المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء

الآمدي، أبو القاسم

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم وعلى نبيه محمد وآله أفضل التسليم أما بعد حمد الله على ما ظهر من نعمه وبطن وقرب من سابغ مننه وشطن وصلاته على نبيه محمد خير من ظعن وقطن وعلى آله وصحبه أهل الذكاء والفطن. قال الإمام أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي تولى الله مكافأته: هذا كتاب ذكرت فيه المؤتلف والمختلف والمتقارب في اللفظ والمعنى والمتشابه الحروف في الكتابة من أسماء الشعراء وأسماء آبائهم وأمهاتهم وألقابهم مما يفصل بينه الشكل والنقط واختلاف الأبنية. وإنما ذكرت من الأسماء والألقاب ما كانت له نباهة وغرابة وكان قليلاً في تسميتهم وتلقيبهم وكانوا إذا ذكروه ذكروه مفرداً عن اسم الأب والقبيلة لشهرته. ولم أتعد هذا الجنس لقلة الاشتراك فيه ولأن الغلط يقع في مثله من شاعر مشهور وممن له مثل ذلك الاسم كثيراً ويجري اللبس فيه على من لم يتمهر في معرفة الشعر والشعراء دائماً. وجعلته على حروف المعجم إذا كان الحرف الأول من الاسم أصلياً كان فيه أو داخلاً للبناء ليقرب متناوله ويسهل على الملتمس طلبه ممن عرف الاشتقاق ومن لم يعرفه. وجعلت الاسمين إذا كانا على صورة واحدة وحروفهما مختلفة في باب واحد ليعرفا ويفرق بينهما بالنقط والشكل، وجعلت

الباب للأشهر منهما. وأدخلت الذي ليس بمشهور عليه مثل النعيت بالنون أدخلته في باب البعيث ومثل بريد بالباء مضمومة أدخلته مع يزيد في باب الياء. فإن الائتلاف والاختلاف يعرفان ويصحان إذا كانا في موضع واحد. وبالله التوفيق وهو المسدد إلى سواء الطريق.

باب الهمزة

باب الهمزة المبتدأة التي يسميها الناس الألف همزة أصل كانت أو مجتلبة من يقال له امرؤ القيس منهم امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور الأكبر وهو كندة ابن عفير ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد الشاعر المقدم. مطلب: مرتع بسكون الراء وكسر التاء ذكره ابن ماكولا وابن الكلبي وقال سمي بذلك لأنه كان يقال له: أرتعنا فيقول: أرتعتكم أرض كذا وكذا والتشديد ذكره أيضاً لغة. ومنم امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن السمط بن امرئ القيس بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع الكندي جاهلي وأدرك الإسلام. وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرتد في أيام أبي بكر وأقام على الإسلام وكان له عناء في الردة وهو القائل: ألا أبلغ أبا بكر رسولاً ... وخص بها جميع المسلمينا فلست مجاوراً أبداً قبيلا ... بما قال الرسول مكذبينا دعوت عشيرتي للسلم حتى ... رأيتهم أغاروا مفسدينا فلست مبدلاً بالله رباً ... ولا متبدلاً بالسلم ديناً

وهو القائل: قف بالديار وقوف حابس ... وتأيّ إنك غير يائس ماذا عليك من الوقو ... ف بهامد الأطلال دارس فأخذه الكميت فقال: قف بالديار وقوف زائر ... وتأيّ إنك غير صابر ماذا عليك من الوقو ... ف بهامد الطلين داثر وله أخبار قد ذكرتها في شعراء كندة في كتاب الشعراء المشهورين. ومنهم امرؤ القيس بن بكر بن امرئ القيس بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع الكندي جاهلي. وكان شاعراً ويقال له الذائد لقوله: أذود القوافي عني ذياداً ... ذياد غلام غويّ جرادا فلما كثرن وأعيينني ... تنقيت منهن عشراً جيادا فأعزل مرجانها جانباً ... وآخذ من درها المستجادا من ولده إياس بن شراحيل بن قيس بن امرئ القيس أحد من وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. ومنهم امرؤ القيس بن عمرو بن الحارث بن معاوية الأكبر بن ثور ابن مرتع الكندي جاهلي. وهو القائل في حرب كانت بين بني الحارث بن معاوية وبني تميم هزمت فيها بنو تميم وقتلوا قتالاً ذريعاً في قصيدة أولها:

طربت وعناك الهوى والتطرب ... وغادتك أحزان تشرق وتنصب يقول فيها: أتتنا تميم قضها بقضيضها ... ومن سار من أطرافهم وتأشبوا سمونا لهم بالخيل تردى كأنها ... سعال وعقبان اللوى حين تركب فقالوا لنا إنا نريد لقاءكم ... فقلنا لهم أهل تميم ومرحب ألم تعلموا أنا نفل عدونا ... إذا احشوشدوا في جمعهم وتألبوا بضرب يفض البيض شدة وقعه ... ووخز ترى منه الأسنة تخضب فهؤلاء أربعة من كندة. ومنهم امرؤ القيس بن حمام بن مالك بن عبيدة بن هبل بن عبد الله ابن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن رفيدة بن ثور بن كلب ابن وبرة شاعر جاهلي وهو القائل: لآل هند بجني نفنف دار ... لم يمح جدتها ريح وأمطار أما تريني بجنب البيت مضطجعاً ... لا يطبيني لدى الحيين أبكار فرب بيت يصم القوم رجته ... أفأته إن بعض القوم عوار وهي أبيات في أشعار كلب، والذي أدركه الرواة من شعره قليل جداً، وكان امرؤ القيس هذا هجيناً وهو الذي يدعى عدل الأصرة وإياه يعني مهلهل التغلبي وكان زهير بن جناب الكلبي أغار عليهم ومعه امرؤ القيس هذا فانصرف وامرؤ القيس هارباً. فقال مهلهل: لما توعر في الكراع هجينهم ... هلهلت أثأر جابراً وصنبلا

في قصة مذكورة في أخبار زهير بن جناب. وبهذا البيت قيل لمهلهل مهلهل وبعض الرواة يروي بيت امرئ القيس بن حجر: عوجا على الطلل العميل لعلنا ... نبكي الديار كما بكى ابن حمام يعني امرأ القيس هذا. ويروي: خذام. ومن كلب أيضاً امرؤ القيس بن بحر الزهيري من ولد زهير بن جناب وهو القائل: طعنت غداة القاع شملة طعنة ... تركت أبا أوس صريعاً مجدلا وأجررته رمحي فغودر ثاوياً ... عليه سباع القاع يردين خجلا ومنهم امرؤ القيس بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن غانم بن تغلب وهو مهلهل الشاعر المشهور ويقال اسمه عدي. ومنهم امرؤ القيس بن عدي الكلبي ولا أعرف نسبه إلى كلب بن وبرة وأظنه أحد بني كعب بن عليم بن جناب وكان أسيراً في بني شبان فذكر رجل منهم أنه قتل بذحل زيد مناة بن معقل بن كعب بن عليم فوثب امرؤ القيس بالرمج فطعنه ثم قال: أبلغ أبا أفعى عدي بن معقل ... وقد كنت شول الرمح إذ غاب معشري تركت يتامى لم أبال فقودهم ... كما لم يبالوا يتم سخطي وجعفر هما ابناه

ومنهم امرؤ القيس بن كلاب بن رام العقيلي ثم الخويلدي وهو خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل شاعر ويقول لرجل من بني قشير: ولقد رأيت مخيلة فتبعتها ... مطرت على بحاصب وتراب إني لأكره أن تجيء منيتي ... حتى أغيظ سوادة بن كلاب أني أتيح لها وكان يمعزل ... ولكل أمر واقع أسباب ومنهم امرؤ القيس بن مالك الحميري القائل: يا هند لا تنكحي بوهة ... عليه عقيقته أحسبا مرسعة وسط أرباعه ... به عسم يبتغي أرنبا ليجعل في رجله كعبها ... حذار المني أن يعطبا وهي أبيات تروى لامرئ القيس بن حجر الكندي وذلك باطل إنما هن لامرئ القيس هذا الحميري وهي ثابتة في أشعار حمير؛ قوله مرسعة أي ترسع تميمة وترصع أيضاً وهو أن يخرق سيراً ثم يدخله في سير آخر مثل سيور المصحف. ومن يقال له الأعشى منهم أعشى بني قيس بن ثعلبة وهو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الشاعر المشهور المقدم، وكان أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي النحوي المعروف بنفطويه أملى علينا أسماء الأعاشي فذكر ثمانية منهم أعشى بني قيس بن ثعلبة. ومنهم أعشى بني ربيعة بن ذهل بن شيبان واسمه عبد الله بن

خارجة ولم ينسبه أبو عبد الله؛ وهو عبد الله بن خارجة بن حبيب بن عمرو ابن يعسوب بن قيس بن عمر بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، ووجدت في كتاب أنساب لبني شيبان مجرد أنه حبيب بن عمرو بن قيس بن عمرو المزدلف الشاعر. قال ابن الكلبي عمرو وهو المزدلف وابن ابنه الأعشى وحبيب المزدلف القائل: لقد علمت أفناء شيبان أننا ... قبيلة صدق في الأمور النوائب وأنا إذا ما الحق أعوز أهله ... أوى كل مطلوب إلينا وطالب وله أعشار كثيرة في كتاب بني ربيعة بن ذهل؛ فأما العشى وهو ابن ابنه فله ديوان مفرد؛ ودخل على بشر بن مروان فأنشده أبياتاً فقال: ما صنعت شيئاً، فأنشده: رأيتك أمس خير بني معدّ ... وأنت اليوم خير منك أمس وأنت غداً تزيد الضعف خيراً ... كذاك تزيد سادة عبد شمس وتاج الملك ليس يزال فيهم ... تحول فوق رأس كل رأس وقد دخل على عبد الملك فأنشده وعلى سليمان بن عبد الملك وذلك مذكور فيما تنخلته من أشعار بني أبي ربيعة. ومنهم أعشى بني عوف بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان واسمه عندي في القبيل ضابىء. قال أبو عبد الله إبراهيم بن محمد: اسمه يزيد ابن خليد بن مالك بن فروة بن قيس بن أبي عمرو وأنشد له: قد سر قومي على ما كان من حدث ... بالعين آبى لأخلاق العلى سامي إني لفي جبل أبغي العداة به ... صعب الذوائب من هندٍ وهمام

قال: وهند هذه امرأة من بني شيبان كان لها سبعة أولاد ينسبون إليها وهم الذين جاورهم فأحمد جوارهم وقال في ذلك: عليك بني هند فكن في جوارهم ... فإنك إن جاورتهم لن تندما هم يمنعون الجار من كل سوءة ... وتصبح فيهم آمن السرب محرما فلم أر جيراناً إذا الحرب شمرت ... كمثل بني هند أعفّ وأكرما إذا كنت فيهم لم تنلك ظلامة ... ولا غدرة حتى تؤب مسلما وأعشى بني عوف هذا هو الذي تمثل عبد الملك بن مروان بشعره وهو: إن كنت تبغي العلم أو أهله ... أو شاهداً يخبر عن غائب فاعتبر الأرض بأسمائها ... واختبر الصاحب بالصاحب العلم في البيت الأول معناه الخبر هذا كله عن أبي عبد الله وليس عندي في أشعار بني عوف بن همام منه شيء. ومنهم أعشى باهلة ويكنى أبا قحفان جاهلي ولم ينسبه أبو عبد الله. واسمه عامر بن الحارث أحد بني عامر بن عوف بن وائل بن معن، ومعن أبو باهلة وباهلة امرأة من همدان وهو الشاعر المشهور صاحب القصيدة المرثية في أخيه لأمه المنتشر: إني أتتني لسان لا أسرّ بها ... من علو لا عجب منها ولا سحر ومنهم أعشى همدان ولم ينسبه أبو عبد الله واسمه عبد الرحمن

ابن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم بن عمرو بن مالك بن عبد الجن ابن زيد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن عوف بن همدان، وهمدان هو أوسلة بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك ابن زيد بن كهلان، وهو شاعر محسن مقدم وهو القائل: إن الخليط أجد منتقله ... ولذاك زمت غدوة إبله عهدي بهم في النقب قد سندوا ... يهدي صعاب مطيهم ذلله وهي من مشهور شعره ونادره وجيده كثير وقد اخترت له جزءاً مفرداً فيما اخترته من أشعار المشهورين، وكان خرج مع ابن الأشعث فأخذ أسيراً وأتى به الحجاج فلما مثل بين يديه قال له: أنت القائل: إن ثقيفاً منهم الكذابان ... كذابها الماضي وكذاب ثان إنا سمونا للكفر الفتان ... حين طغى للكفر بعد الإيمان بالميد الغطريف عبد الرحمن ... يا رب أمكن من ثقيف همدان قد أمكن الله ثقيفاً منك يا فاسق. وأمر به فضربت عنقه. وأخباره مشهورة مشروحة مع اختيار شعره. ومنهم أعشى بني ضورة العنزيين كان حليفاً في بني حنيفة بن لجيم. قال أبو عبد الله: اسمه عبد الله بن سنان أحد بني ضورة بالهاء، وهو القائل: خف القطين فراحو منك أبو بكروا ... وودعوك وداع البين وأصدروا وهذه القصيدة عندي في أشعاره. والذي وجدت في كتاب بني حنيفة وقيل إنها تروى لأبي الحويرث ولا أعرفه ويجوز أن يكون هو أبا الحويرث: أباح لنا ما بين بصرى ودومة ... كتائب منا يلبسون السنورا

إذا هو سامانا من الناس واحد ... له الملك خلى ملكه وتقطرا نفت مضر الحمراء عنا سيوفنا ... كما طرد الليل النهار فأدبرا. في أبيات ومنهم أعشى بني جلان واسمه سلمة بن الحارث ولم يرفع أبو عبد الله نسبه وأظنه من بني جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة، هجا قوماً من بني عمه فقال: ذهبتم فلم يفقد مكان بيوتكم ... وجئتم فلا أهلاً نقول ولا سهلا ومنهم أعشى بني مازن بن عمرو بن تميم ولم يذكر أبو عبد الله اسمه ولم يرفع نسبه. وذكر أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده: يا سيد الناس وديان العرب ... إليك أشكو ذربةً من الذرب خرجت أبغيها الطعام في رجب ... فحلقتني بنزاع وهرب أخلفت العهد ولطت بالذنب ... وهن شر غالبٍ لمن غلب قوله ذربة يعني امرأته أي ذربة سلطة جديدة ويقال الذربة الداهية، وقوله وهرب ويروى وحرب. وهذا ما ذكره أبو عبد الله إبراهيم بن محمد. قال أبو القاسم الآمدي: وأنشد ثعلب عن ابن الأعرابي هذه الأبيات وذكر أنها للأعور بن قراد بن سفيان بن غضبان بن نكرة بن الحرملة وهو أبو شيبان الحرمازي أعشى بني حرماز وكان مخضرماً أدرك الجاهلية والإسلام وأنشد ثعلب في الأبيات زيادة وهي: وتركتني وسط عيص ذي أشب ... تكدّ رجلي مسامير الخشب أكمه لا أبصر عقدة الحقب ... ولا أرى الصاحب إلا ما اقترب وهنّ شر غالب لمن غلب فهذا أعشى بني الحرماز فأما أصحاب الحديث فيقولون أعشى بني

مازن، والثبت أعشى بني الحرماز؛ فأما بنو مازن فليس فيهم أعشى. وقوله: أكمه لا أبصر عقدة الحقب؛ يدل على عشاه. وأنشد له ابن الأعرابي أيضاً: يا لعنة الله على وجه الكبر ... من صاحب كان بعيب ينتظر وخبث ريح وبياض في الشعر يأمر نفسه أي كأنه يأتمر بشر للمرء؛ وأنشد له في ذم بنيه وعقوقهم: إن بنيّ ليس فيهم برّ وأمهم مثلهم أو شر إذا رأوها نبحتني هروا وأنشد له فيهم أيضاً: قد كنت أسعى لهم رطابا ... وأعمل الرحلين والركابا وأكثر الطعام والشرابا ... حتى إذا ما امتلأوا شبابا اتخذوا متيعي نهابا ... وأكثروا في رأسي الجذابا وكنت أرجو البرّ والثوابا أي منهم. وأنشد أبو سعيد السكري هذه الأبيات لأعشى بني الحرماز هذا وزاد فيها بعد قوله: حتى إذا ما امتلأوا شباباً ... وكفأوا الأذرع والرقابا فهؤلاء ثمانية أعاش ذكرهم أبو عبد الله إبراهيم بن محمد إلا أعشى بني الحرماز فإنه جعله أعشى مازن. ومنهم أعشى بني نهشل وهو الأسود بن يعفر بن عبد الأسود بن حارثة بن جندل بن نهشل بن دارم الشاعر المشهور. ومنهم أعشى طرود وبني طرود من فهم بن عمرو بن قيس بن

عيلان وهم حلفاء بني سليم. ثم في بني خفاف وهو القائل يخاطب ابنه أنشده عمرو بن بحر الجاحظ: نفسي فداؤك من وافد ... إذا ما البيوت لبسن الجليدا كفيت الذي كنت ترجى له ... فصرت أباً لي وصرت الوليدا وليس هذان البيتان في أشعار فهم ولا في أشعار بني سليم، وجدتهما في أمالي ثعلب أحمد بن يحيى لمسعر بن كدام ورأيتهما في شعر عبد القيس لشاعر مجهول ولم يذكر اسمه، بلى وجدت لأعشى طرود في أشعار بني سليم ولم أعرف اسمه ولا نسبه إلى القبيل يا دار أسماء بين السفح فالرحب ... أقوى وعفى عليها ذاهب الحقب فما تبين منها غير منتضد ... وراسيات ثلاث حول منتصب وعرصة الدار تستنٌ الرياح بها ... تحن فيها حنين الوله السلب دار لأسماء إذ قلبي بها كلف ... وإذ أقرب منها غير مقترب إن الحبيب الذي أمسيت أهجره ... عن غير مقلية مني ولا غضب أصد عنه ارتقاباً إن ألمّ به ... ومن يخف قالة الواشين يرتقب إني حويت على الأقوام مكرمة ... قدماً وحذرني ما يتقون أبي وقال لي قول ذي علم وتجربة ... بسالفات أمور الدهر والحقب أمرتك الرشد فافعل ما أمرت به ... فقد تركتك ذا مال وذا نشب ومنهم أعشى بني أسد وهو الأعشى بن بجرة بن منقذ بن

طريف جد مطير بن الأشيم الشاعر الأسدي جاهلي وهو القائل: أبلغ بني الطرماح إن لاقيتهم ... كلمات موعظة وهنّ قصار لا أعرفن سيوفنا ورماحنا ... غدواً كأنكم لهن دوار وكأننا فيكم جمال ذبة ... أدم علاهن الكحيل وقار ومنهم أعشى آخر وهو طلحة بن معروف أخو الكميت بن معروف الأصغر بن الكميت الأكبر بن ثعلبة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس ابن طريف وهو القائل في أخويه الكميت وصخر: أجدك لن تلقى الكميت ولا صخراً ... وإن أنت أعملت المطية والسفرا هما أخواي فرق الدهر بيننا ... إلى الأمد الأقصى ومن يأمن الدهرا هذا ما وجدته من أشعار بني أسد ووجدت في آخر ديوان الكميت بن ثعلبة الأعشى هو خيثمة بن معروف بن الكميت بن ثعلبة. فلست أدري خيثمة هذا أهو طلحة لو وقع في اسم غلط أم هما أخوان أعشيان. ووجدت له قصيدة طويلة يقول فيها: قد يخبر الله أقواماً ويعقبهم ... غنى ويحدث من بعد الغنى الكرب فلا يغرنك من دهر تقلبه ... إن الليالي بالفتيان تنقلب ومنهم أعشى عكل واسمه كهمس بن قعنب بن وعلة بن عطية. ووجدت له ديواناً مفرداً اخترت منه: أصبحت فارقني الشباب ورابني ... بصري وقد تتفرق الإخوان قد كان يلبسني الشباب رداءه ... حسناً ويسعدني على الأقران فعلى الشباب إذا تولى مدبراً ... مني السلام ورحمة الرحمان

فلقد غدوت من الصبى وكأنني ... عش أقام وحلق الفرخان وهو القائل في قصيدة: وإذ أنا باطلي تلهو إليه ... ذوات الريط والقصب الخدال فأصبح كل ذلك قد تولى ... ولاح الشيب أبيض في قذالي وودعني الشباب وقد أراني ... كنصل السيف حودث بالصقال أقوم على يدي وأعين رجلي ... كأني شرجع بعد اعتدال لمرّ ضحى ومرّ سواد ليل ... وكثرة ما أبشر بالهلال فيا عجباً لإشفاقي وحرصي ... على طول الحياة وقد أنى لي أحاذر ما أفات أبي وجدي ... وأفنى كلّ عم لي وخال وكان أعشى عكل يلاحي بلالاً ونوحاً ويهاجيهما وهو القائل فيهما في قصيدة سألت الناس أي الناس شر ... وأخبث إذ تجوهرت الأمور وألأم أولا وأدقّ فعلا ... فقالوا أسرة منهم جرير إذا سئل الورى عن كل خزي ... أشار إلى بني الخطفى مشير ولأعشى عكل رجز قد ذكرته في أشعاره مع شعر الرباب. ومنهم أعشى بني عقيل وهو معاذ بن كليب بن حزن بن معاوية ابن خفاجة بن عمرو بن عقيل. وهو الذي كان يغاور بني الحارث بن كعب وكان شاعراً فارساً وهو القائل: تمنيت أن تلقى معاذاً بسحبل ... ستلقى معاذاً والقضيب الميانيا

سنقتل منكم بالقتيل ثلاثة ... ويغلى وقد كادت دماء غواليا فلا تحسبن الدين يا علب منظراً ... ولا الثائر الحران ينسى التقاضيا يريد علبة بن ماعز الحارثي. وفي هذه الأبيات جواب قول جعفر بن علبة الحارثي حين لقي بني عقيل: كأنّ العقيليين حين رأيتهم ... فراخ القطا لاقين أجدل بازيا ألا لا أبالي بعد يومي بسحبل ... إذا لم أعذب أن يجيء حماميا فإنّ بأعلى سحبل ومضيقه ... مراق دم قد يبرح الدهر ثاوياً وليس ورائي حاجة غير أنني ... رددت معاذاً كان فيمن أتانيا فتصدقه النفس الخبيثة موطني ... ويوقن بالعشواء إن قد رآنيا قوله يوقن بالعشواء يريد عينه، وقصة جعفر بن علبة فيما كان بينه وبين بني عقيل مذكورة عند ذكره مع شعراء بني الحارث بن كعب. ومنهم أعشى بني مالك بن سعد رهط العجاج وهو راجز مشهور. ومنهم الأعشى التغلبي واسمه نعمان بن نجوان ويقال ربيعة ابن نجوان بن أسود أحد بني معاوية بن جشم بن بكر وهو القائل: أصبحت أعشى كبيراً قد تخونني ... ريب الزمان وقدماً كان ريابا وراجع الحلم قلبي بعد صبوته ... وقد يكون خديني الجهل أحقابا ولا حب مثل فرق الرأس مطرد ... قد ألبسته ستور الليل جلبابا جاوزته بكناز اللحم دوسرة ... ترى لها في حصى المعزاء أندابا وله ديوان مفرد وقصائد في حرب قيس وتغلب وقتل ابن الحباب وشأن

زفر بن الحارث. وهو القائل: وفي الأمر تشبيه إذا كان مقبلاً ... ولكنما تبيانه في التدبر ح التدبر ها هنا بمعنى الإدبار. ومن نادر الشعر قوله: حنت سلامة للفراق جمالها ... كيما تبين وما تحب زيالها الحسن آلفها يبيت ضجيعها ... وتظل قاصرةً عليه ظلالها ظلت تسائل بالمتيم ماله ... وهي التي فعلت به أفعالها وهي قصيدة مدح بها مسلمة بن عبد الملك فقال: حبر لمسلمة البتاء فإنه ... فضلت أنامله الاكف فطالها فلتبلغنك مدحة قد حبرت ... أعشى بني غنم بن تغلب قالها ومنهم أعشى بن النباش بن زرارة التميمي حليف بني نوفل قال يرثي ابني الحجاج وقتلى بدر: قذى بعينك أم بالعين عوار ... بل حزنها إن خلت من أهلها الدار وقد أراها حديثاً وهي آنسة ... لا يشتكي أهلها ضيف ولا جار إن يكسبوا يطعموا من فضل كسبهم ... وأوفياء لمن آووه أبرار ويل أم بني الحجاج إن ندبوا ... لا بخل فيه ولا في الخصم إيثار وعندهم يبتغي المعروف قد علمت ... عليا معد وهم سر وأخيار نجوم مكة يستسقى الغمام بهم ... وهم لمن يجتدي المعروف أنهار لو كان مجد على الجوزاء أنزلهم ... مجد تليد وأحلام وأخطار أي لو كان مجد على الجوزاء مجد تليد ح وقوله في أول البيت الرابع من الأولى: ويل أم بني. زحاف وتقويمه ويل لأم بني.

من يقال له الأخطل منهم الأخطل التغلبي واسمه غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو بن التيحان بن فدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب الشاعر المشهور من الأراقم. ومنهم الأخطل الضبعي كان شاعراً وادعى النبوة وكان يقول: لمضر صدر النبوة ولنا عجزها فأخذه عمر بن هبيرة فقال: ألست القائل: لنا شطر هذا الأمر قسمة عادل ... متى جعل الله الرسالة ترتبا أي راتبة في واحد. قال وأنا القائل: ومن عجب الأيام أنك حاكم ... علي وأني في الوثاق أسير ح ويروى في يديك أسير قال أنشدني شعرك في الدجال قال أغرب ويلك فأمر به فضربت عنقه وهو القائل في مسيلمة الكذاب: لهفاً عليك أبا ثمامة ... لهفاً على ركني شمامه كم آيةٍ لك فيهم ... كالبرق يلمع في غمامه ومنهم الأخطل المجاشعي وهو الأخطل بن غالب أخو الفرزدق وكان شاعراً وإنما كسفه الفرزدق فذهب شعره ووجدت له بيتاً واحداً أنشده الطائي في اختيار المقطعات: إلى نار ضراب العراقيب لم يزل ... له من ذنابي سيفه خير حالب ويروى هذا البيت للفرزدق في أبياته المشهورة التي أولها: وركب كأن الريح تطلب عندهم ... لهاترة من جذبها بالعصائب ومنهم الأخطل بن حماد بن الأخطل بن ربيعة بن النمر بن تولب شاعر لم يقع إلي شعره وأنشد له أبو حاتم في كتاب ما تلحن فيه العامة:

يهينون من حفروا شيبه ... وإن كان فيهم يفي أو يبر ووجدت في ديوانه هذا البيت للنمر بن تولب في جملة أبيات يقول فيها: فيوم علينا ويوم لنا ... ويوم نساء ويوم نسر ووجدت في أشعار الرباب عن المفضل وحماد للأخطل بن ربيعة: وليلة ذي نصب بتها ... على ظهر توأمة راجله وبيني إلى أن رأيت الصباح ... ومن بينها الرحل والراحله من يقال له الأغلب منهم الأغلب الراجز العجلي وهو الأغلب ابن عمرو بن عبيدة بن حارثة بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن الصعب بن علي بن بكر بن وائل وهو أرجز الرجاز وأرصنهم كلاماً وأصحهم معاني وهو القائل الحلم بعد الجهل قد ينوب ... وفي الزمان عجب عجيب وعبرة لو ينفع التجريب ... واللبّ لا يشقى به اللبيب والمرء محصى سعيه مرقوب ... يهرم أو تعتاقه شعوب وكل أقصى ربضه قريب وله في المفاحشات ما ليس لشاعر؛ واخترت شعره في ما اخترت من الرجز.

ومنهم الأغلب الكلبي واسمه بشر بن حزرم بن خثيم بن جعول ابن ربيعة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب وكان يهاجي عبد الله بن دارم بن جبلة بن إساف بن هذيم بن عدي بن جناب وفيهما يقول مكيث الكلبي في قصيدة: فمن مبلغاً بشراً معاً وابن دارم ... قصائد مني قد أمنّ بريمها تماديتما في نوكة فكلاكما ... يسبّ عدياً جاهداً ويديمها وما في عدي من معاب لعائب ... ولا حلم يطوى عليه أديمها وعبد الله بن دارم بن جبلة القائل في بني ربيعة بن حصن بن ضمضم رهط الأغلب كأن بني ربيعة رهط سلمى ... حجارة خارئ يرمي كلابا ويعرف من ربيعة كلّ كهل ... إذا يزداد نوكا حين شابا كذاك عرفت أولهم قديماً ... وآخرهم إذا بلغ الشبابا فأما الأغلب فلم أجد له في أشعار كلب شعراً وأظن شعره درس فلم يدرك. ومنهم الأغلب بن نباتة الأزدي ثم الدوسي أنشد له أبو عمر وبندار بن لزة الكرخي في كتابه الذي ألفه في معاني الشعر ولست بذي قلبين قلبٍ مشيع ... وقلب إذا ما أرعد القوم أرعدا ولكن قلبي قلب أغلب باسل ... إذا انصلتت عنه الليالي تمردا كمثل المداك أو كشجرة عاقل ... وآة أبت في القرب إلا توقدا

ولم أر له ذكراً في أشعار الأزد وأظنه إسلامياً متأخراً. ومن يقال له الأقيبل منهم الأقيبل القيني وهو الأقيبل بن نبهان بن خنف إسلامي كان في زمن الحجاج وهو القائل: متى ما يسؤ ظن امرئ بصديقه ... يصدق بلاغات يجئه يقينها متى ما يكن في صدر مولاك إحنة ... فلا تستثرها سوف يبدو دفينها وكان الأقيبل مع الحجاج بن يوسف حين خرج إلى ابن الزبير فهرب من الحجاج وقال: لعمر أبي الحجاج ما خفت ما أرى ... من الأمر ما ألفيت تعذلني نفسي فالا ترحنا من ثقيفٍ وملكها ... أسحّ لأيام السباسب والنحس فبلغ الحجاج شعره فأرسل فيه وكتب إلى عبد الملك بن مروان: إن الأقيبل خذن أهل الشام عني فانطلق الأقيبل حتى أتى قومه ثم ارتحل من بعد حتى عاذ بقبر مروان بن الحكم وقال: إني أعوذ بقبر لست مخفره ... ولا أعوذ بقبر بعد مروان فأمنه عبد الملك وكتب إلى الحجاج ألا يعرض له وجعله في ذمته فقال له قومه: إنك إن أتيت الحجاج قتلك. فطرح الكتاب وهرب فذلك حين يقول: لأطلبن حمولاً قد علت شركا ... كأنها بالضحى نخل مواقير وفي الحمول التي تنوي وتطلبها ... حتى لحقنا بها مثل الدمى حور كانت علاقته هذا على قدر ... وكل أمر إذا ما حم مقدور

إني لأعلم والأقدار غالبة ... أن انطلاقي إلى الحجاج تغرير لئن حدى بي إلى الحجاج يقتلني ... إني لأحمق من تحدى به العير وله قصائد جياد ومقطعات في أشعار بني القين بن جسر وصرعته ناقته في بعض الأسفار فمات. ومنهم الأقيبل العذري واسمه عمران بن أبي الجراح من بني لأي ثم من بني الحارث بن سعد بن هذيم وهو القائل: من يطع قائد الهوى تبد منه ... عورة لا يجنها بالثياب هاج شوقي ولم أكن ذا نصاب ... طلل في مطالع الأحزاب ومن يقال له الأبيرد منهم الأبيرد اليربوعي وهو الأبيرد بن المعذر ابن قيس بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم شاعر مشهور مقل محسن. وهو القائل يرثي أخاه بريداً في قصيدة طويلة: تطاول ليلى لا أنام تقلباً ... كأن فراشي حال من دونه الجمر أراقب من ليل التمام نجومه ... لدن غاب قرن الشمس حتى بدا الفجر تذكر حب بان منا بنصره ... ونائله يا حبذا ذلك الذكر فإن تكن الأيام فرقن بيننا ... فقد عذرتنا في صحابته العذر أحقاً عباد الله أن لست لاقياً ... بريداً طوال الدهر ما لألأ العفر فتى ليس كالفتيان إلا خيارهم ... من القوم جزل لا قليل ولا وعر فتى إن هو استغنى تخرق في الغنى ... وإن كان فقراً لم يؤد متنه الفقر وسامى جسيمات الأمور فنالها ... على العسر حتى يدرك العسرة اليسر ترى القوم في العزاء ينتظرونه ... إذا ضل رأي القوم أو حزب الأمر فليتك كنت الحي في الناس باقياً ... وكنت أنا الميت الذي أدرك الدهر

وله أشعار حسان وديوان مفرد. ومنهم الأبيرد بن هرثمة العذري ويقال الأزيبر وتزوج الفغماء بنت سنان العذرية وساق خمسين من الإبل وقال: إني لسمح إذ أفرج بينها ... بأكثبة البقار يا أم هاشم فأفني صداق المحصنات إفالها ... فلم يبق إلا جلة كالبراعم ح: قوله في البيت الأول: أكثبة البقار جبال في بني أسد. من يقال له الأديرد ح أظنه تصغير أدرد. الكلبي من بني عامر الأكبر ويعرف بابن الفدكية وهي سبية من أهل فدك وهو القائل: هل ما جزيناهم قتلى على لثم ... وفي الطلاقة من بؤس وإنعام كنا سواءً فزادونا فزادهم ... فكملت باختيار رمية الرامي وإذ يلح على سعد جيادهم ... سعد بن مرة لا سعد بن همام من يقال له أربد منهم أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر ابن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أخو لبيد بن ربيعة لأمه وهو الذي صار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعامر بن الطفيل ليقتلاه فهلك عامر في رجوعه بالغدة وأصابت أربد صاعقة فهلك. فقال فيه لبيد: أخشى على أربد الحتوف ولا ... أرهب نوء السماك والأسد وأربد شاعر وهو القائل: وكائن أتى للدار بعدك من شهر ... وصفق سوار من رياح ومن قطر فأسكت فيها أبتغي العلم عندها ... فضنت علينا بالجواب وبالخبر وقد أشعرتني جارتاي ملامة ... على اللهو يوماً في القداح وفي الخمر

وعقري لأصحابي الغداة مطيتي ... إذا أرملوا زاداً بأبيض ذي أثر فلا توعداني بالفراق فإنني ... على بين ذي القفد المفارق ذو صبر لعلكما أن ترشدا إن رشدتما ... بأمركما أو تغويان فلا أدري ومنهم اربد بن ضابئ بن رجاء الكلبي وكان مجاوراً لبني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وهم ربيعة الجوع وقال يهجوهم بالجوع في أبيات وذلك عن ثعلب عن ابن الأعرابي: بسمنان بول الجوع مستنقعاً به ... قد اصفرّ من طول الإقامة حائله ببرقانه ثلث وبالخرت ثلثه ... وبالحائط الأعلى أقامت عيائله له صفرة فوق العيون كأنها ... بقايا شعاع الأفق والليل شامله في أبيات فأجابه عون بن عمرو بن حكيم بن معية فقال في أبيات: وإن يك هذا الجرم أرهب عنكم ... لساني فشوال بكم شال شائله ومنهم أربد بن شريح بن بجير بن أسعد بن ناشب بن سبد بن رزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض، وهو القائل في طعنة طعنها ابن آبي اللحم الغفاري في شيء كان بين بني ثعلبة بن سعد وبني غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة: حميت ذمار ثعلبة بن سعد ... بجنب الحت إذ دعيت نزال وأدركني ابن آبي اللحم يجري ... وأخرى الخيل حاجزة التوالي طعنت مجامع الاحشاء منه ... بمفتوق الوقيعة كالهلال فان يهلك فذلك كان قدري ... وان يبرأ فاني لا أبالي

وكان أربد بن شريح بن بجير سيداً شريفاً شاعراً وأحد الفرسان المشهورين في الجاهلية وله أشعار قد ذكرتها في المنتخل من أشعار بني ثعلبة ابن سعد بن ذبيان. وفي كلب بن وبرة أزبر - بالزاي والراء - بن غزي بن أبي طفيل ابن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب شاعر مقدم يقول في الغزراء امرأة أبيه وكان يشبب بها قبل أن يتزوجها أبوه. ولولا هوى الغزراء لم تك ناقتي ... بنكد ولم أشرب طلاءً ولا خمرا لقد حببت شعلا إلي ولم أكن ... أحب بها شعلا ولا النفر الزعرا ومن يقال له الأخنس منهم الأخنس بن شهاب التغلبي وهو الأخنس بن شهاب بن شريق بن ثمامة بن أرقم بن عدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن تغلب أحد الشعراء والفرسان وصاحب القصيدة المختارة التي أولها: لابنة حطان بن عوف منازل ... كما رقش العنوان في الرق كاتب ومنهم الأخنس بن غياث بن عصمة أحد بني صعب بن وهب ابن جلى بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار وكان شاعراً فارساً وهو الذي يقول للحجاج بن يوسف حين خرج عليه عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي: ألم تر أن الأزهر بن محمد ... لما عاق من أمر المحلين مانع رآهم أناساً ينطقون عن الهوى ... بديعاً وما في المحكمات بدائع ومنهم الأخنس بن عباس بن خنيس بن عبد العزيز بن عائذ

ابن عميس بن هلال بن تيم الله بن ثعلبة شاعر فارس وهو القائل: ألم تعلم بنو شيبان أنا ... غداة الروع فتيان الصباح وجرد الخيل محضرة لدينا ... تصرف في المراود كالقداح توقرنا الحلوم إذا غضبنا ... ونفزع في الهياج إلى السلاح متى افتر عن نسبي فإني ... أنا ابن مقفى الحدق الصحاح ومنهم الأخنس بن نعجة بن عدي بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي وكانت أمه من بني عوثبان من مراد فاعترف فيهم فراهن على فرس له فسبقهم فطلبوه لسبقه فقال في ذلك: هلاّ سألت بني صعبٍ بخبرهم ... والحي من قاسطٍ حيّ بن قواد أنى صبحت غداة الشيح خيلهم ... عند الغسا مثل سيد الأمسح الغادي ردّوا جوادي وحالوا دون سبقته ... هذا لعمرك حكم ضلعه بادي لو كان عندي بنو زيد رأيتهم ... يوجون عني قناة الظالم العادي ومنهم الأحبش - بالحاء غير معجمة والباء والشين معجمة - ابن قلع بن الحارث بن المنذر بن جهمة بن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم وكان جاراً لبني أسد فأغار بعض بني أسد على إبله فشكا ذلك إلى نضلة بن الأشتر الأسدي فقال له نضلة قل حتى أعذر فقال الأحبش: وقد رابني من نضلة استئخاره ... موركاً يمشي به حماره لا ليله يخشى ولا نهاره وقال أيضاً: قد منع النوم حنين الضّبه ... حنينها وهي إليّ صبه

فأغار عليهم نضلة بن الأشتر فاستاق لهم عشرين لقوحاً فدفعها إلى الأحبش فأطردها إلى بلاده وإنما استيق له ثلاثة أبكر وناقة. من يقال له الأشتر منهم الأشتر النخعي واسمه مالك بن الحارث بن عبد الغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة وهو القائل: وما برحت مثل المهاة وسابح ... وخطارة عبر السرى من عياليا أقاسمهن العيش في الفقر والغنى ... وندفع عنهن السنين احتباليا فهذا لأيام الهياج وهذه ... للهوي وهذي عدة لارتحاليا وهو القائل: بقيت وفرى وانحرفت عن العلى ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس إن لم أشن على ابن حرب غارة ... لم تخل يوماً من نهاب نفوس خيلاً كأمثال السعالي شزبا ... تعدو ببيض في الكتيبة شوس يحمى الحديد عليهم فكأنه ... لمعان برق أو شعاع شموس وكان الأشتر أحد الفرسان من ذوي النصر والحمية لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه وأنشدنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش هذه الأبيات. ومنهم الأشتر بن عامر أخو بني ولاد ثم من بني عوف بن ولاد من تيم الرباب وهو القائل: وأبلغ بني ذهل إذا ما لقيتهم ... وكل مسودٍ من لؤي وسائد فما حاردت قدري ولا الشول حاردت ... علي ولا ألبانها لم تحارد

وما غرني من عز تيمٍ وحلفها ... وحسن بلائي حاجب وعطارد ومنهم الأشتر الحمامي من بني حمامة من أزد عمان وهو القائل: لمن دار عفت بالساريات ... وتصريف الأمور السائبات ذكرت بها المليحة أم عمرو ... ودمعي كالسجال الواهيات على السربال تحسبه جماناً ... تخرم من سلوك الناظمات من يقال له أهبان ووهبان ومنهم أهبان مكلم الذئب ويعرف بابن غادية الأسلمي وأسلم أخو خزاعة وهو أهبان بن كعب بن أمية بن يقظة ابن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم ح وفي أخرى ويقال هو أهبان مكلم الذئب بن أوس وهو الأكوع بن ربيعة بن كعب بن أمية بن يقظة بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم، وأهبان هو الذي طعن ربيعة بن مكدم فقتله وجاء بفرسه وسلاحه فوهبه لنبيشة بن حبيب السلمي وقال: ولقد طعنت ربيعة بن مكدم ... يوم الكديد فخرّ غير موسد في ناقع شرق بنات فؤاده ... منه بأحمر كالملاب المجسد ولقد وهبت سلاحه وجواده ... لأخي نبيشة قبل لوم الحسد وكان أهبان أحد الشعراء الفرسان وله في كتاب خزاعة وأسلم شعر. ومنهم أهبان بن نكرة التيمي تيم الرباب أحد بني سعد بن عمرو بن الحارث بن التيم شاعر فارس وهو القائل: ضربت القدار على رجله ... فيا ضربة ما ضربت القدارا

فقطرته كابياً للجبين ... أجلله السيف حتى استدارا وثارت حلائب خيل الرباب ... سراعاً إلى الروع تذري الغبارا فمن مقعص خده بالتراب ... ومغتصب مسمج لي الإسارا وكانوا كأضرام نار جرى ... حريق به في اباء فطارا ومنهم أهبان بن خالد بن نضلة الأسدي قال يرثي هماماً رجلاً من بني أسد. وكان يقال له أهبان النواح لحسن مراثيه: الما نسلم إنها حاجة لنا ... على قبر همام سقته الرواعد هناك الفتى كل الفتى كان بينه ... وبين المزجى نفنف متباعد ح المزجى هنا ابن عمه المزجى من الرجال الضعيف الذي ليس بكامل ولا قوي من قولهم بضاعة مزجاة: إذا انتضل القوم الأحاديث لم يكن ... عيياً ولا عبئاً على من يقاعد ح ولا ربياً وتحته ربئاً وهو الصواب. قال أبو القاسم والذي قرأته على الأخفش في الكامل ولا عبئاً. ومنهم أهبان بن لعط بن عروة بن صخر بن يعمر بن نفاثة ابن عدي بن الديل بن كنانة بن خزيمة بن مدركة، شاعر فارس وهو القائل لأبي بثينة الهذلي ثم الصاهلي: ألا أبلغ لديك بني قريم ... مغلغلة يجيء بها الخبير فردوا لي الموالي ثم حلوا ... مرابعكم إذا مطر الوتير

في أبيات فأجابه أبو بثينة فقال: ألا يا ليت أهبان بن لعط ... تلفت وسطهم حيث استثيروا في أبيات هي في شعر هذيل. ومنهم وهبان بن المقلوص بالواو مضمومة في عدوان بن عمرو ابن قيس عيلان، لست أدري أهو منهم أم من الحلفاء ووجدت له في كتاب عدوان يرثي عمرو بن أبي لدم العدواني وقتلته بنو سليم: وأهلي فداء يوم بطن معولة ... على أن تراه القوم لابن أبي لدم نشد على الأولى وفي كل شدة ... يزيدونه كلما ويصدر عن لحم من يقال له أدهم منهم أدهم بن أبي الزعراء الطائي أخو بني معن وهو سويد بن مسعود بن جعفر بن عبد الله بن طريف بن حي بن عمرو بن سلسلة ابن غنم بن ثور بن معن وكان شاعراً محسناً وهو القائل: إذا الريح جاءت بالجهام تلفه ... هذا ليله شل النعام الطرائد فأعقب نوء المرزمين بغبرة ... وقطر قليل الماء بالليل بارد كفى حاجة الأضياف حتى يريحها ... عن الحي منا كل أروع ماجد رفيق بتفريج الأمور ولفها ... لما ناب من معروفها غير زاهد وليس أخونا عند شر نخافه ... ولا عند خير إن رجاه بواحد إذا قيل من للمعضلات أجابه ... عظام اللهى منا طوال السواعد وللموت خير للفتى من حياته ... إذا لم يطق علياء إلا بقائد فعالج عليات الأمور فلا تكن ... نكيث القوى ذا نهمة في الوسائد

ولأدهم أشعار جياد في أوصاف الحيات مقطعات قد أثبتها في أشعار طيء. ومنهم أدهم بن محرز الباهلي وهو أدهم بن محرز بن أسد بن أخشن أحد بني الأحب بن زيد بن عمرو بن وائل بن معن بن أعصر، وكان فارس أهل الشام ورجلهم وابنه مسلمة بن أدهم وابنه أيضاً مالك بن أدهم ولي نهاوند لابن هبيرة وكان فارساً من رجال أهل الشام، ولأدهم شعر وهو القائل وقد دخل على الحجاج بن يوسف وهو أشيب فأمره بالخضاب فقال: ولما رأيت الشيب حل بياضه ... تفتيت وابتعت الشباب بدرهم ومنهم أدهم بن مرداس التيمي من تيم اللات بن ثعلبة وهو القائل: لو أن رهطي مثل قوم عباعب ... واخوتهم ما استيق ظلماً ركائبي ولكن أصابتهم خطوب وأخطأت ... رجالاً أروني بالنهار كواكبي ومنهم أدهم بن مرداس أخو عتيبة بن مرداس المعروف بابن فسوة أحد بني كعب بن عمرو بن تميم بن مر وكان أديهم شاعراً خبيثاً وفيه يقول الفرزدق: متى ما ترد يوماً سفار تجدبها ... أديهم يرمي المستجيز المغورا المستجيز الذي يأتي القوم يستسقيهم ماء ولبناً، وسفار ماء لهم، وكان

يهاجي اللعين المنقري وفيه يقول: يذكرني سبالك إسكتيها ... وأنفك بظر أمك يا لعين من يقال له الأشهب منهم الأشهب بن رميلة وهي أمه والأشهب بن ثور بن أبي حارثة بن المنذر بن جندل بن نهشل بن دارم ابن مالك بن زيد مناة بن تميم وكان يكنى أبا ثور شاعر محسن متمكن وهو القائل: ولله دري أي نظرة ذي هوى ... نظرت ودوني لينة فكثيبها إلى ظعن قد يممت نحو حائل ... وقد عز أرواح المصيف جنوبها من الناضحات المسك في كل ملعب ... كنضح الندى أردانها وجيوبها فأصبح باقي الود بيني وبينها ... أحاديث قد تثنى علينا ذنوبها أبى الضيم أني في أرومة نهشل ... طويل العصا يوم الحفاظ صليبها تشاورني في ما أرادت شبابها ... وتعرف جهلي حين أجهل شيبها وهو القائل: فإن الذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كل القوم يا أم خالد هم ساعد الدهر الذي يتقى به ... وما خير كف لا ينوء بساعد والأشهب بن رميلة القائل في قصيدة يمدح بها إسحاق بن البراء بن شريك الأنصاري وهي تروى لابن رميلة الضبي لاتفاق الاسمين في رميلة، ومن أجل ما يقع من الغلط في مثل هذه الأسماء المتفقة ألفت هذا الكتاب: ألا يا دين قلبك من سليم ... كما قد كنت تلقى من سعادا

فإن تشب الذؤابة أم زيد ... فقد قاسيت أياماً شدادا فأبليت الحروب إذ ابتلتني ... على مكروهها حسناً وآدا أحاضر كل ذي أمد قريب ... وأبعد إن أردت به البعادا وهي قصيدة. وكان بينه وبين الفرزدق لحاء وهجاء وذلك في أول أمر الفرزدق فغلبه الفرزدق وقد ذكرت أخباره وأشعاره في كتاب الشعراء المشهورين. ومنهم الأشهب بن الحارث بن هزلة بن معتب بن أحب بن الغوث ابن عتريف بن عوف بن جلان بن غنم بن غني بن أعصر شاعر فارس جاهلي لحق الإسلام وقتل يوم الغفران ببلاد الروم وقتل معه أخوان له وهو القائل: ألا قبح الإله غداة حجر ... سيوفاً في أكف بني كلاب نبون عن العدو غداة حجر ... ولا تنبو لأيام السباب ولو شهد القتال بنو سليم ... لسالت يوم ملحمةٍ شعابي ولو شهد القتال حماة ثغر ... من أعصر لاستحرتكم ضرابي ولو شهدت بنو ذبيان دارت ... رحى شهباء خافقة العقاب ومنهم الأشهب بن عبيد الله بن كليب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وذكره أبو اليقظان وأنشد له: أناخ اللؤم وسط بني كليب ... فصار لكلهم منه نصيب

