اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل

محمد علي السراج

ـ[اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل]ـ المؤلف: محمد علي السَّراج الناشر: دار الفكر - دمشق الطبعة: الأولى، 1403 هـ - 1983 م عدد الأجزاء: 1 [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: أبو إبراهيم حسانين

المقدمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ المقدمة حمداً لمن خلق الإنسان وخصه بالعقل والبيان. وصلاة على نبيه محمد أفصح العرب لساناً، وأوضحهم بياناً، وأسلمهم لغة، وأجودهم مثلاً، وبعد: إن الغرض الأسمى من معرفة قواعد اللغة العربية هو أن النحو والصرف يصونان اللسان عن الخطأ في الكلام، ويعصمان القلم عن الزلل في الكتابة. وعلوم البلاغة تهدي إلى تفهم إعجاز القرآن، وتعين على تذوق الجمال في روائع الشعر وبدائع النثر. وعلم العروض يُعرف به صحيح وزن الشعر من فاسده. واللغة بحر يمد الكاتب بدرر الألفاظ ليصطفي منها ما يجعل كلامه أكثر وضوحاً وإشراقا. والأمثال كنز ثمين من تراثنا القديم ملئ فطنة وحكمة وتجربة. وقد عنى علماء العربية عصوراً بتهذيبها حتى بلغت غاية الكمال، لكنهم أكثروا من التعليل والتدليل، وأقحموا أشياء من الفلسفة والفقه، فصعب على الطلبة فهمها، وعسر هضمها، وراحوا يطالبون بتسهيلها وتيسيرها - ومطلبهم حق - لذلك ألفت هذا الكتاب وأودعته لباب ما في مطولات الأئمة المتقدمين. واستعنت على توضيح مسائل النحو والصرف بأمثلة وأبيات وتفسير وإعراب، وعلى تيسير علوم البلاغة بذكر ما سهل لفظه، وقرب معناه، وعلى تسهيل علم العروض بأخذ الأصول ونبذ الفضول، وعلى فوائد اللغة باصطفاء أطربها لفظا وأرخمها جرسا، وعلى شرح الأمثال بإيراد ما يجانسها من آية أو حديث أو بيت

أو مثل سائر. رجاء أن يفيد منها المتأدب الريضُ، ويطرب لها الأديب الريس. وقد جعلت الكتاب ثلاثة أقسام: أحدها في النحو والصرف، والثاني في البلاغة والعروض، والثالث في اللغة والأمثال. فلعلي وُفقتُ في عملي لما فيه غُنْيةٌ الطالب، وبغية الراغب، وبلغة الكاتب. المؤلف محمد علي السراج

القسم الأول النحو والصرف

القسم الأول النحو والصرف تعريف وتمهيد النحو - النحو علم بأصول يغرف بها أحوال الكلمات العربية من جهة الإعراب والبناء. والإعراب هو رفع الكلمة ونصبها وخفضها وجزمها، فإذا لم تكن الكلمة معربة سميت مبنية فتلزم حالة واحدة كأمس والآن. الصرفُ - الصرفُ، ومعناه التغيير والتحويل، علم يعرف به بنية الكلمة لغرض معنوي أولفظي. فالمعنوي كتثية المفرد وجمعه. واللفظي كتحويل قَوَلَ إلى قال ورَمَيَ إلى رَمي. فالنحو والصرف إذاً علمان متلائمان متعاونان. فالأول يوضح الكلمات من حيث الإعراب والبناء. والثاني من حيث التحويل والتغيير الكلمة وأقسامها الكلمة لفظ مفرد وضع لمعنى كرجل وغلام. وأقسامها ثلاثة: فعل واسم وحرف. فالفعل: ما يدل على معني مستقل بالفهم، والزمن جزء منه كذهب ويذهب واذهب. والاسم: ما يدل على معني مستقل بالفهم، وليس الزمن جزءاً منه كقلم ودواة.

والحرفُ: ما يدل على معنى غير مستقل بالفهم كهل ومن. وزن الكلمة لما رأى العماء أن أكثر الكلمات العربية ثلاثي وضعوا لها ميزاناً من أحرف (فَعَلَ) ، وسموا الحرف الأول فاء الكلمة والثاني عينها والثالث لامها؛ فيقال في ورن شمس: فَعْل، وفي وزن قُفْل: فُعْل، وفي وزن قرأ فَعَل. فإذا زادت الكلمة على ثلاثة أحرف، فإن كانت الزيادة حرفاً أو حرفين من أصل وضع الكلمة زدت في الميزان لاماً أو لامين فتقول في وزن جعفر: فعللْ، وفي وزن سفرجل: فعلَّل، وإن كانت الزيادة من حروف (سألتمونيها) جئت بالمزيد بعينه في الميزان، فتقول في وزن انصرف: انفعل، وفي وزن استخرج: استفعل، وإن كانت تكرير حرف من أصول الكلمة كررت ما يقابله في الميزان، فتقول في وزن قدم: فعَّلَ، وفي وزن جلْبَبَ: فعْلَلَ. * * *

الكلام على الفعل

الكلام على الفِعْلِ وفيه عشرة أبواب الأول: في الماضي والمضارع والأمر. الثاني: في المجرد والمزيد. الثالث: في الجامد والمتصرف. الرابع: في الصحيح والمعتل. الخامس: في التام والناقص. السادس: في اللازم والمتعدي. السابع: في المعلوم والمجهول. الثامن: في المؤكد وغير المؤكد. التاسع: في المبني والمعرب. العاشر: في نصب الفعل وجزمه ورفعه وإعرابه التقديري.

الباب الأول في الماضي والمضارع والأمر

الباب الأول في الماضي والمضارع والأمر الماضي: الماضي ما وقع في زمان قبل الزمن الذي أنت فيه، وعلامته أن يقبل تاء الفاعل كقرأت، وتاء التأنيث الساكنة كقرأتْ، ويكون مبنياً على الفتح معلوماً كان أو مجهولاً كفهم وفهم. المضارع: المضارع ما يكون في الزمن الذي أنا فيه أو بعده. فقولك: يضرب يصح أن يكودن للحال أو الاستقبال. فإذا أردت تخصيصه بالمستقبل فأدخل عليه السين أو سوفَ نحو: سيكتب أو سوف يكتب. ولائذ أن يكون أوَّلُهُ حرفاً من حروف (أنيتُ) . ويكونا المضارع مرفوعاً إذاً تجرد من الناصب والجازم. وقد سمي مضارعاً لمضارعته - أي مشابهته - لاسم الفاعل بحركاته وحدوثه، فيقعد مثل قاعدِ حركات وحدوثاً. الأمر: الأمر ما تطلب به شيء بعد زمن التكلم نحو: اقرأ وافهم. وعلامته أن يقبل نون التوكيد مع دلالته على الطلب كاقرأنَّ وافهمن. وقد يرد في الكلام ألفاظ تفيد معنى الفعل يقال لها: أسماء الأفعال، وهذه أحكامها: أسماء الأفعال اسم الفعل: هو ما ناب عن الفعل معنى واستعمالاً، لكنه لا يقبل علامة الفعل ولا يتقدم معمولة عليه. وهو على ثلاثة أضرب: الأول: ينقسم من حيث الزمن إنما ثلاثة أقسام: اسم فعل ماضي كهيهات. واسم فعل

أمثلة

مضارع كاف. واسم فعل أمر كصة. لكن وروده بمعنى الأمر كثير، وبمعنى الماضي والمضارع قليل. الثاني: ينقسم من حيث الوضع إلى قسمين: مرتجلّ ومنقولٌ: فالمرتجلُ ما وضع من أول أمره أسم فعل كشتان وافَّ. والمنقول ما نقل عن الظرف والجار والمجرور والمصدر كدونك الكتاب وعليك نفسك ورويد أخاك. الثالث: يصاغ على وزن فعال من كل فعل ثلاثي متصرف كنزال وسماع وحذار. فوائد 1 - أسماء الأفعال سماعية إلا ما كان منها على وزن فعال فقياسي. 2 - تستعمل أسماء الأفعال بلفظ واحد للمفرد وغيره مؤنثا ومذكراً نحو: مهْ يارجُل، ومَهُ يانساْء. تفسير معنى شتان: افترق. وهيهات: بعد. وويْ: أتعجب. وافَّ: أتضجرٌ. وأوه: أتؤجعٌ. وحي عَلى: أقبل. وآمين: آستجب. ودونك: خذْ. ورويدَ: أمهلْ. ومكانك: أثبتْ. أمثلة شتان بين الجدَ والكسل ... هيهات النجاح بلا عملِ شرعان ما ذهب الوجلٌ ... ؤي لعالم يبخل بعلمه أف لعامل يتوانى بعمله ... أوهُ ممن يسيء إلى وطنه حي على شرف الجهاد ... مهُ عما يؤذي العباد هلم إلى سبيل الرشاد ... دونك الكتاب جلدهُ إليك التائة أرشده ... رويْد أخاك أمهلة مناع الصبي ... قتال العدو سماع الكلام ... حذار الإهمال

شواهد

شواهد وعليك نفسك فارعَها ... واكسب لها فِعلا جميلا جاورت أعدائي وجاور ربه ... شتانَ بين جوارهِ وجواري فأوٌهْ لذكراها إذا ما ذكرتها ... ومن بْعدَ أرض دونها وسماء فحذار أن ترضى مودةَ منُ ... يقْلي الُمقلَّ ويعشق المثري القلِى: البغض من قلاه يقليه. وقي القرآن الكريم: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} إعراب وَيْ لِعاملٍ لا يُتْقِنُ عَمَلَهُ (وي) : اسم فعل مضارع بمعنى أتعجب، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا. (لعامل) : جار ومجرور متعلق بويْ. (لا) : حرف نفي. (يتقنُ عمله) : فعل وفاعل ومفعول به ومضاف إليه. والجملة صفة لعامل، والتقدير: غير متقنِ. الباب الثاني في المجَرَّدِ والمزيدِ الُمجردُ: ما كانت جميع حروفه أصلية. والمَزيدُ: ما زيد فيه حرف أو أكثر على حروفه الأصلية. وإليك البيان:

المجرد

الُمجردُ قسمان: ثلاثي ورباعي: فالثلاثي مع مضارعه ستة أبواب مرتبة بحسب القلة والكثرة على الوجه التالي: فعَلَ يفعُلُ كنصرَ ينصُرُ ... فعَلَ يفْعلُ كضرب يضربُ فعَلَ يفعلُ كمنع يمنعُ ... فعّل يفعَلُ كعِلمَ يعْلمُ فعُل يفعلُ كشرُفَ بشرُفُ ... فعِل يفعل كحسِبَ يحسبُ ويجمعها قولهم: فتحُ ضم فتح كسر فتحتان ... كسر فتح ضمُّ ضمَّ كسرتان والرباعي: له وزن واحد: فعللّ يفعللُ كهلْهَلَ يهلهلٌُ. المزيدُ قسمان: مزيد الثلاثي، ومزيد الرباعي. مزيدُ الثلاثي ثلاثة أنواع: مزيد بحرف، ومزيد بحرفين، ومزيد بثلاثة حروف. فالمزيد بحرف له ثلاثة أوزان: أفعلَ يفعُل كأذهب يذهبً، وفعلَ يفعلُ كقدمَ يقدمُ، وفاعل يفاعل كبادل يُبادل. والمزيد بحرفين له خمسة أوزان: انفعل ينفعل كانصرف ينصرف، وافتعل يفتعل كاجتمع يجتمع، وافعل يفعل كاسود يسود، وتفاعل يتفاعل كتشارك يتشارك، وتفعل يتفعل كتحدث يتحدث. والمزيد بثلاثة أحرف له أربعة أوزان: استفعل يستفعل كاستغفر يستغفر، افغوعل يفعوعلُ كاعشوشبَ يعشوشبْ،

فوائد

افعَولََ يفعوَّل كاجلوَّذّ يجلوَّذُ، افْعالَّ يفعَالُّ كاصفَارَّ يْصفارُّ. مزيد الرباعي نوعان: مزيد بحرف واحد، ومزيد بحرفين: فالمزيد بحرف واحد له وزن واحد: تفعلَلَ يتفعلُل كتدحرجَ يتدحرج وكتزلزل يتزلزل. والمزيد بحرفين له وزنان: افعنللَ يفعنلل؟ كاحرنجم يحرنجمُ، افعلل يفعللُّ كادلهمَّ يدلهمُّ. تفسير اجْلَوَّذ: أسرع. أصفار: اصفر بالتدرج. احرنجم: تجمعَ. أمثلة كتب المقولة يكتبها ... ضرب المذنب يضربُه منع السفرَ يمنعُه ... علم الأمر يعلمُه كرم الأصل يكرم ... حسبَ المال يحسُب زمجر الأسد يزمْجرُ ... هلهَل الشعر يهلهل بعثر الورق يبعثر ... أتقن العامل عملهُ درب الوالد ولدهَ ... كاتبَ الغائب أهلهُ استحصد زرعُ الأرضٍ ... املوْلًحَ ماءُ البحر اصفار ورقُ الشجر فوائد أبواب الفعل الثلاثي سماعية. لكن هناك ضوابط تقريبية وهي: أولاً: يكون من الباب الأول المضعف المتعدي كصده يصده، ولمهُ يلمُّهُ. ومن الباب الثاني المضعف اللازم كخفَّ يخفُّ، وحَن يحنُّ.

شواهد

ثانيا: يكون من الباب الثالث إذا كانت عينه أو لامهُ حرفا من حروف الحلق، وهي الهمزةُ والهاء والعُين والحاءُ والغيُن والخاءُ، نحو: سأل يسأل، بهلَ ينهّل، جَعل يجعل، سحب يسحب، ضغط يضغط. ثالثا: أفعال البابا الخامس كلها لازمة تدل عل الغرائز الثابثة كحسن وقبح، وتصير متعدية بالمغالبة كحاسنتهُ، وما جدتهُ، وماجدتهُ لجدية، أي غلبته. رابعا: أفعال، الباب السادس تجئ من الصحيح قليلاً كحسب، ومن المعتل كثيراً كورث. شواهد إذا المرء لم يكففْ عن الناس شره ... فليس لهُ ما عاش منهمْ مصاحبُ تسامح ولا تستوف حقك كله ... وأبق فلم يستوف قط كريم صديقي من يرد الشر عني ... ويرمي بالعداوة من رماني ويصفو لي إذا ما غبت عنة ... وأرجوه لنائبة الزمان لو عرف الإنسان مقدارهُ ... لم يفخر المولى على عبدهِ أمس الذي مرعل قربه ... يعجز أهل الأرض عن ردهِ الباب الثالث في الجامد والمتصرف الفعل الجامد يلازم صورة واحدة. وهو إما أن يكون ملازماً للمضي كعسى وليس، أو للأمر يةِ كهب وتعلم. والمتصرف ما لا يلازم حالة واحدة. وهو إما أن يكون تام التصرف بأن تأتي منه الأفعال الثلاثة كفهم ويفهم وافهم، أو ناقص التصرف كزال وبرح.

كيف يتصرف المضارع من الماضي

كيف يتصرف المضارع من الماضي يتصرف المضارع من الماضي بأن يزاد في أوله أحد أحرف المضارعة الأربعة: الألف والتاء والنون والياء مجموعة في كلمة (أنَيْتُ) ، مضموماً في الرباعي كيدحرج، مفتوحاً في غيره كينصر وينطلقُ ويستغفر. فإن كان الماضي تلاثياً سكنت فاُء المضارع وحركت عينه بضمة أو فتحة أو كسرة كينصر ويلعب ويحمل. وإن كان غير ثلاثي بقي على حاله إن كان مبدوءاً بتاء زائدة كيتقدم ويتسابق وإلا كسر ما قبل آخره كيعظم ويسامح. كيف يتصرف الأمر من المضارع يتصرف الأمر من المضارع بأن يحذف حرف المضارعة كقدم وصافح، فإن كان أول الأمر ساكناً زيد في أوله همزة وصل كاقرأ وأفهم، وإن كان محذوفا منه الهمزة ردت إليه كأكرم وأستغفر. أمثلة عسى حرف جرمن نداك يجرني ... ليس التكحل بالعينين كالكحل اخلولق العدل في الورى يتوارى ... كرب القلب من جواه يذوب هب الدنيا تساق إليك عفواً ... أليس مصير ذلك للزوال تفسير الندى: الخير والفضل. الكحل: سواد يعلو العينين كالكحل. كرب: من أفعال الشروع ككاد وأوشك. الجوي: الحرقة وشدة الوجد.

الباب الرابع في المعتل والصحيح

الباب الرابع في الُمعتل والصحيح الصحيحُ: الفعل الصحيح ما خلت أصوله من أحرف العلة وهي: الألف والواو والياء. وينقسم إلى ثلاثة أقسام: سالم ومهموز ومضعف. السالمُ: ما سلمت أصوله من الهمزة والعلة والتضعيف كسمع وعلم. المهموز: ما كان أحد أصوله من همزة نحو: أخذ وسأل وقرأ. فإذا توالت في أوله همزتان الأولي متحركة والثانية ساكنة قلبت الثانية مداً مجانساً لحركة الأولي نحو: آمن أومن إيماناً. وشذ أكل وأخذ وأمر فتخذف الهمزتان من أمرها فيقال: خذ وكلْ ومرْ. وكذلك رأى تحذف العين من مضارعها وأمرها فيقال: يرى وره، ومن جميع تصاريف أري نحو: يري وأرهْ. المضعفُ: ما يعتريه الإدغام، وهو إدخال، أحد الحرفين المتماثلين في الآخر. ويكون الإدغام واجباً إذا كانا متحركين كمدّض يمُد. وممتنعاً إذا سكن الثاني كمددتُ ويمدُدْن. وجائزاً إذا كان السكون لجزم المضارعة، أو لبناء الأمر، نحو: لم يمَدَّ، ومُد، ولم يمددْ، وامْدُدْ. المعتل: هو ما كان أحد أصوله أو اثنان منها من أحرف العلة، وهو خمسة أنواع: مثال وأجوف وناقص ولفيف مفروق ولفيفٌ مقرون. المثال: ما اعتلت فاؤه كوصل. فإن كان مكسور عين المضارع خُذفت فاؤه كيعدُ ويزنُ. ولا حذف في مثل: يؤجل ويينع وييبسُ لانفتاح العين. وشذ مثلُ: يقعُ ويضعُ.

شواهد

الأخوَفُ: ما اعتلت عينه كقال وباع. فإذا سكن آخره لجزم المضارع أو لبناء الأمر حذفت العين نحو: لم يقم ولم يبعْ وقم وبعْ. الناقصُ: ما اعتلت لامهُ كرضي وعلا. فإذا اتصل بواو جماعة أو ياء مخاطبة خذفت اللام وحركت عينه بحركة مجانسة للضمير نحو: نسُوا وترضيْن. اللفيف المفروق: ما اعتلت فاؤه ولامهُ كوعي ووفى، ويعاقل معاملة المثال والناقص. اللفيف المقرونُ: ما اعتلت عينه ولامهُ كروى وحوى، ويعامل معاملة الناقص. الإسناد إلى واو الجماعة وياء المخاطبة سعوا وغلوا ونسوا وزكوا ... يشعون ويعلمون وينسون ويزكون سعيت وعلوت ونسيت وزكوت ... تسعين وتعلين وتنسين وتزكين شواهد عني لووْا قلبي كووْا لطْفا حَوَوْا ... وعلى العرش من الحسن استوَوا من قال لا أغلط في أمر جرى ... فإنها أول غلطة ترى وأنم نمو النبْت قد زادهْ ... غبٌ الندى واسم إلي قدرتكْ لتمييز الصحيح والمهموز والمعتل آليت أن أقرأ آثارالأنبياء، وآثرت كتت الجاحظ إيثاراً كبيراً، لإيماني بأنه عالم صفا ذهنه، ونما عقله، وزكو طبعه، وسرو خلقةُُ. تفسير الندى: الأصل المطر وما أصاب من بلل. الغبُ بالكسر ما أتي يوماً بعد يوم. زكوَ زكّوا: صلُحَ.

الباب الخامس في التام والناقص

الباب الخامس في التام والناقص الفعل التام ما تتم به وبمرفوعه جملة نحو: طلع البدرُ. والفعل الناقص ما لا تتم الجملة معة إلا بمرفوع ومنصوب نحو: كان عمر عادلاً. والأفعال الناقصة: تسمى (الناسخة) ، تدخل علي المبتدأ والخبر، فترفع الأول ويسمى اسمها، وتنصب الثاني وتسمى خبرها. وهذه أوصافها: كان وأصبح وأضحى وظل وأمسى وبات تفيد التوقيت بزمن مخصوص، فكان تفيد اتصاف المخبر عنه بالماضي. وأصبح بالصباح، وأضحى بالضحى. وظل بالنهار. وأمسى بالمساء. وبات بالليل. وتتصرف تصرفاً تاماً، فمضارعها وأمرها ومصدرها واسما فاعلها ومفعولها كالماضي. صار: تفيد التحويل والتغيير نحو: صار الماء جليداً. وتتصرف تصرفاً تاماً. ومثلها في المعنى والعمل: آض وغاد ورجع واستحال وارتد وحار وراح وقعد. وقد جمعت بقولهم: بمعنى صار في الأفعال عشر ... تحول آض عاد ارجع لتغنم وراح غدا استحال ارتد فاقعد ... وحارَ فهاكَها والله أعلم ليس: تفيد النفي نحو: ليس المخاطر محموداً. وهي جامدة، ويكثر وقوع الباء الزائدة في خبرها نحو: لست بمقترف ذنباً، مقترف خبر ليس مجرور لفظاً منصوبا محلاً. دام: تفيد التوقيت بحالة معينة، ويشترط لها تقدم ما الظرفية المصدرية عليها،

فوائد

وسميت بذلك لتأويلها مع ما بعدها بالمصدر نحو: اطلب العلم ما دمت حياً، أي: فمدة دوامك حياً. زال وبرح وانفكَّ وفتئ: تفيدُ الاستمرار، وتتصرف تصرفاً ناقصاً؛ فيأتي منها الماضي والمضارع. ويشترط في عملها تقدم النفي نحو: ما زال ولم يبرح. ويكثُرُ حذف النفي مع القسم كقوله تعالي: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} . أمثلة كان الدرسُ سهلاً ... لم يكن الفحصُ صعباً يعجبني كونك شهماً ... صار العدو صديقاً آض الجو لطيفاً ... استحال القمح دقيقاً ليس الكذوب مصدقاً ... لستُ بقائل هجراً لست بمانع خيراً ... تصدق مادمت موسراً لم يزل سعد غائباً ... لا يفتأ عمرو حازماً تفسير الهجر: الفحشُ. الحزم: ضبط الرجل أمره. الموسر: الغني المثري. فوائد 1 - تأتي كان رائدة بعد ما التعجبية نحو: ما كان أكرم حاتماًَ! 2 - يجوز حذفه نون كان إذا جزم مضارعها ولم يك بعد همزة نحو: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} . 3 - يجوز حذف كان وحدها نحو: أما أنت جالساً جلست. أي: جلست لأن كنت جالساً. حذفت كان بعد أن المصدرية، وعوض عنها (ما) ، وانفصل الضمير (أنت) . 4 - يجوز حذف كان مع اسمها بعد إن ولو الشرطيتين نحو: قد قيل ما فيل إن صدقا وإن كذباً. أي: إن كان القول صدقاً.

شواهد

4 - إذا عطف على جواب الشرط بالفاء أو الواو جاز فيه ثلاثة أوجه: الجزم على العطف، والنصب على تقدير أنْ، والرفع على الاستئناف، كقوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} أو فيغفرّ أو فيغفرُ. 5 - قد يجزم المضارع إذا وقع جواباً للطلب نحو: جودوا تسودوا، وجزمهُ بشرط محذوف تقديره: إن تجودوا تسودوا. 6 - إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق نحو: إن قام علي والله أقم ونحو: والله إن قام عليَّ لأقومن. شواهد أرى العمر كنزاً ناقصاً كل ليلة ... وما تنقص الأيام والدهر ينفذ من تجمع القلب الذكي وصارماً ... وأنفا حمياً تجتنبك المظالم ومهما تكن عند امرئ من من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم ومن يجعل المعروف من دون عرضه ... يفرهُ ومن لا يتق الشتم يشتم ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... وإن يرق أسبابَ السماء بسلم إعراب منْ استرعى الذئبَ الغنم فقد ظَلَمَ منْ: اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه محله الرفع مبتدأ. استرعى: ماض فاعله مستتر. الذئب الغنم: مفعولان لاسترعى. فقد: الفاء رابطة للجواب، وقد للتحقيق. ظلم: فمل ماض جواب الشرط وفاعله مستتر. والشرط والجواب في محل رفع خبر المبتدأ منْ. تفسير العرض: موضع المدح والذم من الإنسان. وَفَرَ يفرُ: صان ووَقى. الخليقة: الطبيعة. ذكاء القلب: حدتُهُ.

أفعال المقاربة

كانَ مَا تتوقعتُهُ كان: فعل ماض تام بمعنى وقع وحصل. ما: اسم موصول محله الرفع فاعل كان. توقعتهُ: فعلٌ وفاعلُ ومفعول به. والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. أفعال المقاربة من أخوات (كان) أفعالُ المقاربة، وهي ثلاثة أنواع: الأول: ما وضع للدلالة على قرب وقوع الخبر، وهو كاد وأوشك وكرب. الثاني: ما وضع للدلالة على رجاء وقوع الخبر، وهو عسى وحرى واخلولق. الثالث: هما وضع للدلالة على قرب الشروع فيه، والمشهور منهُ. شرع وأنشأ وطفقَ وعلق وجعل وأخذ. ويلزم أن يكون خبر هذه الأفعال مضارعاً مقترناً بأن وجوباً في اخلولق وحرى، وكثيراً في أوشك وعسى، وقليلاً في كاد وكرب. ولا اقتران في أفعال الشروع. أمثلة عسى الله أن يرحمنا ... اخلولق الصبر أنْ ينفعنًا حري الدهر أن يفرحنا ... شرعَ الطفل يحكي أخذ المطر يهمي ... جعل الفرس يجري طفق الجمع يتفرق ... علق السيل يتدفقُ أنشا الوغدُ يتملق

الباب السادس في اللازم - والمتعدي

شواهد عسى الكربُ الذي أمسيتّ فيه ... يكون وراءهُ ة فرج قريبُ كادت النفسُ أن تفيض عليه ... إذا غدا حشو ريطة وبرود إذا غير النأي المحبين لم يكد ... رسيسس الهوى من حب مية يبرحُ إذا سئل الناس التراب لأوشكوا ... إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا إعراب عسى الله أن يأتي بالنصر عسى: فعل ماض ناقص. ولفظ الجلالة اسم عسى مرفوع. أن: مصدرية. يأتي: فعل مضارع منصوب بأن، والفاعل ضمير مستتر. وأن، وما بعدها في تأويل مصدر محلهُ النصر خبر عسى تقديره آتياً. تفسير الوغد: الدنيء. الكرب: الهر. فاضت النفس: خرجت. البرود: الأكسيةُ. الريطةُ: الملاءةُ. النأي: البعدُ. رسيس الهوى: ابتداؤه. الباب السادس في اللازم - والمتعدي ينقسم الفعل إلي لازم ومتعدَّ: فاللازم ما لا ينصبُ المفعول به كقام وقعد. ويكثر في باب فعُل وفعَّل، وفي الفَِعل المطاوع كشرف وظرفّ وفرح وحزن وانصرف واجتمع.

أمثلة الفعل اللازم

والمتعدي ما ينصب المفعول به، وهو أربعة أقسام: الأول: ما ينصب مفعولاً واحداً، وهو كثير كسمع القول، وعرف الحقَّ. الثاني: ما ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر كظن وحسب وخال وزعم وجعل وعدَّ وحجّا وتفيد الرجحان، ورأي وعلم ووجد وألفى ودرى تعلم وتفيد اليقين، وصير ورد وترك واتخذ وتخذ وجعل ووهب وتفيد التحويل نحو: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} الثالث: ما ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبراً كأعطى وكسا نحو: أعطيته مالاً، وكسوتة ثوباً. الرابع: ما ينصب ثلاثة مفاعيل، وهو أرى وأعلم وأنبأ ونبأ وأخبر وخبر وحدث نحو: {يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ} ، ونحو: أعلمته الضيف قادماً. أمثلة الفعل اللازم شرفَ الرجل وظرف ... طال الظل وقصر كرم الشيخ وحلم ... فرح الأب وحزن غيد الابن وعمش ... شبع الأخ وعطش قصفت العود فانقصف ... صرفت الماء فانصرف غرفت الماء فانغرف. أمثلة الفعل المتعدي سبق السيف العذل ... قرب الشره الأجل أكل الذئب الحمل ... أعطيت الفائز كتاباً ألبست العاري ثياباً ... سقيت الصادي شراباً

فوائد

ظننت بكراً نائماً ... حسبت عمراً قادماً خلت نضراً عالماً ... صيرت الدهن شمعاً تخذت القناعة كنزاً ... جعلت الكتاب خذنا أريتك البحث مكتوبا ... أنباتك الفوز مأمولاً أخبرتك العدو مقبولاً. تفسير الظرف: البراعة والذكاء. الحلم: الصفح. الغيدُ: النُعومةُ. العمشُ: سيلان العين بالدمع. العدل: اللومُ. الصادي: العطشانُ. الخدنُ: الصُديق. الشرهُ: غلبةُ الحرصِ. فوائد 1 - يتعدى اللازم بالهمزة والتضعيف نحو: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ} . وبالمفاعلة نحو: جالست العلماء، وصاحبت البلغاء. وبما كان على وزن استفعل ودل على الطلب أو النسبة نحو: استأذن واستحسن. وبما سقط منه الجار مع أن وأن نحو: شهدت أنك حاذق، وعجبت أن تغلط. الأصل: شهدت بأنك حاذق، وعجبت من أن تغلط. 2 - قد يسدُّ مسد المفعولين أن واسمها وخبرها نحو: لقد زعمت أني تغيرت بعدها. 3 - قد ترد علم بمعنى عرف، وظن بمعنى اتهم، ورأى بمعنى أبصر، فتنصب مفعولاً واحداً نحو: {اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} أي: يعرفهم. ونحو: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} . ونحو: رأيت الهلال. 4 - ظن وأخواتها تعلق عن العمل إذا ولي الفعل نفي أو استفهام أو لام الابتداء أو لام القسم (والتعليق: إبطال العمل لفظا لا محلاً) نحو: سيعلم أينا الفائر، فجملة أينا الفائر مبتدأ وخبر في قبل محل نصب سد مسد مفعولي عليم.

الباب السابع في المبني للمعلوم والمبني للمجهول

شواهد رأيتُ الله أكبر كل شيء ... محاولة وأكثرهمْ جنوداً قد كنتُ أحجواباً عمرو أخا ثقةِ ... حتى ألمتْ بنا يوماً مُلماتُ ولقد علمت لتأتين منيتي ... إن المنايا لا تطيشُ سهامُها وما أدْري ولست إخالُ أدري ... أقوم آلُ حِصنٍ أم نساءٌ إعراب {إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} . إنًُ: نافية بمعنى ما. أدري: مضارع فاعلهُ مستترٌ. أقريبٌ: الهمزة للاستفهام، قريب مبتدأ مرفوع. أم بعيد: معطوف على أقريبٌ. ما: اسم موصول محله الرفع خبر. توعدون: مضارع مجهول مع نائب فاعل، وجملة توعدون لا محل لها صلة الموصول، والعائدُ محذوف تقديره به. وجملةُ المبتدأ والخبر في محل نصب سدَّ مسد مفعولي أدري. الباب السابع في المبني للمعلوم والمبني للمجهول المبني للمعلوم: ما ذكر فاعله كقطع حمزة الغصن. والمبني للمجهول: ما حذف فاعله وأنيب عنه غيره كقطع الغضن. ويجبُ عند البناء للمجهول:

شواهد

أولاً: تغيير صورة الفعل. فإن كان ماضياً كسر ما قبل آخره وُضم كلُّ متحرك قبله كفهم البحث، ودحرج الحجرُ، وأستنبط النفط، وتعلم الحساب. وإن كان مضارعاً ضم أوله وفتح ما قبل آخره كيقطع الغصن، ويتعلم الحساب، ويستنبط النفط. ثانيا: إن كان ما قبل آخر الماضي ألفاً كقال وباع وأستمال قلبت ياء وكسر ما قبلها نحو: قيل وبيع واستميل. وإن كان ما قبل آخر المضارع مدا واوا أو ياء كيقول ويبيع قلب ألفاً نحو: يقال ويباع. ثالثاً: إذا كان الفعل يتعدى إلى مفعولين أبقيَ المفعول الثاني على حاله، فيقال في مثل أعطى المدير المجلي جائزة: أعطي المجلي جائزة. رابعا: الفعل اللازم لا يبنى للمجهول إلا إذا كان نائب الفاعل مصدراً أو ظرفاً أو جاراً ومجروراً نحو: انتقم انتفام شديد، ووقف أمام الباب، وطيف بالبيت العتيق. أمثلة أوصف البحتري إيوان كسرى ... وصف أو يوصف إيوان كسرى تعلم الطالب قواعد النحو ... تعلم أو يتعلم قواعد النحو ساس الملك الرعية بالعدل ... سيست أوتساس الرعية بالعدل منح الرئيس المجلي جائزة ... منح أو يمنح المجلي جائزة شواهد فيالك من ذي حاجة حيل دوتها ... وما كل ما يهوى امرؤ وهو طائله تظوهر بالعدوان واختيل بالغنى ... وشورك بالرأي الرجال، الأماثل

الباب الثامن في المؤكد وغير المؤكد

إن عد أهل الحجى كانوا أئمتهم ... أو قيل من خير أهل الأرض قيل همُ يغضي حياءّ ويُغضى من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم فائدة ورد في اللغة أفعال ملازمة للبناء للمجهول منها: جن وصم وفلج وزكم وبهت ووعك، وأغمي عليه، وامتقع لونه، وسقط في يده، وطل دمه، وغم الهلال، وهرع إليه. إعراب أعطى المحسنُ السائل حسنةّ أعطى: فعل ماض مبني على فتح مقدر للتعذر. المحسن: فاعل مرفوع. السائل حسنة: مفعولا أعطى. أعطيَ المحتاج معونةٌ أعطي: ماض مجهول. المحتاج: نائب فاعل مرفوع ناب مناب المفعول الأول. معونة: مفعول به ثان. البابُ الثامنُ في المؤكد وغير المؤكد ينقسم الفعل إلى مؤكد وغير مؤكد. فالمؤكد: ما لحقته نون التوكيل ثقيلة كانت أو خفيفة نحو: لنثابرنَّ ولنكونن من الفائزين. وغير المؤكد: ما لم تلحقه النونُ، وهي لتوكيد الحدث المطلوب فعله أو تركه. فالماضي

أمثلة

لا يؤكد لأن زمن حصوله قد فات، والأمر يجوز توكيده كقرأن واحفظن. أما المضارع ففيه ثلاثة أوجه: الأول: وأجب التوكيد، إذا كان جواباً لقسم، غير مفصول من لامه بفاصل، وكان مثبتاً، مستقبلاً نحو: وريك لأفين بوعدي، ويميناً لأضاعفن جهدي. الثاني: ممتنع التوكيد، إذا كان جواباً لقسم ولم تتوفر فيه الشروط المذكورة نحو: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} ونحو: والله لا يذهب العرف سدىّ. الثالث: جائر التوكيد إذا لم يكن واجب التوحيد أو ممتنعه إلا أنه التوكيد في الطلب أكثر نحو: لنصبرن، ولا تضجرن، وهل تتصدقن؟ وألا تتعاون؟ وهلا تسرعن أو لنصبر، وهل تتصدقُ؟ وألا نتعاونُ؟ وهلا تسرعُ. أمثلة تالله لأفين بوعدي ... يميناّ لأخرجن الزكاة وحقك لأزورنك غداً ... تالله لسؤف أفي بوعدي يميناً لا أمنع الزكاة ... وحقك لأمكث هنا الآن لنعملن بإخلاص أولنعمل ... لا تهملن واجباً أولا تهمل هلا تحفظن لسانك أو تحفظ. ما يحدث من التغيير في الفعل المؤكد 1 - تحذف من الفعل علامة الرفع حركة كانت أو حرفاً، ويبنى الفعل على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد مباشرة، وإذا أتباشره يبقى معرباً. 2 - إذا أسند إلى الاسم الظاهر أو ضمير الواحد فتح ما قبل النون وقلبت ألف الناقص ياء نحو: يكتبنَّ ويرمينَّ ويعلونَّ ويسعينَّ. 3 - إذاً أسند إلى ألف الاثنين كسرت نون التوكيد بعد الألف وشددت نحو: يكتبانَّ ويرميانَّ ويعلوانَّ ويسعيانَّ.

شواهد

4 - إذا اسند إلى واو الجماعة حذفت الواو لالتقاء الساكنين، وحذفت نون الجمع لتوالي الأمثال، وضم ما قبل النون نحو: يكتبنَّ ويرْمنَّ، إلا في المعتل الآخر بالألف فتبقى الواو محركة بالضم نحو: يعلونَّ ويسعونَّ. 5 - إذا أسند إلي ياء المخاطبة حذفت الياء لالتقاء الساكنين، والنون لتوالي الأمثال، وكسر ما قبل نون التوكيد، إلا في المعتل الآخر بالألف فتبقى الياء محركة بالكسر نحو: تكتبنَّ وترمن وتعلينَّ وتسعينْ. 6 - إذا أسند إلي نون النسوة زيد ألف بين النونين وكسرت نون التوكيد وشددت نحو: يرضعنانَّ ويرمينان ويرجونان ويسعينانَّ. طريقة تؤكيد الفعل (أنت) تكتب تنوي تدعو تنسي: تكتبن تنوين تدعون تنسين. (أنتما) تكتبان تنويان تدعوان تنسيان: تكتبان تنويان تدعوان تنسيان. (أنتم) تكتبون تنوون تدعون تنسون: تكتبن تنون تدعن تنسون. (أنت) تكتبين تنوين تدعين تنسين: تكتبين تنون تدعن تنسين. (أنتم) تكتبن تنوين تدعون تنسين: تكتبنان تنوينان تدعونان تنسينان. شواهد لا تمدحن امراً حتى تجربه ... ولا تذمنه من غير تجريب لأحسبنك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتنى زادي لا تنسين تلك العهود فإنما ... سميت إنساناً لأنك ناس لا تطلبن بغير حظ آلةٌ ... قلم البليغ بغير حظ مغزلُ لا تحقرن صغيراً في مخاصمة ... إن البعوضة تدمي مقلة الأسد

الباب التاسع في المعرب والمبني

إعراب لا تيئسُنّ إذا كبوتم مرة لا: ناهية. تيئسن: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون، الأصل (تيئسون) . وواو الجماعة المحذوفة لالتقاء، الساكنين فاعل. إذا: ظرف زمان متضمن معنى المشرط محله النصب متعلق بجوانب الشرط. كبوتم: فعل ماض وفاعل. والجملة محلها الجر بالإضافة إلى إذا، والتقدير: عند كبوتم. مرة: نائب مفعول مطلق منصوب. لاُّعرضن عن مجالسة المرائين لأعرضن: اللام واقعة يجواب قسم محذوف تقديره (أحلف) . وأعرض فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد مباشرة، وضميره المتكلم فاعل. عن مجالسة: جار ومجرور متعلق بأعرض. المرائين: مضاف إليه مجرور. البابُ التاسعُ في المعرب والمبني المعرب من الأفعال ما يتغير آخرهُ بتغير العوامل رفعاً ونصباً وجزماً. والعامل ما أوجب كون الكلمة على وجه مخصوص. والمبني ما يلزم آخره حالة واحدة من فتح وضم وسكون. وحكم كل منهما موضح فيما يلي: المضارع: يكون معرباً إذا لم تباشرهُ نون التوكيد أو نون النسوة، ويكون رفعه

أمثلة المضارع

بعامل معنوي هو التجرد عن الناصب والجازم. وينصب ويجزم بعامل لفظي وكلنْ ولمْ. ويكون مبنياً إذا باشرته إحدى النونين، فبنون التوكيد يبنى على الفتح كيعرفن، وبنون النسوة يبنى على السكون كيذهبنَ. الماضي: أصل بنائه على الفتح كذهب ونظر، ويبنى على الضم إذا اتصل بواو جماعة كنظروا وذهبوا، وعلى السكون إذا اتصل بضمير رفع متحرك كنظرتُم ونظرْنَ. ونظرْتُ. الأمر: يبنى على ما يجزم به مضارعه كافهم وخف واسْمُ وارمِ. أمثلة المضارع يشرح الأستاذ الدرس ... يرهف الطلاب السمع يلخص الأذكياء البحث ... لينصرن علي وليوفقن الأمهات يرضعن أولادهن ... العفيفات يصنَّ كرامتهن أمثلة الماضي سمع الجهور الخطاب ... طبع المؤلف الكتاب ضبط المدقق الحساب ... التلاميذ أحضروا كتبهم الصناع أتقنوا عملهم ... المؤتمرون أجمعوا أمرهم أنت أديت واجبك ... أنتم أديتم واجبكم هن أدين واجبهن أمثلة الأمر أسمع نصيحة مؤدبك ... واسع لخير وطنك واسم بفضل أدبك

شواهد

شواهد إذا جاريت في خلق دنيئاً ... فأنت ومن تجاريه سواءُ رأيتُ الحر يجتنبُ المخازي ... ويحميه عن الغدر الوفاءُ إذا تخش عاقبة الليالي ... ولم تستحي فاصنع ما تشاءُ إذا الفتى ذم عيشاً في شبيبته ... فما يقول إذا عصر الشباب مضى إعراب لا تمدحنْ امراً حتى تجربه لا: ناهية. تمدحن: فهل مضارع مبني على الفتح لاتصاله مباشرة بنون التوكيد في محل جزم بلا، وفاعله ضمير المخاطب المستتر. امراً: مفعول به منصوب. حتى: حرف غاية وجر. تجربه: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى والهاء في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير المخاطب. وأن وما بعدها في تأويل مصدر محله الجر بحتي تقديره: حتى تحريبه. والجار والمجرور متعلق بتمدحن. يكتبانَّ فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وألف الاثنين فاعل. الأصل يكتبان بدون تشديد. تفْرحُنَّ فعل مضارع مرفوع بثبوت النون المحذوفة لتوالي النونات، وواو الجمعة المحذوفة لالتقاء، الساكنين فاعل، الأصل تفرحون. يُرضعنَ فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، والنون محلها الرفع فاعل.

الباب العاشر في نصب الفعل وجزمه ورفعه وإعرابه التقديري

تفسير جاراه: جرى معه. المخازي: الخصلات القبيحة. الغدر: نقض العهد. البابُ العاشرُ في نصب الفعل وجزمه ورفعه وإعرابه التقديري نصبُ الفعل: الأصل في نصب الفعل أن يكون بالفتحة، وينوبُ عنها حذف النون في الأمثلة الخمسة، وهي كل مضارع لحقته ألف الاثنين أو واو الجمعة أو ياء المخاطبة نحو: لن أتحدث حتى تصغيا أو تصغوا أو تصغي. وينصب المضارع بأحد الأحرف الآتية: أنْ لنْ إذنْ كيْ. وهذه أحكمها: أن: حرف مصدري لتأويلها مع ما بعدها بالمصدر نحو: (أن تصمت خير لك) ، والتقدير: صمتك خير لك. ويجوز حذفها أو إثباتها بعد لام التعليل نحو: قرأت لأفهم أو لأن أفهم. وقد تقترن بلا النافية فيتعين إثباتها وإدغامها نحو: لئلا يعم أهل الكتاب. لن: لنفي الفعل المستقبل نحو: لن أبرح الأرض. ويحوز تقديم معمولها عليها نحو: سعيداً لن أكلم. إذن: لا تنصب إلا إذا كان الفعل مستقبلاً متصلاً بها تقول: إذن أكرمك، لمن يقول لك: سأزورك، ويجوز الفصل بالقسم أو بلا النافية نحو: إذن والله أكرمك. ونحو: إذن لا يضيع معروفك. كي: مصدرية مثل أن، تقدر اللام قبلها نحو: جئت كي أخبرك، أي: جئت لإخبارك. وقد تدخل عليها لام التعليل نحو: هرولت لكي لا أتأخر. كما

أمثلة

تدخل عليها (ما) الزائدة وعندئذ يجوز الإعمال والإهمالة. قال الشاعر: إذا أنت لم تنفع فضُرًَّ فإنما ... يرادُ الفتى كيها يضرُّ وينفع ويجوز كما يضر وينفعا. أمثلة وأن تصوموا خير لكم ... أسكتُ لأسلم أو لأن أسلم لئلا يعلم أهل الكتاب ... لن نبرح عليه عاكفين لن تفوزا حتى تجدا ... خطلاّ لنْ أتكلم إذن تدرك ما تتهناه ... إذن والله أشكر سعيك إذن لا تقول إلأ صواباً ... جئتُ كي أبلغك الخير اليقين لكيلا تأيسوا عل ما فاتكم ... تصدقت كميا أنال الثواب ما تختص به (أن) أولاً: لا تعمل أن النصب إلا إذا كانت مصدرية داخلة على المضارع، فإن كانت مفسرة أو زائدة أو مخففة من أن لا تنصب. فالمفسرة: هي المسبوقة بجملة فيها معنى القول دون حروفه نحو: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ} . والزائدة: هي التالية للما نحو: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} ، أو الواقعة بين الكاف ومجرورها نحو: (كان ظبية تعطو إلى وارق السلم) . والمخففة من أن: هي الواقعة بعد أفعال اليقين نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى} . ثانيا: قد تنصب أن وهي محذوفة، ويجب ذلك في خمسة مواضع:

إعراب لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

(الأول) : بعد لام الجحود المسبوقة بكون منفي نحو: لم أكن لأعرف السبب. (الثاني) : بعد أو التي بمعنى إلى أو إلاً نحو: لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى. (الثالث) : بعد حتى التي بمعنى لام التعليل نحو: اجتهد حتى تفوز. (الرابع) : بعد فاء السببية المسبوقة بنفي نحو: لم يجد فيجد. أو بطلب ويشمل الأمر والنهي والعرض والحض والتهني والترجي والاستفهام مجموعة بقولهم: تمنّ ترج نفي عرض ونهية ... دعاءّ وتحضيضٌ ومستفهم الأمر نحو: جودوا فتسودوا، لا تدن من الأسد فتسلم، ألا تروننا فتكرمم، هلا تتاجر فتغنم. (الخامس) : بعد واو العين المسبوقة بنفي أو طلب على نحو ما تقدم قي فاء السببية نحو: لا تنة عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيمُ إعراب لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا لن: حرف نفي ونصب واستقبال. تبلغ: مضارع منصوب بلن، والفاعل ضمير المخاطب المستتر. المجد: مفعول به منصوب. حتى: حرف غاية وجر. تلعق: مضارع منصوب بان مضمرة بعد حتى، والفاعل مستتر. الصبر: مفعول به لتلعق منصوب. وأن وما بعدها في تأويل مصدر محله الجر بحتى والتقدير: حتى لعق الصبر، والجار والمجرور متعلق بتبلغ.

شواهد

ألا تزورنا فتكرم ألاً: حرف عرْض. تزورنا: فعل مضارع وفاعل ومفعول به. فتكرم: الفاء سببية. تكريم مضارع منصوب بأن المضمرة وجوباً بعد فاء السببية. ونائب الفاعل ضمير المخاطب المستتر. وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متصيَّد من (تزورنا) ، والتقدير: زيارة فإكرام. شواهد ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها ... عقود مدح فما أرضى لكم كلمي ألم أك جازكم ويكون بيني ... وبينكم المودة والإخاء لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ... في انقادت الآمال إلا لصابر لا تحسب المجد تمراً أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا ليس العطاء كل مع الفضول سماحة ... حق تجود وما لديك قليل إذن والله نرميهم بحرب ... تشيب الطفل من قبل المشيب تفسير كلمات الخطل: الخطأ. اليقين: الثبوت والوضوح. أسِيَ أسىّ: حزن. أوحى: أشار وأعلم. تعطو: تتناول. السلم: شجر العضاه واحده سلمة. الفضل: الزيادة. جزم الفعل: لا يكون الجزم إلا في الفعل المضارع، والأصل فيه أن يكون بالسكون، وينوب عنه حذف النون في الأمثلة الخمسة، وحذف حرف العلة في الفعل المعتل نحو: لم يسكت، ولم يصغوا، ولم يرضَ. وعوامل الجزم قسمان: قسم يجزم فعلاً واحداً، وقسم يجزم فعلين. ما يجزم فعلاً واحداً: هو أربعة أحرف: لم ولما ولام الأمر ولا الناهية، وإليك أحوالها:

أمثلة

لم: حرف نفي وقلب وجزم، تنفي المضارع وتجزمه وتقلبه ماضياً نحو: لم يضرب، ولم يقمْ، ولم يفَ. والمعنى: ما ضرب، وما قام، وما وفى. وقد تصاحبها إن نحو: إن لم تقم أقم. لمَّا: مثل لم غير أن النفي معها ينسحب على زمن التكلم كقام بكر ولما يقم عمرو. وقد يحذف معمولها كقولك: قاربت المدينة ولمَّا، أي: لم أدخلها بعدُ. لام الأمر: تجعل المضارع مفيداً للطلب، وحركتها الكسرة، ويجوز تسكينها بعد الواو وثم نحو: ليكتب أحمد جملة وليشرخ معناها ثم ليعتريها. لا الناهية: تكون للنهي عن مضمون ما بعدها نحو: لا تحزن إن الله معانا. أمثلة لم يلد ولم يولد ... أن نشرح لك صدرك. إن لم ترحم تذمم ... أتي أيمن ولما يأت أحمد. أرسلت ساعياً ولما يعد ... قاربت المدينة ولمَّا. لينفق ذو سعة من سعته ... فلتقم طائفة منهم، وليأخذوا أسلحتهم. لا تشرك مع الله أحداً ... لا تحزن إن الله معنا. لا تكن يابساً فتكسر. ما يجزم فعلين: العوامل التي تجرم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه هي: هذان الحرفان: (إن وإذما) وهذه الأسماء: من وما ومهما ومتى وأيانَ وأين وأنى وحيثما وكيفما وأي. وإليك أوصافها: إن وإذما: لمجرد تعليق الجواب بالشرط نحو: إنه ترحم ترحم، وإذما تتق ترتق. من وما ومهما: من للعاقل، وما ومهما لغيره، نحو: من يعمل سوءاً يجز به، وما تخف يظهر، ومهما تكتم يعلم.

فوائد

متى وأبان: للزمان نحو: حتى تتقين عملك تنل أملك، وأيان ئؤمنك تأمن غيرنا. أنى وأين وحيثما: للمكان نحو: أينما تكونوا يدرككم الموتُ، وأنى تذهبا تخدما، وحيثما تنزلا تكرما. كيفما: للحال، نحو: كيفما تصنع أصنع، وكيفما تكونوا يكن أبناؤكم. أي: تصلح لجميع ما ذكر بحسب إضافتها إلي ما بعدها كقولك: أي وقت تزرني أكرمك، وأي كتاب تقرأ تستفِدْ. ما تختص به إن 1 - تأتي نافية بمعنى ما، وتدخل على الجملة الاسمية نحو: إن الكافرون إلا في غرور. 2 - تأتي زائدة كقول الشاعر: (ما إن، أتيتم بشيء أنت تكرهه) . 3 - تأتي مدغمة بلا النافية نحو: وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين. فوائد 1 - قد يكون الشرط والجواب مضارعين أو ماضيين أو مختلفين نحو: إن تعودوا نعدْ، وإن عدتم عدنا، ومتى انصرفت أنصرفْ. 2 - إذا كان الشرط ماضياً والجواب مضارعاً جاز جزم الجواب ورفعه نحو: إن حضر الأستاذ أقم أو أقوم. 3 - إذا وقع الجواب حملة اسمية أو فعل أمر أو جامداً أو منفياً بما أو لن أو مقترنا بقد أو السين أو سوف وجب اقترانه بالفاء نحو: إن جاء خالد فله الفضل. وإن أذنب ابنك فآدبهُ. ومن غشنا فليس منا. وإن توليتم فما سألتكم من أجر. وإن أقبل جارك فلن أكلمه. ومن استرعى الذئب الغنم فقد ظلم. ومن ظلمك فسيجد من يظلمه. وقد جمعت هذه الجمل بقولهم: اسمية طلبية وبجامد ... وبما ولن وبقد وبالتسويف

شواهد

4 - إذا عطف على جواب الشرط بالفاء أو الواو جاز فيه ثلاثة أوجه: الجزم على العطف، والنصب على تقدير أنْ، والرفع على الاستئناف، كقوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} أو فيغفرّ أو فيغفرُ. 5 - قد يجزم المضارع إذا وقع جواباً للطلب نحو: جودوا تسودوا، وجزمهُ بشرط محذوف تقديره: إن تجودوا تسودوا. 6 - إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق نحو: إن قام علي والله أقم ونحو: والله إن قام عليَّ لأقومن. شواهد أرى العمر كنزاً ناقصاً كل ليلة ... وما تنقص الأيام والدهر ينفذ من تجمع القلب الذكي وصارماً ... وأنفا حمياً تجتنبك المظالم ومهما تكن عند امرئ من من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم ومن يجعل المعروف من دون عرضه ... يفرهُ ومن لا يتق الشتم يشتم ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... وإن يرق أسبابَ السماء بسلم إعراب منْ استرعى الذئبَ الغنم فقد ظَلَمَ منْ: اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه محله الرفع مبتدأ. استرعى: ماض فاعله مستتر. الذئب الغنم: مفعولان لاسترعى. فقد: الفاء رابطة للجواب، وقد للتحقيق. ظلم: فمل ماض جواب الشرط وفاعله مستتر. والشرط والجواب في محل رفع خبر المبتدأ منْ. تفسير العرض: موضع المدح والذم من الإنسان. وَفَرَ يفرُ: صان ووَقى. الخليقة: الطبيعة. ذكاء القلب: حدتُهُ.

