القطع والائتناف

أبو جعفر النَّحَّاس

مقدمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يسر الحمد لله الذي افتتح بالحمد كتابه وجعل لأهل العلم والعمل ثوابه وصلى الله على سيدنا محمد عبده الأمين ورسوله المكين المرسل بالكتاب المحكم الآيات البين العلامات فأمره جل ثناؤه بترتيل الكتاب وقراءته على الناس على مكث، فالقراءة بالترتيل والمكث واجبة بنص القرآن، والترتيل: التبين كما قرئ علي بكر بن سهل عن عبد الله ويوسف قال حدثنا عيسى قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس في قوله {ورتل القرآن ترتيلا}، قال بينه تبيينًا، قال أبو جعفر فمن التبيين تفصيل الحروف والوقف على ما تم معناه منها وبهذا جاءت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله عليه السلام «لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة» وغير ذلك مما سنذكره في هذا الكتاب إن شاء الله، وهذا الكتاب نذكر فيه التمام في القرآن العظيم وما كان الوقف عليه كافيًا أو صالحًا، وما يحسن الابتداء به وما يجتنب من ذلك، وهو علم يحتاج إليه جميع المسلمين، لأنهم لا بد لهم من قراءة القرآن ليقرؤوه على اللغة التي أنزل الله جل وعز كتابه بها وفضلها ومدحها فقال جل ثناؤه [1/ 1]

{بلسان عربي مبين}، وقال جل وعز {الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان}، فمن البيان تفصيل الحروف والوقف على ما قد تم والابتداء بما يحسن الابتداء به. قال أبو جعفر وتبيين ما يجب أن يجتنب من ذلك ونؤلفه سورة سورة كما تقدم في كتبنا غير أنا نذكر قبل ذلك أشياء من فضائل القرآن وأهله، ونقصد من ذلك ما لم يكن مطرح الإسناد لأن الفضائل قد كثر فيها ما هو مطرح الإسناد ثم تذكره بعده باب صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وتبينه إياها وإنكاره الوقف على غير تمام ونهيه عن خلط آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب بآية رحمة ونذكر بعده باب مذاهب الصحابة والتابعين في التمام ونذكر بعده باب ما يحتاج إليه من حقق النظر في التمام وما انتهى إلينا من كلام الصحابة ومن بعدهم من القراء والعلماء والنحويين في التمام واختلافهم في ذلك وما هو أولى، قال أبو جعفر: ولست أعلم أحدًا من القراء والأئمة الذين أخذت عنهم القراءة له كتابًا مفردًا في التمام إلا نافعًا ويعقوب، فإني وجدت لكل واحد منهما كتابًا في التمام، وأما النحويون فلهم كتب سنذكر منها ما يحتاج إليه في هذا الكتاب، فمن النحويين سعيد بن مسعدة وسهل بن محمد وأحمد بن جعفر ولمحمد بن الوليد شيء قد كان عمله في التمام وفي كتب [1/ 2]

الكسائي والفراء وأبي عبيدة وغيرهم مما يحتاج إليه في هذا الكتاب وسيمر بك إن شاء الله. وإن كان غير نافع ويعقوب من القراء قد ذكر في التمام شيئًا فليس يخلو أمره من أحد جهتين: إما أن يكون لهم شهرتهما وإما أن يكون ليس مثلهما كما قرئ على أحمد بن محمد بن الحجاج عن محمد بن رمح عن الليث بن سعد قال: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة ونافع بن أبي نعيم إمام الناس كلها في القراءة، قال وحدثنا أحمد بن صالح ويونس عن ابن وهب قال: قراءة نافع سنة وقرئ على بكر بن سهل عن عبد الرحمن عن أبي جعفر قال حدثنا ابن عيينة عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «سيأتي على الناس زمان يضربون أكباد الإبل في طلب العلم فلا يوجد إلا عند عالم المدينة»، وقال مصعب قال ابن عيينة يرى أن الحديث يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة إنه مالك بن أنس. وقرئ على أحمد بن شعيب عن علي بن محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن كثير عن سفيان بن عيينة عن ابن جريح عن أبي الزناد عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يضربون أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون عالمًا أعلم من عالم المدينة»، قال أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، الصواب عن ابن جريح عن أبي الزبير عن أبي صالح، وأبو الزناد [1/ 3]

خطأ، قال وأرجو أن يكون العالم مالك بن أنس، قال أبو جعفر وإنما ذكرنا هذا لأن نافعًا ومالكًا كانا في عصر واحد بالمدينة. وسمعت محمد بن أحمد بن أيوب يعرف بابن شنبوذ، يقول كان يعقوب بن اسحق الحضرمي إمام أهل البصرة في عصره في القراءات وكان يأخذ أصحابه بعدد الآي فإذا أخطأ أحدهم في العدد أقامه، قال ابن شبنوذ: حدثني بذلك أحمد بن محمد بن شيبة العطار البصري، قال: حدثنا محمد بن شاذان الطيالسي البصري وكان أكبر رجال يعقوب الحضرمي إلا ما شاء الله، قال: كنا نقرأ على يعقوب فيأخذنا بالعدد فإذا أخطأ أحدنا في العدد أقامه. [1/ 4]

باب ذكر أشياء من فضائل القرآن وفضائل أهله

باب ذكر أشياء من فضائل القرآن وفضائل أهله قال أبو جعفر قرئ على أحمد بن سهل المروزي عن علي بن الجعد قال: حدثنا شعبه عن علقمه بن مرثد قال سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن أبي عبد الرحمن وهو عبد الله بن حبيب المقرى السلمي عن عثمان بن عفان رحمه الله قال سعد: قلت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال «إن خيركم من قرأ القرآن وعلمه»، قال أبو عبد الرحمن فذلك الذي أقعدني هذا المقعد. وحدثنا أحمد بن محمد الأزدي قال: حدثنا علي بن معبد قال: حدثنا أحمد بن اسحاق الحضرمي ويحيى بن اسحاق السيلحيني قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد: قال حدثنا عبد الرحمن بن اسحاق عن النعمان بن سعد قال: سمعت عليًا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، ورواه شريك عن عاصم بن أبي النجود عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خيركم من قرأ القرآن وأقرأه»، وقرئ على أحمد بن علي بن سهل عن علي بن الجعد قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «مثل الماهر بالقرآن مثل [1/ 5]

السفرة الكرام البررة والذي يقرأه وهو عليه شاق ويتعهده فله أجران». قال حدثنا أحمد بن علي وحدثنا هارون بن عبد الله قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر قال: حدثنا مالك بن دينار قال: بلغنا أن الله عز وجل يقول «إني أهم بعذاب خلقي أو عبادي فأنظر إلى جلساء القرآن وعمار المساجد وولدان الإسلام فيسكن غضبي». حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن داود الأنباري بالأنبار قال: حدثنا حميد بن الربيع قال: حدثنا أبو هدبة قال: حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من تعلم القرآن وعلمه ولم يحرفه وأخذ بما فيه فأنا له شافع ودليل إلى الجنة». وحدثنا ابن داود قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد قال: حدثنا أبو عاصم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إقرأوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه أما أني لا أقول ألم حرف ولكن ألف عشر ولام عشر وميم عشر فتلك ثلاثون». قال حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا مروان بن معاوية عن عبد الملك بن ابجر عن المنهال بن عمر وعن قيس بن سكن قال: «تعلموا القرآن فإنه يكتب منه بكل حرف عشر حسنات ويكفر بها عشر سيئات أما أني لا أقول ألم (حرف) ولكن أقول ألف عشر ولام عشر وميم عشر». [1/ 6]

وقرئ على أحمد بن شعيب بن علي عن عبد الله بن سعيد عن عبد الرحمن قال: حدثنا عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة عن أبيه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن لله عز وجل أهلين من خلقه» قالوا ومن هم يا رسول الله؟ قال «هم أهل القرآن هم أهل الله وخاصته»، قال أبو جعفر يجب أن يكون أهل القرآن العاملين به إنما أنزل ليعمل به لا ليحفظ فقط، ومعنى هذا التأويل يروى عن عمر غير أنه قرئ على أحمد بن محمد بن الحجاج عن يحيى بن سليمان قال: حدثنا ابن معاوية قال: حدثنا الحجاج عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري (قل بفضل الله ورحمته)، قال: فضل الله جل وعز القرآن ورحمته أن جعلكم من أهله. حدثنا محمد بن أحمد الأزدي قال: حدثنا يزيد بن سنان قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال: حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي مليح الهذلي عن وائلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «أعطيت مكان التوراة السبع، وأعطيت مكان الزبور المنين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل»، قال أبو جعفر: وهذا الحديث يبين لك أن تأليف القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مؤلفًا من ذلك الوقت وإنما جمع في المصحف على شيء واحد لأنه قد جاء هذا الحديث بلفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأليف القرآن وفيه أيضًا من العلم الدلالة على أن سورة الأنفال سورة على حدة وليست من براءة. قال أبو بشر عن سعيد بن جبير: السبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس، وقال غيره سميت [1/ 7]

طوالا لطولها، والمنون ما كان فيها مائة آية أو قريب منها بزيادة أو نقصان، والمثاني لأنها ثنت المنين أي كانت بعدها، فالمنون لها أوائل والمثاني لها ثوان وقيل لتثنية الأمثال فيها والخبر وهذا يروى عن ابن عباس وسمى المفصل لكثرة الفصول التي بين كل سورة. قرئ على عبد الله بن محمد بن عبد العزيز عن شيبان بن فروخ قال: حدثنا عمر بن الأبح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه». قال أبو جعفر: ولا يلتفت إلى قول من ازرى على معلمي القرآن فظاهر مذهبه الإلحاد به، وقد ازرى هذا الرجل على الخلفاء الراشدين المهديين وقصد أهل السنة وأهل الحديث الناقلين لسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنقص والسب وترك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه». وحدثنا محمد بن أحمد بن جعفر الوكيعي قال: حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن الحكم بن هشام عن عبد الملك بن عمير قال: كان يقال أنقى الناس عقولاً قراء القرآن. وقرئ على أحمد بن علي بن سهل عن محمد بن بكار قال: حدثنا [1/ 8]

أبو معشر قال: سمعت طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن من تعظيم جلال الله جل وعز تعظيم حامل القرآن غير الجافي عنه ولا الغالي فيه وأن من تعظيم جلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وإكرام الإمام العادل». وحدثنا محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي حدثنا ابن أبي شيبة قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحق عن مرة عن عبيد الله قال «من أراد العلم فلينشر القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين». وحدثنا محمد بن أحمد بن جعفر قال: قال حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز لا يفرض إلا لمن قرأ القرآن، وكان أبي ممن قرأ ففرض له. وحدثنا محمد بن أيوب بن حبيب، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، حدثنا يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير عن عبد الحميد عن الشيباني عن بشير بن عمرو، أن سعد بن أبي وقاص فرض لمن قرأ القرآن ألفين ألفين. وحدثني محمد بن أيوب قال: حدثنا اسحاق قال: حدثنا إسماعيل بن نعيم قال: حدثنا العلاء بن عمرو قال: حدثنا خلف بن خليفة، حدثنا أبو هشام الرماني قال: سمعت زاذان يقول قال علي بن أبي طالب وابن عباس «ليس من مسلم قرأ القرآن إلا وله في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار، فإن أخذها في الدنيا وإلا أخذها غدًا بين يدي الله عز وجل». [1/ 9]

وقرئ على أحمد بن شعيب عن إسحاق بن منصور حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يقال لصاحب القرآن إقرأ وإرقا ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها». [1/ 10]

باب ذكر صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وتبيينه إياها وإنكاره الوقف على غير تمام وذكر تعلم أصحابه القرآن كيف كان

باب ذكر صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وتبيينه إياها وإنكاره الوقف على غير تمام وذكر تعلم أصحابه القرآن كيف كان قرئ على بكر بن سهل عن شعيب بن يحيى قال: أخبرنا الليث عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكه عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمه عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وما لكم ولصلاته، كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى ثم يصلي قدر ما نام ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح ونعتت له قراءته فإذا قراءته مفسرة حرفًا حرفًا. وحدثنا محمد بن أيوب بن حبيب قال: حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن أبي مليكه عن أم سلمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته «بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب [1/ 11]

العالمين»، ومعنى هذا الوقوف على رؤوس من الآيات، وأكثر أواخر الآي في القرآن تام أو كاف وأكثر ذلك في السور القصار الآي نحو الواقعة والشعراء أو ما أشبههما. وحدثني محمد بن جعفر الأنباري حدثنا هلال بن العلاء قال: حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر قالا: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد وهو ابن أبي أنيسه عن القاسم بن عوف البكري قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول لقد عشنا برهه من دهرنا وأن أحدنا ليؤتي الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فيتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه وينثره نثر الدقل، قال أبو جعفر فهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يتعلمون التمام كما يتعلمون القرآن، وقول ابن عمر: لقد عشنا برهه من الدهر يدل على أن ذلك إجماع من الصحابة. قال وحدثني أحمد بن محمد الأزدي حدثنا يزيد بن سنان، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان يعني الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفه عن عدي بن حاتم الطائي قال: جاء رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتشهد أحدهما فقال: من يطع الله جل وعز ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد رشد ومن يعصهما [1/ 12]

فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بئس الخطيب أنت فقم»، قال أبو جعفر كان ينبغي أن يصل كلامه فيقولك ومن يعصهما فقد غوى أو يقف على رسوله فقد رشد، فإذا كان هذا مكروهًا في الخطب وفي الكلام الذي يكلم به بعض الناس بعضًا، كان في كتاب الله جل وعز أشد كراهية وكان المنع من رسول الله في الكلام بذلك أوكد، والله عز وجل نسأله التوفيق. وقرئ على علي بن أحمد بن سليمان عن موسى بن سابق، حدثنا ابن وهب، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف إقرأوا ولا حرج ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا تختموا ذكر عذاب برحمة»، قال أبو جعفر: فهذا تعليم التمام توقيفًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر الجنة والثواب ويفصل ما بعدها إن كان بعدها ذكر النار أو العقاب نحو {يدخل من يشاء في رحمته} ولا ينبغي (أن) يقول {والظالمين} لأنه منقطع عما قبله لأنه منصوب بإضمار فعل أي ويعذب الظالمين أو وعذب الظالمين. [1/ 13]

باب ذكر من تعلم من الصحابة والتابعين في القطع والائتناف

باب ذكر من تعلم من الصحابة والتابعين في القطع والائتناف قد ذكرنا حديث ابن عمر أنهم كانوا يتعلمون ما ينبغي أن توقف عنده كما يتعلم القرآن وإن هذا إجماع من الصدر الأول وقد روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس {ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان}، وقال: فانقطع الكلام وحدثنا أحمد بن محمد بن نافع، حدثنا سلمة، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن قتاده في قوله جل وعز {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما}، قال أنزل الكتاب قيمًا ولم يجعل له عوجًا فيجب على هذا أن لا يقطع عند عوج لأن قيمًا راجع إلى ما قبله. وحدثنا علي بن الحسين، حدثنا الحسن بن محمد حدثنا الوليد بن صالح، حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: كل مؤمن صديق شهيد ثم قرأ {أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم}، وكذا يروى عن مجاهد قال أبو جعفر: فعلى هذا التأويل التمام عند ربهم وفيه قول آخر أن يكون [1/ 14]

التمام أولئك هم الصديقون ويكون الائتناف {والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم} كما قال مسروق هي للشهداء خاصة. وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه كان يستحب أن يقف {قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} ثم يبتدئ فيقول {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}، أراد أن يفرق بين كلام الكفار وجواب الملائكة، وسئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن قول الله عز وجل {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا}، وقد رأينا الكافر يقتل المؤمن، فقال علي رضي الله عنه: اقرأ ما قبلها {فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} يعني يوم القيامة، قال أبو جعفر: لما اتصل الكلام بما قبله تبين المعنى وعرف المشكل، وقد تأول بعض العلماء حديث جرير: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم أنه ينبغي أن ينصح من علم القرآن فيقف الذي يعلمه على ما يحتاج إليه من القطع وما ينبغي أن يستأنف به. ويروى عن ميمون بن مهران أنه أنكر الوقف على {إنما نحن مصلحون} ثم يقول: فيبتدئ {ألا إنهم}، وكذا عن عمر بن عبد العزيز، فينبغي أن يتجنب القارئ مثل هذا، أنكره ميمون بن مهران ولا يقطع عند قوله عز وجل {وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والذين [1/ 15]

آمنوا وعملوا الصالحات}، فلا يجوز الوقف على مثل هذا على أي حال من الأحوال، وإذا كان يصلي فالاستحباب له ألا يقطع في آخر الركعة إلا على كلام تام ولا يقف على {إنما نحن مصلحون} وهو رأس العشر في عدد أهل المدينة، ولكن التمام {ولكن لا يشعرون} وكذا لا يقف على رأس العشرين {لعلكم تتقون} لأن {الذي جعل لكم} من نعت (ربكم) ولكن يقطع إن شاء عند قوله {أن الله على كل شيء قدير} وإن شاء وقف على ما بعد العشرين وهو قوله عز وجل {فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون}، ولا ينبغي أن يحتج بأن نيته وإن وقف غير ذلك فإنه مكروه عند العلماء بالتمام والسنة وأقوال الصحابة تدل على ذلك، فقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل الذي خطب فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما، ولم يسأله عن نيته ولا ما أراد وأنكر النبي صلى الله عليه وسلم على من قال ما شاء الله وشئت ولم يسأله عن نيته، وكذا القاطع على ما لم يجب أن يقف عليه وإن كان نيته غيره فإنه يكره ذلك له، وقد كره إبراهيم النخعي أن يقال لا والحمد لله ولم يكره أن يقول نعم والحمد لله، وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه [1/ 16]

قال لرجل معه ناقة أتبيعها بكذا؟ فقال: لا عافاك الله، فقال: لا تقل هكذا ولكن قل لا وعافاك الله، فأنكر عليه لفظه ولم يسأله عن نيته. [1/ 17]

باب ما يحتاج إليه من حقق النظر في التمام

باب ما يحتاج إليه من حقق النظر في التمام ذكر لي بعض أصحابنا عن أبي بكر بن مجاهد أنه كان يقول: لا يقوم بالتمام إلا نحوي عالم بالقراءات عالم بالتفسير عالم بالقصص وتلخيص بعضها من بعض، عالم باللغة التي نزل بها القرآن، وقال غيره: يحتاج صاحب علم التمام إلى المعرفة بأشياء من اختلاف الفقهاء في أحكام القرآن لأنه من قال من الفقهاء لا تقبل شهادة القاذف وإن تاب فإن الوقف عنده {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا} فمن روى عنه أن شهادة القاذف لا تجوز وإن تاب فإن الوقف عنده {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا} فمن روى عنه أن شهادة القاذف لا تجوز وإن تاب ابن عباس من رواية عطاء الخراساني عنه وهو قول شريح والحسن والنخعي وسعيد بن جبير والثوري، وقال أصحاب الرأي شهادة القاذف المحدود فيه لا تجوز أبدًا ومن قال تجوز شهادته إذا تاب كان الكلام عنده متصلاً والوقف عند {فإن الله غفور رحيم} ومن روى عنه أن شهادة القاذف إذا تاب جائزة عمر بن الخطاب رواه الزهري عن ابن المسيب عن عمر وروى ابن أبي طلحه عن ابن عباس {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا} قال: ثم قال {إلا الذين تابوا} قال: ومن تاب وأصلح فشهادته في كتاب الله عز وجل [1/ 18]

تقبل. قال أبو جعفر وهذا قول طاووس ومجاهد وعطاء والزهري والشعبي وأبي الزناد ومالك والشافعي، واحتج الشافعي بأن الثنيا في سياق الكلام على أول الكلام وآخره في جميع ما يذهب إليه أهل اللغة إلا أن يعرف ذلك بخبر وليس عند من يزعم أنه لا تقبل شهادة أن الثنيا له خبر إلا عن شريح وهم يخالفون شريحًا برأي أنفسهم، قال أبو جعفر: ويحتاج إلى معرفة بالنحو وتقديراته، ألا ترى أنه من قال {ملة أبيكم إبراهيم} منصوبة بمعنى كملة أبيكم إبراهيم وأعمل فيها ما قبلها، لم يقف على ما قبلها ومن نصبها على الإغراء وقف على ما قبلها ويحتاج إلى معرفة التفسير لأنه إذا وقف على {فإنها محرمة عليهم أربعين سنة} كان المعنى أنها حرمت عليهم هذه المدة وإذا وقف على {فإنها محرمة عليهم} كان المعنى أنها محرمة عليهم أبدًا وأنهم يتيهون في الأرض أربعين سنة، فيرجع في هذا إلى التفسير ويكون الوقوف بحسب ذلك ويحتاج إلى المعرفة بالقراءات لأنه إذا قرأ {ويقولون حجرًا محجورا} كان هذا التمام عنده، وإن ضم الحاء وهي قراء الحسن فالوقف عنده (ويقولون حجرا) وكان الرجل من العرب إذا نزلت به شدة يقول حجرا فقيل لهم محجورا أي لا تعادون كما كنتم في الدنيا تعادون حجر الله جل وعز ذلك عليكم يوم القيامة، وإذا قرأ {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين [1/ 19]

بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص}، فهذا التمام عنده إذا نصب وهي قراءة نافع وعاصم والأعمش وحمزة، ومن قرأ (والعين بالعين) فرفعها ورفع ما بعدها فالوقف عنده (أن النفس بالنفس) وهذه قراءة الكسائي واختيار أبي عبيد واحتج بحديث الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص}، قال أبو جعفر فعلى هذه القراءة والعين بالعين ابتداء حكم في المسلمين ويجعل ما كتب عليهم في التوراة أن النفس بالنفس ويوجب الحكم بالقصاص في العيون وما بعدها بين المسلمين بالآية. وممن كان يرى القصاص من العين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو قول الشعبي ومسروق والنخعي وابن سيرين والزهري والحسن ومالك والثوري وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وإسحاق كما روى الحكم عن يحيى بن جعده: أن أعرابيًا قدم بحلوبه إلى المدينة فساومه مولى لعثمان بن عفان فنازعه فلطمه ففقأ عينه، فقال له عثمان: هل لك أن أضعف لك الدية وتعفوا عنه، فأبى، فرفعهما إلى علي بن أبي طالب رحمه الله، فدعا بمرآة فأحماها ثم وضع القطن على عينه الأخرى ثم أخذ المرآة بكلبتين فأدناهما من عينه حتى سال إنسان عينه. قال أبو جعفر فقد صار في معرفة الوقف والائتناف والتفريق بين المعاني، فينبغي لقارئ القرآن إذا قرأ أن يفهم ما يقرؤه ويشغل [1/ 20]

قلبه به ويتفقد القطع والائتناف ويحرص على أن يفهم المستمعين في الصلاة وغيرها، وأن يكون وقفه عند كلام مستقر أو شبيه به وأن يكون ابتداؤه حسنًا ولا يقف على مثل {إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى} لأن الواقف هاهنا قد أشرك بين المستمعين، وبين الموتى والموتى لا يسمعون ولا يستجيبون وإنما أخبر عنهم أنهم يبعثون. قال أبو جعفر ومن لم يعرف الفرق بين ما وصله الله جل وعز في كتابه وبين ما فصله لم يحل له أن يتكلم في القطع والائتناف، فقد ذكر بعض من ألف كتابًا في هذا أن الوقف {ألم يأتكم نذير قالوا بلى}، قال أبو جعفر: وهذا غلط لأنه لا ينبغي أن يبتدئ بما بعده فيحتاج القارئ أن ينظر أين يقطع وكيف يأتنف، فإن من الوقف ما هو واضح مفهوم معناه، ومنه مشكل لا يدري إلا بسماع وعلم بالتأويل ومنه ما يعلمه أهل العلم بالعربية واللغة، فيدري أين يقطع وكيف يأتنف. قال أبو جعفر وسأبين إن شاء الله ما يقطع عنده ويحسن الائتناف بما بعده في هذا الكتاب وهو كتاب القطع والائتناف في القرآن العظيم. [1/ 21]

باب ذكر الأسانيد لما في هذا الكتاب

باب ذكر الأسانيد لما في هذا الكتاب قال أبو جعفر كل ما قلنا فيه: عن نافع فإنا كتبناه عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله ابن محمد بن هلال المقرئ يرويه عن إسماعيل بن عبد الله المقرئ، وأشعث بن سهل عن أحمد بن محمد عن سقلاب عن نافع بن أبي نعيم وكلما قلنا قال يعقوب فهو عن هرون بن عبد العزيز عن أبي القاسم العباس عن فضل المقرئ عن أحمد بن يزيد المقرئ عن زيد بن أخي يعقوب الحضرمي عن يعقوب، وما قلنا فيه قال أبو حاتم: فهو عن عبد الله بن الفرج يعرف بابن أبي روح عن أبي حاتم وما كان عن سعيد بن مسعدة فهو عن أبي بكر بن شقير، وما قلنا فيه، قال الكسائي: فهو عبد الله بن محمد القزويني عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم وراق خلف عن خلف عن الكسائي وما قلنا فيه قال الفراء فهو عن ابن جميل عن ابن الجهم عن الفراء، وما قلنا فيه قال ابن سعدان فهو عن أبي بكر المروزي عنه، وما قلنا فيه، قال أبو عبيدة فهو عن أبي يوسف يعقوب بن علي عن ولاد بن محمد عن المصادري عن أبي عبيدة وما قلنا فيه، قال خلف فهو عن البرائي عن خلف وإن ذكرنا غيرهم بينا ذلك في السورة. [1/ 22]

باب ذكر السور

باب ذكر السور فأول ذلك فاتحة الكتاب، قال أبو جعفر فيها: على قراءة المدنيين والبصريين ثلاثة مواضع القطع عليها والائتناف بما بعدها حسن، فالأول منها {مالك يوم الدين}، والثاني {وإياك نستعين} والثالث آخر السورة. قال أبو جعفر يدلك على ما قلنا الحديث المسند كما قرئ على أحمد بن شعيب عن سويد بن نصر قال: حدثنا عبد الله عن مالك قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن أبي القاسم قال: حدثنا مالك واللفظ له عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كل صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن هي خداج هي خداج هي خداج غير تمام»، فقلت: يا أبا هريرة إني أكون أحيانًا وراء الإمام فغمز ذراعي فقال: اقرأ بها يا فراسي في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «قال جل وعز قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل»، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اقرأ يقول العبد {الحمد لله رب العالمين} يقول الله جل وعز حمدني عبدي [1/ 23]

يقول العبد {الرحمن الرحيم} يقول الله أثنى علي عبدي يقول العبد {مالك يوم الدين} يقول الله جل وعز مجدني عبدي، وهذه الآية بيني وبين عبدي، يقول العبد {إياك نعبد وإياك نستعين} فهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، يقول العبد {إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل». قال أبو جعفر فقد تبين التمام في هذه السورة من لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن التمام الأول هو آخر ما لله جل وعز خالصًا وهو (مالك يوم الدين)، والتمام الثاني هو آخر ما بين الله جل وعز وبين عبده وهو (وإياك نستعين)، والتمام الثالث آخر ما سأل العبد وهو (ولا الضالين). وعلى قراءة الكوفيين فيها أربعة مواضع منهن هذه الثلاثة والرابع (بسم الله الرحمن الرحيم)، هذا تمام وهي قراءة جماعة ومنهم من يحتج لها بأشياء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وعن التابعين وبإجماع المسلمين على نقلها متصلة بالسور بلا فرق بينها وبين السورة فهذا الاحتجاج بالإجماع. وأما ما هو عن النبي صلى الله عليه وسلم مما صح سنده فما رواه [1/ 24]

الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال: صليت وراء أبي هريرة فقال: (بسم الله الرحمن الرحيم) ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال آمين، وقال الناس: آمين، ويقول كلما سجد: الله أكبر، فإذا قام من الجلوس في الاثنتين قال: الله أكبر، فلما سلم قال: أما والذي نفسي بيديه إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو جعفر: فهذا إسناده لا أعلم فيه علة. وقرئ على جعفر بن محمد بن مستفاض الفاريابي عن إسحاق بن راهويه قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي قال: حدثنا ابن جريج عن أبي مليكه عن أم سلمه قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ يقطع قراءته آية آية (بسم الله الرحمن الرحيم) ثم يقرأ (الحمد لله رب العالمين)، قال الفاريابي: وحدثني عبد الله بن محمد بن يوسف الفاريابي قال: حدثنا أبي حدثنا عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن عبد الرحمن بن أندي عن أبيه قال: صليت خلف عمر فجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، قال الفاريابي: وحدثني سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار قالا: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثنا عطاء الخراساني عن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه أنه كان يجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، قال الفاريابي: وحدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يستفتح الصلاة بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، وإذا قال (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال (بسم الله الرحمن الرحيم). قال الفاريابي حدثنا إسحاق بن راهويه قال: حدثنا [1/ 25]

عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نحن ما كنا نعلم بانقضاء السورة إلا بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) قال: فقلت لسعيد بن جبير: فأين الآية السابعة؟ قال: هي (بسم الله الرحمن الرحيم). قال الفاريابي: وحدثنا مزاحم بن سعيد قال: حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا ابن جريج قال: أخبرني أبي أن سعيد بن جبير أخبره أنه سأل ابن عباس عن قوله جل وعز (سبعًا من المثاني) فقال ابن عباس: سبعًا من المثاني أم القرآن، قال سعيد: ثم قرأها على ابن عباس وقرأ فيها (بسم الله الرحمن الرحيم)، قال أبي قال سعيد: فقلت لابن عباس: فما المثاني؟ قال: هي أم القرآن استثناها الله جل وعز لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في أم الكتاب فادخرها لأمة محمد صلى الله عليه وسلم حتى أخرجها لهم ولم يعطها أحد قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فقلت لأبي: أأخبرك سعيد بن جبير أن ابن عباس قال له (بسم الله الرحمن الرحيم) آية من القرآن؟ قال: نعم، قال: وقال عطاء في أم القرآن هي سبع بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) والمثاني القرآن. قال الفاريابي: وحدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد الوارث عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أنه يستفتح القراءة بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، ويقول إنما استرقه الشيطان. قال حدثنا الفاريابي، وحدثنا قتيبة حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن حنظلة عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال: من ترك (بسم الله الرحمن الرحيم) فلم يقرأ بها في الصلاة فقد ترك آية من كتاب الله. [1/ 26]

قال الفاريابي: وحدثنا مزاحم بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال حدثنا شعبة عن الأزرق بن قيس قال: صليت خلف ابن الزبير فجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) فلما قال (ولا الضالين) قال (بسم الله الرحمن الرحيم). قال الفاريابي: وحدثنا مزاحم بن سعيد، حدثنا ابن المبارك، حدثنا سفيان عن عاصم بن أبي النجود قال: رأيت سعيد بن جبير يجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) في كل ركعة. قال الفاريابي: وحدثني أبو الإصبع عبد العزيز الحراني قال: حدثني عتاب بن بشير عن خصيف أن عطاء ومجاهدًا قالا: إذا أم الرجل القوم فليجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، قال أبو جعفر وقد عورضت هذه الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين بما رواه شعبة عن ثابت وقتادة عن أنس قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلم أسمعهم يجهرون بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، قال أبو جعفر، فهذا فيه غير جواب منها أنه قال لم أسمعهم وقد سمعهم غيره ولا حجة للنافي مع المثبت، ومنها ألا يجهروا ويسروا، ومنها أن أنسًا لما روى أنه لم يسمع الجهر بـ (بسم الله الرحمن الرحيم). وروى أبو هريرة الجهر كان الحديثان غير متناقضين ويكون الجهر والإسرار جائزين، وكذا قال الحكم وإسحاق بن راهويه، إلا أن إسحاق قال الجهر أحب إلي، وأما الحديث فإنه كان يستفتح القراءة بـ (الحمد لله رب العالمين) فيحمل معناه أنه يراد بهذه السورة كما تقول سورة البقرة والذين قالوا لا يستفتح بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) قد أجازوا ذلك، فقال مالك أن أستفتح بها في [1/ 27]

أول السور في شهر رمضان جاز ذلك، وقال أبو حنيفة يستفتح بها سرًا عند استفتاح الصلاة على أنه قد صح ذلك عن من تقوم به الحجة، قال أبو جعفر: وقد ذكرنا المسند وقد روى ذلك عن تسعة من الصحابة عمر وعلي وابن مسعود وعمار وشداد بن أوس وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبي هريرة ومن التابعين والفقهاء الزهري وعطاء وطاووس وسعيد بن جبير ومجاهد ومحمد بن سيرين وأبو إسحاق والحكم وإبراهيم النخعي وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو عبيد. قال أبو جعفر وفي أم القرآن خمسة أتمه على قراءة محمد بن السميفع منها الأربعة التي ذكرناها والخامس (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم) هذا التمام على قراءته لأنه يقرأ (مالك يوم الدين)، فيبتدئ النداء وفيه معنى التواضع (كما قرئ) {والله ربنا ما كنا مشركين}. قال أبو جعفر ولو لم يذكر إلا هذا في هذه السورة لكان كافيًا ولكنا نزيد ذلك شرحًا ليدل على ما بعده لا ينبغي أن يقف على (بسم) لأنه مضاف إلى ما بعده والمضاف والمضاف إليه بمنزلة شيء واحد والقطع على (بسم الله) جائز إلا أن الائتناف بما بعده لا ينبغي لأنه نعت، وكذا الوقف على (الرحمن) والتمام (بسم الله الرحمن الرحيم) ولا يقف على (الحمد) لأنه مبتدأ لم يأت خبره والوقف [1/ 28]

على (الله) جائز إلا أنه لا ينبغي أن يفعل ذلك لأن قوله (رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) نعت وهذا التمام، ولا قف على (إياك) لأنه في موضع نصب بـ (نعبد) ولا (نعبد) لأن ما بعده معطوف عليه والتمام (نستعين)، ولا يقف على (إهدنا) لأن الصراط منصوب به ولا على (الصراط) لأن المستقيم نعت له، ولا على (المستقيم) لأن ما بعده بدل ولا على (الذين) لأن ما بعده من صلته ولا على (عليهم) لأن (غير) بدل من (الذين) أو نعت أو نصب على الحال والائتناف فكذا أيضًا ولا على (المغضوب) لأن الذي يقوم له مقام الفاعل بعده، والتمام (ولا الضالين). [1/ 29]

سورة البقرة

سورة البقرة من ذلك قوله جل وعز وعن {الم} في القطع عليها والائتناف بما بعدها أربعة أقوال: منهن أن فيها ثلاثة أتمة، والقول الثاني: أن القطع على (الم) كاف وليس بتمام والقول الثالث: أن القطع عليها ليس بتام ولا كاف والقول الرابع: أن القطع على (الم) تمام). قال أبو جعفر وهذه الأقوال يبينها كلام العلماء في التفسير، ونحن نشرح ذلك حتى يتبين معناها ويكون ذلك دالاً عليها وعلى غيرها من أشباهها ونعزوا كل قول إلى قائله، قال الأخفش سعيد بن مسعدة: ألف تمام، لام تمام، ميم تمام، ومذهب أبي عبيدة أن مجازها مجاز حروف الهجاء، ومذهب الكسائي، أنها حروف التهجي قال أبو جعفر: فهذا قول وليس عندي بصواب لأنها في المصحف موصولة فلا يجوز قطعها كما لا يجوز مخالفة ما في المصاحف ولا تمام في كتاب الله جل وعز منها شيئًا مقطوعًا إلا {حم عسق} والعلة في قطعها دون غيرها أن الحواميم، سبع فلما تكررت وزيد في إحداهن شيء كان منفصلاً، والقول الثاني قول أبي حاتم قال: (الم) كاف وليس بتمام وعلته في هذا أنه زعم أنه لم يدر ما معنى حروف المعجم، فجعل الوقف كافيًا لأن ما بعدها مفيد ولم يجعله تامًا لأنه إذا وقف عليه لم يعرف معناه. والقول الثالث أن الوقف على (الم) ليس بتام ولا كاف في مذهب [1/ 30]

الفراء، لأن المعنى عنده حروف المعجم يا محمد ذلك الكتاب، واجتزئ ببعضها من بعض، قال أبو إسحاق: هذا خطأ لو كان كما قال لكان بعدها أبدًا (ذلك الكتاب) أو ما أشبهه، وقول عكرمة (الم) قسم، يوجب أن لا يكون تمامًا لأن القسم متعلق بما بعده، وكذا قول قطرب إنما جيء بها ليتلى عليهم ما بعدها، وكذا قول محمد بن يزيد أنها تنبيه. والقول الرابع أن (الم) تمام وقول أبي إسحاق كان يذهب إلى أن كل حرف منها يفيد معنى، وقول أبي الحسن بن كيسان أن (الم) تمام إلا أن تقديره خلاف تقدير أبي إسحاق لأن أبا إسحاق يقدره بمعنى: أنا الله أعلم، وابن كيسان يقدره اسمًا للسورة، قال (الم) في موضع نصب بمعنى اقرأ (الم) أو عليك (الم) قال: ويجوز أن يكون في موضع رفع بمعنى هذا أو هو أو ذلك (الم) وقولاهما جميعًا موجود في التفسير، فأما قول أبي إسحاق فروى عن ابن عباس، كما حدثنا عبيد الله بن إبراهيم البغدادي، حدثنا حفص بن عمر بن الصباح، حدثنا أبو نعيم، حدثناش ريك عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله عز وجل (الم) قال: أنا الله أعلم، و (المر) قال: أنا أرى، و (المص) أنا الله أفصل. وقول ابن كيسان يروى معناه عن قتادة كما حدثنا أحمد بن محمد بن [1/ 31]

نافع قال: حدثنا سلمة، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن قتادة في قوله جل وعز (الم) قال: اسم من أسماء القرآن، قال أبو جعفر: فقد صار على هذين القولين التمام (الم) وهي أولى ما قيل في ذلك وكل ما في القرآن من نظيره فهو مثله في قول الجماعة الذين ذكرناهم وأطلنا شرحه لأن له نظائر ولا نعلم أحدًا صنف كتاب تمام فجمع هذه القوال كلها فيه بشرحها وبالله التوفيق. (ذلك) ليس بموضع قطع لأنه لا يفيد إلا بما بعده و (الكتاب) فيه تقديرات ستة: على ثلاثة منها يكون التمام {ذلك الكتاب} على أن يكون ما بعده مستأنفًا فمن التقديرات أن يكون ذلك مرفوعًا بالابتداء و (الكتاب) خبره وهذا قول أبي حاتم وقال: ومثله ذلك، وقال أبو عبيدة ذلك بمعنى هذا وأنشدوا: أقول له والرمح يأطر متنه = تأمل خفاقًا أنني أنا ذلكا أي: أنا هذا، قال أبو جعفر وحكى لنا علي بن سليمان عن محمد بن يزيد قال: لا يكون ذلك بمعنى هذا لاختلاف معنيهما قال: والمعنى أنى ذلك الذي سمعت به. والتقدير الثاني: هذا ذلك الكتاب الذي كنتم ترجونه، وهذا قول محمد بن يزيد قال: ويدل عليه {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا}. [1/ 32]

والتقدير الثالث هذه الحروف ذلك الكتاب وهذا قول الفراء. قال أبو جعفر: فالقطع على هذه الأقوال الثلاثة (ذلك الكتاب) فأما التقديرات الثلاثة الأخر فإنه يكون الكتاب نعتًا لـ (ذلك) و {لا ريب فيه} الخبر، وهذا قول الأخفش سعيد حكاه عنه أبو حاتم قال: كذا قال معلمنا الأخفش وليس كما ظن واحتج بقوله جل وعز {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} لأنه ليس بعده (لا ريب فيه) قال أبو جعفر: وهذا لا يلزم لأنه إذا كان بعده (لا ريب فيه) فهو خبر وإذا لم يكن ذلك بعده فالخبر غيره. والتقدير الثاني: أن يكون {هدى للمتقين} الخبر، والتقدير الثالث أن يكون الخبر (لا ريب فيه) لأن معناه حق. قال نافع: لا ريب تمام ورد هذا عليه أحمد بن جعفر قال: لأنه لا بد من عائد وهذا لا يلزم، قد حكى البصريون: لا بأس، وحكى الكوفيون: إن زرتني فلا براح فيجوز أن يكون (لا ريب) التمام وبحذف الخبر، وقد قرأ أبو عبد الرحمن: {قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول} ويجوز أن يكون (لا ريب) التمام لأن معناه حق ويكون {فيه هدى للمتقين} مستأنفًا، ويجوز أن يكون التمام (لا ريب فيه هدي للمتقين) المبتدأ والخبر (للمتقين) ويجوز أن يكون بمعنى: هو هدى للمتقنين، وفي المتقين تقديرات [1/ 33]

تكون تمامًا على أن يجعل (الذين) في موضع رفع بالابتداء ويكون الخبر {أولئك على هدى من ربهم}، ويجوز أن يكون الخبر محذوفًا أي الذين يؤمنون بالغيب هم المذكورون، ويجوز أن يكون التقدير: هم الذين. قال أبو جعفر: ورأيت علي بن سليمان يستحب أن يقطع عند (المتقين) لأنه رأس آية ويجوز أن يكون التقدير: هم الذين يؤمنون بالغيب، فإن جعلت (الذين) نعتًا لـ (المتقين) أو بدلاً منهم لم يتم الكلام على (المتقين)، والذي قاله علي بن سليمان حسن لأن (المتقين) مع أنه رأس آية كلام مفيد على مذهب الحسن أن المعنى الذين يتقون الله جل وعز بأداء حقه يجعلونه بينه وبينهم حاجزًا من عذابه ومانعًا من عقابه والتقى والتقوى والتقيه في اللغة الخوف، قال عز وجل {فاتقوا النار ... } الآية، وأنشد الأصمعي: ألا تتقون الله يا آل عامر = وهل يتقي الله الإبل المصمم والإبل: الفاجر، والإبل: الضعيف الحيله، والمصمم: الذي يمضي على ما هو فيه (الذين) لا يوقف عليه لأنه اسم ناقص ولا على (يؤمنون) لأن (بالغيب) من تمامه ولأن (يقيمون) معطوف عليه داخل في الصلة معه وكذا {ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون} إن جعلناه معطوفًا على (الذين) الأول أو على [1/ 34]

(للمتقين) أو على المضمر لم تقف على (ينفقون) وإن جعلناه مبتدأ أوقفت على (ينفقون) وابتدأت {والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك} ويكون الخبر {أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} هاهنا القطع، وهو أتم ما مر من أول السورة إليه يدلك على ذلك ما حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام قال: حدثنا أبو الأزهر، حدثنا روح قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيج عن مجاهد قال: من أول البقرة أربع آيات في نعت المؤمنين وبعدها آيتان في نعت الكافرين، وبعدهما ثلاث عشرة آية في نعت المنافقين. قال أبو جعفر: فهذا أحسن من قول مجاهد وهذه التمامات الثلاثة من أحسن ما في هذه الآيات {إن الذين كفروا} إلى قوله جل وعز {لا يؤمنون} فيه تقديرات ثلاثة إن جعلت (لا يؤمنون) خبر إن فالقطع عليه وإن جعلت {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم} الخبر كان الوقف على (أم لم تنذرهم) كافيًا غير تمام، والتقدير الثالث أن يكون القطع (إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم) ثم يبتدئ (هم لا يؤمنون) يكون (هم) في موضع رفع بالابتداء و (لا يؤمنون) الخبر، والأولى أن يكون القطع (لا يؤمنون) ويكون كافيًا. قال أبو العاليه: أنزل الله تبارك وتعالى في قادة الأحزاب {إن [1/ 35]

الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}، فلم يكن في قادة الأحزاب نجيب ولا ناج ولا مهتد ولا أسلم منهم أحد إلا رجلان وكانا مغموصًا عليهما في دينهما أحدهما أبو سفيان والآخر الحكم بن أبي العاص {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم}، قال الأخفش سعيد ويعقوب هذا التمام، قال الأخفش: ولو وقف على (قلوبهم) كان أيضًا تمامًا، قال أبو جعفر: إذا وقف على (ختم الله على قلوبهم) وقدره بمعنى وختم على سمعهم لم يكن على قلوبهم تمامًا لأن الثاني معطوف عليه، وإن قدر أن الختم على القلوب خاصة فهو تمام، ويقوى هذا أن مجاهدًا قال: أن الذنوب تحيط بالقلب فإذا أحاطت به كله فذلك الطبع. قال أبو جعفر الطبع والختم واحد والرين دون ذلك والأقفال أشدها فإن قيل فإن كان الثاني معطوفًا على الأول فلم لم يكن وختم الله على قلوبهم وسمعهم ففي هذه ثلاثة أجوبة منها أن إعادة الحرف لمعنى المبالغة في الوعيد، والجواب الثاني أن السمع لما كان واحدًا والقلوب جماعة أعيد الحرف، والجواب الثالث أن المعنى وختم على سمعهم فحذف الفعل وقام الحرف مقامه. وروى المفضل عن عاصم {وعلى أبصارهم غشاوة} بالنصب، وقدر الكسائي أن المعنى (وجعل على أبصارهم غشاوة) فعلى هذا التقدير يكون (وعلى سمعهم) كافيًا، وأجاز الكسائي أن يكون التقدير (وختم على أبصارهم غشاوة) فعلى هذا القطع على {غشاوة ولهم عذاب عظيم}، تمام حسن لأنه قد انقضت [1/ 36]

القصة في الكافرين وابتدأت قصة المنافقين. كما حدثنا أبو علي محمد بن جعفر بالأنبار قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل حدثنا عمر وحدثنا أسباط بن نصر عن السدي {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين} قال: هم المنافقون. قال أبو جعفر (ومن الناس) ليس بقطع لأنه لا يفيد إلا ما بعده وكذا (من) لأن (ما) بعدها داخل في صلتها وكذا يقول لأن ما بعده محكى وكذا (آمنا بالله) متصل به وباليوم الآخر كافي، وكذا (وما هم بمؤمنين) إن جعلت (يخادعون) مستأنفًا وإن قدرته في موضع الحال بمعنى مني قول آمنا مخادعين كان الوقف (والذين آمنوا) كافيًا غير تمام {وما يخدعون إلا أنفسهم} كافي، وكذا (وما يخادعون)، وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى واحد ورويت قراءتان أخريان (وما يخادعون إلا أنفسهم)، كذا رواها أبو حاتم قال كما يقول غبن فلان رأيه، وروى عن يعقوب أنها قراءة شاذة ورواها أحمد بن يحيى (وما يخدعون إلا أنفسهم) بالرفع، قال أبو جعفر قد أجاز سيبويه مثل هذا وأنشد: لبيك يزيد ضارع لخصومة = وأشعث ممن طوحته الطوائح أي يبكيه ضارع وكذا التقدير بخدعهم أنفسهم كما نقول: ضرب يزيد عمرو وأي ضربه عمرو والوقف واحد، (وما يشعرون) تمام [1/ 37]

{في قلوبهم مرض} قطع كاف {فزادهم الله مرضا} تمام {ولهم عذاب اليم}، ليس بوقف لأن ما بعده متصل به وكذا إن كان (أليم) بمعنى مؤلم فليس بوقف أيضًا و (أليم) بمعنى مؤلم قول يقوله بعض النحويين على تساهل، والحقيقة أنك إذا قلت عذاب مؤلم جاز أن يكون قد ألم ثم زال. و(أليم) أبلغ لأنك تخبر أنه ملازم ولهذا منع النحويون إلا سيبويه أن يتعدى «فعيل» (بما كانوا يكذبون) بآيات الله ورسله و (يكذبون) قطع حسن أيضًا أي يكذبون في نحو قولهم (آمنا) (وإذا) ليس بوقف كاف لأنها تشبه حروف الشرط فهي تحتاج إلى ما بعدها {قيل لهم} ليس بكاف لأن ما بعدها محكى وكذا القول في جميع القرآن {لا تفسدوا في الأرض} ليس بكاف لأن بعده جواب (إذا) قال أبو حاتم {قالوا إنما نحن مصلحون} وقف كاف والتمام {ولكن لا يشعرون}. قال أبو جعفر وكذا قول أصحاب التمام يقولون (مصلحون) ليس بتمام ولا يقفون عليه وهكذا سبيل الكلام إذا حكى عن قوم وهو مردود عليهم، والتمام بعد أن يأتي الرد عليهم، وكذا التمام {ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}. قال أبو حاتم {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن [1/ 38]

كما آمن السفهاء} وقف كاف والتمام (ولكن لا يعلمون) قال أبو جعفر: هذا قريب مما قبله {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا} قطع صالح {وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم} ليس بقطع كاف لأن الائتناف بما بعده لا يحسن. قال أبو حاتم (مستهزءون) ليس بوقف صالح لأنه لا يستأنف {الله يستهزئ بهم} ولا يستأنف {ويمكر الله والله خير الماكرين}، قال: والتمام {في طغيانهم يعمهون}، وقال يعقوب هو وقف كاف، الذي قاله يعقوب صواب على قول من قال معنى (الله يستهزئ بهم) بجهلهم وبغيهم، قال الله عز وجل {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها} أي تعاب، ومن قال معنى (الله يستهزئ بهم) يجازيهم على استهزائهم كان الوقف عنده {يعمهون أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى} وقف صالح وكذا {فما ربحت تجارتهم}، والتمام {وما كانوا مهتدين}. قال الأخفش سعيد: وأما قوله جل وعز {مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا} فالتمام فيه عند قوله جل وعز {حذر الموت [1/ 39]

والله محيط بالكافرين} لأنه أراد {مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا ... أو كصيب من السماء} كما تقول أنت كزيد أو أخيه، ولو قلت أنت تريد ذلك المعنى أنت كزيد ولم تذكر الأخ لم يجز السكوت عليه ولم يكن تامًا. قال أبو جعفر هذا الذي ذكره الأخفش لا يكاد يبلغه نفس واحد ولا يصل إليه، وقد ذكر في غير هذا الموضع إن قوله جل وعز {مثلهم كمثل الذي استوقد نارًا} لا يتم الكلام حتى يأتي بقوله جل وعز {أو كصيب من السماء} كما تقول ضربت زيدًا أو عمروًا فلا يجوز إذا أردت هذا المعنى أن تقول ضربت زيدًا أو تسكت فينقلب المعنى، قال أبو جعفر وهذا الذي قاله يخالف فيه لأن قولك ضربت زيدًا أو عمروًا شك وليس كذا الآية لأن معناها والله أعلم الإباحة أي مثلوهم بذا أو بذا، فإذا كان الأمر على هذا كان الوقف على {ذهب الله بنورهم} صالحًا {وتركهم في ظلمات} ليس بوقف كاف لأن {لا يبصرون} في موضع الحال. قال الأخفش وإذا أردت التمام في قوله {صم بكم عمي} كان كل واحد منهما تامًا وهذا خلاف قوله الأول فيكون الوقف على هذا {لا يبصرون} وإن شئت وقفت على (صم) بمعنى هم صم وإن شئت وقفت على (بكم) وإن شئت وقفت على (عمي) يقول الوقف على (لا يبصرون) تام وكذا (عمي) وهذا مذهب [1/ 40]

أبي عبيدة والمعنى عنده وهم صم بكم عمي، وأنشد (النابغة الذبياني): توهمت آيات لها فعرفتها = لستة أعوام وذا العام سابع رماد ككحل العين ما إن يبينه = ونؤى كجذم الحوض أثلم خاشع وهو قول الفراء قال (صم بكم عمي) إنما رفعن وأسماؤهن في أول الكلام منصوبة لأن الكلام تم {فهم لا يرجعون} وقف صالح (أو كصيب من السماء) ليس بوقف كاف لأن {فيه ظلمات ورعد وبرق} نعت لـ (صيب {يجعلون أصابعهم في آذانهم} ليس بكاف لأن ما بعده من تمامه. قال أبو حاتم (حذر الموت) وقف صالح وقال: والتمام (والله محيط بالكافرين) وقال الأخفش (حذر الموت) التمام، وقال غيره لا يوقف على {من الصواعق} لأن ما بعده علة له وقد يجيء على قول سيبويه لأنه قال هذا باب ما ينتصب من المصادر لأنه عذر وقوع الأمر فانتصب لأنه مرفوع له، وأنشد: واغفر عوراء الكريم إدخاره = واصفح عن شتم اللئيم تكرما قال أبو جعفر فهذا مفعول من أجله كما تقول: جئتك ابتغاء العلم، وقال الفراء وأما قوله جل وعز (حذر الموت) فإنه منصوب على [1/ 41]

التفسير كما قال جل وعز {يدعوننا رغبًا ورهبا}، وقال جل ثناؤه {ادعو ربكم تضرعا وخفية}، قال أبو جعفر: الذي تعارف عليه النحويون أن المنصوب على التفسير يحسن فيه من أو في جنسه و (رغبًا ورهبا) مصدران، فكذا (تضرعا وخفية) {والله محيط بالكافرين} وقف حسن {يكاد البرق يخطف أبصارهم} وقف صالح. قال نافع {وإذا أظلم عليهم قاموا} التمام، قال أبو حاتم (وإذا أظلهم عليهم قاموا) وقف صالح وكذا {لذهب بسمعهم وأبصارهم} والتمام {إن الله على كل شيء قدير}. قال أبو جعفر: وهذا أحسن ما في العشر من التمام لأنه انقضاء قصة المنافقين والائتناف بما بعده حسن، {يا أيها الناس} ليس بوقف كاف لأن الناس نعت لأي وأي يلزمها النعت ومن النحويين من يقول هو صلة لأي (الناس) ليس بوقف كاف لأن النداء إنما يؤتي به تنبيهًا على ما بعده {اعبدوا ربكم} فيه تقديرات ثلاثة وإن جعلت (الذي) نعت لربكم لم يكن تامًا ولا كافيًا، وإن جعلت {الذي خلقكم} مبتدأ وخبره {الذي جعل لكم الأرض فراشا} كان القطع على (اعبدوا ربكم) تامًا، (الذي [1/ 42]

خلقكم) ليس بوقف كاف لأن {والذين من قبلكم} عطف على الكاف والميم داخل في الصلة (والذين من قبلكم) فيه تقديرات ثلاثة: فإن رفعت (الذين) بالابتداء لم يكن تامًا ولا كافيًا، وإن جعلته بمعنى هو أو بمعنى أعني أو نعتًا كان كافيًا، وإن جعلت الذي الثاني نصبًا بـ (تتقون) كان الوقف على (والذين من قبلكم) تامًا، وكان {لعلكم تتقون} غير تام ولا كاف، وكذا إن جعلت الذي الثاني خبر الأول أو نعتًا لربكم أو للذي الأول وفي الوقف على (لعلكم تتقون) تقديرات ثلاثة، هذا أحدها، والتقدير الثاني أن يكون كافيًا على أن يكون الذي الثاني في موضع رفع على إضمار مبتدأ أو في موضع نصب بمعنى أعني، والتقدير الثالث أن يكون (لعلكم تتقون) تمامًا، ويكون (الذي جعل لكم الأرض فراشا) مبتدأ ويكون خبره {فلا تجعلوا لله أندادا} فإن معناه فلا تجعلوا له وأعيد الاسم على التفخيم والتعظيم كما قال عز وجل {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، وأنشد سيبويه: لا أرى الموت يسبق الموت شيء = نغص الموت ذا الغنى والفقيرا قال أبو جعفر وهذه الأشياء من لطائف النحو ولا أعلم أحدًا ذكرها في كتاب تمام ولكنها مستخرجة على أصول النحويين وإنما يحمد [1/ 43]

من عمل كتابًا أن يستنبط شيئًا أو يقرب بعيدًا أو يختصر مكثرًا وبالله جل وعز التوفيق. (الذي جعل لكم الأرض فراشا) ليس بوقف كاف لأن {السماء بناء} معطوف داخل في الصلة، فإن قدرت {وأنزل من السماء ماء} عطفًا أيضًا دخل في الصلة ولم يجز أن يقف على بناء وإن قدرته مستأنفًا ولم ترفع الذي بالابتداء جاز الوقف على (والسماء بناء وأنزل من السماء ماء) ليس بوقف كاف لأن ما بعده عطف عليه {فأخرج به من الثمرات رزقًا لكم} إن رفعت الذي بالابتداء لم يكن وقفًا كافيًا وإن كان غير ذلك وقفًا صالحًا ولم يكن تامًا لأن في الفاء التي بعده معنى المجازاه {فلا تجعلوا لله أندادا} ليس بوقف كاف لأن ما بعده متعلق به. قال سفيان: أي فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون أنه إله واحد في التوراة والإنجيل {وأنتم تعلمون} التمام و (إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا) ليس بقطع كاف لأنه لم يأت جواب الشرط. قال الأخفش: أما قوله جل وعز {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا} فيكون تمامًا إن شئت كأنه قال (فأتوا بسورة من مثل ذلك) وقال غيره: ليس بتمام لأن (وادعوا) عطف على (فأتوا {وادعوا شهداءكم من دون الله} ليس بوقف كاف لأن {إن كنتم صادقين} متعلق به حذف جوابه لأن الأول يدل عليه. [1/ 44]

ألا ترى أن قوله جل وعز (وادعوا) فيه قولان أحدهما أن معنى (وادعوا) واستغيثوا بمن يغيثكم إن كنتم صادقين في أنكم تأتوا بسورة من مثله، وقال أبو جعفر ومعنى هذا يروى عن ابن عباس، وأنشد النحويون: فلما التقت فرساننا ورجالهم = دعوا يالكعب واعتز بنا لعامر بمعنى وادعوا واستغيثوا، ألا ترى أن بعده لام الاستغاثة والقول الآخر أن معنى (وادعوا) من الدعاء (إن كنتم صادقين) وقف صالح وليس بتمام لأن ما بعده متعلق بما قبله ولا سيما ومن المفسرين من قال المعنى {وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا} ليس بقطع كاف لأنه لم يأت جواب الشرط. {فاتقوا النار} ليس بقطع كاف لأن (التي) نعت لـ {النار التي وقودها الناس والحجارة}، وقف حسن ويكون (أعدت) مستأنفًا، قال أبو جعفر: وقد غلط أبو حاتم في هذه الآية لأنه لم يجز الوقف على (والحجارة) وزعم إن (اعدت) داخلة في الصلة وشبهه بالذي في آل عمران {واتقوا النار التي أعدت للكافرين}، قال أبو جعفر: هذا غلط بين لأن (التي) في آل عمران لم تجيء لها صلة قبل (أعدت للكافرين) وليس كذا [1/ 45]

(التي) في هذه السورة {أعدت للكافرين} قطع تام. {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات} ليس بقطع كاف لأنه متعلق بما بعده {أن لهم جنات} ليس بقطع كاف لأن {جنات تجري من تحتها الأنهار} نعت لجنات الأنهار، ليس بقطع كاف إلا أن يجعل ما بعده مستأنفًا {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا} ليس بقطع كاف لأنه لم يأت الجواب {قالوا هذا الذي رزقنا من قبل} قطع صالح وكذا {وأتوا به متشابهًا} وكذا {لهم فيها أزواج مطهرة}، والتمام {وهم فيها خالدون}. {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا} هذا تمام عند أحمد بن جعفر، وقال أحمد بن جعفر: لو وقف واقف على {أن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما} جاز وكان حسنًا وقال الأخفش: إن شئت وقفت {مثلا ما بعوضة}، وقال أبو حاتم {فما فوقها}. قال أبو جعفر: هذا أصح الأقوال فأما أن يقطع على (أن يضرب مثلا فخطأ لأن (ما) إن كانت زائدة للتوكيد فلا يبتدأ بها، وإن كانت بمعنى والذي ورفعت بعوضة فهي بدل من مثل، وكذا إن كانت نكرة ومثل ومثل واحد والمعنى - والله أعلم - إن الله لا يستحي أن يبين شبهًا، ومَثَلُ ومِثْل مثل شَبَهٍ وشِبْه، كما قال: [1/ 46]

كانت مواعيد عرقوب لها مثلا = وما مواعيده إلا الأباطيل والقطع على (ما) لعمري حسن، كما قال: لشيء ما يسود من يسود = ..... ولكن الائتناف لما بعدها قبيح، لأنه منصوب مردود على ما قبله أو بمعنى ما بين بعوضة، والوقف على (بعوضة) ليس بتمام لأنه متعلق بما بعده (فما فوقها) كما قال أبو حاتم {فأما الذين آمنوا} ليس بقطع كاف لأنه لم يأت الخبر {فيعلمون أنه الحق من ربهم} قطع حسن لأن أما لا تحتاج إلى تكرير وإنما يأتي بعدها ما هو معطوف عليها. {وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا}، قال أبو حاتم: هذا الوقف، وأما الفراء فليس هذا عنده تمامًا، والتمام عنده {ويهدي به كثيرًا}، قال الفراء وقوله جل وعز {ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرًا ويهدي به كثيرًا} فكأنه قال والله أعلم ماذا أراد الله بمثل لا يعرفه كل أحد يضل به هذا ويهدي به هذا، قال الله جل وعز {وما يضل به إلا الفاسقين}. قال أبو جعفر الأولى في هذا ما قاله أبو حاتم والدليل على ذلك قوله جل وعز في سورة المدثر {وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا}، ثم قال جل وعز {كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء}، فهذا غير ذلك. [1/ 47]

{وما يضل به إلا الفاسقين} فيه تقديرات ثلاثة: إن قدرت {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} مبتدأ وجعلت خبره {أولئك هم الخاسرون} كان (إلا الفاسقين) قطعًا تامًا، وإن قدرت (الذين) في موضع نصب بمعنى أعني أو في موضع رفع على إضمار مبتدأ كان (إلا الفاسقين) قطعًا كافيًا، وإن قدرت (الذين) نعت للفاسقين لم يكن (إلا الفاسقين) قطعًا تامًا ولا كافيًا (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) ليس بقطع كاف لأن ما بعده معطوف على ما في الصفة فهو داخل في الصلة {ويفسدون في الأرض} وقف حسن إن لم ترفع (الذين) بالابتداء {أولئك هم الخاسرون} قطع تام {كيف تكفرون بالله} ليس بقطع كاف لأنه متعلق بما بعده. قال الفراء: المعنى (كيف تكفرون بالله وقد كنتم أمواتًا فأحياكم) قال الأخفش سعيد: ولا يتم المعنى على {وكنتم أمواتا} حتى تقول {فأحياكم}، فهذا الوقف عند الأخفش وهو كما قال لأن (يميتكم) فعل مستقبل (واحياكم) ماض على أن في هذا أقوالا ثلاثة، فالأخفش يقول الوقف (فأحياكم) وأبو حاتم يقول الوقف (ثم يميتكم) وأكثر الناس تقول {ثم إليه ترجعون}. قال أبو حاتم وأما قوله جل وعز {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم ثم يميتكم} فهذا الوقف لأن هذا مما عاينوه [1/ 48]

ورأوه وهم لم يكونوا مؤمنين بحياة الآخرة والرجوع إلى الله جل وعز {ثم يحييكم ثم إليه ترجعون} فإنما وقع التوبيخ على ما هم مقرون به ومعاينون له. قال أبو جعفر فهذا نص كلام أبي حاتم وظاهر كلامه مستحسن حتى يتدبرون ذلك، إن التمام عنده ثم يميتكم لأنهم مقرون بهذا وإذا تدبرت قوله رأيت ما قاله غير لازم لأن الله جل وعز قد وبخهم بكفرهم في الآية وهم (لا) يقرون بالكفر، فأما مذهبه أن (ثم يميتكم) منقطع مما قبله لأنهم لا يقرون به، والبين أنه ليس كذلك، لأنهم قد لزمهم الإقرار به، لأن الذي جاءهم بالبراهين الباهرة عليهم أن يقبلوا كلما جاء به {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا}، قال أبو حاتم الوقف على (جميعا) حسن في السمع وليس بتمام لأن (استوى) معطوف على (خلق) فهو داخل في الصلة ولا يوقف على الصلة دون الموصول ولا على الموصول دون الصلة. قال أبو جعفر الذي قاله كما قال إلا أن فيه وجهًا لم يذكره يجوز أن يكون ثم استوى إخبارًا من الله جل وعز منقطعًا من الأول فيصبح الوقف على جميعًا، قال أبو حاتم والوقف {فسواهن سبع سموات} ثم الوقف {وهو بكل شيء عليم}، قال أبو جعفر التمام على قول أبي عبيدة وهو بكل شيء عليم لأنه زعم أن قوله جل وعز {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض [1/ 49]

خليفة} (إذ) فيه زائدة، وأنشد: فإذا وذلك لا مهاه لذكره = والدهر يعقب صالحا بفساد وأنشد أيضًا: حتى إذا أسلكوهم في قتائده = شلا كما تطرد الجمالة الشردا قال أبو جعفر وهذا عند محمد بن يزيد وجماعة (غير غلط) من أبي عبيدة لأن إذ وإذا ظرفان مفيدان بمعنى فلا يجوز الغاؤهما، فأما البيت الأول تقديره فإذا ما نحن فيه وما مضى لا مهاه له أي لا نضاره له ليس ينبغي أن يغتر بذلك، والبيت الثاني تقديره عند محمد بن يزيد حتى إذا أسلكوهم فحذف جواب إذا، فيجب ألا يكون ما قبله تمامًا لأن ما قبله يدل على هذا المحذوف. ألا ترى أن معنى (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) أذكروا هذا واعرفوه (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) هذا التمام عند الأخفش وليس بتمام عند غيره وهذا يبينه التفسير، وبيانه في الآية من المشكل. قال أبو عبيده في قول الله جل وعز {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} جاءت على لفظ الاستفهام والملائكة لم تستفهم، وقد قال الله جل وعز {إني جاعل في [1/ 50]

الأرض خليفة} ولكن معناها الإيجاب أنك ستفعل، قال جرير: ألستم خير من ركب المطايا = وأندى العالمين بطون راح وشبهه أبو عبيده: يقول الرجل لغلامه وهو يضربه، إذا أذنب: ألست الفاعل كذا فعلى قول أبي عبيدة، قالوا أتجعل فيها مستأنف وهو مخالف في ما قاله. روي عن عبد الله بن مسعود وابن عباس قالا: قال الله جل وعز للملائكة {إني جاعل في الأرض خليفة} قالوا: ما ذلك الخليفة؟ قال يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضًا، {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} فعلى هذا القول لا يتم الكلام عند قوله (إني جاعل في الأرض خليفة) لأنه متعلق بما بعده وما بعده دال على المحذوف. وقد قيل أتجعل فيها من يفسد فيها استخبار على غير حذف المعنى، أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن حالنا لم يتغير، فالوقف الكافي على هذا (ونقدس لك)، وقيل المعنى أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء أم تجعلنا، فالوقف على هذا ويسفك الدماء، وفي الآية قول خامس قيل إذن الله جل وعز لهم أن يسألوا عن هذا متعجبين، قال أبو جعفر: وهذا القول خارج عن قول أهل التأويل وهذا محظور في كتاب الله جل وعز. وأولى الأقوال - والله أعلم - ما روى عن صحابين لا يعلم لهما مخالف من الصحابة وأهل العلم على أنه قال رجل من الصحابة شيئًا لم أسمع خلافه إلا إلى صحابي مثله ولا سيما وهم حاضروا التنزيل والحاضر يعلم بمشاهدته الكلام ما لا يعلمه الغائب، قال أبو [1/ 51]

جعفر ومثل هذا الحذف موجود في كلام العرب كما قال: فلا تدفنوني إن دفني محرم = عليكم ولكن خامري أم عامر أي ولكن دعوني للتي يقال لها إذا أريد صديها خامري أم عامر. قال الأخفش والتمام عند قوله جل وعز {إني أعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الأسماء كلها} قطع صالح وليس بتمام لأن ما بعده معطوف عليه وكذا {ثم عرضهم على الملائكة} وأما فقال {أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين} فوقف حسن وليس بتمام لأن الجواب بعده وهو متعلق به {قالوا سبحانك} ليس بقطع كاف لأنه لم يأت جملة ما قالوا وكذا {لا علم لنا إلا ما علمتنا} فأما {إنك أنت العليم الحكيم} فوقف حسن وكذا {قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم}، وأما {فلما أنبأهم بأسمائهم} فليس بقطع كاف لأنه لم يأت جواب لما {قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض} ليس بقطع كاف لأن وأعلم معطوف على ما قبله. قال الأخفش ووقف التام أن يأتي بالقصة كلها إلى {وما كنتم تكتمون}، {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} وقف صالح {فسدوا} ليس بقطع كاف لأن {إلا إبليس} استثناء {أبى واستكبر وكان من الكافرين} وقف حسن، [1/ 52]

{وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} ليس بتمام لأن ما بعده معطوف عليه وليس برأس آية ولكنه صالح وكذا {وكلا منها رغدًا حيث شئتما} فأما {ولا تقربا هذه الشجرة} فليس بوقف كاف لأن {فتكونا} جواب النهي من الظالمين وقف حسن، {فأزلهما الشيطان عنها} وقف صالح وكذا {فأخرجهما مما كانا فيه}، قال أبو حاتم الوقف الكافي {وقلنا اهبطوا}، قال أبو جعفر على قول أبي حاتم يكون (بعضكم) مرفوعًا بالابتداء إخبارًا فإن جعلت الجملة في موضع الحال كان الوقف {بعضكم لبعض عدو}. قال أبو حاتم {ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين} وقف كاف {فتلقى آدم من ربه} ليس بقطع كاف حتى يأتي بالمفعول، قال محمد بن سعدان: وحدثنا عبد الوهاب، قال حدثنا سعيد عن قتاده عن ابن عباس والحجاج عن جرير بن حازم عن حميد عن مجاهد وعبيد بن عقيل عن شبل بن عباد عن عبد الله بن كثير المكي (فتلقى آدم من ربه كلمات) بنصب (آدم) ورفع (كلمات) وعلى هذا لا يقف حتى يقول كلمات وهو على هذه القراءة وكذا لأن المرفوع لا بد منه {فتاب عليه} وقف صالح {إنه هو التواب الرحيم} قطع حسن {قلنا اهبطوا منها جميعا} وقف كاف، {فإما يأتينكم مني [1/ 53]

هدى} ليس بقطع كاف لأنه لم يأت جواب الشرط، وكذا {فمن تبع هداي} والتمام {فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا} ليس بوقف كاف حتى يأتي بخبر الابتداء والتمام {أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} ليس بتمام لأن ما بعده معطوف عليه متعلق به وهو {أوفوا بعهدي أوف بعهدكم} وهذا أيضًا ليس بتمام ولكن {وإياي فارهبون} وقف حسن وليس بتمام وإنما المعنى وإياي فارهبون في الوفاء بالعهد كما قرئ على محمد بن جعفر بن حفص عن يوسف بن قوس حدثنا الحسن بن الربيع حدثنا ابن المبارك عن الحسن بن يحيى عن الضحاك (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم) قال أوفوا بما افترضت عليكم وأوف لكم بالجنة، {وآمنوا بما أنزلت مصدقًا لما معكم} وقف صالح وكذا {ولا تكونوا أول كافر به} وكذا {ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلا}، وكذا {وإياي فاتقون} إلا أنه حسن لأنه رأس آية والقطع على (فاتقون) حسن من جهة أخرى وذلك إنك إذا وقفت عليه بغير (يا) كنت مواقفًا للسواد ولجميع القراء فيما علمت وإذا وصلته فمن القراء من يكتب فيه اليا كما حدثنا عبد الله القزويني عن أبي العباس وراق خلف قال: حدثنا روح بن عبد المؤمن [1/ 54]

قال: حدثنا أحمد بن موسى عن عيسى بن عمر - فإياي فارهبون وإياي فاتقون {والذي هو يطعمني ويسقين} {إلا ليعبدون} - إذا وقفت فيها كلها كان بغير يا وإذا وصلت كانت بيا قال يعقوب {ولا تلبسوا الحق بالباطل} قال أبو جعفر: في هذا غلط بين ليس هذا بتمام ولا كاف لأن ولا تكتموا لا يخلوا من أحد الجهتين، أما أن يكون معطوفًا فلا يتم الوقف على ما قبله وإما أن يكون جوابًا فيكون القطع على ما قبله أبعد. والجواب كما قال الشاعر: لا تنه عن خلق وتأتي مثله = عار عليك إذا فعلت عظيم فلو وقف على (لاتنه عن خلق) لفسد المعنى، وكذا قول العرب: لا تأكل السمك وتشرب اللبن لو وقف على لا تأكل السمك لفسد المعنى على أن يعقوب لما ذكر أن (لا تلبسوا الحق بالباطل) تام كاف قال ثم تجعل الكتمان جوابًا فجاء ما بعد الوجهين والوقف الكافي {وأنتم تعلمون} وليس بتمام لأن ما بعده معطوف عليه، وكذا {وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة}. والقطع التام {واركعوا مع الراكعين}، وكذا {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا [1/ 55]

تعقلون}، لأن المعنى أفلا تعقلون ما في هذا عليكم، والوقف عليه حسن لأنه رأس آية، {واستعينوا بالصبر والصلاة} وقف صالح {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} فيه تقديران أن جعل (الذين) نعتًا للخاشعين أو بدلاً لم يحسن القطع على الخاشعين، وإن جعلت الذين مرفوعًا على إضماره مبتدأ، كان الوقف على الخاشعين حسنًا. قال أبو جعفر: ورأيت علي بن سليمان يستحسن في مثل هذا الوقوف على رأس الآية، والذي قال عندي حسن يدل عليه قوله جل وعز {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم} فلما انقضت الآية قال جل وعز {التائبون العابدون} {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم} ليس بقطع كاف لأن أن الثانية معطوفة على الأولى والقطع التام {وأنهم إليه راجعون} {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} ليس بوقف كاف لأن ما بعده معطوف على ما قبله والقطع على {وأني فضلتكم على العالمين} حسن لأنه رأس آية، {واتقوا يومًا} ليس بوقف كاف لأن ما بعده من نعمته، والكوفيون يقولون صلة والقطع التام {ولا هم ينصرون}. [1/ 56]

قال الأخفش {وإذ نجيناكم من آل فرعون} التام قال أبو جعفر: والأمر على ما قال {يسومونكم} مستأنفًا فإن جعلته في موضع نصب على الحال لم يتم الكلام على ما قبله {يذبحون أبناءكم}، إن جعلته بدلاً من يسومونكم لم يكن يسومونكم قطعا كافيًا لأن الفعل ببدل من الفعل كما قال: متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا = تجد حطبًا جزلا ونارًا تأججا {ويستحيون نساءكم} قطع صالح {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم} قطع حسن، {وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم} ليس بتمام لأن ما بعده عطف عليه {وأغرقنا آل فرعون} وقف صالح على مذهب الفراء لأن معنى {وأنتم تنظرون} عنده وأنتم تعلمون كما قال جل وعز {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} وقد خولف في هذا وذلك إنه استبعد أن يكونوا ينظرون إلى فرعون حين غرق لشغلهم بما هم فيه، قال أبو جعفر: وهذا متناول بعيد والأمر أقرب من ذلك يكون وأنتم تنظرون إلى انفراق البحر وانطباقه على فرعون وآل فرعون فينظرون على ما به. {وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة} ليس بتمام لأن ما بعده معطوف عليه والمعنى فيه، وأما قول الأخفش المعنى {وإذ واعدنا [1/ 57]

موسى} تمام (أربعين ليلة) فمخالف للظاهر لقول أهل التأويل {ثم اتخذتم العجل من بعده} ليس بتمام لأن التقدير ثم اتخذتم العجل من بعده إلهًا وهذا حالكم {وأنتم ظالمون} وقف حسن وإن كان ما بعده معطوفًا على ما قبله لأنه رأس آية ولكن ليس بتمام، والقطع التمام {لعلكم تشكرون} إذا قدرت المعنى واذكر إذ أتينا موسى الكتاب ولم تجعل إذ معطوفة على ما قبلها {وإذ أتينا موسى الكتاب}، وقف كاف على أحد قولي الفراء وهو قول قطرب يذهبان إلى المعنى: وأعطينا محمد الفرقان. قال أبو جعفر وهذا القول لا يصح على قول أهل التأويل ولا في الظاهر ولا في العربية لأن أهل التأويل يقولون: أوتي موسى التوراة وهي الكتاب وهي الفرق بين الحلال والحرام ومنهم من يقول: أوتي موسى الكتاب وانفراق البحر والظاهر على خلاف ما قالا، قال الله عز وجل {ولقد أتينا موسى وهارون الفرقان} فلا يجوز في العربية أعطيت زيدًا دينارًا أو درهمًا وأنت تريد وأعطيت عمروًا درهمًا فإن احتج بقول الشاعر: يا ليت زوجك قد غدا = متقلدًا سيفًا ورمحا قيل له هذا البيت لا يشبه ذلك لأنهما جميعًا لشيء واحد وأيضًا فقد [1/ 58]

عرف أن معناه وحامل رمحًا وقد ذكر الفراء قولا آخر قال العرب: تنسق الشيء على الشيء إذا اختلف اللفظان وإن كان هو هو وأنشد: وقدمت الأديم لراهشيه = وألفى قولها كذبا ومينا يذهب إلى أن (المين) هو الكذب، قال أبو جعفر: وهذا البيت لا يشبه من الآية شيئًا لأن المين إن كان هو الكذب بعينه فلا يفيد إلا معنى الكذب فإن القرآن أفاد معنى غير معنى الكتاب، قال مجاهد أي {وفرقانا} بين الحق والباطل وهذا قول حسن حكى سيبويه مررت بزيد أخيك وصديقك. والقطع التام {لعلكم تهتدون} قال يعقوب والوقف الكافي {فتوبوا إلى بارئكم} وهذا عنده غير غلط لأن {فاقتلوا أنفسكم} عطف عليه وهو أيضًا متعلق بالقول، قال أبو حاتم: ومن الواضح {ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم}، وقف حسن وكذا {إنه هو التواب الرحيم} ثم التمام على رأس كل آية إلى قوله عز وجل {وما ظلمونا} أي وما ينقصونا بفعلهم وإنما ينقصوا أنفسهم الثواب والنعيم الدائم، فهذا وقف صالح. والتمام {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} وبعده {نغفر لكم خطاياكم} وقف صالح {وسنزيد المحسنين} وقف [1/ 59]

حسن {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم} قطع صالح {فأنزلنا على الذين ظلموا رجزًا من السماء بما كانوا يفسقون} قطع تام، إذا قدرته بمعنى واذكروا {إذ استسقى موسى لقومه} وقف صالح وليس بتمام لأن ما بعده معطوف عليه والقطع التام رأس الآية إذا قدرته بمعنى واذكروا {وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد}، قال الأخفش التمام وبصلها لأنهم سألوا بلغ هذه الأشياء كلها، وقال غيره هو قطع كاف لأنه لم يأت بالجواب. {قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} إن قدرت هذا إخبارًا عن الله عز وجل لم ينبغ أن تقف عليه لأن ما بعده إخبار عن الله جل وعز أيضًا، وإن قدرت أن يكون الكلام من كلام موسى وقفت عليه، وأهل التفسير على هذا القول، قالوا لما خاطبوا موسى صلى الله عليه وسلم بهذا غضب قال {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} قال الله جل وعز {اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم} لا اختلاف في هذا أنه إخبار عن الله جل وعز وهو قطع صالح. قال أبو حاتم {وضربت عليهم الذلة والمسكنة} وقف حسن قال وأحسن منه {وباءوا بغضب من الله}، قال أبو جعفر {ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله} ليس بقطع كاف لأن ما بعده معطوف عليه. [1/ 60]

{ويقتلون النبيين بغير الحق} قطع صالح والتمام {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}، {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن} ليس بقطع كاف لأنه لم يأت خبر إن وكذا {من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا} لأن الجملة خبر إن والعائد محذوف كما حكى عن العرب: السمن منوان بدرهم، أي منوان منه، والتقدير {من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم}، فيما يردون عليه من أهوال يوم القيامة {ولا هم يحزنون} على ما خلفوه في الدنيا ويحزنون وقف حسن {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور} ليس بوقف كاف. قال الأخفش المعنى وقلنا {خذوا ما أتيناكم بقوة}، قال أبو جعفر: (وقلنا) معطوف على أخذنا، وكذا {واذكروا ما فيه لعلكم تتقون} وقف حسن أي لعلكم تتقون عقابي، وليس بتمام لأن ما بعده {ثم توليتم من بعد ذلك} قطع صالح {فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين} قطع حسن {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت} قطع صالح، قال الأخفش: التمام {فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين [1/ 61]

فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها} ليس بقطع كاف {وموعظة للمتقين} تمام على قول الأخفش، لأن التقدير عنده: واذكروا إذ قال موسى لقومه، وعلى قول الفراء ليس بتمام لأنه عنده معطوف على {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم}. {وإذا قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} قطع صالح {قالوا أتتخذنا هزوا} مثله لأن الكلام قد أفاد الهزو: اللعب والجهل، كما قال: قد هزت مني يا أم طيسلة ... {قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين} قطع حسن، {قالوا أدع لنا ربك يبين لنا ما هي} قطع كاف، {قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر}، قال نافع: ثم قال الفراء: لا فارض ولا بكر، انقطع الكلام ثم استأنف فقال {عوان بين ذلك}، وفي الحديث أن سعيد كان يقف (ولا بكر) وكذا عن مجاهد وعيسى بن عمر ويعقوب وخالفهم كلهم الأخفش فقال: التمام {عوان بين ذلك} قال أراد لا كبيرة ولا صغيرة ولكن عوان بين ذلك وأنشد: جلوس لدى الأبواب طلاب حاجة = عوان من الحاجات أو حاجة بكرا [1/ 62]

قال أبو جعفر: مع مخالفة الأخفش هذه الجماعة قد جاء بوجه بعيد، ومن النحويين من يقول أخطأ وجاء ما لا يجوز البتة وذلك أنه جعل عوانًا من نعت بقرة وذلك بمنزلة المضمر وإذا كان التقدير: إنها بقرة عوان بين ذلك أي بينهما أي بين الفارض والبكر، فقد قدم المضمر على المظهر {فافعلوا ما تؤمرون} وقف حسن. {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها} وقف صالح، {قال إنه يقول إنها بقرة صفراء} من القراء من قال هذا الوقف لأن الصفراء عنده بمعنى سوداء، قال الحسن: صفراء سوداء، قال أبو عبيده: قالوا صفراء سوداء كما قال {جمالة صفر}، قال أبو جعفر: فعلى هذا القول لا يكون فاقع تابع لصفراء كما قرئ على عبد الله بن أحمد بن عبد السلام عن أبي (الأزهر) قال: حدثنا روح عن سعيد عن قتادة، قال: الفارض الكبيرة والفاقع الصافي وتسر الناظرين وتعجب الناظرين، قال أبو جعفر والتقدير على هذا لونها فاقع أي لونها صاف خالص لا تكون اتباعًا وقد حكى الكسائي فقع يفقع وأنشد غيره: ... ... ... ... = فهي صفراء أولادها كالزبيب [1/ 63]

أي أسود، قال أبو جعفر: وهذا القول خلاف المعروف من كلام العرب وخلاف الظاهر والمتعارف لأن العرب تقول أصفر فاقع ولا يقال أسود فاقع إنما يقول أسود حالك وحلكوك وحلوك ودجوجي وغربيب وأبيض لهق ولهق ولهاق ويقق وناصع وأحمر قاني وأخضر ناضر. وقرئ على أحمد بن محمد الحجاج عن يحيى بن سليمان قال: سمعت عبد الله بن إدريس قال: سمعت أبي وغيره ذكر عن الأسود بن يزيد قال: العرب تسمى الأحمر أسود، وقال أبو جعفر: وهذا لا حجة فيه لأن الحمرة والخضرة مقاربتان للسواد، قال الله جل وعز {مدهامتان} أي خضراوان شديدتا الخضرة فكأنهما سوداوان، فإذا قيل أصفر فاقع زال معنى السواد منه، وقد قال سعيد بن جبير: كانت صفراء كلها وعنه كانت صفراء القرن والظلف. {فاقع لونها} وقف حسن إن جعلت تسر الناظرين مستأنفًا وإن جعلته نعتًا فالوقف على الناظرين، {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي} وقف صالح، وكذا {إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون} وقف حسن، {قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول} ليس بقطع كاف، وزعم الفراء أنه ليس بقطع لأن المعنى ليست بذلول تثير الأرض وهو معنى قول أبي عبيده [1/ 64]

قال: ليست بذلول ولا تثير الأرض، وبين هذا قال الحسن: كانت هذه البقرة وحشية ليس لها ذل الإنسية أي المألوفة للناس قال أبو جعفر: وهذا قول حسن بين ما تقدم، أي: إنها وحشية لم تذل بإثارة الأرض وسقى الحرث. قال نافع {ولا تسقى الحرث}، تم وقال أبو جعفر الرواسي في القرآن مواضع أحب أن أقف عليها منها ولا تسقى الحرث وخالفهما الأخفش لأنه جعل مسلمة نعتًا لبقرة، وقال التمام {لاشية فيها}. قال أحمد بن موسى {قالوا الآن جئت بالحق} ثم قال أبو جعفر: فأما أول من قال كفروا بهذا فقول مردود لأنهم قد انتهوا إلى ما أمروا به من ذبح البقرة وإنما كفرهم هذا القائل بقولهم {الآن جئت بالحق} ولم يزل صلى الله عليه وسلم جادًا بالحق، وقال بعضهم بل جهلوا في هذا وغلطوا كما جهلوا في إن لم يأخذوا بما أمرهم به موسى صلى الله عليه وسلم من الظاهر حتى تعنتوا وقالوا: أدع لنا ربك يبين لنا ما هي وما لونها، قال ابن عباس لو أخذوا أدنى بقرة لأجزأتهم. {فذبحوها وما كادوا يفعلون}، وقف حسن، {وإذ قتلتم نفسًا فأدارءتم فيها} وقف صالح {والله مخرج ما كنتم تكتمون} قطع حسن، {فقلنا اضربوه ببعضها} ليس بقطع كاف لأن في الكلام حذفًا أي اضربوه ببعضها {كذلك يحيي [1/ 65]

الله الموتى} ليس بوقف كاف لأن ويريكم آياته عطف على يحيى {لعلكم تعقلون} وقف حسن وليس بتمام {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك} وقف صالح. قال أبو حاتم: الوقف الكافي {فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار} قطع صالح، وكذا {وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله} وقف صالح حسن على مذهب من قال هذا مخصوص لما يعلقه بالله جل وعز منها وعلى قول من قال إنه يرى صورته لذا منقادًا لأمر الله جل وعز، كما قال: خشع كل شيء لله، كما قال: لما أتى خبر الزبير تضعضعت = سور المدينة والجبال الخشع {وما الله بغافل عما تعملون} تمام {وهم يعلمون} وقف حسن، قال أحمد بن موسى {ليحاجوكم به عند ربكم} تمام، قال يعقوب وأبو حاتم: {أفلا تعقلون} {وما يعلنون} كاف وكذا {إلا أماني} وكذا {وإن هم إلا يظنون} وكذا {ثمنًا قليلا} وكذا {مما يكسبون} وكذا {قالوا [1/ 66]

لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة} وكذا {فلن يخلف الله عهده} وكذا {أم تقولون على الله ما لا تعلمون} وقف صالح وليس بتمام لأن {بلى} رد لقولهم (لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة) {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} وقف حسن ولا يجوز الوقف على {والذين آمنوا وعملوا الصالحات} وإلا انقلب المعنى، والوقف {أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون}. {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله} قال أبو حاتم: تم الكلام أي واستوصوا بالوالدين إحسانًا، قال: والدليل على ذلك {وقولوا للناس حسنا} أمر وكذا {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} أمر، قال الأخفش: وأما قوله جل وعز {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله} فإن التمام فيه (وقولوا للناس حسنا) لأن الميثاق أخذ بهذا كله. قال أبو جعفر: محمد بن جرير يختار هذا القول ورد قول أبي حاتم لأن عنده من كلامين وإذا كان كلام من كلام واحد كان أولى ورد قول من قال التقدير: وأحسنوا بالوالدين إحسانا، ولو كان كذا لكان: وأحسنوا بالوالدين إحسانًا، قال: ولو كان كذا لكان: وأحسنوا إلى الوالدين إحسانًا، وقدره معطوفًا على المعنى لأن المعنى: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بهذا وبهذا فعطف على المعنى كما قال: [1/ 67]

معاوى إننا بشر فاسجع = فلسنا بالجبال ولا الحديدا (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) قيل: هذا التمام، ثم قال لليهود الذين كانوا بين ظهراني المدينة {ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون} وقيل: بل التمام: معرضون وكله مخاطبة لمن مضى من أسلافهم، وقيل: (ثم توليتم إلا قليلا منكم) التمام هو مخاطبة لأسلافهم وقال قائل هذا ثم خوطبوا هم فقيل: وأنتم أيضًا معرضون كأسلافكم، والله جل وعز أعلم بما أراد وكذلك اختلفوا في قوله جل وعز {وأنتم تشهدون}، فقال قوم {ثم أقررتم} التمام وأنتم تشهدون مخاطبة لمن كان بالمدينة، ليموا على تضييعهم أحكام ما في أيديهم من التوراة، بمعنى: أقررتم بأخذ الميثاق بأن لا يسفكوا دماءهم ولا يخرجوا أنفسهم من ديارهم ويصدقون بأن ذلك حق، حكى هذا القول عن محمد بن جرير عن ابن جميل بن سلمه بن الفضل عن ابن اسحق عن محمد ابن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس وأنتم تشهدون، قال علي: إن هذا حق من ميثاقي عليكم. وقال قوم بل ذلك خبر من الله جل وعز عن أوائلهم ولكنه أخرج الخبر بذلك عنهم خرج المخاطب على مذاهب العرب ومعنى وأنتم تشهدون على هذا وأنتم شهود وهذا مذهب أبو العاليه وهو أول [1/ 68]

القولين في هذا وفي الذي قبله إن يكون خبرًا عن أسلافهم وقد دخل فيه المخاطبون به الذين أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله جل وعز لما أخذ الميثاق من الذين كانوا على عهد موسى صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل على ما بينه في كتابه ألزم جميع من أبصرهم من ذريتهم من حكم التوراة مثل ما ألزم أولئك ثم أنت الذي خاطبهم بهذه الآيات على نقضهم ونقض سلفهم ذلك الميثاق وتبديلهم ما وكدوا على أنفسهم له بالوفاء من العهود بقوله جل وعز (ثم أقررتم وأنتم تشهدون) وإن كان خارجًا عن لفظ الخطاب للذين كانوا على عهد نبينا صلى الله عليه وسلم فإنه يعني به من كل من أخذ الميثاق منهم على عهد موسى صلى الله عليه وسلم ومن بعده وكل من شهد منهم بتصديق ما في التوراة لأن الله جل وعز لم يختص بقوله جل ثناءه (ثم أقررتم وأنتم تشهدون) وما قبله بعضهم دون بعض. والآية محتملة أن يكون أريد بها جميعهم فليس لأحد أن يدعى أنه أريد بها بعض دون بعض وكذا {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم} لأن أوائلهم فيما يروى قد كانوا يفعلون من ذلك ما يفعله أواخرهم الذين أدركوا عصر نبينا صلى الله عليه وسلم (ثم أنتم هؤلاء تقتلون) ليس بقطع كاف لأنه هو لا بمعنى الذين يقتلون داخل في الصلة وكذا ما معطوف عليه. قال أبو حاتم: الوقف الكافي وهو {محرم عليكم إخراجهم} [1/ 69]

وكذا عنده {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض} وكذا {إلا خزي في الحياة الدنيا} وكذا {إلى أشد العذاب}، قال: والتمام {وما الله بغافل عما تعملون} بالتاء والياء قيل غلط أبو حاتم في هذه الآية ليس بتمام ولو قال هو كاف فصلح والدليل على أنه ليس بتمام أن ما بعده صفة لما قبله وهو {أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة}. والتمام {وهم لا ينصرون} ثم الوقف الحسن عند أبي عبد الله {استكبرتم}، قال الأخفش: التمام {ففريقًا كذبتم وفريقًا تقتلون} قال لأن المعنى استكبرتم فقتلتم والذي قال حسن تم الوقف الحسن {فقليلا ما يؤمنون}، {ولما جاءهم كتاب من عند الله} الوقف آخر الآية، ثم الوقف على رأس الآية التي تليها {ويكفرون بما وراءه} وقف صالح، قال السدي: بما وراء القرآن قال: فقال الله جل وعز {وهو الحق مصدقا لما معهم} قال: وقال {فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين} ثم الوقف على رؤوس الآيات إلى قوله جل وعز {ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا} قال الأخفش: تم الكلام، وقال أبو حاتم: هذا الوقف الكافي وهو [1/ 70]

مذهب الفراء كقول الأخفش قال معناه والله أعلم وأحرص من الذين أشركوا على الحياة، كما تقول هو أسخى الناس من هرم لأن التأويل الأولى هذا أسخى من الناس، وهذا قول أهل التأويل وأهل القراءة واللغة إلا نافعًا وأنه قال: ولتجدنهم أحرص الناس على حياة، ثم قال أبو جعفر: ولولا مخالفة الجماعة لكان يقال وجه هذا في العربية كما قال: لو قلت ما في قومها لم تيثم = بفضلها في حسب وميسم قال الفراء: تم وصف المجوس فقال: {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة}، قال الأخفش وأما {وما هو بمزحزحه من العذاب} التمام فيه أن يعمر لأنه يريد وما هو بمزحزحه التعميق، قال أبو حاتم: التمام {والله بصير بما يعملون}. قال أحمد بن موسى: {قل من كان عدوًا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله} تام، قال أبو جعفر: وهذا غلط لأن {مصدقًا} منصوب على الحال المؤكدة والعامل فيها ما قبلها فكيف يكون ما قبلها تمامًا. والتمام {وهدى وبشرى للمؤمنين} ثم التمام رؤوس الآيات إلى {كأنهم لا يعلمون} فإنه ليس بتمام لأن {واتبعوا} [1/ 71]

معطوف على {نبذ} ولكنه وقف صالح لأنه رأس آية وقد يجوز على وجه بعيد أن يستأنف ما بعده {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان} قال نافع تم {ولكن الشياطين كفروا} وقف كاف إن قدرت يعلمون مؤتنفًا، وإن قدرته خبر للكن أو في موضع نصب على الحال لم يقف على كفروا، {يعلمون الناس السحر} وقف كاف إن جعلت ما نافية وإن جعلتها في موضع نصب لم يقف على (السحر) لأنها معطوفة عليه. {وما أنزل على الملكين} وقف كاف على قراءة الزهري لأنه يروى عنه أنه قرأ {ببابل هاروت وماروت} بالرفع وقرأ الحسن وعبد الرحمن بن أبزى وما أنزل على الملكين واختلفا في المعنى، فقال الحسن: هما علجان من أهل بابل، وقال عبد الرحمن بن أبزى: هما داود وسليمان، قال نافع: ببابل ثم قال: وهذا الأوجه له لأنه قدر هاروت وماروت بدلا من الملكين فلا يوقف على الأول دون الثاني وكذا إن قدرت هاروت وماروت بدلا من الشياطين {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} قال الأخفش: هذا التمام وقال نافع: تم، وخالفهما بعض النحويين [1/ 72]

فقال {فيتعلمون} نسق على يعلمون والأول أولى لأنه كان كذا لكان {فيتعلمون منهما} وأيضًا فالتقديم والتأخير إنما يكون إذا لم يجز غيرهما. {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه} وقف صالح {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} وقف كاف وكذا {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم} وكذا {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} والتمام {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}. قال أبو حاتم {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا} قال: والوقف الكافي {من خير من ربكم}، قال أبو جعفر: إن جعلت (من) زائدة على قول أبي عبيدة كان المعنى أن ينزل عليكم خيرًا من ربكم، والقول كما قال أبو حاتم وأنشد أبو عبيده لأبي ذؤيب: جزيتك ضعف الحب لما استبنته = وما إن جزاك الضعف من أحد قبلي وقد خولف أبو عبيده في هذا فقيل من في الآية للتبعيض وفي البيت لابتداء الغاية قال أبو حاتم: والتمام من الوقف {نأت بخير منها أو مثلها} خولف أبو حاتم في هذا وقيل هذا ليس بتمام [1/ 73]

لكنه وقف كاف لأن ما بعده {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير} أي على كل شيء مما ينسخه وعلى جميع الأشياء وهو متعلق بما قبله. {ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض} قال أبو حاتم: وقف كاف {وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير} وقف حسن وكذا على قراءة من قرأ ولا نصير لأنه معطوف على الموضع وليس بمبتدأ لأن المعنى وما لكم سوى الله وما لكم بعد الله من ولي ولا نصير، قال أميه: يا نفس ما لك دون الله من واق = وما على حدثان الدهر من باق {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل} وقف صالح {فقد ضل سواء السبيل} وقف حسن، {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا} قال الأخفش: هذا التمام، ثم استأنف {حسدا} أي يحسدونكم حسدًا وقال الفراء: لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا، انقطع الكلام وهو قول أحمد بن موسى ومحمد بن عيسى وقال نافع: كفارًا، وقال أبو جعفر: هذا قول محمد بن يزيد ليس بتمام ولا وقف كاف لأنه يسأل بعض أصحابه ما معنى {حسدًا من عند أنفسهم}، وهل يكون حسد الإنسان من عند غيره، فسئل الجواب، فقال: التقدير: ود كثير من أهل الكتاب من عند أنفسهم لو يردونكم كفارًا [1/ 74]

حسدًا، أي هذا الذي يودونه لم يؤمروا به وإنما يتبعون فيه أهواءهم {من بعد ما تبين لهم الحق}، وقف صالح وكذا {حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير} وقف حسن، {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} وقف صالح، وكذا {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله}، والتمام {إن الله بما تعلمون بصير}. {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى تلك أمانيهم} هذا الوقف عند أبي حاتم، {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} ليس بتمام لأن ما بعده {بلى} وهي رد للنفي المتقدم والتمام {ولا هم يحزنون}، {وقالت اليهود ليست النصارى على شيء} وقف صالح وكذا {وقالت النصارى ليست اليهود على شيء} والوقف الحسن {وهم يتلون الكتاب} لأن المعنى فيه أي قالت اليهود وهم يتلون التوراة وفيها ذكر عيسى صلى الله عليه وسلم وقد أمروا بالإيمان به فقد قالوا بعد أن كفروا بعيسى ليست النصارى على شيء وقالت النصارى وقد أمروا بالإيمان بموسى صلى الله عليه وسلم وهم يتلون بذلك الكتاب ليست اليهود على شيء. قال السدي: فقد قال جل وعز {كذلك قال الذين لا يعلمون مثل [1/ 75]

قولهم} والذين لا يعلمون: العرب {فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} التمام قال أبو حاتم: والوقف {وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين} قطع صالح وليس بتمام والتمام {ولهم في الآخرة عذاب عظيم} والوقف بعد هذا عند أبي حاتم {فثم وجه الله}. {وقالوا اتخذ الله ولدًا سبحانه} قال نافع ثم قال أبو جعفر: ومعنى سبحانه في اللغة تنزيهًا له مما نسبه إليه المشركون فلذلك قد صلح الوقف على سبحانه وقال الأعشى: أقول لما جاءني فخره = سبحان من علقمه الفاخر أي تنزيهًا له من الفخر كذا يتأول أكثر أهل اللغة، وزعم محمد بن جرير أن المعنى سبحان الله من فخر علقمه كما قال: إذا رأى الإنسان من شيء يتعجب منه (قال) سبحان الله، قال: أي تنزيهًا لله من تكبر علقمه. قال أحمد بن موسى {كل له قانتون} تمام، قال أبو حاتم {وإذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون} وقف جيد وأجود منه [1/ 76]

(فيكون) قال أبو جعفر: إن جعلت (فيكون) معطوفًا على يقول فالوقف (فيكون) وإن جعلته مستأنفًا وقفت على (كن)، قال الشاعر: يريد أن يعربه فيعجمه. وقال الله تعالى {وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية} قال الأخفش: هذا التمام لأنه أراد هل لا يكلمنا الله أو تأتينا آية قال أبو عبيدة: تعدون عقر النيب أفضل مجدكم = بنى ضوطرى لولا الكمى المقنعا {كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم} قال أحمد بن موسى: هذا التمام {تشابهت قلوبهم} قطع صالح، والتمام {لقوم يوقنون}، {إنا أرسلناك بالحق بشيرًا ونذيرًا} ليس بتمام على ما روى في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليت شعري ما فعل أبواي، فأنزل الله جل وعز {إنا أرسلناك بالحق بشيرًا ونذيرًا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}، وقد قيل: هذا على التعظيم كما يقال لا تسأل عن فلان، ومن قرأ ولا تسأل عن أصحاب الجحيم كان الوقف على ما قبله أسهل إلا أن تقدره في موضع الحال وعن أصحاب الجحيم تمام وكذا {ولا نصير}، {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} ليس بقطع كاف [1/ 77]

ولا يجوز الوقف عليه لأنه يصير المعنى الذين أوتوا الكتاب يتلونه حق تلاوته وهذا انقلاب المعنى وإنما المعنى والله أعلم الذين آتيناهم الكتاب وهذه حالهم. {يؤمنون به} فهذا الوقف، والتمام {الخاسرون} فأما {على العالمين} فليس بتمام لأن {واتقوا} معطوف على ما قبله، فالتمام {ينصرون}. {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن} وقف صالح، {قال ومن ذريتي} مثله والتمام {قال لا ينال عهدي الظالمين}، {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا} قال الأخفش: هذا التمام على قراءة {واتخذوا} بكسر الخاء ومن قرأ اتخذوا فالتمام {مصلى} أن لم يجعل {وعهدنا} معطوفًا على ما قبله {والركع السجود} وقف حسن، {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا} قال الأخفش: التمام فيه {من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه} من قول الله جل وعز، ومن قرأ {فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار} فهذا الوقف عنده على [1/ 78]

ما قال أحمد بن جعفر قال أحمد بن موسى: التمام {وبئس المصير} قال خلف بن هشام: حدثنا الخفاف، حدثنا هارون عن حنظلة عن الحارث بن أبي ربيعة في قوله ومن كفر فأمتعه خفيفة قال هذا من قول إبراهيم قال حدثنا خلف وحدثنا الخفاف وحدثنا إبان عن قتادة مثله {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل} ثم قال أبو حاتم: الوقف {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل} أي قالا ويقولان {ربنا تقبل منا} قال أبو حاتم: والوقف {ومن ذريتنا أمة مسلمة لك} ثم استأنف {وأرنا مناسكنا} لأنه دعاء بعد دعاء، قال: والتمام رأس الآية أحسبه يعني {إنك أنت العزيز الحكيم} قال: والوقف {إلا من سفه نفسه} قال نافع {إذ قال له ربه أسلم} تم، وقال غيره: التمام {قال أسلمت [1/ 79]

لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه}، قال الأخفش: هذا التمام، ثم قال جل وعز {ويعقوب} أي وقال يعقوب: يا بني، وخالفه في هذا جماعة منهم أبو حاتم، قال: الوقف الكافي الحسن (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب) ثم قال: يا بني، قال أبو حاتم: أي قال كل واحد منهما {يا بني إن الله اصطفى لكم الدين} قال أبو حاتم: ولا يقف على (تموتن) حتى يقول {إلا وأنتم مسلمون}، قال أبو عبيده انقطع الكلام ثم جاءت أم مستأنفة بمعنى: الألف وهل، وأنشد: كذبتك عينك أم رأيت بواسط = غلس الظلام من الرباب خيالا قال يعقوب: ومن الوقف {قالوا نعبد إلهك وإله آبائك} فهذا وقف كاف ثم قال جل وعز {إبراهيم وإسماعيل واسحق}، قال: ومن قرأ وإله أبيك كان وقفه إبراهيم، قال أبو جعفر: هذا غلط لأن إبراهيم وإسماعيل واسحق بدل من أبائك فلا يوقف على ما قبله لأنه ليس بتمام ولا كاف، ومن قرأ وإله أبيك ففي قراءته تقديران، أحدهما أن يكون يريد بأبيك إبراهيم وحده فلا ينبغي أن يقف على إبراهيم لأن ما بعده عطف عليه ويجوز أن يريد بأبيك معنى أبائك كما يقال: مررت بأبين ثم بحذف النون للإضافة فنقول مررت بأبيك كما قال: [1/ 80]

فقلنا أسلموا أنا أخوكم = فقد سلمت من الإحن الصدور (إبراهيم وإسماعيل واسحق) ليس بتمام ولا كاف لأن {إلهًا واحدا} منصوب على الحال أو على البدل من الأول فلا يجوز الوقف على ما دونه، والتمام {ونحن له مسلمون}، قال الأخفش {تلك أمة قد خلت} هذا التمام، وقال أبو حاتم {لها ما كسبت} هذا الوقف الكافي الحسن قال {ولكم ما كسبتم} وقف مفهوم {ولا تسألون عما كانوا يعملون} وقف حسن، {وقالوا كونوا هودًا أو نصارى تهتدوا} قال الأخفش: وهذا التمام، قال أبو جعفر: هذا على مذهب سيبويه ليس بتمام، وله فيه قول حسن، وذلك أنه لما قيل لهم: كونوا هودًا أو نصارى فكأنه قيل اتبعوا اليهودية أو النصرانية فقالوا بل نتبع ملة إبراهيم، فبعض الكلام مربوط ببعض فلهذا لم يكن ما قبله تمامًا، ومذهب الكسائي إن التقدير: بل يكون أهل ملة إبراهيم مثل {واسأل القرية}، فعلى هذا أيضًا لا يكون ما قبله تمامًا، وقال أبو عبيده {ملة إبراهيم} إغراء فعلى هذا القول يكون الوقف على ما قبله كافيًا {حنيفًا}، قطع كاف {وما كان من [1/ 81]

المشركين} وقف حسن، ثم الوقف {ونحن له مسلمون}، قال الأخفش {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا} هذا التمام {في شقاق} قطع كاف {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}، على قول الكسائي تمام لأنه ينصب {صبغة الله} على الإغراء بمعنى اتبعوا صبغة الله أي دين الله ومن جعلها بدلا من ملة كان الوقف عنده {ونحن له عابدون} تم الوقف {ونحن له مخلصون}. قال الأخفش {إن إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودًا أو نصارى} هذا التمام، قال أبو حاتم {قل أنتم أعلم أم الله} وقف كاف، وكذا {ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون} وقف حسن، {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها} قال أحمد بن موسى: تمام، قال {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} تمام، قال أبو جعفر: هذا غلط لأن (لام كي) التي في (لتكونوا) متعلقة بجعلناكم والحديث أيضًا يدل على ذلك حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن [1/ 82]

النبي صلى الله عليه وسلم قال: يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت؟ فيقول نعم، فتدعى أمته فيقال لهم: بلغكم فيقولون: ما جاءنا من نذير وما جاءنا من أحد، فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فذلك قول عز وجل {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} أي عدلا، قال أبو حاتم: والوقف الجيد {ويكون الرسول عليكم شهيدًا}. قال الأخفش {ممن ينقلب على عقبيه} تمام، قال أبو حاتم {وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} كاف، {وما كان الله ليضيع إيمانكم} قطع صالح والتمام {إن الله بالناس لرؤوس رحيم}، {فلنولينك قبلة ترضاها} قطع كاف، {وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} مثله {وما الله بغافل عما يعملون} الأولى والثانية جميعا تمام، {وما بعضهم بتابع قبلة بعض} قطع حسن، والتمام رأس الآية، قال أبو حاتم {وهم يعلمون} التمام، قال أبو جعفر: وهو على ما قال إذا قرأت {الحق} بالرفع يكون مرفوعًا على إضمار مبتدأ وإن شئت بالابتداء {من ربك} الخبر {فاستبقوا الخيرات} كاف، وكذلك {يأت بكم الله جميعًا} [1/ 83]

والتمام رأس الآية {لئلا يكون للناس عليكم حجة} ليس بتمام ولا كاف لأن ما بعده وإن كان استثناء ليس من الأول فإنه متعلق به راجع إليه كما قرئ على عبد الله بن أحمد بن عبد السلام عن أحمد بن الأزهر حدثنا روح، حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله جل وعز {لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم} قال مشركو قريش قالوا تحول إلى قبلتنا، قال أبو جعفر: والتقدير في العربية على مذهب سيبويه لكن الذين ظلموا من الناس فإنهم يحتجون عليكم، فالاستثناء الذي ليس من الأول لا بد أن يكون متعلقًا بالأول وقد كان أبو بكر بن مجاهد يستحب أن يقف عند قوله عز وجل {إني لا يخاف لدى المرسلون} ثم يبتدئ {إلا من ظلم} والأمر عند أهل العربية كما ذكرناه وأبو عبيده يذهب إلى أن (إلا) بمعنى الواو، وأنشد: إلا كخارجة المكلف نفسه = وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا قال المعنى وكخارجة قال أبو جعفر: وهذا لا يجوز عن أهل العربية لو جاز هذا لجاز أن يقال لفلان عند فلان مائة إلا عشره بمعنى مائة وعشره وهذا بطلان البيان وإلا في البيت الذي أنشده استثناء ليس من الأول يدلك على ذلك ما قبله قال الأعشى: من مبلغ كسرى إذا ما جئته = عني ومن يسعى لأن نتجردا كلا وبيت الله حتى تنزلوا = من رأس ساريه إلينا الأسودا [1/ 84]

