القصيدة الوردية في سيرة خير البرية

عبد الكريم بيارة

[المدخل] (بسم الله الرحمن الرحيم)

[المدخل] (بسم الله الرحمن الرحيم) حمد لمن خصنا من كثرة الكرم ... ببعث رحمته المهداة للأمم محمد احمد المحمود منقبة ... من جاء بالهدى والنّول والنعم ثم الصلاة على الهادي وأمته ... أهل الاجابة من رأس الى قدم وبعد: يا إخوتي هذه منظومتي ... قدمتها في نعوت سيد الأمم وردية اسمها بردية رسمها ... هدية نظمها لصاحب الكرم أرجو القبول لها مع القصور بها ... عين الرضا لا ترى بأسا من النعم فقلت يا سيدي يا عالي السند ... يا منبع المدد والجود والكرم روى لنا جابر، والسند ظاهر ... نعتا لكم باهرا يا صاحب الهمم روحك اول روح جاء من خلقه ... ومنه انشقت الارواح في العالم بل سائر الكائنات وهي منقية ... شريفة خاصة بسيد الامم وقد حباك الاله كل مرتبة ... تعلو بها كل خلق الله في الامم منها شفاعتك الكبرى بمحشرنا ... مقام محمودك الممتاز كالعلم فأنت شمس الهدى وسائر الانبيا ... بدور نور لرشد سائر الامم لا ريب أن الرسول المصطفى سيد ... للعالمين بأرض الحل والحرم له رسالته له جلالته ... وله دعوته لكافة الأمم للجن والانس تكليفا وللملك ... من أجل تشريفهم بالسيد الاكرم تفيده رحمة للعالمين لذا ... قال أنا الرحمة المهداة للامم من اجل ذلك كان الصحف اذ نزلت ... فيها نعوتك بالجود وبالكرم

«ولادته ونسبه الشريف»

وكلما ارسل الله رسولا قوى ... أخذ ميثاقه بالسيد الاكرم ليؤمنن به ولينصرن دينه ... ويتبع المصطفى في الحكم والحكم «ولادته ونسبه الشريف» من فضله انه اختار له نسبا ... خلا عن النقص في الاخلاق والشيم من آدم لأبيه أهل منقبة ... أهل النكاح السليم الخالي عن نقم وكان درا مصونا مثل ما سترا ... في صدف قد صفا من شيمة السقم كان الخليل من الأجداد داعية ... يدعو لبعثه بالاحكام والحكم يعلم الناس يهديهم الى رشد ... توحيد رب الورى الخلاق للامم قد استجاب دعاء الجد خالقه ... ببعث ابن كريم منبع الكرم محمد أحمد الهادي لأمته ... جنا وإنسا من عرب ومن عجم وعندما عمت الدنيا مصائبها ... بالجهل والكفر والبغي على الامم قد أشرق النور في أم القرى وأتى ... بنور وجهه بالجود وبالكرم في عام فيل أتى في جيش أبرهة ... قصد سوء لبيت الله والحرم من بعد تسع وسبعين وخمسمائة ... من مولد السيد المسيح بن مريم عشرين نيسان روم الشرق إذ طلعا ... ثاني عشر ربيع الأول السالم ليلة الاثنين قبل الفجر محترما ... نوّر ام القرى بنوره الاكرم تنفس الصبح من أنفاس بهجته ... تنفس الانس في الفردوس بالكرم جلال ربي الرفيع كان منطقه ... يا طيب منطقه من حسن مبتسم بدا تباشير خيرات بنور هدى ... ترفرفت علامات النور بالعلم محمد بن عبد الله سيدنا ... من ساد كل الورى بالجود والكرم وذلك الوالد بن عبد المطلب ... من هاشم مطعم الأقوام بالحرم سليل عبد المناف منبع الكرم ... والد جمع من أهل الفضل والكرم ابن قصي وهو من سلسلة الشرفا ... أجداد خير إلى عدنان في الحرم

عدنان من نسل إبراهيم برهانه ... نص كلام الاله خالق الامم اضافة الملة الى أبيكم لها ... تفيد تعريضها في أقوم الكلم أمه آمنة كريمة وهب ... وهو ابن عبد المناف صاحب الكرم ولد زهرة من ساد بني زهرة ... بالجود والفضل والاحسان بالنعم كانوا بمكة ثم انتقلوا رغبة ... إلى المدينة نعم النقل في السلم وأمّه أشربته من لبان الوفا ... وقاية لامتزاج الجسم مزج الدم ثم ثويبة أرضعته جارية ... أعتقها عمه شكرا على نعم وفي حضانة ام ايمن قد بقى ... مع أمه عند جد جدّ في الخدم سماه جده بالاسم الشريف على ... اثر رؤيا رآها قبل الحرم وقد تربى بدار الجد محترما ... مع أمه لوفاة الوالد الأكرم وصانه مثل در في خزانته ... يتيمة الدهر محبوب لدى الامم وبعد ذا أرضعته مرأة حرة ... شريفة بالعلا في الطبع والشيم حليمة علما، بدوية عصبا ... سعدية نسبا برىء من نقم أحسن بمرضعة عالية حسبا ... ونسبا كان كالنور على علم سارت به لخيام البدو كافلة ... في فرح برجاء النّول والنعم ومنذ سادت به رأت لها نعما ... وراحة ونعيما من ندى الكرم تحولت دارها لدار موهبة ... جاءت من الله من غيب على قسم وبعد أن تم إرضاع له رجعت ... به إلى جده على رجا الكرم باذن رجعتها مع ذلك الولد ... حتى يدوم لها الخيرات مع نعم وقد أجاب رجاها واستجاب لها ... وعادة الكرماء الدور في الكرم فعاش في حضنها براحة وهنا ... عيشة أولاد بيت دام في سلم مصاحبا لأخيه من حليمة مع ... أخته شيماء ذات الشأن والشمم

(شق جبريل لصدره في الرابعة من عمره)

(شق جبريل لصدره في الرابعة من عمره) ودام في البيت للرابع من حوله ... كأنه بين اهليه على كرم وبينما كان مع أخيه في طلعة ... أتاه جبريل بالامر على حكم وشق صدره للتنظيف من كدر ... وملأ القلب من نور ومن كرم بدون ما قد يرى في الجرح من تعب ... سكينة الغيب جراح بلا الم فاخبر الولد الأم بما قد جرى ... على أخيه من الملك بالسلم فأرجعته الى جده تعتذر ... بخوفها من عروض البؤس والسقم فدام في دار جدّ ماجد مكرم ... والمجد يزداد في بيت أولي الكرم في حضن أم الى أن قد أتاها الوفا ... وبعدها كان عند الجد في النعم لما أتى الجدّ وقت الموت أوصى به ... إلى ابي طالب خلفه الأكرم فصار في روضة الراحة والنعمة ... مع على على خير بلا ألم وقد نشا نشأة طيبة بالعلا ... يزداد يوما فيوما شيمة الكرم سفره الى الشام مع عمه ابي طالب ورجوعه الى مكة عند وصوله بصرى صادف أن سار مع عمه بالفرح ... للشام حتى يرى الدنيا على نعم وعندما قاربوا بصرى رأوا فوقه ... مظلة كالسحاب دافع الألم وأسقف كان في بصرى درى ما جرى ... فأمر العم بالرجوع للسلم يخاف من أن تصيبه محنة ... من اليهود اذا رأوه في المقدم وبعد ذا سار لليمن مع عمه ... زبير العارف بالبيع والسلم