رفع الفعل: الأصل في رفع الفعل أن يكون بضمة، وينوبُ عنها ثبوت النون في الأفعال الخمسة، نحو: هو يتكلم، وهم يسمعون. وهو يرفع إذا لم يسبقه ناصب أن جازم نحو: بالراعي تصلح الرعية، وبالعدل تملك البرية. الإعراب التقديري للفعل إذا كان الفعل معتلاً بالألف، فلتعذر تحريكها تُقدرُ الضمةٌ على آخره عند الرفع، والفتحة عند النصب نحو: يسعى، ولنْ يسعى. وإذا كان معتلاً بالواو أو الياء فلاستثقال ضهما تقدر على آخره الضمة عند الرفع نحو: يسمو ويرتقي. * * *

الكلام على الاسم

الكلام على الاسم وفيه ثمانية أبواب الباب الأول: في الجامد والمشتق الباب الثاني: في المجرد والمزيد الباب الثالث: في المنقوص والمقصور والصحيح الباب الرابع: في المفرد والمثنى والجمع الباب الخامس: في التذكير والتأنيث الباب السادس: في النكرة والمعرفة الباب السابع: في المنصرف وغير المنصرف الباب الثامن: في المبني والمعرب

الباب الأول في الجامد والمشتق

الباب الأول في الجامد والمشتق الاسم الجامد ما لم يؤخذ من غيره كرجل وعلم. والمشتق ما أخذ من غيره كعالم ومعلوم؛ فإنهما مأخوذان من العلم. فصل في الجامد الجامدُ نوعان: اسم ذات كإنسان وأسد. واسم معنى كفهم وشجاعة. ومن اسم المعنى يكون الاشتقاق، وهو أخذ كلمة من أخرى مع تناسب بينهما في المعنى وتغيير في اللفظ. المصدر أصل المشتقات كلها المصدر، وهو ما دل على الحدث مجرداًً من الزمن كذهاب وإياب. ومعلوم أن الفعل ثلاثي ورباعي وخماسي وسداسي: فالثلاثي: لمصدره أوزان كثيرة، المدار في معرفتها على السماع، ويمكن معرفة بعضها بالضوابط الآتية: فإن ذل على حرفة فمصدره على (فعالة) كحدادة ونجارة، أو على امتناع فعلى (فعال) كجماح وشراد، أو على داء أو صوت فعلى (فُعال) كصداع وزكام

ونباح وصراخ،. أو على اضطراب فعلى (فعلان) كخفقان ودوران. والرباعي: فمصدر (أفْعَلَ) إفعالٌ كأكرم إكراماً. ومصدرُ (فَعَّل) تفعيل كعلم تعليماً. ومصدر (فاعَلَ) مفاعلة كبادل مبادلة. ومصدر (فعلَلَ) فعللة كبهْرجَ بهرَجةً. والخماسي والسداسيُّ: المصدر منهما يكون على وزن ماضيهما، مع كسْر ثالثه، وزيادة ألف قبل آخره، إن كان مبدوءاً بهمزة وصل كانصرف انصرافاً، وأستخلص استخلاصاً. ومع ضم ما قبل آخره فقط إن كان مبدوءاً بتاء زائدة كتقدم تقدماً، وتشارك تشاركاً. اسما المرةِ والهيئة والمصدر الميميُّ اسم المرَّةِ هو مصدر يدل على حصول الفعل مرة واحدة. ويصاغ من الثلاثي الصحيح العين على وزن (فعلَة) كجلسة. ومن غير الثلاثي على وزن مصدره بزيادة تاءٍ في آخره كانطلاقة وإكرامة. فإذ كان المصدر من أصله مختوماً بالتاء دلَّ على المصدر منه بواحدة كدعوة واحدة وإعانة واحدة. اسم الهيئة مصدر يصاغُ من الثلاثي على وزن (فعْلة) كقعدة للدلالة على هيئة الفاعل عند وقوع الفعل، فإدا كانت صيغة المصدر مشاكلة لصيغة الهيئة دل على الهيئة بالوصف أو الإضافة كقولهم: نعمة سابغة ونشدة الملهوف. المصدر الميميُّ هو المبدوء بميم زائدة. ويصاغ من الثلاثي على وفق (مفعَل) بفتح العين

شواهد.

كمنظر ومسلك وموْقى ومهْوى. وعلى (مفْعِل) بكسر العين إذا كان مثالاً صحيح اللام محذوف الفاء في المضارع كموعد وموقع. وقد يُزاد على (مفْعَل) تاءٌ في آخره كمنفعة ومكسبة. ومن غير الثلاثي على وزن اسم مفعوله كمنصَرف ومستحسًن. أمثلة اجلس جلسةَ العُقلاء، ولا تمش مشيةَ الخيلاء. وإن كان العمل مجهدَة فإن الفراغ مفسدة. المزح يذهب المهابة ويجلب المهانة. مجالسة العلماء منفعة، ومصاحبة الجهلاء مضيعة. شواهد. إن الشباب والفراغ والجدهُ ... مفسدةٌ للمرء أي مفسدةْ قفوا وقفة المعذور عني بمعزل ... وخلوا نبالي للعدا ونبالها وحسن ظنك بالأيام معجزة ... فظن شراً وكن منها على حذرِ تفسير: المجهدة: الجهد والمشقة. الجدةُ: الغنى. اسم المصدر هو ما دل على معنى المصدر، ونقص عن حروف فعله لفظاً وتقديراً من غير تعويض كسلام وكلام، فقياس مصدرهما تسليم وتكليم. ومثلهما عطاء وعشرة وعوْن وثواب. أما كلمة (قتال) فمصدر لا اسم مصدر لاشتماله على الألف المقلوية ياء في المصدر لكسر ما قبلها ثم حُذفت لكونها مقدرة (قيتال) . و (عدة) مصدر أيضأ لأن التاء فيه عوض عن الواو المحذوفة من وَعَدَ.

فصل في المشتق

عمل المصدر واسمه يعمل عمل فعله مضافاً أو مع أل أو مجرداً منهما نحو: ذم أخيك صديقهُ معيب، ونحو: هو قليل التربية أبناءهُ، ونحو: تركا النميمة. ويشترطُ لعمل المصدر واسمه صحة وقوع الفعل مع (أن) أو (ما) محله، تقول: (يسرني أن تتقن النقل العمل) إن أردت الاستقبال، أو (يسرني أن أتقنت العمل) إن أردت الماضي. أو (يسرني ما تتقن العمل) إن أردت الحال. شواهد إذا كان إكرامي صديقي واجباً ... فإكرام نفسي لا محالة واجب بعشرتك الكرام تعد منهم ... فلا تزين لغيرهم ألوفَا قالوا كلامك هندا وهي مصغيةٌ ... يشفيك قلت صحيح ذاك لو كانا إدا صح عون الخالق المرء لم يجد ... عسيرً من الآمال إلا ميسراً أظلوم إن مصابكم رجلاً ... أهدى السلام تحية ظلم إعراب البيت الأخير أظلوم: الهمزة للنداء، وظلوم منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب. مصابكم: اسم إن منصوب مع مضاف إليه، وهو مصدر ميمي مضاف لفاعله. رجلاً: مفعوله. أهدى السلام: فعل وفاعل ومفعول به. والجملة صفة لرجل. تحية: منصوب عل أنه مفعول مطلق أو مفعول لأجله. ظلم: خبر إن مرفرع. والجملة من اسم إن وخبرها ابتدائية لا محل ما. فصل في المشتقَّ الاسم المشتق سبعة أنواع: اسم الفاعل. اسم المفعول. الصفة المشبهة. اسم التفضيل. اسم الزمان. اسم المكان. اسم الآلة.

اسم الفاعل

اسم الفاعل هو اسم مصوغ لمن وقع منه الفعل أوقام به. وهو من الثلاثي على وزن (فاعل) كواقف وناظر. ومن غيره على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل آخره كمنتفع ومجتمع، فإن كانت عين ماضيه ألفاً قلبت همزة كجائز وذائع. ويحول اسم الفاعل من الثلاثي المتعدي عند قصد المبالغة إلى (فعال) و (مفعال) و (فعول) و (فعيل) و (فعل) كوهاب ومضياف وقؤول ورحيم وخذر. وشمع من وغير الثلاثي نحو: دراك ومعطاء ونذير وبشير، من: أدرك وأعطى وبشر وأنذر. عمل اسم الفاعل يعمل عمل فعله مضافاً أو مجرداً أو مع أل نحو: هو معطي الناس حقوقهم، وواهب مالاً، والفاعل الخير. فالمحلى بأل يعمل مطلقاً حالاً واستقبالاً وماضياً نحو: القائل حقا، وهذا يحتمل الآن أو غداً أوأمس. أما المجرد من (الـ) فيعمل للحال والاستقبال، فإن أردت الماضي أضفت فقلت: فاعل خير. ويشترط لعمل المجرد اعتماده على نفي أو استفهام أو موصوف أو نداء أو مبتدأ نحو: ما منجز أحمد وعداً. أمضيف أيمن أحداً؟ هذا غلام راكب دراجة، يا حاملاً راية، كلأنا ناظر قمراً. فائدة مثنى اسم الفاعل وجمعه كمفرده في العمل. قال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا} .

اسم المفعول

شواهد إذا كنت في كل الأمور معاتباً ... صديقك لم تلق الذي لا تعاتبهُ حذر أموراً لا تضير وتارك ... ما ليس منجيه من الأقدار كناطح صخره يوماً ليوهنها ... قائم يضرها وأوهى قرنه الوعل كلانا ناظر قمراً ولكن ... رأيت بعينها ورأت بعيني إعراب كلانا ناظرٌ قمراً كلا: ملحق بالمثنى مبتدأ مرفوع بالألف، ونا: مضاف إليه. ناظر: خبر مرفرع. قمراً: مفعول لاسم الفاعل ناظر، وضميره المستتر فاعل، والجملة ابتدائية. تفسير الوعل: الشاة الجبلية، والجمع وعول. اسم المفعول هو اسم مصوغ لما يدل على ما وقع عليه الفعل. وهو من الثلاثي على وزن (مفعول) كمكتوب ومقروء. ومن غيره على وزن اسم فاعله مع فتح ما قبل آخره كمكرم ومحترم ومنطلق ومستخرج. لكن تحذف واو المفعول إن كان فعله أجوف، ويبدل الضمة التي قبل الياء كسرة لمناسبة الياء كمصون ومهيب. ولا يصاغ اسم المفعول من اللازم إلا مع الظرف أو الجار والمجرور أو المصدر نحو: الباب موقوفا أمامه. الصديق معتوب عليه. ما مجتمع اجتماع حافل. وقد ينوب (فعيّل) عن (مفعول) في الدلالة على معناه فيستوي فيه

شواهد

المذكر والمؤنث، تقول: مررت برجل جريح وامرأة جريح، وفتاة كحيل، وفتى كحيل، أي: مجروح ومكحول. عمل اسم المفعول يعمل اسم المفعول نقل فعله المبني للمجهول؛ فيرفع نائب الفاعل بالشروط المعطاة لاسم الفاعل في أنه إذا كان محلي بأل عمل مطلقاً حالاً ومستقبلاً وماضياً نحو: هو المعروف حسبهُ الموصوف أدبهُ الآن أو غداً أو أمس. وإن كان مجرداً من (أل) عمل حالاً ومستقبلاً بالشروط المعطاة لاسم الفاعل من حيث الاعتماد على استفهام أو نفي أو حرف نداء أو موصوف أو مبتدأ تقول: أمقروء خط ولدك؟ ما معروف حقيقة الروح ... إلخ فائدتان الأولى: الفعل البني للمجهول إن كان متعدياً لواحد رفعه بالنيابة، وإن كان متعدياً لاثنين أو ثلاثة رفع وإحدى أبالنيابة ونصب ما عداه، نحو: أمعطى أخوك إذناً؟ ما مخبر جارك ضيفه قادماً. الثانية: يجوز في اسم المفعول أن يجر مرفوعة بالإضافة أو أن ينصبه على شبه المفعولية نحو: الحُر محمودٌ قصده أو محمود القصد أو محمود القصد. شواهد السمح في الناس محمود خلائفُه ... وجامد الكف ما ينفك مذموماً يا أيها العلم المرضي سيرتهُ ... أبشر فانت بغير الماء ريانُ ما عاش من عاش مذموماً خصائلهُ ... ولم يمت من يمت بالخير مذكورا لعل عتبك محمود عواقبه ... وربما صحت الأجسام بالعلل

الصفة المشبهة

إعراب بكرّ مُعطىّ أبوهُ وِسَاماً بكر: مبتدأ مرفوع. معطى: خبره. أبوه: نائب فاعل لاسم المفعول معطى مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة، والهاء محلها الجر بالإضافة. وساماً: مفعول به ثان منصوب. والشاهد: اعتماد اسم مفعول في عمله على مبتدأ. الصفةُ الُمشبهَةُ هي اسم مصوغ من الثلاثي اللازم لمن قام به الفعل على وجه الثبوت لا على وجه الحدوث. فهي حدث دائم غير مقيد بزمن، وقد شبهت باسم الفاعل لأنها تشبهه بالمعنى والتصرف؛ ففي المعنى لدلالتها على الحدث، وفي التصرف لأنها تذكر وتؤنث وتثنى وتجمع، تقول: حسن حسنان حسنون حسنة حسنتان حسنات. وتصاغ: أولاً: من بابا فعل اللازم عل ثلاثة أوزان: الأول: فعل ومؤنثه فعله فما دل على فرح أو حزن كطرب وضجر. الثاني: أفعل ومؤنثه فعلاء فيما دل عن حلية أو عيب أو لون كألعس وأعرج وأحمر. الثالث: فعلان ومؤنثه فعلى فيما دل على خلو أو امتلاء عطشان وجوعان. ثانياً: من باب فعل اللازم على أوزان شتى كوقور وكريم وصعب وجبان. ثالثاً: من كل ما جاء بمعنى فاعل ولم يكن على وزنه كشيخ وأشيب وسيد وضيق. رابعاً: من كل فاعل أو مفعول قصد به الثبوت كضامر البطن ومفتول الذراع.

فائدة

عمل الصفة المشبهة تعمل عمل اسم الفاعل المتعدي لواحد. ولمعمولها أربعة أوجه: الأول: الرفع على الفاعلية نحو: هشام طيب قلبه رفيع قدر أبيه. الثاني: الجر بالإضافة نحو: هشام طيب القلب رفيع قدر الأب. الثالث: النصب على التمييز إن كان فكرة نحو: زياد دمث طبعاً قوي صدق مودةٍ. الرابع: النصب على شبه المفعولية إن كان معرفاً بأل نحو: هذا شريف الحسب أصيل الرأي. فائدة كل ما كان على وزن فعيل يجوز فيه فُعَال وفُعَّال نحو: كبير وكُبار وكُبَّار، وفي القرآن الكريم: {شَيْءٌ عُجَابٌ} . أمثلة الفائر فرح. الفائزة فرحة ... الكسل ضجر. الكسلة ضجرة. المسنُّ سئم. المسنة سئمة ... الظبيُ أحور. الظبية حوْراء. الكبش أعرج. النعجة عرجاء ... الجمل أورقُ. الناقة ورقاء. الحصانُ عطشان. الفرس عطشى ... الولد جوعان. البنت جوعى. الرجل غرثان. المرأة غرثي ... الشيخ وقور. الوقت قصير. الجندي شجاع. الماء عذب ... الحديد صلب. الجبل وعرّ. طاهر الذيل. مشرق الجبين ... محمود الصفات. مفتول الذراع. نقي الصدر تفسير الأحور: شديد سواد المقلة. الأَورقُ: الرمادي اللون. الدكنةُ: بين الحمرة والسواد. الطاهر الذيل: العفيف. الوعر: الصعب وزنا ومعنيّ.

شواهد

شواهد رب مهزول سمين عرضه ... وسمين الجسم مهزول الحسب وإني لسهل ما يغير شيمتي ... صروف ليالي الدهر بالقتل والنقض بني إن البر شيء هين ... وجهّ طليق وكلام لين اسم الفصيل هو اسم مصوغ للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر فيها. وبناؤه من الثلاثي على وزنه (أفعل) كأفضل وأعلم. ولا يبنى من الألوان والعيوب، فإذا أردت التفضيل مما فيه لون أو عيب قرنته بأشد أو أكثر ونحوهما ونصبت ما بعده على التمييز كقولك: بدر أكثر سمرة أو عرجاً من بكر. وكذلك إذا أردت بناءهُ من غير الثلاثي نحو: سعد أقل انتظاراً وأكثر استغفاراً. ولاسم التفضيل أربع حالات: الأولى: المجرد من أل والإضافة يجب إفرادهُ وتذكيره واقترانه بمن جارة للمفضل عليه لفظا أو تقديراً نحو: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا} ، أي: وأعز منك نفراً. الثانية: المقترن بأل تجب مطابقتهُ لموصوفه في الإفراد والتذكير وغيرهما. ويمتنع اقترانه يمن نحو: بكر الأفضل، وهند الفضلى، وهم الأفضلون، وهن الفضليات. الثالثة: المضاف إلى نكرة يلزم إفرادهُ وتذكيزهُ وكالخنساء أشعر امرأةٍ والعلماء أفضل رجال.

عمل اسم التفصيل

الرابعة: المضاف إلي معرفة يصحُّ فيه الإفراد والمطابقةُ تقول: العلماء أفضل الناس أو أفاضلهم، والإفراد أكثر، قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} . أمثلة العلم أفضل من المال ... الأعمال خير من الأقوال الفتنة شر من القتل ... الأخ الأكبر مجربٌ الأخوان الأصغران مهذبان ... الآباء الأحسنون محترمون فاطمة أفضل امرأة ... الآباءُ أنفع رجال الهنداتُ أرقى بنات ... الصناع أمهر العاملين أو مهرتُهمْ المعلمات أفضل النساء أو فضلياتهن عمل اسم التفصيل اسم التففصل يكثر رفعة للضمير المستتر نحو: مضر أعلم من أخيه، ففي أعلم ضمير فاعل يعود على مضر، ويقل رفعه للضمير الظاهر نحو: نزلت بكريم أكرم منه أبوه؛ فأبوه فاعل. ويطرد رفعهُ للظاهر إذا سبقهُ نفي أو نهي أو استفهام وصح أن يحل محله فعل بمعناه، وأن يكون مرفوعُه أجنبيا مفضلاً على نفسه باعتبارين كما في مسألة (الكُحل) التي أكثر من ذكرها النحاة لدقتها وطرافتها وهي: (ما رأيت رجلاً أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد) ، فالكحل مرفوع أحسن لوقوعه بعد نفي ولصحة حلول فعل بمعناه محله أي: يحسنْ، ولأن الكحل أجنبي مفضل على نفسه باعتبارين هما عين زيد وعين غيره. ويجوز أن تقول: (ما رأيت رجلاً يحسن في عينه الدخل كحسنه في عين زيد) .

شواهد

فائدتان الأولى: يرد اسم التفضيل بمعنى اسم الفاعل والصفة المشبهة نحو: هو أهون عليه، وربكم أعلم به، أي: هين وعالم. الثانية: تحذف همزة خير وشر لكثرة الاستعمال، والأصل أخير وأشر. شواهد وللكف عن شتم اللئيم تكرماً ... أضر لهُ من شتمه حين يشتمُ إن الذي سمك السماء بني لنا ... بيتاً دعائمهُ أعز وأطول إذا مدت الأيدي إلي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل دنوت فخلناك من البدر أجملا ... فظل فؤادي في هواك مضللاً إعراب أرأيت كتباً أسرع في يده للقلم منه في يد نصرِ أرأيت: الهمزة للاستفهام، ورأيت: فعل وفاعل. كاتباً: مفعول به منصوب. أسرع: صفة. في يده: جار ومجرور متعلق بحال من القلم. القلم: مرفرع اسم التفضيل أسرع. منه: جار مجرور متعلق بأسرع. في يد: متعلق بحال من هاء منه. نصر: مضاف إليه. تفسير سَمَك: رفع. أجشعُ: من الجشع وهو شدة الحرص. أعجلُ: صفة مشبهة بمعنى عجل.

اسما الزمان والمكان

اسما الزمان والمكان اسما الزمان والمكان وضعا لزمان الفعل ومكانه. ويصاغان: أولاً: من الثلاثي إما على وزن (مفْعَل) من الناقص مطلقاً. ومما عين مضارعه مفتوحة أو مضمومة كمجرى ومرتع ومكتب. وإما على وزن (مفْعِل) من المثال الصحيح اللام مطلقاً، ومما عين مضارعه مكسورة كموعد وموقع ومنزل. وشذ نحو المسجد والمشرق والمغرب والمسقط والمنبت هو أن عين مضارعها مضمومة، وقد أجيز استعمالها على الأصل. ثانياً: من غير الثلاثي على وزن اسم المفعول كالمجتمع والمنسحب، فتكون هذه الصيغة صالحة لأربعة معان: للمصدر الميمي، ولا سم المفعول، ولا سمي الزمان والمكان. فإذا اقلت: (هذا مخرجنا) يكون معناه هذا إخراجنا، وهذا ما أخرجناه، وهذا مكان إخراجنا وزمانه، والمعول في التفريق على القرائن. أمثلة مرسى السفن أمينٌ ... مجري النهر نظيف منهل العلم لذيذ ... مرتع البغي وخيم موصل الوفد قريب ... موطن عزيز مجلس الشعر روضة ... معرض الكتب متعة مرتادُ القوم بعيد ... متنزهُ الناس قريبٌ مستودع السر عميق ... مستخرج التبر دقيق فائدة قد تلحق بعض أسماء المدن تاء التأنيث إما للمبالغة وإما لإرادة البقعة كالمشرقة والمحلبة. وربما أتي من الجامد كمسبعة ومقثأة من السبع والقثاء، وكل ذلك غير مقيس.

اسم الآلة

شواهد. وفي الناس إن رثت حبالك واصل ... وفي الأرض عن دار القلى متحول ولرب نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعاً وعند الله منها المخرج ومن رعى غنماً في أرض مسبعةٍ ... ونام عنها تولى رعيها الأسدُ تفسير رث الشيء: خلق. القلى: البغض. النازلة: المصيبة الشديدة. ضاق بالأمر ذرعاً: عجز عن احتماله. اسم الآلة اسم الآلة هو اسم مصوغ من مصدر الثلاثي المتعدي للدلالة على ما وقع الفعل بواسطته. وله ثلاثة أوزان: الأول: (مفْعَل) كمنحت ومبرَد. الثاني: (مفعَال) كمقراض ومصباح. الثالث: (مفعَلَة) كمغرفة ومقلاة. وكلها بكسر الميم. وشذ المدهن والمنخل والمسعُط والمكحلة بضمها، وقد ورد بعضها من اللازم كالمصفاة. أما اسم الآلة غير المشتق فلا ضابط لأوزانه، وذلك كالقدوم والسكين والفأس والساطور. أمثلة ينحت الحجر بالمنحت ... يبرد الحديد بالمبرد يسبر العمق بالمسبر ... يقرض النسيج بالمقراض ينشر الخشب بالمنشار ... توزن الأشياء بالميزان

الباب الثاني في المجرد والمزيد

يُغرف الطعام بالمغرفة ... تكنسُ الأرضُ بالمكنسة يشوى اللحم بالمشواة بيتان لحسان بن ثابت يلاحظ فيهما اسم الآلة لساني وسيفي صارمان كلاهما ... ويبلغ ما لا يبلغ السيف مذودي فلا المال ينسيني حيائي وعفتي ... ولا واقعات الدهر يفللن مبردي تفسير المذوَدُ: هنا اللسان لأنه يذود به عن سمعته. الباب الثاني في المجرد والمزيد المجرَّد يكون المُجَردُ ثلاثياً ورباعياً وخماسياً. الثلاثي: له عشرة أوزان: (فعلٌ) كشمس. و (فعَل) كقمر، و (فعُل) كرجُل. و (فعِل) ككتِف. و (فعْل) كقفل. و (فعّل) كرطّب. و (فُعُل) كعُنُق. و (فٍعْ) كحم و (فِعَل) كعنب. و (فِعِل) كإبل. الرباعي: له ستة أوزان: (فعْلَل) كجعفر. و (فعْلُل) كبرقُع. و (فِعْلل) كقرمِز. و (فعْلَل) كطحلب. و (فعْلَل) كدرهم. و (فِعَلّ) كقمطْر. الخماسي: له أربعة أوزان: (فَعَلَّل) كسفرجل. و (فُعَلَّل) كقذعْمل. و (فَغْلَلِل) كجحْمرش. و (فَعْللّ) كجردحْل.

المزيد

المزِيدُ له أوزان كثيرة نحو: شمأَل وغضَنْفَر وإنسان وسلسبيل وسجنْجَل وخْندريس. ولا يحكم بزيادة حرف إلا إذا كان معه ثلاثة أصول. والزيادة عن نوعين: نوع بتضعيف حرف من أصول الكلمة كمعظَّم ومثقف. ونوع بزيادة حرف من حروف الزيادة: (اليوم تنساه) أو (أمان وتسهيل) ولسهولة الحفظ قالوا: سألت الحروف الزائدات عن اسمها ... فقالت ولم تبخل: (أمان وتسهيلُ) تفسير الرطب. ثمر النخل عند النضج. الجعفرُ: النهر الصغير. البرقُعُ: ما تستر به المرأة وجهها. القرمز: صبغ أحمر. الطحلب: خضرة تعلو الماء المزمن. القمطر: ما تصان به الكتب. القذهمل: الضخم من الإبل. الجحمرش: العجوز، الجردحْل: الوادي. الشماْل: الريح التي تهب من جهة بنات نعش. الغضنفر: الأسد. الخندريس: الخمر. السلسبيل: عين في الجنة. السجنجَل: المرآة. الباب الثالث في المقصور والمنقوص والممدود المقصور هو كل اسم معرب آخره ألف لازمة كالهدي والمرتضى. وألفة إما منقلبة عن أصل واو أو ياء نحو: الفتى والعصا، أو مزيدة للتأنيث كحبلى وعطشى، أو مزيدة لإلحاق كأرطى وذفرى، الأول ملحق بجعفر والثاني بدرهم، فإذا نون

أمثلة المقصور

حذفت ألفُة لفظاً لا خطأ نحو: جاء فتى يحمل عصاً ويمشي على هدىّ. المنقوص كل اسم معرب آخره ياء لازمة مكسور ما قلبها كالقاضي والهادي، فإذاً نون حذفت ياؤهُ لفظاً وخطأ في حالتي الرفع والجر وبقيت في حالة النصب نحو: هذا قاض غير محاب وليس باغياً. الممدود كل اسم معرب آخرة همزة قبلها ألف زائدة كحوراء وورْقاء. والهمزة إما أصلية كقراء ووضاء، أو مزيدة للتأنيث كلمياء وميساء، أو منقلبة عن أصل واو أو ياء كسماء وبناء، أو مزيدة للإلحاق كقوباء وعلباء، الأولي ملحقة بفرناس، والثانية بقرطاس. أمثلة المقصور ذهب الراعي الفتى.. يرعى الناقة الجوعى.. عند شجر الأرْطى ذهب راع فتىّ.. يرعى ناقة جوعى.. عند شجرة أرطى أمثلة المنقوص صدر حكم القاضي.. على الرجل الجاني.. فحمد الناس القاضي صدر حكم قاضٍ.. على رجل جان.. فحمد الناس قاضياً أمثلة الممدود حسن أسلوب الإنشاء.. نظف ثوب الوضاء. سعد الرجل القراءُ.. غردتْ حمامةٌ ورْقاءُ. أقبلت بدوية حوراءٌ.. تسايرُ فتاة لمياءَ.

الباب الرابع في المفرد والمثنى والجمع

صفا أديم السماء.. تمت عمارة البناء أقبل موسم الشتاء. تفسير الأرطى: شجر ترعاه الإبل. الوُضاءُ: الحسن الوجه الوضيء. القراءُ: الناسكُ. الوَرْقاءُ: الحمامة يضرب لونها إلى سواد. القوباء: داءٌ. العلباُء: عَصَبُ العنق. الفرناسُ: أنف الجبل. الذفيرى: العظم الشاخص خلف الأذن. الباب الرابع في المفرد والمثنى والجمع المفرد والمثنى المفرد: ما دل على واحد كرجل وغلام. والمثنى: ما دل على اثنين. وقاعدة التثنية أن تزيد على الفرد الألف والنون في حالة الرفع، والياء والنون في حالتي النصب والجر، كولدان وولدين. ويستثنى من ذلك: المقصور: فإن كانت ألفُهُ ثالثة ترد إلى أصلها واوا أو ياء كعصوان ورحيانِ، وإنْ كانت رابعة فصاعداً فلبت ياء كمشفيان ومرتضيان. والمنقوص المنون: ترد إليه ياؤه لزوال المانع كراعيان وهاديان. والممدود: إن كانت همزته أصلية بقيت على حالها نحو: كساءان ورداءان. وإن كانت للتأنيث قلبت واوا كصحراوان وشقراوان. وإن كانت منقلبة عن أصل

الجمع

كسماء. أو كانت للإلحاق كعلباء جاز الأمران؛ فتقول: سماءان أوسماوان، وعلباءان أو علباوان. والمركب: الإضافي يثنَّى صدره فيقال في تثنية عبد الله: عبْدا الله. والمزجي تضاف إليه كلمة ذوا فيقال: ذوا سيبويه، وذوا معد يكرب. أمثلة فتى عصا ملهى مرتضى ... فتيان عصوان ملهيان مرتضيان قاض راع بان ساع ... قاضيان راعيان بانيان ساعيان رداء كساء سماء علباء ... رداءان كساءان سماءان وسماوان عبد الرحمن سيبويه معد يكرب ... عبدا الرحمن ذوا سيبويه ذوا معد يكرب فائدة يلحق بالمثنى قي إعرابه اثنان واثنتان وابنان وابنتان ثم (كلأ وكلتا) مضافين إلى ضير نحو: كلاها حسن، ورأيت كليهما، فإن أضيفتا إلى اسم ظاهر أعربتا إعراب الاسم المقصور نحو: وجدت كلا الرأيين صواباً، فكلا هنا مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف لأنه اسم مقصور. الجمعُ الجمعُ ما دل على أكثر من اثنين، وله مفرد من لفظه ومعناه كرجل ورجال. اسم الجمع ما دل على الجماعة، وليس له مفرد من لفظه كرهط وقوم. واسم الجنس الجمعي ما يفرق بينه حبلى واحده بالتاء أو الياء كوردة وورد، وزنج وزنجي. وجمع الجمع مثل: أكلب وأكالب، وصواحب وصواحبات. والجمع ثلاثة أقسام: جمع مذكر سالم، وجمع مؤنث سالم، وجمع تكسير.

جمع المذكر السالم: يكون بزيادة الواو والنون في حالة الرفع، والياء والنون في حالتي النصب والجر كمؤمنون ومؤمنين. وشرطُهُ أن يكون لمذكر عاقل أو صفته خاليين من التاء، وأن يكون العلم غيرمركب، والصفة قابلة للتاء فلا يجمع مثل: تأبط شراً وحمزة وعلامة وجوعان وأسود وصبور. ويلحق بجمع المذكر السالم: أولو وعشرون وتسعون وينون وأرضون وسنون ووابلون وعالمون وعليون. والمقصور تحذف ألفة وتبقى الفتحة قبل الواو والياء دليلاً عن الألف كمرتضوْن ومرتضين. والمنقوص تحذف ياؤه، ويضم ما قبل الواو، ويكسر ما قبل الياء، كداعون وداعين. جمع المؤنث السالم: ويطرد هذا الجمع في: 1 - أعلام الإناث كمريم وزينب وهند ودعد. 2 - ما ختم بالتاء كفاطمة وفائقة وصفية وأمينة. 3 - ما ختم بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة كحبلى وصحراء. 4 - مصغر غير العاقل كدربهم وجبيل صحين وقليم. 5 - وصف غير العاقل كشامخ: وصف جبل. ومعدودٍ: وصف يوم. 6 - كل خماسي لم يسمع له جمع تكسير كسرادق وحمام. 7 - ماصدر بابن أو ذو كبنات آوى وذوات الحجة. ويلحق بهذا الجمع أولات، وما سمي به كعرفات وبركات. جمع التكسير: ما دل على أكثر من اثنين ولم يسلم بناء مفرده من التغيير كرجل ورجال ولون وألوان. وله واحد وعشرون وزنا: أربعة منها للقلة وهي: أفعل وأفعال وأفعلة وفعلة. يجمعها:

فائدتان

بأفعُل وبأفعالٍ وأفعلةٍ ... وفعْلةِ يعرف الأدنى من العدد وسبعة عشر للكثرة جماعة بقولهم: في السفن الشهب البغاة صور ... مرضى القلوب والبحار عبر غلمانهم للأشقياء عملهُ ... قطاعُ قضبان لأجل الفيلهْ والعقلاء شرد ومنتهى ... جموعهم في السبع والعشر انتهى ومن الجمع المكسر صيغة منتهى الجموع، وهي كل جمع بعد ألف تكسيره حرفان، أوثلاثة وسطها ساكن كمساجد ومصابيح ومخازن ومفاتيح. أمثلة وصل الرؤساء الأعلون ... يتبعهم الرهط الميتدعوْن صن عشيرتك الأذنين ... الراضون بعيشهم هانئون الداعون إلى السلم مخلصون ... دع طغمة الباغين أتت فرقة السلميات ... تليها زمرة البشريات إلى منتدى الفتيات ... العلماء وزثة الأنبياء الحور عرائس الأتقياء ... أراء المفكرين ضياء فائدتان الأولى: إذا كانت الهمزة في فعائل مقلوبة عن حرف علة أعيدت في الجمع إلى أصلها كمعايش جمع معيشة، ومفاوز جمع مفازة. الثانية: المركب كتأبط شراً ونحوه يتوصل إلى جمعه بأن يزاد قبله لفظة آل أو ذوو فيقال: آل أو ذوو تأبط شراً، أي: الرجال المسمون بهذا الاسم.

الباب الخامس في التذكير والتأنيث

الباب الخامس في التذكير والتأنيث الأصل في جميع الأشياء التذكير لأنة لا يحتاج إلى في زيادة. ولما كان التأنيث فرع التذكير احتاج لعلامة تدل عليه وهي: تاء متحركة وتختص بالأسماء وصفاتها كفاطمة وقائمة، أو تاء ساكنة وتختص بالأفعال كقامت. وإما ألف مقصورة كسلمى وحسنَى، أو ألف ممدودة كورقاء، وصحراء، وتختصان بالأسماء. وقد أنثوا أسماء كبيرة بتاء مقدرة كشمس ودار وحرب ونار وسوق وكتف. وكل عضو من أعضاء، الإنسان له ما يقابلهُ فهو مؤنث كاليد والرجل والعين والأذن عدا الحاجب فهو مذكر، ويستدل على ذلك بالضمير العائد عليها كقولهم: وضعت الحرب أوزارها، وبالإشارة إليها كهذه دار واسعة، وبرد التاء إليها في التصغير كأذينة ودويرة. وفي ذلك يقول ابن مالك: علامة التأنث تاء وألف ... وفي أسام قدروا التا كالكتف ويعرف التفدير بالضمير ... ونحوهُ كالرد في التصغير والمؤنث ثلاثة أنواع: لفظي، ومعنوي، ولفظي معنوي. فاللفظي: ما كان لذكر ذي علامة كطلحة وزكرياء. والمعنوي: ما كان لمؤنث خلاً من العلامة كزينب ودار. واللفظي المعنوي: ما كان لمؤنث فيه علامة كفاطمة وقائمة. وثمة جميع خمسة لا تدخل فيها التاء فيستوي فيها المذكر والمؤنث: الأولى: فعول بمعنى فاعل كصبور وشكور وحقود.

الباب السادس في النكرة والمعرفة

الثانية: فعيل بمعنى مفعول كجريح وكحيل وأسير. الثالثة: مفعال كمكسال ومبسام ومعطار. الرابعة: مفعيل كمنطيق ومعطير ومسكير. الخامسة: مفعل كمغشم ومدعس ومهذر. تفسير المغشَم: الشجاع. المدعسُ: الطعان. المهذَر: الهاذي. فوائد فيما تختص به كل من علامات التأنيث التاء: تكون للوحدة: كقمحة وعنبة. وللمبالغة: كنابغة، وداهية وعلامة وفهامة. الألف المقصورة: لها أوزان كثيرة من أشهرها (فُعْلى) كرجْعي، و (فعلى) كبردى، و (فعْلى) كجرحى، و (فعْلى) كذكرى، و (فعيلى) كخصيصى. الألف الممدودة: من مشهور أوْزانها: (فعَلاء) كخُيلاء، و (فعْلاء) كهطلاء، و (أفْعلاء) كأربعاء، و (فاعولاء) كعاشوراء، و (فعْلِلاًء) ككبرياء. تفسير الخصيصى: الاختصاص. الباب السادس في النكرة والمعرفة النكرةُ: ما لا يفهم منه معين كإنسان وقلم، ويقبل أل كالدواة. المعرفةُ: غير ذلك، وهي سبعة أنواع:

الضمير والعلم واسم الإشارة والاسم الموصول والمحلي بأل والمضاف لواحد مما ذكر والمنادي المعين. الضمير: هو ما وضع لمتكلم أو مخاطب أو غائب، فالذي للمتكلم أنا ونحن، وللمخاطب أنت وأنتم وأنتما وأنتم وأنتن، وللغائب هو وهي وهما وهم وهن، وكلها مبنية لشبهها بالحرف، ولأنها لا تصغر ولا تثنى ولا تجمع. والضمير قسمان: بارز ومستتر. البارز: هو الذي له صورة في اللفظ كتاء قمت، ويكون منفصلاً ومتصلاً. فالمنفصل: ما كان ظاهر الاستقلال في النطق كأنا ونحن. وعلامتة صحة الابتداء به ووقوعه بعد إلاً. ومنه ما يختص بالرفع أنا وأنت وهو وفروعهن. ومنه ما يختص بالنصب كإياي وإياك وإياكما وإياكم وإياكن وإياه وإياها وإياهما وإياهم وإياهن. والمتصل: ما لا يبدأ به كالكاف من أكرمك، ولا يقع بعد إلا فلا يقال: ما أكرمتُ إلاك، وهو ثلاثة أنواع: (الأول) : ما يختص بالرفع وهو خمسة: التاء كقمت، والألف كقاما، والواو كقاموا، والياء كقومي، والنون كقمنَ. (الثاني) : ما يشترك بين النصب والجر، وهو ثلاثة: ياء المتكلم نحو: ربي أكرمني. وكاف المخاطب نحو: ما ودعك ربك. وهاء الغائب نحو: كلمة رفيقة. (الثالث) : ما هو مشترك بين الرفع والنصب والجر نحو: ربنا إننا سمعنا. المستترُ: ما ليست له صورة قي اللفظ كالضمير الملحوظ في فهم، وينقسم إلى مستتر وجوباً ومستتر جوازاً. فالمستتر جوازاً: ما يصح أن يحل محله الاسم الظاهر، ويلاحظ في الفعل

الغائب والغائبة والصفات واسم الفعل الماضي نحو علي فهمَ، ودعْدُ فهمتْ، وطريفٌ فاهٌم، والكتاب مفهومّ، وخطهُ حسنٌ، وهيهات الوصول. والمستتر وجوباً: هو الذي لا يصح أن يحل محله الظاهر، ويكون في أربعة مواضع: للمخاطب كقم، وفي المضارع الذي أوله همزة كأقوم، أو نون كنقوُم، أو تاء الخطاب كتقوُم. (تنبيه) إذا سبق ياء المتكلم فعل أو من أو عن أتى بينهما بنون الوقاية كدعني ومني وعني. وإن سبقها إن أو إحدى أخواتها جاز ترك النون وذكرها نحو: إني وكأني والحذف أكثر. العلمُ: هو الاسم الذي يعين مسماهُ مطلقاً من غير افتقار إلى قرينة، كالأناسيَّ والمدن والقبائل والأنهار والحيوان، كأحمد وزينب ودمشق وبغداد وبكر وتغلب وداحس والخطار والفرات ودجلة، ويكون مفرداً ومركباً: المفرد: كما زن وسالم. المركب: إما إضافي كعبد الملك، وإذا مزجي كبعلبك، وإذا إسنادي كجادَ الحق. وإليلك حكم كل منها: الإضافي: يعرب صدره بحسب العوامل ويجر عجزهُ بالإضافة، تقول: جاء عبدُ الملك، ورأيت عبدَ الملك، ومررت بعبدِ الملك. المزجي: يمنع من الصرف فيرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة، إلا إذاً ختم بويه فيبني على الكسر، تقول: هذه بعلبكُ، وزرت بعلبك، وعدتُ منْ بعلبك، وهذا سيبويه،، وعرفت سيبويه، واستفدت من سيبويه. الإسنادي: يبقى على حاله قبل أن يصير علماً، ويعرب على الحكاية بحركات

مقدرة على آخره فيقال: أقبل جاد الحقُّ، وأكرمت جاد الحق، وسلمتُ على جاد الحق. (أقسام العلم) : ينقسم العلم إلى كنية ولقب واسم. (فالكنية) : كل مركب أوله أب أو أم كأبي بكر، وأم الخير. و (اللقب) : كل ما أشعر برفعه أو ضعة كالرشيد، والجاحظ. و (الاسم) ما عداهما. ولك في الكنية أن تقدمها على الاسم أو تؤخرها عنه فتقول: هذا أبو حفص عُمر، أو عمر أبو حفصٍ. أما اللقب فيؤخر فيقال: هرون الرشيد، ولا يقال: الرشيد هرون. (علم الجنس) : وقد يعامل اللفظ الدال على الجنس معاملة العلم في أحكامه ويسمى (علم جنس) كأسامة للأسد، وثعالة للثعلب، وذؤالة للذئب، وأمُّ قشعم للموت. تفسير بكر وتغلب: قبيلتان مشهورتان. داحِس: فرس قيس بن زهير. الخطار: فرس حذيفة بن بدر. أسماء الإشارة: سم الإشارة ما وضع لمشار إليه قريب أو متوسط أو بعيد. ويكون مذكراً ومؤنثا ومفرداً ومثنى وجمعاً. وإليك الإيضاح: (القريب) : للمفرد المذكر (ذا) ، والمؤنث (ذي وذهِ وتي وتهِ) ، بكسر أوائلها، ولمثنى المذكر (ذان) في حالة الرفع و (ذيْن) في حالتي النصب والجر، وللمؤنث (ثانِ وتيْن) ، وللجمع (أولاء) ، وللمكان (هُنا) . (المتوسط) : للمفرد المذكر (ذاك) ، والمؤنث (تيك) ، والمثنى المذكر (ذانِكَ) ، والمؤنث (تانِك) ، والجمع لهما (أولئك) ، وللمكان (هُناك) .

فوائد

(البعيد) يشار إليه (بذلك) و (تلك) و (هنالك) . فوائد الأولى: كثيراً ما تلحق الهاء أسماء الإشارة كهذا وهذه وهؤلاء وههنا. الثانية: يجوز اجتماع الهاء والكاف بدون اللام فيقال: هذاك، ولا يقال: هذلك. الثالثة: الهاء التي تدخل على أسماء الإشارة للتنبيه، والكاف للخطاب، واللام للبعد. الرابعة: كاف الخطاب تتصرفه تصرف الكاف الأسمية تقول: ذلك وذلك وذلكما وذلكم وذلكن. الخامسة: الاسم المعرفة بأل التالي لاسم الإشارة يعرب بدلاً منه رفعاً أو نصباً أو جراً، فتقول: هذا الرجل وقور، وإن هذا الرجل لوقور، وأعجبت بذلك الرجل الوقور. إعراب تلك العصا من هذه العصُية تلك: تي اسم إشارة في محل رفع ابتداء، واللام للبعد، والكاف للخطاب. العصا: بدل مرفوع. من هذه: من حرف جر وذه محله الجر بمن متعلق بالخبر، والهاء الأولى للتنبيه، والأخيرة ضمير محلها الجر بالإضافة. العصية: بدل مجرور. العصية تصغير العصا. والمراد من هذا المثل أن الأمر الجليل يكون في أول أمره صغيراً. الاسم الموصول: هو ما يفتقر إلى صلة وعائد. وألفاظهُ: الذي للواحد، والتي للواحدة، واللذان للاثنين في حالة الرفع، واللذين في حالتي النصب والجر، واللتان واللتين للاثنتين، والذين والأولى لجماعة الذكور العقلاء، واللاتي واللائي لجماعة الإناث، ومن وما وأي وذو لجميع ما ذكر. الصلة والعائد: المراد بالصلة الجملة الواقعة بعد الاسم الموصول، والعائد الضمير الذي يعود إليه، مثاله: جاء الذي حج أبوهُ، فحج هنا جملة لأنه فعل،

خواص الأسماء الموصولة:

والهاء من (أبوه) عائد إلى الذي. وإذا قلت: جاء الذي حج كان الضمير المستتر في حج هو العائد. وقد يحذف العائد إذا كان ضمير نصب كقوله تعالي: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} أي: ما ئسرونهُ وما يعلنونهُ. ويشترط في العائد أن يطابق الموصول نحو: أكرم الذي علمك، واللذين علماك، والذين علموك، واللائي علمنكَ. وقد تقع الصلة ظرفاً أو جاراً ومجروراً كالذي عندك والذي في الدار، والتقدير: الذي استقر عندك، والذي استقر في الدار. خواص الأسماء الموصولة: الذي: تكون للعاقل وغيره نحو: الرجل الذي خطب، والطائر الذي سجع. الذين: تكون للعقلاء خاطة نحو: ذهب الذين يعاشُ في أكنافهم. من: للعاقل نحو: يعجبني من يقول الحق، وقد تأتي لغيره نحو: أسرب القطا هلْ من يُعيرُ جناحهُ. ما: تكون لغير العاقل نحو: ما عندكمً ينقذ وما عند الله باقِ. وقد تأتي للعاقل نحو: سبحان ما يسبح الرعد بحمده. المعرف بأل: هو اسم دخلت عليه أل فأفادته التعريف نحو: الدرهم والدينار. وقد تجئ أل زائدة، وزيادتها إما لازمة كالسموءل والذي والآن، وإما غير لازمة كالنعمان والعباس، وهي سماعية فلا يقال: الأحمد والعمر. تعريف العدد بأل: إن كان العدد مركباً عرف صدره كالأربعة عشر. وإن كان مضافاً عرف عجزه كخمسة الرجال. وإن كان معطوفاً ومعطوفاً عليه عرف جزآه كالستة والستين ولترسيخ القاعدة في الذهن يحفظ هذان البيتان:

الباب السابع في المنصرف وغير المتصرف

وعدداً تريد أن تعرفا ... فأل بجزأيه صلنْ إن عُطفا وإن يكن مركباً فالأولُ ... وفي مضاف عكسُ هذا يفعلُ المعرفُ بالإضافة: هو اسم أضيف إلى واحد من المعارف السابقة فاكتسب التعريف نحو: قلمك، وقلم سعيد، وقلم ذلك، وقلم الذي كتب، وقلم الكاتب. المعرف بالنداء: هو منادى قصد تعيينُهُ فاكتسب التعريف كيا بائعُ، ويا قاعُد. الباب السابعُ في المنصرف وغير المتصرف الاسم إلا أن يكونا منصرفاً، وهو الذي يلحق آخره التنوين، وتجري عليه جميع حركات الإعراب: (ظاهرة) كجاء سعيد، ورأيت سعداً، ومررت بسعدِ - وهو الأصل -، أو (مقدَّرَة) كجاء الفتى، ورأيت الفتى، ومررت بالفتى. وإما أن يكون غير منصرف، وهو ما لا يلحقه التنوين ولا الكسر؛ فتكون الفتحة علامة جره - خلافاً للأصل - وجاء عمر، ورأيت عمر، ومررت بعمر. موانع الصرف: يمتنع الاسم من الصرف إذاً وجد فيه علتان من علل تسع، أو واحدة تقوم مقام علتين، وست من التسع مع العلم، وثلاث مع الوصف. (اللائي مع العلم) : 1 - التأنيث: كعائشة وآمنة وطلحة وحمزة وزينب وسعاد. لكن يجوز صرف الثلاثي الساكن الوسط كهند وفي دَعْدِ. 2 - العُجْمةُ: كإبراهيم وإسماعيل وإدريس ويعقوب. لكن الثلاثي الساكن الوسط يجب فيه الصرف كنوح وهود وشيتٍ.

تنبيه

3 - التركيب المزجي: كبعلبكَّ وحضرموت ومعْد يكرب ما لم يختم بؤيهِ فيُبني على الكسر كسيبويهِ. 4 - زيادة الألف والنون: كرضوان وسلمان ونعسان وعمران وعفان. 5 - وزن الفعل: كأحمد ويزيد ويشكر وتغلب، وشمر وتدمر. 6 - العدلُ عن آخر: كعُمر وزفَرَ وزحل معدولة عن عامر وزافرٍ وزاحل. (اللأئي مع الوصف) : 1 - وزن فعلان: شرط أن لا يؤنث بالتاء كغضبان وجوعان وعطشان فمؤنثها غضبى وجوعى عطشى. أما ما سمع مؤنثه على فعْلانة فينصرف كخمصان وسيفانِ وموتانِ وصحيانٍ، فمؤنثها خمصانة وسيفانة وموتانة وصحيانة. 2 - وزن أفعل: كأحمر وأبيض وأحسن وأصغر وأكبر. 3 - العدل عن آخر: كأحاد وموحد وثناء ومثنى إلي عشار ومعشر، يقال: جاء القوم رباع أي أربعة أربعة. وذهبوا أحاد أي واحدة واحدة، ولا تستعمل هذه الألفاظ إلا نعوتاً أو أحوالاً أو أخباراً. (ما يقوم مقام العلتين) ، اثنان: 1 - المحتوم بألف التأنيث الممدودة أو المقصورة كحسناء وحُبلى. 2 - أو الذي عل صيغة منتهى الجموع كمساجد ومصابيح وعنادل وعصافير وحقائق وأراجيف. تنبيه إذا أضيف ما لا ينصرف أو عرف بأل صرف وجر بالكسرة نحو: مررت بأفضل القوم

الباب الثامن في المبني والمعرب

أو بالأفضل. وأحياناً يصرف لضرورة الشعر كقول أحدهم: (تبصر خليلي هل ترى من ظعائن) . تفسير الخُمصان: الضامُر البطن. السيفانُ: الطويل. الموتان: الضعيف. الصحيان: الذي لا غيم فيه. الباب الثامن في المبني والمعرب والاسم منه معرب ومبني ... لشبه من الحروف مدني يشير ابن مالك إلى أن الاسم ينقسم إلى قسمين: معرب، ومبني: فالمعربُ ما سلم من شبة الحرف. والمبني ما أشبههُ. المبنيُّ: هو الذي يلزم أخزه حالة واحدة من ضم أو فتح أو كسر أو سكون، وأشبة الحرف وضعاً ومعنى، ففي الوضع على حرف أو حرفين كتاء الفاعل، ونا المفعول في لفظ (زرْتنا) . وفي المعى مثل: متى، فإنها أشبهت الهمزة في الاستفهام وإن في الشرط. والمبني من الأسماء هو الضمائر والإشارات والموصولات بأسماء الأفعال وأسماء الشرط والاستفهام وبعض الظروف واسم لا النافية للجنس والمنادي مفرداً ونكرة مقصودة وما ركب من الأعداد والأحوال والظروف. وكل ذلك مبني على ما سمع به كحيث والآن وأمس ومذْ. فما يطرد بناؤه على الضم: الظروف المقطوعة عن الإضافة كقبل وبعدُ

فوائد

وحسب وكلمة غيرُ. تقول: لله الأمر من قبل ومن بعد، أي: من قبل الأمر ومن بعد الأمر، وليس غيرُ. وما يطرد بناؤه على الفتح: الأعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر ويستثنى اثنا عشر فتعرب إعراب المثنى، تقول: رأيت أحد عشر رجلاً ومر خمس عشرة امرأة، وسلمت على تسعة عشر شخصاً. والظروف المركبة مثل اقرأ صباح مساء، وأعمل ليل نهار. والأحوال المركبة نحو: هو جاري بيت بيت أي: ملاصقاً. واسم لا النافية للجنس نحو: لا غريب بيننا، ولا ريب فيه. وما يطرد بناؤه على الكسر: الأسماء المنتهية بويه كسيبويه ونفطويه، وما كان علي وزن فعال علماً لأنثى أو سباً لها، أو أسم فعل أمر نحو: حذام ورقاش ويا خباث ويا كذاب ومثل: نزال وتراك. فوائد 1 - أسماء الاستفهام هي: من ما متى أين أيان كيف. 2 - يستثني من الأسماء الموصولة اللذان واللتان، ومن أسماء الإشارة ذان وتان فتعرب إعراب المثني. 3 - أي معربة دائماً إلا في حالة ورودها اسما موصولاً وحذف صدر صلتها نحو: فسلم على أيهم أفضل. الأصل هو أفضل. شاهدان إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام آت الرزق يوم يوم فأجمل ... طلبا وابلغ للقيامة زادا

المطلب الأول المرفوعات

إعراب (إدا قالت حذام فصدقوها) إذا: ظرف متضمن معنى الشرط محله النصب متعلق بالجواب. قالت: فعل ماضي وتاء التأنيث. حذام: فاعل مبني على الكسر في محل رفع. فصدقوها: الفاء رابطة للجواب، وصدقوها فعل وفاعل ومفعول به. والجملة جواب الشرط. وجملة قالت حذام فعل الشرط محلها الجر بالإضافة إلى إذا. التقدير: حين قولها. المعرب: الأسماء كلها معربة ما عدا طائفة منها سبق ذكرها. وأنواع الإعراب ثلاثة: رفع ونصب وجر. وينحصر الكلام على ذلك في ثلاثة مطالب: المطلب الأول المرفوعات المطلب الأول في رفع الاسم: أصل رفعه بالضمة، وينوب عنها الألف في المثنى والواو في جمع المذكر السالم والأسماء الخمسة وهي: أب أخ حم فو ذو نحو: وصل الرئيس ونائباه والمرافقون وذو الفضل. ويرقع الاسم إذا كان فاعلاً أو نائب فاعل أو مبتدأ أو خبراً أو اسما لكان وأخواتها أو خبرا لإن وأخواتها. الفاعل هو الاسم الذي تقدمه فعل مبني للمعلوم أو شبهه. وحقهُ الرفع نحو: جاء الرجل الواسع علمه الحسن فهمه. ويكون ظاهراً وضميراً مذكراً ومؤنثاً مفرداً أو مثنى أو جمعاً. فإذا كان مثنى أو جمعاً بقي الفعل معهُ مفرداً نحو: التحم الجيشان وانتصر الصابرون.

