القراءات روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة

حليمة سال

عنوان الرسالة أبالعربية: روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة ب بالإنجليزية: The Warsh and Hafs Readings of the Holy Quran: An Analytical and Comparative Study إعداد حليمة سال إشراف الدكتور محمد عصام مفلح القضاة حقل التخصص ماجستير التفسير والحديث (1428 - 1429هـ / 2007 - 2008م)

تقديم

روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة إعداد حليمة سال بكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية- قسم أصول الدين جامعة الشارقة قدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير تخصص التفسير والحديث في جامعة الشارقة

_ وافق عليها د. محمد عصام القضاة (الأستاذ المساعد في التفسير وعلوم القرآن، جامعة الشارقة) ... رئيساً ومشرفًا أ. د. إبراهيم الدوسري (الأستاذ في التفسير وعلوم القرآن، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض) ... عضواً د. أحمد محمد مفلح القضاة (الأستاذ المشارك في التفسير وعلوم القرآن، كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي) عضواً د. أحمد عباس البدوي (الأستاذ المشارك في التفسير وعلوم القرآن، جامعة الشارقة) ... عضواً تاريخ مناقشة الرسالة 28/ 5/1429هـ الموافق 15/ 6/2008 م

شكر وتقدير

شكر وتقدير الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه مالم يكن يعلم، الحمد لله على نعمه الكثيرة، وآلائه الجزيلة، لا أحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه سبحانه، والحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فقد أنعم الله علي بإتمام هذا العمل المتواضع بتيسيره وتوفيقه، وأسأله عز وجل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، إنه أكرم الأكرمين. وإني امتثالا لقوله - صلى الله عليه وسلم - «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» (¬1). أسجل هنا شكري وعرفاني بالجميل وتقديري لوالدي الكريمين اللذين غرسا في نفسي حب العلم والإخلاص فيه، وكانا السبب في حفظي القرآن الكريم منذ نعومة أظفاري، وقد كان لتشجيعهما ووقوفهما معي دائماً الأثر البالغ في مواصلة مسيرتي العلمية، وخاصة في علم القراءات، فلا أملك في هذا المقام إلا أن أرفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل وأقول: {رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الإسراء:24] كما أسأله عز وجل أن يجزيهما عن إخوتي عامة وعني خاصة، خير الجزاء، وأن يلبسهما تيجان الوقار يوم القيامة. ومثل هذا العمل لايتم بجهد صاحبه وحده، بل لا بد لكل مشتغل فيه من يد تسدي إليه ورأي يستفيده، ونصح يهتدي به، وكذلك كان عملي فى هذه الرسالة. ولذا فإن عليَّ شكرا لكل ذي يد أسهم فى إنجاح هذا العمل الجليل الذي يعد خدمةً لكتاب الله عز وجل، لا تجزئه الكلمات، ¬

(¬1) - أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ج2/ 295. والترمذي في السنن: كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك، رقم الحديث (1954) ج4/ص339. وقال الترمذي: "حديث صحيح".

ولا تقوم به العبارات، وهؤلاء كُثر، غير أنني أخص بالذكر الشيخ الدكتور محمد عصام مفلح القضاة، المشرف على الرسالة، على كل ما بذله من جهود مباركة في توجيهي التوجيه العلمي الصحيح، حيث إنه لم يكن مشرفاً فحسب، بل كان معلماً ومعيناً لي في فهم كثير من نصوص علم القراءات على وجه صحيح، فلم يألُ جهداً في توجيهي بأصول البحث ومناهجه والمصادر والمراجع اللازمة لإتمامه، كذلك دقته في الملاحظة والتصحيح والمراجعة، والحرص على التوجيه والمتابعة، وإنني لمدينة له بفضل توجيهه المفيد، فله مني كل الشكر والاحترام والتقدير، وجزاه الله عني خير الجزاء وأسأله أن يجعل هذا الجهد في ميزان حسناته، وأن يجعله الله من أهل القرآن الذين هم أهل الله - عز وجل - وخاصته. ولا يفوتني تسجيل شكري لأفراد أسرتي الكريمة التي منحتني من حقها ووقتها الكثير، وتعاونوا معي على إنجاز هذا البحث، فالله أسأل أن يبارك فيهم أجمعين. والشكر موصول لإدارة جامعة الشارقة متمثلة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، على ما تبذله من جهود مباركة ومثمرة في سبيل نشر العلم، وتوسيع دائرته، وإعداد رواده، وتذليل مشاقه وصعوباته، وأخص بالشكر والدعاء الأستاذ الدكتور عبد الناصر أبو البصل عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، والأستاذ الدكتور فتحي الزغبي رئيس قسم أصول الدين، وجميع أساتذتي، ومشايخي، الذين أفادوني بعلمهم الواسع الغزير. والشكر موصول كذلك لمركز جمعة الماجد الذي استفدت من مقتنياته الثمينة وكنوزه العظيمة، فله الشكر على ما يبذله من جهود خيّرة في خدمة طلبة العلم، وما يقدمه من تسهيلات وتيسير لهم فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء.

كما أسجل شكري وتقديري للأساتذة الفضلاء الذين تكرموا بقبول مناقشة هذا العمل وهم: فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتورإبراهيم الدوسري من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. وفضيلة الشيخ الدكتور أحمد محمد مفلح القضاة من كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي. وفضيلة الشيخ الدكتور أحمد عباس البدوي من جامعة الشارقة. فجزاهم الله خير وبارك جهودهم على ما أفادوا وقدموا، وما أبدوا من توجيهات وملحوظات نافعة، أسأل الله تعالى أن ينفعني بها. ولا أقول إلا كما قال الإمام الشاطبي فى مطلع كتابه "حزر الأماني": - وظُنَّ به خيراً وسامح نسيجه ... بالاغضاء والحسنى وإن كان هلهلا - وسلم لأحدى الحسنيين إصابة ... والاخرى اجتهاد رام صوبا فأمحلا - وإن كان خرق فادَّركه بفضلة ... من الحلم وليصلحه من جاد مِقْوَلا وختاماً أرجو أن أكون قد وفقت فيما قدمت، فما كان من خير وتوفيق فمن الله سبحانه فله الحمد والمنة، وما كان من زلة فمن نفسي وتقصيري، وأسأله - عز وجل - أن ينفعني به والمسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

{الإهداء}

{الإهداء} إلى كل من له فضل عليَّ: والديَّ، شيوخي، أساتذتي،،،،، إلى الوالد الحاني الذي له بعد الله الفضل والمنة فيما وصلت إليه إلى الذي رعاني منذ أن سجلت في المرحلة الجامعية الأولى إلى أن وصلت هذه المرحلة، في تدرجي العلمي في هذا الصرح العلمي المتميز إلى الذي يعمل بصمت ويرعى ويتابع سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للجامعة وإلى شعب الإمارات العربية المتحدة المضياف، وإلى إخواني وأخواتي وأولادي أهدي هذا العمل المتواضع، وأسأل الله عز وجل أن يجمعني بهم في الفردوس الأعلى، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم إنه سميع مجيب الدعاء.

الملخص

الملخص لقد حظيت القراءات القرآنية باهتمام المسلمين منذ نزول القرآن الكريم في عهده الأول، وكان هذا الاهتمام من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، واستمر تلقي المسلمين له بالقبول ولقراءاته بالتمحيص، إلى يومنا هذا، وقد تجرد عدد كبير من العلماء لخدمة كتاب الله سبحانه، وأفنوا أعمارهم بتتبع كل صغيرة وكبيرة حول هذا العلم، وسطروا كل ما جادت به عقولهم وأفكارهم في مؤلفات، حتى أصبحت مفخرة للمسلمين، ومقصدًا للدارسين من بعدهم في الدرس والتأليف، وتأتي هذه الدراسة حلقة في هذه السلسلة المباركة حول دراسة القراءات القرآنية ورواياتها. يتناول البحث: تعريف علم القراءات، ونشأته، ومصطلحاته، والتعريف بالقرَّاء الذين لهم علاقة بهذا البحث ورواتهم، وهم: القارئ نافع بن أبي نعيم، وراويه ورش، من طريق أبي يعقوب يوسف الأزرق، والقارئ عاصم بن أبي النجود، وراويه حفص بن سليمان، من طريق أبي عبيد بن الصباح النهشلي، ثم يعرض البحث لرواية كل من: ورش عن نافع، وحفص عن عاصم، ويبين مواضع الخلاف عند كل منهما أصولاً وفرشاً، ومن ثم يجري مقارنة بين الروايتين من حيث الأصول, ويتبع ذلك بالتوجيه والتحليل للمعاني التي تترتب على هذه الاختلافات، وهو ما يعرف لدى علماء القراءات بتوجيه القراءات وبيان عللها.

المقدمة

المقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ومن حمل اللواء من بعده إلى يوم الدين. أما بعد: فإن الله تعالى قد فضّل القرآن الكريم على سائر الكتب، إذ جعله مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه، ومن وجوه تفضيله ومزاياه ما اختُص به من إنزاله على وجوه القراءات، وتكفل الله بحفظه وترتيله فجاء مُصرَّفاً على أوسع اللغات، وظلّ محروساً من الزيادة والنقصان والتبديل، على مر الزمان وتقلّب الأحوال، وما ذاك إلا دلالةً من دلائل إعجازه وبدائع نظمه. وقد حظي علم القراءات بعناية كبيرة من العلماء المشتغلين بعلوم القرآن الكريم في مختلف عصور التاريخ الإسلامي، وعدّوه من أشرف العلوم، وأشدها ارتباطاً بكتاب الله - عز وجل -، وقد كثر التصنيف في هذا العلم قديماً وحديثاً، واحتفظت لنا المكتبة الإسلامية بتصانيف شتى في هذا العلم، معظمها لا يزال مخطوطاً، وما نشر منها لم تتوافر لبعضه على وجه الإجمال شروط الدقة والتثبت في التحقيق والدراسة والنشر العلمي، مع محدودية انتشاره في البلاد الإسلامية. وأكثر الجهود انصبت في العقود الأخيرة على نشر المصنفات المخطوطة في علم القراءات، والتحقيق العلمي لها، لكن الكتابة في تاريخ علم القراءات ظلت محدودة للغاية، ومحصورة في نطاق ضيق، وظل هذا العلم بحاجة إلى كتابة تاريخ مفصل لمراحله التي مر بها عبر التاريخ الإسلامي الطويل.

أهمية الموضوع وأسباب اختياره (إشكاليات البحث)

وكما كان الدافع لجمع القرآن في زمن أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما هو صيانة كتاب الله تعالى، فإن ذلك أيضاً كان وراء تحديد القراءات التي يقرأ بها. ثم إن القراء بعد ذلك تفرقوا في البلاد، وخلفهم أمم بعد أمم، وكثر بينهم الخلاف، وقل الضبط، واتسع الخرق، فقام الأئمة الثقات النقاد وحرروا وضبطوا وجمعوا وألفوا على حسب ما وصل إليهم أو صح لديهم. فالذي وصل إلينا اليوم متواتراً أو صحيحاً مقطوعاً به هو: (قراءات الأئمة العشرة المتواترة، ورواتهم المشهورين). وأخيراً فإن القرآن الكريم وقراءاته روح حياة الأمة الإسلامية ومشكاة حضارتها الفكرية، فلذلك كان حقاً على المتخصصين من أبناء الأمة في كل عصر أن يعنوا بمحاسن هذا الدين العالمي من خلال كتابه المبين، وأن ينبروا لإظهار الحق وإبرازه بلغة تناسب عصورهم ومعطياتها، ويأتي هذا البحث القرآني ليعنى بدراسة قضية أخذت حيزاً من اهتمام العلماء. أهمية الموضوع وأسباب اختياره (إشكاليات البحث): فإن من أكثر القراءات انتشاراً في العالم الإسلامي اليوم قراءة عاصم بن أبي النجود، وقد وردت عنه هذه القراءة بروايتي حفص بن سليمان، وأبي بكر بن عياش - شعبة - إلا أن رواية حفص أكثر انتشاراً وأوسع في بلاد العالم الإسلامي من رواية شعبة، كما أنّ قراءة نافع بن أبي نُعيم تأتي في المرتبة الثانية في الانتشار وكثرة الدراسة لها، وهي منتشرة بالروايتين، رواية قالون، ورواية ورش عنه، لكن رواية ورش أكثر انتشاراً، وقراءها أكثر عدداً، خاصة في بلاد إفريقيا وبعض البلاد الإسلامية الأخرى، ونظراً

أسباب اختيار الموضوع

لأهمية روايتي ورش عن نافع وحفص عن عاصم، أردت أن أبين الاختلاف بينهما من حيث الأصول والفرش مع العناية بالتوجيه، كما أبيّن أثر هذه الاختلافات في العلوم الشرعية وخاصة فيما يتعلق بتفسير القرآن الكريم. ثم إن للتوجيه اللغوي دوراً بارزاً في علم القراءات، من ذلك: أ- الوقوف على الإعجاز الإلهي المكنون في القرآن الكريم، ولاسيما حين تتوجه العناية بالبحث إلى قراءتين من تلك القراءات الكثيرة. ب- الاستفادة من سعة رقعة اللغة، أقصد بذلك أوجهاً من أوجه القراءة قد نستفيد منها لغوياًّ، (نحوياًّ أو بلاغياً) في إجازة وجه مما قد يكون منعه بعض النحويين أو اللغويين، فبذلك تتسع القواعد النحوية أو المظاهر اللغوية من الترادف أو الاشتراك أو التضاد أو غير ذلك. ج- المقارنة بين روايتي ورش وحفص تبرز المميزات اللغوية الكامنة في كلتا الروايتين أو في إحداهما. أسباب اختيار الموضوع: أ- أهميّة علم القراءات وشرفه وفضله، وذلك لتعلقه بأشرف كتاب وأحسن كلام، وأصدق حديث، حتى إن طلبة العلم الشرعي - وهم كثر ولله الحمد - لا يزالون بعيدين عن هذا المجال ويفضلون البحث في غيره من العلوم المباركة مثل العقيدة والتفسير والحديث ... الخ. ب- عدم التفات كثير من الباحثين إلى إبراز التوجيه عند المقارنة بين القراءات، فإن المكتبة الإسلامية والعربية حافلة بالمصنفات حول موضوع القراءات، وخاصة كتب المقارنة والتوجيه، ولكن معظمها عبارة عن مقارنة عامة لجميع القراءات،

الدراسات السابقة

ولم تتعرض هذه المؤلفات للتوجيه اللغوي أو الأحكام الشرعية إلا تعرضاً عاماً أو عابراً، فأردت جاهدة أن أكتب كتابا مركزا حول المقارنة بين روايتي ورش وحفص. ج- سبب اختياري لروايتي ورش وحفص نظراً لأهميتهما وسعة انتشارهما، حيث إنهما أكثر الروايات انتشاراً في العالم الإسلامي، فأردت أن أبين الاختلاف بين الروايتين من حيث الأصول والفرش مع التوجيه. د- ومن أهم الدوافع التي ساقتني إلى اختيار هذا الموضوع، رغبتي في أن أبقى خادمة لكتاب رب العالمين ومدرسة له طيلة حياتي إن شاء الله، حتى أبلّغ هذا العلم لمن يطلبه ويرغب فيه، وخاصة في بلدي (السنغال)، لاسيما فيما يتعلق بالقراءات العشر. هـ- أردت أن أدخل في عموم قوله - عز وجل -: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32]، وأن يجعلني الله من أهل الخيرية التي أخبر عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» (¬1). الدراسات السابقة: مع أن المكتبة الإسلامية والعربية حافلة بالمصنفات حول موضوع القراءات، وخاصة كتب المقارنة والتوجيه، إلا أن معظمها قائم على المقارنة بشكل عام بين القراء, ولم تتعرض تلك المؤلفات للتوجيه اللغوي للقراءات منفردة، أو الحديث عن أثرها في العلوم الشرعية الأخرى، إلا بشكل عام وعابر، ومن هذه المؤلفات: أ- الجكني، أعمر بن محم بوبا."الفارق بين رواية ورشٍ وحفصٍ". غير أن الكاتب لم يتعرض للتوجيه اللغوي، وهذا ما سوف أضيفه في بحثي إن شاء الله. ¬

(¬1) - أخرجه البخاري عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في صحيحه، كتاب"فضائل القرآن"، باب "خيركم من تعلم القرءان وعلمه" رقم الحديث (4739) ج4/ص1919.

ب- سالم، رشاد محمد."القراءات القرآنية وصلتها باللهجات العربية". بيَّن فيه المنازعات التي بين القراء والنحاة من جهة، والمستشرقين وموقفهم من القراءات من جهة أخرى. ج- الشاطبي، أبو محمد القاسم بن فيره."حرز الأماني ووجه التهاني". جمع فيه أوجه القراءات السبع، ولم يتعرض للتوجيه. د- شلبي، عبد الفتاح إسماعيل."الدراسات القرآنية واللغوية والإمالة في القراءات واللهجات العربية". تناول فيه تطور أحكام الإمالة في العصور المختلفة، ولكن الكتاب تناول الموضوع بشكل عام، وهو بحث في جزئية من أصول القراءات وهي الإمالة. هـ- القيسي، أبو محمد مكي بن أبي طالب."الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها". وهو في توجيه القراءات السبع بشكل عام، ومعظمها غير مقروء به في بعض بلدان (إفريقيا) كالسنغال وغيرها، وفي هذا البحث أقتصر على المقارنة بين الروايتين المشهورتين في هذه البلدان، وهما روايتا ورش وحفص. و- ابن أبي مريم، الإمام نصر بن علي بن محمد، أبو عبد الله الشيرازي الفارسي النحوي."الموضَح في وجوه القراءات وعللها". والكتاب قائم على المقارنة بشكل عام بين جميع القراءات، وبيان أوجهها وعللها. وقد قمت بالبحث عن الرسائل الجامعية التي تبحث في الموضوع نفسه ولم أقف على رسالة علمية بهذا العنوان، ولذلك كانت الحاجة ماسة إلى بيان الفروق بين روايتي ورش وحفص، نظراً لعدم وجود رسالة جامعية تجمع بين الروايتين، ولهذا سأقوم بإذن الله بالدراسة التحليلية المقارنة لكل من كلتا الروايتين،

صعوبات البحث

وأما الجديد في بحثي فهو: مع كثرة التصانيف في علم القراءات، ما بين مصنف وجيز من غير توجيه أو تفصيل، ومطول يجمع طرقهم وأخبارهم ورواياتهم، ومعظم هذه القراءات ليس منتشرا في العالم الإسلامي اليوم وذلك لعدم وجود مصاحف مطبوعة بهذه القراءات أو لأسباب ما لا مجال للحديث عنها هنا، بالإضافة إلى ذلك، فإن القراءات التي يقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءة نافع برواية ورش في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع أقطار الجزائر، والمغرب الأقصى، السنغال، كذلك، وما يتبعه من البلاد والسودان، وقراءة عاصم برواية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان، وسائر بلاد الإسلام، وهذا ما جعلني أختار هاتين الروايتن، لأقارن بينهما مع التوجيه، راجية من الله أن يكون هذا البحث منهجاً مسهلاً لطلبة العلم فى مجال القراءات، وأن ينفع به المسلمين، وأن يجعله مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، وأن يدخلني في قول نبيه - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إلا من ثَلَاثَةٍ إلا من صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له» (¬1). صعوبات البحث: لقد بذلت فى هذا البحث جهوداً كبيرة _ يعلمها الله _ وأسأل الله - عز وجل - أن يرزقني فيه الإخلاص فى القول والعمل وأن ينفع به المسلمين، وأن يسهله على كل طالب إنه جواد كريم رؤوف. ¬

(¬1) - مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري. صحيح مسلم. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. دار إحياء التراث العربي، بيروت (سنة النشر ورقمها غير معروفة). كتاب الوصية، بَاب ما يَلْحَقُ الْإِنْسَانَ من الثَّوَابِ بَعْدَ وَفَاتِهِ رقم الحديث (1631) ج3/ص1255.

بعد أن استقر أمري على هذا الموضوع، وبدأت في القراءة والتنقيب والبحث والكتابة فيه واجهت صعوبات عدة، من أهمها: - قلة المراجع الأصيلة المطبوعة وندرتها، حيث لم أستطع الحصول على بعضها إلا بعد عناء وجهد كبير، وهذا يدعوني لحث زميلاتي الباحثات في قادم الأيام ودعوتهن إلى تحقيق الكتب المخطوطة في موضوع علم القراءات فهناك الكثير من الكتب والمراجع المهمة لطلبة العلم حبيسة المكتبات. - إضافة إلى أن الكتب القديمة التي بين يديَّ هي مختصرات، فوجدت صعوبة كبيرة في فهمها وحل ألغازها. -أما الكتب الحديثة فالمشكلة التي واجهتها وأنا أقلب صفحاتها لعلي أعثر على ما أبتغيه منها أن فيها حشواً كثيراً دون تركيز على المعلومات التي يبغيها الباحث، مما تطلب مني بذل الجهد المضاعف لاستخلاص المطلوب منها وعرضه بالأسلوب الذي يفهمه طلاب العلم أمثالي، فاجتهدت في جمع المادة العلمية وترتيبها وتنسيقها قدر استطاعتي، وهناك صعوبات كثيرة لا أحصي ذكرها هنا، ولكنني لما توصلت إلى ثمرة هذا الجهد في خدمة كتاب الله عز وجل أنساني كل الصعوبات التي واجهت ولله الحمد والشكر، ولا أدعي الكمال والصواب في عملي هذا، لكن حسبي أنني بذلت وسع طاقتي ... سائلة المولى أن يهدينا للصواب وأن يعفو عما فيه من أخطاء، وأن ينفع به طلبة العلم وعموم المسلمين على السواء، والحمد لله رب العالمين.

منهجي في البحث بشكل عام

منهجي في البحث بشكل عام: إن منهجي في هذا البحث منهج المقارنة والتحليل وسلكت فى كتابته منهجاً التزمت به قدر الاستطاعة، ويتلخص في الآتي: 1 - قمت بعرض أصول كل من الروايتين وفرشها، ثم المقارنة بينهما وتحليلهما، وتوجيههما. 2 - قمت بكتابة الآيات وفق الرسم العثماني المتبع في المصاحف التي بين أيدينا، والمصحف المطبوع برواية ورش وفق الرسم العثماني أيضاً. 3 - عزوت الآيات القرآنية إلى سورها مع ذكر رقم الآية، ووضعت أرقامها بين حاصرتين في المتن نفسه وذلك حتى لا أثقل الهوامش. وأما الآيات في قسم الفرش فقد قمت بكتابة الآية مرتين بلونين مختلفين، وخصصت اللون الأزرق لرواية ورش عن نافع، واللون الأحمر لرواية حفص عن عاصم وذلك تسهيلا للقارئ. 4 - أثبتّ علامات الترقيم والأقواس حسب المتعارف عليه من طرق التحقيق الحديثة. وأما توثيق الهوامش، وتخريج الآيات القرآنية، والأحاديث، وترتيب الفهارس فقد التزمت بما ورد في دليل كتابة الرسائل الجامعية لجامعة الشارقة. وأما فهرسة الآيات فاقتصرت على فهرسة الآيات التي تم توجيهها منعاً للإطالة. 5 - قمت بترجمة بعض الأعلام الوارد ذكرهم في الرسالة ممن لهم صلة وثيقة بعلم القراءات والذين اعتمدت عليهم في البحث كابن مجاهد وأبي عمرو الداني وابن الجزري، والشاطبي، والقسطلاني، ومكي بن أبي طالب، ونحوهم، ترجمة مختصرة والإحالة على المصادر التي ترجمت لهم كما سيأتي إن شاء الله. وأما الصحابة فقد ترجمت لبعضهم ترجمة مختصرة تكاد تنحصر في ذكر مكانتهم في القراءات. 6 - قمت بشرح بعض الآيات وبيان أسباب نزولها فيما أراه ضرورياً لفهم بعض التوجيه وقد جعلت كتاب"البحر المحيط لأبي حيان أصلاً أرجع إليه لصفته مفسرا ونحويا وقارئا، وغالبا نراه يتبع التوجيه بالتفسير، وابن مجاهد في كتابه: السبعة في القراءات، وابن الجزري فى النشر في القراءات العشر"وغيرهم من المتقدمين بالإضافة إلى الكتب المعاصرة للمقارنة بين الروايتين. 7 - استبعدت - قدر المستطاع - الترجيح في الخلاف بين الروايتين، كما يرد في كثير من كتب التوجيه أو كتب النحويين واللغويين، مثل قولهم: (هذا لحن لا يجوز القراءة به)، أو (هذا لحن لا يوجد في اللغة العربية)، لأنني لا أرى الترجيح بين القراءتين المتواترتين ولا المقارنة بين القراءة الصحيحة المتواترة وبين القواعد النحوية، كما قال ابن الجزري: وما لقياس في القراءة مدخل * فدونك ما فيه الرضا متكفلا (¬1). خطة البحث: مراعاة لمتطلبات البحث والإحاطة بجوانبه، فقد اقتضى ذلك أن أجعله في مقدمة، ومدخل، وثلاثة فصول، وخاتمة، كما يأتي: ¬

(¬1) - القاضي، عبد الفتاح. الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع. جدة-السعودية، مكتبة السوادي للتوزيع، ط 3، 1411هـ- 1990م. باب مذاهبهم فى الراءات، البيت:12، ص، 161.

المقدمة: أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، ومنهجي في البحث. المدخل: تعريف علم القراءات، ونشأته، ومصطلحاته: وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: تعريف علم القراءات. المبحث الثاني: مصطلحاته. المبحث الثالث: نشأته. الفصل الأول: التعريف بكل من نافع وورش وعاصم وحفص: وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: الإمام نافع بن أبي نعيم. المبحث الثاني: الراوي ورش. المبحث الثالث: الإمام عاصم بن أبي النجود. المبحث الرابع: الراوي حفص بن سليمان. الفصل الثاني: أصول روايتي ورش وحفص: وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: أصول رواية ورش. المبحث الثاني: أصول رواية حفص. المبحث الثالث: مقارنة بين أصول الروايتين مع التوجيه. الفصل الثالث: الفرش في روايتي ورش وحفص: وفيه مبحثان: المبحث الأول: فرش حروف روايتي ورش وحفص. المبحث الثاني: مقارنة بين فرش الروايتين مع التوجيه.

المدخل تعريف علم القراءات، ونشأته، ومصطلحاته

المدخل تعريف علم القراءات، ونشأته، ومصطلحاته وفيه ثلاثة مباحث المبحث الأول: تعريف علم القراءات المبحث الثاني: المصطلحات المتعلقة بالقراءات المبحث الثالث: نشأة علم القراءات

المبحث الأول تعريف علم القراءات

المبحث الأول تعريف علم القراءات القراءات لغة: جمع قراءة، وهي مصدر من قرأ يقرأ قراءة وقرآنا، ومعنى كلمة "قرأ" في اللغة جمع، يقال: قرأت الشيء أي جمعته وسمي القرآن قرآنا لأنه جمع القصص والأمر والنهي، والوعد والوعيد، والآيات والسور، بعضها إلى بعض. وهو مصدر كالغفران والكفران، وقد يطلق على الصلاة لأن فيها قراءة تسميةً للشيء ببعضه وعلى القراءة نفسها يقال قرأ يقرأ قراءة وقرآنا، والاقتراء افتعال من القراءة وقد تحذف الهمزة منه تخفيفا فيقال قران (¬1) .. واصطلاحاً: ذكر علماء القراءات تعريفات متعددة لها، بعضها قريب من بعض، وهناك تعريفات متداخلة وأبرز هذه التعريفات هي: 1 - قال أبو حيان الأندلسي ت (745): "علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن (¬2). 2 - قال بدر الدين الزركشي ت (794): "القراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفياتها من تخفيف وتثقيل وغيرها" (¬3). ¬

(¬1) - ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم. لسان العرب. بيروت-لبنان، دار صادر، ط1، (سنة النشر غير معروفة)، ج1/ص130. والرازي، عبد القادر. مختار الصحاح. تحقيق: محمود خاطر، بيروت-لبنان، مكتبة لبنان ناشرون، ط، 1415هـ-1995م، ص220. (¬2) - أبو حيان النحوي، أثير الدين محمد بن يوسف. تفسير البحر المحيط. تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وآخرين، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1422هـ-2001م، ج1/ص14. (¬3) - الزركشي محمد بن بهادر. البرهان في علوم القرآن. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم دار المعرفة، بيروت - ط، 1391هـ. ج1/ 318.

التعريف المختار

3 - قال ابن الجزري (¬1):"هو علم يعنى بكيفية أداء كلمات القرآن الكريم واختلافها معزُواً إلى ناقله" (¬2). 4 - اللغة والإعراب والحذف والإثبات والتحريك والإسكان والفصل والاتصال) (¬3). 5 - وقال الشيخ عبد الفتاح القاضي (¬4) "علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية، وطرق أدائها اتفاقاً واختلافاً، مع عزو كل وجه إلى ناقله" (¬5). التعريف المختار: والذي أختاره من هذه التعريفات هو التعريف الأخير للشيخ عبد الفتاح القاضي، لأنه تعريف جامع مانع، وفيه إشارة لمواضع الاختلاف والاتفاق والعزو إلى الناقل. ¬

(¬1) - هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الشيرازي الشهير بابن الجزري: شيخ الإقراء في زمانه، من حفاظ الحديث، ولد ونشأ في دمشق، له مؤلفات كثيرة منها: النشر في القراءات العشر، وطيبة النشر في القراءات العشر، غاية النهاية في طبقات القراء. مات سنة 833هـ. انظر ابن العماد الحنبلي، عبد الحي بن أحمد العكري. شذرات الذهب في أخبار من ذهب. تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، محمود الأرناؤوط، دار بن كثير، دمشق - السورية. ط1، 1406هـ، ج7/ص205 - 206. (¬2) - ابن الجزري. منجد المقرئين ومرشد الطالبين. تحقيق: عارف الشيخ. بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، ط، 1423هـ-2002م. ص9. (¬3) - القسطلاني. شهاب الدين أحمد بن محمد. لطائف الإشارات لفنون القراءات. تحقيق: عامر السيد، وعبد الصبور شاهين، القاهرة-مصر، لجنة إحياء التراث، (بدون رقم الطبعة) 1392هـ ,ج1/ص170. (¬4) - ... هو عبد الفتاح بن عبد الغني القاضي، عالم مبرز في القراءات، من علماء الأزهر، له مؤلفات كثيرة منها: الوافي في شرح الشاطبية، والبدور الزاهرة في القراءات، توفي سنة 1982م. أفدناه من كتاب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري للمرصفي. ج2/ص 658. (¬5) - القاضي، عبد الفتاح. البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة من طريق الشاطبية والدرة. بيروت-لبنان، دار الكتاب العربي ط1، 1401هـ، ص7.

المبحث الثاني المصطلحات المتعلقة بالقراءات

المبحث الثاني المصطلحات المتعلقة بالقراءات (¬1) · القراءة: هي هي ما نسب لأحد الأئمة من القراء العشرة مما أجمع عليه الرواة كقراءة نافع وعاصم ونحوهما (¬2). · الرواية: هي ما ينسب للراوي عن الإمام القارئ،. كرواية قالون عن نافع، وحفص عن عاصم ولو أخذعنه بواسطة شخص أو أكثر (¬3). · الطريق: يقصد بالطريق أحد أمرين: الأول: ما ينسب للآخذ من الراوي وإن نزل، مثل طريق الأزرق عن ورش، أو الأصبهاني عن ورش، أو عبيد بن الصباح عن حفص. الثاني: ما يطلق على طريق تلقي القراءات، كطريق الشاطبية (¬4) والدرة، وطريق طيبة النشر. وهذه الطرق هي التي تؤخذ منها القراءات المتواترة. قال الصفاقسي: "لا بد لمن أراد القراءة أن يعرف الخلاف الواجب من الخلاف الجائز، وأن يعرف أيضاً الفرق بين القراءات والروايات والطرق، والفرق بينها، فتقول ¬

(¬1) * سأذكر أبرز المصطلحات الواردة في البحث، كما سأقتصر على ذكر التعريف الاصطلاحي دون اللغوي خوفًا من الإطالة. (¬2) - عبد الفتاح القاضي. البدور الزاهرة فى القراءات العشر المتواترة ص10.الدمياطي. اتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. ج1/ص26. (¬3) 2 - ابن الجزري. منجد المقرئين ومرشد الطالبين. ص143. (¬4) - هو القاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الشاطبي، الضرير. قرأ القرآن على محمد بن علي بن هذيل البلنسي وأبي طاهر السلفي وعلي بن عبد الله وغيرهم. ومن أشهر مؤلفاته: قصيدته اللامية المسماة بحرز الأماني ووجه التهاني ... المشهور ب (الشاطبية). توفي سنة 590هـ بمصر. انظر ابن الجزري غاية النهايةج2/ 23 - 23.

الوجه

مثلاً: إثبات البسملة قراءة المكي، ورواية قالون عن نافع، وطريق الأصبهاني عن ورش، فهذه القراءات والروايات والطرق هي الخلاف الواجب، فلا بد أن يأتي القارئ بجميع ذلك ولو أخل بشيء منه كان نقصا في روايته" (¬1). · الوجه: هو ما ينسب لاختيار القارئ. ويسمى بالخلاف الجائز، وهو خلاف الأوجه التي تكون على سبيل التخيير والإباحة، فبأي وجه أتى القارئ أجزأه، كأوجه البسملة والوقف والروم والإشمام، والطول، والتوسط، والقصر، ونحوها (¬2). · المقرئ: هو العالم بالقراءات الذي رواها مشافهة عن مثله، وأجازه بالقراءة والإقراء. قال ابن الجزري: "ولو حفظ"التيسير"مثلاً، ليس له أن يقريء بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلاً، لأن في القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع، وأول من سمي مقرئا هومصعب بن عمير رضي الله عنه حين أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم الأوس والخزرج القرآن (¬3). · القارىء: وهو على ثلاثة أقسام: مبتدئ، ومتوسط، ومنتهٍ، فالمبتدئ من أفرد إلى ثلاث روايات، والمتوسط إلى أربع أو خمس، والمنتهي من عرف من القراءات أكثرها وأشهرها (¬4). · القراءة المتواترة: وهي ما رواها جمع غفير لا يمكن تواطؤهم على الكذب، عن ¬

(¬1) - السيوطي. جلال الدين عبد الرحمن. الإتقان في علوم القرآن. تحقيق: سعيد المندوب، بيروت -لبنان، دار الفكر، ط1، 1416هـ- 1996م، ص31. (¬2) - السيوطي، الإتقان في علوم القرآن. ج1/ص209. (¬3) 3 - ابن الجزري، غاية النهاية. ص 868. ويوله، منجد المقرئين. ص15. والدمياطي، اتحاف فضلاء البشر. ج1/ص7. (¬4) - الدمياطي، اتحاف فضلاء البشر. ج1/ص7.

القراءة المشهورة

مثلهم إلى منتهى السند، وهذا النوع يشمل القراءات العشر المتواترات (¬1). · القراءة المشهورة: وهي ما صح سندها ولم تخالف الرسم ولا اللغة، واشتهرت عند القراء، فلم يعّدوها من الغلط ولا من الشذوذ وهي دون القراءة المتواترة (¬2). · القراءة الآحاد: وهي ماصح سندها وخالفت الرسم أو العربية، ولم تشتهر الاشتهار المذكور (¬3). · القراءة الشاذة: وهي التي لم يتحقق فيها أركان القراءة المتواترة، كالقراءة التي لم يصح سندها ولو وافقت رسم المصحف والعربية، لأنها اختل فيها ركن من أركان القراءة الثلاثة (¬4). · القراءات السبع (¬5): وهي قراءة كل من نافعٍ المدني (¬6)، وعبدِالله بن كثير المكي (¬7). وأبي عمرو والبصري (¬8) ¬

(¬1) - القسطلاني، لطائف الإشارات. ج1/ص69. وانظر: ابن الجزري، منجد المقرئين. ص15. (¬2) - ابن الجزري، منجد المقرئين. ص16. والسيوطي، الإتقان في علوم القرآن. ج 1/ ص108. (¬3) - السيوطي، الإتقان في علوم القرآن.،ج1/ ص108. (¬4) - الدمياطي، إتحاف فضلاء البشر.،ج1ص17. وانظر: السيوطي. الإتقان في علوم القرآن. ج1/ص208. (¬5) - وقد جمع هذه القراءات الإمام ابن مجاهد التميمي البغدادي في كتاب (السبعة في القراءات). (¬6) - هو أبو رويم نافع بن أبي نعيم المدني. تأتي ترجمته لاحقا. (¬7) - هو أبو محمد عبد الله بن كثير الداري. كان إمام الناس في القراءة بمكة، لقي من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك، وروى عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي سنة عشرين ومائة بمكة المكرمة. وقد اشتهر بالرواية عنه ولكن بواسطة أصحابه البزي وقنبل. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ص409.، الذهبي، معرفة القراء الكبار. ص71. (¬8) - هو أبو عمرو زبان بن العلا عمار البصري. كان من أعلم الناس بالقراءة روى عن مجاهد بن جبر وسعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقرأ على جماعة منهم أبو جعفر وزيد بن القعقاع والحسن البصري، توفي سنة أربع وخمسين ومائة. وممن اشتهر بالرواية عنه الدوري والسوسي. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ص263. والذهبي. معرفة القراء الكبار. ص85.

، وعبد الله بن عامر الشامي (¬1). وعاصمِ ابن أبي النجود الكوفي (¬2)، وحمزةَ بن حبيب الكوفي (¬3)، وعليِ بنِ حمزة الكسائي (¬4)،وهي التي قام الإمام ابن مجاهد (¬5) بتدوينها في ¬

(¬1) - عبد الله بن عامر اليحصبي، نسبة إلى يحصب بن دهمان، ويكنى أبا نعيم، إمام أهل الشام في القراءة، تابعي جليل لقي وائلة ابن الأسقع والنعمان بن بشير وقد أخذ القراءة عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي عن عثمان بن عفان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل إنه قرأ على عثمان نفسه وقد توفي بدمشق سنة ثماني عشرة ومائة. وقد اشتهر برواية قراءته هشام وابن ذكوان ولكن بواسطة أصحابه. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ص263. والذهبي، معرفة القراء الكبار. ص67. (¬2) - هو أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي. كان قارئا متقنا. قرأ على زر بن حبيش على عبد الله بن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأ عبد الرحمن هذا على الإمام علي وأخذ الإمام علي قراءته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. توفي سنة سبع وعشرين ومائة. روى عنه شعبة وحفص كلاهما بدون واسطة. وسوف تأتي ترجمته بتوسع في الفصل الأول إن شاء الله. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ص320. والذهبي، معرفة القراء الكبار. ص 73. (¬3) - هو أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي مولى عكرمة بن ربيع التيمي. قرأ على أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش على يحيى بن وثاب على زر بن حبيش على عثمان وعلي وابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم. كان ورعاً بكتاب الله مجوداً له توفي سنة ست وخمسين ومائة. وممن اشتهر بالرواية عنه خلف وخلاد لكن بواسطة سليم بن عيسى الكوفي. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ص240، الذهبي، معرفة القراء الكبار. ص93. (¬4) - هو أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي. كان أوحد الناس بالقرآن فكانوا يكثرون عليه حتى يضطر أن يجلس على الكرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون منه ويضبطون عنه. توفي سنة تسع وثمانين ومائة، وقد اشتهر بالرواية عنه أبو الحارث والدوري. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ص494. والذهبي، معرفة القراء الكبار. ص101. (¬5) - هو أبو بكر أحمد بن مجاهد، شيخ العصر المقرئ، الأستاذ مصنف كتاب السبعة في القراءات، ولد في بغداد سنة خمس وأربعين ومئتين، حفظ القرآن الكريم، وسمع القراءات وأكثر القراءة على الشيوخ حتى عدله ابن الجزري نحواً من مائة قرأ عليهم ختماً كاملاً للقرآن الكريم، وأجازوه. تصدر للإقراء وازدحم عليه أهل الأداء ورحل إليه من الأقطار وقال علي بن عمر المقرئ: كان ابن مجاهد له في حلقته أربعة وثمانون خليفة يأخذون على الناس، قال أبو عمرو الداني: فاق ابن مجاهد في عصره سائر نظائره من أهل صناعته مع اتساع علمه وبراعة =فهمه، وصدق لهجته، وظهور نسكه، تصدر للإقراء في حياة محمد بن يحيى الكسائي. توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. ... انظر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ص70. وابن الجزري. غاية النهاية. ج ا/139 - 143.

القراءات العشر

كتابه (السبعة في القراءات). القراءات العشر (¬1): هي ما تجمع القراءات السبع المتواترة التي سبق بيان أصحابها، والثلاث التي تليها وهي قراءات كل من: أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني (¬2)، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري (¬3)، وخلف بن هشام البزار الكوفي (¬4). القراءات الشاذة: هي القراءات التي رويت عن الأئمة الأربعة: الحسنِ البصري (¬5)، وابنِ محيصن (¬6)، ¬

(¬1) - وقد جمع هذه القراءات الإمام محمد بن الجزري في (النشر في القراءات العشر) ثم قام بنظم القراءات العشر في كتابه (طيبة النشر في القراءات العشر). (¬2) - هو أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي المدني، أخذ عن عبد الله بن عياش، وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وقرأ هؤلاء على أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان تابعياً جليل القدر رفيع المنزلة. وقد اشتهر بالرواية عنه عيسى بن وردان وسليمان بن مسلم بن جماز، توفي سنة130هـ. (¬3) - هو أبو محمد يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله الحضرمي، قارئ أهل البصرة في عصره ثقة في القراءة، قرأ القرآن على أبي المنذر سلام بن سليم ومهدي بن ميمون وشهاب بن شرنفة. قرأ عليه أبو الحسن البصري، ومحمد بن المتوكل، وأبو حاتم السجستاني وغيرهم. روى عن حمزة حروفاً، وسمع من أبي الحسن الكسائي وشعبة، توفي سنة 205هـ. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج2/ص386. والذهبي. معرفة القراء الكبار. ج1/ص157. (¬4) - هو خلف بن هشام بن ثعلب. حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، أخذ القرآن عرضاً عن سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة. وهو إمامٌ في القراءات، فقد كانت له قراءة خاصة من اختياره تعتبر القراءة العاشرة، ثقة في رواية الحديث صاحب سنة مأمون، أشهر من =روى عنه إسحاق بن إبراهيم المروزي (ت287هـ) وإدريس بن عبد الكريم البغدادي (189 - 292هـ). توفي سنة (229هـ) انظر الذهبي. معرفة القراء الكبار. ج1/ص208. (¬5) - هو أبو سعيد الحسن يسار البصري، كان من سادات التابعين، قال الذهبي: (كان سيد أهل زمانه، علما وعملا). توفى سنة. 110 هـ. انظر: الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان قايماز. سير أعلام النبلاء. تحقيق: شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي، بيروت- لبنان، مؤسسة الرسالة، الطبعة التاسعة: 1413هـ ج1/ ص565. والذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ 238. (¬6) - هو محمد بن عبد الرحمن بن محيص السهمي مولاهم المكي، مقرئ أهل مكة بعد ابن كثير، كان لابن محيص اختيار في القراءات على مذهب العربية فرغب الناس عن قراءته وأجمعوا على قراءة ابن كثير، توفي سنة 123هـ. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج2/ ص375.

القراءات الثلاث

ويحيى اليزيدي (¬1)، والأعمش (¬2). · القراءات الثلاث (¬3): هي قراءة كل من: أبي جعفر المدني، ويعقوب البصري، وخلف العاشر. · والقراءات الأربع عشرة (¬4): هي التي تجمع السبع والثلاث والأربع المذكورة. · الأصول (أصول القراءات): ويقصد بها القواعد المطردة التي تنطبق على كل جزئيات القاعدة، والتي يكثر دورها ويتحد حكمها مثل: الاستعاذة، البسملة، الإدغام الكبير، هاء الكناية، المد والقصر، الهمزتين من كلمة ومن كلمتين، الإمالة، إلخ (¬5). · الفرش: هي الكلمات التي يقل دورها وتكرارها في المصحف ولا تحكمها قاعدة، ولا يتحد حكمها. وتسمى أيضاً: الفروع، مثل قوله عز وجل {مَلِكِ}، {مَالِكِ}، {متاعَ}، {متاعُ} فهذ يعد من فرش الحروف لعدم اندراجه ضمن ¬

(¬1) - هو يحيى بن المبارك بن المغيرة البصري المعروف باليزيدي، مقرئ ثقة، أخذ القرآن عرضاً عن أبي عمرو ابن العلاء، وله اختيار خالف فيه أبا عمرو، توفي سنة202 هـ. انظر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص151. (¬2) - هو سليمان بن مهران الأعمش الأسدي الكوفي أخذ القرآن عرضا عن زربن حبيش وعاصم بن أبي نجود، ومجاهد وغيرهم، كان حافظاً مثبتاً، واسع العلم بالقرآن وكان يسمى بالمصحف لشدة إتقانه، توفي سنة 148هـ. الذهبي. معرفة القراء الكبار. ج1/ص95. (¬3) - نظم الإمام محمد بن الجزري هذه القراءات الثلاثة في كتابه (الدرة المضية في القراءات الثلاث المرضية). (¬4) - وقد جمع هذه القراءات الإمام شهاب الدين أحمد عبد الغني الدمياطي في كتابه (إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر). (¬5) - الضباع، علي محمد. الإضاءة في بيان أصول القراءة. القاهرة-مصر، الجزيرة للنشر والتوزيع، المكتبة الأزهرية للتراث، ط1، (سنة النشر غير معروفة)، ص10.

الإشباع

أحد أبواب الأصول (¬1). · الإشباع: إتمام الحكم المطلوب من تضعيف حرف المد أو اللين لمن له ذلك، وقد اصطلحوا على أنه بمقدار ألِفين (¬2)، زيادة عن المقدار الطبيعي (¬3). · التحقيق: هو الإتيان بالهمز على صورته كامل الصفة من مخرجه وهو ضد التسهيل (¬4). · التسهيل: هو صرف الهمزة عن تحقيقها نطقا، وهو على أربعة أضرب: *الأول: بين بين وهو النطق بالهمزة مسهلةً بينها وبين حرف المد. *الثاني: حذف الهمزة رأساً مثل (مستهزون) بدلاً من (مستهزءون) (¬5). *الثالث: البدل المحض، وهو إبدال الهمزة واواً كـ (يويد)، أو ياءً كـ (ايت)، أو ألفاً كـ (ياتي) بدلاً من (يأتي) (¬6). *الرابع: التسهيل بالنقل مثاله: {وَبِالآخِرَةِ} (¬7)، ويعم التسهيل أنواع تغيير الهمزة بشكل عام، فيقال: التسهيل بالنقل، والتسهيل بالحذف، والتسهيل بالإبدال، والتسهيل بين بين. ولكن بشكل عام إذا أطلق التسهيل انصرف إلى الأول وهو بين بين. · الإبدال: هو إقامة الألف والواو والياء مقام الهمزة عوضًا عنها أي إبدال الهمزة حرف مد من جنس حركة ما قبلها، فتبدل بعد الفتح ألفاً، وبعد الكسر ياءً. ¬

(¬1) - ابن القاصح، علي بن عثمان العذري. سراج القارئ المبتدى وتذكار القارئ المنتهي، في شرح حرز الأماني في القراءات السبع المروية على منظومة الشاطبي في القراءات. تحقيق: أحمد القادري، دمشق -سوريا، مطبعة الإنشاء، ط1، 1994م، ص213. (¬2) - ... يكون بمقدار أربع حركات. (¬3) - ... يكون بمقدار حركتين. (¬4) - ... الضباع، الإضاءة في بيان أصول القراءة. ص23. (¬5) - ... قرأ أبو جعفر"مستهزون"بحذف الهمزة وضم ما قبلها. انظر: ابن الجزري. الحافظ أبا الخير محمد بن محمد. النشر في القراءات العشر. تحقيق: علي محمد الضباع، الرياض- السعودية، مكتبة الرياض الحديثة، ط1، 1418هـ ـ 1998م، ج1/ 397. (¬6) - ... الحموي، أحمد بن عمر بن محمد بن أبي الرضا. القواعد والإشارات في أصول القراءات. تحقيق: عبد الكريم محمد الحسن بكار، دمشق-سوريا، دار القلم، ط1، 1406هـ، ج1 / ص47. (¬7) - ... انظر: ابن الجزري، النشر في القراءات العشر.، ج1/ 240.

الإسقاط

وبعد الضم واواً. ومثال ذلك: {يَاجُوجَ وَمَاجُوجَ} (¬1) في قوله عز وجل: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} [سورة الكهف: 94] و {مُّوصَدَةٌ} في قوله عز وجل: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ} [سورة البلد: 20]، و {لِيهَبَ} في قوله عز وجل {لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً} (¬2) [سورة مريم الآية: 19]. · الإسقاط: إزالة إحدى الهمزتين المتلاصقتين بحيث لا تبقى لها صورة، وهو قسمان: الأول: حذف الهمزة مع حركتها، وهذا القسم هو الذي يعبر عنه بالإسقاط، نحو: {جَا أَمْرُنَا} في قوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} [سورة هود:40]. والثاني: حذفها بعد نقل حركتها، وهو النقل، مثال ذلك: {مِّلْءُ الاَرْضِ} في قوله عز وجل: {فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَباً} [سورة آل عمران:91]، ولم يأت إلا في المتحركة سواء كان إسقاطاً أم نقلاً (¬3). · النقل: هو إسقاط الهمزة، بنقل حركتها إلى الحرف الساكن قبلها، فإن كانت الهمزة مفتوحة فتح الساكن، أو مضمومة ضم الساكن، أو مكسورة كسر وحذفت الهمزة كـ {الاَرْضِ} في قوله عز وجل: {لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ} [سورة البقرة:11]. و {كُفُواً احَدٌ} في قوله-عزوجل-: {كُفُواً أَحَدٌ} [سورة الإخلاص:4]. و {قَدَ افْلَحَ} في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (¬4) [سورة المؤمنون: 1]. ¬

(¬1) - الحموي، القواعد والإشارات في أصول القراءات. ج1/ص47. (¬2) - الضباع، الإضاءة في بيان أصول القراءة. ص24. (¬3) - الحموي، القواعد والإشارات في أصول القراءات. ج1/ص46. (¬4) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 408.

الفتح

· الفتح: عبارة عن فتح القارئ فاه بلفظ الحرف، وقيل: هو النطق بالألف مركبة على فتحة غير ممالة (¬1). · الإمالة: هي ضد الفتح وتعني: تقريب الألف نحو الياء، والفتحة التي قبلها نحو الكسرة، وهي ضربان: الأول: الكبرى، وهي النطق بألف خالصة ممالة إلى الكسر كثيراً. والثاني: الصغرى، ويعبرعنها بالتقليل وبين بين وتعني: النطق بألف منصرفة إلى الكسرقليلاً (¬2). · التقليل: هو النطق بالألف بحالة بين الفتح الكامل والإمالة المحضة ويقال له: بين بين أي بين لفظ الفتح ولفظ الإمالة. والإمالة بنوعيها لغة أهل نجد من بني أسد وتميم وقيس، كما يسمى أيضاً بالتلطيف. · الترقيق: هو نُحول يعتري الحرف، وهو ضربان: الأول: يدخل على المفتوح كالإمالة. والثاني: يدخل على غير المفتوح كالراءات، فكل إمالة ترقيق وليس العكس (¬3). · التغليظ (التفخيم): هو سِمَنٌ يعتري الحرف فيملأ الفم حال النطق وقد اصطلح العلماء على استعمال التفخيم في الراء والتغليظ في اللام (¬4). ¬

(¬1) - الضباع، الإضاءة في بيان أصول القراءة. ص28. (¬2) - القيسي، مكي بن أبي طالب. كتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها. تحقيق: د. محيي الدين رمضان، بيروت -لبنان، مؤسسة الرسالة، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ص168. (¬3) - الضباع، الإضاءة في بيان أصول القراءة. ص30. (¬4) - الحموي، القواعد والإشارات في أصول القراءات. ج1/ص46 - 51.

الحذف

· الحذف: بمعنى الإسقاط، وهو إزالة الهمزة بحيث لا يبقى لها صورة (¬1). مثال: {وَالصَّابِينَ} في قوله عز وجل: {وَالصَّابِئِينَ} [سورة البقرة:620]، و {دَكَّا} في قوله عزوجل: {دَكَّاء} [سورة الكهف:98]،و {شركا} في قوله عز وجل: {شُرَكَاء} [سورة الأعراف:190]. و {ليكة} في قوله عز وجل: {الأَيْكَةِ} [سورة الشعراء: 176]. · السكت: قطع الصوت على الساكن زمناً دون زمن الوقف من غير تنفس بنية العودة إلى القراءة في الحال. وله حالتان: *الحالة الأولى: أنه يكون في وسط الكلمة مثل: (القرآن) كما في قراءة حمزة. *الحالة الثانية: أنه يكون في آخر الكلمة - وصلا - نحو {مَنْ رَاقٍ} [سورة القيامة:27]، {بَلْ رَانَ} [سورة المطففين:14] (¬2). · القطع: الكف عن القراءة، أي الانتهاء منهاولا يكون إلا في أواخر السور أو نهاية الآيات ((¬3). · الوقف: (¬4) قطع الصوت عند آخر كلمة زمناً يُتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة لا بنية الإعراض عنها، ويكون الوقف في رؤوس الآيات وأواسطها. ¬

(¬1) - الضباع، الإضاءة في بيان أصول القراءة. ص49. (¬2) - السندي، عبد القيوم. صفحات في علوم القراءات. بيروت-لبنان، دار البشائر الإسلامية، للطباعة والتوزيع، ط2، 2001م. ص179. وسوف يأتي التفصيل في مبحث المقارنة إن شاء الله. (¬3) - السندي، صفحات في علوم القراءات. ص180. (¬4) - ويقف القاريء أيضا على السكون المحض وهو تسكين الحرف الموقوف وسلبه عن الحركة، أو الروم وهو: تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها، حيث يسمعها القريب المصغي دون البعيد، ويكون في الوقف دون الوصل، والإشمام وهو: ضم الشفتين بعد تسكين الحرف من غير تصويت، ويكون في المضموم والمرفوع.

الصلة

ولا يجوز في أواسط الكلمات التي اتصلت رسماً مثل {أينما}، و {إنما} (¬1). · الصلة: النطق بهاء الضمير المكنى بها عن المفرد الغائب موصولة بحرف مد لفظي يناسب حركتها فيوصل ضمها بواو ويوصل كسرها بياء وصلا لا وقفا، أو صلة ميم الجمع بواو حالة وصلها بما بعدها (¬2). · ياءات الإضافة: وهي التي في أواخر بعض الكلمات وتسمى بياء المتكلم أيضاً، وعلامتها حلول ضمير المخاطب أو الغائب محلها، وقد وقع بعضها قبل همزة القطع، وبعضها قبل سائر الحروف من غير همزة، وتأتي في أقسام الكلام الثلاثة: الاسم، والفعل، والحرف، ففي الاسم مثل (ربيَ)، وفي الفعل مثل (فطرني)، وفي الحرف مثل (منيَ) (¬3). · ياءات الزوائد: هي الياءات التي تكون في أواخر الكلم، سميت الزوائد لزيادتها في القراءة على الكتابة ولأنها زيدت على الرسم، وتكون في الأسماء والأفعال ولا تكون في الحروف، نحو {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [سورة البقرة: 186]. {وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل} [سورة آل عمران:20]. {تَسْأَلْنِ} [سورة هود: 46] و {يَوْمَ يَأْتِ} [سورة هود:105]. و {وَعِيدِ}، و {دُعَاء} [سورة إبراهيم:15]. ويشار في المصاحف التي برواية ورش بوضع ياء صغيرة مقلوبة (ي) وبحجم أصغر من الحروف التي كتب المصحف بها في آخر الكلمة التي فيها ياء زائدة (¬4). ¬

(¬1) - القسطلاني، لطائف الإشارات. ج1/ص247. والدمياطي. إتحاف فضلاء البشر. ج1/ص100. (¬2) - الضباع. الإضاءة في بيان أصول القراءة. ص14. (¬3) ابن القاصح. سراج القارئ. ص 277. والدمياطي. إتحاف فضلاء البشر. ج1/ص144. وسيأتي حكمها في مبحث الأصول إن شاء الله. (¬4) - الدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ ص345.

هاء الكناية

· هاء الكناية: هي الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر الغائب، سميت هاء الكناية لأنها يكنى بها عن الاسم الظاهر الغائب، وتسمى هاء الضمير أيضا، وتلحق الأسماء والأفعال والحروف نحو: {نوله} [سورة النساء: 115]، {علمه} [سورة البقرة: 197]، {به} [سورة البقرة: 22]. ولها أحوال أربعة: الأول: أن تقع بين متحركين نحو {إنه هو} [سورة البقرة: 37]، {له صاحبه} [سورة الكهف: 37]. الثاني: أن تقع بين ساكنين نحو {فيه القرآن} [سورة البقرة: 185] {آتيناه الإنجيل} [المائدة: 46]. الثالث: أن تقع بين متحرك وساكن نحو {له الملك}، {على عبده الكتاب}. الرابع: أن تقع بين ساكن فمتحرك نحو {عقلوه وهم}، {فيه هدى}.

المبحث الثالث نشأة علم القراءات

المبحث الثالث نشأة علم القراءات أنزل الله - سبحانه - القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان آخر الكتب السماوية نزولاً، وتكفل الله بحفظه من التغيير والتحريف بخلاف غيره من الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل، فقال عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر: 9]. وقد تحقق وعد الله تعالى بحفظ كتابه الكريم من خلال جملة من الإجراءات تمثلت فيما يأتي: 1 - تلقى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن من جبريل - عليه السلام- وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على حفظ ما يوحي به جبريل-عليه السلام- إليه، خشية أن ينسى شيئاً منه، بل إنه ليتعجل حفظه ويبادر إلى أخذه ويسابق الملَك في قراءته، حتى نزل قول الله - سبحانه {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [سورة القيامة: 19]، وتكفل بأن يجمعه له في صدره وأن يُيَسِّره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه، قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يلقى منه شدة، وكان إذا نزل عليه عرف في تحريكه شفتيه يتلقى ويحرك به شفتيه، خشية أن ينسى أوله قبل أن يفرغ من آخره. فأنزل الله -عز وجل- عليه هذه الآيات" (¬1). 2 - معارضة القرآن مع جبريل -عليه السلام- في كل عام، حيث كان جبريل ينزل إلى ¬

(¬1) - السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن. لباب العقول في أسباب النزول. بيروت -لبنان، دار إحياء العلوم (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ج1/ص224. وابن كثير. إسماعيل بن عمر. تفسير القرآن العظيم.، بيروت -لبنان، دار الفكر، (رقم الطبعة غير معروفة) 1401هـ، ج4/ص450.

نزول القرآن على سبعة أحرف

النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان من كل عام يدارسه القرآن، حتى كان العام الذي توفي فيه عارضه القرآن مرتين (¬1). 3 - حفظ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في صدره، وكذلك المئات من الصحابة، وكثير منهم تلقوا القرآن مشافهةً عن النبي صلى الله عليه وسلم وحفظوه عن ظهر قلب، وبفضل الله عزوجل يسر حفظ كتابه العزيز على عباده حتى حفظه الألوف من المسلمين في كل عصر من العصور، قال الله عزوجل: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [سورة القمر:15]. نزول القرآن على سبعة أحرف: لقد ورد حديث (أُنزل القرآن على سبعة أحرف) من رواية جمع من الصحابة، منهم: أُبيُّ ابن كعب، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن أرقم، وسمرة بن جندب، وسليمان ابن صرد، وابن عباس، وابن مسعود، وعبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب، وعمر بن أبي سلمة، وعمرو بن العاص، ومعاذ بن جبل، وهشام بن حكيم، وأبو سعيد الخدري، وأبو طلحة الأنصاري، وأبو هريرة، وأبو أيوب، وغيرهم من الصحابة -رضوان الله عنهم-، وهو مما تواتر نقله جيلاً بعد جيل. ومن الأحاديث التي وردت في الأحرُف السبعة: 1 - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، وكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال لي: أرسله، ثم قال له: اقرأ فقرأ، قال: ¬

(¬1) - القرطبي. محمد بن أحمد الأنصاري. الجامع لأحكام القرآن. القاهرة-مصر، دار الشعب، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ج1/ص57.

"هكذا أنزلت" ثم قال لي: "اقرأ، فقرأت فقال:"هكذا أنزلت إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه" (¬1). 2 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف" (¬2). 3 - عن أبيِّ بن كعب - رضي الله عنه- قال: كنت في المسجد، فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرءا، فحسّن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسُقِط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففِضت عرقاً، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقاً، فقال: "يا أُبي: أُرسل إليَّ أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إليَّ الثانية أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إليَّ الثالثة أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة، ليوم يرغب إليَّ الخلائق حتى إبراهيم" (¬3). 4 - عن أبيِّ بن كعب - رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، قال: فأتاه ¬

(¬1) - البخاري، أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي. الجامع الصحيح. تحقيق مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير , بيروت - لبنان، الطبعة: الثالثة، 1407 هـ - 1987م. كتاب الخصومات، باب: كلام الخصوم بعضهم في بعض، ج 4 /ص1905. (¬2) - البخاري، أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل البخاري، الجامع الصحيح. كتاب فضائل القرآن، باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف، ج4 /ص1909. (¬3) - القشيري، مسلم بن الحجاج النيسابوري. صحيح مسلم، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه. رقم الحديث: (821) ج1 /ص561.

جبريل -عليه السلام- فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا) (¬1). 5 - وعن أبي جُهَيْمٍ أن رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا في آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ فقال هذا تَلَقَّيْتُهَا من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقال الآخَرُ تَلَقَّيْتُهَا من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلاَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " الْقُرْآنُ يُقْرَأُ على سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَلاَ تُمَارُوا في الْقُرْآنِ فان مِرَاءً في الْقُرْآنِ كُفْرٌ" (¬2). 6 - وعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقيت جبريل -عليه السلام- في أحجار المراء فقلت: يا جبريل إني أرسلت إلى أمة أمية إلى الشيخ والعجوز والغلام والجارية والشيخ الذي لم يقرأ كتاباً قط فقال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف) (¬3). ¬

(¬1) - مسلم، صحيح مسلم. باب بيان أن نزل القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه، رقم الحديث (821) ج1 ص562. (¬2) - أحمد بن حنبل. مسند الإمام أحمد بن حنبل. ج4/ص169، رقم الحديث (17577). (¬3) - أحمد بن حنبل. مسند الإمام أحمد بن حنبل. ج5/ص405. رقم الحديث (21210) مسند أحمد بن حنبل ج5/ص400، رقم الحديث (23446)، ونحوه عند الترمذي، كتاب القراءات عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، باب ما جاء أنزل القرأن على سبعة أحرف، ج 5/ ص 194، رقم الحديث (2944).

العلاقة بين القرآن والقراءات

العلاقة بين القرآن والقراءات: للعلماء في ذلك رأيان: الأول: القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان: قال الإمام الزركشي: "واعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز، والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف، أو كيفيتها من تخفيف وتثقيل وغيرهما" (¬1)، وتبعه الإمام القسطلاني (¬2) والدمياطي (¬3) وذهب إليه جمع من المعاصرين (¬4). الثاني: أن القرآن والقراءات بمعنى واحد، قال به بعض المعاصرين: قال الدكتور محمد سالم محيسن: "القرآن والقراءات حقيقتان بمعنى واحد، يتضح ذلك بتعريف كل منهما ومن الأحاديث الصحيحة الواردة في نزول القراءات" (¬5). ولا يتضح الأمر إلا بذكر التعريف المختار لكل من القرآن والقراءات ثم ملاحظة الفرق بينهما: فالقرآن هو كلام الله المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف المنقول إلينا نقلا متواتراً، المتعبد بتلاوته، المعجز المتحدي بأقصر سورة منه (¬6). ¬

(¬1) - الزركشي، البرهان في علوم القرآن. ص318. (¬2) - القسطلاني، لطائف الإشارات لفنون القراءات. ج1/ص171. (¬3) - الدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ص68. (¬4) - الصالح، الدكتور صبحي. مباحث في علوم القرآن. ص 108. (¬5) - محيسن، محمد سالم. القراءات وأثرها في علوم العربية. بيروت- لبنان، دار الجيل، ط1، 1998م، ج1/ص17. (¬6) - الشوكاني، محمد بن علي بن محمد. إرشاد الفحول إلى تحقيق علم الأصول، تحقيق: محمد سعيد البدري دار الفكر، بيروت - لبنان 1412، الطبعة: الأولى،1412هـ - 1992م، ص29.

القراءات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

وأما علم القراءات فهو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية، وطريق أدائها اتفاقاً واختلافاً، مع عزو كل وجه إلى ناقله (¬1). من خلال التعريفين السابقين لكل من القرآن والقراءات، يتضح بأن بينهما فرقاً ظاهراً، فالقرآن الكريم كلام الله المنزل كما سبق في التعريف، والقراءات: كيفيات أداء هذه الكلمات القرآنية بتعليم الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الآثار السابقة، فالقراءات كيفيات قراءة القرآن المنزلة على النبي صلى الله عليه وسلم التي علمها جبريل -عليه السلام-. وقال الدكتور أحمد محمد مفلح القضاة معقباً على رأي الزركشي:"وهذا الإطلاق من الإمام يفيد كون القرآن والقراءات شيئين متغايرين مختلفين مطلقا من كل وجه، وهو إن كان يقصده الإمام فليس بصواب، لأن القراءات الصحيحة المتواترة التي تلقتها الأمة بالقبول ما هي إلا جزء من القرآن الكريم، فبينهما ارتباط وثيق، وهو ارتباط الجزء بالكل (¬2). وأقول: إن القراءات القرآنية هي كيفيات قراءة القرآن الكريم، فأي فرقٍ بين الشيء وماهيته، أو بين الشيء وكيفيته، فهما في الحقيقة سواء. القراءات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بتلقين الصحابة- رضوان الله عليهم- القراءة وتعليمهم إياها وقراءة الآيات التي أنزلت عليهم، ومن هنا نشأ علم القراءات بالتلقين الشفوي عن ¬

(¬1) - عبد الفتاح القاضي، البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة. بيروت-لبنان، دار الكتاب العربي، ط1، 2004م، ص7. وهذا التعريف قريب من تعريف ابن الجزري انظر: ابن الجزري. منجد المقرئين. ص6. (¬2) - القضاة، أحمد محمد مفلح، وآخرون. مقدمات في علم القراءات. عَمّان-الأردن، دار عمار، ط1،2001م، ص49.

رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصحابة- رضوان الله عليهم- ومنهم إلى من بعدهم، حيث أتقن الصحابة رضوان الله عليهم تلاوة القرآن وضبطوه بحكم تلقيهم المباشر من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هو المشرف والمرجع الأول في الإقراء والإرشاد، كما كان -عليه الصلاة والسلام- يرسل بعض الصحابة إلى مناطق أخرى لتعليم المسلمين القرآن الكريم، وكان أول معلم أرسل في هذه المهمة: مصعب بن عمير (¬1) - رضي الله عنه- ليعلم الأوس والخزرج بعد بيعة العقبة الأولى. ثم تتلمذ جمع من الصحابة - رضوان الله عليهم- على يد النبي صلى الله عليه وسلم وأمر المسلمين أن يستقرئوا القرآن منهم، وكان من هؤلاء من حفظ القرآن كاملاً، ومنهم من حفظ أكثره، ومنهم من حفظ بعضه، كل ذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن هؤلاء: عبد الله بن مسعود (¬2) ومعاذ بن جبل (¬3)، وأبي بن كعب (¬4)، وسالم مولى ¬

(¬1) - مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف، القرشي السيد الشهيد السابق البدري العبدري، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قبل الهجرة يقرئهم القرآن، كان يدعى المقرىء، وهو أول من سُمي بذلك، قتل يوم أحد سنة ثلاث هجرية. انظر: ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله بن محمد. الاستيعاب في معرفة الأصحاب. تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت -لبنان دار الجيل، ط1،1412هـ، ج4/ص1473. وابن الجزري. غاية النهاية. ج1/ 261. (¬2) - عبد الله بن مسعود بن مدركة بن إلياس من السابقين الأولين، وأحد من جمع القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وكان يقول: حفظت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة وسبعين سورة. وإليه تنتهي قراءة عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، والأعمش توفي سنة32هـ. انظر: الذهبي. معرفة القراء الكبار. ج1/ص32. (¬3) - معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري، من نجباء الصحابة، قال أنس: جمع معاذ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعلم الصحابة بالحلال والحرام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد ورد عنه الرواية في حروف القرآن، توفي بالطاعون سنة 18 بالأردن. انظر: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي أبو الفضل الشافعي، الإصابة في تمييز الصحابة. تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت - لبنان، دار الجيل ط2، 1412هـ - 1992م، ج7/ص524. (¬4) - أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية النجار الأنصاري- رضي الله عنه- أقرأ الأمة، عرض القرآن على النبي- صلى الله عليه وسلم- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرحم هذه الأمة بها أبو بكر - وذكر الحديث وفيه-"وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب". قرأ عليه أبو هريرة وعبد الله بن عباس، ومن التابعين: عبد الله بن عيا ش، وعبد الله حبيب وأبي العالية. مات سنة عشرين أو تسع عشرة وقيل غير ذلك. انظر: الذهبي. معرفة القراء الكبار. ج1/ص28. وابن حجر العسقلاني. الإصابة في تمييز الصحابة. ج1/ ص27.