ففتح العين للدنيا ومكسبه ... حرا شريفا يريد النيل بالنعم وبعد أن وصل الرسول موطنه ... رغب في الكسب للعيش بلا نقم ومن أمانته والاشتهار بها ... قد رغبت مرأة من خيرة الحرم في أن يؤازرها على التجارة في ... أموالها لاكتساب المال والنّعم وهى خديجة بنت للخويلد من ... قبيلة الأسد المعروف بالكرم فوافق السيد الأمين في العمل ... على أمانة رب البيت والحرم فصار كاسب خير في تجارتها ... عند خديجة ذات المال والحشم فزادت أموالها وطابت أحوالها ... وصار ميل لها في العقد بالكرم من أجل ذا قد بدا ميله في عقدها ... وأخبر العمّ في العزم لملتزم فجاء في أهل مجد من عشيرته ... خطبها في بلاغات من الكلم وتم عقد عليها حسب عادتهم ... معتاد قوم كرام ثابتي الكرم هذا ولله في أقداره حكم ... مملوءة بمزايا الخير والنعم والامر في الخمس والعشرين من عمره ... وعمرها أربعون قمة القيم فطاب عيش القرينين على قدر ... من احترام وودّ في اولي الكرم عاشا معا عيشة مرضية كثرت ... فيها مواد من الاحسان والنعم وازداد يوما فيوما حسن عشرته ... وطار صوت مزاياه على الأمم فصار بحرا محيطا من فضائله ... يفيض بالجزر والمد على الامم وجزره وقره تواضعا ادبا ... ومده بسطه بالبذل والكرم وقد مضى كل يوم في سعادته ... يزداد نورا على نور على الأمم توالدا في سجال الخير والادب ... وصار نسل اصيل من اولي الشمم قاسم زينب عبد الله كالدرر ... رقية أم كلثوم على شيم فاطمة وصفها الزهراء مشرقة ... على الأنام كمصباح على علم وله ابنه ابراهيم قد ولدا ... من أمة قد علت قبطية النسم

كيف ومتى جاءه الوحي؟

نظير جده اسماعيل قد ولدا ... من هاجر وهي من قبط على وسم في خمسة وثلاثين من المولد ... قد جددوا كعبة الله من الحرم هو الذي وضع الحجر موضعه ... رفعا ودفعا لخلف صار في الحرم وبعد ذا جاءه التفكير في ربه ... في ذاته الواحد الموصوف بالقدم وكيف يعبد غير الله جل علا ... وكيف يمكن سجدات الى الصنم ما هذه الجهلة الجهلاء في عمه ... ما هذه النكبة الدهماء في الامم وحبّبت خلوات في مجالسه ... صفى بها فكره في الله ذى الكرم كيف ومتى جاءه الوحي؟ وعتد وصل الحياة اربعين سنه ... بدىء بالوحي من رؤيا بلا تهم فلا يرى ما يرى إلا على ما جلا ... كفلق الصبح يأتيه بلا غمم فكان في يوم الاثنين وسبعة عشر ... من رمضان نزول الوحي بالقلم قال له اقرأ أجاب لست بالقارىء ... فغطه الصدر بالصدر على حكم إلى ثلاث من المرات بالعدد ... وكان ذا في حراء منزل الكرم وبعدها قد أتى الوحي ببسملة ... حسب الواهب وهو الحق في الكلم اقرأ باسم ربك آيات منزلة ... في فضل رب وخلق الانس من كرم وفي كرامة رب العالمين وقد ... أكرم الانسان بالتعليم بالقلم فعاد للبيت مثل الزيت مشتعلا ... مرتجيا فضله وخائف الألم وبعد ذا آمن الناس بنور هدى ... وكيف ينكر نور جاء في الظّلم؟ خديجة وعلي، مع صديقه، ... عثمان عين الحيا والجود والكرم سعد سعيد زبير طلحة وابو ... عبيدة، وابن عوف، من أولي النعم عمار مع امه سمية، وكذا ... صهيب ذو العلو والايمان والهمم بلال الحبشي القابل كل أذى، ... مقداد ذو الجاه عند الله والقيم

تتابع الوحي والتبليغ يتبعه ... وباب الأنوار مفتوح على الامم قد استنارت قلوب المؤمنين بها ... واستبشرت أنفس الافراد بالكرم ففاز من فاز بالايمان والرشد ... وجاز فوق مراقي العلم والحكم للانس والجن تكليفا وللملك ... تشريفا إذ كان نور الدين كالدّيم فثارت ثائرة الكفار من حسد ... والحقد عما أتى اليه من نعم آذوه، لا وحده، بل كل من معه ... بكل ما قدروا من موجب الألم بالطعن والشتم والتحقير للقدر ... والضرب في الدرب والايذاء بالنقم تهجيرهم من مقر الطيب مسكنهم ... من مسقط الرأس ومن مثبت القدم فهاجروا منه نحو بلدة الحبشة ... ولم يبالوا بما نالوه من ألم آمن حمزة ثم آمن عمر ... نادى على المشركين من صريح فم نادى بمكة من أبدى معارضتي ... أراد يتما لاولاد على نقم بذاك قد عاد عز المسلمين على ... قلة أعداد من بقوا على رقم فحاصروا القوم في شعب ابي طالب ... وقد رأوا فيه أنواعا من الالم لكن ربك جازى المشركين بما ... رأوه من بعد بالضرب لمنتقم لا سيما خمسة سعوا على ما رأوا ... من الصحيفة في قطيعة الرّحم وقد أقاموا على ذلك عامين أو ... ثلاثة ثم قد فرّج بالكرم وبعد ذا قرأ الرسول بالرحمة ... سورة والنجم بالفيض على الأمم سجد حضرته وسجدوا معه ... المسلمون مع الكفار في الهجم رجع من سمع السجود منهم الى ... مكة للظن بالاسلام للامم لكنهم بعد ان قد علموا كفرهم ... عادوا لمرجعهم مع شدة الالم عددهم سابقا أحد عشر رجل ... وأربع من نساء الخلق والشيم أميرهم سيدي عثمان مع أهله ... رقية بنت مولى الكل في الكرم ومعهم آخرون هاجروا رهبا ... وعدد الكل قد زاد على رقم

- الاسراء والمعراج-

من الرجال ثلاث وثمانون عدا ... ثماني عشرة من نسوة الحرم ولم يزيدوه إلا في توكّله ... والصبر لله والتبليغ للامم وكانت أخلاقه حصنا حصينا له ... عدت بمعجزة في مشرب الفهم وهي التي خفضت بؤس الحياة لمن ... يحس بالراحة في شدة النقم وكيف لا وأتى في المدح ما علموا ... وإنك لعلى خلق مع العظم؟ أعطاه مولاه ما لم يعطه أحدا ... عقلا وعلما وخلقا جامع الحكم فكيف يغلب ذاك الخلق شرذمة ... تاهت بسكر وجهل زاد في النقم؟ أم كيف يغلب نور الشمس طالعة ... غيم رقيق أتى في الجو بالغمم؟ كلا وحاشا فان الحق منبعث ... من بعث من قد أتى للكون بالكرم وكان يتعب في التبليغ بالأدب ... يسعى مع القوم بالاحسان والكرم حتى أتى العاشر من عمر دعوته ... جاء القضاء بموت العم بالسقم بموت من نصره قد كان ديدنه ... بالحال والمال والانعام بالنعم وبعد موته أياما مخمسة ... ماتت خديجة ذات العقل والحكم فصار عامه عام الحزن والأسف ... من هدم ركنين من أركان ذي الكرم فوجّه الوجه للطائف كان بها ... أرحامه بغية الايمان والسلم لكنهم لم يجيبوا بل أبوا وعصوا ... وخالفوه باصناف من النقم فرجع النور من شرق الى غربه ... أم القرى مستجيرا فيه بالمطعم - الاسراء والمعراج- وبينما هو في لهف وفي أسف ... سلاه ربه بالاحسان والكرم أتاه جبريل شخصا بالبراق له ... أسرى بأمره من حرم الى حرم واستقبلته النبيون وصلى بهم ... صلاة نفل وتشريف لكلهم