من يقال له الأبرش منهم جذيمة الأبرش الملك كان شاعراً وهو جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبيد الله بن مالك بن نصر بن الأسد. وكان أبوه مالك بن فهم ملكاً على العرب بالعراق عشرين سنة وكان يقال لجذيمة الأبرش الوضاح لبرص كان به وملك بعد أبيه ستين سنة وكان ينزل الأنبار وهو القائل: ربما أوفيت في علم ... ترفعن ثوبي شمالات في فتو أنا كالئهم ... في بلايا عورة باتوا ثم أبنا غانمين معاً ... وأناس بعدنا ماتوا ليت شعري ما أماتهم ... نحن أدلجنا وهم فاتوا في أبيات، ولجذيمة في كتاب الأسد أشعار. ومنهم الأبرش الضبي وهو عامر بن حوط بن أبي هند بن المعدل ابن الحزن ابن مازن من بني عامر بن عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبة شاعر فارس وهو القائل: ولقد علمت لتأتينّ عشية ... ما بعدها خوف علي ولا عدم وولجت بيت الحق ليس بباطل ... ما إن أبالي ما تقوض وانهدم فلأتركن للساملين حياضهم ... ولأحبسن على التنوفات النعمّ الساملين: أصحاب السمل وهو الماء القليل. من يقال له الأخضر منهم الأخضر بن هبيرة بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد شاعر فارس. وهو القائل يهجو بني عبس: إذا ناقة شدت برحل ونمرق ... لمدحة عبسيّ فخابت وكلت وجدنا بني عبس سوى اسم أبيهم ... قبيلة سوء حيث سارت وحلت

ومنهم الأخضر بن جابر أحد ني حرام بن سعد بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض. شاعر فارس وهو القائل: وإني لآتي الأرض ما لي حاجة ... سواك ولا دين بها أنا طالبه فأتيانها ظلم وهجرانها جوى ... برى أعظمي أن لا تغب نوائبه وللأخضر هذا رجز وهو القائل في وصف الإبل: تربعت بين المهيد والأحم ... في نفل غاش ويعضيد متم حتى إذا دمت بني مرتكم ... وجعلت تركب أشراف الأكم يأخذه من حبها مثل اللمم ... ينزو بعرنين أجيد من أدم غرقيتين اختيرتا من الحرم ... مثل العقابين هما يوم الرهم باكرتا الصيد بجد وأضم ... لن يرجعا أو يخضبا صيداً بدم ومنهم الأخضر اللهبي لقب له وهو الفضل بن عباس بن عتبة ابن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وهو القائل: وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة من بيت العرب الأبيات المشهورة وهو شاعر خبيث متمكن وهو القائل: مهلاً بني عمنا مهلاً موالينا ... لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم ... وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا الله يعلم أنا لا نحبكم ... ولا نلومكم ألا تحبونا وقد ذكرت أخباره ومختار شعره مع بني هاشم في أشعار المشهورين. من يقال له الأحمر منهم الأحمر بن شجاع بن القعطل بن سويد

ابن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن هبل بن عبد الله ابن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة شاعر فارس وهو القائل: ونحن صقعنا قيس عيلان صقعة ... بكتها معاويل من الثكل جسر بجأواء تعشى الناظرين كأنها ... دجى الليل بل هي من دجى الليل أكبر فإن تنكرن مروان حسن بلائنا ... نكونن أخاها حين تخشى وتذعر وإن يكفرونا ما صنعنا إليهم ... فما كل من يؤتى الصنيعة يشكر ومنهم الأحمر بن مازن بن أوس بن أوس بن النابغة بن عثر بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن الذي ضرب رجل المخندف وهو بدر بن معشر الكناني فقطعها وقال: إني وسيفي حليفا كل داهية ... من الدواهي التي بالعمد أجنيها إني نقمت عليه الفخر حين دعا ... جهراً وأبرز عن رجل يعريها ضربتها أنفاً إذ مدها بطراً ... وقلت دونكها خذها بما فيها لما رأى رجله بانت بركبتها ... أوما إلى رجله الأخرى يفديها وقد ذكرت قصته مشروحة في كتاب بني نصر بن معاوية. ومنهم الأحمر بن سمية السعدي. ذكره ثعلب في الأمالي عن ابن الأعرابي ولم يرفع نسبه إلى سعد بن زيد مناة وأنشد له في حنين الإبل: حنت فأرقني والليل مطرف ... بعد الهدو ببطن السي أذوادي حنت بأجوف صراف ترجعه ... كأنه صوت ثكلى بين عواد أو صوت زمارة في بيت مشربة ... أو صوت مستأجر يحدو مع الحادي

ومنهم الأحمر بن جندل أخو سلامة بن جندل بن عبد عمرو بن عتيبة بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وكان شاعراً وهو القائل: ألا من مبلغ عني لقيطاً ... وعمراً إن سألت يخبراني بأي عداوة وبأي جرم ... يعينان الصديق ويخذلاني من يقال له الأحيمر منهم الأحيمر السعدي اللص ليس بمرفوع النسب عندي إلى سعد بن زيد مناة بن تميم. وكان فاتكاً مارداً وهو القائل: نهق الحمار فقلت أيمن طائر ... إن الحمار من التجار قريب وهو القائل: وإني لأستحيي من الله أن أرى ... أجرر حبلاً ليس فيه بعير وأن أسأل الجبس اللئيم بعيره ... وبعران ربي في البلاد كثير وهو القائل: عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... ولوح إنسان فكدت أطير يرى الله أني للأنيس لشانىء ... ويبغضهم لي مقلة وضمير أنشد الأصمعي للأحيمر: يعيرني الإعدام والبدو معرض ... وسيفي بأموال التجار زعيم ثم قال للأحيمر بعد أن تاب، أنشده أبو عبيدة: أشكو إلى الله صبري عن رواحلهم ... وما ألاقي إذا مروا من الحزن قل للصوص بني الخناء يحتسبوا ... بز العراق وينسوا طرفة اليمن

فرب ثوب كريم كنت آخذه ... من التجار بلا نقد ولا ثمن ومنهم الأحيمر الطائي لم يرفع نسبه إلى طيء ووجدت له في أشعار طيء يهجو بني أشنع بن عمرو بن طريف: لعمرك إن الأشنعيّ وشأنه ... لكالصبح ما يزداد غير بياض ونسبه أبو عمرو بندار في كتاب معاني الشعر فقال: هو الأحمر أخو بني الصحصح بن مالك بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن خارجة بن جندب بن قطرة بن طيء. وأنشد له شيئاً في المعاني. من يقال له ابن أحمر منهم عمرو بن أحمر الباهلي. قال ابن حبيب هو عمرو بن أحمر بن العمرد بن عامر بن عبد شمس بن عبد بن قدام ابن قراص بن معن الشاعر الفصيح وكان يتقدم شعراء أهل زمانه وهو القائل: إذا ضيعت أول كل أمر ... أبت أعجازه إلا التواء وقد ذكرت حاله وأشعاره مع الشعراء المشهورين. قال ابن الكلبي في جمهرة النسب: عمرو بن الأحمر بن العمرد بن عامر بن عمرو بن عبيد بن قراص. ومنهم ابن أحمر البجلي ثم العتكي أحد بني العتيك بن الربعة بن مالك ابن سعد بن زيد بن قسر بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن القزر بن نبت بن زيد بن كهلان بن سبأ. وابن أحمر هذا إسلامي قديم وشاعر مجيد وصاف للحيات وعلى قوله احتذت الشعراء وهو القائل قد كاد يأكلني أصم مرقش ... من حب كلثم والخطوب كثير

خلقت لهازنه عزين ورأسه ... كالقرص فلطح من طحين شعير ويدير عيناً للوقاع كأنها ... سمراء طاحت من نفيض برير وكأنّ مرصده بكل ثنيةٍ ... تلقاك كفة منخل مأطور وكأن شدقيه إذا استقبلته ... شدقاً عجوز مضمضت لطهور ومنهم ابن أحمر الكناني وهو هنىء بن أحمر من بني الحارث بن مرة بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة جاهلي وهو القائل: يا ضمر أخبرني ولست مخبري ... وأخوك ناصحك الذي لا يكذب هل في القضية أن إذا استغنيتم ... وأمنتم فأنا البعيد الأجنب وإذا الشدائد بالشدائد مرة ... أشجتكم فأنا المحب الأقرب وإذا تكون كريهة أدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب هذا ما أنشده أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب وزاد أبو اليقظان: ألمالك طيب البلاد ورعيها ... ولي الثماد ورعيهنّ المجدب هذا لعمركم الصغار بعينه ... لا أمّ لي إن كان ذاك ولا أب ومنهم ابن أحمر الإيادي ولم يقع إلي من شعره كبير شيء ووجدت له في كتاب إياد بيتاً واحداً وهو: هل ينهينك عن نوك وعن حمق ... من بالجزيرة من برد ودعميّ من يقال له الأعور منهم الأعور الشني وهو بشر بن منقذ ويكنى أبا

منقذ أحد بني شن بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. شاعر خبيث وكان مع علي رضي الله عنه يوم الجمل وهو القائل: فمن ير صفينا غداة تلاقيا ... يقل جبلاً جيلان ينتطحان قتلنا وأفنينا وما كل ما ترى ... بكف المذرى تأكل الرّحيان بكت عين من يبكي ابن فعلان بعدما ... نفى ورق الفرقان كل مكان وهو القائل في قصيدة جيدة: إذا ما المرء قصر ثم مرت ... عليه الأربعون عن الرجال ولم يلحق بصالحهم فدعه ... فليس بلاحق أخرى الليالي وهو القائل: وإن تنظروا شزراً إلي فإنني ... أنا الأعور الشنيّ قيد الأوابد ومنهم الأعور النبهاني وهو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيء. قال ابن الكلبي: اسمه سحمة بن نعيم بن الأخنس بن هوذة بن عمرو بن حصن. وقال أبو عبيدة في النقائض بين جرير والفرزدق هو العناب واسمه نعيم بن شريك ولم يرفع نسبه؛ وكان هجا جريراً وسبب ذلك أنه صار إلى بني سليط بن يربوع وقد نشب الهجاء بين جرير وغسان السليطي وكان الأعور شاعراً مشهوراً يقول الشعر فحملته بنو سليط على هجاء جرير فصار إلى جرير وتعرض له في أن يرفده فقال له جرير قد بلغنا خبرك فإنك لفي غنى وحولي هذه البيوت التي ترى وكل واجب الحق وما كل الحق أتبع له فانصرف راشداً فهجا جريراً فقال: أقول لها أمي سليطاً بأرشها ... فبئس مناخ النازلين جرير فلو عند غسان السليطي عرست ... رغا قرن منها وكان عقير يقول: لو نزلت بغسان أعطاني جملاً يرغو في قرن أي في حبل ويعقر إلى آخر فيكوس على ثلاث شبه الحبو:

ألست كليبياً وأمك كلبة ... لها حول أطناب البيوت هرير فقال جرير يجيبه: عفا ذو حمام بعدنا وحفير ... وبالسدر مبدى منهم وحضور وهي قصيدة يقول فيها: وأعور من نبهان يعوي ودونه ... من الليل باباً ظلمة وستور رفعت له مشبوبة يهتدي بها ... يكاد سناها في الهواء يطير مشبوبة يعني ناراً لأن جريراً كان قرى الأعور وأكرمه لما نزل عليه: لأعور من نبهان أما نهاره ... فليل وأما ليله فبصير ألست ابن نبهانية طال بظرها ... وباع ابنها يوم الحفاظ قصير وجدنا بني نبهان أذناب طيّئ ... وللناس أذناب ترى وصدور ترى شرط المعزى مهور نسائهم ... وفي شرط المعزى لهن مهور فلم يعاود الأعور جريراً بعدها بشيء. ويدل على أن الأعور كان يقال له عناب قول جرير في أبيات أخر: وما أنت يا عناب من رهط حاتم ... ولا من روابي عروة بن شبيب رأينا قروماً من جديلة أنجبوا ... وفحل بني نبهان غير نجيب قيل في النقائض في تفسير هذه الأبيات: عناب رجل من طيء وإنما أراد جرير الأعور وإياه عنى. ومنهم الأعور السنبسي طائي أيضاً أحد بني سنبس بن معاوية ابن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء. وفي كتاب طيء: هو الطرماح بن الجهم السنبسي وفي بعض النسخ الشني وفي بعض النسخ

الطرماح بن الجهم العقدي وعقدة بنت معتر من بني بولان هي أم ولد عمرو بن سنبس فولد عمرو ينسبون إليه. كتبت له في ما تنخلته من أشعار طيء قصيدة أولها: طال الثواء وبانت أم خلاد ... كيف المزار وقد قفى بها الحادي وفي الشعراء عور كثير وإنما ذكرت من يعرف بالأعور. من يقال لها الأغر منهم الأغر بن عبيد الله بن الحارث بن جمال بن ذريح بن عدي بن مطمع بن عبد جشم بن عامر بن ذبيان بن كنانة ابن يشكر بن بكر بن وائل شاعر فارس وهو القائل: ثلاث عذارى من خزاعة بدّن ... وبيض ثلاث من لؤيّ معاصر فقمن يحيين الأغر وصحبتي ... لدى المشعر الأعلى وهن قواصر وإني وإن ضن الأمير بإذنه ... على الإذن من نفسي إذا شئت قادر في أبيات: ومنهم الأغر بن مأنوس أحد بني يشكر بن بكر أيضاً شاعر له في شعر بني يشكر قصيدة طويلة جيدة أولها: طرقت فطيمة أرحل السفر ... بالطرم بات خيالها يسري يقول فيها: ولقد غدوت على القنيص معي ... قيد الأوابد ملهب الحضر ربذ القوائم ليس خائبه ... عصب شديد البطن والظهر

صلت الجبين كأنه قرحته الشع ... عرى إذا لاحت مع الفجر فإذا مدل دون غايته ... وردك يطيف بآتن ذعر قلنا لفارسنا يكفته ... حتى يجيش مراكل المهر فكأنه إذ بتهن معاً ... رجلاه حافيتان من نسر ناج يبادر ظل رائحه ... متأوب يأوي إلى وكر عادى ثلاثاً وهو مقتدر ... والعير رابعهن في النفر وبنيت أبراداً على أسل ... صدر النهار لفتية زهر يتنازعون شراب ذي نطف ... تنزيل صافية من الغدر ومنهم الأعز بن السليك بن حنظلة بن ثابت بن الصلت بن عبد الله بن الحارث بن حبيب بن بطيل بن أسامة بن ضبيعة بن عجل بن لجيب شاعر محسن قال يعاتب أباه في قصيدة ابلغ أبي عنى النأي أنه ... هو المرء أرجو بره وأعاتبه بأنك ذو سن ولب مجرب ... وقد ينفع المرء اللبيب تجاربه ويأتيك ودي وهو سهل وقد أبى ... فؤادك إلا النأي ما لم تغالبه فلا تأبسنّي بالهوان إرادة ... لتحلي ماءً قد أمرت مشاربه أطيع عشيري ما أراد كرامتي ... وأعصيه في ما ساءني وأجانبه فصلني فإني من جناحك منكب ... وما خير ريض بان منه مناكبه من يقال له ابن الأسود منهم عمرو بن أسود الطهري وهو أخو طهية ثم أحد بني عبد الله بن سعيدة بن عوف بن حنظلة شاعر فارس وهو القائل في أبيات قصة غضوب الربعية ألا إن سياراً ووقدان إذ جنوا ... على قومهم لم يخذلوا أو مجمعا

خلطنا البيوت بالبيوت فأصبحوا ... بني عمنا من يرمهم يرمنا معا أبينا فلا نعطى التي يفتدى بها ... ذليل ولا نكفي إذا الثقل أظلعا وقال عمرو بن أسود أيضاً: تلوم ولا تدري بأية بلدة ... هواي ولا وجهي الذي أتيمم ولم تدر ما مطوية قد أجنها ... ضميري الذي أخفي عليها وأكتم فكم خطة في موطن قد فصلتها ... كما طبق العظم اليماني المصمم ومنهم عمرو بن أسود الكلبي ثم الأجداري من بني الأجدر بن عوف بن عذرة بن زيد الله بن ثور بن كلب بن وبرة. شاعر فارس وسيد مطاع في قومه وهو القائل: ومحصنة قد طلقتها رماحنا ... ونوح بعثناه بليل منطق وبيض فلقنا هامه بسيوفنا ... وبيض أخذنا عنوة لم تفلق إذا كان أمر ذو حفاظ رأيتنا ... على درجات المجد نعلو ونرتقي وهو القائل: أفر منهم حذاراً أن ألاقيهم ... وقبل ذلك كانوا السمع والبصرا إن الصديق فلا تأمنّ بوائقه ... دون العدو إذا ما سؤته ثأرا ومنهم عمرو بن أسود الضبي شاعر وهو القائل يرثي رجلاً يقال له جناب: لهف نفسي على جناب إذا ما ... دعى النكس للطعان فهابا رب قرن تركته في مكر ... وقناة رويت منها الكعابا من يقال له الأصم منهم عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر بن

عمرو ابن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان وهو عمرو الأصم وابنه مفروق بن عمرو أحد فرسان بني شيبان وساداتها وذي النباهة فيها وكان هو وأبوه شاعران ومفروق أشعر. وعمرو الأصم القائل: لما تداعيتم والنقع معتكر ... بالأراقم نادينا بعلوان علوان شعار بني ربيعة: فاستلحم الموت من حانت منيته ... من كان فراس قوم غير ثنيان كم من قناة أصاب الموت قيمها ... فالدمع منها بتهتان وتسنان قوله في البيت الثاني: غير ثنيان. الثنيان الذي يكون أبوه فارساً وكذلك الشاعر الثنيان الذي يكون أبوه شاعراً وهو شاعر مثل كعب بن زهير وعبد الرحمن بن حسان ورؤبة بن العجاج. ومنه قول النابغة: فصدّ الشاعر الثنيان عني ... كما جاد الأزب عن الظعان ومفروق ابنه القائل في أبيات: ولرب أبطال لقيت بمثلهم ... فسقيتهم كأس الردى وسقيت وأخ يجيب المستضاف إذا دعا ... والخيل تعثر في الغبار رزيت فلأطلبن المجد غير مقصر ... إن مت مت وإن حييت حييت ومنهم الأصم الضبي وهو قيس بن عبد الله أحد بني عبد مناة ابن بكر بن سعد بن ضبة بن أد شاعر كان حرورياً يقول في قصيدة طويلة: وإنا لخواضون للموت غمرة ... على كل موار رقاق ملاطمه وإنا لتردى بالأكف رماحنا ... ويبني بها من كل مجد مكارمه

ومنهم الأصم الفزاري وهو الحمم بن زهرة. قال الجمحي: زهرة أمه وهو الحكم بن المقداد بن الحكم بن الصباح أحد بني مخاشن بن عصيم ثم أحد بني زهرة بن قيس بن عمرو بن ثومة بن مخاشن بن لأي بن شمخ بن فزارة، وكان فارساً شاعراً شهد الحرب المعروفة ببنات قين وهو القائل: إني ابن عمك حقاً غير مؤتشب ... إذا تساقط تحت الراية الورق فلا يغرنك مني أن ترى رجلاً ... من أهل نجدٍ عليه ثوبه الخلق معنى قوله: تحت الراية الورق. يريد بالورق الفتيان الشباب وهو مثل قول الشاعر هدبة بن الخشرم: ترى ورق الفتيان فيهم كأنهم ... دراهم منها جائزان وزائف والحكم الأصم القائل: اللؤم أكرم من وبرٍ ووالده ... واللؤم أكرم من وبر وما ولدا واللؤم داء لوبر يقتلون به ... لا يقتلون بداءٍ غيره أبدا قوم إذا جر جاني قومهم أمنوا ... من لؤم أحسابهم أن يقتلوا قودا ومهم الأصم الباهلي وهو عبد الله بن الحجاج بن كلثوم أحد بني ذبيان بن جئاوة بن معن بن أعصر شاعر خبيث إسلامي له قصائد يهجو فيها الفرزدق وهو القائل: قتيبة أبطال مساعير بالقنا ... خضارمة عند اللقاء بحور إذا قمر منهم مضى لسبيله ... بدا قمر يجلو الظلام منير إذا ما سألت الناس عن خير معشر ... أشار إليهم بالبنان مشير وقد علمت قيس بن عيلان أنه ... إليهم يصير المجد حيث يصير وهو القائل في قصيدة: يسلي المحبين طول النأي بينهم ... ويلتقي طرف أخرى فيأتلف

ومنهم الأصم النميري شاعر وجدت له في قبيل الرباب في قتال كان بين بني نمير وقوم من عكل جرح فيه جابر العكلي: لقد كنت أنهى كل برٍّ وفاجر ... من الحي عكل عن نمير وعامر وكانوا يصدون الفوارس بالقنا ... ويحمون سرب الخانف المتزاور فأصبح ما فيهم لقيس بن عاصم ... ولابن زبير من عديد وناصر من يقال له الأسلع منهم الأسلع بن قصاف بن عبد قيس بن حرملة بن مالك بن أبي سود بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة. فارس شاعر محسن وهو القائل: وإني لأعطي الملك من لست سائلاً ... وأصفح عن بادي السفاه حليم وأحمي ذمار المرء أعلم أنني ... عليه بظهر الغيب غير كريم وهو القائل يرثي ابن أخيه مدركاً: لعمري لقد لستك حاجة مدرك ... نوائب كانت قبلها ذات مذكر مرازئ قد غيرن رأسي ولمتي ... ومن يشترط أمثالها يتغير فتى كان في الأكفاء والأصل يبتني ... وبالصدق معروفاً له غير منكر وشيبني أن لا تزال تصيبني ... قوارع إلا تعرق العظم تكسر الأجود إلا تكسر العظم تعرق، وإياه أراد فقلبه. وله مقطعات حسان في أشعار طهية. ومنهم الأسلع بن سالم الضبي أخو بني حرثان بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد. شاعر فارس وهو القائل في ليلة القضيم حرب كانت بين بني السيد بن مالك بن بكر بن سعد ابن ضبة وبين بني ذهل بن مالك: لقد علمت سعد بن ضبة أننا ... غداة الوغى إذ نحن في العز أسفل

وأن أبا قيس قبيصة غره ... أماني أردته وحبل موصل كأن سراة الحي ذهل بن مالك ... فراش تهاوى في لظى النار من عل من يقال له الأشعث منهم الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي. كان شاعراً سيداً كريماً وهو القائل يوم صفين: ميعادنا اليوم بياض الصبح ... دنوا إلى القوم بطعن سمح حسبي من الأقدام قيد رمح ووهب جارية نفيسة لرجل من جهينة ضافه فلامه أهله وقالوا شيخ قد ذهب عقله فقال: تملكها وكان لذاك أهلاً ... أشم الأنف أصيد كالفنيق نماه من جهينة خير نام ... إلى العلياء والحسب العتيق فظل بها يلاعبها عروساً ... على لباتها عبق الخلوق ومنهم الأشعث بن عابس بن ثعلبة بن طفيل بن عمرو بن ثعلبة ابن الارث بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلابي. وكان عنده جلالة بنت ربيعة بن زياد بن سلامة بن قيس بن نويل بن عدي بن جناب فماتت عنده فقال: لعمري لئن كانت جلالة أصبحت ... ضنى في الفراش ما تصرف حالا بما قد أراها وهي معجبة لنا ... وللناظرين بهجةً وجمالا وكانت لنا ستراً إذا الريح أعصفت ... وجاءت بشفان يكون شمالا ألا قد أرى أن لن ألاقي مثلها ... ولكن أبداً لا يكون عيالا ومنهم الأشعث بن كبير المري أحد بني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض. شاعر محسن وهو القائل: تأسو وتجرح من تشاء وإنما ... كفاك كف ندى كف سهام

إن الخلافة حين تفقد أهلها ... ليست تقيم بغير دار مقام كانت كذاك بذاك تسعة أشهر ... حيرى تردد في سواد ظلام تأبى وتأنف أن تسام دنية ... بيد امرئ كز اليدين كهام قتل الوليد فلم تزل مظلومة ... عطلاً تصرف غير ذات خطام تعشو إليك وأنت تعلم أنها ... ليست قناصتها لأول رام وإذا صقعت رؤوس قوم صقعة ... وصلت حرارتها إلى الأقدام ومنهم الأشعث بن يزيد الباهلي ثم الصحبي من بني صحب بن قتيبة بن معن. شاعر وهو القائل: بهن غداة أرمام هزمنا ... ويوم الكرم جمع بني زياد بني عبد المدان وقد أتوكم ... بمشعلة كريعان الجراد ويوماً بالعقيق فرجن عنكم ... غصاد الموت في هوله إصاد أي الموت له إصاد أي غلق هو في نسخة أخرى صحب بن قتيبة وقال ابن الكلبي وابن حبيب صحب بن سعيد بن غنم بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن. قال ابن حبيب: في بني خثعم صحب بن المخبل وفي قضاعة صحب وفي باهلة صحب بن ثور وفي باهلة صحب بن ربيعة؛ هذا وحده مفتوح الأول والأولان مضمومان. ومنهم الأشعث بن زيد بن يزيد بن ضمرة الجاشي أحد بني جاش وهم ولد نضلة بن جؤبة بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة وكان شاعراً ويكنى أبا العجاج وهو القائل: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بحزم الصفا تهفو عليّ جنوب

وهل آتينّ الحي شطر بيوتهم ... بذي جوفر شيء إليّ عجيب غداة ربيع أو عشية صيف ... لقريانه جنح الظلام دبيب من يقال له الأشعر منهم الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ وهو هنب بن أدد وسمى الأشعر لأن أمه ولدته وعليه شعر وكان شاعراً حكيماً فمن شعره: وإن أمهل المرء في عمره ... فيوماً يقال له لاقه ومن شعره: وما انتهوا حتى قضى الله أمره ... وما منهم إلا الأحاديث والذكر ومنهم الأشعر الرقبان الأسدي واسمه عمرو بن حارثة بن ناشب بن سلام بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد وهو القائل: إذا ما انتدى القوم لم تأتهم ... كأنك قد ولدتك الحمر كأنك ذاك الذي في الضرو ... ع قدام درتّها المنتشر مسيخ مليخ كلحم الحوار ... لا أنت حلو ولا أنت مر المسيخ من اللحم الذي لا ودك له والمليخ الذي لا طعم له والمليخ أيضاً من الإبل الذي لا يلقح وهو كالعياياء الذي لا يحسن الضراب وقد علم الجار والنازلون ... بأنك للضيف جوع وقر ومنهم الأشعر البلوي ثم الهرمي أحد بني هرم بن هميم بن هنيء بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة وهو القائل في غارة بني عذرة عليهم: هم ملؤوا المسيل مسيل نجد ... وغص مضيقه بهم طويلا وعندي العلم إن القوم زادوا ... على مائتين أو نقصوا قليلا فإن يك ذو الشليل نجا صحيحاً ... فلا تحمد له إلا الشليلا

ومنهم الأسعر - بالسين غير معجمة - الجعفي الشاعر الفارس المشهور الذي يقول في قصيدته المشهورة: ولقد علمت على تجنبي الردى ... أن الحصون الخيل لا مدر القرى يخرجن من خلل الغبار عوابساً ... كأصابع المقرور أقعى واصطلى قال ابن الكلبي هو مرثد بن أبي حمران واسم أبي حمران الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن مالك بن أد سمي الأسعر لقوله: فلا يدعني قومي لسعد بن مالك ... إذا أنا لم أسعر عليهم وأثقب من يقال له الأحوص والأخوص معجمة الخاء فأما الأحوص فهو الأحوص بن محمد بن عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح الشاعر المشهور المحسن في الغزل والفخر والمدح: أدور ولولا أن أرى أم جعفر ... بأبياتكم ما درت حيث أدور وقد ذكرت أشياء من أخباره ونتفاً من شعره مختارة في كتاب المشهورين وفي أشعار الأوس والخزرج وهو القائل: إني إذا تخفى الرجال وجدتني ... كالشمس لا تخفى بكل مكان كان الأحوص لما وفد على الوليد بن عبد الملك ومدحه أنزله منزلاً وأمر بمطيخة تمال عليه فكان الأحوص يراود وصفاء للوليد خبازين حتى افتضح عند الوليد فسأل الوليد قيم الخبازين فقال القيم: أصلحك الله إن الأحوص يراود غلمانك عن أنفسهم فأرسل به الوليد إلى ابن حزم بالمدينة وأمره أني يجلده مائة ويصب عليه زيتاً ويقيمه على البلس. ففعل ذلك به. فقال وهو على البلس

ما من مصيبة نكبة أعنى بها ... إلا تشرفني وترفع شاني وتزول حي تزول عن متخمط ... تخشى بوادره على الأقران إني إذا خفي اللئام رأيتني ... كالشمس لا تخفى بكل مكان إني على ما قد ترون محسد ... أنمى على البغضاء والشنآن وروي أن أبا بكر محمد بن عمرو بن حزم لما جلد الأحوص وطاف به وغربه إلى دهلك في محمل عربي كان الأحوص يقول وهو يطاف به الأبيات: ما من مصيبة نكبة أعنى بها ... إلا تشرفني وترفع شأني أقفى على الأنصار مما نابهم ... خلفاً وللشعراء من حسان هذا البيت عن ابن بكار رواه علي بن عامر بن عامر بن صالح وسقط من رواية الزبير بن بكار. ومنهم الأحوص بن ثعلبة بن محيصنة بن مسعود بن كعب بن عامر بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو واسم عمرو النبيت ابن مالك بن الأوس. وهو القائل: وأبذل في الحوادث صلب مالي ... لجاري والمحالف إن دعيت ذكره ابن الكلبي في نسب الأوس قال ابن بري النحوي رحمه الله أهمل صاحب الكتاب الأحوص الرياحي وهو الأحوص بن زيد بن عمرو بن عتاب بن رياح القائل: مشائيم ليسوا مصلحين عشيرةً ... ولا ناعباً إلا ببين غرابها وجدت في الام خرج بعد هذه الحاشية إلى الحاشية الكبيرة فلا أدري يعني المجلود الأحوص الرياحي فتأمل. ومنهم الأخوص بالخاء معجمة واسمه زيد بن عمرو بن عتاب ابن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. شاعر فارس وهو القائل:

وكنت إذا ما بات ملك قرعته ... قرعت بآباء ذوي شرف ضخم بأبناء عتاب وكان أبوهم ... إلى الشرف الأعلى بآبائه ينمي هم ملكوا الأملاك آل محرق ... وزاروا أبا قابوس رغماً على رغم وقادوا بكره من شهاب وحاجب ... رؤوس معد في الأزمة والخطم أنا ابن الذي ساد الملوك حياته ... وساس الأمور بالمروءة والحلم وكنا إذا قوم رمينا صفاتهم ... تركنا صدوعاً بالصفاة التي نرمي حمينا حمى الأسد التي لشبولها ... تجر من الأقران لحماً على لحم ونرعى حمى الأقوام غير محرم ... علينا ولا يرعى حمانا الذي نحمي وله في كتاب بني يربوع أشعار جياد مما تنخلته من قبائلهم. من يقال له الأجدع منهم الأجدع الهمداني وهو الأجدع بن مالك بن أمية الوادعي أحد بني وادعة بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان. فارس سيد وشاعر أدرك الإسلام وبقي إلى زمن عمر بن الخطاب وهو القائل: إذا ما تنادوا للصلاة وجدتني ... يفزع من خوف الإله جنانيا وهو القائل: وكأن عقراها كعاب مقامر ... ضربت على شزن فهن شواعي ورضيت آلاء الكميت ومن يبع ... فرساً فليس جوادنا بمباع ومنهم الأجدع بن خشرم العذري شاعر وهو يقول: يلام رجال قبل تجريب دهرهم ... وكيف يلام المرء حتى يجربا وإني لمعراض قليل تعرضي ... لوجه امرئ يوماً إذا ما تخببا فلا تك كالناسي الخليل إذا دنت ... به الدار والباكي إذا ما تغيبا وله أشعار جياد. ومنهم الأجدع بن الأيهم البلوي القائل في وقعة بل ببني فراس ابن غنم

خرجن لهم من شق داراء بعدما ... ترفع قرن الشمس عن كل نائم وأصبحن بالأجزاع أجزاع ثرثم ... يقلبن هاماً في عيون سواهم أراد يقلبن عيوناً في هام سواهم فقلب. من يقال له أبو الأخيل والأخيل منهم أبو الأخيل العجلي مولى لهم ويقال مولى لغيرهم. وقد ذكرت حاله في بني عجل وكان أعمى شاعراً وهو صاحب القصيدة التي أولها: ألا يا سلمى ذات الدماليج والعقد يقول فيها: بنو عمنا ليسوا بدعوى أبوهم ... أبونا إذا صلنا تناهوا إلى رد وإن نحن صبحناهم في كتيبة ... ردوا في سرابيل الحديد كما نردي وإني وإن كافحتهم أو هجرتهم ... لتألم مما عض أكبادهم كبدي كفى حزناً ألا أزال أرى القنا ... تمج نجيعاً من ذراعي ومن عضدي وهي من جيد شعره. ومنهم أبو الأخيل الخزاعي وهو عبيدة بن هريرة لم يرفع نسبه شاعر وهو القائل: أيا ندم لما أطعن بكاهن ... أمور الغواة وانقلبت بأسهم ولم أدر أن الغي يكره عنده ... قديماً وأن الرشد بعد التفهم ومنهم الأخيل الطائي أبو المقدام هو الأخيل بن عبيد بن الأعشم بن قيس بن حصن بن عبد الله بن عبد رضا بن عمرو بن غراب بن جذيمة بن معن بن أد بن معن بن عتود الشاعر المشهور. ذكره ابن الكلبي في أنساب طيء ولم يذكر له شعراً ولا وجدت له في أشعار الطائيين ذكراً. ومن يقال له ابن الأبرص منهم عبيد بن الأبرص الأسدي

وهو عبيد بن الأبرص بن جشم بن عامر بن هز بن مالك بن الحارث بن سعد ابن ثعلبة بن دودان بن أسد بن جزيمة الشاعر المشهور. ومنهم ابن الأبرص الفزاري وهو زياد بن الأبرص أحد بني شمخ ابن فزارة شاعر وهو القائل: فإن تك أنضاء إلى الشام نزع ... ذهبن كأن الذاهبين كثير لعمر أبي عوفٍ وبهثة أنني ... لأطوي على الغيظ الشديد ضميري وأسكت حتى يحسب الناس أنني ... أخاف على شيء لديّ خطير وأطرق أحياناً بعيني إلى القذى ... وإني لما يأتي امرؤ لبصير في الأبيات كلها أقواء. ومنهم ابن الأبرص العكلي وهو ربيعة بن الأبرص بن حصين العكلي ثم الكناني شاعر فارس وهو القائل في شيء كان بين بني عامر بن ربيعة بن صعصعة وعكل يخاطب رجلاً يقال له أبو مسهر عاصم بن قطن كان في جوار بني نمير قد صاهرهم فعاد إلى قومه فعرضت له بنو حنيفة فذهبت بماله فاستغاث بني نمير فلم يعينوه فعرضت لهم عكل فاستنقذوا ماله وأهله وردوهما عليه فقال ابن الأبرص: أبا مسهر في النائبات بلوتنا ... وكان البلاء عند ذي اللب أنفعا أجبناك إذ تدعو نمير بن عامر ... وتلوي بهداب الرداء وتلمعا ألم تأت ليلى والحوادث جمة ... على نأيها أنا قتلنا السميدعا جدعنا به أنف اليمامة كلها ... فأصبح عرنين اليمامة أجدعا من يقال له ابن الأعرف منهم فرعان بن الأعرف أحد بني مرة

ابن عبيد بن الحارث بن عمرو بن مقاعس بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. شاعر لص وهو القائل: يقول رجال إن فرعان فاجر ... ولله أعطاني بنيّ وماليا إذا أصبحوا لا يخبزون لغائب ... طعاماً ولا يدعون من كان نائياً ومنهم المنازل بن الأعرف أخو فرعان. شاعر وهو القائل يتشكى ابنه: تظلمني مالي خليج وعقني ... على حين كانت كالحني عظامي وكنت أرجي الخير منه وأمه ... حرامية ما غرني بحرام تزوجتها فازددتها لتزيدني ... وما بعض ما يزداد عير غرام وربيته من بعد ذا فرحاً به ... فلا يفرحن بعد أب بغلام وكان المنازل من نازلي الكوفة. ومنهم سحيم بن الأعرف الهجيمي لم يعرف نسبه إلى الهجيم ابن عمرو بن تميم شاعر وهو القائل يمدح حسان بن سعد الأسدي: إلى حسان من أطراف نجد ... رحلنا العيس تنفخ في براها نعد قرابة ونعد صهراً ... ويسعد بالقرابة من رعاها فما جئناك من عدم ولكن ... يهش إلى الإمارة من رجاها وأياماً أتيت فإن نفسي ... تعد صلاح نفسك من غناها ومنهم أبو الأعرف الأسلمي من أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر أخو خزاعة وهو القائل: ويل أم عيش أبى الأعرف لو داما ... لنا وأيامنا إذ ذاك أياما دع ذكر أخرق يسعى كي يوازيني ... لولا سيوفي ما صلى ولا صاما

وهي أبيات في كتاب خزاعة. من يقال له الأخزر وأبو الأخزر فأما الأخزر القشيري بن يزيد بن صقر بن مالك ذي الرقبة بن سلمة بن قشير وهو القائل في إحدى بنات راعي الإبل وكانت تزوجت عبد الله بن منظور الكلابي ففركته: وعند ابن منظور قلوص نجيبة ... أبت ماء حجر فهي شوساء طامح بكرهي ما أمست بحجر غريبة ... لدى الباب مقصوراً عليها المسارح إذا أشرفت طود اليمامة رجعت ... حنيناً وشاقتها البروق اللوامح قليل غناء الكتر في غير قرة ... وقلة ما قرت به العين صالح ومنهم أبو الأخزر وهو أبو الأخزر الحماني الراجز أحد بني عبد العزى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وعبد العزة هو حمان راجز محسن مشهور وهو القائل: أنا أبو الأخزر واستكتام ... لا حصري يخشى ولا عرامي قد كنت أهوى البيض في الكمام ... والرجع من أصواتها الرخام فقد تأهبت على التهيام ... بهن إلا ملّح الكلام وهي أرجوزة طويلة جيدة. من يقال له أفلح وأفلج فأما أفلح فهو ابن مالك بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري وكان شاعراً ولم يذكر له في كتاب فزارة شعر. وأما الأفلج فهو سلامة بن اليعبوب أخو بني حجير بن حيي

ابن وائل بن ربيعة بن امرئ مناة بن مشجعة بن التيم بن النمر بن وبرة أخي كلب بن وبرة شاعر وهو القائل: وأشعث ملتاث عوى فعوت له ... قطارية بالليل زرق عيونها مغان من الأضياف لبوة منسر ... أنا ليثها الغادي وبيتي عرينها إذا أوقدت ساق الهشيمة أرزمت ... كما ترزم البلهاء سل جنينها قطارية منسوبة إلى قطار الأرض جمع قطر؛ ويروى: قطاربة جمع قطرب تقول العرب هي ذكر السعالى. ويقال هو طائر أصغر من الجرادة إذا طار لاح من جناحيه شبه النار والقطارية في لغة أهل البحرين ومن جاورهم الكلاب الخلنجية وهو أولى بالصواب. من يقال له أراكة وابن أراكة فأما أراكة فهو ابن عبد الله بن سفيان بن الحارث بن حبيب بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف شاعر محسن وهو القائل يخاطب ابنه عبد الله لما قتل بسر بن أرطاة ابنه الآخر عمراً وكان عمرو على اليمن لعبد الله بن العباس رضي الله عنهما لعمري لقد أردى ابن أرطاة فارساً ... بصنعاء كالليث الهزبر أبي أجر فقلت لعبد اللهّ إذ حن باكياً ... بدمع على الخدين منهمرٍ سجر تأمل فإن كان البكارد هالكاً ... على أحد فاجهد بكاك على عمرو ولا تبك ميتاً بعد ميت أجنه ... علي وعباس وآل أبي بكر وأما ابن أراكة فهو يزيد بن عمرو بن أراكة الأشجعي أشجع ابن ريث بن غطفان شاعر خبيث. ذكر أبو سعيد الحسين بن الحسن السكري أظنه قال عن ابن حبيب أنه كان نزل على قوم من محارب عبد

القيس وكانوا أخواله فأضافه عليم بن عامر المحاربي وكان هجاءً للأضياف فلما ارتحل يزيد بن عمرو بن أراكة هجاه بقصيدة طويلة ثم إن عليماً بعد ذلك نزل بيزيد فقراه وأحسن ضيافته فلما ارتحل عنه هجاه فقال: أتاني على شحط عليم مجنباً ... على ضفف فوه من الريق عاصب فقال أغثني يا يزيد بشربة ... من المحض إذ ضاقت علي المذاهب فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحباً ... أصبت بحمد الله ما أنت طالب وقمت إلى كوم جلاد كأنها ... مجادل بصرى نيها متراكب فكاست على الأعقاب منها خيارها ... وكانت قديماً تحتوينا العراقب وبات عليم يشتوي من شطوطها ... وجادت بأفلاذ البلاد الجحانب فلما كشفنا ما به من كآبة ... وكان أتانا وهو غرثان جانب هجانا شفاهاً ظالماً ابن خالنا ... وكنا كراماً إذ عرتنا النوائب فباست عليم وحده واست أمه ... إذا ذكرت يوم الفخار محارب قال أبو سعيد وكذب وإنما قراه سمناً وتمراً. من يقال له ابن أذينة منهم عمرو بن أذينة بن الحارث ابن مالك بن زحل بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة. قال هشام الكلبي: عروة بن أذينة واسم أذينة يحيى بن مالك وهو أبو سعيد بن الحارث بن عمرو بن عبد الله بن زحل بن يعمر الشداخ ويكنى عروة أبا عامر وكان عالماً ناسكاً شاعراً حاذقاً وهو القائل وأنشدنا الأخفش هذين البيتين عن ثعلب لمؤرج بن بكر السدوسي: وتصرفوا بعد الجميع لنية ... لا بد أن تتفرق الجيران لا تصبر الإبل الجلاد تفرقت ... حتى تحن ويصبر الإنسان

وهو الذي وفد على هشام بن عبد الملك فقال له أنت القائل: لقد علمت وما الإسراف من خلقي ... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني أسعى له فيعنيني تطلبه ... ولو قعدت أتاني لا يعنيني هلا جلست حتى يأتيك فسكت فلما خرجوا جلس على راحلته حتى أتى المدينة ثم أمر هشام بجوائز الوفد وفقد عروة. فأخبر بخبره فقال جرم والله ليأتينه ذاك في بيته أضعف ما أعطى غيره. ومنهم ابن أذينة العبدي وهو عبد الرحمن بن أذينة بن سلم من بني بهثة بن جذيمة بن الديل بن شن بن أفصى بن عبد القيس. كان الحجاج ولاه قضاء البصرة. قال أبو اليقظان وكان شاعراً ولم ينشد له شيئاً ولا وجدت لهه في أشعار عبد القيس شعراً من يقال له أنس منهم أنس بن أبي أناس الكناني ابن زنيم ابن محمية بن عبد بن عدي بن الديل بن بكر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة شاعر مشهور حاذق وهو القائل: وعوراء من قيل امرئ قد رددتها ... بسالمة العينين طالبة عذرا ولو أنه إذ قالها قلت مثلها ... وأكثر منها أورثت بيننا غمرا فأعرضت عنه وانتظرت به غداً ... لعل غداً يبدي لمؤتمر أمرا لأنزع ضيماً ثاوياً في فؤاده ... وأقلم أظفاراً أطال بها الحفرا وله أشعار جياد في كتاب بني كنانة. ومنهم أنس بن نواس وأنس هو الحنان بن نواس المحاربي بن شيحان بن مالك بن خنيس بن ربيعة بن ضبة بن حبيب بن ربيعة بن شكم ابن عبيد بن عوف بن زيد بن بكر بن عميرة بن علي بن حسن بن محارب شاعر فارس وهو القائل: فتى لم تلد أمه ثلكة ... ببرد الرداء على المئزر دوين الطوال وفوق القصار ... فليس بهيق ولا حيدر

فإن قال في القول لم ينحمق ... وإن باع في السوق لم يخسر قوله في البيت الأول ثكلها أي لا يقال ثكلتك أمك، وقوله في الثاني بهيق الهيق المضطرب الطويل والحيدر القصير. من يقال له الأقشر منهم الأقشر وهو صاحب لواء بني أسد جاهلي قال ابن حبيب اسمه عامر بن طريف بن مالك بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد وهو الذي يقول لا أعق ولا أحوب ولا أغير على مضر ... لكنما غزوي إذا صح المطى من الدبر وروي إذا ضج أيضاً. ومنهم الأقيشر هو المغيرة بن عبد الله من بني معرض بن عمر ابن أسد الشاعر المشهور صاحب الشراب وهو القائل: أفني تلادي وما جمعت من نشب ... قرع القواقيز أفواه الأباريق وهي قصيدة مشهورة.

باب الباء في أوائل الأسماء

باب الباء في أوائل الأسماء من يقال له البعيث منه البعيث المجاشعي واسمه خداش ابن بشر بن خالد بن بيبة بن قرط بن سفيان بن مجاشع وكان يكنى أبا مالك. الشاعر المشهور دخل بين جرير وغسان السليطي وأعان غسان فنشب الهجاء بينه وبين جرير والفرزدق وسقط البعيث فقال البعيث للفرزدق: وشاركتني في ثعلب قد أكلته ... فلم يبق إلا جلده وأكارعه فدونك خصيبه وما ضمت استه ... فإنك قمقام خبيث مراقعه ومنهم البعيث الحنفي وهو البعيث بن حريث بن جابر بن سدي بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة ابن لجيم شاعر محسن وهو القائل وقيل صوابه الدول بتسكين الواو: خيال لأم السلسبيل ودونها ... مسيرة شهر للمريد المذبذب ذبب في سيره جد فيه، ويروي المدئب من دأب يدأب.. وهي أبيات جياد مختارة يقول فيها: وإن مسيري في البلاد ومنزلي ... لبالمنزل الأقصى إذا لم أقرب ولست وإن قربت يوماً ببائعٍ ... خلاقي ولا قومي ابتغاء التحبب ويعتده قوم كثير تجارةً ... ويمنعني من ذاك ديني ومنصبي

ومنهم البعيث التغلبي وهو بعيث بن رزام بن امرىء القيس ابن زيد بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب وكان يهاجي زرعة بن عبد الرحمن بن الأجعل بن يزيد بن عبد المسيح ابن شريح بن قيس بن شراحيل بن خراش بن عيمة بن عتبان بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر. ولهما يقول المجشر بن بغام ينهاهما عن الهجاء: ألا أبلغ بعيث بني رزام ... وزرعة فاتركانا تذكران من الحيين عتاب بن سعد ... وعتبان فبئس الشاعران أليس هبلتما أفكاً وزوراً ... يعد عليكما لو تعلمان وقال القطامي: إن رزاماً غرها قرزامها ... قلف على أزبابها كمامها القرزام: الشاعر الدون يقال هو يقرزم الشعر، وإنما يعني بعيث بني رزام. والبعيث الرزامي القائل في زرعة بن عبد الرحمن: أيا زرع عد للفجر إنك ملصق ... وليس صميم القوم مثل الزعانف إذا قلت فالمأثور ما أنا قائل ... وإن قلت قولاً طاع سوم العواصف من يقال له النعيت بالنون والتاء معجمة بنقطتين من فوقها منهم النعيت بن عمرو بن مرة بن ود بن زيد بن مرة بن سعد بن زبينة بن رفاعة بن ثعلبة بن غنم بن حبيب بن كعب بن يشكر شاعر محسن، وهو القائل حين قدم المهلب خراسان والياً على أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد: تبدل للمنابر من قريش ... مزونياً بفقحته الصليب فأصبح فافلا كرم ومجد ... وأصبح قادماً كذب وحوب فلا تعجب لكل زمان سوء ... رجال والنوائب قد تنوب

وله أشعار جياد في أشعار بني يشكر. ومنهم النعيت الخزاعي واسمه أسد والنعيت لقب ويقال اسمه أسيد بن يعمر بن وهيب بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول ابن كعب بن عمرو بن ربيعة؛ وربيعة هو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر وهو القائل في يوم الفتح وفي إقامة من أقام ممن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من خزاعة: خطرنا وراء المسلمين بجحفل ... ذوي عضد من خيلنا ورماح على كل ورهاء العنان طمرة ... إذا كان يوم ذو وغى وشياخ يطير بذي الدرع العريض كأنما ... تطير به فتخاء ذات جناح ومنهم البعيت - بالباء معجمة بنقطة من أسفل والغين معجمة والتاء معجمة بنقطتين من فوق - الجهني ولم يرفع نسبه إلى جهينة وكان فاتكاً كثير الغارات، وبعيت تصغير باغت مثل شريح تصغير شارح وحريث تصغير حارث وهو من تصغير الترخيم وسمي البغيت لأنه كان يأتي الناس بغتاً وهو القائل: ونحن وقعنا في مزينة وقعةً ... غداة التقينا بين غيق فعيهما ونحن جلبنا يوم قدس أوارة ... قنابل خيل تترك الجو أقتما ونحن بموضوع حمينا ذمارنا ... بأسيافنا والسبي أن يتقسما من يقال بجير وبحير أما بجير من الشعراء فجماعة: منهم بجير ابن أوس بن أبي سلمى، واسم أبي سلمى ربيعة بن رياح بن قرط بن الحارث بن مازن ابن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن الياس، وأم عثمان بن عمرو مزينة بنت كلب بن وبرة وإليها ينسب

ولدها، وكان بجير شاعراً ويقال هو بجير بن زهير بن أبي سلمى وهو القائل حين فتحت مكة: نفى أهل الحبلق كلّ فجٍ ... مزينة تدعى وبنو خفاف صبحناهم بألف من سليم ... وألف من بني عثمان واف في أبيات ومنهم بجير بن الحصين الثعلبي أحد بني ناشب بن سبد بن رزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض شاعر مخضرم أحد فرسانهم في الجاهلية وكان يقال له اللجلاج وهو القائل في أبيات: ولتعلمن محارب إن زرتها ... ببنات أعوج في الخميس وأشجع يعدون قهقرة الوعول إذا بدت ... بالنقع يتبعها غبار يسطع أكل الأكام نسورهن فظالع ... عند القياد ومازن ما يظلع في أبيات ومنهم بجير بن عنمة الطائي أحد بني بولان بن عمرو بن الغوث بن طيء. وأراه أخا خالد بن غنمة الشاعر الجاهلي الطائي وبجير القائل في أبيات: وإن مولاي ذو يعيرني ... لا إحنة عنده ولا جرمة ينصرني منك غير معتذر ... يرمي ورائي بالسهم والسلمة ومنهم بجير بن رزام الفزاري وهو مذكور في شعر فزارة.