لنقاتلنكم على ما خيلت = ولنجعلن لمن عتا وتمردا ما بين عانة والفرات كأنما = حش الغواة به ضراما موقدا أليت لا أعطيه من أبنائنا = رهنا فيفسدهم كمن قد أفسدا حتى يقيدك من بنيه رهينة = نعش ويرهنك السماك الفرقدا ثم قال بعد هذا إلا كخارجه والمعنى لكني أعطيه خارجه فهذا استثناء ليس من الأول. {فلا تخشوهم واخشوني} قطع صالح {ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون} تمام إن جعلت كما متعلقة بـ {فاذكروني}، فإن جعلت التقدير ولأتم نعمتي عليكم كما أو لعلكم تهتدون كما لم يكن تمامًا، {ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون} تمام، إن جعلت كما متعلقة بما قبلها وكان محمد بن جرير يختار أن يكون التقدير ولأتم نعمتي عليكم كما والمعنى عنده ولأتم نعمتي عليكم ببيان ملتكم الحنيفية وأهديكم إلى دين خليلي إبراهيم {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم} ويستبعد أن يكون التقدير فاذكروني كما أرسلنا لأنه يبعد عنده في كلام العرب أن يقال جئتك فأكرمني أكرمك وإنما الكلام عنده كما جئتك فأكرمني فلما إن كان في التلاوة {فاذكروني أذكركم} كانت كما متعلقة بما قبلها وفاذكروني مستأنف، قال أبو جعفر: الذي استبعده جائز وأهل التأويل عليه كما قرئ على عبد الله بن أحمد بن عبد السلام عن أبي [1/ 85]

الأزهر حدثنا روح بن عباده قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {كما أرسلنا فيكم رسولا منكم} قال: كما فعلت فاذكروني وقال الأخفش سعيد: نحو هذا {ولا تكفرون} تمام وكذا {إن الله مع الصابرين}. قال الأخفش {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات} تمام، قال والمعنى {بل هم أحياء ولكن لا تشعرون}، قال الأخفش {والثمرات} تمام {وبشر الصابرين} ليس بتمام إن جعلت الذين نعتًا للصابرين، وإن جعلته مبتدأ كان تمامًا، وإن جعلته على إضمار مبتدأ كان كافيًا، والتمام {أولئك هم المهتدون} وليس قول من قال {فلا جناح} تمام بشيء لأن الحديث يدل على غير ذلك جاء التوقيف إنهم تحرجوا أن يطوفوا بين الصفا والمروة ولأنهما من شعائر الجاهلية فأنزل الله جل وعز {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. {شاكر عليم} تمام {من بعد ما بيناه للناس في الكتاب} ليس بقطع كاف لأنه لم يأت خبر إن [1/ 86]

{اللاعنون} ليس بقطع كاف لأن {إلا الذين تابوا} استثناء والتمام {وأنا التواب الرحيم}، {إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين} وإن جعلته عطفًا على المعنى لم يقف على أولئك عليهم لعنة الله والتقدير على قراءته {أولئك يلعنهم الله والملائكة والناس أجمعون} ولا يقف على (أجمعين) لأن {خالدين فيها} حال متقدم والوقف على {ولا هم ينظرون} تم الرحمن الرحيم، {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار} ليس في الآية وقف إلى آخرها، {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا يحبونهم كحب الله} قال أبو حاتم: وقف تمام، قال: والتمام {والذين آمنوا أشد حبًا لله} {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب} وفي هذه الآية قراءات وإعراب ومعان نحتاج إلى معرفتها مع التمام، قرأ مجاهد وابن كثير وحميد وأبو عمرو وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي {ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة} بفتح (أن) الأولى والثانية، وقرأ أهل المدينة وأهل الشام ولو ترى بالتاء وبفتح أن الأولى والثانية، وقرأ الحسن وقتاده [1/ 87]

ولو ترى بالتاء أيضًا وكسر (إن) الأولى والثانية وهي قراءة يعقوب وقرأ أبو جعفر القارئ بالياء وكسر إن الأولى والثانية أيضًا، قال أبو جعفر: فمن قرأ القراءة الأولى لم يقف على إذ يرون العذاب على قول الأخفش لأن التقدير عنده (ولو يرى الذي ظلموا أن القوة لله) برفع (يرى) على أن ويرى بمعنى يعلم وعلى قول أبي عبيده التقدير عنده: ولو يرى الذي أشركوا عذاب الآخرة لعلموا أن القوة لله، فعلى قوله لا يوقف على (إذ يرون العذاب) لأن يعلموا جواب لو، ومن قرأ ترى بالتاء وفتح أن كان وقوفه على إذ يرون العذاب حسنًا إذا قدره بمعنى يرون أن القوة لله، وقيل التقدير لأن القوة لله وعلى هذين الجوابين لا يوقف على إذ يرون العذاب، قال يعقوب: ومن الوقف (ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب) وهذا التمام الكافي وإنما قال هذا لأنه يقرأ إن بالكسر. {شديد العذاب} قطع حسن إن جعلت (إذ تبرأ) مقطوعًا مما قبله، وإن جعلت إذ بدلا من إذ الأولى لم يقف على (شديد العذاب) {وتقطعت بهم الأسباب} وقف صالح وكذا رؤوس الآيات التي بعده إلى قوله {فما أصبرهم على النار} فإنه وقف حسن إذا قدرت ذلك مرفوعًا بالابتداء وفيه تقديرات: فمنها أن يكون موضع نصب أي فعلنا ذلك بهم من العذاب بأن الله عز وجل نزل الكتاب بالحق وكفروا به وقيل ذلك في موضع رفع أي ذلك بالصبر على النار بالاجتراء على المعاصي لأن الله جل وعز [1/ 88]

نزل الكتاب بالحق فخالفوه، وتأولوه على غير تأويله وقبل ذلك الذي قصصناه عليكم من قوله جل وعز {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله} وكذا ذلك {بأن الله نزل الكتاب بالحق} فجحدوه وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد تمام. قال الأخفش {ولكن البر من آمن بالله} تمام إن شئت قال أبو جعفر: وهذا غلط بين لأن واليوم الآخر مخفوض معطوف على الأول داخل في الصلة فهذا خطأ في المعنى والإعراب وكذا {والملائكة والكتاب والنبيين} وكذا {وآتي المال على حبه} لأنه معطوف على آمن داخل في الصلاة وأهل التفسير يقولون: هذا يوجب أن يكون في المال حق سوى الزكاة لأن الزكاة قد ذكرت في الآية بعد هذا إلا أن بعضهم قال هما جميعًا للزكاة فهذا ذكر من يعطي وذاك فرضها {ذوى القربى واليتامى والمساكين} داخل في الصلاة {وابن السبيل} كذا أيضًا، فمن أهل التفسير من قال هو الضيف وقال مجاهد هو المجتار من موضع إلى موضع وهذا الذي يعرف في كلام العرب يقال: هذا ابن الطريق للملازم له وكذا ولد الطريق، وعلى هذا يتأول الحديث: لا يدخل الجنة ولد زنا أي الملازم للزنا، قال الشاعر: وردت اعتسافا والثريا كأنها = على قمة الرأس ابن ماء محلق [1/ 89]

{والسائلين} تمام عند يعقوب وهو غلط أيضًا لأن {وفي الرقاب} داخل في الصلة وكذا {وأقام الصلاة وآتى الزكاة} هذا وقف حسن إن رفعت وهم بالابتداء ونصبت {الصابرين} بمعنى أعني وهو أحسن ما قيل فيهما، وإن رفعت والموفون على أن تعطفه على (من) لم تقف على ما قبله. قال أبو حاتم {والصابرين في البأساء والضراء} وقف مفهوم، وقال والتمام {وحين البأس} وقف كاف وليس بتمام لأن ما بعده راجع إلى ما قبله {أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} تمام، {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} قطع حسن إن رفعت ما بعده بالابتداء، وإن رفعته بالفعل دخل في الصلة ولم تقف على القتلى وكان التقدير: يا أيها الذين آمنوا كتب عليك أن يقاص في القتلى الحر بالحر، كما قال: ................................ = ... فلم أنكل عن الضرب مسمعا {والأنثى بالأنثى} وقف حسن، قال أبو حاتم {وأداء إليه بإحسان} وقف كاف والتمام {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم} {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون} قطع كاف، وحكى ابن شاذان عن أبي عبد الله وهو محمد بن عيسى المقرئ قال {كتب [1/ 90]

عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرًا} وقف تام قال أبو جعفر: هذا غلط وقد بين ذلك النحويون، ففي قول الكسائي المعنى كتب عليكم الوصية وذكر الوصية أنها فعل وهو أحد قولي الفراء وقوله الآخر أن يكون كتب بمعنى قيل لأن التقدير كتب عليكم إلا قال وكتب في القرآن معناه فرض. قال أبو جعفر: معنى القولين جميعًا (ليس أن ترك خيرًا) بتمام لأن قول الوصية للوالدين معناه فرض عليكم {الوصية للوالدين والأقربين} أو قيل لكم هذا، والوقف الكافي {حقًا على المتقين} وكذا {إن الله سميع عليم} وكذا رأس الآية التي بعدها {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم}، قال ابن شاذان: هذا وقف كاف، قال أبو جعفر: وهذا غلط لأن {أيامًا معدودات} منصوب بالصيام أما أن يكون ظرفًا وأما أن يكون مفعولاً. وذكر أبو حاتم أن الوقف أيامًا معدودات ثم الوقف عنده {فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} قطع كاف ثم الوقف عند أبي حاتم {فمن تطوع خيرًا فهو خير له}، قال يعقوب: ومن الوقف {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} ثم استأنف {شهر رمضان} وهو [1/ 91]

مرفوع بالابتداء وخبره {الذي أنزل فيه القرآن} ومذهب الكسائي أن التقدير (كتب عليكم الصيام، كتب عليكم شهر رمضان) ومذهب الفراء أن التقدير: ولكم شهر رمضان جاز أن تقف على ما قبله ويصير تقدير الكسائي كتب عليكم الصيام شهر رمضان وله تقدير آخر وهو أن تصوموا شهر رمضان خير لكم وفي التقديرين جميعًا التفريق بين الصلة والموصول تم الوقف عند أبي حاتم {من الهدى والفرقان}. قال أحمد بن موسى {ولا يريد بكم العسر} وقف كاف {ولعلكم تشكرون} قطع تام قال يعقوب: ومن الوقف {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} ثم قال جل وعز {أجيب دعوة الداع إذا دعان} وقوى هذا القول بعض القراء واحتج بقول الحسن: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله عز وجل؟ فأنزل الله جل ثناءه (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) وقال نصير: لا يقف على قوله جل وعز (فإني قريب) ولكن على قوله جل ثناءه (إذا دعان) أو على رأس الآية {لعلهم يرشدون}. {وأنتم لباس لهن} قطع صالح وكذا {عفا عنكم} وكذا {من الفجر} وكذا {ثم أتموا الصيام إلى الليل} وكذا {في المساجد} والتمام {لعلهم يتقون} وكذا رأس الآية الأخرى. [1/ 92]

قال أبو حاتم {قل هي مواقيت للناس والحج} تام {لعلكم تفلحون} وقف حسن وكذا {إن الله لا يحب المعتدين} وكذا {الفتنة أشد من القتل} وكذا {كذلك جزاء الكافرين} وكذا {فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم} والتمام {فلا عدوان إلا على الظالمين} ثم الوقف بعده عند أبي حاتم {والحرمات قصاص} {واعلموا أن الله مع المتقين} قطع كاف، وكذا {وأحسنوا}، قال سفيان: أي وأحسنوا بالله الظن، قال يعقوب: ومن الوقف {وأتموا الحج والعمرة لله} من رفع فقرأ (والعمرة لله) وقف (وأتموا الحج) قال أبو عبيدة (والعمرة لله) استئناف {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى} قطع كاف وكذا {حتى يبلغ الهدي محله} وكذلك {أو نسك} ثم الوقف بعد هذا عند أبي حاتم {ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام} والتمام {شديد العقاب}. {الحج أشهر معلومات} قطع صالح والتقدير عند القراء وقت الحج أشهر معلومات {فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا [1/ 93]

فسوق ولا جدال في الحج} هذا وقف حسن على هذه القراءة، أكثر القراء قرأ بها الحسن وقتادة وشيبة ونافع وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي وتفسير ابن عباس يدل على أنها كانت قراءته، وقرأ يزيد بن القعقاع (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) وكذا الوقف أيضًا على قراءته، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، وذكر عن مجاهد أن المعنى ولا جدال في الحج أنه في ذي الحجة ولهذا اختار هذه القراءة إن شئت وقفت على ولا رفث ولا فسوق والتقدير: عند أبي عمرو فلا يكن منكم رفث ولا فسوق ثم ابتدأ فقال: ولا جدال في الحج وأما قول ابن سعد أن من رفع جاز أن يقف على لا ليس بمعنى أنه تمام وإنما يعني أن (لا) لم تبين ما بعدها فيكونا بمنزلة شيء واحد {وما تفعلوا من خير يعلمه الله} قطع كاف {وتزودوا} قطع كاف عن ابن شاذان وكذا {فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب}، قال أبو حاتم: هذا التمام وهو رأس الآية، قال أبو جعفر: هذا التمام وهو رأس آية أما الوقوف على (واتقون) فلا يعلم أحدًا من العلماء أجازه. قال الحسن: إنما عاتب الله جل وعز أولي الألباب لأنه يحبهم، والتمام {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ... لمن الضالين} وقف حسن وكذا {إن الله غفور [1/ 94]

رحيم} وكذا {أو أشد ذكرا} وكذا {من خلاق} وكذا {وقنا عذاب النار} والتمام {والله سريع الحساب} والوقف عند أبي حاتم بعد هذا {في أيام معدودات} وبعده {لمن اتقى} وبعده {ويهلك الحرث والنسل}. قال أبو جعفر: هذا على قراءة من قرأ ويهلك بالنصب، ومن قرأ ويهلك بالرفع فإنه تقديران: أحدهما: وهو قول أبي عبيدة إنه مستأنف فيكون الوقف على قوله {ليفسد فيها}، والقول الآخر: وهو مذهب الفراء أن يكون ويهلك معطوفًا على (يعجبك) فيكون الوقف {ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} وبعده {فحسبه جهنم} وبعده {ولبئس المهاد} وبعده {ابتغاء مرضات الله} والتمام {والله رؤوف بالعباد}. {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة} هذا قطع كاف وإن كان قد اختلف في معنى السلم فقال الضحاك: السلم الإصلاح وقال الربيع بن أنس: السلم الطاعة، قال أبو جعفر: حدثنا أحمد بن [1/ 95]

محمد بن نافع حدثنا سلمه حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتاده يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم قال: الإسلام، قال أبو جعفر: وهذا ما قيل فيه لأن المخاطبة للمؤمنين فليس لقول من قال السلم الصلح معنى إنما يقال هذا لأهل الحرب يقال لهم: ادخلوا في الاستسلام والصلح. فإن قيل ما معنى: يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في الإسلام، فالجواب عن هذا قد بينه أهل التأويل، فقال الضحاك: يا أيها الذين آمنوا بهذا الكتاب فيكون المعنى على هذا يا أيها الذين آمنوا بالأنبياء آمنوا بمحمد، وقال عكرمة: نزلت في عبد الله بن سلام وأسد وأسيد ابني كعب، قالوا يا رسول الله: إن السبت قد كان مفروضًا فأذن لنا فلنسبت وإن التوراة كتاب الله فأذن لنا فلنقم بها في الليل فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) قال أبو جعفر: فليس يخلو قوله جل وعز يا أيها الذين آمنوا من أن يكون مخاطبة لأهل الكتاب والمنافقين أو لمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم على الحقيقة وهذا أولى أن يخاطب به هؤلاء فيكون المعنى يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في الإسلام في جميع شرائعه وحدوده فيكون الوقف كافة، وكافة حال من السلم أي ادخلوا في الإسلام في هذه الحال. وأما قول من قال السلم بالفتح الإسلام والسلم بالكسر الصلح والاستسلام فلا يصح هذا التفريق وإن كان بيت زهير ينشد بالكسر: وقد قلتما أن تدرك السلم واسعا = بمال ومعروف من الأمر نسلم والسلم ها هنا الصلح. [1/ 96]

{ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} وقف حسن والتمام {فاعلموا أن الله عزيز حكيم}، قال: من الوقف {هل ينظرون إلا أن يأتيهم في ظلل من الغمام} فهذا التمام من الوقف، وقد خولف يعقوب في هذا فقيل: بل الوقف الكافي {والملائكة} على قراءة من قرأ {والملائكة وقضى الأمر}، وقال مخالفة الدليل على هذا أنه في قراءة أبي عبد الله (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله والملائكة في ظلل من الغمام). وقال أبو العالية: الملائكة تأتي في ظلل من الغمام ويأتي الله عز وجل فيما شاء، قال أبو جعفر: إلا أنه جاء في تفسير قتاده ما يقوى قول يعقوب، قال يعقوب: أي هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام وتأتيهم الملائكة عند الموت وقرأه أبي جعفر (والملائكة) بالخفض فلا تقف على ما قبله، ومن قرأ في ظلل من الغمام والملائكة وقضاء الأمر فها هنا وقفه والتمام {وإلى الله ترجع الأمور} وبعده {من آية بينة} وبعده {فإن الله شديد العقاب} {ويسخرون من الذين آمنوا} وقف حسن ثم يبتدئ {والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة} تام {والله يرزق من يشاء بغير حساب} قطع تام {ليحكم بين [1/ 97]

الناس فيما اختلفوا فيه} وقف صالح. {وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيًا بينهم} قطع كاف، فأما ما قبله فمختلف فيه فمن الناس من يقول التقدير: وما اختلف فيه بغيًا بينهم إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات، وهذا القول غلط في العربية لأنه يدخل خبر النفي في الإيجاب، وقال قوم التقدير: وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه بغيًا بينهم من بعد ما جاءتهم البينات، والوقف على هذين القولين بغيًا بينهم وقيل في الكلام حذف والتقدير: وما اختلف فيه إلا الذين أوتوا الكتاب وما اختلفوا فيه إلا من بعد ما جاءتهم البينات وما اختلفوا فيه إلا بغيًا بينهم. قال أبو جعفر: وكان محمد بن جرير يميل إلى هذا القول فيصلح على هذا القول يقف ما اختلف فيه (إلا الذين أوتوه) وكذا (من بعد ما جاءتهم البينات) وكذا {بغيًا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه} قطع صالح ولا يقف على ما قبله وإن كان في معناه اختلاف وذلك أنه يقال ما معنى الهداية إلى الاختلاف والهداية إلى الاختلاف ضلال، ففي هذا جوابان: أحدهما: أن أهل الكتاب اختلفوا فكفر بعضهم بكتاب بعض فهدى الله جل وعز المؤمنين فآمنوا بالكتب كلها فقد هداهم لما اختلفوا فيه من الحق لأن الكتب التي أنزلها الله جل وعز كلها حق والقول الآخر المعنى فهدى الله جل وعز المؤمنين للحق من ذلك، [1/ 98]

فإن قيل ليس كذا نص التلاوة لأن من مع الحق واللام مع ما، قيل نزل القرآن بلغة العرب وهم يفعلون مثل هذا، قال: كانت فريضة ما تقول كما = كان الزنا فريضة الرجم أي كما كان الرجم فريضة الزنا، والتمام {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}. قال أبو حاتم {متى نصر الله} وقف كاف، قال والتمام {ألا إن نصر الله قريب}، قال أحمد بن موسى {يسألونك ماذا ينفقون} تام، قال أبو حاتم {وابن السبيل} وقف كاف، والتمام {فإن الله به عليم}، {كتب عليكم القتال وهو كره لكم} وقف حسن، وكذا {وهو خير لكم} وكذا {وهو شر لكم} فالتمام {والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} وقف صالح {قل قتال فيه كبير} وقف حسن إن رفعت {وصد عن سبيل الله} بالابتداء وما بعده من المرفوع معطوف عليه وخبر المبتدأ (أكبر عند الله) وللفراء فيه قولان، أحدهما أن يكون (وصد عن سبيل الله) معطوفًا على كبير فيكون التقدير: قل قتال فيه كبير وقتال فيه صد عن سبيل الله وقتال فيه كفر. [1/ 99]

قال أبو جعفر: وهذا القول غلط من جهتين: إحداهما أنه ليس أحد من أهل العلم يقول: قتال في الشهر الحرام كفر بالله، ولا نعلم أن هذا قيل قط، فهذا قول خارج من الإجماع، وأيضًا فإن بعده {وإخراج أهله منه أكبر عند الله} ولا يكون إخراج أهل المسجد الحرام منه عند الله أكبر من الكفر، وقوله الآخر أن يكون وصد عن سبيل الله وكفر به كبير، قال أبو جعفر: وهذا يفسد لأن بعده وإخراج أهله منه أكبر عند الله فصار نظير ذلك ولو صح ما قال لكان الوقف {والمسجد الحرام} على أن أبا حاتم قد زعم أن الوقف الكافي والمسجد الحرام ولعله أخذه من قول الفراء وإن كان كثير الطعن عليه والإزراء به. فقد حدثنا علي بن سليمان قال: سمعت أبا العباس محمد بن يزيد يقول: كان أبو حاتم دون أصحابه المازني والزيادي والتوزي إلا أنه إذا أخرج من بلده يعني البصرة لم يلق أعلم منه، فأما والمسجد الحرام فمذهب الفراء فيه أنه نسق على الشهر أي يسألونك عن الشهر الحرام وعن المسجد الحرام. وقد رد عليه هاذ القول لأنهم لا يسألون عن المسجد الحرام لأنهم قد رأوا تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين إياه فلا معنى لسؤالهم عنه، ولكن التقدير والله أعلم وصد عن سبيل الله وعن المسجد الحرام كما قال جل وعز {هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام} {أكبر عند الله} وقف صالح وكذا [1/ 100]

{والفتنة أكبر من القتل} وكذا {إن استطاعوا} والقطع التام {وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}. {إن الذين آمنوا} ليس بقطع كاف وإن كانت قد تمت الصلة لأنه لم يأت خبر إن {والذين هاجروا} نسق عليه أي هجروا منازلهم لأنها بين الكفار خوف الفتنة، (وجاهدوا أنفسهم) وجاء على فاعل لأنه من اثنين، والتمام {والله غفور رحيم} {ومنافع للناس} وقف صالح {وإثمهما أكبر من نفعها} مثله {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو} قال أبو حاتم: ثم قال {كذلك} {في الدنيا والآخرة}. {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير} وقف صالح وكذا {فإخوانكم} وكذا {والله يعلم المفسد من المصلح} وكذا {لأعنتكم} والتمام {إن الله عزيز حكيم} قال أبو حاتم {ولو أعجبتكم} {ولو أعجبكم} كافيان وكذا عنده {والمغفرة بإذنه} والتمام {لعلهم يتذكرون}. قال أبو جعفر: ومن قرأ {حتى يطهرن} جاز أن يقف ها [1/ 101]

هنا، ومن قرأ (حتى يطهرن) لم يقف عليه لأنه لا يجوز أن يطأ امرأته إذا طهرت حتى تطهر بالماء وجاز له أن يقف عليه {من حيث أمركم الله} والتمام {ويحب المتطهرين}. قال أبو حاتم {فأتوا حرثكم أني شئتم} تام، قال أبو جعفر: من قال {وقدموا لأنفسكم} إنه التسمية عند الجماع لم ينبغ أن يف على (أني شئتم) وهو قول حسن لأنه قد تقدم ذكر أشياء من الخبر منها {قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين} وهو قول السدي وليس أني شئتم تمامًا على القولين وإن كان قد اختلف في معنى أني شئتم، فقال قوم: معناه كيف شئتم، وقال قوم: معناه أين شئتم وقال قوم: معناه متى شئتم وقال قوم: من أي وجه شئتم من ناحية الحرث، قال أبو جعفر: وهذا أصح الأقوال فيه. وإنما أشكل على قوم أني لمقارنتها معنى كيف وأين ومتى، والفرق بين هذه الحروف وبين أنى موجود في العربية لأن أين للسؤال عن الأمكنة إذا قال رجل أين زيد قيل في مكان كذا وكيف سؤال عن الحال إذا قال كيف هو قلت صالح ومتى سؤال عن الزمان إذا قال متى وافيت؟ قلت يوم كذا وأني سؤال عن الوجوه والمذاهب لو قال رجل: أني أتيت امرأتك لقال من قبلها والدليل على هذا قول الشاعر: [1/ 102]

أنى ومن أين أبك الطرب = من حيث لا صبوة ولا ريب أي من أي الجهات ومن أي المواضع راجعك الطرب. وقد جاء التوقيف بما يبين هذه الآية صح عن صحابيين أن اليهود قالوا إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها خرج ولده أحول فأنزل الله جل وعز {نساءكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} فتبين أن المعنى فأتوا نساءكم من حيث يكون الحرث وهو القبل من أي الجهات شئتم. {واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه} وقف كاف والتمام {وبشر المؤمنين} وكذا {والله سميع عليم} وكذا {والله غفور حليم} وكذا {فإن الله غفور رحيم} وقف صالح وليس بتمام والتمام {فإن الله سميع عليم} {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} قال أبو حاتم: وقف كاف وكذا عنده {إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر} وكذا {وللرجال عليهن درجة} والتمام {والله عزيز حكيم} {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} وقف حسن {إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله} قطع كاف، [1/ 103]

{فلا جناح عليهما فيما افتدت به} قطع صالح {فأولئك هم الظالمون} قطع حسن وكذا {إن ظنا أن يقيما حدود الله} والتمام {لقوم يعلمون}، {ولا تمسكوهن ضرارًا لتعتدوا} قطع صالح وكذا {ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه} وكذا {ولا تتخذوا آيات الله هزوا} والتمام {اعلموا أن الله بكل شيء عليم}. {إذا تراضوا بينهم بالمعروف} قطع صالح، وكذا {بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر} قطع حسن، والتمام {والله يعلم وأنتم لا تعلمون} {لمن أراد أن يتم الرضاعة} قطع صالح، وكذا {بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها} قطع حسن، {لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده} وقف كاف إن جعلت {وعلى الوارث مثل ذلك} بمعنى وعلى الوارث النفقة، وإن جعلته بمعنى وعلى الوارث ألا يضار كان هذا الوقف الكافي وهذا معنى كلام ابن شاذان (فلا جناح عليهما) قطع كاف {إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف} قطع كاف والتمام {واعلموا أن الله بما تعملون بصير}. [1/ 104]

{والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} ليس بقطع كاف لأنه لم يأت خبر المبتدأ والوقف الكافي {وعشرا} وكذا {بالمعروف والله بما تعملون خبير} وقف حسن {أو أكننتم في أنفسكم} قطع صالح {إلا أن تقولوا قولا معروفًا} قطع كاف {فاحذروه} قطع صالح والتمام {واعلموا أن الله غفور رحيم} ثم الوقف، {وعلى المقتر قدره} قطع صالح {حقًا على المحسنين} قطع حسن ثم الوقف {ولا تنسوا الفضل بينكم} والتمام {إن الله بما تعملون بصير}. {والصلاة الوسطى} وقف حسن، وكذا {وقوموا لله قانتين} وكذا {فإن خفتم فرجالا أو ركبانا} والتمام {كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون}، {والذين يتوفون منكم} قطع كاف على مذهب سيبويه لأنه يقدر مثل هذا {وما يتلى عليكم} - هذا مثل {السارق والسارقة} - وعلى قول غيره ليس بقطع كاف لأنه إذا رفعه بالابتداء احتاج [1/ 105]

إلى الخبر فمن رفعه بالابتداء كان وقفه {غير إخراج} وبعده {من معروف} والتمام {والله عزيز حكيم} {حقًا على المتقين} قطع حسن والتمام {لعلكم تعقلون}. {ثم أحياهم} قطع صالح ثم الوقف {لا يشكرون} {واعلموا أن الله سميع عليم} قطع حسن، وكذا {فيضاعفه له أضعافًا كثيرة} والتمام {وإليه ترجعون}. {إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكًا نقاتل في سبيل الله} قطع صالح، {قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا} مثله، وقال أبو حاتم: {وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا} وقال غيره هو تمام والقول كما قال أبو حاتم لأن القصة لم تتم وفي الكلام حذف يدل على سياقه والتقدير فدعا نبيهم ربه جل وعز {أن يبعث لهم ملكًا يقاتلون معه في سبيل الله} فدعا فبعث الله عز وجل لهم ملكًا وكتب عليهم القتال [1/ 106]

معه {فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم} قطع صالح، وكذا {والله عليم بالظالمين}. وعن نافع {لم يؤت سعة من المال} تمام، وأبو حاتم يذهب إلى أنه كاف وكذا عنده {في العلم والجسم} وكذا {والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم} قطع صالح، قال أبو حاتم ومن الكافي {تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين} قطع حسن، قال أحمد بن موسى {إلا من اغترف غرفة بيده} تمام وأبو حاتم يذهب إلى أنه كاف، وكذا {إلا قليلا منهم}. وعن نافع مع {قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده} تمام {بإذن الله} قطع صالح {والله مع الصابرين} مثله وكذا {وانصرنا على القوم الكافرين} قال عباس بن الفضل {فهزموهم بإذن الله} وقف، وقال أبو حاتم {وعلمه مما يشاء} تمام {ولكن الله ذو فضل على العالمين} قطع حسن، وكذا {وإنك لمن المرسلين}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله عز وجل {منهم من كلم الله} ثم قدره تقديرين: أحدهما: ورفع الله بعضهم درجات، [1/ 107]

فعلى هذا يجوز الوقف على (منهم من كلم الله) والتقدير الآخر أن يكون (رفع) معطوفًا على (كلم) ويدخل في الصلة ويكون الوقف {ورفع بعضهم درجات} وبعده {بروح القدس} والتمام {يفعل ما يريد} {ولا خلة ولا شفاعة} قطع صالح والتمام {هم الظالمون}. وفي آية الكرسي وقوف كافية مفهومة {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وقف كاف وكذا {ولا نوم} وكذا {وما في الأرض} وكذا {إلا بإذنه} وكذا {وما خلفهم} وكذا {إلا بما شاء} وكذا {ولا يؤوده حفظهما} والتمام {وهو العلي العظيم}. قال أبو حاتم: ومن الكافي المفهوم {قد تبين الرشد من الغي} وكذا عنده {لا انفصام لها} ومن الكافي عند العباس بن الفضل {إلى النور} وعند أبي حاتم {إلى الظلمات} والتمام {أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} {فبهت الذي كفر} قطع صالح. {والله لا يهدي القوم الظالمين} ليس بتمام ولا كاف لأن {أو كالذي مر على قرية} معطوف على ما قبله وفيه قولان: فمذهب الكسائي والفراءأنه نسق على المعنى لأن المعنى [1/ 108]

{ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه} هل رأيت الذي حاج إبراهيم في ربه أو كالذي مر على قرية. والتقدير الآخر أن الكاف زائدة كما قال: وصاليات ككما يؤثفين = ... ... ... ... ... وعن نافع {ثم بعثه} تمام، قال {لم يتسنه} تمام {ثم نكسوها لحما} قطع حسن وكذا قال {أعلم أن الله على كل شيء قدير}. قال أحمد بن جعفر قال: {بلى} التمام {ولكن ليطمئن قلبي} قطع صالح، {قال فخذ أربعة من الطير} يجوز الوقف عليه على قراءة من قرأ {فصرهن إليك} وهي قراءة أبي عمرو وعاصم وابن كثير والكسائي ونافع، قال أبو عبيده: أي أملهن إليك، وعن عكرمة ضمهن إليك قطعهن وقد حكى أنها لغتان بمعنى وأن معناهما فقطعهن وكان محمد بن جرير يذهب إلى هذا القول لأن أكثر أهل التأويل يفسرون هذا الحرف بمعنى قطعهن منهم مجاهد وقتاده وغيرهما. والتمام {واعلم أن الله عزيز حكيم}، {كمثل حبة أنبتت سبع سنابل} يجوز الوقف على {والله واسع عليم}. {الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منًا ولا أذى} قال نافع تم وظاهر هذا القول غلط لأن الذين [1/ 109]

إذا كان في موضع رفع بالابتداء فلم يأت خبره ومحال أن يتم الكلام وقد نفى خبر الابتداء إلا أن فيه حيلة يجوز أن يكون الذين بدلا من الذين قبله والوقف على {ولا هم يحزنون} أحسن وأولى {قول معروف} وقف كاف إن رفعته على إضمار مبتدأ وعلى إضمار خبر فيكون التقدير الذي يؤمرون به قول معروف أو قول معروف أولى بكم وإن رفعت بالابتداء وعطفت {ومغفرة} عليه لم تقف على معروف وكان المعنى (قول جميل) ودعاء للسائل وتغطية وستر على خلته {خير من صدقة يتبعها أذى}، قال نافع: تم {والله غني حليم} الوقف على هذا أحسن لأن المعنى غني عن صدقاتهم وإنما أمركم بها لتغني فقراءكم ويأجركم عليها حليم عن من أذى من إعطاء. {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} قال نافع: تم وخولف في هذا لأن المعنى: لا تبطلوا صدقاتكم بأن تمنوا بها على من أعطيتموه إياها وتؤذوه بالشكوى فتقولوا لم يفعل فيها ما نحب وقد كان يلازم حتى أخذ ونظير هذا من القول فتبطل الصدقة كما يبطل عمل المرائي لأنه لم يخلص لله جل وعز {فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا} قال نافع: تم، وخولف في ذلك لأن بعض الكلام متصل ببعض ويدلك على ذلك التفسير كما حدثنا أحمد بن محمد بن نافع، حدثنا سلمه حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة فتركه صلدًا، قال بقي [1/ 110]

ليس عليه شيء، يقال صلد يصلد صلدًا إذا زال ما عليه وصلدت الأرض إذا لم تنبت وصلد رأسه إذا لم يكن عليه شعر وأنشد الأصمعي: براق اصلاد الجبين الأجله = لله در الغانيات المده وبعده {لا يقدرون على شيء مما كسبوا} أي لا يقدرون على ثواب شيء مما عملوه لأنهم لا يخلصون لله جل وعز فبطل، والتمام {والله لا يهدي القوم الكافرين} أي لا يسددهم ولا يوفقهم له جل وعز. قال يعقوب: ومن الوقوف التام المكتفي به {فإن لم يصبها وابل فطل} وخولف يعقوب في هذا، وممن خالفه أبو حاتم فجعله وقفًا كافيًا غير تمام والتفسير يدل على ذلك قول الله جل وعز {ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتًا من أنفسهم}. فاختلف العلماء في معنى وتثبيتًا من أنفسهم، فقال الحسن ومجاهد أي يثبتون أين يجعلون أموالهم يعني إذا أدوا الزكاة، وحكى محمد بن جرير أن قتاده قال وتثبيتًا أي احتسابًا ورد عليه لأنه لا يعرف تثبيت (في اللغة) إذا احتسب، قال أبو جعفر: وجدنا عن [1/ 111]

قتادة قد صح غير ما قال، حدثنا أحمد بن محمد بن نافع، حدثنا سلمه حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتاده وتثبيتًا من أنفسهم قال: ثقة من أنفسهم، قال أبو جعفر فأما القول الأول فغلط في اللغة لأنه إنما يقال تثبت تثبتًا كما يقال تكرم تكرمًا وتكلم تكلمًا وربما أشكل مثل هذا على الضعيف في العربية وتوهم أنه مثل وتبتل إليه تبتيلا ومثل قول الشاعر: فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا = ورضت فذلت صعبة أي إذلال وخير الأمر ما استقبلت منه = وليس بأن تتبعه اتباعا ولم تقل تتبعًا فهذا ليس مثل الآية لأن الفعل إذا أظهر حمل المصدر على المعنى، وقوله جل وعز تثبيتًا لم يظهر فيه الفعل وأحسن ما قيل فيه قول الشعبي والسدي وهو مذهب قتادة كما قرئ على إبراهيم بن موسى الجوزي عن يعقوب الدورقي عن وكيع وعن سفيان عن أبي موسى عن الشعبي: وتثبيتًا من أنفسهم تصديقًا، قال تم وتيقننا، قال أبو جعفر: يقال ثبت فلانًا تثبيتًا إذا قويت عزمه وحقيقة المعنى أن أنفسهم تثبتهم على إخلاص الصدقة. {كمثل جنة بربوة} أي مرتفعة وإذا كانت مرتفعة كانت خشنة وإذا خشنت جاد ثمرها كما قال: ما روضة من رياض الحزن معشبة = خضراء جار عليها مسيل هطل وابل [1/ 112]

فوصف بأنها من رياض الحزن أي الخشونة {أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين} والأكل ما يؤكل والأكل المصدر فإن لم يصبها وابل فطل قال يعقوب: أي فهو طل أو أصابها طل، قال محمد بن يزيد، أي فطل أي فالطل يكفيها {والله بما تعملون بصير} أي بما تعملون من ابتغاء مرضاته وغير ذلك بصير وهذا التمام {فاحترقت} قال أبو حاتم: كاف. وقال: عباس بن الفضل {لعلكم تتفكرون} وقف تام {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} قال نافع: وخولف في هذا لأن ما بعده متصل به، قال ابن يزيد: الخبيث الحرام، قال أبو جعفر: وقد جاء التوقيف بما لا يجوز أن يقال في الآية غيره قال عبيدة سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنهعن قول الله جل وعز {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} قال: كانوا يصرمون النخل فيعزلون الجيد فإذا جاء المساكين أعطوهم الزكاة من الرديء فأنزل الله عزل وجل {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} وبعده {ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه} يقال أغمض في الشيء وغمض إذا تجافى وأخذه على استحياء وعن ابن عباس (إلا أن تغمضوا فيه) إلا أن تنقضوا، قال ابن يزيد: إلا أن تأخذوا الحرام وتعلموا أنكم آثمون، {واعلموا أن الله غني حميد} قال نافع تم {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه [1/ 113]

وفضلا} قال نافع: تم. {والله واسع عليم} وقف حسن {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا} هذا قطع كاف عند أبي حاتم وزعم العباس بن الفضل أنه تمام، والصواب ما قاله أبو حاتم على اختلاف الناس في معنى الحكمة. فحدثنا بكر بن سهل حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: يؤتي الحكمة من يشاء، قال المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره وحرامه وحلاله وأمثاله، وقال السدي الحكمة النبوة وقال أبو العاليه: الحكمة خشية الله جل وعز لأن رأس كل شيء خشية الله، وقرأ {إنما يخشى الله من عباده العلماء} قال عبد الله بن وهب: سألت مالك بن أنس عن الحكمة، فقال: المعرفة بدين الله والتفقه فيه والاتباع له. قال أبو جعفر: أصل الحكمة في اللغة إصابة الصواب والامتناع عن اتباع الهوى فهذه الأقوال كلها داخلة فيه ويدلك أن القول كما قال أبو حاتم أن بعده {وما يذكر إلا أولوا الألباب} أي يفكر في أمر الحكمة. [1/ 114]

{وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه}، قال العباس بن الفضل تم، وقال أبو حاتم: هو كاف ويدلك على ما قال أبو حاتم أن بعده {وما للظالمين من أنصار} وما لمن ظلم فكان نذره الشيطان واتبع هواه فما له من ناصر ينصره من عقاب الله جل وعز، قال العباس بن الفضل: والتمام {ويكفر عنكم من سيئاتكم} في قراءة من جزم ومن رفع وقف على {فهو خير لكم}، وقال أبو جعفر: وفيه قرأت سبع موافقة للمصحف قرأتها الآية وثامنة مخالفة للسواد نذكرهما ونذكر مع كل قراءة التمام فيها إن شاء الله. قرأ نافع وحمزة والكسائي وابن محيصن وعيسى وطلحه ويروى عن الحسن ومجاهد والأعمش وابن كثير وشبل (ونكفر عنكم) بالنون وإسكان الراء فالوقف على هذه القراءة من سيئاتكم لأن ونكفر معطوف على موضع ألف فلا ينبغي أن يوقف على ما قبله وقرأ قتاده وابن أبي اسحق وأبو عمرو ويروى عن عاصم ونكفر عنكم بالنون وضم الراء فمن جعل ونكفر مستأنفًا على هذه القراءة جاز أن يقطع على (فهو خير لكم) ومن جعله معطوفًا على ما بعد الألف وقف على من سيئاتكم، وروى حسين بن علي الجعفي عن الأعمش ونكفر عنكم بالنون وفتح الراء فعلى قول الكوفيين وهذه القراءة يجب أن يكون الوقف على (فهو خير لكم) لأنهم ينصبون على الصرف من الأول وعلى قول البصريين الوقف على (من سيائتكم) لأنهم يعطفون على الموضع ويضمرون أن فهذه ثلاث قراءات. [1/ 115]

قال خلف بن هشام: حدثنا الخفاف، حدثنا هارون عن حنظلة عن شهر عن ابن عباس أنه قرأ فهو خير لكم ونكفر عنكم من سيئاتكم بمعنى الصدقة، قال أبو جعفر: الوقف على هذه القراءات من سيئاتكم وهكذا الوقف في القراءة الخامسة المروية عن عكرمة ويكفر، وقرأ حميد ويكفر بالياء وإسكان الراء، قال أبو عبيد: رد المعنى إلى الله جل وعز، قال أبو حاتم: المعنى ويكفر الإعطاء والوقف على هذا أيضًا من سيئاتكم لأنه معطوف ونكفر الله أو ويكفر الإيتاء {وتؤتوها} على الإيتاء كما قال: إذا نهى السفيه جرى إليه = وخالف والسفيه إلى خلاف وروى حفص عن عاصم (فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم) بالياء وضم الراء وقد روى هذا أيضًا عن الحسن والقطع فيه كما تقدم في ونكفر بالنون وضم الراء وزعم أبو حاتم أن الأعمش قرأ (فهو خير لكم نكفر عنكم من سيئاتكم) بغير واو وبالجزم وجعل للشرط جوابين والقطع على هذه القراءة من سيائتكم أيضًا {والله بما تعملون خبير} قطع تام على تفسير العلماء إلا يزيد بن أبي حبيب وذلك أن من يحفظ عنه العلماء لا اختلاف بينهم إن هذا في الصدقة النافلة وإن أخفاها خير من إظهارها وإن إظهار الفريضة خير من إخفائها. قال ابن عباس {إن تبدو الصدقات فنعم ما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} يعني النافلة يقال أن إخفاءها خير من إظهارها بسبعين ضعفًا، قال ويقال إن إظهار الفريضة خير [1/ 116]

من إخفائها بخمسة وعشرين ضعفًا وهذا في جميع الفرائض والنوافل وهذا من أحسن ما قيل في هذا كما روى نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفرد بخمسة وعشرين درجة، قال يزيد بن حبيب: إن تبدوا الصدقات فتعطوها أهل الكتاب من اليهود والنصارى فنعم ما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم، فعلى قول يزيد بن حبيب لا يكون خيرًا تمامًا لأنه يجعل {ليس عليك هداهم} راجعًا إلى أهل الكتاب {ولكن الله يهدي من يشاء} قال أبو حاتم: تام {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله} ليس بقطع كاف لأن بعض الكلام متعلق ببعض. {وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} ليس بقطع على قول من قال: وما تنفقوا من خير للفقراء ومن جعله بمعنى نفقتكم للفقراء جاز أن يقف على تظلمون {لا يستطيعون ضربًا في الأرض} قال نافع: تم، وخالفه أبو حاتم وغيره وقالوا الوقف {لا يسألون الناس إلحافا} {فإن الله به عليم} قطع تام وكذا {ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} قال نافع: تم، وخالفه أبو حاتم وغيره فقالوا الوقف {ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا}، [1/ 117]

وقال أبو جعفر: وهذا قطع حسن لأنه قد انقطع كلامهم كما قرأ الحسن بن عبد الله بن محمد عن يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني ابن لهيعه عن عطا بن دينار عن سعيد بن جبير ذلك بأنهم أي ذلك الذي نزل بهم فإنهم قالوا إنما البيع مثل الربا. قال: كان الرجل يدائن الرجل فإذا حل لصاحبه المال قال أخرني إلى أجل كذا، وأزيدك في مالك كذا، فإذا قيل لهم هذا الربا، قالوا إن زدنا وقت البيع أو وقت الأجل فكله سواء فهذا قولهم إنما البيع مثل الربا فأكذبهم الله جل وعز قال {وأحل الله البيع وحرم الربا} قال أبو جعفر: في هذا أيضًا وقف عند أبي حاتم وكذا {وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} قطع كاف والوقف بعده عند أبي حاتم {ويربى الصدقات} والتمام {والله لا يحب كل كفار أثيم} وبعده {ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. قال أحمد بن موسى {إن تبتم فلكم رؤوس أموالكم} تمام، قال الأخفش سعيد {فنظرة إلى ميسرة} تمام {وهم لا يظلمون} قطع تام، وفي آية الذين أكثر من عشرة وقوف كافية منها {يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل [1/ 118]

مسمى فاكتبوه} وبعده {وليكتب بينكم كاتب بالعدل} وبعده {فليكتب} وبعده {ولا يبخس منه شيئًا}. قال يعقوب: ومن الوقف الكافي {أو لا يستطيع أن يمل} قال واكتفاء التمام (أن يمل هو) قال والمعنى: أن يمله وجعل الواو صلة، قال أبو جعفر: هذا القول خطأ وكذا العلة لأنه إذا وقف أن يمل فلم يأت جواب الشرط ولم يأت بقوله هو فأفرد التوكيد أو الفاعل من الفعل ثم اعتل بأن التقدير: أن يمله وهو في المصحف منفصل من يمل ولو كان متصلاً لكان المضمر هو موضع نصب وإذا انفصل كان موضعه رفع ولا يجوز أن يكون الواو صلة وهي مفتوحة والقول كما قال أبو حاتم: إن الوقف {فليملل وليه بالعدل ... من الشهداء} قطع صالح على قراءة الكوفيين لأنهم لا يقرأون {أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى} ومن قرأ (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) وقف هاهنا، قال أبو جعفر: فهذه القراءة حسنة المخرج في العربية لأن أذكرته إذا نسى أكثر من ذكرته وأكثر ما يأتي ذكرته إذا أوعظته على أن الفراء قد زعم أن وإن كانت مفتوحة معنى المكسورة وإنها الشرط وإن المعنى إن نسيت ذكرتها أي واستشهدوا كي تذكر [1/ 119]

إحداهما الأخرى إن نسيت فلما قدم فتحها وهذا قول لا يعرج عليه وقد بينت قول سيبويه في الإعراب. {ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا} قطع كاف {فليس عليكم جناح ألا تكتبوها} مثله وكذا {وأشهدوا إ ذا تبايعتم} {فإنه فسوق بكم} وقف حسن وهو يشبه التمام {والله بكل شيء عليم} قطع حسن والوقف بعد هذا عند أبي حاتم {فرهان مقبوضة} وبعده {وليتق الله ربه} وبعده {فإنه آثم قلبه} والتمام {والله بما تعملون عليم}. قال يعقوب: ومن {يحاسبكم به الله} فهذا الوقف التمام تم، قال جل وعز {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء}، قال أبو جعفر: كذا قرأ يعقوب بالرفع وهي قراءة الحسن وأبي جعفر وعاصم وقراءة نافع وأبي عمرو وعيسى والأعمش وحمزة والكسائي {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} بالجزم فعلى هذه القراءة لا يقف على {يحاسبكم به الله} وكذا على قراءة الأعمش {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} بالنصب لأن الجزم معطوف على اللفظ والنصب معطوف على الموضع كما قال: [1/ 120]

ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى = مصارع مظلوم مجرا ومسحبا وتدفن منه الصالحات وأن يسيء = يكن ما أساء النار في رأس كبكبا نصب وتدفق لأنه عطفه على معنى لا يزال وعلى معنى يرى أو على مضارع واضمر أن وإن شئت رفعت على الائتناف أو على العطف على لفظ يرى، والتمام {والله على كل شيء قدير}. {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} قال نافع: تم، قال يعقوب: ومن الوقف التام (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه) قال {والمؤمنون} رفع بالابتداء لا بفعلهم، وقال الأخفش سعيد: آمن الرسول فالتمام فيه والمؤمنون، قال أبو جعفر: وهذا القول أولى من الأولى، وروى عن ابن مسعود أنه قرأه آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه وآمن المؤمنون، فإن واو العطف توجب أن يكون الثاني داخلا فيما دخل فيه الأول إلا أن يقع حجة بغير ذلك وأيضًا فإن بعده {كل آمن} ولم يقل كلهم فيكون توكيدًا، والوقف بعد هذا عند أبي حاتم {وكتبه ورسله} على قراءة من قرأ لا يفرق بالنون، قال أبو جعفر: وهذه قراءة المدنيين والكوفيين ومن قرأ {لا نفرق} فوقفه عند أبي حاتم {بين أحد من رسله} وهذه قراءة سعيد بن جبير ويحيى بن يعمر وأبي زرعة بن عمرو بن جرير وهو يروى عن ابن عباس والتمام {وإليك المصير}، قال الأخفش: وأما قوله جل وعز {لا يكلف الله [1/ 121]

نفسًا إلا وسعها} فالتمام فيه {وعليها ما اكتسبت} وهو مذهب محمد بن جرير لأنه قال التقدير: وقولوا {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} وقف كاف، وكذا {كما حملته على الذين من قبلنا} وكذا {ما لا طاقة لنا به} وكذا {واعف عنا} وكذا {واغفر لنا} وكذا {وارحمنا}. فأما {أنت مولانا} فأصحاب التمام يمنعون من الوقوف عليه ولو كان {فانصرنا} لجاز الوقف عليه عندهم، قال أبو جعفر: والفرق بين الفاء والواو إن في الفاء ظرفًا من معنى المجازاة يقول أنت صاحبي فاكرمني وليس هذا في الواو وقد يؤول في الابتداء بالفاء خلافًا على ما تقدم قول الشافعي إذ قال له علي دينار فدرهم لم يجب له عليه إلا دينار وجاز عنده أن تبتدئ بالفاء وتقطع الكلام مما قبله والقطع التام آخر السورة والله أعلم. [1/ 122]

سورة آل عمران

سورة آل عمران {الم} قطع حسن على قول أبي عبيدة وما بعده عنده مستأنف {الله لا إله إلا هو} قطع حسن إن جعلت ما بعده مرفوعًا بالابتداء وإن جعلته نعتًا فالوقف {الحي القيوم} {مصدقًا لما بين يديه} قطع كاف عن أبي حاتم {وأنزل التوراة والإنجيل من قبل} قال الأخفش: فهذا التمام، قال أبو جعفر: وخالفه غيره، وقال: هذا خطأ لأن {هدى} في موضع نصب على الحال، من قوله (وأنزل التوراه والإنجيل) قطع فلا يتم الكلام على ما قبله. قال أبو حاتم {هدى للناس} التمام، وقال غيره: هذا خطأ لأن {وأنزل الفرقان} عطف على ما قبله ولكن لو قال وقف كاف جاز، والتمام بلا خلاف {وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد}، قال نافع: تم، والتمام عند غيره {والله عزيز ذو انتقام}. {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء} وقف كاف، ولا يتوقف على الأرض فيتوهم أنه مخصوص ولا على [1/ 123]

{هو الذي يصوركم في الأرحام} لأن المعنى واقع على ما بعده وهو مثل {في أي صورة ما شاء ركبك} والوقف {كيف يشا} والتمام {العزيز الحكيم} {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه} قال نافع: تم، وخالفه غيره، قال: لأن النكرة لا يبتدأ بها ولكن {منه آيات محكمات} وقف صالح، قال نافع {هن أم الكتاب} وخالفه أبو حاتم، قال {وأخر متشابهات} كاف حسن، {وابتغاء تأويله} وقف صالح. {وما يعلم تأويله إلا الله} مختلف فيه فمن العلماء من قال هو التمام ومنهم من قال {والراسخون} معطوف فلا يتم الكلام قبله. فممن روينا عن أنه قال (وما يعلم تأويله إلا الله) تام وما بعده منقطع منه نيف وعشرون رجلا من الصحابة والتابعين والقراء والفقهاء وأهل اللغة ومن الصحابة ثلاثة عائشة وابن عباس وابن مسعود كما قرئ على أحمد بن محمد بن الحجاج عن يحيى بن سليمان قال حدثني خلف الإيلي، قال حدثنا نافع بن يزيد عن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة تلت {والراسخون في العلم} فقالت بلغ رسوخهم في العلم إلى أن قالوا (آمنا به)، قال أبو جعفر: وفي حديث محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن خالد بهذا [1/ 124]

الإسناد قالت: ولم يعلموا تأويله، حدثنا أحمد بن محمد بن نافع حدثنا سلمه حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن طاووس عن أبيه قال: كان ابن عباس يقرأ (وما يعلم تأويله إلا الله) ويقول {والراسخون في العلم يقولون آمنا به} قال أبو جعفر: وكذا في قراءة ابن مسعود وهي قراءة على التفسير. وممن قال بها من التابعين ثلاثة: الحسن وابن نهيك والضحاك وقال به من الفقهاء: مالك بن أنس حكى عنه أشهب أنه قال (وما يعلم تأويله إلا الله) ثم ابتدأ (والراسخون في العلم يقولون آمنا به ولا يعلمون تأويله). وقال بهذا ثلاثة من القراء: نافع ويعقوب والكسائي، وقال به من النحويين: الأخفش سعيد والفراء وسهل بن محمد وهو يروى عن عمر بن عبد العزيز وعروه بن الزبير قال أبو عبيد: وكان محمد بن جرير يذهب إليه وممن قال به أبو إسحاق وأبو الحسن بن كيسان وأحمد بن جعفر وكذا روى عن السدي ومذاهبهم في هذا متقاربة. فروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس: وما يعلم تأويله إلا الله يوم القيامة، وروى غيره عن ابن عباس قال: تفسير القرآن على أربعة أوجه: تفسير لا يسع أحدًا جهله وتفسير تعرفه العرب بألسنتها وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله جل وعز. وقال السدي (وما يعلم تأويله إلا الله) قال المنسوخ وقال أبو إسحاق (وما يعلم تأويله إلا الله) يعني البعث (لا يعلمه) إلا الله جل وعز، قال أبو جعفر: وإنما يقع الإشكال في هذا أن من الناس [1/ 125]

من يتوهم أن معنى وما يعلم تأويله إنه القرآن ويجعل التأويل بمعنى التفسير وقد وقع هذا للقتبي ورأيت عليًا بن سليمان أيضًا كذلك وقال في ذلك: قد تكلمت في التفسير الصحابة، قال أبو جعفر: وليس كذا تأول العلماء إنما قولهم على أن المعنى وما يعلم تأويل ما تشابه منه إلا الله فمنهم من جعل تشابه منه المنسوخ ولم يكن أحد يعلم ما ينسخ من القرآن إلا الله عز وجل، وعن نحو قيام الساعة، وقال جل وعز {يوم يأتي بعض آيات ربك} فلولا أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرفهم أنه طلوع الشمس من مغربها لما علمه أحد ممن خوطب به ولم يعلم أحدكم بينه وبين طلوع الشمس من مغربها فهذا مما لا يعلمه إلا الله جل وعز وليست الناس بحاجة إلى علمه. وقالت طائفة من العلماء والراسخون في العلم يعلمون تأويله، وجعلوا التأويل بمعنى: تفسير القرآن فممن ثبت عنده هذا القول مجاهد كما قرئ على عبد الله بن أحمد بن عبد السلام عن أبي الأزهر حدثنا روح حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ويعلمون تأويله. وممن قال بهذا محمد بن جعفر بن الزبير والربيع بن أنس وهو قول القتبي وعلي بن سليمان قال أبو جعفر: والقطع على قولهم إن شئت (والراسخون في العلم) على أن تجعل (يقولون) مستأنفًا، وإن شئت كان القطع (آمنا به) والقطع بعده {وما يذكر إلا أولوا الألباب} وبعده عن أبي حاتم {بعد إذ هديتنا وهب [1/ 126]

لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} وبعده {لا ريب فيه} والتمام {إن الله لا يخلف الميعاد}. {وأولئك هم وقود النار} ليس بقطع كاف عند أبي حاتم ولا عند الفراء، لأنهما يقدرانه: إن الذين كفروا كفعل آل فرعون، قال أبو جعفر وهذا غلط لو كان كذا لكان داخلا في الصلة ولكن إن كان {كدأب آل فرعون} متعلقًا بقوله جل وعز {لن تغني عنهم} أو بقوله {وقود النار} لم يقف على ما قبله وإن كان منقطعًا مما قبله جاز الوقف على ما قبله ويكون التقدير: فعلهم كدأب آل فرعون، ويكون (الكاف) في موضع رفع وهذا قول أبي إسحاق وقد أجاز غيره أن يكون الكاف متعلقة بما بعده أي {فأخذهم الله بذنوبهم} عذاب آل فرعون، والتمام {والله شديد العقاب}. فأما (فأخذهم الله بذنوبهم) ليس بتمام لأنه متعلق بما بعده ولكنه وقف حسن كاف، وكذا {وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد}، {قد كان لكم آية في فئتين التقتا} قال نافع: تم، وتابعه على ذلك محمد بن عيسى وأحمد بن جعفر [1/ 127]

وتكلموا على قراءة من قرأ {فئة} بالرفع وأما على قراءة الحسن ومجاهد (فئة) بالخفض فلا يوقف على التقتا ومن قرأ {فئة} بالنصب على الحال لم يقف على (التقتا) وإن نصبه بمعنى أعني جاز له أن يقف على التقتا فأما في الرفع فالوقف على التقتا يجب أن يكون كافيًا غير تمام لأن التقدير: فئة منهما كما قال: وكنت كذى رجلين رجل صحيحة = ورجل رمى فيها الزمان فشلت قال أبو حاتم {رأي العين} وقف كاف والتمام {والله يؤيد بنصره من يشاء} والتمام عند غيره {إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار}، قال أبو حاتم {والأنعام والحرث} وقف مفهوم والتمام {ذلك متاع الحياة الدنيا} والتمام عند غيره {والله عنده حسن المآب} لأن الكلام بعضه متعلق ببعض، قال السدي: حسن المآب: حسن المنقلب، وهو الجنة. {قل أؤنبئكم بخير من ذلك} فيه ثلاثة أقوال، قال الأخفش: وأما قل أؤنبئكم بخير من ذلكم فالتمام فيه {والمستغفرين}، وقال غيره الوقف {قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند [1/ 128]

ربهم} وقال المعنى ذلك جنات وانقطع الكلام على (عند ربهم)، وقال أبو حاتم (قل أؤنبئكم بخير من ذلك) وقف كاف حسن، قال أبو جعفر: وهذا أبينها ولا إضمار معه ومن قرأ {جنات} لم يقف على ما قبله. {ورضوان من الله} وقف كاف {والله بصير بالعباد} إن قدرت {الذين يقولون} نعتًا للعباد لم يقف على العباد، وإن قدرته بمعنى أعني أو بمعنى هم جاز الوقف على العباد، قال يعقوب: ومن الوقف الكافي {وقنا عذاب النار} وقال أبو جعفر: إن جعلت {الصابرين} نعتًا أو بدلاً لم تقف على النار وإن جعلته بمعنى أعني أو هم جاز الوقف على النار {والمستغفرين بالأسحار}، قال نافع: ثم قال أبو حاتم: هو رأس آية وتمام. قال أبو جعفر: وهذا على قراءة من قرأ {شهد الله} ومن قرأ شهد الله لم يقف على ما قبله لأن شهد متصل به، قال يعقوب: ومن الوقف الكافي {شهد الله أنه لا إله إلا هو} قال أبو جعفر: وهذا غلط لأن {والملائكة وأولوا العلم} معطوفان، وقال الأخفش: وإن شئت جعلت التمام {قائمًا بالقسط}، قال أبو جعفر: وقول الأخفش وغيره أن التمام {العزيز الحكيم} إذا قرأت {إن الدين عند الله الإسلام} بكسر إن، وإن قرأت أن [1/ 129]

الدين بالفتح لم تقف على ما قبله لأن التقدير: شهد الله أن الدين عند الله الإسلام بأنه لا إله إلا هو ولأنه لا إله إلا هو وعلى أنه لا إله إلا هو وقد عورض صاحب هذه القراءة بأنه قد ترك قراءة الجماعة وأنه لو كان كما قرأ لكان إن الدين عنده الإسلام، قال أبو جعفر: وهذا لا يلزم لأن الاسم يعاد للتعظيم والتفخيم كما قال: لا أرى الموت يسبق الموت شيء = نغص الموت ذا الغنى والفقيرا (إن الدين عند الله الإسلام) وقف حسن لأن المعنى إن الطاعة لله عز وجل الاستسلام لأمه واتباع ما أنزله كما قاله: هو دان الرباب إذ كرهوا الديـ = ن دراكا بغزوة وصيال أي كرهوا الطاعة، قال أبو حاتم {بغيًا بينهم} كاف {فإن الله سريع الحساب} قطع حسن، {فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن} قطع تام لأن المعنى: أسلم من اتبعن ويجوز أن يكون المعنى: لله ولمن اتبعن فقل أسلمتم، قطع كاف وكذا {فقد اهتدوا} وكذا {فإنما عليك البلاغ} والتمام {والله بصير بالعباد} {فبشرهم بعذاب أليم} وقف صالح والتمام {وما لهم من ناصرين} {وهم معرضون} وقف [1/ 130]

صالح والتمام {وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون} {فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه} قال نافع: تم وخولف في هذا لأنه {وفيت} معطوف على جمعناهم، والتمام {وهم لا يظلمون} والقطع بعده {بيدك الخير} وبعده {إنك على كل شيء قدير} وبعده {وترزق من تشاء بغير حساب}. قال أبو حاتم {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} تام {ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} وقف كاف، قال: والتمام {إلا أن تتقوا منهم تقاة} قال {ويحذركم الله نفسه} تام {المصير} تمام. قال أبو حاتم {يعلمه الله} تام {على كل شيء قدير} تام وإن جعلته بمعنى: أذكروا يوم تجد كل نفس، قال الأخفش {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا} التمام فيه {أمدًا بعيدا} وقال نافع محضرا، ثم قال {وما عملت من سوء} ثم قال أبو جعفر: إن جعلت ما عملت من سوء عطفًا على (ما) الأولى وجعلت تود في موضع نصب على [1/ 131]

الحال، فالتمام {أمدًا بعيدًا} كما قال الأخفش، وإن جعلت (ما) في موضع رفع بالابتداء (وتود) في موضع رفع على الخبر فالوقف محضرا، وإن جعلت (ما) الثانية في موضع نصب عطفًا على ما الأولى وتود مستأنفًا فالوقف (وما عملت من سوء) والقطع البين (أمدًا بعيدًا) والتمام {والله رؤوف بالعباد}، {فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}. قال نافع: ثم {غفور رحيم} قطع حسن والتمام {فإن الله لا يحب الكافرين} {وآل عمران على العالمين} ليس بقطع كاف لأن {ذرية} منصوبة على الحال مما قبلها والقطع {بعضها من بعض}، قال نافع {والله سميع عليم} قطع كاف إن جعلته بمعنى أذر إذ وإن جعلته بمعنى سميع إذ لم يكن كافيًا {فتقبل مني}، قال نافع ثم {إنك أنت السميع العليم}. قال نافع: تم {فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى} قطع حسن عند يعقوب وأبي حاتم على قراءة من قرأ {والله أعلم بما وضعت} وروى عن ابن عباس والله أعلم (بما وضعت) بإسكان العين وكسر التاء والوقف على هذه القراءة كالأول أيضًا لأنه [1/ 132]

ليس من كلام أم مريم، وقد روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وزيد بن ثابت أنهما قرءا (والله أعلم بما وضعت) بإسكان العين وضم التاء وهي قراءة النخعي وعاصم والوقف على هذه القراءة {من الشيطان الرجيم}. ويجوز أن يكون {وليس الذكر كالأنثى} من كلام أم مريم ويجوز أن يكون من كلام الله جل وعز، {فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتًا حسنًا} قطع حسن على قراءة أهل الحرمين وأبي عمر ولأنهم قرأوا {وكفلها} وكذا على قراءة من قرأ وكفلها رواه عمر بن موسى عن ابن كثير وأبي عبد الله المدني وهب لغة حكاها أبو زيد ومن قرأ وكفلها وهي قراءة الكوفيين لم يقف على ما قبله وكذلك على قراءة مجاهد لأنه روى عنه أنه قرأ (فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتًا حسنا وكفلها زكريا) قال أبو جعفر: هذا دعاء معطوف بعضه على بعض وكذلك ما روى عن أبي (وأكفلها زكريا) فأما وكفلها زكريا فلحن لا يجوز لأن فعلا لا يتعدى وقولهم - كفل فلان جائز لأن هذا ليس يتعدى فأما، قول الشاعر: إن الفرزدق صخرة عادية = طالت فليس تنالها الأوعالا فمعناه طالب الأوعال من قولك طلت زيدًا أي صرت أطول منه وهذا فعلت وليس بفعلت {إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} [1/ 133]

وقف كاف وليس بتمام لأن بعض الكلام متعلق ببعض. قال سعيد بن جبير عن ابن عباس لما رأى عندها يعني فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، قال إن الذي يفعل هذا قادر على أن يرزقني ولدًا فعند ذلك دعا ربه به {إنك سميع الدعاء} قطع كاف، {فنادته الملائكة} ويروى عن علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس وعلي بن الحسن ومحمد وزيد ابنيه وجعفر بن محمد أنهم قرأوا (فناداه الملائكة) وهي قراءة الكوفيين. وقال السدي: إنما ناداه جبريل صلى الله عليه وسلم فقط، قال أبو جعفر: وقد يجوز هذا في العربية كما يقال يركب فلان بغال البريد وإن كان ركب بغلا واحدًا إلا أن مجاهدًا وقتاده وعكرمه قالوا (نادته الملائكة) قال أبو جعفر: وهذا البين {وهو قائم يصلي في المحراب} وقف صالح إن كسرت (إن) على قراءة الكوفيين {مصدقًا بكلمة من الله} ليس بقطع كاف لأن {وسيدا} معطوف على ما قبله. قال قتاده: وسيدًا في العبادة والعلم والورع، قال أبو جعفر: وهذا قول حسن لأن السيد في اللغة هو الرئيس أي رئيس في هذه الأشياء شريف فيها {وحصورا} عطف أيضًا أي ممتنع من إتيان النساء لشغله بالعباده ومن هذا قيل للممتنع من الأداء في الميسر حصور كما قال: [1/ 134]

وشارب مربح بالكأس ناد منى = لا بالحصور ولا فيها بسوار والقطع {ونبيًا من الصالحين} وبعده كذلك {الله يفعل ما يشاء} قال {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا} قطع حسن، والتمام {وسبح بالعشي والإبكار} وبعده {واركعي مع الراكعين}، قال أبو حاتم {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك} وقف كاف، قال نافع {بكلمة منه} تم {عيسى بن مريم} ليس بكاف لأن {وجيها} منصوب على الحال فهو متصل بما قبله {في الدنيا والآخرة} ليس بتمام عند الأخفش لأن {ومن المقربين} معطوف على وجيهًا أي وجيهًا ومقربًا وهو عند غيره وقف حسن وكذا ومن المقربين ليس بتمام عند الأخفش لأن {ويكلم} عطف على وجيه {في المهد} ليس بتمام لأن {وكهلا} عند الأخفش معطوف على وجيه وهو عند أبي إسحاق بمعنى ويكلم الناس صغيرًا وكهلا والفائدة عنده فيه الخبر بأنه يعيش إلى أن يصير كهلا والقول الأول قول لهذا التأويل. [1/ 135]

قال محمد بن جعفر بن الزبير: أخبر الله عز وجل بتقلب عيسى وليس كذا من كان إلهًا والوقوف على (وكهلا) حسن عند الأخفش وليس بتمام عند الأخفش لأن {ومن الصالحين} حسن معطوف عنده على وجيه. {قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر} قطع صالح، والتمام {يخلق ما يشاء} {إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون} كن قطع كاف فيكون قطع حسن، قال أبو حاتم: أي كن فكان، وقال يعقوب: ومن الوقف من قرأ كن فيكون على قراءة من قرأ {ونعلمه} بالنون ومن قرأ بالياء، فالتمام آخر الآية {ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} قطع حسن إن جعلت {ورسولا} منصوب بإضمار فقل أي ويجعله رسولا وكان محمد بن جرير يميل إلى هذا القول وأنشد: يا ليت زوجك قد غدا = متقلدًا سيفًا .... ومن جعل (رسولا) معطوفًا على (وجيه) لم يقف على والإنجيل، [1/ 136]

{أني قد جئتكم بآية من ربكم} ليس بوقف كاف وإن قرأ (أنى) لأن الائتناف فيه ليس بحسن وكذا إن قرأ أني والوقف على ما قبله أبعد لأن أن المفتوحة لا يبتدأ بها عند سيبويه والتمام {إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين} على قول من قال {ومصدقا} منصوب على إضمار فعل أي وجئتكم مصدقًا ولا يجوز أن يكون معطوفًا على وجيه لأنه لو كان كذا كان (لما بين يديه) ولكن يجوز أن يكون معطوفًا على معنى إني قد جئتكم بآية أي: جئتكم مبينًا {ومصدقًا لما بين يدي من التوراه} قطع صالح لأن التقدير {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم، وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون} قطع حسن والتمام {هذا صراط مستقيم}. {قال من أنصاري إلى الله} قطع حسن، والتمام {فاكتبنا مع الشاهدين} {والله خير الماكرين} ليس بقطع كاف لأن التقدير: ومكروا. {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} هذا التمام على ما جاء به الحديث إن المعنى: [1/ 137]

وجاعل الذين اتبعوك يا محمد {فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة} قطع حسن والتمام {فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون}. قال أبو حاتم {في الدنيا والآخرة} تام {أجورهم} قطع حسن، والتمام {والله لا يحب الظالمين} ويكون ذلك مرفوعًا بالابتداء على مذهب أبي إسحاق وهو عنده بمعنى الذي، أي: الذي نتلوه عليك من الآيات خبر الابتداء والتقدير عند غيره: هو ذلك، والتمام {والذكر الحكيم}. قال يعقوب: ومن الوقف {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} ثم ابتدأ المماثلة فقال {خلقه من تراب} تم الوقف عنده فيكون والتمام {من الممترين} وبعده {فنجعل لعنة الله على الكاذبين} {وما من إله إلا الله} وقف حسن. والتمام {لهو العزيز الحكيم} وبعده {عليم بالمفسدين} وبعده {أربابًا من دون الله} والتمام [1/ 138]

{اشهدوا بأنا مسلمون} وكذا {أفلا تعقلون} قطع حسن، والتمام {وأنتم لا تعلمون} بعده {وما كان من المشركين} قال يعقوب: ومن الوقف {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه} وقل غيره بل الوقف {وهذا النبي والذين آمنوا} ويدل على صحة هذا القول الحديث المسند أن لكل نبي وليًا من النبيين وأن ولي إبراهيم صلى الله عليه وسلم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {والله ولي المؤمنين} قطع تام، {لو يضلونكم} قطع حسن والتمام {وما يشعرون} {وأنتم تشهدون} قطع حسن، والتمام {وأنتم تعلمون}. قال أحمد بن موسى {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم} تام، وقال يعقوب: الوقف {قل إن الهدي هدي الله} ونافع والأخفش على غير هذين القولين، والتمام عندهما {أو يحاجوكم عند ربكم} وهو أحد قولي الفراء ومذهب جماعة من النحويين: والتقدير عندهم: ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم [1/ 139]

لمن تبع دينكم، واللام عندهم زائدة أو متعلقة بمصدر، ومذهب يعقوب أحد قولي الفراء، أي قل إن البيان بأن الله قد بين أن لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ثم حذف لا وهو قول السدي قال: قالت اليهود لضعفائهم اذهبوا فآمنوا بمحمد أول النهار فإذا كان العشي فارجعوا فقولوا عرفنا علماؤنا أنكم لستم على شيء لعلكم إذا فعلتم هذا ترجعون عن دينهم، قال الله جل وعز (قل إن الهدى هدى الله أن يؤتي أحد مثل ما أوتيتم أيها المسلمون) على قراءة مجاهد وعيسى بن عمران أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم، فالوقف (هدى الله) وكذا على قراءة الأعمش أن بكسر الهمزة بمعنى ما (أو يحاجوكم عند ربكم) تمام عند الجميع، وبعده {والله واسع عليم} وبعده {والله ذو الفضل العظيم} وبعده {إلا ما دمت عليه قائمًا ... وهم يعلمون} قطع صالح لأن بلى جواب للنفي، والتمام (فإن الله يحب المتقين) {ولهم عذاب اليم}، وبعده {وهم يعلمون}، ومن قرأ {ولا يأمركم} بالرفع وقف على {وبما كنتم تدرسون}. [1/ 140]

ومن قرأ (ولا يأمركم) بالنصب وقف على {أربابا}، وكذا ما روى عن ابن مسعود لن يأمركم مقطوع مما قبله {بعد إذ أنتم مسلمون} قطع تام والتمام بعده قال {فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} ثم التمام على رأس كل آية إلى انتهاء أربع آيات {وهو في الآخرة من الخاسرين}. قال نافع {وشهدوا أن الرسول حق} تم، وخولف في هذا، وقيل: ليس بتمام لأن (وجاءهم البينات) معطوف ولكنه كاف وأما أبو حاتم فلا يجيز الوقوف على (وشهدوا أن الرسول حق) لأن ما بعده متصل به وهو موصول لأنه قدره كفروا بعد أن آمنوا وأن شهدوا وأن جاءهم البينات ثم عطف على المعنى كما قال: للبس عباءة وتقر عيني = أحب إلي من لبس الشفوف والمعنى لأن ألبس وأن تقر عيني، {والله لا يهدي القوم الظالمين} قطع حسن، {والناس أجمعين} ليس بقطع كاف لأن {خالدين} منصوب على الحال مما قبله. {ولا هم ينظرون} ليس بقطع تام لأن بعده استثناء أو التمام [1/ 141]

{فإن الله غفور رحيم} وكذا {أولئك هم الضالون} وكذا {وما لهم من ناصرين} قال أبو حاتم (ولو افتدى به) كاف من ناصرين تمام، قال أبو حاتم: ومن الوقوف الكافي (حتى تنفقوا مما تحبون) {فإن الله به عليم} تمام و {من قبل أن تنزل التوراة} تمام عند نافع {إن كنتم صادقين} حسن، وكذا {فأولئك هم الظالمون} وكذا {قل صدق الله} والتمام {وما كان من المشركين} {للذي ببكة مباركا} قطع كاف إن قدرته بمعنى وهو هدى وإن جعلت هدى معطوفًا على مباركًا، فالتمام {للعالمين}. قال أبو حاتم: من قرأ {فيه آيات بينات} فالوقف {من دخله كان آمنا} ومن قرأ (آية بينة) فالوقف {مقام إبراهيم}، قال أبو جعفر: وغلط أبو حاتم في هذا وقيل من قرأ (فيه آيات بينات) كان وقفه هاهنا حسنًا لأن ما بعده منقطع منه أي: منها كذا ومنها كذا، ومن قرأ (آية بينة) لم يقف هاهنا لأن مقام إبراهيم بدل من آية ووقف على آمنا. [1/ 142]

{ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} وقف كاف عند أبي حاتم، ومن الكوفيين من قال (لله على الناس حج البيت) قطع كاف يقدره بمعنى: من استطاع إليه سبيلا فعليه الحج، والتمام {فإن الله غني عن العالمين} وكذا {والله شهيد على ما تعملون} وكذا {وما الله بغافل عما تعملون}. {يردوكم بعد إيمانكم كافرين} قطع حسن، وكذا {وفيكم رسوله} والتمام {فقد هدى إلى صراط مستقيم} فلا يقف على {تموتن} حتى يقول {إلا وأنتم مسلمون} قال نافع {وأعتصموا بحبل الله جميعًا} تم وهو عند غيره كاف لأن ما بعده معطوف عليه {واذكروا نعمة الله عليكم} إذ جمعكم على الإسلام قال وقيل بل {إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} متصل بما قبله غير منقطع منه، قال وهذا الصواب والتمام {لعلكم تهتدون} وكذا {أولئك هم المفلحون}، {وأولئك لهم عذاب عظيم} [1/ 143]

ليس بقطع كاف لأنه متصل بما بعده أي لهم (عذاب عظيم)، {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} قطع كاف وكذا {بما كنتم تكفرون} وكذا {هم فيها خالدون}. {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق} قال أبو حاتم: كاف، {وما الله يريد ظلمًا للعالمين} قطع تام وكذا {وإلى الله ترجع الأمور}، {كنتم خير أمة أخرجت للناس} ليس بتمام على قول بعض أهل التأويل لأنه قال على هذا الشرط {تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} قطع صالح {ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرًا لهم} قطع حسن، وكذا {وأكثرهم الفاسقون}. وعن نافع {لن يضروكم إلا أذى} تم {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار} قطع حسن الدليل على ذلك أن بعده {ثم لا ينصرون} بالنون وهو منقطع مما قبله لأن ما قبله مجزومًا {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}، عن نافع قال: تم وهو عند غيره قطع كاف لأن ما بعده معطوف عليه، والتمام عند أكثر أهل التمام منهم نافع ويعقوب والأخفش وأبو حاتم [1/ 144]

{ليسوا سواء} لأن ما بعده مبتدأ إلا في قول الفراء فإنه يقدره بمعنى: ليست تستوي أمة قائمة يتلون آيات الله وأمة على غير ذلك، قال أبو جعفر: وهذا تعسف شديد لأنه حذف الكلام ورفع بما ليس جاريًا على الفعل وأشد من هاذين إن خبر ليس لم يعد منه شيء على اسمها. {آناء الليل وهم يسجدون} عن نافع: تم {وأولئك من الصالحين} قطع حسن والتمام {والله عليم بالمتقين} {وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} قطع كاف والتمام {ولكن أنفسهم يظلمون}. {ودوا ما عنتم} قطع كاف والتمام {وما تخفي صدورهم أكبر}، وكذا {إن كنتم تعقلون} {إن الله عليم بذات الصدور} قطع حسن، والتمام {محيط} {والله سميع عليم} ليس بقطع كاف لأنه متصل بما بعده أي (والله سميع عليم)، {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} [1/ 145]

قطع حسن والتمام {وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} عن نافع قال: تم {لعلكم تشكرون} ليس بتمام لأن (إذ) متعلقة بما قبلها. قال نافع {منزلين بلى} قال: تم، {مسومين} قطع حسن، وكذا {العزيز الحكيم}، {فينقلبوا خائبين} ليس بتمام عند الأخفش لأنه يقدر المعنى {ليقطع طرفًا من الذين كفروا أو يكبتهم} {أو يتوب عليهم أو يعذبهم} وغيره من النحويين يجوز الوقف على خائبين ويقدر أو يتوب عليهم أو يعذبهم بمعنى من أن يتوب عليهم، ومن النحويين من يقدر أو بمعنى إلا أن وحتى كما قال: فقلت له لا تبك عينك إنما = نحاول ملكا أو نموت فنعذرا قال يعقوب: ومن الوقف {ليس لك من الأمر شيء} فهذا الكافي التام من الوقف، قال أبو جعفر: وهذا مخالف لكل ما ذكرناه لأنه إن كان أو يتوب عليهم معطوفًا على ما قبله فهو متصل به وإن كان على غير ذلك وجب أن يصله بقوله {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} قطع تام، وكذا [1/ 146]

{والله غفور رحيم} {واتقوا الله لعلكم تفلحون} قطع تام على قراءة من قرأ سارعوا بغير واو ومن قرأ وسارعوا فهو على قراءته قطع حسن غير تام لأن ما بعده معطوف على ما قبله. {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض} وقف كاف إن جعلت أعدت منقطعًا مما قبله وإن جعلته نعتًا لجنة لم يكن ما قبله كافيًا {أعدت للمتقين}، عن نافع قال: تم، وخولف في هذا فقيل {الذين ينفقون في السراء والضراء} نعت للمتقين ولا يتم الوقوف على المنعوت إلا بالنعت ولا سيما إذا كان في المخفوض، قال أبو جعفر: قد يجوز ما قال على أن يكون (الذين) مرفوعًا بالابتداء ويكون الخبر {أولئك جزاءهم مغفرة من ربهم} ويكون {والكاظمين الغيظ} في موضع نصب على المدح ويجوز أن يكون المعنى هم الذين ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب بمعنى أعني {والله يحب المحسنين} وقف عند أبي حاتم (في موضع نصب) ورد عليه هذا فقيل {والذين إذا فعلوا فاحشة} معطوف على المحسنين فلا يوقف على المحسنين وقيل هو معطوف على المتقين. [1/ 147]

قال أبو جعفر: وقد يجوز ما قال أبو حاتم على أن يفعل في الذين هاهنا مثل ما ذكرنا قبل، إلا أن البين الذي عليه أهل التأويل أن يكون والذين الثاني معطوفًا على الأول كما قال ثابت البناني تلا الحسن (الذين ينفقون في السراء والضراء) إلى (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم) (فقال: إن هاذين لنعت رجل واحد، قال أبو حاتم (فاستغفروا لذنوبهم) وقف كاف وغلط في هذا لأن الكلام متعلق بما بعده والمعنى فاستغفروا لذنوبهم، {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} لأن الاستغفار مع الإصرار غير ممدوح صاحبه. {ومن يغفر الذنوب إلا الله} عن نافع: تم، وخولف في هذا لأن ما بعده متعلق بما قبله (ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) قطع حسن والتمام {ونعم أجر العاملين} {قد خلت من قبلكم سنن} ليس بتمام لأنه متعلق بما بعده يدلك على ذلك التفسير قال مجاهد: سنن من المؤمنين والكافرين، وقال غيره سنن أمثال، والسنن في العربية جمع سنة وهو المثال الذي يقتدي به والأمر الذي يؤتم به كما قال: من معشر سنت لهم آباؤهم = ولكل قوم سنة وإمامها ويقال سن فلان سنة حسنة وسنة قبيحة. والوقف الحسن {فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} والتمام [1/ 148]

{وموعظة للمتقين} وكذا {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} {فقد مس القوم قرح مثله} قطع كاف وكذا {نداولها بين الناس} وليس بتمام لأن التقدير {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء بينكم} {والله لا يحب الظالمين} قطع كاف {وليمحص الله الذين آمنوا} والتمام عند الأخفش وقال المعنى ولميحص وخولف في هذا لأن هذه اللام كي ناصبة للفعل لا تشبه لام القسم والتمام {ويمحق الكافرين}، {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة} عن نافع تم وخولف فيه لأن ما بعده متعلق به وكذا {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} ليس بقطع كاف لأن ما بعده إذا نصبت جواب النفي وعلى قراءة يحيى بن يعمر {ويعلم الصابرين} يعطفه على ما قبله والتمام على القراءتين الصابرين وكذا {وأنتم تنظرون}. {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} ليس بتمام لأنه متعلق بما بعده والوقوف {على أعقابكم} كاف {وسيجزي الله الشاكرين} وقف حسن، قال نافع والأخفش {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن [1/ 149]

الله} تمام وقال غيرهما هو كاف لأن (كتابا) منصوب بالفعل الذي دل عليه ما قبله فالوقف {كتابًا مؤجلاً} وإن شئت {نؤته منها} والتمام {وسنجزي الشاكرين}. قال يعقوب: ومن الوقف {وكأين من نبي قاتل} قال وهذا الوقف الكافي وقال الأخفش (وكأين من نبي قاتل) هاهنا التمام وهو قول نافع، وقال أبو عمرو بن العلاء: قال بعض المفسرين (وكأين من نبي قاتل) لأن القتل وقع على الذي قال يصير المعنى (وكأين من نبي قاتل معه ربيون) حذفت الواو كما يقول: جئت معي زيد بمعنى ومعي ومن قرأ (قاتل) موقوفة على {وما استكانوا} وزعم أحمد بن جعفر أن الوقوف في القراءتين جميعًا إذا أردت الوقف الحسن {ربيون كثير} وإن التمام {وما استكانوا} (ويحتج له بأن سعيد بن جبير قال: ما سمعنا بنبي قط قاتل في حرب، فإن قيل فكيف يكون قاتل معه ربيون وبعده {وما ضعفوا وما استكانوا} فالجواب على هذا أنه جاء على كلام العرب يقولون: قتل بنو فلان وقد بقى منهم ولو يقتلوا كلهم فما وهن الباقون كما قال: وجاءت سليم قضها بقضيضها = تمسح حولي بالبقيع سبالها ومعنى قضها بقضيضها كلها، قال أبو جعفر: ومحال أن يكون لم يبق منهم أحد لأنهم ويقال لأنهم متفرقون في البلدان، {والله يحب [1/ 150]

الصابرين} قطع حسن. قال الأخفش {وما كان قولهم} التمام فيه {وانصرنا على القوم الكافرين} لأن هذا كله من كلامهم، قال أبو حاتم: ومن الكافي {وحسن ثواب الآخرة} {المحسنين} قطع تام {فتنقلبوا خاسرين} قطع حسن والتمام {وهو خير الناصرين} {ومأواهم النار} كاف عند أبي حاتم والتمام {وبئس مثوى الظالمين} {إذ تحسونهم بإذنه} قطع حسن وليس بعده وقف عند أبي حاتم إلى {ولا ما أصابكم} ليحيى جواب (إذا) وقال غيره {منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة} قطع كاف لأن الذي بعده مخاطبة لغير الذين تقدموا لأن الذين عصوا ليس هم الذين صرفوا والذين صرفوا هم الذين ثبتوا فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحاذوا بعضهم إلى بعض. {ولقد عفى عنكم} راجع إلى الذين عصوا، {ولا تلوون [1/ 151]

على أحد} عن نافع تم، {فأثابكم غمًا بغم} عن نافع تم، {ولا ما أصابكم} قطع حسن {والله خبير بما تعملون} مثله قال يعقوب: ومن الوقف {يغشى طائفة منكم} إذ طائفة هكذا فبعض الكلام متعلق ببعض على قوله {يظنون بالله غير الحق} عن نافع تم. وخالفه أحمد بن جعفر قال: التمام {ظن الجاهلية} وقال غيره بل التمام {يقولون هل لنا من الأمر من شيء}، {كله لله} قطع حسن وكذا {ما قتلنا هاهنا} وكذا {إلى مضاجعهم} والتمام {والله عليم بذات الصدور} {ولقد عفا الله عنهم} قطع حسن والتمام {إن الله غفور حليم}. قال الأخفش {وما قتلوا} تمام لأنه آخر كلامهم {ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم} عن نافع تم {والله يحيي ويميت} قطع كاف عند أبي حاتم والتمام {والله بما تعملون بصير} وكذا {خير مما يجمعون} وكذا {لإلى الله تحشرون} قال الأخفش {فبما رحمة من الله لنت لهم} هاهنا التمام لأن المعنى (فبرحمة من الله لنت لهم). [1/ 152]

{إن الله يحب المتوكلين} قطع تام وعن نافع {فمن ذا الذي ينصركم من بعده} تم، وقال غيره {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} التمام {وما كان لنبي أن يغل} قطع حسن والتمام {وهم لا يظلمون} قال أبو حاتم {هم درجات عند الله} كاف {بما يعملون} قطع تام وكذا {لفي ضلال مبين} وكذا {إن الله على كل شيء قدير}. {قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم} قطع كاف {هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان} قطع حسن {والله أعلم بما يكتمون} قطع تام، إن جعلت الذين في موضع رفع بالابتداء أي قال لهم ويجوز أن يكون التقدير هم {الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا} ويجوز أن يكون بمعنى أعني فإن جعلته نعتًا للذين قبله لم تقف على ما قبله {إن كنتم صادقين} قطع تام. {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا} قال محمد بن عيسى المقرئ هاهنا التمام، وقال أبو حاتم: هو كاف، وقال [1/ 153]

غيرهما: ليس بتمام ولا كاف لأن المعنى متعلق بما بعده والتمام عند أحمد بن جعفر {بل أحياء عند ربهم يرزقون} {ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قطع صالح، {يستبشرون بنعمة من الله وفضل} ليس بقطع كاف إلا على قراءة الكسائي لأنه قرأ {وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين} بكسر إن لأنه ابتدأها. {المؤمنين} قطع تام، إن جعلت {الذين استجابوا لله} في موضع رفع بالابتداء وبمعنى هم الذين أو بمعنى أعني الذين، وإن جعلت الذين نعتًا للمؤمنين لم تقف على المؤمنين وعلى ذلك قال أبو حاتم ومن التمام (الذين استجابوا لله والرسول) ثم {من بعد ما أصابهم القرح} {أجر عظيم} قطع تام إن قدرت في {الذين قال لهم الناس} الرفع بالابتداء والقول فيه كما تقدم في الذي قبله، {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} قطع حسن، {لم يمسسهم سوء} عن نافع تم {واتبعوا رضوان الله} كاف عند أبي حاتم، والتمام {والله ذو فضل عظيم}. قال الأخفش {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} فهذا التمام {فلا تخافوهم} ثم يبتدئ {وخافون} عن نافع [1/ 154]

{إن كنتم مؤمنين} تم {ولهم عذاب عظيم} قطع تام وكذا {عذاب اليم}. قال الأخفش {أنما نملي لهم خير لأنفسهم} هاهنا التمام {ولهم عذاب مهين} قطع تام وكذا (عذاب اليم). قال الأخفش {أنما نملي لهم خير لأنفسهم} هاهنا التمام، وقال غيره {بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة} قطع صالح والتمام {والله بما تعملون خبير}. {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء} عن نافع تم، وخولف في هذا لأن القطع عليه ليس بحسن {سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق} هذا وقف صالح على هذه القراءة، ومن قرأ (سنكتب ما قالوا) وقف على {ونقول ذوقوا عذاب الحريق} {وأن الله ليس بظلام للعبيد} ليس بوقف كاف إن جعلت الذين نعتًا للعبيد وإن جعلت الذين بمعنى هم الذين أو أعني الذين كان الوقف على (للعبيد) حسنًا {بقربان تأكله النار} عن نافع، وقال غيره {إن كنتم صادقين} التمام وكذلك {والكتاب [1/ 155]

المنير}. قال أبو عبيد {كل نفس ذائقة الموت} وقف كاف {يوم القيامة} وقف كاف عند أبي حاتم، قال محمد بن عيسى المقرئ {فقد فاز} تم، وهو وقف كاف عند أبي حاتم والتمام عنده {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}. {أذى كثيرا} عن نافع تم، وقال غيره التمام {فإن ذلك من عزم الأمور} وكذا {فبئس ما يشترون} وعن نافع {ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا} تم، وما بعده على ذلك أحمد بن جعفر، قال أبو جعفر: وذلك غلط لأنه لم يأت خبر يحسبن ولكن الوقف الكافي {فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب} والتمام {ولهم عذاب اليم} وكذا {والله على كل شيء قدير}. {لآيات لأولي الألباب} ليس بتمام، إن جعلت الذين نعتًا وإن جعلته بمعنى هم الذين أو أعني الذين كان الوقف على (لأولي الألباب) حسنًا وإن جعلت الذين مرفوعًا بالابتداء بمعنى (الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا يقولون سبحانه) كان الوقف على أولي الألباب تام، {الذين يذكرون الله قيامًا وقعودا وعلى [1/ 156]

جنوبهم} وقف كاف عند الأخفش قال: ثم استأنف {ويتفكرون}. قال أبو جعفر: إن جعلت ويتفكرون معطوفًا على يذكرون أو على قيام لم يحسن الوقف على ما قبله {فآمنا} عن نافع وتابعه على ذلك أحمد بن جعفر وخولفا فيه لأن ما بعده من كلامهم أيضًا {فاستجاب لهم ربهم} وقف صالح على قراءة عيسى بن عمر لأنه قرأ إني بكسر الهمزة، وقال أحمد بن موسى {من ذكر أو أنثى} تمام، وقال أبو حاتم ومن التمام (من ذكر أو أنثى) قال أبو جعفر: هذا خطأ عند أحمد بن يحيى وليس بتمام لأن المعنى عنده: أن لا أضيع عمل بعضكم من بعض، فلما أخر بعضكم رفع بالصفة أو بالابتداء وكذا عنده {والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض} وقد خولف أحمد بن يحيى في هذا وقيل الذي قالاه صحيح لأن المعنى: بعضكم من بعض في المجازاة بالأعمال وأنه لا يضيع لكم عملا وأنه ليس لأحد على أحد فضل إلا بتقوى الله جل وعز. قال جل ثناؤه {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كلكم بنوا آدم طف الصاع»، فعلى [1/ 157]

هذا (بعضكم من بعد) ابتداء هو أيضًا تمام عند أبي حاتم {ثوابًا من عند الله} وقف كاف عند أبي حاتم، والتمام عنده {والله عنده حسن الثواب} وكذا التمام عنده {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} غلط في هذا فقيل ليس بتمام ولكنه وقف صالح لأن ما بعده متعلق بما قبله لأن المعنى تقلبهم في البلاد وتصرفهم في متاع قليل ومنفعة يسيرة ثم يصبرون إلى المجازاة بالأعمال والخلود في النار، والتمام {وبئس المهاد} {نزلاً من عند الله} وقف كاف عند أبي حاتم والتمام عنده {وما عند الله خير للأبرار} قال محمد بن عيسى {وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم} تمام وخطأه أحمد بن جعفر لأن {خاشعين} منصوب على الحال بما قبله فلا يتم الكلام قبله، قال: تصير (خاشعين) منصوب على الحال من هم أو كم وقول الفراء أن معناه مؤمنين خاشعين والوقف على {ثمنًا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم} والتمام {إن الله سريع الحساب}. [1/ 158]

سورة النساء

سورة النساء قال أبو جعفر: أول ما فيها من الوقف عند أبي حاتم {وبث منهما رجالا كثيرًا ونساء}، قال يعقوب: ومن الوقف {واتقوا الله الذي تساءلون به} هذا الكافي من الوقف، وروى عن الحسن تساءلون به تمام وهو قول الأخفش قال: تساءلون به هذا التمام تم قال {والأرحام} أي وعليكم الأرحام فصلوها، وخالفهم أبو حاتم فقال: الوقف (تساءلون به والأرحام) على قراءة من قرأ بالنصب أو الخفض {كان عليكم رقيقا} قطع حسن، {ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب} عن نافع قال أحمد بن موسى {ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبًا كبيرا} قطع حسن. قال الأخفش {ذلك أدنى ألا تعولوا} هذا التمام عن نافع {وآتوا النساء صدقاتهن حلة} تم، {هنيئًا مريئا} قطع حسن، وكذا {وقولوا لهم قولا معروفا} قال الأخفش {وبدارا} هذا التمام لأن المعنى يبادرون أو يكبروا، قال أبو جعفر: ولو كان كما قال لم يكن فيه الواو وقول الأخفش حسن، [1/ 159]

قال أحمد بن جعفر {ومن كان فقيرًا فليأكل بالمعروف} تم، وقال غيره هذا كاف والتمام {وكفى بالله حسيبا}. {مما ترك الوالدان والأقربون} قطع صالح عن نافع قال {مفروضا} تم قال {فارزقوهم منه} تم وتابعه على ذلك أحمد بن جعفر: وقال غيرهما التمام {قولوا لهم قولا معروفا} وكذا {قولا سديدا} وكذا {وسيصلون سعيرا} {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين} قطع صالح وكذا {فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك} وكذا {وإن كانت واحدة فلها النصف} وكذا {لأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد} وكذا {فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث} وكذا {فإن كان له إخوة فلأمه السدس}. ومذهب أبي حاتم أنه لا يتم الكلام حتى يقرأ {من بعد وصية يوصى بها أو دين} لأن هذا الفرض كله إنما يكون بعد الوصية والدين، (أباؤكم) مرفوع بالابتداء (وأبناؤكم) معطوف عليه وخبر الابتداء {لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا} كما روى عن ابن عباس لا تدرون أيهما أرفع درجة لأن الآباء [1/ 160]

يشفعون في الأبناء والأبناء في الآباء إذا كان بعضهم أعلى درجة من بعض رفع الأسفل إلى الأعلى لتقر به عينه {فريضة من الله} منصوب لأن المعنى يوصيكم يفرض لكم ويجوز أن يكون منصوبًا بمعنى: فلأمه السدس وهذا يوجب أنه لا يتم الكلام على ما قبله {إن الله كان عليما حكيما} التمام أي علمتم بمصالحكم في أموركم وما تستحق الأقرباء منها حليم في قسمته وجميع أفعاله. {ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد} قطع صالح وليس بتمام، والتمام عند أبي حاتم {من بعد وصية توصون بها أو دين}، {وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس}، قال أحمد بن جعفر: تم لأنه شرط معه جوابه وخولف في هذا لأنه إنما يكون بعد الوصية والدين فلا يتم الكلام إلا بذكر الوصية والدين. {غير مضار} وقف عند أبي حاتم وغلط في هذا لأن (وصية) منصوبة بما قبلها فلا يتم الكلام على ما قبلها {والله عليم حليم} قطع حسن لأن المعنى: والله عليم بما يستحقون من المواريث حليم لم يعجل عليكم بالعقوبة حين ورثتم الرجال دون النساء فقلتم لا يورث إلا من قاتل بالسيف أو طاعن بالرمح. {تلك حدود الله} وقف على قول أبي حاتم وليس بتمام على قول محمد بن جرير لأنه ذهب إلى أن المعنى: تلك حدود طاعة الله في المواريث أي الفرق بينهما وبين معاصيه، {وذلك الفوز [1/ 161]

العظيم} قطع تام، وكذا {وله عذاب مهين} وكذا {أو يجعل الله لهن سبيلا ... فأعرضوا عنهما} قطع حسن وكذا {إن الله كان توابًا رحيما} وكذا {فأولئك يتوب الله عليهم} وكذا {وكان الله عليمًا حكيما}. قال الأخفش {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب} التمام فيه {قال إني تبت الآن} وتابعه على هذا أحمد بن جعفر قال أبو جعفر: وهذا غلط بين لأن {ولا الذين يموتون} معطوف على ما قبله فلا يتم الكلام حتى يأتي بالمعطوف ولا سيما في المخفوض لأن التقدير في العربية: وليست التوبة للذين يعملون السيئات ولا الذين يموتون وهم كفار، والتمام {أولئك أعتدنا لهم عذابًا أليما}. {لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها} هذا التمام عند الأخفش وهو أحد قولي الفراء على أن يجعل {ولا تعضلوهن} نهيًا والقول الآخر أن يكون كرهًا تمامًا إذا جعلت (ولا تعضلوهن) في موضع نصب عطفا على (ترثوا) فيكون التقدير ولا أن تعضلوهن وكذا هو في بعض القراءات والتمام {ويجعل الله فيه خيرًا كثيرا} {أتأخذونه بهتانًا وإثمًا [1/ 162]

مبينا} قطع كاف والتمام {وأخذن منكم ميثاقًا غليظا} وكذا {وساء سبيلا}. {حرمت عليكم أمهاتكم} ليس بتمام لأن ما بعده معطوف عليه ولكنه وقف مفهوم المعنى وكذا ما بعده، قال الأخفش: التمام فيه {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} والتمام عند غيره {كتاب الله عليكم}. قال أبو جعفر: يصح قول الأخفش إن نصبت (كتاب الله) على الإغراء أي الزموا كتاب الله وإن جعلته مصدرًا وهو قول سيبويه لم يتم الكلام على ما قبله لأن ما قبله هو العامل فيه في المعنى لأن معنى (حرمت عليكم أمهاتكم) كتب الله جل وعز ذلك عليكم ولكن يكون قطعًا صالحًا وإن نصبت (كتاب الله) على القطع وهو قول الكوفيين أي كتابًا من الله لم تقف على ما قبله، {وأحل لكم ما وراء ذلكم} ليس بقطع كاف لأن إن بدل من ما وقد يكون بمعنى لأن {محصنين غير مسافحين} قطع صالح، {فأتوهن أجورهن فريضة} قطع حسن والتمام {إن الله كان عليما حكيما}. قال أحمد بن جعفر {من فتياتكم المؤمنات} ها هنا تمام [1/ 163]

الكلام {والله أعلم بإيمانكم} وقف على قول أبي حاتم ذكره في غير هذا الموضع وعلى قول أحمد بن يحيى الوقف بعضكم من بعض {ولا متخذات أخدان} قطع كاف وكذا {ذلك لمن خشى العنت منكم} والتمام {والله غفور رحيم} وكذا {والله عليم حكيم} وكذا {ميلا عظيما} وكذا {وخلق الإنسان ضعيفا} {عن تراض منكم} قطع حسن وكذا {إن الله كان بكم رحيما} والتمام {وكان ذلك على الله يسيرا} وكذا {وندخلكم مدخلا كريما}، {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} قطع كاف، وكذا {للرجال نصيب مما اكتسبوا} وكذا {وللنساء نصيب مما اكتسبن} والتمام {إن الله كان بكل شيء عليما} وكذا {إن الله كان على كل شيء شهيدا} قال يعقوب {وبما أنفقوا من أموالهم} هذا الوقف الكافي، وقال الأخفش: التمام فيه {بما حفظ الله ... فلا تبغوا عليهن [1/ 164]

سبيلا} قطع حسن، وكذا {إن الله كان عليًا كبيرا} وكذا {يوفق الله بينهما} والتمام {عليمًا خبيرا}. قال الأخفش {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا} فالتمام فيه {وما ملكت أيمانكم} لأنه جل وعز أمرهم بهذه الخصال كلها ولم يأمر بواحد دون واحد، {إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا} ليس بتمام إن جعلت {الذين يبخلون} بدلا من وإن جعلت الذين مرفوعا بالابتداء كان ما قبله تمامًا وإن رفعت الذين بالابتداء وجعلت خبره {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} أي لا يظلمهم، ابتدأت الذين ولم يتم الكلام حتى يأتي الخبر وللأخفش فيه قول حسن لم يذكره في الإعراب جعل الذين في موضع رفع بالابتداء وجعل خبره محذوفًا لعلم السامع أي الذين يبخلون أولئك قرناؤهم الشيطان ودل على هذا الحذف {ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا} وهذا التمام عنده، ولا يتم الكلام على ما قبله {وكان الله بهم عليما} قطع حسن والتمام {ويؤت من لدنه أجرًا عظيما}. {فكيف إذا جئتنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على [1/ 165]

هؤلاء شهيدا} قطع تام، لأن التقدير كيف يكون حالهم إذا كان هذا {يومئذ يود الذين كفروا} فالتمام {ولا يكتمون الله حديثا}. قال أحمد بن جعفر {ولا جنبًا إلا عابري سبيل} هذا التمام، والمعنى: ولا تقربوا موضع الصلاة أي المساجد جنبًا إلا عابري سبيل إلا أن تمروا ولا تقعدوا، قال أبو جعفر: والوقف عند أبي حاتم {حتى تغتسلوا} وهو مذهب محمد بن جرير قال: المعنى لا تقربوا مواضع الصلاة جنبًا حتى تغتسلوا إلا عابري سبيل. {فامسحوا بوجوهكم وأيديكم} قطع حسن، والتمام {إن الله كان عفوًا غفورًا} {والله أعلم بأعدائكم} قطع كاف {وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا} ليس بقطع كاف لأن المعنى نصيرًا من الذين هادوا إلا على حيلة بعيدة يكون المعنى: من الذين هادوا قوم يحرفون، ويكون منقطعًا مما قبله {وراعنا ليًا بألسنتهم وطعنًا في الدين} قطع كاف، وكذا الكافي {خيرًا لهم وأقوم} والتمام {فلا يؤمنون إلا قليلا} وكذا {وكان أمر الله مفعولا}، {ويغفر ما دون ذلك لمن [1/ 166]

يشاء} قطع كاف والتمام {فقد افترى إثمًا عظيما} قال الأخفش {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم} هاهنا تم الكلام، وقال غيره: ليس هذا بتمام لأن ما بعده متصل به يدل على ذلك التفسير. قال مجاهد: كانوا يقدمون الصبيان من أولادهم يصلون بهم وهم اليهود ويقولون هؤلاء أزكيا لا ذنوب لهم، ولذلك نحن ما عملناه بنهار غفر لنا بالليل فأنزل الله جل وعز (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) وما بعده قال أبو جعفر: وهذا من أحسن ما قيل في الآية لأن فيها يزكيهم أنفسهم، وقد روى عن ابن مسعود قال: يزكي بعضهم بعضا وهذا جائز في اللغة مثل {ولا تقتلوا أنفسكم} أي لا يقتل بعضكم بعضًا، قال الله جل وعز {الله يزكي من يشاء} أي ليست التزكية إليكم لأنكم مفترون والله جل وعز يزكي من يشاء بالتطهير والعصمة، فبعض الكلام متعلق ببعض وكذا {ولا يظلمون فتيلا} قطع كاف وليس بتمام لأن بعده (انظر كيف يفترون على الله الكذب) أي في تزكيتهم أنفسهم، وقولهم {نحن أبناء الله وأحباؤه} والتمام {وكفى به إثمًا مبينا}. [1/ 167]

{ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا}، {أولئك الذين لعنهم الله} قطع كاف وكذا {ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا}، وكذا {فإذا لا يؤتون الناس نقيرا} وكذا {وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه} قطع كاف، والتمام {وكفى بجهنم سعيرا}، وكذا {وإن الله كان عزيزًا حكيما}، وكذا {وندخلهم ظلا ظليلا}. قال الأخفش {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} التمام فيه {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} هاهنا تمام الكلام لأنهم أمروا بهذا كله، وقال غيره: ليس هذا التمام ولكنه قطع كاف لأن ما بعده متصل بما قبله لأن الله جل وعز أمر السلاطين أن يؤدوا إلى الناس الأمانات في قسمتهم وفي أمورهم وأخبر جل وعز أن ذلك (نعما يعظكم به) ثم أمر الناس بالسمع والطاعة لهم فيما كان لله جل وعز طاعة للمسلمين مصلحة، فقال جل وعز {إن الله نعما يعظكم به} قطع كاف {إن الله كان سميعًا بصيرا} قطع حسن. [1/ 168]

قال الأخفش {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} التمام فيه {إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} وقال غيره (وأولي الأمر منكم) وقف مفهوم وإن كان أهل التفسير قد اختلفوا في معناه فقال ابن عباس: أولوا الأمر منكم أولوا العلم والفقه في دين الله وقال مجاهد: أولوا الأمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال عكرمة: أولوا الأمر أبو بكر وعمر وقال أبو هريرة: أولي الأمر الأمراء وكان محمد بن جرير يميل إلى هذا القول لأن سياق الكلام يدل عليه إن كان الله جل وعز أمر الولاة أن يؤدوا الأمانات إلى أهلها وأمر الرعية أن يسمعوا ويطيعوا فيما كان لله جل وعز طاعة وللمسلمين فيه مصلحة وقد علم أن المعنى أطيعوا أولي الأمر فيما كان لله جل وعز فيه طاعة وقد بين الله جل وعز ذلك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم إن طاعتهم لا تكون في معصية. قال محمد بن جرير: والدليل على صحة هذا أن علي بن مسلم الطوسي حدثنا عن ابن أبي فديك حدثني عبد الله بن محمد بن عروة عن هشام بن عروة عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سيليكم من بعدي ولاة سيليكم البر ببره والفاجر بفجوره فاسمعوا لهم وأطيعوا فيما وافق الحق وصلوا وراءهم فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساؤوا فلكم وعليهم» قال: فتبين بهذا أن الطاعة لله جل وعز ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولولاة الأمر فيما وافق الحق {ذلك خير وأحسن تأويلا} قطع تام، {ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا [1/ 169]

بعيدا} قطع صالح، كذا {يصدون عنك صدودا}، {فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانًا وتوفيقا} عن نافع قال: تم، وقال غيره: الوقف الحسن فيه {وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} وكذا {إلا ليطاع بإذن الله} وكذا {لوجدوا الله توابا رحيما} على قول بعض أهل التمام واحتج بحديث الزبير لأنه يدل أن قوله جل وعز {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} منقطع بما قبله. قال أبو جعفر: كذا حدثنا إبراهيم بن شريك حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا الليث بن سعد عن ابن شهاب أو عروة حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجلاً من الأنصار خاصم الزبير عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقونها النخل، فقال له الأنصاري سرح الماء يمر فأبى عليه فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير: إسق يا زبير ثم سرح الماء إلى جارك، فغضب الأنصاري وقال: ألأن كان ابن عمتك، فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إسق يا زبير ثم احبس الماء حتى تبلغ الجدر، قال [1/ 170]

الزبير: فأحسب أن هذه الآية نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} قال أبو جعفر: وفي غير هذا من رواية غير الليث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سأل أول شيء الزبير من غير حكم أن يخلي الماء إلى جاره فلما لم يرض الجار حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعدل لأنه ليس على الزبير أن يسوق الماء على أرضه إلى غيره، فعلى هذا الحديث قد تم الكلام قبل الآية، وعلى قول مجاهد لم يتم لأنه ذكر أن هذا كله نزل في اليهود، وكان محمد بن جرير يختار هذا القول لأنه من كلام واحد وإنما يخرج الشيء من كلام إلى كلام بتوقيف أو بحجة قاطعة، وحديث الزبير صحيح الإسناد ومستقيم الطريق إلا أن فيه أحسب {ويسلموا تسليما} قطع حسن. قال يعقوب: قوله جل وعز {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه} قال فهذا الوقف الكافي وزعم أنه يرفع {إلا قليل منهم} على لغة من قال - أكلوني البراغيث - وقال ومنهم من يقول المعنى ما فعله إلا قليل منهم، قال ما فعلوه بمعنى وما فعله قال ومنهم من يقول هو مثل قول الشاعر: في ليلة لا نرى بها أحدا = يحكى علينا إلا كواكبها قال أبو جعفر: هذا كله تخليط لا يجوز الوقف على ما فعلوه كما لا [1/ 171]