الحفاظ من الصحابة

أبي حذيفة (¬1)، وغيرهم من الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين-. ويقوي هذا القول حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن مَسْرُوقٍ قال كنا نَأْتِي عَبْدَ اللَّهِ بن عَمْرٍو فَنَتَحَدَّثُ إليه وقال بن نُمَيْرٍ عِنْدَهُ فَذَكَرْنَا يَوْمًا عَبْدَ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ فقال لقد ذَكَرْتُمْ رَجُلًا لَا أَزَالُ أُحِبُّهُ بَعْدَ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول خُذُوا الْقُرْآنَ من أَرْبَعَةٍ من ابن أُمِّ عَبْدٍ فَبَدَأَ بِهِ وَمُعَاذِ بن جَبَلٍ وَأُبَيِّ بن كَعْبٍ وَسَالِمٍ مولى أبي حُذَيْفَةَ (¬2). وكان بعض الصحابة بعد أن يتلقى القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم يكتب ما يحفظه، ويجعله لخاصة نفسه، ويكتب فيه تفسير بعض الآيات، وهذا ما كان يُعرف بمصاحف بعض الصحابة كعبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - حيث كان له مصحف خاص، وكذلك أبي بن كعب. الحفاظ من الصحابة: اهتم الصحابة بالقرآن اهتماماً كبيراً فأقبلوا على تلاوته وحفظه، حتى كثر فيهم الحفاظ المتقنون، ومما يدل على كثرة القراء أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل سبعين رجلاً - كان يقال لهم القراء - إلى نجد، لتعليم أهلها القرآن، وقد غدر بهم أهل نجد وقتلوهم في حادثة بئر معونة (¬3). ¬

(¬1) - هو سالم مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة أبو عبد الله الصحابي الكبير، ورد عنه الرواية في حروف القرآن، استشهد يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة. انظر: ابن الجزري. غاية النهاية. ج1/ص274. (¬2) - مسلم بن الحجاج. صحيح مسلم. كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنه -، باب من فَضَائِلِ عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ وَأُمِّهِ رضي الله تَعَالَى عنهما، رقم الحديث (2464)، ج4/ ص 1910. (¬3) - ابن هشام، عبد الملك بن هشام المعافري. السيرة النبوية. تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، بيروت -لبنان، دار الجيل الطبعة الأولى. 1411هـ، ج4/ص137.

ومن حفاظ القرآن أبو بكر (¬1)، وعمر (¬2)، وعثمان (¬3)، وعلي بن أبي طالب (¬4)، وزيد بن ثابت (¬5)، وأبو موسى الأشعري (¬6)، وأبو الدرداء (¬7) .. وغيرهم كثير. ¬

(¬1) - هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر القرشي التيمي، ويلتقي نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في مرة، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "النووي: الصديق أحد الصحابة الذين حفظوا القرآن كله، ثم قال: "وذكر هذا أيضا ابن كثير في تفسيره. مات سنة: 13 هـ. انظر: ابن الجزري، محمد بن محمد الدمشقي، النشر في القراءات العشر المتواترة. قدم له علي محمد الضباع. دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى،1418 هـ - 1998. ج1/ص7. (¬2) - هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن فهر القريشي، أمير المؤمنين، كان من حفظة القرآن الكريم. قال أبو العالية بن الرياحي: قرأت القرآن على عمر أربع مرات مات سنة23هـ. انظر: ابن حجر العسقلاني. الإصابة في تمييز الصحابة. ج4/ص588. (¬3) - هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي، أحد السابقين الأولين والخلفاء الأربعة وأحد من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنه القرآن: المغيرة بن أبي شهاب (مقرىء الشام) وأبوعبد الرحمن السلمي، وغيرهم، استشهد في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين هـ. انظر: الذهبي، معرفة القراء الكبار للذهبي.،ج1/ص24. (¬4) - هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، بن هاشم بن عبد مناف، أمير المؤمنين، وقال علي بن رباح: جمع القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: علي وعثمان وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود، وعرض عليه القرآن كثير من الناس، منهم: أبو الأسود الدؤلي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو عبد الرحمن السلمي، وعنه قال: ما رأيت أحداً كان أقرأ من علي، قتل شهيداً في داره مظلوماً في ثامن عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين هـ. انظر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص25. (¬5) - هو زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي. كاتب الوحي وأحد الذين جمعوا القرآن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- وكان من الذين كتبوا المصحف لأبي بكر الصديق ثم لعثمان - رضي الله عنهم- وتوفي سنة ثلاث ومائة هـ. انظر: ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة. ج7/ص175. (¬6) - ... هو أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، وكان أحسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتاً، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:""لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود"، مات سنة أربع وأربعين هـ. انظر: ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة. ج7/ص390. والذهبي، معرفة القراء الكبار، ج1/ص39. (¬7) - هو عويمر بن مالك ويقال: ابن عامر الأنصاري الخزرجي أبو الدرداء حكيم هذه الأمة أسلم يوم بدر قرأ القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم - عرض عليه القرآن زوجته أم الدر داء، وعبد الله بن عامر، وخالد بن معدان، وراشد بن سعد وغيره. كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه وخلفه ابن عامر بعد موته على الإقراء. مات سنة اثنين وثلاثين هـ. انظر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص41.

القراءات في عهد الصحابة رضي الله عنهم

وقد قال عنهم الإمام الذهبي:"فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن -أي كاملاً- في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عنهم عرضا، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة" (¬1). القراءات في عهد الصحابة رضي الله عنهم: وذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى منتصف القرن الهجري الأول تقريباً، وتتميز هذه المرحلة بمميزات من أبرزها: تتلمذ بعض الصحابة والتابعين على أئمة القراءة من الصحابة حيث أرسل الخليفة عثمان- رضي الله عنه- قارئاً لكل مصر معه نسخة من المصاحف التي نسخها عثمان- رضي الله عنه- ومن معه، وكانت قراءة القارئ موافقة لقراءة المصحف الذي أرسل معه, حيث أرسل عثمان بن عفان- رضي الله عنه- عبد الله بن السائب المخزومي إلى مكة المكرمة، وأرسل أبا عبد الرحمن السلمي إلى الكوفة، وأرسل عامر بن قيس إلى البصرة، والمغيرة بن أبي شهاب إلى الشام، وأبقى زيد بن ثابت مقرئاً في المدينة (¬2). وممن اشتهر من التابعين: تلاميذ ابن مسعود، كعلقمة، ومسروق، والأسود بن يزيد، وتلاميذ ابن عباس كمجاهد، وعكرمة، وعطاء، وتلاميذ أُبي بن كعب، كقتادة، وأبي العالية، واشتهر كثيرون أيضاً كسعيد بن المسيب، وعروة وسالم وعمر بن عبد العزيز، وكذلك سليمان بن يسار، وأخوه عطاء وزيد بن أسلم، ومسلم بن جندب، وابن شهاب الزهري، وعبد الرحمن بن هرمز، ومعاذ بن الحارث المشهور بمعاذ القارئ وغيرهم (¬3). ¬

(¬1) - الذهبي. معرفة القراء الكبار. ج1/ص39. (¬2) - ابن الجزري، محمد بن محمد الدمشقي، النشر في القراءات العشر المتواترة. ج1/ص9. (¬3) - انظر: ابن الجزري. تقريب النشر في القراءات العشر. تحقيق: إبراهيم عطوة عوض، القاهرة - مصر، دار الحديث، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ص20،23.

القراءات في زمن التابعين وتابعيهم

القراءات في زمن التابعين وتابعيهم: وذلك من بداية النصف الثاني من القرن الأول، وحتى بداية عصر التدوين للعلوم الإسلامية، وتتميز هذه المرحلة بما يلي: - إقبال جماعة من كل مصر على تلقي القرآن من هؤلاء القراء الذين تلقوه بالسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. - تفرغ قوم للقراءة والأخذ واعتناؤهم بضبط القراءة حتى صاروا أئمة متبوعين في ذلك، وأجمع أهل بلدهم على تلقي القراءة منهم بالقبول (¬1). إن المصحف الذي كتبه وجمعه (¬2) عثمان بن عفان - رضي الله عنه- لم يكن منقوطاً ولا مضبوطاً، وقد كتب بلغة قريش وذلك حين قال للكتبة: (إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء فاكتبوه بلغة قريش، فإنما نزل بلسانهم) (¬3). وقد كان جمع القرآن في عهد عثمان- رضي الله عنه- خطوة هامّة في ضبط القراءات التي تصح القراءة بها، ووضع إطار منهجي لتلقي القراءات، يعتمد على ثبوت النقل وموافقة ¬

(¬1) - ... الزرقاني، محمد عبد العظيم. مناهل العرفان في علوم القرآن، القاهرة-مصر، دار الفكر، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ج1/ص286. (¬2) - قدم حذيفة على عثمان-رضي الله عنه- من فتح أرمينية وأذربيجان، في فزع لما رأى اختلافهم في القرآن فقال لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب كما اختلف اليهود والنصارى فأرسل عثمان-رضي الله عنه- إلى حفصة: أن أرسلي إلي بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها عليك فأرسلت بها إليه فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن اكتبوا الصحف في المصاحف وإن اختلفتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلغة قريش فإن القرآن أنزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق مصحفاً. انظر: ابن عبد البر، التمهيد. ج8/ص279. (¬3) - حوا، مدخل إلى علم القراءات. ج8/ص279.

القراءات حسب أسانيدها

الرسم، بالإضافة إلى موافقة اللغة العربية، لأن القرآن كما وصفه منزله سبحانه: {قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [سورة الزمر:28]. القراءات حسب أسانيدها: قسَّم العلماء القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما: أ- القراءة الصحيحة: وهي القراءة التي وافقت وجهاً من وجوه اللغة العربية، ووافقت الرسم العثماني ولو احتمالاً، ونقلت إلينا بسند صحيح ثابت. فكل قراءة استوفت هذه الأركان الثلاثة، فهي قراءة صحيحة مقبولة، وهذا هو قول عامة أهل العلم (¬1). أركان القراءة: تبين مما سبق أن للقراءة الصحيحة أركاناً ثلاثة هي: 1 - ثبوت النقل وصحة الإسناد: وهذا الركن يعني تواتر القراءة على الرأي الراجح، "بمعنى أن يروي تلك القراءة عدد كبير يستحيل في العادة اجتماعهم على الكذب (¬2). ويعتبر الشرطان الثاني والثالث تبعاً للشرط الأول عند جمهور من اشترط التواتر من العلماء ومنهم ابن الجزري في أحد قوليه. ¬

(¬1) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ص14. وانظر: الداني، التيسير في القراءات السبع. ص67. (¬2) - ابن الجزري، منجد المقرئين. ص18.

2 - موافقة الرسم العثماني ولو تقديرا

بينما يرى جمهور العلماء ومنهم أبو شامة وابن الجزري في قوله الثاني، ومكي (¬1) بن أبي طالب وغيرهم أنه يكفي لصحة القراءة أن تكون مشهورة صحيحة الإسناد، إضافة إلى شرطي: موافقة الرسم ووجه من أوجه النحو وبالتالي يكون شرطا موافقة اللغة والرسم أساسيين (¬2). وقال صاحب الطيبة (¬3): فكل ما وافق وجه نحو ... وكان للرسم احتمالا يحوي وصح إسنادا هو القرآن ... فهذه الثلاثة الأركان وحيثما يختل ركن أثبت ... شذوذه لو أنه في السبعة 2 - موافقة الرسم العثماني ولو تقديراً: أي أحد المصاحف التي وجهها عثمان - رضي الله عنه- إلى الأمصار، بأن يكون ثابتاً ولو في بعضها دون بعض، كقراءة ابن عامر: {وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً} [سورة البقرة: 116] بغير واو قبل (قالوا)، وكقراءته: {وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} [سورة آل عمران:184]. بزيادة الباء في الاسمين، فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي (¬4). وكقراءة ابن كثير: {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [سورة التوبة: 100]. في الموضع الأخير من سورة التوبة ¬

(¬1) - هو مكي بن أبي طالب، القيسي، القيرواني، قرأ على ابن غلبون وعبد العزيز بن علي وغيرهما، ومن أهم مؤلفاته"التبصرة في القراءات السبع"و"الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها"، الإبانة عن معاني القراءات. توفي سنة 437 راجع: ابن الجزري. غاية النهاية 2\ 309 - 310. الذهبي. معرفة القراء الكبار1\ 394 - 396. (¬2) - القيسي. الإبانة عن معاني القراءات. ص57. وابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج1/ص14. (¬3) - بن الجزري، نظم طيبة النشر. الأبيات: 56، 57، 58. (¬4) - الدمياطي. إتحاف فضلاء البشر. ص83.

3 - موافقة اللغة العربية ولو بوجه

بزيادة كلمة {من} فإنها لم توجد إلا في المصحف المكي (¬1). والمراد بقولهم ولو تقديراً: ما يحتمله رسم المصحف، كقراءة من قرأ (¬2). {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [سورة الفاتحة:4]، فإنه رسم في جميع المصاحف بحذف الألف من كلمة {مَالِكِ} فقراءة الحذف تحتمله، كما كتب {مَلِكِ النَّاسِ} وقراءة الألف تحتمله تقديراً ولم يقرأ بها، كما كتب {مَالِكَ الْمُلْكِ} بالألف وليس فيها قراءة بالحذف عند أحد من القراء، فتكون الألف قد حذفت اختصاراً في المواضع التي تقرأ بها (¬3). أو موافقة صريحة كما في قوله- عز وجل-: {وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا} فإنها كتبت في المصحف بدون نقط، وهنا وافقت قراءة {نُنشِزُهَا} بالزاي وقراءة (ننشرها) بالراء (¬4). 3 - موافقة اللغة العربية ولو بوجه: أي من وجوه قواعد اللغة سواء أكان أفصح أم فصيحاً مجمعاً عليه أم مختلفا فيه اختلافاً لا يضر مثله إذا كانت القراءة مما شاع وذاع وتلقاها الأئمة بالإسناد الصحيح. وهذا هو المختار عند المحققين في ركن موافقة العربية، كقراءة حمزة: ¬

(¬1) - ابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج 1/ص 11. (¬2) - هي قراءة عاصم والكسائي ويعقوب وأبي جعفر وخلف. انظر: الداني، التيسير في القراءات السبع. ص18. والدمياطي. إتحاف فضلاء البشر. ص122. (¬3) - ابن مجاهد البغدادي، أبو بكر أحمد بن موسى. كتاب السبعة في القراءات. تحقيق: شوقي ضيف، القاهرة- مصر، دار المعارف، ط2،1400هـ، ص104. والسيوطي. الإتقان في علوم القرآن. ج/1ص 213. (¬4) - وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش (ننشزها) بالزاي، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب وأبو جعفر (ننشرها) بالراء. انظر: ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص180. وانظر ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 231.

ب - القراءة الشاذة

{وَالأَرْحَامِ} بالجر، في قوله- عز وجل-: {وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} [سورة النساء الآية:1]. وقراءة أبي جعفر: {ليُجزَى قوماً} بضم الياء وفتح الزاي في قوله- سبحانه وتعالى-: {قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة الجاثية:14]. ب - القراءة الشاذة: هي كل قراءة اختل فيها ركن من الأركان الثلاثة السابقة. وذهب جمهور أهل العلم من الفقهاء والمحدثين إلى أن ما وراء القراءات العشر التي جمعها القراء، شاذ غير متواتر، لا يجوز اعتقاد قرآنيته، ولا تصح الصلاة به، والتعبد بتلاوته، إلا أنهم قالوا: يجوز تعلُّمها وتعليمها وتدوينها، وبيان وجهها من جهة اللغة والإعراب (¬1). قال ابن عبدالبر: "أجمع المسلمون على أنه لا يجوز القراءة بالشاذة، وأنه لا يجوز أن يصلى خلف من يقرأ بها" (¬2)،وهو قول جماهيرالعلماء من المالكية، (¬3) والشافعية (¬4)، ورواية عن الحنفية (¬5)، ¬

(¬1) - ابن الجزرى. منجد المقرئين. ص221. (¬2) - ابن عبد البر، أبو عمر يوسف بن عبدالله. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد. تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي ومحمد عبد الكبير البكري، الرباط-المغرب، وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، (رقم الطبعة غير معروفة)، 1387هـ، ج8/ص293. (¬3) - ابن عبد البر، التمهيد. ص393. (¬4) - النووي، محيي الدين بن شرف. المجموع شرح المهذب. بيروت -لبنان، دار الفكر، (رقم الطبعة غير معروفة)،1997م، ج3 /ص393. (¬5) - ابن عابدين، محمد علاء الدين بابن عابدين. حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار فقه أبي حنيفة. بيروت -لبنان، دار الفكر للطباعة والنشر، (رقم الطبعة غير معروفة)، 1421هـ - 2000م، ج/ص486.

أشهر المؤلفات في علم القراءات

وعن الحنابلة (¬1). وهذا هو الراجح في نظري والله أعلم، لأن من شرط المقروء أن يكون قرآناً، والشاذُّ لم تثبت قرآنيته. مما تقدم نجد أن القراءات الشاذة لا يجوز القراءة بها ولا اعتقاد قرآنيتها، لكن يستفاد منها في التفسير وفي بيان بعض الأحكام الشرعية واللغوية، وأنه لا يوجد تناقض بين تحريم القراءة بالشاذ وبين الاستفادة منها في مجال الأحكام. إن أشهر القراءات التي يُقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءة نافع براوية قالون، في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي ليبيا. وبرواية ورش في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائري، وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان. وقراءة عاصم برواية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان. وقراءة أبي عمرو البصري يُقرأ بها في السودان وخاصة رواية الدوري عنه. أشهر المؤلفات في علم القراءات: · ابن مجاهد في كتابه: السبعة في القراءات (ت324 هـ). · الغاية لأبي بكر أحمد بن مهران الأصفهاني (ت381هـ). · الإرشاد لأبي الطيب عبد المنعم الحلبي (ت389هـ). · التذكرة في القراءات الثمان لأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم الحلبي (ت399هـ). · الهادي لأبي عبد الله بن محمد بن سفيان القيرواني المالكي (ت415هـ). ¬

(¬1) - ابن تيمية، شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم. كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام. تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، مكتبة ابن تيمية، ط2، بدون تاريخ النشر ولا بلد النشر، ج13/ص394، ج2/ص136.

· المجتبى لأبي القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي نزيل مصر (ت 420 هـ). · الروضة لأبي عمر أحمد بن عبد الله بن لب الطلمنكي الأندلسي (ت 429 هـ). · الهداية لأبي العباس أحمد بن عمار المهدوي (ت 430 هـ). · التبصرة لأبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي (ت 437 هـ). · الروضة في القراءات العشر وقراءة الأعمش لأبي علي الحسن بن محمد المالكي (ت 438 هـ). · التيسير في القراءات السبع، وجامع البيان في القراءات السبع ومفردة يعقوب لأبي عمرو الداني (ت 444 هـ). · القاصد لأبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد الخزرجي القرطبي (ت446 هـ). · الوجيز لأبي علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن هرمز الأهوازي (ت 446 هـ (. · الجامع في القراءات العشر، وقراءة الأعمش لأبي محمد الخياط البغدادي (ت 461 هـ). · الكافي لأبي عبد الله محمد بن شريح بن أحمد الأشبيلي (ت 476 هـ). · التلخيص في الثمان لأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري الشافعي (ت 478 هـ). · التجريد ومفردة يعقوب كلاهما لأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر الصقلي (ابن الفحام) (ت 526 هـ).

· "المبهج" في القراءات الثمان وقراءة الأعمش وابن محيصن وخلف واليزيدي، وكتاب "الإيجاز". و"إرادة الطالب" في العشر. و"تبصرة المبتدي" و"الكفاية" في الست وكلها لأبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الله، المعروف بـ (سبط الخياط) البغدادي (ت 541 هـ). · "المصباح" في القراءات العشر لأبي الكرم المبارك بن الحسن بن علي الشهرزوري البغدادي (ت 550 هـ). · "حرز الأماني" المشهور بالشاطبية لولي الله أبي القاسم بن فِيرُّه بن خلف الرعيني الأندلسي الشاطبي الشافعي الضرير (ت590 هـ) وعليها عدة شروح، منها: o شرح العلامة علم الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي (ت 643 هـ) o شرح أبي القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم (أبو شامة) (ت 665 هـ (. o شرح أبي عبد الله محمد بن أحمد الموصلي "شعلة") ت656 هـ). o شرح أبي العباس بن جبارة المقدسي (ت 728 هـ). o شرح العلامة أبي إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري (ت 732 هـ)، وشروح أخرى. · النشر في القراءات العشر لمحمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن الجزري (ت 833 هـ) وله أيضاً تقريب النشر في القراءات العشر، ونظم "طيبة النشر" في القراءات العشر وهي عبارة عن نظم كتاب النشر، وله أيضاً تحبير التيسير، زاد فيه قراءات الأئمة الثلاثة على السبع التي في كتاب التيسير لأبي عمرو الداني، والدرة المضية

ومن كتب الأصول والتوجيهات

في القراءات الثلاث المتممة للعشر له أيضاً وهو عبارة عن نظم كتابه "تحبير التيسير" وقد شرح الطيبة ابنه أبو بكر أحمد بن محمد بن الجزري (ت835 هـ) وشرحها العلامة أبو القاسم النويري المالكي (ت897 هـ). ومن كتب الأصول والتوجيهات: · الحجة في علل القراءات السبع، للحسين بن أحمد بن خالويه (ت370هـ). · المحتسَب في تبيين وجوه القراءات الشاذة وإيضاحها، لأبي الفتح عثمان بن جني (ت392هـ). · الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها، لمكي بن أبي طالب القيسي (ت437هـ). · الموضَح في وجوه القراءات، لابن أبي مريم الشيرازي (ت بعد 565هـ). · القواعد والإشارات في أصول القراءات، تأليف: أحمد بن عمر بن محمد بن أبي الرضا الحموي أبي العباس (ت791هـ).

الفصل الأول التعريف بكل من عاصم وحفص ونافع وورش

الفصل الأول التعريف بكل من عاصم وحفص ونافع وورش وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: الإمام نافع بن أبي نعيم المبحث الثاني: الراوي ورش (عثمان بن سعيد) المبحث الثالث: الإمام عاصم بن أبي النجود المبحث الرابع: الراوي حفص بن سليمان

المبحث الأول الإمام نافع بن أبي نعيم

المبحث الأول الإمام نافع بن أبي نعيم اسمه وكنيته: نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي، مولى "جَعْونَةَ "بن شعوب الليثي"، حليف حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وصلم، أو حليف أخيه العباس (¬1)، يكنى: أبا رويم، وقيل أبو الحسن، وقيل أبو عبد الرحمن (¬2). مولده: ولد في خلافة عبد الملك بن مروان، في حدود سنة سبعين للهجرة الشريفة وأصله من أصبهان (¬3)، وداره المدينة النبوية، وهو من الطبقة الثانية بعد الصحابة، وكان أسود اللون، شديد السواد، وكان حسن الخلق، وسيم الوجه (¬4). شيوخه وتلاميذه: قرأ نافع على سبعين من التابعين (¬5)، منهم: أبو جعفر يزيد بن القعقاع (¬6) ¬

(¬1) - انظُر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص107. (¬2) - ابن حيان، عبد الله بن محمد بن جعفر أبو محمد الأنصاري. طبقات المحدثين بأصفهان والواردين عليها. تحقيق: عبد الغفور عبد الحق حسين البلوشي، بيروت-لبنان، مؤسسة الرسالة، ط2، 1412هـ -1992م، ج1/ص138. (¬3) - أصبهان: مدينة من مدن فارس، فتحت في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -سنة 23هـ. انظُر الحموي، ياقوت بن عبد الله. معجم البلدان. دار الفكر - بيروت لبنان، (بدون سنة الطبعة) ج ا/ص206. وابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص54. (¬4) - الذهبي. معرفة القراء الكبار. ج1/ص107. (¬5) - المزي، يوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج. تهذيب الكمال. تحقيق: بشار عواد معروف، بيروت-لبنان، مؤسسة الرسالة، ط1، 1400هـ - 1980م، ج2/ص471. (¬6) - سبقت ترجمته. انظر ص22.

وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج (¬1)، وشيبة بن نصاح القاضي (¬2)، ويزيد بن رومان (¬3)، ومسلم بن جندب الهذلي (¬4)، وقد تلقى هؤلاء الخمسة القراءات عن ثلاثة من الصحابة، هم: أبو هريرة (¬5)، وعبد الله بن عباس بن عبد المطلب (¬6)، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة (¬7)، ¬

(¬1) - هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، المدني، تابعي جليل، أخذ القراءة عرضاً عن أبي هريرة وابن عباس روى القراءة عنه نافع، توفي سنة سبع عشرة ومائة هـ. انظُر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص77. وابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص381. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ج1/ص55. (¬2) - شيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب، تابعي جليل، إمام ثقة، مقرئ، عرض على عبد الله بن عياش بن ابن أبي ربيعة، وعرض عليه نافع، مات سنة 130هـ وقيل سنة 138هـ. انظُر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص79 وما بعدها. وابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص298. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ج1/ص58. (¬3) - يزيد بن رومان، أبو روح المدني، مولى لآل الزبير بن العوام، تابعي جليل، إمام ثقة، ثبت، قارئ، من فقهاء أهل المدينة، عرض على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وقال ابن الجزري: لا تصح روايته عن ابن عباس ولا عن أحد من الصحابة، عرض عليه نافع، مات سنة 30هـ وقيل 29هـ. انظُر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج2/ص333. وابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص60. (¬4) - هو مسلم بن جندب أبو عبد الله الهذلي، المدني، تابعي، وكان من فصحاء الناس وكان يقص بالمدينة، أخذ القراءة على عبد الله بن عياش، وقال ابن الجزري عن الداني: لا تصح روايته عن ابن الزبير، وروى عنه نافع القراءة عرضا، توفي سنة 130هـ، انظُر: الذهبي. معرفة القراء الكبار. ج1/ص80. وابن الجزري، غاية النهاية. ج2/ 259. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ج1/ص59 .. (¬5) - سبقت ترجمته. (¬6) - عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، حفظ القرآن فى زمن الرسول رسول الله صلى الله عليه وصلم ثم عرضه كله على أبي بن كعب وزيد ابن ثابت، عرض عليه القرآن أبو جعفر يزيد بن القعقاع وهو من شيوخ نافع، مات سنة 68هـ. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية.،ج1/ص381 - 382. (¬7) - عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي التابعي الكبير، قيل: رأى النبي صلى الله عليه وصلم، أخذ القرآن عرضاً على أبي بن كعب، وروى القراءة عنه عرضا مولاه أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح القاضي، ويزيد بن رومان، ومسلم بن جندب الهذلي، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وهؤلاء الخمسة شيوخ نافع، وكان أقرأ أهل المدينة في زمانه، مات سنة 70هـ وقيل 87هـ. انظُر: ابن الجزري، غاية النهاية.،ج1/ 393. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ج1/ ص57.

تلاميذه

وقد تلقى هؤلاء الثلاثة القراءة على أبيّ بن كعب (¬1)، وقرأ أبيّ بن كعب على رسول الله رسول الله صلى الله عليه وصلم، عن الأمين "جبريل" عليه السلام (¬2). فقراءة الإمام نافع صحيحة، متصلة السند بالرسول عليه الصلاة والسلام. تلاميذه: وتتلمذ للإمام نافع خلق كثير، من المدينة المنورة والشام ومصر والبصرة، وغيرها من بلاد المسلمين ومن أشهر من تلقى عنه القراءة: مالك بن أنس (¬3) , والليث بن سعد (¬4) , وأبو عمرو بن العلاء (¬5)، وإسماعيل بن جعفر (¬6) , وسليمان بن جماز (¬7) , وقالون عيسى بن مينا (¬8)، ¬

(¬1) - سبقت ترجمته. انظر ص34. (¬2) - انظُر: ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1 /ص 112. (¬3) - هو مالك بن أنس بن أبي الأصبحي المدني، فقيه وإمام أهل المدينة وله مذهب فقهي يعد من المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة، أخذ القرآن عرضاً عن نافع، مات ستة 179هـ. انظُر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج2/ 34. (¬4) - هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي المصري، العالم الفقيه إمام أهل مصر في زمانه وله مذهب فقهي ولكنه غير مدون كما للمذاهب الأربعة، روى القراءة عن نافع، مات سنة 175هـ. انظُر: ابن الجزري، غاية النهاية. 2ج/34. (¬5) - ... سبقت ترجمته انظر ص58. (¬6) - هو إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، جليل ثقة قرأ على نافع وغيره، مات سنة 180هـ انظُر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ 148. (¬7) - هو سليمان بن جماز, وقيل: سليمان بن سالم أبو الربيع الزهري، مقرئ جليل ضابط، عرض على نافع. مات سنة 70هـ. انظُر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ 285. (¬8) - اسمه: عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله الزرقي مولى بني زهرة يقال: إنه ربيب نافع «ابن زوجته» وقد لازم نافعاً كثيراً، ولقّبه قالون لجودة قراءته، ولد سنة مائة وعشرين في أيام هشام بن عبد الملك، أخذ القراءة عن نافع، وهو من أشهر روا ته. وروى القراءة عنه أُناس كثيرون، وكان أصم شديد الصمم، لا يسمع البوق، فإذا قرئ عليه القرآن سمعه، وكان يقرئ القراء، ويفهم خطأهم ولحنهم بحركة الشفاة، ويردهم إلى الصواب، توفي سنة عشرين ومائتين. انظُر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص 615، والذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص155.

مكانته العلمية

وورش، أبو سعيد عثمان (¬1). مكانته العلمية: كان الإمام نافع - رحمه الله - إمام الناس في القراءة بالمدينة، أجمع الناس على قراءته واختياره، وقال عنه ابن مجاهد: "كان الإمامَ الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، نافعٌ، وكان عالماً بوجوه القراءات متتبعاً لآثار الأئمة الماضين في بلده" (¬2). وقال نافع: "أدركت سبعين رجلاً من التابعين، وقرأت عليهم، فما اجتمع عليه نفسان أخذت، وما شذّ فيه واحد تركته حتى ألّفتُ هذه القراءة" (¬3)، تصدى للإقراء والتعليم أكثر من سبعين سنة، وكان عالماً بوجوه القراءات، متتبعاً لآثار الأئمة الماضين في بلده (¬4). قال الأصمعي: "كنت أجالس نافع بن أبي نعيم وكان من القراء الفقهاء العباد" (¬5)، وسئل الإمام مالك عن البسملة فقال:"سلوا عن كل علم أهله، ونافع إمام الناس في القراءة (¬6). قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: قراءة أهل المدينة سنة، فقيل له: قراءة نافع؟ قال نعم" (¬7)، ¬

(¬1) - تأتي ترجمته تفصيلا في المبحث التالي. (¬2) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ج1/ص54. (¬3) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص61 - 62. الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص107. (¬4) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص107. (¬5) - الأصفهاني. تاريخ أصبهان. تحقيق: سيد كسروي، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1990، ج2/ص301. (¬6) - انظُر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص291. والذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1 /ص 90. (¬7) - ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص291.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "سألت أبي: أيُّ القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة. قلت: "فإن لم تكن؟ قال: "قراءة عاصم (¬1). وعن الأعشى قال: "كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يسأله" (¬2). وكان نافع يأتي إلى أبي جعفر القارئ فيقول: "يا أبا جعفر ممن أخذت حرف كذا وكذا؟ فيقول: من رجل قارئ، من مروان بن الحكم، ثم يقول له: ممن أخذت حرف كذا وكذا؟ فيقول: "من رجل قارئ، من الحجاج بن يوسف، فلما رأى ذلك نافع تتبع القراءة يطلبها (¬3). ذكر ابن الجزري عن الشيباني قال: ذكر رجل ممن قرأ على نافع أنه كان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك فقال له: يا أبا عبد الله أتتطيب كلما قعدت تقرئ الناس؟ فقال: إني لا أقرب الطيب ولا أمسه، ولكني رأيت فيما يرى النائم أن النبي صلى الله عليه وصلم يقرأ في فيَّ فمن ذلك الوقت يُشَمُّ من فمي هذه الرائحة" (¬4). وعن المسيبي (¬5)، "قيل لنافع: ما أصبح وجهك وأحسن خلقك! قال: كيف لا أكون كما ذكرتم وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه: قرأت القرآن في النوم" (¬6). ¬

(¬1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ج1/ص62. (¬2) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص109. (¬3) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص109. (¬4) - انظُر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص290. (¬5) - هو إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله المسيب، الخزومي، إمام جليل، فقيه عالم بالحديث، قيم في قراءة نافع ضابط لها. قرأ على نافع وغيره، توفي سنة ست ومائتين. انظُر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص155. (¬6) - انظُر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ ص291.

الإمام نافع محدثا

قال الإمام الشاطبي في الحرز ذاكراً قراءة نافع مثنياً عليه: فأما الكريم السر في الطيب نافعٌ ... فذاك الذي اختار المدينة منزلاً (¬1) وقراءة نافع متواترة في جميع الطبقات، وتلقاها كما تقدم عن سبعين من التابعين. الإمام نافع محدثاً: لم يكن الإمام نافعاً قارئا فحسب، بل كان محدثاً إماماً بالقرآن والحديث، يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية، وكان صاحب دعابة وطيب أخلاق. وثّقه يحيى بن معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق، لم يخرجوا له شيئاً في الكتب الستة (¬2). وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن نافع فقال: كان يؤخذ عنه القراءة، وليس في الحديث بشيء، وقال العباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: نافع بن أبي نعيم القارئ ثقة، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبى عن نافع بن أبي نعيم القارئ، فقال: صدوق صالح الحديث (¬3). ومن الأحاديث التي رواها مما ورد في الصحاح: أخرج الحاكم بسنده عن عبد الله وعبد الرحمن ابني محمد بن جعفر في آخرين قالوا: ¬

(¬1) - القاضي، عبد الفتاح. الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع. البيت25، ص، 16. (¬2) - ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد. الثقات. تحقيق: السيد شرف الدين، بيروت -لبنان، دار الفكر، ط1، 1395هـ - 1975م، ج7/ص533. الأصبهاني، أحمد بن عبد الله بن مهران. تاريخ أصبهان. تحقيق: سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى،1410 هـ-1990م،، ج2/ص302. (¬3) - ابن أبي حاتم، محمد بن إدريس التميمي. الجرح والتعديل. بيروت -لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1271هـ- 1952م، ج8/ص456.

زهده وورعه

حدثنا محمد ابن زكريا عن القعنبي عن نافع بن عبد الرحمن، عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل جعل الحق على لسان عمر وقلبه" (¬1). زهده وورعه: قال قالون: كان نافع من أطهر الناس خلقاً، ومن أحسن الناس قراءة، وكان زاهدا جوادا، صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وصلم ستين سنة، وقال الليث بن سعد: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة وإمام الناس في القراءة بالمدينة نافع (¬2). وفاته: توفي الإمام نافع بالمدينة المنورة سنة 169 هـ تسع وستين ومائة. وروي عن محمد بن إسحاق عن أبيه قال: لما حضرت نافعاَ الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا. فتلا قول الله تعالى: {فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [سورة الأنفال:1] (¬3). ¬

(¬1) - وقال الحاكم في مستدركه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا السياق. انظُر. المستدرك على الصحيحين 3/.93، {رقم الحديث 4501} ج3/ص930. (¬2) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ج1/ص62. (¬3) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص92. وابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص63. ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص317.

ممم صورة

المبحث الثاني الراوي ورش (عثمان بن سعيد)

المبحث الثاني الراوي ورش (عثمان بن سعيد) اسمه وكنيته: هو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم مولى لآل الزبير بن العوام، إمام القراءة بالديار المصرية، وكنيته: أبو سعيد، ولقبه، ورش قيل: إن نافعاً لقبه ورشاً تشبيهاً له بالورشان (بفتح الواو طائر يشبه الحمامة) (¬1) لشدة بياضه وقيل لخفة حركته (¬2). مولده: ولد سنة عشر ومائة بقفط (بلد من صعيد مصر) (¬3) وأصله من القيروان (¬4). شيوخه: رحل إلى الإمام نافع بالمدينة، فعرض عليه القرآن عدة ختمات سنة خمس وخمسين ومائة للهجرة" (¬5). ¬

(¬1) -ابن منظور، لسان العرب. ج6/ص372. (¬2) - وكان نافع يقول: هات يا ورشان، اقرأ يا ورشان، أين الورشان؟ ثم خفف فقيل ورش". وقيل: إن الورش شيء يصنع من اللبن، لقب به لبياضه، وقيل: لأنه كان على قِصَرِه يلبس ثياباً قصاراً، وهذا اللقب لزمه حتى صار لا يعرف إلا به، ولم يكن شيء أحب إليه منه، فيقول: أستاذي سماني به. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص447. الداني، التيسير في القراءات السبع. ج1/ص4. (¬3) - محافظة قنا. (¬4) - ببلاد المغرب العربي. (¬5) - ابن الجزري، غاية النهاية. ج 1/ص446.

روى الإمام الذهبي نقلاً عن أبي عمرو الداني (¬1)، قصة ورش عند ما جاء إلى الإمام نافع ليقرأ عليه القرآن فقال: حدث ورش عن بداية قراءته فقال خرجت من مصر لأقرأ على نافع، فلما وصلت إلى المدينة سرت إلى مسجد نافع، فإذا هي لا تطاق القراءة عليه، من كثرتهم وإنما يقرئ ثلاثين - أي آية - فجلست خلف الحلقة، وقلت لإنسان: من أكبرُ الناس عند نافع؟ فقال لي: كبير الجعفريين، فقلت: فكيف به؟ قال: أنا أجيء معك إلى منزله، وجئنا إلى منزله فخرج شيخ، فقلت: أنا من مصر، جئت لأقرأ على نافع فلم أصل إليه، وأخبرت بأنك من أصدق الناس له، وأنا أريد أن تكون الوسيلة إليه، فقال: نعم وكرامة، وأخذ طيلسانه ومضى معنا إلى نافع، فقال له الجعفري: هذا وسيلتي إليك، جاء من مصر ليس معه تجارة ولا جاء لحج، إنما جاء للقراءة خاصة، فقال: ترى ما ألقى من أبناء المهاجرين والأنصار، فقال صديقه: تحتال له، فقال لي نافع: أيمكنك أن تبيت في المسجد؟ فقلت: نعم، فبت في المسجد، فلما أن كان الفجر جاء نافع فقال: ما فعل الغريب؟ فقلت: ها أنا رحمك الله، قال أنت أولى بالقراءة، وكنت مع ذلك حسن الصوت مداداً به فاستفتحتُ فملأ صوتي مسجد رسول الله صلى الله عليه سلم فقرأت ثلاثين آية، فأشار بيده أن أسكت فسكت، فقام إليه شاب من الحلقة فقال: يا معلم أعزك الله، نحن معك وهذا رجل غريب، وإنما رحل للقراءة عليك وقد جعلتُ له عشراً وأقتصر على عشرين، فقال: نعم وكرامة، فقرأتُ عشراً، فقام فتى ¬

(¬1) - اسمه أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الداني، ولد سنة 371هـ بمدينة قرطبة، قرأ على عبد العزيز بن جعفر وفارس بن أحمد، وطاهر بن غلبون، وغيرهم، من أشهر كتبه "جامع البيان" في القراءات السبع و"التيسير" في القراءات السبع، توفي سنة 444هـ انظر ابن الجزري: غاية النهاية 1\ 503 - 505.

فوائد مستنبطة

آخر فقال كقول صاحبه، فقرأتُ عشراً، وقعدت حتى لم يبق أحد ممن له قراءة، فقال لي: اقرأ فأقرأني خمسين آية، فما زلت أقرأ عليه خمسين في خمسين حتى قرأت عليه ختمات قبل أن أخرج من المدينة (¬1). فوائد مستنبطة: نستنبط من هذه الرحلة العلمية فوائد عديدة منها: شد الرحال في طلب العلم، والبحث عن الشيوخ، والسياحة في الأخذ عنهم، فالإمام ورش رحل إلى المدينة المنورة لعرض القراءة على الإمام نافع، متصفاً بصفات طالب العلم من علو الهمة والصبر على طلب العلم، وبذل الوقت والجهد في تحصيله، والاستئذان في الصحبة، وطلب العلم من المعلم، وطاعته في كل ما يأمره به، وهو أيضاً يرضى بأن ينام في المسجد من أجل طلب العلم بعد مشقة السفر، ويُستفاد من فعل الإمام نافع: تقديم الطالب الأول فالأول إذا ازدحموا فإن رضي الأول بتقديم غيره قدمه، وينبغي أن يكون قارئ القرآن أكمل الناس أدباً وأشد الخلق تواضعاً وأعظمهم نزاهةً كما قال عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَة} [سورة الحشر:9] وينبغي أن يتخلق بخلق احترام العالم وتقديره وإكرامه، والنظر إليه نظر إكبار وإجلال. ¬

(¬1) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص153.

تلاميذه

تلاميذه: عرض عليه القرآن: أحمد بن صالح، داود بن أبي طيبة، أبو الربيع سليمان، عامر بن سعيد، أبو الأشعث الجرشي، وعبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المكي، ويونس بن عبد الأعلى، وعمر بن بشار وغيرهم (¬1). مناقبه: قال الحافظ أبو العلاء وكان ثقةً حجة في القراءة (¬2). وقال يونس بن عبد الأعلى: حدثنا ورش وكان جيد القراءة، حسن الصوت، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب. لا يمله سامعه (¬3). وقال أبو يعقوب الأزرق: إن ورشاً لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأً يسمى مقرأ ورش (¬4). انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه، مع براعته في العربية، ومعرفته بالتجويد، بعد ما قرأ على نافع أربع ختمات في شهر ورجع إلى بلده (¬5). وللإمام ورش اختيار خالف فيه شيخه نافعاً (¬6) كما أن له طريقين يُقرأ له بهما من طريق طيبة النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزري وهما: ¬

(¬1) - ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ 447. (¬2) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1:ص153. (¬3) - ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل. ج6:ص153. (¬4) - يوسف، عبد القادر. تراجم القراء العشرة ورواتهم وطرقهم. طنطا-مصر، دار الصحابة للتراث، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ص8. (¬5) -الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص155. (¬6) - قال ابن الجزري: "رويناه عنه بإسناد جيد ".ابن الجزري، غاية النهاية. ص 446.

وفاته

1 - طريق الأزرق (¬1). 2 - طريق الأصبهاني (¬2). وفاته: توفي ورش-رحمه الله- بمصرفي أيام المأمون سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنة (¬3). ¬

(¬1) - الأزرق: هو أبو يعقوب يوسف بن عمرو المدني المصري، وكان محققاً ثقةً ذا ضبط وإتقان وهو الذي خلف ورشاً في القراءة والإقراء بمصر وكان قد لازمه مدة طويلة، وقال: كنت نازلاً مع ورش في الدار فقرأت عليه عشرين ختمة من حدر وتحقيق، وقال أبو الفضل الخزاعي: أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب يعني الأزرق لا يعرفون غيرها، توفي في حدود سنة أربعين ومائتين (240) هـ. ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج/ص113. (¬2) - هو محمد بن عبد الرحيم بن سعيد الأصبهاني، وكان إماماً في رواية ورش ضابطاً لها مع الثقة والعدالة، أخذها الناس عنه حتى صار أهل العراق لا يعرفون رواية ورش من غير طريقه ولذلك نسبت إليه دون ذكر أحد من شيوخه. توفي ببغداد سنة ست وتسعين ومائتين (296) هـ انظر: الذهبي. معرفة القراء الكبار. ج1/ 333. (¬3) - قال ابن الجزري: "ولما كنت بمصر في بعض رحلاتي أخبرني أصحابنا بقبره وذهبوا بي إلى القرافة الصغرى فزرته والله تعالى أعلم بحقيقة الحال". انظُر: ابن الجزري. غاية النهاية. ج1/ص447. وعبد الفتاح القاضي، تاريخ القراء. ص13.

ممم صورة شجرة ورش

المبحث الثالث ترجمة الإمام عاصم بن أبي النجود

المبحث الثالث ترجمة الإمام عاصم بن أبي النجود اسمه وكنيته ونسبه: اسمه عاصم بن أبي النجود، وقيل: ابن بهدلة، وقيل اسم أبيه عبد الله، وقيل: اسم أبي النجود بهدلة، وقيل: بهدلة أمه، وكنيته: أبو بكر (¬1)، وهو مولى لبني جذيمة بن مالك بن أسد، وهو أسدي كوفي، وأحد القراء السبعة، وكان من الطبقة الثانية بالكوفة بعد التابعين (¬2)، ولكن ابن الجزري ذكر أنه من التابعين (¬3)، وكذلك الدمياطي (¬4)، ومما يدل على ذلك أن له رواية عن أبي رمثة (¬5)، صاحب النبي صلى الله عليه وصلم وأدرك أربعة وعشرين من الصحابة، وروى عن عاصم من التابعين: عطاء أبي رباح وأبو صالح السمان، وهما من كبار التابعين (¬6)، وممن ذكره في التابعين: الدارقطني في كتابه: ذكر أسماء التابعين، تحت رقم: 809، وسماه عاصم بن أبي النجود (¬7). ¬

(¬1) - أبو حاتم. محمد بن حبان بن أحمد التميمي. مشاهير علماء الأمصار. تحقيق: فلايشهمر، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، الطبعة، 1959م، ج1/ص165. والذهبي. معرفة القراء الكبار. ج1/ص92. (¬2) - القسطلاني. لطائف الإشارات لفنون القراءات. ص108. (¬3) - ابن الجزري، غاية النهاية. ص15. (¬4) - ابن الجزري. تحبير التيسير في القراءات العشر. ج1/ص109. (¬5) - حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا يُونُسُ ثنا حَمَّادٌ يعني بن سَلَمَةَ عن عَاصِمٍ عن أبي رِمْثَةَ قال:"أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نَاسٌ من رَبِيعَةَ يَخْتَصِمُونَ في دَمِ الْعَمْدِ فَسَمِعْتُهُ يقول أُمَّكَ وَأَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ ثُمَّ أَدْنَاكَ فَأَدْنَاكَ ثُمَّ قال فَنَظَرَ ثُمَّ قال من هذا مَعَكَ يا أَبَا رِمْثَةَ فقلت ابني قال أَمَا انه لاَ يجني عَلَيْكَ وَلاَ تجني عليه قال فَنَظَرْتُ فإذا في نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلُ بَعْرَةِ لبعير أو بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ فقلت أَلاَ أُدَاوِيكَ منها يا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نُطَبِّبُ فقال يُدَاوِيهَا الذي وَضَعَهَا". أحمد بن حنبل. مسند أحمد بن حنبل. مؤسسة قرطبة، مصر، آخِرُ مُسْنَدِ عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن العاص رضي الله تَعَالَى عنهما، ج2/ص226 .. (¬6) - الذهبي, معرفة القراء الكبار. ج1/ص93. (¬7) - الدارقطني، أبو الحسن علي بن عمر ابن أحمد. ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم، ممن صحت روايته عن الثقات عند البخاري ومسلم. تحقيق: بوران الضناوي وكمال يوسف الحوت، بيروت- لبنان، مؤسسة الكتب الثقافية، ط1، 1406هـ-1985م، ج1/ص274.

مولده

مولده: لم يتعرض أحد ممن ترجم للإمام عاصم بن أبي النجود لسنة ولادته، ولكن ذكر الذهبي أنه ولد في إمرة معاوية أبي سفيان وكان ذلك بين (41 - 60هـ) (¬1). شيوخ الإمام عاصم: الإمام عاصم قارئ ومحدث، وشيوخه من القراء والمحدثين، قال ابن عساكر: "وحدث عن أبي وائل وزر بن حبيش وأبي صالح السمان والمسيب بن رافع والمعرور بن سويد وأبي رزين وأبي الضحى وأبي بردة بن أبي موسى" (¬2). وقرأ "عاصم" على كل من: أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي (¬3)، وأبي مريم زر بن حبيش الأسدي (¬4)، ¬

(¬1) - راجعت أكثر من خمسة عشر مرجعا في ترجمة الإمام عاصم ولم أعثر على تاريخ ولادته، كما أنني استخدمت محركات البحث في شبكة المعلومات إلا أنني لم أعثر على نتيجة إلا الذهبي ذكر بأنه ولد في إمرة معاوية بن أبي سفيان. انظر الذهبي. سير أعلام النبلاء. ج5/ص256. (¬2) - ابن عساكر، علي بن الحسن. تاريخ مدينة دمشقج25/ص221. (¬3) - عبد الله بن حبيب السلمي الضرير المقري كوفي تابعي ثقة، ت: 73 أو75. انظُر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ص45. (¬4) - زر بن حبيش الأسدي، قال عنه عاصم: ما رأيت أقرأ من زر، ت:83. انظُر: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي أبا الفضل الشافعي. تقريب التهذيب. تحقيق: محمد عوامة، دمشق-سوريا، دار الرشيد، ط1، 1406هـ - 1986م، ج1/ص215.

تلاميذ الإمام عاصم

وأبي عمرو سعد بن إلياس الشيباني (¬1). وقرأ هؤلاء الثلاثة على: عبد الله بن مسعود، وقرأ كل من: أبي عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش كذلك على كل من: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي أيضاً على: أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وقرأ كل من: عبد الله بن مسعود، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، على رسول الله صلى الله عليه وصلم (¬2). وهذا يدل على أن قراءة عاصم متصلة السند بالنبي صلى الله عليه وصلم (¬3). تلاميذ الإمام عاصم: تلقى القراءات على "الإمام عاصم" عدد كثير منهم: شعبة (أبو بكر بن عياش) (¬4)، وحفص بن سليمان بن المغيرة (¬5)، وأبان بن تغلب (¬6)، وهارون بن موسى (¬7)، ¬

(¬1) - سعد بن إلياس الشيباني، أدرك زمن النبي / ولم يره، عرض على عبد الله بن مسعود، عرض عليه يحيى بن ثابت, وعاصم بن أبي النجود، توفي سنة 96هـ. انظُر: ابن الجزري. غاية النهاية. ص 275. (¬2) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص73. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ص 155. (¬3) - محيسن، محمد سالم. القراءات وأثرها في علوم العربية. بيروت -لبنان، دار الجيل، ط 1، 1998م، ج1/ص81. (¬4) - ... أبو بكر (شعبة) بن عياش بن سالم الأسدي النهشلي الكوفي، عرض القرآن على عاصم ثلاث مرات، وما تعلم غير قراءته. قال يحيى بن آدم قال: لي أبو بكر: «تعلمت من عاصم القرآن كما يتعلم الصبي من المعلم. فلقي مني شدة. فما أُحسِنُ غير قراءته. وهذا الذي أخبرتك به من القرآن، إنما تعلمته من عاصم تعلماً وهو من أشهر رواة حفص، توفي سنة (193هـ) انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص293. (¬5) - ستأتي ترجمته في المبحث الرابع إن شاء الله. (¬6) - أبان بن تغلب بن رباح البكري، قارئ من أهل الكوفى توفي سنة141هـ. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص11. (¬7) - هارون بن موسى الأزدي، مولاهم البصري النحوي الأعور صاحب القراءة توفي سنة 146هـ. انظُر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ص74.

مكانته العلمية وثناء العلماء عليه

وسليمان بن مهران الأعمش (¬1)، وحماد بن زيد (¬2)، وأبو عمرو بن العلاء (¬3)، وحمزة بن حبيب الزيات (¬4). قال ابن عساكر: "وروى عنه عطاء بن أبي رباح، وسليمان الأعمش، ومنصور بن المعتمر، وشعبة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، والثوري، وزيد بن أبي أنيسة، وأبو عوانة، وسويد بن عبد لله، وهمام بن يحيى وأبان بن يزيد، وفضيل بن غزوان، وسفيان بن عيينة، ومبارك بن سعيد، وأبو بكر بن عياش، وسعيد بن أبي عروبة، ومسعر بن كدام، وإبراهيم بن طهمان" (¬5). مكانته العلمية وثناء العلماء عليه: عاصم هو الإمام الذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بالكوفة، بعد أبي عبد الرحمن السلمي، ورحل إليه الناس للقراءة من شتى الآفاق، جمع بين الفصاحة والتجويد، والإتقان (¬6). ¬

(¬1) - هو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي، ثقة حافظ عارف بالقراءات، قال هشام: مارأيت في الكوفة أحداً أقرأ لكتاب الله من الأعمش، روي عنه أنه قال:"إن الله زين بالقرآن أقواما وإني ممن زينه الله بالقرآن، لولا ذلك لكان على عنقي دنّ أطوف به في سكك الكوفة ". مما يدل على أن الله يرفع شأن أهل القرآن به. توفي سنة 148. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص287. (¬2) - حماد بن زيد بن درهم، الإمام العلم، روى الحروف عن عاصم، وعن ابن كثير، وعن أبي عمرو بن العلاء. توفي سنة 179. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص233. (¬3) - هو أبو عمرو زباد بن العلاء التميمي، أحد القراء السبعة، كان أعلم الناس بالقرآن والعربية مع الصدق والصحة، وهو أكثر القراء شيوعاً، توفي سنة 154هـ. انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص264. (¬4) - حمزة بن حبيب الزيات الكوفي، كان إمام الناس في القراءة بعد عاصم، وكان حجة، قيماً بكتاب الله تعالى حافظاً للحديث بصيراً بالفرائض والعربية عابداً خاشعاً قانتاً لله، توفي سنة 156.انظر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص112، ابن الجزري. غاية النهاية. ج1/ص236. (¬5) - ابن عساكر، علي بن الحسن. انظر: تاريخ مدينة دمشق. دار الفكر، بيروت -لبنان، 1995تحقيق: محب الدين العمري، {تاريخ الطبعة غير معروفة} ج25/ص221. (¬6) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ج1/ص69.

وذكر عاصم: أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن في شيء من قراءته، وأن أبا عبد الرحمن لم يخالف علياً- رضي الله عنه- في شيء من قراءته، وكان عاصم أحسن الناس صوتاً بالقرآن، فصيحاً إذا تكلم، معروفا بالإتقان (¬1). قال أبو بكر بن عياش: "لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول: ما رأيت أحداً أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود، وكان لغوياً نحوياً فقهياً عالماً بالسنة، وكان إماماً بالقرآن والحديث، يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية، كما كان يتقن علم القراءات، وليس أحدٌ من القراء السبعة أكثر رواية للحديث والآثار من عاصم" (¬2). فقد روى له أئمة أعلام منهم: ابن حبان (¬3) وعبد الرازق (¬4)، وابن خزيمة (¬5)، ¬

(¬1) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص9. (¬2) - ابن حبان، الثقات. ج7/ص256. (¬3) - ابن حبان، صحيح ابن حبان، بترتيب ابن بلبان. تحقيق: شعيب الأرنؤوط، بيروت -لبنان، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية: 1993م، ج11/ص123، ونصه: "أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وصلم: "إن الله اطلع على أهل بدر فقال، "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"، قال: شهد بدرا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المهاجرين والأنصار ثلاثمائة وثلاثة عشر نفسا عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا. (¬4) - انظُر أبا بكر، عبد الرزاق بن همام الصنعاني. مصنف عبد الرزاق. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي المكتب الإسلامي، بيروت- لبنان، ط 1،1403 هـ. ج2/ص334 وما بعدها، باب: السلام في الصلاة، رقم الحديث 3594، عن ابن عيينة عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل قال: قال ابن مسعود: كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وصلم وهو في الصلاة فيرد علينا، فلما جئت من أرض الحبشة فسلمت عليه فلم يرد علي، فأخذني ما تقدم وما تأخر، ثم انتظرته، فلما قضى صلاته ذكرت ذلك له، فقال: "إن الله يحدث من أمره يسرا وإنه قضى أو قال أحدث ألا تكلموا في الصلاة". (¬5) - انظُر ابن خزيمة، محمد بن إسحاق. صحيح ابن خزيمة .. تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت- لبنان، ج2/ص3688، باب أمر العميان بشهود صلاة الجماعة وإن كانت منازلهم نائية عن المسجد لا يطاوعهم قائدوهم بإتيانهم إياهم المساجد رقم الحديث 1480، ونصه: أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر مرزوق، حدثنا أسد، حدثنا شيبان عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن ابن أم مكتوم أخبرنا أبو طاهر أخبرنا أبو بكر أخبرنا محمد بن الحسن بن تسنيم أخبرنا محمد يعني ابن بكر أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي رزين عن عبد الله بن أم مكتوم قال: قلت: يا رسول الله إني شيخ ضرير البصر شاسع الدار ولي قائد فلا يلازمني فهل لي من رخصة؟ قال" تسمع النداء"؟ قال: نعم قال:" ما أجد لك من رخصة".

والإمام أحمد (¬1)، وحدث عن أبي رمثة التميمي، والحارث بن حسان، وقد وثقه شعبة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة وأبو زرعة وغيرهم، وقال أبو حاتم: "محله الصدق، وحديثه مخرج في الكتب الستة" (¬2). وكان عاصم ثبتا في القراءة صدوقا في الحديث، وقد وثقه أبو زرعة وجماعة (¬3). قال الحسن بن صالح: ما رأيت أحدا كان أفصح من عاصم بن أبي النجود إذا تكلم كاد يدخله خيلاء (¬4). وقال الجعبري: "كان عاصم إماماً بالقرآن والحديث، إذا تكلم تعجب لفصاحته وحسن صوته" (¬5). وقال سلمة بن عاصم: "كان عاصم بن أبي النجود ذا نسك وأدب وفصاحة وصوت حسن" (¬6). وقال أحمد بن عبد الله العجلي: "عاصم بن بهدلة صاحب سنة وقراءة، وكان رأسا في القرآن" (¬7). ¬

(¬1) - انظُر: ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل. القاهرة-مصر، مؤسسة قرطبة، ج2/ص295،رقم الحديث 7927، ونصه: حدثنا عبد الله، حدثني أبي ثنا يزيد، أنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وصلم قال: "إن الله عز وجل اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". (¬2) - انظُر: ابن حبان، الثقات. ج7/ص256. (¬3) - الذهبي، سير أعلام النبلاء محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. تحقيق: شعيب الأرناؤوط, ومحمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت - لبنان، الطبعة: التاسعة، 1413هـ، ج5/ص260. (¬4) - ابن الجزري، غاية النهاية. ص3151. والقسطلاني، لطائف الإشارات لفنون القراءات. ص96. (¬5) - القسطلاني، لطائف الإشارات لفنون القراءات. ص96. (¬6) - الذهبي، سير أعلام النبلاء. ج5/ص259. (¬7) - انظُر: الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص91.

زهده، وحلمه، وإتقانه للقرآن الكريم

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "سألت أبي عن عاصم بن بهدلة فقال: رجل صالح خَيِّر ثقة، فسألته أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم تكن فقراءة عاصم" (¬1). وذكر الحافظ في التقريب: "أنه صدوق وحجة في القراءة، وحديثه في الكتب الستة لكن في الصحيحين متابعة" (¬2). وروى عبد الرزاق في مصنفه عن معمر قال: سمعت أيوب يسأل عاصم بن أبي النجود، ما سمعت في قراءة "بسم الله الرحمن الرحيم" قال: أخبرني أبو وائل أنه سمع عمر بن الخطاب: يفتتح بـ "الحمد لله رب العالمين" (¬3). زهده، وحلمه، وإتقانه للقرآن الكريم: قال زياد بن أيوب حدثنا أبو بكر قال: كان عاصم إذا صلى ينتصب كأنه عود، وكان عاصم يوم الجمعة في المسجد إلى العصر، وكان عابداً خيّراً أبداً يصلي، ربما أتى حاجة فإذا رأى مسجداً قال: مِلْ بنا فإن حاجتنا لا تفوت ثم يدخل فيصلي (¬4). وقال حماد بن سلمة: "رأيت حبيب بن الشهيد يعقد الآي في الصلاة، ورأيت عاصم بن بهدلة يعقد ويصنع مثل صنيع حبيب" (¬5)، وقال أبو بكر بن عياش: "كان الأعمش وعاصم وأبو حسين سواء كلهم ¬

(¬1) - الذهبي، سير أعلام النبلاء. ج5/ص260. (¬2) - ابن حجر، تقريب التهذيب. ج1/ص285. والذهبي، سير أعلام النبلاء. ج5/ص260. (¬3) - الصنعاني. مصنف عبد الرزاق. كتاب الصلاة، باب قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، بيروت-لبنان، المكتب الإسلامي، ط 1،1403هـ، ج2/ص93. (¬4) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص93. (¬5) - يعقد: أي يعقد الآي في الصلاة ويحققها. انظُر ابن الجزري، غاية النهاية. ص15.

وفاته بالكوفة

لا يبصرون وجاء رجل يقود عاصماً فوقع وقعة شديدة فما كرهه ولا قال له شيئاً" (¬1). الأمر الذي يدل على أخلاقه وحِلمه. قال أبو بكر بن عياش: "قال لي عاصم: مرضت سنتين، فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفاً" (¬2)، مما يدل على قوة حفظه لكتاب الله عزوجل وتثبيته إياه. ومما يدل على أنه كان متبعاً آثار مَن قبله، متمسكاً بالنقل الدقيق، ما رواه تلميذه حفص قال: "قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي- رضي الله عنه-، وما كان من القراءة التي أقرأت بها أبا بكر ابن عياش، فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر ابن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه" (¬3). وفاته بالكوفة: قال أبو بكر بن عياش:" دخلت على عاصم وقد احتضر، فجعلت أسمعه يردد هذه الآية: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ}، [سورة الأنعام:62] يحققها كأنه في الصلاة، لأن تجويد الآية صار فيه سجية". وفي رواية أنه قرأ {ثُمَّ رِدُّوا} بكسر الراء وهي لغة "هذيل" (¬4). قال الحافظ في "التهذيب": "توفي سنة ثمان وعشرين ومائة هـ" (¬5). ¬

(¬1) - ابن الجزري، غاية النهاية. ص 316. (¬2) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص90. (¬3) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص92. (¬4) - ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص321. (¬5) - ابن حجر، تقريب التهذيب. ج1/ص285.

وقال البخاري: حدثنا أحمد بن سليمان عن إسماعيل بن مخلد قال: مات عاصم بن أبي النجود سنة ثمان وعشرين ومائة (¬1)، وقال السيوطي: مات في أيام مروان بن محمد بن مروان بن الحكم (¬2). وقال الأهوازي: "مات بالسماوة وهو موضع في البادية" (¬3). وقيل بالكوفة وهو يريد الشام ودفن بها رحمة الله عليه (¬4). وقال ابن الجزري: "توفي سنة سبع وعشرين ومائة بالكوفة" (¬5). ¬

(¬1) - انظُر: البخاري. محمد بن إسماعيل. التاريخ الأوسط. تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار الوعي, القاهرة - مصر، مكتبة دار التراث، ط1، 1977م، ج2/ص9. وانظُر: رجال صحيح البخاري، (معلومات الكتاب)، ج2/ص864. (¬2) - انظُر: السيوطي. جلال الدين عبد الرحمن. تاريخ الخلفاء. بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، ط 1، 1988م، ص205. (¬3) - القسطلاني، لطائف الإشارات لفنون القراءات. ص 96. (¬4) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص93 (¬5) - انظُر: ابن الجزري، غاية النهاية. ص317.

ممم صورة سند الإمام عاصم إلى النبي صلى الله عليه وسلم

المبحث الرابع الراوي حفص بن سليمان

المبحث الرابع الراوي حفص بن سليمان اسمه ومولده: هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدى الكوفي البزاز نسبة إلى بيع البز، أي الثياب، "ويُعرف بِحُفَيص" وكنيته: أبو عمر، ولد سنة تسعين للهجرة (¬1). شيوخه: أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن: عاصم وكان ربيبَه - ابن زوجته - وهو أشهر من روى عنه، وكانت القراءة التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى علي رضي الله عنه (¬2). تلاميذه: روى القراءة عنه عرضاً وسماعاً أناس كثيرون منهم: حسين بن محمد المروزىّ، وعمرو بن الصباح، وعبيد بن الصباح، والفضل بن يحيى الأنبارىّ، وأبو شعيب القواس وحمزة بن القاسم الأحول، وسليمان بن داود الزهراني وحمدان بن أبي عثمان الدقاق، والعباس بن الفضل الصفار، وعبد الرحمن بن محمد بن واقد ومحمد بن الفضل زرقان وغيرهم (¬3). ¬

(¬1) - ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص230. (¬2) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص141. (¬3) - ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص230. وانظر:

رحلته في طلب العلم

رحلته في طلب العلم: ولد في الكوفة كما مرّ، ونشأ فيها ثم رحل إلى بغداد حين صارت عاصمة الخلافة، ثم رحل إلى مكة المكرمة، مجاوراً بيت الله الحرام، حتى أصبح إماماً في القراءة، ضابطاً لها، ومكث مدة طويلة في تعليمها (¬1). علمه وضبطه للقراءة: قرأ حفص على عاصم مراراً، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم، وأقرأ الناس بها دهراً طويلاً (¬2)، قال ابن معين هو أقرأ من أبي بكر (¬3). وقال أبو هشام الرفاعي: "كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم، فكان مرجحاً على شعبة بضبط الحروف" (¬4). وقال ابن مجاهد:"بين حفص وأبي بكر من الخلف في الحروف خمسمائة وعشرون حرفاً في المشهور عنهما" (¬5) وأكثر الروايات انتشاراً في العالم الإسلامي اليوم هي رواية حفص عن عاصم، فعامة أهل المشرق العربي يقرؤون القرآن بروايته. روي عن حفص أنه قال: قلت لعاصم: إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة فقال: أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم، ¬

(¬1) - عبد الفتاح القاضي. تاريخ القراء العشرة. ص41. (¬2) - يوسف، تراجم القراء العشرة. ص40. (¬3) - ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ ص331. (¬4) - الداني, التيسير في القراءات السبع. ج1/ص6. (¬5) - ابن مجاهد, السبعة في القراءات. ج1/ص96.

أقوال العلماء فيه

وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود" (¬1). وذكر حفص أنه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلا في قوله تعالى في سورة الروم: {الله الذي خلقكم من ضعف} [سورة الروم:54]، قرأ حفص لفظي "ضعف" و "ضعفاً" في الآية بضم الضاد، وقرأ عاصم بالفتح" (¬2). أقوال العلماء فيه: وسوف أبين فى هذا المبحث التصحيف الذي حدث بين حفص بن سليمان المقرئ صاحب عاصم، وحفص بن سليمان المنقري البصري (¬3). لم يكن حفص بن سليمان مهتماً بالقراءات فحسب، بل كان محدثاً مهتماً برواية الحديث النبوي الشريف، لكنه لم يتخصص فيه تخصصه في القراءة، قال الذهبي: "أما في القراءة فثقة ثبت ضابط لها، بخلاف حاله في الحديث" (¬4)، وحدَّث حفص عن سماك بن حرب، وعاصم بن بهدلة، وعلقمة بن مرثد، وغيرهم (¬5). وقد وهم بعض الحفاظ المتقدمين في تضعيف حفص الراوية، في الحديث بسبب التصحيف الذي حصل بينه وبين حفص بن سليمان المنقري، كما وقع تصحيف في ¬

(¬1) - ابن الجزري, غاية النهاية. 1/ 230. (¬2) - عبد الفتاح القاضي. تاريخ القراء العشرة. ص41. (¬3) - هو حفص بن سليمان المنقري التميمي البصري روى عن الحسن البصري وغيره، روى عنه بسطام بن حريث وحماد بن زيد والربيع بن عبد الله بن خطاف وغيرهم، قال أبو حاتم: لا بأس به هو من قدماء أصحاب الحسن وقال النسائي: ثقة وقال ابن حبان: مات سنة ثلاثين ومائة. انظر: ابن حبان، الثقات. ج6/ص195. والمزي, تهذيب الكمال. ج7/ص16. (¬4) - الذهبي, معرفة القراء الكبار. ج1/ص141. (¬5) - المزي, تهذيب الكمال. ج7/ص11.

أولا: أشهر أقوال المجرحين

تاريخ وفاتهما كما سنبينه، فترتب على ذلك اعتباره من الضعفاء في الحديث، وَرُدَّت أحاديثه عند بعضهم. أولا: أشهر أقوال المُجَرِّحِين: - قال الإمام البخاري: تركوه (¬1). - وقال أحمد ومسلم والنسائي: متروك الحديث (¬2). - وقال ابن الجوزي: "حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي القارئ البزَّاز، وهو صاحب عاصم، ويقال له الغاضري، وهو حفص بن أبي داود، كوفي، حدَّث عن سماك بن حرب، وليث، وعاصم بن بهدلة، وعلقمة بن مرثد، قال يحيى بن سعيد القطَّان: ضعيف، وقال مرَّة: ليس بثقة (¬3). - وقال ابن حبان: كان يَقْلِبُ الأسانيد ويرفعُ المراسيل (¬4). - وقال أبو زرعة والدارقطني: ضعيف (¬5). ¬

(¬1) - محمد بن إسماعيل البخاري. الضعفاء الصغير. تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دارالوعي، السورية- حلب، الطبعة: الأولى 1396 هـ، ج1/ص32. (¬2) - أبو حاتم، محمد بن حيان. المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين. تحقيق: محمود إبراهيم زايد دار الوعي، حلب - السورية 1396هـ، ج1/ص255. وابن الجوزي، الضعفاء والمتروكين. عبد الرحمن بن علي بن محمد، تحقيق: عبد الله القاضي دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1406هـ، ج1/ص221. (¬3) - ... المزي، تهذيب الكمال. ج7/ص13. (¬4) - المزي، تهذيب الكمال. ج7/ص13. (¬5) - ابن الجوزي، كتاب الضعفاء والمتروكين. ج1/ 221.

