَ، فإن كان مِن العَدُوّ طَلَبٌ كانوا مُستَعِدِّين لِلقائِهم، وإلّا فقد سَلِمُوا وأحْرَزُوا ما معهم من الغَنِيمة. والقَفْل والقُفُولُ: الرُّجُوع، والقَافِلةُ من ذلك، ولا يُقال لهم في الذّهَاب: قَافِلَة إلَّا في الرُّجُوعَ. (2 قال الطحاوِيُّ: يُحْتَمل أن يكون سُئِل عن قَوم قَفَلُوا لخَوْفهم أن يَكُرَّ عليهم مِن عَدُوِّهم أَكثَرُ عَددًا منهم فَقَفلُوا إلى نَبِيّهم - صَلَّى الله عليه وسلّم - لِيزيدَ في عَددِهم ثم يكرُّون على عَدُوِّهم. - في الحديث (¬3): "أَربَعٌ مُقْفَلاتٌ: النَّذْرُ، والطَّلاق، والعِتاقُ، والنِّكاحِ" مُقْفَلات: أي لا مَخْرجَ منهنّ كأنَّ عليهنّ أَقْفَالًا إذا جَرى القَولُ بهنَّ وَجَبْنَ، نحو قولِه: " (¬4) ثَلاثٌ جِدُّهُنّ جِدٌّ، وهَزْلُهُنَ جِدّ" 2) ¬
(قفا)
(قفا) - في حديث القاسم بن محمد (¬1): "لا حَدَّ إلاَّ في القَفْوِ البَيَّن" القَفْوُ: القَذْفُ، يُقالُ: قَفَوتُه أَقفُوه، وأصْلُه: الإتْبَاعُ. - ومنه الحديث: "مَن قَفَا مُؤمِنًا بما لَيس فيه (¬2) " : أي قَذَفَ. - والحديثُ الآخَرُ: "لا نَنْتَفِي من أَبِينَا (¬3) وَلا نَقْفُو أُمَّنا" : أي لا نَتْرُك الآباءَ، ونَنتَسِبُ إلى الأُمَّهات، بل نَنْتَسِبُ إلى آبَائنا دُون أُمَّهاتِنا. (4 وقيل: لا نَتَّهِمُها. والقَفِيَّة: القَذِيفَةُ، كالشَّتِيمَة والعَضِيهَة؛ مِن قَفَوتُه إذا اتَّبعتَ أَثرَه؛ لأَنّ المتّهم مُتَّبِعٌ 4) ¬
- وفي الحديث: "فَلَمَا قَفَّى (¬1) " : أي ذَهَب (¬2). - ومنه: "المُقفِّي (¬3) " - وفي حديث عُمَر: "قَفَا سَلْعٍ" (¬4). : أي وَرَاءَه. * * * ¬
ومن باب القاف مع اللام
(ومن باب القاف مع اللام) (قلب) - فِى الحديث (¬1): "أَعوذُ بكَ مِن كآبة المُنْقَلَب" : أي الانْقلاَب من السَّفر، والانصَرافِ إلى ما يكْتَئِبُ منه، فتُصِيبُه الكآبةُ والحُزْن مِنْ أَجله (¬2). وقَلَبْتُه - بالتخفيف -: كَبَبتُه، فإذا ثقَّلتَ اللاّم فهو للمُبَالَغةِ، أو للتّكثِير. - وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أنّه كان يقول لمُعَلِّم الصِّبْيان: اقْلِبْهُم (¬3) " : أي اصْرِفْهم إلى مَنازِلهم. في الحديث (¬4): "أنّه رَأَى في يَدِ عائشةَ - رضي الله عنها - قُلْبَيْن" القُلْبُ: السِّوَارُ. وقيل: هو ما كانَ قَلْدًا (¬5) وَاحدًا. وقال صاحِبُ التَّتِمَّة: هو الخَلْخَال، والخَلْخَال لا يُلبَسُ في اليَدِ. وجَمعُه (¬6): قِلَبَة وأَقْلابٌ. ¬
- في الحديث: "أنّه وَقَفَ على قَلِيبِ بَدْرٍ" وهو البِئْر التي لم تُطْوَ، يُذَكَر وُيؤَنَّث، وجمعه (¬1): قُلْب، فإذَا طُوِىَ فهو طَوِيٌّ. وقال صاحبُ التَّتِمَّة: القَلِيب: حَفِيرَةٌ نُقِل تُرابُها. - في الحديث: "فانطَلَق يَمشي ما به قَلبَة (¬2) " : أي أَلَمٌ تُقلَب له رِجْلٌ لمُعالَجتِه مِن رجل صَاحِبِه الذي يختلف من أَجلِه إلى المُعالِج، أو رِجْل المُعالَج الذي يَجِيءُ إليه يُعَالجه، قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب. * وقد بَرِئْت وما بالصَّدْرِ مِن قَلَبَهْ (¬3) * وقيل: هي مِن قُلابِ القَلْبِ؛ وهو دَاؤُه. - في حديث ابنِ مسعودٍ - رضيَ الله عنه -: "كانت المرأةُ تَلْبَسُ القَالَبَيْن تَطاوَلُ بهما (¬4) " فقيل لعبد الرازق: مَا القَالَبَين قال: رَقيصَينْ مِن خَشَب، والرَّقِيصُ: النَّعْل، بلغَةِ أهل اليَمَنِ، وَبَنُو أسَدٍ يُسَمُّونَ النَّعْلَ: ¬
(قلح)
الغَرِيفَةَ (¬1). والقالَب - تُكْسَرُ لاَمُهُ، وتُفتَح - قيل: إنّه مُعَرَّبٌ. (قلح) - (2 في حديثِ كَعب: "المرأَةُ إذَا غاب زَوجُها تقَلَّحَتْ" من القَلِح: الذي لا يَتعهَّد نَفُسَه وثيابَه. رُوى بالفاء : أي تَشقَّقت أَطرافُها وتَشَعَّفَت. (قلد) - في حديث (¬3) عبد الله بن عَمْرو: "أذَا أقمتَ قِلدَك (¬4) من الماءِ فَاسْقِ الأَقْربَ فالأَقْربَ" : أي إذَا سَقَيْتَ أَرضَك يوم وِرْدِها، كأنّه لازم لِوقْتِه لُزومَ ما يُقَلَّد 2) (قلس) - في الحديث: "مَن قَاء أَو قَلَس فَلْيَتوضَّأْ" القَلْسُ: رَمْى الشَّراب والقِدْرِ بالزَّبَد والسَّحابةِ بالنَدَّى مِن غير مَطرٍ. وقد قَلَسَ قَلْسًا: قَاء، وهو القَلَسُ، بِفَتْح اللام. (قلص) - في حديثِ عائشةَ - رضي الله عنها -: "أنها رَأت على سَعْدٍ - رضي الله عنه - دِرْعًا مُقَلَّصَةً (¬5) " يقال: قَلَّصَت الدِّرعُ، وتقلَّصَت: تَضامَّت. وأَكثَر ذلك فيما يكون إلى فَوْق، كالشِّفَةِ العُلْيَا، ونحوها. وأَصلُه التَّخفِيفُ، فَهو قَالِصٌ، والتَّثْقِيل للمبالغة. ¬
- ومنه حديثُ عائشة - رضي الله عنها -: "فَقَلصَ دَمْعِي (¬1) " : أي ارْتَفَع وذَهَبَ. - في حديث ابنِ مَسعُودٍ - رضىَ الله عنه -: "قال للضَّرْع: اقْلِصْ - بالكسر -، فقَلَصَ" وقد يَكُون قَلَصَ مُتعَديًا. يُقالُ: قَلَصَنَا البَردُ يَقْلِصُنَا. : أي قَبضَنا، فإذَا أردتَ أظْعَنَنَا قلت: أَقْلصَنا. - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "قَلَائِصَنَا (¬2) " بالنَّصبِ: أي تَدَراكْهنَّ. كَنَى بها عن النِّسَاءِ. وأَصلُهَا الشَّوابُّ من النُّوقِ، الواحدة قَلُوصٌ. - ومنه حَدِيثُ علىٍّ - رضي الله عنه -: "عَلَى قُلُص نَواجٍ" وقيل: القَلُوصُ: الأُنثى من النَّعام والِإبلِ. وقيل: لا تَزالُ قَلُوصًا حتى تَبْزُل (¬3)؛ وجَمعُها: قِلَاصٌ وقُلُصٌ وقَلائِصُ. وقيل: هي النَّاقَةُ البَاقِيةُ على السَّيْر. وقيل: الطويلَةُ القَوائِم. - في حديثِ مَكْحُول: "أَنَّه سُئِلَ عَن القَلُوص (¬4)، أَيُتَوضَّأُ منه؟ فقال: ما لم يَتَغَيَّر." قال أبو عُبَيْد: القَلُوصُ: نَهرٌ قَذِرٌ، إلَّا أَنَّه جارٍ. ¬
(قلع)
(قلع) - (1 في حديثٍ "نَرُمُّ سُيوفًا قَلَعِيَّة." مَنْسُوبَة إلى القَلَعة - بالتَّحريك -: مَوضِعٌ بالبَادِية 1) (قلف) - في حدِيث بَعضِهم "في الأَقْلَفِ يَموتُ" : أي الذي لم يُخْتَن. والقُلْفَةُ (ج) القُلَفُ، والقَلَفَة: الجلْدَة التي تُقطَع منه، وهي الغُرْلَةُ أيضًا، والقَلْفُ بالسُّكُون: قَطْعُهَا. (قلق) - في حديث عليّ - رضي الله عنه -: "أَقْلِقُوا السُّيُوفَ (¬2) في الغُمُدِ" : أي سَهِّلُوا سَلَّهَا قبل أَنْ تَحتَاجُوا إليها؛ لئَلاَّ تَعسُر عليكم عند الحاجَة إليها. والقَلَقُ: الانْزِعاج، وقد قَلِقَ. (قلل) - في الحديثِ: "حتّى تَقَالَّت الشَّمسُ" : أي اسْتَقَلَّت في السَّماءِ وارْتَفَعت مِثل تَعَالَتْ - في الحديث: "فإِنّ الرَّجُلَ يَتَقالُّها (¬3) " : أي يَستَقِلّها ويَراها قَليلاً. - وفي حديث عَمرِو بنِ عَبَسَة: "إذَا ارتَفَعت الشَّمسُ فالصَّلاةُ مَحْظورَةٌ حتّى يَسْتقِلَّ الرُّمْحُ بالظِّلِّ" ¬
كأَنَّ اسْتَقلَّ ها هنا بمعنى قَلَّ، فيكون مِن القِلَّةِ، لا مِن الإِقْلال، ولا من الاسْتِقْلال، وكأَنّه يُرِيدُ به حتى يَبلُغَ ظِلُّ الرُّمْح المَغْرُوزِ (¬1) أدْنَى غايةِ القِلَّةِ والنُّقْصان؛ لأنّ الرُّمْحَ وغَيرَه إذَا غُرِز في أَوّل النّهارِ لَا يَزَال يَنقُص ظِلّه إلى أَن يَبلُغَ حَدًّا تَزُول عَنْه (¬2) الشَّمس، فيقِفُ الظِّل، وذلك أَقَلُّ ظِلّ ذلك اليَوم إلَّا أنّه يتغيَّر في الشتَاء والصَّيفِ، وفي البُلدَان على حَسَب قُربها أو بُعدِها من خَطِّ الاسْتِواءِ. وتفَاوُتُ ذلك مَعْلُومٌ عند أَهلِ تلك الصَّنْعَة، فحِينَئذٍ وقت الزَّوَال الذي لا تَجوز الصَّلَاة فيه، ثم يَزيد الظِّلُّ أيضًا؛ فإذَا أخَذَ الظِّلَّ في الزِّيَادة (3 علَى قَدر ما وقَف عليه، فَزَاد أَدْنى زيادة يُسمَّى ذلك فَيْئاً؛ لأَنّه يَفِيءُ: أي يَرجعُ إلى الزِّيادَة 3) فحينئذٍ قد زَالت الشّمسُ وحَلَّت الصَّلاةُ - والله تعالى أَعلم. - وفي صِفَته - صلَّى الله عليه وسلّم -: "كَانَ يُقِلُّ اللَّغْو" : أي لا يلْغُو أَصْلاً. وهذا اللفظ مُستَعمَل في نَفْى الَأصْلِ، كقَولِه تعالى: {فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} (¬4): أي لا يُؤمِنُون أَصْلًا، لا قَليلاً ولا كثيرًا. ¬
(قلقل)
- في حديثِ عُمَر - رضي الله عنه -: "ما هَذا القِلُّ الذي أَراهُ بِكم (¬1) " : أي الرِّعْدَة. يقال: أَخذَه قِلٌّ مِن الغَضبِ، واستَقَلَّ غَضَبًا: أي أُرْعِدَ. (قلقل) - (2 في حديث عليّ - رضي الله عنه -: "قال أبو عبد الرحمن السُّلَميُّ: خرَجَ عَليٌّ وهو يَتَقَلْقَلُ" التَّقَلْقُلُ: الخِفَّةُ والإِسْراعُ، من الفَرس القُلْقُل بالضّم. (قلم) - في نَوادِر ابنِ الأعرابيّ: "قال اجْتَازَ النّبيُّ - صلّى الله عليه وسلّم - بِنسْوة فقال: أظُنُّكُنَّ مُقَلَّماتٍ" : أي لَيْسَ عليكنّ حافِظٌ (¬3) 2). ¬
(قلا)
(قلا) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "لا نُحْدِثُ في مدينَتِنا كنيسَةً ولا قَلِيَّةً" (¬1) كذا وَرَدَ. وقيل: إنّها شِبْهُ الصوْمَعَةِ تكون للرَّاهب. وقال الجَبَّانُ: القَلَّايَةُ: شِبْهُ صَومعةٍ للنَّصارَى. قال: وقيل: هي مُعَرَّبةٌ عن كَلَّادةٍ - وَان كانت عربيّةً كانت فَعَّالةً، مِن قَلَا القُلَّةَ يَقْلُوهَا: إذَا رفَعَها. وفيه نظر لمكانِ الياءِ. وإن كَسَرت القافَ كَانت فِعْلايَةً؛ من باب الإقلالِ والاستقلال، وهما الارتفاعُ والرفعُ كَدِرْحَايَة وَدِعْكَايَةٍ. ويُقالُ: جاءَ القَومُ بِقَلِيَّتِهم؛ أي بجَماعَتِهم، فيحتمل أن تكون مِن هذا، ويريد به شِبْهَ الكَنِيسَةِ يَجتَمعون فيه. * * * ¬
ومن باب القاف مع الميم
(ومن باب القاف مع الميم) (قمأ) - في الحديث: " (¬1) كان يَقْمَأُ إلى منْزِل عائشةَ - رضي الله عنها - كثيرًا". : أي يَدْخُل. والقُمُوءُ: الدُّخُول، كذا فُسِّرَ. والقَمْءُ: السِّمَنُ، والقُمُوء أيضًا. يُقال: ما أَحسَن قُمُوءَه. وأَقْمَأَ (¬2): سَمِنَ بعد الهُزالِ. وما يُقامِيني (¬3): أي لا يُوافِقُني. وقَمُأَ: حَقُرَ، فهو قَمِيءٌ. وأقْمَأْتُه وَتَقمَّأتُه: طَلَبْتُه، وأقْمَأَني: أَعْجَبَني. وتَقَمَّأْته: جَمعتُه شَيْئاً بَعد شيَءٍ. والقَمْأةُ: المكانُ الذي لا تَطْلُع عليه الشَّمسُ. وقَمَأتُ بالمكانِ: أقَمْتُ به. ويُحتَمل أن يَكُونَ الهَمْزُ في لَفظِ الحديثِ مُبدَلاً من الهاءِ: يقال: قَمَهَ غَابَ: أي كَانَ يَدخُلُ فيه فَيغِيبُ. (قمر) - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "مَن قَالَ: تَعالَ أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصدَّقْ" قال الخَطَّابي: يَعني بِقَدْرِ ما جَعلَه خَطَرًا في القِمَارِ. ¬
(قمرص)
(قمرص) - (1 في حَديثِ ابن عُمَيْر: "لَقَارِصٌ قُمارِصٌ يَقْطُر منه البَوْلُ" القُمارِصُ: أَشدُّ من القَارِص لِزيادة الميم: لَبنٌ شَديدُ الحُموضةِ يَقْطُر مِن شَارِبه البَوْلُ لِشدّة حمُوضَتِه. (قمص) - في حديث عليّ - رضي الله عنه -: "القامِصَة" (¬2) ذُكر في الوَاقِصَةِ. - في حديثِ عمر: "فَقَمَصَ منها قَمْصًا". : أي نَفَر وأعْرَض (¬3). - ومنه حديث أبي هريرة: "لَتَقْمِصَنَّ بكم الأرضُ قِماصَ البَقَر" يعني الزَّلْزَلَةَ. - في حديث ماعز (¬4): "يَتَقَمَّص في أنْهارِ الجنَّةِ" قال الكميت: بِحُورٍ تقمَّص في لُجَّةٍ تَغِيب مِرارًا وتَعلُو مِرارا (¬5) : أي تَتَقَلَّب وتَنْغَمِسُ 1). ¬
(قمع)
(قمع) - قَولُه تَباركَ وتَعالى: {مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} (¬1) : أي آلات يُقمَعُون بها ويُضرَبون. وقَمَعتُه: أَذلَلتُه وقَهَرْتُه. وأَقمَعْتُه: إذَا طَلعَ فَردَدتُه. - في الحديث: "أوّلُ مَن يُساقُ إلى النَّار الأَقمَاعُ، الّذين إذَا أَكلُوا لم يَشْبَعُوا، وإذَا جَمَعُوا لم يَستَغْنُوا". كأنّ معناه معنَى الحديث الآخر: "أَهلُ النَّارِ الضَّعيفُ الذي لا زَبْرَ له" (¬2) الّذين هُم فِيكم تَبعٌ لَا يَبْغُونَ أَهلاً ولا مَالاً كأَنّهم أَهلُ البَطَالَات (¬3)، الذين لا هَمّ لهم إلّاَ في تَزْجِيَةِ الأَيَّام بالباطِل، لا في عَمَل الآخرَة يكونون ولا في عَمَل الدُّنيا - والله تَعالى أَعْلَمُ -. وسُمِّى القِمَعُ قِمَعًا؛ لأنه يُقمَعُ فيه الشيءُ: أي يُحَطُّ إلى أسفَل، ولا يَبقَى فيه شيءٌ. (قمقم) - في حديث (¬4) عمر - رضي الله عنه -: "لأَن أَشْرَبَ قُمْقُماً أَحْرَقَ ما أَحْرَقَ أحَبُّ إلىَّ من أن أشرَبَ نَبيذَ جَرّ." : أي ما في القُمقُمَ من الماءِ الحارِّ، لأن القُمقُم لا يُمكن شُربُه؛ وهو ما يُسخَّنُ فيه الماءُ من نُحاسٍ ونحوه. ويقال: قمقَم الله غَضبَه: خَفَّضَه. ¬
(قمل)
(قمل) - في حديث عمر - رضي الله عنه - في صفة النِّساءِ: "مِنهُنَّ غُلٌّ قَمِلٌ" الأَصلُ فيه: أنّهم كانوا يَغُلُّون الأَسِيرَ بالقِدِّ وعليه الشَّعَر، فيَقْمَلُ على الرَّجُلِ، فلا يَستطيع دَفْعَه (¬1) عنه بحيلَةٍ. وقيل: قَمِلٌ، أي قَذِرٌ مِن القَمْلَ. (قمم) - وفي الحديث: "قُمُّوا فِنَاءكم (¬2) " : أي اكْنُسُوه. والمِقَمَّة أيضًا: فَمُ الشَّاةِ لأنَّها تَقْتَمُّ به: أي تَأكُلُ. - وفي حَديث جَماعةٍ من الصَّحابَةِ - رضي الله عنهم -: "أَنّهم كانُوا يَقُمُّونَ شَوارِبَهم" : أي يَستَأْصِلُونَها قَصًّا، كأنه شَبّههم بقَمِّ البَيْت، وهو كَنْسه. يقال: هو يَقتَمُّ كلَّ شيء على الخِوانِ: أي يَأكُله. - في حديث ابن سِيرين: "أنَّه كَتَب يَسْألُهم عن المُحَاقَلَة، فقيل: إنَّهم كانوا يَشَترِطُونَ لِرَبِّ (¬3) الماء قُمَامَةَ الجُرُن" القُمَامَةُ: الكُسَاحةُ. وقد قَمَّ بَيتَه يَقمُّه: كَنَسَه. والمِقَمَّةُ: آلَتُه. * * * ¬
ومن باب القاف مع النون
(ومن باب القاف مع النون) (قنأ) - (1 في حديث شَريك: "أنّه جلَس في مَقْنُوءةٍ له" : أي حيث لا تُصِيبُه الشّمسِ 1) (قنت) - في الحديث: "تَفَكُّرُ ساعةٍ خيرٌ من قُنوت لَيلَةٍ" القُنُوت: الطَّاعة، والصَّلاة، والدُّعاءُ في موضع خاص منها، وطُولُ القِيام فيها، والسُّكوت (¬2)، والخُشوعُ. وفي روايَة: "خَيْرٌ مِن قيَام لَيْلَةٍ" (قنص) - (3 في حديث عمر رضي الله عنه: "أنه قال لجُبَيْر بن مُطْعِم (¬4) - وكان أنْسَبَ العَرب، لأَنّه أخذَه عن أَبي بكر -: مِمَّن كان النُّعْمانُ بن المُنذِر؟ قال: مِنْ أشْلَاء قَنْص (¬5) بن مَعَدٍّ" : أي من بَقيّةِ أَولادِه. "وفي أَوْلاده قَنَصُ بن مَعَدٍّ وقَناصَة" ذكرهم الزُّبير 3). (قنع) - وفي حديثه أيضًا: "أنّه رَأى جارِيةً عليها قِناعٌ فَضَربها بالدِّرَّةِ وقال: أَتَشَبَّهِين بالحَرائرِ؟ " (¬6) القِنَاعُ، قيل: هو أَكبَرُ من المِقْنَعَة. - وفي حديث بَدْرٍ: "فانْكَشف قِناعُ قَلْبه فَماتَ" ¬
قال الأَصْمَعيُّ: قِناعُ القَلْب: غِشاؤُه، وهو الجلْدةُ التي تَلبَسُ القَلْبَ إذَا انْخَلَعتْ مَاتَ الرَّجُلُ. - في (¬1) الشِّعرِ الذي تَمثّلَت به عائشة - عند مَوت أَبي بكرٍ رضي الله عنهما -: مَن لا يَزال دمْعُه مُقَنَعًا لا بُدَّ يَوْمًا أَنْ يُهَراقَا مُقَنَّعًا: أي مَحبوسًا مَسْتورًا في مَدامِعِه. (2 وصُحِّح وَزْنُه: مَنْ لا يَزال دَمْعُه مُقَنَعًا لا بُدَّ يَوْمًا أنه مُهَرَاقُ وهو من الضَّرب الثانِي من بَحرِ الرَّجَز. ورُوِى: ومَن لا يَزال الدَّمْعُ فيه مُقنَّعًا فلا بُدَّ يَوْمًا أنه مُهَراقُ وهو من الضَّرب الثالث من الطَّويل. كأَنَّ مُقَنَعًا: أُخِذ من إداوة مَقنُوعة ومَقمُوعة: إذَا خُنِثَ رَأْسُها إلى داخِلٍ 2). - قال الخلِيل - في الخَبر -: "كانَ المَقَانِعُ مِن أصْحابِ مُحمّدٍ صلَّى الله عليه وسلّم (3 يَقولُون كذا 3) " ¬
(قنن)
يقال: فُلانٌ مَقْنَعٌ في العِلْم وغَيره: أي رِضًا، لا يُثَنَّى ولا يُجمَعُ عند بَعضِهم (¬1)، وكذلك يقال: هو قُنعَانٌ وقَنيعٌ بمعناه. (قنن) - (2 في حديث عُمَر (2): "لم نَكُن عَبِيدَ قِنٍّ، إنّما كُنَّا عَبِيدَ مَمْلكة" بمعنى القِنَانَةِ. يقال: عَبْدَان قِنٌّ، وعَبِيدٌ قِنٌ، كفِطْرٍ. وعن أبي عَمْرو: "أقْنَانٌ"، وعن أبى سَعِيد الضَّرير: "أقِنَّةٌ": وهو الذي مُلِك ومُلِكَ أَبوَاه؛ من القِنَّةِ. وعَبْد المَمْلكة: هو المَسْبِيُّ وأبوَاه حُرَّان 2) (قنا) - في الحديث: "فَاقْنُوهم" : أي عَلَّمُوهم واجْعَلوا لهم قُنْيَةً من العِلم يَسْتَغْنون به إذا احْتاجُوا إليه. - وفي الحديث: "أَنَّه نَهَى عن ذَبْحِ قَنيِّ الغَنَم" وهي التي تُقْتَنَى للدَّرِّ أو الوَلَد (¬3)، واحَدها: قُنْوة وقِنْوةٌ، والمصْدَرُ: القُنْيان، بالضم والكسر أيضًا، والفِعلُ: قَنَاه يَقنُوه، واقْتَناه: إذا اتَّخذَه لنَفْسِه (¬4) دون البَيْع. وهي غنَم قُنْوة وقُنْية. - ومنه الحديث: "إذَا أَحَبَّ الله تعالى عَبْدًا الحُبَّ البالِغَ اقْتَنَاه فَلم يَتْرك له مالاً ولا وَلدًا (¬5) " ¬
- في حديث (¬1) هِنْد بن أَبِي هَالةَ - رضي الله عنه -: "كان أقْنَى العِرْنِين" العِرْنِينُ: المَعْطِس، (2 وهو الأَنفُ 2)، والقَنا فيه: طُولُه ودقَّةُ أَرْنبَتِه مع حَدَبٍ في وَسَطِه. - (3 في حديث عمر: "لو شِئْتَ أمَرْت بقَنِيّةٍ (4 سَمِينَةٍ 4) فأُلْقِى عنها شَعَرُها". : من الاقْتِناء أيضًا. - ورُوِى في حديث وابِصَةَ: "وإن أَقْناك النَاسُ وأقْنَوكَ (¬5) " : أي أرْضَوْك، قاله الزمخشري. والمَحفُوظ (¬6) بالفَاء والتّاءِ 3) * * * ¬
ومن باب القاف مع الهاء
(ومن باب القاف مع الهاء) (قهر) - قَولُه تَعالَى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} (¬1) القَهْرُ يكون سُلْطاناً، ويكون غَلَبةً: أي لا تَتَسَلَّط عليه، ولا تَقْهَرْه على مَالِه، ولا تَغلِبْه. وقيل: هو بمعنى الكَهْر (¬2): أي لاَ تَنْهَرْه. (قهقر) - ومن رُبَاعِيِّه في الحديث: "أنّه رَجَع القَهْقَرَى" (¬3) : أي إلى خَلْف. قيل إنَّه مِن باب القَهْرِ. وقيلَ: غَيرُ ذَلِك. * * * ¬
ومن باب القاف مع الواو
(ومن باب القاف مع الواو) (قوت) - في الحديث: "كَفَى بالمَرءِ إِثْماً أَن يُضَيِّعَ مَن يَقُوت" يقال: قَاتَه يَقُوتُه: أي أعطاهُ ما يَكتفِي به مِن القُوتِ، يَعني مَنْ يكون من عِيَاله، وتَلزمُه نَفَقَتُه، وينْتَظِرُ كِفايتَه. ويُروَى: "مَن يُقِيتُ" يقال: أَقاتَ بمعنى قَاتَ. وقيل: أَقَاتَهُ: أي حَفِظَه. فيكون مَعنَاه: مَن يَرجُو تَحفُّظَه وتَعهُّدَه. - في الحديث: "قُوتُو طَعامَكم يُبارَكْ لكم فيه" سُئِل الأَوْزَاعِيّ عن تَفسيره، فقال: هو صِغَرُ الأَرْغِفَة. وسَألتُ الإمامَ إسماعيلَ - رحمه الله -، فقال: هو مِثلُ قَولِه: "كِيلُوا طَعامَكُم". (قود) - (1 في الحديث: "مَن قَتَلَ عَمْدًا فهو قَوَدٌ." (¬2) القَوَدُ: قَتْلُ القاتِلِ بالقَتِيلِ (¬3). وقد أَقَدتُه به، واسْتَقَدْتُ الحاكِمَ: سَألتُه أن يَقْتادَ لي (¬4). - في حديث عَلّيٍ - رضي الله عنه -: "قُرَيْش قادَةٌ ذَاَدَةٌ" : أي يَقُودونَ الجُيوش (¬5). - رُوِى أن قُصَيًّا قَسَم مَكارِمَه، فأَعطَى القِيَادةَ عبدَ مَناف، ثم وَلِيها عبدُ شمس، ثم أمَيَّةُ، ثُم حَرْبٌ، ثم أبو سُفيان 1). ¬
(قور)
(قور) - في حديث الاسْتِسْقاء - رِوايةُ ثابِتٍ، عن أنسٍ - رضي الله عنه-: "فَتَقَوَّرَ السَّحَابُ" : أي انقَطعَ وتَفرَّق، وانفَرَجَ انفِراجًا مُستديرًا (¬1). - وفي حديث (¬2) معاوية - رضي الله عنه -: "وبفنَائِه أعنُزٌ، دَرُّهُنَ غُبْرٌ، .. يُحْلَبْنَ في مِثْلِ قُوّارَةِ حافِرِ البَعيرِ" يريد: ما تَقوَّرَ واسْتَدارَ مِن باطن حافِرِه، يعني به صِغَر المِحْلَبِ وضِيقَه، يَصِفُه (¬3) باللُّؤم. والعَربُ تَتمدَّح بِعظَمِ الجفانِ، وسَعَةِ الأَواني. (4 وقُوَارَة - بالتَّخفِيفِ والتَّشَدِيد -: ما يُقوَّر للهَدَفِ وغيره. وقُوَّارةُ القَمِيص: ما يُؤخَذ من جَيْبه 4)، وقُوارَتُه أيضا. (قوصر) - (4 في حديث عَليّ رضي الله عنه: "أَفْلَح مَن كانت له قَوْصَرَّة" يشدَّد ويُخَفَّف؛ وهي وِعاءٌ من قَصب للتَّمر. (قوصف) - في الحديث: "علَيه قَوْصَفٌ (¬5)." : أي قَطِيفَة 4). (قوف) - في الحديث: "أَنَّ مُجَزِّزًا - رضي الله عنه - كان قائِفًا" : أي الذي يَتَتبَّعِ الآثارَ وَيعرِفُها، وَيعْرِف شَبَه الرجُلِ بأخِيه وأَبِيه، والجَمعُ القَافَة. قال الأصمعيُّ: يقال: فُلانٌ يَقُوفُ الأثرَ وَيقْتافُه قِيافَةً، فهو قائِفٌ، بمعنى قَفَاهُ يَقفُوه، فقُدِّمت الفاءُ وأُخِّرت الواوُ، كما قَالُوا ¬
(قوق)
في جَبَذَ وجَذَبَ، وبَضّ وضَبَّ (¬1). (قوق) - في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما -: "أجئْتُم بها هِرَقْلِيَّةً قُوقِيّة؟ " (¬2) يُريد أنَّ البَيعَة لأَولادِ الملُوكِ سُنَّةُ ملُوكِ العَجَم. و"قُوق" قيل: اسْمُ مَلِك مِن مُلوكِ الرُّوم، إليه تُنسَبُ الدَّنانِيرُ القُوقِيَّة. وقيل: كان لَقبُ قَيصَر قُوقًا. وذكَرَه بَعضُهم: بالقاف والفاءِ؛ مِن القُوفِ الذي هو الاتِّباع، كأَنّه يَتبَعُ بعضُهم بعضًا في الملك، والأوَّل المحفُوظُ. (قول) - في الحديث: "قُولُوا بقَولِكم أو بِبَعْضِ قَولِكم ولَا يَسْتَجْرِيَنَّكُم الشَّيطانُ" قيل: أي قُولُوا بقَولِ أهْلِ دينِكم ومِلَّتِكم. : أي ادْعُوني رَسُولًا وَنَبِيًّا، كما سَمَّاني الله عزّ وجلّ، ولا تُسَمُّوني سَيّدًا، كما تُسَمُّون رُؤَساءكم، ولا تَضُمُّوني إليهم، فإنّي لَستُ كأَحَدهم الذين يَسُودُونَكُم في أسباب الدُّنيا. وقولُه: "بعْضِ قولِكم" يريد: عُوا بَعضَ قَوْلِكم، يَعني الاقْتِصادَ في المقَالِ (¬3)؛ لأنّهم كانوا يَحسبُون أنّ السِّيادةَ بالنُّبوة كَهِىَ بأسبَابِ الدُّنيا. - في الحديث: "فقال بثَوْبِه هَكذَا" - وفي حديثٍ آخَرَ: "فَقال بالماءِ على يَدِه" ¬
- وفي حديثٍ: "وهو قَائِلُ السُّقْيَا (¬1) " حكى أنّ أبَا عُمَر غُلام ثَعلب قال في كتاب اليَاقُوتَةِ عن ابن الأَنبارىّ، قال: تَقُولُ العَربُ: قال: بمعنى تكَلَّم، وقال: أقْبَل، وقال: مال، وقال: ضرَبَ وقال: اسْتَراحَ، وقال: غَلَبَ، وقال كذَا: أي تَكَلَّم بِهِ. وقال غَيرُه: العَرَبُ تَجعلُ القَولَ: عبَارةً عن جمِيع الأَفعال، نحو قال بِرِجْلِه فَمَشَى، وقال بيَدِه فأخَذَ، وأنشَدَ: * فقالت له العَينانِ سَمْعًا وطاعةً (¬2) * : أي أَوْمَأَتْ؛ وذلك على المَجَازِ والتَّوْسِعةِ في الكَلامِ. - كما رُوِىَ في حَديثِ السَّهْوِ في الصّلاةِ: "أنَّه قال: ما يَقُولُ ذُو اليَدَيْن؟ قَالُوا: صَدَقَ" وفي رِوَايةِ حَمَّاد بن زيد، عن أَيُّوبَ: "أَنَّهم أَوْمَؤُوا (¬3) " : أي نَعَم، يَدلّ ذلك على أَنّ رِواية من رَوى "أَنَّهم قالوا: نَعَم" إنَّما هو على المجَازِ، كما يُقَال: قُلتُ بِيَدِي وبِرَأْسي. - وفي الحديث: "سُبْحَانَ مَن تَعَطَّفَ بالعِزِّ وقَالَ به" : أي أَحَبَّه واختَصَّه لِنَفْسِه وأَفْردَه. كما يُقالُ: فُلانٌ يَقُولُ بِفُلانٍ: أَي بمحبَّتِهِ وقَبُولِه، ونحو ذلك. ¬
(1 وقيل: حَكَم به؛ فقد يُستَعملُ القَولُ في معنى الحُكْم. وقيل: هو مِن القِيلِ؛ لأنَّه نافذُ الحُكْمِ والقَوْلِ 1) وقيل: استَمالَه. كما يُقَال: قَالَ الحائِطُ: أي مالَ. ويُقال: قُلْنَا بِه: أي أوْقَعْنَا به فقَتَلْنَاه. - في الحديث: "نَهى عن قِيلَ وقال" قال الجَبَّان: يُقَال: قَالَ: في الابْتِدَاء، وقيل: في الجَواب. كأَنّه نهى عن كَثْرةِ الكلَام ابْتدَاءً وجَوَابًا. وقيل: يُحْتَمل أَن يُرِيد حِكَايَةَ أقوالِ النَاسِ، والبَحثِ عنها مِمّا لا يُجدِي خَيرًا ولا يَعنِيه، وهو من بَاب التَّجسُّسِ المنهىّ عنه. ويُحتَملُ أن يُريدَ في أمر الدّين أن يَقُول: قيل فيه كَذا، وقال فُلانٌ كَذَا، ولا يَرجع فيه إلى ثَبَتٍ (¬2)، ولكن يُقَلّدُ ما يَسْمَعه، ولا يَحْتاط لِموْضِع اخْتِيَارِه من تلك الأَقاوِيل. - (3 في حديثِ جُريج: "فأَسْرَعت القَوْلِيَّةُ إلى صَومعَتِه" قال كَعْب: اليَهودُ تُسَمِّي الغَوْغَاءَ قَوْليَّةً، وهم قَتَلَةُ الأَنبياءِ، ذَكره أبو عُمَر الزَّاهدُ في اليَاقُوتَةِ. - في الحديث: "أَتَقُولُه مُرائِيا؟ (¬4) " ¬
(قوم)
: أي أتَظُنُّه (¬1)، وهذا يَختصُّ بالاسْتِفهَامِ - ونحوه: "الِبرَّ تَقولُون بهنّ؟ (¬2) " - في حديث عَليٍّ: "ماقالَتْه ولكن قُوِّلَتْه (¬3) " : أي لُقِّنَته، وأُلْقيَ على لسانها 3). (قوم) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (¬4) : أي وَسَطاً. - في الحديث: "حِينَ قام قائمُ الظَّهيرة" : أي قامَت الشَّمسُ وقْتَ الزَّوال. قال الأَزهرىّ: هو مِن قَولِهم: قَامَت به دَابَّتُه: أي وَقَفَت (¬5) - ومنه قَولُه تعالى: {وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا} (¬6) : أي وَقَفُوا. قال: وسَمِعْتُ العربَ تَقول للدَّابَّة إذَا أَفلَتت: قُومي: أي قِفِي. والمعنى أَنَّ الشَّمسَ إذَا بَلَغت كَبِدَ السماءِ ووَسَطَها لا تزول ¬
إلّا بعد رَيْثٍ وبُطءٍ، فَيحسَب المتأَمِّلُ أنّها وقَفَتْ وَقفةً، فيُقَالُ لذَلك الوقُوف: قامَ قائِمُ الظَّهِيرَة. لأَنَّ الشمس دَائِبةُ السَّيْر والدَّوران لَيْلًا ونَهارًا لا تَقِف إلَا وَقْتَ الظُّهْر خاصَّة. ومِثْلُه يُقَال: جاء فُلانٌ فقَامَ عَلينَا: أي وقَف. وقيل: هو من القُوام؛ وهو دَاءٌ في قَوائم الدَّابة لا تَمشي معه. - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "في العَيْنِ القَائِمَةِ ثُلُثُ الدِّيَة" قال الأَصمعِيُّ: هي التي ذَهَبَ مَاؤُها والحَدَقةُ صَحِيحَة (¬1). - وفي حدِيثِ حَكِيم بن حِزَام - رضي الله عنه -: "بَايَعْتُه على أَن لا أَخِرَّ إلَّا قَائِماً". قال أبو عُبَيد: أي لا أَمُوت إِلَّا مُسْلِماً. وقال ابنُ عائشةَ: أي لا أَسقُطُ في أَمرِ من تجارَتي إلّا قَوِيًّا بِعَوْنِكَ إيَّاي وَدُعَائِكَ لي؛ لأَنّ السَّاقِطَ مِن عُلُوٍّ إذَا سقَطَ قائماً أَحسَنُ حَالًا مِمّن خرَّ علىَ وَجهِهِ. فقال: أَمَّا مَن قِبَلي فَلَن أُوقِعكَ في أَمْرٍ مِنِ تجارتِك يُعْطِبكَ. قال: وكيفَ يَكون مَعناه لا أَموتُ إلَّا مُسْلِماً؛ وقد قَال له عليه الصَّلاة والسَّلام: "أَمَّا مِن قِبَلي فَلَا"؟ (2 قال الطَّحاوِي: قيل: أي لا أَسجدُ إلَّا مِن قِيامٍ؛ كما؛ قال: - "لا صلاةَ لمن لا يُقِيمُ صُلْبَه في الرُّكوعَ والسُّجُودِ" ¬
وقيل: القِيامُ: العَزْمُ، كما في قَوله تعالى: {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} (¬1): أي بالمُطالَبةِ. وقيل: كانَت بَيعتُه على الموتِ 2) - في الحديثِ (¬2): "لكَ الحمدُ أَنتَ قيَّامُ السَّمَواتِ وَالأَرض (¬3) " : أيْ عِمادُها ومُدبِّرُها، وكذلك القَيُّوم، ومعناهما: القَائِمُ بأُمُورِ الخَلْقِ وآجالِها وأرزاقِها، وأَصلهما قَيْوَام وقيْوُوم. - في الحديثِ (¬4): "أَتاني مَلَكٌ فَقال: خَلْقُكَ قَيِّم" : أي مُسْتَقِيمٌ حَسَنٌ. - في الحديثِ: "حتّى يُصيبَ قَوامًا مِن عَيش (¬5) " : أي مَا يقيم به خَلَّتَه، وهو نحو العِمَاد الذي يَقومُ به الشيءُ. - "ويَومُ القِيَامَةِ (¬6) ". قيل: هو مَصْدَر قَامَ الخَلقُ مِن قُبورهم قِيامَةً. قال الجَبَّان: وإن لم يُقَل ذلك فهي تَعْرِيب "قِيَمْثَا". بمعناها في السُّرْيَانِيَّةِ. وقيِمَة الشيَّءِ: ما يَقُوم مقَامَه. - في حديثِ أبي هريرة - رضي الله عنه -: "إنْ نَسَّاني الشَّيطانُ شَيئاً مِن صَلاَتي فَلْيُسَبِّح القَومُ ولْيُصَفِّق النِّساءُ (¬7) " ¬
حديث مُرسَل. واسم القَوم في اللُّغة: إنّما يُطلَق على الرِّجالِ دُونَ النِّساءِ، قال زُهَيْر: ومَا أدرِي وسوف إخال أَدْرِي أَقَومٌ آل حِصْن أَم نِساءُ (¬1) والحديثُ أدَلُّ الدَّلائِل عليه، حَيثُ قابَل به النِّساءَ، فدَلّ أَنّهُنَّ لم يَدخُلْن فيه. قال الخَلِيل: أَلا تَرَى إلى قَولِه تَعالَى: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ}، ثم قال: {وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ} (¬2). وسُمُّوا بذلك لأَنّهم قَوَّامُون على النِّساء بالأُمورِ التي لَيْسَت للنِّسَاء أَن يَقُمْنَ بها؛ وسُمِّيت النِّساءُ نِساءً لتأَخُّرهنَّ عن مَنازِل الرِّجَالِ؛ من نَسأتُه: أخَّرته، أو نَسِيتُه: تَرَكتُه (3 وقيل القَوم في الأَصل مَصدرُ قام، فَوُصِفَ به، ثم غَلَب على الرِّجال لِقيامِهم بأُمُورِ النِّساءِ، وهي صفَةٌ غالبةٌ، جمع قَائِم، كصَاحِبٍ وصَحْب. أَخبرَنا أبو على الحَدَّاد، فيما أرى، ثنا أبو نُعَيْم، نا محمد بن عبد الله هو الحاكم في كتابه، ثنا بكر بن محمد الصَّيرفي بمَرْو، ثنا إسحاقُ بن هَيَّاج البَلْخِيّ، ثنا أبو قُدامَة، قال: سمعت الحَسَنَ ابن الرَّبيع يقول: قال عبدُ الله بنُ المُبارَك. ¬
(قوة)
- في حديث ثَوْبَان: "استَقِيمُوا لِقُريْشِ ما اسْتَقَامُوا لَكُم (¬1) " تَفْسِير حديث أمّ سلَمة: "لا تُقَاتِلُوهمَ ما صَلُّوا." - في حديثِ أَبِي الدَّردَاء: "رُبَّ قَائمٍ مَشكُورٌ له، ونائمٍ مَغْفُورٌ له" : أيّ رُبَّ مُتَهجِّدٍ يَستَغْفِرُ لَأخِيه النَّائِم، فيُشكَر له فِعلُه ويُغفَر للنائم بدعائه. - في الحديث: "أَنّه أَذِنَ في قَطع المَسَد والقَائِمَتَيْن" يعني قائِمَتَي الرَّحْلِ، يُريدُ من شَجَرِ الحَرَم. (قونس) في شِعرِ العَبَّاس بنِ مِرْداس: * وأَضْرَبَ مِنَّا بالسُّيوفِ القَوانِسَا (¬2) * القَوْنَسُ: عَظْم ناتيءٌ بين أذُني الفَرَس وأعلى بيضَةِ الحديدِ 3) (قوة) - في حديثِ ابن الدَّيْلَمِيِّ (¬3): "يُنقَضُ الإسلامُ عُروَةً عُروَةً، كما يُنقَض الحَبْلُ قُوَّةً قُوّةً" القُوَّةُ: الطَاقَة مِن الحَبْلِ، والجَمعُ: القُوَى. ¬
وأَقوَى (¬1): إذا نَقَضَ قُوّةً مِن قُواه. - (2 وفي حديث عُبَيْدِ الله: "سُئِلَ عن امرأةٍ كان زَوجُها مَملوكًا فاشتَرتْه، قال: إن اقَتوتْه فُرِّق بَينَهما" : أي استَخْدَمَتْه؛ من الاقْتِواءِ بمَعنَى الاسْتِخْلاص، فكَنَى به عن الاسْتِخْدام؛ لأَنّ من اقَتوى عَبدًا لا بدّ أن يَستخدِمَه. وعند فُقَهائِنا: أنَّ المرأةَ إذَا اشتَرت زَوجَها حَرُمت عليه. - في تَفسِير الأَسْوَدِ (¬3)؛ لقَولِه تَعالَى: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} قال: مُقْوُون مُؤْدُونَ. : أي ذو دَوَابَّ قَوِيَّةٍ وسلاح تَامٍّ 3). * * * ¬
ومن باب القاف مع الياء
(ومن باب القاف مع الياء) (قيأ) - في الحديث: "تَقِيءُ الأَرْضُ أَفلاذَ كَبِدهَا". : أي تَتَقَيّؤُها (¬1) وتُخْرِجها، فَتَطْرحُها على ظَهْرِها. - ومنه حديث ثَوْبَان - رضي الله عنه -: "مَن ذَرَعَه القَيءُ وهو صَائِمٌ فلا شيَءَ عليه، وَمن تَقيَّأَ فعليه الإعادَة" : أيّ تكلَّفه وتَعمَّده. (قيح) - (2 في الحديث: "لأَنْ يَمْتَليءَ جَوْف أحدِكم قَيْحاً (¬3) " : أيّ مِدَّة، وقد قَاحَتَ القَرحَة وتَقَيَّحت 2) (قيد) - في الحديث (¬4): "حِينَ مالَت الشّمْسُ قِيدَ الشِّرَاك" : أي إذَا زالَت فَصارَ للشّخص فَيءٌ يَسيرٌ بقَدْر الشِّراك، وهو الوَقتُ الذي لا يجوز لأَحدٍ أن يَتقَدَّمه في صَلاةِ الظُّهرِ (¬5)، وإنَّما يكونُ ذلك في البَلَد الذي يَقلُّ فيه الظّل. - وفي حديثٍ آخر: "لَقابُ قَوْسِ أحَدِكم مِن (¬6) الجَنَّة، أَو قِيدُ سَوْطِه خيرٌ مِن الدُّنيا (¬7) " : أيَ قَدْرُهُ. يُقال: بَينِي وبَينَهُ قِيدُ رُمْحٍ، وقادُه (8 وقِداه وقَداه 8) وقَدَتُه؛ أي قِيسُه ومِقْدارُه. ¬
(قير)
- وفي حديث آخر: "حتّى تَرتفِعَ الشمسُ قِيدَ رُمْح" : أي في رَأْى العَينِ. (1 وقيل: أصل قِيدَ قِوْد مِن القَوَد، وهو المُمَاثَلَة والقِصاص يَدُلُّ عليه قِيسَ كذا. 1) (قير) - وفي حديثِ مُجاهدٍ: "يَغْدُو الشَّيطانُ بقَيْرَوانِه إلى السُّوقِ، فلَا يَزالُ يَهْتَزُّ العَرشُ ممَّا يَعْلَمُ الله عزَّ وجلَّ ما لا يَعْلَمُ" والقَيْروَان: مُعظم العَسْكَرِ، والقَافِلة. قيل: إنه مُعَرّب: كارْوَان. وحكى عَمرو عن أبيه: أَنَّه الجَماعةُ، وأَنشَد: * لها قَيْرَوَانٌ خَلْفَها مُتَنكِّبُ (¬2) * وربّما تكلَّمت العَربُ بكَلَام الفُرس حكايةً عنهم، فَيُبدِلون حَرفًا مِن حَرفٍ، كما قَالوا: إبريق (¬3)، وهو تَعرِيبُ إبراه، أبدَلُوا القاف مِن الهَاءِ، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} (¬4) قيل: إنّه بالفَارِسيّةِ "كُور، أني أعمى". ¬
(قيس)
ويَعني بالقَيْرَوانِ: أَصْحابَ الشَّيطانِ وأعوانَه. وقوله: "يَعلَمُ الله تَعالَى ما لا يَعْلَم" كأنّه يَعني أنَّهُ يَحملُ النّاسَ على أَن يَقُولوا: يَعلَمُ الله تعالى كذا (¬1) لِأشياءَ يَعْلَمُ الله خِلافَها، فيَنْسُبُون إلى الله تَعالى عِلْمَ ما هو بِخلاَفِه. (قيس) - في الحدِيث: "لَيسَ ما بَيْن فرعونٍ من الفَراعِنَة، وفِرْعونِ هذه الأُمَّة قِيسَ شِبْرٍ" : أي قَدْرُه؛ مأخُوذٌ من القِيَاسِ. - (2 في حديث الشَّعْبيّ: "أَنَّه قضى بشَهادةِ القَائِس مع يَمِينِ المَشْجُوج" : أي الذي يَقيسُ الشَّجَّةَ، وَيتَعرَّفُ (¬3) غَوْرَها 2). (قيض) - في الحديث: "إن شِئتَ أَن أَقِيضَكَ به المُختَارةَ مِن دُرُوع بَدْرٍ" : أي أُبْدِلَك به وأعَوِّضَك عنه. والقَيضُ: المِثْل والقِرْن؛ ومنه المُقايضَة في البَيْع، وتَقَيَّضَ الرَّجُلُ أباه: تَقَيَّلهُ (¬4). وهُمَا قَوْضَان وقَيْضَان. والاقْتِيَاضُ: كالاعْتِياض. وقِضْنِي بكذَا، وقايِضْنِى به بَادِلْني. - (5 في حديث معاوية: "لَو مُلِئت لِي غُوطةُ دِمَشْقَ رِجالاً قِياضًا بِيَزيدَ ما قَبِلْتُهُم (¬6) " : أي عِوضًا ومُقَايَضَةً 5) ¬
(قيل)
(قيل) - في حديث زيد بن عَمْرو بن نُفَيْل: "ما مُهاجِرٌ كمَن قال" وفي رواية: "ما مُهَجِّر" والتَّهْجِيرُ: السَّيْرُ في الهَاجِرةِ، والقَيلُولَة: النَّومُ فيها؛ : أي ليس المُتعَنّى كالمُسَتريح (¬1). - في الحديث: "مَن أقالَ نَادِماً (¬2) " : أي وَافَقَه على نَقْضِ البَيْع، وأَجابَه فيه. وقد تَقَايَلا: تَتَاركَا البَيْعَ وتَفَاسَخَا. - في حَديثِ سَلْمانَ - رضي الله عنه -: "ابْنَا قَيْلَةَ (¬3) " يريد: الأَوسَ والخزرجَ: قَبيلَتي الأنصار، (4 وقَيْلَة 4) اسم أُمٍّ لهم؛ (4 وهي بِنت كَاهِل 4) - في حديث ابن الزبير: "لا أسْتَقِيلُهَا أَبَدًا (¬5) " : أي لا أُقِيلُ هذهِ العَثْرةَ وِلا أَنْسَاها. - في أوائل البُخارِي: " (¬6) فكانَتْ منها نقِيَّة قَبِلَتْ الماءَ" بالباء. ¬
(قين)
وذُكِر عن بعضهم باليَاءِ [قَيَّلَت] وحُكِى عن جماعةٍ أنه باليَاءِ تَصْحِيف. وقال ابنُ دُرَيْد: تَقَيَّل الماءُ في المكان المُنْخَفِض: اجْتَمع. والذي أورده البُخاري "فكان منها نَقِيَّة قَبِلَت المَاءَ" وقال إسحاق (¬1): وكانت منها طائفة قَيَّلَتِ المَاءَ. (قين) - في الحديث (¬2): "فما كانت امرأةٌ تُقَيّنُ بالمدينة" : أي تُزَيَّن لِزِفافِها. والتَّقْيِن: التَّزْيِين. وقال أبو عَمرو: أصلُه من اقتان النَّبتُ اقتِياناً: إذا حَسُن. - (3 في حَديثِ الزّبَير - رضي الله عنه -: وإنَّ في جَسَدِه أَمثالَ القُيونِ" فإن حُفِظَ لَفظُه، فقيل: إنَّ القَينَة من الفَرَس الهَزْمَةُ بين غُرابِ الوَرِك والعَجْبِ؛ وهي أيضًا فقارةٌ من فَقار الظَّهْرِ. - في حديثَ خَبَّاب: "كُنتُ قَينًا في الجاهلية" : أي حَدَادًا. - وفي حديث الإذخرِ، في رواية: "فإنّه لِقُيونِنا (¬4) " ¬
(قيى)
- في حديث سَلْمان - رضي الله عنه -: "لو بات رجلٌ يُعْطي القِيانَ البِيضَ (¬1)، يعني الإماءَ والعَبيدَ 3). (قيى) - وفي حديثه أيضًا (¬2): "مَا مِن مُسْلِم يُصَلِّى بِقِىٍّ من الأرض" : أي أَرضٍ خاليَةٍ، ولم يذكُرْه ابنُ فَارس ولا الجَبَّان. * * * ¬
انتهى بعون الله الجزء الثاني ويليه الجزء الثالث، وأوله باب الكاف
المملكة الْعَرَبيَّة السعودية جامعَة أم الْقرى مَرْكَز الْبَحْث العلمي وإحيَاء التراث الإسلامي كليّة الشريعَة والدّراسَات الإسلاَمية - مكَة المكرمة منَ التّراثِ الإسْلاَمي الْكتاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ المَّجْموعُ المُغِيثْ فِي غَرِيَبي القُرآنِ والحَّدِيثِ تأليف الإمَام الحَافظ أبي مُوسَى مُحَمَّد بْن أبي بكر بن أبي عِيسَى الْمَدِينِيّ الأصْفهاني الْمُتَوفَّى سنة 581 هـ تَحْقِيق عَبد الْكَرِيم العزبَاوي الْجُزْء الثالث
الطبعَة الأولى 1408 هـ - 1988 م حقوقُ الطَّبْع مَحْفُوظَة لجامعة أم الْقرى
ومن كتاب الكاف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الجزء الثالث ومن كتاب الكاف من باب الكاف مع الهمزة (كأب) في الحديث: "أَعوذُ بك من كآبةِ المُنْقَلَب". يعني: أن ينقلِبَ منِ سَفَرِه بأمرِ يكتئب منه، إما إصَابة في سَفَرِه وإمّا قَدِمَ عليه، مثل أن ينَقَلب غيرَ مَقْضىّ الحاجة، أو ذهب مَالُه أو أصَابته آفةٌ، أو يَقْدُمُ على أهِلِه فيجِدُهم مَرْضى، أو فُقِد بَعضُهم أو ما أَشْبَهَهُ. والكآبة: سُوءُ الهَيئَة، والانِكسارُ من الحُزْنِ، على وَزن فَعالَة. وكذلك الكَأْبَةُ على وزن فَعْلَة، والكأَب أيضًا على وَزْن فَعَل، وقد كئِبَ واكتأب فهو كئِيبٌ وكَئِبٌ ومكتَئِبٌ (1 وهو شِدّةُ الحُزْن 1). (كأد) - في الحديث: "ما تَكاءدَتْني خِطبةُ النِّكاحِ (¬2) ". أي: ما صَعُبَ عَلَىَّ؛ ومنه (¬3) عَقَبةٌ كؤودٌ: أي ذات مَشَقّةٍ، ويُقالُ: وَقعنا في كَؤودٍ مُنكَر. ومثله (¬4) تَكأَّدَ بالتَّثْقيل، (1 كَأَب، وكأَد، وكَأَنَ (¬5)، في معنى الشِّدّة 1). ¬
(كأس)
(كأس) - قوله تبارك وتعالى: {يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ} (¬1) الكَأْسُ في اللُّغَة: الإناءُ فيه الشَّرابُ. وقيلَ هو إناء الشّرابِ ونَفْسُ الشَّرَاب، ولهما إذا اجتَمعا. والجمعُ أكْؤُسٌ ثم كُؤُوسٌ. (كأكأ) - في (2 حديث الحَكَم بن عُتَيْبة: "لو حَدَّث الشَّيطانُ لتَكأْكَأ الناسُ عليه". أي: تَوقَّفوا وعَكفُوا عليه مُزْدَحمِين، وكأكأته: قَدعتُهُ وكَفَفْتُه، فتكَأْكأَ، قال: * إذا تكَأْكَأْن على النَّضِيح (¬3) * (كأين) - في حديث أُبَيّ (¬4): "كأَيِّنْ تَعُدّون سُورةَ الأحزاب" أي: كَمْ. وهي تُسْتَعْمل في الخَبَر والاستِفْهامَ كِلَيْهما، تقول: كأيِّن رجلٍ عندى، وبِكَأيِّن هذا الثَّوب؟ وقرأ ابنُ كَثير: وكَائِن بوزن كاعِن. وأصل (¬5) كَائن كَأْيُنْ مثل كَعْىٍ، فقدِّمت الياءُ على الهَمز، ثم خُفِّفت، فصارت بَوزْن كيْعٍ، ثم قُلِبَتْ الياءُ ألفًا 2). ¬
ومن باب الكاف مع الباء
(ومن باب الكاف مع الباء) (كبب) - في حديث (¬1) أبي عُبَيْدَةَ بن عُتْبَةَ: "أن المرأةَ كانت تَأتِيهِ بكُبَّهِ الخُيوطِ تقول: خُذْها في سبيل الله عزَّ وجّل" الكُبَّة: الكُتْلَةُ، وكَبَبْتُ الغَزْلَ كَبًّا، وكَبَّبْتُهُ تَكبيبًا: جَمَعتُه، والكَبُّ: الشىَّءُ المجتَمع. ونَعَمٌ كِبابٌ: كثير مُجتَمعٌ، والكُبَّةُ: الجَماعَةُ مِن النّاس وغيرهم، وكذلك الكُبْكُبَةُ، بالضّم والفتح. - وفي حديث ابن مَسعُودٍ - رضي الله عنه -: "أنَّه رَأى جَماعةً ذَهَبَت فرجَعَت، فقال: إياكُمْ وكُبَّةَ السُّوق فإنها كُبَّةُ الشَّيْطانِ" يعني: الجَمَاعة (¬2). - في حديث معاويةَ - رضي الله عنه -: "إنكنّ لَتُقَلِّبْنَه (¬3) حُوَّلًا قُلَّباً إن وُقِيَ كُبّة النّارِ". : أي مُعظَمهَا، وكُبَّةُ الحَرْب كذلك، يُقال لَقِيتُه في كُبَّة القَوم، وقيل: الكُبّة: الحَمْلَةُ في الحرب، وكُبَّةُ الشّتاءِ: شِدَّتُه، وكُبَّةُ النّارِ: صَدْمتُها ودَفعَتُها. ¬
(كبث)
- في (1 الحديث (¬2): "فَتَكابُّوا عليها". : أي ازدَحَمُوا. (كبث) - وفي حديث جابر: "كُنا نَجْتَنِى الكَباثَ" يعني: حَمْلَ (¬3) الأراك وثَمرَه 1). (كبد) - في حديث الخندَق: "فعَرَضت كَبْدَةٌ شَدِيدةٌ" فإن كانت محفوظةً فهى القِطعَة الصُّلْبَةُ من الأرض. وأرضٌ كَبْدَاء، وقَوْسٌ كَبْداءُ: شديدَةٌ، والمحَفوظ: "كُدْيَةٌ" - في الحديث: "الكُبادُ من العَبِّ (¬4) ". الكُبادُ: وجَعُ الكَبِدِ، والمكْبود الذي به الكُبادُ، والأكبَدُ النَّاتىِء موضع الكَبدِ، وقد كَبِدَ. - وفي حديثَ بِلال: "كبَدَهم البَرْدُ (¬5) " يعني غَلَبَهم وشَقَّ عليهم. ويجوز أن يُريد أصابَ اُكبادَهم؛ وذلك في أشدّ ما يكون من البَرْدِ، لأن الكَبِدَ مَعدِنُ الحَرارةِ والدَّم، ولا يَخلُصُ إليه من البَرْد إلّا الشّديدُ. ¬
(كبر)
(كبر) - في أسماء الله تعالى: "المُتَكَبِّرُ (¬1) ". والتاء التي فيه تَاءُ التّفَرّد (¬2) والتَّخَصُّص للكِبريَاء، لا تاءُ التَّعاطِي والتّكَلُّف، وقيلَ: إنّه (¬3) من باب الكِبْرياء الذي هو عَظَمة الله تعالى لا منِ الكِبْر. - في الحديث: "الوَلاءُ لِلْكُبْر". يعني: لأكْبَر ذُرَّيَّة الرّجُل (¬4) إذا ماتَ عن ابنَين، ثم مات أحدُهما عن أولادَ يكون الوَلاءُ للابن الباقى، دُون أوَلادِ الآخَر. - وفي حديث القَسامَة (¬5): "الكُبْرَ الكُبْرَ" : أي لِيَبْدأ الأَكْبرُ بالكلام، أَو قَدِّموا الأَكْبَر، إرشَاداً إلى الأدَب في تَقْديم الأَسَنِّ. ¬
- في حديث عذاب القَبْر (¬1): "ما يُعَذَّبَان في كَبِير" : أي ليس في أَمرٍ كان يَكبر عليهما، أو يَشُقُّ فِعْلُه لو أرادَاهُ، لا أَنَّ الأَمْرَ في نَفْسِهِ غَيرُ كبير، وكيف لَا يكُون كبيرًا وهما يُعذَّبان فيه؟ وفي رِوايَة: "بلى": أي هو كَبيرٌ في نفسِه. - في الحديث (¬2): "لا يَدخُل الجنَّةَ مِثقالُ حَبَّة خرْدَل من كِبْرِ" وفي رواية: "مَن في قَلبِه ذلك". يعني: كِبْرَ الكفر والشِّرك، كما في القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ....} (¬3) الآية، و {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ} (¬4)، ونحو ذلك. ألَا تَرى أَنّه قابَلَه في نَقيضِه بالإيمان فقال: "ولا يَدخُل النّارَ مَنْ في قَلْبِه مِثْل ذلك منِ الإيمانِ" وقيل: إذا أرادَ أن يُدخِلَه الجنةَ نَزعَ ما في قَلْبِه من الكِبْر، كما قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} (¬5). وقوله: "لا يَدخُل النَّارَ"، اُى دُخولَ تَأبِيدٍ. ¬
- وفي حديث آخر: "وَلكنّ الكِبْرَ مَن بَطِرَ الحَقَّ". : أي ولكنّ الكِبْرَ (¬1) كِبْرُ مَن بَطِرَ الحَقَّ، نحو قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ} (¬2). - (3 قوله تَبارَك وتعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} (¬4). قال أبو عُبَيْدة: الكُبَّارُ (¬5) أكثرُ كِبْرًا. - في صِفَةِ العباس - رضي الله عنه -: "كُبْرُ قَومِه (¬6) " : أي كان أَقْعَدَهم في النَّسَب، وهو أن يَنْتَسِبَ إلى جَدِّه الأَكْبر بآباءٍ قلِيلين. - وقوله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} (¬7). بالكَسرِ والضَّم: أي مُعظَمه. - في الحديث (¬8): "دَفَعُوا مالَه إلى أكْبر خُزَاعة" : أي كُبْرهم، وهو أقربُهم إلى الجَدِّ الأَكْبَرِ. ¬
(كبس)
- سُئل عَطاء (¬1): "عن التَّعويذِ يُعلَّقُ على الحائض، قال: إن كان في كَبَرٍ فلا بَأس". : أي في طَبْل صَغِير. وفي رِواية: "إن كان في قَصَبَة 3) ". (كبس) - في الحديث: "أنّ رجلًا جاء بكبائِسَ من هذه النَّخل (¬2) ". يعني الشِّيصَ. وكَبَائِسُ النَّخْلِ جمع كِبَاسَة؛ وهي العِذْق التَّامُّ بشَمَاريخه ورُطَبِه، ويُجمَع أيضًا كُبْسَاناً. (كبل) - في حديث عُمَر بن عبد العزيز: "أنّه كان يَلْبَسُ الفَرْوَ الكَبَل (¬3) ". الكَبْل: فَرْوٌ كبير (¬4)، شُبِّه بالكَبْل الذي هو القَيدُ. - ومنه الحديث: "ضَحِكْتُ من قَومٍ يُؤتىَ بهم إلى الجنَّة في كَبْل الحَدِيد". وهو قَيدٌ ضخم. وقد كَبَلْتُه، مخفّفٌ ومشدَّدٌ، فهو مَكْبُولٌ ومُكَبَّلٌ ومُكَلَّبٌ أيضًا، ومَكْلُوبٌ. وأنشد: ¬
(كبه)
* وبالمُوثَق المَطلوبِ منهم مُكلَّبُ (¬1) * : أي مُكَبَّلٌ (كبه) - (2 في حديث حُذَيفة: "عَرِيضُ الكَبْهَة" (¬3). أراد: الجَبْهة، فأخرج الجيمَ بَينَ مَخْرَجِها، ومَخْرَجِ الكافِ (¬4)، وهو غير مُسْتَحسَن، ذكره سِيبَويْه 2) (كبا) - في حديث أبي موسى - رضي الله عنه: "فَشَق عليه حَتّى كَبَا وجْهُه". : أي انْتفَخَ (¬5) من الغَيْظِ. قال الأَصمَعىُّ: الكَبَا في الفَرَسِ: الانتفَاخُ، ويُقال له: إذا حَقَن الرَّبوَ: كَبَا (¬6). وجاء كابِياً، إذَا ربَما وانْتَفَخَ مِن رَبوٍ أو فَرَق. ¬
ومنه فُلانٌ كابِى الرَّمادِ: أي مُنتَفخُه وعظِيمُه؛ وذلك إذا وُصِف بالإطعامِ، وقيل كَبَا وجْهُه: تَغيَّر، ورَجُل كابي اللَّونِ، ليس بصافٍ. - في (1 حديث أُمِّ سَلَمَة (¬2): "لا تَقْدَحْ بزَنْدٍ كان أَكْباهَا" : أي عطَّلَها مِن القَدْحِ. - وفي الحديث: (¬3) "تَجْمَعُ الأكْبَاءَ في دُورِهَا" جمع: كِباً، وهو الكُناسةُ، وبالمَدِّ البَخُور، وألِف الكِبَا عن واو، ويقال: كَبَوتُ البَيتَ أَكبوه كبْوًا، وقد تُمِيله العربُ، وهو في ذلك أَخُو العَشِىِ (¬4) في الشُّذوذ. - وفي الحديث: "أَيْنَ ندْفِن ابنَكَ؟ قال: عند ابن مَظْعون وكان عند كِبَا بَنِى عَمرِو بن عَوف (¬5) " الكِبَا: الكُناسة، ومثلُه الكُبَة، مثل قُلَة وظُبَة، أَصلُها كَبْوَة، وهي المَزْبَلَة 1). * * * ¬
ومن باب الكاف مع التاء
(ومن باب الكاف مع التاء) (كتب) - قوله تبارك وتعالى: {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} (¬1) : أي يَعلمُون. قال ابن الأعْرابِىِّ: الكاتب (¬2): العَاِلم عندهم. - ومنه كِتابُه إلى اليَمَن: "قد بَعثْتُ إليكم كاتِباً من أصْحَابى" : أي (¬3) عَاِلماً. - وقوله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ} (¬4). قيل: أي حَكَمَ. - وقوله تعالى: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} (¬5). : أي أحْكَامٌ. - وقوله تعالى: {فَسَأَكْتُبُهَا} (¬6) : أي أَجمعُها. ومنه قولهم: كَتبتُ البَغْلَة؛ إذَا جَمَعتَ بين شَفرَيها؛ ومنه سُمِّيَتْ ¬
الكَتِيبَةُ لاجْتِماعها، وتقع على مائة فارسِ إلى ألفٍ، وكتَبْتُ الكتائِبَ: جَمَعتُها. والكِتاب سمِّىَ به لاجَتماع الحُرُوف بَعْضِها إلى بَعْضٍ. ومنه حديَثُ المُغِيرة - رضي الله عنه -: "قد تكتَّبَ (¬1) ". : أي تحزَّمَ وجمَعَ عليه ثِيابَه. - وفي حديث الزُّهرِىّ: "الكُتَيْبَةُ أكْثرها عَنوَة وفيها صُلْحٌ" (¬2) وهي اسمٌ لبَعْض قُرَى خَيْبَر. ومنها الوَطِيحُ، والشَقّ والنَّطاة والسُّلَالِم (¬3). منها ما فُتِحت عَنْوَة، ومنها ما كانت فَيئاً خاصًّا لرسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -. ولهذا رُوِىَ عن سَهلٍ بن أبي حَثْمَة - رضي الله عنه - قال: "قَسَمَ رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - خيْبر نِصفين نصفاً لِنوائِبه، ونِصْفاً للمُسلمين على ثمانية عَشر سَهْماً؛ لأنّهم كانوا ألفًا وثمانمائة. - في حديث أَنَس بن النَّضْرِ - رضي الله عنه -: "كِتابُ الله القِصَاصُ" ¬
: أي فَرْضُ الله على لِسانِ نَبيّهِ عليه الصلاة والسّلام. وقيل: هو إشَارةٌ إلى قوله عزَّ وجلَّ: {وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ} (¬1)، وقوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا} (¬2) الآية. - وفي حديث بَرِيرَةَ: "مَن اشتَرطَ شرْطاً ليس في كتابِ الله عزَّ وجّل" : أي لَيْسَ على حُكْم الله عزَّ وجلَّ، ولا على مُوجِبِ قَضايا (¬3) كِتابِه. والكتابُ أَمَرَ بطاعَة الرَّسُول عليه الصلاة والسّلام، وأَعْلَم أنّ سُنَّتَه (¬4) بَيانٌ له، وجعَل الرسولُ - عليه الصلاةُ والسلامُ - الوَلاءَ لمن أعْتقَ، لا أنّ الوَلاء مَذكُور في الكتاب نصًّا. - وقولُه تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ} (¬5). قيل: سُمَّيَتْ كِتابةً؛ لَأنَّه يَكتُبُه على نَفسِه، أو يكتُب ذلك عليه، والكِتابُ والكِتابَة بمعنى الكَتْب، ويُسمَّى المكتُوب فيه كتاباً. - وفي الحديث: "مَن نظَر في كِتابِ أخيِهِ بِغير إذْنِه فكأنَّما يَنظُر في النّارِ". قيل: إنّما هو تَمثِيلٌ: أي كما يَحذَرُ النارَ فَلْيَحْذَرْ هذا الصَّنِيعَ؛ ¬
(كتت)
إذ كان مَعْلومًا أنَّ النَّظَر في النار يَضُرُّ بالبَصَر. ويُحتَملُ أن يُريدَ بالنَّظر فيها: الدّنوَّ منها والصَّلىَّ بها؛ لأنَّ النظَرَ إلى الشّيء إنَّما يتحقَّقُ عند قُرْب المَسافةِ بينَه وبَيْنَه. وقيل: معناه: كأنَّما يَنظُر إلى مَا يُوجِب عليه النَّار فأضْمَرَه. وقيل: إنّه أرادَ به: الكِتابَ الذي فيه أمَانةٌ أو سِرٌّ يَكرَه صَاحِبُه أن يُطَّلَعَ عليه، دُون كُتُب العِلْم فإنَّه لا يَحِلُ مَنعُها (¬1) وقيل: إنّه عامٌّ لأن صاحبَ الشيء أولَى بمالِه وأحقُّ، وإنَّما يَأثَم بكِتْمان العِلْم الذي يُسأَل عنه، فأمّا أن يَأثم في مَنعِ كِتابٍ عندَه وحَبسِه عن غيره فَلَا. (2 ويُحتَمل أن يُريدَ عُقوبةَ البَصَر كما يُعَاقَبُ السَّمعُ إذا اسْتَمِع إلى حَديثِ قَومٍ وهم له كارِهون؛ بأن يُصَبَّ فيه الآنُك، فعَلى هذا لا يكون إلّا الأمانةَ والسِّرَّ الذي لا يُرِيد أن يُطَّلعَ عليه 2) (كتت) - في قصة حُنَيْن (¬3): "قد جاء جَيْشٌ لا يُكَتُّ (¬4) ". : أي لا يُحصىَ، وكَتَّ وأكَتَّ: أي أَحْصىَ. - وفي حديث وَحْشِيّ (¬5): "وهو مُكبِّسٌ له كَتِيتٌ" : أي غطِيطٌ. ¬
(كتد)
وكَتَّ الفَحْلُ: هَدَرَ، والقِدْرُ: غَلَتْ: وقيل: هو ضَربٌ من صَوت البَكْرِ. وكتَّت الجرَّةُ الجَدِيدَة كتًّا وكَتِيتاً: صَوَّتَت إذا صُبَّ فيها الماءُ. (1 - في حديث أبي قَتادةَ: "فَتَكاتَّ الناسُ عليها" : أي تَزاحَموا ولهم كَتِيتٌ: أي صَوْتٌ، والمحفوظ بالباءِ. 1) (كتد) - في صِفته - صلى الله عليه وسلم -: "جليل المُشاشِ (¬2) والكَتَدِ" قال سَلَمة: الكَتَدُ: مُجْتَمعُ الكَتِفَين (¬3). وقال الأصمَعىّ: هو مِن الفَرسِ وغَيره؛ مَوِصِلُ العُنُقٍ في الصُّلب. (كتع) - في الحديث: "لَتَدْخُلُنّ الجنَّةَ أَجْمَعُون أَكْتَعُون إلَّا مَن شَرَدَ على الله عزّ وَجّل" أكتعُون: تَوكيدٌ لأجمَعُون، لا يُستَعملُ مُفردًا؛ من قَولِهم: حَوْلٌ (¬4) كَتِيعٌ: أي تَامٌّ. (كتف) - في حديث عُثْمان - رضي الله عنه -: "الذي يُصَلِّي وقد عَقَصَ شَعْرَه كالّذى يُصَلّى وهو مَكتوفٌ". : أي مَشدُودةٌ (¬5) يَداه مِن خَلْفٍ، بحيث الكَتِف بالكِتَاف؛ وهو حَبْلٌ يُكتَف به الإنسانُ وغَيرُه. ¬
(كتل)
- في الحديث: "ائتُونى بكَتِفٍ ودَواةٍ أَكتُب لكم كِتَاباً" الكَتِفُ: عَظْم عَرِيضٌ خَلْف المنكَبَيْن (¬1)، يريد به كَتِف البَعير، وكانوا يكتُبُون فيه وفي نحوه من الأدَم وغَيره، لِقلَّة القَراطِيسِ عندهم. (كتل) - في الحديث: "فرَأَيتُ في المنامِ كأَنِّى أُعْطِيتُ كُتْلَةً مِن تَمرٍ فعَجمتُها فآذَتنِى فَلفَظتُها" الكُتْلَةُ: القِطعَةُ المُجتمِعَة، وهي أعظَمُ من الجُمْزَة (¬2). ورَأْسٌ مُكتَّلٌ: أي مُجَمّعٌ مُدَوَّرٌ. - وفي الحديث (¬3): "أُتِى بمكْتَلٍ من تَمْر" وهو الزَّبِيلُ كأَنَّ (¬4) فيه كُتَلاً مِن التَّمْرِ. (كتم) - في الحديث: "كان يَخضِبُ رأسَه بالحِنّاءِ والكَتَمِ (¬5) " والكَتْمِ: مُخفَّف في قول الفارَابى، وذكَرَه أبو عُبَيد بتشديد التَّاء، وهو شجَرٌ يُختَضَبُ به. وقيل: إنّه غيرُ الوَسْمَةِ. ويشبِه أن يُريدَ استِعمالَ الكَتَم مُفرَدًا عن الحِنَّاء، فإنّ الحِنَّاءَ إذا خُضب مع الكَتَم جاء أسود، يعني: فلا يجوز (¬6). ¬
- (1 حديث عبد المطلب: "احْفِرْ تُكْتَم" يعني زَمْزَم، وهو مِن أسمائِها؛ لأنها كانت مَكْتُومةً 1). * * * ¬
ومن باب الكاف مع الثاء
(ومن باب الكاف مع الثاء) (كثب) - في الحديث: "ثلاثَةٌ على كُثْبان المِسْك" وهو جمع كَثيِب، وأصله الرَّمْل المُستَطيل. وقيل: قِطعَةٌ مُحْدَوْدِبَة منه، وهو من الكَثْب، وهو النَّثرُ والصَّبُّ، وكُلّ مَصْبُوب كُثْبَةٌ، والكُثْبَةُ: اللَّبنُ القَلِيلُ. - في الحديث: "رِماحُهُم على كَواثِب خُيُولِهم (¬1) ". جَمْع: كاثِبَةٍ، وهي مِن الفَرَس: قُدَّامَ السَّرْج. وقيل: هي ما ارْتفَع من مَنْسَج الفرَس، سُمِّى به لأنّه مُجتَمَع رُءُوس الكَتِفَين. (كثف) - (2 في حديث طُلَيْحة: "فَاسْتَكْثَفَ أَمْرُه" : أي ارْتفَع وعَلَا 2). * * * ¬
ومن باب الكاف مع الدال
(ومن باب الكاف مع الدال) (كدح) - في الحديث: "جاءَت (¬1) مَسْألتُه كُدوحًا في وجْههِ" : أي آثار الخُدُوش. وكلُّ أَثرٍ من خَدْش أَو عَضَّ أو نحوه (¬2) فِهو كُدُوحٌ. ومنه قيل: لِحمار الوَحْش مُكدَّحٌ؛ لَأنّ الحُمُر تَعضّضُه. وتكدَّح الجلْدُ: تَخَدَّش، وَرجُلٌ مُكَدَّحٌ؛ إذا جَرَّبَ الأُمورَ. (كدد) - في إسلام عُمَر - رضي الله عنه -: "فأخْرجَنا رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - في صَفَّيْن له كَدِيدٌ كَكَدِيد الطّحين" الكَديدُ: التُّرابُ النَّاعم الدَّقيقُ (¬3) المُثِيرُ لِلغُبارِ إذا وُطِئَ؛ لأنَّه مكدُودٌ: أي مُرَكَّلٌ بالقوائم، كأنّه يُريد به الغُبار الذي كان يَثُورُ منه (¬4). - في الحديث: "المَسائِلُ كَدٌّ يَكُدُّ بها الرّجُلُ وَجْهَه" الكَدُّ: الإتعَابُ كأَنه يُشِير إلى الحديث الذيِ فيه: "جاءَتْ مَسْأَلَتُه خُدُوشًا في وَجْهِهِ" لأنّ الوَجهَ إذا خُدِش فقد أُتْعِب. ¬
(كدس)
ويُحتَمل أن يُريدَ بالوَجْه مَاءَه ورَوْنَقَه. - (1 في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "كُنتُ أكُدُّه مِن ثَوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " تَعنِى المَنِىَّ. قال أبو عمر: أَكُدُّه وأحُتُّه واحدٌ. - في حديث خالد بن عبد العُزَّى: "فَحَصَ الكِدَّةَ (¬2) بِيَده فانبَجَس الماءُ" الكِدَّةُ: الأرضُ الغَلِيظَة؛ لأنَّها تكُدُّ (¬3) الماشىَ فيها. والكَدِيدُ: الموضع الصُّلبُ الذي كُدَّ بالحافِرِ. (كدس) - في حديث قَتادة: "كان أصحابُ الأَيْكَة أصحابَ شَجَرٍ مُتَكادِس" : أي مُلْتَفٍّ (¬4)؛ من تَكَدَّسَت الخيْل؛ إذا تَراكَبَتْ 1). - في حديث الصِّرَاط: "مَكْدُوسٌ في نَارِ جَهنَّم (¬5) " : أي مَدْفُوع. وتَكدَّسَ الإنسانُ، إذا دُفِع من وِرائه فَسَقَط. والتّكدُّسُ في سَيْر الدَّوابّ: أن يَركبَ بَعْضُها بَعْضاً. وكَدَسَ (¬6) ¬
(كدن)
به: صَرَعَهُ، وكدَسهُم: جَمَعَهم في موضع. والكَدْسُ: جَماعة (¬1) من طعام ونحوه. وإن كانت الرِّواية بالشّين المُعجَمة، فهو من الكَدْشِ؛ وهو السَّوق الشّدِيد، وكَدَشه: خَدَشه وجَرحَه، وطَرَدَه أيضًا. (كدن) - في حديث سالم: "حَسَنُ الكِدْنَةِ (¬2) " يقال: امرأةٌ ذاتُ كِدْنَةٍ: أي ذَاتُ لَحْمٍ كثير. وبَعيرٌ ذُو كِدْنةٍ: ضَخْمُ السَّنَام عَظيم الجسْم، وبعِيرٌ كَدْنٌ، وناَقةٌ كِدْنَةٌ؛ وقد تُضمّ (¬3) الكاف من كِدْنَة. - (4 في حديث عُمر: "أَدْرَكَت الكَوادِن" الكَودَن من الخَيل: البِرْذَونُ الهَجِينُ؛ من الكِدنَةِ أيضًا. وقيل: هو التُّركِىُّ. والكَوْدنَةُ في المَشى: البُطءُ، قالَه يَعقوب 4). (كدا) - في الحديث: "دَخَل مكّة من كُدًى (¬5) من أعْلَا مَكَّة عامَ ¬
الفَتْح، ودخَل في العُمرة مِن كَداءٍ (¬1) " كُدَىّ وكَدَاءٌ مَمدُود ثَنِيَّتَان. قال الشاعر (¬2): أنتَ ابنُ مُعْتَلَجِ البِطَا ح كُدَيَّها وكَدَائِها (3 وقد ذكره البُخارِىُّ بالشَّكِّ في الدُّخُولِ والخروج على اخْتلافِ الرِّوايات. - وفي حديث فاطمةَ - رضي الله عنها -: "لعَلَّكِ بَلَغتِ معهم الكُدَى" هذا بالمدينة. قال رَبيعَةُ بنُ سَيْف: أَظنُّه القُبورَ. ¬
وقال الخَطّابي (¬1): الكُدَى: جمع كُدْيَةٍ، وهي القطعة الصُّلْبَةُ من الأرض، والقُبورُ إنّما تُحفَرُ في الموَاضعِ الصُّلبة؛ لئلّا تَنْهار، وأَكدَى الحافِرُ: بلَغَها. 3). * * * ¬
ومن باب الكاف مع الذال
(ومن باب الكاف مع الذال) (كذب) - في حديث المَسْعُودِى: "رَأيتُ في بَيْتِ القَاسِم كذَّابَتَين (¬1) في السَّقْفِ" الكَذَّابَةُ: ثَوْبٌ يُصَوَّرُ ويُلْزَق بسَقْف (¬2) البَيْت، سُمِّيَتْ به لأنَّها تُوهِم أنّ تلك الصُّورةَ في السَّقْف، وإنما هي في شيءٍ (¬3) دونَه. - في حديث عُبَادةَ (¬4) - رضي الله عنه -: "كَذبَ أَبُو مُحمَّد" : أي أَخْطَأ. قال الأخطل: كَذَبتْكَ عَينُكَ أَم رَأَيتَ بِواسِطٍ (5 غَلَسَ الظَّلاَم مِن الرَّباب خَيَالَا 5) - ومنه الحديث الآخر: "صَدَقَ الله وكَذَبَ بَطَنُ أخِيكَ" والخَطأ يُشبِه الكَذِب في كونه (¬6) ضِدَّ الصّواب، كما أنَّ الكَذِبَ ضِدُّ الصِّدق، وافْتَرقَا من حَيثُ النِّيَّةِ والقَصْد؛ لأنّ الكاذِبَ يَعلم أَنّ ما يَقولهُ (7 مُحَالٌ باطِلٌ، والمُخطِئُ يقصِدُ الحَقَّ، وَيظُنّ 7) أنّ ما يَقولُه صَوابٌ؛ ولهذا إذَا تبَيَّن له رجَع إليه. ¬
وحقِيقَة الكذبِ إنّما يَقع في الإخبار، وهذا الرّجُلُ في هذا ليس (¬1) بمُخْبرٍ عن غَيره. وقد نَزَّه الله سبحانه وتعالى أَقدارَ الصَّحابة عن الكَذِب، وشَهِد لهم بالصِّدْقِ والعَدَالَة فقال: {أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (¬2) وفي مَوضعٍ آخر: {أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} (¬3) رضي الله عنهم. ولأبي محمد هذا صُحْبَة، واسْمه مسعُود بن زَيدٍ. وقد يَجرِى الكَذِبُ في كلامهم مَجَرى الخُلْف، قال ذو الرُّمَّةِ: . . . ما في سَمْعِهِ كذِبُ (¬4) - (5 في الحديث: "لا يَصْلُح الكَذِبُ إلَّا في ثلاثٍ" قيل: أراد به: مَعاريض الكلامِ الذي هو كَذِبٌ من حَيثُ يَظُنُّه السَّامعُ، وصِدْقٌ من حَيْث يَقوله القائلُ، وإلّا فقد قال الله تعالى: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (¬6)، {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (¬7). ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبعدُ النّاس من خِلاف ما أَمَر الله تعالى به. ¬
(كذن)
وقد ورد في بعض طرق الحديث: "لم يُرخَّص فيما يقول الناسُ إنّه كَذِبٌ إلَّا في ثَلاثَةٍ" : أي ليس قائِلُه بكاذبٍ، لأنّه لم يُرِد به الكَذِبَ، وإن كان ظاهِرُه عند النّاس كَذِباً. - ورُوى عن عُمرَ - رضي الله عنه -: "إنّ في المَعاريِض ما يُغنِي المسلمُ عن الكَذِبِ". وعن عِمران بن حُصَين رضي الله عنه أيضًا، ورُوى مَرفوعًا: " (¬1) أنّه إذَا أرادَ سَفَرًا وَرَّى بِغَيره 5) " (كذن) - في قِصَّة (¬2) بِناء البَصَرة: "فَوَجَدُوا هذا الكَذَّانَ" الكذَّانَةُ: حِجارَةٌ رَخْوَةٌ إلى البَيَاض، ويحتمل أن يكون مِن باب المضاعف، على وزن فَعْلان والنون زائدةٌ. ويجوز أن يكون فَعَّالًا، والنُّون أَصْلِيّة، والأوَّلُ أَوْلَى. (كذا) - في حديث عمر رضي الله عنه: "كذاكَ لَا تَذْعَرُوا (¬3) " : أي حَسْبُكُم، والتَّقْدير: دَعْ فِعْلَكَ وأمرَك كذاك. ويقال: أنا كَذَاك؛ أي سَاكتٌ، والكاف الأولى للتَّشبِيه، والآخرة (¬4) للخِطاب، والذَّال هو الاسم. وأصْلُ كذا: ذاَك، ووَاوٌ أوْ ياء، إلا أنَّهُ يُسْتَعملُ استِعمالَ الاسم الوَاحِد؛ بالياءِ والأَلف. ورَجُلٌ كَذاكَ: أي خَسِيسٌ. واشْتَر لي غُلامًا ولَا تَشْتَره كذاكَ: ¬
أي دَنِيًّا. ويُكنَى بكذا عن المَجهُول، وعمَّا لا يُرادُ التَّصريحُ به. - ومِن ذلك حديث الصَّحيح لمُسلمٍ: "أَنَا وأُمَّتى عَلَى كذَا وكذَا (¬1) " كأنّ الراوى شَكَّ في اللَّفظ فكَنَى بهذه اللفظة عن اللَّفظ المشْكُوك فيه. والمحفوظ: "أَنَا وأُمَّتى على كَوْمٍ (¬2) " أو لَفظٍ يُؤدِّى معناه. - (3 وقيل: حقيقة كذاك؛ أي مثل ذاك، معناه: الْزَم ما أَنتَ عليه، ولا تَتَجاوزْ حَدَّه. الكافُ الأولَى مَنْصوبةُ المَوضعِ بالفِعْلَ المُضْمَرِ. - ومنه قول أبي بكرٍ يَومَ بَدْر: "يَا نَبِىَّ الله كَذَاك" : أي حَسْبُك الدُّعاء، "فإنّه مُنجِزٌ لكَ ما وَعدَكَ". ونَحوُه: إليك عَنِّى: أي تَنَحَّ 3). * * * ¬
(ومن باب الكاف مع الراء)
(ومن باب الكاف مع الرّاء) (كرب) - في الحديث: "كان إذَا أَتاهُ الوَحْىُ كُرِبَ (¬1) لَه" : أي أَصابَه الكَرْبُ فهو مَكْرُوبٌ، والذى كرَبَه كَارِب. وقد يُقال: مُكْرِبٌ، ولا يَصِحّ. - في حديث سعيد بن جُبَيْر - في صِفةِ نَخْل الجنَّةِ -: "كَرَبُها ذَهَبٌ" الكَرَبُ: أصل السَّعَفِ، ومَجْرَى الماء، لا أن السَّعَفَ كَرَب أن يُقطَع: أي قَرُبَ، والجَمْعُ: الكِرابُ. وقيل الكَرَبُ: مَا يَبقَى في النَّخلِ كالمَراقي (¬2). (كرد) - في الحديث (¬3): "فَكَرَدَ القَوْمَ" : أي صَرَفَهم عن رَأْيِهم، ورَدَّهم عنه. - (4 في حديث مُعاذ: "حتّى تَضْرِبوا كَرْدَه" : أي عُنُقه، وكرَدَه أيضًا: ضرَب كرْدَه، وهو العُنُق 4). ¬
(كرر)
(كرر) - في حديث (¬1) سُهَيل بن عَمْرو - رضي الله عنه -: "حِينَ اسْتَهْداه رَسولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - مَاءَ زَمْزَم فاسْتعانَت امرَأتُه بأُثَيلَةَ فَفَرَتا (¬2) مَزادَتَيْن وجعَلَتاهما في كُرَّيْن غُوطِيَّيْنِ". الكُرُّ: جِنسٌ مِن الثّيِاب الغِلاظ. (كرزن) - (3 في حديث أمِّ سَلَمة: "ما شَعرتُ إلَّا بِأَصواتِ الكَرازِين" الكرَزِنُ والكَرْزِين: الفَأْسُ، ويُجمع أيضًا: كَرَازِن 3). (كرس) - في حديث الصِّرَاطِ (3 في رِواية 3): "مَكْرُوسٌ في النَّارِ" بَدَل "مُكَرْدَسٌ"، فيجوز أن يكون من كِرْسِ البِناء والحَوْضِ والدِّمْنَةِ؛ حيث تَقِف الدَّوَابُّ فيتَكرَّسُ: أي يَتَلبَّد (¬4). والكُرّاسَةُ سُمَّيت به؛ لِتَكَرُّسِها بالوَرقِ الكثِير، وقيل: هو من قولهم: وَسْمٌ مُكَرَّسٌ: أي مَخطُوطٌ. وقيل: لأنّها تُجعَل بَعضُها فوق بَعْضٍ. وقيل: لَأنّها تُؤَلَّف. والتكرِيسُ: ضَمُّكَ الشىَّءَ إلى الشىَّء. وقيل: لأنَّها تُجعَل كِرْسًا، وكلُّ نظْمٍ كِرسٌ ¬
(كرسف)
(كرسف) - (1 في حديث حَمنَة (¬2): "أَنعَتُ لكِ الكُرْسُف" الكُرْسُفُ والكُرسُوفُ: قِطَعٌ مِن القُطْنِ. (كرع) - في الحديث (¬3): "بَلَغ كُراعَ الغَمِيم" الكُراعُ: جانِبٌ يَسْتَطِيل من الحَرَّةِ شَبِيهٌ بالكُراع مِن الدَّوابِّ؛ وهي ما دُونَ الرّكْبة، والجَمعُ كِرْعان. والغميم: وَادٍ. - في حديث عِكْرِمةَ (¬4): "كَرِهَ الكَرْعَ في النَّهْر" : أي تَناوُلَ ما فيه بالفَمِ شِبْهَ (¬5) البهائِم؛ لَأنَّها تُدخِل أكارِعَها فيه. - في حديث عبدِ الله (¬6): "كانُوا لا يَحِبسُون إلاَّ الكُرَاعَ والسِّلاحَ". والكُراعُ: اسمٌ لجَميع الخَيْلِ. ¬
(كركر)
- في حديث الحوض: "فبدأ الله تعالى بكُراع" : أي طَرَفٍ من مَاء الجنَة، مُشَبَّه بالكُراع لِقِلَّتهِ، وأَنَّه كالكُراعِ من الدابَّة 1). (كركر) - في الحديث (¬1): "أَلم تَروْا إلى البَعير (2 تكون 2) بكِرْكِرَتِه نُكْتَهٌ مِن جرَبِ" كَرْكِرَةُ (¬3) البَعِير: زَوْرُه، والجمع: الكَراكِرُ. - ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: "ما أَجْهَلُ عن كَرَاكِرَ وَأَسْنِمَةٍ" (¬4). وقال أبو نَصر: هي البَلدَةُ (¬5) والسَّعْدَانَةُ التي يَبرُك عليها. وقيل: هي رَحَا زَوْر البَعير، وهي بكَسْرِ الكافَينِ. - وفي كلام ابنِ الزُّبَير (¬6) - رضي الله عنهما -: عَطاؤكُمُ للضَّارِبين رِقَابَكُمْ ونُدْعَى إذَا ما كان حَزُّ الكَراكِرِ ¬
وقال أبو جعفر محمد بن حبيب: حَزُّ الكِرْكِرَةِ: أَن يكون بالبَعير دَاءٌ، فلا يَسْتَوِى إذا بَرك فَيُسَلُّ من الكِرْكرَةِ عِرْقٌ ثم يُكْوَىَ: أي إنّما تَدْعُونَنَا إذَا بلَغ منكم الجَهْدُ لِعلْمنَا بالحُرُوبِ (¬1). ومعنى البيت، معنى بيت الأَشْتَر (¬2): وإذا تكُونُ كَرِيهَةٌ أُدعَى لها وإذا يُحَاسُ الحَيسُ يُدعَى جُنْدَبُ - وفي حديث عمر - رضي الله عنه: "لَمّا قَدِم الشَّامَ وكان بها الطَّاعُون تكَرْكَرَ عن ذلك (¬3) ". - وفي حديث كِنانَة: "تَكَرْكَرَ الناسُ عنه" : أي رجعوا. ومعناه: التَّردادُ والمنعُ؛ وقد كَرْكَرْته عَنّى: أي دَفعته وحَبَسْتُه، كَرْكَرَةً بالفَتْح. - وفي حديث (¬4) جابر - رضي الله عنه -: "مَن ضَحِكَ حتى يُكَرْكِرَ في الصَّلاةِ فليُعِدْ الوُضُوءَ والصَّلَاةَ". الكَرْكَرَةُ: شِبْهُ القَهْقَهَة فَوق القَرقَرَةِ (¬5). ¬