شواهد

وإذا كان مؤنثاً حقيقياً وجب التحاق تاء، التأنيث الساكنة بالفعل كقامتْ هند، وقعدت دعْدٌ. وإذا كان مؤنثا غير حقيقي، أو حقيقياً وفصل عن فعله، أو جمعاً مكسراً مطلقاً، جاز الإلحاق وعدمهُ نحو: طلع الشمس وطلعتْ، وحضر القاضي امرأة وحضرت، وقام الرجال والهنود وقامت. لكن لا يجوز إلحاق تاء التأنيث بالفعل مع الفصل يالاً. فلا يقال ما جاءت إلا هند وما وطلعت إلا الشمس. بل يقالُ: ما جاء إلا هند وما طلع إلا الشمسُ. فوائد 1 - الأسماء الخمسة إذاً بقيت عل حالها أو صغرت أعربت بالحركات الظاهرة نحو: جاء أب وأخ وأبيك وأخيك. وإذا أضيفت إلى ياء المتكلم أعربتُ بالحركات المقدرة نحو: جاء أبي وأخي. وإن ثنيث أو جمعت أعربت إعراباً المثنى والجمع نحو جاء أبواك وإخوانك. 2 - المراد بشبه الفعل اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم التفضيل. 3 - حق الفاعل أن يتأخر عن فعله، فإذا تقدم عليه صار مبتدأ، والجملة بعده خبر. مثل: الرجل أتى، فالرجل مبتدأ وجملة أتى خبر. 4 - بعض العزب يثني الفعل ويجمعه فيقول: قاما الطالبان، وقاموا الطلاب، والنحاة يسمون ذلك (لغة أكلوني البراغيث) ، ويأبون اجتماع فاعلين لفعل واحد، ويقولون: إن الألف والواو والنون للدلالة على التثنية والجمع. شواهد يلومونني في حب ليلى عواذلي ... ولكنني من حبها لعميدُ تولى قتال المارقين بنفسه ... وقد أسلماه مبعد وحميم رأين الغواني الشيب لاح بعارضي ... فاعرض عني بالخدود النواضٍرِ

نائب الفاعل

إعراب رأينَ الغواني الشيبَ لاحَ بعارضي رأين: الصواب رأت أو رأى ونون النسوة هنا دلالة على الجمع. ورأى فعل ماض مبني على فتح مقدر. الغواني: فاعل مرفوع بضمة مقدرة للثقل. الشيب: مفعول به منصوب. لاح: فعل ماض فاعله الضمير المستتر والجملة حالية. بعارضي: جار ومجرور متعلق بلاح، واليا، محلها الجر بالإضافة. تفسير العاذلُ: اللائمُ، العارضان،: صفحتا الخدَّ. العميدُ: المعمودُ بالوسائد لمرضه. نائب الفاعل نائب الفاعل ما تقدمهُ فعل مجهول أو شبهُ وقام ومقام الفاعل من لزوم الرفع ووجوب التأخير عن رافعه نحو: يكرم المرء المحمود فعله. فيكرمً مضارع مجهول مرفوع للتجرد. والمرء نائب فاعل مرفوع. والمحمود صفتُه. وفعله نائب فاعل لاسم المفعول المحمود، والهاء في محل جر بالإضافة. ويكون النائب ظاهراً كما مثل، وضميراً في نحو: حمدت وتحمدُ، فكل من الضمير البارز في حمدت والمستتر في تحمدُ نائب فاعل. والنائب في الأصل مفعول به، فقولك: (سمع الصوت) أصلهُ: سمع الناسُ الصوت. حذف الفاعل وأنيب عنه المفعول به. وإذا تعدد المفعول أنيب عنه الأول نحو: اعطي الفائز جائزة، وأخبر النوتي البحر هائجاً. وقد يكون النائب ظرفاً أو مصدراً أو جاراً ومجروراً نحو: سهرتْ الليلةُ، وفرح فرح عظيم، ونُظر في الأمر. ويشترط في الظرف والمصدر أن يكونا متصرفين مختصين. فلا يصحُّ

المبتدأ والخبر

مثل: جلس معك، ولا: عيذَ معاذ الله، ولا: قُعدَ زمانٌ، وسِير سيرٌ. فوائد 1 - المتصرف من الظروف والمصادر هو ما يرفع وينصب ويجر. والمختص ما يوصف ويضاف نحو: صيم الشهر، وسير يوم كامل، ونحو: فرحَ فرحٌ عظيم، وفُرحَ فرحٌ الفوز. 2 - غير المتصرف من الظروف والمصادر كقبل ولدن وسبحان ومعاذ. 3 - يجب تأخر النائب عن رافعه، فإن تقدم عليه صار مبتدأ، والجملة خبر. شواهد لعل عتبك محمود عواقبهُ ... وربما صحتِ الأجسام بالعللِ إذا عيشَ في خير امرئ ونواله ... توالى عليه الحمد من كل جانب تظوهرَ بالعدوان واختيل بالغنى ... وشوركَ بالرأي الرجال الأماثل المبتدأ والخبرُ المبتدأ والخبر اسمان تتألف منهما جملة مفيدة كقولك: القناعة كنز. وتسمى الجملةُ المركبة منهما جملة اسمية، ولكل منهما أحكام: أحكام المبتدأ: المبتدأ اسم مرفوع بعامل معنوي هو الابتداء. 1 - وحقه أن يكون معرفة. وتد يأتي نكرة إذا أفادت بأن يتقدم عليها الخبرُ ظرفاً أو جاراً ومجروراً نحو: عندك فضل، وفيك خير. أو تقع بعد نفي أو استفهام أو رب، أو كانت موصوفة أو مضافة إلى نكرة نحو: ما كريم مذموم. وهل فتى هنا؟ ورب ساع لقاعدِ. ورجل ووقر عز قادم. وطالب معونة واقفٌ.

2 - حق المبتدأ أن يتقدم على الخبر، وقد يتأخر عنه نحو: في الدار ناس. 3 - يجب تقدمه في الألفاظ التي لها الصدارة كأسماء الشرط والاستفهام والموصولة وما التعجبية وكم الخبرية وما اقترن بلام الابتداء نحو: من يذهب أذهب معه. وما صنعتك؟ وهذا قاض. والذي مر أديب. وكم صاحب لك. وما أحسن الوفاء. وللصدق منجاة. 4 - يحذف المبتدأ وجوبا إذا أخبر عنه بمخصوص نعمَ وبئس نحو: نعمَ القاضي إياس. وبئس الشاهد إياد. أي هو. وإذا أخبر عنه بمصدر نحو: صبر جميل أي صبري صبر جميل. أو بما يشعر القسم نحو: في ذمتي لأحضرن أي في ذمتي عهْدٌ. أحكام الخبر: الخبر اسم مرفوع بعامل لفظي هو (المبتدأ) . 1 - ويطابقه في الإفراد والتذكير وغيرها نحو: الورق صقيل، والقلمان مبريان، والطلاب جالسون. وكما يأتي الخبرُ مفرداً يأتي جملة اسمية أو فعلية مشتملة على ضمير يربطها بالمبتدأ نحو: الظلم مرتعهُ وخيم، والحلمُ يسمو صاحبه. ويقع ظرفاً أو جاراً ومجروراً متعلقين بمحذوف مقدر بكائن أو استقر، فإن قدرتهُ بكائن كان الخبر مفرداً وإن قدرته باستقرَّ كان جملة نحو: العفو عند المقدرة، والصفح من شيم الكرام. 2 - قد يتعدد الخبر فيقال: هو شاعر ناثر أديب أريبٌ. 3 - الأصل في الخبر أن يتأخر عن المبتدأ، ويجوز تقدمهُ إذا لم يكن مانع نحو: بيده الأمر. لكنه يجمع تقدمه في الألفاظ التي لها الصدارة كأين بيتكَ؟ وكيف حالك؟ 4 - يجب حذف الخبر بعد ما هو صريح في القسَم نحو: لعمركَ لأزورنكَ، أيْ

شواهد

قسمي. وبعدَ لولا نحو: لولا الهداة لضل الناس، أي موجودون. وبعد واو المعية نحو: كل طالب وكتابهُ، أي مقترنان. 5 - قد يسد مسدا الخبر الفاعل أو نائبة إذا كان المبتدأ وصفاً معتمداً على نفي أو استفهام وكان ما بعده مثنى أو جمعا. ويراد بالوصف اسما الفاعل أو المفعول وما أشبههما نحو: أقادم أخواك؟ وما مخذول تابعوك. فإذا كان الوصف مفرداً جاز أن يسدْ الفاعل أو نائبه مسد الخبر أو أن يكون مبتدأ مؤخراً نحو: أقادم أخوك؟ فأخوك هنا إما فاعل سد مسد الخبر أو مبتدأ مؤخر وقادم خبر مقدم. إعراب 1 - أقادمٌ أخواك؟ الهمزة للاستفهام، وقادم: مبتدأ مرفوع. أخواك: فاعل سد مسد الخبر؛ لأن المبتدأ وصف والخبز مثنى. 2 - ما مخذولٌ تابعوكَ ما: نافية ومخذول: مبتدأ مرفوع. تابعوك: نائب فاعل سد مسد الخبر؛ لأن المبتدأ وصفٌ معتمد على نفي والخبر جمع لا مفرد. وشادن يسألني الواو واو رب. شادن: مبتدأ مرفوع علي مجرور لفظاً. وجملة يسألني خبرٌ. والشاهد مجيء المبتدأ نكرة مسبوقة بواو رب حرف الجر الشبيه بالزائد. شواهد وفي النفس حاجات وفيك فطانةٌ ... سُكوتي بيان عندها وخطابُ ما رجاء محقق بالتمني ... أو حياة محمودة بالتواني

إن وما ولا ولات

أقاطن قوم سلمى أم نوَوْا ظعنا ... إن يظعنوا فعجيب عيشُ من قطنا خليليَّ ما واف بعهدي أنتما ... إذا لم تكونا لي على من أقاطعُ وشادن يسألني ... ما المبتدا والخبرُ مثلهما لي مسرعاً ... فقلت: أنتَ القمرُ اسم كان وأخواتها تدخل كان أو إحدى أخواتها على المبتدأ والخبر فيبقى المبتدأ مرفوعاً وينتصب الخبر نحو: وكان الله عزيزاً حكيماً، فالله اسمها، وعزيزاً خبرها. وقد تقدم الكلام على ذلك مفصلاً. إن وما ولا ولاتَ تعمل عمل ليس فترفع الاسم وتنصب الخبر بشروط موضحة فيها يلي: إن وما: يشرط في علهما أن لا يتقدم خبرهما على اسمهما، وألا ينتقض نفيهما بإلا نحو: إن المرء خالداً، وما مخلوق باقياً. بخلاف ما محبوب الكذوب، وما محمد إلا رسول. وكثيراً ما تدخل الباء في خبر ما نحو: وما ربك بغافل عما يعملون. لا: يشترط في عملها فوق الشرطين السابقين أن يكون معمولاها نكرتين نحو: لا كريم مذموماً، ولا بخيل محموداً. لات: لا تعمل إلا في أسماء الأزمان مثل: حين وساعة وأوان. ويكثر حذف اسمها نحو: ولات حين مناص، ولات ساعة مندمِ، ولات أوان ملام. والتقدير: ولات الحين حين مناص. ولات الساعة ساعة مندم. ولات الأوان أوان ملام.

شواهد

أمثلة إن هذا بشرا ... إن الهواء عاصفا إن السحاب مبتلدا.... ما اللبيب غافلا ما كل ناصح مخلصا.... وما ربك بظلام لا زمان مسالما ... لا متعلم نادما لا كسول ناجحا ... لات ساعة مندم لات حين مناص.... لات أوان ملام فوائد الأولى: بعضهم يجر بلات نحو: طلبوا صلحنا ولات أوان وكقول المتنبي: لقد تصبرت حتى لات مصطبر.... والآن أقحم حتى لات مقتحم الثانية: لات أصلها لا النافية زيدت فيها تاء التأنيث المفتوحة كما زيدت في ربت وثمت الثالثة: (ما) إن عملت عمل ليس سميت حجازية، وإن بقيت نافية سميت تميمية. شواهد إن المرء ميتا بانقضاء حياته.... ولكن بأن يبغى عليه فيخذلا تعزفلا شيء على الأرض باقيا ... ولا وزر مما قضى الله واقيا وما الحسن في وجه الفتى شرفا له.... إذا لم يكن في فعله والخلائق وما كل ذي لب بمؤتيك نصحهُ ... ولا كل مؤتٍ نصحهُ بلبيب ندم البغاة ولات ساعة مندم ... والبغي مرتع مبتغيه وخيم

خبر إن وأخواتها

إعراب 1 - وما كل هاو للجميل بفاعل ما: نافية تعمل عمل ليس. كل: اسمها مرفوع. هاو: مضاف إليه. للجميل: جار ومجرور متعلق باسم الفاعل هاو. بفاعل: الباء حرف جر زائد، وفاعل: خبر (ما) مجمرور لفظها منصوب محلاً، أي فاعلاً. 2 - إن المرءُ ميتاً بانقضاء حياته. إن: نافية بمعنى ليس. المرءُ: اسمها مرفوع. ميتا: خبرها منصوب. بانقضاء: جار ومجرور متعلق بالصفة المشبهة ميت. حياته: مضاد إليه مجرور، والهاء المضافة إلى حياة محلها الجر. خبر إنَّ وأخواتها تدخل إن على المبتدأ والخبر، فتنصب الأول ويسمى اسمهما، وترفع الثاني ويسمى خبرها. ومثلها: أنّ، كأنَ، لكنً، لعلً، ليتَ. نحو: إن عماداً قائم، قدرت أنه نائم، كأن زياداً حاكم، لكن إياداً حازم، ليت الشباب راجع، لعل الدواء ناجع. ويقال لها الحروف المشبهة بالفعل؛ لأن معنى إن وأن التوكيد، ومعنى كأن التشبيه، ومعنى لكن الاستدراك، ومعنى ليت والتمني، ومعنى لعل الترجي؛ فكأنك قلت: أكدت وشبهت واستدركت وتمنيت وترجيت. ، ومثلها في العمل لا النافية للجنس.

ومن أحكام هذه الحروف: أولاً: لا يجوز في هذا الباب أن يتقدم الخبر على الاسم إلا إذا كان ظرفاً أو جاراً ومجروراً نحو: إن في نفسي لحاجة، وإن لديك لفطانة. ثانيا: قد تقترن (ما) الزائدة بهذه الحروف فتكفها عن العمل. نحو: {إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} ، ولكنما أسعى لمجد مؤثل. ثالثا: إذا خففت لكن بطل علمها وأعربت حرف استدراك نحو: محمود عالم لكن أخوهُ جاهل. رابعا: إن وكأن تخففان ويبقى عملهما ويكون اسمها ضمير الشأن محذوفاً نحو: علم أن سيكون منكم مرضى، وكأن لم يغن بالأمس. والتقدير: علم أنه أي الحال والشأن سيكون منكم. ما تختص به إن أولاً: تدخل لام الابتداء عن خبرها أو اسمها المتأخر نحو: إن رأيك لصواب، وإن في السماء لعبراً. ثانيا: تكسر همزتها إذا وقعت في الابتداء نحو: إن هذا حق. وبعد القول نحو: قال إني عبد الله. أو بعد ألا نحو: ألا إنك لوفي. أو صدر جملة حالية نحو: العبد يدبر وإن القضاء يضحك. ثالثا: تفتح همزتها إذا وقعت بعد الفعل أو حرف الجر نحو: يسرني أنه مهذب، وكافأتهُ لأنه مستحق.

لا النافية للجنس

لا النافية للجنس أي لنفي حكم الخبر عن الجنس لا عن الوحدة، ففي قولك: لا صاحب جود ممقوت، تكون نفيت المقت عن جنس الأجواد. وهي تعمل عمل إن من حيث نصب الاسم ورفع الخبر، بشرط أن يكون معمولاها نكرتين، وأن لا يتقدم الخبر على الاسم، وألا يدخل عليها حرف جر. فإن فقد الشرطان الأولان بطل عملها ووجب تكرارها نحو: لا في الصلاة حركة ولا حديث، وإن دخل عليها حرف جر بطل علمها كقولك: أتيت بلا زاد. إعراب اسم لا وبناؤه يعرب اسمها إذا كان مضافاً أو شبيها بالمضاف نحو: لا فاعل خير مذموم، ولا باسطا أذي محمود. ويبنى على، ما ينصب به، فعلى الفتح في المفرد، وعلى الياء في المثنى وجمع المذكر السالم، وعلى الكسرة في جمع المؤنث السالم نحو: لا تثريب عليك ولا ضدين مجتمعان، ولا كاذبين مصدقون، ولا جاهلات محترمات. فوائد 1 - إذا تكررت (لا) جاز عملها وإلغاؤها تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. 2 - يكثر حذف خبرها في مثل: لا بأس ولا ضير، أي: لا بأس عليك. 3 - إذا دخلت عليها همزة الاستفهام بقي عملها نحو: ألا صديق مرجو؟ إعراب لا شاهد زور موفقٌ: شاهد: اسم لا النافية للجنس منصوب. وزور: مضاف إليه مجرور. وموفق: خبر لا مرفوع.

لا ضدين مجتمعان: ضدين: اسم لا النافية للجنس مبني على الياء لأنه مثنى في محل نصب. ومجتمعان: خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى. لا جاهلات محترمات: جاهلات: اسم لا النافية للجنس مبني على الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم في محل نصب. ومحترمات: خبر مرفوع. ولا سيما تركيب (لاسيما) يفيد ترجيح ما بعدها عل ما قبلها في الحكم كقول امرئ القيس: "ولاسيما يوهم بدارة جلجُلِ " وهي مركبة من (الواو) و (لا) و (سِيَّ) و (ما) . فالواو: زائدة. ولا: نافية للجنس تعمل عمل إن، وسِيَّ: بمعنى (مثل) اسم (لا) ينصب إن كان معرفة، ويبنى على الفتح إن كان نكرة. والخبر محذوف تقديره (موجود) . وما: إما زائدة والاسم بعدها مجرور بالإضافة. وإما موصولة وما بعدها مرفوع خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هو) . وإما نكرة موصوفة مميزة بمنصوب. (تنبيهان) الأول: (سيَّ) إن تلتها (ما) زائدة أو موصولة فهي معربة منصوبة، وإن تلتها (ما) النكرة الموصوفة فهي مبنية. الثاني: الاسم الواقع بعد (لاسيما) يجوز فيه الخفض أو الرفع أو النصب. والخفض أرجح.

المطلب الثاني المنصوبات

المطلب الثاني المنصوبات الأصل في نصب الاسم أن يكون بفتحة، وينوب عنها ألف في الأسماء الخمسة، وكسرة في جمع المؤنث السالم، وياء في المثنى وجمع المذكر السالم نحو: احترام أمك وأباك وأخويك وخالاتك والأقربين. وينصب الاسم إذا كان مفعولاً به أو مفعولاً مطلقا أو مفعولاً لأجله أو مفعولاً فيه أو مفعولاً معه أو مستثني بإلاً أو حالاً أو تمييزاً أو منادى أو خبراً لكان وأخواتها أو اسماً لإن وأخواتها. المفعول به هو ما يقع عليه فعل الفاعل نحو: قدم معنٌ أطروحة، وقس عليه، ومعنّ مقدم أطروحة، وعجبت من شتم نصر سعداً. ويكون مظهراً كما مثل، ومضمراً متصلاً كأرشدك وأرشده وأرشدهن، ومنفصلاً نحو: ما أرشد إلا إياي وإياك وإياه. فتقول في إعراب نصحني: نصح فعل ماض، والياء مفعول به، وفاعله مستتر وجوباً. واعلم أن النون في أرشدني للوقاية لأنها وقت الفعل من التغيير. فوائد 1 - يجوز تقديم المفعول به على الفاعل وتأخيره عنه تقول: بني البيت إبراهيم، وبنى ابراهيم البيت. ما لم يكن أحدهما ضميراً متصلاً فيجب تقديمه كقرأتُ الكتاب. كما يجب تقديم الفاعل إذا خيف اللبس نحو: سبق موسى عيسى. 2 - إذا نصب الفعل ضميرين وجب فصل ثانيهما نحو: ملكتك إياك، إلاً إذا كان الأول أعرف

المفعول المطلق

أو كانا للغيبة واختلف لفظاهما فيجوز الفصل والوصل نحو: القلم أعطيتكهُ وأعطيتك إياه. وبنيت الدار لأولادي وأسكنتهموها وأسكنتهم إياها. 3 - ضمير المتكلم أعرف من المخاطب، والمخاطب أعرف من الغائب. المفعولُ المطلَقُ المفعول المطلق مصدر يذكر بعد فعل من لفظه لتأكيده ولبيان نوعه أو عدده نحو: زحف الجيش زحفاً، وهجم هجوما عنيفا، فهزم العدو هزيمتين. وقد يحذف الفعل ويبقى المصدر منصوباً به نحو: قدوماً مباركاً وسقياً ورعياً وصبراَ. وسمي مفعولاً مطلقاً لأنه غير مقيد بحرف جر ونحوه بخلاف غيره من المفعولات. وينوب عن الفعل اسما الفاعل والمفعول والمصدر تقول: هو كاتب كتابة بليغة، والمال مكتسب اكتسابا حلالاً، والمكافأة جزاؤكم جزاء وفاقا. وينوب عنه أيضاً مرادفة كقعد جلوساً. وصفتهُ نحو: سار قليلاً. والإشارة إليه نحو: أنح هذا النحو. وما يدل على نوعه مثل: يمشي الهوينى. أو على عدده كطرق الباب مرتين. أو على آلته كضربهُ سوطا. ولفظُ كل أو بعض مضافين إلى المصدر كأحسنت كل الإحسان، وتأثرت بعض التأثر. شواهد وقد يجمع الله الشتيتين بعدما ... يظنان كل الظن ألا تلاقيا أذلاً إذا شب العِدا نار حربهم ... وزهوا إذا ما يجنحون إلى السلم ومشيت مشية خاضع متواضع ... لله لا تزهو ولا تتكبر أشوقا ولما يمض لي غير ليلة ... فكيف إذا خب المطي بنا عشرَا

المفعول لأجله

إعراب تبًّا لفعل الخونةِ. تبا: مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف تقديره تب أي خسر. لفعل: جار ومجرور متعلق بالمصدر تبا. الخونة: مضاف إليه مجرور. يظنان كل الظن. يظنان فمل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف التثنية فاعل. كل: نائب عن المفعول المطلق مضاف إلى الصدر منصوب. الظن: مضاف إليه مجرور. المفعول لأجله هو مصدر مبين لسبب حدوث الفعل وتعليله، ومشارك لعامله في الوقت والفاعل نحو: ضربت ابني تأديباً، فتأديباً مصدر مفهم للتعليل. إذ يصح أن يقع في جواب لم فعلت الضرب؟ وهو مشارك لضربت في الوقت والفاعل. وحكمة النصب إن وجدت هذه الشروط أعني المصدرية وإبانة التعليل واتخاده مع عامله في الوقت والفاعل، فإن فقد شرط منها لم يكن مفعولاً لأجله وتعين جره بحرف التعليل وهو اللام. فمثال ما فقد المصدرية قولك: جئت للماء. ومثال ما فقد الاتحاد في الوقت: تهيأت اليوم للسفر غداً. ومثال ما فقد الاتحاد في الفاعل: قمت لأمرك إياي. ويجوز تقديم المفعول لأجله سواء جراً أو نصب نحو: لزهد قنع، وزهداً قنع. وهو إما مجرد من أل والإضافة أو محلى ما بأل ومضاف. فالمجرد يكثر نصبه ويقل جره كدرست رغبة في العلم أو لرغبة. والمقرون بأل يكثر جره ويقلُّ

المفعول فيه

نصبه كضربتهُ للتأديب أو التاديب. والمضاف يجوز فيه الأمران على السواء نحو: تصدقت ابتغاء الثواب آو لابتغائه. شواهد وأغفر عوراء الكريم ادخاره ... وأعرض عن شتم اللئيم تكرما لا أقعد الجبنَ عن الهيجاء ... ولو توالت زمر الأعداء من أمكم لرغبةٍ فيكم جبر ... ومن تكونوا ناصريه ينتصر ولقد أصرف النفس عن الشي ... ء خياءّ وحبه في الفؤاد إعراب لا أقعُدُ الجُبْنَ. لا: نافية. أقعدُ: مضارع مرفوع للتجرد، وفاعله ضمير مستتر وجوبا. الجبن: مفعول لأجله منصوب على قلة. والتعليل لأجل الجبن أي الخوف. قمتُ إجلالاً لهُ. قمت: فعل وفاعل. إجلالاً: مفعول لأجله منصوب على كثرة. له: جار ومجرور متعلق بالمصدر. والتعليل لإجلاله. المفعول فيه هو كل ظرف زمان أومكان حدث فيه فعل تضمن معنى (في) نحو: امكثْ هنا برهة. فهنا ظرف مكان. وبرهة ظرف زمان. وكل منهما تضمن معنى (في) ، والمراد: أمكث في هذا الموضع في برهة. فمن ظروف الزمان: غدوة وبكرة وضحوة وعشية وحين.

المفعول معه

ومن ظروف المكان: الجهات الشت وهي: فوق وتحت وأمام ووراء ويمين وشمال. وكل من الزمان والمكان مختص أو مبهم: فالزمان المختص: ما دل على زمن معين كيوم وشهر وعام. والمبهم: ما ليس كذلك كوقت وحين. والمكان المختص: ما له حدود معينة كالدار والمسجد. والمبهم: بخلاف كيمن وشمال. والظرف: إما متصرف أو غير متصرف: فالتصرف: ما يستعمل ظرفاً منصوباً وغير ظرف نحو: سرت اليوم فرسخاً. والفرسخ ثلاثة أميال. والميل ألف باع. والبريد أثنا عشر ميلاً. وغير المتصرف: ما يلازم النصب على الظرفية أو شبهها وهو الجر بمن كأين وعند ولدن وقط وعوض وإذ وإذا وبينا وبينما. فوائد 1 - كل الظروف صالحة للنصب عل الظرفية إلا المكان المختص فإنه يجر بفي كجلست في الدار، وصليت في المسجد. وإلا بعض الجهات كجانب وداخل نحو: جلست بجانب المعلم. 2 - لدن بمعنى عند إلا أن لدن تستعمل للأعيان الحاضرة فقط فتقول: هذا الكلام من عندي. ولا تقول: لدني مال إلا إذاً كان حاضراً. المفعول معه هو الاسم المنتصب بعد واو بمعنى (مع) ، والناصب له ما تقدمه من الفعل أو شبهه كاسم الفاعل والمصدر. فمثال الفعل: سر والرصيف أي: سرْ مع

الرصيف. فالرصيف منصوب بسرْ. ومثال شبه الفعل: سعدٌ سائر والرصيف، وأعجبني سيرك والرصيف، فالرصيف منصوب بسائر وسيرِك. وإنما قدروا الواو بمعنى مع لأنه لا يجوز العطف الضمير المتصل بدون توكيده بالضمير المرفوع المنفصل نحو: قمت أنا وبكر. ولا يجوز تقدم المفعول معه على عامله فلا يقال: والجبل سرت. والخلاصة أنه يتعين نصب الاسم على أنه مفعول معه إذا لم يصح عطفه على ما قبله كذهبت وهاشماً، فإن صح الخطأ جاز الأمران نحو: وصل الرئيس والأعوان، والرفع أرجح. ويتعين العطف أي عدم النصب بعد ما لا يقع الفعل إلا بالاشتراك: كتخاصم محمود ومنصور. شاهد إذا أعجبتك الدهر حسال من امرئ ... فدعهُ وواكل أمره واللياليا الاستثناء هو إخراج الثاني من الأول ب (إلاَّ) أو إحدى أخواتها وهي: غير، سوى، خلا، عدا، حاشا، ليس، لا يكونُ. إلاً: حرف. غير وسوي: اسمان. خلا وعدا وحاشا: مترددة بين الفعل والحرف. وليس ولا يكون: فعلان. وهي مختلفة في الأحكام: المستثنى يإلَّ: ثلاثة أنواع: متصل ومنقطع ومفرغ. المتصل: هو ما كان من جنس المستثنى منه نحو: انصرف العمال إلا زياداً. ولإعرابه وجهان: النصب إن كان الكلام تاما موجبا. وتقصد بالتام أن يذكر فيه المستثنى منه. وبالموجب أن لا يسبق بنفي أو نهي نحو: قام الناس إلا عماداً.

وثانيهما: جواز النصب على الاستثناء والإتباع على البدلية إن كان الكلام تاماً منفياً نحو: ما قام أحد إلاً سعداً وإلا سعد. وما رأيت أحمداً إلا سعداً، وما مررت بأحد إلا سعداً وإلا سعد، فجاز في سعد النصب على الاستثناء، والرفع والجر على البدلية من أحد. المنقطع: هو أن يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه. والأرجح فيه النصب نحو: رحل القوم إلا جملاً فالجمل ليس من جنس القوم. المفرغ: هو أن يكون الكلام ناقصاً غير موجب أي خاليا من ذكر المستثنى منه ومنفياً. وإعرابه بحسب ما يقتضيه العامل قبله نحو: ما غاب إلا إيادّ، وما رأيت إلا إياداً، وما مررت إلا بإياد. فإيادُ الأولى فاعل غاب، والثانية مفعول رأيت، والثالثة مجرورة بالباء. وقد سمي هذا النوع مفرغاً لأن ما قبل إلا تفرغ للعمل فما بعدها. المستثنى بغير وسوى: حكم المستثنى بهما الجر بالإضافة إليه ويعربان بما كان يعرب به المستثنى بإلا. تقول: جاء المسافرون غير نصر أو سوى نصر، بالنصب كما تقول: ما سافر أحد غير نصر أو غير نصر بالنصب والإتباع لأنه تام غير موجب. المستثنى بخلا وعدا وحاشا: يجوز فيه الخفض والنصبُ. فالنصب على أنها أفعال استتر فاعلها، والمستثنى مفعول نحو: أنصرف الوزراء خلا محموداً، والخفضُ على أنهن حروف جر نحو: أجتمع الوزراء عدا محمود. وإذا تقدمت (ما) على خلا وعدا تعين كونهما فعلين وتعين النصب بهما على المفعولية كقولك: عاد الموفدون ما خلاً سعداَ أو ما إذا عداً. أما حاشا فلا تدخل عليها (ما) فلا يقال: ما حاشا فلاناً. المستثنى بليس ولا يكون: حكم المستثنى بهما النصب نحو: اجتمع القضاة ليس

الحال

خالداً. ولا يكون خالداً. كأنه قيل: ليس بعضهم خالداً ولا يكون بعضهم خالداً. تنبيه إذا تقدم المستثنى على المستثنى منه في النفي فالأفصح نصبهُ نحو: وما لي إلا مذهب الحق مذهبُ. شواهد لكل داء دواء يستطبُّ به ... إلا الحماقة أعيتْ من يداويها آلا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائلٌ ومالي إلاً آل أحمد شيعة ... وما لي إلا مذهب الحق مذهبُ أبجناحيهم قتلا وأسرا ... عدّا الشمطاء والطفل الصغير تفسير أعيت: أعجزت. الشمط: بفتحتين بياض شعر الرأس يخالط سوادهُ. الرجل أشمط والمرأة شمطاء. الحالُ الحال وصف فضلة مسوق لبيان هيئة الفاعل أو المفعول حين وقوع الفعل نحو: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا} و {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا} . ومعنى فضلة أنه ليس عمدة في الجملة كالخبر. ويجوز تعدد الحال كجواز تعدد الخبر نحو: رجع خالد سالماً غانماً، كما يجوز تقدمها على عاملها نحو: ضاحكاً جاء سعدٌ.

عامل الحال وصاحبها

مجيء الحال نكرة ومعرفة الأصل في الحال أن تكون نكرة مشتقة. وما ورد منها معرفة في اللفظ فهو نكرة في المعنى نحو: اجتهد وحده أي منفرداً. وجاؤوا الجماء أي جميعاً. وكلمته فاهُ إلى في أي مشافهة. وتقع جامدة مؤولةٌ بمشتق في مثل الأمور التالية: أولاً: إذا دلت على تشبيه نحو: كر علي أسداً أي كأسد، وبدت لميس بدراً أي كبدر. ثانيا: إذا دلت على ترتيب نحو: دخلوا واحداً واحداً، وخرجوا أربعة أربعة، أي مرتين. ثالثا: إذا دلت على سعٍر نحو: بيع القمح مداًَ بعشرين والسمن رطلاً بثلاثين، أي مسعراً. رابعا: إذا دلت على مفاعلة نحو: بعتهُ يداً بيد أي متقابضين، وما شيتهُ كتفا لكتف أي متلاصقين. خامسا: إذا كانت موصوفة نحو: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} و {تَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} . عامل الحال وصاحبها عامل الحال ما تقدت عليها من فعل أو شبهه أو معناه نحو: تلك هند مقنعة، كأنك واقف فيهم خطيبا، سليم في الدار جالساً. وقد يحذف العامل كقولك للمسافر: راشداً مهدياً أي سر راشداً. وصاحبها ما كانت وصفا له أي ما يتبين هيئته، وتطابقه في التذكير

وقوع الحال جملة

والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع نحو: انصرفا مسرعين وانصرفوا مسرعين وانصرفن مسرعات. وحق صاحبها أن يكون معرفة، وقد يأتي نكرة كالمبتدأ إذا تأخر عنها أو تخصص بوصف أو إضافة أو اعتمد على نفي أو استفهام نحو: جاء راكباً رجل، وبالباب رجل وقور منتظراً، ونظرت إلى خادم رجل مختالاً، ولا يقتد أحدٌ بآخر جاهلاً. وقوع الحال جملة تقع الحال جملة اسمية أو فعلية، ولابد من اشتمالها على رابط وهو إما الواو فقط أو الضمير أو هما معا نحو: سافر والليل مقمر، وأقبل الغلام يلهث، ووصل وهو يبتسم، وتقع الجملة ظرفاً وجاراً ومجروراً كرأيت الهلال بين السحاب، وأبصرت خيالهُ في الماء. أمثلة تناولت الكتاب جالساً ... قرأتُ البحث موجزاً جئن فرحات مرحاتِ ... هذا بعلي شيخاً رجعوا وهم جذلون ... درست النحو بحثاً بحثاً أبصرتك مع القادمين ... كلمته وجهاً لوجه ماست دعدٌ غصناً شواهد تأن ولا تعجل بلومك صاحباً ... لعل له عذراً وأنت تلوُم إذا المرء أعيتهُ المروءة ناشئاً ... فمطلبها كهلاً عليه عسيرُ أري العيش بين المدن مُرأ فليتني ... أعيش قرير العين بين المضارب

التمييز

سفرن بدوراً وانتقبن أهله ... ومسنَ غصونا والتفتن جآذرا سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا ... محياك أخفى ضوءهُ كل شارف فعش واحداً أو صل أخاك فإنه ... مقارف ذنب تارة ومجانبهْ إعراب أرى العيش بين المدن مرّاً أري: فعل مضارع مرفوع للتجرد استتر فاعله. العيش: مفعول أول لأرى. بين: ظرف مكان متعلق بحال من العيش تقديره كائناً. المدن: مضاف إليه مجرور. مراً: مفعول ثان لأرى منصوب. نعيبُ زماننا والعيبُ فينا نعيبُ: فعل مضارع مرفوع استتر فاعله. زماننا: مفعول به منصوب. ونا: في محل جر بالإضافة. والعيب: الواو للحال. العيبُ مبتدأ مرفوع. فينا: جار ومجرور متعلق بالخبر تقديره مستقر. والجملة في محل نصب على الحال. التمييز ويسمى مفسراً ومبيناً: هو كل اسم نكرة جامد يتضمن معنى (منْ) لرفع الإبهام عما قبله من اسم ذات ملفوظ أو نسبة ذات ملحوظ. فالأول كاشتريتُ رطلاً سمناً. والثاني كطاب محمد نفساً. فرطلاً وطاب مبهمان فلما قلت سمناً ونفساً ميزتهما وفسرتهما، وبينتهما وإليك حكمهما: الملفوظ: هو الواقع بعد أسماء الوزن والكيل والمسَاحة والعدد نحو:

اشتريت رطلاً زيتاً ومداّ قمحاً وحقلاً فولاً وعشرين نعجة، وما عدا ذلك ففرْع للملفوظ كاشتريت قميصاً حريراً، وهذا باب حديداً. ويجوز في تمييز غير العدد الجر بمن أو الإضافة إلى المميز نحو: هذا خاتم ذهباً، أو خاتم من ذهب، أو خاتم ذهب. الملحوظ: هو المبين لجهة النسبة، ويفهم من الجملة، وله أربعة أقسام: الأول: أن يكون محولاً عن الفاعل نحو: وأشتعل الرأس شيباً. وأصله: اشتغل شيبُ الرأس. الثاني: أن يكون محولاً عن المفعول نحو: وفجرنا الأرض عيوناً. وأصله: وفجرنا عيون الأرض. الثالث: أن يكون محولاً عن المبتدأ نحو: أنا أكثر منك مالاً. وأصله: مالي أكثر من مالك. الرابع: أن يكون غير محول كتمييز التعجب والتفضيل نحو: لله دره كاتباً، وهو أبعد نظراً وأكثر فهماً. الفرق بين الحال والتمييز أولاً: إن الحال تجيء جملة وظرفا وجاراً ومجروراً، والتمييز لا يكون إلا اسماً. ثانياً: إن الحال تجيء لبيان الهيئات، والتمييز يجيء لبيان الذوات لرفع الإبهام عنها. ثالثا: إن الحال تتعدد كخبر المبتدأ، والتمييز لا يتعدد كطاب محمد نفساً. رابعا: إن الحال مشتفةٌ، والتمييز جامدٌ. والحال تتقدم، والتمييز لا يتقدم إلا نادراً. وقد يتعاكسان فتاتي، الحال جامدة كبدت دعدٌ بدراً، ويأتي التمييز مشتقاً نحو: لله درة فارساً.

تمييز العدد

شواهد من أطاق التماس شيء غلاباً ... واغتصاباً لم يلتمسهُ سؤالا ولكن تفوق الناس رأيا وحكمةٌ ... كما فقتهُم مالاً ونفساً ومحتداً يبكي علينا ولا نبكي على أحد ... لنحن أغلظُ أكباداً من الإبل كفى بك داء أن تري الموت شافياً ... وحسبُ المنايا أن يكن أمانيا تمييز العدد تمييز العدد جمع مجرور مع الثلاثة والعشرة وما بينهما. ومفرد مجرور مع المئة والألف. ومفرد منصوب مع أحد عشر إلى تسعة وتسعين نحو: اشتريت ثلاثة كتب وأربع مجلات وعشرة أقلام ومئة ورقة وألف شفرة بألف وخمسمائةٍ وثمانين قرشاً. كناياتُ العدد كمْ: اسم مبهم مفتقر إلى التمييز، وهي نوعان: استفهامية وخبرية، فالاستفهامية تمييزها مفرد منصوب نحو: كم ديناراً قبضت؟ والخبرية تمييزها مفرد أو جمع مجرور بها أو بمن مقدرة نحو: كم كتاب قرأت، وكم بحار ركبت. أما إعرابها فإن كني بهما عن المصدر أو الظرف فمحلهما نصب على الظرفية أو المصدرية نحو: كم زورةٍ زرت وكم يوماً غبت؟ وإن كنُي بهما عن الذوات ولم يلهما فعل نحو: كم أخا لك؟ أو وليهما فعل لازم أو ناقص نحو: كم شخصاً سما؟ وكم قرية غدت ركاماً، فهما مبتدآن وما بعدهما خبر. فإن وليهما فعل متعد لم يأخذ مفعوله ككم ديناراً أنفقت؟ فمحلهما النصب مفعول به. كأين: توافقُ كم إبهاماً وافتقاراً وبناء، وتمييزها إما منصوب وإما مجرورٌ

المنادي

بمن لفظاً وهو الأكثر نحو: كأين غنياً أضحى فقيراً. وكأين من عزيز أمسى ذليلاً. كذا: تمييزها مفرد منصوب، والغالب تكرارها وعطفها كقرأنا كذا كتاباً أو كذا وكذا كتاباً. شواهد كم صاحب يتمنى لو نعيتُ له ... وإن تشكيت راعاني وفداني وكم من جبال جبتُ تشهد أنني الـ ... جبالُ وبحر شاهد أنني البحر كم أردنا ذاك الزمان بمدح ... فشغلنا بذم هذا الزمان وكائن ترى من صامت لك معجب ... زيادتُه أو نقصه بالتكلم أطرد اليأس بالرجاء فكائن ... ألماً حل يسرهُ بعد عسْرِ عد النفس نعمى بعد بؤساك ذاكراً ... كذا وكذا لطفاً به نسي الجهدُ المنادي هو اسم مطلوب إقبالهُ بحرف من حروف النداء: الهمزة وأي للقريب ويا وأيا وآ للبعيد نحو: يا مروان ويا غلام. وقد يحذف حرف النداء نحو: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} . والمنادي قسمان: معرب ومبني. المعرب: وحكمه النصب ثلاثة أنواع: النكرة غير المقصودة كيا غافلاً تنبهُ. والمضاف كيا سميع الدعاء. والشبيه بالمضاف كيا راكباً جواداً. المبني: وحكمه البناء على ما يرفع به نوعان: المفرد العلم كيا حُسينُ، والنكرةُ المقصودة كيا حارس. تقول في نداء الأول: يا خالد ويا خالدان ويا خالدون. وفي نداء الثاني: يا تاجر ويا محاميان ويا معلمون، فيبني على الألف في المثنى،

وعلى الواو في جمع المذكر السالم، وعلى الضم الظاهر في مثل: يا ظريفُ ويا مؤذن، وعلى الضم المقدر في مثل: يا موسى ويا قاضي. وفيما كان مبنياً قبل النداء كيا سيبويه، ويا تأبط شراً، ويا هذا الرجل، ويا من يتكلم ... ويراد بالمفرد ما ليس مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف. ويراد بالعلم أن يكون أحد المعارف. نداء ما فيه أل: إذا أريد نداء ما فيه أل أتي بأيها للمذكر وأيتها للمؤنث أو باسم الإشارة نحو: يا أيها الإنسان. يا أيتها النفس المطمئنة. يا هذا الواقف. ويقال في الإعراب: أي وأية منادى نكرة مقصودة مبني على الضم، وها حرف تنبيه. واسم الإشارة منادى معرفة مبني على ضم مقدر منع من ظهوره البناء الأصلي على السكون. وما فيه أل بدل من المنادي إذا كان جامداً وصفة إذا كان مشتقاً نحو: يا أيها الإنسان. يا أيها الواقف. ويستثنى من الحكم السابق لفظُ الجلالة فيقال: يا الله، ويكثر معه حذف حرف النداء وتعويضه بميم مشددةٍ فراراً من دخوله على أل فيقال: (اللهمَّ) . تابع النادي المبني: إذا كان تابع المنادى نعتاً له مضافاً غير معرف بألْ وجب نصبه نحو: يا أحمد حامل العلم. وإذا كان نعتاً أو عطفاً معرفاً بأل أو مضافاً مفرداً جاز فيه الرفع مراعاة للفظ المنادي والنصب مراعاة لمحله تقول: يا سعيدُ الكريم الأب أو الكريم، ويا رشيد الشاعرُ أو الشاعرّ، ويا رئيس والمعاونُ والمعاونَ، بالرفع والنصب. المنادى الموصوف بابن: إذا كان مفرداً علماً وصفته مضافة إلى علم ولم يفصل بينهما بفاصل جاز فيه الضم والفتح نحو: يا حسين بن علي ويا حسينَ. فإذا لم تجتمع فيه هذه الشروط تعين ضمه وامتنع فتحه نحو: يا غلام بن مسعود ويا خالد الكاتب بن عمرو، ويا صفوان بن جارنا.

شواهد

المنادى المرخم: يحوز ترخيم المنادي تخفيفاً في كل اسم مختوم بتاء التأنيث وفي كل علم زائد على ثلاثة أحرف شرط أن لا يكون مضافاً ولا مركباً وفي ذلك بأن تحذف آخر حرف منه وتضم الذي قبله أو تبقيه على حاله فتقول في نداء فاطمة وعزة وجعفر ومحمود ومازن ومالك: يا فاطمً ويا عز ويا جعف ويا محمو ويا مازِ ويا مالِ. فائدة ثمة ألفاظ تلازم النداء إما للذم على وزن فعل وفعال كيا غدرُ ويا خباثٍ. وإما للذم والمدح على وزن مفعلان كيا ملاَّمان ويا مظرفان. أمثلة يافاطر السماوات ... ياذوي المروءات ياحاملاً مجلات ... ياسعيد حامل الراية ياعصام الكريم الأب ... يا زيادُ الأديب ياحسين والعباس ... يابثيْنَ ويا مال ... ويامروَا يا طريف بن سليم ... يا أحمد القاعد بن قاسم يا حماد بن الصائغ شواهد يا غافلاً وله في الدهر موعظةٌ ... إن كنت في سنةٍ فالدهر يقظانُ يا من لذلة قوم بعد عزهمو ... أحال حالهم بغي وطغيان يا أيها الرجل المعلم غيره ... هلا لنفسك كان ذا التعليم أيتها النفس أجملي جزعاً ... إن ما تخشين قد وقعا

إعراب يا غافلا تنبه:

ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما خمر الطريق عليك أمر نفسك يا لكاع ... فما من كان مرعياً كراعِ إعراب يا غافلاً تنبهْ: يا: حرف نداء. أي: منادى نكرة غير مقصودة منصوب بيا. تنبهْ: فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضير مستتر وجوباً تقديره أنت. يا أيها الرجلُ: يا: حرف نداء. أيُ: منادى نكرة مقصودة مبني عل الضم في محل نصب بيا. ها: للتنبيه. الرجل: بدل مرفوع. يا منْ يعزُّ علينا: يا: حرف نداء. من: اسم موصول منادى"معرفة" مبني على ضم مقدر منع من ظهوره البناء الأصلي على السكون في محل نصب. يعز: فعل مضارع مرفوع للتجرد وفاعله مستتر. علينا: جار ومجرور متعلق بيعز. والجملة صلة الموصول لا محل لها. عليك أمر نفسك يا لكاع: عليك: اسم فعل أمر فاعله مستتر. أمر: مفعول به منصوب. نفسك: مضاف إليه والكاف مضاف إليه.

المطلب الثالث في جر الاسم

يا لكاع: منادي نكرة مقصودة مبني على ضبط مقدر منع من ظهوره البناء الأصلي على الكسر في محل نصب. تفسير السنةُ: بالكسر النعاس. عرضْت: بلغتَ العروض مكة والمدينة. الجزعٌ: شدة الحزن. الخمرٌ: ما يواري. اللكعٌ: اللئيم وامرأة لكاع. المطلب الثالث في جر الاسم الأصل بالجر أن يكون بالكسرة، وينوب عنها ياء في المثنى وجمع المذكر السالم والأسماء الخمسة، وفتحة في الممنوع من الصرف إذاً تجرد من أل والإضافة. فبان دخلت أل على المنوع جر بالكسرة نحو مررت بالأفضل وبأفضل القوم. والاسم يجر بحرف جر أو بالإضافة. المجرور بحرف الجر: حروف الجر هي: من إلى عن غلى في ربَّ الباء التاء الكاف اللام الواو مْذ منذُ حتى خلا عدا حاشا. فمن للابتداء. وإلى وحتى للانتهاء. وعن للمجاوزة. وعلى للاستعلاء. وفي. للظرفية. ورب للتقليل. والباء للسببية والقسم. والكاف للتشبيه. واللام لملك. والواو والتاء للقسم. ومذ ومنذ للابتداء إن كان ما بعدها زمناً ماضياً، وللظرفية إن كان زمناً حاضراً. ومما اتفق عليه النحاة أنا حروف الخفض ينوب بعضها عن بعض، تقول:

بعض أحكام الإضافة:

رضي عنه ورضي عليه، وأقام في البلد وأقام بالبلد. والجار والمجرور يحتاج كالظرف إلي متعلق وهو الفعل أو ما بمعناه، ويجب حذفه إن كان كوناً عاماً وهو ما يفهم من دون ذكره نحو: العلمُ في الصدور. ويمتنع حذفهُ إن كان كوناً خاصاً نحو: أنا واثق بكَ. المجرور بالإضافة: الإضافة إسناد اسم لآخر وجُّره بتقدير حرف من حروف الجر كاللام ومن وفي كدار نصر، وثوب خز، ويوم صيف. ويسمى الأول مضافاً والثاني مضافاً إليه. فإن كان المضاف مفرداً حذف منه التنوين، وإن كان مثني أو جمعاً مذكراً سالم حذفت منه النون نحو: خاتما فضة، وساكنو قصر، الأصل: خاتمان من فضة، وساكنون في قصر. تقسيم الإضافة: الإضافة على قسمين: محضةٌ وتسمي معنوية، وغير محضة وتسمى لفظية. المعنوية: تفيد المضاف تعريفاً إن أضيف إلى معرفة كدار عمرو، وتفيدهُ تخصيصاً إن أضيف إلى نكرة كغلام امرأة. اللفظية: لا تفيد الضعف لا تعريفا ولا تخصيصاً لكنها تفيده تخفيفاً في اللفظة فقط ولذلك سميت لفظية. فقولك: راكب فرس أخفُّ من قولك: راكبٌ فرساً. وتكون في اسمي الفاعل والمفعول والصفة المشبهة كطالب حق، ومحمود فعل، وكريم أصل. بعض أحكام الإضافة: أولاً: يمتنع في الإضافة المعنوية اقترانُ المضاف بأل فلا يقال: الخاتم ماس بل خاتم ماس، إلا إذا كان المضاف شبة فعل مثني أو جمع مذكر سالماً فيجوز اقترانه بها نحو: الضاربا بكر والناصرو عمرو.