ثم ارتقى للسماء على براق العلا ... وجاز منها إلى السدرة بالكرم واستقبلته جموع من ملائكة ... ولم يزغ بصرا من هول مزدحم توقف الملك جبريل فيها وقد ... أعلاه ربه بالرفرف من كرم جاذبة القدس من رب لحضرته ... وليس ذاك مقام الشرح بالكلم فاز مقاما من الله على الشرف ... بدون واسطة الملك فافتهم حياه ناجاه بالشخص على أدب ... أجابه ربه بالفضل والكرم وبعد ما قد جرى من فيض رحمته ... فرض طاعته عليه مع أمم فرائض خمسة في اليوم والليلة ... هي المناجاة مع ربه للنعم معراج عبد اليه بالضمير على ... ما ناسب العبد حسب الفضل والكرم وبعد إتمام ما شاء الاله له ... أعاده لمكان الانس بالحرم من ذاك يبدو لنا كن فيكون كما ... قد شاءه الله دون العجز والسئم وكان في ذاك أسرار مغيبة ... قد ضبطوا بعضها بقمة القلم فأخبر الناس بالاسراء مرحمة ... كذا بمعراجه كالنور بالعلم فآمن المؤمنون حسب معجزته ... وفار صديقه بقمة الرّقم وجاء في ظهرها جبريل حيث أتى ... صار إماما له والناس كالخدم من ذاك تسلية لقلبه وعزاء ... على وفاتين للعم وللحرم من ذاك نظرته لبيت مقدسنا ... وكل ما يجري من إيذاء ذي النّقم ومنه تشريفه أهل السماء بما ... حباه ربه في الاحسان والكرم تايد علمه بالتأثير دون خفا ... لكل شيء أراد الله من نعم والمرء لما رأى قدرة رب الورى ... آمن بالكل مما شاء من كرم من ذاك كشف لما كان له خافيا ... من ملكوت العلا واللوح والقلم وسدرة المنتهى، وعلو عرش العلا ... ودرك ما في الملا للخصم والحكم وغيرها من أمور قل مدركها ... إلا لمن شاءه بالفضل فافتهم

هجرته- صلى الله عليه وسلم-

منها ظهور لأمر الله كن فيكون ... من فرشه نحو عرش الله ذي الكرم ويعلم الناس أن الله مقتدر ... يحرك الأنجم العليا بلا سئم أرض، هواء فضاء، فيه سيارة ... على مدار لها الميزان بالرقم ومنذ أن خلقت تجري كما علمت ... بلا خلاف بها، أو نقص أو نقم أليس مقتدر يعلو بمحترم ... من فرشه نحو عرش العز والقيم؟ من ذلكم سكن القلب برحمته ... من قدرة الخالق الخلق من العدم فدام سعيا على التبليغ دون اذى ... وقام بالنشر والتبليغ للامم وقد تأذى من الكفار إذ بلغوا ... من غيهم مبلغا صعبا لمفتهم وعند ذا قد أتى لموسم بيعة ... فنال من خزرج ست أولو كرم وجاء في الموسم الثاني أولو رشد ... مع الذين أتوا قبل، أولو سلم هم سبعة آمنوا والكل من خزرج ... سوى شريفين من أوس أولي قدم وجاء في الموسم الثالث طائفة ... سبعون شخصا شريفا من اولى القيم وامرأتان وهم قد بايعوه على ... تفدية النفس والأموال والحشّم فصار حضرته في فكر هجرته ... حتى أتى أمرهم من خالق النسم هجرته- صلى الله عليه وسلم- وعند ذا خاف أهل الشرك من مدد ... يأتيه من داخل أو خارج الحرم توافقوا بينهم في قتل حضرته ... كي لا يرى منه حتى النقش للقدم وأن يكونوا على إجماع شرذمة ... من كل حي شرير يأتي للحرم جاؤا إلى بابه فجاءه الملك ... بأمر هجرته من طينة الحرم فقام سيدنا من المنام وقد ... أناب فوق المنام حيدر الهمم خرج يقرأ من أجل صيانته ... نصوص آياته من بين مزدحم خرج من بينهم ولا يراه احد ... ولم يصبه أذى من فرقة النقم

وقاية الله أغنت عن مضاعفة ... من الدروع وعن عال من الاطم راح إلى دار صديق وقد خرجا ... لعار (تور) مع الغسق في الظلّم وارسل الله نساجا على بابه ... وارسل الطير فوق الباب للحمم وجاء مستعقبون وإذا اقتربوا ... خافهم الصاحب وزاد في الغمم وقال سيدنا لا بأس إذ معنا ... رب عليم قدير صاحب الكرم لما أتوا ورأوا في بابه قد أبوا ... دخوله ومضوا في حالة الندم ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على ... خير البرية لم تنسج ولم تحم وبعد ثالثة قد خرجوا بالهدى ... وأخذوا ساحلا للسير في السلم على توكل رب العالمين الى ... مدينة الخير مأوى الجود والكرم وبعد أن يئس الكفار منه غدوا ... الى أناس أولي جهل أولي سقم فعقبوا السيدين باذلي طمع ... لكسب مال ولو في قتل معتصم لكنه لا يرى الخفاش شمس ضحى ... ولا يرى ذو عمى نورا على علم فتابعوا السير في خير على مهل ... فوصلوا خيمة قامت على كرم خيمة عاتكة وهي خزاعية ... كنيتها أم معبد لدى الأمم كانوا عطاشا جياعا طالبي لبن ... واعتذرت ليس في البيت من النعم الا التي يأست فقال حضرته: ... هل تستأذنين لحلب هذه النعم؟ قالت: نعم، قام مولانا وقد حلبا ... درّت بكأس حليب طيب الشمم وشرب الكل منه وارتووا فبدت ... كرامة السيد الينبوع للكرم فامتد خيراتها إلى زمان عمر ... أحسن بمسح يديه في ندى النعم وبعد ذا ودعوا راحوا على مهل ... وعندما وصلوا القديد ذا غمم رأوا سراقة قد جاء على طمع ... لكن رأى ما رأى في البؤس والنقم فتاب لله عما قد نواه وقد ... بشر بالتاج من كسرى على عجم ولّى وهم تابعوا السير على مدد ... فوصلوا أرض نسل العوف ذا كرم

بناء المسجد

فنزلوا في بني عمرو بن عوف وقد ... استقبلوه بحسن الخلق والشيم وصولهم في ربيع الأول بالضحى ... ثاني عشر بالعشرة والكرم اقام ثنتين مع عشرين يوما بهم ... أسس مسجده المشهور بالعظم أول مسجد الاسلام وصلّوا به ... جماعة ظاهرا بدون ما غمم خرج ضحوة يوم الجمعة بينهم ... نحو بني سالم بن العوف ذي الكرم اسس مسجدهم صلى به الجمعة ... ثم توجه نحو طيبة الحرم فاستقبلته القلوب قبل أبدانها ... على بشارة فوز الفضل والكرم قد طلع البدر من حسن أناشيدهم ... والحق قد طلعت شمس على العالم نزل دار ابي أيوب محبوبه ... وكلهم ودّه من موجة الكرم ونال في داره لقاء أنصاره ... مع نشر آثاره في العلم والحكم وبعده جاءه من بعده سادة ... جمعا فرادى على ما شاء بالقسم جاؤا وقد مدح الاله من سبقا ... من المهاجر والأنصار بالقدم كالتابعين باحسان لهم نية ... وعملا وجهادا من أولي الهمم لما رأى كثرة فيمن أتى هجرة ... وهم على قلة في المال والنعم آخى الرسول على علم له بالملاء ... بين المهاجر والأنصار بالرهم خمس وسبعون من كل وذا قد جرى ... موجب خير لهم في المال والقسم بناء المسجد وبعد أن قد مضى من هجرة سبعة ... من أشهر قد بنى المسجد كالحرم ثلاثة من بيوت الله في أرضه ... لهم اختصاص بفضل الله ذي الكرم