(كرك)
(كرك) - (1 " في نَقْشِ خاتَمِ بَعضِهم كُرْكِيَّان" الكُرْكِيُّ (1): طَائِر وجمعه كَرَاكيّ 1). (كرم) - في الحديث: "ولا يَجلِسُ على تَكْرِمَتِه إلَّا بإذْنِهِ" : أي فِراشِه وسَرِيره، ومَا يُعَدُّ لإكرَامِه؛ مِن وطاءٍ وغَيره. وقيل: هي المائدةُ. والكَرَمُ: الصَّفْحُ والجوُدُ. - وقوله عليه الصّلاة والسلام: "لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ (¬2) " قال الأزهرى: إنما سُمِّى كَرْمًا لكَرَمه؛ وذلك أَنّه ذُلِّلَ لِقَاطفِه، وليس عليه سُلَّاءٌ فيعقِرَ جانِيه. - وقَد يَحمِل الأَصلُ منه مع ضَعْفِه، مثل ما تَحمِلُ النَّخلةُ أو أكثر. وكلُّ شيءٍ كَثُر فقد كَرُمَ، والأَصلُ كَرَمٌ، ثم تسَكَّن الرَّاءُ منه، وقَومٌ كَرَمٌ: أي كِرَامٌ. ¬
(كرن)
- في (1 الحديث: "خَيْرُ النّاسِ يومَئذٍ مُؤمِنٌ بَينْ كرِيمَين" قال الطَّحاوِىّ: أي بَيْن أَبٍ مُؤمنٍ هو أَصْلُه، وابنٍ هو فَرْعُه، فيرفَع إلى دَرَجته؛ لِتَقَرَّ بِه عَينُه كما في الحديث، وكما قال الله تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (¬2)؛ وقد ذَكرَه الهروِيُّ بغيره (¬3). قال أبو محمد بن طاهر الأبهرى: الكريمُ: الذي كرّم نَفْسَه عن التَّدنُّس بشىءٍ من مُخالَفَةِ رَبّه عزَّ وجّل. - في حديث أمّ زَرْعٍ: "كَرِيم الخِلّ (¬4)، لا تُخادِن أحَدًا في السِّرِّ" وإنَّما لم تَقُلْ كَرِيمة، ذهبَتْ به إلى الشَّخصِ ونَحوهِ 1). (كرن) - في حديث حَمْزَةَ - رضي الله عنه -: "فَغَنَّتْه الكَرِينَةُ" : أي القَيْنَهُ المغَنِّيَةُ الضّارِبةُ بالكِرَان، وهو الصَّنْجُ. وقيل: العُود (5 والكِنَارةُ نَحوٌ منه 5). ¬
(كره)
(كره) - في الحديث: "إسْبَاغ الوُضُوء على المكَارِه (¬1) " يعني: البَرْدَ الشّديدَ، والعِلَّةَ تُصِيبُ الإنسَانَ يتضرَّرُ معها بمَسِّ الماءِ، ويجوز أن يُرادَ به إعْوازُ الماءِ وضِيقُه، حتى لا يُقدَرُ عليه إلاَّ بالثَّمن الغالى. (2 وهو جَمْعُ: المَكْرَه، ضِدّ المَنْشَطِ. - في حديث الأُضْحِيَّة: "هذا يَوْمٌ اللَّحْمُ فيه مَكْروه" والكُره: المشَقَّة، كأَنه يعني أنّ طَلَبه في هذا اليوم شَاقٌّ (¬3). والكَرِيهةُ: شِدَّةُ الحَرْب 2). (كرا) - في حديث أبي السَّلِيلِ (¬4): "الناسُ يَزْعُمون أَنَّ الكَرِىَّ لا حَجَّ له." قال الأصمعىّ: الكَرِيُّ: الذي أَكريتَه بَعِيرَكَ، وهو المكْتَرِى ويَكونُ المُكْرِىُّ أَيضًا، وهو المَعنِىُّ بالحديث. قال الشاعر: ولا أَعودُ بَعدَها كَرِيَّا (¬5) ¬
- وفي الحديث: "أَنَّ الأَنصارَ قالوا: سَلُوا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم - أن يَكرِىَ لنا نَهرًا (¬1) " يقال: كَريتُ النَّهرَ كَرْيًا؛ إذا حَفَرْتَهُ وأخْرَجت طِينَه، أَكْرِيه، وكَرَوْتُ أيضًا أَكْرُو، وكَرَوْتُ البئرَ؛ إذا طَوَيتَها. ومثله (¬2) أَكَرْت مِن الأُكرَةِ: أي حَفَرتُ؛ وبه سُمِّىَ الأكَّارُ. وأنشَدَ: ... وَيَتأَكَرْنَ الأُكَرْ (¬3) * - ومنه حدِيثُ فاطمَةَ رضي الله عنها -: "لَعَلَّكِ بلَغتِ معهم الكُرَى (¬4) " رَواه الخَطَّابُّى، عن ابن الأعرابّى، عن أبي داود - بالرّاء -: ¬
وقال فيه: سألْتُ ربيعَة عنه فقال: القُبور. قال الخطّابيّ: وهي جَمْعُ: كُرْيَةٍ، وهي ما تَكَرَّى من الأرض، كالحُفْرَةِ (¬1) ومثلها أُكرَةٌ. (2 - في الحديث: "أَنّه أَدْرَكَهُ الكَرَى" : أي النَّومُ، ورَجُلٌ كَرْيانُ: ناعِسٌ، وتَكَرَّى: أي نام. * * * ¬
ومن باب الكاف مع الزاى
(ومن باب الكاف مع الزاى) (كزز) - في الحديث: "أَنَّ رَجُلا اغتَسَل فَكَزَّ فَماتَ" الكُزازُ: دَاءٌ يَتَولَّد من شدَّة البَرْد، وقيل: هو نَفْس البَرْدِ (¬1). والكُزازُ: الرعْدَةُ من البَرْدِ والحُمَّى. والكُزازَةُ والكُزُوزَة: اليُبْسُ والانْقِباضُ 2). * * * ¬
ومن باب الكاف مع السين
(ومن باب الكاف مع السين) (كسب) - في الحديث: "أَطيَبُ مَا يأكلُ (¬1) الرَّجُلُ من كَسْبِه، ووَلَدُه من كَسْبِه". قالت عائشةُ - رضي الله عنها -، وابنُ سِيرينَ وعَطاء وجماعةٌ: وَلَدُ الرّجُلِ من كَسْبِه؛ إذْ كان هو طَلبَهم، فَجُعِلُوا كَسْبًا له، لأَنّ كَسْبَ الرّجُل طَلَبُه الرِّزْق. وقال الفُقهاءُ: نَفقَةُ الوالدَين واجِبَةٌ على الوَلَدِ. واشتَرط الشَّافعىُّ: أن يكُوَناَ فقيرَين زَمِنين، فإن (2 كان 2) له مالٌ، أَو كان صَحِيحًا فلا. فإمَّا أن يكونَ أَرادَ به: إباحَةَ مالِه حتَّى يَحتاجَه، لا على مَعنى الحاجةِ فَلاَ. - وفي رِوايةٍ: "أنتَ ومالُكَ لأَبِيكَ فكُلُوا مِن كَسْبِ أوْلادِكُم فهم من أطيَبِ كَسْبِكُم". ¬
(كست)
(كست) - في حديث (1 الغُسْل مِن 1) الحَيْضِ: "نُبْذَةٌ مِن كُسْتِ أَظْفارٍ (¬2) ". يعني: القُسْط، والكَافُ والقَافُ تُبدَلُ أحَدُهما من الآخرِ، كالتَّاءِ والطَّاء. وفي رِواية: "كُسْط". (كسح) - (3 قال قَتادةُ: في قَولِه تَعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ} (¬4) : أي جَعلناهم كُسْحًا؛ أي مُقْعَدِين، إذَا مَشى يَجُرُّ رِجْلَه، كأنّه يَكْسَحُ الأرضَ. وقد كَسِح كَسَحًا فهو أَكْسَحُ 3). (كسر) - في حديثِ عُمَر (¬5) - رضي الله عنه -: "وهو يُطْعِمُ النَّاسَ من كَسُورِ إِبِل". : أي أَعضائِها، جمع كِسْرٍ، وقد تُفتَح الكاف. وقيل: هو العَظْم الذي ليس عليه كَثِيرُ (¬6) لَحْمٍ. وقيل: إنَّما يُقالُ ذلك له: إذا كان مَكسُورًا. ¬
(كسع)
- في حديث النُّعمان: "كأَنَّها جَنَاحُ عُقاب كاسِرٍ" -: أي التي تَكْسِرُ (1 جَنَاحَيْها 1) وَتضُمُّهما إذَا انْحطَّت إلى الأَرضِ وأرادَت الوُقُوعَ. - (2 في حديث عُمَر: "لَا يزالُ أحَدُكم كاسِرًا وِسادَه". : أي يَثْنِيه وَيتَّكىء عليه، ويأْخُذُ في الحَدِيث فِعْلَ الزِّير (¬3). - وفي الحديث (¬4) "لا يَجُوز في الأضَاحِي الكسِيرُ البَيِّنَةُ الكَسْرِ" : أي الشَّاةُ المُنكَسِرة الرِّجْل 2). (كسع) - في حديث ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "فلما تكَسَّعُوا فيها" قيل: أي تَأخَّرُوا عن جوابهَا، ولم يَرُّدُّوه، ويحتمل أن يكون مَقْلوبًا، من قَولِهم: تَسَكَّع في أمرِه؛ إذَا تَحيَّر وتَرددَ فيه، ولم يَهتَدِ إلى الصّوابِ منه. - (5 وفي حديث (¬6) طلحة: ¬
(كسف)
* نَدِمْتُ نَدَامةَ الكُسَعِىُّ (¬1) ... قيل: هو مُحَارِب بن قَيْس، منِ بَنى كُسَيْعةَ، أو بَنىِ الكُسَعِ: بَطْنٌ من حِمْير، أَصاب نَبْعَةً، فاتَّخذ منها قَوْسًا، ثم رَمَى عَيْرًا لَيْلاً، فَنَفَد السَّهمُ منه بِخفَّةٍ، فَظَنَّه لم يُصِبْ، فكسر القَوْسَ، فلمَّا أَصبحَ رأى العير مُجَدَّلاً فَندِم، فضُرِب به المَثلُ في النَّدَامةِ (¬2) 1). (كسف) - في الحديث: "أنّ صَفْوَانَ - رضي الله عنه - كَسَفَ عُرْقوبَ راحِلَتِه". الكَسْفُ: قَطْعُ العُرْقُوبِ بالسَّيفِ. - وحديث (¬3): "الكُسُوف" رواه علىٌّ، وابنُ مسعود، (4 وأبو مسعود 4)، وأُبَيٌّ، وسَمُرَةُ، ¬
وعبدُ الرحمن بن سَمُرَةَ، وعبد الله بن عُمَر، وعَبدُ الله بن عَمرٍو، والمُغِيرة، وأبو هريرة، وأبو بَكْرَةَ، وأبو شُرَيح، والنّعمان بن بَشِير، وقَبِيصَةُ الهِلالى - رضي الله عنهم جميعا -: بالكاف. ورواه أبو مُوسىَ وأَسْمَاءُ - رضي الله عنهما - وعُبيدُ الله بن عَدِىّ بن الخيار بالخَاءِ. ورُوِيَ عن جابرٍ وابن عباس، وعائشة - رضي الله عنهم - باللَّفظَين جَميعًا وكُلُّهم حَكَوْا عن النّبى - صلّى الله عليه وسلّم - أنه قال: "إنَّهما لَا يَنكَسِفَانِ" بالكاف، فسَمَّى كُسُوفَ الشَّمسِ والقَمر كُسُوفًا. واختار الفَرَّاءُ في القمر بالخَاء؛ لِقَوله عزّ وجلّ: {وخَسَفَ القَمَرُ} (¬1). يقال: كسَفَت الشَّمسُ وانكَسَفَت وكَسَفَها الله تعالى وأَكْسَفَها. - (2 في حديث أَبى الدَّردَاء (¬3): "وعليه كِسَافٌ" : أي قِطْعة ثَوب؛ من قوله تعالى: {أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ} (¬4) 2). ¬
(كسكس) في حديث معاوية (¬1) - رضي الله عنه -: "تَيَاسَرُوا عن كَسْكَسَةِ بَكْر". يعني: إبْدَالَهمْ السِّينَ من الكافِ (¬2). قال الفَرَّاءُ: يقُولون: أَبُوسِ، وأُمُّسِ، يُريُدون: أبُوكِ وأُمُّكِ - في مُخاطَبَة المؤَنَّثِ، ومنهم مَن يَتركُ الكافَ بحالها، وَيزيدُ بَعدها سِينًا. يقولون: مَرَرْتُ بِكِسْ: أي بِكِ. * * * ¬
ومن باب الكاف مع الشين
(ومن باب الكاف مع الشين) (كشر) - في حديث أبِى الدَّردَاءِ - رضي الله عنه -: "إنَّا لَنَكْشِر في وُجوه أقْوَام" الكَشْرُ: بُدُوّ الأَسْنانِ للضَّحِك، والاسمُ الكِشْرَة، كالعِشْرَةِ، وقد كاشَرَه: إذا ضَحِكَ في وَجْهِه. (كشط) - في حديث الاسْتِسْقَاء، رواية حُمَيدٍ، عن أَنَسٍ - رضي الله عنه -: "فَتكَشَّطَ السَّحَابُ" : أي تَقَطَع وتَفَرَّق (¬1)، وانكشَط مِثْلُه، وقد كشَطتُه أَنا. - وفي القرآن: {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} (¬2). : أي يُكشَطُ بَعْضها عن بَعْضٍ: أي يُرْفَع. (كشف) - في حديث أَبى الطُّفَيْلِ - رضي الله عنه -: "عَرَض له شَابٌّ أحْمَرُ أكْشَفُ". الأَكْشَفُ: الذي نَبَتتْ له شَعَرَاتٌ في قُصَاص ناصِيَتهِ ثائِرَة، ¬
لا تَكادُ تَسْقُط، ولَا تَسْتَرْسِلُ عليها، والعَرَبُ تَتَشاءَمُ (¬1) به. (2 والأكْشَفُ مِن الخَيْلِ: مالَه دائِرَةٌ في ذلك الموضع وَيُتَشاءمُ به أيضًا. قال الأَصْمَعِىُّ: الاسْم منه 2) الكشَفَةُ، كالصَّلَعَةِ والجَلَحَةِ، والأكشَفُ: الذي لا تُرْسَ معهْ ولا بَيْضَةَ، والذى إذا ضَحِكَ انقَلَبَتْ (¬3) شفَتُهُ العُلْيا. (كشكش) (2 وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: "تَياسَرُوا عن كَشْكَشَةِ (¬4) تَمِيم" : وهي لُغَةُ رَبيعَةَ، يُقيمون الشِّينَ مكان كافِ التَأْنيث، ورُبَّما زَادُوا على الكافِ شِينًا، كما ذكَرناه في الكَسْكَسَةِ 2). * * * ¬
ومن باب الكاف مع الظاء
(ومن باب الكاف مع الظاء) (كظظ) - في حديث (¬1) إبراهيم: "الأَكِظَّةُ مَسْمَنَةٌ مَكْسَلَةٌ مَسْقَمَةٌ" الأَكِظَّةُ: جمعُ الكِظَّةِ؛ وهي الغَمُّ وما يعترى (¬2) من الامتِلاءِ من الطّعامِ. - ومنه حَديثَ الذي قال للحَسَن (¬3): "إن شَبِعْتُ كظَّنِى، وإنْ جُعْتُ أضْعَفَني"، وأنشَدَ: أَمُوتُ مِن الضُّرِّ في مَنزلِى وغَيرى يَمُوتُ من الكِظَّهْ ودُنْيَا تَجُودُ على الجاهِليـ ــن وَهْى على ذِى النُّهَى فَظَّهْ والكَظُّ: ضِيقُ الحَلْق عن خُروجِ الرّيح. والكِظاظُ: شِدَّةُ الأَمْرِ حتىِ يَأخذ بالنَّفَس. (كظم) - في الحديث: "أنَّه (¬4) أَتى كِظامَةَ قَومٍ فَتوضَّأَ منها" قال الأصْمعى: هي واحدةُ الكَظَائِمِ" (¬5). وهي خُروقٌ تُحفَرُ في الأرض، ويُباعَدُ ما بَينَها، وينفذ بَعضُها إلى بَعض، فتكون ¬
كهيئَةِ الأَنهار المُنْفَطِرةِ تحت الأرض، كأَنّها كَظَمَتْ ما فيها من الماءِ، فَلم يَظهَرْ؛ وإنَّما ذلك من عَوَز الماءِ؛ ليبقَى في كلِّ بِئرٍ مَا يَحتاجُ إليه أهلُها، ثم يخرجُ فُضُلُها إلى التي يَلِيها. - ومنه قَولُ عبدِ الله بن عَمْرو - رضي الله عنهما -: "إذَا رَأيتَ مَكَّةَ قد بُعِجَتْ كَظائِمَ (¬1) " والكِظامَةُ أيضًا: الكُناسةُ فيما قِيلَ. - ومنه الحديث: "أَنَّهُ أَتى كِظامَةَ قَوْمٍ فبالَ" ويُحتَملُ أن يُريدَ بها ما تَقدَّم أيضًا (¬2). - وفي الحديث: "إذَا تَثَاءَبَ أحَدُكم فَليَكْظِمْ ما اسْتَطَاع" : أي لِيَحْبِسْهُ (¬3). - وفي حديث إبراهيم (¬4): "له التَّوبَةُ ما لم يُؤخَذْ بكَظَمِه (¬5) " ¬
بفَتح الظّاءِ: أي بمَخْرَج نَفَسِه. فهو كِظِيمٌ ومَكظومٌ. والكِظامُ (¬1): سِدادُ الشَّىءِ. وكاظِمَةُ: بِئْرٌ مذكُورَةٌ في الحديث. - (2 وفي حديث عَبْدِ المطلب: "له فَخْرٌ يَكْظِمُ عليه" : أي لا يُبْدِيهِ، وهو حَسَبُه 2). * * * ¬
ومن باب الكاف مع العين
(ومن باب الكاف مع العين) (كعب) - قوله تبارك وتعالى: {وَكَوَاعِبَ أَترَابًا} (¬1) : أي نِساءً كَعَبَ ثدْيُهُنَّ؛ يعنى نَتَأ. والكَعْبَةُ: الغُرفَةُ. وقيل: سُمِّيت الكَعْبَةُ (2 كَعْبَةً 2) لتَكْعِيبها: أي تَرْبيعِها. وثَوبٌ مُكَعَّبٌ: فيه وَشْىٌ مُرَبَّعٌ. - قوله تبارك وتعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} (¬3) - وفي الحديث (¬4): "مَا كَان أسْفَلَ من الكَعْبَيْنِ - يعني من الإِزَارِ - ففي النّارِ". - ورُوِىَ (¬5) عن علىّ - رضي الله عنه -: "أنَّه قال للقَوم: أَينَ الكَعْبان؟ فأشاروا إلى رَأْسِ السَّاقِ. فقال: بَلْ هذا، وأشارَ إلى المَفْصِل". - وقال يحيى (¬6) بن الحارث: "رَأيتُ القَتْلَى يومَ زَيْد بن عَليًّ فرأَيتُ الكِعابَ في وَسَطِ القَدَم" ¬
وذهب عامَّةُ الصَّحابَة والتّابعين: إلى أَنَّه الملتصِقُ بالسَّاقِ المُحاذِى للعَقِب، وليس بالظَّاهر في ظَهْرِ القَدَمِ. وقال الأَصْمَعِىُّ: (1 هما 1) عَظْما طَرف السَّاقِ. وقيل: هما العَظمان النَّاتِئَان عند مَفْصِل السَّاق والقَدَم، والكَعْب من القَنا، والقَصَب: أُنبوبٌ بَيْن عُقْدَتَيْن، والجمع الكُعُوب. والكَعْبُ من الوَدَكِ والسَّمْن بِضْعَة (¬2) منه. - ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها -: "إنْ كان لَيُهدَى لنا القِناعُ فيه كَعْبٌ من إِهالَةٍ فنَفْرَحُ به (¬3) " - وفي الحديث: "أَنَّه كان يَكرَه الضَّربَ بالكِعَاب (¬4) " - وفي حديث آخر: "لَا يُقَلِّبُ كَعْباتِها أحَدٌ يَنَتظِرُ ماَ تجِىءُ به إلَّا لم يَرَح رائحةَ الجنَّةِ". والكَعابُ: شىَءٌ مُربَّعٌ عَلى كلّ ربع عدد خُطوطٍ خلافُ الآخِر، يَلعَبُ به صاحِبُ النَرْدِ خاصَّةً. وقد كرهها عَامَّةُ الصَّحَابة - رضي الله عنهم -. وقيل: كان ابنُ مُغَفَّلِ يَفْعَلُهُ معِ امرأته على غير قِمارٍ، (5 لعَلَّه 5) لِمَا رُوِى في استحبابَ المُلَاعَبةِ مع الأهل". ¬
(كعت)
قيل: ورَخَّصَ فيه ابنُ المُسَيَّب على غير قِمَارٍ. - في حديث عمرو (¬1): "أَتانى بَقوْسٍ وكَعْبٍ وثَوْر" الكَعْب: القِطْعَة مِن السَّمن. (كعت) - في حديث عَطاءٍ: "الكعَيْت (¬2) " عُصفُورٌ، وهو البُلْبُلُ، وأهلُ المدِينَةِ يُسمُّونَه النُّغَر، وصَوتُه العَندَلَة، والجمعُ: كِعْتَانٌ. ووجدتُه بخَطِّ أبي غالب بن هارون بالباءِ المعجمة بواحِدةٍ، والمشهور الصحيح بالتاء. (كعدب) - في حديث عَمْرو مع معاوية (¬3): "كالكُعْدُبَة" وهي نُفَّاخَةُ الماءِ (¬4). * * * ¬
ومن باب الكاف مع الفاء
(ومن باب الكاف مع الفاء) (كفأ) - فِى حديث الفَرَعَةِ (¬1): "خَيْرٌ مِن أَن تَذْبَحَه يتَلصَّقُ (¬2) لحمُه بوَبرِه، وتُكْفِئَ إناءَكَ، وتُوَلَّه ناقَتكَ (¬3) " يعني: إذا ذبحتَهُ صَغِيرًا لم تتركه حتّى يَدِرَّ لبَنُ أُمِّه عليه إِذا أرْضَعَتْهُ، فإذا لم يَتَحلّبْ لبَنُها برَضاعتِه جفَّ، فيبقَى إِناؤُك مكفُوءًا، إذَا لم يكن لناَقتِك لَبَنٌ تَحلُبُه في الإناءِ، وتترك ناَقتَكَ والهًا إذَا ذَبَحْتَ فَصِيلَها. (4 وحُكِى عن ابنِ فارسٍ: أَكفأتُ الشىءَ: قَلبتُه، وأكْفَأتُه: أَملتُه 4) - في حَديث أُمِّ مَعْبَدٍ، رِواية سَلِيط: "رَأَى شاةً في كِفاءِ البَيْتِ" وهي: شُقَّةٌ أَو شُقَّتَان من ثِيابٍ تُخاطُ إحداهما بالأُخرى، فتُجْعل في مُؤخَّر الخَيْمَة، والجمعُ: أكْفِئَةٌ ثم كُفُؤٌ. وقد أكفَأتُ البَيْتَ فهو مُكْفَأٌ. - في الحديث (¬5): "تكون الأرضُ خُبْزَةً (¬6)، واحِدة يكْفَؤها ¬
الجبَّار - تَبارك وتعالى - بِيدهِ كما يَكْفَأُ أَحدُكم خُبزَتَه في السَّفَر (1 نُزُلاً لأَهْل الجنَّة". قال الخطَّابى: كَما يَكْفَأُ أحدُكُم خُبزَتَه في السَّفرِ (1) يُرِيدُ: المَلَّةَ التي يَصْنَعُهَا السَّفْرُ، فَإنَها لَا تُرحَى كالرّقاقَةِ، وإنَّما تُقلَبُ علَى الأَيْدِى حتى تَسْتَوِى. - وفي حديث الصِّراط: "آخِرُ مَن يَمرُّ رجُلٌ يَتَكَفَّأ به الصِّراط" : أي يَتَميَّل ويَتَقَلَّبُ (¬2)، مُطاوِع كَفأتُه: أي قَلبْتُه، وهذا من الأوَّل. يُقال: كَفأتُه فانكفَأ وتكَفّأَ. - (3 في حديث الأَحْنف: "أقاوِلُ مَنْ لا كِفاءَ له (¬4) " يقال: هو كُفْؤُه وكفُؤُه: أي عِدْلُه. قال الشاعر: * ورُوُح القُدْسِ لَيْسَ له كِفاءُ (¬5) * - في حديث النابغة الذبيانى: "أنّه كان يُكِفئُ في شِعْرِه" - وهو المخالَفَةُ بين حَرَكات الرَّوِى كالإقْواء. ¬
(كفر)
وقيل: المخالفة بين قوافيه بعضها ميمٌ وبَعْضُها طاءٌ. - في حديث الأنصاري: "مالىِ أرَى لَوْنَكَ مُنْكَفِئًا؟ قَال: من الجُوع" : أي مُتغَيَّرًا منقَبِضاً، مثل انكَفأَ 3). (كفر) - في حديث عَمْرو (¬1) بن أُميَّة - رضي الله عنه - لمَّا بَعثَه النبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - إلى النَّجاشى: "رَأى الحَبَشَةَ يَدخُلُون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين، فوَلَّاه ظَهْرَه ودَخَل". التّكْفيرُ (¬2): انحِناءُ أَهل الذِّمَّةِ لِرَئيسِهم. - ومنه حديث أبي مَعْشَر: "أَنَّه كان يكرَهُ التَّكْفِير في الصَّلِاة (¬3) " وهو الانحناءُ الشَّدِيدُ، وَوضعُ اليَدِ على اليَدِ، كما يفعَل أهل الذِّمَّةِ (4 كأنَّه من الكافِرتَيْن، وهما الكَاَذَتان، وهما أصل الفَخِذ؛ لأنه يضع يده عليهما، أوَ ينْثَنِى عليهما، أو يَحكِى هيئةَ مَنْ يُكَفِّر شيئًا: أي يُغَطِّيه. قال عَمْرو بنُ كُلثوم: تُكَفِّر باليَدَيْن إذا التقَيْنَا وتُلِقى من مَخافَتِنا عَصَاكَا 4) ¬
- وفي حديث طَلْحةَ: "لا (¬1) تَرجعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعضُكُم رِقابَ بَعْضٍ (¬2) " قال ابْنُ فارس: سألتُ موسى بنَ هارُونَ عن هذا، فقال: هؤلاء أَهل الرِّدَّة قَتَلَهم أبُو بَكْرٍ رضي الله عنه. وقيل: لا تَرجعُوا (3 بَعْدِى 3) فِرَقاً مُختَلِفين يَقتُل بعضُكم بَعْضًا، كفِعْلِ الكُفَار مُضَاهين لَهم، (4 فَإنَّهم 4) مُتَعادُونَ، والمسلمون مُتَواخُون يَحقِنُ بعضُهم دِمَاءَ بَعضٍ. - وفي الحديث (¬5): "وفُلانٌ كافِرٌ بالعُرُشِ (¬6) " : أي مُخْتَبِئٌ مُقِيمُ، لأنّ التَّمتّع كان في حَجَّةِ الوداع بعد فَتْح مكَّة، وهذا (¬7) الرجل الذي عناه أَسْلَم قَبْل الفَتْحِ. * ¬
- وقيل: هو مِن قوله: "الأَعضَاءُ تُكَفِّرُ لِلّسَان" : أي تَذِلُّ وتَخضَعُ؛ مِن تكْفِير الذِّمّىِ؛ وهو أن يُطَأْطِىءَ رَأْسَه ويَنْحَنى عند تَعظِيم صاحبه. وقيل: الكُفْرُ على أَربعةِ أَنحاءٍ: كُفْرُ إنكارٍ - بأَلَّا يَعْرِف الله تعالى أصْلاً ولَا يعترف به. وكُفْرُ جُحود، ككُفْرِ إبليس يَعْرِف الله تعالى بقَلْبِه، ولا يُقِرّ بلسانه؛ قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} (¬1). وكُفْرُ عِنادٍ: وهو أن يَعَترِف (¬2) بقلبه. ويعترِفَ بِلسَانِه، ولَا يدِينُ به (¬3)، كَكُفر أبىَ طالبٍ حيثُ قال (¬4): ولقد علمتُ بأنَّ دِين محمدٍ مِن خير أَدْيانِ البَرِيَّةِ دِينَا لولا المَلامةُ أَو حَذارُ مَسبَّةٍ لَوجَدْتَنىِ سَمْحًا بِذاك مُبينَا وكُفْر نِفاقٍ: وِهو أن يُقِرَّ بالِّلسان، ولا يعَتقِدَ بالقَلْب. وكلُّها مِمَّا لا يُغفرُ - والله تعالى أعلمُ. ¬
- في الحديث (¬1): "وكَفَر مَن كَفَر مِن العَرب" في حديث أبي هريرة - قيل: أَهلُ الرِّدّة (¬2) كانوا صِنْفَين: صِنْف ارْتَدُّوا عن الدِّين، وكانوا طائفتين: طائفة (¬3) أصْحاب مُسَيْلِمة والأَسْوَد (¬4) الذين آمَنوا بِنُبُوّتِهما، وطَائفةٌ ارتَدُّوا (¬5) وعادُوا إلىِ ما كانوا عليه، حتى لم يُسْجَد لله تعالى إلّا في مَسْجِد مَكّةَ والمدينة. هذا الذي عَنَى أبو هُرَيرةَ، واتَّفقَت الصَّحابةُ على قِتالِهم وسَبْيِهم؛ واسْتَوْلَد علىٌّ - رضي الله عنه - من سَبْيهم أُمَّ محمد بن الحَنَفِيَّة، ثم لم يَنْقَرِض عصرُ الصَّحابةِ حتّى أجْمَعُوا على أَنَّ المُرْتَدَّ لا يُسْبَى. وصِنفٌ لم (¬6) يَرْتَدُّوا ولكن أنكَروا فَرضَ الزَّكاةِ، وزَعَموا أنّ الخِطابَ في قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (¬7) خاصٌّ بزمانِ النَّبيُّ - صلّى الله عليه وسلّمَ، واشتَبَه على عمر قِتَالُهم؛ لأجْلِ كلمةِ التَّوْحِيد والصَّلاةِ. وهؤلاء في الحقِيقَةِ أهل بَغْىٍ، فأُضِيفُوا إلى أهْلِ الرِّدَّةِ، لدخُولهِم في غِمارِهم - وثَبتَ أبو بكر على قِتالِهم لمَنْع الزَّكاةِ فَتَابعَه ¬
الصَّحابةُ؛ لاستخراج الحَقِّ منهم دُونَ دِمائهم؛ لأنّهم كانوا قَرِيبِى العَهْدِ بزَمانٍ يَقع فيه التَّبديلُ والنَّسْخُ. فأمّا في هذا الزمانِ لو أَنكَرَ واحِدٌ فرضِيَّةَ الرُّكْن كان كافِرًا بالإجماع. هذا كلُّه بعضُ كلام الخَطَّابِى (¬1). - في الحديث (¬2): "إنَّ الله تعالى يُنزِلُ الغَيْث فيُصبِح قَومٌ به كافِرين، يقولون: مُطِرْنَا بَنوْءِ كَذا وكَذا". قيل: أي كافِرين بذلك دُونَ غَيره (¬3)؛ ولهذا قال: به كافرين. ومثْلُه: - قولُه عليه الصّلاة والسّلام: "اطَّلَعْتُ في أهل النَّارِ، فَرَأَيْتُ أكْثَرَ أهْلِها النِّسَاءَ، بِكُفْرِهِنَّ (¬4). قيل: أيكفُرْنَ بالله؟ قال: لَا، ولكنْ يَكفُرْنَ الإحْسَانَ، وَيكْفُرْنَ العَشِير (¬5) ". - وفيه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما: "أَنَّ الأَوْسَ والَخزْرَج ذَكَرُوا ما كان منهم في الجاهلية، فثَار بعضُهم إلى بعضٍ بالسُّيُوف، فأنَزل الله تَعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ ..} (¬6) الآية. ولم يكن ذلك على الكُفْرٍ بالله عزّ وجَلّ، ولكن على تَغْطِيَتِهم ما كانوا عليه قَبلُ من الأُلفَةِ والموَدَّةِ. ¬
- ومثله قَولُه (¬1): "سِبابُ المُسْلمِ فُسوقٌ وقتالُهُ كُفْر" - وقوله في النّساء: "يَكْفُرْنَ العَشِير" - "ومن رَغِبَ عن أبيه فقد كَفَرَ" - "ومَن تَرَكَ الرَّمْىَ فنِعْمَةً كَفَرَهَا". والكُفْرُ في الشيء: التَّغْطِيةُ له تَغْطِيَةً تَستَهْلِكُه، كَتَغطِيَةِ الزَّارع الحَبَّ الذي يَزرَعُه. وذكر الطّحَاوى، عن إبراهيم بن مرزُوقٍ، حدّثنا أبوُ حُذَيْفَةَ، عن الثَّورِى، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - "قيل له: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} (¬2) قال: هم كَفَرَةٌ، (3 وليسُوا كمَنْ كَفَر بالله 3) واليوم الآخِرِ" وفيه أَقْوال في التَّفْسِير. - وفي حديث عبد الملك: "كتب إلى الحجَّاج: مَنْ أقَرّ بالكُفْرِ فَخَلِّ سَبِيلَه" : أي بكُفرِ مَن خالفَ بنى مَرْوان. ¬
(كفف)
- في الحديث (¬1): "في كُفُرَّاه" : أي في قِشْر طَلْعِ النَّخْل. (كفف) - في حديث الزبير - رضي الله عنه -: "فتَلَقّاه رسولُ الله - صَلَّى الله عليه وسلّم -: كَفَّةَ كَفَّةَ" : أي مُوَاجَهةً، وكذلك: كِفَّةً كِفَّةً، وكِفَّةً بِكِفَّةٍ، ولكِفَةٍ، وعن كِفَّةٍ: أي مُتكافِّين، كأنّ كُلَّ واحدٍ منهما كَفَّ صَاحِبَه عن مُجاوَزَتِه إلى غَيْره (¬2). - في حديث عطَاء: "الكِفَّة والشَّبَكَة أمْرُهما واحد" قال الأَصمعىُّ: حِبالَةُ الصَّائدِ (3 يعني 3) بالكَسْرِ. وقال الجَبَّان: الكُفَّة: ما يُصادُ بها الظِّبَاء ونحوها كَالطَّوق. وَجدتُه بضَمّ الكاف. وقال أيضًا: كلُّ مُستَطِيل كُفّةٌ. يَعنى بالضَّمِّ. وكُلُّ مُستَديرٍ كِفَّة يَعنى بالكَسر. - في الحديث: "المُنْفِق على الخَيْلِ كَالمُسْتَكِفّ بالصَّدَقَةِ" : أي الباسِطِ يدَه يُعْطِيها. من قولهم: اسْتَكَفَّ به الناسُ؛ إذا أَحْدَقُوا به، واستَكفُّوا: دنا بعَضُهم مِن بَعْض. ¬
عن أبي عمرو: استكفَّ الشّىءُ: اجتَمع، واستكَفّوا حَولَ الشيء ينظرُون إليه (¬1). - وفي حديث آخَر: "يَتَصَدَّق بجَمِيع مالِه، ثم يَقعُد يَستَكِفُّ النّاسَ (¬2) " : أي يَبْسُط يَدهُ طَالِباً مُتعرِّضًا للصَّدَقَةِ سائِلًا. وتَكفَّفَ واستَكَفَّ: أَخذَ بِبَطن كَفِّه، (3 أو سأل كفَّاكَفًّا من الطَّعام؛ أي ما يَكُفُّ الجَوْعَة 3). - في حديث الحَسَن لصَاحِب الجرَاحة: "كُفَّه (¬4) " وفي رِوَاية: "اكْفُفْهُ بِخِرْقَةٍ" : أي اجْعَلْهَا حَوْلَهُ حِجاباً عن حَوالَيْهِ. قال امرؤ القَيْس: ... وكُفَّ بأَجْذَالِ (¬5) * : أي أُحِيط الجَمْر بأَجذالِ الشَّجَر خيفَةَ ذهاب الرّيح به. - وفي الحديث: "أُمِرْت ألَّا أكُفَّ شَعَرًا ولا ثَوبًا" ¬
(كفل)
: يَعْني في الصَّلاة، ويحتمل أن يكون بمعنى المَنْع: أي لا أمْنعُها من الاسْتِرسالِ حالَ السُّجُود، لِيقَعَا على الأرض، ويُحْتمَل أن يكون بمعنى الجَمْع: أي لَا يَجْمَعُهما (¬1) فيَسجُد عليهما - وفي الحديث: "لا أَلْبَسُ القَمِيصَ المُكفَّف بالحَرِيرِ" : أي (¬2) الذي اتُّخِذَ جَيْبُه منه، أو كان لذَيْلِه وأَكمامِه كَفَافٌ منه. وكُفَّةُ كلِّ شيءٍ: طُرَّتُه وحاشِيَتُه. - (3 في حديث عمر: "ليتَنِى نَجوتُ كَفافاً (¬4) " : أي تَكُفَّ عَنِّى وأَكَفّ عنها، لا تَنَالُ مِنّى ولا أَنالُ منها، ونَصبَه على الحالِ؛ وقد تُبْنَى على الكَسْرِ. (كفل) - في حديث ابنِ مَسْعود: "إني كائن فيهما كالكِفْلِ (¬5) " : أي الذي يكون في مؤَخّر الحرب، همتُهُ الفِرارُ. وهو كِفْل: بَيَّن الكُفولَةِ 3). (كفا) - في الحديث: "مَن قَرأ الآيتَين من آخِر البقَرة في لَيلةٍ كَفَتَاه." قيل: أي أجْزَأتاهُ (¬6) عن قِيامِ اللَّيلِ. ¬
كما رُويَ في رِوايَة زِرٍّ عن عَلقَمَةَ، عن ابن مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: "مَنْ قَرأَهما بعدَ العِشَاءِ الآخرة أجزأَتا عن قيامِ اللَّيْلِ" وقيل: هي أقلُّ ما يُجزِىءُ مِن القِراءَةِ في قِيامِ اللَّيْلِ. وقيل: تَكْفِيَان الشَّرَّ وتَقِيَانِ من المكروه. - كما في حديث مُعَاذ - رضي الله عنه - حين أخذ الجنِّىُّ الذي كان يَأخُذ من تَمرِ الصَّدَقةِ: "من قَرأهما في لَيلَةٍ لم تَقْرَبْه الجِنُّ لَيلتَه" - في حديث أبي مَرْيَم: "فَأذِنَ لى إلَى أَهْلِى بغَير كَفِىٍّ" : أي بغَير مَنْ يقومُ مَقامِى. يُقَالُ: كَفاهُ الأمْرَ؛ إذَا قامَ (¬1) به مَقَامَه. - ومنه حديثُ الجارُودِ: "وأكْفِى مَن لم يَشْهَد" : أي أقُومُ بِأمْرِ مَنْ لم (¬2) يَشهد، وأُحارِبُ عنه. * * * ¬
ومن باب الكاف مع اللام
(ومن باب الكاف مع اللام) (كلأ) - قوله تَبارَك وتَعالَى: {قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ} (¬1) : أي يحفَظُكُم. - وفي الحديث: " (¬2) مَن يَكلَؤُنَا اللَّيلَةَ؟ " : أي يَحرُسُنَا. يقال: كَلَأتُه كِلاءَةً فهو كالِىءٌ. واكْتَلأْتُ، إذَا أقَمتَ ربيئَةً يَنظُر لك. (كلب) - وفي الحديث: " (¬3) كما يَتَجارَى الكَلَبُ بصَاحِبِه" الكَلَبُ - بتحريك اللام -: داءٌ يَعرِض للإنسانِ من عَضِّ الكَلْب. الكَلِبَ: وهو الذي (4 ضَرِى بأكْلِ لُحومِ الناسِ 4) فيُصِيبُه شِبْهُ الجُنوُن، وعلامَتُه أن تحْمَرَّ عَينَاه، ولَا يزالُ يُدْخِلُ ذنَبَه بَيْن رِجْلَيْهِ، وإذا رَأَى إنسَاناً عَقَرَه. ¬
فإذا عَقَره عَرَضَ له مِن ذلك أَعْراضٌ رَديئَةٌ (¬1) ويمتَنِع من شُرْبِ الماءِ، حتى يَهْلِكَ عَطَشاً؛ وإذَا بال خَرجَ منه هَنَاتٌ مِثلُ صُوَرِ الكلاب. وقيل: إنَّ هذا المعضُوضَ يُنتَظَرُ به سَبْعةَ أيّام، فإن بال على هذه الهَيْئَةِ يَبْرَأُ منه، وإلَّا هَلَكَ. (2 وقيل: أَجْمَعت العَرب على أنَّ دَواءَه قَطْرةٌ من دَمِ مَلِك، تُخلَطُ بماءٍ فَيُسْقاه. قال الفَرزدَقُ: ولو شَرِبَ الكَلْبَى المِراضُ دِماءَنا شفَاهَا مِن الدَّاء الذي هو أَدنَف (¬3) : أي فيه دنَف. - في حديث الحسَن: "أنَّهم كَلِبُوا أسْوَأَ الكَلَب وأنت تتجَشَّأُ من الشِّبَعِ، وجارُكَ دَمِىَ فُوُه من الجوُع كَلَباً (¬4) " : أي حِرصًا على شىءٍ يُصِيبُه 2). ¬
(كلح)
(كلح) - في حديث على - رضي الله عنه -: " (¬1) بَلاءً مُكْلِحًا مُبْلِحًا" : أي يَكْلَحُ الناسُ لِشِدَّتِه. يُقال: كَلَحَ الرّجُلُ، وأكلَحَه الهَمُّ. والكُلُوحُ: العُبُوسُ. ودَهْرٌ كَالِحٌ: شَدِيدٌ. (كلز) - في (¬2) حديث حُميْد بن ثَور - رضي الله عنه -: * فَحُمِّل الهِمُّ كِلَازًا جَلْعَدَا (¬3) * الكِلازُ: المُجْتمِع الخَلْق (¬4)، واكْلَأزَّ: تقَبّض وتَجمَّعَ. والكَلْزُ: الجمْعُ. ويروى: "كِنَازًا" (كلف) - في حديث عُمَر- رضي الله عنه -: "عُثمانُ كَلِفٌ بأَقارِبه". : أي شديدُ الحُبِّ لهم. والكَلَفُ: الإيلاعُ بالشىءِ 5) مع شُغْلِ قَلْبِ ومَشَقّةٍ؛ مِن كَلِف بمعنى: تَكلّف ضُمّنَ معنى أولعَ. ويُعدَّىَ بالباء؛ ومنه الكَلَف في الوَجْه لِلزُومه، وتَعذُّر ذهابِه 5). - (6 ومنه حديثُ أُمِّ دعْدٍ: "إنّي امْرَأَةٌ كَلِفَةٌ فما يَنفَعُنِى 6) " ¬
(كلل)
(كلل) - في حديث عثمان - رضي الله عنه -: "أنَّه دُخِل عليه فقيل له: أَبِأَمْرِكَ هذا؟ قال: كلُّ ذَاكَ" : أي بَعضُه عن أَمْرِى، وَبعْضُه بغَيْر أمْرِى، قاله ابنُ دُرَيدٍ في الجَمْهَرةِ. قال الرَّاجز: قَاَلتْ له: وقَوْلُهَا مَرْعِىُّ إنَّ الشِّواءَ خَيرُه الطَّرِىُّ وكُلُّ ذَاكَ يفعَلُ الوَصِىُّ (¬1) : أي قد يَفْعَل، وقد لَا يفْعَلُ. وقال الجَبَّان: قد يُسَتْعمَل "كُلٌّ" بمعنى بَعْض عند قَومٍ "وكُلٌّ" في الإحاطَةِ أو التَّأكِيد؛ من الَتّكَلُّل؛ لأنّه يتكلَّلُ على جميع الأَجزاءِ، ويُحِيط به، ويُضافُ "كُلٌّ" في الأَكثَرِ، وقد لا يُضافُ. (2 - في الحديث: "وتَحْتَمل الكَلَّ (¬3) " الكَلُّ: الثِّقَلُ مِن كُلّ ما يُتكَلَّف. ¬
(كلم)
- من قوله تَعالَى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} (¬1) ويقال: الكَلُّ: اليَتِيمُ. وقال الشاعر: أكُولٌ لِمالِ الكَلِّ قَبل شَبَابِهِ إذا كان عَظْمُ الكَلِّ غَيرَ شَديدِ 3) (¬2). (كلم) - قول تعالى: {تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ} (¬3) الكَلِمَةُ: شَرحُ قِصَّةٍ وإن طالَتْ. ويُقالُ للقَصِيدَة: كَلِمَةٌ. والكَلِمَةُ: تَقَعُ على الحَرفِ والفِعْلِ، والاسم جَميعًا. والكلامُ: يُؤلَّفُ مِن كَلِمَتَين فَصاعدًا. والكلامُ: اسمٌ يَقومُ مَقامَ المَصْدَرَين: التَّكلُّم والتَّكْليمُ. والجِنْسُ: الكَلِمُ، والجَمْعُ: الكَلِمَاتُ. * * * ¬
ومن باب الكاف مع الميم
(ومن باب الكاف مع الميم) (كمأ) - في الحديث: "الكَمْأَةُ مِن المَنِّ (¬1) " ذكر الجَوهَرِىُّ في صَحاح اللُّغةِ: الكَمْأة: واحدُها كَمْءٌ على غير قِياسٍ، وهو مِن النَّوادِر. يقال: هذا كَمْؤٌ وكَمْآن، وثلاثة أَكْمُئٍ، فإذَا كثَّرت فهى الكَمْأَة وكَمأْتُ القَومَ كَمأً: أَطعَمتهم الكَمْأةَ: وأَكْمَأَتِ الأَرضُ: كَثُر كَمْؤُها، وخرجوا يَتكَمَّؤُون: أي يأخُذُونَه، وهم كَمَّاؤُون: أي يَجْنُونه. (2 وجنس منه يقال له: الفَقْع، وهو أَردؤُها أبيضُ. وبَنَاتُ الأَوْبَر أَردأُ منه. والعَسَاقِيلُ: جنس منه. والفُرَّضُ: الِكبارُ، قال: أَبصرتُه في وَسْطِ كَمْءٍ فُرَّضِ عَساقِلِ (¬3) ليست بفَقْع أَبيض 2) (كمد) - في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "كانت إحْدانا تَأخُذ الماءَ بِيَدِها فَتَصُبُّ علَى رأْسِها بإحْدَى يدَيْها، فتُكْمِدُ شِقَّها الأَيْمَن" يقال: أكْمَدَ الغَسَّالُ الثَّوبَ، إذا لم يُنْقِهِ. والكُمْدَةُ: تَغَيُّر اللَّوْن. ¬
(كمن)
- وفي حديث جُبَيْر بن مُطْعِم - رضي الله عنه -: (1 رأيتُ رسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم 1) - عادَ سعِيدَ بن العاصِ فكَمَّدَهُ بخرقَةٍ" التَّكْميدُ: أن تُسَخَّنَ خِرْقَةٌ فتُوضَعَ على العُضْوِ الوَجِع (¬2)، فهو مَكمُودٌ ومُكمَّدٌ. وتلك الخِرقَة الِكمَاد والِكمادَة. - (1 وفي حديثِ عائشةَ - رضي الله عنها -: "الكِمادُ مكانُ الكَىَّ 1) (¬3) ". (كمن) - في الحديث: "جاءَ رسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - وأَبو بَكرٍ فَكَمَنا في بَعضِ حِرارِ المدِينَةِ" : أي اسْتَتَرا واستَخْفَيَا. - ومنه: "الكَمِينُ (¬4) " في الحرب. وأمْرٌ فيه كَمِينٌ: أي دَغَلٌ. والحِرَارُ: جَمْعُ حَرَّةٍ؛ وهي أَرضٌ فيها حصي وحِجارَةٌ سُودٌ. * * * ¬
ومن باب الكاف مع النون
(ومن باب الكاف مع النون) (كند) - قَولُه تَباركَ وتَعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} (¬1) روى حيَّان، عن الكَلبِىّ: أنَّ الكَنُودَ بِلسَان كِنْدَة وحَضْرمَوْت: العَاصِى. (2 وبلسانِ مُضَر ورَبيعَةَ وقُضَاعةَ: الكَفور 2)، وبِلِسانِ بنى مالكٍ: البخِيل. ورَوَى القاسِمُ عن أبي أُمامَة - رضي الله عنه - مَرْفُوعًا، قال: "هو الذي يَأْكلُ وَحْدَه، وَيمْنَعُ رِفْدَه، ويَضرِبُ عَبْدَهُ" وقال الحَسَنُ: هو اللَّائمُ لِرَبّه، يُعَدِّدُ المُصِيبَاتِ، وَينسَى النِّعَمَ. وقال عَطاءٌ: هو الذي لا يُعطِى مع قومِه في النائِبَةِ. وأرضٌ كنودٌ: لا تُنبِتُ شَيئاً. والكَنّادُ: ضِدُّ الوَصُول. وكندَةُ: قَبِيلَة. قيل: سُمِّى بذلك؛ لأنه كنَدَ أباه وفارَقَه، ولِحقَ بأَخوالِه، فصَارَ رئيسَهم. (كنر) - في حديث مُعاذٍ (¬3) - رضي الله عنه -: "نهى رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - عن لُبْس الكِنَّار": وهو شُقَّةُ الكَتَّان. - وفي صفَتِه - صلّى الله عليه وسلَّم - في التَّورَاة: "بَعثتُكَ تَمْحَقُ (¬4) المَعَازِفَ والكَنَّارات" ¬
(كنز)
قال الحَربىُّ: كان ينْبغى أن يُقال: "الكِرْاناتِ" فقُدّمت النُّونُ على الرَّاءِ. وأظُنّ "الكِران" فارِسيًّا مُعَرَّباً كالبَرْبَط. وقال: سَمِعتُ أبا نَصرِ يقول: الكَرِينَةُ: الضّارِبَة بالعُودِ والجمع: الكَرائن؛ وسُمِّين "كرائن" لضَرْبهِنَّ بالكِرانِ. وهو البَرْبَطُ، وأنشَدَ: .... تَسْتَبكِيه أَيْدِى الكَرائنِ * وقال غيرُه: يجوز بفَتح الكاف وكَسْرِها يعني: الِكَنارَات، وهي العِيدانُ التي تضرب. وقيل: الدُّفوف. (1 وقيل: الطّنْبُورُ، والعُودُ والطَّبْلُ. وقيل: ذُو الوَجه الواحد. وقال أبو سعيد الضَّرِيرُ: أحْسَبُه بالباء، جمع: كِبَار. وكِبَارٌ: جمع كبر، وهو الطَّبْلُ كجَمَلٍ، وجمالٍ وجِمالاتٍ 1). (كنز) - قَولُه تعالى: {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} (2) الكنْزُ: المالُ المدْفونُ لعَاقبَةٍ ما. وقيل: هو الذي لا يُدْرَى مَنْ كَنَزَه. - في حديث حُمَيد بن ثَور (¬3): * فَحُمِّل الِهمُّ كِنَازًا جَلْعَدا * يُقال: بَعيرٌ كِنازُ اللَّحْمِ: أي مُجْتَمِعُه. وكلُّ مُجتَمع من لَحمٍ وغَيْره مُكْتَنِزٌ. (كنس) - قوله تعالى: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} (¬4) ¬
(كنص)
يعني: النُّجومَ التي تجْرِى وتَسْتَتِرُ إمَّا بالنَّهار، وإمَّا بالغَيْم ونَحوِه. وقيل: هي التي تَكنِس في المغِيب. وقيل: لأنَّها في بُروجِها كالظَّباءِ الكُنَّسِ. - وفي حديث زياد: "ثم اطْرُقوا وَراءَكم في مَكانِس الرِّيَبِ" : أي اسْتَترُوا (¬1)، وهي جمع: مَكْنَس (¬2)، وأصلُه: مَوضع الظَّبْىِ من أَصْلِ الشَجَرِ الذي تَقِيلُ فيه. والكِناسُ: مَولجُ الوَحْشِ: وقد كنَسَت وتَكنَّسَتْ: دَخلَتْه. - في حديث كعْب: "أوَلُ من لَبِس القَباءَ سُليمانُ عليه الصّلاة والسلام؛ لَأنّه كان إذا أدْخَل الرأسَ الثِّيابَ (¬3) كَنَّسَتْ الشَّياطين استِهزاءً، فأخْبر سُليمان عليه السَّلام" قيل: كَنَّسَ: أي حَرَّكَ أنفَهُ (¬4). (كنص) - (5 ورُوِىَ: بالصَّادِ: يُقال: كنَّصَ في وَجْهِ فُلانٍ: أي اسْتَهْزَأَ به 5). (كنع) - في حدِيث الأَحْنَف: "هو أكْنَعُ (¬6) " : أي ناقِصٌ. - وقول عُمَر لِطلْحةَ - رضي الله عنهما - (¬7): "الأكْنَعُ، إنَّ فيه نَخوةً ¬
وكِبْرًا" الأكْنَعُ: الأَشَلُّ، وكانت يَدُه أُصِيبَتْ مع رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -، وقاه بها يَومَ أُحُدٍ. والتكَنُّع في اليَدَيْن: تَفَقُّع الأصابع ويُبْسُها. وقيل: الأكْنَعُ: المقْطُوعُ اليَدِ. - وفي حديث خالد: " (¬1) إنَّهَا مُكَنِّعَتُكَ" : أي مُقَبِّضةٌ يدَيْك وجِسْمَكَ، (2 واكتَنَع الشَّيْخُ؛ إذاَ دَنَا بَعضُه من بَعضٍ 2). والكنَعُ: تَشَنُّجٌ في الأصابع. وقيل: قِصَرٌ من داءٍ على بَقيَّةِ القَطْعِ (¬3) والتعَقُّف. - (4 في الحديث: "أعوذُ بالله مِن الكُنُوع" وهو (¬5) التذَلُلُ للسُّؤَالِ، بمعنى القُنوعِ، قال الشَّمّاخُ: .... أعفُّ من القُنُوع (¬6) * ويروى بالكاف 4). ¬
(كنف)
(كنف) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "أَنَّه أَعْطَى عِياضًا كِنْفَ الرَّاعى" الكِنْفُ: وِعاءٌ طويلٌ يكون فيه آلَةُ الراعى يُدْعى: الزَّنْفِيلِجَةُ (¬1). - وفي حديث إبراهيم (¬2): "لا يُؤخَذُ في الصَّدقَةِ كَنُوفٌ" قال الحَربىُّ: هي القَاصِيَةُ التي لا تَمشى مع الغَنَم. ولا أدرِى لم لا تُؤخَذُ في الصَّدقَةِ، لعلَّه أرادَ لإتعابِهَا المُصَدِّقَ (¬3) في إعْزالِها عن الغَنَم. قال: وأَظنّه الكَشُوف: وهي التي يَضرِبُها الفَحْلُ وهي حامِلٌ، فنهى عن أخْذِها؛ لأنَّها حامِلٌ. وإلاَّ فلا أدْرِى. وقال غَيرُه: ناقةٌ كَنُوفٌ: يُصِيبُها البَردُ فتَسْتَتِرُ بالِإبلِ والتى تَعْتزِلُ الإبلَ، وتكتَنِفُ في أكْنافِ الإبل إذا بَركَتْ ومن الغَنَم كذلك. قال سيّدُنا (¬4) حَرسَه الله: لعَلَّ النَهىَ عنه كالنَّهى عن المُشَيَّعَةِ، وهي بمعناه في التأَخُرِّ عن الغَنَم. وإنما نُهى عنها لأنَّها لا تَلحَق الغَنَم في المَشْىِ فلا تلحقُها في الرَّعْى، فتكون مَهزُولةً، والله تعالى أَعْلَمُ. ¬
- في الحديث: "يُدنَى المؤمنُ مِن ربّه - عزَّ وجلّ - حتى يضَع عليه كنَفَه (¬1) " : أي يَسْتُره، وقيل: يَرحمُه ويبَرُّه. وقال الإمامُ إسماعيلُ: لم أَرَ أَحَدًا فَسَّرَهُ إلَّا إن كان معناه: يَسْتُرُه مِن الخَلْقِ. وقيل: في رواية: "يَسْتُرُه بِيَدِهِ" وكَنفَا الإنسانِ: ناحِيَتاه، ومن الطائر: جَنَاحَاه. - (2 وفي كتاب الشكر لجعفر بن فارس، عن أبي وائل قال: "نَشَرَ الله تعالى كَنَفَه على المُسْلِمِ يوم القِيامَة هكذا، وتَعطَّف بِيدِه وكُمِّهِ 2) " - ومنه حَديثُ جَرير - رضي الله عنه -: "قال له: أَيْنَ مَنزِلُكَ؟ قال: بِأكْنافِ بِيشَةَ". : أي نَواحِيهَا. - وفي الحديث: قال الراجز وَمذْقةٍ كطُرَّة الخَنيفِ تَبِيتُ بين الزَّرْبِ والكَنِيفِ (¬3) الكَنِيفُ: الموضع الذي يكنُفُها ويَحفَظُها: والبناءُ الذي أُشرِعَ مِن ¬
(كنن)
الدَّورِ لِقَضاءِ الحاجَةِ والجُلُوس. وأصلُ الكَنِيف: السَّاتِر. والتُّرس كَنِيفٌ، وحَظِيرةُ الإبلِ كَنِيفٌ. - وفي حديث أَبى بكرٍ (¬1) - رضي الله عنه -: "أنَّه أشْرَفَ من كَنِيفٍ" : أي سِتْرٍ. قال لبيد: ... ولا الحَجَفُ الكَنِيفُ (¬2) - وفي الحديث (¬3): "شقَقْنَ أكَنَفَ مُرُوطِهِنَّ فَاختَمَرْنَ به" : أي أَصْفَقَها وأَسْتَرَهَا. والكنْفُ من ذلك أيضاً. (كنن) - في حديث أُبَىٍّ (¬4): "قال لعُمَرَ والعَبَّاسِ - رضي الله عنهم -: إنَّ كَنّتَكُما كانت تُرَجِّلُنىِ" الكَنَّةُ: امرأةُ الابن، وامَرأةُ الأَخ، وهي المَعْنِىُّ في هذا الحَديثِ. ¬
(كنه)
- وقيل: امرأةُ الأَبِ ونحوه أيضًا. - (1 وفي حديث أبي عَوف: "عَلَى ما اسْتَكَنَّ" : أي اسْتَتَرَ 1). (كنه) - في الحديث: "مَن قَتَل مُعاهِدًا في غَير كُنْهه (¬2) " - وفي حديث آخر: "لا تَسأَل المرأةُ طلاقَها في غَير كُنْهِه" كُنْهُ الشىَّء: غايَتُه؛ أي في غَيْر أن تَبْلُغَ من الأَذَى الغايةَ التي تُعْذَرُ في سؤَال الطَّلاق. وكُنْهُ الأَمْر: حَقِيقتُه. وقال الأَصمعىُّ: حِينُهُ وقدْرُه ووَقْتُه. وأكنَهْتُ الشىّءَ واكتَنهْتُه: بَلَغْتُ كُنْهَهُ. (كنا) - في الحديث (¬3): "للرُّؤْيَا كُنًى" وهي جمع: كُنْيَةٍ؛ مِن قَولهم: كَنَيْتُ عن الأَمْرِ، وكَنوْتُ عنه؛ إذا وَرّيْتَ عنه بغَيرهِ. وقيل: كُنَى الرُّؤَيا: الأَمثالُ التي يَضْرِبُها مَلَكُ الرُّؤيا للرَّجُل في منامه؛ لأنَّه يَكْنِى بها عن أَعْيانِ الأُمورِ. وقوله: "فَكَنُّوها بكُنَاهَا". : أي مَثِّلُوا لها أَمثَالاً إذَا عَبَرتُم؛ وذلك نحو قولهم في النَّخل: إنَّها رِجالٌ ذَوُو أحْسَابٍ مِن العَربِ؛ لأنّ النَّخلَ أكثرُ ما يكون بِبِلادِهم. وفي شَجَرِ الجَوْزِ: إنّها رجالٌ من العَجَمِ؛ لأَنّها أكثَر ما تُكون ¬
بِبلادِهم. - وقوله: "فاعتَبِرُوا بأسْمَائها" : أي اجعَلوا أَسْمَاء ما يُرَى في المَنام اعْتِبارًا وقياسًا، كَأَنْ (¬1) رأى رجُلًا يُسَمَّى سَالمِاً، فأَوَّلَه بالسَّلامةِ، أو فَضلاً فأوَّله إفضالًا. - (2 في الحديث: "رَأيتُ عِلْجًا يومَ القادِسِيّة وقد تكَنَّى وتَحَجَّى" : أي تَستَّر، مِن كَنَى عنه؛ إذَا وَرَّى (¬3). ويجوز أن يكون أصله تكَنَّن كتظَنَّنَ 2). * * * ¬
وباب الكاف مع الواو
(وباب الكاف مع الواو) (كوث) - (1 في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "نَحنُ قَوْمٌ من كُوثَى (¬2) " : أي كُوثَى العِراقِ، وهي سُرَّة السَّواد، وبها وُلدَ إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام، وهذا تَبَرُّؤٌ مِن الفَخْر بِالأَنساب، وتحقِيقٌ لَقولِه تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (¬3) هو، وقيل: أَراد كُوثَى مكَّةَ. وهي مَحَلَّةُ عَبدِ الدَّارِ. : أي نحن مَكِّيُّون، والأوَّلُ أَوجه؛ لِمَا رُوِى عن ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما - قال: "نحنُ مَعاشِرَ قُرَيشٍ - حَىٌّ مِن النَّبَطِ (¬4) من أَهْلَ كُوثَى 1) " (كوذ) - في الحديث: "أَنَّه ادَّهَن بالكَاذِى (¬5) " قيل: هو شَجَرٌ طَيِّب الرِّيح مَنْبِتُهُ ببلاد عُمَان يُطَيَّب به الدُّهْن. والخَرَّاطُون يُملِّسُون به أَصْبَاغَهُمْ، ويَصْقلُونَها بِخُوصِ الكاِذى. ¬
(كور)
(كور) - في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "ليس فيما تُخرِجُ أَكْوَارُ النَّحْلِ (1 صدَقَةٌ 1) " الأَكْوار جمع الكُورِ؛ وهو بَيْتُ النَحْلِ والزَّنَابِير. والكُوَارُ (1 والكُوارةُ 1): شيء ضَيِّق الرأسِ يُتَّخَذُ للنَّحْلِ من القُضْبَان؛ أي ليس في العَسَلِ صدَقَةٌ. والكُورُ: الرَّحْلُ بأداتِه أيضًا. - ومنه الحديث: "بأَكْوارِ المَيْس (¬2) " - (3 في حديث أبي هريرة في صِفِة الجنَّة (¬4): "فَيُبَادِرُ الطَّرْفَ نَباتُه واستِحصادُه وتَكْويرُهُ" من تكْوِير المتاعِ: أي جَمعِه وشَدِّه، ومنه الكارَةُ. وطَعَنه فكوَّرَه: أي أَلقاه مجتَمعًا، ومنه تكوِيرُ العِمَامةِ (¬5). (كوس) - في حديث قَتادَةَ، وأَصحابِ الأَيْكَة: "كانُوا أَصْحابَ شَجَرٍ مُتَكاوِس." : أي مُلْتَفٍّ (¬6). وتَكاوسَ لَحْمُ الغُلامِ؛ إذَا تراكبَ. ¬
(كوف)
ويُروَى: "مُتَكادِس (¬1) 3) " (كوف) - في حديث سَعْدٍ - رضي الله عنه -: "تَكَوَّفُوا في هذا الموضِعَ (¬2) " : أي اجتَمِعُوا فيه. يعني: مَوضعَ الكُوفَة، وبه سُمِّيت كُوفَة. وقيل: بل سُمِّيَتْ لاستِدارَتها. والعَربُ تُسَمّى الرَّملَة المُسْتَدِيرَةَ كُوّفَاناً. وقيل: أُخِذت مِن قَولهم: هو في كُوفَانٍ: أي بَلاءٍ وشرٍّ. وقيل: اسم أَرضِها كَوْفان. وقد تضُمُّ الكافَ. وتَكوَّفَ الرَّملُ: رَكِبَ بعضُه بَعْضًا. (كوكب) - في حديث: "عُثمانَ - رضي الله عنه -: أَنَّه دُفِنَ بِحُشَّ كَوْكَبٍ". وهو مَوضِعٌ بِبُسْتانٍ مُتَّصِلٌ بالبَقيع. والحُشَّ: البُسْتانُ. وكَوكَبِيَّةُ: قَرْيَةٌ ظَلَم عامِلُها فَدعَا أَهلُها عليه، فلم يَلبَثْ أن ماتَ فَصارَ مَثَلاً. يُقال: دَعَا دعْوَةً كَوكَبِيَّةً. ¬
(كوم)
وكَوْكَب أيضاً: اسم (1 فَرَسٍ 1) لرجُلٍ جاء يَطوفُ عليه بالبيْتِ، فكُتِب فيه إلى عُمر - رضىَ الله عنه - فقال: امنَعُوه. (كوم) - (2 في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "كَوَّمَ كَوْمَةً (¬3) " : أي جمع صُبْرة ورَفَعها. وهذا التّركيبُ للارتفاع 2) (كون) - قوله تعالى: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} (¬4) قال الخُزَاعىّ: حُذِفَت النونُ من "تَكُ" استخفافاً لِسُكونها، والأَصلُ "تكُونُ" فاسْتَثْقَلُوا الضَّمةَ على الواوِ، فنقلوها إلى الكافِ فالتَقَى ساكِنانِ: الوَاوُ والنُّون، فحذَفوا الواوَ لالتِقَاء الساكِنَيْن، فصار "تكُن"، والموضع الذي حُذفَت النونُ مع الوَاو؛ فلأنَّ النُّونَ تُضارِعُ حُرُوفَ (¬5) المَدِّ والِّلين وكَثُر استعمال كان فَحذَفوها لذلك. أَلَا ترى أَنّكَ تَقولُ: لم يكونَا، والأَصْلُ يكُونَان، فأَسْقَطُوا النونَ للجَزْمِ.، فشَبَّهُوا "لم يَكُ" في حَذْفِ النُّون بلم يَكُونَا. وقد قالت العَربُ: لم أَكُ، وَلم أُبَلْ. ¬
ولَيِسَ لك أن تَقولَ: لم أَقُ، وأنت تريد: لم أَقُل؛ لأن العَربَ لم يستَعْملوه، وإنما يُنْتَهَىِ نا هذا إلى ما استعملت العَرِبُ ولا يُقاس عليه، فحذَفَت النون من: لم يَكُنْ في ثمانِيةَ عَشر موضعًا من القُرآنِ: حَرْفٌ منها في النِّساء: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً} (¬1) وحرفٌ في الأَنفال: {لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا} (¬2) وحَرفٌ في التَّوبة: {يَكُ خَيْرًا لَهُمْ} (¬3) وحَرْفانِ في هُود: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ} (¬4) موضعين. وحرفان في النَّحْل: {وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (¬5) {وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ} (¬6)، وثَلاثةٌ في مَرْيَم: {وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} (¬7) {وَلَمْ يَكُ ¬
شَيْئًا} (¬1). {وَلمْ أَكُ بَغِيًّا} (¬2) وحَرفٌ في لُقمانَ: {إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ} (¬3) وأربعةٌ في حم: "المُؤْمِن": {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا} (¬4) {وَإِنْ يَكُ صَادِقًا} (¬5)، {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ} (¬6)، {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ} (¬7) وحرفان في المدَّثّر: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} (¬8) وحَرفٌ في القيامةِ: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً} (¬9). وجاء سائِرُ القُرآن بالتَّمام؛ وإنّما جازَ حذفُها لِسُكُونها؛ فإذا تَحرَّكَتْ فلا سَبِيلَ إلى الحذْفِ في فَصيحِ الكلام وقد أَجازَه سِيبَوَيْه، وأَنشدَ: ¬
(كوه)
فَلَسْتُ بآتِيهِ وَلا أَستطِيعُه ولكِ اسقِنى إن كان مَاؤُكِ ذا فَضلِ (¬1) تقُولُ: لم يَكُن زَيْدٌ، ولم يَكُ زَيْدٌ. فإذَا قُلْتَ: لم يَكن ابنُك، أو لم يَكن الرَّجُلُ، فالإثْبَاتُ لا غيرَ إلاَّ في الشِّعْرِ. - في الحديث: "إِنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَكَوَّنُني (¬2) " وفي رِوَايةٍ: "لا يَتكَوَّنُ في صُورَتِي (¬3) " : أي لا يَصِيرُ كائِنًا. (كوه) - في الحديث: "إنَّ مَلَكَ الموتِ قال لموسى عليه الصَّلاةُ والسلام، وهو يُرِيدُ قَبْضَهُ: كَهْ في وَجْهِى" : أي (4 افْتَح 4) فَاكَ وَتَنفَّسَ. يُقال: منه كاَهَ يَكَاه. وربَّما قالوا: كِهْتُه، بمعنى استَنْكَهْتُه، وتَكوَّهت عليه أُمُورُه: تَفَرَّقَت واتَّسَعَتْ. وقيل: كَهَّ (¬5) السَّكْرانُ، من المُضَاعَف؛ إذا استُنكِهَ فنُكِهَ، وكَهْ: حِكايةُ المُكَهْكِهِ، وكَهْكَهَ (¬6) الأَسَدُ: شحافَاه (¬7). والكهْكَهة (6) في الضَّحِك، والزَّئِير: حِكايتُهما. والكَهَةُ (¬8): النّكْهُ، وهو إخراج النفَسِ، وكهَّ (5) كَهًّا: تَنفَّسَ. ¬
(كوى)
(كوى) - في الحديث: "أَنَّه كَوَى سَعْدَ بن مُعَاذٍ - رضي الله عنه - يعني - لِيرقَأَ (¬1) الدَّمُ عن جُرْحِهِ" والكَىُّ من العلاج. والعربُ تَستَعملُه كثيرًا، وتقول: آخِرُ الدَّواءِ الكَىُّ (¬2)، وأنشد: إذا كَوَيتَ كَيَّةً فانضَجْ تُشفَ بها (¬3) الدّاءُ ولا تُلَهْوِجْ - فأمَّا حديثُ عِمْرَانَ بن حُصَينٍ - رضي الله عنه -: "في النَّهى عن الكَىَّ" فمن أَجلِ أَنَّهم كانوا يُعظِّمُون أَمرَه، وَيرَوْن أنه يَحسِمُ الدّاءَ ويُبْرِئه، وإذا لَم يفعَل ذلك عطبَ، فنَهاهم إذْ كان على هذا الوَجْه، وأباحَه لهم عَلى معنى التوكّل، على أن يجعلَه الله تعالى سبَبًا للشِّفَاء، لا عِلَّةً له. وهذا أَمرٌ يَكثُر فيه شكوكُ الناسِ، يقُولون: لو شَرِبَ الدَّواء لم يَسقَم، ولو أقام ببلده لم يَمُت (¬4). قال أبو ذُؤَيب: ¬
يقولون لىِ لو كانَ بالرَّملِ لم يَمُت نُبَيْشَةُ والكُهَّانُ يَكذِبُ قِيلُها ولو أَنَّنى استودعتُه الشَّمسَ لارتَقَت إليه المنايَا عَينُها ورَسُولُها (¬1) يريد بالكُهَّان: الأطبَّاء، والعَربُ تُسمّى كلَّ مَن يَتعاطَى عِلْمًا مُغَيّبًا كاهِنًا. وقال رؤبَةُ: * ولو تَوَقَّى لَوقَاهُ الواقى (¬2) * ثم خَشِى أن يكونَ قد فوَّض فتَدارَكه، فقال على أثَرِه: * وكيف يُوقَّى ما المُلاقىِ لاَقِى * وقيل: فيه وجْهٌ آخَرُ؛ وهو أن يكون نَهيُه عن الكَىِّ إذا استُعْمِلَ احترازًا عن الدَّاءِ، قبل وصول (¬3) الضَّرورة، ونزُولِ البَلِيَّة، وذلك مكرُوهٌ؛ وإنَّما أُبِيح العِلاج والتَّدَاوى عند وُقوع الحاجَةِ، ودُعاءِ الضَّرورَةِ. ¬
ويحتمل أن يكون نَهَى عِمرانَ خَاصّةً في علَّةٍ بعَينِها؛ لعلْمِه أَنَّه لا ينجَعُ فيه. ألا ترى أنه يَقُول: اكتَويْنَا فَما أَفلَحْنَا ولا أَنجَحْنَا. وكان به النَّاصُور. ويحتمل أنه نَهاه عن اسْتِعْمَال الكَىِّ في مَوضِعِه من البَدَن، والعلاجُ إذا كان فيه الخَطَرُ كان مَحظورًا. والكَىُّ في بَعض الأَعضَاء (1 يعظُم خَطرُه، وليس كذلك في بعضِ الأعضاءَ 1)، فيكون النَّهى مُنصرِفاً إلىَ النوع المخُوفِ منه (¬2). والله تَعالَى أعلم. * * * ¬
ومن باب الكاف مع الهاء
(ومن باب الكاف مع الهاء) (كهل) - أخبرنا جعفر بن عبد الواحدِ قراءةً (1 عليه 1)، أو إجازةً، أنبأ أبو طاهِر (¬2) بن عبد الرحيم، أنبأ عبد الله بن محمد أبو الشيخ، (3 ثنا 3) إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا سُلَيمان بن أيوب (¬4) عَقِيبَ حديث (¬5): "هذان سَيِّدَا كُهُولِ (6 أَهلِ 6) الجَنَّة" قال سليمان: "يَدخُل أَهلُ الجنَّةِ الجنّةَ أَبنَاء ثَلاثٍ وثَلاثِين فَيجعَلُهم الله تعالى حُلماءَ عُقَلاَءَ" (¬7) وإنّما قال: "كُهُول الأوَّلين والآخَرِين" : أي حُلمَاء الأوَّلين والآخرين. - وقَولُه تَعالَى: {وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} (¬8) الكَهْلُ: الحَليمُ. وقال غَيرهُ: الكَهْلُ: مَن زادَ على الثَّلاَثين إلى الأَرْبَعِين. ¬
(كهم)
وقيل: من أربع وَثلاثين إلى إحدى وخمسين. واكْتَهَل وكاهَل: بَلغَ الكُهُولةَ. - في عَهْدٍ كَتَبه لعُمَّال اليَمَن فيه أوقاتُ (¬1) الصَّلاةِ قال: "والعِشَاء إذَا غابَ الشَّفقُ إلى أن تَذْهب كَواهِلُ اللَّيْل" : أي أوَائلُه تَشبِيهًا لِلَّيل بالمطاَيا السَّائِرةِ التي تتقدّمُ أَعناقُها وهوَادِيها، وتَتبعُها أَعْجَازُها وتَوَاليها. والكاهل: مُقَدَّم أَعْلَى الظَّهْر ممّا يلى العُنُق. واسْتكْهَلَ الكاهِلُ: عَظُم. (كهم) - في حديثٍ أُسامَةَ (¬2) - رضي الله عنه -: "فجعل يَتَكَهَّم" التكَهُّمُ: التَّعَرُّضُ للشَّرِّ والاقتِحَام فيه. وربّما يَجْرِى مَجْرى السُّخْرِيَة، ولَعلَّه - إن كان محفُوظاً - مقْلوبٌ من التَّهَكُّم (¬3). والله تعالى أعلم. - (4 في مَقْتَلِ أبي جَهْل: "إنَّ سَيْفَك كَهامٌ" : أي كَلِيلٌ 4). (كهن) - في حديث أبي مَسْعُودٍ (¬5) - رضي الله عنه -: "نَهى عن حُلْوَان الكاهِنِ." ¬
وهو ما يَأخُذُه الكاهِنُ على كهانَتِه؛ وذلك مُحرَّمٌ وفِعْلُه بَاطل. يقالُ: حَلَوْتُه: أي رَشوتُه. وحُلوانُ العَرَّافِ حَرَامٌ. والفَرقُ بين الكاهنِ والعرَّاف: أنَّ الكاهِنَ يتعَاطَى الخَبَر عن الكوائن في مُسْتَقبَل الزمانِ (¬1)، ويدَّعى مَعْرِفةَ الأسْرَارِ. والعَرَّافُ: هو الذي يدَّعى مَعرفةَ الشىَّءِ المَسْرُوق، ومَكان الضَّالَّةِ ونحوهما. وقد كان في العَرب كَهَنَةٌ؛ منهم مَن كان يزعُم أنّ له رئِيًّا من الجنّ وتابِعَةً يُلقِى (¬2) إليه الأَخبارَ؛ ومنهم مَن كان يَزعُم أنَّه يَعرِف الأُمورَ بمُقدَّماتِ أَسباب يَسْتَدِلُّ بها على مَواقِعِهَا (¬3)، كالشىَّءِ المسرُوق، فَيعْرف المظنونَ به ويتَّهِمُ المرأةَ بالرِّيبَةِ، فَيعرِفُ مَن صَاحبها، ونحو ذلك. ومنهم من كان يُسمِّى المنجّمَ كاهنًا. - والحديث (¬4) الذي فيه: "مَن أَتى كاهِنًا" قد يَشْتَمِلُ على إتْيان (¬5) هؤلاء كلّهم؛ ومنهم مَن كان يدْعو الطَّبِيبَ كاهِنًا؛ وربَّما دَعَوْه أيضًا عَرَّافاً؛ مِن ذلك قَولُ أَبِى ذُؤَيبِ الذي تقدَّم وقال آخر: ¬
(كهه)
جَعَلْتُ لِعَرَّافِ اليَمامَةِ حُكْمَه وعَرَّافِ نجدٍ إن هما شَفَيانِي (¬1) وهذا غيرُ داخلٍ في جُملَةِ النهي؛ فقد أَثْبتَ النّبىُّ - صلّى الله عليه وسلّم - وأباحَ العِلاجَ والتَّدَاوِى. - وفي حديث آخر: " (¬2) لَيْسَ مِنَّا مَن تَكهَّنَ أو تُكُهِّنَ له" ويُقال: كَهَنَه في أَهله: خَلَفَه فيهم. (كهه) - (3 في حديث موسىَ ومَلَكِ الموتِ - عليهما الصَّلاة والسّلامُ -: "كُهَّ في وَجْهِى" يقال: كَهَّ (¬4): أي نَكَه. وكُهَّ: أي أَخْرِجْ نَفَسك، ويروى: "كَهْ" بوزنِ خَفْ (¬5)، وقد تَقدّم في كوه 3). * * * ¬
ومن باب الكاف مع الياء
(ومن باب الكاف مع الياء) (كيت) - (1 في الحديث: "نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ (¬2) " وهي كِناية، (¬3) نَحو كذا وكذا، ويجوز "كيَّة"، والتاء في "كَيتَ" بدَل من لام كيَّة، وفي بنائه الحَركاتُ (¬4) الثَّلاثُ 1). (كيح) - في قِصَّة يُونُس عليه الصّلاة والسّلام: "فوجَدُوه في كِيحٍ يُصَلَّى". الكِيحُ: سَفحُ الجَبَل وسَنَدُه، والكاحُ - أيضًا - بالحاء المُهمَلة. فأمَّا الكُوخُ بالخاءِ المُعجَمةِ: فبَيْتٌ مُسَنَّمٌ مُعْوَجٌّ. (كيد) - في حديث (¬5) ابن عباس - رضي الله عنهما - في صُلح أهل نَجْرانَ: "إنّ عليهم عارِيَّةَ السِّلاح، إنْ كان باليَمنِ كيْدٌ ذاتُ غَدْرٍ" : أي حَربٌ؛ ولذَلك أنَّثَها. ¬
- قوله تعالى: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} (¬1) قيل: أراد (¬2) إخفاءَها. - وكذلك قولُه تعالى: {كِدْنَا لِيُوسُفَ} (¬3) : أي أرَدْنَا. وأنشد: كادَت وكِدت وتِلكَ خَيرُ إرَادةٍ لو عادَ من لَهْو الصَّبَابَةِ ما مضىَ (¬4) وقال آخر: أَمُنْخرِمٌ شَعبَانُ لم نَقضِ حَاجةً من الحاجِ كنَّا في الأصَمِّ نَكِيدُها : أي في رَجب نُريدُها. وقد يجىء كَاد معطَّل المَعنَى. - ويُحمَل عليه قَولُه تَعالَى: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} (¬5) ¬
(كير)
: أي لم يَرَها. (كير) - (1 في الحديث: "مَثَلُ الجَلِيسِ السُّوءِ مَثلُ الكِير" قيل (¬2): كِيرُ الحَدَّاد: هو المَبْنِىُّ مِن الطِّين، ويكون زِقُّه أيضًا. وقيل: الكِيرُ: الزِّقُّ. والكُورُ مِن الطِّين. ويمكن أن تكون الياء فيه عن الواو، فيكون بابُهما واحدًا. وفرق بين البِناءَين، بضَمِّ الكاف وكَسرِها، واشْتِقاقهما من الكَوْر الذي هو ضدّ الحَوْرِ (¬3)، لأن الريحَ تَزِيد فيها عند كلّ نَفْخةٍ وتَنقُص. وكلّ تفسير له وجه ها هنا. أمّا المبنى فظاهرٌ أَمرُه، وأَمَّا الزّق فلأنه سَبَب 1) (كيل) - قوله تعَالى: {وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ} (¬4) : أي حِمْلَ بَعير. - وقوله تعالى: {وَإِذَا كَالُوهُمْ} (¬5) : أي كالُوا لَهم، ولا يَجوزُ أن يَقِف على كالُوا حَتى يَصِلها بِهُم على هذا. ¬
ومنهم مَن يَجعلُها توكيدًا لما كالُوا (¬1)، فيجوز على هذا أن تَقِف عليه، والأوَّل أولى؛ لأَنّها لو كانت (¬2) توكيدًا لكان في المُصحفِ أَلفٌ مكْتوبَةٌ، قيل: هي التي تُسمّى الألفُ الفاصِلَة. - وقوله تعالى: {اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ} (¬3) يُقَال: اكْتلتُ من فُلانٍ، وعليه، إذَا أَخذتَ منه. - وفي الحديث (¬4): "نَهَى عن المُكَايَلَةِ" وهي المُقايَسَةُ بالقَولِ، تقول: له مثل مَا يقُول لكَ. وقيل: هي التَّأخير. يُقالُ: كِلتُكَ دَينَك: أي أخَّرتُه عنك. وقيل: هي أن تُباع الدَّارُ إلى جنْب دارِكَ، وأنتَ تريدُهَا، فتُؤخِّر ذلك، حتَّى يَستَوجِبَها المُشَترى، ثم يَأخذُ بالشُّفعَةِ. - في الحديث: "المِكْيالُ مِكْيالُ أَهلِ المَدِينةِ، والمِيزَان مِيزانُ أهلِ مكّةَ" قيل: إنّما هذا في نوع ما يتَعلَّق به أحكامُ الشرِيعَة في حُقوق الله عزَّ وجل دُون مَا يَتعَامل به النّاسُ في بِياعَتِهم. فقولُه: "الوَزن وَزنُ أهل مَكَّةَ" يُريد: وَزْنَ الذهب والفِضَّةِ ¬
خاصّةً دون غيرها. ومعناه: أنَّ الوَزنَ الذي يتعلَّق به حَقُّ الزَّكاة في النقُود وَزْن مكَّةَ؛ لأنّ الدِّرهمَ البَعْلِىَّ ثمانيةُ دَوانِيق. والطّبرىّ: أرْبَعَة. والذى هو من دَرَاهم الإسلام سِتَّةٌ وهو وَزن مَكَّة. وأمَّا الدَّنانير فكانت تُحمَلُ من الرُّوم إلى أن ضَرَب عَبدُ الملك بنُ مرْوَان. فأمَّا الأرْطالُ والأمْناءُ (¬1) فللنَّاسِ فيها عاداتٌ مُختِلفة في البُلدان. وأمَّا المِكْيال فهو الصَّاع الذي يتعلَّق به وُجوبُ الكَفَّارات وصَدَقَة الفِطر وتَقدير النفقات، وذلك مُقَدَّر بِكَيْلِ أهل المدينَةِ دون (¬2) غيرها (3 من البُلدان 3) والله عزّ وجل أعلم. * * * ¬
ومن كتاب اللام
ومن كتاب اللام (من باب اللام مع الهمزة) (لأم) - في الحديث (¬1): "أنَّه أَمَر الشَّجرتَيْن فجاءتَا فَلمّا كانَتَا بالمَنْصَفِ لَأمَ بَينهما" : أي جَمَعَ. والتَأَمَ الشَيْئان وتَلاءَما: اتَّفَقَا. - ومنه حديث ابنِ (¬2) أمِّ مَكتُوم - رضي الله عنه -: "لى قَائِدٌ لَا يُلائِمُنِى" : أي لا يُساعِدُني ولا يُوافِقُنى. ولَأمتُ الجُرحَ بالدَّوَاءِ؛ إذَا سَددَتَ صُدُوعَه. (3 ولأَمَ ولاَءمَ مقصُورٌ ومَمدُودٌ بمعنًى. (لأى) - في الحديث (¬4): مَنْ صَبَر على لأْواءِ المدينةِ" : أي شِدَّتِها، وأَلَأى الرَّجلُ وقَع في لَأوَاء ولَوْلَاء (¬5) أيضاً 3). * * * ¬
ومن باب اللام مع الباء
(ومن باب اللام مع الباء) (لبأ) - في حديث وِلادةِ الحَسَن بن عَليّ - رضي الله عنهما - (1 وولادة ابن عبّاس أيضاً 1): "وأَلْبَأَه (¬2) بِرِيقِه". ذُكِر عن الإمام إسمَاعِيل أَنّه قال: أي صَبَّ ريقَه في فِيه، كما يُصَبُّ اللِّبَأ، وهو (3 أوّل 3) حَلَب عند الولادَةِ. ولَبَأتِ الشاةُ ولدَها: أرضَعَتْه اللِّبَأ فالتَبأَها. وألبَأتُ السَّخْلَة والحُوَارَ: أرْضَعْتُهما (¬4) اللِّبَأَ. (لبب) - في حديث صَفيَّة (¬5) - رضي الله عنها -: "أَضْرِبُه كى يَلَبَّ" من اللُّبّ وهو العَقْلُ. يُقَال: لَبِبْتُ ألَبُّ لُبًّا، ولَبُبتُ أَلَبّ: عَقَلتُ فهو لَبِيبٌ. - (6 في حدِيث عُمَر: "فلبَبْتُه" : أي اخذتُ بِتَلْبِيبه، وجَعلتُ في عُنُقه حَبلاً أو نَحوَه 6) - وفي حديث عبد الله بن عَمْرٍو - رضي الله عنهما -: "أنه أَتى الطَّائفَ فإذا هو يَرَى التُّيُوسَ تَلِبُّ (¬7) " ¬
(لبج)
من اللَّبلَبَةِ؛ وهي حِكايَةُ صَوْت التَّيّسِ عند السِّفَاد. (1 وأهلُ نَجْدٍ يقولون: لَبَّ يَلِبُّ، كفَرَّ يَفِرُّ. - في الحديث (¬2): "لَبَّىْ يدَيْك" جوابُ لَبَّيْكَ في حديث علقمة: إنّي أطيعُكَ وأتَصرّفُ بإرادَتك كالشىّءِ الذي تُصَرِّفُه بيدَيكَ. قال يونس: هو لَبَّى قُلِبَتْ ألِفُه ياءً (¬3) عند الإضافة إلى المُضمَرِ، كما فعل بعَلَيكَ وإليكَ. وقال سيبويه: إنّما هو لَبَّ 1). (لبج) - في حديث (¬4) سَهْل بن حُنَيف - رضي الله عنه -، وأصَابَتْهُ العَيْنُ: "أنّه لُبِجَ بِه" : أي صُرِعَ به. قال الأَخفشُ: لَبَجَ به (¬5) الأَرضَ، وكَدَسَ به، وحَطَأَ به، ولَطَسَ به: أَسقَطَه على الأَرض. ¬
(لبد)
وأنشد: ... بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ (¬1) * ولبَجَهُ بالعَصَا: ضَربَه. وحَىٌّ لَبِيجٌ: جماعة مُستقيمة مُستقِرّةٌ. واللَّبَجةُ: حدِيدَةٌ ذَاتُ شُعَبٍ كأنها كَفٌّ يُصادُ بها الذَّئبُ. - (2 في الحديث: "تَباعَدَت شَعُوبُ من لَبَجٍ" : اسم رَجُلٍ. والَّلبَج: الشَّجَاعَة 2). (لبد) - في حديث أبي بَرْزَة - رضي الله عنه -: "مَا أرَى اليومَ خَيْرًا من عِصابَةٍ مُلَّبَدةٍ (¬3) " : أي لَصِقوا بالأرض وأخْمَلوا أَنفُسَهم. يُقالُ: لَبَد بالمكانِ، وأَلبَدَ به: أقامَ. قال ابنُ فارس: اللُّبَد: الذي (¬4) لا يُفارِقُ منزلَه. ¬
- وفي ذِكْرِ (¬1) طَلْح الجنَّةِ: "إنَّ الله تَباركَ وتعالى يَجْعلُ مكانَ كلَّ شَوْكةٍ منها، مِثْلَ خُصوةِ التَّيْس المَلْبُودِ" : أي الكثير اللَّحْمِ الذي لزِم بَعْضُه بَعْضاً (2 فَتلَبَّد 2). ولَبَّدَ المَطَرُ الأرض: أي عَقد تُرْبَها فتَلَبَّدَت. والناسُ لُبَدٌ: أي مُجتمِعون. والأَسدُ ذُو اللِّبْدةِ؛ لأنَّ وَبَره يتلَبَّدُ عليه لكَثرةِ الدِّماءِ. والخُصوةُ لغَةٌ في الخُصْيَةِ، كالكُلْيةِ في الكُلْوةِ. - في الحديث ذِكْرُ: "لَبِيْدَاء (¬3) " وهي اسمُ الأرضِ السَّابعَةِ. - (4 في حديث حُمَيْد بن ثَور: .... خِدَبًّا مُلْبِدَا 4) : أي عليه لِبْدَة من الوَبَر (¬5). ¬
(لبط)
- (1 وفي حديث علىّ - رضي الله عنه -: "الْبَدَا بالأَرضِ (¬2) " : أي أَقِيمَا. ولَبَد وألْبَدَ بِمَعْنًى فهو مُلبَدٌ ولابِدٌ. (لبط) - في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "تَضْرِب اليَتيمَ وتَلْبِطُه (¬3) " : أي تَصْرَعُه على الأَرضِ 1). (لبن) - في الحديث: "أنّ رَجُلاً قَتلَ آخَرَ فقال: خُذْ من أَخيك اللَّبَنَ" : أي إبلاً لها لَبَن. - ومثلُه قول أُميّةَ بن خلَف: "لمَّا رَآهم يومَ بدْرٍ يَقْتلُون، قال: أمَالَكُم حاجَةٌ في الُّلبَّن؟ " : أي تأسِرُون فتأخُذون فِدَاءهم إبلاً، لها لَبَن، وأنشَد: إذا صُبَّ ما في الوَطب فاعلم بأنَّه دَمُ الشيخِ فاشْربْ منه يا سعدُ أودَعِ (¬4) - في الحديث: "سَيَهْلِك من أمَّتى أهلُ الكتاب، وأهلُ اللَّبَن، فسُئل مَن أهلُ اللَّبَن (¬5)؟ قال: قَومٌ يَتَّبِعون الشَّهواتِ ويُضَيِّعون الصلوات" قال الحربى: أظُنُّه أراد يَتَباعَدُون عن الأَمْصار، وعن الصلاة في الجَماعَةِ، وَيطلُبون مَواضعَ اللَّبَنِ في المرَاعى. ¬
وأهل الكتاب قومٌ يَتَعلَّمون الكتابَ لِيُجادِلُوا به الناسَ. - في حديث الزكاة: "بنْت لبُونٍ (¬1) " وهي التي أتى عليها حَوْلان فصاعدًا، فصارت أُمُّها لبونًا بوضْع الحَمْلِ. فهى ذاتُ لَبَن. - وفي الأخبار (¬2): "ذكْر جبَل لُبنَان بالشَّام (¬3) يسكنُه الصَّالحون". قال الجبَّان: لُبْنَان بالتثنية جَبَلان، لُبْن الأعلى ولُبْن الأَسْفَل (¬4). وقال غيرُه: لُبْن: جَبَل، ولُبْنان آخر غير مُنصَرِفَينِ. - (5 في الحديث: "أنَّ لَبَنَ الفَحْلِ يُحَرِّم" وهو الرجُلُ له امرأَةٌ وَلَدَت منه، وحصَل لها لَبَنٌ، فهذا اللَّبَنُ للزَّوْجِ؛ لأنّه سَبَبُ إلقاحِه. وكُلُّ مَن أرضعَتْه بهذا اللَّبَن فهو مُحرَّم (¬6) عليه، وعلي آبائِه وأَولادِه؛ لأنَّ اللِّقاحَ واحِدٌ 5). * * * ¬
ومن باب اللام مع التاء