ثانياً: يجوز في الإضافة اللفظية التي تكون في اسم الفاعل أو المفعول أو الصفة المشبهة أن يقترن المضاف بأل شرط أن تدخل أل على المضاف إليه نحو: الفاعلُ الخير، والمروع القلب، والحسن الوجه. ولك ما إعراب المضاف إليه أن تجرهٌ بالإضافة، أو أن تنصبه على المفعولية لاسم الفاعل نحو القائد الجيش، والقائدُ الجيشَ. ثالثاً: إذا أضيف اسم الزمان المبهم كوقت وحين إلي الجملة جاز فيه الإعراب والبناءُ على الفتح نحو: (على حين عاتبت المشيب على الصبا) . رابعاً: مما لا يضاف إلا إلي ضمير قولهم: لبيك أي تلبية بعد تلبية، ودواليك أي تداولاً بعد تداول، وسعديكَ أي إسعاداً بعد إسعاد، وهي مثناة وتنصبُ على المصدر. خامساً: ومن الألفاظ الملازمة للإضافة قبل وبعد والجهات الستُّ، وتنقطع عنها لفظاً لا معني فتُنبى حينئذ على الضم نحو: لله الأمر من قبل ومن بعد أي من قبل الأمر. وجاء الناس بكر خلف أو أمام أي خلفهم أو أمامهم. وكذلك يجب إضافة كل وبعض وعند ونحوها، وقد يحذف المضاف إليه مع كل لفظاً بنية بقائه معنى نحو: كلّ يموت، أي كل واحد، قال الشاعرُ: كل له غرض يسعى ليدركهُ ... والحر يجعلُ إدراك العلى غَرَضا الإعراب التقديري للاسم إذا كان الاسم المعرب مضافاً إلى ياء المتكلم فلاشتغال آخره بكسرة المناسبة تقدرُ عليه الحركاتُ الثلاثُ نحو: أن مذهبي نصحي لصديقي.

وإذا كان مقصوراً فلتعذر تحريك الألف تقدر على آخره الحركات الثلاث أيضاً نحو: إن الهدى هُدى الله. وإذا كان منقوصاً فلاستثقال ضم الياء وكسرها تقدر على آخره الضمةُ للرفع والكسرة للجر نحو: حكم القاضي على الجاني. وذلك طرداً لقواعد الإعراب. أما الفتحةُ فتظهر لخفتها نحو: رأيت القاضي. * * *

الكلام على الحرف

الكلامُ على الحرفِ الحروف كلها مبنيةٌ، ويقال لها: حروف المعاني كما يقال لحروف الهجاء: حروف المباني. وتنقسم الحروف إلى عاملة كإن وأخواتها. وغير عاملة كأحرف الجواب. وتنقسم أيضاً إلي مختصة بالأسماء كحروف الجر، ومختصة بالأفعال كأحرف الجزم، ومشتركة بينهما كما لا النافيتين والواو والفاء العاطفتين. وفي جملتها تتوزع إلى زمر، لكل منها معنى تُنسب إليه فيقال: أحرف الجواب: لا ونعم وبلى وإي وأجل. أحرف النفي: لم ولما ولن وما ولا ولات وإن. أحرف الشرط: إن وإذما ولو ولولا ولوما وأما. أحرف التحْضيض: أَلاَ وألاَّ وهلا ولولا ولوما. أحرف الاستقبال: السين وسوف وأن وإن ولن وهلْ. أحرف التنبيه: ألا وأما وها ويا. الأحرف المصدرية: أن وأن وكي ولو ومَا. ومن ذلك حروف الجر والعطف والنداء ونواصب المضارع وجوازمه.

تتمة

تتمة التوابعُ - التعجُّبُ - التحذيرُ - الإغراءُ - التنازعُ - الاختصاصُ - الاشتغالُ - الاستغاثةُ - الندْبَةُ - الإبدالُ والإعْلالٌ. - الجمل التي لها محل من الإعراب. - الجمل التي لا محل لها من الإعراب - إعراب أسماء الشرط الجازمة - إعراب أدوات الشرط غير الجازمة - ضميرُ الشأن. الوقفُ - تحرير الألفاظ.

التوابع

التوابع التابع هو الاسم المشارك لما قبله في إعرابه رفعاً ونصباً وخفضاً. والتوابع أربعة: نعت وعطف وتوكيد وبدل. ٌ النعتُ النعتُ ومعناه الوصف هو ما يوضح متبوعه إن كان معرفة نحو: أفلح عُمَرُ التاجر. ويخصصُه إن كان نكرة نحو: قدم رجل سائح. وهو قسمان: حقيقي وسببي: الحقيقيُّ: ما يدل على صفة في متبوعه نحو: قطفتُ وردة بيضاء، وجالست الرجل الفاضل. ويتبع منعوته ما إفراده وتثنيته وجمعه وتذكيره وتأنيثه، تقول: رجل مهذباً، ورجلان مهذبان، ورجال مهذبون، واحترمتُ المرأة المثقفة والمرأتين المثقفتين والنساء المثقفات. السببي: ما يدل على صفة فيما يتعلق بالمتنوع ويكون مفرداً دائماً. ويراعى قي تذكيره وتأنيثه ما بعده نحو: ضافني الرجل الكريم أبوه أو أبواه أو آباؤه. ويستثنى من الأحكام السابقة المصدر فإنه يلزم الإفراد والتذكير تقول: هذا شاهد عدل وشاهدان عدل وشهود عدل وشاهدة عدل.

العطف

العطفُ هو تابع يتوسطُ بينه وبين متبوعه أحدُ حروف العطف وهي: الواو والفاء وثم وأو وأم ولكن ولا وبل وحتى. فالواو لمطلق الجمع. والفاء للتعقيب. وثم للترتيب. ولكن للاستدراك. وأوْ لأحد الشيئين. وأم للمعادلة. ولا للنفي. وبل للإضراب. وحي للغاية. نحو: الفلاَحُ بالجد والإتقان. جاء العلماء فالأمراءُ. زحف الفرسان ثم المشاة. أقمنا يوماً أو بعض يوم. أهذا كتابك أم ذاك. لا تكن صعباً بل سمحاً. الزم الصالحين لا الطالحين. حفرت البئر حتى قعرها. التوْكيدُ هو تابع يذكرُ لتقرير متبوعه لرفع احتمال السهو أو غيره. وهو قسمان: لفظي ومعنوي. التوكيد اللفظي: يكون بإعادة اللفظ الأول فعلاً كان أو اسماً أو حرفاً أو جملة نحو: أزف أزف الوقت. الحق واضح واضح. فإياك إياك المراء. ويؤكد الضمير المستتر والمتصل بضمير رفع منفصل نحو: أكتبُ أنا، وكنت أنت السابق. التوكيد المعنوي: يكون بسبعة ألفاظ هي: النفسُ والعينُ وكل وجميع وعامة وكلا وكلتا نحو: قابلت الرئيس نفسه أو عينه. واشتريت الدار كلها أو عامتها. وأطع والديك كليهما وبر عمتيك كلتيهما. وإذا أريد توكيد ضمير الرفع بالنفس أو العين وجب توكيده أولاً بالضمير المنفصل نحو: قمت أنا نفسي، وقمت أنت عينك، وقوموا أنتم أنفسكم. البدلُ البدَل - ومعناه العوضُ - هو تابع مسبوق باسم قبلهُ، وهو ثلاثة أنواع:

عطف البيان

بدلُ كل منْ كلَّ، وبدل بعضٍ من كل، وبدل اشتمال. الكلُّ من كل: هو المساوي لما قبله في المعنى كقولك: راجع الدرس درس القواعد. البعض من كل: هو بدل الجزء من الكل نحو: أكلت الرغيف ثلثَه، وأعجبني عمرو لفظهُ. بدل الاشتمال: ما يدل على معنى في متبوعه على جهة الإجمال نحو: يسعك الرئيس عفوه. عطف البيان زاد بعض النحاة تابعاً خامساً سموه عطف البيان وعرفوه بأنه تابع يشبه الصفة أي النعت كاللقب بعد الاسم نحو: عليَّ زين العابدين. والاسم بعد اللقب نحو: أبو حفص عمرُ. التعجبُ هو استعظام شيء زائد على غيره لمزيَّة فيه، وله صيغتان: (ما أفعله) و (أفعل به) نحو: ما أحسنه وأحسنْ به. فما نكرة تامة بمعنى شيء محلها الرفع مبتدأ. وأحسنه فعل ماض جامد للتعجب مبني على الفتح وفاعله مستتر يعود على ما. والهاء مفعول أحسن. والجملة خبر ما. وأحسن به: أحسن فعل ماض جامد أتى على صورة الأمر مبني على فتح مقدر منع من ظهوره مجيئه على تلك الصورة. وبه: الباء حرفة جر زائد، والهاء في محل رفع فاعل لأحسن. وللتعجب ثلاثة أحوال: أولاً: يصاغ فعلاً التعجب من فعل ثلاثي تام متصرف مبني للمعلوم لا يجيء الوصف منه على وزن أفعل وقابل للتفاوت؛ فلا يتعجب من مثل مات وفنيَ وبادَ.

فوائد

ثانياً: يتوصل إلي التعجب من غير الثلاثي ومما وصفه على أفعل فعلاء ومن الناقص بما أشد وأعظم ونحوهما متلواً بالمصدر صريحاً منصوباً فتقول: ما أشد وأعظم بعثرته أو حمرته أو كونه وأشددْ بهما. إلا أن الناقص يكون مصدره صريحاً أو مؤولاً نحو: ما أشد أن يكون جميلاً أوكونه جميلاً. ثالثاً: والمنفي والمجهول يتعجب منهما بما أشد ونحوه لكن المصدر بعدهما لا يكون إلا مُؤولاً نحو: ما أكثر ألا يطيع. وما أوجع ما ضرب. أو أشددْ وأعظم بهما. أمثلةٌ ما أعدل إياساٌ وما أعقله ... أعدل بإياس وأعقل به. ما أعجت تلون الحرباء وما أحزمها ... أعجب بتلون الحرباء وأحزم بها ما أروع حمرة الورد وما أنضره ... أروع بحمرة الورد وأنضر به. ما أصعب أن يهان العزيز وما أوجعه ... أصعب بأن يهان وأوجع به. ما ألطف كون الربيع جميلاً وما أحسنه.... ألطف بكونه جميلاً وأحسن به. فوائد 1 - سمعتْ للتعجب كلمات تضمنت معناه نحو: لله دره كاتباً، ويالهُ رجلاً. 2 - سمعت للتعجب كلمات غير مقيسة نحو: ما أسود الليل، وما أبيض اللبن، وما أخصر الطريق، وما أعطاه للمال. 3 - لا يجوز تقدم معمول فعل التعجب عليه فلا يقال: مازنا ما أحسن، ولا بمازن أحسنْ.

حبذا ولا حبذا

شواهد ما أنضر الروض إبان الربيع وقد ... سقاه ماء الغوادي فهو ريان أكرم بقوم يزين القول فعلهم ... ما أقبح الخلف بين القول والعمل أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العمر لولا فسحةُ الأمل فإن تكن الدنيا تولت بخيرها ... فأهون بدنيا لا تدوم على فن تفسير الإبانُ: الوقت. الغوادي: جمع غادية وهي السحابة تنشأ صباحاً. الريان: ضد العطشان. الفن: النوع والأسلوب. نعَم وبئسَ وما جرى مجراهما نعمَ وبئس فعلان ماضيان جامدان يستعملان للمدح والذم. وفاعل كل منهما يجب أن يكون محلى بأل أومضافاً إلى محلى بها أوضميراً مستتراً مميزاً بنكرة أو كلمة ما نحو: نعم العملُ، ونعم عمل الخير، وبئس رجلاً بكر، وبئس ما يعملون. ويذكر بعد الفاعل اسم مرفوع هو المخصوص بالمدح أو الذم كنعم الرجل بدر وبئس الرجل بكر. وهو مبتدأ خبره الجملة قبله، ويجوز أن يكون خبراً لمبتدأ واجب الحذف تقديره هو أي الممدوح أو المذموم. وقد يتقدم المخصوص فيتعين كونه مبتدأ والجملة بعده خبر نحو: بدر نعم الرجل. وقد يحذف المخصوص إذا تقدم ما يشعر به نحو: ألفَ الجاحظ كتباً ونعم المؤلف أي الجاحظ. حبذا ولا حبذا ومما جرى مجرى نعم وبئس في أحكامهما حبذا ولا حبذا. تقول: حبذا العلمُ

شواهد

ولا حبذا الجهل، إلا أن مخصوصهما لا يتقدم عليه فلا يقال: بدر لا حبذا. وتعربُ حب فعل ماض جامد فاعله ذا والمخصوص مبتدأ خبره الجملة قبله. وقد يجر المخصوص بباء زائدة نحو: حبَّ بمعنٍ. ومثل نعم وبئس في المعنى كل فعل ثلاثي من باب فعل قابل للتعجب كشرف ونظف وفهم وحلم. أمثلة نعمَ ويئسَ نعم الرجل أبو بكر ... بئس الرجل أبو لهب نعم دار المتقين ... بئس مثوى الظالمين. نعم للعادلين عوضاً ... بئس للباغين بدلاً أمثلة ما جري مجراهما حبذا العاذر العاقل ... لا حبذا العادل الجاهل. فهم القاضي إياس ... خبث الراعي زيادٌ. فائدة تعمل ساء كبئس في أحكامها نحو: ساء الرجل سلم، وساء غلام القوم رندُ، وساء ولداً نصر. شواهد نعم امرَاً هرم لم تعرُ نائبةٌ ... إلا وكان لمرتاع بها وزرا ألا حبذا عاذري في الهوى ... ولا حبذا العاذل الجاهلُ فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها ... وخب بها مقتولة حين تمزجُ

أحكام التصغير:

إعراب نعمَ امراً هرِمٌ. نعمَ: فعل ماض جامد للمدح وفاعله ضمير مستتر. امراً: تمييز مفسر منصوب والتقدير نعم هو. هرم: المخصوص بالمدح مبتدأ. خبره الجملة قبله. تعرو: تعرض. الوزر: الملجأ. المرتاع: الفزع. العاذل: اللائم. التصْغيرُ للتصغير غرضان: لفظي ومعنوي. ففائدة اللفظي الاختصار؛ فطفيْل أخصرُ وأخف من طفل صغير. وفائدة المعنوي الدلالة على صغر حجم المصغر كجبْيل، أو حقارة قدره كرجيْل، أو تقليل عدده كدُريهمات، آو قرب زمانه أو مكانه كقبيل العصر وفوَيْق الأرض. وقد يستعمل للتعظيم كدويهية أو للتملح كحبيب، أو للتلطف كيا بنيَّ، أو للشفقة كيا مسيكين. وللتصغير أوزان وأحكام: أوزان التصغير: ثلاثة: (فُعَيْل وُفعَيْعِل وفُعَيْعِيل) . ففعيْل للثلاثي كنهر. وكبش فيقال: نهير وكبيش. وفعيعل لما زاد على الثلاثي وليس قبل آخره حرف مد كجعفر وغضنفر وسفرجل فيقال: جعيفر وغضيفر وسفيرج. وفعيعيل لما زاد عن الثلاثي وكان قبل آخره حرف مد قرطاس وعصفور وقنديل فيقال: قريطيس وعصيفير وقنيديل. أحكام التصغير: 1 - يعتبر ثلاثياً في التصغير ما لحقتهُ بعد ثلاثة أحرف تام التأنيث كزهرة. أو ألفه

المقصورة أو الممدودة سلمى وسمراء. أو الألف والنون الزائدتان كسكران فيقال: زُهيرة وسليمى وُسمراء وسُكيران. 2 - يعتبر رباعياً في التصغير كل اسم لحقته بعد أربعة أحرف تاء التأنيث كقنطرة، أو ألفه الممدودة كأربعاء، أو الألف والنون الزائدتان كزعفران، أو ياء النسب كمغربي. فيقال: قنيطرة وأريبعاء وزعيفران ومغيربي. 3 - التصغير يرد الأسماء إلي أصولها فنقول في تصغير باب: بويب وفي ناب: نُييبْ. وشذ في عيد عُييد وقياسية عويْد؛ لأنه من عاد يعود فلم يقولوا: عويد لئلا يلتبس بتصغير عودٍ كقولهم في جمعه: أعياد ولم يقولوا: أعواد. مع أن الجمع أيضا يرد الأشياء إلي أصولها نحو ميزان وموازين وميقات ومواقيت. 4 - إذا كان ثالث الاسم ألفا منقلبة عن واو أو ياء ردت إلى أصلها وقلبت الواو ياء وأدغمت في ياء التصغير فيقال في فتى وعصا: فتي وعُيَّصة. وإذا كان ألفاً زائدة أو واوا قلبت ياء وأدغمتا بياء التصغير فيقال في كتاب وحقود: كتيب وحقيد. وإن كان ثالثه ياء أدغمت في ياء التصغير فيقال في مليح: مليح وفي جديد: جُديَّد. 5 - إذا حذف من الاسم قبل تصغيره حرف رُدَّ إليه فتقول في تصغير يد ودم وعدة وسنة وابن وأخت: يدية ودمي ووعيدة وسنيْة وبني وأخية. 6 - إذا صغر الثلاثي المؤنث الخالي من علامة التأنيث لحقته التاء عند أمن اللبس فنقول في هند وسن وأذن وعين: هنيدة سنينة وأذينة عيينة. 7 - قد يجرد الاسم من الزوائد التي فيه ثم يصغر ويسمى تصغير الترخيم، فإن كانت أصوله ثلاثة صغرَ على فعيل كرويدٍ في إرواد وحميد في أحمد ومحمود. وإن كانت أصوله أربعة صغر على فعيعل كقريطس في قرطاس وعصفر في عصفور.

النسب

فوائد الأولى: المركب المزجي والإضافي والعددي يصغر صدره دون عجزه فيقال: بعيلبَك وعبيد الله وخميسَة عشر. الثانية: التصغير خاص بالأسماء. وقد سمع تصغير أفعل التعجب نحو: ما أحيسن أخلاقه. الثالثة: التصغير خاص بالأسماء المتمكنة فلا تصغر المبنياتُ، وشذ تصغير الذي والتي فيقال: اللذيا واللتيا. أمثلة قصر - منرل - شحرور - نعجة ... قُصير - منيزِل - شحيرير - نُعيجة ريح - ثقة - أخت - عروة ... رويْحة - وُثيقة - أخيَّة - عرية جمهور - ابن عرس - فردوس - ليلة ... جُميهير - بني عرس - فريديس - لييْلة فضة - كف - سحابة - خضراء ... فضيضَة - كفيفة - سحيبة - خضيراء ثعلبان - حبلى - عبقري - حنطلة ... ثعيلبان - حبيْلى - عبيقري - حُنيْطلة النسبُ ومعناه الإضافة: هو أن تلحق آخر الاسم ياء مشددة تدل على نسبته إلى المجرد منها. والغرض منه أن يجعل المنسوب من آل المنسوب إليه أو من تلك القبيلة أو البلدة كقولك: هاشمي وقرشي ودمشقي. وقاعدته أن يكسر آخرهُ وتلحقهُ الياء بدون تغيير كما مُثَّلَ. أحكامهُ: أولاً: المختوم بتاء التأنيث تحذف تاؤه فيقال في النسب إلى مكة وفاطمة: مكي وفاطمي.

ثانيا: المقصور تقلب ألفُه واوا إن كانت ثالثة، وتحذفُ إن كانت رابعة فصاعداً. ويجوز الوجهان إن كانت رابعة وسكن ثاني الكلمة، فتقول في رحى وعصاً: رحويَ وعوصِي، وفي برَدَى وجمزى: بردي وجمزي، وفي بخارى وسومطري: بخاري وسومطري، وفي درعا وطنطا: درعي وطنطي ودرعويّ وطنطوي، وقد أجازوا درعاوي وطنطاوي. ثالثاً: المنقوص تعامل ياؤه معاملة ألف المقصور. فتقول في شج وعم: شخوي، وعموي، وفي معتد ومستقص: معتدي ومستقصي، وقي قاضٍ ورام: قاضي ورامي أو قاضوي وراموي. رابعاً: الممدود يعامل معاملته في التثنية. فتقول في سوداء: سوداوي، وفي إنشاء، إنشائي، وفي سماء: سمائي أو سماوي. خامساً: المختوم بياء مشددة فإن كانت بعد حرف واحد ردت الياء الأولى لأصلها وقلبت الثانية واواً. فتقول في خيَّ وطي: حيوي وطووي. وإن كانت بعد حرفين حذفت الياء الأولي وقلبت الثانية واواً مفتوحاً ما قبلها. فتقول في علي وقصي: علوي وقصري. وإن كانت بعد ثلاثة فأكثر وجب حذفها وجعل ياء النسب موضعها نحو: كرسي وقمري وشافعي. سادساً: ما كان على وزن فُعيْلة أو فَعِيلة كمزينة وحنيفة تحذف ياؤه مع التاء ويفتح الحرف الثاني فيقال: مزني وحنفي ما لم يكن مضاعفاً كقليلة وجليلة أو واوي العين كطويلة فيقال: قليلي وجليلي وطويلي. سابعاً: ما توسطته ياء مشددة مكسورة كطيب وغزيل تحذف ياؤه الثانية فتقول: طيبيّ وغريلي. ثامناً: كل ثلاثي مكسور العين كيك وإبل ودئل تفتح عينه في النسب فيقال: ملكيّ وإبلي ودؤليّ.

تنبيه

تاسعا: كل ثلاثي حذفت لامهُ كأب وابن ويد ودم ترد إليه عند النسب فتقول: أبويّ وبنوي وأخوي ويدوي ودموي. عاشراً: المركبُ ينسب إلى صدره فيقال في امرئ القيس وبعلبك وجاد المولى: امرئي وبعلي وجادي. إلا إذا كان المركب كنية كأبي بكر أو علماً بالغلبة كابن عُمر أو خيف اللبس كعبد مناف وعبد الدار فتنسبُ إلى العجز فيقال: بكري وعمري ومنافي وداري. تنبيه إذا أردت النسبة إلى المثنى كالحرمين أو المجموع كالفرائض نسبت إلى مفرده وكحرمي وفرضي، إلا إذا جرى مجرى العلم كأنصار، أو لم يكن له مفرد كأبابيل، فتنسب إليه على لفظه فتقول: أنصاري وأبابيلي. أمثلة ربيعة - ابن هشام - وفاء ... ربعي - هشامي - وفائي جزيرة - أم كلثوم - كليلة ... جزري - كلثومي - كليلي هين - جهينة - فلسفة ... هيني - جهني - فلسفي معاء - غني - حُسنى ... معوي - غنوي - حسني وحسنوي حضرموت - هريرة - ثان ... حضري - هريدي - ثاني وثانوي تفسير جمزى: نوع من السير. جهينة ومزينة وربيعة: قبائل. شج: حزين.

الإبدال

الإبدالُ والإعلالُ الإبدالُ هو جعل حرف مكان حرف. والإعلال نوع منه لكنه خاص في حروف العلة والهمزة. فكل إعلال إبدال ولا عكس. وإليك أحكام كل منهما: الإبدال 1 - تبدلُ الهمرة من الواو والياء إذا وقعت إحداهما متطرفة بعد ألف زائدة كسماء وبناء، الأصل: سماو وبناي. أو عيناً لاسم فاعل ثلاثي كقائل وبائع، الأصل: قاول وبايع. أو بعد ألف صيغة الجموع لاسم رباعي مؤنث ثالثه حرف مد كعجائز وصحائف، الأصل: عجوز وصحيفة. 2 - تبدل الألف من الواو والياء إدا تحركت إحداهما وانفتح ما قبلها كقال وسما وباع ورمى، الأصل: قوَلَ وسَمَوَ وبيعَ ورميَ. 3 - تبدل الواو من الألف والياء إذا سبق الألف ضم كلوحظ مجهول لاحظ، وإذاً وقعت الياء ساكنة بعد ضم كموقن وموسر من اليقين واليسر. 4 - تبدل ل الياء من الواو في أربعة مواضع: الأولُ: إذا اجتمعتا في كلمة وسبقت إحداهما الأخرى بالسكون كطي ولين، الأصل: طوْي وليْون. الثاني: إذا وقعت بعد كسر كصيام وقيام، أصلهما صوِام وقوِام. الثالث: إذا وقعت ساكنة بعد كسر كميزان وميقات من الوزن والوقت. الرابع: إذا وقعت متطرفة بعد ألف كالعالي والسامي من العلو والسُّمو. 5 - للإبدال في صيغة الافتعال ثلاثة أحوال: الأولى: إذا كانت فاؤه واوا أو ياء أبدلت تاء وأدغمت بتاء الفعل نحو: اتصل واتسرَ من الوصل واليسِر.

شواهد

الثانية: إن كانت فاؤه دالاً أو ذالاً أو زاياً أبدلت تاء الافتعال دالاً نحو: أدَّان واذدَكر. ويجوز قلب الذال دالاً وبالعكس نحو: ادَّكَرَ وأذَّكَرَ. هو الجوادُ الذي يعطيك نائلهُ ... عفواً ويظلم أحياناً فيظلمُ كاصطبر واضطرب واطردَ وأظطلمّ من الصبر والضرب والطرد والظلم. ويجوز في اظطلم إبدال الظاء طاء وبالعكس فيقال: اظلَمَ واطَّلَمَ. الإعلال هو تغيير حرف العلة بالقلب أو التسكين أو الحذف. فالأول: كقلب حرف العلة همزة في جمع نحو عجوز وقلادة وصحيفة كعجائز وقلائد وصحائف. والثاني: كتسكين العين في نحو: يقوم ويبيع، الأصل: يقوُمُ ويبيع. واللام في مثل يدعو ويرمي. وفي اسم المفعول كمصون ومسيل. أصلهما: مصوُون ومسيُول. وفي مصدري الأفعال والاستفعال كإقامة واستقامة. الأصل: إقوام واستقوام. وفي مثل مقام ومعاش أصلهما: مقوم ومعْيش، حصل فيهما النقل ثم القلب. الثالث: الحذف كحذف فاء المثال في نحو: يعدُ ويزِن فيقال: عدْ وزنْ. وكحذف فاء الناقص ولامه في نحو أمر وقى ووعى فيقال: قِ وعِ. شواهد ما أنَضَر الروض إبان الربيع وقد ... سقاه ماء الغوادي فهو زيانُ غنتْ بلابله لحناً فأطربني ... كإنما هو في العيدان عيدانُ يهون علينا أن تصاب جسومنا ... وتسلم أعراض لنا وعقول يا رب صدر علي متقد ... أطفاتهُ بالسماح والكرم الثالثة: إذا كانت فاؤه صاداً أو ضاداً أو طاء أو ظاء أبدلت تاؤه طاء

إعلال اسم المفعول

فقسنا ليزدجروا ومن يك راحماً ... فليقس أحياناً على من يرحم إذا نودي للخير ... فكن أول سباق وإن عوديت فاستعصم ... بآداب وأخلاق أمثلة إنما الأعمال بالنيات ... اتسرتْ جماعة التجار سامحت الصديق فسومح ... العقل للمرء ميزان الصيام يصحح الأبدان ... البرشي هين يذدكر الأدباء الشعر ... اضطرب حبل الأمان اتسع الخرق على الراقع ... الشجر يزينه الإيراق اجعل عرضك مصوناً ... والفظ كلامك مصوغاً إعانة الضعيف واجبة ... الإقامة عين الكرامة البلاغة إبانة واستبانة إعلال اسم المفعول يصاغ اسم المفعول من الثلاثي المعتل العين على وزن مفول أو مفيل كمصون ومهيب. وعلة النقص عند سيبويه والخليل أن واو المفعول حذفت تخفيفاً وجيء بضمة قبل الواو وبكسرة قبل الياء للمناسبة. وإذا اريد معرفة عين الماضي المعتل بني من (فعلة أو هو أفعل من كذا) نحو: صاغ صوغة، وهو أصوغ منك. وخاط خيطة، وهوأخيط منك. ثم إن كان الفعل متعدياً لم يحتج إلى حرف جر كقولك: قدت الفرس فهو مقودٌ، وكلت البرَّ فهو مكيل. وإن كان غير متعدَّ احتجت مع اسم المفعول إلي حرف الجر نحو: قمت إليه فهو مقوم إليه. وملتُ عليه فهو مميل عليه. وفيما يلي أمثلة على ما تقدم:

الاختصاص

من ذوات الواو من المتعدَّي: الخاتم مصوغ. الطعام مشوب أي مخلوط. الرجل مسود. البساط مدوسٌ. الشعب مسوسّ. عدوك مروع. الأسد مخوفٌ. الإناء مشوف أي مجلو. ذقت الشيء فهو مذوقٌ، راقني الشيء فهو مروق الطفل معول. هالني الشيء فأنا مهول. ماء مخوضٌ وفرس مروض. كلام مقول. رجل ملومٌ. من اللازم: النارُ مذوبٌ عليها. أمر مبوحٌ به. ماء مغوص فيه. الأمر بك منوط. الخير مطوف حوله. الغائب متوق إليه. المسبح معوم فيه. العبء مقوٌم به. من ذوات الياء من المتعدي: الجميل مشييء. الشيخ مهيب. الوحش مهيج. الحصنُ مشيد. الظبي مصيدٌ. عدُوُّك مكيد. شيْ مميز. الرجل مريش. الجناح مهيضٌ. الثوبُ مخيط، عدوك مغيط. الرجل مدين. من اللازم: الحق مجيء إليه. الظل مفئ إليه. أمر مجيد عنة. البلد مسير فيه. الرجل مسير به. أما محيض عنة. هذا بلد مقيظ فيه. وهذه دار مضيف فيها. فلان محيق به. الاختصاص هو قصر حكم أسند لضمير متكلم أو مخاطب على اسم ظاهر معرفة يذكر بعده منصوب بفعل محذوف وجوباً تقديره (أخصُّ) ، والباعث عليه إما فخر أو تواضع نحو: نحن العرب أسخى من بذل. ونحو: عليكم معاشر القضاة حفظُ الحقوق. أنا أيها الرجل حافظ للود. اللهم اغفر لنا أيها الجماعة. فالمختص المقرون بأل والمضاف لما فيه أل ينصبان وجوباً بفعل محذوف تقديره (أخصُّ) . وأي وأية يبنيان على الضم في محل نصب على الاختصاص، وما للتنبيه. والتابع لهما بدل مرفوع.

الاشتغال

فائدتان الأولى: قد يأتي المختص علماً كقول أحدهم: (بنا تميماً يكشفُ الضبابُ) . الثانية: جملة الاختصاص إن وقعت أول الكلام وهي اعتراضية لا محل لها. وإن وقعت في آخره فهي في محل نصب على الحال. شواهد لنا معشر الأنصار مجدد فمؤثل ... بإرضائنا خير البرية أحمدا نحن بني يعرب أعرب الناس لساناً وأنضر الناس عودا نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق إعراب لنا معشرَ الأنصار مجدٌ مؤثلٌ لنا: جار ومجرور متعلق بخبر مقدم لمبتدأ مؤخر مجدٌ. مؤثل: صفة مجد. معشر: منصوب على الاختصاص بفعل أخص المحذوف، وجملة المبتدأ والخبر ابتدائية. وجملة الاختصاص اعتراضية لا محل لها. تفسير المؤثل: الموصل. أنضر: أحسن وأجمل. النمارق جمع نُمرقة: الوسادة. الاشتغال هو أن يتقدم اسم ويتأخر عنه فعل قد عمل في ضمير ذلك الاسم السابق أوفي سببيه أي المضاف إلى ضمير الاسم السابق بحيث لو تفرغ له لنصبهُ لفظاً أو محلاً. ويكون نصب المشغول عنه بإضمار عامل مناسب للعامل الظاهر نحو: كتابَك

شواهد

قرأتُه، ومحمداً قهرت عدوه، وخالداً مررتُ به. والتقدير: طالعتُ كتابك قرأته، ونصرت محمداً قهرتُ عدوه، وجاوزت خالداً مررت به. وللمشغول عنه ثلاثة أوجه: الأول: وجوب نصبه إذا وقع بعد ما يختص بالفعل كأدوات الشرط والحض والعرض والاستفهام بغير الهمزة نحو: إن عليا زرته أكرمك، وهلا مالاً صنته، وألا معروفاً صنعته، وهل ديناً وفيتهُ. الثاني: وجوب رفعه إذا وقع بعد ما يختص بالمبتدأ كإذا الفجائية، أو قبل ما له الصدارة كأدوات الشرط والاستفهام والتعجب وما النافية نحو: وصلت إذا الباب مغلق. ولسانك إن قيدته حرسك. والكتاب هل جلدته. والعلم ما أنفعه. وأحمد ما رأيتهُ. الثالث: جواز الأمرين فيما عدا ذلك نحو: الدرسُ فهمته أو الدرسَ، لكن النصب أرجح إذا وقع بعد همزة الاستفهام أو قبل فعل يدل على الطلب نحو: أصحيفة تقرؤها، ومحمداً سامحهُ، وسليماً لا تغضبهُ. شواهد فنفسكَ أكرمها فإنك إن تهن ... عليك فلن تلقى لها الدهر مكرِما حيثما الروض زرته تلق فيه ... زهراً ناضراً وماء وطِييا كيف مجد البلاد نبنيه إن لم ... يك فينا أي وفينا ثباتُ تنبيه نصبُ المشغول عنه لفظاً يكون بتعدي الفعل بذاته. ومحلاً يكون بالحرف نحو: بكرٌ مررت به، فالهاء في محل جر بالباء الزائدة لفظا وفي محل نصب محلاً لأن أصله: جاوزتُ بكراً.

التحذير والإغراء والتنازع

التحذير والإغراء والتنازع التحذيرُ: هو اسم منصوب بعامل محذوف تقدييره: احذر. والحذف واجب في ثلاثة: التكرار والعطف وإياك. وجائز في غيرها نحو: التهاون التهاون، لسانك والكذبَ. إياك والعجبّ. والتقدير: احذر التهاون والكذب والعجب. ويجوز أن تقول: الكسل أو احذر الكسل. الإغراءُ: أسم منصوب بفعل: إلزم مخذوفاً وجوباً مع التكرار والعطف وجوازاً مع غيرها نحو: الوفاء الوفاء. المروءة والنجدة أي: الزم الوفاء والمروءة والنجدة. ويجوز الحذف في مثل: الصلاة جامعة بنصب الصلاة بتقدير احضروا، ونصب جامعة على الحال. التنازعُ: هو توجهُ عاملين على معمول واحد نحو: أكرمت وأكرمني تنصرٌ. والتقدير: أكرمت نصراً وأكرمني. ولك أن تعمل الأول لسبقه أو الثاني لقربه وهو الصواب نحو: {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} فقطرة منصوب بأحد الفعلين، وقد يكون التنازع في أكثر من معمول واحد نحو: أرجو وأخشى وأدعو الله مبتغياً ... عفواً وعافية في الروح والجسد شواهد إياك أن تعظ الرجال وقد ... أصبحت محتاجاً إلى الوعظ فإياك إياك المراء فإنهُ ... إلى الشر دعاءٌ وللشر جالبُ أخاك أخاك إن من لا أخا له ... كسَاع إلي الهيجا بغير سلاح إعراب {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} . ناقة: منصوب بفعل مضمر وجوباً على التحذير.

الاستغاثة

الله: مضاف إليه. وسقياها: معطوف على الناقة. والمعنى: ذروا ناقة الله وسقياها. تفسير القطرُ: الحديد المذاب. المراءُ. الجدالُ. الاستغاثةُ هي نداء من يعين على دفع شدةٍ. كيا للأغنياء للفقراء. ويكون بيا خاصةٌ ويجرُّ المسغاث به بلام مفتوحة لا تكسر إلا إذا تكرر خالياً من (يا) نحو: (يا للكهول وللشبان للعجب) . ويجر المستغاثُ له بلام مكسورة دائما نحو: (يا لسعيد لوليد) . والجاران والمجروران متعلقان بيا المتضمنة معنى (أدعو) ، وقد يجرُّ بمن إذا كان مستغاثاً منه كقول الشاعر: يا للرجال ذوي الألباب من نفر ... لا يبرح السفهُ المردي لهم دينا وقد يبقى المستغاث به على حاله ويعرب إعراب المنادى كياقومُ لخائف. ويجوز أن تختمه بألف كيا قوما، وضمهُ حينئذ مقدر. وكالمستغاث به في أحواله السابقة المتعجب منه فتقول: يا للهول ويا للروض ويا للنضارة متعجباً من كثرتها. شواهد يا للرجال لداء لا دواء ... وقائد ذي عمي يقتاد عميانا يا لقومي ويا لأمثال قومي ... لأناس عتوهم في ازدياد يا يزيد لآمل نيل عز ... وغني بعد فاقةٍ وهوان يالقوم من للعلى والمساعي ... يا لقوم من للندى والسماح

الندبة

إعراب البيت الثاني من الشواهد السابقة: يا: حرف نداء واستغاثة. واللام حرف جر، والمستغاث به مجرور متعلق بين المتضمنة معنى أدعو. ويا لأمثال: كذلك. وقومي مضاف لأمثال المتعلق بأدعو المقدرة أي أدعوكم لأُناسٍ. لأناس: مستغاث له، جار ومجرور متعلق بأدعوكم المقدرة. عتوهم: مبتدأ. في ازدياد: جار ومجرور خبر. والجملة في محل صفة لأناس. والشاهد فتح لام المستغاث وما عطف عليه. شطر الثالث: يا: حرف نداء واستغاثة. يزيداً: مستغاث به مبني علي ضم مقدر منع من ظهوره الألف المستعاض بها عن لام الاستغاثة المحذوفة. لآمل: جار ومجرور. نيل: مفعول به لاسم الفاعل آمل. وعز مضاف إليه والجاران والمجروران متعلقان بيا. تفسير العتُوُّ: الاستكبار. الفاقة: الحاجة. الندى: الجود. الهوان: الذل. النُّدبَةُ الندبة هي نداء، المتفجع عليه أو المتوجع منه. وأداتُهُ (وا) كوا ولداه، و (يا) عند أمن اللبس كيا كبداه. ولا يندبُ إلا العلم المشهور، والمضاف إضافة توضحُه توضيح العلَم، أو موصولاً بصلة تعينه نحو: (واحُسَيناه) و (واجامعَ القرآن) و (وامَنْ هَزَمَ

شواهد

الفُرْسَ) ؛ فلا تُبْدَبُ النكرةُ ولا المبهمُ فلا يقال: (وارجلُ) ولا (واهؤلاء) . ويُعْرَبُ المندوبُ إعراب المنادى؛ فيبنى على ما رفع به إن كان مفرداً علماً، وينصب إن كان مضافاً. ولك فيه ثلاثة أوجُهٍ: الأول: أن يبقى على حاله كواعُمَرُ، وواحرَّ قلبي. الثاني: أن يختم بألف كواعمرا، وواحر قلبا. الثالث: أن يختم بألف وهاء سكْت كواعُمَراهُ، وواحرَّ قلباهُ. شواهد واحرَّ قلباه ممن قَلبُهُ شيم ... ومن بجسمي وحالي عندهُ سقمُ فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص ... وواأسفاكم يظهر النقص فاضلٌ فواكبدا من حُبَّ من لا يحبني ... ومن عبرات ما لهن فناءُ فواكبدي مما ألاقي من الهوى ... إذا حَنّ إلفٌ أو تألق شارقُ إعراب وامَنْ حفرَ بئْرَ زمْزَماهْ. وا: حرف نداء وندبه. منْ: منادى مندوب مبني على ضم مقدر منع من ظهوره سكون البناء الأصلي في محل نصب. وجملة حفر صلته. بئر: مفعول به. زمزماه: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة منع من ظهورها حركة مناسبة ألف الندبة. والهاء للسكت. تفسير الشبمُ: البارد. تألق: لمع، الشارق: الشمس أو أي كوكب.

أمثلة

الجمل التي لها محل من الإعراب الجُمَلُ التي لها محل من الإعراب هي سبعٌ مبينة فميا يلي: الأولي: الواقعة خبراً نحو: الحلمُ يسمو صاحبهُ. الثانية: الواقعة حالاً نحو: ذهبت والسماء غائمة. الثالثة: الواقعة مفعولاً به نحو: علمت أنك طبيبٌ. الرابعة: الواقعة مضافاً إليها نحو: اسكن حيث طاب المناخُ. الخامسة: الواقعة نعتاً لمفرد نكرة نحو: ذاك أمر مردهُ إليكَ. السادسة: التابعة لجملة لها محل من الإعراب نحو: هو يعطي ويمنعُ. السابعة: الواقعة جواباً لشرط جازم مقرونة بالفاء أو إذاً الفجائية نحو: إن تتصدق فلك ثواب. ونحو: إن يوسروا إذا هم يبطرون. أمثلة العلُم يرفعُ قدرَ صاحبه ... إن الخريف بردُهُ مخيف كان عمر يحكم بالعدل ... جئت والمطر يهمي رذاذاً أقبل الموزع يحمل كتبا ... ذهبوا يتلو بعضهم بعضاً عرفت أنك صديق وفيَّ ... قال إني عبد الله يود أحدهم لو يعمرُ ... أقيم حيث يقيم أهلي تكلم حين يحسُنُ الكلام ... لما وصلت استرحتُ للجاحظ قلم يسيل بلاغةٌ ... هذا عمل يكسبكُ فخراً لزهير شعرٌ يفيضُ حكمةٌ ... الدهر يجرحُ ويأسو الطفل يلعب ويلهو ... الكاتب يكتبُ ويمحو من ظلمك فسوف يظْلُم ... ما تصنعْ فأنت لهُ أهلٌ إن يحكموا إذا هم يظلمون

الجمل التي لا محل لها من الإعراب

الجمل التي لا محل لها من الإعراب هي سبع: الأولى: الواقعة في ابتداء الكلام نحو: المتقن عمله نائلٌ أمله. الثانية: الواقعة صلة الموصول نحو: إن أخاك من واساك. الثالثة: الواقعة مفسرة نحو: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} . الرابعة: الواقعة معترضة نحو: الكذبُ - وفقتَ - شينٌ. الخامسة: الواقعة جوابا لقسم نحو: والله إلاً الإنصاف لمفيدٌ. السادسة: التابعة لجملة لا محل لها نحو: جاء سعيد وذهب وليد. السابعة: الواقعة جواباً لشرطة غير جازم أو جازم غير مقرون بالفاء أو إذا الفجائية نحو: من ثبت نبت. وأيان نؤمنكّ تأمنْ غيرنا. أمثلة قيمة كل امرئ ما يحسنُ ... إن البلاء موكل بالمنطق كل نفس بما كسبت رهينةُ ... لوْ ضيفك جاء لأكرمناه إذا الطالب جدْ وَجَدَ ... إذا المرء جاد ساد جاء من يجعله الناس ... قابلت الذي زارك أمس فهممت ما تفوهت به ... إني - وحُبَّكَ - لضنينٌ بك أنت - حفظك الله - مهذب ... هو - سامحهُ الله - متسرعٌ والله إنك لعزيز عليَّ ... والعصر إن الإنسان لفي خسرِ فورب السماء إنهُ لحق ... اشتريت كتاباً وتصفحته قرأ أمجد وسمع أحمدُ ... جاء مسرعاً وعاد مبطئاً من صدقت لهجته وضحت حجتهُ ... أي علم تطلب تستفدُ من يعمل سوءاً يجز بِهِ

شواهد

شواهد إذا أنتَ أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا إن الثمانين - وبلغتها - ... قد أحوجت سمعي إلى ترجُمان إن سُليمى - والله يكلؤُها - ... ضنت بشيء ما كان يرزؤها تفسير يكلؤها: يحفظها. ضنت: بخلت، الرزء والرزيئة: المصيبة. إعراب أسماء الشرطِ الجازمِة منْ. مَا. مهمَا: محلها الرفع مبتدأ إن كان الشرط ناقصاً أو متعدياً آخذاً مفعوله نحو: من كان مُلحّا حُرم. ومن أخر عمله ندم. وفي محل نصب إن كان متعدياً غير آخذ مفعوله نحو: من تكْرمْ يكرمكَ. وفي محل جر إن وقعت بعد حرف جر أو مضاف نحو: بمن تهتد تقتد. وأقل من تحتقْر يؤذك. متى، أيان. أين. حيثما: محلها النصب على الظرفية الزمانية أو المكانية بفعل الشرط إن كان تاماً وبخبره إن كان ناقصاً نحو: متى تعنْ قومك ئشكرْ. وأيانَ تغذُ محسناً تذكرْ. وأينما تُبدَّدْ مالك تخسر. وحيثما تذهبا تنجحا. ومتى تكن تعباً فاسترح. كيفما: محلها النصب على الحال إن كان فعل الشرط تاماً نحو: كيفما تتكلم أفهم، وإن كان فعل الشرط ناقصاً فهي خبرٌ له نحو: كيفما تكن يكن ولدُك. أي: معربة دائماً، فإن دلتْ على ظرف أو حدث فمنصوبة على الظرفية أو المصدرية، وإلا فعلى حسب ما تضاف إليه نحو: أي وقت تزرنا نكرمك. أي حي تسكن نتبعك. أي عمل تعمل يُفدْك. أي عالم تسألْ يُجبك.

إعراب 1 - ما تنقص الأيام والدهر ينفد

إعراب 1 - ما تنقصِ الأيامُ والدَّهْرُ ينفدْ ما: اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به لتنقص. تنقص: فعل الشرط مجزوم. الأيام: فاعل مرفوع. والدهرُ معطوف على الأيام، ينفدْ: مضارع مجزوم جواب الشرط وفاعله مستتر. 2 - متى تزْرنا نكرمكَ من: اسم شرط جازم محلهُ النصبُ على الظرفية الزمانية متعلق بالشرط. تزرنا: مضارع مجزوم فعل الشرط فاعله مستتر. ونا مفعول به. نكرمك: جواب الشرط مجزوم والفاعل مستتر والكاف مفعول به. 3 - كيفما تتكلم أفهمْ كيفما: اسم شرط جازم محله النصب على الحال. تتكلم: مضارع مجزوم فعل الشرط فاعله الضمير المستتر. أفهم: جواب الشرط مجزوم وفاعله الضمير المستتر. أدوات الشرط غير الجازمَةِ هي: لْو، لولاَ. لوْما. أمَّا. لمَّا. كلما. إذا. وإليك أحكامها: لوْ: حرف امتناع لامتناع. سميت بذلك لأن امتناع حصول مضمون الجواب يكون لامتناع حصول الشرط. فقولك: (لو سألني لأجبتهُ) يفيد امتناع حصول الإجابة لامتناع حصول السؤال. وحكم لو هذه أن يليها ماض غالباً. فإن وليها مضارع قلبت معناه إلى الماضي نحو: لو يرشدني لاهتديتُ. المراد: لو أرشدني. ويكثر اقتران جواب لو باللام كما مثل. وقد يرد بدونها نحو: (ولو شاء اللَّهُ ما فعلوهُ) ، وقد يليها اسم مرفوع أو منصوب بعامل محذوف يفسره المذكورُ

نحو: (لو خالدٌ جاءَ لأكرمتُه) (ولو مازناً لقيت لنصحتهُ) ، والتقدير لو جاء خالدٌ، ولو لقيت مازناً. وقد ترد لو لغير الشرط فتكون للعرض نحو: لو تنرل عندنا فتكرم. وللحضَّ نحو: لو تأمرنا فتطاع. وللتمني نحو: لو تأتينا فتحدثنا. وتكونُ مصدرية دون أن تنصب. وأكثر ورودها بعد فعل ود نحو: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} . لولاَ ولوْما: حرفا امتناع لوجود، والاسم بعدهما مبتدأ حذف خبره تقديرهُ: موجود. فإن كان الجواب مثبتاً قرن باللام غالباً نحو: لولا علي لهلك عُمر. وإن كان منفيا تجرد من اللام نحو: لولا المربي ما عرفت ربي. أمَّا: حرفُ تفصيل وتوكيد تنوب مناب أداة الشرط وفعله ومعناها: مهما يكن من شيء. ولابد لجواب شرطها من أن يقترن بالفاء نحو {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} ، {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} . وقد تجيء لغير تفصيل نحو: (أمَّا محمود فمنطلق) . لمَّا: حرفُ وجود لوجود تتضمن معنى الظرفية من حيث اختصاصُها بالماضي وإضافتها إلي الجملة، ويكون جوابها فعلاً ماضياً اتفاقا أو جملة اسمية مقرونة بإذا الفجائية نحو {وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا} ، (فلما نجيناهم اذا هم يشركون) . كلما: حرف شرط يفيدُ التكرار لا يليها إلا المضاي نحو: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} . إذا: ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطهِ منصوب بجوابه، ومعنى ذلك أن جملة الشرط محلها الجر بالإضافة إلى إذا نحو: (إذا قمت أقوم) أي عند قيامك، وأن متعلقها جواب الشرط، ويكونا الفعل بعدها ماضياً كثيراً ومضارعاً قليلاً، وقد اجتمعا في قول أبي ذؤيب:

شواهد

والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا تُردُّ إلى قليل تقنعُ شواهد لو أشبهتك بحار الأرض في كرم ... لأصبحَ الدُّر مطروحاً على الطرقِ لو يسمعون كما سمعت حديثها ... خروا لعَرة ركعاً وسجوداً لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقرُ والإقدام قتال ولم أر كالمعروف أما مذافهُ ... فحلوّ وأما وجههُ فجميلُ ولما صار ود ُّالناس خباّ ... جزيتُ على ابتسام بابتسام كم أداوي القلب قلت جيلتي ... كلما داويت جرحاً سال جرحُ إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت ... له عن عدو في ثياب صديقِ إعراب إذا الخطوب توالتْ تولَّتْ إذاً: ظرف زمان متضمن معنى الشرط منصوب على الظرفية متعلق بالجواب. الخطوبُ: فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور. توالت. تولت: فعل ماض فاعله مستتر. وجملة الشرط المحذوفة وتقديرها توالت محلها الجرُّ بالإضافة إلى إذا والتقدير حين توالي الخطوب. وجملة توالت الظاهرة مفسرة لا محل لها. وجملة تولت جواب الشرط متعلق إذا. تفسير خرّ: سقط، الخِبُّ: الخداع.

ضمير الشأن

ضمير الشأْنِ هو الذي لا يعودُ على متقدم ويفسر بكلمة الحال أو الشأن. وهو نوعان: مذكور ومحذوف: والمذكور نحو: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وإعرابه: هو مبتدأ ولفظ الجلالة مبتدأ ثان خبره أحد. والجملة خبر المبتدأ الأول هو. والمحذوف في نحو: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} ونحو {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} والتقدير أنه وكأنها. شواهد هي الأمور كما شاهد دُولٌ ... من سرهُ زمنُ ساءته أزمان إن الهلال إذا رأيت نموهُ ... أيقنت أن سيكون بدراً كاملاً كأن لم يمكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يَسْمر بمكة سامرُ وليس يصحٌ في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليلِ إعراب أيقنت أن سيكون بدراً كاملاً أيقنت: فعل وفاعل. أن: مخففة من أن، واسمها ضمير الشأن محذوف، وخبرها الجملة بعدها. سيكون: مضارع ناقص اسمه مستتر. بدراً: خبره منصوب. كاملاً: نعت. سكنت الرياحُ الهُوج كأنْ لم تكُ عاصفة أمس: سكنت الرياح: فعل وفاعل.

الوقف

الهوج: صفة الرياح. كأن: مخففة من كأنْ، واسمها ضمير الشأن محذوف، والتقدير كأنها. تك: مضارع ناقص مجزوم بلم اسمه مستتر وخبره عاصفة. أمس: ظرف زمان متعلق بعاصفة. تفسير غني بالمدن: أقام به. الحُجُون: جبل بمكة. الصفا والمروة: من شعائر الله بمكة، السامر: المحدث ليلا. همزتا الوصل والقطع الهمزة المزيدة في ماضي الخماسي والسداسي وأمرهما ومصدرهما وأمر الثلاثي تسمى همزة وصل للتوصل بها إلى النطق بالساكن، ولذلك تسقط في درج الكلام نحو: انطلَقَ واستغفَرَ وانطلِقْ واستغِفرْ وانطلاق واستغفار واعلم. وفي ابن وابنة وامرئ وامرأة واسم وأثنين واثنتين وأيمن القسم وآل التعريف. وما سوى ذلك فهمزته همزة قطع لا تسقط أبدأ نحو: أكرم الضيف، وأعط السائل. وهمزة الوصل مكسورة دائماً إلا في آل وآيمن فتفتح وإلا في الأمر المضموم العين والماضي المبني للمجهول فتضم نحو: أكتب وأنصر وانطُلق واستغفر. وهمزة القطع مفتوحة قي الأفعال الرباعية كأنعم وأكرم، مكسورة في مصادرها كإنعام وإكرام. الوقفُ إذا وقفت على اللفظ فإن كان ساكن الآخر بقي على سكونه كمن وبل ولم يكن. وإن كان متحركاً سكن كالهواء والماء. والتنوين يحذف في الرفع والجر ويقلب ألفاً في النصب كهذا قلم وكتبَ بالقلمْ وبريتُ قلما.