الاذن في الجهاد

ولا تشد الرحال للصلاة سوى ... لها لما قد حوت من كثرة الكرم وصار مشعل نور الله في ملكه ... في نشر دين الهدى والحكم والحكم من البيوت التي أذن في رفعها ... يتلى الكتاب بها بالقدر والقيم أول مدرسة لدرس دين الهدى ... لكل من قد بدى ميله في الحكم الاذن في الجهاد وبعد ان استقر امر هجرتهم ... وهاجر الناس من حل ومن حرم أذن للناس بالجهاد في نشره ... قتال من كان في الدس على حمم وقد جرت غزوات عدد عمره ... ست وعشرون فيها صاحب الكرم بدر لها أول، تبوك آخرها ... والباقي في كثرة أو نقص مزدحم كخندق، أحد، وخيبر خربت ... وفتح أم القرى، حنين ذو هجم وغيرها غزوات طال شرح لها ... بها النجاة من الطغيان والظلم وقام أهل الهدى بكل حال الفدا ... في حرب اهل الردى والسوء والسقم فسل مواقع حرب السيف عالية ... على الرقاب لنشر الدين في الامم ماذا رأوا من سيوف الصحب بارقة ... والدم جار مثال الماء بالديم فصار ما صار من النصر ومن ظفر ... وصار من صار في الكفران والنقم بهم أتى نصرة الله لشرعته ... بهم أتى نشر دين الله في الأمم

لولا همو لم يكن للدين قائمة ... على بساط الورى في العرب والعجم الله يرضى عن الاصحاب قاطبه ... هم كالنجوم رجوم الكفر في الامم وإن أردت لهم مدحا ومكرمة ... فانظر إلى التوبة والفتح بالختم وهم خيار من الأبرار قاطبة ... وهم كبار رجال الجود والكرم وهم بذور نبات الخير والشرف ... وهم بدور سماء النول والنعم كفى ثناء لهم من سيد البشر ... بما جرى لبيان الفضل في الأمم هم كالنجوم بأي اقتديت كفى ... وهم رجوم لكل فاسق لئم ومدهم في العطاء كان كالأحد ... وحّدهم في الوفاء يبدو كالعلم لانهم أهل أركان الكرامة في ... آية إعلانهم من خيرة الأمم وتلك أيمانهم والأمر والنهي في ... وقتهما حسبما قرر بالحكم وماؤهم قد غدا ماء الحياة لمن ... عاش على الحق في عرب وفي عجم لولا الصحابة لم تنصر شريعته ... ولم تكن شربة الشفاء من زمزم لكن فضل الجميع فضل سيدنا ... وفضل مخدومنا سار الى خدم سرى باسرائه الأنوار للحرم ... علا بمعراجه الأسرار للقلم والعرش، والكرسي، والبيت سدرته ... مثل السما وقعت في موضع القدم كل الملائكة والجن والبشر ... منتظر فيضه كالأرض للديم وكيف لا وهو مبعوث برحمته ... للعالمين لأهل العرب والعجم فيا إلهي ويا رحمن من أزل ... اجعلني من أمة الرسول ذي الكرم وارحم بأمته في كشف غمتها ... واجعل لنا حسن توفيق لمختتم وشفّعن عبدك المحبوب سيدنا ... في غفر إجرامنا وسوءة الشيم فان جاه رسول الله ليس له ... حد فيعرب عنه ناطق بفم

لما اصطفاه لما قد اصطفاه له ... أعطاه خلقا عظيما بارىء النسم منها استقامته بدت بمرتبة ... تجلو على الناس من عرب ومن عجم كانت تلازمه في كل مرحلة ... كالضوء للشمس يبدو من علا العلم وبره شمل الانسان حيث أتى ... يستقبل الحق دون النقص والنقم تراث أهل الرضا في قلبه وبدا ... حيث اقتدى بجميع الرسل في الشيم تواضع فيه لله على قدر ... وصف العبودية لله ذي الكرم وللعباد على مقدار ما بذلوا ... لنعمة الله من شكر على النعم دوامه في الجهاد كان واجبه ... وذكره دائم والقلب لم يتم رأفته رحمة عمّت جميع الورى ... للمؤمنين خصوصا حق كلّهم سيادة فيه كانت في مراتبها ... على الأنام بحسب مستوى الأمم شجاعة فيه كانت مع شهامته ... من دون غدر وجور موجب النقم لا خوف في أمره من ظلم من ظلما ... ولو بدعوة جبار ومنتقم لا ضحك في بدر الكبرى ونصرته ... والقتل والأسر للكفار في زحم لا ذلّ في أحد من قتل من معه ... وما جرى من جنود الكفر والظلم إذ أعقب الجيش بالجيش بلا حذر ... ورغب الناس بالتعقيب بالهمم ولا افتخار باستيلاء خيبر اذ ... سلّطه الله في الأموال والحشم ولا تكبر في الفتح لأمّ القرى ... والنصر يوم حنين فوق مزدحم في كل حال له وافته منقبة ... شكر على نعمة صبر على سقم ألا ترى وجهه كالشمس رابعة ... وتسمع القول بالقوة والشهم

أنا النبي لا كذب، انا ابن عبد المطلب ... مستقبلا لعدو غير مفتهم حتى أتى نصره، وقد علا قدره ... بفوز فتح حنين ذات مزدحم ومن شهامته شفاعة نفعت ... كلّ الأنام ليوم محشر الامم مقام محموده هذا الذى مدحوا ... به الرسول الحبيب عند ذي الكرم وهي شفاعته الكبرى وخصت به ... وله خمس سواها جاء بالرقم يا رب شفّعه فينا يوم نطلبها ... للمنع للرفع والاعلاء للقيم وصبره صبر أيوب على شبه ... بلا مماثلة، فاسمعه وافتهم إذ صبر سيدنا أيوب عن ألم ... في الجسم والنقص في أهل وفي نعم وصبر سيدنا المحمود من أوجه ... كثيرة عدّ بعض منه بالرّقم فانه قد تأذّى من معارضه ... في القدس والنفس والتحقير للحرم في الاسم والجسم والرسم وسمعته ... بالهمز واللمز والتعييب بالنقم وضرب اتباعه، وحرب أحبابه ... تهجيرهم نحو الاحباش من أمم حصارهم حول كل من له رحم ... في خارج الكعبة العليا من الحرم وبالتآمر مع أعدائه اللؤم ... وبالتعاون مع يهود ذي السقم إرجاف أهل النفاق في مدينته ... بكل وجه عبوس غير ملتئم والافك والبهت والطغيان في الكرب ... بكل ما لا يلاقى صاحب الكرم في كل مرحلة تأتي بمزحلة ... يزداد صبرا لفوز الفضل والنعم لذاك وافاه مولاه بنعمته ... بالنصر والفتح والمنح من الكرم بشرح صدر ووضع الوزر والثقل ... ورفع ذكره بين العرب والعجم وبالخلود لما أتاه معجزة ... تبقى مع الدهر كالنهر بماء يم