ومنهم بحير - بالحاء غير معجمة - بن عبد الله بن عامر بن سلمة الخير بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وكان رئيساً شاعراً وهو القائل يرثي هشام بن المغيرة: ذريني أصطبح يا بكر إني ... رأيت الموت نقب عن هشام ونقب عن أبيك وكان خرقاً ... من الفتيان شرّاب المدام وكنت إذا ألاقيه كأني ... إلى حرم في شهر الحرام فود بنو المغيرة لو فدوه ... بألف من رجال أو سوام وود بنو المغيرة لو فدوه ... بألف مقاتل وبألف رام وإنك لو شهدت أبا عقيل ... وأصحاب الثنية من نعام إذاً لعذرتني أو لم تلومي ... على كأس أسد بها عظامي في أبيات أخر. وله أشعار جياد في كتاب بني قشير. ومنهم بحير بن لأي بن حجر بن عائذ بن ثعلبة بن الحارث ابن تيم الله بن ثعلبة شاعر وهو القائل: تبين رسوماً بالرويتج قد عفت ... لعنزة قد عرين حولا حلا حلا عنزة امرأة، وحلا حلا يريد تاماً. تعاورها صفق الرياح فأصبحت ... كما رد أيدي الطاحنات المناخلا ومنهم بحير البجلي القائل لأسد بن كرز البجلي في قصة مذكورة في كتاب بجيلة: أخذنا بحبل لابن قرز فغرنا ... قوى مرس أسبابه غير مبرم

ومنهم بحير البرجمي وهو ابن أوس بن حارثة بن عامر بن عمرو ابن حنظلة البرجمي وهو القائل يلوم على المودة عبد شمس ... وما أنا من مودته بداني وصاهرت الملوك وصاهروني ... فلست بنائلٍ أبداً مكاني من يقال له بشر من الشعراء كثير وليس مما أقصد إلى ذكر حاله منهم بشر بن أبي خازم الأسدي، وبشر بن عمرو بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبة، وبشر بن سوادة التغلبي المعروف بابن شلوة، وبشر بن الهذيل بن زفر الكلابي. وبشر بن حزرم الكلبي المعروف بالأغلب وبشر بن حزن المازني، وبشر بن منقذ وهو الأعور الشني، وبشر بن قطبة بن الحارث الفقعسي، وبشر ابن معدل المحاربي وغيرهم. وأما بسر بضم الباء وبالسين غير معجمة فهو بسر بن عصمة المزني أحد بني ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة أحد سادات مزينة. فارس شاعر وكان في سمار معاوية فتحدث عند معاوية رجل من جهينة فحصر وقطع الحديث فتضاحك القوم فقال له بسر: تحدث يا أخي فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: جهينة مني وأنا منهم من آذى جهينة فقد آذاني فقد آذى الله، فغضب معاوية وقال: كذبت إنما قال هذا لقريش فانصرف بسر وقال: أيتمنى معاوية بن حرب ... ويكذبني لقولي في جهينة ولو أني كذبت لكان قولي ... ولم أكذب لغيري في مزينة ومنهم بشر بن بجير بن ربيعة بن عبس بن جعدة وهو ضبينة ابن غني من شعراء طيء ابن الكلبي: ضبينة بن جعدة وهو القائل يبكي منازل قومه حين جلوا عنها:

ألم تعرف ديار بني بجير ... بطخفة بين غول فالبراق ولما أن رأيتهم تولوا ... سقى عيني من العبرات ساقي وله في قبيل غني أخبار وأشعار. ومنهم بشر بن سليمان بن عامر بن حزن بن عامر بن سلمة بن قشير شاعر محسن وهو القائل: ولم أر مثل الخير يتركه امرؤ ... ولا الشر يأتيه امرؤ وهو طائع ولا كاتقاء الله خيراً بقية ... وأحسن صوتاً أن تسمع سامع ولا كالمنى لا ترجع الدهر طائلاً ... لو أن امرأً منهن بالحق قانع ولا كذهاب المرء في شيء غيره ... ليشغله عن شأنه وهو ضائع من يقال له بشير وبشير غير واحد منهم بشير بن النكث اليربوعي وبشير بن عبد الرحمن بن مالك الخزرجي وغيرهما ممن لم نقصد إلى تسميته. وبشير بن أبي جذيمة العبسي - بضم الباء تصغير بشر - وبشير ابن الخليج أحد بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض وقد ذكرت هؤلاء في كتاب منتخل القبائل في مواضعهم. وها هنا نسير - بالنون والسين غير معجمة - بن ثور العجلي وهو القائل في يوم القادسية: لقد علمت بالقادسية أنني ... صبور على اللأواء عف المكاسب أخوض بسيفي غمرة الموت معلماً ... وأقدم أقدام امرئ غير هارب عليّ دلاص ذات شك حصينة ... كأن قتيريها عيون الجنادب فأما تريني قل مالي فقله ... لدفع خصوم جمة ونوائب وإعطائي المولى على حين فقره ... إذا رد بعض القوم ما في الحقائب

إذ قل مالي لم ألع بذوي الغنى ... ولكن أنحي للحوادث جانبي وإن بلدة أعيت عليّ طلابها ... صرفت لأخرى رحلتي وركائبي ولست إذا ما أحدث الدهر نكبة ... بأخضع ولاج بيوت الأقارب من يقال له البرج وأبو البرج منهم البرج بن مسهر بن الجلاس أحد بني جديلة ثم أحد بني طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة وهو جديلة بن طيء شاعر وهو القائل: وندمان يزيد الكأس طيباً ... سقيت إذا تعرضت النجوم رفعت برأسه وكشفت عنه ... بمعرقة ملامة من يلوم فلما أن تنشى قام خرق ... من الفتيان مختلق هضيم إلى وجناء ناويةٍ فكاست ... وهى العرقوب منها والصميم فأشبع شربة وجرى عليهم ... بابريقين كأسهما رذوم تراها في الإناء لها حميا ... كميتاً مثل ما فقع الأديم ويروى: نقع الأديم أي روى ويقال أرجون ناقع وهو الذي قد روى من الصبغ. فأما فقع فمعناه أحمر ولذلك قيل أحمر فقاعي فبتنا بين ذاك وبين مسك ... فيا عجباً لعيش لو يدوم يطوف ما يطوف ثم يأوي ... ذوو الأموال منا والعديم إلى حفر أسافلهن جوف ... وأعلاهن صفاح مقيم وأما أبو البرج فهو أبو البرج المري ثم السهمي سهم بن مرة ابن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض واسمه القاسم بن حنبل وهو القائل يمدح زفر بن هاشم بن فروة بن مسعود بن سنان وهو عامل اليمامة. ويكنى أبا حبيب

أرى الخلان بعد أبي حبيب ... بحجر في جنابهم جفاء من البيض الوجوه بني سنان ... لو أنك تستضيء بهم أضاؤوا لهم شمس النهار إذا استقلت ... ونور ما يبغيه المساء بناة مكارم وأساة كلم ... دماؤهم من الكلب الشفاء فلو أنّ السماء دنت لمجد ... ومكرمة دنت لهم السماء من يقال له بقيلة وهما بقيلتان أكبر وأصغر أشجعيان وكلاهما يقال له أبو المنهال. فأما بقيلة الأكبر أبو المنهال فيقال هو من بني هند بن قنفذ بن خلاوة ابن سبيع بن بكر بن أشجع كذا وجدت في كتاب أشجع وقيل في الكتاب أنه يشك أهو منهم أم من بني دهمان بن نضار بن سبيع بن بكر بن أشجع ولا يشك في أنه من بني بكر بن أشجع ويقال هو الذي أمد النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويقال أيضاً هو صاحب الخيل يوم أحد يراد خيل أشجع ويقال به صاحب الخيل مسعر بن فلان الأشجعي وكان بقيلة شاعراً سيداً كريماً وهو القائل في أبيات كثيرة: ليس امرؤ فليكن ما كان أوله ... ولو تخلق إلا مثل ما خلقا ويروى: ليست قوسي على ما كان من خلق: وإن أشعر بيت أنت قائله ... بيت يقال إذا أنشدته صدقا وإنما الشعر لب المرء يعرضه ... على المجالس إن كيساً وإن حمقا وهو القائل وكتب بها إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من غزاة كان غزاها: ألا أبلغ أبا حفص رسولاً ... فدى لك من أخي ثقة إزاري قلائصنا هداك الله إنا ... شغلنا عنكم زمن الحصار لمن قلص تركن معقلاتٍ ... قفا سلع بمختلف الشجار قلائص من بني كعب بن عمرو ... وأسلم أو جهينة أو غفار يعقلن أبيض شيظميّ ... وبئس معقل الذود الخيار وإنما قال بقيلة ذاك لأن رجلاً من بني سليم يقال له جعدة كان غزلاً صاحب نساء وكان يأخذهن فيعقلهن ويأمرهن يمشين فبلغ ذلك بقيلة في

غزاته فأهدى هذا الشعر إلى عمر بن الخطاب فأرسل عمر إلى السلمي فأطرده. هذا ما وجدته في كتاب أشجع زيادة في نسخة أدخلتها ها هنا: حدثنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش عن شيوخه بإسناد يرفعه إلى عبيد ابن أسوان أن هذا الشعر لرجل من الأنصار من بني سلمة وساق الحديث بطوله. وروى: فبئس معقل الذود الظئال. وقال أبو الحسن: كذا قال الشيخ والصواب الظؤار جمع ظئير مثل فرير وفرار. ومنهم بقيلة الأصغر وهو أبو المنهال أيضاً واسمه جابر بن عبد الله بن عامر بن قيس بن جندب بن عامر بن جابر بن هلال بن غياث ابن أسود بن بلال بن سليم بن أشجع شاعر وهو القائل حلفت لها بما عزت قريش ... وما حوت المشاعر يوم جمع لأنت على التنائي فاعلميه ... أحب إليّ من بصري وسمعي تقرّ بقربها عيني وإني ... لأخشى أن تكون تريد فجعي لعمرك إنني لأحب سلعاً ... لرؤيتها ومن أكناف سلع وله أشعار وكانت بينه وبين جبهاء الأشجعي ملاحاة ومناقضة في الشعر وهو صاحب القصيدة المختارة التي أولها: أرقت ونام عني من يلوم ... ولكن لم أنم أنا والهموم من يقال له بسطام منهم بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس ابن خالد بن عبد الله بن عمرو بن الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة فارس العرب وهو القائل: لعمري لئن ضجت تميم وعامر ... لقد كنت قدماً في حلوقهم شجا أروني بمسعود وقيس وخالد ... وعمرو وعبد الله ذي الباع والندى لكانوا على أفناء بكر بن وائل ... ربيعاً ما سال سائلهم جرى

وسرت على آثارهم غير تارك ... وصيتهم حتى انتهيت إلى المدى ومنهم بسطام بن عمرو بن الفضيل البرجمي أحد بني غالب وكان من رجال قومه وأصاب في بعض الفتن مالاً فقسمه في قومه فقال أبو حزابة: هل لك في شيخ أتاك معتام ... من يلق خيراً بعد عام بسطام وبسطام الذي يقول لعمرو بن عفراء وكان اتهمه بزوجته: وما بينا يا عمرو في البيت خلة ... ولكنني في السوق خير خليل وأنت امرؤ نبئت أنك تهتدي ... وإن لم يكن نجم بغير دليل وما لك عندي إن أردت زيارتي ... شراب ولا ظل فأين تقيل فرآه يوماً في السوق فقال له: ألست تزعم أنك في السوق خير خليل. قال بلى قال فاشتر لي هذا الجمل. فاشتراه له من يقال له بيهس منهم بيهس بن عبد الحارث بن الحارث ابن زيد بن عمرو بن يربوع بن سحيم بن ثعلبة بن عوف بن بهثة بن عبد الله ابن غطفان. شاعر قديم أظنه جاهلياً وهو القائل: هل تعرف الدار قد بادت معارفها ... نعم ولكنه لا أهل للدار كنا بها زمناً والعيش يعجبنا ... فأصبح العيش قد ولى باصبار يمره الدهر حيناً ثم ينقضه ... ولا بقاء على نقد وإمرار لا تلبث المرء أياماً تداوله ... إن تترك المرء لا يغدو بأنصار

في أبيات، وله أشعار جياد في كتاب بني عبد الله. ومنهم بيهس بن هلال بن خلف بن جمحة بن غراب بن ظالم ابن فزارة وهو الملقب بنعامة لقب بذلك لطوله وكان أهوج وكان على هوجه شاعراً مجيداً وهو القائل: ألا من مبلغ بدر بن عمرو ... وكنت بياض وجهك أستديم تأرت عشيرة ونفضت أخرى ... فمن يثني عليك ومن يلوم وهو القائل مكره أخوك لا بطل في قصة كانت له مع أشجع وقتلت إخوة كانت له سبعة فألح عليهم حتى أدرك ثأره وشرح ذلك في كتاب فزارة ويقال إن هذا المثل له يقال له بيهس في خال له أبو الجشر وكان من أشجع وصادف بيهس سبعة نفر من أشجع وقد حظروا حظيرة من قصب وناموا فيها فقال بيهس لخاله: هل لك في أخذ أعنز سبع رأيتهم ربضاً. ثم جردا سيفيهما وصارا إلى الحظيرة وكان أبو الجشر قصيراً فحمله بيهس فألقاه على القوم فجعل يضربهم بسيفه وبيهس معه حتى قتلاهم جميعاً فقال له لما رجع: إنك يا أبا الجشر لشجاع فقال بيهس: مكره أخوك لا بطل. منهم بيهس بن صهيب الجرمي جرم بن ربان ويكنى أبا المقدام شاعر وهو القائل في قصيدة: ولقد شهدت الخيل تعثر في القنا ... تحت العجاجة تدعي وتنوب في كل معتركٍ يدعن مناجداً ... فيه السنان وعامل مخضوب ولقد أفكّ الغل عن مستسلم ... فزع أقر فؤاده الترهيب واليوم سعي إن سعيت مبادراً ... رقص ومشي إن مشيت دبيب ومنهم بيهس العذري، لم يرفع في كتاب عذرة نسبه وكانت طيء قتلت هلالاً العذري فقتل بيهس رجلاً من طيء يقال له ابن مواصل فمر بيهس بعكاظ فإذا امرأة تقول هو هو فإذا هي أخت المقتول فقال: تأملني ابنة الطائي شزراً ... وتنسى بالحبيب فتى عجيبا وتبكي لا تنام على أخيها ... كلانا كان صاحبه نجيبا

وأنشد المفضل الضبي لبيهس العذري: إذا أنت أكثرت الإخلاس صادفت ... بهم حاجة بعض الذي أنت مانع إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانةً ... وتحمل أخرى أفرحتك الودائع أي أثقلتك. من يقال له بشامة منهم ابن الغدير وهو عمرو بن هلال بن سهم بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض. شاعر محسن مقدم وهو خال زهير بن أبي سلمى المزني صاحب القصيدة المختارة: نأتك أمامة نأياً طويلاً ... وحملك الحب وقراً ثقيلا التي يصف فيها الناقة فيقول: كأن يديها إذا أرقلت ... وقد جرن ثم اهتدين السبيلا يدا سابح خر في غمرةٍ ... فأدركه الموت إلا قليلا وله أشعار جياد طوال قال ابن سلامة: بشامة بن الغدير بن عمرو ابن ربيعة بن هلال بن سهم بن مرة بن عوف. وقال ابن الكلبي: بشامة بن الغدير الشاعر وهو بشامة ابن عمرو بن معاوية بن الغدير ابن خال هلال بن سهل بن مرة بن عوف. وفي نسخة المفضليات رواية ابن الأنباري قال بشامة ابن عمرو بن معاوية بن الغدير بن هلال بن واثلة بن سهم والله أعلم بالصواب. كذا قال هلال بن واثلة وهو واثلة أخو هلال. ومنم بشامة بن حزن النهشلي بن دارم وهو القائل: إنا بنو نهشل لا ندعى لأب ... عنه ولا هو بالآباء يشرينا

أن تبتدر غاية يوماً لمكرمة ... تلق السوابق منا والمصلينا إنا لنرخص يوم الروع أنفسنا ... ولو نسام بها في الأمن أغلينا إنا لمن معشر أفنى أوائلهم ... قيل الكماة. إلا أين المحامونا لو كان في الألف منا واحد فدعوا ... من فارس خالهم إياه يعنونا وهي الأبيات المشهورة وفيها زيادة في الأصل. من يقال له ابن براقة وابن براق منهم عمرو بن براقة الهمداني ثم النهمي وبراقة أمه فيما أحسب وهو عمرو بن منبه بن شهر بن نهم بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران ابن نوف بن همدان. شجاع فاتك شاعر وهو القائل في القصيدة الطويلة التي أولها: تقول سليمى لا تعرض لتلفة ... وليلك من ليل الصعاليك نائم متى تجمع القلب الذكي وصارماً ... وأنفاً حمياً تجتنبك المظالم وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذا يال همدان ظالم ولا صلح حتى تقرع الخيل بالقنا ... وتضرب بالبيض الرقاق الجماجم إذا جرموا مولى علينا ظلامة ... صبرنا لها إنا كرام دعائم وننصر مولانا ونعلم أنه ... كما الناس مجروم إليه وجارم ومنهم ابن براقة السكوني: أنشد له أبو سعيد السكري ولم يرفع نسبه: وإنك مسترعي وإنا رعية ... فإنك مدعو بسيماك يا عمر لدى يوم حق شره لشراره ... وخير لمن كانت معيشته الخير

ومنهم ابن براق الثمالي من ثمالة بن لهب بن قطن بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد وكان حليفاً في هذيل وأحد رجلي العرب ممن يغزو راجلاً ويفوق الخيل إذا طلبته وهو القائل يوم حرب كانت بين هذيل وكنانة: فلما أن هبطنا السقاع ردوا ... غواشينا فأدبرنا جفولا وقام لنا ببطن القاع ضيق ... فخلى الوازعون لنا السبيلا كأن ملاءتي علي هجف ... أحس عشية ريحاً بليلا على حت البراية زمخري الس ... واعد ينتحي رتكاً ذليلاً قوله غواشينا أي من غشيتهم منا، والهجف الظليم أحس ريحاً بليلاً فهو يبادر إلى بيضه لئلا يبتل. وقوله على حت البراية أي على ظليم حت البراية أي سريع والبراية العدو، وزمخري طويل، والرتك عدو النعامة، ينتحي يعتمد. ومنهم غصين بن براق وهو أبو هلال الأحدب الأعرابي. ذكره أبو علي دعبل بن علي الخزاعي في كتاب شعراء بغداد وقال إنه هاجر إليها وأقام بها حتى مات ولم ينسبه أبو علي إلى قبيلته وأنشد له: ولو أن ما بي بالحصى فلق الحصى ... وبالريح لم يسمع لهنّ هبوب ولو أنني أستغفر الله كلما ... ذكرتك لم يكتب علي ذنوب قال أبو القاسم الآمدي: وهذان البيتان في قصيدة ابن الدمينة الطويلة وأنشد له أيضاً: أروح ولم أحدث لليلى زيارة ... لبئس إذاً راعي المودة والوصل تراب لأهل لا ولا نعمة لهم ... لشد إذاً ما قد تعيرني أهلي من يقال له ابن البرصاء منهم شبيب بن البرصاء وكان اسمها

قرصافة عن أبي سعيد السكري وهي أمه وهو شبيب بن يزيد بن جمرة بن عوف ابن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض، أحد شعراء غطفان المحسنين وهو القائل: وللحق من مالي إذا هو ضافني ... نصيب وللنفس الشعاع نصيب ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب ويروى هذا البيت الأخير لضابىء بن الحارث البرجمي. ومنهم الحارث بن البرصاء عن ابن حبيب قال هو من بني كنانة ابن خزيمة بن مدركة وذكر أنه أسر بقديد في سرية غلاب بن عبد الله وهو يريد الكديد وليس له عندي في كتاب كنانة ذكر ولم يذكر له ابن حبيب شعراً وإنما ذكره في فهرست أسماء الشعراء في القبائل.

باب التاء في أوائل الأسماء

باب التاء في أوائل الأسماء ليس في هذا الباب مما اعتمدت ذكره كثير شيء. من يقال له توبة منهم توبة بن الحمير بن سفيان بن كعب ابن خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ويكنى أبا حرب. فارس شاعر وهو صاحب ليلى الأخيلية وهو القائل فيها أرى النأي من ليلاك سقماً وقربها ... حياً كحيا الغيث الذي أنت ناظره ولو سألت للناس يوماً بوجهها ... سحاب الثريا لاستهلت مواطره ومن يبق مالاً عدة وضنانة ... فلا الشح ولا الدهر وافره ومن يك ذا عود صليب يعده ... ليكسر عود الدهر فالدهر كاسره وشعره وخبره في كتاب بني عقيل. ومنهم توبة بن مضرس ويعرف بالخنوت بن عبد الله بن عباد بن محرث بن سعد بن حزام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم. شاعر محسن كانت أمه يقال لها رميلة وكان هو وإخوته يعرفون بها، وهي رميلة بنت عوف بن علقمة بن سباح الحداني، وقتل أخواه في قصة مذكورة في كتاب بني سعد فأدرك الأخذ بثأرهما وقال في أبيات فإن تك أم ابني رميلة أثكلت ... فيا رب أخرى قد جعلت لها ثكلا

وجزع على إخوته جزعاً شديداً وهو القائل أنشدناه أبو الحسن الأخفش: ولما رأت ما قد تفرع لمتي ... من الشيب قالت ما لرأس أبي الجعد برأسي خطوب لو علمت كبيرة ... يجيء بها غيري وأطلبها وحدي تعدي المصيبات الفتى وهو عاجز ... ويلعب صرف الدهر بالحازم الجلد وإني امرؤ لا ينقض القوم مرتي ... إذا ما انطوى مني الفؤاد على حقد وكان لا يزال يبكي أخويه فطلب إليه الأحنف أن يكف فأبى فسماه الخنوت وهو الذي يمنعه الغيظ أبو البكاء عن الكلام.

باب الثاء في أوائل الأسماء

باب الثاء في أوائل الأسماء وليس في هذا الباب من الأسماء التي اعتمدت ذكرها كبير شيء. من يقال له ثوب منهم ثوب بن تلدة الوالبي أحد بني والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد قال أبو سعيد السكري تلدة أمه وأبوه ربيعة وهو القائل: أممت بها بين الغذيب وفارس ... وريمان لما خفت أن أتنصرا فما هي مما يأخذ ابن مساحق ... ولا المرء علاق إذا ما تخفرا كريماً كريم ألفيا أبويهما ... ضروبين في يوم اللقاء السنورا إذا خشيا ضيماً أقاما عليهما ... بسيفيهما الخد الذي كان أصعرا ومنهم ثوب بن صحمة بن المنذر بن جهمة بن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم وكان يقال له مجير الطير وذلك أنه كان يضع سهمه في الأرض فلا يصاد من تلك الأرض شيء وزعموا أنه أسر حاتم ابن عبد الله الطائي فقال حاتم:

كنا بأرض ما يغب غداؤها ... إن الغداء بأرض ثوب عاتم وكان ثوب مخفاقاً فاتبعه رجلان من بني القليب بن عمر ومعهما ابنة عم لهما ومعه أخوه علاج فصعدوا جبلاً يريدون أن يصيبوا منه شيئاً يأكلوه وتركوا المرأة مع أحد الرجلين في بني القليب فاشتد جهد القليبي فوثب على ابنة عمه فذبحها ثم أورى ناراً فجعل يأكل لحمها ثم جاء علاج بشاة قد أصابها فوجد الرجل قد أكل المرأة. فخطب ثوب بعد ذلك امرأة من قومه فقالت: لا أتزوجه وقد أكل رفيقته فقال ثوب: يا بنت عمي ما أدراك ما حسبي ... إذ لا يجن خبيث الزاد أضلاعي إني لذو مرة يخشى نكايته ... عند الصباح ينصل السيف قراع وعير بني القليب رجل في الإسلام فقال: عجلتم ما صادكم علاج ... من العتود ومن النعاج حتى أكلتم طفلة كالعاج ومنهم ثوب بن النار بن عبادة ويقال ابن عمرو بن ثعلبة أحد بني عدي بن جشم بن حبيب بن كعب بن يشكر بن بكر بن وائل وكان كعب وأخواه الضبان بن النار والقعقاع بن النار شعراء. قال أبو اليقظان إنما قيل لهم بنو النار لأن امرأ القيس بن حجر مر بهم فأنشدوه فقال إني لأعجب كيف لا تمتلئ عليكم ناراً جودة شعركم. فقيل لهم بنو النار. وثوب القائل: كفاني أبو حسان نفسي فداؤه ... تعالى أقوام ذوي نعم دثر فأضحى عيالي كلهم كعياله ... سواء ثووا في ظل ذي فخر غمر فاثنوا عليه بالسماحة والندى ... ولا تكفروا إن الكرام ذوو شكر

باب الجيم في أوائل الأسماء

باب الجيم في أوائل الأسماء من يقال له جرير ومنهم جرير بن عطية بن حذيفة بن بدر ابن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع الشاعر المشهور. ومنهم جرير بن عبد الله أحد بني عامر بن عقيل فارس شاعر وهو القائل: ويسأل أهل الناس هل وقع الحيا ... وأسأل عن طي ألا أين حلت كأني إذا ما قيل أسعفت النوى ... بطائية راجي حياة أضلت ومنهم جرير بن الحرقاء ويقال الخرقاء بن طارق بن سفيح ابن عليم بن سعد بن قيس بن عجل - والحرقاء أمه ويقال الخرقاء - شاعر وهو القاتل يرد على الفرزدق قوله: تصرم مني رد بكر بن وائل ... وما خلت مني ودهم يتصرم فقال جرير بن الخرقاء:

أتاني قول للفرزدق قاله ... وليس كما قال الفرزدق يزعم لعمري لئن كان الفرزدق لائماً ... وأحدث صرماً للفرزدق ألوم لئن وسطتك الدار بكر بن وائل ... وضمتك للأحشاء إذ أنت مجرم عشية ترجو أن تكون حمامة ... بمكة مأواها الفناء المحرم فإن تنأ عنا لا تضرنا وإن تعد ... تجدنا على العهد الذي أنت تعلم وله أشعار في كتاب بني عجل ومناقضة مع الأخطل. ومنهم جرير بن عبد المسيح الضبعي وهو الملتمس بن عبد المسيح بن عبد الله بن زيد بن دوفن بن حرب بن وهب بن جلي بن أحمس ابن ضبيعة بن ربيعة بن نزار وهو الشاعر المشهور القائل: وأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغاً لنابيه الشجاع لصمما ومنهم جريز بن كليب بن نوفل بن نضلة الشاعر. كذا ذكر ابن حبيب في كتابه الذي ذكر فيه شعراء القبائل ولم يذكر له شعراً ولا وجدت له في قبائل بني أسد ذكراً وهو إسلامي. ومنهم جرير بن الغوث بن مردان أخو بني كنانة بن القين بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة. وجدت في كتاب بني القين قصيدة أولها: طرقت سمية من بعيد بعدما ... كادت حبالك من سمية تقضب ولم أر فيها ما يصلح للمذاكرة فأثبته. ومنهم جرير - بضم الجيم وفتح الراء - أبو مالك المدلجي أحد بني مدلج بن ميزن بن هلال بن ضبة بن عبد بن كبير بن عذرة وهو القائل وإنا لنمنع عوذ النساء ... إذا غاب شاهد أنفارها إذا الخيل جالت على الذائدين ... حول المخاض بأغبارها وخضبها بدم كالجساد ... مقبلة وبأدبارها

ويقال قالها هلال بن أبي سلمى المدلجي. ومنهم حريز التغلبي - بحاء وزاي - ابن عبدة أحد بني زيد بن نشبة بن عدي بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب وهو القائل: ألا أيها ذا المزدري بعينه ... تشاوس رويداً إنني لك واتر من يقال له جميل منهم جميل بن عبد الله بن قميئة العذري ولم يكن أبوه يعرض إلا بابن قميئة قال الزبير بن بكار هو جميل بن عبد الله بن ظبيان ابن حن بن ربيعة بن حرام بن ضبة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، وهو الشاعر المشهور صاحب بثينة قال ابن الكلبي في جمهرة الأنساب: جميل بن عبد الله بن معمر ابن الحارث بن خيبرى بن ظبيان وهو سنبس بن حن وأم معمر قميئة من جذام وبها يعرف جميل يقال ابن قميئة؛ وقال ابن سلام: جميل بن معمر بن خيبرى بن ظبيان بن حن. ومنهم جميل بن المعلى أحد بني عميرة بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة وهو شاعر فارس وهو القائل: فأعرض عن مطاعم قد أراها ... فأتركها وفي البطن انطواء فلا وأبيك ما في العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء في أبيات حسنة. ومنهم جميل بن سيدان الأسدي وجدت في مقطعات الإعراب له: أيا جمل هل دين مؤدى لحينه ... فقد حلّ ذاك الدين واحتاج طالبه فطالت به أحلامه إن قضيته ... وظل بما منيت يلمح حاجبه يلمح حاجبه: يختلج كأنه يبشره بوصالك، وعندهم أن الجفن الفوقاني إذا اختلج فهو بشارة وأنشد أبو عبيدة: لم أدر أن الظن ظن الغائب ... بك أم بالغيب رق حاجبي

أي اختلج ويقال إن الجفن الأسفل يؤذن بغم كان الأعلى يؤذن ببشارة أجدي وصالاً أو أبيني صريمة ... فأكرم أن لا يكذب المرء صاحبه ولم أجد له ذكراً في قبيل بني أسد، هامش في كتاب أنساب قريش للزبير بن بكار: جميل بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح هو وأمه من اليمن ولجميل يقول أبو خراش: وفجع أضيافي جميل بن معمر ... بذي فجر تأوي إليه الأرامل ولجميل وللحارث ابني معمر يقول خداش بن زهير: إن أتاني عن ابني معمر خبر ... أما كذبت وأما غير مكذوب الشاتميّ ولم أحلل حرامهما ... إني كذلك لقاء الأعاجيب وجاء عمر بن الخطاب إلى عبد الرحمن بن عوف فسمعه قبل أن يدخل يتغنى النصب: وكيف ثوائي بالمدينة بعدما ... قضى وطراً منها جميل بن معمر فلما دخل عليه قال ما هذا يا أبا محمد. قال إنا إذا خلونا في منازلنا فإذا ما يقول الناس وكان جميل بن معمر شهد حنيناً مع النبي صلى الله عليه وسلم انتهى. فهذا غير جميل بن معمر الشاعر. من يقال له الجرنفش منهم الجرنفش الكلبي ثم الزهيري وهو الجرنفش بن سلام بن كنانة بن بحر بن الحارث بن امرىء القيس بن زهير بن جناب وهو القائل: ومن الحوادث أن عينك بدلت ... سهد الهموم فما تذوق غرارا كانت تنام إلى رجال أصبحوا ... تحت التراب أعفةً أبرارا أبني الجرنفش إن بحراً أصبحوا ... متعاونين عليكم أنصارا

نظروا فلم يبصر ذوو أضغانهم ... كعباً ولا عمراً ولا سوارا غمز الرجال جريدتي لفراقهم ... فوجدت لا قصفاً ولا خوارا ذهبوا وسوجلت العداوة بعدهم ... ليت القبور تخبر الأخبارا جريدتي أي قناتي المجردة من لحائها، والجرنفش المنتفخ الجنين. ومنهم الجرنفش بن عبدة الشاعر ابن امرئ القيس بن زيد ابن عبد رضا بن جذيمة بن حبيب بن شمر بن عبد جذيمة بن زهير بن ثعلبة ابن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء وهو القائل: لله در بني حليفٍ معشراً ... أيّ امرئ فجعوا به ولربما فجعوا بذي الحسب التليد فأصبحوا ... لا مسلمين ولا ضعافاً وخما قوم إذا الحدث الجليل أصابهم ... شدوا دوابر بيضهم فاستحكما حتى كأنّ عدوهم مما يرى ... من صبرهم حسب المصيبة أنعما من يقال له جواس منهم جواس بن القعطل بن سويد بن الحارث بن حصن بن عدي بن جناب الكلبي شاعر محسن وهو القائل لزفر بن الحارث الكلابي لما قال: وقد بنيت المرعى على دمن الثرى ... وتبقى حزازات النفوس كما هيا أبيني سلاحي لا أبالك إنني ... أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا فقال جواس: لعمري لقد أبقت وقيعة راهط ... على زفر داءً من الداء باقيا تبكي على قتلى سليم وعامر ... وذبيان معذوراً وتبكي البواكيا دعا بسلاح ثم أحجم إذ رأى ... سيوف جناب والطوال المذاكيا وهو القائل في قصيدة: وأعرضت الشعرى العبور كأنها ... معلق قنديل علته الكنائس

ولاح سهيل عن يمينٍ كأنه ... شهاب نحاه وجهة الريح قابس ومنهم جواس بن قطبة أحد بني الأحب بن حن وحن بنت عذرة وهم رهط بثينة صاحبة جميل وجميل من بني ظبيان بن حن؛ وجواس شاعر وهو القائل في أبيات كثيرة: غدا همي عليّ فقلت لما ... غدا همي عليّ من اللذان يزيدان الغنيّ على غناه ... ويحتصر الفقير فيغنيان ويجتلبان فاضلة ومجداً ... يعيش به الأباعد والأداني عبيد الله إذ لقيت ركابي ... وعبد الله لا يتراكلان إذا انتسبا إلى الأبوين كانا ... هجاني خندف وابني هجان فما ركنت إلى حسب معد ... ولا قحطان إلا يسبقان ومنهم جواس بن حسان بن عبد الله بن منازل الأزدي - أزد عمان - شاعر وهو القائل: ولقد أقدم في الروع وأحمي المستضافا ... ثم قد يحمدني الضيف إذا ذم الضيافا ولقد أروي ندماني من الخمر سلافا ... من أباريق تراها لثماً بيضاً خفاقا وبنو بكر قعود يتعاطين الصحافا ومنهم جواس بن نعيم أحد بني حرثان بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد الضبي له أشعار وهو القائل: كأن خروء الطير فوق رؤوسهم ... إذا اجتمعت قيس معاً وتميم متى تسأل الضبي عن شرقومه ... يقل لك إن العائذيّ لئيم ومنهم جواس بن نعيم بن الحارث أحد بني الهجيم بن عمرو ابن تميم قال أبو سعيد السكري ويعرف بابن أم نهار وهي أم أبيه وبها يعرف

هو وأبوه قال وجواس القائل: وللكبير رثيات أربع ... الركبتان والنسا والأخدع ولا يزال رأسه يصدع ... وكل شيء بعد ذاك يوجع من يقال له الجحاف منهم الجحاف بن حزن أحد بني عنبس بن عنبسة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري كان سيداً جواداً شاعراً وهو القائل في وصف ناقة: وفي يميني جمزى ولوس ... شقاء في غمارها قموس مثل عقاب الظل عنتريس ... تدير عيناً طرفها تخليس كما بدير طرفه الممسوس أي قد مسها جنون، وجمزى خفيفة، عنتريس غليظة شديدة. وللجحاف في كتابة فزارة خبر وأشعار ورجز جياد. الجحاف بن حكيم بن عاصم بن قيس بن سباع بن خزاعى ابن محارب بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السيد المشهور الذي أوقع ببني تغلب بالبشر الوقعة المشهورة فقال الأخطل: لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ... إلى الله منها المشتكى والمعول وكان الأخطل قبل ذلك قال في حرب كانت لتغلب على قيس: ألا سائل الجحاف هل هو ثائر ... بقتلى أصيبوا من سليم وعامر فأوقع بهم الجحاف بالبشر وقال يخاطب الأخطل:

أبا مالك هل لمتني إذ حضضتني ... على القتل أم هل لامني منك لائم أبا مالك إن أطعتك في التي ... حضضت سيف حران حازم فإن تدعني أخرى أجبك بمثلها ... وأنت امرؤ بالحق لست بعالم في أبيات وقال الجحاف: لله در عصابة نبهتهم ... يوم الرصافة مثلهم لم يوجد ركب الرجال الثائرون كأنما ... أبصارهم قطع الحديد الموقد متثقلدين صفائحاً هندية ... يتركن من ضربوا كأن لم يولد نفرت قلوصى من قبور أحدثت ... بطريقها جدد كأن لم تعهد لا تنفري إن القبور وأهلها ... كانوا الأحبة غير إن لم أشهد وله في كتاب بني سليم أشعار حسان وهو القائل: نعرض للسيوف إذا التقينا ... خدوداً ما تعرض للطام ويروى لغيره من يقال له جريبة وحريثة منهم جريبة بن الأشيم بن عمرو بن وهب بن دثار بن فقعس بن طريف وهو جد مطير بن الأشيم أحد شياطين بني أسد وشعرائها قال بعد أن أسلم: بدلت ديني بعد دين قد قدم ... كنت من الدين كأبي في حلم يا قيم الدين أقمنا تستقم ... فإن أصادف مأتماً فلم ألم وقال لابنه يسار: ولقد حللت يسار منزلة ... مني فويق الخلب والكبد وبذلت ما جمعت من نشب ... وفرشت خدك ساعدي ويدي

ومنهم جريبة الهجيمي. لم يرفع نسبه ولا وقع إلي شعره وأنشد له الأصمعي في كتاب خلق الإنسان بيتاً واحداً هو وعليّ سابغة كأن قتيرها ... حدث الأساود لونها كالمحول ومنهم حريثة - بالحاء غير معجمة وبالياء والثاء - بن عمرو بن معاوية بن كابية بن حرقوص شاعر فارس وهو القائل في الوقعة التي أوقعتها بنو مازن ببني عجل يا ذهل ذهل بني عجل لقد لبست ... ذهل بنعلك ثوب الخزي والعار قتلتم جار قوم واترين لكم ... ضعفاً وعجزاً عن التطلاب للثار ثم ابتليتم به من بعد فعلتكم ... فلم تكونوا بني ذهل بأحرار من يقال له جبهاء منهم جبهاء بن ثوب الأسدي أحد بني برثن شاعر قالت امرأة تزوجها: لا ترتجع شارفاً تبغي فواضلها ... بدفها من عرى الأنساع تنديب تبكي على راكب أفنى عريكتها ... وتخبر الناس عنه بالأعاجيب إن القلوس إذا ما كنت مرتجعاً ... خير وأزين في الدنيا من النسيب قال ابن الكلبي وابن حبيب: جبهاء هو يزيد بن عبيد بن عضيلة. ومنهم جبهاء الأشجعي وهو جبهاء بن حميمة بن يزيد أحد بني عقيل ابن هلال بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع. شاعر خبيث متمكن من لسانه وكان قد منح رجلاً من بني تميم عنزاً لينتفع بلبنها والمنيحة كالغانية فأمسكها التميمي دهراً فقال جبهاء يغازله: أمولى بني تيم ألست مؤدياً ... منيحتنا فيما تؤدى المنائح

فإنك إن وديت غمرة لم تزل ... بعلياء عندي ما بغى الربح رابح لها شعر داج وجيد مقلص ... وجسم زخاريّ وضرس مجالح ولو أنها ظلت بساس معجم ... نفى الرعي عنه رقه وهو كالح لجاءت كان القسور الجون بجها ... عساليجه والثامر المتناوح ولو أشليت في ليلةٍ رجبية ... لأرواثها أوب من الماء ناصح لجاءت لرز الحالبين وضرعها ... أما صفاقيها مبد مسارح وويل أمها كانت غبوقة طارق ... ترامى به بيد الأكام القراوح ويروى ولو أنها طافت بشرس معجم نفى الرق عنه جذبه، وجذبه ما جذب عنه، والشرس ما ليس بشجر ولا بقل هو بينهما وهو إلى الشجر أقرب والدق في البقل ما دق من النبات وصغر. كالح لا ورق له إنما هو عيدان، والقسور نبت إذا أكلته كثر لبنها والجون الشديد الخضرة، ويروى ولو أنها صافت رقة مارق منه وإنما يعني الورق. ويروي ثعلب عن أبي المنهال: ولو أنها طافت بظنب معجم نفى الرق عنه جذبه وهو كالح، وقال الظنب أصل الشجرة بالظاء معجمة إذا ذهبت أغصانها، ومعجم قد عجم أي عضضته الإبل. والرق الورق ترى تحتها عن النضار منيفاً ... سما فوقه من بارد الغزر طامح سديساً من الشعر العراب كأنها ... مؤكدة من دهم حزران صالح رعت عشب الجولان ثم تصيفت ... رضيعة جلس فهي بداء راجح

كأن أزيز الكير ارزام شخبها ... إذا امتاحه في محلب القوم مائح فأجاب جبهاء في أبيات قالها: وما كنت إلا مازحاً قال مزحة ... فأنكرت أن بهذي إليك الممازح من يقال له أبو جلدة منهم أبو جلدة اليشكري أحد بني عدي بن جشم بن حبيب بن كعب بن يشكر بن بكر بن وائل. شاعر خبيث وهو القائل: لعمري لأهل الشام أطعن بالقنا ... وأحمى لما يخشى عليه الفضائح تركنا لهم صحن العراق وناقلت ... بنا الأعوجيات الطوال الشرامح فقل لنساء المصر يبكين غيرنا ... ولا يبكنا إلا الكلاب النوائح ويروى فقل للحواريات ومنهم أبو جلدة وهو مقاس العائذي واسمه مسهر بن النعمان بن عمرو بن ربيعة بن تيم بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة ابن لؤي بن غالب وقيل العائذي لأنهم عائذة قريش وعائذة أمهم وهي عائذة بنت الخمس بن قحافة بن خثعم وعدادهم في بني شيبان ويقال عائذة بنت خزيمة وأظنها امرأة خزيمة، ومقاس شاعر محسن كان مجاوراً لبني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان وهو القائل يرثي شريك بن عمرو بن قيس: بكيت شريكاً في المغار وأسودا ... وذا العلق حتى ما بعيني من بلل رجالاً لهم ربعية المجد لم يخف ... مجاورهم ريب الحوادث والزلل وكنا بهم نرعى الجميع ونأكل الر ... بيع ونكفي حامل الأهل ما احتمل ولمقاس أشعار جياد في كتاب بني أبي ربيعة بن ذهل وفي بطون قريش، وقيل له مقاس لأن رجلاً قال هو يمقس الشعر كيف شاء أي يقوله يقال مقس من الأكل ما شاء.

من يقال له أبو الجويرية منهم أبو الجويرية العبدي واسمه عيسى بن أوس بن عصبة أحد بني عامر بن معاوية بن عبد الله بن مالك بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن دعمى ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. شاعر محسن متمكن وهو القائل في الجنيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن خليفة بن سنان بن أبي حارثة المري ذهب الجود والجنيد جميعاً ... فعلى الجود والجنيد السلام أصبحا ساكنين مرو جميعاً ... ما تغنى على الغصون الحمام لم تزل غاية الكرام فلما ... مت مات الندى ومات الكرام ودخل أبو الجويرية على خالد بن عبد الله القسري فأنشده فقال خالد هيهات يا أخا ربيعة مات الندى ومات الكرام. فحرمه وله محاسن قد ذكرتها في أشعار المشهرين. ومنهم أبو الجويرية العنزي من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار، لم يرفع نسبه في كتاب عنزة. شاعر وهو القائل متى تغلق الأبواب دوني يكفني ... ندى العنزيين الطوال الشقاشق هم من نزارٍ حين ينسب أصلهم ... مكان النواصي من وجوه السوابق على موسريهم حق من يعتريهم ... وعند المقلين اتساع الخلائق بهم يجبر الله الكسير ويطلق ... الأسير وينجي من عظام البوائق من يقال له ابن جمانة منهم عبد الرحمن بن جمانة بن عصيم أحد بني طريق بن خلف بن محارب بن خصفة. شاعر وهو القائل أنشده أبو العباس ثعلب في الأمالي وإن شريبي لا يلوح بوجهه ... كلومي كأن كلب يهارش أكلبا

ولا أقسم الأعطان بيني وبينه ... ولا أتوقاه ولو كان مجربا أقول له أورد لك الماء قبلنا ... وخذ برشائي إن رشاء تقضبا معاً لا ترانا بيننا أحوذية ... ولا بغضة حتى يبين فيذهبا وخير ردائي الذي حل والذي ... علي ولا أبغي الجديد المهذبا قوله الذي حل هو بحاء غير معجمة يريد الذي حل لا الذي حرم؛ والذي علي أي والخلق الذي علي لا الجديد المهذب فقسم البيت نصفين وجعله كلامين ولو كان قسماً واحداً لم يجز لأنك لا تقول خير ثوبي الطويل والقصير الطويل الخلق فتعطف أحدهما على الآخر هذا محال لأنك إنما تفضل أحدهما على الآخر لا أن تفضلهما جميعاً على أنفسهما. ومن رواه بالخاء معجمة فذاك غير معورف ولا يقال قد خل الثوب إذا خلق ولكن يقال ثوب خل وجسم خل إذا كان ضعيفاً سخيفاً وهذا اسم لا يقع بعد الذي لا يقال الذي خل حتى تقول الذي هو خل ولا يصح البيت على هذا. ومنهم عبد الملك بن جمانة الباهلي. قال أبو اليقظان: هو عبد الملك بن جمانة بن أحد بن عليم بن معن بن أعصر. قال أبو سعيد السكري: جمانة أمه وأنشد له: فبت مسهداً أرقاً كئيباً ... أراعي التاليات من النجوم تلألأ في السماء إذا استقلت ... كنظم الدر أو بقرات صريم كأني إذ نظرت إلى سهيل ... ومجراه من الليل البهيم أسير في الجبال تكنفتني ... بنات الليل مختضر الهموم ومنهم بشار بن جمانة. قال أبو سعيد: جمانة أمه أيضاً وأبوه هند أحد بني عبس بن بغيض وليس له في كتاب بني عبس ذكر وأنشد له أبو سعيد أبياتاً منها خذوا خط المولى الذليل فإنكم ... ذهبتم خرء الطير في غير مذهب

فإن تتبعوا ذبيان تأتوا كتيبة ... تقودكم إن الجنيبة متعب من يقال له جبير وفي الشعراء غير واحد ممن سمي جبيراً. ومنهم جبير بن ربعي بن نصابة بن خالد بن بجالة الفقيمي شاعر وهو القائل في أبيات نري الندى فينا ونوفي بجارنا ... وللخير وال سارح ومريح ونحمي على الأحساب إذ حمي الوغى ... ونحمد عند الميح حين نميح ومنهم جبير بن الزبعرى أحد بني نمير بن عامر وكان من سروات العرب وله يقول زياد الأعجم: وجدت العامري ابن الزبعري ... جبيراً خير مختبطٍ لساري وزندك حين تنسب من نمير ... كريم في زناد المجد واري وجبير بن الزبعري القائل: يسوءني أن أرى ليلى مفارقةً ... يقتادها أسود الخصيين مغيار ومنهم حنثر بالحاء غير معجمة والنون والثاء معجمة بثلاث في محارب وهو حنثر بن سعيد بن جندب بن جابر بن زيد بن عبد الحارث بن بغيض بن شكم بن عبيد بن عوف بن زيد بن بكر بن عميرة بن علي بن جسر بن محارب بن خصفة أحد شعراء محارب وهو القائل يرثي أخاه عائذ بن سعيد: أخي ما أخي للضيف إن جاء طارقاً ... إذا الريح راحت وهي ذات جليد وكنت كأني منه في رأس شاهق ... منيف ذراه للعدو كؤود وفي الحبطات وهم ولد الحارث بن عمرو بن تميم الحبير بن

بجرة الحبطي كان نازلاً بهبالة فمر به بنو شهاب من بني سعيدة بن عمرو بن مالك بن حنظلة فلما رآهم قال يهجوهم جادت سماء فلما حان مقلعها ... سالت هبالة بالقردان والحلم واستبدلت بعد قوم صالحين بها ... أهل القباب وأهل الخيل والنعم فلما بلغ ذلك بني شهاب بعثوا ببردين إلى عكاظ مع رجل فقال: هذان لمن دلنا على هاجينا. فقال له الحبير: أرنيهما. فأخذ أحدهما فاتزر به وارتدى بالآخر وقال: إذا أتيت أهلك فقل لهم هجاكم الحبير بن بجرة الحبطي. فعاد الغلام فأخبرهم فقالوا: قبح الله صاحب البردين والله ما هو إلا الأسود بن يعفر فرجزوا به وهجوه فلما بلغ الأسود هجاؤهم قال: أبني شهاب لا أبا لأبيكم ... أني ضمنت قصيدة الفجرات أني أي كيف في أبيات. من يقال له جحل وحجل فأما جحل فهو من باهلة وهو جحل بن نضلة أحد بني عمرو بن عبد بن قتيبة بن معن بن أعصر وهو القائل: جاء شقيق عارضاً رمحه ... إن بني عمك فيهم رماح هل أحدث الدهر لناذلة ... أم هل رفت أم شقيق سلاح يعني شقيق بن جزءين رباح بن عمرو بن عبد شمس بن أعيا أحد بني قتيبة بن معن وأما حجل فوجدته في كتاب فزارة ذكر أنه عبد بني مازن من فزارة شاعر وهو القائل:

يا هند إحدى الجرد الملاح ... ذات الشوى والكفل الرداح واللون لون البيضة اللياح ... أما ترى رأسي كالجماح أو كالعصا شذب عنها اللاحي ... فقد لبست العيش ذا صلاح ألهو بلهو الغزل المزاح ... وأركب الناجي ذا المراح محتجباً بالبرد والسلاح وحجل بن عمرو الخثعمي ثم الفزعي قوم من خثعم يقال لهم بنو الفزع، وحجل شاعر فارس وهو القائل بني سليم صدعت شعبكم ... وعامراً قد أقمت في كبد قتلت منهم خيار سادتهم ... وآل نصر قتلت في العدد صقعتهم في اللقاء دامغةً ... لها يدينون آخر الأبد في أبيات من يقال له ابن جؤية منهم ساعدة بن جؤية أحد بني كعب ابن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد هذيل بن مدركة شاعر محسن جاهلي، وشعره محشو بالغريب والمعاني الغامضة وليس فيه من الملح ما يصلح للمذاكرة وهو القائل في وصف سيف: ترى أثره في صفحتيه كأنه ... مدارج شبثان لهن هميم هميم دبيب وشبثان جمع شبث دويبة كثيرة الأرجل. ومنهم ابن جؤية النصري وهو عائذ بن جؤية بن أسيد بن جرار بن عبد بن عاثرة بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن وهو القائل:

ألا أيها الركب المخبون هل لكم ... بأهل العقيق والمناقب من علم فقالوا عن أهل العقيق سألتنا ... أولي الخيل والأنعام والمجلس الفخم فقلت بلى إن الفؤاد يهيجه ... تذكر أوطان المحبة والجذم ففاضت لما قالوا من العين عبرة ... ومن مثل ما قالوا جرى دمع ذي الحلم فظلت كأني شارب بمدامةٍ ... عقاراً تمشى في المفاصل والجسم من يقال له ابن جعل وابن جعيل وهما جميعاً من بني تغلب بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل جاهلي وهو القائل: فمن مبلغ عني إياس بن جندل ... أخا طارقٍ والقول ذو نفيان فلا توعدوني بالسلاح فإنما ... جمعت سلاحي رهبة الحدثان جمعت ردينياً كأن سنانه ... سنا لهب لم تستعر بدخان وله فيما تنخلته من أشعار بني تغلب مقطعات حسان: وأما بن جعيل فهو كعب بن جعيل بن قمير بن عجرة بن ثعلبة بن عوف بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن تغلب بن وائل. شاعر مشهور إسلامي كان في زمن معاوية وهو القائل في قصيدة: وضجيع قد تعللت به ... طيب أردانه غير نفل في مكانٍ ليس فيه برم ... وفراشٍ متعال متمهل فإذا قامت إلى جاراتها ... لاحتب الساق بخلخال زجل كانوا ربما جعلوا في الخلا خيل جلاجل. وبمتنين إذا ما أدبرت ... كالعنانين ومرتج رهل صعدة قد سمقت في حائر ... أينما الريح تميلها تمل

وفيه يقول عتبة بن الوعل التغلبي ذكره أبو اليقظان: وسميت كعباً بشر العظا ... م وكان أبوك يسمى الجعل وإن مكانك من وائل ... مكان القراد من است الجمل ومنهم شبيب بن جعل التغلبي كان بنو قتيبة بن معن الباهليون أسروه في حرب كانت بينهم وبين تغلب فقال شبيب يخاطب أمه وهي بنت عمرو بن كلثوم: حنت نوار وأي حين حنت ... وبدا الذي كانت نوار أجنت لما رأت ماء السلام مشروباً ... والفرث يعصر في الإناء أرنت نقص حرف من فاصلة البيت وبعض الناس يسمون هذا إقواءً لأنه نقص من عروضه قوة يقال أقوى فلان الحبل إذا جعل إحدى قواه أغلظ من الأخرى.