ثانيا: أقوال الموثقين

ثانياً: أقوال المُوَثِّقِين: - قال وكيع: كان ثقة، وهو من أهل الكوفة (¬1). وممن وثقه سعد بن محمد بن الحسن العوفي، تلميذ حفص، نقل الخطيب البغدادي عن ابن مجاهد قوله: "حدثنا محمد بن سعد العوفي، حدثنا أبي حدثنا حفص بن سليمان، وكان ينزل سُوَيْقَةَ نصر (¬2)، لو رأيته لَقَرَّتْ عَيْنُكَ به علماً وفهماً" (¬3). ونقل ابن الجزري عن الفضل أنه قال: "قرأت على حفص وكتب لي القراءة من أول القرآن إلى آخره بخطه" وافتخاره بشيخه دليل على ثقته، وكذلك قول عُبيد بن الصبَّاح الكوفي: "قرأت القرآن كله على حفص بن سليمان، ليس بيني وبينه أحد" (¬4)، ولو كان حفص متروك الحديث، لما كان لقوله معنى. وقال أبو هشام الرفاعي: كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم (¬5). وذكر الخطيب البغدادي ثلاث روايات منقولة عن الإمام أحمد، في ترجمة حفص بن سليمان الأسدي المقرئ اثنتين منها فيهما توثيق، ورواية فيها تضعيف، والروايات المُوَثِّقَةُ له هي قوله: هو صالح. وفي رواية: ما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس (¬6). ¬

(¬1) - السخاوي، علي بن محمد. جمال القراء وكمال الإقراء.، القاهرة -مصر، مطبعة المدني، ط1، 1987م، ج2/ص446. (¬2) - الحموي، أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي. معجم البلدان، بيروت- لبنان، دار الفكر، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ج3/ ص288. (¬3) - البغدادي، أحمد بن علي أبو بكر الخطيب. تاريخ بغداد. بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)،ج8/ص186. (¬4) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص249. (¬5) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص141. (¬6) - الذهبي، معرفة القراء الكبار. ج1/ص141.

سبب التضعيف

وقال الذهبي: كان حفص بن سليمان ثبتاً في القراءة واهياً في الحديث (¬1). وعن حنبل، قال سألته، يعني أباه، عن حفص بن سليمان المقرئ، فقال هو صالح (¬2)، و (أباه)، يعني عمه أحمد ابن حنبل، أما الرواية التي ورد فيها تضعيفه فقال فيها عنه: متروك الحديث (¬3). سبب التضعيف: إن علماء الجرح والتعديل استندوا في تضعيف حفص بن سليمان القارئ إلى قول شعبة: "إنه كان يستعير كتب الناس فينسخها ولا يردها" (¬4)، وهذا وهم، لأن الذي كان ينسخ الكتب ولا يردها كما ورد في كتب المحققين، هو حفص المنقري البصري. ذكر ابن سعد في كتابه (الطبقات الكبرى): أن حفص بن سليمان مولى لبني منقر ويكنى أبا الحسن وكان أعلمهم بقول الحسن، قال يحيى بن سعيد: قال شعبة أخذ مني حفص بن سليمان كتابا فلم يرده علي وكان يأخذ كتب الناس فينسخها (¬5). ¬

(¬1) - الذهبي، سير أعلام النبلاء. ج5/ص260. (¬2) - البغدادي، تاريخ بغداد. 8/ 186. (¬3) - المزي، تهذيب الكمال ج7/ص15. وابن أبي حاتم، الجرح والتعديل. ج3/ص173. (¬4) - ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل. ج3/ص173. (¬5) - ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع الهاشمي. الطبقات الكبرى. بيروت - لبنان، دار صادر، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)،ج7/ص256.

وقال عبد الله: حدثني أبي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: عطاء بن أبي ميمونة مات بعد الطاعون وكان يرى القدر وحفص بن سليمان قبل الطاعون بقليل فأخبرني شعبة قال: أخذ مني حفص بن سليمان كتاباً فلم يرده وكان يأخذ كتب الناس فينسخها (¬1). واستندوا أيضاً إلى قول أيوب: أبو بكر أوثق من أبي عمر"، وهذا أيضاً لا يكفي دليلاً لتضعيف الراوي، إنما المراد منه: أن حفصاً ثقة لكن شعبة أوثق منه، وهذا يرد كثيراً على ألسنة علماء الجرح والتعديل، ولم أقف على أي كتاب من كتب علوم القرآن أو علوم الحديث يتهم حفص بن سليمان في قراءته، وصحتها وجودتها، ومما يدل على هذا أنهم تعرضوا له في أمر الحديث النبوي فقط ولم يتعرضوا له في القرآن، فقد كان إماماً متقناً حافظاً، ولا يستلزم كونه ثقة في علم القراءات أن يكون ثقة في علم الحديث، وهذا أمر معروف بداهة لأئمة الحديث والقراءات، كما قال الذهبي: في كل وقت يكون العالم إماماً في فنٍّ مقصرا في فنون" (¬2). من ناحية أخرى، فلو أن حفصاً خالف عاصماً في حرف واحد، لما غفل عنه علماء القراءات، ولا يعقل أن يكون الإنسان مؤتمناً على القرآن، متهما في الحديث، وأعظم كرامة لحفص أن قراءته أكثر القراءات انتشاراً في العالم الإسلامي. وقد وقع خلط بين هؤلاء الرواة للحديث، لا سيما بين حفص المنقري البصري، وحفص الأسدي الكوفي بسبب قول شعبة في حفص البصري، وحمله على حفص الكوفي. كما وقع مثل هذا الخلط بينهما في تاريخ وفاتهما، حيث ذكر ابن النديم أن حفص بن سليمان القارئ، مات قبل الطاعون، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة بينما كانت وفاة حفص القارئ سنة ثمانين ومئة كما قال ابن الجزري (¬3)، وقيل: بين الثمانين والتسعين، ¬

(¬1) - الشيباني، أحمد بن حنبل أبو عبد الله. العلل ومعرفة الرجال. تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، بيروت-لبنان/ الرياض- السعودية، المكتب الإسلامي/ دار الخاني، ط1، 1408هـ- 1988م، ج3/ص77. (¬2) - الذهبي، سير أعلام النبلاء. ج5/ص260. (¬3) - ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ 255.

وفاته

فأما ما ذكره عبد الواحد بن عمر وغيره من أنه توفي قبل الطاعون بقليل، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة، فذاك حفص المنقري البصري، من أقران أيوب السختياني، قديم الوفاة فمن هنا جاء التصحيف أيضا رحمهم الله أجمعين (¬1). وفاته: توفي سنة ثمانين ومائة هجرية على الصحيح، وقيل: بين الثمانين والتسعين (¬2). ¬

(¬1) - محمد بن إسماعيل البخاري. التاريخ الكبير. تحقيق: السيد هاشم الندوي: دار الفكر، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة) ج2/ص363. (¬2) - ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص230. والمزي، تهذيب الكمال. ج7/ص15.

ممم صورة سند الإمام حفص إلى النبي صلى الله عليه وسلم

الفصل الثاني أصول روايتي ورش وحفص

الفصل الثاني أصول روايتي ورش وحفص وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: أصول رواية ورش المبحث الثاني: أصول رواية حفص المبحث الثالث: مقارنة بين أصول الروايتين مع التوجيه

المبحث الأول أصول رواية ورش

المبحث الأول أصول رواية ورش التمهيد: المنهج الذي سأتبعه في الحديث عن كل من روايتي ورش وحفص، هو منهج الإمام ابن الجزري كما قال في مطلع منظومته (الدرة المضيّة) حيث قال (فما خالفوا أذكر وإلا فأهملا) (¬1)، علماً بأن كثيراً من الأصول محل اتفاق بين الروايتين، ولذلك أذكر ما خالف فيه ورش حفصاً بشكل عام دون تفصيل لما هو مبسوط في كتب التجويد (¬2)، ولا أقصد استقصاء كل ما ورد في أصول الروايتين (ورش وحفص) من الطرق المختلفة فيها إلا مالا بد منه، رغبةً في الاختصار غير المخل، وعدم التكرار عند الموازنة بينهما (¬3) - كما سيأتي في المبحث التالي-. والأصول لغة: جمع أصل وهو ما بُني عليه غيره (¬4)، وفى اصطلاح القراء، الأصول: ¬

(¬1) - ابن الجزري، الدرة المضية في القراءات الثلاث. مكتبة الأزهر، مصر، (البيت رقم:8). ص 156. (¬2) - كأحكام النون الساكنة والميم، ومخارج الحروف وصفاتها، وأحكام الوقف والابتداء، وتفاصيل الروم والإشمام ونحوها سواء في رواية ورش أو حفص، وسوف أضع في آخر الرسالة جدولاً شاملاً لهذه الأحكام تتميماً للفائدة ورغبة في عدم تكبير حجم الرسالة كما هو مقرر من كلية الدراسات العليا والبحث العلمي، في جامعة الشارقة. (¬3) - للتوسع في هذا الباب انظر: الضباع، علي محمد. صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص. والمرصفي، عبد الفتاح السيد عجمي. هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري. (¬4) - ابن منظور، لسان العرب. ج3/ ص501. والرازي، محمد بن أبي بكر. مختار الصحاح. بيروت-لبنان، دار مكتبة الهلال، ط1، 1983م، ج1/ص8.

القواعد المطردة التي تنطبق على كل جزئيات القاعدة، التي يكثر دورها ويتحد حكمها، وذكر الشيخ علي محمد الضباع بأن الأصول الدائرة على اختلاف القراءات سبعة وثلاثون أصلاً هي: الإظهار، والإدغام، والقلب، والإخفاء، والصلة، والمد، والقصر، والتوسط، والإشباع، والتحقيق، والتسهيل، والإبدال بنوعيه، والإسقاط، والنقل، والتخفيف، والفتح، والإمالة، والتقليل، والترقيق، والتفخيم، والتغليظ، والاختلاس، والتتميم، والإرسال، والتشديد، والوقف. والسكت، والقطع، والإسكان، والروم، والإشمام، والحذف، والإثبات، وياءات الإضافة، وياءات الزوائد، وصلة ميم الجمع، وهاء الكناية (¬1). وسوف أشرح في هذا المبحث أصول رواية ورش، وأتبعه في المبحث التالي بأصول رواية حفص، وكلتاالروايتين من طريق الشاطبية، وسأكتفي بما خالف فيه كل منهما الآخر، وتوجيه الخلاف من حيث الأصول، وأبتدئ بالاستعاذة والبسملة على عادة كتب القراءات. ¬

(¬1) - الحموي، القواعد والإشارات في أصول القراءات. ج1/ص42. الضباع، الإضاءة في بيان أصول القراءة. ص 10. وابن الطحان السماتي، عبد العزيز السماتي الإسبيلي. مرشد القاري إلى تحقيق معالم القارئ. تحقيق: حاتم صالح الضامن، القاهرة-مصر، مكتبة التابعين، ط1، 2007م، ص61 - 62.

المطلب الأول: الاستعاذة والبسملة

المطلب الأول: الاستعاذة والبسملة أولاً: الاستعاذة: وهي مصدر استعاذ أي طلب العَوْذ (¬1)، وهو قول القارئ: {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم} أو غيره من الصيغ الواردة، ومعناه: الاستجارة والامتناع بالله من همزات الشياطين، قال عز وجل: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [سورة المؤمنون:97] أي ألتجئ وأعتصم وألوذ بالله من كل متمردٍ من الجن والإِنس، سمَّي الشيطان بذلك لشطونه أي تباعده من الخير، ويستعيذ القارئ امتثالاً لما أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم، إذ قال في كتابه: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [سورة النحل: 98] (¬2). حكم الاستعاذة: وأما حكمها في التلاوة عند الجمهور فهو الاستحباب على أن الأمر في الآية للندب، والذين حملوه على الوجوب اعتبروا الأمر في الآية على سبيل الوجوب (¬3)، ومحلها قبل القراءة مطلقاً لجميع القراء (¬4). وقال ابن سيرين وهو من القائلين بالوجوب: "لو أتى بها مرة واحدة في عمره كفاه ذلك في إسقاط الوجوب عنه، وعلى هذا المذهب لو تركها القارئ يكون آثماً" (¬5). ¬

(¬1) - الرازي، مختار الصحاح، ج1/ص،193. وانظر: ابن منظور، لسان العرب. ج3/ص499. (¬2) - الدمياطي. إتحاف فضلاء البشر. ج1/ص29. والضباع، الإضاءة في بيان أصول القراءات. ص6. (¬3) - القيسي، مكي بن أبي طالب. الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها. تحقيق: د. محي الدين رمضان، بيروت-لبنان، ط3، 1404هـ- 1984م، ج1/ 7. (¬4) 5 - ابن القاصح، سراج القارئ المبتدئ. ص54. (¬5) - عبد الفتاح القاضي، البدور الزاهرة. ص13.

الجهر والإسرار بالاستعاذة

الجهر والإسرار بالاستعاذة: المشهور في رواية ورش الجهر، قال الداني: "لا أعلم خلافاً بين أهل الأداء في الجهر بالاستعاذة عند افتتاح القرآن وعند الابتداء برؤوس الأجزاء وغيرهما في مذهب الجماعة"، وروى إسحاق المسيبي عن نافع أنه كان يخفي الاستعاذة في جميع القرآن (¬1)، فوجه الجهر بالتعوذ لينصت السامع للقراءة من أولها لما علم وتقرر في النفوس أن التعوذ ليس من القرآن، ووجه الإسرار به ليحصل الفرق بين ما هو قرآن وما ليس بقرآن (¬2)، قال في منظومته: والجهر ذاع عندنا في المذهب ... به ولاخفاء رواى المسيَّبي (¬3) ثانياً: البسملة: البسملة أن يقول القارئ: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}، وهو اسم مركب يقال بَسْمَلَ الرجل، إذا قال: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}، كما يقال حَوْقَلَ، إذا قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله) وهَلَّل إذا قال: (لا إله إلا الله) وحَمْدل إذا قال: (الحمد لله) وهذه لغة مولدة وهو من باب النحت من كلمتين فأكثر كلمة واحدة (¬4). ¬

(¬1) 3 - أبو عمرو الداني، جامع البيان في القراءات السبع، مجموعة رسائل جامعية قامت بتدقيقها وترتيبها جامعة الشارقة، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، مجموعة بحوث الكتاب والسنة، الطبعة الأولى: 1428هـ - 2007. ج1/ 390، وابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج2/ 345. (¬2) - المارغيني، النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع. المكتبة العصرية، صيدا- لبنان، الطبعة الأولى،1423هـ 2003. ص19. (¬3) - المارغيني. النجوم الطوالع. البيت: 35، ص19. (¬4) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص 24.

حكم البسملة في أول السورة

حكم البسملة في أول السورة: أجمع القراء على الإتيان بالبسملة في أول كل سورة ما عدا سورة براءة فلا يجوز للقارئ أن يبسمل في أولها لعدم ورودها ولأنها لم تكتب في مفتتحها في جميع المصاحف العثمانية (¬1). ولورش بين كل سورتين البسملة بأوجهها الثلاثة -كما هو الحال لكل القراء-: وصل الجميع، قطع الجميع، قطع آخر السورة ووصل البسملة بأول السورة، وزيادة على ذلك الوصل والسكت. أ _ وصل الجميع: أي وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة بنفس واحد، مثال ذلك: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. ب- قطع الجميع: أي الإتيان بكل صيغة منها بنفس، مثال ذلك: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدْ} {بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمْ} {قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. جـ - قطع آخر السورة ووصل البسملة بأول السورة، مثال ذلك: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدْ} {بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس} (¬2). أما الوجه الممنوع فهو: وصل آخر السورة بالبسملة بنفس وقطعهما عن أول السورة، مثال ذلك: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمْ} {قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس} (¬3). ¬

(¬1) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج1/ 62. والخياط، علي بن الفارس. التبصرة في قراءات الأئمة العشرة. تحقيق: رحاب محمد مفيد الشقيقي، بيروت-لبنان، مكتبة الرشد، ط1، 2007م، ص139.وابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج1/ 265. (¬2) - المتولي، محمد أحمد. فتح المعطي وغنية المقرى، شرح مقدمة ورش. القاهرة- مصر، المكتبة الأزهرية للتراث، ط، 2005م. ص21. (¬3) - ابن جزي الكلبي، محمد بن أحمد. المختصر البارع في قراءة الإمام نافع. تحقيق: محمد الطبراني، مراكش-المغرب، مكتبة أولاد الشيخ التين، (بدون رقم الطبعة ولا تاريخ النشر).ص37 عبد الفتاح القاضي. البدور الزاهرة. ص 15.

وفي حالة إسقاط البسملة يجوز له ثلاثة أوجه بين السورتين: الوصل بين السورتين، السكت بين السورتين دون تنفس، الوقف على آخر السورة الأولى بتنفس. وأما إذا وصل الأنفال بسورة براءة، ففيه ثلاثة أوجه أيضا (¬1): أ - وصل آخر سورة الأنفال ببراءة دون سكت أو تنفس، ب- السكت بينهما بقدر حركتين دون تنفس، جـ- الوقف بينهما بتنفس. وورد عن بعض الشيوخ كابن غلبون وخلف بن خاقان البسملة لورش بين السورتين في أوائل السور الأربع المشهورة عند القراء بالأربع الزهر، وذلك في حالة السكت وهي: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}،و {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ}،و {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}،و {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} عند وصل كل منها بالسورة التي قبلها، للفصل بين النفي والإثبات والصبر واسم الله والويل. قال الداني "وليس في ذلك أثر يروى عنهم وإنما هو استحباب من الشيوخ" (¬2) وأما في حالة الوصل فالسكت حينئذ، مثال ذلك: سورة القيامة: في الوصل بين آخر آية من سورة المدثر وأول سورة القيامة: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْل المَغفِرَة} {لاَ أقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَة}. ¬

(¬1) - مصري، محمد نبهان بن حسين. الإستبرق في رواية ورش عن نافع. دار القبلة للثقافة الإسلامية. جدة- السعودية ط 1423هرقم الطبعة غير معروف). ص 14. (¬2) - الداني، جامع البيان في القراءات السبع. ج1/ 401، ابن غلبون. التذكرة في القراءات الثمان. ص63. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 265.

سورة البلد: في الوصل بين آخر آية من سورة الفجر وأول سورة البلد: {وَادْخُلِي جَنَّتِي} {لاَ اقْسِمُ بِهَذا البَلَد}. سورة المطففين: في الوصل بين آخر آية من سورة الانفطار وأول سورة المطففين: {والأمر يَوْمَئذٍ لله} {وَيْلٌ للْمُطفِّفِين}. سورة الهمزة: في الوصل بين آخر آية من سورة العصر وأول سورة الهمزة {وتوَاصَوْا بالصَّبْر} {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزة لُمَزة}.وذلك نظراً لأن صفة الرحيم المذكورة في البسملة لا يجوز وصلها بلا النافية المذكورة، ولكن المحققين رأوا (¬1) بأن السكت أولى من البسملة في دفع القبح لأن وصفه تعالى وهو {الرحيم} معتبر فيه عند وصله بهذه السور الأربعة ما اعتبروه في وصل ما قبلهن بهن من القبح، لأن القارئ إذا قال: {بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمْ} {لا} فكأنه نفى الرحمة الثابتة لله تعالى بلا، وكذا إذا قال: {بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمْ}، {ويل} قرن اسم الله الممدوح بالويل المذموم وذلك فيه قبح في اللفظ فالقبح الذي خاف منه القارئ من الفصل بالبسملة قد وقع في مثله، فالمصير إلى السكت أولى لزوال قبح اللفظ به مع كونه منقولاً عن ورش (¬2)، وتخصيص البسملة له بالسور الأربع غير منقول عنه، على أن ما ذكروه من القبح غير مسلم (¬3). ¬

(¬1) - الجكني، أعمر بن محمد بوبا. الفارق بين روايتي ورش وحفص. تحقيق: محمد الأمين الشيقيطي، النهار للنشر والتوزيع، (رقم الطبعة وتاريخ النشر غير معروف)، ص 15. (¬2) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص 24. (¬3) - شكري، أحمد خالد. قراءة الإمام نافع. دار عمار للنشر والتوزيع عمان - الأردن، الطبعة الأولى، 1423هـ 2003. ص75 - 76.

المطلب الثاني: هاء الكناية

المطلب الثاني: هاء الكناية (¬1) الهاء في اللغة على أربعة أنواع: 1 - هاء الأصل نحو (نفقه) في قوله: {مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً} [سورة هود:91]. 2 - هاء التأنيث نحو (جنة) في قوله: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [سورة آل عمران:133]. 3 - هاء السكت نحو (يتسنه) في قوله: {وَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ} [سورة البقرة:259]. 4 - هاء الكناية نحو (يعلمه) (¬2) في قوله: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} [سورة البقرة:197]. مذهب ورش أنه يقرأ هاء الكناية الواردة في مثل الكلمات: "نوله - نصله - نؤته - يؤده - أرجه - فألقه - ويتقه - يأته, بكسر الهاء كسرا خالصا بمقدار حركتين إذا لم يقع بعدها همز فإذا وقع بعدها همز كان مدها من قبيل المد المنفصل فيمدها ورش ست حركات، على حسب مذهبه في المد المنفصل، والكلمات في هذه الآيات: - {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [سورة آل عمران:75] وتقرأ {يُؤَدِّهِي}. - {نُؤْتِهِ مِنْهَا} موضعي [سورة آل عمران:145] وتقرأ {نُؤْتِهِي}. ¬

(¬1) - وهي هاء الضمير التي يكنى بها عن المفرد المذكر الغائب ومر شرح التعريف. انظر: ابن الجزري، النشر فى القراءات العشر. ج1/ 304، الدمياطي. إتحاف فضلاء البشر. ج1/ص149. (¬2) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص130، ابن الفارس الخياط. التبصرة في القراءات الأئمة العشرة. ص253. والدمياطي. إتحاف فضلاء البشر. ج1/ص49.

- {نُوَلِّهِ .... وَنُصْلِهِ} [سورة النساء:115] وتقرأ {نُوَلِّهيِ ..... وَنُصلهي}. - {قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} [سورة الأعراف:111] و [سورة الشعراء:36] وتقرأ {أرجهِي وأخاه}. {وَمَنْ يَأْتِهِي مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ} [سورة طه:75] وتقرأ {يَأْتِهِه}. - {وَيَتَّقْهِ} [سورة النور:52] وتقرأ {وَيَتَّقْهِي}. - {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} [سورة النمل:28] وتقرأ {فَأَلْقِهْي} (¬1).وقرأ ورش بقصر هاء (فيه) من قوله عز وجل {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً} [سورة الفرقان:69]. وأما كلمة {يرضه} من قوله تعالى: {وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [سورة الزمر:7] فلا صلة فيها، كحفص. وأما كلمة {وَمَا أَنسَانِيهُ} [سورة الكهف:63]، {ومن أوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ} [سورة الفتح:10]، فيقرؤهما ورش بكسر الهاء، كسائر القراء دون حفص (¬2). ¬

(¬1) - القاضي، النظم الجامع لقراءة الإمام نافع. ص17. (¬2) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 130. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص29. ابن القاصح، علي ابن عثمان بن أحمد. سراج القارئ المبتدئ وتذكار القارئ المنتهي في شرح حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع. تحقيق جمال الدين محمد شرف. مكتبة دار الصحابة للتراث بطنطة - مصر. ط1،1425هـ-2004. ص 100.

المطلب الثالث: ميم الجمع

المطلب الثالث: ميم الجمع ميم الجمع: هي الميم الزائدة الدالة على المذكر حقيقةً كقوله عز وجل: {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة البقرة:5]، أو تعظيماً كقولك "نحيطكم علما" خطابا للواحد نزلته منزلة الجماعة تعظيماً له {فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} [سورة يونس:83] والضمير في قوله: {يَفْتِنَهُمْ} يعود إلى فرعون، ويسمى ضمير العظماء (¬1). وتقسم ميم الجمع إلى ثلاثة أقسام: الأول: أن يكون بعدها ساكن نحو {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} [سورة آل عمران:112]، فإن ورشاً يضمها ضماً خالصا من غير مد (¬2)، ويوافقه حفص في ذلك. الثاني: أن يكون بعدها همزة (¬3)، نحو {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [سورة البقرة:78]، فإن ورشاً يضمها ويصلها بواو ويمدها ست حركات، وهي من باب المد المنفصل، وذلك في حالة الوصل نحو ¬

(¬1) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص 30. (¬2) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 19. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 273. (¬3) - وتوجد ميم الجمع والتي بعدها همزة قطع في خمس وسبعين سورة من سور القرآن الكريم. أولها {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [سورة البقرة:6]، وآخرها {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} [التين:6]. وجملة عددها سبعمائة وأربعة عشر ميماً. انظر: أبا الأيمن، أبا بكر محمد. المختصر المفيد في معرفة أصول رواية ورش. القاهرة -مصر، مكتبة عالم الفكر بمصر، الطبعة الأولى، 1403هـ-1983م. ص 38.

[سورة يس:10] أما في حالة الوقف فيقف بالسكون ويبدأ بالحركة (¬1) .. الثالث: أن يكون ما بعد الميم غير ذلك، فإن ورشاً يسكنها كحفص، نحو {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} (¬2). ¬

(¬1) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 273. والمتولي، ص48. (¬2) - ابن جزي الكلبي، المختصر البارع في قراءة الإمام نافع. ص40.

المطلب الرابع: المد والقصر

المطلب الرابع: المد والقصر (¬1) منهج ورش في المد المتصل: المد المتصل: هو ما كان حرف المد والهمزة بعده في الكلمة نفسها، مثل {جَاء}، {النِّسَاء}، {الغائط}، {مَاء}، في قوله: {أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الغائط أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً} [سورة النساء:43]. {وَجِيءَ} في قوله: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [سورة الفجر:23]، {أُوْلَئِكَ}، {سُوءُ} في قوله: {أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ} [سورة الرعد:18]، ويمده ورش ست حركات قولاً واحداً. منهجه في المد المنفصل: المد المنفصل: هو ما كان حرف المد في آخر الكلمة الأولى والهمزة في أول الكلمة الثانية، سمي منفصلاً لانفصال حرف المد عن سببه، مثال ذلك: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة:152]، {وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ} [سورة البقرة:275]، {قُولُواْ آمَنَّا} [سورة البقرة:136]، {إِلَى إِبْرَاهِيمَ} [سورة البقرة:136]، {فِي أَنْفُسِهِمْ} [سورة المائدة:52]. وحكم المنفصل كالمتصل يمده ست حركات قولاً واحداً، ووجه ذلك أن سببهما واحد وهو الهمز، ¬

(¬1) 3 - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص34 - 35، ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 313، ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ 460.

منهج ورش في مد البدل وشبيه البدل

أما إذا وقف القارئ على الكلمة الأولى في المد المنفصل فلا زيادة على المد حينئذ لجميع القراء (¬1). منهج ورش في مد البدل وشبيه البدل: مد البدل: هو أن تأتي الهمزة في الكلمة قبل حرف من حروف المد الثلاثة مثل {آمنوا، أوتي، إِيمانا}، سمي بدلاً لأن حرف المد أصله همزة ساكنة أبدلت على أصل القاعدة اللغوية إذا التقى همزان وكان الأول متحركا والثاني ساكنا أبدل الهمز الساكن حرف مد من جنس حركة ما قبله، ويلحق بمد البدل شبيه البدل ويقصد بشبيه البدل: كل حرف مد أتى بعد الهمزة في كلمة واحدة وليس أصله همزة مثل: النبيئين، الْمآب، السيئات، شنَآن ويمد بمقدار حركتين أو أربع حركات أو ست حركات، سواء كان الهمز محققاً مثل آمناً، أو متغيراً بأي نوع من أنواع التغيير كالنقل مثل: {منَ آية}، أو الإبدال نحو {هؤلاءِ يالهة}، فإن كان مبدلا حرف مد مثل قوله - عز وجل-: {وجاءَ أَهل المدينة}، فيمد حينئذ ست حركات لوجود الساكن اللازم بعدها (¬2). مستثنيات البدل في رواية ورش: يستثنى من البدل ما يلي: 1 - كلمة (إسرائيل) وذلك لاستثقال مدتين في كلمة أعجمية كثيرة الحروف وغالباً ¬

(¬1) - ابن جزي الكلبي، المختصر البارع في قراءة الإمام نافع. ص 42. (¬2) - هناك تحريرات بالنسبة للمد البدل مبسوطة فى كتب القراءات. أنظر: ميلودي، سليمان بن أعمر، المختصر الجامع شرح الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع. ص35.

يضاف إليها كلمة (بني أو بنوا)، مثل قوله: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ} فيترك المد تخفيفاً (¬1). وأما في حالة الوقف على كلمة (إسرائيل) فيجوز فيه الأوجه الثلاثة على أنه من قبيل المد العارض للسكون (¬2). 2 - (ظَمْآن، قرْآن، مسْؤولا، مذْؤوماً)، وذلك بسبب السكون الأصلي الذي جاء قبل الهمزة، ولحذف صورة الهمزة رسمياً (¬3). 3 - {يؤاخذ}: كيف تصرفت {تؤاخذنا، يؤاخذكم} قد يكون أصل الكلمة من ماض (واخذ) بدون همزة أساساً (¬4). وكلمة {فؤاد} و {سؤال} لأن الهمزة فيهما لم تكن فاء الكلمة بل هي عين الكلمة من (فاد) و (سأل) (¬5). 4 - إذا جاءت همزة الوصل بعد البدل سواء في وصل الكلمة بما بعدها نحو: {في السماوات ائْتوني} [الأحقاف:4]، وتقرأ وصلاً {السماواتِ يتوني}، أو في الابتداء، وتقرأ ابتداءً {إيتوني}، وذلك لعروض همزة الوصل (¬6). 6 - {عادا الأولى} [سورة النجم:50] يقرؤه بنقل حركة الهمزة إلى اللام وإدغام التنوين فيها مع القصر فقط: فتقرأ {عادَ لّولى}، بدون بدل (¬7). 7 - {آلآنَ} في قوله عز وجل: {آلآنَ وَقَدْ كُنتُم} [سورة يونس:51]، و {ءآلان وقد عصيت} [سورة يونس:91] المغير بالنقل فالمشهور عن ورش قصرها نظراً ¬

(¬1) - لمارغيني، النجوم الطوالع. ص44. (¬2) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص44. شكري، أحمد خالد. قراءة نافع. ص79. (¬3) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 31. ابن االباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ 472. (¬4) - القاضي، النظم الجامع. ص 18 - 19. (¬5) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص 44. (¬6) - مصري، الإستبرق في رواية ورش عن نافع. ص31. (¬7) - الجكني، الفارق بين رواية ورش وحفص. ص22.

منهج ورش في اللين المهموز

لأصلها (¬1) قبل نقل حركة الهمزة للام. منهج ورش في اللين المهموز: اللين المهموز كما سبق هو: الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما (¬2) إذا جاء بعدهما همزة في كلمة واحدة، مثل: يَيْأس، سَوْء، سَوْءة، شَيْء، ونحوها، ومقدار مده عند ورش أربع حركات أو ست حركات وصلاً ووقفاً (¬3)، ويستثنى من ذلك كلمة {مَوْئلا} [سورة الكهف:58]، {المَوْءُودة} [سورة التكوير:8]، فإنه يقرؤهما بالقصر أي بإسكان الواو فقط دون مد، وذلك لسقوط الواو في بعض تصاريفها مثل وأل، يئل، ووأد يئد (¬4)، واختلفوا في كلمة {سوءاتهما} و {سوءاتكم} [سورة الأعراف:27،26،22، 20]، و [سورة طه:121]، وهي جمع سوءة بفتح الواو أصلاً، فاستثقلوا الحركة على حرف العلة فسكنوها، فقرأها بعض القراء بالمد، نظراً إلى السكون الموجود، والآخرون نظروا إلى أصل الحركة فلم يمدوها (¬5)، فلورش في هذه الكلمة أربعة أوجه: ¬

(¬1) - وأصل آلان أَوَنَ فقلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت آن، ودخل عليها لام التعريف فصارت الأن فنقلت حركة الهمز للام وحذف الهمز فصارت الآن فدخل عليها همز الاستفهام فصارت ءآلان. انظر: الجكني، الفارق بين روايتي ورش وحفص. ص22. (¬2) - اكتفيت باللين المهموز لأن غير المهموز لا مد فيه عند ورش وغيره سواء مثل (خوف، البيت). (¬3) - ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ 476. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 346. (¬4) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص 48. ميلودي، سليمان بن أعمر. المختصر الجامع في شرح الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع. تحقيق: المختار بن العربي الشنقيطي دار ابن حزم، الطبعة الأولى، 1425 - 2004 م، ص40. (¬5) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 346. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ 476.

منهج ورش في كلمة: "أنا"، التي وقعت قبل همزة قطع

1 - قصر اللين مع ثلاثة البدل. 2 - وتوسط اللين مع توسط البدل (¬1). منهج ورش في كلمة: "أنا"، التي وقعت قبل همزة قطع: يمد ورش كلمة (أنا) إذا وقعت قبل همزة قطع مَدّاً مشبعاً كمدّه المتصل والمنفصل وذلك في اثني عشر موضعاً فى القرآن الكريم (¬2): 1 - {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [سورة الأنعام:163]. 2 - {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الأعراف:143]. 3 - {أَنَا أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [سورة يوسف:66]. 4 - {أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً} [سورة الكهف:34]. 5 - {إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً} [سورة الكهف:39]. 6 - {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ} [سورة النمل:39]. 7 - {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} [سورة النمل:40]. 8 - {وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ} [سورة غافر:42]. 9 - {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [سورة الزخرف:81]. 10 - {وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَاأَعْلَنتُمْ} [سورة الممتحنة:1]. ¬

(¬1) - مصري، الإستبرق في رواية ورش عن نافع. ص31. (¬2) - أبو الأيمن. المختصر المفيد في معرفة أصول رواية ورش. ص 24.

وثم كلمات ورد فيها الخلاف بينهما أذكرها فيما يلي

11 - {قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [سورة البقرة:258]. 12 - {أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ} [سورة يوسف:45] (¬1). وثَمَّ كلمات ورد فيها الخلاف بينهما أذكرها فيما يلي: - {إنا أعتدنا للكافرين سلاسلاً} تقرأ لورش وقفاً {سلاسلا} وتقرأ وصلاً {سلاسلاً وأغلالا} بإدغام التنوين في الواو. - {كانت قواريراً قواريراً من فضة} تقرأ بتنوين الفتح عند ورش، وتقرآن وقفاً ? {قواريرا} بإبدال التنوين ألفاً. - {وَعَاداً وَثَمُوداً} [سورة الفرقان:38]، و [سورة العنكبوت:38]، كلمة ثموداً المنونة بالنصب برواية ورش، وتقرأ وقفاً {وثَمُودَا} بإبدال التنوين ألفاً. أما إن كان التنوين على تاء التأنيث المربوطة. فإنه يوقف على الهاء بالسكون لدى الجميع، مثالها: - {كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ} [سورة إبراهيم:24]، وتقرأ وقفاً {طَيِّبَهْ}، {قرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً} [سورة النحل:112]، وتقرأ وقفاً {قَريهْ}. {آمِنهْ} (¬2). منهج ورش في مد الصلة الكبرى: هو جعل ضمة هاء الضمير واواً وكسرته ياءً إذا وقع بين المتحرك وهمزة القطع، ومقدار مده ست حركات، كالمد المنفصل تماماً. ¬

(¬1) - ابن جزي. المختصر البارع فى قراءة نافع. ص120. (¬2) - مصري، الإستبرق في رواية ورش عن نافع. ص31.

الأمثلة

الأمثلة: {أَمْرُهُ إِلَى اللهِ} [سورة البقرة:225]، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم} [سورة الروم:20]، {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} [سورة الأنبياء:92]. منهج ورش في المد الذي سببه السكون الأصلي (المد اللازم): لم يختلف ورش مع حفص في أحكام المد اللازم بقسميه (المثقل والمخفف) إلا فى الكلمات الآتية: - {ومحيايْ} [سورة الأنعام:162] لدى إسكان الياء حيث يكون له فيها وجهان: الفتح والإسكان (¬1)، وسوف يأتي توجيه ذلك في مبحث التوجيه إن شاء الله. - {اللائي} [سورة الأحزاب:4]، و [سورة الطلاق:4] لدى الوقف عليها حيث يسقط الياء التي بعد الهمزة ويبدل الهمزة ياءً ساكنة {اللآيْ}. ¬

(¬1) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج/331.

المطلب الخامس: الهمز

المطلب الخامس: الهمز يعد باب الهمز من أوسع أبواب الأصول وأكثرها تنوعاً وأصعبها تحليلاً وتعليلاً، كما أن ظاهرة الهمز تشكل أبرز ظاهرة صوتية في قراءة ورش عن نافع، إذ كان يميل إلى تسهيلها في مواطن، وحذفها في مواطن أخر. والهمز بشكل عام إما أن يكون مفرداً أو مقترناً مع همزة أخرى، والمقترن إما أن تكون الهمزتان في كلمة واحدة وإما أن تكونا في كلمتين، وسوف نفصل ذلك في هذا المطلب إن شاء الله. أولا: الهمز المفرد وهو الذي لم يلاصق مثله وهو قسمان في رواية ورش: أ - ما ينقلها ورش كما سيأتي. ب - ما يبدلها بحسب حركتها أو حركة ما قبلها، وهو إما ساكن أو متحرك، إذا وقعت فاءً للكلمة (¬1) وهذا ما يتم تفصيل القول فيه هنا. ومذهب ورش إبدال كل همزة ساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها إذا كانت الهمزة فاء الكلمة، فيبدل الهمزة المفتوح ما قبلها ألفاً مثل: {وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا} فتقرأ {وَامُرْ قومك يَاخُذُوأ} [سورة الأعراف:143]، ويبدل المضموم ما قبلها واواً، مثل: {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} فتقرأ {وَيُوتُونَ الزَكَاةَ} [سورة المائدة:5]، ويبدل المكسور ما قبلها ياءً، مثل {وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا} فتقرأ {وللاَرْضِيتِيَا}، إلا ما استثناه في كلمة واحدة خروجاً عن قاعدته وهي كلمة (الإيواء) وما تصرف من لفظها، فإن ورشاً يحقق الهمزة فيها، مع أنها فاء الكلمة. ¬

(¬1) - القاضي، عبد الفتاح. الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع. مكتبة الدار/ مكتبة السوادي، المدينة /جدة - السعودية، الطبعة الثالثة، 1411 - 1990، ص98.

وقد جاءت في القرآن الكريم في سبعة مواضع هي: - {وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} [سورة آل عمران: 151]. - {وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [سورة آل عمران:162]. - {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} [سورة الكهف:16]. - {وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ} [سورة العنكبوت:25]. - {وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء} [سورة الأحزاب:51]. - {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} [سورة النجم:15]. - {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ} [سورة المعارج:13]. وأبدل ورش الهمزة المفتوحة بعد ضم واواً، سواء وقعت في الأسماء أو الأفعال بشرط أن تكون الهمزة فاء الكلمة (¬1). ففي الأسماء مثل {مُؤَجلا} فتقرأ {مُوَجَّلًا}، {مؤذِّن} فتقرأ {مُوَذِّنٌ}، {المؤلّفة} فتقرأ {المُوَلّفة}، وفي الأفعال مثل {تُؤَاخذنا} فتقرأ {تُواخذنا}، {يُؤَيد} فتقرأ {يُوَيِّد}. وعلى حسب قاعدة الإبدال سالفة الذكر تبدل كل همزة ساكنة قبلها همزة وصل حرف مد من جنس ما قبلها، نحو: {ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي} [سورة التوبة: 49]. فتقرأ {إيذن لي}، وقوله عز وجل: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ} [سورة الأحقاف:4] فتقرأ {ايتُوني}، وقوله - عز وجل -: {الْهُدَى ائْتِنَا} [سورة الأنعام:71] فتقرأ {الهُدَى اتِنَا}. ¬

(¬1) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص66.

أما إذا كانت الهمزة عين الكلمة فإن ورشاً يحقق همزتها، سواء ساكنة نحو {الرؤيا}، {الرأس}، {البأس}، أو مفتوحة نحو (فؤاد، وبدأ) أو مضمومة نحو (رؤوف، ويبدأ) أو مكسورة نحو (سئل، ومن نبإ) (¬1). ويستثنى من ذلك كلمات {ذئب} و {بئر} و {بئس}، فيبدل الهمزة ياء مدية بحركتين مع كونها ليست فاء الكلمة (¬2). قال الشيخ عبد الفتاح القاضى في نظمه الجامع: إن تكن موضع فاء سكنت ... أبدلها عثمان كيف وقعت وإن تكن عيناً فقد أبدل في ... بئس مع الذئب وبئر فاكتف (¬3) وقد وردت كلمة (بئر) مرة واحدة في القرآن الكريم، في سورة الحج: {وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} [سورة الحج:45]. فتقرأ {وَبِيرٍ}، وكلمة (الذئب) وردت في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع وكلها بسورة يوسف: {وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذئب} [سورة يوسف:13]، {قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ} [سورة يوسف:14]، {فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} [سورة يوسف:17] فتقرأ {الذيب} بالياء، ووردت كلمة {بئس} في نحو أربعين مرة أولها قوله - عز وجل -: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ} [سورة البقرة:102]، وآخرها قوله - عز وجل -: {عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [سورة الملك:6] ويقرؤها كلها بياء {بِيسَ} (¬4). ¬

(¬1) - الخياط، التبصرة. ص94. والمارغيني، النجوم الطوالع. ص67. (¬2) _ القاضي، النظم الجامع لقراءة الإمام نافع. ص40. والضباع. الإضاءة في أصول القراءة. ص109. (¬3) - القاضي، النظم الجامع لقراءة الإمام نافع. ص 41،40. (¬4) - أبو الأيمن. المختصر المفيد في معرفة أصول رواية ورش. ص16.

أما إذا كانت الهمزة لام الكلمة فلا يبدلها ورش إلا في موضع واحد في سورة التوبة، وهي كلمة النسيء في قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [سورة التوبة:37]، ووجه ذلك أن ورشاً شدد الياء لما أدغمها لسكون الياء التي قبل الياء المبدلة من الهمزة، فصار اللفظ: {النسيّ} لأنه مصدر فعيل، من نسأ فأبدل الهمزة تخفيفاً (¬1). وهناك كلمات لم تدرج في قاعدة ورش، إما أن تكون من المستثنيات أو تكون سماعية فلا يقاس عليها غيرها منها: - الهمزة في كلمة {لئلا} يبدلها ياء خالصة، فتقرأ: {لِيَلاَ}. وهي في ثلاثة مواضع: الأول: قوله - عز وجل -: {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ} [سورة البقرة: 150]. الثاني: قوله - عز وجل -: {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ} [سورة النساء: 165]. الثالث: قوله - عز وجل -: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ} [سورة الحديد: 29]. - الهمزة في كلمة {لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً} [سورة مريم: 19] يبدلها ياء خالصة فتقرأ: {لِيَهَبَ}. - الهمزة في كلمة يأجوج ومأجوج في قوله تعالى: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} [سورة الكهف:94]. وقوله - عز وجل -: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ} [سورة الأنبياء:96] يبدلها ألفاً فتقرأ: {يَاجوجَ وَمَاجُوجَ}. ¬

(¬1) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص67.

ثانيا: الهمزتان من كلمة

- الهمزة في كلمة (منسأته) في قوله - عز وجل -: {إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَه} [سورة السبأ: 14]. يبدلها ألفا فتقرأ: {مِنسَاتَه} (¬1). - الهمزة في كلمة (سَأَلَ) في قوله - عز وجل -: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [سورة المعارج:1] يبدلها ألفاً فتقرأ {سَالَ} وإبدالها سماعي (¬2). - الهمزة في كلمة {عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ} [سورة البلد:20]، وقوله - عز وجل -: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ} [سورة الهمزة:8] يبدلها واوا فتقرأ: {مُوصَدَة} (¬3). ثانياً: الهمزتان من كلمة: إذا التقت همزتا قطع في كلمة واحدة وكانتا متفقتين في حركة الفتح وكانت الأولى منهما للاستفهام، وكان الحرف الذي بعد الهمزة الثانية ساكناً سكوناً أصلياً، فإن ورشا يبدل الهمزة الثانية ألفا مع المد الطويل ويكون من قبيل المد اللازم، وله وجه آخر هو التسهيل (¬4). ومن الأمثلة على ذلك: قوله - عز وجل -: {أَأَنذَرْتَهُمْ} [سورة البقرةَ: 6]، وقوله - عز وجل -: {قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ} [سورة البقرة:150]، وقوله - عز وجل -: {أَأَسْلَمْتُمْ} [سورة آل عمران:20]، وقوله - عز وجل -: {أَأَرْبَابٌ} [سورة يوسف:39]، وقوله - عز وجل -: {أَأَسْجُدُ} [سورة الإسراء:61]، وقوله - عز وجل -: {أَأَشْكُرُ} [سورة النمل:40]، وقوله - عز وجل -: {أَأَتَّخِذ} [سورة يس: 3]، وقوله - عز وجل -: {أَأَشْفَقْتُمْ} [سورة المجادلة:13]. ¬

(¬1) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص180. (¬2) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص214. (¬3) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص52. (¬4) - الداني، التيسير في القراءات السبع، ص33. والخياط، التبصرة في قراءات الأئمة العشرة. ص123، 146.

أما إذا كان الحرف الذي يلي الهمزة الثانية متحركاً فإنه يبدل الهمزة الثانية ألفاً مع قصر المد، وله وجه التسهيل أيضا (¬1). ومن الأمثلة على ذلك: قوله: - عز وجل - {قالت يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ} [سورة هود:72]، وقوله - عز وجل - {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} [سورة الملك:16]. وأما كلمة {آمَنتُمْ} [سورة الأعراف: 123]، و [سورة طه: 71]، و [سورة الشعراء: 42] فإن ورشاً يبدل الثانية ويمدها أي إثبات الألف ساكنة بعد الهمزة المسهلة (¬2)، وأما كلمة {أَآلِهَتُنَا} [سورة الزخرف:58] التي اجتمعت فيها ثلاث همزات فليس لورش فيها إلا التسهيل تخفيفاً، وامتنع الإبدال هنا لأنه لا يجوز إدخال ألف الفصل في كلمة اجتمع فيها ثلاث همزات، لأنه يمتنع اجتماع ثلاثة سواكن، ولئلا يلتبس الاستفهام بالخبر (¬3). أما المختلفتان في الحركة من كلمة واحدة فإذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، فإنه يسهل الهمزة الثانية بين بين أي بين الهمزة والياء، لأن كل همزتين في كلمة واحدة غالباً ما تكون الأولى للاستفهام، ومثال ذلك {أَئِذَا} [سورة ق:3]، {إِلَهٌ} [سورة النمل:60]، {أَئِنَّكُمْ} [سورة الأنعام:19]، واستثنيت كلمة {أَئِمَّةَ} فإنها مبدوءة بهمزتين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وليس فيها استفهام بل إنهما من بنية الكلمة وأصلها {أأممه} جمع إمام كأردية جمع رداء، وأمثلة جمع مثال على وزن أفعلة ¬

(¬1) - ... المار غيني، النجوم الطوالع. ص53. (¬2) - ابن جزي الكلبي، المختصر البارع في قراءة نافع. 48. (¬3) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص55. وانظر: الضباع، علي محمد. إرشاد المريد إلى مقصود القصيد. القاهرة -مصر، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، (رقم الطبعة وتاريخ النشر غير معروف)، ص36. والمتولي. فتح المعطي. ص33.

وقد وردت كلمة (أئمة) في القرآن الكريم في خمسة مواضع

جمع فعال. فلورش وجهان في قراءتها (¬1): الوجه الأول: التسهيل، والوجه الثاني: الإبدال ياءً خالصة مكسورة، والوجهان صحيحان مقروء بهما، واعترض الزمخشري في "الكشاف" على القراءة بالياء، لكن القراء لم يعتبروا ما قاله، لأن الرواية إذا ثبتت بالنقل الصحيح المتواتر لم يردها قياس العربية، ولأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها فلا وجه لإنكار هذه القراءة. (¬2). وقد وردت كلمة (أئمة) في القرآن الكريم في خمسة مواضع: الأول: {فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ} [سورة التوبة: 12]. الثاني: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً} [سورة الأنبياء:73]. الثالث: {وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً} [سورة القصص: 5]. الرابع: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} [سورة القصص:41]. الخامس: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} [سورة السجدة: 24]. - وإذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مضمومة فإن ورشاً يسهل الهمزة الثانية بين الهمزة والواو، مثال ذلك: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ} [سورة آل عمران:15]، وقوله - عز وجل -: {أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا} [سورة ص:8]. - والهمزتان في كلمة واحدة غالباً تكون للاستفهام في الهمزة الأولى وإذا تكرر ¬

(¬1) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص55. (¬2) - المتولي، فتح المعطي. ص 27، البحر المحيط في التفسير ج،5 /ص: 135):

وجاء الاستفهام المكرر في القرآن الكريم في تسع سور

الاستفهام في القرآن الكريم في آية واحدة كما جاء في أحد عشر موضعاً في تسع سور فإن ورشاً يقرأ بالإخبار في اللفظ الثاني. إلا في موضعين في سورة العنكبوت وسورة النمل فإنه يقرأ بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني. وجاء الاستفهام المكرر في القرآن الكريم في تسع سور: 1 - {أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [سورة الرعد:5]. 2 - {وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [سورة الإسراء: 49 - 98]. 3 - {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ}، وقوله: - عز وجل - {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} [سورة العنكبوت: 29,28]. 4 - {قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [سورة المؤمنون:82]. 5 - {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ} [سورة النمل: 67]. 6 - {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [سورة الصافات: 16]. 7 - {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ} [سورة الصافات: 53]. 8 - {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} [سورة ق: 3]. 9 - {يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}،وقوله - عز وجل -: {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً} [سورة النازعات:10 - 11]. قال الشيخ عبد الفتاح القاضي في نظمه الجامع (¬1): وكل ما استفهامه تكررا ... فنافع في الثان منه أخبرا والعنكبوت النمل فيهما تلا ... في الثان والأول بعكس انقلا ¬

_ (¬1) - انظر: القاضي، النظم الجامع لقراءة الإمام نافع. ص36.

ثالثا: الهمزتان في كلمتين

ثالثاً: الهمزتان في كلمتين: همزتا القطع من كلمتين إما أن تكونا متفقتين في الحركة أو مختلفتين فيهما، فإن كانتا متفقتين في حركة الفتح، وكان الحرف الذي يلي الهمزة الثانية ساكناً فلورش وجهان: تسهيل الهمزة الثانية بين الهمزة والألف أو إبدالها ألفاً مع المد الطويل المشبع في حال وصل (¬1)، ومثال ذلك: {جَاء أَمْرُنَا} [سورة هود: 40]، تقرأ بالتسهيل (جاءَ اَمْرُنَا) (¬2)، وتقرأ بالإبدال (جاءَ اْمْرُنَا)، ومنها قوله تعالى: {وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ} [سورة الحجر:67]، تقرأ بالتسهيل (جاءَ اَهْل)، وتقرأ بالإبدال (جاءَ اهْل). وإذا كان الحرف الذي يلي الهمزة الثانية متحركاً فله قصر المد قولاً واحداً بمقدار حركتين فقط، ومثال ذلك: {جَاء أَحَدَكُمُ} [سورة الأنعام:61]، تقرأ بالتسهيل (جاءَ اَحَدٌ)، وتقرأ بالإبدال (جآءَ احَدٌ)، ومنها: {(جآءَ أَجَلُهَا} [سورة المنافقون:11]، تقرأ بالتسهيل (جاءَ اَجَلُهَاٌ)، وتقرأ بالإبدال (جاءَ اجَلُهَا). وإذا وقع بعد الهمزة الثانية ألف مدية وذلك في قوله - عز وجل -: {فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ} [سورة الحجر:61]، وفي قوله - عز وجل -: {وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ} [سورة القمر:41]، يجوز لورش فيهما وجهان: الأول: القصر مع حذف إحدى الألفين تخلصاً من التقاء الساكنين، وعلى هذا الوجه يتعين القصر. ¬

(¬1) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص33. ابن غلبون9، التذكرة في القراءات الثمان. ج1/ 116. (¬2) - اقتبست كيفية الإبدال والتسهيل من كتاب الإستبرق في رواية ورش عن نافع ص 58. للشيخ محمد نبهان بن حسين مصري، وتلقيت منه شفاهة حيث أجازني سند المتصل إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بروايتي ورش وقالون عن نافع، ولا تضبط أي رواية إلا بالتلقي مشافهة عن أهل الأداء الحذق الذين منحهم الله سبحانه وتعالى من فضله معرفة بهذه الرواية.

الثاني: المد المشبع مع إثبات الألفين وزيادة ألف ثالثة للفصل بين الساكنين، وعلى هذا الوجه يتعين الإشباع (¬1)، وخلاصة القول أن لورش في قوله - عز وجل - {جاء آل} خمسة أوجه: 1 - تسهيل الهمزة الثانية بين بين مع القصر في البدل المغير بالتسهيل. 2 - تسهيل الثانية بين بين مع التوسط في البدل المغير بالتسهيل. 3 - تسهيل الثانية بين بين مع الإشباع في البدل المغير بالتسهيل. 4 - إبدالها ألفاً مداً مشبعاً للزوم السكون في الألف الثانية. 5 - إبدالها ألفاً مداً طبيعياً لإسقاط إحدى الألفين لالتقاء الساكنين (¬2). وإذا كانتا متفقتين في الضم، فإنه يسهل الثانية بين الهمزة والواو مثال ذلك: {أَولِيَاء أُوْلَئِكَ} [سورة الأحقاف:32] في حالة الوصل - فإذا ابتدي تعين همزة القطع بضم (¬3). وإذا كانتا متفقتين في حركة الكسر، والحرف الذي يلي الهمزة الثانية ساكناً في نحو: {هَؤُلاءِ إِن} [سورة البقرة:31]، فلورش ثلاثة أوجه: (1) التسهيل. (2) الإبدال مع المد الطويل. (3) الإبدال ياء محضة مكسورة (¬4). ¬

(¬1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. 139. الداني، التيسير في القراءات السبع. ص33. ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 385. والمارغينى، النجوم الطوالع. ص59. (¬2) - المارغينى، النجوم الطوالع. ص57. القاضي، النظم الجامع لقراءة الإمام نافع. ص37. (¬3) - المتولي. فتح المعطي وغُنْية المقري. ص29. (¬4) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص33، ابن الجزري. النشر في القراءات العشر.1/ 280.

منهج ورش في الهمزتين المختلفتين من كلمتين

وإذا كانتا متفقتين في حركة الكسر والحرف الذي يلي الهمزة الثانية من الكلمة الثانية متحركاً في مثل {وهو الذي في السماءِ إِله}، فلورش وجهان فقط: (1) التسهيل بين بين. (2) إبدالها ياء محضة مكسورة (¬1). وإذا كانتا متفقتين في حركة الكسر من كلمتين ونقل في الحرف الذي يلي بعد الهمزة الثانية المسهلة في مثل {عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} [سورة النور:33]، و {من النساء إن اتقيتن} و {للنبيءِ إن أراد} [سورة الأحزاب:32 - 50]، فله أربعة أوجه (¬2): 1 - إسكان النون فيقرأ بالمد المشبع الطويل وهو على الأصل. 2 - النقل بفتح النون التي قبل همزة القطع فإنه يقرأ بقصر المد اعتداداً بالعارض. 3 - التسهيل. 4 - الإبدال ياء خالصة. منهج ورش في الهمزتين المختلفتين من كلمتين: الهمزتان المختلفتان في الحركة من كلمتين على خمسة أنواع: 1 - فإن كانت الأولى مفتوحة والثانية مضمومة، فإنه يسهل الهمزة الثانية بين ¬

(¬1) - المارغيني. النجوم الطوالع. ص 57. والقاضي، النظم الجامع. ص 37. (¬2) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر.1/ 280، ابن جزي الكلبي، المختصر البارع في قراءة نافع. ص51.

الهمزة والواو (¬1) ولم يقع في القرآن الكريم إلا في موضع واحد هو قوله - عز وجل -: {كلَّ مَا جَآءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوه} [سورة المؤمنون:44]. 2 - فإن كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة، فإنه يسهل الهمزة الثانية بين الهمزة والياء، مثال ذلك: {وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ} [سورة يوسف:58]، و {تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [سورة الحجرات:9]. 3 - وإذا كانت الأولى مضمومة والثانية مفتوحة، فإنه يبدل الهمزة الثانية واواً خالصة نحو: {لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَاهُم} [سورة الأعراف:100]، و {مَن تَشَآءُ أَنتَ} [سورة الأعراف:155]، و {يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي} [سورة يوسف:43] و {لسُّفَهَآء أَلا إِنَّهُمْ} [سورة البقرة:13] (¬2). 4 - وإذا كانت الأولى مكسورة والثانية مفتوحة، فإنه يبدل الهمزة الثانية ياءً خالصةً مفتوحة مثل: {مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [سورة الأنفال:32]، و {من فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ} [سورة الملك:16]، و {منْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُم} [سورة البقرة:235] (¬3). 5 - وإذا كانت الأولى مضمومة والثانية مكسورة فله في الثانية وجهان: تسهيلها بين بين، أو إبدالها واواً خالصة مكسورة، مثل {مَن يَشَآءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [سورة البقرة:142] و {وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ} [سورة الأعراف:188] و {يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ} [سورة النمل:29] (¬4). ¬

(¬1) - ابن الباذش، الإقناع. 1/ 385. والقاضي، الوافي في شرح الشاطبية. ص95. (¬2) - ويستحب الوقف على كلمة (السفهاء) والابتداء (بألا) بهمزة متحركة فتحاً. (¬3) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ص 300. (¬4) - القاضي، النظم الجامع. ص39. وله، الوافي في شرح الشاطبية. ص100_107.

المطلب السادس: نقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها

المطلب السادس: نقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها ومن الظواهر التي في رواية ورش: نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها: إذ يعتبر هذا الأصل من مميزات رواية ورش (¬1). ونقل الحركة هو أحد أقسام التسهيل كما قلنا سابقاً وهي لغة أهل الحجاز (¬2). وينقل ورش حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ويحذف الهمزة وذلك بأربعة شروط: 1 - أن يكون الحرف المنقول إليه ساكناً، واحترز من المتحرك مثل (فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فلا ينقل إليه. 2 - أن يكون منفصلاً واحترزعن المتصل مثل (القرآن)، (ويسألونك) فلا ينقل إليه. 3 - أن يكون الساكن قبل الهمزة واحترز من أن يكون بعده مثل (الله أعلم) فلا ينقل إليه. 4 - ألا يكون الساكن حرفاً من حروف المد مثل (قَاُلوا آمنَّا)، ونحو (وَفِي أَنفسكم) (¬3). ومن الأمثلة على الآيات التي توفرت فيها الشروط: - {أَنْ آمِنُواْ} [سورة آل عمران:193] وتقرأ: (أنامنوا). - {إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ على} [سورة يونس:72] وتقرأ: (إنَ جْريَ). ¬

(¬1) - الداني، أبو عمرو. التهذيب لما تفرد كل واحد من القراء السبعة. تحقيق: صالح حاتم الضامن، العراق، دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، 1426هـ-2006م، ص39. (¬2) - الداني، التيسير في القراءات السبع ص170. والخياط، التبصرة ص 308. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 413. (¬3) - القاضي، النظم الجامع. ص45.

- {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [سورة المؤمنون:1] وتقرأ: (قدَ فلح). - {تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ} [سورة آل عمران:64] وتقرأ: (تعالَوِلَى). - {وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} [سورة البقرة:14]، وتقرأ: (وإذا خلوِلاشياطينهم) مثل: {عَذَاباً أَلِيماً} [سورة النساء:18] وتقرأ (عذابَنليماً)، ويعتبر التنوين بمثابة الحرف الساكن الذي تنقل إليه حركة الهمز. وإذا دخلت لام التعريف على كلمة أولها همزة، فإن حركة الهمزة تنقل إلى لام التعريف ثم يسقطها وله فيها وجهان حال الابتداء، نحو: {الأَرْضِ} [سورة البقرة:27]، فتقرأ: (الَرْض)، و {الْإِنسَانَ} [سورة العصر:2] فتقرأ (الِنْسان) (¬1). هذا في حال وصل الكلمتين أما في حالة الوقف فإنه يقف بالسكون ويبدأ بهمزة متحركة استناداً إلى الأصل (¬2). وإذا كان في الكلمة بدل نحو {وبالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [سورة البقرة:4]، و {الْإِيمَانُ} [سورة الحجرات:14]، و {الْأُولَى} [سورة الضحى:4]، يجوز للقارئ أن يبتدئ بهمزة الوصل اعتداداً بالأصل، ويجوز له ثلاثة البدل. وله أن يبتدئ بحركة اللام اعتداداً بالعارض وهو حركة اللام، والوجهان صحيحان، وإذا اعتد بحركة اللام وابتدأ بها فليس له إلا القصر، ولا يجوز له توسط ولا إشباع (¬3). ¬

(¬1) - وأما ميم الجمع فإن مذهب ورش يصلها بواو ولكن لا تنقل حركة الهمزة إليه خوفاً من الالتباس على أنها ضمير تثنية مثل (عليكم أنفسكم). انظر: شكري، احمد خالد. قراءة الإمام نافع. ص 91. والقاضي، النظم الجامع. ص 45. (¬2) - مصري، الإستبرق في رواية ورش عن نافع. ص44. (¬3) - انظر: ميلودي، أعمر بن سليمان. المختصر الجامع في شرح الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع، ص55. والقاضي، الوافي في شرح الشاطبية. ص104.

قد تكون الهمزة في كلمة والساكن في كلمة أخرى، فينقل حركة الهمزة إلى التنوين ثم يسقطها، مثل {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} [سورة المرسلات:12] فتقرأ: (يَوْمِنُجلَتْ)، و {مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا} [سورة الأحقاف:26] فتقرأ: (شَيْئِنِذْ) (¬1). - ولورش وجهان وصلاً عند قوله - عز وجل -: {كتابيَهْ إنّي} [سورة الحاقة:19 - 20]: أإسكان الهاء {كتابيَهْ إني}. ب نقل حركة الهمزة إلى الهاء فتقرأ {كتابيَهِنِّي}. وعلى ذلك فإذا أسكنا الهاء في (كتابيه) فإننا نسكت على هاء (ماليهْ هلك) وفي حال النقل في (كتابيه إني) ندغم الهاء في (ماليه) بما بعدها فتقرأ (ماليهَّلك) لأنه جعلها كالأصلي حيث نقل إليها الحركة، والإسكانُ هو المقدم في الأداء (¬2)، ومن أسكن هاء كتابيه ولم ينقل إليها حركة همزة (إني)، فإنه يظهر (¬3) هاء (مَالِيهْ} فالإظهار مع عدم النقل والإدغام مع النقل (¬4). - وينقل ورش الحركة على حرف اللين في نحو قوله - عز وجل -: {ابْنَيْ آدم} أسقط الهمزة ونقل حركتها إلى الياء وثلّث البدل فتقرأ (ابنَيَادم)، وقوله - عز وجل -: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ} [سورة الصافات:69] فتقرأ: (أَلْفَوَابَاءَهُمْ). - وقرأ ورش قوله - عز وجل -: {عادا الأولى} [سورة النجم: 50] بإدغام التنوين ¬

(¬1) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج1/ 124. (¬2) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ص 318. (¬3) - والمراد بالإظهار أن يسكت القارئ سكتة خفيفة من غير تنفس في حالة وصلها بكلمة (هلك). (¬4) - القاضي، النظم الجامع. ص47.

في اللام بعد نقل حركة الهمزة إليها وصلاً فتقرأ: (عادَ لّولى)، مع عدم تثليث البدل في (الأولى) فإذا ابتدأت ب {الأولى} يجوز له وجهان: أإثبات همزة الوصل قبل الواو واللام وبضم (اللام) فتقرأ: (اَلُولى). ب إسقاط همزة الوصل اعتدادا بالعارض وبضم (اللام) فتقرأ: (لُولى) (¬1). - في قوله - عز وجل - {ردءاً يصدقني} [سورة القصص:34] أسقط الهمزة ونقل حركتها إلى الدال مع بقاء التنوين وصلاً، ويوقف عليها بمد العوض دون همز (رداً) مخالفاً لقاعدته، لأنه لا ينقل في الكلمة الواحدة، وأسكن ياء {يصدقني} (¬2). ¬

(¬1) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ج1/ 205. الدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ 523. والمتولي. فتح المغني وغنية المقرئ. ص31. (¬2) - القاضي، النظم الجامع. ص47.

المطلب السابع: الفتح والإمالة

المطلب السابع: الفتح والإمالة (¬1) الفتح والإمالة لغتان شائعتان بين القبائل العربية منذ زمن بعيد قبل الإسلام، ثم نزل بهما القرآن الكريم فالفتح لغة أهل الحجاز والإمالة لغة عامة أهل نجد من بني تميم وبني أسد وقيس وغيرهم (¬2)، وقد اهتم علماء القراءات اهتماماً كبيراً بالفتح والإمالة، وانقسموا بالنسبة إلى الفتح والإمالة على ثلاثة أقسام: قسم فتح ولم يمل كابن كثير المكي، وقسم أمال بعض الكلمات كقالون وحفص، وقسم أمال بكثرة كورش من طريق الأزرق. والإمالة ضربان: أ- إمالة خالصة وتسمى إمالة كبرى، وهي المراد عند الإطلاق وحدها. ب- الإمالة بين بين وتسمى إمالة صغرى وسبق تعريف كل منهما. وليس لورش إمالة كبرى في القرآن كله إلا الهاء من: (طه) (¬3). ¬

(¬1) - سبق تعريف الإمالة في مبحث المصطلحات الواردة في البحث. انظر ص25. (¬2) - الخياط، التبصرة. ص370. (¬3) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 68. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ص322. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص 50.

منهج ورش في الفتح والإمالة

منهج ورش في الفتح والإمالة: الألفات المقللة في رواية ورش قسمان: قسم مقلل دائما، وقسم يجوز فيه الوجهان. أولاً: الألفات المقللة قولا واحدا، دون خلاف هي: 1 - ذوات الراء وهو الألف الذي أصله ياء أو مرسوم بالياء بعد الراء، مثل: {سكارى، القرى، أخرى، مجراها، أُسارى، افترى، ترى، أدراك} ويستثنى من ذلك كلمة {ولو أراكهم} [سورة الأنفال:43] حيث يجوز فيها الفتح والتقليل (¬1). ولا يقاس عليها ياء {تراءى} [سورة الشعراء:61]، و {تراء ت} [سورة الأنفال:48]. 2 - الألف الذي يسبق الراء المتطرف المكسور مثل: {من ديارِهم، عقبى الدارِ، مع الأبرارِ، من النارِ، كمثل الحمارِ}. ويستثنى من ذلك كلمتا: {والجارِ، جبارين}. 3 - ألف {التوراة} حيثما وردت من القرآن (¬2). 4 - الألف في {حا، را} من فواتح السور {حم، الر، المر}. 5 - الألف التي في رؤوس الآي من إحدى عشرة سورة سواء كانت الألفات يائية أو واوية إلا إذا اقترنت بضمير المؤنث (ها) فيكون له فيها وجهان الفتح والتقليل إلا ما كان فيه راء نحو (ذكراها) فإنه يقلله قولاً واحداً. والسور الإحدى عشرة هي: طه، النجم، المعارج، القيامة، النازعات، عبس، الأعلى، الشمس، الليل، الضحى، العلق (¬3). ¬

(¬1) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/:48. (¬2) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 51. (¬3) - القاضي، الوافي في شرح الشاطبية. ص 23.

ثانيا: الألفات التي يجوز فيها الوجهان (الفتح والتقليل): ذوات الياء

6 - وقلل لفظ {هار} قولاً واحداً في قوله تعالى {على شفا جرف هار} (¬1). ثانيا: الألفات التي يجوز فيها الوجهان (الفتح والتقليل): ذوات الياء (¬2) 1 - الألف الذي أصله ياء وليس بعده راء مثل: {هدى، هوى، غوى، استوى} 2 - الألف الذي ليس أصله ياء ولكن رسم بالياء وليس بعده راء مثل: {أنى، حسرتى، ويلتى، متى، عسى، أسفى}. ويستثنى مما رسم بالياء الكلمات التالية: {لدى، ما زكى، إلى، حتى، على} حيث جاءت في القرآن، واحترز بعلا الذي هو فعل ماض مضارعه {يعلو} في قوله تعالى {إن فرعون علا في الأرض} [سورة القصص:4] فلا تقليل فيه لأنه واوي (¬3). 3 - الألفات قبل (ها) في رؤوس الآي في سورتي النازعات والشمس، مثل: {فسواها، ضحاها}. 4 - ما كان على وزن {فعلى} بفتح الفاء مثل {مَرضى}، وضمها مثل {طُوبى} وكسرها مثل: {ضِيزى}. 5 - ما كان على وزن (فعالى) بفتح فائها مثل {يَتَامى}، وضمها مثل: {كُسالى}. 6 - ما كان على وزن (أفعَل)، مثل: {أَدْنى، أَقْصى، أَعْلى}. 7 - ما كان على وزن (مفْعَل)، مثل: {مَثْوَى، مَأْوَى}. 8 - وله في لفظ {جبارين} و {الجار} الفتح والتقليل نحو قوله تعالى: {إن فيها ¬

(¬1) - ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ ص85. (¬2) - ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ ص85. (¬3) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص90.