يجوز الوقف على قوله جل وعز {فلبت فيهم ألف سنة} وتشبيهه إياه بقولهم أكلوني البراغيث خطأ لأن هذا لغة شاذة قليلة لا تحمل عليها كلام الله جل وعز. قال سيبويه: وأعلم أن من العرب من يقول ضربوني قومك وضرباني أخواك شبهوا هذا بالتاء التي تظهر في: قالت فلانة، كأنهم أرادوا أن يجعلوا للجمع علامة كما جعلوا للمؤنث قال وهي قليلة. قال أبو جعفر: وقوله: ما فعلوه بمعنى: ما فعله، كلام غير محصل ولا يجوز مثله وأما البيت الذي أنشده سيبويه وهو لعدي بن زيد، وليس مثل الآية لأن الاختيار في إلا كواكبها النصب لولا أنه في الشعر على البدل من أحد، والاختيار في الآية الرفع عن رؤساء النحويين قال سيبويه حدثني يونس عن أبي عمرو قال: الوجه ما جاءني القوم إلا عبد الله قال أبو جعفر: وقد قرأ ابن عامر وعيسى (وما فعلوه إلا قليلا منهم) فتركا الوجه والذي عليه أكثر المصاحف والقول أن الوقف الكافي (ما فعلوه إلا قليل منهم) وليس بتمام {ولهديناهم صراطا مستقيما} قطع حسن وكذا {وحسن أولئك رفيقا} والتمام {وكفى بالله عليما}. قال الأخفش: وأما قوله جل وعز {يا أيها الذين آمنوا خذوا [1/ 172]

حذركم} فالتمام {أو انفروا جميعا} لأنه هاهنا تم الكلام. قال الأخفش {وإن منكم لمن ليبطئن} هذا التمام {يا ليتي كنت معهم} ليس بقطع كاف لأن {فأفوز} جواب التمني، ومن قرأ فأفوز بالرفع فعطفه على كنت وجعل كنت بمعنى أكون لم يقف على {كنت معهم} ومن رفع فأفوز جعله مستأنفًا جاز له الوقف على كنت معهم، {فوزًا عظيما} قطع حسن، {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة} عن نافع قال: تم، وقال غيره هو قطع حسن وكذا {فسوف نؤتيه أجرًا عظيما} والتمام {واجعل لنا من لدنك وليًا واجعل لنا من لدنك نصيرا}. {والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت} قطع صالح، وكذا {فقاتلوا أولياء الشيطان} والتمام {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}، {أو أشد خشية} عن نافع: تام وكذا عنده {قل متاع الدنيا قليل ... ولا تظلمون فتيلا} قطع حسن، {ولو كنتم في بروج مشيدة} مثله وكذا {قل كل من [1/ 173]

عند الله}، وكذا (لا يكادون يفقهون حديثا)، {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك} قطع حسن وفي قراءة عبد الله فمن نفسك وأنا كتبتها عليك، قراءة على التفسير، قال أبو عبد الله المقرئ {من يطع الرسول فقد أطاع الله} تام {فما أرسلناك عليهم حفيظا} قطع حسن، وكذا {فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا}، {أفلا يتدبرون القرآن} قطع حسن على قول من قال ولو كان من يطلع عليه النبي من أسرارهم وتبييتهم {من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرا}، كان هذا وقفه الكافي {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} يعرف التمام في هذه الآية من التفسير فلأهل التفسير فيها أربعة أقوال: فقول ابن عباس أذاعوا به إلا قليلا منهم وهو مذهب ابن يزيد وبه قال الأخفش وأبو حاتم وأبو عبيده وقال قتاده: لعلمه الذين يستنبطونه منهم إلا قليلا ومذهب الضحاك أن المعنى {لاتبعتم الشيطان إلا قليلا} قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هموا بأمورهم إلا طائفة منهم، والقول الرابع أن معنى إلا قليلا منهم كلهم فعلى القول الأول لا يتم الكلام على [1/ 174]

(أذاعوا) كان على لعلمه الذين يستنبطونه منهم حتى ذاع إلا قليلا، وعلى القول الثاني يقف على (أذاعوا به) ولا يقف على (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) وعلى القول الثالث والرابع يقف على أذاعوا به وعلى يستنبطونه منهم، والقول الأول أولاها بالصواب وهو مذهب محمد بن جرير لأن المراد إذا ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم فبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينه أولوا الأمر علمه الجماعة ولم يكن في الاستثناء من المستنبطين معنى، وأما قول من قال الاستثناء مما يليه فبعيد لأنه لولا فضل الله ورحمته لاتبع الجماعة الشيطان، قال الكسائي: أذاعوا به وأذاعوه واحد، قال محمد بن جرير: أذاعوا به أي الأمر قال: لعلمه الذين يستنبطونه منهم أي من أولي الأمر. {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين} قطع حسن والتمام {والله أشد بأسًا وأشد تنكيلا}، {ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها} قطع حسن والتمام {وكان الله على كل شيء مقيتا} {وإذا حييتم بتحية} لا اختلاف فيه يعني به السلام والقطع الحسن {فحيوا بأحسن منها أو ردوها} واختلف أهل التفسير في معناه. قال الحسن: فحيوا بأحسن منها المسلمين أو ردوها على الكفار، [1/ 175]

ومذهب غيره أنه عام على ظاهر الآية إلا أن الله جل وعز بين على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز أن يقال لأهل الكتاب إلا وعليكم فقط وأنه لا يجوز أن يبدأوا بالسلام والتمام {إن الله كان على كل شيء حسيبا}. {ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه} قطع حسن، والتمام {ومن أصدق من الله حديثا} والقطع الحسن بعده {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا} وكذا {فلن تجد له سبيلا} وكذا {فتكونون سواء} فأما {فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم} فليس بقطع كاف، وكذا {ولا تتخذوا منهم وليًا ولا نصيرا} لأن بعده استثناء وهو {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق} وقد زعم أبو عبيده أن معنى يصلون أي يتصلون أي ينسبون وأنشد الأعشى: إذا اتصلت قالت أبكر بن وائل = وبكر سبتها والأنوف رواغم قال غيره: إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق فيكونون معهم ويكون حكمهم حكمهم فلا تقاتلوهم، قال أبو جعفر: وهذا القول أولى بالصواب والقول الأول غلط قبيح وقد قاتل النبي صلى [1/ 176]

الله عليه وسلم وأصحابه من بينهم وبينهم الأنساب. {أو جاءوكم} قطع كاف على قول محمد بن يزيد لأنه زعم أن معنى (حصرت صدورهم) الدعاء وكذا على قول من قال هو خبر بعد خبر ومن قدره بمعنى قد حصرت أو جعل الماضي بمعنى المستقبل أو جعله نعتًا لقوم لم يقف على جاءوكم قال محمد بن يزيد: والقراءة الصحيحة الحسنة {أو جاءوكم حصرت صدورهم} وخالف محمد بن يزيد أهل العلم في هذا لأن هذه القراءة مخالفة للمصحف الذي نقلته الجماعة الذين لا يجوز تمليهم الغلط وهي قراءة شاذة إنما رويت عن الحسن البصري. {ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم} قطع صالح {فما جعل الله لكم عليهم سبيلا} قطع حسن، وكذا {أركسوا فيها} والتمام {وأولئك جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا}، {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ} هذا تمام عند أبي عبيده وجعل إلا بمعنى الواو وخالفه أئمة النحو ولم يجيزوا إلا بمعنى الواو وأيضًا فإن الخطأ لا يخطر والمعنى عند الخليل وسيبويه والفراء لكن إن قتله خطأ فعليه هذا. قال الأخفش (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) التمام {فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله} والتمام عند نافع {إلا أن يصدقوا ... وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة} [1/ 177]

قطع كاف وكذا {وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين} قطع صالح، والقطع الحسن {توبة من الله} والتمام {وكان الله عليمًا حكيمًا}، {ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاءه جهنم خالدا فيها} ليس بقطع كاف لأن التقدير: جزاه الله جهنم وغضب عليه، فعطف وغضب على المعنى، والتمام {وأوعد له عذابًا عظيما}. {فتبينوا} قطع حسن والتمام {إن الله كان بما تعملون خبيرا}. قال يعقوب: ومن الوقف {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} فهذا هو الوقف الكافي لأنها هكذا نزلت ونزل بعدها {غير أولي الضرر} فهذا حجة لمن قرأ غير بالنصب ومن رفع فقرأ غير أولي الضرر وهي قراءتنا فوقفه الكافي (الضرر) وكذا إن قرأ بالجر، قال أبو جعفر: هذا كلام غلط كيف يوقف على (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) وبعده (والمجاهدون في سبيل الله) وهل يجوز أن يوقف على {لا يستوي أصحاب النار} حتى يقال {وأصحاب الجنة} وكذا {هل يستوي الأعمى والبصير} وكذا كلام العرب في استوى [1/ 178]

وأيضًا فليس الأمر على ما في التنزيل وقد جاء خبر التنزيل بالأسانيد الصحاح كما قرئ على محمد بن عمرو بن خالد عن أبيه قال: حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن البراء قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ادعوا لي زيدًا وقال دعوا لي زيدًا وقال ادع لي زيدًا وقل له يأت معه بالدواه والكتف أو بالدواه واللوح فقال له: أكتب: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله، فقال له ابن أم مكتوم وأنا ضرير فنزلت قبل أن نبرح {غير أولي الضرر}. قال زهير: وحدثني ابن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه زيد بن ثابت قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتغشته، أو قال: تنزلت عليه السكينة، فوقعت فخذي فما وجدت شيئًا قط أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم سرى عنه قال اكتب (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) فقال عمرو بن أم مكتوم الأعمى يا رسول الله إن بعيني ضررًا فغشيته السكينة فلما سرى عنه قال اكتب (غير أولي الضرر) قال فما نسيت فلحقها بين صدع في الكتف. قال أبو جعفر: فقد تبين أن التنزيل هكذا ليس كما قال يعقوب غير أنه وقع إليه حديث على ما قاله كما حدثنا محمد بن إدريس بن إدريس بن أسود حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي حدثنا شعبه عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) [1/ 179]

قال ابن أم مكتوم: أنا رجل ضرير فنزلت (غير أولي الضرر). قال الأخفش سعيد (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) التمام فيه {والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم} لأن المعنى لا يستوي القاعدون والمجاهدون وقال نافع {فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة} وقال غيره وهو قطع حسن وكذا {وكلا وعد الله الحسنى ... أجرًا عظيما} ليس بقطع حسن لأن درجات بدل من أجر ومغفرة ورحمة والتمام {وكان الله غفورا رحيما}. {فتهاجروا فيها} قطع حسن {وساءت مصيرا} ليس بقطع حسن لأن ما بعده استثناء والقطع الحسن بعده {فأولئك عسى الله أن يعفوا عنهم} والتمام {وكان الله عفوا غفورا}، {مراغما كثيرا وسعة} قطع حسن والتمام {وكان الله غفورا رحيما}، {إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} قطع كاف والتمام {إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا}، {وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم} قطع حسن وكذا {ميلة واحدة} وكذا {وخذوا حذركم} والتمام {إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا} {فاذكروا [1/ 180]

الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم} قطع حسن والتمام {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} وكذا {وكان الله عليما حكيما}. {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس} ليس بقطع حسن لأن التاء متصلة بقوله لتحكم والقطع الحسن (بما أراك الله) وكذا {ولا تكن للخائنين خصيما} وكذا {واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما} وكذا رؤوس الآي إلى قوله جل وعز {وما يضرونك من شيء} وإن نافعًا قال: تم، {وكان فضل الله عليكم عظيما} قطع تام وكذا {فسوف نؤتيه أجرا عظيم} وكذا {وساءت مصيرا ... ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} قطع صالح، {ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا} قطع حسن، {وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله}. قال نافع: تم وقال غيره (إلا شيطانا مريدا) قطع حسن على أن [1/ 181]

يجعل (لعنه الله) دعاء عليه {فليغيرن خلق الله} قطع حسن {وما يعدهم الشيطان إلا غرورا} قطع صالح والتمام {أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا}. {والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا} قطع صالح وكذا {وعد الله حقا} والتمام {ومن أصدق من الله قيلا} إن جعلت {ليس بأمانيكم} مخاطبة للمسلمين مقطوعًا مما قبله وإن جعلته مخاطبة للكفار الذين تقدم ذكرهم كان ما قبله كافيًا ولم يكن تامًا، وبكلا القولين قد قال أهل التفسير فمن مذهبه إن ليس بأمانيكم مخاطبة للمسلمين مسروق كما قرئ على أحمد بن محمد بن الحجاج بن يحيى بن سليمان حدثنا ابن معاوية عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال: احتج المسلمون وأهل الكتاب فقال المسلمون نحن أهدى منكم وقال أهل الكتاب نحن أهدى منكم فقال الله جل وعز {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به} وما بعده فخمهم المسلمون بالآية التي بعده {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن ... الآية}. [1/ 182]

ومن قال به مخاطبة للكفار متصل بما قبله مجاهد كما قرى على أحمد بن محمد بن الحجاج عن يحيى بن سليمان حدثنا ابن عليه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال مشركوا العرب لن نعذب ولن نبعث وقال أهل الكتاب (نحن أبناء الله وأحباؤه)، (وقالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودات) فقال الله عز وجل (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب ... الآية)، وكان محمد بن جرير يختار هذا القول ليكون الكلام متصلا بعضه ببعض ولا يقطع ما بعده مما قبله إلا بحجة قاطعة المعنى: ليس بأمانيكم يا مشركي العربي حين قلتم لا نعذب ولا نبعث ونحن ننصر على من ناوءنا ويا معشر أهل الكتاب ليس بأمانيكم حين اعتذرتم بحبكم الله عز وجل مع كفركم فقلتم (لن تمسنا النار إلا أياما معدودات) وقلتم (نحن أبناء الله وأحباؤه). قال أبو جعفر: ولا أماني أهل الكتاب تمام على قول من جعل من يعمل سوءا يجز به عامًا للمسلمين وأهل الكتاب ومن جعله خاصًا للمشركين جعل ما قبله كافيًا ولم يجعله تمامًا وبكلا القولين قد قال أهل التفسير: فممن قال أنه عام لجميع الناس وأنه كل من يعمل سيئة جوزي بها أبي بن كعب وعائشة، وممن قال هو خاص بالكفار ابن عباس والحسن البصري واحتج الحسن بقول الله جل وعز {وهل نجازي إلا الكفور} وكان محمد بن جرير يختار القول الأول لأن الآية عامة قال الله جل وعز (من يعمل سوءا يجز به) فلم يخص مؤمن دون كافر ولا كافر دون مؤمن ولا يقع التخصيص إلا بتوقيف. [1/ 183]

قال أبو جعفر: والذي قاله الحسن وفيه حجة أخرى له أنه قد جاء التوقيف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يدل على أنه عام كما قرئ على أحمد بن شعيب عن أبي بكر بن علي حدثنا يحيى بن معين حدثنا ابن عيينه عن ابن محيصن عن محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة قال: لما نزلت (من يعمل سوءا يجز به) شق على المسلمين فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «سددوا وقاربوا، ففي كل ما يصاب به العبد كفارة حتى النكبة في كل مصيبة تكفر عن العبد، حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها»، قال أبو جعفر: فصح بهذا إن كل من عمل سوءًا من مسلم وكافر جوزي به ثم جاء التوقيف في الصغائر إنها تكفر عمن اجتنب الكبائر وكان العلماء في ذلك على قولين فأكثرهم يقول من اجتنب الكبائر لم يعاقب على الصغائر في الدنيا ولا في الآخرة ومنهم من قال بل يعاقب على الصغائر في الدنيا بما يلحقه من المصائب حتى يلقي الله جل وعز ولا ذنب له، وكان محمد بن جرير يميل إلى هذا القول لعموم الآية وقال: التكفير التغطية عليه في القيامة لا يفضح كما يفضح أصحاب الكبائر، {ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا} قطع تام وكذا {ولا يظلمون نقيرا}. {واتبع ملة إبراهيم حنيفا} قطع كاف والتمام {واتخذ الله إبراهيم خليلا} {وكان الله بكل شيء [1/ 184]

محيطا} قطع تام، {قل الله يفتيكم فيهن} ليس بقطع كاف لأن وما بعده {يتلى عليكم} معطوف على اسم الله جل وعز. قال الفراء: هو معطوف على الها والنون قال أبو جعفر: وهذا القول لا مجال لأحد القول به لأنه يعطف ظاهرًا على مكنى مخفوض وذلك لحن وفيه ما هو أشد من هذا جاء التوقيف بما روى عن عائشة أن المعنى: قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم من القرآن يفتيكم فيهن {وترغبون أن تنكحوهن} ليس بقطع كاف لأن {والمستضعفين} معطوف على {يتامى النساء} وكذا {وأن تقوموا لليتامى بالقسط} قال نافع: تم، وقال غيره قطع حسن والتمام {فإن الله كان به عليما}، قال أحمد بن موسى {والصلح خير} تم وقال غيره هو قطع حسن وكذا {وأحضرت الأنفس الشح} والتمام {وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا}. {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم} تمام عند نافع وهو كاف عند أبي حاتم وكذا عنده {فتذروها كالمعلقة فإن الله كان غفورا رحيما} قطع حسن وليس بتمام وكذا {يغني الله كلا من سعته} والتمام {وكان الله واسعا [1/ 185]

حكيما} وكذا {ولله ما في السموات وما في الأرض} أي ولله ما حوته السموات والأرض فارغبوا إليه في التعويض ممن فارقتموه فإنه يسد الفاقة ويلم الشعث ويغني كلا من سعته يغني الزوج بأن يتزوج غير من طلق أو برزق واسع وكذا المرأة فعلى هذا تم الكلام ثم ابتدأ المخاطبة للذين سعوا في أمر ابن الإبيرق فقال جل وعز {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم} تمام عند نافع وخالفه أهل العربية، قال الأخفش {وإياكم أن اتقوا الله} أي بأن اتقوا الله وقال القتبي {وإياكم أن اتقوا الله} تم. وقال أبو عبد الله محمد بن عيسى (وإياكم أن اتقوا الله) تم الكلام وقال نصير: أي المعنى: ولقد وصيناهم وإياكم بأن اتقوا الله {فإن لله ما في السموات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا} قطع تام وإن كان بعده {ولله ما في السموات وما في الأرض} ففي كل واحد منهما فائدة، قال جل وعز (فإن تكفروا فإن لله ما في السموات وما في الأرض) أي ليس به حاجة إلى أحد وفاقة تضطره إليكم وكفركم عليكم يرجع عقابه وحكمكم فيه حكم اليهود والنصارى حتى كفروا فأذلهم الله جل وعز ومسخ بهم القردة والخنازير لأن له ما في السموات وما في الأرض ولا يتعذر عليه شيء أراده، {وكفى بالله وكيلا} قطع تام. [1/ 186]

فإن قيل بما صار الأول (وكان الله غنيا حميدا) ولم يكن (وكفى بالله وكيلا) قيل الأول خاطبهم الله جل وعز به فأخبرهما به لا يحتاج إليهم وأنهم مضطرون إليه فقال (وكان الله غنيا) أي عنكم حميدًا محمودًا إلى خلقه بصنائعه إليهم وليس هذا موضع وكيل لأن الوكيل الحفيظ للشيء المدبر له {إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين} قطع صالح والتمام {وكان الله على ذلك قديرا}، {فعند الله ثواب الدنيا والآخرة} ليس بتمام لأن المعنى وكان الله سميعًا إلى من أظهر الإسلام وأبطن غيره طلب ثواب الدنيا من أحد الغنائم والسلامة بصيرًا ذا بصر لفعله. {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله} قطع صالح وليس بتمام لأنه متعلق بما بعده وعن نافع {والأقربي} ثم قال غيره هو قطع حسن لأن بعض الكلام متعلق ببعض والمعنى أن يكون المشهود عليه غنيًا أو فقيرًا فأقيموا الشهادة عليه لأن الله جل وعز أولى به لأنه إلهه ومدبره، فإن قيل كيف يقيم الشهادة على نفسه وهل يكون شاهدًا على نفسه، فالجواب على هذا أنه جل وعز أمره أن يقر بالحق إذا كان عليه فذلك شهادته على نفسه {فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} قطع كاف والتمام {فإن الله كان بما تعملون خبيرا}. {والكتاب الذي أنزل من قبل} قطع كاف والتمام {فقد ضل [1/ 187]

ضلالا بعيدا} وكذا {ولا ليهديهم سبيلا بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما} ليس بتمام لأن {الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} نعت للمنافقين، {فإن العزة لله جميعا} قطع كاف وكذا {إنكم إذا مثلهم ... في جهنم جميعا} ليس بتمام لأن {الذين يتربصون} نعت والتمام {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا} {وهو خادعهم} قطع حسن، {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى} كاف إن جعلت (يراءون) مستأنفًا، {ولا يذكرون الله إلا قليلا} قطع حسن إن جعلت {مذبذبين} منصوبًا على الذم كما قال: لعمري وما عمري علي بهين = لقد نطقت بطلا على الأقارع أقارع عوف ولا أحاول غيرها = وجوه قرود تبتغي من تخادع وإن نصبت (مذبذبين) على الحال فلا تقف على ما قبله وأصل الذبذبة في الكلام عند العرب الحركة والاضطراب فالمعنى أن المنافقين متحيرون في دينهم على غير صحة فلا هم مع المؤمنين [1/ 188]

على علم ولا مع المشركين على جهل. قال ابن زيد: مذبذبين بين ذلك أي بين الكفر والإسلام، قال مجاهد: لا إلى المؤمنين ولا إلى أهل الكتاب، قال ابن جريح: ولا إلى المشركين {فلن تجد له سبيلا} قطع تام، وكذا {سلطانا مبينا ... ولن تجد لهم نصير} ليس بتمام لأن ما بعده مستثنى منه {فأولئك مع المؤمنين} قطع حسن لأن المعنى مع المؤمنين في الجنة والله جل وعز أعلم، والتمام {وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما} {وكان الله شاكرا عليما} تمام على قراءة من قرأ {إلا من ظلم}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول} فهذا وقف كاف، قال أبو جعفر: هذا الوقف ليس بتمام ولا كاف لأن بعده استثناء فلا يتم الكلام قبله ويدلك على ذلك التفسير فمن أحسن ما قيل فيه قول ابن مجاهد أن المعنى لا يحب الله جل وعز أن يجهر أحد بسوء في أحد إلا من ظلم فإن له أن يذكر ما فعل به، وروى عن ابن عباس: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون ظلمه، فالوقف على هذا إلا من ظلم وقف كاف وعلى قراءة من قرأ إلا من ظلم، كذا أيضًا فقيل التقدير: ما يفعل الله بعذابكم إلا من ظلم {وكان [1/ 189]

الله سميعًا عليما} قطع حسن وليس بتمام لأن ما بعده متصل به من جهة المعنى. قال جل وعز {إن تبدوا خيرا} أي قولا جميلا {أو تخفوه} فلا تظهروه {أو تعفو عن سوء} أي عن من ظلم فلا تذكروه بسوء ولا تدعوا عليه، {فإن الله كان عفوا قديرا} أي عن مساويكم بعد قدرته على عقوبتكم، {ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا} لا يجوز القطع عليه لأنه لم يأت خبر إن {أولئك هم الكافرون حقا}، قال نافع تم، وقال غيره هو كاف والتمام {واعتدنا للكافرين عذابا مهينا} وكذا {أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما} وكذا {وأخذنا منهم ميثاقا غليظا}. وزعم أبو حاتم أنه لا تمام بعد هذا إلى رأس العشر وهي سبع آيات وإن المعنى (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم) وقد قال غيره خلاف ما قال في التمام فأما في المعنى فقد قال قتاده المعنى (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم) قال أبو جعفر: فهذا أصح ما قيل في الآية ودل على هذا الحذف {بل طبع الله عليها بكفرهم} وبعض المتقين لقراءة حمزة قال أبو جعفر: ممن قرأنا عليه يقول التمام [1/ 190]

{وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم} قال لأنهم لم يقروا بأنه رسول الله فيكون متصلا. وقال نافع {لفي شك منه} تم، قال أحمد بن موسى {وما قتلوه} تمام ثم قال جل وعز {يقينا} {بل رفعه الله إليه} قال أبو جعفر: إن قدر على أن يكون المعنى (بل رفعه الله إليه يقينا) كان خطأ لأنه لا يعمل ما بعد (بل) فيما قبلها لضعف (بل) وإن قدره وما قتلوه فلا هذا قولا يقينًا جازمًا قال وتكون إلها عائدة على عيسى صلى الله عليه وسلم إلا أنه قول خارج عن قول أهل التأويل. وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: وما قتلوه ظنهم يقينًا وقال أبو عبيد: لو كان المعنى وما قتلوا عيسى لكان وما قتلوه فقط، وذكر الفراء: أن المعنى وما قتلوا العلم يقينًا وفيه قول ثالث وهو أن يكون المعنى وما قتلوا الذي شبه لهم يقينًا أنه عيسى بل قتلوه على شك كما قال وهب بن منبه: لما هموا بقتل عيسى صلى الله عليه وسلم وكان معه في البيت عشرة قال أيكم ملقا شبهي عليه فيقتل ويدخل الجنة فكلهم بادر فألقى الشبه على العشرة ورفع عيسى صلى الله عليه وسلم فلما جاء الذين قصدوا لقتله شبه عليهم فقالوا ليخرج عيسى وإلا قتلناكم كلكم فخرج أحدهم فقتل، قال أبو جعفر: وهذا أبين ما روى في معنى (شبه لهم بل رفعه الله إليه) قطع صالح {وكان الله عزيزا حكيما} قطع حسن {ويوم [1/ 191]

القيامة يكون عليهم شهيدا} مثله {واعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما} قطع تام. قال يعقوب: ومن الوقف {لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك} فهذا الكافي من الوقف، قال الأخفش: هو تمام إلا أن يعقوب قدره بمعنى: ومن المقيمين فيجب أن لا يكون تمامًا وأقبح من هذا عطف ظاهرًا على مضمر وله تقدير آخر يكون عطفًا على ما فإن جعلت والمقيمين منصوبًا على المدح حسن الوقف على ما قبله {والمقيمين الصلاة} تمام على مذهب سيبويه (حيث) قال: وأما {المؤتون الزكاة} فمرفوع بالابتداء. {أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما} تمام {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} عن نافع قال: تم، {وأتينا داود زبورا} ليس بتمام على قول أكثر النحويين لأن (رسلا) معطوف على معنى ما قبله لأن معنى: إنا أوحينا إليك، إنا بعثناك وبعثنا رسلا فإن نصبته بإضمار فعل تفسيره بما بعده حسن الوقف على ما قبله {ورسلا لم نقصصهم عليك} قطع صالح، وكذا {وكلم الله موسى تكليما} إن نصبت [1/ 192]

رسلا بإضمار فعل فإن جعلته بدلا من رسل الذي قبله أو منصوبًا على الحال لم يقف على ما قبله {وكان الله عزيزا حكيما} قطع تام لأن لكن إذا كان بعدها جملة صلحت بعد الإيجاب {وكفى بالله شهيدا} تمام وكذا {قد ضلوا ضلالا بعيدا} {ولا ليهيدهم طريقا} ليس بقطع كاف وإن كان رأس آية لأن {إلا طريق جهنم} بدل من الأول والتمام {وكان ذلك على الله يسيرا} {فآمنوا خيرا لكم} قطع صالح والتمام {فإن لله ما في السموات والأرض وكان الله عليما حكيما}. {ولا تقولوا على الله إلا الحق} قطع صالح والتمام {إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله} ليس بتمام وإن كان ظاهرًا حسنًا، (وكلمته) معطوف والمعنى: والمسيح كلمته، قال قتاده: كلمته أي قال له كن فكان، وقال غيره: كلمته أي يهتدي به كما يهتدي بكلام الله جل وعز إن قدرت {وروح منه} معطوفًا على المضمر في ألقاها جاز الوقف على وكلمته. وقد تكلم العلماء في معنى (وروح منه) بخمسة أجوبة: فأولها قولا ما روى عن أبي بن كعب قال: خلق الله جل وعز أرواح بني آدم لما أخذ عليهم الميثاق فكان روح عيسى فيهم فأرسل الله جل [1/ 193]

وعز ذلك الروح إلى مريم فدخل فيها وكان منه عيسى وكلمها من تحتها، وقال غيره وروح منه لما كان جبريل صلى الله عليه وسلم هو الذي نفخ فيها بأمر الله كان الروح من الله جل وعز وقيل وروح منه أي حياة وقيل الروح الرحمة كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {فأما إن كان من المقربين فروح وريحان} فعيسى روح من الله أي ورحمة لمن أطاعه واهتدى به والقول الخامس أن يكون معطوفًا على المضمر في ألقاها أي وألقاها روح منه وهو جبريل كما قال جل وعز {نزل به الروح الأمين} {فآمنوا بالله ورسله} وقف عند الأخفش. {ولا تقولوا ثلاثة} تمام عند نافع والأخفش وهو قول أحمد بن جعفر وقال نصير: أي ولا تقولوا هم ثلاثة يعني الإلهة {انتهوا خيرًا لكم} قال أبو عبد الله: تم الكلام وكذا قال القتبي قال: ولا يتم الكلام على انتهوا لأنه لم يأمرهم بالانتهاء فقط، قال أبو جعفر: وهذا قول حسن وإنما أمرهم بالانتهاء عن الكفر والدخول في الإيمان والمعنى فأتوا خيرًا لكم هذا مذهب سيبويه قال: لأنك إذا قلت انته فأنت تخرجه من شيء وتدخله في غيره في آخر وأنشد: فواعديه سر حتى مالك = أو الربا بينهما أسهلا والمعنى وأتى سهلا، وعن نافع {إنما الله إله واحد سبحانه} تم، وخولف في هذا لأن إن متعلقة بما قبلها والمعنى [1/ 194]

سبحانه عن أن يكون له ولد، والتمام {وكفى بالله وكيلا}. قال أحمد بن موسى {ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا} عن نافع تم، وقال غيره هو كاف وكذا {ويزيدهم من فضله} والتمام {ولا يجدون لهم من دون الله وليًا ولا نصيرا} وكذا {وأنزلنا إليكم نورا مبينا} وكذا {ويهديهم إليه صراطا مستقيما} {وهو يرثها إن لم يكن لها ولد} قطع صالح وكذا {فلهما الثلثان مما ترك} وكذا {فللذكر مثل حظ الأنثيين} قال يعقوب {يبين الله لكم} كاف على المعنى، ثم قال {أن تضلوا} فمعناها عندنا لئلا تضلوا. قال أبو جعفر: في هذا لأن أن متعلقة بما قبلها على قول الجماعة فقول البصريين يبين الله لكم كراهة أن تضلوا مثل {واسأل القرية} وقول الكوفيين يبين الله لكم لئلا تضلوا وقول ثالث أن يكون كما تقول يعجبني أن تقوم قيامك فالمعنى يبين الله لكم الضلالة لئلا تضلوا فالوقف الكافي على هذه الأقوال يبين لكم أن تضلوا والتمام آخر السورة. [1/ 195]

سورة المائدة

سورة المائدة قال أحمد بن موسى {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} تام قال نافع {وأنتم حرم} تم {يحكم ما يريد} تمام {يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا} عن نافع تم، وهو قول أحمد بن موسى {وإذا حللتم فاصطادوا} قطع كاف. قال يعقوب: ومن الوقف (أن تعتدوا) فهذا الكافي من الوقف {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} قطع صالح، والتمام {واتقوا الله إن الله شديد العقاب}. قال أحمد بن موسى ومحمد بن عيسى {ذلكم فسق} تمام الكلام، وعن الفراء (ذلكم فسق) انقطع الكلام عنده و {اليوم} منصوب بـ {يئس} لا بـ {فسق} {فلا تخشوهم واخشون} عن نافع تم {ورضيت لكم الإسلام دينا} قطع حسن، والتمام {فإن الله غفور رحيم} {مكلبين} قطع حسن إن جعلت {تعلمونهن} مستأنفًا والتمام {إن الله سريع الحساب}. قال يعقوب: ومن الوقف {اليوم أحل لكم الطيبات} فهذا التمام من الوقف ثم قال {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل [1/ 196]

لكم} وطعام مرفوع بالابتداء، و (حل لكم) خبره ثم عطف عليه، قال أحمد بن موسى {ولا متخذي أخدان} تمام {وهو في الآخرة من الخاسرين} قطع تام. قال يعقوب: ومن الوقف {وامسحوا برؤوسكم} فهذا التمام من الوقف، ويقرأ {وأرجلكم} بالنصب لأنا نغسل الأرجل غسلا ومن قرأ (وأرجلكم) فوقفه {إلى الكعبين}، قال أبو جعفر: وخولف يعقوب في هذا لأن من قرأ (وأرجلكم) عطفه على ما قبله من المنصوب فلا يتم الكلام على ما قبله. قال يعقوب: ومن الوقف {وأيديكم منه} فهذا التمام من الوقف، وهذا قول نافع والأخفش {لعلكم تشكرون} قطع حسن وكذا {إذ قلتم سمعنا وأطعنا} والتمام {إن الله عليم بذات الصدور} {شهداء بالقسط} عن نافع تم قال أحمد بن جعفر {على أن لا تعدلوا} تم، وقال غيره هو كاف وكذا {هو أقرب للتقوى} والتمام {إن الله خبير بما تعملون} {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات} ليس بقطع كاف لأنه متعلق بما بعده لأن المعنى قال {لهم مغفرة وأجر عظيم} قطع حسن والتمام {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب [1/ 197]

الجحيم}، {فكف أيديهم عنكم} قطع صالح والتمام {وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، {وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا} قال نافع تم، وقال غيره ليس بتمام ولكنه قطع صالح لأن ما بعده معطوف على ما قبله وكذا {من تحتها الأنهار} والتمام {فقد ضل سواء السبيل}. {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم} قطع صالح لأن {وجعلنا قلوبهم قاسية} معطوف على لعناهم وتم الكلام إن جعلت يحرفون مستأنفًا، وإن جعلته في موضع نصب على الحال لم يتم الكلام، والتمام عند نافع {ونسوا حظا مما ذكروا به} وعند أحمد بن موسى {إلا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين} تمام عند الأخفش وما بعده عنده منقطع منه. {وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون} تمام، {ويعفوا عن كثير} تمام عند أحمد بن موسى {سبل السلام} تمام عند نافع والتمام عند غيره {ويهديهم إلى صراط مستقيم}، {ومن في الأرض جميعا} قطع حسن والتمام {والله على كل شيء قدير}، {بل أنتم بشر ممن [1/ 198]

خلق} تمام عند نافع وقال غيره التمام {يغفر لمن يشاء} منهم {وما بينهما وإليه المصير} قطع تام {فقد جاءكم بشير ونذير} قطع حسن والتمام {والله على كل شيء قدير}. قال نافع {وجعلكم ملوكا} تم، وقال غيره ليس بتمام ولكنه قطع صالح وما بعده معطوف عليه {وأتاكم ما لم يؤت أحدًا من العالمين} قطع صالح وليس بتمام لأن ما بعده متعلق به {ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين} قطع حسن، {فإن يخرجوا منها فإنا داخلون} قطع حسن {فإنكم غالبون} قطع صالح وليس بتمام، {وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} قطع حسن، وكذا {إنا هاهنا قاعدون}. قال أحمد بن موسى {قال رب إني لا أملك إلا نفسي} تمام، أي: وأخي لا يملك إلا نفسه، وخالفه في هذا أهل العربية وأهل التأويل على خلافه، والمعنى عندهم أن قوم موسى صلى الله عليه وسلم خالفوا عليه إلا هرون، فقال {إني لا أملك إلا نفسي وأخي} وعلى قول غيره {فافرق بيننا وبين القوم [1/ 199]

الفاسقين} لأن هذا كله من كلام موسى. قال يعقوب: ومن الوقف {فإنها محرمة عليهم} فهذا الوقف التام وكذا قال الأخفش ونافع وأبو حاتم. قال أبو حنيفة ثم رجعنا في هذا إلى قول أهل التأويل الذي نرجع في علم القرآن إليهم إذا كان الوقف في هذا مما يحتاج فيه إلى التوقيف، لأن المعاني فيه مختلفة فوجدنا أهل التأويل قد اختلفوا في ذلك فمنه ما حدثنا علي بن الحسين قال حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا يزيد قال أخبرنا الزبير بن الحارث عن عكرمة قال (فإنها محرمة عليهم) قال: محرمة عليهم أن يدخلوها أبدًا يتيهون في الأرض أربعين سنة ونحو هذا قال قتادة: والتمام على هذا (فإنها محرمة عليهم). وقد رفع هذا بعضهم إلى ابن عباس أنه قال: مات موسى وهرون صلى الله عليهما وسلم في التيه ولم يدخل أحد ممن كان في التيه ممن جاوز عشرين سنة مدينة الجبارين ولكنه فتحها يوشع بعد موت موسى صلى الله عليه وسلم. وأما الربيع بن أنس فذكر أنهم أقاموا في التيه أربعين سنة ثم صار موسى صلى الله عليه وسلم في بني إسرائيل حتى فتح مدينة الجبارين. وقال السدي: سار موسى وعلى قدمه يوشع حتى قتل من الجبارين [1/ 200]

عوجًا فقفز إلى الهواء عشرة أذرع وكان طوله عشرة أذرع وطول عصاه عشرة أذرع فبلغ كبه فضربه فقتله. وقال محمد بن إسحاق: سار موسى ببني إسرائيل ومعه كالب زوج مريم أخت موسى وتقدم يوشع ففتح المدينة ودخل موسى صلى الله عليه وسلم فقتل عوجا، والتمام في هذه الأقوال {فإنها محرمة عليهم أربعين سنة} ويكون {يتيهون} مستأنفًا. وكان محمد بن جرير يختار هذا القول لأنه لا اختلاف بين أهل النقل أن موسى قتل عوجا من الجبارين ومحال أن يكون قتله قبل التيه لأنه لو قتله قبل التيه لم يفرغ بنو إسرائيل من الجبارين ويخالفوا على موسى صلى الله عليه وسلم. قال أبو جعفر: والذي قاله حسن، ويؤيده أنه من قال: التمام (فإنها محرمة عليهم) قال: في الكلام تقديم وتأخير، والمعنى عنده (يتيهون في الأرض أربعين سنة) وسبيل النظر لا ينوي بشيء تقديم وتأخير إلا بحجة قاطعة {فلا تأس على القوم الفاسقين} قطع تام. قال أبو العالية: كانوا ستمائة ألف سماهم الله فاسقين بهذه المعصية {قال لأقتلنك} قال نافع: تم {قال إنما يتقبل الله من المتقين} قطع صالح وليس بتمام، لأن ما بعده متصل به، وكذا {إني أخاف الله رب العالمين} والوقف الحسن {وذلك جزاء [1/ 201]

الظالمين} والتمام {فأصبح من الخاسرين} {ليريه كيف يواري سوءة أخيه} قطع صالح {فأصبح من النادمين} تمام على قول أكثر أهل اللغة. وزعم نافع أن التمام {فأصبح من النادمين} {من أجل ذلك}، قال أبو جعفر: وهذا قول خارج عن قول أهل التأويل لأنهم يقولون من أجل قتل ابن آدم أخاه كتبنا على بني إسرائيل، وفي الحديث ما تقتل نفس إلى يوم القيامة إلا كان على ابن آدم منها وزر لأنه الذي سن القتل. {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} قطع تام وكذا {لمسرفون} {أو ينفوا من الأرض} تمام عند نافع وقطع كاف عند أبي حاتم وخولفا في ذلك فقيل ليس بتمام ولا كاف لأن بعده استثناء أو لا يقطع يد المحارب ورجله ولا يصلب ولا يقتل ولا ينعي إذا جاء تأيدًا قبل أن يقدر عليه وكذا {ذلك لهم خزي في الدنيا} ليس بتمام وكذا {ولهم في الآخرة عذاب عظيم} والقطع الحسن {إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم} والتمام {فاعلموا أن الله غفور رحيم} {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه [1/ 202]

الوسيلة} قطع صالح وكذا {وجاهدوا في سبيله} والتمام {لعلكم تفلحون} وكذا {ولهم عذاب أليم} وكذا {مقيم} {نكالا من الله} عن نافع تم، وخولف في هذا فقيل: التمام {والله عزيز حكيم} وكذا {إن الله غفور رحيم} وكذا {والله على كل شيء قدير} قال الأخفش {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} فالتمام فيه {ومن الذين هادوا} لأن المعنى فيه: ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من هؤلاء ومن هؤلاء. قال أبو جعفر: وهذا قول الفراء وزعم أن (سماعون) مرفوع بالابتداء وهذا كلام فيه تساهل وهو مرفوع على إضمار مبتدأ أي: هم سماعون، وقد شبه الفراء بقوله جل وعز {طوافون عليكم} وللفراء في الآية قول آخر يجعله مثل قولهم {فمنهم ظالم لنفسه} فيكون التمام على هذا القول {ولم تؤمن قلوبهم} ثم ابتدأ فقال {ومن الذين هادوا سماعون [1/ 203]

للكذب}. قال يعقوب: ومن الوقف {سماعون لقوم آخرين لم يأتوك} فهذا الوقف التمام قال أبو جعفر: وهذا مذهب الأخفش ونافع وأحمد بن موسى وأبي حاتم {وإن لم تؤتوه فاحذروا} قطع حسن وكذا {فلن تملك له من الله شيئا} {عذاب عظيم} قطع حسن إن جعلت ما بعده على إضمار مبتدأ وإن أبدلت ما بعده مما قبله لم تقف عليه. {سماعون للكذب أكالون للسحت} قطع كاف وكذا {أو أعرض عنهم} وكذا {فاحكم بينهم بالقسط} والتمام {إن الله يحب المقسطين} وكذا {وما أولئك بالمؤمنين} {وكانوا عليه شهداء} قطع صالح وكذا {ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلا} والتمام {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}. وقال يعقوب: ومن الوقف {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس} وهذا الوقف التام لمن نصب النفس وحدها، ورفع ما بعدها مما يليها. قال أبو جعفر: فهذه القراءة تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ [1/ 204]

{وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين} مرفوعا وكذا ما بعده. ومذهب يعقوب أن من قرأ {والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن} فنصب هذه ورفع ما بعدها فهاهنا وقفه التام، ومن نصبها كلها فوقفه التام {والجروح قصاص} {فهو كفارة له} قطع حسن والتمام {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} {ومصدقا لما بين يديه من التوراة} الثاني تمامًا لأن بعده {وهدى وموعظة للمتقين} بالنصب قراءة الجماعة فهو معطوف على ما قبله. وإن كان يجوز الرفع في العربية على الإضمار لمبتدأ فلو قرئ به لجاز الوقف على ما قبله {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه} قطع حسن والتمام {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}، {ومهيمنا عليه} عن نافع تم {عما جاءك من الحق} قطع صالح وكذا {ومنهاجا} وكذا {فاستبقوا الخيرات} {بما كنتم فيه تختلفون} ليس بتمام على قول من قال {وأن احكم بينهم} معطوف على (الكتاب) أي: وأنزلنا إليك أن أحكم بينهم، ومن قطعه مما قبله وقف على (تختلفون). [1/ 205]

{واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} عن نافع تم، وقال غيره هو قطع حسن وكذا {وإن كثيرًا من الناس لفاسقون} والتمام {لقوم يوقنون}. {لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء} تمام عند نافع والأخفش والقتي وأبي عبد الله وأبي حاتم {بعضهم أولياء بعض} قطع حسن وكذا {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} وكذا {إن الله لا يهدي القوم الظالمين} وكذا {يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ... فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} قطع تام على قراءة أهل الحرمين لأنهم يقرأون {ويقول الذين آمنوا} وعلى قراءة الحسن وعبد الله بن أبي إسحاق وأبي عمرو والتمام {فأصبحوا خاسرين} لأنهم يقرأون (ويقول الذين آمنوا) عطفًا على ما قبله أي {فعسى الله أن يأتي بالفتح}. {ويقول الذين آمنوا} {ولا يخافون لومة لائم} قطع حسن ثم الوقف على رؤوس الآية إلى {فإن حزب الله هم الغالبون}. [1/ 206]

قال يعقوب: ومن الوقف {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} فهذا الوقف الكافي في قراءة من نصب (والكفار) ومن خفض فوقفه الكافي التام {والكفار أولياء}، قال أبو جعفر: هذا غلط والقول فيه قول نافع أن التمام (والكفار أولياء) لأن الكفار معطوف على ما قبله فلا معنى للابتداء به {واتقوا الله إن كنتم مؤمنين} قطع صالح والتمام {ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} {وأن أكثركم فاسقون} قطع صالح {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله} عن نافع تم، وقال الأخفش: التمام {وعبد الطاغوت} قال: كما تقول هل أعرفك بمن هو أكثر مالا من فلان؟ فلان فعل كذا وكذا. قال أبو جعفر: إن جعلت (من) في موضع خفض بدلا من (شر) كان القول كما قال الأخفش، وكذا إن جعلتها في موضع نصب بأنبئكم، وإن جعلتها في موضع رفع جاز ما قال نافع {أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل} قطع صالح {وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به} عن نافع ثم الوقوف على رؤوس الآي إلى {لبئس ما كانوا يصنعون} (فإنه تمام). [1/ 207]

{لعنوا بما قالوا} قطع صالح والتمام كذا {ينفق كيف يشاء} وكذا {طغيانا} وكذا {أطفأها الله} والتمام {والله لا يحب المفسدين} وبعده {لأكلوا من فوقهم ومن تحتهم أرجلهم منهم أمة مقتصدة} قطع صالح والتمام {وكثير منهم ساء ما يعلمون} وعن نافع {والله يعصمك من الناس} تم، وقال غيره: هو قطع حسن والتمام {إن الله لا يهدي القوم الكافرين}. {وما أنزل إليكم من ربكم} قطع حسن والتمام {فلا تأس على القوم الكافرين} {فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قطع حسن {لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا} قطع كاف، وكذا {وفريقا يقتلون}. قال يعقوب {ثم عموا وصموا} فهذا الوقف الكافي ثم قال جل وعز {كثير منهم} قال أبو جعفر: في هذا تقديرات لأهل العربية إن قدرته بمعنى العمى والصم كثير طمنهم فالقول كما قال، وكذا إن قدرته بمعنى العمي والصم منهم كثير وإن قدرته على قول الأخفش لأنه زعم أنه على لغة من قال: أكلوني البراغيث، لم يكن [1/ 208]

ثم عمزا وصموا كافيًا لأن (وكثير منهم) مرفوع بالفعل، وإن جعلت (كثير منهم) بدلا من الواو كان كذلك وكان الوقف الكافي {ثم عموا وصموا كثير منهم} والتمام {والله بصير بما يعملون}. {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم} عن نافع تم وغيره يقول هو الوقف الصالح وكذا {ومأواه النار} والتمام {وما للظالمين من أنصار} والتمام بعده على قول نافع {وما من إله إلا إله واحد}، {ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم} قطع كاف والتمام {والله غفور رحيم}، {كانا يأكلان الطعام} قطع كاف والتمام {ثم انظر أنى يؤفكون}. قال أحمد بن موسى {قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا} تم الكلام، وقال غيره: وهو قطع حسن والتمام {والله هو السميع العليم}، {قد ضلوا من قبل} عن نافع تم، قال غيره هو قطع صالح لأن ما بعده معطوف عليه والتمام {وضلوا عن سواء السبيل} {على لسان داوود وعيسى ابن مريم} قطع كاف، وكذا [1/ 209]

{ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} وكذا {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه} والتمام {لبئس ما كانوا يفعلون} {ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا} قطع كاف وكذا {وفي العذاب هم خالدون} وكذا {ما اتخذوهم أولياء} إلا أن هذا عند نافع تام {ولكن كثيرا منهم فاسقون} قطع تام. {الذين قالوا إنا نصارى} عن نافع تم، ثم الوقف على رؤوس الآيات إلى {واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون} فإنه تمام. قال الأخفش {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} التمام فيه {فصيام ثلاثة أيام} {واحفظوا أيمانكم} التمام عند غير الأخفش وكذا {لعلكم تشكرون} وكذا {لعلكم تفلحون} وعن نافع {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر} تم، قال أبو جعفر: وهذا ممتنع من جهة العربية والمعنى، لأن المعنى: إن الشيطان يريد [1/ 210]

هذا كله والإعراب يمنع من هذا لأن (ويصدكم) منصوب {فهل أنتم منتهون} قطع كاف، {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا} عن نافع تم، وقال غيره هو كاف والتمام {فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين}. قال الأخفش {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} التمام فيه {ثم اتقوا وأحسنوا} وقال غيره وقف حسن والتمام {والله يحب المحسنين} وكذا {فله عذاب أليم}. قال الأخفش {يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم} التمام فيه {أو عدل ذلك صياما}، قال أبو جعفر: هذا ليس بتمام ولا كاف، لأن {ليذوق وبال أمره} متعلق بما قبله فلا يتم الكلام على ما قبله ولكن التمام {والله عزيز ذو انتقام}. قال القتبي {أحل لكم صيد البحر وطعامه} تم الكلام وهذا غلط كيف يبتدأ بمنصوب يعمل فيه ما قبله والقول ما قال الأخفش قال {أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة} كلام واحد، أي أحل لكم متاعًا، والمعنى: جعل [1/ 211]

لكم متاعًا، أي يتمتعون به متاعًا، قال أبو جعفر: وهذا من أحسن الكلام في النحو {واتقوا الله الذي إليه تحشرون} قطع تام {والهدى والقلائد} مثله عند نافع {وأن الله بكل شيء عليم} تام وكذا {اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم} وفي التكرير معنى التعظيم كما أنشد سيبويه: لا أرى الموت يسبق للموت شيء = نغص الموت ذا الغنى والفقيرا {ما على الرسول إلا البلاغ} كاف عند أبي حاتم {والله يعلم ما تبدون وما تكتمون} وزعم أبو حاتم أن الوقف الكافي {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون} وعن نافع {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوءكم} تم وقال غيره ليس بتمام، لأن التقدير: لا تسألوا عن أشياء عفى الله عنها، والوقف الكافي {عفا الله عنها} وكذا {والله غفور حليم} والتمام {قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين}. [1/ 212]

وعن نافع {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام} تم، وقال غيره هو كاف وكذا {ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون} وكذا {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا} والتمام {أو لو كان آباؤهم لا يعلمون شيئًا ولا يهتدون} والوقف الكافي عند أبي حاتم {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} والتمام {إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعلمون} {حين الوصية} (ليس) بوقف كاف لأن خبر الابتداء {اثنان} ويجوز أن يكون اثنان مرفوعًا (بشهادة) أن ليشهد اثنان، وكذا على قراءة الأعرج {شهادة بينكم}، وقال محمد بن سعدان عن عبد الوهاب عن هارون عن أسيد عن عبد الرحمن الأعرج أنه قرأ (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) نصبه على المصدر أي: ليشهد اثنان شهادة، {فأصابتكم مصيبة الموت} قطع كاف {تحسبونهما من بعد الصلاة} ليس بقطع كاف لأن {فيقسمان} عطف على تحبسونهما، وكذا {فيقسمان بالله} ليس بقطع كاف، لأن [1/ 213]

التقدير: تحبسونهما إن ارتبتم، قال أبو جعفر: وهذا إذا تدبرته عظمت فائدته وإن كان أبو حاتم ويعقوب لم يذكراه. قال يعقوب: ومن الوقف {ولا نكتم شهادة} فمن نصب ونون ثم أقسم وكذا قرأ أبو عبد الرحمن السلمي وعامر الشعبي ومن قرأ كذلك كسرًا لها وفتح الألف فقرأ (ولا نكتم شهادة الله) قال وروى أن السلمي أبا عبد الرحمن قرأ (ولا تكتم شهادة الله) فمد الألف والله جل وعز أعلم، قال ووجه هذا عندنا على شبه الوعيد. قال أبو جعفر: أما القراءة التي حكاها وهي شهادة الله على القسم فهي جائزة عند سيبويه أجاز الله لقد كان كذا يريد (والله) ثم حذف الواو وقد حكى ذلك الكوفيون أيضًا إلا أنهم لا يجيزونه في غير هذا الاسم. وزعم محمد بن يزيد أن هذا لا يجوز، لأن حروف الخفض لا تضمر إلا بعوض والقراءة بالاستفهام جائزة عند الجميع وكذا ما روى عن عبد الله بن مسلم أنه قرأ {ولا نكتم شهادة الله إنا إذًا لمن الآثمين} فإن قدره بمعنى: ولا نكتم الله شهادة، لم يقف على شهادة وإن جعلته قسمًا كما يقال لقد كان كذا جاز الوقف على شهادة. قال يعقوب: ومن القراء من يقرأ (ولا نكتم شهادة الله) على الإضافة وهم أكثر القراء كان وقفه ولا يكتم شهادة الله، وقال غيره بل الوقف {إنا إذًا لمن الآثمين} لأنه متصل بالكلام الأول. قال يعقوب: ومن الوقف {فإن عثر على أنهما استحقا إثمًا [1/ 214]

فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم} فهذا الوقف الكافي تم، قال جل وعز {الأوليان} يعني: الأولى بالميت ورفع (الأوليان) على التفسير، قال أبو جعفر: لا نعلم أحدًا قال هذا غير يعقوب وقوله في رفع الأوليان ناقض لإجازته الوقوف على ما قبله لأنه إذا كان مرفوعًا على التفسير فكيف يكفي الوقوف على ما لم يفسر وهذا تخليط وكذا قوله كسر الهاء وفتح الألف لأنه إنما يكسر التنوين في لفظ الساكنين ولا ها في اللفظ مع التنوين والألف قد سقطت في الوصل ولو فتحت وأثبتت كان التنوين ساكنًا (والأوليان) بدل من قوله جل وعز (فآخران) أو من المضمر في يقومان ومن قرأ (الأولين) جعله بدلا من الذين إلا أن محمد بن جرير زعم أن القراءة بالجمع (من الذين استحق عليهم الأولين) بعيدة، لأنهم إلى أن يكونوا آخرين أولى لأنه قد قام قبلهما غيرهما. قال أبو جعفر: القراءة إذا قرأ بها جماعة لا يحسن معارضها بمثل هذا، ولا ردها وليس يمتنع من أن يكونوا (أولين) من غيرهما هذه الجهة وذلك أن يكونوا أولين لأنهم أول من يقوم في المطالبة وقد عارض أيضًا في استبعاد القراءة لأنه إنما يكون (أول) ما كان له (آخر) وقد خلف أيضًا في هذا لأن نعيم أهل الجنة أول ولا آخر له. {إنا إذًا لمن الظالمين} قطع كاف وكذا {أو يخافوا أن ترد إيمان بعد إيمانهم واتقوا الله واسمعوا} قطع كاف وإن [1/ 215]

نصبت {يوم يجمع الله الرسل} بإضمار فعل، وإن نصبته (باتقوا واسمعوا) لم يكن كافيًا وكذا {والله لا يهدي القوم الفاسقين}، {فيقول ماذا أجبتم} قطع كاف. {قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب} تمام إن نصبت (إذ) بفعل مضمر {تكلم الناس في المهد وكهلا} فقطع كاف إن نصبت (إذ) بفعل مضمر وكذا {وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} وكذا {وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني} وكذا {وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني} وكذا {وإذ تخرج الموتى بإذني} وكذا {فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين} {أن آمنوا بي وبرسول} عن نافع تم، {واشهد بأننا مسلمون} تمام. إن نصبت {إذ} بفعل مضمر {مائدة من السماء} قطع كاف {قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين} قطع حسن، وكذا {ونكون عليها من الشاهدين} وكذا {وارزقنا وأنت خير الرازقين} وكذا {لا أعذبه أحدًا من [1/ 216]

العالمين} إن نصبت {إذ} بفعل مضمر. عن نافع {قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق} ثم قال أحمد بن جعفر (ما ليس لي بحق تم، لأن الباء جواب الجحد وقال وحكى عن بعضهم {إن كنت قلته فقد علمته} وهذا خطأ، قال أبو جعفر: لم يبين العلة من أين صار خطأ وشرح هذا أن أقول من: التمام (سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي) خطأ لأن الباء إن كانت غير متعلقة بشيء فذلك غير جائز وإن كانت للقسم لم يجز لأنه لا جواب هاهنا وإن كانت ينوي بها التأخير كان خطأ لأن التقديم والتأخير مجاز ولا يستعمل المجاز إلا بتوقيف أو حجة ولا حجة في ذلك ولا توقيف بل التوقيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير ذلك بما صح سنده كما قرئ على علي بن سعيد بن بشير عن ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو عن طاووس عن أبي هريرة قال: تلقى عيسى حجته ولقاه الله عز وجل في قوله لما قال الله تبارك وتعالى {يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} قال أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقاه الله جل وعز {سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق} {إنك أنت علام الغيوب} قطع كاف. [1/ 217]

قال الأخفش {ما قلت لهم إلا ما أمرتني به} التمام فيه {أن اعبدوا الله ربي وربكم} لأنه تفسير وما أمر به، {وأنت على كل شيء شهيد} قطع صالح والتمام {وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}، {ذلك الفوز العظيم} قطع تام قال أبو عبد الله وأحمد بن جعفر {لله ملك السموات والأرض وما فيهن} تم، وقال غيرهما: هو كاف والتمام {وهو على كل شيء قدير} والله أعلم بالصواب. [1/ 218]

سورة الأنعام

سورة الأنعام قال أبو جعفر: قد ذكرنا ما تقدم من السور على تقص وشرح وكان في ذلك دليل على كثير مما يزيد من القطع التام والحسن والكافي والصالح فقس على ذلك فإني لو أتيت بذلك إلى آخر الكتاب على تقص، طال، فرأيت أن لا أذكر الواضح المفهوم المعنى وأذكر المشكل وما لا يفهم إلا بفكر ونظر ولا يعرف إلا بعلم في التأويل ودراية بالتفسير وبالله التوفيق. ففي ما روينا عن نافع بالإسناد المتقدم {ثم قضى أجلا} تم، وكذا قال الأخفش ويعقوب وسهل بن محمد قال مجاهد (ثم قضى أجلا) أجل الدنيا الموت، والأجل المسمى البعث. قال العباس بن الفضل {وهو الله} وقف كاف، ثم يبتدأ {في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم} قال: وقال أبي {وهو الله في السموات} وقف كاف {فأهلكناهم بذنوبهم} قطع حسن والتمام {وللبسا عليهم ما يلبسون}. {قل لمن ما في السموات والأرض قل لله} قطع كاف، [1/ 219]

وكذا {كتب على نفسه الرحمة} في قول أبي حاتم وهو أحد قولي الفراء لأنه قال: إن شئت جعلت (كتب على نفسه الرحمة) غاية الكلام ثم استأنف {ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه} قال: وإن شئت جعلته مثل {كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة}، قال أبو جعفر: يجعل التقدير: كتب ربكم ليجمعنكم، كما أن التقدير: كتب ربكم أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة، وهذا القول من مذهب سيبويه لأنه قال في قول الله جل وعز {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسنجننه} معناه: أن يسجنوه فكذا على قوله: كتب ربكم على نفسه الرحمة أن يجمعكم إلى يوم القيامة، {قل أغير الله أتخذ وليًا فاطر السموات والأرض} قطع حسن، والتمام على ما روينا عن نافع {وهو يطعم ولا يطعم} قال أبو عبيد الله {فلا كاشف له إلا هو} تم الكلام، {قل أي شيء أكبر شهادة} عن نافع تم وخولف فيه، قال الأخفش ويعقوب {لأنذركم به ومن بلغ} تم الكلام، والتفسير يدل على صحة ما قالا، قال محمد بن كعب من بلغته آية من كتاب الله فكأنما رأى الرسول صلى الله عليهم ثم تلا {وأوحى إلي هذا القرآن [1/ 220]

لأنذركم به ومن بلغ} والتقدير عند الفراء: ومن بلغه، قال أبو جعفر: وهذا التقدير صواب على هذا التفسير وحذفت الهاء لطول الاسم مثل {وفيها ما تشتهي الأنفس} وفيه قول آخر على غير حذف يكون المعنى: لأنذركم به ومن بلغ: أي احتلم، لأنه من لم يبلغ الحلم غير مخاطب، والتمام بعده {وإنني برئ مما تشركون الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} كاف عند أبي حاتم. قال أبو جعفر: إن جعلت الذين الثاني بدلاً من الذين الأول لم يكن ما قبله كافيًا وإن جعلته مبتدأ كان القول كما قال أبو حاتم، والتمام {فهم لا يؤمنون} {أو كذب بآياته} قطع حسن والتمام {إنه لا يفلح الظالمون}، {ومنهم من يستمع إليك} تمام عند الأخفش، وكذا {وفي آذانهم وقرا} والوقف الكافي بعده عند أبي حاتم {وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها} {وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون} تمام عند نافع. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد} وهذا الوقف الكافي إلا فيمن رفع ما بعده والتمام بعده عند أبي حاتم {وقالوا إن هي إلا حياتنا [1/ 221]

الدنيا وما نحن بمبعوثين}. قال أبو جعفر: وبعض من يجهل اللغة وليس له نظر يكره الوقوف على مثل هذا لأنه يستشنعه وذلك جهل منه لأن الواقف على هذا غير معتقد له بيان وإنما أخبر به عن غيره والتمام بعده ما روينا عن نافع {قالوا بلى وربنا} وبعده {قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها} وبعده {فتأتيهم بآية} هذا كله عن نافع والتمام بعده على ما روينا عن نافع والأخفش وأبي حاتم والقتبي {إنما يستجيب الذين يسمعون} وبعده عند أبي حاتم {والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون}، قال أبو عبد الله {إلا أمم أمثالكم} تم الكلام. قال أحمد بن موسى {والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات} تمام وقال غيره التمام {من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم}، قال الأخفش {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا} هاهنا تم الكلام. {من إله غير الله يأتيكم به} قطع حسن والتمام رأس الآية [1/ 222]

{يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون} قطع تام {إن أتبع إلا ما يوحى} قطع حسن والتمام {قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون} وبعده {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون} {يريدون وجهه} قطع صالح. قال يعقوب: ومن الوقف {ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم} فهذا الوقف التام لأنه مقدم ومؤخر، قال أبو جعفر: هو مقدم ومؤخر كما قال، ولذلك وجب أن يكون التمام {فتكون من الظالمين} لأن (فتكون) جواب النهي والتقدير: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي فتكون من الظالمين، {وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم} فلا يتم الكلام حتى يأتي بجواب النهي لأنه كالمعطوف على معناه {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم} قطع صالح. قال أحمد بن موسى {كتب ربكم على نفسه الرحمة} تمام ثم قال جل ثناؤه {أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة} قال أبو جعفر: وهذا تبيين نذكر فيه من القراءات، قرأ مجاهد وأهل [1/ 223]

مكة وأبو عمرو والأعمش وحمزة والكسائي {أنه من عمل منكم سوءًا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم} بكسر الهمزة فيها وفي رواية محمد بن سعدان عن عبد الوهاب بن عطا عن هارون عن أسيد عن الأعرج أنه قرأ (إنه) بكسر الهمزة فإنه يفتحها وقرأ أبو جعفر ونافع (أنه) بفتح الهمزة فإنه يكسرها وقرأ الحسن وعاصم (أنه) بفتحهما قال أبو جعفر: التمام على قراءة الأول (كتب ربكم على نفسه الرحمة) إن جعلت إن مبتدأة، وإن قدرت معنى: كتب، بمعنى: قال، لم يقف على (الرحمة) وكذا القراءة الثانية والقراءة الثالثة لا يقف على الرحمة أيضًا لأن إن أبدل منها وكذا القراءة الرابعة والتمام {غفور رحيم} وبعده {ولتستبين سبيل المجرمين}، {قل إني على بينة من ربي وكذبتم به} قطع كاف وكذا {ما عندي ما تستعجلون به} والتمام {وهو خير الفاصلين}، وكذا {والله أعلم بالظالمين}. قال العباس {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} تمام {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب} قطع كاف على قراءة من قرأ {ولا رطب ولا يابس} ورفع بالابتداء، فإن رفعه على أنه معطوف على الموضع كان التمام {إلا في كتاب مبين} {ثم ردوا إلى الله [1/ 224]

مولاهم} قطع على قراءة الحسن {الحق} ومن خفض كان التمام عنده {إلا في كتاب مبين} عنده {وهو أسرع الحاسبين} {ويذيق بعضكم بأس بعض} قطع صالح. قال أبو حاتم {قل لست عليكم بوكيل} تام ثم ابتدأ {لكل نبأ مستقر} هذا وقف جيد ثم تهددهم فقال {وسوف تعلمون} {ولكن ذكرى} ليس بوقف كاف لأنه متعلق بما بعده والوقف {لعلهم يتقون}، {ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع} قطع كاف وكذا {وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها} والتمام {أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون}. قال نصير {كالذي استهوته الشياطين في الأرض} تمام وأحسنه أن يتم الآية، قال أبو جعفر: خالفه في هذه الأئمة والنحويون لأن {حيران} منصوب على الحال من (الهاء) أو من (الذي) فلا يتم الكلام على ما قبله والتأويل على ذلك، قال مجاهد: كرجل حيران يدعونه أصحابه إلى الطريق، وكذا مثل من [1/ 225]

ضل بعد إذ هدى والتمام على ما روينا عن نافع وأبي حاتم وأحمد بن موسى {كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران} وليس آخر الآية أيضًا تمام على قول الفراء لأنه يقدره وأمرنا أن نسلم وأن أقيموا وأن مردود اللام، قال: والعرب تقول أمرنا لنهتدي وأن نهدي وأن في موضع نصب بالأمر، قال أبو جعفر: وهذا مأخوذ من قول سيبويه، إلا أن قول سيبويه أصح في مذاهب العربية والمعنى عند سيبويه أن (أن) هي الناصبة للفعل تقول: جئت لتكرمني، فالمعنى: لأن تكرمني واستدل على ذلك بأن هذه اللام لا تقطع على الفعل لأنها لام الخفض فمعنى لنسلم: لأن نسلم، ثم عطف عليه وأن أقيموا معطوف على الهدى لأن الهدى أن يهتدوا والذي بمعنى: الذين، فعلى هذه الأقوال لا يكون {لنسلم لرب العالمين} تمامًا ولا كافيًا، {وأن أقيموا الصلاة واتقوه} قطع كاف إذا لم يعطف على الهاء {ويوم يقول كن فيكون} وجعلت المعنى: واذكروا وخلق يوم يقول {وهو الذي إليه تحشرون} مثل: واتقوه في القطع {وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق} قطع كاف وإن قدرته بمعنى (واذكر يوم يقول كن) قطع كاف وكذا (فيكون) إن جعلت المعنى فيكون ما أراد جل وعز من حياة وموت أو فيكون الصور على قول الفراء ويكون قوله مرفوعًا بالابتداء وإن كان مرفوعًا بـ يكون لم يقف على (فيكون) و (الحق) من نعت (قوله) فإن جعلت (يكون) [1/ 226]

بمعنى يقع كان الوقف الكافي فيكون، الحق، وإن جعلت {يوم ينفخ في الصور} خبر يكون أو بدلا من (يوم يقول) لم يقف على (الحق) وإن جعلت (يوم ينفخ في) منصوبًا بقوله {وله الملك} وقفت على (الحق) (وله الملك) قطع صالح وإن جعلت يوم ينفخ بمعنى: اذكر يوم ينفخ في الصور قطع كاف إن جعلته بمعنى (هو عالم الغيب والشهادة) وإن جعلت {عالم الغيب} نعتًا للذي لم تقف على ما قبله وكذا إن رفعته بإضمار فعل كما تقول ضرب زيد عمرو لأنه متعلق بما قبله ومن قرأ بقراءة الحسن والأعمش وعاصم عالم الغيب بالخفض لم يقف على ما قبله لأنه خفضه على البدل من الهاء وكان قطعه {وهو الحكيم الخبير} وقدر ذلك، واذكر {إذ قال إبراهيم لأبيه} قطع كاف على قراءة الحسن وهي قراءة يعقوب لأنهما يقرءان {آزر} بالرفع ويكون التقدير: هو آزر، فإن جعلته نداء لم تقف على ما قبله. وفيه خمس قراءات هذه أحدها، وفي قراءة أبي (وإذ قال إبرهيم لأبيه آزر) يا آزر فهذا مضموم على النداء وفي قراءة أكثر الناس (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر) بالنصب من غير تنوين ولا يقف على ما قبله أيضًا على هذه القراءة وفي رواية أبي حاتم أن ابن عباس قرأ (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ) بهمزتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وبالتنوين، و (تتخذ) بغير استفهام وفي قراءة غيره كما روى إلا في الهمزة الثانية فإنها مفتوحة وعلى [1/ 227]

هاتين القراءتين لا يقف على ما قبله لأنه محكى. فعلى فتح الهمزة الثانية يكون منقولا من الأزر وهو الظهر ويستعمل للقوة ويكون مفعولا من أجله. وكسر الهمزة على أن يكون بمعنى الوزر وأبدل من الواو همزة كما يقال في كاف وإكاف والتمام {في ضلال مبين} وكذلك {نرى إبراهيم ملكوت السموات والأرض} قطع كاف لأن {وليكون من الموقنين} متعلق بفعل بعده محذوف. {قال هذا ربي} قطع كاف والتمام رأس الآية وكذا الآية التي بعدها {إني برئ مما تشركون} قطع صالح والتمام {وما أنا من المشركين} وعن نافع {وقد هدان} تم وخولف في هذا لأن الذي بعده متصل به ولكنه قطع صالح وكذا {إلا أن يشاء ربي شيئا} والتمام {فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون} {أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} قطع حسن وكذا {آتيناهم إبراهيم على قومه} وكذا {نرفع درجات} والتمام {إن ربك حكيم عليم}. [1/ 228]

{كلا هدينا} قطع كاف، قال محمد بن جرير {ومن ذريته} الهاء عائدة على نوح لأن في سياق الكلام {لوطًا} وليس من ذرية إبراهيم، قال: والمعنى: ونوحًا هدينا من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب وفي سياق الكلام أيوب بن موص بن رازح بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم، قال أبو حاتم {وإلياس} وقف، وابتدأ {كل من الصالحين} وغلط في هذا لأن بعده {وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا} بالنصب على العطف على ما قبلهم، فكيف يوقف على المعطوف عليه دون المعطوف والوقف {وكلا فضلنا على العالمين}. قال الأخفش: أي {ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم} (من) هو: صالح، واضمر هذا {أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة} قطع كاف وكذا {فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} عن نافع تم. قال أبو جعفر: القطع عليه حسن لأنه تمام وأيضًا فإنه إن وصل بالهاء كان لاحنًا وإن حذف الهاء خالف الشواذ والقطع عليه أسلم. [1/ 229]

قال أبو جعفر: وهذا مذهب أكثر العلماء ويصل بغيرها وكذا ابن محيصن، وحكى ابن سعدان أن هذا مذهب حمزة وأنه كذا أقرأه سليمان وحكى ابن سعدان عن أبي محمد أن أبا عمرو كان يثبت الهاء في الوقف وفي الإدراج وأن عبد الله بن عامر قرأ {فبهداهم أقتده قل لا أسألكم عليه أجرا} وهذا عند جميع النحويين لحن إلا شيئا. حكى عن أحمد بن يحيى حكاه إبراهيم بن محمد بن عرفه قال: يجوز أن تشبه هذه الهاء بهاء الإضمار كما شبه هاء الإضمار بها، قال أبو جعفر: فأما محمد بن يزيد فلحن من شبه هاء الإضمار بهذه فقال من قرأ {يؤده إليك} فقد لحن وحكى محمد بن جرير أنه يقال قداه بقدوة قدة وقدوة وقدوة وقدية إذا نحا نحوه واتبع أثره. {إن هو إلا ذكرى للعالمين} قطع تام، {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس} قطع كاف على قراءة مجاهد وابن كثير وأبي عمرو كذا على قراءتهم {وتخفون كثيرا} وقد فسر هذا مجاهد بتفسير يستحسن قال (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس) مخاطبة للمشركين العرب {تجعلونه قراطيس تبدونها [1/ 230]

وتخفون كثيرا} لليهود {وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم} مخاطبة للمسلمين. وعلى قراءة الأعرج ونافع وحمزة لا ينبغي أن يوقف على (قراطيس) لأن المخاطبة متصلة والتمام على ما روينا عن نافع (وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم). وعلى قول الفراء التمام {قل الله} لأن المعنى عنده: قل الله علمكم، وكذا على قول من قال: هو جواب {من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى} أي قل: الله أنزله، وعلى قول نافع يكون خبرًا أي قل هو الله، {ثم ذرهم في خوضهم يلعبون} قطع تام. قال أحمد بن موسى {ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله} تمام {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم} ليس بتمام وإن كان جواب لو محذوفًا كما قال: فلو أنها نفس تموت سوية = ولكنها نفس تساقط أنفسا وإنما لم يكن تمامًا لأن ما بعده مبتدأ وخبره في موضع الحال، وغمرة الشيء: معظمه وكثرته، وأصله مما يغمره أي يعطيه كما قال: وهل ينجي من الغمرات إلا = براك القتال والفرار {والملائكة باسطوا أيديهم} قطع صالح لأن معناه معروف [1/ 231]

يقال بسط يده إذا مدها قال ابن عباس: باسطوا أيديهم بالعذاب، قال الضحاك: باسطوا أيديهم يضربون وجوههم وأدبارهم، والتقدير في العربية يقولون {أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون} ليس بتمام لأنه متعلق بما بعده، وإذا أرادت العرب الرفق والدعة وخفة المؤونة قالوا: الهون بفتح الهاء وإذا أراد الهون يضم الهاء كما قال ذو الإصبع: إليك عني فما أمي براعية ترعى = المخاض ولا أغضى على الهون {بما كنتم تقولون على الله غير الحق} عن نافع تم، وقال غيره التمام {وكنتم عن آياته تستكبرون} لأن هذا آخر كلام الملائكة. ويقول الله عز وجل يوم القيامة {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم} قطع صالح وهذا على التوبيخ لهم والتحسير، أي: جئتمونا عراة حفاة غلفا (وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم) قطع صالح، وتركتم ما كنتم تتباهون به في الدنيا من مال وأمان كما روى أن عائشة قرأت هذه الآية فقالت: يا رسول الله وأسوتاه حشر الناس جميعا ينظر الرجال إلى النساء والنساء إلى الرجال قال: يا عائشة هم في شغل عن ذلك {لكل أمرئ منهم يومئذ شأن يغنيه}، قال محمد بن جرير: واحد الفرادى فرد وأنشد: [1/ 232]

من وحش وجرة موشى أكارعه = طاوي المصير كسيف الصيقل الفرد وقال: ويقال فرد وفريد كما يقال وحد ووحيد وقال أيضا أفراد وفراد ومعروف في كلام العرب خولته ملكته وأعطيته وقد خال خيالا بكسر الخا قال أبو النجم: أعطى فلم يبخل ولم يبخل = كرم الذرى من خول المخول وأنشد أبو عمرو بن العلاء: هنالك إن تستخولوا المال يخولوا = وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا {لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون} قطع تام {إن الله فالق الحب والنوى} قطع صالح إن قدرت ما بعده منقطعًا مما قبله وكذا {مخرج الميت من الحي} وكذا {فأنى تؤفكون} ويكون التقدير {هو فالق الإصباح} {وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا} قطع كاف والتمام {ذلك تقدير العزيز العليم} والوقف الكافي بعده {وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر} والتمام {قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون} والقطع الكافي بعده {وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر [1/ 233]

ومستودع} والتمام {قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون}. قال يعقوب: ومن الوقف {وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية} فهذا الوقف الكافي من الوقف تم قال جل وعز {وجنات من أعناب} فكسر التاء وهي في موضع نصب لأنها معطوفة على قوله متراكبًا. قال أبو جعفر: الذي قاله يعقوب غلط عند أهل العربية وقد بينه هو ذاك بقوله وجنات معطوف على قوله متراكبًا فكيف يكفي الوقوف على المعطوف عليه قبل المعطوف وهما شريكان عند سيبويه ومعطوفان عند قوم ومسبوقان عند آخرين وقول الجماعة إن كل واحد منهما داخل فيما دخل فيه الآخر ولكن يصح قول يعقوب إن قرأت وجنات ويكون (قنوان دانية) قطعًا كافيًا لأن المعنى: قنوانها دانية، والقنوان: الغدوق وهو مذهب ابن عباس، وقال قتاده: القنوان: الطلع وقال أمرؤ القيس: فأتت أعاليه وأدت أصوله = ومال بقنوان من البسر أحمرا ومن قرأ وجنات بالرفع محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى والأعمش وهي الصحيحة من قراءة عاصم وزعم القتبي وأنها لحن وإنها لا [1/ 234]

تجوز لأن المعنى عنده لا يكون ومن النخل جنات وقد تقدمه إلى هذا القول أبو حاتم وأبو عبيد. قال أبو جعفر: والقراءة بالرفع جائزة وفيها تقديران: أحدهما أن تكون مرفوعًا بالابتداء ويكون التقدير: ولهم جنات، والتقدير الآخر: أن تكون معطوفة على المعنى أجاز ذلك سيبويه والفراء فأما الفراء فقال لو قرئ وجنات بالرفع لجاز ولم يذكر أحدًا قرأ بها. وأما سيبويه فيحمل مثل هذا على المعنى وأنشد: بادت وغير أيهن مع البلى = إلا رواكد جمرهن هباء ثم عطف على معنى رواكد فقال: ومشجج أما سواء فذاله = فبدا وغير ساره المعزاء قال الفراء {والزيتون والرمان} يريد وشجر الزيتون والرمان مثل (واسأل القرية) يريد أهل القرية، قال أحمد بن موسى {انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه} تمام وقال غيره هو كاف أي وانظر إلى إدراكه وقد أينع ونبع إذا أدرك والتمام {إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون} والتمام بعده على ما روينا عن نافع {وخرقوا له بنين وبنات بغير علم} {ذلكم الله ربكم لا إله [1/ 235]

إلا هو خالق كل شيء} قطع صالح {فاعبدوه} قطع كاف والتمام {وهو على كل شيء وكيل} وبعده {وهو اللطيف الخبير} وبعده ما روينا عن نافع {فيسبوا الله عدوا بغير علم}. قال يعقوب: ومن الوقف {وما يشعركم} فهذا التام من الوقف، قال جل وعز مخبرًا وموجبًا أيضًا {إذا جاءت لا يؤمنون}، قال أبو جعفر: وقال القول مذهب أبي عمرو وعيسى والأخفش ومن قرأ (أنها) بالفتح فذهب إلى قول الخليل وجاز الوقف على وما يشعركم لأن أنها عندهما بمعنى لعلها وحكى الخليل عن العرب - أتيت السوق أنك تشتري لي كذا بمعنى لعلك وعلى قول الكسائي وما يشعركم ليس بوقف لأن المعنى عنده وما يشعركم بأنها إذا جاءت لا يؤمنون و (لا) عنده زائدة كما قال: وما ألوم البيض أن لا تسخرا = كما رأينا الشمط القفندرا تريد أن تسخر قال أبو جعفر: وهذا عند البصريين خطأ لا تزاد لا في موضع يشكل فيه زيادتها وكذا لا يقف على ما يشعركم على قول الفراء وأصحابه يعبرون عنه أن المعنى: وما يشعركم بأنها إذا [1/ 236]

جاءت لا يؤمنون أو يؤمنون، والتمام على قول الجماعة (لا يؤمنون) والقول في أن معنى: أنها لعلها قول معروف في اللغة كما قال: أريني جوادا مات هزلا لأنني = أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا والوقوف على رؤوس الآيات في العشر الثاني بعد المائة حسن إلا أنه فيما رويناه عن نافع أنه قال {أفغير الله أبتغي حكما} ثم قال أبو حاتم {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا} تمام وقال غيرهما القطع عليهما حسن وكذا {إلا ما اضطررتم إليه} والتمام {إن ربك هو أعلم بالمعتدين}، {ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق} قطع حسن والتمام {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}، {كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون} قطع صالح وكذا {أكابر مجرميها ليمكروا فيها} وكذا {وما يشعرون} والتمام على قول نافع ومحمد بن عيسى وأحمد بن موسى {مثل ما أوتي رسل الله} قال غيرهم هو قطع حسن وكذا {والله أعلم حيث يجعل رسالته} والتمام {بما كانوا يمكرون}. [1/ 237]

{يجعل صدره ضيقًا حرجا كأنما يصعد في السماء} قطع حسن والتمام {كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون} وكذا {وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون} قطع حسن والتمام {وهو وليهم بما كانوا يعملون} {إلا ما شاء الله إن ربكم حكيم عليم} قطع صالح {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا} ليس بقطع كاف وإن كان أهل التفسير قد اختلفوا في معنى معناه، قال قتادة: في النار يتبع بعضهم بعضًا. قال أبو جعفر: أخذه من الموالاه، أي: توالي بين بعضهم وبعض في النار وقال غيره (نولي بعض الظالمين بعضا) نسلط بعضهم على بعض حتى ينتقم من الجميع، قال أبو جعفر: وهذا مذهب ابن زيد، قال: نسلط ظالمي الجن على ظالمي الإنس، وقال مجاهد: نجل بعضهم ولي بعض بالكفر، قال أبو جعفر: وهذا أشبه بنسق الآية وبما قبلها وما بعدها والقطع الحسن {بما كانوا يكسبون} والوقف على رؤوس الآي إلى قوله جل وعز {إن ما توعدون لآت} فهو قطع حسن والتمام {وما أنتم بمعجزين قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون} [1/ 238]

هذا قطعًا كافيًا إن جعلت (من) مرفوعة بالابتداء وقطعتها مما قبلها، وإن جعلتها في موضع نصب وجعلت (فسوف تعلمون) بمعنى فسوف تعرفون حكى هذا سيبويه والفراء لم يقف على (تعلمون) وإن جعلت (من) بمعنى (أي) ولم تقطعها مما قبلها جاز القطع {إنه لا يفلح الظالمون} {ساء ما يحكمون} قطع حسن وكذا {وليلبسوا عليهم دينهم} وكذا {لو شاء الله ما فعلوه} والتمام {فذرهم وما يفترون} افتراء عليه قطع حسن وكذا {سيجزيهم بما كانوا يفترون} افتراء عليه قطع حسن وكذا {سيجزيهم بما كانوا يفترون} وكذا {فهم فيه شركاء} وكذا {سيجزيهم وصفهم} والتمام {إنه حكيم عليم} {وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله} قطع حسن والتمام {قد ضلوا وما كانوا مهتدين}. قال أبو حاتم {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات} لا تمام فيه دون {أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا} لأن {ثمانية [1/ 239]

أزواج} زعموا محمول على أنشأ. قال أبو جعفر: وأكثر العلماء على هذا إلا أنا روينا عن نافع {والنخل والزرع مختلفًا أكله} تم وهذا لا معنى له لأن الزيتون والرمان معطوف على ما قبله وروينا عنه {حمولة وفرشا} وسمعت علي بن سليمان يقول (ثمانية أزواج) منصوب بـ (كلوا) فعلى هذا يصح القطع على (وفرشا) ويصح أيضًا على قول الكسائي وهو أحد قولي الفراء أن يقف على (وفرشا) وعلى {إنه لكم عدو مبين} لأن الكسائي ينصب ثمانية بإضمار أنشأ وقال الفراء ينصبها بإضمار فعل، قال الأخفش {أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين} تمام وعلى قراءة عثمان بن عفان يجوز الوقف على ثمانية أزواج لأنه يقرأ {من الضأن اثنين ومن المعز اثنين} ويقول أبي حاتم يقول محمد بن جرير ويجعل ثمانية أزواج تبينًا لقوله (حمولة وفرشا) يقدره بدلا أي: ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين فهذه أربعة أزواج زوجان من الضأن وزوجان من المعز الذكر زوج الأنثى والأنثى زوج الذكر {قل ءالذكرين حرم} الذكر من الضأن والذكر من المعز، فإن قالوا حرم الذكرين فقد خالفوا ذلك لأنهم يحلون بعض الذكور وكذا إن قالوا الأنثيان وكذا إن قالوا حرم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين لأنهم يحلون ما ولدت {نبئوني [1/ 240]

بعلم} أي في أي كتاب وجدتم هذا؟ أم أي نبي حاكم به؟ {ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين} فهذه أربعة أزواج أخر {أم كنتم شهداء إذا وصاكم الله بهذا} أي فإذا لم يأتكم نبي ولا كتاب فهل شهدتم الله حرمه؟ فكان هذا قطعا حسنًا بلا اختلاف وكذا {إن الله لا يهدي القوم الظالمين}. وفيما روينا عن نافع (قل لا أجد فيما أوحى إلي محرما على طاعم يطعمه) ثم قال أبو جعفر وهذا لا معنى له لأن ما بعده استثناء من المحرمات قال يعقوب ومن الوقف {قل لا أجد في ما أوحى إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس} هذا الوقف الكافي ثم قال الله جل وعز {أو فسقا} فرده على دم، وقال الأخفش {أو فسقا أهل لغير الله به} لأن المعنى (إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير أو فسقا أهل لغير الله به فإنه رجس). قال أبو جعفر: القول كما قال الأخفش وقد شرحه فأحسن وإن كان أبو حاتم قد قال بقول أستاذه يعقوب {فإن ربك غفور رحيم} قطع تام، {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر} قطع كاف وإن كان قد اختلف في تفسيره فروى ابن أبي طلحة عن ابن [1/ 241]

عباس حرمنا كل ذي ظفر الإبل والنعام وقال سعيد بن جبير: منهم الديك، قال مجاهد: الدراج والعصفور، قال قتادة: منهم البط وما أشبهه، وقال ابن يزيد: ذي الظفر الإبل فقط. قال محمد بن جرير: الأول أولى بالصواب لعموم الآية. {ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما} ليس بقطع كاف لأن ما بعده معطوف يبين ذلك الإعراب والتفسير وإن كان فيه إشكال وقد قيل إنه مما عابى به أحمد بن يحيى محمد بن يزيد فأجاب محمد بن يزيد يقول الكسائي قال {الحوايا} في موضع رفع نسق على الظهور أي: إلا ما حملت ظهورهما أو حملت الحوايا، والحوايا ما حوى واستدار كالمباعر والمرائض الوحدة حوايا وحاوية وحوية {أو ما اختلط بعظم} ما: في موضع نصب نسق على (ما) الأول، قال الفراء (ما اختلط بعظم) الإلية، قال ابن جريح وما اختلط بعظم الشحم الذي على عظم الإلية وزاد غيره وكذا ما كان من الشحم على العين. {ذلك جزيناهم ببغيهم} قطع صالح والتمام {وإنا لصادقون} أي في أنا حرمنا عليهم هذه الأشياء لأنهم كذبوا فقالوا لم يحرمها الله علينا وإنما حرمها إسرائيل على نفسه فاتبعناه ثم القطع على رؤوس الآيات إلى رأس الشعر {فلو شاء لهداكم [1/ 242]

أجمعين}. {ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة} قطع كاف، إن ابتدأت بما بعده وقطعته مما قبله، وإن لم تقطعه منه دخل في الصلة والتمام {وهم بربهم يعدلون قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} قطع كاف إن ابتدأت بما بعده ويكون التقدير ذلك {ألا تشركوا به شيئا} وإن جعلت (أن) بدلا من (ما) لم تقف على ما قبلها وكذا إن جعلته بمعنى لئلا تشركوا أو بأن لا تشركوا {وبالوالدين إحسانا} قطع كاف إن ابتدأت النهي بعده {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} قطع كاف {ذلك وصاكم به لعلكم تعقلون} قطع كاف إن ابتدأت النهي بعده {ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون} قطع كاف على قراءة الأعمش وحمزة والكسائي لأنهم يقرءون وإن بكسر الهمزة وعلى قراءة الحسن وأبي عمرو وعاصم ونافع لا تقف على ما قبله في قول الفراء لأنهم يقرؤون بفتح الهمزة. وللفراء فيها تقديران أحدهما: أتل ما حرم ربكم عليكم، واتل أن هذا صراطي مستقيمًا تجعل إن نسقًا على ما. والتقدير الآخر ربكم وصاكم وبأن هذا صراطي مستقيمًا إلا أنه عطف على مضمر مخفوض ولا حاجة به إلى ذلك. [1/ 243]

وعلى قول الخليل وسيبويه يقف على (لعلكم تذكرون) والتقدير عندهما ولأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه، ومثله {وأن المساجد لله} {فتفرق بكم عن سبيله} قطع كاف والتمام {لعلكم تتقون} وبعده {لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون} تمام. {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه} قطع كاف على قول من قال المعنى: واتقوا أن تقولوا ومن قال المعنى: أنزلناه مباركًا لأن لا تقولوا، أو كراهة أن تقولوا لم يقف علي فاتبعوه وعلى الأقوال جميعًا تقف على {لعلكم ترحمون} لأن أن متعلقة ما قبلها وكذا {وإن كنا عن دراستهم لغافلين}. قال أحمد بن موسى {لكنا أهدى منهم} تمام، قال الأخفش {فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة} تم الكلام {بما كانوا يصدقون} قطع تام {أو يأتي بعض آيات ربك} قطع كاف، والتمام {أو كسبت في إيمانها خيرا}. والدليل على ذلك الحديث المسند كما حدثنا علي بن الحسين، حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا شبابة بن سوار حدثنا ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس [1/ 244]

آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا، قال عبد الله بن مسعود: إن الناس يصلون ويصومون قال يعني بعد الآيات فيقبل ممن كان يقبل منه قبلها {قل انتظروا إنا منتظرون} قطع تام وكذا {ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون} وكذا {وهم لا يظلمون}. {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم} ليس بتمام عند من قال التقدير هداني دينًا قيمًا، قال أبو إسحاق معنى هداني عرفني أي عرفني دينًا قيمًا {وما كان من المشركين} قطع تام، {لا شريك له} قطع صالح، وكذا {وبذلك أمرت} والتمام {وأنا أول المسلمين} {وهو رب كل شيء} قطع كاف، وكذا {ولا تزر وازرة وزر أخرى} والتمام {فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون}، {ليبلوكم في ما أتاكم} قطع كاف، {إن ربك سريع العقاب} ليس بقطع كاف لأن (وأنه) معطوف على أن الأولى وبعض الكلام متعلق ببعض كما قال جل وعز {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب [1/ 245]

الأليم} والتمام آخر السورة والله أعلم. [1/ 246]

سورة الأعراف

سورة الأعراف {المص} قطع كاف على أحد قولي الفراء وليس بكاف على قوله الآخر وشرح أحمد بن يحيى قوله قال: إن جعلت (المص) في موضع رفع بما بعده وكل واحد مرافع لصاحبه أي فلا تقف على المص وإن رفعت بما بعده بإضمار أضمرت لحرف الهجاء ما يرافعه، قال أبو حاتم {كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه} كاف وعن نافع تم. قال أبو جعفر: وكلا القولين غلط لأن لام كي لا بد أن تكون متعلقة بفعل والتقدير عند النحويين: كتاب أنزل إليك لتنذر به، فعلى هذا لا يقف على {منه لتنذر به}، ليس بقطع كاف على تقديرين. إن كان التقدير: ونذكر به ذكرى لم يقف على (به) لأن وتذكر معطوف على (لتنذر) والتقدير: الآخر أن تكون (وذكرى) في موضع رفع بعطفه على كتاب فلا تقطع على ما قبله وفيه تقدير ثالث يكون التقدير: وهو ذكرى، فيصلح القطع على ما قبله. {للمؤمنين} قطع تام إن جعلت {اتبعوا} منقطعًا مما قبله [1/ 247]

وإن حملته على المعنى يريد ليقول اتبعوه لأن المعنى لينذر ليقول لم يتم الكلام على ما قبله، وقال أبو حاتم {ولا تتبعوا من دونه أولياء} تمام، وقال غيره: التمام {قليلا ما تذكرون} وذلك كاف ثم الوقوف على رؤوس الآيات إلى {فلنقصن عليهم بعلم} فإنه قطع كاف وكذا {وما كنا غائبين} وكذا {والوزن يومئذ الحق} وكذا {فأولئك هم المفلحون} والتمام {بما كانوا بآياتنا يظلمون}. قال أبو عبد الله {وجعلنا لكم فيها معايش} تمام الكلام، وقال غيره هو قطع كاف، والتمام {قليلا ما تشكرون} وكذا آخر الآيات إلى {ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم}، قال العباس بن الفضل قال: هو كاف، وقال غيره: ليس بكاف لأن {ولا تجد أكثرهم شاكرين} متصل به، قال {اخرج منها مذؤمًا مدحورا} عن نافع تم، وهو قول أبي حاتم، وقال غيرهما: هو كاف لأن ما بعده متصل به إلى {فتكونا من الظالمين} {أو تكونا من الخالدين} قطع صالح والتمام {إني لكما [1/ 248]

لمن الناصحين} {فدلاهما بغرور} قطع كاف {إن الشيطان لكما عدو مبين} مثله وعن نافع {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا} تم وقال غيره ليس بتمام لأن ما بعده متصل به والتمام {وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}. {قال اهبطوا} تمام عند الأخفش وأبي حاتم، قال الأخفش ثم ابتدأ {بعضكم لبعض عدو} وهو آدم وحواء وإبليس، وقال السدي: والحية، قال الأخفش: قال ابن أبي إسحاق ولد لآدم في الجنة {قال اهبطوا} {ومتاع إلى حين} قطع تام وكذا {ومنها تخرجون} قال يعقوب: من الوقف {قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سواءتكم وريشا} فهذا الوقف الكافي فمن رفع (ولباس التقوى) ومن نصب وقف على لباس التقوى وعن نافع {ذلك خير} تم {لعلهم يذكرون} قطع تام {ليريهما سوءاتهما} تمام عند أبي حاتم لأن إنه مبتدأ وقرأ عيسى بن عمر أنه ففتح الهمزة فلا يقف على ما قبله على هذه القراءة والتقدير لأنه {من حيث لا ترونهم} عن نافع تم. {إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون} قطع صالح [1/ 249]

{قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها} قطع كاف عند أبي حاتم والعباس بن الفضل والتمام على ما روينا عن نافع {قل إن الله لا يأمر بالفحشاء} وعند غيره {أتقولون على الله ما لا تعلمون}، قال أبو عبد الله {كما بدأكم تعودون} تمام الكلام وهو قول الأخفش وأبي حاتم، ولأهل التأويل وأهل العربية فيها قولان: قال الحسن وقتادة (كما بدأكم تعودون) كما خلقكم كذلك (يحييكم ثم يبعثكم) فعلى هذا القول التمام تعودون. وقال مجاهد: من بدأه سعيدًا بعثه الله يوم القيامة سعيدًا ومن بدأه شقيًا بعثه شقيًا، ويروى عن ابن عباس نحو هذا فعلى هذا القول لا يقف على تعودون كذا فينصب (فريقًا) وفريقًا تعودون على الحال كما روى عن أبي بن كعب أنه قرأ (كما بدأكم تعودون) فريقين: فريقًا هدى وفريقًا حل عليهم الضلالة وعلى هذا القول الأول تنصب فريقًا بـ هدى، وفريقًا بمعنى: وأضل فريقًا حق عليهم الضلالة، ويكون التمام على هذا (تعودون). والحديث المسند يدل على هذا القول، حدثنا أحمد بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثني المغيرة بن النعمان حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة غرلا وأول من يكسى إبراهيم صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ بمعنى كما بدأكم تعودون أول خلق نعيده، (وفريقًا حق عليهم الضلالة) قطع حسن والتمام [1/ 250]

{ويحسبون أنهم مهتدون} وكذا {إنه لا يحب المسرفين} قال الأخفش {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} هاهنا تم الكلام، لأن المعنى: هي خالصة يوم القيامة للذين آمنوا في الحياة الدنيا، قال أبو جعفر: وهذا شرح حسن. وفي المعنى قول آخر قاله الضحاك وغيره من أهل التأويل أن المعنى: قل هي للذين آمنوا يشاركهم فيها غيرهم في الحياة الدنيا وتخلص يوم القيامة للذين آمنوا، والتمام كما قال الأخفش: على المعنيين جميعًا. {كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون} قطع تام تم الوقف على رؤوس الآيات حسن إلى قوله جل وعز {أو كذب بآياته} فإنه كاف عند أبي حاتم والتمام على ما روينا عن نافع {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ... وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين} قطع حسن {قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار} قطع كاف عند أبي حاتم {كلما دخلت أمة لعنت أختها} قطع صالح {فآتهم عذابًا ضعفًا من النار} قطع كاف عند أبي حاتم وكذا عنده {فما [1/ 251]

كان لكم علينا من فضل} قال الله جل وعز {فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون} وهو تمام {حتى يلج الجمل في سم الخياط} وكذا {وكذلك نجزي المجرمين} وكذا {ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين} قال الأخفش {والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها} والتمام فيه {أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون} لأنه جعل لا نكلف نفسًا إلا وسعها معترضًا والجملة خبر الذين. قال أبو جعفر: والذي قاله هو البين {ونزعنا ما في صدورهم من غل} قطع صالح وكذا {تجري من تحتهم الأنهار} {لقد جاءت رسل ربنا بالحق} قطع كاف والتمام {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} {قالوا نعم} قطع كاف. {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} ليس بقطع كاف لأن {الذين يصدون عن سبيل الله} نعت للظالمين إلا أن تقطعه مما قبله {وهم بالآخرة كافرون} [1/ 252]

قطع صالح {وبينهما حجاب} تمام عند أحمد بن موسى {ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم} تمام عند الأخفش وأحمد بن موسى وكذا {لم يدخلوها} تم الكلام عندهما والتقدير عندهما: وهم يطمعون في دخولها، وخالفهما أبو حاتم وجعل التمام {وهم يطمعون} وهذا يبينه التفسير. فذهب مجاهد والحسن والسدي والضحاك وعطاء لم يدخلها أصحاب الأعراف وهم يطمعون أي قد دخلوها ولم يكونوا طامعين في ذلك فهذا يصحح قول أبي حاتم وقال أبو مجلز: قال أصحاب الأعراف لأهل الجنة قبل أن يدخلوها سلام عليكم قد سلمتم من الآفات لأنهم قد عرفوهم بسيماهم أهل الجنة، قال أبو جفعر: فهذا يوجب أن الوقف لم يدخلوها {قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} تمام أيضًا. قال العباس بن الفضل {وما كنتم تستكبرون} تمام، ومذهب أبي حاتم وأحمد بن موسى أن التمام {أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة} قال أبو جعفر: والتفسير يبين ما في هذا، قال الربيع بن أنس: قال أهل الأعراف لأهل النار ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون فأقسم أهل النار أن أهل الأعراف لا يدخلون الجنة فقال الله جل وعز {هؤلاء الذين [1/ 253]

أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} وعلى هذا التفسير التمام {وما كنتم تستكبرون}. وعلى رواية ابن عباس أن عظماء أهل النار إنما وبخوا على ما كانوا يقولون في الدنيا ويحلفون عليه، وعلى قراءة طلحة بن مصرف التمام (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) التمام لأنه كان يقرأ: ادخلوا الجنة على ما لم يسم فاعله وكذا على قراءة عكرمة لأنه قرأ ادخلوا الجنة والتمام على كل قراءة (لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون). {قالوا إن الله حرمهما على الكافرين} ليس بتمام لأن {الذين اتخذوا دينهم لهوًا ولعبا} نعت للكافرين إلا أن تقطعه مما قبله {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} ليس بتمام لأن وما عطف على ما قبلها وفيها قولان: أحدهما أن التقدير وكما، والقول الآخر أن المعنى كما نسوا لقاء يومهم ولقاء {ما كانوا بآياتنا يجحدون} وهذا التمام {ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم} ليس بتمام إلا أن ترفع {هدى ورحمة} بمعنى: هو هدى ورحمة، فإن قرأت هدى ورحمة نصبت على الحال ولم تقف على ما قبله وكذا إن قرأت هدى ورحمة [1/ 254]

فجعلته نعتًا للكتاب والتمام {لقوم يؤمنون} {هل ينظرون إلا تأويله} قطع حسن وكذا {فنعمل غير الذي كنا نعمل} والتمام {وضل عنهم ما كانوا يفترون} تم. {استوى على العرش} قطع حسن، قال أحمد بن موسى {مسخرات بأمره} تمام قال {ألا له الخلق والأمر} تمام وقال غيره التمام {تبارك الله رب العالمين} {تضرعا وخفية} قطع صالح وكذا {إنه لا يحب المعتدين} وكذا {وادعوه خوفًا وطمعا} والتمام {إن رحمة الله قريب من المحسنين}. {فأخرجنا به من كل الثمرات} والتمام {لعلكم تذكرون}، {والذي خبث لا يخرج إلا نكدا} قطع كاف والتمام {كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون}، {ما لكم من إله غيره} قطع صالح والتمام {عذاب يوم عظيم} ثم الوقوف على رؤوس الآيات حسن إلى {إنهم كانوا قوما عمين} فإنه تمام وكذا {وقطعنا دابر الذين كذبوا [1/ 255]

بآياتنا وما كانوا مؤمنين}، {قد جاءتكم بينة من ربكم} قطع صالح وكذا {فذروها تأكل في أرض الله} {فيأخذكم عذاب أليم} قطع حسن وكذا {وتنحتون الجبال بيوتا} والتمام {ولا تعثوا في الأرض مفسدين} ثم الوقوف على رؤوس الآيات حسن {فأصبحوا في دارهم جاثمين} فإنه تمام وكذا {ولكن لا تحبون الناصحين} ثم الوقوف على رؤوس الآيات حسن إلى {فأنظر كيف كان عاقبة المجرمين}. {فأوفوا الكيل والميزان} قطع صالح وكذا {ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين} {بكل صراط توعدون} ليس بقطع كاف لأن {وتصدون} معطوف على (توعدون) وكذا {من آمن به} لأن {وتبغونها} عطف أيضًا والوقف الكافي عند أبي حاتم {وتبغونها عوجا} وهو تمام عند الأخفش وقول أبي حاتم أولى لأن بعده (واذكروا) وهو معطوف {وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين} ليس بتمام لأن ما بعده معطوف إلا أنه قطع صالح لأن (إن) إذا كانت للشرط فهي مؤتنفة والتمام [1/ 256]

{حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين}. {قال أو لو كنا كارهين} ليس بقطع كاف {إلا أن يشاء الله ربنا} قطع صالح وكذا {على الله توكلنا} وكذا {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} والتمام {وأنت خير الفاتحين} ثم الوقوف على رؤوس الآيات تمام إلى {حتى عفوا} فإن الأخفش ذكر أنه تمام. قال أبو جعفر: وذلك غلط لأن {وقالوا} معطوف على عفونا، {فأخذناهم بغتة} ليس بقطع كاف لأن {وهم لا يشعرون} في موضع الحال {ولكن كذبوا} ليس بقطع كاف لأن فأخذناهم معطوف على كذبوا ولكن الكافي {بما كانوا يكسبون} {وهم نائمون} ليس بقطع كاف لأن {أو أمن} الواو فيه للعطف دخلت عليها ألف الاستفهام {ضحى} ليس بقطع كاف لأن {وهم يلعبون} في موضع الحال ولكن الكافي {أفأمنوا مكر الله} والتمام {فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}. [1/ 257]

{أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم} تمام على قول الفراء لأنه قال {ونطبع على قلوبهم} ليس بداخل في جواب لو يدلك على ذلك قوله جل وعز {فهم لا يسمعون} {تلك القرى نقص عليك من أنبائها} قطع كاف، قال أبو حاتم: ومن الكافي {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين} قطع كاف والتمام {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} {ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها} قطع حسن والتمام {فانظر كيف كان عاقبة المفسدين}. {حقيق علي أن لا أقول على الله إلا الحق} قطع صالح {فأرسل معي بني إسرائيل} قطع حسن تم الوقوف على رؤوس الآيات إلى {يريد أن يخرجكم من أرضكم} فإنه قطع كاف على قول الفراء لأنه قال: يريد أن يخرجكم من أرضكم من كلام الملأ {فماذا تأمرون} من كلام فرعون، والتقدير عنده يريد: أن يخرجكم من أرضكم فقال فرعون فماذا تأمرون، وأجاز قلت لجاريتي قومي فإني قائمة أي قالت فإني قائمة وأنشد: [1/ 258]

الشاتمي عرضي ولم أشتمهما = والناذرين إذا لم ألقهما دمي فجاء بالكلام متصلا وإنما المعنى والناذرين قالا إذا لقيتا عنترة لتقلنه. {وأرسل في المدائن حاشرين} ليس بقطع كاف لأن {يأتوك} جواب وأرسل ثم الوقوف على رؤوس الآيات حسن إلى {قال ألقوا} فإنه قطع كاف {سحروا أعين الناس واسترهبوهم} ليس بقطع كاف لأن {وجاءوا} معطوف على (واسترهبوهم) {بسحر عظيم} قطع صالح ثم الوقوف على رؤوس الآيات صالح إلى {برب العالمين} فإنه ليس بوقف لأن {رب موسى} بدل والقطع الحسن {وهارون}. وعن نافع {إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة} ثم قال أبو جعفر: وهذا خطأ عند أحمد بن جعفر وزعم أن التمام {لتخرجوا منها أهلها} قال: لأن اللام من صلة (مكرتموه) قال غيرهما ليس في هذا تمام لأن الكلام كله متصل وكذا {فسوف تعلمون} والتمام تم {لأصلبنكم [1/ 259]

أجمعين}. {قالوا إنا إلى ربنا منقلبون} قطع صالح وكذا {لما جاءتنا} والتمام {وتوفنا مسلمين} {وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض} وقبيل هذا تمام على قراءة الحسن، لأنه قرأ ويذرك بالرفع وتلخيص هذا من العربية أنه إن كان مستأنفًا صلح للوقوف على ما قبله، وإن كان معطوفًا على أتذر لم يوقف على ما قبله وكذا إن كان جملة في موضع الحال، وفي النصب أيضًا ثلاثة أوجه ويكون جواب الاستفهام، والفراء يقول يكون على الصرف. وقال اليزيدي المعنى {ويذرك وآلهتك} قطع حسن وكذا {وإنا فوقهم قاهرون} {يورثها من يشاء من عباده} قطع صالح والتمام {والعاقبة للمتقين} وعن نافع {قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} تم، وقال غيره هو كاف والتمام {فينظر كيف تعملون} وكذا {ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون}. {قالوا لنا هذه} قطع كاف وكذا {يطيروا بموسى ومن [1/ 260]

معه} والتمام {ولكن أكثرهم لا يعلمون} تم الوقوف على رؤوس الآيات حتى ينتهي إلى {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها} قال الأخفش: فهذا تمام الكلام والمعنى وأورثنا مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها. قال أبو حاتم: نصب مشارق الأرض ومغاربها بقوله وأورثنا لا بظرف وقال الكسائي والفراء: المعنى: يستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها ثم حذفت (في) فنصبت وقول الفراء أن (أورثنا) وقع على (التي) وله قول ثالث أن تكون التي نعتًا للأرض {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا} قطع حسن {وما كانوا يعرشون} ليس بقطع كاف لأن {وجاوزنا} معطوف على {ودمرنا}. قال أبو حاتم: ومن الكافي {يعكفون على أصنام لهم} قال أحمد بن موسى: على (أصنام لهم) تم الكلام {كما لهم آلهة} قطع حسن {قال إنكم قوم تجهلون} ليس بقطع كاف لأن ما بعده متصل به {وباطل ما كانوا يعملون} قطع حسن وكذا {وهو فضلكم على العالمين} {يسومونكم سوء [1/ 261]

العذاب} ليس بتمام لأن البين أن {يقتلون} بدل من (يسومونكم) والتمام {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}. {فتم ميقات ربه أربعين ليلة} قطع كاف والتمام {ولا تتبع سبيل المفسدين} {فسوف تراني} قطع حسن وكذا {خر موسى صعقا} ثم القطع على رؤوس الآيات إلى {يأخذوا بأحسنها} فإن أبا حاتم قال هو كاف {سأوريكم دار الفاسقين} قطع كاف {وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} قطع كاف وكذا {وكانوا عنها غافلين} وكذا {حبطت أعمالهم} والتمام {هل يجزون إلا ما كانوا يعملون}. وعن نافع {عجلا جسدا} تم، وخالفه أحمد بن جعفر قال: التمام {له خوار} لأنه له من صلة جسد {ولا يهديهم سبيلا} تمام وكذا {اتخذوه وكانوا ظالمين} وكذا {قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين} وكذا {أعجلتم أمر ربكم} وكذا {يجره [1/ 262]

إليه} وأتم من هذا {فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين}، {قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك} قطع حسن والتمام {وأنت أرحم الراحمين}. {سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا} قطع حسن والتمام {وكذلك نجزي المفترين} تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي} قال الأخفش: قال هاهنا تم الكلام، وكذا روى عن نافع وهو قول القتبي قال الأخفش: تم، قال: - مستأنفًا - {أتهلكنا بما فعل السفهاء منا} فتم أيضًا الكلام {وأنت خير الغافرين} ليس بتمام لأن {واكتب لنا} معطوف على {فاغفر لنا}. قال أحمد بن موسى {وفي الآخرة} تم الكلام والوقف الكافي عند أبي حاتم {إنا هدنا إليك} والتمام عند أبي عبد الله {قال عذابي أصيب به من أشاء}، {والذين هم بآياتنا يؤمنون} ليس بتمام لأن {الذين} بعده بدل مما قبله والتمام عند أحمد بن موسى {والأغلال التي كانت عليهم} [1/ 263]