باب الحاء في أوائل الأسماء

باب الحاء في أوائل الأسماء من يقال له حضرمي منهم حضرمي بن عامر بن مجمع بن موألة بن هشام بن ضب بن كعب بن القين بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد شاعر فارس سيد وهو القائل: ألا عجبت عميرة أمس لما ... رأت شيب الذؤابة قد علاني تقول أرى أبي قد شاب بعدي ... وأقصر عن مطالبة الغواني وكل قرينة قرنت بأخرى ... ولو ضنت بها ستفرقان وكل أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان وله في كتاب بني أسد أشعار وأخبار حسان. ومنهم حضري بن الفلندج أخو بني حرام بن عوف المشجعي وبنو مشجعة بن تيم بن النمر بن وبرة أبو كلب بن وبرة شاعر وهو القائل: إذا نفحت من نحو أرضك نفحة ... رياح الصبايا قبل طاب نسيمها كأنك في الجلباب شمس نقية ... تجرب عنها يوم دجن غيومها من يقال له حجية منهم حجية الدوسي أحد بني دوس بن عدثان ابن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر ابن الأزد شاعر فارس وهو القائل يريد بني يشكر بن مبشر من الأزد: كأنا بالصعيد فجانبيه ... على آثار يشكر لوح نار وسال المخلطات بشعب دعد ... نجيعاً مثل حناء الجواري

ومنهم حجية بن المضرب السكوني يكنى أبا حوط شاعر جاهلي فارس مقدم وكان حليفاً في بني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان وهو القائل: وإن كان ما بلغت عني فلامني ... صديقي وشلت من يدي الأنامل وكفنت نفسي منذراً في ردائه ... وصادف حوطاً من أعادي قاتل من يقال له حناك وأبو الحناك بالكاف وحبال باللام فأما حناك فهو حناك بن سنة بن غيث بن مخزوم بن ربيعة بن مالك بن قطيعة بن عبس جاهلي وهو القائل: أبني جذيمة نحن أهل لوائكم ... وأقلكم يوم الطعان جبانا كانت لنا كرم المواطن عادة ... نصل السيوف إذا قصرن خطانا وبهن يوم المشقر والصفا ... ومحلم نبكي على قتلانا لولا أمامة أن أكدر نعمة ... لصبحت أول سربها الفرسانا في أبيات ومنهم حناك بن ثابت بن مجالد بن عامر بن معاوية بن عوف ابن إنسان بن عتوارة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن. شاعر فارس وهو القائل في غارة أغارها بن عامر وبنو نضر على بني كنانة يوم الغميم: جزى الله خيراً آل عمرو بن عامر ... وأبناء نصر إذ كفوا من تعتبا تركنا أبا قيس أسامة ثاوياً ... وفروة أجررنا سناناً وثعلباً شدخنا بني الشداخ بالخيل والقنا ... غزانا وهم كانوا أحقّ وأحربا يهرون بالبلقاء في قصد القنا ... هرير الكلاب الزاعبي المحربا ومنهم جناك أخو أبي بكر بن كلاب. شاعر جاهلي ذكره أبو زيد في نوادره وأنشد له:

لشتان ما عنيتم وشمتم ... بإخوتكم والعز لم يتجمع وأما حبال بالباء واللام فهو حبال بن حسل بن هذيم بن الصدي بن عدي بن جيلة بن إساف بن هذيم بن عدي بن جناب الكلبي شاعر فارس وهو القائل: لا تعذليني في نقضي وفي فرسي ... إن تعذليني تشكيني وتؤذيني فناهبيني في مالي ولا تدعي ... خلقاً يريبك إن الله يغنيني حسبي إذا احتملوا أن يحملوا ثقلي ... وملء كفي عند الجهد يكفيني إن مات هزلاً عدياً من سماحته ... أو خلد الغس في قومى فلوميني قال ابن الكلبي: حبان بن حسن بن الصدي بن عدي بن جبلة ابن إساف وقوله في البيت الأول تشكيني شكوت فلاناً أشكوه شكو أو شكاية وشكية وشكاة إذا أخبرت منه بسوء فعله وهو مشكو ومشكى والاسم الشكوى وأشكيت فلاناً فعلت به فعلاً إذا أحوجته إلى أن يشكوك وأشكيته أيضاً إذا أعتبته من شكواه ونزعت عنه شكايته وأزلته عما يشكوه وهو من الأضداد الغس اللئيم وعدي في بني كبل بن عامر بن مرة بن جابر بن عمرو بن نهد من بني إساف بن هذيم بن عدي بن جناب وكان عدي في كل يوم يذبح خمسين شاة يطعمها من يرد عليه: يبقى الثناء ويخلى المال عن الحز ... يخشى عواقب دهر غير مأمون ومنهم أبو الحناك البراء بن ربعي الفقعسي القائل أبعد بني أمي الذين تتابعنا ... أرجى الحياة أم من الموت أجزع ثمانية كانوا ذؤابة قومهم ... بهم كنت أعطي من أشاء وأمنع أولئك إخوان الصفاء رزئتهم ... وما الكف إلا أصبع ثم أصبع لعمرك إني بالخليل الذي له ... علي دلال راجب لمفجع وإني بالمولى الذي ليس نافعي ... ولا ضائري فقدانه لممتع

من يقال له حلبس وحليس فأما حلبس فهو حلبس بن عمرو بن عبد بن جشم بن عمرو بن غنم بن تغلب شاعر وهو القائل: وعتبة يعوي بالعراق وإن يكن ... عوى عرضاً من داره لا يبدل وزلت قوافي الطم عني كأنها ... صواقير تنبو عن حديد وجندل وكنت إذا ما دافعتني ملمة ... هوت لحواميها ولم أتزلزل في أبيات. وأما حليس فهو حليس بن مشمت بن المخبل بن حيي بن ربيعة بن نزار. شاعر فارس وهو القائل: لقد علمت أفناء بكر بن وائل ... إذا الحرب شبت أننا من كماتها وأنا نثير نارها برماحنا ... ويجعلنا الإيقاد خير صلاتها وكنا إذا زلوا عن الدار زلة ... أقمنا لنرعى ما حموا من نباتها فقل لبني ذهل عموا حيث كنتم ... صباحاً ولا يبعد مزار طماتها فأنتم مجني دون من كنت أتقي ... وأنتم يدي إن طالبت بقراتها من يقال له الحصين والحضين بالضاد معجمة فأما الحصين فجماعة منهم الحصين بن الحمام المري والحصين بن شداد الطهوي والحصين بن القعقاع الدارمي، ومنهم الحصين بن عوية أخو بني كوز بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة، ومنهم الحصين بن أصرم أيضاً أحد بني السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد. شاعران محسنان وشعرهما وأخبارهما في كتاب بني ضبة، ومنهم الحصين بن جمال بن حبيب بن جابر بن مالك ابن مر بن عمرو بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة ويقال للحصين القطامي. ولسنا نقصد إلى تعديد من اسمه الحصين لكثرتهم. ومنهم الحضين بالضاد معجمة وهو الحضين بن المنذر أحد بني عمرو بن شيبان بن ذهل قال أبو اليقظان هو الحضين بن المنذر بن الحارث

ابن وعلة بن المجالد بن يثربي بن زبان ابن الحارب بن مالك بن شيبان بن ذهل أحد بني رقاش شاعر: فارس وهو القائل لابنه غياظ: وسميت غياظاً ولست بغائظ ... عدواً ولكن الصديق تغيظ عدوك مسرور وذو الود بالذي ... يرى منك من غيظ عليك كظيظ وله في كتاب بني ذهل بن ثعلبة مقطعان حسان وكانت معه راية علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم صفين دفعها إليه وهو ابن تسع عشرة سنة وفيه قال الشاعر: لمن راية سوداء يخفق ظلها ... إذا قيل قدمها حضين تقدما ويردها للطعن حتى يزيرها ... حياض المنايا تقطر الموت والدما من يقال له أبو الحصين وأبو الخضير بالخاء والضاد معجمتين والراء فأما أبو الحصين فهو عبد الله بن لقمان بن سنة بن غيث العبسي. شاعر وهو القائل: ومن مبلغ حسان عني رسالة ... وحرملة الرحال شيخ بني عمرو فإن تعقلا ثأري ولم تعقلا أخي ... أعد لكما يوماً بقاصمة الظهر وقد كنت أخشى أن أموت ولم أدع ... جؤية كالمعزى تلوذ من القطر وأما أبو الخضير فهو أحد بني الهجيم بن عمرو بن تميم ولم يرفع في كتاب بني الهجيم نسبه. شاعر وهو القائل: أصبحت لا أعرف متى عرفاً ... من هم دهر قد براني لخفا وزاد بالبر جناحي ضعفاً ... طير زفي والخوافي نتفا فاليوم لا أنهض إلا زحفا من يقال له الحزين منهم الحزين الكناني واسمه عمرو بن عبد

وهيب بن مالك بن حريث بن جابر بن راعي الشمس الأكبر بن يعمر بن عبد بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة. قال الزبير بن بكار إنما سموا رعاة الشمس لأن الشمس لم تكن تطلع في الجاهلية إلا وقدورهم تغلي للضيف، في ذلك يقول الحزين: أنا ابن ربيع الشمس في كل شتوة ... وجدي راعي الشمس وابن عريب وكان الحزين شاعراً محسناً متمكناً وهو القائل في عبد الله بن عبد الملك ووفد إليه إلى مصر وهو واليها يمدحه في أبيات: لما وقفت عليه في الجموع ضحى ... وقد تعرضت الحجاب والخدم حييته بسلام وهو مرتفق ... وضجة القوم عند الباب تزدحم في كفه خيزران ريحها عبق ... في كف أروع في عرنينه شمم يغضي حياءً ويغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم والحزين القائل: كأنما خلقت كفاه من حجر ... فليس بين يديه والندى عمل يرى التيمم في بر وفي بحر ... مخافة أن يرى في كفه بلل ومنهم الحزين الأشجعي أشجع بن ريث بن غطفان. ذكره أبو اليقظان ولم يرفع نسبه وأنشد له في سليمان بن عبد الملك يرثيه ويذكر غيره: فيما قوم ما بالي وبال ابن نوفل ... وبال بكائي نوفل بن مساحق ولكنها كانت سوابق عبرة ... على نوفل من كاذب غير صادق فهلا على قبر الوليد ونفعه ... وقبر سليمان الذي عند دابق وقبر أبي عمرو أخي وأخيهما ... بكيت لحزن في الجوانح لاحق

وهي قصيدة حسنة. من يقال له الحنان وهو أنس بن نواس المحاربي وقد مر ذكره. وقيس الحنان الجهني لم يرفع في كتاب جهينة نسبه وهو القائل في أبيات أفاخرة عليّ بها سليم ... إذا حلوا الشربة أو رذاما وكنت مسوداً فينا حميداً ... وقد لا تعدم الحسناء ذاما من يقال له الحسام كان يقال لحسان بن ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي الحسام. أبو الخطار الكلبي هو حسام بن ضرار بن سلامان بن جشم ابن جعول بن ربيعة: قال ابن ماكولا: سلامان بن جشم بن ربيعة ولم يذكر بينهما جعولا بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب. شاعر فارس وهو القائل: فليت ابن جواس يخبر أنني ... سعيت به سعي امرىء غير غافل قتلت به تسعين تحسب أنهم ... جذوع نخيل صرعت في المسائل ولو كانت الموتى تباع اشتريته ... بكفي وما استثنيت منها أناملي من يقال له ابن حلزة منهم الحارث بن حلزة بن مكروه بن بديد بن عبد الله بن مالك بن عبد سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل الشاعر المشهور. وعمرو بن حلزة شاعر وهو القائل أنشدناه علي بن سليمان

الأخفش في الأمالي قال أنشدنا سوار بن أبي شراعة قال أنشدنا الرياشي لعمرو ابن حلزة: لم يكن إلا الذي كان يكون ... وخطوب الدهر بالناس فنون ربما قرن عيون بشجى ... مرمض قد سخنت منه عيون يلعب الناس على أقدارهم ... ورجى الأيام للناس طحون يأمن الأيام مغتراً بها ... ما رأينا قط دهراً لا يخون والملمات فما أعجبها ... للملمات ظهور وبطون إنما الإنسان صفو وقذى ... وتوارى نفسه بيض وجون لا تكن محتقراً شأن امرئ ... ربما كانت من الشأن شؤون وأظن هذه الأبيات مصنوعة وهكذا كان يقول الأخفش. ومنهم عباد بن حلزة الذهلي وحلزة أمه وهو عباد بن عبد عمرو أحد بني عوف بن عامر بن ذهل. شاعر فارس وهو القائل في أبيات: أخليد إني قد فقدت معاشري ... وبقيت في خلق من الجناب لا ينفعون ولا تزال غريبة ... شنعاء بينهم من الألقاب وإذا لقيتهم فشر معاشر ... وإذا قعدت رميت بالأذراب من يقال له ابن حطان منهم مالك بن حطان بن عوف بن عاصم ابن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. شاعر فارس أصيب في يوم أغار فيه بسطام بن قيس على بني سليط بن يربوع وقال قبل أن قتل: لعمر لقد أقدمت مقدم حارد ... ولكن أقران الظهور مقاتل يقول من ليس له من يحمي ظهره فهو هالك: ولو شهدتني من عبيد عصابة ... كماة لخاضوا الموت حيث أنازل وما ذنبنا أنا لقينا قبيلة ... إذا وكلت فرسانها لا نواكل يساقوننا كأساً من الموت مرة ... وعرد عنا المقرفون الحناكل

فما بين من هاب المنية منكم ... ولا بيننا إلا ليال قلائل ومنهم عمران بن حطان بن ظبيان بن لوذان بن عمرو بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. قال أبو اليقظان: عمران من بني الحارث بن سدوس ويكنى أبا دلان رأس من رؤوس الخوارج وشاعر محسن مقدام وأشعر الناس في الزهد وهو القائل في القصيدة المشهورة حتى متى لا نرى عدلاً نعيش به ... ولا نرى لدعاة الحق أعوانا وقد ذكر متنخلاً من شعره وأخباره في كتاب بني ذهل بن ثعلبة. من يقال له ابن حمام منهم الحصين بن الحمام بن ربيعة بن مسان بن خزامة بن وائل بن سهم بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض مساب بن حرام بن وائلة بن سهم شاعر مشهور وفارس مقدم وهو القائل في قصيدة طويلة: ولما رأيت الود ليس بنافع ... وإن كان يوماً ذا كواكب مظلما صبرنا وكان الصبر منا سجية ... بأسيافنا يقطعن كفاً ومعصما يفلقن هاماً من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعق وأظلما وله ديوان مفرد. ومنهم أبي بن حمام بن قراد بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس شاعر فارس وهو القائل: تمنى لي الموت المعجل خالد ... ولا خير في من ليس يعرف حاسده فحل مقاماً لم تكن لتسده ... عزيزاً على عبسٍ وذبيان ذائده أعاذلتي كم من أخ لي أوده ... كريم لي لم يلدني والده

إذا ما التقينا لم تراني أكده ... ولكنني مثنٍ عليه وزائده وآخر أصلي في التناسب أصله ... يباعدني في رأيه وأباعده يود لو أني فقد أول فاقد ... وأيضاً أود الود أني فاقده ومنهم ابن حمام الأزدي وهو القائل: كنا نداريها وقد مزقت ... واتسع الخرق على الراقع كالثوب إذ أنهج فيه البلى ... أعيا على ذي الحيلة الصانع ومنهم امرؤ القيس بن حمام بن مالك بن عبدة مالك بن عبد بن هبل شاعر درس شعره وذهب إلا اليسير، وقد ذكرته في أول الكتاب مع من يقال له امرؤ القيس. ومنهم ابن خمام بالخاء معجمة وهو ثعلبة بن خمام بن سيار بن حسل بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة القائل: رأيت الفتى بعد الغنا كأنما ... ينوء بقيد مغلق وصفاد فأصبحت قد أنكرت نفسي وأصبحت ... حبيبة مازت مضجعي ووسادي مازت كأنها تميزت مني وقد علمت هام الهرير وقاهم ... إذا ابتذلوني أي كاسب زاد من يقال له ابن حمار منهم معقر بن حمار البارقي وهو معقر ابن الحارث بن أوس بن حمار بن شجنة بن مازن بن ثعلبة بن كنانة بن سعد وهو بارق بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر. شاعر محسن متمكن وهو القائل في قصيدته المختارة:

تهيبك الأسفار من خشية الردى ... وكم قد رأينا من ردى لا يسافر وألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عيناً بالإياب المسافر ومنهم عدي بن حمار السكوني ويقال عدي بن يزيد بن حمار ابن عباد بن سلم بن تراغم بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون واسم تراغم ملك، وعدي جاهلي ويعرف بالجون وكان نازلاً في بني شيبان وهو القائل: إني مدت بني شيبان إذ خمدت ... نيران قومي وشبت فيهم النار ومن تكرمهم في المحل أنهم ... لا يشعر الجار فيهم أنه الجار ومنهم جبار بن مالك بن حمار بن حزن بن عمرو بن جابر بن خشين ذي الرأسين بن لأي بن عصيم بن لأي بن شمخ بن فزارة. شاعر وهو القائل: ويل أم قوم صبحناهم مسومة ... بين الأبارق من شيبان والأكم الأقربين فلم تنفع قرابتهم ... والموجعين فلم يشكوا من الألم شككت بالرمج جساساً وقلت له ... إني امرؤ كان أصلي من بني جشم ومنهم قبيصة بن مالك بن حمار فارس شاعر شريف، وسليم ابن محرث بن مالك بن حمار وسحيم بن عطية بن عمرو بن حمار ومبشر بن الهذيل بن فزارة بن طهفة بن نضلة بن حمار. هؤلاء جميعاً يعرفون ببني حمار شعراء فرسان وأشعارهم مذكورة في كتاب فزارة المتنخل. من يقال له ابن الحمير منهم توبة بن الحمير وقد مضى ذكره في باب التاء وهو الفارس العقيلي المشهور. والحارث بن الحمير وأخوه عبد الرحمن بن الحمير بن قتيبة بن

مريط بن مرة بن نصر بن دهمان بن نضار بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان ولم أر لهما في كتاب أشجع شعراً. ومنهم ابن خمير بالخاء معجمة وهو القحيف بن خمير بن سليم الندي بن عبد الله بن عوف بن حزن بن خفاجة بن عمرو بن عقيل. شاعر محسن كثير الذب عن قومه القائل في قصيدة: لقد لقيت أفناء بكر بن وائل ... وهزان بالبطحاء ضرباً غشمشماً إذا ما غضبنا عضبة مضرية ... هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دماً ذكر ابن ماكولا خمير بضم الخاء معجمة وتشديد الياء وذكر غير الآمدي بتخفيف الياء وقال الله أعلم بالصواب أخذ هذا البيت بشار فأدخله في قصيدته. من يقال له حباب وجناب وخباب فأما حباب فمنهم حباب ابن أفعى أحد بني حباب ابن ربيعة بن ضبيعة بن عجل. شاعر فارس وهو القائل: وقرن قد رأيت لدى مكر ... فلم يدبر واقبل إذ رآني يجر سنانه حي اتجهنا ... كلانا واردان إلى الطعان فأخطأ رمحه وأصاب رمحي ... وما عن القتال ولا ألاني أنازل مرة وأجيب أخرى ... وأدعوهم وأتاني من دعاني وإن منيتي قد أنسأتني ... إلى أن شبت أو ضلت مكاني هذا نحو قول أبي نواس وأظنه من ها هنا أخذ فلو قيل للأيام ما اسمي لما درت ... وأين مكاني ما عرفن مكاني ومنهم حباب بن عمار السحيمي أحد بني سحيم بن مرة بن الدول بن حنيفة بن لجيم شاعر فارس وهو القائل:

يا نصر إنك لو أبصرت مشهدنا ... أيقنت أن إلينا ينتهي الكرم نمشي إلى الموت مشياً فيه خطرفة ... في باحة الموت حتى تنجلي الظلم بنو حنيفة حي حين تبغضهم ... كأنهم جنة أو مسهم لمم قوم كرام يرون الموت مكرمة ... إذا العذارى بدا عن سوقها الخدم وأما جناب بالجيم والنون فمنهم جناب بن مسعود العكلي. شاعر فارس وهو القائل: ونحن منعنا كل منبت حمضة ... من الناس إلا أن يكون مجاور إذا ما استحينا شارفاً أسدية ... لقيت ابنها رخو اليدين يفاخر ومنهم ابن أبي عمرو السكوني. شاعر وهو القائل يمدح زرعة ابن ربيعة بن النمر البجيري: وما ولدت مثل البجيري حرة ... ولا ابنة حر للنوائب والدهر النجير بالنون والجيم ذكره ابن ماكولا وذكر البيت بعينه والقصة. وأما خباب بالخاء معجمة والباء فهو خباب بن عدي بن حارثة بن علقمة بن قيس بن قميئة بن عمرو بن ظفر بن مالك بن غنم بن سعد بن أسودان بن عمرو بن الغوث بن طيء وأسودان هو نبهان بن عمرو. شاعر فارس وهو القائل: إذا سنة غبراء يبدو محولها ... تقص الذرى عريانة الظهر شارف وضن غنى الناس حتى كأنما ... يبل لفيه يابس الشن ناطف هنالك يبدو طيب خبري ومشهدي ... إذا هب أرواح الشتاء الحراجف وأرمي بنفسي في فروج كثيرة ... وليس لأمر حمه الله صارف من يقال له حبيب وحبيب فأما من يقال له حبيب من الشعراء

فهم كثير: منهم حبيب بن عبد الله وهو الأعلم الهذلي أخو صخر الغي الهذلي أحد بني عمرو ابن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة. شاعر محسن وهو القائل: لما رأيت بني نفاثة أقبلوا ... يغزون كل مقلص خناب يعزون أي يؤسدن، كل مقلص أي كل فتى مشمر، والخناب الطويل: ونشيت ريح الموت من تلقائهم ... وكرهت وقع مهند قضاب رفعت ساقاً لا أخاف عثارها ... ونبذت بالمتن العراء ثيابي لامت ولو شهدت لكان نكيرها ... بولاً يبل جوانب القبقاب ومنهم حبيب بن قرفة العوذي عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس ابن ذبيان بن بغيض وهو القائل في قصيدة: تبيب بنو كعب بطاناً وجارهم ... خميصاً ويغدو ضيفهم جد ساغب قبيلة لم يسمع الناس مثلهم ... كزائدة الإبهام خلف الرواجب ترى اللؤم في أدبارهم حين أدبروا ... وتعرفه إذ أقبلوا في الحواجب وله في كتاب بني عبس أشعار جياد. ومنهم حبيب بن جياش بن كشيم الغنوي شاعر كان بخراسان مع قتيبة بن مسلم وهو الذي يقول لما قال السلمي: تركت سليم ما يعد وعامر ... شكراً لربي أفضل الشكر فقال حبيب: تركت سليم إذا أضاعوا أمرهم ... يبكون إثر عمائم حمر جعلت على بيض الوجوه نمت ... بهم آباؤهم لمكارم الذكر

أظنه يعني بني تميم لما قتل وكيع بن أبي سود الغداني قتيبة بن مسلم الباهلي. ومنهم حبيب بن الحباب السكوني الشاعر أحد بني بريح بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون يقول في وقعة مخنف: لقد علمت بريح يوم حفر ... وعروة واقف أنى نجيب فأطعنه وقلت له خذنها ... مشوهةً حباك بها حبيب ومنهم حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة النقفي. شاعر فارس وهو القائل: لما رأينا خيلاً محجلة ... وقوم بغى في جحفل لجب طرنا إليهم بكل سلهبة ... وكل صافي الأديم كالذهب وكل عراصة مثقفة ... فيها سنان كشعلة اللهب وكل عضب في متنه أثر ... ومشرفي كالملح ذي شطب وكل فضفاضة مضاعفة ... من نسج داود غير مؤتشب لما التقينا مات الكلام ودا ... ر الموت دور الرحى على القطب فكلنا يستليس صاحبه ... عن نفسه والنفوس في كرب إن حملوا لم نرم مواضعنا ... وإن حملنا جثوا على الركب حبيب هذا هو أبو محجن فارس يوم القادسية. وذكر ابن ماكولا في باب عبرة بالعين المهملة المضمومة جماعة ثم ذكر في باب غيرة بالغين المعجمة والمكسورة والياء المعجمة باثنتين من تحتها غيرة بن عوف بن ثقيف. وأما حبيب فهو حبيب بن تميم المجاشعي وكان ضاف قوماً يقال لهم بنو القداح من بني جاشع وهم أخواله وأصهاره فلم يحمدهم فقال: طلبنا بني القداح إذ ذكروا لنا ... سواء بن القداح والبلد القفر وجدنا بني القداح كان قديمهم ... كبيت الزواني لا كفاء ولا ستر ألا ليت أمي لم تلدني ولم يكن ... لنا في بني القداح أم ولا صهر

ذكر ذلك أبو عبيدة في كتاب الضيفان. من يقال له حبيبة وحبيبة وحنينة بالنون فأما حبيبة بنت عبد العزى بن حذار الناصرية وهي العزراء من ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض شاعرة كريمة ويقال كان لها ابن قانص بخيل اسمه بز فأصاب صيداً فجعل لحمه وشائق وتصافيف وقال لها احفظيه علينا ولا تفرقيه فإن الحر قد اشتد. قالت والله لا أخزن لحماً ولا أساكنك أبداً ثم رحلت عنه فتلكأت ناقتها للألف لوطئها فقالت في ذلك: أإلى الفتى بر تلكأ ناقتي ... غشى مناسمها النجيع الأسود إني ورب الراقصات إلى منى ... بجنوب مكة كلهن مقلد أولى على هلك الطعام ألية ... أبداً ولكني أبين وأنشد وصى أبي جدي وعلمني أبي ... نفض الوعاء وكل زاد ينفد فاحفظ حميتك لا أبا لك فاحترش ... لا يفضحنك فارة أو جدجد وأما حبينة بضم الحاء والتخفيف بنت عتيق من بني الحارث بن تيم الله بن ثعلبة شاعرة في عصر علي رضي الله عنه وهي القائلة في أبيات: إذا الحرب شبت بين حيين نارها ... وطارت لقاحاً بعد طول حيالها فإنا حجار في الملمات معقل ... كما يعقل الأروى رؤوس جبالها وأما حنينة - بالنون - ابن طريف العكلي شاعر راجز وهو الذي راجز ليلى الأخيلية وفضحها في قصة قد ذكرتها في كتاب الرباب إذ يقول: هل يغلبن شاعر رطب حره ... إذا يميل للكثيب يعفره

وفيها يقول: يا قوم خلوا بينها وبيني ... أشد ما خلى بين اثنين لم يلق قط مثلنا سيين ... حياكة تمشي بذي عركين وذي هباب نعظ العصرين من يقال له حيان وحبان وجبار بالجيم والراء فأما حيان فهو حيان بن جرير الذهلي من ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن الصعب بن علي بن بكر بن وائل وهو القائل: ولم أر مثل الحق أنكره امرؤ ... ولا الضيم أعطاه امرؤ وهو طائع متى ما يكن مولاك خصمك جاهداً ... لذل ويضرعك الذين تضارع ومنهم حيان بن الحصين بن حليف بن ربيعة بن معيط بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض. شاعر وهو القائل: لقد علمت ونفس المرء تكذبه ... أن سوف يدركني ما غال أصحابي وودعوني لاحياً فأخلفهم ... ولا اطلعت عليهم سدة الباب قال الشيخ إما أن يكون محبوساً أو مريضاً. ومنهم حبان - بكسر الحاء - بن بشير بن سبرة بن محجن بن كثوة بن علاج بن سحمة بن المنذر بن جهم بن عدي بن جندب بن العنبر ويقال له المرقال شاعر فارس وهو القائل: ألم تعلما يا ابني فضالة أنني ... أخو الحرب طراد الكماة مطرد فكم من رئيس قد أثارت جيادنا ... عليه تراب العثعث المتبلد العثعث: اللين من الأرض. ومنهم حبان - بفتح الحاء والباء - حبان بن عليق بن ربيعة بن الطائي أخو بني أخزم ثم أخو بني عدي بن أخزم بن عمرو بن ثعل وهو القائل:

لقد علم العمائر أن قومي ... ذوو جدٍ إذا لبس الحديد وأنا نحن أحلاس القوافي ... إذا استعر التنافر والنشيد هذه رواية أبي تمام في الحماسة والذي يرويه الشيخ: وأنا نحن أصحاب القوافي ... إذا ابتلت من العرق اللبود وأنا نضرب الملحاء حتى ... تولى والسيوف لها شهود وقد علم الفتى الكندي أنا ... وفينا إذ تحاوله الجنود أرادوا قتله فسما إلينا ... وفينا يأمن الجار الطريد جعلنا دونه حصناً حصيناً ... مسومةً لها درء شديد ومنهم جبار بالجيم والراء. وهو جبار بن جزء بن ضرار أخي الشماخ بن ضرار بن حرملة بن صيفي بن أصرم بن إياس بن عبد غنم ابن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض وهو القائل يرثي عمه الشماخ: يا عين بكّي الدمع كل صباح ... وأبكى على الشماخ كل رواح يا واهب الجرد الجياد بلجمها ... وممول الصعلوك بعد جناح وأعز ثعلبة بن سعد إذ ثوى ... وهاب كل مقلص ممراح وإذا غشيت ديار قومي بالضحى ... فاضت دموعي غير ذات نصاح أو كالجمان على الترائب خانه ... سلك النظام فطاح كل مطاح ومنهم جبار بن مالك بن حمار الشمخي شمخ بن فزارة وكان فارساً شجاعاً وهو القائل: ويل أم قوم صبحناهم مسومة ... بين الأبارق من بستان والأكم

الأقربين فلم تنفع قرابتهم ... والموجعين فلم يشكوا من الألم ومنهم جبار بن سلمى بن مالك بن عامر بن صعصعة أنشد له المفضل في المقطعات: وما للعين لا تبكي بجيراً ... إذا افترت عن الرمح اليدان وما للعين لا تبكي بجيراً ... ولو أني نعيت له بكاني ومنهم جبار بن عمرو بن عميرة بن ثعلبة بن غياث بن ملقط الطائي ويعرف بالأسد الرهيص وهو المكفف بن عمرو بن ثعلبة بن رومان شاعر فارس وهو القائل: قتلت مجاشعاً وقتلت عمراً ... وعنترة الفوارس قد قتلت فإن تجزع بنو عبس عليه ... فإني لا وجدك ما جزعت ضربت قذاله بالسيف صلتاً ... وكانت عادتي ذات استعدت قال الشيخ: كذب إنما مات عنترة برمية سهم يقال إن الذي رماه بالسهم فمات منه رجل من طيء يقال له ابن غزري. بل صدق ودليله قول عنترة عند موته: وإن ابن سلمى فاعلموا عنده دمي ... وهيهات لا يرجى ابن سلمى ولا دمي يظل يمشي بين أجبال طيء ... أمين الحواشي ليس بالمتهضم لأنه حين ضربه قال خذها وأنا ابن سلمى ومعلوم تسمية أمه بذلك، وإنما جرأ الشيخ على ارتكاب تكذيب لا يصلح لمثله شيئان إما جهلاً وإما عصبية لنزار وكلاهما مذموم ومستعملهما ملوم مع أن كل إناء ينضح بما فيه. من يقال له حارثة منهم حارثة بن عمران بن جناب النهدي. ومنهم حارثة بن أوس بن طريف الكلبي أبو زيد بن حارثة. ومنهم حارثة بن شراحيل الكلبي أيضاً. ومنهم حارثة بن بدر الغداني. ومنهم حارثة بن يعمر السلامي وغيرهم لا نحتاج إلى ذكره.

ومنهم جارية - بالجيم والياء - ابن مشمت بن حميري بن ربيعة ابن زهرة بن مجفر بن كعب بن العنبر شاعر وهو القائل: كررت الورد يوم جرير غول ... أحاذر بالمغيبة أن يلاموا كأن النبل بالصفحات منه ... وبالليتين كراث تؤام فلولا الدرع إذ وارت هنيئاً ... لظل عليه أنواح قيام ومنهم جارية بن مر أبو حنبل الطائي. شاعر فارس قال يذكر منعه امرأ القيس بن حجر: فلا وأبيك ما أسلمت جاري ... علانيةً وما مالأت سرا إذا حدبت عدي حول بيتي ... وجرمز حين أدعوها ومرا فلم أر معشراً أثرى عديداً ... وأكثر ناشئاً منا وغرا وأكثر صعدة فيها سنان ... كضوء الفجر أعرض مستمرا من يقال له حازم وجارم بالراء فأما حازم فهو ابن أبي طرفة وأبو طرفة الحارث بن قيس بن يعمر الشداخ الكناني. شاعر جاهلي وهو القائل: بنية أن الموت لا بد لاحق ... بشيخك ماضي الأنام المودع فإن قمت تبكيني فقولي أبو الندى ... ومأوى رجال بائسين وجوع وأما جارم بالراء فهو جارم بن الهذيل وجدته في بني الحارث ابن كعب لم يرفع نسبه قال يرثي علي بن أبي طالب رضوان الله عليه: بكيت علياً جهد عيني فلم أجد ... على الجهد بعد الجهد ما أستزيدها فما أمسكت مكنون دمع وما شفت ... حزيناً ولا تسلى فيرجى رقودها وقد حمل النعش ابن قيس ورهطه ... بنجران والأعيان تبكي شهودها على خير من يبكي ويفجع فقده ... ويضرب بالأيدي عليه خدودها

وله في كتاب بني الحارث مرثية في رجله وكانت أصابتها الغاشية فقطعها: من يقال له حمزة وجمرة فأما حمزة فجماعة: منهم حمزة بن بيض بن نمر بن عبد الله بن شمر بن عبد الله بن عمرو بن عبدا لعزى بن سحيم بن مرة بن الدول بن حنيفة الشاعر المشهور. ومنهم حمزة بن عبد الله بن طفيل بن قرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة الخير بن قشير بن كعب. ومنهم حمزة بن العيار أخو بني حضا بن جشم بن مالك بن كعب بن القين بن جسر، وغيرهم. ومنهم جمرة بالجيم فهو جمرة بن حميري أحد بني سعد بن عمرو التيمي تيم الرباب. شاعر فارس وهو القائل: ألا يا ليت سلمى قبل عوف ... وأدناها فلم تلد البنينا وكنت أبا زيد من أناس ... وكنا من أناس آخرينا أبى لي أسرتي من آل عمرو ... إذا غمزت قناتي أن تلينا ذكر أبو عبيد في غريب الحديث حمرة بن مالك الصدائي الشاعر واستشهد به يعاتب قومه: أأوصي بني قيس بأن يتواصلوا ... وأوصى أبوكم ويحكم أن تدابروا بالحاء غير المعجمة وتشديد الميم والراء غير المعجمة وقال ابن الأنباري هو بتخفيف الميم.

من يقال له حزن وخرز منهم حزن بن عامر الطائي ثم النبهاني ويعرف بابن عتيقة. شاعر فارس وهو القائل: وحي يمنعون بلاد عوف ... على الجرد المنعمة الجياد لباسهم إذا فزعوا دروع ... كأن قتيرها حدق الجراد ومنهم حزن بن كهف بن أبي حارثة بن حزانة بن همام بن صعير المازني أحد سادات بني مازن وفرسانها وشعرائها وكانت بنو محلم بن ذهل بن شيبان أغاروا على إبل جار له فذهبوا بها فاتبعهم وقتل منهم وارتجع الإبل وقال: أمن مال جاري رحت تحترش الغنى ... وتدفع منك الفقر يا ابن محلم لقدماً أتيت الأمر من غير وجهه ... وأخطأت جهلاً وجهة المتغنم قال الشيخ المعني لقد أتيت الأمر وما لغو: فما نحن بالقوم المباح حماهم ... وما الجار فينا إن علمت بمسلم وإنا متى نندب إلى الموت نأته ... نخوض إليه لجّ بحر من الدم ومنهم حزن بن جناب بن جندل بن منقر بن عبيد بن الحارث ابن كعب ابن سعد بن زيد مناة بن تميم. شاعر وابنه القلاخ الراجز وهو القائل: ولا تعترضّ للشر من دون أهله ... إذا كنت خلواً عن أذاه بمعزل ومن يق أعراض الرجال بعرضه ... يبح محرماً من والديه ويجهل فلا تك ممن يغلق الهم علمه ... عليه بمغلاقٍ من الشر مقفل وإن خفت من دار هواناً فولها ... سواك وعن دار الأذى فتحول ومنهم خزز بالخاء معجمة من فوق وزايين فهو خزز بن لوذان أحد بني عوف بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلب بن كعابة بن الصعب

ابن علي بن بكر بن وائل ويعرف بالمرقم الذهلي وأنشد له أبو اليقظان: طال الثواء بمأربٍ ... وظننت أني غير زائم من مبلغ عمرو بن لأ ... ي حيث كان من الأقادم فلرب باكٍ من بني ... ذهل وقاعدة وقائم ومشققات للجيو ... ب علي كالبقر الحوائم لا يمنعنك من بغا ... ء الخير تعقيد التمائم ولقد غدوت وكنت لا ... أغدو على واق وحاتم فإذا الأشائم كالأيا ... من والأيامن كالأشائم وكذاك لا خير ولا ... شرّ على أحدٍ بدائم قوله في البيت الأول مأرب مأرب حصن. ويروى غير نائم، وقوله: واق وحاتم الواق الصرد والحاتم الغراب. من يقال له خصيصة وخميصة فأما خصيصة فهو خصيصة بن أسعد أحد بني سعد بن عبد بن عامر بن كعب بن جلان بن غنم بن غني ابن أعصر. شاعر فارس وكان بينه وبين جاهمة بن حراق بن يربوع الغنوي شر متفاقم وفيه يقول: أجاهم قد بلغت عنك مقالة ... رميت بها في الجمع يوم دوار أتهدي الخنا جهلاً وتكفر نعمتي ... وأنت جنيبي يوم حزم عمار نمتّ بأوصال القرابة بيننا ... وما ذاك إلا رهبتي وحذاري وما كنت للأرحام في الدهر واصلاً ... ولكن رأيت الموت تحت غباري وخبره مع جاهمة في كتاب بني أعصر.

وأما خميصة فهو ابن جندل بن مرثد بن عامر بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان. شاعر فارس مذكور وهو قاتل طريف بن تميم العنبري وقصتهما مذكورة في كتاب بني شيبان وهو القائل شهدنا غارةً لا شيء فيها ... سوى فرس الأسنة والشهيق إذا أخمدن بارق ضوء نار ... نفخناها لأخرى ذي بروق كفيت أبا حمارٍ شاهديها ... إذا ما الريق عصب في الحلوق عصب يبس ولم يخرج. من يقال له حرقة وخرقة فأما حرقة فهي بنت النعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن عمر بن عدي بن نصر بن ربيعة بن الحارث بن مالك بن عم بن نمارة بن لخم شاعرة شريفة وهي القائلة: وبينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة نتنصف فأفٍ لدنيا لا يدوم نعيمها ... تقلب تارات بنا وتصرف وأما خرقة فهن خرقة الكلبي وهو خرقة بن شعاث وشعاب أمه وأبوه نتافة بن الربد بن عمرو بن عبد مناة بن حبيل بن عمرو بن عبد مناف ابن كنانة وهو القائل: أعزى يا حبيل دمي وهزي ... سناناً تطعنين به ونابا ليعلم عامر الأجدار أنا ... إذا غضبت نبيت لها غضابا من يقال له أبو حية وأبو جنة بالجيم والنون فأما أبو حية فمنهم أبو حية النميري واسمه الهيثم بن الربيع بن زرارة بن كبير بن جناب بن مالك بن عامر بن نمير ويقال هو أحد بني عبدا لله بن الحارث بن نمير الشاعر المشهور الذي يقول: ألا حي من أجل الحبيب المغانيا ... لبسن البلى مما لبسن اللياليا إذا ما تقاضى المرء يوم وليلة ... تقاضاه شيء لا يمل التقاضيا ومنهم أبو حية البجلي واسمه حصين بن سلامة بن هلال بن

عوف كان فارساً شاعراً وكان بقية أهله في بادوريا وكان يمدح بني أفصى وفيهم يقول: إني كفاني من همّ هممت به ... قوم لهم إرث مجد غير مكدوم قوم إذا فزعوا سالت بطاحهم ... بالسابغات وبالجرد اللهاميم وكل مطرب الأنبوب يقدمه ... مسترعف بطحته صيغة الروم ومنهم أبو حية الفزاري واسمه ودعان بن محرز بن قيس بن ورد بن حذيفة بن بدر. شاعر فارس وهو القائل: أنا أبو حية واسمي ودعان ... لا ضرع طفل ولا عود فان كيف تر ضربي رؤوس الأقران وأما أبو جنة بالجيم والنون فهو أبو جنة الأسدي واسمه حكيم ابن عبيد ويقال حكيم بن مصعب خال ذي الرمة كذا وجد في قبيل بني أسد ووجدت في موضع آخر أنه كان بينه وبين عمارة بن عقيل ملاحاة وهو القائل في قصيدة: فلما ودعونا واستقلوا ... على صهب هواديهن قود كتمت عواذلي ما في فؤادي ... وقلت لهن ليتهم بعيد وفاضت عبرة شفقت منها ... تجود كأن وابلها الفريد فقلن لقد بكيت فقلت دلا ... وهل يبكي من الطرب الجليد ولكن قد أصاب سواد عيني ... عويد قذى له طرف حديد فقالوا ما لدمعهما سواء ... أكلتي مقلتيك أصاب عود قوله في البيت الأول على صهب الصهب: البيض التي تضرب إلى الحمرة، وقود طوال الأعناق.

من يقال له ابن حية وابن حبة فأما ابن حية العبسي فاسمه حجر قال أبو سعيد السكري هو ابن حية ويقال له ابن جيداء وجيداء أمه. شاعر وهو القائل: لا أحرم الجارة الدنيا إذا اقتربت ... ولا أقوم بها في الحي أخزيها ولا أكلمها إلا علانيةً ... ولا أخبرها إلا أناديها وأما ابن حبة بواحدة معجمة فهو منظور بن حبة الأسدي وحبة أمه ويعرف بها وهو منظور بن مرثد بن فروة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس. شاعر راجز محسن وهو القائل: وقد تعاللت ذميل العنس ... بالسوط في ديمومة كالترس إذ عرج الكيل بروح الشمس في أبيات كثيرة وله أيضاً أراجيز جياد، ويروى هذا الرجز لدكين في أرجوزة. من يقال له ابن حميضة بالضاد معجمة منهم سنان بن حميضة أخو بني قبال بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عود بن سعد بن ذبيان بن بغيض. شاعر وهو القائل: وإني لأقري الضيف في ليلة الندى ... من الجلة العليا وأروي العواليا وأعطي إذا ضن الجواد بماله ... من البكرات المنقيات المتاليا ومنهم فروة بن حميضة الأسدي أخو بني برثن كان أحدث حدثاً فطلبه السلطان فهرب وقال: على الميت من بطن الحرية كلما ... مررنا به أو لم نمرّ سلامي كأنّ تجاراً تحمل المسك عرسوا ... به ثم فضوا ثم كل ختام وما ذاك إلا أن زهرة جررت ... به الريط لم تنزل بدار مقام كأن قلوصي تحمل الأحول الذي ... بشرقي سلمى يوم حول كشام سلمى: جبل أي كأن في من الشوق جبلاً في ذلك اليوم.