حالات ذات الياء مع البدل وذات الياء مع اللين المهموز

قوما جبارين} [سورة المائدة:22]، وقوله تعالى: {بطشتم جبارين} [بالشعراء:13] وقوله تعالى {والجار ذي القربى والجار الجنب} [سورة النساء: 36]. 9 - قلل ورش الألف في لفظ {كافرين} و {الكافرين} قولاً واحداً بشرط أن يكون ياء منصوباً أو مجروراً معرفاً أم منكراً نحو قوله تعالى: {أعدت للكافرين} - {لا يحب الكافرين} - {من قوم كافرين}. إذا وقف القارئ على ألف ممالة نحو {هدى الله} - {موسى الكتاب} - {عيسى بن مريم} فإنه يقف عليها بالإمالة، وإذا وصل تسقط تخلصاً من التقاء الساكنين. وإذا وقف على اسم منون فإنه يقف عليه بإمالة أيضاً نحو {هدىً للمتقين}، {في قرىً محصنة}. ضبط الإمام المتولى الكلمات الواوية التى لا تقليل فيها بقوله: عصا شفا إنّ الصّفا أبا أحد ... سنا ما زكى منكم خلا وعلا ورد عفا ونجا قل مع بدا ودنا دعا ... جميعا بواو لا تمال لدى أحد (¬1) حالات ذات الياء مع البدل وذات الياء مع اللين المهموز: أولاً: ذات الياء مع البدل: عند وجود ذات الياء مع مد البدل في الآية الواحدة يكون فيها أربعة أوجه: أ - إذا سبق البدل ذات الياء، مثل {{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ} البقرة:34} ففي البدل: ¬

(¬1): شرح النظم الجامع لقراءة الإمام نافع لعبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (المتوفى: 1403هـ)، المكتبة الأزهرية للتراث - القاهرة (ص: 60)

ثانيا: ذات الياء مع اللين المهموز

1 - قصرالبدل مع فتح ذات الياء. ... 2 - توسط البدل مع تقليل ذات الياء. 3 - طول البدل مع فتح ذات الياء. ... 4 - طول البدل مع تقليل ذات الياء. ب - إذا تَقدمت ذات الياء على مد البدل، مثل {فتلقى آدم} ففيها أربعة أوجه: 1 - فتح ذات الياء مع قصرالبدل. ... 2 - فتح ذات الياء مع طول البدل. 3 - تقليل ذات الياء مع توسط البدل. ... 4 - تقليل ذات الياء مع طول البدل. ثانيا: ذات الياء مع اللين المهموز: إذا تقدمت ذات الياء على اللين المهموز مثل: {ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم} [سورة البقرة:29]. ففيها أربعة أوجه: 1 - فتح ذات الياء وتوسط اللين. ... 2 - فتح ذات الياء وطول اللين. 3 - تقليل ذات الياء وتوسط اللين. ... 4 - تقليل ذات الياء وطول اللين. وإذا تقدم اللين المهموز على ذات الياء مثل: {لا يقدِرُ على شيءٍ وهُوَ كَلٌّ على مولاه} [سورة النحل:86]. ففيها أربعة أوجه: 1 - توسط اللين وعليه الفتح ... 2 - توسط اللين وعليه التقليل. 3 - طول اللين وعليه الفتح ... 4 - طول اللين وعليه التقليل.

(¬1) اجتماع البدل مع ذوات الياء مع اللين المهموز مثل (وءاتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا) فيه ستة أوجه: 1 - قصر البدل مع فتح ذات الياء مع التوسط في اللين المهموز. 2 - التوسط في البدل مع تقليل ذات الياء مع التوسط في اللين المهموز. 3 - الطول في البدل مع فتح ذات الياء مع التوسط في اللين المهموز. 4 - الطول في البدل مع فتح ذات الياء مع الطول في اللين المهموز. 5 - الطول في البدل مع تقليل ذات الياء مع التوسط في اللين المهموز. 6 - الطول في البدل مع تقليل ذات الياء مع الطول في اللين المهموز. ويمتنع لورش: 1 - قصر البدل مع تقليل ذات الياء. 2 - توسط البدل مع فتح ذات الياء. 3 - الطول في اللين المهموز مع التوسط والقصر في البدل. ¬

(¬1) - مصري، الإستبرق في رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق. ص 93، وشرح النظم الجامع لقراءة الإمام نافع لعبد الفتاح (ص: 61).

المطلب الثامن: الراءات

المطلب الثامن: الراءات تفرد ورش بترقيق الراء إذا جاء قبلها كسرة أصلية أو ياء ساكنة من الكلمة نفسها، أو جاء قبلها ساكن قبله كسر، إذا أتت بعد كسرة لازمة سواء كانت الراء مفتوحة أم مضمومة منونة أم غير منونة (¬1). أمثلة للراء المفتوحة بعد كسر مباشر: {ناضرة}، و {ناظرة}، و {باسرة}، و {فاقرة} [سورة القيامة:22 - 23 - 24 - 25]، و {ساحران} [سورة طه:63]، و {ذِرَاعَيْهِ} [سورة الكهف:18]، و {الْمَقَابِرَ} [سورة التكاثر:2]، و {قَاصِرَاتُ} [سورة الصافات:48]، و {شَاكِراً} [سورة النساء:147]، و {مِرَاء} و {ظَاهِراً} [سورة الكهف22]. (¬2) والمضمومة بعد كسر مباشر: {وَتُعَزِّرُوهُ} {وَتُوَقِّرُوهُ} [سورة الفتح:9]، و {مُنذِرٌ} [سورة الرعد:7]، و {الْكَافِرُونَ} {سَاحِرٌ} كلاهما في [سورة ص:4]، و {الْخَاسِرُونَ} [سورة البقرة:27] وصلاً ووقفاً (¬3). ويرققها ولو فصل بين الكسر والراء ساكن في مثل كلمات: {ذِكْرَكَ} و {وِزْرَكَ} كلاهما في [سورة الشرح: 2 - 4]، و {إِكْرَاهَ} [سورة البقرة:256]، و {إِخْرَاجٍ} [سورة البقرة:240]، {وإِجْرَامِي} [سورة هود:35]. - أما إذا كان الحرف الفاصل متحركاً فلا ترقيق في الراء مثلا في كلمة ¬

(¬1) - الداني، التهذيب لما تفرد به كل واحد من القراء السبعة. ص41. (¬2) - ابن جزي الكلبي. المختصر البارع في قراءة الإمام نافع. ص89. (¬3) - الداني، التيسيرفي القراءات السبع. ص 55. وابن الجزري، النشر في القراءات العشرج1/ 90.

مستثنيات ورش من الراء المرققة

(الْكِبَرُ) فى قوله - عز وجل -: {عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ} [سورة الحجر:54]، وكلمة {الْخِيَرَةُ} [سورة القصص:68]، و [سورة الأحزاب:36] (¬1). - إذا أتت الراء بعد ياء ساكنة فإن ورشاً يرققها سواء كانت مفتوحةً أو مضمومةً، أو كانت الراء منونة أم غير منونة في مثل هذه الكلمات وصلاً ووقفاً - مثل {كَبِيرُهُمْ} [سورة يوسف80]، {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} [سورة العاديات: 3]، و {بَشِيراً}، و {وَنَذِيراً} كلاهما في [سورة البقرة:119]، {خَبِيرَاً}، و {بَصِيراً كلاهما في [سورة الإسراء:17]، {قَالُوا لَا ضَيْرَ} [سورة الشعراء:50]. مستثنيات ورش من الراء المرققة: · أولاً: إذا فصل بين الكسرة والراء أحد أحرف الاستعلاء التالية: الصاد والقاف والطاء. الأمثلة: أ - مع الصاد في: {إِصْراً} [سورة البقرة286]،و {إِصْرَهُمْ} [سورة الأعراف:157]، و {مِصْراً} [سورة البقرة:61] و {بِمِصْرَ} [سورة يونس:87]، و {مِّصْرَ} موضعين في [سورة يوسف:21، 99]. ب- مع الطاء في موضعين: {قِطْراً} [سورة الكهف:96] و {فِطْرَةَ} [سورة الروم:30]. ج- والقاف في موضع واحد: {وِقْراً} [سورة الذاريات:2] (¬2). · ثانياً: إذا أتت الراء قبل حرف من حروف الاستعلاء فإنه يفخمها، والواقع في ¬

(¬1) - القاضي، الوافي في شرح الشاطبية. ص 162. (¬2) - ابن الجزري، النشر في القراءات الشعر. ج/94.

القرآن الكريم من حروف الاستعلاء بعد الراء ثلاثة فقط - الضاد والطاء والقاف

القرآن الكريم من حروف الاستعلاء بعد الراء ثلاثة فقط - الضاد والطاء والقاف - الضاد في كلمتي {إعْرَاضاً} [سورة النساء:128]، و {إِعْرَاضُهُمْ} [سورة الأنعام:35]. - الطاء في كلمة {صِرَاطَ} [سورة الفاتحة:7]، و {الصِّرَاطِ} [سورة طه 13]، معرفاً ومنكراً كما جاء في القرآن. - القاف في كلمة {فِرَاقُ} [سورة الكهف:78]،و {الْفِرَاقُ} [سورة القيامة:28]، و {وَالْإِشْرَاقِ} [سورة ص:118]، أما كلمة (فرق) فاختلف فيها والمقدم برواية ورش التفخيم (¬1). ويستثنى من حروف الاستعلاء (الخاء) فإنها لا تمنع ترقيق الراء وإن كانت هي من حروف الاستعلاء وذلك في نحو {إِخْرَاجُهُمْ} [سورة البقرة:85]، و {إِخْرَاجاً} [سورة نوح:18]، {إِخْرَاجِكُمْ} [سورة الممتحنة:9]، فيقرؤها ورش بترقيق الراء (¬2). · ثالثاً: إذا تكررت الراء في آخر كلمة واحدة في مثل كلمات: {ضِرَاراً} [سورة البقرة231]، {فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً} [سورة الكهف:18]، {إِسْرَاراً} [سورة نوح:9]، {مِّدْرَاراً} [سورة الأنعام:6]، فخم الرائين تبعاً للراء الثانية ما عدا كلمة (¬3) {بِشَرَرٍ} [سورة المرسلات:32] فقد اتفق الرواة عن ورش بترقيق الراء الأولى وصلاً ووقفاً لأجل كسر الراء الثانية بعدها فهو ترقيق لترقيق (¬4). · رابعا: يفخم الراء من الأسماء الأعجمية ثلاثة - إبراهيم، إسرائيل، وعمران وذلك ¬

(¬1) - ابن القاصح، سراج القارئ. ص131. (¬2) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص 109. وميلودى، المختصر الجامع شرح الدرر اللوامع. 67. (¬3) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 56. (¬4) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 55. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 90

لأعجميتها، وقال الدكتور جاسر خليل: "إنها كلمة عربية، إنما منع من الصرف لأنه من وزن إفعاليل وليس لعجميته" (¬1). والراء في كلمة (إِرَم) من قوله تعالى {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [سورة الفجر:7] واختلفوا في عجمية (إِرَم) أيضا والراجح أنها مرققة (¬2). · خامساً: إذا كانت الكسرة عارضة مثل: {ارْجِعِي} [سورة الفجر:28]، و {ارْجِعُونِ} [سورة المؤمنون:99] (¬3). وله وجهان في كلمة {وَنُذُرِ} [سورة القمر:39]، عند الوقف عليها وهي التي جاءت منكرة في ستة مواضع بسورة القمر وكذلك كلمة {يَسْرِ} [سورة الفجر:4]، من حيث الترقيق والتفخيم ولكن أهل الأداء رجحوا الترقيق (¬4). واختلف عنه أيضا في كلمة {حَيْرَانَ} [سورة الأنعام:71]، فقد روى عنه التفخيم والترقيق (¬5). واختلف عنه أيضاً في ست كلمات منونة فتحاً من حيث التفخيم والترقيق وهي: {ذِكْراً} [سورة البقرة:200] و {سِتْراً} [سورة الكهف:90]، و {إِمْراً} [سورة الكهف:71]، {وِزْراً} [سورة طه100]، {وَصِهْراً} و {حِجْرا} وكلاهما في [سورة الفرقان:22،54]، ولكن التفخيم مقدم عند جمهور أهل الأداء، إلا في كلمة (ذكراً) وقد رجحوا فيها التفخيم (¬6). ¬

(¬1) - أبو صفية. جاسر خليل، معرب القرآن عربي أصيل. دار أجا، الرياض، ط1،1420هـ-2000م، ص37. (¬2) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 65. والمارغيني، النجوم الطوالع. ص 109. (¬3) - ابن جزي الكلبي، المختصر البارع في قراءة نافع. ص87. (¬4) - ... القاضي، الوافي في شرح الشاطبية. ص164. وميلودى، المختصر الجامع شرح الدرر اللوامع. ص67. (¬5) - ... القاضي، الوافي في شرح الشاطبية. ص 164. (¬6) - ... القاضي، الوافي في شرح الشاطبية. ص 117.

وفخم ورش الراء المكسورة كسراً أصلياًّ إذا أتت في آخر الكلمة في حالة الوقف وكان الحرف الذي قبلها مفتوحاً أو مضموماَ أو ساكناً مثال ذلك: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَر}، {لِّلْبَشَرِ} [سورة المدثر:35، و36]، و {وَالْقَمَرِ} [سورة الشمس:2]. والمكسورة بعد ضم مثل: {النُّذُرِ} [سورة النجم:56]، و {وَالزُّبُرِ} [سورة النحل:44]. والمكسورة بعد سكون مثل: {وَالْفَجْرِ}، {والعَشْرٍ} كلاهما في [سورة الفجر:1،2]، و {الْعَصْرِ} [سورة العصر:1] و {الْقَدْرِ} [سورة القدر:1]، وماعدا هذه الأماكن التي ذكرت فإن ورشاً يفخمها مثل الجميع (¬1). إذا اجتمع مد بدل مع كلمة يجوز في الراء وجهين مثل (ذكراً - ستراً - وزراً - صهراً- حجراً - إمراً) في آية واحدة كما في قوله تعالى: {يأيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا} ففي ذلك خمسة أوجه جائزة ووجه ممتنع وهي: - تفخيم راء ذكراً مع ثلاثة البدل ... - ترقيق راء ذكراً مع قصر البدل - ترقيق راء ذكراً مع طول البدل - ويمتنع توسط البدل مع ترقيق الراء (¬2) ¬

(¬1) - ... القاضي، الوافي في شرح الشاطبية. ص 174. (¬2) - ... المارغيني، النجوم الطوالع. ص 109.

المطلب التاسع: الإدغام الصغير

المطلب التاسع: الإدغام الصغير - أدغم ورش دال (قد) في الضاد والظاء في نحو قوله عز وجل: {فَقَدْ ضَلَّ} [سورة البقرة:108] وتقرأ) فَقَضَّلَ)، وقوله: {لَقَدْ ظَلَمَكَ} [سورة ص:24] وتقرأً (لَقظَّلَمَكَ). - أدغم (تاء التأنيث الساكنة) في الظاء نحو قوله عز وجل: {كَانَتْ ظَالِمَةً} [سورة الأنبياء11] وتقرأ: (كَانَظَّالِمَة) وقوله: {حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} وتقرأ: (حُرِّمَظُّهُورُهَا)، وقوله: {حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} وتقرأ: (حَمَلَظُّهُورُهُمَا) وكلاهما في [سورة الأنعام138 - 146]. - أدغم (الذال) الساكنة في (اتخذتم) كيف تصرفت مثل قوله عز وجل: {ثمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ} [سورة البقرة51] وتقرأ: (ثمَّ اتَّخَتُّم). - أدغم النون في الواو في قوله عز وجل: {يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} [يس:1 - 2] وتقرأ: {ياسيوَّالقرآن} في حالة الوصل فقط. - وله في قوله عز وجل: {ن وَالْقَلَمِ} [سورة القلم:1] وجهان الإظهار والإدغام، والإظهار مقدم أداء وتقرأ: {نونْ والقلم} في حالة الإظهار، وتقرأ: {نُو وَّالقلم} في حالة الإدغام، وكلاهما مع المد المشبع ست حركات. - له في قوله تعالى: {يلهث ذلك} [سورة الأعراف] الإظهار، وتقرأ: {يَلْهَثْ ذلِك} - له في قوله عز وجل: {اركب معنا} [سورة هود] الإظهار وتقرأ: (اركبْ مَعنا) (¬1). ¬

(¬1) - انظر: المتولي. فتح المعطي وغنية المقري. ص34. والقاضي، النظم الجامع. ص50. ومصري، الإستبرق في رواية ورش عن نافع. ص 70.

المطلب العاشر: ياءات الإضافة وهي ستة أقسام

المطلب العاشر: ياءات الإضافة وهي ستة أقسام أولاً: كل ياء إضافة بعدها همزة مفتوحة فإن ورشاً يفتحها (¬1): نحو قوله عز وجل: {إنى أخاف الله رَبَّ الْعَالَمِينَ} [سورة المائدة:28] ونحو: {إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [سورة القصص30]، إلا في سبعة مواضع هي: 1 - قوله - عز وجل -: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة:152]. 2 - قوله - عز وجل -: {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [سورة الأعراف:143]. 3 - قوله - عز وجل -: {وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} [سورة التوبة:49]. 4 - قوله - عز وجل -: {وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة هود:4]. 5 - قوله - عز وجل -: {فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً} [سورة مريم:43]. 6 - قوله - عز وجل -: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى} [سورة غافر:26]. 7 - قوله - عز وجل -: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [سورة غافر:60]. ثانيا: كل ياء إضافة بعدها همزة قطع مكسورة فإن ورشاً يفتحها (¬2). نحو {مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ} [سورة المائدة:28]، ونحوَ {ومَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِ} [سورة البقرة:249] إلا في تسعة مواضع يسكنها وهي 1 - قوله - عز وجل -: {قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [سورة الأعراف:14]. ¬

(¬1) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 145. (¬2) - الجنكي، الفارق بين روايتي ورش وحفص. ص59.

ثالثا: كل ياء إضافة بعدها همزة مضمومة فإن ورشا يفتحها

2 - قوله - عز وجل -: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [سورة يوسف33]. 3 - قوله - عز وجل -: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [سورة الحجر:36]. 4 - قوله - عز وجل -: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [سورة ص:79]. 5 - قوله - عز وجل -: {يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ} [سورة القصص:34] (¬1). 6 - قوله - عز وجل -: {وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ} [سورة غافر:41]. 7 - قوله - عز وجل -: {لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [سورة غافر:43]. 8 - قوله - عز وجل -: {أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ} [سورة الأحقاف:15] 9 - قوله - عز وجل -: {فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ} [سورة المنافقون:10]. ثالثاً: كل ياء إضافة بعدها همزة مضمومة فإن ورشاً يفتحها (¬2): نحو: {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ} [سورة المائدة:29] إلا موضعين هما: 1 - قوله - عز وجل -: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة:152]. 2 - قوله - عز وجل -: {قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} [سورة الكهف:96]. رابعاً: كل ياء إضافة بعدها لام التعريف فإن ورشا يفتحها حيث وقعت نحو قوله - عز وجل -: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [سورة البقرة: 258]. ¬

(¬1) -انظر: ابن جزي الكلبي. المختصر البارع في قراءة نافع. ص108. والقاضي، النظم الجامع لقراءة نافع. ص75. (¬2) - الجكني، الفارق بين روايتي ورش وحفص. ص60.

خامسا: كل ياء إضافة بعدها همزة وصل فإن ورشا يفتحها

خامساً: كل ياء إضافة بعدها همزة وصل فإن ورشاً يفتحها: نحو قوله: {إن قومي اتخذوا} إلا ثلاثة مواضع هي: 1 - قوله: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي} [سورة الأعراف144]. 2 - قوله - عز وجل -: {هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [سورة طه:310،30]. 3 - قوله - عز وجل -: {لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} [سورة الفرقان:27]. سادساً: يفتح ورش ياءات الإضافة إذا لم يأت بعدها همزة في هذه المواضع فقط: - قوله - عز وجل -: {أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} [سورة البقرة:125]. - قوله - عز وجل -: {فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ} [سورة آل عمران:20]. - قوله - عز وجل -: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي} [سورة الأنعام:79]. - قوله - عز وجل -: {ومماتيَ لله رب العالمين} [سورة الأنعام:162]. - قوله - عز وجل -: {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [سورة طه:18]. - قوله - عز وجل -: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ} [سورة الحج:26]. - قوله - عز وجل -: {وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الشعراء:118]. - قوله - عز وجل -: {وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة يس:22]. - قوله - عز وجل -: {وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِيَ فَاعْتَزِلُونِ} [سورة الدخان:21]. - قوله - عز وجل -: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [سورة الكافرون:6].

- وله في كلمة (محياي) في قوله - عز وجل - {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ} [سورة الأنعام:162] وجهان الفتح والإسكان. والمقدم أداءً هو الإسكان وإذا قرأت بالإسكان فلا بد من مد الألف مداً مشبعاً لأجل الساكنين (¬1). ¬

(¬1) - القاضي، النظم الجامع لقراءة نافع. ص 75. والعلمي، خالد بن محمد، وسيد لاشين أبو الفرج. تقريب المعاني، شرح حرز الأماني في القراءات السبع. مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع، المدينة المنورة- السعودية، الطبعة: الرابعة، 1421 هـ. ص166.

المطلب الحادي عشر: ياءات الزوائد

المطلب الحادي عشر: ياءات الزوائد سميت بياءات الزوائد لأنها زائدة في رسم المصحف الإمام وما استنسخ منه أي لم يرسمن فيها (¬1) وأنها تكون في الأسماء والأفعال والحروف ولا تكون في الحروف بخلاف ياءات الإضافة فإنها تأتي في الأسماء والأفعال والحروف كما تقدم، والخلاف في ياءات الزوائد دائرة بين الحذف والإثبات وأما ياءات الإضافة فالخلاف دائر فيها بين الفتح والإسكان كما أن ياءات الزوائد تكون أصلية وزائدة، بخلاف ياءات الإضافة، فإنها لاتكون إلا زائدة (¬2). منهج ورش في ياءات الزوائد: أثبت ورش سبعاً وأربعين ياءاً زائدة في حالة الوصل في إحدى وعشرين سورة من سور القرآن الكريم وهي: 1 - {الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [سورة البقرة:186]. 2 - {وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل} [سورة آل عمران:20]. 3 - {فَلاَ تَسْأَلْنِ}، {يَوْمَ يَأْتِ} كلاهما في [سورة هود:150،46]. 4 - {الْمُهْتَدِ}، {يَهْدِيَنِ}، {يُؤْتِيَنِ}، {نَبْغِ}، {تُعَلِّمَنِ} كلها في [سورة الكهف 17،24، 5 - {وَعِيدِ} [سورة إبراهيم:14]. 6 - {الدُّعَاء} [سورة إبراهيم:39]. ¬

(¬1) - ويشار إليها في المصاحف التي برواية ورش في آخر الكلمة المزادة فيها بياء صغيرة مقلوبة وبحجم أصغر من الحروف التي كتب المصحف بها. انظر: القاضي، النظم الجامع لقراءة نافع. ص81. (¬2) - الضباع، إرشاد المريد إلى مقصود القصيد. ص133.

7 - {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ} [سورة طه:93]. 8 - {أَخَّرْتَنِ} [سورة الإسراء: 62] (¬1). 9 - {نَكِيرِ}، {الْبَادِ} كلتاهما في [الحج:25، 44]. 10 - {الَ أَتُمِدُّونَنِ}، {فَمَا آتَانِيَ اللهَ} كلتاهما في [سورة النمل:36] تفتح الياء في الكلمة الأخيرة وصلاً وتحذف {يُكَذِّبُونِ} وقفاً (¬2). 11 - {كَالْجَوَابِ}، {نَكِيرِ} [سورة سبأ13 - 45]. 12 - {نَكِيرِ} [سورة فاطر:26]. 13 - {يُنقِذُونِ} [سورة يس:23]. 14 - {لَتُرْدِينِ} [سورة الصافات:56]. 15 - {التَّلَاقِ}، {التَّنَادِ} كلتاهما في [سورة غافر:15، 32]. 16 - {الْجَوَارِ} [سورة الشورى:32]. 17 - {تَرْجُمُونِ}، {فَاعْتَزِلُونِ} [سورة الدخان: 20، 12]. 18 - {وَعِيدِ}، {الْمُنَادِ}، {وَعِيدِ} كلها [سورة ق:14،41، 45]. 19 - {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ}، {إِلَى الدَّاعِ} [سورة القمر: 8، 6]، وكلمة {نذر} في ستة مواضع في هذه السورة. 20 - {نَكِيرِ}، {نَذِيرِ} [سورة الملك:17، 18]. 21 - {يَسْرِ}، {الْوَادِ}، {أَكْرَمَنِ}، {أَهَانَنِ}، [سورة الفجر 16،15،9،4] (¬3). ¬

(¬1) - المتولي، فتح المعطي وغنية المقري، ص47. وابن الجزري، النشر في القراءات. ج1/ 135. (¬2) - العلمي، تقريب المعاني في شرح حرز الأماني في القراءات السبع، ص166. (¬3) -المتولي، فتح المعطي وغنية المقري، ص47. وابن الجزري. النشر في القراءات. ج1/ 135.

المطلب الثاني عشر: الروم والإشمام

المطلب الثاني عشر: الروم والإشمام (¬1) أشم ورش كسرة السين فأتى بها مشربة شيئاً من الضم في ثلاثة مواضع: الأول: في كلمة {سِيءَ بِهِمْ} [سورة هود:77]. الثاني: {سِيءَ بِهِمْ} [سورة العنكبوت:3]. الثالث: {سِيئَتْ} [سورة الملك:27]. أما كلمة {تَأْمَنَّا} [سورة يوسف:11]، فله فيها الإشمام أو الاختلاس كسائر القراء (¬2). ¬

(¬1) - ذكر الثعالبي: أن الروم والإشمام لم تأت فيهما رواية عن نافع وإنما هو استحسان من الشيوخ. انظر: ميلودي، المختصر الجامع. ص83. والمارغيني، النجوم الطوالع. ص122. (¬2) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص 151.

المبحث الثاني أصول رواية حفص عن عاصم

المبحث الثاني أصول رواية حفص عن عاصم وفيه عشرة مطالب: المطلب الأول: منهج حفص في الاستعاذة والبسملة المطلب الثاني: منهج حفص في هاء الكناية المطلب الثالث: منهج حفص في ميم الجمع المطلب الرابع: منهج حفص في الإدغام المطلب الخامس: منهج حفص في المد والقصر المطلب السادس: مذهب حفص في الهمز المفرد والمجتمع مع غيره المطلب السابع: مذهب حفص في الإمالة والتسهيل والسكت وفي بعض الكلمات المطلب الثامن: منهج حفص في تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل المطلب التاسع: منهج حفص في الراء المطلب العاشر: منهج حفص في ياءات الإضافة والياءات الزوائد

المطلب الأول: منهج حفص في الاستعاذة والبسملة

المطلب الأول: منهج حفص في الاستعاذة والبسملة أولاً: الاستعاذة: هي مستحبة عند الجمهور في أول كل قراءة سواء ابتدأ القارئ التلاوة من أول السورة أو في أجزائها (¬1). ثانياً: البسملة: البسملة واجبة في أول كل سورة، سوى سورة براءة (التوبة)، وللقارئ الخيار في وسط السورة، إن شاء بسمل وإن شاء ترك البسملة، والأفضل أن يبسمل تبركاً بها. قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (كُلُّ كَلاَمٍ أو أَمْرٍ ذي بَالٍ لاَ يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللَّهِ عز وجل فَهُوَ أَبْتَرُ أو قال أقطع) (¬2). للقارئ الخيار في الجمع بين الاستعاذة والبسملة وأول السورة أو تفريقها وذلك في أربعة أوجه: وصل الجميع، قطع الجميع، وصل الاستعاذة بالبسملة دون تنفس وقطعهما عن أول السورة، الوقف على الاستعاذة ووصل البسملة بأول السورة بنفس واحد. أ- وصل الجميع: أي الاستعاذة والبسملة وأول السورة نفس واحد، مثال ذلك: {أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. ب- قطع الجميع: كل صيغة منها بنفس، مثال ذلك: {أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. جـ- وصل الاستعاذة بالبسملة بنفس وقطعهما عن أول السورة، مثال ذلك: {أعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. د - قطع الاستعاذة بنفس، ووصل البسملة بأول السورة بنفس، مثال ذلك: {أعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. مذهب حفص في البسملة بين السورتين: للبسملة بين السورتين أربعة أوجه، ثلاثة منها جائزة، ووجه ممتنع: 1 - الأوجه الجائزة: وصل الجميع، قطع الجميع، قطع آخر السورة ووصل البسملة بأول السورة. أ - وصل الجميع: أي وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة بنفس واحد، مثال ذلك: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. ¬

(¬1) - القيسي، مكي بن أبي طالب. كتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها. ج1/ص7 (¬2) - أخرجه أحمد في مسنده عن أبي هريرة، ج2/ص359.

مذهب حفص في البسملة بين السورتين

ب - قطع الجميع: أي الإتيان بكل صيغة منها بنفس، مثال ذلك: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. جـ - قطع آخر السورة ووصل البسملة بأول السورة، مثال ذلك: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. مذهب حفص في البسملة بين السورتين: للبسملة بين السورتين أربعة أوجه، ثلاثة منها جائزة، ووجه ممتنع: 1 - الأوجه الجائزة: وصل الجميع، قطع الجميع، قطع آخر السورة ووصل البسملة بأول السورة. أ-وصل الجميع: أي وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة بنفس واحد، مثال ذلك: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. ب- قطع الجميع: أي الإتيان بكل صيغة منها بنفس، مثال ذلك: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. ج-قطع آخر السورة ووصل البسملة بأول السورة، مثال ذلك: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}. 2 - الوجه الممتنع: - أما وصل آخر السورة بالبسملة، وقطعهما عن أول السورة، فلا يجوز مثال ذلك: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}.

وذلك لأن البسملة للافتتاح لا للاختتام وحتى لا يظن القارئ بأن البسملة جزء من السورة السابقة (¬1). لا خلاف بين القراء في ترك البسملة في أول سورة التوبة بل يكتفي القارئ بالاستعاذة فقط وإذا وصلها بآخر سورة الأنفال فله ثلاثة أوجه: (¬2). أ- وصل آخر سورة الأنفال ببراءة دون سكت أو تنفس، مثال ذلك: {إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} ختام الأنفال وأول براءة. ب- السكت بينهما بقدر حركتين دون تنفس، مثال ذلك: {إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ س بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ}. جـ- الوقف بينهما بتنفس، مثال ذلك: {إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} {بَرَاءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} (¬3). ¬

(¬1) - محمد عصام مفلح القضاة وآخرون. الواضح في أحكام التجويد ص 24. مصري، محمد نبهان بن حسين. المذكرة في التجويد رواية الإمام حفص من طريق الشاطبية .. ص9. (¬2) - انظر: ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج1/ص 63، ابن الجزري. النشر في القراءات السبع. ج1/ 204. والضباع، إرشاد المريد إلى مقصود القصيد. ص 33. (¬3) - القاضي، الوافي في شرح الشاطبية. ص50.

المطلب الثاني: منهج حفص في هاء الكناية

المطلب الثاني: منهج حفص في هاء الكناية هاء الكناية لها أربع حالات: 1 - أن تقع بين ساكنين مثاله: {إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [سورة المائدة:18]، {من خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} [سورة البقرة:197]، فإن حفصاً يقصر الهاء ولا يمدها ألبته (¬1). 2 - إذا كان قبلها متحرك وبعدها ساكن مثل قوله - عز وجل -: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ} [سورة الشورى:32]، فإنه أيضا يقصر الهاء. 3 - أن تقع بين متحركين فإنه يصل الهاء بواو في حالة الضم نحو قوله - عز وجل -: {لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ} [سورة البقرة:107] وبياء في حالة الكسر نحو قوله: - عز وجل - {بِعِبَادِهِ بَصِيراً} [سورة فاطر:45] (¬2) وتسمى مد الصلة الصغرى، واستثنى ثلاث كلمات: أ- هاء (أرجه) من قوله - عز وجل -: {قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} سورة الأعراف:111]، و [سورة الشعراء:36]. ب- هاء (فألقه) من قوله - عز وجل -: {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} [سورة النمل:28]،ويقرؤها حفص في الكلمتين بإسكان الهاء، وهذا استثناء من الصلة الكبرى. ج- هاء (يرضه) من قوله - عز وجل -: {يَرْضَهُ لَكُمْ} [سورة الزمر:7]، ويقرؤها حفص بالضمة الكاملة من غير صلتها بواو (¬3). . ¬

(¬1) - القاضي، الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع. ص56. (¬2) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج1/ 95. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ 496. وابن القاصح سراج القارئ. ص 100. (¬3) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص145. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ 498.

4 - أن يقع قبلها ساكن وبعدها متحرك فإن حفصاً يقرؤها دون صلة الهاء سواء كان قبلها حرف لين نحو قوله - عز وجل -: {اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ} [سورة النحل121]، {عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ} [سورة النور:54]، أو غير حرف لين في نحو قوله - عز وجل -: {منه}، و {عنه}، و {لدنه} (¬1)، وانفرد حفص عن القراء بضم ما قبله ياء ضمةً دون مد في حرفين: {عَلَيْهُ اللَّهَ} [سورة الفتح:10]، {وَمَا أَنسَانِيهُ} [سورة الكهف:63]. وله الصلة الصغرى في كلمة واحدة هي قوله - عز وجل -: {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً} [سورة الفرقان:69] فإنه يصلها بياء بمقدار حركتين على غير القياس عنده موافقاً مذهب ابن كثير المكي. إذا وقع بعد هاء الكناية همزة فإنها تلحق بالمنفصل وتمد أربع أو خمس حركات على حسب منهج حفص في مد المنفصل وتسمى الصلة الكبرى نحو قوله - عز وجل -: {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [سورة آل عمران:75]، كما يلحق أيضا بهاء الكناية هاء اسم الإشارة (¬2) نحو قوله - عز وجل -: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ} [سورة المزمل:19]، {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً} [سورة الأنبياء:92]، إلا إذا وقع بعدها ساكن فيمتنع الصلة نحو قوله - عز وجل -: {هَذِهِ الْأَنْهَارُ} [سورة الزخرف:51] (¬3). ¬

(¬1) - ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ 498. (¬2) - الداني، التهذيب لما تفرد به كل واحد من القراء السبعة. ص125. وله، التيسير في القراءات السبع. ص351. (¬3) - زلط، محمود رأفت بن حسن. الفوائد الجلية شرح المقدمة الجزرية، ص117. القضاة، محمد عصام مفلح، وآخرون. الواضح في أحكام التجويد. دار النفائس، الأردن -عمان الطبعة الرابعة، 1424هـ-2003م، ص95.

المطلب الثالث: منهج حفص في ميم الجمع

المطلب الثالث: منهج حفص في ميم الجمع لميم الجمع أربع حالات: أولا: إذا وقعت قبل متحرك فإن حفصاً يسكنها وصلاً ووقفاً مثل قوله عز جل: {عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ}، {عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [سورة الفاتحة/7]، و {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [سورة المائدة:105] (¬1). ثانياً: إذا وقعت قبل ساكن فإن حفصاً يضمها في حالة الوصل مثل قوله عز وجل: {وجعل مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ} [سورة المائدة:60] أما إذا وقف عليها، فله إسكان الميم. ثالثاً: إذا كان قبل ميم الجمع هاء مسبوقة بياء نحو: {عليهم الذلة} أو مسبوقة بكسرة نحو {في قلوبهم} فله في هذه الهاء الكسرة، مع ضم ميم الجمع (¬2) رابعاً: وإن كان غير هذه الحالات فله في ميم الجمع الضم نحو: {مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة آل عمران:110] (¬3). ¬

(¬1) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج1/ 99. (¬2) - الجكني، الفارق بين رواية حفص وورش. ص 11. (¬3) - ابن القاصح، سراج القارئ. ص67.

المطلب الرابع: منهج حفص في الإدغام

المطلب الرابع: منهج حفص في الإدغام وهو قسمان كبير وصغير: أ- الإدغام الكبير: هو إدغام حرف متحرك بمتحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً. مثل: {جَعَلَ لَكُمُ} [سورة البقرة:22]، وينقسم إلى ثلاثة أقسام: متماثل، ومتجانس، ومتقارب، وليس لحفص قراءة في جميع أقسامه، ولكن وافق سائر القراء مع وجوب الإشمام أو الاختلاس في قوله - عز وجل -: {لاَ تَأْمَنَّا} [سورة يوسف:11]، كما قرأها بالإدغام المحض في قوله: {تَأْمُرُونِّي} [سورة الزمر:64]، وقوله: {مَا مَكَّنِّي} [سورة الكهف:95] (¬1). ب- الإدغام الصغير: وهو التقاء حرف ساكن بحرف متحرك حيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً، وله ثلاثة أسباب: متماثل، ومتجانس، ومتقارب. 1 - المتماثل: هو اتحاد الحرفين مخرجاً وصفةً، وقد اتفق حفص وورش في المتماثل، والأمثلة: {رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ} [سورة البقرة:16]، {قَد دَّخَلُواْ} [سورة المائدة:61]، {يُدْرِككُّمُ} [سورة النساء:78]، {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ} [سورة الأنعام:50]، {اضْرِب بِّعَصَاكَ} [سورة البقرة:60]، وله في قوله - عز وجل -: {مَالِيهْ هَلَكَ} [سورة الحاقة:28،29] وجهان: السكت مع الإظهار، أو الإدغام. والسكت هو المقدم أداءً (¬2). ¬

(¬1) - هذا ما روي عن حفص باعتبار أصل هذه الكلمات وليس كما كتب في المصاحف بنون واحدة، وأصل هذه الكلمات: (تأمننا) (تامرونني)، (مكنني). انظر: الضباع، الإضاءة في أصول القراءات. ص58. ومصري، المذكرة في التجويد رواية الإمام حفص عن طريق الشاطبية. ص62. (¬2) - الضباع، الإضاءة في أصول القراءات. ص59. القضاة، الواضح في أحكام التجويد. ص61.

2 - المتجانس هو: اتحاد الحرفين مخرجا واختلافهما صفةً، وأدغم حفص المتجانس في الحروف الآتية: - ت د مثل: {قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا} [سورة يونس:89]، فتقرأ: (أجيبدَّعوتكما). - د ت مثل: {قَد تَّبَيَّنَ} [سورة البقرة:256]، فتقرأ: (قتَّبَيَن). - ث ذ مثل: {يَلْهَث ذَّلِكَ} [سورة الأعراف:176]، فتقرأ: (يلهذَّلك). - ذ ظ مثل: {إِذ ظَّلَمُواْ} [سورة النساء:64]، فتقرأ: (إِظَّلَموا). - ت ط مثل: {وَدَّت طَّآئِفَةٌ} [سورة آل عمران:69]، فتقرأ: (وَدَّطَّآئِفَةٌ). - ط ت مثل: {بَسَتَّ إِلَيَّ} [سورة المائدة:28]، فتقرأ: (بَسَطّت إِلَيَّ) - ب م مثل: {ارْكَب مَّعَنَا} [سورة هود:42]، فتقرأ: (ارْكمَّعَنا). 3 - المتقارب هو: تقارب الحرفين مخرجاً وصفةً، وأدغم حفص المتقارب في: - ل ر مثل: {وَقُل رَّبِّ} [سورة الإسراء:24]، فتقرأ: (وقُرَّب). - ق ك في قوله: {أَلَمْ نَخْلُقكُّم} [سورة المرسلات:20]، فتقرأ: (أَلمْ نَخْلكُّم). - ن يرملون مثل قوله: {فَمَن يَعْمَلْ} [سورةالأنبياء:94]، فتقرأ: (فَمَيَّعْمَلْ). لام التعريف في حروفه الشمسية عدا اللام مثل: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [سورة الشمس:1] (¬1) ¬

(¬1) - شكري، أحمد خالد، وآخرون. المنير في أحكام التجويد. إعداد لجنة التلاوة في جمعية المحافظة على القرآن الكريم، المطابع المركزية، عمان0 الأردن، الطبعة الرابعة، 1426هـ-2005. ص 164.

المطلب الخامس: منهج حفص في المد والقصر

المطلب الخامس: منهج حفص في المد والقصر أولاً: المد الطبيعي (الأصلي): وهو الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به، مثل (قال، قيل قولوا) فإن حفصا يمده بمقدار حركتين (¬1). المدود التي ألحقت بالمد الطبيعي من حيث مقدار المد وهو حركتان: وليس لحفص فيها إلا القصر: 1. مد البدل: نحو قوله - عز وجل -: {آَمَنُوا}، {أُوتُوا}، {إِيمَانَا} وإذا وقع حرف المد بين همزتين يمد مداً متصلاً ويلغى البدل عملاً بأقوى السببين، مثل {بُرَآؤ} [سورة الممتحنة:4]، {وَلا آمِّينَ} [سورة المائدة:2]، {فَلَمَّا رَأَى} [سورة هود:70] (¬2). 2. مد العوض: نحو قوله - عز وجل -: {أَفْوَاجاً} [سورة النصر:2] {تَوَّاباً}، {رَّحِيماً} [سورة النساء:16] عند الوقف على الحرف المنون تنوين فتح باستثناء التاء المربوطة (¬3). 3. مد الصلة الصغرى، نحو قوله - عز وجل -: {إِنَّهُ هُوَ} [سورة البقرة:37] {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ} [سورة الروم:22] (¬4). 4. مد التمكين: نحو قوله - عز وجل -: {إذا حُيِّيْتُم} [سورة النساء:86]، {يَلْوُونَ} [سورة آل عمران:78]، {يُحْيِي وَيُمِيتُ} [سورة الحديد:2]، {فِي يُوسُفَ} [سورة يوسف:7]. ¬

(¬1) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 246. (¬2) - المرصفي، عبد الفتاح السيد عجمي. هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري. المدينة المنورة-السعودية، دار الفجر الإسلامية، ط2، 2005م، ج/ ص334. (¬3) - المرصفي، هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري. ج/ ص305.مصري، المذكرة في التجويد. ص 29. (¬4) - العلمي، تقريب المعاني في شرح حرز الأماني في القراءات السبع. ص71.

وألفات في هجاء أحرف (حي طهر) من فواتح السور وتمد بمقدار حركتين أيضاً: أمثلته: (حا) عند {حم}، (يا) عند {يس}، (طا) عند {طه، وطس}، (را) عند {الر والمر}، و (ها، يا) عند {كهيعص} (¬1). ثانياً: المد الفرعي, وهو الذي يمد بسبب الهمزة كالمد المتصل، والمنفصل، والصلة الكبرى، أو بسبب السكون كالمد اللازم والعارض السكون. قرأ حفص مدي المتصل والمنفصل والصلة الكبرى بالتوسط أي أربع حركات وهو المقدم أداءً، وهو المختار عند الشاطبي (¬2)، أو خمس حركات، ويسمى بفويق التوسط وهو المذكور عند الإمام الداني في التيسير (¬3). * ومن الأمثلة على المد المتصل: {جَاء}، {النِّسَاء}، {الغائط}، {مَاء}، في قوله: {أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الغائط أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً} [سورة النساء:43]، {وَجِيءَ} في قوله - عز وجل -: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} [سورة الفجر:23]، {أُوْلَئِكَ} {سُوءُ} في قوله - عز وجل - {أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ} [سورة الرعد:18]. * ومن الأمثلة على المد المنفصل: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة:152] {وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ} [سورة البقرة:275]، {قُولُواْ آمَنَّا} [سورة البقرة136]، {إِلَى إِبْرَاهِيمَ} [سورة البقرة:136]، {فِي أَنْفُسِهِمْ} [سورة المائدة:52]. ¬

(¬1) - انظر: المرصفي، هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري. ج1/ 271 - 274، ولم أدخل في التفاصيل طلباً للاختصار وهو مبسوط في كتب التجويد، وقد سبق تعريفه في مبحث المصطلحات. انظر: ص 26. (¬2) - القاضي، الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع. ص59. والمرصفي، هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري. ج1/ 84. والعلمي، تقريب المعني في شرح حرز الأماني فى القراءات السبع. ص 66. (¬3) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص147. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ 498.

منهج حفص في الألفات التي تثبت وقفا وتسقط وصلا

ثالثاً: المد بسبب السكون أصلياً كان أم عارضاً: · قرأ حفص المد اللازم: وهو المد الناشئ عن السكون الأصلي بقسميه: الكلمي المثقل والمخفف (¬1)، والحرفي (¬2) المثقل والمخفف بست حركات متفقاً في ذلك مع ورش وغيره من القراء (¬3). · قرأ حفص المد العارض للسكون بالقصر والتوسط والطول نحو الوقف على قوله - عز وجل -: {العالمين}، وإذا كان متصلاً بالهمزة لا يجوز قصره وذلك لقوة الهمز بعده نحو قوله - عز وجل -: {النساء} ((¬4) حالة الوقف، ويسمى المد المتصل العارض للسكون ويمد 4 أو 5 أو 6 حركات. · قرأ حفص مد اللين بالقصر والتوسط والطول كالعارض للسكون في حالة الوقف، نحو قوله - عز وجل -: {وَالصَّيْفِ} [سورة قريش:2]، {شَيْءٍ} [سورة البقرة:2]، ولا مد في اللين وصلاً ((¬5). · منهج حفص في الألفات التي تثبت وقفاً وتسقط وصلاً: سبع ألفات تَثبت وقفاً وتسقط وصلاً وهي ثابتة رسماً: وعلامتها في المصحف صفر مستطيل (o) فوق الألف، وتعرف بالألفات السبع. أولاً: ألف (أنا) أينما وردت في القرآن الكريم، مثل قوله - عز وجل -: {إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ} [سورة الكهف:110]، فتقرأ: (أنَ بشر) ووقفاً (أنَا. بَشَرٌ). فيوقف عليها بالألف ¬

(¬1) - مثال الكلمي المثقل (الصاخة) والمخفف (الآن) انظر ص 70. (¬2) - مثال الحرفي المثقل (الم) والمخفف) (ق) (ن) انظر ص 71. (¬3) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 249، الفارق بين رواية حفص وورش. (¬4) - المرصفي، هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري. ص 314. (¬5) - مصري، المذكرة في التجويد. ص36.

مداًّ طبيعياًّ، وكذالك في الألفات السبع وفي كلمات (أنا) في القرآن كلها. ثانياً: ألف (لَّكِنَّا) في قوله - عز وجل -: {لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} [سورة الكهف:38] فتقرأ: (لكنَّ هو الله) وصلاً، و (لكنَّا. هو الله) وقفاً. ثالثاً: ألف (الظُّنُونَا) في قوله - عز وجل -: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} [سورة الأحزاب:10]، فتقرأ: (الظنونَ هُنالك) وصلاً (الظنونَا. هنالك) وقفا. رابعاً: ألف (الرَّسُولَا) في قوله - عز وجل -: {وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} [سورة الأحزاب: 66]، فتقرأ: (الرسولَ وقالوا) وصلاً، و (الرسولا. وقالوا) وقفاً. خامساً: ألف (السَّبِيلَا) في قوله - عز وجل -: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} [سورة الأحزاب:67]، فتقرأ: (السبيلَ ربنا) وصلاً و (السبيلا. ربنا) وقفاً. سادساً: ألف (سَلَاسِلَا) في قوله - عز وجل -: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالاً} [سورة الإنسان:4]، فتقرأ: (سَلاسِلَ وأغلالا) وصلاً وله حالة الوقف وجهان: أإثبات الألف مع المد بمقدار حركتين فتقرأ (سلاسلا). ب حذف الألف والوقف على اللام الساكنة فتقرأ) سلاسلْ) والوجه المقدم أداء حذف الألف وقفا (¬1). سابعاً: ألف (قَوَارِيرَاْ) الموضع الأول في قوله - عز وجل -: {كانت قَوَارِيرَا} [سورة الإنسان:15]، فتقرأ: (قواريرَ قوارير) وصلاً، و (قواريرَا) وقفاً (¬2). ¬

(¬1) - الضباع، محمد علي. صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص. مطبعة مصطفى البابي الحلبي، وأولاده، مصر الطبعة الأولى 1346هـ. ص25. (¬2) - وابن يالوشة، محمد علي، الفوائد المفهمة في شرح الجزرية. ص26.ومحمود رأفت بن حسن زلط. الفوائد الجلية شرح المقدمة الجزرية. مؤسسة قرطبة للطبع والنشر والتوزيع، مصر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1426هـ -2005 م. ص25.

المطلب السادس: مذهب حفص في الهمز المفرد والمجتمع مع غيره

المطلب السادس: مذهب حفص في الهمز المفرد والمجتمع مع غيره قرأ حفص بتحقيق الهمز المفرد والمزدوج في جميع القرآن عدا {ءَأَعْجَمِيٌّ} [سورة فصلت:44] فإنه رواها بتسهيل الثانية، وإذا سبقت همزة الاستفهام همزة ال التعريف في قوله - عز وجل -: {آلذَّكَرَيْنِ} في موضعي [الأنعام:143 - 144]، وفي قوله {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة النمل:59]، و [سورة يونس:59]، وقوله {آلآنَ} في موضعي [سورة يونس:51،91]. وله في هذه الكلمات الثلاث وجهان: * أحدهما: التسهيل أي جعلها بين الهمزة والألف. * وثانيهما: إبدالها ألفاً خالصة مع المد المشبع ست حركات للساكن الأصلي بعد الألف وهو من أنواع المد اللازم، ويسمى مد الفرق ((¬1). ¬

(¬1) - مصري، محمد نبهان. المذكرة في التجويد. ص36.

المطلب السابع: مذهب حفص في الإمالة والتسهيل والسكت وفي بعض الكلمات

المطلب السابع: مذهب حفص في الإمالة والتسهيل والسكت وفي بعض الكلمات أمال حفص إمالةً كبرى الألفَ في كلمة {مَجْر (ـهَا} في قوله - عز وجل -: {بِسْمِ الله مَجْر (ـهَا} [سورة هود:41]، ويلزم من إمالة الألف ترقيق الراء، ولا يميل غيره في القرآن كله. وسهل حفص همزة القطع في كلمة {أَأَعْجَمِيٌّ} [سورة فصلت:44]، ولا يسهل همزة القطع قولاً واحداً في غيرها (¬1). * ومما انفرد به حفص عن القراء السبعة: السكت في أربعة مواضع في القرآن الكريم: 1 - على ألف {عِوَجَا} من قوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا. قَيِّماً} [سورة الكهف:1،2]. 2 - على ألف {مَّرْقَدِنَا} من قوله: {من مَّرْقَدِنَا}، {هَذَا} [سورة يس:52]. 3 - على كلمة {مَنْ} في قوله: {وَقِيلَ مَنْ}، {رَاقٍ} [سورة القيامة:27]. ¬

(¬1) - الضباع، الإضاءة في أصول القراءات. ص60. والجكني، الفارق بين رواية حفص وورش. ص 53.

4 - على كلمة {بَلْ} من قوله: {كَلَّا بَلْ رَانَ} [سورة المطففين:14] (¬1). * ومنهج حفص في (يبسط، بسطة): تكتبان بالصاد وتقرآن بالسين فى موضعين: الأول: {يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [سورة البقرة:245]، فتقرأ: (يبسط). قولاً واحداً. الثاني: {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بصْطَةً} [سورة الأعراف:69]، فتقرأ: (بسطة)،قولاً واحداً. أما قوله تعالى: {أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ} [سورة الطور:37] فتكتب بالصاد وتقرأ بالسين والصاد، فتقرأ (المسيطرون، المصيطرون). وأما قوله تعالى: {لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} [سورة الغاشية:22] تكتب بالصاد وتقرأ بالصاد، قولاً واحداً. ¬

(¬1) - الداني، التهذيب لما تفرد كل واحد من القراء السبعة. ص125. وله، التيسير. ص 142. تنبيه: يجوز الوقف على {عِوَجَا}،لأنه رأس آية وكذلك عند قوله - عز وجل - {من مَّرْقَدِنَا} لأنها نهاية قول الكفار ولكونها وقفاً تاماً كما يجوز وصلها بسكت بما بعدها، ولكن لايجوز الوقف على كلمة (مَنْ) من {مَنْ رَاقٍ} ولا على (بل) من {بَلْ رَانَ} لأنهما ليسا موضعي وقف، وإنما يجب السكت عليهما مع الإظهار كما ورد في رواية حفص. انظر: مصري، المذكرة في التجويد. ص 91.

المطلب الثامن: منهج حفص في تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل

المطلب الثامن: منهج حفص في تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل يحرك حفص الحرف الساكن قبل همزة الوصل منعاً لالتقاء الساكنين بالكسر في نحو قوله - عز وجل -: {أَنِ اضْرِب} [سورة الأعراف:160]. فتقرأ: (أَنِضْرِب). وقوله - عز وجل -: {قَالَتِ اخْرُجْ} [سورة يوسف:31]، فتقرأ: (وقَالَتِخْرُجْ). وكذلك يحرك التنوين بالكسرة إذا سبق همزة الوصل نحو قوله - عز وجل -: {اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} [سورة الإخلاص:1] فتقرأ: (أحدُنِ الله)، و {مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ اللَّهُ} [سورة الجاثية:11، 12] فتقرأ: (أليمُنِ الله) (¬1). ¬

(¬1) - الدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ 132. ومصري، المذكرة في التجويد. ص71.

المطلب التاسع: منهج حفص في الراء

المطلب التاسع: منهج حفص في الراء للراء حالتان: غير متطرفة وهي التي تقع في أول الكلمة أو في أوسطها، ومتطرفة وهي التي تقع في آخر الكلمة. أولاً: تفخيم الراء غير المتطرفة، وذلك في المواضع التالية: 1 - إن كانت مفتوحة مثل: {ضَرَبَ، شَجَرةٍ} [سورة إبراهيم:24]، {أَخْرَجَ} [سورة النازعات:31]. 2 - إذا كانت مضمومة مثل: {كَفَرُواْ، الرُّعْبَ} [سورة آل عمران151]، {رُزِقُواْ} {رُزِقْنَا} [سورة البقرة:25]. 3 - إذا كانت ساكنة وما قبلها مفتوح: مثل: {وَالْأَرْضَ}، {وَمَرْعَاهَا}، {أَرْسَاهَا} [سورة النازعات:30،31،32]. 4 - إذا كانت ساكنة وما قبلها مضموم: مثل: {مُرْجَوْنَ} [سورة التوبة:106]، {يُرْسِلِ} [سورة هود:52]، {الْمُرْسَلُونَ} [سورة يس:52]. 5 - إذا كانت ساكنة بعد كسر عارض مثل: {ارْكَعُواْ}، {اضْرِب} [سورة البقرة:43،60] {ارْكَبُواْ} [سورة هود:41]. 6 - إذا كانت ساكنة بعد كسر منفصل {الَّذِي ارْتَضَى}، {أَمِ ارْتَابُوا} [سورة النور:50،55].

ثانيا: ترقيق الراء غير المتطرفة، وذلك في المواضع التالية

7 - إذا كانت ساكنة بعد كسر أصلي وبعده حرف استعلاء في نفس الكلمة مثل: {وَإِرْصَاداً} [سورة التوبة:107]، {فِرْقَةٍ} [سورة التوبة:122]، {قِرْطَاسٍ} [سورة الأنعام:7]. {مِرْصَاداً} [سورة النبأ:21]، {لَبِالْمِرْصَادِ} [سورة الفجر:14]، ولا يوجد في القرآن مثلها غير هذه الكلمات وخرج بقيد الاتصال في حرف الاستعلاء نحو {فَاصْبِرْ صَبْراً} [سورة المعارج:5]، {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ} [سورة لقمان:18]، {أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ} [سورة نوح:1]، لأن الراء في كلمة وحرف الاستعلاء في أخرى فلا تمنع الترقيق (¬1). ثانياً: ترقيق الراء غير المتطرفة، وذلك في المواضع التالية: 1. إذا كانت مكسورة مثل: {مُجْرِمِينَ} [سورة هود:52]، {رِّزْقاً} [سورة البقر:255]. 2. إذا كنت ساكنة بعد كسر أصلي وليس بعده حرف من حروف الاستعلاء مثل: {فِرْعَوْنَ} [سورة البقرة:49]، {الْفِرْدَوْسَ} [سورة المؤمنون:11]، {أُوْلِي الْإِرْبَةِ} [سورة النور:31]. 3. إذا جاءت بعد الراء ألف ممالة وذلك في قوله تعالى: {مَجْرَاهَا} [سورة هود:41]. ثالثاً: تفخيم الراء المتطرفة: 1. إذا كانت الراء ساكنة بعد فتح مثل: {فَمُسْتَقَرٌّ} [سورة الأنعام:98]، {لِّلْبَشَرِ} [سورة المدثر:29]، أو ضم مثل {بِالنُّذُرِ}، {وَسُعُرٍ} [سورة القمر:23،24]. ¬

(¬1) - الدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ 130. وابن يالوشة، محمد علي، الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدمة. ص 26. والجكني، الفارق بين رواية حفص وورش. ص 42.

رابعا: ترقيق الراء المتطرفة

2. إذا كانت ساكنة بعد ألف {الأَنْهَارُ} [سورة البقرة:25]، {النَّارُ} [سورة غافر:46]. 3. إذا كانت ساكنة بعد واو مثل: {الصُّدُورِ} [سورة آل عمران:119]، {الْقُبُورُ} [سورة الانفطار:4]، وذلك في حالة الوقف. رابعاً: ترقيق الراء المتطرفة: 1. إذا كانت ساكنة بعد كسر مثل {لِلذِّكْرِ}، {مُّدَّكِرٍ}، {قُدِرَ} [سورة القمر:12،15،17]. 2. إذا كانت ساكنة بعد ياء مدية مثل: {نَذِيرٌ}، {بَشِيرٌ} [سورة الأعراف:188]، أو لينية مثل {خَيْرَ} [سورة النساء:114]، {ضَيْرَ} [سورة الشعراء:50]. 3. إذا كانت الراء ساكنة بعد حرف ساكن وليس هذا الحرف من حروف الاستعلاء في نفس الكلمة: مثل: {بِكْرٌ} [سورة البقرة68]، {الحِجْرِ} [سورة الحجر:80]. خامساً: الحالات التي يجوز فيها التفخيم والترقيق للراء وصلاً ووقفاً: يجوز في الراء غير المتطرفة وجهان في كلمة {فِرْقٍ} [سورة الشعراء:63]، ولا يوجد غيرها في القرآن. فمن فخمها نظر إلى حرف الاستعلاء الذي بعدها، ومن رققها نظر إلى ضعف حرف الاستعلاء المكسور في حالة الوصل (¬1). ويجوز في الراء المتطرفة وجهان وقفاً في الكلمات التالية: - (مِصْرَ) غير المنونة في قوله {وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللهُ آمِنِينَ} [سورة ¬

(¬1) إتحاف فضلاء البشر. ج1/ 131.

يوسف:99]، وقوله: {أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً} [سورة يونس:87] فخمت لوجود حرف الاستعلاء ورققت لوجود الكسرة قبله، والتفخيم أرجح عملاً بالأصل وهو لوجوب التفخيم في حالة الوصل (¬1). - (الْقِطْرِ) {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} [سورة سبأ:12] فخمت لوجود حرف الاستعلاء ورققت لأنها مكسورة والترقيق أرجح لوجوب الترقيق في حالة الوصل (¬2). - (يَسْرِ) في قوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [سورة الفجر:4] فخمت نظراً للفتحة التي قبل الساكن، ورققت نظراً لأصلها (يسري)، والترقيق أولى لوجوب الترقيق في حالة الوصل (¬3). - (فَأَسْرِ) في قوله: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ} [سورة هود:81]، [سورة الحجر:65]، {فَأَسْرِ بِعِبَادِي} [سورة الدخان:23]، {أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} [سورة طه:77] فخمت نظراً للفتحة التي قبل الساكن، ورققت نظراً لأصلها (يسري، أن أسري) والترقيق أولى لوجوب الترقيق في حالة الوصل ((¬4). - (نُذُرِ) المنكّر في قوله {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} [سورة القمر:16] فخمت على أصل القاعدة لأن ما قبل الراء مضمومة ورققت نظراً لأصلها (نذري) والترقيق أولى لوجوب الترقيق في حالة الوصل (¬5). ¬

(¬1) - المرصفي، هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري. ص133. (¬2) 2 - ابن يالوشة، الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدمة. ص 26. (¬3) - المرصفي، هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري. ج1/ص 133. (¬4) - المرصفي، هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري. ج1/ص 134. (¬5) - ابن يالوشة، الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدمة. ص 26.

المطلب العاشر: منهج حفص في ياءات الإضافة والياءات الزوائد

المطلب العاشر: منهج حفص في ياءات الإضافة والياءات الزوائد أولاً: ياءات الإضافة: - سكن حفص ياء الإضافة التي بعدها همزة مفتوحة نحو {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة:152]، {ربِّ اجْعَل لِي آيَةً} [سورة آل عمران:41]، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} [سورة يوسف:108]، إلا في موضعين فقط فإنه يفتحهما: 1 - {مَعِيَ أَبَداً} [سورة التوبة:83] (¬1). 2 - {ومَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا} [سورة الملك:28]. - سكن حفص ياء الإضافة التي بعدها همزة مكسورة حيث وقعت في القرآن مثل: {مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ} [سورة يوسف:38]، {يُصَدِّقُنِي إِنِّي} [سورة القصص:34]. وفتحها في ثلاثة مواضع: 1 - {أَجْرِيَ إِلاَّ} الواردة خمس مرات في [سورة الشعراء:109 - 127 - 145 - 164 - 180]، ومرتين في [سورة هود:29،51]، ومرة في [سورة يونس:72]، وفي [سورة سبأ:47]. 2 - يَدِيَ إِلَيْكَ في قوله -عز وجل- {مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ} [سورة المائدة:28]. 3 - أمي إلهين في قوله- عز وجل- {وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ} [سورة المائدة:116] لا غير (¬2). - وكل ياء بعدها همزة مضمومة فإن حفصاً يسكنها حيث وقعت في القرآن الكريم ¬

(¬1) - عبده، محمد عبد الله. الفرقان المبين في إفراد وجمع أصول القرءات العشر المتواترة من طريق الشاطبية والدرة. المكتبة الوطنية، ط 1، 1427هـ-2006، ص372. (¬2) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص213.

ثانيا: الياءات الزوائد

مثل {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ} [سورة المائدة:29]، {إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} [سورة الأنعام:14]. - فتح حفص كلّ ياء بعدها ألف ولام، نحو: {ربيَ الذي} إلا قوله: {عهدي الظالمين} فإنه يسكنها. وأما الياءات التي ليس بعدها لام التعريف نحو {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} [سورة الأعراف:144] فإن حفصاً يسكنها ويحذفها منعاً من التقاء ساكنين حيث وقعت. - فتح حفص ياء الإضافة قبل غير الهمز في الكلمات الآتية: (بيتي)، (وجهي)، (معي) أينما وردت في القرآن، كما فتح حفص كلمة {وَمَحْيَايَ} [سورة الأنعام:162]، وفتح كلمة {لي} المواضيع التالية فقط: [سورة إبراهيم:22]، و [سورة طه:18]، و [سورة النمل:20]، و [سورة يس:22]، وموضعين في [سورة ص:23،69]، و [سورة الكافرين:6] (¬1). ثانيا: الياءات الزوائد: حذف حفص ياءات الزوائد وصلاً ووقفاً في جميع القرآن واختلف عنه في ياء واحدة في كلمة {آتَانِيَ} من قوله تعالى: {فمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم} [سورة النمل:36] حيث أثبتها وصلاً قولاً واحداً واختلف عنه حالة الوقف، فله فيها حكمان الوقف بالياء الساكنة أو النون الساكنة (¬2). ¬

(¬1) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص213. وعبده. الفرقان المبين. ص372. والجكني. الفارق بين رواية حفص وورش. ص 46. (¬2) - عبده، الفرقان المبين. ص377. ومصري. المذكرة في التجويد. ص80. والجكني، الفارق بين رواية حفص وورش. ص53.

المبحث الثالث: مقارنة بين أصول الروايتين مع التوجيه

المبحث الثالث: مقارنة بين أصول الروايتين مع التوجيه ممم جدول ممم م ... الباب ... ورش عن نافع ... حفص عن عاصم 1 ... البسملة ... له الوصل والسكت بين السورتين بدون بسملة ... أثبتها بين السورتين عدا ما بين الأنفال والتوبة كجميع القراء 2 ... ميم الجمع إذا أتت قبل متحرك مهموز ... وصلها بواو مدية نحو (عَلَيْهِمُ آنذَرْتَهُمُ) [سورة البقرة:6] ... سكنها وصلاً ووقفاً تمد بمقدار ست حركات 1 - الاستعاذة: لا خلاف بين العلماء أن القارئ لا بد له من الاستعاذة عند ابتداء القراءة سواء قرأ من أول السورة أو بجزء السورة، وذلك اتباعاً للنص واقتداءً بالسنة، قال عز وجل: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [سورة النحل:98]، وهو على الندب وهو المشهور على قول جمهور العلماء (¬1). قال أبو عمرو الداني: لا أعلم خلافاً في الجهر بالاستعاذة عند افتتاح القرآن وعند ابتداء كل قارئ بعرضٍ أو درسٍ أو تلقينٍ في جميع القرآن إلا ما جاء عن نافع وحمزة (¬2)، وورد عن المسيبي، أن نافعاً كان يخفي الاستعاذة، وحجته في ذلك: أنه أراد أن يفرق بينها وبين ما كان من القرآن، إذ أن الاستعاذة ليست من القرآن بإجماع العلماء وربما لأن الاستعاذة دعاء ومن آداب الدعاء ومستحباته ¬

(¬1) - ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص94. الصفا قسي، غيث. النفع في القراءات السبع. ص18. (¬2) - الداني، جامع البيان في القراءات السبع. ج1/ 390.

2 - البسملة

الإخفاء. قال عز وجل: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [سورة الأعراف:55]، ولكن المشهور عن نافع إظهارها (¬1). 2 - البسملة: لا خلاف بين ورش وحفص بل بين القراء بأن القارئ إذا افتتح القراءة بأول سورة ماعدا التوبة يجب أن يبسمل، لكنهم اختلفوا في الوصل لأنها مرسومة في جميع المصاحف، وتركوا البسملة بين الأنفال والتوبة لأنها لم ترسم فيه، وحجة من ترك البسملة بين السور أنها ليست من القرآن إنما ثبتت في المصحف للفصل بين السور، ومن فصل بالتسمية، إما لأنها آية من القرآن أو للتبرك بذكر أسماء الله وصفاته (¬2). اختلف الفقهاء في البسملة هل هي آية من كل سورة أم لا: أولاً: الحنفية: قالوا إنها آية تامة من القرآن نزلت للفصل بين السور، وليست من الفاتحة، ومن أدلتهم كتابتها في المصاحف، مما يدلّ على أنها قرآن ولكن لا يعني ذلك أنها آية من كل سورة (¬3). ثانياً: المالكية: قالوا إنها ليست من القرآن، ومن أدلتهم: حديث أنس-رضي الله عنه-: " صليت خلف النبي /- وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين "وفي رواية مسلم: لا يذكرون "بسم الله الرحمن الرحيم" (¬4) ¬

(¬1) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات السبع. ج1/ 12. وابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج1/ 199. وابن الباذش. الإقناع في القراءات السبع. 94. (¬2) - ... القيسي، الكشف عن وجوه القراءات السبع. ج1/ 13. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص97. (¬3) - ... الكاساني، علاء الدين. بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع. بيروت-لبنان، دار الكتاب العربي، ط 2،1982م، ج1/ص203. (¬4) - مسلم، صحيح مسلم. كتاب الصلاة، باب: حجة من قال لا يجهر بالبسملة، ج1/ص299، حديث رقم (498). عن عائشة - رضي الله عنها-.

وقال ابن العربي: يكفي دليلاً أنها ليست من القرآن اختلاف الناس فيها" (¬1). ثالثاً: الشافعية: قالوا إنها آية من كل سورة وقراءتها واجبة في الصلاة سراً وجهراً، ومن أدلتهم: حديث أنس- رضي الله عنه- عندما سئل عن قراءة رسول الله /- قال: كانت مداَ ثم قرأ" بسم الله الرحمن الرحيم" (¬2). واستدلوا أيضاً بوجودها في المصحف مع أن الصحابة لم يثبتوا شيئا فيها مما ليس من القرآن، فوجودها في المصحف يدل على أنها من القرآن (¬3). رابعاً: الحنابلة: روي عن أحمد روايتان: الأولى: أنها آية من الفاتحة لما روت أم سلمة-رضي الله عنها- "أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم وعدّها آية والحمد لله رب العالمين آيتين"، ولأن الصحابة أثبتوها في المصاحف فيما جمعوا من القرآن، فدل على أنها منها (¬4). والثانية: ليست منها لما روى أبو هريرة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثنى علي عبدي، ¬

(¬1) - ابن العربي، أبو بكر محمد بن عبدالله. أحكام القرآن. تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1408هـ. ج1/ص7. (¬2) 4 - البخاري، صحيح البخاري. فضائل القرآن باب، مد القراءة، حديث رقم4758. ج4/ 1925. انظر: سليمان الجمل. حاشية الجمل على شرح المنهج. لزكريا الأنصاري، بيروت-لبنان, دار الفكر (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ج1/ 520. والجصاص، أحمد بن علي الرازي. أحكام القرآن. تحقيق: محمد الصادق قمحاوي، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط1405هـ، ج1/ص8. (¬3) - الجصاص، أحكام القرآن. ج1/ص8. (¬4) - المرداوي، علي بن سليمان. الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل. تحقيق: محمد حامد الفقي، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، (سنة النشر غير معروفة)، ج2/ص48.

3 - ميم الجمع

فإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين إلى آخرها، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل، ولو كانت بسم الله الرحمن الرحيم منها لبدأ بها (¬1). 3 - ميم الجمع: اختص ورش بصلة ميم الجمع إذا أتى بعدها همزة القطع وذلك لأنه لو أسكنها للزمه نقل الحركة على حسب قاعدته، فلصار (عَلَيْهِمَ آنذَرْتَهُمُ) فأراد تحسين القراءة بالمد (¬2). 4 - هاء الكناية: اتفق ورش وحفص في حكم هاء الكناية إلا في الكلمات الآتية: ممم جدول ممم م ... هاء الكناية ... رقم الآية ... ورش عن نافع ... حفص عن عاصم 1 ... هاء (وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً) ... [الفرقان: 69] ... إثبات الحركة دون الصلة ... إثبات الحركة مع الصلة. 2 ... هاء (فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ) ... [النمل:28] ... كسر الهاء مع مد الصلة. ... سكون الهاء. ... بمقدار 6 حركات. ¬

(¬1) - مسلم، صحيح مسلم. كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، ج1/ص 296، حديث رقم (395). (¬2) - المهدوي، احمد بن عمار. شرح الهداية. تحقيق: حازم سعيد رمضان. مكتبة الرشد، الرياض - السعودية. الطبعة الأولى، 1416هـ 1995م، ج1/ 24. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات. ص39. ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص371.