وعند غيره {والإنجيل} {أولئك هم المفلحون} قطع كاف والتمام {واتبعوه لعلكم تهتدون} وكذا {يهدون بالحق وبه يعدلون}. {اثنتى عشرة أسباطًا أمما} ليس بتمام لأن (وأوحينا) معطوف على (وقطعناهم {أن اضرب بعصاك الحجر} قطع صالح {قد علم كل أناس مشربهم} كاف ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ويوم لا يسبتون لا تأتيهم} قال الأخفش قال: هاهنا تم الكلام، وكذا روى عن نافع وأبي عبد الله {كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون} قطع تام إذا قدرته بمعنى: وأذكر، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {وقطعناهم في الأرض أمما} فإنه قطع كاف، وكذا {وبلوناهم بالحسنات والسيئات} وكذا {لعلهم يرجعون} وكذا {وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه} وكذا {إلا الحق} وكذا {درسوا ما فيه} {أفلا تعقلون} قطع تام إن جعلت {والذين يمسكون بالكتاب} مبتدأ وإن جعلت {والذين} معطوفًا [1/ 264]

على {للذين يتقون} كان القطع {وأقاموا الصلاة} وإن جعلت (والذين) مرفوعًا بالابتداء لم تقف على (وأقاموا الصلاة) لأنه لم يأت خبر المبتدأ وكان القطع على {إنا لا نضيع أجر المصلحين} أي منهم {واذكروا ما فيه لعلكم تتقون} تمام إن قدرت المعنى واذكر (وإذ أخذ ربك) وإن جعلت (وإذ) معطوفًا على (ما) أي: واذكروا إذا ومعطوفًا على {وإذ نتقنا الجبل} لم يتم الكلام على ما قبله {وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى}، قال أبو عبد الله هذا التمام وقال الأخفش: التمام {قالوا بلى شهدنا} وهو قول أبي حاتم وأحمد بن موسى، قال أبو جعفر: وفي هذا إشكال نشرحه إن شاء الله تعالى. قرأ الحسن ومجاهد وابن كثير والأعرج ونافع وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي {أن تقولوا} بالتاء معجمة من فوق فعلى هذه القراءة يجب أن يكون الوقف (قالوا بلى) على ما بينه أهل التأويل لأن مجاهدًا والضحاك والسدي يذهبون إلى أن المعنى قالوا بلى فقال الله جل وعز (شهدنا) قال أبو جعفر: فعلى قول أهل التأويل شهدنا ليس من كلام الذين قالوا بلى. وروى عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعاصم الجحدري وابن محيصن وهي قراءة أبي عمرو وعيسى (أن يقولوا) بالياء [1/ 265]

معجمة من تحت، فأكثر أهل العربية يقولوا: والتقدير: وأشهدهم على أنفسهم أن يقولوا أي كراهة أن يقولوا أو لأن يقولوا فالكلام على هذا متصل والتمام على هذا {وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون}. فأما {أفتهلكنا بما فعل المبطلون} فقطع حسن وليس بتمام {فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين} قطع كاف {واتبع هواه} قال أحمد بن موسى تمام وهو قول نافع {أو تتركه يلهث} قطع كاف وكذا {ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا} وكذا {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} والتمام {وأنفسهم كانوا يظلمون} {فهو المهتدي} قطع كاف والتمام {ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون} {ولهم آذان لا يسمعون بها} قطع كاف. قال أحمد بن موسى {بل هم أضل} تمام وقال غيره هو قطع كاف والتمام {أولئك هم الغافلون} {وذروا الذين يلحدون في أسمائه} قطع كاف والتمام {سيجزون ما كانوا يعملون} {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه [1/ 266]

يعدلون} قطع تام {والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} قطع كاف، إن جعلت {وأملي} مستأنفًا، وقال أحمد بن موسى (وأملي لهم) تمام {متين} ليس بتمام لأن بعده واو العطف دخلت عليه ألف استفهام. قال أبو حاتم {أو لم يتفكروا} تام ثم يبتدئ {ما بصاحبهم من جنة} قال وكذا {مثنى وفرادى ثم تتفكروا} قال وكذا {أولم يتفكروا في أنفسهم} ثم يتبدئ {ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق}، قال أحمد بن موسى {وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم} تمام وقال غيره التمام {فبأي حديث بعده يؤمنون} {فلا هادي له} تمام إن جعلت ما بعده مستأنفا فرفعته كما قرأ الحسن وأهل الحرمين، (ونذرهم) بالنون والرفع وكذا على قراءة أبي عمرو وعاصم (ويذرهم) بالياء والرفع إلا أن تجعله معطوفًا على موضع ما بعد الفاء، وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي وطلحة بن مصرف ويذرهم بالياء {ويذرهم في طغيانهم يعمهون}. [1/ 267]

وعن نافع {لا يجليها لوقتها إلا هو} تم وكذا قال أحمد بن جعفر: قال يعقوب: ومن الوقف {كأنك حفي عنها} فهذا الوقف الكافي لأنه بلغني عن ابن عباس أنه قرأ كذلك حفى بها ولولا ذلك لكان الوقف كأنك حفى ثم الله عز قال عنها أي يسألونك عنها كأنك حفي. قال أبو جعفر: في معناه قولان وعلى القولين جميعًا الوقف (كأنك حفي عنها) قال مجاهد: عالم بها وقال سعيد بن جبير كأنك حفي بهم، فعلى قول سعيد المعنى يسألونك عنها كأنك حفي بهم فعنها مؤخر سوايه التقديم وعلى قول مجاهد بغير تقديم ولا تأخير التمام بعده {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} وبعده {لقوم يؤمنون} {ليسكن إليها} وقف كاف، وكذا {لنكونن من الشاكرين}، {جعلا له شركاء فيما آتاهما} قطع تام على قول أبي مالك لأنه قال هذه منفصلة {فتعالى الله عما يشركون} يعني مشركي العرب {أيشركون ما لا يخلق شيئًا وهم يخلقون} ليس بتمام لأن {يستطيعون} معطوف على تخلقون وكذا {ولا يستطيعون لهم نصرا} لأن {ينصرون} معطوف على (يستطيعون). [1/ 268]

{لا يتبعونكم} قطع حسن {سواء عليكم أدعوتموهم} ليس بتمام لأن أم حرف عطف والتقدير عند سيبويه سواء عليكم أدعوتموهم أم صمتم والتمام {أم أنتم صامتون}، {عباد أمثالكم} حسن وكذا {إن كنتم صادقين} وكذا {أم لهم آذان يسمعون بها} والتمام {ثم كيدون فلا تنظرون}. {الذي نزل الكتاب} قطع كاف إن جعلت ما بعده منقطعًا مما قبله {يتولى الصالحين} قطع كاف وكذا {ولا أنفسهم ينصرون} وكذا {لا يسمعوا} والتمام {وهم لا يبصرون}، {وأعرض عن الجاهلين} قطع كاف، {إنه سميع عليم} تمام. {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا} ليس بتمام لأن المعنى تذكروا فأبصروا {فإذا هم مبصرون} قطع كاف {وإخوانهم يمدونهم في الغي} قطع صالح أي وإخوان المشركين قال مجاهد هم الشياطين {ثم لا يقصرون} [1/ 269]

قطع كاف وكذا {لولا اجتبيتها} وكذا {قل إنما أتبع ما يوحي إلي من ربي هذا بصائر من ربكم} ليس بقطع كاف لأن {وهدى ورحمة} معطوف على بصائر {لقوم يؤمنون} قطع كاف وكذا {لعلكم ترحمون} والتمام {ولا تكن من الغافلين} وكذا {وله يسجدون}. [1/ 270]

سورة الأنفال

سورة الأنفال {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول} قطع حسن على تقديرات سنذكرها والتمام {إن كنتم مؤمنين} {وعلى ربهم يتوكلون} ليس بتمام لأن {الذين يقيمون الصلاة} بدل من الذي قبله {ومما رزقناهم ينفقون} قطع حسن. قال أحمد بن موسى {أولئك هم المؤمنون حقا} تمام وهو قول نافع، وقال أبو حاتم هو كاف {مغفرة ورزق كريم} قطع حسن. قال أبو جعفر: وهذا الذي مضى من أول السورة إلى هاهنا على تقديرات في {كما أخرجك} أن يكون التقدير كما أخرجك ربك على كراهة من فريق من المؤمنين {يجادلونك في الحق بعد ما تبين} وهذا معنى قول مجاهد وهو اختيار الطبري. والتقدير الثاني أن يكون في الكلام حذف، أي مضى لما أمرت به في أمر الغنائم وإن كرهوا ذلك {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} وقد كرهه فريق منهم. [1/ 271]

والتقدير الثالث أن يكون كما قسما مثل {والسماء وما بناها} فجعل الكاف بمعنى الواو وهذا مذهب أبي عبيدة. وفي (كما) تقديرات ثلاثة غير هذه فعليها لا يتم الكلام على ما قبل (كما) منها أ، يكون التقدير: وأصلحوا ذات بينكم فإن ذلك خير لكم وإن كرهتموه كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وقد كرهوه، وهذا معنى قول عكرمة وأحد قولي الأخفشى. والتقدير الثاني: أولئك هم المؤمنون حقا كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وهو قول الأخفش الثاني. والقول الثالث أن يكون التقدير: يسألونك عن الأنفال كراهة لما جرى فيها كما أخرجك ربك من بيتك بالحق فكرهوه وهذا المعنى قول أبي إسحاق. قال يعقوب: ومن الوقف {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقًا من المؤمنين لكارهون} فهذا الوقف الكافي ثم قال جل وعز مخبرًا {يجادلونك في الحق بعد ما تبين}، قال أبو جعفر: فأما على قول مجاهد فلا يوقف على (بالحق) لأن يجادلونك جواب، والقطع التام على قول {كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون}. {وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم} قطع حسن {ولو [1/ 272]

كره المجرمون} قطع حسن إن قطعت (إذ) مما قبلها وكذا {مردفين} {ولتطمئن به قلوبكم} قطع حسن وكذا {إن الله عزيز حكيم}. قال أحمد بن جعفر {فثبتوا الذين آمنوا ... واضربوا منهم كل بنان} قطع حسن والتمام {وبئس المصير} {إن الله سميع عليم} قطع حسن والتمام {وأن الله موهن كيد الكافرين}. قال أحمد بن موسى {ولو كثرت} تمام، قال أبو جعفر وهذا على قراءة من قرأ {وأن الله} بكسر الهمزة ومن قرأ (وأن الله) فقدره: واعلموا أن الله وهو قول الفراء كان قطعه على (ولو كثرت) حسنًا، ومن جعل المعنى: ولأن وقف على {مع المؤمنين} {ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون} ليس بتمام لأن {ولا تكونوا} معطوف على ولا تولوا إلا أنه قطع صالح على أن يبتدئ النهي والتمام {ولا تكونوا كالذين قالوا [1/ 273]

سمعنا وهم لا يسمعون} {الذين لا يعقلون} قطع حسن والتمام {لتولوا وهم معرضون} {لما يحييكم} قطع حسن وكذا {وأنه إليه تحشرون} وكذا {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} وكذا {واعلموا أن الله شديد العقاب}. {فأواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون} قطع تام {وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} قطع كاف والتمام {وأن الله عنده أجر عظيم} {ويغفر لكم} قطع كاف {والله ذو الفضل العظيم} قطع حسن والتمام {والله خير الماكرين} ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} فإنه قطع حسن على قول الضحاك وعطية لأن قولهما أن هذا للكفار، [1/ 274]

وانقطع الكلام ثم قال جل وعز {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} يعني المؤمنين ثم انقطع الكلام عندهما فقال عز وجل للكافرين {وما لهم ألا يعذبهم الله} فهذا قول. فأما على ما روى عن ابن عباس وقتادة والسدي وأبو زيد فإن الكلام كله متصل للكافرين روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) قال يقول وما كان الله معذبهم، ومنهم من قد سبق له الدخول في الإيمان وهو الاستغفار وما لهم ألا يعذبهم الله يوم بدر بالسيف، قال أبو جعفر: وقول قتادة والسدي وابن زيد أن المعنى: وما كان الله معذبهم لو استغفروا وكان محمد بن جرير يميل إلى هذا القول وما كان الله ليعذبهم وأنت بين أظهرهم مقيم لأنه لا يهلك قرية وفيها نبيها وما كان الله معذبهم لو استغفروا من شركهم وذنوبهم وما لهم لا يعذبهم الله وهم يستغفرون من كفرهم بل هم مصرون على الكفر والذنوب. قال أحمد بن موسى: {وما كانوا أولياءه} تمام وهو قول أبي حاتم {إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون} قطع تمام وكذا {بما كنتم تكفرون} وكذا {ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون} ليس بتمام لأن اللام متعلقة بما قبلها والتمام {أولئك هم الخاسرون} وكذا [1/ 275]

{فقد مضت سنت الأولين} {ويكون الدين كله لله} قطع حسن وكذا {فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير} والتمام {نعم المولى ونعم النصير} {والله على كل شيء قدير} ليس بتمام لأن إذ متعلقة بما قبلها، قال أبو عبد الله {والركب أسفل منكم} تمام {ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد} قطع كاف والتقدير ولكن جمعكم هنالك ليقضي الله أمرًا كان مفعولا وليس هذا قطعًا كافيًا لأن {ليهلك} مردود على {ليقضي الله أمرا كان مفعولا} {وإن الله لسميع عليم} ليس بقطع كاف لأن {إذ} متعلقة بما قبلها أي وأن الله لسميع عليم {إذ يريكهم الله في منامك قليلا} والقطع الكافي {ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور} ليس بتمام إن عطفت وإذ على ما قبلها وإن جعلت المعنى واذكروا جاز الوقوف على ما قبلها والتمام {وإلى الله ترجع الأمور} وليس بعده تمام إلى {والله شديد العقاب} فإنه قطع كاف إن جعلت التقدير واذكر إذ {فإن الله عزيز حكيم} قطع تمام. [1/ 276]

قال أبو جعفر: وفيما رويناه عن نافع {ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا} ثم قال أبو جعفر: وهذا له وجه حسن وقد شرحه نصير النحوي قال: إن كان التفسير: ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا، سكت على الذين كفروا ثم ابتدأ {الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} ويدل عليه {الله يتوفى الأنفس حين موتها} وإن كان التفسير على أن الملائكة تتوفى الذين كفورا قلت يتوفى الذين كفروا الملائكة كما قال جل وعز {توفته رسلنا} وقال {قل يتوفاكم ملك الموت} وأحب إلى أن يقف {يضربون وجوههم وأدبارهم} فهذا الكافي من الوقف. وقال أحمد بن جعفر يضربون وجوههم وأدبارهم تمام وروى عن مجاهد: ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يوم بدر {وذوقوا عذاب الحريق} على قول الفراء بإضمار القول وهو تمام إن قدرت الكاف في كذاب متعلقة بقوله {ذلك بما قدمت أيديكم} أي ذلك بما قدمت أيديكم من الكفر والعناد ورد البراهين وجريكم على عادات السوء كدأب آل فرعون وكذا إن جعلت التقدير على إضمار أي العادة من تعذيبكم كدأب آل فرعون لم يقف على {عذاب [1/ 277]

الحريق}. قال أحمد بن جعفر {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم} تم {إن الله قوي شديد العقاب} قطع تام {حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم} ليس بتمام إن جعلت كدأب متعلقًا بما قبله ويكون التقدير (حتى يغيروا ما بأنفسهم) بتكذيب الرسل ورد البراهين كما فعل آل فرعون والذين من قبلهم، وإن جعلت التقدير عادتهم كعادة آل فرعون جاز الوقوف على {وإن الله سميع عليم} {وكل كانوا ظالمين} قطع تام {الذين كفروا فهم لا يؤمنون} ليس بتمام لأن {الذين عاهدت منهم} بدل من الذين كفروا والتمام {وهم لا يتقون} وكذا {لعلهم يذكرون}. قال أحمد بن جعفر {فانبذ إليهم على سواء} تم {إن الله لا يحب الخائنين} قطع تام، قال يعقوب: ومن الوقف {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا} فهذا الكافي من الوقف وقال أبو عبيده {ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا} فهذا تمام الكلام، أي لا تحسبنهم سبقونا لا تسبنهم فاتونا، ثم استأنف {إنهم لا يعجزون} [1/ 278]

قال أبو جعفر: وعلى قراءة عبد الله بن عامر: التمام (لا يعجزون) لأنه يقرأ أنهم بفتح الهمزة {ترهبون به عدو الله وعدوكم} تمام عند الأخفش وتقديره على قوله أن يكون {وآخرين} غير معطوف على ما قبله ويكون منصوبًا على إضمار فعل لأن النفي بالفعل أولى إن جعلته معطوفا على {وأعدوا لهم} أي: واتقوا آخرين، لم تقف على ما قبله، وكذا إن جعلته معطوفًا على (وعدوكم) أي: وترهبون آخرين، وكلام أهل التفسير على هذا التقدير، قال مجاهد {وآخرين من دونهم} بنو قريظة، وقال السدي، هم فارس، وقال مقاتل بن حيان وابن زيد: هم المنافقون {لا تعلمونهم} لأنهم يقولون: لا إله إلا الله ويقرون معكم وقيل (وآخرين من دونهم لا تعلمونهم)، هم الجن، ويقال: إن الجن تفر من صهيل الخيل، وأنها لا تقرب دارًا فيها فرس، والتقدير على هذا: وترهبون آخرين لا تعلمونهم وهم الجن، وكان محمد بن جرير يختار هذا القول، لأن بني قريظة وفارس هم تعلمونهم لأنهم كفار وهم حزب لهم، قال أبو عبد الله (لا تعلمونهم) تم الكلام، قال أبو حاتم {الله يعلمهم} كاف، ثم الوقوف على رؤوس الآيات حسن إلى {ما ألفت بين قلوبهم} والتمام {إنه عزيز حكيم} قال أحمد بن موسى {يا أيها النبي حسبك الله} هذا، ثم قال الله جل وعز {ومن اتبعك من المؤمنين} فحسبهم الله، قال يعقوب {يا أيها النبي حسبك [1/ 279]

الله} فهذا الكافي من الوقف، ثم قال مخبرًا {ومن اتبعك من المؤمنين} قال أبو جعفر: فهذا صحيح على قول الفراء لأنه أجاز كلمت زيدًا وعمرو أي وعمرو كذلك، كما قال: وعض زمان يا ابن مروان لم يدع = من المال إلا مسحتًا أو مجلف قال أبو جعفر: قرأت على علي بن سليمان: قلبت الفرو وكذلك الثوب بالرفع، فأما على قول الكسائي والأخفش فالتمام {ومن اتبعك من المؤمنين} وللكسائي فيه تقديران: أحدهما أن يكون معطوفًا على تأويل الكاف، ويكون (من) في موضع نصب، أي يكفيك الله، وتكفي من اتبعك من المؤمنين، كما قال: إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا = فحسبك والضحاك سيف مهند والتقدير الآخر: حسبك الله وحسبك من اتبعك من المؤمنين قال الكسائي والله جل وعز أعلم بما أراد، {وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفًا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} قطع كاف لأن المعنى: أنهم لا يقاتلون رجاء الثواب ولا طالبًا الأجر، فهم يكرهون القتل، لأن دنياهم تزول ولا يطمعون في عوض، {وعلم أن فيكم ضعفا} عن نافع وقال: تم، وقال غيره: هو قطع كاف، والتمام {والله مع الصابرين} قال أبو عبد الله {تريدون عرض الدنيا} تمام الكلام وقال غيره: هو كاف، وكذا {حتى يثخن [1/ 280]

في الأرض} لأن المعنى: حتى يقتل من بها من المشركين، ويغلب عليها، ويقال: أثخن في الأمر إذا بالغ فيه، وأثخنته علمًا، أي عرفته، والتمام {والله عزيز حكيم} وكذا رؤوس الآيات إلى {أولئك بعضهم أولياء بعض} فإنه تمام عند الأخفش وأحمد بن موسى، والتمام على ما روينا عن نافع {حتى يهاجروا} {والله بما تعملون بصير} قطع تام، والتمام عند الأخفش وأبي حاتم {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض}، {وفساد كبير} قطع تام، والتمام على ما روينا عن نافع {أولئك هم المؤمنون حقا}، {ورزق كريم} قطع تام، والتمام عند أحمد بن موسى {فأولئك منكم} {في كتاب الله} قطع كاف، والتمام {إن الله بكل شيء عليم}. [1/ 281]

سورة التوبة

سورة التوبة قال الأخفش سعيد {براءة من الله ورسوله} التمام فيه إلى {الذين عاهدتم من المشركين} قال أبو جعفر: وهذا خطأ على قول الفراء، وكذا الوقف (على) {واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين} لأنه زعم أن {وأذان من الله} تابع لقوله {براءة} {إلى الناس يوم الحج الأكبر} قيل: هذا وقف كاف على قراءة الحسن، لأنه قرأ (إن) بكسر الهمزة، قال يعقوب: ومن الوقف {أن الله بريء من المشركين} تمام الكلام، ثم قال الله جل وعز {ورسوله} أي ورسوله بريء منهم، قال أبو جعفر: وإذا جعلت (ورسوله) مرفوعًا بالابتداء على ما قال أحمد بن موسى، صلح الوقف على ما قبله، وإن جعلته معطوفًا على الموضع لم تقف على ما قبله، وكذا إن نصبت على قراءة ابن أبي إسحاق: والوقف عند نافع والأخفش {إن الله بريء من المشركين ورسوله} {واعلموا أنكم غير معجزي الله} قطع كاف على قول بعض العلماء، فأما {وبشر الذين كفروا بعذاب أليم} فليس بكاف عند أحد علمته، لأن بعده استثناء، ومن الناس من يقول: ليس من [1/ 282]

أول السورة إلى هاهنا تمام، لأن الاستثناء مما قبله لأن المعنى: برئ الله ورسوله من المشركين {إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئًا ولم يظاهروا عليكم أحدا} ويجعل البراءة إنما هي من الذين نقضوا العهد وظاهروا المشركين، وكان محمد بن جرير يذهب إلى هذا، والتمام {إن الله يحب المتقين}، {واقعدوا لهم كل مرصد} قطع كاف، والتمام {إن الله غفور رحيم} {ثم أبلغه مأمنه} قطع كاف، والتمام {ذلك بأنهم قوم لا يعلمون} {فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} قطع كاف، والتمام {إن الله يحب المتقين} والتمام بعده عند الأخفش {لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة} {وأكثرهم فاسقون} قطع تام {فصدوا عن سبيله} قطع كاف، والتمام {إنهم ساء ما كانوا يعملون} {وأولئك هم المعتدون} قطع تام، وكذا {فإخوانكم في الدين} ثم الوقوف على رؤوس الآيات حسن إلى {وهم بدءوكم أول مرة} فإنه تمام عند [1/ 283]

الأخفش والوقوف عند أبي حاتم {أتخشونهم} وخولف في هذا لأن {فالله أحق أن تخشوه} متعلق بما قبله، والتمام {إن كنتم مؤمنين} قال يعقوب: ومن الوقف {ويذهب غيظ قلوبهم} ثم قال الله جل وعز {ويتوب الله على من يشاء} قرأ ابن أبي إسحاق (ويتوب الله) بالنصب، فعلى هذه القراءة لا تقف على ما قبله، لأنه منصوب على الظرف أو على إضمار (أن) والتمام {والله عليم حكيم}، قال أبو عبد الله {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} تم الكلام، قال أبو جعفر: ثم الوقوف على رؤوس الآيات إلى {وجاهد في سبيل الله} فإنه قطع صالح، {ولا يستوون عند الله} قطع كاف، والتمام {والله لا يهدي القوم الظالمين}، {أعظم درجة عند الله} قطع كاف والتمام {وأولئك هم الفائزون}، {وجنات لهم فيها نعيم مقيم} ليس بوقف كاف لأن {خالدين} منصوب على [1/ 284]

الحال، أو يكون نعتًا لـ (جنات) فلا ينبغي أن يوقف على (مقيم) ولكن يصلح الوقوف على {خالدين فيها أبدا} والتمام {إن الله عنده أجر عظيم}، {إن استحبوا الكفر على الإيمان} قطع صالح، والتمام {ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون} قال الأخفش {قل إن كان آباؤكم} التمام فيه {فتربصوا حتى يأتي الله بأمره} لأن هذا جواب {إن كان} وهذا مجازاة {والله لا يهدي القوم الفاسقين} قطع تام، تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {بعد عامهم هذا} فإنه تمام عند أحمد بن موسى {فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء} قطع كاف، والتمام {إن الله عليم حكيم} وكذا {حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون}، والتمام عند نافع {يضاهئون قول الذين كفروا من قبل} وعند غيره {أنى يؤفكون} قال أبو عبيد الله {والمسيح ابن مريم} تمام الكلام، ثم القطع على رؤوس [1/ 285]

الآيات حسن إلى {ويصدون عن سبيل الله} فإنه تمام عند أحمد بن موسى. {فبشرهم بعذاب أليم} ليس بتمام لأن المعنى: بعذاب أليم في ذلك اليوم، والتمام {فذوقوا ما كنتم تكنزون} والقطع الكافي عند أبي حاتم {ذلك الدين القيم} وعند نافع والأخفش {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} قال أبو جعفر: الضمير الذي في (فيهن) اختلف العلماء فيه، فمن جعله يعود على الاثنى عشر وقف على (ذلك الدين القيم) في مذهب يعقوب، ومن جعله يعود على الأربعة وقف على (فيهن أنفسكم) وممن قال: هو يعود على الاثنى عشر ابن عباس ومقاتل بن حبان والضحاك، كما حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الله بن صالح: حدثن يمعاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) قال في كلهن، ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حرمًا، وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم، وفي رواية حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) في الكل، وكذا روى جويبر عن الضحاك، وقال مقاتل بن حبان: منهن أربعة حرم: المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة، (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) قال في الاثنى عشر، وروى سعيد بن جبير عن قتاده: إن الظلم في الأربعة الحرم أعظم خطيئة ووزرًا منه فيما [1/ 286]

سواهن، وكان محمد بن جرير يختار هذا القول، أن يكون الضمير يعود على الحرم لقوله جل وعز (فيهن) ولو كان للاثنى عشر لكان (فيها)، كما قال جل وعز {منها} قال أبو جعفر: والذي قاله حسن لأنها اللغة الفصيحة، {واعلموا أن الله مع المتقين} قطع تام، {فيحلوا ما حرم الله} قطع كاف عند أبي حاتم {زين لهم سوء أعمالهم} قطع صالح، والتمام {والله لا يهدي القوم الكافرين} {أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة} قطع كاف، والتمام {إلا قليل} {ولا تضروه شيئا} قطع كاف، والتمام {والله على كل شيء قدير} {إن الله معنا} قطع كاف، {وجعل كلمة الذين كفروا السفلى} قطع تام على قراءة العامة لأنهم يقرأون {وكلمة الله هي العليا} وقرأ علقمة والحسن ويعقوب (وكلمة الله هي العليا) بالنصب، فعلى هذه القراءة الوقف على هي (العليا)، وزعم أبو حاتم: أن القراءة بالرفع حسن لأنك لو قلت: وجعل الله كلمة الله هي العليا ولم تكن في حسن (وجعل الله كلمته هي العليا)، ولذلك قرأت العامة بالرفع، وكذا كان مذهبه كمذهب أهل العلم: إن اجتماع العامة هو الحق، وإن في خلافه الطعن، [1/ 287]

{والله عزيز حكيم} على القراءتين جميعًا، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {عفا الله عنك}، فإنه قطع كاف على قول من قال: هو افتتاح كلام كما تقول: الله أعزك الله أليس قد كان كذا، والتمام {وتعلم الكاذبين} {أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم} قطع كاف، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى قوله {وفيكم سماعون لهم} فإنهم قطع كاف، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ولا تفتني} فإنه قطع كاف، ثم قال الله جل وعز {ألا في الفتنة سقطوا} أي في التخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {هو مولانا} والتمام {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم} فإن أبا حاتم زعم أن هذا كاف، وخولف في ذلك لأن أهل التأويل منهم ابن عباس يقولون: المعنى: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا، فإن أبا حاتم زعم أن هذا في الحياة الدنيا، إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة، قال أبو جعفر: فالقطع على هذا {في الحياة الدنيا} كاف، وقد يجوز ما قال أبو حاتم أن يكون المعنى: إنما يريد الله ليعذبهم [1/ 288]

بأموالهم في الحياة الدنيا، لأنهم ينفقونها فيما لا يجري عليهم، وأمر الله جل وعز غالب فهم متعذبون بها ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {سيؤتينا الله من فضله ورسوله} فإنه قطع صالح، والتمام {إنا إلى الله راغبون} {وفي سبيل الله وابن السبيل} قطع صالح {فريضة من الله} كاف، والتمام {والله عليم حكيم} {ويقولون هو أذن} قطع كاف، ومن قرأ {قل أذن خير لكم} كذا هذا وقفه الكافي، ومن قرأ (قل أذن خير لكم) كان وقفه، {ورحمة للذين آمنوا منكم} لأن (ورحمة) معطوف على (أذن)، وكذا من قرأ (أذن خير لكم) وقرأ (ورحمة) بالخفض، لأنه يعطف (ورحمة) على (خير) والمعنى عند الفراء: أنا نقول ما شئنا ثم نأتي فنعتذر إليه، فيقبل منا، فقال الله جل وعز (قل أذن خير لكم) أي إن كان الأمر على ما تقولون فهو خير لكم، فليس الأمر على ما تقولون ولكنه يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين إنما يصدق المؤمنين {ورحمة للذين آمنوا منكم} قطع كاف، والتمام {والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم} ثم القطع على رؤوس الآيات إلى {إنما كنا نخوض ونلعب} فإنه قطع كاف، قال الله جل وعز {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم [1/ 289]

تستهزئون}، {لا تعتذروا} قال أبو عبد الله: قال قوم: الوقف (لا تعتذروا)، وقال نصير: الوقف على رأس الآية أحب إلي، قال أبو جعفر: والأمر قال لأن الابتداء ليس بحسن، {إن المنافقين هم الفاسقون} قطع كاف، {خالدين فيها هي حسبهم} قطع تام على ما روينا عن نافع، {ولهم عذاب مقيم} قطع كاف إن قطعت الكاف مما قبلها، {أولئك هم الخاسرون} قطع تام، {قوم نوح وعاد وثمود} ليس بتمام ولا كاف لأن ما بعده معطوف عليه، وهو {وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات} والتمام {فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} وكذا {أولئك سيرحمهم الله} وكذا {إن الله عزيز حكيم} قال يعقوب: ومن الوقف قوله جل وعز {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن} فهذا تام من الوقف ثم قال الله جل وعز {ورضوان من الله أكبر} تمام، وقال غيره: [1/ 290]

التمام {ذلك هو الفوز العظيم}، {جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم} قطع كاف، وكذا {ومأواهم جهنم} والتمام {وبئس المصير} {وهموا بما لم ينالوا} قطع كاف وكذا {إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله} وكذا {يك خيرًا لهم} والتمام {وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ولا تعجبك أموالهم وأولادهم} فإن أبا حاتم يذهب: إلى أنه وقف كاف، وغيره يذهب: إلى أن الوقف الكافي عنده {إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا} لأن المعنى: ولا تعجبك أموالهم وأولادهم في الدنيا، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {مع الخوالف} فإنه قطع كاف، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ليؤذن لهم} فإنه فيما روينا عن نافع أنه قال: تم، قال غيره: ليس بتمام لأن {وقعد} معطوف على {وجاء} والقطع الكافي {وقعد الذين كذبوا الله ورسوله} والتمام {سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم}، قال أحمد بن موسى {إذا نصحوا لله [1/ 291]

ورسوله} تمام، وقال غيره: التمام {ما على المحسنين من سبيل} وكذا {والله غفور رحيم} وكذا {ألا يجدوا ما ينفقون} {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف} قطع كاف، {وسيرى الله عملكم ورسوله} قطع صالح، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {عليهم دائرة السوء} فإنه قطع كاف، والتمام {والله سميع عليم} {ألا إنها قربة لهم} قطع كاف، وكذا {سيدخلهم الله في رحمته} والتمام {إن الله غفور رحيم} {خالدين فيها أبدا} قطع كاف والتمام {ذلك الفوز العظيم}، {وممن حولكم من الأعراب منافقون} قطع كاف إن جعلت التقدير: ومن أهل المدينة قوم مردوا على النفاق، وإن جعلت التقدير: وممن حولكم من الأعراب منافقون مردوا على النفاق ويكون {مردوا} نعتًا لـ (منافقين) لم يحسن الوقوف على {منافقون}، وكان الوقف الكافي {ثم يردون إلى عذاب عظيم}، ثم يبتدئ {وآخرون اعترفوا بذنوبهم} قال ابن عباس: هم سبعة تخلفوا عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، فندموا وربطوا أنفسهم إلى سواري المسجد [1/ 292]

{خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم} قطع صالح، {إن الله غفور رحيم} قطع كاف فلما تاب الله جل وعز عليهم قالوا: يا رسول الله خذ أموالنا فتصدق بها، فقال: ما أمرت في أموالكم بشيء فأنزل الله جل وعز {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} قطع كاف والتمام {والله سميع عليم} على قول ابن زيد لأنه قال لما تاب الله جل وعز عليهم قال الذين تخلفوا عن رسول الله: ألم يكن هؤلاء معنا تخلفوا كما تخلفنا، فأنزل الله جل وعز {ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم} قطع كاف وكذا {فينبئكم بما كنتم تعملون} ثم قال جل وعز {وآخرون مرجون لأمر الله} وهم ثلاثة آخرون سوى السبعة على قول ابن عباس: قبلت توبة السبعة لاعترافهم بذنوبهم ومبادرتهم، وخلف الثلاثة عن قبول التوبة، قال الله جل وعز {إما يعذبهم وإما يتوب عليهم} أي: إما يخذلهم حتى لا تتم توبتهم، فيعذبهم، وإما أن يوفقهم فتتم توبتهم، والتمام {والله عليم حكيم} على قراءة من قرأ {الذين} بغير واو ومن قرأ [1/ 293]

بقراءة الكوفيين (والذين) بمعنى: ومنهم الذين، أو ممن ذكر الذين وسيبويه يقدر مثل هذا: (وفيما نقص عليكم) فيكون (والله عليم حكيم) قطعًا كافيًا على هذه التقديرات {وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله من قبل} عن نافع: تم، قال أبو جعفر: إن قدرت (الذين) مبتدأ على أن خبره {لا يزال بنيانهم} لم يكن هذا تمامًا ولا كافيًا وكذا إن قدرته على قول الكسائي لأنه يجعل الخبر (لا تقم فيه) أي لا تقم في مسجدهم، وإن جعلت التقدير: ومنهم الذين جاز أن تقف على (وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله من قبل) وعلى {والله يشهد إنهم لكاذبون} وعلى {لا تقم فيه أبدا} كما قال يعقوب: قال (لا تقم فيه أبدا) فهذا التمام من الوقف ثم يقول {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه} قال: فهذا التمام، قال أبو جعفر: فهذا يصح على تقدير منهم الذين وهو حسن لأن الضمير مختلفة، قد حكى يحيى بن أيوب بن بادي قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: لا يحل لأحد أن يجترئ على كتاب الله جل وعز على الكلام فيه إلا بعلم ودراية، ألا ترى إلى قوله جل وعز {لا تقم فيه أبدًا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم [1/ 294]

أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا}، كل ضمير فيه مخالف لصاحبه وكيف يتكلم على هذا من غير علم، قال أبو جعفر: والأمر في هذا كما قال (لا تقم فيه أبدًا) وهو مسجد الضرار، قال محمد بن إسحاق: هو مسجد بني عوف عمرو بن عوف (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم، أحق أن تقوم فيه) هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، جاء بذلك التوقيف، قال أبو سعيد الخدري وسهل بن سعد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المسجد فقال: هو مسجدي هذا فيه رجال يحبون أن يتطهروا، مسجد قباء، كذا روى داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب (والله يحب المطهرين) قطع تام على ما تقدم، وكذا {والله لا يهدي القوم الظالمين} {إلا أن تقطع قلوبهم} قطع كاف، والتمام {والله عليم حكيم} قال أحمد بن موسى {في التوراة والإنجيل والقرآن} كاف {ومن أوفى بعهده من الله} قطع كاف، وكذا {بايعتم به} {وذلك هو الفوز العظيم} قطع حسن، والتقدير: هم {التائبون} وعلى قراءة ابن مسعود (التائبين) إن جعلته نصبًا على المدح، كان كالأول، وإن جعلته في موضع خفض نعتًا للمؤمنين لم تقف على ما قبله، وكان الوقف التام {وبشر المؤمنين} {من بعد ما تبين [1/ 295]

لهم أنهم أصحاب الجحيم} قطع كاف {إلا عن موعدة وعدها إياه} عند نافع: تم وكذا قال أحمد بن جعفر {تبرأ منه} قطع صالح والتمام {إن إبراهيم لأواه حليم} {حتى يبين لهم ما يتقون} قطع كاف وعن نافع: تم {إن الله بكل شيء عليم} قطع حسن وكذا {من ولى ولا نصير}، {ثم تاب عليهم} قطع حسن، وكذا {ثم تاب عليهم ليتوبوا} والتمام {إن الله هو التواب الرحيم} ثم ابتدأ {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} قطع تام، قال أبو جعفر: حدثنا علي بن الحسن قال: الحسن بن محمد حدثنا يحيى بن عباد وشبابة وعفان، واللفظ ليحيى قالوا: حدثنا شعبة قال: أخبرني عمرو بن مرة عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: لا يحل الكذب في جد ولا هزل واقرأوا إن شئتم (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) قال أحمد بن موسى (ولا يرغبوا بأنفسهم عن [1/ 296]

نفسه) تمام {إلا كتب لهم به عمل صالح} ليس بتمام ولا كاف، وقد غلط فيه بعض القراء فجعله كافيًا، وكذا {إن الله لا يضيع أجر المحسنين} وليسا بتمام لأن {ولا ينفقون نفقة} معطوف على (يصيبهم) وكذا {ولا يقطعون واديا} معطوف أيضًا، وزعم أبو حاتم: أن (ألا كتب لهم) وقف، وجعل {ليجزيهم} لام قسم وحذفت منه النون استخفافًا ثم كسرت اللام فأشبهت لام كي فنصب بها، قال أبو جعفر: وهذا كله غلط ليس (إلا كتب لهم) وقفًا لأن اللام متعلقة به، وليست هذه لام قسم، ورأيت أبا الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم ويخطئه فيه، ولو جاز ما قال أبو حاتم لجاز: والله ليقوم زيد، ولا معنى لحذف النون ولا لكسر اللام، وهذا لا يوجد في كلام العرب أعني: كسر لام القسم وقد شبهه أبو حاتم بقول العرب: أكرم بزيد وأنبل به، أي ما أكرمه وأنبله، لما أشبه الأمر جزموا، قال أبو جعفر: وهذا غلط والفرق بينهما أن هذا موجود في كلام العرب، وكسر لام القسم غير موجود، والوقف {ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون}، {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} قطع كاف، والتمام {لعلهم يحذرون} {وليجدوا فيكم غلظة} قطع كاف عند أبي حاتم، {واعلموا أن الله [1/ 297]

مع المتقين} قطع حسن {زادته هذه إيمانا} قطع كاف، قال أحمد بن موسى {وهم يستبشرون} تمام، {وماتوا وهم كافرون} غير تمام لأن {أو لا} واو عطف دخلت عليها ألف الاستفهام {وهم يذكرون} ليس بتمام، لأن ما بعده معطوف عليه {ثم انصرفوا} قطع كاف عند الفراء لأن المعنى عنده {وإذا ما أنزلت سورة} فيها ذكرهم وعيبهم قال بعضهم لبعض {هل يراكم من أحد} إن أقمتم، فإن قالوا: نعم، قاموا بذلك: ثم انصرفوا والتمام {بأنهم قوم لا يفقهون}، {حريص عليكم} تمام عند الأخفش وأحمد بن موسى، وليس بتمام عند غيرهما لأن {رؤوف رحيم} نعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم والحجة للأخفش وأحمد بن موسى أن قوله جل وعز {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم} مخاطبة لأهل مكة وقوله {بالمؤمنين رؤوف رحيم} لجميع الناس، فيكون التقدير: وبالمؤمنين رؤوف رحيم أي من أهل مكة وغيرهم، {عليه توكلت} قطع صالح والتمام {وهو رب العرش العظيم}. [1/ 298]

سورة يونس عليه السلام

سورة يونس عليه السلام {الر تلك آيات الكتاب الحكيم} قطع تام، قال الأخفش {أكان للناس عجبا} التمام فيه، والله جل وعز علم {أن لهم قدم صدق عند ربهم} تم، استأنف فـ {قال الكافرون} هذا أيضًا قول أبي حاتم وخولفا في ذلك فقيل هو كاف وليس بتمام لأن (قال الكافرون إن هذا لساحر مبين) جواب للوحي، فهذا إشارة إلى الوحي، والتمام {مبين} {ما من شفيع إلا من بعد إذنه} قطع كاف وكذا {فاعبدوه} وكذا {أفلا تذكرون} وكذا {إليه مرجعكم جميعا} {وعد الله حقا} على قراءة من قرأ (إنه) بكسر الهمزة وعلى قراءة أبي جعفر (أنه) بفتح الهمزة لا يتم الكلام ولا يكفي على وعد الله حقا، وفي التقدير اختلاف عند النحويين. فمنهم من يقول أن في موضع نصب يعني لأنه، ومنهم من يقول إن في موضعها خفض على إضمار اللام، وقال أبو حاتم: موضعها نصب [1/ 299]

أي وعد الله أنه يبدي الخلق وقال الفراء: موضعها رفع بحق. قال أحمد بن يحيى أي ابتدؤه، وفي نصب (حق) اختلاف أيضًا، فذهب سيبويه أن المعنى: في حق تم حذفت في فنصب، قال أبو جعفر: وسمعت أبا إسحاق يقول: ما يصح عندي غير قول سيبويه في هذا المعنى وسمعت علي بن سليمان يقول: التقدير وقت حق وأنشد النحويون: أحقًا عباد الله أن لست خارجا = ولا والجأ إلا على رقيب {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط} قطع كاف وليس بتمام لأنه إخبار عما يجزي به المؤمنون تم عطف عليه ما يجزي به الكافرون، والتمام {والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون}، {لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق} قطع حسن على قراءة من قرأ نفصل بالنون ومن قرأ بقراءة أبي عمر ويفصل بالياء وقف على {يفصل الآيات لقوم يعلمون} تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {يهديهم ربهم بإيمانهم} فإنه تمام عند أبي حاتم. قال أحمد بن موسى {في جنات النعيم} تمام {دعواهم فيها سبحانك اللهم} تمام عند أحمد بن جعفر وحكى سيبويه [1/ 300]

دعوى بمعنى: دعاء وفسر ذلك سفيان فأحسن، قال: إذا أراد الرجل من أهل الجنة أن يدعو بالشيء إليه قال سبحانك اللهم، فإذا قالها مثل بين يديه {وتحيتهم فيها سلام} قطع حسن والتمام {أن الحمد لله رب العالمين}. قال يعقوب: ومن الوقف {ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم} فهذا الكافي من الوقف ثم قال الله جل وعز {فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون}، {دعانا لجنبه أو قاعدًا أو قائما} قطع صالح، {مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه} قطع كاف، والتمام {كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {أو بدله} فإنه كاف. وعن نافع {ولا أدراكم به} تم وقال غيره التمام {أفلا تعقلون} {أو كذب بآياته} قطع كاف وكذا {إنه لا يفلح المجرمون}، وعن نافع {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} تم وقال التمام {سبحانه وتعالى عما يشركون} {وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا} قطع صالح [1/ 301]

{فيما فيه يختلفون} قطع كاف لأن المعنى، لأهلك الله جل وعز أهل الباطل وأنجى أهل الحق {لقضى بينهم فيما فيه يختلفون}، والتمام {فانتظروا إني معكم من المنتظرين} لأن المعنى فانتظروا نصر الله جل وعز أهل الحق وخذلان أهل الباطل إني منتظر معكم، {قل الله أسرع مكرا} قطع كاف والتمام {إن رسلنا يكتبون ما تمكرون}، {هو الذي يسيركم في البر والبحر} قطع كاف {حتى إذا كنتم في الفلك} ليس بتمام وإن كانت المخاطبة بعده قد خولت لأن جواب إذا بعده، والتمام {لنكونن من الشاكرين}. {إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق} قطع كاف، قال يعقوب: ومن الوقف {إنما بغيكم على أنفسكم} ثم قال جل وعز {متاع الحياة الدنيا}، قال أبو جعفر: قول يعقوب إن جعلت (على أنفسكم) خبر (بغيكم) ويكون التقدير: ذلك متاع الحياة الدنيا وهو متاع الحياة الدنيا أو متاعكم متاع الحياة الدنيا. وعلى قول أبي عبيدة: لا يتم الكلام حتى نقول: متاع الحياة الدنيا، لأنه قال: أراد أن البغي متاع الحياة الدنيا لأن عقوبته تعجل [1/ 302]

لصاحبه في الدنيا، كما قيل: البغي مصرعه، وقال جل وعز {ثم بغى عليه لينصرنه الله}، {فننبئكم بما كنتم تعملون} قطع تام. وحكى إسماعيل بن عبد الله المقرئ قال: قال يعقوب يعني الأزرق المقرئ {إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط} وفي الكهف {فاختلط} تمام الكلام {مما يأكل الناس والأنعام} قطع كاف، وكذا {كأن لم تغن بالأمس} والتمام {كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون} {ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} قطع حسن {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قطع كاف عند أبي حاتم، وقال أحمد بن جعفر: وزيادة تم وعن نافع {ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة} تم وقال غيره التمام {أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون}. وعن نافع {وترهقهم ذلة} تم وقال غيره التمام {أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}، {فزيلنا بينهم} [1/ 303]

كاف، وعن نافع {ما كنتم إيانا تعبدون} تم وقال غيره لم يتم لأن ما بعده متصل {إن كنا عن عبادتكم لغافلين} قطع كاف والتمام {وضل عنهم ما كانوا يفترون}، {ومن يدبر الأمر فسيقولون الله} قطع كاف وكذا {فقل أفلا تتقون} وكذا {فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون} والتمام {كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون}، {من يبدأ الخلق ثم يعيده} قطع كاف والتمام {فأنى تؤفكون} {قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق} قطع كاف، وكذا {إلا أن يهدي} قال أبو حاتم {فما لكم} وقف جيد قال: والتمام {كيف تحكمون} قال أبو إسحاق (فما لكم) تم الكلام، فالمعنى: فأي شيء لكم في عبادة الأوثان {إن الظن لا يغني من الحق شيئا} تمام عند نافع والتمام عند غيره {بما يفعلون} {لا ريب فيه} تمام عند نافع والتمام عند [1/ 304]

غيره {من رب العالمين} {ولما يأتهم تأويله} كاف عند أبي حاتم وتمام عند أحمد بن جعفر، {فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} قطع حسن والتمام عند {وربك أعلم بالمفسدين} والقطع على رؤوس الآيات بعد هذا حسن إلى رأس الخمسين إلا أن فيه موضعين غير رؤوس الآيات أحدهما {يتعارفون بينهم} كاف عند أبي حاتم وتمام عند الأخفش. نافع قال {إلا ما شاء الله} كاف عند أبي حاتم ثم سائر ذلك القطع على رؤوس الآيات إلى {ماذا يستعجل منه المجرمون} فإنه قطع صالح، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {قل إي وربي} فإنه كاف كما تقول نعم والله والتمام عند أحمد بن موسى {إنه لحق} {بمعجزين} قطع تام {لافتدت به} قطع كاف وكذا {ألا أن لله ما في السموات والأرض} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى قوله جل وعز {وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم [1/ 305]

القيامة} فإنه تمام عند أحمد بن جعفر {ولكن أكثرهم لا يشكرون} قطع تام تم التمام بعده عند الأخفش ويعقوب وأبي حاتم وأحمد بن جعفر. {إذ تفيضون فيه} {إلا في كتاب مبين} قطع تام {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} ليس بقطع كاف، إن جعلت {الذين آمنوا} من نعت أولياء الله على اللفظ أو على الموضع وإن جعلته بمعنى: هم الذين آمنوا وأعني الذين آمنوا كان كافيًا وإن جعلت الذين في موضع رفع بالابتداء والخبر {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} كان {ولا هم يحزنون} تمامًا {لا تبديل لكلمات الله} قطع كاف والتمام {ذلك هو الفوز العظيم}، {ولا يحزنك قولهم} قطع تام عند أحمد بن موسى وهو قول الفراء قال: كسرت (إن) على الاستئناف ولم يقولوا هم {إن العزة لله جميعًا} وهو قول أبي حاتم، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {لا يفلحون} فإنه تمام عند أحمد بن موسى وهو قول الفراء وقدر معناه ذلك متاع الحياة الدنيا {بما كانوا [1/ 306]

يكفرون} قطع تام. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {فأجمعوا أمركم} على قراءة من قرأ بالرفع {وشركاؤكم} أي وشركاؤكم فليجمعوا أمرهم، ومن قرأ (وشركاءكم) بالنصب أضمر: وادعوا شركاءكم، وفي قراءة أبي (وادعوا شركاءكم) فيما بلغني. قال أبو جعفر (فأجمعوا أمركم) ليس بقطع كاف على قراءة من قرأ بالرفع أو بالنصب لأنه إذا رفع فإنما عطف على المضمر الذي في (فأجمعوا) وهي أيضًا قراءة شاذة رويت عن الحسن وهي مخالفة للمصحف الذي يقوم به الحجة، ومن قرأ وشركاءكم جعله مفعولا معه أو أضمر وادعوا. وقال محمد بن يزيد: هو معطوف على المعنى لأن معنى أجمعوا واحد، قال أبو جعفر: فمن هذه الجهات كلها لا يتم القطع على ما قبل وشركاءكم، والتمام {ولا تنظرون} تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى قوله (قال موسى ما جئتم به السحر). قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {قال موسى ما جئتم به السحر} فهذا كاف، ومن الوقف قال أبو جعفر: وقول مجاهد وأبي عمر والسحر فالقطع على هذه القراءة (قال موسى ما جئتم به) والمعنى: أي شيء جئتم به، ثم ابتدأ هو السحر وعلى القراءة الأولى الذي جئتم به السحر مبتدأ أو خبره. قال أبو جعفر: فإن قيل كلام العرب في مثل هذا بغير ألف ولام [1/ 307]

يقولون ما جئت به باطل والذي جئت به حق، ولعل أبا عمرو تجنب لما ذكرناه والجواب عنه أن الألف واللام جاءت في موضعها لأن للعهد وذلك أنهم قالوا لموسى صلى الله عليه وسلم أنت ساحر وقد جئت بالسحر فقال لهم الذي جئتم به هو السحر على الحقيقة {إن الله سيبطله} فأبطله الله جل وعز في تقلب العصا حية فتلقفت حبالهم وعصيهم. {إن الله لا يصلح عمل المفسدين} قطع تام وكذا {ولو كره المجرمون} {فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملأهم أن يفتنهم} قطع كاف وفي المضر اختلاف لقوله جل وعز (من فرعون وملئهم) وكذا (من قومه) فروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس: إلا ذرية من قومه هم بني إسرائيل، فعلى هذه الرواية إلا ذرية من قوم موسى وفي رواية أخرى إلا ذرية من قوم فرعون آمنت امرأته آسيه ومؤمن آل فرعون وجارته. والقول الأول أولى، لأن الضمير يري ذكر موسى ولو كان الضمير لفرعون لكان على خوف منه، وملأهم قبل الضمير يعود على فرعون لأنه جبار فنخبر عنه بأخبار الجماعة وقيل المعنى: على خوف من أصحابه وقيل الضمير يعود على فرعون مثل اسأل القرية وقيل الضمير يعود على الذرية وهذا أبينها. [1/ 308]

{وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين} قطع تام أيك وأنه لجبار مستكبر في أرض الله مسرف أي متجاوز طاعات الله جل وعز إلى معاصيه ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ربنا ليضلوا عن سبيلك} فإنه تمام عند نافع وأحمد بن موسى وهو قول الفراء قال: ثم استأنف موسى صلى الله عليه وسلم الدعاء فقال {ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم}. قال أبو العالية: طمس الله أموالهم فجعلها حجارة، قال مجاهد: أهلكها، وقال محمد بن كعب: جعل شكهم حجارة قال يعقوب: ومن الوقف (واشدد على قلوبهم) فهذا الكافي من الوقف ثم قال {فلا يؤمنوا} جوابًا، قال أبو جعفر: ليس هذا وقفًا كافيًا لأن فلا يؤمنوا إن كان جوابًا وهو متعلق بما قبله، وقد ذكر الفراء هذا القول وأنشد: يا ناق سيري عنقًا فسيحا = إلى سليمان فنستريحا قال أبو إسحاق: فلا تؤمنوا عطف على ليضلوا، وقول أبي عبيده أنه دعاء قد ذكره الفراء وهو قول أهل التأويل قاله الضحاك والتمام {حتى يروا العذاب الأليم} وكذا {ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون}. قال الأخفش {قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا [1/ 309]

إسرائيل} هذا التمام، ومن قرأ أنه فالتمام عنده قال {آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين} قطع تام لأن ما بعده ليس من كلامه. قال السدي: بعث الله جل وعز ميكائيل صلى الله عليه وسلم فقال له {الآن وقد عصيت قبل} {فاليوم ننجيك ببدنك} ليس بقطع تام وإن كان ظاهره حسنًا لأن اللام التي بعده متعلقة بما قبلها لأن المعنى على ما قال أهل التفسير: فاليوم نلقيك على صخرة من الأرض أي موضع مرتفع كما قال: فمن بعقوبة كمن بنجوته = والمستكين كمن يمشي بقرواج ببدنك: أي بجسدك لا روح فيه، لتكون لمن خلفك آية أي: ليعتبر بك من يجيء بعدك، وهذا الوقف الكافي والتمام {وإن كثيرًا من الناس عن آياتنا لغافلون} والوقف الكافي بعده عند أبي حاتم {ورزقناهم من الطيبات} والكافي بعده عنده {حتى جاءهم العلم} {فيما كانوا فيه يختلفون} والتمام {فيما كانوا فيه يختلفون} والتمام بعده على ما روى عن نافع {فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك} {فلا تكونن من الممترين} قطع كاف إن ابتدأت النهي بعده، والتمام {فتكون من الخاسرين} [1/ 310]

وكذا {ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم}. قال يعقوب: ومن الوقف الكافي {فلولا كانت قرية آمنت} فهاذ الكافي من الوقف، ثم قال الله جل وعز {فنفعها إيمانها إلا قوم يونس} وخولف يعقوب في هذا لأن الكلام بعضه متصل ببعض ولكن (إلا قوم يونس) قطع صالح، والتمام {ومعناهم إلى حين} {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا} قطع كاف، وكذا {أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} {وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله} وقف حسن عند أبي عبد الله، والتمام {ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون}، {قل انظروا ماذا في السموات والأرض} قطع كاف إن جعلت (وما) للنهي، وإن جعلتها استفهامًا لم يكن الوقوف على ما قبلها لأنها معطوفة على (ما) الأولى، والتمام {عن قوم لا يؤمنون}. {فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم} قطع كاف عند أبي حاتم {إني معكم من المنتظرين} قطع حسن على أن يجعل {ثم} الأخبار {ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا} قطع كاف عند أبي حاتم، والتمام عند محمد بن [1/ 311]

عيسى وأحمد بن جعفر، وزعم عبد الله بن مسلم أن التمام (ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك) ثم قال جل وعز {حقًا علينا ننج المؤمنين} {ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم} قطع صالح {وأمرت أن أكون من المؤمنين} ليس بتمام ولا كاف لأن {وأن أقم وجهك للدين حنيفا} معطوفًا على ما قبله والتمام {ولا تكونن من المشركين} وكذا {إذًا من الظالمين}. {فلا كاشف له إلا هو} على ما روى عن نافع {فلا راد لفضله} تمام عند أحمد بن جعفر {وهو الغفور الرحيم} قطع تام {ومن ضل فإنما يضل عليها} قطع صالح {وما أنا عليكم بوكيل} قطع كاف والتمام آخر السورة والله أعلم. [1/ 312]

سورة هود عليه السلام

سورة هود عليه السلام (الر) قطع كاف إن لم تجعله رافعًا لـ {كتاب} {ألا تعبدوا إلا الله} قطع صالح {إنني لكم منه نذير وبشير} ليس بوقف لأن {وأن استغفروا ربكم} معطوف على (ألا تعبدوا إلا الله). قال أحمد بن جعفر {ثم توبوا إليه} هاهنا تمام الكلام وهذا غلط لأن يمتعكم جواب الأمر {ويؤت كل ذي فضل فضله} وقف كاف حسن عند أبي حاتم وتمام عند الأخفش. {وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير} قطع تام {إلى الله مرجعكم} قطع صالح والتمام {وهو على كل شيء قدير} {ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين} تمام عند نافع وأحمد بن جعفر، {يعلم ما يسرون وما يعلنون} قطع صالح والتمام {إنه عليم بذات الصدور}. [1/ 313]

{إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها} قطع صالح والتمام {كل في كتاب مبين}، {ليبلوكم أيكم أحسن عملا} قطع صالح {ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين} قطع كاف {ليقولن ما يحبسه} تمام عند نافع وكاف عند أبي حاتم، {وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون} قطع كاف، {ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور} ليس بقطع كاف وإن كان رأس العشر لأن بعده استثناء {إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات} قطع صالح والتمام {أولئك لهم مغفرة وأجر كبير}. {وضائق به صدرك} ليس بقطع كاف لأن (إن) متعلقة بما قبلها {أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك} تمام عند أحمد بن موسى {إنما أنت نذير} تمام عند أبي حاتم، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {وحبط ما صنعوا فيها} فإن يعقوب قال هذا الكافي من الوقف. قال الله جل وعز {وباطل ما كانوا يعملون} يرفعه بالابتداء {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} تمام عند [1/ 314]

نافع، قال أحمد بن جعفر: ويتلوه شاهد تم أي ويتلوا القرآن شاهد من الله جل وعز قال وهو جبريل صلى الله عليه وسلم، قال أبو جعفر: هذا على قراءة من قرأ {ومن قبله كتاب موسى} بالرفع ومن وقف نصب {إمامًا ورحمة} لأن المعنى: ويتلوا القرآن وكتاب موسى شاهد من الله وهو جبريل صلى الله عليه وسلم، {أولئك يؤمنون به} قطع كاف، {فالنار موعده فلا تك في مرية منه} قطع صالح وكذا {إنه الحق من ربك} والتمام {ولكن أكثر الناس لا يؤمنون}. {ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم} قال محمد بن جرير: تم الكلام ثم قال الله جل وعز {ألا لعنة الله على الظالمين} أي غضب الله على الكافرين المعتدين وعلى قوله لا يجوز أن يقول على (ألا لعنة الله على الظالمين) لأن الله جل وعز إنما لعن الظالمين الذين وصفهم خاصة فقال {الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون} فهذا تمام الكلام ويدلك على ذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح سنده وهو ما حدثنا أحمد بن علي بن سهل المروزي قال: حدثنا شريح بن يونس قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام الدستواني عن قتادة عن صفوان بن محرز قال: قال رجل لابن عمر كيف سمعت رسول الله صلى الله [1/ 315]

عليه وسلم يقول في النجوى، قال: سمعته يقول يلاقي المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع عليه كتفه فيقرره بذنوبه فيقول هل تعرف فيقول رب أعرف فيقول أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطي صحيفة حسابه، وأما الكافر أو قال الآخر فيناديهم على رؤوس الأشهاد. {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم} {وما كان لهم من دون الله من أولياء} تمام عند نافع {يضاعف لهم العذاب} وقف كاف إن جعلت {ما} نافية. وإذا كانت نافية ففي معناه ثلاثة أقوال يروى عن ابن عباس منها أن الضمير للأصنام وهي لا تسمع ولا تبصر، ومنها أن الله جل وعز ختم على قلوبهم وأبصارهم بكفرهم والقول الثالث هو اختيار محمد بن جرير أنهم لا يسمعون سماعًا يفهم ولا يبصرون إبصارًا قابل لإبغاضهم الإسلام وأنسهم بما هم عليه من الكفر. ومن جعل المعنى: يضاعف لهم العذاب بهذا لم يقف على يضاعف لهم العذاب والوقف الكافي في القولين جميعًا {وما كانوا يبصرون}، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {هل يستويان مثلا} فإنه تمام على ما روينا عن نافع وكاف عند أبي حاتم {أفلا تذكرون} قطع تام، {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه} قطع كاف على قراءة شيبة ونافع وعاصم وحمزة لأنهم يقرءون {إني} بكسر الهمزة وعلى أن يكون [1/ 316]

{أن لا تعبدوا} متعلقًا بما بعد إن، فإن جعلته متعلقًا بـ (أرسلنا) لم يقف على (إلى قومه) وكذا إن قرأت بقراءة أبي عمرو وأبي جعفر والكسائي لأنهم يقرأون أني بفتح الهمزة بمعنى أرسلنا نوحًا بأنى لكم نذير مبين وجعل (أن لا تعبدوا) بدلاً من {إني لكم نذير مبين} وتجعل أن لا تعبدوا وإن شئت قدرته بمعنى نذير بأن لا تعبدوا إلا الله وكان هذا صالحًا من الوقف {إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم} قطع تام، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا} فإنه تمام على ما روى عن نافع وأبي عبد الله وأحمد بن جعفر ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {إن شاء} فإنه كاف عند أبي حاتم وكذا عنده {إن كان الله يريد أن يغويكم} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {من قد آمن} فإنه كاف {فلا تبتئس بما كانوا يفعلون} قطع كاف على قول من جعل الأمر بمعنى خلاف معنى النهي كذا {بأعيننا ووحينا} وكذا {ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} {وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه} قطع كاف {كما تسخرون} قطع صالح والتمام {يحل عليه عذاب [1/ 317]

مقيم}، {وفار التنور} ليس بقطع كاف لأن بعده جواب إذا. قال أبو حاتم {وأهلك} وقف، وقال أحمد بن موسى {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك} هذا تمام الكلام، قال أبو جعفر: وهذا غلط لأن بعده استثناء. قال يعقوب: ومن الوقف {إلا من سبق عليه القول ومن آمن} فهذا الكافي من الوقف، قال أبو جعفر: وهذا تمام عند نافع، وقال أحمد بن جعفر رحمه الله (ومن آمن) تم حمل معه امرأته سوى التي هلكت وثلاثة بنين وثمانين إنسانًا {وما آمن معه إلا قليل} قطع تام {وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها} قطع صالح. قال الضحاك: كان نوح صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجري بالسفينة قال بسم الله فجرت، وإذا أراد أن يرسي قال بسم الله فأرست، {إن ربي لغفور رحيم} قطع كاف وكذا {وهي تجري بهم في موج كالجبال} والتمام {ولا تكن مع الكافرين}. قال ومن الوقف {لا عاصم اليوم من أمر الله} فهذا الوقف الكافي، قال أحمد بن جعفر (قال لا عاصم اليوم من أمر الله) [1/ 318]

ثم قال أبو جعفر: وهذا ليس بتمام ولا كاف لأن بعده استثناء وللعلماء فيه ثلاثة أقوال ذكر يعقوب منها اثنين أحدهما أن يكون عاصم بمعنى معصوم مثل {ماء دافق} أي لا يعصم اليوم من الغرق إلا من رحمه الله فهو على هذا استند بالأول، والثاني لا عاصم اليوم من أمر الله لكن من رحمه الله فإنه يعصم، والاستثناء المنقطع لا يتم الكلام على ما قبله لأنه لا بد أن يكون الثاني فيه سبب، والقول الثالث أن المعنى لا يعصم اليوم ولا ننجي من الغرق إلا من رحم أي إلا الله كما تقول لا يخلصنا مما نحن فيه إلا الله فهذا أيضًا أشد اتصالاً بما قبله وهو اختيار محمد بن جرير في المعنى. قال يعقوب: الاستقصاء يعني في الوقف إلا من رحم، والوقف الكافي عند أبي حاتم بعد هذا {واستوت على الجودي} وقد غلط في هذا لأن {وقيل} معطوف على ما قبله ولو جاز الوقف على (الجودي) على أنه كاف لكان هكذا {وقيل يا أرض ابلعي ماءك} وكذا {أقلعي} وكذا {وغيض الماء} وكذا {وقضى الأمر} لأن بعض الكلام معطوف على بعض. قال أحمد بن جعفر {إنه ليس من أهلك} ثم قال أبو جعفر: من قرأ {إنه عمل غير صالح} لم يقف على من أهلك لأن الهاء التي في أنه عمل غير صالح تعود على الضمير الذي [1/ 319]

في أنه ليس من أهلك فبعض الكلام متصل ببعض وهذه قراءة شاذة خارجة عن الجماعة قرأ بها الكسائي وهي تروى عن عكرمة ومن أعجب الأشياء حجة من زعم أنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم والحديث لا يصح لأنه من رواية شهر بن حوشب عن أم سلمه ولا نعلم أن شهرًا لقى أم سلمه، ومنهم من يقول عن شهر عن أسماء بنت يزيد عن أم سلمه ولا نعرف أسماء بنت يزيد، ومن قرأ أنه عمل غير صالح صلح أن يقف على أنه ليس من أهلك وهذه قراءة ابن مسعود والحسن والشعبي وأبي عمرو وابن كثير وأبي جعفر وشيبة ونافع والأعمش وعاصم وحمزة، وقال أحمد بن جعفر: أي سؤالك إياي عمل غير صالح، {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} قطع كاف وكذا {وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين}. قال يعقوب: ومن الوقف {وبركات عليك وعلى أمم ممن معك} ثم قال الله جل وعز {وأمم سنمتعهم} وقال الأخفش: وعلى أمم ممن معك: تمام، وهو قول أبي حاتم {ثم يمسهم منا عذاب اليم} قطع تام وكذا {فاصبر إن العاقبة للمتقين}. [1/ 320]

{إن أنتم إلا مفترون} ليس بتمام ولكنه قطع صالح وكذا {أفلا تعقلون} والتمام {ولا تتولوا مجرمين} وكذا {بسوء} وكذا {إن ربي على صراط مستقيم} وكذا {ولا تضرونه شيئًا إن ربي على كل شيء حفيظ} وكذا {ونجيناهم من عذاب غليظ} قال الأخفش سعيد {ويوم القيامة} هاهنا التمام وهو قول أبي حاتم {ألا بعدًا لعاد قوم هود} قطع تام {وإلى ثمود أخاهم صالحا} قطع كاف، لأن المعنى وأرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحًا، والتمام {إن ربي قريب مجيب} وكذا {إليه مريب} والوقف بعد هذا عند أبي حاتم أيضًا {فمن ينصرني من الله إن عصيته} والوقف بعد هذا عند أبي حاتم أيضًا {ومن خزي يومئذ}، {هو القوي العزيز} قطع صالح قال أحمد بن [1/ 321]

موسى: هو {كأن لم يغنوا فيها} تمام {ألا بعدًا لثمود} قطع تام، {قالوا سلامًا قال سلام} قطع صالح وكذا {بعجل حنيذ} {قالوا لا تخف} قطع تام عند نافع وخولف فيه لأن الكلام متصل. {وامرأته قائمة فضحكت}، قال أحمد بن جعفر: تم، وهو عنده على أن لا يكون في الكلام تقديم ولا تأخير ويكون المعنى: أنهم لما لم يأكلوا من طعام إبراهيم صلى الله عليه وسلم خافهم فلما تبينوا ذلك في وجهه قالوا لا تخف فضحكت امرأته سرورًا بالبشارة بزوال الخوف، وكذا على قول من قال ضحكت تعجبًا من خوف إبراهيم لأنه كان يقوم لمائة رجل فتعجبت لخوفه من نفر ومن قال المعنى: فبشرناها بإسحاق فضحكت سرورًا، ولم يقف على فضحكت. فأما أن يكون المعنى فضحكت فحاضت فغير موجود في كلام العرب ولا عن أحد ممن (يوثق به) من أهل التفسير {فبشرناها بإسحاق} تمام عند الأخفش وأبي حاتم على قراءة من قرأ {ومن وراء إسحاق يعقوب} بالرفع ومن قرأ يعقوب بالنصب لم يقف عند أبي حاتم على بإسحاق وهي عنده قراءة غير مختارة لأنه لم يبشر إلا بواحد قال جل وعز {وبشروه بغلام عليم} [1/ 322]

وكذا {فبشرناه بغلام حليم} وقد ذكر يعقوب القراءة بالنصب وزعم أن تفسيرها وبشرناها بيعقوب قال وهذا تفسير مظلم. قال أبو جعفر: الذي تأوله أبو حاتم ويعقوب غلط عند الحذاق من أهل العربية، لا يجوز عندهم مررت بزيد ومن بعده عمرو ولضعف الخافض ولكن إن قرأت يعقوب بالفتح جاز أن تقف على فبشرناها بإسحاق ويكون قطعًا صالحًا والتقدير فيه ووهبنا له يعقوب فيكون هذا جائز في العربية كما قال: جئني بمثل بني بدر لقومهم = أو مثل أسرة منظور بن سيار أو عامر بن طفيل في مركبه = أو حارثًا يوم نادى القوم يا حار والقطع التام {ومن وراء إسحاق يعقوب}، {إن هذا لشيء عجيب} قطع كاف والوقف بعده عند أبي حاتم {قالوا أتعجبين من أمر الله} والتمام {إنه حميد مجيد}. قال أبو حاتم {يجادلنا في قوم لوط} تمام ورأس آية {إن إبراهيم لحليم أواه منيب} قطع تام وكذا {وإنهم أتيهم عذاب غير مردود} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى [1/ 323]

{ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} بالنصب والرفع فإنه كاف {إنه مصيبها ما أصابهم إن موعدهم الصبح} وقف عند أبي حاتم واحتج لما روى من أن لوطًا صلى الله عليه وسلم قال لهم لا تؤخروهم إلى الصبح فقالوا {أليس الصبح بقريب}. {حجارة من سجيل منضود} تمام عند الأخفش وأبي عبد الله ونافع وغلطوا في ذلك لأن {مسومة} نعت لحجارة فلا يتم الكلام من قبل أن يؤتي به، والتمام عند أبي حاتم {مسومة عند ربك} وعند غيره {وما هي من الظالمين ببعيد} والقطع على رؤوس الآيات صالح إلى {قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا}، قال يعقوب: فهذا الوقف الكافي وغلط في هذا لأن بعض الكلام متصل ببعض والمعنى عند الفراء أو نترك أن نفعل في أموالنا ما نشاء وله فيه قول آخر على قول من قال الأمر كالنهي فيكون المعنى أو تنهانا أن نفعل في أموالنا ما نشاء وشبهه بقولهم أضربك أن تسيء أي أنهاك أن تسيء. {إنك لأنت الحليم الرشيد} قطع تام وأهل التفسير يقولون هذا على التهزئ وحقيقة المعنى والله أعلم إنك لأنت الحليم الرشيد عند نفسك، والوقف بعد هذا عند أبي حاتم {ورزقني منه رزقًا حسنا} وفي الكلام حذف أي ورزقني منه رزقًا حسنًا [1/ 324]

أفتأمرونني أن أعصيه {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت} عن نافع تم، وخولف في هذا لأن الكلام متصل بعضه ببعض والتمام عند أبي حاتم {أو قوم صالح} والتمام بعده {إن ربي رحيم ودود} والتمام بعده {وما أنت علينا بعزيز} {إن ربي بما تعملون محيط} قطع صالح وليس بتمام لأن ما بعده متصل بما قبله. قال العباس بن الفضل {سوف تعلمون} كاف وهو رأس الآية، قال أبو جعفر: وليس بكاف وهو رأس آية لأن {من} لا تخلوا من إحدى جهتين: إما أن تكون في موضع رفع بالابتداء وما بعدها خبرها والجملة في موضع نصب متعلقة بتعلمون، وإما أن يكون في موضع نصب بتعلمون مثل {والله يعلم المفسد من المصلح} فمن الجهتين لا يصلح الوقوف على (تعلمون) والتمام {وارتقبوا إني معكم قريب} وكذا {فأصبحوا في ديارهم جاثمين}. قال أبو حاتم: ومن التمام {كأن لم يغنوا فيها} قال غيره [1/ 325]

التمام {كما بعدت ثمود} {فاتبعوا أمر فرعون} قطع كاف وكذا {فأوردهم النار} {وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة} تمام عند أحمد بن موسى {بئس الرفد المرفود} قطع تام كاف وكذا {نقصه عليك منها قائم وحصيد} وكذا {وما زادوهم غير تتبيب} وكذا {إذا أخذ القرى وهي ظالمة} والتمام {إن أخذه أليم شديد} {لمن خاف عذاب الآخرة} قطع كاف والتمام {وذلك يوم مشهود} وعن نافع {يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه} ثم {فمنهم شقي وسعيد} قطع حسن {إلا ما شاء ربك} الأول والثاني قطع كاف عند أبي حاتم. قال أبو عبد الله {وأما الذين سعدوا ففي الجنة} إن شئت وقفت هاهنا وإن شئت وقفت إلا (ما شاء ربك) قال أبو جعفر: الوقوف على ففي الجنة ليس بتمام لأن {خالدين} [1/ 326]

يعمل فيه ما قبله، فإن وقفت على إلا ما شاء ربك في قصة أهل النار فهو كاف وليس بكاف في قصة أهل الجنة لأن بعده {عطاء} منصوب على المصدر يعمل فيه معنى ما قبله إلا أن تنصبه بإضمار فعل فيكون الوقوف على ما قبله صالحًا وإن كان ظاهره حسنًا لأنه كلام كأنه مستوفى بذلك على ذلك إن الضحاك قال: يدخل قوم النار من الموحدين ثم يخرجهم الله جل وعز منها فذلك قوله (فأما الذين شقوا ففي النار) قال (إلا ما شاء ربك) أي من إخراجهم قال وكذا (وأما الذين سعدوا ففي الجنة) ثم قال (إلا ما شاء ربك) أي من مقامهم في النار بذنوبهم ثم أدخلوا الجنة. وكذا روى عن جابر بن عبد الله وفي الآية أقوال: هذا أولاها، لأنه قال به صحابي ولا يعرف عن أحد من الصحابة خلافه وأكثر الأقوال بعده أقوال المتأخرين (عطاء غير مجذوذ) قطع تام وكذا {غير منقوص} {فاختلف فيه} قطع صالح والتمام {لفي شك منه مريب} وكذا {إنه بما يعملون خبير} {ولا تطغوا} قطع كاف وكذا {إنه بما تعملون بصير} وكذا {فتمسكم النار} وكذا {ثم لا تنصرون} وكذا {وزلفًا [1/ 327]

من الليل} وكذا {ذكرى للذاكرين} والتمام {فإن الله لا يضيع أجر المحسنين}، {أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض} وقف عند أبي حاتم وخولف فيه لأن بعده استثناء أو الوقف {إلا قليلا ممن أنجينا منهم} والتمام {وكانوا مجرمين}. قال أبو عبد الله {وأهلها مصلحون} تمام الكلام وهو مذهب الفراء أي ما كان ليهلكهم بالشرك وهذه حالهم وقد قال غيره: إن المعنى أن الله جل وعز لا يهلكهم بالشرك وجعل معنى {بظلم} بشرك حتى يفسدوا مع ذلك ويظلموا {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم} قطع تام إن جعلت ولذلك خلقهم متصلا بما قبله وإن قدرته بمعنى {وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} ولذلك خلقهم وصلت بعض الكلام ببعض {ما نثبت به فؤادك} قطع كاف وكذا {ذكرى للمؤمنين} والتمام {وانتظروا إنا منتظرون} {فاعبده وتوكل عليه} قطع كاف والتمام آخر السورة والله أعلم. [1/ 328]

سورة يوسف عليه السلام

سورة يوسف عليه السلام {الر تلك آيات الكتاب المبين} قطع تام وكذا {لعلكم تفعلون}، {بما أوحينا إليك هذا القرآن} قطع صالح {وإن كنت من قبله لمن الغافلين} ليس بتمام لأنه يجوز أن يكون {إذ} داخلة في الصلة أي لمن الغافلين ذلك الوقف ولا يتم الكلام على الموصول دون الصلة، ويجوز أن يكون متعلقة بكنت فلا يتم الكلام أيضًا، والتمام {رأيتهم لي ساجدين}، {فيكيدوا لك كيدا} قطع كاف وكذا {عدو مبين}، {كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق} عن نافع قال: تم، والتمام عند غيره {إن ربكم عليم حكيم}. {آيات للسائلين} ليس بتمام لأن {إذ} متعلقة بما قبلها [1/ 329]

والتمام {وتكونوا من بعده قومًا صالحين} وكذا {إن كنتم فاعلين}، {وإنا له لحافظون} وكذا {وأنتم عنه غافلون} وكذا {إنا إذًا لخاسرون} وكذا رؤوس الآيات إلى {بل سولت لكم أنفسكم أمرا}. قال يعقوب: فهذا الوقف الكافي ثم قال الله جل وعز {فصبر جميل} قال ويجوز {فصبرًا جميلا} وفي حرف أبي بن كعب هذا الأول (فصبر جميل) ويقرأ الثاني (فصبرًا جميلا) والتمام عند غير يعقوب والتمام {والله المستعان على ما تصفون} والوقف الكافي عند أبي حاتم {قال يا بشرى هذا غلام} وكذا عنده {وأسروه بضاعة} والتمام {والهل عليم بما يعملون}. {وشروه بثمن بخس دراهم معدودة} عند نافع تم والتمام عند غيره {وكانوا فيه من الزاهدين} {أو نتخذه [1/ 330]

ولدا} كاف عند أبي حاتم وكذا عنده {من تأويل الأحاديث} والتمام {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} وكذا {وكذلك نجزي المحسنين} {وغلقت الأبواب} عن نافع تم وقال أحمد بن جعفر {وقالت هيت لك} وهو كما قال لأن (وقالت) معطوف على (وغلقت) {إنه لا يفلح الظالمون} قطع تام {ولقد همت به} على قول من قال إنه لم يهم بها وذهب إلى أن التقدير: ولولا أن رأى برهان ربه هم بها، قال أبو حاتم: قال لي أبو عبيدة وأنا أقرأ عليه كتابه في القرآن هو على التقديم والتأخير أي لولا أن رأى برهان ربه لهم بها أي لم يهم. قال أبو جعفر: وخولف أبو عبيدة في هذا وقيل كان ضعيفًا في العربية لأنه لا يجوز الاستثناء بالفعل الماضي لا يجوز قام زيد لولا عمرو ولا قام زيد إن شاء الله، حتى قال بعض النحويين: لو كان كما قال لكان ولهم بها، وقيل الوقف {ولقد همت به وهم بها}. منهم من جعل الهم الثاني كالهم الأول وهذا قول أبي عبيدة قال ولم يذكر الله جل وعز معاصي الأنبياء ليذمهم بها ولكن لئلا ييأس الناس واحتج بما روى عن ابن عباس وغيره من أئمة المسلمين إنما هو ما يخطر بالأنبياء والصالحين من اجتيال الشياطين وهوى النفس [1/ 331]

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه ليغان على قلبي، فأستغفر الله جل وعز في اليوم والليلة مائة مرة وقال أبو حاتم {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه} وقف جيد {إنه من عبادنا المخلصين} قطع حسن وكذا {إلا أن يسجن أو عذاب أليم} وكذا {قال هي راودتني عن نفس} قال أبو عبد الله {إن كيدكن عظيم} تمام الكلام عند نافع. {يوسف أعرض عن هذا} تم، وهو قول أبي حاتم قال: ثم أقبل على المرأة فقال {واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين} قطع تام وكذا {إنا لنراها في ضلال مبين} {فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن} ليس بتمام لأن {وأعتدت} معطوف على أرسلت وكذا {متكئا} لأن وآتت معطوف. وعن نافع {ما هذا بشرا} تم وقال غيره التمام {إن هذا إلا ملك كريم} قال أبو حاتم ومن الكافي {فاستعصم} تم [1/ 332]

القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {قبل أن يأتيكما} فإنه كاف عند أبي حاتم، قال الأخفش {ذلكما مما علمني ربي} هاهنا تم الكلام {واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب} كاف عند أبي حاتم وكذا عنده {ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء} والكافي عند غيره {ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس} فالتمام {لا يشكرون} ثم القطع على رؤوس الآيات صالح إلى {فتأكل الطير من رأسه} فإنه تمام عند الأخفش واحتج بالحديث فلما عبر لهما الرؤية قالا: كذبنا، ما رأينا شيئًا، قال لهما {قضى الأمر الذي فيه تستفيتان} قال أبو جعفر: وهذا المعنى يروى عن ابن مسعود ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {فأرسلون} فإنه تمام عند نافع وأبي عبد الله وأحمد بن جعفر قال: ثم ابتدأ النداء فقال {يوسف أيها الصديق ... لعلهم يعلمون} قطع كاف، ثم القطع على رؤوس الآيات صالح إلى {وفيه تعصرون} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {وإنه لمن الصادقين} فإنه تمام على قول من قال: المعنى فقال يوسف {ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب} وليس بوقف على قول ابن جريج إنه ذكر أن [1/ 333]

في الكلام تقديمًا وتأخيرًا وأن المعنى: أن بكيدهن عليم ذلك لنعلم. قال يعقوب: ومن الوقف (ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) فهذا الكافي من الوقف وخولف في هذا لأنه لو كان كافيًا لكسرت إن قال والاستقصاء {وأن الله لا يهدي كيد الخائنين} وهذا تمام عند الأخفش وأبي حاتم واحتجا بالحديث أن يوسف صلى الله عليه وسلم لما قال ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين قال له جبريل صلى الله عليه: ولا حين هممت بها. فقال {وما أبرئ نفسي} وهذا القول يروى عن أبي صالح وغيره من أهل التأويل ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {يتبوأ منها حيث يشاء} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن {إلا أن يحاط بكم} فإنه كاف، ثم القطع على رؤوس الآيات أيضًا حسن {إلا أن يشاء الله} فإنه كاف على قراءة من قرأ {نرفع درجات من نشاء} ومن قرأ يرفع بالياء فإن وقفه الكافي {وفوق كل ذي علم عليم} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ما نبغي} فإنه كاف إن جعلت (ما) نافية [1/ 334]

وإن جعلتها استفهامًا وقدرت المعنى أي شيء نبغي {وهذه بضاعتنا} لم يكن كافيًا وكان الكافي في ذلك {كيل يسير} والكافي بعده {إلا أن يحاط بكم} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {قد أخذ عليكم موثقًا من الله} فإنه كاف إن جعلت (ما) زائدة للتوكيد أو مصدرًا وإن جعلتها معطوفة في موضع نصب على إن وقف على {أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين} وكان هذا كافيًا وليس بتمام لأن ما بعده متصل به والتمام {وإنا لصادقون}. قال الأخفش {فصبر جميل} هو تام، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله} عن نافع ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {قد من الله علينا} عن نافع تم، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {لا تثريب عليكم اليوم} فإن الأخفش زعم أن هاهنا القطع قال: ثم قال {اليوم يغفر الله لكم} على الدعاء. وفيما روينا عن نافع قال (لا تثريب عليكم اليوم) تم وتابعه على هذا محمد بن عيسى وأحمد بن جعفر قال {لا تثريب [1/ 335]

عليكم اليوم} تم، ثم دعا لهم فقال: اليوم يغفر الله لكم، والتفسير يدل على هذا وقال محمد بن إسحاق: أي لا تأنيب عليكم اليوم فيما صنعتم، تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {قال سوف أستغفر لكم ربي} فإنه كاف، ويروى أنه إنما أخر الاستغفار لهم حتى استغفر لهم ليلة الجمعة وقت السحر، والتمام {إنه هو الغفور الرحيم} {وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} عن نافع تم، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {وكأين من آية في السموات} فيما رويناه عن نافع تم قال أبو جعفر: وهذا لا وجه له في العربية ولا في المعنى وهو أيضًا يقرأ والأرض بالخفض وقال الأخفش (وكأين من آية في السموات) انقطع الكلام على قراءة من رفع (الأرض) قال أبو جعفر: هذه قراءة لا يعلم أحدًا قرأ بها وليس معناه بالصحيح، والقطع الكافي {وهم عنها معرضون} إلا على قراءة السدي فإنه يقرأ {والأرض يمرون عليها} فعلى هذه القراءة يصلح الوقوف على {وكأين من آية في السموات} لأنه ينصب الأرض بإضمار فعل، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله} فإنه تمام عند الأخفش وتابعه عليه أبو حاتم وهو مروى عن نافع ثم يبتدئ {إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} قال غيره التمام {وما أنا من المشركين} وجعلوا (على بصيرة) متصلا بأدعوا وجعلوا [1/ 336]

(أنا) توكيدًا للمضمر الذي في أدعوا {من أهل القرى} قطع كاف وكذا {ولدار الآخرة خير للذين اتقوا} والتمام {أفلا تعقلون} {فننجي من نشاء} قطع صالح، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى آخر السورة. [1/ 337]

سورة الرعد

سورة الرعد {المر} قطع كاف إذا لم ترفع به ما بعده {تلك آيات الكتاب} تمام عند الأخفش وأبي حاتم، قال أبو جعفر: وكذا يجب على قول مجاهد لأنه قال: تلك آيات الكتاب: التوراه والإنجيل {والذي أنزل إليك من ربك بالحق}: القرآن. قال أبو جعفر: والتمام على هذا: تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك مبتدأ، والحق خبره، وفيه وجه آخر يكون (الذي) في موضع خفض أي هذا تلك آيات الكتاب وآيات الذي أنزل إليك من ربك الحق فيكون هذا الوقف تم قلت: الحق، أي: هو الحق، أو ذلك الحق، تمام عند الأخفش ونافع وكاف عند أبي حاتم {ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} قطع تام {الله الذي رفع السموات} قطع كاف إن جعلت التقدير (ترونها بغير عمد) أي ترون السموات بغير عمد كما روى عن ابن عباس: لها عمد لا ترونها، وإن جعلت المعنى على ما قال الأخفش: ليس عمد ترى، ولا عمد لا ترى فالوقف {بغير عمد ترونها} صالح وكذا {وسخر الشمس والقمر} وكذا {كل يجري لأجل مسمى} وكذا [1/ 338]

{يدبر الأمر} على أن يكون إخبارًا بعد إخبار، والتمام {لعلكم بلقاء ربكم توقنون} {وجعل فيها رواسي وأنهارا} قطع كاف، وكذا {ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين} والتمام {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}. قال الأخفش {وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب} وهذا وقف إن شاء الله إذا قرأت {وزرع ونخيل} بالرفع، وإذا جررت فالتمام {يسقى بماء واحد}. قال أبو جعفر: وإن جعلت وزرع ونخيل معطوف على (قطع) لم يكن الوقف على (من أعناب) وإن قطعته مما قبله جاز ما قال، وقد قرأ الحسن وجنات من أعناب فأولى ما فيه أن يكون معناه وجعل فيها رواسي وجنات من أعناب ويجوز أن يكون معناه وجعل فيها رواسي وجنات من أعناب ويجوز أن يكون تقديره: وسخر الشمس والقمر وجنات من أعناب، وإن قرأت {ونفضل} بالنون صلح الوقف على (تسقى بماء واحد)، وإن قرأت ويفضل بالياء وقفت على {في الأكل} التمام، {إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}. قال الأخفش {وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا} هذا التمام، وخولف في هذا لأن الكلام متصل {أإنا لفي خلق جديد} قطع حسن وكذا {هم فيها خالدون} {وقد [1/ 339]

خلت من قبلهم المثلات} كاف عند أبي حاتم والتمام {إن ربك لشديد العقاب} قال أبو حاتم {إنما أنت منذر} تام قال {ولكل قوم هاد} وهو مذهب نافع {وما تغيض الأرحام وما تزداد} قطع كاف وكذا {كل شيء عنده بمقدار} والتمام {الكبير المتعال}، {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} قال الأخفش: هذا التمام وقال أبو حاتم كاف {ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار} قال الأخفش تمام، قال أبو حاتم كاف {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} قال الأخفش تمام قال: تم، قال (من أمر الله) أي هم من أمر الله، قال أبو جعفر: وكذا قال مجاهد يحفظه من أمر الله وقال غيره حفظهم إياه من أمر الله وقول الفراء: إن المعنى: له معقبات من أمر الله فعلى هذا لا يتم الكلام على يحفظونه وكذا على قول من قال هم الشرط والسلاطين لهم أعوان يحفظونهم من قضاء الله على ما يتوهمون والتمام عند نافع {من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} قطع تام {فلا مرد له} قطع صالح والتمام {وما لهم من دونه من وال}. [1/ 340]

قال أبو عبد الله {وهو شديد المحال} {له دعوة الحق} تمام {وما هو ببالغه} تمام عند الأخفش وأحمد بن موسى {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} قطع تام {طوعًا وكرها} ليس بكاف لأن {وظلالهم} معطوف على {من} أي لله ينقاد من في السموات والأرض وكذا (ظلالهم) والتمام عند الأخفش {بالغدو والآصال} والتمام بعده {قل من رب السموات والأرض قل الله} والتمام بعده عنده {لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرا} وبعده {قل هل يستوي الأعمى والبصير} وبعده {هل تستوي الظلمات والنور} وبعده {فتشابه الخلق عليهم} هذا كله عن الأخفش {وهو الواحد القهار} قطع حسن. قال يعقوب: ومن الوقف {فاحتمل السيل زبدًا رابيا} وهذا الكافي من الوقف {أو متاع زبد مثله}، قال أحمد بن جعفر: تم كذلك {يضرب الله الحق والباطل} قطع كاف {وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}. قال أحمد بن جعفر تم وقال الأخفش {كذلك يضرب الله الأمثال} تمام {للذين استجابوا لربهم الحسنى} قال [1/ 341]

الأخفش: تمام أي للذين استجابوا لربهم الجنة، قال أبو حاتم: ومن الكافي {ومأواهم جهنم} ثم قال جل وعز {وبئس المهاد}. قال أبو حاتم: ومن التمام {أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى} وهو قول أحمد بن موسى {إنما يتذكر أولوا الألباب} كاف عند العباس بن الفضل وخولف في ذلك لأن {الذين يوفون بعهد الله} بدل من {أولوا الألباب} فلا يكفي الوقوف على المبدل منه {ولا ينقضون الميثاق} وقف عند أبي حاتم وخولف فيه لأن {والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل} عطف من صلة الأول {ويخافون سوء الحساب} وقف عند أبي حاتم وخولف فيه لأن {والذين} بعده داخل فيما دخل فيه الأول {أولئك لهم عقبى الدار}. قال العباس بن الفضل: عقبى الدار تمام فإن كان أراد هذا فليس بتمام لأن {جنات عدن} بدل من {عقبى} {ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم} تمام عند نافع وأبي عبد الله {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب} تمام عند الأخفش وأحمد بن [1/ 342]

موسى {فنعم عقبى الدار} قطع تام {سوء الدار} قطع تام {الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} تمام عند نافع، {وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع} قطع تام {ويهدي إليه من أناب} تمام عند العباس بن الفضل وكذا عنده {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وخولف فيهما لأن {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله} بدل من (أناب) وكذا {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} وقد يجوز أن يكون (ويهدي إليه من أناب) تمامًا ثم يبتدئ (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله) ثم يجعل (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) بدلاً من (الذين) الأول ويكون خبر المبتدأ {طوبى لهم} يجوز أن يجعل الأول بدلا من (من) ويكون التمام (تطمئن القلوب) ثم يبتدئ: الذين آمنوا ويكون الخبر {طوبى لهم وحسن مآب} تمام. قال أحمد بن موسى {كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم} تمام وخولف في هذا لأن لام كي متعلقة بما قبلها والتمام عند نافع {لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك} وهو كاف عند [1/ 343]

أبي حاتم وكذا {وهم يكفرون بالرحمن} وكذا {قل هو ربي لا إله إلا هو} والتمام عند {عليه توكلت وإليه متاب}. {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى} تمام عند الأخفش مع المضمر الذي فيه وهو قول أبي حاتم، أي: لكان لهذا القرآن، ومذهب الفراء أن المعنى (وهم يكفرون بالرحمن) ولو أن قرآنا فعل به هذا ومذهب الكسائي أن معنى (لو) معنى: وددنا، فلا يحتاج إلى جواب وفيه قول رابع يكون المعنى لو فعل به هذا لما آمنوا {بل لله الأمر جميعا} تمام. وكذا {أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا} تمام عند الأخفش {حتى يأتي وعد الله} قطع كاف والتمام {إن الله لا يخلف الميعاد} {فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم} وقف عند أبي حاتم والتمام {فكيف كان عقاب} {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} تمام عند الأخفش وفيه حذف أي فمن هو قائم على كل نفس يحفظها ويحفظ عليها عملها كآلهتكم التي لا تنفع ولا تضر. {وجعلوا لله شركاء قل سموهم} تمام عند أحمد بن جعفر أي سموهم يخلق أو ينفع {أم تنبؤنه بما لا يعلم في الأرض} قطع كاف وكذا {وصدوا عن السبيل} {ومن [1/ 344]

يضلل الله فما له من هاد} قطع حسن وكذا {ولعذاب الآخرة أشق} والتمام {وما لهم من الله من واق} {مثل الجنة التي وعد المتقون} تمام عند الأخفش، والمعنى عنده: ومما وصف لكم مثل الجنة التي وعد المتقون، وعلى قول الفراء ليس بتمام لأن الخبر بعده وهو {تجري من تحتها الأنهار} قال كما تقول: حلية فلان أسمر، وكذا على قول من قال المعنى: مثل الجنة التي وعد المتقون جنة تجري من تحتها الأنهار. قال أبو حاتم: ومن التمام {أكلها دائم وظلها ... وعقبى الكافرين النار} قطع تام، {ومن الأحزاب من ينكر بعضه} قطع كاف والتمام {وإليه مآب} {حكما عربيا} قطع كاف والتمام {ولا واق}. قال أبو حاتم: ومن التمام {لكل أجل كتاب} قال ومن الكافي {يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} قطع تام وكذا {وعلينا الحساب} {والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب} قطع حسن {فلله المكر [1/ 345]

جميعا} قطع كاف، والتمام {وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار}، قال الأخفش: ومن قرأ {ومن عنده} فتمامه {بيني وبينكم} ومن قرأ ومن عنده وهو عبد الله بن سلام فتمامه آخر السورة. [1/ 346]

سورة إبراهيم صلى الله عليه وسلم

سورة إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن موسى {بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد} وقف، التمام فيمن رفع ومن خفض فوقفه التام {ما في السموات وما في الأرض} وهذا وقف التمام في القراءتين جميعًا، {وويل للكافرين من عذاب شديد} ليس بتمام لأن {الذين} نعت للكافرين والقطع الكافي {ويبغونها عوجا} والتمام {أولئك في ضلال بعيد}. قال أبو حاتم: ومن الوقف {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}، قال يعقوب: ومن الوقف {فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء} فهذا الكافي من الوقف واستقصاؤه آخر الآية {وذكرهم بأيام الله} قطع كاف والتمام {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد [1/ 347]

وثمود} فإن هذا تمام عند أبي حاتم. وقال أحمد بن جعفر {والذين من بعدهم} وعن نافع {لا يعلمهم إلا الله} ثم تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ولنسكننكم الأرض من بعدهم} فإنه تمام، قال أبو جعفر: على ما روينا عن نافع وأبي حاتم والتمام بعده {وخاف وعيد}، {وما هو بميت} قطع كاف والتمام {ومن ورائه عذاب غليظ} والتمام بعده على قول الأخفش وهو يشبه قول سيبويه {مثل الذين كفروا بربهم}، والتقدير: ومما نقص عليكم مثل الذين كفروا بربهم. ومن جعل الخبر فيما بعده كان وقفه التام {ذلك هو الضلال البعيد} {ألم تر أن الله خلق السموات والأرض بالحق} قطع كاف، قال أبو حاتم: وكذا إن قرأت (خلق السموات والأرض بالحق) فإن قرأت خلق السموات بالنصب كان الوقف {ويأت بخلق جديد}، قال أبو جعفر: والقول كما قال لأن خلق السموات نعت والخبر (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد) والتمام {وما ذلك على الله بعزيز} تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {بما أشركتموني من قبل} فهذا [1/ 348]

كاف والتمام {إن الظالمين لهم عذاب أليم} {خالدين فيها بإذن ربهم} كاف. والتمام {تحيتهم فيها سلام} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فإنه كاف على أن تجعل الذين بعده خبرًا بعد خبر وكذا {ويضل الله الظالمين}، والتمام {ويفعل الله ما يشاء} {وأحلوا قومهم دار البوار} عن نافع قال: تم وكذا قال أحمد بن جعفر وهو غلط لأن {جهنم} بدل من (دار البوار) ولكن القطع الكافي {جهنم يصلونها} والتمام {وبئس القرار}. {وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله} كاف عند أبي حاتم ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {وآتاكم من كل} على قراءة سلام أبي المنذر فإنه يقرأ (من كل) منونًا فيكون قطعًا كافيًا ثم يبتدئ {ما سألتموه} يجعل (ما) نافية لأن الله جل وعز قد أعطانا أشياء لم نسألها مثل الشمس والقمر وما لا يحصى ومن لم ينون كان قطعه الكافي {وآتاكم من كل ما [1/ 349]

سألتموه} والتمام على ما روينا عن نافع {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} وعند غيره {إن الإنسان لظلوم كفار}. {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس} كاف عند أبي حاتم، والتمام عن نافع {فمن تبعني فإنه مني} وقال نصير إذا كان خبر (إن) مختلفين، لم استحسن الوقوف على أحدهما حتى يأتي بالآخر نحو (فريقًا تقتلون) فلا يستحسن الوقوف عليه حتى أقول {وتأسرون فريقا} وكذا {فمن تبعني فإنه مني} لا يستحسن الوقوف عليه حتى يقرأ {ومن عصاني فإنك غفور رحيم}. {عند بيتك المحرم} ليس بوقف لأن {ليقيموا} متعلق بما قبله ولكن {لعلهم يشكرون} قطع صالح وكذا {ما نخفي وما نعلن} والتمام عند أبي حاتم {وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء} {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي} قال أحمد بن جعفر: والمعنى: واجعل من ذريتي من يقيم الصلاة وقال العباس بن الفضل: التمام {ربنا وتقبل دعاء} {يوم يقوم الحساب} قطع كاف [1/ 350]

وكذا {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون}. فأما {ليوم تشخص فيه الأبصار} فليس بتمام لأن {مهطعين} حال مما قبله والمعنى عند أبي إسحاق: فيه أبصارهم مهطعين {مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم} تمام عند أبي حاتم وكذا عنده {وأفئدتهم هواء} {يوم يأتيهم العذاب} قطع كاف إن جعلت {فيقول} مستأنفًا وإن جعلته معطوفًا على {يأتيهم} فالوقف الكافي {ونتبع الرسل}. {أقسمتم من قبل ما لكم من زوال} ليس بتمام لأن {وسكنتم} معطوف على أقسمتم {وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال}، قال يعقوب: وهذا الوقف الكافي من الوقف قال الله جل وعز {وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} قطع تام. {فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله} قطع كاف {إن الله عزيز ذو انتقام} ليس بكاف لأن {يوم تبدل الأرض} العامل فيه انتقام، والتمام فيه على ما روينا عن نافع وأحمد بن [1/ 351]

جعفر {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} قطع كاف، لأن {وترى} فعل مستقبل (وبرزوا) ماض في اللفظ {مقرنين في الأصفاد} ليس بتمام لأن {سرابيلهم من قطران} في موضع الحال {وتغشى} معطوف على وترى {ليجزي} متعلق بما قبله {ما كسبت} قطع صالح والتمام {إن الله سريع الحساب} ثم آخر السورة. [1/ 352]

سورة الحجر

سورة الحجر قال أبو جعفر: أكثر من عمل كتابًا في التمام يقلل التمام في هذه السورة فلم يذكر نافع منها إلا خمسة مواضع ولم يذكر أحمد بن جعفر فيها إلا موضعا واحدًا، قال أبو جعفر وما علمت أن يعقوب ذكر منها إلا موضعًا واحدًا، فأما أبو حاتم فحكى أن بعض المفسرين ذكر أنه ليس فيها تمام وغلطه في ذلك وذكر أن الغلط إنما وقع في ذلك لقصر آياتها، قال أبو جعفر: وسنذكر من ذلك ما فيه الكفاية إن شاء الله تعالى. {ألر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين} تمام عند أبي حاتم {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} قطع كاف {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل} تمام عند أبي حاتم وخولف في ذلك لأن بعده تهديدًا متصلا بما قبله، والتمام {فسوف يعلمون} وكذا {إلا ولها كتاب معلوم} عند نافع تم {ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون} قطع كاف {وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون} ليس بتمام. [1/ 353]

قال أبو حاتم {إن كنت من الصادقين} انقضى الكلام فقال جل وعز {ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذًا منظرين} قطع تام {إنا نحن نزلنا الذكر} فيه قولان: فأهل التفسير على أن المعنى إنا نحن نزلنا القرآن وإنا للقرآن لراعون حتى لا يزاد التفسير فيه ولا ينقص منه فالوقف على هذا {وإنا له لحافظون} وحكى العباس بن الفضل أن الضمير في (إنا له) يعود على النبي صلى الله عليه وسلم فعلى هذا القول يكون الوقف الكافي (إنا نحن نزلنا الذكر) إلا أنه قول شاذ وفيه أيضًا أنه لم يتقدم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيعود عليه الضمير. {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين} قطع صالح وكذا {إلا كانوا به يستهزءون} والتمام عند نافع {لا يؤمنون به} وكذا قال أحمد بن جعفر {وقد خلت سنة الأولين} قطع كاف {فظلوا فيه يعرجون} ليس بكاف لأنه لم يأت جواب (لو) والتمام {بل نحن قوم مسحورون}، {وزيناها للناظرين} ليس بتمام لأن [1/ 354]

{وحفظناها} معطوف وكذا {من كل شيطان رجيم} لأن بعده استثناء. عن نافع {إلا من استرق السمع} تم {فأتبعه شهاب مبين} قطع كاف، {وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} ليس بتمام لأن {وجعلنا} معطوف على وأنبتنا قال يعقوب: ومن الوقف {وجعلنا لكم فيها معايش} وهذا الكافي من الوقف قال أبو جعفر: هذا غلط لأن (ومن) لا تخلوا من إحدى جهتين، إما أن تكون في موضع نصب معطوفة على معايش أي وجعلنا لكم من لستم له برازقين من العبيد والإماء فلا يكفي الوقوف على ما قبلها، أو تكون في موضع خفض عطفًا على الكاف والميم وإن كان هذا بعيدًا وقد أجازه جماعة من النحويين كما قرأ حمزة {تساءلون به والأرحام} وكما قال: هلا سألت بذي الجماجم عنهم = وأبي نعيم ذي اللواء المخرق وقال الآخر: تعلق في مثل السواري سيوفنا = وما بينها والكعب عوط نقانف وقال الآخر: [1/ 355]

فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا = فاذهب فما بك والأيام من عجب قال أبو جعفر: القول كما قال الأخفش وأبو حاتم إن التمام {ومن لستم له برازقين} {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} قطع صالح والتمام رأس الآية وكذا الآيات التي بعدها إلى {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} إلى {ونزعنا ما في صدورهم من غل} فإنه تمام على ما روينا عن نافع وتابعه على ذلك العباس بن الفضل وخولفا في ذلك لأن {إخوانا} منصوب على الحال مما قبله وسيبويه ربما سمى الحال خبرًا لما فيها من الفائدة والتمام {وما هم منها بمخرجين}. {الغفور الرحيم} ليس بتمام لأن بعده {وأن} معطوفة على ما قبلها {هو العذاب الأليم} قطع صالح ليس بتمام لأن الظاهر في {ونبئهم} إنه معطوف على (نبئ) تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {قالوا إنا أرسلنا إلى قوم [1/ 356]

مجرمين} فإنه ليس بتمام لأن بعده استثناء وكذا {إنا لمنجوهم أجمعين} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {وما بينهما إلا بالحق} فإنه تمام على ما رويناه عن نافع {فاصفح الصفح الجميل} قطع تام وكذا {إن ربك هو الخلاق العليم}. {والقرآن العظيم} وقف عند أبي حاتم وكذا عنده {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم} وخولف في هذا لأن بعده نهيًا معطوفًا على النهي الذي قبله فالوقف {ولا تحزن عليهم} {للمؤمنين} ليس بتمام لأن {وقل} معطوف على {واخفض} {وقل إني أنا النذير المبين} ليس بتمام ولا كاف ويبين هذا التفسير. فعن ابن عباس والحسن ومجاهد أن المقتسمين هم اليهود والنصارى آمنوا ببعض القرآن وكفروا ببعض ومذهب الفراء أن المقتسمين عظماء كفار قريش اقتسموا على طرق مكة يصدون الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم من يقول الذي جاء به سحر ومنهم من [1/ 357]

يقول هو أساطير الأولين ومنهم من يقول هو كهانة فأنزل الله جل وعز لهم خزي وأنزل {وقل إني أنا النذير المبين} {كما أنزلنا على المقتسمين} إني أنذرتكم كما نزل على المقتسمين فالتقدير على هذا أنذركم عذابًا مثل العذاب الذي نزل على المقتسمين فعلى هذا (وقل إني أنا النذير المبين) ليس بوقف. وسمى السدي هؤلاء المقتسمين الذين كثر أذاهم للنبي صلى الله عليه وسلم فعجل الله لهم العقوبة وحذر قريشا مثل ما نزل بهم قال هم: الأسود بن عبد يغوت والأسود بن المطلب والعاص بن وائل والحارث بن قيس بن العياطل والوليد بن المغيرة، والتقدير على قول ابن عباس والحسن ومجاهد {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم} {كما أنزلنا على المقتسمين} وليس هذا بتمام أيضًا لأن (الذين) من نعت المقتسمين والتمام عند أبي حاتم {الذين جعلوا القرآن عضين} وهو كاف عند غيره لأن بعده تهديدًا لهم {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} قطع كاف وكذا {وأعرض عن المشركين} وزعم العباس بن الفضل أن الوقف الكافي {إنا كفيناك المستهزئين} قال أبو جعفر: وهذا غلط لأن الذين نعت للمستهزئين والتمام عند أبي حاتم [1/ 358]

{الذين يجعلون مع الله إلهًا آخر} وخولف في هذا لأن بعده تهديدًا لهم، والتمام {فسوف يعلمون} ثم آخر السورة. [1/ 359]

سورة النحل

سورة النحل {أتى أمر الله فلا تسعجلوه} تمام عند أبي حاتم {سبحانه وتعالى عما يشركون} قطع كاف على أن بعده مستأنف {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده} عن نافع تم وهو غلط لأن {أن} متعلقة بما قبلها والتمام عند الأخفش وأبي حاتم {فاتقون} {فإذا هو خصيم مبين} ليس بتمام عند الأخفش وهو مذهب سيبويه لأن {الأنعام} منصوبة بإضمار فعل معطوف على ما قبله وهو تمام على قول الكوفيين لأنهم ينصبون والأنعام بـ {خلقها} إذا جعلوا الواو ظرفًا للفعل {والأنعام خلقها} تمام عند نافع وأبي عبد الله وكاف عند يعقوب، {ومنها تأكلون} قطع كاف إن جعلت ما بعدها خبرًا مستأنفًا وكذا {وحين تسرحون}. {إلا بشق الأنفس} قطع صالح وكذا {إن ربكم لرؤوف [1/ 360]

رحيم} إلا أن الأخفش ليس هذا عنده بوقف لأن {والخيل} معطوفًا على ما قبله أي وخلق الخيل وهو قول غيره هو وقف ويجعل المعنى وسخر الخيل {والبغال والحمير لتركبوها} وهذا أيضًا وقف عند الأخفش ويكون المعنى وزينة فعل ذلك. قال نصير {وزينة} أي يتزينون بها والتمام عند نافع ويعقوب وأبي حاتم وأحمد بن جعفر {لتركبوها وزينة}، {ما لا تعلمون} قطع تام {وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر} قطع تام عند أبي حاتم ويعقوب وكذا على مذهب أهل التأويل قال عطاء بن يسار: قصد السبيل طريق الجنة ومنها جائر طريق النار، وقال قتادة: قصد السبيل حلاله وحرامه وطاعته ومنها جائر سبيل الشيطان، وقال غيرهما: قصد السبيل الإسلام ومنها جائر اليهودية والنصرانية، قال مجاهد: قصد السبيل: الحق، وقال الضحاك: ومنها ومن السبيل، ويروى عن ابن مسعود: ومنكم جائر، وكذا يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه رواه شعبة عن أبي إسحاق عن من سمع عليًا يقرأ: ومنكم جائر، قال أبو جعفر: وهذا من القراءات المخالفة للشواذ فأكثرها ما يصح ولا يوجد إلا معلولا إلا تراه عن من قال وهذا لا تقوم به حجة وكذا ما روى عن أبي عياض لتركبوها زينة بغير واو {ولو شاء لهداكم [1/ 361]