الوقف في المنقوص والمقصور:

الوقفُ في المنقوص والمقصورِ: يجوز في المنقوص إثبات الياء وحذفها معرفة كان أو نكرة نحو: ولهُ الجواري أو الجوارْ، ولكل قوم هادي أو هادْ. غير أن الأكثر في المعرفة الإثبات وفي النكرة الحذف. أما المقصور فتبقى ألفه على كل حال. هاء الضمير: بحذف إشباعها مضمومة كأكرمتهُ. فإذا كانت مفتوحة فتشبع كأكرمتها. تاء التأنيث: تقلب هاء إن كانت في اسم ليس جمع مؤنث سالماً ولا ملحقاً به وكان قبلها متحرك أو ألف كفاضله وفتاهْ. وتبقى تاء في غير ذلك كأتتْ وبنتْ ومعلمات وعرفات. ما الاستفهامية: إذا حذفت ألفها تلحقها هاء تسمى هاء السكت فيقال: لمهْ وعمهْ. اللفيف المفروق: تلحق هاء السكت أمره ومضارعه المجزوم نحو: قِ، ولم يعِ فيقال: قهْ، ولم يعهْ. تحرير الألفاظ كل كاتب أريب يحرص على أن تكون كلماتهُ في المكاتبة مطابقة لأحكام التحرير سالمة من الخطأ واللحن. جاء في المزهر للسيوطي أن الخليفة عمر بن الخطاب ورد إليه كتاب من أبي موسى الأشعري فأرسل إليه: (أن اضري كاتبك سوطا فإنهُ لحن بكلمة كذا) . وما فتئ أهل اللغة يعنون بهذه القواعد بوصفها ملاك كتابة الكرات على الوجه الصحيح. ويتضمن هذا الطلب ستة مباحث: الوصل والفصل. الألف اللينةُ. الهمزة اليابسة. الزيادة والحذف. اسم المفعول من الثلاثي المعتل العين. وزن (مفعول) من الصفات.

المبحث الأول في الوصل والفصل

المبحث الأولُ في الوصل والفصلِ الأصل فصل الكلمة من الكلمة لأن كل كلمة لها معنى خاص بها، فحقها أن تستقل عن غيرها. ويستثنى مواضع كتبت على خلاف الأصل من ذلك: أولاً: التركيب المزجي كبعلبك وحضرموت وتلبيسه ومرجعيونَ. ثانياً: ما لا يصح الوقوف عليه كباء الجر وكافهِ وفاء العطف والجزاء. ثالثاً: ما لا يصح الابتداء به في اللفظ كالضمائر البارزة المتصلة ونون التوكيد وعلامة التأنيث والتثنية والجمع نحو: قمت ويسمعنَ وأتتْ وكتبنا وفهموا. رابعاً: توصل في ومن وعن بعد حذف نونهما بما الزائدة نحو: فيمن وممن وعمنْ. وخامساً: توصل رب وكي وإن وأن وكأن ولكن وليت ولعل وأين وحيث بما الزائدة نحو: ربما وكيما وإنما وأنما وكإنما وليتما ولعلما وأينما وجيثما. سادساً: توصل إن الشرطية بلا وما بعد حذف نونها نحو: إلا تفعلوه وإذا تخافن. سابعاً: الآحاد إذا جاء من بعدها كلمة مائة كثلاثمائة وتسعمائة، تكتب كلمة واحدة. تنبيه وسمع الوصل تخفيفاً أو إدغاما. فالتخفيض كالبسملة والحمدلة وملماء وبلعنبر. الأصل: بسم الله والحمد لله ومن الماء وبنو العنبر، ومثله عبدلي وعبشمي نسبة إلى عبد الله وعبد شمس، قال الشاعر: وتضجَك مني شيخة عبشميةٌ ... كأن لم تجد قبلي أسيراً يمانيا والإدغام نحو: بران (بمعنى غطَّى) وبردْ من الورود. قال الشاعر: عافت الماء في الشتاء فقلنا ... برديه تُصادفيه سخينا فأصل برانَ: بلْ ران. وأصل برديهِ: بل رديهِ.

المبحث الثاني في الألف اللينة

المبحثُ الثاني في الألف اللينة الألف اللينة تقع حشواً وطرفاً. فالواقعة في الحشو تكتبُ ألفاً مطلقاً كفتاة وغلام وقال وباع. والمتطرفةُ ترسم ألفاً أو ياء. فترسم ألفاً في أربعة مواضع: الأول: إذا وقعت ثالثة منقلبة عن واو في أسم أو فعل نحو: العصا والرَّيا ودعا وسما. الثاني: في حروف المعاني كلولا وهلا وكلا. ويستثنى إلى وبلى وعلى وحتى. الثالث: في الأسماء الأعجمية كحنا ولوقا وصيدا وعكا ويستثنى موسى، عيسى، كسرى، بخارى. الرابع: في الاسم المنصوب كقرأت بحثا. ويستثنى ما آخره هاء التأنيث أو همزة مرسومة ألفا أو ألف مقصورة أو ممدودة نحو: ملأت دواة وارتكبت خطأ وصافحت فتى وتركت صفحة بيضاء. وترسم ياء في موضعين: الأول: إذاً وقعت ثالثة منقلبة عن ياء في أسم فعل كالهدى والردى ومضى ورمى. الثاني: إذا وقعت رابعة فأكثر في اسم أو فعل وليس قبلها ياء كملهى ومستشفى وأعطى واسترضى. فإن كان قبلها ياء في اسم علم رسمت ياء حسب القاعدة كيحيى وريي وإلا رسمت ألفا نحو: (يحيا) مضارع و (ريا) رائحة. كيف يعرف أصل الألف اللينةِ يعرف ذلك بالتثنية وجمع المؤنث السالم كعصوان ورحيان وعصوات ورحيات. وبالإسناد إلى ضمير الفاعل كدعوتُ ورميتُ. وبالمصدر كعدواً وسَقياً.

المبحث الثالث في الهمزة اليابسة

شواهد إني لقد جربت أخلاق الورى ... حتى عرفت ما بدا وما اختفى وآفة العقل الهوى فمن علا ... على هواه عقله فقد نجا وإنما المرء حديث بعدهُ ... فكن حديثاً حسناً لمن وعى والدهر يكبو بالفتى وتارة ... ينهضُهُ من عثرة إذا كَبَا والحمدُ خير ما اتخذت عُدة ... وأحسنُ الأدخار من بعد التقى المبحث الثالث في الهمزة اليابسة إما أن تكون في أول الكلمة أو في حشوها أو في آخرها. فإن كانت في أول الكلمة رسمت ألفاً سواء أكانت همزة وصل أم همزة قطع. وإن كانت في وسط الكلمة فلها أربع حالات: تكتب. على ألف أو واو أو ياء أو منفردة. فالأولي: ترسم عن ألف إن كانت مفتوحة بعد فتح أو بعد صحيح ساكن كسأل يسأل ودأبَ يذأَبُ. الثانية: ترسم على واو كانت ساكنة بعد ضم أو مضمومة بعد سكون كمؤمن وأروس. وإذا كانت مفتوحة بعد ضم أو مضمومة بعد فتح كفؤاد ورؤوف. الثالثة: تكتب على نبرة (بيت ياء) إذا وقعت مكسورة أو بعد كسر أو بعد ياء ساكنة كقائل ومائل وفئة ورئة وبطيئة ومشيئة. الرابعة: تكتب منفردة على السطر إن كانت مفتوحة بعد ألف كعباءة وملاءة. أو كانت مفتوحة أو مضمومة بعد واو ساكنة نحو: إن وضوءَكَ ضوءُكَ. البحر نوُءُهُ مخيف. وهذان توءمَان. والمتطرفةُ: تكتب بحسب سكون ما قبلها أو حركته، فإن كان ما قبلها ساكناً

المبحث الرابع في الزيادة والحذف

رسمت منفردة نحو: دفء وبطْء وشيء. وإن كان ما قبلها متحركاً كتبت على حرف مناسب لحركته نحو: جاء امرؤ، ورأيت امرأ، ومررت بامرئ. شواهد تثاءبَ عمرو إذ تثاءب خالدٌ ... بعدوى فما أعدتني الثؤباء إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ... ولا خير في وجه إذا قل ماؤه إذا شئت يوماً أن تسود عشيرة ... فبالحلم سد لا بالتسرع والجهل ما وهب الله لامرئ هبة ... أحسن من عقله ومن أدبه ليست يخلو المرء من ضد ولو ... حاول العزلة في رأس الجبل تقول عركسي وهي لي في عومَره ... بئس امراً لي وأنا بئس المَرَه تفسير العرس: بكسر العين الزوجة. العومَرَةُ: الصياح والصَّخب. المبحث الرابع في الزيادة والحذف في الزيادة زيادة الألف: تزاد الألف حشواً وطرفاً. فحشوأ في كلمة (مئة) متصلة بالآحاد كثلاثمائة. فإنه لم تتصل بها تكتب بحسب القاعدة: مئة مئتان مئات مئون مئين. وطرفا بعد واو الضمير في فعل ماض أو أمر كضربوا واضربوا، أو مضارع محذوف النون لجازم أو ناصب نحو: لم يعملوا ولن يعملوا. فإن كانت الواو من أصل الكلمة لم تزد الألف كندعو وترجو ويسمو، وفي التنزيل: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} . زيادة الواو: تزادُ الواو حشواً وطرفاً. أما حشواً ففي ثلاث كلمات: أولى وأولئك وأولاء. وأما طرفا ففي اسم عمرو وفرقا بينه وبين عُمَرَ.

المبحث الخامس اسم المفعول من الثلاثي المعتل العين

زيادة الهاء: تزاد الهاء في الوقف كما في فعل الأمر من اللفيف المفروق لبقائه على حرف واحد نحو: قهْ وعهْ وفي مثل: لمَهْ وفيمهْ. في الحذف حذف الألف: تحذف الألف أولاً وحشواً وطرفاً. (فأولاً) من كلمة ابن الواقعة بعد همزة الاستفهام نحو: آبنك هذا؟. أو بين علمين كأحمد بن فارس. وبعد يا النداء نحو: يا بن الكرام. و (حشواً) في مثل الإله والرحمن وإسحق. و (طرفاً) من ما الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جر نحو: لم عمَّ إلام حتام. حذف الواو: تحذف من الواوات المتكررة تخفيفا نحو: داود طاوس ناوُس. المبحث الخامس اسم المفعول من الثلاثي المعتل العين يصاغ على وزن (مفعول) أو (فعيل) كمصون ومبيع. أصلهما مصوْون ومبيُوع، حذفت منهما واو المفعول للتخفيف وجيء بضمة قبل الواو وكسرة قبل الياء للمناسبة. ولمعرفة عينه أهي واو ياء، يقاس على (فعْلة) نحو: ُصغتُ الخاتم (صوغةٌ) ، وخاط الثوب (خيطة) . وإن كان الفعل متعدياً لم يحتج إلى حرف جر. أما اللازم فيحتاج إليه وإلى ظرف. تقول: مسبح معوم فيه. وسورٌ مطوف حوله. وضرر محيدٌ عنه. ونفع مميل عنه. وإليك أمثلة على ذلك: من ذوات الواو موضع مؤوب إليه، أي مرجوع إليه. عمل مثوب عليه. لبن مشوب أي مخلوط. أمر مسوغ فيه. منزل مروح إليه. عدوٌ منوح عليه. الرجل مسود من السيادة. ملاذٌ معوذٌ

المبحث السادس وزن (مفعول) من الصفات

به. هو مجور عليه، البناء مدور حوله. الجاسرُ مجوزٌ. البساط مدوسٌ. الشعب مسوس من السياسة. ماء مخوض. فرس مروض من الرياضة. الطعام مذوق. الجواد مسوق. كلام مقول. خطب مهول. المحسن مروم. المذنب ملوم. من ذوات الياء الحكم مجئ إليه، الجميل مشئ أي مراد. الرجل مريب من الريب. الشيخ مهيب، أسد مهيج. حصن مشيد. طبي مصيد. عدو مكيد به. الدرب مسير فيه. الرجل مسير به. أمر محيصٌ عنه أي معدول فيه. الحوض مفيض. الجناح مهيض أي مكسور بعد جبر. الثوبُ مخيط. الرجل مضيف والبُر مكِيل. المبحث السادس وزن (مفعول) من الصفات أجمع المحققون، على أن وزن (مفعول) للصفات لا يجمع جمع تكسير (مفاعيل) . بل جمعه سالم. فالمذكر يجمع بواو ونون، والمؤنث بألف وتاء. فيقال في جمع: مشهور ومأمون ومسؤول: مشهورون ومأمونون ومسؤولون، ومشهورات ومأمونات ومسؤولات. وقد سمع شذوذاً من مثل ملعون وميمون ومشؤوم ومسلوخة: ملأعين وميامين ومشائيم ومساليخ، ولكنه غير مقيس. فائدة قال ابن حني في الخصائص: إذا تعارض السماع والقيام نطقت بالقياس على ما جاء عليه نحو: استحوذ واستنوق الجمل واستتيست الشاةُ.

القسم الثاني بلاغة وعروض

القسم الثاني بلاغة وعروض البلاغة معان، بيان، بديعٌ المعاني الخبر والإنشاء. الذكر والحذفُ التقديم والتأخير. الإيجاز والإطناب البيان تمهيد وتعريف. التشبيه وأقسامه المجاز وأقسامه. الكناية وأنواعها البديع محسنات معنوية. محسنات لفظية

توطئة البلاغة والجمال

توْطئةٌ البلاغة والجمال البشرُ يهوى الجمال ويتوخاه في آثار الطبيعة كما يتحراه في آثار الفكر، فالأول يبدو في آثار الكون وما فيه من تنوع وانسجام. والثاني ينبثق من العقل ويبرزهُ الفنُّ. يرى أحدنا منظراً حسناً فيروقُهُ جملة لكنه يغفل عن دقائقه، فإذاً صورة مصور حاذق وأسبغ عليه من فنه ما يوائمه من ألوانه ويلائمه من ظلال برز لنا في غاية الرواء والجمال. ويمر الملأ بأشجار الصفصاف على ضفاف النهر فلا يفطنون إلى ما يكمنُ فيها من جمال حتى يصفها الشاعر بقوله: وتُرخي علينا للغصون ذوائباً ... يسرحها كف النسيم بلا مشط ولما شاهد أحمد شوقي مغاني دمشق وما يكتنف برداها من أفنان وارفةٍ وأطيار ساجغة ومناطر ساحرة أخذته هزةُ الطرب وأضفى عليها من روعة فنه ودقة وصفه ما أكسبها بهاء على بهاء وجمالاً على جمال فقال: دخلتها وحواشيها زمردة ... والشمس فوق لجين الماء عقيانُ جرى وصفق يلقانا بها بردى ... كما تلقاك دون الخلد رضوان والحور في دمر أو فوق هامتها ... حور كواشف عن ساق وولدان وربوة الواد في جلباب غانية ... الساقُ كاسيةٌ والنحر عريانُ

والطير تصدحُ من خلْف العيون بها ... وللعيون كما للطير ألحان وقد صفا بردى للريح فابترذتْ ... لدي ستورٍ حواشيهن أفنان وفي يوم قائظ لأذ شاعر أندلسي بوادي (آش) ينعمُ بظله الظليل أهوائه البليل ومائه السلسبيل فجادت قريحته بما هو أرق من النسيم وأنعُم من النعيم فقال: وقانا لفحة الرمضاء واد ... سقاهُ مضاعف الغيث العميمِ حللنا دوحَهُ فحنا علينا ... حنو المرضعات على الفطيم وأرشفنا على ظمأ زلالاً ... ألذ من الُمدامة للنديم يصدُّ الشمس أنى واجهتنا ... فيحجبها ويأذن للنسيم تروعُ حصاهُ حالية العذارى ... فتلمس جانب العقد النظيم أما البحتري فقد وصف الربيع بما يشبهُ الدر ويحكي السحْر، فمثلهُ فتى وسيماً باسماً مائساً يهمُّ بالكلام فقال: أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً ... من الحسن حتى كاد أن يتكلما وقد نبه النوْرُوز في غسق الدجى ... أوائل ورْد كن بالأمس نوَّما يُفتقُها بردُ الندى فكإنما ... يبث ُّحديثاً كان قبل مكتَّما هذه أمثلة من ومضات العقل ولمسات الفن. والوصول إلى تذوق أمثالها يكون بمعرفة علوم البلاغة فإنها تهب دارسها ملكة تهديه إلى مواطن الجمال في آثار الفكر من نظم ونثر، وترشده إلى تخير الألفاظ الحسنة والمعاني الشريفة حتى يبلغ بالمران ما يرومُهُ من لذاذةٍ فما يقرأ أو يكتب أو ينظم. * * *

علوم البلاغة

عُلوم البلاغةِ هي من أجل علوم العربية قدراً، وأجزلها نفعاً، بها يظهر إعجاز القرآن وتُجلي عرائس البيان، وبفضلها يهْتدى إلى حسْن اللفظ وجودة الوصف ولطف الإشارة وحسن الاستعارة. فإذا كان اللفظُ فصيحاً والمعنى شريفاً صنع في القلوب صنيع الغيث في التربة الكريمة. قال أحد البلغاء: لا يوصف الكلام بالبلاغة حتى يتسابق لفظُهُ معناه ومعناه لفظهُ فلا يكون لفظهُ إلى سمعك أقرب من معناه إلى قلبك. وقال الأصمعي: البليغ من طبَق المفصِل وأغناك عن المفسَّر. وقال أحمد بن سليمان: أحسن الكلام ما لا تمُجُّهُ الآذان، ولا تتعبُ فيه الأذهانُ. ولابدّ لطالب البلاغة من معرفة النحو والصرف واللغة والعروض، وأن يكون ذا ذوق سليم يهتدي به إلى تخير الألفاظ الفصيحة والمعاني الشريفة. وعلوم البلاغة ثلاثة: المعاني والبيان والبديع. * * *

المعاني الخبر والإنشاء. الذكر والحذف التقديم والتأخير. الإيجاز والإطناب

علم المعاني

علم المعاني هو قواعد يُعرفُ بها مطابقة الكلام لمقتضى الحال. وخيرُ الكلام ما شاكل الزمان. وفي المثل: (لكل مقام مقالٌ) ، وملاكُ الأمر في هذا العلم أن تكون الكلمة مأنوسة غير غريبة ولا متنافرة الحروف، وأن يكون الكلام المركب وحسن التأليف منرها عن التعقيد لا يحوج سامعة إلى كدَّ ذهن وإعمال فكْر. فخيرُ الكلام ما لا تمجُّه الآذان ولا تتعبُ فيه الأذهان. وفي رأي المأمون: "هو ما فهمتهُ العامةُ ورضيتهُ الخاصةُ". ومن أبوابه: الخبرُ والإنشاء، والذكر والحذفُ، والإيجاز والإطنابُ. الخبرُ والإنشاءُ الخبرُ: ما يحتمل الصدق والكذبَ. فإن كان واقعا فهو صدق وإلا فكذب. والخبر من حيثُ تقبلهُ وإنكارهُ ثلاثة أنواع: ابتدائي وطلبي وإنكاري. فالابتدائي يُلقى من غير توكيد. والطلبي يؤكد بمؤكد واحدٍ. والإنكاري بمؤكدين أو أكثر بحسب درجة التردُّد. ويكون التوكيد بإن وأن وأحرف التنبيه ولام الابتداء والقسم وقد والحروف الزائدة. تقول: أخوك قادم، إنه أخاك قادم، إنهُ لقادم. والله إنه لقادمٌ. الإنشاء: ما لا يصح أن يُقال لقائله إنه صادق أو كاذب. ويكون بالأمر والنهي

شواهد

والاستفهام والتمني والتعجب والنداء نحو: أحفظ لسانك. ولا تؤذ جارك. وما أحسن الوفاء. ويا أيها الرجل. شواهد ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم لا تنهَ عن خلقِ وتأتي مثلهُ ... عار عليكَ إذا فعلتَ عظيم ليت الكواكبَ تدنو لي فانظمها ... عقود مدح فما أرضى لكم كلمي الذكرُ والحذفُ الذكر: الأصل في تركيب الجملة أن يذكر المسند إليه والمسند إذا لم تقم قرينة تدل عليه وإلا كان الكلام غامضاً. ويحسن ذكر أحدهما إذا وجدت قرينة لدواع بلاغيةٍ تزيد الكلام حسناً وبهاء كالفخر والمدح والرثاء والتلذذ. الفخر: وإني لحُلو تعتريني مرارةٌ ... وإني لتراك لما لم أعود كررّ هنا المسند إليه (وإني) للفخر. المدحُ: فعباسٌ يصد الخطب عنا ... وعباس يجيرُ من استجارا كرر اسم (عباس) مبالغة في المدح. الرثاء: أعينيَ جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى ألا تبكيان الجرئ الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا كررتْ الخنساء (ألا تبكيان) توكيداً للتفجع.

التلذذ: بالله يا ظبيات القاع قُلْن لنا ... ليلاَي منكن أم ليلى من البشر كرر اسم (ليْلى) تلذذا. ومثلهُ: سقى الله نجداً والسلام على نجد ... ويا حبذا نجد على القرب والبعد الحذفُ: من محاسن اللغة العربية أن بلاغة القول أحياناً تكون بحذف أحد ركني الجملة كقولك: فلان يأمر وينهي. أي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. فلو أظهرت المحذوف هنا لنزل قدر الكلام. ومن أروع أمثلة الحذف ما جاء بسورة القصص (23) بصدد التقاء موسى ببنتي شعيب وهو: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ (1) وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ (2) قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي (3) حَتَّى يُصْدِر َ (4) الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا (5) } . (1) يسقون مواشيهم (2) تذودان أغنامهما (2) لا نسقي أغنامنا (4) يصدر الرعاة مواشيهم (5) فسقى لهما أغنامهما. ومن دواعي الحذف: المدح والذم والاحتقار والخوف منه والعلم به. المدح: لسنٌ إذا صعدِ المنابر أو نضا ... قلما شأى الخطباء والكُتَّابا حذف هنا المبتدأ أي (الممدوح) تعظيماً لشأنه.

التقديم والتأخير

الذم: حريص على الدنيا مضيع لدينهِ ... وليس لما في بيته بمضيع حذف المبتدأ أي (المذموم) استنكاراً لبخله. الاحتقار: لئن كنت قد بلغتَت عني وشايةٌ ... لمبلغكَ الواشي أغش وأكذبُ لم يذكر المسند إليه احتقاراً لشأنه. الخوف منه: نبئْتُ أن أبا قابوس أوعدني ... ولا قرار على زأرٍ من الأسَدِ كنى عنه خوفاً من شره العلمُ به: أسرتُ وما صحبي بعزلٍ لدى الوغى ... ولا فرسي مهر ولا ربهُ غُمرً حذف الآسر للعلم به. تفسير الندى: الجود. اللسن: الفصيح البليغ. نضا السيف: ستلهُ. شأي: سبَقَ. الغمر: بالضم من لم يجرب الأمور. أوعد: وعدَ بالشر. التقديم والتأخير التقديم والتأخير: ولما كانت الألفاظ قوالب المعاني وكان بعضها أكثر دلالة على المعنى من غيره حسن تقديم ما حقهُ التأخير من ركني الجملة؛ لأن تقديمه يرمي إلي مطابقة الكلام لمقتضى الحال. ومن أغراض هذا الباب: التخصيص. وسلب العموم. وعموم السلب، والتعجبُ الإنكاري. والتشويق إلى المتأخر.

التخصيص:

التخصيص: لك القلم الأعلى الذي بشباته ... تصاب من الأمر الكلي والمفاصلُ وخصص هنا الممدوح دون سواه بالقلم البليغ. سلب العموم: والمراد به تقديم أداة النفي على أداة العموم كقولك: "ما كل ما يعلم يقال" أي: لا يعلم كل القول بل بعضه. ومنه قول المتنبي: ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن قدم أداة النفي على (كل) يريد: لا يدرك كل ما يتمناه بل تعضه. عموم السلب: والمراد به تقديم العموم على النفي كقولك: "كل ما يقوله الخضم غير صحيح" أي: جميع أقواله غير صحيحة. ومنه قول الشاعر: قد أصبحت أم الخيار تدعي ... على ذنباً كلهُ لم أصنع قدم أداة العموم (كلهُ) على أداة النفي (لمْ) أي كل ذلك لم يصنًعْ. التعجب الإنكاري: أعندي وقد مارست كل خفيةٍ ... يصدقُ واش أو يخيبُ سائلُ قدم (أعندي) على (يصدق) تعجباً واستنكاراً. التشويق إلى المتأخر: ثلاثة ليس لها إياب ... الوقت والجمالُ والشبابُ قدم الخبر وأخر المبتدأ تشويقاً إلى المتأخر. تنبيهٌ ثمة مسألة يحسن الانتباه إليها وهي الفرق بين وجوب النفي ونفي الوجوب. فتفي الوجوب: أن يتقدم النفي على الوجوب نحو: لا يجبُ أن يضربَ الغلام. ووجوب النفي: أن يتقدم الوجوب على النفي نحو: يجب أن لا يضرب الغلام.

الإيجاز والإطناب

ففي المثال الأول نفي وجوب الضرب وإباحة جوازه. وفي المثال الثاني إثبات وجوب عدم الضرب ومنع جوازه. الإيجاز والإطنابُ كانت العرب توجز تارة وتسهب تارة. ولكل من النوعين مكان يليق به وموضع يحسن فيه. فالاقتضاب يكون عند البداهة. والإطناب يكون يوم الغزارة. وسئل أبو عمرو بن العلاء: هل كانت العرب تطيلُ؟ قال: نعمْ، ليسمع منها. وسئل: هل كانت توجز؟ قال: نعم، ليحفظ عنها. ومدارُ الأمر على الإفهام والتفهيم، وخير الكلام ما شاكل الزمان. الإيجاز: هو تأدية المعنى بعبارة ناقصة عنه فرب قليل يغني عن الكثير. وهذا الباب دقيق المسلك، لا يرتقي إليه إلا ذوو الفصاحة والزّكن. قال أحد النقاد: "أحسن الكلام ما كان قليلة يُغنيك عن كثيره ومعناه في ظاهر لفظه". ومن فوائد الإيجاز حسن التخير ودقة التفكير وتقريب الفهم وتسهيل الحفظ. وأكثر ما يوجد الجيد منه في آي الذكر الحكيم وحديث الرسول الكريم وخطب البلغاء، وأقوال الحكماء وفي أمثالهم السائرة، قال تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ، وقال: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} ، وقال: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} ، وفي الحديث الشريف: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". ومن كلام الإمام علي: "قيمة كل امرئ ما يحسنُ". ومن كلام أكثم بن صيفي: "الصدق منجاة والكذب مهواة، والحزم مركب صعبً والعجز مركب وطيء. آفة الرأي الهوى، من شددَ نفر ومن تراخى تألف. رب قول أنقذ من صوْل". ومن أقوال البلغاء: "المرء بأصغريه قلبه ولسانه. حسبك من شر سماعه. أنجز حر ما وعد. الشرط أملك عليك أم لك. من صدقت لهجته وضحت حجته. الليل أخفى للويل. القتل

أنفى للقتل. إن البلاء موكل بالمنطق. لسانك سبعُك، إن قيدتهُ حرسكَ وإن أطلقتهُ افترسك. سلامة الإنسان في حفظ اللسان. خلفُ الوعد خلق الوغد". ومن أمثال العرب: "يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق". الإطناب: هو تأدية المعنى بعبارة تزيد عن مع وفائها بالغرض وإلا عد تطويلاً. ومن فوائده أنه يثبت المعاني في الذهن ويكسبُها رونقاً وجمالاً كالوردة لا يبدو للناظرين حسنُها إلا بعد أن يتفتق كمها. قال تعالى على جهة التفصيل: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} . وللبحتري في هذا المعنى جولات لطاف منها قوله: تردد وفي حقلي سُؤدد ... سماحاً مرجى وبأساً مهيبا فكالسيف إن جئته صارخاً ... وكالبحر إن جئته مستثيبا وقوله على جهة التثميل: دنوت تواضعاً وعلوت مجداً ... فشأناك انخفاض وارتفاعُ كذاك الشمسُ تبعد أن تسامى ... ويدنو الضوء منها والشعاع وقوله: ذات حسن لو استزادت من الحسـ ... ـن إليه لما أصابت مزيدا فهي كالشمس بهجة والقضيب اللدنِ قداً والرئم طرفا وجيدا وللجاحظ في رسائله المشهورة وفي فواتح كتبه إسهاب مستعذب كقوله في مستهل كتابه (البيان والتبيين) : "اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل. ونعوذ بك من التكلف لما لا نحسن كما نعوذ بك من العجب بما نحسنُ. وقديما تعوذوا بالله من شرهما وطلبوا السلامة منهما". * * *

البيان تمهيد وتعريف التشبيه وأقسامهُ المجاز وأقسامهُ الكناية وأنواعها

علم البيان

علم البيان هو الحلبُة التي يتبارى في ميدانها أرباب الفصاحة والفطن ويتسابق فرسان البلاغة والزكَنِ. وفي علو شأنه قال تعالى: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} وقال: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} . وقال عليه السلام: "إن من البيان لسحراً". وهو علم يتمكن به من إبراز المعنى الواحد بطرق مختلفة وتراكيب متباينة في درجة الوضوح. تقول: (فلان جواد هو كالسحاب سخاء. هو بحرٌ يفيض كرماً. المجد بين برديهْ) . فالملمُّ بهذا الفن يختار من ضروب الكلام ما هو أبين لغرضه، فيقرب ما بين متباعد الألفاظ، ويؤلف بين مختلفها، ويولدُ منها معاني شتى بحسب ما هو من فطنة وما اكتسب من تجربة ومران. وأركان البيان ثلاثة: التشبيه والمجاز والكناية. التشبيه التشبيهُ في اللغة صفقة الشيء بما يقاربهُ ويشاكلهُ، ويراد به تقريب الصفة وإفهام السامع. وفي الاصطلاح إلحاق أمر بأني في صفة بأداة. فالأمر الأول مشبهٌ، والثاني مشبهُ به، والصفة وجهُ الشبهُ، والأداة الكاف وكأن وشبهُ ومثل وكل ما يفيد معنى التشبيه كحسب وظن وحكي وروى نحو: (العلم كالنور في الهداية) فالعلمُ

شواهد

مشبهُ، والنور مشبهٌ به، والهداية وجه الشبه، الكاف أداة التشبيه. فالتشبيه خمسة أنواع: مرسلٌ ومؤكد وبليغ وتمثيل ومقلوبٌ. المرسلُ: ما ذكر فيه الأداة ووجهُ الشبه نحو: كأن أخلاقك في لطفها ... ورقة فيها نسيم الصباح المؤكدُ: ما خلا من الأداة نحو: أنت نجم في رفعةٍ وضياء ... تجتليك العيون شرقاً وغربا البليغ: ما خلاً من الأداة ووجه الشبه نحو: الأرض ياقوتة والجو لؤلؤة ... والنبتُ فيروزجٌ والماء بلورُ المقلوبُ: ما جعلل فيه المشبهُ مشبهاُ به نحو: يريك إذا بدا وجهاً ... حكاه الشمس والقمرُ التمثيل: ما كان وجه الشبه فيه منتزعاً من متعدد أي تشبيه حالة بحالة نحو: وكأن أجرام السماء لوامعاً ... دررٌ نثرن عن بساط أزرقِ شبه حالة النجوم تلمع في السماء بحالة بساط أزرق نثرت عليه درر بيضاء. ُ شواهد كأنهم في ظهور الخيل نبت ربى ... من شدة الحزم لا من شدة الحزمِ إذا قامت لحاجتها تثنتْ ... كأن عظامها من خيزران وكأن محمرَّ الشقيـ ... ـق إذا تصوب أو تصعد أعلام ياقوت نشرْ ... ن على رماح من زبرجدْ كأن الثريى والنجوم وراءها ... قناديل رهبان دنت لخمود كأن سهيلاً والنجوم وراءه ... صفوف صلاة قام فيها خطيبُها قي صفحة البدر شيء من تلهبها ... وللقضيب نصيب من تثنيها وبدا الصباح كأن غرتهُ ... وجه الخليفة حين تمتدحُ

المجاز

تنبيه التشبيه ميدان يتسابق فيه فرسان البلاغة وأمراء القريض، وقد تفننوا في ضروبه وتنافسوا في فنونه. فبعضهم أورد تشبيهين في بيت واحد وأورد غيره ثلاثة فأربعة، فمن التشبيهين في بيت واحد قول امرئ القيس: كأن قلوب الطير رطباً ويابساً ... لدى كرها العناب والحشفُ البالي وقول بشار: كأن مثار النقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبُه والثلاثة كقول المرقش: النشرُ مسك والوجوهُ دنا ... نيرٌ وأطراف الأكفَّ عنمْ والأربعة كقول أبي الطيب: بدت قمراً ومالت خوط بان ... وفاحت عنبراً ورنت غزالاً المجازُ المجار: هو اللفظ المستعمل في غير ما وصغ له علاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي. فإن كانت علاقته المشابهة سمي استعارة وإلا فمجازاً مرسلاً أو مركباً أو عقلياَ. الاستعارة: هي تشبيه حذف أحدُ طرفيه ووجهة وأداتهُ كقولك: (فلان يتكلم بالدُّرر) فالكلام مستعار له، ولفظ الدرر مستعار منهُ، والعلاقة بينهما الحسْن، والقرينة يتكلم. والاستعارة قسمان: مصرحة ومكنيةٌ. فالمصرحَةُ: ما صرح فيها بلفظ المشبه به نحو: فأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ... ورداً وعضت على العناب بالبردِ

شواهد

فقد استعار اللؤلؤ للدموع والنرجس للعيون والورد للخدود والعناب للأنامل والبرد للأسنان على سبيل الاستعارة المصرحة. والمكنيةُ: ما حذف فيها المشبهُ به ورمز إليه بشيء من لوازمه كقوله: وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيتَ كل تميمةٍ لا تنفعُ استعار الوحش المفترس للمنية ثم حذفهُ وكنى عنه بشيء من لوازمه وهو إنشابُ الأظافر على سبيل الاستعارة المكنية. شواهد فزحرحت شفقاً غشى سنا قمر ... وساقطت لؤلؤاً من خاتم عطر قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم ... طاروا إليه زرافات ووحددانا أثمرت رمحك من رؤوس كماتهم ... ولما رأيت الغصن يعشق مثمراً فتى كلما فاضت عيون قبيلةٍ ... دما ضحكت عنه الأحاديث والذكر أتته الخلاقة منقادة ... إليه تجرر أذيالها ولم أر قبلي من مشى البحر نحوهُ ... ولا رجلاً قامت تعانقهُ الأُسدٌ لا تعجبي يا سلمُ من رجل ... ضحكَ المشيب برأسه فبكى وإذا العناية لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمانُ قامت تظللني من الشمس ... نفس أيعزُّ علي من نفسي قامت تظللني ومن عجب ... شمس تظللني من الشمس أنت في خضراء ضاحكة ... من بكاء العارض الهتنِ عضنا الدهر بنابهُ ... ليت ما حل بنابهْ المجاز المرسل: هو مجاز علاقته غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي كالسببية والمسببية والجزئية والكلية والحالية والمحلية واعتبار ما كان واعتبار ما سيكون، وإليك أمثلتها:

المسببية: نحو: (أمطرت السماء نباتًا) أي مطراً يتسبب عنه النبات، ومثله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} أي من سلاح يحدث القوة والمنعَةَ. السببية: نحو: (عظمت يد فلان عندي) أي نعمته التي سببها اليدُ. الجزئية: نحو: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} أي عتق عبد من إطلاق الجزء وإرادة الكل، ومثله: (بث القائد عُيونهُ) يريد جواسيسه. الكلية: نحو: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} يريد أناملهم وهي رؤوس الأصابع أي جزء منها، فقد ذكر الكل وأراد الجزء. الحالية: نحو: (نزلت بالقوم فأكرموني) أي بدارهم فقد ذكر الحال وأراد المحلّ. ونطيره قول أحمد شوقي: نزلت فيها بفتيان جحاجحَةٍ ... آباؤهم في شباب الدهر غسان باعتبار ما كان: نحو: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} أي البالغين الذين كانوا صغاراً أيتاماً. ومثله: (شربت بنا عدنياً) أي قهوة كانت بنا. باعتبار ما سيكون: نحو: (غرست اليوم أشجاراً) يريد غراساَ ستكون أشجاراً. ومثله: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} أي عنباً سيكون خمراً. المجاز المركب: هو ما أرسل لغرض يفهم من سياق الكلام في بيت أو مثل أو حكمة. والأغراض هي: التحسر والتهكم والازدراء والنصح وغير ذلك نحو: أخذت من شبابي الأيام ... وتولى الصبا عليه السلامُ من يهن يسهل الهوانُ عليه ... ما لجرح بميتِ إيلامُ مثل النهار يزيد أبصار الورى ... نوراً ويعمي أعين الخفاشِ إن الأفاعي وإن لانت ملامسهُا ... عند التقلب في أنيابها العطبُ

الكناية

المجاز العقلي: هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له كقولك: (شيبتني الوقائع) ، فإسناد الإجابة إلى الوقائع مجاز عقلي. ومنه الإسناد إلى الزمان والمكان والمصدر. فإلى الزمان نحو: كلما أنبتَ الزمان قناة ... ركب المرء في القناة سِنانا وإلى المكان نحو: {وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ} والحقيقة أن الجريان للماء لا للأنهار. وإلى المصدر نحو: سيذكرُني قومي إذا جد جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدْرُ شواهد أشاب الصغير أفنى الكبير ... كرُّ الغداة ومر العشيّ إني لمن معشر أفنى أوائلهم ... قيل الكماه ألا أين المحامونا ستبدي لك الأيامُ ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزوَّد هرمتني قبل إبان الهرمْ ... وهي إن قلتُ كلي قالت نعَمْ الكنايِة هي من أبلغ أنواع الكلام وأرفعه شأناً وأذقهُ فكرة، لا يدرك مراميها إلا كل فطن فهم لما تحويه من دقة الإشارة وبعد الاستعارة. وعرفها ابن رشيق بقوله: الكناية ومعناها الإشارة والإيماءة هي من غرائب الشعر وملحهِ. وهي بلاغة عجيبة تدل على بعد المرمى وفرط المقدرة، وهي في كل نوع من الكلام لمحة دالة واختصار وتلويح يعرف مجملاً ومعناه بعيد من ظاهر لفطهِ.

أقسام الكناية

وعرفها البلاغيون بقولهم: الكناية لفظ يطلق ويرأد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الأصلي. تقول: هو واسع الصدر، أي حليم. ويجوز وأن يكون واسع الصدر حقا. وتقول: هي نؤوم الضحى، أي مترفَة. ويجوز أن تكون نؤوم الضحى فعلاً. أقسام الكناية تنقسم باعتبار المكني عنه إلى ثلاثة أقسام: صفة ونسبة وغير صفة ونسبة. فالصفة كقول الخنساء: (طويل النجاد رفيع العماد) أي مديدُ القامة، سيد كريم. والنسبة كقولهم: (تأزرَ بالمجد ثم ارتدى) كناية عن نسبة المجد إليه. وغير الصفة والنسبة كقول أحدهم: (أأيقاظٌ أميةُ أم نيامُ؟) كناية عن الحضَّ على التنبه للخطر. وتنقسم الكناية باعتبار الوسائط إلى أربعة أقسام: تلويح وورمز وإشارة وتعريض. فالتلويح ما كثرت فيه الوسائط نحو: (كثير الرماد) كناية عن الكرم. والرمزُ ما قلت فيه الوسائط نحو: (غليظ الكبد) كناية عن القسوة. والإشارة ما خفيت فيه الوسائط نحو: (المجد في برديه) كناية عن تأصله فيه. والتعريض ما يفهمُ من السياق كقولك للمؤذي: (خير الناس أنفعهم للناس) . شواهد امرؤ القيس: وتُضحي فتيتُ المسك حول فراشها ... نؤوم الضحى لم تنتطقُ عن تفضل

ابن أبي ربيعة: بعيدة مهوى القرطِ إما لنوفَل ... أبوها وإما عبد شمس وهاشم أحدهم: لا ينزل المجد إلا في منازلنا ... كالنوم ليس له مأوى سوى المقَل نصر بن سيار: أرى خللَ الرماد وَميض نار ... وأخشى أن يكون لها ضرامُ فإن لم يطفها عقلاء قوم ... يكون وقودها جثث وهَاُم الأعشى: يكادُ يقعدُها لولا تشدُّدُها ... عند القيام إلى"جاراتها الكسلُ أبو الطيب: إذا الجود لم يرزقْ خلاصاً من الأذى ... فلا الحمد مكسوباً ولا المالُ باقيا تبيين كنايات الشواهد في البيت الأول: كناية عن أنها مترفة منعمة. في البيت الثاني: كناية عن ألا طويلة العنق كريمة المحتِدِ. في البيت الثالث: كناية عن أنهم سادة أشراف والمجدُ متأصل فيهم. في البيتين الرابع والخامس: كناية عن أن التنبيه إلى بوادر فتنةٍ عارمةٍ. في البيت السادس: كناية عن أن الموصوفة عبلَةٌ سمينة. في البيت السابع: كناية عن أن المنةَ تبطلٌ الصنيعَةَ. * * *

البديعُ مُحسناتُ معنوِيَّةٌ. مُحسناتٌ لفظِيةٌ

علم البديع

علم البديع عندما بلغ الترف في العصر العباسي مداه وشمل جميع أنواع أمور الحياة أبتكر الأدباء البديع تزويقاً لشعرهم وتزييناً لنثرهم. بيد أن من خلفهم أكثروا من أنواعه حق أربت على مئة وخمسين نوعاً، ولزموا فيها ما لا يلزم من التعمل إظهاراً للبراعة وتنافساً في الصناعة حتى صاروا ينظمون ويكتبون بألفاظ كل حروفها معجمة أو مهملة كقوله أحدا: أعددْ لحسادك حد السلاح ... وأورد الآمل ورد السماح وقول الآخر: فتنتني بجبين ... كهلال السعد لاح وتعضهم أتى بكلمات حرف فيها معجم وحرف مهمل فقال: (أخلاق سيدنا تحَبُّ) . وصنع آخرون كلاما يقرأ طرداً وعكساً منها: (سور حماه بربها محروس) ، (دام علا العماد) ، (سر فلا كبا بك الفرسُ) ، (ربك فكبَّر) ، (رمح أحمر) . ومن الإغراق في التعمُّل أن تظم أحدهم أبياتاً مزدوجة الألفاظ مختلفة المعاني إذاً صحفتْ بان أزيل نقطها بدت كل كلمتين برسم واحد فقال: زينب زينب بقد َّيقدُّ ... وتلاهُ ؤيلاهُ نهدّ يهُدًُّ جندُها جيدها وظرفّ وطرفٌ ... ناعسٌ تاعسٌ بخدَّ يخدُّ فارقتني فارقْتني وشطتْ ... وسطت ثم نم وجدٌ وجدُّ

محسنات معنوية

وإنما أوردْنا هذه المثل للاطلاع لا للأتباع، واجتزأنا من أنواع هذا العلم بما هو مستعذب مستملح، واقتصرنا على تعريفه بقولنا: هو علم يعرف به وجوب تحسين الكلام المطابق لمقتضى الحال، وهذه الوجوه ما يرجع منها إلى تحسين المعنى يسمى بالمحسنات المعنوية، وما يرجع منها إلى تحسين اللفظ يسمى بالمحسنات اللفظية. محسنات معنويةٌ حسُن الابتداء: هو أن يستهل الكلام بلفظ يهش له السمع ويتقبله الذوق كالتهنئة ببناء قصر: قصر عليه تحية وسلام ... خلعتْ عليه جمالها الأيام وكالتهنئة بالشفاء من مرض: المجدُ عوفي إذ عوفيت والكرم ... وزال عنك إلى أعدائك الألمُ التورية: هي أن يذكر لفظ قريب غير مراد وبعيد مراد كقوله: يا سيداً حاز لطفاً ... له البرايا عيبدُ أنت الحسينُ ولكنْ ... جفاك فينا يزيذُ الطبَاقُ: هو أن يجمع بين معنيين متضادين نحو: أضحك وأبكى وأمات وأحيا. ونحو: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} وكقول الشاعر: إن كنت عبداً فنفسي حرة أبداً ... أو أسود الخلق إني أبيض الخُلق فقد طابق بين الحرية والعبودية وبين سواد الخلق وبياض الخلق. وكقول الآخر: لئن ساءني أن نلتني بمساءة ... فقد سرني أني خطرت ببالكِ

المدح بمعرض الذم:

طابق بين الإساءة في الشطر الأول وبين المسرة في الشطر الثاني. المقابلةُ: أن يؤتى بمعنيين أو أكثر ثم يبقى بما يقابل ذلك على الترتيب كقول المتنبي: أزورهم وسواد الليل يشفع لي ... وأنثني وبياض الصبح ويُغري بي قابل فيه خمسة بخمسة. وقال الطغرائي: حلو الفكاهة مر الجد قد مُزِجت ... بشدة البأس منه رقة الغزلِ قابل فيه أربعة بأربعة. المدح بمعرض الذم: ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فُلول من قراع الكتائب المبالغة: خطرات النسيم تجرح خديْه ... ولمسُ الحرير يدمي بنانَهْ وكقول المتنبي: كفى بجسمي نحولا أنني رجل ... لولا مخاطبي إياكَ لم تزني وقوله: ولو قلٌم ألقيتُ في شق رأسه ... من السقم ما غيرتُ من خط كاتبِ مراعاة النظير: هي جمع أمر وما يناسبه من غير تضاد كقوله: والطل في سلك الغصون كلؤلؤ ... رطب يصافحه النسيم فيسقُطُ والطير تقرأ والغديرٌ صحيفةٌ ... والريح تكتب والغمام ينقطُ

محسنات لفظية

محسنات لفظية الجناسُ: هو أن يتفق اللفظان أن في النطق ويختلفا في المعنى ويكون: تاماُ وناقصاً ومصحفاً. التام: أرْخينَ من فوق النهود ذوائباً ... فتركن حبات القلوب ذوائباً الناقص: أشكو وأشكر فعلهُ ... فاعجبْ لشاكِ منه شاكر المصَحَّف: من بحر جودك أغترفْ ... وبفضل علمك أعترفْ. الاقتباس: أن يوضع في الشعر آية أو حديث نحو: كيد عزولي وهنا ... ولي سرور وهنَا الحمد لله الذي ... أذهب عنا الحزنا وقول أحدهم: قلت للمحبوب صلني ... يا بديع الحسن أنتّ قال لي: قد قال ربي: لن تنالوا البر حتَّى السجعُ: توافق الفاصلتين في الحرف الأخير، وأحسنه ما توافقت فقرُه نحو: أي شيء أطيب من ابتسام الثغور، ودوام السرور، وبكاء الغمام، وسجع الحمام. ونحو قول الحريري: (يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماء بزواجر وعظه) .

علم العروض

علم العروض تمهيد وتعريف البحور الطويل. البسيط. الوافر. الكامل. الرجز الرمَل. السريع. الخفيف. المتقارب. المتدارك الفنون التوشيح. التضمين. إجازة التشطير. التخميس.

علمُ العروض تعريف وتمهيد هو علم يعرفُ به صحيح وزن الشعر من فاسده، وضعهُ الخليل بن أحمد مهتدياً إليه بعلم الإيقاع لتقاربهما. وأركان العروض تفعيلاتهُ وهي: فعولن مفاعيلن مفاعلتن فاعلاتن فاعلن متفاعلن مستفعلن مفعولات وهذه التفاعيل بمثابة ميزان دقيق يبين ما في بيت الشعر من صحة أو خلل وما يطرأ عن أجزائه من زيادة أو نقص أو تحريك أو تسكين. ويكون الوزن بتجرئة البيت وجعله قطعا متساوية لأجزاء ميزانه، فيقابل المتحرك في الموزون بالمتحرك في الميزان والساكن بالساكن، والمعولُ في الوزن على اللفظ لا على الخط. فهمزة الوصل لا تكتب لأنها لا تلفظ، ألف هذا تكتب لأنها تلفظ. والتنوين يرسم نوناً. والحرف المشدد يرسم حرفين منفصلين، فكلمة (كريمٌ) تكتب (كريمن) ، وهذا تكتب (هاذا) ، ومد تكتب (مدْد) . وقد تشبع الحركات قد فتغدو حروف مد: الفتحة ألفاً والضمة واوا والكسرة ياء. فكفه تكتب (كففهُوْ) ، ومنزل تكتب (منزلى) . وبحسب هذه القواعد يقطع بيتُ المعري وهو من البحر السريع ووزنه: (مستفعلن مستفعلن فاعلن) مرتين: الأرض للطوفان مشتاقٌة ... لعلها من درن تغسلُ الأرضلط. طوفانمش. تاقتنْ ... لعللها. منذرنِنْ. تغسلُوْ مستفعلن مستفعلن فاعلن ... متفعلن مفتعلن فاعلن

تنبيه

تنبيه قد يطرأ على التفعيلات تغيير من زيادة أو نقص أو تسكين أو تحريك ليحصل التطابق بين الميزان والموزون كما ورد في تقطيع البيت المذكور. البيت وأقسامه البيت كلام تام يتألف من أجزاء وينقسم شطرين: الأول (صدر) والثاني (عَجُز) . ويقال لآخر كلمة من الصدر (عروض) ولآخر كلمة من العجز (ضرب) ، وما عداها فحشو. مثال ذلك: لعمرك إن الحلم زين لأهله ... وما الحلم إلا عادة وتحلُّمُ حشو عروض ... حشو ضرب والبيت إما تام أو مجزوء أو مشطور أو منهوك، فالتام ما استوفى جميع أجزائه، والمجزوء ما حذف جزء من شطريه ما آخرها، والمشطور ما حذف ثامي شطريه بتمامه، والمنهوك ما حذف ثلثا شطريه. والبيت الواحد يقال له (يتيم) ، وللبيتين والثلاثة (نتفَةٌ) ، وللأربعة والخمسة والستة (قطعة) ، وللسبعة فأكثر (قصيدة) . البحورُ البحور التي نظم عليها العرب قي الجاهلية والإسلام ستة عشر بحراً نجتزئ منها بما يلي لكثرة تداولها وهي: الطويل. البسيط، الوافر. الكامل. الراجز. الرمل. الخفيف. السريع. المتقارب. المتدارك. المنسرحُ. المجتثُّ. المضارعُ. المقتضبُ. وقد لنظم صفي الدين الحلي وزنا لكل بحر تسهيلاً لحفظه وتذكيراً بوزنه.