ممم جدول ممم 3 ... هاء (وَيَتَّقْهِ) ... [النور:52] ... مد الهاء كسر القاف مع مد الهاء مد صلة صغرى. ... سكون القاف مع كسر الهاء دون مد. 4 ... هاء (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ) ... [الأعراف:111] ... كسر الهاء مع مدها حركتين، صلة صغرى. ... سكون الهاء. 5 ... هاء (وَمَا أَنسَانِيهُ) ... [الكهف:63] ... بكسر الهاء. ... بضم الهاء. 6 ... (عَلَيْهُ اللَّهَ) ... [الفتح:10] ... بكسر الهاء. ... بضم الهاء. أما كلمات (يؤده، نصله، نؤته، نوله)، فإن ورشاً يوافق حفصاً في قراءتها بالصلة فلا داعي لذكرها حرصاً على عدم التكرار. الأصل في هاء الكناية البناء على الضم وتُكسر إن سبقت بياء ساكنة أو كسر للمجاورة، قال سيبوية (¬1): "فالهاء تكسر إذا كان قبلها ياءٌ ساكنة أو كسرة لأنها خفية كما أن الياء خفية وهي من حروف الزيادة كما أن الياء من حروف الزيادة وهي من موضع الألف وهي أشبه الحروف بالياء فكما أمالوا الألف في مواضع استخفافاً، ¬

(¬1) - هو عمرو بن عثمان أصله من فارس، نشأ بالبصرة، إمام النحو وصاحب "الكتاب الذي لم يسبقه أحد إلى مثله مات سنة 180هـ. نظر الحموي، ياقوت بن عبد الله الرومي. إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان. الطبعة: الأولى 1411 هـ - 1991م. ج5 / ص487.

5 - المدود

كذلك كسروا هذه الهاء وقلبوا الواو ياءً لأنه لا تثبت واوٌ ساكنة وقبلها كسرة فالكسرة هنا كالإمالة في الألف لكسرة ما قبلها وما بعدها" (¬1). وأصل فيه فيهو، ومنه منهو، وعليه عليهو، وكذلك توصل بالواو في الوصل إذا كان قبلها فتحة أو ضمة كقولك: أكرمته يا فتى، وضربته يا غلام، وإذا كان قبلها كسرة قلبت الواو ياءً وذلك لبيان حركتها لأن الهاء خفيفة ولثقل الواو الساكنة بعد الياء. كما لا خلاف بينهم في وصلها بالألف إذا كانت ضمير المؤنث كقولك: أرسلتها، وأكرمتها، فمن وصلها بالياء فلخفائها، ومن حذف الياء في الوصل استثقل الجمع بين الياءين وكسرة، لذلك كسروا الهاء في الوصل من غير إثبات الياء لأنه أخف (¬2). 5 - المدود: ممم جدول ممم م ... نوع المد ... ورش ... حفص 1 ... المد المتصل والمنفصل ... يمدهما بمقدار 6 حركات ... يمدهما بمقدار 4أو5حركات 2 ... المد البدل ... يمده بمقدار2، 4، 6حركات ... يمده بمقدار حركتين فقط 3 ... اللين المهموز نحو (شيء) ... يمده بمقدار4، 6حركات ... يمده بمقدار حركتين ¬

(¬1) سيبويه، عمرو بن عثمان بن قنبر. الكتاب. تحقيق: عبد السلام محمد هارون، بيروت-لبنان، دار الجيل، ط 1، (سنة النشر غير معروفة)، ج4/ص195. (¬2) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ص26. وابن إدريس، أحمد عبيد الله. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. تحقيق: عبد العزيز الجهني، مكتبة الراشد، ط1، 1428هـ-2007، ج2/ 160، سيبويه. الكتاب. ج4/ 189، ابن الباذش. الإقناع في القراءات السبع. ج2/ 497.

ممم جدول ممم 4 ... (ومحياي) الأنعام: 162 ... بإسكان الياء مع المد 6حركات ... بفتح الياء مع المد الطبيعي بمقدار حركتين. وتوجيه مد البدل واللين بالنسبة لورش، نظراً لخفاء كل من حرف المد واللين، ولبعد مخرج الهمزة مد ورش، ولنفس العلة اتفقوا على مد حرف المد واللين إذا أتت الهمزة بعدها، ومن باب أولى إذا جاء قبلها ولأنها أشد خفاء (¬1). وعلته في مد كلمة (محياي) لما سكن الياء في حالة الوصل والوقف، فيجب أن يلزم المد المشبع منعاً من التقاء الساكنين، وقد سبق بأن بيَّنا أن ورشاً له وجهان فيها الفتح والإسكان والأخير هو المقدم في الأداء ولم يسكنه غيره من القراء (¬2)، وقد رجح بعض العلماء وجه الفتح على الإسكان جمعاً بين الساكنين وقال أحمد بن عبيد الله بن إدريس: "والجمع بين ساكنين لحن لا يجوز إلا في ضرورة، والقرآن لا ضرورة فيه فالوجه فتح الياء (¬3). وهذا القول من ابن إدريس يُقبل في غير القرآن، أما القراءة المتواترة فلا تُرد لاجتهاد مجتهد ووجه الإسكان قراءة متواترة سبعية، ثم إن كثيراً من العلماء ردوا عليه بأن من النحويين من جوزه إذا كان الساكن الأول حرف مد ولين والثاني غير مدغم كـ (محياي) (¬4). ¬

(¬1) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ 30. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات السبع. ج1/ 47. (¬2) المارغيني، النجوم الطوالع. ص130. (¬3) ابن إدريس، أحمد بن عبيد الله. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 301. (¬4) انظر: ابن خالويه، عبد الله الحسين بن أحمد. إعراب القراءات السبع وعللها. تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، القاهرة-مصر، مكتبة الخانجي، ط1، 1413 هـ -1992م، ج1/ 174. والمارغيني، النجوم الطوالع. ص137. والجكني، الفارق بين رواية حفص وورش. ص62.

الهمزتان من كلمة واحدة

الهمزتان من كلمة واحدة: ممم جدول ممم م ... الباب ... ورش ... حفص 1 ... الهمزتان من كلمة ... تسهيل الثانية وله وجه الإبدال نحو ... محققتان دائماً إلا ما استثنى منهما. ... " أَأَنْذَرْتَهُمْ" [سورة البقرة:6]،" أَأُنزِلَ عَلَيْهِ" [سورة ص:8] 2 ... أئمة ... إبدال الثانية ياء أو تسهيلها ... محققتان 3 ... اشهدوا ... بهمزتين ثانيهما مسهلة ... همزة واحدة مفتوحة محققة 4 ... أأعجمي ... بهمزتين ثانيهما مسهلة أو إبدالها ... تحقيق الأولى وتسهيل الثانية 5 ... أآلهتنا ... تسهيل الثانية أو إبدالها ألفا ... الهمزتان محققتان 6 ... الاستفهام المكرر ... الاستفهام بالأول والخبر في الثاني ... الاستفهام بالأول والثاني باستثناء العنكبوت فقط بالعكس ... باستثناء النمل والعنكبوت بالعكس 7 ... ءامنتم ... تسهيل الثانية ... تحقيق مع حذف الهمز الأولى 8 ... أرءيت ... إبدال الثانية أو تسهيلها ... تحقيق الهمز

الهمزتان من كلمة واحدة

- الهمزتان من كلمة واحدة: حقق عاصم الهمزتين وحجته في ذلك أن الهمزة حرف من حروف الحلق، كما يجوز اجتماع حرفين من حروف الحلق، مثل قوله عز وجل: "أن تقع على الأرض"، وكذلك يجوز اجتماع الهمزتين وهو الأصل، وأما ورش فيخففها ويجعل الثانية منها بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها، لأن اجتماع الهمزتين مستثقل في كلامهم ولأن إحداهما تكفي عن الأخرى كما أن له إبدال الثانية مداً، والعرب تغيّر الهمزة المفردة أحياناً، بالبدل مثل "آمنوا"، والحذف والتسهيل، وذلك لثقلها، ومن باب أولى عند اجتماع الهمزتين، وهذا دليل على صحة من خفف إحدى الهمزتين (¬1). الهمزتان من كلمتين ممم جدول ممم م ... الهمزتان من كلمتين ... ورش ... حفص 1 ... المفتوحتان ... إبدال الثانية ألفا ... الهمزتان محققتان 2 ... المضمومتان ... تحقيق الأول وتسهيل الثانية وله إبدالها واوا (أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [سورة الأحقاف:32] ... الهمزتان محققتان 3 ... المكسورتان ... تحقيق الأولى وتسهيل الثانية وله إبدال الثانية ياءا مكسورةً "بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ" ... الهمزتان محققتان ¬

(¬1) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 44. عبيد الله بن إدريس. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 13. وابن خالويه، إعراب القراءات السبع وعللها. ج1/ 56.

ممم جدول ممم4 ... الأولى مفتوحة والثانية مضمومة ... تحقيق الأولى وتسهيل الثانية: ... الهمزتان محققتان ... "جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا" [سورة المؤمنون:44] 5 ... الأولى مفتوحة والثانية مكسورة ... تحقيق الأولى وتسهيل الثانية: ... الهمزتان محققتان ... "وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ" [سورة يوسف:58] 6 ... الأولى مضمومة والثانية مفتوحة ... تحقيق الأولى وإبدال الثانية واواً مفتوحةً "كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ" [سورة البقرة: 13]. ... الهمزتان محققتان 7 ... الأولى مكسورة والثانية مفتوحة ... تحقيق الأولى وإبدال الثانية ياء مفتوحةً ... الهمزتان محققتان ... "هَؤُلَاءِ أَهْدَى" [سورة النساء:51]. 8 ... الأولى مضمومة والثانية مكسورة ... تحقيق الأولى وتسهيل الثانية أو إبدالها واوا مكسورةً أو تسهيلها نحو" يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" [سورة النور: 46]. ... الهمزتان محققتان 8 ... (بالسوءِ إلا) ... إبدال الثانية أو تسهيلها ... تحقيق الهمزتين 9 ... (هؤلاءإن) و (البغاءإن) ... إبدال الثانية ياء ساكنة أو تسهيلها أو إبدالها ياء مكسورة ... تحقيق الهمزتين

الهمز المفرد

وعلة تغيير إحدى الهمزتين من كلمتين سواءً المفتوحتين أو المضمومتين أو المكسورتين هي كما قلنا استثقال اجتماع الهمزتين، وقراءة نافع بهمزتين على الأصل (¬1). الهمز المفرد ممم جدول ممم م ... الهمزة المفردة ... ورش ... حفص 1 ... الهمزة الساكنة الواقعة فاء الكلمة ... يبدلها من جنس حركة ما قبلها: "يؤمنوا" إلا ما استُثنِيَ من باب الإيواء ... تحقيق الهمز في جميع هذه المواضع 2 ... الهمزة المفتوحة بعد الضمة ... أبدلها واوا:"مؤجلا" إلا ما استُثنِيَ في "سؤال" و"فؤاد" ... تحقيق الهمز في جميع هذه المواضع 3 ... الهمزة المفتوحة بعد الكسرة ... أبدل منها: كلمة" لئلا" ياء أينما وردت ... تحقيق الهمز في جميع هذه المواضع 4 ... الهمزة المفتوحة بعد الفتحة ... أبدل الهمزة ألفا في "سأل"، وفي: منسأته" ... تحقيق الهمزة في هذين الموضعين ¬

(¬1) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 19.

ممم جدول ممم5 ... الأولى لغير الاستفهام -همزة وصل- ... إبدال الهمزة الثانية في الابتداء واواً وفي الوصل ياء: "فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ" [سورة البقرة:283]. ... تحقيق في الوصل وإبدالها واوا في الابتداء ... والثانية ساكنة - إبدالها في الابتداء والوصل ياء ... تحقيق في الوصل وإبدالها في الابتداء ياءً ... "فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي" [الأحقاف:4]. - إبدالها في الابتداء ياءً وفى الوصل واوا "مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي" [سورة التوبة:49] ... تحقيق في الوصل وإبدالها في الابتداء ياءً - إبدالها في الابتداء ياء وفى الوصل ألفا: "لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ" [سورة يونس:15] ... تحقيق في الوصل وإبدالها في الابتداء ياءً 6 ... البرية ... بهمزة بعد الياء المدية -البريئَة- ... بدون همز 7 ... (النبيّ)، كيف تصرفت ... بهمزة بعد الياء المدية -النبيء- ... بدون همز 8 ... مؤصدة ... بإبدال الهمزة في موضعيها-موصدة- ... بتحقيق الهمز

ممم جدول ممم9 ... ها أنتم ... إبدال الهمزة ألفاً وتمد مشبعاً أو حذف الألف مع تسهيل الهمز ... إثبات الألف مع تحقيق الهمزة 10 ... (اللائي) حيث وردت ... حذف الياء وصلاً ووقفاً وتسهيل الهمز ... إثبات الياء وصلاً 11 ... (هزوا) حيث وردت ... بالهمز - هُزُؤاً- ... بدون همز 12 ... كفوا ... بالهمز - كفؤاً- ... بدون همز 13 ... لأهب ... بالياء المفتوحة (ليهب) ... بتحقيق الهمز 14 ... ميكال ... بهمزة مكسورة بعد الألف مع المد (ميكائل) ... بدون همز 15 ... يأجوج ومأجوج ... بإبدال الهمزتين (ياجوج وماجوج) ... بتحقيق الهمزتين 16 ... النسيئ ... بإبدال الهمزة ثم إدغامها - النسِيُّ- ... بتحقيق الهمز 17 ... يضاهئون/الصابئون ... حذف الهمزة -يضاهُون / الصابُون- ... بتحقيق الهمز 18 ... ووصى ... بهمزة بين الواوين (وأوصى) ... بدن همز 19 ... (زكريا) أين وردت ... بهمز بعد الألف مع المد (زكرياء) ... بدون همز 20 ... شركاء/ دكاء ... بحذف الهمز مع تنوين الفتح (شِرْكًا) و (دكًا) ... بإثبات الألف والهمز

وعلة ورش في إبدال الهمزة إذا كانت فاء الكلمة "يؤمنون"، ويؤثرون" ولم يتركها نحو "سؤلك"، و"شئتم"، أن العرب أجمعوا على وجوب البدل في المتماثلين وذلك في المثالين "آمن"، وأومن" وما تصرف منها، ولما كان البدل يلزم في المتماثلين أتبعه في سائر الباب لتجري على نسق واحد، وأما إذا لم تكن الهمزة فاء الكلمة مثل: "الفؤاد"، و "السؤال"، لم يبدله ربما لأنه يأمن أن تدخل همزة أخرى كالهمزة في موضع فاء الكلمة، وأما حفص فقد أتى على الأصل فحقق الهمزة سواء في فاء الكلمة أو عينها أو لامها (¬1). وأما استثناء ورش في تحقيق الهمزة في باب (الإيواء) نحو "المأوى" وما تصرف من الكلمة، لأنه لو لم يهمز لتوالى ثلاثة أحرف من حروف العلة (¬2). وحجة مخالفة ورش أصله في تخفيف عين الفعل في نحو"بئس"، و"الذئب"، و"أرايت"، أن الهمزة في هذه الكلمات ليست هي الأصل، قال الكسائي: لا أعرف أصله في همزة، ولذا لم يهمز كلمة (الذئب) في قراءته، وأما "أرايت" فترك الهمز استخفافاً لاجتماع همزتين بينهما حرف ولذلك خفف الثانية، وحققها حفص على أصلها (¬3). وعلة ترك ورش همزاً في لام الكلمة في نحو: {ردءا يصدقني} [سورة القصص:34]، ومن أصله يهمز لام الكلمة ولا يلقي حركة الهمز إلى الساكن قبلها في نفس الكلمة، وذلك أنه أجراه على حكم ما هو من كلمتين فـ "رد" كفعل الأمر ¬

(¬1) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 55. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات. ج1/ 81. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج2/ 114. (¬2) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات. ج1/ 8. (¬3) - الكرماني، رضى الدين محمد بن أبي النصر. قراءة الكسائي، برواية أبي عمرو الدوري عن طريق ابن المقسم. تحقيق: حاتم صالح الضامن، (بلد النشر)، دار نينوى للدراسات والنشر، ط 1، 1426هـ- 2006م، ص23. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات. ج1/ 83.

ما اختص به ورش من الأصول

من "ورد، يرد "لفظه أشبه كلمتين فألقى فيه الحركة (¬1). وحذف الهمزة هنا ولم يحذفه في غيره مع وجود السبب كما في (جزء)، لأن ثقل الهمزة أقوى في الأول دون الأخير، وذلك لكسرة حرف مكرر، وهو الراء مع تباع الأثر والجمع بين اللغتين وقيل: إن (ردا) على قراءة نافع بمعنى زيادة من أردى على المائة إذا زاد عليها، إذ يقال: أردى على المائة إذا زاد عليها وبالتالي فلا أصل له في الهمزة (¬2). ما اختص به ورش من الأصول: في هذا الباب وما بعده من الأصول سأذكر منهج ورش دون المقارنة بمذهب حفص كما مر في الأبواب السابقة، لأن هذه الأبواب مما اختص به ورش دون سائر القراء، وبالله التوفيق. ¬

(¬1) - ابن منظور، لسان العرب. مادة (ردي)، ج1/ص85. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات. ج1/ 83. (¬2) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 51. والمارغيني، النجوم الطوالع. ص70.

منهج ورش في النقل

منهج ورش في النقل ممم جدول ممم م ... منهج ورش في النقل ... الحكم ... الأمثلة 1 ... ردءاً ... نقل حركة الهمزة إلى الدال ثم حذف الهمزة ... - "رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ" [القصص:34] 2 ... عادا الأولى ... نقل ضمة الهمزة إلى اللام وإدغام تنوين عادا فيها ... -" وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى" [سورة النجم:50] 3 ... ءآلآن ... آَلْآَنَ "وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ" [سورة يونس51،91] علة ورش في نقل حركة الهمزة ثم حذفها بعد نقل حركتها: لم يروَ عن حفص نقل الهمزة مطلقاً (¬1)، وأما ورش فقد سبق أن قلنا إنه ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ثم يحذف الهمزة، وذلك لأجل التخفيف لأن الهمزة الساكنة ثقيلة وإذا نقلت حركتها تزداد ثقلاً، فأراد تخفيف النطق، بأن ألقى حركتها على الساكن الذي قبلها وحذفها وبقيت حركتها تدل عليها، ولكن خالف أصله في نقل همزة (ردءًا) حيث إنه لا ينقل في الكلمة الواحدة، ووجه ذلك أنه أشبه كلمتين كما قلنا سابقاً في سبب حذف الهمزة فيها وأيضاً اتباعاً للرواية وجمعاً بين اللغتين. وعلة ورش في نقل "ءالئن" لاجتماع الساكنين: وهما لام التعريف والمد، فاستثقل ذلك ونقل الحركة (¬2). ¬

(¬1) - قال الجكني" ردا وآلان بلا نقل نقل * فليس من نقل لدى حفص حصل". انظر: الجكني، الفارق بين رواتي ورش وحفص. ص22. (¬2) 2 - المارغيني، النجوم الطوالع. ص70. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 51.

الألفات التي تقلل دائما

- ووجه النقل في "عاد الأولى" أراد أن يدغم التنوين في اللام تخفيفاً للكلمة لكن اللام ساكنة ولا يدغم في الحرف الساكن ولذلك ألقى الحركة على اللام واعتد بها (¬1). الألفات التي تقلل دائماً ممم جدول ممم م ... منهج ورش في الإمالة ... الحكم والأمثلة 1 ... ذوات الراء وهي الألفات التي أصلها ياء أو مرسومة بالياء بعد الراء ... نحو {سكارى القرى}، أخرى} {مجراها}، {أُسارى}، {اشترى}، {افترى}، {ترى} أدراك} ويستثنى منها: كلمة {ولو أراكهم} - تقلل قولاً واحداً. 2 ... الألف الذي يسبق الراء المتطرف المكسور ... {من ديارِهم}، {عقبى الدارِ}، {مع الأبرارِ}، {من النارِ}، {الحمار}. يقللها قولاً واحداً ويستثنى من ذلك كلمتي {والجارِ}، {جبارين} 3 ... الألف في {حا، را} ... من فواتح هذه السور {حم، الر، المر} حيث وردت يقللها قولاً واحداً. 4 ... الألف التي في رؤوس الآي الإحدى عشرة سورة سواء كانت الألفات يائية أو واوية إلا إذا اقترنت بضمير المؤنث (ها) ... والسور الإحدى عشر هي:1 - طه. 2 - النجم. ... 3 - المعارج. 4 - القيامة. 5 - النازعات. ... 6 - عبس.7 - الأعلى. 8 - الشمس. 9 - الليل. ... 10 - الضحى. 11 - العلق. يقللها قولاً واحداً. ¬

(¬1) 3 - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 51. والصفاقسي. غيث النفع في القراءات السبع. (معلومات الكتاب) ص273.

الألفات التي يجوز فيها الوجهان (الفتح والتقليل)

ممم جدول ممم5 ... الألف في لفظ {كافرين} و {الكافرين} ... بشرط أن يكون بياء منصوبة أو مجروراً معرفاً أو منكراً يقللها قولاً واحداً. 6 ... - ولفظ (هار) ... نحو {عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ} وكذلك كلمة التوراة حيث وردت يقللها قولاً واحداً الألفات التي يجوز فيها الوجهان (الفتح والتقليل) م ... منهج ورش في الإمالة ... الحكم والأمثلة 1 ... الألف الذي أصله ياء وليس بعده راء ... نحو {هدى، هوى، غوى، استوى} له فيها الفتح والتقليل. 2 ... الألفات التي ليس أصلها ياء ولكن رسمت بالياء وليس بعدها راء ... نحو {أنى، حسرتى، ويلتى، متى، عسى، أسفى} ... ويستثنى منها {لدى، ما زكى، إلى، حتى، على}. ... له فيها الفتح والتقليل.

ممم جدول ممم3 ... - الألفات قبل (ها) في رؤوس الآي في سورتي (النازعات والشمس) ... نحو {فسواها، ضحاها، بناها} عدا (ذكراها) له فيها الفتح والتقليل. 4 ... ما كان على وزن (فعلى) بفتح الفاء وضمها وكسرها ... فتحها مثل {مَرضى} وضمها مثل {طُوبى} وكسرها مثل: {ضِيزى} له فيها الفتح والتقليل. 5 ... - ما كان على وزن (فعالى) بفتح فائها وضمها ... بفتح فائها نحو (يَتَامى) وضمها مثل: (كُسالى) له فيها الفتح والتقليل. 6 ... ما كان على وزن (أفعَل) ... نحو: {أَدْنى، أَقْصى، أَعْلى} ... له فيها الفتح والتقليل. 7 ... ما كان على وزن (مَفْعَل) ... {مَثْوَى، مَأْوَى} له فيها الفتح والتقليل. 8 ... كلمتا (الجار)، و (الجبارين) ... نحو {إن فيها قوما جبارين} بالمائدة {والجار ذي القربى والجار الجنب} بالنساء له فيها الفتح والتقليل.

ما وقع فيه الخلاف

ما وقع فيه الخلاف ممم جدول ممم م ... منهج ورش في الإمالة ... الحكم والأمثلة 1 ... وقع الخلاف في الفتح والتقليل في موضع واحد ... هو قوله تعالى: {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا} والروايتان صحيحتان عن ورش. التقليل حالة الوقف دون الوصل ممم جدول ممم يقف ورش بالتقليل في نحو {هدى الله}، {هدىً للمتقين}، وإذا وصل فلا تقليل فيها حيث إن الألف تسقط تخلصاً من التقاء الساكنين. الفتح هو الأصل في الكلام إلا أن بعض اللغات أمالت لعلة، بدليل أن كل ما يجوز إمالته يجوز فتحه وليس العكس (¬1). وذهب بعض العلماء إلى أصالة كل من الفتح والإمالة ولكن لم يختلفوا في أنهما لغتان فصيحتان نزل بهما القرآن، وقرأ بهما رسول الله / فالفتح لغة أهل الحجاز، والإمالة لغة عامة أهل نجد (¬2). والعلل الموجبة للإمالة في مذاهب العرب علتان، تتفرع منهما عند ورش خمس علل، والعلتان: الياء والكسرة، والعلل الخمس: 1 - انقلاب الألف عن الياء نحو (رمى، هدى، قضى، الهوى). ¬

(¬1) - ... القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 171. عبده الراجحي. اللهجات العربية في القراءات القرآنية. مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض _ السعودية. ط1 - 1420 هـ -1999م، ص162. والمارغيني، النجوم الطوالع. ص90. (¬2) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 32. وعبده الراجحي، اللهجات العربية في القراءات القرآنية. ص163.

2 - مشبهة بالألف المنقلبة عن ياء نحو (بلى، متى، يا، ها، طاء، من الحروف الهجائية) في بعض أوائل السور. 3 - إمالة الكسرة بعد الألف مثل النار، الدار، الناس. 4 - أن تكون الألف قد ترجع إلى الياء في بعض الأحوال مثل (الربى)، ولأن الربوا إذا كان ثلاثياً تقول الربو ربوت، وإن كان رباعياً مثل أربيت عادت الألف من ذوات الياء. 5 - الإمالة من أجل الإمالة نحو، "رءا" اتباعاً لإمالة الهمزة (¬1). والغرض من الإمالة هو تناسب الأصوات لأن النطق بالياء والكسرة مستفل وبالفتحة والألف متصعد مستعلٍ، وبالإمالة تصير الأصوات من نمط واحد في التسفل والانحدار (¬2). أمال ورش كل ألف أصلها ياء أو مرسومة بالياء (¬3) بعد الراء وتسمى: ذوات الراء، ويستثنى منها كلمة: {ولو أراكهم}،ووجه استثنائها هو بعد الألف فيها عن الطرف لكثرة الحروف المتصلة بها بعدها (¬4). ¬

(¬1) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 92. والمارغيني، النجوم الطوالع. ص90. (¬2) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص90. (¬3) - يمكنك إسناد الفعل إلى تاء الضمير وتثنية الاسم لمعرفة أصل الألف أهي ألف أو واو مثال ذلك: (رمى وسعى)، (رميت وسعيت) فتعرف بأن أصل الألف ياء، وتقول في (عفا، ونجا)، (عفوت) (نجوت) وتعرف أن أصلها الواو، أوتسند إلى الفعل ضمير المثنى مثل (رمى، سعى)، (رميا، سعيا) أو ترجع الفعل إلى مصدره مثل: (رمي، سعي)، (رمياً، وسعياً)، وتقول في (عفا، ونجا)، (عفوا، ونجوا) فتميل ذوات الياء ولا تميل ذوات الواو، هذا إذا كان في الفعل، وفى الأسماء تميلها إذا كانت الرابعة أو الخامسة، وإن كان الاسم ثلاثياً أضف إليه ألف الاثنين مثل قولك (هدى، صفى)،) هُديان، صَفَوان) فتميل ذوات الياء وتترك ذوات الواو، وأما الألفات التي لا أصل لها لا في الياءات ولا في الواوات فهي تمال لعلة، وقد أمالها القُراء بشروط مختلفة. انظر: القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ص181. والمارغيني، النجوم الطوالع. ص90. (¬4) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص92.

أمال ورش ذوات الياء سواء رسمت بالياء أم بالألف، واستثنى خمس كلمات رسمت بالياء ولم تمل هي: (إلى، وحتى وزكى منكم، وعلى، ولدى)، ووجه ذلك أن (لدى) رسم في يوسف بالألف الممدودة بلا خلاف وهو بمعنى عند، وفي غافر بالألف المقصورة على خلاف بمعنى أن ألفه مجهولة، فترَك إمالته ليجري مجرىً واحداً. و (ما زكى منكم) لم يملها لأنها من ذوات الواو، وأما (إلى، وعلى، وحتى) فهي أحرف والإمالة لا تقع إلا على الأسماء والأفعال، وأما حروف المعاني فلا حظ لها في الإمالة، ووجه إمالة (بلى) لأنها أشبهت الاسم لكونها تقع فيما يقع الاسم، فأُميلت، وأما (أنى، ومتى) فهما ظرفان يحلان محل الأسماء فأميلا كما تمال الأسماء (¬1). وأما إمالة ورش فيما هو من ذوات الواو فمما وقع بين ذوات الياء نحو (دحاها وطحاها "تلاها" سجى) ووجه ذلك أن يتبع ذوات الياء في الإمالة، فيحصل التوفيق بين الكلم لتجري الآيات كلها على نسق واحد، ثم إن ذوات الواو قد ترجع إلى الياء في بعض الأحيان، وأما كلمة (ذكراها) فلا خلاف في إمالتها لأجل الراء التي قبلها (¬2). - وعلة ورش في إمالة (الكافرين) و (كافرين) سواء كان منكراً أو معرفاً، هي ما توالى بعد الألف من الكسرات وهي كسرة الفاء، والراء، والياء، فقويت الكسرات على الألف فأُميلت ولم يُمِل (شاكرين، وذاكرين) بنفس السبب، وذلك لكثرة دور الأوليين في القرآن دون الأخيرين، وأساس الإمالة هي تخفيف وتقريب، والذي يكثر دوره أولى باستعمال التخفيف من الذي قل دوره، وسبب آخر وهو اتباع الأثر. ¬

(¬1) - وذلك كما تقول: (زيد) لمن قال لك من في الدار؟ ولو قال لك قائل أليس في الدار زيد؟ فتقول (بلى) فيقع الجواب هنا موقع الاسم انظر: المارغيني، النجوم الطوالع. ص95. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 111 (¬2) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص 100.

منهج ورش في تغليظ اللامات

وعلته في عدم التقليل في (الصابرين، والقادرين ونحوها) مع وجود علة الإمالة، وذلك لوجود حروف الاستعلاء فيها ولضعف كسرة غير الإعراب، ووجه الخلاف في (الجبارين)، هو الجمع بين اللغتين مع اتباع الأثر. - علة تقليل الراء من "المر" والهاء من "كهيعص" و "طه" هو أن هذه الحروف تقع في الفواتح كما تقع في الأسماء فأمليت كما أميلت الأسماء لشبهها، وخصت هذه الحروف عن غيرها من الحروف مثل (الياء، والطاء)، لأن الهاء تشبه الألف وكانت الألف هي الأصل في الإمالة لذلك أمالها، وأما الراء فإنه أمالها لحسن الإمالة في الراء. وعلته في تقليل الراء في" النار" هي أن الراء حرف مكرر فإذا وقعت بعد الألف مكسورة كانت الكسرة فيها لكسرتين فقويت على الألف والأصل في الإمالة التخفيف والتقريب والذي يكثر دوره أولى باستعمال التخفيف (¬1). منهج ورش في تغليظ اللامات ممم جدول ممم م ... منهج ورش في تغليظ اللامات ... الحكم والأمثلة 1 ... اللامات المفتوحة إذا سبقت بصاد أو طاء أو ظاء مفتوحة أو ساكنة ... يغلظها نحو ... - {الصَّلَاةَ} [سورة العنكبوت:45]، {اصْلَوْهَا} [سورة الطور:16] ... - {وَانطَلَقَ} [سورة ص:6]، {مَطْلَعِ} [سورة القدر:5] ... - و {ظَلَمَ} [سورة الطلاق:1]، {ظْلَمُ} [سورة البقرة:114] ¬

(¬1) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ص98 - 99.

توجيه منهج ورش في اللامات

ممم جدول ممم2 ... اللامات المفتوحة التي تقع بعدها ألف ممالة ... فيها وجهان: تغليظ مع فتح ذوات الياء وترقيق مع التقليل ... {وَيَصْلَى سَعِيرًا} [سورة الانشقاق:12] ... {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} [سورة القيامة:31] 3 ... إذا تخلَّل الألف اللام والأحرف الثلاثة السابقة ... فيها وجهان: والتغليظ أولى نحو: {أَفَطَالَ} [سورة طه:86]، {يصَّالَحا} [سورة النساء:128] {فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ} [سورة البقرة: 233]. توجيه منهج ورش في اللامات أجمع القراء على تفخيم لام لفظ الجلالة والألف التي بعدها تبعاً لها إذا وقعت بعد فتح أو ضم، وترقيقها إذا كان قبلها كسر وذلك تفريقاً بين لفظ الجلالة وبين " اللات " ولصعوبة الخروج من الكسرة إلى التغليظ، ولمنافاة الكسرة للتفخيم رققوا لفظ الجلالة بعد الكسر وفخموها بعد الضم أو الفتح، وما عدا ذلك أجروا اللام على أصلها وهو الترقيق إلا ما انفرد به ورش (¬1). وانفرد ورش بتغليظ اللام المفتوحة إذا وقعت بعد صاد أو طاء أو ظاء ساكنة أو مفتوحة، وهي حروف مطبقة نحو "الصلوات" و "الطلق" والإطباق هو قوة إطباق اللسان عند هذه الحروف بحيث يتصل بطائفة منه مع سقف الحنك العلوي، فأراد أن يعامل اللسان عندما فخم اللام معاملة واحدة ليتجانس اللفظ. أما إذا كانت الصاد أو ¬

(¬1) 2 - المهدوي، شرح الهداية، ج1/ 124.

منهج ورش في الراء

الطاء أو الظاء مكسورة فلا تغليظ للام لمنافاة الكسرة للتفخيم كما قلنا سابقا، ولم تعتبر الضاد سبباً لتغليظ اللام كسائر حروف الإطباق مع كونها حرفاً مطبقاً لعدم قربها من اللام كقرب الأحرف الثلاثة (¬1). وروي عنه وجهان، التفخيم والترقيق إذا ما حالت الألف بين اللام والصاد نحو" فصالا"، ووجه الخلاف أن الفاصل وهو الألف غير حصين فلا يمنع التفخيم، فمن اعتد الفاصل أخذ بالترقيق، ومن لم يعتد بالألف لضعفها أخذ بالتفخيم، وروى كثير من أهل الأداء تفخيم اللام لهذا السبب، ومن رجح الترقيق بدليل أنهم أجمعوا على ترقيق " فطال" مع وجود الحائل بين الطاء واللام وهذا دليل على أن الأرجح في " فصالا"، و"يصالحا" الترقيق (¬2). منهج ورش في الراء أولاً: حالات الترقيق ممم جدول ممم الحال ... المثال كل راء مفتوحة أو مضمومة بعد كسر ... نحو: ناضرة} [القيامة:23]، {وَتُعَزِّرُوهُ} [الفتح:9] ... لازم متصل في نفس الكلمة ... {الْكَافِرُونَ} {سَاحِرٌ} كلاهما في [ص:4] إذا فصل بين الكسر والراء ساكن غير حرف استعلاء باستثناء حرف (الخاء) ... نحو: {وِزْرَكَ} [الشرح:2]، {إِخْرَاجٍ} [البقرة:240] إذا أتت الراء المتحركة بعد ياء ساكنة. ... نحو: {وَنَذِيراً} [البقرة:119]، {ضَيْرَ} [الشعراء:50] ¬

(¬1) - المارغيني، النجوم الطوالع، ص118. (¬2) 2 - المارغيني، النجوم الطوالع، ص119. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 130.

ثانيا: حالات التفخيم

إذا تكررت الراء في آخر كلمة واحدة ... نحو: {فِرَاراً} [الكهف:18] ثانيا: حالات التفخيم ممم جدول ممم الحال ... المثال إذا كانت كسرة الراء عارضة. ... {ارْجِعِي} [الفجر:28]، و {ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99] إذا كانت الراء في اسم أعجمي. ... {إبراهيم، إسرائيل، وعمران} أينما وردت واختلف في عجمية {إِرَم} - إذا كرر الراء ... {ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ} [البقرة:231] - إذا كان الساكن الذي بعد الكسرة صاداً أو طاءً أو قافاً ... {صِرَاطَ} [الفاتحة:7]، {عْرَاضاً} [النساء:128] {فِرَاقُ} [الكهف:78]، {وَالْإِشْرَاقِ} [ص:118] - إذا أتت في آخر الكلمة في حالة الوقف وكان الحرف الذي قبلها مفتوحاً أو مضموماَ أو ساكناً ... {الْكُبَرِ}، و {وَالزُّبُرِ} [النحل:44]، و {عَشْرٍ} [الفجر:2] ثالثاً: ما فيه الوجهان: الحال ... المثال - إذا كان وزن الاسم فعلاً منصوباً منوناً. ... {ذِكْراً} [البقرة:200]، و {سِتْراً} [الكهف:90] و {إِمْراً} [الكهف:71]، و {وِزْراً} [طه:100] و {وَصِهْراً}، و {حِجْرا} كلاهما [الفرقان:22، 54]

رابعا: ما اختلف فيه

رابعاً: ما اختلف فيه: {وَنُذُرِ} [القمر:39]، و {يَسْر} [الفجر: 4]، و {حَيْرَانَ} [الأنعام:71] عند الوقف عليها توجيه منهج ورش في القراءات: إن الأصل في الراء التفخيم وهو قول الجمهور ولا يجوز الترقيق إلا لعلة أوجبت ذلك، وذهب بعض أهل الأداء إلى أن الأصل في الراء الترقيق، وقيل ليس للراء أصل لا في الترقيق ولا في التفخيم (¬1). وعلة إجماع القراء على ترقيق الراء إذا كسر ما قبلها مثل "شِرعة" و"فِرعون" صعوبة الخروج من تسفل الكسرة إلى التصعد بالتفخيم (¬2). وانفرد ورش بترقيق الراء بشروطها وهي إذا كانت مفتوحة أو مضمومة وكان قبلها ياء ساكنة أو كسرة متصلة بها كما مر في مبحث الأصول، فعلة ورش في ترقيق الراء المضمومة إذا أتت بعد كسر نحو {الخاسرون} أو بعد ياء ساكنة نحو: {بشير} أو قبله ساكن وقبل الساكن كسرة نحو: {لذكرُ} عدم الاعتداد بحركة الراء لأجل قرب الكسرة منها أو الياء ولم يعتد كذلك بالساكن لضعفه بالسكون، وكأن الراء قبلها كسرة مباشرة، وأما علة ورش في تفخيم كلمة {كِبْر} [سورة غافر:56]، و {عشرون} [سورة الأنفال:65] ولم يرققها في {ذكرُ} [سورة الأعراف:63] لأن الكاف أقرب مخرجا إلى الذال منها إلى الراء ولذلك فخمت الراء في {كِبْر} لبعد المخرجين ورققت في {الذكرُ} لقرب المخرجين، وأما {عشرون} ففخمت لصفة التفشي التي فيها (¬3). ¬

(¬1) ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ 324. والمار غيني، النجوم الطوالع، ص107. (¬2) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 147. (¬3) - ... المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 146. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 100.

وعلته في تفخيم الراء بعد حروف الاستعلاء لقوتها، واستثنى حرف الخاء وذلك لضعفه بصفة الهمس (¬1). وعلته في ترقيق الراء إذا تكرر نحو {بشرر} وذلك من أجل قوة الكسرة في الراء الثانية، ولم يرقق الراء في {الضرر} وذلك لوجود حرف الاستعلاء الذي قبل الراء وهو الضاد (¬2). وروي عنه وجهان في "حيران" فرققها بعض أهل الأداء على حسب قاعدته، وفخمها الآخرون وذلك لأجل الجمع بين اللغتين (¬3). وفخم الراء إذا كان الاسم أعجمياً مع وجود سبب التفخيم ووجه ذلك ثقله بالعجمة. وأما علة اختلافهم في {إرم} فهي عدم معرفة أصل هذا اللفظ، فقيل عربي، وقيل أعجمي، ومن اعتبر الأول رقق الراء نظراً للكسرة التي قبلها، ومن فخمها فمن أجل العجمة (¬4). وقال ابن الجزري: " والوجهان صحيحان من أجل الخلاف في عجميتها" (¬5) وعلته في تفخيم الراء في "ستراً "صهراً" فلأنها وقعت بين ساكنين هما الساكن قبلها والتنوين الذي بعدها ولزوم الفتحة في الحالتين ففخم لذلك ولم يعتد بالكسرة (¬6). ووجه الاختلاف في تفخيم الراء في (وَالْإِشْرَاقِ) لوقوع الراء قبل حرف الاستعلاء ومن فخم الراء نظر إلى حرف الاستعلاء، ومن رققها نظر إلى ضعف حرف الاستعلاء بالكسرة، والمقدم أداء هو التفخيم، ولذلك أدرجت في جدول التفخيم (¬7). ¬

(¬1) 4 - ... المارغيني، النجوم الطوالع. ص108. (¬2) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص52. والمارغيني، النجوم الطوالع، ص107. (¬3) - ... المهدوي، شرح الهداية.،ج1/ 147. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 98. (¬4) 2 - ... الداني، التيسير في القراءات السبع. ص56. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص96. (¬5) 3 - ... ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 96. وانظر أبو صفية. معرب القرآن عربي أصيل، ص36. (¬6) 4 - ... المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 147. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج1/ 329. (¬7) 5 - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 147. والمارغيني، النجوم الطوالع. ص110.

مقارنة بين منهجي ورش وحفص في ياءات الإضافة

مقارنة بين منهجي ورش وحفص في ياءات الإضافة ممم جدول ممم م ... ياءات الإضافة ... ورش ... حفص 1 ... قبل همزة قطع مفتوحة نحو: {ربِ اجعل لِي آية} [سورة آل عمران:41] ... فتحها جميعاً واستثنى سبع ياءات ... سكنها جميعاً إلا في: ... 1 - {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [سورة البقرة:152] ... 1 - {مَعِيَ أَبَداً} [التوبة:83] ... 2 - {أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [سورة الأعراف:143] ... 2 - {ومَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا} [الملك:28] ... 3 - {وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ} [سورة التوبة:49] ... 4 - {وَتَرْحَمْنِي أَكُن} [سورة هود:4] ... 5 - {فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ} [مريم:43] ... 6 - {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى} [غافر:26] ... 7 - {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60] 2 ... قبل همزة القطع المكسورة ... فتحها جميعاً واستثنى تسع ياءات: ... سكنها جميعاً إلا في: ... نحو: {مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ} [يوسف:38] ... 1 - {أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الأعراف:14] ... 1 - {أَجْرِيَ إِلاَّ} حيث وردت ... 2 - {مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف:33] ... 2 - {يَدِيَ إِلَيْكَ} [المائدة:28] ... 3 - {فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الحجر:36] ... 3 - {أُمِّيَ إِلَهَيْن} [المائدة:116] لاغير

ممم جدول ممم 4 - {فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [ص:79] ... 5 - {يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ} [القصص:34] ... 6 - {وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ} [غافر:41] ... 7 - {لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [غافر:43] ... 8 - فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ} [الأحقاف:15] ... 9 - لولا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ} [المنافقون:10] 3 ... قبل همزة القطع المضمومة نحو {أَنِّي أُوفِ الْكَيلَ} [يوسف:59] ... فتحها جميعاً واستثنى: ... سكنها جميعاً دون استثناء مثل: {إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ} [الأنعام:14] ... 1 - "وأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ" [البقرة:40] ... {إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ} [المائدة:29] 2 - {قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} [الكهف:96] 4 ... كل ياء بعدها لام التعريف نحو: ... فتحها في جميع القرآن ... فتحها في جميع ... {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} [البقرة:258] ... القرآن ما عدا ... {عهدي الظالمين} ... [البقرة:124]

ممم جدول ممم5 ... كل ياء بعدها همزة وصل نحو ... فتحها إلا ثلاثة مواضع وهي: ... {إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا} [الفرقان:30] ... - {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ} ... [الأعراف:144] ... - {أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [طه:31،30] ... - {لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً} ... [الفرقان:27]. 6 ... كل ياء بعدها حرف غير مهموز الفتح والإسكان في ياءات الإضافة لغتان فاشيتان في القرآن الكريم وكلام العرب، والإسكان هو الأصل الأول، لأنها مبنية، والأصل في البناء هو السكون، والأصل الثاني فيها هو الفتح، لأنها اسم على حرف غير مرفوع فقوي بالحركة (¬1). وقيل: أصل ياء الإضافة الحركة واختير لها الفتح لأنه أخف الحركات، والإسكان أيضاً للتخفيف (¬2) وهي على قسمين: قسم اتفق عليه بين القراء، وقسم اختلف فيه، وهي مبسوطة في كتب القراءات، ونكتفي هنا ببيان ما حصل الخلاف فيه بين ورش وحفص من حيث التوجيه. ¬

(¬1) ابن إدريس، أحمد بن عبيد الله. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 135. (¬2) المهدوي، شرح الهداية. ج158

وعلة ورش في فتح ياء الإضافة عند الهمزة سواءً كانت مفتوحةً أو مكسورةً أو مضمومةً، أن الهمزة ثقيلة والياء خفيفة، فأراد أن يقوي الياء بالفتحة، وقد يفتح ياء الإضافة في موضع ثم يسكن شبهها في موضع آخر والقصد الاقتداء بالأثر، فيقرأ على حسب ما نقله عمن قرأ عليه (¬1). وعلة حفص في إسكان الياء في {عهدي الظالمين} من أجل التخفيف، ولم يعتد بالساكن (¬2). ¬

(¬1) 2 - أحمد بن عبيد الله. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 134. (¬2) 3 - المهدوي، شرح الهداية. ج158.

مقارنة بين منهجي ورش وحفص في ياءات الزوائد والتقاء الساكنين والروم والإشمام

مقارنة بين منهجي ورش وحفص في ياءات الزوائد والتقاء الساكنين والروم والإشمام ممم جدول ممم م ... ياءات الزوائد ... ورش ... حفص 1 ... {فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ} [النمل:36] ... يثبتها وصلاً ويحذفها وقفاً ... أثبتها وصلاً واختلف عنه بالوقف بالياء أو بالنون 2 ... {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ} [الزخرف: 68] ... إثبات الياء وقفاً ووصلاً ... حذف الياء وقفاً ووصلاً 3 ... بقية ياءات الزوائد في القرآن نحو ... يثبتها وصلاً ويحذفها وقفاً ... يحذفها وصلاً ووقفاً أينما وردت - {الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186] ... - {وَعِيدِ} [إبراهيم:14] ... - {يَوْمَ يَأْتِ} [هود:15] م ... الساكن قبل همزة الوصل ... ورش ... حفص 1 ... إذا وقع الساكن الأول قبل همزة وصل في كلمة ثالثها مضمومٌ ضماً أصلياً، نحو: {أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا} [النساء:66] ... ضم الساكن الأول ... كسر الساكن الأول

الروم والإشمام

ممم جدول ممم2 ... إذا وقع التنوين قبل همزة وصل في كلمة ثالثها مضمومٌ ضماً أصلياً، نحو: {بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ} [الأعرف:49] ... ضم الساكن الأول في المنون ... كسر الساكن الأول في المنون 3 ... إذا وقع الساكن قبل همزة وصل في كلمة ثالثها غير الضم الأصلي اتفقا على الكسر. ... كسر الساكن الأول ... كسر الساكن الأول الروم والإشمام: م ... الروم والإشمام ... ورش ... حفص 1 ... في نحو سيء وسيئت وغيض وقيل، نحو قوله تعالى: {سِيءَبِهِمْ} [العنكبوت:33] و [هود:77] ... أشم كسرة السين ضماً. ... بكسر خالص دون إشمام. 2 ... {تَأْمَنَّا} [يوسف:11] ... له فيها الإشمام أو الاختلاس ... له فيها الإشمام أو الاختلاس

الخلاف بين القراء في ياءات الزوائد دائر بين الحذف والإثبات، بينما الخلاف في ياءات الإضافة، يكون بين الفتح والإسكان، وسبق الحديث عن ياءات الإضافة، أما علة من حذف وصلاً ووقفاً فذلك نظراً لمراعاة الرسم، ووجه من أثبت ووقفاً وصلاً فنظراً إلى الأصل (¬1). أما تحريك أول الساكنين، فمن حرك بالكسر فعلى الأصل، ومن حرك بالضم فبسبب ضم ثالث الفعل، لتجانس ما بين الضمتين. وأما الاختلاس فهو مذهب لغوي، ولغة من لغات العرب، وردت القراءة بها، وكذا الحال في الإشمام. ¬

(¬1) - المارغيني، النجوم الطوالع. ص143.

الفصل الثالث فرش الحروف في روايتي ورش وحفص

الفصل الثالث فرش الحروف في روايتي ورش وحفص وفيه مبحثان المبحث الأول: فرش حروف روايتي ورش وحفص المبحث الثاني: مقارنة بين فرش الروايتين مع التوجيه

المبحث الأول فرش حروف روايتي ورش وحفص

المبحث الأول فرش حروف روايتي ورش وحفص ممم جدول ممم - من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الكهف - {سورة الفاتحة} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 4 ... {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ... {/} ... بحذف الألف بعد الميم. {سورة البقرة} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 9 ... {وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ} ... / ... بضم الياء وفتح الخاء بعدها ألف مع كسر الدال 10 ... {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} ... / ... بضم الياء وفتح الكاف مع تشديد الذال 58 ... {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} ... / ... بإبدال النون المفتوحة ياءً مضمومة وفتح الفاء، وفي الألف الفتح والتقليل 62 ... {وَالصَّابِئِينَ} ... / ... بحذف الهمزة.

ممم جدول ممم67 ... {هُزُوا} ... / ... بإبدل الواو همزة. 81 ... {خَطِيئَتُهُ} ... / ... زاد بعد الهمزة ألفاً. 85 ... {تَظَاهَرون} ... / ... بتشديد الظاء 85 ... {عَمّا تَعْمَلُونَ} ... / ... بياء الغيبة 91 ... {أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} ... / ... بإبدال الياء همزة 98 ... {وَمِيكَالَ} ... / ... بزيادة همزة مكسورة بعد الألف مع إشباع المد 119 ... {ولا تُسْأَلُ} ... / ... بفتح التاء وجزم اللام. 125 ... {واتخِذوا} ... / ... بفتح الخاء. 125 ... {مصلى} ... / ... بتغليظ اللام وصلا وله وجهان في الوقف. 133 ... {ووصَّى} ... / ... بزيادة همزة مفتوحة بين الواوين، وإسكان الثانية وله في الألف الفتح والتقليل. 140 ... {تقولون} ... / ... بياء الغيبة. 150 ... {لِئَلا} ... / ... بإبدال الهمزة ياء.

ممم جدول ممم165 ... {ولو يَرى الذَينَ} ... / ... بتاء المخاطب مع تقليل الألف وقفاً. 168 ... {خطُوَات} ... / ... بإسكان الطاء. 177 ... {ليسَ البِرَّ} ... / ... برفع البرّ مع ترقيق الراء. 177 ... {ولكنَّ البرَّ} ... / ... بتخفيف النون وكسرها. 184 ... {فِدْيَةٌ طَعَامُ} ... / ... حذف التنوين وجر الميم. 184 ... {مسْكين} ... / ... بزيادة ألف بعد السين مع فتح النون 189 ... {ولكنَّ البرَّ} ... / ... بتخفيف النون وكسرها وصلا مع رفع الراء. 208 ... {السِّلم} ... / ... بفتح السين 214 ... {حتى يقولَ} ... / ... برفع اللام 231 ... {هُزُواً} ... / ... بإبدال الواو همزة أينما وردت في القرآن 236 ... {قدَرُه} ... / ... بسكون الدال في الموضعين 240 ... {وصيةً لأزواجهم} ... / ... برفع التاء

ممم جدول ممم245 ... {فيُضاعفَه} ... / ... برفع الفاء. 245 ... {وَيَبْصُطُ} قرأها بالسين ... / ... قرأها بالصاد. 246 ... {عسَيتم} ... / ... بكسر السين. 149 ... {غُرفةً} ... / ... بفتح الغين. 251 ... {دَفْعُ} ... / ... بكسر الدال وزيادة ألف بعد الفاء. 259 ... {ننْشِزُها} ... / ... بالراء بدل الزاي. 265 ... {بِرَبْوَة} ... / ... بضم الراء. 265 ... {أُكُلَها} ... / ... بتسكين الكاف. 271 ... {ويُكَفِّرُ} ... / ... بالنون وجزم الراء. 273 ... {يَحسَبُهُم} ... / ... بكسر السين. 280 ... {ميسَرة} ... / ... بضم السين 280 ... {تصَدَّقوا} ... / ... بتشديد الصاد. 282 ... {تجارةً حاضرةً} ... / ... برفعهما. 284 ... {فَيَغفِرُ لمن يّشاءُ وَيُعَذِّبُ} ... / ... بجزمَ الفعلين مع إظهار الباء عند الميم والراء عند اللام.

{سورة آل عمران}

{سورة آل عمران} ممم جدول ممم رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 13 ... {يَرَونَهُم} ... / ... بتاء الخطاب. 37 ... {وَكَفّلهَا زَكريَا} ... / ... بتخفيف الفاء وبزيادة همزة مضمومة بعد الألف. 49 ... {طَيْراً} ... / ... بزيادة ألف بعد الطاء وإبدال الياء الساكنة همزة مكسورة. 57 ... فَيُوَفِّيهِمْ} ... / ... بالنون بدل الياء مع صلة الميم وصلاً 79 ... {تُعَلِّمون} ... / ... بتسكين العين وفتح اللام مخففة 80 ... {ولا يَأمُرَكم} ... / ... بإبدال الهمزة ورفع الراء 81 ... {آتيتُكم} ... / ... بإبدال التاء نوناً بعدها ألف 83 ... {يَبغون} ... / ... بتاء الخطاب. 83 ... {يُرجعون} ... / ... بتاء الخطاب. 97 ... {حِجُّ} ... / ... بفتح الحاء. 115 ... {يَفعلوا} ... / ... بتاء الخطاب. 115 ... {يُكفَروه} ... / ... بتاء الخطاب.

{سورة النساء}

ممم جدول ممم120 ... {لا يَضُرُّكم} ... / ... بكسر الضاد وجزم الراء. 125 ... {مسَوِّمين} ... / ... بفتح الواو 133 ... {وسارعوا} ... / ... بإسقاط الواو الأولى 146 ... {قَاتَل} ... / ... بضم القاف وحذف الألف وكسر التاء. 156 ... {مُتُّم} ... / ... بكسر الميم. 157 ... {يَجمَعونَ} ... / ... بتاء الخطاب بدل الياء. 161 ... {يَغُلَّ} ... / ... بضم الياء وفتح الغين. 169 ... {تحسَبنّ} ... / ... بكسر السين، أينما وردت. 176 ... {ولا يَحزُنْك} ... / ... بضم الياء وكسر الزاي، أينما وردت. / {سورة النساء} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 1 ... {تَسَاءلون} ... / ... بتشديد السين.

ممم جدول ممم5 ... {قياماً} ... / ... بحذف الألف بعد الياء 11 ... {وَاحدةً} ... / ... برفع التاء. 12 ... {يوصَى} ... / ... بكسر الصاد وإبدال الألف بعدها ياء. 13/ 14 ... {يُدْخِلْه} ... / ... بالنون بدل الياء. 24 ... {وأُحِلَّ} ... / ... بفتح الهمزة والحاء. 29 ... {تجارةً} ... / ... برفع التاء. 31 ... {مُدْخلا} ... / ... بفتح الميم 33 ... {عقَدَت} ... / ... بزيادة ألف بعد العين. 42 ... {تُسَوَّى} ... / ... بفتح التاء وتشديد السين وله الفتح والتقليل في الألف كما مر في الأصول 73 ... {لَمْ تَكُنْ} ... / ... بالياء بدل التاء. 94 ... {السَّلَامَ} ... / ... بحذف الألف

{سورة المائدة}

ممم جدول ممم95 ... {غيرُ} ... / ... بنصب الراء وترقيقها 128 ... {يُصْلِحا} ... / ... بفتح الياء وتشديد الصاد وزيادة ألفاً بعدها وفتح اللام 140 ... {نَزَّل} ... / ... بضم النون وكسر الزاي. 145 ... {في الدَّرْك} ... / ... بفتح الراء. 152 ... {يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ} ... / ... بالنون وإبدال الهمزة واواً مع صلة ميم الجمع بالواو على أصل القاعدة. 154 ... {لاتَعْدُوا} ... / ... بفتح العين وتشديد الدال. 165 ... {لِئَلا} ... / ... بإبدال الهمزة ياءً / {سورة المائدة} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 45 ... {والأُذُنَ بالأُذُنِ} ... / ... بتسكين الذال فيهما مع النقل.

{سورة الأنعام}

ممم جدول ممم53 ... {ويقولُ الذين} ... / ... بدون واو العطف. 54 ... {يرتَدَّ} ... / ... بفك الإدغام وكسر الدال الأولى وإسكان الثانية. 67 ... {رسالتَه} ... / ... بزيادة ألف بعد اللام وكسر التاء. 69 ... وَالصَّابِئُونَ} ... / ... بإسقاط الهمزة وضم الباء. 95 ... {فجزاءٌ مثلُ} ... / ... بحذف التنوين وجرّ اللام. 95 ... {كفارةٌ طعامُ} ... / ... بحذف التنوين وجر الميم. 107 ... {اسْتَحَقَّ} ... / ... بضم همزة الوصل ابتداءً وضم التاء وكسر الحاء 110 ... {طَيْراً} ... / ... بزيادة ألف بعد الطاء وإبدال الياء همزة مكسورة. 119 ... {يَوْمُ يَنْفَعُ} ... / ... بنصب كلمة (يوم) / {سورة الأنعام} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 23 ... {فتنَتُهم إلاَّ} ... / ... بنصب التاء وصلة الميم والمد على الأصل.

ممم جدول ممم33 ... {ولا نكذِبَ} ... / ... بالرفع فيهما. 33 ... {ونكونَ} ... / 54 ... {فأَنَّه} ... / ... بكسر الهمزة. 55 ... {سبيلُ} ... / ... بنصب اللام. 63 ... {أنجانا} ... / ... بإبدال الألف ياءً وزيادة تاء مفتوحة بعدها. 64 ... {يُنَجِّيكم} ... / ... بتسكين النون وتخفيف الجيم. 80 ... {أَتُحَاجُّونِّي} ... / ... بتخفيف النون. 83 ... {درجاتٍ مَن} ... / ... بحذف التنوين. 96 ... {جعَل الليلَ} ... / ... بإثبات الألف بعد الجيم وكسر العين، وضم اللام من جاعل وكسر اللام من الليل. 100 ... {وَخَرَقُوا} ... / ... بتشديد الراء. 111 ... {قُبُلاً} ... / ... بكسر القاف وفتح الباء. 115 ... كَلِمَتُ} ... / ... بزيادة ألف بعد الميم على الجمع.

ممم جدول ممم119 ... {لَيُضِلُّون} ... / ... بفتح الياء. 122 ... {ميْتاً} ... / ... بتشديد الياء 124 ... {رِسالَتَه} ... / ... بزيادة ألف بعد اللام وكسر التاء 125 ... {حَرَجاً} ... / ... بكسر الراء 128 ... {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ} ... / ... بالنون بدل الياء. 141 ... {أُكُلُه} ... / ... بتسكين الكاف. 141 ... {حَصادِه} ... / ... بكسر الحاء. 153 ... {تذَكَّرون} ... / ... بتشديد الذال. 161 ... {قِيَماً} ... / ... بفتح القاف وتشديد الياء مكسورة 161 ... {مُنَزَّلٌ} ... / ... بتسكين النون وتخفيف الزاي. 162 ... {وَمَحْيَايَ} ... / ... بتسكين الياء، وله وجه الفتح.

{سورة الأعراف}

ممم جدول ممم {سورة الأعراف} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 26 ... {ولباسُ} ... / ... بنصب السين. 32 ... {خالصةً} ... / ... برفع التاء. 57 ... {(بُشْراً} ... / ... بنون مضمومة مع ضم الشين. 69 ... {بَسْطَةً} ... / ... بإبدال السين صاداً. 105 ... {حقيقٌ عَلَى} ... / ... بإبدال الألف ياءً مشددة مفتوحة. 105 ... {معيَ بني} ... / ... بتسكين الياء. 111 ... {قَالُوا أَرْجِهْ} ... / ... بكسر الهاء وصلتها بمقدار حركتين. 117 ... {تَلْقَف} ... / ... بفتح اللام وتشديد القاف. 127 ... {سنُقَتِّل} ... / ... بفتح النون وإسكان القاف وضم التاء مخففة. 141 ... {(يُقَتِّلون} ... / ... بفتح الياء وإسكان القاف وضم التاء مخففة. 144 ... {بِرِسَالَاتِي} ... / ... بحذف الألف بعد اللام.

ممم جدول ممم161 ... {نَغفِر} ... / ... بتاء مضمومة وفتح الفاء. 161 ... {خطيئاتِكم} ... / ... برفع التاء. 164 ... {معذِرةً} ... / ... برفع التاء. 172 ... {ذُرِّيتَهم} ... / ... بزيادة ألف بعد الياء وكسر التاء. 186 ... {ويَذَرُهم} ... / ... بالنون بدل الياء. 177 ... {يَلْهَث ذَّلِكَ} ... / ... بدون إدغام الثاء في الذال. 190 ... {شُرَكاءَ} ... / ... بكسر الشين وإسكان الراء وتنوين الكاف وحذف الهمزة. 193 ... {لا يَتَّبِعوكُم} ... / ... بتسكين التاء وفتح الباء. 202 ... {يَمُدُّونَهم} ... / ... بضم الياء وكسر الميم.

{سورة الأنفال}

ممم جدول ممم {سورة الأنفال} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 9 ... {مُرْدِفين} ... / ... بفتح الدال 11 ... {يُغَشِّيكم} ... / ... بتسكين الغين وتخفيف الشين. 18 ... {مُوهِنُ كَيْدِ} ... / ... بفتح الواو وتشديد الهاء مع تنوين النون. 18 ... {كَيْدِ} ... / ... بنصب الدال. 42 ... {حَيَّ} ... / ... بياءين، الأولى مكسورة والثانية مفتوحة 65 ... {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ} ... / ... بتاء التأنيث، في الموضعين. 66 ... {ضَعْفاً} ... / ... بضم الضاد / {سورة التوبة} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 30 ... {عُزَيْرٌ ابن} ... / ... بحذف التنوين.

ممم جدول ممم30 ... {يُضاهِئُون} ... / ... بضم الهاء وحذف الهمزة. 37 ... {النَّسِيءُ} ... / ... بإبدال الهمزة ياءً وإدغام الياء الأولى فيها. 37 ... {يُضَلُّ} ... / ... بفتح الياء وكسر الضاد. 61 ... {أُذُنٌ} ... / ... بتسكين الذال في الموضعين. 66 ... {نَعْفُ} ... / ... بإبدال النون ياء مضمومة وفتح الفاء 66 ... {نُعَذِّب طائفةً} ... / ... بإبدال النون تاءً مضمومة وفتح الذال ورفع طائفة 83 ... {معيَ عدواً} ... / ... بتسكين الياء. 99 ... {قُرْبة} ... / ... بضم الراء. 103 ... {صلاتَك} ... / ... بالجمع وكسر التاء 107 ... {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا} ... / ... بإسقاط الواو. 109 ... {أَسَّسَ بُنيانَه} ... / ... بضم الهمزة وكسر السين الأولى ورفع النون الثانية في الموضعين. 110 ... {تَقَطَّعَ} ... / ... بضم التاء.

{سورة يونس}

ممم جدول ممم117 ... {يَزِيغُ} ... / ... بتاء التأنيث بدل الياء. / {سورة يونس} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 2 ... {لَسَاحِرٌ} ... / ... بكسر السين وحذف الألف وإسكان الحاء. 5 ... {يُفَصِّلُ} ... / ... بالنون بدل الياء. 23 ... {متاعَ} ... / ... برفع العين. 33 ... {كلِمَت} ... / ... بزيادة ألف بعد الميم. 35 ... {أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ} ... / ... بفتح الهاء 45 ... {يَحْشُرُهُمْ} ... / ... بالنون بدل الياء 88 ... {لِيُضلوا} ... / ... بفتح الياء

{سورة هود}

ممم جدول ممم103 ... {نُنْجِ} ... / ... بفتح النون الثانية وتشديد الجيم / {سورة هود} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 28 ... {فعُمّيت} ... / ... بفتح العين وتخفيف الميم. 40 ... {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} ... / ... بحذف التنوين. 41 ... {مَجْر (ـهَا} ... / ... بضم الميم وتقليل الراء. 42 ... {يا بنيَّ} ... / ... بكسر الياء. 42 ... {ارْكَبْ مَعَنَا} ... / ... بإظهار الباء عند الميم. 46 ... {فلا تسأَلْن} ... / ... بفتح اللام وتشديد النون وزيادة ياء بعدها وصلاً 66 ... {يومِئِذ} ... / ... بفتح الميم. 68 ... {ثمودَ} ... / ... بتنوين الدال، ويوقف عليه بالألف. 71 ... {يعقوبَ} ... / ... برفع الباء في حالة الوصل.

{سورة يوسف}

ممم جدول ممم77 ... {سِيءَ} ... / ... بإشمام كسرة السين. 81 ... {فأَسرِ} ... / ... بوصل همزة القطع. 87 ... {أصلاتك} ... / ... بزيادة ألف وواو مفتوحة على الجمع. 108 ... {سُعِدوا} ... / ... بفتح السين. 111 ... {وإنّ كلاًّ} ... / ... بتسكين النون. 111 ... {لمَّا} ... / ... بتخفيف الميم. / {سورة يوسف} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 5 ... {يابنيَّ} ... / ... بكسر الياء 10 ... {غيابت} ... / ... بزيادة ألفٍ بعد الباء 12 ... {يرتعْ} ... / ... بكسر العين

ممم جدول ممم19 ... {يا بُشرَى} ... / ... بزيادة ياء مفتوحة مقللة بعدها ياءٌ. 23 ... {هَيْتَ} ... / ... بكسر الهاء. 47 ... {دأَباً} ... / ... بتسكين الهمزة 62 ... {لفتيانه} ... / ... بحذف الألف وإبدال النون تاء. 64 ... {حافِظاً} ... / ... بكسر الحاء وحذف الألف وإسكان الفاء 76 ... {دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} ... / ... بحذف التنوين. 109 ... {نُوحِي} ... / ... بضم الياء وفتح الحاء وألف بعدها بدل الياء. 110 ... {كُذِبُوا} ... / ... بتشديد الذال. 110 ... {فنُجِّيَ} ... / ... بزيادة نون ساكنة قبل الجيم وتخفيف الجيم وإسكان الياء.

{سورة الرعد}

{سورة الرعد} ممم جدول ممم رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 4 ... {وزرعٌ ونخيلٌ} ... / ... بجرّ العين واللام. 4 ... {صنوانٌ وغيرُ} ... // ... بجرّ النون والراء. 4 ... {يسقى} ... / ... بالتاء بدل الياء. 4 ... {الأُكُل} ... / ... بتسكين الكاف مع نقل حركة الهمزة إلى اللام. 5 ... {أَإِنا} ... / ... بإسقاط همزة الاستفهام مع النقل على قاعدته 17 ... {يُوقِدُونَ} ... / ... بتاء الخطاب بدل الياء. 33 ... {وَصُدُّوا} ... / ... بفتح الصاد. 35 ... {أُكُلُها} ... / ... بتسكين اللام. 39 ... {ويُثْبِت} ... / ... بفتح الثاء وتشديد الباء. 42 ... {الكُفَّار} ... / ... بفتح الكاف وزيادة ألف بعدها وكسر الفاء.

{سورة إبراهيم}

{سورة إبراهيم} ممم جدول ممم رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 2 ... {اللهِ الذي} ... / ... برفع لفظ الجلالة 18 ... {الريح} ... / ... بزيادة ألف بعد الياء على الجمع. 25 ... {أُكُلها} ... / ... بتسكين الكاف. / {سورة الحجر} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 8 ... {نُنَزِّل الملائكةَ} ... / ... بإبدال النون الأولى تاء مفتوحة وفتح الزاي ورفع الملائكة.

{سورة النحل}

ممم جدول ممم54 ... {تبشِّرونَ} ... / ... بكسر النون. / {سورة النحل} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 12 ... {والنُّجومُ} ... / ... بفتح الميم. 12 ... {مسخَّراتٌ} ... / ... بكسر التاء. 20 ... {يَدْعُونَ} ... / ... بتاء الخطاب. 27 ... {تُشَاقُّونَ} ... / ... بكسر النون وصلاً. 37 ... {يَهدِي} ... / ... بضم الياء وفتح الدال وإبدال الياء ألف وله فيها الفتح والتقليل. 43 ... {نوحِي} ... / ... بإبدال النون ياءً والياء ألفاً. 62 ... {مُفْرَطون} ... / ... بكسر الراء. 66 ... {نُسقيكم} ... / ... بفتح النون

{سورة الإسراء}

ممم جدول ممم80 ... {ظعْنِكم} ... / ... بفتح العين 96 ... {وَلَنَجْزِيَنَّ} ... / ... بالياء بدل النون / {سورة الإسراء} رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 35 ... {بالقِسطاس} ... / ... بضم القاف. 38 ... {سَيِّئُهُ} ... / ... بفتح الهمزة وإبدال هاء الغيبة تاء تأنيث مفتوحة منونة. 42 ... {يَقُولُونَ} ... / ... بتاء الخطاب. 44 ... {تُسَبِّحُ} ... / ... بياء الغيبة. 64 ... {ورَجِلِك} ... / ... بتسكين الجيم. 76 ... {خِلافَك} ... / ... بفتح الخاء وتسكين اللام وحذف الألف. 90 ... {تَفْجُرَ} ... / ... بضم التاء وفتح الفاء وكسر الجيم مشددة.