ومنهم ربيعة بنت حميصة العذرية شاعرة قالت ترثي هلالاً العذري يا عين أذري الدمع ذا الغرب ... وابكي هلالاً مسعر الحرب تعدو به شقاء سلهبة ... مثل القناة قليلة العتب تعدو إذا خفضت مراءتها ... وزجرن بالإنشاء والشرب شداً كغلي القدر تحفره ... منها إلى متنفس رحب من يقال له ابن حبناء منهم المغيرة وصخر ويزيد بنو حبناء وهي أمهم وأبوهم عمرو بن ربيعة بن أسيد بن عبد عوف بن عامر بن ربيعة بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة وكان المغيرة أبرص وهو القائل: إني امرؤ حنظلي حين تنسبني ... لأم العتيك ولا أخوا لي العوق قوله لأم العتيك أي لامن العتيك لا تحسبن بياضاً في منقصة ... إن اللهاميم في أقرابها بلق قوله في البيت الأول ولا أخوا لي العوق العوق قوم من أزد عمان والمغيرة شاعر محسن وكان من رجال المهلب بن أبي صفرة وله أشعار جياد حسان وكان صخر مقيماً بالبادية وكان والمغيرة يتراسلان بالشعر يتناقضان وكانا أخوين لأب وهما ابنا خالة وكان المغيرة يكنى أبا عيسى قال في أخيه صخر: ألا من مبلغ صخر بن ليلى ... فإني قد أتاني من ثناكا رسالة ناصح لك مستجيب ... إذا لم ترع حرمته رعاكا جزاني الله منك وقد جزاني ... ومني في معاتبتي جزاكا في أبيات فأجابه صخر فقال: أتاني من مغيرة ذرو قول ... وعن عيسى فقلت له كذاكا

يعم به بني ليلى شفاهاً ... فولّ هجاءهم رجلاً سواكا سيغنيني الذي أغناك عني ... ويكفيني المليك كما كفاكا رأيت الخير يقصر منك دوني ... وتأتيني قوارص من أذاكا وكان يزيد بن حبناء خارجياً وهو القائل في كلمة طويلة وكتبت إليه زوجته تطلب منه هدايا وألطافاً: ذري اللوم إن اللوم ليس بدائم ... ولا تعجلي باللوم يا أم عاصم فإن عجلت منك الملامة فاسمعي ... مقالة معنّى بحقك عالم ولا تعذلينا في الهدية إنما ... تكون الهدايا من فضول المغانم وابن حبناء بلعاء بن قيس الكناني وأخوه جثامة بن قيس بن عبد الله بن يعمر وهو الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر ابن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة وأمهما الحبناء بنت وائلة بن كعب بن احمر ابن الحارث بن عبد مناة ويقال هي جدة بلعاء وجثامة وكان بلعاء رأس بني كنانة في أكثر حروبهم ومغازيهم وكان كثير الغارات على العرب وهو شاعر محسن وقد قال في كل فن أشعاراً جياداً وهو القائل: وإني لأقري الهم حين يضيفني ... زماعاً إذا ما الهم أعيت مصادره وابغي صواب الظن أعلم أنه ... إذا طاش ظن المرء طاشت مقادره وقد يكره الإنسان ما هو رشده ... وتلقى على غير الصواب شراشره وكان جثامة أيضاً شاعراً محسناً وفارساً وهو القائل: أصبحت آتي الذي آتي وأتركه ... وبات أكثر رأي الناس مرتابا وإن أمت والفتى رهن بمصرعه ... فقد قضيت من الآراب آرابا وقلما يفجأ المكروه صاحبه ... حتى يرى لوجوه الأمن أبوابا

زيادة في نسخة أخرى: سلي عني بني ليث بن بكر ... كفى قوماً يصاحبهم خبيرا بأني لا ينادي الحي ضيفي ... ولا ألحى على الخطأ الأميرا وأعرض على أصول الحق فيهم ... إذا التبست وأقتطع الصدورا من يقال له الحنتف منهم الحنتف بن السجف بن عبد بن الحارث ابن طريف بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة بن أد ونسبه أبو اليقظان فقال الحنتف بن السجف بن بشير بن الأدهم بن صفوان بن صباح بن طريف بن عمرو شاعر فارس وهو الذي قتل ابني هتيم العامريين عامراً وطارقاً من بني عوف بن عمرو بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة عادى بينهما فقتلهما وهزمت بنو عامر فقال الحنتف في ذلك: وفرقت بين ابني هتيم بطعنةٍ ... لها عاند يكسو السليب إزارا وجدت بنفس لا يجاد بمثلها ... وقد كان نبح النابحات هرارا حفاظاً وذباً عن حريمي ونصرةً ... ولم أتحمل في المواطن عارا ومنهم الحنتف بن السجف صاحب جيش الربذة قتل بها حبيش بن دلجة القيني وخرج السجف مع عائشة رضي الله عنها فقتل وكان الحنتف ديناً شريفاً يكنى أبا عبد الله كانت له منزلة من عبيد الله بن زياد فلما وقعت فتنة ابن الزبير سار حبيش بن دلجة القيني من قضاة أقبل يريد المدينة يقاتل ابن الزبير فقعد الحارث بن عبد الله المخزومي وهو أمير البصرة للحنتف لواءً فسار الحنتف في سبعمائة حتى خرج إليهم حبيش بن دلجة من المدينة فلقيهم بالربذة فقتل حبيشاً وعبد الله بن الحكم أخا مروان بن الحكم وكان مع حبيس بن دلجة وانهزم يوسف والحجاج معه بن الحكم أخو أبي الحجاج بن يوسف فقال الحنتف في ذلك: ما زال إسدائي لهم ونسجي ... وعقبتي بالكور بعد السرج حتى قتلناهم بقوم المرج ... يعني يوم زفر بن الحارث الكلابي

ومنهم الحنتف بن زيد بن جعونة أحد بني المنذر بن جهمة بن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم وكان أنسب بني تميم وله مع دغفل النسابة خبر ذكره أبو اليقظان وسقط له ثلاثة بنين في ركية فماتوا فحلف ألا ينزل البادية فباع إبله وقدم البصرة وأقام بها ولا أعرف له شعراً.

باب الخاء في أوائل الأسماء

باب الخاء في أوائل الأسماء من يقال له خداش منهم خداش بن زهير بن ربيعية بن عمرو بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن الشاعر المشهور. ومنهم خداش بن بشر بن خالد بن بيبة بن قرط بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم الشاعر المجيد المشهور الملقب بالبعيث وقيل في أبي هذا بشر بن خالد وقيل ابن أبي خالد أبو يزيد بيبة ببائين معجمتين بينهما ياء ساكنة معجمة باثنتين من تحتها. ومنهم خداش بن حميد بن بكر أحد بني بكر بن وائل من ولد عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة شاعر وهو القائل مما وجد بخط أبي عمرو الشيباني: وغن كنت قد أزمعت لا بد لائمي ... فلم في الندى والجود أعظم حاتم أبعد بني قيس بن حسان أبتغي ... أخاً في ملمات الأمور العظائم من يقال له خفاف منهم خفاف بن ندبة وهي أمه وهي سوداء بنت شيطان بن قنان من بني الحارث بن قنان من بني الحارث بن كعب وأبوه عمير ابن الحارث بن الشريد والشريد عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان الفارس المشهور الشاعر المجيد.

ومنهم خفاف بن مالك بن عبد يغوث بن علي بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم أدرك الإسلام. شاعر فارس وهو القائل: ولا عزنا يعدي على ظلم غيرنا ... وليس علينا للظلامة مذهب نريح فضول الحلم وسط بيوتنا ... إذا الحلماء عنهم الحلم أعزبوا ونرأب ما شئنا وليس لما وهت ... جرائر أيدينا لدى الناس مرأب ومنهم خفاف بن الجلاح بن صامت بن سدوس بن إنسان بن عتوارة بن عزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن. فارس شاعر وهو القائل: ولما دعوا بالجزع أفناء خثعم ... وأقعت على الأذناب قلت لها اقدمي أهاب رجال ما حوو من غنيمة ... وكان هواي ما أرقت من الدم أهابوا أي رجعوا بما معهم من الغنيمة. خفاف بن غصين بن ثابت بن ديافي بن نفنف بن عمرو بن حنظلة البرجمي وهو القائل: ولو أن ما أسعى لنفسي وحدها ... لزاد يسير أو ثياب على جلدي لأنت على نفسي وبلغ حاجتي ... من المال مال دون بعض الذي عندي ولكنما أسعى لمجد مؤثل ... وكان أبي نال المكارم عند جدي من يقال له ابن خذام منهم ابن خذام الذي ذكره امرؤ القيس في شعره وهو أحد من بكى الديار قبل امرىء القيس ودرس شعره قال امرؤ القيس: عوجا على الطلل المحيل لأننا ... نبكي الديار كما بكى ابن خذام قوله لأننا يريد لعلنا، ذكر ذلك أبو عبيدة وقال قال لنا أبو الوثيق ممن ابن خذام فقلنا ما نعرفه. فقال: رجوت أن يكون علمه بالأمصار. فقلنا: ما

سمعنا به. فقال: بلى قد ذكره امرؤ القيس وبكى على الديار قبله فقال: كأني غداة الخبت يوم تحملوا ... لدى سمرات الحي ناقف حنظل ومنهم ابن خذام الأسدي وهو مرداس بن خذام لا نعرف من أي بطون أسد هو إسلامي كان ينزل الكوفة وكان تزوج امرأة من أهل الري يقال لها دختكا كثيرة المال وله فيها أشعار كثيرة يصف فيها ذكره وهنها وذكر ذلك في كتاب المفاحشات وهو شاعر خبيث وكان سقى رجلاً خمراً في عس وحلب عليه شيئاً من اللبن فارتفعت رغوته فشربه الرجل على أنه لبن ولم يكن صاحب شراب فسكر ولم يفق إلا بعد ثلاث فقال مرداس: سقينا عقالاً بالثوية شربة ... فمالت بلب الكاهلي عقال فقلت أصطبحها يا عقال فإنها ... هي الخمر خيلنا لها بخيال رميت بأم الخل حبة قلبه ... فلم ينتعش منها ثلاث ليال أنشدها علي بن سليمان الأخفش فأقسم الرجل ألا يكلمه أبداً. من يقال له خليفة منهم خليفة بن عامر بن حميري بن وقدان ابن سبيع بن عوف بن مالك بن حنظلة ويلقب بذي الخرق وهو القائل: ما بال أم حبيش لا تكلمنا ... لما افترقنا وقد نبري فنتفق تقطع الطرف دوني وهي عابسة ... كما تساوس فيك الثائر الحنف لما رأت إبلي جاءت حمولتها ... غرثى عجافاً عليها الريض والخرق قالت ألا تبتغي مالاً تعيش به ... عما نلاقي وشر العيشة الرمق

فيئي إليك فإنا معشر صبر ... في الجدب لا خفة فينا ولا ملق أنا إذا حطمة حتت لنا ورقا ... نمارس العيش حتى ينبت الورق وله أشعار جياد في كتاب بني طهية وبهذه الأبيات لقب بذي الخرق. ومنهم خليفة بن البلاد أحد بني جشم بن سعد بن زيد مناة بن تميم وهو القائل: أيا أخويّ من جشم بن سعد ... أقلا اللوم إن لم تنفعاني إذا جاوزتما شعفات حجر ... وأودية اليمامة فانعياني أخذت بما جنى لص طريد ... وما جرت يداي ولا لساني وهو صاحب الأرجوزة التي أولها: هل تعرف الدار كخط القلم ذكر السكري في أشعار اللصوص البيتين الأولين لجحدر بن معاوية العكلي وقال شعفات بالشين معجمة. من يقال لها خنساء منهن خنساء بنت الشريد وهو عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرىء القيس بن بهثة بن سليم بن منصور الشاعرة المشهورة صاحبة المراثي في أخويها معاوية وصخر. ومنهن خنساء بنت أبي سلمى أخت زهير وهو ربيعة بن رياح ابن قرط بن الحارث بن مازن بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هدبة ابن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة وأم عثمان بن عمرو ومزينة بنت كلب بن وبرة شاعرة هي وإخوتها وأهل بيتها. قالت ترثي أباها: ولا يغني توقي المرء شيئاً ... ولا عقد التميم ولا الغضار

إذا لاقى منيته فأمسى ... يساق به وقد حق الحذار قوله في البيت الأول: ولا الغضار هو شيء من الرقي والعوذ. ومنهن بنت أبي الطراح كانت تحت الضحاك بن عقيل العقيلي ولست أدري أهي منهم أم من غيرهم شاعرة وهي القائلة: فإن كنت من أهل الحجاز فلا تلج ... وإن كنت نجدياً فلج بسلام ومنهن خنساء بنت التيحان القائلة: أيا أسفاً على الخفاجي جحوش ... أرى أنه يزداد عن دارنا بعدا ويا كبداً حب الخفاجي قاتلي ... ويا كبداً ألا يحل بنا نجدا ويا كبداً ألا لبست شبابه ... وجدته حتى يرى خلقاً جردا من يقال له خديج وحديج منهم خديج بن عمرو بن مالك بن حزن بن الحارث بن خديج بن معاوية بن خديج بن الحماس بن ربيعة بن كعب ابن الحارث بن كعب بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد شاعر وهو أخو النجاشي وهو قيس بن عمرو وكان محسناً وهو القائل يرثي أخاه النجاشي: ومن كان يبكي هالكاً فعلى فتى ... ثوى بلوى لحج وآبت رواحله فتى لا يطيع الزاجرين عن الندى ... وترجع بالعصيان عنه عواذله وهي قصيدة حسنة. ومنهم خديج بن عبيد الله بن كلاب النميري قال أبو سعيد السكري يعرف بابن الدرداء البديلي شاعر وهو القائل: ولما ركضنا في الضباب وجعفر ... بمسترفد كانت بطيئاً رفودها وما ألحقتنا الخيل حتى تشابهت ... بنات الأغر الورد منها وسودها على كل جرداء القرا أعوجية ... إذا طردت لم ينج منها طريدها

ومنهم حديج بالحاء غير معجمة وهو حديج بن حبيب بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كلب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة. شاعر جاهلي كان بعض ولد النعمان بن امرىء القيس وهو ابن الشقيقة قتلوا بنين له وأغار عليهم فقتل منهم وأدرك ثأره وقال: ألم ترني ثأرت بني زياد ... فقرت هامتي وشفيت صدري وما ملك بسابقنا بوغم ... إذا ملك طلبناه بوتر بني النعمان قتلنا جميعاً ... فساغ لي الشراب وحل نذري من يقال له ابن الخطيم منهم قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن مسواد بن ظفر وظفر هو كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو بن عامر وهو ماء السماء بن حارثة الغطريف بنت الأسد وقيس شاعر الأوس وهو القائل: طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر ... لها نفذ لولا الشعاع أضاءها ملكت بها كفي فأنهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها ومنهم سبيع بن الخطيم التيمي تيم عبد مناة بن أد بن طابخة من بطن منهم يقال له بنو رفاعة. شاعر محسن وهو القائل لزيد الفوارس الضبي في إبل كان استنقذها وردها عليه: إن ابن آل ضرار حين أندبه ... زيداً سعى لي سعياً غير مكفور نبهت زيداً فلم أفزع إلى وكلٍ ... رث السلاح ولا في الحي مكثور سالت عليه براق الحي حين دعا ... أنصاره بوجوه كالدنانير ليس الهجان إذا ما كنت مفتحلاً ... كالورق تنظر في ألوانها الحور لولا الإله ولولا مجد طالبها ... للهذموها كما نالوا من العير فاستعجلوا عن حثيث المضغ فاسترطوا ... والذم يبقى وزاد القوم في حور لولا تلاقيكها من بعد ما طردت ... طابت وجوه بها لزن من القير

من يقال له خطام وخرطوم منهم خطام الريح المجاشعي الراجز وهو خطام بن نصر بن رياح بن عياض بن يربوع من بني الأبيض ابن مجاشع بن دارم وهو القائل: حيّ ديار الحي بين الشهبين ... وطلحة الدوم وقد تعفين لم يبق من آي بهن تحلين ... غير رماد وحطام الكنفين وما ثلاث ككما يؤتفين في أبيات أخر وله أراجيز. ومنهم خطام الكلب واسمه بجير بن رزام. ذكره ابن الأعرابي ولم ينسبه إلى قومه وأنشد له: والله ما أشبهني عصام لا خلق منه ... ولا قوام نمت وعرق الخان لا ينام ومنهم خرطوم الحبارى واسمه عبد الله بن زهير بن عائشة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة. شاعر وهو القائل: أرى النظر المقصور دوني ووجهها ... كواسف غشاها السلامي عظلما على أنكم يوماً أخذنا بفضلنا ... ولا حق مظلوم أخذنا فنظلما فهل سركم أنا قتلنا بفضلنا ... فنقتل خرطوم الحبارى وعرزما وما ذنبنا في قومنا غير أننا ... زكا وسطنا زرع المسيح بن مريما من يقال له الخضل في بني عبد الله بن غطفان الخضل بن سلمة وهو أبو سهل أحد بني المرقع والمرقع هو مالك بن قطبة بن عوف بن بهثة بن عبد الله بن غطفان وهو القائل بل قد يرى الناس أني بين رابية ... ونبعةٍ ليس في عيدانها أود أرمي العدى وأرى أني إذا زأرت ... حولي المرقع لم يزأر لها أسد

ومنهم الخضل بن عبيد بن جريش بن أبي سهم الشاعر وهو القائل: ولما بدا للعين واقصة الغضا ... تزاورت أن الخائف المتزاور يقولون لا تنظر وتلك بلية ... بلى كل ذي عينين لا بد ناظر ألام إذا حنت قلوصى من الهوى ... ومالي ذنب أن تحن الأباعر من يقال له الخليع منهم الخليع السعدي وهو الخليع بن زفر أحد بني عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ويقال له الخليع العطاردي. وجدت له في كتاب بني سعد: ألا ليت أمي لم تكن عاصمية ... وكان أبي صيابة الزنج يمما تدعى إلى فهر ولو كنت منهم ... لما كان عقفان لبيتك مجثما عقفان في أصل الآمدي عقبان بالباء. ومنهم الخليع النصري الشاعر المتأخر يكنى أبا علي واسمه الحسين بن الضحاك كان ظريفاً صاحباً لأبي نواس أنشد له أبو عبد الله محمد ابن داود بن الجراح عن أبي زيد عمر بن شبة: إذا شئت أن تلقى خليلاً معبساً ... وجداه في الماضين كعب وحاتم فحاوله عما في يديه فإنما ... تكشف أخلاق الرجال الدراهم ومنهم الخليع الشامي متأخر اسمه الغمر بن أبي الغمر قرشي فيما يقال شاعر خبيث كان بينه وبين عامر الكلبي لحاء وهجاء وهو صاحب القصيدة المشهورة التي أولها: شتمت مواليها عبيد نزار ... شيم العبيد شتيمة الأحرار

باب الدار في أوائل الأسماء

باب الدار في أوائل الأسماء من يقال له دريد ودويد منهم دريد بن الصمة بن الحارث ابن معاوية بن جداعة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن الفارس المشهور والشاعر المذكور. دريد بن حرملة بن الأسعر بن إياس بن صرمة بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان وهو أخو هاشم بن حرملة وهما جميعاً شاعران وهو القائل: إن تزجرونا عنكم لا ننزجر ... إذ أعرض الجامل والورد العكر والفتيات الراقلات في الأزر قوله حرملة بن الأسعر هو الأشعر بالشين معجمة وقال ابن حبيب وابن الكلبي: هاشم بن حرملة بن الأشعر بن إياس بن مريطة بن هرمة بن صرمة بن مرة. ومنهم دويد بالواو ابن زيد بن نهد بن زيد بن حوتكة بن أسلم ابن الحاف بن قضاعة. قال ابن سلام في كتاب الشعراء ومما يروى من قديم الشعر قول دويد حين حضرته الوفاة: اليوم يبني لدويد بيته ... لو كان للدهر بلى أبليته أو كان قربي واحداً كفيته ... بل رب نهب صالح حويته ورب غيل حسن لويته

الغيل الساعد الحسن الممتلىء. وقال أيضاً: ألقى عليّ الدهر رجلاً ويداً ... والدهر ما أصلح قوماً أفسدا يصلحه اليوم ويفسده غدا قال وأوصى بنيه عند موته فقال: أوصيكم بالناس شراً لا تقبلوا لهم معذرة ولا تقيلوهم عثرة. من يقال له دجاجة وذو الدجاج منهم دجاجة بن زهري بن علقمة بن مرهوب بن هاجر بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر ابن سعيد بن ضبة. شاعر فارس وهو القائل: قومي تميم والرباب عمادي ... وأنا ابن ضبة في النصاب الأكرم من يأتنا لجليل أمر خائفاً ... أو قاصداً لسماحة وتكرم يجد الندى والعز حول بيوتنا ... والخافقات وكل طرف مرجم وعديمنا متعفف متكرم ... وعلى الغني ضمان حق المعدم ومنهم دجاجة بن عبد قيس التيمي تيم عبد مناة بن أد بن طابخة وهو الذي يقول: نبهت زيداً فلم أفزع إلى وكل ... رث السلاح ولا في الحي مكثور وقد مضت أبيات مثل هذا في هذا الكتاب. زيادة ويقال بل قالها سبيع بن الخطيم التيمي في زيد الفوارس الضبي وكانت بنو حرب ضبة أخذت إبله فاستنقذها زيد وردها عليه. ومنهم ذو الدجاج الحارثي أحد بني الحارث بن عبد الله بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران وهو القائل: قطعنا جذم أسلم واستدارت ... برهط الفحمتين لدى الغدير فأما تقتلوا نفراً كراماً ... هم خير وأسرى من كثير فنحن عصابة البطحاء نفري ... رؤوس القوم بالبيض الذكور

قوله نفري في أصل الأم نفلي. قال ابن حبيب في كتاب مختلف القبائل كل اسم في العرب دجاجة فهو مكسور الدال وأما الدجاج من الطير فهو مفتوح الدال. من يقال له أبو دواد منهم أبو دواد الأيادي واسمه جويرية ابن الحجاج من حي من إياد يقال لها يقدم وهو الشاعر المشهور الذي يقول: لا أعد الاقتار عدماً ولكن ... فقد من قد رزئته الأعدام ومنهم أبو دواد الرؤاسي رؤاس كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة واسم أبي دواد يزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عبيد بن رؤاس بن كلاب. شاعر فارس وقد قيل إنه يكنى أبا دواد ووجدته كذلك في غير كتاب وهو القائل في قصيدته: لليلى خيال قل ما يتعرج وعهدي بها والدار تجمع أهلها ... لها مقلتا ريم وخلق خدلج تواصل أحياناً وتصرم تارةً ... وشر الإخلاء الخليل الممزج ومنهم أبو دواد عدي بن الرقاع العاملي وهو عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عصر بن عرة بن شعل بن معاوية بن الحارث وهو عاملة بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد الشاعر المشهور الذي يقول: تزجى أغنّ كأن ابرة روقه ... قلم أصاب من الدواة مدادها من يقال له ابن دارة وهما سالم وعبد الرحمن ابنا مسافع بن يربوع من بني عبد الله بن عطفان ويقال لهما ابنا دارة ويربوع هو دارة سمي بذلك لجماله شبه بدارة القمر. كذا وجدت في كتاب بني عبد الله بن غطفان. قال أبو اليقظان

دارة أمهما وهي امرأة من بني أسد سميت بذلك لأنها كان جميلة شبهت بدارة القمر وهو إن شاء الله الصحيح لأن سالماً يقول: أنا ابن دارة معروفاً بها نسبي ... وهل بدارة يا للناس من عار وهو وأخوه عبد الرحمن شاعران محسنان قد كتبت أشعارهما وأخبارهما فيما تنخلته من أشعار بني عبد الله بن غطفان. ومنهم عبد الرحمن بن ربعي بن معبد بن دارة ويقال له عبد الرحمن الأصغر وهو القائل: وما بحركم بحر الكرام فتعرفوا ... كراماً ولا ألوانكم بهجان ألم تر أن الفرقدين تخالفا ... كما أسد واللؤم مختلفان ولم يرفع أبو اليقظان نسب ابني دارة إلى عبد الله بن غطفان ولا وجدت ذلك في القبيل. من يقال له دواد وذواد فأما دواد فهو دواد بن أبي دواد الأيادي شاعر قال يرثي أخاه: فبات فينا وأمسى تحت هادية ... يا بعد يومك من ممسي وإصباح لا يدفع السقم إلا أن يسقيه ... ولو ملكنا مسحنا السقم بالراح لا يصحب الغي إلا حيث فارقه ... إلى الرشاد ولا يصغي إلى اللاحي وله في كتاب إياد أشعار وأخبار وقصة مع أبيه حيث فارقه وعاد إليه. وأما ذواد فهو ذواد بن الرقراق بن عبد الحارث بن الحارث بن زيد ابن عمرو بن يربوع بن سحيم بن قطبة بن عوف بن بهثة بن عبد الله بن غطفان شاعر وهو القائل: لقد طرقت بالغور ليلى وصحبتي ... هجود وجوز الليل قد مال مائله على ساعة ليست بساعة زائر ... ولا حين قول من دليل نقاوله وما الود إلا عند من هو أهله ... ولا الشر إلا عند من هو حامله وفي الدهر والتجريب للناس زاجر ... وفي الموت شغل للفتى هو شاغله

من يقال له أبو دهبل وأبو دهلب منهم أبو دهبل الجمحي واسمه وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ابن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي شاعر محسن مداح وهو القائل: يا ليت من يمنع المعروف يمنعه ... حتى يذوق رجال غب ما صنعوا وليت رزق أناس مثل نائلهم ... قوت كقوت ووسع كالذي وسعوا وليت للناس خطاً في وجوههم ... تبين أخلاقهم فيه إذا اجتمعوا وليت ذا الفحش لاقى فاحشاً أبداً ... ووافق الحلم أهل الجهل فارتدعوا ويروي فاتدعوا من الموادعة. ويروي: ووافق الجهل أهل الجهل وهو الصواب عندي وهذا كقول الآخر كمثل وقمك جهالاً بجهال. ومنهم أبو دهبل الدهيري أسدي أنشد له ثعلب في نوادره عن ابن الأعرابي يقول في ابنته: إن عيوف لتريد أمرا تريد خبزاً ... وتريد تمراً ولبناً يجري عليهما همرا ومنهم أبو دهلب بتقديم اللام على الباء هو أحد بني ربيعة ابن قريع بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم شاعر وهو القائل: حنت قلوصى أمس بالأردنّ ... حنى فما ظلمت أن تحني حنت بأعلى صوتها المرن ... في خرعب أجش مستجن فيه كتهذيم نواحي الشن ... أو نقب الصنج ارتجاس الغن

باب الذال في أوائل الأسماء

باب الذال في أوائل الأسماء من يقال له ذو القرح منهم ذو القرح وهو امرؤ القيس بن حجر الكندي وقيل له ذو القرح لأن ملك الروم لما أمده بالجيش ندم فأنفذ إليه حلة مسمومة فلما لبسها سقط جلده ومات وتقرح ومات وقيل له ذو القرح. ومنهم ذو القرح وهو كعب بن خفاجة الأصغر العقيلي ولا أعرف له شعراً وشعرهم في كتاب بني عقيل. من يقال له ذو الأصبع منهم ذو الأصبع العدواني واسمه حرثان بن حارثة بن محرث ويقال الحارث بن ثعلبة بن ظرب بن عمرو بن عباد بن يشكر بن الحارث وهو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان. وقيل له ذو الأصبع لأن أفعى ضربت إبهام رجله فقطعها، وهو أحد الحكماء الشعراء. عمر دهراً وهو القائل في القصيدة المختارة: يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي ... أضربك حيث تقول الهامة اسقوني لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب ... دوني ولا أنت دياني فتخزوني كل امرئ راجع يوماً لشيمته ... وإن تخلق أخلاقاً إلى حين ومنهم ذو الأصبع الكلبي ثم العليمي أنشد له دعبل يهجو حكيم بن عياش حين هجا بني أسد بكلب وكان حكيماً أعور من كلب: إذا جئتما أرض العراق فبلغا ... بها الأعور الكلبي عني القوافيا

أترضى لكلب دقة غير عذلها ... بدودان لا شمت السحاب الغواديا فهاج الذرى لا در درك بالذرى ... وهاج قبيلاً ينكرون المخازيا وهو القائل، أنشده أبو عمرو الشيباني في كتاب الحروف: ألا يا أيها المحجوب عنا ... عليك ورحمة الله السلام ومنهم ذو الأصابع وهو حبان بن عبد الله من ولد عنز بن وائل أخي بكر وتغلب ابني وائل ولم أجد له في القبيل شعراً. ومنهم ذو الأصبع متأخر أنشد له أبو عمرو في كتاب الحروف في مدح الوليد بن يزيد: تقول ليلى يا فداك أحمس ... وأرؤس من عامر وأرؤس وفي الوجوه صفوة توعس ... وكسرت منا سبال يحبس قال أبو عمرو ويقال جاء بهم ألف أحمس. ومنهم ذو الأباهم القطيعي أظنه قطيعة عبس واسمه زيد وهو القائل: ألا ليتني قد مت إذ أنا صالح ... وإذ أنا مسموع إلي وفاعل فأصبحت مثل العش طارت فراخه ... وأقفر من زغب لهن حواصل وإني لعبد لابنة الريث عارف ... لريطة إلا أنها لا تقاتل وهذه الأبيات ثابتة في كتاب بجيلة لأنها قد رويت أيضاً للقاسم بن عقيل البجلي. من يقال له ذو الخرق منهم ذو الخرق الطهوي واسمه قرط وقال ذو الخرق بن قرط أخو بني سعيدة بن عوف بن مالك بن حنظلة بن طهية بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. شاعر فارس وهو القائل:

فما كان ذنب بني مالك ... بأن سب منهم غلام فسب عراقيب كوم طوال الذرى ... تخر بوائكها للركب بأبيض يهتز في كفه ... يقط العظام ويبري العصب قال ابن حبيب وفي طهية ذو الخرق وهو شمير بن عبد الله بن هلال ابن قرط بن سعيدة. ومنهم ذو الخرق اليربوعي أحد بني صبير بن يربوع بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم شاعر جاهلي ذكره أبو اليقظان وأنشد له: فملنا بإحناء السروج ولم نلث ... كريهتنا ثم الظنون الكواذبا أي حملنا ولم نلث كريهتنا أي حربنا بالظنون الكاذبة خوف القتل أو طمعنا في ظفرنا بل تهيأنا للموت. ومنهم ذو الخرق بن شريح بن سيف بن إبان بن دارم وكان شاعراً جاهلياً عن ابن حبيب ذكره في كتاب تسمية شعراء القبائل وما في شعره ما يصلح للمذاكرة. من يقال له أبو ذئيب منهم أبو ذؤيب الهذلي واسمه خويلد ابن خالد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن باهلة بن كاهل بن مازن بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل الشاعر المشهور الذي يقول: والنفس راغب إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع ومنهم أبو ذؤيب النميري ذكره دعبل في شعراء اليمامة وأنشد له: سمتك أمك ديناراً وقد كذبت ... بل أنت في القوم فلس غير دينار

من يقال له أبو ذيبة وأبو دبية بالدال مضمومة غير معجمة وتقديم الباء على الياء وابن الذئبة فأما أبو ذبي فهو أخر بني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان وهو القائل في أبيات: تسألني أم قيس إن أصادفها ... فابن شريك كفاك الجوع والحربا وأما أبو دبية فهو ابن عامر أخو بني سعد بن قيس بن ثعلبة وهو القائل: فزعت إلى الجواء حذفة إذ بدت ... كراديس خيل من شريط ودوسرا فإن تجزن النعمى فيا رب ليلة ... جفوت لها قيساً فأصبح أغبرا فأما ابن الذئبة فهو ربيعة بن الذئبة والذئبة أمه وأبوه عبد يا ليل ابن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم بن قيس وهو ثقيف. شاعر فارس وهو القائل: إن المنية بالفتيان ذاهبة ... ولو تقوها بأسياف وأدراع بينا الفتى يبتغي من عيشه سدداً ... إذ حان يوماً فنادى باسمه الداعي لا تجعل الهم غلاً لا انفراج له ... ولا تكونن كؤوماً ضيق الباع من يقال له ابن ذريح وابن ذرح منهم قيس بن ذريح الكناني وهو العاشق أخو بني ليث بن بكر بن كنانة. أنشد له ابن حبيب في كتاب تسمية شعراء القبائل: ألا يا غراب البين قد طرت بالذي ... أحاذر من لبنى فهل أنت واقع ومنهم يزيد بن ذرح السكوني. شاعر جاهلي أحد بني سوم بن عدي بن أشرس بن شبيب بن السكون وهو القائل: ألا هل أتاها والحوادث جمة ... ومهما يرده الله يمض ويفعل في أبيات

من يقال له ذريح ورذيح منهم ذريح بن عبد الله البجلي أحد بني مازن بن سعد بن مالك بن جرم بن علقمة بن عبقر بن أنمار بن إراش ابن عمرو بن الغوث بن الفزر بن نبت بن بكر بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ وبجيلة أم ولد أنمار بن إراش شاعر خبيث وهو القائل: إذا ما تميميّ أجن ببلدة ... بكى جزعاً من لؤم أعظمه القبر تنتج أبكار المخازي بدارهم ... قديماً ويفنى قبل لؤمهم الدهر وكان بينه وبين الفرزدق لحاء ومناقضة مذكورة في كتاب بجيلة. ومنهم رديح بن الحارث بن ربيعة بن غنم بن ربيعة بن عائذ ابن ثعلبة بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة. شاعر وهو القائل: سام الندى وارفع يديك إلى العلى ... فليس بأخلاق الكرام خفاء إذا أنت لم تأخذ برأيك فضله ... فإنك والرأي الضعيف سواء فلا يمنعنك الخير بقيا معيشة ... فليس لما يبقي الشحيح بقاء

باب الراء في أوائل الأسماء

باب الراء في أوائل الأسماء من يقال له رؤبة وروبية منهم رؤبة بن العجاج الراجز أحد بني مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم الراجز المشهور. ومنهم رؤبة بن العجاج بن شدقم الباهلي الشاعر وهو وأبوه العجاج أيضاً أنشد له أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب وقال وجد بخط إسحاق بن إبراهيم الموصلي لأبي بيهس رؤبة بن العجاج بن شدقم: عدينا ومنينا نقل قد وعدتنا ... نرى منك مثل النيل إن تعدينا ولا تعزمي إن شئت إنجاز موعد ... وخلي محباً والتعلل حينا وقال رؤبة أيضاً وأنشدناه له أبو العباس: قالت لنا وقولها أحزان ... ذروة القول له بيان يا أبتا أرقني القذان ... فالنوم لا تطعمه العينان ووخز برغوث له أسنان ... وللبعوض فوقه دندان الدندنة الكلام الذي لا يفهم، والقذان جمع قذذ وهو البرغوث. وأنشد أبو بهيس رؤبة لأبيه العجاج بن شدقم:

بت وبات الهم بالإطراق ... منزل لبني تميم مكان تعانقي وأيها اعتناق ... من شدة الوجد بعيد الباقي وأنشد أيضاً لأبيه في سعيد بن سلم: ردوا إلى رؤبة والقلاخ ... وصبية بالعلو كالفراخ أباهم فأنت في بذاخ ... من المعالي مشرف نقاخ وأنت يوم الحلبة الجلواخ ... مبين الغرة كالشمراخ الجلواخ الضخم يقال واد جلواخ أي ضخم النبت. ومنهم رؤبة بن عمرو بن ظهير الثعلبي أحد بني ثعلبة بن سعد ابن ذبيان بن بغيض. شاعر وهو القائل: يهيجني لذكرى آل ليلى ... حمام الأيك ما تضع الغصونا كأن البدر ليلة لا غمام ... على أنماطها حرجاً رهينا كأن المسك دق لها فضيعت ... عليه يوم كان الناس طينا من يقال له الراعي منهم راعي الإبل النميري وهو عبيد بن حصين بن جندل ابن طويلم بن ربيعة بن عبد الله بن الحارث بن نمير الذي هجا جرير وهو الشاعر المشهور. ومنهم الراعي المري الكبلي من بني كبل بن عامر بن مرة بن جابر بن عمرو بن نهد وهم حلفاء في بني إساف بن هذيم بن عدي بن جناب وهو الراعي بن أم الراعي بنت عامر بن مالك بن درهم بن مضاد بن كعب بن عليم. كذا وجدته في كتاب كلب بن وبرة، وقال أبو سعيد الحسن ابن الحسين السكري هو الراعي خليفة بن بشير بن عمير بن الأحوص من بني عدي بن جناب. شاعر وهو القائل: ما زال يفتح أبواباً ويغلقها ... دوني ويفتح باباً بعد ارتاج حتى أضاء سراج دونه حجل ... حور العيون ملاح طرفها ساجي يكثرن للهو واللذات عن برد ... تكشف البرق عن ذي لجة داجي

كأنما نظرت دوني بأعينها ... عين الصريمة أو غزلان فرتاج يا نعمها ليلة حتى تخونها ... داع دعا في بياض الصبح شحاج لما دعا الدعوة الأولى فأسمعني ... أخذت ثوبي واستمررت أدراجي الأدراج رجوعه من حيث جاء. وهي أبيات تدخل في قصيدة الداعي النميري التي على وزنها لاتفاق الاسمين والقصيدتين. من يقال له رفيع ورقيع منهم رفيع بن أهبان السلمي أحد بني سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهتة بن سليم بن منصور. شاعر فارس قال حين قتلت بنو سليم خثعم لعباس بن عامر بن حي بن رعل بن مالك بن عوف بن امرئ القيس: ألا ليت عباس بن حي وقومه ... رأى يومنا إذ نستدير بخثعما رأى يومنا إذ لا تزال بكرههم ... على هجمة تغلي مراجلها دما إذا قارنوها أسلمت في نحورهم ... بنات المنايا والقنا المتحطما ولو علموا ماذا يلاقون بعده ... من البؤس لو يعيش مسلما ومنهم رقيع بالقاف بن أقرم الأسدي كذا وجدت في غير موضع وهو في كتاب بني أسد رفيع بالفاء الوالبي واسمه عمار بن عبيد بن حبيب أخو بني أسامة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. شاعر إسلامي في أول أيام معاوية وهو القائل في قصيدة: فقد أعطيت فوق الغواني محبة ... جنوب كما خير الرياح جنوبها إذا هي هبت زادت الأرض بهجة ... وبالسعد والبشرى يكون هبوبها وإن ضعفت كانت شفاءً لذي الهوى ... يمانيةً يستنشر الموت طيبها أدل دليل الحب وهنا فزارتي ... وأحر بنفس أو يلم حبيبها من يقال له الراهب منهم الراهب المحاربي وهو زهرة بن سرحان ابن رزن بن أسلم بن أسعد بن حرام بن دهمان بن جلان بن الهون بن علي بن

جسر بن محارب وكان أخوه سويد بن سرحان مجاوراً لمرداس بن أبي عامر السلمي فقل ماء قليبه فنزل يميحه فقتله فأخذت امرأته زينب إبل سويد فبعثتها إلى زهرة ابن سرحان فقال: أحل حريم الجار عجزة ظالماً ... وأوفت بما نالت من الذم زينب تفاقد قوم كان أوفى سعاتهم ... شرقاقة لها بنان مخضب وقال زهرة: ثكلت بنيتي إن لم تروني ... وشيكاً قعدتي طرف سبوح له في البيت إصرة وجل ... وتحبس عند مروده لقوح سأبلي بالسنان على سويدٍ ... فأشفي غلتي وأستريح وقيل له الراهب لأنه كان يأتي عكاظاً فيقوم إلى سرحة فيرجز عندها ببني سليم قائماً لا يزال كذلك دأبه حتى يصدر الناس عن عكاظ وكان فيما يقول: قد عرفتني سر حتى فأطت ... وقد ونيت بعدها فأشمطت ومنهم الراهب الطائي وهو حنظلة الخير بن أبي رهم بن حسان ابن حية بن سعيد أحد بني هنىء بن عمرو بن الغوث بن طيء وحنظلة هو فارس الضبيب والضبيب فرسه وكان غزا مع كسرى يقول لحنظلة الضبيب الضبيب فنزل عن وركبه كسرى فنجا وأقطع حنظلة من السواد ثمانين قرية ففي ذلك يقول حنظلة، ويقال هو حسان بن حنظلة: نزلت له عن الضبيب وقد بدت ... مسومة من خيل ترك وكابل في أبيات. وكان حنظلة قد خطب امرأة بعد هلاك أهل بيته وأموالهم فأبت عليه فقال: تلك ابنة العدويّ قالت باطلاً ... أزرى بقومك قلة الأموال إنا لعمر أبيك يحمد ضيفنا ... ونسود سيدنا على الإقلال غضبت على أن اتصلت بطيّئ ... وأنا امرؤ من طيّئ الأجبال

أحلامنا تزن الجبال رزانةً ... ويزيد جاهلنا على الجهال سرق هذا البيت الأخير بعضهم فأدخله في قصيدة وهو الفرزدق. من يقال له الرماح منهم الرماح بن أبرد بن ثريان بن سراقة بن حرملة بن سلمى بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض وهو المعروف بابن ميادة. شاعر محسن متأخر مدح في الدولتين وهو القائل: وما أنس مل أشياء لا أنس قولها ... وأدمعها يذرين حشو المكاحل تمتع بذا اليوم القصير فإنه ... رهين بأيام الشهور الأطاول ومنهم الرماح بن نهشل الأسدي أنشد له أبو العباس ثعلب في الأمالي. أياسر حتى حسى المصرد إنني ... لصب إلى القارات مما تراكما سألتكما بالله أن تجعلا الهوى ... لغيري وأن تنبت مني قواكما من يقال له الرحال والرجال منهم الرحال بن عزرة بن المختار ابن لقيط بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل كان وأخوه نجدة بن عزرة شاعرين والرحال الذي يقول: أحب الأدم حين تمرست بي ... وأشنأ كل بهلقة البياض إذا ما البيض بات إلى ذراها ... غدا من غير راضية وراض بات يعني نفسه وذراها يعني ذرى البيض. ومنهم الرحال وهو عمرو بن النعمان بن السراء بن عبد الله بن مرة الشيباني وقيل هاجر في خيل أبي عبيدة بن مسعود الثقفي وقتل فيها وهو القائل: بان الخليط ولم أكن صحوانا ... دنفاً بزينب لو تريد هوانا

لكنها شحطت وبتّ وصالها ... ولقد تلم نواهم بنوانا أيام زينب ظبية مخروفة ... ترعى دكادك قشعه أحيانا ومنهم عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب الذي قتله البراض الكناني في قصة لطيمة كسرى ولا أعرف له شعراً. ومنهم الرجال بن هند بالجيم الأسدي أحد بني نصر بن قعين وهو القائل: تعجب مني أم حسان أن رأت ... نهاراً وليلاً بلياني فأبدعا وقد صار خلاني كأن عليهم ... ملاء العراق بالثغام المنزعا يبيتهم ذو اللب حتى تراهم ... وسيماهم بيضاً لحاهم وأصلعا من يقال له ربيع وربيع فأما ربيع فجماعة منهم الربيع بن ضبع الفزاري ومنهم الربيع بن قعنب الفزاري أيضاً ومنهم الربيع بن زياد العبسي وغيرهم. وأما ربيع بالضم فهو ربيع بن أصرم بن خارجة بن صفوان بن سنان بن جناب بن الحارث بن جهمة بن عدي بن جناب بن العنبر بن عمرو ابن تميم. شاعر قال يصف قدراً: وسحماء تستوفي الجزور نصبها ... لأضيافنا مثل الحصان المقيد إذا ما استعارتها الوليدة لم تطق ... بها تشتكي الأصلاب ما لم تشدد تفرغ في شيزى جماع كأنها ... إذا احتضر الأيدي شريعة مورد من يقال له ربيعة وربيعة فأما ربيعة فكثير عددهم منهم ربيعة ابن مقرم الضبي ومنهم ربيعة بن جشم النميري ومنهم ربيعة بن قميئة الضبعي من عبد القيس ومنهم ربيعة بن غزالة السكوني ومنهم ربيعة بن الذئبة الثقفي ومنهم ربيعة بن الأبرص العكلي وغيرهم.

وأما ربيعة بالضم فهو ربيعة بن أسعد بن جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين. شاعر من شعراء بني أسد كان ابنه ذؤاب بن ربيعة قتل عتيبة ابن الحارث بن شهاب واسمه ربيع بن عتيبة ولم يعلم أنه قاتل أبيه عتيبة فظن ربيعة أنه قد قتل فقال: أذؤاب إني لم أبعك ولم أهب ... بعكاظ حيث تجمع الأجلاب إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب بأشدهم كلباً على أعدائه ... وأعزهم فقداً على الأصحاب في أبيات أخر فلما بلغت هذه الأبيات بني يربوع قتلوا ذؤاباً قبل هذه الأبيات من أمالي القالي: أبلغ قبائل جعفرٍ مخصوصة ... ما إن أحاول جعفر بن كلاب إن البقية والهوادة بيننا ... شمل كسحق الريطة المنجاب الا بجيش لا يكت عديده ... سود الجلود من الحديد غضاب ولقد علمت على التجلد والأسى ... أن الرزيئة كان يوم ذؤاب وبعدها من أماليه أيضاً: وعمادهم في كل يوم كريهة ... وثمال كل معصب قرضاب أهوى له تحت العجاج بطعنة ... والخيل تردى في الغبار الكابي أذؤاب صاب على صداك فجاره ... صوب الربيع بوابل سكاب ما أنس لا أنساه آخر عيشنا ... ما لاح بالمعزاء ريع سراب الريع الرجوع والريع أيضاً الزيادة وريعان الشباب أوله. من يقال له ابن رواحة لا أعرف إلا الأنصاري عبد الله بن رواحة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن الأعز بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. شاعر محسن

وفارس وهو القائل في بني عمرو بن مخزوم وغيرهم من قريش يهجوهم في أبيات له: فخبروني أثمان العباء متى ... كنتم بطاريق أم دانت لكم مضر فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع هذا حمية لقريش فلما قال: أنت الرسول فمن يحرم نوافله ... والوجه منه فقد أزرى به البصر فثبت الله ما أتاك من حسن ... في المرسلين ونصراً كالذي نصروا يا هاشم الخير إن الله فضلكم ... على البرية فضلاً ما له غير فسري عنه صلى الله عليه وآله وسلم ودخل النبي مكة ودخل ابن رواحة يقود به ويقول: خلوا نبيّ الله عن سبيله ... نحن قتلناكم على تأويله كما قتلناكم على تنزيله ... ضرباً يزيل الهام عن مقيله ويذهب الخليل عن خليله ومنهم قسام بن رواحة السنبسي ليس له عندي في شعراء طيء ذكر وأنشد له الطائي في الحماسة وليس نصيب القوم من أخويهم ... طراد الحواشي واستراق النواضح وما زال من قتل رزاح بعالج ... دم ناقع أو جاسد غير ماصح دعا الطير حتى أقبلت من صوية ... دواعي دم مهراقة غير نازح عسى طيّئ من طيّئ بعد هذه ... ستطفىء غلاّت الكلى والجوانح من يقال له ابن الرواغ منهم مرة بن الرواغ وهي أمه وأخوه كعب بن الرواغ وأبوهما سلم بن عمرو المالكي من بني مالك بن ثعلبة بن دودان

ابن أسد بن خزيمة شاعران من قدماء بني أسد وكان امرؤ القيس بن حجر يأمر قيانه أن يغنين بشعر مرة وكان قيان الملوك أيضاً يغنين به: إن الخليط أجد البين فادلجوا ... وهم كذلك في آثارهم لجج بانوا وفيهم كثيب ما يكلمني ... وبعض ساداتهم بالبين مبتهج عصر الشباب يغنيني مصلصلة ... جيداء لا صحل فيها ولا رنج وقد أقود لغيث لا أنيس به ... إلا البعوض وإلا الأزرق الهزج نهد المراكل يطويه ويركبه ... حتى يكفت عن مصرانه العفج بمثله كنت أعلو الخيل إذ ركبت ... إذا الجياد كسا فرسانها الرهج وأخوه كعب بن الرواغ القائل: ذكر ابنة العرجي فهو عميد ... شغفاً شغفت بها وأنت وليد ويخالها المرح السفيه تحبه ... ونوالها غير الحديث بعيد وتقيك من دون الفراش معاصم ... مثل النمارق وشيهنّ جديد وإذا تبسم قلت شوك سيالة ... أو أقحوان صريمة معهود ريان ركب في نخالة إثمد ... خضر تزينه غدائر سود ومنهم جابر بن حسل بن الرواغ بن يزيد بن مالك بن خفاجة ابن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. كذا وجدته في أمالي أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش عن أبي العباس ثعلب ولم أجد له في شعر بني عقيل ذكراً والرواغ ها هنا اسم رجل قال يرثي أخاه مربعاً: لقد كنت أنأى عن بنيّ وإخوتي ... على ثقة ما كان في الحي مربع فتى الحيّ في ما ينفع الحي كلهم ... إلى الجار ضحاك العشيات أروع ترى النصف فيما ينفع القوم ضؤلة ... وفي النصف إلا عزة النفس مقنع الضؤلة الجور يقول يرى النصف جوراً ولا يرضى إلا بأكثر منه: ولولا اعتراف بالذي ليس تاركاً ... أخا أحدٍ ما زالت العين تدمع

باب الزاي في أوائل الأسماء

باب الزاي في أوائل الأسماء من يقال له الزبرقان منهم الزبرقان من بدر وهو حصين بن بدر بن امرئ القيس بن قيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم سيد في الجاهلية عظيم القدر في الإسلام وشاعر محسن وهو القائل: تعلو الذئاب على من لا كلاب له ... وتتقي مربض المستشفر الحامي وإنما الناس للرحمن أمكم ... أكائل الطير أو حشو لأرجام هم يهلكون ويبقى كل ما صنعوا ... كأن قصتهم خطت بأقلام ولن أصالحهم ما دمت ذا فرس ... واشتد قبضاً على السيلان إبهامي قوله للرحمن أمكم كما تقول لله أبوك. ومنهم الزبرقان أخو بني أبي عمرو بن الحارث بن ذهل بن شيبان شاعر قال حن قتلوا بنوه بحران عضروط بن مسعود بن عامر فلجؤوا إلى بني مرة إلى ابن الرواق وهو نعمان بن قيس بن مرة بن همام. وجدنا آل مرة حين خفنا ... جريرتنا هم الأنف الكراما

من يقال له زميل وزامل منهم زميل بن أم دينار الفزاري قاتل ابن دارة وهو زميل بن وبير من بني مازن بن فزارة أحد بني عبد مناف شاعر وهو القائل لما قتل ابن دارة: لقد غظتني بالجو جو كنيفة ... ويوم التقينا من وراء شراف قصرت له الدعوى ليعرف نسبتي ... وأنبأته أني ابن عبد مناف رفعت له كفي بأبي صارم ... فقلت ألتحفه دون كل لحاف وقال حين ضربه الضربة التي هلك فيها: أنا زميل قاتل ابن داره ... وكاشف السبة عن فزاره ثم عقلت النيب والبكاره ومنهم زميل بن حذافة بن مالك بن خياط العكلي. شاعر فارس وهو القائل في حرب كانت بين عدي والتيم وبني ضبة: لعمري لئن سعد بن ضبة أقسمت ... على حلفةٍ منها غواة فبرت لينقطعنّ الود إلا وسيلة ... غروراً لهم بالموت إن هي غرت فما حربنا بالبكر إن كنعوا لها ... ولكنها إن قارح الناب فرت وما أنا بالساعي لأصلح بينها ... أروم غزار الحرب إن هي درت ومنهم زامل بن مصاد القيني ثم الحيوي. شاعر فارس وهو القائل: متى يك فخر في اللقاء فإننا ... ذوو نزل عند اللقاء ومصدق بضرب يزيل الهام عن سكناته ... وطعن كأفواه المزاد المخرق من يقال له زفر في الشعراء جماعة لست أقصد ذكرهم لكن من يقال له زفر بن الحارث باتفاق الاسم واسم الأب: منهم زفر بن الحارث بن معان