(ومن باب اللام مع التاء) (لتت) - في حديث مُجاهِد في قوله تَعالَى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ} (¬1) قال: كان رجُلٌ يَلُتُّ السَّويقَ لهم. وقال الفَرَّاء (¬2): أصل الَّلات التشديد؛ لأنَّ الصَّنَم سُمِّيَ باسم الذي كان يلُتُّ عند الأصنام، مُخفّف، وجُعِل اسمًا للصَّنَمِ. * * * ¬
ومن باب اللام مع الثاء
(ومن باب اللام مع الثاء) (لثم) - في حديث مكحول: "أَنَّه كَرِه التّلثُّم مِنَ الغُبار في الغَزْوِ" : أي شَدَّ الفَمِ باللِّثام؛ وهو ثَوبٌ يُتقنَّعُ به. كأنّه (¬1) يريد الرغبةَ بذلك في زيادة الثَّواب، (2 أن يُصِيبه غُبَارٌ في سبيل الله عزَّ وجلّ 2) * * * ¬
ومن باب اللام مع الجيم
(ومن باب اللام مع الجيم) (لجأ) - في حديث كعب: "مَن دَخَل في دِيوان المسلمين ثم تَلَجَّأَ منهم فقد خَرج من قُبَّةِ الإسلام" : أي صار إلى غيرهم. يقال: لجأَ إليهم (¬1) لَجْأً ومَلْجَأً، وتَلجَّأ أيضًا (2 والتَجأَ 2) وألجَأَه (¬3) غيرُه: اضطرَّه. (لجب) - في الحديث (¬4): "كَثُر عِندَه اللَّجَبُ" وهو صَوتٌ ذو اختِلاطٍ، مِثلُ صَخَبٍ أو شَغَبٍ. قال الجبَّانُ: كأنّه مقلُوبُ الجَلَبةِ. وعَسكَرٌ لَجِبٌ، وسَحابٌ لَجبٌ بالرَّعدِ والرّيح. - في مُسنَد أَبِى هُريرة - رضي الله عنه - لأحمد في قِصَّة مُوسىَ - عليه الصّلاة والسَّلام - والحَجَر: "فلَجَبَه ثلاث لجَبَاتٍ" كذا في النُّسخَةِ، ولا أَعرفُ وَجْهَهُ إلّاَ أن يكُون بالحاءِ والتَّاء. قال الجَبَّان: اللَّحْتُ: (5 الَّلوْمُ 5) والضَّرْبُ، ولحتَهُ بالعصا: ضَرَبَه ¬
(لجج)
- في حديث: "يَنْفَتِحُ للناس مَعْدِنٌ فَيَبْدُو لهم أَمثالُ اللَّجَب من الذَّهَبِ" قال الحربىُّ: أظُنُّه وهْمًا، إنَّما أرادَ "اللُّجُن" لأن اللُّجَينَ الفِضَّةُ. قال أبُو غالِب بن هارونَ: وفيه نظرٌ لَأنّه لا يقالُ أمثال الِفضَّة مِن الذَّهَب. ولَعَلَّه "أمَثال النُّجُبِ" جمع: النَّجِيب من الإبل، فصَحَّفَ الرَّاوِى، أو اللُّجُبَ (¬1): جمع لِجِاب. وهنَّ الشَّاءُ اللّاتي ارتفَعَتْ ألبانُها فذَهبَتْ. يقال: شَاةٌ لَجبَةٌ ولِجَابٌ ثم لُجُبٌ. - في الحديث (¬2): "فأَخَذَ يلَجَبَتَى البَابِ" كذا رُوِيَ والصَّوابُ: "لجَفَتَى البَابِ" قال بعضُهم: اللِّجاف والنّجافُ: أُسْكُفَّةُ الباب. وقيل اللِّجَافُ: ما يُجعَلُ من الخشب (¬3) فوق الباب، لِيَمسِكَه (¬4) ويرُدَّه. والذى في الحديث إنَّما هما (¬5) العِضادَتانِ دُونَ غيرهما (لجج) - في حديث عِكْرِمة: "سَمِعْتُ لهم لَجَّةً بآمِينَ" يعني: أصواتَ القَوْم (¬6). ¬
(لجف)
ويُروَى: "ضَجَّةَ" والَّلجَّةُ: الجَلَبَةُ. والْتَجَّت الأَصواتُ: اختَلطَتْ. وألجَّ القَومُ: صَاحُوا. وألَجَّت الإبلُ: كثُرتْ أَصواتُ أجْوَافِها ورَواغِيها. - (1 في الَجنَّة: "أَلَنْجُوجٌ" يعني العُودَ - حَكَم سيبويه علِي الألف والنون بالزيادة؛ حيث قال: ألَنْجَجٌ وألنْدَدٌ، كأنه يَلَجُّ في تَضَوُّع رائحتِه 1) (لجف) - في الحديث: "كان اسمُ فَرَسِه الَّلجِيفَ" والمحفوظُ بالخاء، فإن روِى بالجيم فَيُراد به: السُّرْعةُ؛ لَأنَّ الَّلجِيفَ: سَهْمٌ نَصْلُه عَرِيضٌ، قاله صاحبُ التَّتِمَّة. (2 وقال البخارىّ: اللَّخِيف - بالخاء المعْجَمة -، ولم يتحقَّقه أيضًا. - وفي حديث الدجّال: "فأَخَذَ بلَجَفَتَى البابِ (¬3) " : أي جانِبَيْه. ومنه أَلْجَافُ البِئرِ. ¬
(لجم)
- في حديث الحجاج: "حَفَر حُفَيْرةً فَلَجفَها". : أي حَفَرَ في جَوانِبها. وتَلَجَّفَت البِئْرُ: انخسَفَتْ، وبئر مُتَلَجِّفَة 2). (لجم) - في حديث المستَحاضَة: "تَلَجَّمِى (¬1) " : أي اجْعَلِى مَوضعَ خروج الدَّم عِصابةً كاللِّجام لِفَمِ الدَّابَّةِ يَمْنَعُ ما يخرج (¬2) هنالك من الدَّمِ. - في حديث القيامة: "يَبلُغُ العَرَقُ منهم ما يُلْجِمُهم" : أي يَصِل إلى أفواههم، فيَصِيرُ لهم بمنزلةِ الِّلجام يَمْنعُهم (¬3) الكلامَ. * * * ¬
ومن باب اللام مع الحاء
(ومن باب اللام مع الحاء) (لحج) - (1 في حديث علىّ (¬2) - رِضى الله عنه -: "فوقع سَيْفُه فلحِجَ": أي نَشِب (¬3) فيه 1). (لحس) - في حديث أبي الأَسْوَد: "ألَدُّمِلْحَسٌ (¬4) ". : أي الذي لا يَظْهَرُ له شىءٌ إلَّا أخَذَهُ؛ من لحَسْتُ الشىَّءَ. يُقال: التَحسْتُ منه حَقِّى: أخذتُه. واللَّاحُوسُ: المشئومُ الذي يَلحَسُ قَومَه. (1 وقيل الحَرِيصُ، من لَحَسْتُ الشَّىءَ؛ إذا استَقْصَيْتَ عِلْمَه 1) (لحص) في حديث عطاء (¬5): "كان مَنْ مضى لا يُفَتِّشُون ولا يُلَحِّصُون" : أي لا يُشدِّدُون ولا يَسْتَقْصُونَ. والتَّلحيصُ: استقصاء بيان الشىَّء مِثل التلِخيص. ووقَعَ في لَحاصِ: أي في شِدَّةٍ. واللَّحَصُ (¬6): الضَّيِّقُ. (لحف) - في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: "إنَّه كان يُلْحِفُ شارِبَه" : أي يُبالغ في جَزِّه (¬7). يُقالُ أَلحفَ ظُفْرَهُ: اسْتَأْصَلَه. وألحَفَ به: أضَرَّ به، واللَّحْفُ مثل اللَّحص (¬8). ¬
(لحق)
(لحق) - في دُعاء القُنوتِ: "إنّ عذابَك بالكُفَّار (¬1) مُلْحِقٌ" الرِّوَاية بكَسْرِ الحاءِ: أي مَنْ نَزلَ به العَذابُ أَلحقه بالكُفَّار. وقال أبو عُبيدةَ: مُلحِقٌ بمعنى لَاحِقٌ. يُقال: لَحِقْتُهُ وأَلحقْتُه (¬2) بمعنىً، كما يُقال: نَكِرتُهُ وأَنكَرتُه، وتَبِعْتُه وأَتْبَعْتُه، وحَمِدتُه وأَحْمَدتُه. ومَن فَتَحه أَرادَ: أَنَّ العذَابَ يُلْحَقُ بهم، ويُصابون به. قال ابنُ فارسٍ: لحِقْتُه: اتَّبَعْتُه؛ وأَلحقْتُه: وصَلْتُ إليه. وقال القاسم بن مَعنٍ: فَتحُ الحاء فيه أَصوَبُ؛ أي ألحقَهُم الله تَعالَى عَذابَه، وأَنشدَ: أَلحِقْ عَذابَك بالقَوم الذين طَغَوا وعائذًا بكَ أنَّ يعْلُوا فيُطْغُونيِ (¬3). (لحم) - في الحديث قال سعد: "اليَومَ يومُ المَلْحَمَةِ" - وفي حديث آخر: (¬4) "ويَجْمَعُون لِلْمَلْحَمةِ" : أي للمَقْتلَةِ؛ وهي حَربٌ فيها قَتْلٌ، والجمَعُ: الملاَحِمُ، كأَنّه مأخوذٌ من اللَّحم لكَثْرةِ القَتْلَى فيها، وألحَمتُهم: قَتَلْتُهم ¬
فَصارُوا لحمًا، ولَحمتُهم أيضًا، واللَّحِيمُ: الَقتِيلُ. (1 من أسمائه عليه الصلاة والسلام: "نَبِىُّ المَلْحَمَةِ" وفيه قولان: أحدهما نبِىُّ القِتالِ، وهو كقَولِه الآخرِ: بُعِثْتُ بالسَّيْفِ. والثاني "نَبِىُّ الصَّلِاح وتأليفِ النَّاس" كان يُؤلِّف أَمرَ الأُمَّة وقد لَحَمَ الأمرَ، إذا أحكمه وأصْلحَه 1). - في حديث سَهْلِ بن سَعْدٍ - رضي الله عنه -: "لَا يُرَدُّ الدُّعاءُ عند البَأْسِ حِين يُلْحِمُ بَعضهِم (¬2) بعضاً" : أي يَشْتَبِكُ (¬3) الحرْبُ بينَهم، فيلزَمُ بعضُهم بَعضًا. ويقالُ: ألحَمَهُ القِتالُ ولَحَمهُ: لَزَّبه وغَشِيَه، وكذا إذاَ نشِبَ فيه فلم يَبْرح. - في حديث أُسامَة - رضي الله عنه -: "فاستَلحَمنَا رَجلٌ من العَدُوِّ" : أي تَبِعَنَا. يقالُ: استَلحَمَ الطَّريدَةَ والطريقَ: تَبعَ. - في حديث (¬4) عمر - رضي الله عنه -: "قال لِرجُل: لم طَلَّقتَ امرأَتَك؟ قال: كانت مُتَلاحِمَةً، قال إنَّ ذلك منهنَّ لَمُسْتَرادٌ" قال أبو نَصْرٍ عن الأصمعيُّ: إنَّها التي بها رَتَقٌ. وقيل هي الضَّيِّقَةُ المَلاقِى. ¬
(لحن)
- في حديث عائشة - رضي الله عنها -: " (1 سَابَقتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم فسَبَقْتُه 1) فلمَّا علِقْتُ الَّلحْمَ سَبَقَنى" : أي عَلِقَنى الَّلحْمُ وأخَذْتُه، وكَثُر عَلىَّ وسَمِنتُ وثَقُلْتُ. - (2 في حديث الحَجَّاج والمَطَر: "صار الصِّغارُ لُحمةً لِلكِبار" : أي أنَّ القَطْر انتَسج لِتَتابُعهِ فَقَوِى (¬3) بَعضُه ببعضٍ واتَّصَل. (لحن) - في الحديث (¬4): "ألْحَنَ بِحُجَّتِه" اللَّحْنُ مثل اللَّحْد؛ أي المَيْلُ عن جِهة الاستِقامَةِ بما يُورِدُهُ من ظاهر الحُجّةِ. ومنه القِراءةُ بالأَلحانِ والنَّشيد، يَميلُ صاحبها بالمقرُوءِ، والمُنشَدِ إلى خلافِ جِهَتهِ بالزِّيادة والنُّقْصانِ، وهي بالتَّرنُّم والتَّرجيع. ولحَنتُه: إذَا قُلتَ له قَوْلًا يَفْهَمُه، ويَخْفَى على غَيرِه؛ لإمالتِه عن الواضِح بالتَّوْرِيَةِ 2) ¬
(لحى)
(لحى) - في الحديث: "أمَرَ بالتَّلَحِّى (¬1) " وهو في العِمامَةِ إذا لَاثَها المُعْتَمُّ علَى رَأسه، وأَدَارَها تَحتَ الحَنَكِ. قيل: تلَحَّاها تَلَحِّيًا؛ وهو المسْنُون المسْتَحَبُّ عندَ أحمد، وضِدُّه الاقْتِعَاطُ وهو المكْرُوه عِندَه، إذَا لم يَجْعَلْها تحت الحَنَك. * * * ¬
ومن باب اللام مع الخاء
(ومن باب اللام مع الخاء) (لخم) - في حديث عِكْرِمَةَ: "اللُّخْمُ حَلالٌ" وهو القِرْشُ. قال الأزهريُّ: اللُّخْمُ: ضَرْبٌ من سَمَكِ البَحْرِ. (لخن) - في حديث ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما -: (1 "أنَّه قال لِرَجُلٍ 1): يا ابنَ اللَّخْنَاءِ" الأَلْخَنُ: الذي لم يُخْتَن. والمرأة لَخْنَاء. وقيل: اللَّخَنُ: النَّتْنُ، وقد لَخِنَ السِّقَاءُ. ولَخِنت الجَوزةُ: فَسَدَتْ. * * * ¬
ومن باب اللام مع الدال
(ومن باب اللام مع الدال) (لدم) - في حديث عَليّ - رضي الله عنه - (¬1): "لا أَكونُ مِثْلَ الضَّبُع، تَسْمَعُ الَّلدْم: فتَخْرُج فتُصَادُ" اللَّدْم: ضَرْبُ الجُحْر بالحجَرِ؛ وقد يكون ضربُ المرأَةِ صَدرَها وعضُدَيْها في النَّيَاحَةِ. وهذا (2 في الضَّبُع 2) إذا أَرادُوا صَيْدَها من جُحْرِها رَمَوْا جُحْرَها بحَجرٍ، أو (¬3) ضرَبُوا بأَيدِيهم بابَ الجُحْر فتَحْسِبُه شيئًا تَصِيدُه، فتخرج لتَأخذَه فتُصادُ عند ذلك. فأراد عَلِىٌّ - رضي الله عنه - (¬4) إنَّي لا أُخْدَع كما تُخْدع الضَّبُع بالَّلدْم. - في الحديث: "جاءت أمُّ مِلْدَم تَسْتَأذِنُ" وهي كُنْيَةُ الحُمَّى (¬5)، سُمِّيت به؛ من قَولهم: ثَوْبٌ مُلَدَّمٌ: أي خَلَق مُرَقَّعٌ؛ لأنها تُخلِقُ البَدَن وتُوهِنُه. وقيل: لأنّها كانت (¬6) تَضرب المحمُومَ ضَرْباً. ¬
(لدن)
وحُمى لَدْمَةٌ: مُلِحَّةٌ دائمَة، وألدَمَت عليه الحُمَّى: دامَت وأَلحَّت. وذكر بَعضُ أَهلِ اللُّغَةِ: أَنّ أُمَّ مِلْدَم خطأ، وإنّما هو بالذَّال المعجمة. والَّلذْم: (1 اللزوم 1) والمِلْذَمُ، والمُلذَم، والَّلاذِمُ (¬2): الموُلَعُ بالشَّىء، والُّلذَمَةُ: المُلازِم للشّىءِ لا يُفَارِقُه. (لدن) - (1 قوله تعالى: {مِنْ لَدُنْهُ} (¬3) : أي من عنده 1). (لدى) - (4 قوله تعالى {لَدَى الْبَابِ} (¬5) : أي عند الباب 4)، ويُجعَل آخرُهُ ياءً مع المُضْمَر نحو لَدَيْك، وَلَدَيْه، (4 وعند المُظْهَر أيضًا 4). ويَجوز "لَدُ" مَحذوفَ النُّونِ، أو الحرفِ الآخِر، وهو لَدُكَ: أي بيَن يَديك، وأنشَد: منْ لَدُ لَحْيَيْهِ إلى مَنْحورِه يَسْتَوْعِبُ البَوْعَين مِن جَريرِه (¬6) ¬
ويُخفَض مَا بعدَه (1 وتَدخُلُ 1) مِنْ خاصَّةً عليه، يُقال: من لدُنكَ، (2 ويُغرَى به 2). يقال: لَدَيك فُلانًا، كما يُقالُ: عليكَ فلانًا. - في الحديث: "أنا لِدَةُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم": أي تِرْبهُ (¬3). - في الحديث: "طاهِرٌ لِدَاته (¬4) " : أي أترابه، وذِكْر الأَتراب أسلوب من أساليبهم في تثبيت الصفة - وتَمكينِها، لأنه إذا كان من أقرانٍ ذوى طهارَةٍ كان أَثبتَ لطهارته ومنه قولهم: "مِثلُك جوادٌ" وقيل: لِدات جمع لِدَةٍ مصدر وَلَدَ، كعِدَة، وزنة. : أي مولده ومَوالِدُ آبائه موصوفَةٌ بالطُّهرِ. * * * ¬
ومن باب اللام مع الذال
(ومن باب اللام مع الذال) (لذذ) - في الحديث: "لَصُبَّ عليكم العذابُ صَبًّا، ثُمَّ لُذَّ لَذًّا" : أي قُرِن العَذابُ بالعذَاب (¬1). (لذع) - في تفسير مجاهد لقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ} (¬2) قال: بَسْطُ أجنِحَتِهنَّ وَتلَذُّعُهُنَّ وقَبْضُهُنَّ. يقال: لَذَع الطّائرُ جَناحَيْه؛ إذا رَفْرَفَ فَحرَّك الجَناحَ بعد تَسْكِينِهِ والتَّلذُّع: حُسنُ السَّير في سُرعَةٍ، والتَّلفُّت وتَقْليبُ البَصَرِ. وهو يتلذَّع: أي يتلفَّتُ يمينًا وشمالاً. - في الحديث: "أو لَذْعَةٌ بِنَارٍ تُصيبُ أَلمًا (¬3) " (4 يعني الكَىَّ، 4) واللَّذْعُ: إحراقُ النَّارِ. ولَذَع القَيْحُ القَرحَةَ فالْتَذَعَت (¬5). * * * ¬
ومن باب اللام مع السين
(ومن باب اللام مع السين) (لسب) - (1 في صِفَةِ حَيّاتِ جَهنَّم: "أنشَأْنَ به لَسْباً" الَّلسْب والَّلسْعُ أَخَوان (¬2). (لسع) - في الحديث: "لا يُلْسَعُ المؤمنُ من جُحْرٍ مَرَّتَيْن (¬3) " قيل: الحَيَّةُ والعَقرَبُ تَلسَعان بالحُمَة. وقيل: مِن الحيَّاتِ ما يَلْسَع بِلسانِه، وليست له أسْنَانٌ ولَسَعَه بلِسَانِه: قَرصَه 1). (لسن) - قَولُه تَعالى في قِصَّة إبراهيمَ عليه الصَّلاة والسَّلام: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} (¬4) قيل: أي ثَناءً حَسَنًا باقِياً إلى آخر الدَّهرِ، وإنّما أراد الاقْتِداءَ به، ليكون له مِثْلُ أَجْرِ مَن اقْتَدَى به. ويُكنَى بالَّلسَان عن اللُّغَةِ وعن الرِّسالةِ. ¬
(1 - في الحديث: "أنّ نَعْلَه كانت مُلَسَّنةً" (¬2). : أي مُدقَّقَة مِن أَعلاه على شَكْلِ الِّلسَانِ 1) * * * ¬
(ومن باب اللام مع الصاد)
(1 (ومن باب اللام مع الصّاد) (لصا) - " مَن لَصا مُسْلِمًا". : أي قَذَفَه، أبو عَمْرو. والَّلاصِى: القاذِفُ 1). * * * ¬
ومن باب اللام مع الطاء
(ومن باب اللام مع الطاء) (لطأ) - في حديث ابن (¬1) إدريس: "لَطِئّ لِسانِي فثَقُلَ (¬2) عن ذِكر الله عزَّ وجلّ" قال الحربىّ: (3 أَحسِبه 3) أراد أنه كَبُرَ عليه وبَقِىَ فيبِسَ (¬4) فلم يَستَطِعْ تحرِيكَه. قال أبو غالب: لَعلَّه مِن قَولهم: (5 أَلْقَى 5) فلانٌ لَطاتَه فلم يَبْرَح. وقال أبو زيد: لَطَأَ بالأَرضِ ولَطِئَ ولَطِىَ: أي لَزِق. - (6 في حديث نافع بنِ جُبَيْر: "إذا ذُكِرَ عَبدُ مَنافٍ فَالْطَهْ" وفيه: "فالْطوا" من لَطِئَ بالأَرض، فحذف (¬7) الهمزةَ 6). ¬
(لطح)
(لطح) - في الحديث: "أَنَّه كان يَلْطَحُ أَفْخاذَهم" اللَّطْحُ: ضَرْبٌ باليَدِ ليس بالشدِيد. وقال أبو عُبيدٍ (¬1): لَطَحتُ الأَرضَ (¬2): ضَربتُ. وقيل: هو الضَّربُ (¬3) ببَطْن الكَفِّ. (لطط) - في حديث الشِّجاج ذُكِر: " (¬4) المِلْطَاطُ" وهو السِّمْحاق. ويُقال له: المِلْطَأ والمِلْطاةُ؛ وهي قِشرةٌ رقيقةٌ بينَ عَظم الرَّأسَ ولَحْمِه. والَّلاطئَةُ: خُرَاجٌ بالإنسان لا يَكادُ يَبْرَأ منه، ولَطِطْتُه بالعَصَا: ضَرَبتُه. ومِلطاطُ البَعِير: حَرفٌ (¬5) في وَسَط رَأسِه. والمِلْطَاط: (6 أعْلى حَرْف الْجَبَل، وصَحْن الدَّار، والمِحْوَر الذي يُبْسَط به الخُبزَ، وكلُّ حَرفِ نَهرٍ أوْ وَادٍ. والِّلطْلِطُ 6): السَّحاةُ البَيضَاءُ المُلبَسَةُ العَظْم. (6 وطريقٌ مِلْطاطٌ: مَنْهَج مَوطُوءٌ 6). (لطم) - في حديث بَدْر: "قال أبو جَهْلٍ يَا قَومِ، اللَّطِيمَةَ اللَّطِيمةَ" : أي أدرِكُوها (¬7)، وهي الجِمالُ التي تَحمِلُ العِطْرَ. ¬
(لطى)
وهي أيضاً السُّوق التي فيها أنوَاعُ العِطر. وقيل: كلُّ سُوقٍ فيها أَنواعُ البِياعاتِ غَيرُ المِيرَةِ. ولَطَائم المِسْك: أوعِيَتُه، واللطيمُ (¬1): الذي يُسْحَق عليه المِسْك كأنّه ملطُوم. وفي شعر حسّان (¬2): * يُلَطِّمُهُنَّ بالخُمُر النِّسَاءُ * اللَّطمُ: ضَرْبُ الخَدِّ بِبَسْطِ اليَدِ، والمَلْطَمُ: الخَدُّ. (لطى) - (3 وفي حديث أَنَسٍ: "مَسَح ذَكَرَه بِلِطًى (¬4) " هو قَلْبُ لِيَطَ جَمْع لِيطَة. كما قيل: فُقى بمعنى فُوَق: جمعُ فُوقَةٍ. : أي ما قُشِر مِن وَجْه الَأرض من المَدَرِ3) * * * ¬
ومن باب اللام مع العين
(ومن باب اللام مع العين) (لعب) - في حديث تميم (¬1) - رضي الله عنه - والجسّاسَة: "صَادَفَنا البَحْر حين اغْتَلم فلَعِبَ بنا المَوْجُ شَهْرًا". اغْتَلَم: أي هَاجَ وجَاشَت أَموَاجُه كالفَحل المغتَلِم، وسَمَّاه لَعِبًا لَمَّا لَمْ يَسِرْ بهم إلى الوَجْه الذي أرَادُوه؛ لأنَّ اللَّعِبَ هو الباطلُ (¬2). - وفي حديث علىّ - رضي الله عنه -: "أنَّه كان تِلعَابةً" : أي حَسَنَ الخُلُقِ يَمزَحُ ويَلعَبُ إذا خَلاَ في خاصَّتِه، وهي من الَّلعِب، وأنشَد: هو الظِّفِر المَيمُون إن راح أو غَدَا بهْ الرّكب والتِّلْعابِةُ المُتَحَبِّبُ (¬3) وتَوهَّم بَعضُ من لا يُبصِرُ وُجوهَ الكلام أنَّه طعنٌ على عَلىٍّ - رضي الله عنه - وتَعلَّق أيضاً بقَول عُمَر - رضي الله عنه - وسُئِل عنه للخِلافةِ فقال: "لَولَا دُعابَةٌ فيه" ولم يَعِبْه عُمُر - رضي الله عنه - وإنَّما أرادَ أنَّ السَّايِسَ قد يَحتاجُ فِى سِياسَتِه إلى نوعٍ من الشِّدَّةِ؛ لِتخافَه أهلُ الرِّيبة، فإنّ مَن هَشَّ ¬
(لعل)
لعامَّةِ النَّاس، ولانَ جانِبُه لهم قَلَّت هَيْبتُه في صُدورِهم. ويُقال: تِلِعَّابَة مثل تِلِقَّامةٌ للكَثِير اللُّقَم، وتلِمَّاظة (¬1)؛ وهي المِهْذَارَةُ من النّساء؛ وفي معناه: تِلْعِيبَةٌ ولُعَبَةٌ: أي كثيرُ الّلعِب. - (2 في الحديث: "لا يَأْخُذَنَّ أحَدُكم مَتاعَ أخيه لاعِبًا جَادًّا" : أي لا يُريدُ سَرِقةً، ولكن يُريد إدْخالَ الغَيْظِ عليه، فهو لاعِبٌ في السَّرِقَةِ، جادٌّ فِى الأَذِيَّةِ 2). (لعل) - قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (¬3) أصل لعَلَّ: عَلَّ، والَّلامُ الأَولَى زائدةٌ، وهي كِلمةُ رَجاءٍ وطَمَعٍ وشَكّ؛ وفي القرآن بمعنى كَىْ؛ لأنّه لا يجوز الشّكُّ على الله عزَّ وجلَّ، وهو مِثْل عَسَى، وتَنصِبُ الاسمَ، وتَرفَعُ الخَبرَ. (لعن) - قَولُه تَعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} (¬4) : أي مُسِخُوا. وكذلك قوله: {أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ} (¬5) وقَوْله تَعالى: {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (¬6). ¬
قِيَل: مَعْنَاه الحَدِيثُ الذي جَاء أَنَّ الشّخْصَين إذا تَلاعَنَا، فكان أحَدُهما غَيْرَ مُستَحِقٍّ لِلَّعْن رَجعَت اللّعْنَةُ إلى الَّلاعن، فإن لم يستَحِقّ أيضًا رجَعَت إلى اليَهُودِ - في حديث المرأة التي لعَنَتْ ناقَتَها في السَّفَرِ: فقال رسُولُ الله - صلّى الله عليه وَسَلّم -: "ضَعُوا عنها فَإنَّها مَلْعُونَةٌ" وقيل: إنّما فَعَل ذلك، لأنّه اسْتُجِيبَ دُعاؤُها فيها، لقوله: "إنَّها مَلعُونةٌ". وَقيل: بل فَعل ذلك عقُوبَةً لصاحِبَتِها؛ لئلا تَعُودَ إلى مِثْل قَولِها، وليَعْتَبِرَ بها غَيرُها، فلا يَلعَن شيئًا. وأَصلُ اللَّعْن: الطَّرْدُ والإبْعَادُ مِن الله عزَّ وجلَّ. فأمَّا هو من الخَلْق فلِلسَّبّ والدُّعاءِ على الملْعُون. - في حديث اللِّعان: "قَامَ فالتعَنَ (¬1) ". : أي لَعَنَ نفسَه في الدُّعاء (2 كَمَا ذكر الله عزّ وجل في قِصَّةِ الِّلعانِ: {وَالْخَامِسَةُ أنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ} (¬3) 2). ¬
والِّلعان والمُلَاعَنةُ بَيْن اثْنَيْن. - (1 في الحديث: "ثَلاثٌ لَعِيناتٌ" الَّلعِينةُ: اسمُ المَلْعُون، كالشَّتِيمَة والرّهِينَة 1). * * * ¬
ومن باب اللام مع الغين
(ومن باب اللام مع الغين) (لغث) - (1 في الحديث: "وأنتم تَلْغَثُونَها" اللَّغِيثُ: طَعامٌ يُغَشُّ بالشَّعير. ورُوِى: "تَرْغَثُونَها": أي تَرْضَعونَها 1). (لغد) - في الحديث: (¬2) "فحَشَى به صدْرَه ولَغادِيدَه". هي جَمْع: لُغْدُودٍ؛ وهي لَحْمة عند اللهَواتِ، ويُسَمَّى أيضًا لُغْدًا ويُجمَعُ: ألْغَادًا. (لغط) - وفي الحديث (¬3): "ولهم لَغَطٌ في أَسوَاقِهم" الَّلغَطُ: صَوتٌ لا يُفْهَم معناه. (لغم) - في الحديث (¬4): "وَيسِيلُ لُغَامُها بين كَتِفَىَّ" - أي لُعابُ النَّاقَةِ (¬5)، ويُقال: الزَّبَدُ. ¬
قال أبو عمرو بنُ العَلاء: يُقال: للزّبَد الأُغامُ، وللُعَابِ الدَّابةِ: اللُّغَامُ. وقال ابن الأعرابى: اللُّغامُ: الزَّبَدُ؛ وإنما سُمّى لُغَامًا؛ لأنه يَصِير على المَلاغِم؛ وهي ما حَوْلَ الفَم، والمَلْغَمُ: الفَمُ وما حَوله. وقد لَغِمَ البَعيرُ لَغَماً: رَمَى بلُغامه. - (1 في حديث: "يَسْتعمِلُ مَلاغِمَه" : أي ما حَوْلَ الفَمِ وهو ما يَبْلُغُه الِّلسان، ويُمكن أن يكون مِن لُغامِ البَعيرِ، وهو زَبَدُه 1). * * * ¬
ومن باب اللام مع الفاء
(ومن باب اللام مع الفاء) (لفت) - في الحديث: "لا تَتَزَوَّجَنّ لَفُوتاً (¬1) " : أي ذاتَ الولَد من زَوْج آخر، سُمِّيَت به؛ لأنّها لا تَزال تلْتَفِت إليه، وتَشْتَغِلُ به عن الزَّوْج. واللَّفْتُ: صَرفُ الشَّىء عن وَجْهِه؛ وقد لفَتَه فالتَفتَ. - وفي حديثٍ: "فكانَت مِنّى لفْتَةٌ (¬2) " : أي التفَاتَةٌ. - في الحديث: "ثَنِيَّة لِفْتٍ" وهي بَين مَكّةَ والمدينَة فيما أَحسِبُ (¬3) (لفع) - وفي حديث أُبَىّ - رضي الله عنه -: "لم يَكُن عليها [إلَّا] (¬4) لِفَاعٌ" وهو ثَوبٌ يُجلَّلُ به الجَسَدُ كُلّه. ¬
(لفا)
وقيل: هو النِّطْع والكِسَاءُ الغَليظُ. مِن قَولهم: لفَعَ الشّيْبُ الرأسَ؛ إذا شَمِلَه، وتلَفَّع بالثَّوبِ: إذا اشتَمل به حتى يُجَلِّلَ جميعَ جَسَدِه. وهو عند العَرَب: الصَّمَّاء (¬1). - ومنه الحديث: " (¬2) لفَعَتْكَ النَّار". : أي شَمِلَتْكَ من نَواحِيكَ. - ومنه حديث علىٍّ وفاطمةَ - رضي الله عنهما -: "وقد دَخَلْنَا في لِفَاعِنا" : أي لِحافِنا. (لفا) - قوله تعالى: {أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} (¬3) : أي وَجدْنا. * * * ¬
ومن باب اللام مع القاف
(ومن باب اللام مع القاف) (لقح) هو - في حديث رُقْيَة العَين: "أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلّ مُلْقِحٍ ومُحِيلٍ (¬1) " تفسيرُه في الحديث أنّ المُلْقِحَ: الذي يُولَد له، والمُحِيل الذي لا يُولَد له. يُقال: ألقَح الفَحْلُ النَّاقَةَ: أَوْلَدَها، وكذلك أَلقَحَت الرِّيحُ الشَّجَرَ، وألقَحتُ النَّخلةَ ولَقحتُها. - ومنه الحديث: "أَنّه مَرَّ بقَومٍ يُلَقِّحون النَّخْلَ" وهو أن يُؤخَذ شَعْبٌ منِ طَلْعِ فُحَّال النَّخل فَيُودَع الثّمر أَوَّلَ ما يَنْشَقُّ الطَّلْعُ فيكون لَقاحاً (2 لَهُ 2) بإذْنِ الله عزّ وجَلّ فيَلْقَح (¬3). ¬
(لقط)
(لقط) - في الحديث (¬1): "لا تَحِلُّ لُقَطَةُ معُاهَد إلاَّ أن يَسْتَغنِىَ عنها صاحِبُها" : أي إلّا أن يَتْرُكَها صاحِبُها لآخِذِها استِغْنَاءً عنها. كقوله تعالى: {وَاسْتَغْنَى اللَّهُ} (¬2) : أي تركَهُم الله استِغنَاءً عنهم، وهو الغَنِيُّ الحَمِيدُ. قال الأَصْمَعِىُّ، وابن العربي والفَرَّاءُ: اللُّقَطَةُ - بفتح القاف -: اسم المال الملقوط. وقال الخليل: هي بالفَتْح: اسمُ الملتَقِط، كسَائر ما جاء على هذا الوَزْن يكون اسمَ الفَاعِل كَهُمَزَة، ولُمَزَةٍ، وضُحَكَةٍ. فأمَّا بسُكُون القَافِ: فاسْمُ المالِ المَلقُوط. ¬
(لقم)
(لقم) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "إن يُتْرَك يَلْقَمْ (¬1) " : أي إن تَركتَه أكَلَكَ. يقال: لَقِمْتُ الطَّعامَ ألْقَمُهُ وتَلَقَمتُه والتَقَمْتُه، ورَجُلٌ لَقِمٌ: يَعْلُو الخُصُومَ. (لقا) - قوله تبارك وتعالى: {يَوْمَ التَّلَاقِ} (¬2) : أي يوم يَلتَقِى فيه أهلُ الأرض وأهلُ السَّماءِ. - وقوله تعالى: {تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ} (¬3) : أي تُجاهِهم. - وقولُه تعالى: {مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي} (¬4) : أي مِن عند نَفْسِى. - وقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (¬5) ¬
: أي دَافِعُوا عن أنفَسِكم. يقال: ألقَى بنَفْسِه: أي استَسْلَم للعَدُوِّ. - وفي الحديث: "نَهَى عن التَّلَقِّى (¬1) " وهو أن يَستَقْبِل الحضَرىُّ البَدَوِيَّ (¬2)، فيُخبِرَه بكَساد ما مَعه فيَشترِيَهُ منه بوَكْسٍ، بل يُتْرك حتى يَهْبِطَ به الأسواقَ فيشتريه كُلُّ مَنْ يَحتاجُ إليه، دون أن يختصَّ به بعضُهُم. * * * ¬
ومن باب اللام مع الكاف
(ومن باب اللام مع الكاف) (لكأ) - في حديث (¬1) يَعْلَى بنِ مُرَّةَ - رضي الله عنه -: "أُتي بِرَجُلٍ فَتَلَكَّأَ في الشَّهادَةِ" : أي تأخَّر عنها، ولم يُقِمْها على جِهَتِها، وتباطَأ عنها (¬2). يقال: لَكِىءَ بالمكَانِ: أقام به. (لكز) - (3 في حديث عائشةَ - رضي الله عنها -: "لَكَزَني أبِى لَكْزَةً" وهي الدَّفع بِجُمعِ الكَفِّ في الصَّدْر، وهو نحو الَّلكم والَّلدْمِ، والَّلقْز كذلك 3). (لكع) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: (¬4) "يا لَكْعَاءُ أَتَشبَّهِين بالحَرائرِ" وهي لُغَةٌ (¬5) في لَكَاع: أي يَا وَسِخَة. واللَّكَعُ: الوَسَخ. (3 ويُحتَمل أن يكون مشتَقًّا من قَولهم: لَكِع لَكاعةً: لَؤُم. والكَلَعُ: الوَسَخ 3) أيضًا، ويكون علَى هذا مَقلوبًا. ومنه إناءٌ كَلِعٌ: إذا التَبَدَ عليه الوَسَخُ. ¬
(لكم)
ويُقَال: في تَثْنِيَةِ لُكَعِ ولَكَاعِ في الِنّداءِ: يا ذَوَىْ لُكَع، ويَا ذَوَاتي لَكَاع. (لكم) - في حديث أُمّ الفَضْل: "جاءتْ بأُمِّ حَبِيبةَ (¬1) إلى النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم - فَبالَتْ عليه فلَكَمَتْهَا (¬2) " : أي لَكَزَتْها في الصَّدْرِ: وهو الدَّفْعُ الشَّديدُ بجُمْع الكَفِّ في الصَّدْرِ والحنَكِ. * * * ¬
ومن باب اللام مع الميم
(ومن باب اللام مع الميم) (لمح) - قوله تعالى: {كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} (¬1) قال السُّدِّىّ: أي كَلَمْح العَين مِن السُّرْعَةِ أَو أَقربُ إن أرَدنَاه. وقال قَتادةُ: هو أن يَقول له: كُنْ، فهو كلَمْح البَصَر أَو أَقربُ. - في الحديث: "أنّه كان يَلْمَح في الصَّلاةِ ولا يَلْتَفِتُ" اللَّمْحُ: النَّظرَةُ؛ وقد لَمَح البَرْقُ وَالنَّجْمُ والبَصَرُ لمحًا؛ إذا لَمَعَ. (لمس) - في الحديث: "اقتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَينِ (¬2) والأَبتَر، فإنَّهُمَا يَلمِسان البَصَرَ ويُسْقِطانِ الحَبَل (¬3) " قال أبو سَعيد الضّرِيرُ: لمَسَ عَينَه وَسَمَل بمَعْنىً وفي رواية: "يَلْتَمِسَان" وقيل: معناه: يتخطَّفَان (¬4) وَيَطمِسَان؛ لخاصِّيَّة في طِباعِهِمَا إذَا وَقَع بَصرُهما على بصَرِ الإنسانِ. ¬
وفي رِوَاية: "يَطرحان ما في بطُونِ النِّساء" وهذا يُؤكِّد هذا التفسِيرَ. وقيل: يقصِدان البَصَر باللَّسْعِ والنّهْش. قال القُتَبِىُّ: زَعَم صاحبُ المنطق أنَّ رُجلاً ضَرَب حَيَّةً بعَصًى فمات الضّارِبُ، وأنَّ مِن الأفَاعِى ما يَنظُر إلى الإنسان فيَمُوت الإنسان بنظَرِه، وما يُصوِّت فيَمُوت السَّامِعُ مِن صَوْتِه. قال: وقد حُدِّثنا مع هذا عن النَّضْر بن شُمَيل، عن أبى حَمْزَةَ أنّه قال: الأبتَر من الحيَّات خَفِيفٌ أزرَقُ مقَطوعُ الذَّنَب يَفِرُّ من كُلّ أحَدٍ ولاَ يَرَاهُ أحَدٌ إلاَّ ماتَ، ولَا تَنظر إليه حامِل إلاَّ أَلقَتْ ما في بَطنِهَا؛ وهو الشَّيطانُ من الحيَّات. قال: وهذا يُوافِق ما قاله صاحبُ المنْطِق، أفَما تَعلَم أنَّ هذهِ الحيَّةَ إذا قَتلَتْ مِن بُعْدٍ فإنّما تقتُلُ بِسُمًّ فضَلَ من عَيْنِها في الهَواءِ، حتّى أصَابَ مَن رَأته، وكذلك (1 القَاتِلة 1) بِصَوْتِها تَقْتُل بِسُمٍّ فضَلَ من صَوْتها، فإذا دَخلَ السَّمْعَ قتَل. قال: وقد ذَكَر الأصمعىُّ مِثلَ هذا بعَينِه في الذي يَعتَان، بلَغَنِى عنه أنه قال: "رَأيتُ رجُلاً عَيُوناً فَدُعِىَ عليه فعَوِرَ، وكان يَقُولُ: إذ رَأيتُ الشىءَ يُعجبُنِى وجَدتُ حَرَارَةً تَخرُجُ مِن عَيْنى" أخبرنا بهذا كُلِّه: حبيبُ بن محمّد - رحمه الله -، أنا أحمدُ بن الفَضْلِ، ثنا محمدُ بنُ إسحاق، وأخبرنا محمد بن أحمدَ الفَارِسىّ، أنا عبدُ الوَهَّاب بن محمد، أنا أبى، أنا الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْب، عن ابنِ قُتَيْبَة. ¬
وقد وَرَدَ في حدِيث أبى سَعِيدٍ الخُدْرِىّ - رضي الله عنه -: "في الشَّابَّ العَرُوس من الأنصَارِ الذي ضرَب الحيَّةَ برُمْحِه فَمَاتَتْ (¬1)، وماتَ الشَّابُّ من سَاعَتِه" إلَّا أَنّه ذُكِرَ أنَّ النبىَّ صلّى الله عليه وسلّم - قال: "إنَّها (2 كانت 2) من الجِنِّ". فنَهَى عن قَتْلِ الجنَّانِ (¬3) في البُيُوتِ حتى يُؤذَنَ. - في الحديث: "أنَّ رَجُلًا سَألَه، فقال: إنَّ امرأَتِي لا تَردُّ يَدَ لَامِسٍ (¬4) " ذكَر الخَطابى أَنّه يُريد: الزَّانِيَة، (5 وَأنّها مُطاوِعة 5) لمِنَ أَرادَها لا تَردُّ يَدَه. قال: وفيه دَليلٌ على جَوَاز نِكاحِ الفَاجِرَة، وان كان الاختِيارُ غَيرَه. فأمّا قَولُه تَعالى: {وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ (¬6) ..} الآية، فإنَّما نَزلَت في امرأةٍ من الكُفَّار خاصَّةً؛ فأمَّا الزَّانيةُ المُسْلِمَةُ فإنّ العَقْدَ عليهِا جائزٌ لا يُفسَخُ. قال: ومعنى قوله: "فَاسْتَمْتِعْ بها" يعنى في هذا الحديث: أي لا ¬
تُمسِكْها إلَّا بقَدْر ماَ تقْضِى مُتْعةَ النَّفْس (1 منها 1) ومن وَطَرِها (¬2) والاسْتِمتاع: الانِتفاعُ إلى حِينٍ (¬3). ومنه قولُه تعالى: {إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ} (¬4) : أي مُتعَة إلى حِينٍ ثم تَنْقَطِعُ. ومنه نِكاحُ المُتْعَةِ الذي حَرَّمَه رسُولُ الله - صلَّى الله عليه وسلّم -. أخبرنا حَبِيبُ بن محمدٍ - رحمه الله - أنا أَحمدُ بن الفَضْلِ (5 البَاطِرقاني 5) ثنا أبو (¬6) عُمر بن عبد الوهَّاب، أنا عبد الله بن جعفر، أنا أبِى، أنا محمد بن الخطَّاب الدَّيْنورِى، ثنا أحمد بن سَعيد بن عبد الخالقِ، قال: سَألتُ أحمدَ بن حَنْبَل - رحمه الله - عن معنَى "لَا تَمْنَعُ يَدَ لَامِسٍ" قال: تُعطى من مَالِه، قلت: فإنّ أبا عُبَيْدٍ يقول: من الفُجُورَ، فقال: لَيس هو عِندنا إلَّا أنَّها تُعطى مِن مَالِهِ (¬7) , ولم يكن النبىُّ - صلّى الله عليه وسلّم - لِيَأمُرَه بإمْسَاكِها وهي تَفْجُرُ. وقال عَلِىّ بن أبى طالبٍ، وعبدُ الله بن مَسْعُودٍ - رضي الله ¬
عنهما -: "إذا جاءَكم الحديثُ عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فظُنُّوا به الذي هو أَهْدَى وَأَتْقَى" وبه قال لنا أبي، أنبأ إبراهيم بن الجُنيد قال: سَألتُ ابنَ الأَعرابىّ عن: "لا تَمْنَعُ يَدَ لامِس" ما مَعناه؟ فقال: من الفُجُورِ. فقيل له: إنّ أبا عُبيدٍ قال: تُعطِى مِن مالِهِ، فقال: لو كان كذلك لم يَأمُرْه رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أن يُطلِّقَها؛ ولكنَّه من الفجُور، فقال: لا أَصبِرُ عنها، فقال: "استَمتِع بها": أي احْفَظها (¬1). قال: وخاف النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم - إن هو أَوجَبَ عليه تَطلِيقَها أن تَتُوق نَفْسُه إلى الحَرامِ. وبه (¬2) أنا أبى، أنا، أحمد بن يزيد، ثنا يحي بن حبيب بن عَرَبى، ثنا حَسَّان بن سَيف، عن النَّهَّاس (¬3) بن قَهْم، قال: بلغنى أن لقمان زوَّج بَنِيهِ، فقال لأحدِهم: كيف رَأَيْتَ امرأتَك؟ قال: مِن خَيْر النّساءِ إلاَّ أَنّها امرأة لَا تَدْفعُ يَدَ لامِسٍ، فقال: يا بُنيّ تَمسَّك بها، واذهب بها، فانزِل في بَنى فُلانٍ، فإنّ نِساءَهم أعِفَّة، وأنَّها متَى رأتْهم أخَذَت بأَخْلاقِهم، ولم يَأمُره بفِراقهَا؛ ورُوِىَ عن عُمَرَ - رضي الله عنه - قال: "إذا كانت الرُّؤيَةُ فلا اجْتِماعَ" ¬
(لمظ)
ورُوِى عن مُجاهدٍ والأَوزَاعىِّ: فِيمَن اطَّلع على امرأتِه بالزِّنَى أنها لا تَحرُم عليه؛ ورُوِى عن مَكحُول خِلافُه. ورُوىَ عن عُمر - رضي الله عنه - قال: إن شَاء أَمسَكها، وإن شاء تَركَها. (لمظ) - في حديث (¬1) التَّحْنِيك: "فجعَل الصَّبِىُّ يَتلَمَّظُ" : أي يُديرُ لِسانَه في الفَمِ ويُحرِّكُه. ومنه: تَلمَّظ الفَقِيرُ عند شَهْوةٍ لا يَقدِرُ على إنفَاذِها. وَتلمَّظت الحيَّة: أخرجَتْ لِسَانَها، وَالتَّلمُّظ: تَتَبُّعُ الفَم بالِّلسَانِ أثَر الأَكْل، وما يَبقَى في الفَم لُمَاظَةٌ، وشَربَ الماءَ (¬2) لِمَاظًا، أي بطَرَفِ اللَّسَانِ، ولمظَ الشَّىءَ: أَكَلَه؛ ولَمَظَه: طرَحَه مِن فيهِ سَرِيِعًا. (لمع) - في الحديث: "أنّه اغْتَسَل فَرأى لُمْعَةً بِمَنْكِبِه فَدَلَكَها بِشَعْرِه (¬3) " اللُّمْعَة: بيَاضٌ، أو سَوَادٌ، أَو حُمْرَةٌ، تَبدو مِن بَين لَون سِواها. ولَمَعَ الشَّىءُ لمَعَانًا: أَضاءَ. وَاليَلْمَع: مَا يَبرُقُ. والمُلَمَّعُ: ما فيهِ لُمَعٌ مِن ألوانٍ شَتَّى. - وفي حدِيث زَينب - رَضىِ الله عنها -: "أَنَه رَآهَا تَلْمَعُ (¬4) " ¬
(لمم)
: أي تُشِيرُ بِيَدِها. يُقَال: لمَعَ بثَوبِه، وأَلمَعَ: أشارَ بهِ. (لمم) - في حديث أبى رِمْثَة (¬1) - رَضيَ الله عنه -: "فَإذَا رَجُلٌ لَه لِمَّةٌ" يَعنِى النّبِىَّ - صلَّى الله علَيه وسَلّم. قال الأصمعىُّ: (2 الِّلمَّةُ 2): الشَّعَرُ أكثر مِن الوَفرَةِ. وقيل: هي الشَّعر المُلِمُّ بالمَنْكِب، وقيل: المُقاربُ له؛ فإن بَلغَه فهو جُمَّةٌ. - في حديث جَميلَة: "أنَّها كانت تَحتَ أَوْسِ بن الصَّامِت - رَضيَ الله عنهما - وكَانَ رجُلاً به لمَمٌ، فإذَا اشتَدَّ لَمَمُه ظاهَرَ مِن امرأَتِه، فأنزلَ الله عزَّ وجلَّ - كَفَّارةَ الظِّهَارِ". قال الخَطَّابىُّ: اللَّمَمُ - ها هنا -: الإلمامُ بالنِّساءِ، وَشِدَّةُ الحِرص عليهِنَّ، يَدلّ علَيه الرِّوَايةُ الأخرى: "كُنتُ امرأً أُصِيبُ من النّسَاءِ مَالَا يصِيبُ غيري"، وليسَ معنى اللَّمَم - ها هُنا -: الجنُون، ولوْ ظاهَر في تِلكَ الحَالةِ لم يَلْزمْه شىءٌ. - في الحديث: "يَقْتُلُ أو يُلِمُّ (¬3) " : أي يَقْرُبُ ويَكاد. ¬
(لما)
(لما) - في الحديث: "أَنْشُدُكَ الله لمَّا فَعلْتَ كذا" : أي إلَّا فَعَلتَهُ (¬1). وتكونُ لمَّا بمعنَى إِلَّا أَيضاً إذا كان قبلَه إن بمعنَى النَّفى؛ وَذلك نحو قَولِه تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} (¬2) : أي مَا كلُّ نَفْسٍ إلاَّ عليها حافظ. - وقوله تعالى: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} (¬3) وفي القُرآن وَجْهٌ آخر بمَعْنَى لَمْ، كقَوله تَعالى: {وَلَمَّا يَأْتِكُمْ} (¬4) : أي لم يَأْتِكم. وَوَجه ثالث - بمَعْنَى الحين؛ وهو إذَا دَخلَت على الفِعْلِ (5 المَاضِى، كقَوله: {أولَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} (¬6)، {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا} (¬7) ¬
والذى هو بمعنَى "لم" يَدخُل على الفِعْل 5) المُستَقبلِ قال الكِسَائىُّ: لَمَّا تكُون جَحْدًا، نحو قَولك (¬1): جِئتُكَ وَلمَّا يُدركْ الرُّطَب. وَتكونُ انتِظارًا وَتَوقُّعاً، وَتكون وَقتاً لِما مَضىَ؛ وَتكون بمعنَى: إلَّا. يُقَال: تَالله لمَّا قُمْتَ: أي إلاَّ. * * * ¬
ومن باب اللام مع الواو
(ومن باب اللام مع الواو) (لوث) - في حديث: "امرأة مِن بَنِى إسرَائيل فعَمدَت (¬1) إلى قَرْنٍ مِن قُرونِها فلَاثَتْه بالدُّهْنِ" : أي أَدَارَتهُ، وقيل: خَلطَتْه. والَّلائِثُ من الشَّجَرِ وَالنّباتِ: مَا اخْتلطَ والْتبَس. وَلَاوَثَه: خَالَطَه في الشِّراءِ وَالبَيْع. وَاللَّيِّثُ مِنَ النَّبَات: المُختَلِط رَطْبُه بيَابِسِه. - وفي حديث ابنِ جَزْءٍ: "وَيلٌ لِلَّوَّاثِين الذين يَلُوثُون مِثْلَ البَقَرِ ارْفَعْ يَا غُلَامُ، ضَعْ يَا غُلامَ" قال الحَرْبىُّ: أَظُنُّه الذين يُدَارُ عليهم بأَلوانِ الطعَام؛ لأنَّ اللَّوْثَ: إدَارَةُ العِمامَة والإِزَار وَنَحوهما مرَّتَين فَصاعِدًا. - في حديث ابن عُمَر - رَضىَ الله عنهما -: "أَنَّ رَجُلاً كان بِلسَانِهِ لُوْثَةٌ، فقَال: قُلْ لا خِلَابَةَ (¬2) ". الُّلوثَةُ: الحُبْسَةُ في اللِّسَان لا يكاد يُخرج الكَلِمةَ إلَّا بَعد جَهدٍ، وهي بضَمّ الّلام؛ وقد يكون الاسترخَاءَ والضَّعْف أَيضاً. وقد لَاثَ لِسَانُه: لاكَه. والألْوَثُ: العَيىُّ الثَّقِيلُ والضَّعِيفُ والقَوِىُّ أيضاً. والْتَاث: أُفْحِمَ، فهو ألْوَثُ، وهي لَوْثَاءُ. ¬
(لوح)
- واللَّوْثُ في القَسَامَةِ (¬1). : أن يَشْهَد شاهِدٌ واحدٌ على إقرَار المَقْتُولِ أنّ (¬2) فلانا قَتلَنِى، أو شاهدَان على عَدَاوةٍ بينهما، أو تَهدِيدٍ منه له، أَو نحو ذلك مِن التَلوُّث، وهو التَّلطُّخ. يقال: لَاثَه في التُّراب ولَوَّثَه فَتَلَوَّثَ، وهو مِن الإدَارَةِ أيضاً. (لوح) - في أسماء (¬3) دَوابِّه علَيه الصّلاة والسلام: "أنَّ اسمَ فَرسِه مُلَاوِح" وهو كاِلملْوَاحِ، وهو الضَّامِرُ، والذى لا يَسْمَنُ (4 من الدَّوابِّ 4) والسَّرِيعُ العَطَش أيضا. والمِلْوَحُ والمِلْوَاح: العظِيمُ الألْواحِ، وهو الطَّوِيلُ؛ وقَوم مَلاوِحُ ومَلاويحُ، واِلملْوَاحُ: مَرْبَأَة الصّيَّادِ، والملاوِيحُ مِن العَيش غير المَحْمُود. (لوص) - (5 - في الحديث: "مَن سَبَق العاطِسَ بالحَمْد أَمِن الشَّوْصَ واللَّوْصَ" الَّلوصُ: وَجَعُ الأُذن. وقيل: وجَعِ النَّحْر 5). (لوط) - في حديث العَبَّاس - رَضىِ الله عنه -: "أَنَّه لَاطَ لفُلانٍ بأربَعَةِ آلافٍ فبعَثَه إلى بَدْرٍ مَكان نَفْسِه" ¬
لَاط بها: أي لَزِق بها وذهَبَ (¬1). - وَفى حديث (¬2) مُعَاوَية بن قُرَّةَ: "مَا يَسُرُّنِي أَنَّي طَلَبْت المالَ خَلفَ هذه اللائطَةِ فإنَّ لى الدُّنيَا" اللائِطَةُ: الأُسْطُوَانَةُ، سُمِّيت به لِلزُوقِها بالأرض، وإنَّما سُمِّى الُّلوطِى؛ لِلزُوقِهِ بالمفعُول، ومُخالطَتِه إيَّاه. قَال لِبيدٌ: يَصِفُ الحَيَّةَ: * فَلَاطَهَا الله إذْ أَطْغَتْ خَلِيفَتَه (¬3) * : أي سَلَبَها قَوائِمَهَا فأَلزقَها بالأرضِ. وَيقال: لَاطَهُ الله: أي لَعَنَه، إلاَّ أَنّهم قالوُا: لَاطَ به يَلِيطُ في الأوَّل وَلَاطَ يَلُوط من التَّلوُّطِ؛ للفَرق بينَهُما، كَما قَالُوا: زِلْتُ أزِيلُ، وزُلْتُ أَزُولُ، وغَلَا يَغْلُو، وفي القِدْرِ: تَغْلِى، وغَثا الوادِى: يَغْثُو، وغَثَتْ نَفْسى تَغثِى - (4 في الحديث: (¬5) "أَهْلُ التِّيهِ يَشرَبُون ما لاطُوا" مِن لاطَ حَوْضَه؛ أي أيَجِدُوا مَاءً سَيْحاً، إنَّما كانوا يَشربُون مِن ماء يَقْرُونَه في الحِياضِ مِن الآبار 4) ¬
(لوع)
(لوع) - في حديث ابن مَسعُود - رَضى الله عنه -: "إنّي لَأجِدُ له مِن اللَّاعَةِ مَا أجِدُ لِولَدِى" اللَّاعَةُ وَاللَّوعَةُ: مَا يجدُه (¬1) الإنسَانُ لِحَمِيمِهِ مِن الحُرقَةِ. يُقال: لَاعَهُ يَلُوعُهُ لَوْعاً. وقيلِ: لَاعَه الهَمُّ وغَيرُه فالتَاعَ؛ إذا لَوَّعَهُ. وَلَاعَ يَلاعُ: وَجَد لَوْعَةً (لوك) - في الحديث: "فَإذَا هِىَ (¬2) في فِيه يَلُوكُها" : (3 أي يَمْضَغُها 3). وَاللَّوْك: إدَارَة الشَّىء في الفَمِ، وقد لَاكَهُ فهو لائِكٌ ولاكٍ. (لوم) - قوله تعالى: {فتَقْعُدَ مَلُوماً} (¬4) : أي تُلَام على إتلافِ مَالِك. وقيل: يَلُومُكَ من لا تُعْطِيهِ. - وَمِنه حَدِيث ابن عبَّاسٍ - رَضىَ الله عنهما -: "فَتَلاَوَمْنَا" : أي لَامَ بَعضُنَا بَعْضًا. - في الحديث (¬5): "وَلِى قَائِدٌ لا يُلاوِمُنِى" كذا رُوِى، وأصْلُه الهَمْزُ "لا يُلائِمُنى": أي لا يُسَاعِدُني وَلا يُوافِقُنى. ¬
- قوله تعالى: {لَوْ مَا تَأْتِينَا} (¬1) : أي هَلَّا تَأتِينَا. - وكذلك في حديث عُمَر - رَضيَ الله عنه -: "لَوْ مَا أَبْقَيْتَ" : أي هَلاَّ (¬2). وَمِثله: لَوْلَا، وَأَنشَدَ: * بَنى ضَوْطرَىْ لولَا الكَمِىَّ المُقَنَّعَا (¬3) * وَلولَا (¬4): كَلِمَةُ أُمْنِيَّةٍ، فإذَا رَأيْتَ لها جَوَاباً فهىِ التي تَكُون لِأَمرٍ يَقَعُ بِوقُوِع غَيره، كقَوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ} (¬5) وقيل: في قَوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ} (¬6) : إنَّها بمعنَى لو (¬7)، وكذلك قولُه تعالى: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ ¬
(لون)
مِن قَبْلِكُمْ} (¬1) (لوم) (2 - في حَديث علىّ - رضي الله عنه -: "إذَا أجْنَب في السَّفر تَلَوَّم ما بَيْنَه وبَيْنَ آخِر الوَقْتِ" : أي انْتَظر، والتَلَوُّم: التَّمكُّث. وقيل: مِن اللُّومَةِ؛ وهي الحاجَة؛ لأنَّه انتظارُ قَضَاءِ اللُّومَةِ. وَتَلوَّم أَيضاً: أَسْرعَ وَجاوز الحَدَّ. وهو من الأَضداد. - في حديث: "فَتَلاَوَمُوا بَيْنَهُم" : أي لاَم بَعْضُهم بَعْضاً (¬3). - في حديث: "بئسَ الشَّابُّ المُتَلَوِّم (¬4) " يجوز أن يكون مِن اللُّومَةِ؛ وهي الحاجة: أي المُنْتَظر لِقَضائِها، كالمُتَحَوّج مِن الحاجة، أَو المُتَعرِّض للاَّئمةِ في الفِعْل السَّيَّئُ. (لون) - في حديث جابِر (¬5): "اجْعَلَ اللَّوْن على حِدَتِه" : أي الدَّقَل، وضَرْب مِن النَّخْلِ. وقيل (¬6): جَماعةٌ. (لوا) - في حديث المغيرةِ: "لَو نَظرْتَ إلَيْها" بمعنَى: لَيْتَ. والذى لاقَى بَيْنَهما أَنَّهما في معنَى التَّقدِير، ولهذا أجِيبت بالفَاءِ، كأنّه قيل: ليتَكَ نَظرتَ، فإنّه أَحْرى. ¬
- في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "إنَّ الزُّبَيْرَ لَوَى ذَنَبَه (¬1) " مَثَلٌ لتَركِ المَكارِم، وَالرَّوَغَان عن المعْرُوف - في الحديث: "مَن حَافَ (¬2) في وَصِيَّتِهِ أُلْقِىَ في اللَّوَى" قيل: إنَّه (3 اسمُ 3) وَادٍ في جَهَنّم. - في حديث حُذَيفَة (¬4) - رَضى الله عنه -: "رفعَ جبريلُ عليه الصّلاة وَالسَّلام أَرضَ قَومِ لُوطٍ، فأَلوَى بها، حتى سَمِعَ أَهْلُ السَّماءِ ضُغَاءَ كِلابِهمْ" : أي ذَهَبَ بها. يُقالُ: أَلْوَتْ بك العَنْقَاءُ، وأَلْوَتْ الحَرْبُ بالسَّوَامِ: ذَهبَت وصَاحبُها يَنْظُرُ إليها. وألوَى بيَدِه: أشارَ، وألْوَى: بَلغَ الَّلوَى مِنَ الرَّمْلِ. وألوَى لَه: عَقَدَ (¬5) له لِوَاءً، وَسُمِّى اللِّوَاءُ بِهِ لَأنَّه خِرْقَةٌ تُلوَى برَأسِ القَناةِ. ¬
- ومنه الحديثُ في الاخْتِمَارِ: "لَيَّةً لاَليَّتَين" يَقُول: أَلوِى خِمَارَكِ على الرّأْسِ مَرَّةً وَاحِدةً، لَا تُدِيريه (¬1) مَرَّتَين فتَتَشبَّهى (¬2) بالرجَالِ إذَا اعْتَمُّوا، وهذا على مَعنى نَهْيِه النِّسَاءَ عن لِبَاسِ الرِّجَالِ، والرجَالَ عن لِبَاسِ النّساء في (¬3) لَعْنِ المُتَشَبهين بَعضِهِم ببْعضِ. - (4 في الحديثِ (¬5): "مَجامِرُهم الأُلُوَّة" : أي عُودُ (¬6) مَجامِرهمِ؛ مِن لَوْ المُتَمنَّى بها، بعد مَا جُعِلَت اسما، وصَلَحَت لأَن يُشتقَّ منه، كما اشتُقّ مِئَنَّة مِن إنَّ، وقد جمعوا الأُلُوَّة أَلَاويةً، والأصل أَلاوٍ كأساقٍ، فَزِيدت التاءُ زيادتها في الحُزُونَة. وقيل: أَلُوَّة، من أَلَا يَألو، كأنّها لا تألو رِيحاً، قال: بِساقَيْن ساقَىْ ذى قِضِين تَحُشُّها بأعواد رَنْدٍ أو أَلَاويةً شُقْرَا (¬7) 4) * * * ¬
ومن باب اللام مع الهاء
(ومن باب اللام مع الهاء) (لهب) - قوله تَبارك وتعالى: {وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ} (¬1) وهو اشتِعَال النَّار بِلا دُخان، وقد ألهبْتُها فَالْتهبَت وَتلهَّبَت مِثْلَ اضطَرَمَت وَتَضَرَّمَت. وَاللَّهَبُ أيضاً: الغُبَارُ السَّاطِعُ. - ومنه قَولُ صَعْصَعَةَ لِمعَاوِيَة - رضي الله عنهما -: "مَا أُرْهِفُ به وَلَا أُلْهِبُ فيه (¬2) " : أي لا أُمضِيه بِسُرْعَةٍ. والأَصْلُ فيه: الجَرْىُ الشدِيدُ الذي يُثِيرُ اللَّهَب، وهو الغُبَارُ السَّاطِعُ، كالدُّخَان المُرتَفِع مِنَ النَّارِ. وَقَد لَهِبَ لَهَباً ولَهَباناً: عَطِشَ، فهو لَهْبَانُ، (3 وهم لِهَابٌ 3). (لهبر) - ومن رُباعِيّه - في الحديث: "لَا تَتَزوَّجَنَّ لَهْبَرَةً (¬4) " قِيلَ: هي الطَّوِيلَةُ المَهْزُولَةُ. ¬
(لهج)
(لهج) - (1 في الحديث: "مَا مِن ذى لَهجَةٍ أَصدَقَ مِن أَبى ذَرٍّ (¬2) ". اللَّهْجة: اللِّسَان. يُقال: هو فَصيح اللَّهْجَة، مِن لَهِجَ بالشَّيء: أُولِعَ به، كما يُقال: إنّ الّلغَة مِن لَغِى بالشىَّء؛ أي غَرِى به. قال أبو مسعود الرازىّ: خَصَّه بهذه الفَضِيلَة، لا أَنه فضَّلَه على غيره 1) (لهد) - في حديث ابن عُمَر - رَضى الله عنهما -: "لَو لَقِيتُ قاتِلَ أَبِى في الحرَم (¬3) مَا لَهَدْتُه (¬4) " : أي مَا دَفَعْتُه، وَرَجُلٌ مُلهَّد؛ إذَا كان يُلكَزُ (¬5) كثِيرًا مِن ذِلَّةٍ. واللَّهْدُ: الصَّدْمَةُ الشَّدِيدَة (¬6) في الصَّدْر، ولَهَدَ دابَّتَه: جَهدَها. (لهز) - في حديث أبِى مَيْمُونَة: "لَهَزْتُ رَجُلاً في صَدْرِهِ" - وفي حديث شَارِب الخَمْرِ (¬7): "يَلهَزُه هذَا وَهذَا" اللَّهْزُ: الضَّرْبُ بِجُمْعِ الكَفِّ في الصَّدْرِ، ولهزَهُ بالرُّمْح: طَعَنَه. ولَهَزَ الفَصِيلُ أُمَّه: ضَرَبَ ضَرْعَهَا بفَمِهِ. وَلَهَزَه القَتِيرُ: فَشَا فيه الشَّيْبُ. ¬
(لهزم)
- ومنه الحدِيثُ (¬1): "في المَيِّتِ إذا بُكِىَ عَلَيه، فيُقَال: واجَبَلاه! وُكِل به ملَكَانِ يَلْهَزانِهِ" ولهَزْتُ البَعِير؛ إذا وَسَمْتَه في لِهْزِمَتَيْهِ. والمَلهُوزُ: المُضَبَّر الخَلْقِ واللَّهْزُ واللَّكْزُ وَاللَّهْدُ مُتقَارِبة المعنَى؛ وهي الضَّربُ بجُمْع الكَفِّ. (لهزم) - وفي حديث أبى بَكرٍ - رضي الله عنه - والنَّسَّابَة: "أمِن هامِهَا أَو لَهازِمِها (¬2)؟ " : أي مِن أَشْرافِهَا أنتَ، أَو مِن أوساطِهَا؟ والَّلهازِمُ: أُصُول الحَنَكَيْن، واحِدَتُهَا: لِهْزِمَةٌ، ولَهْزَمْتُه: أَصَبْتُ لَهازِمَه. (لها) - في الحديث: "ليس شىَءٌ مِن اللَّهْوِ إلَّا في ثَلاثٍ (¬3) " : أي ليس شىءٌ مُباحٌ منه إلَّا هذه؛ لأن كلَّ وَاحِدَةٍ مِن هذه إذَا تَأمَّلْتَها وجَدْتَهَا مُعِينَةً علَى حَقٍّ أَو ذَرِيعةَ إليه، وَسُمِّى لَهْوًا (¬4)؛ لَأنَّه يُلهِى صَاحِبَه: أي يَشْغَلُه. ¬
وقيل (¬1): "إذَا اسْتَأثَر الله بشىءٍ فَالْهَ عَنه" : أي اترُكْه وأَعرِض عنه، ولا تَتعَرَّضْ له. - وفي حديث عُمَر - رَضى الله عنه -: "مِنْهم الفِاتِح فَاهُ لِلُهْوَةٍ مِن الدُّنيا (¬2) " : أي عَطِيَّة (¬3) منها، وَجَمْعُها: لُهًى، وَيُقالُ: في لُهْوَةٍ: لُهَيّةٍ. وقيل: هي أَفضَلُ العَطاءِ وأجزَلُه. واللُّهْوَة: ما يُلقَى في فَمِ الرَّحَى، وأنشَد: أَتَيْتُك إذْ لم يَبْقَ في النَّاس سَيّدٌ ولا جابرٌ يُعْطِى الُّلهَى وَالرّغائبا (¬4). * * * ¬
ومن باب اللام مع الياء
(ومن باب اللام مع الياء) (ليت) - قوله تعالى: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} (¬1) قيل: هي كَلِمةُ نفْىٍ وجَحْدٍ يُنفَى بها، كمَا يُنفى بِلَا، إلَّا أنَّها تُوقَع على الأَزمَان. قال سيبوَيه: هي مشَبَّهَةٌ (¬2) بليْسَ في بَعض المواضع، وإنَّما تعمَلُ في الأحيَانِ، فإذَا جَاوَزَتْهَا فَلا تَعْمَلُ. وقيل: إنَّ أَصلَها لا، والتَّاء زَائِدَةٌ. وقيل: التَّاء للتَّأنِيثِ، وقد تَجىءُ صِلَةً لِلْكَلام زَائِدَةً. قال أبُو عَمْروٍ: يُقالُ: لَاتَ في النَّاسِ مثلُه: أي لَيس. وقال كَعبٌ: إذا أرَادَ السُّريَانيُّ أَن يَقول لَيسَ، يَقولُ: لاتَ. وقال قَومٌ (¬3): إنّ التاءَ مَزِيدَةٌ في لَا، كمَا تُزَادُ في رُبَّتَ وَثَمَّتَ. وقال آخرون: إنَّها مَزِيدَةٌ في حين، كَما تُزادُ في الآنَ. فيُقَالُ: تَلَان. قَال أبُو عُبيد: نظرتُ في الِإمَامِ: مُصْحَفِ ¬
(ليس)
عُثمان - رَضى الله عَنه - فَوجَدتُ التَّاءَ مُتّصِلَةً بحِينَ، وكانَ الكسَائِىُّ يَقِفُ بالهَاءِ على القَول (1 الأَوَّلِ 1) - قَولُه تَبارك وتَعالى: {لَا يَلِتْكُم} (¬2) : أي لَا يَنْقُصُكُم؛ وَقَد لَاتَه حَقَّهُ، ولَاتَه عَن الشَّىءِ: صرَفَه. و"لَيْتَ" كَلِمَةُ تَمَنٍّ. يُقالُ: يا لَيْتِى ويا لَيْتَنى ويَا لَيتَ أَنَّي. - في الحديث: "يُنفَخ في الصُّور فَلَا يَسْمَعُهُ أحَدٌ إَلّاَ أصغَى لِيتاً" : أي أَمَالَ صَفْحَةَ عُنُقِهِ، والِّليتَانِ: صَفْحَتَا العُنُق. (3 - وفي الدُّعَاء: "الحَمْدُ لله الذي لاَ يُفَاتُ (¬4) وَلا يُلاَثُ، ولا تَشْتَبِه عليه الأَصْوات (¬5) " يُلاَت مِن أَلَاتَ يُلِيتُ، لُغة في: لَاتَ يَلِيت؛ أي لَا يُنقَصُ وَلا يُحبَس عنه الدُّعاءُ. (ليس) - في حديث (¬6) الدُّؤلىّ: "هو أَهْيَسُ أَلْيَس" الأَلْيَسُ: الذي (¬7) لا يَبْرَح - وإبلٌ لِيسٌ (¬8) على الحَوضِ - ¬
(ليط)
: أي يدور في طلب الشىء يأكله، ولَا يَطلُب سِوَاه 3). (ليط) - في حديث: "أنَّه ذَكَّى بالِّليطِ" (¬1) - وفي حديث أبى إدْريس، قال: "دَخلتُ علَى أَنسٍ - رضي الله عنه - فأُتي بعَصافِيرَ فأمَرَ بها فَذُبِحَتْ بلِيطَةٍ" اللَّيطُ: قِشْرُ القَصب أَو غَيره اللازق بِهِ، القِطعَةُ لِيطَة. وقال سَلَمَة: الِّليط: كُلُّ شىَءٍ له صَلابَةٌ وحِدّةٌ، كالقَنَاةِ، والقصَب، والمُرادُ به في الحدِيثَين: قِطعَةٌ مُتحدّدةٌ (¬2) صُلْبَةٌ مِن القَصَبَ، ومِثله المِلْطَى وهي قِشْرَةٌ رَقِيقَة بين عَظْم الرَّأْسِ ولحْمِهِ إلا أنَ اللِّيطَ حَرف العِلَّةِ ثَانِيةً وفي المِلْطَى ثالثةً. ¬
(ليل)
- (1 في حديث ثَقِيف (¬2): "ما كان مِن دَينْ إلى أَجَل فبَلَغ أجَلَه فإنّه لِيَاطٌ". حَقُّه اليَاء، فلو كان مِن الواوِ كان لِوَاطاً، ويَعنى به الرَّبَا؛ لأنَّه لِيطَ برأْسِ المال، ولَاط يَلُوط ويَلِيطُ: لَصِق، وهو ألْيَطُ بالقَلب، وألْوَط، ولَا يلِيطُ؛ أي لَا يَلِيقُ 1). (ليل) - في الحديث: "إني أرَى اللَّيلَةَ ظُلَّةً (¬3) " أخبرَنا أبو الخير الهَرَوِىّ، إجازَةً، أنا الرُّويَاني، أنا أبُو نَصْر المُقْرِئ، أنا أبُو سُليمَان الخطابىُّ قال: أخَبرني أبو عُمَرَ، عن أبى العبَّاسَ قال: تقول: مَا بَينَكَ مِن لَدُن الصَّبَاح وبين الظُّهْرِ: رَأيتُ اللّيلَةَ، وبَعدَ الظُّهْرِ إلى اللَّيل: رَأيتُ البارِحَة. وقال غيرُه: اللَّيْلُ ظَلامُ النَّهارِ والنَّهارُ: الضِّيَاءُ، وليلة لَيلاَء. ولَيْلٌ ألْيلُ: اشتَدَّت ظُلمتُها ولَيْلٌ ذُو لَيِّلٍ، على وزن جَيِّد: أي ذو ظُلْمَةٍ. (لين): قَولُه تباركَ وتعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِن لِينَةٍ} (¬4) : أي مِن كلّ لَوْنٍ مِن التَّمْرِ (¬5)، ذكَرَه الهَرَوِىُّ في اللَّامِ ¬
(ليه)
والوَاوِ. - (1 في حديثِ ابنِ عُمَر: "خِيَارُكُم أَلَايِنُكم مَنَاكِبَ في الصَّلاةِ". جَمْعُ: ألْينَ، بمعْنَى السُّكون والخُشُوع 1) (ليه) - في حديث ابن عُمَرَ - رَضى الله عنهما-: "أنّه كان يَقومُ له الرجُلُ مِن لِيَّته فما يجلِسُ في مجلِسِه (¬2) ". قال ابنُ الأعرابى: إنَّما هو مِن أَلِيَّة؛ أي مِن (¬3) قِبَلِ نَفْسِه مِن غَير أن يُزْعَجَ أو يُقَام ورَوَى ثَعلبٌ عن ابن الأَعرابىّ قال: اللِّيَّة بالتَّشدِيد: القَرابات. يُقال: قد صرَف الرجُلُ معْروفَه إلى لِيَّتِه. وقال الجبَّان: لِيَّةُ الرجُل: مَن يَلِيه مِن أَهلِه، ويُقال: بالهَمْزِ. قال: فإن كان (¬4) صَحِيحاً، كأنّه يَلوِى إليهم وَعليهم؛ (5 لأنّه يَنتَطِق بهم فكأَنَّهم يَلُونَه. ويُروى من إلِيَتِه، وليَتِه بالتخفيف، وَليَة نفْسه، فِعلُه مِن وَلى، ¬
(ليا)
قُلبت الوَاوُ همزة، أَو حُذِفَت: أي يَلِى القيامَ مِن ذَاته. وقيل: مَن يَقوم له من أَقاربه؛ ويقال لهم: ليَّةُ مِنَ الوَلْى؛ وهو القُربُ 5) ولم يَلْوِ فلانٌ على كذَا: أي لم يُعرِّج، ولم يَعطِفْ، ذَكَرَه الهَرَوِىّ في اللالم والوَاوِ واليَاءِ. (ليا) - في حديثِ الزُّبَيرِ - رَضى الله عنه -: "أَقبَلْتُ مع رَسُولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - من لِيَّةَ". : وهي مَوضِع (¬1). (لا) - قوله تَبارك وتعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} (¬2) : أي لَم يَتصدَّق، ولم يُصَلِّ، (3 وأكثَر مَا تجىء مكررة 3) - في الحديث: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ (¬4) " : أي لَم يُؤمِنْ. ¬
ومنه قَول عُمَر - رضي الله عنه -: "وأَىُّ عَبدٍ لكَ لَا ألَمَّا (¬1) " : أي لم يُلِمَّ بالذّنب. وقد تَجِيءُ "لاَ" زَائِدة نحو قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} (¬2) : أىَ ليَعْلَم أهل الكتاب، وهي من حُروُف العَطْفِ، وتُزادُ فيها التَّاء فيخفض بها، كقَول الشاعِرِ: * طَلَبُوا صُلْحَنَا ولاتَ أَوَانٍ (¬3) * ¬
- (1 في حديث أبى قَتادةَ وغَيْره: "إِمَّا (1) لا فلا تَفعَلُوا" فالعَربُ تُمِيل هذه اللام؛ وقد تُكْتَب بالياء فيُغْلَط فيه، فيظنُّونَها لى التي هي قَرِينَةُ لك، وليس كذلك، ذكره الميداني 1). - في حديث بَريرَةَ - رَضى الله عنها - مِن طَرِيق هِشَام بن عُرْوةَ: "اشْتَرِطى لَهُم الوَلَاءَ (¬2) " قيل: إنّ هذه اللَّفظَةَ غِيرُ محْفُوظَةٍ، ولَوْ صَحَّتْ لَكانَ ¬
معناهَا: لا تُبالِى بقَولِهم لا أَن تَشْتَرِطِيهِ (¬1) لَهُم، فَيكُون خلفاً لِمَوعودِ شَرْطٍ، وَكان المُزَنيّ يتأوّله فيقُول: [معناه] (¬2): اشْتَرطِى عليهم، كمَا قالَ تعالى: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ} (¬3): أي عليهم. ولِلَّام وُجُوهٌ صُنِّفَ فيها كُتُبٌ مُفرَدةٌ: قال الطحاوىُّ: هذه اللَّفْظَة لم نَجِدْها إلَّا في رِوَاية مَالِك وجَرِير بن عبد الحَميدِ، عن هِشَام بن عُرْوَة، ويزيد بن رُومَان، عن عُرْوَةَ. وقيل: هو كقَولَه تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} (¬4): أي عليها. وهو قول عبد الملِكِ بن هِشَام النّحوى. قال مُحمَّد بن العَبَّاس: فَذَكَرتُ ذلك لأَحمَدَ بن أبى عِمْرَان، فَقال: قد كَان مُحمّد بن شُجَاع يحمل ذلك على الوَعِيد الذي ظاهِرُه الأَمرُ وباطنه النَّهى. - ومنه قوله تعالَى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ..} (¬5) الآية. ¬
وَقولُه تعالى {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} (¬1)؛ وقال: أَلا تَراه قد أَتْبَع ذلك صُعُودَ المِنبَر وخُطبتَه بِقَوله: "مَا بَال رِجَالٍ يَشتَرِطُون .. " الحديث، ثم أتبع ذلك بِقَوله عليه الصّلاة وَالسّلام: "إنما الوَلَاءُ لمن أعْتِق" وَذكر أبو بكرٍ الأثرم؛ أنّه سَأل أحمدَ بنَ حَنبَل - رحمه الله -: عن وجهه، فقال: نُرى - والله أعلَم -: أنَّ هذا كَانَ [قَدْ (¬2)] تَقدَّم مِن النبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - القولُ فيه، فتقدَّم هؤلاء على نَهى النَّبىِّ - صلَّى الله عليه وسلّم - فقالَ: اشتَرِطى لهم. قال: قلتُ له: فَكأنّه عندك، لمّا تقَدَّمُوا على نَهْىِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم [وخلافِه (2)]. كان هذا تَغلِيظاً مِن النّبىّ - صلّى الله عليه وَسلم وغَضَباً، فقال: هكَذَا هو عِندنا - والله تعالى أعلم. أخبرنا هِبَة الله السَّيِّدى [إجازَةً (2)]، أنا أبو بكر البَيْهَقِى، أنا الحاكم أبو عبد الله، أخبرني أبو أحمد بن أبى الحسَن، أنا عبد الرحمَنِ - يعنى - ابن محمد، ثنا أبى، ثنا حَرمَلة، سمعتُ الشافعىَّ - رحمه الله - يقول: في حديث النّبىّ - صلَّى الله عليه وسلّم - حَيثُ قال: اشتَرطِى لهم الوَلاء. معناه: اشترطى عليهم الولاء. ¬
قال الله - عزّ وجلّ - {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ} (¬1) : أي عليهم اللَّعْنة. قال الحاكِمُ: ثنا الأصَمُّ، أنا الرّبيع، قال الشّافِعى: حَدِيثُ يحيى بن مَعين (¬2)، عن عَمْرَة، عن عائشةَ: أثبَتُ من حديث هِشَامٍ، وأَحسِبُه غلط في قوله: "واشتَرِطى لهم الوَلاءَ". وأحْسِبُ حديث عَمْرَةَ: أنَّ عائشة كانت شرطت لهم بِغَير أمْرِ النَّبى - صلّى الله عليه وسلّم -، وهي تَرى ذلك يَجوز، فأَعْلَمها رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أَنَّها إن أَعتَقتْها (¬3) فالوَلَاء لها، وقال: لا يَمْنَعَنْك (¬4) عنها مَا تقدَّم من شرطِكِ، ولا أَرَى أنّه أَمرَها أن تشتَرِط لهم ما لا يَجوُز. * * * ¬
ومن كتاب الميم
ومن كتاب الميم (من باب الميم مع التاء) (متح) - في الحديث (¬1): "في صِفَة عين ماءٍ لَا يُقامُ مَاتِحُها" الماتِحُ: المُستَقِى مِن (¬2) البئر بالدَّلْوِ. أرَادَ: أنَّ ماءَهَا جَارٍ عَلى وَجهِ الأَرضِ، فليس يُقام بها مَاتِحٌ؛ لأنَّ الماتِح يَحتَاج إلِى إقامَتِه في الآبَارِ. والمَاتِحُ - بالتّاءِ المنقُوطةِ (3 باثْنَتيْن 3) من فَوق -: الذي يَقُوم فوق البِئْرِ على شفَتِها فَيَسْتَقِى. والمَايح (¬4) - باليَاء المنقُوطة مِن أسْفَل -: الذي يَنزل في أسْفَل البئر، فيجعل الماءَ بِيَدِه في الدَّلْو. وقيل: المَتْحُ: الاستِقَاء بيَدٍ واحدَةٍ بالرِّشاءِ، لقُرْب القَعْرِ. وبئرٌ مَتُوحٌ: قَريبَةُ القَعْر والمنزَع، وأبَارٌ مُتْحٌ. ¬
(متخ)
(متخ) - (1 في الحديث: "جَلدَه باِلمتِّيخَةِ (¬2) " على وَزن السِّكِّينَة. قال العَصا. وقيل: المِطْرق الّليِّنُ الدَّقِيقُ مِن القُضبَانِ. وكلُّ ما ضُرِب به من دِرَّة أو جَريدةٍ أَو غيرهما، من مَتَخ الله رقَبتَه. ومَتَخه بالسَّهم: ضربَه، وكذلك المِتِّيخَة، والمِتْيَخَة. وقالوا في المِتْيَخَة: مِن تاَخ يَتُوخ، ولا يَصِحّ، فلو كان منه لصَحَّت الوَاوُ كالمِسْورة والمِرْوَحَة، ولكنه مِن طَيَّخَه العَذابُ: أَلَحَّ عليه، وديَّخه: ذلَّله، لأنّ التاءَ أُختُ الدَّالِ والطاءِ، كما اشتَقّ سيبويه تَرَبُوت من التَّدْريب 1). ¬
(متك)
(متك) - قولُه تبارك وتعالى: {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} (¬1) قُرِىء: {مُتْكاً} (¬2)؛ وهو الزُّمَاوَرْد (¬3). وقيل: الأُتْرُجُّ. (متن) - في الحديث: "مَتَنَ بالنَّاسِ يَومَ كذا" : أي سارَ بهم يَومَه أجْمَع. ومَتَنَ بالزِّيَارَة: ألحَّ بها، ومَتنَ في الأرض: ذَهَبَ، وبالمكانِ: أقَام. * * * ¬
(ومن باب الميم مع الثاء)
(ومن باب الميم مع الثَّاءِ) (مثث) - في حديث أَنس (¬1) - رضي الله عنه -: "أنّه كانَ لهُ مِنديلٌ يَمُثُّ بهِ الماءَ إذَا تَوضَّأَ" اِلمَثُّ: مَسْحُك أصَابِعَكَ بمندِيل من دَسَمٍ أَو غيره (¬2). ومَثَّ شَارِبُه بِالدَّسَمِ؛ إذَا بَقِى عليه شىء (¬3) ممَّا أَكل. - (4 في حديث عمر (¬5) "وَأَنتَ تَمُثُّ" : أي تَرْشَح مِن السَّمَنِ. ويُروَى: "تَنِثُّ" 4) (مثل) - في الحديث (¬6): "أشَدّ النّاسِ عَذَاباً مُمثِّلٌ مِن المُمَثِّلِين" : أي مُصَوِّر. يُقَالُ: مَثَلْتُ - بالتّخفِيف والتَّثقيل -: صَوّرتُ مِثَالاً. والتِّمثَال: الاسمُ منه. وظِلُّ كلّ شىَءٍ: تِمثالُه. ومُثِّلَ الشىَّءُ (¬7) بالشىّء. سُوَّى به. ¬
(1 - ومنه (¬2) "لا تُمَثِّلُوا بِنَامِيَةِ الله". : أي بِخلْقِه. - في حديث اِلمقْدَاد (¬3) - رَضى الله عنه -: "إن لَقِيتُ رجُلاً من الكفار فضَرب إحدَى يدَىَّ بالسَّيف فقَطَعها، ثم لَاذَ مِنِّى بشَجَرةٍ فقال: لَا إله إلّا الله أَأقتُله؟ فقال: إن قَتَلْتَه كنتَ مثلَه قبل أن يَقُولَ كَلِمَتَه، وهو بمنزِلَتِك قَبل أن تَقتُلَه" : أي تكون مِن أَهل النّار، تَقتُلُه مُسلِماً كما كان هو قبل الكَلِمَة مِن أهلِ النَّار بكُفْرِه (¬4)، لا أَنّه يَصِير كافِرًا بقَتْله. - وفي حديث صاحبِ النِّسْعة (¬5). "إن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه" جاء في رواية أبى هريرة - رضي الله عنه -: "أنَّ الرجُل قال: واللهِ ما أَردتُ قَتْلَه" فمعناه: أنَّه قد ثَبت قَتْلُه إيَّاه، وأَنَّه ظالمٌ له، فإن صَدَقَ هو في قوله: إنّه لم يُرِدْ قَتْله، ثم قَتَلْتَه (¬6) كنتَ ظاِلماً مثلَه. - في حديث عِكْرِمة: "أنَّ رجُلاً مِن أهل الجنّة كان مُسْتَلْقِيًا على ¬
(مثن)
مُثُلِهِ". وهو جَمْع مِثَال، وهو الفِراشُ. - قوله تبارك وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شىءٌ} (¬1) كأَنَّ المِثْل صِلةٌ: أي ليس كَهُو شىء، كقوله تعالى: {فَإنْ آمَنُوا بمثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ} (¬2): أي بما آمَنتُم به - والله تعالى أعلَم -. (مثن) - وفي حديث عَمَّار: "إنَّي ممثُونٌ (¬3) ". : أي أَشتكِى مَثانَتى 1). * * * ¬
ومن باب الميم مع الجيم
(ومن باب الميم مع الجيم) (مجج) - في الحديث: "أنّه رأَى في الكَعْبَة صُورَةَ إبراهِيمَ عليه السَّلاَم، فقَالَ: مُرُوا المُجَّاجَ يُمَجْمِجُونَ علَيه" المجَّاجُ: جَمْعُ مَاجٍّ، وهو الرَّجُلُ الهَرِم الذي يَمُجّ رِيقَه، لَا يَسْتطيع حَبْسَهُ من الكِبَر. والمجَمَجَةُ: تَغيِيرُ الكِتَابِ وإفْسَادُه عَمَّا كُتِب. يُقال: مَجْمَجَ في خَبَرِه: لم يَشْفِ. ومَجمَجَ بِى: رَدَّني مِن حَالٍ إلى حَالٍ. وفي بَعضِ الكُتُب: "مُرُوا المَجَّاجَ فَيُمَجْمِجُ عليه" بفَتح المِيمِ : أي مُرُوا الكاتِبَ يُسَوِّدُه؛ وإنّما سُمِّى الكاتِبُ به؛ لأنّ قَلمَه يَمُجُّ المِدَادَ. ومُجَاج كُلِّ شىَءٍ: لُعَابُه. وَلذلك سُمِّىَ العَسَلُ مُجَاجًا؛ لأنّه لُعَابُ النَّحل، والمِدادُ: مُجَاج القَلَم. - (1 في حديث الدجَّال (¬2): "ثم يُعَقِّلُ الكَرْمُ ثم يُكَحِّبُ ثم يُمَجِّجُ" ¬
(مجد)
الحِصْرمُ: أوّل ما يَخُرج عُقَّيْلى ثم يَصير كَحبًا إذاَ كَبُر حبُّه. وقيل: كَحَّبَ: أَخرجَ العَناقِيدَ، ثم يُمَجِّجُ؛ وهو الاستِرخاء بالنُّضْج إذَا طاب، وصار حلوًا له مُجاجَة كَمُجَاجة العَسَلِ 1). (مجد) - وفي حديث عائشة - رضي الله عنها -: "نَاوِلِينى المَجِيدَ" : أي المصْحَف، عَنَتْ به قَولَه تَعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ} (¬1) وأصْل المَجْدِ في اللّغَة: الكَثرَةُ. يُقَالُ: أمْجَدتُ الرَّجُلَ سَبًّا وذَمًّا : أي أكثَرتُ. وقيل: المَجدُ: امتلاء بَطْن البَعِير من العَلَفِ، ثم قَالُوا: مَجُدَ فهو ماجِدٌ؛ إذَا امتَلأَ كَرَمًا. - وفي حديث آخر (¬2): "أَنْجَادٌ أَمْجَادٌ" الأَمجادُ: جمعُ مَجيدٍ كَأَشْهادٍ في شَهِيد، أي كِرَام، (3 أو ماجِدٍ كَشاهِدٍ 3). (مجر) - أخبرنا أبو الحُصين بِبَغدَاد، أنا ابن المُذهِبِ، أنا ابنُ مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدّثنى أبِى، ثنا محمد بن جَعْفَر، ثنا هِشام بن حسَّان، عن محمد بن سِيرين، عن ابى هُرَيرة - رضي الله عنه، عن النّبِىّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَعنى عن الله تبارك ¬
(مجس)
وتعالى، قال: "الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمثالهَا، والصَّوْمُ لىِ، وَأَنَا أَجزِى بهِ، يَذَر طعَامَه وشَرَابَه مَجرَاىَ". : أي من جَرَّاىَ وَمِن أَجْلِى، اختَصَرَهُ وخَفَّفَهُ (¬1). وَهذا في حَدِيث أبى هُرَيرَة في مَوَاضِع كذلك، فَلعَلَّه لُغَةٌ له. وكذلك العَرَبُ تَختصِرُ مِن أَجل الذي بهذا المعنَى، كما تقدَّم ذِكْرُه. (مجس) - في الحديث: "القَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هذه الأُمَّة" قيل: إنّما جعَلَهم مَجُوسًا؛ لِمُضَاهاة مَذْهَبِهم مَذْهبَ المَجوسِ، في قولهم بالأصلَيْن، وهما النُّورُ والظُّلْمَةُ: يَزْعُمُونَ أنَّ الخَيْرَ (¬2) مِنْ فِعْل النُّور، والشَّرَّ من فِعل الظُلْمة. وكذلك القَدَرِيَّة يُضِيفُون الخَيْرَ إلى الله - عزّ وجلّ -، والشَّر إلى غَيرِه (¬3). والله تعالى خالِقُهما، لا يكون شىءٌ منهما إِلَّا بمَشِيئَةِ الله - عزّ وجلّ -، فالأَمْرَان مُضافَان (¬4) إليه، خَلْقاً وايجادًا، وإلى الفاعِلِين لهما عَمَلاً واكْتِسَاباً. وقال الجَبَّان: المجُوس (¬5) تَعرِيب "مَكُوشا" بلُغَتِهم. ¬
(مجع)