{سورة الكهف}

{سورة الكهف} ممم جدول ممم رقم الآية ... حفص ... ورش ... شرح الاختلاف على رواية ورش 16 ... {مِرفقاً} ... / ... بفتح الميم وكسر الفاء 17 ... {تزَاوَر} ... / ... بتشديد الزاي 18 ... {ولَمُلِئْت} ... / ... بتشديد اللام الثانية 33/ 42 ... {أُكُلَها} ... / ... بتسكين الكاف 34/ 42 ... {ثَمَرٌ، بِثَمَرِه} ... /، / ... بضم الثاء والميم في الموضعين 36 ... {منْهَا} ... / ... بضم الهاء وزيادة ميمٍ بعدها على التثنية 44 ... {عقْباً} ... / ... بضم القاف 55 ... {قُبُلا} ... / ... بكسر القاف وفتح الباء 59 ... {لِمَهْلِكِهم} ... / ... بضم الميم وفتح اللام 63 ... {أَنْسانيهُ} ... / ... بكسر الهاء وصلاً مع تقليل الألف 70 ... {تسْألْنِي} ... / ... بفتح اللام وتشديد النون

ممم جدول ممم74 ... {زَكِيَّة} ... / ... بزيادة ألف بعد الزاي وتخفيف الياء 74 ... {نُكْرا} ... / ... بضم الكاف 76 ... {مِن لَّدُنِّي} ... / ... بتخفيف النون 81 ... {يُبْدِلهما} ... / ... بفتح الباء وتشديد الدال. 85،89،92 ... {فأَتْبع، أتْبَع} ... / ... بوصل همزة القطع وتشديد التاء. 88 ... {جزاءً الحسنى} ... / ... برفع الهمزة بلا تنوين. 93، 94 ... {السَّدّين، سَدّاً} ... /،/ ... بضم السين في الموضعين. 98 ... {دكاءَ} ... / ... بتنوين الكاف من غير الهمزة (¬1). / ¬

(¬1) اقتبست الجدول القرآني برواية ورش النافع من موقع الشبكة الإسلامية

المبحث الثاني: مقارنة بين فرش الروايتين مع التوجيه

المبحث الثاني: مقارنة بين فرش الروايتين مع التوجيه - من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الكهف - بعد الحديث عن أصول روايتي ورش وحفص في الفصل السابق, والمقارنة بينهما بشكل جدولي مع شرح موجز لوجه الخلاف الدائر بينهما، وبينت بقدر الإمكان أبرز خصائص رواية ورش في الرسم القرآني، وأن ورشاً إنما اعتمد في رسم مصحفه على شيخه نافع بن أبي نعيم الذي لا يخالف الرسم العثماني في شيء، وبالتالي يبقى مذهب ورش في الرسم أحد أوجه الرسم العثماني المجمع عليه. بعد ذلك أتحدث في هذا المبحث عن الخلاف بين الراويين في فرش الحروف وما ذكره علماء الرواية والدراية في علوم القراءات من توجيه لما ورد من خلاف بينهما، ولا نقصد بالتوجيه الترجيح الذي يذكره بعض النحويين أو حتى بعض المفسرين بين القراءات فلا ترجيح بين القراءات المتواترة، فكلها ثابتة صحيحة في القراءة واللغة والرسم، لكن المراد من الحديث في هذا المبحث هو إظهار ما للراويتين من مميزات ووجوه لغوية وتفسيرية صحيحة، في الأصول والفرش على السواء، كما أود عرض ما ذكره علماؤنا في هذا الفن بما يخص كلا الروايتين وأوجه الخلاف بينهما، ووجه ذلك في لغة القرآن، وسأتحدث عن فرش الحروف وتوجيهها في نصف القرآن الأول إن شاء الله تعالى، لأن المقام لا يتسع لعرض الفرش كاملا، على أن أتمم ذلك لاحقا بمشيئة الله تعالى.

سورة الفاتحة

سورة الفاتحة قوله تعالى: {مَلِكِ}، {مَالِكِ} [4]. وهو أول خلاف في فرش الحروف بين روايتي ورش وحفص في سورة الفاتحة, قرأ ورش {مَلِكِ} وقرأ حفص {مَالك} (¬1) , ولكل من القراءتين وجهها في العربية، وفي البحر المحيط قال أبو حيان عن الأخفش: "يقال: ملك من الملك بضم الميم, ومالك من الملك بكسر الميم وفتحها" (¬2) , فالكلمة تتكون من ثلاثة أحرف (م ل ك)، وكان من مميزات الجمع الثالث على عهد عثمان - رضي الله عنه - أن بقي الرسم القرآني خالياً من نقط الإعراب بالحركات ونقط الإعجام، فوافق ذلك الرسم ما ورد من قراءات صحيحة وخلاف بين القراء، وذلك من خلال ما يحتمله الرسم، فإضافة ألف أمر شائع في القرآن الكريم للسبب نفسه، وأمثلة كثيرة في القرآن الكريم منها قوله {جعل، وجاعل} , و {رسالته، رسالاته} , ونحو قوله {خير حافظاً، خير حفظاً} , و {فرهين، فارهين}، و {خدع، خادع} , ومن القراء من احتفظ بنفس الحروف ولم يزد عليها شيئاً، ومنهم من زاد ألفاً محتملة, فغيّر بذلك المعنى وأصبحت هذه المجموعة الصوتية (م ل ك) تفيد معنى {مالك}، و {مَلِكِ}، وقيل: {مالك} بإثبات الألف هو المتصرف في الأعيان المملوكة كما يشاء, وأما {ملك} بحذف الألف وكسر اللام والكاف فهو المتصرف بالأمر والنهي في المأمورين (¬3) , إلا أن القراء وإن اختلفوا في الرسم والقراءة لكنهم ¬

(¬1) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 126. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 104. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص370. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر.،ج1/ 212. (¬2) - أبو حيان، محمد بن يوسف. البحر المحيط. تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، الطبعة: الأولى 1422هـ -2001م. ج1/ 138. محيسن، محمد سالم. المغني في توجيه القراءات. مكتبة الكليات الأزهرية، بيروت، لبنان، القاهرة، مصر، الطبعة: الأولى 1413هـ _ 1993م. ج1/ 125. (¬3) - انظر: القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 26 ..

سورة البقرة

أجمعوا على أنه لا تضادّ بينهما، وكل منهما ورد في القرآن، قال عز جل: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [سورة آل عمران: 26]. وقوله {فتعالى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} [المؤمنون:116]. وقد رجح كلا من القراءتين مرجحون من حيث المعنى وكلاهما صحيحة حسنة، متواترة عن النبي / كما روي عن النبي / أنه قرأ بألف وبغير ألف (¬1) وبالتالي لا أرى ترجيح إحدى القراءتين، ولا أرى أن يقال إن إحداهما أبلغ من الأخرى إذ إن القراءتين متواترتان ومتضمنتان صفتين لله عز وجل، {ملك} صفة لذاته، و {مالك} صفة لفعله (¬2). سورة البقرة قوله تعالى: {وَمَا يُخَادِعُونَ}، {وَمَا يَخْدَعُونَ} [9]. وهذا هو الخلاف الأول بين روايتي ورش وحفص في سورة البقرة من فرش الحروف حيث قرأه حفص بفتح الياء، وإسكان الخاء من غير ألف (¬3) , وقرأه ورش عن نافع بضم الياء وبألف بعد الخاء وكسر الدال (¬4) {وما يخادعون}. ¬

(¬1) - قال ابن كثير:"عن ابن شهاب أنه بلغه أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ,وأبا بكر ,وعمر ,وعثمان ,ومعاوية وابنه يزيد بن معاوية كانوا يقرؤون {مالك يوم الدين} وروى الترمذي من حديث أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ {ملك يوم الدين}. انظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. ج1/ 25. والترمذي، محمد بن عيسى. سنن الترمذي. كتاب القراءات، باب فاتحة الكتاب، ج5/ص185. رقم الحديث2927. (¬2) - الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير. جامع البيان عن تأويل آي القرآن. بيروت-لبنان- دار الفكر، (رقم الطبعة غير معروف)، 1405هـ، ج1/ص65. أبو علي الفارسي. الحجة للقراء السبعة. ج32 - 39، ابن زنجلة، عبد الرحمن بن محمد. حجة القراءات. تحقيق: سعيد الأفغاني. مؤسسة الرسالة، بيروت-لبنان، الطبعة الخامسة، 1422هـ-2001م، ص 78. (¬3) - ابن خالويه، حجة القراءات.، ص 78. والدمياطي، الإتحاف. ج1/ 32. (¬4) - أبو حيان، البحر المحيط. ج1/ 55. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. 141.

قال مكي بن أبي طالب: إن خادع - و - خدع - شيء واحد في معنى المخادعة، والمفاعلة قد تكون من واحد كقولهم: داويت العليل، وعاقبت اللص، كأن خدع وخادع شيئاً واحداً (¬1). اختار ورش ومن وافقه: (خدع) وفضله على: (خادع)، حاملاً معنى الثاني على الأول (¬2). لأن مخادعة الكفار ومشركي مكة والمنافقين إنما كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين من حوله وعكس ذلك لم يكن شيء من المخادعة للكفار من طرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبه، بل كانوا يصدقونهم الحديث أو يبينون لهم طريق الهدى وطريق الضلال فدلَّ هذا على أن الأول من واحد بمعنى يخدعون فجرى الثاني على معنى الأول. ومعنى الآية: أن المنافقين يظهرون خلاف ما يعتقدونه، فالخداع منهم يقع بالاحتيال والمكر, ومن الله عز وجل بأن يظهر لهم من الإحسان، ويعجل لهم من النعم في الدنيا خلاف ما يغيب عنهم ويستر من عذاب الآخرة لهم فجمع الفعلين لمشابهتهما من هذه الجهة (¬3). وقيل: معنى الخدع في كلامهم الفساد أي يفسدون ما يظهرون من الإيمان وأعماله بما يضمرون من الكفر كما يفسد الله عليهم نعيمهم في الدنيا بما يصيرون إليه من عذاب الآخرة (¬4). وقال ابن إدريس عن اليزيدي عن أبي عمرو: "الإنسان لا يخدع نفسه، إنما يخادعها، ¬

(¬1) - الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن. ص142. (¬2) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 224. وأبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة.،ج1143. (¬3) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 153، (¬4) - النحاس. الحجة في القراءات السبع. ج1/ص68. محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج1/ص129

وجعل من يخادع نفسه بمنزلة خداعه لغيره" (¬1). ومن حذف الألف جعله من باب خدع يخدع وخدعه فانخدع له (¬2). ويرى بعض العلماء أن القراءة بغير ألف أقوى، لأن (الخداع) فعل قد يقع وقد لا يقع، والخدع فعل وقع بلا شك فإذا قرأت "وما يخدعون" أخبرت عن فعل وقع بهم بلا شك وكذلك إذا قرأت "وما يخادعون" جاز أن يكون لم تقع بهم المخادعة, وأن تكون قد وقعت وبالتالي " يخدعون" أمكن في المعنى (¬3). وأنا أرى صعوبة في التفضيل والترجيح، إذ إن كلتا القراءتين قرأ بهما الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة رضوان الله عليهم وجمع غفير من العلماء. قوله تعالى: {يُكَذِّبونَ}، {يَكْذِبُونَ} [10] قرأ ورش بتشديد الذال وضم الياء، وقرأ حفص بفتح الياء وتخفيف الذال (¬4). فأما قراءة حفص بالتخفيف فتعني أن المنافقين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر، ولذلك كانوا كاذبين (¬5). وأما قراءة ورش بالتثقيل فتعني أنهم كذَّبوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو فعل متعد (¬6) , وقال المهدوي: القراءة بالتشديد أقوى وأبلغ، لأنها تجمع بين التكذيب والكذب، ولأن من ¬

(¬1) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 12. (¬2) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 14. (¬3) - المهدوي، شرح الهداية.،ج1/ 154. وباز مول، القراءات وأثرها في التفسير والأحكام. ج1/ص403. (¬4) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص225. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص143. (¬5) - ابن إدريس. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 14. (¬6) - أبو حيان، البحر المحيط.،ج1/ 190. ومحيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج1/ص129.

كذب الرسول - صلى الله عليه وسلم - كأنما كذب الله -عز وجل- (¬1)، وهذه القوة في كلام المهدوي إنما هي من حيث المعنى لا من حيث النقل، وكلتا الروايتين قوية صحيحة لا فرق بينهما من حيث التواتر. قوله تعالى: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُؤاً} {أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً} (¬2) [67] قرأ ورش: {هُزُؤاً} بالهمزة، وقرأ حفص: {هُزُوًا} بالواو بدل الهمز (¬3) , وهما لغتان من لغات العرب، فوجه إبدالها واواً أنه أراد التخفيف، ومن همز فعلى الأصل (¬4). قوله تعالى: {يُغْفَرْ لَكُمْ} {نَّغْفِرْ لَكُمْ} [58] قرأ ورش: {يُغْفَرْ} يغفر لكم بالياء وفتح الفاء على ما لم يسم فاعله. وقرأ حفص {نَّغْفِرْ} بنون العظمة على أنه مردود على ما قبله وهو قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ} , فجرى "نغفر" بنون العظمة على الإخبار عن الله -عز وجل - فالتقدير: وقلنا ادخلوا الباب سجدا نغفر لكم ذنوبكم أو خطاياكم، فالآيتان بمعنى واحد (¬5). قوله تعالى: {خَطِيئاَتُه} {خَطِيئَتُهُ} [81] قرأ ورش بالجمع بمعنى الكبائر حمله على معنى الإحاطة والشمول والإحاطة ¬

(¬1) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 154. وابن إدريس. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ ص14. (¬2) - {هُزُواً} حيث أتى في القرآن، و {كُفُواً} في [الإخلاص:4]. (¬3) - الطبرذي، عبد الكريم عبد الصمد. التلخيص في القراءات الثمان. تحقيق: محمد حسن عقيل، جدة -السعودية، الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن، ط1،1412هـ-، ص210. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 162. (¬4) - انظر: المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 170. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 282. (¬5) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 242. ومحيسن، المغني في توجيه القراءات. ج1/ 142.

إنما تكون بكثرة المحيط فجعل السيئة والخطيئة، وإن انفردتا لفظاً, فمعناهما الجمع, والكثرة، ولأن المخبر عنهم جماعة وإن عبر بلفظ المفرد، ولأن الإحاطة لا تكون لشيء مفرد وإنما تكون لجمع أشياء (¬1). وقرأ حفص بالإفراد على أن الخطيئة هنا يعني بها الشرك، أو معطوفة على لفظ السيئة قبلها لأن الخطيئة سيئة والسيئة خطيئة, أو يكون المعنى: وأحاطت به عقوبات خطيئته (¬2). قوله تعالى: {تَظَّاهَرُونَ} {تَظَاهَرُونَ} [85] قرأ ورش في سورة البقرة وسورة التحريم (¬3) , بتشديد الظاء بإدغام التاء الثانية في الظاء، وقرأ حفص بتخفيف الظاء في الموضعين (¬4)، فحجة ورش أنه أدغم التاء في الظاء لقرب المخرجين وأتى بالكلمة على أصلها من غير حذف. وقرأها حفص بالتخفيف والأصل فيه تتظاهرون، حذف إحدى التاءين (¬5)، لاجتماعهما، إحداهما تاء الاستقبال والثانية تاء تزاد في الفعل، وذلك كراهية لاجتماع المثلين مع المقارب فخفف إحدى التاءين بالحذف كما خفف ورش بالإدغام لنفس العلة وهو قرب المخرجين (¬6). ¬

(¬1) - أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج1/ 323. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص162. والداني، التهذيب لما تفرد كل واحد من القراء السبعة. ص25. (¬2) - محيسن، المغني في توجيه القراءات العشر. ج1/ص140، والدمياطيي. إتحاف فضلاء البشر. ج1/ 182. (¬3) - وهو قوله عز وجل {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ المؤمنين} [سورة التحريم:4]. انظر: ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص374. (¬4) - ابن زنجلة، حجة القراءات. ص103. (¬5) - اختلف في التاء المحذوفة، فذهب سيبويه إلى أن الثانية هي المحذوفه، وذهب الكوفيون إلى أن الأولى هي المحذوفة. المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 172. (¬6) - ابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ 288.

وقال ابن إدريس: والقراءتان جيدتان، وليست إحداهما بأولى من الأخرى (¬1). قوله تعالى: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [85] قرأها ورش {عَمَّا يَعْمَلُونَ} بياء الغيبة، بناء على آخر الكلام وهو {يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ} , وقرأها حفص {عَمَّا تَعْمَلُونَ} بالتاء بناء على أول الكلام وهو {فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ} (¬2). قوله تعالى: {وَمِيكَائلَ} {وَمِيكَالَ} [98] قرأ ورش بهمزة مكسورة بعد الألف من غير ياء بعدها على وزن مِفْعَائِل (¬3) , وقرأ حفص من غير همز ولا ياء على وزن {مفعال} وهي لغة أهل الحجاز، وقراءة ورش على أنه أعجمي لا يدخل على أبنية العرب، وقراءة حفص أنه أشبه أبنية العرب فألحق بها، وهو مثل مفتاح، ومقدار، وميقات (¬4). قوله تعالى: {ولا تَسْألْ} {ولا تُسْأَلُ} [119] قرأ ورش بفتح التاء وجزم اللام على أنه نهي، وقرأ حفص بضم التاء واللام على معنى الخبر (¬5). ومعرفة معنى الآية وسبب نزولها يساعد في توجيه القراءتين. ذكر الإمام السيوطي ¬

(¬1) - ... ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 60. (¬2) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 228. وابن زنجلة، جحة القراءات. ص 104. (¬3) - ... داني، التيسير في القراءات السبع. ص 230. والنحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل. إعراب القرآن. تحقيق: زهير غازي زاهد، بيروت-لبنان، عالم الكتب، ط3، 1409هـ- 1988م، ج1/ 250. (¬4) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 254. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 176. (¬5) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات ج1/ص169.

في سبب نزول هذه الآية: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما فعل أبواي"؟ فأنزل الله هذه الآية (¬1) بمعني النهي أو بمعنى تعظيم شأن أصحاب الجحيم كقولك: ولا تسأل عن فلان عندما أردت تعظيم حال ما هو فيه من خير أو شر، وقراءة رفع اللام بمعنى: ولست تسألُ عن أصحاب الجحيم وهم اليهود والنصارى ومشركو مكة تسليةً لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وتخفيفاً لما كان يجده من عنادهم وكأن الله يقول له: لست مسؤولاً عنهم وما عليك إلا البلاغ، واستبعد الفخر الرازي صحة هذا السبب وقال:" وهذه الرواية بعيدة لأنه عليه الصلاة والسلام كان عالماً بكفرهم وكان عالماً بأن الكافر معذب فمع هذا العلم كيف يمكن أن يقول ليت شعري ما فعل أبواي" (¬2). قوله تعالى: {وَاتَّخَذوا} {وَاتَّخِذُوا} [125] قرأ ورش بفتح الخاء جعله فعلاً ماضياً على أنه حكاية حال عن قوم سبقوا، وقرأ حفص بكسر الخاء على الأمر والقراءة بفتح الخاء على أنه معطوف على قوله عز وجل: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً} ,والقراءة بكسر الخاء لما روى البخاري عن عمر قال: قلت: يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت: {وَاتَّخِذُوا} (¬3). ¬

(¬1) - السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد. لباب النقول في أسباب النزول. بيروت - لبنان، دار إحياء العلوم (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ج1/ 28. تفسير ابن كثير، ج1/ص163. الرازي. التفسير الكبير ج4/ص28 وأبو حيان، البحر المحيط. ج1/ص588. وابن أبي مريم. الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص288. شهاب الدين أبو الفضل. العجاب في بيان الأسباب. ج1/ص369. (¬2) - النحاس، إعراب القرآن. ج1/ 258. ومحيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج1/ 184. (¬3) - البخاري، صحيح البخاري. كتاب التفسير، باب {واتخذوا من مقام إبراهيم}، ج1/ 154، رقم الحديث4213، انظر: السيوطي، لباب النقول. ج1/ 28. والمالكي، أبا علي الحسن. الروضة في القراءات الإحدى عشرة. تحقيق: مصطفى عدنان،، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة- السعودية، الطبعة الأولى،1424هـ-2004م، ج1/ص546.

قوله تعالى: {وأوصَى} {ووصَّى} [132] قرأ ورش بزياد ة همزة مفتوحة بين الواوين، مع تسكين الثانية وقرأ حفص بالتضعيف وهما لغتان بمعنى واحد في اللغة ولا فرق بينهما يذكر، ولفظ التوصية كثير في القرآن الكريم قال تعالى: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ} [سورة النساء:12] , فهذا يعني (أوصى) , وقوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنا} [سورة العنكبوت:8] , وهذا يدل على لغة "وصّى" مضعفاً، والقراءتان متوافقتان غير أن التشديد فيه معنى تكرار الفعل للمبالغة في الوصية (¬1). قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ} {أَمْ تَقُولُونَ} [140] قرأ ورش بياء الغيبة على أنه إخبار عن اليهود والنصارى وهم غُيَّب, فجرى الكلام على لفظ الغيبة، أو على الالتفات من الخطاب إلى الغيب وهو أسلوب من أساليب القرآن، وقرأ حفص بالتاء لأنه حمله على قوله: {قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا} فجرى الكلام على نسق واحد في المخاطبة (¬2) قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [165] قرأ ورش بالتاء على أن الخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - لنزول القرآن عليه فهو المخاطب، وهو نظير قوله عز وجل: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مرض} [سورة المائدة:52] أو خطاب لأمته لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان عالما بحال ما يصير إليه الذين ظلموا (¬3). ¬

(¬1) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 182. وابن إدريس. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 78. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ 303. (¬2) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 168. ومحيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج1/ 199. (¬3) - ابن غلبون. التذكرة في القراءات الثمان. ج2/ص263. والهمذاني، الحسن بن أحمد. غاية الاختصار في القراءات العشرة. تحقيق: محمد فؤاد، جدة-السعودية، الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن، ط1، 1414هـ-1994م، ج2/ 420.

وقرأ حفص بياء الغيبة على أن الفعل للذين ظلموا، لأنهم لم يعرفوا قدرما ينتظرهم من العذاب، أو قرأ بالياء معطوفاً على ما قبله وهو {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً} فجرى لفظه على لفظ الغيبة (¬1). قوله تعالى: {خُطْوَات} {خُطُوَات} [168] قرأ ورش بسكون الطاء، وقرأ حفص بضمها، وقال أبو حيان: "هذه لغات في جمع خطوة" (¬2). ومن قرأ بالسكون فقد استثقل توالي ضمتين بعدهما الواو، فيكون في تقدير توالي ثلاث ضمات، فأسكن الطاء استخفافاً، ومن ضمها فهي من باب {فُعْلَة} , وباب {فعلة} إذا كان اسماً أن يجمع على {فُعُلاَت} كظلمة، ظلمات، فالقراءتان على نفس المعنى (¬3). قوله تعالى: {لَّيْسَ الْبِرُّ} {لَّيْسَ الْبِرَّ} [177] قرأ ورش {الْبِرُّ} بالرفع على أنه اسم ليس، والمصدر المؤول من {أَن تُوَلُّواْ} هو الخبر، والتقدير: ليس البر توليتكم وجوهكم قبل المشرق والمغرب (¬4) , وقرأ حفص بنصب {الْبِرَّ} فهو خبر مقدم، والمصدر المؤول اسم ليس مؤخر، فالقراءتان حسنتان لكون الاسم والخبر معرفتين (¬5). ¬

(¬1) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 272. (¬2) - أبو حيان، البحر المحيط. ج1/ 477. والعكبري، التبيان في إعراب القرآن. ج1/ 139. (¬3) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 190. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 88. (¬4) - النحاس، إعراب القرآن.،ج1/ 203. والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ 32. (¬5) - العبكري. التبيان في إعراب القرآن ج1/ص157.

قوله تعالى: {وَلَكِنِ الْبرُّ} {وَلَكِنَّ الْبِرَّ} [177] قرأ ورش في الموضعين على تخفيف النون من {لَكِنَّ} وكسرها في الوصل منعاً من التقاء الساكنين، ورفع {الْبِرُّ} (¬1) , وقرأ حفص على تشديد النون وفتحها ونصب {الْبِرَّ} (¬2). فأما قراءة ورش بالرفع فعلى الابتداء، والخبر {مَنْ آمَنَ بِاللهِ}، فلم تعمل {لَكِنْ} لأنها مخففة، فلذلك رفع ما بعدها على الابتداء والخبر (¬3). أما رواية حفص تشديد النون من {لَكِنَّ} فلأنه حرف أشبه بالأفعال الماضية فبني آخره على الفتح لثقل التضعيف، فنصب {الْبِرَّ} (¬4). قوله تعالى: {فِدْيَةُ طَعَامِ مَساكِين} {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين} [184] قرأ ورش {فِدْيَةُ} بحذف التنوين {طَعَامِ} بالإضافة و {مَساكِين} بالجمع وفتح النون بدون تنوين، لأنه اسم ممنوع من الصرف (¬5) , وقرأ حفص {فِدْيَةٌ} بالتنوين مع الرفع على أنه مبتدأ مؤخر وخبره متعلق بالجار والمجرور قبله, و {طَعَامُ} بالرفع على أنه بدل من {فِدْيَةٌ} و {مِسْكِين} بالتوحيد والجر والتنوين على الإضافة (¬6). ¬

(¬1) - العكبري، التبيان في إعراب القرآن. ج1/ 143. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 168. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص67. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج2/ 607. (¬2) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان.،ج2 /ص265. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 165. والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ 429. (¬3) - انظر في الآية (189). (¬4) - العكبري، التبيان في إعراب القرآن. ج1/ص143. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص312. (¬5) - محيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج1/ص233. (¬6) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج 2/ص266. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص170. والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. ج1 / ص430.

ووجه قراءة ورش بجمع {مَساكِين} على أنه مردود إلى ما قبله، وهو قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} وأن الذين يطيقونه جماعة حيث يلزم جميعهم إذا أفطروا إطعام مساكين كثيرة، قال مكي بن أبي طالب:"فالجمع أولى لهذا المعنى" (¬1). أما قراءة حفص بالتوحيد: فعلى أن الواحد النكرة يدل على الجمع إذ ما يلزم الفرد يلزم الجماعة في شرع الله عز وجل كما ردوه أيضاً على" الفدية " فوحدوه كما وحدت الفدية وهي مفرد فديات، فلما وحدت الفدية وحد بموجبها المسكين (¬2). وهذه القراءة تؤذن أن عليه لكل يوم أن يطعم مسكيناً. والقراءة الأخرى ليست ببعيدة، لأنها تؤول إلى هذا المعنى، والمساكين هم الذين يُطعَمون الفدية، لمجموعة الأيام التي يفطرها صاحب العذر، ولكل يوم مسكين. قوله تعالى: {ادْخُلُواْ فِي السَّلْمِ كَآفَّةً} {ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} [208] قرأ ورش: {فِي السَّلْمِ} بفتح السين، وقرأ حفص {فِي السِّلْمِ} بكسرها (¬3). ومعنى الكسر الإسلام: أي ادخلوا في الإسلام كافة (¬4). وروي شاهداً لهذه القراءة أن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: نزلت في أهل الكتاب، وقال عكرمة: نزلت في قوم من اليهود أسلموا فسألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يبيحهم إقامة السبت، فأنزل الله تعالى: {ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً} أي في الإسلام جميعاً، ونصب {كَآفَّةً} على الحال (¬5) , ¬

(¬1) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص282. (¬2) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ص190. (¬3) - ... ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص180 - 181. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص238. وابن الباذذش. الإقناع في القراءات السبع. ج 2/ص380. (¬4) - النحاس، إعراب القرآن. ج1 /ص300. وابن علي الفارسي، الحجة. ج2/ص295. (¬5) - شهاب الدين أحمد بن محمد المصري. التبيان في تفسير غريب القرآن. تحقيق فتحي أنور الدابلوي، دار الصحابة للتراث بطنطا - مصر، الطبعة: الأولى 1412هـ- 1992م، ج 1/ 169.

قال الشاعر: "دعوت عشيرتي للسلم لما ... رأيتهم تولوا مدبرينا (¬1) أي دعوتهم للإسلام فأما {السَّلْمِ} بالفتح، فهو الصلح والمسالمة، بدليل قوله عز وجل: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لها} [سورة الأنفال:61] (¬2). قال الراغب: " {السَّلْمِ} بفتح السين وبكسرها الصلح (¬3) ,ومن علماء اللغة من يجعل {السَّلْمِ} بالفتحة والكسرة: الإسلام والصلح، لأن مصدرهما {سلم} فيستعمل في الموضعين جميعاً" (¬4). قوله تعالى: {حَتَّى يَقُولُ الرَّسُولُ} {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} [214] قرأ ورش: {يَقُولُ} بالرفع (¬5) , لأن فعل المضارع يرفع بعد حتى إذا كان للحال، فيكون المعنى: أن الزلزلة أدت إلى أن قال الرسول هذا القول (¬6). ¬

(¬1) 4 - ... انظر: أبا علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج1/ص420. وابن فارس، أحمد. معجم مقاييس اللغة. تحقيق: عبد السلام محمد هارون، بيروت-لبنان، دار الجيل، ط2،1420هـ، 1999م، مادة {سلم} ج3/ص91. (¬2) انظر: ابن فارس، أحمد. معجم مقاييس اللغة. تحقيق: عبد السلام محمد هارون، بيروت-لبنان، دار الجيل، ط2، 1420هـ، 1999م، مادة {سلم} ج3/ص91. (¬3) - ... الراغب، المفردات في غريب القرآن. ص240. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ص196. (¬4) - أبو حيان، البحر المحيط. ج 2/ص317. (¬5) - ... ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص181. والداني، التيسير. ص238. وابن الباذذش، الإقناع في القراءات السبع.،ج 2/ 380. (¬6) - النحاس. إعراب القرآن.،ج 1/ص300. وأبو علي الفارسي. الحجة.،ج 2/ص429.

وقرأ حفص بالنصب (¬1) بمعنى الغاية، والتقدير: إلى أن يقول الرسول ذلك، فالتقدير على هذه القراءة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك بعد تقضي الزلزلة (¬2). والقراءتان جيدتان متواترتان، إلا أن المشهور لغة النصب عند أكثر الأئمة (¬3). قوله تعالى: {عَلَى الْمُوسِعِ قَدْرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ} {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ} [236] قرأ ورش: {قَدْرُهُ} بإسكان الدال, وقرأ حفص: {قَدَرُهُ} بفتح الدال (¬4) , فهما لغتان مستعملتان في القرآن الكريم بمعنى واحد وهو الطاقة والقدرة, قال عز وجل {وَمَا قَدَرُواْ اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} بالتسكين، وقال عز وجل: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [سورة القمر:49]. بالفتحة (¬5). وقال ابن إدريس" بالتسكين بمعنى حسن تقديره، وبالفتحة بمعنى مقدرته" (¬6). قوله تعالى: {وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةٌ لِّأَزْوَاجِهِم} {وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم} [240] قرأ ورش: {وَصِيَّةٌ} بالرفع، وقرأ حفص: {وَصِيَّةً} بالنصب (¬7). ومن رفع الوصية جعلها خبراً لمبتدأ محذوف تقديره: فعليهم وصية، ولأزواجهم ¬

(¬1) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج2 /ص266. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص171. والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ص436. (¬2) 7 - انظر: ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص101. (¬3) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ص288. (¬4) - الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص119. (¬5) - الراغب، المفردات في غريب القرآن. ص240. (¬6) - إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 108. (¬7) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص184. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 218. والهمذاني، غاية الاختصار في القراءات العشرة. ج2/ 430.

نعت للوصية (¬1) , ومن قرأ بالنصب جعل وصية منيحسبهم صوباً على معنى المصدر تقديره فليوصوا وصية. أو نصب على المفعول به، التقدير، كتب الله عليهم وصية (¬2). قوله تعالى: {فَيُضَاعفُهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} [245] قرأ ورش: {فَيُضَاعفُهُ} برفع الفاء ,وقرأ حفص بنصب الفاء (¬3). فقرأه بالرفع على الاستئناف، أي فهو يضاعفه، أو بالعطف على صلة {الذي}. وأما القراءة بالنصب فعلى أن الفعل منصوب بأن مضمرة على جواب الاستفهام (¬4). قوله تعالى: {وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ} {وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ} [245] قرأ ورش: {وَيَبْصُطُ} بالصاد فقط أينما وردت في القرآن الكريم (¬5)، وقرأ حفص ¬

(¬1) - العكبري، التبيان في إعراب القرآن. ج1/.192, وله أوجه أخرى مبسوطة في كتب الإعراب، انظر: النحاس، إعراب القرآن. ج1/ 322. وأبا حيان، البحر المحيط. ج2/ 554. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 109. ومحيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج1/ 140. والنحاس، معاني القرآن. ج1/ 242. (¬2) - العكبري، التبيان في إعراب القرآن. ج1/.192. ونحاس، إعراب القرآن. ج1/ 322. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 200. (¬3) - ... ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص184 - 85. وابن غلبون. التذكرة في القراءات الثمان. ج2/ 270. والباذذش. الإقناع. ص381. (¬4) - القيسي. مشكل إعراب القرآن ج1/ص133. والنحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل. معاني القرآن الكريم. تحقيق: محمد علي الصابوني، مكة المكرمة-السعودية، جامعة أم القرى، ط1، 1409هـ، ج1/ 516. وأبو حيان، البحر المحيط. ج2/ 261. (¬5) - {ويبصط} [سورة البقرة:245]، و {بصطة} [سورة الأعراف:69]، و {الْمُصَيْطِرُونَ} [سورة الطور:37]، و {بِمُصَيْطِرٍ} [سورة الغاشية:22] , بالصاد قولاً واحداً وقرأ حفص فى البقرة, والأعراف بالسين, وفى الطور بالسين والصاد, وفى الغاشية بالصاد فقط. انظر: الصفاقسي، غيث النفع في القراءات السبع. ص59.

بالسين هنا وفي الأعراف (¬1). وهما لغتان، ومن قرأ بالصاد وجهاً واحداً فلكراهية التصعد بالطاء بعد التسفل بالسين، فقلبوها صاداً إرادة الخفة والتجانس، ولموافقة رسم المصحف، ومن قرأ بالسين فلأنه أصل الكلمة وهي مأخوذة من سَرطَ الطريق واسترطه إذا تجاوزه, ومن قرأ بالصاد والسين فللجمع بين اللغتين (¬2). قوله تعالى: {هَلْ عَسِيتُمْ} , {هَلْ عَسَيْتُمْ} [246] قرأ ورش: {عَسِيْتُمْ} بكسرالسين، وقرأ حفص: {عَسَيْتُمْ} (¬3) , وهما لغتان، تقول العرب: عَسيت أن أفعل وعِسيت، إلا أن فتح السين أشهر اللغتين، وعليه أكثر القراء (¬4). قوله تعالى: {إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً} {إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً} [249] قرأ ورش: {غَرْفَةً} بفتح الغين، وقرأ حفص: {غُرْفَةً} بضمها (¬5) , قال أبو ¬

(¬1) - ابن المجاهد، السبعة في القراءات. ص192. وابن الباذذش، الإقناع في القراءات السبع. ص385. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 223. وابن مهران الأصبهاني، أبوبكر بن أحمد. المبسوط في القراءات العشر تحقيق: سبيع حمزة حاكي، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة_ السعودية، الطبعة: الثانية،1408هـ -1988م. ص148. (¬2) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ص200. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص334. (¬3) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات.،ص186. وابن الباذذش، الإقناع. ج2/ 610، الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص219. والهمذاني، غاية الاختصار في القراءات العشرة. ج2/ص434. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص172. (¬4) - ابن زنجلة، حجة القراءات. ج1/ص139. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص112. (¬5) - ابن المجاهد، السبعة في القراءات. ص186. وابن الباذذش، الإقناع. ص381. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص219. والهمذاني، غاية الاختصار في القراءات العشرة. ج2/ص434. وابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج2/ص172.

حيان: الغُرفة بضم الغين اسم للقدر المغترف من الماء كالأكلة للقدر الذي يؤكل، وبفتح الغين مصدر للمرة الواحدة نحو ضربت ضربة (¬1) وقال المهدوي: "فمن ضمها فعلى أنها اسم للشيء المغترف، ومن فتحها فعلى أنها مصدر والمفعول محذوف والتقدير: إلا من اغترف ماءً غرفة" (¬2). قوله تعالى: {وَلَوْلاَ دِفاعُ اللهِ النَّاسَ} {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ} [251] قرأ ورش: {دِفاعُ} بألف، وقرأ حفص: {دَفْعُ} بغير ألف (¬3). والقراءتان صحيحتان، القراءة بالألف قد يكون مصدراً لفَعَل، مثل كتب كتاباً، أو مصدراً لفاعل مثل قاتل قتالاً، ويقوي ذلك قول الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [سورة الحج:38]. والعرب تقول: أحسن الله عنك الدفاع (¬4) , وبغير ألف على فعل لأنه مصدر دفع دفعًا، كالضرب الذي هو مصدر ضرب ضرباً، وليس من باب المفاعلة من اثنين كما يوهم بعض القراء (¬5). قوله تعالى: {وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِرُهَا} {وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشزُهَا} [259] ¬

(¬1) - أبو حيان، تفسير البحر المحيط. ج2/ص269. وابن خالويه. الحجة في القراءات السبع. ج1/ص99. (¬2) - المهدوي، شرح الهداية.،ج1/ص202. والمصري، شهاب الدين أحمد بن محمد الهائم. التبيان في تفسير غريب القرآن. ج1/ 199. (¬3) ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص186. والداني، التيسير. ص240، ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج/ص38، أبو معشر الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص219. (¬4) - ... النحاس. معاني القرآن. ج1/ 255. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص282. (¬5) - ... ابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص337.

قرأ ورش {نُنشرُهَا} بضم النون والراء المهملة، من أنشر ونشر بمعنى الإحياء، وقال النحاس: ننشزها معناه ننبتها. وقرأ حفص: {نُنشِزُهَا} بالزاي, أي نحركها أو نرفع بعضها إلى بعض للتركيب للإحياء (¬1). قوله تعالى: {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرُبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ} {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ} [265] قرأ ورش {بِرُبْوَةٍ} بضم الراء، وقرأ حفص {بِرَبْوَةٍ} بفتحها (¬2)، وهما لغتان بمعنى واحد (¬3) , قال ابن زنجلة: الفتح لغة تميم والضم لغة قريش (¬4)، والربوة في كلامهم: ما ارتفع من الأرض، ومنه أخذ {الربا} لأنه زيادة على الأصل, ومنه {الربو} الذي يحصل في الجوف, سمي بذلك لارتفاع صوت النفس للمريض به. ومنه: ربا الشيء يربو، إذا زاد, وَرُبْوَة وَرَبْوَة (¬5). قوله تعالى: {فَآتَتْ أكْلَهَا ضِعْفَيْنِ} {فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ} [265] قرأ ورش: {أكْلَهَا} بسكون الكاف، وقرأ: حفص {أُكُلَهَا} بضم الكاف (¬6). ¬

(¬1) -الداني، أبو عمرو. جامع البيان في القراءات السبع. الشارقة-الإمارات، مجموعة بحوث الكتاب والسنة، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الشارقة، ط1، 1428هـ-2007، ج2/ص923. والنحاس، معاني القرآن. ج1/ص281. وأبو حيان، البحر المحيط. ج2/ص305. (¬2) - الداني، جامع البيان في القراءات السبع. ج2/ص929، ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص382. (¬3) - انظر: ابن زنجلة، حجة القراءات. ص146. وأبا حيان، البحر المحيط. ج2/ص305. والنحاس، إعراب القرآن. ج1/ص335. (¬4) - ابن فارس، معجم مقاييس اللغة. (ربى) ج2/ص483. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص282. (¬5) انظر: محيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة. ج1م140. (¬6) - ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص382. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص174. وابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج2/ص275. وأبو معشرالطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص221.

وهما لغتان مشهورتان، فالتثقيل الأصل والتخفيف للإيجاز (¬1). وحجة من قرأ بالسكون استثقال توالي الضمتين في اسم واحد فخفف الحرف الثاني، ومثله: العُقْب والعُقُب، والحُلْم والحُلُم، والرُّعْب والرُّعُب, ومن قرأ بالضم على أصل الكلمة وقد اجتمعت في كلمةٍ ثلاث ضمات فأكثر ولم يختلفوا فيها مثل قوله عز وجل {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ} [سورة الواقعة:60]. وقال أبو علي: الأكْل مصدر أكلت أكْلا وأكلة، فأما الأُكُل: فهو المأكول (¬2). قوله تعالى: {وَنُكَفِّرْ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ} {وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ} [271] قرأ ورش: {وَنُكَفرْ} بالنون مع جزم الراء، وقرأ حفص: {وَيُكَفِّرُ} بالياء مع رفع الراء (¬3). فالنون على معنى: ونكفر نحن عنكم، والياء على معنى: ويكفر الله عنكم سيئاتكم (¬4) , فأما الجزم فعلى موضع الفاء في قوله: {فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ} لأنه في موضع جواب الجزاء في الفاء (¬5) , وأما من رفع الراء فقد جعله خبراً لمبتدأ محذوف تقديره: ونحن نكفر عنكم، أو على الاستئناف، ويكون إخباراً عن الله عز وجل أنه يكفر السيئات (¬6). ¬

(¬1) - ابن زنجلة، حجة القراءات. ج1/ص146. (¬2) - أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج1/ص478. وأبو حيان، البحر المحيط. ج2/ص324. (¬3) - الأصبهاني، أحمد بن الحسين بن مهران. المبسوط في القراءات العشرة. تحقيق: سبيع حمزة هاكمي، دمشق-سوريا، مطبوعات مجمع اللغة العربية، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ص152، الطبري. التلخيص في القراءات الثمان. ص219. وابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج2/ص280. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص122. (¬4) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص316. وابن زنجلة، حجة القراءات. ج1 /ص148. (¬5) - ابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص337. (¬6) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ص202.

قوله تعالى: {يَحْسِبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء} {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء} [273] قرأ ورش: {يَحْسِبُهُمُ} بكسر السين، وقرأ حفص بفتح السين (¬1) وهو القياس لأن ماضيه على فَعِلَ بكسر العين، وهما لغتان مشهورتان (¬2). وقال أبو حيان: الفتح في السين لغة تميم والكسر لغة الحجاز (¬3). قوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسُرَةٍ} {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [280] قرأ ورش: {مَيْسُرَةٍ} بضم السين، وقرأ حفص: {مَيْسَرَةٍ} بفتح السين (¬4) , وهما لغتان، مَيْسَرَة ومَيْسُرَة مثل: مأدَبة ومأدُبة، ومشرَقة ومشرُقة، ومقبَرة ومقبُرة، ومقدَرة ومقدُرة. إلا أن الفتح أشهر وأكثر (¬5). قال أبو حيان: والضم لغة أهل الحجاز، والفتح لغة أهل نجد (¬6). ¬

(¬1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص191. والداني، التيسير. ص245, وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص385. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 223. (¬2) - قال ابن خالويه" العرب تفتح الفعل المستقبل إذا كان ماضيه مكسوراً إلا في أربعة أفعال استعملت الكسر والفتح في مضارعهاا: {حَسب يَحسب ويحسب}، و {نعم ينعم وَيَنْعِمُ}، و {يئس ييأس وييئس}،و {يبس وييبس وييبِس}. انظر: ابن خلوية، إعراب القراءات السبع. ج1/ص102. وله، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص103. (¬3) - أبو حيان، البحر المحيط. ج2/ 223. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص282. (¬4) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج2 /ص278. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص178. والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ص458. (¬5) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص126. وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص103. وأبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج1/ص490. (¬6) - أبو حيان، البحر المحيط. ج2/ص355. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص351.

فرش سورة آل عمران

قوله تعالى: {وَأَن تَصَّدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ} {وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ} [280] قرأ ورش {أَن تَصَّدَّقُواْ} بتثقيل الصاد، وقرأها حفص بتخفيفها أي بحذف التاء (¬1) , والأصل تتصدقوا بتاءين، فأدغم ورش التاء في الصاد للتخفيف، وحذفها حفص، وهو الأكثر، تخفيفاً (¬2) , ومثله: {تَذَكَّرُونَ} و {تَذَّكَّرُون}. قوله تعالى: {فَيَغْفِرْ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبْ مَن يَشَاءُ} {فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ} [284] قرأ ورش {فَيَغْفِرْ ..... وَيُعَذِّبْ} بالجزم، على أنه معطوف على {يُحَاسِبْكُم} لأنه جواب الشرط (¬3) , وقرأ حفص {فَيَغْفِرُ .... وَيُعَذِّبُ} بالرفع على الاستئناف، ويجوز في إعرابه وجهان: أحدهما أن يُجعل الفعل خبر مبتدأ محذوف، والآخر أن يكون عطف جملة من فعل وفاعل على جملة سابقة (¬4). فرش سورة آل عمران: قوله تعالى: {تَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} {يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} {13} قرأ ورش {تَرَوْنَهُم} (¬5) بالتاء، لأن قبله {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ} على الخطاب فجاء {تَرَوْنَهُم} على الخطاب مثله، بمعنى ترون أيها المسلمون المشركين مثلي المسلمين. ¬

(¬1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص192. والداني، التيسير. ص246. وابن الباذش. الإقناع في القراءات السبع. ص385. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص223. (¬2) - أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج1/ 351. (¬3) - القيسي، مكي بن أبي طالب. مشكل إعراب القرآن، مؤسسة الرسالة، بيروت - 1405 الطبعة: الثانية، تحقيق: حاتم صالح الضامن. ج1/ 146. (¬4) - أبو حيان، البحر المحيط. ج2/ 376. (¬5) - انفرد نافع بالتاء عن القراء السبعة إلا ما روي عن أبان عن عاصم بالتاء. انظر: الداني، التهذيب لما انفرد كل واحد من القراء السبعة. ص27. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص202.

وقرأ حفص {يَرَوْنَهُم}، بالياء، لأن بعد الخطاب غيبة وهو قوله تعالى: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ}، أي ترى الفئة الُمقاتلة في سبيل الله الفئة الكافرة مثليهم (¬1). قوله تعالى: {وَكفَلَهَا زكرياء} {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} {37} قرأ ورش {وَكفَلَهَا} بتخفيف الفاء و {زكرياءُ} بالرفع والمد مع الهمز على إسناد الفعل إلى زكرياء والهاء مفعول به (¬2). وقرأ حفص بتشديد الفاء {وَكَفَّلَهَا} من غير همز على أن الفاعل هو الله -عز وجل- والهاء لمريم وهو المفعول الثاني، و {زَكَرِيَّا} المفعول الأول, أي جعله كافلا لها، قال الطبري: كفلها الله زكريا (¬3). قوله تعالى: {فَنوَفِّيهمُ أُجُورَهُمْ} {فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ} {57} قرأ ورش {فَنوَفِّيهِمْ} بالنون، لأن قبله {فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً} , وهو عند ابن خالويه الاختيار ليصل إخبار الله عن نفسه بعضه ببعض (¬4). وقرأ حفص بالياء، أي فيوفيهم الله أجورهم، لأن بعده: {وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (¬5). قوله تعالى: {تَعْلَمُونَ الْكِتَابَ} {تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ} {79} ¬

(¬1) - وكان المشركون تسعمائة وخمسين رجلا، فرآهم المسلمون ستمائة وكسرا، وأرى الله المشركين أن المسلمين أقل من ثلاثمائة، وذلك ليظن الكفار أنهم سيغلبون المسلمين والطمأنينة في قلوب المسلمين. أبو حيان، البحر المحيط. ج2/ص412. وأبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج2/ص10. (¬2) - النحاس، معاني القرآن. ج1/ص387. وابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج1/ص111. (¬3) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص180. (¬4) - ابن خلوية، إعراب القراءات السبع. ج1/ص115. ابن الجزري، شمس الدين محمد بن محمد. تحبير التيسير. تحقيق: أحمد محمد مفلح القضاة،. دار الفرقان للنشر والتوزيع عمان-الأردن، الطبعة: الأولى، 1421هـ-2000، ص322. (¬5) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ص220.

قرأ ورش {تعْلَمُونَ} بفتح التاء وتسكين العين وتخفيف اللام، على أنه مضارع (عَلِمَ) وينصب مفعولاً واحداً, وهو الكتاب بمعنى يعلمكم الكتاب، ووجه تخفيف اللام لأنه حمله على ما بعده من قوله: {وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}، دون تشديد، حيث حمل الفعلين على معنى واحد (¬1). وقرأ حفص بضم التاء وفتح العين وتشديد اللام، من التعليم على أنه مضارع (علَّم) , قال مكي بن أبي طالب: فالتشديد أبلغ لأنه يدل على العلم والتعليم, والتخفيف إنما يدل على العلم فقط (¬2). أقول: ويشهد لرواية حفص ومن وافقه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (¬3). قوله تعالى: {وَلاَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً} {وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابا} {80} قرأ ورش {وَلاَ يَأْمُرُكُمْ} برفع الراء على الاستئناف وفاعله ضمير اسم الجلالة، بمعنى لا يأمركم الله (¬4). وقرأ حفص بنصب الراء معطوفاً على {أَن يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ} بمعنى ولا له أن يأمركم، فقدروا "أن" مضمرة بعد "لا" وهي مؤكدة لمعنى النفي السابق (¬5). ¬

(¬1) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 350. وأبو علي الفارسي ,الحجة في علل القراءات السبع. ج2/ 373. والطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن. ج3/ 324. (¬2) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص141. والنحاس، إعراب القرآن. ج1/ص390. (¬3) - البخاري، الجامع الصحيح، سبق تخريجه. انظر ص 10. (¬4) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص253. وابن خلوية، إعراب القراءات السبع. ج1/ص116. والطبري, جامع البيان عن تأويل آي القرآن. ج3/ص324. (¬5) - ابن الجزري، التحبير التتيسير. ص324. والعكبري، التبيان في إعراب القرآن، ج1/ 275. أبو حيان، البحر المحيط، ج2/ 530.

قوله تعالى: {لَمَا آتيْناكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} {لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} {81} قرأ ورش {آتيْناكُم} على التعظيم وتنزيل الواحد منزلة الجمع، وقرأ حفص {آتَيْتُكُم} على الإفراد ليوافق ما قبله {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ} وما بعده {إِصْرِى} (¬1). قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ تَبْغُونَ ... وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} {أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ ... وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} {83} قرأ ورش {تَبْغُونَ ... تُرْجَعُونَ} بالتاء على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، والفاء في قوله: {أَفَغَيْرَ} لعطف هذه الجملة على ما قبلها، وقرأ حفص يبغون ويرجعون، بالياء على الغيبة ليتسق مع ما قبلها {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (¬2). قوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حَجُّ الْبَيْتِ} {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} {97} قرأ ورش {حَجُّ} بفتح الحاء، وقرأ حفص {حِجُّ الْبَيْتِ} بكسر الحاء، وهما لغتان: الكسر لغة نجد, والفتح لغة أهل العالية , وهما لغتان بمعنى واحد، ومثله: نَفْط، ونِفْط، ووَتْر، ووِتْر. وقيل: إن الحَج الاسم والحِج المصدر (¬3). قوله تعالى {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن تُكْفَرُوْهُ} {وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ} {115} ¬

(¬1) - ابن الجزري، التحبير التيسير ص325. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 190. (¬2) - الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. وأبو حيان, البحر المحيط. ج2/ص537. ابن أبي مريم. الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص337. (¬3) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص166. وابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج1/ص117.

قرأ ورش {وَمَا تَفْعَلُواْ ... تُكْفَرُوْهُ} بالتاء فيهما على الخطاب، ويشهد لها قوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ} [110/ آل عمران]، وقرأ حفص بالياء على الغيبة لاتصاله بألفاظ كلها للغائب، ويشهد لها قوله: {يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَر} [114/آل عمران] (¬1). قوله تعالى: {لاَ يَضِرْكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} {لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} {120} قرأ ورش {لاَ يَضِرْكُمْ} بكسر الضاد وسكون الراء من ضار يضير ويقال ضار يضور وكلاهما بمعنى ضرَّ. وقرأ حفص {لاَ يَضُرُّكُمْ} بضم الضاد والراء المشدّدة من ضرّ يَضُرُّ وهما لغتان (¬2). والجزم على جواب الشرط، والضم على إتباع الضم الضم، وهو مجزوم أيضا، ويجوز أن يكون مرفوعاً على إضمار الفاء، والتقدير "فلا يضرُّكم" (¬3). قوله تعالى: {مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوَّمِينَ} {مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} {125} قرأ ورش {مُسَوَّمِينَ} بفتح الواو بمعنى أن الله سومَّها، وقرأ حفص {مُسَوِّمِينَ} بكسر الواو بمعنى أن الملائكة سومت لنفسها (¬4). ¬

(¬1) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 254. والعكبري، التبيان في إعراب القرآن. ج1/ص286. (¬2) - أبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع. ص254. والقيسي، مشكل إعراب القرآن. ج1/ 172. وأبو علي الفارسي, الحجة في علل القراءات السبع. ج2/ 382. (¬3) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ص355. وأبو حيان، البحر المحيط. ج3/ص43. (¬4) - تفسير الطبري ج4/صابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 216. وابن زنجلة، حجة القراءات. ج1/ص173. والقيسي، مشكل إعراب القرآن, ج1/ص173.

ورجح الطبري قراءة الكسر بأنه عليه الصلاة والسلام قال يوم بدر: "سَوِّموا فإن الملائكة قد سوّمت" (¬1) , قال الرازي: "السومة لها معنيان الأول: العلامة التي يعرف بها الشيء من غيره. والثاني: بمعنى المرسلين، فمن قرأ مُسَوّمِينَ بكسر الواو فالمعنى أن الملائكة أرسلت خيلها على الكفار لقتلهم وأسرهم, ومن قرأ بفتح الواو فالمعنى أن الله تعالى أرسلهم على المشركين ليهلكوهم كما تهلك الماشية النبات والحشيش" (¬2) , وقال المهدوي: "أي سوّمهم الله تعالى بمعنى أنه جعلهم يجولون ويجرون للقتال" (¬3). قوله تعالى: {سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} {133} قرأ ورش {سَارِعُواْ} بغير واو على الاستئناف، قال ابن أبي مريم في الموضَح: "لأن الجملة الثانية مستغنية عن عطفها لالتباسها بالجملة الأولى للضمير الذي في الثانية, وكذا هي في مصاحف أهل المدينة وأهل الشام بغير واو" (¬4). وقرأ حفص بالواو، وكذلك هي في مصاحف أهل الكوفة وأهل البصرة، وهو عطف جملة {وَسَارِعُواْ} على جملة {وأطيعوا الله} لأن الله أمر عباده بتقوى النار ثم أمرهم بالمبادرة إلى أسباب المغفرة والجنة (¬5). ¬

(¬1) - ابن الأثير، المبارك بن محمد الجزري. النهاية في غريب الحديث والأثر. تحقيق: طاهر أحمد الزاوي - محمود محمد الطناحي، بيروت-لبنان، المكتبة العلمية، (رقم الطبعة غير معروف)، 1399هـ - 1979م، ج/ص233. (¬2) - التفسير الكبير ج8/ص188. (¬3) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 231. وابن كثير، تفسير القرآن العظيم. ج1/ص403. (¬4) - ابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص383. (¬5) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 232. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1 /ص356.

قوله تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قتل مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} {146} قرأ ورش {قُتل} بضم القاف على أنه فعل ماض مبني للمجهول من الثلاثي بمعنى قُتل معه بعض الربيين (¬1). وقرأ حفص {قَاتَلَ} بفتح القاف وإثبات الألف على أنه فعل ماض و {رِبِّيُّونَ} فاعل. ورواية ورش بحذف الألف تحتمل أحد وجهين: أحدهما: أن يكون قتل للنبي وحده، بمعنى: وكأين من نبي قتل ومعه ربيون فما وهنوا بعد قتله. والثاني: أن يكون قتل للربيين ويكون قوله "فما وهنوا" لمن بقي منهم (¬2). وأما رواية حفص على إثبات الألف فيكون المعنى أن القوم قاتلوا فما وهنوا عن قتال عدوهم، ولا استكانوا في دينهم (¬3). قوله تعالى: {أَوْمِتُّمْ .... وَلَئِن مِتُّمْ} {أَوْ مُتُّمْ .... وَلَئِن مُّتُّمْ} {157 - 158} ¬

(¬1) - الأصفهاني، أحمد بن الحسين بن مهران. المبسوط في القراءات العشر. تحقيق: سبيع حمزة حاكي، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة_ السعودية، الطبعة: الثانية،1408هـ -1988م. ص169. والنحاس، معاني القرآن. ج1/ص488. (¬2) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 255. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج2/ص388. والطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن. ج4/ص116. (¬3) - أبو علي الفارسي, الحجة في علل القراءات السبع. ج1/ص387. والجوزي، عبد الرحمن بن علي بن محمد. زاد المسير في علم التفسير. بيروت-لبنان، دارالمكتب الإسلامي، ط3، 1401هـ، ج1/ص472.

قرأ ورش {أَوْمِتُّمْ ...... وَلَئِن مِتُّمْ} بكسر الميم, وقرأ حفص بضم الميم، ووافق ورشاً في جميع القرآن إلا في هذين فقط (¬1)، وهما لغتان: إحداهما فعل يفعل مثل مات يموت مثل قام يقوم، والأخرى فعل يفعل نحو مات يَماتُ، مثل خاف يخاف، واللغتان صحيحتان، فمن ضم الميم فهي اللغة المشهورة، ومن قرأ بالكسرة فهي لغة أهل الحجاز، يقولون متم من مات يمات (¬2). قوله تعالى: {خَيْرٌ مِّمّا تَجْمَعُونَ} {خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} {157} قرأ ورش {تَجْمَعُونَ} بالتاء أي من أعراض الدنيا التي تتركون الجهاد لجمعها، بناء على قوله: {وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ} (¬3). وقرأ حفص {يَجْمَعُونَ} بالياء بناء على {لِيَجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} ومعناه خير مما يجمع غيركم ممن تركوا الجهاد لجمعه (¬4). قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلّ} {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يُغَلّ} {161} قرأ ورش {يُغَلّ} بضم الياء وفتح الغين على ما لم يسم فاعله، ومعناه ليس لأحد أن يخون النبي / في الغنيمة (¬5). ¬

(¬1) - أبو معشر الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص237. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج2/ص388. (¬2) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 234. وأبو علي الفارسي, الحجة في علل القراءات السبع. ج1/ص394. (¬3) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 219. وابن زنجلة، حجة القراءات. ج1/ص178. القيسي, الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص362. (¬4) - ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج1/ص485. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ج1/ص176. (¬5) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 250. وأبو حيان، البحر المحيط. ج3/ص106.

وقرأ حفص {يَغُلّ} بفتح الياء وضم الغين (¬1)، بمعنى ما ينبغي لنبي أن يخون أمته في الغنيمة وذلك مما روي عن ابن عباس قال: "فقدت قطيفة حمراء من المغانم يوم بدر, فقال بعض من كان مع النبي /: لعلّ رسول الله / أخذها فنزلت" (¬2). قوله تعالى: {لاَ يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ} {لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ} {188} قرأ ورش {لاَ يَحْسِبَنَّ} بالياء بإضافة الفعل إلى الذين يفرحون (¬3). وقرأ حفص {لاَ تَحْسَبَنَّ} بجعل الفعل خطابا للنبي / (¬4). وعلى قراءة ورش بالياء يكون الفعل غير متعدياً، و {الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} فاعلون، وعلى قراءة حفص بالتاء جعل الفعل متعدياً لمفعولين، أحدهما {الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} والآخر {بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ} (¬5). ¬

(¬1) - الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص238. أبو حيان, البحر المحيط. ج2/ص79. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ 389. (¬2) - السيوطي، لباب النقول. ج1/ص60. والترمذي، سنن الترمذي. كتاب التفسير، باب: ومن سورة آل عمران، حديث رقم 3009، ج5/ 230، وقال: هذا حديث حسن غريب. (¬3) - ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج1/ص522. وأبو علي الفارسي, الحجة في علل القراءات السبع. ج2/ص403. (¬4) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج2/ص300. وابن الجزري, النشر في القراءات العشر. ج2/ص185. (¬5) - القيسي، مشكل إعراب القرآن. ج1/ص182. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص186.

فرش سورة النساء

فرش سورة النساء قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَّاءلُونَ بِهِ} {وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ} {1} قرأ ورش {تَسَّاءلُونَ} بالتشديد حيت أدغم التاء في السين لقرب مكانهما، وذلك لاجتماعهما في أنهما من حروف طرف اللسان، واجتماعهما في الهمس، وقرأ حفص {تَسَاءلُونَ بِهِ} بالتخفيف بحذف التاء الثانية لاجتماع التاءين، والقراءتان بمعنى واحد، وحذف التاء الثانية تخفيفاً ومثله {تَذَّكَرون، وتَذَكَّرُون} (¬1). قوله تعالى: {الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيمًا} {الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً} {5} قرأ ورش {قِيمًا} بغير ألف، وهو مصدر كالقيام، وقيل: مقصور منه حذفت الألف كما حذفت في خيم وأصلها خيام، وقرأ حفص {قِيَاماً} مع الألف. وهو مصدر قام (¬2). وقال أبو علي الفارسي: "إن قِوَامًا وقيامَاً وقيمًا بمعنى القوام الذي يقيم الشأن" (¬3). قوله تعالى: {وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةٌ فَلَهَا النِّصْفُ} {وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ} {11} قرأ ورش {وَاحِدةٌ} بالرفع على معنى وإن وقعت أو وجدت واحدة، على جعل {كان} تامة و {واحدة} فاعل، مثل قوله عز وجل {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} {البقرة280}، ¬

(¬1) - محيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج1/ص398. وابن الجزري، النشر. ج2/ص186. (¬2) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 226. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص242. (¬3) - أبو علي الفارسي، الحجة في علل القراءات السبع. ج3/ص7. وله، الحجة للقراء السبعة. ج1/ص67.

وقرأ حفص {وَاحِدَةً} بالنصب، خبر {كان} على إضمار الاسم، والتقدير إلا أن تكون المذكورة واحدة. (¬1) قال ابن إدريس: "المختار النصب لأنه أبين في المعنى" (¬2)، وهذا هو المختار لديه حال قراءته، وليس ذلك ترجيحاً كما سبق الحديث عن ذلك أكثر من مرة. قوله تعالى: {يُوصِى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ} {يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ} {12} قرأ ورش {يُوصِي} بكسر الصاد مبنياً للمعلوم، وقرأ حفص {يُوصَى} بفتح الصاد مبنياً للمجهول (¬3). ومن فتح الصاد بناه لما لم يسم فاعله، على أنه ليس يراد به شخص معين إنما هو شائع لجميع خلق الله (¬4). ومن كسر الصاد فالفاعل مضمر وهو الميت، والتقدير: من بعد وصية يوصِي بها الميت أو دين (¬5). قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ نُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ} {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ} {13 - 14} قرأ ورش {نُدْخِلْهُ} بنون العظمة في الموضعين، وقرأ حفص {يُدْخِلْهُ} بالياء (¬6)، والقراءتان لهما وجه في اللغة، فمن قرأ بالنون فقد رجَّعَ الفعلَ إلى إخبار ¬

(¬1) - ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج1/ص128. (¬2) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص192. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص478. (¬3) - الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص 177. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص261. (¬4) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص382. (¬5) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ص246. (¬6) - ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج2/ص391. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص229.

الله عز وجل عن نفسه بنون العظمة، كما قال {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} {الإسراء1} ثم قال عز وجل: {وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} {الإسراء2} (¬1)، ومن قرأ بالياء يكون الفاعل ضميراً مستتراً يعود إلى الله عز وجل، ولأن قبله قوله عز وجل: {وَمَن يُطِعِ اللهَ} (¬2). قوله تعالى: {وأَحَلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ} {وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ} {24} قرأ ورش {أَحَلَّ} بفتح الهمزة والحاء، وقرأ حفص {أُحِلَّ} بضم الهمزة وكسر الحاء (¬3). فعلى قراءة ورش يكون مبنياً للمعلوم، وهو معطوف على الفعل الناصب لـ {كتاب الله عليكم}. وعلى قراءة حفص يكون مبنياً لما لم يسمَّ فاعله، وهو معطوف على {حُرمَت}، لأن معناه: كتبَ الله كتاباً عليكم، وأحل لكم، لأن ذلك أقرب إلى ذكر الله (¬4). قوله تعالى: {وَنُدْخِلْكُم مَدْخَلاً كَرِيماً} {وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً} {31} قرأ ورش {مَدْخَلاً} بفتح الميم، من {دخل} وهو اسم مكان أو هو مصدر، وقرأ حفص بضم الميم (¬5) وهو اسم مكان كذلك أو هو مصدر، كقوله عز وجل: {مُدْخَلَ صِدْقٍ ¬

(¬1) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص194. (¬2) - محيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج1/ص401. (¬3) - ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج2/ص265. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص186. (¬4) - ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج/ص132. وله، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص122. (¬5) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 226. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص242.

مُخْرَجَ صِدْقٍ} {الإسراء: 80} ولذلك لم يختلفا فيهما (¬1). قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُم} {33} قرأ ورش {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ} بإثبات الألف، وقرأ حفص {عَقَدَتْ} بترك الألف (¬2). فعلى قراءة ورش جعله على المفاعلة من الفريقين (¬3). وعلى قراءة حفص جعله صفة محذوفة والمعنى والذين عقدت أيمانكم لهم الحلف (¬4). قوله تعالى: {وَإِن تَكُ حَسَنَةٌ يُضَاعِفْهَا} {وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} {40} قرأ ورش {حَسَنَةٌ} برفع التاء، وقرأ حفص {حَسَنَةً} بنصب التاء (¬5)، فعلى رواية ورش بالرفع بمعنى: وإن وجدت أو تقع حسنة، على جعل {تَكُ} تامة، و {حَسَنَةٌ} فاعل كقوله عز وجل: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} {البقرة280}، وعلى قراءة حفص بالنصب على أنه خبر {تَكُ} على إضمار الاسم، والتقدير: وإن تكن الفعلةُ حسنةً (¬6). ¬

(¬1) - ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج/ص132. (¬2) - الأصفهاني، ابن مهران. المبسوط في القراءات العشرص178. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص 250. (¬3) - وهي المحالفة في الجاهلية أنه يواليه ويرثه ويقوم بثأره فأمروا بالوفاء لهم ثم نسخ ذلك بآية المواريث. (¬4) - ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج/ص132. وله، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص122. (¬5) - الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص 180. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص 263. (¬6) - ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج1/ص128.

قوله تعالى: {لَوْ تَسَّوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} {42} قرأ ورش {لَوْ تَسَّوَّى} بفتح التاء وتشديد السين، وقرأ حفص {لَوْ تُسَوَّى} (¬1). وأصله: لو تتسوى فأدغمت التاء في السين لقربها منها، وأما تشديد السين فعلى إدغام إحدى التاءين، فأما قراءة ورش حيث أسند الفعل إلى الأرض، ومعناه: ود الذين كفروا لو جعلوا تراباً فكانوا هم والأرض سواء، كما في قوله عز وجل {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً} (¬2) {النبأ40}. وأما قراءة حفص: فعلى ما لم يسم فاعله، ومعناه: ودوا أنهم لم يبعثوا، لأن الأرض كانت مستوية بهم قبل خروجهم، وقال قتادة: ودوا لو تخرقت بهم الأرض فساخوا فيها (¬3). قوله تعالى: {كَأَن لَّمْ يَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} {كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} {73} قرأ ورش {يَكُن}،وقرأ حفص {تَكُن} (¬4) فقراءة ورش بالياء لأن تأنيثه ليس بحقيقي، أو لأن معناها وُدُّ، ¬

(¬1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 234. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 244. (¬2) - ... عن أبي هريرة "إذا حشر الله الخلائق قال للبهائم والطير: كوني تراباً فعندها يقول الكافر يا ليتني كنت تراباً" انظر ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. ج4/ص476. والعسقلاني، أحمد بن علي بن حجر. فتح الباري شرح صحيح البخاري. تحقيق: محب الدين الخطيب دار المعرفة، بيروت- لبنان، (سنة الطباعة غير معروف). ج6/ص343. (¬3) - ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج2/ص86. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها، ج1/ص417. (¬4) - الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 245. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص187.

وقراءة حفص أنه أتى بالكلام على لفظ تأنيث {مَوَدَّةٌ} (¬1). قوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَلَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً} {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً} {94} قرأ ورش {السَلَمَ} بدون ألف، وقرأ حفص بإثبات الألف (¬2). فقراءة ورش، على أنه من الاستسلام، بدليل قوله عز وجل: {وَأَلْقَوْاْ إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ} أي استسلموا لأمر الله، وقراءة حفص على أنه أراد التحية، لأن الرجل سلّم عليهم فقتلوه، ظناً بأنه فعل ذلك خوفاً من القتل، فعاتبهم الله (¬3). قوله تعالى: {غَيْرَ أُوْلِي الضَّرَرِ} {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} {95} قرأ ورش {غَيْرَ} بنصب الراء، وقرأ حفص {غَيْرُ} بالرفع (¬4). فقراءة ورش، على أنه استثناء منقطع، ويجوز أن يكون منصوباً على الحال، بمعنى: لايستوي القاعدون حال صحتهم، وعلى قراءة حفص جعله صفة أو بدلاً من {الْقَاعِدُونَ} بمعنى {إلا} (¬5). قوله تعالى: {أَن يَصَّالَحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً} {أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً} {128} ¬

(¬1) - ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 125. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ص252. (¬2) - الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص180. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص 263. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص392. (¬3) - قال ابن عباس "كان رجل في غنيمته فلحقه المسلمون فقال: السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} قال ابن عباس: عرض الدنيا تلك الغنيمة. انظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. ج1/ص539. (¬4) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 238. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص246. (¬5) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ص396. ومحيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج1/ص417. وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص126.

قرأ ورش {أَن يَصَّالَحَا} بفتح الياء وتشديد الصاد، وقرأ حفص {أَن يُصْلِحَا} (¬1). قال المهدوي: "هما لغتان متقاربتان مستعملتان، فالقراءتان بمعنى واحد" (¬2) فرواية ورش، على أن الأصل فيه {يتصالحا} فأسكن التاء وأدغمها في الصاد، لقربها منها، وعلى رواية حفص من الإصلاح، أي يصلح كل واحد منهما (¬3). قوله تعالى: {وَقَدْ نُزِّلَ عَلَيْكُمْ} {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ} {140} قرأ ورش {نُزِّلَ} بضم النون وكسر الزاي، وقرأ حفص {نَزَّلَ}. بفتح النون والزاي (¬4). فأما رواية ورش فعلى البناء للمجهول، وما بعدها في محل رفع نائب فاعل، كقوله عز وجل: {لتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} {النحل:44}. وأما رواية حفص فعلى البناء للمعلوم، والفاعل ضمير يعود إلى الله عز وجل، كقوله في نفس الآية: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} (¬5). قوله تعالى: {إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} {إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} {145} ¬

(¬1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 238، والداني، التيسير في القراءات السبع. ص 266. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص190. (¬2) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 258. وابن أبي مريم. الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص426. (¬3) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص398. (¬4) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 234. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 244. (¬5) - أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج2/ص97.