الكلابي سيد قيس في زمانه ويكنى أبا الهذيل وكان على قيس يوم مرج راهط وهو القائل: وقد ينبت المرعى على دمن الثرى ... وتبقى حزازات النفوس كما هيا أبيني سلاحي لا أبالك إنني ... أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا أيذهب يوم واحد إن أسأته ... بصالح أيامي وحسن بلائيا في الأم: البيني سلاحي. ومنهم زفر بن الحارث الوالبي والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. شاعر فارس وهو القائل: وإني بذات الرمث لم ألف عاجزاً ... ولا ورعاً يوم التهايج أعزلا منعت ابن وراد وقد ساء ظنه ... وأنقذت من تحت الأسنة نوفلا وصابرت حتى أحجم القوم عنهما ... حفاظاً وما استعجلت من تعجلا ومنهم زفر بن الحارث بن رجاء بن الحارث بن هبيرة بن عامر ابن سلمة ابن قشير وهو القائل: فما ينسني الأشياء لا أنس قولها ... وقد قرب المهرى أين يريد أتت لا تداني في اللمام وعلقت ... بها النفس من أزمان أنت وليد في أبيات من يقال له زهير في الشعراء كثير لست أقصد إلى ذكرهم ولكن من يقال له زهير بن جناب باتفاق الاسم والأب: منهم زهير بن جناب ابن هبل بن عبد الله بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة. سيد بني كلب في زمانه وكان كثير الغارات على العرب وعمر عمراً طويلاً وهو القائل لما حضرته الوفاة: أبني إني أهلك فإني ... قد بنيت لكم بنية وتركتكم أولاد سا ... داتٍ زنادكم ورية ولكل ما وال الفتى ... قد نلته إلا التحية

في أبيات. وهو القائل: إذا ما شئت أن تسلى حبيباً ... فأكثر دونه عدد الليالي فما نسى حبيبك مثل نأي ... ولا بلى جديدك كابتذال ومنهم زهير بن جناب بن مالك بن الحارث بن عبد الله بن ذهثم بن سعد بن كعب بن روي بن مالك بن نهد. شاعر فارس وهو القائل في قصة مذكورة في كتاب نهد: أيقتل جيراني وآلك بين ... وشخص سمي إنني لمظلم كذبتم وبيت الله لا تأخذونها ... بني يعمر حتى يباء به دم وتركب خيل تدعى آل دهثم ... معاودةً فرسانها قيل أقدموا من يقال له زبير وزبير وزنير بالنون منهم زبير بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف. سيد كريم وشاعر محسن وهو القائل: لقد علمت قريش أن بيتي ... بحيث يكون فضل من نظام وأنا نحن أكرمها جدوداً ... وأصبرها على العجم العظام وأنا نحن أول من تبنى ... بمكتنا البيوت مع الحمام وله أشعار حسان في كتاب بني هاشم. ومنهم زبير بن طفيل بن زهير بن شماس بن حارثة بن جحوان ابن عجاف بن كعب بن عبد شمس الشاعر عن ابن حبيب ولم يذكر شعراً ولم أر له في القبائل ذكراً. ومنهم الزبير بن عبد الله بن الزبير. كان شاعراً وله قصائد طوال جياد وهو القائل: ومولى كداء البطن أو فوق دائه ... يريد موافي الصدق خيراً وينقص تلومت أرجو أن يتوب فيرعوي ... به الحلم حتى أيس المتربص ومنهم زنير بالمنون بن عمرو الخثعمي وهو الذي يقال له النذير العريان وذلك أنه كان ناكحاً امرأة من بني زبيد فأرادت زبيد أن تغزو خثعم

فحرسه أربعة نفر منهم وطرحوا عليه ثوباً فصادف غرة فحاضرهم بعد أن رمى بثيابه وكان من أجود الناس شداً وقال في ذلك: أنا المنذر العريان ينبذ ثوبه ... لك الصدق لم ينبذ لك الثوب كاذب وخبره مستقصى وشعره في كتاب خثعم. من يقال له زيد وزند فأما زيد فكثير منهم زيد الخيل الطائي ومنهم زيد الفوارس الضبي ومنهم زيد بن رزين بن الملوح المحاربي ومنهم زيد بن عقيلة التيمي تيم الرباب، ومنهم زيد بن همهمة النصري ومنهم زيد ابن مجالد بن عامر الفزاري وغيرهم ممن لا أقصد إلى ذكره لكثرتهم. وأما زند بالنون فهو أبو دلامة الشاعر المتأخر وهو زند بن الجوان الأشجعي مولى لهم كوفي مليح الشعر كثير النادرة. من يقال له زياد وذياد بالذال معجمة فأما زياد فجماعة منهم زياد بن معاوية وهو النابغة الذبياني ومنهم زياد بن منيع النصري أحد بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، ومنهم زياد بن عامر بن عبد بن عميلة الغنوي ومنهم زياد بن ربعي الباهلي. ومنهم زياد بن سليمان الأعجم ويكنى أبا أمامة وهو من عبد القين أحد بني عامر بن الحارث يم أحد بني الخارجية شاعر مشهور. وغيرهم ممن يكثر إن عددتهم. وأما ذياد فهو ذياد بن عزيز بن الحويرث بن مالك بن واقد بن وقدان. كان شاعراً وهو الذي بكى على بني رياح حين خلف فقال: أضحت رياح قد تناءت ديارها ... شعاعاً وأضحى منهم الرمل مقفرا وكنت أرى بالرمل منهم مجالساً ... كراماً وحوماً من سواد معكرا ومن سامر بالليل بين بيوتهم ... وجردٍ تراها ساهمات وضمرا

من يقال له زر منهم زر بن أربد بن قيس بن حوى بن خالد بن جعفر بن كلاب وأربد أخو ربيعة لأمه وزر القائل وكان شاعراً: بان الخليط لنية فتصدعوا ... ورموا فؤادك بالفراق فأوجعوا وطلبتهم مد النهار فلم تكد ... بالحي يلحقني الجنوب الميلع حرج كأن عظامها موصولة ... بعظام أخرى فهو حرف شرجع قبح الإله عداوة لا تتقى ... وقرابة يدلي بها لا تنفع ومنهم زر بن محمد الثعلبي أحد بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان ابن بغيض شاعر وهو القائل: أجدي هذا الليل لا يتردد ... وأي نهار لا يكون له غد كئيباً إذا الجوزاء أمست كأنها ... صوار بوعساء الصريمة أيد ومنهم زر بن عبد الله بن كليب بن مرة بن فقيم بن جرير بن دارم وهو القائل: كأنك يوماً لم تكن بي عالماً ... فتسأل يوماً في رجال تميم ولا تذهب الشعرى العبور بماله ... ولا الكوكب الدري خل النجوم لعله مزاحف خلف نجوم. من يقال له ابن الزبعري منهم عبد الله بن الزبعري بن قيس ابن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة. شاعر مفلق خبيث كان مؤذياً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه ثم أسلم واعتذر إليه. من جيد شعره قصيدته يا غراب البين أسمعت فقل ... إنما ينطق شيئاً قد فعل ثم يقول فيها: كل حسن وشبابٍ ذاهب ... وسواء قبر مثرٍ ومقل

والعطيات خشاش بيننا ... وبنات الدهر يلعبن بكل لا تذمن بلداً تكرهه ... وإذا زالت بك الدار فزل ومنهم جبير بن الزبعري النميري وكان من سروات العرب وله يقول زياد الأعجم: وجدت العامري ابن الزبعري ... جبيراً خير مختبط لساري وجدتك إذ بلاك الأمر صلباً ... كريم العرق من عود نضار وزندك حين تنسب من نمير ... كريم في زناد المجد وار لعمرك ما رماح بني نمير ... بطائشة الكعوب ولا قصار فيقال إن عجوزاً من بني نمير قالت وقد حضرتها الوفاة: من الذي يقول لعمرك ما رماح بني نمير فقالوا زياد الأعجم فقالت: إشهدوا أن ثلث مالي له. وكان جبير بن الزبعري شاعراً وهو القائل: يسوؤني أن أرى ليلى مفارقةً ... يقتادها أسود الخصيين مغيار من يقال له الزفيان والرقبان فأما الزفيان فهو عطاء بن أسيد أحد بني عوافة بن سعد بن زيد مناة بن تميم ويكنى أبا المرقال وقيل له الزفيان لقوله: والخيل تزفي النعم المعقودا في أرجوزة. والزفيان شاعر محسن وهو القائل: أنشدناه الأخفش ... وصاحب قلت له بنصح قم فارتحل قد ضاء ضوء الصبح ... فقام يهتز اهتزاز الرمح وأما الرقبان بالراء فهو الأشعر الرقبان الأسدي واسمه عمرو ابن حارثة بن ناشب بن سلامة بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن

أسد. شاعر خبيث وهو القائل: إذا ما انتدى القوم لم تأتهم ... كأنك قد ولدتك الحمر كأنك ذاك الذي في الضروع ... قدام درتها المنتشر مسيخ مليخ كلحم الحوار ... ولا أنت حلو ولا أنت مر وقد علم الجار والنازلون ... بأنك للضيف جوع وقر المسيخ الذي لا ودك له والمليخ الذي لا طعم له.

باب السين في أوائل الأسماء

باب السين في أوائل الأسماء من يقال له سراقة منهم سراقة بن مرداس البارقي وبارق جبل نزل به سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر فنسبوا إلى ذلك الجبل، وبارق أخو خزاعة، وسراقة هذا هو سراقة الأكبر وهو القائل في قتل أبي أزيهر الدوسي ومن قتلت الأزد به من أشراف قريش وما جعلت قريش للأزد على أنفسهم من الخرج في كل عام بعد قتل من قتلت الأزد منهم فقلت ذلك من زيادات مما لم أجدها في كتاب المنقول من خط ابن المنخل وهذه الأبيات في كتاب منسوبة إلى معقر بن حمار البارقي: لقد علمت بنو أسد بأنا ... تقحمنا المعاشر معلمينا تركنا تسعة للطير منهم ... بمكة للسباع مطرحينا فلما أن قضينا الدين قالوا ... نريد الصلح قلنا قد رضينا وضعنا الخرج موظوفاً عليهم ... يؤدون الأتاوة صاغرينا لنا في العير دينار مسمى ... به حز الحلاقم يتقونا ولولا ذاك ما عدلت قريش ... شمالاً في البلاد ولا يمينا وخبر قريش مع الأزد في هذه القصة في كتاب الأسد في الزيادات مشروح.

ومنهم سراقة بن مرداس الأصغر البارقي. شاعر مشهور خبيث قال يهجو جريراً في قصيدة أولها: لمن الديار كأنهن سطور. وفيها يقولك أبلغ تميماً غثها وسمينها ... والحكم يقصد مرة ويجور إن الفرزدق برزت حلباته ... عفواً وغودر في التراب جرير ما كان أول محمر عثرت به ... أنسابه إن اللئيم عثور هذا قضاء البارقي وإنني ... بالميل في ميزانهم لبصير فهجاه جرير في القصيدة التي يخاطب فيها بشر بن مروان فيقول: يا بشر حق لوجهك التبشير ... هلا غضبت لنا وأنت أمير قد كان بالك أن تقول لبارق ... يا آل بارق فيم سب جرير ومنهم سراقة بن مرداس. شاعر فارس وهو القائل في يوم أوطاس واطردته بنو نصر وهو على فرسه الحقباء: ولولا الله والحقباء فاضت ... عيالي وهي بالية العروق إذا بدت الرماح لها تدلت ... تدلي لقوة من رأس نيق وفي شعراء العرب من يقال له سراقة جماعة لم يقصد إلى ذكرهم وإنما ذكرت سراقة بن مرداس لاتفاق الاسم واسم الأب. من يقال له سعد في شعراء العرب كثير ونذكر ها هنا من يقال له سعد بن مالك: منهم سعد بن مالك بن ضبيعة بن ثعلبة أحد سادات بكر بن وائل وفرسانها في الجاهلية وكان شاعراً وهو القائل: يا بؤسي للحرب التي ... وضعت أراهط فاستراحوا والحرب لا يبقى لجا ... حمها التخيل والمراح

إلا الفتى الصبار في الن ... جدات والفرس والوقاح والنثرة الحصداء وال ... بيض المكلل والرماح من فر عن نيرانها ... فأنا ابن قيس لا براح وله أشعار جياد في كتاب بني قيس بن ثعلبة. سعد بن مالك بن الأقيصر القريعي أحد بني قريع بن سلامان ابن مفرج. كان فارساً شاعراً وهو القائل: وإنك لو صادفت سعد بن مالك ... لصادفت منه بعض ما كان يفعل وإنك لو لاقيت سعد بن مالك ... لغربت عن سعد وظهرك أخزل متى تلقني تعدو ببزي مقلص ... كميت بهيم أو أغر محجل تلاق امرأً لا يهزم الخيل تفره ... وتبدلك الأيام ما كنت تجهل قوله في البيت الأول: ما كان يفعل. أي بعض ما كان يفعل من قبل لمن يقتل. وقوله في البيت الثالث مقلص أي طويل القوائم. من يقال له السندري والسرندي أما السندري فهو السندري ابن يزيد بن شريح بن الأحوص بن جعفر بن كلاب. فارس شاعر وهو القائل: نحن أسرنا خالداً والأخزما ... وعقبة بن جعفر إذ قدما نسوق ألفاً نعماً مزنما ... كأنها الليل إذا ما أظلما وأما السرندي فهو السرندي بن عبد هانئ بن حبيش بن دلف الضبي وحبيش خال الفرزدق وكان السرندي شاعراً خبيثاً وهو القائل: حلفت لأصبحنكم جميعاً ... صبوحاً ليس من لبن العشار مواسم للثام متضحات ... يلحن على الأنوف بغير نار أنا الصبح الذي لا شك فيه ... وهل بالصبح ويحك من تماري

من يقال له سهم وشهم معجمة فأما سهم فغير واحد منهما سهم ابن حنظلة بن حلوان بن خويلد أحد بني شبيبة بن غني بن أعصر. فارس مشهور. شاعر محسن وهو القائل: كم من عدو قد رماني كاشح ... ونجوت من أمر أغر مشهر وحذرت من أمر فمر بجانبي ... لم يبكني ولقيت ما لم أحذر ذكره ابن الكلبي فقال هو سهم بن حنظلة بن حلوان بن خويلد ابن حريال بن جابر بن مالك بن عامر بن عبس وهو الشاعر. وقوله غنى بن أعصر ليس لغنى بن أعصر ابن يقال له ضبيبة وإنما ولد غنى بن أعصر غنما وجعدة وأمها دحام بنت ثعلب بن وائل وولد جعدة بن غني عبساً وسعداً وأمهما ضبينة بنت سعد مناة بن عائذ من الأزد. هكذا ذكره غير واحد من أهل النسب. وقوله في البيت الأخير: ما لم أحذر مثله قول البحتري: ينال الفتى ما لم يؤمل وربما ... أتاحت له الأقدار ما لم يحاذر ومنهم سهم صاحب القصيدة المختارة الطويلة التي يقول فيها: تدنى الفتى للغنى في الراغبين إذا ... ليل التمام أهم المقتر العزبا حتى تمول يوماً أو يقال فتى ... لاقى التي تشعب الأقوام فانشعبا وأما شهم بالشين معجمة فهو شهم بن مرة بن عبد الحارث بن بغيض بن شكم بن عبيد بن زيد بن بكر بن عميرة بن علي بن جسر بن محارب بن خصفة. شاعر فارس وهو القائل: ويمين الإله تبرح عندي ... مجفر الجنب نيق محضير

غير ما زائد إذا الخيل زادت ... ذات يوم بل قيده مقصور يمكن القانص المدل من العير ... ويكبو أمامه اليعفور فوقه نثرة وسيف ورمح ... وفتى حضرة اللقاء صبور هامش من اسمه سحيم: سحيم بن الأعرف وسحيم بن وثيل الرياحي وسحيم بني الحسحاس وكان كذا مبتوراً. من يقال له أبو سمال منهم أبو سمال الأسدي وكان شريفاً واسمه سمعان بن هبيرة بن مساحق بن بحير بن عمير بن أسامة بن نصر بن قعين ابن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. كان شاعراً، قال يرثي ابنه سمالاً: كأني وسمالاً من الدهر لم نعش ... جميعاً وريب الدهر للمرء كارب يعيرني الأقوام بالصبر بعده ... وليس لصدع في فؤادي شاعب وله في كتاب بني أسد أشعار حسان مما تنخلته. ومنهم أبو سمل العبدي لم يرفع نسبه إلى عبد القيس. شاعر قال يوم المذار يهجو الحضين بن المنذر: فر حضين ينضح الماء في استه ... وفر أبو المنهال فيشلة البغل فقال حصين بن ذعلبة في أبيات: أتجعل عبد القيس أمك هابل ... كشيبان أو كالأكرمين بني ذهل من يقال له السليك منهم السليك بن السلكة وهي أمه وهو السليك بن يثربي بن سنان بن عمير بن الحارث بن عمرو بن الحارث بن عمرو ابن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم الشاعر المشهور.

ومنهم السليك العقيلي ذكره ابن الأعرابي في نوادره ولم ينسبه أكثر من هذا وأنشد: أبلغ أبا لطيفة المعاندا ... والمطعم الستة مداً واحدا قد كان في دفع سليك جاهدا ... وكان لصاً من عقيل ماردا كيف تراني وأخي عطاردا ... نذود من حنيفة المذاودا نذود منهم سرعاناً واردا ... أنشد كفاً ذهبت وساعدا أنشدها ولا أراني واجدا ... إلا فتى يسقي شراباً باردا

باب الشين المعجمة في أوائل الأسماء

باب الشين المعجمة في أوائل الأسماء من يقال له الشماخ منهم الشماخ بن ضرار بن حرملة بن صيفي بن أصرم بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض الشاعر المشهور. ومنهم الشماخ بن أبي شداد الغيابي وغيابة هو بنو عامر بن زيد أخوه وابش بن زيد بن عدوان وهو القائل: أشربت لون صفرة في بياض ... فهي في ذاك طفلة ميداء ما أرى الشمس تأخذ النصف منها ... حسن يوم وزينتها النساء يوم لبستها إزاراً وإتبا ... وعليها من الجمال رداء ومنهم الشماخ بن المختار بن أوس بن مطر أحد بني واقد بن رياح بن يربوع بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن غني بن أعصر. شاعر وهو القائل: فبت وندماني صفير بن محجن ... يصيح وما يدري علام يصيح شربنا نبيذ الشوق حتى كأنما ... جوادان نكبو مرةً ونريح ومنهم الشماخ بن خليف أحد بني محكان ثم أحد بني حنجود ابن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم وهو القائل:

ذاق المنية آبائي فقد ذهبوا ... وقد أرى بعدهم أني ملاقيها وما تؤخر من نفس وإن حرصت ... على الحياة إذا ما جاء داعيها ومنهم الشماخ بن العلاء بن حريث من بني عبد سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن وائل وهو القائل: ومنا الذي ضمن القرى في حياته ... ووصى به من قد وفى حين سلما ومنهم الشماخ بن عمرو الشمخي شمخ بني فزارة بن ذبيان بن بغيض، شاعر وهو القائل: من يقال له الشمردل والشميدر منهم الشمردل بن شريك ابن عبد الله بن رؤبة بن سلمة بن بكر بن ضبارى بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ويعرف بابن الخريطة. شاعر محسن في القصيد وفي الرجز وهو القائل يرثي أخاه في قصيدة: أبى الصبر إن العين بعدك لم تزل ... يخالط جفنيها قذى ما تزاوله وكنت أعير الدمع قبلك من بكى ... فأنت على من مات بعدك شاغله وله في الصيد والطراد أراجيز حسان. ومنهم شمردل بن حاجر البجلي ثم الأحمسي من أحمس بن الغوث بن أنمار بن إراش، بجيلة أم ولد أنمار بن إراش. شاعر محسن قال في السجن: فإن تمس في سجن شديد وثاقه ... فكم فيه من حر كريم المكاسر بريء من اللأمات يسمو إلى العلى ... نمته أرومات الفروع النواضر

فيا ليت شعري هل أراني وصحبتي ... نجوب الفلا بالناعجات الضوامر وهل أهبطن الجزع من بطن شوقب ... وهل أسمعن من أهله صوت سامر ومنهم الشمردل الكعبي من كعب خزاعة من بلحارث. أنشدنا له أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب قال أنشدنا الزبير بن أبي بكر: قلبي ثلاثة أثلاث لبادية ... وحاضر وأسير دونه غلق لكلهم من فؤادي شعبة قسمت ... فشفني الهم والأحزان والقلق إن يرجع الله شعباً بعد فرقته ... فقد يعود إلى أغصانه الورق وإن تجنى زمان لا نعاتبه ... فقد برانا وما في عظمنا رمق وما استقلوا عن الدار التي تركوا ... حتى كأن فؤادي طائر علق وفي الخدور مهاً لما رأين لنا ... بحراً سوى بحرهن اغرورق الحدق وأما الشميدر فهو الشميدر الحارثي من بني الحارث بن كعب. شاعر فارس أنشدنا له أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش قال أنشدنا ثعلب والمبرد جميعاً: بني عمنا لا تذكروا الشعر بعدما ... دفنتم بصحراء الغميم القوافيا والغمير أيضاً. أي لم يدع لكم مفخراً في شعر كأنه كان يوم الغميم عليهم لا لهم فلسنا كمن كنتم تصيبون سلة ... فنقل ضيماً أو نحكم قاضيا سلة: سرقة، نقبل ضيماً: نأخذ دون حقنا

ولكن حكم السيف فيكم مسلط ... فنرضى إذا ما أصبح السيف راضيا وقد ساءني ما جرت الحرب بيننا ... بني عمنا لو كان أمراً مدانيا فإن قلتم إنا ظلمنا فلم نكن ... ظلمنا ولكنا أسأنا التقاضيا من يقال له شمعلة منهم شمعلة بن طيسلة بن جبار بن صمصم ابن نويرة بن مالك أحد بني عبد الله بن غطفان. شاعر وهو القائل: وكل خليل يخلق النأي حبه ... وحبك ما يزداد إلا تجددا ومن لا يزل يرمي به الدهر غربة ... وبعد فجاج الأرض أبعد أبعدا يصب نشباً أو يرمه الدهر بالتي ... تصيب كرام الناس مثنى وموحدا وهي قصيدة يمدح بها محمد بن الوليد بن عبد الملك. وله أشعار حسان. ومنهم شمعلة بن فائد بن هلال بن عفان بن ظالم بن عطية ابن ضباث بن فهرش بن جشم بن قيس بن عامر بن عمرو بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. كان عظيم القدر في البادية وكان نصرانياً وطالبه هشام بن عبد الملك أن يسلم لما رأى من فضله وجماله فأبى فقال: إن لم تفعل لأطعمنك لحمك. وقال هشام: خذوا فخذه فجزوا منه حزة خفيفة لا تزيدوا على ذلك. ففعلوا فقال: لو قطعت لما أسلمت على هذا الوجه. فلما خلى عنه قال أعداؤه: أطعمه هشام لحمه. فقال شمعلة: أمن حزة من الفخذ مني تباشرت ... عداتي فلا نقص عليّ ولا وتر وإن أمير المؤمنين وفعله ... لكالدهر لا عار بما فعل الدهر

ومنهم شمعلة بن الأخضر بن هبيرة بن المنذر بن ضرار الضبي. شاعر فارس وأبوه الأخضر أحد سادات بني ضبة وفرسانها وشعرائها وشمعلة القائل في قتلهم بسطام بن قيس الشيباني: ويوم شقيقة الحسنين لاقت ... بنو شيبان آجالاً قصارا شككنا بالرماح وهن زور ... صماخي كبشهم حتى استدارا ترى الشقراء ترقل في سلاها ... وقد صار الدماء لها إزارا كما رفلت وطاف فيها العذارى ... فتاة الحي برداً مستعارا فخر على الألاءة لم يوسد ... وقد كان الدماء له خمارا من يقال له الشويعر منهم محمد بن حمران بن أبي حمران الحارث ابن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جعفى ابن الشاجي بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد وهو ابن أخي الأسعر الجعفي وممن سمي محمداً في الجاهلية وهو قديم وكان امرؤ القيس بن حجر أرسل إليه في فرس يبتاعها منه فمنعه فقال امرؤ القيس: أبلغا عني الشويعر أني ... عمد عين نكبتهن حزيماً فسمى بهذا البيت الشويعر وكان الشويعر قال: أتتني أمور فكذبتها ... وقد نميت لي عاماً فعاما بأن امرأ القيس أمسى كئيباً ... على أهله ما يذوق طعاما لعمر أبيك الذي لا يهين ... لقد كان عرضك مني حراما وقالوا هجوت ولم أهجه ... وهل يجدن فيك مذاما أتتني ثمانون أعطيتها ... تخال متاليهن الجلاما ألست الجواد كفيض الفرا ... ت منهزماً جانباه انهزاما

ألست الوفيّ بجيرانه ... فلم تصطلم أذناه اصطلاما حلته ضرجت بالعبير ... وهبت معاً والصقيل الحساما ومهرية كصفاة المسيل ... لا يجد الماء فيها اهتضاما وله في كتاب بني جعفى أشعار جياد قوله ابن الشاجي بن سعد العشيرة ليس في نسب سعد العشيرة الشاجي وإنما هو خريم بن جعفي بن سعد العشيرة كذا يقول ابن الكلبي. وقال مؤرج: جعفي بن الشاجي بن سعد العشيرة وبعضهم يقول جعفر وليس يعرف ابن الكلبي الشاجي. هذا قول مؤرج. ومنهم الشويعر الكناني وهو ربيعة بن عثمان أحد بني البياع بن عبد يا ليل بن ناشب بن عترة بن سعد بن ليث بن بكر بن كنانة وهو القائل في قصيدة: وسائل جعفراً وبني أبيها ... بني البزدي بطخفة والملاح غداة أتتهم حمر المنايا ... يسقن الموت بالأجل المتاح إذا انتشروا ضممنا حجرتيهم ... ببيض المشرفية والرماح وأفلتنا أبو ليل طفيل ... صحيح الجلد من أثر السلاح ومنهم الشويعر الحنفي وهو هانىء ابن توبة بن سحيم بن مرة. كذا نسبه ثعلب وذكره مؤرج الشويعر في كتاب أنساب شيبان فقال هو هاني ابن توبة بن سحيم بن مرة بن هاشة بن حرمل بن علقمة بن عمر بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، وأنشد له شعراً في الضحاك بن قيس يقول فيه: إذا شمر الضحاك للحرب شبها ... غلام غذته للحروب ربائبه وأنشد له أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب:

يحيي الناس كل غني قوم ... ويبخل بالسلام على الفقير ويوسع للغني إذا رأوه ... ويحبى بالتحية والأمير وأنشد له وإن الذي يمسي ودنياه همه ... لمستمسك منها بحبل غرور من يقال له شعبة وشعية وشعنة منهم شعبة بن الحارث المازني شاعر فارس قتل مفروق بن عتاب العجلي وقال: يا عجل عجل لجيم أين فارسكم ... يوم الكريهة مفروق بن عتاب أوجرته الرمح إذ خامت كتيبته ... وكر كالليث يحمي غيبة الغاب فجعت عجلاً بحاميها وفارسها ... وربها المنتمي فيها لأرباب ومنهم شعبة بن قمير الطهوي جاهلي أدرك الإسلام. شاعر وهو القائل: وما تنكري مني فقد رد مثله ... عليك اختلاف بكرة وأصيل تقعقع قلباها وشاب لداتها ... وجادت لطيش نبلها ونصولي وعدت كنصل السيف رثت جفونه ... وأبدانه والنصل غير كليل وأما شعية ففي بني سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة وهو شعية بن علقمة بن شهاب بن عمرو بن الحارث بن سدوس وهو القائل: أبى فارس الحواء ليلة لم يجد ... لأضيافه إلا المطية في الكبد وقالوا كلوها في ظليفٍ فإنني ... سأورثها من نازح غابر بعدي الحواء فرسه، ويقال ذهب دمه ظلفاً وظليفاً وظلفاً أي هدراً وطليف غير معجمة بنقطة من أسفل بمعناه. وشعية اليهودي وهو شعية بن غريض أخو السموأل ابن غريض بن عادياء اليهودي. شاعر وهو القائل:

ألا إني بليت وقد بقيت ... وإني أن أعود كما عنيت إذا لم يهتدي حلمي نهاني ... وأسأل ذا البيان إذا عميت ولا ألحى على الحدثان قومي ... على الحدثان ما تبنى البيوت أياسر معشري في كل أمر ... بأيسر ما رأيت وما أريت وأجتنب المقاذع حيث كانت ... وأترك ما هويت لما خشيت ولشعية في كتاب بني قريظة أشعار جياد. وأما سعنة بالمنون غير معجمة السين أيضاً ففي بني ضبة بن أد وهو أبو معبد بن سعنة وسعنة هو ابن رميلة الضبي جاهلي وأحد شعراء بني ضبة وله في كتابهم أشعار جياد. من يقال له شعيب وشعيث معجمة الثاء بثلاث نقط منهم شعيب بن حارثة أخو كنانة بن القين بن جسر. قال أبو عمرو وهو شعيب بن أبي حارثة. شاعر يقول في قصيدة: أتهجر ليلى اليوم لا بل تزورها ... وتسأل سعدى هل يفك أسيرها لعمري لقد سرت نفوس كثيرة ... بهجرك سعدى لا يدوم سرورها وأما شعيث بالثاء معجمة بثلاث فهو شعيث بن ثواب أحد بني حرامة بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة. كان شاعراً فصيحاً فحلاً وهو القائل: فإن يك إيفاء البقاع صبابة ... فإني لمستوف بقاعاً فناظر فهل ذاك مغن ذا هوى وصبابة ... وقد أدلجت بالظاعنين الأباعر وكان قد أوعد بني مرة بن عوف بالهجاء فلاذ به أرطاة بن سهية وعقيل بن علفة واستكفياه ذلك فأعفاهما وكانا يحذراه.

باب الصاد في أوائل الأسماء

باب الصاد في أوائل الأسماء ليس في هذا الباب كثير شيء من الأسماء التي قصدناها: من يقال له الصمة الصمة في بني جشم صمتان الأكبر والأصغر قال بعض شعراء بني جشم: أحجاج إنهما صمتان ... وإنك للصمة الأكبر فالصمة الأكبر هو مالك بن الحارث بن معاوية بن جداعة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن. فارس مذكور وشاعر وهو القائل: جلبنا الخيل من تثليث حتى ... أصبنا أهل صارات فرقد ولم نجبن ولم ننكل ولكن ... فجعناهم بكل أشم جعد ألا أبلغ بني جشم رسولاً ... فإن بيان ما تبغون عندي أذم العاصمين وإن جاري ... من البيبات لا يوفي بوعد والصمة الأصغر هو معاوية بن الحارث أخو مالك بن الحارث الصمة الأكبر وهذا الأصغر أبو دريد بن الصمة. شاعر فارس مذكور وهو القائل وأعددت للحرب خيفانةً ... ورمحاً طويلاً وسيفاً صقيلا ومترصة من دروع القيو ... ن تسمع للسيف فيها صليلا

ومنهم الصمة بن عبد الله بن طفيل بن مرة بن هبيرة بن عامر ابن سلمة الخير بن قشير بن كعب. شاعر غزل وهو القائل: ولما رأينا قلة الشر أعرضت ... لنا وطوال الرمل غيبها البعد وأعرض ركن من سواج كأنه ... لعينيك في آل الضحى فرس ورد أصاب سقيم القوم تتميم ما به ... فحن ولم يملك أخو القوم الجلد في أبيات من يقال له الصلتان منهم الصلتان العبدي أحد بني محارب ابن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. قال أبو عبيدة اسمه قثم بن خبيبة. شاعر مشهور خبيث الذي قال يقضي بين جرير والفرزدق: أنا الصلتاني الذي قد علمتم ... متاماً يحكم فهو بالحكم صادع أرى الخطفي بذ الفرزدق شعره ... ولكن خيراً من كليب مجاشع فيا شاعراً لا شاعر اليوم مثله ... جرير ولكن في كليب تواضع جريراً أشد الشاعرين شكيمة ... ولكن عليه الباذخات الفوارع يناشدني النصر الفرزدق بعدما ... ألحت عليه من جرير صواقع وقلت له أني ونصرك كالذي ... ينبت آنفاً كشمته الجوادع فأما الفرزدق فرضي بهذا القول لما فضل قوه على بني كليب وقال إنما الشعر مروءة من لا مروءة له وهو أخس حظ الشريف. وأما جرير فإنه غضب وقال: أقول وعيني قد تحدر ماؤها ... متى كان حكم الله في كرب النخل ومنهم الصلتان الضبي ولست أعرفه في شعراء بني ضبة وأظنه متأخراً قال أبو عمرو بندار بن لزة الكرخي في كتابه في معاني الشعر قال أبو زيد أحسبه أنشدنيه الصلتان الضبي في صفة ناقته:

كأن يدي عنسي إذا هي هجرت ... هراوة حبى تنفض الورق اللدنا حبى امرأته يقول تنفض الورق الطري لتعلفه الإبل فهي تسرع ضرب الغصن لا تغبه. ومنهم الصلتان الفهمي لست أعرفه في شعرائهم وأظنه متأخراً أنشد له الجاحظ في كتاب البيان والتبيين: العبد يقرع بالعصا ... والحر تكفيه الإشارة وذكره أبو العباس عبد الله بن المعتز بالله في كتابه المؤلف في سرقات الشعراء وحكاه أيضاً عن الجاحظ.

باب الضاد في أوائل الأسماء

باب الضاد في أوائل الأسماء وليس في هذا الباب أيضاً كثير شيء من الأسماء التي قصدنا ذكرها. من يقال له ضوء منهم ضوء بن سلمة اليشكري أحد بني عبر بن غنم بن حبيب بن كعب بن يشكر بن بكر. شاعر فارس وهو القائل: يا ابني كنانة إني ضارب مثلاً ... فأولاه ولا تستعتبا أحدا يا ابني كنانة إن الشمس طالعة ... تمحو المجرة محو الخط فاتئدا ومنهم ضوء بن الجلاح بن عبد الله بن مصبح أحد بني عمرو ابن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. شاعر فارس وهو القائل: فلو أن خلق الله ضم جميعهم ... إلى جمعنا كنا أعز وأكثرا على عهد ذي القرنين كانت سيوفنا ... قواطع يقطعن الحديد المذكرا يرد شعاع الشمس غاب رماحنا ... ونعرف حدا لموت حتى تكركرا ألم تر أن الشر مما يهيجه ... أصاغره حتى ينم ويكبرا وإن كمين العر يخفى دواؤه ... علىأهله حتى يبين فيظهرا

باب الطاء في أوائل الأسماء

باب الطاء في أوائل الأسماء من يقال له طرفة منهم طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد ابن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الشاعر المشهور. ومنهم طرفة بن ألاءة بن نضلة الفلتان بن المنذر بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم وهو القائل: أثني علي بما جريت من خلقي ... فقد بلوت وقد جربت أخلاقي لا أخذل الداعي المولى لدعوته ... ولا أخون ولم أغدر بميثاق ولست إن ساقني ربي إلى قدري ... إلى الحياة ولا الدنيا بمشتاق أتابع ورق الدنيا لأخلده ... وما على الدهر والأحداث من باقي إني لأرجو مليكي أن يعافيني ... ويعقب الله أمناً بعد إشفاق ومنهم طرفة الجذمي أحد بني جذيمة بن رواحة بن قطيعة بن عبس بن بغيض. شاعر فارس وهو القائل: أيا راكباً إما عرضت فبلغن ... مغلغلة قول امرئ ناخل الصدر فوالله ما فارقتكم عن كشاحة ... ولا طيب نفس عنكم آخر الدهر ولكنني كنت امرأً من قبيلة ... بغت فأتتني بالمظالم والفجر

وإني لشرّ الناس إن لم أبتهم ... على آلة حدباء نابية الظهر وحتى يفر الناس من شر بيننا ... وتقعد لا ندري أننزع أم نجري قوله جذيمة بن رواحة بن قطيعة، صوابه جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة. كذا قال ابن الكلبي. وليس في بني قطيعة من اسمه رواحة إلا أن يكون نسبه إلى الجذم. ومنهم طرفة أخو بني عامر بن ربيعة. كذا وجدته في أشعار بني عامر بن صعصعة. شاعر ولم أجد له ما يصلح للمذاكرة وهو القائل: إني امرؤ ورث المكارم والندى ... عن شيخه ونشأت غير موالي كان اللواء لنا وصرمة حمير ... وكتابنا يتلى لدى الأقوال من يقال له طفيل منهم طفيل بن عوف الغنوي أحد بني عتريف ابن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن غني وهو طفيل الخيل الشاعر المشهور. ومنهم طفيل بن علي بن عمرو واحد بني حنيفة بن لجيم. شاعر وهو القائل: سبقت حنيفة بالمكارم والعلى ... أهل البحور وبادي الأعراب والمطعمون إذا السنون تتابعت ... في المحل كل معصب قرضاب وجيادهم تحت الحديد عوابس ... قب البطون ذوابل الأقراب يخرجن من خلل الغبار حوانيا ... مس الضراء لدعوة الكلاب ومنهم طفيل بن قرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة الخير بن قشير ابن كعب وهو القائل: إذا ما أتت غدواً أمامة قومها ... رأت لأبيها ناشداً غير واجد فلا تقربنهم ما تقدم منهم ... إلى الموت أقوام عظام المراقب ومنهم طفيل بن عامر بن واثلة أحد بني كنانة بن خزيمة بن

مدركة قال أبو اليقظان هو من بني عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة وهو القائل: ومن عجب الأيام والدهر أنها ... قرش على آل النبي تحرب قضى الله في الفرقان أن عدوه ... وإن كان ذا كيد يذل ويغلب فلا تحسبوا أن الرخاء لأهله ... يدوم ولا أن البلية ترتب ومنهم طفيل بن راشد العبسي ثم النجاري. شاعر وهو القائل: لعمري لقل الخير لو تعلمانه ... يمن علينا عقل ويزيد منيحة عنز أو عطاء فطيمة ... ألا إن فضل التغلبي زهيد من يقال له الطرماح منهم الطرماح بن حكيم بن حكم بن نفر ابن جحدر بن ثعلبة بن عبد رضا بن مالك بن أمان بن ربيعة بن جرول بن ثعل الشاعر المشهور. ومنهم الطرماح بن الجهم الطائي ثم العقدي شاعر يقول في أرجوزة: ندعو اسلامان وندعو جرولاً ... ومن بني جرم عديداً مفضلا ومن بني نبهان شما بزلا ... والحيّ من جديلة المستبسلا يحنون في يوم اللقاء المنصلا ... كانوا أسنة وكانوا معقلا فمنعوا السهل وحطنا الجبلا ووجدت في كتاب طيء الذي نقلت منه شعر الطرماح بن الجهم السنبسي أحد بني سفيان بن معاوية بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث

ابن طيء فكتبت له قصيدة أولها: طال الثواء وثابت أم خلاد ... كيف المزار وقد قفى بها الحادي فلست أدري أهو الطرماح بن الجهم العقدي أو غيره بل أظنه إياه لأن بني عمرو بن سنبس بن معاوية بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء وأمهما عقدة بنت معتر أحد بني بولان إليها ينسبون. من يقال له ابن طوعة وابن طاعة فأما ابن طوعة فمنهم نصر ابن عاصم بن عقبة بن حسن بن خذيفة بن بدر الفزاري. شاعر فارس وهو القائل: سلوا يا ذوي الأظعان والغل أينا ... أعف وأولى بالمكارم والفضل سلوا تخبروا ثم انطقوا بعد أو ذروا ... فقولوا بحق أو أصروا على أزل من أعظم أحلاماً وأطول أيدياً ... إذا اصطكت الأيدي على البائع المغلي ومنهم ابن طوعة الشيباني من آل ذي الجدين ذكره أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري في كتاب الشعراء المعروفين بأمهاتهم وأنشد له في عطاف بن نشة الشيباني: تعطف اللؤم على عطاف ... بين بني الحارث والأحلاف وأما ابن طاعة فهو حميد بن طاعة الشكوي وطاعة أمه، وأنشد له أبو سعيد أيضاً في كتابه: ولما استقل الحي في رونق الضحى ... قبضن الوصايا والحديث المجمجما وكان لموح من خصاص ورقبة ... مخافة أعداء وطرفا مقسما ولما لحقنا لم تعل ذو لبانة ... بهم ولا ذو حاجة ما تيمما من البيض مكسال إذا ما تلبست ... بعقل امرئ لم ينج منها مشكما من يقال له ابن الطيفان والطيفان أمة وابن الطيفانية فأما ابن الطيفان فهو خالد بن علقمة من مرثد أحد بني مالك بن زيد بن عبد الله بن دارم.

فارس شاعر وهو القائل: ومولى كمولى الزبرقان دملته ... كما دملت ساق تهاض على جبر إذا ما أحالت والجبائر فوقها ... مضى الحول لا برء مبين ولا كسر ترى الشر قد أفنى دوابر وجهه ... كضب لكدى أفنى براثنه الحفر تراه كأن الله يجدع أنفه ... وعينيه إن مولاه ثاب له وفر وأما ابن الطيفانية فهو عبد الله فارس شاعر أيضاً ذكر أبو سعيد أن اسمه عمرو بن قبيصة أحد بني زيد بن عبد الله بن دارم وأنشد له: ونحن بنو زيد إذا حضر القنا ... منعنا حمانا والرماح رواعف وإني لمن قوم زرارة منهم ... وعمرو وقعقاع أولاك الغطارف وذو القوس منا حاجب قد علمتم ... كفى مضر الحمراء إذ هو واقف وله في كتاب بني سعيد مقطعات. من يقال له أبو الطمحان منهم أبو الطمحان القيني اسمه حنظلة بن الشرقي. كذا وجدته في كتاب بني القين بن جسر، وجدت نسبه في ديوانه المفرد أبو الطمحان ربيعة بن عوف بن غنم بن كنانة بن القين بن جسر. شاعر محسن مشهور وهو القائل: أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه ومنهم أبو الطمحان النهشلي كان يهاجي أم الورد العجلانية وفيها يقول: أهدي لأم الورد فعلاً مدمجا ... ململماً يصير في حرها شجا ما زال مذ كان ملداً منخجا ... يزداد إقداماً إذا ما هجهجا ومنهم أبو الطمحان الأسدي أنشد له أبو تمام الطائي في حماسته قال وحلقه صاحب شرطة يوسف بن عمر:

وبالحيرة البيضاء شيخ مسلط ... إذا حلف الإيمان بالله برت لقد حلقوا منها غدافاً كأنه ... عناقيد كرم أينعت فاسبكرت وظل العذارى يوم تحلق لمتي ... على عجل يلقطنها حيث حزت وأنشدنا أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش لأبي الطمحان الأسدي وذكر أنه مما نقله من خط أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب مما تلقطها من كتاب الحيوان للجاحظ يمدح قوماً من النصارى كان نديماً لهم يقال لهم بنو الحذاء وقال أبو الحسن الأخفش وأنشدناه المبرد قال هو لطخيم بن أبي الطخماء الأسدي قال ولا أعرف أبا الطمحان إلا القيني وهو الشرقي بن القطامي وأظن هذا آخر: كأن لم يكن بالقصر قصر مقاتل ... وزورة ظل ناعم وصديق ولم أرد البطحاء أمزج ماءها ... بخمر من البروقتين عتيق معي كل فضفاض القميص كأنه ... إذا ما جرت فيه المدام فنيق بنو الصلت والحداء كل سميدع ... له في خصال الصالحين عروق وأبي وإن كانوا نصارى أحبهم ... وترتاح نفسي نحوهم وتتوق ومنهم أبو الطمحان ذكره الجاحظ أيضاً في كتاب الحيوان ولا أعرف صحته ولا صحة أبي الطمحان الأسدي وأنشد له: يا أم لا رقأت عين بكيت بها ... ولا جرت لكم طير الميامين لما أتيت بها الأعراب أدفنها ... أهو علي بشخص ثم مدفون جاءت برابيةٍ صفراء حامضةٍ ... وجردق من حصاد الطف مضمون فكل بني فإن الخمر غالية ... وليس يشربها غير المجانين يا أم إني أكلت النون بعدكم ... فهل لنا بشراب هاضم النون

باب الظاء في أوائل الأسماء

باب الظاء في أوائل الأسماء من يقال له ظالم منهم ظالم بن البراء بن قطن بن بكر بن دحداحة بن فقيم بن جرير بن دارم. شاعر وهو القائل: وخيل تداعى لا هوادة بينها ... شهدت فلم يملأ طرادهم صدري وبالكف سرحوب كأن سراتها ... طراف عروس مددته من القطر كأني إذا عاينت خيلاً طلبتها ... على لقوة صقعاء باتت على وكر فيا من لدهر يفسد المرء بعدما ... ترى عصراً تهتز كالغصن النضر فالا تداركني من الله رحمة ... ونعمى فقد أوبقت نفسي ولا أدري ومنهم ظالم بن عمرو بن جندل الدؤلي وهو أبو الأسود ويقال له ظالم بن سراق ونسبه أبو اليقظان فقال هو عمرو بن شيبان بن ظالم أحد بني حلس بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر وكان حليماً وحازماً وشاعراً متقناً للمعاني وهو القائل: وما كل ذي لب بمؤتيك نصحه ... وما كلّ مؤتٍ نصحه بلبيب ولكن إذا ما استجمعا عند صاحب ... فحق له من طاعة بنصيب ومنهم ظالم بن معشر وهو أفنون التغلبي أحد شعراء بني تغلب المشهورين وهو القائل:

لعمرك ما يدري الفتى كيف يتقي ... إذا هو لم يجعل له الله واقيا كفى حزناً أن يرحل الركب غدوة ... وأترك في عليا إلاهة ثاويا وكانت أفعى لسعته في هذا الموضع فمات. وقيل له أفنون لقوله: فبينما الود يا مضمون مضموناً ... أيامنا إن للشبان أفنونا

باب العين في أوائل الأسماء

باب العين في أوائل الأسماء من يقال له عنترة منهم عنترة بن شداد بن قراد بن مخزوم بن مالك بن غالب بن شهم بن بغيض الفارس المشهور. ومنهم عنترة بن عكبرة الطائي وعكبرة أم أمه وبها يعرف وهو عنترة بن الأخرس بن ثعلبة بن صبيح بن معبد بن عدي بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معين بن عتود. شاعر محسن وفارس وهو القائل: أطل حبل الشناءة لي وبغضي ... وعش ما شئت فانظر من تضير فما بيديك خير أرتجيه ... وغير صدودك الحرث الكبير أتهدر معرضاً وأعض عضاً ... وما يغني مع العض الهدير ألم تر أن شعري سار عني ... وشعرك حول بيتك لا يسير إذا بصرتني أعرضت عني ... كأن الشمس من قبلي تدور ومنهم عنترة بن عروس مولى ثقيف وكان ابن عروس مولداً ولد في بلاد أزد شنوءة. شاعر وكان يزيد بن ضبة الثقفي هجاه فقال يهجو عمارة امرأة يزيد: تقول عمارة لي يا عنترة ... شق حرى هذا العظيم الحوثره

قلت لها ويك هبيهم عشره ... كل فتى يحمل ألفي كمره مضمومةً ملمومة مهدره ... أليس في حرك لهم والدعره مضطلع لكلهم يا قذره ... قالت لحاك الله يا ابن المهتره القحرة الجحموش الشهبره القحرة المسنة والجحموش الأفعى الخشناء الغليظة والمهترة من الهتر وهو الهذيان من الكبر. من يقال له علقمة بن علقمة في الشعراء جماعة ليسوا ممن أعتمد ذكره ولكن أذكر علقمة الفحل وعلقمة الخصي وهم من ربيعة الجوع فأما علقمة الفحل فهو علقمة بن عبدة بن ناشرة بن قيس بن عبيد بن ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم الشاعر المشهور أحد شعراء الجاهلية وقيل له الفحل من أجل رجل آخر يقال له علقمة الخصي. وعلقمة هذا الخصي هو علقمة بن سهل أحد بني ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم أيضاً ذكر أبو اليقظان أنه كان يكنى أبا الوضاح وكان له إسلام وقد وكان سبب خصيانه أنه أسر بالمين فهرب فظفر فهرب ثانية فأخذ فخصي وكان شاعراً وهو القائل: يقول رجال من صديقٍ وصاحب ... أراك أبا الوضاح أصبحت ثاويا فلا يعدم البانون بيتاً يكنهم ... ولا يعدم الميراث مني المواليا وجفت عيون الباكيات وأقبلوا ... إلى ما لهم قد بنت عنه بماليا حراصاً على ما كنت أجمع قبلهم ... هنيئاً لهم جمعي وما كنت آليا من يقال له عبيد وعتيد فأما عبيد فمنهم عبيد بن الأبرص بن جشم بن عامر بن هز بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد ابن خزيمة الشاعر المشهور القديم.