(مجع) - (1 في الحديث: "كان يَتَمَجَّع (¬2) " المَجْعُ: أكلُ التَّمر باللبن (¬3)، وَالاسْم المَجِيعُ، والمُجَّاعَةُ: المكْثرُ مِنه 1) (محل) - في حديث ابن وَاقدٍ: "كُنَّا نَتَماقَلُ (¬4) في ماجِلٍ أو صِهْرِيج" الماجِلُ: الماء الكثير المُجْتَمِع. والجمعُ: المآجِلُ، قاله ابن الأعرابِىِّ، بِكَسْرِ الجيم بِلاَ هَمْزٍ. وقال الأزهَرِىُّ: هو بفَتح الجيم وبالهَمْزِ مأجَلٌ, مثل مَطْلَعٌ. وقيل: إنّه مِن بَابِ أجْلٍ، وقيل: هو مُعَرَّبٌ. (مجن) - (5 - في شعر لَبِيد: * يتحدَّثون مَجانَةً ومَلالَةً (¬6) * المَجانَة: المُجونُ؛ أي لا يُبالِى بما يَفعَل ويقول، وقد مَجَن فهو ماجِنٌ 5). * * * ¬
ومن باب الميم مع الحاء
(ومن باب الميم مع الحاء) (محح) - في حديث مُتْعَةِ النِّساء: "وَثَوْبِى مَحٌّ" : أي خَلَقٌ بالٍ. يُقَال: مَحَّ الثَّوْبُ: أي بَلِىَ - يَمَحُّ وَيمُحُّ، وأَمَحَّ أَيْضًا. (محص) - في حديث الكُسُوفِ (¬1): "وقد انمحَصَت الشَّمس" : أي انجَلتْ، وأَصْلُ المَحْصِ: الخلوصُ. وقد مَحَصْتُه مَحْصًا فانْمحصَ؛ وقد يُدغَم فيقَال: امَحصَ، ومنه التّمحِيصُ من الذُّنُوب. وَتَمَحُّصُ الظُّلْمَةِ: انكِشافُها، وذَهابُها. وانْمحَص مِن الأَمرِ: انمَلَسَ وأفلَتَ. (محض) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أنَّه شَرِبَ لبَناً لما طُعِنَ، فخرجَ مَحْضًا" المحْضُ: الصَّريحُ الخالِصُ لم يَشُبْه شىء - ومنه الحديث (¬2): "بَارِكْ لهم في مَحْضِها ومَخْضِها". : أي لَبنِهَا الخالص، وما مخضَ منه. - وفي حديث أبى سَعيدٍ (¬3) - رضي الله عنه -: "فَأَعمِدُ إلى شَاةٍ ¬
(محل)
مُمْتَلِئَة شَحْماً وَمَحْضًا (¬1) ". قال ابن إِسحاق أراد: أن يَقُولَ: ونَحْضًا؛ وهو اللَّحْم والقِطعَةُ منه نَحْضَةٌ. ورَجُلٌ نَحِيضٌ، وامرأَةٌ نَحِيضَةٌ: كَثِيرُ اللَّحْمِ، فإذَا ذهَبَ لحمُهما، فهما منحُوضٌ ومَنْحُوضَةٌ. ورُوِى: "مُمْتَلِئة مَخَاضًا": أي نِتَاجًا. والمخَاضُ: الإبِلُ الحوَامِلُ؛ والمخَاضُ: الطَّلْقُ في قوله تعالى: {فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ} (¬2) (محل) - في الحديث: "أما مَررْتَ بوادِى أهلِكَ مَحْلاً؟ (¬3) " اَلمحْلُ: انقِطاعُ المَطَرِ. وأرضٌ مَحْلٌ ومُمْحِلَةٌ ومَاحِلَةٌ ومَحُولٌ، وأمْحَلَت الأرضُ والقومُ، وَزَمانٌ ماحِلٌ. وقيل: هو من الهَلاكِ. وقد محَلَ به؛ إذَا فعَلَ به فِعْلاً يُهلِكُه، ومَحَل به: مَكَرَ به (¬4). ¬
(محن)
(محن) - (1 في حديث الشَّعْبىِّ، قال: "المِحْنَةُ بِدْعة" يعنى أن يأخُذَ السُّلطان الرجُل فيَمْتَحِنَه، ويقول: فَعَلْتَ كذا وكذا (¬2)، حتّى (¬3) يتَسَقَّط 1). * * * ¬
ومن باب الميم مع الخاء
(ومن باب الميم مع الخاء) (مخخ) - في الحديث (¬1): "الدُّعَاء مُخُّ العِبَادة" مُخُّ الشىّء: خَالِصُه، ومُخُّ العَظْمِ والدِّماغِ: نِقيُّهُمَا، ومُخُّ العَينِ: شَحْمُهما. وأَمَخَّ العَظْمُ، والرَّجُل والشّاةُ: صارُوا ذَوِى مُخًّ. وتَمَخخْت (¬2) العَظْمَ: استَخْرَجتُ مُخَّهُ. ومعناه من وَجْهَيْن؛ أَحدُهما: أَنَّه امتِثَالٌ لِأَمْرِ الله عزّ وجلّ؛ حَيثُ قال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (¬3)؛ فهو عَين العبادَة ومَحْضُها. وَالثّاني: أنّه إذا رأى نَجاحِ الأُمور مِن الله عزَّ وجلَّ قَطع أمَلَه مِمَّن سِوَاه، ودَعاه لحاجَتِه مُوحِّدًا، وهذا هو أَصل العِبَادة. (مخض) - في حَديث عُثمان - رَضى الله عنه -: "أَنَّ امرأَةً زَارَتْ أَهْلَهَا فمخَضَت عِنْدَهم". : أي تحَرّك الوَلَدُ في بَطْنِها للْوِلَادةِ. وَضَرَبَها المخَاضُ؛ أي الطَّلْقُ. - وفي الزَّكاةِ (¬4): "في خَمْسٍ وعِشْرِين بنتُ مَخاضٍ" المَخاضُ: النُّوقُ الحَوامِلُ، واحِدتُها: خَلِفَةٌ على غير قيَاسٍ. ¬
وإنّما يَكون ابنَ مَخاضٍ، وَابنةَ مَخاضِ إذَا دَخَلَا في الحَوْل الثَّاني؛ لَأنّ أُمَّها لَحِقَتْ بالمخاضِ، وإن لَم تَكُن حَامِلاً. قال الأَصْمَعِىُّ: إذَا حَمَلت النُّوقُ لِتَمَام سَنَةٍ من يَومِ وَضَعَت سُمِّيَت (¬1): شَولًا ومَخَاضاً، وَوَلَدُها ابنُ مَخاضٍ (¬2)، وقبل ذلك يُسمَّىِ فَصِيلاً. وقال غيرُه: هُنَّ شُولٌ ما دَامَ فيها الفَحْل، وابن المخاض: الذي حَمَلَتْ أُمُّه، أو حَمَلَت الِإبِلُ التي فيها أُمُّه، وإن لم تَلقح هي. وهذَا هو المَعْنَى في قَوْلِه: ابنُ مَخَاضٍ؛ لِأَنّ النَّاقَةَ الوَاحِدَة لا تكون بنتَ نُوقٍ، فإذَا أَرادَ أَنْ تَكُونَ وَضَعَتْهَا أُمُّها في وقْتٍ قد حَمَلَتْ النُّوقُ التي وَضَعْنَ مَع أُمِّهَا، وإن لم تَكُن أُمُّها حامِلًا - والله عزّ وجلّ، أَعْلَم، فنَسَبَها إلى الجماعَةِ؛ لحُكْمِ مُجَاوَرَتها أُمَّها. - في الحديث: "بَارِك لَهم (¬3) فىِ مَحْضِهَا ومَخْضِهَا" : أي ما مُخِضَ مِن الَّلبن فأُخِذَ زُبْدُه، ويُسمَّى مَخِيضاً أيضاً: ما بَقِى بَعْدَ أَخذِ الزُّبْد منه. - ومنه الحديث: "أنَّه مُرَّ علَيه بجَنَازَةٍ تُمخضُ مَخْضًا" : أي تُحَّركُ تَحرِيكاً سَرِيعاً، كما يُحَرَّكُ سِقَاءُ اللَّبَنِ؛ ليخرج زُبْدُه والسَّحاب يَمخَضُ بمَائِه. (4 ومَخَضت الشاةُ مِخَاضًا - بفتح الميم وكسرها -: دَنَا نِتَاجُها 4). ¬
ومن باب الميم مع الدال
(ومن باب الميم مع الدال) (مدد) - قال تعالى {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ} (¬1) : أي يُزَيِّنُون لهم الغَىَّ، ويجُرُونَهم فيه. والمَدُّ: الزّيادَهَ، ومدَدْتُ الشىّءَ مدًّا: زِدْتُه، ومَدَّ الماءُ والنَّهْرُ؛ زَادَا، كَرَجَعِ وَرجَعْتُه، وَمَدَدْنَا القَومَ؛ صِرْنا مدَدًا لهم؛ وأَمْدَدْنَاهم؛ إذا جئْتُمُوهم بِغَيركم. والمِدَادُ: الذي يُكتَبُ به، إنّما سُمّى به؛ لأنَّه يَستَمِدُّهُ مِن الدَّوَاةِ او نَحْوِها: أي يَستزيدُه. والمَدُّ: القَدْرُ، ومدُّ النَّبْلِ؛ غَلْوتُه (¬2). - ومنه الحديث: "إنّ المؤَذِّنَ يُغفَرُ له مَدَّ صَوتِهِ" قال الخطَّابىُّ: هذا مَثَلٌ لِسَعَةِ المغفِرَةِ، كما يُقالُ: مَغفِرَةٌ وَاسِعَةٌ قال: ويجوزُ أَن يُرِيد بهِ: قَدْرَ الذُّنُوب: أي يُغفَر له ذلك إلى مَدِّ صَوْتِه (¬3). كما رُوى: "لَو لَقِيتَنى بِقِرَاب الأَرضِ خَطايَا لَقِيتُكَ بها (¬4) مَغْفِرةً". ويُروَى: "مَدَى صَوْتِهِ". ¬
والمدَى: الغَايَة؛ أي يَستَكْمِل مَغْفِرَةَ الله عزَّ وجلَّ إذَا استنفَدَ وُسعَه في رَفع الصَّوْتِ، وبَلغَ الغَايةَ في المغْفِرةِ إذا بلَغَ الغَايةَ في الصَّوْتِ. وقيل: إنّه (1 كلام 1) تَمثِيل: أي المكان الذي يُنتَهى إليه الصَّوتُ، لو قُدِّرَ أن يكُونَ ما بَين أقْصَاه، وبين مَقامِه الذي هو فيه ذُنُوبٌ تَمْلأُ تِلكَ [المَسَافة (¬2)] لغَفَرهَا الله تعالى له. - في الحديث: "سُبْحَانَ الله مِدَادَ كَلِمَاته" قال الخَطّابىُّ: المِدادُ: المَدَدُ: أي قَدْرَ ما يُوازِيها في الكَثْرةِ، عِيارَ كَيْلٍ، أوْ وَزْنٍ، أو عَدَدٍ، أَوْ مَا أَشْبَههَا من وُجُوه الحَصْرِ والتقدير، وهذا أَيضًا كَلامُ تَمثِيل يُرَادُ به (¬3) التَّقريبُ؛ لأنَّ الكلامَ لا يَدخُل في المكَايِيل ولا يقع في الوَزْنِ - ونحوه في الحديث (¬4): "ما بلَغ مُدَّ أحدِهم، ولا نَصِيفَه". المُدُّ: رُبْع صاع، وَإنَّما قدّرَه بهذا؛ لأَنَّه أَقلُّ ما كانوا يتصَدَّقُون به في العَادة، والله أعلم. ويُروَى: "مَدَّ أَحَدِهم" بالفَتْح: أي غَايتَه؛ وقد يُجَمعُ المُدَّ: أَمْدَادًا، ومِدادًا. - وفي الحديث: "كانَ يتوضَّأُ بِالمُدِّ" وهو رَطلٌ وثُلُتٌ - عند الشَّافعى؛ لحديث كَعب بن عُجرَةَ - رضي الله عنه - "أَطْعِمْ ثَلاثَةَ آصُعٍ سِتَّةَ مَسَاكِين" ¬
(مدا)
وفي رِوايَةٍ: "فَرَقًا مِن زَبيبٍ بين سِتَّةِ مَسَاكِين". والفَرَقُ: سِتَّة عَشَر رِطْلاً، وهو عند أبى حَنِيفَة رِطْلاَنِ، لحديث أنَسٍ فيه (¬1). - وفي حَديثِ الرَّمْى: (¬2) "والمُمِدُّ به" مِن المدَدِ: أَى مَن يقُومُ عند الرامى، فيُنَاولُه سَهمًا بَعْدَ سهْم، أو يَرُدُّ عَليه النَّبْلَ المَرمِىَّ بهِ. (3 - في حديث على - رضي الله عنه - (¬4): "قَائِلُ الزُّورِ والذى يَمُدُّ بحَبْله في الإثْمِ سَوَاء" مثَّل قَائلَه بالمائحِ الذي يَمْلأُ الدَّلْوَ، وحاكِيها بالماتِح الذي يَأخُذ بحَبْلِهَا مادًّا لها. ولهذا يُقال: الرَّاوية أحدُ الكاذِبَيْن 3). (مدا) - في الحديث (¬5): "ليس لَنا مُدًى" : أي شِفَارٌ، واحدتُها: مُدْيَة. - وفي الحديث: (¬6) "يُغفر لَه مَدَى صَوتِه" : أي غَايتَه ونهايَتَه، وقد تَقدَّم معناه: فوقه. والتَّمادِى: بُلوغُ المَدَى. ¬
من باب الميم مع الذال
(1 (من باب الميم مع الذال) (مذق) - في حديث كعب بن مالك ورَجَزِه (¬2)؛ * وَمَذْقَة كطُرَّةِ الخَنيفِ * المَذْقَةُ: الشَّرْبة من اللَّبن المَمْذُوق؛ أي الممزوج، شَبَّههَا بحاشِيَةِ الكَتَّان الرَّدِىء، لتَغَيُّر لَوْنها، وذَهابِ نُصُوعِهِ بالمَزْج 1). * * * ¬
ومن باب الميم مع الراء
(ومن باب الميم مع الراء) (مرأ) - في حديث الأَحنَفِ: "يَأتِينَا في مثلِ مَرِىء نَعام (¬1) " المَرِىءُ: مَجْرَى الطَّعَامِ والشَّرابِ، وَهو غَيرُ الحُلْقُوم، أدَقُّ منه وأَضيَقُ. ضَرَبه مثَلاً لِضِيق العَيْش، وَقِلَّة الطَّعامِ. وَإنَّما خَصَّ النَّعامَ؛ لِدقَّةِ عُنُقِه، فاسْتدَلَّ بذلك على ضِيقِ مَرِيئه. وقيل: المرِىءُ: رَأْسُ المَعِدَةِ، والكَرِش المُتَّصِلُ بالحُلْقُوم. واسْتَمرأ الطعَامَ، كَأنه مِن دُخولِه المَرِىء. والمُروءَةُ (¬2): مصَدَرُ المَرْء: أي كَمالُه. - (3 في حديث عَلىٍّ - رضي الله عنه -: "لقد تَزَوَّجتَ امرأَةً (¬4) " يعنى امرأةً كاملةً، كما تَقولُ: هو رَجلٌ. قال الهُذَلىُّ: * لقد وقَعْتَ على لَحم .. : أي على لحمَ ذى شَأْنٍ 3) (مرج) - في صِفَهِ خَيْلِ المُرابِط (¬5): "طوَّلَ لها في مَرْجٍ" : أي أَرضٍ واسِعَة، وأنشَد: ¬
(مرجل)
* رَعى بها مَرْجَ رَبيع مُمْرِجَا (¬1) * وقيل: المَرْجُ: أرضٌ ذاتُ نَباتٍ كَثيرٍ تُمرَجُ فيه الدَّوابُّ. يقال: مَرَجْتُ الدَّابةَ وأمرَجْتُهَا بِمَعْنًى. وقيل: مَرَجْتُها: خلّيْتُهَا، وَأَمْرَجْتُها: رَعَيْتُها. (مرجل) - في الحديث: "ثِيابٌ مَرَاجِلُ (¬2) " أكثَر الرِّوايةِ بالحَاءِ، وقالوا: هو جَمعُ: ثَوبٍ مُرجَّلٍ؛ إذَا كان عليه تِمثَالُ الرِّجَال، فعلَى هذا مَن رَواه بالجيم، أرادَ عليها تِمثَال الرِّجال، وَهُما مِن بابِ الرَّاءِ. فأمَّا المِرجَلُ الذي يُطبَخ فيه، فكذلك أوْرَدُوه في باب الرَّاء، ولَا أدْرِى مِن أَىّ شىَءٍ اشتُقَّ. (مرد) - (3 في حَديثِ مُعاوية: "تَمَرَّدْتُ عِشرِين سنة، وَجَمعْتُ عشرين، (4 ونَتَفتُ عِشْرين 4)، وخَضَبتُ عِشْرين، فأنا ابنُ ثمانين" : أي مَكَثْتُ أمْرَدَ، (¬5) ثم صِرْتُ مُجْتَمِع الِّلحية 3) (مرر) - في قِصَّةِ مَولِدِ عِيسَى - عليه الصَّلاة والسَّلام -: "خرج قَومٌ ومَعَهم المُرُّ، قالوا: نَجْبُر به الكَسْرَ والجُرْحَ" المُرُّ (¬6): دواء كالصَّبِرِ والحُضَضِ. ¬
- قال الأصمعى: ويُقال لَهُ: المُرارَةُ، والجمعُ: مُرَّارٌ، وهذه البَقْلة من أَمْرارِ البَقْل، الواحدُ مرٌّ. وقال غَيرُه: سُمِّى بهِ لِمرارَتِه. - وفي حديث ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "أَنّه جُرِحَت إبهامُه (¬1) فأَلقَمَها مَرارَةً، وَكان يَتَوضَّأُ عليها" المرارَةُ: هَنَة دَقِيقَةٌ مُستَدِيرةٌ فيها ماء أَخْضَر في جوف كُلِّ ذى رُوحٍ إلّا الجَمَل، سُمِّيِت به لمِرارَةِ الماءِ الذي فيها. - وفي حديث شُرَيح: "وادَّعى رجُلٌ دَيْناً على رجُلٍ مَيّتٍ، فأراد بَنُوهُ أن يَحْلِفُوا على عِلْمِهم، فقال شُرَيح: لَتَرْكَبُنَّ منه مَرارَةَ الذَّقَن" : لَتَحْلِفُنَّ مَا لَه شَىْء. قال الحرْبيُّ: أَظنُّه أرَادَ لتَحلِفُنَّ على البَتِّ، لا عَلَى عِلْمِكُم، فتركَبُوا من ذلك ما يُمرُّ في أَفْواهِكم وألسنَتِكم التي بين أَذْقَانِكم (¬2). - في حَديث أبى الدَّرْدَاء - رضي الله عنه -: "في الْمُرِّىّ" قال الجَوهرىُّ - في صَحاح اللُّغَةِ -: المُرِّىّ (¬3): الذي يُؤتَدَمُ به، كأَنَّه مَنسُوبٌ إلى المرَارَة. والعامَّةُ تُخَفِّفُه .. قال: وأنشدَني أبو الغَوثِ: ¬
(مرس)
وأمُّ مَثْوَاى لُبَاخِيَّةٌ وعندَها المُرِّىُّ والكامَخُ (¬1) لُبَاخِيَّةٌ قيلَ: امْرَأَةٌ تامَّةٌ. - (2 في حديث أبى الأَسوَد الدُّؤَليَّ: "ما فعلَت المرأة التي تُمارُّه (¬3)؟ " : أي تَلْتَوِى عليه وتخالِفه؛ مِن أمرَّ الحَبْلَ؛ إذَا شدَّ فَتْلَه. - في حديث معاوية: "سُحِلَت مَرِيرَتُه (¬4) " المَرِيرةُ، والمَرِير: المُمَرُّ المَفْتُولُ على أَكثَر مِن طاقٍ. يريد: ضَعفَه، ويُحتَملُ أن يُريدَ: قُوَّتَه 2) (مرس) - في حديث عُثمان - رضي الله عنه -: "فَحَسَكٌ أَمْرَاسٌ (¬5) " الأَمْرَاسُ: الذين مارَسُوا الأُمورَ، وجَرَّبُوهَا. يُقالُ: رَجُلٌ مَرِسٌ. والأمْراسُ: الحِبَالُ - أيضاً -، الواحِدُ: مَرَسٌ - بَفتح الرَّاءِ -، قيل: سُمَّى بِه لِكَثرة ما تتمرّسُه الأَيْدِى. - وفي حَديثِ عائشةَ - رضي الله عنها -: "كنتُ أَمرُسُه بالماءِ" : أي أَدْلُكُهُ بأصابِعى في الماءِ، والمَرْسُ مِثل المَرْثِ. - (2 في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "أُعافِسُ وأُمارِسُ (¬6) " ¬
(مرض)
: أي أُلاعِبُ النِّساءَ وأُصارِعُهُنَّ. - وفي حَدِيث وَحْشِىٍّ (¬1): "رَجُلٌ حَذِرٌ مَرِسٌ" : أي شدِيد المِراسِ لِلْحَرْبِ. (مرض) - وفي حديث عمرو بن مَعْد يكرِب: "هم شِفاءُ أَمْراضِنا" : أي يأخذون (¬2) بِثَأرنا 2). (مرغ) - في حديث عَمّار - رَضي الله عنه -: "فتَمرَّغنَا (¬3) في التُّرابِ" : أي تَلطَّخنَا به. وَقد مَرَّغْتُهُ أَنَا. ومَراغُ الإبِل: مُتَمرَّغُهَا - وفي صِفَةِ الجنَّة: "مَرَاغُ دَوَابِّها المِسْكُ (¬4) ". والمَرْغُ: الإشباعُ بالدُّهْنِ. (مرق) - فىِ حديث عَلىِّ - رضي الله عنه -: "سُئِلَ عن مُحرِمٍ أصابَ بَيضَ نَعَام؟ قال: يَنظُر إلى عَدَدِ البَيضِ، فَيُطْرِقُهنَّ الفَحلَ، فما أَنتجْن أهداه. قيل: فإن أزلقَت واحدةٌ منهُنَّ. قال: إنَّ مِن ¬
(مرن)
البَيْض ما يَكُون مارِقًا (¬1) " : أي فاسِدًا. يُقال: مَرِقَت البَيْضَةُ وَمذرَت: فَسَدَت، فَصارَت مَاءً. (مرن) - في حديث إبراهيم (¬2): "في الْمَارِن الدِّيَةُ" المارِنُ مِن الأَنفِ ما دُونَ (¬3) القَصَبةِ. وقيل: المَرْنَان والمارِنان: المَنْخَرانِ. ومَرَنِ الشىَّءُ مُروناً: لانَ في صَلاَبَةٍ، كَالرُّمحِ ونَحوِه (¬4)، ومَرَنتْ يَدُه: صَلُبَتْ. (مرا) - في الحديث: "ذَبَحُوهَا بمَرْوَةٍ" : أي صَخْرَةٍ بَيضَاءَ برَّاقَةٍ، قاله الأَصمعِىُّ. وقال غيره: هي صُلْبَةٌ؛ وهي التي يُقدَح منها النَّارُ. والمرْوَةُ التي تُذكَر مع الصَّفا من ذلك. ¬
في شِعْرِ المُجذَّر بن ذِياد: أنا الذي يُقَال أَصْلِى من بَلِىّ أُرْزِم للمَوْت كَإرْزَام المَرِىّ (¬1) قال الأصمعى: المَرِىّ: التي تُحلَبُ على غير وَلدٍ، فَتُمرَى بالأَيْدِى: أي تُمسَحُ فَتدُرُّ. وقيل: هىِ النَّاقَة الكَثِيرَةُ الَّلبَنِ، وقد أَمْرَت. والمَارِيَةُ، خفِيفَة، بَقَرَةُ الوَحْشِ. والمَارِىّ: كِسَاءٌ صَغِيرٌ لَهُ خيُوطٌ مُرسَلَةٌ، وَإزارُ السَّاقِى، والقَطَا، وثَوْبٌ خَلَقٌ. (2 والمَرِىّ من المَرْى؛ وهو الحلْب، وَزْنُه فَعُولٌ كحَلُوب، نَظِيره نَعِىّ، أو فَعِيل؛ إذ لو كان فعولا قالوا: مَرُوّ، كما قيل: نَهُوّ عن المنكر 2). * * * ¬
ومن باب الميم مع الزاى
(ومن باب الميم مع الزاى) (مزر) - في حَديث أَبِى مُوسى - رضي الله عنه - (¬1): "إنَّ بِهَا شَرَابًا يُقَالُ له: المِزْرُ" وهو نَبِيذُ الشَّعِير والحِنطَةِ. وقيل: نَبِيذُ الذُّرَةِ. وَالمِزْرُ (¬2): الذَّوْقُ، والتَّمزُّرُ مِثْله، وقيل: هو الشُّرب بِمَرَّةٍ. (مزز) - في حَديِث أَنَسٍ - رضي الله عنه -: "أَلَا إنَّ المُزَّاتِ حَرامٌ" يعنى الخُمورَ وهي جَمْعُ: مُزَّةٍ، ويُقَالُ: هي خَلْطُ البُسْرِ وَالتَّمر، ويُقالُ لها: المُزَّاءُ أيضاً. وقيل: إنَّها التي فيها حُمُوضَة؛ ويُقال: للتَّمر اللَّذيذ: مُزَّةٌ - وفي حديث: "أَخْشىَ أَن تكُونَ المُزَّاءَ التي نُهِيَتْ عنها عَبدُ القَيْسِ" قال قَتادَةُ: هو النَّبِيذُ في الحَنتَم (¬3) والمُزفَّتِ. وقيل: هو فَعَّالٌ مِنَ المَزِّ؛ وهو الفَضْلُ، كأَنّها سُمّيَت به، لِفضْلِها على سائرِ الأَشْرِبَةِ، أَو من المزَازَةِ؛ وهي التي بَين الحُلْوِ والحامضِ. ¬
(مزمز)
وفُعَّالٌ للمُبالغَةِ كحُسَّانٍ وَكُرَّامٍ، قال الأَخطَلُ: بين الصُّحَاةِ وَبَينَ الشَّرْب شُرْبُهُمُ إذا جَرَى فيهم المُزَّاءُ والسَّكَرُ (¬1) وقيل: إن جَعَلْتَه فُعَّالاً لم يكن من البَابِ؛ لأَنّ لامَ الكَلمَةِ ليست بزَاىٍ. وإنَ جَعَلتَه فُعْلَاءَ مُلْحَقاً بقُسْطَاسٍ كان من البَابِ. (مزمز) - في حديث (¬2) السَّكْران قال: "مَزْمِزُوهُ وتلْتِلُوه" قال الليث: هو أن يُحرَّكَ تَحريكاً عَنِيفاً؛ لعلَّه (¬3) يَعقلُ، فَيُدرَأَ عنه الحَدُّ (4 أو لِتُوجد نَكْهَتُه، فيُعلَم ما شَرِبَه 4). وتَمَزْمزَت الأَلْيَة: تحرَّكَتْ. وقال أبو عَمروٍ: المَزْمَزِةُ، والتَّرتَرةُ، والتَّلْتَلة: هو أن يُتَعْتَعَ، ويُقبَلَ به ويُدبَر، ويُعْنَف به. * * * ¬
(ومن باب الميم مع السين)
(ومن باب الميم مع السِّين) (مستق) - في الحديث: "أَنّه أُهْدِىَ مُسْتَقَةٌ (¬1) من سُنْدُسٍ" - وفي حديث سَعْدٍ - رضي الله عنه -: "أَنَّه صَلَّى بالنّاسِ في مُسْتَقَةٍ يَداه فيها" قال الأَصمعِىّ: المَساتِقُ: فِراءٌ طِوالُ الأكْماِم، واحِدَتُها: مُسْتَقَةٌ، وأَصلُه بالفَارِسِيَّةِ: مُشْتَةً، فَعُرِّبَت، ويشبه أنّها كانَت مُكفَّفة بالسُّنْدُس؛ لَأنّ نَفْسَ الفَرْوِ لا يكونُ سُندُسًا. (مسح) - في الحديث: "تَمَسَّحُوا بالَأرْضِ (¬2) " : أي بَاشِرُوها في السُّجُود (¬3)، من غير أن يكون بَيْنَكُما حائِلٌ تُصَلُّون عليه، وهذا على وجه البِرِّ، لا [على (¬4)] أَنّ مَن تَركَ ذلك كان تارِكاً للسُّنَّةِ. وقيل: أرادَ به التَّيمُّم، وهو حَسَنٌ. - وفي الحديث: "لَمَّا مَسَحْنَا البَيْتَ أحْلَلْنَا" : أي طُفْنَا به؛ لأنَّ مَن طافَ به مَسَحَ الرُّكْن، فَصارَ اسمًا لازمًا للطَّوَاف، قال عُمَر بن أبى رَبيعَة: ¬
وَلمَّا قَضَيْنا مِن مِنىً كُلَّ حاجَةٍ ومسَّحَ بالأركان مَن هو ماسِحُ (¬1) - وفي حديث عَمَّارٍ - رضي الله عنه -: "أَنّه دُخِلَ عليه وهو يُرَجِّل مَسَائِحَ مِن شَعْرِه" قال الأصمعىُّ: المسائِحُ: ما بين الأذنِ والحاجِب تصعَدُ حتى تكونَ دُونَ اليافُوخ. وقيل: المسَائحُ: الذَّوائبُ، وشَعَرُ جانِبَىِ الرأْسِ، الواحِدَةُ: مَسِيحَةٌ. والماسِحَةُ: الماشِطَةُ؛ لأنها تُعالج مَسائِح الرَّأسِ وقيل: المَسِيحَةُ: ما تُرِكَ من الشَّعَرِ فلم يعالج بشىءٍ. - وفي حديث: (¬2) "أَنَّ مَسِيحَ الدَّجَّال". ¬
(مسس)
أضِيفَ إلى صِفَتِه، كأنَّه أضَافَ صِفَةً إلى صِفَةٍ، أو يَكُون مَسِيحٌ اسمًا له. - في حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: "إذَا كان الغُلامُ يتيمًا فامْسَحُوا رَأسَه من أَعلاه إلى مُقَدَّمِهِ، وإذا كان له أَبٌ، فامْسَحُوا من مُقَدَّمِهِ إلى قَفاه" كذا وَجدتُه مكْتُوبًا، ولا أَعْرِفُ الحديث، ولا مَعْناه. - (1 في الحديث (¬2): "أنَّ عَلَفَه ورَوْثَه، ومَسْحًا عنه، في مِيزانِه" (¬3): أي في جَنَّتِهِ، لَأنَّه يَمسَح عنه التُّرابَ وغيرَه 1). (مسس) - قوله تبارك وتعالى: {لَا مِسَاسَ} (¬4) قراءةُ العَامّةِ بكَسْرِ المِيم، ورُوِىَ عن الأَعرج، وعن أبى عَمْروٍ بفَتح الميم. قال الكسَائيُّ: هما لُغَتان. وقال (¬5) أبو عُبيدة: إذَا كَسَرتَه دخَلَه النَّصبُ والجرُّ والرفْعُ بالتَّنوين في مَواضِعهنَّ، وهو هنا مَنْفِىّ، فلذلك نُصِبَ بغَير تَنوينٍ؛ وهي المُخالَطَةُ والمُماسَّةُ. ومَن فَتح الميمَ جَعَلَه اسماً منه، فلم يَدخله نَصبٌ ولا رَفعٌ، وكُسِرَ آخِرُه بغَير تنوين كقَطَامِ وحَذَامِ ونَزالِ؛ قال الشاعر: ¬
(مسطح)
* أَلَا لا يُرِيدُ السَّامِرِىُّ مَساسِ * (1 - في حديث أبى هريرة: "لو رأيتُ الوُعولَ تَجْرُشُ ما بَين لَابَتَيْهَا ما مِسْتُها (¬2) " : أي ما مَسِسْتُها، تُخفَّف السّين، وتُلقَى حَركتُها على الميم. ويَجوز أن تَحْذِف السِّين أصلاً، فتقول: مَسْتُها. كقوله تعالى: {ظَلْتَ} (¬3) في ظَلِلْتُ 1). (مسطح) - في حديث حَمَلَ بن مَالِكٍ - رضي الله عنه -: "ضَرَبَت إحداهما الأُخرَى بمسْطَحٍ (¬4) " وهو عمودُ الخَيْمةِ (¬5). وهذا من بابِ السِّينِ. (مسك) - في حديث علىّ بن أبى طالب - رضي الله عنه -: "ما كان (¬6) فراشى إلَّا مَسْكُ كَبْشٍ" : أي إهابُه (7 لأَنَّه يَمسِك ما وَراءَه 7). - وفي الحديث: "أنَّه رأَى عَلى عَائشة - رَضي الله عنها - مَسَكَتَيْنِ مِن فضَّةٍ" قال أبو عَمْرٍو: المَسَكُ مِثلُ الأسْوِرَة مِن (7 الذَّبْلِ، وهو 7) قُروُن الأَوْعال. ¬
- (¬1) وفي حديث أُميَّة بن خَلَفٍ: "أنَّ الأَنصَارَ أَحاطوا به حتّى جَعَلوه في مِثْل المسَكَةِ" : أي استدَارُوا حَولَه، وحَفُّوا به، حتى كأَنَّه في حَلْقَةِ ذَبْل (¬2) أَوعَاجٍ. وقال الَأصمعىُّ: المسَكَةُ: أن تُحفَر البِئر فيبلُغَ قَعْرُها إلى مَوضع لا يحتَاجُ إلى طَىًّ. - في الحديث (¬3): "أنَّ أبا سُفيَان رَجُلٌ مِسِّيكٌ" : أي شَدِيدُ الإمسَاكِ، وَالتَّمسُّكُ بما في يَدِه. وهو مِن أَبنِيَة المُبالَغَةِ، كالِخمِّير والسِّكِّير والضِّلِّيلِ. وقيل: المَسِيكُ: البَخِيلُ؛ إلاَّ أنَّ المحَفوظَ الأوَّلُ. - في الحديث: "مَن مَسَّك (بشىءٍ) (¬4) من هذا الْفَىءِ" يُقالُ: مَسَّكْتُ بالشَّىءِ، وأمْسَكْتُ به، وتَمَسَّكْتُ، وامْتَسَكْتُ واسْتَمْسَكْتُ به بَمعْنىً، والمَسْكُ بمعنى التَّمسُّكِ. - وفي حديث خَيْبَرَ: "أين مَسْكُ حُيَىٍّ بنِ أخطَب؟ ¬
يُريد به ذَخِيرَةً مِن صامِتٍ، وحُلِىٍّ كانَت له، وكانت تُدعَى مَسْك (¬1) الجَمَل، قُوَّمَت عَشَرةَ آلاف دِينَارٍ، لا تُزَفُّ امرأةٌ إلا استَعارُوه لها، (2 وكان أَوّلاً في مَسْكِ حَمَلٍ، ثم في مَسْكِ ثَوْرٍ، ثم في مَسْكِ جَمَلٍ 2). * * * ¬
ومن باب الميم مع الشين
(ومن باب الميم مع الشين) (مشش) - (1 في صِفَة مكّةَ: "وأَمَشَّ سَلَمُها" : أي خَرجَ ما يَخرجُ في أَطرَافِهِ نَاعِمًا رَخْصًا كالمُشَاشِ. وقيل (¬2): إنَّما هو "أَمْشَرَ". - في حديث أُمّ الهيَثَم. "ما زِلْتُ أَمُشُّ الأَدْوِيةَ" : أي أَخْلِطُهَا 1). (مشط) - في (¬3) خَبَرٍ: "أنَّ في التَّورَاةِ محمدٌ رَسُولُ الله مِن مَشْطَأةٍ" : أي من وَلَد إسماعيل، عليه الصَّلاة والسَّلام. (مشق) - في الحديث: " (¬4) طَبَّه لَبِيدٌ في مُشْطٍ ومُشَاقَةٍ" المُشَاقَةُ: مَا سَقَطَ مِنَ المَشْقِ؛ وهو المَشْطُ مِن الشَّعَرِ، والمَشقُ: جذْبُ الشىَّء لِيطُولَ وَيمتَدَّ (¬5). ومُشَاقَةُ الكَتَّانِ مِن ذلك؛ وفَرَسٌ مَشِيقٌ وَمَمشُوقٌ: فيه طُولٌ مع قِلَّةِ لَحْمٍ. (مشك) - قوله تعالى: {كَمِشْكَاةٍ} (¬6) ¬
قيل: أي كُوَّةٍ (¬1) غير ناِفذَةٍ. وقال مجاهدٌ: هي الحَدَائِدُ التي يُعلَّقُ عليها القِندِيلُ. وقال مُحمد بن كَعْب: هي فَتِيلَة القِندِيلِ. - وفي حديث النَّجَاشى: "يَخْرُجُ مِن مِشكَاةٍ وَاحِدَةٍ (¬2) " : أي كُوَّة لا يَحتَمل غَيرَها: أي هو كَلامُ الله تعالى، والله عزَّ وجلّ أعلم. * * * ¬
ومن باب الميم مع الصاد
(ومن باب الميم مع الصاد) (مصر) - قوله عزَّ وجلَّ: {اهْبِطُوا مِصْرًا} (¬1) إذا لم يُرِد (¬2) مِصرًا بعينِه كان نِكرَةً، وجَاز نَصْبُه وَتَنوينُه، وَإذَا أُريدَ به المِصْرُ المعرُوف كان نَصْباً بِلا تَنْوِين، وقد قُرِىءَ بهما. وقيل: سُمِّيتْ مِصْرُ باسْم بَعضِ أَولادِ نُوحٍ عليه الصلاة والسّلام، كان مالِكَهَا (¬3). وقيل: لأَنَّه حَدٌّ بَين البَرَّ والبَحْرِ. والمِصْرُ: الحَدُّ، والجَمْعُ: مُصُورٌ. واِلمصْرُ: اسمٌ لِكُلِّ بَلَدٍ مجموع الأَقطَارِ والحُدودِ، وهو في الأصْلِ: اسمٌ للمَمصُورِ؛ أي المضمُوم، مثلُ النِّقْضِ والنِّكثِ للمنْقُوضِ والمنكُوثِ. وقيل: هو اسمٌ لكُلِّ كُورَةٍ يُقسَمُ فيها الفَئُ والصَّدَقات وتُقامُ فيها الحُدُودُ. وتُغْزَى منه الثُّغُورُ. - (4 في حديث الحَسن: "ما لم تَمْصُر" : أي تَحْلُبْ بِإصْبَعَين، أراد أَن تَسْرِقَ اللَّبَنَ 4). ¬
(مصص)
- في حديث (¬1) سَعيد بن زَيْدٍ - رضي الله عنه -: "حُبِسَتْ له سَفِينَةٌ بالماصِرِ". وهو موضِعٌ تُحبَسُ فيه السَّفِينَة لأَخذِ الصَّدَقَةِ أو العُشْرِ مِمَّا فيها، والماصِرُ: الحاجِزُ. وقيل: بفَتح الصَّاد بلَا هَمْزٍ، وَقَدْ يُهمَز، ويكُون من الأَصْرِ وهو الحَبْسُ؛ لَأنّه مَحبِس السُّفُنِ. (مصص) - وفي حديث عَلىٍّ - رضي الله عنه -: "كان يأكل مُصُوصًا بِخَلِّ خَمْرٍ" وهو لَحْمٌ يُطبَخ ويُنقَعُ في الخَلِّ. ويُحتَمل فَتحُ المِيم، وأن يَكُون مِن المصِّ (2 - في حديث عمر "أَنّه مَصَ مِنها" : أي نالَ القَلِيلَ من الدُّنيا. (مصع) - في حديث عُبَيد بن عُمَير، في المَوْقوذَةِ (¬3): "إِذَا مَصَعَت بِذَنَبِها" : أي حَرَّكَتْه وضَربَتْ به. ¬
- في حديث ثَقِيف: "تَركُوا المِصاعَ (¬1) " : أي المُمَاصَعَة، وهي المُجالدَةُ 2). * * * ¬
ومن باب الميم مع الطاء والظاء
(ومن باب الميم مع الطاء والظاء) (مطر) - في شِعْر حَسَّان - رضي الله عنه -: * تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّرَاتٍ (¬1) * : أي مُسرِعَاتٍ. وتَمَطَّرَت به فَرسُه: جَرَتْ؛ وجاءَت الخيلُ مُتَمطَّرَةً: أي يَسْبِقُ بعضُها بَعْضًا. ووَادٍ مَطِرٌ: تَتَمطَّر به الظِّباءُ: أي تَعْدُو. - (2 في الحديث: "أَنَّه صلَّى في يوم مَطِيرِ" بمعنى مَاطِر، كأنَّه مِن مَطُر، كرَفيعٍ وَفَقِير مِن رفُع وفَقُر. (مطط) - حديث أبى ذَرٍّ: "نَرِدُ المَطائطَ (¬3) " : أي الماءَ المختلِطَ بالطَّين الذي يَتَمطَّطُ: أي يَمتَدُّ لخثُورَتِه 2) (مَظِنَّة) - في الحديث: "خيرُ النّاسِ رجُلٌ يَطْلبُ المَوْتَ مَظَانَّه (¬4) ". ¬
جمع: مَظِنَّة، وهي المَعْلَمُ. وقال الأَصمعىُّ: هو المَكَانُ الذي إذَا طُلِبَ وُجدَ فِيه، وَأنشَدَ: * فَإنَّ مَظِنَّةَ الجَهْلِ الشَّبَابُ (¬1) * وهذا من باب الظّاء. * * * ¬
ومن باب الميم مع العين
(ومن باب الميم مع العين) (معر) - في الحديث: "فتَمعَّر وجْهُه" : أي تَغيَّر. والأصْلُ فيه: قِلَّةُ النَّضارةِ، وَعَدمُ إشْراقِ الَّلونِ. ومنه المكانُ الأَمْعرُ؛ وهو الجَدْبُ الذي ليس فيه خِصْبٌ. (معض) - في حديث ابنِ سُبَيعٍ (¬1): "فَامْتَعَضَ النَّاسُ امْتِعاضًا شَديدًا" : أي شَقَّ عليهم. - وفي حديث ابن سِيرِين (¬2): "تُسْتَأمَر اليَتيمَةُ، فإن مَعِضَتْ لم تُنْكَح" : أي إن شَقَّ عليِها. وقد مَعِضَ من شىءٍ سَمِعَه، وامْتَعَضَ: تَوجَّع وغَضِبَ ومعَّضتُه أنا. (3 - في حديث سُراقَةَ: "فتمعَّضَت الفَرَسُ" في المعجَم: لعلَّه مِن هذا، وفي نُسخَةٍ: "فَنَهضَت (¬4) " 3) (معط) - في حديث ابن إسحاق: "أنَّ فلاناً وَتَّر قَوْسَه ثم مَعَطَ فيها" ¬
(معك)
: أي مدَّ يَديْه. والمَعْطُ، بالعَينْ والغَين: مَدُّ الشىَّءِ. (معك) - (1 في الحديث: "فتمعَّك فيه" : أي تَمرَّغَ في تُرابِه. 1) (معن) - في الحديث: "أَمْعَنْتُم في كذا" : أي بالَغْتُمْ فيه: وأمعَن الرّجُلُ في بِلادِ العدُوِّ، وَفى طلَبِه، وأَوْغَل : أي بَعُدَ وجَدَّ؛ وَأَمعَن في الأَرضِ: هَرَب وَأسْرَع. * * * ¬
ومن باب الميم مع الغين
(ومن باب الميم مع الغين) (مغث) - في حديث خَيبَر: "فَمَغَثَتْهم الحُمَّى (¬1) " يقال: مَغثتُ فلاناً: أي ضَرَبتُه ضربًا غير شَديدٍ. ورَجُل مَغثٌ: مُصارِعٌ شديد العِلَاجِ، ومَغِث عِرضُه: مُضِغَ. (مغص) - في الحديث: "إنّ أَبا حَسَن (¬2) وَجَد مغْصًا" (¬3) المَغْصُ: غِلَظٌ ووجَعٌ في الأمعاء وقد مَغِصَ مَغَصًا فهو مَغِصٌ ومُغِصَ فهو مَمغُوصٌ. * * * ¬
ومن باب الميم مع القاف
(ومن باب الميم مع القاف) (مقر) - في حَديث لقمان (¬1): "أكَلْتُ المَقِرَ وأَطلْتُ (¬2) على ذلك الصَّبْر" قال الأَصمعِىُّ: المَقِرُ؛ الصَّبِرُ، وقيل هو شَبِيهٌ بالصَّبِرِ (¬3). وَأمْقَر الشىَّءُ: أَمَرَّ، والمَقِرُ والمُمقِرُ: الحامِضُ. (مقس) - في الحديث: "خَرَجَ عبدُ الرحمن بن زَيدٍ، وعاصِم (¬4) يتَمَاقَسَانِ في البَحر" يقَالُ: مقَسْتُ الشّىءَ في الماء؛ إذَا غَطَطْتَه، وكذلك قَمَسْتُه. قال الحَربىُّ: أرادَ يَتَقامَسان، فقَلبَ وَقدّم المِيمَ، وهو التَّغَاطُّ. (مقط) - (5 في حديث مُعاويةَ (¬6) بن عُبَيد وأَخيه: "فقام مُتَمَقِّطاً" قال الجبّان: مقَطتُ صاحبى مَقْطاً؛ وهو أن تَبْلُغَ إليه في الغَيْظ، ومقَطتُه مَقِيطاً 5). * * * ¬
ومن باب الميم مع الكاف
(ومن باب الميم مع الكاف) (مكث) - في الحديث: "أنّه تَوضأَ وُضُوءًا مَكِيثاً" : أي بَطِيئاً سَابِغاً غير مُستَعجِلٍ. وقد مَكُثَ ومَكَثَ مَكَاثَةً: أي انتظَرَ فهو مَكِيثٌ. وقيل: المَكْثُ - بِفَتحْ الميم وضمّها -: المُقامُ مع الانتِظارِ. (مكس) - في حديث ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما -: "لا بَأسَ بالمُماكَسَةِ في البَيْعِ (¬1) " أصْلُ المُمَاكسَةِ: انتِقاصُ الثَّمنِ واِستِحطاطُه. - ومنه حديث (¬2) ابن سيرين، قال لأنسٍ - رضي الله عنه -: "تَسْتَعمِلُنى على المَكْسِ: - أي علَى عُشُورِ الناسِ - فأُمَاكِسُهم ويُماكِسُونَنِى". ويجوز أن يكون معناه: استَعْمَلْتَنىِ على مَا يَنقُص دِينى، لما يَخاف (¬3) من أَخذِ ما لا يُحِبّ، وتركِ ما يُحِبّ. (مكك) - في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - "في تَفسِير: {صُوَاعَ الْمَلِكِ} (¬4) قال: كَهَيئَةِ المكُّوكِ" ¬
(مكا)
وكان للعبّاسِ رضي الله عنه مِثلُه في الجاهِليَّةِ، يَشْرَبُ به. والمكُّوك: مِكيالٌ بالعِراق يَسَع ثُمْن المُعدَّل، وبِكُلِّ بلدةٍ مكُّوك أقلّ منه قَدْرًا أو أَكثَر. وقال سَلَمَة: هو إنَاء طوِيلٌ يُشرَبُ (¬1) فيه ويُكَال به. - وفي حديث أَنسٍ - رضي الله عنه -: "أنَّ النبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - كان يتوِضَّأ بِمَكُّوك، ويَغتَسِل بخَمْسَةِ مَكاكِيكَ" وفي رِوايةٍ: "خمسَة مَكاكِى" قال أبو خَيْثَمةَ: المكُّوكُ يعنى المُدَّ. وقال غَيرُه: المكُّوك: صَاعٌ. والمكَاكِى في جَمْع مَكُّوكٍ، ومن باب تظنَّيتَ، ودَسَّاها يُبدَل حَرف العِلّةِ بالحرف (¬2) المُضاعَفِ في آخِرِه. (مكا) - قوله تبارك وتعالى: {إلَّا مُكَاءً} (¬3) قال السُّدِّىّ: كانوا يَصْفِرُون على لَحْن طَائر بالحجَازِ يُقالُ له: المُكَّاءُ، وجَمْعُه المكَاكِى. قال أبو زَيد: مَكَت اسْتُ الدَّابَّة (4 تمكُو مُكاءً 4)، إذَا نَفخَت (¬5) بالرِّيح، والمُكَاءُ: الصَّفِيرُ. * * * ¬
ومن باب الميم مع اللام
(ومن باب الميم مع اللام) (ملأ) - في حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -، حِين طُعِنَ: "أَكَانَ هذا عَن مَلَإٍ مِنكُمْ؟ " : أي تَشَاوُر مِن جَماعَتِكم (¬1). وَالمَلأُ: الجَماعَةُ، والجميعُ: الأَملَاءُ. - في الحديث (¬2): "لَكَ الحَمدُ مِلْءَ السَّمَواتِ والأَرْضِ" هذا تَمثِيل؛ لأنّ الكَلَامَ لا يَسَعُ الأمِاكِن، والمرادُ به: كَثْرةُ العَدَد. يقول: لو يُقدَّر أن تكون تلك الكَلِمات أجْساماً (3 تُملأ بها الأَمَاكن 3) لَبَلَغت مِن كَثْرَتِهَا مَا يَملَؤُهُمَا، ويُمكِن أن يُرِيدَ به: أَجْرَهَا وَثَوابَها ويُحتَمل أن يكُونَ المُرادُ به تفخِيمَ شَأنِها؛ كما يُقَالُ: تكلَّم بِكَلِمَةٍ كأنّها جَبَلٌ، وَحَلَف بِيَمينٍ كالسَّموَاتِ والأرضِ. (ملح) - في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "قالَت لها امرأةٌ أَزُمُّ جَمَلِي، هل علىَّ جُناحٌ؟ قَالَت: لَا (4 فلَمّا خرجَتْ 4) قالوا: إنَّها تَعنِى زَوْجَها. قالت: رُدُّوهَا علىَّ، مُلْحةٌ في النَّارِ، اغْسِلُوا عنَّى أثَرَهَا بالمَاءِ والسِّدْرِ" ¬
(ملخ)
المُلْحَةُ: الكَلِمَةُ المَلِيحَة. وَأَملحَ: جاءَ بِكلَامٍ مَلِيحٍ. وقيل: المُلْحَةُ: الكَلِمَةُ القَبيحَةُ. (1 وقولها 1): "اغْسِلُوا عَنِّى أَثَرَهَا" تَعْنى الكَلِمَةَ؛ أي قد أَذِنْتُ لها فَرُدُّوهَا؛ لِأُعَلِّمَها أنَّه لا يجوز. والمَلَّاحُ: صَاحِبُ السَّفِينَةِ يُذكَرُ في الأخْبَارِ. واشتقاقهُ مِن المَلْحِ، وهو سُرْعَةُ خفَقَان الطَّير بجَنَاحَيْه؛ لأنَّه في جَدْفِهِ يُحرِّكُ عَضُدَيْه. وَفِعْلُهُ المَلْحُ. وقد مَلَحَ ملاحَةً. (ملخ) - (2 في حديث أبى رافع: "ناوَلَنى الذِّراعَ فامْتَلَخْتُ الذِّرَاعَ" : أي استَخرجْتُها. يُقَالُ: امتلَخَ العُقابُ عَينَه: أي استَخرجها. وامتلخَ اللِّجامَ عن رَأْسِ الدَّابّة 2). (ملذ) - (¬3) في شعر لَبِيد: * يَتَحدَّثُونَ مَجَانَةً ومَلاذَةً (¬4) * المَلُوذُ: الذي لَا يَصْدُقُ في مَوَدَّتِهِ، والمَلَذَان كذلك، وَالمَلاَذَةُ: مَصْدَرُه. ¬
(ملط)
وأَصْلُ المَلْذِ: سُرعَةُ المجىءِ وَالذَّهَاب. وذئبٌ مَلَّاذٌ، ورَجُلٌ مَلَّاذٌ: أي كَذَّابٌ يَقولُ ما لا يَفعَلُ، وأنشَد اللَّيْثُ: جِئتُ فَسَلَّمت عَلَى مُعَاذِ تَسْلِيمَ مَلَّاذٍ عَلَى مَلَّاذِ (¬1) (ملط) - في (¬2) الشِّجَاجِ: "في المِلْطَى نِصفُ دِيَةِ المُوضِحَةِ" المِلْطَى مقْصُورٌ، والمِلْطَاةُ - بالهَاءِ -: القِشْرَةُ الرَّقِيقَةُ بين عَظْمِ الرَّأْسِ ولَحْمِهِ، تمنَعُ الشَّجَّةَ أن تُوضِحَ. وهىَ مِن لَطِيتُ بالشىّءِ؛ أي لَصِقْتُ (¬3). وَالسِّمْحَاقُ في معناه وقد تَقدَّم في بَابِ الَّلامِ. - (4 وفي حديث: "يُقْضَى فىِ المِلْطَاةِ بدَمِهَا (¬5) " : أي ساعةَ يُشَجُّ لا يُستَأْنَى بها 4) - وفي حديث عَبدِ الله (¬6) - رضي الله عنه -: قال: "هذا الِملْطَاطُ ¬
(ملق)
طرِيقُ بَقيَّةِ المُؤْمِنِين" قال الأصمَعِىُّ: هو سَاحلُ البَحر، ويُقَالُ شَاطِئُ (¬1) الفُراتِ. - في حديث (¬2) الأَحْنَفِ: "أنَّه كان أَمْلَطَ" : أي لا شَعَرَ على بَدَنِه إلاَّ على الرَّأْسِ وموضع الِّلحيَةِ فقط. وقد مَلِطَ مَلْطًا ومُلطَةً. وسَهْمٌ أمْلَطُ ومَالِطٌ: ذهَبَ ريشُه. - وفي صِفَةِ الجَنَّةِ: "مِلَاطُها المِسْكُ (¬3) " وهو الطِّينُ الذي يُجعَلُ في (¬4) البنَاءِ إذَا بُنِى. - وفي الحديث (¬5): "إنَّ الِإبِلَ يُمَالِطُهَا الَأجْرَبُ" : أي يُخالِطُها، كأنّه مِن المِلاطِ. ومالَطَه؛ إذا ضَرَبَ هذا النّصْفَ منِ البَيتِ وأَتَمَّه الآخَرُ. (ملق) - في الحديث: "لَيس مِن خُلُقِ المُؤْمِن المَلَقُ" (¬6) المَلَقُ: التَوَدُّدُ واللُّطْف والدُّعاءُ والتَّضرُّع (7 فوقَ مَا يَنْبَغِى 7)، وهو مَلَّاقٌ ومُتَمَلَّقٌ. ¬
(ملك)
والتَّملُّق: التّلَينُّ، كَأنَّهُ يُريد (1 التكلُّفَ لِذَلك، وإراءَةَ الرَّجُل أنَّه يُحبُّه، بِخلَافِ ما في قَلْبِه. وفي حديث آخَر: "إلاَّ في طَلَب العِلْمِ" كأَنَّه يريد 1) التَضَرُّعَ: أي لا تَضرّع لِلْخَلْق في طَلَبِ الدُّنيا ونحوها إلّا في طَلَبِ العِلْم. (ملك) - في الحديث: "حُسْنُ الملَكَةِ نَماءٌ" يُقال: فلانٌ حسَنُ المَلَكةِ؛ إذا كان حَسَنَ الصَّنِيعَةِ إلى مماليكه. ويُقالُ: ما لِفُلانٍ مَلاكَةٌ ومَلَكَةٌ دُونَ الله عزّ وجَلّ: أي لَم يمْلِكْه إلَّا هُوَ كأَنَّ الملَكَةَ بمعنَى المِلْك وَالتَّملُّك. - وفي الحديث: "مِلاكُ الدِّين الوَرَعُ" : أي قِوامُه ونِظامُه، وما يُعتَمد عليه فيه. - وفي الحديث: "مَن شَهِدَ مِلاكَ امْرِىءٍ مُسْلِم" المِلَاكُ والِإمْلاكُ: التَّزْويجُ (¬2). يُقَال: أملَكْنَاهُ المرأةَ، وَملَّكْنَاهُ؛ أي شَهِدْنَا (¬3) تَملُّكَهُ المرأَةَ. - (4 في الحديث: "لا تدخُل الملائِكَةُ بَيْتاً فيه كلبٌ، ولا صُورةٌ" ¬
(ملل)
قال الليثُ بن سعد: إنَّهم الملائكةُ السَّيَّاحُون (¬1). قال أبو حاتم: فالرَّجُل إذَا احتُضِر وفي البَيْتِ كَلْبٌ أَو صُوَرٌ دخَل المَلَكُ في قَبض رُوحِه، والمَلَكان الحافِظان لا يُصارِفَانِه 4). (ملل) - وفي حديث كَعبٍ: "أنه مَرَّ به رِجْلٌ مِن جَرادٍ، فأخَذَ جَرادَتَين فَمَلَّهُما" : أي شَواهُما بِالمَلَّةِ، وهي الرَّمادُ الحارُّ. وكذلك خُبزُ مَلّة؛ وهو ما خُبِزَ على المَلَّة، وهو المَلِيلُ. وَملَّ خُبزتَه يَمَلُّها مَلاًّ. قال الفَرَّاءُ. خُبزَةٌ مَلِيلٌ، ولا تَقُل مَلَّةٌ. - في الحديث: "لا تَزال المَلِيلَة وَالصُّدَاعُ بالعَبْد". قال الأَصمعىُّ: به مَلِيلَةٌ: أي حرارَةٌ يَجِدُها. وقيل: هي حُمَيَّا الحُمَّى. وقيل: الحُمَّى في العِظَام. - في حديثِ عُثمانَ - رضي الله عنه -: "أَنَّ أَمةً أتَتْ طَيِّئًا، فأَخْبرتْهُم أَنَّها حُرَّةٌ، فتَزوَّجَت (2 فَوَلَدَتْ 2)، فَرُفِعَ إلى عثمانَ - رضي الله عنه -: فَجعَلَ في ولَدِها اِلملَّةَ" (2: أي الدِّيَةَ 2): أي افْتَكَّهم أَبُوهُم مِن مَوالِى أُمِّهم، فكان عُمَرُ - رضي الله عنه - وأبو مَيْسرَة، وسعيدٌ والحسَنُ يَقولُون: يُعْطِى مَكَان كُلّ رَأسٍ رَأْسًا (¬3). ¬
وقال عُثمانُ - رضي الله عنه -: مكان (1 كُلِّ 1) رَأْسٍ رَأْسَيْن. وقال (1 مالك 1) وجماعةٌ: يُعْطِى قِيمَتَهم بالغَةً ما بَلَغَتْ. وقال ابن أبي ذِئب: يَفْتَكُّهُمْ بِسِتِّ فرائض (¬2) وقال أبو الزِّناد: يَفْتَكُّ الجاريةَ بِغُرَّةٍ (¬3) والغُلامَ بغُرَّتيْن. - في حديث زيد بن ثابت - رضي الله عنه -: "أنَّه أمَلَّ عَليه {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ..} (¬4) الآية. يُقَال: أمْلَيْتُ الكِتابَ وَأَملَلْتُه بمعنىً (¬5). - في حديث عَائشة - رضي الله عنها -: "أَصْبَحَ النَّبِىُّ - صلّى الله عليه وسلّم - بمَلَلٍ، ثم رَاحَ وتَعَشَّى بِسَرِفَ السَّيَالَةِ (¬6)، وصلَّى المغْرِبَ والعِشَاَءَ، وصلَّى الصُّبْح بعِرْقِ (¬7) الظَّبْيَة، دُون الرَّوْحَاءِ في مَسجدٍ عن يَسارِ الطريق" ¬
(ململ)
مَلَلٌ (¬1): اسمُ مَوضِع في طَرِيق مكَّةَ مِن المدينَةِ على سَبْعَةَ عَشَرَ ميلاً، ثُم السَّيَّالةَ. (ململ) - في حديث (¬2) أبى عُبيد: "أَنَّه حَمَل يَومَ الجِسْرِ، فَضرَبَ مَلْمَلَة الفِيلَ" يعنى خُرْطُومَه، سَمَّاه به لكَثْرَةِ تَحريكهِ له وتَمَلْمُلهِ، وعَيرٌ مُلامِلٌ: سَرِيعٌ. (مم) - (3 في حديث وَائِل (¬4): "مَن زَنَى مِمْ بِكْرٍ، ومَن زَنَى مِمْ ثَيِّبٍ" : أي مِنْ بِكْرٍ ومِن ثَيِّبٍ، بقَلْبِ النُّون مِيماً لُغَةٌ يمانِيَّة، كما يُبدلُون لامَ التَّعريف. فأمَّا مِمْ بِكْرٍ، فلا يختصّ به اليَمَنُ، لِأَنَّ النُّون السّاكِنَة عند الكُلِّ تُقلَب مع الباء مِيمًا، كقَوْلِهم في شَنْبَاء: شَمْبَاء، وفي عَنْبَرٍ عَمْبَر 3). * * * ¬
ومن باب الميم مع النون
(ومن باب الميم مع النون) (منأ) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "وآدِمَةٌ في المَنِيئَةِ": أي في الدِّبَاغِ. وقد مَنَأْتُ الأَدِيمَ: ألقَيتُه في الدِّبَاغ. وآدِمَةٌ: جَمْعُ أدِيم، كجَريبٍ وأجْرِبَةٍ (1 وهو ما يُدَبغ به أيضاً. ويقال للجِلْدِ ما دَام في الدِّباغِ مَنِيئَة. (منديل) - في الحديث: "لَمنَادِيلُ سَعْد بن مُعاذ في الجنَّه خَير من هَذا (¬2) " المِنْدِيل مِن أَدْوَنِ الثِّياب يُمسَح به الغَمَر، ويُصان به الطَّعامُ وغيره. والنَّدْلُ: الوَسَخ، وتَندَّل: تمسَّح بالمِنْديل، والمِيم زائدة 1). (منذ) - (3 في الحديث: "مُنْذُ (¬4) كان كذا". ¬
(منن)
قال الفَارَابِى 3): أصْلُ مُنذُ كَلِمَتَيْن مِن وإذْ جُعِلَتَا كِلمَةً وغُيَّرَ بنَاؤُهما، وهي في الزمان كَمِن في المكانِ، وقد يَكونُ حرفاً واسْماً بمعنَى أمَدِ الشىء وَمبدئِه. وقيل: أصْلُه من ذُو ومُذْ بِمَعْناه حُذِفت نُونُه. (منن) - في حديث سَطِيحٍ: * يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ (¬1) * قال ثَعْلَبُ: (¬2) هذا كما تقول: أعْيَت فُلاناً وفُلاناً. وقد يَعْمَلُ فيه الإعْرابُ إذا قال: رِأيتُ رَجُلاً، قلتَ: مَنَا، وإذا قال: رأيتُ رَجُلَين، قُلتَ: مَنَيْن، والجمعُ مَنُونَ، وأنشَدَ الفرَّاءُ: أَتَوْا نارِى فقلتُ: مَنُونَ أَنتُم فقالُوا: الجنُّ، قلتُ: عِمُوا ظَلَاما (¬3) : أي انْعَمُوا (4 أي أَعيَتْ كُلَّ مَن جَلّ قدْرُه، ثم حَذَف الصِّلَة كما في الَّلتَيَّا والتى إيذاناً، فإنّ ذلك. مما تَقصُر العِبارة عنه لعِظَمِه، قال خِطامٌ المُجاشِعِىُّ: * ثمَّ أَناخُوها إلى مَنْ ومَنْ 4) * ¬
- في الحديث: "مَن غَشَّنَا فليس مِنَّا" : أي ليسَ على سِيرَتِنا ومَذهَبِنا، وقد تَرَك اتِّباعى والتمسُّكَ بِسُنَّتِى. قال الخطَّابِىُّ: وذَهَب بعضُهم إلى أنَّه أرادَ نَفيَه عن دين الِإسْلام، وليس يَصِحُّ، وإنَّما هو كما يقُولُ الرجُلُ: أنا مِنْكَ واليكَ، يريد المُتابَعَةَ والموافَقَةَ. - وفي قِصَّةِ إبراهيمَ عليه السّلام: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} (¬1) (2 قال سيدنا - حرسه الله -: والأَوْلَى في تأَويلِه ما تأوّله عليه راوِيه، لأنَّهم أَعلم بِتَأويله، وهو أنَّ أبا موسى - رضي الله عنه - حين صَاحُوا عليه عند موته قال: أنا برىء ممِن بَرئ منه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلّم - قال: "ليس مِنّا مَن صَلَقَ أو حَلَق (¬3) " - في الحديث (¬4): "ليس الِإيمان بالتَّحَلِّى وَلاَ بالتَّمَنِّى". مِنْ تَمَنَّى: إذا قَرأ؛ أي ليس بظاهر القَول فَحسْب 2) * * * ¬
ومن باب الميم مع الواو
(ومن باب الميم مع الواو) (موت) - في الحديث (¬1): "الحمد لله الذي أَحيانَا بعد ما أَماتَنَا" معنى الإمَاتة هَا هُنا مع إحاطَةِ العِلم مِنَّا: أَنَّ الحياةَ في حالتَى اليَقظَةِ والنومِ غَيرُ زائلة؛ هو أنه جَعَل النومَ الذي يَكُون معه زَوَالُ العَقلِ، وسُكُون الحَرَكات بمَنزِلَةِ الموتِ الذي يَكُون بهِ عدَمُها وبُطْلَانها؛ تَشبِيهاً وتَمِثيلاً، لا تَحِقيقًا. وقال بَعضُ أهْلِ الُّلغَةِ: اَلموتُ في كَلامِ العَرَبِ: السُّكُونُ. يُقالُ: ماتَتِ الرِّيحُ: سَكَنَت وَرَكَدَت، وأنشَد: يا لَيْت شِعْرِى هل تَمُوتُ الرِّيحُ فأسْكُنَ اليَومَ وأَسْتَرِيحُ (¬2) ثُمّ عَقَّبَه بقَوْلهِ عليه الصَّلاة والسَّلام: "وإليه النُّشُور"؛ ليَدُلَّ بإعَادَةِ اليَقَظةِ بَعْدَ النَّوْمِ علَى إثباتِ البعْثِ بَعدَ الموْتِ. وقيل: الموتُ أنواعٌ بحَسَبَ أَنواعِ الحَياةِ: الأوَّل: ما هُوَ بإِزَاءَ القُوَّةِ النامِيَةِ الموَجُودةِ في الَحيواناتِ والنَّباتِ، نحو قوله تعالى: ¬
{يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (¬1). الثاني؛ زَوَال القُوَّة الحِسِّيَّةِ، نحو قَولِهِ تَعالى - في قِصَّةِ مَرْيَم عليها السَّلامُ -: {يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} (¬2)، وقولُه تعالى: {وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ} (¬3). الثالث؛ زَوال القُوَّة العَاقِلَة؛ وهي الجَهالَة نَحو قَولِه تَعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} (¬4)، {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} (¬5). الرابعُ؛ الحُزنُ المُكَدِّرُ لِلحياةِ، قال: وإيَّاه قَصَد بقَوْله تعالى: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} (¬6)، (7 وَمِنه الحديث: "مَثَل ابنِ آدم وإلى جنبه تِسعَةٌ وتِسعون مَنِيَّةً، إن أَخطأتْه اَلمنايَا وقع في الهَرَم حتى يَمُوت 7) " الخامِسُ: المَنَام (¬8) وقد قيل: المنَامُ (¬9): المَوْتُ الخفيفُ، ¬
والمَوتُ: النَّوْمُ الثَّقِيلُ؛ ولهذَا قيل: النَّوم أَخُو الموت وأَنشدَ: ليْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بمَيْتٍ إنَّما الميْتُ مَيّتُ الأَحْيَاءِ (¬1) (2 وقال آخر: المَوتُ مَوْتانِ: مَوتٌ دنا أَجلٌ ومَوتُ وَالٍ يقُال قد عُزِلَا وقال آخر: لا تَحسَبَنَّ المَوتَ مَوتَ البِلَي إنَّما الموتُ سُؤالُ الرِّجال 2) وقال آخر (¬3): مَوْتُ التَّقِىّ حَياةٌ لا انِقطاعَ لها قَدْ ماتَ قَوْمٌ وهُم في النَّاسِ أَحْياءُ ولغَيْره: مَن شَاخِ قد ماتَ وهو حيٌّ يَمْشى على الأرضِ (4 مَشْيَ الهالكِ 4) ¬
- في الخبر: "أَوَّلُ مَن مات إبلِيسُ؛ لأَنَّه أَوَّل مَنْ عَصىَ" - وفي قِصَّة (¬1) موسى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "قيل له: إنَّ هامانَ قد ماتَ، (2 فَلَقِيَه موسى حَيًّا 2)، فَسأَل رَبَّهُ تَبارَك وتعالى، فقال له: أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ مَن أَفْقَرتُه فَقَدْ أَمَتُّه" قال أبُو عُبيد: يقال مَيِّتٌ لمَن لَم يَمُت، وَمَيْتٌ لِمن مَاتَ، كَأَنَّه ذَهَبَ إلى قَولِه تَعالَى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (¬3) هذا لمَن لَم يَمُتْ (4 وسيموت 4). - في حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -: "اللَّبَنُ لا يَمُوتُ" قيل: أَراد أَنَّ الصَّبِىَّ إذَا رَضَعَ امْرأةً مَيِّتَةَ حَرُمَ عَلَيْه مِن ولَدِها، وقَراباتِها مَن يُحرَّم عليه مِن قَراباتِ الحيَّةِ ووَلَدِها إذا رَضَعَها. وقيل: معناه إذا فُصِلَ اللَّبنُ من الثَّدْى فأُوجِرَه الصَّبِىُّ أَو أُدِمَ له، أو دِيفَ في دَواءٍ، أَو سُقْيَة، أَوْ سُعِط به، لم يَكُن رَضاعًا، ولكنَّه يَحرُم به ما يَحرُم بالرَّضاعِ، لِأَنَّ اللبن لا يبطُل عَمَلُه بِمُفارقَةِ الثَّدْىَ (¬5). ¬
- في الحديث: "مَوَتَانُ الأَرضِ لله وَلرَسُولِهِ" يعنى (¬1) المَواتَ مِن الأَرْضِ، وقيل: فيه لُغتَان: سُكُون الوَاوِ وَفَتحها. وَرجلٌ مَوْتانُ الفؤاد: مَيِّتُه، وامرأةٌ موتانَةُ الفُؤادِ. - وفي الحديث (¬2): "مُوْتَانٌ يأخُذُ فيكم كقُعَاص الغَنَمِ" : أي مَوْتٌ. يُقالُ: وقَعَ المُوتانُ في الغَنَم ونحوه. ومنه (¬3) المُوات - بضَمِّ المِيمِ -، والقُعَاص: الهَلاكُ المُعَجَّلُ. - في الحديث: "ولا مُتَماوِتِين (¬4) " يُقَال: تَماوَتَ؛ إذَا أظْهَرَ مِن نَفسِهِ العِبادَةَ والزُّهْدَ، وهو مِن بِناء التَّكلُّف، مِثْل تناوَمَ. - ونَظَرَتْ عَائشَةُ - رضي الله عنها: "إلى رَجُلٍ كادَ يَمُوتُ تَخَافُتًا، فَقالَت: ما لِهذَا (¬5)؟ فقيل: إنَّه مِن القُرَّاءِ، فقالَت: كان عُمَرُ - رضي الله عنه - سَيِّدَ القُرَّاءِ، وكان إذَا مَشَى أَسْرَعَ، وإذَا ¬
(مور)
قال أسْمَع، وإذَا ضَرَبَ أوْجَعَ" - ورَأى عُمَرُ - رضي الله عنه - رَجُلًا (1 يَمْشى 1) مُطَأْطِئًا، فقال: "ارفَع رَأْسَك، فإنَّ الإسلامَ لَيْسَ بمَرِيضٍ" - (2 ورأى رجُلاً مُتَماوتًا، فقال: "لا تُمِتْ علَيَنا دِينَنَا، أماتَكَ الله 2) " (مور) - في حَديث سَعيد (¬3): "سُئِلَ عن بَعير نَحرُوه بِعُودٍ، فقال: إن كانَ مارَ مَورًا فَكُلُوه، وإن ثَرَّدَ (¬4) فَلَا" : أي إن تَردَّدَ، وجاء وذَهَبَ في قَطع حُلقُومِه فَلا تَأكُلُوه والمائِرُ: السَّيفُ القاطِعُ يَمورُ في اللَّحمِ، وكذلك السِّنانُ، وناقَةٌ مَوَّارَةٌ: سَرِيعَةٌ. - في حديث لَيْلَى: "انْتَهَيْنَا إلَى الشُّعَيْثَة فوَجَدْنا سَفِينَةً قد جاءَتْ مِنْ مَوْرٍ". وهو اسْمُ مَوضِعٍ سُمِّى به؛ لمَوْر الماءِ فيه: أي سَيَلانِه؛ وقد مارَ الدَّمُ على وجْهِ الأرضِ. (موس) - في حَدِيث عُمَرَ - رضي الله عنه -: "أنَّه كتَبَ أن يَقْتُلوا مَنْ جَرَتْ عليه المَواسِى" ¬
(موق)
: أي مَن نَبتَتْ عانَتُه؛ لأنَّ المُوسَى إنّما تَجْرى على مَن أَنبَت، أرَادَ مَن بَلغَ الحُلُمَ مِن الكُفَّارِ. ومُوسىَ فُعْلَى؛ مِن ماسَ رَأسَه: أي حَلَقَه. وقيل: هي مُفْعَلٌ مِن أَوْسَيْتُ (¬1). - في حديث مُطَرِّف: "جاءَ الهُدهُدُ بالماسِ، فأَلقاه عَلى الزُّجاجَةِ فَقَطعَهَا" الماسُ: حجَرٌ مَعْرُوفٌ يُشَقُّ به الجَوهَرُ، ويُنقَش به ويُثقَبُ (¬2). (موق) - قال أبُو الدُّقَيْش: "كان رَسُولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم يَكتَحِلُ مِن مُوقِه (3 مَرَّةً 3). ومن ماقِهِ مَرَّةً" ¬
(مول)
المؤقُ - بالهَمْز وغَيره -: مُؤخّرُ العَين، والجَمعُ: الأَمْوَاقُ، والآماقُ، والماقُ: مُقَدَّمُ العَيْنِ. (مول) - في الحديث: "خُذْهُ فتَموَّله (¬1) " : أي اتّخِذه مالًا. وقد مَوَّلتُه أنا. ويُقال: مالَ يَمال وَيمُولُ؛ إذا كَثُرَ مالُه فهو مايِلٌ، ومالٌ: أي ذُو مالٍ. - (2 في حديث المُغِيرة - رضي الله عنه -: "نَهَى عن إضاعَةِ المالِ (¬3) " - ذكر الطَّحاوى من حديث السّرى، عنِ الشّعبى، عن مَسْروق، عن عبدِ الله - رضي الله عنه - مرفوعاً قال: "وإضاعة المال" يَعنِى بالمالِ الحَيوانَ: أي لا تُضَيَّع، ويُحسَنُ إليها هكذا في الحديث. قال: ويُقوِّيه وصِيَّتُه عند موْتِه: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} (¬4) وقيل: هو المال الذي جَعلَه الله تعالى قِيامًا للناس من الحيوان ¬
(موم)
وغيره، كقَوْل قَيْس بنِ عاصِم لِبَنِيه: "عليكم بالمَالِ واصْطِناعه" الحديث. وقال الطحاوى: حدّثَنا علىُّ بن مَعْبَد، حدثنا يَعْلَى بن عبيد، حدثنا محمد بن سُوقَة، عن ابن سعيد: أنّ جُبَيْر قال: سأل رجل سَعِيدَ بنَ جُبَير عن إضاعة المال، قال: "أن يَرزقَك الله تعالى رِزقاً فتُنْفِقَه فيما حَرَّم عليك" ويُؤَيِّد القولَ الأوّلَ حديثُ سَوادةَ بنِ الرَّبِيع: "مُرْهم فليُحْسِنوا غِذاءَ رِباعِهم، وليُقَلِّموا أَظفارَهم، لا يَعبِطُوا (¬1) بها ضُرُوعَ مَواشِيهم" - في حديث مُصْعَب بن عُمَيْر (¬2): "وكانت امرأةً مَيِّلَةً" : أي ذَاتُ مالٍ. ورجُل مَالٌ: فَعْل، ومَيّلٌ فَيْعل. والمالُ عند العرب: الِإبِل، قال النابغة: * ونَمنَح المالَ في (¬3) الأَمحال 2) * (موم) - في حديث العُرَنِيِّيَن، وقد وَقَع بالمدِينَة المُومُ". قال الأصمعِىّ: هو الِبرْسامُ (¬4) مع الحُمَّى. ويُقَال: إنّه قَرْحٌ (¬5) كهَيْئَةِ الجُدَرِىّ، إلَّا أنَّه أصغَرُ خِلقَةً، وأشَدُّ اجتماعًا، وقد مِيمَ فهو مَمُومٌ. ¬
(موه)
(موه) - في حديث الحَسَن: "كان أصْحَابُ رَسُولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يَشْتَرُون السَّمْنَ المَائِىَّ" (¬1) وهو الذي يُعمَلِ بِماه؛ مَواضِع بالجبل: مَاهُ البَصْرَة، ومَاهُ الكُوفَة؛ لأَنَّهم فتحُوها. وقال الجبَّانُ: مَاهُ (¬2) البَصْرَةِ: أي حَيِّزُها؛ لأنّ مُعاوِيةَ - رضي الله عنه - جَعَلَ أَمْوالَ المَاهَينْ: البصرَة والكُوفَة تُفرق في أَعْطِياتِ (¬3) أَهْلِها. - في الحديث: "كانَ مُوسىَ عليه الصَّلاة والسّلام يَغْتَسِلُ عندَ مُوَيْهٍ" وهو تَصْغيرُ ماءٍ؛ لأنَ أَصْلَ الماءِ: مَوَهٌ؛ ولهذَا يُجمَعُ عَلى مِيَاهٍ وأَمْواهٍ. ويُقالُ: ماهَت الرّكِيَّةُ تَمُوه وتَمَاه وتَمِيه: كَثُر ماؤُها، وماهت السَّفِينَةُ: دَخَلَ فيها الماءُ، وأَمْهَيْت القِدْرَ: أكْثَرتُ ماءَها. ويُنسَبُ إلى الماءِ: مائِىٌّ، وماهِيٌّ (4 وَأمْهَيتُ السِّكّين من هذا. - في الحديث: "يَا بَنِى ماء السَّماءِ" : أي العرب لأنهم يعيشون به 4). * * * ¬
ومن باب الميم مع الهاء
(ومن باب الميم مع الهاء) (مهم) - (1 في حديث زيد (¬2): "مَهْمَا تُجَشِّمْنى" هي "ما" المضمنة معنى الشَّرط مزيدة عليها "ما" التي قيل إنها للتأكيد. والمعنى: أىّ شىء تُجَشِّمنى فأنا جاشِمُه. - في حديث سَطِيح: * أَزْرَقُ مُمْهَى النَّابِ (¬3) .. * : كذا أورده الزمخشرى؛ أي مُحَدَّد نصَبَ إبلَه، وشَبَّهه بالنَّمِر لزُرقَةِ عَينِه. (مهمه) - في حديث قُسٍ: "ومَهْمَهٍ ظُلْمانٍ" (¬4). ¬
(مهن)
المَهْمَهُ: المفَازَةُ 1) " (مهن) - في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "كانَ الناسُ مِهَانَ (¬1) أنفُسِهِم" هو جمع ماهِنٍ، كقَائمٍ وَقيامٍ، وصائمٍ وصِيام، وناوٍ ونِوَاءٍ والماهِنُ: الخَادِمُ.: أي يَخدُمُون أنُفسَهُم، وَيعمَلون أَعمالَهم بأنفُسِهم، لم يكن لهم مَن يخدُمُهم. ويجوز مُهَّانَ أنفُسِهم قياسًا (2 قال الأَصْمَعِىُّ: المهْنَةُ - بفتح الميم -: الخِدْمَةُ، والكَسْرُ فيه خطأ، وهو القياس، كالجِلْسَةِ والخِدْمَةِ، إلّا أنه جاء بالفَتْحِ 2). (مهه) - في الحديث: "ثُمَّ مَهْ" : أي ثم ماذا، للاسْتِفْهام، أَبدَلَ الألف هاء. (2 قيل: هي هاء السَّكت 2)؛ وقد تكون "مَهْ" بمعنَى اكْفُفْ. (مهيم) - في حديث (¬3) عبد الرحمن بن عَوْفٍ - رضي الله عنه -: "مَهْيَم؟ " وهي كلمةٌ يَمانِيَّة تقال للاستفهام؛ أي مَالَكَ ومَا شأنُكَ؟ ذكره الهرَوِىُّ في غَير موضِعِه، حيث لا يُهتَدى له. * * * ¬
ومن باب الميم مع الياء
(ومن باب الميم مع الياء) (ميد) - في حديث أُمِّ حَرَامٍ: "المَائِدُ في البَحْرِ الذي يُصِيبُه القَئُ له أَجْرُ شَهِيدٍ" المائِدُ: الذي يُدَار بِرأْسِهِ مِن رِيح البَحْرِ، أَو مِن تَحرُّكِ السَّفينَةِ. وقد مادَ يَميدُ: مَالَ. وغُصْنٌ مَيَّادٌ: يَتَثنَّى وَيتَأوَّدُ، مِن قَوله تَعالَى: {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} (¬1) (مير) - في الحديث: "والحَمُولَةُ المائِرةُ لهم لَاغِيَةٌ" يعنى الإِبِلَ التي تُحمَلُ عليها المِيرَةُ، وهي الطَّعَامُ يُمتَارُ: أي يُجْلَبُ لِلْبَيْعِ. (2 وقد مارَهم: أَعطاهُم المِيرَةَ. - ومنه (¬3): "دَعا بِإبلٍ فَأَمارَها" : أي حَمَل عليها المَيرَةَ. (ميز) - في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: "أنَّه كان إذَا صلَّى الجمعة يَنْمازُ عن مُصَلاَّه فيَرْكَع" : أي يُفارِق مَقامَه الذي صلَّى فيه 2). ¬
(ميس)
من قولهم: مِزْتُ الشَّىءَ مِن الشَّىءِ؛ إذَا فرَّقت بينهما، فانمازَ وامْتَاز، وَمَيَّزْتُه فتَميَّز. (ميس) - في الحديث (¬1): "بِأَكْوارِ المَيْسِ" المَيْسُ: شَجَرٌ صُلْبٌ تُعَملُ منه الرِّحَالُ. والأَكْوارُ: جَمْعُ الكُور؛ وهو الرَّحْل. (ميسوسن) (2 في حديث ابن عمر: "أنَّه كان في بَيْته المَيْسُوسَن فقال: أَخرِجُوه فإنه رِجْسٌ" : هو شَرابٌ تَجعَلُه النِّساء في شُعُورِهِنّ، مُعَرَّب 2). (ميل) - في الحديث (¬3): "فَتُدنَي الشَّمسُ يَومَ القيَامَة، حتى تَكُونَ قَدْرَ مِيلٍ". قال الحربىُّ: إن كان المِيلُ الذي يُكتَحَلُ به، فَطُوله مَعْرُوفٌ، وان كان مِيلَ الأَرضِ فهو ثُلُث فَرْسَخٍ. وقال أبُو نصرٍ: المِيلُ: القِطعَةُ من الأرض ما بين العَلَمَين وقيل: هو مَدُّ البَصَر. - في حديث أبى ذَرٍّ - رَضى الله عَنْهُ -: "أنه دَخَل عليه رَجُلٌ، فقَرَّبَ إليه طَعامًا فيهِ قِلَّةٌ، فَميَّلَ فيه لقِلَّتِه، فقال أبو ذَرٍّ - رضي ¬
الله عنه -: إنَّما أَخافُ كَثرتَه، ولم أخَفْ قِلَّتَه" مَيَّل؛ أي تَردَّدَ هل يَأكُلُ أَو يَتْرك؟ (¬1). وأنشَدَ أبو نَصْر: لَمَّا أَرادَ تَوبَةَ التَّرحُّمِ مَيَّل بَيْنَ النَّاسِ أيًّا يَعْتَمِىِ (¬2) - في حديث (¬3) الطُّفَيل - رضي الله عنه -: "كان رَجُلًا شرِيفًا شَاعِرًا مَيِّلًا" : أي ذَا مَالٍ. قال الأصمعىُّ: مالَ يَمالُ مالًا: كَثُر مالُه، ومِلْتَ: كَثُر مالُكَ، فهو مالٌ، وامرأَةٌ مالَةٌ، والقياس مائلٌ ومائلَةٌ، أو مالٌ وماليَةٌ، وهذا مِن باب الواو؛ لأنّ أصل مَيِّلٍ: مَيْوِلٌ. * * * ¬
ومن كتاب النون
ومن كتاب النون (من باب النون مع الهمزة) (نأد) - قيل: في (¬1) الحديث: " (2 وقفت امرأةٌ على عمرَ - رضي الله عنه، فقالت: إني امرأة جُحَيْمر طَهْملَةٌ، أَقبلْت من هَكْران وكوكَب 2) أجاءَتْنى (¬3) النَّآئِدُ إلى اسْتِيشاءِ (¬4) الأَباعدِ" : أي اضطَرَّتْنِى الدَّواهى إلى المَسْأَلةِ. والنَّآدُ والنَّؤود، والنّآدَى: الدّاهِيَة، والنَّآئِدُ: الجمُع. وقد نَأَدَته الدّواهى: دَهَتْه، ونَأَدَ فُلان في الدَّهَى. (نأي) - قوله تعالى: {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} (¬5) : أي تَباعَد عن ذِكْر الله عَزَّ وجَلّ بنَاحِيَتِه وقُرْبهِ. والنَّأْى: البُعْدُ. وقيل: الفِراق وإن لم يَكُن ببُعدٍ، والبُعد: ضِدُّ القُربِ. * * * ¬
ومن باب النون مع الباء
(ومن باب النون مع الباء) (نبأ) - (1 في الحديث: "قيل له: يا نَبئَ الله، فقال: لَا تَنْبِرُوا اسْمِى، أَنَا نَبىُّ اللهِ" النَّبِيءُ: فَعِيل من النَّبأ؛ لأنه أَنْبَأَ عن الله - عز وجلّ - قال عبَّاسُ بن مِرْداس: * يا خاتَمَ النُّبَآءِ إنَّك مُرسَلٌ (¬2) * وسائِغ في مثله التَّحقيق والتَّخفِيف، إلّا أَنَّهم استعملوا النَّبِىَّ والبَرِيَّة بلا هَمْز. وأصل النّبِىّ: الشىء (¬3) المُرْتَفِع. ¬
- ومنه (¬1) حديث البَراء: "قُلْتُ: ورَسُولِكَ الذي أرْسَلْتَ. قال: ونبيِّك" لأنه إذا قال: ورَسُولك الذي أرسلتَ صَار البيان مكرّرًا، فقال: ونبيّك إذْ كان نبيًّا قبل أن كان رَسُولًا، لِيَجْمَع له ثَناءَ الاسْمَين معًا، وليكون تَعْدِيدًا للنِّعمة في الحالَيْن، وتَعْظِيمًا لِلْمِنَّة على الوَجْهَين - والله تعالى أعلم. والنَّبِىُّ: المُنْبِىء المُخبر، فَعِيل بمعنى مفعل. والرَّسولُ: أخَصُّ من النّبِىَّ، لان كُلَّ رَسول نَبِىّ وليس كلُّ نَبِىٍّ رسُولًا. وقيل: إنما يقال: ونبيّكَ بلا هَمز، لأنه من الرِّفعة، فيَحْصُل فيه مَعنَى الرِّفعة والرِّسالة معا 1). (نبت) في حديث أبي ثعلبة - رضي الله عنه -: "أتَيْتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: نُويْبِتَة، قلتُ: يا رسُولَ الله، نُوَيْبتَة خَيرٍ أَو نُويبِتَةُ شَرّ؟ " النُّوَيبِتَةُ تَصغَيرُ نابِتَةٍ؛ وهم جَماعةٌ نَشَؤوا ولَحِقُوا من بَعْد، فصَارُوا زِيَادةً على ما كانُوا، وَقَد نبتَتْ لهم نابِتَةٌ: أي نَشَأَ (2 فيهم 2) صِغارٌ. وقال الجَبَّانُ: النابِتَةُ: قَومٌ من الحَشَوِيَّةِ، كأنَّهم فِرقَةٌ حَدَثوا مِنْ بَعْدُ. ¬
(نبث)
(نبث) - في حديث أبى رَافعٍ: "أَطيَبُ طَعَامٍ أَكَلْتُ (¬1) في الجاهِلِيَّة نَبِيثَةُ سَبُعٍ" النَّبِيثَةُ: تُرَابٌ يُخرَج مِن بِئرٍ أو نَهرٍ، وكَأنّه يعنِى به لَحْمًا دفَنَهُ السَّبُعُ (¬2) في مَوضعٍ استُخرِج تُرَابُه لِوَقتِ الحَاجَةِ، فاستخرجَه وَأكَلَه. (نبح) - (3 في حديث عمَّار: "اسْكُت مَقْبُوحًا مَشْقُوحًا مَنْبُوحًا (¬4) " : أي مَشْتُومًا. يقال: نَبَحَتْنىِ كِلابُه: أي لَحِقَتْنِى شَتائِمُه (3) (¬5). (نبخ) - في الحديث (¬6): "لَخُبْزَةٌ أَنْبَخَانِيَّةٌ" : أي لَيّنَة هَشَّةٌ، ويُقالُ: عجِينٌ أَنْبخَانٌ: مُخْتَمِرٌ. وقد نَبَخَ العَجِينُ. والنَّبْخَةُ: البَثْرَةُ. وقيل: العجين الأنبَخانُ: الحامِضُ الفاسِدُ؛ وامرأةٌ أنبَخَانِيَّة: ¬
(نبذ)
ضَخْمَةٌ سَمْحَة، (1 وأنفخانية مثله 1) (نبذ) - في الحديث: "فأمرَ بالسِّتْرِ أن يُقطَع، ويُجعَلَ منه وِسَادَتان مَنبُوذَتانِ" : أي لَطيفَتان تُنْبَذان وتُطرَحان لِلقُعُود عليهما لخِفَّتِهما. (نبط) - (1 في حديث عمر: "لا تَنَبَّطوا بالمَدائن (¬2) " : أي لَا تَشَبَّهُوا بهم في سُكْناها، واتِّخاذِ العَقارِ والمِلك. - وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "نحْن مَعاشِرَ قريشٍ من النَّبَط، مِن أهل كُوثَى" قيل: لأَنَّ إبْراهِيمَ عليه الصَّلاة والسَّلام وُلِدَ بها. أراد به تَركَ التَّفاخر، والنَّبَطُ سُمُّوا لاسْتِخراجهم المياه 1). (نبع) - قوله تعالى: {حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} (¬3) مِن قَولهم: نبَعَ الماءُ: أي ظهر، والعَينُ يَنبوعٌ (¬4) ومَنْبع بِفتح البَاء وكسرِها؛ لأنه يُقالُ: نبَعَ ينبَع وينبُعُ ويَنبعُ. (¬5) والنَّبْعُ شجَرٌ تُتَّخَذُ منه القِسِىُّ؛ لأَنّه ينبُعُ مِن الصَّخْرَةِ، كمَاءِ الجَبَلِ. قالَ الجَبَّانُ: وكان قبل عَهد رسُول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم يَطُولُ، فدَعَا عليه، فقال: "لا أَطالَكَ (¬6) الَّلهُ مِن عُودٍ (¬7) " ¬
(نبق)
وينبُعُ: أرضٌ كانت لعَلىّ - رَضى الله عنه (1مِن مكّة والمدينة 1) (نبق) - في حديث المِعْرَاج (¬2): "لمَّا انتهيتُ إلى سِدْرةِ المُنتَهى إذا نَبْقُهَا أمثَالُ القِلَالِ" النَّبقُ (¬3): ثَمَرُ السِّدْرِ يُشْبِه الأَعنابَ ألطَف منه قَلِيلًا، وأَشَدّ صُفرَةً، الوَاحِدَة: نَبِقَةٌ. وقال الجبَّان: وبكسر (¬4) الباء أفْصحُ مِن سُكُونها. (نبل) - في الحديث: "الرَّامِى وَمُنْبِلُهُ (¬5) " يقال: أَنبَلتُه ونَبَلْتُهُ: نَاوَلتُه النَّبْل، وهو السَّهمُ العَربِىُّ اللَّطِيفُ غَيرُ الطَّوِيل، لا كَسِهام النُّشَّابِ. والحُسْبانُ: أصغَرُ من النَّبْلِ يُرمَى بها على القِسِىّ الكِبَار في مَجارِى الخَشَبِ. (نبه) - في حديث المجاهِد (¬6): "فإنَّ نَومَه ونُبْهَه خَيرٌ كُلُّه" النُّبْه: الانتِبَاهُ مِن النَّوم. والنَّبِه أيضًا: المَوْجُودُ، والضَّالُّ من الأَضْدادِ، وهو النَّبِيهُ أيضًا. يُقال: أنبَهْتُه فَانْتَبَه، ونبَّهْتُه فتَنَبَّه. (نبا) - في حَديث الأحنَف: "قَدِمْنَا على عُمَرَ - رضي الله عنه - مَعَ وَفدٍ فنَبَتْ عَيناه عنهم، ووَقَعَتْ عَلىَّ" ¬
يُقَال: نَبا عنه بَصَرُهُ: أي تَجافَى، ونَبَابِهِ مَنزِلُه، لم يُوِافِقْه، ونَبَا السَّيفُ عن الضَّرِيبَةِ (¬1)؛ أي كأَنَّه حَقَرهُم، ولم يَرْفع بهم رَأْساً. * * * ¬
ومن باب النون مع التاء
(ومن باب النون مع التاء) (نتخ) - في حديث الأَحنَف: "إذا لَم أصِلْ مُجتَدِىَّ حَتّى يَنتِخَ جَبِينُه" النَّتْخُ مِثْلُ الرَّشْح، ونَتَخَ الزِّقُّ والجَرّةُ الماءَ؛ إذَا نَدِىَ ظاهِرُهُما من باطنِهما. ومَنَاتخ العَرَق: مَخَارِجُهُ. ومُجتَدِيَّ: أي طالبُ مَعْرُوفي. (¬1) (نتش) - في الأَثَر (¬2) "جاء فُلانٌ فأخَذَ حَمِيمَهَا (¬3) -: أي خِيارَهَا - وجاءَ آخَرُ فَأخَذَ نِتاشَهَا" : أي شِرارَهَا. من النَّتْشِ، وهو النَّتْفُ، والمِنْتَاشُ، والمِنتَاخُ، والمِنقَاشُ، وَالمِنْتاف وَاحِدٌ. (نتل) - في الحديث: "يُمَثَّلُ القُرآنُ رَجُلًا، فَيُؤتَي بالرجُلِ قد كان حَمَلَه مُخالِفًا له، فَيَنْتَتِلُ خَصْمًا له" : أي يَتقَدَّم وَيتَهيَّأ وَيسْتَعِدّ. والنَّتلُ: جَذْبٌ إلى قُدَّامٍ, وَنَتَلَ في عَدْوِهِ: أَسْرَعَ. وَالنَتِلُ والنّاتِلُ والمُسْتَنْتِلُ: العَجِلُ إلى الشَّرّ. وانتَتَلَ: سَبَقَ ¬
(نتن)
وانتَصَبَ قولُه: "خَصْمًا" على الحَال. (1 ومنه حديث الزُّهْرِى: "يَسْتَنْتِل" : أي يتقدَّم 1). (نتن) - في الحديث: "أَوَّلُ ما يُنتِنُ مِن الإِنسان (2 بَطْنُه" 2) يُقال: نَتُنَ الشَّىء وأَنتَن: تَغيَّر، فهو مُنْتِنٌ، بِكَسر التَّاءِ وضَمِّها، وبِكَسْرِ المِيم والتاءِ معًا؛ ومن الأوَّل نَتِينٌ قِياسًا، ونَتَّنتُه أنَا. - وفي الحديث (¬3): "لَوْ كاَنَ المُطْعِمُ بن عَدِىّ حَيًّا فكَلَّمَنىِ في هؤلاء النَّتْنَى لأَطلقْتُهم لَهُ" يعنى أُسَارى بَدْرٍ، وهو جَمْعُ نَتِنٍ بمعنى المنتِن (¬4)، كالزَّمْنَى في جَمْع زَمِنٍ. * * * ¬
ومن باب النون مع الثاء
(ومن باب النون مع الثاء) (نثد) - في حديث عمَر - رضي الله عنه -: "إذا تركتُهُ نَثَدَ" (¬1) قَالَ الخطَّابِىُّ: لَا أَدْرِى مَا هو. وأُرَاه "رَثَدَ" (2 بالراء 2): أي اجتَمع في قَعْرِ القَدَح (¬3). ويَجُوز أن يَكُوَن "نَثَطَ" والدَّال قد تُبدَل طاءً؛ لقرب مَخرَجِهما وَالنَّثَط: الثَّقِيلُ. (2 قال الزمخشرى: "نَثَد": أي سَكَن ورَكَد. ومنه نَثَدَت الكَمأَةُ: نَبتَت، والنّبات والثَّبات من وادٍ واحد وقَلبُه ثَدِنَ: كَثُر لحمُه، والسَّمِين قَلِيلُ الحركة 2). (نثل) - في حديث أبى هُريرَة رَضىَ الله عنه -: "ذَهبَ رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلَّم - وأنتُمِ تنْتَثِلُونَها (¬4) " : أي تُثِيرونَها وتستَخرجُونَها من موضعها. - في حديث الشَّعْبى: "أَمَا تَرى حُفْرَتَك تُنْتَثَل (¬5) " ¬