فرش سورة المائدة

قرأ ورش {الدَّرَكِ} بفتح الراء، وقرأ حفص {فِي الدَّرْكِ} بإسكان الراء (¬1). والإسكان والفتح لغتان، فأما رواية ورش فهو جمع دَرَكَة كبقر وبقرة (¬2)، وأما رواية حفص فعلى المصدر، والمعنى واحد، هو المكان (¬3). ولم يختلفا في قوله عز وجل: {لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى} {طه:77} لأنه بمعنى الإدراك من العدو. قوله تعالى: {سنُوتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً} {سَيُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً} {162} قرأ ورش {سنُوتِيهِمْ} بنون العظمة، وقرأ حفص {سَيُؤْتِيهِمْ} وانفرد بالياء (¬4)، فأما رواية ورش فعلى إخبار الله عز وجل عن نفسه، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، وهو ضرب من ضروب البلاغة، والفاعل ضمير مستتر تقديره (نحن) يرجع إلى الله عز وجل، وأما رواية حفص فعلى لفظ الغيبة، لأن سياق الآية وهو قوله عز وجل {وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} يقتضي الغيبة، والفاعل ضمير يعود إلى الله عز وجل (¬5). قوله تعالى: {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُّواْ فِي السَّبْتِ} {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ} [154] قرأ ورش {لاَ تَعَدُّواْ} بفتح العين وتشديد الدال، وقرأ حفص {لاَ تَعْدُواْ} بإسكان العين وتخفيف الدال (¬6). وحجة ورش أن أصل هذه الكلمة (تعتدوا) مضارع {اعتدى يعتدي اعتداءا}، ومنه قوله عز وجل {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا} {البقرة:229}، فألقيت حركة التاء على العين وأدغم التاء في الدال لتجانسهما (¬7). وحجة حفص في تخفيف الدال على أنه مضارع من {عدا يعدوا عدوانا} ومنه قول الله عز وجل: {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} {الأعراف163} فكان الفعل منها (تعْدوا). فرش سورة المائدة قوله تعالى: {والأذْنُ بالأذْنِ} {وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ} [45] ¬

(¬1) - الدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ص247. وابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج2/ص468. (¬2) - انظر: ابن منظور، لسان العرب. مادة {درك} ج10/ص422. والراغب الأصفهاني، المفردات. مادة {درك} ص1754. (¬3) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص219. (¬4) - الداني، التهذيب لما انفرد كل واحد من القراء السبعة. ص123. وابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج2/ص468. (¬5) - محيسن، القراءات وأثرها في علوم العربية. ج1/ص133. (¬6) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص172، 165. (¬7) - محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج1/ص423. وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص128. وأبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج2/ص98.

قرأ ورش بإسكان الذال معرفاً ومنكراً ومثنى (¬1) حيث وقع، وقرأ حفص بالضم (¬2). وهما لغتان كالنكْر والنكُر فالإسكان لغة بني بكر بن وائل، وتميم، والتحريك لغة عامة العرب، وقيل: الإسكان هو الأصل وإنما ضم اتباعاً, وقيل: التحريك هو الأصل وإنما سكن تخفيفاً (¬3). وقال ابن خالويه: فالحجة لمن ضم أنه أتى ذلك ليتبع الضم الضم والأصل عنده الإسكان, ومن أسكن فالحجة له أنه خفف لثقل توالي الضمتين والأصل عنده الضم (¬4). قوله تعالى: {يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء} {وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء} [53] قرأ ورش: {يَقُولُ} بغيرواو، على الاستئناف، وهي كذلك في مصاحف أهل مكة والمدينة والشام (¬5) , وقرأ حفص: {وَيَقُولُ} بالواو كما في مصاحف أهل العراق، وقال المهدوي: من قرأ بالواو، فإنه قطعه مما قبله وعطف جملة على جملة، ومن قرأ بغيرواو، فإنه حذف الواو لالتباس الجملة الثانية بالجملة الأولى (¬6). قوله تعالى: {مَن يَرْتَددْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ} {مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ} [54] قرأ ورش {مَن يَرْتَددْ} على الأصل ولم يدغم، لأن أصلها {يَرْتَددْ} , ¬

(¬1) - كقوله عز وجل {هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ} {سورة التوبة:61} , {كأن في أذُنَيْهِ} {سورة لقمان:7}. (¬2) - الداني، جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ص1026. والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ص185. (¬3) - ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص116. (¬4) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ص264 (¬5) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص245. والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ص185. (¬6) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 266.

وقرأ حفص {يَرْتَدَّ} (¬1) بإدغام الدال الأولى بالثانية، وحركت الثانية بالفتح منعاً من التقاء الساكنين، لاتفاق مصاحف الأمصار على رسمه في [سورة البقرة:217] بدالين، والإظهار هي لغة أهل الحجاز، والإدغام لغة غيرهم، والفعل بدالين في مصاحف المدينة والشام (¬2). قوله تعالى: {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالاتِهِ} {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [67] قرأ ورش: {رِسَالاتِهِ} على الجمع، وكسر التاء علامة للنصب، والهاء تبعاً لها، وتوجيه قراءته أنه جعل لكل وحي رسالة، ثم جمع فقال: {فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالاتِهِ}، كقوله عز وجل: {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي} [سورة الأعراف:144] لأن رسالات الأنبياء مختلفة لاختلاف شرائعهم جمع لذلك (¬3)، وقرأ حفص: {رِسَالَتَهُ} على المفرد وفتح التاء علامة للنصب لأنه مفرد، وتوجيه قراءته، أنه جعل الخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - ويقوّي ذلك قوله عز وجل (¬4): {اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [سورة الأنعام:124]. قوله تعالى: {فجَزَاءُ مِثْلِ مَا قَتَلَ} {فجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ} [95] ¬

(¬1) -الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 270. والطبري. التلخيص في القراءات الثمان. ص250. البغدادي، أبو الحسن محمد بن إبراهيم. روضة في القراءات الإحدى عشرة. ج2/ص627. (¬2) -الداني، جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ص1028. وابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج2/ص380. (¬3) - ابن زنجلة، حجة القراءات. ج1/ص232، ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص133. (¬4) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ص266. وأبو حيان، البحر المحيط. ج2/ص174.

قرأ ورش: {فجَزَاءُ مِثْلِ} برفع جزاء وإضافته إلى مثل، والمعني: فعليه جزاءُ مثلِ (¬1). وقرأ حفص: {فجَزَاءٌ مِّثْلُ} بالتنوين والرفع في {فجَزَاءٌ} , ورفع {مِّثْلُ} أيضاً على الابتداء، والخبر محذوف تقديره: فيلزمه جزاء (¬2). قوله تعالى: {اسْتُحِقَّ عَلَيْهِمُ الاَوْلَيَانِ} {اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ} [107] قرأ ورش: {اسْتُحِقَّ} بضم التاء وكسر الحاء مبنياً للمجهول {الأَوْلَيَانِ}، نائب فاعل ونقل حركة الهمزة إلى اللام وقفاً ووصلاً {لَوْلَيَان} على حسب قاعدته، وإذا وصل كسر الهاء وضم الميم {عَلَيهِمُ لَوْلَيَان} (¬3). وقرأ حفص بفتح التاء مبنياً للمعلوم, والفاعل {الأَوْلَيَانِ} , والمفعول محذوف تقديره من الذين استحق عليهم الأوليان الوصية (¬4). قوله تعالى: {هذا يَوْمَ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُم} {هذا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُم} [119] قرأ ورش: {يَوْمَ} بالفتح، وهو منصوب على الظرف للخبر المحذوف، أي هذا يقع أو يكون يوم ينفع, ويجوز أن يكون {يَوْمَ} بني على الفتح في موضع رفع خبر {هذا}. ¬

(¬1) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص271. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص248. (¬2) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص418. وأبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج2/ص134. (¬3) - القيسي، مشكل إعراب القرآن. ج1/ص243. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص372. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ص192. وأبو حيان، البحر المحيط. ج1/ص138. ومحيسن، المغني في توجيه القراءات. ج2/ص34. (¬4) - القيسي. مشكل إعراب القرآن. ج1/ص243. وابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج2/ص449.

وقرأ حفص {يَوْمُ} برفع الميم على أنه خبر لـ {هذا}، و {هذا} إشارة إلى يوم القيامة، والجملة في موضع نصب مقول القول (¬1). فرش سورة الأنعام قوله تعالى: {ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ} {ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ} [23] قرأ ورش: {فِتْنتَهُمْ} بالنصب على أنه خبر {تَكُن} مقدم، {إِلاَّ أَن قَالُواْ} اسم مؤخر (¬2). وقرأ حفص {فِتْنَتُهُمْ} بالرفع على أن فتنتهم اسم {تَكُن}، و {إِلاَّ أَن قَالُواْ} خبر (¬3). قوله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكْذِبُونَكَ} {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ} [33] قرأ ورش: {لا يُكْذِبُونَكَ} بسكون الكاف وتخفيف الذال، من أكذب يكْذِب، بمعنى: لاينسبونك إلى الكذب (¬4). وقرأ حفص: {لايُكَذِّبُونَكَ} بفتح الكاف وتشديد الذال، من كَذَّب يكَذّبُ، ويعني: أنهم لا يقولون لك كذبت لما يعرفون صدقك وأمانتك -لأنهم كانوا يسمون ¬

(¬1) - هناك عدة أقوال في إعراب كلمة {يوم} وهي مبسوطة في كتب الإعراب. انظر: العكبري، التبيان في إعراب القرآن. ج1/ص477. والقيسي، مشكل إعراب القرآن. ج1/ص244. (¬2) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. 255. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص192. (¬3) - الدمياطي، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. ج1/ 261. ومحيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج2/ص37. والنحاس، إعراب القرآن. ج1/ص60. (¬4) - الداني، التيسير في القراءات السبع. والطبري. التلخيص في القراءات الثمان. ص،257. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1/ص430.

النبي صلى الله عليه وسلم الأمين- ولكن يردون ماجئت به ويجهلونه (¬1). والقراءتان عند القرطبي فى القوة سواء (¬2). قوله تعالى: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبُ .. وَنَكُونُ} {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ .. وَنَكُونَ} [27] قرأ ورش: {وَلاَ نُكَذِّبُ} بالرفع على أن يكون منقطعاً مما قبله، وقيل هو عطف على {نُرَدُّ} على أنهما داخلان في التمني، فكأنهم تمنوا أن يردوا، وألا يكذبوا، وأن يكونوا من المؤمنين، أو على الاستئناف، والتقدير يا ليتنا نرد ونحن لا نكذب (¬3). وقرأ {وَنَكُونُ} بالرفع عطفاً على الفعل الأول. وقرأ حفص: {وَلاَ نُكَذِّبَ} على إضمار {أن} بعد واو المعية أو يكون النصب جواباً للتمني كأنهم تمنوا الرد، وعدم التكذيب، وكونهم من المؤمنين (¬4). وقرأ {وَنَكُونَ} بالنصب عطفاً على الفعل الأول أيضاً. قوله تعالى: {أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً ... فَإنَّهُ} {أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً ... فَأَنَّهُ} [54] ¬

(¬1) - المهدوي، شرح الهداية، ج1/ص275. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ج1/ص252. (¬2) - القرطبي، محمد بن أحمد الأنصاري. الجامع لأحكام القرآن، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، (رقم الطبعة غير معروف)،1413هـ-1993م، ج6/ص416. (¬3) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 255. والنحاس، إعراب القرآن. ج1/ص62. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 250ص. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص463. (¬4) - النحاس، إعراب القرآن. ج2/ص62. ومحيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج2/ 37.

قرأ ورش: {أَنَّهُ ... فإنَّه} بالفتح في الأول والكسر في الثاني حيث جعل الأولى بدلا من الرحمة واستأنف الثانية لمجيئها بعد الفاء والفاء جواب شرط لـ {مَن} (¬1). وقرأ حفص {أَنَّهُ ... فَأَنَّهُ} بفتح الهمزتين على أن الأولى بدل من الرحمة بمعنى: كتب ربكم على نفسه المغفرة وهي بدل من الرحمة، والثانية خبر مبتدأ محذوف تقديره: فأمره أنه، أي أن الله غفور رحيم له (¬2). قوله تعالى: {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمُجْرِمِينَ} {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [55] قرأ ورش: {سَبِيلَ} بنصب اللام على أنه مفعول به، لـ {لِتَسْتَبِينَ} بمعنى ولتستبين أنت يا محمد سبيل المجرمين، والتاء على تأنيث السبيل وهي لغة قريش (¬3)، كقوله عز وجل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} [سورة يوسف:108] وقرأ حفص: {سَبِيلُ} بالرفع على أنه فاعل فعل "تستبين" بمعنى تظهر وتتضح (¬4). قوله تعالى: {لَّئِنْ أَنجَيتنَا مِنْ هَذِهِ} {لَئن أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ} [63] قرأ ورش: {لئن أنجيتنا} بالتاء على الخطاب لله -عز وجل- على سبيل الدعاء وهو كذلك في مصاحف أهل المدينة والبصرة، قال مكي: "على لفظ الخطاب، فهو أبلغ في الدعاء والابتهال والسؤال" (¬5). وقال النحاس:"واتساق الكلام بالتاء كما قرأ أهل المدينة وأهل الشام" (¬6). ¬

(¬1) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 279. (¬2) - ابن خالويه، حجة القراءات. ج1/ 252. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 279. (¬3) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 258. (¬4) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 281. (¬5) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1/ 435. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 194، ابن خلوية، إعراب القراءات السبع. ج1/ 115. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 281. (¬6) - النحاس, إعراب القرآن. ج2/ 72.

ودليله من التنزيل قوله عز وجل {لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [سورة يونس:22]. وقرأ حفص: {أَنجَانَا} بغير تاء على لفظ الخبر عن غائب، بناء على قوله عز وجل: {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} (¬1). قوله تعالى: {قُلِ اللهُ يُنْجِيكُم} {قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُم} [64] قرأ ورش: {قُلِ اللهُ يُنْجِيكُم} بالتخفيف، على أنه من "أنجى، يُنجي"، ومنه قوله عز وجل: {لَئِنْ أَنجَيْتَنَا من هذه} (¬2). وقرأ حفص: {يُنَجِّيكُم} بالتشديد من "نجَّى يُنَجِّي" وذلك لاجتماع القراء على تشديد قوله {قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} للتوحيد بين اللفظين (¬3). وقال مكي: "والمعنى واحد، وأصل الفعل "نجا" ثم يثقل للتعدية بالهمزة أو بالتشديد، فالهمزة فيه كالتشديد كل واحد يقوم مقام الآخر في التعدية إلى المفعول، واللغتان في القرآن، قال عز وجل: {فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ} [سورة الأعراف:64] وقال أيضا {فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ} [سورة يونس:73] (¬4) قوله تعالى: {قَال أَتُحَاجُّونِي} {قَال أَتُحَاجُّونِّي} [80] قرأ ورش بتخفيف النون، وقرأ حفص بالتشديد (¬5). ¬

(¬1) - أبو علي الفارسي. الحجة في علل القراءات السبع. ج2/ 163. (¬2) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات ص،259. وابن الباذش. الإقناع في القراءات السبع، 2/ 397. (¬3) - محيسن. المغني في توجيه القراءات. ج2/ 52. (¬4) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1/ 435. (¬5) - الداني، أبو عمرو. جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ 1054.وابن الجزري. النشر في القراءات العشر، ج2/ص195.

والأصل فيه نونان الأولى علامة الرفع والثانية نون الوقاية، واجتماع المثلين في فعل ثقيل، فجرى الحذف أو الإدغام فمن شدد أسكن الأولى للتخفيف ثم أدغم في الأخرى فوقع التشديد، ومن خفف حذف النون الثانية استخفافاً ولم يُدغم (¬1). وادَّعى بعض العلماء كما ورد في القرطبي عن أبي عمرو بن العلاء: "أن هذه القراءة لحن" (¬2). وأيده مكي بن أبي طالب بقوله: " الحذف بعيد في العربية، قبيح مكروه وإنما يجوز في الشعر، والقرآن لا يحتمل ذلك فيه إذ لا ضرورة تدعو إليه" (¬3). ولكن كثيراً من العلماء ردوا على هذا القول إذ لا مجال لتضعيف القراءة المتواترة, وممن ردوا على هذا القول أبو حيان بقوله: "قول مكي ليس بالمرضي، وقيل التخفيف لغة غطفان" (¬4) , وأجاز سيبويه التخفيف كما استعمل العرب حذفها في كثير من الكلام، منها: تراه كالثغام يعل مسكا * يسوء الفاليات إذا فليني" (¬5) والأصل في البيت: " فلينني". قوله تعالى: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَاعِلُ اللَّيْلِ سَكَناً} {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً} [96] قرأ ورش: {وَجَاعلُ اللَّيْلِ} بإثبات الألف على أنه اسم فاعل مضافاً إلى الليل وذلك وفق قوله: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ} وخفض الليل لأنه مضاف إليه (¬6). ¬

(¬1) - ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج1/ 162. ومحيسن. المغني في توجيه القراءات. ج2/ 60. (¬2) - القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج7/ 29. (¬3) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 435. (¬4) - أبو حيان، المحيط ج4/ 174. والنحاس. إعراب القرآن. ج2/ص78. (¬5) - البيت لعمرو بن معد. انظر: سيبويه، الكتاب، ج3/ 519. (¬6) - أبو معشر الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص258. وابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص 260.

وقرأ حفص: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ} فعلاً ماضياً، ونصب الليل على أنه مفعول به، لمناسبة ما بعده في قوله عز وجل: {جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ} [97] (¬1). قوله تعالى: {وَخَلَقَهُمْ وَخَرَّقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ} {وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ} [100] قرأ ورش {خرَّقُوا} بالتشديد أي مرة بعد مرة مثل قتَل وقتَّل، وقرأ حفص: {وَخَرَقُواْ} بالتخفيف ومعنى خرقوا اخترقوا: اختلقوا كذباً، فأما قراءة ورش بالتشديد فقيل بمعنى التكثير، لأن المشركين ادعوا أن لله بنات وهم الملائكة، والنصارى ادعت المسيح ابن الله واليهود قالت عزير ابن الله فكثر ذلك من كفرهم فشدد الفعل لمطابقة المعنى (¬2). تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيراً. وقيل: القراءتان بمعنى واحد، لما روى القرطبي عن الحسن البصري أنه سئل عن معنى {خرَّقُوا} بالتشديد فقال إنما هو {خَرَقُواْ} بالتخفيف (¬3). ولا شك أن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، فالتشديد فيه معنىً زائد على قراءة التخفيف كما ورد. قوله تعالى: {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قِبَلا} {وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً} [111] قرأ ورش: {قِبَلا} بكسر القاف وفتح الباء يعني مقابلة وعياناً، وقرأ حفص: {قُبُلاً} بضم القاف والباء جمع قبيل نحو رغيف ورغف، أي حشرنا كل شيء عليهم ¬

(¬1) - النحاس، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 146. وأبو حيان، تفسير البحر المحيط ج4/ 176. (¬2) - القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج7/ 264. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 286. وابن مجاهد، السبعة في القراءات ص141. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 282. (¬3) - القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج7/ 264. والداني، أبو عمرو. جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ص1102.وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص261.

نوعاً نوعاً، وقيل بمعنى جماعة جماعة فيكون جمع قبيلة، وقيل: جمع قبيل بمعنى الكفيل أي حشرنا كل شيء عليهم كفيلا، قال مكي: "الضم والكسر بمعنى المقابلة، وتستوي القراءتان" (¬1). قوله تعالى: {يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنْزَلٌ مِّن رَّبِّكَ} {يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ} [114] قرأ ورش: {مُنْزَلٌ} بالتخفيف من "أنزل ينزَل، فهو مُنزَل, وقرأ حفص: {مُنَزَّلٌ} من "نَزّلَ ينزِّل، فهو مُنزَّل" فهو بمعنى واحد تقديره: نزِّل شيئا بعد شيء (¬2). قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِماَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} [115] قرأ ورش: {كَلِماَتُ} بالجمع، قال ابن عباس:" مواعيد ربك المتعلقات من الوعد والوعيد وغيرهما فلا مغير لها"،وقال قتادة: "الكلمات هي القرآن لا يزيد فيه المفترون ولا ينقصون" (¬3). وقرأ حفص: {كَلِمَتُ} بالإفراد، بمعنى كلام الله تعالى وكتابه، لأن الكلمة قد تقع في كلام العرب بمعنى الجمع، كما يقال: فلان ألقى كلمته يعني خطبته (¬4). ¬

(¬1) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 446. وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 117. (¬2) - النحاس. إعراب القرآن. ج1/ 13. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 258. وابن الجزري. النشر في القراءات العشر، ج2/ 197. (¬3) - القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج7/ 71. ومحيسن. المغني في توجيه القراءات. ج2/ 88. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 282. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 197. (¬4) - ابن أبي مريم. الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ 337. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها ج1/ 447.

قوله تعالى: {وَإِنَّ كَثِيراً لَيَضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ} {وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ} [119] قرأ ورش: {لَيَضِلُّونَ} بفتح الياء من "ضلَّ"، يقال: ضَلَّ في نفسه، أي يَضلُّون بإتباع أهوائهم (¬1) , وقرأ حفص: {لَّيُضِلُّونَ} بضم الياء من "أضلّ" والمفعول محذوف أي ليُضلون غيرهم (¬2). قوله تعالى: {أَوَمَن كَانَ ميِّتا فَأَحْيَيْنَاهُ} {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ} [122] قرأ ورش: {ميِّتا} بالتشديد، وهو الأصل, وقرأ حفص: {مَيْتاً} بالتخفيف، خفف من ثقل كراهية التشديد، يقال "هيِّن، وهيْن، وليِّن، ولَين" (¬3). قوله تعالى: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرِجاً} {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً} [125] قرأ ورش: {حَرِجاً} بكسر الراءً على أنه اسم فاعل (¬4). وقرأ حفص: {حَرَجاً} بفتح الراء على أنه مصدر. وقيل: كسر الراء وفتحها بمعنى واحد، وهو الضيق (¬5). قال النحاس: "حرِج اسم الفاعل، وحَرَج مصدر وصف به" (¬6). وكذلك قلب ¬

(¬1) - الداني، جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ص1060. (¬2) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 286. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص261. (¬3) - ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج1/ 169. (¬4) - الداني، جامع البيان في القراءات السبع، ج3/ 1068.وله، التيسير في القراءات السبع، ص282. والطبري. جامع البيان عن تأويل آي القرآن. ص1405. (¬5) - ابن خالويه، إعراب القراءات السبع ج1/ 169. والقرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج7/ 82. (¬6) - النحاس، إعراب القرآن. ج1/ 95. القيسي، الكشف عن وجوه القراءات السبع. ج1/ 451.

المنافق لايصل إليه شيء من الخير، فلذا وصف الله صدر الكافر بشد الضيق، عن وصول الموعظة إليه. قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنّ} {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنّ} [128] قرأ ورش: {نَحْشُرُهُمْ} بنون العظمة على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، وذلك لتهويل الأمر. (¬1) , وقرأ حفص: {يِحْشُرُهُمْ} بالياء على الغيبة لأن قبله قوله عز وجل: {لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ} [سورة الأنعام:127]. والمعنى فيهما واحد في جميع القرآن، والله عز وجل حاشرهم (¬2). قوله تعالى: {وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكْلُهُ} {وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ} [141] قرأ ورش: {أكْلُهُ} بتسكين الكاف، وقرأ حفص: {أُكُلُهُ} بضم الكاف، وهما لغتان بمعنى واحد، وقيل الأصل التثقيل، وخفف لاجتماع الضمتين (¬3). قوله تعالى: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حِصَادِهِ} {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصاده} [141] قرأ ورش: {حِصَادِهِ} بكسر الحاء، وهي لغة أهل الحجاز، ¬

(¬1) - القيسي، مشكل إعراب القرآن. وله، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1/ 282. (¬2) - ابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ 503. (¬3) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 294. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان، ... ص:258. وابن الباذش. الإقناع في القراءات السبع. ص402.

سورة الأعراف

وقرأ حفص: {حَصاده} بفتح الحاء، وهي لغة أهل نجد (¬1). وهما لغتان مشهورتان، الحَصاد والحِصاد بمعنى واحد، ومثله: الجَذاذ والجِذاذ، والجَزار والجِزار (¬2). قوله تعالى: {دِيناً قِيِّماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} {دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} [161] قرأ ورش: {قيِّماً} بفتح القاف وكسر الياء مشددة، كما في قوله عز وجل: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [سورة البينة: 5]، وأصل الياء الثانية واو، (قيوم) ثم أدغمت الياء بالواو، ومعناه دين مستقيم لا عوج فيه (¬3). وقرأ حفص {قِيَماً} بكسر القاف وفتح الياء مخففة، وهي مصدر لقام، كالصِغَر، مصدر لصُغَر، وهما لغتان بمعنى واحد (¬4). والقَيِم جمع قيمة وفيها دلالة على أن هذا الدين فيه من القيم العظيمة ما ليس في غيره من الشرائع والنحل. سورة الأعراف قوله تعالى: {قَلِيلاً مَّا تَذَّكَّرُونَ} {قَلِيلاً مَّا تَذَكرُونَ} [3] قرأ ورش {تَذَّكَّرُونَ} بتاء الخطاب وتشديد الذال والأصل فيه تتذكرون بتاءين على إدغام التاء في الذال، وذلك لقرب مكان هذه من هذه. وقرأ حفص: {تَذَكرُونَ} بتاء واحدة وبتخفيف الكاف وهو كذلك في مصحف ¬

(¬1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 171. وابن الباذش. الإقناع في القراءات السبع، ص399. (¬2) - ابن خالويه، إعراب القرآن. والطبري. جامع البيان عن تأويل آي القرآن. ص1405. (¬3) - القرطبي. الجامع لأحكام القرآن. ج7/ 104. (¬4) - الداني، جامع البيان في القراءات السبع، ج3/ 1069. وله. التيسير في القراءات السبع ص285. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 296.

أهل العراق. والقراءتان بنفس المعنى (¬1). قوله تعالى: {وَلِبَاسَ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [26]. قرأ ورش: {وَلِبَاسَ} بالنصب عطفاً على لباساً الأول وهو {لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً} وقيل نُصب بفعل مضمر أي وأنزلنا لباس التقوى (¬2). وقرأ حفص: {وَلِبَاسُ} على الابتداء والمعنى ولباس التقوى خير لكم من لباس الثياب التي تواري سوآتكم (¬3). قوله تعالى: {خَالِصَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ} {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ} [32] قرأ ورش: {خَالِصَةٌ} بالرفع على أنه خبر أي هي خالصةُ، ويجوز أن يكون خبراً ثانياً "لهي". والمعنى: قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا مشتركة، وهي لهم في الآخرة خالصة (¬4). وقرأ حفص: {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ}، بالنصب على الحال من الضمير المستقر في {الذين} " (¬5). ¬

(¬1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 280. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 266، والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1/ص282. وابن خلوية، الحجة في إعراب القراءات السبع، ج1/ص224. والقرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج8/ص245. (¬2) - الداني، التيسير في القراءات السبع، ص 287. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص266. (¬3) - وقيل أقوال أخرى حول إعراب هذه الكلمة، انظر، ابن خلوية، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 154. (¬4) - محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج2/ 124. (¬5) - أبو حيان، تفسير البحر المحيط .. ج4/ 143.

قوله تعالى: {أَوْ أمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا} {أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا} [98] (¬1) قرأ ورش: {أوْ} بسكون الواو مع حذف همزة أمن ونقل حركتها إلى الواو الساكنة كقاعدته في الهمزات، وحجته في إسكان الواو جعل {أوْ} للتنويع, وذهب الدكتور محمد سالم محيسن إلى أن {أوْ} للإباحة (¬2) , إلا أن أبا حيان لم يرتض هذا الوجه حيث قال: "ومعناها التنويع، لا أنّ معناها الإباحة أو التخيير خلافاً لمن ذهب إلى ذلك" (¬3). وقرأ حفص {أَوَ} بفتح الواو على أنها همزة الاستفهام دخلت على واو العطف (¬4). تعليق على من غلّط قراءة الواو بالإسكان: اعتبر ابن إدريس (¬5) إسكان الواو في الآية السابقة غلَطاً، وقال- رحمه الله- "لا يجوز إلا فتحها، ولا وجه لإسكانها لأن {أوْ} التي يسكن واوها هي التي تكون للشك والتخيير، لكونها دخلت عليه الشبهة ولم يعلم أنها واو عطف دخل عليها ألف استفهام، وبالتالي قد يقدر أنها بمنزلة التي للشك، وقال: "وذلك غلط" (¬6). ¬

(¬1) - أبو حيان، تفسير البحر المحيط. ج4/ 351. (¬2) - محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج2/ 144. (¬3) - أبو حيان. البحر المحيط. ج4/ 351، (¬4) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان, ص342. (¬5) - أحمد بن عبد الله بن إدريس, من علماء القرن الرابع الهجري، قرأ على كثير من علماء زمانه منهم: محمد بن حيان المقرئ، وأبو الحسن المالكي، وغيرهما. أخذت هذه الترجمة من مطلع كتابه وهو منقول من كتاب: كشف الظنون ج2/ 1623. ولم أجد فيه تاريخ وفاته. انظر: ابن إدريس، المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 34 (¬6) - ... ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 317.

وهذا كلام مردود على صاحبه ولا أوافق ابن إدريس فيما ذهب إليه، إذ لا مجال لتغليط القراءة مادامت في السبعة المتواترة، ولم أجد من غلط هذه القراءة بما توفر لديَّ من كتب القراءات ولا أرى الترجيح بين القراءتين المتواترتين، فكيف بإنكار إحداها. قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ تَلقَّف مَا يَأْفِكُونَ} {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} [117] قرأ ورش: {تَلقَّف} بفتح اللام وتشديد القاف على أن أصلها تتلقف, فحذف إحدى التاءين تخفيفاً، وأبقى الأخرى مع فتح اللام وتشديد القاف، ورفع الفاء على الاستئناف أي فإنها تلقف (¬1). وقرأ حفص: {تَلْقَفُ} بإسكان اللام وتخفيف القاف، على أنها من لقف يلقف ومعناها تلتقم أي تبتلع (¬2). قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَيَّ أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ} {حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ} [105] قرأ ورش: {حَقِيقٌ عَلَيَّ} بفتح الياء المشددة، وذلك لدخول حرف الجر على ياء المتكلم حيث اجتمع فيه ياءان فأدغمت الأولى في الثانية، وفتحت لالتقاء الساكنين (¬3)، لأن (حقيق وحقّ) تتعدى بعلى كما في قوله عز وجل: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} [سورة الصافات:31]، وقوله: {أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ} [سورة الزمر:19] , ¬

(¬1) - ... ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص290. والنحاس، إعراب القرآن. ج1/ 144. (¬2) - ... وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع ج2/ 144. (¬3) - ... النحاس, إعراب القراءات السبع، ج2/ 149. وابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج3/ 237.

{وَعلَيَّ} هنا بمعنى واجب أي واجب علَيَّ ألا أقول (¬1). وقرأ حفص: {حَقِيقٌ عَلَى} بمعنى الباء أي حقيق بألا أقول على الله إلا الحق. والقراءتان بمعنى واحد (¬2). قوله تعالى: {سَنقْتُلُ أَبْنَاءهُمْ} {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ} [127] قرأ ورش: {سَنقْتُلُ} بالتخفيف، وهو يحتمل التكثير والتقليل (¬3) , وقرأ حفص {سَنقْتُلُ} بضم النون والتشديد، وهو للتكثير (¬4). وقال أبو حيان: "من شدد فإنه أراد تكرير القتل بأبناءٍ بعد أبناء، بدليل قول تعالى: {وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} [سورة الأحزاب:61] , ومن خفف فإنه أراد فعل القتل مرة واحدة." (¬5). ودليله قوله تعالى {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} [سورة البقرة:191] قوله تعالى: تُغْفَرْ لَكُمْ خَطِيئَاتُكُمْ} {نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ} [161] قرأ ورش: {تُغْفَرْ} بضم التاء على أنه فعل ما لم يسم فاعله، والتاء لتأنيث"خطيئة" (¬6). ورفع تاء {خَطِيئَاتُكُم} على أنه نائب فاعل (¬7). وقرأ حفص: {نَّغْفِرْ} بالنون، حيث جعل الفعل إخباراً عن الله- تعالى-عن نفسه بنون العظمة. وكسر التاء في {خَطِيئَاتِكُمْ} لأنه في موضع النصب، ¬

(¬1) - ... ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص159. (¬2) - ... المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 306. (¬3) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص292. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 268. (¬4) -النحاس، معاني القرآن الكريم، ج1/ 41. وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع، ج1/ 162. (¬5) - أبو حيان، تفسير البحر المحيط, ج4/ 367. (¬6) - الهمذاني، غاية الاختصار. ج2/ 499. (¬7) - الداني، جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ 1119.

فالقراءتان بمعنى واحد لأن الله عز وجل هو الغفور الرحيم في الحالتين (¬1). قوله تعالى: {قَالُواْ مَعْذِرَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ} {قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} [164] قرأ ورش: {مَعْذِرةٌ} بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: موعظتنا إقامة عذر إلى الله (¬2). وقرأ حفص: {مَعْذِرَةً} بالنصب، على أنه مصدر، أو مفعول لأجله، أي يريد معذرةً (¬3) , وقال النحاس في إعراب القرآن: "وقد فرق سيبويه بين الرفع والنصب, وبين أن الرفع الاختيار فقال: لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذاراً مستأنفاً من أمر ليمسوا عليه، ولكنهم قيل لهم لم تعظون؟ فقالوا موعظتنا معذرة، ولو قال رجل لرجل معذرة إلى الله وإليك من كذا وكذا يريد اعتذاراً لنصب، وهذا من دقائق سيبويه رحمه الله ولطائفه التي لا يلحق فيها" (¬4). قوله تعالى: {من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيّاَتِهِمْ} {من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [172] قرأ ورش: {ذُرِّيّاَتِهِم} بالألف وكسر التاء لأنه جمع مؤنث سالم، لأنه مفعول {أَخَذَ} في قوله عز وجل: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ}، أو على حذف مضاف أي ميثاقَ ذريتاهم (¬5). ¬

(¬1) - ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 166. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 312. (¬2) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 204. وابن الباذش, الإقناع في القراءات السبع. ص 403. (¬3) - القيسي، مشكل إعراب القرآن. ج1/ 304.والنحاس, معاني القرآن. ج3/ 94. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 313. (¬4) - النحاس، إعراب القرآن. ج2/ 158. وسيبويه، الكتاب. ج1/ 320. (¬5) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات ص 298. وأبو الحسن, الروضة في القراءات الإحدى عشرة. ج2/ 67.

وقرأ حفص: {ذُرِّيَّتَهُمْ} بالإفراد، وفتح التاء على أنه مفعول به لـ {أَخَذَ} , ووجه قراءة ورش بالجمع، وحفص بالإفراد، أنَّ ذرية تكون للجمع بلفظ المفرد أو بلفظ الجمع على السواء، كقوله عز وجل: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} [سورة الإسراء:3] بمعنى جمع، وقال عز وجل: {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [سورة آل عمران:38] يعني ولداً (¬1) , قال أبو علي: الذرية تكون جمعاً وتكون واحداً (¬2). قوله تعالى: {ونَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} {وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [186] قرأ ورش: {ونَذَرُهُمْ} بنون العظمة وذلك على سبيل العدول عن لفظ الغيبة إلى الإخبار، وهو أسلوب من أساليب العرب، أن الشريف منهم يخبر عن نفسه بلفظ الجمع، فنزل القرآن على لغتهم (¬3). وقرأ حفص: {وَيَذَرُهُمْ} جرياً على لفظ الغيبة قبله, في قوله عز وجل: {مَن يُضْلِلِ اللهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ} فالمعنى فيه مثل النون (¬4). قوله تعالى: {جَعَلاَ لَهُ شِرْكاً فِيمَا آتَاهُمَا} {جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُماَ} [190] قرأ ورش: {شِرْكاً} بكسر الشين وإسكان الراء والتنوين من غير همز على المصدر ¬

(¬1) - النحاس، إعراب القرآن. ج4/ 367. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 314. (¬2) - أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة ج2/ 280. وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 167. (¬3) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ص250. ولنفس المؤلف جامع البيان في القراءات السبع، ج3/ 1125. (¬4) - الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج3/ 296. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ج1/ 332.

وحذف المضاف، أي ذا شرك (¬1). وقرأ حفص: {شُرَكَاءَ} بضم الشين والمد والهمز بدون تنوين، على أنه جمع شريك وهو ممنوع من الصرف (¬2). فالمعنيان متقاربان، فمن قرأه بضم الشين فإنه جعله جمع شريك فمنعه من الصرف، ومن قرأه بكسر الشين فإنه أراد المصدر, وقال الطبري: {شِرْكاً} بكسر الشين بمعنى الشركة، و {شُرَكَاءَ} بضم الشين بمعنى جمع شريك (¬3). قوله تعالى: {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتْبَعُوكُمْ} {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ} (¬4) [193] قرأ ورش: {لاَ يَتْبَعُوكُمْ} بسكون التاء من" تبع" بمعنى لا يتبعوا آثارهم. (¬5) وقرأ حفص: {لاَ يَتَّبِعُوكُمْ} مشددة من اتَّبَعَ بمعنى: لا يقتدوا بهم. وقال القرطبي: "لا يتبعوكم مشدداً ومخففاً لغتان بمعنى واحد، وقال بعض أهل اللغة: أتبعه مخففاً إذا مضى خلفه ولم يدركه، واتّبعه مشدداً إذا مضى خلفه فأدركه". (¬6) ¬

(¬1) - محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج1/ 179. والهمذاني، غاية الاختصار. ص501. والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ 294. (¬2) - النحاس، إعراب القرآن. ص 167. وابن زنجلة، حجة القراءات. ج1/ 304. (¬3) - الطبري، جامع البيان. ج9/ 149. (¬4) - ومثله في سورة الشعراء، الآية: {224}. (¬5) - القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج7/.342. وأبو الحسن البغدادي، الروضة في القراءات الإحدى عشرة. ج2/ 677. (¬6) - الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 271. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 205.

قوله تعالى: {وَإِخْوَانُهُمْ يُمِدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ} {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ} [202] قرأ ورش: {يُمِدُّونَهُمْ} بضم الياء وكسر الميم، من أمدَّ يُمدُّ "الرباعي" وهو من قولك أمددت الجيش إذا زدته بمدد، ومنه قوله عز وجل: {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ}. وقرأ حفص: {يَمُدُّونَهُمْ} بفتح الياء وضم الميم إذا جر، وهو من، مَدَّ يَمد "الثلاثي" أي يجرونهم في الغي. قال النحاس: "وجماعة من أهل اللغة ينكرون هذه القراءة منهم: أبو حاتم وأبو عبيد، قال أبو حاتم: لا أعرف لها وجهاً إلا أن يكون المعنى يزيدونهم من الغي .... " (¬1) , وقال بعض المفسرين: يمدونهم في الغي أي يزينونه لهم (¬2) , وقيل: يمدونهم يتركونهم في الغي (¬3). التعليق: نقول: لا مجال لإنكار قراءة متواترة فكتاب الله عز وجل لا يقاس على قول أهل اللغة، ومتى توفرت في الآية شروط القبول لا نلتفت إلى ما يقوله أهل اللغة، وحسبنا أن هذه الآية سبعية متفق على تواترها، بل يجب على أهل اللغة أن يستدلوا بها، على القاعدة، فالأصل القراءة، وليس القاعدة، والله تعالى أعلى وأجلّ. ¬

(¬1) - النحاس، إعراب القرآن. ج2/ 172. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1/ 488. وأبو علي الفارسي, الحجة في علل القراءات السبع. ج2/ 288. والطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج9/ 155. (¬2) - الكلبي، محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي. التسهيل لعلوم التنزيل. بيروت-لبنان, دار الكتاب العربي, ط4، 1403هـ- 1983م، ج2/ 59. والعكبري، التبيان في تفسير غريب القرآن. ج1/ص215. (¬3) - العكبري، التبيان في تفسير غريب القرآن. ج1/ص215.

سورة الأنفال

سورة الأنفال قوله {مُرْدَفَين} {مُرْدِفين} [9] قرأ ورش: {مُرْدَفَين} بفتح الدال على ما لم يسم فاعله، كأنهم أردفوا، أي أردفهم الله لنصرتكم وهو اسم مفعول من أردف (¬1). وقرأ حفص: {مرْدِفين} بكسر الدال، على تسمية الفاعل، والتقدير أنهم أردفوا غيرهم أي: أركبوا خلفهم ملائكة أخر، أو بمعنى أنهم يأتون فرقة بعد فرقة (¬2). وقال الفراء: "مردِفين متتابعين" (¬3). تقول ردفت الرجل إذا ركبت خلفه، وأردفته إذا أركبته خلفي (¬4). قال ابن عباس: "كان مع كلِّ ملَكٍ ملَكٌ، فذلك الإرداف، فيكونون ألفين" (¬5). قوله: {إِذْ يغْشِيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ} {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ} [11] ¬

(¬1) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات، ص:304، المهدوي، ج1/ص231. (¬2) - الدمشقي، أحمد بن مصطفى. اللطائف في اللغة {معجم أسماء الأشياء}.القاهرة-مصر، دار الفضيلة، (رقم الطبعة وتاريخ النشر غير معروف)، ج1/ص11. (¬3) - الفراء، يحيى بن زياد بن عبد الله. معاني القرآن. قدم له وعلق عليه: إبراهيم شمس الدين، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، ط:1، 1423هـ- 2002م، ج1/ص273. (¬4) - الترادف ألفاظ متحدة المعنى، وقابلة للتبادل فيما بينها في تعدد الألفاظ لمعنى واحد. قال سيبويه:" واعلم أن من كلامهم- يقصد العرب- اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين واختلاف اللفظين والمعنى واحد واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين". انظر: سيبويه. الكتاب، باب ما يكون في اللفظ من الأعراض، ج1/ص24. (¬5) - أخرجه مسلم في صحيحه. كِتَاب الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، رقم الحديث {1763} ج3/ص1385، والطبري. جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج9/ص190.

قرأ ورش: {إِذْ يغْشِيكُمُ} بضم الياء وجزم الغين وكسر الشين (¬1). وقرأ حفص: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ} بضم الياء وفتح الغين، مشددة الشين، والقراءتان بمعنى واحد وهو التغطية والشمول. وقد جاء بهما القرآن، قال عز وجل: {فأغشيناهم فهم لا يبصرون} [سورة يس:9]، وقال عز وجل: {فغشاها ما غشى} [سورة النجم:54] (¬2). وإذا كان زيادة المبني يدل على زيادة في المعنى، فقراءة التثقيل تزيد مزيد التغطية، حتى يشمل النعاسُ جميعَهم. قوله: {وَأَنَّ اللهَ مُوَهِّنٌ كَيْدَ الْكَافِرِينَ} {وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [18] قرأ ورش: {مُوَهِّنٌ كَيْدَ} بفتح الواو وتشديد الهاء منونة، على أنه اسم فاعل من وهّنَ يوهّن توهينا (¬3). ونصب {كَيْدَ} لأنه مفعول به لاسم الفاعل (¬4). وقرأ حفص: {مُوهِنُ كَيْدِ} بالتخفيف والإضافة، وهو اسم فاعل من أوهن يوهن (¬5). والقراءتان ترجعان إلى معنى واحد أي أن الله هو المضعف كيد الماكرين، وهو مثل قوله - عز وجل -: {ووصَّى} و {وأوصى} [سورة البقرة:132]. ¬

(¬1) - ابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها، ج1/ص332. (¬2) - وقد تقدم توجيه هذه الآية في سورة البقرة، [الآية:54]. (¬3) - ... أبو المعشري الطبري. التلخيص في القراءات الثمان. ص 275، ومحيسن، محمد سالم. المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة، ج2/ص184 - 332. (¬4) - النحاس إعراب القراءات السبع. ج2/ص182. (¬5) - ... ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، ج 2/ص275، وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ج1/ص338.

قال الفراء:" فإن شئت أضفت، وإن شئت نونت ونصبت. (¬1) وهو مثل قوله - عز وجل -: {بَالِغٌ أَمْرَهُ} و {بَالِغُ أَمْرِه} [سورة الطلاق:3]. قوله - عز وجل -: {وَيَحْيَى مَنْ حَيِيَ عَن بَيِّنَةٍ} {وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ} [42] قرأ ورش: {حَيِيَ} بياءين الأولى مكسورة والثانية مفتوحة. وقرأ: حفص {حَيَّ} بياء واحدة مشددة، على الإدغام، قال أبو علي الفارسي عن أبي عبيدة: "الحياة والحيوان والحيّ واحد، قالوا: حيي يحيا حياً" (¬2). أما وجه قراءة ورش بالإظهار فإنه استثقل الإدغام والتشديد في الياء، فجاء بالأصل، لظهور الياء في الاستقبال، مثل: (يُحيي)، وأما وجه الإدغام فيجوز لاجتماع الحرفين المتحركين من جنس واحد، مثله مّد، وردّ أصلهما: مدد وردد وكذلك {حَيَّ} (¬3). والقراءتان بمعنى واحد. قال ابن الجوزي: "وفي معنى الكلام قولان: أحدهما: ليقتل من قتل من المشركين عن حجة ويبقى من بقي منهم عن حجة. والثاني: ليكفر من كفر بعد حجة ويؤمن من آمن عن حجة" (¬4). قوله: {وَلاَتَحْسِبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ} {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ} [59] قرأ ورش: {وَلاَتَحْسِبَنَّ} بالتاء مع كسر السين، ¬

(¬1) - ... الفراء، معاني القرآن، ج1/ 273، وابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ج3/ص334. (¬2) - ... أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة، ج2/ص292. (¬3) - ... ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار، ج1/ص342. (¬4) - ... ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ج3/ص361.

وقرأ حفص: {يَحْسَبَنَّ} بالياء وفتح السين (¬1). وفتح السين وكسرها لغتان من لغات العرب (¬2)، وأما وجه القراءة بالتاء، فلأن الفاعل هنا هو المخاطَب وهو الرسول وكل من يتأتى له الخطاب بعده. وهو ضمير"تحسبن"، و"الذين كفروا" مفعول أول و"سبقوا" مفعول ثان. وقراءة حفص بالياء على أن الفاعل هنا إما أن يرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والتقدير ولا يحسبن النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين كفروا سبقوا، أو يرجع إلى الكفار، والتقدير: ولا يحسبن الذين كفروا أنهم سبقوا فالمعنيان متقاربان (¬3). قوله: {وَإِن تكُن مِّنكُم مِئَةٌ}، {وَإِن يَكُن مِّنكُم مِئَةٌ} [65 - 66] قرأ ورش: {وَإِن تكُن} بالتاء في الآيتين على التأنيث، وقرأهما حفص: {وَإِن يَكُن} بالياء (¬4). قال الزجاج: من أنث فللفظ المائة، ومن ذكر فلأن المائة وقعت على عدد مذكر (¬5). وقال أبو علي: "من قرأ بالياء، فلأنه أريد منه المذكر بدليل قوله {يَغْلِبُواْ}، وكذلك ¬

(¬1) - ... ابن مهران الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر، وأبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع، ص:250، وابن الجزري، تحبير التيسير، ص:386. (¬2) - ... فقد تقدم توجيه ذلك في سورة آل عمران، [الآية:178]. انظر: ابن أبي مريم. الموضح في وجوه القراءات وعللها، ج1/ 2ص580. (¬3) - ... المهدوي، شرح الهداية، ج1/ص322. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار، ج1/ص581. (¬4) - ... الرعينى، محمد بن شريج. الكافي في القراءات السبع. تحقيق: أحمد محمود عبد السميع، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، ط: 1، 1421هـ -2000م، ص121، وأبو عمرو الداني. جامع البيان في القراءات. ج3/ص1126. (¬5) - ... الزجاج، إبرهيم بن السري. معاني القرآن وإعرابه. تحقيق: عبد الجليل عبده الشلبي، القاهرة -مصر، دار الحديث، (رقم الطبعة غير معروف)،1424هـ -2004م، ج2/ص343.

سورة التوبة

المائة الصابرة هم رجال فقرأها بالياء لموضع التذكير" (¬1). قوله: {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضُعْفاً}، {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً} [66] قرأ ورش: {ضُعْفاً} بضم الضاد، وقرأ حفص: {ضَعْفاً} بفتح الضاد (¬2). والضم لغة قريش وهو مصدر ضَعُفَ مثل " قرب قُرباً، والفتح لغة تميم". وهو مصدر ضَعُفَ ضَعفاً (¬3). قال الزجاج:" والمعنى في القراءتين واحد، يقال: هو الضَعْف والضُعف والمَكْث والمُكْث والفَقر والفُقر" (¬4). سورة التوبة قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرُ ابْنُ اللهِ} {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ} [30] قرأ ورش {عُزَيْرُ} بغير تنوين، وعزيرُ خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هذا عزير بن الله" أو أن أصلها التنوين فحذف تخفيفاً (¬5). قال الزجاج:" يجوز حذف التنوين لالتقاء الساكنين، وقد رُوي {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدُ} [سورة الإخلاص:1] فحذف التنوين لسكونه وسكون اللام، فكذلك ¬

(¬1) - ... أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة، ج2/ص121. ومحيسن، محمد سالم. المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر، ج2/ص184. (¬2) - ... الخياط، علي بن فارس. التبصرة في قراءات الأئمة العشرة. تحقيق: رحاب محمد مفيد، الرياض- السعودية، مكتبة الرشد، ط:1، 1428هـ - 2007، ص281. وابن مهران الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص190. (¬3) - ... الفراء، معاني القرآن. ج1/ص477، والمهدوي، شرح الهداية، ج1/ 324. (¬4) - ... الزجاج، إبرهيم بن السري. معاني القرآن وإعرابه. ج2/ 477. (¬5) - ... الزجاج، إبرهيم بن السري. معاني القرآن، ج1/ص391. المهدوي. شرح الهداية. ج1/ص328، والطبري، التلخيص في القراءات الثمان، ص:279.

حذف التنوين من (عزير ابن الله)، لسكونه وسكون الباء (¬1). وقرأ حفص: {عُزَيْرٌ} بالتنوين، وهو مبتدأ، وابن خبر عن عزير، فنُوّن من أجل حاجة الكلام إليه، كقولك: محمد بن عمنا وإن كان في الأصل عربياً، وهو يشبه في التصغير نُصيْراً، وإن كان في الأصل أعجمياً، فوجه الصرف فيه التخفيف، وقال النحاس: "والدليل على صحة الصرف أن هارون قال:" سألت أبا عمرو عن عزيرٍ، فقال: أنا أصرف" (¬2). قوله: {يضاهون قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} {يضاهِئُون قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [30] قرأ: ورش {يضَاهُون} بغير الهمزة والهاء مضمومة، قال الزجاج "يضاهون" يشابهون، والأكثر ترك الهمز (¬3). قرأ حفص {يضاهِئُون} الهاء مكسورة وبعدها همزة مضمومة بمعنى يشابهون أيضاً، قال الرازي:" وقال أحمد بن يحيى: لم يتابع عاصما أحد على الهمزة" (¬4). واللغتان مستعملتان، ومعناهما واحد، المضاهاة، المشابهة، يقال ضاهأ وضاهى وضاهيت وضاهأت، وهو مثل: أرجأ وأرجى. الأولى لغة عامة العرب، والثانية لغة ثقيف (¬5). ¬

(¬1) - ... الزجاج. معاني القرآن وإعرابه، ج3/ص357. والفراهيدي، الخليل بن أحمد. الجمل في النحو. تحقيق: فخر الدين قباوة (دار النشر غير معروفة)،ط:5، 1416هـ 1995م، ج1/ص238. (¬2) -النحاس، حجة القراءات، ج1/ص316، وابن الجزري، تحبير التيسير في القراءات العشر، ج1/ص389. (¬3) -الزجاج، معاني القرآن وإعرابه، ج1/ص291، والقيسي، مكي بن أبي طالب. الكشف عن وجوه القراءات وعلله. ج1/ص502. (¬4) -أبو عمرو الداني. التهذيب لما انفرد كل واحد من القراء السبعة، ص114. (¬5) -المهدوي، شرح الهداية، ج1/ص328، والنحاس. معاني القرآن، ج3/ص200.

قوله: {يَضِلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ} {يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [37] قرأ ورش: {يَضِلُّ} بفتح الياء وكسر الضاد من ضلَّ، على معنى يضلون أنفسهم بتحليلهم الشهر الحرام عاماً وتحريمهم له عاماً، ويقوي ذلك أن بعده قوله - عز وجل -: {يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً} (¬1). وقرأ حفص: {يُضَلُّ} بضم الياء وفتح الضاد مبنياً للمجهول، من أضلَّ، على معنى يضل به الذين كفروا غيرهم من أتباعهم، بدليل أن بعده قوله - عز وجل -: {زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ} على ما لم يسم فاعله (¬2)، فالفعلان مستندان إلى الذين كفروا (¬3). قوله: {وَيِقُولُونَ هُوَ أُذْنٌ قُلْ أُذْنُ خَيْرٍ لَّكُمْ} {وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ} [61] قرأ ورش: {أُذْنٌ قُلْ أُذْنُ} بإسكان الذال فيهما في كل القرآن (¬4)، وذلك لاستثقال ثلاث ضمات متتالية، فسكن الذال. وقرأ حفص {أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ} بضم الذال وهو الأصل (¬5). وقال المهدوي: لغتان: الأولى لغة بني بكر بن وائل، وتميم، والثانية لغة عامة العرب. وقال مكي: "أي هو مستمع خير لكم أي هو مستمع ما يحب استماعه وقابل ما ¬

(¬1) - فكانوا يحرمون المحرم عاماً، ويحرمون صفر عاماً، ويستحلون المحرم وهو" النسيء".انظر: أبا حيان. البحر المحيط. ج5/ص40، وأبا عمرو الداني، جامع البيان في القراءات السبع، ج3/ص 1152. (¬2) -ابن الجزري، تحبير التيسير في القراءات العشر، ج1/ص390. النحاس، معاني القرآن، ج3/ص208. (¬3) -ابن مجاهد. السبعة في القراءات، ص315. ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ج3/ص437. (¬4) - وقد تقدم توجيه مثلها في سورة المائدة [الآية:45]، والنساء [الآية: 19]. (¬5) - النحاس. معاني القرآن، ج3/ص228. وابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان، ج2/ص317.

يحب قبوله (¬1)، والمراد بالأذن هنا جملة، أي صاحب أذن وهو النبي / أي هو مستمع خير وصلاح لا مستمع شر وفساد (¬2). قوله: {إِن يُعْفَ .... تُعَذَّبْ طَآئِفَةٌ} {إِن نَّعْفُ .... نُعَذِّبْ طَآئِفَةً} [66] قرأ ورش: {يُعْفَ .... تُعَذَّبْ طَآئِفَةٌ} بالياء في الفعل الأول، وبالتاء في الفعل الثاني، على البناء لمالم يسم فاعله فيهما (¬3). وقرأ حفص: {نَّعْفُ ... نُعَذِّبْ طَآئِفَةً}، بنون العظمة فيهما، وهما مبنيان للمعلوم وهو الله - عز وجل - , ونصب طائفة على المفعول به (¬4). قوله: {قُرُبَاتٍ ..... أَلا إِنَّهَا قُرُبَةٌ} {قُرُبَاتٍ .... أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ} [99] قرأ ورش: {قُرُبَةٌ} بضم الراء (¬5). وقرأ حفص: {قُرْبَةٌ} بسكون الراء، وهما لغتان، والضم هو الأصل، والإسكان للتخفيف، ولم يختلفا في {قُرُبات} أنه بالضم. قال أبو حيان: "فإن كان جمع قربة، فجاء الضم على الأصل في الوضع، وإن كان جمع قربة بالسكون فجاء الضم اتباعاً لما قبله كما قالوا:" ظلمات في جمع ظلمة" (¬6). ¬

(¬1) - القيسي. مشكل إعراب القرآن. ج1/ص330. (¬2) - قال أبو حيان في سبب نزول هذه الآية:" كان قدام بن خالد, وعبيد بن هلال, والجلاس بن سويد في آخرين يؤذون الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال بعضهم: لا تفعلوا، فإنا نخاف أن يبلغه فيوقع بنا, فقال الجلاس:" بل نقول بما شئنا فإنّ محمداً أذن سامعة ثم نأتيه فيصدقنا" فنزلت الآية. انظر: أبا حيان. البحر المحيط. ج5/ص64. (¬3) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص 316، والنحاس. إعراب القراءات السبع. ج2/ص226. (¬4) - الداني. جامع البيان في القراءات السبع، ج3/ 1154، وابن خالويه. الحجة في القراءات السبع. ج1/ص176. (¬5) - أبو حيان. البحر المحيط. ج5/ص96. وأبو عمر الداني، التيسير في القراءات السبع، ص:204. (¬6) - أبو عمر الداني. جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ص1156، وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ج1/ص 362.

قوله: {إِنَّ صلواتِك سَكَنٌ لَّهُمْ} {إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} [103] قرأ ورش: {إِنَّ صلواتِك} بالجمع وكسر التاء، على أنه جمع مؤنث سالم (¬1). قرأ حفص: {صَلاَتَكَ} (¬2) بالتوحيد، لأنه مصدر، والمصادر قد تجمع كما في قوله - عز وجل -: {إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [سورة لقمان: 19]، والمراد بجمع الصلاة هنا: الجنس، لأن معناها الدعاء وهو صنف واحد (¬3). قوله: {الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً} {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً} [107] قرأ ورش: {الَّذِينَ} بحذف الواو وهو جائز (¬4)، وقرأ حفص {وَالَّذِينَ} بإثبات الواو، وهو عطف جملة على جملة (¬5). والقراءتان بنفس المعنى، وحذف الواو موافقة لرسم مصحف المدينة والشام، والإثبات موافقة لرسم مصحف مكة والبصرة والكوفة (¬6). قوله: {أُسِّسَ بُنْيَانُهُ. . . أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانُهُ} {أَسَّسَ بُنْيَانَهُ. . . أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} [109] ¬

(¬1) - ابن الجزري. النشر في القراءات العشر. 2/ 281. (¬2) - هنا وفي سورة هود [الآية:87]. (¬3) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان، ج2/ص59. ومحيسن، محمد سالم. المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة، ج2/ 214. (¬4) - ابن الجزري، تحبير التيسير في القراءات العشر، ج1/ص394، والنحاس. معاني القرآن، ج3/ص230. (¬5) - الطبلاوي، زين الدين منصور. الشمعة المضية بنشر قراءات السبعة المرضية. ج1/ 290. زاد المسير ج1/ص،148 (¬6) - الداني، المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار. باب: ما اختلف فيه مصاحف أهل الأمصار بالإثبات والحذف، تحقيق: محمد أحمد دهمان، دمشق- سوريا، دار الفكر، ط:1، 1983م، ص104.

قرأ ورش: {أُسِّسَ بُنْيَانُهُ} بضم الهمزة وكسر السين ورفع البنيان فيهما على ما لم يسم فاعله (¬1)، وقرأ حفص {أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} بفتحهما ونصب البنيان على أنه مفعول به (¬2)، والقراءتان متقاربتان، وهما يرجعان إلى معنى واحد (¬3). قوله: {إِلاَّ أَن تُقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} {إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [110] قرأ ورش {تُقَطَّعَ} بضم التاء، على ما لم يسم فاعله (¬4)، قرأ حفص: {إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ} بفتح التاء على أصل الكلمة، لأن أصلها "تتقطع" بتاءين فحذفت إحدى التاءين تخفيفاً، فالمعنيان متقاربان (¬5). قوله: {كَادَ تَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ} {كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ} [117] قرأ ورش: {تَزِيغُ} بالتاء ومن قرأ بالتاء رفع القلوب ب {كَادَ} والتقدير من بعدما كاد قلوب فريق منهم تزيغ (¬6)، ¬

(¬1) - ... أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة، ج2/ص339. (¬2) - ... ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص:318، وأبو علي الفارسي، الحجة في القراءات السبع ج1/ص178. (¬3) - ... الطبري، التلخيص في القراءات الثمان، ص:280، والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ص334. (¬4) - ... ابن غلبون. التذكرة في القراءات الثمان. ج2 /ص360.وابن الجزري. النشر في القراءات العشر، ج2/ص211. (¬5) - ... ابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها، ج2/ 608، والأخفش، معاني القرآن، ج1/ 336. (¬6) - ... أبو عمرو الداني. التيسير في القراءات السبع، ص 306، وابن إدريس. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ج1/ 369،ومحسين، محمد سالم. المغني في توجيه القراءات العشر. ج2/ص22، والزجاج. معاني القرآن وإعرابه ج1/ص306، والقيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعلله. ج1/ص310.

سورة يونس

وقرأ حفص: باليَاء، لأنه جعل في كاد اسماً، ورفعت كلمة (القلوب) بـ {يَزِيغُ} والتقدير كاد الأمر يزيغ قلوب فريق منهم. والمعنيان يرجعان إلى معنى واحد، ولأن القلوب مؤنثة تأنيثاً غير حقيقي، ولتقدم الفعل يجوز فيه التأنيث والتذكير (¬1). سورة يونس قوله - عز وجل -: {قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ} {قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ} [2] قرأ ورش: {لَسِحْرٌ} بكسر السين دون ألف، أي هذا الوحي والمراد به القرآن، بمعنى: إن هذا الوحي لسحر مبين. وقرأ حفص: {لَسَاحِرٌ} أي: إن هذا الذي يدعي أنه رسول هو ساحر (¬2). والقراءتان متقاربتان (¬3). فالرسول والرسالة كلاهما قد اتهم من قبل الكافرين أنه من أعمال السحر والساحرين. قوله - عز وجل -: {تذّكَرُون} {تذكَرُون} [3] قرأ ورش: {تذّكَرُون} بإدغام إحدى التاءين في الذال، وقرأ حفص: {تذكَرُون} بحذف التاء الثانية لاجتماع التائين تخفيفاً (¬4). ¬

(¬1) - ... النحاس. حجة القراءات. ج1/ص326، وابن الجزري. تحبير التيسير في القراءات العشر. ج1/ص389. (¬2) - الرعينى، محمد بن شريح. الكافي في القراءات السبع. ص 120، والنحاس. حجة القراءات. ج1/ص327، وابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص:307. (¬3) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص:141، والزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج3/ص6. (¬4) - وقد تقدم توجيه هذه الآية في سورة الأنعام [الآية:152]. انظر: ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص192.

قوله - عز وجل -: {نفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} {يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [5] قرأ ورش: {نفَصِّلُ} بنون العظمة لأنه رده على قوله - عز وجل - {أَنْ أَوْحَيْنَا} (¬1)، وقرأ حفص: {يُفَصِّلُ} بالياء على الغيبة، وهي عائدة على الحق سبحانه وتعالى، لتقدم قوله - عز وجل -: {مَا خَلَقَ اللهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ} (¬2). قوله - عز وجل -: {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ .. مَّتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ ... مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [23] قرأ ورش {مَّتَاعُ} بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره {هو متاع الحياة الدنيا}. ويجوز أن يكون خبر {بَغْيُكُمْ} (¬3)، قال الزجاج: "ومعنى الكلام. أن ما تنالونه لهذا الفساد والبغي تتمتعون به في الدنيا". وقرأ حفص: {مَّتَاعَ} بالنصب على أنه مفعول لأجله, والتقدير {تتمتعون متاعا} أو منصوب على المصدر (¬4). قوله - عز وجل -: {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَاتُ} {كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ} [33] قرأ ورش: {كَلِمَاتُ} على الجمع. وقرأ حفص: {كَلِمَتُ} على التوحيد (¬5). ¬

(¬1) - الدمياطي. إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. ج2/ 104، القيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 514. (¬2) - ابن مهران الأصفهاني. المبسوط في القراءات العشر. ص199. وابن أبي مريم. الموضح في وجوه القراءات وعللها ج1/ 615. (¬3) - ... ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص325، ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص330. (¬4) - ... الزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج3/ 13. والنحاس. إعراب القرآن ج1/ 250. (¬5) - ... وقد تم توجيه هذه الكلمة في سور: [الأنعام الآية: 15]. و [الأعراف الآية:137] وورد أيضاً في [سورة هود الآية:119].

قال ابن الجوزي: "وفي قوله "كلمات" قولان: الأول: أنها بمعنى وعده، والثاني بمعنى قضائه، ومن قرأ {كَلِمَاتُ} جعل كل واحدة من الكلم التي تواعدوا بها كلمة، ومن قرأ بالتوحيد، يجوز أن يكون المراد به الجنس" (¬1). قوله - عز وجل - {أَمَّن لاَّ يهَدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى} {أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى} [35] قرأ ورش: {يهَدِّي} بفتح الهاء. وقرأ حفص بكسر الهاء (¬2). والأصل "يهتدي" أدغمت التاء في الدال فطرحت فتحتها على الهاء الساكنة، وأما قراءة حفص بكسر الهاء، فإنه أدغم التاء بعد حذف حركتها. وأما قراءة ورش بفتح الهاء، فهو طرح حركة التاء عليها وإدغامها في الدال (¬3). قوله - عز وجل -: {يَوْمَ نحْشُرُهُمْ} {وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ} [45] قرأ ورش: {نَحْشُرُهُمْ} بنون العظمة للتفخيم والتعظيم، وقرأ حفص {يِحْشُرُهُمْ} بالياء (¬4)، لأنه رده إلى الآية السابقة وهي قوله: - عز وجل - {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً}. والقراءتان بمعنى واحد، والضميران يعودان إلى الله - عز وجل - لأن الحشر لا يكون إلا من الله (¬5). ¬

(¬1) - ... ابن الجوزي. زاد المسير في علم التفسير. ج4/ص30. (¬2) - ... الطبري، التلخيص في القراءات الثمان، ص:270. وأبو عمرو الداني. التيسير في القراءات السبع. ص:307. (¬3) - ... أبو علي الفارسي. الحجة للقراء السبعة. ج2/ ص366. والمهدوي. شرح الهداية. ج1/ 340. (¬4) - ... ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 328، والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص:283، وابن الجزري. النشر في القراءات العشر، ج2/ 214. وابن إدريس. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 380. (¬5) - ... أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج2/ 392. والقيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ 520.

سورة هود

سورة هود قوله - عز وجل -: {فَعَميتْ عَلَيْكُمْ} {فَعُمِّيتْ عَلَيْكُمْ} [28] قرأ ورش: {فَعَميتْ} بالفتح والتخفيف فهو أن يكون بمعنى أنهم عموا عن البينة أو بمعنى خفيت عليكم البينة. وقرأ حفص {فَعُمِّيتْ} بضم العين وتشديد الميم، لأنه بناه على ما لم يسم فاعله، بمعنى: عّماها الله عليكم (¬1). والقراءتان متقاربتان. تقول العرب عمي على فلان الخبر، وعمِّي عليه الخبر (¬2). لأنهم خفيت عليهم البينة لغفلتهم وعدم تأملهم، لأن الله - عز وجل - لا يظلم مثقال ذرة (¬3). قوله - عز وجل -: {مِن كُلِ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} {مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [40] قرأ ورش: {مِن كُلِ} بدون تنوين فهو على الظاهر على أنه مضاف، واثنين نصب على أنه مفعول به المعنى: فاحمل اثنين من كل زوج (¬4). قرأ حفص: {مِن كُلٍّ} بالتنوين، والمعنى: من كل شيء ومن كل زوج زوجين، فحذف المضاف، ونصب اثنين على أنها صفة لزوجين، وهو كما حذف المضاف إليه من قوله - عز وجل -: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [سورة البقرة:148] أي ولكل صاحب ملة قبلة هو موليها. ¬

(¬1) - ... الدمياطي. إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. ج1/ص24، وابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص485. (¬2) - ... ابن الجوزي. زاد المسير في علم التفسير. ج6/ص236. (¬3) - ... النحاس. معاني القرآن. ج3/ص343، وابن مهران الأصفهاني. المبسوط في القراءات العشر. ص:199، وابن أبي مريم الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص615. (¬4) - ... ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص486.

وقال الزجاج: "المعنى احمل زوجين اثنين من كل شيء، والزوج في كلام العرب يجوز أن يكون معه واحد والاثنان ..... ثم قال:" المعنى واحد أضفت أم لم تضف (¬1). قوله تعالى -: {مُجَرْاهَا وَمُرَسْاهَا} {مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [41] قرأ ورش: {مُجَرْاهَا} بضم الميم، فهو مصدر من أُجرِيت تُجرَى مُجرىً (¬2). وقرأ حفص {مَجْرَاهَا} بفتح الميم فهو مصدر من جرت، تجري مَجرى (¬3). واتفق ورش وحفص في إمالة الألف غير أن ورشا يقللها أي بين بين، وحفص يميلها إمالة كبرى، ولا يوجد في رواية حفص إمالة غيرها. والقراءتان بمعنى واحد (¬4). قوله - عز وجل -: {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا} {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا} [42] قرأ ورش: {يَا بُنَيِّ} مضافة بكسر الياء، وقرأ حفص: {يَا بُنَيَّ} بالفتح في كل القرآن في حالة الإفراد (¬5). ولتوجيه هذه الكلمة لابد من معرفة أصلها، قال النحويون: الأصل فيها "بنيْيي" ثلاث ياءات: ياء التصغير، وياء بعدها هي لام الفعل، وياء بعد لام الفعل هي ياء الإضافة (¬6). وعلى رواية ورش فإنه حذف ياء الإضافة وترك الكسرة تدل عليها، وعلى قراءة ¬

(¬1) - الزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج3/ص43. (¬2) - ... المهدوي، شرح الهداية. ج1/ص347. ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص393. (¬3) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، ج2/ 293.والعبكرى. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص698، والقيسي. مشكل إعراب القرآن. ج1/ص364. (¬4) - عبد الفتاح القاضي. الوافي في شرح الشاطبية. ص:239. (¬5) - ابن مهران الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص:239. وأبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع، ص:314. (¬6) - ... الزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج3/ص43. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ص347.