ومنهم عبيد بن قماص بن ثعلبة بن وائل أخو بني حرثان بن ثعلب بن ذؤيب بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد. شاعر فارس وهو القائل: وإني لضراب إذا الخيل أجحمت ... بسيفي ربّ القونس المتوقد وكنت إذا ما أرجفت بي تركتها ... ولم أقعد على غير مقعد ومنهم عبيد بن زهير الخزاعي. شاعر قال يهجو بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة: ومن مبلغ أفناء ليث بأنهم ... شرار بني بكرٍ إذا صاح هامها زعانفة لا يمنعون نساءهم ... إذا ما وقود الحرب شبّ ضرامها وإن حزبت مكروهة فسواهم ... من الناس وإلى حملها وزمامها وإن كانت اللؤمى دعيتم لحملها ... فكان عليكم خزيها وأثامها وأما عتيد بالتاء معجمة بنقطتين من فوقها فهو عتيد بن ضرار ابن سلامان بن جشم بن ربيعة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي وهو أخو أبي الخطار الحسام بن ضرار. شاعر وهو القائل في أبيات: تغيرت البلاد ومن عليها ... وربّ العيش إن أبغضتماني وهان علي صرم بني حصين ... وبعدهم إذا لم تصرماني وله في كتاب كلب أشعار. من يقال له عبيدة وعبيدة فأما عبيدة فهو عبيدة بن مروان بن عمرو بن عامر بن سنبلة الجرمي جرم بن ربان شاعر وهو القائل: سلما لك شوق من علية نائب ... طروقاً وقد نام العيون الرواقب

فلما ارتفقت للخيال وراعني ... إذا فتية شعث وجرد نجائب أضر بها طول القياد وغزوة ... حرور وغارات فهن شوازب فجئن خفاقاً في الأعنة شزباً ... عليها شباب بزل وأشائب وأما عبيدة فهو عبيدة بن هلال اليشكري وجدت له في كتاب بني يشكر بن بكر بن وائل: إلى الله نشكو ما نرى من جياداً ... تساوك هزلي مخهنّ قليل التساوك مشي فيه إبطاء ورداءة من الهزال والضر وقد كنت مما قد برين بغبطة ... لهن بأبواب القباب صهيل فإن يك أفناها الحضار فربما ... تشحط فيما بينهن قتيل هامش قد فاته عبيدة بن ربيعة بن قحفان بن ناشرة بن رزام بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم وهو القائل من قصيدة: أبيت اللعن إن سكاب علق ... نفيس لا يعار ولا يباع من يقال له عامر كثير وليس ما نقصد إلى ذكره ولكن نذكر من يقال له عامر بن الطفيل فيما تتفق أسماؤهم وأسماء آبائهم: منهم عامر بن الطفيل ابن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الفارس المشهور والشاعر المجيد. ومنهم عامر بن الطفيل الخزرجي أنشد له أبو العباس أحمد بن يحيى في كتاب الأبيات السائرة: إذا أنت لم تجعل لسرك جنة ... تعرضت أن تروى عليك العجائب من يقال له عامر بن الظرب منهم عامر بن الظرب العدواني أحد حكماء العرب المشهورين وكان شاعراً وهو القائل: قضاعة أجلينا من الغور كله ... إلى فلجات الشام نزجي المواشيا

لعمري لئن كانت شطيراً ديارها ... لقد تأصر الأرحام من كان نائيا ومنم عامر بن الظرب المحاربي إسلامي وجدت له في كتاب محارب لقد رابني من خلتي أمّ مالك ... ومني هذا بالعشاء وبالفجر تذكر خرقاً أريحياً هو الفتى ... واذكر مثل الرثم يا لك من ذكر فيا ليتنا كنا بأول مرة ... غنينا ولم نزرأهما آخر الدهر من يقال له عتيبة بن الحارث منهم عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي الفارس المشهور المقدم. ومنهم عتيبة بن الحارث بن مدرك بن حبيب بن وائلة بن دهمان ابن نصر بن معاوية بن بكر. فارس شاعر، قال في يوم حنين وكان مع المشركين في قصيدة: واذكر مسيرهم للناس إذ جمعوا ... ومالك فوقه الرايات تختفق ومالك مالك ما فوقه أحد ... وافى حنيناً عليه التاج يتألق في كل جأواء جمهور مسومة ... تعش إذا هي سارت دونها الحدق وقس عيلان طراً تحت رايته ... إن سار ساروا وإن لاقى بهم صدقوا حتى لقوا الناس خير الناس يقدمهم ... عليهم البيض والأبدان والدرق فضاربوا الناس حتى لم يروا أحداً ... حول النبي وحتى جنه الغسق ثم تنزل جبريل بنصرهم ... من السماء فمهزوم ومعتنق منا ولو غير جبريل يقاتلنا ... لمنعتنا إذاً أسيافنا العتق وفاتنا عمر الفاروق إذ هزموا ... بطعنةٍ بل منها سرجة العلق ومنهم عتيبة بن الحارث الخثعمي وبعضهم يقول الحارث وإنما هو الحراب. شاعر فارس وهو القائل: أتتني لسان فارتفعت لذكرها ... وكنت ذا ما سب قومي أغضب

فقلت ولم أملك أعام بن عامر ... أمثل أبينا لا أبا لك يقصب أبونا الذي لم يركب الخيل قبله ... ولم يدر شيخ قبله كيف يركب وإن كان قوم قد أضلوا أباهم ... فوالله ما ضلت ربيعة أكلب وإما يكن عماك علقاً وناهشاً ... فإني امرؤ عماي بكر وتغلب وإن أبانا ليس راعي ثلة ... ولكن أبونا فارس متلبب غضبتم علينا إن ضللتم أباكم ... فما ذنبنا أن لا يكون لكم أب يقال أضللت بعيري وفرسي إذا ذهب منك، وضللت الطريق عن أبي زيد وغيره. من يقال له عمرو بن كلثوم منهم عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب الشاعر المشهور: ومنهم عمرو بن كلثوم أخو بني عميس بن جذيمة بن عامر ابن كنانة بن خزيمة شاعر قال: جزى الله عني مدلجاً حيث أصبحت ... جراءة بؤسي حيث سارت وحلت أغاروا على أقضاضنا يأخذونها ... وقد نهلت منها الرماح وعلت فأقسم لولا دين آل محمدٍ ... لقد ظعنت منا حلول وسلت من يقال له عمرو بن معدي كرب منهم عمرو بن معدي كرب الزبيدي الأكبر جاهلي قدمي وإياه يعني عمرو بن يربوع بن طريف الغنوي وهو أول من ربع من قيس ولم تجتمع قيس على أحد غيره وهذه الأبيات ثابتة في كتاب غني ألم تحم نجداً بمسنونةٍ ... عتاق تباري بفرسانها

وبيض صوارم مذروبة ... تقد الدروع بأبدانها وسمر عواسل مطرورة ... نجيع الدماء بخرصانها فسائل جذاماً ولخماً بنا ... ويحصب من بعد خولانها ومذحج ينبوك عن حربنا ... وما كنت تجهل من شانها نكحنا نساءهم عنوة ... ببيض الصفاح ومرانها فلولا سواد دجوجية ... ثويت لذيخ وضبعانها وغادرت نجداً وما حوله ... بها من زبيد وإخوانها عرانين صرعى تجر الرياح ... عليها الذيول بجولانها ولو كنت يا عمرو أنت الخبير ... بشيب غنى وشبانها وبالكر منها على المعلمين ... وبالضرب من بعد تطعانها ولو كنت آسيتهم ساعةً ... بصبر سقيت بذيفانها ولكن نجوت على سلهب ... يثير الغبار بصوانها الصوان الأرض الكثيرة الحجارة الصلبة. ولا أعرف لعمرو بن معدي كرب هذا شعراً. ومنهم عمرو بن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم ابن عمرو بن زبيد الفارس المشهور والشاعر المحسن القائل: إذا لم تستطع شيئاً فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع من يقال له عجرد منهم عجرد الشاعر أحد بني جندل بن نهشل ابن دارم. ذكر أبو اليقظان أنه كان ينزل الكوفة وأنشد له: فقلت له وأنكر بعض شأني ... ألم تعرف رقاب بني تميم رقاباً لم تقر بيوم خسف ... أبيات على الملك الغشوم ومنهم عجرد الأمراري من ساكني الأمرار أحد بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ذكره أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب وأنشد له أرجوزة صالحة أولها: عوجي علينا واربعي يا ابنة جل ... قد كان عذالي من قبلك مل

قومي وخلاني من اللؤم مخل ... ما أنا بالميلاد في قوم وكل قد جعل الهم وساداً للكسل ... واستوطأ العجز فراشاً فانجدل ومنهم حماد عجرد المتأخر الذي هجا بشار بن برد فقال: شبيه الوجه بالقرد ... إذا ما عمي القرد فبكى بشار وقال: يراني فيصفني ولا أراه فأصفه. من يقال له ابن عسلة منهم ابن عسلة الشيباني وعسلة أمه وهي عسلة بنت عامر بن شراكة قاتل الجوع الغساني قال هشام هي بن الشرك من غسان وهو حرملة بن حكيم بن غفير بن طارق بن قيس بن مرة ابن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان وكان الحارث بن جبلة الغساني وهب له قينتين لأن المنذر ابن ماء السماء كان أمره أن يهجو الحارث فأبى عليه فجلس حرملة في النمر بن قاسط يشرب ومعه قينتاه ورجل من النمر بن قاسط فأخذ الشراب من النمري فجعل يعرض للقينة وحرملة ينهاه فلما أكثر ضربه حرملة بالسيف فقطع يده أو أثر في بعض أعضائه وكان اسم الرجل كعباً وقال حرملة: يا كعب إنك لو قصرت على ... حسن المداح وقلة الغرم وغناء مسمعة تعللنا ... حتى تؤوب تناؤم العجم تناؤم من النئيم أي تتكلم بما لا يفهم لوجدت فينا ما تحول من ... صافي الشراب ولذة الطعم وصحوت والنمري يحسبها ... عم السماك وخالة النجم والخمر ليست من أخيك ول ... كن قد يخون بثامر الحلم

يعني أن يده قد بانت عنه فلا يقدر على ردها ولا عليها كما لا يقدر على السماك والثريا. وذكر أبو سعيد السكري بعد حرملة بن عسلة عبد المسيح بن عسلة والمسيب بن عسلة ولم يذكر أيهما حرملة أخوه وأظنهم إخوة وأنشد لعبد المسيح بن عسلة: وعازب قد علا التهويل جنبته ... لا تنفع النعل في رقراقه الحافي التهويل اختلاف الألوان أراد الدهر نحو قول أبي النجم يصف الشمس: وانحدرت من شفق مهول أي ذي لون وهذا حجة أبي حنيفة في أن البياض من الشفق لأن أوله الحمرة ثم الصفرة وآخره البياض باكرته قبل أن تلغى عصافره ... مستخفياً صاحبني وغيره الخافي مستأسد النبت معلول أطاوله ... كأن زاهره تلوين أفواف لا ينفع الوحش منه أن يحذره ... كأنه معلق فيها بخطاف وأنشد للمسيب بن عسلة: لقد أعملت راحلتي ورحلي ... إلى الديان خير فتىً يمان فلم أر مله من آل كعبٍ ... ولا ولد الضباب ولا قنان وخير الناس قد علمت معد ... لضيف أو الجار أو لعان وأنشد أبو سعيد لهما مقطعات أخر ولم أر لهما في قبيل شيبان ذكراً وإنما المذكور هناك حرملة وحده. من يقال له ابن عنقاء منهم قيس بن بجرة الفزاري ويعرف بابن عنقاء. شاعر فحل من فحول غطفان له شعر كثير وهو أحد بني لوى بن شمخ بن فزارة ويقول في صفة الذئب:

ويخطو على صم صلاب كأنه ... بذي الشث سيد بله الليل جائع بغى كسبه أطراف ليل كأنه ... وليس به ظلع من الحمض ظالع فلما أباه الرزق من كل جانب ... جنوب الملا وأيسته المطامع طوى نفسه طي الحرير كأنه ... حوى حية في ربوة وهو هاجع فلما أصابت متنه الشمس حكه ... بأعصل في جذموره السم ناقع وقام فألقى مده فوق ظله ... يديه ومطى صلبه وهو قانع وفكك لحييه فلما تعاديا ... صأى ثم أقعى والبلاد بلاقع وهم بهم ثم أجمع غيره ... فإن ضاق رزق مرة فهو واسع ومنهم ابن عنقاء الجهني ذكره أبو سعيد السكري في كتاب الشعراء المعروفين بأمهاتهم ولم يرفع نسبه وأنشد له: لقد خبرت سيار بن عوف ... تقول سفاهة والمرء صاحي إذا جاورت في غطفان طرّاً ... فعند الأكرمين بني رياح هما جارا الملوك فبوآها ... بأرض سهلة ردح المراح إذا غسلا جلودهما أفاضا ... فتيت المسك عن أدم صحاح أهمل الأمدي ابن عنقاء الفزاري سويداً ذكره في صحاح الجوهري وأنشد له يمدح عميلة الفزاري غلام رماه الله بالحسن يافعاً ... له سيمياء لا تشق على البصر من يقال له العيار منهم العيار بن محرز بن خالد بن أرقم بن قسيم بن ناشرة بن سبأ بن رزام بن مازن أحد شياطين العرب وشعرائها وهو القائل: ولا نرعى الهدون ولا الهوينا ... إذا جارت صغابيس الرجال

ولكنا بنو اللاواء فيها ... جرعنا الدهر حالاً بعد حال بنا يستعطف الأمر المولى ... ويحسم داء ذي الداء العضال ويحطم أنف كل جعاظري ... شموخ الأنف ينظر من معال وكان ابنه فراد بن العيار شاعراً منكراً شريراً بذىء اللسان وعمر دهراً طويلاً وهلك في ولاية محمد بن سليمان الأول وقد بلغ من السن أكثر من مائة سنة. وأنشد له أبو اليقظان: تلافى أبو سفيان لحمي بعدما ... تعاوت على لحمي ضباع وأذؤب وكان أبو عمرو لنا خير ناصر ... يروح ويغدو في نجائي ويدأب إذا المرء لم يغضب له حين يغضب ... معاشر إن قيل اركبوا الموت يركبوا تهضمه أدنى العدو ولم يزل ... وإن كان عضاً بالظلامة يضرب وقد سرني ما جاءني عن عشيرتي ... وقوم الفتى أحنى عليه وأحدب ومنهم العيار بن شتم الضبي أحد بني السيد بن مالك بن بكر ابن سعد بن ضبة بن أد ثم أحد بني حيي. شاعر جاهلي وهو القائل: لا اذبح النازي الشبوب ولا ... أسلخ يوم المقامة العنقا لا آكل القت في الشتاء ولا ... أنصح ثوبي إذا هو انحرقا وفي الأصل الفث وهو حب أسود من ثمرة العثب تطبخه العرب وتأكله في الجدب: ولا إلى جارتي أدب إذا ... جن علي الظلام فأطرقا أعددت بيضاء للحروب ومص ... قول الغرارين يقصم الحلقا وأريحياً عضباً وذا خصل ... مخلولق المتن سابقاً تئقا يملأ عينيك بالفناء وير ... ضيك عقاباً إن شئت أو نزقا قال أبو بكر بن دريد في الاشتقاق في بني ضبة شتيم بن ثعلبة بن

ذؤيب بن السيد وهو من شتامة الوجه أي قبحه. قال الدراقطني: وأصحاب النسب هذا يقولون شييم بيائين كل واحدة معجمة بنقطتين من تحتها ويقولون صحف ابن دريد، وأما العيار بن شيين هذا فهو بياءين منقوطة كل واحدة باثنتين من تحتها لا خلاف فيه وإن كان ضبياً. ذكره الأمير. من يقال له ابن علفة وابن علقة فأما ابن علفة فهو عقيل بن علفة المري مرة بن عود بن سعد بن ذبيان بن بغيض الشاعر المشهور من شعراء غطفان. وأما ابن علقة التيمي لا أعرف اسمه ولا نسبه ولا من أي تيم هو ذكره ابن الأعرابي في نوادره فأنشد له: قد أنكرت عصماء شيب لمتي ... وأم جهم جلهاً في جبهتي وهطلاناً لم يكن من مشيتي ... كهطلان الهيق خلف الهيقة من يقال له عتاب وابن عتاب وعناب وابن عناب فأما عتاب فغير واحد لا أقصد إلى تعديدهم منهم عتاب بن ورقاء الرياحي وغيره. وأما ابن عتاب فغير واحد منهم عمرو بن عتاب التيمي تيم الرباب أحد بني ربيع، وبدر بن حمراء بن عتاب الضبي وغيرهما ممن لا أقصد إلى تعديدهم. وأما ابن عناب فهو حريث بن عناب أحد بني نبهان بن عمرو ابن الغوث بن طيء. شاعر محسن مكثر وهو القائل: أترجو حيي أن تجيء صغارها ... بخير وقد أعيا حيياً كبارها فأخذه الفرزدق فقال: أترجو كليب أن تجيء صغارها ... بخير وقد أعيا كليباً كبارها

فأخذه البعيث فقال يهجو جريراً: أترجو كليب أن يجىء حديثها ... بخير وقد أعيا كليباً قديمها فقال الفرزدق: إذا ما قلت قافية شروداً ... تنخلها ابن حمراء العجان وأما عناب أيضاً بالنون فهو الأعور النبهاني الذي هجا جريراً فقال يخاطب ناقته: فقلت لها أمي سليطاً بأرضها ... قبئس مناخ النازلين جرير فلو عند غسان السليطي عرست ... رغا قرن منها وكاس عقير وأنت كليبي لكلب وكلبة ... لها بين أطناب البيوت هرير فقال جرير في قصيدته التي أولها: عفا ذو حمام بعدنا وجفير: وأعور من نبهان يعوي ودونه ... من الليل باباً ظلمة وستور رفعت له مشبوبة يهتدي بها ... يكاد سناها في السماء يطير لأعور من نبهان أما نهاره ... فأعمى وأما ليله فبصير إلى غير هذا من أبيات جياد ممضة فهرب منه الأعور ولم يذكره وقصته معه مشهورة. من يقال له ابن عبدل منهم الحكم بن عبدل الأسدي ثم الغاضري الأعرج وكان شاعراً خبيثاً وكانت له عكازة يمشي عليها وإذا كانت له إلى إنسان حاجة بعث بعكازة إليه فقضاها فرقاً من لسانه وكان في أول دولة بني مروان وهو القائل: ذهب الرجال المقتدى بفعالهم ... والمنكرون لكل أمر منكر وبقيت في خلف يزين بعضهم ... بعضاً ليدفع معور عن معور سلكوا بنيات الطريق فأصبحوا ... متنكبين عن الطريق الأكبر

ابن عبدل العنزي ذكره أبو اليقظان أنه مزيد بن عبدل الشاعر أحد بني محارب بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة وذكر أن عبيد الله بن زياد أخذه في الظنة وحبسه مع الخوارج ثم خلى سبيله فأنشأ يقول: فلله أيام أتين بلية ... علينا بلغن الجهد من كل ذي صبر تردد فيهن المنايا تردداً ... كأن نفوس القوم في راحهم تجري في أبيات أخر كثيرة. وقال أيضاً وهو في السجن: ورد عليّ الهم قصر مشيد ... وباب حديد لا يرام صليب وقيد كظنبوب النعامة مصمت ... بساقي منه ما حييت ندوب من يقال له ابن عكبرة منهم عنترة بن عكبرة الطائي قد ذكرته في أول هذا الباب مع من يقال له عنترة. ومنهم ابن عكبرة الجعدي وهو عقبة بن مكدم بن عامر بن مالك بن عبد الله بن جعدة وعكبرة أمه بنت عامر بن عبد الله بن جعدة وعقبة القائل: رب مبق ماله عن نفسه ... هبلته أمه ماذا يسبق أثرى من جامع أخلده ... جمعه المال فمن شاء صدق من يقال له أبو عداس وأبو عدس منهم أبو عداس النميري واسمه الحارث بن زيد بن الحارث بن زيد بن سفيان بن عمرو بن عامر الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط وكان رئيساً شاعراً. وكان كسرى أخذ ابنه عداساً فحبسه فقال أبوه الحارث: أعداس هل يأتيك عني أنه ... تغير خلان فطال شحوب أعداس ما أدريك أن رب هالك ... تقطع من وجد عليه قلوب تخطيته من أن أرى باكياً له ... فيشمت عاد أو يساء حبيب وقد كان يخشى أن أرى الموت قبله ... فبانت به قبلي الغداة شعوب

وإن امرأً يرجو الخلود وقد رأى ... مصارع فتيان الندى لكذوب لعمرك ما ندري أفي اليوم أو غد ... ننادى إلى أجداثنا فنجيب وأما أبو عدس فاسمه أبي بن عرين بن أبي جابر بن زهير بن جناب الكلبي القائل إنا منعنا أن يدل جلادكم وبني جديلة وطرقتهم ليلى أجيز إليهم ومعي وصيلة الوصيلة سيفه والسيوف تدعى وصائل: وصدقتم خبري فطاروا في بلادهم الرسيلة ... لو شئت ما نذر الخميس من القبائل من قبيلة من يقال له ابن عابس منهم ابن عابس الكلبي وهو الأشعث بن عابس بن ثعلبة بن طفيل بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن ضمضم بن عدي بن جناب وقد ذكرته في باب الألف مع من يقال له الأشعث.

باب الغين في أوائل الأسماء

باب الغين في أوائل الأسماء من يقال له غراب منهم غراب بن خالد أحد بني بكر السكوني شاعر فارس صاحب غارات في العرب وهو القائل: ألا من يرى رأي امرئ ذي قرابة ... أبى قلبه بالضغن إلا تطلعا وإن ابن عم المرء مثل جناحه ... يقيه إذا لاقى الكمى المقنعا وسلمك أرجو لا العداوة إنما ... أبوك أبي وإنما صفنا معا ومنهم غراب الفزاري ويقال له غراب البين. شاعر وهو القائل: أمنحه ودي وتأبى نصيحتي ... لهنى وإياه لمختلفان أليس أحق الناس أن يتصافيا ... وألا يملا عشرة أخوان إذا امتنعا من الرجال فهل هما ... من الدهر والأيام ممتنعان من يقال له أبو الغول منهم أبو الغول الطهوي وهو من قوم من بني طهية يقال لهم بنو عبد شمس بن أبي سود، يكنى أبا البلاد وقيل له أبو الغول لأنه فيما زعم رأى غولاً فقتله وقال: لقيت الغول تهوى جنح ليل ... بسهب كالعباية صحصحان فقلت له كلانا نضو أرض ... أخو سفر فصدى عن مكاني إذا عينان في وجه قبيح ... كوجه الهر مشقوق اللسان بعيني بومة وشواة كلب ... وجلد في قراً أو في شنان

وله في هذا حديث وخبر في كتاب بني طهية. ومنهم أبو الغول النهشلي ذكر أبو اليقظان أن اسمه علباء بن جوشن وأنه شاعر. ولم ينشد له شعراً ولم أر له ذكراً في كتاب بني نهشل. من يقال له ابن الغدير منهم بشامة بن الغدير وهو عمرو بن هلال بن سهم بن مرة بن عوف بن سعد وقد تقدم الخلاف في نسبه في باب بشامة في الحاشية في آخر الجزء الثاني ابن معاوية بن الغدير بن مرة بن عوف ابن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان، وكان شاعراً متقدماً وهو خال زهير بن أبي سلمى وكان زهير مقيماً في غطفان بين أخواله ومن قبل بشامة أتاه التجويد في الشعر وبشامة صاحب القصيدة المختارة التي أولها نأتك أمامة نأياً طويلاً يقول فيها في وصف الناقة: كأن يديها إذا أرقلت ... وقد جزن ثم اهتدين السبيلا يدا سابح خر في غمرة ... فأدكره الموت إلا قليلا ومنهم حسان بن الغدير أخو بني عامر بن ثور بن هدمة بن عثمان بن عمرو بن أد المري المزني. شاعر وهو القائل: لأي زمان يخبأ المرء نفعه ... غداً بل غد والموت غاد ورائح إذا المرء لم ينفعك حياً فنفعه ... أقل إذا رصت عليه الصفائح رأيت رجالاً يكرهون بناتهم ... وهن البواكي والجيوب النواصح وللموت سورات بها تنقض القوى ... وتسلوا عن المال النفوس الشحائح ومنهم علي بني الغدير الغنوي وهو علي بن منصور بن قيس بن جحوان بن لأي بن مطمع بن حبيب ابن كعب بن ثعلبة بن سعد بن عوف ابن كعب بن جلان بن غنم بن غني بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان.

شاعر فارس، قال أبو اليقظان كان علي بن الغدير من أشعر الناس ودخل على عبد الملك بن مروان فقال لأكذبن اليوم أمير المؤمنين فأنشده: أصارمة أم لا حبالك زينب ... وهل بين صرم الحبل والوصل مذهب فقال عبد الملك لا، قال علي: نعم إن أسباباً هي ارتثت القوى ... يغر بها المرء الغوي ويكذب فقال عبد الملك: كذبتني يا ابن الغدير قبحك الله. وعلى القائل: ومن يتفقد مني الظلع يلقني ... إذا ما التقينا ظالع الرجل أشيبا وما الظلع إن شاء الإله بمقذعي ... ولا رائض مني لذي الضغن مركبا ولم يضرب الأرض العريض فروجها ... علي بأسداد إذا رمت مذهبا وهلك الفتى أن لا يراح إلى الندى ... وأن لا يرى شيئاً عجيباً فيعجبا أي هلكه أن لا يرى شيئاً يوجب التعجب فيعجب أي من عرف أحوال الدنيا وصروفها في الخير والشر لم يعجب من شيء ولم يعظم عليه أمر.

باب الفاء في أوائل الأسماء

باب الفاء في أوائل الأسماء ليس في هذا الباب ما نقصد له كثير شيء. من يقال لأمه الفريعة منهم حسان بن ثابت الأنصاري وقد تقدم نسبه يقال له ابن الفريعة وهي أمه. ومنهم موسى بن جابر الحنفي أحد شعراء بني حنيفة المكثرين يقال له ابن الفريعة وهي أمه ويقال كان نصرانياً وهو القائل: وجدنا أبانا كان حل ببلدة ... سوى بين قيس قيس عيلان والفزر برابية أما العدو فحولها ... مطيف بنا في مثل دائرة المهر فلما نأت عنا العشيرة كلها ... أقمنا وحلفنا السيوف على الدهر من يقال له فالج وأفلج منهم فالج بن خفاف بن الطائث أحد بني مقبل شاعر مقصد يقول في قصيدته: ما بين حمص وحضرموت نحوطه ... بسيوفنا من منهل وتراب نرمي النوائح كلما ظهرت لنا ... والحق يعرفه ذوو الألباب ومنهم فالج بن عمران بن ربيع بن خصاف بن عبيدة أحد بني الهجيم بن عمرو بن تميم. شاعر راجز كان يهجو أخته صالحة بنت عمران: أرجز وعجل شتم أم الأعلم ... تهمل عيناها إذا لم تلقم

لقماً كأثباج الغطاط الجثم ... تراه بين الدأيات يرتمي كحجر القذافة المصمم وأما الأفلج فهو سلامة بن الغيور أحد بني حجير بن حيي ابن وائل بن ربيعة بن امرئ مناة بن مشجعة بن التيم بن وبرة والتيم أخو كلب بن وبرة والأفلج شاعر فارس وهو القائل: وأشعث ملتاث عوى وعوت له ... قطارية بالليل زرق عيونها مغان من الأضياف لبوة منسر ... أنا ليثها العادي وبيتي عرينها إذا أوقدت نار الهشيمة أرزمت ... كما ترزم البلهاء سل جنينها من يقال له فراس وقراس فأما فراس فغير واحد منهم فراس بن الربيع بن ضبع الفزاري ومنهم فراس بن عمرو الخزاعي وفراس كثير في أسمائهم. وأما قراس بالقاف فهو قراس بن سالم بن حصين بن خليفة بن زبان بن كعب بن جلان الغنوي. شاعر راجز يقول لمعدان الكندي وكان معدان يرجز بقيس: معدان لا تشخص لقيس فالصق ... فإن قيساً منك بالمخنق إنك إن تلقهم بمأزق ... تجزي جذاء الجلب المسرق أذل من فقع بقاع سملق هو في نسخة أخرى زبان بكسر الزاي وتخفيف الباء. من يقال له الفرزدق وأبو الفرزدق فأما الفرزدق فهو الفرزدق واسمه همام بن غالب والفرزدق لقب له ابن غالب بن صعصعة بن

ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم الشاعر المشهور. وأما أبو الفرزدق فهو العجير السلولي مولى لبني هلال ويقال هو العجير بن عبد الله بن عبيدة بن كعب بن عائشة بن ضبيط بن رفيع بن جابر بن عمرو بن مرة بن صعصعة وهم سلول والآخر الفرزدق وبه كان يكنى فقال العجير فيها: فلا يدعونك القتل إلا المثرب ... رواء فلكن الشجاع الفرزدق

باب القاف في أوائل الأسماء

باب القاف في أوائل الأسماء من يقال له القطامي منهم القطامي التغلبي واسمه عمير بن شييم بن عمرو بن عباد بن بكر بن عامر بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب الشاعر المشهور. ومنهم القطامي الضبعي ضبيعة بن ربيعة من نزار أحد ولد الساهري بن وهب بن جلى بن أحمس. شاعر كان صاحب شراب وهو القائل: أفر إذا أصبحت من كل عاذل ... فأمسي وقد هانت علي العواذل وذلك عن أبي اليقظان وذكر أن أباه كان من أصحاب خالد بن عبد الله القسري. ومنهم القطامي الكلبي واسمه الحصين بن حمال بن حبيب أحد بني عبدود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عود وهو أبو الشرقي بن القطامي. شاعر محسن وهو القائل لما بلغه خبر يزيد بن المهلب: لعل عيني أن ترى يزيدا ... يقود جيشاً جحفلاً رشيدا تسمع للأرض به وئيدا ... لا برماً هذا ولا حسودا ترى ذوي التاج له سجودا وله في كتاب كلب أشعار جياد: من يقال له القتال منهم القتال الكلابي واسمه عبد الله بن

محبب المضرحي بن عامر بن الهضان بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب. شاعر فارس وهو القائل: إذا همم هماً لم ير الأمر غمه ... عليه ولم تصعب عليه المراكب ترى الهم إذ ضاف الزماع فأصبحت ... منازله تعتس فيها الثعالب جليد كريم خيمه وطباعه ... على خير ما تبنى عليه الضرائب إذا جاع لم يفرح بأكلة ساعة ... ولم يبتئس من فقدها وهو غائب يرى أن بعد العسر يسراً ولا يرى ... إذا كان يسر أنه الدهر لازب وله ديوان مفرد. ومنهم الحسن بن علي القتال الباهلي أحد بني جندب بن إياس ابن عامر بن عوف ثم أحد بني وائل بن معن بن أعصر وكانت بنو جندب مع بني هلال بن عامر بن صعصعة وكان القتال شاعراً فارساً وأحدث حدثاً فهرب وصعد يذبل فأقام به وألفه النمر وكان يرد معه في الشريعة وخبره في كتاب باهلة وله أشعار منها قوله: تقول ابنة البكري لما بدا لنا ... لدى الستر منها لمة وبنان أراك ظللت اليوم أسود شاحباً ... طريد دم يروى بك الرجوان أخا سفر يشكو الكلال ركابه ... تبدل مر العيش بعد ليان ومنهم القتال البجلي ثم السحمي أحد بني سحمة بن سعد بن عبد الله بن قراد بن أحمش بن الغوث بن أنمار. شاعر فارس جاهلي يقول لأسد بن كرز سيد بجيلة في قصة مذكورة: أبلغ ربنا أسد بن كرز ... بأن النأي لم يك عن تقال حييت وكنتم لهفي عليكم ... وقد تجني اليمين على الشمال

ومنهم القتال السكوني لم يرفع نسبه في كتاب السكون. شاعر فارس قال في غزاة غزاها بكر بن وائل: سأبكي بما أبكى عميرة نسوة ... لهن عويل حين ينقلب الركب يظلن يشققن الجيوب نوائحاً ... نهاراً ولم يرقدن إلا على نصب وإنا لنقضي الوتر عصلاً رماحنا ... ولسنا بأنكاس إذا توقد الحرب من يقال له القلاخ منهم القلاخ بن حزن بن جناب بن جندل ابن منقر بن عبيد. له ديوان مفرد وهو راجز وهو القائل: أنا القلاخ بن جناب بن جلا ... أخو خناسير يقود جملا ومنهم القلاخ بن زيد أحد بني عمرو بن مالك وذلك مما وجد بخطابي عمر والشيباني، قال يخاطب أباه وتزوج بعد أمه امرأة تحمله على جفوة ولده: يخصص زيد عرسه فيطيعها ... علي وللواشي أغش وأكذب فلو جاء يوم ينشف البأس ريقه ... لقاتلت عنك اليوم وهي تخضب ولا يستوي يا زيد درج ومجمر ... وصدر سنان في الحروب محرب ومنهم القلاخ العنبري ذكره دعبل في شعراء البصرة وذكر أنه هرب له غلام يقال له مقسم فتبعه يطلبه ونزل بقوم فقالوا له: من أنت.. فقال: أنا القلاخ جئت أبغي مقسماً ... أقسمت لا أسأم حتى يسأما من يقال له ابن قميئة منهم عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الشاعر المشهور دخل بلد الروم مع امرئ القيس بن حجر فهلك فقيل له عمرو الضائع.

ومنهم جميل بن عبيد الله بن قميئة الشاعر العذري أحد بني ظبيان بن حن وحن ابن عذرة ولم يكن جميل يعرف إلا بابن قميئة. ومنهم ربيعة بن قميئة الصعبي أحد بني صعب بن تميم بن أنمار ابن ميسر بن عميرة بن أسد بن ربيعة بن نزار. شاعر له في كتاب عبد القيس القصيدة التي أولها: لم دمن قفر كأن رسومها ... على الحول جفن الفارسي المزخرف من يقال له قيس في الشعراء كثير جداً ولكن نذكر ههنا من يقال له قيس بن زهير: منهم قيس بن زهير العبسي صاحب حرب داحس والغبراء الفارس المشهور المذكور. ومنهم قيس بن زهير بن عتبة بن جشم بن ربيعة بن زيد مناة ابن عامر الضحيان النمري كان المنذر بن ماء السماء أمر الكيس النمري بقتل حارثة بن عمر بن أبي ربيعة فقال ولم سمتني أمي الكيس أن تحملت دم ذهل ابن شيبان ولكن عليك بالأنوك الشجاع قيس بن زهير فقال يا قيس اقتله فقتله قيس وذلك يوم أوارة ثم قتلت بني شيبان قيساً في العام المقبل يوم عكاظ وأفلت المنذر ولا أعرف لقيس هذا شعراً.

باب الكاف في أوائل الأسماء

باب الكاف في أوائل الأسماء من يقال له كثير منهم كثير بن عبد الرحمن الخزاعي الشاعر المشهور صاحب عزة ويعرف بابن أبي جمعة. ومنهم كثير بن كثير السهمي أنشد له دعبل بن علي في كتابه في محمد بن علي بن الحسين بن علي رضوان الله عليهم: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحلّ والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقيّ النقيّ الطاهر العلم إذا رأته قريش قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم وكاد يمسكه عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم ومنهم كثير بن عمرو الهلالي أنشد له أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش: تصدت لنا ليلى ضراراً تعمداً ... لنزداد شوقاً بعد طول ضمان فهاصت فؤاداً كان يرجى اندماله ... على عنتٍ قد كان منذ زمان ولو قنعت ليلى بالذي لنا ... من الشوق من وجد بها لكفاني ولكنها لم تأل ضري وما لها ... بأكثر مما قد لقيت يدان

ويروى: بأكثر مما حملته يدان. ومنهم كثير بن كثير النوفلي أنشدنا له الأخفش في عمر بن عبد العزيز وأظن كثيراً هذا هو السهمي وأن الأخفش غلط يا عمر بن عمر بن الخطاب ... إنّ وقوفاً بفناء الأبواب يدفعني الحاجب بعد البواب ... يعدل عند الحر قلع الأنياب وأما كثير مكبر ففي الشعراء منهم جماعة لم نقصد إلى ذكرهم. من يقال له الكميت وهم ثلاثة من بني أسد بن خزيمة: منهم الكميت الأكبر بن ثعلبة بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس والكميت بن معروف بن الكميت الأكبر. ومنهم الكميت بن زيد بن الأخنس بن مجالد بن ربيعة بن قيس بن الحارث بن عامر بن ذؤيبة بن عمرو بن مالك بن سعد بن ثعلبة ابن دودان بن أسد. فأما الكميت بن ثعلبة الأكبر فهو القائل في قصيدة ابن دارة وقتله: فلا تكثروا فيها الضجاج فإنه ... محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا وأما الكميت بن معروف فهو القائل: فقلت له تالله يدري مسافر ... إذا ضمرته الأرض ما الله صانع وذكره ابن سلام في الطبقات دون الكميت بن زيد ودون الأكبر وله ديوان مفرد وأما الكميت بن زيد فهو مكثر جداً وكان يتعمد لإدخال الغريب في شعره وله في أهل البيت الأشعار المشهورة وهي أجود شعره. من يقال له الكذاب منهم الكذاب الحرمازي وهو عبد الله بن

الأعور أحد بني الحرماز بن مالك بن عمرو بن تميم وقيل له الكذاب لكذبه وهو القائل: لست بكذابٍ ولا أثام ولا بجذام ... ولا مصرام ولا أحبّ خلة اللئام وكان يهجو قومه فمن ذلك قوله فيهم: إنّ بني الحرماز قوم فيهم ... عجز وإيكال على أخيهم فابعث عليهم شاعراً يخزيهم ... يعلم منهم مثل علمي فيهم ومنهم الكذاب الكلبي واسمه جناب بن منقذ بن مالك بن عامر بن الاجدار بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد الله ابن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، وكان مجاوراً لقوم من العرب فعيروا ابنته قلة علمه وأهدوا له لبناً فرده وبيت القوم واستاق إبلهم وقال: إني امرء عفّ الضري ... بة لا تؤاتيني الهديه حتى أميل بفارسٍ ... ميل الغبيط عن الحويه وله في كتاب كلب شعر في هذه القصة. ومنهم الكذاب الطابخي وهو من كلب أيضاً أحد بني زهير بن جناب شاعر يقول في قصة مذكورة في كتاب بني القين بن جسر غنيت عن حكم يوماً وتربته ... ولن تلاقي يوماً مثله أبدا نجت حيياً جياد غير مهملة ... إذ يوغلون إلى أقرابها القددا ومنهم الكيذبان المحاربي وهو عدي بن نصر بن تداوة بن قيس له في كتاب محارب ذكر ولا أدري من أين نقلته وليس له عندي شعر. من يقال له أبو كدراء وابن كدراء فأما كدراء فهو

زيد بن ظالم أحد بني مالك بن ربيعة بن عجل بن لجيم وهو القائل: الله نجاني وصدق بعدما ... خشيت على تبراك ألا أصدقا وأعيس إذ كلفته وهو لاغب ... سرى طيلسان الليل حتى تمزقا وأما ابن كدراء فهو خالد بن كدراء أحد بني الأعور بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن الصعب بن علي بن بكر ابن وائل الذي يقول: لعمري لئن أم الوليد تمولت ... لقد كالبت مر المعيشة حالها ألا هل أتى أم الوليد بأنني ... حويت لها نهباً يريح اغتلالها من يقال له الكروس منهم الكروس الطائي وهو الكروس بن زيد بن الأجذم بن مصاد بن معقل بن مالك بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن دومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة بن طيء وقطرة هو جديلة. أحد شعراء طيء قال يخاصم ابن عم له إلى مروان بن الحكم وهو على المدينة قضى بيننا مروان أمس قضيةً ... فما زادنا مروان إلا تنائيا فلو كنت بالأرض الفضاء لعفتها ... ولكن أتت أبوابه من ورائيا وتشانيا يريد العداوة والتفرق. ومنهم الكروس بن منيع الهجيمي شاعر وجدت له في كتاب الهجيم بن عمرو: ولو كان عوف معسراً لعذرته ... ولكن عوفاً ذو حليب ورائب له روضة خضراء زرقاء أدها ... من الدلو والجوزاء وبل وهاضب كأن الذباب الأزرق الحمش وسطها ... إذا ما تغنى بالعشيات شارب

ومنهم الكروس بن سليم اليشكري ثم العنزي شاعر يقول في قصيدة يمدح فيها بني حنيفة بن لجيم وأظنه حليفاً لهم: حنيفة عز ما ينال قديمه ... به شرفت فوق البناء قصورها هم في الذرى من فرع بكر بن وائل ... وهم عند إظلام الأمور بدورها يطيب تراب الأرض إن نزلوا بها ... وأطيب منه في الممات قبورها إذا أخمد النيران من حذر القرى ... هدى الضيف يوماً في حنيفة نورها قال يوماً ولم يقل ليلاً، ومن شأن النار أن تكون ليلاً فلم يرد بقوله يوماً النهار وإنما أراد حيناً أو وقتاً. قال النابغة: يوماً بأجود منه سيب نافلة فلم يرد الأيام دون الليالي. من يقال له ابن كلدة منهم الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزيز بن غيرة بن عوف بن ثقيف طبيب العرب المشهور وكان شاعراً ذا حكمة في شعره وهو القائل: إن اختياريك لا عن خبرة سلفت ... ولا الرجاء ومما يخطئ النظر كالمستغيث ببطن السيل يحسبه ... جزراً يبادره إذ بله المطر فقد رأيت بعبد الله واعظة ... تنهي الحليم فما أتاني الغرر إن السعيد له في غيره عظة ... وفي التجارب تحكيم ومعتبر لأعرفنك إن أرسلت قافيةً ... تلقى المعاذير إذ لا تنفع العذر وهو القائل في أبيات: وأما إذا استغنيتم فعدوكم ... وأدعى إذا نابت عليكم نوائبه فإن يك خير فالبعيد يناله ... وإن يك شر فابن عمك قاربه ومنهم ضرار بن فضالة بن كلدة بن عبد مرارة بن سواءة بن

سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد. شاعر فارس وكان ركب في فداء حضرمي بن عامر الأسدي المالكي ففداه وقال: وناجية بعد الكلال بعثتها ... تجشم هذلولاً من الليل أسودا يباري سهيلاً خدها عن يمينها ... ويجعل جدياً عن يسار وفرقدا ليدرك سعي حضرمي بن عامر ... مخباً بردف ساعة ومفردا وقالوا غبناكم فقلت كذبتم ... ذهبتم بأذواد وأطلقت سيدا وأبوه فضالة بن كلدة قاتل ربيعة بن بدر الفزاري وجده كلدة بن عبد ابن مرارة القائل وكان أيضاً فارساً شاعراً: طعنة ما طعنت في غبش اللي ... ل هلالاً وأين مثل هلال طعن الثائر المصمم حتى ... خرج الرمح بادياً كالخلال زعموا أنني أديه ألالا ... لا ورب الأحرام والإحلال لا أديه حقاً ولا ابن لبون ... ومعي مهجتي ولا ابن إفال ومنهم عبد الواحد بن جدير بن كلدة بن هرم بن عتبة بن خالد بن حصن بن معاوية بن أعيا من بني قتيبة بن معن بن أعصر الباهلي. شاعر وهو القائل في الطرد أغضف مطوياً على أقرابه ... منهرت الأشداق عن أنيابه مخصراً قد تم في شبابه ... أحلس كداراً على كلابه حتى سمعنا رسلاً يغلى به ... جاءت به النجاش من إلهابه صويلغاً قد غار من هبابه ... فهتك الساتر عن حجابه من يقال له الكلح والكلحبة فأما الكلح فهو الحارث بن ربيعة بن زيد بن عوف بن عامر بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن الصعبة بن

علي بن بكر بن وائل وهو الكلح الذهلي أحد فرسان بكر بن وائل وساداتها وشعرائها قال يعاتب قومه إذا ما غدت منك بليل ظعينتي ... تذكرتموها فاكتتب التذكر وقلتم أخونا زل عند حلومنا ... ومن لك بالأمر الذي يتدبر ولو كنتم إخوان صدق حفظتم ... بني عمكم مما يذم وينشر ومنهم الكلح الأسدي وهو مجن بن حفص بن سفيان بن حارثة ابن عمير بن أسامة بن نصر بن قعين. شاعر وهو القائل: قبح الإله بني النويعم إنهم ... وجدوا أراضع طيء الأجبال من شرها حسباً إذا هي أعصفت ... نكباء بين صباً وبين شمال وأما الكلحبة اليربوعي واسمه هبيرة بن عبد مناف بن عرين ابن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم أحد فرسان بني تميم وساداتها. شاعر محسن وهو القائل: فقلت لكأس ألجميها فإنما ... حللنا الكثيب من زرود لنفزعا

باب اللام في أوائل الأسماء

باب اللام في أوائل الأسماء من يقال له البيد منهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب الشاعر المشهور المحسن. ومنهم لبيد بن عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس. قال في أسر الحارث بن نفير بن عبد الحارث بن معاذ بن مرة بن عبد الله بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي في يوم أراب وكان الحارث بن نفير يكنى أبا حزرة والقصة مذكورة في كتاب بني شيبان تطاول ليلى بالأثمدين ... إلى شيطين إلى ثبرة وقد شيب الرأس قبل المشيب ... وفي الحادثات لنا عبرة لمهوى عتيبة إذ قاده ... خبيث المطي أبو حزرة من يقال له اللجلاج منهم اللجلاج وهو بجير بن الحصين أحد بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض أحد الفرسان في الجاهلية وأدرك الإسلام قال في أبيات: ولتعملن محارب إن زرتها ... ببنات أعوج في الخميس وأشجع إن ليس بينهم وبين فوارسي ... حتى يموت في الهوادة مطمع أكل الأكام نسورهن فظالع ... عند القياد ومارن ما يظلع

ومنهم اللجلاج المحاربي وهو علي بن علقمة بن عبد بن وهب بن عبد الله بن الحارث الجسري. شاعر فارس وهو القائل: وما أنا باللجلاج إن لم ترقعوا ... ذلاذل أثواب تجرونها رفلا دعوا كنفي جنبي صعية وأظعنوا ... سواها فحلوا لا قريباً ولا سهلا من يقال له ابن اللجلاج منهم ابن اللجلاج الذهلي وهو ضوء ابن عبد الله بن مصبح بن عمرو أحد بني الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل ابن ثعلبة بن عكابة بن الصعب بن علي بن بكر بن وائل. شاعر وهو القائل: فلو أن خلق الله ضم جميعهم ... إلى جمعنا كنا أعز وأكثرا على عهد ذي القرنين كانت سيوفنا ... قواطع يقطعن الحديد المذكرا ألم تر أن الشر مما يهيجه ... أصاغره حتى يتم ويكبرا وإن كمين العر يخفى دواؤه ... على أهله حتى يبين فيظهرا ومنهم ابن اللجلاج الشيباني واسمه رقاع بن اللجلاج أحد بني شراحيل بن سلمة بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة. شاعر وهو القائل: ولا نحرم الأصحاب ما في رحالنا ... إذا رد بعض القوم ما في الحقائب من يقال له لقيط منهم لقيط بن معبد الأيادي شاعر سيد من سادات إياد وهو الذي يقول يحرض قومه على الفرس وينذرهم عندما غزاهم أنو شروان سلام في الصحيفة من لقيط ... على من بالجزيرة من إياد فإن الليث آتيك دليفاً ... فلا يحسبكم سوق النقاد أتاكم منهم ستون ألفاً ... يزجون الكتائب كالجراد

على حنق أتيتكم فهذا ... أوان هلكتم كهلاك عاد وهو صاحب القصيدة التي أولها: يا دار أمية من محتلها الجزعا ومنهم لقيط بن زرارة بن عدس بن زيد بن دارم السيد الكريم والفارس المشهور وقتل يوم جبلة وهو القائل في ذلك اليوم إن الشواء والنشيل والرغف ... والقينة الحسناء والكأس الأنف للضاربين الهام والخيل قطف وهو القائل لما قتل أشيم بن عوف أخا بني قيس بن ثعلبة بعلقمة بن زرارة: فإن تقتلوا منا كريماً فإننا ... قتلنا به مأوى الصعاليك أشيما جدعنا به أنف اليمامة كلها ... فأصبح عرنين اليمامة أكشما قتلنا به خير الضبيعات كلها ... ضبيعة قيس لا ضبيعة أضجما ومنهم لقيط بن ضبع العبشمي وجدت أبا عمرو بندار بن لزة الكرخي أنشد له في الكتاب الذي جمع فيه معاني الشعر: لو أنك أعطيتني مفضلاً ... مطافيل من خيرات البكر وحملتها من بزوز العراق ... ومن نقد جيد صفر البدر وأقطعتني ما يقوت العيال ... من ضيع غاليات الخطر لما كنت عندي كعبد العزيز ... ولا حزت ما حازه من شكر وهو متأخر. قال بندار قال لي الأصمعي: نحن نقول بدرة وبدر وضيعة وضيع وبكرة وبكر، قال قلت له وشهدة وشهد. قال أي وأبيك أقول ذاك. قال فلم أره يقول إلا بعد أن ثبتت الهاء في الواحد. ومنهم لقيط بن شيبان بن سعد بن ذبيان بن بغيض. شاعر فارس وهو القائل: رأيت خليلي يضرب القوم رأسه ... فلم أستطعه والشواهد تعلم بمعترك ضنك به قصد القنا ... فليس لمن يرجو الحياة تقدم إذا ما امرؤ أهدى لميتٍ تحيةً ... محياك رب الناس عني أدهم