: أي يُستَخرج تُرابُها، يَعْني القَبرَ. يُقال: نَثَلتُ الركِيَّةَ. والنَّثِيلَةُ والنَّثالَةُ: مَا أُخرِجَ مِن تُرابِ البئْر. - (1 في حديث طَلحةَ: "كان يَنثُل دِرْعَه" : - أي يَصُبُّها عليه. والنَّثْلَة والنَّثْرة: الدِّرع؛ لأنّ صاحبها يَنْثُرُها إلى نفسه ويَصُبُّها. 1) * * * ¬
ومن باب النون مع الجيم
(ومن باب النون مع الجيم) (نجب) - في الحديث: "إنَّ الله عَزَّ وجَلَّ يُحِبُّ التَّاجِرَ النَّجْبَ (¬1) " : أي السَّخِىَّ الكَرِيم. - (2 وفي الحديث: "ولا نَجْبَةُ نَملَةٍ إلَّا بِذَنْب" : أي قَرْصَة [نَمْلَةٍ] (¬3)، من نَجَب الشَّىءَ: قَشَره 2). (نجج) - في الحديث (¬4): "يَنِجُّ ظَهْرُهَا" : أي يَسِيلِ قيْحًا. وقد نَجَّت القَرْحَةُ تَنِجُّ نَجًّا: سالَتْ، ونَجَّه من فمِهِ مِثْل مَجَّه (2 قال الشاعر: فإن تَكُ قَرحة خَبُثت ونَجَّت فإنّ الله يَشْفِى مَنْ يشاء (¬5) (نجح) - في خُطْبة عائشة: "وأنْجَحِ إذ أكْدَيْتُم" يقال: نَجَح فُلان، ونَجِحَت طَلِبَته، وأنْجَحه الله، وأنْجَحت طَلِبَتُه، وأنْجَح الرّجُل؛ إذَا نَجِحتْ طَلِبَتُه، والأَصل ذِكْر الطَّلِبَةِ إلَّا أَنّهم يَختَصِرُون 2). (نجد) - في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "أمَّا بَنو هاشِم فَأنجَادٌ (¬6) " ¬
قال الأصمعى: رَجُلٌ نَجْد ونَجِدُ من شدَّةِ البَأس. وقال غَيرُه: النَّجْدُ: ضِدّ البَليد، والأصْلُ فيهما واحدٌ. أُخِذَ من نَجْدِ البِلَاد؛ وهو ما عَلا وارْتَفَع مِن الأَرضِ. والنَّجدُ من الرِّجالِ: الرفيعِ العالى، والجَمْعُ: أنجَادٌ. وقد نَجُدَ نَجدَةً ونجادَةً، ورَجُلٌ نَجْدٌ ونَجُدٌ ونَجِد ونَجيدٌ: شجاعُ، والجَمْعُ نُجُودٌ، ثم نُجُدٌ، ثم أنجَادٌ، جَمْعُ جَمْعِ الجَمْعِ. وجَمِعُ نجْدٍ نِجَادٌ، ثم نُجُدٌ ثم أنجَادٌ. - في شِعْر حُميد بن ثورٍ (¬1): * ونَجَدَ الماءُ الذي تَوَرَّدَا * : أي سال العَرَقُ. يُقالُ: نَجَدَ (¬2) ينْجُدُ نجْدًا: عَرِقَ من عَمَل أوْ كَرْب، وتَورُّدُه: تَلَوُّنُه. شَبَّهَه بتلَوُّن السِّيدِ؛ وهو الذئبُ إذا تَوَرَّدَ (¬3) فجاء مِن كُلّ وَجْهٍ. - (4 في حديث الشَّعْبِىّ (¬5): "بَين أَيديهم ناجُودٌ" : - أي راوُوق؛ وهو كلّ إناءٍ يُجعَل فيه الشَّرابُ (¬6)، والخمر والزعفران، والدم. ¬
(نجر)
- في حديث قُسٍّ: "زُخْرِفَ ونُجِّد" : أي زُيِّن. (نجر) - في حديث النَّجاشِىّ: "نَجِّرُوا" (¬1) من النَّجْر وهو السَّوق؛ أي سُوقوا الكَلامَ، والمشهور بالخاء. - في الحديث: "أَخرِجوا اليهودَ من الحِجازِ، وأهَلَ نَجْران من جزيرة العَرَب (¬2) " هي بفَتْح النّون وسكون الجيم: بَلدة مَعْروفة، كانت مَقرًّا للنَّصارى؛ وهي على سَبْع مراحِل منِ مكَّة نحو اليَمَن وليست من الحِجاز 4) (نجز) في حَديثِ (¬3) عائشةَ رِضى الله عنها - لابن السَّائب: "ثَلَاثٌ تَدَعهُنَّ، أَوْ لأُنَاجِزَنَّكَ" المُنَاجزَةُ في الحرب: المُبارَزةُ والأَخْذُ في القِتالِ: أي لأُقاتِلَنَّكَ، أو لأُخَاصِمَنَّكَ. (نجش) (4 - في حديث "النَّجَاشىّ". ¬
(نجع)
قيل: الصَّواب تَخفيف الياء وسكونها. - في حديث سعيد بن المُسيّب: "لا تَطْلُعُ الشمسُ حتى يَنْجُشَها ثلاثُمائةٍ وستُّون مَلَكا" : أي يَسْتَثِيرها. والنَّاجش خَاصّ بالصَّيد 4). (نجع) - في حديث بُدَيلٍ: "هذه هَوازِن تنجَّعَتْ أرْضَنَا" التَّنَجُّعُ والانْتِجاعُ: إتيَانُ الغَيْث، والنُّجْعَةُ: طَلَبُ الكَلإِ، وانتجعَ فُلَانٌ فلانًا: طَلَبَ مَعْروفَه، ونجَّعَ: أي انتَجَعَ أيضًا، وتنجَّعَ: تَلطَّخَ بالدَّمِ النَّجِيع. (نجل) - قَولُه تعالى: {وَالْإِنْجِيلَ} (¬1) : أي الأَصلُ، كأَنّه جُعِلَ أصْلًا لهم؛ ليُحِلُّوا حَلالَه، ويُحرِّمُوا حَرامَه. وقيل: أُخِذَ مِن نجَلْتُ الشىّءَ؛ أي استَخرَجْتُه، كَأنه أُظهِر للخَلْقِ بعد دُرُوسِ الحقّ، وَقيل: هو مُعَرَّبٌ. - في الحديث: (¬2) "وَتَتَّخِذُونَ السُّيُوفَ مَناجِلَ" : أي إنّ الناسَ يَترُكُونَ الِجهادَ، ويشتَغِلونَ بالحَرْثِ وَالزِّرَاعَةِ. - (3 في حديث الزبير: "عَيْنَينِ نَجْلاويْنِ (¬4) " : أي واسِعَتَينِ 3). ¬
(نجم)
(نجم) - في الحديث: "مَا طَلَع النَّجمُ وفي الأرْضِ من العَاهَةِ شىءٌ" وفي رِوَايةٍ: "إذا طلعَ النَّجْمُ ارتَفَعَت العاهَةُ عن كُلّ بِلَدٍ". النُّجُومُ: اسْمُ جَميع الكَوَاكب، الوَاحِدُ نَجمٌ، إلّا أنَّ الثُّريّا خُصَّت، فَسُمِّيَت النَّجْم في هذا الحديث، ولم يُقَل ذلك لِغَيرهَا، وطُلُوع الثُريَّا وَقت الصُّبْح لِسِتَّةَ عَشرَ من أيَّار، وسقوطها (¬1) فجر خمسَةَ عشَرَ مِن تشرِين الآخر. (¬2) قال الحَربِيُّ: وإنما أراد أرضَ الحجاز؛ لأنّ في أيَّارَ يَقَع الحَصَادُ بِها، فأَمَّا في غَيْر الحِجَازِ فَقَدْ تَقَعُ العَاهَةُ بعد طلُوع الثُّريَّا. (نجا) - في حديث بئر بُضاعَة: "تُلْقَى فيها المَحَائِضُ ومَا يُنْجِى النَّاسُ" : أي ما يُلْقُونَه من العَذِرَة. يُقال من ذلك: أنْجَى، فإذَا أزَالَ النّجْوَ - وهو العَذِرَةُ عن مَقعَدَته، قيل: استَنْجَى. يُقالُ: شرِبَ دَواء فما أَنْجاه؛ أي ما أسْهَلَ بَطْنَهُ، وَنجا يَنجو: اسْتَطْلق بَطنُه، وَنَجَا وَأَنْجَى: قضَى حاجَته مِن النَّجْوِ. وَقيل: الاستِنجاءُ: الاستخراجُ لنَجْوِ البَطْنِ؛ وَهو مَا يخرُجُ منه، وقيل: الاستِنجاءُ مِن نَجوت الشَّجَرَةَ وأنجيتُهَا واستنجيتُها؛ إذا ¬
قَطعْتَها، كَأَنَّه قَطَع الأَذَى عن نَفْسِه (¬1). وقال القُتَبىّ: هو مَأخُوذٌ مِن النّجوَةِ؛ وهي ما ارتفَع مِن الأَرضِ، كَأنَّه يَطْلُبُها ليَجلِسَ تَحْتَها. - وفي الحديث: "فإنَّما يَأخذُ الذئبُ القاصِيَةَ وَالشَّاذَّة وَالنَّاجِيَةَ" النَّاجِيَةُ والنّجاةُ: السَّريِعَة العَدْو. ويُقَال: النَّجاءَ النَّجاءَ: أي أسْرِعْ؛ وَقد نَجا ينجُو نَجَاءً: أسْرَعَ. هكذا حَكَاهُ أبُو غالِب بن هارُون، عن الحربيِّ: الناجِيَةُ، بالجيم، وسَألتُ الإمَامَ إسماعِيلَ عنه فقَال: المَحْفُوظُ بالحاءِ، ولعَلَّ الحَربِيَّ رُوِي له كذلك، والله عزّ وجلّ أعلم. - (2 في حديث عمرو بن العاص: "أجِدُ نجْوِى أكثرَ من رُزئِى" النَّجو: الحَدَث؛ أي هو أكثر مِمَّا يدخُل فوقَ ما أُصِيبه من الطّعام 2). * * * ¬
(ومن باب النون مع الحاء)
(ومن باب النُّونِ مع الحَاء) (نحب) - في حَديث الأَسْودِ بن المُطَّلِبِ: "هَل أُحِلَّ النَّحْبُ؟ " (¬1) - وَفي حَديثِ ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما (¬2) -: "ونُعِىَ إلَيه حُجْرٌ فَغَلَبَهُ النَّحِيبُ" النَّحْبُ والنَّحِيبُ (¬3): مَا طُوِّلَ من البُكاءِ ومُدِّدَ. وقيل: النّحِيبُ وَالانتحابُ: صَوتُ البَاكِى. (نحر) - وفي حَدِيث وابِصَةَ: "أتَاني ابنُ مَسْعُود في نَحْرِ الظَّهيرَةِ، فَقُلتُ: أَيَّةُ ساعَةِ زيَارَةٍ (¬4)؟ " نحرُ الظَّهِيرَة: حِين تَبلُغُ الشَّمْسُ مُنتَهَاهَا مِن الارتِفاعِ. - وفي حديثِ علىّ - رضي الله عنه -: "أَنَّه خَرَجَ وَقد بَكَّرُوا بصَلاة الضُّحَى، فقال: نَحرُوها نَحَرهم الله تعالى" : أي صَلَّوْها في أوّلِ وَقتِها، والنّحرُ: أوَّل الشّهْرِ، والجمعُ نُحُورٌ لأوَائل الشُّهُورِ، (5 والناحر والنَّحير أيضًا 5). وقال سَلمَةُ: النُّحُور: الدُّهور، ونَحرَ في صَدْرِه؛ إذَا قابَلَه، وقولُه: "نَحَرهم الله تعالى" يَحتَمِلُ أنّه دُعَاء عليهم بالنَّحر وَالقَتْلِ؛ لأنَّهم غَيَّرُوا وقتَ تلك الصّلاة، ويَجوز أنه دَعَا لَهم: ¬
(نحز)
أي بَكَّرَ الله تعالى بِخَيرهم، كما بَكَّرُوا بالصَّلاَةِ في أَوَّلِ وَقْتِها. (نحز) - في حديث دَاوُدَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "أَنَّهُ لَمَّا رَفَعَ رَأسَهُ مِن السُّجُودِ ما كان في وجْهِه نُحازَةٌ" : أي قِطْعَةٌ من اللَّحْم، كذَا وَجدتُه بخطّ أبى سَعيدٍ النقّاش كَتَبه عن أبى بَكر ابن السُّنيّ، فإن صَحَّ ما نَقلَه فلعلّهُ من النَّحْز؛ وهو الدَّقُّ والنَّخْسُ؛ منه المِنحازُ (¬1). - (2 وفي الحديث (¬3): "دَقَّك بالمِنْحاز حَبَّ الفُلْفُلِ" 2) والنَّحَايزُ من الخِرَقِ والأَدَم: مَا يُقطَعُ شُرُكًا طِوالاً أَعْرَضَ منَ الحِزَامِ. (نحس) - (4 فَى قِصّة بدر: "يَتَنَخَّسُ الأخبار" : أي يَتَتَبَّعُ. - وفي رواية: "يَتَحَسَّسُ وَيتَحَسَّبُ" بمعنًى 4). (نحض) - في حديث ابن (¬5) سَعْدٍ - رضي الله عنه: "فَأعْمِد إلى شَاةٍ مُمْتَلِئَةٍ شَحمًا ونَحْضًا" : أي لَحْمًا، والقِطعةُ الضّخمَة نحضةٌ. وَرَجُلٌ نحِيضٌ: كثِيرُ اللحم، وامْرَأَةٌ نَحِيضَةٌ. ¬
(نحل)
وَالمنحُوضُ: الذي ذَهَبَ لَحمُه. وقد نَحُضَ نَحاضَة: كَثُرَ لَحْمُه. (نحل) - في (¬1) صِفَتِه صلّى الله عليه وسلّم: "لم تَعِبْهُ نُحْلَةٌ" : أي دِقَّةٌ وضُمْرَةٌ. وقد نَحُل جِسْمُه: هَزُلَ نُحُولًا. والنُّحْلُ اسم مَأخُوذٌ مِنه. قال القُتَبِىُّ: ولم أسْمَع بالنُّحْلِ في غير هذا الموضع إلَّا في العَطِيَّةِ. - (2 حديث ابنِ عُمَر: "مَثَل المؤمن مثل النخل" (¬3) بالخاء المعجمة. ورَوَى أبو سَبْرة، وعَطاءٌ، والِدُ يَعلَى (¬4)، عن عبد الله بن عمر: "ومَثَل المؤمن مَثَل النَّحْلَةِ" - بالحاء المهملة. أَمْلَى الإمامُ في سنة ثلاث عشرة قال: قال بعض العلماء: تَفْصِيل الخِصالِ المجُتَمِعة في النَّحلة الموجودة مِثلُها في المؤمن. مَثَل مِن ذلك: أَن جميعَ أجناسِ الخير لو اجتمعوا على أن يعملوا مِثَل عَمَل النحل لم يقدروا عليه، كذلك لو اجتَمع غَيرُ المؤمن على أن يَعمَل عَملًا يشبِه عَمَل المؤمن ما قَدَر عليه. ¬
الثانية: أنّ النحلَ يَخافُ من أَذَى أَجناس الطير ويَكُفُّ أذاه عنها، كذلك المؤمن يَصِل إليه أَذى الخَلْق، ولا يصل أَذاهُ إلى الخلق. الثالثة: أن النحلَ يحتَقِره جميعُ الطير، ولو علموا ما في جوفه لأَكرَموه، كذلك المؤمن يَحتَقِره الجاهِلُ، ولو علم ما في قلبه لأَكرمَه. الرابعة؛ كل أجناس الطير يسعون في الطَّلَب لأنفسهم، والنّحلُ يسعى في حاجة مالكِه، كذلك كل الناس يسعون لِراحةِ نفوسِهم، غير المؤمن فإنه يريد حياتَه لطاعة الله تعالى. الخامس: الطير إذا جَنّ عليهم الليل يَأوُون إلى أوكارهم ويستريحون بالنوم عن السَّعْى، والنَّحل يَعملُ بالليل أكثرَ مما يعمل بالنهار؛ كذلك الناس إذا جَنَّ عليهم الليلُ اضطجعوا على فرش الغفلة والمؤمن ينصب قدميه ويخشع في صلاته بين يَدَىْ مَولاه، يشكو إليه بلَوْاه. السادسة: عمل النحل في السرّ، وكذلك المؤمن. السابعة: النّحلُ يأخذ ما يحتاج إليه من الشجرة لا يضرّ بالأصل، كذلك المؤمن يتزوَّد من الدنيا بما يحتاج إليه لا يفسد في المملكة. الثامنة: النحل لا يخرج من موضعه في يوم غَيْمِ ومَطَرٍ وَرِيح، كذلك المؤمن إذا ظهرت الفِتَنُ والمنكرات يلزم بيته بحفظ لسانِه ويَدَيه ويُقبِل على شأنه. التاسعة: النحل يتنَزَّه عن الأنجاس، كذلك المؤمن يتورع عن المعاصى والحَرام. العاشرة: النحل لا يجتَمع مع مَنْ ليس من جنسه، كذلك
المؤمن. الحادى عشر: النحل تُخرج من بطونها شَرابٌ مُختَلِف الألوان في كل لَون مَنفعَة، كذلك المؤمن يَخرُج منه علومٌ مُتفاوتة المنافعِ. الثاني عشر: النحل يأكل الطيب، ويضع الطَّيِّب ويُطعِم غيرَه الطَّيِّب، كذلك المؤمن طُعمتُه حَلال، وعَملُه صالح وقوله طَيِّب. الثالث عشر: النحل إذا وقعت على عود لم تكسِره، وإذا حملت حاجتَها من الماء لم تكدره، كذلك المؤمنُ يعامل الناسَ بالنَّصَفَة والعَدْل، ويَسْلم منه الناسُ. الرابع عشر: ومَنْ تَعرَّض للنحل بمكروه لَسَعَته، ومَن لم يتعرّض له سَلِم منها، كذلك المؤمن من أخفى المنكر عنه لم يطلب عَثَراتِه، ومَنْ أَظهَره أنكر عليه. الخامس عشر: النحل أبدا يدور حولَ رياضِ الزهر، وعلى شطوط الأنهار، كذلك المؤمن يدور حول مجالس الذكر والعلم. السادس عشر: النحل إذا هجم على وَرْد ورَيْحان لم ينقطعِ عن الاختلاف إليه، كذلك المؤمن إذا شَمّ من عالم ناصح رَوْحَ نسِيم القُربِ من الله عزّ وجلّ دَاومَ الاختلافَ إليه. السابع عشر: النحل إذا كان زمان الربيع والصيف ينقل سُمَّه الخارج إلى الداخل وإذا أَقْبَلَ النهارُ وتغيّر الهَواءُ دخل البيتَ وأَقبلَ على عمله، كذلك المؤمن إذا أصلح أَمرَ معاشه أقبل على عبادة ربّه عز وجلّ. الثامن عشر: النحل يأكل زكِيَّة ويُطعِم غَيرَه، ولا يتعرض لشىءِ
غيره، كذلك المؤمن يأكل من كَدِّ يدهِ ويُواسِى غَيرَه ولا يَتعَرَّض لشىءِ غيرهِ. التاسع عشر: النحل لا يَعمَل بهَواه بل يَتْبَع أميرَه، ولا يخرج عن طاعته، كذلك المؤمن لا يعمل بهواه بل يَقتَدى بأئِمّة الدِّين. العشرون: النحل لا يتمكن حتى يَسُدَّ على نفسِه بابَ البيت، كذلك المؤمن لا يَجد حَلاوةَ الطاعة إلّا في الخَلْوة. الحادى والعشرونَ: النحل لاحاجة له في الدنيا إلّا في شيئين؛ الماءِ والزهرِ، كذلك المؤمن حاجَتُه في العلم والعمل الصالح. الثاني والعشرون: للنحل رئيسٌ ما دام بينهم لا يَقْرَبُهم العَدوُّ، فإذا مات هلكوا، وكذلك المؤمِن لا يَظْفَرُ به الشّيطانُ ما دام عَاِلمٌ بَيْن ظَهْرانِيهم. الثالث والعشرون: إذا خرج رئيسُ النحل معتديا يُفْسِدُ النحلُ عَملَه، وإذا كان صالحًا صلحت أمورهم، كذلك المؤمنون إذا كان عُلماؤُهم عامِلين تَصلُح أمورهم وإلَّا هلكوا. الرابع والعشرون: النحل في أي موضع أسكنته يَكِنُّ، كذلك المؤمن إلى أي مَرجع دعوتَه أجابَ، ما لم يكن فيه نَقْص في الدين. الخامس والعشرون: النحل يخاف من شيئين: من سَمُوِم الصيف، وزَمْهَرير الشِّتَاء، كذلك المؤْمِنُ بين مخافَتَين أجَلٍ مَضَى لا يدرى ما الله صَانعٌ به، وبَيْن أجلٍ قد بَقِى لا يَدرى ما الله تعالى قاضٍ فيه. السادس والعشرون: النّحلُ يَحرُمُ قَتلُه وأَذاه، كذلك المؤمن. السابع والعشرون: النحل صغير الجسْمِ كبير الخطر، كذلك
(نحا)
المؤمن. الثامن والعشرون: النحل إذا لم يَكن في بيته شىءٌ يأكلُه، لا يأكلُ من بيتِ غيرِه، كذلك المؤمن يَصْبِر على الجوع، فلا يَذِلّ نفسَه بالطَّمَع. التاسع والعشرون: النَّحلُ يتقَيَّأ العَسلَ والشّمعَ مِن فيه، كذلك المؤمن يُخرج شهادة التوحيد وتِلاوةَ القرآن من فمه. الثلاثون: للنحل آفات، منهَا: انقِطاعُه عن عمله، ومنها: الظّلْمَةُ والغَيْم، والريح، والدخان. والماء، والنار، والعَدُوُّ الخارجى. كذلك الؤمن له آفاتٌ فيهن فُتورُه عن عَمَله: ظُلمةُ الغَفْلة، وغَيْم الشكِّ، ورِيحُ الفِتنة، ودُخَان الحَرام، وطُوفان حُبِّ الدنيا، ونَارُ الهَوَى، والمُنافق، والمُبتَدع 2). (نحا) - في الحديث: "يَأتِينى أنحَاءٌ مِن الملائكَةِ" : أي ضُرُوبٌ منهم (¬1)، وفيه أنّ الملائكة كانوا يَزُورُونَه، سِوَى جبريل عليه الصلاة والسَّلَامُ. - (2 في حديث الحسن: "تَنحَّى في بُرْنُسِه" : أي تَعَمَّد للعبادة، وتوجَّه لها، وصار في ناحِيَتِها، أَو تَجَنَّب الناسَ وصار في نَاحِيةٍ منهم 2). * * * ¬
ومن باب النون مع الخاء
(ومن باب النون مع الخاء) (نخب) - في حديث الزُّبير - رضي الله عنه -: "أقبَلْتُ معِ رَسُولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مِن لِيَّةَ (¬1)، فاسْتَقْبَلَ نخْبًا ببَصَرِه" وهو اسمُ مَوضِع. والنَّخْبُ والنَّخْبَةُ: خوْقُ (¬2) الثَّفْر. - في حديث علىّ (¬3) - رضي الله عنه -: "فخَرجْنا في النُّخْبَةِ" (¬4) قال أبو نَصْرٍ: النُّخْبَةُ: مَن انتُقِىَ من الناسِ. وحكاه الجَبّانُ: بفَتح الخاءِ، وقد انتخبَ نُخْبَةً. ومنه: انتخابُ الكِتاب وغيره: أي خِيَارُه. - وفي حديث أبى الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه -: "بِئْسَ العَوْنُ على الدِّينِ قَلْبٌ نَخِيبٌ، وبَطْنٌ رَغِيبٌ (5 ونغض 5) شَدِيدٌ" النَّخِبُ وَالنّخِيبُ والمَنْخُوبُ، والنَّخْبُ: الجبَانُ الذي لا فُؤادَ له. وقيل: النّخِيبُ: الشَّدِيدُ الجُبْن، والنَّخِبُ: الذي لا فُؤادَ له، والمنخُوبُ: الذّاهِبُ العَقْل. ¬
(نخت)
وقال صَاحِبُ التَّتِمَّة: النَّخِيب: الفَاسِد الفعل، وأَصله في الجُبْن؛ وَقد نُخِب فهو مَنْخوبٌ ونَخِبٌ (1 ونَخِيب 1)؛ إذا جَبُنَ وَضَعُفَ؛ وهو أنخبُ منَ النّعَامَةِ. قال ابن السِّكِّيت: إنَّما قيل للجبَانِ: نخِيبٌ؛ لأنّه كَأنه مُنتزَعُ (¬2) الفُؤَاد، من قولهم: انتخَبتُ رَجُلًا مِنَ القَوْم؛ أي انتزَعْتُ. والنُّخبَةُ: المُنتَقَى مِن كُلّ شىءٍ، قال حَسّانُ: ألا أَبلِغ أبا سُفيان عَنّى ... فَأنتَ مُجوَّفٌ نَخِبٌ هَواءُ (¬3). (نخت) - (1 في الحديث (¬4): "ولا نَخْتَةُ نَمْلةٍ إلّا بذَنْب" النَّخْت والنَّتْخ والنَّتْف واحدٌ (¬5). ونَخَت الطائرُ اللحمَ بخُرطومهِ، ويروى بالباء، وبالجيم أيضًا مع النون 1). (نخر) - في حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: "لمَّا خَلَق الله تبارك وتعالى إبليسَ نخَرَ" (¬6). أي مَدَّ نفسَه نَخْرًا. ومِنه المِنخَرُ؛ لأنه مَمَدُّ النَّفَسِ، والنَّخِير: صَوتٌ من الأَنْفِ ¬
(نخس)
ونُخْرَتَا الأَنفِ: خَرْقاه. والنَّخَاوِرَة: أولو النّخوَة وَالكِبْرِ؛ كأنَّهم يَنخُرونَ إذا غَضِبُوا وتكَبَّرُوا. ويحتمل أن يَكُون الحَدِيث مِن هذا. - (1 في الحديث: "أخَذ بنُخْرة الصَّبِىّ" (¬2) ذكره الزمخشرى - بفتح الخاء 1). (نخس) - في الحديث (¬3): "أنه أتي على بَعِيرٍ فنخَسَهُ" : أي ضَرَبَهُ وأذَاه بِعُودٍ ونحوه، وحَرَّكهُ وغرزَه (¬4)، وَالنُّخاس مِن ذلك. (نخم) - في حديث الحُدَيْبِية: "ما يَتَنَخَّم نُخَامَةً إلَّا وَقَعَتْ في يدِ رَجُلٍ" النُّخامَةُ: (5 النُّخاعَة؛ وهي 5) ما يَخرُج من الخَيْشُومِ، وقد تنخَّمَ، وفيه دَليلٌ على طَهارَتِها. (6 - فيه حديث الشَّعْبىّ: "فغَنَّى ناخِمُهم". ¬
(نخا)
النَّخْمُ: أجْوَدُ الغِناء. (نخا) - وفي حديث عمر: "فيه نَخْوة" : أي كِبْر (¬1). وقد نُخِىَ وانْتُخى، كَزُهِىَ وازْدُهِى 6). * * * ¬
ومن باب النون مع الدال
(ومن باب النون مع الدال) (ندب) - في الحديث: "كلُّ نادِبَةٍ كَاذِبَةٌ إلَّا نادِبَةَ سَعْد". النَّدْبُ: أن تَذْكُرَ النائِحَةُ الميّتَ بأَحسَنِ أوْصَافِه وأَفْعالِه وقد نَدَبَتْ. - (1 في الحديث: "كان له فَرسٌ يقال له المَنْدوب (¬2) " : أي المطلوب 1). (ندج) - في الحديث (¬3): "قَطَعَ أَنْدُوجَ سَرْجِه" : أي لِبْدَه. كذا وجَدتُه بالنُّون، وأحْسَبُه بالباء بَدَل النّون. (ندح) - (4 في حديث الحَجَّاج: "وادٍ نادِحٌ" : أي واسِع؛ من باب عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ. وقد نَدحه يَنْدَحه، والمَنْدوحة (¬5) منه كالمصدوقة 4). (ندد) - في الحديث: "فنَدَّ بَعِيرٌ" : أي شَرَدَ وذهَبَ على وَجْهِهِ. ¬
(ندر)
وقُرِئ: {يَوْمَ التَّنَادِّ} (¬1) بتَشديد (¬2) الدَّال، يعنى يوم يفِرُّ المرءُ مِن أَخِيه وأُمِّهِ وأَبِيه. وَقد نَدَّ يَنِدُّ: نَفَر، وندَدتُه أَنا، والنِّدَادُ: (3 الشِّراد. والنِّدّ: المثْل الذي يُضادُّ في الأمور ويُخالِف، من نَدَّ البعيرُ: إذا استَعْصَى 3). (ندر) - في الحديث: "أن رجُلًا عضَّ يَدَ آخر (¬4) فنَدَرت ثَنِيَّتُه". : أي سَقَطَتْ. (5 - ومنه حَديث أَنسٍ في قِصَّة صَفِيَّة: "فَنَدَرَ ونَدَرَتْ صَفِيَّةُ" : أي وَقَعَ رَسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ووَقَعَت هي 5) ونوادِرُ الكلاَم: ما يَسقُط منه. - ومنه الحديثَ: "فأَضرِبُ (¬6) رأسَه فندَرَ" : أي سَقَط وبان منه. - في حديث على - رضي الله عنه -: "أنه أقْبَل وعليه ¬
(ندم)
أَنْدراوَرْدِيّة (¬1) " قيل: هي فَوقَ التُّبَّانِ ودُونَ السَّرَاوِيل، تُغَطِّى الرُّكبةَ، مَنسُوبَة إلى صَانِع أو مَكَانٍ. (ندم) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "إيَّاكُم ورَضَاعَ السَّوْءِ، فإنه لَا بُدّ أنْ يتنَدَّمَ (¬2) يومًا مَا". : أي يَظهَر أثَرُه، والنَّدَمُ: الأثَرُ، وَنرى الأَصْل فيه: النَّدَبَ، وَانقِلابُ البَاءِ عن الميم، والميمِ عن البَاءِ في كَلامهم كَثِيرٌ، كَسَبَّدَ وسَمَّدَ، ولَازبٌ ولَازِمٌ. وقال الجبَّانُ: الندَمُ: النَّدَبُ لأثَرِ الجُرح. (3 وقد ذكره الزمخشرى بسُكونِ الدّال من النَّدْم، وهو الغَمّ اللازم، ويَنْدَم صاحبُه بسُوء العَاقِبَةِ 3). - في الحديث: "غيرَ خَزَايَا ولا نَدامَى" (¬4) : أي نادِمين، إلّا أَنه أَخرجَهُ على مَذهبِهم في الإتباع؛ لأَنَّ النَّدَامى جَمعُ نَدمان؛ وهو الشَرِّيب الذي يُشَارِبُك؛ وقد يُقالُ في النّدَم أيضًا: نَدمَان سَدْمَان، فهم نَدامَى سَدَامَى. ¬
(ندا)
(ندا) - في الحديث: "واجْعَلْنِى في النِّدَاءِ الأَعْلَى" (¬1) النِّدَاءُ مَصْدَرُ نادَيتُه، ومعناه: أن يُنَادَى لِلتَّنْوِيهِ بهِ والرَّفْع منه، ويُحْتَمل أن يُريد به نِدَاءَ أَهْلِ الجَنَّةِ أهلَ النَّارِ {أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا} (¬2)، كما في القُرآن. والنِّداء: رَفعُ الصَّوْت بالدُّعاءِ، ويُقَالُ للصَّوْت المجرَّدِ نِدَاء، كما قال تَعالى: {إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً} (¬3). والنِّداءُ: الظُّهور، وأَنشَد: * كَالكَرْم إذ نَادَى منَ الكَافُورِ * (¬4) : أي ظَهَرَ ظُهُوَر الكَرْم مِن كُفُرّاهُ. - ويُروَى: "في النَّدِىّ الأعْلَى" وهو المجلسُ؛ لأنَّ القَومَ يَنْدُونَ فيه، وحَوَاليْه؛ أي يَدَّعُون. يُقال: نَدَاهُم يندُوهم: أي دَعَاهم فإذا تَفَرّقُوا لم يكُن ندِيًّا، ومعناه: اجْعلْنِى من القوم المجتَمِعين، يعنى المَلأَ الأعْلَى من الملائكِةِ. ومنه: دارُ النَّدْوَةِ بمَكَّةَ؛ لأنّهم كانُوا يجتَمِعُون فيها يَتشاوَرُونَ وَينْدُون. وناداهُ: جالَسَه، وتَنادَوْا: تجالَسُوا. ¬
والنَّدْوَة - بِالكَسرِ -: أقرَب إلى الوَادِى من العِدْوَةِ (¬1). ونَوَادِى الوَادِى، والوَاحِدُ: نادٍ. - وفي حديث أَبى سَعِيد - رضي الله عنه -: "كُنَّا أندَاءً فخَرجَ (2 علينا رسَولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم" وهو جمع النَّادِى، وهو النَّدِىّ أيضًا. وقيل: إنما سُمِّى به؛ لأن 2) القَومَ يَنْزِعُون إليه. يُقَالُ: هذه الناقة تندُو إلى نُوقٍ كِرَامٍ. وقيل: هو من الندْوَةِ؛ أي المُشَاوَرةِ. وقوله: "كُنَّا أندَاءً": أي أهل أندَاءٍ, كما قَالَ تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} (¬3): أي أهْلَ نَادِيه. - في الحديث: "بَكْرُ بن وَائل نَدٍ". : أي سَخِىّ. يقال: هو يَتَنَدَّى على أَصْحَابهِ (¬4)، وإنَّ يَدكَ لنَدِيَة ونَدِيَّة - بالتخفيف والتَّثْقِيل: أي سَخِيَّة. ¬
- (1 في الحديث (¬2) "لو أنّ رجلًا نَدَا الناسَ" : أي دَعاهم. - في الحديث (¬3): "إنَّ جارَ النَّادى يَتَحوَّل" النَّادى والنَدِىّ: المجلس. ومنهم مَن يَروِيه: "جار البَادى" وقال العسكري: هو خطأ 1). * * * ¬
ومن باب النون مع الذال
(ومن باب النون مع الذال) (نذر) - في الحديث: "فَلمَّا عرف (¬1) أن قد نَذِروا به هَرَبَ" : أي شَعَروا به وأحَسُّوا (2 وعَلِمُوا 2) بمَكانِه، وهو لازِم أنذرتُه. - وفي حديث آخَرَ: "انْذَرِ القَومَ" : أي احْذَر منهم، واستَعِدَّ لهم (¬3). * * * ¬
ومن باب النون مع الزاى
(ومن باب النون مع الزاى) (نزح) - في حدِيثِ سَعِيد ابن المُسَيَّبِ: "قال لقَتادَةَ: ارْحَلْ عَنّى، فقَدْ نَزَحْتَنِي" (¬1) وفي رِوَايةٍ: "نَزفْتَنى": أي: أَنْفَذْتَ مَا عِنْدِى. يُقالُ: نِزَحْتُ البِئرَ؛ إذا اسْتَقَيتَ مَاءَها كُلّه، فهى نَزوحٌ، (2 وهُنَّ نَزُوحٌ، (¬3) وَنُزُحٌ أيضا: أي قَليلَة الماءِ، والجَمْعُ: أنزَاح 2). وقوله: "ارحَل عَنّى": أي تَأخَّر وابعُدْ. (نزر) - في حديث سَعِيد بن جُبير: "كانت (¬4) المرأةُ إذا كانَت نَزْرَةً أو مِقْلَاةً" : أي قَلِيلةَ الوَلَدِ. والنَّزْر: اليَسِير (¬5) مِن كُلِّ شَىءٍ. وقد نَزُرَ الشىءُ: حَقُرَ، نزارَةً، فَهو نَزْرٌ، والنّزْرُ مَصْدَرٌ يُوصَف به كالعَدْلِ، وَامرأةٌ نَزُورٌ، كذلك، وأنشدَ: ¬
(نزز)
بُغَاثُ الطَّيرِ أكثَرُها فِرَاخًا وأُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاَةٌ نَزُورُ (¬1) (نزز) - (2 وفي حديث الحارثِ بن كَلَدة لعمر: "البلاد الوَبِيئة، ذاَتُ الأَنجال والبَعوض والنَّزِّ" النَّزُّ: ما يتحَلَّب من الماء القَلِيل في الأرض 2) (¬3) (نزع) - (¬4) في حديث مُعَاذٍ - رضي الله عنه -: "أنه اشتَدَّ به الموتُ. فَنَزَعِ نزعًا لم يَنزعْ أحَدٌ مِثلَه قَطُّ" نزْعُ الموت: سِياقُه. - (5 في حديث طلحة - رضي الله عنه -: "فوجدتُ لى مَنْزعًا وَمخرجًا" : أي شَيئًا أَنزِعُ إليه، وأَصِيرُ إليه 5). - في حديث القرشىّ: "أسَرَني رَجُلٌ أنزَعُ" قال الأصمَعى: النَّزَعَتان: ما ينحَسِرُ الشّعر عنه؛ مِمَّا فَوْق الجَبين (¬6). ¬
وَالنَّزَع الاسْم، (1 وهو أنزع 1)، فإذا زادَ قليلًا فهو أجْلحُ، فإذا بلغ النِّصف فهو أَجْلَى، وضِدُّه الغَمَمُ، ورَجُلٌ أغَمُّ؛ إذَا سَالَ الشعرُ في وجْهِه من النَّزَعتَين والجَبْهةِ، (1 ورَجُلٌ أَزعَر 1) وامرأة زَعْرَاء (¬2)، ولا يُقالُ نزعَاء. وقد نزِعَ الرجُلُ: صَارَ أنزَعَ. - وفي صِفَةِ عَلىّ - رضي الله عنه -: "الأَنزَعُ البَطِين" (¬3) قيل: معنى الأَنزَع: المَنزُوعُ مِن الشِّرْك، والبَطِين: المملوءُ البطن عِلمًا (¬4) - وفي حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -: "قال لآلِ السَّائبِ: قد أضْوَيْتُم فانِكحُوا في النَّزائع" (¬5) وفي روَاية: "استَغرِبوا" وقيل: اغْرُبوا (¬6) لَا تضوُوا. والنَّزائعُ: اللَّوَاتِي تَزوَّجْن في غَير عَشَائرهنّ. وكلّ غرِيبٍ: نزِيعٌ، والنَّزائعُ: الخَيْلُ تَنْزِعُ إلى أعراقٍ في أُصُولِهَا، والنزائِعُ: اللَّاتيِ انتُزِعْنَ مِن قومٍ آخرين فَهُنّ ينْزِعن إليهم. وَالعَرَبُ تقولُ: إذا تَقَارَبَ نَسَبُ الأبَويْن ضَوَى الوَلدُ وَهَزَل. ¬
(نزغ)
- (1 في الحدِيثِ: "أنا فَرَطُكم على الحوض، فَلأُلْفَيَنَّ ما نُوزِعْتُ في أحدكم، فأقول: هذا مِنّى (¬2)، فيقال: إنّك لا تَدرِى ما أحدَثوا بَعدَك" : أي يُنزَع أَحدُكم مِنِّى ويُؤخَذُ، والنَّزع: القَلْع. (نزغ) - في حديث ابن الزبير (¬3): "نزَغَه بنَزِيغة" : أي رماه بكلمة سيِّئةٍ، ونَسَغَه مثله. 1) (نزل) - في الحديث: "نازَلْتُ رَبِّى - عَزّ وجَلّ - في كذَا" (¬4) أصْلُ النِّزالِ في الحَرب: أن يَتنازَل الفَرِيقَان، والمعنَى: راجَعْتُه فيه وماكسْتُه، وَسَألتهُ مرّةً بَعد أخرَى ونحو ذلك. (نزه) - في حديث أبى هُرَيرة - رضي الله عنه -: "الإيمانُ نزِهٌ" (¬5) أي يَبعدُ من المعَاصى، يعنى إذا زَنَي أو سَرَق أو عَصىَ فارقَه الإيمان، كَمَا وَرَدَ في الحدِيثِ. وفي تفسير سبحان الله: "تنزِيه (¬6) اللهِ تعالى عن السُّوءِ" : أي تَقدِيسُه وإبعادُه عنه. ¬
(نزا)
- ومنه الحدِيث (¬1) "كانَ لا يَمُرُّ بآيَةٍ فيها تَنزِيهُ الله تعالى إلَّا نَزَّهَهُ" أي كُلُّ آيَةٍ قدّسَ الله تعالى فيها نَفسَه عن العَيب، وظُلمِ العِبادِ وَغيره، شَهِدَ له بذلك. - ومنه قول عُمَر - رضي الله عنه -: "الجابِيَةُ (¬2) أَرضٌ نَزِهَةٌ" : أي بعيدَةٌ مِن الوَباءِ. وقد نَزُه نَزاهَةً: بَعُدَ. وَالتّنَزُّهُ إلى البَساتِين من ذلك، وتنَزَّهُوا: تَباعَدُوا عن الماءِ وَالرِّيف، وَخرجُوا إلى الصّحَارى. (3 وأَنْزه: أي أَبعَد. - وفي حديث المعذَّب في قَبْره: "كان لا يَستَنْزِه من البَوْلِ" : أي لا يَستَبرِيء ولا يتطهّر 3). (نزا) - الحديث (¬4): "أُمِرنَا ألَّا نُنْزِىَ الحُمُرَ على الخَيلَ" (¬5) قال الخطابى: يُشْبِهُ أن يَكُون المعنَى فيه - والله عزّ وجلّ أعلم - أنّ الحُمُرَ إذا حُمِلَت علَى الخيل تعَطَّلَت مَنَافِعُ الخَيل وقَلَّ عَدَدُها، وَانْقَطعَ نَماؤُهَا، والخَيلُ يُحْتاج إليها للرُّكُوبِ والرَّكْضِ والطَّلَب، وعليها يُجاهَد العَدُوُّ، وبها تُحرزُ الغنَائم، وَلَحْمُها مَأكولٌ، ويُسهَمُ للفَرس كما يُسهَم للفَارِس، أو مِثْلاَه، وليس للبَغْلِ شىءٌ ¬
مِن هذه الفضائل، فأَحَبَّ عليه الصَّلاة والسّلامُ أن ينموَ عدَدُ الخيل، ويكثُر نَسْلُها؛ لمِا فيها مِن النَّفِع والصَّلاح، ولكن قد يحتمل أن يَكُون حَملُ الخَيلِ عَلى الحُمُرِ جَائزًا؛ لأنّ الكراهَةَ في هذا الحديث إنما جَاءت في حَمْلِ الحُمُرِ عَلى الخيل؛ لئلا يشتَغِل رَحِمُهَا بنَجْل الحُمُر فيقطَعُها ذلك عن نَسْلِ الخيل؛ فإذا كانت الفُحُولَةُ خيْلًا والأُمِّهاتُ حُمُرًا لم يَكُن هذا؛ (¬1) وقد ذَكَر الله تعالى البِغَال، وأفرَد ذِكرِهَا بالاسمِ الخَاصِّ، فامتَنَّ بها كامتِنَانِهِ بالخَيلِ والحُمُر، وَنَبَّهَ على مَا فيها مِن الأَرَب والمَنفعَةِ، وقد استَعْمَله رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - واقْتَناهُ ورَكِبَه حَضَرًا وسَفرًا. - في حديث السَّقِيفة: "فنَزوْنا علَى سَعْدٍ" (¬2) النَّزْوُ: الوَثبَان. ومنه: نزْوُ السِّفَاد الذي تَقَدَّمَ، كَأنَّهُ كان مُضطَجعًا فَوطئوُه من شِدَّة الزِّحَام - والله عزّ وجلّ أعلَم -. * * * ¬
(ومن باب النون مع السين)
(ومن باب النون مع السّين) (نسأ) - في الحديث: "لا تَسْتَنسِئُوا الشّيطَانَ" قال يحيى بنُ مَعِين: تَفْسِيرُه إذَا أرَدْتَ اليومَ صَدَقةً أو عَمَلًا صَالحًا فلا تؤخِّره إلى غَدٍ (¬1). مِن قولِك: نَسَأتُهُ: أي أخرتُهُ، والمَرأةُ نَسْءٌ ونَسُؤٌ: إذَا تأخَّر حَيْضُهَا، وَرُجِىَ حَبَلُهَا؛ (2 أي تلك مُهلَة مُسَوِّلة من الشيطان. - في حديث ابنِ عباس - رضي الله عنهما -: "كانت النُّسْأة (¬3) في كِنْدَة" : أي الأمر في تأخير الشهور، من قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ} (¬4). والنُّسْأة كالكلأَة: التأخير. 2) ¬
(نسج)
(نسج) - في الحديث: "بَعَثَ رسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - زيدَ بن حَارِثَة - رَضى الله عنهما - إلى جُذَامَ، فأوَّلُ مَن لَقِيَهم رجُلٌ على فَرَسٍ أدْهَم، كَان ذكَرَهُ على مَنْسِج فَرَسِه" قال الأصمَعِىُّ: المنْسِجُ: ما بَيْن مَغرِزِ العنق إلى مُنقَطَع الحارِكِ في الصُّلْبِ. وقال أَبو عُبيدَة: المَنْسِجُ والحارِكُ والكَاهِل: مَا شَخَصَ من فُرُوع الكَتِفَين إلى أَصلِ العُنُق. وقاَل أبُو عَمرو: هو بِكَسْرِ الميمِ بمنزِلَة الكَاهلِ مِن الإنسَان، والحَارِك مِن البَعِير والسِّيسَاءِ (¬1) منِ الحِمارِ، وألِفُ سِيسَاء للإلحاقِ، فيجب أن يكُون مُنصَرفًا. وقال غَيرُه: المِنَسجُ والمَنسِجُ: المُنتَبِر من كاثِبة (¬2) الدّابّة؛ لأنه يتحرَّك أبدًا. (نسر) - في شِعْر العَبَّاس (¬3) - رضي الله عنه -: ... وقد.: ألْجَمَ نَسْرًا وَأهْلَهُ الغَرَقُ ¬
(نسل)
يريد به الصَّنَمَ الذي كان يَعْبُدُه قَومُ نوح عليه الصّلاة والسّلام، ذكره الله تبارك وتعالى في قوله: {وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} (¬1) (نسس) (2 في حديث الحَجَّاجِ: "من أهل الرَّسِّ وَالنَّسِّ" - يقال: - نسَّ فُلانٌ لفُلانٍ: أي تَخَبَّر خبرَه، وأَتاه به: إذا دَسَّه إليه والنَّسِيسَةُ: السِّعاية. - في حديث عمر: (¬3) "شَنَقْتُها بجَبُوبة حتى سَكَن نَسِيسُها" : أي ماتت. والنَّسِيسُ: بَقِيَّة النَّفْس. (نسطاس) في حديث قُسٍّ: "كحَذْوِ النِّسْطاسِ" (¬4) قيل: إنه ريشُ السَّهْم، ولا أَعرِف حقيقتَه. وفي رواية: "كحَدِّ النِّسْطاس" (نسل) - وفي حديث (¬5) عبدِ القَيْس: "كانت عندنا خَصْبةٌ نَعْلِفُها الإبلَ ¬
(نسم)
فنَسَلْنَاها" : أي اسْتَثْمَرْنَاها (¬1). يقال: نَسَل الولَدُ يِنْسُل ويَنْسِلُ، ونَسَلَت الناقةُ بولد كثير، وأَنسَلَت نَسْلا كثيرا: أي نَسَلْنا بها نحو قولهم: أَمرتُك الخَيرَ؛ أي بالخير، وإن شُدّد فهو كوَلَّدْنا 2). (نسم) - في الحديث: "أَبُدُوًّا يَا أَسْلَم فتَنَسَّمُوا الرِّياح. (¬2) " النَّسِيم: نَفَس الرِّيح. يُقال: وَجَدت نسِيمًا طَيِّبًا، وَالتنَسُّمُ: طلَبُ النَّسِيم واستِنْشَاقُه؛ وَقد نَسَمَت الرِّيحُ تَنْسِم نسَمًا وَنَسِيمًا ونسَمَانًا؛ إذَا هبَّت هُبُوبًا ضَعِيفًا، وجاءت بَنَفسٍ غيرِ شَدِيدٍ. وَأينَ نَسَمُكَ ومَنْسِمُكَ: أي أين تَتَوجَّهُ، والمَنْسِمُ: الطَّريقُ البَيّنُ، وَهذا نَسَمٌ مِن الطرِيق وأَنسَامٌ،: أي عَلامَةٌ وبَيَانٌ. - ومنه الحديث (¬3): "على كلِّ مَنْسِمٍ من الإنسَانِ صَدقةٌ" إن حُفِظَ لفَظُه فمعناه: على كلّ مَفْصِل. (نسا) - في الحديث: "لا يقُولَنَّ أحَدُكُم: نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيتَ بل هو نُسِّيَ" النِّسيَان: ذَهَابُ الحِفْظِ، كَرِه نِسْبَتَه ذلك إلى نفْسِهِ لِمَعْنَيَيْن: أحدُهما أنّ الله عزّ وجلّ هو الذي أنْسَاهُ إيَّاهُ؛ لأنَّه المُقَدِّر ¬
لِلأَشيَاء كلِّها. والثاني أنّ أَصل النّسيانِ: التَّركُ، فكَرِه له أن يقولَ: تركْتُ القُرآنَ، أو قَصَدْت إلى نِسْيانِه. لِمَا في ذلك من الكَرَاهَةِ، وَلأنّ ذلك لم يَكُن باختِيارِه؛ وَقد أنسَاه الله تعالى وَنَسَّاه إيّاهُ، وَمنه قوله: "بل هو نُسِّىَ"، ولو رُوى: "نُسِيَ" بالتخفيف يكون معناه: أنه تُرِك من الخير وحُرِم. (¬1) - ومنه حديثه: "إنما أُنَسىَّ لِأسُنَّ" (¬2) - (3 في الحديث: " (¬4) في المْنسىَ تحت قَدَم الرَّحْمَنِ عزَّ وجلّ" : أي يُنْسَوْن في النار، "وتَحْتَ القَدَم" قيل: هو استِعارةٌ، كأنه قال: يُنْسِيهم الله تعالى الخَلْقَ لئلا يَشفَعوا فيهم، قال الشاعر: أبْلَت مودَّتَها اللَّيالىِ بعدَنا ومَشىَ عليها الدّهْرُ وهو مُقَيَّدُ 3) (¬5) - في الحديث: "عِرْق النَّسَا" (¬6) ¬
وهوِ بالقَصْر: عِرْقٌ يخرج من الوَرِكِ، فيَسْتَبطن الفَخِذَين، ثم يَمرُّ بالعُرقوبِ حتى يبلغ الحافِرَ، فإذا سَمِنت الدابةُ انفَلَقَتْ فَخِذاها بلَحْمَتَين عَظِيمَتين وجَرَى النَّسَا بينهما واسْتَبَان (¬1). * * * ¬
ومن باب النون مع الشين
(ومن باب النون مع الشين) (نشأ) - في الحديث: "نَشَأٌ يَتَّخِذون القرآنَ مَزامِيرَ" : أي جَماعةٌ أحدَاثٌ، والمحفُوظ بسُكُون الشِّين، (1 فيكون مَصْدَرًا سُمِّىَ به كَعَدْلٍ، ويجوز نشَؤٌ - بتحريك الشِّين - جَمْعُ ناشىءٍ كخادمٍ وخدَمِ 1) - وفي الحديث: "ضُمُّوا نَواشِئَكُم في ثَوْرةِ العِشَاءِ" : أي صِبيانَكم وأحْدَاثَكم، كذَا ذكره بعضُهم، والمحفُوظ: "فَواشِيَكم" بالفاء. - (2 في الحديث: (¬3) إذا أَنشأَت - يعنى السَّحاب - بَحْرِيَّةً ثم تَشاءَمَت" يقال: نَشَأ وأنْشَأَ: خَرَج (¬4)، وأَنْشَأَ يَفْعَل: أخذ، والبحر من المدينة في جانب اليَمَن، وهو الذي تَهُبّ منه الجَنُوب 2). (نشب) - في حديث حَرْبٍ (¬5): "قال: اشَتريتُ سِمْسِمًا فَنَشِبَ فيه رجُلٌ - يعنى اشتَراه - قال شُرَيح: هو للأَوَّل" نَشِبَ بالشّىءِ: تعَلّق به، وَمنه النشَبُ؛ وهو المالُ؛ لأنّه يتعلَّق به، ونَشِبَ في الشَّىءِ؛ إذا وَقَع فيما لا مَخْلَصَ له منه، وأنشَبَ ¬
(نشح)
أظفَارَهُ وَمَخَالِبَهُ فيه. ويقال للذئب: نَشَبَةٌ، ونَشِبَت الحَرْبُ بينَهم نُشُوبًا: اشْتَبَكَتْ، ولم يَنْشَبْ أَن فَعَل كذا: أي لم يتعلّق بشىءٍ، ولَم يشتَغِل بِغَيْره، وَمَعناهُ لم يَمْكُثْ وَلم يَبْرَحْ. - ومنه حديث الأَحْنَفِ: "إن النّاسَ نَشِبُوا في قَتْلِ عُثمانَ" : أي وَقعوا (¬1) فيه وُقُوعًا لا مَنزَعَ لهم منه. ونَشِبَ مَنشَب سَوْءٍ؛ إذا ارتبَكَ فيمَا لَا مَخلَصَ لَه منه. (نشح) - في حديث أبى بَكرٍ (¬2) - رضي الله عنه -: "انظُرِى مَا زَادَ في مالى فَرُدِّيهِ إلى الخلِيفَةِ بَعْدِى، فإني كُنتُ نَشَحْتُهَا جُهْدِى" : أي أقْلَلْتُ من الأخذِ منها. قال أبو عَمْرو: النَّشْح والنَّضْحُ والنَّقْعُ: شُرْبٌ قَلِيلٌ. وقال سَلمَةُ: النّاشِحُ: السَّاقى. يُقالُ: أنشِح بَعِيركَ؛ أي اسْقِه وانْتَشَحَت الِإبلُ: شَرِبَت ولم تَرْوَ، والمنشُوحُ: الماءُ القَليلُ. والنُّشُوحُ مَصْدرَ نَشَحَ. وقيل: نَشَحَ: امتلأَ، وذِقٌّ نَشَّاحٌ: مُمْتَلىءٌ. (نشد) - (3 وفي حديث الِّلسان: "نَشَدتُك الله والرَّحِمَ" (¬4) يقال: نَشَدتُك نِشْدَةً، ونِشْدانًا، وناشَدتُك الله تعالى: أي ¬
(نشر)
سَألتُك بالله وبالرَّحم، وتَعْدِيتُه إلى مفعولين إمّا لأنه بمَنْزِلة دَعَوتُ، حيث قالوا: نَشَدتُك الله وبالله، كما قالوا: دعوتُ زيدًا وبِزيد، أو ضَمَّنُوه معنى ذَكَّرْتُ، وأنشدتُك بالله خطأ. ونِشْدَك الله، إما أن يكون أصلُه: نَشَدْتُك الله، فحذفت التَّاءُ تخفِيفًا، وإمّا أن يكون بِناء مُقْتَضَبا كقِعْدَك، ومعناه: أنشدك الله نِشدةً، فحَذَف الفِعلَ ووضَعَ المَصدَر مَوضِعَه. - "ولَا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلّا لمُنْشِد" (¬1) أي مُعرِّف 3). (نشر) - في الحديث: "سُئِل عن النُّشْرَةِ فقال: هو من عَمَلِ الشَّيطانِ" النُّشْرَةُ: ضرْبٌ من الرُّقْيَةِ والعِلاج، يُعالَج بها مَن كان يُظَنُّ به مَسُّ الجِنّ، سُمِّيت نُشْرةً لأنّه يُنْشَرُ (¬2) بها عنه ما خامَرَه مِن الدَّاءِ. وقال الحسَنُ: النُّشْرةُ من السِّحر، قال جَرِير: أَدْعُوكَ دَعْوةَ مَلهُوفٍ كَأنَّ به مَسًّا مِن الجِنّ أو رِيحًا مِن النَّشَرِ (¬3) وقد نَشَّرتُ عنه تَنشِيرًا. ¬
(نشز)
- في الحديث: (¬1) "لا رَضاعَ إلّا مَا أَنْشَرَ العَظْمَ وَأنْبَتَ اللَّحمَ" : أي شَدَّه وقَوَّاهُ، والإنشَارُ بمعنى الِإحْيَاء مِن قوله تَعالى: {ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ} (¬2). (نشز) - ويُروَى: "ما أَنشَزَ العَظْمَ" بالزاى. : زَادَ في حَجْمِه فنَشَزَ؛ أي ارْتفَعَ. - ومنه الحديث: (¬3) "أنه كانَ إذا أوْفَى (¬4) على نَشْزٍ كَبَّر" بسُكُون الشِّين وفتحها؛ وهو المرتفع مِن الأرضِ شِبْهَ التَّلّ. - وفي حديث أبى سَعيدٍ - رضي الله عنه -: "في صِفَةِ خاتَم النُّبُوَّة بَضعَةٌ ناشِزَةٌ" : أي قِطعة لَحمٍ ناتِئَةٌ (¬5) مُرتَفِعَةٌ. - ومنه حَديثُ عُمَر - رضي الله عنه -: "أَنَّ امْرَأةً نَشَزَت علَى زِوْجِها" (¬6) : أي (¬7) عصَتْهُ وَارتَفَعَتْ عنه، فهى ناشِزٌ وناشِزَةٌ، ونَشَزَ عليها زَوْجُهَا: أضَرَّ بها وجَفاها، يَنشُزُ، وَينشِزُ، ونَشَزَ عن مَجلِسِه: ارْتفَع. ¬
(نشش)
- وفي حدِيثٍ آخرَ (¬1): "أتاهُ رَجُلٌ ناشِزُ الجَبْهَةِ" : أي مرتَفِعُهَا. (نشش) - في حديث الأَحنف: "نَزَلْناَ سَبْخَةً نَشَّاشةً" (¬2) يعنى البَصْرَة، يقال: نشَّ الغدِيرُ: نَضَبَ ماؤُه، وسَبِخَةٌ نَشَّاشَةٌ تَنِشُّ مِثلَ النَّزِّ، والقِدْرُ تَنِشُّ؛ إذَا أخَذَت في الغَلَيَانِ، يعنى ما يَظهَرُ من مَاءِ السِّبَاخ فيَنِشُّ فيها ويَعودُ مِلْحًا. وقال أبوَ مَهْدِيَّة: الأَرضُ النشَّاشَةُ: التي لا يَجفُّ ثَراهَا (¬3) ولا يَنْبُتُ مَرعاها، والنَّشْنَاشَة (¬4) كذلك. (نشط) - في حديث أبى المِنْهال، في ذِكْر حَيَّاتِ النَّار وعَقارِبها، فقال: "وانّ لها نَشْطًا ولَسْبًا" (¬5). - (6 وفي رواية: "أنْشَأنَ به نَشْطا" (¬7) : أي يَنْشَطْنه نَشْطا، وأنْشأَ مثل (¬8) طَفِق 6). قال الأَصمعىُّ: النَّشْطُ للحيَّاتِ هو اللَّسْعُ بسُرعَةٍ واخْتِلاسٍ. يقال: نَشَطَتْه الحيَّةُ وانتشَطَتْهُ، وكذلك كلّ شىء اختلسْتَه فقد انتَشَطْتَه، وَاللَّسْبُ للْعَقَارِبِ. وقد لَسَبَتْه العَقْرَبُ تَلْسِبُه لَسْبًا: لَدَغَتْهُ. ¬
(نشف)
- وفي حديث عَوف بن مالك - رضي الله عنه -: رأيتُ كأَنّ سبَبًا مِن السَّمَاءِ دُلِّىَ فانْتُشطَ النَّبِىُّ - صلّى الله عليه وسلّم، تم أُعِيدَ فانتُشِطَ أبُو بَكر - رضي الله عنه -" (¬1) : أي حُلَّ، من أنشَطْتُ العُقْدَةَ وانْتَشَطْتُها: حَلَلْتُها، وانتِشاطُ الدَّلْوِ: اضطِرَابُهَا، حتى ينتَضِحَ مَاؤُها. ونَشَطتُها: عَقدتُها، وأَنشَطتُها: حَلَلْتها، (2 ونشَطتُها: نَزعتُها. 2) (نشف) - في حدِيثِ طَلْق: (¬3) "قال لَنا: اكْسِرُوا بِيْعَتَكُم، وانْضَحُوا مكَانَها، واتَّخِذُوها (¬4) مَسْجِدًا، قُلْنَا: البَلَدُ بَعيدٌ، والماءُ يَنْشَفُ، قال: فمُدّوهُ مِن الماءِ، فإنّه لَا يزِيدُهُ إلاّ طِيبًا" أصْلُ النَّشْفِ: دُخُولُ الماءِ في الأرضِ والثَّوبِ. يُقال: نَشِفَت الأرضُ الماءَ. (¬5) ومنه حدِيث أبى أيّوب - رضي الله عنه -: "فقُمتُ أنا وأُمُّ أيُّوبَ بقَطيفَةٍ ما لنا غَيرُها نُنَشِّفُ بها الماءَ". - في حديث (¬6) حذيفة - رضي الله عنه -: "أظَلَّتْكُم الفِتَنُ، تَرمى بالنِّشْفِ ثم التي تَلِيها تَرْمِى بالرَّضْفِ" قال الجبَّانُ: النَّشفُ والنِّشفُ - بالكسر -: حَجَرٌ يُنَشّفُ به ¬
(نشق)
الوَسَخُ مِن الرِّجْل وَغيرها. وقال غيره: حجَارَة مُضرّسَةٌ. وقال الأصمعىُّ: النشَفَةُ: حجارَةٌ سُوُد كأنها أُحْرِقتْ بالنّار، وقال غيرُه: حجَارَةٌ تَقَومُ على رَأسِ الماءِ؛ فمَعْنَاه: أن الأولى من الفِتَن لا تُؤَثِّرُ في أدْيان الناسِ لِخِفَّتِها، والتى بَعْدَها كَهَيْئَة حجَارَةٍ. قد أُحْمِيَتْ بالنارِ، فكَانَت رَضْفًا، فهى أبلَغُ في أَديانِهم وأَثْلَمُ لأَبْدَانهم. هذا إذا كان النَّشْفُ قَبل الرضْفِ، فإذا كان الرَّضْفُ قبلَ النشْفِ فالرّضف الحجارةُ المحماةُ، والنَّشْفُ السُّودُ، كأنها أُحرقَتْ، بالنارِ، فالأُولى أيضًا أخفُّ من الثانِيَةِ (¬1). (نشق) - في الحديث: "إنّ لِلشيطانِ لَعُوقًا ونَشُوقًا (¬2) " النَّشُوقُ: اسمٌ لكلِّ دَوَاءٍ يُصَبُّ في الأَنْفِ، وقد أنْشَقْتُه الدَّواءَ (¬3)؛ والاستِنشَاق في الوُضُوء منه. ونَشقْتُ الرِّيح واسْتَنشقتُها: تَشَمَّمْتُها. * * * ¬
ومن باب النون مع الصاد
(ومن باب النون مع الصاد) (نصب) - في الحديث (¬1): "أنّ زَيد بن عَمروٍ مرَّ بَرسُولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم، وهو يأكُلُ لحمًا، فدَعَاه إلى الطعام فقال زيْدٌ: إنّا لَا نأكُلُ ممَّا ذُبح علَى النُّصُبِ" النُّصُبُ (¬2): حَجَرٌ كانُوا يَنْصِبُونَه في الجاهليَّةِ (¬3) فيعبُدُونَه، والجمعُ: أَنصَابٌ، ولَهُ وجُوهٌ ثلاثة: أحَدُها: أنَّ زيدًا ظنَّ أن ذلك اللَّحمَ مِمَّا كانَت قريش تَذْبَحُهُ لأنصَابِهَا، فامتنَع لذلك، ولم يكن الأمرُ على مَا ظنَّ. الثاني: أنَّ زيد بن حَارِثَة - رضي الله عنه - كان فَعَلَه (¬4) مِن غَير أَمرِ رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - وَلا رِضَاه، إلّا أنَّه كانَ معه، فَنُسِب إليه ذلك؛ لأنَّ زَيدًا لم يَكن مَعَهُ من العِصْمَةِ ما كان الله عَزّ وجلّ أَعْطَى نَبِيَّه - صلى الله عليه وسلّم، ومنعَهُ، ممَّا لا يَحلُّ من أمرِ الجاهليّة فكيف يَجُوزُ ذلك؟ وَقد مَنَعَ هو عليه الصَّلاة والسَّلامُ زيدًا في هذا الحدِيث بِعَينِهِ أن يَمسَّ صَنَمًا، ¬
وما مَسَّهُ النَّبِىُّ صلّى الله عليه وسلّم قبل نبوّتِه ولا بَعْدَها، فكيف ينهَى زيدًا عن مَسِّه، ثم يَرضى له أن يَذبَح له، هذا مِمَّا لَا وَجهَ له. الثالث: أن يكُونَ الذّبح لله عزّ وجلّ، إلّا أنّه اتّفَق الذبح عند صَنَمٍ، كانوا يذبَحُونَ عنده، وكان الذّبح لله عزَّ وجَلّ - وإن كان الموضع الذي ذُبح فيه عند شىءٍ مِن الأنصَابِ - والله عز وجلّ أعلم. وقد اختُلِف في أكلِ ما ذُبح لِصَنَمٍ أو كنِيسَةٍ، فرَخَّصَ فيه قَومٌ إذا كانت الذَّكاةُ وَقعت مَوقعها، منهم أبو الدّردَاءِ، والعِرْبَاضُ، وعُبَادَةُ - رضي الله عنهم - وجَمَاعَةٌ مِن التابعين (1 وكَرِهَهُ ابنُ عُمر وعائشةُ، وجَماعة مِن التابعين - رضي الله عنهم 1)، وكراهة رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أحسَنُ وأصوَبُ. فقد رُوِىَ: "أنه ما رُؤَىَ آكِلًا مِمَّا ذُبِحَ على النُّصُبِ" - في الحديث: "فاطِمَةُ بَضْعَةٌ منّىِ يُنصِبُنى ما أنْصَبَها" : أي يُتْعِبُنى ما أتْعَبَها، وقد نصِبَ (¬2). - في حديث ابنِ عُمرَ - رضي الله عنهما -: "مِن أَقْذَرِ الذُّنُوبِ رجلٌ ظَلَم امرأَةً صَداقَها، قِيل للَّيث: أَنَصَبَ ابنُ عُمرَ - رضي الله عنهما - الحديثَ إلى رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم -؟ قال: وما عِلْمُه لَوْلَا أنه سَمِعَه منه؟ " ¬
(نصص)
: أي أسْنَدَه إليه، وأقامَ ذلك (¬1). يُقال: نَصَبْتُ الشىءَ؛ إذا رفعْتَه، فانتصَبَ، ونَصْبُ الحروفِ من ذلك، وِنَصبْتُ له رَأْيًا: أشَرتُ عليه به. وَالنَّصْب: ضرْبٌ من الغِناءِ أَرقُّ من الحُدَاءِ. - في حديث (¬2) أبى حُمَيْد - رضي الله عنه - في صِفَةِ صَلاَته: "ولا يَنْصِبُ رَأسَه ولَا يُقْنِعُه" (¬3) كذا في سُنِن أبى داوُدَ، والمشهُورُ: "لا يُصَبِّى رَأسَه" (نصص) - في حديث عبد الله بن زَمْعَةَ - رضي الله عنه -: "أنه تزوَّجَ بنتَ السَّائب، فلما نُضَّتْ لِتُهْدَى إليه طَلَّقَها" : أي أُقْعِدَت على المِنَصَّةِ؛ وهي سَريرُ العروس، ذكرها الجَبَّانُ، وقال ابن فَارِس: بفَتح المِيمِ وَأنّها الحَجَلَةُ؛ وهىِ مِن قَولهم: نصَصْتُ المَتاع: جعَلْتُ بَعْضه على بَعْضٍ، ونصَّتِ الظّبْيَة جِيدَها: رَفَعَتْه، ونصَّ الحَدِيثَ: رفَعَه، ونصَصْتُ العَرُوسَ: أقعَدْتُهَا على المِنَصَّةِ، والماشطَةُ تَنُصّ العَرُوسَ. وكلُّ ¬
(نصع)
شىءٍ أظهرتَه فقد نَصَصتَه. (1 - وفي حديث (¬2) هِرَقْل: "يَنُصُّهم" : أي يَستخرج رَأيَهم (¬3)، وهو من الرفع أيضا 1). (نصع) - في الحديث: "المَدِينَةُ كالكِير تَنْفِى خَبَثَها وتُنَصِّعُ (¬4) طَيِّبَها" : أي تُخَلِّصُ، وَناصِعُ كلّ شىءٍ: خَالِصُه، وأنصَعَ: أظْهَرَ ما في نَفْسِه، وبرزَ لونُه. (1 وقال صاحب المَجْمع: تَنصَع طِيبَها، وقال: النُّصوعُ لازم، فإن صَحَّت روايتُه فالوَجْه أن يقال: تُنصِع من الإِفعال؛ من قولهم: أَنصَعَ الرجُلُ: أظْهَرَ ما في نفسِه. أو يقال: "يَنْصَع طِيبُها" ذكر في الجميع بكسر الطاء والتخفيف. وذكره الزمخشرى (¬5) بالباء والضاد المعجمة 1). (نصف) - في الحديث: "حتى إذَا كانَ بالمَنْصَفِ" : أي المَوضِع الوَسَط بين الموضعَين. وقد نَصَفَ ينصُفُ: بلَغ النِّصْف، وهو أحد جُزْأَى الكَمالِ. (نصل) - في الحديث: "مَن تَنَصَّلَ إليه أخُوه فلم يَقْبَلْ" : أي انتَفَى مِن ذَنْبِه، وتَبرَّأ واعتَذَرَ، وتَنَصَّلْتُ الشىّءَ: ¬
(نصا)
أَخرجتُه. (نصا) - في حديث عامِر: "رَأيتُ قُبورَ الشُّهداء جُثًى قد نَبَتَ عليها النَّصِىُّ" وهو نَبْتٌ وَرقه سَبْطٌ، مِثل وَرَق الزرع، الواحِدةُ: نَصِيّةٌ، وهي من أَفضَلِ المَرَاعى. وأَنصَت الأَرضُ: كَثُرَ نَصِيُّهَا، فإذا يَبِس فهو الحَلىُّ. - في (¬1) حديث عَائشة - رضي الله عنها -: "لم تكن واحدةٌ مِن نسَائِه (¬2) تُنَاصِينِى عِنْدَهُ في حُسْنِ المَنزِلةِ غيرَ زَيْنَب" : أي تُنازِعُنى. والأَصل فيه: أن يتخاصَمَ اثنَان فيَأخذَ كلُّ واحدٍ بنَاصِيَةِ الآخر. يقال: نَصَوتُه ونَصَيْتُه: قَبَضْتُ على ناصِيَتِهِ، وقد تَناصَيا، ومَفَازَةٌ تُنَاصِى أُخرَى: أي تتَّصِلُ إحداهما بالأُخرى. وَالمُنَاصَاة: المُخَالطَة. - (3 ومنه في مَقْتَل عُمَر: "فَتَناصَيَا" 3) * * * ¬
ومن باب النون مع الضاد
(ومن باب النون مع الضاد) (نضج) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "فتَركَ صِبْيَةً صِغارًا ما يُنْضِجون كُرَاعًا" (¬1). - وفي روَاية: "ما تَسْتَضج كُرَاعا" (¬2) : أي لا يَكْفون أنفسَهُم خِدمَةَ مَا يأكُلُونَهُ، فكيف غَير ذلك؟ يُقالُ: هو نَضِيجُ الرأى: أي مُحْكمُهُ ومُدْرِكُه. (نضح) - في الحديث: "قال للرُّمَاة (¬3) انْضَحُوا عنّا الخَيلَ لا نُؤْتَى مِن خَلْفِنَا" : أي ارمُوهُم بالنُّشَّاب (¬4) وارضَخُوهُم بالحجر. - وفي حديثٍ آخر (¬5): "كأنما تَرْمُون به نَضْح النَّبْلِ" يعنى هِجَاءَ المشرِكِينَ. والنَّضْحُ والنَضْخُ يَتقارَبان في المعنى، وقيل: إنّ النَّضخَ - بالخَاءِ المُعَجَمةِ -: مَا بَقِىَ له أثَرٌ، وقيلَ: مَا كان (¬6) على اعتمادٍ، وبالحَاء المُهْمَلة - بخلافهما، وقيل: بالحَاء المُهْمَلة أرَقّ. والنَّضح: الرَّمى، وقوس نُضَحِيَّةٌ: نضَّاحَةٌ بالنَّبْل، والحاء في ¬
(نضخ)
الرَّمى أَشَدُّ من الخَاءِ المعجمَة. (نضخ) - في حديث ابن (¬1) الزبير - رضي الله عنه -: "وهو مُنضَاخٌ عليكُم بوَابِل البَلاَيَا" : أي مُنصَبٌّ، وانضاخَ الماءُ وانضَخَّ: انْصَبَّ، وغَيْثٌ نَضَّاخٌ. (نضض) - في حديث عِمران (¬2) - رضي الله عنه -: الذي فيه أنَّ الماء كان يَنبعُ، وهي - يَعنىِ - "المزادة تكادُ تَنِضُّ مِن المِلْء (¬3) " : أي تَنشَقُّ فيخرجُ منها الماء. يُقالُ: نَضَّ الماءُ مِن العَيْن: نَبَع، وَنضَّ العَرَقُ، وهو يَسْتَنِضُّ مَعْرُوفَ فُلانٍ: أي يَسْتخرجُه، وروَاهُ بَعضُهم - وهو تَصْحِيفٌ - وبَضَّ "بالبَاءِ" قطَرَ. والنَّضِيضَةُ: السَّحَابَةُ تَنِضُّ بالمَاءِ؛ أي تَقطُر وتَسِيل. وقيل: هي الضعِيفَة؛ ومنه: الناضُّ من المَالِ، كَأنَّه نُضّ من غيره، والنَّضّ والنَّضِيضُ: القَلِيلُ من الماءَ، والنَّضنَضَة: القَليلَةُ من المَطَرِ، كذا ذكَرَه الجَبَّان بِنُون بين الضَّادَيْن. (نضل) - في الحديث: "مَرَّ بقَوم يَنْتَضِلُون" ¬
(نضا)
: أي يَرْتَمُون (¬1). والنِّضَال: الرَّمْىُ مع الأَصْحاب، وقد ناضلتُه فنَضلتُه، وهو يُناضِلُ عنه؛ إذا تكَلّم بِعُذْرِه. - ومنه في شِعر أبى طالِبِ: (¬2) كذَبْتُم وبَيتِ الله يُبْزَى محَمد ... ولَمَّا نُطاعِنْ دونَه ونُناضِلِ (نضا) - في حديث جابر - رضي الله عنه -: "فجَعَلَتْ نَاقَتى تَنْضُو الرِّفَاقَ" : أي تَخْرُج مِن بينِهَا. يُقالُ: نَضَت الدَّابَّةُ تَنْضُو نُضُوًّا ونُضِيًّا، وكذا إذَا أخرج جُرْذَانَه. ونضَا الخِضابُ عن الشَّعَر ينضُو نَضْوًا ونُضُوًّا: ذهَبَ لَوْنُه. - وفي الحديث: "إنّ المؤمن لَيُنْضِى شَيْطانَه، كما يُنْضِى أحدُكم بَعيرَه" : أي يُهْزِله، والنِّضْوُ: الدَّابَّةُ التي أنضَتها (¬3) الأَسفارُ. - ومِنه الحديث: "إن كانَ أحَدُنا لَيَأخذُ نِضْوَ أَخِيِه" يُقال: بَعيرٌ نِضْوٌ، وناقةٌ نِضوٌ ونِضْوَةٌ. - ومنه حديث (¬4) عمر بن عبد الْعَزِيزِ: "أَنْضَميْتُم الظِّهر" : أي أهْزَلْتُموه. ¬
- في حديث الخوارج: "ثم يَنظُر في نَضِيِّه" قال أبو عَمْرو الشَّيبَانيُّ: هو نَصْلُ السَّهْم، وقال الأصمعى: هو القِدْحُ قبل أن يُنْحَت، وقول الأصمعى أوْلَى؛ لأنَّه قد جاء في الحديث ذِكْرُ النّصْلِ بَعْدَ النَّضِىّ. وقيل: النّضِيُّ من السَّهْمِ: مَا جَاوَزَ الرِّيشَ إلى النَّصْل، وَمِن الرُّمح: مَا فَوق المقبَض. وقيل: هو الخلَقُ من الرِّماحِ والسِّهَام. وقيل: الذي لَهُ نَصلٌ، ونضَا السَّهْمُ: مَضى، ونضىُّ السِّهَام، كأنه جُعِلَ نِضوًا لَكَثْرةِ البَرْى، ونَضِىُّ الفرس: غُرمولهُ (¬1)، والنَّضِىُّ: العُنُقُ والجمعُ: أنضِيَةٌ. * * * ¬
ومن باب النون مع الطاء
(ومن باب النون مع الطاء) (نطع) - في حَدِيث عُمَر - رضي الله عنه -: "لن تزالوا بخَير ماَ عجَّلْتُمْ الفِطْرَ ولم تَنَطَّعوا تَنَطُّعَ أَهلِ العِرَاق" التَّنطُّعُ: التَّعمُّقُ والتكَلُّفُ في القَول والعَمَلِ. وتَنطَّعَ: أَظهَرَ حِذْقَه في الصِّناعَةِ. وقيل المُرَاد به ها هُنا: الِإكثَارُ مِن الأَكْل (¬1)، والتَّوَسُّع فيه حتى يَصلَ إلى نِطْعِهِ، وهو ما ظَهر من الغارِ الأَعْلَى، وهو أعْلَى الحنَكِ الذي فيه أثارٌ كالتحزِيز. وَيُسْتَحَبُّ للصَّائم أن يُعَجِّل الفِطْرَ بتَناوُل القَلِيل من الفَطُورِ؛ ولهذا قال عليه الصّلاة والسَّلامُ: "إذَا حَضَرَ العَشاءُ والصَّلاةُ فَابْدَءُوا بِالعَشَاءِ" فيُفهَم مِن هذا الاقتِصَارُ عَلى (2 تَناول 2) مَا يقَعُ عليه اسمُ العَشَاءِ وإن قَلَّ؛ لأنَّ فيه جَمعًا بين الِإفْطَار وأدَاءِ الصَّلَاةِ، وفي استِيفاء الأَكلِ فَواتُ وَقتِ الصَّلاةِ. (نطل) - في حديث سَعِيد بن المُسَيَّب: "أنه كَرِهَ أن يُجْعَلَ نَطْلُ النِّبيذ في النَّبيذ ليَشْتَدَّ بالنَّطْلِ" ¬
(نطا)
الأصْلُ في النَّطْلِ: أن يُؤْخَذَ سُلَافُ النَّبيذ، وَمَا صَفا منه، فإذا لم يَبْق إلّا العَكَرُ (¬1) صُبَّ عليه ماءٌ، فهو النَّطْلُ. والطُّحلُ: الخاثِرُ الكَمِدُ اللَّون، (2 سُمِّى به لقِلَّته. يُقال: ما في الدَّنِّ نَطْلَةُ ناطِل: أي جُرْعة. والنَّاطِل: القَدَح الصغير الذي يَرَى فيه الخمَّار الأُنْمُوذَج. (نطا) - في الحديث (¬3): "غَدا إلى النَّطاة" وهي عَلَم لخَيْبَر أو حِصْنٌ بها، من النَّطْو، وهو البُعْد قال: كاليَهودِىِّ من نَطاةَ الرِّقالِ (¬4) وإدخال اللام عليها كإدخالها على حارِث وحسن وعباس، كأنّ النَّطاة وصْفٌ لها غَلَب عليها. 2) * * * ¬
ومن باب النون مع الظاء
(ومن باب النون مع الظاء) (نظر) - في الحديث: "إنّ الله لا يَنْظُر إلى صُوَرِكم وأموالِكِم (¬1) " قيل: معنى النَّظَر هو الاخْتِيار والرَّحمة والعَطْف؛ لأنَّ النظر في الشّاهِد دليلُ المحبَّة، وتَرْك النظر دليلُ البُغْض والكراهة، وكذلك قَولُه تعالى: {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (¬2) ومَيْلُ النّاس إلى الصُّور المُعْجِبة والأَموالِ الفائقة، فإنَّ الله تعالَى (¬3) عُلُوُّه عن شَبَه المخلوقين، فجعَلَ نَظَره إلى ما هو السِّرُّ، واللُّبُّ (¬4): العَملُ والقَلْب. (نظف) في الحديث: "إن الله تبارك وتعالى نَظِيفٌ يُحبُّ النَّظافة" معنى النَّظافَة في حَقِّ الله تبارِك وتعالى: تَنَزُّهُه عن سِمَاتِ الحَدَث، وتَعالِيه في ذاتِه عن كُلّ نقْص؛ وحُبُّه النَّظافةَ مِن غيره: خُلُوصُ العَقِيدَة ونَفْىُ الشِّرْك ومجَانَبة الأهْوَاء، ثم نظافة (¬5) السِّرّ عَن الغِلّ والحسَدِ والحِقْد وَنحوها، ثم نَظافة المَطْعَم والمَلْبَس عن الحرام، ثم نَظافَة الظاهر لِمُلَابَسَةِ العِبَادَاتِ. - وفي حديث آخر: "نَظِّفُوا أَفواهَكم فَإنَّها طُرُق القُرآن" ¬
: أي صُونُوها عن اللَّغْو، والفُحشِ، والغِيبَةِ (¬1). وَيُحتمل صِيَانَتُهَا عن أَكْل القَاذُورَاتِ، والحَثِّ على السِّوَاك، والله أعلم. - (2 في الحديث: "تكون فِتْنَةٌ تَسْتَنظِفُ العَربَ" : أي تَسْتَوعِبُهم (¬3) هَلاكاً 2). * * * ¬
ومن باب النون مع العين
(ومن باب النون مع العين) (نعب) - في دُعَاء دَاوُد عَلَيه الصَّلاة والسَّلامُ: "يا رَازِقَ النَّعَّابِ في عُشِّه" النَّعِيبُ (¬1): صَوتُ الغُرَاب. وَقد نَعَبَ يَنْعِبُ وَينْعَبُ نَعْبًا ونِعِيبًا، ومعناه ما يُقالُ: إنَّ فَرْخَ الغُراب إذا تَفَقَّأَتْ عنه البَيْضَةُ خرَج أَبيضَ كالشَّحْمَةِ؛ فإذَا رَآه الغُرَابُ أنكَرَهُ فتَرَكَه، فَيَسُوق الله تعالى إليه البَقَّ فيَقَع. عليهِ، لِزُهومَةِ رِيحه، فيَلْقُطُها وَيعيشُ بها إلى أن يُحَمِّمَ ريشُهُ فَيَسْوَدَّ، ويُعاوِدُه الغُرابُ عند ذلك، ويألفُهُ ويُلْقِطُهُ الحَبَّ. (نعت) - في حديث (¬2) وصْفِهِ عليه الصَّلاة والسَّلامُ: "يَقُولُ ناعِتُه: لم أرَ قَبْلَه ولا بَعْدَهُ مِثْلَه" النَّعْتُ: وَصفُ الشىّء بما فيه من حُسْن، قالَه الخلِيلُ، ولا يُقالُ في المَذمُوم، إلا أن يَتَكلَّفَ مُتَكلِّفٌ، فيقُولُ: نعت سوْءٍ، فأمَّا الوَصْفُ فَيُقال فيهما: وكُلّ نعتٍ وَصْفٌ، وَليس كُلُّ وَصْفٍ نَعتًا؛ ومنه قَولُ المُتنَبِّى: ¬
(نعس)
فإن الفارسَ المنعُوتَ ... * (¬1) وَقد صَحَّفَه (¬2) ابنُ جنى فقالَ: المَبْغوت. (نعس) - (3 في صحيح مُسلم (¬4): "بَلغَتْ نَاعُوسَ البحر" كذا وقع فيه، وفي سائر الرِّوايات: "قاموس البحر" وهو وسَطُه ولُجَّته، ولعلّه لم يُجَوِّد كِتْبَته فصَحَّفَ بعضُهم. وليست هذه اللَّفْظة أصلا فىِ مُسْنَدِ إسحاق الذي رَوَى عنه مسلم هذا الحديث، غير أنه قَرنَه بأبي موسي ورِوايتِه، فَلَعلَّها في روايته، وأُورِدُ (¬5) نحوَ هذه الألفاظ؛ لأنّ المَرءَ إذَا طَلَبه لم يَجدْه في شىء من الكُتب فيَتَحَيَّر، فإذا نَظَر في كتابنا عَرَف أَصلَه ومعنا 3). ¬
(نعل)
(نعل) - في شِعرٍ (¬1) مُدِحِ به عليه الصّلاة والسَّلَامُ: يَا خير منْ يَمْشى بنَعْلٍ فَرْدِ أوْهَبَه لِنَهدَةٍ ونَهْدِ (¬2) يُرَادُ بالنَّعْلِ الفَرْد: التي لم تُخْصَفْ ولم تُطارَقْ. والعَربُ تمتدح برِقّة النِّعال، وتَجْعلُها من لباسِ المُلُوك، فعلى هذا الفَرْدُ من صِفَةِ النّعْلِ. وإنّما ذكَّرَه لأنّه ليس فيه عَلامَةُ التأنيث. ويجوز أن يُضاف النَّعْلُ إلى الفَرْدِ، كَأنَّهُ قال: يا مَن هو فَرْدٌ من الناس لا نَظيرَ له. والنَّهد: الفَرَسُ المطَهَّمُ، والأُنثى نَهْدَة، وكُلِّ ضَخمٍ نَهْدٌ. (نعم) - قوله تبارك وتعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ} (¬3). كَلِمة "نَعَم" تقع في الكَلام جَوابًا لِمَا لا جَحْدَ فيه. وفيه لُغَتان: فتح العَين وكَسْرُها، والكَسْرُ هي قراءة الكسَائِي وجماعَةٌ، وهي قراءة النبى صلَّى الله عليه وسلَّم. على ما رُوِى عن قتَادة "عن رَجُلٍ من خَثْعَم قال: دُفِعْتُ إلى النبىّ - صَلّى الله عليه وسلّم، وهو بمنى، فَقُلْتُ له: أنتَ الذي تَزْعُم أنّك نبِىٌّ؟ قال: نَعِم" وكَسَرَ العَينَ. (¬4) ¬
- وقال بعض وَلدِ الزُّبَير: "ما كنتُ أسْمَعُ أشيَاخَ قُريش يَقُولُون: إلاَّ نَعِم" بكَسْر الِعين (¬1). - وقالَ أبو عُثمِانَ النَّهْدِى: أمرَنا أمير المؤمنين عُمَر رَضى الله عنه بأمرٍ فقلنا: نعَمْ. فقال: "لا تَقُولُوا نَعَمْ، ولكن قُولُوا: نَعِم" وكَسَرَ العَيْنَ. وقال بَعْضُ الأعْرَاب: كَانَ أبى إذَا سِمِعَ رَجُلًا يقُولُ: نَعَمْ يقول: نَعَم: إبلٌ وشَاءٌ، إنّما هي نَعِمْ. وقال الشَّاعر - في اللغَتَين جميعًا -: دَعَانِي عَبْدُ الله نَفسىِ فدَاؤُه فيَالَكَ مِن دَاع دَعَانَا نعَم نَعِمْ. - في الحديث: "من تَوضَّأ يوم الجُمعَةِ فبِهَا ونِعْمت" (¬2) فيه قولان: أَحَدُهما: ونِعْمَتِ الخَلَّةُ والفَعْلَة، ثمّ يحذِفُ الْفَعْلَةَ اختصارًا والثاني "نَعِمْت" : أي نَعَّمَك الله، (3 وقال الأصمعي: "فبها": أي فبِالسُّنَّةِ أخَذ 3). - وفي حديث أبي مَرْيم الأزْدِى قال: "دَخَلْتُ على مُعاوِية - رضي الله عنه - فقال: ما أَنْعَمَنَا بِكَ؟ " : أي (¬4) ما جاءَنا بك، أو ما الذي أعمَلَك إلينَا؛ وإنما يقال ذلك لمن يُفْرَح بلِقائه، كأنّه (¬5) يقولُ: ما الذي أطلعَكَ علَينا، وأنْعَمَنا بلقَائك، وسَرَّنا برُؤْيَتِكَ. ¬
ومن ذلك قَولُهم في التحيَّةِ: أَنْعِمْ صَباحًا. وَيُحْتَمَل أن يُريد: ما الذي جَشَّمَكَ الإتيَانَ إاليَنا وَالمشىَ علَى نَعَامةِ رِجْلِكَ. قيل: النَّعَامَةُ: صَدْرُ القَدَم. وقيلِ: عَصَبَةٌ في الأخْمَص، ومنه: بهيمة الأنعَاِم وهي الماشِيَةُ التي تمشى على نعَامَته، خِلاف ذوَات الَحَافِر في وَطْئِها. قال ابن دُرَيد: النّعامَةُ: باطنُ القَدَم. وقيل: ابنُ النعَامَة (1 صَدْر القَدَم 1). وتنعَّم: مشى حافيًا. وقيل: إنه على طريق التفَاؤُل؛ لأن الرُّجْلة عَناءٌ وبُؤْسٌ فقَلَبُوه، وقالوا: تَنعَّمَ: إذا مَشىَ حافيًا، كما قالوا. في اللّدِيغ سَلِيمٌ. وتَنعَّمتُهُم: مَشيْتُ إِليهِم. - (1 في الحديث: "مَسَحَ ظَهْرَ آدَمَ بنَعْمان السّحاب" (¬2) نَعْمان: جَبَلٌ بقُرْب عَرَفة، وأضافه إلى السَّحاب، لأنّ السّحاب يركد فوْقَهَ لعُلُوّه. - قوله تعالى: {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (¬3) "نِعْم" يُستَعمَل في حَمْدِ كل شىء وتفَضِيلِه. يقال: إذا عَمِلت عَمَلا فَأَنْعِمْهُ: أي اعمَله على وجه يُثنَى عليه بنِعْم. ومنه: دقَّه دقًّا نِعَمًّا قال: رَشِدتَ وأَنعمت. ¬
(نعى)
- وفي حديث أبى سفيان: "أنْعَمَتْ فَعالِ عنها" - يعنى هُبَل - حين أَرادَ الخروجَ إلى أُحُدٍ، كتَب على سَهم: نَعَم، وعلى آخر: لا، فأجالهُما عند هُبَل، فخرج سَهم الإِنعام؛ أي حين قال: اعْلُ هُبَلُ، قال عُمر: الله أعْلَى وأَجَلّ. أي اتْرُك ذِكْرها، فقد صدَقَت في فَتْواها وأنْعَمَتْ: أجابَت بنعَمَ. - في حديث ابن ذى (¬1) يزن: * أتَي هِرَقْلاً وقد شَالَت نَعامَتُهم * النَّعامة: الجماعَة: أي تفرّقوا. - في الحديث: "نِعِمَّا بالمَالِ" (¬2) أَصلُه نِعْم ما، فأُدغم وشُدِّد، وما غير موصوفة ولا موصولة كأنه قال: نِعْم شيئا المَالُ، والباء مزيدة، كهى في "كَفَى بالله حَسِيبًا". ويجوز كَسرُ النّون وفَتحُها، والعين مكسورة 1). (نعى) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "إنّ الله - عزّ وجلّ - نَعَى على قوم شَهَواتِهم" ¬
: أي عَابَ (¬1). - ومنه حديث أبى هُرَيرة - رضي الله عنه -: " (2 يَنْعَى علىّ امْرَأً 2) أكْرَمَه الله تعالى على يَدِى" : أي (¬3) قَتلَ امرِىءٍ. يُقال: نَعيْتُ على الرجُلِ خُلُقَه؛ إذا عِبْتَه وذَكَرْتَه به، ووَبَّختَه، (4 ونعَى عليه ذَنْبَه 4): شَهّرَه. * * * ¬
ومن باب النون مع الغين
(ومن باب النون مع الغين) (نغض) - فىِ حديث ابن الزبير - رضي الله عنه -: "أَنَّ الكعبَةَ لَمَّا احتَرقَتْ نَغَضَتْ، فأمر بصوَارِى فنُصِبت حَوْلَها، ثم سَتَرَ عليها، وكان الناسُ يَطُوفون من ورائِها وهم يبنُون في جَوفهَا" نغضَتْ: أي وَهَتْ وَتَحرّكَتْ، والنَّغَضَان: تحرّك الأسنانِ والرّأسِ وَنحوهِما. وقد أنغضْتُه فنَغضَ، والصَّوارِى: دَقَلُ السُّفُن؛ أي نصَبَ خشبَاتٍ وظلّلَ عليها. (نغل) - في حدِيث خالد بنِ أبى عِمْران قال: "ربَّما نَظرَ الرّجلُ نَظْرةً فنَغِلَ قَلبُه، كَما يَنْغلُ الأدِيم في الدِّبَاغِ فَيَتَفَتَّت" النَّغَلُ: الفَسَادُ، ورَجُلٌ نَغِلٌ (¬1) وجوزةٌ نَغِلَةٌ. وقد يُخفَّفُ فيقال: نَغْلٌ ونَغِل. وقيل: إنّ النَّغْلَ: وَلدُ الزِّنْيَةِ. (نغا) - في الحديث: "أَنّه كان يُنَاغِى القَمَرَ في صِباه، وكان القَمرُ يَميل أَينمَا مَالت أصَابعُه". والمُناغَاةُ (¬2): مِثْل المُغَازلة؛ وقد ناغَت الأمُّ الصَّبىَّ: سَكَّنَتْه بالملاطَفَةِ. ومَا نغى بحرفٍ: أي ما تكَلَّم، وسمِعْتُ نَغْيتَه: أي كَلامَه، وهذا الجبَل يُناغِى ذاكَ: أي يُدانِيه. * * * ¬
ومن باب النون مع الفاء
(ومن باب النون مع الفاء) (نفث) - (1 في حديث المُغِيرة: "مِئناتٌ كأنها نُفَاثٌ (¬2) " أي تَنْفِثُ البَناتِ نَفْثًا. (نفج) - في الحديث (¬3): "من أَشْراطِ السَّاعَةِ انْتِفاجُ الأَهِلَّة". ذكره بعض أهل اللّغة بالجيم. من قولهم: نفج اليَربوعُ؛ إذا ثار، وانْتَفَج جَنْبَا البعير؛ ارتَفعا 1) (¬4) (نفح) - فما قِصَّةِ صِفِّين (¬5): قال علىٌّ رضي الله عنه: "نافِحُوا بالظَّبَا". : أي خاصِمُوا وَقاتِلُوا (¬6). وقيل: المُنَافَحَةُ: هي المُخاصَمَةُ يَقرُب أَحدُهم مِن الآخر، بحيث يَصِل نَفْحُ كلَّ واحدٍ إلى صاحبه (¬7). - ومنه الحديث: "إن جبْريلَ عليه الصَّلاة والسّلام مع حَسَّان ما نافح عَنِّى" ¬