لم يبق للناظر المنصف في أمره ... إلا التعجب والتسبيح بالكلم سبحان من اظهر الضياء منبثقا ... من نوره النور بالاحسان والكرم طابت سريرته وطابت صورته ... وهابت هيبته في الكافر الّلئم فجاوز القدر قدر الفهم في البشر ... كما اصطفاه حبيبا بارىء النسم وعدله نصب عينيه كما قد رأت ... أراه ربه عين العدل بالحكم قال أن احكم بما أراك هذا له ... منهاج حق قويم قام للأمم وعفوه كان مثل ديمة تنزل ... للعادي والبادي والخفض والاطم عفا عن المجرمين عند فتح وقد ... أتى باخوان يوسف من الكرم غفلته لم تكن في لحظة اليقظة ... وفي منامه قلب الروح لم ينم فوائد جمة لأمة سعدت ... بنور إيمانهم لم تك في الامم فالحق بعثه إتمام المكارم من ... كل النبيين والرسل أولي همم فرحم الله سعدا قال في شرحه ... بما تبين من معنى لمفتهم أخلاق حضرته معجزة فوق ما ... يرى لغيره من خوارق العالم فان معجزة من طينة البشر ... أعجب من خارق من خارج النسم وقد حباه الاله معجزات أتت ... عند التحدّي لاعلائه في الأمم من سجدة الشجر في طلب الكافر ... وقد أتته على ساق بلا قدم والشق للقمر في طلب الفاجر ... فصار قسمين في العين بلا كتم وعاد ملتئما كما بدا سالما ... والناس في غفلة من واجب الذمم ومن كراماته قبول دعواته ... في الرفع والدفع عما كان من ألم وسبحة للحصاة من حيث يسمعها ... من جالس السيد الموصوف بالكرم وانفجار الماء بين أصابعه ... كفاية لوضوء صاحب الشيم تكثير أطعمة قلت بمادتها ... بحيث تكفي لأفراد أولي نعم ومن كراماته إسراؤه ليلة ... من ثم معراجه للعلو كالعلم

وغيرها من كرامات له ظهرت ... وسطرت في دساتير لدى الأمم ومن أراد الاله عزه قد حبا ... له خوارق فيها القدر في الأمم لا سيما المعجزات الخالدات كما ... حبا الرسول كلاما خالد الكرم أسلوبه غير أسلوب الورى أدبا ... لم يسمع الناس ذا في الحل والحرم بمفردات تضاهي الفاكهات على ... مذاق أهل الصفا في العرب والعجم بلاغة في تراكيب له ظهرت ... وفهمها نادر لغير مفتهم فيه علوم من الأسرار قد خفيت ... إلا على بعض أهل القدر والقيم مرآة ماض وحال دون ما غلق ... مشكاة نور بها المصباح للظلم خال عن العيب من ريب ومن تهم ... في المدح والقدح والتقدير والقيم وقد تحدى به الباري بأقصره ... من سورة ولعشر مجمع الامم الله أولاه ذاك الفضل موهبة ... يختص من شاء بالاحسان والكرم بحر محيط به ما أعجب البشر ... والجن والملك المخصوص بالقيم وفيه أسرار غيب من علوم هدى ... وفيه أنوار شرح الصدر في الظلم رواء أمراض نفس المؤمنين بحق ... شفاء أعراض قلب كل ذي قيم في كل حرف لفظ منه قد خفيت ... أسرار غيب له مع الكرب والألم مكهرب الجو بالنور إذا تليت ... آياته بلسان الروح ذي القيم تشققت منه أحجار القلوب متى ... جاءت تلاوته من صالحي الأمم نقابه ساتر نور الجمال، وإن ... تلاه صاحب نور جاء كالنجم وفي تلاوته حقا حلاوته ... لذوق أهل شعور ناء عن صمم وإن نظرت الى النظام للبشر ... ففيه خير نظام الناس كلهم فيه إطاعة مولى الناس والأمم ... فيه اطاعة رب العالمين كما

اطاعة لأولي الامر الذين مشوا ... على طريق الهدى والقدر والقيم وفيه أمر بعدل الناس إذ حكموا ... في النفس والمال والاحوال للامم وفيه امر باحسان وامر عطا ... لاهل قربى لفضل الوصل في الرحم والنهي عن كل فحشاء لأهل هوى ... ومنكر القول والفعل وبغيهم وفيه أمر أداء للامانة في ... سر وجهر بدون الكلّ والكتم وفيه أمر باعداد لما لزما ... في دفع كل عدوّ جاء في حشم وفيه إذن القصاص في النفوس وفي ... جروح ما صدر من موجب الألم وفيه ترغيبهم في الصلح والعفو عن ... مسيئهم بغية الألفة في الأمم وفيه تشريع إخراج الزكاة لما ... فيه مصالح كل الناس في السّلم وليس في أي دين هذه الحكم ... في جمع شمل جميع الناس كلهم وفيه أمر بشورى الناس إذ وقعا ... أمر خطير له الافراد في زحم وبعد ذا كيف يبقى أيّ مشكلة ... تحتاج في الحل للاهواء والسقم؟ والدين والنفس والناموس للرشد ... والعقل والمال محفوظ لكلهم وفيه حث على الأخلاق والشرف ... والصبر والصدق والانصاف بالرقم قرآننا هذه الأشياء زبدته ... فخذه واعمل به، يا صاحب الهمم وكل ذلك جاه للرسول نزل ... عليه حقا للارشاد إلى القيم والجاه وجه ووجه المرء حرمته ... من طاعة والاحسان للامم إذ كان جاه لأصحاب الرقيم على ... أعمالهم كيف لا لسيد الامم والله إن له جاها ومنزلة ... تعلو الثريا وفوق اللوح والقلم من جاهه أنه استشفع آدم به ... بجاهه إذ رأى اسمه بالعظم

من جاهه أخذ رب العالمين على ... جميع رسله عهدا باتباعهم من جاهه ذكر أوصاف كرامته ... في صحف الرسل من بدء الى ختم ونعت أصحابه في سفر إخوانه ... نعتا بليغا لهم بشدة الحزم من جاهه انه ما عذب الله من ... عاداه مادام فيهم سيد الامم من جاه حضرته عموم دعوته ... لكافة الخلق من عرب ومن عجم من جاهه نعته بان بعثته ... مرحمة اهديت لكافة الامم من جاهه أنه الرسول بالرحمة ... وخاتم الأنبياء في الحل والحرم يعني شريعته خالدة أبدا ... ودينه ناسخ لسائر الرّسم من جاهه أنه اختار صحبا له ... وأن امته من أفضل الأمم ليس لها وحدة على ضلال ولا ... تخلو عن المانع عن شؤمة النقم من جاهه أنه سبعون الفا بها ... دون حساب لهم في خالد النعم من جاهه أنه لقب بالشاهد ... وبالسراج لتنوير لمفتهم من جاهه أنه صلى عليه وقد ... امر بالصلوات كافة الامم فهو الشفيع الرفيع والحبيب له ... شفعه فينا الى يوم مزدحم وقد توسل أصحاب الرسول به ... مدى الحياة من البلوى ومن سقم ولم تفت شعرة من رأس او لحية ... إلا تناولها الاصحاب بالهمم وقد روى السهل موضوع العمى حيث جا ... وقد توسل بالرسول ذي الكرم يقول: ما زلت في المجلس إلا وقد ... كشف عنه العمى صار بلا سقم وقد رأى الصحب أن الناس يسقون من ... ماء به اللبس في النجاة من ألم وكم رأينا من الشعرات في المحن ... بعد التوسل من خير ومن نعم واذ اتينا بذكر اللبس فلنذكرن ... لباسه بانتظار الدفع للسقم