باب الميم في أوائل الأسماء

باب الميم في أوائل الأسماء من يقال له المرار منهم المرار الفقعسي وهو المرار بن سعيد ابن حبيب بن خالد بن ثعلبة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف الشاعر المشهور. ومنهم المرار بن منقذ بن عمرو بن عبد الله بن عامر بن يثربي ابن مالك بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم. شاعر مشهور أيضاً وهو صاحب القصيدة المختارة عجب خولة إذ تنكرني ... أم رأت خولة شيخاً قد كبر ومنهم المرار العجلي وهو المرار بن سلامة أحد بني ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل جاهلي إسلامي راجز مقصد يقول في أرجوزة أيكم بنى استها يغنيني ... إذا انتحيت واضح الجبين أبلج مثل القمر المبين ... كالفحل قد أم اليراع الجون يغنيني: يقوم مقامي ويكون يعنيني يقاومني ويدفعني على ما ألتمس وأريد. ومنهم المراد بن بشير أحد بني صخر بن ثعلبة بن سدود بن

شيبان بن ذهل بن ثعلبة. شاعر وهو القائل: لقد علمت نفسي وجربت مرة ... وليس بشيء عالم كخبير يريد ليس عالم بشيء كخبير به أي بشيء واحد يشد لسان المرء في القوم إن غدا ... مكان أكف خلقه ونصير ويقطع صوت المرء قلة أهله ... وإن كان ذا جبورة ونكير ومنهم المرار الكلبي لم يرفع عندي نسبه قال يرثي عازب بن عطية: ألا قل لقيس يبعثوا في بيوتهم ... مآتم تبغي مطلع الشمس عازبا فتى عاش في الدنيا حميداً ولم يدع ... فتى بعده إلا بخيلاً محاسبا فتى لا يرى الضراء ضربة لازب ... ولا المال إلا مستفاداً فواهبا ومنهم المرار الجرشي وهو المرار بن معاذ بن بدر بن علس بن هند الجرشي. شاعر أنشدنا له أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد عن ابن أخي الأصمعي عن الأصمعي: وقائلة في السيف والرمح مانع ... من الذل فاذهب حيث شئت من الأرض ولا ترضى يوماً بالدناة ولا تنم ... على الخسف حتى يمتحى منبت الحمض وحتى ترى المكاء يصدع بالضحى ... وقد نلت ما أملت والنقض وهي عندي في أمالي أبي بكرات أبيات كثيرة. من يقال له المخبل منهم المخبل القريعي واسمه ربيعة بن ربيع بن قتال من بني لأي بن أنف الناقة ويكنى أبا يزيد الشاعر المشهور. ومنهم المخبل بن شرحبيل بن حمل أحد بني بكر بن وائل ثم

بني زهير وبنو زهير فيما أظن من بني قيس بن ثعلبة من بني سعد بن مالك. شاعر قال في بني زهيرة لما منعوا سعيد بن مسعود المازني من التعدي في صدقات بكر وكان يلي عليها فدى لبني زهير يوم أقر ... وقد خذلوا بها أهلي ومالي هم منعوا مظالم آل بكر ... وقد دروا لها قبل السؤال قوله في البيت الأول يوم أقر هي ركية بني زهيرة وهذا مما وجد بخط أبي عمرو الشيباني. ومنهم المخبل الثمالي أنشدني أبو الحسن الهمداني قال أنشدني أبو دلف هاشم بن محمد الخزاعي قال أنشدني رجل بأصبهان منذ ستين سنة للمخبل الثمالي قد كنت أسمع بالزمان ولا أرى ... أن الزمان يطيق نتف جناحي فأراه أسرع في حتى أصبحت ... بيضاً متون غواربي وصفاحي فأنا الكبيرة سنه في قومه ... هيهات كم راوحت من أرواح قد عشت لو نزل الزمان مرزأً ... لبني مزينة أو بني الصباح صافحت ذا جدن وأدرك مولدي ... عمرو بن هند يتقي بالراح وجذيمة الوضاح يخبرني أبي ... عنه فأين جذيمة الوضاح أفبعد أملاك مضوا من حمير ... أرجو الفلاح ولات حين فلاح ومنهم كعب المخبل وجدته في مقطعات الأعراب ولا أعرف نسبه ووجدت له: يقول لي المولى الذي كنت أنتهي ... له حين ينهى والنصيح المؤامر

ألم تك جلداً قد رأيت بصيرة ... من الأرض لو تنهى هواك البصائر وأخلقت أخلاق الدريس وأصبحت ... لدوك هم المستعتبون الأجائر فقلت بلى إني أرى اللذ رأيتما ... وإني للذ تذكران لذاكر ولكن حبيها أمر مريرة ... بنفسي تأوى بالرجال المرائر من يقال له المنخل والمتنخل فأما المنخل فهو المنخل اليشكري وهو ابن مسعود بن عامر بن ربيعة بن عمرو اليشكري. شاعر جاهلي قديم كان ينادم النعمان بن المنذر وهو صاحب القصيدة إن كنت عاذلتي فسيرى ... نحو العراق ولا تجوري ومنهم المنخل بن سبيع بن زيد بن معاوية بن الحارث بن جهمة بن عدي بن جندب بن العنبر. شاعر قال في أخويه حين هاجرا لعمري ما فارقت صهبان عن قلى ... وأدهم حتى فارقاني كلاهما نهيت خليلي اللذين تحملا ... فلله من خوف الردى من نهاهما فما انتهيا حتى تصدعت النوى ... وطارت شعاعاً في البلاد عصاهما وهي قصيدة جيدة. وأما المتنخل فمنهم المتنخل الهذلي واسمه مالك بن عويمر بن عثمان بن خنيش بن عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة أخو بني لحيان ابن هذيل بن مدركة. شاعر محسن من شعراء هذيل وهو صاحب القصيدة الطائية، قال الأصمعي أجود طائية قالتها العرب التي يقول فيها: وماء قد وردت أميم طام ... عليه موهناً زجل الغطاط كأن مزاحف الحيات فيه ... قبيل الصبح آثار السياط ومنهم المتنخل السعدي لم يقع إلي من شعره شيء واستشهد الكسائي والفراء بقوله:

يا زبرقان أخا بني خلف ... ما أنت ويب أبيك والفخر من يقال له المتوكل منهم المتوكل الليثي وهو المتوكل بن عبد الله ابن نهشل بن وهب بن عمرو بن لقيط بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة الشاعر المشهور القائل: لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم ومنهم المتوكل العجلي لم يرفع في كتاب بني عجل نسبه. شاعر يقول لسويد بن أبي كاهل عدس بغلة الجبار ما أنت من عجل ... ولا أنت من قيس ولا أنت من ذهل ولا أنت من أولاد شيبان إنهم ... ذوو العز والآكال والعدد البزل ولا حنفياً شرمحياً متوجاً ... يباري الرياح ذا غناء وذا فضل ولست بتيمي عزيز مناخه ... له سورة في المجد ثابتة الأصل ولكن سويد يشكري مخلف ... مكان إباء السوء علق بالرحل ومنهم المتوكل الكلابي، وهو ذو الأهدام متوكل بن عياض بن حكم بن طفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب شاعر هجا الفرزدق فقال: إن الخيانة والفواحش والخنا ... يخنق فيها نهشل ومجاشع واللؤم عند بني فقيم شاهد ... لا لؤمهم خاف ولا هو نازع وتقول ضبة يوم جاء نفيرهم ... منا اللئيم وكان منا الراضع وهجاه أيضاً نافع بن الخنجر بن الحكم بن طفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب ويقال بل هو نافع بن سوادة بن عامر بن مالك بن جعفر فقال الفرزدق يرد عليهما وهي قصيدة طويلة في النقائض

ونبئت ذا الأهدام يعوي ودونه ... من الشام زراعتها وقصورها إلي ولم أترك على الأرض رائحاً ... ولا حية إلا استسر عقورها من يقال له المتنكب منهم المتنكب السلمي ثم البجلي أحد بني بجيلة بن ثعلبة بن بهثة بن سليم. شاعر فارس وهو القائل: إن الخليط أجد بالفجر ... ظعناً وعز علي لو يدري وكأن غزلاناً مكحلة ... من أدم ذات الضال والسدر لا فاحشات إن لهون ولا ... يذهبن في الخيلاء والفخر فسقى الإله بني خفاجة من ... ماء الغمام بطيب الخمر في أبيات ومنهم المتنكب الخزاعي واسمه عمرو بن جابر بن كعب بن كليب بن تيم بن جبنوت بن عبد بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربية بن حارثة بن عمرو بن عامر، وقيل له المتنكب لأبيات مذكورة في كتاب خزاعة تنكبت للحرب العضوض التي أرى ... ألا من يحارب قومه يتنكب من يقال له المتمرس منهم المتمرس بن عبد الرحمن الصحاري صحار بن مخزوم بن يقظة بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس صاحب القصيدة التي على الجيم يقول فيها: وفتيان تبيت لهم عجالاً ... رحالهم على قلص نواج وأنزلنا مراجلنا وليست ... بنيات الطبيخ ولا نضاج قبلنا ثم طرنا فوق عوجتشكى بالتأوه والشحاج كأن بقية الأسفار منها ... هلال طامس أو وق عاج إذا صرفت تعود بازلاها ... صريف الباب أغلق بالرتاج

ويخلفني الذي قد كنت أرجو ... وألقى الشيء لست له براج وحاربت اللئام وحاربوني ... فأمسوا بين راوية وهاج وأشوس ظالم دافعت عني ... فأبصر قصده بعد اعوجاج ومنهم المتمرس العكلي وهو المتمرس بن فالح بن نهيك. شاعر فارس قال في قصة كانت بينهم وبين نبي جعفر بن كلاب وكانوا أخذوا إبلاً أخذنا لبون الجعفري فأصبحت ... لها رائم من رائم وعجول فالا تؤدوا ما أصابت غواتكم ... فليس إلى الأدم الهجان سبيل وأنتم شنئتم سنة الشر واشترت ... غواتكم ذاكم لكم بقليل من يقال له المثلم وأبو المثلم فمنهم المثلم بن عطاء بن قطبة بن بني ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان وكان عمي وكبر فقال: ألم تريا أن المنايا محيطة ... بكل ثنايا الأرض أصبحن رصدا لعمري لئن أصبحت أعمى لقد أرى ... بصيراً ولكن ليس شيء مخلدا وما زال صرف الدهر يوماً وليلة ... يكران لي حتى مشيت مقيدا ومنهم المثلم بن المشجرة الضبي ثم العائذي من عائدة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة. فارس شاعر يقول في حرب كانت بين بني ضبة وعبس: إن تنكروني فأنا المثلم ... فارس صدق يوم تنضاح الدم بشكتي وفرس مصمم ... طعناً كأفواه المزاد المعصم قال الآمدي: المثلم بن المشجرة بجيم بعد الشين ثم راء وهاء وقال ابن ماكولا هو ابن المشخر بخاء معجمة وبعدها راء وليس بعد الراء هاء. ومنهم المثلم بن عمرو التنوخي أنشد له الطائي في اختياره الذي سماه الحماسة

إني أبى الله أن أموت وفي ... صدري هم كأنه جبل يمنعني لذة الشراب وإن ... كان قطاباً كأنه العسل حتى أرى فارس الصموت على ... أنساء خيل كأنها الإبل لا تحسبني محجلاً سبط الس ... اقين أبكي أن يظلع الجمل إني امرؤ من تنوخ ناصره ... محتمل في الحروب ما احتملوا ويروي محجلاً كزم الكفين أي قصير الأصابع، وهذه الأبيات في أشعار هذيل للبريق ابن عياض الهذلي، ويروى إني امرؤ من هذيل ناصره مكان تنوخ. ومنهم المثلم البلوي واسمه عبد الرحمن بن قطبة بن حبوط أحد بني حزام بن شعل وكان عبد العزيز بن مروان سابق بين الناس فسبقت فرس لقيس بن أوس البلوي فقال المثل: تداركنا قيس بن أوس بسبقه ... وسار من البلقاء غير مكذب يسوم ويستدري الغلام عنانه ... إذا ما جرت من غائط متصوب تباري مراخيها الرياح كأنها ... ضراء دوان من جداية حلب يسمن معاً يرجونها وهي كلما ... دنون تراخت جمة المتصوب وله أشعار وأخبار في قبيل بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. ومنهم المتثلم الغساني واسمه الحارث بن كعب أنشد له المفضل في اختيار المقطعات أنا ابن أرباب الملوك غسان ... الدائنين اليوم دين عثمان إن علياً قتل ابن عفان وأما أبو المثلم فهو الهذلي ثم الخناعي من بني خناعة بن سعد ابن هذيل القائل:

لو كان للدهر مال كان يتلده ... لكان للدهر صخر مال قنيان أبى الهضيمة ناب بالعظيمة مت ... لاف الكريمة لا سقط ولا وان حامي الحقيقة نسال الوديعة مع ... تاق الوسيقة خرق غير ثنيان الوسيقة: النهب من الإبل أي يذهب بها رباء مرقبة مناع مغلبة ... وهاب سلهبة قطاع أقران هباط أودية حمال ألوية ... شهاد أندية سرحان قنيان يعطيك ما لا تكاد النفس تحمله ... من التلاد وهوب غير منان من يقال له المضرب منهم المضرب المزني واسمه عقبة بن كعب بن زهير بن أبي سلمى، قال المضرب يهجو الجليح من بني عبد الله بن غطفان وكانوا ضربوه بالسيوف في قصة مذكورة في كتاب مزينة فقيل له المضرب ما لمت نفسي غير أن لم يكن معي ... سلاحي وأني لم أكن جد حاذر ألم تر أن العبد يقتل ربه ... ولم يك يخشاه وليس بثائر شريتكم يا ابن الجليح كأنما ... شريت فلم أغبن بكم بيع تاجر فلم تفعلوا فعل الرجال أولي النهي ... ولم تفعلوا فعل النساء الحرائر ومنهم المضرب بن هوذة بن خالد بن معاوية بن خفاجة العقيل شاعر فارس قال يوم القرن: وجرثومة لا يدخل الذل وسطها ... قريبة أنساب كثير عديدها

ومنهم المضرب بن المثلم اليشكري وهو القائل في حرب بني مازن وبني يشكر وكانت بنو يشكر قد تضعضعت فجعل يحميهم ويقول: إلي فادنوا إنني المضرب ... اسمي في الحرب الكمي المحرب وحين ادعى للطعان الأغلب أي واسمي الأغلب حين أدعى للطعان. من يقال له ابن المضرب منهم سوار بن المضرب السعدي أحد بني ربيعة بن كعب بن زيد مناة بن تميم الشاعر المشهور القائل: وإني لا أزال أخا حروب ... إذا لم أجن كنت مجن جان ومنهم حجية بن المضرب أحد بني معاوية بن عامر بن عوف ابن سلمة بن شكامة بن شبيب بن أشرس السكوني وكان سيداً مقدماً شاعراً جاهلياً وكان له أخوان المنذر بن المضرب ومعدان بن المضرب فمات معدان وترك أولاداً فأغير عليهم فأخذت إبلهم وحطمتهم السنة فرأى حجية جاريته ومعها قعب من لبن فقال أين تذهبين قالت: إلى أولاد أخيك اليتامى فأخذ القعب من يدها فأرقاه فلما أراح راعيه عليه إبله قال لعبديه أريحا هذه الإبل إلى أولاد أخي فأريحت عن آخرها إليهم فغضبت امرأة حجية من ذلك غضباً شديداً فقال: لججنا ولجت هذه في التغضب ... ولط الحجاب دوننا والتنقب تلوم على مال شفاني مكانه ... فلومي على ما فاتك اليوم واغضي ولا تحسبيني ملدماً إذ نكحته ... ولكنني حجية بن المضرب الملدم: الكثير اللحم العاجز فإن تجلسي فأنت أقفى عيالنا ... وإن تكرهي هذي المعيشة فاذهبي وخطت بعود إثمد فوق عينها ... لتذهب عقلي بالنواكة زينبي

رحمت بني معدان إذ ساف مالهم ... وحق لهم مني ورب المحصب ولما رأيت النفس أن لا تقرها ... هدايا لهم في كل قعب مشعب رثيت لهم لما رأيت سوامهم ... عطاء الموالي من أفيل ومصعب فقلت لعبدينا أريحا عليهم ... سأجعل بيتي مثل آخر معزب عيالي أحق أن ينالوا خصاصة ... وأن يشربوا رنقاً إلى حين مشربي وقلت خذوها واعلوا أن عمكم ... هو اليوم أولى منكم بالتكسب أحابي بها قبر امرئ لو أتيته ... حريباً لآساني على كل مركب أخوك الذي إن تدعه لملمة ... يجبك وإن تغضب إلى السيف يغضب ومنهم ابن المضرب الباهلي واسمه بذيل بن المضرب وجدت له في كتاب باهلة قصيدة جيدة أولها: نأتك علية نأياً بعيداً ... وكلفك الشوق وجداً شديدا وكانت تريك إذا جئتها ... دلالاً جميلاً وجسماً مديدا فقد أنكرتني وأنكرتها ... وكان الوصال جديباً جديدا من يقال له المحبر منم المحبر الغنوي وهو طفيل بن عوف ويقال له طفيل الخيل وسمي المحبر لحسن شعره وهو المشهور. ومنهم المحبر الثقفي وهو ربيعة بن سفيان بن عوف بن عقدة ابن غيرة بن عوف بن قيني. فارس شاعر وهو القائل: وما كنت ممن أرث الحرب بينهم ... ولكن مسعوداً جناها وجندبا قريعاً ثقيف أنشب الحرب بينهم ... فلم يك منها منزع حين أنشبا عقاماً ضروساً بين عوف ومالك ... شديداً لظاها تترك الطفل أشيبا من يقال له المرقش ومرقس وبرقش فأما المرقش فمنهم المرقش الأكبر وهو عمرو بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة.

ومنهم المرقش الأصغر وهو ربيعة بن حرملة بن سفيان بن سعد ابن مالك القيسيان ثم الضبعيان المشهوران. وأما مرقس بفتح الميم والقاف والسين غير معجمة طائي أحد بني معن بن عتود ثم بني حيي بن معن واسمه عبد الرحمن: شاعر وهو القائل في أرجوزة: تنازعت معن قراعاً صلباً ... قراع قوم يحسنون الضربا ترى لدى الروع الغلام الشطبا ... إذا أحس وجعاً أو كربا دنا فلم يزداد إلا قرباً ... تمرس الجرباء لاقت جربا وأما برقش فهو برقش التميمي الشاعر قال يمدح بني العباس ويعرض بني علي رضي الله عنهم: أنتم حمارة من هاشم ... والكرانيف سواكم والكرب أنتم أدركتم آثارهم ... ولقد أزرى بهم ضعف الطلب ثم هروكم على ملككم ... كهرير الكلب ذي الداء الكلب فأعطوه على هذا الشعر ثلاثين ألف درهم فوضعها عند صيرفي بالإهواز فهرب بها ولم يبارك له فيها لا بارك الله فيه. من يقال له المحرق منهم المحرق بن النعمان بن المنذر اللخمي كان شاعراً قال يخاطب كسرى بعد أن قتل أباه: قولا لكسرى والخطوب كثيرة ... إنّ الملوك بهرمزٍ لم تجبر إن لم أكن كأبي الذي أنمى له ... فكذاك لم يك والدي كالمنذر وكذاك والده جزى من بعده ... وعليه أجرينا فخذنا أو ذر والمرء يخلفه ابنه من بعده ... حتى يكون بمسمع أو منظر ويقال أشبهه وحسبك أنني ... كافيك أمرك فابل ذلك واخبر

إن كان للنعمان ذنب أو له ... عذر فمالي فيهما من مصدر ولئن أردت من البرية مثله ... ليقيضن منه بقيضٍ أعور قد كان ناصحك النصيحة كلها ... وحبا عدوك نبت فقع القرقر ومنهم المحرق المزني واسمه عمارة بن عبد أحد بني وائل بن خلاوة بن كعب بن عبد بن ثور. شاعر يقول لخاله معن بن أوس: والله لو دبرت ما هبت الصبا ... إلى يوم نلقى الله ما قلت أقبل فخذ كل ماٍ كنت أنت احتويته ... عليّ وإن اسطعت ضري فافعل من يقال له الممزق بالفتح والممزق بالكسر فأما الممزق بالفتح فهو شأس بن نهار العبدي صاحب القصيدة التي على القاف يقول فيها لعمرو بن المنذر بن عمرو بن النعمان وكان هم بغزو عبد القيس: فإن كنت مأكولاً فكن خير آكل ... وإلا فأدركني ولما أمزق فلما بلغته القصيدة انصرف عن عزمه. وكان عبد الله بن حذافة السهمي سهم بن عمرو بن هصيص أحد شعراء قريش يقال له الممزق. ذكر ذلك ابن سلام الجمحي في شعراء مكة وهو القائل: وتلكم قريش تجحد الله حقه ... كما جحدت عاد ومدين والحجر فإن أنا لم أبرق فلا يسعنني ... من الله بر ذو فضاءٍ ولا بحر وأما المزق بكسر الزاي متأخر وهو الممزق الحضرمي أنشد له دعبل بن علي الخزاعي: إذا ولدت حليلة باهلي ... غلاماً زيد في عدد اللئام وعرض الباهليّ وإن توقى ... عليه مثل منديل الطعام ولو كان الخليفة باهلياً ... لقصر عن مساولة الكرام قال وابنه عباد بن الممزق ويعرف بالمخرق وله أشعار كثيرة وهو القائل: أنا المخرق أعراض اللئام كما ... كان الممزق أعراض اللئام أبي

وأنشدناه أبو الحسن الأخفش عن أبي العباس المبرد إلا أنه قال الممزق ابن المخرق وأنشدنا عن أبي العباس لأبي الشمقمق في الممزق كنت الممزق مرةً ... فاليوم قد صرت الممزق لما جريت مع الضلا ... ل غرقت في بحر الشمقمق من يقال له ابن مانوس وابن ميناس وابن رومانس فأما ابن مانوس فهو الأغر بن مأنوس اليشكري يشكر بن بكر بن وائل أحد الشعراء في الجاهلية والإسلامي له في كتاب بني يشكر قصيدة أولها: طرقت فطيمة أرحل السفر ... بالطرم بات خيالها يسري وأما ابن ميناس فهو المرادي ذكر ذلك أبو سعيد السكري وقال إن ميناس أمه، ولم ينسبه وأنشد له: وعادتنا قتل الملوك وعزنا ... صدور القنا إذا لبسنا السنورا ونحن كرام في الصباح أعزة ... إذا الموت بالموت ارتدى واتزرا وأما ابن رومانس فهو من كلب بن وبرة وهو المنذر بن رومانس ورومانس أمه وأم النعمان بن المنذر وهما أخوان لأم والمنذر القائل: ما فلاحي بعد الأولى عمروا الح ... يرة ما إن أرى لهم من باقي ولهم كان كل من ضرب العي ... س بنجدٍ إلى تخوم العراق في أبيات من يقال له مضرحي منهم مضرحي بن حريث أحد بني جذيمة بن رواحة العبسي. شاعر قال يمدح بني فزارة في قتلهم كلباً يوم بنات قين: وإن يك معشر سبقوا بوتر ... فقد أدركت نيلك يا فزارا على حين التهاجر والتعادي ... ونار الحرب تستعر استعارا بكل طمرة مرطى سلوق ... يكف لجامها حدأ مطارا

ومنهم مضرحي بن كلاب أحد بني الحارث بن كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم. شاعر فارس شهد المغازي مع المهلب بن أبي صفرة بفارس وهو القائل: ألا يا من لقلبٍ مستحسن ... بخوزستان قد مل المزونا لهان على المهلب ما ألاقي ... إذا ما راح مسروراً بطينا ألا ليت الرياح مسخرات ... لحاجتنا يرحن ويغتدينا من يقال له الموج منهم الموج التغلبي واسمه قيس بن زمان بن سلمة بن قيس بن النعمان أحد بني مالك بن بكر بن حبيب وهو ابن أخت القطامي. شاعر خبيث وهو القائل: ألهى بني جشم عن كل مكرمةٍ ... قصيدة قالها عمرو بن كلثوم في أبيات أخر فأجابه المجشر بن لغام أحد بني كعب بن مالك بن عتاب: أبلغ كنانة تيم عن بني جشم ... فلن ينالوا بذي الصيد اللهاميم أنتم ثنانا وأنتم إخوة نسبا ... إن المناسب تعلوها الخراطيم ومنهم الموج بن أبي سهم بن عبد الله بن غطفان ثم أحد بني المرقع والمرقع هو مالك بن قطبة بن عوف بن بهثة بن عبد الله بن غطفان. شاعر وهو القائل: أوصى ابن دارة أمس عند وفاته ... في الناس أن الفقعسي محرر من يقال له ملاعب الأسنة منهم ملاعب الأسنة الكلابي وهو أبو براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب. كان ابن أخيه عامر بن الطفيل سأله العون على النفار فقال: أأومر أن أسب أبا شريح ... ولا والله أفعل ما حييت ولا أهدي إلى هرم لقاحاً ... فتحيا بعد ذلك أو تموت تخيرتم أمور الناس شراً ... فما أدري أأولج أم أبيت

وله في كتاب بني كلاب أشعار. ومنهم ملاعب الأسنة الحارثي واسمه عبد الله بن الحصين بن يزيد وكان يقال للحصين ذو العضة ولم أر له يعني عبد الله شعراً في كتاب بني الحارث. ومنهم ملاعب الأسنة أوس بن مالك الجرمي. فارس شاعر قال فيه ابن الغريزة النهشلي: إذا نطقت من بطن وادٍ حمامة ... دعت ساق حر فأبكيا فارس الورد ومولى فتى الفتيان أوس بن مالك ... ملاعب أطراف الأسنة والأسد وفيه يقول: يا أوس ما طلعت شمس ولا غربت ... إلا ذكرتك والمحزون يذكر إني يذكرنيه كل نائحة ... والخير والشر والإيسار والعسر وكان أوس شاعراً وعضت اللبوة منكبه فعض بأنفها وقال: أعض بأنفها وتعض ركني ... كلانا باسل بطل شجاع فلولا أن تداركني زهير ... بنصل السيف أفنتني السباع ولأوس أشعار جياد. من يقال له معوذ الحكماء ومعوذ الفتيان فأما معوذ الحكماء فهو معاوية بن مالك بن جعفر بن كلاب، وقيل له معوذ الحكماء لقوله في شيء كان جرى بين بني عقيل وبني قشير فأصلح بينهم وهو غلام حديث السن أعوذ بعدها الحكماء بعدي ... إذا ما الحق في الأشياع نابا في أبيات كثيرة وأما معوذ الفتيان فهو ناجية الجرمي جرم بني ربان وقيل له معوذ الفتيان لأنه ضرب مصدقاً كان أنفذه نجدة الخارجي على اليمامة فخرق

بناجية فضربه بالسيف حتى قتله وقال: وسائلة لم تدر ما لي وسائل ... بناجي الجرمي كيف تماصع فيا ليت ليلى غير ما أن يشقها ... رأتني وسعداً حين غاب الطلائع نخر فنكبو لليدين وتارة ... تمس لحانا الأرض والموت كانع فلما ابتدرنا قائم السيف لم أكن ... بألوث تنبو كفه والأصابع وطار بكفي نصله ورياشه ... وفي جيد سعد غمده والرصائع ولما علاني بالقطيع علوته ... فعض به لين المهزة قاطع أعوذ الفتيان بعدي ليفعلوا ... كفعلي إذا ما جار في الحكم تابع فسمي بهذا البيت معوذ الفتيان. من يقال له المجنون منهم المجنون العامري وهو قيس بن الملوح بن مزاحم بن قيس بن عدس بن ربيعة بن جعدة صاحب ليلى العاشق المشهور القائل: ولم أر ليلى غير موقف ساعةٍ ... يبطن منى ترمي جمار المحصب وتبدي الحصى منها إذا قذفت بها ... من البرد أطراف البنان المخضب فأصبحت من ليلى الغداة كناظر ... مع الصبح في أعقاب نجم مغرب ألا إنما أبقيت يا أم مالك ... صدى أينما تذهب به الريح يذهب ومنهم المجنون الشريدي وهو المجنون بن وهب بن معاوية لا أعرف اسمه وكان شريفاً في قومه فجن وعته؛ وبنو الشريد رهط من بني جشم بن معاوية بن بكر وعدادهم في بني عقيل ثم بني خفاجة ثم في بني معاوية بن خفاجة فأتوا به رجلاً من بني عبادة بن عقيل ليداويه فأخذ فأساً فأحماها وجعل يدير حول رأسه فخطفها المجنون منه وجمع بها يديه وضربه بها فقتله فأحجموا عن قتله لجنونه وربطوه في بيت العبادي فطار جنونه، وكذلك يقال إن المجنون إذا قتل ذهب عنه الجنون ووجد في بعض الليالي خلوة وكان للعبادي بنت يقال له خنوف فاندفع ينشد متى أنا غادٍ يا خنوف فأومأت ... بطرف كفى رجع الذي أنا قائل

وقالت نجاة من عدوك فاصطبر ... لما ناب أو قتل وحيك عاجل وإن امرأً يرجو الحياة وفوقه ... سيوف الرجال الثائرين لجاهل في أبيات أخرى حسنة فحلت بنت العبادي وثاقه وأطلقته فنجا بنفسه. وقصته في كتاب بني عقيل مشروحة. ومنهم المجنون القشيري واسمه كهيل بن مالك بن معاوية بن سلمة الخير بن قشير بن كعب ويعرف بابن المحدقة وهي أم أبيه وله يقول سوار بن أوفى بن سبرة القشيري: ومنا نهبك أنهب الناس ماله ... مئين ألوفاً لا جواد يرومها فطارت على أيدي الحجيج وأحفظت ... قريشاً وظنت أن ذاك يليمها فقالت قريش جن ابن المحدقة فقال: لست بمجنون ولكني سمح ... أجود بالمال إذا قل القمح قوله في البيت الثاني: إن ذاك يليمها، في رواية أخرى: إنه سيليمها وقال: إني ملقٍ ورقى ... من شاء بقى ورقه وله في كتاب بني قشير أشعار جياد ومنهم المجنون التيمي أحد بني وديعة بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة. شاعر فارس وهو القائل: وليل قد قطعت بذات لوث ... يخاف خياضه الجيش الدثور وهاجرة طعنت فريصتها ... بناجية إذا قلق الضفور مواكبة إذا الحرباء أوفى ... منارته كما ارتبأ الأجير سريت إذا النجوم انقض منها ... كلائلها وغردت الذكور

من يقال له ابن الملوح منهم قيس بن الملوح وهو المجنون العامري وقد ذكرته في باب قبل هذا مع من يعرف بالمجنون. ومنهم ابن الملوح الحارثي وهو زيد بن رزين بن الملوح أخو بني مر بن بكر بن عميرة بن علي بن جسر بن محارب. شاعر فارس وهو القائل: وإن أخاك الكاره الورد وارد ... وإنك مرأى من أخيك ومسمع وإنك لا تدري بأية بلدةٍ ... صداك ولا عن أي شقيك تصرع وإنك لا تدري أبا لمكث تبتغي ... نجاح الذي حاولت أم تتسرع وإنك لا تدري أشيء تحبه ... أم آخر مما تكره النفس أنفع أتجزع إن نفس أتاها حمامها ... فهل أنت عما بين جنبيك تدفع من يقال له مزرد منهم مزرد بن ضرار بن حرملة بن صيفي بن أصرم بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض. الشاعر الفارس المشهور أخو الشماخ بن ضرار، وقيل له مزرد لقوله يصف زبدة: فجاء بها صفراء ذات أسرة ... تكاد عليها ربة البيت تكمد فقلت تزردها عبيد فإنني ... لشعث الموالي في السنين مزرد ومنهم مزرد بن عوف أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم أنشد له أبو عبيدة في النقائض بين جرير والفرزدق في تفسير قول جرير في قصيدته ولا خير في مستعجلات الملاوم وإن ليربوع من العز باذخاً ... بعيد السواقي خندفي المخارم فقال لعبد السواقي أي له عروق تسقيه من ها هنا وها هنا ويقال فلان كريم تسقيه عروق كرام، وأنشد لمزرد بن عوف فلما التقينا بالرماح علمتم ... بأن لنا من الطعان سواقيا ولم أسمع بهذا الرجل إلا في هذا الموضع.

من يقال له مضرس منهم مضرس بن ربعي بن لقيط بن خالد بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. شاعر محسن متمكن وهو القائل: فلا تهلكن النفس لؤماً وحسرةً ... على الشيء سداه لغيرك قادره ولا تيأسن من صالح أن تناوله ... وإن كان بؤساً بين أيد تبادره وما فات فاتركه إذا عز واصطبر ... عن الدهر إن دارت عليك دوائره فإنك لا تعطي امرأً حظ غيره ... ولا تعرف الشق الذي الغيث ماطره ومنهم مضرب بن قرظة بن الحارث أحد بني صبح بن عوف ابن عوية بن كعب بن عبد ثور المزني. شاعر محسن مقل وهو القائل: وأقسم لولا أن تقول عشيرتي ... صبا بسليمى وهو أشمط راجف لخفت إليها من بعيد مطيتي ... ولو ضاع من مالي تليد وطارف ذكرت سليمى ذكرةً فكأنما ... أصاب بها إنسان عيني طارف ألا إنما العينان للقلب رائد ... فما تألف العينان فالقلب آلف وقيل في قول نصيب وهو ولولا أن يقال صبا نصيب أنه أخذه من البيت الأول وهو قوله: لولا أن تقول عشيرتي صبا بسليمى.

باب النون في أوائل الأسماء

باب النون في أوائل الأسماء من يقال له النابغة منهم النابغة الذبياني وهو زياد بن معاوية ابن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض الشاعر المقدم. ومنهم النابغ الجعدي وهو قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الشاعر المشهور وعاش في الجاهلية والإسلام دهراً. ومنهم النابغة نابغة بني الديان الحارثي واسمه يزيد بن أبان بن عمرو بن حزن بن زياد بن الحارث بن مالك بن كعب بن الحارث بن كعب. شاعر محسن وهو القائل: إن تشتكي عنا سمي فإننا ... يسمو إلى قحم العلى أدنانا وتبيت جارتنا حصاناً عفة ... تثني ويأخذ حقه مولانا ونحق حق شريبنا في مائنا ... حتى يكون كأنه أسقانا وتقول إن طرق المثوب أصبحوا ... لوصاة والدنا الذي أوصانا أن لا نصد إذا الكماة تقدمت ... حتى تدور رحاهم ورحانا ونبيح كل حمى قبيل عنوة ... قسراً ونأبى أن يباح حمانا ويعيش في أحلامنا أشياعنا ... مرداً وما وصل الوجوه لحانا

ويظل مقترناً بحسن عفافه ... حتى يرى وكأنه أغنانا ويسود سيدنا بغير مدافع ... ويسود فوق السيدين نثانا وإذا السيوف قصرن بلغها لنا ... حتى تناول ما نريد خطانا وإذا الجياد رأيننا في مجمع ... أعظمننا وزحلن عن مجرانا قوله في البيت الخامس: ألا نصد إذا الكماة تقدمت يروى: إذا الكتيبة أحجمت ومنهم النابغة الشيباني واسمه عبد الله بن المخارق بن سليمان بن خضير بن مالك بن قيس بن سنان بن حضار بن حارثة بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة. شاعر محسن وهو القائل في قصيدة يمدح بها يزيد ابن عبد الملك بن مروان: وما طلابك شيئاً لست تدركه ... وسبك الناس ظلماً جالب الحوب لا تحمدن أمرأً حتى تجربه ... ولا تذمنه من غير تجريب ومنهم النابغة الغنوي وهو النابغة بن لأي بن مطيع بن كعب ابن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن غني. شاعر فارس قال في يوم محجر وهو ماء لطيء: وما لمت فرساني ولكن ثرتهم ... عصائب خيل دارعين وحسر فأتبعتهم طرفي وقد حال دونهم ... أساود من رمان يا بعد منظر وابنه جوين بن النابغة أيضاً شاعر. ومنهم النابغة العدواني قال أبو اليقظان هو من بني وابش بن زيد بن عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان. شاعر أنشد له أبو اليقظان يهجو الفرزدق نبغت وأشعاري لقيس دعامة ... وإني الذي أفري حرام الفرزدق

وأنشد يهجو عنبسة بن يحيى بن يزيد بن العاص: إذا ما جئت عنبسة بن يحيى ... رجعت مقلداً خفي حنين فما هو بالمؤمل من قريش ... ولا هو من بني العاصي بزين ومنهم النابغة الذبياني أيضاً وهو نابغة بني قتال بن يربوع بن لقيط بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض واسمه الحارث بن بكر ابن عركي بن عرار بن قبال، وجدت في كتاب بني مرة بن عود أنه أحد الشعراء النوابغ ولم يذكر له شعراً وأظن شعره درس. ومنهم النابغة التغلبي واسمه الحارث بن عدوان أحد بني زيد ابن عمرو بن غنم بن تغلب. شاعر وجدت له في الأناشيد: هجرت أمامة هجراً طويلاً ... وما كان هجرك إلا جميلا على غير بغض ولا عن قلى ... وإلا حياءً وإلا ذهولا بخلنا لبخلك قد تعلمين ... فكيف يلوم بخيل بخيلا من يقال له نهار منهم نهار بن توسعة بن تميم بن عرفجة بن عمرو بن حنتم بن عدي بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة. أحد شعراء بكر بن وائل هو وأبوه توسعة، ونهار هو القائل ليزيد بن المهلب: كانت خراسان أرضاً إذ يزيد بها ... وكل باب من الخيرات مفتوح فاستبدلت قتباً جعداً أنامله ... كأنما وجهه بالخل منضوح قوله قتباً يعنى قتيبة بن مسلم. وله ديوان مفرد وهو كثير الجيد. ومنهم نهار العجلي ولا أعرف اسمه ولا نسبه إلى عجل. شاعر فارس وهو القائل يرد على التي قالت: أقدم نهار فارسم الأدهم وهو كلام ليس بشعر عداني عنك أن الناس أضحوا ... على حرب تلمع لانكشاف وأن الناس كلهم عدو ... لرهطك حين هموا بانصراف

من يقال له أبو نخيلة منهم أبو نخيلة الراجز واسمه يعمر بن حزن بن زائدة ابن لقيط بن أبزى بن ظالم بن مخاشن بن حمان وحمان هو عبد العزى بن كعب ابن سعد بن زيد مناة بن تميم، وقيل له حمان لأنه كان يحمم شفتيه. شاعر راجز محسن متقدم في القصيد والرجز وهو القائل في مسلمة بن هشام بن عبد الملك: أمسلم إني يا ابن كل خليفة ... ويا فارس الهيجا ويا جبل الأرض شكرتك إن الشكر حبل من التقى ... وما كل من أوليته نعمة يقضي وأحييت لي ذكراً وما كان خاملاً ... ولكن بعض الذكر أنه من بعض وهو كثير المحاسن وأنت تراها في كتاب الرجز في أشعار المشهرين. يكنى أبا نخيلة لأنه ولد في أصل نخلة وكني أبا الجنيد قاله علي بن حمزة في كتاب الآباء والأمهات والبنين والبنات. ومنهم أبو نخيلة العكلي وجدت له في كتاب بني حنيفة: إن سجاحاً لاقت الكذابا ... نبية نحلت الكتابا وجعلت لفعله قرابا ... أوقب في جار استها إيقابا من يقال له ابن نويرة وذو نويرة منهم متمم بن نويرة أخو مالك ابن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ومتمم الشاعر المشهور وأخوه مالك فارس شاعر. ومنهم ابن نويرة الباهلي وهو عبد الحميد بن سعد بن عتبة بن نويرة وبابن نويرة يعرف وهو القائل: أنا إذا ما الحرب أمست لاقحا ... خطارة تزبن زبناً ضارحا وجدت قيساً خير قوم مائحا ... وخيرهم إن جردوا الصفائحا

ولبسوا الماذية الروائحا ... تزهي لمن أثبت طرفاً لامحا وهي الرياح الغدر الصحاصحا ومنهم ذو النويرة وهو عامر بن عبد بن الحارث بن بغيض بن سلم وليس له في كتاب بني محارب شعر. من يقال له نمير ويمين بالياء والنون فأما نمير في شعار العرب فجماعة منهم نمير بن الجراح الغنوي. ومنهم نمير بن عداء بن شهاب الطائي ونمير غيرهما جماعة. وأما يمين بالياء والنون ففي بني تيم الله بن ثعلبة شاعر وهو يمين بن معاوية بن بحرة من بني عابس بن مالك بن تيم الله. خبيث هجاء لقبائل بكر بن وائل: غدا اللؤم يبغي ألأم الناس عصمة ... فلما أتى زمان لقى المراسيا وقال في بني عجل: إذا عجلية بلغت ذراعاً ... فزوجها ولا تأمن زناها وإن كانت فويق الشبر شيئاً ... فزوجها فقد بلغت أناها من يقال له ابن ناعصة منهم ابن ناعصة التنوخي وهو أسد بن ناعصة بن عمرو بن عبد الجن بن محرز بن سعد بن أسعد بن كبير بن وائل بن عامر بن عمرو بن فهم بن تيم اللات بن أسد بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، في تنوخ قبائل اجتمعت وتحالفت بنو فهم بن تيم اللات بن أسد بن وبرة وقوم من نزار والأحلاف من جمع العرب وأسد بن ناعصة شاعر جاهلي قديم له في أشعاره ألفاظ غريبة وحشية. ذكر صاحب العين أن شعره لا يكاد يفسد إلا بالشدة. وقد كتبت له فيما تنخلته من أشعار تنوخ غير شيء وادعى أنه قاتل عنترة العبسي فقال: أنا أسد بن ناعصة بن عمرو ... لعبد الجن خير أب نسبت قتلت مجاهداً وبني أبيه ... وعنترة الفوارس قد قتلت

فإن أسفت بنو عبس عليه ... فإني ويب غيرك ما أسفت وكان أسد بن ناعصة وأهل بيته نصارى. ومنهم ابن ناعصة اللمي ثم الفهري وهو عمرو بن ناعصة أحد بني فهر ابن امرئ القيس بن بهثة بن سليم. شاعر وهو القائل: أكلف إن حانت منية عاصم ... لأنزل من جو السماء الكواكبا وما كنت جاراً لازماً بيت عاصم ... ولا لابن سلمى والمريبة صاحبا من يقال له نفيع ونقيع منهم نفيع بن سالم بن صفار بن سنة بن الأشم بن ظفر بن مالك بن طريف بن خلف بن محارب وهو القائل يرد على الأخطل قوله: ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت ... فدل عليها صوتها حية البحر وهي قصيدة طويلة يقول فيها: وكنت تسمى حية البحر بعدما ... ذللت وأعطيت المقادة عن صغر على حين لم تترك لتغلب حية ... بضاح من الأرض الفضاء ولا بحر ولو كنتم حيات بحر سبحتم ... غداة الكحيل إذ يلبون في الغمر وأما نقيع فهو نقيع بن جرموز العبشمي أظنه من عبشمس بن ربيعة بن زيد مناة بن تميم. جاهلي ذكره ابن الأعرابي في نوادره وأنشد له: أطوف ما أطوف ثم آوي ... إلى أما ويرويني النقيع قال أراد أمي فقال أما وأراه سمي النقيع بهذا البيت.

باب الواو في أوائل الأسماء

باب الواو في أوائل الأسماء من يقال له وزير ووزر فأما وزير فهو وزير بن المهاجر الأسدي ثم الدبيري ودبير وهو كعب بن عمرو بن قعين. أحد شعراء بني أسد وهو القائل: وديعة في الدنيا عليها ملاحة ... لها قصب خدل وعين غزال وثغر كثغر الأقحوان إذا بدا ... وتطلع من ستر طلوع هلال وأما وزر فمنهم وزر بن الكروس بن منيع أحد بني الهجيم بن عمرو بن تميم شاعر متأخر وهو القائل وكان أتى البصرة في قحمة المهدي: يا ليت شعري إذا ما غادروا جدثي ... في ملعب الريح في داوية البيد أبالسماحة أم بالبخل يندبني ... قومي لشتان بين البخل والجود ومنهم وزر بن نعمة بن قدم بن برجان بن أشيم بن حذافة بن زهر بن إياد الإيادي. وجدت ذكره في كتاب كلب بن وبرة وذكر أنه قال حين أخذ هند بنت أبي بن أبي النعمان وكانت عند عدي بن عرين أظنه أنا من كلب وكان عاقراه ألا كررت على هندٍ فتمنعها ... إذ هي مائلة والجرح منصار لكن هنداً حماها فارس عرك ... إذ أنت يوم لقاء القوم عوار فقال عدي بن عرين: كانت تلادي فلما حلها وزر ... وددت لو أنها حشت بها النار

ومنهم وزر بن عمرو الجذامي وكان ينزل فلسطين أنشد له المفضل: لقد برئت عيني لبرئك وانجلى ... قذاها ولم يكحل قذاها بأثمد فأضحت جديداً طرفها ألمعية ... كأن لم يقلبها طبيب بمرود من يقال له وعلة وابن علة منهم وعلة بن الحارث الجرمي لم يرفع نسبه في كتاب جرم؛ وجدت له في كتاب جرم وهو شاعر جاهلي: وما بال من أسعى لأجبر عظمة ... حفظاً ويبغي من سفاهته كسري أظن صروف الدهر بيني وبينهم ... ستحملهم مني على مركب وعر وهي الأبيات المشهورة وقال أيضاً: إذا ما تلاقينا على الشحط أصبحت ... تحيتنا زرق الوشيج المقوم ذوابل في أطرافها زاعبية ... رقاق نواحيها ظماء من الدم وأما ابن وعلة فمنهم الحارث بن وعلة بن الحارث الجرمي هذا. شاعر وجدت له في كتاب جرم: أصبحت نهد وقد ذاقت بما ... أسلفت كأساً من السم قشيب وهي أبيات ليس فيها ما يصلح للمذاكرة. ومنهم الحارث بن وعلة بن المجالد بن الزبان بن الحارث بن مالك بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة الشاعر المشهور صاحب القصيدة المختارة لمن الديار بجانب الرضم ... فمدافع الترباع فالرحم يقول فيها الأبيات التي اختارها أبو تمام في الحماسة قوم هم قتلوا أميم أخي ... فإذا رميت يصيبني سهمي من يقال له ابن وابصة منهم سالم بن وابصة الأسدي بن عبيد ابن قيس بن كعب بن نهد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد. شاعر فارس

يقول لعبد الملك بن مروان: لا تجعلن مندياً ذا سرة ... ضخماً مناكبه عظيم الموكب كأغر يتخذ السيوف سرادقاً ... يمشي برايته كمشي الأنكب قوله في البيت الأول عظيم الموكب هو العجز. قال ابن الرقيات: قرشية يهتز موكبها. وسالم القائل في قصيدة: ولا يواسيك فيما ناب من حدث ... إلا أخو ثقة فانظر بمن تثق ومنهم ابن وابصة الفزاري وهو حرام بن وابصة وهو أحد بني قيس بن عمرو بن ثومة بن مخاشن بن لأي بن شمخ بن فزارة. شاعر فارس وهو القائل: شفى حنبل بالسيف ما في صدورنا ... من الغيظ واخترنا على اللبن الدما ومثل ابن كعب أدرك النبل إذ سعى ... وشرف حوض المجد أن يتهدما

باب الهاء في أوائل الأسماء

باب الهاء في أوائل الأسماء منهم هميان بن قحافة أحد بني عوافة بن سعد بن زيد مناة ابن تميم ويقال أحد بني عامر بن عبيد بن الحارث وهو مقاعس راجز محسن إسلامي وكان في الدولة الأموية وهو القائل يصف الإبل: فصبحت جابية صهارجا ... تحسبه جلد السماء خارجا فأقنعت حواجراً غوامجا ... يشربن صفو الماء والرجارجا تجرع جرعاً للضلوع نافجا ... تقبلها أشداقها اللهامجا فأسأرت في الحوض حضجاً حاضجا ويروى اللوافجا الواسعة، والرجارج ما تمج الإبل من أفواهها، والحضج البقية. وهي أرجوزة طويلة من جيد الرجز وله أراجيز غيرها جياد. ومنهم هميان الضبي ولا أعرف نسبه من ضبة ولا رأيته في شعرائهم وأظنه إسلامياً متأخراً. أنشد له بندار بن لزة في كتابه المؤلف في معاني الشعر: لو أن قومي يبلغون طباقها ... غطوا على الشمس المضبة نورها

باب الياء في أوائل الأسماء

باب الياء في أوائل الأسماء من يقال له يزيد وبريد فأما يزيد في الشعراء فكثير جداً منهم يزيد بن خذاق العبدي. ومنهم يزيد بن محرق الكندي. ومنهم يزيد بن مخرم الحارثي. ومنهم يزيد بن سنان المري. ومنهم يزيد بن عمرو بن الصعق الكلابي وغيرهم ممن يكثر أن استقصي ذكرهم. وأما يريد بالباء معجمة بواحدة من أسفل ففي الشعراء منهم غير واحد منهم بريد بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وكان ضاف العامرية بنت نبهان فسقته لبناً حامضاً ممذوقاً بماء ملح فمر به غلام من قومه يقال له بعجان فدعاه فشرب معه من اللبن فأخذهما من ذلك مشي شديد مقال بريد: أرانا وبعجان بن يزيد أصابنا ... طعام غمير كله بضمان كلانا يكف الثوب من أن يصيبه ... نفي الذي يلقى بكل مكان ومنهم يريد الغواني بن سويد بن حطان أحد بني بهثة بن حرب بن وهب بن جلى بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزال شاعر فصيح وهو القائل: ولا تدعوني إن تكن لي داعياً ... بريد الغواني فادعني للفوارس

وله في كتاب بني ضبيعة أشعار حسان جياد. آخر كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وألقابهم المتضمن عدداً لستمائة وخمسة وأربعين شاعراً تأليف أبي القاسم الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي رحمه الله وكانت وفاته سنة سبعين وثلاثمائة وفرغ من تعليقه يوم الأحد عشرة كذا ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وستمائة للهجرة النبوية على صاحبها وآله السلام.

§1/1