البحر الطويل

البحر الطويل طويل له بين البحور فضائل ... فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلُ ولعروضه (مفاعلن) ثلاثة أضرب: مفا مفاعلن ومفاعيلن وفعولن. يجوز في فعولن: فعولُ. وفي مفاعيلن: مفاعلن ومفاعلُ وفعولن. أمثلة غنى النفس ما يكفيفكَ من سدَّ خلةٍ ... فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقرا (مفاعيلن) ومهما تكن عند امرئ من خليقةٍ ... وإن خالها تخفى على الناس تعلمِ (مفاعلن) إذا المرء لم يدنسْ من اللؤم عرضهُ ... فكل يرتديهِ جميلُ (فعولن) البحر البسيط إن البسيط لديُه يبسط الأملُ ... مستفعلن فأعلن مستفعلن فعَلُ - وعروضه التامة (فعلنْ) وضرباها فعِلن وفعْلن، وعروضه المجزوءة مستفعلن وضربها مثلها مستفعلن. يجوز في مستفعلن: مُتفْعِلُنْ ومَفْتعِلُن ومفعولن. ويجوز في فاعلن: فعِلن وفعْلن. أمثلة لا تحقرن صغيراً في مُخاصمةٍ ... إن البعوضة تدمي مقلَةَ الأسدِ (فعِلن)

البحر الوافر

إذا ابتسمْنَ فدرُّ الثغرِ منتظمٌ ... وإن نطقنَ فدُرُّ الثغر منثورُ (فعْلن) ماذا وقوفي على ربعٍ عفا ... مخلولقِ دارسِ مستعجم (مستفعلن) البحر الوافر بحور الشعر وافرها جميلُ ... مفاعلتن مفاعلين فعولُ عروضه التامة (فعولن) وضربها مثلها، وعروضه المجزوءة مفاعيلن وضرباها مفاعلين ومفاعيلن. يجوز في مفاعلتن: مفاعيلن في الحشو والعروض المجزوءة على أن تبقى صحيحة ولو مرة واحدة. أمثلة جراحات السنان لها التئامٌ ... ولا يلتائمُ ما جرحَ اللسانُ (فعولن) غزال زانه الحورُ ... وساعدَ طرفهُ القدرُ (مفاعلتن) يريكَ إذا بدا وجها ... حكاه الشمس والقمرُ (مفاعلتن) أعاتبُه وآمرُهُ ... فيغضبني ويعصيني (مفاعيلن) الكامل كمل الجمال من البحور الكامل ... متفاعلن متفاعلن متفاعلُ - و

الرجز

المشهور من أعاريضه ثنتان: الأولى: تامة (متفاعلن) وضروبها: متفاعلن ومتفاعلْ وفعْلُن. والثانية: مجزوءة متفاعلن وضربها مثلها. أمثلة يا من حوى ورد الرياض بخَدَّه ... وحكى قضيبّ الخيزران بقدهِ (متفاعلن) ريانُ من مَاء الجمالِ مهفهٌف ... أرأيت غصنَ البان كيف يميلُ (متفاعل) بابي وأمي غادة في خدها ... وزد وبين جفونها سحرُ (فعْلن) من مجزوء الكامل: اصبرْ على كيدِ الحسُو ... د فإن صبركَ قاتلُهْ كالنار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكلهْ (متفاعلن) الرجزُ في أبحر الأجاز بحلرٌ يسهُلُ ... مستفعلن مستفعلن مستفعلُ - وأعاريضه أربع: تامة ومجزوءة ومشطورة ومنهوكة. يجوز في مستفعلن: مُتَفْعِلن ومُفْتَعِلن ومفعولن أمثلة إن الشباب والفراغ والجدهْ ... مفسدةُ للمرء أي مفسَده تامة الشعراء في الزمان أربعه ... فواحد يجري ولا يجرى معه تامة

أمثلة

وواحد يخوض وسط المعمعهْ ... وواحد لا تشتهي أن تسمعههْ تامة وواحد لا تستحي أن تصفعهْ. مشطورة أعطيتهُ ما سألا ... حكمتهُ لو عدلا. مجزوءة يا ليتني ... فيها جزع. منهوكة أخبُّ فيها وأضعْ. منهوكة الرَّمَل رَمَلُ الأبحر ترويه الثقاتُ ... فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتُ - وعروضه التامة: (فاعلن) . والمجروءة: فاعلاتن. والأضرب: فاعلن وفاعلاتن وفاعلانْ. يجوز في فاعلاتن: (فعِلاتن) ويشمل العروض والضرب. أمثلة كم أداوي القلب قلت حيلتي ... كما داويت جرحاً سأل جُرحُ (فاعلاتن) ربْ ساع مبصر في سعيه ... أخطأ التوفيق فيما طلبا (فعلن) زاد معروفك عندي عظماً ... أنه عندك مستور حقيرْ (فاعلانُ) يا هلالاّ قد تبدي ... في ثياب من حريرِ (مجزوء) ما لخديك استعارا ... حمرةَ الوردِ النضير (فاعلاتن)

السريع

السريع بحرٌ سريع ماله ساحلٌ ... مستفعلن مستفعلن فاعلُ - وله عروضان مشهورتان. الأولى: فاعلن وأضربها: فاعلن وفعلن وفاعلان. والثانية: فعلن. وضرباها: فعِلن وفعْلن. يجوز في مستفعلن: (متفْعلن) و (مُفْتَعِلن) و (مستفعلْ) . أمثلة لو أنصف الدهر هجا أهله ... كأنه الروميُّ أو دعبلٌ (فاعلن) النشرُ مسكٌ والوجوهُ دنا ... نيرٌ وأطراف الأكف عَنَمْ (فعلن) بديع نثر رق حتى غدا ... يجري مع الروح كما تجري (فعلن) أهيف قد أزرى بقُضب القنا ... فهيَ لديه مطرقات قيامْ (فاعلان) تفسير: ابن الرومي ودعبل: شاعران عباسيان. النشر: الرائحة الطيبة. البنان: رؤوس الأصابع. الغنم: شجر لين الأغصان تشبه به بنان الجواري. الأهيف: الرقيق الخصر. قضب القنا: الرماح. الخفيفُ يا خفيفاً خفت به الحركات ... فاعلان مستفعلن فاعلاتُ - ولعروضه التامة ضربان: فاعلاتن وفاعلن. وللمجزوءة مستفعلن مثلها. يجوز في فاعلاتن: فعِلاتن وفعْلاتن ومفعولن.

المتقارب

وفي مستفعلن: مفتعِلُنْ ومفعولن. أمثلة خطرات النسيم تجرح خديـ ... ـه ولمس الحرير يدمي بنانهْ (فاعلاتن) قد أرانا من مبسميه بُروقاً ... فأريناه ديمةْ هتانهُ (مفعولن) ما لليلى تبدلتْ ... بعْدنَا وُد غيرنا (متفعلُنْ) المتقاربُ عن التقارب قال الخليلُ: فعولن فعولن فعولن فعولُ - وعروضه فعولن يجوز فيها: فعولُ وفعولُ وفَعَلْ. أمثلة ومن ظن ممن يلاقي الحروب ... بألا يصاب فقد ظن عجزا (فعولن) كريم الخصال لطيف المقال ... جزيل النوال حميدُ الفعالْ (فعولْ) إذا كنت في حاجة مرسلاً ... فأرسلْ حكيماً ولا توصهِ (فعَلْ) المتدارك ويسمى المحدثَ حركات المحدث تنتقلُ ... فعلن فعلن فعلن فعلُ - ووزنه: فاعلة ثماني مرات لكنها تأتي كثيراً فعِلن وقليلاً فَعْلن.

البحر المنسرح

أمثلة لم يع من مضي للذي قد غبَرْ ... فضلَ علم سوى أخذِهِ بالأثرْ (فاعلن) يا ليلٌ الصبُّ متي غدُهُ ... أقامُ الساعة موعدهُ (فعِلن) مالي مال إلا درهمْ ... أو برْذوْني ذاك الأدهمْ (فعْلن) كرة ضربت بصوالجةٍ ... فتلقفها رجٌل رجلُ (فعِلن) البحر المنْسَرحُ منسرحٌ فيه يضربُ المثلُ ... مستفعلن مفعولاتُ مفتعلو يستحسن في مستفعلن (مفاعلن ومفتعلن) ، ويكثر في مفعولات (فاعلن) . أمثلة لا تسأل المرء عن خلائقهِ ... في وجهه شاهدٌ من الخبَرِ كأنَّ تلك الدموعَ قطر ندى ... يقطر من نرجس على ورْدِ البحر الُمجْتَثُّ إن جثَّتِ الحركاتُ ... مستفعلن فاعلاتُ عروضه وضربه (فاعلاتن) . يجوز فيهما (مفعولن) . وفي مستفعلن (مفاعلن) .

أمثلة

أمثلة لا أركب البحر إني ... أخاف منه المعاطبْ طين أنا، وهو ماء ... والطينُ في الماء ذائبْ البحر المضارعُ تعَدُّ المضارعات ... مفاعيل فاعلاتٌ يجوز في مفاعيلن (فاعلات) . مثال في ثغرها أقاح ... وفي الوجنتين وردُ البحر المقتضب اقتضبْ كما سألوا ... مفعولات مفتعِلو يجوز في مفعولات (فاعلاتُ) و (مفاعيل) . أمثلة أقبلت فلاح لها ... عارضان من سَبَجِ عاذلي حسبكما ... قد غرقت في لجج

فنون الشعر

فنون الشعر عندما استفاضت حضارة العرب في المشرق والمغرب وتمازجتْ ثقافاتهم بثقافات غيره ابتدع شعراؤهم بحوراً جديدة للشعر كالسلسلة والوسيط والوسيم، وأحدثوا فنوناً منه تعبر عن طراز حياتهم وألوان مجمتعهم كالمواليا والدوبيت والموشح والزجل والإجازة والتضمين والتشطير والتخميس وهذه أمثلة من بعضها: بحر السلسلة وزنه فعْلن فعِلاتن متفعلن فَعِلاتن ... فعلن فعلاتن متفعلن فعلاتانْ ومثاله: يا مالك روحي إلي حبك يوحي ... آيات صبوحي بها المتيم نشوان الموشح هو من اختراع شعراء الأندلس، وضابطهُ أنه ينظم بيتان عروضهما على قافية وضربهما على قافية أخرى. ثم ينظم بعدها خمسة أبيات. الثلاثة الأولى متفقة الأعاريض والأضرب. والبيتان الأخيران عروضهما وضربهما كالبيتين الأولين، ويبدو ذلك في موشح لسان الدين بن الخطيب في مطلعه ودوره: جادكّ الغيثُ إذا الغيثُ همًى ... يا زمان الوصل بالأندلسِ لم يكن وصلُك إلا حلُما ... في الكرى أو خلسة المختلسِ دوْر إذ يقودُ الدهر أسباب المنى ... ينقل الخطوَ عن ما نرسمُ زمراً بين فرادى وثنى ... مثلما يدعو الوفود الموسمُ

التضمين

والحيا جدد للروض سني ... قسنا الأزهار فيه تبسمُ وروى النعمانُ عن ماء السما ... كيف يروي مالك عن أنس فكساه الحسنُ ثوباً معلما ... تزدهي منه بأبهى ملبسِ التضمين هو أن يضمن الشاعر أبياتاً أو أشطاراً من نظم غيره (تزويقاً وتحسيناً) كتضمين ابن حجة أبياته في وصف مغاني حماة فقال: تفوق عيون الزهر بين شطوطها ... (عيون المها بين الرُّصافة والجسر) وإن جرتُ في الرمضاء بين غصونها (جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري) الإجازة هي أن ينظم شاعر شطراً أول، ويجيزه آخر بالشطر الثاني كقول أحدهم يصف ماء نهر جعدهُ مر النسيم، وكان بالقرب منه فتاة أعرابية. فقال: عقد الريحُ على الماء زردُ فقالت: يا له درعاً منيعاً لو جمدْ وقال أبو نواس: عذب الماء وطابا فقال أبو العتاهية: حبذا الماء شرابا التشطير هوان تختار بيتاً فتجعله بيتين اثنين بأن تضم إلى الشطر الأول منه شطراً أخر بعده وللشطر الثاني شطراً آخر قبله كما ترى في تشطير: كسرَ الجرةَ عمداً ... وسقى الأرض شرابا صحتُ والإسلام ديني ... ليتني كنت ترابا

التخميس

تشطيرهما: كسر الجرة عمداً ... أهيفٌ يحلو رُضابا وسقاني خمر فيهِ ... وسقى الأرض شرابا صحت والإسلام ديني ... حلَّ ذا السكر وطابا وغدا الكوب ينادي ... ليتني كنت ترابا وكتشطير هذين البيتين: لقد زارني من بعد حول مودعاً ... وطرف الدجى قد صارفي راحة الفجر فاخجلته بالعتب حتى رأيته ... يزيل الثريى بالهلال عن البدر وتشطيرهما: لقد زارني من بعد حول مودعا ... ليودع قلبي حرقة البعد والهجر فقلت أتأتيني كطالب جمرة ... وطرف الدجى قد صار في راحة الفجر فأخجلته بالعتب حق رأيته ... قد احمر وجهاً ثم كلَّلَ بالدرَّ وقوس قضبان اللجين وقد غدا ... يزيل الثريى بالهلال عن البدر التخميس هو أن تعمد إلى بيت فتقدم عليه ثلاثة أشطر على قافية الشطر الأول كتخميس: تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار وتخميسه: ومذ أزف الرحيل بركب هندِ ... جرى دمعي دماً من فوق خد فقالت ثم ضمتني لنهدٍ ... تمتع من شميم عرار نجدٍ ما بعد العشية من عرار العرارُ: بهاار البر وهو نبت طيب الرائحة، الواحدة عرارة.

القسم الثالث في اللغة والأمثال

القسم الثالث في اللغة والأمثال ويتألف من مجموعتين المجموعة الأولى المنتقى من فرائد اللغة وتحوي مئات من الألفاظ المتخيرة من كتاب اللغة ومعاجمها المجموعة الثانية تتضمن مئتين وواحداً وثلاثين مثلاً متصيدة من مؤلفات الأيمة كالضبي والأصمعي والزمخشري والأصفهاني والميداني

المجموعة الأولى المختار من فرائد اللغة

المجموعة الأولى المختار من فرائد اللغة في هذه المجموعة ألفاظ مستقاة من كتب اللغة ومعاجمها، وموشاة بأبيات عامرة وأمثال سائرة، ترفد المتأدب، وتهب كلامهُ رونقاً ورواء على أن توضع كل كلمة الموضع اللائق بها كما توضع الحجارة الكريمة في عقود الحسان. وقد بلغ عدد هذه الفرائد بضع مئات فسرت ورتبت على النحو التالي: الآية: أصلها (أيْيَِة) ، ووزنها فعْلة. أبدلت اليء، الساكنة ألفاً فصارت (آية) . والآية العلامة يقال: فعلهُ بآية كذا والآية الدليل، ومنه: وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحدُ والآية من القرآن ما يصح السكوت عليه. وجمع الآية: آيات وآي كجمع بانة وبان وراحة وراح وراية وراي وساحة وساح وشامة وشام وهامة وهام وحاجة وحاج. قال: نروح ونغدو لحاجاتنا ... وجاج ابن آدم لا تنقضي والبانة ضرب من الشجر. والساحة باحة الدار. والشامة الخال. والهامة الرأس. أما: للتنبيه، ويكثرُ بعدها القسم نحو: أما والله لأفعلنَّ، قال الشاعر: أما والله إن الظلم شين ... وإن الظلم مرتعُة وخيمُ وقال آخر:

أما والذي أبكى وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمرهُ الأمر لا أبالك: قيل: هي كلمة مدح، أي أنت شجاع مستغن عن أب ينصرك. قال زهير: سئمت تكاليف الحياة ومن يعشْ ... ثمانين حولا لا أبالك يسأم إبانَ: بكسر الهمزة وتشديد الباء: الوقت. إنما تستعمل مضافاً فيقال: إبان الفاكهة، وإبان الحصاد، وإبان القطاف، أي أوانها ووقتها، وفي المثل: (أطب الأمر في إبانه وخذه في رُبانه) أي أوله، وقالوا: (العيش في ربانه) أي في حداثته. وأنشد ابن الأعرابي: قد هرمتني قبل إبان الهرم ... وهي إذا قلت كلي وقالت نعَم صحيحة المعدة من كل سقم ... إن أكلت فيلين لم تخش البشمْ والبشمُ: التخمة. وقال غيره: ما أنضر الروض إبان الربيع وقد ... سقاه ماء الغوادي فهو زيانُ الأرز: القوة. قال تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} ، وآزره عاونه. وهو عفيف المئزر. قالت: (والطيبون معاقد الأزرِ) . الإصرُ: بالكسر: العهد، وهو أيضاً الذنب والثقل يقال: هو أوفى من أن يخيس بالعهد أو ينقضن الإصر. قال تعالى: {وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا} ، وقالوا النابغة: يا مانع الضيم أن يغشى سراتهم ... والحامل الإصر عنهم بعدما غرقوا ويقال: عطف علي بغير آصرة ونظر إلي بعين باصرة. المالكةُ: بضم اللام وفتحها: الرسالة. تقول: ألكني إلى فلان، واحمل إليه

ألُوكتي، أي رسالتي. قال الأعشى: أبلغ يزيد بني شيبان مألكة ... أبا ثُبيت أما تنفكُّ تأتكل الإمارة: بالكسر: الولاية، والأمارة بالفتح: العلامة. وأمر فلان أمارة إذا نصب علما، قال الشاعر: إذا طلعت شمس النهار فإنهما ... أمارة تسليمي عليك فسلمي إمرةٌ: رجل إمرة: يقول لكل أحد: (مرني بأمرك) كما يقال: إمعة لمن يقول لكل أحد: (أنا معك) . وفي الحديث: "لا يكون أحدكم إمعة". أنق: الشيء أنقاً من باب تعب: راع حسنهُ وأعجب. وأنقتُ به: أعجبت. ويتعدى بالهمزة فيقال: آنقني، وشي أنيق: مثال عجيب وزناً ومعني. وتأنق في عمله: أحكمه. وهذا شيء أنيق وآنقٌ ومونقٌُ. ورأيت له حسنا وأنقاً وبهاء ورونقاً. قاله الشاعر: اشرب على المنظر الأنيق ... وأمزج بريق الحبيب ريقي واحلل وشاح الكعاب رفقاً ... حرصاً على خصرها الرقيق أيضاً: مصدر آض يئيض إذا رجع. فقولهم: افعل ذلك أيضاً معناه: افعله عوداً إلى ما تقدم. ولا تستعمل إلا مع شيئين بينهما توافق كقولك: زرته وكلمته أيضا. بتةَ: يقال في الأمر الذي لا رجعة فيه، وهو مصدر منصوب بفعل محذوف تقديره بت في الأمر بتاتا أي قطع. وقد استعملها بعضهم مع اللام البتة. بحتٌ: معناه صرف. يقال: هو عربي بحتٌ: خالص. وبرد بحت ومسك بحت وظلم بحت. وباحته الود: خالصة إياه.

لابُد: لابد من فعل كذا أي لا فراق ولا محالة. ويقال: لابد أن يكون، ولا جرم مثل لابد بمعنى وجب وحق. البردُ: ضد الحر، والبرودة ضد الحرارة. والبرد بالفتح حبٌ الغمام. وبردت فؤادك بشربة، وهم يتبردون بالماء ويبتردون، تال الراهب المكي: إذا وجدت أوار الحب في كبدي ... أقبلت نحو سقاء القوم أبتردٌ هبني بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لنار على الأحشاء تتقد وقال أحمد شوقي وأجاد: وقد صفا بردى للريح فابتردت ... لدى ستور حواشيهن أفنان بَشَر: بشرتهُ بكذا وبشرتُهُ، واستقبلني ببشره، وطلعت تباشير الصبح، وهي أوائله. وباشر الأمر: حضره بنفسه. وباشره النعيم. البشرةُ: والبشرُ ظاهر جلد الإنسان، وقد وصف الشعراء بشرات الحسان بالطراوة والليونة فقال أحدهم: لها بشر مثل الحرير ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولانزرُ والمباشرة: أن تلي الأمور بنفسك. وباشره النعيم، قال عمر بن أبى ربيعة: لها وجه يضيء كضوء بدر ... عتيق اللون باشره النعيم بكتَ: بكتهُ بالحجة وبكتهُ: غلبهُ، تقول: بكته حتى أسكته. وبكتهُ: قرعَهُ. البكرةُ: بكر المسافر وبكرَ: خرج في البكرة. وباكورة الفاكهة: أولها. وباكره: بكر إليه. وباكرها النعيم. قال: بيضاء باكرها النعيم فصاغها ... بلباقة فأذقها وأجلها

بلْة: بمعنى دع، وهي مبنية على الفتح، وقيل: أنها بمعنى غير وسوى. تقول: هذا ما أظهره لك بلة ما أضمره. أي دع ما أضمره فهو خير مما أظهره. والبلة: سلامة الصدر وضعف العقل، وهو أبلَه، وهي بلهاء. وتبالَهَ: أظهر البلة. قال ابن أبي ربيعة: تبالهْن بالعرفان لما عرفني ... وقلنَ امرؤ باغ أكل وأؤضعَا بيدَ: حرف استثناء كإلا بمعنى غير. وترد بمعنى من أجل. وتستعمل مع أن نحو بيد أن. هو كثير المال بيد أنه بخيل. التافهُ: تقهَ يتفهُ تفهاً فهو تافهٌ: الخسيس الحقير. ثَمً: بالفتح والتشديد: اسم يشار به إلى المكان البعيد، وهو ظرف لا ينصرف، وقد يستعمل مع من نحو: (من ثَم) . لا جرم: الأصل بمعنى لا بد ولا محالة، فحولت إلي معنى القسم وصارت بمعنى حقاًَ، ولذلك تجاب باللام فيقال: لا جرَمَ لأفعلن. الحفيطةُ: هي الحميةُ عند حفظ الحرمةِ. وفي المثل: (المقدرة تذهب الحفيظة) ، بفتح الدال وكسرها. يضرب في وجوب العفو عند المقدرة. قال الحُطيئة: يسوسون أحلاماً بعيداً أناتُها ... وإن غضبوا جاء الحفيظة والجدُّ حَاصَ: حاص عنه حيصا وحيوصا: مال وحاد. يقال: ما عنه محيصٌ ومهرب، وهو حائط بائص، ووقع في حيص بيصَ. لا محالة: أكثرما تستعمل بمعنى الحقيقة واليقين كقوله: وكل نعيم لا محالة زائل. الخدنُ: والخدينُ: الصديق. خادنتُه: صاحبتهُ، وهم إخواني وأخداني.

خراجٌ: ولاج: للمتصرف. وهو يعرف خوارج الأمور وموالجها ومواردها ومصادرها. الخريدَةُ: والجمع خرائد وخزدٌ. وجارية خرود: خفرةٌ. والخريدة: العذراء. ومن المجاز: لؤلؤة خريدة: عذراء. قال: كأن بنات نعش في دجاها ... خرائد سافرات في حداد الخصرُ: الخُصر وسط الإنسان. ق خصرهُ وخاصرتُهُ. قال المتنبي: وخصر تثبت الأبصار فيه ... كأن عليه من حدق نطاقا والخصرُ بفتحتين: البرْدُ. وخصر يومنا: اشتد برده. قال ابن أبي ربيعة: رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت ... فيضحى وأما بالعشي فيخصَرُ الخصِلُ: النديُّ. ونبات خضلُ. ويومنا يوم خضلة وهي النعيم. ودرة خضلة صافية كأنها قطرة ماء. الخلابَةُ: الخديعة، ورجل خلاب وخلبوتٌ: خداع كذاب. والبرقُ الخلبً: السحاب الذي لا مطر فيه كأنه خادع. ومنه قيل لمن يعدُ ولا ينجز: إنما أنت كبرق خلَّب. قال: لا يكن وعدك برقاً خلباً ... إن خير البرق ما الغيث معَهْ الديدبانُ: الربيئة، وهو العبن الذي يرقب العدو. قال: أقاموا الدَّيدبان على يفاع ... وقالوا لا تنم للديدبَاَنِ

دَعبَ: بفتح العين وكسرها، وفيه دعابة. ورجل داعب ودعبٌ إذا مزح وتكلم بما يستملحُ. ويقال: المؤمن دعب لعبٌ، والمنافق عبس قطبٌ. دُون: ظرف مكان يقال: جلس دونهُ، أي تحته. ودون ذلك أهوال، أي أمامه. وترد لمعان أخر نحو: هذا دون ذاك، أي أقل منه قدراً. وشيء دون: ٌ هين. ودونك هذا الشيء: خذه. الرؤيةُ: مصدر رأى ين رأيت الشيء رؤية: أبصرته بحاسة الخضر. وجمع روية: رؤى. الرؤيَا: مصادر رأى لا يرى في المنام. وفي القرآن الكريم: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} . أرجَأ: أرجأت الأمر وأرجيته: أخرتهُ. تقول: ولا يغرر بك مذهب إلا رجاء. لا مرحباً: دعاء عليه. تقول لمن تدعو له: مرحباً أي أتيت رحباً لا ضيقاً. ثم تدخل عليه لا لعكس المعنى. قال النابغة الذبياني: لا مرحباًَ بغد ولا أهلاً به ... إن كان تفريق الأحبة في غد الرصينُ: المحكم الثابت. تقول: له رأي رصين، وكلام رصين، وهو رصين الرأي، وإذا علمت علي فأرصنه وأتقنه. الرطب: والرطيب: المبتل بالماء. وعيش رطيب: ناعم. وجارية رطبة رخصة ناعمة. ورجل رطب: فيه لين. ورطب لساني بذكرك وترطب. الرعونة: الحمْقُ والاسترخاء. ورعن الجبل: أنفهُ الشاخص منه. ورجل أرعن: فيه طول وحمق، وامرأة رعناء، وقوم رعنٌ.

الرفدُ: العطاء والإعانة. وفلان نعَم الرافد إذا حل به الوافد. وهذا النهر له رافدان أي نهران يمدانه. وقيل لدجلة والفرات: رافدان لذلك. رنا: يرنو إليه رنواً: أدام إليه النظر وظل رانياً إليه. وحدثني فرنوت إلى حديثه. الريثُ: الإبطاء، تقول: انتظرني ريثما أكلم فلاناً أي بمقدار ما أكلمه، قال الراعي: فقلتُ ما أنا ممن لا يواصلني ... وما ثُوائي إلا ريث أرتحل وفي المثل: (ربَّ عجلة تعقبُ ريثاً) . زحَلَ: عن مكانه: تنحى وتباعد وتزحَّل مثله، قال إبراهيم النبهاني: فكيف وكل ليس يعدو حمامه ... وما لامرئ عما قضى الله مزحل وقال معن بن أوس: (إذا لم يكن عن شفرة السيف مزحلُ) . زحلق: الزحلقة كالدحرجة وقد تزحلق، قال الراجز: لمن زخلوقة زلُّ ... بها العينان تنهلُّ زرفَ: زاد. وفلان زرفَ على الستين، وهو يزرفُ في الحديث. وجاؤوا بزرافاتهم. وطاروا إليه زرافات ووحداناً أي جماعات وأفراداً. زلَّ عن مكانه زلاً: تنحى. وزلَّ زللاً. والمزلة المكان الدحض، وأرض مزلة تزل فيها الأقدام. قال امرؤ القيس في وصف جواده: كميت يزل اللبد عن حال متنهِ ... كما زلت الصفواء بالمتنزل أزرى: أزريت به: حقرتهُ. وزريتُ عليه فعله: عبتهُ. وازدرته عيني: احتقرته. وتركت إكرامه ازدراء له وزراية عليه.

قال النابغة: نُبئتُ نُعماً على الهجران زارية ... سقياً ورعياً لذاك العاتب الزاري وقال أبو فراس: وقالت لقد أزري بحث الدهر بعدنًا ... فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر السبطُ: - بفتح السين وكسرها -: الشعر المسترسل غير الجعد. وسبط الجسم: إذا كان جسن القدَّ والاستواء. والسبط: ولدُ الولد. والأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب. ورجل سبط الأصابع والبنان والكفين. السجاحةُ: اللين والسهولة. سجح خلقُهُ سجاحة فهو سجيح الخلقِ. وتقول: في عقله زجاحهْ وفي خلقه سجاحهْ. سجَا: سجَا الليل والبحر وإذا سكن، وليل ساج. وريح سجواء: لينٌة. وهو على سجية حميدة: وهي ما سجا عليه طبعه وثبت. السغَبُ: الجوع مع التعب. هو ساغب لاغب. ويوم ذو مسبغة. وتقول: لو بقي الليث في الغابة لمات من السغابة. سكَعَ: كمنع وفرح: مشى مشيتاً متعسفا. وفلان يتسكع: لا يدري أين يذهب. وتسكع في الظلمة: خبط فيها. قال: أيادي بيضاً بيضت وجهَ مطلبي ... وقد كنت في ظلمائه أتسكع السمتُ: النحو. وقد سمتُّ نحوه. وخذ في هذا السمت، ولا أحسن سمته. سمْجٌ وسمِجٌ وسميِجٌ: لا ملاحة فيه. وقد سمج سماجة، وما أسمج فعله. ساغ الطعام والشراب: سهل مدخله في الفهم. وساغ له ما فعل: جاز. وساغ لي الطعام وكنت قبلاً ... أكاد أغص بالماء القراحِ

وقال: ما كل يوم ينال المرء ما طلبا ... ولا يسوغه المقدار ما وَهَبا سولَ: شول له الشيطان أمراً: سهل له وزين. الشجا: الحزن. وأمر شاج: محزن. ورجل شج: حزين. وفي المثل: (ويل للشجي من الخلي) . وأشجاه: أغصهُ. والشجا: ما نشب في الحلق من عظم وغيره. قال: ويراني كالشجا في حلقهِ ... عسراً مخرجه ما ينتزعْ الشجون والأشجان: الهموم والحاجات. والحديث ذو شجون: ذو شُعبٍ. شروى: بمعنى مثل. وهو وهي وهما وهم وهن شرواك، قالت الخنساء: أخوان كالصقرين لم ... ير ناظر شر واهما وقال أبو الطيب: فقل في حاجة لم أقض منها ... على شغفي بها شروى نقير الشظفُ: بفتحتين: شدة العيش وضيقه. وهو في شظف من العيش، قال ابن الرقاع: ولقد لقيت من المعيشة لذة ... ولقيت من شظف الأمور شدادها الشغوذة: هي خفة في اليد على نحو من السحر. وفلان يشعوذ ويشعبذ. شفَّ: شف الثوب يشف شفيفاً: رقَّ. وثوب شفَّ: رقيق يستشف ما وراءه. وفي المثل: (ثوب الرياء شفاف لا ينخدع به إلا لابسه) .

شمخَ: بفتحتين: علا، وجبال شوامخ وشامخات: شاهقات. وشمخَ بأنفه إذا تكبر وتعظمَ. الشانئُ: المبغضُ. شنئتهُ أشنؤه شنئاً وشنآناً بفتح النون وسكونها، وفي التنزيل: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} . شاة: رجل أشوهُ: قبيح. وامرأة شوهاء، وهو مشوهٌ، وشاهت الوجوه. شاح: رجل مشايح ومشيح: جاد حذر. وكلتمه فأشاح وجهه: أعرض. وللبحتري في إيوان كسرى: من مشيح منهم بعامل رمح ... ومليح من السنان بترسِ شاد القصر وأشاده وشيدهُ: رفعه. وقيل: المشيد للمعمول بالشيد وهو الجصُّ. وأشاد بذكره: رفعه بالثناء عليه. شان: الشينُ: ضد الزين. هو فعل شائن. وهذه شائنة من الشوائن. ووجهك شين ووجهي زين. الضغْثُ: قبضة حشيش مختلطة الأخضر باليابس. وأضغاث أحلام: الرؤيا التي لا يصح تأويلها لاختلاطها. الضغنُ والضغينة: الحقد وقد ضغن عليه من باب طرب. وتضاغن القوم انطووْا على الأحقاد. الضنكُ: الضيق، وهو في ضنك من العيش. ضاع: المسلك يضوعُ: تحرك فانتشرت رائحته. وفغمني ضوعُ المسك أي ملأ أنفي. المضاهاة: المشاكلة. فلان لا يضاهى كرماً، ولا يضاهيه أحد.

ضوى: غلام ضاو: مهزوم. وفي الحديث: (اعتزلوا ولا تُضوُوا) . ويقولون: (الغرائب أنجب والقرائب أضوى) وقال: فتى لم تلده بنت عم قريبة ... هزيلاً وقد يضوى سليل الأقارب وأويت إليه وضويت أويا ضوْيا فآواني وأضواني، قال أبو فراس: إذاً الليل أضواني بسطت يد الهوى ... وأذللت دمعاً من خلائقه الكبرُ الطبيب: العالم بالطب، وفلان يستطيب لوجعه آي يستوصف الطبيب. لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها وكل حاذق عند العرب طبيب، قالا: فإن تسألوني بالنساء فإنني ... خبير بأحوال النساء طبيبُ الطبَقُ: واحد الأطباق. وطبقات الناس: مراتبهم. والسماوات طباق أي بعضها فوق بعض، والتطابق: الاتفاق. ومطر طبقُ الأرض أي غطاؤها. قال امرؤ القيس: ديمة هطلاء فيها وطفٌ ... طبق الأرض تحري وتدِرٌ والديمة بالكسر: المطر يدوم أياما. الوطف: الاسترخاء. تحرى: تتمكث. تدر: تكثر. الطراز: الهيئة. قال حسان بن ثابت: بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شم الأنوف من الطراز الأول أي من النمط الأول. ويقال: هذا طرز هذا أي شكله. الطوقُ: واحد الأطواق. وحمامة مطوقة. والطوق: الطاقة. وعجز عنه طوقي.

الظرفُ: الكيس والذكاء. وقد ظرف فهو ظريف وهم ظراف. غزبَ: بعد وغاب. عزبَ عنه حلمه. واعزبْ عن وجهي. قالت النابغة: وصدر أراح الليلُ عازب همهِ ... تضاعف فيه الحزن من كل جانب غزَّ: غلب. وفي المثل: (من غزَّ بزَّ) أي من غلبَ سلب. وفي التنزيل: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} . المعرقُ: فلان معرق له في الكرم أو اللؤم، وهو عريق فيه ومعرٌ، قال الشريف الرضي: أبداً كلانا في المعالي معرقُ. تعال - بالفتح -: أمر بمعنى جئ. وأصله أن يقوله من في المكان العالي إلى من في المكان الأسفل، ثم كثر استعماله فأريد مطلق المجيء من أي مكان. العُرام: الشرهُ. وعرام الجيش: حدته وكثرته، وجيش عرمرم. العرنين: الأنف. وأشم العرنين: شامخ الأنف. ويقال للأشراف: العرانين. عوضُ: ظرف لاستغراق المستقبل يختص بالنفي نحو: لا أفارقك عوضُ، أي لا أفارقك أبداً. الغرثانُ: الجوعان، وهي غرثى. وإني لغرثان إلى لقائك. لا غرْوَ: لا عجب. وأغري بالشيء، غري به إذا أولع به. الغزالة: الشمس. جئتك مع الغزالة أي مع طلوع الشمس. الغسقُ: دخول أول الليل حين يختلط الظلام. من الغسق إلي الفلق. قال: إن هذا الليل قد غسقا ... واشتكيت الهم والأرقا

الغشوم: الظالم. غشم الوالي الرعية: إذا خبطهم بعسفه، فهو يغشم النفوس ويهشم النفوس. الغضارة: طيب العيش. فلان مغضور: إن كان في طيب من العيش. الغضاضة: النقص والعيب. لحقته من كذا غضاضة. وشيء غض: طري. ومنه شباب غض. وجارية غضة: بضّة. جارية شبت شبابًا غضا ... لا تعرف التقبيل إلا عَضّا غمَط النعمة: احتقرها ولم يشكرها وغمط الناس حقوقهم: ظلهم. الغوْلُ: ما يغتال العقل. وفي التنزيل: {لَا فِيهَا غَوْلٌ} أي ليس فيها غائلة الصداع. واغتاله: قتله غيلة أي من حيث لا يدري. والغائلة: الشرُّ. غيداءُ وغادة: أي ناعمة: ونساء جيدٌ غيدْ ... يوم لقائهن عيدْ غيرُ: اسم ملازم للإضافة، ويجوز أن ينقطع عنها لفظا إذا تقدمت عليها كلمة ليس. فيقال: قبضت عشرة ليس غير، بالرفع على حذف الخبر أي مقبوضاً. وبالنصب على إضمار الاسم أي ليس المقبوض غيرها. وقولهم: لا غير لحن، والصحيح ليس غيرُ. ويمتنع تعريفها بأل. الفجوة: المتسع، وفجوة الدار: ساحتها. الفخامة: العظمة. فلأن معظم في قوله مفخم. وكلام فخم: جزلٌ. فدح: ثفلَ، ودين فادح: مثقل. القدْم: البليد والعيُّ. الفارع: الطويل. والفرعاء: طويلة الشعر. لابد للفرعاء من حسد القرعاء. وقال الأعشى:

غراء فرعاء مصقول عوارضها ... تمشي الهويني كما يمشي الوجي الوحلُ الوجي: الحافي. فشلَ: جبُن وضعف. والفشل: الضعيف الجبان الكسل الفزع. قال: وقد أدركتني والحوادث جمة ... أسنة قوم لا ضعاف ولا فشلُ وفي التزيل: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} أي فتجبنوا. الفلذة: القطعة. وفلذة من كبدي: قطعة منه. الفهاهةُ: والفهَّة: العي، وهو ضد البيان. ورجل فه، وامرأة فهةُّ. فلم تلفني فهاً ولم تلف حجتي ... ملجلجة أبغي لها من يقيمها الفوت: السبق. فاتني بكذا: سبقني إليه وذهب به عني. الأفيحُ: الواسع. ممن أفيح: واسع. وبلدة فيحاء. فاضَ: فاض الخبر يفيض: شاع. فاض الماء: كثر. فاضت نفسه: خرجت. ورجل فياض: وهاب جواد. أفاض صدره من الغيظ. قال: شكوت وهما الشكوى لمثلي عادة ... ولكن تفيض النفس عند امتلائها القارةُ: الجبل الصغير المنقطع عن الجبال. والأرض ذات الحجارة السوداء. وبلدة قرب النبك شمالى دمشق. وجمع القارة قار وقُور، قال المتنبي: صحبت في الفلوات الوحش منفرداً ... حتى تعجب مني القور والأكم والأكم جمع أكمة: تل كالرابية. قذعً: قطعه وأقذعه: أي رماه بالفحش وشتمه. وأقذع في كلامه: أفحش. القسطاسُ: - بضم القاف وكسرها -: الميزان. وفي التنزيل: {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ

الْمُسْتَقِيمَ} . وقسط بينهم المال: قسمه على القسط. قسطه: نصيبه. قضى: في اللغة على ضروب كلها يرجع إلى معنى قطع شيء وإتمامه، ومنه: {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا} أي ختم ذلك وأتمه. وقوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} أي أعلمناهم إعلاما قاطعا. وقوله: {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} أي لفصل وقطع الحكم بينهم. ومثل ذلك: قفى القاضي بين الخصوم أي قطع بينهم في الحكم. وقضى فلان دينه: أي قطع ما لغريمه عليه فأداه له. وكل ما أحكم فقد فصل وقضي. وقضي مناسكه، وقضي حوائجه، وقضي أعواماً طوالاً. قطُّ: ظرف لاستغراق الزمن الماضي مبنية على الضم ومعناها القطع. تقول: ما فعلته قطُّ، أي ما فعلته فيما انقطع من عمري. وكثيراً ما تدخلها الفاء كقرأت صفحة فقط، فالفاء كأنها للعطف، وقط: مبتدأ حذف خبره أو خبر حذف مبتدؤه. القميء: الصاغر وقد قمؤ فماءة إذا ذل وصغر في الأعين، وفلان قمي. قوضَ: الخيمة. وقبض البناء: نقضه من غير هدم. وتقوض البيت والمجلس. كبتَ: كبت الله العدوَّ: صرفه وأذله. وكبته لوجهه: صرعه. الكبلُ: القيدُ، وفلان مكبل: مأسور بالكبل، وهو القدُّ. كبَا: لوجهه: سقط. لكل جواد كبوة، ولكل صارم نبوة، ولكل عالم هفوة، ويقال: الحد ينبو والجدُّ يكبو. كثُف: الشيء: كثر مع الالتفاف. وتكاثف عددهم. كرَّسَ: الحطب وغيره: جمعه، ومنه الكراسة بالتثقيل. تقول: ما هذه الكراسة عشر

ورقات، وفي هذا الكتاب عدة كراريس. الكراعُ: ما دون الكعب من الدابة، وما دون الركبة من الإنسان. وفي المثل: (أعطي العبد كراعاً فطلب ذراعاً) . الكشحُ: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف. وطوى فلان عني كشحهُ: قطعي. كظَمَ: غيظه: اجترعه فهو كاظم، وكظمه الغيظ والغم: أخذ بنفسه، فهو مكظوم وكظيم {فَهُوَ كَظِيمٌ} . كفر: الشيء وكفره: غطاه. وكفر الليل بظلامه. وليل كافر. وكفر الفلاح الحبَّ. ومنه قيل للزراع: الكفار. قال: لي فيك أجر مجاهد ... إن صح أن الليل كافر كافة: مما يلزم النصب على الحال نظير طراً وقاطبة. الكلأُ: العشب رطباً كان أو يابساً. وكلأه الله يكلؤه كلاءة: حفظه. كلاَّ: حرف معناه الردع والزجر. يجوز الوقوف عليها والابتداء بما بعدها. كندََ: النعمة: كفرها فهو كنود، وامرأة كنود. فلان إن سألته نكد وإن أعطيته كند. قال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} . الكنفُ: الجانب. وكنفهُ: حاطه وصانه. وكنفته: حفظته. قال: في كنف الله وفي حرزه ... من ليس يخلو القلب من ذكرهِ الكنُهُ: كنه الأمر: حقيقته وكيفيته. وأتيته في غير كنهه: في غير وقته. كيتَ وكيتِ: حكاية عن الأحوال والأفعال تقول: كان من الأمر كيتَ وكيتَ بالفتح، وكيِت وكيِت بالكسر. الكيسُ: - وزان فلس -: الظرف والفطنة، وهو كيس وهم أكياس وكيسى بوزن

حمقى. قال: وكن أكيس الأكياس إن كنت فيهمُ وإن كنت في الحمقى فكن مثل أحمقا اللاواء: الشدة، هم في لأواء العيش. وفعل ذلك بعد لأي. (ولأيا عرفت الدار بعد توهم) . لبقٌ: ولبيقٌ: لينُ الأخلأق لطيف ظريف. وهو لبق العمل وهي لبقةٌ. لبك: الثريدَ: خلطهُ. والتبك على الأمر: التبسَ. اللحنُ: - بفتحتين ": مصدر لحن يلحن لخنا، وهو الفطنة والفهم يقال: هو لحن فطن فهمم. وفي الحديث: "لعل أحدكمً ألحن بحجته من غيره". ولحن له: قال له قولاً يفهمه ويخفي على غيره. وأصل اللحن: أن توري عنه بقول آخر قولك: (والله ما رأيتهُ وما كلمته) تعني بما رأيته: ما ضربت رئته. وبما كلمته: ما جرحتهُ. قال الفزاري: منطق صائب وتلحن أحياناً ... وخير الحديث ما كان لحنا يريد ألا تعرض في كلامها فتزيله عن جهته إلى غيره لفظتها وذكائها. اللحنُ: - بسكون الحاء -: مصدر لحنَ يلحن لحناً، وهو واحد الألحان واللحون، ومعناه التطريب والتغريد. يقال: هو ألحن الناس إذا كان أحسنهم قراءة وغناء. واللحن أيضاً الخطأ في الإعراب. ولحن في كلامه إذا مال به عن وجه الصواب، ويقال: فلان لحان ولحانة ولحنة. والتلحين: التخطئة.

اللدد: شدة الخصومة، ورجل ألد بين اللدد. وهو لادَّ ولدُودٌ. وشديد لديد. وفي التزيل: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} . اللكنةُ: العيَّ. رجل ألكنُ، وقوم لكنٌ، وفي لسانه لكنَةُ. اللهاةُ: الهنة المطبقة في أقصى سقف الفم. والجمع اللهي واللهيات. واللهوةُ بالضم العطية دراهم كانت أو غيرها وجمعها اللها بالضم واللهوات. ومن المجاز (اللُّها تفتح اللهى) أي الأعطيات تطلق اللسان بالحمد. اللابةُ: الحرةٌ الملبسة حجارة سوداء وجمعها لأب ولوب. ليسَ: أصله لا أيس. والأيسُ اسم للموجود. فإذا قيل: لا أحسن فعناه: لا وجود ولا موجود. ثم كثر استعماله؛ فحذفت الهمزة؛ فبقي ليس، وهي كلمة نفي لما في الحال. ويوضع موضع لا كقول لبيد: (إنما يجزى الفتى ليس الجمل) أي لا الجمل. ما: تأتي على وجهين: اسمية وحرفية. فالاسمية خمسة: استفهامية وشرطية وموصولة وتعجبية ونكرة بمعنى شيء. الاستفهامية: نحوما مهنتك؟ الشرطية: نحو ما تحمل في الصغر ينفعك في الكبر. الوصولة: نحو ما عندكمً تنفدُ وما عند الله باق. التعجبية: نحوما أحسن الربيع. النكرة: نحو مررت بما معجب لك، أي بشيء معجب لك. والحرفية خمسة: كافة ونافية وزائدة ومصدرية ومهيئة. الكافة: في نحو طالما وقلما وإنما وكأنما. النافية: نحو ما حك جلدك مثل ظفرك. الزائدة: نحو إذا ما وأينما وبينما وكيفما.

المصدرية: هي التي تؤول هي وما بعدها بمصدر، وهي نوعان: زمانية وغير زمانية. فالزمانية نحو: ما دمت حياً أي مدة دوامي حياً. وغير الزمانية نحو: وضاقت عليهم الأرض بما رحبت أي برحبها. المهيئة: تكون بعد رب فتهيئها للدخول على الفعل نحو: ربما أسافر غداً. الماتعُ: الطويل المرتفع. متع النهار متوعاً ارتفع غاية الارتفاع. ومتع الضحى: ارتفع. المجُونُ: أن لا يبالي الإنسان ما صنع. وقد مجن فهو ماجن من المجان. أما المجان بالفتح فهو العطاء بلا منَّ ولا ثمن. وتقول: (طلب المجان من عمل الُمجَّان) . محص: الشيء محصاً ومحصه وتمحيصاً: خلصه من كل عيب. والتمحيص: الابتلاء والاختبار. محك: رجل محك وماحك: لجوج عسر تقول: (المتلون تارة يمحكُ وتارة يضحك) . مُذ ومنذُ: حرفا جر بمعنى من إن كان الزمن ماضيا، وبمعنى في إن كان الزمن حاضراً، وبمعنى من وإلى إن كان معدوداً نحو: ما رأيته مذ يوم الجمعة أو من يومنا أو مذ ثلاثة أيام. وقد تليهما الجملة الاسمية أو الفعلية نحو: ما زلت أبغي المال مذ أنا يافع. ونحو: ما زال مذ عقدت يداه إزاءه. المرحُ: شدة الفرح والنشاط. وبه مرحٌ ومراح. ويقال للرامي إذا أصاب: مرْحي. المعمعَةُ: صوت الحريق وصوت الأبطال في الحرب. والمعمعان: شدة الحر.

والمعمعيُّ الذي يكون مع من غلب ويقول لكل أحد (أنا معك) ومثله: الإمعة. الأملودُ: الناعم. غصن أملود وغصون أماليد ورجل أملد لا يلتحي. منَّ: منَّ عليه: أنعم. والله المنان على عباده. وله علي منة قال أبو فراس: يمنون أن خلوا ثيابي وإنما ... علي ثياب من دمائهم حمْرُ والمُّن: القطع. قال تعالى: {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} . والمنةُ بالضم: القوة. يقال: هو ضعيف المُنة. والمنة بالكسر أن تعدد ما فعلت من الصنائع كقولك: فعلت لك كذا وأعطيتك، قال الشاعر: لا تحملن لمن يمنُّ ... من الأنام عليك منهْ منن الرجال على الرجا ... ل أشد من وقع الأسنهْ وقال تعالي: {لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} ، وقال محمود سامي البارودي: تحملتُ خوف المن كل رزيةٍ وحمل رزايا الدهر أحلى من المن المهمهُ: المفازة البعيدة. والجمع المهامه. والمهاة: الطراوة والحسْنُ. قال: وليس لعيشنا هذا مهاة ... وليست دارنا الدنيا بدارِ نبسَ: فلان ساكت لا ينبس. وما ينس بكلمة. وتقول (كلمته فعبس وما نَبَسَ) . نبا: نبا الشيء عنه: تجافى وتباعد. نبا السيف عن الضريبة. ولكل صارم نبوة. قال حافظ إبراهيم:

لا تلمم كفي إذا السيف نبا ... صحَّ مني العزم والدهر أبى نَتَر: الثوب: جذبه في جفوة. نُتْفةٌ: من الطعام: شيء منه. وأفاد نتفاً من العلم. ورجل نتفةٌ. النجعةُ: طلب الكلأ. وانتجعت فلاناً: طلبت معروفه. نَجَم: النبات: طلع. ونجم في القبيلة شاعر. نحفَ: هزلَ. وفلان نحيف الدين ونحيفة الأمانة. وتقول: (من كان حنيفاً لم يكن نحيفاً) ومثله: نحَلَ. المندُوحةُ: السعةُ. ولك عنه مندوحة ومنتدح أي سعة وفسحة. الندلُ: خدم الدعوة. الندى: الجود، ورجل ند: جواد. وإن يده لندية بالمعروف. وكم نعشتني يداك، وكم أعاشني نداك. نسأَ: الأمر: أخره. وأنسأته الدين: أخرته. وبعته بالنسيئة: أخرت ثمنه. التنسيق: التنظيم. نسق الدر ونسقهُ. وكلام متناسق. وجاء على نسق ونظام. نشبَ: الشيء في الشيء نشوباً: علق. والنشبُ: المال الأصيل. وتقول: لكم نسب وما لكم نشب ما أنتم إلا خشب. النشيجُ: الغصص بالبكاء وتردده في الصدر. نشز: الشيء: ارتفع. وفي التنزيل: {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا} ونشزت المرأة على زوجها فهي ناشز. أي استعصت عليه وأبغضته. ونشز بعلها عليها: ضربها وجفاها. وفى التنزيل: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} .

النشوان: السكران. وامرأة نشوى، وقومٌ نشاوى. نصَعَ: لونه: خلص. وأحمر وأبيض ناصع. ونصعَ الحقُّ. ولا حسبٌ ناصعٌ قال النابغة: (ولم يأتك الحق الذي هو ناصع) . النصيفُ: ينصف الخمار. قال النابغة: سقط النصيف ولم ترد إسقاطهُ ... فتناولته واتقتنا باليدِ التنضيد: ضم المتاع بعضه إلى بعض. والنضيد: السرير. ورأي منصدٌ: مرصف. ومنه تنضدت الأسنان. ونضُر: (مثلثة العين) : حسُن. والنضارة: الحسنُ والرونقُ. والنضارُ: الذهب. ونضر الشجر والنبات. قال الكميت: ورتْ بك عيدان المكارم كلها ... وأؤرق عودي في ثراك وأنضرا ونضر الله وجهه: حسنه. وجارية ناضرة: غضة. النضوُ: المهزول. والثوب الخلق. وقد أنضته الأسفار. ونضوب الثوب عني: خلعتهُ. وأنضيتهُ: أبليته. النطاسي: والنطيس: العالم بالطب. والنطيس: الفطن والمتنوق في الأمور. وتئطس في الكلام: تأنق فيه. الناعور: واحد النواعير، وهو الدولاب. والنعير: صوت في الخيشوم. وامرأة نعارة: صخابة. قال: ناعورة في سيرها ... قد أصبحت كحائره قد ضاع منها قلبها ... فهي عليه دائره نفثَ: الشيء من فيه: رمي به. ونفث ريقه. قال عمر بن أبي ربيعة: فلو نفثت في البحر والماء مالح ... لأصبح ماء البحر من ريقها عذبا

وامرأة نفاثة: سحارة. ومنه قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} . نفحَ: الطيب نفحاً: فاح. وله نفحة طيبة. ونفحات من المعروف. والله نفاح بالخيرات. ورجل نفاع نفاح: ينفح بالمال. والنفحة: العطية. والمنافحة: المكافحة والمخاصمة. وكان حسان بن ثابت ينافح عن رسول الله ويقول: وكم مشهدنا فحتُ عنك خصومه ... وكلهم غضب اللسان منافح نقحَ: الكلام: هذبهُ. وخير الشعر الحولي المنقح كشعر زهير بن أبي سلمى. ورجل منقح: مجرب نقحته السنون. نقَدَ: الدراهم: ميز جيدها من رديئها فهو ناقد ونقاد. ونقد الكلام. وهو من نقدة الشعر ونقاده. قال: الموت نقاد على كفه ... جواهر يختار منها الجياد نكأ: القرحة: عرفها بعد البرء فنكسها، قال: ولم تنسني أوفى المصائب بعده ... ولكن نكء القرح بالقُرح أوجع نكبَ: عن الطريق وتنكبَ: عدلَ. والنكبة: المصيبة. نكصَ: أحجَم. ونكص على عقبيه: رجع. فلان حظه ناقص وجدهُ ناكص. نَكَل: ينكُلُ عن العدو وعن اليمين: جبَن. ونكل به: جعله عبرة لغيره. النمط: النوع. وما عنده نمط من العلم. النمامُ: هو من ينقل الحديث من قوم إلى قوم على وجه الإفساد والشر. ونم الحديث: نقله. ونم به وعليه. وقد مم لك نم عليك. ونمت على المسك رائحته.