أجمعين} قطع تام ومنه {شجر فيه تسيمون} قطع كاف {ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات} قطع كاف والتمام {إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون}، {والنجوم مسخرات بأمره} قطع كاف والتمام {إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}. {مختلفًا ألوانه} قطع كاف والتمام {إن في ذلك لآية لقوم يذكرون} قال يعقوب ومن الوقف {وترى الفلك مواخر فيه} وهذا الوقف الكافي، ثم قال جل وعز {ولتبتغوا من فضله} {تشكرون} قطع كاف. قال الأخفش {لعلكم تهتدون} {وعلامات} هذا تمام الكلام وقال غيره التمام {وبالنجم هم يهتدون} كما قال مجاهد: النجم يهتدي به وقال أبو إسحاق بمعنى النجوم، قال السدي: النجم: الجدي، والفرقدان {أفمن يخلق كمن لا يخلق} قطع كاف {أفلا تذكرون} والقطع الكافي بعده {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}. [1/ 362]

والتمام {إن الله لغفور رحيم} والقطع الكافي بعده عند أبي حاتم {والله يعلم ما تسرون وما تعلنون}، قال غيره هو تمام على قراءة عاصم لأنه يقرأ {والذين يدعون} بالياء وعلى قراءة الحسن والأعمش وحمزة وأبي عمرو وأهل الحرمين ليس بتمام لأنهم يقرأون والذين تدعون بالتاء فالكلام متصل بعضه ببعض والكافي بعده عند أبي حاتم {وهم يخلقون} وقول أبي حاتم صحيح إن قدرته بمعنى هم أموات وإن قدرته (والذين تدعون من دون الله أموات) كان خبر الذين ولم تقف على ما قبله، والتمام بعده عند أبي حاتم {أيان يبعثون} وبعده عنده {إلهكم إله واحد} {وهم مستكبرون} قطع كاف وكذا {يعلم ما يسرون وما يعلنون} والتمام {إنه لا يحب المستكبرين}. {قالوا أساطير الأولين} قطع كاف إن قدرت (ليحملوا) أمرًا فيه معنى التهديد، وإن كانت اللام لام كي لم يقف على ما قبلها وكان القطع الكافي {ألا ساء ما يزرون}. وعن نافع {أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم} تم {إن [1/ 363]

الخزي اليوم والسوء على الكافرين} ليس بتمام لأن (الذين) نعت للكافرين، والتمام عند الأخفش {ما كنا نعمل من سوء} وهو قول أبي حاتم وأحمد بن جعفر وعن نافع (ما كنا نعمل من سوء بلى) ثم قال أبو جعفر: والأول أولى لأنه قد انقضى كلامهم وتم، ثم قال الله جل وعز ردًا عليهم {بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون} أي بل علمتم {فلبئس مثوى المتكبرين} قطع تام. قال يعقوب: ومن الوقف {وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا} تمام عند الأخفش وكاف عند أبي حاتم وكذا عنده {للذين أحصنوا في هذه الدنيا حسنة} وكذا عنده {الآخرة خير}. وأما {ولنعم دار المتقين} فهو قطع كاف إن قطعت ما بعده منه فقلت {جنات عدن} مرفوعة بالابتداء وخبره {يدخلونها}، وإن قلت جنات عدن مرفوعة بالابتداء ينوي بها التقديم لم يقف على المتقين وكذا إن قلت جنات عدن مرفوعة بنعم دار لم يقف أيضًا على المتقين هذا قول محمد بن سعدان إذا قلت نعم الرجل زيد رفع زيدًا بنعم الرجل وإن رفعت جنات بإضمار مبتدأ صلح الوقوف على المتقين {كذلك يجزي الله المتقين} [1/ 364]

ليس بتمام لأن {الذين تتوفاهم الملائكة} نعت للمتقين والتمام {بما كنتم تعلمون}. {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك} كاف عند أبي حاتم وكذا {كذلك فعل الذين من قبلهم}، قال أبو جعفر: وهذا تمام على ما رويناه عن نافع والتمام عند غيره {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} وكذا {فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون}، والقطع الكافي بعده {وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء} والتمام {فهل على الرسل إلا البلاغ المبين} {أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} قطع كاف وكذا {ومنهم من حقت عليه الضلالة} والتمام {فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} والتمام بعده عند أحمد بن موسى {فإن الله لا يهدي من يضل} وعند غيره {وما لهم من ناصرين} والتمام بعده عند الأخفش وأبي حاتم وأحمد بن جعفر {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت} والتمام عند نافع وأبي عبد الله (بلى). [1/ 365]

قال أبو جعفر: فالأول أولى بالصواب من ثلاث جهات: أحدها أنه قد انقضى كلامهم والجهة الأخرى حديث أبي هريرة «كذبني ابن آدم ولم يكن ينبغي له أن يكذبني» {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت}، والجهة الثالثة أن (بلى) ليس بكاف ولا تمام وكذا (وعدًا عليه حقا) وكذا {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} لأن المعنى عند أهل التفسير: بلى يبعث الله جل وعز الرسول ليبين لهم الذي يختلفون فيه. والتمام {وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين} {إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} تمام على قول سيبويه لأن المعنى عنده: فهو يكون، منقطع مما قبله، فإن قرأت بالنصب على قراءة ابن محيصن وابن عامر والكسائي، فالتمام فيكون {تنبوئنهم في الدنيا حسنة} كاف عند أبي حاتم والتمام على ما روينا عن نافع فأما غيرهما فيقول ليس بتمام ولا كاف وكذا {ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون} لأن {الذين صبروا} يكون في موضع رفع بدلاً من الذين أو في موضع نصب بدلاً من المضمر في [1/ 366]

لنبوئنهم. قال أبو جعفر: وقد يجوز على قول أبي حاتم على أن يقدره هم الذين أو أعني {الذين صبروا} {وعلى ربهم يتوكلون} قطع تام {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} ليس بتمام لأن {بالبينات والزبر} متعلق بما قبله {وبالبينات والزبر} كاف عند أبي حاتم وتمام عند نافع {ولعلهم يتفكرون} قطع تام ولا وقف بعده إلى {على تخوف} فإنه قطع كاف والتمام {فإن ربكم لرؤوف رحيم} {سجدًا لله وهم داخرون} قطع تام {وهم لا يستكبرون} ليس بتمام، إن جعلت {يخافون} في موضع الحال وإن جعلته مستأنفًا صلح الوقوف على ما قبله والتمام {ويفعلون ما يؤمرون} وعن نافع {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين} تم، تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {إذا فريق منكم بربهم يشركون} فإنه ليس بوقف لأن لام كي متعلقة بما قبلها والوقف عند أبي حاتم {ليكفروا [1/ 367]

بما أتيناهم} ثم قال على التهدد {فتمتعوا فسوف تعلمون}. {تالله لتسألن عما كنتم تفترون} ليس بتمام لأن بعده {ويجعلون} معطوفًا على (ويجعلون) قبله والتمام {ويجعلون لله البنات سبحانه} إلا على قول الفراء فإنه أجاز أن يكون معطوفًا على ما قبله بمعنى ويجعلون لهم ما يشتهون وهذا عند أبي إسحاق خطأ ولو كان كما قال عنده لكان يجعلون لأنفسهم، لأن العرب لا تقول جعل فلان له كذا وإنما تقول جعل فلان لنفسه، وكذا يقولون: أكرمت نفسي ولا يقولون أكرمني. {وهو كظيم} ليس بكاف إن جعلت {يتوارى} في موضع الحال وإن جعلته مستأنفًا صلح الوقوف على (كظيم) والوقف الكافي {أم يدسه في التراب} والتمام {ألا ساء ما يحكمون} {ولله المثل الأعلى} قطع صالح والتمام {وهو العزيز الحكيم}. {ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى} قطع كاف والتمام {ولا يستقدمون} والكافي بعده {ويجعلون لله ما [1/ 368]

يكرهون} وكذا {وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى} والتمام {وأنهم مفرطون} ثم القطع على رؤوس الآيات تمام إلى {وإن لكم في الأنعام لعبرة} فإنه كاف وكذا {سائغًا للشاربين} وكذا {ورزقًا حسنا}. والتمام {إن في ذلك لآية لقوم يعقلون} والكافي بعده {فاسلكي سبل ربك ذللا} فعلى قول الفراء: ذللا للسبل وعلى قول غيره: ذللا للنحل {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه} قطع كاف على قول من قال {فيه شفاء للناس} يعني به القرآن كما روى منصور عن الحسن فيه شفاء للناس، قال: في القرآن وكذا قال مجاهد والضحاك أي: في القرآن من بيان الحلال والحرام والعلوم شفاء، ومن جعل المعنى في الشراب شفاء للناس وقف على الناس كما روى عن عبد الله قال: في اثنين شفاء للناس وقف على الناس كما روى عن عبد الله قال: في اثنين شفاء للناس في العسل شفاء قال الله جل وعز (فيه شفاء للناس) وفي القرآن قال الله جل وعز {وشفاء لما في الصدور} والتمام {إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون}. {لكي لا يعلم بعد علم شيئا} قطع كاف والتمام {إن الله [1/ 369]

عليم قدير}، {فهم فيه سواء} قطع تام على ما روينا عن نافع ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {كلمح البصر أو هو أقرب} فإنه قطع كاف ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {مسخرات في جو السماء} فإنه تمام عند العباس بن الفضل وأتم منه عنده {ما يمسكهن إلا الله} والتمام عند غيره {إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن تام إلى {ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم} فإنه تمام على ما رويناه عن نافع والكافي بعده عند أبي حاتم {وجئنا بك شهيدا على هؤلاء} والتمام {هدى ورحمة وبشرى للمسلمين}. {وإيتاء ذي القربى} تمام على ما رويناه عن نافع وكاف عند أبي حاتم، قال أبو حاتم ومن التمام {وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي} ثم قال {يعظكم} أي يعظكم الله {لعلكم تذكرون}. {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا} قطع كاف والتمام {إن الله يعلم ما تفعلون} [1/ 370]

والوقف بعده عند أبي حاتم {أنكاثا} وبعده {أن تكون أمة هي أربى من أمة} وبعده {إنما يبلوكم الله به} وهذا تمام عند نافع، والتمام عند غيره {وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلون} والكافي بعده عند أبي حاتم {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء}. والتمام {ولتسألن عما كنتم تعملون} على أن يبتدئ النهي، ثم القطع على رؤوس الآيات تام إلى {ما عندكم ينفد} فإن من القراء من يقول هو تمام، وكان نصير يقول: لا أحب الوقوف على ينفذ لأن الكلام موصول معناه ما عندكم ينفذ وما عند الله على خلاف ذلك. والتمام {وما عند الله باق}، ثم القطع على رؤوس الآيات تمام إلى {قالوا إنما أنت مفتر} فإنه كاف ثم القطع على رؤوس الآيات تمام إلى {إنما يعلمه بشر}. قال يعقوب: ومن الوقف قوله جل وعز {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر} فهذا الوقف التام ثم قال جل وعز {لسان الذي يلحدون إليه أعجمي} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب}. [1/ 371]

فإن بعض النحويين حكى عن أبي حاتم أنه جعله وقفًا وغلطه لأن هذا حلال وهذا حرام متصل بالقول، قال أبو جعفر: ولا أعرف هذا عن أبي حاتم إلا من حكاية هذا الرج لوإنما قال أبو حاتم الوقف {لتفتروا على الله الكذب} وهذا صواب. والتمام {إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {شاكرًا لأنعمه} فإنه كاف، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه} فإنه تمام على مار وينا عن نافع والتمام عند غيره {وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فما كانوا فيه يختلفون}. {وجادلهم بالتي هي أحسن} قطع كاف والتمام {إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}، قال أبو حاتم {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} كاف حسن ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى آخر السورة. [1/ 372]

سورة بني إسرائيل

سورة بني إسرائيل أول ما فيها من الوقف عند أبي حاتم {لنريه من آياتنا} والتمام عنده {إنه هو السميع البصير}، قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {ألا تتخذوا من دوني وكيلا} فهذا الكافي من الوقف، ثم قال الله جل وعز {ذرية من حملنا مع نوح} قال مجاهد: أي: يا ذرية من حملنا مع نوح، قال أبو جعفر: إن جعلته بمعنى أن لا تتخذوا ذرية من حملنا مع نوح وكيلا على أنهما مفعولان لم يكف الوقوف على وكيلا وكذا إن جعلت ذرية بدلا من وكيل. والتمام عند أبي حاتم {إنه كان عبدًا شكورا}، {ولتعلن علوًا كبيرا} قطع كاف وكذا {وكان وعدًا مفعولا} والتمام {وجعلناكم أكثر نفيرا} {وإن أسأتم فلها} قطع كاف. [1/ 373]

{فإذا جاء وعد الآخرة} ليس بكاف لأنه لم يأت جواب إذا والتقدير عند الفراء فإذا جاء وعد الآخرة بعثناهم ليسوء الله وجوهكم أو ليسوء العذاب وجوهكم، وعلى قراءة أبي {ليسوؤا وجوهكم} بفتح اللام يصلح الوقف على ليسوؤا وجوهكم، وتكون في موضع جواب (إذا) وتكون لام كي متعلقة بفعل بعدها والتمام {وليتبروا ما علوا تتبيرا} والتمام بعد هذا عند الأخفش {عسى ربكم أن يرحمكم} وقال: المعنى عسى ربكم أن يرحمكم إن فعلتم ذلك. {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} قطع تام {أن لهم أجرًا كبيرا} ليس بتمام لأن بعده {وأن} وهي معطوفة على (أن) التي قبلها، والتمام {أعتدنا لهم عذابًا أليما} {وكان الإنسان عجولا} قطع تام، {عدد السنين والحساب} قطع كاف إذا نصبت (كل) بإضمار فعل، فإن نصبته على قول الكوفيين بالفعل الذي بعده كان والحساب تمامًا وكذا {فصلناه تفصيلا} {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} قطع كاف، والتمام {كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}، [1/ 374]

{ولا تزر وازرة وزر أخرى} قطع كاف والتمام {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {كلا نمد} فإن يعقوب زعم أنه يجوز أن يكون هذا كافيًا، قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {كلا نمد هؤلاء وهؤلاء} فهذا الكافي التمام، ثم قال جل وعز {من عطاء} أي: والمنن عطاء ربك. قال أبو جعفر (وكلا نمد) كاف ولا هؤلاء وهؤلاء لأن عطاء ربك موصول بما قبله والمعنى عند الفراء: يرزق المؤمن والكافر من عطاء ربك (وهؤلاء) بدل من (كل) فلا يوقف على ما قبله والقول ما قال أبو حاتم إن الوقف الكافي من عطاء ربك، والتمام {وما كان عطاء ربك محظورا}. {وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا} قطع تام وكذا {مذمومًا مخذولا}، {وبالوالدين إحسانا} قطع كاف والتمام {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} فإنه كاف {للأوابين غفورا} قطع كاف والتمام {ولا تبذر تبذيرا} وكذا {وكان الشيطان لربه [1/ 375]

كفورا}، {فقل لهم قولا ميسورا} قطع كاف والتمام {فتقعد ملوما محسورا} {إنه كان بعباده خبيرا بصيرا} قطع كاف وكذا {إن قتلهم كان خطئا كبيرا} {إنه كان فاحشة وساء سبيلا} قطع كاف، {ولا تقلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} قطع كاف عند أبي حاتم وتام عند العباس بن الفضل. {ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا} قطع كاف على قراءة من قرأ {فلا يسرف في القتل} بالتاء لأن المعنى على ما قال مجاهد للقاتل الأول لأنه إذا قتل فقد أسرف، {إنه كان منصورا} يعني الولي، ومن قرأ فلا يسرف بالياء فوقفه الكافي (إنه كان منصورا) وفسره ابن عباس أن معناه فلا يسرف ولي المقتول فيقتص لنفسه من غير أن يذهب إلى السلطان فيعمل بحمية الجاهلية ويخالف أمر الله، وقال غيره فلا يسرف ولي المقتول فيقتل غير القاتل ويقتل اثنين بواحد وعن الكسائي إن في قراءة أبي: إن وليهم كان منصورًا ويروى عنه أن وليها كان منصورًا أي ولي النفس. قال أبو جعفر: وهذه على قراءة التفسير ولا يجوز أن يقرأ بها [1/ 376]

لمخالفتها المصحف {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده} قطع كاف ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {كل ذلك كان سيئه عند ربك} قال يعقوب قال ومن الوقف قول الله جل وعز (كل ذلك كان سيئه عند ربك) وهذا الوقف الكافي ثم عطف عليه فقلت {مكروهًا} ونصبه أي كان مكروهًا، ومن قرأ كان سيئه فرفع فالوقف (كان سيئه عند ربك مكروها). قال أبو جعفر قوله والوقف الكافي كان سيئه عند ربك خطأ لأن مكروهًا خبر ثان عن كاف فالوقف الكافي عليه {ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة} كاف عند أبي حاتم وتمام عند العباس بن الفضل، ثم القطع على رؤوس الآيات تام إلى {تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن} فإنه تمام عند العباس بن الفضل. قال نصير {ولكن لا تفقهون تسبيحهم} وقف صالح، قال الحسن: وإن من شيء فيه الروح، والتمام {إنه كان حليمًا غفورا} {وفي آذانهم وقر} قطع كاف ثم القطع على رؤوس الآيات تمام إلى {أو حديدا} فإنه ليس بتمام ولا كاف [1/ 377]

لأن ما بعده معطوف والكافي {أو خلقًا مما يكبر في صدوركم}. قال ابن عمر: الموت، والكافي بعده {قل الذي فطركم أول مرة} والتمام بعده عند العباس بن الفضل (ويقولون متى هو) {أن يكون قريبا} ليس بتمام لأن ما بعده متصل به والتمام {إن لبثتم إلا قليلا} وكذا {إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا} {إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم} قطع كاف وكذا {وما أرسلناك عليهم وكيلا} والتمام {وربك أعلم بمن في السموات والأرض} وكذا {وآتينا داود زبورا}. {فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا} قطع كاف، والتمام {إن عذاب ربك كان محذورا} وكذا {كان ذلك في الكتاب مسطورا} {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} قطع كاف {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} قطع كاف {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة [1/ 378]

الملعونة في القرآن} قطع كاف. قال مجاهد: هي الرؤيا التي رآها حين أسرى به، قال: والشجرة الملعونة شجرة الزقوم، وقال عكرمة هي رؤيا يقظة لا رؤيا منام {ونخوفهم فيما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا} قطع كاف، {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس} قطع كاف والتمام {قال أأسجد لمن خلقت طينا} وكذا {لأحتنكن ذريته إلا قليلا}، {جزاء موفورا} ليس بتمام لأن {واستفزز} معطوف على اذهب والتمام {وعدهم} وأتم منه {وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}، {ليس لك عليهم سلطان} قطع كاف والتمام {وكفى بربك وكيلا}، {لتبتغوا من فضله} كاف والتمام {إنه كان بكم رحيما}. {ضل من تدعون إلا إياه} كاف والتمام {وكان الإنسان كفورا} {ثم لا تجدوا لكم وكيلا} ليس بتمام لأن ما بعده معطوف على ما قبله، والتمام {ثم لا تجدوا لكم علينا به [1/ 379]

تبيعا} وكذا {وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا} إذا نصبت يوم بمعنى اذكر {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} كاف والتمام {ولا يظلمون فتيلا} وكذا {وأضل سبيلا} {لتفتري علينا} غير كاف والتمام {وإذًا لاتخذوك خليلا}، {لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلا} قطع كاف والتمام {ثم لا تجد لك علينا نصيرا} {ليخرجوك منها} كاف. قال سعيد بن جبير: قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم كانت الأنبياء بالشام، فمالك وللمدينة؟ فهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج فأنزل الله جل وعز {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها} الآيتين {وإذًا لا يلبثون خلافك إلا قليلا} قطع صالح إن جعلت {سنة} مصدرًا وإن جعلتها على قول الفراء أن المعنى كسنة كان التمام {ولا تجد لسنتنا تحويلا}، {إلى غسق الليل} ليس بكاف على قول أهل التفسير وأكثر [1/ 380]

النحويين لأن المعنى وأقم قرآن الفجر أي صلاة الفجر وفي الحديث: يشهد صلاة الفجر ملائكة الليل وملائكة النهار، إلا أن الأخفش كان يقول {وقرآن الفجر} منصوب على الإغراء أي الزموا قرآن الفجر فعلى قوله يصلح الوقوف على غسق الليل {كان مشهودا} ليس بتمام لأن {فتهجد} معطوف على أقم إلا أن نقطعه مما قبله لأنها جملة، قال أبو حاتم: والتمام {عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمود} {واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرا} ليس بكاف إلا أن تقطع {وقل} مما قبله والتمام {إن الباطل كان زهوقا} وكذا {ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} وكذا {كان يؤسا} {يعمل على شاكلته} قطع صالح وليس بتمام لأن ما بعده يبين معناه والتمام {فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا} وكذا {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} {ثم لا تجد لك به علينا وكيلا} ليس بتمام لأن بعده استثناء والتمام {إن فضله كان عليك كبيرا} وكذا {ولو كان بعضهم لبعض [1/ 381]

ظهيرا} {فأبى أكثر الناس إلا كفورا} قطع صالح ولا وقف بعده إلى {أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابًا نقرؤه} والتمام {قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولا} إلى {أن قالوا أبعث الله بشرًا رسولا} قطع كاف، {لنزلنا عليهم من السماء ملكًا رسولا} قطع حسن والتام {إنه كان بعباده خبيرًا بصيرا}. {ومن يهد الله فهو المهتد} كاف {كلما خبت زدناهم سعيرا} كاف وكذا {إنا لمبعوثون خلقًا جديدا} والتمام {فأبى الظالمون إلا كفورا} وكذا {وكان الإنسان قتورا} {فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا} قطع كاف وكذا {وإني لأظنك يا فرعون مثبورا} فالوقف الكافي بعده {وقلنا من بعده لبني إسرائيل [1/ 382]

اسكنوا الأرض} والتمام {فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا} قال مجاهد: جميعًا والتمام بعده {وبالحق أنزلناه وبالحق نزل} قال يعقوب: ومن الوقف {وما أرسلناك إلا مبشرًا ونذيرا} وهو قول أبي حاتم، قال أبو جعفر: إن قدرته على قول الكوفيين إن {قرآنا} منصوبًا بـ {فرقناه} وقفت عليه وإن قدرته على مذهب سيبويه إنه منصوب بإضمار فعل لم يكن ما قبله تامًا لأنه معطوف {ونزلناه تنزيلا} والتمام بعده عند الأخفش {قل آمنوا به أو لا تؤمنوا} والتمام بعده {ويزيدهم خشوعا} والكافي بعده {أيًا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} وكذا {وابتغ بين ذلك سبيلا} إن ابتدأت الأمر والتمام آخر السورة. [1/ 383]

سورة الكهف

سورة الكهف كان عاصم يقول: يستحب أن يقف على قوله {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا}، وكذا الرواية عن نافع تم، وهو قول محمد بن عيسى قال هو رأس الآية. وقال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا) قال: وهذا التمام الكافي من الوقف ثم قال الله جل وعز {قيما} قال: فنصباه لأنه جرى مجرى المصادر، أي أنزله قيمًا. قال أبو جعفر: فهؤلاء أربعة من القراء يقفون هكذا، وخالفهم جماعة منهم الأخفش وأبو حاتم، قال أبو حاتم: (عوجا) رأس آية والتمام (قيما) وكذا قال أحمد بن جعفر وأبو محمد القتبي وجعلوه على التقديم والتأخير، والمعنى عندهم الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيمًا ولم يجعل له عوجًا، وهو قول نصير، وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: يقول جل وعز (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب عدلا قيمًا ولم يجعل له عوجًا ملتبسًا). قال مجاهد: هو التقديم والتأخير، أي الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب (قيما) ولم يجعل له عوجًا، وكذا قال سفيان، قال أبو جعفر: أما أقوال أهل التأويل المتقدمين فإنما هي التفسير، وليست بتوقيف على التمام، وليس يجوز أن يكون التمام (قيما) لأن بعده [1/ 384]

لام كي، لا بد أن تكون متعلقة بما قبلها، ولست أدري كيف أغفل هذا من النحويين من ذكرناه والذي قاله عاصم ونافع {ومن} تابعهما أبين وأولى ويكون التقدير (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)، ثم قال جل وعز (قيما) أي أنزله قيمًا فإن لم يفسر هذا لم يكن التمام إلا على قوله جل وعز {وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا} فإنه تمام عند أبي حاتم وعند غيره من أهل العلم، ولا تلتفت إلى قول من يقول أكره الوقوف على مثل هذا، فإنه مخالف لأهل العلم {ما لهم به من علم ولا لآبائهم} تمام عند أبي حاتم وأحمد بن موسى {إن يقولون إلا كذبا} قطع حسن، والتمام {إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} وكذا {وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا} {كانوا من آياتنا عجبا} تمام عند العباس بن الفضل، وخالفه غيره لأن {إذ} متعلقة بما قبلها، والكافي {وهئ لنا من أمرنا رشدا} والتمام بعده {أحصى لما لبثوا أمدا} والكافي بعده {نحن نقص عليك نبأهم بالحق} {لقد قلنا [1/ 385]

إذا شططا} صالح، وليس بتمام، لأن ما بعده متصل به وكذا {اتخذوا من دونه آلهة} وكذا {بسلطان بين} وكذا {وما يعبدون إلا الله} إلا أن على قول الفراء ليس هذا الوقف البتة، لأن {فأووا} عنده جواب {إذ}، والتمام {ويهيء لكم من أمركم مرفقا} {وهم في فجوة منه} تمام عند أبي حاتم وكذا {ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد} ليس بتمام على قول نصير حتى يأتي بالجنس الآخر فيقول {ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدا} {وهم رقود} كاف عند أبي حاتم وكذا {ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال} كذا {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد} والتمام {ولملئت منهم رعبا}. {ليتساءلوا بينهم} كاف، وكذا {كم لبثتم} وكذا {يومًا أو بعض يوم} تم الكلام متصل إلى {إذًا أبدا} فإنه تمام تم التمام عند أبي حاتم {ربهم أعلم بهم} وكذا عنده {لنتخذن عليهم مسجدا}. [1/ 386]

قال محمد بن عيسى: {وثامنهم كلبهم} تمام الكلام. قال أبو جعفر: ويجوز الوقوف على قول أبي إسحاق عند {ويقولون سبعة} لأن (الواو) إنما جيء بها عنده هاهنا لتدل على أن ثامنهم كلبهم. قال يعقوب: ومن الوقف {ما يعلمهم إلا قليل} ثم قال الله جل وعز {فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا} {إلا أن يشاء الله} كاف، على قول من جعل الأمر خلاف النهي {وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا} قطع تام. قال أحمد بن موسى: {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة} تمام، ثم قال الله جل وعز {سنين}. قال أبو جعفر: وهذا غلط في قول النحويين، لأن قول الكسائي والفراء أن المعنى ولبثوا في كهفهم سنين ثلاث مائة، وعلى قول البصريين أن (سنين) بدل من (ثلاث) أو من (مائة) لأن مائة بمعنى مئين، وعلى قول من قال أن المعنى ويقولون لبثوا في كفهم هذا الوقف على {وازدادوا تسعا} ولا يتم على هذا القول الوقف على (رشدا) والقول بأن التمام (رشدا) أولى، ويكون هذا إخبارًا من الله جل وعز حقيقة ما لبثوا، فهذا أبلغ في الفائدة على أنهم مخالفون أيضًا لهذا عند أنفسهم ويزعمون أن في التوراة أن أهل الكهف أقاموا ثلاث مائة وعشرين سنة وإن كان هذا غير مبدل وكانوا [1/ 387]

عرفوا في التوراة أنهم يلبثون ثلاث مائة وعشرين سنة، لأنه قد روى أن أصحاب الكهف كانوا بعد عيسى، على أن القتبي قد ذكر أن أصحاب الكهف كانوا قبل عيسى، فليس ما أنزله الله جل وعز مخالف له، لأنهم إن كانوا أقاموا ثلاث مائة وعشرين سنة فثلاث مائة وتسع داخلة فيها، وليس هذا ناقضًا لذلك، ولم يقل الله عز وجل لم يلبثوا إلا هذا، وأيضًا قال: سنين العرب مخالفة لسنينهم، فيجوز أن يكون ثلاث مائة وتسع كثلاث مائة وعشرين، والتمام على القولين جميعًا (وازدادوا تسعا). {أبصر به وأسمع} قطع كاف، والتمام {ولا يشرك في حكمه أحدا} {لا مبدل لكلماته} كاف، والتمام {ولن تجد من دونه ملتحدا} وكذا {وكان أمره فرطا} {ومن شاء فليكفر} عن نافع تم، وخولف في هذا لأنه تهديد وما بعده يدل عليه وهو {إنا اعتدنا للظالمين نارًا أحاط بهم سرادقها} كاف، والتمام {بئس الشراب} وأتم منه {وساءت مرتفقا}. {إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا} تام، إن قدرت خبر (إن) في إنا وما بعدها وإن جعلت خبر (إن) {أولئك لهم [1/ 388]

جنات عدن} فلا تمام، إلى {نعم الثواب} وأتم منه {وحسنت مرتفقا}، {وجعلنا بينهما زرعا} كاف، عند أبي حاتم، وكذا {ولم تظلم منه شيئا} وكذا {وفجرنا خلالهما نهرا} {وأعز نفرا} كاف. والتمام {لأجدن خيرًا منها منقلبا} {ولا أشرك بربي أحدا} قطع صالح، وكذا {ما شاء الله لا قوة إلا بالله}. والتمام {أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا}. والتمام بعده {ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا}. والكافي بعده {ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله}. والتمام {وما كان منتصرا} إن ابتدأت {هنالك} وإن جعلتها ظرفًا لمنتصر فالتمام (هنالك) والكافي بعده {الولاية لله [1/ 389]

الحق}. والتمام {وخير عقبا} {فأصبح هشيما تذروه الرياح} قطع كاف. والتمام {وكان الله على كل شيء مقتدرا} والكافي بعده {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} والتمام {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابًا وخير أملا}. {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا} كاف، إن استأنفت الخبر، وكذا {وعرضوا على ربك صفا} وكذا {بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا} وكذا {إلا أحصاها}. والتمام {ولا يظلم ربك أحدا}. {ففسق عن أمر ربه} قطع كاف، وكذا {وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا} قطع حسن، وكذا {ولا خلق أنفسهم}. والتمام {وما كنت متخذ المضلين عضدا}. ثم القطع على رؤوس الآيات كاف، إلى {ونسي ما قدمت [1/ 390]

يداه} فإنه كاف، عند أبي حاتم والتمام عنده {وفي آذانهم وقرا} وكذا عنده {فلن يهتدوا إذا أبدا} وكذا عنده {لعجل لهم العذاب}. تم القطع على رؤوس الآيات حسن، إلى {وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} فإنه كاف. والتمام عند عيسى بن عمر {واتخذ سبيله في البحر} وقال الحسن {واتخذ سبيله في البحر} ثم قال {عجبا} أي من سيره في البحر. وقال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {واتخذ سبيله في البحر} قال بعضهم هذا الوقف التام ثم نصب (عجبا) على القطع والتعجب، قال بعضهم (عجبا) فجعله مفعولين ويجوز أن يكون نصبه على المصدر. قال أبو حاتم: قال أهل التفسير (واتخذ سبيله في البحر) تمام ثم قال (عجبا) أي أعجب عجبا قال: وأنا أظنه واتخذ سبيله في البحر يفعل شيئًا عجبًا. قال أبو جعفر: إذا وقفت على (عجبا) فلا اختف فيه أنه تمام، وقد اختلف في الأول فما لا يختلف فيه أولى. وقد قال مجاهد: فاتخذ موسى عليه السلام سبيله في البحر ينظر إلى الحوت ويعجب من تغيبه عجبًا، فعلى قول مجاهد التمام (عجبا) [1/ 391]

ويكون مصدرًا، ويروى إنما {عجب} من الحوت حين مر في البحر وقد كان مشويًا. قال الأخفش: {قال ذلك ما كنا نبغ} تمام، وهو قول أبي حاتم وهو قول سيبويه إلا أنه جعله رأس آية. قال أبو جعفر: قلت لأبي إسحاق: لم يعد هذا {أحد} آية، قال: قد عدها سيبويه قال الأخفش: {فارتدا على آثارهما} تم الكلام قال {قصصا} أي يقصان قصصًا. ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {أن يرهقهما طغيانًا وكفرا} فإنه ليس بتمام، لأن الكلام متصل، والتمام {وأقرب رحما}. قال أبو حاتم: ومن الوقف {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما} تم قال {رحمة من ربك} أي فعلته رحمة من ربك {وما فعلته عن أمري}. وعن نافع {وما فعلته عن أمري} تم، ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {لم نجعل لهم من دونها سترا} كذلك قال أحمد بن موسى تم. [1/ 392]

وقال أبو حاتم: قال أهل التفسير {لم نجعل لهم من دونها سترا} تمام الكلام ثم قال {وقد أحطنا بما لديه خبرا}. قال أبو جعفر: في المعنى على أن تمام القولين، قال أحمد بن موسى: أي ولم يجعل لهم من دونها سترا كذلك كان أخبرهم. وقال غيره قال جل وعز {حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة} وقال جل ثناءه {حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا} {كذلك} أي كذلك الذي تقدم، ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {قال ما مكني فيه ربي خير} فإنه تمام عند نافع وأحمد بن جعفر والكلام عند أبي حاتم قال {آتوني أفرغ عليه قطرا} والتمام {وما استطاعوا له نقبا}. قال أحمد بن موسى: {قال هذا رحمة من ربي} تمام {وكان وعد ربي حقا} قطع صالح، وكذا {يموج في بعض} وكذا {فجمعناهم جمعا} {للكافرين عرضا} ليس [1/ 393]

بتمام، لأن {الذين} نعت للكافرين، والتمام عند الأخفش {وكانوا لا يستطيعون سمعا}. وعن نافع {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء} تم والتمام عند غيره {إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا} {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} ليس بتمام ولا كاف إن جعلت الذين نعت للأخسرين أو بدلا، وإن جعلته بمعنى هم الذين أو أعني الذين صلح الوقوف على {الأخسرين أعمالا}. {وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} قطع حسن، وكذا {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} والتمام {واتخذوا آياتي ورسلي هزوا}. {كانت لهم جنات الفردوس نزلا} ليس بكاف، لأن {خالدين} خبر كان، ونزلا مصدر وكذا إن نصبت نزلا على أنه خبر كان وخالدين على الحال، والتمام {لا يبغون عنها حولا}. [1/ 394]

قال أبو عبد الله: {ولو جئنا بمثله مددا} تمام الكلام {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي أنما إلهكم إله واحد} والتمام آخر السورة. [1/ 395]

سورة مريم

سورة مريم {كهيعص} تمام على قول الأخفش، والمعنى عنده: وفيما يقص عليكم (ذكر رحمة ربك) والتقدير عند غيره هذا ذكر رحمة ربك. وعلى قول الفراء ليس (كهيعص) بتمام ولا كاف لأنه يرافع به {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} ليس بتمام لأن {إذ} متعلق بما قبلها {إذ نادى ربه نداء خفيا} قطع كاف. قال يعقوب: ومن الوقف {فهب لي من لدنك وليا} وهذا الكافي من الوقف. وقال أبو جعفر: ليس هذا بكاف لأنك إن قرأت {يرثني} بالجزم فهو جواب، فلا يكن القطع على ما قبله، وإن قرأت (يرثني) بالرفع فهو نعت لولي، والنعت تابع للمنعوت، والتمام عند أبي حاتم {واجعله رب رضيا} {لم نجعل له من قبل سميا} قطع كاف. [1/ 396]

قال أحمد بن موسى: {قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال} تمام، ثم قال {سويا} أي أنت سوي ليس بك مرض. قال أبو جعفر: (ثلاث ليال) ليس بتمام، ولو كان كما قال لكان (سوى) مرفوعًا والقول كما قال الأخفش وأبو حاتم أن في الكلام تقديمًا وتأخيرًا أي أن لا يكلم الناس سويًا ثلاث ليال. قال أبو حاتم: والتمام {أن سبحوا بكرة وعشيا} {وآتيناه الحكم صبيا} ليس بكاف لأن {وحنانا} معطوف على (الحكم) والكافي {وحنانًا من لدنا وزكاة}. قال قتادة: (وزكاة) صدقة، وقال عطية: الدين وقال الضحاك: العمل الصالح الزاكي {وكان تقيا} ليس بكاف لأن {وبرًا بوالديه} معطوف على (تقيا) والكافي {ولم يكن جبارًا عصيا} والتمام {ويوم يبعث حيا} {مكانًا شرقيًا} قطع صالح. {فتمثل لها بشرًا سويًا} قطع كاف وكذا {إن كنت تقيًا} وكذا القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {هو علي [1/ 397]

هين}، فإن أبا حاتم زعم أنه تمام وزعم أنه {ولنجعله} لام قسم أي ولنجعلنه، فقال أبو جعفر: ورأيت أبا الحسن بن كيسان يخطئه في مثل هذا أو يستقبح قوله فيه لأن لام كي قد نصبت ما بعدها ولا نون فيها للقسم وإن فيها مضمرة عند الخليل وسيبويه وأصلها لام الجر هذا حقيقتها. والوقف الكافي {ورحمة منا} والتمام {وكان أمرًا مقضيا} ثم القطع على رؤوس الآيات صالح إلى {فأشارت إليه} فإنه كاف والتمام {قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا}. قال أحمد بن موسى: {وجعلني مباركًا أينما كنت} تمام، قال أبو جعفر: وهذا ليس بتمام ولا كاف على قراءة الجماعة. {وبرًا بوالدتي} معطوف على (مباركًا) فلا يتم القطع على ما قبله إلا على قراءة من قرأ (وبر بوالدتي). فعلى هذه القراءة يحسن القطع على (وجعلني مباركًا أينما كنت) ثم يبتدئ (وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي) فيكون هذا أيضًا كافيًا. والتمام {ولم يجعلني جبارًا شقيا} وأتم منه {والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا}. [1/ 398]

قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {ذلك عيسى بن مريم} أي ذلك قول الحق، قال أبو جعفر: على قول الكسائي ليس هذا بكاف لأنه قال {قول الحق} بدل من عيسى ولا يمنع ما قال يعقوب يكون ذلك عيسى بن مريم كلامًا كافيًا أي ذلك المذكور والمتواضع لله جل وعز الذي أخبر بما أوصاه الله به عيسى بن مريم، ثم قال جل وعز (قول الحق) أي هذا الكلام قول الحق لا ما تدعونه على عيسى صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم: ومن قرأ قول الحق فالوقف (ذلك عيسى بن مريم) وقد خولف أبو حاتم في هذا لأن قول الحق مصدر قد عمل فيه ما قبله، والكافي بإجماع {الذي فيه يمترون} والتمام عند نافع {ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه} هذا كاف عند أبي حاتم. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون} ثم قال مبتدأ مخبرًا {وإن الله ربي وربكم} (بكسر) على الابتداء ومن قرأ (وإن الله) ففتح عطفه أي وأوصاني بالصلاة والزكاة وبأن الله ربي وربكم. قال أبو جعفر: إذا كسر فالقول كما قال، وإذا فتح فقوله كقول [1/ 399]

الفراء إنه معطوف، ولا يكفي الوقوف على (فيكون) وكذا على قول أبي عمرو بن العلا لا يكفي الوقوف على (فيكون) لأنه يقدره بمعنى: وقضى أن الله ربي وربكم. وعلى قول الخليل وسيبويه يكفي الوقوف على (فيكون) لأن التقدير عندهما، ولأن الله، وعلى قول الكسائي أيضًا يكفي الوقوف على (فيكون) لأن تقديره وإلا أن الله ربي وربكم. والتمام عند أبي حاتم {فاعبدوه} وعند غيره {هذا صراط مستقيم} {من بينهم} قطع صالح والكافي {من مشهد يوم عظيم}. قال أبو حاتم: ومن الوقف الجيد {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا}، {في ضلال مبين} قطع حسن {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر} يكون القطع كافيًا إن قدرت المعنى: وهم الساعة في غفلة، وإن جعلته في موضع الحال، فالكافي {وهم في غفلة} والتمام {وهم لا يؤمنون} وكذا {وإلينا يرجعون} {إنه كان صديقًا نبيا} ليس بكاف لأن (إذ) متعلقة بما قبلها، والقطع على رأس الآيات صالح إلى {قال أراغب أنت عن إلهتي يا إبراهيم} فإنه تمام عند [1/ 400]

نافع وأحمد بن جعفر. وقال أحمد: وإن شئت وقفت على {قال أراغب أنت عن آلهتي} ثم ابتدأت (يا إبراهيم)، والتمام عند غيرهما {واهجرني مليا}، والكافي عند أبي حاتم بعده {قال سلام عليك} وعند غيره {سأستغفر لك ربي} وكذا {إنه كان بي حفيا} والتمام {عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا}. {وهبنا له إسحاق ويعقوب} قطع كاف وكذا {وكلا جعلنا نبيا} والتمام {وجعلنا لهم لسان صدق عليا} {وكان رسولا نبيا} قطع صالح وكذا {وقربناه نجيا} والتمام {ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا}. {وكان رسولا نبيا} قطع صالح والتمام {وكان عند ربه مرضيا}. [1/ 401]

{إنه كان صديقًا نبيا} قطع صالح والتمام {ورفعناه مكانا عليا} والتمام بعده عند أبي حاتم {وممن هدينا واجتبينا} وعند غيره {خروا سجدًا وبكيا} {فسوف يلقون غيا} ليس بقطع كاف، لأن بعده استثناء {فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا} ليس بقطع كاف، لأن {جنات عدن} بدل من الجنة إلا أن أبا إسحاق أجاز الرفع فعلى قوله يكفي الوقف على قول من رفع {التي وعد الرحمن عباده بالغيب} قطع كاف والتمام {إنه كان وعده مأتيا} على أن يبتدئ الخبر بعده. ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك} فإنه تمام عند الأخفش وأبي حاتم {وما كان ربك نسيا} ليس بكاف لأن {رب السموات والأرض} بدل من قولك رب، والتمام عند أبي حاتم {فأعبده واصطبر لعبادته} وعند غيره {هل تعلم له سميا} {لسوف أخرج حيا} ليس بتمام لأن بعده واو عطف دخلت [1/ 402]

ألف الاستفهام ولكنه صالح والتمام {ولم يك شيئا}. وقال أبو عبد الله: {فوربك لنحشرنهم والشياطين} تم الكلام، وخولف في هذا، لأن {لنحضرنهم} معطوف على (لنحشرنهم) إلا أنه صالح فجعله عطف جملة على جملة. وكذا رؤوس الآيات بعده إلى {ونذر الظالمين فيها جثيا} فإنه قطع تام وكذا {وأحسن نديا} وكذا {هم أحسن أثاثًا ورئيا}. {فليمدد له الرحمن مدا} ليس بتمام لأن (حتى) متعلقة بما قبلها والتمام عند أبي حاتم. {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى} {وخير مردا} قطع تام، {وقال لأوتين مالا وولدا} قطع كاف {أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا}، قال نصير إذا كان ما قبل (كلا) و (بلى) رأس آية فإن وقفت عليه لم أكره ذلك، والتمام عند نافع ومحمد بن عيسى وسهل بن محمد وأحمد بن جعفر عهدا. [1/ 403]

كلا. قال أبو جعفر: واختلف أهل التفسير وأهل اللغة في (كلا) وفي الوقوف عليها وعلى ما بعدها وعلى ما قبلها، فأكثر أهل التفسير يقول معناه: حقًا، ومن أهل اللغة من يقول معناها: حقًا، ومن أهل اللغة من يقول معناها: إلا، وقد ذكر سيبويه أن (إلا) يعني (حقًا) فقد صار القولان متفقين. فأما الوقوف ففيه خمسة أقوال: فمن النحويين من يقول لا يوقف على (كلا) في جميع القرآن لأنها جواب، والفائدة تقع فيما بعدها، وهو قول أبي العباس أحمد بن يحيى. ومنهم من يقول يوقف على (كلا) في جميع القرآن. قال أحمد بن جعفر: (عهدا كلا) هذا الوقف وكذلك كل (كلا) في القرآن إذا كانت مثلها. ومنهم من قال يوقف على ما قبلها بكل حال. والقول الخامس أن (كلا) تنقسم قسمين: أحدهما أن يكون ردعًا وزجرًا وهذا قول الخليل وأبو حاتم يقول بمعنى (إلا) فإذا كانت كذا كانت مبتدأ كقوله جل وعز {كلا والقمر} وكذا {كلا سوف تعلمون} ويكون ردعًا وزجرًا وردًا لكلام تقدم فيكون الوقوف عليها حسنًا كقوله جل وعز (أم اتخذ عند الرحمن عهدا كلا) قال أبو حاتم: أي لم يطلع الغيب ولم يتخذ عند الرحمن عهدًا. قال أبو جعفر: وهذا من أحسن الأقوال وهو قول الخليل ثم أتبعه [1/ 404]

على ذلك الأخفش فقال: كلا ردع وزجر ثم أتبعه أبو حاتم وهو قول الفراء قال: كلا صلة بمنزلة سوف يعني التي لا يوقف عليها، قال ويكون بمنزلة (لا ونعم) وقول ابن سعدان كقول الفراء وهذا كله راجع إلى قول الخليل. وأما قول من قال لا يوقف عليها في جميع القرآن فقول مخالف لأقوال المتقدمين وإن كان المعنى يصح بالوقوف عليها لم يمنع ذلك إلا لحجة قاطعة. وأما من قال: الوقوف عليها في جميع القرآن فهو أقبح من ذلك، لأن قوله جل وعز (كلا والقمر) لا يعلم بين النحويين فيه اختلافًا إذ والقمر متعلق بكلا بما قبله من التنبيه وقوله جل وعز {حتى زرتم المقابر كلا} ليس هذا موضع وقف وكذا (ثم كلا) وكذا التالية. وأما من قال: الوقوف على ما قبلها في جميع القرآن فقوله شاذ قبيح لا يجوز لأحد أن يقف على {قال أصحاب موسى إنا لمدركون} قال لأنه لم يأت بما بعد القول فهذا ما لا يعرف معناه سواء كان قبله رأس آية أو غير ذلك. فثبت أن كلا تنقسم قسمين كما قال الخليل ومن تابعه ويدلك على صحة ذلك ما روى عن جعفر بن محمد أنه سئل عن كلا لم لم تقع في السور المتقدمة؟ ، فقال معناها الوعيد والتهديد فلم تنزل إلا بمكة إبعادًا للكفار وقول الخليل نحو هذا وقال الأعشى: كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم = إنا لأمثالكم يا قومنا قتل [1/ 405]

فهذا ردع وزجر، وهي عند أبي حاتم هاهنا مبتدأ لا بمعنى إلا وإذا تدبرت ما في القرآن من (كلا) استتب على قول الخليل وحسن وتبين لك معناه فيما يحسن الوقوف فيه على (كلا) لأنه رد لكلام متقدم. قوله جل وعز {أم اتخذ عند الرحمن عهدا} وكذا {واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزًا كلا} وكذا {لعلي أعمل صالحًا فيما تركت كلا} وكذا {ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون قال كلا} لأن المعنى ليس الأمر كذا. ومثله {قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا} أي لا يدركونكم وكذا {ومن في الأرض جميعًا ثم ينجيه كلا} تمام لأن المعنى لا يكون ما يرد، وكذا {أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم كلا} وكذا {أن يؤتى صحفًا منشرة كلا}. وأما {يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا} (الوقوف) عليها صالح والأحسن أن يقف على (المفر) ثم يبتدئ {كلا لا [1/ 406]

وزر} أي حقًا، والتمام (لا وزر). وأما {قال أساطير الأولين كلا} فوقف حسن أي ليس الأمر له كما يقول، وإن شئت وقفت على (الأولين) ثم ابتدأت كلا والتمام {ما كانوا يكسبون} والوقوف على (كلا) هاهنا لا يجوز وكذا {ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون} ثم يبتدئ كلا أي حقًا. وأما {فيقول رب أهانن كلا} فجيد أي ليس الأمر كما تظن وكذا {وتحبون المال حبًا جما كلا} أي ليس الأمر كما تظنون في محبته، وإن شئت وقفت على (جما). وأما {يحسب أن ماله أخلده كلا} فجيد، أي لم يخلده ويجوز الوقف على أخلده. وأما قوله جل وعز (إن علينا بيانه) فهذا الوقف فيه ثم يبتدئ {كلا بل تحبون العاجلة} أي حقًا وكذا {تظن أن يفعل بها فاقرة} وكذا {الذي هم فيه مختلفون} ثم يبتدئ [1/ 407]

(كلا سيعلمون) ولا يقف على (ثم) وهذا يبطل قول من قال يقف على ما قبل كلا، وكذا {فأنت عنه تلهى} وقد يجوز الوقف على (كلا) هاهنا على بعد أي ليس ينبغي أن يكون هذا هكذا. وأما {ثم إذا شاء أنشره} فلا يقف على (كلا) ومثله {في أي صورة ما شاء ركبك} ومثله {يوم يقوم الناس لرب العالمين} هذا الوقف {ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون} وكذا {ألم يعلم بأن الله يرى} وكذا {سندع الزبانية}. قال أبو حاتم: وفي الحديث أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم بنمط فيه مكتوب {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق} إلى قوله {علم الإنسان ما لم يعلم} فلما تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ما لم يعلم طوى النمط ثم نزل بعد ذلك كلا. وفي سورة (الهاكم) ثلاثة مواضع، القطع فيهن ما قبل كلا حسن، لأن معناهن حقًا، وأبو حاتم يقول المعنى إلا قال الخليل والأخفش [1/ 408]

أنها للردع والزجر والمعاني متقاربة. {ونمد له من العذاب مدا} ليس بتمام لأن {ونرثه} معطوف على ما قبله ولكن يكفي الوقوف على {يأتينا فردا} لأن {واتخذوا} ماض وما قبله مستقبل. {ليكونوا لهم عزًا كلا} تمام عند نافع وأحمد بن جعفر ثم القطع على الآيات تام إلى {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} فإنه ليس بتمام لأن {ونسوق} معطوف على (نحشر) إلى {المجرمين إلى جهنم وردا} ليس بتمام لأن {لا يملكون} في موضع نصب على الحال ما قبله والتمام عند أبي عبد الله. {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} {ولدا} قطع صالح {لقد جئتم شيئًا إدا} ليس بتمام لأن {تكاد السموات يتفطرن منه} من نعت شيء {وتخر الجبال} هذا ليس بتمام لأن التقدير لـ {أن دعوا للرحمن [1/ 409]

ولدا} وهذا التمام عند أحمد بن موسى ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى آخر السورة. [1/ 410]

سورة طه

سورة طه إن قدرت (طه) على ما رواه هشيم عن منصور عن الحسن في قوله جل وعز {طه} قال: يا رجل، فعلى هذا لا يقف على (طه) لأن النداء إنما يؤتي به تنبيهًا على ما بعده. وقال أبو حاتم (طه) افتتاح سورة ثم استقبل الكلام فخاطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى} قال: تم الكلام. قال أحمد بن جعفر: {تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى} ثم قال أبو جعفر: وهذا يحتاج إلى شرح. إن قلت {الرحمن} فرفعته بالابتداء والقول كما قال وإن رفعته على إضمار مبتدأ كان (العلي) كافيًا وكذا إن نصبته على المدح، وإن رفعته وجعلته بدلاً من المضمر الذي في (خلق) لم يكف الوقوف على (العلي) وكذا إن خفضت وجعلته بدلاً من {على العرش استوى} تمام إلا أن تجعل ما بعده خبرًا الابتداء فيكون الوقف {وما بينهما وما تحت الثرى}. {فإنه يعلم السر وأخفى} تمام، إن رفعت ما بعده بالابتداء وفيه ما ذكرناه في الأول وكذا فيما بعده والتمام {له الأسماء [1/ 411]

الحسنى} والتمام بعده. {أو أجد على النار هدى}، والكافي بعده عند أبي حاتم {إنك بالواد المقدس طوى} وغير أبي حاتم يذهب إلى أن هذا تمام على قراءة من قرأ {وأنا اخترناك} لأن المعنى ولأنا اخترناك ليس بتمام على قراءة من قرأ (وإنا اخترتك) لأن (وإنا) معطوف على (إني)، والكافي بعده عند أبي حاتم. {أكاد أخفيها} وجعل {لتجزي} بمعنى لتجزين وخطئ في هذا لأن لام كي ناصبة لما بعدها متعلقة بما قبلها ولكن يصلح الوقوف على {فتردى}. والتمام {وما تلك بيمينك يا موسى} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {سنعيدها سيرتها الأولى} فإن الوقوف عليه ليس بحسن لأن {واضمم} معطوف على (خذها). والكافي عند أبي حاتم {من آياتنا الكبرى} ولا تمام بعده [1/ 412]

إلى {إنك كنت بنا بصيرا} والكافي بعده عند أبي حاتم {قال قد أوتيت سؤلك يا موسى} والتمام بعده عند نافع {يأخذه عدو لي وعدو له}. قال أحمد بن موسى: {كي تقر عينها ولا تحزن} تم الكلام {وفتناك فتونا} قطع كاف ولا تمام بعده إلى {فقولا له قولا لينا} فإن فيه قولين أحدهما أن يكون تمامًا على قول الحسن قال: قال الله جل وعز {فقولا له قولا لينا} فقال هارون لموسى صلى الله عليهما {لعله يتذكر أو يخشى}. قال أبو جعفر: وهذا القول شاذ خارج عن أقوال أهل التأويل لأن منهم من يقول أمرهما الله جل وعز أن يقولا له قولا لينًا فكناه موسى. قال السدي: أوحى الله جل وعز إلى موسى وهارون {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} فقال له موسى صلى الله عليه وسلم: هل لك أن يرد الله جل وعز عليك شبابك ويرد عليك مناكحك ومشاربك وإذا مت دخلت الجنة وتؤمن، فكان هذا القول اللين فركن إليه وقال مكانك حتى يأتي هامان. وقال غير السدي: دخل إلى آسية امرأته فشاورها فيما قاله موسى، فقالت: ما ينبغي لأحد أن يرد هذا، فقال له هامان: أتعبد بعد أن [1/ 413]

كنت تعبد، أنا أردك شابًا فخضبه بالسواد، فكان أول من خضب، ودخل إلى آسية فقال له: حسن إن لم يتصل، وفي الرواية أنه ليس في القرآن من الله جل وعزل لعل ولا عسى إلا وقد كانا. فلما قال الله جل وعز {لعله يتذكر أو يخشى} تذكر وخشى وكذا {قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى} ولا تمام بعده إلى {والسلام على من اتبع الهدى} فإنه قطع صالح والتمام {على من كذب وتولى}. وكذا {قال فمن ربكما يا موسى} وكذا {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} وكذا {قال فما بال القرون الأولى} {في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى} ليس بتمام {لأن} {الذي} في موضع خفض نعت لربي والتمام {إن في ذلك لآيات لأولي النهى}. وأتم منه {ومنها يخرجكم تارة أخرى} وكذا {فكذب [1/ 414]

وأبى} وكذا {مكانًا سوى} وكذا {وإن يحشر الناس ضحى} وكذا {ثم أتى} وكذا {فيسحتكم بعذاب} وكذا {وقد خاب من افترى}. ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {والذي فطرنا} فإنه تمام على ما روينا. وعن نافع وأحمد بن جعفر وهو كاف عند أبي حاتم والكافي بعده عند أبي حاتم (فاقض ما أنت قاض) وكذا عنده {إنما تقضي هذه الحياة الدنيا} {إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا} ليس بكاف على قول الأخفش والفراء لأنهما يذهبان إلى أن المعنى: ويغفر لنا ما أكرهتنا عليه من السحر ومن جعل (ما) نافية فوقفه الكافي خطايانا، والتمام عند أبي حاتم {من السحر} وكذا عنده {والله خير وأبقى}. {فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى} ليس بتمام على قول نصير حتى يأتي بالجنس الآخر وهو حسن عند غيره أن يفرق ما بين أهل الجنة وأهل النار بالوقف. [1/ 415]

{فأولئك لهم الدرجات العلى} ليس بتمام لأن {جنات} بدل من درجات والوقف الكافي {خالدين فيها} والتمام {ذلك جزاء من تزكى}. {فأضرب لهم طريقًا في البحر يبسا} عن نافع تم، وهذا إذا استأنف {لا تخاف دركا}. فإن جعلته نعتًا بمعنى لا تخاف فيه لم يكف الوقوف على (يبسا) وعلى قراءة الأعمش وحمزة (لا تخف دركا) قطع كاف ثم يبتدئ {ولا تخشى} أي ولست تخشى. وإن جعلته تخشى في موضع جزم على قول الفراء لم يقف على (دركا) والتمام على القراءتين جميعًا ولا تخشى. {ما غشيهم} كاف عند أبي حاتم والتمام عنده {وأضل فرعون قومه وما هدى} {فيحل عليكم غضبي} كاف عند أبي حاتم والتمام عنده {فقد هوى} وكذا عنده {ثم اهتدى} ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {فنسى} فإنه تمام عند أبي عبد الله ويعقوب وأبي حاتم والقتبي. [1/ 416]

{ولا يملك لهم ضرًا ولا نفعًا} قطع حسن ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {خالدين فيه} فإنه قطع حسن. {وساء لهم يوم القيامة حملا} ليس بتمام، لأن {يوم ينفخ في الصور} بدلاً من يوم القيامة. {ونحشر المجرمين يومئذ زرقا} ليس بتمام إن جعلت {يتخافتون} في موضع الحال، فإن استأنفته حسن الوقف على (زرقا) والكافي عند أبي حاتم {إن لبثتم إلا عشرا} والتمام عنده {إن لبثتم إلا يوما}. {فقل ينسفها ربي نسفا} كاف إن استأنف {فيذرها} {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} ليس بكاف إن جعلت {يومئذ} بدلاً من ما قبله وإن جعلته متعلقًا بـ {يتبعون} صلح الوقف على ما قبله. وكذا {إلا همسا} كاف إن قطعت ما بعده من ما قبله {ورضى له قولاً} قطع كاف {ولا يحيطون [1/ 417]

به علمًا} قطع حسن والتمام عند أبي حاتم {وقد خاب من حمل ظلما}. وكذا {فلا يخاف ظلمًا ولا هضما} وكذا {أو يحدث لهم ذكرا} وكذا {فتعالى الله الملك الحق} {من قبل أن يقضي إليك وحيه} قطع صالح والتمام {وقل رب زدني علما} {فنسى} قطع كاف. قال الحسن: (فنسى)، أي فترك ولو كان من النسيان لم يكن عليه شيء وهو قول مجاهد والتمام {ولم نجد له عزما}. {إلا إبليس أبى} قطع حسن {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} قطع كاف وليس بتمام، لأن الكلام متصل وكذا {إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى} على قراءة من قرأ {وإنك} بالكسر وأما من قرأ (وأنك) فلا يكفيه الوقوف على ما قبله لأنه معطوف على أن لا تجوع والتمام على القراءتين {ولا تضحى}. [1/ 418]

{وملك لا يبلى} قطع حسن {وعصى آدم ربه فغوى} كاف والتمام {وهدى} والوقف بعده عند أبي حاتم {قال اهبطا منها جميعا} ورد عليه هذا أحمد بن جعفر لأن قوله جل وعز {بعضكم لبعض عدو} في موضع الحال أي اهبطوا في هذه الحال والتمام عنده {بعضكم لبعض عدو}. {مني هدى} ليس بكاف لأنه لم يأت جواب الشرط {فلا يضل ولا يشقى} ليس بتمام على قول نصير وتمام على قول غيره والوقف الكافي بعده {ونحشره يوم القيامة أعمى} وكذا {وقد كنت بصيرًا} والتمام {وكذلك اليوم تنسى}. وقال أحمد بن موسى: {وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه} تمام وقال غيره {ولعذاب الآخرة أشد وأبقى}، {إن في ذلك لآيات لأولي النهى} قطع تام. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {ولولا كلمة سبقت [1/ 419]

من ربك لكان لزاما} فهذا الكافي من الوقف، ثم قال {وأجل مسمى} فعطف به على الكلمة قال أبو جعفر: إذا كان معطوفًا على ما قبله والتقدير ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزامًا، والتمام كما قال القتبي (وأجل مسمى) وعن نافع {قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} تم وخولف في هذا لأن بعض الكلام متصل ببعض {لعلك ترضى} كاف على أن تبتدئ النهي. وعن نافع {لنفتنهم فيه} تم وقال الأخفش: {نحن نرزقك} تمام وهو قول نافع ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {فتربصوا} فإنه وقف عند أبي حاتم وخولف في ذلك لن بعده تهديد، والتمام آخر السورة. [1/ 420]

سورة الأنبياء

سورة الأنبياء اقترب للناس حسابهم، ليس بوقف، لأن الجملة بعده في موضع الحال أي اقترب للناس حسابهم في هذه الحال، والوقف التام {وهم في غفلة معرضون} {لاهية قلوبهم} قطع كاف .. قال يعقوب {وأسروا النجوى} الوقف الكافي. قال أبو جعفر: في هذا تقديرات سبعة، قد ذكرنا منها ستة في كتاب الإعراب ونذكرها هنا السبعة ليكون الكتاب مكتفيًا بنفسه. فمنها أن يكون {الذين ظلموا} في موضع رفع، بمعنى هم الذين ظلموا. أو بمعنى قال الذين ظلموا. أبو بمعنى أسر الذين ظلموا. ويكون في موضع نصب بمعنى أعني الذين ظلموا. فعلى هذه التقديرات الأربعة يكفي الوقف على {واسروا النجوى} والتقدير الخامس أن يكون الذين ظلموا بدلا من الواو أو على لغة من قال أكلوني البراغيث فعلى هذين التقديرين لا يكفي الوقف على {وأسروا النجوى}. والتقدير السابع أن يكون الذين ظلموا في موضع خفض على البدل

من الناس أو النعت فعلى هذا التقدير لا يكفي (الوقوف) على {وأسروا النجوى} ولا على {معرضون} ولا على {لاهية قلوبهم} ويكون الوقف التام على ما رويناه عن نافع وأحمد بن جعفر {وأسروا النجوى الذين ظلموا}. والتمام عند غيرهما {أفتأتون السحر وأنتم تبصرون} {قل ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم} قطع كاف والتمام {فليأتنا بآية كما أرسل الأولون} {من قرية أهلكناها} قطع كاف والتمام {أفهم يؤمنون} {إلا رجالا نوحي إليهم} قطع كاف، والتمام {فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} {وما كانوا خالدين} قطع كاف، والتمام {وأهلكنا المسرفين.} {كتابا فيه ذكركم} قطع كاف، والتمام {أفلا تعقلون} ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا} فإنه كاف عند يعقوب.

قال أبو جعفر: إن جعلت {إن كنا فاعلين} بمعنى ما كنا فاعلين فالقول كما قال يعقوب وهذا القول يروى عن الحسن وقتادة وإبراهيم أن إن بمعنى ما. ومن جعل (إن) للشرط والمجازاة قال المعنى: إن كنا فاعلين ولا يفعل ذلك فوقفه الكافي فاعلين، والكافي بعده {فإذا هو زاهق} والتمام {ولكم الويل مما تصفون} {وله من في السموات والأرض} قطع كاف إن ابتدأت ما بعده وكذا {ولا يستحسرون}. قال أحمد بن موسى: {يسبحون الليل والنهار} وقد خولف في هذا لأن الله جل وعز قد وصفهم أنهم يسبحون الليل والنهار وقد قال جل وعز {فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار} وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كل تسبيح في القرآن يعني به الصلاة، والتمام {لا يفترون} وكذا {أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون} {لفسدتا} قطع كاف وكذا {عما يصفون} وكذا {وهم يسألون} وكذا

{قل هاتوا برهانكم} قال أحمد بن موسى: {هذا ذكر من معي وذكر من قبلي} تمام. قال أبو جعفر: على قراءة الحسن القطع الكافي {بل أكثرهم لا يعلمون} لأنه قرأ {الحق} بالرفع وعلى قراءة الجماعة القطع التام {فهم معرضون} والكافي بعده {سبحانه} والتمام عند نافع {لا يسبقونه بالقول}. ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {فذلك نجزيه جهنم} والتمام {كذلك نجزي الظالمين}. {أفلا يؤمنون} كاف إن ابتدأت ما بعده، وكذا {لعلهم يهتدون} والتمام {عن آياتها معرضون} والكافي بعده وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر والتمام {كل في فلك يسبحون}. والكافي بعده {وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد} والتمام {أفإن مت فهم الخالدون} والكافي بعده {كل نفس ذائقة

الموت} والتمام {وإلينا ترجعون}. {إن يتخذونك إلا هزوا} قطع كاف إن ابتدأت ما بعده ولم يجعله في موضع الحال، والتمام {وهم بذكر الرحمن هم كافرون} والكافي بعده {خلق الإنسان من عجل}. وأما {سأوريكم آياتي فلا تستعجلون} فإنه على قول الكسائي ليس بتمام لأن {ويقولون متى هذا الوعد} متعلق بما قبله، والمعنى عند الكسائي {لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم} كما لما قالوا {متى هذا الوعد} وما قبله يدل على جواب لو، والتمام {ولا هم ينصرون} وكذا {ولا هم ينظرون} وكذا {ما كانوا به يستهزؤن}. قال أبو حاتم: {قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن} كاف، قال أبو جعفر: والمعنى عند الفراء من أمر الرحمن، وكذا {فمن ينصرني من الله إن عصيته} وأظهر في موضع آخر وهو {فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا} والتمام {بل هم

عن ذكر ربهم معرضون}، والكافي بعده {ولا هم منا يصحبون}. قال أحمد بن موسى: {حتى طال عليهم العمر} تمام، والكافي بعده {تنقصها من أطرافها} والتمام {أفهم الغالبون} والكافي بعده {قل إنما أنذركم بالوحي} والتمام {إذا ما ينذرون} وكذا إنا كنا ظالمين، وكذا: فلا تظلم نفس شيئا. والتمام: وكفي بنا حاسبين، {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان} كاف عند يعقوب على قراءة ابن عباس لأنه قرأ {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء} بغير واو وزعم أن من قرأ بالواو فأن وقفه الكافي {والفرقان} أيضا. قال أبو جعفر: أما القراءة التي رواها عن ابن عباس فلا يجوز لأحد أن يقرأ بها لمخالفتها المصحف ولو صحت كانت على التفسير لا على القراءة. ولو كانت التلاوة بغير واو لما كان الوقوف على الفرقان كافيا وعلى قراءة الجماعة بالواو لا يكفي ولا يصلح الوقوف على الفرقان، لأن ما بعده معطوف عليه.

وقد اختلف في المعنى، فمن النحويين من يقول الواو مقحمة وهذا مردود عند الحذاق منهم لأن ما يفيد معنى لا يكون زائدًا، وقال أبو اسحاق الفرقان الترواة لأن فيها الفرق بين الحلال والحرام، وقال ابن زيد الفرقان الفرق بين الحلال والحرام، وكان محمد بن جرير يختار هذا القول وأن يكون المعنى ولقد آتينا موسى الفرق بين الحلال والحرام والتوراة ويكون {وضياء} للتوراة {وذكرا} معطوف عليه {للمتقين} ليس بتمام لأن {الذين} من نعتهم. والتمام {وهم من الساعة مشفقون} والكافي بعده {وهذا ذكر مبارك أنزلناه} والتمام {أفأنتم له منكرون} {وكنا به عالمين} ليس بتمام عند أبي إسحاق والمعنى {ولقد آتينا إبراهيم رشده} في هذا الوقت يعني أن {إذ} متعلقة بما قبلها والتمام التي أنتم لها عاكفون. ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {قال بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن} فإن أبا عبد لله قال هو تمام وقال غيره التمام {بعد أن تولوا مدبرين} وكذا {لعلهم

إليه يرجعون} وكذا: {إنه لمن الظالمين} وعن نافع {قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم} ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى قوله جل وعز {ووهبنا له إسحاق} فإنه تمام عند الأخفش واحمد بن موسى وحكاه أبو حاتم عن بعض المفسرين. قال ابو حاتم: على قول قتادة وابن زيد يصح هذا القول لأنهما قالا: النافلة يعقوب: فيكون على هذا {ووهبنا له إسحاق} تم الكلام ويكون التقدير وزدناه يعقوب نافلة، وعلى قول مجاهد وعطاء بن إسحاق ليس بتمام لأنها قالا: ووهبنا له إسحاق تم الكلام ويكون التقدير وزدناه يعقوب نافلة وعلى قول مجاهد وعطاء بن إسحاق ليس بتمام لأنهما قالا: ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة أي: عطية وهذا هو البين في العربية، أن يكون الثاني معطوفا على الأول داخلا فيما دخل فيه لا على إضمار فعل. {وكلا جعلنا صالحين} قطع كاف إن ابتدأت ما بعده و {إقام الصلاة وإتاء الزكاة} كاف والتمام {وكانوا لنا عابدين}. إن جعلت التقدير وأذكر لوطأ وإن قدرته بمعنى: وآتينا لوطا حكما

وعلما كان كافيا. وإن قدرته على قول الكسائي معطوفا على {ولقد آتينا إبراهيم رشده} ولم يكن ما قبله تامًا ولا كافيًا {آتيناه حكما وعلما} كاف إن ابتدأت ما بعده لأن المعنى قد كفى أي آتيناه فضلا بين الخصوم وعلما بالحلال والحرام. {ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث} كاف والمعنى من عذاب أهل القرية {إنهم كانوا قوم سوء فاسقين} كاف وكذا {وأدخلناه في رحمتنا} والتمام {إنه من الصالحين} إن قدرت المعنى وأذكر نوحا وإن عطفته على الهاء التي في أودخلنا أو على لوط لم يتم الكلام على ما قبله. {فنجيناه وأهله من الكرب العظيم} كاف إن ابتدأت الخبر {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا} كاف، والتمام {فأغرفناهم أجمعين} وإن قدرت ما بعده بمعنى: وأذكر. قال أحمد بن موسى: {ففهمناها سليمان} تمام وكذا روى عن نافع: {وكلا آتينا حكما وعلما} تمام عند أحمد بن موسى وأبي حاتم {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير} كاف والمعنى عند محمد بن جرير وكذا قضينا في أم الكتاب إنا

فاعلون لهذا {لتحصنكم من بأسكم} قطع كاف. والتمام على قراءة عبد الرحمن بن هرمز {فهل أنتم شاكرون} لأنه يقرأ {ولسليمان الريح عاصفة} ومن نصبت على إضمار وسخرنا كان من قلبه كافيا، وإن جعلته معطوفا على وسخرنا لم يكف إلى {الأرض التي باركنا فيها} قطع كاف. ولا تعلم إختلافا بين أهل التفسير إنها ارض الشام وإن سليمان صىل الله عليه وسلم كان مقيما بالشام فإذا رجل رجع إليها {وكنا بكل شيء عالمين} تمام إن ابتدأت ما بعده، وإن جعلته في موضع نصب إضمار وسخرنا كان كافيا وإن عطفته على ما قبله لم يكف. {ويعملون عملا دون ذلك} كان والتمام {وكنا له حافظين} إن جعلت التقدير وأذكر أيوب {وأنت أرحم الراحمين} كان {فكشفنا ما به من ضر} كاف إن ابتدأت الخبر وإما {وآتيناه أهله ومثلهم معهم} فليس بكاف لأنه متعلق بما بعده. وقد قال الحسن وقتادة: أحيا الله جل وعز له من مات من أهله وأعطاه مثلهم معهم، وكذا يروى عن ابن مسعود وابن عباس. فأما مجاهد وعكرمة فقالا: إختار أيوب صلى الله عليه وسلم أن يؤتي اهله في الآخرة ويعطي مثله في الدنيا.

{رحمة من عندنا} ليس بكاف لأن {وذكري} معطوف على رحمة كما قال أهل التفسير إذا أصاب المؤمن بلاء يذكر ما نزل بأيوب وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتعظ بذلك وعلم أن المؤمن تمحص عنه ذنوبه ويكمل له الثواب فاعتبر بذلك والتمام {وذكرى للعابدين} {وإسماعيل وإديس وذا الكفل} قطع حسن {كل من الصابرين} كاف {وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين} تمام إن جعلت المعنى وأذكر. قال أحمد بن موسى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبًا} تمام، وقال أبو حاتم ليس في قصة ذا النون تمام إلى {ننجي المؤمنين}. قال ابو جعفر: والقول كما قال إلا أن {مغاضبا} قطع صالح. {فظن أن لن نقدر عليه} ليس بكاف لأنه يحتاج إلى ما بعده ليبين معناه وفي أن لن نقدر عليه للعلماء أربعة أقوال، فقول ابن عباس ألن نعذبه بما لحقه وقال مجاهد ألن نعاقبه وكان محمد بن جرير يختار هذا القول وقد قال الله جل وعز: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} أي يضيق.

قال الأخفش: {أن لن نقدر عليه} أن لن تفوتنا قال ابن زيد هو (استيقان) يعني استفهامًا يذهب إلى أن المعنى أفطن ان لن نقدر عليه. والقول الرابع قول الفراء قال: تقدر بمعنى نقدر عليه العقوبة، قال أبو جعفر: والذي قاله ومعروف في كلام العرب كما قال أبو صخر: فليس عشيات اللوي برواجع لنا ... أبدا ما أورق السلم النضر ولا عائد ذاك الزمان الذي مضى ... تباركت ما تقدر يقع فلك الشكر {أن لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين} كاف والتمام {وكذلك ننجي المؤمنين} إذا جعلت المعنى وأذكر {وأنت خير الوارثين} كاف {وأصلحنا له زوجه} قطع حسن، والتمام {وكانوا لنا خاشعين} إذا جعلت المعنى وأذكر {وجعلناها وابنها آية للعالمين} قطع تام، والتمام بعده عن الأخفش وابي حاتم {وتقطعوا أمرهم بينهم} {كل إلينا راجعون} قطع تام وكذا

{وإنا له كاتبون} قال يعقوب: ومن الوقف {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} قال: وفسرها ابن عباس: لا يؤتون، قال: وقرأ ابن عباس وحرم وفسره وعزم. {وهم من كل حدب ينسلون} ليس بوقف لأنه لم يأت جواب (إذا) والتمام على ما روى عن نافع {فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا} وكذا هو قول الكسائي لأن جواب إذا عنده (الفاء) وما بعدها. قال الأخفش: التمام {بل كنا ظالمين} وهو مذهب أبي إسحاق والمعنى عنده {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج قالوا يا ويلنا} تم حذف القول فجعل المحذوف جواب (إذا) {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} ليس بتمام ولكنه كاف وكذا {ما وردوها} وكذا {وكل فيها خالدون} وكذا: {لهم فيها زفير}. فأما {وهم فيها لا يسمعون} وهو تمام إن جعلت ما بعده مستأنفا عامًا وإن جعلته خاصًا لمن عبد من دون الله وهو مطيع له

كان {لا يسمعون} كافيًا، وبكلا القولين قد قال العلماء. فممن مذهبه أن الآية عامة لكل من سبقت له الحسنى من الله جل وعز علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما روى شبعة عن أبي بشر عن يوسف بن سعيد عن محمد بن خاطب قال: سمعت عليا بن أبي طالب رضي الله عنه يخطب قرأ: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} فقال عثمان منهم. وممن مذهبه أنه خاصة لعيسى ومن عبد من دون الله وهو مطيع لله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وأبو صالح. فأما قول من قال هو استثناء لا يتم على قوله {وهم فيها لا يسمعون} ولا يكون كافيا على أن هذا القول مرغوب عنه لأن قوله جل وعز {إنكم وما تعبدون من دون الله} إنما هو لما عبد من ما لا يعقل لأن (ما) كذا هي في كلام العرب والذين سبقت لهم منا الحسنى لا يخلوا من أن يكون من الملائكة أو من الناس أو من الجان وأكثر ما يقع لهؤلاء (من) فلا معنى للإستثناء ها هنا. {أولئك عنها مبعدون} كان على أن تبتدي خبرًا آخر وكذا {وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر} ليس بكاف لأنه متعلق بما بعده وإن كان ظاهره حسنا وكذا في التفسير. فعن ابن عباس: لا يحزنهم الفزع الأكبر. النفخة الثانية وعليه أكثر العلماء لأنه من سلم من الفزع عند النفخة الثانية كان آمنا من جميع الأهوال، وقال الحسن الفزع الأكبر حين يؤمر بالعبد إلى

النار. قال أحمد بن جعفر: وتتلقاهم الملائكة، تم ثم تقول الملائكة {هذا يومكم الذي كنتم توعدون}، قال أبو جعفر: وهذا خطأ عند محمد بن جرير لأن التقدير عنده لا يحزنهم الفزع الأكبر يوم يطوي السماء. قال الأخفش: السماء كطي السجل للكتب، ها هنا تمام الكلام، وقال الفراء: للكتب انقطع الكلام. قال أبو جعفر: وهو كما قال أهل التفسير أيضا: وفي الحديث عن ابن عباس السجل كاتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعنه أيضا السجل الصحيفة وهذا أولى القولين لأن هذا الكاتب لا يعرف ولا يحمل كتاب الله على من لا يعرف. وفي المعنى تقديران: أحدهما، مذهب محمد بن جرير، قال: المعنى كطي الصحيفة على الكتابن واللام بمعنى: على، وسمعت على بن سليمان يقول: المعنى كطي الصحيفة من أجل الكتاب الذي فيها كما نقول إنا أكرم فلانا لك، قال أبو جعفر: فتم الكلام ثم قال جل وعز {كما بدأنا أول خلق نعيده} أي نعيد الخلق يوم القيامة حفاة عراة عزلا كما بدأناهم في بطون أمهاتهم فبهذا جاء التوقيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على معناه. فمن أصح ما في ذلك ما حدثناه أحمد بن شعيب حدثنا ابن

(بشار) حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثني المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يحشر الناس حفاة عراة غرلا وأول ما يكسى إبراهيم صلى الله عليه ثم قرأ {أول خلق نعيده}. قال أحمد بن موسى وأحمد بن جعفر: أول خلق نعيدة، تمام وكذا روى عن نافع، وهو كاف عند أبي حاتم، وكذا عنده، {وعدا علينا} والتمام عنده {إنا كنا فاعلين} {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قطع تام وكذا {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} على قول أهل التفسير جميعًا. قال ابن زيد: هو رحمة لمن اتبعه وأطاعه، قال سعيد بن جبير: هو رحمة للمؤمنين والكافرين، فأما المؤمنون فسعدوا به وأما الكافرون فلم يعاجلوا بالعذاب كما فعل بالأمم قبلهم وأخرت عنهم العقوبة، قال أبو جعفر: وهذا قول بين حسن. {فهل أنتم مسلمون} قطع حسن والتمام عند أحمد بن موسى وأحمد بن جعفر {فقل آذنتكم على سواء} ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {قل رب أحكم بالحق} فإنه تمام

عند أبي حاتم ثم التمام آخر السورة.

سورة الحج

سورة الحج {يا أيها الناس اتقوا ربكم} قطع كاف، لأن المعنى احذروا عقابه وأطيعوه والتمام، {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} وينصب: يوم ترونها بـ {تذهل} {وترى الناس سكارى وما هم بسكارى} قطع كاف، والتمام {ولكن عذاب الله شديد} {ويتبع كل شيطان مريد} ليس بكاف لأن {كتب عليه} نعت للشيطان. قال قتادة {كتب عليه} أي كتب على الشيطان والتمام {ويهديه إلى عذاب السعير} تم {من مضغة مخلقة} ليس بتمام، وقول مجاهد مخلقة التمام ليس من هذا إنما يريد أن معنى مخلقة تمام الخلق والتمام عند الأخفش ويعقوب وأحمد بن جعفر، {لنبين لكم} وهوا لوقف عند أبي حاتم إلا ان المفضل روى عن عاصم {ونقر في الأرحام ما نشاء} فالكافي على هذه القراءة عند يعقوب {إلى أجل مسمى} وعند غيره {ثم نخرجكم

طفلا لكيلا يعلم من بعد علم شيئا} قطع كاف والتمام على ما روى عن نافع. {وأنبتت من كل زوج بهيج} {وأنه على كل شيء قدير} ليس بكاف لأن ما بعده معطوف على ما قبله والتمام {أن الله يبعث من في القبور} {ليضل عن سبيل الله} قطع كاف والتمام {ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق} على قول أبي إسحاق قال {ذلك} في موضع رفع بالابتداء وخبره {بما قدمت يداك} و {أن} في موضع خفض معطوفة على {ما} وقال غيره {بما قدمت يداك} كاف على أن تكون أن في موضع رفع بمعنى و (والأمر) وأن كذا إن قلت {وإن الله ليس بظلام للعبيد} فتكسر إن وتجعلها مبتدأ والتمام في كل ذلك {للعبيد}. قال أحمد بن جعفر: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} تم، وقال نافع: {فإن أصابه خير إطمأن به} تم، والتمام عند غيره {وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه} إلا على قراءة حميد فإنه قرأ {خسر الدنيا

والآخرة} فعلى هذه القراءة هذا الوقف الكافي. والتمام {ذلك هو الخسران المبين} على أن يبتديء {يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه} كاف {ذلك هو الضلال البعيد} تمام على قول الأخفش والكسائي، وقال أحمد بن جعفر: ذلك هو الضلال البعيد يدعوا ثم قال أبو جعفر: أما الكسائي فقدر اللام في غير موضعها وجعل {يدعوا} بمعنى بعيد والمعنى عنده يدعوا من لضره أقرب من نفعه كما تقول العرب عندي غيره خير منه بمعنى (عندي ما لغيره خير منه) وكما قال الشاعر: أم الحليس لعجوز شهر به. بمعنى لأم الحليس. وكذا يقدر بعضهم في قول الله جل وعز {إن هذان لساحران} بمعنى نعم لهذان ساحران وقد قال الفراء لقول الكسائي إن اللام في غير موضعها في {لمن ضره} إلا انه أجاز ذلك في (من) لأنه لا يتبين فيها الإعراب وأما الأخفش فجعل يدعوا بمعنى يقول كما قال عنترة:

يدعون عنترة والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم كذذا أنشده سيبويه أي يقولون: يا عنتر وكذا فلان يدعى محمدا والتقدير عند الأخفش يقول لمن ضره أقرب من نفعه إلهه ثم حذف خبر الابتداء ومن جعل يدعوا هو التمام قدر يدعوا مكرره على الأولى وفي ذلك قول آخر يكون ذلك بمعنى الذي ويكون المعنى، الذي هو الضلال البعيد يدعوا كما قال الشاعر: عدس ما للعباد عليك أمارة ... أمنت وهذا تحملين طليق بمعنى: والذي تحملين طليق. {لمن ضره أقرب من نفعه} تمام عند الأخفش وخطأه أبو حاتم في هذا لأن (من) عنده في موضع رفع بالإبتداء والخبر {لبئس المولى ولبئس العشير} فغلط هو على الأخفش لأن الأخفش وإن كان من عنده في موضع رفع بالإبتداء فالخبر عنده محذوف كما بينا. {لبئس المولى ولبئس العشير} قطع تام {جنات تجرى من تحتها الأنهار} كاف والتمام {إن الله يفعل ما يريد} ثم القطع على رؤوس الآيات تمام إلى {وكثير من الناس} فإنه تمام على ما روى عن نافع وهو قول الكسائي وأبي حاتم وأحمد بن جعفر، والمعنى عندهم: وكثير، أي في الجنة والتمام على قول

مجاهد {وكثير حق عليه العذاب} وجعل كل هذه الأشياء ساجدة لله من حيوان وموات ومؤمن وكافر. قال أبو جعفر: وهذا قول صحيح بين والذي قاله له التقدم في القرآن والعلم، والسجود في اللغة: الانقياد فكل شيء منقاد لله جل وعز على ما خلقه وعلى ما رزقه وعلى ما أصحه وعلى ما أسقمه وليس هذا سجود العبادة وعلى هذا {ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها}. {ومن يهن الله فما له من مكرم} قطع كاف والتمام {إن الله يفعل ما يشاء}. قال أبو حاتم: ومن الكافي {يصهر به ما في بطونهم والجلود} قال أحمد بن موسى {ولهم مقامع من حديد} تمام قال أبو حاتم {كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها} كاف {وذوقوا عذاب الحريق} قطع تام. {يحلون فيها من أساور من ذهب} هذا الوقف وعند أبي حاتم على قراءة من قرأ {ولؤلؤا} وهي قراءة أهل المدينة وعاصم وهو في السواد كله بالألف وخولف أبو حاتم في هذه لأنه جعل التقدير: ويحلون لؤلؤا نصبه بإضمار فعل.

قال غيره: ليس ها هنا إضمار وهو معطوف على الموضع لأن المعنى يحلون فيها أساور ولؤلؤا. فأما على قراءة من قرأ ولؤلؤ بالخفض وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي فالوقف ولؤلؤا ولا يقف على من ذهب {ولباسهم فيها حرير} قطع كاف والتمام {وهدوا إلى صراط الحميد}. وعن نافع {والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس} تم وكذا قال أحمد بن جعفر وفيه ثلاث قراءات. فقراءة أكثر الناس {سواء العاكف فيه والباد} فعلى هذه القراءة يقف على جعلناه للناس إن جعلت سواء مرفوعا بالإبتداء أو على الخبر الإبتداء ولا يكون للجملة موضع. وإن جعلت الجملة في موضع نصب لم يقف على الناس وكذا على قراءة أبي الأسود الدؤلي {سواء العاكف فيه والباد} تم وكذا على قراءة من قرأ {سواء العاكف فيه والباد} ها هنا يكون الوقف الكافي والتمام بعده {وإذا بؤأنا لإبراهيم مكان البيت} على قول من قال ما بعد هذا مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم والمعنى على هذا القول وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت وعهدنا إليك يا محمد أن لا تشرك بي شيئا. واحتج صاحب هذا القول بأن القرآن إنما أنزل على محمد صلى الله

عليه وسلم فما كان فيه مخاطبة فهي له إلا أن يدل دليل على غير ذلك. واحتج أيضا بقراءة الجماعة أن لا تشرك لوم يقرأوا وأن لا تشرك ومن قال المخاطبة لإبراهيم إلى {وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود} فها هنا وقفه ويجعل {وأذن في الناس بالحج} لنبينا صلى الله عليه وسلم أي فأعلمهم أن الحج واجب عليهم. ومن قال المخاطبة كلها لإبراهيم صلى الله عليه وسلم فالوقف عنده على قول نافع والأخفش ويعقوب وأحمد بن موسى {وعلى كل ضامر} وخولفوا في هذا وممن خالفهم أبو حاتم لأن يأتين من نعت ضامر ولا يوقف على المنعوت قبل النعت وقد يجوز ما قالوا على أن لا يجعله نعتًا ويقطعه من الأول وكذا على قراءة ابن مسعود يأتون جعله لكل. فأما {من كل فج عميق} فليس بوقف كاف لأن {ليشهدوا} متعلق بيأتين والوقف التام عند أبي خاتم {على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} {وأطعموا البائس الفقير} قطع صالح والتمام {وليطوفوا بالبيت العتيق} قال أبو حاتم: ومن التمام {فهو خير له عند ربه} وكذا

روي عن نافع قال يعقوب: ومن الوقف {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور} فهذا الوقف الكافي ثم قال الله جل وعز {حنفاء لله} على القطع وخولف يعقوب في هذا لأن حنفاء العامل فيه ما قبله فكيف يوقف على ما قبله؟ قال أبو جعفر: والقول ما قال الأخفش قال {غير مشركين به} ها هنا تم الكلام، وكذا روي عن نافع، وهو قول أحمد بن جعفر {أو تهوي به الريح في مكان سحيق} قطع تام، وكذا {فإنها من تقوى القلوب} {لكم فيها منافع إلى أجل مسمى} قطع صالح، والتمام {ثم محلها إلى البيت العتيق} {على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} قطع حسن وكذا {فله أسلموا}. فأما {وبشر المخبتين} فليس بتمام لأن {الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} نعت للمختبين، وكذا {والمقيمي الصلاة} والتمام {ومما رزقناهم ينفقون} {فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر} قطع كاف والتمام {كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون} ولكن يناله

التقوى منكم} عن نافع قال: تم والتمام عند غيره، {وبشر المحسنين} {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} كاف والتمام {إن الله لا يحب كل خوان كفور}. قال يعقوب: {بأنهم ظلموا} هذا الكافي من الوقف، وخولف في هذا لأن {الذين أخرجوا} بدل من (الذين) الأول إلا أن تقطعه منه فيكفي الوقف على ظلموا وعلى {أن الله على نصرهم لقدير}. قال أبو حاتم: ومن التمام {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله} وخولف أيضا في هذا لأن {الذين إن مكناهم في الأرض} بدل من {الذين} الأول إلا أن تقطعه منه فيجوز ما قال. قال الأخفش: {لهدمت صوامع وبيع وصلوات} قال بعضهم: ها هنا التمام، وعن نافع {وصلوات} تم، رد هذا أكثر النحويين منهم نصير لأن {ومساجد} معطوف على ما قبله وإن رفعته بالابتداء لم يجز لأنه نكرة ولا خبر معه، فإن كان المقصود أن يكون المعنى ومساجد يذكر فيها اسم الله للمساجد خاصة فجائز أن يوقف على الأول ويكون الضمير يعود عليها وحدها.

قال أحمد بن جعفر: {ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا} ها هنا التمام، قال (والمعنى) لهدمت صوامع وبيع: لضيعت وتركت، وكذا وصلوات، يريد: مواضع صلوات، ومساجد: أي عطلت فذلك هدمها. قال أبو حاتم: ومن الكافي {ولينصرن الله من ينصره} قال أبو جعفر: وهذا القول خطأ عند أبي إسحاق لأن {الذين إن مكناهم في الأرض} بدل من (من) وكذا عند جماعة غيره لأنهم جعلوا {الذين إن مكناهم} بدلا من الذين يقاتلون. والمعنى على هذا القول عند أهل التأويل وأهل النظر كما روى عن عثمان رضي الله عنه أنه خاطب الذين أردوا قتله فقال: فينا نزلت {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} إلى {ولله عاقبة الأمور} فقال: نحن الذين قوتلنا وظلمنا وأخرجنا من ديارنا بغير حق إلا أن قلنا ربنا الله فنصرنا الله جل وعز ومكننا في الأرض فأقمنا الصلاة وآتينا الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر وهذه لي ولأصحابي وليست لكم. قال أبو صالح: هذا في محمد وأصحابه فعلى قول أهل التأويل أن الكلام كله متصل متعلق بعضه ببعض وكان خاصًا على هذا، وكان الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق ومكن لهم في الأرض على هذه

الرواية الأربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين أخرجوا من ديارهم ومكن لهم في الأرض بولاية الخلافة، والتمام على هذا {ولله عاقبة الأمور}. فأما {وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود} فليس بتمام ولا كاف لأن ما بعده معطوف عليه، والوقف الكافي {وأصحاب مدين} لأنه ليس بعده {وقوم موسى} فيكون معطوفا عليه، فقيل لم يكن بعده وقوم موسى لأن قوم موسى لم يكذبوه لأن قومه بنوا اسرائيل وإنما كذبه القبط، والتمام {فكيف كان نكير}. {فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة} قطع صالح {وقصر مشيد} قطع تام {أو آذان يسمعون بها} قطع صالح، والتمام {ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} {ولن يخلف الله وعده} قطع كاف والتمام {وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون} وكذا {ثم أخذتها وإلى المصير} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ألقى الشيطان في أمنيته} فإنه قطع كاف.

{ثم يحكم الله آياته} ليس بقطع كاف وكذا {والله عليم حكيم} لأن لام كي بعد متعلقة بما قبلها والتمام على ما روى عن نافع {والقاسية قلوبهم} وقد خولف أيضا في هذا لأن بعده أيضا لام كي معطوفة على ما قبلها والتمام {وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم}. {حتى تأتيهم الساعة} {وبغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم} قطع حسن {الملك يومئذ لله يحكم بينهم} قطع كاف، والتمام {في جنات النعيم} والتمام بعده {فأولئك لهم عذاب مهين} {ليرزقنهم الله رزقا حسنا} قطع حسن وكذا {وإن الله لهو خير الرازقين} وكذا {ليدخلنهم مدخلا يرضونه} والتمام {وإن الله لعليم حليم} {ثم بغى عليه لينصرنه الله} قطع كاف والتمام {إن الله لعفو غفور}. ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ألم تر أن الله سخر

لكم ما في الأرض} فإنه روى عن نافع أنه تمام قال أبو جعفر: وهذا على قراءة نافع ليس بتمام ولكنه تمام على قراءة عبد الرحمن بن هرمز لأنه يقرأ {والفلك} بالرفع {ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه} قطع كاف والتمام {إن الله بالناس لرؤوف رحيم} والتمام عند أبي حاتم {ثم يميتكم ثم يحييكم}. ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {وما ليس لهم به علم} فإنه قطع كاف، والتمام {وما للظالمين من نصير}. {يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا} قطع كاف، والتمام عند القتبي وأحمد بن جعفر {أفأنبئكم بشر من ذلكم} قال نصير التمام رأس الآية. قال أبو حاتم: {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له} تمام وهو قول الأخفش وأحمد بن موسى {وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه} تمام عند أبي حاتم وأحمد بن موسى، والتمام بعده عند أبي حاتم، {ضعف الطالب والمطلوب}، وكذا {ما قدروا الله حق قدره} وكذا

{يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس}. فأما {إن الله سميع بصير} فحسن تام {لعلكم تفلحون} ليس بتمام ولكن التمام قبله {وإلى الله ترجع الأمور} لأن {وجاهدوا} معطوف على {اركعوا} إلا أن تقطعه منه. قال أحمد بن موسى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} تمام وذا هو على قول أبي إسحاق لأن التقدير عنده {واتبعوا ملة أبيكم إبراهيم} وليس هو كذا على قول الفراء، لأن التقدير عند الفراء كملة أبيكم، تم حذف الكاف لأن معنى {وما جعل عليكم في الدين من حرج} وسع عليكم كمله أبيكم والقول الأول أولى لأن حذف الكاف لا يوجب النصب. وقد أجمع النحويون أنه إذا قيل زيد كالأسد ثم حذفت الكاف لم يجز النصب وأيضا فإن قبله اركعوا واسجدوا فالظاهر أن يكون أيضا هذا على الأمر أي اتبعوا ملة أبيكم إبراهيم وهذا التمام عند يعقوب وأحمد بن جعفر وكذا روى عن نافع. قال أبو جعفر وأهل التفسير يوجب قولهم هذا منهم ابن عباس ومجاهد قالا {هو سماكم} أي الله سماهم المسلمين إلا على قول الحسن فإنه قال هو سماكم يعني إبراهيم فعلى قوله الكلام

متصل، والتمام عند أبي عبد الله {هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا} وهو أيضا تمام عند أحمد بن جعفر {ليكون الرسول شهيدًا عليكم وتكونوا شهداء على الناس} تمام عند أبي حاتم. {فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا الله هو مولاكم} قطع كاف والتمام آخر السورة.

سورة المؤمنون

سورة المؤمنون {قد أفلح المؤمنون} البين في هذا أنه ليس بتمام ولا بكاف، لأن ما بعده نعت للمؤمنين إلى قوله جل وعز {الذين يرثون الفردوس} وقد يقع في (هذا) أشياء غامضة من النحو يجوز أن يكون التمام {قد أفلح المؤمنون} ثم يبتدى {الذين هم في صلاتهم خاشعون} ثم يعطف عليه يكون التمام {الذين يرثون الفردوس}. ويجوز أن يكتفي في الوقف على {قد أفلح المؤمنون} فيقدروه بمعنى هم الذين أو أعني الذين ويجوز من هذا الوقوف على كل آية الأعلى {والذين هم لفروجهم حافظون} لأن بعده استثناء والبين أن التمام {الذين يرثون الفردون} وأتم منه {هم فيها خالدون}. تم القطع على رؤوس الآيات صالح إلى {ثم أنشأناه خلقا

آخر}. قال يعقوب: فهذا الكافي من الوقف " فتبارك الله أحسن الخالقين"، قطع حسن وكذا " ثم إنكم بعد ذلك لميتون " والتمام " ثم إنكم يوم القيامة تبعثون ". " سبع طرائق " قطع صالح على أن يبتدي الخبر وكذا " ما كنا عن الخلق عافلين " وكذا " فأسكناه في الأرض " وكذا " لقادرون". فاما " فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب " فليس بكاف وكذا " ومنها تأكلون " لأن " وشجرة " معطوف على جنات والتمام " وصبغ للآكلين ". " نسقيكم مما في بطونها " قطع صالح " ومنها تأكلون " لأن وشجرة مثله والتمام " وعلى الفلك تحملون " وليس فيما بعده تمام ولا كاف إلا أن يقف على رؤوس الآيات فيجوز ذلك على بعد إلى قوله جل وعز " بأعيننا

ووحينا " فإنه قطع كاف. " وفار التنور " ليس بكاف لأن الفاء وما بعدها جواب إذا " فأسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك " وقف عند أبي حاتم إلا أنه يعد عليه غلطا لأن بعده اسثناء خارجا مما قبله والتمام على ما روى عن نافع وهو قول محمد بن عيسى وأحمد بن جعفر. " إلا من سبق عليه القول منهم إنهم مغرقون " قطع صالح " فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين " ليس بكاف لأن " وقل " معطوف على الأول، والتمام " وأنت خير المنزلين " وكذا " وإن كنا لمبتلين " " من بعدهم قرنا آخرين" ليس بكاف لأن بعده فاء عاطفة. " أفلا تتقون " قطع صالح وليس بعده وقف كاف إلى " وما نحن له بمؤمنين " فإنه يكفي الوقوف عليه وكذا " قال رب أنصرني بما كذبون" وكذا " ليصبحن نادمين "

" فجعلناهم غثاء " قطع تام عند الأخفش " فبعدا للقوم الظالمين " قطع كاف " ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين" قطع حسن وكذا " وما يستأخرون " كلما جاء أمة رسولها كذبوه " تمام عند الأخفش، والكافي بعده عند أبي حاتم. " وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون " قطع حسن " وسلطان مبين " ليس بكاف لأن المعنى أرسلنا إلى فرعون " فاستكبروا وكانوا قوما عالين" قطع كاف وكذا " وقومهما لنا عابدون " والتمام " فكانوا من المهلكين " لعلهم يهتدون " ليس بتمام، لأن " جعلنا " معطوف على " آتينا " إلا أن تجعله خبرا آخر، والتمام " إلى ربوة ذات قرار ومعين " على قول من قال" يا أيها

الرسل " مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم كما قال أحمد بن جعفر: يا أيها الرسل مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم وحده (كما قال جل وعز الذين قال لهم الناس " يراد بهم نعيم بن مسعود وحده قال غيره قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يا أيها الرسل ليدل بذلك على أن الرسل صلى الله عليه وسلم كلهم أمروا بأكل الطيبات وهي الحلال الذي طيبه الله لأكله ومن قال يا أيها الرسل مخاطبة لعيسى صلى الله عليه وسلم لم يكن ومعين عنده تماما وكان محمد بن جرير يذهب إلى هذا واحتج بحديث أبي اسحاق السبيعي عن (عمرو) بن شرحبيل قال في (قوله جل وعز) " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات، قال" كان عيسى صلى الله عليه وسلم يأكل من غزل أمه، قال أحمد بن جعفر: " إني بما تعلمون عليم " تم على قراءة من قران إن، بالكسر على الاستئناف، قال أبو جعفر: وعلى وقول الكسائي (عليم) ليس بتمام، وإن قرأت وإن لأنه زعم أن وإن نسق قال" بما تعملون عليم " ومن قرأ وإن فليس عليم تمام عنده على قول الفراء لأن وإن عنده تسبق على ما في موضع خفض وعليم تمام

على قول البصريين لأن التقدير عندهم ولأن من قال في الكلام فعل محذوف أي واعلموا أن كان عليم عنده كافيًا والتمام " فاتقون " وعن نافع " فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون " قطع حسن وكذا " حتى حين ". قال أبو حاتم: لا يجوز الوقف على " أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين " حتى يتكلم بقوله جل وعز " نسارع لهم في الخيرات " وأنكر على من قال يبتدي بالسبع الخامس ابتداء حسنا فيقول نسارع لهم في الخيرات قال حتى جعلوا كأنه ضرب من الفأل وأنكر هذا فيما زعم لأن أيحسبون يتعدى إلى مفعولين وزعم أن نسارع لهم في الخيرات المفعول الثاني، قال أبو جعفر: وهذا من قبيح الغلط على مذهب الخليل وسيبويه ثم تابعهما النحويون على ذلك كوفيهم وبصريهم إلا شيئا حكاه لنا على بن سليمان عن محمد بن يزيد وهو أيضا مخالف لقول أبي حاتم أن " أن " إذا وقعت بعد حسب وأخواته لم تحتج حسب حسب إلى مفعول ثاني قال الله جل وعز " يحسب أن ماله أخلده " وهو في القرآن كثير فقوله جل وعز " أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين " قد نابت أن عن المفعولين.

ومذهب الكسائي أن إنما ها هنا حرف واحد فيجب أن يكون الوقف عنده من مال وبنين ومذهب أبي إسحاق أن إنما حرفان وما عنده بمعنى الذي وخبر أن عنده محذوف والمعنى أيحسبون أن الذي نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات أي يحسبون أنا نجعله لهم ثوابا وليس كذلك إنما هو استدراج ومحنة، فالتمام على قوله " نسارع لهم في الخيرات " وأتم منه " بل لا يشعرون". قال أبو حاتم " إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون " لا تمام فيه حتى " وهم لها سابقون " إلا وسعها " قطع كاف وكذا رؤوس الآيات بعده إلى " مستكبرين " فإنه وقف عند أبي حاتم وهو صحيح على قول أهل التأويل كما روى ابن عباس " مستكبرين به " أي بالبيت وقال الحسن: به يجزي وقال أبو جعفر: فيبتدي به أي بالبيت العتيق تهجرون أنبيائي أو تهزؤن. وقال العباس بن الفضل: الكافي مستكبرين به، وقال غيره التمام " سامرا تهجرون " والقطع على رؤوس الآيات كاف إلى " آم يقولون به جنة " فإنه كاف أيضا، ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى " لفسدت السموات والأرض ومن فيهن " ثم القطع

على رؤوس الآيات كاف إلى " وله اختلاف الليل والنهار " وأنه كاف أيضا، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى " وما كان معه من إله " فقال يعقوب: فهذا الوقف ثم قال الله جل وعز " إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض " كاف أيضا إلى " سبحان الله عما يصفون " والتمام " فتعالى عما يشركون ". " إما تريني ما يوعدون " ليس بكاف لأنه لم يأت جواب الشرط والتمام " فلا تجعلني من القوم الظالمين " وكذا " لقادرون " وزعم الأخفش أن " السيئة " تمام. " نحن أعلم بما يصفون " كاف إن ابتدأت الامر من " همزات الشياطين " ليس بكاف لأن " وأعوذ بك " معطوف والتمام " إن يحضرون " قال رب ارجعون " ليس بكاف لأن الكلام متصل والتمام على ما روى عن نافع " كلا "

وكذا قال أبو حاتم وأحمد بن موسى وأحمد بن جعفر والتمام " لعلي أعمل صالحا فيما تركت " والتمام لأن كلا ليس متصلا به. والتمام " إلى يوم يبعثون " وكذا " ولا يتساءلون " وكذا " فأولئك هم المفلحون " " في جهنم خالدون " ليس بتمام لأن " تلفح " في موضع الحال " وهم فيها كاللحون " قطع كاف، وكذا " فكنتم بها تكذبون " ضالين " ليس بكاف لأن الكلام متصل والكافي " فإن عدنا فإنا ظالمون " وكذا " ولا تكلمون " " وأنت خير الراحمين " ليس بكاف لأن الكلام متصل إلا أن تقطع ما بعده مما قبله " وكنتم منهم تضحكون " قطع حسن إلى " جزيتهم اليوم بما صبروا " والتمام إن كسرت إنهم وإن

فتحت فالتمام " إنهم هم الفائزون " وكذا رؤوس الآيات إلى آخر السورة.

سورة النور

سورة النور القطع فيها غير رؤوس الآيات تمام حتى ينتهي إلى " ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا " فإن هذا يعرف التمام فيه من جهة الفقه ومن قال" القاذف لا تقبل شهادته وإن تاب كان وقفه " ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " وهذا القول رواه عطاء الخراساني عن ابن عباس وبه قال شريح وسعيد بن جبير والحسن والنخعي والثوري قال، وقال أصحاب الرأي القاذف لا تقبل شهادته وإن تاب إذا حد توبته بينه وبين ربه جل وعز. ومن قال تقبل شهادته إذا تاب فالتمام عنده " فإن الله غفور رحيم " وممن قال تقبل شهادته إذا تاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأب بكره: تب أقبل شهادتك، وكذا روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهو قول مجاهد وطاووس والشعبي وحبيب ابن أبي أن ثابت والزهري وأبي الزنادة قال: قال ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي ثور وأبي عبيد. واحتج الشافعي على أصحاب القول الأول بأنهم يقبلون شهادته إذا تاب قبل أن يحد فينبغي إذا حد أن يكون ذلك أولى لأن الحدود كفارات الذنوب وهم يقبلون شهادة المحدود في الزنا وشرب الخمر والمسكر إذا تاب وكذا الزنديق والمشرك، وقد قال الله جل وعز

" إلا الذين تابوا " فهو راجع في اللغة إلى ما تقدم ذكره إلا أن يأتي خبر يدل على الخصوص وهم يخالفون شريحا بآرائهم. "فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين " هذا قطع كاف على قراءة من قرأ " والخامسة " بالرفع، ومن قرأ بقراءة أبي عبد الرحمن وطلحة والخامسة بالنصب فوقفه الكافي " إن كان من الكاذبين " لأن والخامسة عطف (على) ما قبله. " ويدرؤا عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين " قطع كاف إن قرأت " والخامسة " بالرفع، وإن قرأت والخامسة بالنصب فالتمام " إن كان من الصادقين " فأما " ولولا فضل الله عليكم ورحمته " فليس بكاف لأن " وأن " معطوفة على فضل فمن قال جواب لولا محذوف المعنى ولولا فضل الله عليكم ورحمته لهلكتم فالتمام عنده " وأن الله تواب حكيم " ومن قال جواب لولا هذه والتي بعدها فيما بعد الثانية لم يتم وقفه حتى يأتي بالثانية وجوابها. قال أبو حاتم: ومن الكافي " لا تحسبوه شرًا لكم " ومثله

" بل هو خير لكم " ومثله " لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم " " له عذاب عظيم " قطع تام وكذا " وقالوا هذا إفك مبين ". قال ابو حاتم: ومن الكافي " لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء " " فأولئك عند الله هم الكاذبون " قطع تام " لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم " ليس بتمام ولا كاف لأن " إذ" متعلقة بـ (لمسكم) والتقدير لمسكم ذلك الوقت، والتمام " وهو عند الله عظيم " وكذلك " سبحانك هذا بهتان عظيم " " إن كنتم مؤمنين " ليس بتمام لأن " ويبين " معطوف على " يعظكم" والتمام " والله عليم حكيم " " في الدنيا والاخرة " تمام عند الأخفش وأبي حاتم. " والله يعلم وأنتم لا تعلمون " قطع تام " ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن رؤوف رحيم " قطع تام إن قدرت

جواب لولا محذوفا وهو كاف على قول الكسائي لأن المعنى عنده ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكوتم وحذف هذا لدلالة الثاني عليه، ومن قال " ما زكى منكم " جواب الأول والثانية لم يقف حتى يأتي بالثانية " فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر " عن نافع تم والتمام عند أبي حاتم " ولكن الله يزكي من يشاء " وعند غيره " والله سميع عليم " لأن المعنى والله سميع عليم بما تلقونه بألسنتكم وتقولونه بأفواهكم عليم به حتى يجازيكم عليه. قال أبو حاتم: ومن الكافي " ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله " قال: ومنه " وليعفوا وليصفحوا " ومنه " ألا تحبون أن يغفر الله لكم " قال غيره التمام " والله غفور رحيم". " لعنوا في الدنيا والآخرة " ليس بتمام لأن المعنى لهم اللعنة " ولهم عذاب عظيم " وليس " عظيم " أيضا بتمام لأن التقدير ولهم عذاب ذلك اليوم. " بما كانوا يعملون " ليس بتمام إن جعلت " يومئذ " بدلا من الأول إلا أن تنصبه بـ " يوفيهم " والتمام " هو الحق

المبين " وكذا " لهم مغفرة ورزق كريم " " ذلكم خير لكم " ليس بتمام لأن المعنى كي تتذكرو بفعلكم هذا ما يجب لله جل وعز عليكم من الطاعة فتنتهوا عما نهاكم عنه والتمام " لعلكم تذكرون ". " هو أزكى لكم " كاف عند أبي حاتم والتمام " والله بما تعملون عليم " " فيها متاع لكم " كاف عند أبي حاتم والتمام " والله يعلم ما تبدون وما تكتمون". " ذلك أزكى لهم " ليس بكاف وكذا " إن الله خبير بما يصنعون " لأن " وقل " معطوف على " قل للمؤمنين " إلا أن تجعله أمرا مستأنفا فيكون القطع على " إن الله خبير بما يصنعون " ولا وقف بعد هذا كفى إلى " ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن " فهذا القطع كاف، " وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون " قطع كاف على أن تبتدي الأمر بعده. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز " وأنكحوا الأيامى

منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم " فهذا التمام من الوقف ثم قال جل وعز " إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله " وهو كاف " والله واسع عليم " قطع تام وكذا " حتى يغنيهم الله من فضله " فأما " والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا" قال أبو جعفر فبين الفقهاء في هذه الآية اختلاف يحتاج صاحب التمام إلى أن يعرفه. فمن قال فكاتبوهم ندب ليس بحتم " وآتوهم من مال الله " حتم وجب أن يكون القطع الكافي على قوله " فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا " فهذا ندب عنده ثم ابتدا الإيجاب فقال" وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " وهذا قول الشافعي أن الول ندب وقال: مخير السيد على أن يضع عن عبده من المكاتبة. ومن قال هما جميعا واجبان كان قطعه الكافي " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " فيمن قال إذا سأل العبد سيده المكاتبة وكان في العبد خير فعلى سيده أن يكاتبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكما روى معمر عن قتادة: أن سيرين أبا محمد سأل أنس بن مالك أن يكاتبه فأبى فعلاه عمر بن الخطاب بالدرة وقرأ عليه " فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا" وروى عمر عن عطا الخراساني عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قول الله جل وعز " وآتوهم من مال الله الذي آتاكم " قال يسقط عنه الربع وممن قال المكاتبة

واجبة إذا سألها العبد، الضحاك قال: فكاتبوهم عزمة وقال عطاء فكاتبوهم ما أراه إلا واجبًا، ومن قال ليس بواجب عليه أن يكاتبه ولا يعطيه شيئا ولكنه يستحب ذلك، لم يقف على " إن علمتم فيهم خيرا" لأن الثاني عنده مثل الأول وهذا قول سفيان الثوري وهو قول مالك بن أنس إلا أنه قال استحب أن يسقط عنه شيئا من آخر نجومه. قال أبو جعفر: فالقطع على هذا " وآتوهم من مال اله الذي آتاكم " " إن أردن تحصنا " قطع كاف والتمام " من بعد إكرامهن غفور رحيم " وكذا " موعظة للمتقين". فأما " الله نور السموات والأرض" ومن الناس من يميل إلى هذا لأن نور المؤمن بالتمثيل أشبه ومع هذا فإنه عن جماعة من أهل التأويل منهم أبي بن كعب قال: بدأ الله جل وعز بذكر نوره فقال " الله نور السموات والأرض " ثم ذكر نور المؤمن فقال" مثل نوره " ونور المؤمن القرآن والإيمان. وقرأ عبد الله بن مسعود: مثل نور المؤمن كمشكاة فيها مصباح، وهذه قراءة على التفسير وممن قال الضمير للمؤمنين سعيد بن جبير وعطاء والضحاك، ومن قال المعنى مثل نور الله فالوقف عنده " فيها مصباح " وممن قال هذا كعب الأحبار قال مثل نور الله ونور محمد صلى الله عليه وسلم وقال غيره نور الله القرآن كما روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس مثل نوره قال مثل

هذا. وقال عكرمة هذا قال أحمد بن موسى وعبد الله بن مسلم " كمشكاة فيها مصباح " تمام قالا " المصباح في زجاجة " تمام " الزجاجة كأنها كوكب دري " تمام. قال الأخفش " ولو لم تمسسه نار " تمام وعن نافع تم، وكذا قال أحمد بن جعفر وهو قول أبي حاتم وعبد الله بن مسلم " يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال " قطع كاف " والله بكل شيء عليم " يكون كافيا إن قدرت " في بيوت " متعلقا ب " يسبح " وإن جعلته على قول ابن زيد متلعقا بقوله جل وعز " فيها مصباح " لم يكف الوقوف على عليم، وكذا إن قدرته على قول محمد بن جرير متعلقا بقوله جل وعز " يوقد من شجرة مباركة " وكذا إن قدرته على قول أحمد بن يحيى يكون حالا من هذه الأشياء. " يسبح له فيها بالغدو والآصال" ليس بكاف لأن رجالا مرفوع بيسبح، ومن قرا يسبح وهي قراءة الحسن ورواها أبو بكر عن عاصم صلح أن يقف على " يسبح له فيها بالغدو والاصال " إن ذهب إلى قول سيبويه لأنه يقول رجال مرفوعون بفعل مضمر وإن قال التقدير في بيوت رجال كان متصلا بما قبله.