: أي دَافع، ونَفَحْتُ الرجُلَ بالسَّيفِ: تَناوَلْتُه (¬1) به من بُعْدٍ شَزْرًا، ونفَحَتْه الدَّابّةُ برِجلهَا: أصَابتهُ بحَدِّ حَافِرِهَا، ونافَحَه بالكَلام: سَابَّه. وَالنّفْحَةُ تُستَعملُ في العَطِيَّةِ والعَذاب. - ومنه قولُه عليه الصَّلاة والسَّلام: "تَعَرَّضُوِ لِنَفَحاتِ رَحْمَةِ الله" ونَفْحُ الرِّيح: هُبُوبُها، ونَفْحُ الطِّيبِ أيضًا. ونَفَح: أَعْطَى، وأنشدَ: لَمَّا أتيتُكَ أرْجُو فَضْلَ نائِلكُم نَفَحْتَنى نَفحةً طابَتْ لَهَا العَرَبُ (¬2) العَرَبُ: النَّفْسُ. وأمَّا (3 في العذاب فَقولُه تَعالَى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ} (¬4). - في الحديث: "المُكْثِرُون هم المُقِلُّون إلَّا مَن نَفَح فيه يَمينَه وشِمالَه" : أي ضَرَب يَدَيه فيه بالعَطاء منه. ونَفْحُ الرَّائِحَةِ: انتِشارُها واندِفَاعُها. ¬
(نفخ)
(نفخ) - في الحديث (¬1): "مِن أشراط السَّاعَةِ 3) انْتفاخُ الأَهِلَّةِ" : أي عِظَمُها، ورَجُلٌ (¬2) مَنفُوخٌ: سَمِينٌ، وانتفخَ النهارُ: عَلا. - وفي قصَّة صِفّين (¬3): "فإنَّ الشيطانَ نافِخٌ حِضْنَيْهِ" : أي جَنبَيه؛ يعنى أنه مُنْتفِخٌ مُسْتَعِدٌّ لأن يَعْمَل عَملَه من الشَّرِّ. - وفي حديث عِلىّ - رضي الله عنه -: "وَدَّ أَنَّه (¬4) ما بَقَى مِن بنى هاشِمٍ نافخُ ضرْمَةٍ (5 إلا طُعِنَ في نَيْطِهِ" يُقَال: مَا بقِى بالدَّار نافِخُ نارٍ ونافخ ضَرْمَة 5): أي أحَدٌ ينفخُ في نارٍ (¬6). - (7 في حديث عائشة: "السَّعوطُ مَكانَ النَّفْخ" (¬8) تَعنى إذا اشْتَكَى الحَلْق كان يُنفَخ فيه. (نفذ) - في حديث أبى الدَّرْدَاء: "إنْ نَافَذْتَهم نافَذُوك" قال ابن فارس: نافَذْتُ الرجُلَ: حاكَمْتُه: أي إنْ قُلتَ لهم قالوا لك، ويُروَى بالقاف والدَّالِ المُهمَلة 7) (¬9) ¬
(نفر)
(نفر) - في حديث أبى ذَرٍّ - رضي الله عنه -: (¬1) "نَافَر أَخِى فُلانًا الشَّاعرَ" المُنَافَرة: أن يَتفاخَر الرجُلان كُلُّ وَاحدٍ علَى صَاحِبه، ثم يُحَكِّمَان بيَنُهما واحِدًا. قال الأعشى: قد قلْتُ شِعْرِى فمضى فيكُمُ فاعتَرفَ المنفُوُر للنَّافر (¬2) النَّافِرُ: الغَالِبُ، ويُريدُ أبو ذرٍّ رَضى الله عنه المفَاخَرةَ بالشِّعْر. - وفي حَديثِه أيضا: "لو كان ها هُنَا أحَدٌ من أَنْفارِنَا" : أي من قَوْمِنا، وهو جَمعُ نَفَر. (¬3) - وفي حديثٍ آخر: "ونَفَرُنَا خلُوفٌ" ونَفَرُ الرَّجُل: الذين هو منهم. والنفَرُ والنُّفْرَةُ والنَّفِيرُ: عِدَّةُ رِجَالٍ بَين الثّلاثة إِلى العَشَرةِ. - في الحديث: "بَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا" : أي (¬4) لا تُخِيفوهم ولا تُحَذِّرُوهم بما يَحْمِلُهم على النِّفَارٍ. - وفي الحديث (¬5): "أنه شرطَ لِبَعضِ مَنْ أَقْطَعَه شيئًا ألَّا يُنَفَّرَ مَالُه" ¬
(نفس)
: أي لَا يُزْجَر مَا يَرْعَى فيها من مالِه، ويُدْفَع عن الرَّعْى. - وفي الحديث: "إنّ الله - عزّ وجلّ - يُبْغِضُ العِفْرِيَةَ النَّفْرِيَةَ" يعنىِ المُنكَرَ الخَبيثَ (¬1)، وكذا العِفْرِيَّة النِّفْريَّة، والعُفارِيّة النُّفَارِيَّة (2 والنَّفَر: الرِّجال خاصَّة؛ لأنهم يَنْفِرون لِكفايَةِ الأمُورِ. وأنفَرُوا بها بعيرَها؛ أي نَفَّروها. - "أُنفِرَ بنا في سَفَرٍ (¬3) " : أي جُعِلْنَا (¬4) مُنْفِرين، وَأَنْفَرنا: نَفِرَت إبلُنَا. - في الحديث (¬5): "فنَفرَت لهم هُذيل" : أي خرَجوا لقِتالِهم، وهؤلاء نَفر قومِك ونَفِيرهم الذين إذا دعَوتَهم اجتَمعوا، ونَفروا إلى عدوّهِم. - وفي حديث: "غَلَبت نُفُورَتُنا نُفُورَتهَم" : أي الذين يَنْفِروُن معه (¬6)، وكذا نَفْرَتُه ونفْره ونافِرَتُه 2). (نفس) - في الحديث: "بُعِثْتُ في نَفَسِ السَّاعَةِ" قيل: فيه مَعْنَيان؛ أحدُهما أن يكُون المُراد به بُعِثْتُ في قُرْب (¬7) الساعة، كقِوْله علَيه الصلاة والسَّلام: "مَن نَفَّس عن غَرِيمِه" (¬8) ¬
: أي بُعِثْتُ وقد حانَ قِيامُ السَّاعَةِ، إلَّا أنَّ الله عزّ وجلّ أخَّرهَا قلِيلًا، فبَعَثَنى في ذلك النَّفَسِ (¬1). والآخر: أنَّهَ جَعَلَ للسّاعَة نفَسًا كنَفَس الإنسانِ، وأرَادَ إنّي بُعِثْتُ فىِ وَقْتِ أحُسُّ بنَفَسِها وقُربها، كما يُحَسُّ بنَفَس الإنسَان إذا قَرُبت منه: أي في وقتٍ بَانَ أشراطُها، وظهرت عَلاَمَاتُ (¬2) قِيَامِها. - وفي رِوَاية: "بُعِثْتُ في نَسَمِ السَّاعَةِ" - في حديث عمرَ - رضي الله عنه -: "كُنَّا عنده فَتَنَفَّسَ رَجُلٌ" يعنى أفاخَ، وخَرَج من تَحْتِه رِيح، شَبَّه خُروجَ الرِّيح مِن الدُّبُر بِخُروج النَّفَس مِن الفَم. - وفي حديث أبى هُريرة - رضي الله عنه -: "أنّه [صلى الله عليه وسلم] صَلَّى على مَنْفُوسٍ" : أي طِفْلٍ، يُقِالُ للَوَلَدِ حِين يُولَدُ: مَنْفوسٌ. والمُراد من هذا: أَنّه صَلَّى عليه ولم يَعْمَل ذَنْبًا. - ومنه حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "أنّه أجبرَ بَنى عَمٍّ على مَنْفُوس" : أي (¬3) على إرْضَاعِه وتَرْبيَتِه. - وفي الحديث: "ثم يَمشِىَ أنفَسَ منه" : أي (¬4) أَبْعَدَ قليلًا. يُقَال أنت فِىِ نفَسٍ من أَمْرك: أي سَعَةٍ، وبينَ الفريقَين نفَسٌ، وفي الأمر نَفَسٌ؛ أي مُهْلةٌ، وهو أَنْفَسُ المنزِلَين. : أي أبعَدهُمَا، وغائِطٌ مُتَنَفِّسٌ: أي بَعِيد بَطِين (¬5) ¬
(نفش)
- وقوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} (¬1) : أي من غَسَقِ اللّيل، كِالمتَنفِّسِ من الكَرْبِ. وتَنَفَّسَ الِإناءُ والقَوْسُ: انشَقَّا وانصَدَعَا. - (2 في حديث المغيرة: "سَقِيمُ النِّفاس" : أي أسقَمَتْه المُنافَسةُ (¬3)، والحسد. - ومنه في حديث السَّقِيفة: "لم نَنْفَسْ عليك". يقال: نفَس عليه بالشىء؛ إذا لم يَرَه أملَا له، وبَخِل به عليه قال الخليل: نَفِسْت به عنه كبَخِلْت عليه وعنه. - قال الله تعالى: {فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ} (¬4) 2). (نفش) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "أنه أتَي علَى غُلَامٍ يَبِيعُ الرَّطْبَة، فقال: انْفُشْها، فإنه أحْسَنُ لها" : أي فَرِّقْ (¬5) ما اجتَمع منها؛ ليَحْسُنَ ويكثُر في عَين المُشْترى. وَفيه جَواز تَزْيِين البَائع المتاعَ بما لَا يكونُ فيه خِيَانَةٌ. - وفي الحديث: "نَهى عن كَسْب الأمَة، إلَّا ما عَمِلَتْ بِيَدَيها نَحو الخَبْز والغَزْلِ والنَّفْش" ¬
(نفص)
النَّفْش: نَدْفُ (¬1) الصُّوفِ، وإنّما نَهى عنه؛ لأنه كانت عليهنّ ضرائبُ، فلم يَأمَنْ أن يكون منهنّ الفُجور. - وفي رواية: "حتى يُعْلَمَ منِ أين هي؟ " (¬2) وهو من قوله تعالى: {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} (¬3) والنَّفِيشُ: المتَاعُ المُتَفرِّقُ في الوعاء. (نفص) - في حديث: "مَوْتٌ كنُفاصِ الغَنَم" النُّفاصُ: دَاءٌ يأخذ الغَنَمَ فتُنْفِصُ بأَبوالها: أي تدفعها حتى تموت (¬4). (نفض) - في حديث (¬5) الغَار: "أنا أَنْفُض لَكَ ما حَوْلَك" : أي أَحْرُسُك، وأطُوفُ هَلْ أرَى طَلَبًا. والنَّفِيضِةُ والنَّفَضَة - بفتح الفاءِ وسُكُونها -: قوم يُبْعَثُونَ مُتَجَسِّسِين هل بالأرْض عَدُوٌّ أَو خَوْفٌ؟ وقد استنفَضُوا: بَعَثُوا ذلك. ويُقال: إذَا تَكلّمت نَهارًا فانفُضْ، وإذا تَكلّمتَ لَيلًا فاخفِضْ. قوله: "فانفُض": أي التَفِت هَلِ ترى مَن تكْرَه؟ - وفي حديث: "كُنَّا في سَفرٍ فأنْفضْنَا" يقالُ: أنفضَ الرجُلُ، وأقَوى، وأقْفَر، وأَوحَشَ، وأرْمَلَ: فَنِىَ زَادُه. ويُقالُ: النِّفاضُ يُقَطِّرُ الحَلْبَ: أي إذَا أنفَضُوا وقَلَّ مَا عِنْدَهم ¬
(نفق)
جَلبُوا الإبلَ للبَيْع، كأنَّهم نفَضُوا مَزَاوِدَهم، ويُقطِرُ من القِطَارِ، وأنفَضَت الجُلَّةُ: نَفِدَ (¬1) ما فيها. (نفق) - في الحديث: "المُنَفَّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ كَاذِبٌ" (2 المُنَفِّقُ 2) - بالتَّشديد -: من النِّفاق (¬3)، فأمّا المُنْفِقُ فمن الإنفَاق. ونَفقَ كلُّ ذِي خُفٍّ أَو ظلْف أَو حَافِرٍ؛ إذا مَاتَ وقيلِ: المُنْفِقُ بمعنَى المُنَفِّق، وَأنفق القَوْمُ: نفَقَت سُوقُهم - بالفتح، ونَفِقَ الزّادُ - بالكَسْر - فنِىَ، وأنفَقَ الرجُلُ: أَقْتَرَ، من قوله تعالى: {خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ} (¬4). - (2 في الحديث (¬5): "جَزورٌ نافِقة" : أي مَيّتة. - وفي الحديث: "أَكثَر منافقِىِ أُمَّتى قُرَّاؤُها" أراد بالنِّفاق الرِّياءَ؛ لأن كِلَيْهما (¬6) إراءةُ غير ما في الناظر، وقد ذكر في القاف 2). (نفل) - في حديث حَبيب (¬7) - رضي الله عنه -: "نَفَّلَ في البَدْأَةِ الرُّبُعَ، وفي القَفْلَةِ (¬8) الثُّلُثَ". ¬
النَّفَلِ: الغَنِيمَةُ، من قَول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} (¬1) وقد يكون الزِّيادَة أيضًا - بفَتح الفاءِ وَسُكُونها. - ومِنه الحديث (¬2): "بَعثَ بَعْثًا قِبَلَ نَجْدٍ، فبلَغَ سُهْمانُهم اثْنَى عَشَرَ بَعِيرًا، فنفَّلَهم بَعِيرًا بَعيرًا" فالنَّفَل: زيادَةٌ عَلَى سُهمانِهم، وذلك يكون من سَهْمِ المَصَالح من خُمْس الخُمُس. ويحتملُ حَدِيث حبِيب أن يُريد: رُبْعَ ما غَنِمُوا، ويكون الباقى للسَّريّة (¬3)، وجَيْشَ الإمَام. وَيحتَمل رُبعَ نصيب كُلّ واحدٍ منهم، وإنّمَا فَضَّلَ في الرجعَة؛ لأنّ الجيشَ مُتعبون، والعَدوّ على حَذَرٍ بخلاف المَبْدأ (¬4). وفي (5 مذهب أحمد قال للإمام أن يُنَفِّل في بَدْأَتهِ الربعَ بعد الخمس، وفي رَجْعَتِه الثُّلثَ بعد الخُمْس. ومعنى ذلك: أن يُقدِّم الإمامُ بَينَ يَدَى الجَيْش سَرِيَّة تُغِير على العدوّ وتَلْحَقُه، ويَجعَل لهم الرُّبعَ، وكذلك إذا رجع يُنفِذ سَريّةً تُغِير على العدوِّ وتَلحقهُ، ويَجعلُ لهم الثُّلث مما أَتت به السَّرِيَّة وأخرج خُمْسَه، ثم دفع إلى السَّرِيّة ما جعل لهم، وقَسَمَ الباقى في الجيش كلّه، والسَّرِيّة معهم 5). ¬
- ومنه الحديث (¬1): "لا يَزِال العَبْدُ يَتَقَرَّب إليَّ بالنَّوافِل" : أي بالزِّياداتِ علَى قدْر المفرُوضات. - في حديث القَسامة (¬2): "أَتَرْضَوْن بنَفْلِ خَمْسِين مِنَ اليَهُودِ" : أي بيَمين خَمْسِين منهم بالبَراءَةِ مِنِ دَمِه. والنَّفْلُ: الَنَّفْى، والانْتِفال: الانتفَاء، ونَفَل وانْتَفَل: حَلَف، ونَفَلْتُ (¬3) منه وانتَفَلْتُه: أنكرتُه. - (4 في حديث أبى الدَّرْداء - رضي الله عنه -: "إيَّاكُمْ والخَيْل المُنَفِّلَة التي إن لَقِيَتْ فَرَّت، وإن غَنِمَتْ غَلَّت" كأنَّه من النَّفَل الذىِ هو الغَنيمة: أي الذيِن قَصْدُهم من الغَزْوِ الغنيمةُ والمالُ، دونَ ما سِواه؛ أَو مِن النَّفْل، وهم المطَّوِّعة المُتَبَرّعون بالغَزو، الذين لا اسمَ لهم في الدِّيوان (¬5) 4). ¬
(نفى)
(نفى) - في حديث (¬1) ابن عُمر - رضي الله عنهما -: "أن زيد بنِ أسْلم قال: أرْسَلَنى أبي إليه، وكانتْ لَنَا غَنَم، فَأَردْنَا نَفِيتَيْن (¬2) نجَفِّفُ عليهما الأَقِطَ، فأمَرَ قَيِّمَهُ لنا بذلك" كذا (¬3) رُوِى عِلى وزن بَعِيرَيْن، وإنّما هو نَفيَّتَين، على وَزن سَفِينَتَيْن واحِدَتُهما نَفِيَّةٌ، وهي شىء يُعْمَلُ من خُوصٍ شِبْه طَبَقٍ عريضٍ، ويُقال لها: نُفْيَة أيضاً. فأمَّا النَّفِيتَةُ فالدَّقِيق يُذَزُّ على ماءٍ، أو لَبَن حَلِيبٍ فَيُطْبَخُ أغلظ من السَّخِينَة تُؤكَلُ عند عِزَّةِ الطّعَامِ يَتَوسَّعُ بها ذوو العِيَال. * * * ¬
ومن باب النون مع القاف
(ومن باب النون مع القاف) (نقب) - في حديث أبى بكر - رضي الله عنه -: "أنه اشْتَكَى عَيْنَه فَكَرِه أن يَنْقُبَها" نَقْبُ العَيْن: هو الذي يُسَمِّيه الأطبَّاءُ القَدْحَ؛ (¬1) وهو تفجِيرُ الماءِ الأَسْوَدِ منها. وأصلُه أن يَنْقُبَ (¬2) البَيْطَارُ بَطنَ الدَّابَّة ليُخرَجَ منها الماءُ الأصْفَرُ. - وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: "قال لامرأَةٍ حَاجَّةٍ: أنَقَبْتِ وأَدْبَرْتِ؟ " (¬3) يُقَال: أَنقبَ الرّجُلُ؛ إذا حَفِىَ خُفُّ بَعِيرِه، وَنَقِبَ الخُفُّ: تَخَرّقَ. - في حديث مَجْدِىّ بن عَمْرو: "أنه مَيْمُون النَقِيبَة" : أي كرِيم الفِعَال مُظَفَّرٌ (¬4). قال الأزهريُّ: النَّقِيبَةُ: النَّفْسُ. وقيل؛ الطَّبيعَة. وما لهم نَقِيبَةٌ: أي نَفَاذُ رَأْى. - في حديث ابن سِيرين: "النِّقابُ مُحْدَثٌ" ¬
قيل: إنّ النِّسَاءَ مَا كُنَّ يَتَنَقَّبْنَ (¬1)، بل يُبْرِزْنَ وُجوهَهُنَّ. وقال أبو عُبَيدٍ: ليسَ هذا وَجْهَ الحَديثِ، ولكِنّ النّقاب عند العَرب: هو الذي يَبْدُو منه المَحْجَرُ (¬2). ومعناه أنّ إبْدَاءَهُنَّ المحاجِرَ (3 مُحْدَثٌ 3) إنَّما كان النِّقَابُ لاحِقاً بالعَينْ، وكانت تَبْدُو إحْدَى العَيْنَين والأخْرى مَسْتُورَة، والنِّقَابُ لا يَبْدُو منه إلاّ العَيْنَان؛ وهو الوَصْوَصَةُ أيضاً، واسمُ ذلك الشىّءِ الوَصْواصُ، وكانت البَراقِعُ والوَصْواصُ مِن لِباسِ النِّساءِ، ثم أحْدثنَ النِّقَابَ بَعْدُ. - في حديث ابن عُمَرَ: "أنَّ مَوْلاَةً لامْرَأتِه (¬4) اخْتَلَعَتْ بكُلّ شىء لَهَا، وكلَّ ثَوب عليها، حتى نُقبَتِها" النُّقْبةُ: أن تأخُذَ المرأةُ من الثوب بقَدْرِ السَّرَاوِيل، فتخِيطَ لها حُجْزَةً بلَا نَيْفَقٍ (¬5) وَلَا سَاقَيْن، فتَشُدَّها عليها كما تُشَدُّ السَّرَاويل، فإذَا لم تَجعَل لها حُجْزَةً أيضاً فهو النِّطَاق؛ وهو أن يَشتَمِل بالثَّوب، ثم تَشُدُّ وَسطَها بِخَيْطٍ، ثم تُرسِلُ الأعْلَى على الأَسْفَلِ. ¬
(نقح)
(نقح) - في حديث الأَسْلمِىِّ: "إنّه لَنِقْحٌ" : أي عالِمٌ بالفَأْلِ مُجَرِّبٌ له؛ من نَقَحِ؛ إذَا فَتَّشَ الكَلاَمَ وأحسَنَ النّظَر فيه، ونقَّحْتُ العَصا: شَذِّبْتُ أُبُنَها، ونَقَحْتُ العَظْمَ: اسْتَخْرجْتُ مُخَّه (¬1). (نقد) - في حديث أَبى ذرّ (¬2) - رضي الله عنه -: "حِينَ قال: إنّي صَائِمٌ، فلمَّا فَرَغوا، جاء يَنْقُد شَيْئاً مِن طَعَامِهم" : أي يَرمُقُه ببصَرِه؛ وقد نقَدَ الرّجُلُ بِبَصرِه إلى الشىّء يَنْقُدُ نُقُوداً؛ إذا أَدامَ النظرَ إليه اختِلاَساً، لكيلا يفطَنَ له. ويجوز أن يكون مِن نَقَدْتُ الشىء بإصْبَعِى. ونَقَدَ الطائرُ الحَبَّ؛ إذا كان يَلْقُطه واحداً واحداً؛ ومنه نَقْدُ الدَّراهم. وفي رِوَايةٍ: "يَنْقُرُ" بالرَّاءِ؛ وهو بمعنى التخيُّر، كأنه يَنقُرُه بإصْبَعِهِ، ليَستَطرِفَ منه الشىءَ بَعْدَ الشىءِ، ويتعلَّلَ بِه. - في حديث على - رضي الله عنه -: "أنّ مُكاتَباً لبَنىِ أَسَدٍ قال: جِئتُ بنَقَدٍ أجْلُبُه إلى الكُوفَةِ" وهي صِغَارُ الغَنَم، واحدتُها: نَقَدَة ونَقِيدٌ. يقال: هو أذَلُّ مِن النَّقَدِ (¬3). ¬
(نقر)
(نقر) - في الحديث: "نَهى عن نَقْرَة الغُرابِ" يعنى تَخْفيفَ السُّجود: أي لا يمكُثُ فَيه إلاّ قدْرَ وضْع الغُرابِ مِنْقاره في (¬1) لَقْطِ الحَبّ. - (2 في الحديث: "فأمَر بنُقْرةٍ مِن نُحَاسٍ فأُحْمِيَتْ (¬3) " النُّقْرَةُ: قِدْرٌ يُسَخَّنُ فيه الماءُ وغيرُه بالشام وغيرها 2). - في الحديث (¬4): "على نَقِيرٍ من خَشَبٍ" وهو جِذْعٌ يُنْقَرُ، ويُجْعل فيه (¬5) المَراقِى، ويُصْعَد عليه إلى الغُرَف. ويُقالُ له: العجلة أيضاً. - (2 في حديث عمر: "مَتَى ما يَكْثُر حَمَلَةُ القُرآن يُنَقِّرُوا (¬6) " : أي يُفتِّشُوا. (نقرس) - في حديث: "وعليه نَقَارِسُ الزَّبَرْجَد والحَلْى" النَّقَارِسُ مِن زِينَةِ النِّساء. ¬
(نقز)
(نقز) - وفي الحديث: "تَنْقُزَانِ، القِرَبَ" (¬1) كذا في كتاب البخارى (¬2)، والمحفوظ: "تَنْقُلان" فإن ثَبَت فقد قال ابن فارس (¬3): نَقَز: وثَبَ. ونَقَّزَت المرأة ولدَهَا: رَقَّصَتْهُ 2). (نقس) - في حديث بَدْء الأذَان: "حتى نَقَسُوا أو كَادُوا أن يَنْقُسُوا (¬4) " : أي ضَرَبُوا النَّاقُوسَ، وهي خشَبَةٌ طَوِيلَةٌ تُضْربُ بأَصْغَرَ منها، والنّصَارَى يُؤذِّنُونَ بها لِصَلاَتِهم. والنَّقْسُ: ضَربُ الناقُوسَ. (نقص) - حديث أَبى بَكْرَةَ - رضي الله عنه -: "شَهْرَا عِيدٍ لا يَنْقُصَانِ" قال إسحاق: يعنى في الحُكْمِ وإن نقَصَا في العَدَدِ. وقيل: أرَادَ ألّا يَقدَحَ في صُدُورِ أُمَّتِه شَكٌّ إذا صَامُوا تِسْعَةً وَعِشْرِين يَوْماً. وكذلك إن وقَعَ خَطأ في يَوم الحج، لَمْ يكُن عليهم فيه حَرَجٌ، ولم يقَع في نُسُكِهم من ذلك نَقْصٌ. وقال أَحْمَدُ: أي لا يَكادَان في سَنَةٍ واحِدَةٍ يُوجَدان مُجتَمِعَين في النُّقْصَان. (5 قال سيدنا - حرسه الله 5) -: وقد وَقَع لى في شَهْرِ رَمَضان ¬
معنى؛ وهو أَنّه عليه الصّلاة والسَّلام قال: "مَنْ صَامَ رَمضَانَ وأتبَعَه بستَّةٍ من شوَّال كَانَ كَصِيَامِ السَّنَةِ" وجاء في رِواِيَةٍ: "أنَّ صَومَ رَمَضَانَ بعَشَرَة أشهُرٍ، وَصومَ السِّتّة الأيام بِسِتِّين يَوماً، كُلُّ يَوم بعَشرَة أيّامٍ" فأراد في هذا الخبرَ: أنَّ صَوْمَ رَمَضَان، وَإن كانَ تسعَةً وعشرينَ (1 يوما 1) لَا ينقُصُ مِن أن يكون بعشَرة أشهر، وهذا معنَى حَسَنٌ، إن تأتَّى أن يُقالَ في ذِى الحجَّة وَجهٌ مِثلُه .. وقد وَرَدَ طريق آخَر لهذا الحدِيث زَاد في الإِشكال، وهو مَا أخبرنا به أَبو غَالب الكُوشِيذِىُّ، أنا أبُو بَكر بنُ رِيذَة، أنا أبو القاسِم الطَّبرانى، (2 قال 2) ثنا أحمد بن يحيى الحُلْوانّى، ثنا سعيد بن سُليمَان، عن هُشيمٍ، عن خالدٍ الحذَّاء، عن عبد الرَّحْمَنِ بن أَبى بَكْرَةَ، عن أبيهِ رضي الله عنه، قال: قال رَسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم -: "كُلّ شَهرٍ حَرَامٍ لا ينَقُص ثلاثين يوماً وثلاثين لَيْلةً" وَهذا لا يِمكن أن يُحمَل إلّا على الثّواب: أي للعَامِلِ فيها ثَوابُ ثلاثين يوماً ولَيْلَةً في الصَّلَاةِ والصِّيَامِ ونحوهمَا، وهذا نحو قوله عليه الصّلاة والسَّلاَمُ: "لا ينقُص مَالٌ مِن صَدَقَةٍ" على أنّه قد رُوِىَ عن غير واحدٍ من أهل اليَقِين والمَعْرفة: أنّهم عَدُّوا الدّرَاهِمَ أو وَزَنُوها، ثَم تصدَّقوا منها، فوَجَدُوهَا بحالِهَا، لم تَنقُص، وَالإسنَادُ صَحِيحٌ، والنَّبِىُّ صلّى الله عليه ¬
(نقع)
وسلّم صادِقٌ، ولكنْ أفهَامُنَا تقصُرُ عن إدْرَاكِ مثلِها، فتَكِلُ عِلْمَه إلى قائله عَليه الصّلاة والسّلام، وإلَى باعثِه جَلّ جَلالُه. (نقع) - في حديث الكَرْم: "تَتَّخِذونَهُ زَبِيباً تَنْقَعُونَه" (¬1) قال الأَصمعيُّ: النَّقُوعُ: ما نَقَعْتَ، وضَرْبٌ مِنَ الدَّوَاءِ يُنْقَعُ باللَّيْلٍ فَيُشْرَبُ، وكلُّ ما أُلْقِى في مَاءٍ فقد نُقِعَ - وكان عَطاء (¬2) يَسْتَنْقِعُ في حِيَاضِ عَرَفَة. : أي يدْخُلها وَيتَبَرَّدُ بمائها. - في حَدِيث عُمير (3 بن وَهْبِ - رضي الله عنه - 3): "قال يَوْمَ بَدْر: رَأيتُ البَلايا تَحْمِلُ المَنايَا، نَواضِح يَثْرِب تَحْمِلُ السُّمَّ النّاقِعَ": (3 أي القَاتِلَ 3). يُقال: نَقَعْتُ فُلانا؛ إذا قَتَلْتَه. وقيل: النّاقِع: الثّابِتُ (4 المُجْتَمِع، من نَقْع الماءِ، والسُّمُّ الِمُنقَّع: ما جُمعِ ورُبِّى 4). - ومنه حَدِيث محمد بن كعب: (¬5) "إذا اسْتُنْقِعَتْ نَفْسُ المؤمن" ¬
: أي قُتِلَت، حُكِى ذلك عن الأزهرى (¬1) والمحفُوظُ: "إذا اسْتَنقَعَتْ" - في حديث المآدب: "النَّقِيعَةُ" وهي طَعامٌ يَتَّخِذُه القادِمُ من السَّفَرِ، ويكُون الجزور ينقَعُ عن عدَّةِ إبل، كَالفَرَعَةِ تُنْحَرُ عن غَنَمٍ، وما يُحْرَزُ مِنَ النَّهْبِ قبل القَسْمِ والشىءُ يُهْدِيه القَادِمُ من سَفَرِه إلى النّاس، والمحضُ مِن اللبن يُبَرَّد. والناسُ نقائعُ المَوتِ: أي يَجَزُرُهم كما يجزُرُ الجزّارُ نَقِيعَتَه. - وقال الكسَائىُّ - في حدِيثِ عمر - رضي الله عنه -: "مَا لم يكُن نَقْعٌ (¬2) ولا لَقْلَقَة" : إنّه من النَّقيعَةِ؛ وهي صَنْعَة الطعَاِم في المآتِم، وقال أبو عُبَيدٍ: النَّقْعُ: رَفْعُ الصَّوْتِ، كما وَرَدَ في الحدِيثِ: "ليسَ مِنَّا من صَلَقَ" وقيل: هو شَقُّ الجُيُوب. قال أبُو عُبيدٍ: ولا أَعْرِفُ له وَجهًا. وقيل: أرادَ وَضْعَ التُّراب عَلى الرُّءوسِ، والنَّقْع: الغُبَارُ، وأنْكَرَه أبُو عُبيدٍ وقال: لَيسَ ¬
(نقق)
النقعُ إلّا رَفعَ الصَّوْت؛ لأنّه قال: "ولَا لَقْلَقَة". وقال بعض مَشايِخنِا: اللَّقْلَقَةُ: شِدَّة الصَّوْت، فلا يَحسُن حَمْل اللَّفظَيْن على مَعْنًى وَاحدٍ، وحَمْلُه على نَثْر التُّراب أوْلى، والله تعالى أعْلَم. (نقق) - (1 في رجَز مُسَيلِمة: * ... كَمْ تَنِقِّينْ (¬2) * النَّقِيق: صَوْت الضِّفْدَع، فإذا مَدّ ورجَّع فقد نقْنَقَه، والدَّجاج يُنَقْنِق ولا يَنِقّ 1). (نقم) - قوله تعالى: {هَلْ تَنْقِمُونَ} (¬3). يقال: نقَمَ يَنْقِمُ، ونَقِمَ يَنْقَمُ: أنْكَر وكَرِهَ أَشَدَّ الكَرَاهَةِ نَقُوماً ونِقْمَةً. - وفي الحديث (¬4): "ما يَنْقِمُ ابنُ جَميل إلّا أنّه كانَ فَقِيرًا فأغناه الله" ¬
(نقه)
قال عبدُ الغافِرِ: يُقالَ: نَقِم منه الِإحْسَانَ؛ إذا جعل الاحسَانَ مما يُؤدّيِه إلىِ كُفْر النِّعْمَةِ: أي أدَّاه غِنَاه إلى أَنْ كَفَر نِعَمةَ الله، فما يَنِقم شيئاً في مَنْع الزَّكاة، إلّا أن يَكفُرَ النِّعمَة. ونَقَمْتُ على الرّجُلِ (1 أنْقِمُ 1)؛ إذا عِبْتَ عليه. - وفي حَديث عمر (¬2) - رضي الله عنه -: "إنْ يُقتَل يَنْقَمْ" : أي إن قَتَلتَه كَان له مَن يَنتَقِمُ مِنك. قال القُتَبِىّ: كانوا في الجَاهِليَّةِ يزعُمُون أن الجنَّ تَطْلُبُ بثأرِ الجانِّ (¬3)، فَرُبّما مَاتَ قاتِلُه، وربما أصَابَه خَبَلٌ. فرَوَى ابن مَسْعودٍ - رضي الله عنه -: "أنَّ النَّبِىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: مَنْ خَشِىَ إرْبَهُنَّ فَلَيْسَ مِنّا" فأمَرَ بقَتلِهنَّ. - ومنه الحَديث: "أنّه مَا انْتَقَم لِنَفْسه قطُّ إلّا أَن تُنْتَهَكَ مَحارِمُ الله تَعالى" : أي مَا عَاقبَ أحَدًا عَلى مَكْرُوهٍ أَتاه مِن قِبَلهِ نِقمةً. (نقه) - في الحديث: "وعلىٌّ رضي الله عنه ناقِهٌ" (¬4) يُقال: نَقِهَ من المَرَض يَنْقَه نُقُوهًا؛ إذَا بَرأ وأفَاقَ (¬5). - وفي الحديث: "فانْقَهْ إذًا (¬6) " ¬
(نقا)
: أي افْهَم وافْقَه. يقال: نَقِهْتُ الحَديثَ، علَى وَزْنِ فَهِمْت (¬1) وفَطِنْتُ، ونَقِهت نقَهًا ونقْهًا ونُقُوهًا ونقاهة ونقَهانًا، فهو نَقِه، ونَقَهٌ لغَةٌ فيه. (نقا) - في الحديث: "لا تُجزِئ في الأَضاحِى الكَسِيرُ التي لا تُنْقِى" : أي التي لا نِقْى لها، وهو المخُّ ولا سِمَنَ بها، وأَنقَى العَظْمُ والبَعِيرُ؛ إذا وِقِعَ في عظَامِه المُخُّ. ونَقَيْتُ العَظْمَ وَنَقَوْتُه، وانتقَيتُ (¬2) المخَّ: اسْتَخرجْتُه، وأنشَدَ: حَامُوا على أضيَافِهم فشَوَوْا لهم مِن لَحم مُنْقِيَةٍ ومن أكبَادِ - في الحديث (¬3): "تَنَقَّهْ وتَوَقَّهْ" رواه الطَّبرانِي بالنّون، وقال: أي تَخَيَّر الصَّديق ثم احْذَرْه، وقال: بَلغَنى عن بعض أَهل العِلْمِ أنَّه قال: اتَّقِ الذُّنوب واحذَر. وقال أبو محمد الخواصُ: "تَبَقَّهْ" بالباء: أي أبْقِ المالَ ولا تُسْرِفْ في الإنفاق، وتَوَقَّ في الاكتِسَاب. ويُقال: تَبَقَّ بمعنى اسْتَبْقِ، كالتَّقَصِّي بمعنى الاسْتِقصاءِ. * * * ¬
ومن باب النون مع الكاف
(ومن باب النون مع الكاف) (نكب) - في حديث إبراهيم (¬1): "أنه كان يَتوسَّطُ العُرَفاءَ والمَناكِب" المَناكِبُ: قومٌ دونَ العُرَفاء. قال الأصْمَعِيُّ: نكَبَ على قَوْمه يَنكُبُ نُكُوباً؛ إذَا كانَ مَنْكِباً لهم يَقُومُ بِأَمرِهم. وقيل: مَنْكِبُ القَوْم: رَأسُ العُرَفاءِ. وقيل: أَعوانُهم، وله النِّكَابَةُ في قَوْمِه. والمَنَاكِبُ مِن الرّيش: الذي يُرَاشُ به السَّهْمُ، وَالمَنْكِبُ: الناحِيَة من الجَبَلِ والأرضِ. - في الحديث (¬2): "خِيَارُكم ألْينُكم مَناكِبَ (¬3) في الصَّلاة" يريد لُزومَ السَّكِينَةِ فيها، ويحتمل أَن يُريد: أَلَّا يَمْتَنِعَ على مَن يُريد الدّخُولَ في الصَّفِّ لِسَدِّ الخَلَل. أو لِضِيق المكانِ بل يُمكِّنُه مِن ذلك. - في الحديث (¬4): "نَكِّبُوا عن الطَّعامِ". يعنى في أَخذِ الزَّكاةِ، كأنَّه يُريدُ ذوات الَّلبن، - والأَكُولَةَ ونحوَ (¬5) ذلك من حزَرَاتِ (6 أموالِ النّاسِ 6). ¬
(نكت)
يُقال: تَنَكَّبْت عن كذا، ونَكَّبْتُه: اجتَنَبْتُه. - في الحديث: "نُكِبَتْ إصْبَعُه" (¬1) : أي نَكَبَتْه الحِجارَةُ، والنَّكبَةُ مِن ذلك. - في حديث وَحْشىّ: "تَنَكَّبْ وَجْهِى" (¬2) يُقالُ: تَنَكَّبْتُه وتَنَكَّبْتُ عنه: أَعْرَضْتُ عنه. (نكت) - في حديث عمر (¬3) - رضي الله عنه -: "وإذَا الناسُ يَنْكُتون بالحَصَى" : أي يَضْرِبُون به الأَرضَ، وذلك يكون من المُفَكِّرِ في الشىَّءِ. - وفي حديث آخر: "بَيْنَا هو يَنْكُتُ إذِ انْتَبَه" : أي تَفكَّرَ ويُحدِّثُ نَفْسَه (¬4). - وفي حدِيث آخر: "فجَعَلَ يَنْكُتُ بقَضِيبٍ" : أي يُؤَثِّرُ (¬5) بِطَرَفهِ في الَأرضِ. - وفي حديث الجُمُعة: "فإذا فيها نُكْتَةٌ سَوْدَاء". وهي (¬6) شِبْه وسَخ في المِرآة والسَّيفِ ونحوِهما. ¬
(نكث)
(نكث) - في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "أُمِرْتُ بقِتال النَّاكِثينَ والمارِقين (¬1) ". : أي الذين نَقضُوا عَهْدَ الِإسلام وخرَجُوا منه. (نكح) - في حديث سُبَيْعة (¬2): "قال لَها أَبُو السَّنابِل - رضي الله عنهما -: ما أنتِ بناكِحٍ" (¬3) : أي بذَاتِ بَعْل، كما يُقَال: حائضٌ وطَاهرٌ وطَالِق ولا يُقال: نَاكِحَةٌ [إلّا] (¬4) إذَا أرادُوا بنَاء الاسْم لَهَا مِنَ الفِعْلِ، فيقال: نَكحَتْ فهى نَاكِحةٌ، والنِّكَاحُ: التَّزَوُّج (¬5)، وامْرَأةٌ ناكحٌ: ذَاتُ زَوْجٍ. (نكد) - في الحديث (¬6): "ولا دَرُّها بماكِدٍ، أو ناكِدٍ" ¬
(نكس)
قال القُتَبِىُّ: فان كانَ المحفوظُ ناكِداً، فإنّه أرَادَ الغَزِير، والنُّكْدُ مِن الِإبِل: الغَزِيراتُ اللَّبَن، وقيل: القلِيلاَت الأَلبَان، وقيل: الَّلواتي ماتَت أولادُها، الواحِدَة: نَكْدَاء والنَّكِدُ والنِّكْد: العَسِرُ؛ فأمَّا الماكِدُ فالّتى نَقَصَ لبَنُهَا من طُولِ العَهْدِ. (نكس) - في حديث الشَّعْبِىّ: "في السِّقْطِ إذا نُكِسَ في الخَلْق الرابع عَتَقَتْ به الأَمَةُ (¬1) " نُكِسَ: أي قُلِبَ وصُرِفَ، والخَلْقُ الرابع: يريد المُضْغَة، قال الله تبارك وتعالى: {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ} (¬2) يعنى إذَا وقع السِّقطُ مُضْغةً صارت أُمُّه أُمَّ وَلَدٍ. (نكل) - في حديث مَاعِزٍ - رضي الله عنه -: "لأَنْكُلَنَّه عنهنّ" : أي لأَمْنَعَنَّه، وقد نَكَلَ نُكُولاً: جَبُن، ومنه النُّكُول في اليَمِين ونَكَّلتُه: نحَّيتُه عَمَّا يُريد. (نكه) - في حديث شَارِب الخَمْر: "اسْتَنْكِهُوه" : أي (¬3) اعرفُوا نَكْهَتَه، هَلْ شَرِبَ الخَمْرَ أَمْ لاَ. والنَّكهَةُ: رَائحةُ الفَم، وقد نَكَهَ على يَدِهِ عند البَرْدِ: أحْماها بنَفَسِه. ¬
(نكا)
(نكا) - في الحديث: "أو يَنْكِي لكَ عَدُوًّا" يُقال: نَكَيْتُ في العدُوِّ أنْكِى نِكايةً، إذَا أكثرتَ فيهم الجِراحَ والقَتْل، فوَهَنُوا لذلك. أَنْكِى فأنَا ناكٍ، وذَاكَ مَنكِىّ، وفي لغة يُهمز (¬1). * * * ¬
ومن باب النون مع الميم
(ومن باب النون مع الميم) (نمر) - في الحديث (¬1): "نَهى عن ركُوب النِّمارِ أو النُّمورِ" يعنى جُلودَ النُّمور. قيل: لِمَا فيه منَ الزِّينَة والخُيَلاءِ، أو لأنّه غير مَدبُوغِ، لأَنه إنما يُرادُ لِشَعَرِه (¬2)، والشَّعَر لا يَقْبل الدِّباغ فأمَّا النَّمِرة فَكِسَاء مُخطَّطٌ تلبَسُهُ الإماءُ وَالسِّفْل، والنَّمِر: الذي في لَونِهِ سَوَاد، وأكثرُه بَيَاض. وقيل: النَّهى عن رُكوب النِّمَار؛ لأنّه زِىّ العَجم لا غير؛ لأنه يتشبَّه بهم. - ورُوى (¬3): "أنَّ أبَا أيُّوب أُتِيَ بدَابَّةٍ سَرْجُها نُمُورٌ، فَنَزَعَ الصُّفَّة، فقيل: الجَدَياتُ (¬4) نُموُر، فقال: إنما يُنْهَى (¬5) عن الصُّفَّة". (نمرق) - (6 في الحديث: "اشْتَرَيْت نُمْرُقة 6) ". : أي وِسادة (¬7)، وبالهاء وبكسر النون والراء أيضاً. ¬
(نمس)
(نمس) - في حديث سَعد (¬1): "أَسَدٌ في نامُوسَتِه" النّاموسُ: مَكْمَن الصَّيَّاد وَقُتْرَتُه، شُبِّه بهِ مَوضِع الأَسَدِ، والنّامُوسُ: المكْر والخَدِيعَة، ووِعَاء العِلم، وصَاحبُ السِّرِّ، والتَّنْمِيس: التَّلْبِيسُ. (نمش) - في الحديث: "فعَرفْنا نَمَشَ أيديهم في العُذُوق" النَّمَشُ، بفَتح الميم ويجُوز سُكونُها: الالتقاط (¬2)، والنَّمَش: خطُوطُ النقوش، والنَّمَشُ: النمِيمَة والسِّرَارُ. (نمل) - في الحديث: (¬3) "عَلِّمى حَفْصَةَ رُقْيةَ النَّملةِ" فسَّرَها أبو عُبَيد وغيرُه: أنّها قُروح تَخْرُجُ بالجَنْب. وقيل: إنّ ذلك مِن لُغْزِ الحديث ومُزَاحِه، كقوله للعَجُوزِ: "لَا تَدْخُلُ العُجُزُ الجنّةَ" وذلك أن رُقْية النَّملَة شىءٌ كانت تَسْتَعْمِله النِّساءُ، يَعلَم كلُّ مَن سَمِعه أنه كلامٌ لا يَضُرُّ ولا يَنْفَع. ورُقْيَة النَّملةِ التي كانت تُعْرَف بَيْنَهُنّ أن يُقال: العَرُوس تَحْتَفِلُ (¬4) وتَخْتَضِبُ وتَكْتَحِلُ، وكلّ شىء تَفْعَلُ غير أنَّها لا تَعْصى ¬
(نمنم)
الرجُلَ، فأراد عليه الصَّلاة والسّلام بهذا المقَال تأنِيباً لحَفْصَةَ - رضي الله عنها -؛ لأنّه ألْقَى إليها سِرًّا فأفْشَتْه يعنى، مَا ذكَره الله تعالى بقَوله: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ ..} (¬1) الآية. - في الحديث: "نَمِلٌ بالأَصَابعِ" : أي كثير العَبَثِ بها. يقال: رجُلٌ نَمِل بالأَصَاِبع؛ خَفِيفُها في العَمَل، وفرسٌ نَمِلُ القوائم وحِسْىٌ نَمِلٌ: ينبُعُ مَاءً أبداً، كأنها سُمِّيَت نمِلَةً، لانتِشارِهَا كالنملَةِ ودَبيبِها. (نمنم) - في حديث سُوَيْد بن غَفَلة: "أُتِىَ بناقةٍ مُنَمْنَمةٍ" : أي سَمِينةٍ (¬2)، ونَبْتٌ مُنَمْنَم: جَعدٌ مُلْتفٌّ. ومنه الكتابُ المُنَمْنَمُ؛ لأنه تَقرِيب الخطُوط بعضِهَا من بَعْضٍ. (نما) - في الحديث (¬3): .. يُنَمِّى صُعُدًا * : أي يرتَفِعُ وَيزيدُ صُعُودًا يقال: نَمَا الشىَّءُ ينمُو وَينْمِى ونَماهُ الله تعالى يَنْمِيه وَينمُو، وأَنماهُ: رفَعَه، والتَّنْمِيَة للتّكثِير والمُبَالَغَة. * * * ¬
ومن باب النون مع الواو
(ومن باب النون مع الواو) (نوأ) - قوله تعالى: {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} (¬1) : أي تنهَضُ بها وهي من المَقْلُوب. : أي أنّ العُصْبَة لَتَنُوءُ بِهَا؛ يعنى يَنهضُون بِمفَاتِحهِ. يُقال: ناءَ بحِمْلهِ؛ إذَا نَهَضَ به مُتثَاقِلاً. وقال الفَرَّاءُ: ليس هو بمقلُوب، وَمعناه: [مَا] (¬2) إنَّ مَفَاتِحَهُ لتُنِىءُ العُصْبَةَ؛ أي تُمِيلُهم بثِقَلِهَا، فَلمّا انفتَحت التّاء دخَلَت البَاء، كما قالوا: هو يَذهَبُ بالبُؤسِ، ويُذهِبُ البُؤسَ. واختِصَار تَنُوء بالعُصْبَةِ: تجعَل العُصْبَةَ تَنُوء؛ أي تَنهَضُ مُتثَاقلةً، كقَولهم: قُم بنَا؛ أي اجعَلنَا نَقُوم، ومنه المُنَاوَأةُ؛ وهي المُنَاهَضَةُ. - ومنه الحديث: "لا تَزالُ طائفَةٌ مِن أُمَّتى ظاهِرين على مَن ناوَأَهُم". : أي مَن ناهَضَهُم (¬3) مُفَاعَلَةً منه، كأنَّ كُل وَاحدٍ منهم نَاءٍ إلى الآخرِ، ونَاءَ: نهَضَ، وناءَ: سَقَطَ، كَأنَّه مِن الأضْدَادِ. ومعنى نَاءَ به: أطاقَهُ وِنهَض به مُثقَلاً مائلاً إلى السُّقُوطِ، وكذلك النَّوْءُ في المَطَرِ، كَأنهُ نهَضَ من السَّحاب، ومِن الكَوكب السَّاقِط عندَهم، وإن كانَ الشَّارِع قد أبطَلَهَ، يَعنُونَ به أوّلَ سُقوطٍ ¬
(نوب)
يدركه بالغَدَاة، إذَا هَمّ الكوكَب بالمُصُوحِ (¬1). - وفي حديث الذي قَتَلَ تِسعاً وتسْعِينَ نَفساً: "فَنَاء بِصَدْرهِ" : أي نَهَض. ويَحتَمِل أنّه بمعنى نأى، يُقالُ: نأَى وناءٍ، كما يُقال: رأَى ورَاءٍ، قاله عبدُ الغافِرِ. - في حديث عُثمان - رضي الله عنه -: "قالَ لِلْمَرأةِ التِى مُلِّكَتْ أمرَها فطَلَّقَتْ زَوْجَهَا، (¬2) إنّ الله عزّ وجلّ خَطَّأَ نوْءَهَا" قال قومٌ: دُعَاء عليها، كما يُقَال: لا سَقَاه الله الغيثَ (¬3). قال الحَربىُّ: وهذا لا يُشْبِه الدُّعَاءَ، إنما هو خَبَرٌ، والذى يُشْبِهُ أن يكونَ دعَاءً. - ما رُوِىَ عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: "قال: خطَّأَ الله نَوءَهَا" (¬4). : أي لَو طَلَّقَت نَفْسَها لَوَقَعَ الطَّلاقُ، فلم يُصِبْهَا ها هُنَا بقولِهِ شىء من الطّلاَق، كَمن يُخْطِئُه النَّوءُ فلا يُمْطَر. (نوب) - في الحديث: "احتَاطُوا لأَهل الأموَالِ في النَّائبَةِ والواطِئَة" : أي الأَضياف الذين يَنُوُبونَهُم. (نوت) - في تفسِير عبد الله بن عبّاس - رضي الله عنهما - لقَوله: {تَرَى ¬
(نوح)
أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} (¬1) : أنهم كانوا نَوَّاِتِينَ: أي مَلَّاحِينَ تَفسِيرُه في الحديث. ويُقال: ناتَ يَنُوتُ نَوْتاً: تمايَل مِن النُّعاسِ، والمَلاَّح: النُّوتى، قالَه الجبَّانُ. (نوح) - في حديث عَبد الله بن سَلاَم - رضي الله عنه -: "لقد قُلتَ القَولَ العظيمَ يومَ القِيَامَةِ، في الخلِيفَةِ مِن بَعْدِ نُوحٍ" قال أبُو عُبيد: اختلَف النّاسُ فيه؛ وعندى أنّه أراد بقوله: نوحٍ عُمَرَ - رضي الله عنه -؛ وذلك لحدِيثِه علَيه الصَّلاة والسّلامُ أنَّه اسْتشَارَ أبَا بَكرٍ وعُمَر - رضي الله عنهما - في أُسَارَى بَدْرٍ (¬2)، ثم شَبَّه فيه عُمَر بنوحٍ، فأرَادَ ابنُ سلَامٍ أنَّ عُثمانَ - رضي الله عنه - خِليفةُ عُمَر الذي شبّه بنُوح. وأرَاد بيَوم القِيامَة: يومَ الجُمُعَة؛ لأنَّ ذلك القَولَ كان فيه، والقِيامَة تَقومُ في يَوم الجُمُعَةِ. ¬
(نود)
(نود) - في الحديث: "لَا تكونُوا مِثلَ اليَهُود إذا نَشَرُوا التّورَاةَ نادُوا" يقال: نادَ يَنُودُ نوْداً؛ إذا حَرَّكَ رَأسَه (¬1)؛ وهو مَيَلانُ [اليَهود] (¬2) إذا قَرءُوا. وأنشَد: * وتَرجعُ بَعْدَ العَصرِ وهي تَنُودُ * ونَادَ مِن النُّعَاسِ نَوْدًا ونُوادًا (¬3) (نور) - قوله تبارك وتعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} (¬4) قال الزَّجّاجُ: يجوز أَنْ يكون في السَّماءِ الدُّنيَا، وإنَّما قال: "فِيهِنَّ" لأنّها كالشىَّءِ الوَاحِدِ. وجاءَ في التّفِسير: إنَّ وَجْهَ الشّمسِ يُضىءُ لأَهلِ الأَرضِ، وقَفاها (5 يُضىء 5) لأهلِ السَّماءِ، وكذلك القَمر. - قوله تعالى: {مِنْ نَارِ السَّمُومِ} (¬6) قيل: هي نارٌ لا دُخانَ لها، دُونَ السَّماءِ بَينَها وبينَ الحِجاب، وهي التي تَكُون منها الصَّوَاعِق. - في حديث أَبى خِدَاشٍ، عنَ رجُل مِنَ الصَّحابَةِ رضي الله عنهم: "النَّاسُ ¬
شُركاءُ في ثَلاثةٍ (¬1): الماءِ والكَلأِ والنّارِ" وفَسَّرَه بَعْضهم بالحِجَارَة التي تُورِى النَّارَ، لا يُمْنَع أحدٌ أن يأخذَ منها، وقيل: أرَادَ ليس لِصاحِب النَّار أن يَمْنَعَ مَن أراد أن يَسْتِضىءَ منها أو يَقْتَبِس. - في حديث هَمَّام عن أَبى هُرَيرة - رضي الله عنه -: "العَجْمَاءُ جُبَارٌ، والنارُ جُبَار" (¬2) قيل: غَلِطَ فيه عبدُ الرزّاق (¬3)؛ وقد تابَعَه عَبدُ الملك الصَّنْعاني، وقيل: هو تَصْحِيف "البِئْرِ"، فإنّ أهلَ اليَمن يُميلُون النَّارَ، ويَكْسِرُون النُّون، فسَمِعَه بعضُهم على الإمَالة، فكتَبَه باليَاءِ فنَقَلُوه (¬4) مُصَحَّفاً، فعلَى هذا الذي ذكَرَه هو على العَكْسِ مِمَّا قاله، فإن صَحَّ نَقلُه فهى النار يُوقِدُها الرجلُ في مِلْكهِ لِأَرب، فتُطِيُرها الرِّيحُ، فتُشعِلها في مالٍ أو مَتَاع لِغَيْره، بحيث لا يَمْلِكُ رَدَّها، فيَكُون هدَراً؛ فأمَّا البِئرُ فهو الذي يَحْفره الرّجُل في مِلْكِه، أو في مَواتٍ فتردَّى فيه إنسَانٌ؛ والعَجْمَاءُ؛ البَهِيمَةُ، ويعنى به إذَا كانت مُنْفلِتةً، لا قَائد [لها] (¬5) ولا سائقَ، فأمَّا إذَا كان معها رَاكبُها أو قائدُها، أو سائقُها فقد اختُلِفَ فيه. - في صفَةِ ناقة صَالحٍ: "هي أَنْورُ من أن تُحْلَبَ" ¬
(نوس)
: أي أنْفَرُ. والنَّوَارُ: النِّفَارُ، وامرأةٌ نَوارٌ: نافِرةٌ عن الشَّرِّ والقَبِيح والجَمعُ: نُورٌ؛ وقد نَارَت نَوْرًا ونُؤورًا، ونُرْتُه وأنَرْتُه: نفَّرتُه. - في الحديث: "كانَتْ بَينَهم نائِرَةٌ" (¬1) : أي كائنَةٌ تقع بين القَوْم، وقد نُرتُ علَيهم أَنُورُ، وبَغَاه الله تعالى نائرةً ونَيِّرةً، وذَاتَ مَنْوَر: أي ضَرْبَةً أو رَمَيَةً تُنِيرُ فَلا (¬2) تخفَى. ونَارُ الحَرب ونائرتُها: شَرُّهَا وهيجُهَا. ومَنَارَةُ المسجد من الاستِنَارَةِ. ومَنارُ الأَرضِ: عَلامَةٌ بين الحَدَّيْن، ومَنارُ الِإسْلام: مَعْلَمُه. (نوس) - في حدَيثِ ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "دَخَلْتُ على حَفْصَةَ ونَوَسَاتُها تَنْطُف" : أي ذَوَائبُها. وسَمَّاهَا نَوَسَاتٍ؛ لأنَّها تَنُوسُ: أي تتحرَّك وَتجىءُ وتَذهَبُ، والنَّوسُ: الاضْطرَابُ في الهَوَاءِ. والنَّوَاسُ: ما يتعَلَّقُ مِن السَّقفِ والنُّواسَتان (¬3): ذُؤَابتَان تنوسَان مِن الرأس. (نوش) - في حديث قَيس بن عَاصمٍ - رضي الله عنه -: " [كنتُ] (¬4) أناوِشُهُم وأُهاوِشُهُم في الجاهليّةِ" : أي أقاتِلُهم (¬5). يُقالُ: تَناوشَ القَومُ؛ إذَا تَناوَلَ بَعضُهُم بَعْضًا في القِتَالِ، والمُهاوَشَةُ: الاخْتِلاط والفسَاد. ¬
(نوط)
- في الحديث: "يقول الله تعالى يا مُحمّدُ نَوِّش العلماءَ اليَومَ في ضِيَافتِى" قال الجبَّان (¬1): التَّنْوِيش للدَّعوَة: الوَعْد وتَقْدِمَتُه، وفيه شَكٌّ. - في حديث علىّ (¬2): "الوصيَّةُ نَوْشٌ بالمعرُوفِ" : أي يَتَناوَلُ الموُصِى (¬3) الموُصَى له بشىَء من غَير أن يُجْحِفَ بمَالِه. - ومنه حَدِيثُ عبدِ المَلِك (¬4): "نَاشتْ به امرأتُه" : أي تنَاوَلته وتعَلَّقت به. (نوط) - في الحديث: "أُرِىَ اللّيلَةَ رجُلٌ صَالحٌ أن أبَا بَكر - رَضي الله عنه - نِيَط برَسُولِ الله - صلَّى الله عليه وسلّم -" : أي عُلِّق، والنَّوْط (¬5): التَّعلِيق، والتّنَوُّط: التّعلّق. - (6 وفي الحديث (¬7): "اجعلْ لنا ذاتَ أَنْواط" ¬
(نوق)
وهي شجرة بعينها 6) (¬1) - في حديث عُمَر: (¬2) "أخذنَاهُ بلاَ سَوْطٍ ولَا نَوْط" (نوق) - في حديث أَبى هريرة: "فوَجَدَ أَيْنُقَه" - هو جَمُع (¬3) ناقَةٍ كَأَكَمَة وأَكَمٍ، وفيه وجهَان؛ أحدُهما: أن يَكُون أصلُه أنْوُق فقَلَب وأَبدَل واوَه يَاءً، والآخَر أَن تُحذفَ العَيْن، وتُزادَ اليَاء عِوَضًا، قاله سِيبَوَيه، ففى أحَدِ قَولَيه وزنه أغْفُل؛ لأنّه قَدّم العَيْن، وفي الآخر أَيْفُل؛ لأنه حذَف العَيْن. (نوك) - في حديث الضّحّاك: "أنّ قُصاصَكم نَوْكَى" : أي حَمْقَى، والنُّوكُ: الحُمْقُ، والواحِدُ: أَنْوَكُ. (نوم) - في حديث العِربَاضِ: "أَنزَلْتُ عليك كتاباً تَقْرؤه نائِماً وَيقظَانَ" يحتمل معاني: أحَدُها أنه مَثَلٌ: أي تَقْرَؤه حِفظاً في كُلّ حالٍ، وتُداومُ على قراءَتِه، كأنه أرادَ المبالغَة والمُدَاوَمة على القِراءةِ، ويُحتَمل أنه أرادَ أنّ ذلك بخلَاف التورَاةِ وغيرها التي كانَت لا تُحفَظ حِفظاً؛ لأنَّ هذا الكتابَ يُقرَأ نَظَرًا وحِفْظاً، ومن كُلّ وَجْهٍ، ويُحْتَمل أنه أَرادَ [أنه] (¬4) من شِدَّة حِفظِه له، وحَذاقتِه ¬
لقرَاءتِهِ يَقرؤُه في حالِ نَومِه أيضاً؛ لأنّ (1 مِن الناس 1) مَن يتكلَّم في مَنامِهِ بما في قلبِه في اليقَظةِ، أو بمَا يَراهُ في المَنَام، ويحتَملُ أنه (¬2) يريد بالنَّومِ الاضطجاعَ؛ لأن الاضْطِجَاع يُرَادُ للنوم غَالِبًا، فكَنَى عنه بالنوم؛ أي تقرَؤه قائماً وقاعِدًا ومُضطجِعًا، كما قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} (¬3) وقيل: معناه: أي تَجمَعه حِفظاً وأَنتَ نائِم، كَمَا تجمعُه وأنتَ يَقظَان. وقيل: أرَادَ تَقرؤه في يُسْرٍ وسُهُولَةٍ ظاهِرًا، كما يُقالُ للحَاذِقِ بالشىّء القادِر عليه: هو يَفعَلُه نائمًا، كما يُقالُ: هو يَسْبِقُ فُلَاناً قَاعِدًا، والمرادُ بسَبْقه: مُستَهِينًا به. - في حديث عِمْران بن حُصَين - رضي الله عنه -: "صلِّ قَائماً فإن لَم تَسْتَطع فقاعِدًا، فإن لم تستطع فَنَائِماً." كأنّه أرَادَ به الاضْطِجاعَ أيضاً. يَدُلُّ عليه الحديثُ الآخرُ: "فإن لم تَسْتَطِع فعَلَى جَنْبٍ" [وقد] (¬4) قيل: إنه (¬5) تَصْحِيف، وإنّما هو "فنَائِماً" : أي بالإشَارَةِ، كما رُوِى في صَلاتِهِ على ظَهْرِ الدَّابَّةِ: "أنه كان يُصَلّى على رَاحِلتِه يُومىءُ إيمَاءً يجعَل السُّجُود أخفَض مِن الرُّكُوعِ" - في حَديث سَلَمة: "فَنَوَّمُوا" هو مُبالغَةٌ في نامُوا؛ أي استَثْقلُوا النَّومَ. ¬
(نوه)
(نوه) - في حديث الزبير: "أنه نَوَّه به علىّ - رضي الله عنه -" : أي شَهَّرَه وعَرَّفَه. (نوى) - في حديث عُمَرَ: "لَقَطَ نَوَيَاتٍ (¬1) من الطريق، وقال: تَأكُلُه دَاجِنَتُهُم" هو جَمع قِلَّة النَّواة، والنَّوَى: جَمعُ كَثْرةٍ. * * * ¬
ومن باب النون مع الهاء
(ومن باب النون مع الهاء) (نهب) - في الحديث: "ولا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذاتَ شَرَفٍ يَرفَعُ النَّاسُ إليها أبصارَهم وهو مُؤمنٌ" : أي لا يَختلِسُ شيئاً به قِيمةٌ، والنَّهْبُ: الغارَةُ وسَلْبُ الأشيَاءِ. - وفي حدِيثٍ آخَرَ: "أنه نُثِرَ شىءٌ في إمْلاَكٍ، فلم يأخُذُوه، فقال: ما لَكُمِ لا تَنْتَهِبُون؟ قالوا: أوَلَيْسَ قد نَهَيْتَ عن النُّهْبَى؟ قال: إنّما نَهَيْتُ عن نُهْبَى العَسَاكِر فانْتَهِبُوا" النُّهْبَى بمعنى النَّهْبِ، كالنُّحْلَى. والنُّحْلِ: العَطِيَّةُ، وقد يكون اسمَ ما يُنْهَبُ، كالعُمْرَى والرُّقْبَى. - وفي الحديث: "فأُتِي بنَهْب" : أي غَنِيمَةٍ، وجَمعُه، نِهابٌ ونُهُوبٌ. - ومنه قول (¬1) أبِي بكر - رضي الله عنه -: "أنّه كان يُوتِرُ قبل أن يَنامَ، ويَقُولُ: أحْرزْتُ نهْبِى وأبْتَغِىِ النَّوافِلَ" يُريد: سَهْمَه مِن الغَنِيمَةِ؛ يعنى قَضيْتُ ما عَلىَّ من الوِتْرِ قَبل أن أنام؛ لئلاّ يَفُوتَنى، فإن انْتَبهْتُ تَنَفَّلْتُ بالصّلاة (¬2). - في شعر العباس بن مِرداس - رضي الله عنه -: ¬
(نهبر)
* وكانت نِهَاباً تَلَافَيْتُها (¬1) * وهو جَمع نَهْب أيضاً، وفيه: أَتَجْعَلُ نَهْبِى وَنَهْبَ العُبَيْـ (2 ـدِ بَيْن عُيَيْنَةَ والأقْرَعِ 2) عُبَيْد؛ اسمُ فَرَسِهِ. (نهبر) - ومن رُبَاعيّه: "لَا تَتَزَوَّجَنّ نَهْبَرةً" : أي طويلَةً مَهزُولَة (¬3)، أُخِذ مِن النَّهابِير؛ وهي حِبالٌ من رِمالٍ صعبَةُ المُرْتَقَى. (نهج) - في شعر مَازِن: * حتى آذَنَ الجسمُ بالنَّهَجِ * (¬4) نهَجَ الثَّوبُ: بَلِىَ، وأنهَجَهُ البِلَى: خَلُقَ. (نهد) - في حديث (¬5) ابن عمر - رضي الله عنهما -: "مَا ثَدْيُها بِنَاهِدٍ" من قَولهم: نَهَدَ الثَّدْىُ؛ إذَا كعَبَ وشَخَصَ. (نهر) - قَولُه تبَاركَ وتعَالى: {فَلَا تَنْهَرْ} (¬6) : أي لا تَزْجُرْ، والنَّهْرُ، والانتهَارُ: الزَّجْرُ: وقد نَهَرهَ وانتَهَره بمعنىً. ¬
(نهز)
- في الحديث (¬1): "نَهْرَانِ مؤمِنانِ، ونَهران كافِران، فالمُؤمِنانِ: النِّيلُ والفُرَاتُ، والكافِرانِ: دَجْلةُ ونَهْرُ بَلْخ" قيل: إنّما جَعَل الأوَّلَين مؤمنين على التّشبِيه؛ لأنهما يَفيضان على الأرضِ، ويَسْقِيَان الحَرثَ والشّجر بلا تَعبٍ ولا مَؤُونةٍ، وهما في الخَير والنَّفع كالمؤمنين؛ وأمَّا الآخَرَان فبخلافِهما. - (2 قوله تعالى: {فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} (¬3) : أي مكان واسع ومتَّسَع من الجنة؛ لأنّ أَصلَ النهر السَّعَة؛ (¬4) وقد ورد به حديث 2) (نهز) - في حديث أَبى هُريَرة - رضي الله عنه -: "سَيَجِدُ أحَدُكُم اْمرَأَتَه قد ملَأتْ عِكْمَها مِن وَبَرِ الإبِلِ، فَلْيُنَاهِزْها، فلْيَقْتَطِعْ، فلْيُرسِلْ إلى جارِه الذي لا وبَرَ له" قوله: "فليناهِزها": أي ليُبادِرْها. يُقال: ناهَزت فُلاناً السَّبْقَ، وانتهَزتُ الفُرصَةَ. - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "أتاه الجارُودُ وابْنُ سَوَّارٍ (¬5) يَتَناهَزان إمارةً" أي: يَتَناوَلانهَا ويَطلُبَان (¬6). يُقالُ: انتهِزْ فقد أمكنَك. ¬
(نهس)
- في الحديث: "أنه نهَزَ راحِلَتَه" : أي دَفَعها في السَّير، ونَهَزَت النّاقةُ بسَيرِها: ارتفعَتْ ونَهَضت لِتَمْضِىَ. - وفي الحديث (¬1): "مَن خَرج لا يَنْهَزُهُ إلَّا الصَّلاةُ" : أي لا يُحرّكه ولا يُشخِصُه. - في حديث (¬2) ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما -: "ناهَزتُ الاحتِلامَ" : أي قارَبْتُ وصرْتُ مُراهِقاً، والنَّهْزُ: التَّناوُلُ، والنُّهوض للتَّناوُل، والتَّحرِيك، والتَّحرك. (نهس) - في الحديث: "أنه أخَذ عَظْماً فنَهسَ مَا عليه من اللَّحم": أي أخَذَه بِفِيه، وعَضَّه. - وفي بعض الرِّوَاياتِ (¬3): "أنه كان مَنْهُوسَ العَقِبَيْن" : أي معُروقَهما، وهو القلِيلُ اللَّحم علَيهما، كأنه نُهِسَ منهما، ورُوى بالشّين المعجَمة. - في حديث شرَحْبيل (¬4): "أَنَّ زيد بن ثابت - رضي الله عنه - رَآهُ ¬
(نهش)
صادَ نُهَسًا بالأسْوَافِ" النُّهَسُ: طائِرٌ يُشْبِهُ الصُّرَدَ، يُدِيمُ تَحْرِيكَ رأسِه وذَنَبِه، يَصْطَادُ العَصافِيرَ، ويَأْوِى إلى المقَابِر، وجَمْعُه نِهْسَانٌ والَأسْوَافُ (¬1): مِن حَرَم المَدِينَة. (نهش) - ومنه الحديث: "وانْتَهشَتْ أعْضادُنا" : أي هُزِلَت، والمَنْهُوشُ: المنهُوك المَهْزُول، والمجهُودُ السَّيىّءُ الحَالِ. (نهق) - في الحديث: "فَنزعَا فيه حتى أنْهَقَاه" (¬2) قيل: هو غَلَط، والصَّوابُ: أفهَقاه؛ أي مَلآه يعنى الحَوضَ ومنه قَولُه: * كجابيَة الشَّيخ العِرَاقى تفهَقُ * (¬3) ¬
(نهل)
(نهل) - في حديث معاوية: "النُّهُل الشُّرُوع" هو جَمْعُ ناهِلٍ؛ أي الإبل العِطَاش الشّارِعَةُ في المَاءِ. (نهم) - في الحديث (¬1): "نحن بنُونُهْمٍ، فقال: نُهْمٌ: شَيطَانٌ، أنتُم بنو (¬2) عبدِ الله" * * * ¬
ومن باب النون مع الياء
(ومن باب النون مع الياء) (نيأ) - في الحديث: "نَهَى عن أكْلِ اللَّحم النَّيء" (¬1) نَاءَ اللَّحمُ علَى وَزْنِ قال، يَنىء نَيْئاً؛ إذا بَقِىَ نيْئاً، وقد يُترك هَمْزُه، فيقال: نِيًّا، أي غَير نضِيج، ونُيوءة أيضاً. وقد جاء: ناءَ يَنَاءُ، وأَنَأتُ اللَّحمَ إنَاءَةً فهو مُنَاءٌ. (نيب) - في حديث زيد بن ثابتٍ - رضي الله عنه -: "أنّ ذِئباً نَيَّبَ في شاةٍ فذبحُوها بمَرْوةٍ". : أي (¬2) أنْشَب نَابَه فيها؛ وهي السِّنُّ التي خَلْفَ الرُّبَاعِيَةِ، ونَيَّبَت الناقةُ: صَارَت ناباً؛ أي هَرِمَةً. - في حديث عُمَر: "أَعْطاهُ ثلاثةَ أَنْيَاب جَزَائِرَ" (¬3) هو جَمعُ: نابٍ، وهو مُذكَّرٌ تَصْغِيره نُيَيْبٌ. (نيط) - في حديث (¬4) علىّ - رضي الله عنه -: "أرَادَ فُلانٌ أَن لا يَبقَى من بَنِى هَاشِم أَحَدٌ إلَّا طُعِنَ في نَيْطِهِ" ¬
: أي في جَنَازَتهِ، والنَّيْطُ: الموَتُ. يُقالُ: رُمِىَ في نَيْطِهِ، ورَمَاهُ الله بالنَّيْطِ. وقيل: النَّيْطُ: نِيَاطُ القلْبِ (¬1)، فإذا طُعِنَ فيه مَاتَ صَاحِبُه. ويقالُ: أَصلُه الوَاوُ، فعَلى هذا يكون [نَيْطٌ] (¬2) أصلُه نَيطًا مُخفّفاً، من يَنُوطُ كَمَيْتٍ وهَيْن، وإن لم يكن من ذلك فهو على ظاهره. - في حديث (¬3) الحجَّاج: "نَيِّطاً (¬4) بَيْنَ الماءَيْن" : أي وَسَطاً بَين الغَزِير والقلِيل، كأَنّه مُعَلَّق بَيْنَهما. من نَاطَ يَنُوطُ، ورُوِى بسُكون الياءِ، وقيل: بالبَاءِ المنقُوطَة بِوَاحِدَة وفتحها. يُقالُ للرَّكِيَّة إذا استُخْرِجَت: نَبَطٌ، ومنه سُمِّىَ النَّبَطُ لاستخراجهم المِياه. - في حديث عُمَرَ: "إذا انتاطَتِ المَغازِى" : أي بَعُدَتْ، من نِياطِ المَفازَةِ؛ (5 وهو بُعْدُها 5) كأنّها نِيطَتْ بأُخرَى والله أعلم. * * * ¬
ومن كتاب الواو
ومن كتاب الواو (من باب الواو مع الهمزة) (وأد) - ومنه الحديث (¬1): "الوَئِيدُ في الجَنَّةِ" : أي الموْءُود، وهو المدفونُ حَيًّا، وكانوا يَئِدُون البناتِ حمِيَّةً، ومنهم مَن كان يَئِدُ البنين أيضاً عند المجاعَة، بِدَليل قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} (¬2). وقيل: سُمِّيَت مَوءُودَة لِثِقَل مَا يُلقَى عليها مِن التُّرَاب، كأنَّه مَقْلُوب أوَدَ مِن آدَ. - في حديث عَائشَة (¬3) - رضي الله عنها -: "سَمِعْتُ وئيدَ الأَرضِ" تعنى الصَّوْتَ من شِدَّةِ الوَطْء، وهو دَوِىٌّ يُسْمَع مِن بَعيدٍ، وكذلك الوَأْدُ، ويكون صَوْت الأَثقال والأحْمال أيضاً. - في حديث آخَر: "وللأرض مِنكَ وَئِيدٌ" (¬4) (وأم) - في حديث الغِيبةِ: "إنه لَيُوائِم" (¬5) ¬
(وأى)
: أي يُوَافِقُ، والوَأْمُ والوِآمُ والمُوَاءَمةُ: المُوافَقَةُ. ووَأَمْتُهُ: صَنعْتُ مِثل صَنِيعِهِ، والتَّوأَمُ: أصله، وَوَأمٌ، كأنَّه وَافَقَه في الرَّحمَ. (وأى) - في حديث عَبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: "كَانَ لى عند رَسُولِ الله- صَلّى الله عليه وسلّم - وَأْىٌ" : أي (¬1) عِدَةٌ. - وفي حِديث عُمَر - رضي الله عنه -: "مَن وَأَى لامرِىءٍ بوَأْىٍ فَلْيَفِ (¬2) به" وقد وَأَى يَئِى وَأْياً؛ إذَا وَعدَ؛ قال رُؤبَةُ: * وَفَيْتَ بالوَأْىِ الذي وأيْتَا (¬3) * والوَأْىُ: الضّمَانُ والعَدَدُ (4 من النّاسِ 4) أيضاً. في الحديث: "واعُمَراه" هي نُدبَةٌ، ولا بُدَّ لها مِن إحدى العَلامَتَين الياء أو الواو؛ لأنّ النُّدْبَةَ لإِظهارِ التوجُّع، ومَدِّ الصَّوتِ، وإلحَاق الألف ¬
في آخِرهَا للفَصْلِ بينَها، وبين الندَاءِ، وزيادَة في الوقفِ إرادة بَيان الألف؛ لأنها خَفِيَّة، وتُحذَف في الوَصْلِ كقولك: واعُمَرَ أمير المؤمنين. * * *
ومن باب الواو مع الباء
(ومن باب الواو مع الباء) (وبأ) - في الحديث: "إنَّ هذا الوَبَأ رِجْزٌ" الوبَأُ على وَزن الوَبَش، وقد يُمَدُّ (¬1) مع الهَمْز أيضاً: الطَّاعُونُ والمرضُ العَامُّ، وقد أَوْبَأَت الأرضُ. قال الأصمعيّ: وَلا أُنكِرُ أن يُقالَ: وَبَأَتْ، ولَا وَبِئَتْ، وأرضٌ وَبِئَةٌ ومَوْبُوءَةٌ وَوَبَيَّة أيضاً. - في حديث (¬2): "أنفعُ مِن عَذْبٍ مُوبٍ" : أي مُورِث للوَباء. (وبر) - في حديث (¬3) أَبى هُريرَة - رضي الله عنه -: "وَبْرٌ تَحدَّر من قَدُوِم ضأنٍ" الوَبْرُ: دُوَيْبَّة على قَدْرِ السِّنَّور حَسَنة العَيْنَيْن، شَدِيدةُ الحَياء، حِجازِيَّة غَبْراء أو بَيْضاء، والأنثَى: وَبْرَة؛ يَجبُ على المُحْرم في قَتلِها شاةٌ؛ لأنها تَجْتَرُّ كالشّاةِ، وقيل: لأنَّ لها كَرِشاً مثلَ الشَّاةِ، وإنما شَبَّهَه بالوَبْرِ (¬4) تحقِيرًا له، ولكَونِه جائياً مِن الغُربَةِ. ¬
(وبط)
(وبط) - في حديث: "اللَّهُمَّ لا تَبِطْنىِ بَعْدَ إذْ رَفَعْتَنِى" (¬1) يقال: وبَطْتُ الرَّجُلَ: وضَعْتُ مِن قَدْرِه، والوابِطُ: الخسِيسُ، والضَّعِيف، والجَبانُ. (وبه) - في الحديث: (¬2) "رُبَّ أَشعَثَ ذِى طِمْرَيْن لا يُؤبَه له" : أي لا يُبَالَى به، ولَا يُلْتَفَتُ إليه. قال ابنُ السِّكِّيت: يقال: ما وبِهْتُ له - بفَتحِ البَاء وكسْرِهَا -: أي ما فَطِنْت [له] (¬3)، ولم أَدْرِ به وبْهاً ووَبَهاً. * * * ¬
ومن باب الواو مع التاء
(ومن باب الواو مع التاء) (وتخ) - في حَديث عبد الرحمن بن أزْهَرَ - رضي الله عنه -: "في السَّكْرَانِ منهم مَن ضَربَه بالمِيْتَخَة" قال ابنُ وَهْب: يعنى الجريدَةَ الرَّطبَةَ، وقال الخطابىُّ: هي اسمٌ للعَصَا الخَفِيفَةِ. وقال أَبُو زيدٍ: يُقالُ: للعَصَا المِتْيَخَة والمِيتَخَة والمِتّيخَة؛ فمَن قال: مِيتَخَةٌ فهى مِفْعَلةٌ من وتَخَ يَتِخُ، ومنِ قال: مِتْيَخَة (1 فهو من تَاخَ يتيخُ أوْ يَتُوخُ، ومَن قال: مِتِّيخَةٌ 1) فهى من مَتَخَ الجرادُ؛ إذا أرَزَّ أذنَابَه في الأرض ليَبيضَ. (وتد) - قوله تبارك وتعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ} (¬2) قيل: كان يَمُدُّ الرَّجُلَ بين أربعَة أوتادٍ يَربِط قوائِمَه إليها حتى يَمُوتَ. (وتر) - في حديث عبد الرَّحمنِ بن عوف - رضي الله عنه - يَومَ الشُّورَى: "لا تُغمِدُوا السُّيُوفَ عن أعْدائِكم فَتُوتِرُوا أثْآرَكُم" (¬3) : أي يبقى الوِتْرُ وَالحِقدُ في نفُوسِكُمْ. وقد وَتَرْتُ فُلاناً؛ إذا أصَبْتَه بِوِتْرٍ، وأوْتَرْتُه: [إذا] أوْجَدْتُه ذلك. وهذه اللفظَةُ تُروَى على وجُوهٍ. ¬
(وتن)
- في الحديث: "مَن جَلَس مَجْلِسًا لم يَذْكُرِ الله عزَّ وجلّ فيه كان عليه تِرَةً" التِرَةُ: النَّقْصُ. وقيل: ها هنا التَّبِعَةُ. وقد وَتَرته تِرةً، مِثل وَعَدتُه عِدَةً. - في الحديث: "في صِفَةِ الرُّكُوع ووَتَّر يدَيْه" : أي قَوَّسَهُمَا، والتَّوْتِير: (¬1) تَشَنُّج بقَوائمِ الفَرَس. (وتن) - في صِفَةِ ذِى الثُّدَيَّةِ: "مُوتَنُ اليَدِ" مِنْ أَيْتَنَتِ المرْأَةُ؛ إذا جَاءت بِوَلَدها يَتْناً، (¬2) وقُلِبت اليَاءُ واوًا لِضَمَّةِ المِيم. قال ابنُ الأَنبارِى: الوَتْنُ بمعنى اليَتْن وقد أَوتنَتْ (3 والمشهور: "مُودَنُ اليَدِ" بالدّال. 3) * * * ¬
(ومن باب الواو مع الثاء)
(ومن باب الوَاو مع الثّاءِ) (وثأ) - في الحديث: "فَوُثِئَتْ رِجْلى". (¬1): أي أصَابَها وجَعٌ دُونَ الكَسْرِ، فهى مَوْثُوءَةٌ، وقد يُتْرَكُ هَمْزُه، فيقال: وَثِى. (وثب) - في حديث فَارِعةَ (¬2) بنتِ أَبى الصَّلْتِ: "قَدِم أخى من سَفَرٍ فوثَبَ على سَريرِى" : أي اتَّكأ عليه أَو نامَ، وهي لُغَةٌ حِمْيريَّةٌ. وقد وَثَبَ: إذا قعَدَ واسْتَقَرَّ، ووَثَب؛ ارْتفَع. وَمنه قِصَّةُ الرَّجُل الذي دَخَل على بَعضِ مُلُوك حِميَر، وَأرَادَ إكْرامَهُ فقال له: ثِبْ، يعنى اجلِسْ؛ فوثبَ الرَّجُلُ؛ أي طَفرَ. (¬3) - وفي حدِيث (¬4) صِفّين: "قَدَّم للوَثْبَة يدًا وَأخَّرَ للنّكُوصِ رِجْلاً" : أي إنْ أَصَابَ فُرْصَتَه وَثَبَ، وإلاّ نكَصَ وخَلاَّه. - في الحديث (¬5): "أبو بكر يَتَوَثَّبُ عَلَى وَصِىِّ رَسُولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم! " ¬
(وثر)
: أي يَسْتَوْلى علَيه. (وثر) - في حديث (¬1) ابن عُمر - رضي الله عنهما -: "ولا نَصَفًا وَثيرةً" : أي وَطِيئة (¬2) ليِّنَةً؛ (3 ومنه المِيثَرَةُ. 3) - ومنه حديثُ ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: "قال لِعُمَر - رضي الله عنه - لو اتَّخَذْتَ فراشًا أَوْثَرَ منه" : أي أوطَأَ وألْيَنَ وأمْهَدَ. وقد وَثُر يَوْثُرُ وَثَارَةً، والمرأةُ السَّمِينَة وثِيرَةٌ لِوَثَارَة (¬4) عَجُزِها بالسِّمَن والضِّخَمِ. (وثم) - في الحديث: "أنه كان لَا يَثِمُ التَّكْبِيرَ" : أي لا يَكْسِرُه، بَلْ يُتِمُّه، والوَثْمُ: الكَسْرُ والدَّقُّ. : أي يَأتى به تامًّا في اللّفظ على جِهةِ التّعْظِيم، مع مُطابَقَةِ اللِّسَانِ والقَلْب، والوَثيمَة: الحَجَر. - ومنه قَولهم (¬5): "لا وَالذى أخرجَ النارَ من الوَثيمَةِ" : أي الحِجَارَة المكْسُورَة. * * * ¬
ومن باب الواو مع الجيم
(ومن باب الواو مع الجيم) (وجأ) - في حديث أَبى رَاشِدٍ: "كُنتُ في مَنائخِ أهلى فنَزَا (¬1) منها بَعِيرٌ، فَوَجَأتُه بحدِيدةٍ" يقال: وَجَأتُه بالسِّكِّين واليَدِ (¬2) وَجْأً؛ إذا غرزتَهما فيه. ووَجَأْتُه وِجاءً: خَصَيتُه. (3 - ومنه الحديث: "أنه 3) ضَحَّى بكَبْشَيْن مَوْجُوءَيْن" (¬4) : أي مَنزُوعَى الأُنثَيَين، وفيه دَليل على أنَّ الخَصِىَّ في الضَّحايا غيرُ مَكرُوهٍ؛ وقد كرِهَه بَعضهم لِنقصِ العُضْوِ، وهذا نَقْصٌ ليسَ بعَيْب؛ لأن الخِصاء يَزِيد اللَّحْمَ طِيباً، وينفى عنه الزّهُومَةَ، (¬5) وسُوءَ الرَّائحةِ. ومنهم من يَرْوِيه: "مَوْجِيَّيْن". - وفي الحديث (¬6): "فَعلَيْه بالصَّوْم فإنَّه له وِجاءٌ" ¬
(وجب)
رواه بَعضُهم "وَجًى" يُرِيدُ الحَفَى، وذلك بَعِيدٌ؛ لأنّ ذلك مَنْ مَشىَ كثيراً، لا أن يُسْتَعملَ بمعنَى الفُتُور؛ فإنّ مَن وجِئَ فقد فَتَر عن المَشىْ. وفي الحدِيث حُجَّة لمن جَوَّز إغراءَ الغائب؛ لأنه قال: "علَيه بالصَّوم" والمَشهُور أنّ الإغراء للحَاضِر. (وجب) - في الحديث: "إذا كان البَيْعُ عن خِيارٍ فقد وجَبَ" : أي إذا قال بَعْد العَقْدِ (¬1): اخْتَرْ رَدَّ البَيْع أو إنْفاذَه، فاخْتارَ الإنفاذَ وجَبَ وتَمَّ وإن لم يَفْتَرِقَا. قال الأصمَعِىُّ: وجَبَ البيعُ يجِبُ وجُوباً وجِبَةً. وأوجبه فلانٌ إيجَاباً. وقال سلَمةُ: الوَجِيبَةُ: أن يُوجِبَ البَيعَ؛ وهو أن يَأخُذَ كُلَّ يوم منه بعضًا؛ فإذا فرغ قيل: استَوفَى وجيبَتَه. - وفي حديث (¬2) آخرَ: "أنّه مَرَّ بِرَجُلَين يَتَبايَعان شاةً، فقال أحدُهما والله لا أَزِيدُ على كذا، وقال الآخَر: والله لا أنْقُصُ مِنْ كذا، فقال: قَدْ أوْجَبَ أحَدُهُما" : أي حَنِثَ وأَوْجَبَ الإثمَ والكَفَّارةَ على نَفْسِهِ. - في حديث سَعيد: "لَوْلَا أصْوَاتُ السَّافِرة لسَمِعْتُم وجْبَةَ الشَّمسِ". (¬3) وهي مَصْدَر وجبَت الشَّمْسُ؛ إذَا سَقَطَت لِتَغِيبَ. - في حديث الحَسَن في كَفَّارة اليَمِين: "يُطْعِمُ عَشَرةَ مَساكِين وجْبَةً ¬
واحِدَة" قال الفَرّاء: أوْجَبَ الرجُلُ: أَكَلَ الوَجْبَةَ؛ وهي أَكْلةٌ واحِدَةٌ في اليوم واللَّيلةِ، ووَجَبَ الرجُلُ على نَفْسِه الإطعَامَ بمَعْنَاه. - ومنه حَديثُ خالدِ بن مَعْدَان: "مَن أجابَ وجْبَةَ خِتانٍ غُفِرَ له" - في صَحِيفِة (¬1) أَبى عُبَيدَة ومُعَاذٍ: "إنَّا نُحَذّرُك يَوْماً تَجِبُ فيه القُلُوب، وتَعنُو فيه الوُجُوهُ" تَجِبُ: أي تخفِقُ وجْباً ووَجِيبًا، وتَعنُو: تخضَعُ. - في حدِيث (¬2) عبد الله بن غالِب: "أنه كانَ إذا سجَدَ تَوَاجَبَ الفِتْيانُ، فَيضَعُون على ظَهْرِه شَيئاً، فيَذهَب الرجُلُ إلى الكَلَّاءِ ويَجِىءُ وهو ساجِدٌ" (¬3) : أي أوْجَبَ بَعضُهم على بَعْضٍ شيئاً، كَهَيئة السِّبَاقِ، والمُراهَنَةِ. والكَلاَّءُ، بالتَّشْدِيد والمَدِّ: ناحِيَةٌ بَعِيدة مِن البَصْرَةِ. - في حديث أَبى سَعِيدٍ: "غُسْلُ (¬4) يَوم الجُمُعَةِ وَاجِب" قال الخَطَّابى: معناه وجُوبُ الاخْتِيار والاسْتِحْباب، دون وُجُوب الفَرْض؛ وإنّما شَبَّهَه بالوَاجب تَأكِيدًا، كما يَقُول الرَّجُل لصَاحِبه: حَقُّك علَىَّ واجبٌ، وأنا أُوجبُ حَقَّك، وليسَ ذلك بمعنَى اللُّزُوم الذي لا يَسَع غيره، يَدلُّ عليه الأحاديث الأُخَرُ، ¬
(وجج)
وكانَ الحسَنُ يَراهُ وَاجِبًا، وحُكِى ذلك عن مَالِك. (¬1) - في حديث صِلَةَ (¬2): "فإذَا بوَجْبَة" وهي صَوْتُ السُّقُوط. (وجج) - في الحديث (¬3): "آخِر وَطْأةٍ وَطِئَها الله - عزّ وجلّ - بِوَجٍّ" وهي من ناحِيَةِ الطَّائف. قال سُفيان بن عُيينَة: يعنى آخر غزوَةٍ غَزاها رسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - الطَّائف. وحُنَين: وادٍ قِبَل الطَّائف؛ وهو آخر مَا أوقع الله عز وجلّ بالمُشركين. - ورُوى عن كعب: "إنَّ وَجًّا مُقَدَّسٌ، منه عَرَجَ الرَّبُّ تَبارَكَ ¬
(وجد)
وتعالى إلى السَّماءِ يَوْمَ قَضَى الأَرضَ، ومنه قَضَى الأرضَ، ثم خَلَق بعد ذلك السَّماءَ" والحديث يَحتَمل المعْنَيَينْ. - وفي حديث ابنِ مَسعُود - رضي الله عنه -: "سُبحانَ الذي في الأَرضِ مَوْطِئُهُ" - وفي حديث آخر: "صَيْدُ وَجٍّ وعِضَاهُه حَرامُ مُحَرَّمٌ" (¬1) فيَحْتَمِل أن يكون على سَبِيل الحِمَى له، وَيحتَمِل أن يكُون حرَّمَه (¬2) فِى وَقْتٍ مَعْلُومٍ، ثم نُسِخَ؛ لَأنّه جاء في الحديثِ أنه قال: "وذَلكَ قبل نُزولِه الطَّائف وحِصاره ثَقِيف" (وجد) - قوله تعالى: {مِنْ وُجْدِكُمْ} (¬3) : أي مِمَّا تَجدون في غِناكم ومَالِكم. - في الحديث: "لم يَجِدِ الصَّائمُ على المُفْطِر" : أي لم يَغضَبْ، من المَوجِدَةِ. (وجر) - في حديث الحَجّاجِ: "جِئْتُكَ في مِثْلِ وِجارِ الضَّبُع" وهو جُحْرها الذي تَأوِى إليه. قال الخطابىُّ: وهو خَطَأ، إنَّما هو "في مِثْلِ جَارِّ الضَّبُع" (¬4) ¬
(وجس)
(1 والوَجورِ من الدَّاء: ما يُسقَى ويُصَبّ في وَسط الفَم 1)؛ لأن في بعض الرِّوَايات: "جِئتُكَ في ماءٍ يَجُرّ الضَّبُعَ، ويَسْتَخْرِجُها من وِجارِها" - وفي حديث الحسن: "لَوْ كُنْت في وِجَارِ الضَّبَّ (¬2) " : يعنى سَرَبَه إذا حَفَر فأمْعَنَ، وجَمعُه: أوْجَرَةٌ. (وجس) - في حديث ابن عَبّاس (¬3) - رضي الله عنهما - مرفوعاً: "دَخَلتُ الجنَّةَ فسَمِعْتُ في جانِبِها وَجْسًا، قيل: هذا بِلَالٌ" الوَجْسُ: الصَّوْتُ الخَفِىُّ، وتَوجَّسَ بالشّىءِ: أحَسَّ به فتَسمَّعَ له. (وجع) - في الحديث: "مُرِى بَنِيكِ يُقَلِّمُوا أظفَارَهُم أن يُوحِعُوا الضُّرُوعَ" : أي لِئلّا يُوجِعُوا (¬4)، كقوله تبارك وتعالى: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} (¬5) قيل معَنَاه: أَلَّا تَضِلُّوا. (وجن) - في حديث عَبدِ المَلكِ بن عُمَير: "قَدِمَ علينا الأحنفُ الكُوفَةَ مع مُصْعَب، فَما رَأيتُ صُورَة تُذَمُّ إلّا وكانت فيه، كان صَعْلَ الرأسِ مُترَاكِبَ الأسْنَانِ، مائِلَ الذَّقَن، نَاتِىءَ الوَجْنَةِ باخِق العَين، خَفِيفَ العَارِضَين، أحنَفَ الرِّجلين، ولكنه كانَ إذَا تكلّم جَلّى عن نفسِهِ" ¬
(وجه)
الوَجْنَةُ: لحمة الخدّ ونُتُوُّها الخارجُ عن الخدِّ مِمَّا لا يُسْتَحْسَنُ. والموجَّنُ: العَظِيمُ الوَجْنَةِ. - (1 في الحديث: "ما شَبَّهته إلّا بصَوتِ المَواجِن". جمع المِيجَنة؛ وهي خشبة يَدُقُّ بها (¬2) القَصَّار الثِيابَ. - في حديث (¬3): "وَأد الذِّعْلِب الوَجْناء" الوَجْنَاء: النّاقة الصُّلبة وقيل: العظيمة الوَجْنَتَيْن 1). (وجه) - في الحديث (¬4): "وُجُوهُ بُيُوتِ أَصْحَابِه شَارِعة في المَسْجدِ" : أي أَبْوَابُها؛ ولذلك قيل: لِناحِيَةِ البَيْتِ التي فيها البَابُ وجْهُ الكَعْبَةِ. - وفي الحديث (¬5): "أَنَّه ذَكَر الفِتَنَ كوجوه البَقَر" ¬
وفي رِوَايَةٍ: كَصيَاصِى (¬1) البَقَرِ" : أي قُرونِها، والوجُوه مَحمُولة على الصَّيَاصى أيضاً؛ لأنها في الوُجُوه. - في صلاة الخَوْفِ (¬2): "طائِفَةٌ تُجاهَ العَدُوّ" : أي وُجاهَهُم يُواجهُونهم، والوَاو في أوّل الكَلِمَةِ تُقْلَبُ تاءً، مِثل تُقاه وتُخَمَة وتُؤَدة، ونحوها. - (3 في الحديث: "لَتُسَوُّنَّ صُفوفَكم، أو لَيُخالِفَنَّ الله بيْن وُجُوهِكم" تَفسيرُه فيما نَرى حديثُه الآخَر: "لا تَخْتلِفوا فتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُم" كأنه يعنى وُجوهَ القُلوب: أي أهواءَها وإرادتَها. - وفي حديث عن الشَّعبِى، عن الحَارث، عن عَلِىٍّ مَرفُوعا: "استَوُوا تَسْتَوِ قُلوبُكم". - في حديث أبي الدَّرْدَاء: "لا تفْقَهُ (¬4) حتى تَرَى لِلقرآن وُجوهًا" : أي تَرَى له مَعانِيَ يَحْتَمِلُها فَتَهابَ الإِقْدامَ عليه 3). * * * ¬
ومن باب الواو مع الحاء
(ومن باب الواو مع الحاء) (وحد) - في الحديث: "أنه رَأى سَعدًا - رضي الله عنه - يُشِيرُ في الصَّلاَةِ بِإصْبَعَين، فقال: أحِّدْ أحِّدْ" : أي لا تُشِرْ (¬1) إلّا بِإصْبَعٍ واحِدَةٍ، من الوَحْدَةِ، والوَاحِد وَالوَحِيد. - ومنه قول عائشة (¬2) لِعُمَر - رضي الله عنهما -: "لِلّهِ أُمٌّ حَفَلَت علَيه لقد أَوْحَدَتْ به" : أي وَلدَته وجاءتْ به فَرِيدًا (¬3) وحِيدًا لا نَظِيَر له، كما يُقالُ: أذْكرتْ وآنثَتْ؛ إذَا وَلدَت ذكراً أو أنثَى. - (4 ذكر الزمخشري أنّ في الحديث: "أنّ الله تعالى لمَ يْرضَ بالوحدانِيَّة لأحَدٍ غَيرْه، شِرارُ أمَّتِى الوَحْدانِيُّ المُعْجِب بدِينِه المُرائِي بعَمَلِه". يعنى المُفارِقَ للجَماعة. - في الحديث (¬5): "لَتُصَلُّنَّ وُحْدانًا" جمع واحِد، كَراكِبٍ ورُكْبانٍ 4). ¬
(وحش)