ولنتبرك بذكر بعض البسة ... لها عطور تفيد النور في النسم لباسه اختار منه نوعه الوسطا ... لا نوع مبذوله او عالي القيم يعجبه الواسع السابغ لا سيما ... من حبر ذي خطوط منسجم وكان يعجبه الاخضر والاصفر ... أحسن بما اختاره مولاى ذو الكرم ويلبس القاصر من الازار الى ... ما فوق كعبيه رفع الكبر والنقم له قميص وقباء فوقه حسن ... يلبس فرجية عليه فافتهم ان النجاشي قد اهدى لحضرته ... البسة خمسة ممتازة القيم وهي قميص وبردان عطاف كذا ... خفان للرجل للمسح بلا سقم أما العطاف فذاك الطيلسان الذي ... يلبس في كتف مع رقبة الامم كذاك اهدى له دحية خفين كي ... يمسح ذين بدال الغسل للقدم وله نعلان للمشي على ارجل ... مشعرين وبلا شعر على قسم سبتيتان له بدون شعر وقد ... صلى مع اللبس للنعلين في حشم وكلما كان نعلا الشخص دون أذى ... لا منع للبس والصلات في الحرم نعلان في قرية فوق السنندج قد ... تبرك الناس بالنعلين من قدم ويلبس الجبة المعتادة العطرة ... وكمها عند رسغ اليدين بالرقم ويلبس الجبة الرومية الحسنة ... مع صيق كم على عادة لبسهم له عمامته السوداء يلبسها ... ويعجب الناظرين النور في القمم كذلك في خطبة الجمعة يلبسها ... كأنها زهرة سوداء في أكم في فتح مكة قد اعتم سيدنا ... عمامة وهي سوداء على دهم كذاك يعتمّ بالسوداء في السفر ... إن السواد بعيد عن أذى البقم وقد روى من حميراء روات لنا ... عمامة لونها البياض كالعلم

له فلنسوة لبعض أوقاته ... يلف من حولها عمامة الكرم وكلما جاءه وقد رأيت له ... ألبسه دات ميزات من القيم ويأمر الصحب بالمثل لان لها ... مهابة في عيون عامه الامم كانت له حصر ينام من فوقها ... كذا يصلي عليها عند ملتزم وكان عنده بردات وقد وصلت ... منها لكعب بخلعته من الكرم وبردة وصلت إلى ابان وقد ... وصلت الى نسله من صاحبي الهمم والان في بيت بعض النسل تحترم ... يزورها الناس، زرناها على كرم في غرفة مثل غرفات الجنان لها ... من دار خادم سجادة الكرم مخلّفات له في متحف الشرف ... في أستانة مأوى العلم والعلم محاسن الشعرات في العراق لدى ... مقام غوث وفي إمامنا الاعظم وفي بيارة تلقاها على أدب ... وفي طويلة عند الجد ذي الكرم شعور لحيته ورأسه العطرة ... لها كراماتها تروى عن الأمم وقد رأينا بام العين منقبة ... لا بل مناقب في أحوالنا الدهم من جمة عند أذن وفرة نزلت ... لمارن لمة في الكتف فافتهم أقل من عدد العشرين اشتعلت ... شيبا كنور يرى في قمة العلم معتدل قامة، مستحسن شامة ... من بين كتفيه فيها شامة الكرم وخاتم فضة في خنصر يده ... وفصه فيه مكتوب على رقم (محمد) فوقه (رسول) من فوقه ... (الله) اسم الاله صاحب النعم له السواك فيستاك ويأمرنا ... بالاستياك لفوز الأجر بالكرم كانت لحضرته العصا ويمسكها ... لراحة الجسم أو للدفع عن ألم إن لنا في رسول الله أسوتنا ... طوبى لاتباعه في البدء والختم يا ربنا هب لنا توفيق سنته ... نمشي على دأبه للفوز بالنعم باسمك يا ربنا والحمد لك والثنا ... نرجو وصول المنى بالجود والكرم منيتنا رحمة تنزل من فيضكم ... على الرسول الكريم صاحب الهمم

من الصلاة ومن تسليمك الأبدي ... عليه والآل والصحب أولي الكرم والتابعين باحسان ليوم اللقاء ... يشملنا فيضها من فائض النعم يا خالق العالم على مشيئته ... يا باعث الرسل الكرام للأمم بعثت نور الهدى محمدا احمدا ... قال: أنا الرحمة المهداة للامم صل عليه كما أحببت من كرم ... كما يليق بقدر سيد الامم وارحم بنا رحمة تعم أحوالنا ... تفيدنا فوزنا لحسن مختتم وانت حي وقيوم ومقتدر ... وما سواك هو المخلوق بالكرم بحق ذاتك ذات لا اكتناه له ... ولا يحيط به حكمة ذي الحكم وبصفاتك اوصاف الكمال بحق ... لا حدّ في مدها أتت من القدم نؤمن بالذات والصفات كاملة ... أحق سبعك بالقلب وبالقلم وباللسان البيان لذي الكرم ... الكرم العام للفرد والحشم من كثرة الحاجة في كل مرحلة ... لبابك الواسع المفتوح بالكرم يا ربنا الفرد والمخصوص بالقدم ... بلا مثال وفقر دون كيف كم باق كما كان من دون مكان له ... ولا زمان ولا آن له ينتمي يا أكرم الاكرمين دائما أبدا ... يا أقدر القادرين فائض النعم بسر وصف الحياة دون ما خلل ... وعلمك الشامل حتى لمنعدم وقدرة ذات تأثير على حسب ... إرادة لك للأشياء من قدم وسمع ما يسمع إبصار ما يبصر ... تحت الثرى كالثريا يبدو كالعلم تنبو عن المثل والقياس في ما أتى ... في فكر مفتكر أو نظر العالم وسر أوصافك السلبية وردت ... من أجل تنزيه ذات الحق من نقم ارحم بنا يا إلهي رحمة واسعة ... تسع أحوالنا في البدء والختم من وحدة قدم بقائه الأبدي ... بلا مثال ولا الحاجات من قدم وسرّ وصف الوجود الواجب الأزلي ... عين العليم تراه العين فافتهم

وسر أسمائك الحسنى التي وردت ... من فيض توفيق توقيف على الأمم أنت الاله ونحن من عبيدك في ... حكم القضا فارحمن يا ربي بالكرم كل العوالم مثل قبضة قبضت ... او درة اشرقت في موجة الظّلم وأنت صاحب سلطان وهيمنة ... ونحن مثل حشيش حشّ بالديم فارحم بنا ربنا من حسن موهبة ... للحال والمال والأولاد والحشم بسر خلق جميع الكائنات على ... نهج الحكيم الذي في الفعل ذو حكم وبالملائكة المقربين الى ... جناب حضرتك العليا من القدم لكل صنف وفرد مستوى شرفا ... أصحاب أجنحة في مقتضى الحكم وتلك أجنحة للشغل صالحة ... بقوة وهبت من خالق الأمم في طوع حق ولا عصيان من أحد ... في عصمة النفس دون الذنب واللمم حملة العرش منهم أهل مقربة ... تزداد للثمانية في وقت مختتم وفي السماء وفي الأجواء ثابتة ... في البر في البحر في الاضواء والظلم في عالم الخلق أحياء وبعد وفا ... في عالم الحشر يوم الجمع للأمم وفي السعير وفي عين الجنان على ... إطاعة الحق بالايلام والخدم لا يعلم الجند غير الله صاحبه ... والجند في أمره بالحق والحكم أطت سماواته بالحق من ملك ... في حمد ربه والتسبيح بالكلم ملائك اشتغلت بضبط ما أمرت ... من شمس أو قمر أو نجم أو حزم وكل ما قد بدا في الجو بادرة ... من غيم أو سحب أو نازل الديم بل كل قطرة ماء من علا نزلت ... لها نظام من الابداء للعدم بسر خلقك للخلق على مهل ... بحكمة منك لا للعجز والألم