قال يعقوب: ومن الوقف " وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة " فهذا الكافي من الوقف " يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار" تمام عند أبي حاتم لأنه زعم أن " ليجزيهم " لام القسم وخطيء في هذا لأن لام القسم لا تنصب ولابد من ان يكون معها نون خفيفة أو ثقيلة وهذه قد نصبت ولا نون معها وهي متعلقة بما قبلها والتقدير يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال " " وليجزيهم الله " فلا يتم على " والأبصار والتمام ويزيدهم من فضله، واتم منه والله يزرق من يشاء بغير حساب. فوفاه حسابه والله سريع الحساب، ليس بكاف لأن أو كظلمات معطوف على سراب يغشاه موج، ليس بتمام لأن: من فوقه موج، نعت، والكوفيون يقولون صلة لموج على أن أحمد بن جعفر جعله تماما، وكذا من فوقه موج القول فيه كالقول الأول. من فوقه سحاب، قطع كاف إذا قرات: ظلمات، بالرفع فإن قرأت ظلمات او قرأت سحاب ظلمات لم تقف على سحاب لأن المضاف والمضاف إليه بمنزلة اسم واحد فإن نونت وقرأت سحاب ظلمات فظلمات بدل من ظلمات الأول والتمام: إذا أخرج يده لم يكد يراها، وأتم منه: ومن لم يجعل الله

له نورا فما له من نور. والطير صافات، فيه تقديرات من النحو في الإضمار، إن جعلت التقدير " كل قد علم صلاته وتيسحه " فالوقف والله بما يفعلون، لأن المعنى وهو عليم بما يفعلون وإظهار المضمر أفخم، أنشد سيبويه: لا أرى الموت يسبق الموت شيء .... نغض الموت ذا الغنى والفقيرا فإن جعلت التقدير كل قد علم صلاته نفسه وتسبيحه فهذا الوقف، وإن جعلت التقدير كل قد علم صلاته وتسبيحه فالتمام " والله عليم بما يفعلون: ومعنى صلاة: الصلاة التي فرضها الله تعالى على عباده، ولله ملك السموات والأرض وإلى الله المصير. قطع تام. قال أحمد بن موسى: يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار، تمام وكذا " يقلب الله الليل والنهار، وكذا " ومنهم من يمشى على أربع " وكذا " يخلق الله ما يشاء" على كل شيء قدير " قطع تام، لقد أنزلنا آيات مبينات، قطع كاف والتمام والله يهدي من يشاء إلى

صراط مستقيم. ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك، قطع كاف والتمام " وما أولئك بالمؤمنين، إذا فريق منهم معرضون. كاف إن ابتدأت الخبر. قال أحمد بن موسى: وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين، تمام وعن نافع " أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله، ثم قال غيره وهو كاف وليس بتمام لأن ما بعده متصل به والمعنى: لم يخافوا أن يحيف الله عليهم ورسوله ولكنهم ظلموا أنفسهم ونافقوا، ودل على هذا " بل أولئك هم الظالمون" " وأولئك هم المفلحون " قطع تام وكذا " فأولئك هم الفائزون " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا، هذا التمام عند الأخفش ويعقوب وأبي حاتم والقتبي واحمد بن جعفر. وزعم الكسائي أن المعنى أنهم حلفوا فقيل لهم لا تحلفوا، قال والتأويل هي منا طاعة معروفة وإن شئت الذي يلزمكم والذي ينبغي لكم طاعة والتقدير عند البصريين طاعة معروفة أولى بكم أو ليكن

منكم طاعة وقيل المعنى هذا الفعل منكم طاعة معروفة أي أنكم تظهرون هذا وتبطنون غيره. قال أبو جعفر: طاعة معروفة، قطع كاف والتمام: إن الله خبير بما تعملون، فأما " قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " فليس بتمام ولا كاف لأن الذي بعده داخل في الخطاب وربما غلط في هذا الضعيف في العربية فيتوهم أن فإن تولوا، لغائب فإنه منقطع مما قبله وليس الأمر كذلك والتقدير فإن تتولوا حذفت إحدى التائين وحذفت النون للجزم والدليل على هذا أن بعده وعليكم ما حملتم، ولو كان لغائب كان وعليهم ما حملوا فدل هذا على ان الخطاب كله واحد متصل وبعده " وإن تطيعوه تهتدوا، فإن شئت وقفت ها هنا، والتمام " وما على الرسول إلا البلاغ المبين. والتمام بعده: وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، هذا قول أحمد بن موسى وأبي حاتم وكذا " لا يشركون بي شيئا. فأولئك هم الفاسقون، تمام أيضا " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعو الرسول لعلكم ترحمون، كذا ومأمواهم النار، قطع كاف والتمام، ولبئس المصير. قال يعقوب: ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا

الحلم منكم ثلاث مرات " فهذا الكافي من الوقف، قال أبو جعفر: وقد خولف يعقوب في هذا لأن بعده تبيانًا له. والتمام " ومن بعد صلاة العشاء" على قراءة من رفع ما بعده هذا قول الأخفش والقتبي وأحمد بن جعفر ومحمد بن عيسى قال أحمد بن جعفر: ومن قرأ {ثلاث عورات لكم} بالنصب فتمامه {ثلاث عورات لكم}. قال أبو جعفر: النصب عند الفراء على البدل من ثلاث مرات وأكثر النحويين تستبعد النصب، وتقديره عند أبي إسحاق ليستأذنكم أوقات ثلاث عورات والرفع عند الكسائي على الابتداء والخبر لكم وعند بإضمار مبتدأ. {ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن} وقف عند أبي حاتم {طوافون عليكم} ليس بتمام لأن التقدير يطوف بعضكم على بعض {كذلك يبين الله لكم الآيات} قطع كاف والتمام {والله عليكم حكيم}. {فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم} قطع كاف، وكذا {كذلك يبين الله لكم آياته} والتمام {والله عليكم حكيم} {غير متبرجات بزينة} كاف عند أبي حاتم والتمام عنده {وإن يستعففن خير لهن} والتمام عند غيره {والله سميع عليم} لأن المعنى: والله سميع لما يقولون

عليم بما يفعلون من ذلك وغيره. قال أحمد بن موسى: {أو صديقكم} تمام {ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعًا أو أشتاتًا} تمام {تحية من عند الله مباركة طيبة} كاف والتمام {كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون}. قال يعقوب: ومن الوقف {حتى يستأذنوه} فهذا الوقف الكافي قال أبو جعفر: وهذا الذي ذكره يعقوب تمام عند نافع والأخفش وأبي حاتم والكافي بعده عند أبي حاتم {أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله} {واستغفر لهم الله} كاف والتمام {إن الله غفور رحيم}. فأما {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} فهو كاف على القولين جميعًا الذين ذكرهما أهل التأويل أحدهما: لا تخاطبوا الرسول صلى الله عليه وسلم كما تخاطب بعضكم بعضا ولكن خاطبوه بالتفخيم والإجلال، والقول الآخر لا تغضبوه ولا تعصوه فيدعوا فيستجاب له فلا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره فإن دعاءه يستجاب وكان محمد بن جرير يميل إلى هذا القول لأن الكلام والمخاطبة يدل عليه. {أو يصيبهم عذاب أليم} قطع تام {ألا إن الله ما في السموات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه} تمام على ما روي

عن نافع {فينبئهم بما عملوا} كاف والتمام آخر السورة.

سورة الفرقان

سورة الفرقان {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} ليس بتمام لأن {الذي له ملك السموات والأرض} نعت للذي نزل الفرقان والتمام {وخلق كل شيء فقدره تقديرًا}. {وهم يخلقون} ليس بتمام لأن ما بعده معطوف على نعت {آلهة} فهو داخل في النعت إلا أن تبتدي به فيكفي الوقوف على {وهم يخلقون} والتمام {ولا نشورا} {وأعانه عليه قوم آخرون} كاف {وقالوا أساطير الأولين} ليس بكاف لأن ما بعده داخل في القول والتمام {فهي تملى عليه بكرة وأصبلا}. {الذي يعلم السر في السموات والأرض} كاف والتمام {إنه كان غفورا رحيما} {فيكون معه نذيرًا}

ليس بكاف لأن ما بعده متصل به والكافي {أو تكون له جنة يأكل منها} والتمام {وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} وكذا {فلا يستطيعون سبيلا} {جعل لك خيرًا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار} كاف على قراءة مجاهد وأهل الشام وكذا يروى عن عاصم {ويجعل لك قصورًا}. ومن قرأ {ويجعل لك قصورًا} فجعله في موضع رفع إلا أنه أدغم فوقفه كما تقدم، وإن جعله في موضع جزم فوقفه الكافي {ويجعل لك قصورا} إذا كانت {بل} عنده يقع بعد الإيجاب وهو قول البصريين، وإن جعل بل تكون عنده إلا بعد نفي وهو قول الكوفيين لم يكفه الوقف على قصورا لأنه حذف ما يدل عليه ما قبل بل والتقدير عنده لم يكذبوا النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يأكل الطعام ويمشى في الأسواق وإنما كذبوه لأنهم لا يؤمنون بالميعاد فقال {بل كذبوا بالساعة} فهذا كاف {وإعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا} ليس بتمام لأن {إذا رأتهم} نعت سعير وإن كان سعير مذكر حمل على معنى النار إلا أن تقطع إذا مما قبلها فيكفي الوقف على سعير وكذا {سمعوا لها تغيظًا وزفيرا}، {دعوا

هنالك ثبورا} كاف والتمام {وأدعوا ثبورا كثيرًا} {التي وعد المتقون} قطع صالح والتمام عند أبي حاتم {لهم فيها ما يشاءون خالدين} وعند غيره {كان على ربك وعدا مسئولا}. قال محمد بن كعب سألته الملائكة لهم فقالت: {ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم} وقيل لهم سألوه حين قالوا {ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك} وقيل: {مسئولا} أي وأحياه {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله} قال أحمد بن جعفر وخولف في هذا لأن {فيقول} عطف على يحشرهم والتمام {أم هو ضلوا السبيل}. {وكانوا قومًا بورا} كاف وكذا {فما تستطيعون صرفا ولا نصرًا} والتمام {ومن يظلم منكم نذقه عذابًا كبيرًا} {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة} كان عند أبي حاتم والتمام عنده {أتصبرون} وعند غيره {وكان ربك بصيرا} {أو نرى ربنا} قطع كاف لأن المعنى عند أهل التفسير وقال

الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة فيخبرونا بصحة نبوتك أو نرى ربنا فيخبرنا بذلك فقال الله جل وعز {لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا} فهذا تمام. {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا} ليس بتمام لأن المعنى: لا يبشرون، وتقول لهم الملائكة {حجرا محجورا} فهذا التمام على هذه القراءة كما قال أبو سعيد الخدري: تقول لهم الملائكة حراما محرما، أي أن نبشركم بخير، وقرأ الحسن {لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا} قال هذا وقف تام أي ويقولون المجرمون حجرا كلمة كانت العرب تقولها عند الفزع أي نستعيذ بالله. وقال ابن جريج كانت العرب تقولها عند الرعب حجرا أي استعاذة فقال الله جل وعز {محجورا} أي محجور عليكم أن ترجعوا إلى الدنيا. {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} قطع تام وكذا {وأحسن مقيلا} وكذا {ونزل الملائكة تنزيلا} {الملك يومئذ الحق للرحمن} كاف والتمام {وكان يوما على الكافرين عسيرا} {يا ليتني اتخذت مع

الرسول سبيلا} ليس بقطع كاف لأن الكلام متصل وكذا {خليلا} والتمام {وكان الشيطان للإنسان خذولا} وكذا {إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} {لكل نبي عدوا من المجرمين} قطع كاف والتمام {وكفى بربك هاديا ونصيرا}. قال الأخفش: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة} ها هنا (تمام) الكلام أي هل أنزل عليه القرآن جملة واحدة، فقال الله جل وعز {كذلك لنثبت به فؤادك} وأكثر أهل التأويل على هذا القول. لأن معنى قولهم لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة لم أنزل متفرقًا؟ فقال الله جل وعز {كذلك} أي أنزلناه كذلك أي متفرقًا ليثبت به فؤادك. فالجواب محمول على المعنى ومثل هذا حديث مالك عن نافع عن ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يلبس المحرم؟ فقال لا تلبسوا القميص ولا السراويلات ولا العمائم ولا الحقاف إلا أن لا يجد نعلين منقطع الخفين أسفل من الكعبين فهذا جواب على

المعنى. ومذهب الفراء أن التمام {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك} أي التوراة والإنجيل والتقدير أيضا أنزلناه متفرقا ليثبت به فؤادك إذا سئلت عن شيء نزل جوابه فثبت به فؤادك وحفظته. والتمام {ورتلناه ترتيلا} وكذا {وأحسن تفسيرا} وكذا {وأضل سبيلا}. {وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا} ليس بتمام لأن {فقلنا} معطف على {الذين كذبوا بآياتنا} قطع كاف عند أبي حاتم على قراءة من قرأ {فدمرناهم تدميرا} ومن قرأ {فدمرناهم تدميرا} فها هنا وقفة عنده. قال أبو جعفر: وهذا كما قال إن لم يعطف {وقوم نوح} على المضمر في (دمرناهم) ولكن ننصبه بإضمار فصار تفسيره {أغرقناهم وجعلناهم للناس آية} قطع كاف وكذا {واعتدنا للظالمين عذابا أليما} إن لم تعطف {وعادا} على ما قبله {وقرونا بين ذلك كثيرًا} كاف وإن لم تعطف {وكلا

ضربنا له الأمثال} على ما قبله ونصبته بإضمار فعل وإن عطفته على ما قبله كفاك الوقف على الأمثال والتمام {وكلا تبرنا تتبيرا}. قال الحسن: تبروا بالعذاب {ولقد آتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء} قطع كاف وكذا {أفلم يكونوا يرونها} والتمام {بل كانوا لا يرجون نشورا} {إن يتخذونك إلا هزوا هذا الذي بعث الله رسولا} كاف عند ابي حاتم وخولف في هذا لأن الكلام متصل والكافي {إن كان ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها} والتمام {وسوف يعملون حين يرون العذاب من أضل سبيلا} والقطع على رؤوس الآيات كاف إلى {وأنزلنا من السماء ماء طهورا} فإنه ليس بكاف لأن لام كي متعلقة لما قبلها. والتمام {ونسقيه مما خلقنا أنعامًا وأناسي كثيرا} وكذا {فأبي أكثر الناس إلا كفروا} وكذا رؤوس الآيات {نسبا وصهرا} فإنه قطع كاف والتمام {وكان ربك قديرا} والكافي بعده {ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا

يضرهم}. والتمام {وكان الكافر على ربه ظهيرا} على القولين جميعا أحدهما أن ظهيرًا معين والآخر أن ظهيرا هين من ظهرته إذا رميت به وراء ظهرك لهوانه فهو مظهر وظهير. {وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا} قطع تام وكذا {أن يتخذ إلى ربه سبيلا} {وسبح بحمده} قطع كاف {وكفى به بذنوب عباده خبيرا} تمام إن ابتدأت {الذي خلق السموات والأرض} والخبر {الرحمن}. وإن جعلت الذي في موضع رفع بمعنى هو الذي أو في موضع نصب بمعنى أعني جعلت {خبيرا} كافيا. وإن جعلت الذي في موضع خفض بدلا من الهاء التي في {به} لم يكف الوقف على خبيرا. {ثم استوى على العرش} تمام إن رفعت الرحمن بالابتداء وجعلت ما بعده خبره وإن رفعت على إضمار هو كاف ما قبله كافيا وإن جعلت بدلا من المضمر الذي في استوى كان التمام {ثم استوي على العرش الرحمن} فهذا على قول البصريين والكسائي أيضا يجيزه غير أنه لا يقول على البدل ويقول مردود على المضمر والفراء لا يجيز أن يرد على المضمر ظاهرا لأن المضمر

عنده لا يبين. وقال أحمد بن جعفر: {ثم استوى على العرش الرحمن} ثم قال أبو جعفر: والتمام بإجماع: {فاسأل به خبيرا} على الإختلاف في معناه فقال الأخفش: واسأل به أي أسأل عن الله جل وعز أهل العلم يخبروك، كما قال الشاعر: هلا سألت القوم يا ابنة مالك ... إن كانت جاهلة بما لم تعلمي أي هل سألت القوم عما لم تعلمي وكان على بن سليمان يذهب إلى أن {الياء} في موضعها أي فاسأل بسؤالك خبيرا. وكان محمد بن جرير يذهب إلى أن المعنى فأسأله خبيرا ويذهب إلى أن خبيرا منصوب على الحال. {وإذا قيل لهم أسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن} قطع كاف على قراءة الحسن وأبي عمرو وأهل المدينة لأنهم رجعوا إلى الخطاب، فإن قرأت بقراءة الكوفيين كان الكلام متصلا عند أكثر الناس وكان التمام {وزادهم نفورا} وهذا التأويل على قول أبي عبيد على أنه قد استبعد هذه القراءة استعبادا شديدًا وقال كيف يقولون أنسجد لما يأمرنا الرحمن به وهم لا يقرون أنه أمرهم بشيء. وقال عيسى: ليس المعنى كما ذهب إليه، ولكن التقدير: أنسجد لما يأمرنا به محمد والتمام بأجماع: {وزادهم نفورا} وكذا {وقمرا

منيرًا} وكذا {أو أراد شكورا}. فأما {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} فالتمام على قول الأخفش {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} لأنه زعم أنه ابتداء بلا خبر. وقال أبو جعفر: وظاهر هذا الكلام محال لأنه إنما يبتدأ الإسم ليخبر عنه ولكن تأول الأخفش لأنه كان يقصد للإشكال على من يعلمه وسمعت أبا إسحاق يقول وهذا معنى ما قال كان بقصد الإشكال في كتبه ليحتاج إليه فيها فيكون معنى قوله ابتداء بلا خبر: أن الخبر محذوف، كما قال الخليل وسيبويه: سمعنا فصحاء العرب يقولون: لحق إنه ذاهب فيضعون كأنهم يريدون لحق ذلك أمرك. كان أبو إسحاق يذهب إلى أن {وعباد الرحمن} مرفوع بالابتداء وخبره {الذين يمشون على الأرض هونا} والتمام على هذا {قالوا سلاما} وكذا على قول الأخفش إلا أنه على قول الأخفش يكون كما بعده {والذين} فهو تمام ها هنا ولأبي إسحاق قول آخر وهو قول محمد بن جرير لم نذكر غيره يكون {وعباد الرحمن} مرفوعًا بالابتداء {الذين يمشون على الأرض هونًا} وبر الإبتداء {أولئك يجزون الغرفة} فعلى هذا القول لا يتم

الكلام إلى قوله جل وعز {حسنت مستقرًا ومقامًا} وليس {تحية وسلامًا} تمام لأن {خالدين} رد على ما قبله ولكن خالدين فيها كاف. قال يعقوب: ومن الوقف {قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم} فهذا الكافي من الوقف وقال غيره التمام آخر السورة.

سورة الشعراء

سورة الشعراء {طسم} قطع كاف والتمام {تلك آيات الكتاب المبين} {لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين} قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {فظلت أعناقهم لها} فهذا الكافي من الوقف على قول قوم وزعم أن الوقف عنده خاضعين وأنه ينصب خاضعين على الحال. قال أبو جعفر: الذي حكاه من الوقف على {فظلت أعناقهم لها} خطأ لأنه لم يأت خبر ظل وظل يحتاج إلى خبر وليس خاضعين منصوبًا على الحال عند الخليل وسيبويه لأن الحال إنما يكون بعد تمام الكلام وإنما هو منصوب على خبر ظل بمنزلة المفعول، والتمام خاضعين وكذا {إلا كانوا عنه معرضين} والكافي بعده {فقد كذبوا}. والتمام {أنباء ما كانوا به يستهزءون} وكذا {من كل زوج

كريم} والكافي بعده {إن في ذلك لآية} وكذا في جميع السورة والتمام {وما كان أكثرهم مؤمنين} والمعنى عند الفراء: وما هم بمؤمنين في علم الله {وإن ربك لهم العزيز الرحيم} قطع تام {أن ائت القوم الظالمين} ليس بكاف. قال أبو حاتم: ومن التمام {أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون} والتمام عند نافع {ألا يتقون} قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز: {قال رب إني أخاف أن يكذبون} فهذا التمام من الوقف. ثم قال {ويضيق صدري ولا ينطلق لساني} فرفعه على الإستقبال والخبر المستقبل وأنا أقرأ ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأجعل وقفي {ولا ينطلق لساني} وهذا الكافي من الوقف والاستقصار رأس الآية. قال أبو جعفر: من قرأ {ويضيق صدري ولا ينطلق لساني} بالرفع على استئناف الخبر فالتمام عنده {أن يكذبون} وهو قول الأخفش وأحد قولي الكسائي.

والقول الثاني وهو قول الفراء أن يكون {ويضيق صدري} نسقا على أخاه فعلى هذا القول لا يتم الوقف على {تكذبون} وعلى قراءة من قرأ بالنصب وهي قراءة الأعرج وطلحة ورواها أبو زيد عن الأعمش والتمام {فأخاف أن يقتلون}. وعن نافع قال {كلا} تم وقال نصير أي كلا لا يصلون إلى ذلك، وقال أحمد بن جعفر قال كلا تم وهو قول القتبي. {إنا معكم مستمعون} قطع صالح والكلام متصل، وعن نافع {أن أرسل معنا بني اسرائيل} عن نافع تم، وقال أحمد بن جعفر: تم، والمعنى إن عبدت بني إسرائيل وتركتني فلم يستعبدني فحذف وتركتني. وقال أبو حاتم: سمعت أبا عبد الرحمن المقريء يقول هو استفهام، قال أبو جعفر لا يجوز استفهام بغير حرف استفهام أو ما يقوم مقامه {قال فرعون وما رب العالمين} قطع كاف وكذا {وما بينهما إن كنتم موقنين}. قال أحمد بن جعفر: {قال لمن حوله ألا تستمعون} ثم قال والمعنى ألا تستمعون قول موسى، فرد موسى لأنه المراد بالجواب الذي دعوتك إلى عبادته {ربكم ورب آبائكم

الأولين} ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {وأبعث في المدائن حاشرين} فإنه ليس بكاف لأن {يأتوك} جواب إبعث ولكن القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {آمنا برب العالمين} فإنه ليس بقطع كاف لأن {رب موسى وهارون} بدل. {إنه لكبيركم الذي علمكم السحر} ليس بتمام، لأن الكلام متصل ولكنه صالح، وكذا {فلسوف تعلمون} والتمام {لأصلبنكم أجمعين} {إنا إلى ربنا منقلبون} قطع صالح والتمام {أن كنا أول المؤمنين} {إنكم متبعون} قطع تام ولا تمام بعده إلى {وإنا لجميع حاذرون} فإنه تمام. قال أبو حاتم: {فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام

كريم} وقف. ثم قال جل وعز {كذلك} أي كذلك فعلنا، والتمام على ما روى عن نافع، ومقام كريم {كذلك} وهو قول أحمد بن جعفر {وأورثناها بني إسرائيل} قطع كاف والتمام {فأتبعوهم مشرقين} وقال {كلا} تمام على ما روى عن نافع، وهو قول نصير، قال: أي كلا لا يدركوكم، وهو قول أبي حاتم والقتبي وأحمد بن جعفر. {إن معي ربي سيهدين} قطع تام، ولا تمام بعد إلى {ثم أغرقنا الآخرين} فهو تمام {إن في ذلك لآية} كاف والتمام {وما كان أكثرهم مؤمنين} وكذا {وإن ربك لهو العزيز الرحيم}، {نبأ إبراهيم} ليس بكاف لأن {إذ} متعلقة بما قبلها، وما بعده من رؤوس الآيات كاف إلى {أفرأيتم ما كنتم تعبدون} فإنه ليس بكاف لأن {إن} توكيد للمضمر قال {وآباؤكم} عطف على المضمر.

{فإنهم عدو لي إلا رب العالمين} ليس بقطع كاف، لأن {الذي} نعت والذي بعده معطوف عليه ولا قطع كاف إلى قوله {هل ينصرونكم أو ينتصرون} فإنه كاف، وكذا {وجنود إبليس أجمعون} ولا قطع كاف بعده إلى {فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين}. ولا تمام في قصة نوح إلا أن يقف على آخر كلامهم وعلى آخر كلام نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى {ونجني ومن معي من المؤمنين} فإنه كاف وبعده {ثم أغرقنا بعد الباقين} كاف، وكذا قصة عاد إلى قوله {وما نحن بمعذبين} فإنه قطع سن وكذا {فأهلكناهم} وكذا قصة ثمود إلى {فيأخذكم عذاب يوم عظيم} فإنه قطع حسن وكذا {فأخذهم العذاب} وقصة قوم لوط كذلك إلى {وأمطرنا عليهم

مطرًا، فإنه قطع حسن والتمام {فساء مطر المنذرين} وكذا قصة أصحاب الأيكة إلى قوله {بما تعملون} فإنه قطع حسن وكذا {فأخذهم عذاب يوم الظلة}. والتمام {إنه كان عذاب يوم عظيم} {وإنه لتنزيل رب العالمين} قطع كاف على قراءة من قرأ {نزل} ومن قرأ {أنزل} فالكلام متصل إلى {وإنه لفي زبر الأولين} فإنه تمام عند أبي حاتم {أن يعلمه علماء بني إسرائيل} كاف. قال أحمد بن جعفر: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} ثم قال أحمد بن جعفر: المعنى كي لا يؤمنوا به {هل نحن منظرون} كاف وكذا {أفبعذابنا يستعجلون} قال الأخفش {ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} تمام قال نصير: أحب ان يقف على رأس الآية: {إلا لها منذرون}. وحكي أبو حاتم وغيره أن من أهل التفسير من قال: ليس في

الشعراء وقف تام إلى قوله {إلا لها منذرون} وإن جعلت {ذكرى} في موضع نصب بمعنى ينذرونهم بذكره فالوقف ذكرى {وما ينبغي لهم وما يستطيعون} تمام على ما روى عن نافع وهو قول أحمد بن جعفر {إنهم عن السمع لمعزولون} قطع كاف والتمام {لمن اتبعك من المؤمنين} وكذا {إنه هو السميع العليم}. {يلقون السمع} تمام على ما روى عن نافع، والتمام عند غيره {وأكثرهم كاذبون} لأن الجملة في موضع الحال {والشعراء يتبعهم الغاوون} ليس بتمام لأن بعده استثناء، والتمام عند الأخفش وأبي حاتم {وانتصروا من بعد ما ظلموا} ثم آخر السورة.

سورة النمل

سورة النمل {طس تلك آيات القرآن} ليس بقطع كاف، لأن {وكتاب مبين} عطف على القرآن إلا أن أبا إسحاق أجاز، {وكتاب مبين} على إضمار مبتدأ، فعلى هذا القول يكفي الوقوف على {آيات القرآن} فأما {وكتاب مبين} فليس بقطع كاف إن جعلت {هدى} في موضع نصب وإن جعلته في موضع رفع على إضمار مبتدأ الوقف على {وكتاب مبين}. وأما {وبشرى للمؤمنين} فليس بكاف، إن جعلت {الذين} في موضع رفع على إضمار مبتدأ وفي موضع نصب بمعنى أعني كفي الوقف على {للمؤمنين} والتمام في جميع ذلك {وهم بالآخرة هم يوقنون} {فهم يعمهون} قطع كاف والتمام {وهم في الآخرة هم الأخسرون}. {من لدن حكيم عليم} ليس بكاف لأن {إذ} متعلقة بما قبلها

والتمام {لعلكم تصطلون} {أن بورك من في النار ومن حولها} وقف جيد عند أبي حاتم إن كان في التفسير {وسبحان الله} ليس من النداء وإن كان داخلا في النداء فالوقف عنده {رب العالمين} والتفسير على أنه ليس داخلا في النداء. قال السدي: لما نودي فزع فقال {سبحان الله رب العالمين} والتمام على ما رويناه عن نافع {وألق عصاك}. قال أحمد بن موسى {ولي مدبرا ولم يعقب} تمام قال مجاهد {ولم يعقب} لم يرجع، قال قتادة: لم يلتفت، وقال السدي: لم ينتظر. قال الأخفش: {لا تخف} تمام الكلام، قال أبو جعفر: فيما بعده اختلاف فمن القراء من يقول التمام: {إني لا يخاف لدي المرسلون}. وكان محمد بن جرير يذهب إلى ان التمام {إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم} ويتأول قول أهل التأويل أن المرسلين لا يخافون إلا أن يذنبوا فإذا أذنبوا خافوا العقوبة، كما قال الحسن خاف موسى لما أذنب في قتل النفس وفي الكلام عنده حذف

والمعنى أن لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم بإتيان ذنب فإنه يخاف العقوبة {من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم} حذف من ظلم لأن الأول قد دل عليه. وقال أحمد بن جعفر: {إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم ثم بدل حسنًا بعد سوء} والمعنى ولا من ظلم، وإلا: بمعنى الواو لا يعرف ولا يصح وفيه بطلان المعنى والتمام {إنهم كانوا قومًا فاسقين}. ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {أم كان من الغائبين} فإنه ليس بكاف لأن ما بعده متصل به والتمام {بسلطان مبين} {ولها عرش عظيم} كاف عند أبي حاتم ومن القصاص الجهال من يقف على {ولها عرش} قال عبد الله بن مسلم وقال من لا يعرف اللغة الوقف {ولها عرش عظيم} ثم يبتدي عظيم {وجدتها} وقد أخطأ ولو كان كما قال لقال عظيم أن وجدتها وهذا من قول القتبي حسن جميل. {فهم لا يهتدون} ليس بكاف إلا أن يقرأ بقراءة أبي جعفر وحميد والكسائي فيقف على قول أبي عبيد فهم لا يهتدون ثم يبتدي {ألا يسجدوا} والمعنى ألا يا أيها الناس اسجدوا لله

فهذا المبتدأ كلام وكذا على قراءة زيد بن أسلم {إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء} والتمام على هذه القراءة أي {لا يخاف لدي المرسلون}. ومن قرأ {ألا يسجدوا لله} فالتمام عنده {رب العرش العظيم} والكلام متصل، زعم ابن زيد ومحمد بن إسحاق أن من {أحطت بما لم تحط به} إلى قوله {رب العرش العظيم} من كلام الهدهد والوقف بعده الكافي {فأنظر ماذا يرجعون}. {إني ألقى إلي كتاب كريم} ليس بتمام وكذا {وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} إلا أن بعدها على قول بعض النحويين بل من كتاب، والتقدير عند الأخفش بأن وذكر أبو إسحاق قولا بالتاء إنها مفسرة والتمام على جميع الأقوال {وأتوني مسلمين} {قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون} قطع حسن {قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد} ليس بتمام لأن الكلام متصل والتمام {والأمر إليك فأنظري ماذا تأمرين}.

قال أبو حاتم: ومن الوقف الذي روى عن ابن عباس صحيحا {وجعلوه أعزة أهلها أذلة} قال هذا تمام. قال الله جل وعز {وكذلك يفعلون} {فناظرة بما يرجع المرسلون} قطع تام، والتمام بعده {وهم صاغرون} {قبل أن يأتوني مسلمين} قطع حسن وكذا {لقوى أمين}. وعن نافع {قبل أن يرتد إليك طرفك} {فإن ربي غني كريم} قطع حسن وكذا {أم تكون من الذين لا يهتدون}. قال أحمد بن موسى: {قالت كأنه هو} تمام قال أحمد بن جعفر: {وصدها ما كانت تعبد من دون الله} تم، والمعنى وصدها الله أي أحال بينها وبين ما كانت تعبد، ويجوز أن يكون المعنى وصدها سليمان، وما في موضع نصب ومن قرأ أنها فوقفه {من قوم كافرين} وما في موضع رفع وأن رد عليها. قال أبو جعفر: قرأ سعيد بن جبير أنها بفتح الألف فيجوز أن

يكون في موضع نصب بمعنى لأنها. وفي موضع خفض في قول الكسائي على حذف اللام ويجوز أن يكون في موضع رفع بدلا من {ما} إذا جعلت {ما} في موضع رفع. وإن جعلت {ما} في موضع نصب فالتقدير فيها: وصدها عما كانت ثم حذفت عن فتعدى الفعل، قال أبو جعفر، وهذا حسن فيما يتعدى إلى مفعولين. قال جل وعز {واختار موسى قومه} {قيل لها ادخلي الصرح} قطع صالح، وكذا {وكشفت عن ساقيها} وكذا {من قوارير} والتمام {وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {فأنظر كيف كان عاقبة مكرهم}. قال يعقوب: فهذا التمام من الوقف، وقول يعقوب هنا على قراءة أهل المدينة، {أنا دمرناهم} فأما على قراءة الكوفيين والحسن وابن أبي إسحاق {أنا دمرناهم} والوقف {وقومهم أجمعين} وكذا {إن في ذلك لآية لقوم يعلمون} وكذا {وكانوا يتقون} إن جعلت المعنى واذكر لوطًا {وأنتم تبصرون}.

ليس بتمام. {بل أنتم قوم تجهلون} قطع كاف وكذا رؤوس الآيات إلى {وسلام على عباده الذين اصطفى} فإنه تمام عند نافع وأحمد بن موسى وأبي حاتم وعليه أهل التفسير صح عن ابن عباس وسلام على عباده الذين اصطفى هم أصحاب محمد، وزعم الفراء أنه قيل للوط: قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، والوقف بعده {ألله خير أما يشركون} إن لم تجعل {أإله مع الله} متعلقا به وكذا إن لم تجعل ما بعده معطوفا عليه وجعلت المعنى {أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها} قطع كاف وليس ها هنا تمام لأن المعنى أم الذي خلق السموات والأرض خير أم ما تشركون وبعض الكلام متعلق ببعض والتقدير أعبادة الذي خلق السموات والأرض وفعل هذه الأشياء خير أم عبادة ما لا ينفع ولا يضر. {أإله مع الله} قطع كاف وكذا {بل هم قوم يعدلون}. {وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا} قطع كاف وكذا {أإله مع الله} وكذا {بل أكثرهم لا يعلمون}

وكذا {خلفاء الأرض} وكذا {أإله مع الله} وكذا {قليلا ما تذكرون} وكذا {ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته} وكذا {أإله مع الله} وكذا {تعالى الله عما يشركون} وكذا {ومن يرزقكم من السماء والأرض} والتمام ها هنا {أإله مع الله} لأنه قد انقضى ما بعضه متعلق ببعض ثم قال الله جل وعز {قل هاتوا برهانكم} أي قل هاتوا برهانكم إن ادعيتم أن مع الله إلها آخر، والتمام {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}. قال يعقوب ومن الوقف {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله} فهذا الكافي من الوقف، وعن نافع تم. قال أحمد بن موسى: {أيان يبعثون} تمام، قال أبو حاتم: تمام وهو رأس آية قال أحمد بن جعفر: {بل إدارك علمهم في الآخرة} يكون أو لا يكون، أي يعلم الآخرة، {بل هم منها عمون} قطع تام {أئنا لمخرجون} ليس بتمام والتمام {أساطير الأولين} ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم}.

قال يعقوب: فهذا الكافي من الوقف إذا قرأ أن الناس قال أبو جعفر هذه قراءة أبي جعفر وشعبة ونافع وأبي عمرو وابن عامر والقول كما قال يعقوب وهو مذهب الفراء لأنه يذهب إلى أن مكسورة على الاستئناف. وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس} فالتمام على هذه القراءة: {لا يوقنون}. ويروى عن ابن عباس أنه قرأ {تكلمهم} وعن أبي زرعة بن عمرو بن جرير أنه قرأ {تكلمهم} بالتخفيف وضم اللام مأخوذ من الكلم وهو الجراح كما روى أنها تنكت في وجه المؤمن نكته بيضاء فيبيض لها وجهه وتنكت في وجه الكافر نكته سوداء فيسود لها وجهه وتنكت في وجه الكافر. قال عبد الله بن عمر تخرج الدابة ومعها عصا موسى وخاتم سليمان صلى الله عليهما فتختم وجه الكافر بخاتم سليمان وتمسح وجه المؤمن بعصى موسى فيبيض فالقطع على هذه القراءة تكلمهم إذا كسرت {إن} كما تقدم ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} فإنه تمام عند محمد بن عيسى وأبي حاتم كذا روى عن نافع. قال أحمد بن موسى {وهي تمر مر السحاب} تمام الكلام، قال أبو جعفر: ليس هذا تمامًا على قول الخليل وسيبويه لأن (صنع

الله) عندهما منصوب مما يدل علىه ما قبله ولكن يصلح الوقف عليه إن قدرته بمعنى أنظروا صنع الله وكذلك إن رفعت على إضمار مبتدأ {الذي أتقن كل شيء} قطع كاف والتمام {إنه خبير بما تفعلون} {وهم من فزع يومئذ آمنون} تمام على قول من راي الفضل من هذه الأشياء وعلى قول نصير حتى يأتي بالثاني {فكبت وجوههم في النار} قطع كاف والتقدير يقال لهم {هل تجزون إلا ما كنتم تعملون} وهذا التمام {وأمرت أن أكون من المسلمين} ليس بكاف لأن {وإن} معطوفة على أن الأولى والقطع الكافي {وأن أتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه} كاف لا على قول نصير حتى يأتي بالثاني فيقول: {ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين} {سيريكم آياته فتعرفونها} قطع كاف على قراءة من قرأ {وما ربك بغافل عما تعملون} وجعله على تحويل المخاطبة، ومن قرأ (تعملون) بالتاء فتمامه آخر السورة.

سورة القصص

سورة القصص {طسم تلك آيات الكتاب المبين} قطع تام إذا رفعت وهي قراءة الجماعة ومن قرأ {تلك آيات الكتاب} لم يتم كلامه وقفه على المبين لأن التقدير في العربية: تتلوا عليك تلك آيات الكتاب والتمام على هذه القراءة {من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون}. {يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم} قطع كاف والتمام {إنه كان من المفسدين} {ونجعلهم الوارثين} ليس بكاف لأن {ونمكن} معطوف على ما قبله. قال أبو إسحاق: يجوز {ونمكن} بمعنى: نحن نمكن على قول أبي إسحاق يكفي الوقوف علي {الوارثين} قال يعقوب {ونمكن لهم في الأرض} هذا الكافي من الوقف على قراءة من قرأ {ونري

فرعون} بالرفع، قال أبو جعفر: هذا كما قال إلا أن يجعل ونرى في موضع نصب وهذه قراءة الحسن ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي وعلى قراءة المدنيين وأبي عمرو وعاصم ولا يكفي الوقف على {ونمكن لهم في الأرض} لأنهم يقرءون ويرى فرعون وكذا على قراءة من قرا {ونرى فرعون} والمعنى ويرى الله فرعون والتمام {ما كانوا يحذرون}. {وجاعلوه من المرسلين} قطع كاف والتمام عند أبي حاتم {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا} والتمام عند غيره {كانوا خاطئين}. قال محمد بن عيسى {وقالت امرأة فرعون قرت عين لي ولك} تمام، قال القتبي {قرت عين لي ولك} تم، وكذا قال أحمد بن جعفر، وقال الأخفش {لا تقتلوه} تمام الكلام، وقال أبو حاتم {لا تقتلوه} كاف ولا يلتفت إلى قول من لا علم له ولا فكرة ثم يقول بجهله {وقالت امرأة فرعون قرت عين لي} تم. ورأسه فيجب أن يقال له يا حمار فما معنى {لا تقتلوه عسى أن ينفعنا}. قال أبو جعفر: وحكي الفراء عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن امرأة فرعون قالت {قرة عين لي ولك

لا} قال الفراء: وهذا لحن لم يقل يقتلونه، وهذا كما قال الفراء، ورواية الكلبي لا يحل لمسلم أن ينظر فيها بإجماع أهل العلم ممن يعرف الرجال على تكذيبه. والصحيح عن ابن عباس: أنه قال {قالت امرأة فرعون قرت عين لي ولك} فقال فرعون: أما لك فنعم، وأما لي فلا، وكان كما قال، والتمام {وهم لا يشعرون} على قول الجماعة، إلا أنه على قول محمد بن قيس يصلح الوقوف على {أو نتخذه ولدا} لأنه قال {وهم لا يشعرون} يعني: بني إسرائيل، وقال قتادة، لا يشعرون أن هلاكهم على يديه وفي زمانه يعني بني إسرائيل، وقال محمد بن إسحاق: أي لا يدرون ما يكون، ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {فغفر له} فإنه تمام على ما روى عن نافع، والتمام عند غيره. {إنه هو الغفور الرحيم} وكذا {فلن أكون ظهيرًا للمجرمين} {خائفا يترقب قطع كاف والتمام {قال له موسى إنك لغوي مبين} ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {فخرج منها خائفا يترقب} فإنه تمام على ما روى عن نافع، والتمام عند غيره. {قال رب نجني من القوم الظالمين} وكذا {قال عسى

ربي أن يهديني سواء السبيل) {ووجد من دونهم امرأتين تذودان} قطع صالح وكذا {قال ما خطبكما} وكذا {وأبونا شيخ كبير} والتمام {فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} وليس {فجاءته إحداهما تمشي} كاف لأن إذا وقف على هذا وجعل {استحياء} متعلقًا بـ {قالت} ونوى به التأخير ولا يقع التقديم والتأخير إلا بتوقيف أو دليل قاطع. {ليجزيك أجر ما سقيت لنا} قطع كاف ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {قال ذلك بيني وبينك} ثم يبتديء فإن القتبي قال: تم وكذا قال أحمد بن جعفر، وقال نصير: لا بأس بالوقوف على {بيني وبينك} ثم يبتديء {أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي} وقال غيرهم التمام {فلا عدوان على} لأن هذا آخر كلام موسى صلى الله عليه. قال محمد بن إسحاق: قال أبو المرأتين {والله على ما نقول وكيل} وقيل التمام {والله على ما نقول وكيل} والمعنى والله على ما أوجبه كل واحد منا على نفسه من هذا القول شاهد وحافظ.

{لعلكم تصطلون} قطع كاف وهو مأخوذ من الصلا بالنار، يقال صلا إذا تسخن بالنار ويروى أن ذلك كان في شتاء. {رب العالمين} ليس بقطع كاف والتمام على ما روى عن نافع {وأن ألق عصاك} {ولم يعقب} تمام على ما روى عن نافع وهو قول أبي حاتم، قال غيرهما ليس بتمام لأنه متعلق بقوله جل وعز {من الرهب} أي ولم يلتفت من الرهب. قال يعقوب: ومن الوقف {فأرسله معي ردءا} قال أبو جعفر: هذا يجوز على قراءة عاصم وحمزة لأنهما قرءا يصدقني على أن يجعل يصدقني مستأنفا، فإن جعلته في موضع نصب على الحال أو نعتا لم يكف الوقوف على ردء وكذا على قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع وأبي عمرو وابن أبي إسحاق والكسائي لأنهم قرءوا يصدقني مجزومًا على الجواب. قال أبو جعفر: والأحسن في الوقف على {إني أخاف أن يكذبون} والتمام بعده عند الأخفش {فلا يصلون إليكما} وهو قول محمد بن جرير، قال المعنى {أنتما ومن اتبعكما الغالبون} {بآياتنا} وبأياتنا داخل في الصلة وهذا القول خطأ على قول جميع النحويين كلهم يمنعون من التفريق بين الصلة

والموصول لأن الصلة تمام الإسم فكأنك قدمت بعض الإسم وأنت تنوي به التأخير وهذا محال. ولكن يجوز ما قال الأخفش على أن لا يكون بآياتنا داخل في الصلة ولكن يكون تبيينا مثل {إني لكما لمن الناصحين} والتمام على ما روى عن نافع وهو قول أبي حاتم {فلا يصلون إليكما بآياتنا}. قال أبو جعفر: وهذا القول بين وفيه (تقديران) من العربية: أحدهما أن يكون المعنى ويجعل لكما سلطانا بآياتنا، والآخر فلا يصلون إليكما بآياتنا أي تمتنعان بآياتنا، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة} فإنه تمام على ما روى عن نافع وهو كاف عند أبي حاتم، ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {قالوا لولا أوتي مثل ما أوتى موسى} فإنه تمام على ما روى عن نافع وهو كاف عند أبي حاتم. قال يعقوب: ومن الوقف {أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل} قال الله جل وعز {قالوا ساحران تظاهرا} قال الوقف عند رأس الآية {هو أهدى منهما اتبعه إن كنتم صادقين} قطع حسن {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى

من الله} قطع كاف والتمام {إن الله لا يهدي القوم الظالمين}. {لعلهم يتذكرون} قطع تام وهذا يعرف من قول أهل التأويل لأن {الذين آتيناهم الكتاب} ليس هم الذين قيل فيهم {لعلهم يتذكرون} كما روى حماد بن سلمه عن عمرو عن دينار عن يحيى بن جعده عن رواعه القرطي قال: نزلت {ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون} في عشرة أنا أحدهم. قال قتادة: وصلنا لهم خبر من مضى بخبر من يأتي، وقال ابن زيد: وصلنا لهم خبر الدنيا بخبر الآخرة كأنهم عاينوها وشاهدوها، وقال مجاهد: الذين آتيناهم الكتاب من قبله قوم من أهل الكتاب آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم {هم به يؤمنون} ليس بتمام لأن ما بعده من صفتهم ولكنه صالح. {إنا كنا من قبله مسلمين} كاف وليس بتمام لأن ما بعده صفة لهم. قال قتادة: يؤتون أجرهم مرتين آمنوا بكتابهم ثم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، قال الضحاك: آمنوا بعيسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقال مجاهد: أسلموا فآذاهم قومهم فصبروا، قال الله جل وعز {أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤن بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون} قطع صالح والتمام {لا نبتغي

الجاهلين} {ولكن الله يهدي من يشاء} قطع كاف والتمام {وهو أعلم بالمهتدين}. {نتخطف من أرضنا} قطع كاف والتمام على ما روينا عن نافع {رزقا من لدنا} والتمام عند غيره {ولكن أكثرهم لا يعلمون} وكذا {وكنا نحن الوارثين} وكذا {إلا وأهلها ظالمون}. {فمتاع الحياة الدنيا وزينتها} قطع كاف وكذا {وأبقى} والتمام {أفلا تعقلون} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {وربك يخلق ما يشاء ويختار} فإن أكثر أصحاب التمام وأهل التفسير والقراء على أنه تمام فممن روى عنه ذلك نافع وكذا قال يعقوب وأحمد بن موسى ومحمد بن عيسى وأحمد بن جعفر وقال نصير {ويختار} تم الكلام ثم ابتدأ {ما كان لهم الخيرة} أي لم تكن لهم الخيرة. وقال عبد الله بن مسلم {وربك يخلق ما يشاء ويختار} تم الكلام ثم يبتديء {ما كان لهم الخبرة} قال: وكذا قيل في التفسير، وقال أبو حاتم {وربك يخلق ما يشاء ويختار}

تام {ما كان لهم الخيرة}، تام، قال أبو جعفر: وسمعت على ابن سليمان يقول التمام {ويختار}. وما، نفي، ولو كانت ما في موضع نصب {يختار} لكانت الخيرة منصوبة على خبر كان ولم يقرأ بها أحد هذا معنى كلامه ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {من إله غير الله يأتيكم بضياء} فإنه قطع حسن والتمام {أفلا تسمعون} {من إله غير يأتيكم بليل تسكنون فيه} قطع حسن والتمام {أفلا تبصرون} ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {فبغى عليهم} فإنه قطع حسن والتمام بعده {إن الله لا يحب المفسدين}. {قال إنما أوتيته على علم} قطع صالح على قول من قال معنى {عندي} فيما أرى كما تقول هو عندي يساوي كذا. أو من قال المعنى: إنما أوتيت الكنوز على علم عندي علمه الله جل وعز مني فرضي عني وفضلني عليكم وهذا القول مذهب أهل التأويل قال عبد الرحمن بن زيد أي لولا رضي الله جل وعز عني ومعرفته تفضلي ما أعطاني هذا. قال أبو جعفر: فالقطع الكافي على هذا علم عندي، وبعده {وأكثر

جمعا} والتمام {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} وبعده {فخرج على قومه في زينته} قال شهر بن حوشب زاد عليهم في طول الثياب أربعة أشبار، والتمام {لذو حظ عظيم}. {وعمل صالحا} قطع كاف والتمام {ولا يلقاها إلا الصابرون} وبعده {وما كان من المنتصرين} وبعده {ويكأنه لا يفلح الكافرون} {لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا} قطع كاف والتمام {والعاقبة للمتقين} وكذا {إلا ما كانوا يعملون} قال أبو حاتم {لرادك إلى معاد} تام {ومن هو في ضلال مبين} قطع تام. قال أحمد بن جعفر {إلا رحمة من ربك} ثم (ظهيرا للكافرين) ليس بتمام لأن بعده نهيا معطوفا على ما قبله، قال أبو حاتم {بعد إذ أنزلت إليك} تام والكافي بعده

{كل شيء هالك إلا وجهه} والتمام آخر السورة.

سورة العنكبوت

سورة العنكبوت قال أبو حاتم: قال المفسرون ليس في سورة العنكبوت وقف، قال أبو جعفر: وفيما روى عن نافع تمامها عشرة أحرف {ألم} {أحسب الناس أن يتركوا} قطع صالح إن قدرته بإضمار، على أن المعنى: أحسبوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. وإن جعلت المعنى أن يتركوا بأن يقولوا أو على أن يقولوا لم يقف على أن يتركوا والوقف الكافي عند أبي حاتم {ولقد فتنا الذين من قبلهم} وهو تمام فيما روى عن نافع والتمام عند غيرهما {وليعلمن الكاذبين} {أن يسبقونا} كاف عند أبي حاتم وتمام عند محمد بن عيسى والتمام عند غيرهما {ساء ما يحكمون} {فإن أجل الله لآت} قطع كاف عند أبي حاتم والتمام عند غيره {وهو السميع العليم}. {فإنما يجاهد لنفسه} قطع كاف والتمام {إن الله لغني عن العالمين} وكذا {ولنجزينهم أحسن الذي كانوا

يعملون) وكذا {بوالديه حسنا} قطع كاف على أن التقدير قلنا له {وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما} والتمام {فأنبئكم بما كنتم تعلمون} وكذا {لندخلنهم في الصالحين} {فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله} عن ناقع تم، قال غيره والتمام {أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين} وكذا {وليعلمن المنافقين}. فأما (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا) فليس بوقف لأن فيه معنى الشرط وإن كان اللام في {وليحملن} لأم أمر فإن المعنى إن تتبعوا سبيلنا في إنكار البعث والثواب والعقاب {نحمل خاياكم} إن كان الأمر على {غير} هذا الوقف الكافي {وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء} والتمام {إنهم لكاذبون} وكذا {وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون}.

{فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما} قطع كاف وكذا {وهم ظالمون} {وجعلناهم آية للعالمين} ليس بتمام عند الكسائي، لأن {وإبراهيم} عنده منصوب لأنه نسق على الهاء التي في {فأنجيناه} أو على {نوح} أي ولقد أرسلنا نوع وإبراهيم وهو تمام عند محمد بن جرير، لأنه يقدره بمعنى: واذكر إبراهيم. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {واعبدوه واشكروا له} فهذا الكافي من الوقف ثم {قال جل وعز} {إليه ترجعون} {إلا البلاغ المبين} قطع تام وكذا {إن ذلك على يسير} {إن الله على كل شيء قدير} قطع كاف والتمام {وإليه تقلبون}. وعن نافع {وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء}.

تم، وقال غيره التمام {وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير} تم، قال جل وعز {والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم} هذا التمام، ثم قال جل وعز {فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه او حرقوه} فكان هذا راجعًا إلى قصة إبراهيم. فإن قيل فما معنى توسط هذه الآيات التي ليست من قصة إبراهيم، فالجواب أنها إنما توسطت على معنى التحذير والتذكير لأنهم كذبوا كما كذب قوم إبراهيم. قال أبو حاتم {إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه} تمام وأتم منه {فأنجاه الله من النار} وقال غيره {إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون} {إنما اتخذتم من دون الله أوثانا} كاف عند أبي حاتم وتمام عند أحمد بن جعفر. قال أبو جعفر: هذا على قراءة من قرأ {مودة بينكم في الحياة الدنيا} فرفع مودة بالابتداء وخبره في الحياة الدنيا أو على إضمار مبتدأ، فإن جعلت مودة خبر إن فالوقف في الحياة الدنيا وهذه قراءة أبي عمرو والكسائي فإن قرأت مودة بينكم في الحياة الدنيا فها هنا الوقف وهي قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع وعاصم وابن عامر، وكذا إن قرأت مودة بينكم وهي قراءة حمزة فالوقف الكافي الحياة والتمام {وما لكم من

ناصرين}. ثم قال جل وعز {فآمن له لوط} قطع كاف لأن أهل التأويل يقولون إن الذي هاجر إبراهيم، قال ابن عباس هو إبراهيم الذي هاجر وقال الضحاك وهو أول من هاجر، قال ابن جريج: صدقه لوط وقال إبراهيم إني مهاجر إلى ربي، قال قتادة: هاجر من كوثي. {ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب} وقف صالح على أن يبتديء الخبر وكذا {وآتيناه أجره في الدنيا} وفيه عن ابن عباس روايتان إحداهما أنه الثناء الحسن، والأخرى أنه الولد الصالح. {وأنه في الآخرة لمن الصالحين} تمام على قول من قال: المعنى: واذكر لوطا، وإن جعلته معطوفا على نوح لم يكن تماما {وتقطعون السبيل} ليس بتمام وإن كان رأس آية لأن {وتأتون في ناديكم المنكر} معطوف وهو الوقف وكذا {إن كانت من الصادقين} والتمام {على القوم المفسدين} {إن

أهلها كانوا ظالمين} قطع كاف وكذا {قال إن فيها لوطا}. قال أبو حاتم {نحن أعلم بمن فيها} كاف وقال غيره التمام {كانت من الغابرين} ثم قال جل وعز {ولما إن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم} التمام فيه {بما كانوا يفسقون} وكذا {لقوم يعقلون} إن جعلت التقدير على إضمار {وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا} فإن جعلته معطوفا لم تتم {في دارهم جاثمين} على قول من قال فالمعنى واذكر عادا وهو قول محمد بن جرير وعلى قول من قال المعنى: وأهلكنا عادا وهو قول أبي إسحاق وليس بتمام على ما حكاه الكسائي. حكى الكسائي أن المعنى ولقد فتنا الذين من قبلهم وعادا وثمودا وحكي أيضا أن يكون نسقا على الهاء في {فأخذتهم الرجفة} {فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين} تمام على قول من قال المعنى وأذكر قارون وعلى ما حكاه الكسائي ليس بتمام، وكذا قول من قال هو معطوف على المضر في قصدهم والتمام {وما

كانوا سابقين) ثم قال جل وعز {فكلا أخذنا بذنبه} كاف عند أبي حاتم والكافي بعده عنده {ومنهم من أغرقنا} والتمام {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}. قال الأخفش {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت} وقف تمام وخالفه أبو حاتم في هذا وقال الوقف {اتخذت بيتا} واحتج بان التشبيه لبيت العنكبوت التي تتخذه من غزلها لأنه أوهن لا يقى لا من حر ولا من برد ولا من شمس ولا سموم ولا حرور وزعم أن {اتخذت بيتا} في محل المحال. قال أبو جعفر: أما أن يكون {اتخذت} حالا فخطأ لأن الفعل الماضي محال أن يكون حالا وقد انقطع ومضى وأكثر الكوفيين يقولون كمثل العنكبوت ليس بوقف واعتلوا بأن اتخذت صلة العنكبوت أي كمثل العنكبوت التي اتخذت بيتا، قال أبو جعفر، ليست العنكبوت من الأسماء الموصولة ولا التي مما تحذف {لو كانوا يعلمون} قطع تام وكذا رؤوس الآيات إلى {خلق الله السموات والأرض بالحق} فإنه كاف عند أبي حاتم والتمام {إن في ذلك لآية للمؤمنين}. {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} عن نافع تم وقال

غيره هو قطع حسن مع اختلاف أهل التأويل في معناه. فعن ابن عمر أن الصلاة ها هنا القرآن وعن عبد الله بن مسعود وابن عباس، من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزد بها من الله إلا بعدا، وقال ابن عون: إذا كان الرجل في الصلاة فهو منته عن الفحشاء أي الزنا والمنكر أي المعاصي فإن فعل شيئا من هذين بطلت الصلاة. قال محمد بن عيسى وأبو حاتم {ولذكر الله أكبر} تام وقال {غيرها} هو قطع حسن على اختلاف أهل التأويل فيه فعن ابن عباس وابن مسعود ولذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه وعن سليمان قراءة القرآن أفضل من كل شيء تلى ولذكر الله أكبر، وقال أبو مالك: لذكر الله أكبر من الصلاة أكبر من الصلاة، والتمام {والله يعلم ما تصنعون}. {إلا الذين ظلموا منهم} قطع كاف على أن تبتديء الأمر والتمام {ونحن له مسلمون} والكافي بعده {وكذلك أنزلنا إليك الكتاب}، وكذا (ومن هؤلاء من يؤمن به) والتمام {وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون}. قال أحمد بن جعفر {ولا تخطه بيمينك} تم، وقال غيره التمام

{إذًا لارتاب المبطلون} {في صدور الذين أوتوا العلم} كاف، والتمام {وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون} {قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين} كاف لأن الجواب بعده {يتلى عليهم} كاف والتمام {إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}. قال أبو حاتم {قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدًا يعلم ما في السموات والأرض} تام {أولئك هم الخاسرون} قطع تام {لجاءهم العذاب} قطع كاف، والتمام {وهم لا يشعرون} وكذا {وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} إن لم تجعل {يوم يغشاهم} منصوبًا بمحيطة والتمام {ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون} وكذا {فإياى فاعبدون} وكذا {ثم إلينا ترجعون} {خالدين فيها} قطع كاف {العاملين} ليس بوقف لأن {الذين

صبروا) نعت للعاملين والوقف {وعلى ربهم يتوكلون}. قال محمد بن عيسى {وكأين من دابة لا تحمل رزقها} تام، وقال غيره التمام {وهو السميع العليم} ثم قال جل وعز {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولون الله} قطع صالح والتمام {فأني يؤفكون} وعن نافع {الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له} تم والتمام عند غيره {إن الله بكل شيء عليم} وعن نافع {ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولون الله} تم، والتمام عند غيره {قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون} وكذا {لو كانوا يعلمون} وكذا {إذا هم يشركون} {ليكفروا بما آتيناهم} إذا قرأت {وليتمتعوا} بإسكان اللام على قراءة الكوفيين وفي قراءة أبي فتمتعوا والتمام على قراءة المدنيين عند الأخفش وليتمتعوا وعند غيره {فسوف يعلمون} {ويتخطف الناس من حولهم} كاف والتمام {أفبالباطل يؤمنون وبنعمة

الله يكفرون} ثم قال جل وعز {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه} كاف والتمام {أليس في جهنم مثوى للكافرين} {لنهدينهم سبلنا} والتمام آخر السورة.

سورة الروم

سورة الروم قال أبو حاتم: أول وقف فيها {بضع سنين} تام، قال الأخفش {لله الأمر من قبل ومن بعده} هذا تمام الكلام وهو قول نافع وأبي حاتم والتمام بعده عند أبي حاتم {يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله} {وهو العزيز الرحيم} ليس بتمام ولا كاف لأن {وعد الله} منصوب على المصدر قد عمل فيه ما قبله إلا أن يقرءوا وعد الله بالرفع بمعنى ذاك وعد الله والتمام عند أبي حاتم، {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} وكذا عنده {أولم يتفكروا في أنفسهم} وكذا عنده {وأجل مسمى} {بلقاء ربهم لكافرون} قطع تام {كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض} تام عند محمد بن عيسى وأجاز نصيرًا الوقف عليه لأن بعده {وعمروها أكثر مما عمروها}. قال أبو جعفر: لما كان بعد وعمروها هذا حسن الوقف على ما قبله والتمام عند أحمد بن جعفر {أكثر مما عمروها} والوقف عند نصير {وجاءتهم رسلهم بالبينات} والتمام عنده {فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} والوقف بعده عند الأخفش {ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى}

وخالفه أبو حاتم لأن المعنى لأن كذبوا فالكلام متعلق بما قبله والتمام عند الجماعة {وكانوا بها يستهزءون} {ثم يعيده} قطع كاف إذا قرأت {ثم إليه ترجعون} بالتاء، وإن قرأت بالياء لم تقف على ثم يعيده وكان التمام {ثم إليه ترجعون} وكذا {يرجعون}. {يبلس المجرمون} قطع صالح والتمام {وكانوا بشركائهم كافرين} وكذا {يومئذ يتفرقون} {فهم في روضة يحبرون} من أصحاب التمام من يكره الوقوف على مثل هذا حتى يأتي بالقسم الآخر، ومنهم من يستحسن الوقوف عليه، قال أبو جعفر: وهذا أحسن أن يفصل بين الفريقين ولا يخلط أحدهما مع صاحبه والمعنى مستوفي حسن وكانت العرب تستحسن الروضة استحسانا شديدا لما فيها من النبت الملتف والزهرة كما قال الأعشى: ما روضة من رياض الحزن معشبة ... خضراء جادت عليها مسبل هطل يضاحك الشمس منها كوكب ... شرق مؤزر نعيم النبت مكتهل ثم أتبع ذلك بقوله يحبرون، قال ابن عباس {يكرمون} قال أبو جعفر وهذا أجمع ما قيل فيه لأن من أهل التفسير

من قال يسمعون الغناء ومنهم من قال يلذذون بكل ما يشتهونه وحكى أهل اللغة حبرته أي أكرمته وقال العجاج: الحمد لله الذي أعطي أعظم الحبر والتمام بعده {وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون} {حين تمسون وحين تصبحون} ليس بتمام، قال ابن عباس: هذه الصلوات الخمس في القراءة {فسبحان الله حين تمسون} المغرب والعشاء {وحين تصبحون} الصبح {وعشيا} العصر {وحين تظهرون} الظهر. قال أبو جعفر: والتقدير على هذا في العربية فسبحوا الله حين تسمون وحين تصبحون وسبحوه عشيا وحين تظهرون هذا التمام {ويحيى الأرض بعد موتها} قطع كاف والتمام {وكذلك تخرجون} {ثم إذا أنتم بشر تنتشرون} قطع تام {وجعل بينكم مودة ورحمة} قطع كاف والتمام {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}. {اوختلاف ألسنتكم وألوانكم} قطع كاف والتمام {إن في ذلك لآيات للعالمين} {وابتغاؤكم من فضله} قطع

كاف والتمام {إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون} {وينزل من السماء ماء فيحييى به الأرض بعد موتها} قطع كاف والتمام {إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون}. وعن نافع {ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض} ثم قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {ثم إذا دعاكم دعوة} فهذا الوقف الذي يحق على العالم علمه ثم قال الله جل وعز {من الأرض إذا أنتم تخرجون} ومعناه إذا أنتم تخرجون من الأرض وخالفه أبو حاتم في هذا بعد أن حكاه عن بعض أهل التفسير وقال أظن الوقف {ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض} أي وأنتم في الأرض كما نقول دعاكم من القبور ودعوت فلانا من بيته أي وهو في بيته. قال أبو جعفر {ثم إذا دعاكم دعوة} ليس بوقف لأنه لم يات جواب إذا ويحتاج إلى تقدير وتأخير هو بمستغن عنه وكذا من الأرض ليس بوقف لأنه لم يأت جواب إذا وإنما على قول الخليل وسيبويه {إذا أنتم تخرجون} أي خرجتم وكذا، قال سيبويه في تقدير {وإن تصبهم سيئة بما قدت أيديهم إذا هم يقنطون} تقديره عند سيبويه قنطوا والتمام {إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون} وكذا {كل له قانتون} والتمام بعده عند الأخفش وأبي حاتم {وهو أهون عليه} وعند

غيرهما {وهو العزيز الحكيم} وعن نافع {فأنتم فيه سواء} ثم قال أبو حاتم {كخليفتكم أنفسكم} كاف والتمام عند غيره {كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون} وكذا {وما لهم من ناصرين}. قال أبو حاتم {فأقم وجهك للدين حنيفا} ليس فيه تمام إلى {وكانوا شيعا} لأن {منيبين} منصوب على الحال من فأقم وجهك لأن معناه فأقيموا وجوهكم منيبين وزعم أنه ليس فيه غير هذا، قال أبو جعفر: والتقدير عند الفراء فأقم وجهك ومن معك منيبين، وأجاز الفراء أن يكون التمام {ولا تكونوا من المشركين} ثم يبتديء {من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب} أي من هؤلاء قوم كذا والتمام بإجماع {بما لديهم فرحون} {إذا فريق منهم بربهم يشركون} قطع كاف إن جعلت ليكفروا أمرا فيه معنى التهديد، وإن جعلتها لام

كي فالوقف الكافي {ليكفروا بما آتيناهم} والتمام {فتمتعوا فسوف تعلمون} وكذا {أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون} وكذا {إذا هم يقنطون} وكذا {لآيات لقوم يؤمنون}. {والمسكين وابن السبيل} قطع كاف والتمام {وأولئك هم المفلحون} وكذا {فأولئك هم المضعفون} {ثم يحييكم} قطع كاف والتمام {سبحانه وتعالى عما يشركون}. قال أبو حاتم {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} كاف، قال أبو جعفر: وخولف في هذا لأن {ليذيقهم} متعلق بما قبله، وكذا قول أهل التفسير أن المعنى ظهر الجدب في البر والنقصان والغرق في البحر ليذيق الله جل وعز الناس بعض العقوبات على ذنوبهم لعلهم يرجعون وجعل أبو حاتم اللام لام قسم وكذا عند غيره {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} معناه عنده ليغفرن الله لك، قال أبو جعفر

وسمعت أبا الحسن بن كيسان يخطئه في هذا لأن لام القسم إنما تكون بالنون ولا تنصب وهذه بغير نون وقد نصبت ما بعدها، والتمام بإجماع {لعلهم يرجعون}. ثم قال جل وعز {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل} قطع كاف والتمام {كان أكثرهم مشركين} ثم قال جل وعز {فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله} كاف عند أبي حاتم والتمام عنده {يومئذ يصدعون} والكافي عنده بعده {فلأنفسهم يمهدون} وخولف في هذا وفي يصدعون لأن بعد هذا {ليجزي} فلام كي متعلقة بما قبلها وجعلها هو لام قسم والتقدير يومئذ يصدعون ليجزي. قال ابن عباس: يتفرقون، قال قتادة {فريق في الجنة وفريق في السعير} فالتقدير يومئذ يتفرقون إلى الجنة والنار {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله} قطع كاف والتمام {إنه لا يحب الكافرين} وكذا {ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}.

ثم قال جل وعز {ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم} أي كما أرسلناك أي فقد أوذي من كان قبلك كما أوذيت والتمام على ما روى عن نافع {فانتقمنا من الذين أجرموا} وبعض الكوفيين يقول التمام {وكان حقا} أي وكان انتقامنا حقا، ثم قال جل وعز {علينا نصر المؤمنين} ورد هذا ابو حاتم أعني وكان حقا والتمام {علينا نصر المؤمنين} والكافي بعده {فترى الودق يخرج من خلاله} ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {وما أنت بهاد العمى عن ضلالتهم} فإنه كاف والتمام {إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون} ثم قال جل وعز {الله الذي خلقكم من ضعف} قطع صالح وكذا {ثم جعل من بعد ضعف قوة} والتمام على ما روى عن نافع {ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة}. قال أحمد بن جعفر {يخلق ما يشاء} قطع صالح والتمام {وهو العليم القدير} والكافي بعده {ما لبثوا غير ساعة} والتمام {كذلك كانوا يؤفكون} وكذا {ولكنكم كنتم لا تعلمون} وكذا {ولا هم يستعتبون} وعن نافع

{من كل مثل} تم، {ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون} كاف والتمام {كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون} ثم آخر السورة.

سورة لقمان

سورة لقمان {ألم تلك آيات الكتاب الحكيم} قطع كاف على قراءة حمزة على أن يستأنف فيقول {هدى ورحمة} أي هو هدى ورحمة، فإن جعلته بدلا من آيات أو خبر تلك لم يكف الوقوف على الحكيم، وكذا إن قرأت هدى ورحمة على قراءة أكثر الناس. {للمحسنين} كاف إن جعلت الذين في موضع رفع على إضمار مبتدأ وفي موضع نصب بمعنى أعني، فإن جعلته في موضع خفض نعتا للمحسنين لم يكف الوقوف على المحسنين وكان الوقف الكافي {وهم بالآخرة هم يوقنون} والتمام {وأولئك هم المفلحون}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم} وهذا الكاف من الوقف، قال أبو جعفر: هو وقف كاف إن قرأت بقراءة أهل المدينة وأبي عمرو وعاصم واستأنفت {ويتخذها

هزوا} وإن جعلت ويتخذها عطفا على يشتري أو قرأت بقراءة الأعمش وحمزة والكسائي ويتخذها هزوا وكان هذا الوقف الكافي، والتمام {أولئك لهم عذاب مهين} وكذا {فنبشره بعذاب أليم}. ثم قال جل وعز {إن الذين آمنوا وعلموا الصالحات لهم جنات النعيم} {خالدين فيها} هذا كاف عند أبي حاتم قال ثم قال الله جل وعز {وعد الله حقا} أي وعد الله ذلك حقا، قال أبو جعفر: وليس بكاف عند غيره من النحويين لأن ما قبله عامل فيه في المعنى وهو مصدر مؤكد عند سيبويه والكافي {وهو العزيز الحكيم}. قال علي بن سليمان {خلق السموات بغير عمد} هو التمام عندي ثم استأنف {ترونها} قال أبو جعفر: هذا يجيء على قول الحسن وقتادة لأنهما قالا خلق الله السموات بغير عمد، وروى الحسن بن مسلم عن مجاهد قال: خلق السموات بغير عمد ترونها وإنها بعمد لا ترونها، وروى شعبة عن سمالك عن عكرمة قال هي بغير عمد ترونها وبعمد لا ترونها، فالوقف على هذا بغير عمد ترونها يصلح ثم استأنف خبرا آخر {وبث فيها من كل دابة} والتمام {فأنبتنا فيها من كل زوج كريم}.

{فأروني ماذا خلق الذين من دونه} عن نافع تم وهو مذهب الفراء قال: ثم أكذبهم فقال {بل الظالمون في ضلال مبين} {أن أشكر لله} قطع كاف والتمام {فإن الله غني حميد} وكذا {إن الشرك لظلم عظيم}. قال أبو حاتم {ووصينا الإنسان بوالديه} كاف وكذا {حملته أمه وهنا على وهن} وكذا عنده {وفصاله في عامين} وخولف في هذه الثلاثة. وقيل المعنى ووصينا الإنسان أن أشكر لي ومن قال بقوله قال المعنى وعهدنا إليه أن أشكر لي بنعمتي عليك ولوالديك تربيتهما إياك، وعنايتهما بك حتى استقامت أمورك. وقد قال الأخفش {وفصاله في عامين} تم الكلام والكافي بعده عند أبي حاتم {ولوالديك} والتمام {إلى المصير} {فلا تطعهما} كاف عند أبي حاتم وكذا عنده ما بعده من الأمر والنهي نحو عشرة أحرف {وصاحبهما في الدنيا معروفا} وكذا {يا بني أقم الصلاة} قال تمام حسن وكذا {وأمر بالمعروف} وكذا كل أمر ونهي ها هنا إلى {واغضض من صوتك} هو التمام عند غيره {لصوت

الحمير}. {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} عن نافع تم {لا وهدي ولا كتاب منير} قطع تام والتمام بعده عند أبي حاتم {ما وجدنا عليه آباءنا} وعند غيره {أو لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير} والتمام (بعده) {فقد استمسك بالعروة الوثقى} وعند غيره {وإلى الله عاقبة الأمور} وكذا {إن الله عليم بذات الصدور} وكذا {ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ}. ثم قال جل وعز {ولئن سألتهم من خق السموات والأرض ليقولن الله} قطع تام وكذا {بل أكثرهم لا يعلمون} ثم قال جل وعز {لله ما في السموات والأرض} قطع كاف والتمام {إن الله هو الغني الحميد}. وعن نافع {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} ثم قال

أبو جعفر: وهذا لا معنى له ولم يأت جواب (لو) وقد ذكرت سيبويه قوله جل وعز {والبحر يمده} وهو عنده في موضع حال وهو ابتداء وخبر ويجوز أن يكون معطوفا على الموضع ولا يتم الكلام حتى يأتي جواب لو وهو {ما نفدت كلمات الله} وأتم منه {إن الله عزيز حكيم} {إلا كنفس واحدة} قطع كاف والتمام {إن الله سميع بصير} ثم قال جل وعز {ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير} هذا التمام ثم قال جل وعز {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وإن الله هو العلي الكبير} هذا التمام لأن بعض الكلام معطوف على بعض {ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليركم من آياته} قطع كاف والتمام {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} {دعوا الله مخلصين له الدين} كاف وكذا {فمنهم مقتصد} والتمام {وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور} {ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله

حق} والتمام {ولا يغرنكم بالله الغرور}. قال أبو حاتم: وهذه الخمسة أشياء التي تفرد الله جل وعز بعلمها على أنها وقفت هو كاف {إن الله عنده علم الساعة} كاف وكذا ما بعده، قال ومن زعم أنه يعلم منها شيئا من منجم وغيره فهو كافر كاذب، وقال الفراء المعنى ما يعلم أحد هذه الأشياء إلا الله ويصح قول الفراء بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله جل وعز {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} قال مفاتح الغيب خمسة إن الله عنده علم الساعة إلى آخر الآية وآخر الخمسة {وما تدري نفس بأي أرض تموت} والتمام آخر السورة.

سورة السجدة

سورة السجدة أول ما فيها من القطع الكافي عند أبي حاتم {أم يقولون افتراه} وزعم بعض نحويي الكوفيين أن {بل هو الحق من ربك} قال أبو جعفر: وأحسبه إنما قال هذا وإن كان يبتديء بلام كي فإنه يجعلها متلعقة بفعل محذوف أي أنزل عليك الكتاب {لتنذر قومًا ما آتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون} هذا التمام {الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام} عن نافع تم وقال غيره ليس بتمام لأن {استوى} معطوفا على {خلق}. {على العرش} قطع كاف وكذا {ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع} وكذا {أفلا تتذكرون} إن استأنف ما بعده {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض} عن الأخفش قال: ها هنا تمام الكلام وخولف في هذا لأن {يعرج} معطوف على يدبر. والتمام {كان مقداره ألف سنة مما تعدون} {العزيز الرحيم} ليس بتمام إن جعلت {الذي} نعتا فإن جعلته معنى هو الذي وأعني الذي حسن الوقف على {الرحيم}.

{وبدأ خلق الإنسان من طين} قطع صالح وإن ابتدأت الخبر وكذا {من سلالة من ماء مهين} وكذا {ثم سواه ونفخ فيه من روحه} والتمام {قليلا ما تشكرون}. وقد زعم أبو عبد الله أن {والأفئدة} تمام تم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون} فإنه تمام {وهم لا يستكبرون} قطع كاف إن ابتدأت ما بعده والتمام {ومما رزقناهم ينفقون}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} فهذا الكافي من الوقف ثم قال الله جل وعز {جزاء بما كانوا يعملون} ونصبناه على القطع، قال أبو جعفر: ليس هذا الوقف كاف ولا جزاء مما ينصب على القطع وهو منصوب عند الخليل وسيبويه لأنه مفعول من أجله كما تقول حيث اتبعا الخبر وغيرها يقول على المصدر والمعنى واحد وإذا كان كذلك فما قبله بمنزلة العامل فيه فلا يتم الوقوف على ما قبله والوقف {جزاء بما كانوا يعملون}. قال أحمد بن موسى ومحمد بن عيسى {لا يستوون} تم الكلام

وهو رأس آية وكذا يروي عن نافع تم، ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {يمشون في مساكنهم} فإنه قطع حسن والتمام {أفلا يسمعون}. {تأكل منه أنعامهم وأنفسهم} قطع كاف والتمام {أفلا يبصرون} ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى آخر السورة.

سورة الأحزاب

سورة الأحزاب {يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين} ليس بتمام لأن بعده أمرا معطوفًا على الأمر الأول ولكنه يجوز الوقوف عليه على أن يبتديء الأمر الذي بعده {إن الله كان عليما حكيما} ليس بتمام إلا على الحيلة التي ذكرناها وكذا {واتبع ما يوحي إليك من ربك} وكذا {إن الله كان بما تعملون خبيرا} والتمام {وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا}. {من قلبين في جوفه} قطع كاف وكذا {وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم} وكذا {وما جعل أدعياءكم أبناءكم} والتمام {وهو يهدي السبيل} والكافي بعده {هو أقسط عند الله}. قال الأخفش {فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم} وروى عن نافع تم قال أبو جعفر: وقد اختلف في المعنى من العلماء من قال في معنى {وليس عليكم جناح فيما

أخطأتم به} ذلك قبل النهي ومنهم من قال هو أن يدعوه إلى رجل عنده أنه أبوه وقد أخطأ في ذلك، فعلى هذين القولين لا يتم الكلام على {ومواليكم} لأنه متصل، ومن العلماء من قال {ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به} مستأنف وليس على أحد جناح فيما أخطأ به من ذا ومن غيره فعلى هذا القول التمام {ومواليكم}. قال أبو جعفر: إن جعلت {ما} في {ولكن ما تعمدت قلوبكم} في موضع خفض معطوفة على {ما} الأولى لم يقف على به وإن جعلتها في موضع رفع بمعنى ولكن الذي تؤاخذون به ما تعمدت قلوبكم صلح الوقوف على به والتمام {وكان الله غفورا رحيما}. {من أنفسكم} قطع كاف وكذا {وأزواجه أمهاتهم} وكذا {إلا أن تفعلوا} إلى {أوليائكم معروفا} والتمام {كان ذلك في الكتاب مسطورا} {ليسأل الصادقين عن صدقهم} قطع كاف والتمام {وأعد للكافرين عذابا أليما} {وجنودا لم تروها} قطع كاف إن لم يجعل إذ الثانية بدلا من الأولى وكذا {وكان الله بما تعملون بصيرا} فالتقدير على هذا واذكر إذ {ومن أسفل منكم} ليس بكاف

إن جعلت إذ التي بعده معطوفة على ما قبلها {وتظنون بالله الظنونا} ليس بتمام إن جعلت {هنالك} متعلقا بـ {تظنون} وإن جعلته متعلقا بـ ابتلى فالتمام الظنونا {وزلزلوا زلزالا شديدًا} قطع كاف إن جعلت التقدير واذكر إذ {إلا غرورا} مثل هذا قال محمد بن عيسى {ويستأذون فريق منهم النبي} تم الكلام وقال غيره ليس بتمام لأن {يقولون} في موضع الحال {عورة} قطع كاف والتمام {وما تلبثوا بها إلا يسيرا} وكذا {وكان عهد الله مسئولا} وكذا {إلا قليلا} {أو أراد بكم رحمة} قطع كاف إن نصبت {أشحة} على اللام وقال أبو إسحاق هو منصوب على الحال، وقال محمد بن جرير هلم إلينا أشحة وأجاز الفراء أن يكون المعنى المعوقين منكم أشحة

وأن يكون المعنى والقائلين أشحة وأن يكون المعنى لا يأتون البأس إلا أشحة، فعلى هذه الأقوال لا يكفي الوقوف علي {إلا قليلا} ويكفي على أشحة عليكم {رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت} قطع كاف وكذا {أشحة على الخير} والتمام {وكان ذلك على الله يسيرا} وكذا {ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا}. قال أبو حاتم: ومن التمام {وذكر الله كثيرا} قال {وما زادهم إلا إيمانا وتسليما} وهو رأس آية وهذا قول الأخفش ويعقوب أعني أن وتسليما تمام {صدقوا ما عاهدوا الله عليه} ليس بتمام وكذا {وما بدلوا تبديلا} لأن لام كي متعلقة بصدقوا أي صدقوا ليجزيهم الله والقطع الكافي {أو يتوب عليهم} والتمام {إن الله كان غفورا رحيما}. وزعم الأخفش أن التمام {ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا} فأما {وكان الله قويًا عزيزا} فهو كاف إن ابتدأت الخبر {وقذف في قلوبهم الرعب} كذلك أيضا وكذا

{وتأسرون فريقا} وكذا {وأرضا لم تطؤوها} والتمام {وكان الله على كل شيء قديرا}. {وأسرحكن سراحا جميلا} كاف إلا أن نصيرا كان يحب أن يذكر الثاني مع الأول، والتمام {أجرا عظيما} {وكان ذلك على الله يسيرا} كاف إلا ما ذكرناه عن نصير {وأعتدنا لها رزقا كريما} قطع تام. وزعم الأخفش أن التمام {إن اتقيتن} وقال العباس بن الفضل {فيطمع الذي في قلبه مرض} كاف، قال: والتمام {وأطعن الله ورسوله}، قال أبو جعفر: وأكثر المفسرين على أن ما بعدها منقطع مما قبله إلا عكرمة فإن الكلام عنده متصل كما روى الأصبع بن علقمة عن عكرمة أنه كان يطوف في الأسواق وينادي {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} هن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو جعفر: وهذا القول خطأ ولو كان كما قال لكان {عنكن} وفيه عن سبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قال والسبعة سعد

ابن أبي وقاص وعمر بن (سلمة) وعائشة وأم سلمة ووائلة بن الأسقع وأبو سعيد الخدري وأنس بن مالك قالوا {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} على، وفاطمة، والحسن، والحسين، ولو لم يكن في هذا إلا أنه بغير نون لكفى. وقد روى الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قال، نزلت في وفي علي وفاطمة والحسن والحسين. قال أبو جعفر: وقد اختلف أهل العلم في معنى الرجس ها هنا، فمنهم من قال الرجس الدنس، وقال ابن زيد: الرجس ها هنا الشيطان وفي غير هذا الشر {ويطهركم تطهيرا} أي من المعاصي وهو التمام {والحكمة} قطع كاف والتمام {إن الله كان لطيفا خبيرا} وكذا {أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما}. {أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} كاف عند أبي حاتم {فقد ضل ضلالا مبينا} قطع تام، قال أبو حاتم {والله أحق أن تخشاه} كاف وكذا عنده {منهن وطرا} والتمام {وكان أمر الله مفعولا}.

قال أحمد بن موسى {ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له} تمام الكلام وهو كاف عند ابي حاتم وخولف في ذلك لأن {سنة الله} منصوبة بما تقدم {في الذين خلوا من قبل} كاف وكذا {مقدورا} إن جعلت {الذين} في موضع رفع بمعنى هم الذين وفي موضع نصب بمعنى أعني الذين وإن جعلت الذين في موضع خفض بدلا من الذين خلوا لم تكف الوقوف إلى {ولا يخشون أحدا إلا الله} والتمام {وكفي بالله حسيبا} والتمام بعد عند الأخفش {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} والتمام عند غيره {وكان الله بكل شيء عليما} والتمام بعده {وسبحوه بكرة وأصيلا} والكافي بعده {ليخركم من الظلمات إلى النور} والتمام {وكان بالمؤمنين رحيما} والتمام بعده عند أحمد بن موسى وأبي حاتم {تحيتهم يوم يلقونه سلام}. قال البراء لا يقبض ملك الموت روخح مؤمن حتى يسلم عليه، وقال قتادة: تحية أهل الجنة السلام {وأعد لهم أجرا كريما} قطع تام والكافي بعده {وسراجا منيرا} وكذا {بأن لهم من

الله فضلا كبيرا) وكذا {وتوكل على الله} والتمام {وكفي بالله وكيلا} وكذا {وسرحوهن سراحا جميلا} وعن نافع {اللاتي هاجرن معك}. ثم خولف في هذا فقيل ليس بتمام ولا كاف لأن {وامرأة} معطوفة على ما قبلها أي وحللنا لك امرأة والقطع الكافي {خالصة لك من دون المؤمنين} وكذا {لكيلا يكون عليك حرج} والتمام {وكان الله غفورا رحيما}. قال محمد بن عيسى {ممن عزلت فلا جناح عليك} تم الكلام {ويرضين بما آتيتهن كلهن} قطع كاف وكذا {والله يعلم ما في قلوبكم} والتمام {وكان الله عليما حليما} {إلا ما ملكت يمينك} قطع كاف والتمام {وكان الله على كل شيء رقيبا}. وعن الأخفش {إلى طعام غير ناظرين إناه} تم الكلام، وقال أحمد بن موسى {ولا مستأنسين لحديث} تم الكلام {والله لا يستحي من الحق} كاف، وقال أحمد بن موسى {ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن} تمام {ولا أن تنكحوا أزواجع من بعده أبدا} قطع كاف والتمام على رؤوس الآيات

إلى {إن الله وملائكته يصلون على النبي} فإنه قطع كاف والتمام {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} وكذا {وأعد لهم عذابا مهينا} وكذا {فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا} {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} قطع كاف، والتمام {وكان الله غفورا رحيما} قال محمد بن عيسى {ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا} تم الكلام وهو قول أحمد بن جعفر علي أن يستأنف {ملعونين} وتنصبه على الشتم. وقول الأخفش إن تمام الكلام إلا قليلا ملعونين وهو قول محمد بن يزيد على أن تنصب ملعونين على الحال، وقال نصير تنصب ملعونين على القطع أو الشتم، وزعم الفراء أنه لا يجوز نصب ملعونين على القطع. قال أبو جعفر: من نصب ملعونين على اللام كما قريء {وامرأته حمالة الحطب} وكما قال: وجوه قرود تبغي من تجادع وجاز أن يقف {إلا قليلا}، ومن نصب ملعونين على الحال لم يقف

على إلا قليلا، وقال أبو حاتم: إلا قليلا ملعونين كاف والتمام {أخذوا وقتلوا تقتيلا} قال أبو جعفر ليس هذا بتمام لأن {سنة الله} منصوبة بما قبلها ولكن الكافي {في الذين خلوا من قبل} والتمام {ولن تجد لسنة الله تبديلا}. قال محمد بن عيسى {يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله} تم الكلام وقال غيره والتمام {وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا} قال أبو حاتم {وأعد لهم سعيرا} {خالدين فيها أبدا} لا كافي {لا يجدون وليا ولا نصيرا} ليس بكاف لأن التقدير لا يجدون وليا ولا نصيرا في ذلك اليوم والتمام {وأطعنا الرسولا} {فأضلونا السبيلا} ليس بتمام لأن الكلام متصل والتمام {والعنهم لعنا كبيرا} وكذا {وكان عند الله وجيها} {وقولوا قولا سديدا} ليس بكاف لأن {يصلح لكم أعمالكم} جواب،

والكافي {ويغفر لكم ذنوبكم} والتمام {فقد فاز فوزا عظيما} وكذا عند أبي حاتم {إنه كان ظلوما جهولا} وخطيء في هذه لأن لام كي متعلقة بما قبلها {ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات} تام على قراءة الحسن ويتوب بالرفع ومن قرأ بالنصب كفاه أن يقف {ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات} والتمام {وكان الله غفورا رحيما}.

سورة سبأ

سورة سبأ {الحمد لله} قطع كاف إن جعلت {الذي} في موضع رفع على إضمار مبتدأ وفي موضع نصب بمعنى أعني، وحكي سيبويه الحمد لله أهل الحمد والحمد لله أهل الحمد وإن جعلت الذي في موضع خفض فالقطع الكافي {وهو الحكيم الخبير} والتمام {وهو الرحيم الغفور} .. وعن نافع {وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي} تم، وخالفه الأخفش في هذا فزعم أن التمام {قل بلى وربي لتأتينكم} على قراءة من قرأ {عالم الغيب} بالرفع كأنه رفعه بالابتداء والخبر بعده. قال أبو حاتم: هو كاف وقدره بمعنى هو عالم الغيب ومن قرأ عالم الغيب أو علام الغيب لم يقف على ليأتينكم، قال أبو حاتم: والتمام {إلا في كتاب مبين} وغلط في هذا لأن بعده لام كي، ومن جعل التقدير ليأتينكم ليجزي لم يقف على ليأتينكم {أولئك لهم

مغفرة ورزق كريم} قطع تام وكذا {من رجز أليم} إن جعلت {ويرى} في موضع رفع وإن جعلته في موضع نصب فالتمام {من ربك هو الحق} لأن القراء يقرءون {ويهدي} بإسكان الياء ولو كان معطوفا على ليجزي لكانت الياء مفتوحة {إلى صراط العزيز الحميد} قطع تام وكذا {أم به جنة} وكذا {الضلال البعيد} {كسفا من السماء} قطع كاف والتمام {لكل عبد منيب}. قال أحمد بن موسى {يا جبال أوبي معه والطير} تمام الكلام، قال أبو حاتم هو كاف {وألنا له الحديد} ليس بتمام ولا كاف لأن بعده {أن اعمل سابغات} وتكون أن في موضع نصب على حذف الياء أو تكون مفسرة لا موضع لها والتمام عند أبي حاتم {وقدر في السرد} {بما تعملون بصير} قطع كاف على قراءة عاصم لأنه قرأ {ولسليمان الريح} بالرفع ومن نصب لم يكفه الوقف على بصير في قول الكسائي لأن الريح عنده نسق أي ولسليمان الريح، والتقدير عند أبي إسحاق

وسخرنا له الريح. {وأسلنا له عين القطر} تمام عند ابي حاتم، قال أبو حاتم: هذا على أن تجعل من في موضع رفع كما مر في الأول وإن جعلتها في موضع نصب لم يكن القطر تماما: {بإذن ربه} تم عند أحمد بن موسى وكاف عند غيره {نذقه من عذاب السعير} كاف إن ابتدأت ما بعده. قال أبو حاتم {وقدور راسيات} تمام {اعملوا آل داود} وزعم أبو حاتم أن هذا وقف حسن ويبتديء {شكرا} وغلط في هذا لأن المعنى اعملوا فيما أنعم الله به عليكم شكرا والكلام متصل، والوقف الحسن {اعملوا آل داود شكرا} والتمام {وقليل من عبادي الشكور} {إلا دابة الأرض تأكل من سأته} قطع كاف. قال محمد بن عيسى {فلما خر} يعني أنه وقف وغلط في هذا، قال نصير أكره الوقف على {فلما خر} من وجهين من وجه أن الكلام ناقص لا يستغني أوله عن آخره ومن وجه أن الراء مشددة، الوقف آخر الآية. قال محمد بن عيسى {لقد كان لسبأ في مسكنهم آية} تمام الكلام وقال الفراء {جنتان} تفسير للآية فلا توقف عند الفراء على آية، وهو قول الأخفش والتمام عنده، (جنتان عن يمين

وشمال}. قال يعقوب {كلوا من رزق ربكم واشكروا} هذا التمام من الوقف، ثم ابتدأ {بلدة طيبة} أي هذه بلدة طيبة أو بلدتكم بلدة طيبة وهو قول الفراء قال {واشكروا له} انقطع الكلام، بلدة طيبة هذه بلدة طيبة، أي ليست قبيحة. وقال ابن زيد بلدة طيبة لم يكن يرى فيها برغوث ولا ذبابا ولا بعوض ولا عقرب ولا حية ولقد كان القوم يجيئون وفي أثوابهم الدواب فإذا رأوا هذه المدينة تماوتت الدواب {ورب غفور} قطع كاف قال قتادة: أي وربكم رب غفور {فأعرضوا} قال وهب: بعث الله جل وعز إليهم ثلاثة عشرة نبيا فكذبوهم {فأرسلنا عليهم سيل العرم} ليس بتمام ولأن ما بعده عطف عليه. قال أبو إسحاق السبيعي عن أبي ميسرة: العرم المياه، وقال مجاهد: العرم السد، وقال قتادة العرم: الوادي، قال أبو جعفر: والعرم في اللغة كل حاجز بين شيئين {وشيء من سدر قليل} قطع تام {ذلك جزيناهم بما كفروا} قطع كاف والتمام {وهل نجازي إلا الكفور} وعلى أن يبتديء الخير. قال محمد بن عيسى {وقدرنا فيها السير} تمام الكلام {أياما آمنين} قطع تام {ومزقناهم كل

ممزق} قطع كاف والتمام {لكل صبار شكور} والتمام عند الأخفش {إلا فريقا من المؤمنين} قال أبو حاتم {ممن هو منها في شك} كاف {على كل شيء حفيظ} قطع تام {لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض} قطع صالح وكذا {وما لهم فيهما من شرك} والتمام {وما له منهم من ظهير}. قال محمد بن عيسى {إلا لمن أذى له} تمام الكلام {وهو العلي الكبير} قطع تام، قال أبو حاتم {قل الله} كاف {لعلى هدى أو في ضلال مبين} قطع تام وكذا {ولا نسأل عما تعملون} وكذا {وهو الفتاح العليم} وعن نافع {قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا} تم، وهو قول أبي حاتم والقتبي والدينوري وكذا هو على مذهب الخليل، لأن المعنى: كلا لا ترونني ولا تقدرون على ذلك ولا لي شريك {بل هو الله العزيز الحكيم} قطع تمام {وما

أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا} كاف والتمام {ولكن اكثر الناس لا يعلمون}. {متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} قطع كاف والتمام {قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون} فأما {وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه} فقطع كاف وكذا {يرجع بعضهم إلى بعض القول} وكذا {لولا أنتم لكنا مؤمنين} والتمام {بل كنتم مجرمين} {ونجعل له أندادا} قطع تام وكذا {هل يجزون إلا ما كانوا يعملون} وكذا {بما أرسلتم به كافرون} وكذا {بمعذبين} وكذا {قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} والتمام {ولكن أكثر الناس لا يعلمون}. قال أحمد بن موسى {بالتي تقربكم عندنا زلفي} تام، وغلط في هذا، لأن بعده استثناء والكافي {إلا من آمن وعمل

صالحا} والتمام {وهم في الغرفات آمنون} وكذا {أولئك في العذاب محضرون}. وعن نافع {قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له} تم، وهو قول أبي حاتم، وقال غيرهما هو كاف والتمام {وهو خير الرازقين} {كانوا يعبدون} قطع كاف والتمام عند أبي حاتم وأحمد بن موسى {بل كانوا يعبدون الجن} وعند غيرهما {أكثرهم بهم مؤمنون} وكذا {عذاب النار التي كنتم بها تكذبون} قال أبو حاتم {وقالوا ما هذا إلا إفك مفترى} تمام، قال غيره التمام {وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين}. قال أبو حاتم {وما آتيناهم من كتب يدرسونها} كاف، وكذا {وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير} وكذا {فكذبوا رسلي} والتمام {فكيف كان نكير} تمام. وعن نافع {قل إنما أعظكم بواحدة} تم، وخولف في هذا،

لأن ما بعده تفسير للواحدة وأن: في موضع خفض، وكذا إن جعلتها في موضع نصب بمعى: لأن، وإن جعلتها في موضع رفع صلح الوقوف على: بواحدة، وكان المعنى هو {أن تقوموا لله مثنى وفرادى}. قال أبو حاتم {ثم تتفكروا} تمام، وخولف في هذا، لأن المعنى عند الفراء وجماعة غيره، ثم يتفكروا هل جربتم على محمد صلى الله عليه وسلم كذبا أو رأيتم به جنة فإنكم إذا فعلتم ذلك علمتم أنه {بين يدي عذاب شديد} قطع حسن {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم} كاف والتمام {وهو على كل شيء شهيد}. قال يعقوب: ومن الوقف {قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب} فهذا الكافي من الوقف ثم يقول {علام الغيوب} على البدل من ربي، وخولف في هذا، لأنه لا يكفي الوقوف على المبدل دون البدل، ولكنه يجوز على غير هذا يكون منصوبا على المدح وهي قراءة عيسى بن عمر وكذا إن رفعت على إضمار مبتدأ وإن رفعت على أنه خبر ثان أو بدل من المضمر أو على الموضع فالوقف علام الغيوب. ثم يقول {قل جاء الحق} فهو قطع صالح، والتمام {وما يبديء الباطل وما يعيد} وكذا {إنه سميع

قريب}. قال محمد بن عيسى {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت} يعني أنه وقف، وقال نصير الوقوف عليه حسن والابتداء بما بعده حسن. قال أبو جعفر: يكون هذا على أنه خبر بعد خبر وكذا {وأخذوا من مكان قريب} وكذا {وقالوا آمنا به}، وعن نافع {وقد كفروا به من قبل} تم، وكذا هو على قول أهل التأويل، لأن المعنى عندهم الساعة {يقذفون بالغيب من مكان بعيد} وهذا أيضا كاف إن ابتدأت الخبر والتمام آخر السورة.

سورة فاطر

سورة فاطر {الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع} عن نافع تم، وهو كاف عند أبي حاتم، قال أبو جعفر: من جعل المعنى يزيد في الأجنحة ما يشاء فقوله كقول أبي حاتم، ومن قال: المعنى: يزيد في الخلق ما يشاء حسن الصوت وهو قول الزهري فقوله قول نافع. قال أبو حاتم {يزيدفي الخلق ما يشاء} كاف، والتمام {إن الله على كل شيء قدير} {وما يمسك فلا مرسل له} كاف، وليس بتمام على مذهب أهل التأويل، قال قتادة {ما يفتح الله للناس من رحمة} أي من خير {فلا ممسك لها} وما يحبس من خير فلا يقدر أحد أن يأتي به، فالمعنى هذا وهو العزيز في حبس ما يحبسه من رحمة الحكيم في منع ذلك، وفي تدبير خلقه، فالتمام على هذا {وهو العزيز الحكيم}. ثم قال جل وعز {يا أيها الناس أذكروا نعمة الله عليكم} قطع صالح {هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض

لا إله إلا الله} قطع كاف، والتمام {فأني تؤفكون} ثم قال جل وعز {وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك} قطع كاف، وليس بتمام، والتمام {وإلى الله ترجع الأمور} أي يرجع أمرك وأمرهم إلى الله فيعاقبهم على تكذيبهم إياك {يا أيها الناس إن وعد الله حق} قطع صالح، والتمام {فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور}. ثم قال جل وعز {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} قطع كاف، والتمام {إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} على أن يكون من {الذين كفروا} في موضع رفع بالابتداء ويكون خبره {لهم عذاب شديد}. أي إن جعلت الذين في موضع خفض نعتا لأصحاب السعير أو في موضع نصب لحزبه أو في موضع رفع بدلا من الواو في ليكونوا فالتمام {لهم عذاب شديد} ثم قال جل وعز {والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر بكير} وهذا: التمام. قال قتادة: أجر كبير: الجنة، ثم قال جل وعز {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} هذا تمام على قول أبي عبيدة، لأن

قوله أن هذا مختصر محذوف منه لاستغناء السامع ثم استأنف {فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء}. قال أبو جعفر: للنحويين في هذا تقديرات، فمنهم من قال: التقدير أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا كمن هداه الله، ودل على هذا المحذوف {فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء} فهذا الوقف على هذا القول والتقدير الآخر أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا تحسرت عليه، ودل على هذا المحذوف {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} فهذا الوقف على هذا القول وهو قول الكسائي، والتمام {إن الله عليم بما يصنعون}. ثم قال جل وعز {الله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها} فهذا كاف وليس بتمام يدلك على ذلك ما رواه الثوري عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن ابن مسعود قال: ينفخ في الصور فيكون بين النفختين ما شاء الله ولا يكون أحد من بني آدم إلا وله منه شيء فيرسل الله تعالى ماء منيا كمني الرجال فتنب الناس به كما تنبت الأرض بالثرى ثم ينفخ ملك الصور في الصور فتخرج الأرواح فيأتي كل روح إلى جسده ثم تلا عبد الله {والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا} إلى قوله جل وعز {كذلك النشور}. ثم قال الله جل وعز {من كان يريد العزة فلله العزة وجميعا} قطع تام {إليه يصعد الكلم الطيب} تمام عند

بعض أهل العلم وعند بعضهم التمام {والعمل الصالح يرفعه} هذا اختيار أبي حاتم ومروي عن نافع، ثم قال جل وعز {والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد} قطع كاف والتمام عند عند أحمد بن موسى {ومكر أولئك هو يبور} {والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} عن نافع تم، والتمام عند أبي حاتم {إلا في كتاب} وعند غيره {إن ذلك على الله يسير} {وهذا ملح أجاج} قطع صالح وكذا {وتستخرجون حلبة تلبسونها} فأما {وترى الفل فيه مواخر} فليس بوقف، لأن بعده لام كي، والتمام {ولعلكم تشكرون} على أن يبتديء الخبر {يولج الليل في النهار ويولح النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى} كاف، والتمام {ذلكم الله ربكم له الملك ما يملكون من قطمير} قطع كاف والتمام {ويوم القيامة يكفرون بشرككم} وأتم منه {ولا ينبئك مثل خبير} {والله هو الغني الحميد}

قطع حسن والتمام {وما ذلك على الله بعزيز}. قال محمد بن عيسى وأحمد بن موسى {ولو كان ذا قربي} تمام وعن نافع تم {وأقاموا الصلاة} قطع كاف وكذا {فإنما يتزكى لنفسه} والتمام {وإلى الله المصير} ثم قال جل وعز {وما يستوي الأعمي والبصير} أي المؤمن والكافر {وليس} بوقف لأنه لا يحسن أن يتبديء {ولا الظلمات} ولو كان ولا يستوي حسن الوقف على ما قبله {ولا الظلمات ولا النور} أي الضلال والهدي وليس بوقف لأنه كالأول {ولا الظل ولا الحرور} أي الجنة والنار وهذا وقف ولا عند الأخفش زائدة كما قال الشاعر: ولا ألوم البيض أن لا تسخرا ثم يبتديء {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} كاف وكذا {وما أنت بمسمع من في القبور} والتمام {إن أنت إلا نذير} وكذا {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا} وأتم منه {وإن من أمة إلا خلا فيها

وأتم منه {وإن من امة إلا خلا فيها نذير} وكذا {وبالكتاب المنير} إن ابتدأت الخبر {فكيف كان نكير} قطع تام. ثم قال جل وعز {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها} قطع كاف لأن ما بعده مرفوع {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود} قطع كاف، والتمام {مختلف ألوانه كذلك} كذا روي عن نافع وهو قول يعقوب وأبي حاتم وعبد الله بن مسلم وأحمد بن جعفر أي كذلك الذي تقدم {إنما يخشى الله من عباده العلماء} تام عند أبي حاتم والتمام {عند} غيره {إن الله عزيز غفور}. {يرجون تجارة لن تبور} تمام عند أبي حاتم وغلط فيه لأن بعده لام كي {ويزيدهم من فضله} قطع كاف، والتمام {إنه غفور شكور} وعن نافع {والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه} تم، وهو قول أحمد بن موسى وأبي حاتم {إن الله بعباده لخبير بصير} قطع تام.

قال أبو حاتم {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} كاف وكذا عنده {بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} قطع حسن إلا على قراءة عاصم الجحدري فإنه يقرأ {جنات عدن} على البدل من الخيرات {يحلون فيها من أساور من ذهب} ليس بوقف على قراءة المكيين والكوفيين وأبي عمرو لأنهم يقرءون {لؤلؤ} بالخفض وعلى قراءة أهل الدين يصلح الوقوف على {من ذهب} إن قدرته بإضمار فعل، وإن عطفته على موضع من أساور فالقطع الكافي {ولؤلؤا} والكافي بعده {ولباسهم فيها حرير}. {الذي أذهب عنا الحزن} ليس بتمام وكذا {لغفور شكور} إن جعلت الذي في موضع خفض على النعت لإسم الله جل وعز وأيضا فالكلام متصل ويجوز أن يكون الذي في الموضع نصب نعتا لإسم {إن} ويجوز أن يكون في موضع رفع بدلا من غفور وبدلا من المضمر في شكور، فإن جعلت {الذي} مرفوعا على إضمار مبتدأ أو في موضع نصب على المدح كفا الوقف على شكور، ولا تمام عند الأخفش من {وقالوا الحمد لله} إلى {ولا يمسنا فيها لغوب} هذا التمام عنده {والذين كفروا لهم نار جهنم} قطع كاف إلا أن تجعل {لا يقضى عليهم}.

خبرا ثانيا وليس لا يقضي عليهم بكاف ولا على قراءة الحسن فيموتون لأنه ليس بمقطوع من ما قبله وإنما هو معطوف، والوقف الكافي {من عذابها} والتمام {كذلك نجزي كل كفور} وعن نافع {وهم يصطرخون فيها} تم وخولف في هذا لأن معنى وهم يصطرخون: وهم يقولون، فيحتاج إلى ما بعده وكذا إن أضمرت القول لأن ما قبله دال عليه والقطع الكافي {غير الذي كنا نعمل} والتمام عند أحمد بن موسى وأبي حاتم {وجاءكم النذير فذوقوا} وعند غيرهما {فما للظالمين من نصير} {إنه عليم بذات الصدور} قطع حسن وكذا {هو الذي جعلكم خلائف في الأرض} وكذا {فمن كفر فعليه كفره} والتمام {ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا} وعن نافع {فهم على بينات منه} تم وقال غيره: التمام {إلا غرورا} {من أحد من بعده} كاف، والتمام {إنه كان حليما غفورا} {إلا نفورا} ليس بتمام لأن {استكبارا} مفعول من أجله أو مصدر عمل فيه معناها قبله والتمام {ومكر السيء}.