(وحش) - في حديث عبدِ الله - رضي الله عنه -: "أنه كان يَمْشى مَعَ رَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في الأرضِ وَحْشاً" : أي وحْدَه لَيس معَه غيرُه. وَأصْلُ الوحْشَةِ: الفَرق من الخَلْوَة. قال ابنُ الأعْرَاِبى: وَحّشَ بثَوبه؛ إذَا خافَ أن يُلحَقَ، فخفَّف عن دابّتِه. - وسُئل (¬1) سعيدُ بن المسيّب: "عن المرأة يَهْلِكُ زَوْجُها، وهي في وَحْشٍ مِن الأَرضِ" : أي خَلَاءٍ، يُقال: لَقِيتُهُ بوَحْشِ إصْمِتَ: أي ببَلَدٍ قَفْرٍ. - في حديث النَّجاشىِّ: "فنَفَخَ في إحْليلِ (¬2) عُمَارَة فاسْتَوْحش" وفي روَاية: "فطار مَعَ الوحْش" : أي سُحِرَ به حَتَّى جُنَّ، فصارَ يَعْدُو مع الوَحْشِ في البَريَّةِ حتى ماتَ. وقَدْ تَوحَّشَ وأَوْحشَ ووَحِشَ: جاعَ، فهو وحْشٌ ووَحِشٌ، وأنشد: وَإن بَاتَ وَحْشاً ليلةً لم يضِقْ بهَا ذِراعاً وَلم يُصْبِح لَها وهْوَ خاشِعُ (¬3) ¬
(وحف)
والوَحْشِىّ (¬1) مِن الدّابّةِ: الجَانِبُ الذي لا يُرْكَب منه ولا يُحْلَب، وقد اختُلِف فيه. وَأوحَشْتُ الأَرْضَ: وجَدْتُها وَحْشَةً. وشىَء وحِشٌ: يُسْتَوحَش منه لقُبحِه. (وحف) - (2 في حديث ابن أُنَيْسٍ: "تَناهَى وَحْفُها" شعْرٌ وَحْفٌ (¬3) كثِيرٌ، وقد وحُفَ ووَحِف 2). (وحل) - في حديث سُراقة - رضي الله عنه -: "فَوَحِلَ بِى فَرسى وَإنِّي لَفِى جَلَدٍ من الأَرْض" : أي أوْقَعَنِى في الوَحَل، وهو الطِّينُ، يعنى كَأَنَّهُ يَسِيرُ في طِينٍ. والجَلَدُ: ما صَلُبَ من الأَرْض. (وحوح) - (¬4) في الحديث في الذي يَعْبُر الصِّراط حَبْوًا: "وهم أصحابُ وَحْوَح" (¬5) ¬
(وحى)
الوَحْوَحة: صَوْتٌ مع بَحَحٍ، ووَحْوَحَ الثَّوْرُ: صوَّت، والوَحْوَحُ: السَّيِّد مِن الرّجَالَ، فإن كان مِن الأوّل، كأنه يعنى أصحابَ الجدالِ والخُصومات والشَّغْب في الأسواق وغيرها؛ وإن كان من الثاني، فكما في الحديث الآخر: "هَلَك أَصحابُ العُقْدة": يعنى الأُمَراء. (وحى) - في حديث (¬1) الحارث الأَعوَر: "القرآنُ هَيّنٌ، الوَحْىُ أشدُّ منه" قيل له: أرادَ بالوَحْىِ: الخَطَّ والكِتَابَةَ. يُقال: وحَيْتُ الكتابَ وَحْياً فأنا وَاحٍ، والكِتَابُ مُوحِىٌّ، وأنْشَد: * لِقَدَرٍ كان وَحَاه الوَاحِى * (¬2) كذا ذَكَرَه عَبْدُ الغافِر (¬3)؛ وإنما المَفْهُوم من كلَامِ الحارث عند الأَصْحَابِ شىءٌ تقُولُه الشِّيعَةُ: أنه أوحِىَ إلى رسُولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - (4 شىء 4)، فخَصَّ به أَهْلَ البَيْتِ. والله عزَّ وجَلّ أعلم. (¬5) ¬
- (1 في الحديث (¬2): "إن كان خيرًا فتَوَحَّه". : أي تَسَرَّع إليه من الوَحَاء، وهو السُّرعة فهو وَحْى، والهاء للسَّكْت، أو لِضَمير الأَمْرَ 1). * * * ¬
ومن باب الواو مع الخاء
(ومن باب الواو مع الخاء) (وخد) - (1 في وفاة (¬2) أَبى ذَرّ: "تَخِدُ بهم رَواحِلُهم" : أي تعدوا. يُقال: وخَد يَخِد وخْدًا؛ وهو سَعَة ما بين الرِّجْلَين. 1) (وخم) - في الحديث: "فاسْتَوْخَمْنا هذه الأرْضَ" : أي اسْتثقَلناها، ولم يوافقنا هَواؤُها. وقد وخُمَ إذا ثَقُل فلم يُسْتَمْرَأ، [وتوخَّمته] (¬3) مِثلُ استَوْخَمتُه، فهو وَخِمٌ ووخِيمٌ، والتُّخَمةُ عند بَعْضِهم من هذا، أصْلُهُ وُخَمَةٌ كما تَقدَّم. * * * ¬
ومن باب الواو مع الدال
(ومن باب الواو مع الدال) (ودج) - في الحديث (¬1): "أَوْدَاجُهُم تنفُخ أو تَشْخُبُ دَمًا" الأَوداجِ: جَمْع الوَدَج؛ وهو ما أحَاط بالعُنُقِ مِن العُرُوقِ التي يَقطعُها الذَّابح، وقيل: الوَدَجانِ: عِرْقان غَلِيظان عَريضَان عن يمين ثُغْرَة النَّحْرِ ويَسارِهَا. وقيل: مُسْتبطِنَان في العُنُقِ، وقيل: في الأَخدَعِ. - وفي الحديث (¬2): "كلّ ما أفْرَى الأَوْدَاجَ" (ودد) - (3 في حديث عَلْقَمة: "على وَدٍّ" (¬4) أصله وَتْد فأَدغَم، وهو الوَتِد. يقال: وَدَدْت الوَدَّ: أي وَتَدْتُه. 3) ¬
(ودع)
(ودع) - في حديث (¬1) سَهْل بن أَبى حَثْمَه - رضي الله عنه -: "إذَا خَرصْتُم فدَعُوا الثُّلُثَ أَو الرُّبُع" قيل: معناه: دعوا لهم هذا القدرَ لِيُفرِّقُوه على قَرَابتِهم وجِيرَانِهم بأنفُسِهِم، ويحتمل أن يُريدَ به: إذَا لم يَرْضَوْا بِخَرْصكُم فدَعُوا لهم الثُّلُثَ، ليتَصَرَّفُوا فيه، ويضمَنُوا حَقَّه، ويدَعُوا البَاقى إلى أن يَجِفَّ ويؤخَذَ حَقُّه، لا أنه يُترَكُ لهم ذلك بلا عِوَض، ولا إخَراجِ حَقٍّ. - في الحديث: "ارْكَبُوا هذه الدّوَابَّ سَاِلمةً، وايْتَدِعُوهَا سَالمَةً" (¬2) يُقَالُ: ايْتَدَع واتّدَعَ تُدَعَةً على وَزْن تُخَمَة، بمعنَى وَدَعَ وَدَاعَةً، فهو مُتَّدِعٌ؛ أي صاحِبُ دَعَةٍ وخفضٍ، كأنه يُرِيدُ: رَفِّهُوا عنها إذا لم تَحْتاجُوا إلى رُكوبِها. - في الحديث: "مَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ الله تعالى له" ¬
الوَدَعُ - بفَتح الدَّال وسُكُونِها (¬1) -: شَىءٌ يكُون في البَحر مُجوَّفٌ يُعَلَّقُ مِن مَخافَة [العَيْن] (¬2). - وقَوله: "لا وَدَع الله تعالى له": أي لا جَعَلَه الله في خَفْضٍ ودَعَةٍ وسُكُونٍ. وقيل: معناه: لا خفَّف الله تعالى عنه ما يَخافُه، مَأخُوذٌ مِن وَدَعَه يَدَعُه: أي تركَه؛ وقَلَّ ما يُسْتَعْمل الماضى منه إلّا كقَول الشّاعِر: * غَالَهُ في الحبِّ حتى وَدَعَه * (¬3) - في الحديث: "أنه وادَعَ بنى فُلانٍ" : أي سَالَم وصَالَح على أَن يَتركَ كُلُّ واحدٍ منهم صاحِبَه من الحَرب والأَذَى (¬4). ¬
(ودف)
(ودف) - في الحديث: "في الوُدَافِ (¬1) الغُسْلُ" : وهو القَطْرُ الغلِيظُ من الذَّكَر فَوقَ المَذْى، وقد وَدَفَ الشَّحْمُ وغَيرُه: سال وقَطَرَ، واسْتَودفْته. (ودق) - قولُه تعالى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} (¬2) : أي المَطَر. - وفي الحديث: (¬3) "في يَوْمٍ ذِى وَدِيقَةٍ" : أي حَرٍّ شَدِيدٍ أشدّ مَا يكُون من الحَرِّ بالظَّهَائِرِ. - (4 في شِعرِ (¬5) علىّ - رضي الله عنه -: * بِذَاتِ وَدْقَيْن ... * يُقال ذَلِك للحَرْب الشَّديدةِ تُشَبَّه بالسَّحابة، ذَات مَطْرَتَيْن شَدِيدَتَيْنِ. ويجوز أن يكون بمعنى الوِدَاق؛ وهو الحِرْص على (¬6) الفَحْل؛ لأنَّ الحَرْبَ تُوصَفُ باللِّقَاح. 4) (ودى) - في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لم يَكنْ يَشْغَلنِى عن النَّبيِّ - صلّى الله عليه وسلّم - غَرْسُ الوَدِيّ" يعنى صِغارَ النخلِ، الوَاحِدَةُ وَدِيَّةٌ؛ وهي الفَسِيلُ أيضاً. ¬
- ومنه في حديث طهْفَةَ: "مَاتَ الوَدِيُّ" (¬1) يعنى يَبِسَ من شِدَّة القَحْطِ. فأمَّا الوَدْىُ فمَاءٌ رقيق يَخرُجُ على أَثر البَولِ من غَير شَهوةٍ؛ وقد يُقال فيه: الودِيُّ أيضاً والوَدِى - بسكون اليَاءِ - إلّا أنّ الأوّلَ أصحّ. - في حديث القَسامَةِ: "فَوَدَاهُ من إبِلِ الصَّدَقَة" : أي أدَّى (¬2) دِيَتَهُ. - وفي حديث آخر: "إن أَحَبُّوا قَادُوا، وإن أحبُّوا وَادُوا" : أي إن أرادوُا اقتصُّوا، وإن شَاءُوا أخَذُوا الدِّيَةَ، واتَّدَى: أخذَ الدِّيةَ أيضاً، (3 والوادى: مَسلَك الماء بين الِإكامِ 3). * * * ¬
ومن باب الواو مع الذال
(ومن باب الواو مع الذال) (وذح) - في حديث الحجاج: "أنه رَأَى خُنْفَساءةً فقال: قاتَلَ الله تعالى أقواما يَزعُمُون أنّ هذه مِن خَلْقِ الله عزّ وجلّ، فقيل: فمِمَّ هىَ؟ قال: مِن وَذَح إبليسَ" الوَذَحُ: مَا يتَعَلَّق بِأَلْيَةِ الشَّاة من البَعَر وغيره. يُقال: وَذِحَت (¬1) الغنَمُ تَوْذَحُ وتَيْذَحُ وَذَحاً، وقدَ ذكره صاحِبُ التَّتِمّة بالخاءِ المعُجَمَة. * * * ¬
ومن باب الواو مع الراء
(ومن باب الواو مع الراء) (ورث) - (1 رُوى عن النبى - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان يقول: اللَّهُمَّ مَتِّعْني بسَمْعِى وبَصَرى، واجْعَلْهُمَا الوارِثَ مِنِّى 1) ". (ورد) - (2 في الحديث: "إذا أخذ أهْلُ الجنَّةِ في السَّمَاع ورَّدَت كلُّ شجَرةٍ في الجنَّةِ" : أي أظهَرت وَرْدَهَا؛ وهو نَوْرٌ طيّبُ الرَّائحة. ونَوْرُ كل شَجرة وَرْدٌ. - وفي قِصَّة نُوحٍ عليه السَّلام: "فضرَبَ ظهرَ الورد فاستَخرجَ منه الضَّيْوَنَ" قيل: الوَرْدُ: الأسَدُ؛ لأنّ لونَه يضربُ إلى الصُّفْرَة، فإنه يتورَّدُ عَلى أَقرانِه. والوَرْدُ: الجرِىءُ، والضَّيْوَنُ: السِّنَّوْرُ، وفي شِعْر حُمَيد بن ثور: * ونَجَدَ الماءُ الذي تَوَرَّدَا * (¬3) : أي تَلوَّنَ، شبَّهَهُ بتلَوُّنِ السِّيدِ إذا تَوَرَّدَ فجاءَ مِن كُلّ وَجْهٍ. 2) ¬
(ورس)
(ورس) - في الحديث: "وعليه مِلْحَفَةٌ وِرْسِيَّة" الوَرْسُ: صِبغٌ أصْفَر يخرجُ على الرِّمْثِ بين الشِّتاءِ والصَّيفَ؛ وقد أورَسَ الرّمْثُ والمكانُ فهو وارِسٌ. والقياسُ مُوْرِسٌ وقد ورَّسْتُ الثَّوبَ. قال الجبَّانُ: مِلحفَةٌ وَرْسِيَّةٌ: صُبِغَتْ بالوَرْسِ، قال: ولعَلها اسمٌ غير وَصْفٍ. - في حديث الحُسَين - رضي الله عنه -: "أنّه اسْتَسْقَى فَأُخرج إليه قَدَحٌ ورْسىٌ مُفَضَّضٌ". (¬1) الوَرسىٌ مِن الأقدَاح: النُّضَارُ الخالِصُ الأَصْفَر. (ورع) - في حديث ابن عَوفٍ: "بِنَهْيِه يَرِعُونَ" (¬2) : أي يَكُفُّون. يُقَال: وَرَّعْتُ فُلاناً فتوَرَّعَ وَوَرِعَ؛ أي كَفَّ عن المحَارِم. - ومنه الحَديثُ الآخر: "مِلَاكُ الدِّينٍ الوَرَعْ (¬3) ". - (4 في حديث عمر: (¬5) "رأى رِعَةً سَيِّئة" يُقال: وَرِع يَرِع رِعَةً، مِثْل: وَثِقَ يَثِقُ ثِقَةً؛ إذَا كَفّ عمَّا لا يَنبغِى، وهو ها هنا: الاحْتِشَامُ. 4) ¬
(ورق)
(ورق) - قوله تبارك وتعالى: {مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} (¬1) قال الخليل: الورَق: وَرَق الشَّجرِ والشَّوْكِ. وقال أبُو حَنيفَةَ الدِّينَورى: الوَرَقُ في الشَّجَر والنَّباتِ لكُلّ مَا ينبسِطُ، وكَانَ له عَيْنٌ في وَسَطِهِ، ووَرَقُ الدُّنيا: نَعِيمُها. - (2 في حديث عَرْفَجَة: (¬3) "أنّه اتَّخَذَ أنْفاً من وَرِق" (¬4). ذَهب الأَصمعيُّ: إلى أنه الوَرَق - بفتح الراء - يعنى الرَّقّ الذي يُكتَب فيه، ويَردُّ عليه رُواةُ مَنْ رَواه مِن فِضَّةٍ. - في الحديث (¬5): "رَجُلان مِن مُزَيْنَةَ يَنْزِلان جَبَلًا يقال له: وَرِقان، فَيُحْشَرُ النّاسُ ولَا يَعْلمانِ" ذكر الزمخشرى أنه جبل على وزن قَطِران. 2) (ورك) - في الحديث: "جَاءتْ فاطمَةُ مُتَوَرِّكَةً الحسَنَ - رضي الله عنهما" ¬
: أي حامِلَتَهُ على وَرِكِها، وهو فَوقَ الفخذين. - في الحديث: (¬1) "احذَرُوا فِتنَة الأحْلَاسِ. قيل: وَمَا هي؟ قال: حَرَبٌ، وهَرَبٌ، ثم فِتْنَةُ السَّرَّاءِ، دَخَنُها مِن تحتِ قَدَمَىْ رَجُلٍ من أَهلِ بَيْتِى، يَزعُمُ أنه منِّى وليس مِنّي، ثم يُصَالِح النَّاس على رَجُل كَوَرِكٍ، على ضِلَعٍ، ثم فتنَة الدُّهَيْماء، لا تَدَع أحداً إلاَّ لطَمَتْهُ" قيل: إنما شَبَّهَهَا بالأحْلِاس؛ لدَوامِها، أو لسَوَادِ لَونِها، والحَربُ: ذَهابُ المالِ والأَهْلِ. والدَّخَنُ: الدُّخَانُ، والفسَاد. وقوله: "كوَرِكٍ على ضِلَعٍ" : أي لاَ يثبُتُ أمرُه، لأنَّ الضِّلَع لَا يَقُومُ بالوَرِكِ ولا تحمله؛ لاختِلَافِ ما بينهما، وبُعدِه وفي ضِدِّه مِن بَابِ المُوافَقَةِ. يقال: كَكَفٍّ في سَاعِدٍ، وكسَاعِدٍ في ذِرَاع: أي هو غَير خليق للمُلكِ، وصَغَّرَ الدُّهَيمَاء عَلى مَذهَب المذَّمَّةِ لهم. وقد ذَكّرُوا لفظَة "الوَرِك" إلا إنَّا أَردنَا تَفْسِيرَ الحديث جملةً لإشكَالِ أَلفَاظِه. ¬
(ورم)
(ورم) - في الحديث (¬1): "قامَ حتى تَرِمَ قَدَمَاهُ" يُقالُ: وَرِمَ يَرِمُ، والقِياسُ: يَوْرَمُ بمعنى توَرَّمَ وأْتَرَمَ يَأْتَرِم أيضاً، وورَّمَه غَيرُه وأَوْرَمَت النّاقَةُ: وَرِمَ ضَرْعُهَا. (وره) - وفي حديث الأحنَفِ (¬2): "إنَّ أُمَّكَ وَرْهَاءُ" الوَرَهُ: الخَرَق في كُلَّ عَمَلٍ. والرَّحُلُ أوْرَهُ وَوَرِه؛ إذا كان أحْمَقَ أهْوَجَ. (ورى) - قوله تبارك وتعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} (¬3) : أي استَتَرَت بِاللَّيْل، يَعني الشّمسَ، أَضمَرَهَا ولم يَجرِ لها ذِكْرٌ. والعَرَبُ تفعَلُ ذلك، إَذا كانَ في الكلام ما يَدُلّ عليه. - وقوله تعالى: {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ} (¬4) : أي وَلَدِ الوَلَدَ، ومنهم مَن يَجْعَلْهُ من المَهْمُوزِ. - قوله تعالى: {التَّوْرَاةَ} (¬5) قيل: معناها الضِّياءُ والنُّورُ؛ من وَرَى الزَّنْدُ يَرِى؛ إذا خرجَت نَارُه. - في حديث أبي طَالبٍ في تزويج خدِيجَةَ - رضي الله عنها - "نَفَخْتَ فَأوْرَيْتَ" ¬
(1 قال الحَربِيُّ: كان يَنْبغِى أن يقولَ: قَدَحْتَ فأَوْرَيْتَ 1) والوارِى: الزَّنْدُ الذي يُورِى النّارَ سَرِيعاً. ورجل وارِى الزِّنادِ: كَرِيمٌ. - في حديث فَتْح أَصْبِهان: "تَبْعَثُ إلى أَهل البَصْرة فَيُوَرُّوا بِبَعْثٍ" لعلَّه مِن قَولهمِ: وَرَّيْتُ النارَ تَوْرِيَةً: اسْتَخْرَجْتُها، واسْتَوْرَيْتُ فُلاناً رَأياً: سَألتُهُ أن يَسْتَخرِجَ لى رأْياً، (1 ويَحتَمِل أن يكون مِن الحديث (¬2) الآخر: "أنّه إذَا أراد سَفرًا ورَّى بغَيره" 1). * * * ¬
ومن باب الواو مع الزاى
(ومن باب الواو مع الزاى) (وزب) - (1 في حديث الحوض: "ينثَعِب فيه مَيزابَان". بفَتح المِيمِ وكَسرِها، من وَزَب (¬2) الماءُ؛ إذا سَال. 1) (وزع) - في حديث قَيسِ بن عَاصمٍ - رضي الله عنه -: "لا يُوزَعُ رَجُلٌ عن جَمَلٍ يَخْطِمُه" : أي: لا يُكَفُّ ولا يُمْنَعُ، ومعناه: أَنّه لا يَأخُذُ على ضِرابِ الفُحولَة عَسْباً (¬3) - وفي حديث أَبى بَكرٍ - رضي الله عنه -: "إنَّ المغِيرَةَ رَجُلٌ وازِعٌ" (¬4) الوَازِعُ في الجيش: الذي يُدَبِّرُ أمْرَهُم، ويُقيمُهم مواضِعَهم، ويَجمَع من شَذَّ منهم. - وفي الحديث: (¬5) "رأى إبليسُ جَبْرَئِيلَ - عليه الصّلاة والسّلام - يومَ بَدْرٍ يَزَعُ الملائكة" : أي يُدَبِّرهم وَيصُفُّهم للحَرْب. (وزغ) - في الحديث: "أَنَّهُ أَمَرَ بقَتْلِ الوَزَغ" : وهي دُوَيبّةٌ يقال لها: سَامُّ أَبْرَصَ، والجمعُ: وِزْغانٌ، وأَوْزَاغٌ. (¬6) ¬
- ومنه حديث (¬1) عائشة - رضي الله عنها - "لَمَّا أُحْرِق بَيْتُ المَقْدِسِ كانَت الأوْزَاغُ تَنْفُخُه" ورَجُلٌ وَزَغٌ: فَسْلٌ ضَعِيفٌ. وقيل: سُمِّى سَامُّ أَبْرَصَ وَزَغاً لخِفَّتِه وسُرْعَةِ حَرَكَتِه. * * * ¬
ومن باب الواو مع السين
(ومن باب الواو مع السين) (وسد) - في حديث عَدِىّ بن حاتم - رضي الله عنه -: "إنَّ وِسَادَكَ إذًا لَعَرِيضٌ" (¬1) : أي نَوْمَك إذًا طويل. كَنَى بالوِسَادة (¬2) عن النَّوم؛ لأنَّ النائِمَ يَتَوسَّدُ. وقيل: هي كنايَةٌ عن الموضع الذي يَضَعُه عليه مِن رَأسِه وَعُنُقِه. وفي رواية: "إنك لعَرِيضُ القفَا" والعَربُ: تكنِى بذلِكَ عن الغَباوَة والغَفْلةِ. وقيل: يحتمل أنه أراد: إنك غلِيظُ الرقَبَة وافِرُ اللّحم؛ لأنَّ مَن أكَلَ بَعْدَ الصُّبْحِ لم يَنهَكْه الصَّوْمُ. - (3 في الحديث: "إذا وُسِّد الأَمرُ إلى غير أهلِه فانْتَظِرِ السَّاَعة" : أي إذَا سُوِّدَ (¬4) وشُرِّفَ غيرُ أهلِ ذَلك، وأُلقِيَتْ وسادةُ المُلْك، والأَمْرِ والنَّهْىِ لغير مُستَحقِّها، ولفظةُ إلى تُشْكِل إلا أن يكون بمعنى لِغَيْر أهلِه. 3) (وسط) - في حديث رُقَيْقَةَ: "انْظُروا رَجُلًا وَسِيطاً" ¬
: أي حَسِيبًا في قَوْمِه؛ وقد وسُطَ وَساطَةً وسِطَةً. - وقولُه تَعالَى: {أُمَّةً وَسَطًا} (¬1) يُشبه أن يَكون جمع واسِطٍ، كَخدَم وخَادِم، وأنشد: * وَإن كان فيهم واسِطَ العَمِّ مُخْوِلًا * - (2 وفي الحديث: "الوَالِد أَوْسَطُ أبواب الجَنَّةِ" قيل: أي خَيْرُها، كما يقال: هو مِن أوْسَط قومِه. 2) - وفي الحديث: "الجَالِسُ وَسْطَ الحَلْقَةِ مَلْعُونٌ" هو بِسُكُون السِّين (¬3)؛ لأنه ظرف غَيرُ مُتَّصِلٍ، فأمَّا إذا كان الوسط منه مُتصِلاً به، فهو بالفَتح، كَاتِّصالِ الفَتحةِ بالفَتحة فيه، كَما يُقال: احتَجَم وَسَطَ رَأسِه. وقيل: كُلّ مَوضعٍ يَصْلُح أن يَكُون مكانَ وَسْط كَلِمَة بَيْن فهو بالسُّكونِ، على وزن بَيْن؛ وكلُّ موضع لا يصلح فيه بَيْنَ فهو بالفَتح، (4 وقيل: بالسكون داخِلُ الشىءِ في أي طرف يتفق منه، ويكون ذلك ظرفا له، وبالفَتْح حيث مركز الدائرة. وقيل: بالفتح نَفْسُ الشىء، نحو وَسَط رأسِه صُلْب، وبالسكون: ما بين الطرفين نحو وسط ¬
(وسع)
رأسِه: دُهْن، ومعناه: أن يحول من نَظَر بعَضِهم إلى بعض فيتضررون به، وقيل: هو أن يدخل فيما بينهم فيَجْلِس ويَضِيق عليهم، ولا يَقعُد خلفَهم. - في صحيح مسلم: "من سِطَة النّساءِ" : أي من وَسَطِهن. وفي رواية: "لَيْسَتْ (¬1) مِنْ عِلْيَةِ النساء" 4) (وسع) - قوله تبارك وتعالى: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ} (¬2) : أي الغَنِىّ المُكْثر؛ وقد أَوسَع الرجلُ: صَارَ ذَا سَعَةٍ مِن المالَ، والوُسْعُ: الجِدَةُ والطَّاقَةُ. - في الحديث: "إنّكُمَ لن تَسَعُوا النَّاسَ بأمْوَالِكُم، فسَعُوهُم بأَخْلاقِكم" : أي لا تَتَّسِعُ أَمْوَالُكُم لإعطائِهم، فلتتَّسِع أَخلاقُكم ¬
(وسم)
لِصُحْبَتهم، وتَحسِينِ الخُلُق معهم، ويُقال: لا أَسَعُه: أي لا أُطِيقُه، ولَسْتُ منه في سَعَةٍ. - (1 في حديث هِشام في صفَةِ ناقَةٍ: "إنَّها لَمِيسَاعٌ" : أي واسِعَة الخَطْوِ. 1) (وسم) - قوله تبارك وتعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} (¬2) : أي عَلامَتُهم؛ من قَولِهم: وَسَمْتُ الشىءَ وَسْماً؛ إذا أعلمته. وقيل: الأصلُ في سِيَما وَسْمَا، (3 حُوِّلَت الواوُ من موضع الفاء إلى موضع العين، كما قالوا: ما أَطْيَبه وأيْطبَه، فصار سِوْما 3) فَجُعِلت (¬4) الوَاوُ يَاءً لِسُكونِهَا وانكِسَارِ ما قبلَهَا، فصَارَ سِيمَا، ويُمَدُّ وُيقصَرُ، وُيقَال: سِيميَاء أيضاً. - في الحديث: "تُنكح المرأةُ لِمِيسَمِها" : أي حُسْنِها، مِنَ الوَسامَةِ؛ لأنّها أثرُ الجمالِ. وقد وَسُمَ فهو وَسِيمٌ، والمرأةُ وسِيمَةٌ. - ومنه في صفتِه - (5 صلّى الله عليه وسلم 5) -: "رَجُل وَسِيمٌ قَسِيمٌ" وهو الحَسَنُ الثابتُ الحُسْنِ الوَضىءُ. ¬
- في حديث عُمَر (¬1) - رضي الله عنه -: "لا يَعُرُّكِ أن كانَت جارَتُكِ أَوْسَمَ مِنْكِ". : أي أحْسَنُ. - وفي الحديث (¬2): "أنه كان يَسِمُ إبِلَ الصَّدَقةِ" : أي يُعلِّمُ عليها بالكَىِّ. والمِيسَمُ: آلةُ ذلك. - وفي حديث الدَّعوةِ: "لَبِثَ عَشْرَ سِنين يَتْبَعُ الحاجَّ بالموَاسِمِ" وهو جَمْعُ المَوْسِم (¬3)، وهو المَعْلَمُ الذي يجتمِعُ فيه الحَاجُّ؛ لأنه وُسِمَ بِسِمَةٍ لذلك. - في الحديث: "عَلى كُلِّ مِيسَمٍ من الإنسَانِ صَدَقَة" قال الإمامُ إسْماعِيلُ - رَحِمه الله -: إن كانَ مَحفُوظاً فمعنى المِيْسَم العَلَامَة؛ أي علَى كُلِّ عُضْوٍ مَوسُومٍ بالصُّنع: صُنع الله - عزّ وَجلّ -[صَدَقة] (¬4) وَإن كَانَت الرِّواية: "مَنسِماً" - بالنُّون - فالمرادُ به العَظم. (¬5) - في حديث الحَسَن والحُسَين: - رضي الله عنهما -: "أَنّهما كانا يَخْضبَانِ بالوَسْمَةِ" وهي نَبْتٌ. وقيل: شَجَرٌ باليَمن يُخْضَب بوَرَقِه الشَّعَر، ¬
(وسن)
وَالباب كلُّه مِن الأَثَر والتّأثِير. (وسن) - في حديث أَبى هُريرة - رضي الله عنه -: "لَا يَأتي عَليكم قليلٌ حتى يَقْضىَ الثَّعْلَبُ وسْنَتَه بَيْن سارِيَتَيْن من سَوارِى المَسْجِد" (¬1) الوَسَنُ: ثِقَلُ النَّوْم. وقيل: مَبْدَؤُهُ. وقيل: النُّعَاسُ، وكذلك السِّنَةُ، والرَّجلُ وَسْنَانُ، والمرأةُ وسْنَى ووَسنانَةُ، وقد وَسِنَ فهو وَسِنٌ. - (2 في حديث عمر: (¬3) "أنّ رجلاً تَوسَّن جاريةً فَجَلَده" : أي تَغَشّاها وهي وَسْنَى قَهْرًا 2). * * * ¬
ومن باب الواو مع الشين
(ومن باب الواو مع الشين) (وشح) - في الحديث: (¬1) * ويَوْمُ الوِشَاحِ مِن تَعاجيبِ رَبِّنا * الوِشَاحُ ها هنا: قِلَادَة مِنِ سُيُور. - وفي حديثٍ آخر: "لا عَدِمْت رَجُلًا وشَّحَكَ (2 هذا الوِشاحَ" 2) : أي أَثَّر بجَسَدِك، يعنى: ضَرَبَك هذه الضَّرْبَة في مَوضع الوِشَاح. - وفي حديث آخر: "أنه كان يَتَوشَّحُ بَثَوْبه" : أي يَتَغَشّى. (¬3) وَتَوشَّحْتُ الجَبَلَ: عَلَوْتُه، وتَوشَّحَ المرأةَ: جامَعَها. (وشك) - في حَديث عَائشةَ - رضي الله عنها -: "تُوشِكُ منه الِفَيْئَةُ" (¬4) : أي تُسْرِعُ الرجُوعَ، والوَشِيكُ: السَّريعُ القَرِيبُ. - وفي أحَادِيث: (¬5) "يُوشِك أن يَكون كَذَا" ¬
(وشم)
: أي يَقرُب وقد وشُك وَشْكاً ووَشَاكةً، فهو وَشِيكٌ، وأوْشَكَ فهو مُوشِكٌ، ووشَكُ البَيْن: سُرعتُه. (وشم) - في حَديث أَبى بَكْر - رضي الله عنه -: "لما استَخلَفَ عُمَر - رضي الله عنه - أشرَفَ من كَنيفٍ، وأَسماءُ بنتُ عُمَيْسٍ - رضي الله عنها - مَوْشُومةُ اليَدِ مُمْسِكَتُه" : أي مَنقُوشَةُ اليَدِ، بالحِنَّاءِ ونحوِه. وأمَّا النَّهى عَن الوَشْمِ فإنَّما جاءَ فيمَا يُغَيّرُ الخِلْقَةَ بالغَرْزِ ونحوِه، فيبقى على الدَّوَام، فأمَّا مَا يَمَّحِى عن قَريب فلا يُكْرَه لهُنَّ. (وشى) - قولُه تعالى: {لَا شِيَةَ فِيهَا} (¬1) قيل: الشِّيَةُ: بَياضٌ في سَوادٍ، أَوْ سَوادٌ في بَياض. - وفي الحديث: "خَير الخيل الأدْهَمُ الأَقْرَحُ المحَجَّلُ ثَلاثًا طَلْقُ اليَدِ اليُمنَى، فإن لم يكُن أَدهمَ فكُمَيْت على هذه الشِّيَة" الشِّيَةُ: الوشْىُ، كالزِّنَةِ والوَزْن، وَالعِدَة والوَعْد، وهو مَا يُرى في الثَّوبِ وَغيره من نَقشٍ ونِحوِه. - في حدِيثِ عَفِيفِ بن مًعْدِى كَرِبَ: "خرَجْنَا نَشِي بَسَعْدٍ إلى عُمَر - رضي الله عنه -" يقال: وَشىَ به وِشايَةً؛ إذا نَمَّ عليه، وسَعَى به، وأَصلُه: اسْتِخْرَاجُ الحديثِ بالمَسْألة والتلَطُّفِ. ¬
- ومنه حَدِيث عُمَر (¬1) - رضي الله عنه -: "قالَ له قائل: أجاءَتْنى (¬2) النَّآئِدُ إلى اسْتِيشَاءِ الأباعِدِ" الاسْتِيشَاءُ: استِخرَاج الشىّء الكَامن. يُقال: اسْتَوشَيتُ الناقَةَ؛ إذا حَلبتَهَا، واسْتَوشَيتُ المَسألَةَ: إذا استنبَطْتَ فِقهَها ومعْنَاهَا. تقول: اضطرتْنى الدَّواهِي إلى مَسألةِ الأجَانِب، واسْتِخْراج ما في أيْدِيهم بِالسُّؤال. - (3 وفي حديث آخر: "شِيَةِ مَاحلٍ" : أي وِشَايَتِه. ويُروَى: "عن سُنَّةِ ماحلٍ" ولا يصح. 3) * * * ¬
ومن باب الواو مع الصاد
(ومن باب الواو مع الصاد) (وصل) - أخبرنا الزَّاهِدُ أبُو عَبد الله أحمد بن على الأسْوَارِى وغَيْرُه - رحمهم الله - إذناً عَنِ كتاب أحمد بن جعفرِ الفقِيه، ثنا أبو الفَتح الفَضلُ بن جَعْفر بن ريْطَةَ الحَانِى، ثنا أبو قِلاَبَةَ: محمدُ بنُ أَحْمَدَ، إمَامُ جَامع البَصْرَة، ثنا أحمدُ بن العَبَّاسِ بن الوليد النحوىّ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنى أَبى رحمه الله، ثنا حَفْصُ بن غِياث، (1 عن لَيْث 1)، عن المُغيرةِ بنِ حَكِيم، عن عَبدِ الله بن عُمَرَ - رضي الله عنهما - قال: "نَهَى رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلم عَن المُوَاصَلَة في الصَّلاةِ، وقال: إنَّ اْمَرأً واصَلَ في الصَّلَاةِ خَرَجَ منها صِفْرًا". قال عَبدُ الله (¬2): قال أَبى: مَا كُنَّا (¬3) نَدْرِى مَا المواصَلَة في الصَّلاة، حتى قَدِمَ علينا الشّافعىُّ، قال عبدُ الله: فَمضىَ إليه أَبِى فسَأله عن أشْيَاءَ، وكان فيما سَألَه أن سَأَله عن المُواصَلة في الصَّلَاة، فقال يعَنى هي في مَواضِعَ، منها: ¬
أن يقُوَل الإمامُ: {وَلَا الضَّالِّينَ} فيقُولَ مَن خَلْفَه: {آمِينَ} مَعاً. قال له أبِى: أو لَيْسَ قد أَمَر رَسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - بقولِ آمين؟ قال: نعم: ولكن بَعد أن يَسْكُتَ الإمَامُ، قال له: هل بَقِى من المواصَلةِ شىء؟ قال: نعم. أن يقرأَ الإمامُ: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (¬1) الله أكبرُ، فيصِل التكبيرَ بالقِراءَةِ، قال له: هَل بَقِى من المواصَلةِ شىء؟ قال: نعم، السَّلَامُ عليكم ورحمةُ الله، السَّلامُ عليكم وَرحمة الله، فيصل التَّسليمَةَ الأولى بالثانية، الأُولى فرض، والثانية سُنَّةٌ ولا يُجْمَعُ بين الفرض والسُّنّة، فعَلى الإمَام من النّهى (¬2) اثْنَتانِ، وَعَلى المأمُوم وَاحِدَةٌ. وكتب إلىَّ أحمدُ بن عَلى بن بَدْران الحلواني - رحمه الله - من بَغدَاد، ثنا أَبو على محمدُ بن المُسْلِمَة، ثنا عَلىّ بنُ أَحمدِ الحمامى، ثنا أحمد بن جعفر بن سَلَم، حدثنى أبُو عَلىّ، ثنا محمد بن العَبَّاس، ثنا عبدُ الله بن أحمد بن حَنْبل قال: قَال أَبى - رحمه الله -: لم نَدرِ مَا المواصَلَة؟ حتى قدِمَ علينَا الشافعىُّ - رحمه الله - فَسَألتُهُ ¬
عنها، فقال: ثِنْتَان على الإمام وَوَاحِدَة على المَأمُوم، فأمَّا الأُولَى فإذا كَبَّر الإمَامُ فلا يُكَبِّرْ معه، حتى يَسْبِقَهُ الإمَامُ، ولَوْ بوَاوٍ؛ لقولِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم: "إذَا كَبَّر الإمامُ فكبّروا"، وأخرى على الإمام إذا فرغ من السُّورة التي يركَع بها أن لا يَصِلَ تكبيرةَ الرُّكوع بالقراءةِ حتى يكون بينهما فَصْل سُكُوت. - ومنه حديثُ الحَسَنِ عن سَمُرَة - رضي الله عنه -: "كانت لرَسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم - سَكتتَان. والثالثة (¬1) إذا سَلَّمَ الإمَامُ عَن يَمينِه لم يَصِل الثانِيَة بالأولى؛ لأن الأُولَى فرض، والثانِيةُ إذْنٌ لِلنَّاسِ". قلت: وقد رَأيْتُ بعضَ الفقهَاءِ ذكَر لِمُواصَلَةِ الصَّلاةِ وُجُوهًا عِدَّةً غيرَ هذا. - أخبرنا قُتَيْبَةَ بن محمد بن أحمد - رحمه الله - إذناً، ثنا شُجاع بنُ على، ثنا أَبو عُمَر بن عبد الوَهّاب ثنا أَبو أحمد عبد الرحمن (2 بن أحمد 2) بن جعفر، ثنا أَبو شُعَيب عبد الله بن عبد الله بن الحسَن الحراني، ثنا الحسَنُ بن القاسِمِ التّمِيمِى، جَارُ أحمد بن حنبل ¬
- رحمه الله، ثنا مُسلِم بن إبراهيم [البَصَلِى] (¬1)، ثنا شَمْلةُ بن هزال أَبو الحُتْروُشِ، عن سَعْد الإِسْكَاف قال: لقِيتُ ابنَ أَشْوَعَ (¬2) فسَألتُه عن حديثٍ لِعائشة - رضي الله عنها - في الوَاصِلَة والمُسْتَوصِلَةِ، فأَسْكتَنِى وقال: إنك لَمُفْتِن (¬3)، فألححتُ عليه، فقال: نعَم. قالَت عائشَةُ: "ليْسَت الوَاصِلَةُ بالتى تَعْنُون، ومَا بَأس، تَعنِى أن تَعْرَى المرأةُ عن الشَّعَر، فَتصِلَ قَرْناً مِن قُرُونِها بصُوفٍ أسْوَدَ، إنّما الوَاصِلَة (¬4): التي تكُون بَغِيًّا في شَبيَبتِها، فإذا أسَنَّتْ وصَلَتْها بالقِيَادَةِ." (5 أنا به ابنُ رُزَين، أنا الطّيِّب، أنا محمد بن عمر النُّرسىّ، أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، نا أبو شعيب بمعناه في ترجمة الحسن، كتبته في رجب سنة أربع وسبعين 5) قال الحسَنُ بن القَاسِم؛ فَذَكرته لأحمَد بن حَنْبَل رَحمه الله - فقال: مَا سَمعْتُ بأعْجَبَ من هذا. ¬
(1 وقال شُعَيْب بنُ واقد، ثنا سَلَمة بن حِزام الضَّبّى، عن سَعْد الإسكاف، وقد ورَدَت رُخصةٌ في وَصْل الشَّعَر بالصّوفِ، عن ابنِ عباس وعائشة رضي الله عنهم، وهي إحدى مَنْ رَوَى حِديثَ؛ "لَعْن الواصِلَة" 1). - في حديث (¬2) جابر: "اشْتَرى مِنِّي بَعِيرًا، وأعطاني وَصْلاً من ذَهَبٍ." : أي صِلَةً وهِبَةً، كأنّه ما يَتَّصِل أو يَتَوصَّل به في مَعاشِه، وَوصَلَه: إذا أَعطاهُ مَالًا، والصِّلَةُ: الجَائزة (¬3). - وفي حديث (¬4) عُتْبةَ والمِقْدَامِ - رضي الله عنهما -: "أنهما كَانا أسْلَما فتَوصَّلَا بالمُشْركين، حتى خَرَجا إلى عُبَيْدَة بن الحارِث" : أي أرَيَاهم أنهما معَهم، حتى خرجا إلى المُسْلِمين. قال سَلمةُ: توصَّلَا: تَقرَّبَا، وقال غيره: تَوسَّلا. - في حديث النُّعْمان (¬5) بن مُقَرِّن - رضي الله عنه -: "أنّه لمّا حَمَل، يعنى على العَدُوِّ، ما وَصَلْنا كَنَفَيْه (¬6)، حتى ضَرَبَ في القَوْم" : أي لم نَتَّصِل به ولم نَقْرُب منه، حتى حَمَلَ عليهم من السُّرْعَة. ¬
- في الحديث (¬1): "أنه كان فَعْمَ الأوْصَال" : أي مُمْتَلىء الأعضَاء، الواحِدُ: وُصْل. - في الحديث (¬2): "رأيتُ سَبَباً واصِلًا من السَّماء إلى الأرض". : يعنى مَوْصُولًا، فاعِلُ بمعنى مَفعُول، كماءٍ دَافقٍ بمعنى مَدفُوق. - (3 في حديث علىّ (¬4) - رضي الله عنه -: "صِلُوا السُّيوفَ بالخُطَا". : أي إذا قَصُرت عن الضَّرَائب، فَتَقَدَّموا تَلْحَقوا، "والرِّماحَ بالنَّبْل" : أي إذا لم تَلْحَقْهُم الرِّماحُ فَارْمُوا بالنَّبْلِ. 3) * * * ¬
ومن باب الواو مع الضاد
(ومن باب الواو مع الضاد) (وضأ) - (1 في الحديث: "فدعا بالمِيضَأَة" (¬2) ممدودًا ومَقْصورًا على مِفعَلة وَمِفْعَالة؛ وهي مِطهَرة كبيرة يُتوضَّأ منها، ذكره الجَبَّان في غير مَوضِع بالمدّ، على زنة مِفْعَالَة، وذىه الهَروِيُّ علىِ وزن مِفعَلة ومِيلاد. (وضح) - في الحديث: "غَيِّرُوا الوَضَح" يعنى الشَّيْبَ: أي اخْضِبُوه. - في الحديث: "جاءَه رجلٌ وَببَطْنِه (¬3) وَضَح، فقال: انظُر بطنَ وادٍ لا مُنجدٍ ولا مُتهِمٍ فتمعَّكْ فيه فَفَعَلَ، فلم يَزِد شَيئاً حتى مات" يعنى البَرَصَ، سُمِّي به لبَياضه. - في الحديث: "أمَرَ بِصِيَام الأَوَاضِح" : أي أيَّام اللَّيالِى الأَوَاضِح، وهي اللَّيالي (¬4) البِيض، جَمْعُ واضِحَة، والأَصْلُ: وَوَاضِح، فقُلبَتِ الوَاوُ الأولى هَمْزة، كما في جَمع وَاسِطَة ووَاصِلَةٍ: أوَاسِطُ وأَوَاصِلُ. ¬
(وضع)
- في الحديث: "حتى ما أوْضَحُوا بضاحِكة" قال الزّجّاج: أَوضح بمعنى وَضح. يقال للمُقْبل: مِن أيْنَ أوضَحْتَ؟ أي طَلَعْت؛ أي ما طَلَعُوا بضاحِكة، وهي إحدَى الضَّوَاحِك (¬1) من الأَسنان، أي ما أطلعُوا ضاحِكةً، والضَّاحِكُ أَشيَعُ وأشهر. 1) (وضع) - في الحديث: "أن رَجُلًا مِن خُزاعةَ يُقال له: هِيتٌ كان فيه تَوْضيعٌ" : أي تَخْنِيث (¬2) قال سَلَمة: المُوضَّعُ: الذي ليس بمُحكم الخَلْق كالمخنَّث، والمُوضَّعُ من الخيل: الذي يَفرِشُ أوْظِفَتَه، وبَعِير عارِفُ المُوضَّعِ: أي ذَلُول عند الرَّكُوب. والمُوَضَّع المكَسَّرُ: المقطَّع، واتَضَعْتُه: رَكِبْته، واتّضَعْت رَقبَتَه: وطِئتُها. - وفي الحديث: "يَنْزِل عيسىَ بن مريم فيَضَعُ الجِزْيَةَ" : أي يَحملُ الناسَ على دِين الإسْلَامِ، فلا يَبْقَى ذَمِّىٌّ تَجْرى عليه الجِزْيَة، (3 ويحتمل أنّه أراد لا يَبْقَى فَقيرٌ مُحْتاج لاسْتِغناء الناسِ، وكَثْرةِ الأَموالِ، فتُوضَع الجزْية 3) وتَسْقُط؛ لأنها إنما ¬
شُرِعَت لِتَزيدَ في مَصالحِ المُسلمِين تَقْوِيةً لأهلِ الإسْلَام، فإذا لم [يَبْقَ] (¬1) مُحتاجٌ لم تُؤْخَذ. - في الحديث: "إنّ الله تعالى وَاضِعٌ يَدَه لِمُسىء اللّيل لِيَتُوبَ بالنَّهارِ، ولمُسىء النَّهارِ لِيَتُوبَ بالليل" (¬2) قال عَبدُ الغافِرِ: أي لا يُعَاجِلُه بالعُقُوبَةِ، بل يُمْهِلُه. يُقَالُ: وَضَعَ يَدَه عن فلانٍ؛ إذا كَفَّ عنه، وعلى هذا الذي ذكره كان ينبغى أن يقول: واضِعٌ يدَهُ عن مُسىءِ الليل، ولكن معناه مَعنَى ما جاءَ في الرّوَايَة الأخرى: "إن الله بَاسِط يَدَهُ لِمُسىء اللَّيل" (¬3) كأنّه يَتقَاضى المُذْنِبين بالتَّوْبَة لِيَقْبَلَ تَوْبَتَهُم. - (4 في حديث ابنِ الزُّبَيرِ - رضي الله عنهما -: "مَن شَهَر سَيفَه ثم وَضَعَه فدَمُه هَدَرٌ" قال السِّينانِّي (¬5): وضَعَه: أي ضرب به مَنْ لَقِيه. 4) * * * ¬
ومن باب الواو مع الطاء
(ومن باب الواو مع الطاء) (وطأ) - في حديث عبد الله - رضي الله عنه -: "لا نَتوضَّأ مِن مَوْطَأ" : أي ما يُوطَأ مِن الأذَى في الطرِيق، وأَصلُه المَوطُوء ومعناه: لا نُعِيدُ الوُضوءَ منه، لا أنهم كانوا (¬1) لا يَغْسِلُونه. - في حديث النِّساء: (¬2) "عَلَيْهنّ مِن الحقّ ألّا يُوطِئْن فُرُشَكم أحدًا تكرَهُونَه". : أي لا يَأذَنَّ لِأَحَدٍ من الِرّجَال يَدخل، فيتحدَّث إليْهنَّ. وكان ذلك من عادَاتِ العَرب، لا يَروْن به بَأساً، ولا يَعُدُّونه رِيبَةً، فلما نزلَت آيَة الحِجاب نُهى (¬3) عن ذلك، وليسَ المراد به نَفسَ الزِّنَى؛ لأنَّه مُحرَّمٌ علَى الوُجُوه كلِّها، فلا معنى لاشتِرَاط الكرَاهَة فيه. (وطب) - (4 في حديث عبد الله بنِ بُسْر (¬5) - رضي الله عنه -: "أتيناه ¬
(وطس)
بِوَطْبَة" يروونه بالباء المنقوطة بواحدة، وهو تصحيف، وإنما هي وَطِيئَة على وزن وَثِيقَة. قال الجَبَّان: هي طَعام من التَّمر كالحَيْس. ويَدلُّ على صحة قَولهِ ما في روايةٍ أخرى: "أَنَّه كان واقفا على دابّة فأكل" وأظنها سُمِّيت به؛ لأنها تُوطَأ بالأَيدى لتَخْتَلطَ 4). - في الحديث: "أُتيِ بوَطْبٍ فيه لبَنٌ" الوَطْبُ (¬1) والحمِيت: السّقَاءُ الذي فيه السَّمْنُ واللَّبنُ، والجمعُ: الوِطابُ، والأوْطَابُ. - ومنه (¬2) حديث أمّ زَرْعٍ: "خَرَجِ أَبو زَرْعٍ والأَوْطابُ تُمْخَضُ" يقال: صَفِرَتْ وِطابُه: إذا مَات، واذا خَرج دَمُ جَسَدِة وإذا أغِير على نَعَمِه، فلم يَبقَ في وِطابِه لبَنٌ. (وطس) - في حديث حُنَيْن: "الآنَ حَمِىَ الوَطِيسُ" (¬3) هذا مِنْ فَصيح الكَلام، يُعبَّر به عن اشتباك الحَرْب، وقِيامِها على ساقٍ. والوَطِيس: شِبْهُ التَّنُّورِ. وقيل: هو الضِّرابُ في الحَرْب. وقال ابن الأعْرابي: الوَطِيس: الوَطْء الذي يَطِسُ الناس: أي يَدُقُّهُم. ¬
(وطن)
وأصْلُ الوَطْس: الوَطْءُ، ووَطَسْتُهُ: كَسَرْتُه. وقيل: هو التَّنُّور بعَيْنِه. وقيل: هو جمعٌ واحِدَتُه: وَطِيسَةٌ. يُقالُ: طِسِ الشَّىءَ؛ أي احْمِ الحجَارةَ وضَعْها عليه. وقال الأَصْمَعِىُّ: هو حِجَارةٌ مُدَوَّرَةٌ إذا حَمِيَت لم يَقْدِر أحَدٌ الوَطْءَ عليها. (¬1) - وفي هذا الحديث ذكر "أَوْطَاس" : وهو اسمُ موضِعِ (¬2). وقيل: ماء لسُلَيم. (وطن) - (3 في الحديث: (¬4) "نهى أن يُوطِنَ الرَّجُلُ المكان في المَسجِد، كما يُوطِنُ البَعِيرُ" قيل: هو أن يَألفَ مكاناً مَعْلُومًا لا يُصلّي إلَّا فيه، كالبَعير لا يَأوِى مِن عَطَنِه إلّا إلى مَبرَكٍ دَمِثٍ اتَّخذه مَنَاخاً. وقيل: هو أَن يَبْرُك على رُكْبتَيْه قَبْل يَدَيه إذَا أرَادَ السُّجُودَ، كالبَعِير على المكان الذي أوْطَنَه، والأوَّلُ أصَحُّ؛ لأنّ هذا لا يَخْتصُّ بالمَسجِد دُونَ غيره. 3) ¬
(وطوط)
(وطوط) - في حديث عائشَة - رضي الله عنها -: "لمَّا أُحْرِق بَيْتُ المَقْدِس كانت الوَطْوَاطُ تُطِفئُه بأجْنِحَتِها" قيل: يعنى الخَطاطِيف. - وفي حديثِ عَطَاءٍ: (¬1) "في الوَطْوَاطِ يُصِيبُه المُحرِم دِرْهَمٌ" قال الأَصمَعى: هو ها هنا: الخُفَّاش. وقيل: إنه الخُطَّاف وهو الأَشبهُ. ويُقال للرجُل الضَّعِيف وَطْوَاطٌ. * * * ¬
ومن باب الواو مع الظاء
(ومن باب الواو مع الظاء) (وظف) - في العهد (¬1) الذي كتَبه لِبَعضِهم: "في الوَظِيفَةِ التي وَظَّفَها علَيهم" : أي بَيَّنَها وعَيَّنَها، وأوجَبَ الوَفاءَ بها عاماً فعاماً، أو شهرًا فَشَهرًا، أَو كما بيَّن. (¬2) * * * ¬
ومن باب الواو مع العين
(ومن باب الواو مع العين) (وعظ) - (1 في الحديث: "وعلى رأسِ الصِّرَاط واعظُ الله في قَلْبِ كلِّ مسلم" يعنى: حُجَجَه التي تَنْهاه عن الدُّخول فيما مَنَعه الله منه، وحَرَّمَه عليه، والبَصائِر التي جَعلَها فيه. 1) (وعك) - في الحديث: (¬2) "إنَّكَ لَتُوعَكُ" : أي تُحمُّ، والوَعْكُ: الحُمَّى، والمَوْعُوك: المَحمُومُ، وَوَعَكَهُ الحُمَّى أو المرضُ: دَكَّهُ. ومنه الوَعْكَةُ للمُعْتَركِ. (¬3) قالَ الأَزهرِى: الوَعْكُ: مَغْثُ المرَضِ. وقد نَفضَتْه، مِن النّافِضِ فهو مَنفُوض، وَوَرَدَته مِن الوِرْدِ فهو مَورُودٌ، وغَبَّت عليه، وأربَعتْ عليه، وصَلَبَت عليه فهو مَصْلُوب، فإن لم تُفَارِقه قيل: أرْدَمَت عليه وأغبَطت. ¬
(وعل)
(وعل) - في حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: "في الوَعِلِ شَاةٌ". (¬1) الوَعِلُ: الشَّاة الجَبَليَّةُ، الذكرُ والأُنثَى منها أَرْوِيَّة، وَوَلَدُها عُفْرٌ، والأَوعَال: الآكَامُ، وَالتَّوَعُّلُ: التَّوقُّلُ فيها، والوَعْلُ منه. - (2 ومنه في تفسير قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ} (¬3) قيل: ثَمانِية أوعال: أي أَملاك علَى صُورة أوْعال. 2) (وعا) - قوله تعالى: {جَمَعَ فَأَوْعَى} (¬4) : أي جَعَلَه في الوِعَاءِ. - وفي الحديث: "فاسْتَوْعَى له حَقَّه" : أي استَوْفَاه كُلَّه، مأخُوذٌ مِن الوِعَاءِ. - وفي حَديث كَعْب (¬5) بن الأشرَفِ: "سَمِعْنَا الوَاعِيَةَ" وهو الصُّرَاخُ علَى نَعِىِّ الميِّتِ، ولا يُصْرف منه فِعْلٌ، وقيل: الوَعَى: الجَلَبَة كالوَغَى، واسْتَوعَى كَأنّه مُطاوِع أَوْعَيْتُهُ. * * * ¬
ومن باب الواو مع الغين
(ومن باب الواو مع الغين) (وغر) - في حديث الإِفْك: "فَأَتَيْنَا الجَيْشَ مُوغِرِينَ في نَحْرِ الظَّهِيَرة" : أي مُهَجّرِين داخِلين في وقتِ الهاجِرَة وَوَغرتِها، وذلك حين تتوَسَّط الشَّمْسُ السَّماءَ. يقالُ: وَغَرَت الهَاجِرَةُ وَغْرًا، وأوْغَر الرَّجُلُ: صارَ في ذلك الوقتِ، كما يُقَالُ: أظْهَرَ (¬1) وأضحَى وَأصبحَ وأمْسىَ. - ومنه وغَرُ الصَّدْرِ؛ وهو التِهابُ الحِقد وتَوَقُّدُه في القَلب. (2 ورُوى: "مُغوِّرِين"، والتَغوِير: النُّزول للقائلة 2) - وفي حديث المُغِيرَة: "واغِرَةُ الضَّمِير" من الوَغَرِ: وهو غِلُّ الصَّدْرِ ونَغَلُه، ومِثْله الوَحَرُ. وقد وغِرَ صَدْرُهُ وَغَرًا. وقيل: الوِغْرُ: الحِقْدُ وتَجَرُّع الغَيْظِ، وأوغَر صَدْرَه: أحْمَاه؛ وقد وَغَر يَغِرُ ويَوْغَرُ، (2 والوَغْرَة: شِدّة الحَرِّ 2). (وغم) - في الحديث: "كُلُوا الوَغْمَ واطْرَحُوا الفَغْمَ" ¬
قيل: الوَغْمُ: ما تساقَطَ مِن الطَّعام (¬1). وقيل: ما تَعلّق (¬2) بالأَسنَانِ فخَرج بَتَحريك اللِّسان، ولا أَدْرِى: هل لَه في اللُّغَةِ أَصلٌ أم لا؛ فقد قيل: الوَغْمُ: الغَيْظ، والحِقدُ، والحربُ، والثّقِيل (¬3) الأحمَقُ. (4 وقيل: الوَغْمُ: الخِلالَة؛ وهي ما يَخرج بالخِلالِ بعد تَشَبُّثِها بالأسنان وتَغيُّرها فيما بينها. كما أن الوَغْم هو تَغَيُّر القَلْب عمَّا كان عليه بالحِقدِ والغَيْظ. 4) * * * ¬
ومن باب الواو مع الفاء
(ومن باب الواو مع الفاء) (وفد) - في الحديث: (¬1) "أنّه قال للقَومِ: مَنِ الوَفْدُ" وهو جَمْعُ وافِدٍ، كَرَاكِبٍ ورَكْبٍ؛ وهم القَوْم يَجْتَمِعُون فَيرِدُونَ البِلادَ. - وفي حديث (¬2) آخَر: "وفْدُ الله ثلاثةٌ" - وفي حديث (¬3) الشُّهَدَاءِ: "فإذا قُتِل فهو وافِدٌ لِسَبْعين يَشْفَع لهم" قال عَبدُ الغَافِر: أي وَارِدٌ على هؤلاءِ، والوافِدُ من الإِبِل والقَطا: ما سَبَق السِّرْبَ (¬4) في طَيَرانِه؛ وقد أوفَدتُهم فوَفَدُوا. - في (¬5) الحديث: * تَرَى العُلَيْفِىَّ عَلَيْه مُوفِدَا * : أي مُشْرفا. (وفي) - في الحديث قَال لزَيد بن أرقم (¬6) - رضي الله عنه -: "وَفَتْ ¬
أُذُنكَ، وصَدَّقَ الله تَعالَى حَدِيثَك" كأنه جَعَل أُذُنَه فِى السَّمَاع كالضَّامِنَة بتَصْديق ما حَكَتْ. لأنّه صَدَّق ما في نفْسِهِ، فلما نَزل من القُرآنِ ما نزل في تَحْقِيق ذلك الخبَر، صَارَت الأُذُن كأنها وَاِفيَةٌ بِضَمانِها، خارِجَةٌ مِن الِظنَّةِ فيما أَدَّتْه إلى لِسَانِها. (¬1) * * * ¬
ومن باب الواو مع القاف
(ومن باب الواو مع القاف) (وقت) - في حديث ابن عبّاسٍ- رضي الله عنهما -: " (¬1) لم يَقِتْ في الخَمْرِ حَدًّا" : أي لم يُوَقِّت وَلم يُقَدِّرْ، يقال: وَقَت يَقِتُ. - من قوله تعالى: {كِتَابًا مَوْقُوتًا} (¬2) والتَّأقِيتُ: بَيان مقدار المُدَّة (وقر) - قوله تعالى {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} (¬3) قيل: الوِقْر: الحِمْل للبَغْل والحِمَار، كالوَسْق للبَعِير. - في الحديث: "لعَلَّه أوْقَر رَاحِلَتَه ذَهَباً يَبتغِى التّجارة" قال الفَرَّاءُ: يُقال أَوقرتُ الدَّابّةَ: أي جَعَلْتُ على ظَهْرِها وِقْرًا؛ وهو الحِمْل الثَّقِيل. - في الحديث: "التَّعَلُّم في الصِّغَرِ كالوَقْرَةِ (¬4) في الحَجَر" الوَقْرَةُ: شِبهُ وَكْتَةٍ (¬5)، إلا أنّ لها حُفرَةَ في الحجر (¬6)، والحافِر والعَينِ ونَحوِها. وعَينٌ مَوقُورَة: مَوكُوتَةٌ، والوَقِيرَةُ: نُقرةٌ عِظيَمةٌ في الصَّخرَةِ. ¬
(وقع)
- في الحديث: "لَمْ يَفْضُلْكُم أبو بكر - رضي الله عنه - بِكَثْرَةِ صوْمٍ ولا صَلاةٍ، ولكنه لشىَءٍ وَقَرَ في القَلبِ" (¬1) : أي ثَبَت وسَكن وأَثَّر فيه. - في الحَديث: (¬2) "يُوضَع على رَأسِه تاجُ الوَقَارِ" : أي التّوقِير والكَرامَةِ. (وقع) - في حديث ابن عبّاسٍ - رضي الله عنه -: "نزَل مع آدَمَ - عليه الصلاة والسَّلام - المِيقَعَةُ، والسِّنْدَانُ والكَلْبَتَان" قال الأَصْمَعىُّ: المِيقَعَةُ: المِطْرَقةُ التي يُضرَب بهَا الحَدِيد، والجمعُ: الموَاقِع؛ وقد وقَعْتُه وَقْعاً: ضَرَبْتُه بها، وشفْرَةٌ وَقيعٌ - بغير هاءٍ -: وَقَعَت بالمِيقَعَةِ، ومَوْقُوعَةٌ أيضاً. - في حديث طارق: "ذَهَبَ رَجُلٌ ليَقَعَ في خالِد (3 بن الوليد" 3) يُقال: وقَعَ في الناس وقِيعَةً، وهو وَقَّاعٌ ووَقَّاعَةٌ، وذُو وَقيعَة في الناس: أي يَغْتَابُهم. (وقف) - في حديث الزُّبَير - رضي الله عنه -: "أقْبَلْتُ معه ووَقَفَ حتى اتَّقَفَ الناسُ" : أي وقَفُوا (¬4) ووَقَف لازِم وَمُتَعدٍّ. ¬
(وقى)
يقال: وقَفْتُه فوقَفَ واتَّقَفَ، وأصله ايْتَقَفَ. وقد كَثُر بابُ فَعَلْتُه فافتَعَلَ. يُقال: حَبَسْتُه فاحْتَبَس، ووَصَفْتُه فاتَّصَفَ، وَأَفَكْتُه فأْتَفَكَ. - (1 في صلح (¬2) نَجْران: "وألّا يُغَيَّرَ واقِفٌ مِن وِقِّيفَاه" الواقف: خادِم البيعَة؛ لأنه وقَفَ نفسَه على خِدْمَتِها. والوِقِّيفى، بالكسرَ والتشديد والقَصْرِ، الخِدْمَةُ، وهي مَصْدَر كالخِصِّيصىَ والخِلِّيفَى. وقد تَكرّر ذكر "الوَقْف" في الحديث. يقال: وقَفْتُ الشَّىءَ أقِفُه وَقْفاً، ويُقال فيه: أوْقَفْتُ، إلَّا على لُغَة رَدِيئة 1). (وقى) - في الحديث: "أنه لم يُصْدِق امرأةً (¬3) أكَثرَ من ثِنْتَىْ عَشْرَةَ أوقيَّةً" (4 وزْنُ أُوقيَّة 4): أُفْعُولَةٌ، والأَلِف زَائِدةٌ. وفي بعض الرّواياتِ "وُقِيَة" بغَير ألف ولا تشديد. قال مُجاهد: هي أربعونَ دِرْهماً. وقيل: هي مِن وقَى يَقِى؛ لأنّ المالَ مَخزونٌ، أو لأنّه يَقِى البُؤْسَ. * * * ¬
ومن باب الواو مع الكاف
(ومن باب الواو مع الكاف) (وكأ) - في الحديث (¬1): "لا آكلُ مُتّكِئًا" : أي مُعْتَمِدًا على الوِطاءِ الذي تَحتَه. والاتِّكاء: مَأخُوذٌ مِنَ الوِكَاءِ، افتعَالٌ منه. والمتَّكِىء: قيل: هو الذي أوَكَأ مَقْعَدَتَه، وشَدَّهَا بِالقُعُودِ على الوِطاءِ الذي تَحْتَه، وهذا لا يَصِحّ؛ لأَنَّ الاتِّكاءَ مَهْمُوز، والوِكَاء مُعْتَلٌّ، ومعناه: إذَا أكَلتُ لم أَقْعُدْ مُتّكئاً على الوَسَائِد والأَوْطِيَة، فِعلَ مَنْ يُريدُ الاسْتكثارَ من الأَطعمةِ، ويتَوسَّع في الألوان، وَيتنعَّمُ في المعِيشَةِ، لكنّى آكُلُ عُلْقَةً، وآخُذُ من الطَّعَامِ بُلْغَةً، فيكونُ قُعُودِى له مُسْتوفزًا. وَرُوِى: "أنه كان يَأكُلُ مُقْعِيًا، وقالَ: آكُل كما يأكُلُ العَبْدُ، وأَجْلِسُ كما يَجلسُ العَبْد" - ومنه الحدِيثُ (1): "التُّكَأةُ مِنَ النّعْمَةِ" مِن قوله تَعالى: {أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا} (¬2) : أي أَتحامَلُ وأَعْتَمِدُ. وتوكَّأَ واتَّكَأَ بمعنًى. ¬
(وكب)
- ومنه حديث جابر - رضي الله عنه - في الاسْتِسْقاءِ: "رأيتُ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم -: يُواكِئُ" ومعناه: التحامُلُ (¬1) على يَدَيْه إذا رَفَعَهُما ومَدَّهُما في الدُّعاءِ، وأَصْل هذه التَّاءَات الواوُ، حُوّلَتْ تَاءً لأنَّها وَقعَتْ في الطَّرفِ. وأوْكأتُه إيكاءً: نَصَبْتُ له مُتَّكَأً، واتَّكأْتُه: حملتُهُ على الاتِّكاءِ، أو ألقيتُه على هَيئةِ الاتِّكاءِ. (وكب) - في الحديث: "أنّه كان يَسِيُر في الإفَاضَةِ سَيْرَ الموْكِب" قيل: سَيْرُ المَوْكِبِ غَير العَنَقِ، والمَوْكِبُ: جَماعَةٌ يَسِيرُون بِرِفْقٍ، والمَوْكِبُ: المجَلِس أيضاً. وقال الجَبَّانُ: الوَكَبان: مِشْيَة في دَرَجانٍ، والمَوكِب: ضرْب مِن السَّيْر، والقَومُ الرُّكُوبُ على الإبل، وَواكبتُ القَومَ: لزِمتُ مَوْكِبَهم وسابَقتُهم، وواكَبَ: واظَبَ. - في حديث (¬2) حُمَيْد بنِ ثَوْر: * تَرَى العُلَيْفِىَّ عَليه مُؤْكَدَا * : أي مُوثَقاً شَدِيدَ الأَسْرِ. ¬
(وكر)
ويروى: "موفِدًا": أي مُشْرفاً. ووَكَّدْتُ العَقْدَ وأَكَّدْتُه: وثَّقْتُه. يُقال: إذا حَلَفْتَ فَوَكِّدْ؛ وقد وَكَدْته فَوَكَدَ: أي تَأكَّدَ والوِكادُ: حَبْلٌ تُشَدُّ به البَقَرَةُ عند الحَلَب. (وكر) - في الحديث: "أنه نَهَى عن المُوَاكَرَة" وهي المُخابَرَةُ، وأصْلُه الهَمْز، مِن الأُكْرَة، وهي الحُفْرَةُ، والوَكِيرَةُ والتّوكيرُ: الطَّعَامُ والإطعامُ على البِناء من الوَكْر. (¬1) (وكس) - في حديث ابنِ مَسعُود - رضي الله عنه -: "لَا وَكْسَ ولا شَطَطَ" الوَكْسُ: النُّقصَانُ، والشَّطَطُ: الجَوْرُ والعُدْوَانُ. - وفي حديث أبى (¬2) هريرة - رضي الله عنه -: "مَن بَاعَ بَيْعَتَيْن في بَيْعَةٍ فله أوْكَسُهُما أو الرِّبا". قال الخطَّابىُّ: لا أعْلمِ أحَدًا قال بظاهِر هذا [الحديث] (¬3)، أو صَحَّحَ البَيْعَ بأوْكَسِ الثَّمنَين، إلّا شىء يُحكَى عن الأوزَاِعىّ، وهو مذهَبٌ فَاسِدٌ؛ وذلك لِمَا يَتَضَمَّنُه من الغَرَرِ والجهَالَةِ، وإنّما ¬
(وكظ)
المشهُور من طريق محمد بن عمرو، عن أبى سَلَمةَ، عن أبى هريرة - رضي الله عنه -: "نهى عن بَيْعَتين في بيعَة" فأمّا رِوَاية يَحيَى بنِ زكريَّا، عن مُحمَّد بن عمرو، على الوجه الذي ذكره أبُو دَاوُد، فيُشْبِهُ أن يكُون ذلك حُكُومَةً في شىء بِعَيْنِه، كَأنه أسْلَفَه دِينَارًا في قَفِيز بُرٍّ إلى شَهْرٍ، ولمّا جاء الأجَلُ، وطالَبَهُ [بالبُرّ] (¬1)، قالَ: بِعنِى القَفِيزَ الذي لكَ عَلىَّ بقَفِيزَيْن إلى شَهْرٍ، فهذا بَيْعٌ ثَانٍ دَخَلَ على البَيْع الأوَّل، فَصَارَ بَيعتَيْن في بيعَةٍ؛ فيُرَدَّانِ إلى أوْكَسِهِما، (¬2) وهو الأصل، فِإنْ تَبَايَعَا البَيْعَ الثَّانىِ قَبْلَ أن يَتقابَضَا كانا مُرْبِيَيْنِ. وقد أَوْكَس وأُوكِسَ وَوُكِسَ في البَيْع: خَسِرَ، وأَوْكَسَ مَالُه: ذَهَبَ. - في حديث معاوية: "أنه كَتبَ إلى الحُسَيْن - رضي الله عنه -: "إنّى لم أكِسْكَ ولم أَخِسْكَ (¬3) " من الوَكْسِ؛ وهو النُّقْصانُ: أي إنّى لم أَنْقُصْك حَقَّكَ. (وكظ) - في تَفْسير (¬4) مُجاهدٍ؛ لقوله عزّ وجلّ: {إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ ¬
(وكل)
قَائِمًا} (¬1) قال: مُوَاكِظاً. يُقَال: وَاكظَ على أَمْرِه ووَكَظَ: واظَب، وهو يَكِظُه؛ إذا كان معه إلى جَنبِه. والواكِظُ: الدافعُ الزَّبُون، وَقد وَكظَهُ وكْظاً. (وكل) - في الحديث: "نَهى عن المُواكلَةِ" (¬2) وهو أن يكون للرَّجُل على آخر ديْنٌ، فيُهِدِى له فيُؤخّر، ويُمْسِكُ عن اقتِضَائِه؛ وإنما سُمِّى مُوَاكَلةً؛ لأنَّ كلَّ وَاحدٍ يُوكِلُ صَاحِبَه، فعلَى هذا هو من بَاب الأكلِ من المهمُوزِ، ويحتمل أن يَكُون مِن قولهم: رَجُلٌ وُكَلَةٌ؛ أي تُرَكَةٌ. - ومنه (¬3) الدُّعَاء: "لا تَكِلْنى إلى نَفسِى" فالنَّهى وَرَد به لِمَا فِيه من التَّقاطُع والتَّنَافُر، وأن يَكِلَ صَاحِبَه إلى نفسِه، ولا يُعِينَه فيما يَنُوبُه. - وفي حديث لُقمَان بن عَادٍ لبعض إخوتِه: "وَإذا كان الشَّأنُ اتَّكَلَ" (¬4): أي يَكِلُ الأَمرَ إلى غَيْره، ويتَوانَى ولَا يَنهَضُ بالأَمْرِ إذَا وَقَع. ورَجُلٌ تُكَلَةٌ قُلِبَتِ الوَاوُ تَاء، كتُخَمَةٍ وتُؤَدَةٍ وتُهَمَةٍ. ورَجُلٌ مُواكِلٌ ووَكِلٌ؛ ضَعِيفٌ يَتَّكِلُ على غيْرِه. ¬
(وكن)
والوَكيلُ: من وَكَلْتَ إليه الأَمرَ؛ إذاَ اتَّكَلت عليه. وقد وَكُلَ وَكَالَةً، وصِنَاعَتُهُ الوَكَالَةُ. (وكن) - وفي الحديث: "أَقِرُّوا الطَّيْرَ على وُكْنَاتِهَا" جَمْعُ (¬1): وُكْنَةٍ؛ وهي عُشُّ الطَّائِر، ويُقَال له: وَكْرٌ. قالَ أبو عَمْرو: الوُكْنةُ والأُكْنةُ - بالضَمّ -: مَوَاقعُ الطير حَيْثُما وقَعَتْ، وقال الأصمعىُّ: الوَكْنُ: مَأوَى الطَّير في (¬2) غير عُشٍّ، والوَكْرُ: ما كان في عُشٍّ؛ وقد وَكَنَ الطائِرُ بَيْضَه يَكِنُهُ وَكْنًا: حَصَّنَه. (وَكَى) - في الحديث: (¬3) "أَعْطِى ولا تُوكِى فيُوكَى عليكِ" : أي لا تَدَّخرى. والإيكاء: شَدُّ رَأس الوعاءِ بالوِكاءِ؛ وهو الرِّبَاطُ الذي يُرْبَطُ به: أي لا تَمْنَعِى ما في يَدِك، فتَنْقَطِعَ (¬4) مادَّةُ بَرَكة الرّزْق عَنْك. - ومنه حديث اللُّقَطَةِ: "اعرِفْ وكَاءهَا" (¬5) وهو الخَيْط الذي تُشَدّ به الصُّرَّة. - في حديث (¬6) الدُّبَّاءِ والمُزَفَّت: "عَلَيكْم بالمُوكَى". ¬
: أي السِّقَاءُ الذي يُلاثُ علَى فَمِه الوِكَاءُ، ويُشَدُّ به، من أَوكَيْتُ السِّقَاءَ. - وفي حديث آخرَ: "وأَوْكُوا الأَسْقِيَة" (¬1) ولعَلَّ المعنَى في الدُّبَّاء ونحوِه: أن يُنْبَذَ فيها؛ لأنّها أوَانٍ باقِيةٌ صابِرةٌ على الثّباتِ بما فيها، فيَشتدُّ ما يُلقَى فيها إذا تُرِكَ ويُغلَى، وَيدخل في حَدِّ الإسْكَارِ، فأمّا السِّقاء الموُكَى فقلَّ مَا يُغفَلُ عَنه، بل لَا يُتْرَكُ مَا أُلِقىَ فيه؛ لأَنه لا يُؤْمَنُ انصبَابُه، وانفِتَاحُ الوِكَاءِ بسَبَبٍ من الأَسبَاب، فيُعجَّلُ بما فيه، فلاَ يشتَدُّ ويُؤمَنُ منه الإسْكَار وَالله تعالىَ أعْلَم. - في الحديث: "العَيْنُ وِكاءُ السَّهِ" جَعَل اليَقظَةَ للاسْتِ كالوِكَاءِ (¬2) للقِرْبَةِ * * * ¬
(ومن باب الواو مع اللام)
(ومن باب الواو مع الّلام) (ولت) - في قِصَّةِ (¬1) الشُّورَى: "وتُولِتُوا أعمَالَكُم" : أي تَنْقُصُوها، أرادَ أَنّه كانت لهم أعمالٌ من الجهَاد وغيره فإذا تركُوهَا واختلفُوا نَقصُوها، وفيه لغتان: لَاتَ يَلِيتُ؛ - من قوله تعالى: {لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ} (¬2) وأَلَتَ يَألَتُ؛ من قوله تعالى: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ} (¬3)؛ وهو في الحديث من أَوْلَتَ يُولِتُ، أَوْ مِن آلَتَ يُولِتُ إن كانَ مَهْمُوزًا. قال القُتَبِىّ: ولم أسْمَع هذه اللُّغةَ إلّا في هذا الحَديث. (ولج) - في الحديث عن ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "أنّ أنَسًا كان يَتَوَلَّجُ على النسَاءِ وهُنَ مُكَشَّفَاتُ الرؤُوسِ" : أي يَدخُل عليهنّ؛ يُريد أنه لِصِغَرِه كُنّ لا يحْتَجِبْنَ منه. - في حديث أُمّ زَرع: "لا يُولِجُ الكَفَّ لِيَعْلَمَ البَثَّ" : أي لا يُدخِل يدَهُ في ثوبِها ليَعْلمَ (¬4) العَيبَ الذي بها، مِمَّا يُحزن المرأةَ به لو اطَّلع الزَّوْجُ عليه، تَصِفُه بالكَرَم، قاله أبو عُبيْدٍ، وقيل: إنّها تَذُمُّ زَوجَها بأنه لا يتفَقَّدُ أَحوالَ البيتِ وأَهلهِ. ¬
(ولد)
(ولد) - قوله تعالى: {وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} (¬1) هو جمعُ وَليدٍ: أي صِبْيَان. وقيل: هو جَمعُ وَلَد كأولاد، ويقع الوَلَد على الواحِد والأكثَر، وعلى الذكَرِ والأنثَى. والوُلْدُ بمعنى الوَلَد والأَولاد، والِّلدَةُ مِنْ وَلَدَ، كالعِدَة من وَعَدَ، وَأَصْلُه من وِلْدَةٌ، وقيل: التِّلَادُ والتَّلِيدُ من هذا الباب؛ لأنّ أصْلَهما الوَاوُ قلبت تَاءً. - في الحديث: "واقِيَةً كواقِيَة الوَلِيد" (¬2) : أي (¬3) كَلَاءَةً كما يُكْلأُ الطِّفْلُ. وقيل: إنه أرَادَ بالوَليد: مُوسىَ عليه الصّلاة والسلام؛ لقوله تَباركَ وتعالى في قِصِّته: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} (¬4)، كأنّه قال: كما وَقَيْتَ مُوسِىَ شرَّ فِرْعَون، وهو في حِجْرِه، فَقِنى شَرَّ قَوْمى، وأنا بَيْن أَظْهُرِهِم. - في الحديث: "فتَصَدَّقْت على أُمِّى بِوَلِيدة" : أي جاريَةٍ صَغِيرة، والوَلائدُ: الوصَائِفُ. ¬
- وفي (¬1) الاستعَاذَةِ: "ومن شَرِّ والِدٍ ومَا ولَدَ" يَعنِى إبليسَ والشَّياطين. (¬2) فأمّا قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} (¬3) قيل: آدَمُ وذريتُه. - وفي الحديث: "المولود في الجَنَّةِ" (¬4) : أي الطِّفْلُ الصَّغيرُ الذي مَاتَ قبل ما أن يُدْرِك الحُلُم، والسِّقْطُ. - في حديث لَقِيط - رضي الله عنه -: "ما وَلَّدْتَ يا راعِى؟ " أصْحَاب الحديث يقُولون: "ما وَلَدَتْ" يُريدُون: الشَّاةَ، والمحَفُوظ بتشديد الّلام على خِطَاب الشّاهِدِ. يقال: ولَّدْتَهُ (¬5)؛ إذا حَضَرتَ ولَاَدَتَها فعَالَجْتَها، حتى يَبِينَ منها، وأنشَدَ أبو عُمَر: إذا مَا وَلَّدُوا يَومًا تَنَادَوْا أَجَدْىٌ تحت شَاتِكَ أم غُلامُ (¬6) ¬
(ولع)
(ولع) - في الحديث: "أَوْلَعْتَ قريشاً بِعَمَّارٍ" : أي صَيَّرتهم حُرَصاءَ به. يقال: ولِعَ به، وأُولِعَ به، وأَوْلَعَهُ غَيرُه. - في الحديث: "أَعُوذ بك من الشَّرِّ وَلُوعاً" الوَلوُع (¬1)، - بالفتح -: اسْمٌ مِن أولعَ إيلاعاً. (ولغ) - في الحديث: "إذا وَلَغَ الكَلبُ في إنَاءِ أَحدِكم" : أي شَرِب منه باللسان، وذلك في البَهائم والسِّبَاع. يُقال: وَلغَ يَلَغ ويَلِغُ وَيوْلَغُ وَلْغاً ووُلُوغاً، وأُوْلغَ يُولَغَ إذا أَوْلغَه غيرُه. - في حديث (¬2) خالد بن الوليد: "فأعطَاهم مِيلَغَةَ الكَلْبِ" : أي قيمَةَ الظَّرْفِ الذي يلَغُ فيه الكَلْبُ. (ولول) - في حديث أسماء - رضي الله عنها -: "جَاءَت أمُّ جَمِيل في يَدِها فِهْرٌ وَلَها وَلْولَةٌ" ¬
(ولى)
وهي صَوْت مُتَتابعِ بالوَيْل، وأنشد: * يُعْقِبْن بعدَ النَّوح بالتَّولْوُلِ * وقَد وَلْوَلَتْ وتَوَلْوَلَتْ، والياء محذُوفةٌ. وقيل: إنَّها حِكَايَةُ صَوتِ النَّائحة. وقيل: الوَلولَةُ: الإعْوالُ، والوَلْوَال (¬1) كالبَلْبَالِ. وسَيْفُ عَتَّابٍ، قيل: إنّما سُمِّى وَلْوَلاً؛ لأنه كان يَحمِل النِّساءَ على التَّولْوُلِ بَقَتْلِ أَقوامِهَا. (ولى) - في حديث أَنسٍ - رضي الله عنه -: "أنّ النَّبىَّ - صلّى الله عليه وسلّم - قال: سَلُونى، فو الله لاتَسألونى عن شىء مَا دُمْتُ في مَقَامِى إلا أخبرتكم، فقامَ عبدُ الله بن حُذَافةَ فقال: مَن أَبِى؟ فقال: (2 أبُوك حُذافَةُ 2)، فقال عُمر - رضي الله عنه -: رَضِينَا بالله رَبًّا، فسَكَت رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلم -، ثم قال: أَوْلَى لكم، والذى نفسِى بِيَدِه". : أي قَرُبَ منكم ما تَكرهُون. من قوله تَباركَ وتَعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} (¬3) - ومنه حديثُ ابنِ الحَنَفِيَّة: (¬4) "إذا مَاتَ بعضُ (¬5) أَهلِه قال: أَوْلي، كِدْت أكونُ السَّوادَ المُخْتَرمَ" ¬
وهي كَلِمة يَقولُها الرجلُ إذا أفلَتَ من عظِيمَةٍ: أي قارَبكَ ما تَكرَه، ونَزلَ بك. - في الحديث: "من تَوَلّى قوماً بغير إذْنِ مَوَالِيه (¬1) فعلَيه لعنة الله" (2 ظاهِرُه 2) يُوهِمُ أنه شَرْطٌ، وليس معناه أن يجوز له (3 أن يُوالىَ 3) غيرَ مَواليه إذا أذِنوا له، وإنّما هو بمَعْنَى التَّوْكِيد لِتَحريمِه، والتَّنْبيه على بُطْلانِه، والإرْشادِ إلى السَّبَب فيه؛ وذلك "أنه" (¬4) إذا اسْتَأذَن أَولياءَه في مُوالاة غَيرهم مَنعوه من ذلك، فيَمْتَنع منه؛ أي إن سَوَّلَتْ له نَفْسُه ذلك فَلْيَسْتَأذِنْهم، فإنَّهم إذَا عَلِمُوا به مَنعُوه؛ لأن الوَلاءَ لُحمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ. - وَقوله: (¬5) "إن الوَلَاء لِلْكُبْر" فهذا ليس له فيه فِعْل، إنما هو تَنْزِيل، وتَرتِيب له فيما بَيْنَ وَرَثَةِ المُعْتِق. وقال الطّحَاوىُّ: إنما أُرِيد به وَلاءُ الموُالَاةِ دُونَ وَلاءِ المعْتِق، فإذَنْ هو على ظاهِره - والله أعلم -. ¬
- في حديث ابن الزُّبَير (¬1) - رضي الله عنه -: "أنه باتَ بقَفْرٍ، فلما قام لِيَرْحلَ وجَد رجُلاً طُولُه شِبْرَان، عظيمَ اللِّحْية على الوَلِيَّة، - وهي البرذَعَة - فنَفَضَها، ثم وَضعَها على الراحلةِ، فجاء وهو على القِطْع فنَفَضَه" وَالقِطْع: الطِّنْفِسَة تكون تحت الرّحْلِ علَى كَتِفَى البَعِير، والجمعُ: قُطوعٌ. - (2 في حديث مُطَرِّف الباهِلِىِّ: "تَسْقيه الأَوْليَةُ" جمع الوَلِىّ، وهو المَطَر الذي يجىءُ بَعْد الوَسْمِىّ، سُمِّى به، لأنه يَلِيه: أي يَقْرُب منه، ويجىءُ بَعْدَه 2). - قوله عليه الصلاة والسلام: "مَن كنتُ مَولَاه فَعَلِىٌّ مَوْلاهُ". (¬3) (2 قيل: أي مَن كنتُ أتولّاه فعَلِىٌّ يتولّاه. وقيل: أي مَن كان يتولاَّنى تولَّاه. 2) وقيل: كان سَبَبُ ذلك أنّ أُسَامَةَ بنَ زيْد قال لِعَلِىٍّ - رضي الله عنهم -: لَسْتَ مولاى، إنما مَوْلاَىَ رَسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم، - فقال صلّى الله عليه وسلّم: "مَن كنتُ مَوْلَاه فَعَلِىٌّ مَوْلَاه" والمَولَى على وُجُوهٍ: منها ابنُ العَمّ، قال الله تعالى في قصّةِ زكَرِيّاء ¬
عليه الصّلاة والسّلام: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} (¬1)، وأنشَدَ: مَوَالِينا إذا افتَقَرُوا إلينا فإن أثْرَوْا فَليسَ لنا مَوالِ (¬2) الثانى: المعتِق؛ ومَصْدَرُه الوَلَايَةُ (¬3). والثالث: المُعتَقُ؛ ومَصْدَرُه الوَلَاءُ. والرابع: المُحِبُ. كقوله عليه الصّلاة والسَّلام (¬4): "مُزينَةُ وأسْلَمُ وَجُهَيْنَةُ وغِفَار مَوَالى الله تعالَى ورَسُولِه" والخَامسُ: الجَارُ، كَما أنشدَ: هُمُ خلطُونا بالنفوس وأَلْجَئُوا إلى نَصْرِ مولاهُم مُسَوَّمَةً جُرْدَا السّادِسُ: الناصِرُ، قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا ...} (¬5) الآية. السَّابع: المأوى، قال الله تعالى: {مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ} (¬6) ¬
الثامن: الوَلىُّ؛ قال الله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا}. (¬1) وقد تُسمِّى العربُ الصِّهْرَ مَولًى، ويكون المَولَى من وَلاءِ الإسلام، كما قال عليه الصلاة والسلام: "مَن أسلَم (2 على يَدِه 2) رَجُل فهو مَوْلَاهُ" وَمن المُوالاةِ التي نُسِخَت بالفرِائض، وأصلُ الجميع القُرب. - أخبرنا هِبَة الله السَّيِّدىُّ إذنًا، أنا أبو بكر البَيْهقى، أنا أبو عبد الرحمن السّلمىّ، أنا محمد بن محمد الحجّاجى، ثنا العباس الشّكلى قال: سَمِعتُ الربيعَ يَقُول: سَمِعْتُ الشّافِعى - رضي الله عنه يقول: في معنى قول النبى - صلّى الله عليه وسلم - لعَلِىًّ: "مَن كنتُ مَولاه فعَلِىٌّ مولَاهُ" يَعنى بذلك وَلاءَ الإسْلام، وذلك قَولُ الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} (¬3) - وأما قَولُ عمرَ لعَلّى - رضي الله عنهما - (¬4) -: "أصْبَحْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ". يقول: ولِىّ كلِّ مُسْلِمٍ (¬5). * * * ¬
ومن باب الواو مع الميم
(ومن باب الواو مع الميم) (ومد) - في حديث عُتْبه بنِ غَزْوَان - رضي الله عنه -: "أنه لَقِى المشركين في يَوْم وَمَدَةٍ وعِكَاكٍ" (¬1) الوَمَدَةُ: ندًى من البَحْر يَقَعُ على الناسِ، وَيوْمٌ وَمِدٌ، ولَيْلَةٌ وَمِدَةٌ: فيهما نَدًى في صَمِيم الحَرِّ، وسُكُون الريح في شِدَّة الحرِّ. وقيل: الوَمَدُ: شِدَّةُ الحرِّ. وقد وَمِدَ عليه: غضِبَ. (ومس) - في حديث جُرَيْج: "لا تُمِتْه حتى يَنْظُرَ في وُجُوهِ الموُمِسَاتِ" : أي الفَواجِر، الوَاحِدَة مُومِسَةٌ، والمَوَامِسُ جمع التكْسيرِ منه. - ومنه حديث أبى وائلٍ: "أكثَرُ تَبَع الدَّجّال أولادُ المَوَامِسِ" قال الجَبّانُ: الوَمْسُ: تَحكُّكُ الشىّء بالشىءِ حتى ينجَرِدَ، ولعَلّ الموُمِسَةَ منه؛ وهي الفاجِرَةُ مُجاهَرَةً. وقد أَوْمَسَتْ: أَمكنَت من الوَمْسِ. (ومض) - في صفةِ السّحاب: (2 "أَخَفْوًا 2) أمْ وَمِيضاً" الومِيضُ: أن يَلمعَ ثم يَسكُن؛ ومنه أَوْمَضَ: أَى أَوْمَأَ. ¬
(ومق)
(ومق) - في الحديث: "المِقَةُ منِ الله عزّ وجل والصِّيْتُ (¬1) من السَّماءِ" يُقال: ومِقْتُه أمِقُهُ مِقَةً فأنا وَامِقٌ، وهو مَوْمُوقٌ؛ إذا أحَبَّهُ. - وَفى حديث (¬2) آخر: "وَمِقَكَ الله تعَالى عليه" : أي أحَبَّكَ، وهو على فَعِل يَفْعِل - بالكَسْرِ -، نَظيرُه من المُعْتَلِّ: وَرِمَ يَرِمٍ، ووَلِىَ يَلِى، ومَصْدَرُه على (3 مثال 3) وجَدَ جِدةً، ووَعَد عِدَةً. * * * ¬
ومن باب الواو مع النون
(ومن باب الواو مع النون) (ونى) - في حديث (¬1) العَوَّام بن حَوْشَب عن شَيْخ قال: "كُنتُ مُرابِطاً، فخرجتُ لَيلةَ مَحرَسِى إلى المِينَاء" المِينَاء: الموَضِعُ الذىِ تُرْفَأ فيه السُّفُنُ، وَيُركَبُ منه، أو يُوقَف فيه، كأنه من الوَنَى والوَنْى، وهو الفُتُور، (2 مِفْعَال 2)؛ لأن الريحَ تَنِى فيه، كما سُمِّى الكَلاَّءُ والمُكَلَّأ لأنها تُكْلَأ فيه، وقد يُقصَرُ فيقال: مِينَا. * * * ¬
ومن باب الواو مع الهاء
(ومن باب الواو مع الهاء) (وهج) - قوله تعالى: {سِرَاجًا وَهَّاجًا} (¬1) : أي مُضِيئاً وقَّادًا، يعنى الشَّمسَ. : وقد وَهَجَ وتَوهَّج فهو وَهِجٌ ومُتَوَهِّج وتَوَهَّجَ الجَوهَرُ: تَلأْلأَ، وتوهَّجَت الرائحَةُ: توقَّدَتْ. والوَهَجَانُ: اضْطِرابُ الوَهْج. (وهز) - في الحديث (¬2): "فانطلَقْنا بالسَّفَطَين نَهِزُهُمَا" : أي نُسْرِع بهِما، والوَهْز: شدّة الوَطْء، ووَهَزْتُه: دَفَعتُه ووطِئتُه، وتَوَهَّزَ: توَطَّأَ وِطاءً ثَقِيلا، ووَهَز القَملةَ بين أصابِعِه. * * * ¬
ومن باب الواو مع الياء
(ومن باب الواو مع الياء) (ويح) - في حديث عَلىّ - رضي الله عنه -: "ويحَ ابنِ أمّ عبَّاسٍ (¬1) " : لَفْظُه الدُّعَاءُ ومَعنَاه المَدْحُ له، والإعجابُ بِقَوله. (ويل) - وقال عليه الصّلاةُ والسّلام في أبى بَصيرٍ: "ويلُ اُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْبٍ" (¬2) كقول عُمَر رضي الله عنه - حين أَعجبَهُ قَولُ الوَادِعىّ -: "هَبَلَتِ الوَادِعِىَّ أُمُه" (¬3) : أي ما أعلَمَه، وما أَصْوَبَ رَأيَه. - في حديث أبى هريرة - رضي الله عنه -: "إذا قَرأ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ اعَتزَلَ الشَّيطَانُ يَبْكىِ. يَقُولُ: يَا وَيلَه" (¬4) قال الإمامُ إسماعيلُ - رحمه الله -: نادَى الوَيْلَ أن يَحْضُرَه لِمَا عَرَضَ له مِن الأَمْرِ الفَظِيع، وهو النَّدَمُ على مَا سلَفَ منه من تَركِ السُّجودِ لآدَمَ عليه الصّلاة والسّلام. قال أهلُ النّحو قَوله: {يَاحَسْرَتَا} (¬5) : أي يَا حَسْرَتى أَحضِرينِى، فإن الحالَ حَالُ تَحسُّرٍ، ¬
(ويه)
وأضَافَ الوَيْلَ إلى الضَّمِير الغائِبِ حَمْلاً على المَعْنَى، وعَدَل عن حكايةِ قَوْلِ إبليسَ (¬1)، كراهةَ أن يُضِيفَ الوَيْلَ إلى نَفْسِه. والوَيلُ: حُلُول الشَّرِّ، والوَيلَة: الفَضِيحَةُ والبليَّةُ. - في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "وَيْلُمِّهِ كَيْلاً بغيرِ ثَمَنٍ لو أَنَّ له وِعاءً" أَصْلُه: وَىْ لِأمّهِ، تَعجُّبٌ: أي يَكِيلُ العُلومَ الجَمَّةَ بِلا عِوَضٍ، إلّا أَنه لا يُصادِفُ وَاعِياً. وَىْ: تَعَجُّبٌ (¬2)، وَحذَف الَهمْزة تخفِيفًا، وأُلقِيت حركَتُها على الَّلام، وربّما كُسِرَت إتْبَاعاً للمِيم، أو لأَنها حركتُها الأصلِيَّة، ويُنْصَبُ كَيلاً على التّميِيز. (ويه) - في الحديث: "مَن ابتُلِى فصَبَر فَواهًا واهًا" قيل: مَعنَى هذه الكَلِمَةِ التّلهُّفُ؛ وقد تُوضع مَوضعَ الإعجاب بالشّىءِ، فإذا قُلتَ: "وَيْهاً" كان معناه الإغراء، وإذا قُلتَ: آهًا كان للتَّوَجُّعَ. - في حديث أبى الدَّردَاء - رضي الله عنه -: "إن كان خَيرًا فَواهًا واهًا، وإن كان شَرًّا فآهًا آهًا" ولِوَيْه مَوْضِعَانِ: الإغرَاءُ. يُقال: وَيهاً أبا فُلاَن: والتَّصديقُ: يُقَال: وَيْهاً مَا أولَاهُ. ¬