كل العوالم من علو إلى سفل ... من عرش عزك للفرش لدى الخدم وسدرة المنتهى وكل ساكنها ... وجنة هي مأوى الخير والنعم وبيت معمورك المعمور بالملك ... من أهل ذكر وفكر ثابت القدم وخلق كرسيك الموصوف بالسعة ... وبالسماء وما فيها من النجم وكل سيارة تدور بالقدر ... من سرعة أو من البطء بلا نقم والشمس والقمر والزهرة المشتري ... شعرى كنور سرى في ليلة الدّهم وتلك حجتك العليا على البشر ... كالنفس في سرها المستور بالكتم رب بسر الليالي مع خلوتها ... لطاعة الله دون خلط مزدحم والفجر والصبح والاسحار ذات صفا ... ونشئة تنشط الارواح للامم لا سيما وقت رفع القانتين يدا ... الى المناجات راجين ندى الكرم وبالتجلي على القلوب واردة ... على أولي الطاعة في الحل والحرم ونور الاشراق والصلاة من بعدها ... وبالضحى والصلاة من أولي القدم وبالتفكير في الموت وما بعده ... من السؤال وضيق القبر والندم وبالتصدق في أيام مسغبة ... على اليتامى وأهل الشخص والرحم وبالتنبّه بعد حال معصية ... وتوبة خلصت من صاحبي الهمم وبالتعلم للقرآن في أدب ... لكن بتجويده المرقوم بالقلم وبتلاوته في رهبة شملت ... القلب واللفظ في إخراجه بفم رب بتدريس أستاذ على سند ... علوم دين رسول جاء بالكرم صرفا ونحوا وفقها من شريعته ... نصا أتى أو على جهد من الامم بلاغة واصول الدين معتقدا ... اصول فقه أو السنة في سلم وعلم تفسير آيات الهدى أثرا ... بالنقل والعقل دون الوهم والسقم ربي بجهد طلاب لها قبلوا ... محنة نفس لمنح الفوز بالكرم

وبالحنان الذي أودعته كرما ... في قلب أمّ لابن عاش في الرحم وبالتوادد في الارحام خالصة ... عن شوب نقص وأشواق الى نعم وبالتحابب في الاخوان بالحسب ... لله في الله في عزم وفي همم ووصف إصلاح أهل السوء بالأدب ... بالوعظ في اللين والإرشاد في الكرم وكل فعل أتى من عامل عملوا ... بالخير للخير لا للسوء والسقم أرجوك يا رب توفيقا يوافقنا ... لكل خير لنا في البدء والختم وذكر حلقات درس للأساتذة ... على نقاش وتحقيق لمفتهم وبالمطالعة جوف الليالي على ... تدقيق طالب علم مثل مغتنم وبالكتابة للكتب المؤلفة ... وبالهوامش والتقييد للكلم ونور حلقات ذكر كان ينزلها ... فوج من الملائكة الأبرار مزدحم والبحث عن نفحات يستفيد بها ... أصحاب كشف من اللوح ومن قلم والوعظ والإرشاد للاستاذ طالبه ... والأمر والنهي حسب الحق معتصم وذكريات أناشيد تذكرنا ... أمجاد قوم كرام من أولي همم والصبر عند البلاء مع رضا بالقضاء ... ورد اهل الجفا بالصبر والسّلم وسر إصلاح أهل العقل وقت العدا ... بين أناس على البأساء والنقم وبالمواقيت للاحرام بالنسك ... ورفع صوت بلبيك لدى الحرم والكعبة البيت ذات القدر والشرف ... والحجر والحجر وقدر ملتزم وطوف بيت على الاخلاص والأدب ... راجين من ربهم عفوا مع الكرم وبالمقام مقام النور والرحمة ... مقام ذكرى الخليل الثابت القدم والسعي بين الصفا ومروة سلمت ... من كل ما يمنع الساعي من كرم

وبمبيت مني فالسير للنمرة ... ووقفة العرفات بين مزدحم وبالافاضة منها نحو مزدلفة ... والناس في لهفة للنيل بالكرم ومشعر وبرمي جمرة العقبة ... رجما لشيطان عدوان على الأمم وباجتماع الجميع في منى وبها ... دبح وحلق وتقصير على قسم وبطواف مهمّ ركن منسكنا ... ثم الرجوع لباقي واجب الذمم مبيتنا بمنى والرمي في يومها ... بعد الزوال إلى ما جاء بالحكم جمرة خيف ووسطى ثم للعقبة ... كل بسبع حصاة رمى ذى كرم وبطواف الوداع فالمسير الى ... مدينة السيد الموعود بالكرم لطيبة طاب مأواها ومهجرها ... وطاب من مات فيها فارغ الذمم وبالصلاة عليه في الطريق على ... سيّارة أو على النّوق أو القدم وعندما قد بدت قبة نور الهدى ... تهتز الارواح بالاقدام للقدم تهبّ روح وريحان لروضة ... مثل الشمال إذا هبت على علم لكل قلب له جذب وعاطفة ... تأتي نسيم بريحان على شمم وهذه النعمة الكبرى لنائلها ... وهذه الرحمة الكبرى لمغتنم طوبى لمن نالها في العمر معتمرا ... أو حاجيا بيته المنيع للكرم بالتين ثم بزيتون وما اكتنفا ... من إيلياء مقام القدس للنسم المسجد الحرم الاقصى المنور من ... أنواره روح شخص كان ذاهمم مقام مرأة عمران التي نذرت ... ما حملته لطهر البيت والحرم وأرض مريم ذات العفة ادبا ... والدة السيد المسيح ذي الحكم وطور سينين مأوى النور للقبس ... لابن عمران أهل القدر والقيم وحرمة البلد الأمين من خطر ... مأوى الخليل ومأوى سيد الامم يا ربنا هب لنا عفوا ومغفرة ... من الذنوب وحسن الحال في الختم وبالنبيين والرسل الكرام وهم ... شموس نور الهدى لكافة الأمم هداة أهل العقول من أولي الرشد ... يمشون في الدرب بالعلم وبالحكم

تحملوا في سبيل الحق كل أذى ... تصبروا عن عداء الأنفس اللؤم لا سيما المصطفين من أولي رتب ... علت على العالم كالنور بالعلم لا سيما من أولي العزم الذين رأوا ... ما لم ير الرسل الأخيار من أمم حزم على شدة، صبر على محنة ... عزم على زحمة التبليغ للأمم نوح وبعده إبراهيم ذو كرم ... موسى المجاهد عيسى زاهد النعم محمد سيد أهل الصبر عن محن ... أتته من أهل إشراك بلا ذمم مولى الأنام رفيع الجاه ذو قدم ... في نشر توحيد رب خالق الامم نافع أهل الهدى بكرم وندى ... واسع صدر بدا في الجود والكرم وهو الشفيع الرفيع يوم محشرنا ... مقام محموده يجلو على الامم بجاهه نرتجي عفو الذنوب كما ... نأمل منه العطا بالجود والكرم بعثه رحمة للعالمين وقد ... قال: أنا الرحمة المهداة للامم حباه خلقا عظيما كان معجزة ... أحسن بمعجز من خلقة الأمم حباه دينا وقرآنا على مهل ... وأكمل الدين فيه عند مختتم إذ خول السيد المبعوث نشرته ... بيانه وأولى الأمر من الامم أهل اجتهاد على حكم وإجماعهم ... أو انفراد على ما جاء من حكم يا رب شفعه فينا من كرامته ... يوم اللقاء إذ الناس على سقم يا رب أرجوك بالاصحاب أهل الوفا ... وفوا بما عاهدوا الله على ذمم ومنهم السّابقون السّابقون الاولى ... توكلوا في زمان الحرب والسلم على آلة له القضاء والقدر ... ضحوا بانفسهم والنول والنعم