ولهذا قال بعض النحويين إنما كان الأعمش يقف عليه لأنه تمام فغلط عليه فروي عنه أنه كان يحذف الإعراب في الأدراج وهذا لحن والدليل على هذا القول إنه كان يعرب الثاني فيقول {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله} كاف وكذا {فهل ينظرون إلا سنة الأولين} والتمام {ولن تجد لسنة الله تحويلا} ثم قال الله جل وعز {أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة} كاف والتمام {إنه ان عليما قديرا} وعن نافع {ما ترك على ظهرها من دابة} تم ثم التمام آخر السورة.

سورة يس

سورة يس {يس} قطع كاف إن جعلته إسما للسورة أو تنبيها، وكذا على قراءة عيسى بن عمر {يس والقرآن الحكيم} جعله إسما للسورة لا ينصرف لأنه اسم أعجمي هذا قول سيبويه ويجوز أن يكون فتح النون لالتقاء الساكنين كما نقول أين وكيف. قال أبو حاتم {والقرآن الحكيم} {إنك لمن المرسلين} كاف، قال والتمام {على صراط مستقيم}. وغلط في القولين جميعا، لأن قوله جل وعز {إنك لمن المرسلين} لا يخلوا من إحدى ثلاث جهات. منهن أن يكون على صراط مستقيم خبرا بعد خبر فلا يكفي الوقوف على ما قبله أو يكون التقدير إنك من الذين أرسلوا على صراط مستقيم فيكون على صراط مستقيم داخلا في الصلة فلا يجوز الوقوف عليه كما لا يوقف على بعض الإسم أو يكون التقدير إنك لمن المرسلين لتنذر قوما فيدخل لتنذر في الصلة ايضا فلا يجوز

الوقوف من هذه الجهة على المرسلين ولا على صراط مستقيم. فإن جعلت لتنذر متعلقا بـ {تنزيل} جاز الوقف على {مستقيم} على أن ترفع تنزيل بإضمار ابتداء فإن نصبت لم تقف على مستقيم وكذلك إن خفضته. وليس الوقوف على الرحيم بكاف لأن بعده لام كي والتمام {فهم غافلون} وكذا {فهم لا يؤمنون}. {أغلالا} قطع كاف، إن قدرت المعنى فإيمانهم إلى الأذقان وهي كناية عن الإيمان وهذا قول أكثر أهل التفسير وإن جعلتها كناية عن الأعناق فالكلام متصل {فهم مقمحون} قطع كاف إن ابتدأت الخبر، والتمام {فهم لا يبصرون} وكذا {أم لم تنذرهم لا يؤمنون} وكذا {فبشره بمغفرة وأجر كريم} {وآثارهم} كاف، والتمام {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} وعن نافع {وإضرب لهم مثلا} تم وقال أحمد بن جعفر {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية} وخولفا جميعا لأن {واضرب لهم مثلا} كلام ناقص والتقدير عند النحويين

واضرب لهم مثلا أصحاب القرية {مثلا} وإذ: متعلقة بما قبلها فلا يتم الكلام دونها، وكذا {المرسلون} لأن إذ الثانية بدل من الأولى والتمام {فقالوا إنا إليكم مرسلون} وكذا {إلا تكذبون} وكذا {وما علينا إلا البلاغ المبين} وكذا {وليمسنكم منا عذاب أليم}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {قالوا طائركم معكم} هذا الكافي من الوقف ثم قال جل وعز {أإن ذكرتم} على الاستفهام، قال أبو جعفر: وقرأ زر بن حبيش أأن بهمزتين ذكرتم والتقدير: لأن ذكرتم تطيرتم، وهذا قول قتادة في الحذف قال الكسائي: المعنى أأن ذكرتم قلتم {إنا تطيرنا بكم} وقرأ الحسن {قالوا طائركم أين ذكرتم} فعلى هذه القراءة الوقف {بل أنتم قوم مسرفون}. {رجل يسعى} قطع صالح {قال يا قوم اتبعوا المرسلين} ليس بوقف البتة لأن {من} بدل من المرسلين بإعادة الفعل، والكلام متصل إلى {إني آمنت بربكم

فاسمعون} فهذا كاف، وكذا {قيل ادخل الجنة} وكذا {وجعلني من المكرمين} وكذا {وما كنا منزلين}. قال الأخفش {يا حسرة على العباد} تمام الكلام وهو قول أحمد بن موسى وأبي حاتم {إلا كانوا به يستهزئون} قطع تام {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون} قطع كاف على قراءة الحسن لأنه يقرأ {إنهم} بكسر الهمزة على الائتناف، ومن فتح الهمزة فوقفه الكافي {لا يرجعون} وهو تمام عند الأخفش {إن كل لما جميع لدينا محضرون} قطع تام {فمنه يأكلون} ليس بتمام لأن {وجعلنا} معطوف على {وأخرجنا} والقطع الكافي {ليأكلوا من ثمره} إذا جعلت {ما} نافية وهو قول الضحاك قال: وجدوه ولم تعمله أيديهم، ومن جعل ما إسما في موضع ما على ثمره فقطعه الكافي {وما عملته أيديهم} والتمام {أفلا يشكرون} وكذا

{ومما لا يعلمون} {فإذا هم مظلمون} قطع كاف إن رفعت {والشمس} بالابتداء وإن جعلتها معطوفة على {الليل} يعني وآية لهم الشمس كان {فإذا هم مظلمون} كافيا ولم تكن {تجري لمستقر لها} تمام عند محمد بن عيسى {ذلك تقدير العزيز العليم} تمام إن رفعت {والقمر} بالابتداء وإن رفعته عطفا على الليل لم يكن تماما وكذا إن نصبته على إضمار فعل، والتمام {حتى عاد كالعرجون القديم} وكذا {وكل في فلك يسبحون} {في الفلك المشحون} ليس بتمام لأن {وخلقنا} معطوف على جعلنا ولكن يصلح الوقوف على {ما يركبون} {فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون} ليس بتمام لأن بعده استثناء {إلا رحمة منا ومتاعًا إلى حين} كاف. {وإذا قيل لهم اتوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون} ليس بتمام ولا كاف لأنه لم يأت جواب إذا وجواب

{وما تأتيهم} عنده {إلا كانوا عنها معرضين} وشرح هذا {وإذا قيل اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون} أعرضوا، ودل على هذا المحذوف {إلا كانوا عنها معرضين} فلا يتم الكلام دونه {إن أنتم إلا في ضلال مبين} قطع {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} وقف كاف وكذا {فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون} قال أبو حاتم {يا ويلنا} وقف جيد حسن إلا على قراءة من قرأ {قالوا يا ويلنا من بعثنا} بالجر وكسر الميم، قال أبو حاتم {من بعثنا من مرقدنا} تام قال وهو مأثور عن ابن عباس، قال القتبي {من بعثنا من مرقدنا} تام ويستحب الوقوف عليه لأنه كلامان على ما روى في التفسير أن الكفار قالوا من بعثنا من مرقدنا فقالت لهم الملائكة {هذا ما وعد الرحمن} قال الفراء: قيل انقطع الكلام عند المرقد ثم قالت الملائكة هنا ما وعد الرحمن، قال الأخفش ويعقوب: والتمام {من مرقدنا} وهو قول أحمد بن موسى وأحمد بن جعفر ورواه عطاء عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه كان يستحب أن يقف {من مرقدنا} وكذا روي أبو عمر البزاز عن عاصم أنه كان يقف على من مرقدنا وهو قول عيسى بن عمرو، قال مجاهد: يهجع الكفار قبل يوم القيامة هجعة يذوقون فيها النوم فإذا

قامت القيامة قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فقال لهم المؤمنون هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون. قال الحسن أقيموا من نومهم فقالوا من بعثنا من مرقدنا قال لهم المؤمنون هذا ما وعد الرحمن وهو قول قتادة وحكي أحمد بن جعفر أنه قد يوقف على من مرقدنا هذا يكون نعتا لمرقدنا ثم يبتديء {هذا ما وعد الرحمن} أي بعثكم {ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} قطع كاف، والتمام {فإذا هم جميع دلينا محضرون} وكذا {ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون} {في شغل فاكهون} ليس تماما لأن {هم} توكيد للمضمر الذي في فاكهين {وأزواجهم} معطوف على المضمر على المضمر، والتمام عد أبي حاتم {ولهما ما يدعون سلام} وغلط في هذا لأن {قولا} قد عمل فيه ما قبله. قال أبو إسحاق: أي يقول سلام قولا، أي يسلم الله جل وعز عليهم، وقيل العامل فيه {ولهم ما يدعون سلام} وغلط في هذا لأن قولا قد عمل فيه ما قبله أي ولهم ما يدعو عدة، وسلام مرفوع لأنه بدل من {ما} ويجوز أن يكون نعتا لما على أن يكون نكرة أي ولهم ما يدعون مسلم.

{من رب رحيم} قطع كاف، وكذا {وامتازوا اليوم أيها المجرمون} {إنه لكم عدو مبين} ليس بقطع كاف، لأن إن معطوفة على ما قبلها والكافي عند أبي حاتم {وأن اعبدوني} {ولقد أضل منكم جبلا كثيرا} قطع صالح وليس بتمام وكذا {أفلم تكونوا تعقلون} والتمام {بما كنتم تكفرون} وكذا {وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} {فأني يبصرون} قطع كاف والتمام {ولا يرجعون}. {ننكسه في الخلق} كاف والتمام {أفلا يعقلون} قال محمد بن عيسى {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} تم الكلام، قال أبو حاتم: تام {وقرآن مبين} ليس بكاف لأن بعده لام كي والتمام {ويحق القول على الكافرين} {فهم لها

مالكون} ليس بتمام لأن {وذللناها} معطوف على خلقنا {ومنها يأكلون} كاف على أن يبتديء الخبر والتمام {أفلا يشكرون} وكذا {وهم لهم جند محضرون}. قال أحمد بن موسى {فلا يحزنك قولهم} تم الكلام {إنا نعلم ما يسون وما يعلنون} قطع تام {فإذا هو خصيم مبين} قطع صالح {قال من يحيى العظام وهي رميم} قطع كاف {وهو بكل خلق عليم} ليس بتمام لأن بعده {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا} بدل من الذي قبله والتمام {فإذا أنتم منه توقدون} قال أبو حاتم {أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على ان يخلق مثلهم} تام وعن نافع {مثلهم بلى} تم وهو قول محمد بن عيسى وكذا قال القتبي {وهو الخلاق العليم} قطع تام، قال

أبو حاتم {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} تام، ثم آخر السورة.

سورة الصافات

سورة الصافات الوقف الكافي {إن إلهكم لواحد} إذا جعلت التقدير {هو} {رب السموات} وكذا إن نصبت بمعنى أعني رفعت على أن يكون خبرا بعد خبر أو بدلا من واحد لم يكف الوقوف على الواحد وكذا إن نصبت على النعت لإسم إن، والتمام {ورب المشارق} {بزينة الكواكب} ليس بتمام لأن {وحفظا} منصوب بمعنى وحفظناها حفظا وهو معطوف على {زينا}. قال يعقوب: ومن الوقف {ويقذفون من كل جانب} فهذا التمام من الوقف ثم قال جل وعز {دحورا} فنصبناه على القطع، وإن شئت بمعنى يدحرون دحورا، وقال نصير لا أحب الوقوف على {ويقذفون من كل جانب} وإن كان رأس آية ولكن يقف {دحورا} وقال القتبي، {ويقذفون من كل جانب دحورا} تم الكلام. قال أبو جعفر: القطع على من كل جانب بعيد، لأن العامل في

دحور ما قبله أو معناه {فأتبعه شهاب ثاقب} قطع كاف، قال أحمد بن موسى {فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا} تم الكلام والتمام عند أبي حاتم {من طين لازب} والتمام بعده ما روى عن أهل التفسير وقد حكاه ابو حاتم عنهم {قالوا يا ويلنا} ثم قالت لهم الملائكة {هذا يوم الدين} وأجاز أبو حاتم أن يوقف على {هذا يوم الدين} وأن يكونوا لما رأوا الحساب قالوا يا ويلنا هذا يوم الدين، فقالت لهم الملائكة {هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون} واعتذر أبو حاتم من هذا بأنه لم يسمعه وإنما يجوز عنده. {فاهدوهم إلى صراط الجحيم وقفوهم إنهم مسئولون} قطع كاف عند العباس بن الفضل وقال غيره الكافي {ما لكم لا تناصرون} وكذا {بل هم اليوم مستسلمون} وكذا {قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} فأما {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} ليس بكاف والكافي {فحق علينا قول ربنا

إنا لذائقون} {فأغويناكم إنا كنا غاوين} وكذا {إنا كذلك نفعل بالمجرمين}. فأما {يستكبرون} فليس بكاف لأن {ويقولون} معطوف عليه والكافي {لشاعر مجنون} وكذا {وصدق المرسلين} وعلى قول أبي عبيدة {لذائقوا العذاب الأليم} ليس بوقف كاف لأن {إلا عباد الله المخلصين} عنده مستثنى منه وهو كاف {أولئك لهم رزق معلوم} ليس بقطع كاف لأن {فواكه} بدل من رزق والقطع الكافي من ها هنا إلى {بيضاء لذة للشاربين} ليس فيما بينهما قطع كاف وكذا {كأنهن بيض مكنون} وكذا {يتساءلون} أي: {إني كان لي

قرين) ليس بكاف لأن (يقول) نعت لقرين. {أءنا لمدينون} قطع تام {قل هل أنتم مطلعون} قطع كاف وكذا {في سواء الجحيم} والتمام بعده عند أحمد بن موسى وأبي حاتم {إن هذا لهو الفوز العظيم} وهو قول الفراء وعلى ذلك أهل التأويل لأنه قد انقطع الكلام ثم قال الله جل وعز {لمثل هذا فليعمل العاملون} تم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {فانظر كيف كان عاقبة المنذرين} فإنه ليس بكاف لأن بعده استثناء والتمام (إلا عباد الله المخلصين) (فلنعم المجيبون) قطع كاف والتقدير: فلنعم المجيبون له {ونجيناه وأهله من الكرب العظيم} كاف ويبتديء الخبر وكذا {وجعلنا ذريته هم الباقين}. فأما {وتركنا عليه في الآخرين} فليس بكاف على تقدير

الكسائي والتقدير عنده وتركنا عليه في الاخرين هذا السلام وهذا الثنا وهذا قول أبي العباس محمد بن يزيد والمعنى عنده وتركنا عليه في الاخرين يقال {سلام على نوح في العالمين} وفيه تقدير آخر يكون معنى وتركنا عليه وأبقينا عليه وتم الكلام. ثم قال جل وعز {سلام على نوح في العالمين} فكان كافيا وكذا {إنا كذلك نجزي المحسنين} والتمام {ثم أغرقنا الآخرين} تم. قال جل وعز {وإن من شيعته لإبراهيم} ليس بتمام لأن {إذ} متعلقة بما قبلها وكذا إذ التي بعدها والتمام {فما ظنكم برب العالمين} وكذا {فقال إني سقيم} وكذا الآيات إلى {فراغ عليهم ضربا باليمين} فإن أحمد بن جعفر ذكره في التمام. وقال غيره هو قطع صالح وليس بتمام، لأن الكلام متصل والتمام {فأقبلوا إليه يزفون} وكذا {والله خلقكم وما تعملون} وكذا {فألقوه في

الجحيم} وكذا الآيات إلى {وتله للجبين} فإنه ليس بكاف عند الكوفيين لأنه لم يات جواب {لما} والجواب عنده {ناديناه} والواو عندهم مقحمة وليس هو كذا عند البصريين لا يجوز عندهم زيادة الواو لأنها للعطف والجواب عندهم محذوف والتمام عند أبي حاتم {فقد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين} قطع كاف وكذا رؤوس الآيات إلى {وباركنا عليه وعلى إسحاق} فإنه تمام عند أبي حاتم تم الوقف على رؤوس الآيات مفهوم إلى {وتذرون أحسن الخالقين} فإنه وقف عند أبي حاتم على قراءة من رفع ما بعده. قال أبو جعفر {وتذرون احسن الخالقين} تمام إذا قلت {الله ربكم} على الابتداء والخبر فإن رفعت على إضمار مبتدأ فهو كاف وإن نصبت على المدح فكاف أيضا وإن نصبت على البدل لم يكف الوقف على ما قبله. {فإنهم لمحضرون} ليس بكاف لأن بعده استثناء {لمن

المرسلين} ليس بوقف لأن بعده ظرفا ولكن إن شئت فالوقف على رؤوس الآيات مفهوم إلى {مصبحين} فإنه تمام عند نصير لأنه رأس آية والتمام على ما روى عن نافع وهو قول الأخفش وأبي حاتم والقتبي {وبالليل} وهو مذهب أهل التأويل قال قتادة: أي: وتمرون بالليل، والتمام باجماع {أفلا تعقلون} والتمام بعده {فالتقمه الحوت وهو مليم} وكذا إلى {يوم يبعثون}. ثم قال جل وعز {فنبذناه بالعراء وهو سقيم} {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين} وهذا الوقف كاف على رواية من روى أن الرسالة بعدما قذفه الحوت ومن قال الرسال قبله فقطعه الكافي {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} {فآمنوا} والتمام {فمتعناهم إلى حين} وكذا {وهم شاهدون} والوقف بعده عند أبي حاتم {وإنهم لكاذبون} ثم يبتديء

{أصطفى البنات على البنين} على أنه استفهام فيه معنى التوبيخ، وروى عن جماعة من أهل المدينة أنهم قرأوا لكاذبون اصطفي بوصل الألف، فالوقف على هذه القراءة على البنين لأنه متصل بين كلامهم ثم {ما لكم كيف تحكمون} والتمام عند نافع {وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا} وعند غيره {إلا عباد الله المخلصين} والتمام عند الأخفش وأبي حاتم {إلا من هو صال الجحيم} {وإنا لنحن المسبحون} قطع تام. {لكنا عباد الله المخلصين} كاف على قول الفراء والمعنى عنده وإن كان أهل مكة ليقولون: لو أن عندنا كتابا أو نبينا لكنا عباد الله المخلصين فقد ارسل إليهم محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به فأضمر هذا ولم يذكر لأن المعنى معروف والكافي على قول غيره {فكفروا به} على أن الهاء تعود على الذكر والتمام {فسوف يعلمون} وتكفي بعده على قول الفراء {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} والمعنى عنده ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين بالسعادة والوقف عند غيره {وإن جندنا لهم

الغالبون} ويقدره بمعنى {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون} ثم جيء باللام وكسرت إن، كما قال الشاعر: وأعلم علما ليس بالظن ... إنه إذا دل مولى المرء فهو دليل وإن لسان المرء ما لم تكن له ... حصاة على عوراته لدليل فسوف يبصرون قطع كاف وكذا الذي بعده {سبحان ربك} ليس بقطع كاف على قراءة من خفض بعده ومن نصب على المدح أو رفع على إضمار مبتدأ كفاه أن يقف {سبحان ربك} والتمام آخر السورة.

سورة ص

سورة ص {ص والقرآن ذي الذكر} ولابد للقسم من جواب فإذا عرف الجواب عرف أين الوقف. وللعلماء في جواب القسم ها هنا ستة أجوبة: قال الكسائي وقال بعض الناس جواب القسم {إن ذلك لحق تخاصم أهل النار} وهذا بعيد عند الكسائي والثاني {إن كل إلا كذب الرسل} وهذا أيضا بعيد، قال الضحاك في قول الله جل وعز (ص) قال: معناه صدق الله، فالتمام على هذا القول {ص والقرآن ذي الذكر} كما يقول صدق والله ووجب والله. قال قتادة {بل الذين كفروا في عزة وشقاق} هنا جواب القسم، فها هنا التمام على هذا القول وهو قول أبي حاتم والمعنى عنده: بل الذين كفروا في عزة وشقاق والله. قال أبو جعفر: وهذا خطأ على مذهب النحويين لأنه إذا ابتديء بالقسم وكان الكلام معتمدا عليه لم يكن بد من الجواب، وأجمعوا أنه

لا يجوز والله قام عمرو والله لأن الكلام معتمد على القسم. والجواب الخامس أن في الكلام حذفا والتقدير والقرآن ذي الذكر ما الأمر كما يقول هؤلاء الكفار، ودل على هذا الحذف {بل الذين كفروا في عزة وشقاق} قال أبو جعفر: وهذا القول مذهب محمد بن جرير وهو مستخرج من قول قتادة وهو قول حسن والتمام عليه {بل الذين كفروا في عزة وشقاق}. والقول السادس وهو قول الكسائي والفراء: إن جواب القسم {كم أهلكنا} والتقدير لكم أهلكنا فلما طال الكلام حذفت اللام كما قال جل وعز {والشمس وضحاها} فالجواب {قد أفلح من زكاها} بمعنى لقد، الوقف على قول الكسائي والفراء {كم أهلكنا من قبلهم من قرن} على أن يبتديء الخبر، ثم الوقف بعده {إن هذا لشيء عجاب} ثم الوقف بعده {أنزل عليه الذكر من بيننا} وهو تمام عند أبي حاتم. {بل لما يذوقوا عذاب} قطع صالح وكذا {الوهاب} {فليرتقوا في الأسباب} قطع كاف وكذا {مهزوم من

الأحزاب} والتمام {وأصحاب الأيكة} وكذا {أولئك الأحزاب} وكذا {فحق عقاب} {ما لها من فواق} قطع كاف. {قبل يوم الحساب} ليس بتمام على ما تكلم العلماء في معنى {وقالو ربنا عجل لنا قطنا} فمنهم من قال: أي تصيبنا من الجنة، ومنهم من قال: أي العذاب ومنهم من قال: أي الكتب التي نؤتاها بأيماننا وشمائلنا، قال أبو جعفر: وهذه الأقوال ليس متناقضة والجملة أنهم قالوا هذا على التهزؤ يدل على ذلك قوله جل وعز {اصبر على ما يقولون} والتمام عند ابي حاتم {واذكر عبدنا داود ذا الأيد} أثنى الله جل وعز عليه فقال {إنه أواب} {والطير محشورة} قطع كاف وكذا {كل له أواب} والتمام {وفصل الخطاب} قال القتبي {قالوا لا تخف} تم الكلام وكذا يروى عن نافع قال أبو حاتم كاف ثم قال {خصمان} أي نحن خصمان. وعن نافع {واهدنا إلى سواء الصراط} ثم خولف في هذا

لأن الكلام متصل إلى {وعزني في الخطاب} والتمام بعده عند الأخفش وابي حاتم {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات} ثم قال جل وعز {وقليل ما هم}. قال أحمد بن جعفر {فغفرنا له} تم ثم قال جل وعز {ذلك} أي ذلك أمره {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} ويروى هذا عن نافع، قال أبو حاتم {فغفرنا له ذلك} تمام الكلام، قال نصير: أي فغفرنا له ذلك الذنب. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {فغفرنا له ذلك} فهذا الكافي من الوقف والله أعلم ويجوز ان يقف {فغفرنا له} وأجاز أحمد بن جعفر أن يقف على {فغفرنا له ذلك} إلا أن الأشبه عنده في كلام العرب أن يقف على {فغفرنا} قال أبو جعفر: الوقف على {فغفرنا له ذلك} أولى لأنه إذا وقف على {فغفرنا له} احتاج إلى أن يضمر لذلك مرافعا، والتمام بعد هذا عند أحمد بن موسى وهو مروى عن نافع {فيضلك عن سبيل الله بما نسوا يوم الحساب}، تمام عند أبي حاتم والمعنى عند عكرمة على التقديم والتأخير أي: ولهم عذاب شديد يوم الحساب بما نسوا. قال محمد بن عيسى {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا} تم الكلام قال ابو حاتم {ذلك ظن الذين كفروا}.

كاف والتمام عنده {أم نجعل المتقين كالفجار} أو {أولوا الألباب} قطع تام. قال أبو حاتم {ووهبنا لداود سليمان} تام ثم أثني عليه فقال {نعم العبد إنه أواب} قال محمد بن جرير {إذ} من صلة أواب فلا يصلح {الوقوف} على أواب {الصافنات الجياد} قطع صالح، وكذا {ردوها على} والتمام عند ابي حاتم، فطفق مسحا بالسوق والأعناق} {ثم أناب} ثطع صالح وكذا {إنك أنت الوهاب} {حيث أصاب} ليس بقطع كاف لأن {والشياطين} معطوف على الريح وكذا {وغواص} ويكفي الوقوف على

{وأخرين مقرنين في الأصفاد} والتقدير قلنا له {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} قطع تام وكذا {وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} قال محمد بن عيسى: ينصب وعذاب تمام وقال غيره التقدير قيل له {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} وهذا قطع صالح. قال محمد بن عيسى وأحمد بن موسى {ولا تحنث} تمام الكلام {نعم العبد إنه أواب} قطع تام، وقال بعض أهل التمام من قرأ بقراءة ابن عباس {واذكر عبدنا} فوقفه الكافي {واذكر عبدنا إبراهيم} ومن قرأ {عبادنا} فوقفه الكافي {أولى الأيدي والأبصار} قال أبو جعفر: على القراءتين جميعا لا يكفي الوقوف على إبراهيم لأنه إذا وجد فما بعده معطوف على عبدنا فلا يكفي الوقوف على المعطوف عليه قبل المعطوف، والتمام {وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} وكذا {وكل من الأخيار} قال أبو حاتم {هذا ذكر} تمام {وإن للمتقين لحسن مآب} ليس بكاف لأن {جنات عدن} بدل من {حسن مآب}.

{يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب} كاف إن ابتدأت الخبر {وعندهم قاصرات الطرف أتراب} قطع حسن وكذا {ليوم الحساب} والتمام {إن هذا لزرقنا ما له من نفاد} هذا وقف على قول من قال التقدير الأمر هذا وأعطيناهم هذا، وقيل المعنى: هذا الذي وصفته للمتقين، ثم استأنف الخبر عن الطاغين الذين تمردوا في عصيان الله جل وعز مع إحسانه إليهم. {لشر مآب} ليس بكاف لأن {جهنم} بدل من شر والتمام {فبئس المهاد} {هذا فليذوقوه} قطع كاف إن جعلت هذا في نصب بفعل مضمر بينه فليذوقوه وكذا إن جعلت هذا في موضع رفع بالابتداء والخبر فليذوقوه وإن جعلت الخبر {حميم وغساق} فالتمام {وآخر من شكله أزواج} والمعنى عند الفراء {هذا فوج مقتحم معكم} فقالوا {لا مرحبا بهم} فالوقف عنده {معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار} قطع كاف وكذا {فبئس القرار} وكذا

{ضعفا في النار}. وزعم أبو حاتم أن من قرأ {اتخذناهم} فوقفه {من الأشرار} ومن قرأ بالوصول اتخذناهم لم يقف على الأشرار لأن اتخذناهم نعت لرجال فوقفه الكافي {أم زاغت عنهم الأبصار} {لحق} قطع كاف إن رفعت {تخاصم} بإضمار مبتدأ. وإن رفعته على أنه خبر ثان أو على أنه بدل من حق أو على أنه بدل من المضمر الذي في حق لم يكف القطع على {الحق} وكذا إن نصبت على البدل من ذلك والتمام {تخاصم أهل النار} {وما من إله إلا الله} قطع كاف إن قدرته بمعنى هو الواحد القهار إن نصبت على المدح، وإن جعلته نعتا كان التمام {وما بينهما العزيز الغفار} {أنتم عنه معرضون} قطع صالح {إذ يختصمون} {إذ قال ربك للملائكة}. وقال محمد بن جرير: {إذ} من صلة يختصمون {فقعوا له

ساجدين} قطع كاف {أجمعون} لأن بعده استثناء والكافي {وكان من الكافرين} وكذا {أم كنت من العالين} وكذا {فإنك رجيم} وكذا {إلى يوم يبعثون} وكذا {المخلصين}. وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو والكسائي قال {فالحق والحق أقول} فهذا كاف على قراءتهم، قال أحمد بن موسى: هو تمام والتقدير قلت {الحق والحق أقول} ويجوز أن يكون الأول منصوبا على الإغراء فيصلح الوقوف على {فالحق}. وقرأ الأعمش وعاصم وحمزة قال: فالحق بالرفع فيكفي الوقوف ها هنا على هذه القراءة والتقدير على قول مجاهد فإنا الحق والحق أقول وكذا روي أنه قرأ وروى عنه قال فالحق والحق وهذا الوقف على هذه القراءة وروى عنه معناها قال فإنا الحق والحق مني. وحكي الفراء قال فالحق بالخفض فعلى هذه القراءة القطع على آخر الآية لأن جواب القسم في {لأملأن} ويحذف الحرف للخافض وتقديره فوالحق وقيل الفاء بدل من الواو لأنها أختها في العطف

فدخلت عليها في القسم وآخر الاية تمام في كل القرآن ثم التمام آخر السورة.

سورة الزمر

سورة الزمر {تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم} قطع تام {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين} تمام على قول نافع وأبي حاتم. وأجاز الفراء أن يكون التمام {فاعبد الله مخلصا} ويرفع الدين {ألا لله الدين الخالص} تمام على قول الأخفش وأبي حاتم {والذين اتخذوا من دونه أولياء} ليس بتمام لأن الذين مرفوع بالابتداء ولم يأت الخبر أو مرفوع على إضمار فعل بمعنى وقال الذين فيبقي ما قالوا، والتمام عند أحمد بن جعفر {إلا ليقربونا إلى الله زلفي} وعند غيره {إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون} وكذا {إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار}. وعن نافع {لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء} تم، وقال غيره التمام {سبحانه} وكذا {هو الله

الواحد القهار} تمام {خلق السموات والأرض بالحق} قطع كاف على أن تبتديء ما بعده {لأجل مسمى} قطع كاف، والتمام {ألا هو العزيز الغفار} والتمام عند ابي حاتم {خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج} والتمام أيضا بعده عنده {يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث} ثم قال الله جل وعز {ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو} قطع كاف، والتمام {فأنى تصرفون} {ولا تزر وازرة وزر أخرى} قطع صالح، وكذا {بما كنتم تعملون} والتمام {إنه عليم بذات الصدور}. قال أبو حاتم {ليضل عن سبيله} تام {إنك من أصحاب النار} قطع تام، والتمام عند أبي حاتم {أمن هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} من قرأ {أمن} مخففة وقدر الخبر محذوفا وجعل الهمزة للإستفاهام، وقف على {ويرجو رحمة ربه}. من قرا أمن مخففة ومن جعل الهمزة للنداء جاز أن يقف على {ويرجو رحمة ربه} من قرأ {امن} مخففة وقدر الخبر محذوفا وجعل الهمزة للاستفهام وقف على {ويرجو رحمة ربه}. من قرأ أمن مخففة ومن جعل الهمزة للنداء جاز أن يقف على {ويرجو رحمة ربه} على ان امعنى: يا من هو قانت أناء الليل

أبشرتم بحذف هذا لأن المعنى يدل عليه وإن جعل المعنى: يا من هو قانت {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} وقف ها هنا والتمام: {إنما يتذكر أولوا الألباب}. قال أبو حاتم: ومن الوقف الجيد {قل يا عباد الذين آمنوا ربكم} والوقف بعده {للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة} والتمام عنده {وأرض الله واسعة} وعند غيره {إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب} {وأمرت لأن أكون أول المسلمين} قطع حسن وكذا {عذاب يوم عظيم} وكذا {فاعبدوا ما شئتم من دونه} وكذا {ألا ذلك هو الخسران المبين}. {ومن تحتهم ظلل} قطع صالح {ذلك يخوف الله به عباده} وقف عند أبي حاتم والوقف عند غيره فاتقون. قال أحمد بن موسى {فبشر عباد} تام، وقال أبو حاتم {فبشر عباد} تام وهو رأس آية، قال أبو جعفر: أصحاب التمام على هذا ولو جعلت {الذين} من نعت عباد لكان

الوقف {فيتبعون أحسنه} والتمام {وأولئك هم أولوا الألباب} ثم قال جل وعز {أفمن حق عليه كلمة العذاب} ليس هذا بتمام لأنه متعلق بما بعده والمعنى عند أهل التفسير أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تستطيع أن تنقذه {تجري من تحتها الأنهار} تمام عند أبي حاتم وغلط في هذا وإن كان رأس آية لأن بعده {وعد الله} وهو منصوب بمعنى ما قبله لأن معنى ما قبله {وعد الله} وهو عند سيبويه مصدر مؤكد وقد قال أبو حاتم وأتم منه {لا يخلف الله الميعاد} {ثم يجعله حطاما} قطع كاف والتمام {إن في ذلك لذكرى لأولى الألباب}. {افمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه} ليس بتمام لم يأت الجواب وما بعده يدل عليه. والتقدير: أفمن شرح صدره الله للإسلام أي وسعه حتى قبل عن الله جل وعز ونهيه وأطاعه كمن قسى قلبه فتكبر عن قبول الحق فنزل الجواب لأن الخبر الذي بعده يدل عليه هو {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} فيكفي الوقوف على هذا والتمام {أولئك في ضلال مبين}.

قال محمد بن عيسى {كتابًا متشابها مثاني} تمام الكلام وخولف في هذا لأن {تقشعر} صفة لكتاب إلا أنه قد يجوز أن يقطعه مما قبله {إلى ذكر الله} كاف، وكذا {يهدي به من يشاء} والتمام {فما له من هاد} والكافي بعده (أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) وحذف الجواب لأن ما قبله يدل عليه أي افمن يتقي بوجهه سوء العذاب كمن هداه الله فأدخله الجنة. ثم قال جل وعز {وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون} فهذا التمام، ثم التمام بعده {لو كانوا يعلمون} {لعلهم يتذكرون} ليس بوقف لأن بعده {قرآنا عربيا} منصوب على الحال، والتمام {لعلهم يتقون} والتمام بعده عند أبي حاتم وأحمد بن جعفر {هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون} قطع تام، وكذا {تختصمون} وكذا {أليس في جهنم مثوى للكافرين} {أولئك هم المتقون} قطع حسن إن استأنفت ما بعده.

{ذلك جزاء المحسنين} ليس بوقف لأن بعده لام كي وما بعده داخل في الصلة أي جزاء الذين أحسنوا {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون} هذا التمام، والتمام بعده على ما روى عن نافع وهو قول أحمد بن جعفر {ويخوفونك بالذين من دونه} والتمام بعده {أليس الله بعزيز ذي انتقام}. قال يعقوب {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله} هذا الكافي من الوقف، قال جل وعز {قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله} قال أبو حاتم {هل من ممسكات رحمته} تام {عليه يتوكل المتوكلون} قطع حسن وكذا {ويحل عليه عذاب مقيم} والتمام {أنت عليهم بوكيل}. قال أحمد بن موسى {والتي لم تمت في منامها} تمام الكلام وكذا روي عن نافع، قال أبو جعفر: وسمعت عليا بن سليمان يقول: التقدير: ومتوفي التي لم تمت في منامها.

فالتمام عنده {الله يتوفي الأنفس حين موتها} فهذا من الوفاة التي هي الموت. والثاني من استيفاء العدد وهو قول خارج عن قول الجماعة تعسف، وقد قال جل وعز {وهو الذي يتوفاكم بالليل} {إلى أجل مسمى} تمام بلا اختلاف {لقوم يتفكرون} قطع كاف وكذا {ولا يعقلون} تم القطع على رؤوس الآيات تمام إلى {لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة} فإنه تمام على ما روى عن نافع وهو قول أبي حاتم {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون} ليس بوقف لأن {وبدا} الثانية عطف على الأولى، والتمام {وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون}. {قال إنما أوتيته على علم} قطع صالح {ولكن اكثرهم لا يعلمون} قطع كاف قال أبو حاتم {فأصابهم سيئات ما كسبوا} تام، ثم القطع على رؤوس الآيات تام إلى {ثم لا تنصرفون} فإنه قطع كاف {وأنتم لا

تشعرون} ليس بتمام لأن إن متعلقة بما قبلها، والتمام عند العباس بن الفضل {فأكون من المحسنين} وعند غيره {وكنت من الكافرين}. {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة} كاف عند أبي حاتم وتمام عند أحمد بن جعفر والتمام عند غيره {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} وكذا {ولا هم يحزنون} وكذا {وهو على كل شيء وكيل} وكذا {له مقاليد السموات والأرض} تمام عند أبي حاتم {أولئك هم الخاسرون} قطع تام، وكذا {أعبد ايها الجاهلون} وكذا {ولتكون من الخاسرين} وكذا {وكن من الشاكرين}. قال عيسى بن عمر {الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات} تمام، قال أبو جعفر: هو يقرأ

{مطويات} وليس السموات تمام، قرأ بكسر التاء وبرفعها والتمام عند محمد بن عيسى {والسموات مطويات بيمينه} وعند غيره {عما يشركون}. قال محمد بن عيسى {فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} {فإذا هم قيام ينظرون} قطع كاف {وجيء بالنبييين والشهداء وقضى بينهم بالحق} قطع صالح {وهم لا يظلمون} كاف على أن تبتديء الخبر {قالوا بلى} تمام على ما روى عن نافع وهو قول القتبي وأحمد بن جعفر {ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين} قطع كاف وكذا {فبئس مثوى المتكبرين} وكذا {طبتم فأدخلوها خالدين} وكذا {فنعم أجر العاملين} {حافين من حول العرش} تمام عند محمد بن عيسى، وقال أبو حاتم {وقضى بينهم بالحق} تمام أي بين الناس ثم قال جل وعز {وقيل الحمد لله رب العالمين}.

سورة الطول

سورة الطول حم قطع كاف على قول الضحاك لأنه قال في معنى {حم} قضى هذا القرآن أخذه من حم الأمر إذا وجب وهو أيضا كاف على قراءة عيسى بن عمر لأنه يقرأ {حم تنزيل} بمعنى أتل {حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم} ليس بكاف لأنه بعده {غافر الذنب} مردود على ما قبله {وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول} قطع كاف. قال أبو حاتم {لا إله إلا هو} تمام وأتم منه {إليه المصير} {فلا يغررك تقلبهم في البلاد} قطع كاف، قال أحمد بن موسى {كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم} تمام، قال ابو حاتم كاف وكذا عنده {وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه} والتمام {فأخذتهم فكيف كان

عقاب} {أنهم أصحاب النار} تمام عند نافع وأبي حاتم واحمد بن موسى وأحمد بن جعفر {ويستغفرون للذين آمنوا} تمام على ما روى عن نافع والتقدير عند أهل العربية يقولون. قال الأخفش سعيد {وقهم السيئات} تمام الكلام وكذا عنده {فقد رحمته} وهما عند أبي حاتم كافيات تم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {ذو العرش} فإنه كاف عند أبي حاتم {لينذر يوم التلاق} ليس بتمام لأن {يوم} الذي بعده بدل من يوم الذي قبله وكذا يوم الثاني ليس بتمام وإن كان بعده ابتداء وخبر لأن الابتداء والخبر في موضع خفض بالاضافة كما يقول: رأيتك يوم زيد جالس. قال أحمد بن جعفر {لمن الملك اليوم} وهو كاف عند أبي حاتم والتمام عنده {لله الواحد القهار} تم القطع على ر ؤوس الآيات كاف إلى {ولا شفيع يطاع} فإنه تمام عند ابي حاتم تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {وسلطان مبين} فإنه ليس بكاف والكافي {فقالوا ساحر كذاب}.

وكذا {واستحيوا نساءهم} والتمام {وما كيد الكافرين إلا في ضلال} وكذا {أو ان يظهر في الأرض الفساد} وكذا {لا يؤمن بيوم الحساب} والتمام بعده {فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا} وكذا {وما أهديكم إلا سبيل الرشاد}. فأما قوله جل وعز {وقال رجل مؤمن} فقد تكلم أصحاب التمام في الوقوف عليه فقال ابو حاتم {وقال رجل مؤمن من آل فرعون} وقف البيان وليس بتمام، وقال أحمد بن موسى من جعله من غير آل فرعون جعل الوقف {وقال رجل مؤمن} والمعنى {من آل فرعون يكتم إيمانه} أي كتم إيمانه من آل فرعون ومن جعله من آل فرعون فالوقف عنده {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه}. وقال محمد بن جرير: من جعله من بني إسرائيل فالتمام عنده {وقال رجل مؤمن} وهذا قول أحمد بن موسى: يعينه وكذا قال في المعنى الثاني كقول أحمد بن موسى وقال أحمد بن جعفر {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله} فهذا تمام الكلام. قال أبو جعفر: وهذه الأقوال كلها تعارض بانها غلط لأن من قال

الوقف التام {وقال رجل مؤمن} على أن يكون من غير آل فرعون فالكلام غير تام لأنه لم يؤت بما قال أيضا وإذا قال اتقتلون رجلا أن يقول ربي الله فلم يأت بتمام الكلام وأيضا فإن قدر {وقد جاءكم} في موضع الحال والقطع الكافي {يصبكم بعض الذي يعدكم} قال الله جل وعز {إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب}. {وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب} ليس بتمام لأن {مثل دأب} بدل من {مثل} والتمام {والذين من بعدهم} وكذا {وما الله يريد ظلما للعباد} وكذا {من عاصم} وكذا {ومن يضلل الله فما له من هاد} وكذا {رسولا} فأما {من هو مسرف مرتاب} فليس بتمام إن جعلت {الذين} بدلا من من وإن جعلته مرفوعا بالابتداء ويكون الخبر {كبر مقتا} أي كبر جدالهم مقتا وقفت على مرتاب وكذا تماما ويجوز ان يكون بمعنى هم الذين. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان آتاهم} فهذا التمام من الوقف لأنه

يحتاج إلى جواب فأجيبوا، فقال الله جل وعز {كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا} قال وكذا {إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان آتاهم} ثم أجابهم فقال جل وعز {إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه}. قال أبو جعفر: أما الأولى فيجوز الوقف عليه إن جعلت الذين بدلا من من وأما الثاني فالوقف عليه خطأ لأن قوله جل وعز {إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه} خبر إن فلا يتم الكلام قبل أن يؤتى بخبر إن والتمام عند أبي حاتم في الأول {وعند الذين آمنوا} {على كل قلب متكبر جبار} قطع تام والقطع الكافي بعد هذا {كاذبا} وكذا {وصد عن السبيل} والتمام {إلا في تباب} الوقف بعده {دار القرار} وكذا {بغير حساب} والتمام بعده {إن الله بصير بالعباد}. قال محمد بن عيسى {وحاق بآل فرعون سوء العذاب} تمام الكلام وهو رأس آية قال أبو جعفر: يجوز ما قال إن رفعت بالابتداء {يعرضون عليها} الخبر وإن قدرت

{النار} بدلا من سوء العذاب لم يتم الكلام على سوء العذاب وإن رفعت النار على إضمار مبتدأ فسوء العذاب قطع كاف. وقال أبو حاتم {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا} قطع تام {أشد العذاب} قطع كاف إن قدرت المعنى واذكر إذ يتحاجون في النار ويكفي القطع على {فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار} والتمام {إن الله قد حكم بين العباد} {يخفف عنا يوما من العذاب} قطع كاف والتمام عند القتبي {قالوا بلى} وعن أبي حاتم {قالوا بلى قالوا فادعوا} وعند غيره {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}. قال أبو حاتم: يمكن أن يكون {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا} الوقف، وقال أبو العالية: ينصرهم بالحجة، وقال العباس بن الفضل {ويوم يقوم الأشهاد} كاف، وقال أبو جعفر: يجوز ما قال إن جعلت المعنى أعني {يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم} فإن جعلته بدلا لم تقف على ما قبله وقال أبو حاتم: يمكن أن يكون معذرتهم يعني الوقف {ولهم سوء الدار} قطع تام، ثم قال جل وعز {ولقد آتينا موسى

الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب} {هدي وذكرى لأولى الألباب} قطع تام وكذا {بالعشي والإبكار} {بغير سلطان آتاهم} ليس بقطع كاف لأنه لم يأت خبر إن والتمام عند أبي حاتم {إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير} قطع تام وكذا ولكن أكثر الناس لا يعلمون قال أحمد بن موسى {ولا المسيء} تمام الكلام {ما تتذكرون} قطع تام وكذا {ولكن أكثر الناس لا يؤمنون}. قال أبو حاتم {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} تام وأتم منه رأس الاية {والنهار مبصرا} قطع كاف تم التمام على رؤوس الآيات إلى {مخلصين له الدين} فإنه قطع كاف والتمام {الحمد لله رب العالمين} {وأمرت أن أسلم لرب العالمين} قطع حسن {ومنكم من يتوفى من

قبل} قطع صالح {ولعلكم تعقلون} قطع حسن والتمام {فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون}. ثم قال جل وعز {ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون} ليس بتمام إن جعلت {الذين كذبوا بالكتاب} بدلا من الذين الأول وهذا مذهب ابن زيد وإن جعلت الذين الثاني في موضع رفع بالابتداء تم الكلام على يصرفون وإلى هذا ذهب جماعة من أهل التفسير وجعلوا {الذين يجادلون في آيات الله} هم القدرية. قال أبو جعفر: وفي هذا حديث مسند.

{فسوف يعلمون} ليس بتمام لأنه متعلق بإذا، قال أحمد بن موسى {إذ الأغلال في أعناقهم} تم الكلام على قراءة ابن عباس لأنه يقرأ {والسلاسل يصحبون} بمعنى ويستحبون السلاسل وذلك أشد عليهم. ويروى عن ابن عباس أنه قرأ والسلاسل بالخفض وفي إعرابه قولان أحدهما ذكر أبو إسحاق في كتابه في القرآن أن يكون المعنى يسحبون في الحميم وفي السلاسل، كذا وقع في كتابه، والغلط فيه بين لا يخبر أحد من النحويين علمته مررت وزيد بعمرو ولا زيد مررت بعمرو وإنما يجوز هذا في المرفوع وهو قبيح في المنصوب، وأما المخفوض فلا يجوز ذلك فيه. والقول الآخر ذكره الفراء يكون نسقا على المعنى لأن المعنى: إذ أعناقهم في الأغلال والسلاسل وأنشد هو وسيبويه: قد سالم الحيات منه القدما ... الأفعوان والشجاع الشجعا

لأن ما سالمك فقد سالمته. وأجاز الكوفيون على هذا قاتل زيد عمرا العاقلان والعاقلين وقاتل زيدا عمرو. قال أبو حاتم {إذا الأغلال في أعناقهم والسلاسل} تام ثم يبتديء {يسحبون في الحميم} وهو قول يعقوب، قال أبو جعفر: إن جعلت يسحبون في موضع نصب على الحال لم يتم الكلام على والسلاسل والقطع الكافي {بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا} والتمام كذلك {يضل الله الكافرين} {وبما كنتم تمرحون} قطع كاف والتمام {فبئس مثوى المتكبرين} وكذا {فإلينا يرجعون}. {ومنهم من لم نقصص عليك} كاف والتمام عند محمد بن عيسى {إلا بإذن الله} وعند غيره {وخسر هنالك المبطلون} {ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم} قطع صالح وكذا {وعليها وعلى الفلك تحملون} والتمام {فأي آيات الله تنكرون} {فما أغنى عنهم ما كانوا

يكسبون} قطع حسن وكذا {فرحوا بما عندهم من العلم} إن ابتدأت الخبر {وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون} قطع كاف. وذكر الفراء أنه يقبح الوقف على {فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين} وليكن وقوفك على {فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا} لئلا يقع في الوهم إذا لم يقرأ ما بعده أنه قد نفعهم أيمانهم وقد يجوز أن يقف عليه. قال أبو حاتم {لما رأوا بأسنا} تام وخولف في هذا لأن {سنة الله} منصوب بما قبله قال ابو حاتم {في عباده} تام والتمام عند غيره آخر السورة.

سورة حم السجدة

سورة حم السجدة {حم تنزيل من الرحمن الرحيم} قطع كاف إن رفعت ما بعده بإضمار مبتدا وإن جعلته بدلا من تنزيل لم يقف على ما قبله {كتاب فصلت آياته} ليس بكاف إذا كان ما بعده منصوبا على الحال أو على القطع وكذا {عربيا} لأن التقدير: فصلت لقوم يعلمون، ويعلمون ليس بكاف لأن ما بعده منصوب على الحال قد عمل فيه ما قبله والقطع الكافي {بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون} كاف إن جعلت ما بعده خبرا مستأنفا وإن جعلته معطوفا على {فأعرض} لم يكف الوقوف عليه، والتمام {إننا عاملون}. وعن نافع {فاستقيموا إليه واستغفروه} تم {وويل للمشركين} وليس بكاف لأن ما بعده نعت والتمام {هم

كافرون} وكذا {لهم أجر غير ممنون} {وتجعلون له أندادا} قطع كاف وكذا {رب العالمين} إن ابتدأت الخبر {سواء للسائلين} قطع كاف إن ابتدأت الخبر {طوعا أو كرها} قطع كاف وكذا {آتينا طائعين} وكذا {وحفظا} والتمام، {ذلك تقدير العزيز العليم}. {مثل صاعقة عاد وثمود} ليس بتمام لأن {إذ} متعلقة بما قبلها {إلا الله} قطع كاف وكذا {فإنا بما أرسلتم به كافرون} وكذا {وقالوا من اشد منا قوة} والتمام {كانوا بآياتنا يجحدون} {في الحياة الدنيا} قطع كاف والتمام {وهم لا ينصرون} ولهذا اختار سيبويه الرفع في ثمود. {بما كانوا يكسبون} قطع كاف إن ابتدأت ما بعده، والتمام

{وكانوا يتقون} {فهم يوزعون} قطع كاف وكذا {بما كانوا يعملون} وكذا {لم شهدتهم علينا} وكذا {الذي أنطق كل شيء} على أن يكون ما بعده ليس من كلامهم {وإليه ترجعون} قطع كاف وكذا {كثيرا مما تعلمون}. قال أحمد بن جعفر {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم} ثم قال وهو في موضع نصب أي فأرداكم وأجاز أن يكون التمام {الذي ظننتم بربكم} وأن {يبتديء} {أرداكم} أي هو أرداكم. تم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {ولا السيئة} فإنه قطع كاف وعند أبي حاتم القطع على رؤوس الايات كاف لا {وربت} فإنه قطع كاف عند أبي حاتم والتمام عنده {لا يخفون علينا} وكذا {اعملوا ما شئتم} وعند غيره {إنه بما تعملون بصير} ثم القطع على رؤوس الايات كاف إلى {للرسل من قبلك} فإنه تمام عند أبي حاتم.

والتمام عند القتبي وأحمد بن جعفر {لولا فصلت آياته} ثم يبتديء {أعجمي وعربي} والتفسير يدل على ما قالا لأن المعنى عند أهل التفسير أرسول عربي وقرآن أعجمي. وأما أبو حاتم فإن الوقف عنده على فصلت آياته كاف والتمام عنده وعربي، وقرأ الحسن {لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي} والمعنى على قراءته: لقالوا لولا فصلت آياته فكان منها عربي يعرفه العرب وعجمي يعرفه العجم. قال الله جل وعز {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} فهذا تمام أيضا {وهو عليهم عمي} قطع كاف والتمام {أولئك ينادون من مكان بعيد} غير أنه من قال {إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم} خبر إن {أولئك ينادون من مكان بعيد} ولم يتم الكلام عنده إذا قرأ أن الذين كفروا بالذكر حتى يبلغ أولئك ينادون من مكان بعيد. ومن قال خبر إن محذوف فالقول عنده فيما بين الآيتين على ما مر والجواب في أن خبر إن محذوف قول الكسائي والفراء وجماعة غيرهما. فقول الكسائي أن التقدير إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم يلقون في النار ودل على هذا الحذف {أفمن يلقى في النار} وقول الفراء: إن المعنى إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم قد كفروا بمعجز لم يأت إلا من عند الله ودل على هذا

الحذف {وإنه لكتاب عزيز} {لا يأتيه الباطل من بين يديه} أي لا يقدر واحد أن يزيد فيه ما ليس فيه ولا من خلفه أن ينقص منه. وقيل الباطل ها هنا الشيطان وقيل غير ذلك وقيل أن المعنى والذين كفروا بالذكر لما جاءهم هالكون، وقيل المعنى إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم أولئك ينادون من مكان بعيد أي لا يتفهمون ما يقال لهم ولا يقبلون عليه. ومذهب الضحاك أن المعنى أولئك ينادون من مكان بعيد يوم القيامة أي يناديهم يوم القيامة بأقبح أسمائهم ابن فلان ابن فلانة الكذاب حتى يفضح على رؤوس الخلائق. قال أبو حاتم {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه} تام {لفي شك منه مريب} قطع تام وكذا {ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد} قطع كاف والتمام {إليه يرد علم الساعة} والتمام على ما روى عن نافع {إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد} قطع تام، وقال أبو حاتم {وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا} تام وخولف في هذا فقيل التمام {ما لهم من محيص} لأن المعنى وأيقنوا أنه لا ينفعهم الفرار {لا يسأم

الإنسان من دعاء الخير} قطع كاف، إلا أن نصيرا يقول: حتى يأتي ما بعده أي {وإن مسه الشر فيئوس قنوط}. {إن لي عنده للحسني} قطع تام وكذا {ولنذيقنهم من عذاب غليظ} {ونأي بجانبه} كاف إلا قول نصير {فذو دعاء عريض} قطع تام وكذا {ممن هو في شقاق بعيد} وكذا {حتى يتبين لهم أنه الحق} وكذا {أنه على كل شيء شهيد}. قال أبو حاتم {من لقاء ربهم} تام والتمام عند غيره آخر السورة.

سورة حم عسق

سورة حم عسق {حم عسق} قطع حسن {كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك} ليس بتمام ولا كاف على هذه القراءة لأنه لم يذكر فاعل بيوحي، ومن قرأ {كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك} كان هذا التمام عنده إذا رفعت ما بعده بالابتداء والخبر {العزيز الحكيم} ويجوز أن يكون الخبر {له ما في السموات وما في الأرض} وإن قدرته على إضمار فعل كفى الوقوف على {كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك} ولم يكن تماما وكذا القول في قراءة من قرأ: يوحي إليك الله العزيز الحكيم، تمام إن لم تجعل ما بعده خبر {وهو العلي العظيم} قطع تام. وأول ما ذكره أبو حاتم من التمام في هذه السورة {يتفطرن من فوقهن}، قال أبو جعفر: إن جعلت ما بعده في موضع الحال لم يتم الكلام على {من فوقهن}، فإن لم تجعله في موضع الحال {ويستغفرون لمن في الأرض} تمام عند أبي حاتم تم القطع

على رؤوس الآيات إلى {لا ريب فيه} فإنه تمام عند أحمد بن موسى وأبي حاتم وكذا عندهما {في رحمته} تم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {فحكمه إلى الله} فإنه كاف عند أبي حاتم. قال محمد بن عيسى {وإليه أنيب} تمام الكلام، وقال أبو جعفر: إن قدرت أن يكون {فاطر السموات والأرض} مرفوعا بالابتداء جاز ما قال، وإن جعلته مرفوعا على إضمار مبتدأ كفي الوقف على ما قبله، وإن جعلته نعتا لم يكن الوقف على ما قبله وكذا إن حفظته على البدل من الهاء التي في إليه، وإن نصبته على المدح كفي الوقف على ما قبله وكذا إن نصبته على النداء المضاف. {يذرؤكم فيه} قطع كاف والتمام {وهو السميع البصير} وكذا {إنه بكل شيء عليم} {وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى} ليس بتمام لأن إن أبدل ما قبلها إلا أن يجعلها في موضع رفع على إضمار مبتدأ فيكون الوقف على موسى وعيسى. قال يعقوب: {ولا تتفرقوا فيه} تم الكلام وكذا روى عن نافع {كبر على المشركين ما تدعوهم إليه} تمام عند أحمد بن

موسى ومحمد بن عيسى وأحمد بن جعفر {ويهدي إليه من ينيب} قطع كاف {إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} وكذا {لقضى بينهم} وكذا {لفي شك منه مريب} وكذا {فلذلك فأدع واستقهم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم} والتمام {وإليه المصير}. وحكي العباس بن الفضل أن بعضهم قال {والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له} تمام رأس الآية لا تمام فوقه، قال أبو جعفر: فالقول كما قال نصير لأن والذين يحاجون في الله في موضع رفع بالابتداء والخبر {حجتهم داحضة عند ربهم} فالتمام آخر الاية. قال أحمد بن موسى {الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان} تم الكلام وكذا عنده {وما يدريك لعل الساعة قريب} والتمام عند غيره {أنها الحق} تم القطع على رؤوس الايات حسن إلى {لقضى بينهم} فإنه وقف عند يعقوب وأبي حاتم، قال أحمد بن موسى هو تمام، قال يعقوب: ومن قرا {وإن} بالفتح وهي قراءة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج فوقف على رأس الاية {وإن الظالمين لهم عذاب أليم}.

والتمام عند أبي حاتم وأحمد بن موسى {وهو واقع بهم} {لهم ما يشاءون عند ربهم} قطع كاف وكذا {ذلك هو الفضل الكبير}. قال أحمد بن موسى {ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات} تمام الكلام وكذا روى عن نافع والتمام عند أبي حاتم {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربي} {نزد له فيها حسنا} قطع كاف والتمام {إن الله غفور شكور}. {فإن يشأ الله يختم على قلبك} تمام على ما روى عن أبي عمرو بن العلاء كما حدثني هارون بن عبد العزيز عن ابن عباس بن الفضل قال حدثنا أحمد بن يزيد حدثنا {عبيد الله} بن معاذ قال: حدثني أبي عن أبي عمرو {فإن يشأ الله يختم على قلبك} قال {ويمح الله الباطل} مفصول مما قبله في موضع رفع، قال أبو جعفر: وهذا ايضا قول الفراء. وقال يعقوب {فإن يشأ الله يختم على قلبك} تمام الكلام {ويح الله الباطل} مرفوع وحكى انه يجوز أن يكون في موضع جزم فيكون {فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل} يعني تماما ثم يستأنف {ويحق الحق بكلماته} والتمام {إنه عليم

بذات الصدور} {ويعفوا عن السيئات} قطع كاف إن استأنف الخبر {ويعلم ما تفعلون} قطع تام إن قدرت {الذين} في موضع رفع ويكون المعنى ويجيب الذين آمنوا على قول أبي عبيدة كما قال: فلم يستجب عند ذاك مجيب. أي فلم يجبه وإن جعلت الذين في موضع نصب لم يتم الكلام على ويعلم ما يفعلون ويكون المعنى: ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات تم حذف الكلام مثل {وإذا كالوهم} وهذا كثير فيما يتعدى إلى مفعولين. أستغفر الله ذنبا لست محصيه ... رب العباد إليه الوجه والعمل وأهل التأويل على هذا القول كما روى قتادة عن أبي إبراهيم اللخمي {ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات} قال: يشفعهم في إخوانهم، قال: ويزيدهم من فضله ويشفعهم في إخوان إخوانهم {ويزيدهم من فضله} قطع تام {والكافرون لهم عذاب شديد} وكذا {إنه بعباده خبير بصير} وكذا

{وهو الولي الحميد} {وما بث فيهما من دابة} قطع كاف والتمام {وهو على جمعهم إذا يشاء قدير} {ويعفو عن كثير} تمام عند أبي حاتم {وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير} قطع تام {فيظللن رواكد على ظهره} ليس بكاف وزعم أبو حاتم أن التمام {ويعف عن كثير} وخطأه في بكاف وزعم أبو حاتم أن التمام {ويعف عن كثير} وخطأه في هذا بعض الكوفيين قال لأنه قرأ {ويعلم الذين} نصبه على الصرف فلم يتم الكلام قبله، وكذا إذا قرأ ويعلم الذين لأنه نسق على ما قبله، قال أبو جعفر: وهذا تحامل على أبي حاتم لأنه قال {ويعف عن كثير} تام ويضم ويعلم الذين والقول كما قال إذا رفعت ويعلم وليس هذا في النصب والجزم، والتمام {ما لهم من محيص}. {وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون} ليس بتمام عند الأخفش وأبي حاتم والتمام عندهما {هم ينتصرون} لأن {الذين} عندهما في موضع رفع بالابتداء وما بعده معطوف عليه والخبر {هم ينتصرون}.

قال أبو جعفر: يجوز أن يكون الذين في موضع رفع على إضمار مبتدأ بمعنى وهم الذين فيكفي الوقوف على {ربهم يتوكلون} ويجوز أن يكون الذين في موضع خفض عطفا على الذين الأول فيكون التمام {ومما رزقناهم ينفقون} ثم يبتدئ {والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون} على الابتداء والخبر وإن جعلت الذين في موضع نصب كان الوقف {والذين إذا أصابهم البغي} والنصب على المدح، فإن قيل ما في هذا من مدح قيل إنهم إذا بقي عليهم فلم ينتصوا فقد رضوا بالمنكر وأطلقوا إلا خبرا بما لا يجوز فهم ممدوحون بالانتصار من غير نسب ولا تناول محظور. والتمام بعده عند الأخفش {وجزاء سيئة سيئة مثلها} والتمام بعده عنده {فمن عفا وأصلح فأجره على الله} وعند غيره {إنه لا يحب الظالمين} وكذا {فأولئك ما عليهم من سبيل} {ويبغون في الأرض بغير الحق} كاف والتمام {أولئك لهم عذاب أليم} والتمام عند الأخفش {إن ذلك لمن عزم الأمور} والتمام عند أحمد بن موسى {ومن يضلل الله

فما له من ولي من بعده} {وتراهم يعرضون عليها خاشعين} تمام عند بعضهم وأكثر أصحاب التمام يقولون التمام {من طرف خفي وقال الذين أمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم واهليهم يوم القيامة}. كاف. والتمام {إن الظالمين في عذاب مقيم} والتمام عند أحمد بن موسى وأبي حاتم {ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل} قطع تام وكذا {وما لكم من نكير} وكذا {إن عليك إلا البلاغ} وكذا {فإن الإنسان كفور} {ويجعل من يشاء عقيما} كاف والتمام {إنه عليم قدير} {أو من وراء حجاب} ليس بكاف، {أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء} معطوف على معنى {وحيا} والتقدير إلا أن يؤتى أو يرسل رسولا كما قال: للبس عباءة وتقر عيني ... أحب إلى من لبس الشفوف وكذا على قراءة من قرأ أو يرسل بالرفع وهو في موضع الحال عند سيبويه ومبتدأ عند يونس {ما يشاء} كاف والتمام {إنه

عليٌّ حكيم} {من عبادنا} كاف {إلى صراط مستقيم} ليس بقطع كاف لأن {صراط الله} بدل والتمام {وما في الأرض} ثم آخر السورة.

سورة الزخرف

سورة الزخرف {حم والكتاب المبين} قطع تام على قول الضحاك كما يقول وجل الأمر والله ولا يحتاج إلى جوانب للقسم، فإن جعلت جواب القسم بعده والوقف {لعلكم تعقلون} إذا ابتدأت ما بعده، فإن جعلت ما بعده معطوفا والتمام {لعلى حكيم}. {صفحا} ليس بتمام فتحت {إن} أو كسرتها لأنه متعلق بها قبله والتمام {أن كنتم قوما مسرفين} {من نبي في الأولين} قطع صالح وكذا {إلا كانوا به يستهزؤن} والتمام {ومضى مثل الأولين} إلا أن أبا حاتم زعم أن التمام {ليقولن خلقهن العزيز العليم} وهذا عنده آخر كلام المشركين.

ثم قال الله جل وعز {الذي جعل لكم الأرض مهدا} والتقدير عنده: هو الذي جعل لكم الأرض مهادا، {وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون} قال أبو جعفر: وهذا وقف إن جعلت التقدير وهو الذي جعل لكم وإن جعلت {والذي} معطوفا على الذي قبله لم يكن وقفا وكذا {كذلك تخرجون}. {ما تركبون} ليس بوقف لأن بعده لام كي والتمام {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} {جزءا} قطع صالح {إن الإنسان لكفور مبين} قطع كاف وكذا {وأصفاكم بالبنين} {وهو كظيم} ليس بقطع كاف لأن بعده واو عطف دخلت عليها ألف الاستفهام والقطع الكافي {وهو في الخصام غير مبين} والتمام على ما روى عن نافع {إناثا} والتمام عند أبي حاتم {وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون} قطع صالح وكذا {فهم به مستمسكون} والتمام {وإنا على آثارهم

مهتدون} وكذا {مقتدون} وكذا {فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} وكذا {فإنه سيهدين} وكذا {لعلهم يرجعون} وكذا {ورسول مبين} وكذا {كافرون} وكذا {على رجل من القريتين عظيم}. قال أبو حاتم {أهم يقسمون رحمة ربك} كاف والتمام عنده {سخريا} وعند غيره {ورحمة ربك خير مما يجمعون} قال أحمد بن جعفر {وسررا عليها يتكئون} ثم قال {زخرفا} والزخرف الذهب فكذا روى على بن أبي طلحة عن ابن عباس قال ابن يزيد: الزخرف آلات البيت والفرش والمتاع فأما أن يكون التمام {وسررا عليها يتكئون} فغلط لأن وزخرفا معطوف على سرر فلا يتم الكلام على المعطوف عليها قبل المعطوف وقد قيل المعنى ومن زخرف ثم حذفت من فنصب وهو أيضا يوجب أن يتم الكلام قبله لأنه معطوف على معنى

ما قبله لأن قولك سقفا من فضة وسقفا فضة بمعنى واحد والأولى في ذلك ما قاله نافع وأحمد بن موسى وأبو حاتم أن التمام {وزخرفا} وأن كل ذلك لما {متاع الحياة الدنيا} تام، وقال غيره التمام {والآخرة عند ربك للمتقين} لأن المعنى والآخرة خالصة يوم القيامة للمتقين. قال أبو حاتم {فهو له قرين} تام وكذا عنده {فبئس القرين} {أنكم في العذاب مشتركون} قطع تام وكذا {في ضلال مبين} {فإنا منهم منتقمون} ليس بتمام لأن بعده أو فالكلام لأحد الأمرين أي فإما تذهبن بك فتنتقم منهم وإما نرينك فيهم ما وعدناك من النصر وكان أحد الأمرين كما قال السدى: أراه الله عز وجل النصر عليهم، فالوقف {فإنا عليهم مقتدرون} ثم قال جل وعز {فاستمسك بالذي أوحي إليك} قطع كاف وكذا {إنك على صراط مستقيم} وكذا {وإنه لذكر لك ولقومك} والتمام {وسوف

تسألون} وكذا {أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} {فقال إني رسول رب العالمين} قطع صالح وكذا {إذا هم منها يضحكون} والتمام {لعلهم يرجعون} {إننا لمهتدون} قطع كاف والتمام {إذا هم ينكثون}. قال أحمد بن جعفر {أفلا تبصرون} تم، ومعنى {أم} معنى: بل وقال أبو عبيدة {أم أنا خير} مجازها بل أنا خير، وقال يعقوب {أفلا تبصرون أم} فهذا الكافي التام من الوقف، قال أبو جعفر: وقد روى عن مجاهد ما يدل على ما قال، وقال يعقوب {أفلا تبصرون} أم انقطع الكلام ثم قال {أنا خير من هذا الذي هو مهين}. وكذا روى عن عيسى بن عمرو على هذا القول فيه تقديران: أحدهما أن يعقوب يذهب إلى أن أم زائدة والقول الاخر أن المعنى أفلا تبصرون أم تبصرون ثم حذف الثاني للدلالة وقول ثالث أن أفلا تبصرون ليس بتمام وكذا أفلا تبصرون أم لأن أم سبيلها أن يسوى بين الثاني والأول وفيه شيء لطيف من النحو على قول سيبويه

وذلك أنهم إذا قالوا لفرعون أنت خير من موسى فهم عنده بصراء فالمعنى أفلا تبصرون أم أنتم بصراء لأن فرعون غره إمهال الله جل وعز إياه وإقامته على التجبر والسعة التي هو فيه وما كان موسى فيه من الضعف فافتخر بذلك فقال أفلا تبصرون ما أنا فيه من الملك والنعيم أليس أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يبين كلامه فكان عنده إنه إنما صار إلى ما صار إليه لأنه خير من صلى الله عليه وسلم فبعض الكلام متعلق ببعض. والتمام {أو جاء معه الملائكة مقترنين} وكذا {إنهم كانوا قوما فاسقين} وكذا {فأغرقناهم أجمعين} وكذا {ومثلا للآخرين} {إذا قومك منه يصدون} قطع صالح والتمام عند أبي حاتم {وقالوا آلهتنا خير أم هو}. قال أبو حاتم {ما ضربوه لك إلا جدلا} كاف {بل هم قوم خصمون} قطع تام، والتمام {وجعلناه مثلا لبني إسرائيل} وكذا {ملائكة في الأرض يخلفون} {هذا صراط مستقيم} قطع صالح ثم القطع على رؤوس الآيات

تمام إلى {وأطيعون} فإنه ليس بتمام، والكافي {فاعبدون} والتمام {هذا صراط مستقيم} وكذا {من عذاب يوم أليم} {وهم لا يشعرون} قطع كاف. قال محمد بن عيسى} إلا المتقين {تمام الكلام، وقال أبو حاتم لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} تام، قال أبو جعفر: إن رفعت {الذين آمنوا} بالابتداء ويكون التقدير {الذين آمنوا بآيتنا وكانوا مسلمين، يقال لهم أدخلوا الجنة} فيكون هذا الخبر أو يكون الخبر {يطاف عليهم} فهو كما قال أبو حاتم وإن قدرته بمعنى هم الذين أو أعني الذين كان كافيا، وإن جعلت الذين تعتا لقوله {يا عباد} لم تكن تماما ولا كافيا والتفسير يدل على هذا لأنه جاء في التفسير أنه ينادي مناد يوم القيامة {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون} فتقول الخلائق نحن عباده فينادي الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين فييأس الكفار {وأنتم فيها خالدون} قطع كاف وكذا {بما

كنتم تعملون} والتمام {منها تأكلون} {في عذاب جهنم خالدون} كاف على أن تبتديء الخبر والتمام {مبلسون} {ولكن كانوا هم الظالمين}. {ليقض علينا ربك} قطع كاف والتمام عند أبي حاتم {قال إنكم ماكثون} والكافي عنده بعده {سرهم ونجواهم بلى} والتمام {ورسلنا لديهم يكتبون} وحكى أن قوما يقولون الوقف {قل إن كان للرحمن ولد} بمعنى ما كان للرحمن ولد، والوقف عند رأس الآية. قال يعقوب: ومن الوقف قل إن كان للرحمن ولد} فهذا الوقف التام عند قوم ومعى أن عندهم معنى ما قال وإنا أستحب أن أجعل وقفنا رأس الاية ونكل تفسيرها إلى الله جل وعز، قال أبو جعفر: إن ها هنا بمعنى ما يروى عن الحسن وقتادة وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس {قل إن كان للرحمن ولد} قال يقول: لم يكن للرحمن ولد، {فأنا أول العابدين}. وزعم محمد بن جرير أن إن يبعد أن تكون ها هنا بمعنى ما لأن بعدها كان فصار كأنه مخصوص بالماضي، قال أبو جعفر: إن بمعنى

ما معروف وعند جميع النحويين، قال جل وعز {إن الكافرون إلا في غرور} ويجوز أن يكون إن ها هنا للشرط أي إن كان للرحمن ولد على قولكم فأنا أول من عبد الله جل وعز وأخلص له الوحدانية وقيل هو من عبد إذا أنف كما قال: واعبد إن تهجي تميم بدارم تم الوقف على رؤوس الآيات كاف إلى {فأنى يؤفكون} فإنه قطع تام إن قدرت} وقيل {هو مصدر أو هو قول أبي عبيدة وأحمد بن يحيى وأنشد لكعب بن زهير: . . . . . . . . . . . . . وقيلهم ... إنك بابن أبي سلمى لمقتول يقال قال {قيلا} وقالا وقولا ومن قال المعنى يسمع سرهم وقيلهم لم يتم الكلام على ما بعد {يسمع سرهم ونجواهم} حتى يبلغ وقيله، ومن قال التقدير علم الساعة ويعلم {قيله} وهو متصل أيضا عنده وكذا في الخفض أي علم الساعة وعلم قيله، ومن رفع فقرأ: وقيله ابتدأه وهي قراءة عبد الرحمن الأعرج {وقل سلام} قطع كاف إن قرأت {فسوف يعلمون} وإن قرأت بالتاء لم تقف على {وقل سلام} والتمام آخر السورة.

سورة الدخان

سورة الدخان {حم والكتاب المبين} إن جعلت جواب القسم حم كان هذا وقفا، وإن جعلت الجواب {إنا أنزلناه} فالوقف {إنا كنا منذرين} {كل أمر حكيم} ليس بوقف لأن بعده {أمرا من عندنا} وهو منصوب بـ {يفرق} عند الفراء وهو حال عند الجرمي {إنا كنا مرسلين} ليس بوقف لأن رحمة منصوب بيفرق عند الفراء، منصوب عند غيره بمرسلين والتمام في هذه السورة قليل، وقد روى عن ناع أنه لا تمام فيها وتابعه على ذلك أحمد بن جعفر. قال الأخفش سعيد: التمام {إنه هو السميع العليم} على قراءة من قرأ {رب السموات} وخالفه الفراء وأبو حاتم في هذا وجعلاه نعتا.

وفيه إذا رفعت ثلاثة تقديرات: يكون مرفوعًا بالابتداء والخبر {لا إله إلا هو} فيكون {العليم} على هذا تمامًا ويكون مرفوعا على إضمار مبتدأ فيكون العليم كافيا ويكون نعتا فلا يكفي الوقوف على العليم وكذا إن خفضت ترده على ما قبله والتمام {إن كنت موقنين} إن لم ترفعه بالابتداء وإن رفعته بالابتداء فالوقف {ورب آبائكم الأولين} والوقف بعده {إنا مؤمنون} تم الوقف. {وقالوا معلم مجنون} وكذا {عائدون} والتمام {منتقمون} تم الوقف بعده {وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون} {أن هؤلاء قوم مجرمون} قطع كاف لأنه قد انقضى السؤال وفي الكلام حذف والتقدير فأجيب فقيل له إن كان الأمر على هذا {فأسر بعبادي} والوقف بعده {مغرقون} والوقف بعده {فاكهين} ومن أصحاب التمام من يقول الوقف

كذا والتمام {قوما آخرين} وكذا {وما كانوا منظرين} وكذا {من المسرفين} {ما فيه بلاء مبين} قطع تام والوقف بعده {إن كنتم صادقين} قال أبو حاتم {أم قوم تبع} كاف يذهب إلى أن ما بعده مبتدأ، وقال غيره الكافي {والذين من قبلهم} والتمام {أهلكناهم} وأتم منه {إنهم كانوا مجرمين} {وما بينهما لاعبين} كاف والتمام {ولكن أكثرهم لا يعلمون} {ولا هم ينصرون} ليس بوقف إن جعلت {من} بدلا من المضمر قبلها وكذا إن جعلته استثناء أو إن جعلت {من} في موضع رفع بالابتداء جاز الوقف {على ينصرون} ويكون التقدير {إلا من رحم الله} فإنه يعني شفاعته كما جاء في الحديث أن المؤمنين يشفع بعضهم في بعض كما روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل من المؤمنين لقائم في صف أهل الجنة حتى

يرى رجلا من الموحدين قائما في صف أهل النار قد كان أحسن إليه في الدنيا فيذكره ذلك {فيذكر} فيشفع فيه فيحول إلى صف أهل الجنة، والتمام {إنه هو العزيز الرحيم}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {إن شجرت الزقوم طعام الأثيم كالمهل} فهذا الكافي من الوقف ثم قال جل وعز {يغلي في البطون} على قراءة من قرأ بالتاء ومن قرأ بالياء يغلي فوقفه رأسه الاية لأن المعنى غاليا في البطون {كغلي الحميم} قطع كاف إلى {سواء الجحيم} ليس بكاف لأن الكلام متصل. قال أبو حاتم {ذق} كاف ثم قال {إنك أنت العزيز الكريم} ثم قال: وبلغنا أن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قرأ ذق إنك بفتح الهمزة فلا يكفي الوقف على هذه القراءة على ذق {إن هذا ما كنتم به تمترون} قطع تام {إن المتقين في مقام أمين} ليس بتمام لأن {في جنات}.

تبيينا للمقام وهو بدل على إعادة الحرف والوقف {يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين}. ثم قال جل وعز {كذلك} أي الأمر كذلك وقيل التقدير {كذلك نفعل بالمتقين} {وزوجناهم بحور عين} قطع كاف على أن تبتديء الخبر وكذا {بكل فاكهة آمنين} فأما {لا يذوقون فيها الموت} فمن الناس من يقف عليه لأنه كلام مستوفي وما بعده استثناء ليس من الأول وأكثرهم يقول بل هو متصل والمعنى لا يذوقون فيها الموت بعد الموتة الأولى كما يقول ما كلمت رجلا اليوم إلا رجلا عندك والمعنى بعد رجل عندك والدليل على هذا أنك لو جعلت {بعد} في موضع {إلا} تقارب المعنيان كما أنك قد تأتي بالرجاء في موضع الخوف وبالطن في موضع اليقين لتقارب المعاني {ووقاهم عذاب الجحيم} {فضلا من ربك} تمام عند أبي حاتم تم القطع على رؤوس الآيات إلى آخر السورة.

سورة الشريعة

سورة الشريعة {حم} تمام على أن يكون {تنزيل} مرفوعا بالابتداء وخبره {من الله العزيز الحكيم} وكاف إن جعلته بمعنى هذا تنزيل الكتاب وليس بتمام ولا كاف على قول من قال حم مرافع لتنزيل أي رحوف المعجم {تنزيل الكتاب} والتمام {من الله العزيز الحكيم} قال أبو حاتم {إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين} وقف جيد لمن قرأ {من دابة آيات} بالرفع وكذلك {لقوم يعقلون} ومن قرأ آيات فكسر ما بعدها فالوقف {لقوم يعقلون}. قال أبو جعفر: من رفع الوسطى والآخرة بالابتداء كان قوله كما قال أبو حاتم، ومن رفع فعطف على الموضع لم يقف إلا على {لقوم يعقلون} وكذا من جعله في موضع الحال وكذا من قال آيات إلا على شيء حكاه الفراء فإنه يكون الوقف عليه تماما على

{يوقنون} لأنه حكى {واختلاف الليل والنهار} بالرفع يكون مرفوعا لقوله آيات {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق} كاف والتمام {فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون} والوقف بعده {بعذاب أليم} وكذا {عذاب مهين} وعن نافع {ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء} تم والتمام عند غيره {ولهم عذاب عظيم} وكذا {هذا هدى} وكذا {لهم عذاب من رجز أليم} {ولعلكم تشكرون} يجوز الوقف عليه إن ابتدأت الخبر. وقال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه} فهذا الكافي من الوقف وزعم أن من قرأ جميعا منه جاز أن يقف على جميعا وهو قول أبي حاتم وكذا عنده من قرأ منه بالرفع وكذا عنده من قرأ منه أي منا منه والتمام {إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}. قال أحمد بن موسى {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون

أيام الله} تمام قال أبو جعفر: وهذا غلط لأن لام كي شرح لما قبلها والتمام {ليجزي قوما بما كانوا يكسبون} ثم قال جل وعز {من عمل صالحا فلنفسه} قطع كاف إلا قول نصير فإنه لا يوقف على الأول عنده حتى يؤتي بالثاني والتمام {ثم إلى ربكم ترجعون}. قال العباس بن الفضل {بغيا بينهم} تمام قال {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا} كاف، قال أحمد بن موسى {وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض} تمام، قال أبو جعفر: إن رفعت ما بعده بالابتداء فهو كما قال وإن عطفت على الموضع أو نصبت فالتمام {لي المتقين} والوقف عند ابي حاتم إذا رفعت سواء {إن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات} تمام، وعن نافع تم وقال أبو عبيدة: كالذين آمنوا وعملوا الصالحات تمام الكلام ثم استأنف {سواء محياهم ومماتهم} قال محمد عيسى سواء إذا نصبت يقف عليه في قول بعضهم هو تمام، قال أبو جعفر: وهذا لا معنى له لأن محياهم لا رافع له على هذا، وقال الأخفش {سواء محياهم ومماتهم} هذا التمام وقال

غيره التمام {ساء ما يحكمون} والتمام بعده عند أبي حاتم {وخلق الله السموات والأرض بالحق} والتمام عند غيره {ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون} وكذا {أفلا تذكرون} والتمام عند أبي حاتم {إلا الدهر} وعند غيره {إلا يظنون} وكذا {إن كنتم صادقين} وكذا {لا ريب فيه}. قال يعقوب: ومن الوقف قوله جل وعز {وترى كل أمة جاثية} على قراءة من رفع ما بعده قال: وأما أنا فأقرأ {كل أمة تدعى إلى كتابها} فأجعل وقف على {كتابها} وقال محمد بن عيسى {إلى كتابها} تمام، ثم القطع على رؤوس الايات كاف إلى {ومأواكم النار} فإنه كاف عند أبي حاتم والتمام عنده {وغرتكم الحياة الدنيا} وعند غيره {ولا هم يستعتبون} ثم آخر السورة.

سورة الأحقاف

سورة الأحقاف {حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم} قطع تام وقال أبو حاتم {وأجل مسمى} تام {والذين كفروا عما أنذروا معرضون} قطع تام {قل أرأيتم ما تدعو} من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات تمام على ما روى عن نافع كاف عند أبي حاتم وهو الصواب والتمام {إن كنتم صادقين}. {من لا يستحب له إلى يوم القيامة} عن نافع تم وخولف في هذا لأن ما بعده متصل به ويجوز أن يكون داخلا في صلة من، فإن لم تجعله في الصلة كان القطع على {إلى يوم القيامة} صالحا غير تمام وكذا {غافلون} وكذا {وكانوا بعبادتهم كافرين} تمام والتمام {قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين} ثم قال جل وعز {أم يقولون افتراه قل

إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه} هذا التمام عند يعقوب وأبي حاتم وكذا روى عن نافع والتمام عند غيرهم {كفي به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم} وكذا {وما أنا إلا نذير مبين}. قال أبو حاتم {فأمن واستكبرتم} كاف وكذا عنده {ما سبقونا إليه} وكذا عنده {إماما ورحمة} والتمام على ما روى عن نافع {وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا} قال أبو جعفر: وهذا لا وجه له لأن بعده لام كي متعلقة بما قبلها {لينذر الذين ظلموا} تمام إن جعلت وبشرى في موضع رفع بالابتداء فيكون المعنى وللمحسنين بشرى، وإن جعلت {وبشرى} في موضع على إضمار مبتدأ كان الذين ظلموا كافيا وإن جعلت وبشرى معطوفا على كتاب لم يكف الوقوف على الذين ظلموا وكذا إن جعلت وبشرى في موضع نصب معطوفا على إماما أو بمعنى وبشر بشرى والتمام {للمحسنين} وكذا {فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} وكذا {جزاء بما كانوا يعملون}. {ووصينا الإنسان بوالديه حسنا} كاف، قال أبو حاتم

{حملته أمه كرها ووضعته كرها} كاف، قال {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} كاف والتمام عنده {في أصحاب الجنة} وقال غيره ليس بتمام لأن {وعد الصدق} منصوب بمعنى ما قبله والتمام {الذي كانوا يوعدون} وعن نافع {وهما يستغيثان الله ويلك آمن} فهذا الكافي من الوقف ثم ابتدأ {إن وعد الله حق} قال ومن قرأ {إن وعد الله حق} فها هنا وقفه، وقال أحمد بن جعفر {وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق} ها هنا تمام الكلام لأن المعنى وهما يستغيثان الله ويقولان ويلك آمن إن وعد الله حق فالكلام متصل. قال غيره والتمام فيقول {ما هذا إلا أساطير الأولين} وكذا {إنهم كانوا خاسرين} وقيل {ولكل درجات مما عملوا} كاف وكيون لام كي متلعقة بفعل بعدها والتمام {وهم لا يظلمون} وكذا {وبما كنتم تفسقون} وكذا {إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} وكذا {إن كنت من الصادقين} وكذا {ولكني أراكم قوما

تجهلون} وعن نافع {ممطرنا} تم، وكذا قال أحمد بن جعفر: قال ثم نودوا {بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم} وقال نصير: إن شئت وقفت {هذا عارض ممطرنا} وإن وقفت {بل هو ما استعجلتم به} فحسن وأتم من ذلك وأحسن أن تقف {ريح فيها عذاب أليم} وقال غيره ليس هذا وقفا لأن تدمر نعت ريح إلا أن تبتديء به اولوقف الكافي {بامر ربها} وكذا {إلا مساكنهم} والتمام {كذلك نجزي القوم المجرمين} .. {إذ كانوا يجحدون بآيات الله} قطع كاف والتمام كذا {وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن} وكذا {لعلهم يرجعون} وكذا {وما كانوا يفترون}. {يستمعون القرآن} قطع كاف وكذا {قالوا أنصتوا} وكذا {لوا إلى قومهم منذرين} وكذا {وإلى طريق مستقيم} وكذا {ويجركم من عذاب أليم} والتمام

{أولئك في ضلال مبين}. وعن نافع {على أن يحيى الموتى بلى إنه على كل شيء قدير} قطع تام وعن نافع {قالوا بلى وربنا} والتمام {بما كنتم تكفرون}. وقال أبو حاتم: أخبرني من لا أطمأن إليه أن الوقف {ولا تستعجل لهم} ثم ابتدأ {لهم كأنهم يوم يرون ما يوعودن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ} أي لهم بلاغ وقال هذا مما لا أعرفه ولا أدري كيف تفسيره وهو عندي غير جائز، وقال أحمد بن موسى {لا تستعجل لهم} تمام الكلام، وروى يونس عن الحسن {إلا ساعة من نهار} تمام الكلام، ثم ابتدأ {بلاغ}. وقال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {إلا ساعة من نهار} فهذا الكافي من الوقف، ثم قال {بلاغ} أي ذلك بلاغ، وقال أبو حاتم {إلا ساعة من نهار} وقف جيد، وقال أحمد بن جعفر {إلا ساعة من نهار} تم ثم قال {بلاغ} أي بلاغ وعن نافع {إلا ساعة من نهار} وإن شئت وقفت على بلاغ. قال أبو جعفر: فمن قرأ بلاغا فها هنا وقفه، ومن قرأ بلاغ على الامر فوقفه من نهار والتمام آخر السورة.

سورة محمد صلى الله عليه وسلم

سورة محمد صلى الله عليه وسلم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} قطع تام {كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم} قطع حسن وكذا {وأن الذين آكنوا اتبعوا الحق من ربهم} والتمام {كذلك يضرب الله للناس أمثالهم}. وقال الأخفش {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق} ها هنا تمام الكلام {حتى تضع الحرب أوزارها} قطع كاف، قال أحمد بن موسى {ولكن ليبلوا بعضكم ببعض} تم الكلام {ويدخلهم الجنة عرفها لهم} قطع تام {ويثبت أقدامكم} قطع كاف {والذين كفروا فتعسا لهم} ليس بتمام لأن واضل معطوف على المعنى أي والذين كفروا أتعسهم الله وأضل أعمالهم فهذا كاف والتمام {ذلك}

بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} ثم قال جل وعز {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم} قطع حسن والكافي عند أبي حاتم {وللكافرين أمثالها} والتمام عنده {وأن الكافرين لا مولى لهم} ثم قال جل وعز {إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار} قطع حسن والتمام {مثوى لهم}. وعن نافع {وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك} ثم قال {أهلكناهم} تم والتمام عند أبي حاتم {فلا ناصر لهم} قال أبو جعفر: وهو الصواب لأن الكلام متصل {واتبعوا أهواءهم} تمام على قول النضر بن شميل لأن مثلا عنده بمعنى صفة {فقط أمعاءهم} قطع كاف وكذا {ماذا قال آنفا} والتمام {واتبعوا أهواءهم} وكذا {وآتاهم تقواهم} {فقد جاء أشراطها} قطع كاف

والتمام عند يعقوب {فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم} والتقدير عنده فأنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم القيامة، {وللمؤمنين والمؤمنات} قطع كاف والتمام {والله يعلم متقلبكم ومثواكم}. {ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم} في التمام في هذه الآية ثلاثة أقوال. منها أن يكون التمام {نظر المغشي عليه من الموت فأولى} فيكون هذا التما ويكون فأولى تهديدا للمنكرين ويكون المعنى للمؤمنين طاعة وقول معروف ومعنى هذا يروى عن ابن عباس. والقول الثاني أن يكون التمام {فأولى لهم} وعلى هذا أكثر أهل العلم واللغة، قال قتادة {فأولى لهم} تم الكلام ثم ابتدأ {طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم} وعن نافع {فأولى لهم} تم وهو قول يعقوب وأبي حاتم وأحمد بن جعفر وهو مذهب الخليل وسيبويه والمعنى عندهما طاعة وقول معروف وأمثل. والقول الثالث إن الكلام متصل، قال الكسائي {فأولى لهم} يقولون طاعة وقول معروف والتمام عند الجماعة {لكان خيرا لهم} {وتقطعوا أرحامكم} قطع كاف والتمام {وأعمى

أبصارهم} وكذا {أم على قلوب أقفالها} أو عن نافع {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى} تم وقال محمد بن عيسى {من بعد ما تبين لهم الهدى} تمام الكلام ثم ابتدأ {الشيطان سول لهم} قال ابو جعفر: وهذا القول خطأ لأنه لم يأت خبر إن ولا يجوز حذفه لأنه لا اضطرار إلى ذلك على ان الكوفيين يقولون لا يجوز حذف خبر إن في المعارف في كلام ولا شعر وأكثر أهل العلم على أن التمام {الشيطان سول لهم} وهذا قول الكسائي والفراء وأبي عبيدة وأبي حاتم ثم ابتدأ {وأملى لهم} قال أبو حاتم: ولا يكون الإملاء إلا من الله جل وعز كما قال {فأمليت للذين كفروا} وقال غيره أملى الله له لم يعاجله بالعقوبة وابقاؤه ملاوة من الدهر إلى أجله وفي الاية قول ثالث يكون التمام {فأملى لهم} قال الحسن: الشيطان زين لهم الخطايا ومد لهم في الأمل وقرأ مجاهد وأملى لهم بضم الهمزة وإسكان الياء والتمام على هذا ايضا {سول لهم} وكذا على قراءة من قرأ {وأملى لهم} بضم الهمزة وفتح الياء. {ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في

بعض الأمر} قطع صالح {والله يعلم إسرارهم} قطع حسن والتمام {فأحبط أعمالهم}. {أن لن يخرج الله أضغانهم} قطع كاف وكذا {ولتعرفنهم في لحن القول} والتمام {والله يعلم أعمالكم} والتمام بعده عند يعقوب {حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين} وعلى قراءة من قرأ {ونبلو أخباركم} بإسكان الواو ومن فتح الواو فالتمام عنده {أخباركم} وكذا {وسيحبط أعمالهم} وكذا {ولا تبطلوا أعمالكم} {فلن يغفر الله لهم} قطع كاف والتمام عند أبي حاتم {والله معكم} وكذا {ولن يتركم اعمالكم} وكذا {إنما الحياة الدنيا لعب ولهو} {إن يسئلكموها} {فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم} قطع حسن {فمنكم من

يبخل}، قال أحمد بن موسى: تم الكلام وهو كاف عند أبي حاتم والتمام عنده {فإنما يبخل عن نفسه} {وأنتم الفقراء} قطع كاف والتمام آخر السورة.

سورة الفتح

سورة الفتح {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} التمام عند أبي حاتم وجعل اللام لام قسم كسرت فأشبهت لام كي فنصب بها قال ابو جعفر: وسمعت ابا الحسن بن كيسان يخطئه في هذا لأنه زعم أنه كسرها وهذا ادعاء بغير علة ثم نصب بها والتمام عند الأخفش على رأس ثلاث آيات {وينصرك الله نصرا عزيزا}. ثم قال جل وعز {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} قطع كاف {ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليما حكيما} وخولف أيضا في هذا لأنه جعلها لام قسم وخالفه ابن كيسان وأكثر النحويين، وقال محمد بن جرير: في هذه اللام إنها متعلقة بفعل محذوف دل عليه ما تقدم أي فتحنا لك {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار}. {الظانين بالله ظن السوء} قطع كاف والتمام عند الأخفش

{عليهم دائرة السوء} وعند غيره {وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا} وكذا {وكان الله عزيزا حكيما} {شاهدا ومبشرا ونذيرا} ليس بتمام لأن بعده لام كي وافق أبو حاتم الجماعة في هذا القول وقال إن التمام {وتعزروه وتوقروه} وهذا أيضا تمام عند أحمد بن موسى لأنهما قالا: المعنى ويوقروا النبي صلى الله عليه وسلم ويسبحوا الله بكرة وأصيلا، وخولف في هذا لأن ويسبحوه معطوف على ما قبله قد حذفت منه النون للنصب فكيف يتم الكلام على ما قبله والتمام {بكرة وأصيلا} وكذا {فسيؤتيه أجرا عظيما}. {إن أراد بكم ضرا أو اراد بكم نفعا} قطع كاف ثم التمام على رؤوس الآيات إلى {ولا على المريض حرج} فإنه قطع حسن والتمام رأس الاية {وأثابهم فتحا قريبا} ليس بتمام لأن {ومغانم} معطوف على فتح {يأخذونها} قطع كاف والتمام رأس الاية ثم الكلام متصل إلى {وكان الله بكل شيء

عليما} {وليا ولا نصيرا} ليس بتمام على قراءة من نصب {سنة الله} لأنها منصوبة بمعنى ما قبلها والتمام {تبديلا} وكذا {بما تعملون بصيرا} وكذا {أن يبلغ محله} وجواب لولا محذوف والتقدير ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم لأذن لكم في القتال والتمام عند أبي حاتم {معرة بغير علم} وخطيء أيضا في هذا لأن بعده لام كي فجعلها لام قسم لما لم ير الفعل قبلها يتعلق به. قال أبو جعفر: وفي المعنى لطف فلذلك أشكل والتقدير: لم يأذن لكم في القتال وفي دخول مكة على سبيل الحرب ليدخل الله في رحمته من يشاء من يسل ويكفي الوقف على {من يشاء} ولا يكفي الوقوف على {عذابا أليما} لأن {إذ} متعلقة بما قبلها أي {لعذبنا الذين كفروا} والتمام {حمية الجاهلية} على ما روى عن نافع، والتمام عند غيره {وكانوا أحق بها وأهلها} وأتم منه رأس الاية والتمام عند نافع وهو قول

أحمد بن جعفر {لا تخافون} وعند غيره {فتحًا قريبًا} وكذا {وكفى بالله شهيدًا}. قال نصير {محمد رسول الله} إن شئت وقفت ها هنا جعلته مبتدأ وخبر، وقال غيره محمد ابتداء رسول الله من نعته والتمام {رحماء بينهم} على قراءة من رفع ومن قرأ {أشداء على الكفار رحماء بينهم} فوقفه {من أثر السجود} وأكثر أهل العلم على أن التمام {ذلك مثلهم في التوراة} كما روى سعيد بن جبير عن ابن عباس {ذلك مثلهم في التوراة} أي كذا هم ومثل آخر في الإنجيل وهو قول الضحاك وقتادة وعبد الرحمن بن زيد وأبي جعفر الرؤاسي وكذا يروى عن نافع وهو قول الكسائي وكذا قال أحمد بن جعفر. وقال يعقوب: ومن الوقف {ذلك مثلهم في التوراة} فهذا الوقف الكافي التام ثم قال {ومثلهم في الإنجيل كزرع} قال أبو حاتم: ذلك مثلهم في التوراة أي صفتهم ونعتهم ثم ابتدأ مثلهم في الإنجيل كزرع، وقال القتبي {ذلك مثلهم في التوراة} تم الكلام. وأما مجاهد فالتمام عنده {ومثلهم في الإنجيل} كما قريء على عبد الله بن أحمد بن عبد السلام عن أبي الأزهر: حدثنا روح بن عباده حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن جاهد ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل واحدًا، واختار محمد بن جرير القول الأول قال غنه لو كان المثلان لشيء واحد لكان وكزرع بالواو، وقال غيره

القول الأول أولى لأنه إذا كان ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل متصلا بفي كزرع منفردا محتاجا إلى إضمار فالأولى أن يكون بغير إضمار {ليغيظ بهم الكفار} قطع كاف والتمام آخر السورة.

سورة الحجرات

سورة الحجرات التمام على رؤوس الآيات من أولها إلى {ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم} فإنه قطع كاف وليس بتمام لأن ما بعده متصل به وهو {والله غفور رحيم} أي غفور رحيم لهم، فدل بهذا على أنهم لم ينافقوا وإنما استعملوا سوء الأدب والحمق لندائهم للنبي صلى الله عليه وسلم: أخرج إلينا. {فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} قطع كاف وليس بتمام لأن ما بعده متصل به لأن الوليد بن عقبة لما كذب على بني المصطلق خبر بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فرجع فقال ارتدوا فهم النبي صلى الله عليهم وسلم بغزوهم فنزل الوحي، فالمعنى {واعلموا أن فيكم رسول الله} صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي ويعرف بالغيوب فاحذروا الكذب. قال محمد بن عيسى {لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم} تم الكلام، وقال أحمد بن موسى {وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان} تمام وقال أبو حاتم: كاف وكذا عنده {فضلا من

الله ونعمة} فهذا تمام على ما روى عن نافع والتمام عند غيره {والله عليم حكيم} {فاصلحوا بينهما} قطع صالح وكذا {حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا} قطع كاف والتمام {إن الله يحب المقسطين} وكذا {لعلكم ترحمون}. قال العباس بن الفضل {عسى أن يكونوا خيرا منهم} كاف، قال أبو جعفر: وهذا غلط لأن {ولا نساء} معطوف على {قوم} وليس هو جملة ولكن القطع الكافي {عسى ان يكن خيرا منهن} وقال أبو حاتم {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} كاف {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} قطع تام. قال محمد بن عيسى {فكرهتموه} تمام الكلام وقال غيره التمام {إن الله تواب رحيم}. قال يعقوب ومن الوقف قول الله جل وعز {لتعارفوا} فهذا الوقف التمام وكذا وهو عند نافع وأحمد بن جعفر وابي حاتم، قال أبو عبيدة {لتعارفوا} انقطع الكلام، وقال نصير: من قرأ {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} وقف على {لتعارفوا} ومن فتح {أن} فوقفه {أتقاكم} {عليكم خبير} قطع تام.

وقال أبو حاتم: ومن الكافي {ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} والتمام {لا يلتكم من أعمالكم شيئا} وقال غيره التمام {إن الله غفور رحيم} والتمام عند الأخفش {إن كنتم صادقين} قال تم الكلام ها هنا ثم آخر السورة.

سورة ق

سورة ق حدثنا أحمد بن محمد بن نافع، حدثنا سلمة، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن قتادة في قوله جل وعز {ق} قال اسم من أسماء السورة: قال أبو جعفر: فعلى هذا القول يكفي القطع على {ق} والتقدير أتل، وكذا على قول وهب وعلى ما يروى عن مجاهد أن {ق} جبل محيط بالدنيا ويكون التقدير أذكر ق ومن قال هو تنبيه قالوقف عنده على ما بعده. وقال الفراء {ق} أي قضى الامر فالوقف على هذا {ق والقرآن المجيد} كما قضى الأمر والله، وقال أبو إسحاق، التقدير والقرآن المجيد لتبعثن، قال {أءذا متنا وكنا ترابا} أتعبث إذا كنا ترابا فالوقف على هذا {ذلك رجع بعيد} وقيل: التقدير {والقرآن المجيد} {إن في ذلك لذكرى} فهذه ستة أقوال: قال الكسائي كان الجواب {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} وقال الأخفش: جواب القسم {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم}

فالقطع على هذا {وعندنا كتاب حفيظ} والتمام {فهم في أمر مريج} {وما لها من فروج} قطع كاف ليس بتمام لأن {والأرض} منصوبة بإضمار فعل معطوف على ما قبله. {وذكرى لكل عبد منيب} كاف إن ابتدأت الخبر {وحب الحصيد} ليس بقطع كاف والكلام متصل إلى {وأحيينا به بلدة ميتا} ليس بقطع كاف والكلام متصل إلى {وأحيينا به بلدة ميتا} فإنه كاف، والتمام عند أبي حاتم {كذلك الخروج} والكافي بعده عنده {وقوم تبع} وكذا {فحق وعيد} وكذا {بالخلق الأول} والتمام {بل هم في لبس من خلق جديد} {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} ليس بقطع كاف والمعنى عند الأخفش ونحن أملك به وأقدر عليه بالقرب من حبل الوريد، وقال غيره ونحن أقرب إليه بالعلم مما يوسوس به نفسه من حبل الوريد. قال يعقوب: ومن الوقف {إذ يتلقى المتلقيان عن

اليمين} فهذا الوقف إن كان التفسير عليه ولم يسمع فيه شيء، ثم قال يعقوب {وعن الشمال قعيد} وخالفه أهل العربية في هذا والتفسير يدل على ماقالوا. قال مجاهد: صاحب الحسنات عن اليمين وصاحب السيئات عن اليسار، قال سفيان: صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال، فإذا عمل الإنسان سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال أصبر ولا تكتبها لعله يستغفر، قال الكسائي: المعنى عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد ثم حذف هذا للدلالة، قال أبو جعفر: وهذا مأخوذ من قول سيبويه. قال الفراء {قعيد} يؤدي عن الإثنين والجميع وأجاز قول الكسائي وأنشد: وإني ضمنت لما أتاني ما جنى ... وأبي فكان وكنت غير غدور {إلا لديه رقيب عتيد} قطع حسن {ذلك ما كنت منه تحيد} كاف إن ابتدأت الخبر وكذا {ذلك يوم الوعيد} {معها سائق وشهيد} قطع تام على قول زيد بن أسلم لأنه زعم أن {لقد كنت في غفلة من هذا} مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم أي لقد كنت مع قومك في الجاهلية في

غفلة عما أوحي إليك وعلى قول غيره الوقف {فبصرك اليوم حديد}. قال صالح بن كيسان: هذا مخاطبة للكافر، قال قتادة: هذا مخاطبة للبر والفاجر، قال أبو جعفر: وهذا أبين ما قيل فيه لأن قبله {ولقد خلقنا الإنسان} فهو على العموم للبر والفاجر والله جل وعز أعلم، والقطع أيضا على هذا القول {فبصرك اليوم حديد} وكذا {هذا ما لدي عتيد}. فأما {ألقينا في جهنم كل كفار عنيد} {مناع للخير معتد مريب} ففي القطع عليه ثلاثة معان، إن رفعت {الذي} بالابتداء وجعلت {فألقياه} الخبر كان مريب قطعا تاما، وإن جعلته بمعنى هو الذي كان كافيا وإن جعلته بدلا مما قبله فالوقف {في العذاب الشديد} والوقف بعده {ولكن كان في ضلال بعيد} والتمام عند أبي حاتم {وما أنا بظلام للعبيد} وغلط في هذا لأن {يوم نقول} منصوب بظلام أي وما أنا بظلام حين.

{نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد} قطع كاف إن ابتدأت الخبر وكذا {غير بعيد} {لكل أواب حفيظ} في القطع عليه ثلاثة معان {من} فالابتداء وكان التقدير: من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب، يقال لهم أدلخوا الجنة، فحمله على معنى من حذف القول كثير في كلام العرب كان التمام {على كل أواب حفيظ}. وإن قدرته على معنى: هو من خشي الرحمن بالغيب كان كافيا وإن جعلته بدلا مما قبله فالتمام {ادخلوها بسلام} وكذا {ذلك يوم الخلود} وكذا {لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد}. وعلى قراءة يحيى بن يعمر يكفي الوقوف على {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا} ثم يبتديء {فنقبوا في البلاد} وعلى قراءة الجماعة الوقف {فنقبوا في البلاد هل من محيص} والمعنى عند الفراء هل كان لهم من محيص والتمام {أو ألقى السمع وهو شهيد} وكذا {وما مسنا من لغوب} وكذا {وأدبار السجود} عند أبي

حاتم على ما روى عن نافع {من مكان قريب} وغلط في هذا لأن {يوم يسمعون} بدل من {يوم يناد المناد} {بالحق} قطع صالح والتمام {ذلك يوم الخروج} {وإلينا المصير} ليس بتمام لأن {يوم تشقق الأرض} داخل في الصلة {عنهم سراعا} قطع صالح والتمام {ذلك حشر علينا يسير} والكافي عند أبي حاتم {نحن أعلم بما يقولون} والتمام عنده {وما أنت عليهم بجبار} وعند غيره آخر السورة.

سورة والذاريات

سورة والذاريات والذرايات خفض بواو القسم وما بعده معطوف عليه وجواب القسم {إنما توعدون لصادق} ثم عطف على الجواب {وإن الدين لواقع} ها هنا التمام ثم التمام بعده {يؤفك عنه من أفك}. {يسألون أيان يوم الدين} تمام على قول أبي إسحاق لأن ما بعده جواب، والتقدير: الجزاء والحساب {يوم هم على النار يفتتون}، فأما غيره من النحويين فليس هنا عنده تمامًا ولا كافيا لأنه عنده بدل من يوم الدين في موضع رفع إلا أنه مبني على الفتح كما قال الشاعر: على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألما تصح والشيب وازع فيوم الدين في موضع رفع وبني على الفتح لأنه مضاف إلى جملة

وهي {هم على النار يفتنون} فهم مرفوع بالابتداء .. على قول البصريين وما عاد من ذكره على قول الكوفيين والتمام {الذي كنتم به تستعجلون} وعن نافع {آخذين ما آتاهم ربهم} تم. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {كانوا قليلا} فهذا الوقف التام وتابع يعقوب على هذا الضحاك لأن الضحاك قال {كانوا قليلا من الناس} قال يعقوب: ثم ابتدأ فقال {من الليل ما يهجعون} وقال أبو جعفر: إلا أن أهل التأويل سوى الضحاك وأهل العربية وأهل القراءة سوى يعقوب على خلاف على هذا القول منهم ابن عباس قال {كانوا قليلا من الليل ينامون} وهو قول الحسن وإبراهيم وأبو العالية. قال الزهري: كانوا كثيرا من الليل ما يصلون ويحتج لهذا القول بأن {ما} إن جعلتها زائدة على قول يعقوب صار المعنى من الليل يهجعون فهذا لا مدح فيه، وإن جعلت {ما} مصدرا كان المعنى من الليل يهجعون وهذا لا فائدة فيه، وإن جعلت {ما} نفيا احتجت إلى تقديم وتأخير ولا يحمل الشيء على التقديم والتأخير وله معنى صحيحح في غير التقديم والتأخير وسياق الكلام يدل على غير ما قال والوقف {للسائل والمحروم}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {وفي الأرض آيات

للموقنين} {وفي أنفسكم} فهذا الوقف الكافي، ثم قال {أفلا تبصرون} قال أبو جعفر: وهذا القول على مذهب أهل التأويل واللغة لأن في أنفسنا آيات وعبر روى عن ابن الزبير {وفي أنفسكم} قال الغائط والبول وهو قول الفراء لأن الطعام والشراب مدخلهما واحد، ومخرجهما من موضعين، والتمام {أفلا تبصرون} {وما توعدون} كاف والتمام {مثل ما أنكم تنطقون} قال أبو حاتم {فقالوا سلاما} كاف والمعنى عند ممد بن يزيد قالوا سلمنا سلاما أو يكون منصوبا بالفعل كما يقول قالوا خيرا {قال سلام} كاف أي قال سلام عليكم ثم حذف هذا ويجوز أن يكون التقدير قال أمري سلام ورفع {قوم منكرون} على إضمار مبتدأ ثم الوقف على رؤوس الأيات صالح إلى {قالوا لا تخف} فإنه تمام على ما روى عن نافع والتمام عند أبي حاتم {قالوا كذلك قال ربك} وعند غيره {إنه هو الحكيم العليم}. {أيها المرسلون} قطع كاف {قالوا إنا أرسلنا إلى قوم

مجرمين} ليس بقطع كاف لأن بعده لام كي وكذا {لنرسل عليهم حجارة من طين} لأن {مسومة} من نعت {حجارة} والقطع الكافي {للمسرفين} وكذا {من المؤمنين} {غير بيت من المسلمين} قطع صالح إن ابتدأت الخبر والتمام {للذين يخافون العذاب الأليم}. {في موسى} لا تمام فيه إلى آخر القصة، وإن وقفت على رؤوس الآيات كان قطعا صالحا وكذا {وفي عاد} وكذا {في ثمود} على قراءة من قرأ {وقوم نوح} بالنصب إذا قدره بمعنى وأذكر لهم قوم نوح أو بمعنى وأهلكنا قوم نوح فإن جعلته معطوفا بمعنى فأخذتهم الصاعقة وأخذت قوم نوح لأن معنى الصاعقة الموت والهلاك فالكلام متصل، وكذا إن جعلت {قوم نوح} معطوفا بمعنى فنبذناهم في اليم ونبذنا قوم نوح فالكلام متصل والوقف {وقوم نوح من قبل} وكذا على قراءة من قرأ وقوم نوح بالخفض يقف على {من قبل} وكذا {فاسقين} وكذا

{بأيد} وكذا {وإنا لموسعون} فهذا كله كاف وليس بتمام والتمام {فنعم الماهدون} وكذا {لعلكم تذكرون} وكذا {ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين} كذلك والتمام عند أبي حاتم وأحمد بن موسى {ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين} كذلك والتمام على ما روى عن نافع {إلا قالوا ساحر أو مجنون} {أتواصوا به} فهذا كاف عند ابي حاتم. {بل هم قوم طاغون} قطع كاف {فتول عنهم فما أنت بملوم} لأنه صلى الله عليه وسلم لم يؤمر بالتولي فقط أمر معه بالتذكير، والتمام {فإن الذكرى تنفع المؤمنين}. قال أحمد بن موسى {إلا ليعبدون} ثم الكلام تم القطع على رؤوس الآيات إلى آخر السورة.