ويُقالُ في الإغراءِ: وَيْهٍ (¬1) وَوَيْهاً مِثْلُ: أَيهِ وإيهٍ، وَوَاهٍ وَواهًا للتلذُّذ والتَّعَجُّب والتَّلَهُّفِ. (و) ذكر الأَثْرمُ قالَ: سمِعُت أبا عَبد الله يعنى أحَمدَ بن حنبل - رحمه الله - يُثبِتُ الواوَ في: "رَبَّنا وَلك الحَمدُ" قال: رَوَى الزُّهرِىُّ فيه ثَلاثةَ أحاديث عن أنسٍ، وَعن سَعِيدٍ، عن أبى هُرَيرة، وعن سالِم، عن أبيه، وفي حديث علىٍّ الطّويل. وقيل: هو واوُ عَطْفٍ: أي سبَّحْنَاك وحَمِدناكَ بتوفيقك ولك الحَمْدُ على توفيقِك، أوْ نحو ذلك. * * * ¬
ومن كتاب الهاء
ومن كتاب الهَاءِ (من باب الهاء مع الهمزة) (ها) - في الحديث: "فقال (¬1) أبو بكر - رضي الله عنه -: "لا هَا اللَّهِ إذًا" كذا رُوِى، والصَّواب: "لا هَا الله ذا" بغير ألف قبل الذال، والهاء فيه مكان الواو؛ أي لَا وَالله لا يَكُون ذا. وقال بعض النَّحْوِيّين: الأَصْلُ: والله لا الأَمرُ هذا، فحُذِفت واوُ القَسَمِ، وقدمت ها، فَصَارت عِوَضًا مِن الوَاوِ، فقيل: ها اللَّهِ ذا، وهو خَبرُ المبتدأ المقدّم، والجملة جَوَاب القسَم. وقال الأخفش: ذا جرٌّ نعتٌ للفظَةِ الله، وكان التقدير والله، وجواب القسَم عنده مَحذُوف تقديره: لقد كان هكذا، ولفظ أبى بكر - رضي الله عنه - يُقوِّى مَذهبَ الأخفش؛ لأنه قال: لَا هَا اللَّهِ ذَا لا يَعْمِدُ إلى أسَدٍ، فلا يعمدُ جوَاب القَسَم، ولعلَّ سيبويه في القَول الأوّل يحمل: لا يعمِدُ على قَسَمٍ آخَرَ ويَكُون جواباً بَعدَ جواب. ¬
وقال الجبَّان: لَا هَاء الله بالمَدّ، ولا ها الله، مثل: لا والله. - في حديث عَلِىّ: "ها إنَّ" (¬1) ها هُنَا عِلْماً، وهي كَلمة تَنْبِيه يُنبَّه بها على ما يُسَاق إليه من الكلام. * * * ¬
ومن باب الهاء مع الباء
(ومن باب الهاء مع الباء) (هبب) - في حديث (¬1) ابن عُمر - رضي الله عنهما -: "فإذا هَبَّتِ الرِّكابُ" : أي قامَتِ الإبِلُ للسَّيْر. يُقَالُ: هَبَّتِ الناقةُ في سَيْرِهَا هِبَاباً وهُبُوباً: نَشِطَت، وَهبَّتِ الرّيحُ هُبُوباً وهَبِيباً وهَبًّا، وهَبَّ النَّائمُ هَبًّا وهُبُوباً: استَيْقَظَ، وهَبَّ التَّيْسُ هَبِيباً وهِباباً: هَاجَ واغتَلَم فصَوَّت. - (2 وفي خَبَر: "هَبَّ التَّيْسُ" : أي نَبَّ للسِّفادِ، واهتَبَّ أيضاً 2). (هبت) - في حديث معاوية - رضي الله عنه -: "نَوْمُه سُباتٌ، ولَيْلُه هُبَات" هو من الهَبْتِ، وهو اللَّينُ والاستِرخَاءُ. يُقَالُ: في فلانٍ هَبْتَةٌ: أي ضَعْفُ عَقْلٍ، وَهَبَتَهُ بالسَّيفِ: هَبْتًا: ضرَبَهُ ضَرْباً مُتتَابِعاً. ¬
(هبد)
(هبد) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "زَوَّدتنَا يُمَيْنَتَيْهَا (¬1) مِن الهَبِيدِ" الهَبِيدُ: (2 الحَنْظَلُ يُكْسَرُ ويُسْتَخْرَجُ حَبُّه، ويُنْقَعُ، لِتَذْهَب مَرَارَتُه، والهَبْد فِعْل ذلك - والتَّهبُّد والتَّهبِيد والاهْتِبادُ 2) أَخذُ الهَبِيد ومُعَالَجتُه، وصُنَّاعُه الهُبَّادُ والهَوابِدُ. (هبط) - قوله تَباركَ وتَعالَى: {اهْبِطُوا مِصْرًا} (¬3) : أي انْزِلُوا؛ وقد يكون الهبوط الانحِطاطَ من عُلوٍ إلى سُفلٍ، كقَوله تعالى: {اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا} (¬4) - وفي حديث ابن عبّاسٍ (¬5) - رضي الله عنهما - في تَفْسِير قَوله تعالى وتَقدَّس: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} (¬6) قال: "هو الهَبُوطُ". قال سفيان: هو الذَّرُّ الصَّغِيرُ. وقال الخطابى: أُرَاهُ وَهْماً، وإنّما هو الهَبُّورُ مِن الهَبْر، وهو القَطْعُ؛ ومنه هِبْرِيَةُ الرَّأسِ، وهي قِطَعٌ صِغَارٌ تكون في الشَّعَر ¬
(هبل)
كهَيئَةِ النُّخَالَةِ. (هبل) - في حديث الشَّعْبىّ: (¬1) "لأُمِّك هَبَلٌ" (2: أي ثُكْلٌ. 2) قال القَطَامِىُّ: .. ولأُمِّ المُخطِىء (3 الهَبَلُ 3) * - ومنه حديثَ عمر - رضي الله عنه -، حين فَضَّل الوَادِعِىُّ سُهْمَانَ الخَيْل على المَقارِيفِ، فأَعْجَبه: "هَبِلَتَ الوَادِعِىَّ أُمُّهُ، لقد أَذْكَرَتْ به" يريد (¬4): مَا أَعْلَمَه ومَا أصْوَبَ رَأيَهُ: أو مَا أَشْبَه ذلك، كقول عَلِىّ في ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهم -: "وَيحَ أمّ (5 ابن 5) عبَّاسٍ"، لَفظُه الدُّعَاء، وَمعْنَاهُ المَدْحُ له والإعجابُ بقوله، كقوله عَليه السَّلام: في أبى بَصِير: "وْيلُمِّهِ مِسْعَرُ حَرْبٍ" وكقول الشّاعِر: هَوَتْ أُمُّهُ مَا يَبْعَثُ الصُّبْحُ غَادِيًا وَماذَا يَردُّ اللَّيْلُ حين يَؤُوبُ (¬6) ¬
(هبلع)
وقيل: أَصْلُه إذا مَاتَ الوَلَدُ في المَهْبِلِ، وَهو موضع الولَد من الرَّحِم، كأَنَّ أُمَّهُ وَجِعَتْ مَهْبِلَها، وَلا يبقَى مع وجَع المَهْبِلِ وَلدٌ فيه، والمُهَبِّل: الذي يُدْعَى له بالهَبَلِ. وقَوله: أذكَرتْ به: أي وَلَدَته ذَكرًا مِن الرِّجالِ شهماً. (هبلع) - في شِعر خُبَيْب بنِ عَدِىّ: ... جَحْمُ نارٍ هَبَلَّعِ * (¬1) : أي أكُولٍ. (هبنقع) - في الحديث (¬2): "إنّ جَاريةً سَوْدَاءَ كانَتْ تُرَقِّصُ صَبِيًّا وتقول: ... وَيَجْلِسُ الهَبَنْقعَهْ * وهي أن يُقْعِىَ ويَضُمَّ فَخِذَيه، وَيفْتَح رجْلَيه. والهَبَنْقَع (¬3) والهُبَاقِعُ: القَصِيرِ المُلَزَّزُ (¬4) الخَلْق. (هبهب) - في الحديث: "إن في جَهَنم وَادِياً يقال له: هَبْهَبٌ يَسْكُنُه الجَبَّارُون" (¬5) يقال: هَبْهَبَ السَّرَابُ: تَرَقْرَقَ، والهَبْهابُ: الصَّيَّاحُ. ¬
(هبا)
والهَبْهَبُ (¬1): السَّرِيع. (هبا) - في الحديث: (¬2) "فإن حال بَيْنَكم وبَيْنَه سَحابٌ أوْ هَبْوَةٌ" : أي: غَبَرَةٌ دُون الهلال، وكلّ غَبَرَةٍ هَبْوَة. وقد هَبَا الغُبَارُ يَهبُو هَبْوًا: سَطَع، وأهبَاه غَيرُه: أَثارَه. * * * ¬
ومن باب الهاء مع التاء
(ومن باب الهاء مع التاء) (هتت) - في الحديث: "كان عَمْرو بنُ شُعَيب وفُلانٌ يَهُتَّانِ الكَلامَ" قال الأصمعىُّ: الهَتُّ: أن يُؤتىَ بالشىء بعَضِه في إثر بَعضٍ وهو يَهُتُّ: أي يَحكِى صَوتَ المَخنوقِ، وهو الهتِيتُ. (هتر) - في الحديث: "مُتَهاتِرَانِ" (¬1) قيل: المُهَاتَرَةُ: القَولُ الذي ينقُضُ بعضُه بَعْضًا. والهِتْرُ: القَبِيحُ من القَولِ. ورَجُلٌ هِتْرٌ: كثِير الكَلامِ في حُمقٍ وسَقَطٍ. (هتف) - في الحديث: (¬2) "اهْتِفْ بالأَنصَارِ" الهُتَافُ: الصَّوْتُ بالدُّعَاءِ. (هتم) - في حديث أبى عُبَيْدَةَ (¬3) - رضي الله عنه -: "أنّه كان أهْتَمَ الثَّنايَا" الأَهتَم: الذي انكسَرت ثَناياه من أَصْلِها. ¬
وقد هُتِم، وَهَتَمتُه أنا، قال أبو عمرو بن العَلَاء: مَنْ تَدَلَّتْ ثَنِيَّتَاه إلَى أسْفَلَ فهو أَروَقُ، وإذا كانتَا خارِجتَين عن الفَم فهو أَشْفَى، والمكسُور الثَّنِيَّة أَقصَمُ، والمقلوع الثّنِيَّة: (¬1) أَهتَم. - ومنه الحديث: "نَهَى أَنْ يُضحَّى بِهَتْمَاءَ" (¬2) * * * ¬
ومن باب الهاء مع الجيم
(ومن باب الهاء مع الجيم) (هجر) - في حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: "لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْح" (¬1) - وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: "لا تَنْقَطِع الهِجْرةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ" (¬2) قال الحَربىّ: الهِجْرَةُ: هِجْرتَانِ؛ إحْدَاهما التي وَعَد الله تعالى عليها الجنّةَ، فقال جلّ وعَلَا: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ..} (¬3) الآية، فكان الرَّجُلُ يَأتىِ النَّبِىَّ - صلَّى الله عليه وسلّم -، ويَدَعُ أَهْلَه وَمَالَه لا يَرْجِعُ في شىَء منه، ويَنْقَطِع بِنَفْسِه إلى مُهاجَرِه، ويَرِثُ قَريبَه الذي هَاجر معه، ويَرِثه قريبُهُ ذاك، فإن كان له قريب غيرُ مُهَاجرٍ لم يَتَوارثا، ثم نُسِخ ذلك بقَولِه تعالى وتَقدَّس: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} (¬4) فخلَطَ بينهم في المِيرَاثِ. - وقال النَّبِىُّ - صلَّى الله عليه وسلّم -: "لَا هِجْرِةَ بَعدَ الفَتْحِ" (¬5) : أي انقَطَعت الموَاريثُ بين المهاجِرين خاصَّةَ، ووَرِثَهم من لَمْ ¬
يهاجر من أهل مَكّة والأعْرَاب، كذا رُوى عن قتادة، وكان النَّبِىُّ - صلّى الله عليه وسلّم - يَكْرَه أن يَموُت الرَّجُلُ بالأرض التي هَاجَر منها؛ فَمِنْ ثَمّ قال: "لكِن البَائِسُ سَعْدُ بنِ خَوْلَةَ"، يَرْثى له (1 رسُول الله - صلّى الله عليه وسلّم 1) أنْ مات بمَكّة، وقال عليه الصّلاة والسّلام - حين قدم (¬2) مكة -: "اللهُمّ لا تَجْعَل مَنَايانَا بهَا". وكان ابنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - إذا مَرَّ بدَارِه بمكَّة غمَّضَ عَيْنَيْه، كَراهَةَ أن يَحنّ إليها، فلما فُتِحَتْ مَكّةُ صَارَت دَارَ إسْلامٍ كهيئة المَدِينَةِ، وانَقَطَعت الهِجْرَةُ. - فأمّا قَوله عليه السَّلام: "لَا تَنْقَطِع الهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَة" فمعناه: (¬3) مَن اتّصَلَ بالمُسْلِمين مِن الأَعْرابِ، وغزَا مَعَهم فهو مُهاجِر، ولَيْسَ بدَاخِلٍ في فَضْلِ مَن هَاجرَ قَبل الفَتح. وقال الطَّحَاوى: قوله: "لا تَنقطِعُ الهِجْرَةُ مَا كان الجِهَادُ، أو ما قُوتِل الكفَّار" يَعنى كُفارَ مَكَّة حتى فُتِحت عليهم. وقوله: "لا تَنْقَطِع الهِجْرَةُ حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَة" : أي الهِجْرة عن السُّوءِ. وَرُوى هذا المعنى عن ضمضم، عن شُرَيح بن عبيد، عن مالك بن يُخامِر، عن عبد الرحمن بن عَوف - رضي الله عَنهم - ¬
مرفُوعاً، وكذلك مِن طريق فُدَيْك. (1 - في حديث (¬2) أبى الدَّردَاءِ - رضي الله عنه -: "لا يَسْمَعونَ القُرآنَ إلَّا هَجْرًا" الرواية الصَّحيحَةُ - بفَتح الهَاءِ؛ وهو التَّركُ له، والإِعْراضُ عنه. يُقالُ: هَجَرْتُ الشَّىءَ بمعنى أَغْفَلْتُه وتركْتُه. - ومنه قَولُهُ تعالى: {اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (¬3) - في حديث آخرَ (¬4): "لا يذكر الله إلا مُهَاجرًا" ورَوَاه بَعضُهم: "إلَّا هُجراً"؛ وهو غَلَطٌ؛ لأن أحَدًا مِنَ الطاعنِين لم يقل إنّ في القرآن فحْشاً، أَو يَدخلُهُ شىء من الخَنَا وقَبيحِ القَولِ؛ لِنَزَاهةِ ألفَاظِه، وبَراءتِه من القذَعِ، ومَنْ قال ذلك كذّبَهُ العَقلُ، وصحّةُ الفَهم. - في الحديث: (¬5) "كان يُصَلّى الهَجِيرَ" وهي التي تَدعُونها الأُولى؛ وإنما (¬6) سُمِّى الظُّهْر هَجيرًا لأنها تُصَلّى في الهاجِرةِ؛ وهي وَقتُ انتصاف النَّهار. ¬
وقيل: الهَاجِرَة بمعنى المَهجُورَةِ، لأنّ السَّيْرَ يُهْجَر فيها، كماءٍ دافِقٍ بمعنى مَدفُوقٍ. - ومنه قوله: "والهُجْر إلَى الصَّلاةِ" ذَهَب جَمَاعَةٌ إلى أَنّ مَعنَاه التَّبْكِيرُ، وعلى مذهب مَالكٍ أنّه بعد الزَّوَال؛ لأنَّ التَّهجِيرَ إنّما يَكُون نِصفَ النَّهار، كما قَالَ الأعشىَ: (¬1) أَرمِى بها البيْدَاءَ إذْ هجَّرت ... وأنت بَيْنَ القَرْوِ وَالعَاصِرِ 1) - في الحديث: "لا هِجْرَةَ بَعْدَ ثَلاثٍ" (¬2) يعنى بَيْنَ المُسْلمين فيما يَكُون بينهم من قِبَل عَتْب وَمَوْجِدَةٍ، أو تَقْصِير يقَع في حُقُوق العِشْرَة ونَحوِها، دونَ ما كان من ذلك في حقّ الدِّين، فإنّ هِجْرَة أهْلِ الأهْوَاءِ والبِدَع دَائمةٌ على مَرِّ الأوقاتِ والأزمَانِ، مَا لم تَظْهر منهم التَّوبة، والرُّجُوع إلى الحقِّ، وكان عليه الصّلاة والسّلام خاف على كعْب بن مَالك، وأَصحابِه النِّفاقَ، حين تَخَلَّفُوا عنه في غَزْوَةِ تَبُوك، فأَمَر بهِجْرانِهم نحو خَمْسِين يَوْماً. وأمَّا هِجران الوَالد الوَلَدَ، والزَّوجِ الزَّوْجَةَ، ومَن في مَعناهما فَلَا ¬
(هجس)
يَضِيق أكثرَ من ثلاث؛ فقد هجر النَّبِىُّ - صلّى الله عليه وسلم نِسَاءَه شَهرًا، وهَجَرت (¬1) عائشةُ ابنَ الزُّبَيْر - رضي الله عنهم -. - وفي حديث ابن عُمر - رضي الله عنهما -: "إذا لقيتَ أولئك فأخبرهم أَنىِّ منهم بَرِىءٌ" دلالة أَنّ الخلاف إذا وَقَع في أُصُول الدّين ممَّا يَتعلّق بمعتقدَات الإيمانِ، أوجَبَ البَراءة، وليس كَسَائر مَا يقع فيه الخِلاف من أُصُول الأَحْكام وفرُوعها التي مُوجَبَاتها العَمَل. - في حديث مَرَضِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم -: "قالوا: ما شَأنُه؟ أهَجَرَ؟ " : أي أهْذَى (¬2)، وأَهجَر: أَفحَش. - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "عَجِبْتُ لتَاجرِ هَجَرٍ - بالإضافَةِ - ورَاكِبِ البحر" يُرِيدُ بَلدَة هَجَر (¬3)، (4 وكَثْرة وبائِها؛ أي أنهما يُخطِران بأنفسهما. 4) (هجس) - في الحديث: "وما يَهْجِسُ (¬5) في الضمائر" ¬
(هجع)
: أي يَدُورُ فيها، ويَخْطِرُ بها (¬1)، وهي هَواجِسُ الصُّدُورِ. يعنى ما يقع في النَفْس من أحادِيثها، واحدُها: هَاجِسٌ، ووَقَعُوا في مَهجُوسٍ من الأَمر: أي عمًى. - في حديث (¬2) عمر - رضي الله عنه -: "فدعا بِلَحْمٍ عَبِيط، وخُبْزٍ مُتَهَجِسٍ" : أي فطِيرِ لم يَخْتَمِر عَجِينُه. قال أبو زيد: الهَجِيسَةُ: الغريضُ من اللَّبن، وهو الطّرِى، ثم يُستعَارُ في الخبز وغَيره، وقيل: هو الخامط (¬3) مِن الّلبَن الذي يَأخذُ الطعم المُستحبَّ، فرواه بَعضُهم: "مُتهجشٌ" وهو غَلَطٌ. (هجع) - في حدِيثِ ابن (¬4) عَوفٍ: "فطَرَقَنىِ بَعْد هَجْعٍ من اللَّيلِ" : أي طَائِفَة، ومثله بَعد هَجْعَةٍ وهَجِيع، وهَزْع (¬5) وهَزِيعٍ. والهُجُوعُ: النَّومُ لَيْلاً. - من قوله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} (¬6) ¬
(هجن)
(هجن) - وفي حديث علىٍّ - رضي الله عنه -: * هذا جَناىَ وهِجانُه فِيه * (¬1) : أي خالِصُه وخِيارُه. * * * ¬
(ومن باب الهاء مع الدال)
(ومن باب الهاء مع الدَّال) (هدأ) - في الحديث: "إيَّاكُم والسَّمَرَ بَعْدَ هَدْأَة الرِّجْل" الهَدْأةُ والهُدُوءُ: السُّكُونُ عن الحَرَكَاتِ. : أي بعد مَا سَكَن النَّاسُ مِن المَشْىِ والاختلَافِ (¬1). - ومنه حديث أمّ سُلَيم: "حين (¬2) سألها أبو طَلْحة - رضي الله عنهما - عن الابْن؟ قالَت: هو أهْدَأُ مِمَّا كانَ" : أي أَسْكَنُ، عَرَّضَت بذلك عن الموتِ تَطْيِيبًا لقَلبِه. وقد هَدَأ الوَجَعُ: أي سَكَنَ، وأهدَأتُه: سَكّنْتَه. (هدب) - في حديث المُغِيرة: "له أذُنٌ هَدْبَاء" : أي مُتغضِّفَةٌ (¬3) مُتَدَلِّيةٌ. - وفي حديث زياد: (¬4) "أَهْدَبُ" : أي طويل الهُدْب. - في حديث أبى جُرَىّ (¬5) - رضي الله عنه -: "كأنِّى أنظُرُ إلى هُدَّابِهَا" : أي هُدْبِ الثَّوب وطُرَّته. (¬6) ¬
(هدج)
- وفي حديث وفْد مَذْحِج: "إنَّ لَنا هُدَّابَها" : أي ورَقَ الأرْطَى (¬1)، واحِدَتُها: هُدَّابَةٌ. وكلُّ ما لم يَنْبَسِط وَرَقُه كالطَّرْفاءِ ونحوه فوَرَقه هَدَبٌ وهُدَّابٌ. - وفي صِفَته عليه الصّلاة والسَّلام: "أنّه كان أهْدَبَ (¬2) الأشْفارِ" : أي طَوِيلَها، والهَدِبُ المُسْتَرْسِلْ الذي كَأنَّ لَه هُدْباً. - و (3 منه حديث المُغِيرة: "لَه 3) أذُنٌ هَدْبَاءُ" : أي سَاقِطَةٌ قد تَغضَّفت (¬4) واسْتَرخَت، وشَجَرةٌ هَدْبَاءُ: تَدلَّتْ أَغصانُها من حَوَالَيها. (هدج) - (5 في حديث ابنِ كَعْب: "فإذا شَيْخٌ يَهْدِج" الهَدَجانُ (¬6): مِشْيَةُ الشَّيْخِ وهو مشىٌ في ارْتِعاش 5). (هدد) - قَولُه تَباركَ وتَعالى: {وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} (¬7) قيل: أي سُقُوطاً والهَدُّ: الهَدْمُ الشدِيدُ، والكَسْر، والصَّوتُ الغَلِيظُ. - في الاسْتِسْقَاءِ: "ثم هَدَّت ودَرَّتْ" (¬8) الهَدَّةُ: صَوْت ما يقعُ من السَّماءِ. (¬9) ¬
(هدر)
- (1 ورُوى: "هَدَأت" 1) (هدر) - في الحديث: "مَنِ اطَّلَع في دَارٍ بغَيْر إذْنٍ فقد تَهدَّرَتْ عَيْنُه" (¬2) : أي إنْ فَقَأْوها بَطلَتْ لا قِصَاصَ فيها ولَا دِيَة، وبه قال عُمرُ وأبو هُريرة - رضي الله عنهما - والشَّافِعىُّ، وتأَوَّلَه (¬3) أبو حَنِيفَة على معنَى التَّغلِيظِ والوِعِيدِ. وقيل: إنَّما يَكُون لَه فقءُ عَينِه إذا تقدَّم إليه في ذلك، فلم يَنْزجِر، كاللِّصّ إنما يُباحُ له قَتلُه ودَفعُه عن نَفسِه، إذا لم يَنْصرِف عنه بدُونِه. - وفي الحديث: "أنَّ رَجُلاً عَضَّ يَدَ آخَر، فانتَزع المعضُوضُ يَدَه، فنَدَرَ سِنُّ العَاضِّ فأهْدَرَه" (¬4) : أي أبطَلَه، وحَكَمِ بأنه هَدَرٌ لا يَجِب فيه شىَءٌ، وذَهَب دَمُه هَدْرًا، إذا لم يُدْرِك بثأرِه. وقد هَدَر دَمُه: بَطَل. - (¬5) وفي حديث الأنِيسِ: "هَدَرْتَ فأطْنَبْتَ" (¬6) الهديرُ: تَرْدِيدُ صَوْتِ البَعِير في حَنْجَرَتِه. ¬
(هدل)
(هدل) - في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "إن أتاكَ أهْدَلُ الشَّفَتَيْن، منفَّشُ المَنْخَرين فأعْطِه الصَّدَقة" (¬1) الأَهدَلُ: المُسْتَرْخِى الشَّفَة السُّفْلَى الغَليظُها، وشفَة هَدْلَاء، وجمعُهُ هُدْلٌ، ومِشْفَرٌ هَدِلٌ: إذا كان طَوِيلاً؛ وتهَدَّلَ الغُصْنُ؛ إذا أثقلَه الثَّمرُ فاسْتَرخَى، وسَقطَ بَعْضُه على بَعضٍ، وقد هَدِلَ وهدَلْتُه أنَا؛ أي لَوْ كان الطالِبُ أسْوَدَ حَبَشِيًّا أو زِنْجِيًّا. كما في الحدِيث (¬2) الآخَرِ: "ولَوْ سُلِّطَ عليكم غُلَامٌ مُجَدَّعٌ" : أرادَ الطَاعَة لِلوُلاةِ. - ومنه في حديث زياد: "طَوِيل العُنُق أهْدَبُ أهْدَل" - وفي حديث الأحنف: "مِن ثِمارٍ مُتَهَدِّلَةٍ" : أي مُتَدَلِّيةٍ. (هدم) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "وَقَفَتْ (¬3) عليه (4 امرأَةٌ 4) عَشَمَةٌ بأهْدَام" : أي أخْلاقِ ثِيابٍ، واحِدُها: هِدْمٌ. وهَدمْتُ الثَّوْبَ: رقَعْتُه. - وفي الحديث: "مَنْ كانت الدُّنيا هَدَمَه وسَدَمَه" قيل: أي بُغْيَتَه وشَهْوَتَه، كذا ذَكَره بعضُهم. ¬
(هدن)
والمحفوظُ "هَمَّه وسَدَمَه". (هدن) - في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "عُمْيَاناً (¬1) في غَيْب الهُدْنَة". : أي لا يَعْرِفون ما في الفِتْنَةِ مِن الشَّرِّ، ولا مَا في السُّكُون مِن الخَيْر. وأصل الهُدْنةِ: السُّكُون. والمُهَادَنَةُ: الاصْطِلاحُ؛ لأنّ السُّكُونَ به يَكونُ، وتَهادَنَ الأَمر: اسْتَقَامَ. - وفي حديث عثمان: "جَباناً هِداناً" قال ابن فَارس: الهِدَانُ (¬2): الأحْمَق الخَامِل، وجَمعُه: هُدُونٌ. (هده) - في الحديث: "حتى إذا كان بالهَدَة بين عُسْفانَ ومَكَّة" منهم مَنْ يُشَدِّد الدَّال. وقال الأصمعى: موضِع بين مكَةَّ والطائف، يعنى بالتّخفِيف (¬3)، والنِسْبة إليه: هَدَوِىّ على غَير قياس. (هدى) - في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "قل: اللَّهُمَّ اهْدِنى وسَدِّدْنىِ ¬
واذكُرْ بالهُدَى هِدَايَتَك الطّرِيقَ، وبالسَّدَادِ تَسدِيدَكَ السَّهْمَ" (¬1) : أي إنّ سَالِكَ الطريقِ في الفَلاَة إنَّما يَؤُمُّ سَمْتَ الطريقِ، ولا يَكاد يُفارِق الجادَّة، ولا يَعدِلُ عنها يُمْنَةً ولا يَسْرةً، خوفاً من الضَّلال، وبذلك يُصِيب الهِدايةَ، وينَال السَّلامةَ. يَقولُ: إذَا سَألت الله - عزّ وجلّ - الهُدَى، فأخْطِرْ بِقلْبِك هِدايةَ الطَّرِيق، وسَلِ الله تعالى الهُدَى والاسْتِقَامَة، كما تَتَحرَّاه في هِدَاية الطَّريق إذَا سلَكتها، وكذلك الرَّامِى إذِا رَمَى غرَضًا سَدَّدَ السَّهَم نحوَهُ لِيُصِيبَه، فأخطِرْ (¬2) بقَلْبِكَ؛ ليَكُون ما تَنْوِيه من ذلك على شَاكِلَة ما تَسْتَعْمِلُه في الرَّمْى. - في الحديث: "طَلَعَت هَوَادِى الخَيْل" يعنى أوَائلَها، والهَادِى: العُنُقُ؛ لَأنّها تتقدّم صاحبَها وكلُّ شىءٍ قَادَ شَيئاً فهو هَادِيه. - (3 في الحديث: "من هَدَى زُقاقًا" (¬4) : أي هِدَاية الطريق. (¬5) ¬
ويُروى بتَشْدِيد الدّال (¬1): أي أَهدَى وتَصَدَّق بزُقَاقٍ من النَّخْل، وهي السِّكَّةُ، والصَّفُّ من أشْجارِه. 3) * * * ¬
ومن باب الهاء مع الذال
(ومن باب الهاء مع الذال) (هذر) - (¬1) في وَصْف كلامِه عليه الصّلاة والسَّلام: "لا نَزْرٌ وَلَا هَذَرٌ" : أي قَصْدٌ، لَا قليلٌ ولا كَثِيرٌ. والهَذَرُ (¬2): الهَذَيانُ؛ وقد هَذَرَ يَهذُرُ فهو هَذُرٌ وهَذَّارٌ، ومِهْذَارٌ وهَيذَرانُ وهِذْرِيَانٌ وَهُذَرَةٌ وهَيْذَارَةٌ. ونَيْثُرانُ (¬3): أي كثِيرُ الكَلاَم. - في حديث سَلْمانَ: "مَلْغاةُ أوَّل اللَّيْلِ، مَهْذَرَةٌ لِآخِرِه" مِن الهَذْرِ: السُّكُون؛ أي يَذْهَبُ به النَّوم. (هذم) - في الحديث: "كُلْ ممَّا يَلِيك وإيَّاكَ والهَذْمَ" كذا ذَكَره بَعْضُهم، بالذّال المعجمَة، والهَذْمُ: سُرْعَةُ الأكْلِ، والهَيْذَامُ: الأكُولُ، وأظنُّ الصَّحيحَ بالدَّال المهمَلة (¬4)، يُريدُ به الأكلَ مِن جَوَانِب القَصْعَة دُونَ وسَطِها (¬5)، كما في الرِّوَاية الأُخرَى: "خُذُوا مِن جَوانبها، ولا تَأخذُوا مِن وسَطِها، فإن البركَة تَنزِلُ في (¬6) وسطها" (هذى) - في حديث (¬7) علَىّ - رضي الله عنه -: "في السَّكران إذا سَكِر ¬
هَذَى، وإذا هَذَى افترى" يقال: هَذَى يَهذِى ويَهذُو هَذْياً وهَذَياناً؛ إذا جَاء بالكَلاَم المُثَبَّج (¬1) علَى غَير وَجهِ الصَّوابِ. * * * ¬
(ومن باب الهاء مع الراء)
(ومن باب الهاء مع الرَّاء) (هرت) - في حديث رَجَاء بن حَيْوَةَ: "لا تُحَدِّثْنا عن مُتَهارِتٍ" : أي مُتَشَادِقٍ مِكْثَارٍ؛ مِن هَرَتِ الشِّدْقِ، وهو سَعَتُه، ورَجُلٌ أَهْرَتُ، وقَوْمٌ هُرْتٌ، وهَرَتَ ثَوْبَه: مَزَّقَه، وهَرَتَ شِدْقَه: وسَّعَهُ، والهَرْتُ: تَوسِيعُ الشىَّء وتَشقِيقُه. (هرج) - في حديث أبى الدَّرْدَاء (¬1) - رضي الله عنه -: "يَتَهَارَجُونَ" : أي يَتَسافَدُون. يُقال: بَاتَ فُلانٌ يَهْرِجها: أي يَنْكِحُها. وأَصْل الهَرْج: القَتْل وسُرعَة عَدْو الفَرس، وهَرَجَ في حَدِيثِه: خلَطَ وأَكثَر. - وفي حديث آخر له في صِفَة أَهلِ الجَنَّة: "إنما هُم هَرْجًا مَرْجًا" (¬2) : أي ينكَحُونَ نكَاحًا. قال الأَصْمعى: الهَرْجُ في النّكاح: كَثْرَتُه. يقال: هَرَجَها (¬3) لَيْلَتَه جَمْعَاء. ¬
(هرد)
(هرد) - في الحديث: "ذَابَ جِبْريلُ عليه الصلاة والسّلام حتى صَار مِثْلَ الهُردَة" وتَفسِيرُه في الحديث: "العَدَسَةُ" (هرذل) - ومن رُباعيّه في الحديث: "فأقبَلَتْ تُهَرْذِلُ" : أي تَسْتَرْخِى في مَشْيِها. (هرر) - في حديث شُرَيح: "لا أعْقِل الكَلْبَ الهَرَّارَ" (1) : أي (2 النَّبَّاحَ، وهَرِير الكلب دون نُباحِه: أي إذا قَتَل الرجُلُ كَلْبَ آخَر لا أُوجِبُ عليه شيئاً إذا كان 2) نَبَّاحًا؛ لأنّه يُؤذِى بِنُباحِه. - في حديث أبى الأَسْوَد الدُّؤلىّ: "في المرأة التي تُهَارُّ زَوْجَهَا" : أي تَهِرُّ في وَجْهه. (¬3) (هرس) - (2 في حديث عَمرِو بنِ العاص: "كأنّ في جَوْفىِ شَوْكَةَ الهَرَاسِ" وهو شَجَرٌ ذُو شَوْكٍ. وأرضٌ هَرِسَة؛ وهو مِن أَحْرارِ البُقُول، وبه سُمِّى الرجُلُ هَراسَة. 2) (هرش) - في حديث ابنِ مسعود - رضي الله عنه -: "فإذا هُم يَتَهَارشُونَ" ¬
(هرق)
كذا رَوَاهُ الإمَامُ إسماعيلُ، وفسَّرَهُ (¬1) "بأنهم يتَقَاتَلُون" وهو في مُسنَدِ الإمام أحمد - رَحمه الله - بالوَاوِ بَدَل الرَّاءِ (¬2). - وفي حَديث آخر: "يَتَهارشُون تَهارُشَ الكِلاَبِ" وَالهَرش في العِنانِ: الوُثُوب فيه؛ والتَّهْرِيشُ بين النّاسِ: الإفسَادُ، مِثل التَّحْرِيش. - (3 وفيه ذِكْر 3): "ثَنِيَّة هَرْشَى". (3 هي ثَنِيَّة بَينَ مَكّة والمدينة. وقيل: هَرْشى: جَبَلٌ قُرْبَ الجُحْفَة. 3) في الحديِث قِيلَ: سُمِّيت به لمهارَشَةٍ كَانَت بَيْنَهُمْ. (هرق) - في حديث أمّ سَلَمة - رضي الله عنهما -: "كانَت امرأةٌ تُهَراقُ الدَّمَ" (¬4). كذا جاء على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه، ولم يَجِئْ "تُهَرِيقُ" فإمّا أَن يَكُونَ تَقدِيرُه: تُهَراقُ هي الدَّمَ، والدَّمُ، وإن كان معرفَةً، تَمييزٌ في معنَى دَماً، وله نِظائرُ، أو أن يَكُون أُجْرِى "تُهَرَاقُ" مُجرَى نُفِسَت المرأةُ غُلاماً، ونُتِجَ الفَرسُ مُهْرًا. وَقال غَيرُه: يَجوزُ رَفعُ الدَّم ونَصْبُه؛ فوجه الرفع أن يَكُون التَّقدِير: تُهَرَاقُ دِمَاؤُها، وَتكُون الأَلفُ واللَّامُ بدَلًا من الإضَافةِ، كما قال تعالى: {أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ ¬
(هرقل)
النِّكَاحِ} (¬1): أي عُقْدَة نِكاحِه وهوَ الزَّوج، أو عُقْدَة نِكاحِهَا، وهو الوَلىُّ، على حَسَب اختلَافِ المُفَسِّرين. وَوَجْهُ النَّصْب أن يَكُون التَّقديرُ: تُهَرِيقُ دِماءَها، فأبدِلَت كَسرَةُ الرَّاءِ فَتْحة، فانقَلبَت أَلفاً على لُغَة مَن قال في نَاصِيَةٍ: نَاصَاةٍ، وفي بَادِيَة بَادَاةٍ. ويُقالُ: هَراق تُقلَب الهَمزة هَاءً، وأَهرَاقَ بزيَادَتِها كما تُزَادُ السِّينُ في اسطاع، ففى مُضَارع الأوَّل مُحرّكة، وفي مُضَارع الثانى مُسَكَّنَة. (2 وقيل: إنّ الهاءَ عِوَضٌ من نَقْل حركة الواو التي في أروق؛ وذلك أنَّ فَتحةَ الواوِ نُقِلت إلى الرَّاء فانقلبت الوَاوُ ألِفا لمَّا سُكِّنَتْ وانفتَح ما قَبلَها، ثم عُوِّضت من نَقْل حَرَكَة الهاء في أهراق، بمعنى أَراق، وأَصلُه أَروَق، كما قُلناَ في اسطاع. 2) (هرقل) - في حديث عبدِ الرَّحْمَن بن أبى بكر - رضي الله عنهما -: (¬3) "جِئتُم بِهَا هِرَقْليَّةً وقُوقِيَّةً" : أرادَ البَيْعَةَ لِأَوْلادِ الملُوك أنها سُنّة (¬4) ملوكِ العَجَمِ. ¬
(هرم)
"وهِرَقْل": عَظِيمُ الرُّوم، أوَّل مَن ضَربَ الدنَاِنيرَ، وأحْدَثَ البَيْعَة، وقُوقٌ - أيضاً -: اسم مَلِكٍ لهم. (هرم) - في الحديث: "إنَّ الله تبارك وتعالى لم يَضَعْ دَاءً إلَّا وَضَعَ له دَوَاءً إلَّا الهَرَمَ" جعل الهَرَمَ (¬1) دَاءً وإنّما هو ضَعف الِكبَر، وإنما شَبَّهَه بالدَّاءِ لِتَعَقُبه التَّلف، كالأَدْوَاءِ التي يَتَعقَّبُهَا الموَتُ والهَلاكُ، وهذا كقول النَّمِر بن تَوْلب: ودَعَوْت رَبّى بالسَّلامَةِ جاهِدًا ليُصِحَّنِى فإذا السَّلامَةُ دَاءُ (¬2) : أي إن العُمُرَ لمَّا طَالَ به أدَّاه إلى الهَرَمِ، فصارَ بمنزلَةِ المريضِ الذي أدنَفَه الدَّاءُ، وكقَولِ حُميد بن ثَورٍ: أرَى بَصَرِى قَدْ رَابني بَعْدَ صِحَّةٍ وحَسْبُكَ دَاءً أَن تَصِحَّ وتَسْلَماَ (¬3) - في الحديث: "الاستِعاذَةُ من الأهْرَمَينْ، البِنَاء والبِئر" (¬4). ذكره بعضُهُم بالراء والمعروف بالدَّالِ. ¬
(هرول)
- في الحديث: "تَرْكُ العَشَاءِ مَهْرَمَة" : أي مَظنَّة الهَرَم (¬1)، وكانت العرب تَقُول: تَركُ العَشاء يذْهِب بلحم الكاذةِ. (¬2) (هرول) - ومن رباعيه - في الحديث عن الله تبارك وتعالى: "مَن أتَانِى يَمْشِى أَتيتُه هَرْوَلة" (¬3) وهي مَشىْ سريع بين المشى والعَدْو (¬4). قِيلَ: الواوُ فيه زائدة. (هرا) - في الحديث: "لَعَظُمَتْ هذه هِراوةُ يَتِيم" (¬5) : أي شَخْصُه وجُثَّتُه. شَبَّهَه بالهِرَاوِة، وهي عصًا تكون مع الرُّعاة، وتُجْمَعُ على الهَراوَى، كَأنَّه حين رَآهُ عَظِيمَ الجُثَّةِ اسْتَبْعَدَ أن يُقال لَه: يَتِيم؛ لأنّ اليُتْمَ في الأطفال الصِّغَارِ. - في حديث أبى سَلَمة: "أنّ النبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - قال: ذاكَ الهُراءُ شَيْطانٌ وُكِّلَ بالنُّفُوس، فهو يُخِيل إليها بينها وبين أن ¬
يَنْتَهِى إذا عُرِجَ بها، فإذا انتهت فمَا رَأت حينئذ فهو الرؤيَا" قال الحربىّ (¬1): "الهُرَاءُ: شَيْطَان" لم أَسمَع به إلاَّ في هذا الحَدِيث. والهُراءُ (¬2) في اللّغَة: السَّمْحُ الجَوَاد الذي لا يَطِيق المَنْعَ. والهُراءُ: الهَذَيانُ. * * * ¬
ومن باب الهاء مع الزاى
(ومن باب الهاء مع الزاى) (هزأ) - قوله تبارك وتعالى: {إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا} (¬1) : أي سُخْرِية؛ وَقد هَزِئَ به، واسْتَهزَأ، وتَهَزَّأَ. وقال ابنُ الأعرابىّ: هَزَأَ: مَاتَ. (هزج) - في الحديث: "أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ لَهُ هَزَجٌ وَدزَجٌ" (¬2) وفي رِوَاية: "وَزَجٌ" قيل: الهَزَجُ: الرَّنَّة، والوَزَجُ دُونَه، والهَزَجُ: صَوتُ الرَّعْد والذِّبَّان، وضَرْبٌ مِن الأَغانىِ، ونَوعٌ مِن الشَّعْر (¬3) (هزر) - في حديث وَفْد عبد القَيْس: "إذا شَرِب قَامَ إلى ابْنِ عَمِّه فَهَزَرَ ساقَه" الهَزْرُ والبَزْرُ: الضَّربُ الشدِيدُ بالخشَبِ وَنحوه. - في الحديث: "قَضَى في سَيْلِ مَهْزُورٍ" (¬4) مَهْزُور: وادِى قُرَيْظَة. (¬5) ومَهْرُوز - بتَقْديم الرَّاءِ المهُمَلة -: موضِع سُوقِ المَدِينة، تَصَدَّق به رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلم - ومَهزول: وادٍ إلى أصلِ جَبَل يَنُوف. (¬6) ¬
(هزز)
(هزز) - في حديث (¬1) عمر - رضي الله عنه -: "أنَّ سَلمةَ بنَ قَيْس بعث إليه بسَفَطَيْن مَمْلُوءَين جَوْهَرًا، قال: فانْطَلَقْنَا بالسَّفَطَيْن نَهُزُّ بهما" من الهَزّ، وهو التَّحريك مِن سُرْعة السَّيْرِ. (¬2) ورُوى: "نَهِزُ" من الوَهْزِ. (هزل) - في الحديث: "كان تَحْتَ الهَيْزَلَة" قال أبو سَعيد الضَّرِير: هي الرَّاية؛ لأن الرِّيح تَلْعَبُ بها كأنَّها تَهْزِلُ معَها. (¬3) (هزم) - في حديث المُغِيرة: "مَحْزون الهَزْمَة" يعنى: هَزْمَة الصَّدْر؛ وهي الوَقْبة التي بينَ العُنُقِ والصَّدْرِ. (¬4) قيل: يريد أنّ المَوْضِعَ منه حَزْنٌ خَشِنٌ، وسائر البَدَن، أَوثَرُ، أو يُرِيد به ثِقَلَ الصَّدْرِ، مِن الحُزْنِ والكآبة. ¬
ومِن الحزُونة لا يُقال مَحزُون إنّما المَحزُون منِ الحُزْنِ - * وفي حديث ابن عمر: "في قِدْره (¬1) هَزِمَةٌ" من الهَزِيم، وهو صَوتُ الغَلَيان. * * * ¬
ومن باب الهاء مع الصاد والضاد والطاء
(ومن باب الهاء مع الصاد والضاد والطاء) (هصر) - في الحديث: "أنه كان إذا رَكَعَ هَصَرَ ظَهْرَه" : أي ثَناهُ إلى الأَرض. - وفي حديث آخر: "أنه كان مع أبى طالب فنزَلَ تَحْتَ شجَرةٍ فتَهَصَّرَتْ أغصانُ الشَّجَرةِ" (¬1) الهَصْرُ: أن تَأْخُذَ بِرَأسِ العُود فَتَثْنِيَه إليك وقد هَصَرْتُه فتَهَصَّر. - (2 وفي حديث ابنِ أُنَيس: (¬3) "الرِّئبَالُ الهَصُور" : أي الأسَدُ؛ لأنّه يَهصِر: أي يَكْسِر. 2) (هضب) - في الحديث (¬4): "وأَهلِ جِناب الهَضْبِ" بكسر الجِيم، وهو اسم مَوْضع بعَينهِ. - في وَصْفِ بَنى تَمِيم: "هَضْبَة حَمرْاءُ" قال ابن فارسَ: الهَضْبَةُ (¬5): مَطْرة كثيرة القَطْر، والأَكَمَةُ: المَلسَاءُ القَلِيلةُ النَّبات. ¬
(هضم)
- (1 وفي حديث قُسٍّ: "ماذَا لَنَا بِهَضْبَة" (¬2) : أي أَكَمة. 1) (هضم) - في الحديث: "العَدُوّ بأَهْضَام (¬3) الغِيطَان" : أي بأسَافِل الأوْديَة، والهضُوم أيضاً الواحدُ: هِضْمٌ، مِن الهَضْمِ، وهو الكَسْرُ؛ لأنّها مَكَاسِرُ، فِعْل بمعنى مَفْعُول، والمُهتَضِم كالهَضْمِ. (هطل) - في حديث الأحنف: "أن الهَيَاطِلَةَ (¬4) لمَّا نَزلَتْ به بَعِلَ (¬5) بهِم" وهم قَوْمٌ من الهِنْدِ. (هطم) - في حديث أبى هريرة - رضي الله عنه - في شَراب أهل الجنةِ: "إذا شَرِبُوا منه هَطَمَ طَعَامَهم" الهَطْمُ: سُرْعَةُ الهَضْمِ، وأصْلُه الحَطْمُ، وهو الكَسْر، قَلبُوا الحاءَ هَاءً. * * * ¬
(ومن باب الهاء مع الفاء والقاف والكاف)
(ومن باب الهاءِ مع الفاء والقاف والكاف) (هفت) - في الحديث: "يَتَهافَتُون في النّار" (¬1) : أي يتَسَاقَطُون، منَ الهَفْتِ: وهو السُّقُوط قِطْعَةً قِطْعَةً (¬2). - (3 ومنه في حديث كعب بن عُجْرةَ: "أنَّ النّبىِ - صلى الله عليه وسلّم - مرَّ به - وهو بالحُدَيْبية - وهو يُوقد تَحت قِدرٍ، والقَملُ يَتَهافَتُ على وَجْهه 3) ". (هفف) - في الحديث (¬4): "كانَت الأرضُ هِفًّا على الماءِ" : أي قَلِقةً لا تَسْتَقِرُّ؛ مِن قَوْلهم: رَجُلٌ هِفٌّ: أي خَفِيفٌ وسحابةٌ هِفٌّ، وشَهْدَة هِفٌّ: لا مَاءَ ولا عسَلَ فيها. - (5 فِي حديث أبى ذَرٍّ - رضي الله عنه -: "والله ما في بَيْتِك هِفّةٌ ولا سُفَّةٌ" (¬6) قال الجَبّان: الهِفَةُ: مُختَرق (¬7) للسُّفُن بالبَطِيحَة. والهِفُّ: سَحَابٌ لا ماءَ فيه، وشُهْدٌ هِفٌّ: لا عَسَلَ فيه، وزَرْعٌ هِفٌّ: تَنَاثَر حَبُّه قَبل الجَزّ. وأمّا السُّفَّةُ فقال الجَبّان أيضًا: السُّفُّ: الحيَّةُ الشُّجاع. وقيل: الأَرقم، والسُّفَّة - بالضَّمّ - ما يُنْسَج من الخوص كالزَّبيلِ 5) ¬
(هفك)
(هفك) - في الحديث: "قُلْ لأُمَّتِكَ فَلْتَهْفِكْه في القُبور" : أي لِتُلْقِه، وهَفَكْتُه: أَلقَيْتُه، والتَّهَفُّك: الاضْطِرابُ والاسْتِرخَاء في المَشْى. (هفا) - وفي حديث مُعاويةَ: "تَهْفُو منه الرِّيحُ بِجَانِب كأنه جَناحُ نَسْرٍ" : أي تَهُبُّ منه، أي مِن البَيْتِ بجانِب: أَى بِكَسرٍ؛ وهو في صِغَرهِ كَجَناحِ نَسْرٍ. (هقع) - (1 في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "طَلِّقْ ألْفًا يَكْفيك منها هَقْعَةُ (¬2) الجَوْزَاء" وهي ثَلاثَةُ أَنْجُم كالأَثافى. 1) (هكر) - في الحديث: "وقَفَت امرأَةٌ عَلى عُمَرَ - رضي الله عنه - فقالَت: إنّى امرأَةٌ طَهْمَلَةٌ جُحَيْمِرٌ أقْبَلتُ مِن هَكْرَانَ وكَوْكَب" وهما جبلان (¬3)، وجُحَيْمِرُ: تَصغِير جَحْمَرِش: وهو الصَّغيرُ. (هكم) - (1 في الحديث: (¬4) "ولا مُتَهَكِّم" : أي غَيرُ شديد الغَضَب. 1) * * * ¬
ومن باب الهاء مع اللام
(ومن باب الهاء مع اللام) (هل) (*) - قوله تعالى: {هَلْ أَتَى} (1) قيل: "هَلْ" على أَرْبعَة أَوجُه: أحدُها: بمعنَى: قد، نحو قوله تعالى: {هَلْ أَتَى} (¬1). والثاني: بمعنى: الاستفهام، نحو قوله تعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ؟} (¬2). والثالث: بمعنى: الأَمرْ، نحو قوله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} (¬3)، {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (¬4) : أي اشكروا، وانتَهُوا. الرابع: بمعنَى: النَّهْى، نحو قوله تعالى: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (¬5)، وقال تعالى في موضع آخر: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} (¬6) و {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (¬7). (هلب) - في الحديث: "إنَ صَاحِبَ رَايَة الدَّجَّال في عَجْبِ ذَنَبِه مِثْلُ ألْيَةِ البَرَق (¬8)، وفيها هَلَبَاتٌ كهَلَبَاتِ الفَرَسِ" ¬
(هلس)
: أي شَعَراتٌ، أوْ خُصَلَاتٌ من الشَّعَر. والهُلْبُ: الشَّعَرُ. وقيل: ما غَلُظَ منه، (¬1) ومن الهُدْبِ. وعَيْنٌ هَدْبَاء هَلْباَءُ، ورَجُلٌ أَهْلَبُ. - وقال (¬2) عبد الله بن عَمرو - رضي الله عنه -: "الدَّابَّةُ الهلْبَاء التي كَلَّمَتْ تَمِيماً الدَّارِىَّ - رضي الله عنه -" : يعنى حديث الجَسَّاسَة؛ هي دابَّةُ الأرض التي تُكَلِّم النَّاسَ. - وفي حديث (¬3) أبى هُدْبَة، عن أنس - مَرفُوعاً -: "لا تَهْلُبُوا أذْنابَ الفَرس" (¬4) : أي لا تَسْتَأصِلُوها، وفَرسٌ مَهْلوبٌ؛ وقد هُلِب ذَنَبُه: اسْتُؤصِلَ جَزًّا، وهَلَبْتُه بِلسَانىِ: نِلت منه نَيْلاً شديدا. (هلس) - في حديث علىّ - رضي الله عنه - في الصَّدقة: "ولا يَنْهَلِسُ" الهُلَاسُ: السِّلُّ، وقد هَلَسَه المرَضُ يَهْلِسُه هَلْسًا. ورَجُلٌ مَهْلُوسُ العَقْلِ: مَسْلُوبُه. والسُّلاسُ في العَقْلِ مِثلهُ. (هلع) - في حديث هشام في صِفَة ناقة: "إنها لَمِسْيَاعٌ هِلْواعٌ" ¬
(هلك)
الهِلْواعُ: التي فيها نَزَقٌ وخِفَّةٌ؛ أي سَريعة حدِيدَةٌ؛ مِن قَولهم: هَلِع: إذا جَزَعَ وخَفَّ؛ وَهو مبالغة الهَلَع. والهَوالِعُ: النَّعامُ لِسُرعَتِها وحِدَّتِها. (هلك) - قوله تبارك وتعالى: {إِلَى التَّهْلُكَةِ} (¬1) : أي الهَلاكِ، والتَّهلكَةُ: الهلَكَةُ، والخَصْلَةُ التي تُؤدِّى إلى الهَلاكِ، وأصْلُ الهَلاكِ: السُّقوطُ والبُطْلان بأىّ شىء كان. - في الحديث (¬2) "هَلَكْتُ وأَهْلَكْتُ" : أي هَلَك مَالى. - (3 في الحديث: "فَتَهالَكْتُ عليه فَسَألتُه" : أي سَقَطْتُ عليه، ورَمَيْتُ بنَفْسى عليه 3). (هلل) - في الحديث (¬4): "لا نُهِلُّ الهِلالَ" أهَلَّ الهِلالُ: طَلَعَ، وأُهِلّ واسْتُهِلَّ: أُبْصِرَ. * * * ¬
ومن باب الهاء مع الميم
(ومن باب الهاء مع الميم) (همز) - (1 في حديث عَمرو بن العاص: "كُنْتُ الهَوْهَاةَ الهُمَزَةَ" : أي يَهمِز في كلامِه كثيرا ويَهْذِر. 1) (همس) - في رَجَز مُسَيْلِمة الكذاب: "والذِّئبِ الهَامِس، واللَّيلِ الدَّامِس، ما رَطْبٌ كَيَابِسٍ." الهَامِسُ والهَمَّاسُ: الشَّدِيدُ، والهمَّاسَةُ والهَمُوسُ: الأسَدُ الشّديدُ لخفَاء صَوتِ أرجلِه. - في حديث (2) ابنِ عباس - رضي الله عنهما -: * وَهُنَّ يَمشِينَ بِنَا هَمِيسَا (¬2) * : يَعنِى به صَوْت أَخْفافِ الإِبل. (همط) - في حديث خالدِ بنِ عبدِ الله: "لا غَرْوَ إلَّا أكْلَةٌ بهَمْطَة" الهَمْطُ (¬3): الأخْذُ بِخُرْق، والظُّلمُ والخَلْطُ من الأَباطيلِ. واهْتَمَط عِرْضَه وَمالَه وَطعَامَه: أَخَذهُ مَرَّةَ بعد مَرةٍ مِن غَير وَجْهِه. (همك) - في حديث (¬4) خالد: "أَنّ الناسَ انْهَمَكُوا في الخَمْرِ" الانْهمَاك: اللَّجَاجُ في الشىّء والتَّمادِى فيه. (همل) - في حديث عمر (¬5) - رضي الله عنه -: "في الهَمُولَة الراعِيَةِ كذَا" ¬
(همم)
: وهي التي أُهْمِلَتْ تَرْعَى بأنفُسِها، لا تُرْعَى ولا تُسْتَعْمَلُ، والمُهمَل: المترُوك. (همم) - في الحديث: "أنّه أُتِىَ بِرجُلٍ هِمّ" : أي كَبيرٍ فَانٍ. قال الأصمعىُّ: رَجُلٌ هِمٌّ وامرَأةٌ هِمَّةٌ: كَبِيرَةٌ. وقال غَيرُه: كأَنه قد هُمَّ؛ أي أُذِيبَ ودَخَلَ في الذوَبان؛ وقد أهَمَّ: صَارَ هَمًّا، وَاهتَمَّ: تَزوَّجَ هِمّةً، وقد هَمَّه فَانْهَمَّ. قال الشاعر: * تَبْسِمُ عَنْ كالبرَدِ المُنَهَّمِ (¬1) * وقال آخر: * انهَمَّ عن كلَّ جَوَادٍ وَهَلُه * - ومنه شِعْر حُمَيْد بن ثور: * فَحُمِّل الهِمُّ كِنازاً جَلْعَدَا (¬2) * : أي الشَّيخُ الفانى. - (3 في حديث قُسٍّ: "أيُّها المَلِكُ الهُمام" : أي العِظيمُ الهِمَّة. 3) ¬
(همن)
(همن) - في حديث عِكرمَة: "كانَ عَلىٌّ - رضي الله عنه -: أعلَمَ بالمُهَيْمِنَاتِ" : أي القَضايَا، من الهَيْمَنَةِ؛ وهي القيامُ على الشَّىءِ، جعَلَ الفِعلَ لها، وهي لِأَرْبابِها القَوَّامِين بالأُمور. وقيل: هي من المهيّماتِ. - في حديث النُّعْمان يَومَ نَهَاوَنْد: "تَعاهَدُوا هَمايِنَكُم في أَحْقِيكُمْ، وأَشْساعَكُم في نِعالِكُم" الأحْقِى: جَمعُ حَقْوٍ، وهو مَوْضع شَدِّ الإزارِ، والهمايِنُ: جمع هِمْيانٍ، وهي المِنْطَقَةُ والتِّكَّةُ. - وفي قصة يُوسُفَ عليه الصلاة والسلام: "حَلَّ الهِمْيانَ" (¬1) وقيل: إنه معرَّبُ مِيَّان؛ لأنه يُشَدَّ في الوَسَط. وقيل: هو فِعْلان، من همَى بمعنَى سَالَ؛ لأنه إذا أفرِغ هَمَى ما فيه. (همهم) - في حديث ظَبْيان: "خَرج رَجُلٌ في الظُّلْمةِ فسَمِع هَمْهَمَةً" أصل الهَمْهَمَةِ: صَوتُ البَقَر والفِيَلَةِ، ثم هي كلام خَفِىٌّ لا يُفْهَمُ. (همى) - في الحديث: (¬2) "إنّا نُصِيبُ هَوامِىَ الإبل" (3 قال أبو عبيدة 3): أي المُهمْلَة التي لا رَاعِىَ لها ولا حافِظَ، وناقَةٌ ¬
هَامِيَةٌ، وبَعيرٌ هَامٍ؛ وقد هَمَتْ تَهمِى هَمْياً إذا هَمَت (¬1) على وُجُوهِها في الأَرض لِرَعْى أَو غيره. وكُلّ ذَاهِبٍ وسَائلٍ من مَاءٍ وغيره فهو هَامٍ، وهَمَتْ عَيْنُه: سالَتْ. قالَ أبو عُبَيد: ولَيسَ هذا من الهائم؛ لأَنّ الفِعل منه: هام يَهيم، إلاَّ أن يُجعَل من المَقلُوب فيُقال: هَامَ وهَمى، كجَبَذ وجَذَبَ. * * * ¬
ومن باب الهاء مع النون
(ومن باب الهاء مع النون) (هنأ) - في حديث (¬1): "أبِى الهَيْثَم بن التَّيِّهَان لا أرَى لكَ هَانِئًا" قال الخطَّابِى: المشهُور ماهِنًا؛ وهو الخادِمُ؛ فأمّا الهَانِئُ، مِن قَولِك: هَنأتُه: أي أعْطيْتُه. - وفي حديث (¬2) ابن عباس - رضي الله عنهما -، في مالِ اليتيم: "إِنْ كُنْتَ تَهْنَأُ جَرْبَاهَا" : أي تُعَالِجُها بالقَطِران. وتَطْلِيهَا، فهو هَانِئٌ أيضاً، وهَنَأْته في العَطِيّة أَهْنِئُه - بالكَسْرِ -، وَلا نَظيرَ له فيما لامه هَمْزٌ، وأصْلُ الهَنْء الإصْلاح والكِفاية، ومنه الهِناءُ؛ لأنه يُصلِح الجرَبى، واهْتَنَأتُ مالىِ: أَصلَحتُه، وهَنَأَهم شَهْرَين: كفاهُم مَؤُونَتَهم والهَنِىءُ: مَا صَلَح به البَدَنُ. (هنبر) - في حديث كعب، في صِفَة الجنّة: "فيها هَنَابِيرُ مِسْكٍ" (¬3) : وهي رِمالٌ مُشْرِفة، واحِدُها: هُنْبُورٌ. وقيل: إنه من المقلوب، والأَصْلُ نَهابِير: جمع نُهبُورَة. وقيل: إنّما هو أَنابِير: جمع: أَنْبار، فقُلِبَت الهَمزةُ هاءً، كأَرَقْتُ وهَرَقْتُ، وأَنَرْتُ ¬
(هنبط)
وهَنَرْتُ، وإِبْرِيَةٌ وهِبْريةٌ. (هنبط) - ومن رباعيه: في حديث حَبِيب بن مَسْلَمة: "إذْ نَزلَ الهَنْبَاطُ (¬1) " قال الطَّبرانى: هو بالرُّومِيَّة صاحِبُ الجَيْش. (هنن) - وفي حديث الجنِّ: "فإذا هو بَهنِين كأنهم الزُّطُّ." جمعه جمع السَّلامةِ، مثل كُرةٍ وكُرِين. (¬2) (هنا) - وفي الحديِث: "فأَعِضّوه بهَنِ أَبيه." (¬3) كِناية عن ذَكَره. - في حديث عمر (¬4) - رضي الله عنه -: "أنه دَخَل على النبى - صلّى الله عليه وسلّم - وفي البَيْت هَنَاتٌ مِن قَرَظٍ" : أي قِطَعٌ (¬5)، ويُقال: في فلانٍ هَنَاتٌ: أي خِصَالُ سُوءٍ، ولا يُطلَق في الخَيْرِ. - وفي الحديث (¬6): "قُلْتُ لها: يا هَنَتاه" ¬
بفَتْح النُّون: أي يا هذِه، وقد تُسَكَّنُ تَخفِيفاً. يُقال: للمذَكَّر إذَا كُنِىَ عنه: هَنٌ، وللمؤنَّثِ: هَنَةٌ، وفي التَّثْنِيَة: هَنَانِ وهَنَوانِ وهَنَتَانِ، وفي الجمع: هَنَاتٌ وهَنَواتٌ. - وفي الحديث: "أَقامَ هُنَيَّةً" تَصْغِير هَنَةٍ؛ أي قليلًا مِن الزّمان. ويقال: هُنَيْهَةٌ، أيضًا. - وفي حديث (¬1) سَلَمة بن الأكوع - رَضى الله عنه -: "ألا تُسْمِعُنا مِن هنَيْهَاتِك"، وفي رواية: "هُنَيَّاتِك" : أي مِنِ أراجيزِكَ، تصغير هَنَةٍ، أَنَّثَها بِنِيَّةِ الأرجُوزَةِ، أو الكلمَة أو نَحوِها، وَجعلَ أصْلَها مِن الهَاءِ، كما قال قومٌ: في تَصْغِير السَّنَةِ سُنَيْهَةٌ، ونخلةٌ سَنْهَاءُ. وقال آخرون: في تَصغِير الهنى: هُنَىٌّ، وفي الهَنَةِ: هُنَيَّةٌ، وفي السَّنَةِ: سُنَيَّةٌ. * * * ¬
ومن باب الهاء مع الواو
(ومن باب الهاء مع الواو) (هوج) - في الحديث (¬1): "الأهْوَجُ البَجْباجُ" الهَوَج: الحُمْقُ وقلَّة الكِياسَةِ والهِدَايَةُ إلى الأمور. وقيل: الأهْوَجُ: المُتَسَرِّع إلى الأمُور كما يَتَّفِقُ. (¬2) - في حديث مَكْحول: "ما فَعَلْتَ في تِلك الهَاجَةِ؟ " يُريُد الحاجَة؛ لأنَّه كان فيه لُكْنَةٌ، وكان مِنْ سَبْىِ كابُل، ويَحتمل أن يكون نَحَا به [نحوَ] (¬3) لغَة قوم يقلبون الحَاءَ هاءً؛ فقد حَكى الفَراء عن الكسائى أَنّ قَوما يقولون: باقلّى هَارٌّ: أي حَارٌّ. وقيل: لعلَّهم يَجعلُونَه، من التَّهَرِّى، قال: لا مِن الحرَارة. وقيل: الهاجة (¬4): الضِّفدَعَة، والنَّعامَة. (هود) - قوله تعالى: {كُونُوا هُودًا} (¬5) : أي يَهُودًا، فَحُذِفت الياءُ زائدَةً؛ وَيقالُ: كانُوا ينسَبُونَ إلى يَهُوذَا بن يعقُوب، فعُرِّبت الذَّال فسُمّوا يَهُودَ، وَيهودُ وَمَجُوسُ معرفتان، والأَلفُ واللام فيهما زَائِدتان؛ لأن الاسم لا يُعرَّفُ مِن وَجهَين، والدليل على أنّه معرفة: ¬
(هور)
- قوله عليه السَّلام في القَسَامَةِ: "تُبرِئكم يَهُودُ بِخَمسِين يَميناً". وقال الشّاعِرُ: * كَنارِ مَجُوسَ تَضْطَرمُ اضْطِرامَا * (¬1) (هور) - في الحديث: "خَطَبَ أنس - رضي الله عنه - بالبَصْرَة، فقال: مَنْ يَتَّقِ الله تعالى لا هَوارَةَ عليه، فَلم يَدْرُوا ما قالَ، قال: فقال يَحْيى بن يَعْمَر: أي لا ضَيْعَةَ عليه". (هوش) - في حديث (¬2) المِعراج: "فإذا بشَرٌ كَثِيرٌ يَتَهاوَشُونَ" : أي يَدخلُ بَعضُهم في بعض، ويختلطُ بعضُهم ببعض ولا يَستقرُّونَ. (هوع) - في الحديث: "كان إذا تَسَوَّكَ قال. أُعْ أُعْ، (¬3) كأنه يَتَهوَّعُ" : يَتَقَيَّأُ، والهُواعُ: القَىءُ؛ وقد هاعَ يَهُوع، وتَهوَّعَ. وما خَرج من حَلْقِه هُواعَةٌ ولأُهَوِّعَنَّه ما أكَلَه: أي لأستخرجَنَّه مِن حَلْقِهِ. - ومنه (¬4): "الصَّائم إذا تَهوَّع عليه القَضَاءُ" : أي اسْتَقَاءَ. (هول) - في الحديث: (¬5) "إلاَّ كانَتْ معه الأَهْوالُ" ¬
(هوم)
الهَوْلُ: المخافَةُ والأمْرُ المُخِيف؛ وقد هَالَه فهو هَائِلٌ، وَأَمر مَهُولٌ: فيه هَوْلٌ، ومعناه [معنى] (¬1) قوله عليه الصّلاة والسّلام: "نُصِرتُ بالرُّعْبِ". والتَّهاويلُ: ما هالَكَ كاَلنَّقش والتَّصْوِير، وزِينَة الوَشىْ؛ وهَوَّلَتِ المرْأةُ: تزيَّنَت. - في حديث أبى ذَرّ: "لا أهُولنَّك" : (2 مِن الهَول 2)؛ أي لا أشغِلنَّكَ فلا تَخَفْ مِنِّى. - في حديث الوَحْى: "فَهُلْتُ" هو فُعِلْتُ، من الهَوْل؛ أي رُعِبْتُ (¬3) وخِفْتُ. (هوم) - في الحديث: "إنَّا نُصِيبُ هَوَامِىَ الإبِل" تقدّم ذكره في ترجمة "همى" فإنَّه منه (¬4). - في حديث أبى بكر - رضي الله عنه - والنَّسَّابَةِ: "أمِنْ هامِها أمْ مِنْ لَهازِمِهَا؟ " : أي مِن أَشْرافِها أنْتَ، أَم مِنْ (5 أَوسَاطِهَا؟ 5) والهامَةُ: رأسُ الحيوانِ، والجِنْسُ الهَامُ، والجمع: الهَامَاتِ. ¬
(هون)
(هون) - في الحديث: (¬1) "أنّه عليه الصَّلاةُ والسَّلام: "كان يَمْشِى الهُويْنَى" : وهي مِشْيَةٌ فيها لِينٌ، والهَوْنُ: السَّكينَةُ والوَقارُ. والهُونُ - بالضَّمِّ -: الهَوانُ. (هوه) - في حديث البَراءِ (¬2) - رضي الله عنه -، في عذَابِ القَبرِ قال: "هَاهْ هَاهْ" هذه الكَلِمةُ تُقال في الإِيْعاد (¬3)، وفي حِكايَة الضَّحِك، وقد تُقال في التوجُّع، فتكُون هاؤُها الأُلى مُبْدَلَةً من الهمز، وهو الأَلْيقُ بهذا الموضع. ويقال: تأوَّه وتَهَوَّهَ آهَةً وهاهَةً. - (4 في حديث عمرو بن العاص: "كُنْتُ الهَوْهَاةَ الهُمَزَةَ" الهَوْهَاةُ: الأحْمقُ. وقال الجوهري: رجُلٌ هُوهَةٌ - بالضَمَّ -: أي جَبَان. 4) (هوا) - في حديث رَبيعةَ بن كَعْب - رضي الله عنه -: "كُنتُ أَسْمَعَهُ الهَوِىَّ من اللَّيْلِ، يَقول: "سُبحان الله وبِحَمْده" قال الخليل: الهَوِىُّ: الحِينُ الطوِيلُ مِن الزّمَان. وقال غيره: هو الوقْتُ الطَّويل من اللَّيلِ. وذكَر بعضُ من يَدّعى اللُّغَة في رِواية جَاء فيها يقُول: "سُبحان ¬
الله وَبحمدِه الهَوِىِّ" إنه بكسْر الياءِ، ويَجعله صِفَةً لله عزّ وجلَّ، يريد به النزول، وهو خَطأٌ، بدليل تقدُّم الهوِىَّ في هذه الرَّوَاية. وقيل: الهَويُّ - بالفتح - الذَّهابُ في الانحِدارِ، وبالضّمّ في الارتفاع، وقيل: بالضِّدِّ. - في الحديث: (¬1) "فأَهْوَى بِيَدِه" يُقال: أَهوَى يَدَه وبيدِه إلى الشَّىءِ: إذا مالَ إليه، ونَحَا نَحوَه ليَأْخُذَه. ويُقال: هَوَت به أُمُّه: أي أسقطَتْهُ وأَلقَتْه سِقْطاً. * * * ¬
ومن باب الهاء مع الياء
(ومن باب الهاء مع الياء) (هيأ) - في الحديث: "أقِيلُوا ذَوِى الهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِم" قال أخبرنا الإمام أبو نَصرٍ الغَازِى، بقراءتى علَيه، أنا مَسْعود بنُ (1 ناصر، أنا علي بن بشرى، أنا أبو الحسَن بن عاصم 1)، أُخبِرتُ عن الرّبيع قال: قال الشَّافِعِىُّ: في حَديث النَّبىّ - صلَّى الله عليه وسَلّم - "أقِيلُوا ذَوِى الهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِم" : هم الذين لَيسَ يُعْرَفُون بالشَّرِّ فيزِلُّ أحَدُهم الزَّلَّة. وبه قال (¬2) عاصم: أخَبرنى محمد بن عبد الرحمن الهَمْدَانى ببغدَادَ، نا محمد بن مَخلَد، نا أبو بكر (¬3) أحمد بن عثمان بن سَعِيدٍ الأَحْول قال: سمِعتُ أحمدَ بن حَنبَل يقول: مَا كانَ أَصْحَابُ الحدِيث يَعْرفُون معَانيَ حديث النّبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - (4 حتى جاءَ الشافِعىّ 4) فبَيَّنَها لهم. الهَيْئَةُ: صُورَةُ الشَّىءِ وشَكْلُه وما يُدرَكُ عليه (¬5). وقد هَاءَ يَهَاءُ ويَهِىءُ، وَهَيأَ (6 فهو هَيءٌ 6)؛ أي صاحِبُ هَيئَةٍ، كَمَا يُقالُ: مَرُؤَ فهو مَرِىءٌ: أي صِاحِبُ مُرُوءَةٍ. وتَهيَّأَ للشَّىء: أي تَيَسَّر وحَصَلَ على هَيْئَتِه. وهِئتُ: ¬
(هيد)
: أي تَهيَّأْتُ، وقُرِئ في قِصَّة يُوسُف عليه السَّلامُ: {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}. (¬1) وَمعنَى الحديث: كأنه قال: أقِيلُوا ذَوِى الهَيْئاتِ الحَسَنَةِ عَثَراتِهِم؛ ويُقوِّى قولَ الشّافعى مَا رُوِىَ عن سَارِق أبى بَكرٍ - رضي الله عنه - قال: هذا شىَء ما عَمِلته قَطّ، قال: كذَبتَ، إن الله عزّ وجلّ لَا يهتِكُ على عَبدِه في أوَّل دَفعةٍ، أو كما قال. (¬2) (هيد) - في حديث زَيْنَب - رضي الله عنها -: "قالت: مَالى لَا أزَالُ أسْمَع اللَّيْلَ أجْمَعَ: هِيدْ هِيدْ. قيل: هذه عِيرٌ لعَبْد الرحمن بن عَوْف" هِيْد: زَجْرٌ للإبِل؛ وَهو ضَرْبٌ من الحُدَاء. (¬3) قال الكُمَيتُ: مُعَاتَبةً لَهُنَّ حَلاً وَحوْباً ... وجُلُّ غِنَائِهنّ هَنَا وهِيدِ (¬4) ¬
(هيدر)
(هيدر) - وفي الحديث: "لا تَتَزَوَّجَنَّ هَيْدَرَةً" : أي عجُوزًا أَدْبَرَت شَهْوَتُها، وَبَرَدَت حَرَارَتُها. وقيل: بالذَّال المُعَجَمة (¬1)، وهي الكَثِيرةُ الهَذَر، وهو الكَلامُ الذي لا يُعْبَأُ به. (هيع) - في الحديث: (¬2) "اللَّهم انقُل حُمَّاهَا إلى مَهْيَعَةٍ" : وهي الجُحْفَة (3 وَبها غَدِيرُ خُمّ. 3) قال الأَصمَعِىّ: لم يُوَلَد بغَدِير خُمّ أَحَدٌ، فعَاش إلَى أن يَحتَلِمَ إلاَّ أن يتحوَّل منها. ويقالُ: إن الجُحفةَ كانت إذ ذاك لليَهُود، فَلذَلِكَ دَعَا بنَقْل الحُمَّى إليها. وأَرضُ هَيْعَةٌ وَمَهْيَعَةٌ: مبسُوطَةٌ، وكان اسمُها مَهيْعة إلى اجْتِحاف السَّيلِ فسُمِّيَتْ جُحْفَة. والتَّهيُّعُ: الانْبسَاطُ، وطرَيقٌ مَهْيَعٌ: وَاسِعٌ. (هيم) - قوله تعالى: {الْمُهَيْمِنُ} (¬4) ذكر الهَروِىُّ بَعْضَه في الهَاءِ والمِيم، وَكذلك ذكر الهَينَمة في الهَاءِ والنُّونِ وَالمِيم. ¬
(هين)
- في الحديث: "فَدُفِنَ في هَيَامٍ مِنَ الرَّمْلِ" (¬1) : وهو مَا كان رَقِيقاً لا يَتَماسَك. (هين) - في الحديث: " (2 أنه سَارَ عَلى 2) هِينَتِهِ" : أي سَجِيَّتِه وَعادَتِه عَلى السُّكُونِ. (¬3) (هيه) - الحديث (¬4): "هِيهِ" : بِمعنَى إيهِ، أي حَدِّثْنَا. * * * ¬
ومن كتاب الياء
(1 ومن كتاب اليَاءِ (من بَاب اليَاءِ مع الباء) (يبس) - قوله 1) تعالى: {طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا} (¬2) : أي يابسًا (3 لَا نَداوَةَ 3) فيه، وامرأةٌ يَبَسٌ: لا تُفِيدُ خيرًا، واليَبَسَةُ مِن الشَّاةِ: التي لَا لَبَن لها؛ وحَطَبٌ (4 يَبْسٌ - بالسّكون - 4): يابِسٌ، وقيل: هو الذي يُبْسُهُ خِلْقَةً. * * * ¬
(ومن باب الياء مع التاء)
(1 (ومن باب اليَاءِ مَعَ التَّاءِ) (يتم) - في الحديث 1): "تُسْتَأْمَرُ اليَتِيمَةُ في نَفْسِها فإن سَكتَتْ فهو إذْنُها" : يعنى باليَتِيمَة البِكْرَ البَالِغَةَ التي مَاتَ أبُوها قَبْل بُلُوغِها، فَلَزِمَها اسمُ اليُتْم فَدُعِيَتْ به وَهى بالِغَةٌ مجازاً، والعَربُ رُبَّما دَعَت الشَّىءَ بالاسْمِ الأوّل الذي سُمّى به لمعنًى متقدّم، ثم ينقطعُ ذلك المَعْنَى ولَا يزُولُ الاسْمُ؛ مِن ذلك أنّهم يُسمُّون الرَّجُلَ المسْتَجمِع السِنِّ غُلاماً، وحَدُّ الغُلُومة ما بين أيّام الصِّبا إلى أَوَّلِ أوْقاتِ الشّبَاب؛ وقد رُوِىَ عن ابن عباس قال: كان الغُلامُ الذي قَتلَه الَخَضِر عليه السَّلَام رجُلاً مُسْتَجمِع السِّنّ. وقد قال الله تَعالَى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} (¬2) واليَتِيم: مَن لم يبلُغ، ومَن لم يَبلُغْ لَا يُدْفَعُ إليه المَالُ حتّى يَبلُغَ، فإذَا بلَغ انقَطع عنه اليُتْمُ، وَذلك مَذهَبُهم في نِسبةِ الشّىء وإضَافَتِهِ إلى مَن كان يملكُه مرَّةً، كدَارِ عَمْرو بن حُرَيثٍ، وَبُستانِ ابنِ عَامرٍ، وقَصرِ أَوْسٍ، وَقُبَّةِ الحجَّاجِ؛ وَقد يَلِى الرجُلُ الإمَارَةَ والقضَاء زَمَاناً ثم يُعْزلَ، فَيُدعَى أميرًا وقاضِياً، وَمِثلُهُ كثير. وأصل اليُتْم: الانفِرادُ، وقيلَ: الغَفْلَةُ؛ لأنّ اليَتيمَ مُغْفَلٌ عنه، وجَمعُ اليَتِيم أَيْتَام ويَتَامَى. وقيل: جَمعُ اليتيمَة: يَتَامَى، وهو مَقلُوب. ¬
(يتن)
يقال: إنَّ المرأَةَ لا يزُول عنها اليُتْمُ مَا لم تَتزوَّجْ، (¬1) وَاليَتِيم: الضَّعِيف، وَيُقال: يَتُم - بالضَّم - أيضاً. (يتن) - في حديث عُمر: "مَا وَلَدَتْنِى (¬2) يَتْناً" اليَتْنُ (¬3): الوَلَدُ الذي يُولَدُ مقلُوبًا، فَتَخْرُجُ رِجلُه قَبْلَ رَأسِهِ. وقد أَيْتَنَت الوَالِدَة مِن ناقةٍ وغَيرها. - في الحديث: "إذا اغْتَسَل أَحَدُكم مِنَ الجَنَابَةِ فَلْيُنْقِ المِيتَنَينْ، ولْيُمِرَّ على البَراجم" قال بَعْضُهم: هي بَوَاطِن (¬4) الأَفْخاذِ. والبَراجمُ: الأَظفارُ. قال الخَطّابىُّ: ولَسْتُ أعرِفُ هذا التَّأويل، ويُحتَمل أن تكون الرّواية بتقديم التَّاءِ على الياءِ، مِن الِتّينَة، وهي اسْمٌ من أَسماءِ الدُّبُر يُريِد به الفَرْجَين. قال عَبدُ الغَافِر: وَيُحْتَمَل أن تَكون المُنْتِنَيْن؛ لأنّهما مَوْضع النَّتْنِ. (يد) - في الحديث (¬5): "ما رَأَيْتُ أَعْطَى لِلجَزِيل عن ظَهْرِ يَدٍ مِنْ طَلْحَة" ¬
: أي ابتدَاءً مِن غَير مُكَافَأة. - وفي الحديث: "اجْعَل الفُسَّاقَ يَدًا يَدًا ورِجْلاً رِجْلاً" : أي فَرّق بَيْنهم في الهِجْرَة. - (1 وفي الحديث 1): "فأخَذَ بهم يَدَ بَحْرٍ" : أي طَرِيقَ بَحْرٍ، يريد: السَّاحِل. * * * ¬
ومن باب الياء مع السين
(1 (ومن باب الياء مع السين) (يسر) - قوله تعالى 1): {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} (¬2) : أي تيسَّرَ وَسَهُلَ. وَيَسرُ: ضِدّ عَسُرَ. - وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} (¬3) : أي الإفطار في السَّفَر. - (1 وقوله تعالى 1): {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} (¬4) : أي السُّفُن تَجرِى بسُهولَةٍ. - وفي حديث (¬5) صَلاَةِ الزَّوالِ: "وقد يُسِّر له طَهُورٌ" : أي هُيِّىءَ وَوُضِعَ. - وفي الحديث (¬6): "كيْفَ تَرَكْتَ البِلَادَ؟ قال: تَيَسَّرَتْ" : أي (7 أخْصَبَتْ 7)، مِن اليُسْرِ. وتَيَسَّر الرجُلُ: حَسُنَتْ حالُه وتَيَسَّرَ غَنَمُهُ وَيَسُرَ: كَثُر. - في حديث الشَّعْبِىِّ: "لا بَأْسَ أنْ يُعَلَّقَ اليُسْرُ على الدَّابَّةِ" قال الحربيُّ؛ هو عُودٌ يُطلِقُ البَوْلَ وقال الأزهرىُّ: هو عُودُ أُسْرٍ لا يُسْرٍ، والأُسْرُ: احْتباسُ البَوْلِ. ¬
- وفي حديث علىّ: "اطْعُنُوا يَسْرًا" (¬1) واليَسْر: مَا فَتلتَه نحو جسَدِك. وقيل: مَا كان حِذاءَ وَجْهِك. * * * ¬
ومن باب الياء مع العين
(ومن باب الياء مع العين) (يعر) - في الحديث: (¬1) "يَجِىءُ بِشَاةٍ تَيْعِرُ" وفي روَايةٍ: "لها يُعَارٌ" : وَهو صَوت الشَّاة. - وفي كتاب عُمَيرْ بن أَفْصَى: "إنَّ لهم اليَاعِرَةَ" : أي مَالَه يُعَارٌ، (¬2) وهذا يُقالُ لصَوْتِ الماعِزَةِ. - وفي حديث ابن عُمَر - في مُسنَدِ أحْمد بن حَنبل -: "مثلُ المُنافِق كالشَّاةِ اليَاعِرَةِ بَيْنَ الغَنَمَيْن" يُحتَمل أن يكونَ من اليُعَار (¬3)، ويُحتَمَل أن يكونَ من المَقْلوب؛ لأن المحفوظ "العائرة"، كَما يقال: جذب وَجبَذَ، ولعَمرى وَرَعَمْلى. (يعقب) - وفي حديث (¬4) الحارث - خليفة عثمان - رضي الله عنه -: "أنّه ¬
صَنَع لِعُثمانَ طَعاماً فيه الحَجَلُ واليَعَاقِيبُ وَلحُومُ الوَحْش، وهو مُحرِمٌ" اليَعاقِيبُ: ذُكُور الحَجَلِ، الواحد يَعْقُوب. * * *
ومن باب الياء مع الميم
(ومن باب الياء مع الميم) (يمم) - في حديث (¬1) الغَارِ: "أطَارَ أبو بَكرٍ - رضي الله عنه - ما فيه مِن اليَمامِ" وهو جَمعُ يَمامَةٍ، وهو طَائرٌ أصغَرُ من الوَرَشَان يكون بالجَبَلِ، وإذا كان الشِّتاء شَتَّى بالعِرَاق والحجاز، ويسمَّى أيضًا الدَّيْلَم. قال الأصمعىّ: اليَمامُ: حَمَامٌ بَرِّيٌّ. قَال الكسَائى: اليَمام التي في البيوت، والحمَامُ البَرِّيُّ. (يمن) - قولُه تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ} (¬2) قال صاحِبُ التَّتِمّة: سَمِعْتُ شَيخَنا أبا طَالب يقول: يجوز أن يكون أرَادَ باليَمين: الأَيمانَ، فأوقع الواحدَ مَوقعَ الجَمْعِ، كما قال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} (¬3): أي النّاس. ويجوز أن يَكُون أراد "بالشَّمائِل": الواحد، فَأوقَع الجَمعَ موقعَ الوَاحدِ، كَقَولِه تَعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} (¬4) أراد به: نُعَيم بنَ مَسْعُود. ¬
- وفي الحديث: (¬1) "الحَجَرُ الأَسْوَدُ يَمينُ الله تعالى في الأرضِ" قال الخطَّابِى: هذا كلام تَشْبِيه وَتَمْثِيلٍ، وأصلُه أنَّ المَلِك إذا صَافح رَجُلاً قَبَّلَ الرَّجُلُ يدَه، فكأنَ الحجَر [الأَسْوَدَ] (¬2) لله تعالى (3 بمَنْزِلة اليَمين للمَلِك، حَيْثُ يُسْتَلَمُ وَيُلثَم. - وفي الحَديث: "وكِلْتَا يَدَيْهِ يَمينٌ" : أي أنَّ الشِّمَالَ تَنْقُصُ 3) عنَ اليَمِين في العادَةِ (¬4)، وُسَمّىِ الشِّمال الشُؤْمَى (¬5)، كأنَّه أَرادَ أَنَّ يدَيه تبارك وتعالى جميعاً بِصفةِ الكماَل لا نَقْصَ في واحِدَةٍ منهما. - وفي رِوَاية: "كِلتَاهُما مَيمُون مُبارَكُ" على أنّ الشِّمال قد وَردَ في بعض الأخبار الصِّحاح. وفي رِوَايَةٍ: "ويَدُه الأُخْرى" لم يَذكُر اليَمينَ ولا الشِّمال. - في الحديث: "أنّه عليه السلام كُفِّنَ في يُمْنَةٍ" : وهي ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمَنِ - بضَم اليَاءِ -، قال الشَّاعر: ¬
كَسَحْق اليُمْنَةِ المنُجَابِ * (¬1) - في الحديث (¬2): "يُعْطَى المُلْكَ بِيَمِينِه والخُلْدَ بِشِمالِه" : أي يُجْعَلاَن في مَلَكَتِهِ، فاسْتَعار اليَمِينَ والشِّمال؛ لِأَنّ الأخْذَ (¬3) بهما. * * * ¬
ومن باب الياء مع الواو
(ومن باب الياء مع الواو) (يوح) - وفي حديث الحَسَنِ بن علىًّ: "هَلْ طَلَعَتْ يُوحِ؟ " : يعَنِى الشَّمْسَ، وهو مِن أسمائها، وكذلك (¬1) بَرَاحِ هكذا مَبْنِيَّيْن. وقد سَألتُ عنه الإمَامَ إسْماعيلَ فقال: كأَنَّه بِلُغَة التَّوراة. ويُقالُ: بالبَاءِ المنقوطَةِ بواحِدَةٍ (¬2)، يعنى لظُهُورِهَا؛ من قَوْلِهم: باحَ (¬3) إلاَّ أنَّ الأَجوَدَ باليَاءِ. قال ابنُ الأَعرابى: يُقال للشَّمس الإِلاهَةُ، والغَزالةُ، والبَيضَاء، والسِّرَاجِ، والجَارِيَة؛ لِأَنّها تَجرِى مِن المَشَرِق إلى المغرب، وذُكَاء وجَوْنَةُ ومهَاة وبَرَاحِ ويُوحِ. وقال ابنُ فارس: قد يُقال: يُوحَى، على مِثَال فُعْلَى. (يوم) - في الحديث: "سَيّدُ الأَيَّام يَوْم الجُمعَةِ" : يُرِيد به الأَيّامَ السَّبْعَةَ، والأَيّامُ - أيضاً -: الوَقْتُ. قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (¬4) - وفي الحديث: "تِلْكَ أيَّامُ الهَرْجِ" : أي وَقْت الهَرْجِ؛ لأنَّ ذلك لا يختَصُّ باليَوم (¬5) دُون اللّيلِ، ¬
وَاليومُ بَياضُ النهار. وقيل: هو من حين الصُّبح، وَالنّهارُ من حين طُلُوع الشَّمس. - في حديث ابن مسْعُود - رضي الله عنه -: "إذا اختَلفتُم في اليَاءِ والتّاءِ، يَعنِى في القرآن - فاجعلُوهُ ياءً" : أي إن وقَعَت كلمةٌ تُقرأ باليَاءِ والتَّاءِ فاكتبُوهَا باليَاءِ، نحو قَوله تَعالَى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ} (¬1)، و {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} (¬2) و {اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ} (¬3). وفي رِوَايَةٍ أخرى: "القُرآن ذكَرٌ فذَكِّرُوهُ" : أي جليلٌ خَطيرٌ، فأجِلُّوهُ بالتَّذكِير. والله تعالى أعلم. قال المصنِّف - رَحِمَه الله -: هذا آخر مَا جَمعْنَاهُ في الوقتِ، وأنا أَعتَذرُ إلى الله تعالى، وأسْتَعْفيِهِ مِمَّا لم يرضَ من قولى وفِعلِى في هذا الكِتَاب وغَيره؛ فقد أخبرنى غَيرُ واحدٍ من مَشايخى - رَحِمَهم الله - إذنًا، أنَّ عبد الرحمن بن مُحمَّد الحَافظ، أخبرهم: حدَّثَنا على بن محمّد بن على الأَسفَراييني، أن أبو عمرو أحمد بن محمد بن عيسى الصفَّار الضَّرِير الأَسْفراييني قال: سَمِعتُ أبا عَوَانَةَ يقول: سَمِعتُ الميمونى يَقول: سُئل أحْمَد عن حَرفٍ مِن غَريب الحَدِيث ¬
فقال: سَلُوا أصحَابَ الغَرِيب، فإنّى أكرَهُ أن أتكلَّم في قَولِ رَسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - بالظَّنّ فأُخْطِئ، والآدمِىُّ لا يخلُو من سَهْوٍ وغَلَطٍ. هذا مع اعْترافى بقصُورى وتَقْصِيرى؛ ولقد بلغنى بإسنادٍ لم يَحضُرنى عن الشافعىِ، فيما يغلبَ على ظنى: أنه طالَع كِتاَبًا لَهُ مِرارًا عِدَّةً يُصَحِّحه، فلما نَظَر فيه بَعدَ ذلك عَثرَ علَى خَلَلٍ فيه، فقال: "أبَى الله تعالى أن يَصِحَّ كِتَابٌ غيرُ كِتَابِه" وأنَشَدَ بعضُ مَشايخِى عن بَعضِهم: رُبَّ كتَابٍ قد تَصفَّحتُه فقلتُ في نَفْسِىَ صَحَّحتُه ثم إذا طالَعتُه ثانِيًا رَأيتُ تصْحِيفًا فأصْلَحْتُه فعَلَى الناظِرِ في هذا الكتاب إذا عَثَرَ على سَهْوٍ فيه أو خطَإٍ أن يَتأَمَّل فيه مُنصِفًا، فإن كان صَوَابُه أكثَر عفَا عن الخَطَأ وأَصلَحَه، وتَرحَّمَ على جامِعِه، وعَذرَه بما شَقِى في جمعِهِ وتَرتيبه، وأفنى مِن عُمُرِه في تحصِيلِهِ، وتَهْذِيبِه، رَغْبَةً في دُعَاءِ المستفيد منه بالغُفرَان والعَفو، وتفضَّل الله تعالى على ذُنُوبه بالمحْو. فإنَّه العَفُوُّ الغَفُور الرحيم الكَرِيم، وأنشِدُ قَولَ القائل: يَا ناظِرًا في الكتَابِ بَعدِى مُجتنِيًا من ثِمارِ جهدِى إنّى فَقِيرٌ إلى دعاءٍ تُهدِ يهِ لى في ظَلام لَحْدِى وأَختِم الكِتابَ بما خَتَم به الهَرَوىُّ كِتابَه، وهوَ ما وجَدتُه على ظهرِ جُزءٍ لى بخَطٍّ عَتِيقٍ: أنشدنا المُقْرِئُ أبو عثمان سَعِيد بن مُحمّد
المزكِّى، قال: أنشدنا أبُو بَشير أحمد بن محمد بن حَسْنويه الحَسْنوِى، سنة ثلاث وستين وثلاثمائة قال: رَأيت في آخرِ كِتَابٍ لإسحاق بن إبراهيم الحنظَلِى بخطِّ يَدهِ، فَلاَ أدرِى عن قيلِه، أم قِيلِ غيره: لقدَ أتْمَمْتُه حَمدًا لِربّى ... على ما قد أعَانَ على الكتَابِ ليَدعُو الله بعدِى مَن رَآه ... بِمَغفِرتى وإجْزالى الثَّوابِ فقد أَيقَنتُ أن الكُتْبَ تَبقَى ... وتَبلَى صُورَتي تَحتَ التُّرابِ وصلَّى الله ربُّ الخَلْقِ طُرًّا ... على المَبعُوثِ في خَيْر الصِّحابِ آخر الجزء الثانى من كتاب "المغيث في غريبى القرآن والحديث" وهو آخر الكتاب والحمد لله وحده وصلواته على نبيه سيدنا محمد وآله وسلامه. ووافق الفراغ منه يوم الأحد الثالث عشر من شهر رمضان المعظم سنة أربع وسبعين وستمائة. ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله، وهو حسبى ونعم الوكيل (¬1). * * * تمَّ الكتاب والحمد لله ¬
لم يقم الْأُسْتَاذ عبد الْكَرِيم العزباوي بتصحيح تجارب الْجُزْء الثَّانِي وَالثَّالِث