حفص فإنه أبدل من كسرة لام الفعل فتحة لاستثقال اجتماع الياءات مع الكسرة، فانقلبت ياء الإضافة ألفاً ثم حذفت الألف فبقيت الفتحة على حالها (¬1). قوله - عز وجل -: {فَلاَ تَسْأَلنِّي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} {فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [46] قرأ ورش: {فَلاَ تَسْأَلنِّي} بكسر النون وفتح اللام مع التشديد على أنه نون التأكيد وفتح اللام لئلا يلتقي الساكنان، ويثبت الياء في الوصل كقاعدته (¬2)، قال ابن زنجلة: "الأصل "فلا تسأل" جزماً على النهي ثم دخلت نون التوكيد ففتحت اللام لالتقاء الساكنان" (¬3). وقرأ حفص: {فَلاَ تَسْأَلْنِ} بكسر النون وإسكان اللام، أي بدون إدخال نون التأكيد، ووصل الفعل بضمير المتكلم (¬4). والقراءتان متقاربتان. قال الدكتور محيسن: "وجه إثبات الياء أنها لغة الحجازيين، ووجه حذف الياء أنها لغة هذيل" (¬5). قوله - عز وجل -: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمَئِذ} {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذ} [66] قرأ ورش: {يَوْمَئذ} بفتح الميم، ¬

(¬1) - الزمخشري، محمود بن عمر. الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، تحقيق: عبد الرزاق المهدي، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، (رقم الطبعة، وسنة النشر غير معروفة)،ج2/ص375. (¬2) - الطبري. التخليص في القراءات الثمان. ص:288، القيسي. مشكل إعراب القرآن. ج2/ص756. (¬3) - ابن زنجلة. حجة القرآن. ج1/ص344. (¬4) - ابن الجزري، تحبير التيسير في القراءات العشر. ج1/ص410. (¬5) - محيسن، محمد سالم. المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة. ج2/ص:289.

سورة يوسف

وقرأ حفص: {يَوْمِئِذ} بكسر الميم (¬1)، فأما رواية ورش، فعلى اعتبار {يَوْمَ} و {وإذْ} اسماً واحداً دخله الإعراب في آخر الكلمة، فبُني على الفتح كما في خمسة عشر (¬2)، وأما قراءة حفص بكسر اليوم على الإضافة كما يكسر المضاف إليه من سائر الأسماء (¬3). سورة يوسف قوله - عز وجل -: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابات الْجُبِّ} {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} [10 - 15] قرأ ورش: {غَيَابات}. بالجمع، وقرأ حفص: بالتوحيد {غَيَابَةِ} (¬4). قال النحاس: "فالحجة لمن وحد أنه أراد موضع وقوعه فيه وما غيبه منه، لأنه جسم واحد شغل مكاناً واحداً والحجة لمن جمع أنه أراد ظلم البئر ونواحيه فجعل كل مكان في غيابة (¬5)، والمعنيان متقاربان، والغيابة كل ما غاب عنك سواء كانت واحدة أو أكثر. قوله - عز وجل -: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ} {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} [12] قرأ ورش: {يَرْتَعِ} بكسر العين وقرأ حفص: {يَرْتَعْ} بسكون العين (¬6). ¬

(¬1) - ابن مهران الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص:240، وأبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع. ص:250 ابن الجزري، تحبير التسبير. ص:3406. (¬2) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص397. (¬3) - المهدوي، شرح الهداية، ج1/ص349. (¬4) - الدمياطي. إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. ج2/ 104، والقيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ص:514. (¬5) - أبو علي الفارسي، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص19. (¬6) - ابن مهران الأصفهاني. المبسوط في القراءات العشر. ص:245. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج2/ 673، وابن زنجلة. حجة القرآن. ج1/ 356، وأبو حيان. البحر المحيط. ج5/ص277.

وحجة ورش في كسر العين أنه من: ارتعى يرتعي، مجزوم، لأنه جواب الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وهو بمعنى: نتحارس ويرعى بعضنا بعضا، يقال رعاك الله، أو من الرعي، وحجة قراءة حفص بجزم العين فهو من رتع يرتع "الثلاثي الصحيح" وعلامة جزمه السكون، وهو بمعنى: أن ترسله يرعى الماشية ويأكل ويلعب (¬1). قوله - عز وجل -: {وَقَالَتْ هِيتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ} {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ} [23] قرأ ورش: {هِيتَ} بكسر الهاء، وقرأ حفص: {هَيْتَ} بفتح الهاء والتاء أي هلم وتعال (¬2). قال الزجاج: أما فتح التاء في هيت فلأنها بمنزلة أصوات ليس منها فعل يتصرف ففتحت التاء لسكونها وسكون الياء (¬3)، وكلمة {هيت} فيها لغات مستعملة وكلها بمعنى واحد. قال في مغني اللبيب: "فمن قرأ بهاء مفتوحة وياء ساكنة وتاء مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة فـ "هيت" فعلى أنه اسم فعل" (¬4) وقال الفراء: "ويقال: إنها لغةٌ لأهلِ حوران سَقَطَتْ إلى مكة فتكلّموا بها، قال: وأهل المدينة يقرؤون هِيتَ لكَ يكسرون الهاء، ولا يهمزون" (¬5). ¬

(¬1) - ابن منظور. لسان العرب مادة "رتع". ج8/ص113، والزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج3/ص67. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص314. زاد المسير ج4/ص187. (¬2) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص:347،والمهدوي، شرح الهداية، ج1/ص360. (¬3) - الزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج3/ص80. (¬4) - الأنصاري، جمال الدين بن هشام. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب. تحقيق: مازن المبارك / محمد علي حمد الله، دمشق -سوريا، دار الفكر، طبعة:6، (سنة النشر غير معروفة)، ج1/ص293. (¬5) - الفراء، يحيى بن زياد بن عبد الله. معاني القرآن، ج2/ص42.

قوله - عز وجل -: {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأْباً} {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً} [47] قرأ ورش: {دأباً} بإسكان الهمزة، وقرأ حفص: {دَأَباً} بفتح الهمزة (¬1). وفتح الهمزة وإسكانها لغتان، والإسكان مصدر من "دأب دأْبا" وهو الأشهر، وقال مكي: "والفتح والإسكان في المصدر لغتان كقولهم: النهر والنهر، والسمع والسمع، وقيل: إنما حرك وأسكن لأجل حرف الحلق" (¬2). والقراءتان بمعنى واحد وهو: متوالية (¬3). قوله - عز وجل -: {وَقَالَ لِفِتْيَتهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ} {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ} [62] قرأ ورش: {لِفِتْيَتهِ} بحذف الألف بعد الياء ثم التاء، وقرأ حفص: {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ} بألف بعد الياء ثم النون مكسورة بعد الألف، قال المهدوي: "وهما جمع فتى، لغتان مستعملتان مثل الصبيان والصبية (¬4). وقال ابن زنجلة: "والفتيان" للكثير من العدد بدليل قوله - عز وجل -: {اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ} فكما أن الرحال للعدد الكثير، "والفتية" جمع فتى في العدد القليل، مثل أخ وإخوة وقاع وقيعة، وحجته قوله - عز وجل -: ¬

(¬1) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص295. والعبكري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص698. (¬2) - العبكري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص734. (¬3) - القيسي. مشكل إعراب القرآن. ج1/ص364. (¬4) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص:349. وأبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع. ص:322.

{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} [سورة الكهف:10] (¬1). قوله - عز وجل -: {فَاللهُ خَيْرٌ حِفْظاً} {فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظاً} [64] وقرأ ورش: {حِفْظاً} بكسر الحاء، وحذف الألف وهو منصوب على التمييز (¬2). وقرأ حفص: {حَافِظاً} بفتح الحاء وألف بعدها وكسر الفاء على أنه اسم فاعل من "حفظ" وهو منصوب على الحال، ويجوز أن يكون منصوباً على التمييز، فالقراءتان بمعنى واحد (¬3). قوله - عز وجل -: {نَرْفَعُ دَرَجَاتِ مِّن نَّشَاء} {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء} [76] قرأ ورش: {نَرْفَعُ دَرَجَاتِ} بدون تنوين على الإضافة، وقرأ حفص {دَرَجَاتٍ} بالتنوين، والتقدير: نرفع من نشاء إلى درجات. قرأ حفص بالتنوين على أن في الآية التقديم والتأخير بمعنى نرفع من نشاء درجاتٍ، فيكون في موضع نصب وهو إما مفعولا ثانيا وإما بدلا. وقرأ ورش بدون تنوين بالإضافة إلى (من) لأنه أوقع الفعل على درجات و (من) في موضع جر بالإضافة والقراءتان جيدتان (¬4). قوله - عز وجل - {إِلاَّ رِجَالاً يُوحَى إِلَيْهِم} {إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم} [109] ¬

(¬1) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ص362. ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص361. (¬2) - أبو عمرو الداني. تحبير التيسير في القراءات العشر. ج1/ص415، والطبلاوي. الشمعة المضية بنشر قراءات السبعة المرضية. ج2/ص355. (¬3) - ... ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، ج2/ص222، والعبكري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص736، والقيسي. مشكل إعراب القرآن. ج1/ص388. (¬4) - ونفس الآية في [سورة الأنعام الآية:83].انظر ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص:349. وابن خالويه. الحجة في القراءات السبع ج1/ص144. وابن إدريس، الكتاب المختار. ج1/ 269.

قرأ ورش: {يُوحَى} بالياء وفتح الحاء في كل القرآن، على ما لم يسم فاعله (¬1). وقرأ حفص: {نُّوحِي} بنون العظمة، وكسر الحاء في جميع القرآن إلا قوله: - عز وجل - {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ} [سورة الشورى:3] فإنه قرأه بالياء وكسر الحاء (¬2)، والقراءتان بمعنى واحد، فمن قرأ بالنون أسند الفعل إلى الله - عز وجل - وهو مخبر عن نفسه بنون العظمة لما تقدم وهو قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ}، وهو نفس المعنى بالنسبة لمن قرأ بالياء، إذ أن الموحي إليهم أيضاً هو الله (¬3). قوله - عز وجل -: {وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُواْ} {وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} [110] قرأ ورش: {كُذِّبُواْ} بضم الكاف وكسر الذال مشددة على البناء للمجهول على أن الضمير في {وَظَنُّواْ} عائد على الرسل أنفسهم، والمعنى: أن الرسل أيقنوا أن قومهم كذّبوهم. قال الزجاج: "والمعنى حتى إذا استيأس الرسل من أن يصدقهم قومهم جاءهم نصرنا" (¬4). وقرأ حفص: {كُذِبُواْ} بضم الكاف وتخفيف الذال مكسورة على أن الضمير في {وَظَنُّواْ} عائد على المرسل إليهم لتقدمهم في الذكر، والتقدير: وظن المرسل إليهم أن الرسل كَذَبوهم فيما ادَّعوا من النبوة (¬5). ¬

(¬1) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص351، والطبري. التلخيص في القراءات الثمان، ص:295. (¬2) - ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص365. (¬3) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ 366. (¬4) - أبو عمرو الداني. جامع البيان فى القراءات السبع. ج3/ 1237، والنحاس. إعراب القراءات السبع. ج2/ 347. (¬5) - ... أبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 323، وابن خالويه. الحجة في القراءات السبع. ج1/ص199.

سورة الرعد

قال الزجاج: "وظن قومهم أنهم قد كذبوا فيما وُعدوا لأن الرسل لا يظنون ذلك" (¬1). قوله - عز وجل -: {فَنُنْجِي مَن نَّشَاء} {فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء} [110] قرأ ورش: {فَنُنْجِي مَن نَّشَاء} بنونين وسكون الياء، على أنه فعل مستقبل مبني للفاعل. وقرأ حفص {فَنُجِّيَ} بجيم مشددة وفتح الياء، على أنه فعل ماض مبني للمفعول (¬2). والقراءتان بمعنى واحد، فالضميران يرجعان إلى الله - عز وجل -. سورة الرعد قوله - عز وجل -: {وَجَنَّاتٌ منْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٍ وَنَخِيلٍ صِنْوَانٍ وَغَيرِ صِنْوَانٍ} {وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} [4] قرأ ورش: {وَزَرْعٍ وَنَخِيلٍ صِنْوَانٍ وَغَيرِ} بخفض الكلمات الأربع، لأنه عطفه على {مِّنْ أَعْنَابٍ} أي: جنات من أعناب وغير ذلك من زرع ونخيل (¬3). وقرأ حفص: {وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} برفع الكلمات الأربع، لأنه عطفه على {قِطَعٌ} في قوله: - عز وجل - {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ} في نفس الآية (¬4)، أي: في الأرض قطع متجاورات وفيها جنات وفيها زرع ونخيل (¬5). ¬

(¬1) - أبو حيان. البحر المحيط. ج5/ص347، والزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج3/ 108. (¬2) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص352، والدمياطي. إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. ج1/ص336 وابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص367. (¬3) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص 353. (¬4) - ابن الجزري، تحبير التيسير في القراءات العشر. ج1/ص420. (¬5) - النحاس. إعراب القراءات السبع. ج2/ 350، والقيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج2/ص19.

قوله - عز وجل -: {تُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ} {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} [4] قرأ ورش: {تُسْقَى} بتاء التأنيث أي هذه الأشياء تسقى بماء واحد، وقرأ حفص: {يُسْقَى} بالياء على التذكير أي يسقى ما قصصناه بماء واحد (¬1). من قرأ {تُسْقَى} بالتاء ذهب إلى تأنيث الزرع والجنات والنخيل، ومن قرأ بالياء ذهب إلى النبت وذلك كله يسقى بماء واحد (¬2). قوله - عز وجل -: {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكْلِ} {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ} [4] قرأ ورش: {فِي الأُكْلِ} بإسكان الكاف، وقرأ حفص {الأُكُلِ} بضم الكاف (¬3)، وهما لغتان مستعملتان بمعنى واحد (¬4). قال القيسي: الضم هو الأصل، فأُسكن تخفيفاً (¬5). قوله - عز وجل -: {ومما توقدون عَلَيْهِ فِي النَّارِ} {وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ} [17] قرأ ورش: {توقدون} بالتاء لأنه حمله على ما قبله، وهو {قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء} [16] ¬

(¬1) - ابن مهران الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص213.وأبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع، ص422. والرعينى. الكافي في القراءات السبع. ص:135. (¬2) - الزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج2/ 139. (¬3) - ابن أبي مريم. الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص580. (¬4) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص581. (¬5) - قد سبق توجيه هذه الآية في [سورة البقرة الآية:265].راجع ص 191. من الكتاب، وانظر: القيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1/ 315.

وقرأ حفص: {يُوقِدُونَ} بالياء لمناسبة ما قبله وهو {أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء} [16] (¬1) قوله - عز وجل -: {بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وصَدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ} {بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ} [33] قرأ ورش {وَصَدُّواْ} بناء على الفاعل، ويقوي هذه القراءة قول الله عز وجل: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ} (¬2). وقرأ حفص: {وصُدُّواْ} بضم الصاد، لأنه بناه على ما لم يسم فاعله مناسبة لما قبله، وهو {بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ}. قوله - عز وجل -: {أُكْلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا} {أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا} [35] قرأ ورش: {أُكْلُهَا} بسكون الكاف، وقرأ: حفص {أُكُلَهَا} بضم الكاف (¬3). وهما لغتان مشهورتان: والضم هو الأصل, والتسكين للتخفيف (¬4). قوله - عز وجل -: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ ويُثبِّتُ} {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [39] قرأ ورش: {ويُثبِّتُ} بفتح الثاء وتشديد الباء، على أنه مضارع "ثبّت"، وقرأ حفص {وَيُثْبِتُ} بسكون الثاء وتخفيف الباء. على أنه مضارع "أثْبت" (¬5)، وهما لغتان ¬

(¬1) - ابن زنجلة، حجة القراءات. ج1/ص374. (¬2) - محسين، محمد سالم. المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج2/ص290. (¬3) - ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص:382، وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص174، وابن غلبون التذكرة في القراءات الثمان. ج2/ص275، والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص:221. (¬4) - سبق توجيه هذه الآية في [سورة البقرة الآية: 265].انظر: ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص146. (¬5) - ابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ح2/ص:298، والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، ج1/ص270.

سورة إبراهيم

مثل "وفيت وأوفيت وعظمته وأعظمته (¬1). قوله - عز وجل -: {وَسَيَعْلَمُ الكافرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّار} {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّار} [42] قرأ ورش: {الكافرُ} بفتح الكاف وألف بعدها، وكسر الفاء على الإفراد، على أن المراد هنا جنس الكفار، أي سيعلم كل من كفر لمن العاقبة المحمودة في الدار الآخرة ألهم أم للنبي/ وأصحابه؟ (¬2) وقرأ حفص: {الْكُفَّارُ} بضم الكاف وفتح الفاء وتشديدها وألف بعدها مناسبة لما قبلها وهو قوله - عز وجل -: {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم} حتى يسير الكلام على سياق واحد (¬3). سورة إبراهيم قوله - عز وجل -: {إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهُ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} (¬4) {إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} [1،2] قرأ ورش {اللهُ} بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو الله (¬5). وقرأ حفص {اللهِ} بالخفض على أنه بدل من {الْحَمِيدِ}. فالقراءتان بمعنى واحد. قوله: - عز وجل - {كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّياح} {كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ} [18] ¬

(¬1) - ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص374. والمهدوي. شرح الهداية. ج1/ص 372. (¬2) - ابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج1/ص423، وابن أبي داود. كتاب المصاحف. ج1/ص149. (¬3) - ابن زنجلة. حجة القراءات. ج2/ 374، والمهدوي. شرح الهداية. ج1/ص 372. (¬4) - القيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج2/ 29. (¬5) - ابن غلبون، التذكرة فى القراءات الثمان،2/ 395.

سورة الحجر

قرأ ورش {الرِّياح} بالجمع بمعنى الجنس، وقرأ حفص {الرِّيحُ} (¬1) بالإفراد وكل منهما ورد في التنزيل، قال - عز وجل - {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً} [سورة الأعراف57]، وقال - عز وجل -: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ} [سورة ص: 36] فالمعنيان متقاربان. سورة الحجر قوله - عز وجل -: {مَا تَنَزِّلُ الْمَلائِكَةُ إِلاَّ بِالحَقِّ} {مَا ننَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ} [8] قرأ ورش: {مَا تَنَزِّلُ} بفتح التاء و {الْمَلائِكَةُ} بالرفع، على أن الفعل مسند إلى الملائكة، وأصل الفعل: تتنزل وحذف إحدى التاءين (¬2). وقرأ حفص: {مَا نُنَزِّلُ} بالنون والزاي المشددة و {الْمَلائِكَةَ} بالنصب على أنه مفعول به، والفاعل هو الله - عز وجل -، والمعنيان واحد (¬3). قوله - عز وجل -: {فَبِمَ تُبَشِّرُونِ} {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [54] قرأ ورش: {تُبَشِّرُونِ} بكسر النون وهي نون الوقاية مع حذف ياء المتكلم لدلالة الكسرة عليها، وأصله: "فبم تبشرونني" حذف نون الرفع لاستثقال اجتماعها مع نون الوقاية. وقرأ حفص: {تُبَشِّرُونَ} بفتح النون وهي نون الرفع. فالقراءتان بمعنى واحد (¬4). ¬

(¬1) - الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص:303 , وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص:226. (¬2) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 366، والطبري، التلخيص في القراءات الثمان، ص:304. (¬3) - ابن زنجلة. الحجة في القراءات السبع. ج1/ص376. (¬4) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص:350, والدمياطي. إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر, ج1/ص223, والقيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج2/ص32.

سورة النحل

سورة النحل قوله - عز وجل -: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ} [12] قرأ ورش: {وَالْنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} على أن النجوم معطوفة على ما قبلها، و (مسخرات) حال مؤكدة لعاملها (¬1)، وقرأ حفص {وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} بالرفع على أنه مبتدأ ومُسَخَّرَاتٌ خبره (¬2)، والقراءتان بمعنى واحد. قوله - عز وجل -: {وَالَّذِينَ تدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [20] قرأ ورش: {وَالَّذِينَ تدْعُونَ} بالتاء على الخطاب، وقرأ حفص {وَالَّذِينَ يَدْعُون} بالياء على الغيبة (¬3). والقراءة بالتاء رداًّ على قوله عز وجل: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} [18] وكأن الآية تقول: قل لهم يا محمد {وَالَّذِينَ تدْعُونَ}. وقال أبو علي الفارسي: "لا يجوز أن يكون في الظاهر خطاباً للنبي - صلى الله عليه وسلم - ¬

(¬1) - ابن زنجلة. الحجة في القراءات السبع. ج1/ص209, والعكبري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص791. (¬2) - هذا أظهر أوجه الإعراب لي، وهو إعراب الجمهور. وهناك أوجه أخرى مبسوطة في كتب النحو. انظر أبا حيان. البحر المحيط. ج5/ص465, وأبا داود. كتاب المصاحف. ج1/ص178. (¬3) - أبو عمرو الداني، جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ص1271.

ولا للمسلمين (¬1). والقراءة بالياء أيضاً، كأنه يقول: قل لهم يا محمد والله يعلم ما يسرون وما يعلنون والذين يدعون (¬2). قوله: - عز وجل - {الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونِ} {الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ} [27] قرأ ورش: {تُشَاقُّونِ} بكسر النون للإضافة، وقرأ حفص {تُشَاقُّونَ} بفتح النون (¬3)، وأصل الكلمة: تشاقونني، والكلام في توجيهها نفس الكلام في كلمة {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} فارجع إليه (¬4). قوله: - عز وجل - {إِنَّ اللهَ لا يُهْدى مَن يُضِلُّ} {إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ} [37] قرأ ورش: {لا يُهْدى} بضم الياء وفتح الألف على ما لم يسم فاعله. أي من يضله الله فلا يُهدى، وهو كمعنى قوله - عز وجل -: {مَن يُضْلِلِ اللهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ} [سورة الأعراف:186]. وقرأ حفص: {لاَ يَهْدِي} بفتح الياء وكسر الدال والقراءتان بمعنى واحد لأن الله هو الهادي كما قال - عز وجل -: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [سورة القصص56] (¬5). قوله - عز وجل -: {لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرِطُونَ} {لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ} [62] ¬

(¬1) - أبو علي الفارسي. الحجة للقراء السبعة. ج3/ص35. (¬2) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص456. (¬3) - الطبري. التلخيص في القراءات الثمان، ص:301. وابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج2/ص227. (¬4) - سورة الحجر الآية: [54]. انظر توجيه هذه الكلمة في الصفحة السابقة. (¬5) - أبو عمرو الداني. جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ص1271.

قرأ وورش: {مُّفْرِطُونَ} بكسر الراء، وهو اسم فاعل من "أفرط" بمعنى جاوز الحد (¬1)، قال مكي: "إذا أعجل، فمعناه معجلون إلى النار. وقرأ حفص: {مُّفْرَطُونَ} بفتح الراء وهو اسم مفعول من "أفرط" وقال الفراء: "بمعنى منسيون في النار" (¬2) والمعنيان متقاربان. قوله - عز وجل -: {نَسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ} {نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ} [66] قرأ ورش: {نَسْقِيكُم} بفتح النون، من سقى الثلاثي، وقرأ حفص: {نُّسْقِيكُم} بضم النون من أسقى الرباعي، فأسقى وسقى لغتان معناهما واحد، كأسرى وسرى، إذاً فالقراءتان بمعنى واحد (¬3). قال سيبويه: "وتقول: سقيته فشرب، وأسقيته جعلت له ماءً وسقيا، ألا ترى أنك تقول: أسقيته أي جعلت له ماءً وسقيا فسقيته (¬4). وكلاهما ورد في التنزيل. قوله: - عز وجل - {يَوْمَ ظَعَنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} [80] قرأ ورش: {ظَعَنِكُمْ} بفتح العين، وقرأ حفص: {ظَعْنِكُمْ} بإسكان العين (¬5)، وهما لغتان مستعملتان، قال الفراء:" الظعن يثقل في القراءة ويخفف، لأن ثانيه عين، والعرب تفعل ذلك بما ¬

(¬1) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج2/ص743. (¬2) - ابن مهران الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص:264. (¬3) - المهدوي، شرح الهداية. ج1/ص380. (¬4) - سيبويه. الكتاب. ج4/ ص58. وأبو علي الفارسي. الحجة للقراء السبعة. ج3/ص42. (¬5) - أبو عمرو الداني. التيسير في القراءات السبع. ص:339.

سورة الإسراء

كان ثانيه أحد الستة أحرف (أي حروف الحلق) مثل الشعر، والبحر والنهر (¬1). قوله: - عز وجل - {وَليَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم} {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم} [96] قرأ ورش: {وَليَجْزِيَنَّ} بالياء، لأنه رده على ما قبله في قوله - عز وجل -: {وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ}، وقرأ حفص: {وَلَنَجْزِيَنَّ} بنون العظمة لأن بعده {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [97] (¬2). سورة الإسراء قوله - عز وجل -: {وَزِنُواْ بِالقُسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} {وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} [35] قرأ ورش: {بِالقُسْطَاسِ} بضم القاف وهي لغة الحجازيين، وقرأ حفص: {بِالقِسْطَاسِ} بكسر القاف وهي لغة غير الحجازيين (¬3)، وهما لغتان مستعملتان، مثل القرطاس والقرطاس (¬4). قوله: - عز وجل - {كَانَ سَيّئَةً عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً} {كَانَ سَيّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً} [38] قرأ ورش: {سَيّئةً} منوناً غير مضاف على أنها خبر "كان" بمعنى كان كل ما سبق من النواهي خطيئة، ¬

(¬1) - الفراء. معاني القرآن. ج2/ص:40 , وأبو حيان، البحر المحيط. ج5/ص507. (¬2) - ابن أبي مريم. الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص2744. (¬3) - ... الدمياطي. إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. ج1/ص429ا , والقيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج2/ص46 ,المهدوي. شرح الهداية. ج1/ 387. (¬4) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، ج2/ 231, وابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص402.

وقرأ حفص {كَانَ سَيِّئُهُ} بضم الهمزة وبعدها هاء مضمومة على أنها اسم "كان" بمعنى كل ما تقدم ذكره من المأمور به والمنهي عنه كان سيئُه عند ربك مكروهاً، فالمعنيان متقاربان (¬1). قوله - عز وجل -: {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا تَقُولُونَ} {قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ} [42] قرأ ورش: {كَمَا تَقُولُونَ} بتاء الخطاب، مناسبة لما قبلها في قوله - عز وجل - {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم} كأنه - عز وجل - يأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن يخاطبهم، وقرأ حفص: {كَمَا يَقُولُونَ} بياء الغيبة، مناسبة لما قبلها {وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً} [41] (¬2) والقراءتان بمعنى واحد (¬3). قوله: - عز وجل - {يُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ} {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ} [44] قرأ ورش: {يُسَبِّحُ} بالياء لأن التأنيث غير حقيقي. وقرأ حفص: {تُسَبِّحُ} بالتاء لأنه أنث على اللفظ (¬4). قوله - عز وجل -: {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجْلِكَ} {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} [64] ¬

(¬1) - ابن الجزري. تحبير التيسير في القراءات العشر. ج1/ص228. (¬2) - النحاس. معاني القرآن. ج4/ص157. (¬3) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ 389. (¬4) - العكبري. التبيان في تفسير غريب القرآن. ج1/ص215, والدمياطي. إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر.

قرأ ورش: {وَرجْلِكَ} بإسكان الجيم على جمع "راجل" مثل "صاحب، وصحب، وراكب، وركب"، وقرأ حفص: {وَرَجِلِكَ} بكسر الجيم على أنه صفة مشبهة بمعنى راجل وهو ضد الراكب (¬1). قوله - عز وجل -: {وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إِلاَّ قَلِيلاً} {وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً} [76] قرأ ورش: {خَلْفَكَ}، وقرأ حفص: {خِلافَكَ} لمناسبة ما قبله في قوله - عز وجل -: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللهِ} [سورة التوبة:81] (¬2). ذكر القرطبي عن ابن الباري:" {خَلْفَكَ} بمعنى بعدك {خِلافَكَ} بمعنى مخالفتك (¬3). قوله: - عز وجل - {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تُفَجِّرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً} {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً} [90]. قرأ ورش: {تُفَجِّرَ} بضم التاء وفتح الفاء وتشديد الجيم مكسورة، من " فَجّرَ، يُفَجِّرَ" والتشديد يدل على الكثرة. ¬

(¬1) - القيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1 /ص488, وأبو علي الفارسي, الحجة في علل القراءات السبع. ج2/ص288. (¬2) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، ج2/ 172, والعكبري، التبيان في تفسير غريب القرآن. ج1/ص215. (¬3) - تفسير القرطبي ج10/ص302, وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص:141، وابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج2/ص172.

سورة الكهف

وقرأ حفص: {تَفْجُرَ} بفتح التاء وإسكان الفاءوضم الجيم، من "فجر، يَفْجر" (¬1). وقال مكي:" من شدد حمله على المعنى، وذلك أنهم سألوه كثرة الانفجار، ومن خفف حمله على اللفظ" (¬2). والمعنيان متقاربان (¬3). سورة الكهف قوله - عز وجل -: {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مَرْفِقًا} {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا} [16] قرأ ورش: {مَرْفِقًا} بفتح الميم وكسر الفاء مع تفخيم الراء. وقرأ حفص: {مِرفَقًا} بكسر الميم وفتح الفاء (¬4)، وهما لغتان فيما يرتفق به أي تنتفعون به (¬5). وقال ابن زنجلة عن أبي عمرو: "مرفق اليد بكسر الميم وفتح الفاء وكذلك مرفق الأمر مثل مرفق اليد سواء" (¬6). قوله: - عز وجل - {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَّاوَرُ} {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ} [17] قرأ ورش: {تَزَّاوَرُ} بتشديد الزاي بعدها ألف وأصله " تتزاور" أدغمت فيه التاء في الزاي. ¬

(¬1) - الطبري، التخليص في القراءات الثمان. ص:312. وأبو علي الفارسي. الحجة للقراء السبعة. ج3/ص70. (¬2) - القيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج2/ص50, وابن خالويه الحجة في القراءات السبع. ج1/ص220. (¬3) - أبو عمرو الداني. التيسير في القراءات السبع. ص344,والمهدوي. شرح الهداية ج1/ 390. (¬4) - الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص:316. (¬5) - أبو الحسن البغدادي. الروضة في القراءات الإحدى عشرة. ج2/ص755، والمهدوي. شرح الهداية. ج1/ص392. (¬6) - ابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج2/ص232، حجة القراءات ج1/ص412.

وقرأ حفص: {تَزَاوَرُ} بالزاي المخففة بعدها ألف على أصله "تتزاور" فحذفت منه إحدى التاءين (¬1)، فالقراءتان بمعنى واحد وهو من التزاور بمعنى الميل (¬2). قوله - عز وجل -: {وَلَمُلّئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} {وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} [18] قرأ ورش: {وَلَمُلّئتَ} بتشديد اللام، وقرأ حفص بتخفيف اللام (¬3)، وهما لغتان بمعنى واحد إلا أن التشديد يشير إلى التكثير والدوام (¬4). قوله - عز وجل -: {ءاتَتْ أُكْلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} {ءاتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} [33] قرأ ورش: {أُكْلَهَا} بسكون الكاف، لأنه استثقل توالي الضمات في اسم واحد، فأسكن الحرف الثاني، وقرأ حفص: {أُكُلَهَا} بضم الكاف على أصل الكلمة (¬5). قوله - عز وجل -: {وَكَانَ لَهُ ثُمُر} {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} [34 - 42] قرأ ورش: {ثُمُر} بضم الثاء والميم، وقرأ حفص: {ثَمَرٌ} بفتحهما (¬6). والثمر بفتح الثاء والميم، جمع ثمرة، كبقرة وبقر، بدليل قوله - عز وجل - قبلها {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ ءاتَتْ أُكُلَهَا} أي يعني ثمرها (¬7)، ¬

(¬1) - أبو العلاء الهمذاني. غاية الاختصار في القراءات العشرة. ص552. (¬2) - الزجاج. معاني القرآن. ج3/ص223،والعكبري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص840. (¬3) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج2 /ص412. (¬4) - ابن خالويه. الحجة في القراءات السبع ج1/ص222. (¬5) - قد سبق توجيه هذه الكلمة في سورة البقرة، الآية [265]. (¬6) - ابن الجزري. النشر في القراءات العشر.2/ 230. (¬7) - ابن أبي مريم. الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج2/ 780.

قال المهدوي: "الثمر بفتح الثاء والميم: ثَمَر الشجرة، وبضمهما: المال" (¬1). وقد ذكر المفسرون في قراءة من ضم ثلاثة أقوال: • الأول: أنه المال الكثير من صنوف الأموال. • والثاني: أنه الذهب والفضة. • والثالث: أنه جمع ثمرة, قال الزجاج: يقال ثَمَر وثِمار وثُمُ (¬2). قوله - عز وجل -: {لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَما مُنْقَلَبًا} {لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا} [36] قرأ ورش: {مِنْهَما} بصيغة تثنية الضمير، على أنه راجع إلى الجنتين في قوله - عز وجل -: {جَعَلْنَا لأّحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ} , وقرأ حفص: {مِنْهَا} بصيغة إفراد هاء الغيبة، على أنه راجع إلى الجنة في قوله - عز وجل -: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ} (¬3). قوله - عز وجل -: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقُبًا} {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} [44] قرأ ورش: {عُقُبًا} بضم العين والقاف, وقرأ حفص: {عُقْبًا} بضم العين وسكون القاف (¬4). والقراءتان عند الطبري بمعنى واحد (¬5)، قال مكي: "الأصل الضم، والإسكان تخفيف، كالعنْق والعنُق" (¬6). ¬

(¬1) - المهدوي. شرح الهداية. ج2/ص393، أبو عمرو الداني، جامع البيان فى القراءات السبع. ص:1306. (¬2) - الزجاج. معاني القرآن. ج3/ 232، أبو حيان. البحر المحيط. ج6/ص119. (¬3) - ابن غلبون. التذكرة في القراءات الثمان. ج2/ص413. والعبكري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص847. (¬4) - ابن الجزري. النشر فى القراءات العشر. ج2/ص230. (¬5) - الطبري. جامع البيان عن تأويل آي القرآن. ج15/ص252. (¬6) - القيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج2/ص62.

قوله - عز وجل -: {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قِبَلاً} {أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} [55] قرأ ورش: {قِبَلاً} قبلا بكسر القاف وفتح الباء، بمعنى: أو يأتيهم العذاب عيانا، وقرأ حفص: {قُبُلًا} بضم القاف والباء، على أنه جمع قبيل كما يجمع القتيل القُتُل، والجديد الجُدُد، وقال أبو حيان عن أبي عبيدة: "إن معنى القراءتين واحد وإن معناهما عياناً وأصله من المقابلة (¬1). قوله: {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلَنِّي} {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي} [70] قرأ ورش: {فَلَا تَسْأَلَنِّي} بفتح اللام وكسر النون والتشديد، وقرأ حفص: {فَلَا تَسْأَلْنِي} بإسكان اللام وتخفيف النون، سبق الحديث عنها (¬2). قوله - عز وجل -: {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَاكِيةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} [74] قرأ ورش: {زَاكِيةً} بالألف من غير تشديد، وقرأ حفص: {زَكِيَّةً} بغير ألف والياء مشددة (¬3)، وقال المهدوي: "وهما لغتان بمعنى واحد وهما بمنزلة القاسية والقسية" (¬4). وقد فرق بعضهم بين الزاكية والزكية، وقال ابن زنجلة عن أبي عمرو بن العلاء إنه قال: "الزاكية التي لم تذنب قط ¬

(¬1) - أبو حيان. البحر المحيط. ج6/ص132. (¬2) - وقد سبق توجيه هذه الآية في سورة هود الآية [46]. انظر: ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص394. (¬3) - أبو عمرو الداني. جامع البيان في القراءات السبع. ص1307. (¬4) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ 398.

والزكية التي أذنبت ثم تابت، وروي عن أبي عبيدة أنه قال: الزاكية في البدن والزكية في الدين" (¬1). قوله: - عز وجل - {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكُرًا} {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} [74 - 87] قرأ ورش: {نُكُرًا} بضم الكاف، وقرأ حفص: {نُكْرًا} بإسكان الكاف، وهما لغتان، مثل رحُما، ورحْماً (¬2). وقال العكبري: "والنكر والنكر لغتان قد قرئ بهما (¬3). قوله - عز وجل -: {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِي عُذْرًا} {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} [76] قرأ ورش {مِنْ لَدُنِي} بتخفيف النون, وقرأ حفص بضم الدال وتشديد النون (¬4). والأصل لدن بإسكان النون ثم أُضيفت إلى المتكلم فاجتمعت نونان فأدغمت النون في النون (¬5) , فحذف ورش إحدى النونين استخفافاً, وقرأ حفص على الأصل (¬6). قوله - عز وجل -: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} [81] قرأ ورش {أَنْ يُبَدِّلَهُمَا} بتشديد الدال، ¬

(¬1) - ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص424، وابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج2/ 232. (¬2) - أبو العلاء الهمذاني. غاية الاختصار في القراءات العشرة. ص557. (¬3) - العكبري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص856. (¬4) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص 396. (¬5) - ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص424. (¬6) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ 398.

وقرأ حفص {أَنْ يُبْدِلَهُمَا} بالتخفيف (¬1). قوله - عز وجل -: {فَاتَّبَعَ سَبَبًا} {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} (¬2) [85] قرأ ورش: {فَاتَّبَعَ} بالتاء المشددة، وقطع الهمزة والألف ألف قطع الرباعي, بمعناه قفا الأثر. وقرأ حفص: {فَأَتْبَعَ} بالتخفيف، من تبع يتبع (¬3)، بمعنى لحق، يقال: اتبعني فلان أي تبعني، كما يقال: ألحقني فلان بمعنى لحقني، والقراءتان متقاربتان" (¬4). قوله - عز وجل -: {فَلَهُ جَزَاءُ الْحُسْنَى} {فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى} [88] قرأ ورش: {جَزَاءُ} برفع مضاف، على أنه مبتدأ مؤخر، والخبر {فَلَهُ}. وقرأ حفص {جَزَاءً} على أنه مصدر على موضع الحال، قال الزجاج: "والتقدير: فله الحسنى مجزياً بها جزاء" (¬5). قال أبو علي الفارسي: المعنى فله جزاء الخلال الحسنى لأن الإيمان والعمل الصالح خلال" (¬6) , فالقراءتان بنفس المعنى. قوله: - عز وجل - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السُّدَّيْنِ} {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} [93] قرأ ورش: {السُّدَّيْنِ} بالرفع على أنه مصدر, وقرأ حفص: {السَّدَّيْنِ} بالفتح ¬

(¬1) - وقد سبق توجيه مثل هذه الآية فى قوله - عز وجل - {وأوصى، ووصى} سورة البقرة الآية [132].انظر ابن زبجلة. حجة القراءات. ض427. (¬2) - وفي قوله - عز وجل -: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا} [سورة الكهف 89 - 92] (¬3) - الدمياطي. إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. ج1/ص363. (¬4) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ص400. (¬5) - الزجاج. معاني القرآن. ج3/ص308, وابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص399, وابن زنجلة. حجة القراءات ج1/ص430. (¬6) - أبو علي الفارسي, الحجة في علل القراءات السبع. ج3/ص50.

على أنه اسم (¬1). وهما لغتان بمعنى واحد كالضَعف والضُعف والفَقر والفُقر (¬2) , وقال النحاس عن الكسائي:" السُّدّين بضَم السين وفَتحِها سواء السَّد والسُّد، وكذلك قولُه {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً} [سورة يس9] هما سواء فتح السين وضمّها" (¬3). وقال الزجاج: "وقيل: ما كان مسدوداً خلقة فهو سُدّ، وما كان من عمل الناس فهو سَدّ" (¬4). قوله - عز وجل -: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكاً} {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ} [98] قرأ ورش: {دَكاً} بالتنوين على أنه مصدر دكه, وقرأ حفص: {دَكَّاء} بألف التأنيث الممدودة (¬5). والقراءتان بمعنى واحد (¬6) , قال ابن زنجلة: "وتقول العرب ناقة دكاء أي لا سنام لها، ولابد من تقدير الحذف لأن الجبل مذكر فلا يوصف بدكاء، لأنها من وصف المؤنث دكاء، التقدير جعله أرضاً دكاء أي ملساء فأقيمت الصفة مقام الموصوف وحذف الموصوف, كما قال سبحانه: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حسنا} [سورة البقرة:38] أي: قولاً حسناً (¬7). ¬

(¬1) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص399. والمهدوي. شرح الهداية. ج1/ 402. (¬2) - ابن الجوزي. زاد المسير في علم التفسير. ج5/ص190. (¬3) - النحاس. معاني القرآن. ج4/ص292, وابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص430. (¬4) - الزجاج. معاني القرآن. ج3/ 310, وشهاب الدين. التبيان في تفسير غريب القرآن. ج1/ص279. (¬5) - الهمذاني، غاية الاختصار في قراءات العشر أئمة الأمصار. ص 5560. (¬6) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ 402, والنحاس. معاني القرآن. ج3/ص75. (¬7) - ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص435.

ثانيا: النتائج التي توصلت إليها وتتلخص في الأمور الآتية

كالراء واللام، وغير هذه القواعد والأصول والفرش مع التوجيه، وأما الفصل الثالث، فقد كان آخر فصول هذا البحث وتناولت فيه فرش الحروف من أول سورة البقرة إلى آخر سورة الكهف. ووجه الخلاف بين الروايتين مع التوجيه. ثانيا: النتائج التي توصلت إليها وتتلخص في الأمور الآتية: - إن الاختلاف في القراءات القرآنية هو اختلاف تنوع وتغاير يقوم على الخلافات اللغوية لفظا ومعنى أو من حيث اللفظ فقط دون المعنى، وليس من ذلك أي اختلاف يؤدي إلى التناقض أو التضاد، فهذا خلاف منفي عن كتاب الله تعالى. - وإن من مقاصد هذا الاختلاف تكثير المعاني الكريمة في الآية الواحدة، فكانت كل قراءة تلقي الضوء على جانب معين لم تبينه القراءة الأخرى أو الرواية، مما جعل الآية الواحدة بمثابة الآيات المتعددة بعدد الخلاف الذي فيها. - جميع الاختلافات التي وقعت بين القراءات المتواترة _ ومنها روايتا ورش وحفص -، ترجع إلى التلقي والمشافهة، نابعة من نزول القرآن على سبعة أحرف، ومما تلقاه الصحابة- رضوان الله عليهم- في الأخذ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنهم من تلقى عنه حرفا واحدا، ومنهم من تلقى أكثر من ذلك، وهم قد لقنوه لمن بعدهم وهكذا تلقته الأمة جيلا بعد جيل صحيحا متواترا. - بطلان زعم بعض المستشرقين في أن الاختلاف في القراءات القرآنية اختلاف فيه تناقض واضطراب، أو أنه يعود إلى مسائل في الرسم بمنأىً عن الرواية والمشافهة. - وتوصلت الدراسة إلى عدم صحة الوهم الذي يظنه بعض العامة أو من ليس له علم بالقراءات أن المراد بالأحرف السبعة هي القراءات السبع المنتشرة بين المسلمين، وبينت الدراسة بطلان هذا الكلام وأن القراءات العشر والروايات المتلقاة عنهم بالتلقي

والمشافهة، الصحيحة المنضبطة مردها إلى الأحرف السبعة نابعة منها. - من خلال التوجيه للقراءات وقفت الباحثة على الإعجاز الإلهي المكنون في حفظ القران الكريم من التبديل أو التفسير أو التحريف. - وبالتوجيه نفيد من توسيع الرقعة اللغوية، (نحوياً أو صرفياً أو بلاغياً)، في إجازة وجه مما قد منعه بعض النحويين أو اللغويين، فبذلك تتسع القواعد النحوية أو المظاهر اللغوية من الترادف أو المشترك أو الأضداد أو غير ذلك. وإن الأحرف السبعة بما فيها القراءات ظاهرة هامة جاء بها القرآن الكريم من نواح لغوية وعلمية متعددة، نوجز طائفة منها فيما يلي: أ- زيادة فوائد جديدة في تنزيل القرآن، ذلك أن تعدد التلاوة من قراءة إلى أخرى، ومن حرف لآخر قد تضيف معنىً جديداً، مع الإيجاز بكونه في آية واحدة. ب- إظهار فضيلة الأمة الإسلامية وقرآنها، وذلك أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله فإنما نزل بلسان واحد، وقراءة واحدة، وأنزل كتابنا بأحرف سبعة بأيها قرأ القارئ كان تالياً لما أنزله الله تعالى. ج- الإعجاز وإثبات الوحي، فالقرآن الكريم كتاب هداية يحمل الدعوة إلى العالم، وهو كتاب إعجاز يتحدى ببيانه هذا العالم، فبرهن بمعجزة بيانه عن حقيقة دعوته، ونزول القرآن بهذه الأحرف والقراءات تأكيد لهذا الإعجاز، والبرهان على أنه وحي الله لنبيه لهداية أهل الأرض من أوجه هذه الدلالة. د- إن هذه الأحرف والقراءات العديدة يؤيد بعضها بعضاً من غير تناقض في المعاني والدلائل، ولا تناف في الأحكام والأوامر، فلا يخفى ما في إنزال القرآن على سبعة أحرف من عظيم البرهان وواضح الدلالة.

ثالثا: التوصيات

ثالثاً: التوصيات: وبعد هذه الجولات الممتعة والرائعة التي قضيتها في بحث هذا الموضوع، وبعد النتائج التي تم التوصل إليها، لدي جملة من التوصيات أوجزها فيما يلي: - ضرورة الاهتمام بعلم القراءات لأنه من العلوم الجليلة العظيمة الرفيعة المتعلقة بكتاب الله عز وجل، ولأن كثيراً من الناس قد يجهل هذا العلم بسبب الخوف من الخوض فيه بحجة اكتفائه بتجويد القرآن وقراءته على رواية واحدة فقط دون غيرها، لكن ما من أحد أقبل على علم القراءات بجدِّ وشغف إلا وحظي بجلال هذا العلم، واستمتع بجماله وتنقل في بساتينه، وارتشف من أنهاره وأزهاره اليانعة. - إن علم القراءات علم فريد من نوعه، ويكاد يغدو من العلوم المهددة بالاندثار، وعندما تبحث عن أهل العلم فيه فكأنما تبحث عن العنقاء، لهذا أدعو إلى فتح قسم خاص بالقراءات في كليتنا الموقرة، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة أو شعبة ضمن تخصص التفسير، وهي دعوة لسائر كليات الشريعة في العالم الإسلامي. - تخصيص مساقات في علم القراءات في المرحلة الجامعية الأولى (البكالوريوس) وفي الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) يدرس فيها الطلبة شيئا من هذا العلم العظيم. - مع ثقتي أن أكون من طالبات هذا العلم المعلمات المهتمات به، فإنني أوصي أخواتي الدارسات بالبحث والتنقيب عن دقائقه والعيش معه فصحبة القرآن والقراءات شرف للمسلم في الدنيا والآخرة. والله أسأل التوفيق والسداد والحمد لله بدأ وانتهاءً الذي بنعمته تتم الصالحات.

فهرس المصادر

فهرس المصادر · ابن الأثير، المبارك بن محمد الجزري. النهاية في غريب الحديث والأثر. تحقيق: طاهر أحمد الزاوي - محمود محمد الطناحي، بيروت-لبنان، المكتبة العلمية، (رقم الطبعة غير معروف)، 1399هـ - 1979م. · ابن إدريس، أحمد بن عبيد الله. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. تحقيق: د. عبد العزيز الجهني، مكتبة الراشد، ط1، 1428هـ-2007م. · الأصفهاني، أبو بكر أحمد بن مهران. تاريخ أصبهان. تحقيق: سيد كسروي، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1990. · الأنصاري، جمال الدين بن هشام. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب. تحقيق: مازن المبارك, ومحمد علي حمد الله دار الفكر، دمشق - السورية، ط6،1985. · بازمول، محمد عمرو بن سالم. القراءات وأثرها في التفسير والأحكام. دار الهجرة للنشر والتوزيع، الرياض- السعودية، ط1، 1417هـ-1996م. · البخاري، محمد بن إبراهيم بن إسماعيل. التاريخ الصغير (الأوسط) تحقيق: محمود إبراهيم زايد، دار الوعي , مكتبة دار التراث - حلب , القاهرة - الطبعة: الأولى، 1397هـ - 1977م. · البخاري، محمد بن إسماعيل. الجامع الصحيح المختصر، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير , اليمامة - بيروت - 1407 - 1987، الطبعة: الثالثة. · الترمذي، محمد بن عيسى أبو عيسى السلمي. الجامع الصحيح سنن الترمذي. تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان. · ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام. تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، مكتبة ابن تيمية، الطبعة: الثانية، (سنة النشر وبلد الطباعة غير معروفة).

· ابن الجزري, الحافظ أبي الخير محمد بن محمد بن الدمشقي: - تحبير التيسير في القراءات العشر. تحقيق: أحمد محمد مفلح دار الفرقان للنشر والتوزيع، عمان- الأردن. ط1، 1421هـ-2000م. - تقريب النشر في القراءات العشر. تحقيق: إبراهيم عطوة عوض، القاهرة - مصر، دار الحديث ط، 1425هـ-2004م. - الدرة المضية. مكتبة الأزهر الشريف، القاهرة، مصر- ط، 2001م. - غاية النهاية في طبقات القراء. بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1427هـ2006م. - منجد المقرئين ومرشد الطالبين. بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة). · ابن جزي الكلبي، محمد بن أحمد. المختصر البارع في قراءة الإمام نافع. تحقيق: محمد الطبراني، مراكش-المغرب، مكتبة أولاد الشيخ التين، (رقم الطبعة وتاريخ النشر غير معروف). · الجنكي، أعمر بن محمد بوبا. الفارق بين روايتي ورش وحفص. تحقيق: محمد الأمين الشيقيطي، النهار للنشر والتوزيع، المدينة المنورة، السعودية. ط3، 1412هـ. · ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي. زاد المسير في علم التفسير. بيروت- لبنان، دارالمكتب الإسلامي، ط3، 1401هـ. · ابن أبي حاتم. محمد بن إدريس الرازي. الجرح والتعديل. بيروت -لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1271هـ- 1952م.

· الحاكم النيسابوري، محمد بن عبدالله. المستدرك على الصحيحين. تحقيق: مصطفى عبد القادرعطا دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان الطبعة الأولى، 1411هـ- 1990م. · ابن حبان، محمد بن أحمد التميمي الثقات. تحقيق: السيد شرف الدين، بيروت - لبنان، دار الفكر، ط1، 1395هـ - 1975م. · ابن حبان، محمد بن أحمد التميمي. صحيح ابن حبان، بترتيب ابن بلبان. تحقيق: شعيب الأرنؤوط، بيروت -لبنان، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1993م. · ابن حبان، محمد بن أحمد التميمي. مشاهير علماء الأمصار. تحقيق: فلايشهمر، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان،1959م. (رقم الطبعة غير معروف). · ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي. الإصابة في تمييز الصحابة. تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت-لبنان، دار الجيل ط2، 1412هـ - 1992م. · ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي. تقريب التهذيب. تحقيق: محمد عوامة، دار الرشيد، دمشق- سوريا، ط1، 1406هـ - 1986م. · ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي. فتح الباري شرح صحيح البخاري. تحقيق: محب الدين الخطيب. دار المعرفة - بيروت،. (رقم الطبعة غير معروف). · أبو الحسن البغدادي. الروضة في القراءات الإحدى عشرة. تحقيق مصطفى أدنان، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، ط1، 1424هـ-2004. · الحموي. أحمد بن عمر بن محمد. القواعد والإشارات في أصول القراءات. تحقيق: عبد الكريم محمد الحسن بكار، دمشق- سوريا، دار القلم، ط1، 1406هـ. · ابن حنبل، أحمد. العلل ومعرفة الرجال. تحقيق: وصي الله بن محمد، بيروت-لبنان/ الرياض-السعودية، المكتب الإسلامي/ دار الخاني، ط1، 1408هـ- 1988م.

· ابن حنبل، أحمد. مسند أحمد بن حنبل. القاهرة-مصر، مؤسسة قرطبة، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة). · ابن حيان، عبد الله بن محمد بن جعفر الأنصاري. طبقات المحدثين بأصفهان والواردين عليها. تحقيق: عبد الغفور البلوشي، مؤسسة الرسالة، بيروت-لبنان، ط2، 1412هـ -1992م. · أبو حيان النحوي، أثير الدين محمد بن يوسف. تفسير البحر المحيط. تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وآخرين، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1422هـ-2001م. · ابن خالويه، عبد الله الحسين بن أحمد. إعراب القراءات السبع وعللها. تحقيق: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، القاهرة-مصر، مكتبة الخانجي، ط1، 1413 هـ -1992م. · ابن خزيمة، محمد بن إسحاق. صحيح ابن خزيمة. تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، المكتب الإسلامي، بيروت- لبنان،1390هـ - 1970. · الخطيب البغدادي، أحمد بن علي أبو بكر. تاريخ بغداد. بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة). · الخياط، علي بن الفارس، التبصرة في القراءات الأئمة العشرة. تحقيق: رحاب محمد مفيد الشقيقي، بيروت-لبنان، مكتبة الرشد، ط1، 2007م. · الداني. التيسير في القراءات السبع، تحقيق: د/ حاتم صلح الضامن، مكتبة الصحابة، الإمارات العربية المتحدة، الشارقة، ط1، 1997م. · الداني. التهذيب لما تفرد كل واحد من القراء السبعة. تحقيق: صالح حاتم الضامن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، دمشق، السورية، ط1، 1426هـ-2005م.

· الداني. جامع البيان في القراءات السبع. الشارقة- الإمارات، مجموعة بحوث الكتاب والسنة، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الشارقة، ط1، 1428هـ-2007. · لداني. المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار. تحقيق: محمد أحمد دهمان، دمشق- سوريا، دار الفكر، ط:1، 1983م، ص104. · الدمشقي. أحمد بن مصطفى. اللطائف في اللغة {معجم أسماء الأشياء}.القاهرة-مصر، دار الفضيلة، (رقم الطبعة وتاريخ النشر غير معروف). · الدمياطي، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد الغني. إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. تحقيق: أنس مهرة، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1419هـ-1998م. · الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز. معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار. تحقيق: بشار عواد معروف وشعيب الأرناؤوط وصالح مهدي عباس، بيروت - لبنان، مؤسسة الرسالة، ط1، 1404هـ. · الرازي، محمد بن أبي بكر عبد القادر: مختار الصحاح، تحقيق: محمود خاطر، دار مكتبة لبنان ناشرون، بيروت - لبنان، طبعة جديدة، 1415 هـ 1995م. · الراغب الأصفهاني، الحسين محمد، المفردات في غريب القرآن، المكتبة التوفيقية، القاهرة، بدون تاريخ الطبع، · الرعينى محمد بن شريج. الكافي في القراءات السبع. تحقيق: أحمد محمود عبد السميع، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، ط: 1، 1421هـ -2000م. · الزجاج، إبرهيم بن السري. معاني القرآن وإعرابه. تحقيق: عبد الجليل عبده الشلبي، القاهرة - مصر، دار الحديث، (رقم الطبعة غير معروف)،1424هـ -2004م.

· الزرقاني، محمد عبد العظيم. مناهل العرفان في علوم القرآن، القاهرة- مصر، دارط1، الفكر1416هـ- 1996م. · الزركشي محمد بن بهادر بن عبد الله. البرهان في علوم القرآن. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم دار المعرفة، بيروت - لبنان، ط،1391هـ (رقم الطبعة غير معروف) · زلط، محمود رأفت بن حسن. الفوائد الجلية شرح المقدمة الجزرية. مؤسسة قرطبة للطبع والنشر والتوزيع، مصر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1426هـ -2005. · الزمخشري. محمود بن عمر الخوارزمي. الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل. تحقيق: عبد الرزاق المهدي. دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، (رقم الطبعة، وسنة النشر غير معروفة). · ابن زنجلة، عبد الرحمن بن محمد. جحة القراءات. تحقيق: سعيد الأفغاني. مؤسسة الرسالة، بيروت - لبنان، ط5، 1422هـ-2001م. · السخاوي، علي بن محمد. جمال القراء وكمال الإقراء. تحقيق: د. علي حسن البواب، مكتبة التراث، المكة المكرمة السعودية، ط1، 1408هـ-1987م. · سليمان الجمل. حاشية الجمل على شرح المنهج. لزكريا الأنصاري. بيروت- لبنان, دارالفكر (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة). · السندي، عبد القيوم. صفحات في علوم القراءات. بيروت-لبنان، دار البشائر الإسلامية، للطباعة والتوزيع، ط2، 1422هـ2001م. · السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن، الإتقان في علوم القرآن. تحقيق: سعيد المندوب، بيروت -لبنان، دار الفكر، ط1، 1416هـ- 1996م. · السيوطي. جلال الدين عبد الرحمن. تاريخ الخلفاء. بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، ط 1، 1988م.

· السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن، لباب النقول في أسباب النزول. بيروت - لبنان، دار إحياء العلوم (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة). · السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن، النقول في أسباب النزول. بيروت -لبنان، دار إحياء العلوم (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة). · شكري، أحمد خالد. قراءة الإمام نافع. دار عمار للنشر والتوزيع عمان - الأردن، الطبعة الأولى، 1.423هـ 2003. · شكري، أحمد خالد، وآخرون. المنير في أحكام التجويد. إعداد لجنة التلاوة في جمعية المحافظة على القرآن الكريم، المطابع المركزية، عمان، الأردن، الطبعة الرابعة، 1426هـ-2005 · الصفاقسي. غيث النفع في القراءات السبع. ولي الله سيدي علي النوري. ضبطه وصححه وخرج آياته محمد عبد القادر شاهين. دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، ط1، 1149 هـ- 1999م. · الصنعاني، عبد الرزاق بن همام. مصنف عبد الرزاق. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي المكتب الإسلامي، بيروت- لبنان، ط 1،1403 هـ. · الضباع، علي محمد. إرشاد المريد إلى مقصود القصيد. القاهرة -مصر، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، (رقم الطبعة وتاريخ النشر غير معروف) · الضباع، علي محمد. الإضاءة في بيان أصول القراءة. القاهرة-مصر، الجزيرة للنشر والتوزيع، المكتبة الأزهرية للتراث، ط1، (سنة النشر غير معروفة). · الضباع، علي محمد. صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص. مطبعة مصطفى البابي الحلبي، وأولاده، مصر ط1، 1346هـ.

· الطبري، عبد الكريم عبد الصمد. التلخيص في القراءات الثمان. تحقيق: محمد حسن عقيل، جدة -السعودية، الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن، ط1،1412هـ-1992م. · الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير. جامع البيان عن تأويل آي القرآن. بيروت-لبنان- دار الفكر، (رقم الطبعة غير معروف)، 1405هـ. · ابن الطحان السماتي، عبد العزيزالسماتي. المرشد القاري إلى تحقيق معالم القارئ. تحقيق: حاتم صال الضامن، القاهرة-مصر، مكتبة التابعين، ط1، 2007م. · ابن عابدين محمد علاء الدين. حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار فقه أبي حنيفة. بيروت -لبنان، دار الفكر للطباعة والنشر، (رقم الطبعة غير معروفة)،1421هـ - 2000م. · ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله بن محمد. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد. تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي ومحمد عبد الكبير البكري، الرباط-المغرب، وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية، (رقم الطبعة غير معروفة)، 1387هـ. · ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله بن محمد. الاستيعاب في معرفة الأصحاب. تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت -لبنان دار الجيل، ط1، 1412هـ. · عبد الراجي. اللهجات العربية في القراءات القرآنية، دار المعارف للنشر والتوزيع، القاهرة-مصر، ط1 - 1420 هـ -1999م. · عبده، محمد عبد الله.-الفرقان المبين في إفراد وجمع أصول القرءات العشر المتواتر من طرق الشاطبية والدرة وطيبة النشر، مطبعة الخط العربي، عمان- الأردن،، ط 1، 1427هـ-2006. · العبكري أبو البقاء عبد الله بن محسن. التبيان في إعراب القرآن. تحقيق: علي محمد البجاوي، عيسى البابي الحلبي وشركاه، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة).

· ابن العربي، أبو بكر محمد بن عبدالله. أحكام القرآن. تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1408هـ. · العلمي، خالد بن محمد، وسيد لاثين أبو الفرج. تقريب المعاني، شرح حرز الأماني في القراءات السبع. مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع، لمدينة المنورة- السعودية، ط4، 1421 هـ. · ابن غلبون، أبو الحسن طاهر بن عبد المنعم. التذكرة في القراءات الثمان. تحقيق: أيمن رشدي سويد. الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن، بجدة. (سنة النشر ورقمها غير معروف). · لفارسي، الحسن بن أحمد بن عبد الغفار. الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار بالحجاز والشام الذين ذكرهم أبو بكر بن مجاهد. وضع حواشيه وعلق عليه: كامل مصطفى النهداوي. دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط1، 1421هـ-2001. · الفارسي، الحسن بن أحمد بن عبد الغفار. الحجة في علل القراءات السبع. تحقيق د. عبد الفتاح إسماعيل شلبي. مطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة. ط، 2000م (رقم الطبعة غير معروف). · ابن فارس، أحمد بن زكريا. معجم مقاييس اللغة. تحقيق: عبد السلام محمد هارون دار الجيل، بيروت - لبنان، ط2، 1420هـ - 1999م. · الفراء، يحيى بن زياد بن عبد الله. معاني القرآن. قدم له وعلق عليه: إبراهيم شمس الدين، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، ط:1، 1423هـ- 2002م. · ابن القاصح، علي بن عثمان العذري. سراج القارئ المبتدى وتذكار القارئ المنتهي، في شرح حرز الأماني في القراءات السبع المروية على منظومة الشاطبي في القراءات. تحقيق: أحمد القادري، دمشق -سوريا، مطبعة الإنشاء، ط1، 1994م.

· القاضي، عبد الفتاح عبد الغني. البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة. دار الكتاب العربي. بيروت-لبنان، ط1، 1401هـ. · القاضي، عبد الفتاح عبد الغني. النظم الجامع لقراءة الإمام نافع. صححه وضبطه وعلق عليه السادات السيد منصور. المكتبة الأزهرية للتراث. القاهرة مصر. (سنة النشر ورقمها غير معروف). · القاضي، عبد الفتاح عبد الغني. الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع. جدة-السعودية، مكتبة السوادي للتوزيع، ط 5، 1999م، · القرطبي. محمد بن أحمد الأنصاري. الجامع لأحكام القرآن، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، (رقم الطبعة غير معروف)،1413هـ-1993م. · القسطلاني. شهاب الدين أحمد بن محمد. لطائف الإشارات لفنون القراءات. تحقيق: عامر السيد، وعبد الصبور شاهين، القاهرة-مصر، لجنة إحياء التراث، (رقم الطبعة غير معروفة) 1392هـ. · القضاة، أحمد محمد مفلح، وآخرون. مقدمات في علم القراءات. عَمّان- الأردن، دارعمار، ط1،2001م. · القضاة، محمد عصام مفلح، وآخرون. الواضح في أحكام التجويد. دار النفائس، الأردن -عمان الطبعة الرابعة، 1424هـ-2003م. · القيسي، مكي بن أبي طالب. كتاب الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها. تحقيق: د. محيي الدين رمضان، بيروت -لبنان، مؤسسة الرسالة، ط5، 1418هـ- 1997م. · القيسي، مكي بن أبي طالب. مشكل إعراب القرآن، تحقيق: حاتم صالح الضامن. مؤسسة الرسالة، بيروت -ط2، 1405 هـ.

· الكاساني، علاء الدين. بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع. بيروت- لبنان، دارا لكتاب العربي، ط،2،1982م. · ابن كثير، إسماعيل بن عمر الدمشقي. تفسير القرآن العظيم. دار ابن كثير دمشق، السورية، ط1، 1415هـ-1994م. · الكرماني، رضى الدين محمد بن أبي النصر. قراءة الكسائي، برواية أبي عمرو الدوري عن طريق ابن المقسم. تحقيق: حاتم صالح الضامن. دار نينوى للدراسات والنشر، دمشق - السورية، ط 1، 1426هـ- 2006م. · الكلبي، محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي. التسهيل لعلوم التنزيل. بيروت-لبنان, دار الكتاب العربي, ط4، 1403هـ- 1983م. · المارغيني، النجوم الطوالع على الدرر اللوامع في أصل مقر الإمام نافع. المكتبة العصرية، صيدا- لبنان، ط 1، 1423 هـ 2003. · المتولي، محمد أحمد. -فتح المعطي وغنية المقرئ، شرح مقدمة ورش. القاهرة-مصر، المكتبة الأزهرية للتراث ط، 2005م. (تاريخ النشر غير معروف). · ابن مجاهد، أبو بكر أحمد بن موسى, البغدادي. كتاب السبعة في القراءات. تحقيق: شوقي ضيف، القاهرة-مصر، دار المعارف، ط2،1400هـ. · محيسن، محمد سالم. القراءات وأثرها في علوم العربية. بيروت- لبنان، دار الجيل، ط1، 1998م. · محيسن، محمد سالم، المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة. مكتبة الكليات الأزهرية،، القاهرة، مصر، ط1، 1413هـ _ 1993م.

· المرداوي، علي بن سليمان. الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل. تحقيق: محمد حامد الفقي، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، (سنة النشر غير معروفة). · المرصفي، عبد الفتاح السيد عجمي. هداية القارئ إلى تجويد كلام الباري. دارالفجر لإسلامية، المدينة المنورة - السعودية، ط2، 1426هـ- 2005م. · ابن أبي مريم، نصر بن علي بن محمد الشيرازي الفارسي. الكتاب الموضح في وجوه القراءات وعللها. تحقيق: د. عمر حمدان الكبيسي، مكة المكرمة، المملكة العربية السعودية، ط3، 1426هـ ـ 2005م. · مصري، محمد نبهان بن حسين. الإستبرق في رواية ورش عن نافع. دار القبلة للثقافة الإسلامية. جدة- السعودية ط 1423هرقم الطبعة غير معروف). · مصري، محمد نبهان بن حسين. المذكرة في التجويد رواية الإمام حفص من طريق الشاطبية. ط33، 1426هـ2005م. (مكان النشر غير معروفة). · المزي، يوسف بن الزكي عبد الرحمن. تهذيب الكمال. تحقيق: بشار عواد معروف، بيروت- لبنان، مؤسسة الرسالة، ط1، 1400هـ - 1980م. · مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري. صحيح مسلم. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. دار إحياء التراث العربي، بيروت (سنة النشر ورقمها غير معروفة). · ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم. لسان العرب. بيروت-لبنان، دار صادر، ط1، (سنة النشر غير معروفة). · ابن منيع البصري، محمد بن سعد. الطبقات الكبرى. دار صادر، بيروت - لبنان، (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)

· المهدوي، احمد بن عمار. شرح الهداية. تحقيق: حازم سعيد رمضان. مكتبة الرشد، الرياض - السعودية. الطبعة الأولى، 1416هـ 1995م. · ابن مهران الأصفهاني، أبوبكر بن أحمد. المبسوط في القراءات العشر تحقيق: سبيع حمزة حاكي، دار القبلة للثقافة الإسلامية، جدة- السعودية، ط3، 1408هـ -1988م. · ميلودي، ابن أعمر. المختصر الجامع في شرح الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع. تحقيق: المختار ابن العربي الشنقيطي. دار ابن حزم، بيروت- لبنان. ط1، 1425 - 2004م. · النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل: إعراب القرآن. تحقيق: زهير غازي زاهد، بيروت-لبنان، عالم الكتب، ط3، 1409هـ- 1988م. · النحاس، أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل. معاني القرآن الكريم. تحقيق: محمد علي الصابوني، مكة المكرمة-السعودية، جامعة أم القرى، ط1، 1409هـ. · النسائي. الضعفاء والمتروكين، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، تحقيق: محمود إبراهيم زايد دار الوعي، حلب - ط ا، 1396هـ. · النووي، محيي الدين بن شرف. شرح صحيح مسلم. بيروت- لبنان، دار الفكر للطباعة والنشر، (رقم الطبعة غير معروفة)، 1401هـ. · النووي، محيي الدين بن شرف. المجموع شرح المهذب. بيروت -لبنان، دار الفكر، (رقم الطبعة غير معروفة)،1997م. · الهائم المصري، شهاب الدين أحمد بن محمد. التبيان في تفسير غريب القرآن. تحقيق: فتحي أنور الدابلوي. دار الصحابة للتراث، طنطا - مصر، ط1، 1412هـ- 1992م.

· ابن هبة الله الشافعي، علي بن الحسن. تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل. تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري. دار النشر: دار الفكر، بيروت - لبنان، ط، 1995م. · ابن هشام، عبد الملك بن هشام المعافري. السيرة النبوية. تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، بيروت -لبنان، دار الجيل، ط1،1411هـ. · الهمذاني، الحسن بن أحمد. غاية الاختصار في القراءات العشرة. تحقيق: محمد فؤاد، جدة- السعودية، الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن، ط1، 1414هـ-1994م. · ياقوت بن عبد الله الحموي. معجم البلدان. دار الفكر - بيروت. (رقم الطبعة، وسنة النشر غير معروفة). · ابن يالوشة. الفوائد المفهمة في شرح الجزرية المقدمة، (معلومات الكتاب غير مكتوبة) مكتبة جمعة الماجد للثقافة والتراث. رقم التسهيل:66242. · أبو اليمن، أبو بكر محمد. المختصر المفيد في معرفة أصول رواية ورش. القاهرة -مصر، مكتبة عالم الفكر بمصر، ط، 1403هـ-1983م. (رقم الطبعة غير معروف). · يوسف، عبد القادر. تراجم القراء العشرة ورواتهم وطرقهم. طنطا-مصر، دار الصحابة للتراث، ط، 11427هـ-2006. والله ولي التوفيق،،،

§1/1