سورة الطور

سورة الطور قال أبو جعفر: لا نعلم من أهل اللغة وأصحاب التمام اختلافا إنه لا تمام في {والطور} إلى أن يأتي جواب القسم، ثم اختلفوا في الوقف إذا جئت بجواب القسم. فقال محمد بن عيسى {إن عذاب ربك لواقع} تم الكلام وقال أبو حاتم: التمام {ماله من دافع} وخالفهما محمد بن جرير فقال {يوم تمور السماء} من صلة {لواقع} فلا يتم الكلام على قوله على {لواقع} ولا {دافع}. وكذا مذهب أهل التأويل إن المعنى: عذاب ربك الحال يوم القيامة الكلام متصل لأن المعنى: الحال {يوم تمور السماء مورا} وتسير الجبال سيرا فهذا ايضا ليس تمام لأن المعنى إذا كان هذا {فويل يومئذ للمذكبين} وهذا ليس بتمام لأن {الذين هم في خوض يلعبون} نعت للمكذبين وهذا ايضا ليس بتمام لأن

{يوم يدعون} ترجمة وبدل من يومئذ والتمام على ما روى عن نافع {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا} وهذا كاف عند أبي حاتم والكافي بعده عنده {سواء عليكم} والتمام {إنما تجزون} ما كنتم تعملون. وعن نافع {فاكهين بما آتاهم ربهم} ثم قال أبو اتم {ووقاقهم ربهم عذاب الجحيم} وعن نافع {على سرر مصفوفة} تم وقول النحويين إن التمام {وزوجناهم بحور عين} إلا أن يعقوب قال: ومن الوقف قول الله جل وعز {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان} هذا الوقف والتمام ثم قال الله جل وعز {ألحقنا بهم ذريتهم}. قال أبو جعفر: هذا القول مخالف لقول أهل التأويل وأهل العربية لأن: والذين أمنوا، مستأنف فإذا وقف على {واتبعتهم ذري} كان الكلام ناقصا لأنه لم يأت بخبر المبتدأ على قول البصريين ولا نافع على قول الأخفش، فإن قال قائل: إجعل: الذين في موضع نصب عطفا على المضمر في {وزوجناهم} قيل: ذلك خطأ لأنه لا يصير المعنى: وزوجنا الذين آمنوا واتبعتهم ذرتيهم بإيمان والتأويل ايضا على ذلك عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة وغيرهم.

وقال أبو جعفر كما حدثنا أحمد بن محمد الأزدي حدثنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن مرة قال: سألت سعيد بن جبير عن هذه الآية {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان} قال: قال ابن عباس المؤمن ترفع له ذريته ليقر الله جل وعز عينه وإن كان دونه في العمل. حدثنا أحمد بن محمد حدثنا إبراهيم بن أبي داود حدثنا أحمد بن سليب حدثنا محمد بن بشر العبدي عن سفيان عن سماعه عن عمر بن مره عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله جل وعز ليرفع ذرية المؤمن معه في درجته وإن كان لم يبلغوا في العمل ليقر بهم عينه ثم قرأ {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم ... } الاية والتمام على ما روى عن نافع {وما ألتناهم من عملهم من شيء} وهو قول أبي حاتم. {كل امريء بما كسب رهين} قطع حسن والتمام عند أبي حاتم {لؤلؤ مكنون} قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {إنا كنا من قبل ندعوه} على قراءة من قرأ {إنه} فكسر ومن فتح فوقفه رأس الاية، والتمام عند أبي حاتم {إنه هو البر الرحيم} {فذكر} تم القطع على رؤوس الايات صالح إلى {سحاب مركوم} فإنه تمام، {يومهم الذي فيه

يصعقون} ليس بتمام لأن {يوم لا يغني} بدل من يومهم والتمام {ولا هم ينصرون} وكذا {ولكن أكثرهم لا يعلمون}. {فإنك بأعيننا} كاف على أن تبتديء الأمر والتمام آخر السورة.

سورة النجم

سورة النجم. {والنجم إذا هوى} ليس بوقف لأنه لم يأت جواب القسم الوقف التام {ما ينطق عن الهوى} إلا شيئا ذكره ابو حاتم قال: يكون {إن هو إلا وحي يوحي} بدلا مما وقع عليه القسم ويكون المعنى عنده والنجم إذا هوى إن هو إلا وحي يوحي، قال أبو جعفر: وهذا لا نعرف في الإبدال التي ذكرها النحويون ولو كان على هذا {لتعذر} التمام لأن {يوحى} ليس بتمام وكذا {شديد القوى} وكذا {ذو مرة فاستوى} لأن {وهو بالأفق الأعلى} في موضع الحال على قول أبي إسحاق وهو نسق على قول الفراء والمعنى عنده: فاستوى ومحمد، أي فاستوى جبريل ومحمد صلى الله عليهما وعطف بظاهر على مضمر مرفوع كما قال:

ألم تر أن النبع يصلب عوده ... ولا يستوي والخروع والمتقصف وأنشد البصريون: قلت إذ أقيلت وزهر تهادى ... كنعاج الملا تعسفن رملا وهذا عند الخليل وسيبويه وأصحابها إنما يجوز في الشعر ولا يجوز عندهم في الكلام قمت وزيد وأبعد منه قام وعمرو فلا يحمل كتاب الله جل وعز على مثل هذا ولكن هو في موضع الحال كما قال أبو إسحاق ويصلح أن يقف على {وهو بالأفق الأعلى} والتمام {فأوحي إلى عبده ما أوحى} وكذا {ما كذب الفؤاد ما رأى} وكذا {أفتمارونه على ما يرى}. {نزلة أخرى} ليس بتمام إلى {إذ يغشى السدرة ما يغشى} لأن {إذ} متصلة برأي {ما زاغ البصر وما طغى} قطع حسن والتمام {لقد رأى من آيات ربه الكبرى} إلى {تلك إذا قسمة ضيزى} والتمام بعده عند

الأخفش وأحمد بن موسى وأبي حاتم {وما تهوي الأنفس} {من ربهم الهدى} قطع كاف والتمام {فلله الاخرة والأولى} وكذا {لمن يشاء ويرضى} {وإن الظن لا يغني من الحق شيئا} قطع حسن وكذا {ذلك مبلغهم من العلم} والتمام {بمن اهتدى} على قول من جعل {ليجزي} متعلقا بما قبله يليه في ذلك اختلاف كثير فعلى هذا القول التقدير: ولله ما في السموات وما في الأرض فهو يضل من يشاء ويهدي من يشاء {ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى} والتمام عند أبي حاتم {ولله ما في السموات وما في الأرض} ثم ابتدأ بما فيه اللام وزعم أنها لام قسم. قال بعض النحويين: المعنى: إن هو إلا وحي يوحي ليجزي الذين أساؤا بما عملوا قال آخر: لا يغني شفاعتهم شيئا {ليجزي الذين أساءوا بما علموا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى} ليس بوقف لأن الذين الثاني بدل من الأول. قال يعقوب: ومن الوقف {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} وخولف في هذا لأن {إن ربك واسع

المغفرة} متصل بما قبله فلا ينبغي أن يوقف على ما قبله لأن المعنى عند أهل التفسير إن ربك واسع المغفرة لمن أتى باللم. وقد اختلف أهل العلم في معنى {اللمم} فمنهم من قال: المعنى الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش واللمم، قال أبو جعفر: وهذا القول مردود لأن ظاهر القرآن يدل على غيره وأيضا فإذا كانوا يجتنبون كبائر الإثم والفواحش واللم فما الذي يغفر لهم وإلا بمعنى الواو لا يعرفه النحويون القدماء. ومنهم من قال اللمم ما تبت منه، ومنهم من قال اللمم ما كان في الجاهلية ومنهم من قال اللمم ما لم يكن فيه جل، رووى السدي عن أبي صالح، قال: سألني رجل عن قول الله جل وعز {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} فقلت: هو الرجل يعمل الذنب والخطيئة ثم لا يعاود قال فحدثت بذلك ابن عباس فقال: لقد أعانك عليها ملك كريم. قال أبو جعفر: ورأيت ابا عبد الله إبراهيم بن محمد يستحسن هذا القول ويقول على هذا كلام العرب وقد يقبله ابن عباس بطبعه وعربيته لأن العرب تقول فلان يزور فلانا لماما وإلماما إذا كان يأتيه حينا بعد حين ويقال ألم فلان بفلان إذا أتاه في بعض الأوقات فإن دوام ذلك فهو مصر وأنشد لجرير: بنفسي من تجنبه عزيز ... على ومن زيارته لمام وقد روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس إلا اللمم قال إلا ما قد سلف يعني في الجاهلية فأما الحسن وابن صالح ومجاهد فقالوا اللمم أن يأتي

الذنب ثم يتوب، والتمام عند يعقوب وجماعة معه {إن ربك واسع المغفرة} والتمام ما روى عن نافع {وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {فلا تزكوا أنفسكم} والتمام عند يعقوب وأبي حاتم {هو أعلم بمن اتقى} وعن نافع {أم لم ينبأ بما في صحف موسى} ثم قال أبو جعفر: وهذا لا معنى له لأن {وإبراهيم} معطوف على موسى فلا اختلاف في ذلك فلا يتم الكلام حتى يأتي بالمعطوف إذا كان مفردا ولا سيما في الخفض {وإبراهيم الذي وفي} قطع كاف إن جعلت إن في موضع رفع على إضمار مبتدأ وإن جعلتها في موضع خفض بدلا مما لم يقف على {وفي} وكان الكلام متصلا {ثم يجزاه الجزاء الأوفى} قطع كاف على ما حكى عن الفراء لأنه حكي {وأن إلى ربك المنتهى} بكسر الهمزة وروى الأعمش عن إبراهيم عن عقلمة أنه قرأ وأنه بكسر الهمزة، فعلى هذه القراءة يقف على {المنتهى} وعلى {وأحيا} لأنه يقرؤهن كلهن بالكسر ومن فتح قرأ بالفتح فالكلام عنده متصل إلى {وقوم نوح من قبل} فإن

العباس بن الفضل، قال: هذا تمام الكلام ويتم الكلام على قول الفراء {إنهم كانوا هم أظلم وأطغى} لأنه قال {والمؤتفكة} منصوب بـ {أهوى} والتمام عند أبي حاتم {فبأي آلاء ربك تتمارى} وكذا عنده {هذا نذير من النذر الأولى} وكذا عنده {ليس لها من دون الله كاشفة} وكذا {وأنتم سامدون} وهذا كاف عند غيره والتمام آخر السورة ..

سورة القمر

سورة القمر {اقتربت الساعة وانشق القمر} قطع كاف والتمام عند الأخفش وأبي حاتم {وكذبوا واتبعوا أهواءهم} والتمام بعده عند أبي حاتم {وكل أمر مستقر} {ما فيه مزدجر} قطع كاف إن رفعت {حكمة} بإضمار مبتدأ وإن رفعتها على البدل من ما لم يكف الوقوف على مزدجر وكان القطع الكافي على قول أبي حاتم {حكمة بالغة} وهذا تمام وعلى ما روى عن نافع. {فما تغن النذر} قطع كاف والتمام عند أبي حاتم {فتول عنهم} والتمام على ما روى عن نافع {مهطعين إلى الداع} وعند أبي حاتم {يقول الكافرون هذا يوم عسر} {فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون} كاف على قول

من قال المعنى وأوعد بالقتل أي زجر بالكلام الغليظ وهذا مذهب الحسن ومن قال المعنى واستشاط فالكلام متصل عنده والقطع الكافي على قوله {وقالوا مجنون وازدجر}. ثم القطع على رؤوس الآيات كاف على أن تبتديء الخبر إلى {فكيف كان عذابي ونذر} فإنه تمام وكذا {فهل من مدكر} تم القطع على رؤوس الآيات كاف على أن يبتديء الخبر إلى {فكيف كان عذابي ونذر} فإنه تمام وكذا {فهل من مدكر} ثم قال جل وعز {كذبت ثمود بالنذر} قطع كاف وكذا {بل هو كذاب أشر} والتمام {سيعلمون غدا من الكذاب الأشر} {كل شرب محتضر} قطع كاف وكذا {فتعاطى فعقر} والتمام {فكيف كان عذابي ونذر}

وكذا {فكانوا كهشيم المحتظر} وكذا {فهل من مدكر}. ثم قال جل وعز {كذبت قوم لوط بالنذر} قطع كاف {إلا آل لوط نجيناهم بسحر} روى عن عن نافع وهو غلط عند النحويين لأن {نعمة} منصوبة يعمل فيها معنى ما قبلها على المصدر وعلى المفعول من أجله {من عندنا} قطع كاف والتمام {كذلك نجزي من شكر} {فتماروا بالنذر} قطع كاف والتمام {فذوقوا عذابي ونذر} وكذا {فهل من مدكر} ثم قال جل وعز {ولقد جاء آل فرعون النذر} قطع كاف والتمام عند أبي حاتم {فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر} والتمام بعده عند {والساعة أدهى وأمر} وكذا عنده {كلمح بالبصر} {فهل من مدكر} قطع تام وكذا {وكل

شيء فعلوه في الزبر} وكذا {وكل صغير وكبير مستطر} ثم آخر السورة.

سورة الرحمن جل وعز

سورة الرحمن جل وعز {الرحمن علم القرآن} قطع كاف إن ابتدأت الخبر بعده، قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {الرحمن علم القرآن خلق الإنسان} فهذا الكافي وهذا رأس آية فاصلة وقال أبو حاتم {الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان} تام {بحسبان} قطع كاف وكذا {يسجدان} {ووضع الميزان} ليس بقطع كاف لأن إن متعلقة بما قبلها وكذا {ألا تطغوا في الميزان} إن جعلت لا نهيا وجعلت تطغوا في موضع الجزم للنهي. وإن جعلت تطغوا في موضع نصب بـ {أن} كفى الوقف على {الميزان} {ولا تخسروا الميزان} وقف كاف وكذا {والأرض

وضعها للأنام} {والنخل ذات الأكمام} ليس بقطع كاف لأن {والحب} معطوف على ما قبله إلا في قراءة من قرأ {والحب ذو العصف} فإنه يكفيه الوقوف على الأكمام والتقدير وخلق الحب والعصف والتمام {والريحان} وكذا {فبأي آلاء ربكما تكذبان} إن رفعت ما بعده بالابتداء. وإن رفعته على إضمار مبتدأ ونصبته على المدح بما قبله كاف وإن رفعته على البدل مما في {خلق} أو خفضته على البدل من ربكما لم يكف الوقوف على ما قبله {ورب المغربين} قطع تام إن لم ترفع بالابتداء على أن الخبر {مرج البحرين} وكذا {تكذبان} {بينهما برزخ لا يبغيان} قطع كاف على أن تبتديء الخبر وكذا {تكذبان} والتمام {يخرج منهما اللؤلؤ

والمرجان} وكذا {تكذبان} وكذا {كالأعلام} وكذا {تكذبان}. ويروى عن الشعبي أنه قال إذا قرأت {كل من عليها فان} فلا تقف حتى تقول {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} وهو قول عيسى بن عمر، وقال أبو حاتم {يسأله من في السموات والأرض} تام ثم قال جل وعز {كل يوم هو في شأن} وكذا روى عن نافع قال يعقوب: ومن الوقف {يسأله من في السموات والأرض كل يوم} فهذا الوقف التام وقال الأخفش {يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن} فهذا التمام. قال أبو جعفر: وأما قول يعقوب مخالف لقول الذين شاهدوا التنزيل لأن ابن عباس قال: خلق الله لوحا محفوظا ينظر فيه كل يوم ستين وثلاث مائة نظرة وقد روى نحو هذا - أو كما - قال صلى الله عليه وسلم وعن ابن عباس بزيادة يعز من يشاء مع كل نظرة ويذل من يشاء ويغني من يشاء ويفقر من يشاء. فهذا يدل على أن التقدير {كل يوم هو في شأن} غير أن قول يعقوب قد روى عن أبي نهيك يسأله من في السموات والأرض كل

يوم وربنا في شأن. وأما قول الأخفش: إن التمام {في شأن} فصحيح على قراءة من قرأ {سنفرغ لكم} ومن قرأ بالياء فالكلام عنده متصل {أية الثقلان} قطع صالح وكذا {تكذبان} قال أبو حاتم {إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا} قال: تام، قال {إلا بسلطان} كاف والتمام عنده {فلا تنتصران}. {فكانت وردة كالدهان} ليس بقطع كاف، لأن جواب إذ {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} وهذا كاف وكذا {تكذبان} {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} قطع صالح وكذا {تكذبان} فالتمام {يطوفون بينها وبين حميم آن} وكذا {تكذبان}. قال أبو حاتم: لا أستحسن أن أقف عند {مقام ربه جنتان}

حتى أقول {ذواتا أفنان} لأنه قد وصفهما بذلك، قال أبو جعفر: وهذا قول حسن وليس قول من قال كل ما في هذه السورة من {فبأي آلاء ربكما تكذبان} تمام وما قبله تمام شيء {ذواتا أفنان} قطع كاف إن ابتدأت الخبر بعده وكذا {فيهما عينان تجريان} وكذا {تكذبان} وكذا {زوجان} وكذا {تكذبان} إن نصبت {متكئين} بإضمار فعل بمعنى: ينعمون متكئين. قال أبو حاتم {بطائنها من إستبرق} كاف قال {وجنى الجنتين دان} كاف والتمام عنده {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} ثم قال جل وعز {ومن دونهما جنتان} وليس هذا بوقف كاف ولكن إن شئت وقفت {مدهامتان} و {تكذبان} على أن يكون ما بعده خبرا بعد خبر ولا يكون

نعتا ويقف على رؤوس الآيات إلى {فيهن خيرات حسان} فإنه ليس بكاف لأن بعده صفة لخيرات أو بدلا وهو {حور مقصورات في الخيام} فذا كاف وكذا {تكذبان} إن جعلت ما بعده خبرا مبتدأ {ولا جان} قطع كاف وكذا {تكذبان}. قال أبو حاتم {وعبقرى حسان} جيد، والتمام آخر السورة.

سورة الواقعة

سورة الواقعة قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة} ثم قال جل وعز {خافضة رافعة} بالرفع، ومن نصب فوقفه {رافعة} وقد خولف في هذا فزعم أبو إسحاق أن {إذا} الثانية في موضع نصب أي: إذا وقعت في ذلك الوقت والوقف على قوله {وكنتم أزواجا ثلاثة} هذا إذا جعل {ليس} جواب الأولى فإن جعل الجواب {فأصحاب الميمنة} فلا يتم الكلام دون الجواب. وعن نافع {وكنتم أزواجا ثلاثة} تم وليس فيها تمام سوى هذا {فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} قطع كاف لأن في الكلام معنى التعظيم لأمرهم أي أصحاب الميمنة ما هم وأجاز أبو حاتم أن تكون {ما} ها هنا صلة ويكون المعنى أصحاب الميمنة

أصحاب الميمنة كما قال {والسابقون السابقون} وغلط أبو حاتم في هذا والغلط فيه بين لأنه يقول الكلام لا فائدة فيه لأنه قد علم أن أصحاب اليمين هم أصحاب اليمين وليس هذا مثل {السابقون السابقون} لأن المعنى: السابقون إلى طاعة الله السابقون إلى رحمة الله وجنته ويجوز أن يكون الخبر {أولئك المقربون}. وقد قال محمد بن سيرين: السابقون هم الذين صلوا القبلتين، كذا روى أصحاب الحديث، والصواب صلوا إلى القبلتين {وأصحاب المشامة ما أصحاب المشأمة} قطع كاف والسابقون على ما تقدم إلا أنك قد قدرت في جنات النعيم متصلا للمقربين دخل في الصلة وكان الوقف {في جنات النعيم} {وقليل من الآخرين} قطع كاف إن لم تجعل ما بعده متصلا به {متكئين عليها متقابلين} قطع كاف إن ابتدأت ما بعده {ولحم طير مما يشتهون} قطع كاف إن قرأت {وحور عين} لأن الخفض على أن تعطفه على {في جنات النعيم} هذا قول أبي حاتم وهو قول أبي إسحاق إنه معطوف على المعنى أي وينعمون وقول الفراء إنه معطوف على ما قبله لأن الشيء عند قد يعطف على

الشيء وإن كان في غير معناه كما قال: علفتها تبنأ وماء باردا وعلى ما روى عن أبي بن كعب أنه قرأ {وحورا عينا} يوقف على يشتهون والتقدير عند أبي حاتم: ويزوجون حورا عينا {جزاء بما كانوا يعملون} قطع صالح {إلا قيلا سلاما سلاما} قطع كاف. {وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين} قطع كاف إن جعلت ما أصحاب اليمين في موضع الخبر على التعظيم لأمرهم وكذا إن جعلت فأصحاب اليمين هم الذين أقسم الله جل وعز أنهم في الجنة فيكون المعنى والذين أقسم الله جل وعز أنهم في الجنة هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين. وقيل معنى أصحاب اليمين الذين يعطون كتبهم بأيمانهم وقيل هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين فيكون على هذين القولين الخبر ما أصحاب اليمين أي ما هم وعلى القول الأول الخبر أصحاب اليمين، وإن جعلت في جنات النعيم الخبر فالكلام متصل إلى {وفرش مرفوعة} يكون ها هنا الوقف. قال الأخفش {إنا أنشأناهن إنشاء} والتمام {عربا

أترابا} وخالفه أبو حاتم فجعل الوقف لأصحاب اليمين، قال أبو جعفر: شرح هذا من العربية إنك إن جعلت التقدير لأصحاب اليمين ثلة، فالوقف {عربا أترابا} وإن جعلت المعنى هما {قلة من الأولين وثلة من الآخرين} أو جعلت المعنى الذين وصفهم الله جل وعز بهذا النعيم هؤلاء وقفت على {لأصحاب اليمين} وأبو حاتم يقف على {ثلة من الأولين} وقد غلط في هذا لأن الثاني معطوف عليه ولو قلت هما زيد وعمرو لم يكن وقوفك على زيد معنى {وثلة من الآخرين} قطع كاف. {وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال} قطع كاف إلا أن يجعل الخبر {في سموم وحميم} فيكون الوقف {لا بارد ولا كريم} والوقف بعده، {أو أباؤنا الأولون}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {قل إن الأولين والآخرين} {لمجموعون} فهذا الوقف التام وهو رأس آية فاصلة، قال الله جل وعز {إلى ميقات يوم معلوم} وخالفه أبو حاتم والوقف عنده {إلى ميقات يوم معلوم}.

قال أبو جعفر: والذي قاله يعقوب غلط لأن الكلام متصل وحروف الخفض لابد أن تتعلق بشيء {هذا نزلهم يوم الدين} قطع صالح والتمام {فلولا تصدقون} {ءأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون} قطع كاف وكذا {وننشئكم فيما لا تعلمون} والتمام {فلولا تذكرون} {أم نحن الزارعون} قطع كاف والتمام {بل نحن محرومون} وكذا {فولا تشكرون} {أم نحن المنشئون} قطع صالح وكذا {ومتاعا للمقوين} والتمام {فسبح باسم ربك العظيم}. قال محمد بن عيسى {فلا أقسم بمواقع النجوم} {وإنه لقسم لو تعلمون عظيم} هذا التمام، وقال الأخفش: التمام {إنه لقرآن كريم} لأن المعنى أقسم بمواقع النجوم وإنه

لقرآن كريم، وخالفهما أبو حاتم فجعل التمام {تنزيل من رب العالمين}. قال أبو جعفر: وهذا القول الصحيح البين لأن تنزيل نعت القرآن {أنكم تكذبون} قطع صالح {ولكن لا تبصرون} مثله {ترجعونها إن كنتم صادقين} قطع كاف. قال أبو حاتم: ومن الكافي {فروح وريحان وجنة نعيم} وكذا عنده {فسلام لك من أصحاب اليمين} والتمام عنده {وتصلية جحيم} وكذا {إن هذا لهو حق اليقين} ثم آخر السورة ..

سورة الحديد

سورة الحديد {سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} قطع تام إن ابتدأت الخبر بعده {له ملك السموات والأرض} قطع كاف إن لم يجعل {يحيى} في موضع الحال واستأنفته والتمام {وهو على كل شيء قدير} وكذا {وهو بكل شيء عليم}. {ثم استوى على العرش} قطع كاف إن استأنفت الخبر بعده {يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها} قطع كاف والتمام عند أبي حاتم {وهو معكم أينما كنتم} وعند غيره {والله بما تعملون بصير} ويكفي عنده {له ملك السموات والأرض} والتمام {وإلى الله ترجع الأمور} إن استأنفت الخبر بعده والتمام بعده {وهو عليم بذات الصدور}.

{وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} كاف عند أبي حاتم وتمام على ما روى عن نافع والتمام عند غيره {لهم أجر كبير}. قال أحمد بن موسى {وما لكم لا تؤمنون بالله} تمام وغلط في هذا لأن ما بعده وإن كان مرفوعا بالابتداء فهو في موضع الحال والتمام {وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين} {ليخرجكم من الظلمات إلى النور} تام عند أبي حاتم والتمام عند غيره {وإن الله بكم لرؤوف رحيم} والتمام بعده على ما روى عن نافع {ولله ميراث السموات والأرض} والوقف بعده عند أبي حاتم {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل} وخولف في هذا لأن في الكلام حذفا يدل عليه ما بعده، والمعنى: لا يستوي منهم من أنفق من قبل الفتح وقاتل ومن أنفق من بعد الفتح وقاتل. وأكثر أهل التأويل أن هذا الفتح يوم الحديبية، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أنه قال لأصحابه ذلك اليوم ما في بعدكم قوم يحقرون أعمالكم مع أعمالهم، قالوا من قريش هم يارسول الله، قال: لا هم أهل اليمن، قالوا يا رسول الله أهم أفضل أم نحن، قال:

أنتم لو أنفق أحدهم جبل ذهب ما بلغ مد أجركم ولا نصيبه هذا الفضل بيننا وبين الناس ثم تلا {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل} وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يدخل أحد النار ممن بايع تحت الشجرة روى ذلك الليث عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم. {أولئك اعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا} قطع حسن والتمام {وكلا وعد الله الحسنى} وكذا {والله بما تعملون خبير} {وله أجر كريم} ليس بتمام لأن {يوم ترى} منصوب بما قبله. فمن النحويين من قال: المعنى وله أجر في ذلك اليوم ومنهم من قال: هو متعلق بوعد والوقف الكافي عند ابي حاتم {وبأيمانهم خالدين فيها} قطع صالح {ذلك هو الفوز العظيم} قطع كاف إن نصبت {يوما} بإضمار فعل وإن جعلته بدلا من يوم الذي قبله لم يقف على ذلك {هو الفوز العظيم} وكذا إن نصبته بالفوز. {أنظرونا نقتبس من نوركم} قطع كاف {فالتمسوا

نورا} {قطع حسن} {فضرب بينهم بسور له باب} تمام على ما روى عن نافع ورد ذلك أحمد بن موسى قال: لأنك إذا قلت عندنا رجل يعبد الله ويطيعه لم يحسن أن يقول عندنا رجل ثم تسكت والوقف عنده {وظاهره من قبله العذاب} قال وهو رأس الآية {ألم نكن معكم قالوا بلى} تمام على ما روى عن نافع والكافي بعده عند أبي حاتم {هي مولاكم} وعند غيره {وبئس المصير}. {وما نزل من الحق} قطع كاف إن جعلت {ولا يكونوا} نهيأ وإن جعلته معطوفا على ما قبله وهو البين كان الكلام متصلا والتمام {وكثير منهم فاسقون} وكذا {لعلكم تعقلون} وكذا {ولهم أجر كريم}. وقد اختلف أهل العلم من اهل التأويل وأهل العربية في الوقف على ما بعدها، قال أبو حاتم {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون} تام وتابع هذا القول استاذه الأخفش وهو قول يعقوب وكذا قال الفراء وتكلم على ما بعده مقطوع مما قبله قال: والشهداء الأنبياء صلى الله عليهم وهو قول عاصم وقال

بهذا جماعة من أهل التأويل أن التمام {أولئك هم الصديقون} كذا يروى عن ابن عباس. وقال مسروق: هي خاصة للصديقين، وقال الضحاك: : والشهداء منفصل مما قبله فهذا قول، وقال مجاهد هو متصل وكل مؤمن شهيد والكلام عنده متصل أي {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم} يقف ها هنا على هذا القول ويكون التمام {لهم أجرهم ونورهم}. واختار محمد بن جرير القول الأول لأن الشهيد عنده ليس بمعروف عنده أن يكون لكل مؤمن واحتج من خالفه بالأحاديث المسندة كما قريء على عمران بن موسى عن يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا ابن لهيعة عن زهرة بن معبد عن أبيه أنه كان يوما عند أبي هريرة فقال كلكم صديق أو شهيد او قال وشهيد، قالوا: أنظر ما يقول يا أبا هريرة قال اقرأوا هذه الاية {والذين آمنوا بالله ورسله} وقري على أحمد بن عمرو وعن محمد بن رزق الله الكلوذاني وعمر بن الخطاب السجستاني قالا: حدثنا الحكم بن رافع أبو اليمان حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين قال أحمد بن عيسى بن طلحة عن عمرو بن مره الجهني قال: جاء رجل من قضاعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني شهدت إلى أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت شهر رمضان وقمته وآتيت الزكاة، فقال رسول الله

صلى الله عليه وسلم: من يأت على هذا كان من الصديقين والشهداء. قال محمد بن جرير: حدثني صالح بن حرب أبو معمر قال حدثنا إسماعيل بن يحيى حدثنا ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن البراء بن عازب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مؤمنوا أمتى شهداء، قال ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم}. قال محمد بن جرير: والذي هو أولى الأوال عندي في ذلك بالصواب قول من قال الكلام والخبر على الذين آمنوا مثناه عند قوله {أولئك هم الصديقون} وقوله {والشهداء عند ربهم} خبر مبتدأ على الشهداء لأن ذلك هو الأغلب من معاينة بالظاهر والإيمان غير موجب في المتعارف للمؤمن اسم شهيدا لا بمعني غيره إلا أن يراد به أنه شهيد على ما أمر به وصدقه فيكون ذلك وجها وإن كان فيه بعض البعد لأن ذلك ليس بالمعروف من يعاينه إذا أطلق بغير وصل فتأويل والشهداء عند ربهم. والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أو هلكوا في سبيله عند ربهم لهم ثواب الله إياهم في الاخرة ونورهم. قال أبو حاتم {لهم أجرهم ونورهم} تام {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم} قطع تام {ثم يكون حطاما} تمام عند الأخفش وهو قول أبي حاتم. قال يعقوب: {وفي الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله

ورضوان} هذا القطع التام ثم قال الله جل وعز {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} وهو قول أبي حاتم {والله ذو الفضل العظيم} قطع تام، قال أبو حاتم {إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} وقف تام أو كاف، وقال الأخفش التمام {إن ذلك على الله يسير} وقد ورد هذا القولان لأن لام كي متعلقة بما قبلها. وقال أبو حاتم: ومن الوقف الجيد {ليكلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} {كل مختل فخور} قطع تام إن رفعت {الذين يبخلون} بالابتداء وإن رفعته على إضمار مبتدأ فهو قطع كاف وإن جعلته في موضع نصب بمعنى أعني وكذلك وإن جعلته في موضع نصب على البدل من كل لم يقف على فخور. {ويأمرون الناس بالبخل} قطع كاف والتمام {فإن الله هو الغني الحميد} وعن نافع {ومنافع للناس} ثم قال أبو جعفر: إن جعلت اللام التي في {وليعلم} متعلقة بفعل بعدها كان ومنافع للناس كافيا وإن جعلته وليعلم معطوفا على {ليقوم الناس بالقسط} لم يكن للناس كافيا وكفى الوقوف على

{ورسله بالغيب} والتمام {إن الله قوي عزيز} وكذا {وكثير منهم فاسقون}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة} فهذا الكافي من الوقف ثم قال الله جل وعز {ورهبانية ابتدعوها} قال الأخفش رأفة ورحمة تمام وكذا يروى عن نافع وقال نصير إن كان القول كما قال قتادة فالوقف {رأفة ورحمة} وقال أبو جعفر: الذي قال قتادة الرأفة والرحمة من الله جل وعز هم ابتدعوها الرهبانية {ورهبانية} منصوبة على ما قبلها لم يقف على {رحمة} وكان وقفه الكافي {إلا ابتغاء رضوان الله}. قال أبو حاتم: ومن الكافي {فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم} والتمام {وكثير منهم فاسقون} والوقف الجيد بعده عند أبي حاتم {ويغفر لكم}، قال أبو جعفر: وهذا عند غيره ليس بوقف لأن {لئلا يعلم أهل الكتاب} متعلق بقوله {يؤتكم كفلين من رحمته} قال قتادة لما أنزل الله جل

وعز {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته} حدهم أهل الكتاب فأنزل الله جل وعز {لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله} وفي حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة يؤتون أجورهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بكتابه ومحمد صلى الله عليه وسلم وعبد أطاع ربه جل وعز وأحسن عبادة سيدة ورجل له جارية أدبها فأحسن أدبها ثم أعتقها وتزوجها {يؤتيه من يشاء} قطع كاف والتمام آخر السورة.

سورة المجادلة

سورة المجادلة {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما} قطع صالح والتمام {إن الله سميع بصير} {ما هن أمهاتهم} قطع صالح وكذا {إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم} وكذا {ورورا} والتمام {إن الله لعفو غفور} {فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا} قطع صالح وكذا {ذلكم توعظون به} وكذا {والله بما تعملون خبير} {فصيام شهرين متتابعين من قبل ان يتماسا} قطع صالح {فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا} قطع كاف وكذا {وتلك حدود الله} والتمام {وللكافرين عذاب أليم}. وعن نافع {كبتوا كما كبت الذين من قبلهم} ثم قال غيره هو كاف وكذا {وقد أنزلنا آيات بنات} فأما {وللكافرين عذاب مهين} فليس بقطع كاف لأن {يوم

يبعثهم} منصوب بما قبله والكافي {أحصاه الله ونسوه} والتمام {والله على كل شيء شهيد} {يعلم ما في السموات وما في الأرض} قطع كاف وكذا {أين ما كانوا} وعن نافع {ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة} تم وقال غيره والتمام {إن الله بكل شيء عليم}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {لولا يعذبنا الله بما نقول} فهذا الكافي من الوقف ثم قال جل وعز {حسبهم جهنم يصلونها} كاف والتمام {فبئس المصير} وكذا {واتقوا الله الذي إليه تحشرون} {إلا بإذن الله} قطع كاف والتمام {وعلى الله فليتوكل المؤمنون} {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} قطع كاف والتمام {والله بما تعملون خبير} {فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} قطع كاف وكذا {ذلك خير لكم وأطهر} وكذا {فإن الله غفور رحيم} وكذا {بين يدي نجواكم صدقات} وكذا {وأطيعوا الله ورسوله} والتمام {والله خبير بما

تعملون} {ويحلفون على الكذب وهم يعلمون} قطع كاف وكذا {أعد الله لهم عذابا شديدا} وكذا {إنهم ساء ما كانوا يعملون} وكذا {فصدوا عن سبيل الله} والتمام {فلهم عذاب مهين}. {ولا أولادهم من الله شيئا} قطع كاف {أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} ليس بقطع كاف لأن {يوم يبعثهم} منصوب بما قبله والكافي {ويحسبون أنهم على شيء} وكذا {ألا إنهم هم الكاذبون} وكذا {أولئك حزب الشيطان} والتمام {ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}. {أولئك في الأذلين} قطع كاف وكذا {ورسلي} والتمام {إن الله قوي عزيز} {أو عشيرتهم} قطع حسن {ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه} قطع كاف وكذا {أولئك

حزب الله} والتمام آخر السورة. .

سورة الحشر

سورة الحشر {سبح لله ما في السموات ومافي الأرض وهو العزيز الحكيم} قطع تام وأول ما ذكره أبو حاتم من هذه السورة {هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر} وقال: كاف، وكذا عنده {ما ظننتم أن يخرجوا} والتمام عند الأخفش {وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله} والتمام على ما روى عن نافع {فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا}. وخولف في هذا لأن {وقذف} معطوف على فأتاهم والتمام عند الأخفش {فاعتبروا يا أولى الأبصار} والمعنى عند الفراء يا أولى العقول ثم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم} فإنه قطع تام على قول من قال المعنى {ما آتاكم الرسول فخذوه}. عام. وعلى قول من قال هذا في الغنائم يكون {بين الأغنياء منكم} كافيا {وما نهاكم عنه فانتهوا} قطع كاف {واتقوا الله إن الله

شديد العقاب} من أصحاب التمام من قال هذا تام والمعنى يكون الفقراء ومنهم من قال ليس بتمام ولكنه كاف لأن المعنى كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم ولكن الفقر يكون للفقراء المهاجرين ومنهم من قال ليس بتمام ولا كاف لأنه بدل بإعادة الحرف {وينصرون الله ورسوله} كاف على أن تبتديء بما بعد الاية فإن ابتدأت ما بعدها فالتمام {أولئك هم الصادقون} وإن جعلت ما بعدها معطوفا فالكلام متصل. قال أحمد بن موسى {ولو كان بهم خصاصة} تام وكذا روى عن نافع وهو قول أبي حاتم {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} تمام إن ابتدأت ما بعد الاية وإن جعلته معطوفا فليس بتمام ولا كاف وقول أهل التفسير على أنه معطوف على ما قبله أي والذين جاءوا من بعدهم وهذا قول مالك بن أنس وهو مشهور من قوله قال ليس لأحد ممن شتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيب في الفيء لأن الله قال جل وعز {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ... } الاية، والتمام عند الأخفش {ربنا إنك رؤوف رحيم}. {وإن قوتلتم لننصرنكم} قطع كاف ثم القطع على رؤوس

الآيات كاف إلى {أو من وراء جدار} فإنه قطع تام {بأسهم} مرفوع بالابتداء والخبر {بينهم} والقطع الكافي {وقلوبهم شتى} والتمام {ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} إن ابتدأت ما بعده. قال الأخفش {كمثل الذين من قبلهم قريبا} هذا تمام الكلام أي حدثنا ثم قال الله جل وعز {ذاقوا وبال أمرهم} قال أبو جعفر: وقول أهل التأويل يدل على ما قال الأخفش، قال مجاهد {الذين من قبلهم} كفار قريش يوم بدر. قال أبو حاتم {ذاقوا وبال أمرهم} كاف {ولهم عذاب أليم} كاف إن ابتدأت ما بعده {إني أخاف الله رب العالمين} قطع حسن وكذا {خالدين فيها} والتمام {وذلك جزاء الظالمين}. {ولتنظر نفس ما قدمت لغد} قطع كاف والتمام {إن الله خبير بما تعملون} {فأنساهم أنفسهم} قطع تام والتمام {أولئك هم الفاسقون} والتمام بعده عند أحمد بن موسى وأبي حاتم {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب

الجنة} وعند غيرهما {أصحاب الجنة هم الفائزون} {لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} قطع كاف والتمام {وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون} {عالم الغيب والشهادة} قطع كاف والتمام {هو الرحمن الرحيم} {العزيز الجبار المتكبر} قطع كاف والتمام آخر الاية {له الأسماء الحسنى} قطع كاف والتمام آخر السورة ..

سورة الممتحنة

سورة الممتحنة فيها اختلاف كثير قال أبو حاتم ليس من أولها وقف تام إلى {وما أعلنتم} قال أبو جعفر: وهذا القول صحيح على مذهب أكثر أهل التأويل لأن المعنى عندهم {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} {إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي}. وقال محمد بن عيسى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} قال بعضهم تمام الكلام، وقال زهير إن جعلت تلقون توقيتا لأولياء أي نعت كرهت الوقوف على أولياء وإن جعلته مبتدأ وخبرا جاز وقوفك على أولياء، وقال القتيبي {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} تم الكلام. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {يخرجون الرسول وإياكم} فهذا الوقف الكافي وقال أبو حاتم {يخرجون الرسول وإياكم} وقف بيان، وقال القتبي {يخرجون الرسول وإياكم} تم الكلام أي يخرجون الرسول ويخرجون الرسول ويخرجونكم بإيمانكم. قال أبو جعفر: وهذا كلام متناقض لأنه إن كان المعنى يخرجون

الرسول ويخرجونكم بإيمانكم فالكلام متصل والتمام عند أحمد بن موسى وأبي حاتم {بما أخفيتم وما أعلنتم} وعند غيرهما {وأن تؤمنوا بالله ربكم} قال أبو جعفر: وهذا على أن يكون {إن كنتم} متعلقا بأول السورة ويكون المعنى إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي فلا تلقوا إليهم بالمودة ويكون هذا محذوفا. {ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل} قطع حسن، {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعدا ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء} قال أبو حاتم: كاف جيد والتمام عنده وعند أحمد بن موسى {وودوا لو تكفرون} والتمام بعده عنده {لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم} وعند غيره {يوم القيامة يفصل بينكم} وكذا {والله بما تعملون بصير} قال يعقوب: ْ ومن الوقف {حتى تؤمنوا بالله وحده} فهذا الكافي من الوقف ثم قال الله جل وعز {إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك} وقال أبو حاتم: وزعم المفسرون أن قول الله جل وعز {حتى تؤمنوا بالله وحده} تمام وليس كما قالوا لأن بعده {إلا قول إبراهيم لأبيه} مستثني من قوله جل وعز {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه} فالمعنى:

إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك فليس لكم في ذلك أسوة فأنزل الله جل وعز {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} يقول فلا تتأسوا بأن تستغفروا للمشركين، وقول أبي حاتم هذا حسن إلا ما حكاه عن المفسرين فإنهم على قوله الذي قاله وأكثرهم. قال مجاهد وعطاء الخرساني وقتادة في معنى {إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك} تتأسوا ولا تأثموا بهذا فتستغفروا للمشركين، وقال غيرهم أي لا تستغفروا للمشركين فقد علمتم أنهم أعداء الله إن استغفار إبراهيم لأبيه إنما كان عن موعدة، وقيل: المعنى هجر إبراهيم قومه وباغضهم إلا في قوله لأبيه لأستغفرن والتمام {وما أملك لك من الله من شيء} وكذا {إنك أنت العزيز الحكيم} {لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} قطع حسن والتمام {ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد} {أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة} قطع حسن والتمام {والله غفور رحيم} وكذا {إن الله يحب المقسطين}.

{أن تولوهم} قطع كاف والتمام {ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون} قال محمد بن عيسى {إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن} تمام الكلام وقال نصير: أكره أن أقف على النون الثقيلة {والله أعلم بإيمانهن} قطع كاف وكذا {وليسألوا ما أنفقوا} وكذا {ذلكم حكم الله يحكم بينكم} {والله عليم حكيم} وكذا رؤوس الآيات إلى آخر السورة.

سورة الصف

سورة الصف {سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم} قطع تام، قال أحمد بن موسى {أن تقولوا ما لا تفعلون} تمام وقال غيره التمام {كأنهم بنيان مرصوص} {رسول الله إليكم} قطع كاف والتمام {والله لا يهدي القوم الفاسقين} على أن تضمر فعلا. وعن نافع {يأتي من بعدي اسمه أحمد} تم والتمام عند غيره {قالوا هذا سحر مبين} {وهو يدعى إلى الإسلام} قطع كاف والتمام على أواخر الايات إلى {تنجيكم من عذاب أليم} فإنه غير تمام في قول من جعل {تؤمنون} تبيينا للتجارة وتمام على قول محمد بن يزيد قال تؤمنون بمعنى آمنوا

وفيه معنى {الأمر} أم كما قريء {لا تضار والدة بولدها} وفي حرف عبد الله آمنوا واستدل أبو العباس على أنه بمعنى الأمر لأن بعده {يغفر لكم} جزم لأنه جواب الأمر. {ومساكن طيبة في جنات عدن} قطع كاف، {ذلك الفوز العظيم} تمام على قول الفراء والتقدير عنده ولكم أخرى وليس بتمام على قول الأخفش لأن وأخرى عنده في موضع خفض يعطفها على تجارة {وأخرى تحبونها} قطع كاف على قول الأخفش والتقدير عنده هي {نصر من الله} وليس بكاف على قول الفراء لأن نصرا تبيين لأخرى {وبشر المؤمنين} قطع تام. وعن نافع {نحن أنصار الله} تم وهو كاف عند أبي حاتم وكذا {وكفرت طائفة} والتمام آخر السورة.

سورة الجمعة

سورة الجمعة {يسبح لله ما في السموات وما في الأرض} قطع كاف على قراءة أبي وائل شفيق بن سلمة فإنه قرأ {الملك القدوس العزيز الحكيم} بالرفع ومن قرأ بالخفض فوقفه {العزيز الحكيم} إذا رفع {هو} بالابتداء وإن جعل هو توكيد للمضمر وجعل {الذي} بدلا من الحكيم فوقفه {وآخرين منهم لما يحلقوا بهم}. قال الأخفش: هذا تمام الكلام، وقال محمد بن عيسى {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} قال بعضهم تم الكلام وخولف في هذا لأن {يتلوا} نعت لرسول فأما {وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} فليس بتمام ولا كاف لأن {وآخرين} معطوف على الأميين، والمعنى هو الذي بعث في الأميين وفي آخرين لم يحلقوا بهم رسولا وقيل المعنى يعلمهم ويعلم آخرين وقيل يزكيهم ويزكي آخرين.

قال أبو جعفر: وأهل التأويل على القول الأول {وهو العزيز الحكيم} قطع حسن والتمام {والله ذو الفضل العظيم} {كمثل الحمار يحمل أسفارا} كاف عند أبي حاتم وكذا عنده {بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله} تم القطع على رؤوس الآيات تمام إلى {وذروا البيع} فإنه قطع كاف {ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} قطع حسن والتمام {لعلكم تفلحون}. قال محمد بن عيسى {وتركوك قائمًا} تمام الكلام وقال غيره هو كاف وكذا {من اللهو ومن التجارة} والتمام آخر السورة.

سورة المنافقين

سورة المنافقين {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله} عن نافع تم وابن عبيد يذهب إلى أن انقطاع الكلام {والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} ثم ابتدأ {اتخذوا أيمانهم جنة} وهي أيمانهم المذكورة في سورة براءة. قال أبو جعفر: وهذا قول أكثر أهل التأويل من ذلك خلفهم {يحلفون بالله ما قالوا} وكذا {ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم} إلا شيئا يروى عن إبراهيم النخعي أن الكلام متصل، أي اتخذوا أيمانهم جنة في قولهم: يشهد إنك لرسول الله، وليس هذا عند الفقهاء بيمين {إنهم ساء ما كانوا يعملون} قطع تام على أن تبتديء ما بعده وكذا {فهم لا يفقهون}. وقال أبو حاتم {يحسبون كل صيحة عليهم} تام، وعن نافع

{هم العدو} تم قال أحمد بن موسى {فاحذرهم} تمام {أنى يؤفكون} قطع تام {وهم مستكبرون} قطع تام ثم قال جل وعز {سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم} والكلام متصل إلى {إن الله لا يهدي القوم الفاسقين}. وقال أبو حاتم {حتى ينفضوا} تام {ولكن المنافقين لا يفقهون} قطع كاف على أن تستأنف ما بعده والتمام عند أبي حاتم {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل}. قال: ومن الوقف {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} وقال غيره التمام {ولكن المنافقين لا يعلمون} والكافي عنده {يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله} {فأولئك هم الخاسرون} قطع تام على أن تبتديء ما بعده {فأصدق وأكن من الصالحين} قطع حسن والتمام آخر السورة.

سورة التغابن

سورة التغابن {يسبح لله ما في السموات وما في الأرض} قطع صالح وكذا {له الملك وله الحمد} والتمام {وهو على كل شيء قدير} ثم قال جل وعز {هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن} قطع صالح والتمام {والله بما تعملون بصير} على أن تبتديء ما بعده {خلق السموات والأرض وصوركم فأحسن صوركم} قطع كاف والتمام {وإليه المصير} على أن تبتديء ما بعده {يعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون} قطع صالح والتمام {والله عليم بذات الصدور} ثم قال جل وعز {ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم} ليس بقطع كاف لأن الكلام متصل والتمام {ولهم عذاب أليم} ثم قال جل وعز {ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا

أبشر يهدوننا} تام عند أبي حاتم {فكفروا وتولوا واستغنى الله الله غني حميد} فهذا التمام وعن نافع {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى} تم وكذا عنده {وربي لتبعثن}. قال أبو جعفر: ومن نصب {يوم يجمعكم} {يبعثن} فالكلام عنده متصل، قال أحمد بن موسى {والنور الذي أنزلنا} تمام الكلام والتمام بعده عن نافع وأحمد بن موسى وأبي حاتم {ذلك يوم التغابن} {خالدين فيها} قطع كاف والتمام {ذلك الفوز العظيم} {خالدين فيها} قطع كاف والتمام {وبئس المصير} {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله} تمام عند أحمد بن موسى وأبي حاتم قال {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} تام جيد {والله بكل شيء عليم} قطع تام {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول} قطع صالح والتمام {فإنما على رسولنا البلاغ المبين} وكذا {وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.

قال محمد بن عيسى {يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم} تمام وقال غيره هو كاف وكذا {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم} {والله عنده أجر عظيم} قطع حسن والتمام عند أبي حاتم وأحمد بن موسى {خيرا لأنفسكم} وعند غيره {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} {والله شكور حليم} ليس بتمام إن جعلت ما بعده خبرا بعد خبر أو بدلا والتمام آخر السورة. .

سورة الطلاق

سورة الطلاق } يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة {هذا القطع الكافي عند أبي حاتم، ثم يبتديء {واتقوا الله ربكم} أي في أن لا تخرجوهن من بيوتهن، قال أبو جعفر: ويدل على هذا صحة هذا القول أنه ليس في نص التأويل واو إنما هؤلاء يخرجوهن ويجوز أن يكون الوقف {واتقوا الله ربكم} أي في أن يطلقوا للعدة أي في الطهر الذي لم تجامعوا فيه وإن تحصوا العدة ويجوز أن يكون الوقف {وأحصوا العدة} ثم يبتديء {واتقوا الله ربكم} ويقف أيضا على هذا ويكون المعنى واتقوا الله في اجتناب معاصيه كلها. قال أبو حاتم {إلا أن يأتين بفاحشة مبينة} كاف وكذا {وتلك حدود الله} والتمام عنده {فقد ظلم نفسه} وكذا {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} {وأشهدوا ذوي عدل منكم} قطع كاف لأن هذا مخاطبة للمشهدين {وأقيموا

الشهادة لله} مخاطبة للمشهدين أي إذا شهدتم وإذا أديتم الشهادة والتمام عند أبي حاتم {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر}. {ويرزقه من حيث لا يحتسب} تمام عند أحمد بن موسى وكاف عند أبي حاتم والتمام عنده {فهو حسبه} وكذا مذهب أهل التأويل والمعنى عندهم إن الله بالغ أمره توكل العبد أو لم يتوكل إلا أنه إذا توكل كفرت عنه سيئاته وأعظم له الأجر. {فقد جعل الله لكل شيء قدرًا} قطع تام أي: قد جعل لكل شيء أجلا واحدا من الطلاق والعدة وغيرهما، والتمام عند الأخفش وأبي حاتم والقتبي {واللائي لم يحضن وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} قطع تام عند أبي حاتم {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} قطع حسن والتمام عند أبي حاتم {ذلك أمر الله أنزله إليكم .. ويعظم له أجرا} قطع تام {وأتمروا بينكم بمعروف} كاف عند أبي حاتم {ذلك أمر الله أنزله إليكم ويعظم له أجرا} قطع تام. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى} فهذا الوقف التام ثم قال جل وعز

{لينفق ذو سعة من سعته} وهذا أيضا تام عند أبي حاتم وكذا {إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا} قطع تام. وعن نافع {فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا} وهو قول أبي حاتم، قال القتبي {قد أنزل الله إليكم ذكرا} تمام، وقال الكسائي {ذكرا} رأس آية ثم يبتديء {رسولا} أي أرسل رسولا أو بعث رسولا. قال أبو جعفر: في نصب رسول خمسة أقوال: منها هذا الذي ذكره الكسائي وعليه يكون الوقف على ذكرا وعلى الأقوال الأربعة لا ينبغي أن يقف على ذكرا فمنها أن يكون رسولا بدلا من ذكرا أو يكون رسولا معنى رسالة كما قال: ولا أرسلتهم برسول. قال السدي: ذكرا هو القرآن ويجوز أن يكون المعنى قد أنزل الله لكم ذكرا ذا رسول مثل {واسأل القرية} ويجوز أن يكون التقدير واذكر، والجواب الخامس لطيف حسن يكون التقدير قد أنزل الله إليكم ذكرا مع رسولا فيكون مفعولا معه كما يقال استوى الماء والخشبة وجاء الشتاء والطيالسة {من الظلمات إلى النور} تمام عند أبي حاتم. قال محمد بن عيسى {قد أحسن الله له رزقا} تم الكلام

{الله الذي خلق سبع سموات} قطع كاف على قراءة من قرأ {ومن الأرض مثلهن} وقال أبو حاتم {ومن الأرض مثلهن} كاف والتمام آخر السورة ..

سورة التحريم

سورة التحريم {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} قال محمد بن عيسى: تم الكلام وقال غيره هذا خطأ لأن {تبتغي} في موضع الحال قد عمل فيه ما قبله وقال أبو حاتم {تبتغي مرضات أزواجك} كاف {والله غفور رحيم} قطع تام {والله مولاكم} قطع كاف والتمام {وهو العليم الحكيم}. {فلما نبأها به قالت من أنبأك} هذا قطع كاف والتمام {قال نبأني العليم الخبير.}. قال يعقوب: ومن الوقف قول الله جل وعز {فإن الله هو مولاه} فهذا الكافي من الوقف ثم قال {وجبريل} على الابتداء، وعن نافع {فإن الله هو مولاه} ثم قال أبو جعفر: وللفراء في هذا قولان: أحدهما هذا القول، والآخر أن التمام {وصالح المؤمنين} وهذا القول أحب إليه لأن بعده

{والملائكة بعد ذلك ظهير} والمعنى عنده بعد نصره هؤلاء وظهير بمعنى الجمع {ثيبات وأبكارا} تام عند الأخفش والتمام بعده {ويفعلون ما يؤمرون} وعن نافع {لا تعتذروا اليوم} تم وقال غيره التمام {إنما تجزون ما كنتم تعملون}. قال محمد بن عيسى {والذين آمنوا معه} تم الكلام وكذا يروى عن نافع والتمام عند غيرهما {إنك على كل شيء قدير}. قال أبو حاتم {ومأواهم جهنم} كاف قال غيره التمام {وبئس المصير} {فخانتاهما} قطع كاف، والتمام {وقيل ادخلا النار مع الداخلين} ثم آخر السورة.

سورة الملك

سورة الملك أول ما ذكر أصحاب التمام من هذه السورة قوله جل وعز {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} إنه كاف وهذا هو البين إلا أنه يجوز أن يقف على {وهو على كل شيء قدير} ويكون المعنى {هو الذي خلق الموت والحياة} أو بمعنى أعني وكذا {وهو العزيز الغفور} والتمام {خاسئا وهو حسير} قال ابو حاتم {وجعلناها رجوما للشياطين} كاف والتمام عنده {وأعتدنا لهم عذاب السعير} على قراءة من قرأ {وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم} فرفع، ومن نصب لم يقف على {وأعتدنا لهم عذاب السعير} وكان وقفه الكافي {وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم} والتمام {وبئس المصير}. وقال أبو حاتم {تكاد تميز من الغيظ} تام {إلا في ضلال كبير} قطع تام، قال أبو حاتم {في أصحاب

السعير} {فاعترفوا بذنبهم} كاف {فسحقا لأصحاب السعير} قطع تام وكذا {وآجر كبير} وكذا {إنه عليم بذات الصدور} وكذا {وهو اللطيف الخبير}. قال أبو حاتم {وكلوا من رزقه وإليه المصير} قطع تام والكلام متصل إلى {أن يرسل عليكم حاصبا} فإنه قطع كاف والتمام {فستعلمون كيف نذير} وكذا {فكيف كان نكير}. {فوقهم صافات} قطع كاف إن ابتدأت {ويقبضن} والتمام على ما روى عن نافع {ويقبضن} وهو قول محمد بن عيسى والقتبي وأبي حاتم إلا أنه قال وأتم منه {ما يمسكهن إلا الرحمن} والتمام عند غيره {إنه بكل شيء بصير} {ينصركم من دون الرحمن} والتمام {إن الكافرون إلا في غرور}. {إن أمسك رزقه} قطع كاف والتمام {بل لجوا في عتو

ونفور} وكذا {على صراط مستقيم} قال محمد بن عيسى {وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة} تم الكلام والتمام عند غيره {قليلا ما تشكرون} وكذا {وإليه تحشرون} وكذا {وإنما أنا نذير مبين} وكذا {الذي كنتم به تدعون} وكذا {من عذاب أليم} ثم يبتديء {قل هو الرحم آمنا به وعليه توكلنا} هذا قطع كاف والتمام {فستعلمون من هو في ضلال مبين} ثم آخر السورة ..

سورة القلم

سورة القلم. {نون} قطع كاف على قراءة عيسى بن عمر أنه قرأ بفتح النون الآخرة ويكون بمعى أتل نون، والتمام {وإنك لعلى خلق عظيم}. قال محمد بن يزيد: قال لي المازني {فستبصر ويبصرون} تمام والتمام عند غيره {بأبيكم المفتون} وكذا {وهو أعلم بالمهتدين} {المكذبين} قطع كاف إن ابتدأت النهي بعده وكذا {فيدهنون} وإن جعلت {ولا تطع} عطفا على {فلا تطع المكذبين} فالكلام متصل {عتل بعد ذلك زنيم} على قراءة أبي جعفر وحمزة لأنهما يقرآن {أن

كان ذا مال وبنين} إن كان ذا مال وبنين يفعل هذا .. وقيل المعنى إن كان ذا مال وبنين يطيعه الناس على التوبيخ وعلى قراءة شيبة ونافع وأبي عمرو والكسائي لا يتم الكلام على زنيم لأنهم يقرءون إن كان والمعنى لأن كان فهو متصل بما قبله، وزعم الفراء أن في قراءة عبد الله {ولا تطع كل حلاف مهين} إن كان ذا مال وبنين. {قال أساطير الأولين} كاف والتمام {سنسمه على الخرطوم} والأخفش يقول التمام {ولا يستثنون} {فأصبحت كالصريم} قطع كاف وكذا {إن كنتم صارمين} وكذا {أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين} وكذا {على حرد قادرين} {قالوا إنا لضالون} قطع كاف على قول قتادة لأن الكلام عنده غير متصل. قال قتادة: لما رأوا الزروع قد احترقت قالوا إنا لضالون الطريق ليست جهتنا

قال بعضهم {بل نحن محرومون} حرمنا جنتنا لما صنعناه {لولا تسبحون} قطع حسن والتمام {إنا إلى ربنا راغبون} {كذلك العذاب} كذا روى عن نافع وهو قول أبي حاتم {لو كانوا يعلمون} قطع تام وكذا {جنات النعيم} {ما لكم كيف تحكمون} قطع كاف {أم لكم كتاب فيه تدرسون} {إن لكم فيه لما تخيرون} فلما أدخلت اللام كسر إن والمعنى أم لكم كتاب فيه تدرسون أن المسلم والمجرم واحد {أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة} ليس بقطع كاف وهو مثل الأول أي أم لكم أيمان علينا تنتهي لكم إلى يوم القيامة {إن لكم لما تحكمون} {سلهم أيهم بذلك زعيم} قطع كاف وكذا {إن كانوا صادقين}. وعن نافع {فلا يستطيعون} تم وهو قول الأخفش والقتبي {ترهقهم ذلة} قطع كاف والتمام {وهم

سالمون} {وأملي لهم} قطع كاف وكذا رؤوس الآيات إلى آخر السورة.

سورة الحاقة

سورة الحاقة {الحاقة ما الحاقة} قطع كاف لأنه مبتدأ وخبره والتمام {وما أدراك ما الحاقة} والكافي بعده {كذبت ثمود وعاد بالقارعة} والتمام {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية} إلا على قول نصير فإنه لا يتم الكلام عنده حتى يأتي بالثاني {سخرها عليهم سبع ليال}، عن نافع ثم قال أبو جعفر: وهذا لا معنى له لم يسخرها عليهم سبع ليال فقط {وثمانية أيام حسوما} قطع كاف والتمام {كأنهم أعجاز نخل خاوية} وأتم منه {فهل ترى لهم من باقية} {فعصوا رسول ربهم} قطع كاف والتمام {فأخذهم أخذة رابية} {وتعيها أذن واعية} قطع تام {فإذا نفخ في الصور نفخة

واحدة} ليس فيه وقف حتى يأتي بالجواب إذا وهو {فيومئذ وقعت الواقعة} وليس هذا أيضا وقفا لأن {وانشقت} معطوف على وقعت {فهي يومئذ واهية} قطع كاف إن ابتدأت ما بعده ولم تجعله في موضع الحال وكذا {والملك على أرجائها} وكذا {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} والتمام {يومئذ تعرضون لا تخفي منكم خافية} والتمام عند أبي حاتم {بما أسلفتم في الأيام الخالية} {هلك عني سلطانيه} قطع كاف. قال أبو حاتم {ولا يحض على طعام المسكين} كاف {لا يأكله إلا الخاطئون} قطع كاف والتمام عند القتبي {وما هو بقول شاعر} فهذا كاف عند أبي حاتم وخولفا في ذلك لأن {ولا بقول} معطوف على بقول شاعر والتمام {ولا بقول كاهن} وكذا {قليلا ما تذكرون} وكذا {تنزيل من

رب العالمين} {فما منكم م أحد عنه حاجزين} قطع كاف وكذا {للمتقين} والأحسن أن تصل {وإنا لنعلم أن منكم مكذبين} بما بعده لأن المعنى عند بعض أهل التفسير وأن التكذيب يوم القيامة لحسرة وندامة على الكافرين {وإنه لحق اليقين} قطع كاف والتمام آخر السورة ..

سورة سأل

سورة سأل {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين} روى عن نافع ثم قال أبو حاتم {ذي المعارج} كاف والتمام {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} وكذا {فاصبر صبرا جميلا} وكذا {إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا} قطع حسن لأن {يوم} ليس منصوبا بما قبله والتقدير عند النحويين أجدر {يوم تكون السماء كالمهل} والوقف الكافي {ولا يسأل حميم حميما} والتمام عند أبي حاتم {يبصرونهم} وعن نافع {ثم ينجيه كلا} تم. قال أحمد بن موسى {ثم ينجيه كلا} تمام أي لا ينجيه وهو أيضا تمام عند الأخفش سعيد وعند أبي حاتم إلا أن أبا حاتم ذكر الوقف

قبل كلا في جميع القرآن، قال ثم يستأنف كلا معنى {كلا إنها لظى} قطع كاف على ما روى عن عاصم أنه قرأ {نزاعة} بالنصب ويكون العامل في نزاعة تدعو على أن محمد بن يزيد قد قال هذا لحن لأنها لا يكون إلا هكذا ومن قرأ نزاعة بالرفع بمعنى هي نزاعة صلح أن يقف على {أنها لظى} ومن جعل نزاعة رفعها على أنها خبر ثاني عن {إن} لم يقف على ما قبلها وكذا إن جعل لظى بدلا من إسم إن وجعلت نزاعة خبر إن وكذا إن جعل لظى خبر إن ورفع نزاعة على أنه بدل من لظى وكذا إن جعل قوله إنها كناية عن القصة والكوفيون يقولون عماد ويرفع لظى ونزاعة على أنها ابتداء وخبر فعلى هذا كله لا يقف على أنها لظى {تدعو من أدبر وتولى} {وجمع فأوعى} قطع تام لا على قول من قال التقدير تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى {إلا المصلين} {إن الإنسان خلق هلوعا} {إذا مسه الشر جزوعا} {وإذا مسه الخير منوعا} ليس بتمام لأن بعده استثناء من الإنسان والإنسان بمعنى الناس فهذا قول الفراء {والمصلين ليس بتمام أيضا لأن ما بعده نعت للمصلين والتمام

{أولئك في جنات مكرمون} {عن اليمين وعن الشمال عزين} قطع كاف والتمام على ما روى عن نافع {أيطمع كل امريء منهم أن يدخل جنة نعيم كلا} والتمام عند غيره {مما يعلمون} وكذا {وما نحن بمسبوقين} {يومهم الذين يوعدون} ليس بتمام لأن {يوم يخرجون} بدل من يومهم إلى {نصب يوفضون} كاف إن نصبت {خاشعة} بترهقهم والقطع الكافي {ترهقهم ذلة} والتمام آخر السورة.

سورة نوح عليه السلام

سورة نوح عليه السلام {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم} قطع كاف، والتمام {ويؤخركم إلى أجل مسمى} ثم قال جل وعز {إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون} تمام أيضا. وزعم الأخفش أن {ثم إني دعوتهم جهارا} تمام أيضا، وقال غيره ليس بتمام لأن الكلام متصل ولكن} ويجعل لكم أنهارا {قطع حسن والكافي عند أبي حاتم {وجعل الشمس سراجا} وكذا عنده {ويخرجكم إخراجا} وكذا عنده {ولتسلكوا منها سبلا فجاجا} والتمام عند الأخفش وأبي حاتم {ولا يغوث ويعوق ونسرا} وكذا روى عن نافع {وقد أضلوا كثيرا}

تام عند أبي حاتم {إلا ضلالا} كاف عند أبي حاتم، وكذا عنده أيضا {أنصارا} والكافي بعده عنده {وللمؤمنين والمؤمنات} والتمام آخر السورة.

سورة الجن

سورة الجن قال أبو جعفر: قريء على محمد بن يحيى بن سليمان عن محمد بن سعدان النحوي قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة أنه كان يقرأ كل شيء في سورة الجن من أنا وأنه بنصف الألف. قال أبو جعفر: هذا قراءة يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي بفتح الهمزة إلا ما كان بعد لقول فإنهم يكسرون فيه الهمزة وكذا روى ابو عمر عن عاصم وأما نافع فكان يكسر الهمزة في جميع السورة إلا في ثلاثة مواضع وهو {قل أوحي إلي أنه} وكذا {وألو استقاموا على الطريقة} وكذا {وإن المساجد} وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع بكسر الهمزة فيها كلها إلا في سبعة مواضع منها الثلاثة التي قرأ بها نافع والأربعة {وأنه تعالى جد ربنا} {وكذا} {وأنه كان يقول سفيهنا} وكذا {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} وكذا {وأنه كان رجال من الإنس}.

وروى أبو بكر بن عياش عن عاصم مثل قراءة نافع وقراءة الحسن وأبي عمرو وكقراءة نافع إلا {وأنه لما قام عبد الله} قال أبو جعفر: وإنما ذكرنا كل ما بلغنا من القراءات في هذه السورة لأن من أراد أن يعرف القطع والائتناف فيها احتاج إلى معرفة القراءات فيها، فأما قراءة حمزة ومن ذكرناه معه فأكثر النحويين يذهب إلى أنه لا يجوز القراءة بها لأن المعنى على خلاف قراءته وتأولوا إنه إنما فتح أنا وأنه لأنه معطوف على {قل أوحي إلي أنه} فقالوا لا يصح المعنى لأنه جعل كلام الجن معطوفا على ما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو جعفر: وهذا طعن على ما روته جماعة وقرأ به أئمة نقتدي بهم منهم علقمة ويحيى بن وثاب وقال من خالفهم القراءة جائز وليس الأمر كما ذهب إليه ولكن التقدير {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا} وأما {أنه تعالى جد ربنا} فعلى هذا التقدير يصلح الوقف على {ولن نشرك بربنا أحدا} ثم يصلح الوقف على رؤوس الايات إلى {ماء غدقا} فإنه لا يصلح الوقوف عليه لأن بعده لام كي وعلى قراءة نافع إن قدرت المعنى في وأنه يكون معطوفا على {إنا سمعنا قرآنا عجبا} لم يصلح الوقوف على رؤوس الآيات وإن قدرته على إضمار وقالوا فالقول فيه كما في قراءة حمزة ومن تابعه وكذا

على قراءة الحسن وأبي عمرو والتمام {لنفتنهم فيه} وكذا {عذابا صعدا} وليس وأن المساجد معطوفا على ما قبله والتقدير عند الخليل وسيبويه {وأن المساجد لله} تم القطع على رؤوس الآيات كاف إلى {ملتحدا} فإنه ليس بقطع كاف والتمام {ورسالاته} وكذا {خالدين فيها أبدا} وكذا {أقل عددا} {أم يجعل له ربي أمدا} كاف إن جعلت التقدير هو {عالم الغيب} وليس {فلا يظهر على غيبة أحدا} قطع كاف والتمام آخر السورة.

سورة المزمل

سورة المزمل عن نافع {يا أيها المزمل} {قم الليل إلا قليلا} {مصفه أو انقص منه قليلا} {أو زد عليه} تم، وقال غيره التمام {ورتل القرآن ترتيلا} وكذا {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} وكذا {إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا} {سبحا طويلا} قطع صالح ومن قرا {رب المشرق} بالرفع وهي قراءة أهل المدنية وأبي عمرو كفاه أن يقف {وتبتل إليه تبتيلا} ومن قرأ {رب المشرق والمغرب} بالخفض وهي قراءة الحسن وأهل الكوفة لم يقف على {وتبتل إليه تبتيلا} والتمام {ومهلهم قليلا} {وطعاما ذا عصة وعذابا أليما} ليس بوقف كاف لأن {يوم ترجف الأرض

والجبال} متعلق بما قبله والتمام {وكانت الجبال كثيبا مهيلا} وكذا {فأخذناه أخذا وبيلا} وعن نافع إن التمام {فكيف تتقون إن كفرتم} وغلط في هذا جماعة منهم أبو حاتم لأن المعنى عندهم {فكيف يتقون يوما يجعل الولدان شيبا} لشدته وهو له فكيف تتقونه إن كفرتم والحجة لنافع أن يكون المعنى الله يجعل الوالدان شيبا يوما. قال أبو حاتم: الوقوف التام {السماء منفطر به} أي في ذلك اليوم أو في ثم ابتدأ {كان وعده مفعولا} تام، {فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا} قطع تام {وطائفة من الذني معك} قطع كاف وكذا {فاقرءوا ما تيسر من القرآن} وكذا {يقاتلون في سبيل الله} وكذا {قاقرءوا ما تيسر منه} وكذا {وأقرضوا الله قرضا حسنا} وكذا {هو خيرا وأعظم أجرا} والتمام آخر السورة.

سورة المدثر

سورة المدثر قال أبو حاتم {يا أيها المدثر قم فأنذر} كاف وكل آية بعدها كافية حتى يبلغ {ولربك فاصبر} فذلك وقف جيد جامع هذا كلام أبي حاتم. وقال غيره الآيات بعضها معطوف على بعض إلا أن يقطع بعضها من بعض {على الكافرين غير يسير} قطع تام، وعن نافع {ثم يطمع أن أزيد كلا} وهو قول أبي حاتم غير أنه أجاز الوقف على أن أزيد ثم يبتديء كلا بمعنى إلا فعلى قوله يجوز الوقف على ما قبل كلا في القرآن {سأرهقه صعودا} قطع كاف والتمام عند ابي حاتم {سأصليه سقر} {لا تبقي ولا تذر} قطع كاف والتقدير {لواحة للبشر} كاف أيضا والتمام {عليها تسعة عشر} وكذا {بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء

ويهدي من يشاء} وكذا {وما يعلم جنود ربك إلا هو} والتمام {وما هي إلا ذكرى للبشر} {إنها لإحدى الكبر} قطع كاف على قول على بن سليمان وليس بكاف على قول من جعل نذيرا حالا من إسم إن أو من المضمر في قم أو نصبه على القطع أو جعله مصدرا {نذيرا للبشر} ليس بقطع كاف لأن {لمن} بدل من البشر لإعادة الحرف والتمام {أن يتقدم أو يتأخر} {في سقر} قطع كاف وكذا {حتى أتانا اليقين} وكذا {شفاعة الشافعين} والتمام {فما لهم عن التذكرة معرضين}. {فرت من قسورة} قطع كاف {أن يؤتى صحفا منشرة} قطع كاف ويكون المعنى إلا {بل لا يخافون الآخرة} وإن شئت وقفت على كلا والتمام {بل لا يخافون

الآخرة} {إلا أن يشاء الله} قطع كاف والتمام آخر السورة ..

سورة القيامة

سورة القيامة {لا أقسم بيوم القيامة} {ولا أقسم بالنفس اللوامة} قال أبو حاتم: فتم الكلام ثم استأنف الاستفهام وخولف أبو حاتم في هذا لأن جواب القسم محذوف يدل عليه {أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه} {بلى} والتقدير أقسم لتبعثن ولتحاسبن ودل على هذا الحذف ما ذكرناه والتمام على ما روى عن نافع وهو قول أبي حاتم أيضا {ألن نجمع عظامه بلى} والتقدير عند سيبويه بل يجمعها {قادرين على أن نسوي بنانه} هذا كاف والتمام عند أبي حاتم {يسأل أيان يوم القيامة} {يقول الإنسان يومئذ أين المفر} قطع حسن وكذا {إلى ربك يومئذ المستقر} والتمام {بما قدم وأخر} وكذا {ولو

ألقى معاذيره} {إن علينا جمعه وقرآنه} قطع كاف والتمام تم {إن علينا بيانه} {وتذرون الاخرة} قطع كاف وكذا {إلى ربها ناظرة} والتمام {تظن أن يفعل بها فاقرة} زعم محمد بن جرير أن التمام {تظن أن يفعل بها فاقرة} {كلا} والمعنى عنده تظن أن تعاقب كلا وأحسبه غلطا لأنه ليس في القرآن ها هنا حرف نفي {فلا صدق ولا صلى} قطع كاف لأن المعنى فلم يصدق ولم يصل، قال مجاهد: هو أبو جهل والتمام {ثم أولى لك فأولى} {فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى} قطع كاف والتمام آخر السورة

سورة الإنسان

سورة الإنسان {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا} قطع كاف والتمام عند أبي حاتم {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه} ونبتليه عنده في موضع الحال وهذا عند القراء ليس بتمام لأن لأن المعنى على التقديم والتأخير {فجعلناه سميعا بصيرا لنبتليه} وغلط في هذا لأن ليس في القرآن لام ولا المعنى على ما قال إنه لم يبتل ونختبر لأنه سميع بصير وقد يبتلى ويختبر إذا كان صحيح الفهم مميزا وإن لم يكن سميعا بصيرا والتمام {إما شاكرا وإما كفورا} وكذا {أغلالا وسعيرا} {كان مزاجها كافورا} كاف على قول محمد بن يزيد لأن التقدير عنده أعني عينا ومن جعل التقدير كافورا عين لم يقف على ما قبله {يفجرونها تفجيرا} قطع كاف والتمام عند أبي حاتم {إنا

نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا} قال ثم يتصل الكلام حتى يبلغ {وكان سعيكم مشكورا} {وسبحه ليلا طويلا} قطع تام والتمام عند أبي حاتم {ويذرون وراءهم يوما ثقيلا} {أمثالهم تبديلا} قطع تام والتمام بعده {إ الله كان عليما حكيما} وعلى أن يستأنف ما بعده {يدخل من يشاء في رحمته} قطع حسن والتمام آخر السورة.

سورة والمرسلات

سورة والمرسلات الرواية عن نافع أنه ليس فيها تمام وخولف في هذا قال أبو حاتم الوقف التام {إنما توعدون لواقع} {لأي يوم أجلت} يكون قطعا كافيا إذا قدرت المعنى أجلت ليوم الفصل أو جعلت اللام بمعنى إلى كما قال الشاعر: وحي لها القرار فاستقرت ... والتمام عند أبي حاتم {ليوم الفصل} {وما أدراك ما يوم الفصل} قال غيره التمام {ويل يومئذ للمكذبين} وقال أبو حاتم: ومن الوقف الجيد {ألم نهلك الأولين} قال أبو جعفر: وهذا قول صحيح على قراءة من قرأ ثم نتبعهم بالرفع لأنه مقطوع مما قبله ومن قرأ ثم نتبعهم بالجزم لم يكفه أن يقف على الأولين وكفاه أن يقف على {كذلك نفعل بالمجرمين} والتمام

{ويل يومئذ للمكذبين} {فقدرنا} قطع كاف والتمام {فنعم القادرون} وكذا {للمكذبين} {وأسقيناكم ماء فراتا} قطع تام وكذا {للمكذبين} {إلى ما كنتم به تكذبون} ليس بقطع كاف إلا على قراءة من قرأ {انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب} بفتح اللام {ولا يغني من اللهب} قطع صالح والكافي {كأنه جمالت صفر} والتمام {ويل يومئذ للمكذبين} {ولا يؤذن لهم} ليس بقطع كاف إن قدرته {فيعتذرون} عطفا على يؤذن إلا أن يقطعه من الأول {فيعتذرون} كاف والتمام {للمكذبين} والكافي بعده {فإن كان لكم كيد فكيدون} والتمام {للمكذبين}

{وفواكه مما يشتهون} قطع كاف ثم القطع على رؤوس الآيات تمام إلى آخر السورة ..

سورة النبأ

سورة النبأ قال أبو حاتم {عم يتسألون} كاف قال ثم قال جل ثناؤه {عن النبأ العظيم}. قال أبو جعفر: هذا الذي قاله أبو حاتم عليه أكثر النحويين البصريين ولم يذكر أبو حاتم تقديرا والتقدير فيه عندهم على إضمار فعل أي: يتسألون عن النبأ العظيم. وللكوفيين قول آخر يكون الكلام متصل عندهم ويكون الوقف {عم يتسألون عن النبأ العظيم} أي لا وشيء يتسألون عن النبأ العظيم ثم قال جل وعز {الذي هم فيه مختلفون} أي هو الذي فيه مختلفون، قال محمد بن عيسى: تم الكلام والوقف عند نصير {كلا} قال رد أي كلا لا اختلاف فيه، وقال أبو حاتم: ليس قوله جل وعز {كلا} ها هنا بتمام والوقف على قول الضحاك {كلا سيعلمون} لأنه قال: كلا سيعلمون الكافرون، {ثم كلا سيعلمون} المؤمنون والتمام عند غيره {ثم كلا سيعلمون}. {مهادا} ليس بقطع كاف لأن {والجبال} معطوف على

الأرض وإن شئت وقفت على {والجبال أوتادا} واستأنت ما بعده والفرق بينه وبين الأول وإن كانا معطوفين أن الثاني جملة وكذا رؤوس الآيات بعده إلى {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا} فإنه ليس بقطع كاف لأن بعده لام كي والتمام {وجنات ألفافا} {كان ميقاتا} ليس بقطع كاف لأن {يوم ينفع} بدل من {يوم الفصل} والتمام {فكات سرابا} {للطاغين مآبا} ليس بكاف لأن لابثين بدل مما قبله او خبر بعد خبر {لابثن فيها أحقابا} قطع كاف على قول قتادة لأنه قال {لابثين فيها أحقابا} لا انقطاع لها وبلغنا أن الحقب ثمانون عاما وعلى قول محمد بن يزيد {لابثين فيها أحقابا} لا يكفي الوقوف عليه لأن التقدير عنده لا يذوقو في الأحقاب وواحد الأحقاب حقب وقيل واحدها حقب وواحد الحقب حقبة وهذا أشبه بقول قتادة لأنه يكون جمع الجمع لأنه قال لا انقطاع وقد قال متمم:

وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا وقول محمد بن يزيد قول حسن بين، سمعت على بن سليمان، يقول: سألنا أبو العباس محمد بن يزيد عن قول الله جل وعز {لابثين فيها أحقابا} ما هذا التحديد وهم لا يخرجون من النار وله منذ سألنا ثلاثون سنة وأنا أنظر فيها في كثير من الأوقات لما صح لي فيها جواب إلا أن يكون المعنى والله أعلم هذا للموحدين الذين يدخلون النار بذنوبهم ثم يخرجون منها. قال أبو جعفر: وسألت أبا إسحاق عنها فحكى عن محمد بن يزيد ما ذكرته وعورض في السؤال عن معنى {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا} فهل يذوقون بعد الأحقاب بعد الأحقاب بردا وشرابا فقال نعم وبردهم الزمهرير وشرابهم الغسلين فإن قيل إن البرد ها هنا النوم كما قال الشاعر: بردت مراشفها على فصدني ... عنها وعن قبلاتها البرد قيل فليس هذا المشهور في كلام العرب وإنما يحمل كتاب الله جل وعز على الأشهر {جزاء وفاقا} قطع كاف وكذا {وكذبوا بآياتنا كذابا} والتمام {فلن نزيدكم إلا عذابا} وليس

{إن للمتقين مفازا} بتمام لأن {حدائق} بدل من مفازا والمفاز الظفر بالطلبه وكذا الفوز {وكأسا دهاقا} كاف على أن تبتديء ما بعده {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} ليس بتمام وإن كان ظاهر وقفه حسنا وكذا على قراءة الكسائي {ولا كذابا} أي لا يسمعون باطلا ولا يقول بعضهم لبعض هذا على قراءة الكسائي كما قال الشاعر: فصدقتهم وكذبتهم ... والمرء ينفعه كذابه وهي قراءة حسنة إلا أنها خارجة من قراءة الجماعة ومثل هذا نحب أن تجتنب {عطاء حسابا} يكون تماما ويكون قطعا كافيا ويكون ليس بتمام ولا قطع كاف وهذا بين إذا ذكرنا اختلاف القراء فيه. قرأ أهل المدينة وأبو عمرو {رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن} برفعها فعلى هذه القراءة {عطاء حسابا} تمام ثم يبتديء {رب السموات والأرض الرحمن} مبتدأ وخبره إن جعلت التقدير هو رب السموات كان حسابا قطعا كافيا وكان التمام على ما روى عن نافع {رب السموات والأرض وما بينهما} ثم

يبتديء {الرحمن} وخبر الابتداء {لا يملكون منه خطابا} وإن جعلت الرحمن على إضمار مبتدأ كان وما بينهما كافيا، وقرأ حمزة {رب السموات والأرض} بالخفض وما بينهما الرحمن بالرفع فعلى هذه القراءة التمام {وما بينهما} إن ابتدأت ما بعده وإن قدرته بإضمار مبتدأ كان وما بينهما كافيا. وقرأ عبد الله بن أبي إسحاق وعاصم {رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن} بالخفض قال أبو حاتم: ومن قرأهما مجرورين فالوقف {لا يملكون منه خطابا} وقال {صوابا} قطع حسن {ذلك اليوم الحق} قطع صالح ثم يبتديء {فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا} أي مرجعا كما قال الشاعر: وكل ذي غيبة يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب والمعنى اتنخذ بالاستعداد للقيامة إلى ربه نجاء مآبا ثم حذف كما قال الشاعر: نرتع ما عقلت حتى إذا ذكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار أي ذات إقبال وإدبار. قال أبو حاتم {يوم ينظر المرء ما قدمت يداه} كاف وروى

سفيان عن محمد بن جحاده عن الحسن {يوم ينظر المرء ما قدمت يداه} قال المرء المؤمن وقد خولف أبو حاتم في قوله ما قدمت يداه كاف لأن {ويقول} معطوف على ينظر في موضع خفض والتمام آخر السورة.

سورة والنازعات

سورة والنازعات من قال أن جواب القسم {إن في ذلك لعبرة لمن يخشى} قال ها هنا التمام، ومن قال الجواب محذوف لأنه قد علم المعنى قال الوقف {فالمدبرات أمرا} والتقدير عنده لتبعثن ولتحاسبن وهذا مذهب الفراء، ومن قال التقدير عنده {فإذا هم بالساهرة والنازعات} فالتمام عنده {بالساهرة} وهذا القول ذكره أبو حاتم وهو على بعده خطأ من جهتين إحداهما إنه يبتديء بالفاء وهذا ما لا يجوز عند أحد من النحويين والأخرى أن أول السورة واو القسم وسبيل القسم في النحو إذا ابتدأ به لا يلغي وأن يكون له جواب وهذا أصل من اصول النحو لو قلت والله قام عمر ويزيد والله لم يجز وإنما يجوز مثل هذا إذا توسط القسم أو تأخر نحو قولك ضرب والله زيد عمروا وضرب زيد عمرا والله فلا يحتاج إلى الجواب، والنحويون يقولون القسم ملغى وفي جواب القسم قول رابع يكون جوابه {يوم ترجف الراجفة} والتقدير ليوم ترجف الراجفة فحذفت اللام لأن الكلام قد طال فعلى هذا الجواب يكون التمام {أبصارها خاشعة} لأن المعنى

يقولون في الدنيا فهو منقطع من قبله {قالوا تلك إذا كرة خاسرة} قطع كاف والتمام {فإذا هم بالساهرة}. قال أبو حاتم {فتخشى} كاف وكذا {نكال الآخرة والأولى} قال الحسن: نكال الدنيا والآخرة، قال خيثمة: كان بين كلمتي فرعون الاخرة والأولى أربعون سنة قوله {أنا ربكم الأعلى} وقوله {ما علمت لكم من إله غيري}. {إن في ذلك لعبرة لمن يخشى} قطع تام والتمام عند الأخفش وأحمد بن موسى {أأنتم اشد خلقا أم السما بناها} ونجد أبي حاتم وقف {وأخرج ضحاها} قطع صالح والتمام عند أبي حاتم {متاعا لكم ولأنعامكم}. {فإن الجحيم هي المأوى} وكذا {فإن الجنة هي

المأوى} {أيان مرساها} قطع كاف وكذا {إنما أنت منذر من يخشاها} والتمام آخر السورة.

سورة عبس

سورة عبس {عبس وتولى أن جاءه الأعمى} تمام عند الأخفش والتمام عند محمد بن عيسى وسهل بن محمد {فأنت عنه تلهى وزعم سهل بن محمد أو الوقوف ها هنا على {كلا لا يعرف له مذهبا وفي الرواية عن نافع {فأنت عنه تلهى كلا ثم} وتابعه على ذلك نصير وزعم أن المعنى كلا ها هنا ليس هذا الحق والقطع التمام بعده على قول أبي حاتم {كرام بررة ثم يبتديء {قتل الإنسان ما أكفره} قطع كاف، قال مجاهد: قد قتل في القرأن بمعنى لعن وفي معنى ما أكفره قولان للفراء أحدهما أنه تعجب والاخر أن المعنى ما الذي أكفره {من أي شيء خلقه} قطع كاف ثم بين جل وعز ذلك فقال {من نطفة خلقه فقدره} أي من النطفة إلى العلقة إلى ما بعده ذكرًا أو أنثى

شقيا أو سعيدا {ثم السبيل يسره} قطع صالح قيل هو مثلما {إنا هديناه السبيل} أي طريق الخير والشر. وقال مجاهد الشقاء والسعادة، وقال أبو صالح إلى الرحم، وقال السدي خروجه من بطن أمه والتمام عند محمد بن عيسى وأبي حاتم {ثم أشاء أنشره}. {لما يقض ما أمره} قطع تام والتمام عند الأخفش وأبي حاتم {فلينظر الإنسان إلى طعامه} إذا قرأت {أنا} بكسر الهمزة فإن فتحها لم يكن {إلى طعامه} تماما والتمام {ولأنعامكم} إلا على قول محمد بن عيسى فإنه أجاز الوقوف على رؤوس الآيات ها هنا {فأنبتنا فيها حبا} وكذلك {وقضبا} وكذلك {ونخلا} وكذلك {وحدائق غلبا} وكذا (وأبا) والتمام عند الأخفش وأبي حاتم

ومحمد بن عيسى {متاعا لكم ولأنعامكم}. {وصاحبته وبنيه} كاف إن لم تجعل لكل جواب إذا والتمام عند أبي حاتم ومحمد بن عيسى {لكل امريء منهم يومئذ شأن يغنيه} والمعنى عند الفراء يشغله {ضاحكة مستبشرة} قطع حسن وكذا {ترهقها قترة} والتمام آخر السورة ..

سورة التكوير

سورة التكوير {إذا الشمس كورت} التمام عند الأخفش وأبي حاتم {علمت نفس ما أحضرت} قال أبو حاتم وليس فيها دون ذلك تمام تام ولا كاف والتمام بعده عنده {مطاع ثم أمين} وفي الرواية عن نافع {مطاع} تم ثم قال أبو جعفر: وهذا لا معنى له ولا وجه لأن أمين نعت لما قبله فلا يتم الكلام ولا يكفي حتى يأتي بالنعت وأيضا فيقبح أن يبتدأ ثم القطع على رؤوس الآيات إلى {فأين تذهبون} فإنه قطع تام. قال قتادة: يقول أين تعدلون عن كتاب الله وطاعته {إن هو إلا ذكر للعالمين} ليس بوقف لأن {لمن شاء} بدل من العالمين على إعادة الحرف {لمن شاء منكم أن يستقيم} قطع كاف إن قدرت المعنى وما تشاؤن شيئا إلا بمشيئة الله وإن قدرت المعنى وما تشاؤن الاستقامة فالكلام متصل والتمام آخر السورة.

سورة انفطرت

سورة انفطرت زعم الأخفش أن اول تمام فيها {علمت نفس ما قدمت وأخرت} وهو وقول أبي حاتم وقول محمد بن عيسى، وأبي حاتم أن التمام بعد هذا {في أي صورة ما شاء ركبك} قال مجاهد: في صورة أب أو إبن أو خال أو عم، وقال أبو صالح: في صورة خنزير أو حمار وقال أبو حاتم: وليس {كلا} ها هنا بوقف وخالفه نصير وذهب إلى أن الوقف ها هنا كلا، وقال يزيد: ليس كما غررت به {بل تكذبون بالدين} قطع كاف والتمام {يعلمون ما تفعلون} {لفي نعيم} قطع حسن والتمام {وما هم عنها بغائبين} {ثم ما أدراك ما يوم الدين} تمام عند أبي حاتم على قراءة من قرأ {يوم لا تملك} بالرفع قال غيره والتقدير هو يوم ومن جعل قوله يوم بدلا من وما أدراك ما يوم الدين أو من الاخر لم يتم الكلام عنده

على ما قبله ومن نصب يوم لا تملك فله ثلاثة تقديرات منها أن يكون منصوبا على إضمار فعل أي اذكر يوم فعل هذا يتم الكلام على ما قبله والتقدير الثاني أن يكون بدلا أي {يصلونها يوم الدين يوم لا تملك} فعلى هذا الكلام متصل والتقدير الثالث أن يكون يوم لا تملك في موضع رفع ثم تبنى على الفتح وهذا خطا على قول الخليل وسيبويه لا يجوز عندهما أن يبني الظرف مع الفعل المستقبل وإنما يبني مع الماضي كما قال: على حين عاتبت المشيب على الصبا ... وقلت ألما تصح والشيب وازع والتمام آخر السورة ..

سورة المطففين

سورة المطففين أول ما فيها من التمام {وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} {يوم يقوم الناس لرب العالمين} تمام عند أبي حاتم وليس كلا هنا هنا عنده بوقف وخالفه نصير قال {لرب العالمين كلا} هذا الوقف قال كلا لا يسوغ لكم النقص والوقف ايضا عند محمد بن جرير كلا والمعنى عنده كلا ليس الأمر كما تظنون إنكم غير مبعوثين، {إن كتاب الفجار لفي سجين} قطع كاف والتمام {وما أدراك ما سجين} {كتاب مرقوم} {الذين يكذبون بيوم الدين} قطع كاف والتمام عند ابي حاتم قال {أساطير الأولين} وعند القتبي {كلا} وكذا كل كلا في القرآن الوقوف علىها جائز إلا أن تكون بعدها قسم فيكون صلة له مثل {كلا والقمر} وليس في هذه السورة عند أبي حاتم تمام على كلا وكلا بمعنى إلا وهي تنبيه لابتداء الكلام {إن كتاب

الأبرار لفي عليين} قطع كاف والتمام {يشهده المقربون} (ختامه مسك) قطع كاف وكذا {المتنافسون} وكذا {من تسنيم} على قول محمد بن يزيد والتقدير عنده أعني عينا والتمام {يشرب بها المقربون} {قالوا إن هؤلاء لضالون} قطع كاف والتمام {وما أرسلوا عليهم حافظين} {على الأرائك ينظرون} هذا التمام والمعنى عند أهل العلم {هل ثوب الكفار} بهذا وليس المعنى ينظرون ذلك فلا يوقف على الأرائك ثم آخر السورة.

سورة الانشقاق

سورة الانشقاق {إذا السماء انشقت} إن قدرته بمعنى أذكر جاز أن يقف على {وحقت} الثانية وكذا إن قدرت الجواب محذوفا أو أن الواو في {وأذنت} مقحمة، فإن جعلت جواب إذا يأ أيها بمعنى فيا أيها كان الوقف {فملا قيه} وإن جعلت جواب إذا ألفا التي {فأما} فالوقف {وينقلب إلى أهله مسرورا} وهذا أصح الأجوبة ولم يذكر نافع فيها تماما إلا أنه {ظن أن لن يحور} {بلى} والتمام عند غيره {إن ربه كان به بصيرا} وكذا {لتركبن طبقا عن طبق}. {وإذا قريء عليهم القرآن لا يسجدون} قطع كاف وكذا

{والله أعلم بما يوعون} والتمام آخر السورة ..

سورة البروج

سورة البروج {والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود} إن قدرت جواب القسم محذوفا فهذا الوقف وإن قدرته على حذف اللام أي يقتل فالوقف {وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود} وإن قدرت الجواب {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات} فالوقف {ولهم عذاب الحريق} وإن قدرت الجواب {إن بطش ربك لشديد} فهذا الوقف وهذا أصح الأجوبة وهذا يروى عن عبد الله بن مسعود وهو قول قتادة وإليه يذهب محمد بن يزيد والكلام المعترض توطئة للقسم {فعال لما يريد} قطع تام {فرعون وثمود} قطع كاف وكذا {والله من ورائهم محيط} والتمام آخر السورة ..

سورة الطارق

سورة الطارق الوقف فيها {إن كل نفس لما عليها حافظ} وهو جواب القسم والتمام على ما روى عن نافع {فلينظر الإنسان مم خلق} وقال محمد بن عيسى {مم خلق} تمام الكلام وهو رأس آية {يخرج من بين الصلب والترائب} قطع كاف {إنه على رجعه لقادر} قطع كاف إن نصبت يوما بناصر وإن نصبته بقادر فالوقف {ولا ناصر} {وما هو بالهزل} قطع تام {وأكيد كيدا} قطع كاف والتمام آخر السورة ..

سورة الأعلى

سورة الأعلى {فجعله غثاء أحوى} وقال محمد بن عيسى التمام {إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى} قطع كاف إن استأنفت ما بعده {لليسرى} قطع كاف والتمام {إن نفعت الذكرى} وكذا {ولا يحيى} {وذكر اسم ربه فصلى} قطع كاف وكذا {وأبقى} والتمام آخر السورة.

سورة الغاشية

سورة الغاشية الرواية عن نافع انه قال ليس فيها تمام وخالفه في ذلك من يرجع إلى قوله قال أبو حاتم {هل أتاك حديث الغاشية} تمام والتمام عند الأخفش {لا يسمن ولا يغني من جوع} وقال أبو حاتم {وزرابي مبثوبة} تمام والوقف عنده على كل آية من الأربع الآيات اللواتي بعد هذا كاف حتى يبلغ {لست عليهم بمسيطر} ثم يستنأنف {إلا من تولى وكفر} وخولف في هذا لأن الآيات الأربع بعضها معطوف على بعض داخلة في النظر فهي متصلة {ولست عليهم بمسيطر} ليس بوقف لأن بعده استثناء أو لا يخلو من إحدى جهتين إما أن يكون استثناء ليس من الأول فلابد أن يتعلق بما قبله فلا يجوز الابتداء به وإما أن يكون المعنى عظهم وتقدم إليهم وذكرهم إلا من لا يطمع فيه ممن تولى عن الحق وكفر أجدر لأن لا يبتديء بالاستثناء والوقف الكافي {{فيعذبه الله العذاب الأكبر}} والتمام آخر السورة ..

سورة والفجر

سورة والفجر لا يتم الكلام فيها حتى يأتي بجواب {إن ربك لبالمرصاد} وقد زعم بعض من تكلم فالتمام إن جواب القسم {هل في ذلك قسم لذي حجر}، قال أبو جعفر: وهذا غلط ليست هل من أجوبة القسم وإنما جواب القسم يكون كان واللام وما ولا والرواية عن نافع {بعاد} {إرم} تم وقال محمد بن عمر سألت الكسائي عن الوقف على {بعاد} {إرم} قال جيد وقال أبو جعفر الرواسي في القرآن حروف أحب أن أقف عليها لتبيين معناها منها {بعاد} {إرم}. عليه قال أبو جعفر: الوقف على {بعاد} {إرم} خطأ على مذهب أهل التاويل وأهل العربية ولست أدري ما هذا الذي حكاه الكسائي ولا ما وجهه لأنه لا يجوز الابتداء بمخفوض وأهل التأويل قد بينوا ذلك قال قتادة: ارم قبيلة من العرب فيها مملكتها طول الرجل منها اثنا عشر ذراعا وقال مجاهد: ارم قديمة وكانت معنى قوله إرم قبيلة قديمة من عاد فارم على هذا بدل من عاد {ذات العماد} نعت أو بدل وأيضا فلم يأت جواب القسم والتمام {إن ربك لبالمرصاد} والتمام عند الأخفش وأحمد بن موسى فيقول

{ربي أهانن} فأما على قول أبو حاتم فأجاز الوقف على أهانن وعلى كلا وأما نصير فالوقف عنده على {أهانن كلا} وعلى مذهب الفراء واختلفنا في المعنى فقول نصير أن معنى كلا لم أهنه وقول الفراء أن معنى كلا لم يكن ينبغي له أن يقول هذا ولكن يحمد الله جل وعز على الأمرين جميعا على الغني والفقر. قال أبو جعفر والقولان حسنان إلا أن قول نصير أشبه بقول أهل التأويل لأن قول الحسن أن معنى كلا ليس يهان أحد لفقر ولا يكرم لغنى وقال قتادة لا يهان أحد لفقر ولا يكرم لغنى وإنما يكرم بطاعة الله جل وعز ويهان بمعصيته {وتحبون المال حبا جما} هذا الوقف عند أبي حاتم والوقف عند نصير {حبا جما كلا} والمعنى عنده لا يغني عنكم جمع المال وتوفيره والتمام بعده عند أبي حاتم {يا ليتني قدمت لحياتي} وكذا {لا يوثق وثاقه أحد} ثم آخر السورة ..

سورة البلد

سورة البلد في الرواية عن نافع لا تمام فيها لوا فيما بعدها إلى سورة والتين وقد خولف في هذا فالتمام عند الأخفش وأبي حاتم في هذه السورة {لقد خلقنا الإنسان في كبد} {يقول أهلكت مالا لبدا} كاف عند أبي حاتم وكذا {أن لم يره أحد} والتمام عنده وعند غيره {فلا اقتحم العقبة} والمعنى فلم يقتحم كما قال الشاعر: وكان طوى كشحا على مستكنة ... فلا هو أبداها ولم يتقدم {وما أدراك ما العقبة} كاف عند أبي حاتم والتمام عند غيره {ذا متربة} {وتواصوا بالمرحمة} كاف والتمام عنده {أولئك أصحاب الميمنة} {المشامة} قطع كاف والتمام آخر السورة.

سورة والشمس

سورة والشمس التمام عند الأخفش {قد أفلح من زكاها} وعند أبي حاتم {وقد خاب من دساها} وهو عنده على التقديم والتأخير: قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها والشمس وضحاها، قال أبو جعفر: وقد ذكرنا الغلط في مثل هذا وهو عند غيره على حذف اللام {إذ انبعث أشقاها} قطع صالح وكذا آخر الايات إلى {فسواها} فإنه تمام عند أبي حاتم وخالفه إبراهيم بن محمد بن عرفه سأل من قرأ بالواو فتقديره {إذا نبعث أشقاها} {ولا يخاف عقباها} أي في هذه الحال والكلام متصل على هذا إلى آخر السورة ومن قرأ بالفا جاز على قوله أن يقف على {فسواها} ثم يقول {ولا يخاف عقباها} أي فلا يخاف الله جل وعز عقباها.

سورة والليل

سورة والليل التمام {إن سعيكم لشتى} {فسنيسره لليسرى} كاف وكذا {للعسرى} والتمام {إذا تردى} وكذا {للآخرة والأولى} وكذا {الذي كذب وتولى} {الذي يؤتي ماله يتزكى} كاف والتمام عند ابي حاتم {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} .. ثم آخر السورة ..

سورة والضحى

سورة والضحى التمام {ما ودعك ربك وما قلى} وأتم منه {فترضى} وكذا {فأغنى} ثم آخر السورة ..

سورة ألم نشرح

سورة ألم نشرح زعم الأخفش ان التمام {ألم نشرح لك صدرك} وخالفه أبو حاتم فقال التمام {ورفعنا لك ذكرك} {يسرا} الأول قطع كاف، والثاني تمام.

سورة والتين

سورة والتين {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} قطع كاف والتمام {فلهم أجر غير ممنون} ثم التمام آخر السورة ..

سورة القلم

سورة القلم قال أحمد بن موسى {اقرأ باسم ربك الذي خلق} تمام ويقف إن شاء الله على رؤوس الآيات إلى {علم الإنسان ما لم يعلم} وهذا الوقف عند أبي حاتم والتمام {أن رآه استغنى} وكذا {إن إلى ربك الرجعى}} ألم يعلم بأن الله يرى {تمام عند أبي حاتم والتمام عند القتبي ومحمد بن جرير {ألم يعلم بأن} {كلا} والمعنى ألم يعلم بأن الله يرى لا يتهيأ لأبي جهل أن يتم له نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاته وعن عبادته ربه جلا وعز ..

سورة القدر

سورة القدر {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قطع كاف وكذا {وما أدراك ما ليلة القدر} وكذا {من ألف شهر} وعن نافع {تنزيل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} وهو قول الفراء، قال ثم ابتدأ {سلام} وروى عن ابن عباس إنه قرأ {من كل امرى سلام هي} قال أبو جعفر: والتقدير على هذه القراءة من كل أمري من الملائكة سلام على المؤمنين فالوقف على سلام هي على هذه القراءة.

سورة البينة

سورة البينة التمام {فيها كتب قيمة} {إلا من بعد ما جاءتهم البينة} قطع كاف وكذا {ويؤتوا الزكاة} والتمام {وذلك دين القيمة} وكذا {أولئك هم شر البرية} {خير البرية} قطع كاف والتمام عند أبي حاتم {رضي الله عنهم ورضوا عنه} ..

سورة الزلزلة

سورة الزلزلة {بأن ربك أوحي لها} تمام وكذا {أعمالهم} وكذا {خيرا يره} ..

سورة والعاديات

سورة والعاديات {وإنه على ذلك لشهيد} قطع صالح والتمام {وإنه لحب الخير لشديد}.

سورة القارعة

سورة القارعة {وما أدراك ما القارعة} قطع كاف والتمام {وتكون الجبال كالعهن المنفوش} وكذا {فهو في عيشة راضية} {فأمه هاوية} قطع كاف {وما أدراك ما هيه} ويستحب الوقوف على هيه لأنه إن وصل لغيرها خالف السواد وإن وصل بالهاء لحن فالوقف عليها أسلم ..

سورة التكاثر

سورة التكاثر {حتى زرتم المقابر} هذا التمام عند ابي حاتم والوقف عند محمد بن عيسى {حتى زرتم المقابر} {كلا} والمعنى عنده لا ينفعكم التكاثر، قال أبو حاتم: ومن الوقف {لو تعلمون علم اليقيم} قال {ثم لترونها عين اليقين} ..

سورة والعصر

سورة والعصر ليس فيها تمام عند الأخفش وأبي حاتم إلى آخرها.

سورة الهمزة

سورة الهمزة التمام عند الأخفش {يحسب أن ماله أخلده} والتمام عند نافع وأبي حاتم ونصير {أن ماله أخلده} {كلا} والمعنى عند نصير لا يخلده {لينبذن في الحطمة} قطع كاف، {وما أدراك ما الحطمة} قطع صالح والتمام {التي تطلع على الأفئدة} ..

سورة الفيل

سورة الفيل قال أبو حاتم: ليس فيها وقف وليس آخرها بوقف حتى يوصل {فجعلهم كعصف مأكول} وخولف في هذا فقيل بأصحاب الفيل كاف والتمام آخر السورة والدليل على هذا اجماع المسلمين على أن يقولوها سورة وفصلوها من التي بعدها.

سورة قريش

سورة قريش {رحلة الشتاء والصيف} قطع كاف والتمام آخر السورة.

سورة الدين

سورة الدين {ولا يحض على طعام المسكين} قطع كاف والتمام آخر السورة.

سورة الكوثر

سورة الكوثر {فصل لربك وانحر} قطع كاف والمعنى على قول محمد بن كعب إن قوما كانوا يصلون لغير الله جل وعز وينحرون فأعطاه الله جل وعز الكوثر وأمره ان يصلي له وينحر.

سورة الكافرون

سورة الكافرون قال الأخفش: التمام آخر السورة أنه أمره أن يقول هذا كله وخالفه أبو حاتم وذهب إلى أن الوقف قل {يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون} لأن المعنى عنده مختلف وليس بتكرير، قال أبو جعفر: والذي قاله حسن أي قال: يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون فيما استقبل، {ولا أنتم عابدون ما أعبد} فيما تستقبلون فهذا الوقف {ولا أنا عابد ما عبدتم} وفي هذا الوقف {ولا أنتم عابدون ما أعبد} في هذا الزقف ولم يسلم أحد ممن خوطب بهذا.

سورة النصر

سورة النصر التمام آخر السورة عند الأخفش ويكفي عند أبي حاتم أن يقف على {واستغفره}.

سورة تبت

سورة تبت {يدا أبي لهب} التمام عند الأخفش وأبي حاتم {تبت يدا أبي لهب وتب} والمعنى عند الفراء أن الأول دعاء والثاني خبر كما تقول أهلكه الله وقد فعل، وعن ابن مسعود: تبت يدا أبي لهب وقد تب {وما كسب} قطع كاف {سيصلى نارا ذات لهب} تام على قول الكسائي وعلى مذهب الفراء وهو أجود الوجوه عند أبي حاتم ثم يبتديء {وامرأته} رفعا بالابتداء {حمالة الحطب} بدل منها والخبر {في جيدها حبل من مسد} هذا أجود الوجوه عنده فيكون مواقف القراءة من قرأ {امرأته حمالة الحطب}. وأجاز الفراء أن تكون حمالة الحطب مرافعا لامرأته وأجاز الفراء أن يكون وامرأته نسقا على المضمر الذي في {سيصلى} أي وستصلى امرأته وهو أيضا وقف عند أبي حاتم وزعم أن {حمالة الحطب} بدل من {وامرأته} وأنه لا يجوز أن يكون نعتا لأنه نكرة وخولف

في هذا فقيل إنه غلط من جهتين إحداهما أنه جعل الوقف وامرأته ثم قدر أن تكون {حمالة الحطب} بدلا من {وامرأته}. وإذا كانت بدلا كان الوقف {حمالة الحطب} والجهة الأخرى أنه زعم أنه لا يجوز أن تكون {حمالة الحطب} نعتا لامرأته لأنها نكرة و {حمالة الحطب} إذا كانت لما مضى فهي معرفة وإنما تكون نكرة وإذا كانت للحال وللمستقبل وعلى قول جماعة من أهل التأويل أنها لما مضى. قال مجاهد وعكرمة: حمالة الحطب أي النمية وكذا قال قتادة وقال الحسن: كانت تحمل النميمة إلى بطون قريش بطنا بطنا تلقى بينهم العداوة وقال زيد بن أسلم كانت تحمل الشوك فتجعله على طريق النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أجاز الكسائي والفراء أن تكون وامرأته نسقا على المضمر الذي في {سيصلى} وأن تكون {حمالة الحطب} نسقا فعلى هذا القول هذا الوقف، وأجاز أن يكون {وامرأته حمالة الحطب} على أن يكون كل واحدة منهما مرافعا لصاحبه والاختيار عند أبي حاتم أن يكون الخبر {في جيدها حبل من مسد} كما كان في قراءة من قرأ {حمالة الحطب}، وعن ابن مسعود حمالة الحطب فهذا منصوب على الحال. وقال مجاهد وعروة {في جيدها حبل من مسد} سلسلة طولها سبعون ذراعا وقال عامر {من مسد} من ليف في حديث عمر وعن الحسن أنه كان يقف ..

ذوات قل [الإخلاص، الفلق، الناس]

ذوات قل {قل هو الله أحد} وقال على بن نصر: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقرأ {قل هو الله أحد} ويقف فإذا وصل نون ويقول لا تكاد العرب تصل مثل هذا، قال أبو جعفر: وزعم الأخفش وأبو حاتم أنه لا تمام في هذه السورة إلى آخرها وقال غيرهما {قل هو الله أحد} قطع كاف وحجتهما أنه صلى الله عليه وسلم أمر أن تقول ذلك كله وكذا {قل أعوذ برب الفلق} وكذا {قل أعوذ برب الناس}.

تم كتاب القطع والائتلاف بحمد الله تعالى وعونه وحسن توفيقه على يد العبد الفقير إلى الله تعالى عبد الله بن إبراهيم غفر الله له ولوالديه ولمن أعان على نسخه وجميع المسلمين آمين .. وكان الفراغ منه في الثامن من شهر شعبان المكرم سنة اثنين وثمانين وسبعمائه ..

§1/1