نهد: نهض. ونهد ثديُ المرأة نهوداً فهي ناهد وهن شواهد. وورد ناهدة في قول أحدهم: (وناهدة الثديين قلت لها اتكي) . نهكتَهُ: الحمى (بفتح الهاء وكسرها) : جهدته وأضنته وهزلته فهو منهوك. وانتهك عرضته: بالغ في شتمه. النهلُ: الشرب الأول. والعلل: الشرب الثاني. يقال: علل بعد نهل: والناهل: العطشان والريان؛ فهو من الأضداد. وفي المثل: (المنهل العذب كثير الزحام) ، وقال الشاعر لابنه: غذوتُك مولوداً ومنتكَ يافعاً ... تعلُّ بما أجني عليك وتنهلُ النهَمُ: إفراط الشهوة في الطعام. وفي الحديث: "منهومان لا يشبعان: منهوم بالعلم، ومنهوم بالمال) . ناء: بالجمل: نهض به مثقلاً. وفي التنزيل: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} . وناوأت الرجل: عاديته. تاسَ: تذبذبَ. والقرط ينوس في الأذُن. المناغاة: المغازلة. وناغت المرأة ولدها: كلمته بما يجذله، أي يعجبه ويسره. نافَ: جبل منيف: مرتفع. وأناف عليه: أشرف. ونيف: زاد. وهذه الدراهم ألف ونيف. وله عز منيفٌ. التنوقُ: التأنق. وفلان له نيقهْ، وصناعته أنيقهْ. النوكُ: الحمق. هو أنوكُ، وقوم نوْكى. نوهَ به: رفع ذكره وشهرهُ. نيفٌ: النيفُ: الزيادة يخفف ويشددُ كهيْن وليْن. وأصله من الواو يقال:

عشرة ونيف، ومئة ونيف. وكل ما زاد عن العقد فهو نيف حتى يبلغ العقد الثاني. الهباءُ: دقاق التراب. والشيء الذي تراه في البيت من ضوء الشمس. قال تعالى: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} . هبْ: قال الحريري: يقولون: هب أني فعلمت وهبْ أنه فعل. والصواب: هبني وهبْه. قال الشاعر: هبكَ بلغتَ كل ما تشتهيه ... وملكت الزمان تحكُم فيه هل قصارى الحياة إلا ممات ... يسلب المرء كل ما يقتنيه الهبلُ: الثكلُ. يقال: لأمه الهبل. واهتبل الصائد الصيد: احتال عليه واختدعه. وسمعت كلمة فاهتبلتها: اغتنمتها وافترصتها. قال: والناس من يلق خيراً قائلون له ... ما يشتهي ولأم المخطئ الهبلُ هتفَ: الهتفُ: الصوت. هتفت الحمامة. قال أبو فراس: (رُب ورقاء هتوف بالضحى) وهتفت به: صحت به. وسحابة هتوف: راعدة. قال لبيد: أربت عليه كل وطفاء جوْنةِ ... هتوف متى ينزف لها الوبل تسكبِ هتكَ: الستر هتكاَ: هو أن يجذبه حتى ينتزعه من مكانه أو يشقه حتى يظهر ما وراءه. وهتك الثوب: شقهُ طولاً. وانتهك الستر وتهتك. هتم: الهتُم: انكسار ثنايا الأسنان من أصلها. ورجل أهتم وامرأة هتماء. هجسَ: الهاجس: الخاطر. يقال: هجسَ في صدري شيء وهذا بعض هواجسه. هدل: الهديل: صوت الحمام. وتهدل الثوب: استرسل.

الهواءُ: الفاسد. ومنطق هراء. وأهرأ في كلامه: جاء بالهراء. الإهراعُ: الإسراع في رعدة. ومنه قوله تعالى: {قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ} . وأهرع الشيخ. وهو مما يبنى للمفعول. هرف: هو يهرف بفلان، وهو الإطناب في الثناء شبه الهذيان للإعجاب به يقال: (لا تهرف بما لا تعرف) . الهزجُ: صوت الرعد، وضرب من الأغاني. وهزجَ المغني في غنائه: طربَ. هصرَ الغصن: أماله - إليه. وهصر به: أماله. قال امرؤ القيس: (هصرتُ بفوديْ رأسها فتمايلت) . فودُ الرأس: جانبه. الهمزُ: همزَ رأسَه: عصره بكفه. ورجال همزة لمزة. والشيطان يهمز الإنسان. الهنةُ: خصلة السوء. فيه هنات وقنوات، قال لبيد: أكرمت عرضي أن ينال بنجوةٍ ... إن البري من الهنات سعيدُ الأهوج: رجل أهوجُ، وامرأة هوجاء، وفيه هوجّ: حمق مع طول. وريح هوجاء، ورياح هوجُ. هوَّم: هوموا وتهوموا: هزوا هامهم من النعاس. وهذا هامة القوم: سيدهم. هات: تقول: هات يا رجل - بكسر التاء - أي: أعطني، وللاثنين: هاتيا، وللجميع: هاتوا، وللمرأة: هاتي، وللنساء: هاتين. قال الخليل: أصل هات من آتي قلبت الألف هاء. هيتَ: هيت لك بمعنى هلم لك. وهيت به: صاح به. ورجل هيات. هاضّ: العظم: كسره بعد الجبر. وعظم مهيض ومنهاض.

الهيفُ: - بفتحتين -: ضمر البطن والخاصرة. ورجل أهيف، وامرأة هيفاء، وقوم هيفّ. هينَم: هينمة: أخفى كلامه (لا تمش بالريبة مهينماً ولا تنس أن عليك مهيمناَ) . وأدّ: بنته: دفنها حية. {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} . قال الفرزدق: وجدي الذي منع الوائدات ... وأحيا الوئيد فلم يوءد واتأد في الأمر وتوأد: تمهل وترزن قال: ما للجمال مشيهاً وئيداً أجندلاً يحملن أم حديداً الوئامُ: الموافقة. وأءمهُ مواءمة ووئاماً: أي فعل كما يفعل. وفي المثل: (لولا الوئام لهلك الأنام) . أوباش: الناس وأوشابهم وأوخاشهم: أخلاطهم وأراذلهم. التواتر: التتابع. والوتيرة: الطريقة والسجية. والوتر والترة: الثأر. والوتر ضد الشفع، فالوتر الفرد، والشفع الزوج، تقول: (كان وتراً فشفعته) . قال أبو الطيب: وأقدمتُ إقدام الآتي كأن لي ... سوى مهجتي أو كان لي عندها وترُ والأتيُّ: السيْل. الوتينُ: عرق في القلب. يقال في الدعاء: (قطع الله وتينه) . الوجوم: السكوت مع الغيظ والهم. الوجى: الخفَى، قال الأعشى: (تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحلُ) .

الورقُ: - بكسر الراء -: الدرهم المضروب. وأورَق الرجل: صار ذا ورقِ، أي مال. قال أبو العلاء: أعطيتني ورقاً لم تعطني ورِقاً ... قل لي: بلا ورق ما ينفع الورقُ؟ الوزرُ: - بكسر الواو -: الجمل الثقيل والذنب. وهو وزير الملك: أي يوازره أعباء الملك. الوازعُ: الكاف عن الشر والبغي. ولابد للناس من وزعةٍ. قال: إذا لم أزرع نفسي عن الجهل والصبا ... لينفغها علمي فقد ضرها جهلي الواشجة: - وجمعها وشائج -: الرحم المشتبكة. وبينهم واشجة رحم ووشائج النسب. والقرابات بيننا واشجات ... محكمات القوى بعقد شديدِ الوشلُ: الماء المتحلب من صخر الجبل قليلا قليلاً. قال الطغرائي: فيم اقتحامُك لج البحر تركبهُ ... وأنت يكفيك منه مصةُ الوشلِ الوشيُ: التزيين والزخرفة، وثوب موشيَّ وموشّي. والواشي: من يشي كلامه بالزور ويزخرفه. وقد وشى به إلى السلطان وشاية. قالت النابغة للنعمان: لئين كنت قد بلغت عني وشاية ... لمبلغُك الواشي أغش وأكذبُ الوصبُ: والنصبُ: التعبُ، فهو وصب نصبٌ. الوضر: الوسخ. وفلان وضرُ الأخلاق. الوعثُ: الرمل الرقيق تغيب فيه الأقدام؛ فهو شاق. ثم استعير لكل أمرٍ شاق. وأرضٌ وعثاء. ومنه وعثاء السفًر. وعَدَ. أوْعَد: تستعمل وعد في الخير، وأوعد في الشر، قال الشاعر:

وإني إذاً أوعدته أو وعدته ... لمخلفُ إيعادي ومنجز موعدي وَفَرَ: أتم وأكمل. ووفر عرضه: صانه ووقاه. قال زهير: ومن يجعل المعروف من دون عرضهِ ... يفرهُ وقد لا يتق الشتمَ يشتَم وفي المثل: (توفر وتحمد) أي يصان عرضك ويثنى عليك. والعرضُ: موضع المدح والذم من الإنسان. الوَقرُ: الثقلُ. أوقرهُ الدين: أثقله. وبأذنه وقرٌ: ثقل. قال سالم بن وابصة: أحبُّ الفتى ينفي الفواحش سمعُه ... كأن به عن كل فاحشةٍ وقرا ورجل وقور: رزين. الوكاءُ: الرباط. أوكى السقاء: شده بالوكاء. وفي المثل: (يداك أوكتا وفوك نفخ) . الوكزُ: الضرب بحمع الكف {فَوَكَزَهُ مُوسَى} . وفلان وكاز كأنه حيةٌ نكاز. الوكفُ: القطر. كف السقف كيفاً. ودمع واكفٌ. الوكَلُ: والوكلة والتكلة: الضعيف العاجز يتكل على غيره. الوكن: العشُّ والجمع وكُنات. قال امرؤ القيس: وقد أغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكلِ الولهُ: ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد. ورجل واله وولهٌ. ومقَ: يمق مقةٌ: أرحبٌ فهو وامقٌ. وفي المثل: (وإن لم يكن وماق فتعجيل وفراق) . الوَهَجُ: - بفتحتين -: حر النار. وتوهجت: توقدت. ولما وهيج. وسراجٌ

وهاجٌ. قال ابن الرومي يصف عنباً يانعاً: لم يبق منه وهج الحرور ... إلا ضياء في ظروف نورِ يبابٌ: تقول: دارهم خراب يباب لا حارس ولا باب. وحوضٌ يباب: لا ماء فيه. يدٌ: أصلها يدي وزن فعلنْ، والجمع: أيد، وجمع الجمع: أياد. واليدُ: القوةٌ. وأيدهُ: قواهُ. وما لي بفلان يدان: أي طاقة. كالبدر تأخذه العيو ... ن وما لهن به يدان {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} أي بقوة. وأعطوا الجزية عن يد: أي عن ذلة واستسلام. وقيل: معناه نقداً لا نسيئة. وأسقط وسقطَ في يده: ندمَ. وهذا شيء في يدي: أي في ملكي. ويديت يدهُ: شلتْ. ولفلان عندي يدٌ: نعمة. اليراعةُ: القصبة. واليراعُ: القلم. قال: فلا تغتررْ أن قد دعوهُ يراعةٌ ... فإن صريراً منه يستهزم الُجندا اليفاعُ: ما ارتفع من الأرض. وأيفع الغلام يفوعاً: شب فهو يافع ويفعةٌ. يمَّمَ: يمَمهُ: قصده. وتيممَهُ: تقصدهُ. وأصله التعمد والتوخي. واليمامُ: الحمامُ التي تألف البيوت، واحدها يمامة. وزرقاء اليمامة جارية تبصر من ثلاثة أيام. واليمامة: بلدٌ باسم هذه المرأة. * * *

ملحق غير مرتب على الهجاء

ملحقٌ غير مرتب على الهجاء طالما: مؤلفة من طال وما الكافة. ودليل كون (ما) كافة: عدم اقتضاء طال للفعل. ومثلها: قلما وكثرما ونحوهما. قال أبو علي الفارسي: طالما وقلما ونجوهما أفعال لا فاعل لها مضمراً ولا مظهراً؛ لأن الكلام كان محمولاً على النفي و (ما) دخلت عن الفاعل. الُمسْكةُ: من الطعام: ما يمسك الرمق. وليس في أمره مسكَة: أي أمر يعولُ عليه. وليس به مسكَة: أي قوة. الأخصام: في التاج: الأخصام: جمع خصم ككتف وأكتاف. أو جمع خصْم كفرْخ وأفراخ. أو جمع خصيم كشهيد وأشهاد. لاقَ: لصق وأمسكَ. وأصله اللصوق والإمساك. يقال: هذا أمر لا يليقُ بك: أي لا يمسك ولا يلصق ولا يعلق بك. والليقةُ: صوفة الدواة. زاغ. راغ: بمعنى مال. أزاغ الله قلوبهم، أي أمالها عن الُهدى. حوَّل قُلبٌ: إذا كان جيد الحيلة في الأمور متصرفاً. حبل الوريد: عرقٌ في العنق إذا قطع مات الإنسان. الفرقدان: كوكبان معروفان. واحدهما فرقد. يضرب بهما المثل في الاجتماع وعدم التفرق. قال الشاعر: وكل أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان الكفُّ: راحة الأصابع، سيت بذلك لكفها الأذى عن البدن.

البختُ: هو الجدُّ والحظ، قال الشاعر: أرى زمناً نوكاهُ أسعد خلقه ... ولكنه يشقى به كل عاقلِ ومعنى النوكى: الحمقى. الأنشوطةُ: عقدة يسهل حلها إذا أخذ بأحد طرفيها. الشأو: الأمدُ والغاية. الأسطرلاب: آلة يقاس بها ارتفاع الكواكب. الشادن: ولدُ الظبي إذا تهيأ للجرْي. الحمَأ: الطين الأسود المنتن. الخلوق: - بالفتح -: ضرب من الطيب. البائقة: الغائلة والشر. الترقوة: عظم دقيق بين ثغرة النحر والعاتق. الوريد: عرق في العنق. العاتق: ما بين المنكب والعنق. الكوع: طرف الزند الذي يلي الإبهام. البوع: والباع: مسافة ما بين الكفين إذاً بسطتهما. قال أبو ذؤيب: فلو كان حبلاً من ثمانين قامة ... وخمسين بوعاً نالها بالأناملِ * * *

الأعضاء ثلاثة أقسام:

الأعضاءُ ثلاثة أقسام: الأول: يُذكر ولا يؤنث مثل: الرأس والحلْق والشعر والفم والحاجب والصدغ والخد والأنف والقلب والخصر والظهر والزند والظفر والناب والضرس واللسان والساعد. الثاني: يؤنث ولا يذكر مثل: العين والأذن والكبد والإصبع والساق والفخذ واليد والرجل والقدم والكف والضلع والذراع والسن والكرش واليمين والشمال. الثالث: جواز الأمرين مثل: العنُق والعاتق والقفا والمعى والإبط والعضُد والعجز والنفس والروح وهما بمعنى، قال تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} ، وقال الُحطيئة: ثلاثة أنفس وثلاث ذوْد ... لقد جار الزمان على عيالي وقال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} وقال الشاعر: روحي بروحك ممزوج ومتصل ... وكل بادرة تؤذيك تؤذيني وتذكير الروح أشهر. وورد بالتأنيث قول ذي الرمة: يا نازع الروح من جسمي إذا قبضتْ وفارج الكرب أنقذني من النار

المتخير من فقه اللغة للثعالبي

المتخيرُ من فقهِ اللغة للثعالبي كليَّاتٌ كل ما علاك فأظلك فهو سماءٌ. كل أرض مستوية فهي صعيدٌ. كل بناء عال فهو صرحٌ. كل ما يُستحيا من كشفه فهو عورة. كل ما يستعار من قدر أو قصعة فهو ماعون. كل شيء من متاع الدنيا فهو عرضٌ. كل أمر لا يكون موافقاً للحق فهو فاحشة. كل شيء تكون عاقبته الهلاك فهو تهلكة. كل نازلة شديدة بالإنسان فهي قارعة. كل ما يصيد من السباع والطير فهو سبُع. كل كريمة من النساء والخيل وغيرها فهي عقيلة. كل ما له ناب من السباع والطير فهو سبع. كل طائر ليس من الجوارح يصاد فهو بُغاث. كل طائر له طوق فهو حمام. كل ما واراك من شجر وأكمة فهو خمرٌ. كل بقعة ليس فيها بناء فهي عرْصَة. كل ما يلي الجسد من الثياب فهو شعار. كل ما يلي الشعار فهو دثار. كل ثواب يبتذل فهو مبذلة ومعوز.

صفات

كل شيء أودعته الثياب فهو صوان. كل ما ارتفع من الأرض فهو نجْد. كل شيء استجدته فأعجبك فهو طُرفة. كل شيء خف محملُه فهو خفَّ. كل صائب مطرب فهو غرد ومغردٌ. كل ما أهلك الإنسان فهو غول. كل شيء جاوز قدره فهو فاحش كل شر في الحر فهو ناجر. كل كلام لا تفهمه العرب فهو رطانة. كل شيء قليل رقيق من ماء وغيره فهو ركيك. كل شيء له قدر وخطر فهو نفيس. كل كلمة قبيحة فهي عوراء. كل فعلة قبيحة فهي سوآء. كل شيء لان من عود أو حبل فهو لدن. كل شيء نمت عليه فوجدته وطيئا فهو وثير. صفات الجمُّ: الكثير من كل شيء. العلق: النفيس من كل شيء. الصَّريح: الخالص من كل شيء. الرحبُ والرحيب: الواسع من كل شيء. الصدْع: الشق في كل شيء. الطلا: الصغير من ولد كل شيء. البدرُ للحبوب كالبزر للبقول.

اللفحُ من الحرَّ كالنفح من البرْد. الدرج إلى فوق كالدرك إلى أسفل. الهالة للقمر كالدارة للشمس، الضعف في الجسم كالضعف في العقل. الوهنُ في العظم كالوهي في الثوب. البصيرة في القلب كالبصر في العين. الوعورة في الجبل كالوُعوثة في الرمل. العمى في العين مثل العمه في الرأي. العقاقير في الأدوية كالتوابل في الطعام. صدر كل شيء وغزته أوله. فاتحة الكتاب أولُه. ريق المطر أول شؤبوبه. تباشير الصبح أوائله. شرخُ الشباب وريعانه وعنفوانه وميعتُه وروْنقه ريقه: أولُه. لا يقال كأس إلا إذا كان فيها شراباً وإلا فهي زجاجة. لا يقال مائدة إلا إذا كان عليها طعام وإلا فهي خُوان. لا يقال كوز إلا إذا كان له عروة وإلا فهو كوب. لا يقال نفق إلا إذاً كان له منفذ وإلا فهو سرب. لا يقال للمجلس النادي إلا إذا كان فيه أهلُه. لا يقال للشمس الغزالة إلا عند ارتفاع النهار.

المطر

المطرُ إذا أحيا الأرض بعد موتها فهو الحيا. فإذا جاء بعد المحل فهو الغيث. فإذا دام مع سكون فهو ديمة. فإذا زاد فهو الهتان والتهتان. فإذا كان المطر مستمراً فهو الودْق. فإذا كان ضخم القطر شديد الوقع فهو وابل. فإذا كان عاماً فهو الجدا. فإذا جاد المطر بعد المطر فهو ولي. في أخلاق الإنسان إذا كان الرجل ساقط النفس والهمة فهو وغد. فإذا كان مزدرىّ في خلْقه وخُلُقه فهو نذل. فإذا كان ضد الكريم فهو لئيم. فإذا كان مع لؤمه وخبثه ضعيفاً فهو نكس وجبس. فإذاً زاد سوء خلُقُه فهو شرس وشكس. فإذا تناهى في ذلك فهو عكس. الجمال الصباحة في الوجه. الوضاءة في البشرة. الجمال في الأنْف. الحلاوة في العين. الملاحة في الفم. الرشاقة في القد.

الأمكنة

الأمكنَة الثغر مكان المخافة. المدرس مكان دَرس الكتب. المحفلُ مكان اجتماع الرجال. المأتم مكان اجتماع النساء. النادي والندوة مكان اجتماع الناس للحديث والسمر. الحانوت مكان الشراء والبيع. المرقبُ مكان الديدبان. المربع مكان الحي في الربيع. الجماعَات نفرّ، ورهٌط، وشرذمة، وقبيل، وعصْببة، وطائفة، وثُلة، وفوج، وفرقة، وحزب، وزمرة. الشعْب، ثم القبيلة، ثم الفصيلة، ثم العشيرة، ثم الذريَّة، ثم العترة، ثم الأسرَة. العلمُ والرجاحَة عالم نحرير. فيلسوف نقرس. فقيه طبِن. طبيبٌ نطاسي. كاتب بارع. خطيب مصقع. صانع ماهر. قارئ حاذق. فصيح مدره. شاعر مفلق. داهية باقعة. دليل خريت. صفات ثوب لين. رمح لدن. لحم رخص. بنان طفل. غصن أملُود. فراش وثير. ريح رخاء. أرض دمثة. بدن ناعم.

الأُواز شدة حر الشمس. الصرُّ شدة البرد. الغيهبُ شدة سواد الليل. الجمشع شدة الحرص. الخفَر شدة الحياء. الشك شدة اللجاج. الهدّ شدة الهدْم. الوصب شدة الوجع. الحسرة شدة الندامة. يوم عصيب. داء عضال. ريح عاصف. مطر وابل. برد قارس. حرَّ لافح. فتنة صماء. أرض واسعة. دار قوْراء. بيت فسيح. عين نجْلاء. ثوب جديد. لحم طري. شباب غض. شراب حديث. أسود حالك. أصفر فاقع. أخضر ناصر. أحمر قانئ. الغلسُ والغبشُ آخر ظلمة الليل. الخاتمة آخر الأمر. شج الرأس. هشم الأنف. هتم السنَّ. قصم الظهر. هاض العظم. دك الحائط. هدَّ الركن. هصَرَ الغصن. ثردَ الخبز. فض الختْمِ.

الطرق

الطرُقُ النجْد: الطريق الواضح، وكذلك الصراط والجادة والمنهج. المحجَّة: وسط الطريق ومعظمه. المهيَع: الطريق الواسع. الشارع: الطريق الأعظم. النقب والشعْب: الطريق في الجبل. من شوارد الأوزان تِفْعال: وتَفعال: لم يرد في كلام العرب صفة ولا اسم على وزن تفعال بكسر التاء إلا بضعة عشر حرفا. منها: رجل تكرام. وتلقام (عظيم اللقم) . وتجفاف للدابة. وتمثال. ورجل تمساح (أي كذاب) . وتنبال (قصير) . وتلعاب (كثير اللعب) . أما تلقاء وتبيان فمصدران في القرآن. وأما وزن تفعال بالفتح فكثير منه: تقضاء وتَمشاء وتصهال وترحال وترداد وتهطال ... إلخ. فعَّيل: مما جاء على وزنه: سجيل وسكيت وفسيق وعبيث من العبث وعميت (لا يهتدي لوجهته) . فعَلول: مما جاء على وزنه: طرسوس. وحلكوك (أسود) وملكوت وجبروت ورهبوت (أي مرهوب) ورحموت (مرحوم) . ويقال: (رهبوت خير من رحموت) أي لأن ترهب خير من أن تُرحم. أفعَلُ: لم يرد أفعل إلا ومؤنثه فعلاء ما عدا أحرفا. قالوا: امرأة حسناء. ولم يقولوا: رجل أحسن. وقالوا: ديمة هطلاء. ولم يقولون: سحاب أهطل. وقالوا: شجرة مرداء. ولم يقولوا: ورق أمرد. وقالوا: غلام

أمرد. ولم يقولوا: امرأة مرْداء. وقالوا: امرأة عجزاء ولم يقولوا: رجل أعجز. فاعِل: ليس في كلام العرب فاعل بمعد مفعول إلا قولهم: تراب ساف بمعنى مسفْي. وعيشة راضية بمعنى مرضية. ماء دافق بمعنى مدفوق. سر كاتم بمعنى مكتوم. ليل نائم بمعنى ناموا فيه. وقد يجيء مفعول بمعنى فاعل كقوله تعالى: {حِجَابًا مَسْتُورًا} أي ساتراً. فَعْيل: مما جاء على وزنه: أيهِم: أي ليل لا نجوم فيه. والبلد الذي لا علم به. والأيهم من الرجال: الجريء الذي لا يستطاع دفعه. وجبلة بن الأيهم أخر ملوك بني غسان. يبدَر: الكدس من القمح. بيذق: (معرب) وهو من قطع الشطرنج. بيهَس: الأسد. خيبَر: موضع بالحجاز حصين فيه مزارع ونخل كثير. قال حسان بن ثابت: فإنا ومن يهد القصائد نحونا ... كمستبضع تمراً إلى أرض خيبرا وممر خيبر مشهور في باكستان. ديدَن: العادة والدأب. ديدنه أن يفعل كذا. أي عادته. ديلَم: جيل سمُّوا بأرضهم. واسم ماء لبني عبس. قال عنترة: (زوراءُ تنفر من حياض الديلم) زيدَل: اسم علم للرجال. وقرية معروفة من قرى حمص.

زينَب: شجر حسن المنظر طيب الرائحة، وبه سميت المرأة. شيزر: قلعة على نهر العاصي قريبا من حماة، ذكرها امرؤ القيس: تقطع أسباب اللبانة والهوى ... عشية جاوزنا حماة وشيزرا صيدح: رفيع الصوت. يقال: شاد صيدح. صيدن: اسم للثعلب. صيقل: الصانع والجمع صياقلة وصياقل. ضيغم: من الضغم وهو العض وبه سمي الأسد، قال: من ضيغم من ضراء الأسد مخدره ... ببطن عثر غيل دونه غيلُ غيلَم: السلحفاة والضفدع والمرأة الحسناء. قال الشاعر: من المدعين إذا نوكروا ... تنيف إلي صوته الغيلمُ فيصل: الحاكم الفاصل بين الحق والباطل. يقال: كانوا حكاماً فياصل يحُزون في الحكم الفاصل. وهذا الأمر فيصل أي مقطع للخصومات. نْيرب: قرية مشهورة بدمشق على نصف فرسخ في وسط البساتين أنزه موضع. قال أبو المطاع وجيه الدولة بن حمدان: سقى الله أرض الغوطتين وأهلها ... فلي بجنوب الغوطتين شجون فما ذكرت النفس إلا استخفني ... إلى برد ماء النيربين حنين هيثم: فرخ العقاب. وبه سمي الرجال. هيكل: الضخم من كل شيء. والفرس العبْل اللين. قالت أمرؤ القيس: وقد أغتدي والصيرفي وُكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيْكل فاعل وفاعِلة: فاعل يجمع على فواعل إن وقع اسم أو صفة نحو: حاجب وحواجب وكاهل وكواهل وحاتم وحواتم وحامد وحوامد.

فإن وقع صفة فلا يجمع على فواعل إلا في أربعة أحرف: فارس فوارس وهالك هوالك وناكس نواكس وخاشع خواشع. أما فاعلة فتجمع على فواعل صفة كانت أو اسماً نحو: فاطمة فواطم. وكاتبة كواتب. وسافرة توافر. ونابغة نوابغ. وداهية دواه. تفْعُلة: من نوادر المصادر لم يأت على وزنها إلا مصدر تهلكة. قال تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} بضم اللام. وقد جاء تهلوك أيضا: شبيب عادى الله من يقليكا ... وسببَ الله له تهلوكا مفعَالَةٌ: ليس في الصفات مفعالة إلا حرفاً واحدا. قالوا: رجل معزابة إذا طالت عزبته. يقال: رجل عزب وامرأة عزبة وعزب بدون هاء والجمع عزاب. وينشد: هل عزبٌ أدله على عزب ... على فتاة مثل تمثال الذهب مفعُل: ليس في كلام الملا على مفعُل إلا أربعة: مكرم ومعون وميسر ومالك وهي الرسالة. قال عدي: أبلغ النعمان عني مألكاً ... أنه قد طال حبسي وانتظاري تفعَّال: ليس في كلام العرب على تفعَّال إلا قولهم: تملقه تملأقأ أي تلطفَ إليه وتودد. قال: ثلاثة أحباب فحب خلابة ... وحبَّ تملاق وحب هو القتل أفْعولَة: والجمع أفاعيل نحو أبطولة أباطيل، أرجوحة أراجيح، أرجوزة أراجيز، أحبولة أحابيل، أغلوطة أغاليط، أكذوبة أكاذيب، ألعوبه ألاعيب، أضلولة أضاليل، أهزوجة أهازيج، أحجية أحاجي، أغنية أغاني، ألهيَّة ألاهي، أمسية أماسي، أمنية أماني، وأصل أمينة أمنوية قلبت الواو ياء والضمة كسرة وأدغمت الياء بالياء. ونظيراتها كذلك.

فُعَلَة: ورد في اللغة صفات على هذا الوزن تفيد الكثرة على وجازتها نحو: طلعة. سمعة. لحنة. مسكة. خبثة. خدعة. همزة. لمزة. حطمة. خبأة. خضعة. زحلة. سؤلة. سخرة. لعبة. فُعَاَلة: وفعال مما هو فضلة تلقى كالخالة والنشارة والقراضة والقصاصة والنفاية والكناسة والقمامة والنحاتة والزبالة. وجاء بعضها علي فُعال نحو: الرفات والحطام والرذال والفتات. فُعْلةٌ: - بضم الفاء وسكون العين - إذا جمعت بالألف والتاء فإن كانت صفة فالعين ساكنة في الجمع أيضا نحو: حلوات ومرات. وإن كانت اسماً فتضم العين للإتباع نحو: غرفات وحجرات. فَعَّيل: - بكسر الفاء والعين وهي مشددة -: يجيء للمبالغة نحو: زهيد لكثير الزهد. وسكيت الكثير السكوت. وصدَّيق لكثير الصدق. فاعل: في العدد يكون على قياس التذكير والتانيث تقول: رجل واجد وثان وثالث إلى عشر. وامرأة واحدة وثانية وثالثة إلى عشرة. قال الشاعر: ولو كان رمحاً واحداً لاتقيته ... ولكنه رمحٌ وثانِ وثالثُ فِعْلى: حِجلى وظربى. روي أن أبا الطيب سئل عن الكلمات على وزن فعلي فقال: حجْلى وظربى؛ فبحث السائل في كتب اللغة فلم يعثر على غيرها. فاعُولٌ: مما يأتي على هذا الوزن: بارُوك: وهو الكابوس. باسور: واحد البواسير وهي علة تحث قي المقعدة وفي داخل الأنف. تابوت: الصندوق الذي يحرز فيه المتاع. وفي المجاز يقال: ما أودعت تابوتي شيئا ففقدته. أي ما أودعت صدري علماً فعدمته.

تامور: المهْجَة والنفس ودم القلب وحبته وغلافه. وهو القلب نفسه يقال: حرف في تامورك خير من عشرة في طومارك أي كتابك. جاثوم: وهو الكابوس يجثم على الإنسان وهو نائم. جاسوس: من يتفحص الأخبار في الشر. حاسوس: من يتحسس الأخبار في الخير. قال تعالى: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} . حاطوم: السنة المجدبة. والحاطوم: الهاضوم وهو ما هضم الطعام، يقال: نعم حاطوم الطعام البطيخ. حانوت: معروف. وقد غلب على دكان الخمار، ومنه الحانة. قال الأخطل: (ولقد شربت الخمر في حانوتها) . دامور: نهر معروف في لبنان. داوُد: اسم علم. راووق: المصفاة. ساجور: خشبة تجعل في عنق الكلب. سارود: نهر معروف بين شيزر وحماة. ساطور: سيف القصاب. طاحون: الرحى. طالوت: اسمم ملك ورَدَ في القرآن. طاوُس: طائر معروف. فاروق: من يفرق بين الحق والباطل، وبه سمي عمر بن الخطاب. قال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز: أشبهت من عمر الفاروق سيرته.... فاق البرية وَأتمتْ به الأممُ قابوس: الرجل الجيل الوجه الحسن اللون. وكني به النعمان بن المنذر. قال النابغة:

نبئتُ أن قابوس أوعدني ... ولا قرار على زأر من الأسد وهو ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة لأنه معرب (كاووس) . كابوس: ما يقع على النائم لا يقدر معه أن يتحرك. كافور: من الطيب. وعين ماء في الجنة طيب الرائحة. قال تعالي: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} . ماروت وهاروت: ملكان ورد اسماها في القرآن: {وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ} . ماعون: اسم جامع لمنافع البيت كالقدر والفأس ونحوهما. قال تعالي: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} . ماخور: مجلس الريبة. ناسور: - بالسين والصاد - وهو علة تحدث في مآقي العين يسقي ولا ينقطع. وقد يحدث في المقعدة وفي اللثة. ناطور: معروف. ناعور: واحد النواعير التي يُستقى بها يديرها الماء ولها صوت. ناقوس: معروف. ناموس: صاحب سر الأمير المطلع على باطن أمره. والحاذق الفطن. ناووس: واحد النواويس وهي مقابر النصارى. هرون: عَلَم. هاضوم: ما يهضم الطعام. يافوح: ملتقى عظم مقدم الرأس وعظم مؤخره. ياقوت: حجر كريم. فَعَل وأَفْعَل: ورد في التاج والمصباح أن في اللغة ألفاظا من وزن قبل وأفعَل مستوية في المعنى والاستعمال نحو: لامهُ وألآمهُ، ورَعَبه وأرْعَبَهُ، وهَمهُ واهمَّهُ.

المنتخب من أمثال العرب

المنتخب من أمثال العرب للعرب أمثال كما لغيرهم من الأمم تمثل طرفاً صالحاً من حياتهم وتعكس صوراً بينة من فداحة ألسنتهم وقوة حدسهم واقتضاب جملهم. قال أبو حيان: "بلاغة المثل أن يتكون اللفظ مقتضباً والصورة محفوظة والمرمى لطيفاً والإشارة مغنية والعبارة سائرة ". ومما زاد في رفعة قدر المثل ورود طائفة منه في القرآن الكريم قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} ، وقال: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} ، وقال: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} . ولإعجاب علماء العربية بالأمثال وبما حوته من تجربة واختبار ولطف كناية واختصار ألفوأ فيها المطولات وتعاقبوا على شرحها وتبيان وقائعها وأصولها. ومن أشهرها (مجمع الأمثال للميداني) ، و (الدرة الفاخرة للأصبهاني) ، و (المستقصى للزمحشري) ، و (أمثال القاسم بن سلام) ، و (أمثال الضبي) . ولقد غضت في لجج هذه المصنفات وانتزعت من أصدافها دُرراً نفيسة تخيرت منها أوضحها لفظا وأقربها معنى. ولخصت ما طال من الشروح مضيفاً إلى بعضها ما يلائم المثل من آية الحديث أوحكمة أو أبيات من الشعر زيادة في الإبانة والاستبانة، ثم أتبعتها بما يجري مجرى المثل من شعر ابي الطيب وأبي العتاهية وأقوال الحكماء. وقد بلغ عدد المنتخبات مئتين وواحداً وثلاثين مثلاً، نسَّقَت على أحرف الهجاء:

1 - أبصَرُ من فرس في غَلَسٍ الغلَسُ: ظلام آخر الليل. وقد وصف المتنبي بصرها ليلاً فقال: وتنظر من سود صواعق في الدجى ... يرين بعيدات الشخوص كما هيا قوله من سود أي من عيون سود. يريد أن خيله لقوة بصرها ترى في ظلام الليل الأشياء البعيدة كما هي. 2 - أبلغ من سحْبان هو رجل من باهلة كان من خطباء العرب وبلغائها. في نفسه يقول: لقد غلم الحي اليمانون أنني ... إذا قلت أما بعد أني خطيبها 3 - أبين من فلق الصبْح الفَلَقُ: الفجر. وفي التنزيل: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} . يضرب للأمر الواضح. ويقال: (تبين الصبح لذي عينين) أي ظهر ووضَحَ. 4 - أتبع السيئة الحسنة تمحُها يضرب للتوبة بعد اقتراف الذنوب. قال أبو نواس: خير هذا بشَرَ ذا ... فإذا الربُّ قد عفا 5 - أتركِ الشرَّ يترككَ أي إنما يصيب الشر من يتعرض له. وقيل: (حسبك من شرَّ سماعُه) . 6 - أثقل من الكانون الكانون هو الذي إذا دخل على قوم يتحدثون استثقلوه كما يستثقل كانون النار إذا وضع لا يحرك ولا يرفع لثقله إلى آخر الشتاء. قال الحطيئة قي أمه: أغربالاً إذا استودعت سراً ... وكانوناً على المتحدثينا

7 - أجهلُ من فراشة لأنها تطلب النار لتلقي نفسها فيها. قال ابن أبي الحديد يخاطب الفلاسفة: ما أنتم إلا الفراش ... رأى السراج وقد توقدْ فدنا فاحرق نفسهُ ... ولو اهتدى رشداً لأبعدْ 8 - أجودُ من حاتم هو حاتم الطائي، وهو جواداً شاعرا، إذا غنم أنهب، وإذا سئل وهب، وإذا أسر أطلق، وإذا أثرى أنفق. ومن قوله لامرأته: أماوِي إن المال غاد ورائح ... ويبقى من المال الأحاديث والذكر 9 - أحذرُ من ذئب لأنه إذا نام جعل إحدى عينيه مطبقة نائمة والأخرى مفتوحة حارسة. قال الشاعر: ينام بإحدى مقلتيه ويتقي ... بأخرى المنايا فهو يقظانُ نائم 10 - أحزمُ من حرباء لأنه لا يترك ساق شجرة حتى يمسك ساق شجرة أخرى. وقد قيل فيه: (لا يرسل الساق إلا ممسكاً ساقا) . 11 - أحشفاً وسوء كيلة الخشفُ: أردأ التمر. أي: أتجمع حشفاً وسوء كيل؟! يضرب لمن جمع بين خصلتين مكروهتين. 12 - أحولُ من أين براقش من التحول. وهو طائر يتلون في اليوم ألواناً متعددة. قال الشاعر: كأبي براقش كل يو ... م لونه يتحولُ

13 - اختلطَ الحابلُ بالنابل الحابلُ: صاحب الحبالة التي يصادُ بها الوحش. النابل: صاحب النبل. يضرب للمخلطّ. 14 - أخذه برُمتهِ أي بجملته. والرُّمَّةُ: قطعة من الحبل بالية. 15 - أخرقُ من حمامةٍ لأنا لا تحكم عشها؛ تجيء إلى الغصن فتبني عليه عشها في الموضع الذي تذهب به الريح فيكسر من بيضها أكثر مما يسلم. قال عبيد بن الأبرص: عيُّوا بأمرهم كما ... عَيت ببيضتها الحمامهْ جعلت لها عودين من ... نشم وآخر من ثُمامَهُ النشَم: شجر للقسي. والثمامة: واحدة الثمام بالضم: نبتٌ. 16 - أخفى مما يخفي الليلُ قال أكثم بن صيفي: "الليل أخفى للويل". وقال غيره: "الليل أخفى، والنهار أفضحُ". 17 - أخف حلماً من عصفور العرب تضرب العصفور مثلاً لأحلام السخفاء وكذلك البعير. قال حسان: لا بأس بالقوم من طول ومن عظم ... جسمُ البغال وأحلام العصافير وقال غيره: ذاهب طولاً وعرضاً ... هو في عقل البعير 18 - أخلص وعداً من عُرقوب هو رجل من نواحي يثرب يضرب به المثل في خلف الوعد. قال الأشجعي:

وعدت وكان الوعد منك سجية ... مواعيد عرقوب أخاه بيثرب وقال كعب بن زهير: كانت مواعيد عرقوب لها.... وما مواعيدها إلا الأباطيل 19 - إذا أسديْت يداً فانسها أي إذا أسديت معروفا لأحد فلا تذكره ولا تمنن عليه به فتفسد عملك. قال الشاعر: أفسدت بالمن ما أصلحت من نعم ... ليس الكريم إذا أسدى بمنان وقال المتنبي: إذا الجودُ يرزق خلاصاً من الأذى ... فلا الحمد مكسوباً ولا المال باقيا ويقال: (المنة تهدم الصنيعة) وكل مقتبس من قوله تعالى: {لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} . 20 - إذا زل العالم زل بزلته عالمٌ لأن للعالم تبعا فهم به يقتدون. قال الشاعر: إن الفقيه إذا غوى وأطاعه ... قوم غووْا معهُ فضاع وضيعا مثل السفينة إن هوت في لجة ... تغرق ويغرق كل من فيها معا 21 - أذل من حماية مقيد، وأذل من وتد بقاعٍ لأن الأول مربوطة مهيأ للخدمة، والثاني يدق أبداً. قال المتلمسُ: ولا يقيم على ضيم يراد به ... إلا الأذلان غير الحي والوتد هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشج فلا يرثي له أحدُ 22 - أذل الناس معتذر إلى لئيم لأن الكريم لا يحوج إلى الاعتذار. ولعل اللئيم لا يقبل العذر.

23 - أرسل حكيماً ولا توصهِ لأنه مستغن بحكمته عن الوصية. وفي ذلك قال الشاعر: إذا كنت في حاجة مرسلاً ... فأرسل حكيماً ولا توصهِ وإن باب أمر عليك التوى ... فشاور لبيباً ولا تعصهِ 24 - أرقُّ من دمع المحِبَّ وفيه يقول خالد الكاتب: بكى عاذلي من رحمتي فرحمتُه ... وكم مثله من مسعف ومُعين ورقتْ دموع العين حتى كأنها ... دموع دموعي لا دموع عيوني ويقال: أرق من النسيم، ومن الماء، ومن دمع الغمام، ومن دمع المستهام. 25 - أروغُ من ثعْلبٍ من الروغان. قال طرفة: كلهم أروغ من ُثعلب ... ما أشبهَ الليلة بالبارحهْ وقالت آخر: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ... ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ 26 - أسرعُ من الريح ومن البرق، ومن اللمح، ومن لمح البصر، ومن رجع الصدى، ومن السيل إلا الحدور، ومن النار في يبسَ العرفج. (العرفج: شجر سهْلي) . 27 - أسعدٌ أم سعيدٌ يضرب في الاستخبار عن الأمرين: الخير والشر. فالتصغير للشر والتكبير للخير. قال أبو تمام: غنيتُ به عمن سواه وحولتْ ... عجافُ ركابي عن سعيد إلي سعْدِ يعني من الجدب إلى الخصب. ومعنى عجاف: ضعاف.

28 - أسمع جعجعة ولا أرى طحناً الطحْنُ: الدقيق. يضرب لمن يعدُ ولا يفي. 29 - أسمعُ من فرس لأنه يسمع صوت الشعرة تسقط منه. قال المتنبي: وتنصيب للجرس الخفي سوامعاً ... يخلن مناجاة الضمير تناديا يريد أنها قوية حاسة السمع تسكع أخفى صوت. بل تحسب مناجاة الضمير أصوات ناس يتنادون. وفي ذلك مبالغة لطيفة سائغة. 30 - أسوأ القول الإفراط لأن الإفراط في كل أمر مؤدَّ إلي الفساد. وقيل: (لا تكثُر فتسقط) . وقال غيره: "متى أكثرت البحث في حقيقة أفسدتها". 31 - أسيرُ من شعرٍ لأنه يرد الأندية، ويلج الأخبية، سائراً في البلاد، مسافراً في غير زاد. والشعر قيد الأخبار، وبريد الأمثال، والشعراء أمراء الكلام وزعماء الفخار. ولسان الزمان الشعر. 32 - أشأم من غراب البين لأن الغراب إذا بان أهل الدار للنجعة وقع في موضع بيوتهم يتلمس ويتقمم، فتشاءموا به وتطيروا منه. وسموه غراب البين. واشتقوا من اسمه الغربة والاغتراب والغريب. قال شاعرهم: وصاح غراب فوق أعواد بانةِ ... بأخبار أحبابي فقسمني الفكرُ فقلت غرابٌ باغتراب وبانة ... ببين النوى تلك العيافة والزجرُ وقال غيره:

تغنى الطائران ببين سلمى ... على غصن من غرب وبانِ فكان البانُ أن بانت سليمى ... وفي الغرَب اغتراب غير دان بيد أن ناسا منهم لا يتشاءمون ولا يتطيرون بل هم دائما متفائلون. ومردُّ ذلك إلي أن كل فريق ينساق مع نحيزته وطبعه كما ترى في قول أحد متفائليهم: وقالوا تغنى هدهد فوق بانة ... فقلت هدى تغدو به وتروحُ وقالوا حمام قلت حمَّ لقاؤها ... وعادت لنا ريح الوصال تفوح 33 - أصنع من نحلٍ لما فيه من نيقة في عمل العسل. النيقة: اسم مصدر من تنوق في الأمر وتأنق فيه: إذا جوده. قال الشاعر: فجاء بمزج لم ير الناسُ مثله ... هو الضحك إلا أنه عمل النحل يضرب للصناع المهرة في صناعتهم. 34 - أضلُّ من الترَّهات الترهات: الطرق الصغار التي تتشعب من الطريق الأعظم. ويقال لمن جاء بكلام محال: (جاء بالترهات) ؛ لأنه سلك طريق الباطل. 35 - أطمعُ من أشعبَ هو رجل من أهل المدينة كان طماعاً وصاحب نوادر. بلغ من طمعه أنه مر برجل يعمل طبقاً فقال: أحبُّ أنما تزيد فيه طوقاً. قال: ولم؟ قال: عسي أن يُهدى إلي فيه شيء. 36 - أطولُ صحبة من الفرقدين الفرقدان نجمان من السماء لا يغربان، وفي صحبتهما يضرب المثل. قال الشاعر: وكل أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان

37 - أطول عمراً من لُبد لبد نسر يزعمون أنه عاش خمسمائة عام، يضرب به المثل بطول العمر فقالوا: (أتى أبد على لبد) ، وذكره النابغة بشعره فقال: أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا ... أخنى عليها الذي أخنى علي لبدِ 38 - أطيب نشراً من الصوارِ النشر: الرائحة الطيبة. والصوارُ: بالضم المسك. وبالكسر: بقر الوحش. قال الشاعر وقد جمع المعنيين في بيت واحد: إذا لاح الصوارُ ذكرتُ ليلى ... وأذكرها إذا نفح الصوارُ 39 - أظلم من ذئب أصله أن أعرابياً ربى جرو ذئب بلبن شاته، فلما شبّ ؤثب عليها فأكلها؛ فقال الأعرابي: أكلت شويهتي وفجعت قلبي ... فمن أدراك أباك ذيبُ 40 - أعجزُ من الثعلب عن العنقود زعموا أن ثعلباً نظر إلي عنقود، فرامه فلم يناله، ومضى يقول: (هذا حامض) ؛ فقال الشاعر: رام عنقوداً فلما ... أبصر العنقود طالهْ قال: هذا حامض لما رأى لا ينالهْ يريد بكلمة (طالهُ) بعدَ عنه. 41 - أعذرَ منْ أنذرَ أي من حذرك ما يحل بك فقد أعذر إليك. أي صار معذوراً عندك. 42 - أعطاه غيضاً من فيضِ أي قليلاًَ من كثير. يضرب لمن يسمح بقليل وماله كثير.

43 - أعط القوس باريها البريُ: النحت. أي استعن على عملك بأهل المعرفة والحذق فيه. قال الشاعر: يا باري القوس برياً ليس تحسنه ... لا تفسدنها وأعط القوس باريها 44 - أعقد من ذنب الضبَّ لأن عقده كثيرة تبلغ إحدى وعشرين عقدة فضرب به المثل للأمور المعقدة. 45 - أعقل وتوكلْ يضرب لأخذ الأمر بالحزم. 46 - أعمي من الخفاش الخفاش ويسمي الوطواط: طائر غريب الشكل والوصف يطير قي الليل عند غروب الشمس ويطلب البعوض. ولعدم رؤيته في النهار قال الشاعر: مثل النهار يزيد أبصار الورى ... نوراً ويُعمي أعين الخفاشِ 47 - أعيا من باقلٍ هو رجل من إياد اشتهر بالعي. اشترى يوماً ظبياً بأخذ عشر درهماً ومرَّ بقوم فسألوه: بكم اشتريت الظبي؟ فمد يديه ورفع لسانه يريد بأصابعه عشرة دراهم وبلسانه درهماً. فشرد الظبي حين مد يديه وكان تحت إبطه. 48 - أغرب من سراب السراب هو الذي تراه نصف النهار كأنه ماء. ويقال في مثل آخر: (كالسراب يغر من رآه وبخلف من رجاه) .

49 - أفرخ روعُه الروع القلب. وأفرخ الطائر إذا نقف البيضة وخرج منها. والمراد سكن جاشُه. 50 - اقتلوني ومالكاً يضرب لمن أراد لصاحبه مكروها وإن ناله من المكروه ضرر. 51 - أقضى من درهم مأخوذ من قول الشاعر: لم ير ذو الحاجة من حاجة ... أقضى من الدرهم في كفهِ 52 - أقلل طعامك تحمد منامَك أي أن كثرة الطعام تورث الآلام المسهرة. 53 - أكثر من تفاريق العصا لأن العصا تقطع أجزاء مفيدة. وأصله أنه كان لأعرابية ولد شرير على ضعف أسر ورقة عظم. واثب مرة فتى فقطع الفتى أنفه؛ فأخذت أمه ديته فحسنت حالها بعد فقر. تم واثب آخر فقطع أنه؛ فأخذت ديتها. ثم واثب ثالثاً فقطع شفته؛ فأخذت ديتها فقالت: أقسم بالمروة حقاً والصفا ... لأنت خير من تفاريق العصا 54 - أكل الدهر عليه وشرب يضرب لمن طوال عمره. يريدون أكل وشرب دهراً طويلاً. قال الشاعر: كم رأينا من أناس قبلنا ... شرب الدهر عليهم وأكلْ 55 - أكسفاً وإمساكاً الكسف العُبوس. أي أتكسف الوجه كسفاً وتمسك المال إمساكاً؟!

56 - البغي آخر مدة القوم يعني أن الظلم إذا امتد مداه آذن بانقراض مدة البغاة. 57 - الجار قبل الدار معناه قبل شراء الدار سل عن الجار واخبره. 58 - الجرعُ أروى والرشيف أنقعُ الرشف والرشيف: المص للماء. والجرع بلعه. وأروى: أسرع رياً. أي أن الشراب الذي يترشف قليلاً اقطع للعطش. يضرب للاقتصاد في المعيشة فهو أبلغ وأدوم من الإسراف فيها. 59 - الحديث ذو شجون أي ذو طرق، الواحد شجن. يضرب في الحديث يتذكر به غيره، قال أحدهم: تذكر نجداً والحديث شجون ... فجن اشتياقاً والجنون فنوق 60 - الحق أبلج والباطل لجلج أي واضح مشرق. ولجْلجٌ: ملتبسٌ. وقيل: (للباطل جولة ثم يضمحلُّ) ، أي يذهب ويبطلُ. 61 - ألحن من حبابَةَ وسلامةٌ كانتا ألحن قينتين أي مغنيتين. واللحن في اللغة الترتيل والتطريب. ومن معانيه التورية في الكلام، وهي أن تريد الشيء فتوري بقول آخر. قال مالك بن أسماء: وحديث ألذه هو مما ... يشتهي السامعون يوزن وزنا منطق صائب وتلحن أحيا ... نأ وخير الحديث ما كان لحناً

يعني أنها تتكلم بشيء وهي تريد غيره، وتعرض في حديثها فتزيله عن جهته من ذكائها وفطنتها. وفي التنزيل: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} . 62 - ألذ من إغفاءة الفجر يضرب لكل لذيد. قال الشاعر: فلو كنت ماء كنت ماء غمامةٍ ... ولو كنت درّاً كنت من دُرة بكرِ ولو كنت لهواً كنت تعليل ساعة ... ولو كنت نوماً كنت إغفاءة الفجْر 63 - ألذ من المنى مأخوذ من قول الشاعر: مُنى إن تكن حقاً تكن أحسن المنى ... وإلا فقد عشنا بها زمنا رغداً وقال آخر: إدا ازدحمت همومي في فؤادي ... طلبت لها المخارج بالتمني وقال غيره: إذا تمنيت بت الليل مغتبطاً ... إن المنى رأس أموال المفاليس 64 - ألزم للمرء من ظله لأنه لا يزايل صاحبه. ولذلك يقال: (لزمني فلان لزوم ظلي) . 65 - السعيد من وعظ بغيره أي العاقل من اعتبر بما لحق غيره من المكروه فيجتنب الوقوع في مثله. 66 - السليم لا ينام ولا ينيم السليم: الملسوع، سمي بذلك تفاؤلاً بسلامته. يضرب لمن لا يستريح ولا يُريح.