ومنهم الزمرة العليا على صدقهم ... حازت على لقب الصديق في الأمم أفضلهم سيّدى الصديق صاحبه ... في الدار والغار والاسفار والالم إمامه في الحياة اقتداء به ... إمام أهل الهدى في الحل والحرم وهو الذي ردّ أهل الردة عنوة ... وردّ كيد مسيلمة بالعلم وهو الذي جمع القرآن آياته ... صونا لها عن عروض النقص والنقم وهو الذي عين الفاروق من بعده ... عمر حتى يفوز الناس بالحكم فأكمل الفتح في جزيرة العرب ... ونشر الدين بالعلم وبالعلم ونصر الدين في جميع مملكته ... وحصر الكفر في ضيق من العالم فصار مستشهدا من كافر مارد ... وجعل الامر شورى لاولى الهمم ثم بعثمان ذي النورين منقبة ... رفع خلفا على القرآن ذي الحكم بلجنة رأسها العليّ في علمه ... بلهجة لقريش أفصح الأمم ربّ بجاه علي في علا الدرج ... في العلم والدين والارشاد والحكم أقضى الصحابة في حكم وفصل قضا ... وأكمل الناس في حرب ومزدحم من عاون الخلفا السابقين على ... ما قد أرادوه في حرب وملتحم وجاه ابنيه سبطي صاحب الكرم ... وقرتي عينه النورين في الظلم وغيرهم من أولي الجهد المريد لهم ... في نشر دين ورفع قامة العلم بحفظهم لكتاب الله مرجعنا ... وسنة السيد المختار بالكرم

وهجرة الغربة وقابل الكربة ... ونصرة الشرعة العليا على الأمم بصبرهم في الأذى، وهجرة الوطن ... وبالشهادة، والتعذيب والألم بكل ما قبلوا إذ ماتوا او قتلوا ... شهادة في سبيل الحق والحكم يا رب بالشهداء في سبيل الهدى ... القاصدين لاعلاء صدى الكلم كالشهداء ببدر ثم في أحد ... خمس وسبعون شهما من أولي همم كمصعب بن عمير، نضر ابن أنس ... وحمزة سادة الشهداء في العالم وغيرهم من شهيد نال رتبته ... لله في الله دون القصد للمغنم كجعفر وهو الطيار بأجنحة ... مع الرفاق الثلاث صاحبي العلم وبالذين استشهدوا بالغدر والدّجل ... على يد المشركين من أولى السّقم قراء بئر معونة الكرام الأولى ... راحوا لتعليم القرآن لذي سلم فاستشهدوا بنفاق المشركين وهم ... عرينة، عكل، من فاقدي الذمم والشهداء بأرض غربة بعدت ... من البلاد التي في حيطة العجم شهداء جيش بني أمية البطلة ... أو خلفا بني العباس ذي الكرم شهداء جيش الملوك من سلاجقة ... أهل الهدى والندى والحكم والكرم شهداء جيش صلاح الدين إذ غلبا ... على الصليبية البراء من ذمم شهداء جيش الهدى محمد الفاتح ... لأستانة مأوى الروم ذي سقم وغيرهم من رجال جيش سيدنا ... محمد في بلاد العرب والعجم سقوا بماء الدماء روضة الشرف ... نبت منه رياض الجود والكرم لا تحسبن الذين قتلوا نوطهم ... نوط الشجاعة في العالم فافتهم وللذين على أقدامهم رتب ... قد تبلغ الرتبة العليا لدى الأمم وهم لهم رتبة الحياة في البرزخ ... يعلمها كل ذي الادراك والحكم

نرجو النجاة بهم من سوء خاتمة ... بهم نريد وصول حسن مختتم يا رب بالمؤمنين الصالحين الاولى ... قد اتقوا واستقاموا من علا الهمم أهل انشراح الصدور والحضور بحق ... وخادمي دين مولى الناس كلهم أئمة العلم والأعمال صالحة ... والفكر والذكر والشكر على النّعم أهل اجتهاد وإرشاد ومنفعة ... بكل وجه أتى للبشر المسلم وأهل علم وتعليم العلوم كما ... يحق في نشر دين سيّد الأمم وكل طالب علم نافع للهدى ... مع قبول الأذى والكرب والالم لولا هم لم يكن للدين منزلة ... في عين أهل الهوى والعيش بالنعم بالأولياء مصابيح الظلام على ... قلوب أهل الهوى المختار للنعم أسباب إثبات نور الدين في قلب من ... أراد فوزا بفضل الله كالمغنم هم أركان دين الله في العالم ... أولها العلماء في هدى الأمم لكل حفاظ قرآن وقرائه ... وحافظي السنن للسيد الأكرم بكل جمع أولي أمر على عدلهم ... راعوا نظاما يحق لهدي الأمم ربي بأصحاب أعمال مهذبة ... خالصة من وجوه السوء والسقم صوم، صلاة، زكاة حجة، عمرة ... صدقة، سيما في عشرة النعم وكل ما كان معدودا من الحسنة ... في السر، والجهر، والحرب، وفي السلم وكل خادم دين الله بالأدب ... أميرا أو خادما أو راعي الغنم وكل مكتسب للمال محتسب ... فيه رعاية حق الله في الحرم وكل صاحب فضل لا نرى فضله ... أنت العليم به في عرب أو عجم نرجوك يا رب إصلاحا لأنفسنا ... باللطف لا العنف بالفضل وبالكرم

ورشد أولادنا، وحفظ أكبادنا ... وصون أجسادنا، عن دائم الألم وحسن توفيقنا بحسن أفضالكم ... وحسن أعمالنا، وحسن مختتم واحفظ إلهي عباد الله من فتن ... تغشى الجميع مثال ليلنا الأدهم منها اختلاف على أهواء فاسدة ... منها اعتساف لأهل الجور في النّظم وأسها البعد عن علم ومعرفة ... وقلة الفقه في حل وفي حرم وكثرة الجهل في الشرق وفي غربنا ... وفي الشمال وفي الجنوب ذاغمم ورغبة في اتباع الكافرين على ... ما عندهم من خداع السم في الدسم وأصله حب دنيا لا بقاء لها ... وكره موت مع النزول في الأمم ورفعها ليس في قدرتنا مطلقا ... وإنما ذاك من مقامك الأحكم وكل أحوالنا من سوء أعمالنا ... ونص دين لنا الحجة بالحكم فاغفر لنا ذنبنا، واكشف لنا كربنا ... إنا نرى ربنا في العفو ذا كرم ومنتهى رغبتي قبوله وردتي ... وتلك هديتي للسيد الأكرم محمد رحمة للعالمين كما ... قال: أنا الرحمة المهداة للامم وفي القبول لها أشم فوحا لها ... في آخر النفس لحسن مختتم والحمد لله رب العالمين على ... نعمة إهدائها للفوز بالنعم ثم الصلاة على الهادي وشيعته ... أهل الاجابة من رأس الى قدم

الحمد لله الذي وفقني على إتمام منظومتي الوردية، قبيل الظهر من يوم الخميس، الحادي عشر من ربيع الثاني من سنة ألف وأربعمائة وخمس عشرة هجرية، الموافق لليوم الخامس عشر من الشهر التاسع من سنة ألف وتسعمائة واربع وتسعين ميلادية. وأنا الخادم للعلم والدين عبد الكريم محمد الكردي الشهرزوري المدرس في مدرسة جامع سيدنا الشيخ عبد القادر الگيلاني نور الله روحه.. آمين. اللهم اغفر لي ولوالدي ولسائر المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الفهرست الموضوع الصفحة ولادته ونسبه الشريف 4 شق صدره الشريف 6 سفره الى الشام 6 كيف ومتى جاءه الوحي؟ 8 الاسراء والمعراج 10 هجرته 12 بناء المسجد 14 الاذن في الجهاد 15

0792 و 81 م 445 المدرس، عبد الكريم محمد القصيدة الوردية في سيرة خير البرية/ تأليف عبد الكريم محمد المدرس. - بغداد: دار الحرية للطباعة، 1995. ص، 24 سم 1- شعر الفخر والمديح- العراق أ- العنوان م. و120/ 1995 المكتبة الوطنية (الفهرسة أثناء النشر) رقم الايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد 120 لسنة 1995 دار الحرية للطباعة 1415- 1995

§1/1