67 - الشبعان يفت للجوعان فتاً بطيئاً يضرب لمن لا يهتم بشأنك ولا يأخذه ما أخذك. 68 - الشرُّ قليله كثيرٌ هذا مثل قولهم: (الشر تحقره وقد ينمى) . وقولهم: (ومعظم النار من مستصغر الشرر) . 69 - الشرط أملك عليك أم لك معنى أملك أقوى. القصد: وجوب تبيين الشروط بين المتعاقدين، وذلك أكثر فائدة وأسلم عاقبة. يضرب في الاحتراس عند معاملة الناس. 70 - الصمت حكم وقليل فاعله الحكم: الحكمة. وفي التنزيل: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} ، سأل الشعبي أعرابيا لكن طول صمته فقال: أسمع فأعلم وأسكت فأسلم، وقيل: (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب) . 71 - الصيف ضيعتِ اللبنَ يضرب لمن يطلب شيئا في غير أوانه فيضيعه على نفسه. 72 - العجز مركب وطيء يضرب لمن استوطأ مركب العجز وقعد عن طلب المكاسب والمحامد. 73 - العود أحمد أي الابتداء محمود والعود أحق بأن يحمد. قال الشاعر: فلم تجر إلا جئت في المجد سابقا ... ولا عدت إلاً أنت في العود أحمدُ 74 - الغرائب لا القرائب أي أن الغريبة أنجب للنسل، ويقال: (اغتربوا لا ئضوُوا) أي لا تهزلوا. قال:

تجاوزت بنت العم وهي عزيزة ... مخافة أن يضوي علي سليلي 75 - الكافر مخبثة لنفس المنعم يعني بالكفر جحود النعمة. بالمخبثة: المفسدة. أي كفر النعمة يفسد قلب المنعم. يضرب لجاحد النعمة. 76 - أمر من العلقَم ومن الحنظل، ومن الصبر.، وقيل في مدح الصبر: ولقد رأيت الصبر مراً طعمهُ ... لكنه عند الحقيقة يعذبُ وقيل: سأصبر حق يعلم الصبر أنني ... صبرت على شيء أمر من الصبر وقيل: الصبر كالصبر مر في مذاقته ... لكن حقيقتُه أحلى من العسلِ 77 - أمنع من عقاب الجو أي بعيد المنال. 78 - إن تعش تر ما لم تَرَه أي من طال عمره رأى من الحوادث ما فيه معتبرٌ، وهذا مثال قولهم: (عشْ رجباً تر عجباً) ، قال الشاعر: قل لمن أبصر حالاً منكره ... ورأى من دهره ما خيَّره ليس بالمنكر ما أبصرته ... كل من عاش يرى ما يَرَه 79 - أن ترد الماء بماء أكيسُ يعني ورودك الماء مع ماء أحزم وأنفع. وهو حث على الاقتصاد والادخار.

80 - أنا ابن بجدتها أي أنا عام بها. ويقال: هو ابن مدينتها وبجدتها. من مدن بالمكان وبجَد إذا أقام به. ويقال البجدة: التراب. 81 - إن أخاك من آساكَ يقال: آسيت فلاناً بمالي أو غيره إذا جعلته أسوة له. ومعنى المثل: إن أخاك حقيقة من قدمك وآثرك على نفسه. 82 - أنجزَ حُرُّ ما وعد قاله الحارث بن عمرو آكل المرار الكندي، وقيل: (وعدُ الكريم نقْد وتعجيل، ووعد اللئيم مطل وتأجيل) . إذا قلت في شيء نعم فأتمه ... فإن نعم دين على الحر واجبُ 83 - أندمُ من الكسعي هو رجل من بني كسعة، أخذ قوساً من شجرة نبع وعمل من برايتها خمسة أسهم وقال: هن لعمري أسهم حسان ... تلذ للرامي بها البنانُ ثم خرج للصيد وكمن في مخبأ، فمر به قطيع فرمى منه عيراً فجازه السهم فأصاب الجبل. ثم رمي آخر فآخر إلى الخمسة وهو يظن أنه أخطأها؛ فاغتاظوكسر القوس. فما أصبح أبصر الأعيار الخمسة مضرجة حوله والأسهم قربه؛ فندم على كسر القوس، فشد على إبهامه فقطعها تلهفاً، قال: ندمت ندامة لو أن نفسي ... تطاوعني إذن لقطعت خمسي تتبين لي سفاهُ الرأي مني ... لعمر أبيك حين كسرت قوسي وقال الفرزدق مثلاً: ندمت ندامة الكسعي لما ... غدَت مني مطلقة نوارُ

وكانت جنتي فخرجت منها ... كآدم حين أخرجه الضرار العيْر: حمار الوحش والحمار الأهلي أيضا، والأنثى عيرة. 84 - أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قيل للنبي (ص) : ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالما؟ قال: بأن ترده عن الظلم. 85 - إن كنت كذوباً فكن ذكوراً يضرب للرجل يكذب ثم ينسى فيحث بخلاف ذلك. 86 - إن كنت ذقته فقد أكلته يضربه الرجل المجرب للأمور. 87 - إنك لا تجني من الشوك العنبَ أي لا تجد عند ذي المنبت السوء جميلاً. أخذ من قول الشاعر: إذا وترت امرأ فاحذر عداوته ... من يزرع الشوك لا يحصد به عنباً أخذه الشاعرين قول أحد حكام العرب: "من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة، ولن تجني من شوك عنبة". 88 - إن الذليل الذي ليست له عضُدُ أي أنصار وأعوان. ومنه قوله تعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} . وفت في عضده أي كسر من قوته. قال النابغة: تعدو الذئاب على من لا كلاب له ... وتتقي مربضَ المستنفر الحامي يضرب لمن يخذله ناصره. 89 - إن لم يكن وفاق ففراق أي إن لم يكن حب في قرب فالأولى المفارقة. قال أحدهم:

فإما أن تكون أخي بحق ... فأعرف منك غثي من سميني وإلا فاطر حني واتخذني ... عدواً أتقيك وتتقيني 90 - إن الغني طويل الذيل مياسُ أي لا يستطيع الموسر أن يكتم غناه. وقالوا: (أبت الدراهم إلا أن تخرج أعناقها) . 91 - إنه لغضيض الطرف أي يغض بصره عما في حرز غيره. و (تقي الطرف) أي ليس بخائن. قال الشاعر: أعمى إذا ما جارتي خرجت ... حق يواري جارتي الخدرُ 92 - إنه لحولٌ قلبٌ أي مفكر قارح يحتال للأمور ويقلبها ظهراً لبطن. 93 - الناس عبيد الإحسان ويروي: الإحسان يستعبد الإنسان. قال الشاعر: أحسنْ إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسان إحسانُ يضرب للحث على عمل المعروف. 94 - إن البغاُ بأرضنا يستنسرُ البغاث من ضعاف الطير. واستنسر صار كالنسر في القوة. يضرب للضعيف يصير قوياً، وللذليل يغدو عريزاً. 95 - إن غداً لناظره قريب أي لمنتظره. يقال: نظرته أي انتظرته. وهو من قول الشاعر: فإن يك صدر هذا اليوم ولي ... فإن غداً لناظره قريبُ

96 - أنم من زجاجة على ما فيها لأن الزجاج جوهر لا ينكتم فيه شيء لما في جرمه من الضياء. وإذا وقع جوهر الزجاج على المصباح صار الزجاج والمصباح مصباحاً واحداً، قال تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} ، وقال أبو نواس: رق الزجاجُ وراقت الخمرُ ... وتشابها فتشاكل الأمرُ فكإنما خمر ولا قدح ... وكأنما قدح ولا خمرُ 97 - إنما هو كبرق الخلَّب هو البرق الذي لا غيث فيه، والسحاب الذي لا مطر فيه. يضرب لمن يعد ثم يخلف ولا ينجز. قال المعري: المرء إن لم تُفدْ نفعاً إقامتُه ... غيم حمى الشمس لم يمطرْ ولم يسِر 98 - إن من البيان لسحراً يعني أن البيان يعمل عمل السحر. ومعنى السحر: إظهار الباطل في صورة الحق. والبيان: إجمتاع الفصاحة والبلاغة وذكاء القلب مع اللسن. يضرب في استحسان المنطق وإيراد الحجة البالغة. 99 - إنه لألمعيّ ومثله لوذَعِيّ. يضرب للرجل المصيب بظنونه. قال أوسُ بن حجر: الألمعي الذي يظن بك الظن ... كأن قد رأى وقد سمعا وأصله من لمع إذا أضاء ... كأنه لمع له ما أظلم على غيره. 100 - إنه نسيجُ وحده أي أنه واحد في معناه ليس له فيه ثان، انه ثوب نسج على حدته لم ينسجْ معه غيره.

101 - الهيبةُ من الخيبة يعني إذا هبت شيئاً رجعت منه بالخيبة. قال سلمُ الخاسر: من راقب الناس مات غماً ... وفاز باللذة الجسور 102 - أوفى من السموءل هو السموءل بن عاديات صاحب القصيدة المشهورة ومطلعها: إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميلُ ومن وفائه أن امرأ القدس لما أراد الخروج إلى قيصر استودعه دروعه ريثما يعود. فلا مات امرؤ القيس غزا أحد الملوك السموءل، وهدده بقتل ابنه إن لم يسلمه الدروع، فأبي السموءل أن يخفر ذمته، وتحرز بحصنه، فقتل الملك ابنه. ثم سلم السموءل الدروع إلي ورثة امرئ اليدس وقال: وفيتُ بآدرع الكندي إني ... إذا ما خان أقوام وفيت وضرب الحل بوفائه. 103 - أولى الأمور بالنجاح المواظبة والإلحاح يضرب للحث على المداومة لأن فيها النجح والظفر بالمراد. وبمعناه قولهم: (من أدام طرق الباب ولجَّ ولجَ) . 104 - اليد العليا خير من اليد السفلى حديث شريف للحث على الصدقة، يراد منه أن من يعطي أفضل ممن يُعطى. 105 - إياك أعني فاسعي يا جارة أول من قاله سهل بن مالك الفزاري في بيتين أنشدهما على مسمع من امرأة هويها وكانت عقيلة قومها وأجمل أهل دهرها: يا أخت أهل البدو والحضاره ... كيف ترين في فتى فَزاره

أصبح يهوى حرة معطاره ... إياك أعني فاسمعي يا جاره فتطلعت إليه نفسها وكان جميلاً وتزوجته. يضرب لمن يخاطب ناساً ويريد آخرين. 106 - أي الرجال المهذب أول من قاله النابغة في بيته: ولست بمستبق أخاً لا تلمه ... على شعت أي الرجال المهذب يضرب في عذر الصديق. 107 - باقعة من البواقع أي داهية من الدواهي. ويقال للرجل الداهي: باقعة. 108 - بالرفاء والبنين الرفاء: الالتحام والاتفاق من رقوْت الثوب. يقال عند التهنئة بالزواج. 109 - بعض الشر أهون من بعض قاله طرفة بن العبد حين أمر النعمان بقتله: أبا منذر أفنْيت فاستبق بعضنا ... حنانيكَ بعض الشر أهون من بعض 110 - بنان كف ليس فيها ساعدُ يضرب لمن له همة ولا مقدرة له على بلوغ ما في نفسه. 111 - تركتني خبرةُ الناس فرداً أي دعاني اختبار الناس إلى أن أنفرد عنهم. وقيل: (الوحدة خير من جليس السوء) . 112 - تركتهم في حيصَ بيصَ الحيص: الفرار. والبوص: الفوتُ. صيَّرت واوه ياء ليزدوجا. يضرب لمن

يقع في أمر لا مخلص له منه فراراً أو فوتاً. 113 - تشددِي تتفرجي يقال عند اشتداد المصائب. قال الشاعر: أشتدي أزمة تتفرجي ... قد آذنَ ليلُكِ بالبلَج البلوج: الإشراق. بلج الصبحُ: أي أضاء. وقال أبو تمام: وما من شدة إلا ويأتي ... لها من بعد شدتها رخاءُ 114 - تفرقوا أيدي سيأٍ أي تفرقوا تفرقاً لا اجتماع بعده إشارة إلى تفرق عرب اليمن بعد سيل العرم. 115 - تقطع أعناق الرجال المطامعُ ويقال: (مصارع الرجال تحت بروق المطامع) . يضرب في ذم الطمع والجشع. 116 - ثمرة العجِب المقتُ أي من أعجب بنفسه مقته الناس. والعجبُ بالنفس: التكبر والترفع. 117 - جاء بالقضَّ والقضيض القضُّ: الحجارة الكبيرة. والقضيض: الجارة الصغيرة. أي جاء بالكبير والصغير. وقالوا: (جاء القوم قضهم بقضيضهم) ، أي زرافاتِ ووُحداناً. 118 - جاؤوا على بكرة أبيهم البكْرة: الجماعة. يقال: جاؤوا على بكرتهم وبكرة أبيهم أي أجمعهم.

119 - جاء يمشي سبهْلَلا إذا جاء وذهب في غير شيء. قال عمر: (إني لأكره أن أرى أحدكم سبهْلَلا) . 120 - جزاني جزاء سنمّار سنمارُ رجل رومي بنى الخورنق بظهر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس. فلما فرغ منه ألقاه الملك من أعلاه فخز ميتا لئلا يبنيَ مثله لغيره. يضرب فيمن أساء لمن أحسن إليه. وفي الحديث: "التي شر من أحسنت إليه". 121 - جعل كلامه دبر أذنيهِ إذا بلم يلتفت إليه وتغافل عنه. 122 - حلمي أصم وأذني غير صماء أي أعرض عن الخنا بحلمي وإن سمعته بأذني. ومثله: (أصم عما ساءهُ سميع) ، أي يسمع الحسن ويتصامم عن القبيح. قال الشاعر: أحبُّ الفتى ينفي الفواحش سمعهُ ... كأن به عن كل فاحشةَ وقْرا 123 - خيرُ عونِ المرء مالُهُ قال الشاعر: كل انداء إذا ناديت يخذلني ... إلا ندائي إذا ناديتُ: (يا مالي) . 124 - خير مالك ما نفعَكَ أي خير المال ما أنفقه صاحبُه في حياته ولم يخلفه لمن بعده. 125 - دُون ذلك خرط القتادِ الخرْطُ: قشرك الورق عن الشجرة اجتذاباً بكفكَ. والقتادُ: شجر له شوك أمثال الإبر. يضرب للأمر دونه مانع.

126 - وونهُ بيضُ الأنوق الأنوقُ: الرخمة تضع بيضها حيث لا يوصل إليه بعْداً وخفاء. وهي طائر أبقع. يضرب للشيء يتعذر وجوده. 127 - ذهبً دمه أدراج الرياح الأدراج جمع درج وهي طريقها. يضرب في الدم يذهب هدراً. أي باطلاً لا طالب له ولا قود أي بلا دية. 128 - رأي الشيخ خير من جَلَد الغلام أي أن تجربة الشيخ خير من عزم الفتي. 129 - رب أخ لك لم تلده أمُكَ يعني به الصديق. فإنه ربما أربى على الأخ من الأب والأم. 130 - رب أكلة منعت أكلات يضرب في ذم الحرص على الطعام والإفراط فيه. 131 - ربَّ حال أفصحُ من لسان وقيل: (لسان الحال أبين من لسان المقال) . 132 - ربَّ رمية من غير رامٍ أي قد تصيب رمية من رام لا يحسنُ الرماية. 133 - ربَّ ريثٍ يعقب فوتاً هذا مثل قولهم: (للتأخير آفات) ، أي ربما أخر أمر فيفوت. قال الشاعر: وربما فات بعض القوم أمرهم ... مع التأني وكان الحزم لو عجلوا

134 - ربَّ ساع لقاعدٍ قد يظفر المرء بغنيمة هي من كد غيره. وقيل: (ورب امرئ يسعى لآخر قاعد) . وقيل: (هذا يصيد وهذا يأكل السمكا) . 135 - رب علجلة تهب ريثاً الريث: البطء. ويفسر المثل قولهم: (في الثاني السلامة، وفي العجلة الندامة) ، وقول الشاعر: قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزللُ وفي مثل آخر: (الخطأ زاد العجول) ، قال الشاعر: تأن في الشيء إذا رُمته ... لتدرك الرشدَ من الغيَّ وقال آخر: تأن ولا تعجل بلومك صاحباً ... لعل له عذراً وأنت تلوم 136 - ربما خان النمصيح المؤتمن يضرب في ترك الاعتماد على أبناء الزمان لقلة الناصحين. 137 - رجع بخفي حُنين يضرب عند الرجوع بالخيبة. 138 - رضيت من الغنيمة بالإياب يضرب عند القناعة بالسلامة، قال امرؤ القدس: لقد طوفت ما في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب 139 - زُر غباً تزددْ، حُباً الغِب بالكسر: ورود الماء أو الزيارة يوماً بعد يوم. قال الشاعر: إذا شئت أن تقلي فزر متواتراً ... وإن شئت أن تزداد حباً فزرْ غباً

140 - سبقَ السيف الغذلّ العذل: الملام. يضرب في الأمر الذي لا يقدر على ردهِ. قال الطغرائي: إن كان ينجع شيء في ثباتهمُ ... على العهود وفسبق السيف للعذلِ 141 - سحابة صيف عن قريب تقشعُ يضرب احتمال انقضاء الشيء وشيكا. 142 - سقط في يدهِ يضرب للنادم، فإنه يضرب إحدى يديه بالأخرى تندماً وتحسراً. 143 - صاحت عصافيرُ بطنِهِ قال الأصمعي: العصافير: الأمعاء. يضرب للجائع. 144 - صدرك أوسع لسرَك يضرب في الحث على كتمان السر. قال المعري: النجمُ أقرب من سر إذا اشتملت ... مني على السر أحشاءٌ وأضلاعُ وقال المتنبي: وللسر مني موضع لا يناله ... نديم ولا يقضي إليه شرابُ 145 - صرحَ الحق عن محضه أي أنكشف الباطل واستبان الحق فغرف. قال تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} . 146 - ضغثٌ على إبالهْ الإبَّالة: الحزْمة من الحطب. والضغث: قبضة من حشيش مختلطة الرطب باليابس. ومعنى المثل: بليةٌ على أخرى.

147 - طارت عصافير رأسهِ يضرب للمذعور، أي كأنما كانت على رأسه عصافير فلما ذُعر طارت. 148 - طرفُ الفتى يخبر عن لسانه ويروي عن ضميره. وقال بعض الحكماء: (لا شاهد على غائب أعدل من طرف على قلب) . قال الشاعر: العين تبدي الذي في نفس صاحبها ... من المحبة أو بعضِ إذا كانا والعين تنطق والأفواه صامتة ... حتى تري من ضمير القلب تبيانا 149 - طوقَ عمله طوق الحمامة أي لزمته الفعلةُ لزوم الطوق للحمامة لأنه لا يفارقها. 150 - طوى عنه كشحاً الكشحُ: ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلفي. والكاشح: الذي يطوي كشْحهُ على العداوة. يقال: طوى عني كشحاً، وضرب عني صفحاً، وأدرجني في طي النسيان. قال الشاعر: وصاحب لي طوى كشحاً فقلت له ... إن انطواءك هذا عنك يطويني 151 - عاد الأمرُ إلى نصابه يضرب في الأمر يتولاه أربابُه. والنصاب: الأصل. 152 - علمان خير من علم يضرب في مدح المشاورة والبحث. قال الشاعر: شاور سواك إذا نابتك نائبة ... وإن تكن أنت من أهل المشوراتِ 153 - على الخبير ستقطتَ الخبير: العالم ومعنى سقطت عثرت.

154 - عند الرهان يعرفُ السوابقُ يضرب للذي يدعي ما ليس فيه. قال الشاعر: كل من يدعي ما ليس فيه ... كذبته شواهدُ الامتحان 155 - غمامُ أرض جاد آخرينا يضرب لمن يعطي الأباعد ويترك الأرقاب. قال الشاعر: فيالكَ بحراً لم أجد فيه مشرباً ... على أن غيري واجد فيه مسبحاً 156 - غمرتٌ ثم ينجلين الغمرات: الشدائد. يضرب في احتمال الأمور العظام والصبر عليها. 157 - فقدُ الإخوان غُربٌة من قوله: وما غربةُ الإنسان في غربة النوى ... ولكنها والله في عدم الشكلِ وقال أبو تمام: وقلبت أخي قالوا أخ ذو قرابة؟ ... فقلت لهم إن الشكوك أقاربُ 158 - فلما اشتد ساعده رماني يقال في العقوق. وهو من قول الشاعر: أعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني وكم علمتُه نظام القوافي ... في قال قافية هجاني 159 - فمن نجا برأسه فقد ربح الليل داج والكباش تنتطحْ ... نطاحَ أسد ما أراها تصطلح فن نجا برأسه فقد ربح الكباشُ: سادة القوم. ويقال: انتطحت الكتائب. قال الشاعر: وإنا لمما يضرب الكبشَ ضربة ... على رأسه تلقي اللسان من الفمِ

160 - فيه سدادٌ من عوزٍ السدادُ بالكسر: ما تسدد به الخَلة. والعوزُ: الحاجة والفقر. يضرب للقليل يسد به الحاجة. قال الشاعر: أضاعوني وأي فق أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغرِ والسدادُ بالفتح: الصواب. 161 - قتَلَ أرضاً عالمُها أصل القتل التذليل. يقال: قتلت الخمر: إذا مزجتها بالماء. ويقال في ضده: (قتلت أرضٌ جاهلها) . يضرب لمن يباشر أمراً لا علم له به. 162 - قد أحزمٌ لو أجزمُ الحزم: ضبط الرجل أمره. يريد: إن عزمت الرأي فأمضيُته فأنا حازم وإلا لم ينفعني حزمي. قال الشاعر: إذا َهم ألقى بين عينيه عزمَه ... وتكبَ عن ذكر العواقب جانبا نكبَ عنه: مال وعَدَلَ. 163 - قد ألقى العَصا إذا استقر من سفَر أو غيره. قال الشاعر: فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قرَّ عيناً بالإياب المسافرُ 164 - قد نجّذته الأمورُ يضرب لمن أحكمته التجارب. قال الشاعر: أخو خمسين قد تمت شذاتي ... ونجَّذني مداورة الشؤون الشذاة: كقناة بقية القوة والشدة. والناجذ: آخر الأضراس.

165 - قطعت جهيزة قول كل خطيب جهيزه: اسم امرأة، أخبرت فريقين متخاصمين بخبر كان فصل الخطاب. 166 - قلبَ له ظهر المجنَّ المجنُّ: الترس. يضرب لمن كان لصاحبه على مودة ورعاية ثم حال عن العهد. 167 - كأن على رؤوسهم الطير يضرها للساكن الوادع لأن الطير لا تسقط إلا على ساكن. 168 - كل امرئ في بيته صبيَّ أي يطرح الحشمة ويستعمل الفكاهة في أهله وذويه. 169 - كل إناء يرشح بما فيه ويروي: ينضح بما فيها، أي يتحلب، ومعناه يسيل. أي يصدر المرء عما عليه رُبيّ. 170 - كل ذي نعمة محسودٌ يفسر في قولهم: ذو الفضل يحسده ذوو التقصير. قال الشاعر: حسدوا الفتى إذا ينالوا شأوهُ ... فالكل أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وبغياً إنه لذميمُ 171 - كالغراب والذئب يضرب للرجلين بينهما موافقة؛ لأن الذئب إذا أغار على غنم تبعه الغراب ليأكل ما فضل عنه. 172 - كالقابض على الماء يضرب لمن يرجو أمراً مستحيلاً. قال الشاعر:

فأصبحتُ من ليلى الغداة كقابضِ ... على الماء لا يدري بما هو قابضُ ويروى عجزه أيضاً: (على الماء خانته فروجُ الأصابع) . 173 - كل لياليه لنا حنادسُ الحندسُ: الليل الشديد الظلمة. يضرب لمن لا يصلك منه إلا ما تكره. 174 - كلامٌ كالعسل وفعل كالأسلِ الأسلُ: الرماح. يضرب لاختلاف القول والفعل. ومثله: (كلام ليَّن وظلم بين) ، وكذلك: (لسان من رطب ويدٌ من خشب) . قال الشاعر: يُعطيك من طرف اللسان حلاوة ... ويروغ منك كما يروغ الثعلب 175 - كالمستغيث من الرمضاء بالنار يضرب لمن هرب من خلةٍ أي (خصلة) مكروهة فوقع ما أشد منها، وهو من قول الشاعر: المستجير بعمرو عند كُربته ... كالمستجير من الرمضاء بالناء 176 - كما تدينُ تدانُ أي كما تجازَي تُجارَي. يعني كما تعمل تجازى إن حسناً فحسن وإن سيئاً فسيئّ. ويقال: كما تزرع تحصد. يضرب في الحث على فعل الخير. 177 - كمجير أم عامرٍ أم عامر لقب الضبُع. طردها مرة قوم فلجأت إلي خباء أعرابى فحماها منهم وسقاها ماءً ولبناً. فلما نام وثبت عليه وبقرت بطنه فقال أخوه: ومن يصنع المعروف في غير أهله ... يلاقِ الذي لاقى مجيرُآم عامِر 178 - كانت بيضةّ الديك يضرب لما يكون مرة واحدة. قال بشار:

قد زرتني زورةٌ في الدهر واحدة ... ثني ولا تجعليها بيضة الديكِ 179 - كنباحِ الكلاب ذلك أن الكلب في البادية يعيش في العراء والمطر يؤذيه فإذا أبصر غيماً. نبحه. وقد قيل: (كالكلب ينبح من بعُد على القمر) . وقيل أيضاً: (هل يضر السحابة نبح الكلاب) . 180 - لا أصل له ولا فصل يعني لا حَسَبَ له ولا نُطق. 181 - لا في العير ولا في النفير قاله أبو سفيان بن حرب. يضرب للرجل يحطُّ أمره ويصغر قدرُه. 182 - لا لعاً له يقال للعاثر: (لعاً لهُ) إذا دعوا لهُ. و (لا لعاً لهُ) إذا دعوا عليه. قال المتنبي: عثرت بسيري نحو مصرَ فلا لعاً ... بها ولعاً في السير عنها ولا عثرا وقال الأخطل: فلا هدى الله قيساً من ضلالتهم ... ولا لعاًَ لبني زكوان إذ عثروا 183 - لا ناقتي في هذا ولا جملي يضرب عند التنصل من الظلم والإساءة قال الراعي: وما هجرتك حتى قلت معلنة ... لا ناقة لي في هذا ولا جملُ 184 - لا يذهب العرفُ بين الله والناس قاله الحُطيئة وصدره: (من يفعل الخير لا يعدم جوازيهُ) ، يضرب للحث على عمل الخير والمعروف.

185 - لا يشقُّ غبارُهُ أي لا غبار له فيشق من سرعة عدوه، أي لا يُجارى، قال النابغة: أعلمت يوم عكاظ حين لقيتني ... تحت العجاج فما شققت غباري 186 - لا يعدمُ مانع عِلةٌ يضرب لمن يعتل فيمنع شحاً وإبقاء على ما في يده. 187 - لبس له جلد النمر يضرب في إظهار العداوة 188 - لعلَّ له عذراً وأنت تلومُ ومن قول الشاعر: تأن ولا تعجل بلومك صاحباً ... لعَلَّ له عذراً وأنت تلومُ وقال أكثم بن صيفي: (رب ملومٍ لا ذنب له) . يضرب لمن يلومُ امرَأ على أمر وهو يجهل عذرهُ. 189 - لقد أسمعت لو ناديت حياً يضرب لمن يوعظ فلا يقبلُ. وكامل البيت: لقد أسمعت لو ناديت حيّاً ... ولكن لا حياة لمن تُنادي 190 - لكلَّ ساقطة لاقطةٌ هو من قوله الشاعر: لكل ساقطة في الحي لاقطة ... وكل كاسدة يوماً لها سوقُ 191 - لكل مقام مقالٌ أي لكل أمرِ قول لا يحسنُ في غيره.

192 - لله دَرُّهُ أي خيره وعطاؤه وما يؤخذ منه. يقال لكل متعجبِ منه. 193 - لوْ ذاتُ سوارٍ لطمتني المعنى: لو ظلمني من كان كفؤاً لي لهان عليَّ. ولكن ظلمني من هو دوني وذات السوار هي الحرة لأن العرب قلما تلبسُ الإماء الأساور. 194 - لولا الوئام لهلك الأنائمُ الوئامُ: الموافقة. أي لولا توافق الناس في الصحبة والمعاشرة لكانت الهلكةُ. 195 - ما حك ظهري مثل يدي يضرب في ترك الاتكال على الناس. قال الشاعر: ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتول أنت جميع أمركْ وقال الطغرائي: وإنما رجل الدنيا وواحدها ... من لا يعول وفي الدنيا على رجُل 196 - ما ضاعَ من مالك ما وعظكَ قاله أكثم بن صيفي ومعناه: إذا ذهب من مالك شي اتعظت به فما هو بضائع. 197 - ما عدا مما بَدَا أي ما منعك مما ظهر لك أولاً؟ قاله الإمام علي كرم الله وجهه. 198 - مضي لطيتِهِ الطيةُ: الجهة التي إليها يطوي البلاد. يقال: أين طيئُكَ؟ وأين أمُّك؟ أي قصدك.

199 - معاتبة الأخ خير من فقده والمعنى: لأن تعاتبه ليرجع إلى ما تُحبُّ خير من أن تقطعه فتفقده. ويقال: (ظاهر العتاب خير من باطن الحقد) . ويقال: (ويبقى الود ما بقي العتابُ) . والعامة تقول: (العتاب صابون القلب) . 200 - مقتل الرجل بين فَكيهِ قاله أكثم بن صيفي. يضرب في وجوب حفظ اللسان. قال الشاعر: اِحفظ لسانك لا تقول فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق وقال آخر: احفظ لسانك أيها الإنسان ... لا يلدغنك إنه ثعبانُ 201 - ملحُهُ على ركبَتِه يضرب لمن لا ذمام له. والعامة تقول: ملحه على ذيله. 202 - من الحبَّة تنشأ الشجرةُ آي من الأمور الصغار تنتج الكبار. ومثله: (العصا من العصيَّة والحيَّة من الحُييَّة) ، ومثله: (ومعظم النار من مستصغر الشرر) . 203 - من الرفش إلى العرش يعني كان نازلاً فصار مرتفعاً. قال الشاعر: بالأمس كنا عبيداً قي منازلنا ... واليوم صرنا ملوك السهل والجبَل 204 - من عز بزْ قالته الخنساء: كأن لم يكونوا حميّ يُتقى ... إذا الناس إذ ذاك من عز بَزا أي من غلب سلبَ.

205 - من غربل الناس تخلوهُ أي من فتش عن أمور الناس وأصولهم وتقصى عيوبهم بالغربال. دققَ الناس عنه بالمنخل. (وهو أضيق عيناً من الغربال) . يضرب في عدم الخوض في أعراض الناس. 206 - من قلَّ ذلَّ من قلَّ أنصاره غُلبَ. قال النابغة: تعدو الذئاب على من لا كلاب له ... وتتقي مربضَ المستنفر الحامي 207 - من قنعَ بما هو فيه قرتْ عينُهُ أي من رضي باليسير طابت معيشته. قال الشاعر: غني النفس ما يكفيك من سدَّ خلةٍ ... فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقْرا 208 - موالينا كثر ما احتاجوا إلينا الموالي: المناصرون. قال الشاعر: موالينا إذا افتقروا إلينا ... وإن أثروا فليس لنا موالي أي هم أصحابنا ما داموا محتاجين إلينا فإذا استغنوا انصرفوا عنا. 209 - نفسُ عصام سودتْ عصاما وتتمته: (وعلمته الكرَّ والإقداما) و (صيرتهُ ملكاً هماماً) . وفي المثل: (كن عصامياً ولا تكن عظامياً) أي أفتخر بنفسك لا بآبائك. وقال الشاعر: إذا ما الحيُّ عاش بعظم ميتِ ... فذاكَ العظَمُ خي وهو ميتُ 210 - هذه بتلك والبادي أظلمُ أي واحدة بواحدة.

211 - هلك من تبع هواهُ قال الشاعر: وعاص الهوي الُمردي فكم من محلقٍ ... إلى الجو لما أن أطاع الهوى هَوى 212 - هما كفرسي رهانٍ يضرب للاثنين إنما غاية يستبقان فيستويان. ومثله (هما كركبتي البعير) . 213 - هو إمعهْ إمعةٌ وإمعٌ: الرجل الضعيف الرأي الذي يقول لكل: (أنا معك) ، قال الإمام علي: ولستُ بإمعةٍ في الخطو ... ب أسائلُ هذا وذا ما الخبرْ 214 - هو على حبْل ذراعكَ أي هو أمره إليك. يضرب في قرب المتناول. 215 - هو كدُودَةِ القزَّ تعمل لغيرها وتُهلك نفسها. قال الشاعر: كدودٌ كَدود القز يعمل دائباً ... ويهلك غماً بالذي هو ناسحُهْ ومثله (كفأرة المسك يؤخذ خشوها ويُنبذ جرمُها) . ويقال: (هو كصحيفة المسَن) لأنها تأخذ ولا تقطع. قال الشاعر: يا حَجَرَ السن حتى متى ... تسُّن الحديَ ولا تقطعُ 216 - هو مثل النعامة إن أريد تحميلها قالت: أنا طائر. وإن أريد تطيرها قالت: أنا ناقة. قال الشاعر:

مثل النعامة إن قيل احملي لحقتْ ... بالطير أو طيرت صارت مع الإبل 217 - وافق شنَّ طبقةٌ كان شن من دهاة العرب وعقلائهم، فجعل يضرب في الأرض رجاء أن يظفر بامرأة ممثله يتزوجها إلا أن خطير بما يصبو إليه وتزوج من (طبقة) وكانت تضارعه فطنة وعقلاً. فقال الناسُ: (وافق شن طبقة) ، فذهب قولهم مثلاً يضرب. لكل متماثلين. 218 - وبعد بلاء المرء فاذمُم أو احْمَدِ أي لا تحكم إلا بعد الاختبار. قال الشاعر: لا تحمدن امرأحتى تجربه ... ولا تذمنه من غير تجريب وقيل: (لا تهرف بما لا تعرف) ، الهرفُ: الإطناب بالمدح. يضرب لمن يتعجل بمدح الشيء قبل تمام معرفته. 219 - وعند جُهَيْنةَ الخبر اليقين يضرب في أن الخبر الموثوق يكون عند العالم به حقاً دون غيره. 220 - وهل يخفى القَمر يضرب للأمر المشهور. قال ذو الرُّمة: وقد بهرْت فما تخفى على أحدٍ ... إلا على أحد لا يعرف القَمَرا 221 - يا طبيبُ طبَّ لنفسِكَ وقالوا: (طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ) . يضرب لمن يدعي علماً لا يحسنه. 222 - يبني قصراً ويهدم مصراً يضرب لمن شره أكثر من خيره.

223 - يتلونُ تلوُّن الحرباء الحرباء: حيوان على هيئة السمك يتلون ألواناً. وإذا رأى ما يروعه تشكل بشكل ينفر منه من يريده بسوء. يضرب لمن لا يثبت على حالة. 224 - يداك أوكتا وفوك تفَخَ شوهد رجل يهم باجتياز النهر على ظهر قربة نفخها ولم يحكم ربط فمها. فلما توسط الماء انحل الوكاءُ وأنسل الهواءُ فجعل يتخبط ويصرخ: فقيل له: يداك أوْكتا وفوك نفخ ... ونفسك الجاني علام الصرخ هم بالأمر: أراده. وأهمه الأمر: أقلقه وأحزنه. أوكتا: شدتا الوكاء، وهو حبل يشد به رأس القربة. يضرب لمن لا يحكم أموره ويقع في شر عمله. 225 - يرعدُ ويبرُقُ رعدَ الرجل وبرَق: إذا هدد. قال الشاعر: أبرق وأرعد يا يزيدُ ... فما وعيدُك لي بضائرْ 226 - يشجُّ ويأسُو أي يجرح ويداوي، يضرب لمن يصيب في التدبير مرة ويخطئ مرة. قال أبن زيدون: ما على ظني باسُ ... يجرحُ الدهرُ وياسو وقال آخر: إني لاكثر مما سُمتني عجباًً ... يد تشجُّ وأخرى منك تأسوني والتأسية: التعزية. 227 - يعلمُ من أين تؤكل الكتفُ ويروى (من حيث تؤكل الكتف) . يضرب للرجل الداهية.

228 - يمشي رويداً ويكونُ أولاً يضرب للرجل يُدرك حاجته في دعةٍ وتؤدة. قال الشاعر: تسألني أم الوليد جملاً ... يمشي رويداً ويكون أولا 229 - يصبحُ ظمآن وفي البحر فُمهُ يضرب لمن عاش بخيلاً مثرياً 230 - يغرِف من بحرٍ يضرب لمن ينفق من ثروة. 231 - كالقرِلَى إن رأى خيراً تدَلّى أو رأى شراً تولّى القرلّى: طائر مائي عين منه على الماء وعين إلي السماء، فإن رأى في الماء صيداً انقض عليه. وإن رأى في الجو جارحاً ولى هارباً. يضرب لمن يهجم على الغنم ويهرب من الغرْمِ.

الأمثال في أبيات الشعراء وأقوال الحكماء

الأمثال في أبيات الشعراء وأقوال الحكماء المثل في الشعر كثير في الأبيات، فمنها ما فيه مثل واحد، ومنها ما فيه مثلان أو ثلاثة إلى ستة أمثال: فما جاء فيه مثل واحد قال عنترة: نبئتُ عمراً غير شاكر نعمتي ... والكفر مخبثة لنفس المنعم وما فيه مثلان: قول أبي الطيب: أعز مكان في الدنا سرج سابح ... وخير جليس في الأنام كتاب وما فيه ثلاثة أمثال: قول زهير: وفي الحلم إذعان وفي العفو دربة ... وفي الصدق منجاة من الشر فاصدق وما فيه أربعة أمثال: قول ابن رشيق: كلَّ إلى أجل والدهر ذو دُولٍ ... والحرصُ مخيبة والرزق مقسوم وما فيه خمسة أمثال: قول القزاز: خاطر تفدْ وارتد تجدوا اكزُمْ تسُدْ ... وانقُد تقُد واصغر تُعدَ الأكبرا وما فيه ستة أمثال: قال أحدهم: خذ العفو وأب الضيم واجتنب الأذى ... وأغضِ تسد وارفق تنلْ واسمح تُحمد

من شعر أبي الطيب وللسرَّ مني موضع لا ينالهُ ... نديمٌ ولا يفضي إليه شرابُ أعزُّ مكان في الدنا سرج سابحِ ... وخير جليس في الأنام كتابُ وكل امرئ يولي الجميل محببٌ ... وكل مكان ينبت العز طيبُ ولو جاز أن يحْحووا علاك وهبتها.... ولكن من الأشياء ما ليس يوهبُ فما الحداثة من حلْم بمانعةٍ ... قد يوجد الحلمُ في الشبان والشيب نحن بنو الموتى فما بالنا ... تعافُ ما لابدَّ من شربه تبخلُ أيدينا بأرواحنا ... على زمان هُن من كسْبه فهذه الأرواح من جوه ... وهذه الأجسام من تُربه يموتُ راعي الضأن في سربه ... ميتة جالينوس في طبَّه وغاية المفرط في سلمهِ ... كغاية المفرط في حرْبهِ ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدؤاً له ما من صداقته بُدُّ وحيد من الخلان في كل بلدة ... إذا عظُمَ المطلوب قل المساعدُ بذا قضت الأيام ما بين أهلها ... مصائب قوم عند قوم فوائدُ إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ووضع الندى في موضع السيف في العُلى ... مُضر كوضع السيف في موضع الندى ومن جعل الضرغام بازاً لصيده ... تصيده الضرغام فيما تصيدا إنما تنفعُ المقالة في المر ... ء إذا صادفته هوى في الفؤاد وإذا الحلم لم يكن في طباع ... لم يحلم تقدم الميلاد ومن ينفق الساعات في جمع ماله ... مخافة فقر فالذي فعل الفقرُ ومن جهلت نفسهُ قدرهُ ... رأى الناس منه ما لا يرى وما الحسن في وجه الفتى شرف له ... إذا لم يكن في فعله والخلائق وإذا الشيح قال أفَّ فما ملَّ حياة وإنما الضعف ملاّ

آلةُ العمر صحة وشبابٌ ... فإذا وليا عن المرء ولّى يهون علينا أن تصاب جسومنا ... وتسلم أعراض لنا وعقولٌ وإذاً ما خلا الجبان بأرض ... طلب الحرب وحده والنزالا من أراد التماس شيء غلاباً ... واغتصابا لم يلتمسهُ سُؤالا لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجودُ يُفقرُ والإقدام قتالُ ذريني أنل مالا يُنال من العُلى فصعب العلى في الصعب والسهل في السهل تريدين لقيان المعالي رخيصة ... ولابد دون الشهد من إبر النحل ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدمُ والظلم من شيم النفوس فإن تجدْ ... ذا عفةٍ فلعلةٍ لا يظلم ومن العداوة ما ينالك نفعُه ... ومن الصداقة ما يضر ويؤلم وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفتهُ من الفهم السقيم وإذا كانت النفوس كباراً ... تعبت في مرادها الأجسام على قدرأهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النجوم فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونهُ ... وصدق ما يعتاده من توهم ولم أر في عيوب الناس عيباً ... كنقص القادرين على التمام ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الأنام ولو كانوا ذوي رحم أفاضل الناس أغراض لذا الزمن ... يخلو من الهم أخلاهم من الفطن الرأي قبل شجاعة الشجعان ... هو أول وهي المحل الثاني لولا العقول لكان أدنى ضيغم ... أدنى إلى شرف من الإنسان ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

وإذا لم يكن من الموت بدَّ ... فمن العجز أن تموت جبانا إذا الجود لم يرزق خلاصاً من الأذى ... فلا الحمد مكسوباً ولا المال باقيا وللنفس أخلاق تدل على الفتى ... أكان سخاء ما أتي أم تساخيا ومن أرجوزة أبي العتاهية هي المقادير فلمني أو فذرْ ... إن كنت أخطأت في أخطا القدرْ ما انتفع المرء بمثل عقله ... وخيرُ ذخر المرء حسن فعله إن الشباب والفراغ والجذه.... مفسدة للمرء أي مفسده مازالت الدنيا لنا دار أذىّ ... ممزوجة الصفو بألوان القذى الخير والشر بها أزواجُ ... لذا نتاجٌ ولذا نتاجُ من لك بالمحضِ وليس محضُ ... يخبثِ بعضٌ ويطيب بعضٌ إنك لو تستنشق الشحيحا ... وجدته أنتن شيء ريحاً والخير والشر إذا ما عُدا ... بينهما بوْن بعيد جدا

من كتاب الصادح والباغم ديك صدوح وصداحٌ: رفيع الصوت. وفي المجاز: قينة صادحة، وحاد صيدحٌ. البغام: الصوت الرخيم للناقة والظبية. العيش بالرزق وبالتقدير ... ولبس بالرأي ولا التدبير في الناس من تسعده الأقدارُ ... وفعله جميعه إدبارُ وقد علمت واللبيب يعلم ... بالطبع لا يُرحم من لا يَرحَمُ جهد البلاء صحبة الأضداد ... فإنها كي على الفؤاد وأنتهز الفرصة إن الفرصة ... تصير إن تنتهزها غصهْ والحزم والتدبير روح العزم ... لا خير في عزم بغير حزم وفي الخطوب تظهر الجواهر ... ما غلب الأيام إلا الصابر لكل شيء مدة وتنقضي ... ما غلب الأيام إلا من رضي لا تحتقر شيئاً صغيراً تحتقرْ ... فربما أسالت الدم الإبرْ والغدر بالعهد قبيح جداً ... شر الوري من ليس يرعى العهدا من أقوال الحكماء أكثم بن صيفي: عدو الرجل حُمقه، وصديقه عقله. رب قول أشدُّ من صوْل. من مأمنه يؤتى الحذِرُ ... الليلُ أخفى للويْل المرء يعجز لا المحالة ... مقتل الرجل بين فكيهِ. إبراهيم الصولي: مثل الأصدقاء كالنار قليلها متاعٌ وكثيرها بوارٌ. أبو ذر الغفاري: قول الحق لم يدع لي صديقاً.

الحسين بن سهل: عجبت لمن يرجو من فوقه كيف يظلم من دونه. لا يصلح للصدر إلا واسع الصدر. عمر بن عبد العزيز: إن الليل والنهار يعملان فيك فاعملْ فيهما. الشبْلي: نور الحقيقة أحسن من نور الحديقة. الفضل بن سهل: الأمور بتهامها، والأعمال بخواتيمها، والصنائع باستدامتها. أحمد بن سليمان: من صدقت لهجتُه وضحت حجته. عبد الله بن جعفر: أمطروا المعروف مطراً فإن أصاب الكرام كانوا له أهلا وإن أصاب اللئام كنتم لما صنعتم أهلاً. أرسطو: اعص الهوى وأطع من شئت. أفلاطون: ينبغي أن نشفق علي أولادنا من إشفاقنا عليهم. لا تُعان إصلاح ما عظم فسادهُُ فيحيلك إلى الفساد قبل أن تحيله إلى الصلاح. إذا قويت نفسي. الإنسان اعتقد على الرأي والجد وإذا ضعفت اعتمد على البخت والجد. وقيل له: لم لا تجتمع الحكمةُ والمال؟ فقال: لعز الكمال. حكيم: من أفرط كمن فرط. ومن احتفل في غلوه استقل في عُلوه. من المروءة اجتنابُك ما يشينك واختيارك ما يزينك. من أطاع غضبه أضاع أدبه. ومن أدب أولاده أرغم حساده. من لانت كلمته وجبت محبته. المرء حيث يضع نفسه.

الخاتمة في علم الكتابة

الخاتمة في علم الكتابة عرفه العلماء بأنه علم بأصول يُعرفُ بها تأدية الكتابة على وجه الصحة. وقيل أيضاً: هو قانون تعصم مراعاته من الخطأ في (الخط) كما تعصم قواعد النحو من الخطأ في (اللفظ) . وينحصر موضوعه في أربعة أبواب: 1 - الحروف التي تفصل في موضع وتوصل في موضع آخر، مثل حرف (ما) في نحو: طال ما وطالما، وإن ما وإنما، وقل ما وقلما وغيرها. 2 - الحروف التي تُبدل نحو: نما ورمى أصلها نمو ورمَي. ومثلها: سماء وبناء واتقاء وازدراء وغيرها. 3 - الحروف التي تزاد نحذو الألف في: أكلوا وشربوا. والواو في عمرو. 4 - الحروف التي تنقص كحذف الواو من داود وطاوُس وغيره. وكان أرباب الفصاحة من السلف يلزمون أنفسهم بأصول الكتابة لتكون صحيحة خالية مما يُعاب وينقد، ويلحنون من يحيد عن قواعد الكتابة حرصاً على سلامة اللغة ونقائها. وكان الخلفاء والولاة يقدمون أهل اللغة والأدب، ويغدقون عليهم الأموال تكريمً لهم وترغيباً لمن يسير على نهجهم. حدث أبو بشير

محمد بن فالح عن النضر بن شُميل قال: "كنت أدخل على المأمون في سمرِه، فدخلت عليه ذات ليلة، فجرنا الحديث إلى ذكر النساء، فقالت المأمون: حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمهالها كان فيها سداد من عوزٍ. فقلت: "سدادٌ من عوز"، فقال المأمون: ويحك يا نضر أتلحنني؟ قلت: السداد ههنا لحنٌ، وكان هُشيم لحَّانة فتبعه أمير المؤمنين بلفظه. قال: وما الفرق بينهما؟ قلت: السداد: القصد بالدين والسبيل. والسداد (بالكسر) : البُلغة. وما سددت به شيئا فهو سداد. قال: وتعرف العرب هذا؟ قلت: نعم، العرجي يقول: أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة سدادِ تغرِ قال المأمون: قبح الله من لا أدب له. ثم قال: ما مالكَ يا نضر؟ قلت: أريضة لي بمروَ أتصابُّها وأتمززها. فأمر لي بخمسين ألف درهم وزاد عليها الفضل بن سهل ثلاثين ألفاً. فأخذت ثمانين ألف درهم بحرف استفاده مني. * * * والكتابةُ والكتابُ والكتبُ مصادر فعل (كتبََ) : إذا خط بالقلم وضمَّ وجمع. يقال: كتَبَ قرطاساً إذا ضم فيه حروفاً وجمعها إلي بعضها. وكتب كتائب الجيش: إذا جمعها. ويستعار الكتب بمعنى الطعن. ومنه قوله البوصيري: والكاتبون بسمْر الخط ما تركتْ ... أقلامُهم حرف جيم غير منعجم

وشاع إطلاق الكتابة عرفاً على أعمال الكتابة باليد وتصوير الحروف ونقشها. واصطلاحاً عند الأدباء على صناعة الإنشاء بدليل قولهم: "بُدئت الكتابة بعبد السيد وختمت بابن العميد". ويقولون: فلان شاعر وفلان كاتب أي: منشئ. قال الشاعر: وما كل من لاق اليراعَ بكاتب ... ولا كل من راش السهام بصائب ومن الألفاظ المرادفة للكتابة بالمعنى: الخط والسطر والسْفر والزبرُ والرسْم والرقم والتحرير. ولما كان الخط وعاء الكتابة وقوامها حسُن أن نورد ما ذكره العلماء المؤرخون بشأن الخطوط عامة والخط العربي خاصة: قال ابن خلكان وتبعه الدميري في حياة الحيوان والحلبي في السيرة: "إن كتابات الأمم في المشرق والمغرب اثنتا عشرة كتابة، خمس منها ذهب من يعرفها وهي الحميرية والقبطية والبربرية واليونانية والأندلسية. وثلاث فقد من يعرفها في بلاد الإسلام ومستعملة في بلادها وهي: الهندية والصينية والرومية. وأربع منهما باقية ومستعملة في بلاد الإسلام وهي السريانية والفارسية والعبرانية والعربية". والحميرية هي خط أهل اليمن قوم هود وهم عاد الأولى، وكانت كتابتهم تسمى (المُسند) . وقال المقريزي في الخطط: " الخط المسند هو القلم الأول من أقلام حمير وملوك عاد ". وقال السيوطي في المزهر: "المشهور عند أهل العلم أن أول من كتب بخطنا عرب طيب طي، ثم علموه أهل الأنبار، ومنهم انتشرت الكتابة في العراق الحيرة وغيرها". وقال النووي: "إن أهل الحجاز تعلموا الخط من أهل الحيرة".

وقال ابن خلدون في المقدمة: "إن أهل الحجاز لقنوها (أي الكتابة) من الحيرة، ولقنها أهل الحيرة من التبابعة وحمير، وهو أليقُ الأقوال". * * * ولما بزغت شهس الإسلام في الحجاز وكتب القرآن في المصاحف منقوطاً مشكولاً تحسن الخطة وساير الحضارة في بلاد العرب والإسلام تقدماً وإزدهاراً على يد المبدعين من نوابغ الخطاطين حتى بلغ غاية الجمال والكمال على يد الوزير أبي علي بن مقلة الذي جاء على رأس القرن الثالث للهجرة، فهو الذي هندس الحروف وأجاد تحريرها. وعنه انتشر الخط المعروف في مشارق الأرض ومغاربها قال أبو حيان التوحيدي في رسالته (علم الكتابة) فيما رواه عن ابن الزنجي قال: "أصلح ألخطوط وأجمعها لأكثر الشروط، ما عليه أصحابنا في العراق؛ فقيل له: ما تقوم في خط ابن مقلة؟ قال: ذاك نبيُّ فيه، أُفرغّ الخط في يده كما أوحي إلي النحل في تسديس أبياتها". وقال الصاحب بن عباد: خط الوزير ابن مقلة ... بستان قلب ومقله وقال آخر: وأجاد السطور في صفحة الخدَّ ... ولم لا يجيد وهو ابن مقله واستمر الخط العربي يتطور إبداعاً وجمالاً، وتعددت أنواعه، فكان منها الكوفي الرائع والديواني والفارسي والنسخ والثلث، ورسمت الطغراء، وكتبت المصاحف موشاة بماء الذهب ومنقطة بالألوان المتآلفة. وفي حسن الخط قال إبراهيم الصولي: "يوصف الخط بالجودة إذا اعتدلت أقسامه، وطالت ألفه ولامه، واستقامت سطوره، وضاهى صعوده حدورُه،

وتفتحت عيونه، ولم تشتبه راؤه ونونه، وأشرق قرطاسه، وأظلمت أنفاسه، واندمجت وصوله، وتناسب دقيقه وجليله". وقال ابن المعتز في خطاط: إذا أخذ القرطاس خلت يمينه ... تفتّضح نوراً أو تنظم جوهرا وقال أحدهم في بلاغة إبراهيم الصولي وفي حسن خطه: يؤلف اللؤلؤ المنثور منطقهُ ... وينظم الدرَّ بالأقلام في الكتب وقال عبيد الله بن عباس: "الخط لسان اليدِ". وقال أبو هلال العسكري: الكتبُ عقل شوارد الكلم ... والخط خيط في يد الحكمِ والخط نظم كل منتثر ... منها وفصَّل كل منتظمِ ولما أفلت شمس الحضارة اختفت تلك الخطوط البديعة، ولا تزال مجموعات منها محفوظات عند الهواة وفي خرائط المتاحف، وأصبحت الخطوط سقيمة ولا سيما خطوط الطلاب لفقدان من يدربهم على الخط الصحيح وقواعده القويمة. ولعل أهل المعرفة في بلاد العرب يسعون لإحياء هذا الفن الجميل. * * *

§1/1